Professional Documents
Culture Documents
1
1
TEXT
التمهيد لبن عبد البر | 1بسم ال الرحمن الرحيم صلى ) أ ( ال على سيدنا ) ب ( محمد وعلى أهله عونك اللهم ) ج ( قال أبو عمر يوسف بن عبدال بن محمد بن عبد
البر النمرى الحافظ رضى ال عنه الحمد ل الول والخر الظاهر الباطن القادر القاهر شكرا على تفضله وهدايته وفزعا الى توفيقه وكفايته ووسيلة الى حفظه ورعايته
ورغبة في المزيد من كريم الئه وجميل بلئه وحمدا على نعمه التي عظم خطرها عن الجزاء وجل عددها عن الحصاء وصلى ال على محمد خاتم النبياء ) ه ( وعلى
ءاله اجمعين وسلم تسليما اما بعد فاني رأيت كل من قصد الى تخريج ما في موطا مالك بن أنس رحمه ال من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم قصد بزعمه الى
المسند وأضرب عن المنقطع والمرسل وتأملت ذلك في كل ما انتهى الى مما جمع في سائر البلدان وألف على اختلف الزمان فلم أر جامعيه وقفوا عند ما شرطوه ول
سلم لهم في ذلك ما أملوه بل أدخلوا من المنقطع
شيئا في باب المتصل وأتوا بالمرسل مع المسند وكل من يتفقه منهم لمالك وينتحله ) ( 2اذا سألت من شئت ) أ ( منهم عن مراسيل الموطا قالوا صحاح ل يسوغ لحد
الطعن فيها لثقة ناقليها وأمانة مرسليها وصدقوا فيما قالوه من ذلك لكنها جملة ينقضها تفسيرهم باضرابهم عن المرسل والمقطوع وأصل مذهب مالك رحمه ال والذي
عليه جماعة أصحابنا المالكيين أن مرسل الثقة تجب به الحجة ويلزم به العمل كما يجب بالمسند سواء وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والثر في جميع المصار فيما
علمت على قبول خبر الواحد العدل وايجاب العمل به اذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو أجماع على هذا جميع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة الى يومنا هذا ال
الخوارج وطوائف من أهل البدع شرذمة ل تعد خلفا وقد أجمع المسلمون على جواز قبول الواحد السائل المستفتى لما يخبره به العالم الواحد ) ب ( اذا استفتاه فيما ل
يعلمه وقبول خبر الواحد العدل فيما يخبر به مثله وقد ذكر الحجة عليهم ) * ( في ردهم أخبار الحاد جماعة من أئمة الجماعة ) ج ( وعلماء المسلمين وقد أفردت لذلك
كتابا موعبا كافيا ) ( 3والحمد ل
ولئمة فقهاء المصار في انفاذ الحكم بخبر الواحد العدل مذاهب متقاربة ) ( 4بعد أجماعهم على ما ذكرت لك من قبوله وايجاب العمل به دون القطع على مغيبة فجملة
) أ ( مذهب مالك في ذلك ايجاب العمل بمسنده ومرسله ما لم يعترضه العمل الظاهر ببلده ول يبالي في ذلك من خالفه في سائر المصار أل ترى الى ايجابه العمل
بحديث التفليس وحديث المصراة ) ( 5وحديث أبي القعيس في لبن الفحل وقد خالفه في ذلك بالمدينة وغيرها جماعة من العلماء وكذلك المرسل عنده سواء أل تراه يرسل
حديث الشفعة ويعمل به ويرسل حديث اليمين مع الشاهد ويوجب القول به ويرسل حديث ناقة البراء بن عازب ) ب ( في جنايات المواشي ويرى العمل به ول يرى العمل
بحديث خيار المتبايعين ول بنجاسة ولوغ الكلب ولم يدر ما حقيقة ذلك كله ) ج ( لما اعترضهما عنده من العمل ولتخليص القول في ذلك موضع غير هذا وقالت طائفة
من أصحابنا مراسيل الثقات أولى ) د ( من المسندات واعتلوا بأن من أسند لك فقد أحالك على البحث عن أحوال من سماه لك ومن أرسل من الئمة حديثا مع علمه ودينه
وثقته فقد قطع لك على صحته وكفاك النظر ) ( 6
وقالت منهم طائفة أخرى لسنا نقول ان المرسل أولى من المسند ولكنهما سواء في وجوب الحجة والستعمال واعتلوا بأن السلف رضوان ال عليهم أرسلوا ووصلوا
واسندوا فلم يعب واحد منهم على صاحبه شيئا من ذلك بل كل من أسند لم يخل من الرسال ولو لم يكن ذلك كله عندهم دينا وحقا ما ) أ ( اعتمدوا عليه لنا وجدنا التابعين
اذا سئلوا عن شيء من العلم وكان عندهم في ذلك شيء عن نبيهم صلى ال عليه وسلم أو عن أصحابه رضي ال عنهم قالوا قال ) ب ( رسول ال كذا وقال عمر كذا ولو
كان ذلك ل يوجب عمل ول يعد علما عندهم لما قنع به العالم من نفسه ول رضى به منه السائل وممن كان يذهب الى هذا القول من أصحابنا أبو الفرج عمرو بن محمد
المالكي ) ( 7وأبو بكر محمد بن عبدال بن صالح البهري ) ( 8وهو قول أبي جعفر محمد بن جرير الطبري وزعم الطبري أن التابعين بأسرهم أجمعوا على قبول
المرسل ولم عنهم انكاره ول عن أحد الئمة بعدهم الى رأس المائتين ) ( 9كانه يعنى أن الشافعي أول من أبي ) ج ( من قبول المرسل
وقالت طائفة أخرى من أصحابنا لسنا نقول ان ) أ ( المسسند الذي اتفقت جماعة أهل الفقه والثر في سائر المصار وهم الجماعة على قبوله والحتجاج به واستعماله
كالمرسل الذي اختلف في الحكم به وقبوله في كل أحواله بل نقول ان للمسند مزية فضل لموضع التفاق وسكون النفس الى كثرة القائلين به وان كان المرسل يجب أيضا
العمل به وشبه ذلك من مذهبه بالشهود يكون بعضهم أفضل حال من بعض وأقعد وأتم معرفة وأكثر عددا وأن كان البعض عدلين جائزي الشهادة وكل ) ب ( الوجهين
يوجب العمل ول يقطع العذر وممن كان يقول هذا أبو عبدال محمد بن أحمد بن أسحاق بن خوازبنداذ البصرى المالكي ) ( 10وأما أبو حنيفة وأصحابه فانهم يقبلون
المرسل ول يردونه ال بما يردون به المسند من التأويل والعتلل على أصولهم في ذلك وقال سائر أهل الفقه وجماعة أصحاب الحديث في كل المصار فيما علمت
النقطاع في الثر علة تمنع من وجوب ) ج ( العمل به وسواء عارضه خبر متصل أم ل وقالوا اذا اتصل خبر وعارضه خبر منقطع لم ) د ( يعرج على المنقطع مع
المتصل وكان المصير الى المتصل دونه
وحجتهم في رد المراسيل ما أجمع عليه العلماء من الحاجة الى عدالة المخبر وأنه ل بد من علم ذلك فاذا حكى التابعي عمن لم يلقه لم يكن بد من معرفة الواسطة اذ قد
صح ان التابعين أو كثيرا منهم رووا عن الضعيف وغير الضعيف فهذه النكتة عندهم في رد المرسل لن مرسله يمكن أن يكون سمعه ممن يجوز قبول نقله وممن ل
يجوز ول بد من معرفة عدالة الناقل فبطل لذلك الخبر المرسل للجهل بالواسطة قالوا ولو جاز قبول المراسيل لجاز قبول خبر مالك والشافعي والوزاعي ومثلهم اذا
ذكروا خبرا عن النبي صلى ال عليه وسلم ولو جاز ذلك فيهم لجاز فيمن بعدهم الى عصرنا وبطل المعنى الذي عليه مدار الخبر ومن حجتهم ايضا في ذلك أن الشهادة
على الشهادة قد أجمع المسلمون أنه ل يجوز فيها ال التصال والمشاهدة فكذلك الخبر يحتاج من التصال والمشاهدة الى مثل ما تحتاج اليه الشهادة اذ هو باب في ايجاب
الحكم واحد هذا كله قول الشافعي وأصحابه وأهل الحديث ولهم في ذلك من الكلم ما يطول ذكره وأما أصحابنا فكلهم مذهبه في الصل استعمال المرسل مع المسند كما
يوجب الجميع استعمال المسند ول يردون بالمسند المرسل ) أ ( كما ل يردون الخبرين المتصلين ما وجدوا الى استعمالهما سبيل وما ردوا به المرسل من حجة بتأويل أو
عمل مستفيض أو غير ذلك من أصولهم فهم يردون به المسند سواء ل فرق بينهما عندهم
قال أبو عمر هذا أصل المذهب ثم انى تأملت كتب المناظرين ) أ ( والمختلفين من المتفقهين وأصحاب الثر من أصحابنا وغيرهم فلم أر أحدا منهم يقنع من خصمه اذا
احتج عليه بمرسل ول يقبل منه في ذلك خبرا مقطوعا وكلهم عند تحصيل المناظرة يطالب خصمه بالتصال في الخبار وال المستعان وانما ذلك لن التنازع انما يكون
بين من يقبل المرسل وبين من ل يقبله فان احتج به من يقبله على من ل يقبله قال له هات حجة غيره فان الكلم بيني وبينك في أصل هذا ونحن ل نقبله وان احتج من ل
يقبله على من يقبله كان من حجته كيف تحتج على بما ليس حجة عندك ونحو هذا ولم نشاهد نحن مناظرة بين مالكي يقبله وبين حنفي يذهب في ذلك مذهبه ويلزم على
أصل مذهبهما في ذلك قبول كل واحد منهما من صاحبه المرسل اذا أرسله ثقة عدل رضا ) ب ( ما لم يعترضه من الصول ما يدفعه وبال التوفيق واختلف اصحابنا
وغيرهم في خبر الواحد العدل هل يوجب العلم والعمل جميعا أم يوجب العمل دون العلم والذي عليه أكثر أهل العلم منهم أنه يوجب العمل دون العلم وهو قول الشافعي
وجمهور أهل الفقه والنظر ول يوجب العلم عندهم ال ما شهد به على ال وقطع العذر بمجيئه قطعا ول ) ج ( خلف فيه
وقال قوم كثير من أهل الثر وبعض أهل النظر انه يوجب العلم الظاهر والعمل جميعا منهم الحسين ) أ ( الكرابيسي ) ( 11وغيره وذكر ابن خوازبنداذ أن هذا القول
يخرج على مذهب مالك ) ( 12قال أبو عمر الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم ) ب ( كشهادة الشاهدين والربعة سواء وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والثر وكلهم
يدين بخبر الواحد العدل في العتقادات ويعادى ويوالى علها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده على ذلك جماعة أهل السنة ولهم في الحكام ما ذكرنا وبال توفيقنا ولما
اجمع اصحابنا على ما ذكرنا في المسند والمرسل واتفق سائر العلماء على ما وصفنا رأيت أن أجمع في كتابي هذا كل ما ) ج ( تضمنه موطأ مالك بن أنس رحمه ال ) د
( في رواية يحيى بن يحيى الليثي الندلس عنه ) ( 13من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم مسنده ومقطوعة ومرسله وكل ما ) ه ( يمكن اضافته اليه صلوات ال
وسلمه عليه ورتبت ذلك مراتب قدمت فيها المتصل ثم ما جرى مجراه مما اختلف في اتصاله ثم المنقطع والمرسل
وجعلته على حروف المعجم في أسماء شيوخ مالك رحمهم ال ليكون أقرب للمتناول ووصلت كل مقطوع جاء متصل من غير رواية مالك وكل مرسل جاء مسندا من
غير طريقه رحمة ال عليه فيما بلغني علمه وصح بروايتي جمعه ليرى الناظر في كتابنا هذا موقع آثار الموطأ من الشتهار والصحة واعتمدت في ذلك على نقل الئمة
وما رواه ثقات هذه المة وذكرت من معاني الثار وأحكامها المقصودة بظاهر الخطاب ما عول على مثله الفقهاء أولو اللباب وجلبت من أقاويل العلماء في تأويلها
وناسخا ومنسوخها وأحكامها ومعانيها ما يشتفى به القارىء الطالب ويبصره وينبه العالم ويذكره وأتيت من الشواهد على المعاني والسناد بما حضرني من الثر ذكره
وصحبني حفظه مما تعظم به فائدة الكتاب ) أ ( وأشرت الى شرح ما استعجم من اللفاظ مقتصرا على اقاويل أهل اللغة وذكرت في صدر الكتاب من الخبار الدالة على
البحث عن صحة النقل وموضع المتصل والمرسل ومن أخبار مالك رحمه ال وموضعه من المامة في علم الديانة ومكانه من النتقاد والتوقي ) ب ( في الرواية ومنزلة
موطئه عند جميع العلماء المؤلفين منهم والمخالفين نبذا يستدل بها اللبيب على المراد وتغنى المقتصر عليها عن الزدياد وأومأت الى ذكر بعض أحوال الرواة وأنسابهم
وأسنانهم ومنازلهم
وذكرت ) أ ( من حفظت تاريخ وفاته منهم معتمدا في ذلك كله على الختصار ضاربا عن ) ب ( التطويل والكثار وال أسأله العون على ما يرضاه ويزلف فيما قصدناه
B314
TEXT
فلم نصل الى شيء مما ذكرناه ال بعونه وفضله ل شريك له فله الحمد كثيرا دائما على ما ألهمنا من العناية بخير الكتب بعد كتابه وعلى ما وهب لنا من التمسك بسنة
رسوله محمد صلى ال عليه وسلم وما توفيقي ال بال وهو حسبي ونعم الوكيل وانما ) ج ( اعتمدت على رواية يحيى بن يحيى المذكورة خاصة لموضعه عند أهل بلدنا
من الثقة والدين والفضل والعلم والفهم ولكثرة استعمالهم لروايته وراثة عن شيوخهم وعلمائهم ال أن يسقط من روايته حديث من أمهات أحاديث الحكام أو نحوها فأذكره
من غير روايته أن شاء ال فكل ) د ( قوم ينبغي لهم امتثال طريق سلفهم فيما سبق اليهم من الخير وسلوك منهاجهم فيما احتملوا عليه من البر وان كان غيره مباحا
مرغوبا فيه والروايات في مرفوعات الموطأ متقاربة في النقص والزيادة وأما اختلف روايته في السناد والرسال والقطع والتصال فأرجوا أن ترى ما يكفى ويشفى في
كتابنا هذا مما ل يخرجنا عن شرطنا أن شاء ال لرتباطه به وال المستعان فأما روايتنا للموطأ من طريق يحيى بن يحيى الندلسي رحمه ال
فحدثنا بها أبو عثمان سعيد بن نصر ) ( 14لفظا منه قراءة على من كتابه رحمه ال وأنا أنظر في كتابي قال حدثنا قاسم بن أصبغ ) ( 14ووهب بن مسرة ) ( 14قال
حدثنا محمد بن وضاح ) ( 14قال حدثنا يحيى بن يحيى عن مالك وحدثنا به ) أ ( أيضا أبو الفضل أحمد بن قاسم ) ( 14قراءة منى عليه قال حدثنا محمد بن عبدال بن
أبي دليم ) ) ( 14ب ( ووهب بن مسرة قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا يحيى عن مالك ) ب ( وحدثنا به أيضا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد ) ( 14قراءة منى
عليه قال حدثنا وهب بن مسرة قال ) ج ( حدثنا ابن ضاح قال حدثنا يحيى عن مالك وحدثني به أيضا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد المذكور رحمه ال قال حدثنا أبو
عمر أحمد بن مطرف ) ( 14وأحمد بن سعيد ) ( 14قال حدثنا عبيد ال بن يحيى بن يحيى ) ( 14قال ) د ( حدثني أبي عن مالك وبين رواية عبيد ال ورواية ابو
وضاح حروف قد قيدتها في كتابي وال أسأله حسن العون على ما يرضيه ويقرب منه فأنما نحن به ل شريك له وحسبنا ال ونعم الوكيل
) 1 $باب معرفة المرسل والمسند والمنقطع والمتصل والموقوف ومعنى التدليس ( $قال أبو عمر هذه أسماء اصطلحية وألقاب اتفق الجميع عليها وأنا ذاكر في هذا
الباب معانيها أن شاء ال اعلم وفقك ال اني تأملت اقاويل ائمة أهل الحديث ونظرت في كتب من اشترط الصحيح في النقل منهم ومن لم يشترطه فوجدتهم أجمعوا على
قبول السناد المعنعن ) ( 15ل خلف بينهم في ذلك اذا جمع شروط ثلثة وهي عدالة المحدثين في أحوالهم ولقاء بعضهم بعضا مجالسة ومشاهدة وأن يكونوا براء من
التدليس والسناد المعنعن فلن عن فلن عن فلن عن فلن وقد حدثنا اسماعيل بن عبدالرحمن ) ( 16حدثنا ابراهيم بن بكر ) ( 17حدثنا محمد بن الحسين بن احمد
الزدي الحافظ الموصلي ) ( 18
قال حدثنا ابن زاكيا قال حدثنا أبو معمر عن وكيع قال ) ج ( قال شعبة فلن عن فلن ليس بحديث قال وكيع ) ج ( وقال سفيان هو حديث قال أبو عمر ثم ان شعبة
انصرف عن هذا الى قول سفيان وقد اعلمتك ان المتأخرين من أئمة ) د ( الحديث والمشترطين في تصنيفهم الصحيح قد أجمعا على ما ذكرت لك وهو قول مالك وعامة
أهل العلم والحمد ل ال أن يكون الرجل معروفا بالتدليس فل يقبل حديثه حتى يقول حدثنا أو سمعت فهذا ما ل أعلم فيه أيضا خلفا ومن الدليل على أن عن محمولة عند
أهل العلم بالحديث على التصال حتى يتبين النقطاع فيها ما حكاه أبو بكر الثرم ) ( 21عن أحمد ابن حنبل أنه سئل عن حديث المغيرة بن شعبة أن النبي عليه السلم
مسح أعلى الخف وأسفله فقال هذا الحديث ذكرته لعبدالرحمن بن مهدي
فقال عن ابن المبارك ) ( 22أنه قال عن ثور ) ( 23حدثت عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة ) أ ( وليس فيه المغيرة قال أحمد وأما الوليد ) ( 24فزاد فيه عن
المغيرة ) أ ( وجعله ) ب ( ثور عن رجاء ولم يسمعه ثور من رجاء لن ابن المبارك قال فيه عن ثور حدثت عن رجاء قال أبو عمر ال ترى أن أحمد بن حنبل رحمه
ال عاب على الوليد بن مسلم قوله عن في منطقع ليدخله في التصال فهذا بيان أن عن ظاهرها التصال حتى يثبت فيها غير ذلك ومثل هذا عن العلماء كثير وسنذكر هذا
الحديث بطرقه عند ذكر حديث المغيرة بن شعبة في باب ابن شهاب عن عباد بن زياد ان شاء ال
وأما التدليس ) ( 25فهو أن يحدث الرجل عن الرجل قد لقيه وأدرك زمانه وأخذ عنه وسمع منه وحدث عنه بما لم يسمعه منه وآنما سمعه من غيره عنه ممن ترضى
حاله أو ل ترضى ) أ ( على أن الغلب في ذلك أن لو كانت حاله مرضيه لذكره وقد يكون لنه ) ب ( استصغره هذا هو التدليس عند جماعتهم ل ) ج ( اختلف بينهم
في ذلك وسنبين معنى التدليس بالخبار عن العلماء في الباب بعد هذا ان شاء ال واختلفوا في حديث الرجل عمن لم ) د ( يلقه مثل مالك عن سعيد بن المسيب والثوري
عن ابراهيم النخعي وما أشبه هذا فقالت فرقة هذا تدليس لنهما لو شاءا لسميا من حدثهما كما فعل في الكثير مما بلغهما عنهما قالوا وسكوت المحدث عن ذكر من حدثه
مع علمه به دلسة ) ( 26قال أبو عمر فان كان هذا تدليسا فما أعلم أحدا من العلماء سلم منه في قديم الدهر ول في حديثه اللهم ال شعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد
القطان فان هذين ليس يوجد لهما شيء من هذا ل سيما شعبة فهو القائل لن أزني أحب الى من أن أدلس
حدثنا عبد الوارث بن سفيان ) ( 27حدثنا قاسم بن أصبغ ) ( 28حدثنا محمد بن عبدالسلم الخشني ) ( 29حدثنا بندار ) ( 30حدثنا غندر ) ( 31قال سمعت شعبة
يقول التدليس في الحديث أشد من الزنا ولن أسقط من الماء الى الرض أحب الى من أن أدلس وقال أبو نعيم ) ( 32سمعت شعبة يقول لن أزنى أحب الى من ان أدلس
وقال أبو الوليد الطيالسي ) ( 33سمعت شعبة يقول لن أخر من السماء الى الرض أحب الى من أن أقول زعم فلن ولم اسمع ذلك الحديث منه وقالت طائفة من أهل
الحديث ليس ما ذكرنا يجرى عليه لقب التدليس وانما هو ارسال قالوا وكما جاز أن يرسل سعيد عن النبي صلى ال عيه وسلم وعن أبي بكر وعمر وهو لم يسمع منهما
ولم يسم أحد من أهل العلم ذلك تدليسا كذلك مالك عن سعيد بن المسيب
والرسال قد تبعث عليه أمور ل تضيره ) أ ( مثل أن يكون الرجل سمع ذلك الخبر من جماعة عن المعزى اليه الخبر وصح عنده ووقر في نفسه فارسله عن ذلك
المعزى اليه علما بصحة ما أرسله وقد يكون المرسل للحديث نسى من حدثه به وعرف المعزى اليه الحديث فذكره عنه فهذا أيضا ل يضر اذا كان أصل مذهبه أن ل
يأخذ ال عن ثقة كمالك وشعبة أو تكون مذاكرة فربما ثقل معها السناد وخف الرسال أما لمعرفة المخطابين بذلك الحديث واشتهاره عندهم أو لغير ذلك من السباب
الكائنة في معنى ما ذكرناه والصل في هذا الباب اعتبار حال المحدث فان كان ل يأخذ ال عن ثقة وهو في نفسه ثقة وجب قبول حديثه مرسله ومسنده وان كان يأخذ عن
الضعفاء ويسامح نفسه في ذلك وجب التوقف عما أرسله حتى يسمى من الذي أخبره وكذلك من عرف بالتدليس المجتمع عليه وكان من المسامحين في الخذ عن كل احد
لم يحتج بشيء مما رواه حتى يقول أخبرنا أو سمعت هذا اذا كان عدل ثقة في نفسه وان كان ممن ل يروى ال عن ثقة استغنى عن توقيفه ولم يسأل عن تدليسه وعلى ما
ذكرته لك أكثر ) ب ( أئمة الحديث قال يعقوب بن شيبة سألت يحيى بن معين عن التدليس فكرهه وعابه
قلت له فيكون المدلس حجة فيما روى حتى يقول حدثنا أو أخبرنا فقال ل يكون حجة فيما ) أ ( دلس فيه قال يعقوب وسألت على ابن المديني ) ( 34عن الرجل يدلس
أيكون حجة فيما ) ب ( لم يقل حدثنا فقال اذا كان الغالب عليه التدليس فل حتى يقول حدثنا قال على والناس يحتاجون في صحيح حديث سفيان الى يحيى القطان ) ( 35
يعني على أن سفيان كان يدلس ) ( 36وان القطان كان يوقفه على ما سمع وما لم يسمع وسترى في الباب الذي بعد هذا ما يدلك على ذلك ويكشف لك المذهب والمراد
فيه ان شاء ال
فأما المرسل فان هذا السم أوقعوه باجماع على حديث التابعي الكبير ) ( 37عن النبي صلى ال عليه وسلم مثل أن يقول عبيدال بن عدي بن الخيار ) ( 38أو أبو امامة
ابن سهل بن حنيف ) ( 39أو عبدال بن عامر بن ربيعة ) ( 40ومن كان مثلهم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
وكذلك من دون هؤلء مثل سعيد بن المسيب وسالم بن عبدال وأبي سلمة بن عبدالرحمن ) ( 41والقاسم بن محمد ومن كان مثلهم وكذلك علقمة بن قيس ومسروق بن
الجدع والحسن وابن سيرين ) ( 42والشعبي ) ( 43وسعيد بن جبير ومن كان مثلهم من سائر التابعين الذين صح لهم لقاء جماعة من الصحابة ومجالستهم فهذا هو
المرسل عند أهل العلم ومثله أيضا مما يجرى مجراه عند بعض أهل العلم مرسل من دون هؤلء مثل حديث ابن شهاب ) ( 44وقتادة ) ( 45وأبي حازم ) ( 46ويحيى
ابن سعيد عن النبي صلى ال عليه وسلم ) أ ( يسمونه مرسل كمرسل كبار التابعين
وقال آخرون حد يث هاؤلء عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 1يسمى ) ب ( منقطعا لنهم لم يلقوا من الصحابه ال الواحد والثنين ) ( 47وأكثر روايتهم عن التابعين
فما ذكروه عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 1يسمى منقطعا قال ابوعمر المنقطع عندى كل ماليتصل سواء كان يعزي الى النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 1أوالى
غيره واما المسند ) ( 48فهو ما رفع الى النبي صلى ال عليه وسلم خاصه فالمتصل من المسند مثل مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم ومالك
عن ابن شهاب عن سالم بن عبدال عن ابيه عن النبي صلى ال عليه وسلم ومالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة ) ( 49عن عائشه عن النبي صلى ال عليه وسلم
ومالك عن أبي الزناد ) ( 50عن العرج ) ( 51عن أبي هريره عن النبي صلى ال عليه وسلم ومالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسبب أوأبي سلمة بن عبدالرحمن
) ( 1أوالعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم ومعمر ) ( 52عن همام بن منبه عن أبى هريره عن النبي صلى ال عليه وسلم وأيوب ) ( 53عن أبن
سيرين عن أبى هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم وماكان مثل هذا كله والمنقطع من المسند مثل مالك عن يحيى بن سعيد عن عائشه عن النبي صلى ال عليه وسلم
وعن عبدالرحمن بن قاسم عن عائشه عن النبي صلى ال عليه وسلم
B314
TEXT
وعن ابن شهاب عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم وعن ابن ابن شهاب عن أبي هريرة وعن زيد ابن أسلم عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى ال عليه
وسلم فهذا وما كان مثله مسند ) أ ( لنه أسند الى النبي صلى ال عليه وسلم ورفع اليه وهو مع ذلك منقطع لن يحيى بن سعيد وعبدالرحمن ابن القاسم لم يسمعا من
عائشة وكذلك بن شهاب لم يسمع من ابن عباس ول من أبي هريرة ول سمع زيد بن أسلم من عمر وقد اختلف في سماعه من ابن عمر والصحيح عندي أنه سمع منه
وسترى ذلك في موضعه من كتابنا هذا ان شاء ال وأكثر من هذا في النقطاع مالك أنه بلغه عن جابر بن عبدال عن النبي صلى ال عليه وسلم وعن عائشة ) ب ( وعن
أنس عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ج ( وما كان مثله وأما المتصل جملة فمثل مالك عن نافع وعبدال بن دينار عن ابن عمر مرفوعا أو موقوفا وكذلك أيوب عن أبي
قلبة ) ( 54عن أنس مرفوعا أو موقوفا
وشعبة عن قتادة عن أنس مرفوعا أو موقوفا وشعبة عن الحكم بن عتيبة عن مصعب بن سعد ) ( 56عن أبيه مرفوعا أو موقوفا ومثل منصور ) ( 57عن ابراهيم )
( 58عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا أو موقوفا ومثل الوزاعي ) ( 60وهشام الدستوائي ) ( 61عن يحيى بن أبي كثير ) ( 62عن أبي سلمة عن أبي هريرة
مرفوعا أو موقوفا والزهري عن أبي سلمة عن عائشة وأبي هريرة مرفوعا أو موقوفا ووما كان مثل هذا وانما سمي متصل لن بعضهم صحت مجالسته ولقاؤه لمن بعده
في السناد وصح سماعه منه
والموقوف ) ( 63ما وقف على الصاحب ولم يبلغ به النبي صلى ال عليه وسلم مثل مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر ) أ ( قوله وعن الزهري عن سالم عن أبيه
قوله وابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قوله وما كان مثل هذا والنقطاع يدخل المرفوع وغير المرفوع وقد ذهب قوم الى أن المرفوع كل
ما أضيف الى النبي صلى ال عليه وسلم متصلكان أو مقطوعا وأن المسند ل يقع ال على ما اتصل مرفوعا الى النبي صلى ال عليه وسلم ففرقوا ) ب ( بين المرفوع
والمسند بأن المسند هو الذي ل يدخله انقطاع ) ( 64ومما ) ج ( يعرف به اتصال الرواة ولقاء بعضهم بعضا فلذا صار الحديث مقطوعا وان كان مسندا لن ظاهره
يتصل الى النبي صلى ال عليه وسلم وهو منقطع ) ب ( وقال آخرون المرفوع والمسند سواء وهما شيء واحد والنقطاع يدخل عليهما جميعا والتصال
واختلفوا في معنى أن هل هي بمعنى عن محمولة على التصال الشرائط التي ذكرنا حتى يتبين انقطاعها حتى يعرف صحة اتصالها وذلك مثل مالك عنن ابن شهاب أن
سعيد بن المسيب قال كذا ومثل مالك عن هشان بن عروة أن أباه قال كذا ومثل حماد بن زيد عن أيوب أن الحسن قال كذا فجمهور أهل العلم على أن عن وأن سواء وان
العتبار ليس بالحروف وأنما هو باللقاء والمجالسة والسماع والمشاهدة فاذا كان سماع بعضهم من بعض صحيحا كان حديث بعضهم عن بعض أبدا بأي لفظ ورد محمول
على التصال حتى تتبين فيه علة النقطاع وقال البرديجي ) ( 65أن محمولة على النقطاع حتى يتبين السماع في ذلك الخبر بعينه من طريق آخر أو يأتي ) ج ( ما يدل
على أنه قد شهده وسمعه قال أبو عمر هذا عندي ل معنى ل لجماعهم على أن السناد المتصل بالصحابي سواء قال فيه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أو أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم ) د ( قال أو عن رسول ال أنه قال أو سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم كل ذلك سواء عند العلماء وال أعلم
وأما التدليس ) ( 66فمعناه عند جماعة أهل العلم بالحديث أن يكون الرجل قد لقى شيخا من شيوخه فسمع منه أحاديث لم يسمع غيرها منه ثم أخبره بعض أصحابه ممن
يثق به عن ذلك الشيخ بأحاديث غير تلك التي سمع منه ) ه ( فيحدث بها عن الشيخ دون أن يذكر صاحبه الذي حدثه بها فيقول فيه ) و ( عن فلن يعني ذلك الشيخ وهذا
ل يجوز ال في السناد المعنعن ول أعلم احدا يجيز للمحدث أن يقول أخبرني أو حدثني أو سمعت من لم يخبره ولم يحدثه ولم يسمع منه وانما يقول اكتبوا فلن عن فلن
كما لو قال مالك اكتبوا مالك عن نافع أو ابن عيينة ) ز ( يقول اكتبوا سفيان عن عمرو بن دينار أو الثوري أو شعبة يقول اكتبوا سفيان أو شعبة عن العمش ) ( 67
وهو قد سمعه من رجل وثق به عن الذي حمله عنه وهذا أخف ما يكون في الذين لقى بعضهم بعضا وأخذ بعضهم عن بعض واذا وقع ذلك فيمن لم يلقه فهو أقبح وأسمج
وسئل ) ح ( يزيد بن هارون عن التدليس في الحديث فكرهه وقال هو من التزين
& باب بيان التدليس ومن يقبل نقله ويقبل ) أ ( مرسله وتدليسه ومن ل يقبل ذلك منه قال أبو عمر الذي اجتمع عليه أئمة الحديث والفقه في حال المحدث الذي يقبل نقله
ويحتج بحديثه ويجعل سنة وحكما في دين ال هو أن يكون حافظا أن حدث من حفظه عالما بما يحيل المعاني ضابطا لكتابه ان حدث من كتاب يؤدي الشيء على وجهه
متيقظا غير مغفل وكلهم يستحب أن يؤدي الحديث بحروفه لنه أسلم له فان كان من أهل الفهم والمعرفة جاز له أن يحدث بالمعنى وان لم يكن كذلك لم يجز له ذلك لنه ل
يدري لعله يحيل الحلل الى الحرام ويحتاج مع ما وصفنا أن يكون ثقة في دينه عدل جائز الشهادة مرضيا فاذا كان كذلك وكان سالما من التدليس كان حجة فيما نقل
وحمل من أثر في الدين وجملة تلخيص القول في التدليس الذي أجازه من أجازة من العلماء بالحديث هو أن يحدث الرجل عن شيخ قد لقيه وسمع منه بما لم يسمع منه
وسمعه من غيره عنه فيوهم ) ب ( أنه سمعه من شيخه ذلك وانما سمعه من غيره أو من بعض اصحابه عنه ول يكون ذلك ال عن ثقة فان دلس عن غير ثقة فهو تدليس
مذموم عند جماعة أهل الحديث وكذلك ان دلس عمن ) ج ( لم يسمع منه فقد جاوز حد التدليس الذي رخص فيه من رخص العلماء الى ما ينكرونه ويذمونه ول يحمدونه
وبال العصمة ل شريك له وكل حامل علم معروف العناية به فهو عدل محمول في أمره أبدا على العدالة حتى تتبين جرحته في حاله أو في كثرة غلطه لقوله صلى ال
عليه وسلم ) د ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله
وسنذكر هذا الخبر بطرقه في آخر هذا الباب ان شاء ال قال صالح بن أحمد بن حنبل ) ( 68حدثنا علي بن المديني قال سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول قال شعبة
يوما حدثني رجل عن سفيان عن منصور عن ابراهيم بكذا ثم قال ما يسرني أني قلت قال منصور وأن لي الدنيا كلها وقد يكون المحدث عدل جائز الشهادة ول يعرف
معنى ما يحمل فل يحتج بنقله قال أحمد بن حنبل سمعت يزيد بن هارون يقول قد تجوز شهادة الرجل ول يجوز حديثه ول يجوز حديثه حتى تجوز شهادته وقال أيوب ان
بالبصرة رجل من أزهدهم وأكثرهم صلة عييا ) أ ( لو شهد عندي شهادة ما اجزت شهادته يريد فكيف أقبل حديثه وقال ابن مهدي اني لدعو ال لقوم قد تركت حديثهم
حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بنن اصبغ حدثنا أحمد بن زهير ) ( 69حدثنا الوليد بن شجاع ) ( 70حدثنا سويد بن عبدالعزيز عن مغيرة قال خرجنا الى
شيخ بلغنا انه يحدث بأحاديث فلما انتهينا الى ابراهيم قال ما حبسكم قلنا ) ب ( أتينا شيخا يحدث بأحاديث قال ابراهيم لقد رأيتنا وما نأخذ الحاديث ال ممن يعرف
وجوهها وانا لنجد الشيخ يحدث بالحديث يحرف حلله من حرامه وما يعلم
وقال علي ابن المدني سمعت يحيى بن سعيد يعنى القطان يقول ينبغي لصاحب الحديث ان تكون فيه خصال ينبغي ان يكون جيد الخذ ويفهم ما يقال له ويبصر الرجال
ويتعاهد ذلك من نفسه وقد ذكرنا في باب أخبار مالك بعد هذا الباب قوله فيمن يؤخذ العلم عنه ومذهبه في ذلك هو مذهب جمهور العلماء والشرط في خبر العدل على ما
وصفنا ) أ ( أن يروى عن مثله سماعا واتصال حتى يتصل ذلك بالنبي صلى ال عليه وسلم وأما الرسال فكل من عرف بالخذ عن الضعفاء والمسامحة في ذلك لم يحتج
بما أرسله تابعيا كان أو من دونه وكل من عرف أنه ل يأخذ ال عن ثقة فتدليسه ومرسله مقبول فمراسيل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وابراهيم النخعي عندهم
صحاح وقالوا مراسيل عطاء والحسن ل يحتج بها لنهما كانا يأخذان عن كل أحد وكذلك مراسيل ابي قلبة وابي العالية ) ( 71وقالوا ل يقبل تدليس العمش لنه اذا
وقف أحال على غير ملىء يعنون على غير ثقة اذا سألته عمن هذا قال عن موسى بن طريف ) ( 72وعباية بن ربعى ) ( 73والحسن بن ذكوان ) ( 74
قالوا يقبل تدليس ابن عيينة لنه اذا وقف أحال على ابن جريح ) ) ( 75ومعمر ) ( 76ونظائرهما ) أ ( أخبرني أبو عثمان سعيد بن نصر ) ب ( رحمه ال قال حدثنا
أبو عمر أحمد بن دحيم بن خليل ) ( 77قال حدثنا عبدال بن محمد بن عبدالعزيز البغوي ) ( 78قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا سفيان بن عيينة يوما عن زيد بن
أسلم عن علي بن الحسين قال يجزى الجنب أن ينغمس في الماء قلنا من دون زيد بن أسلم قال معمر قلنا ) ج ( من دون معمر قال ذاك ) د ( الصنعاني عبدالرزاق )
( 79وروى عن ابن معين قال كان ابن عيينة يدلس فيقول عن الزهرى فاذا قيل له من دون الزهري فيقول لهم أليس ) ه ( لكم في الزهري مقنع فيقال بلى فاذا ) و (
استقصى عليه يقول معمر اكتبوا ل بارك ال لكم قال يحيى بن معين وكان هشيم مدلسا ) ( 80كان العمش مدلسا ووكان الوليد بن مسلم مدلسا
حدثنا أبو عبدال محمد بن رشيق ) ( 81قال حدثنا أبو الطيب احمد بن سليمان بن عمرو البغدادي ) ( 82قال حدثنا محمد بن محمد ابن سليمان الباغنذي ) ( 83قال
حدثنا علي بن عبدال المديني قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري قال حدثنا سليمان العمش عن ابراهيم التيمي ) ( 84عن أبيه عن أبي ذر عن النبي
صلى ال عليه وسلم قال من بنى ل مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى ال له بيتا في الجنة قال علي بن المديني قال يحيى بن سعيد قال سفيان وشعبة لم يسمع العمش هذا
الحديث من ابراهيم التيمي قال أبو عمر هذه شهادة عدلين امامين على العمش بالتدليس وانه كان يحدث عن من لقيه بما لم يسمع منه وربما كان بينهما رجل ) أ ( أو
رجلن فلمثل هذا وشبهه قال ابن معين وغيره في العمش انه مدلس حدثنا اسماعيل بن عبدالرحمن ) ( 85حدثنا ابراهيم بن بكر بن عمران حدثنا محمد بن الحسين
الزدي حدثنا عمران بن موسى ) ( 86
حدثنا أبو موسى الزمن ) ( 87حدثنا أبو الوليد قال سمعت أبا معاوية الضرير ) ( 88يقول كنت أحدث العمش عن الحسن بن عمارة ) ( 89عن الحكم ) ( 90عن
مجاهد ) ( 91فيجىء أصحاب الحديث بالعشى فيقولون حدثنا العمش عن مجاهد بتلك الحاديث فأقول انا حدثته عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد قال أبو
عمر التدليس في محدثي أهل الكوفة كثير قال يزيد بن هارون ) ( 92لم أر بالكوفة أحدا ال وهو يدلس ال مسعرا ) ( 93وشريكا ) ( 94وذكر اسحاق بن ابراهيم عن
B314
TEXT
أبي بكر بن عياش ) ( 59عن العمش قال قال لي حبيب بن أبي ثابت ) ( 96لو ان رجل حدثني عنك بحديث ما باليت أن أرويه عنك
وروى معاذ بن معاذ ) ( 97عن شعبة قال مارأيت احدا الوهو يدلس العمرو بن مره ) ( 98وابن عون ) ( 99وقال يحيى بن سعيد القطان مالك عن سعيد بن
المسيب أحب الى من الثورى عن ابراهيم لنه لو كان شيخ الثورى فيه رمق لبرح به وصاح وقال مرة أخرى كلهما عندى شبه الريح حدثنا خلف بن احمد ) ( 100
حدثنا احمد بن سعيد ) ( 101حدثنا سعيد بن عثمان ) ( 102حدثنا الخشنى حدثنا أبو موسى الزمن حدثنا الحسن ابن عبد الرحمن عن ابن عون قال ذكر أيوب لمحمد
يوما حديثا عن أبى قلبة فقال أبو قلبة رجل صالح ولكن انظر عمن ذكره أبو قلبة وحدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا الحضرمي ) ( 103حدثنا عبدال
بن احمد بن حنبل حدثنا أبى حدثنا اسماعيل بن عليه ) ( 104عن أيوب قال كان الرجل يحدث محمدا بالحديث فل يقبل عليه ويقول وال ما أتهمك ول أتهم ذاك ولكن
أتهم من بينكما
حدثنا عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد ابن زهير حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا أبو داود يعني الطيالسي ) ( 105قال قال شعبة كنت أعرف اذا
جاء ما سمع قتاد مما لم يسمع كان اذا جاء ما سمع يقول حدثنا أنس بن مالك وحدثنا الحسن وحدثنا سعيد بن المسيب وحدثنا مطرف ) ( 106واذا جاء ما لم يسمع يقول
قال سعيد بن جبير وقال أبو قلبة وذكر أبو عيسى الترمذي ) ( 107حدثنا حسين بن مهدي البصري ) ( 108حدثنا عبدالرزاق حدثنا ابن المبارك قال قلت لهشيم ما
لك تدلس ) أ ( وقد سمعت كثرا قال كان كبيراك يدلسان العمش والثوري وذكر أن العمش لم يسمع عن مجاهد ال أربعة أحاديث وقال قال ) ب ( أبو عيسى قلت
لمحمد بن اسماعيل البخاري لم يسمع العمش من مجاهد ال أربعة أحاديث قال ريح ليس بشيء لقد عددت له أحاديث كثيرة نحوا من ثلثين أو أقل أو أكثر يقول فيها
حدثنا مجاهد قال البخاري ول أعرف لسفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت ول عن سلمة بن كهيل ) ( 109ول عن منصور وذكر مشايخ كثيرة فقال ) ج ( ل أعرف
لسفيان عن هؤلء تدليسا ما أقل تدليسه
قال البخاري وكان حميد الطويل ) ( 110يدلس حدثنا أبو عبدال محمد بن ابراهيم بن سعيد ) ( 111قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان العناقي قال
حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن اسماعيل اليلي ) ( 112قال حدثنا سفيان بن عيينة عن زيد بن اسلم قال قال عبدال بن عمر دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم مسجد بني
عمرو بن عوف يعني مسجد قباء ) ( 113يصلى فيه ودخلت رجال من النصار يسلمون عليه ودخل معهم صهيب ) ( 114فسألت صهيبا كيف كان النبي صلى ال
عليه وسلم يصنع اذا سلم عليه قال يشير بيده قال سفيان بن عيينة فقلت لرجل سل زيد بن أسلم وفرقت أن اسأله هل سمعت هذا من ابن عمر فقال له يا أبا أسامة أسمعته
من ابن عمر قال زيد أما أنا فقد رأيته قال أبو عمر جواب زيد هذا جواب حيرة ) أ ( عما سئل عنه وفيه دليل وال أعلم على أنه لم يسمع هذا الحديث من ابن عمر ولو
سمعه منه لجاب بأنه سمعه ولم يجب بأنه رآه وليست الرؤية ) ب ( دليل على صحة السماع
وقد صح سماعه من ابن عمر لحاديث وقد ذكرنا ذلك في أول بابه من هذا الكتاب والحمد ل حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن
زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل شعيب بن حرب ) ( 115قال قال مالك بن أنس كنا نجلس الى الزهري والى محمد بن المنكدر ) ( 116فيقول الزهري قال ابن عمر
كذا وكذا فاذا كان بعد ذلك جلسنا اليه فقلنا له الذي ذكرت عن ابن عمر من أخبرك به قال ابنه سالم وقال حبيب بن الشهيد ) ( 117قال لي محمد بن سيرين سل أ (
الحسن من سمع حديث العقيقة فسألته فقال من سمرة ) ( 118قال أبو عمر فهكذا مراسيل الثقات اذا سئلوا أحالوا على الثقات يقولون لم يسمع الحسن من سمرة غير
حديث العقيقة هكذا قال ابن معين وغيره وقال البخاري قد سمع منه أحاديث كثيرة وصحح سماعه من سمرة فيما ذكر الترمذي أبو عيسى عن البخاري فال أعلم حدثنا
عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سليمان العمش قال قلت
لبراهيم اذا
حدثتني حديثا فأسنده فقال اذا قلت عن عبدال يعني ابن مسعود فاعلم أنه عن غير واحد واذا سميت لك أحدا فهو الذي سميت قال أبو عمر الى هذا نزع من أصحابنا من
زعم أن مرسل المام أولى من مسنده لن في هذا الخبر ما يدل على أن مراسيل ابراهيم النخعي أقوى من مسانيده وهو لعمري كذلك ال أن ابراهيم ليس بعيار على غيره
أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن شاكر ) ( 119قال حدثنا محمد بن يحيى بن عبدالعزيز ) ( 120قال حدثنا أسلم بن عبدالعزيز ) ( 121قال حدثنا الربيع بن سلمان )
( 122قال حدثنا الشافعي رحمه ال قال حدثنا عمى محمد بن علي بن شافع ) ( 123قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير قال اني لسمع الحديث
أستحسنه فما يمنعني من ذكره ال كراهية ان يسمعه سامع فيقتدى به وذلك اني أسمعه من الرجل ل أثق به قد حدث به عمن أثق به ) أ ( أو أسمعه من رجل ) ب ( أثق
به قد حدث به عمن ) ج ( ل أثق به فل أحدث به
قال ابو عمر هذا فعل أهل الورع والدين كيف ترى في مرسل عروة بن الزبير وقد صح عنه ماذكرنا اليس قد كفاك المؤنة ولو كان الناس على هذا المذهب كلهم لم يحتج
) ( 1الى شىء مما نحن فيه وفي خبر عروة هذا دليل على أن ذلك الزمان كان يحدث فيه الثقة وغير الثقة فمن بحث وانتقد كان اماما ولهذا شرطنا في المرسل
والمقطوع امامه ) ب ( مرسله وانتقاده لمن يأخذ عنه وموضعه من الدين والورع والفهم والعلم حدثنا اسماعيل بن عبدالرحمن حدثنا ابراهيم بن بكر بن عمران حدثنا
محمد بن الحسين بن أحمد الزدى الحافط قال حدثنا على بن ابراهيم قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا الشافعي قال اخبرني عمى محمد بن علي بن شافع قال حدثني
هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير قال اني لسمع الحديث أستحسنه فذكر كلم عروة كما تقدم حرفا بحرف الى أخره ال أنه قال في أخره فأدعه لاحدث به وزاد )
ج ( قال الشافعي كان أبن سيرين وأبراهيم النخعي وطاوس ) ( 124وغير واحد من التابعين يذهبون الى أن ليقبلوا الحديث ال عن ثقه يعرف ما يروي ويحفظ وما
رأيت أحدأ من أهل الحديث يخالف هذا المذهب
قال أبو عمر ما أظن قول عروة هذا ال مأخوذ من قول صلى ال عليه وسلم من روى عنى حديثا يرى أنه كذب فهو احد الكذابين وذلك أن كل ) ( 1من حديث بكل ما
سمع من ثقة وغير ) ب ( ثقة لم ) 10ظ ( يؤمن عليه أن يحدث بالكذب وال أعلم حدثني أحمد بن قاسم وسعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن
اسماعيل أبو اسماعيل الترمذي ) ( 125قال حدثنا نعيم بن حماد ) ( 126قال حدثنا ابن المبارك قال سمعت يحيى ابن عبيدال ) ( 127قال سمعت أبي ) ( 128تقول
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع قال ابن المبارك وأخبرنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
قال سمعت أبا بكر الصديق يقول اياكم ) ج ( والكذب فانه مجانب اليمان وروينا عن الثوري قال قال حبيب بن أبي ثابت الذي يروى الكذب هو الكذاب حدثنا عبدالوارث
بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى القطان وأخبرنا
عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو علي الحسن بن سلم السويقي ) ( 129قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة عن الحكم عن عبدالرحمن
بن أبي ليلى ) ( 130عن سمرة بن جندب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من روى عنى حديثا وهو يرى انه كذب فهو احد الكاذبين قال أبو عمر عن شعبة في
هذا اسناد آخر أخبرنا عبدالواث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن سلم السويقي قال حدثنا عفان بن مسلم وعلي بن الجعد )
( 132قال حدثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب ) ( 133عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من حدث عنني بحديث وهو
يرى انه كذب فهو أحد الكاذبين ورواه الثوري عن حبيب باسناده مثله حدثنا عبدالوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن
حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره
حدثنا أحمد بن عبدال بن محمد ) ( 134قال حدثنا الميمون بن حمزة الحسني ) ( 135قال حدثنا أبو جعفر الطحاوي ) ( 136قال حدثنا المزني وحدثنا عبدال بن
محمد بن يوسف ) ( 138قال حدثنا سليمان بن أيوب ) ( 139قال حدثنا أسلم بن عبدالعزيز قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا الشافعي قال حدثنا سفيان بن عيينة
عن محمد بن عمرو ) ( 140عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم حدثوا عن بني اسرائيل ول حرج وحدثوا عني ل تكذبوا علي قال
الشافعي رحمه ال هذا أشد حديث روى في تخريج الرواية عمن ل يوثق بخبره عن النبي صلى ال عليه وسلم لنه ) ب ( صلى ال عليه وسلم معلوم منه أنه ل يبيح
اختلق ) ج ( الكذب على بني اسرائيل ول على غيرهم فلما فرق بين الحديث عن بني اسرائيل وبين الحديث ) د ( عنه صلى ال عليه وسلم لم يحتمل ال انه أباح
الحديث عن بني اسرائيل عن كل أحد
وانه من سمع منهم شيئا جاز له أن يحدث به عن كل من سمعه منه كائنا ) أ ( من كان وأن يخبر عنهم بما بلغه لنه وال أعلم ليس في الحديث عنهم ما يقدح في الشريعة
ول يوجب فيها حكما وقد كانت فيهم العاجيب فهي ) ب ( التي يحدث بها عنهم ل شيء من أمور الديانة وهذا الوجه المباح عن بني اسرائيل هو المحظور عنه صلى ال
عليه وسلم فل ينبغي لحد أن يحدث عنه صلى ال عليه وسلم ال عمن يثق بخبره ويرضى دينه وامانته لنها ديانة أخبرنا عبدالوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قال
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن اسماعيل الترمذي قال حدثنا محمد بن عبدال النصاري ) ( 141قال حدثنا سليمان التيمي ) ( 142عن أنس بن مالك قال قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أخبرنا محمد بن عبدالملك قال أخبرنا ابن العرابي قال حدثنا سعدان بن نصر ) ( 143قال
B314
TEXT
حدثنا سفيان عن هشام بن حجير ) ( 144عن طاوس قال كنت عند ابن عباس وبشير بن كعب العدوى يحدثه فقال ابن عباس عد لحديث كذا وكذا فعاد له ثم انه حدث
فقال له ابن عباس عد لحديث كذا وكذا فعاد له ثم انه حدث ) ج ( فقال له بشير ما لك تسألني عن هذا الحديث من بين حديثي كله أأنكرت حديثي كله وعرفت هذا أو
عرفت حديثي كله وأنكرت هذا فقال له ابن عباس انا كنا نحدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم اذ لم يكن يكذب عليه فلما ركب الناس الصعب والذلول
تركنا الحديث عنه وفي هذا الحديث ) أ ( دليل على ان الكذب على النبي صلى ال عليه وسلم ) ب ( قد كان أحس به ابن عباس في عصره وقال رجل لبن المباررك هل
يمكن أن يكذب أحد على رسول ال صلى ال عليه وسلم فانتهره وقال وما ذا من الكذب وقال حماد بن زيد ) ( 145وضعت الزنادقة على رسول ال صلى ال عليه
وسلم اثنى عشر ألف حديث بثوها في الناس قال أبو عمر تخويف رسول ال صلى ال عليه وسلم أمته بالنار على الكذب دليل على أنه كان يعلم أنه سيكذب عليه صلى ال
عليه وسلم حدثنا خلف بن قاسم ) ( 146حدثنا أحمد بن الحسين بن اسحاق الرازي حدثنا أبو الزنباع ) ج ( ) ( 148روح بن الفرج القطان حدثنا يحيى بن عبدال بن
بكير ) ( 149ويزيد بن موهب قال حدثنا الليث بن سعد ) ( 150قال حدثني ابن شهاب عن أنس بن مالك عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من كذب علي قال ) د (
حسبت انه قال متعمدا فليتبوا بيته في النار ) ه (
حدثنا عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا ابراهيم بن عبدال الهروي ) ( 151حدثنا أبو غياث أصرم بن غياث قال حدثني أبو سنان عن هرون
بن عنترة ) ( 152قال قال أبو هريرة ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه حدثنا عبدالوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا ابن
المبارك عن ابن لهيعة ) ( 153عن خالد بن يزيد عن عامر بن سعد ) ( 154ان عقبة بن نافع قال لبنيه يا بني ل تقبلوا الحديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم
) أ ( ال من ثقة وروينا عن ابن معين انه قال كان فيما أوصى به صهيب بنيه أن قال يا بني ل تقبلوا الحديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ب ( ال من ثقة وقال
ابن عون ) ( 155ل تأخذوا العلم ال من شهد له بالطلب وفيما أجاز لنا عبد بن أحمد وحدثناه عبدال بن سعيد عنه قال حدثنا علي بن عمر قال حدثنا محمد بن مسلم
حدثنا محمد بن هشام بن البختري قال حدثنا هشام بن هارون ) ( 156حدثنا الحسين بن خالد عن حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب ) ( 157قال غدوت الى أنس بن
مالك
فقال يا شعيب ما غدا بك فقلت يا أبا حمزة غدوت ل تعلم مننك وألتمس ما ينفعني فقال يا شعيب ان هذا العلم دين فانظر ممن تأخذه وقال سعيد ابن عبدالعزيز ) ( 158
عن سليمان بن موسى ) ( 159قال ل يؤخذ العلم من صحفي وقال القاسم بن محمد اقبح من الجهل ان اقول بغير علم او احدث عن غير ثقة حدثنا عبدالوارث حدثنا قاسم
حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أحمد ابن يونس حدثنا زائدة حدثنا هشام بن حسان ) ( 160قال قال محمد بن سيرين انظروا عمن تأخذون هذا ) أ ( الحديث فانما هو دينكم
حدثنا عبدالوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا ابراهيم بن محمد الشافعي ) ( 161حدثنا فضيل بن عياض ) ( 162عن هشام عن ابن سيرين قال انما هذا
العلم دين فانظروا عمن تأخذونه حدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى المقرى حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سمعون ببغداد حدثنا محمد بن محمد بن أبي حذيفة حدثنا
ربيعة ابن الحارث ) ( 163حدثنا محمد بن زياد حدثنا هشيم عن المغيرة عن
ابراهيم قال ان هذه الحاديث دين فانظروا عمن تاخذون دينكم قال المغيرة كنا اذا اتينا الرجل لنأخذ عنه نظرا الى سمته وصلته وقد روى جماعة عن هشيم عن مغيرة
عن ابراهيم قال كانوا اذا اتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا الى هديه وسمته وصلته ثم أخذوا عنه أخبرنا عبدالوارث حدثنا قاسم حدثنا أبو اسماعيل الترمذي حدثنا ابن أبي
أويس ) ( 165قال سمعت خالي مالك بن أنس يقول ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت سبعين فذكر الحديث وهو بتمامه في الباب الذي بعد هذا
في أخبار مالك رحمه ال حدثنا خلف بن أحمد وعبدالرحمن بن يحيى قال ) أ ( حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن النعمان حدثنا محمد بن علي ابن مروان
قال سمعت عفان بن مسلم ) ( 166قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول سألت شعبة وابن المبارك والثوري ومالك بن أنس عن
الرجل يتهم بالكذب فقالوا انشره فانه دين وروينا عن حماد بن زيد أنه قال كلمنا شعبة في أن يكف عن أبان ابن أبي عياش ) ( 167لسنه وأهل بيته فقال لي يا أبا
اسماعيل ل يحل الكف عنه لن المر دين
حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا أبو جعفر محمد ابن عمرو بن موسى العقيلي حدثنا محمد بن اسماعيل حدثنا الحسن بن علي قال سمعت يزيد بن هارون
يقول حدث سليمان التيمي بحديث عن ابن سيرين فذكر له الحديث فقال له ابن سيرين ما هذا ) أ ( يا سليمان اتق ال ول تكذب على فقال سليمان انما حدثنا مؤذننا أين هو
فجاء المؤذن فقال سليمان اليس حدثتني عن ابن سيرين بكذا وكذا فقال انما حدثنيه رجل عن ابن سيرين أخبرنا خلف بن قاسم قال حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق ابن
مهران السراج قال حدثنا جعفر بن أحمد بن الفرج الدوري قال حدثنا محمد بن سعيد بن غالب قال حدثنا نصر بن حماد يعني الوراق قال كنا قعودا على باب شعبة نتذاكر
الحديث فقلت حدثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن عبدال بن عطاء عن عقبة بن عامر الجهني قال ) كنا نتناوب رعية البل على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم
فجئت ذات يوم والنبي عليه السلم حوله أصحابه فسمعته يقول من توضأ ثم صلى ركعتين ثم استغفر ال غفر له قلت بخ بخ قال فجذبني رجل من خلف فالتفت فاذا عمر
بن الخطاب فقال ما لك تبخبخ فقلت عجبا بها ) ب ( قال لو سمعت التي قبلها كانت أعجب وأعجب قلت وما قال قال قال ) ج ( رسول ال صلى ال عليه وسلم من شهد
أن ل اله إل ال وان محمدا رسول ال قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت قال قال نصر فخرج علينا شعبة
فلطمني ثم رجع فدخل قال فتنحيت ناحية أبكي ثم خرج فقال ما له بعد يبكي فقال له عبدال بن ادريس انك أسأت اليه قال انظر ما يحدث به عن اسرائيل عن أبي اسحاق
عن عبدال بن عطاء عن عقبة بن عامر عن النبي صلى ال عليه وسلم أنا قلت لبي اسحاق من حدثك قال ) أ ( حدثنا عبدال بن عطاء عن عقبة بن عامر عن النبي
صلى ال عليه وسلم ) ب ( فقلت لبي اسحاق أو سمع ) ج ( عبدال من عقبة قال فغضب ومسعر بن كدام حاضر فقال لي مسعر أغضبت الشيخ فقلت ليصححن هذا
الحديث أو لرمين بحديثه فقال لي مسعر هذا عبدال بن عطاء بمكة قال شعبة فرحلت ) د ( الى مكة لم أرد الحج أردت الحديث فلقيت عبدال بن عطاء فسألته فقال سعد
بن ابراهيم حدثني قال شعبة فلقيت مالك بن أنس فسألته عن سعد فقال سعد بن ابراهيم بالمدينة لم يحج العام فرحلت الى المدينة فلقيت سعد بن ابراهيم بالمدينة فسألته فقال
الحديث من عندكم حدثني زياد بن ) ( 170مخراق قال شعبة فلما ذكر زياد بن مخراق قلت أي شيء هذا بينما هو كوفي ) ه ( اذ صار مدنيا اذ صار بصريا قال شعبة
فرحلت الى البصرة فلقيت زياد بن مخراق فسألته فقال ليس الحديث من بانتك ) كذا ( فقلت حدثني به قال ل ترده قلت حدثني به ) و ( قال حدثني شهر بن حوشب )
( 171قلت ومن لي بهذا ) ز ( الحديث لو صح لي مثل هذا عن رسول ال
صلى ال عليه وسلم كان أحب الي من أهلي ومالي ومن ) أ ( الناس أجمعين وذكره ) ب ( الدارقطني عن أبي عبيد القاسم بن اسماعيل المحاملي ) ( 172ومحمد بن
مخلد بن حفص العطار قال حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد ابن غالب قال سمعت نصر بن حماد يقول كنا قعودا على باب شعبة فذكر مثله الى آخره وقد روى هذا المعنى
من وجوه عن شعبة ولذلك ذكرته عن نصر بن حماد لن نصر بن حماد الوراق يروى عن شعبة مناكير تركوه وقد رواه الطيالسي عن شعبة ) ب ( حدثنا خلف بن أحمد
حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا أحمد بن خالد حدثنا أحمد بن عبدال الصنعاني قال سمعت أبا حفص ) ( 173يعنى الفلس ) ج ( يقول سمعت أبا داود يقول كنا عند شعبة
فجاء بشر ) ( 174بن المفضل فقال له أتحفظ ) د ( عن أبي اسحاق عن عبدال بن عطاء عن عقبة ابن عامر عن النبي صلى ال عليه وسلم ما من مسلم يتوضأ فضحك
شعبة فقال بشر انا نراك قد سقط عنك حديث جيد من حديث أبي اسحاق وتضحك قال فقال شعبة كنت عند أبي اسحاق فحدث بهذا الحديث فقال حدثي عبدال بن عطاء
عن عقبة بن عامر قال شعبة وكان أبو اسحاق اذا حدثني عن رجل ل أعرفه قلت أنت أكبر أم هذا فقال حدثني
ذاك الفتى فتحولت فاذا شاب جالس فسألته فقال صدق أنا حدثته فقلت أنت من حدثك فقال حدثني نعيم بن أبي هند فأتيت نعيم بن أبي هند فقلت من حدثك قال زياد بن
مخراق قال شعبة فقدمت البصرة فلقيت زياد بن مخراق فسألته فقال حدثني رجل من أهل البصرة ل أدري من هو عن شهر بن حوشب قال أبو عمر هكذا يكون البحث
والتفتيش وهذا معروف عن شعبة ولهذا وشبهه قال أبو عبدالرحمن النسائي أمناء ال عز وجل على حديث رسوله ثلثة مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج ) ( 175ويحيى
بن سعيد القطان قال أبو عمر الحديث الذي جرى ذكره بين شعبة ) أ ( وبشرر بن المفضل من حديث أبي اسحاق حدثناه سعيد بن نصر حدثنا قاسم حدثنا ابن وضاح
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ) ( 176حدثنا أبو الحوص عن أبي اسحاق عن عبدال بن عطاء عن عقبة بن عامر قال كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في سفر فكنا
نتناوب الرعية فلما كانت نوبتي سرحت ثم رحت فجئت ورسول ال صلى ال عليه وسلم يخطب الناس فسمعته يقول ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في
صلته فيعلم ما يقول فيها ال انفتل وهو كيوم ولدته امه من الخطايا ليس عليه ذنب قال فما ملكت نفسي عند ذلك ان قلت بخ بخ
حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عبيد ال بن عمر القواريري ) ( 177قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول ما رأيت
الكذب في أحد اكثر منه فيمن ينسب الى الخير الزهد وقال عفان ) ( 178سمعت محمد بن يحيى بن سعيد القطان ) ( 179يقول سمعت أبي يقول ما رأيت الصالحين
أكذب منهم في الحديث قال أبو عمر ) أ ( هذا معناه وال أعلم أنه ينسب الى الخير وليس كما نسب اليه وظن به وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ب ( أنه قيل
له أيكون المؤمن كذابا قال ل وهذا أيضا على أنه ل يغلب عليه الكذب أو ل يكذب على دينه ليضل غيره وقد تكلمنا على هذا المعنى في باب صفوان بن سليم والحمد ل
B314
TEXT
حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبدال بن محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن خالد ) ( 180قال حدثنا علي بن عبدالعزيز ) ( 181وحدثنا ابراهيم بن شاكر قال حدثنا
عبدال بن محمد بن عثمان ) ( 182حدثنا سعيد بن حميد ) ج ( وسعيد بن عثمان قال حدثنا أحمد بن عبدال بن صالح ) ( 183
قال حدثنا محمد بن عبدال الرقاشي ) ( 184حدثنا يزيد بن زريع ) ( 185حدثنا محمد بن اسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ) ( 18عن محمود بن لبيد )
( 187قال أمرني يحيى بن الحكم على جرش ) ( 188فقدمتها فحدثوني أن عبدال بن جعفر ) ( 189حدثهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اتقوا صاحب هذا
الداء يعني الجذام كما يتقى السبع اذا هبط واديا فاهبطوا غيره فقلت وال لئن كان ابن جعفر حدثكم هذا ما كذبكم قال فلما عزلني عن جرش قدمت المدينة فلقيت عبدال بن
جعفر فقلت له يا أبا جعفر ما حديث حدثه عنك أهل جرش ثم حدثته الحديث فقال كذبوا وال ما حدثتهم ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعو بالناء فيه الماء فيناله معيقبا )
( 190وقد كان أسرع فيه هذا الداء ثم يتناوله فيتيمم ) ( 191بفمه موضع فمه يعلم أنه انما يصنع ذلك كراهية أن يدخل نفسه شيء من العدوى ولقد كان يطلب له الطب
من كل من سمع عنده بطب حتى قدم عليه رجلن من أهل اليمن فقال هل عندكما من طب لهذا الرجل فان هذا الوجع قد أسرع فيه قال أما شيء
يذهبه فل ولكنا نداويه دواء يقفه ) أ ( فل يزيد قال عمر عافية عظيمة قال هل تنبت أرضك هذا الحنظل ) ب ( قال نعم قال فاجمع لنا منه قال فأمر عمر فجمع منه
مكتلتان عظيمتان ) ج ( فأخذا كل حنظلة فشقاها باثنتين ثم أخد كل واحد منها بقدم معيقيب فجعل يدلكان بطون قدميه حتى اذا أمحقت طرحاها وأخذا أخرى حتى رأيا
معيقيبا يتنخمه أخضرر مرا ثم أرسله قال فوال ما زال معيقيب منها متماسكا حتى مات قال أبو عمر فهذا محمود بن لبيد يحكى عن جماعة أنهم حدثوه عن عبدال بن
جعفر بما أنكره ابن جعفر ولم يعرفه بل عرف ضده وهذا في زمن فيه الصحابة فما ظنك بزمن بعدهم وقد تقدم في هذا الباب عن ابن عباس في عصره نحو هذا المعنى
حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد بن حزم ) د ( حدثنا أحمد بن خالد حدثنا ابن وضاح حدثنا أحمد بن سعد ) ( 192حدثنا عمى سعيد بن أبي مريم عن الليث بن
سعد قال قدم علينا رجل من أهل المدينة يريد السكندرية مرابطا فنزل على جعفر بن ربيعة ) ( 193قال فعرضوا له بالحملن وعرضوا له بالمعونة فلم يقبل واجتمع
هو وأصحابنا يزيد ابن أبي حبيب ) ( 194وغيره فأقبل يحدثهم حدثني نافع عن عبدال بن عمر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فجمعوا تلك الحاديث وكتبوا
بها الى ابن نافع وقالوا له ان رجل قدم علينا وخرج الى السكندرية مرابطا
وحدثنا فأحببا أن ل يكون بيننا وبينك فيها أحد فكتب اليهم وال ما حدث أبي من هذا بحرف قط فانظرا عمن تأخذون واحذروا قصاصنا ومن يأتيكم حدثنا عبد الوارث بن
سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن الجهم ) ( 195حدثنا يعلى عن اسماعيل بن أبي خالد ) ( 196عن الشعبي عن الربيع بن خثيم ) ( 197قال من قال ل اله
ال ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان ) أ ( له كعتق رقاب أو رقبة قال الشعبي فقلت للربيع بن خثيم من
حدثك بهذا الحديث فقال عمرو بن ميمون الودى ) 198ب ( فلقيت عمرو بن ميمون فقلت من حدثك بهذا الحديث فقال عبدالرحمن بن أبي ليلى ) ( 199فلقيت ابن أبي
ليلى فقلت من حدثك قال أبو أيوب ) ( 200النصاري صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم فعلى هذا كان الناس على البحث عن السناد وما زال الناس يرسلون
الحاديث ولكن النفس أسكن عند السناد وأشد طمأنينة والصل ما قدمنا ) ج ( حدثني خلف بن القاسم قال حدثنا أبو الميمون عبدالرحمن بن عمر بن راشد البجلي بدمشق
قال حدثنا أبو زرعة ) ( 201
الدمشقي قال حدثنا الحسن بن الصباح ) ( 202قال حدثنا أبو قطن ) ( 2003عن أبي خلدة ) ( 24عن أبي العالية قال كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول
ال صلى ال عليه وسلم فما رضينا حتى رحلنا اليهم فسمعناها من أفواههم حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا أبو علي الحسن بن سلمة بن المعلى ) أ ( قال
حدثنا أبو عبدال بن بحر المصري قال حدثنا الحسين بن الحسن ) ( 205المروزي قال سمعت ابن المبارك يقول لول السناد لقال كل من شاء ما شاء ولكن اذا قيل له
عن من بقي ) ( 206حدثنا عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد ) ( 207قال حدثنا عبدالواحد قال حدثنا عاصم )
( 208الحول عن أبي العالية قال حدثني من سمع من رسول ال صلي ال عليه وسلم يقول أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود قال عاصم فقلت لبي العالية
أنسيت من حدثك قال ل واني لذكره ) ب ( وأذكر المكان الذي حدثني فيه حدثنا خلف بن أحمد الموي مولى لهم قال أخبرنا أحمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن قاسم قال
حدثنا محمد بن خيرون قال
حدثنا محمد بن الحسين ) ( 209البغدادي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول السناد من الدين قال يحيى وسمعت شعبة يقول انما يعلم صحة
الحديث بصحة السناد وقرأت على خلف بن القاسم أن أبا الميمون عبدالرحمن بن عمر الدمشقي حدثهم بدمشق قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا أبو مسهر ) ( 210قال
حدثنا عقبة صاحب الوزاعي قال سمعت الوزاعي يقول ما ذهاب العلم ال ذهاب السناد أخبرنا أبو محمد اسماعيل بن عبدالرحمن القرشي قال حدثنا ابراهيم بن بكر بن
عمران قال حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الزدي الموصلى الحافظ قال حدثنا عمران بن موسى قال حدثنا محمد بن المثنى ) أ ( قال حدثنا الحسين بن عبدالرحمن قال
حدثنا ابن عون قال كان الحسن يحدثنا بأحاديث لو كان يسندها كان أحب الينا قال أبو عمر اختلف الناس في مراسيل الحسن فقبلها قوم وأباها آخرون وقد روى حماد بن
سلمة عن علي بن زيد ) ( 211قال ربما حدثت بالحديث الحسن ثم أسمعه بعد يحدث به فأقول من حدثك يا أبا سعيد فيقول ما أدري غير أني قد ) ب ( سمعته من ثقة
فأقول أنا حدثتك به وقال عباد بن منصور ) ( 212سمعت الحسن يقول ما حدثني به رجلن قلت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ج (
وقال ابن عون قال بكر المزني ) ( 213للحسن وأنا عنده عمن هذه الحاديث التي تقول فيها قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) أ ( قال عنك وعن هذا ) ب ( حدثنا
عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا بقية بن الوليد ) ( 214قال حدثنا أبو العلء عن مجاهد عن
ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم هلك أمتي في القدرية والعصبية والرواية عن غير ثبت هذا حديث ) ج ( انفرد به بقية عن أبي العلء هو اسناد فيه
ضعف ل تقوم به حجة ولكنا ذكرناه ليعرف والحديث الضعيف ل يرفع وان لم يحتج به ورب حديث ضعيف السناد صحيح المعنى حدثنا أبو عثمان سعيد بن نصر قال )
د ( حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن اسماعيل الترمذي قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال سمعت سعد بن ابراهيم يقول ل يحدث عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم ) ه ( ال الثقات وها معناه ل يحدث عن رسول ال من لم يلقه ال من يعرف كيف يؤخذ الحديث وعن من يؤخذ وهو الثقة حدثنا خلف بن أحمد الموي قال
حدثنا أحمد بن سعيد الصدفي قال حدثنا أبو جعفر العقيلي قال حدثنا جدي وحدثنا عبدال بن محمد ابن يوسف قال حدثنا يوسف بن أحمد قال حدثنا أبو جعفر محمد بن
عمرو
ابن موسى العقيلي قال حدثنا علي بن عبدالعزيز قال ) أ ( حدثنا القعنبي قال حدثنا اسماعيل بن عياش عن معان بن رفاعة ) ( 215السلمي عن ابراهيم ابن عبدالرحمن
العذرى قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وحدثنا اسماعيل بن
عبدالرحمن قال حدثنا ابراهيم بن بكر قال حدثنا محمد بن الحسين الزدي قال حدثنا أبو يعلى وعبدال بن محمد قال حدثنا أبو الربيع الزهراني ) ( 216عن حماد بن
زيد عن بقية بن الوليد عن معان بن رفاعة عن ابراهيم بن عبدالرحمن العذري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه
تحريف الغالين وتأويل الجالين وانتحال المبطلين حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال حدثنا أحمد بن داود
القومسي قال حدثنا عبدال بن عمر الخطابي ) ( 217قال حدثنا خالد بن عمرو عن الليث ) ب ( بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي قبيل ) ( 218عن عبدال بن
عمرو وأبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله فذكره
وروى أيضا من حديث القاسم ) ( 219بن عبدالرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله سواء حدثنا خلف بن أحمد قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا
عبدال ابن محمد بن الفرج الزطني ) أ ( قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال سمعت أبا رجاء يقول بلغني أن عبدالرحمن بن مهدي قال لبن المبارك أما تخشى على
هذا الحديث أن يفسدوه قال كل فأين جهابذته ) ب ( حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا عبدال بن جعفر بن الورد ) ( 220قال حدثنا أبو علي الحسن بن ياسر البغدادي قال
حدثنا أبو حاتم الرازي ) ( 221قال حدثنا عبدة بن سليمان المروزي قال قلت لبن المبارك أما تخشى على العلم ان يجيء المبتدع فيزيد في الحديث ما ليس منه قال ل
أخشى هذا بعيش الجهابذة النقاد قال أبو عمر لعلم السناد طرق يصعب سلوكها على من لم يصل ) ج ( بعنايته اليها يقطع كثيرا من أيامه فيها ومن اقتصر على حديث
مالك رحمه ال فقد كفى تعب التفتيش البحث ووضع يده من ذلك على عروة وثقى ل تنفصم لن مالكا قد انتقد وانتقى وخلص ولم يرو ال عن ثقة حجة وسترى موقع
مرسلت كتابه وموضعها من الصحة والشتهار في النقل في كتابنا هذا أن شاء ال وانما رى مالك عن عبدالكريم بن أبي الخارق ) د ( ) ( 222وهو مجتمع على
ضعفه وتركه لنه لم يعرفه اذا لم يكن من أهل بلده وكان حسن السمت الصلة فغره ذلك منه لم يدخل في كتابه عه حكما أفرده به
#قال أبو عمر يوسف بن عبدال بن محمد بن عبدالبر النمري في كتابه الستيعاب ) 1 $باب ذكر عيون من أخبار مالك ) ب ( رحمه ال وذكر فضل موطاه ( $
) ج ( ) ( 223حدثنا أحمد بن سعيد ) ( 224بن بشر أحمد بن القاسم ) ( 225بن عبدالرحمان قال حدثنا محمد بن عبدال بن أبي دليم قال حدثنا محمد بن وضاح قال
حدثنا الحارث بن مسكين ) ( 226قال سمعت عبدال بن وهب ) ( 227يقول لول أني أدركت مالكا والليث لضللت
B314
TEXT
قال ابن وضاح وسمعت أبا جعفر اليلي يقول سمعت ابن وهب ما ل أحصى يقول لول ان ال أنقذني بمالك والليث لضللت حدثا أحمد بن عبدال قال حدثنا عبدالرحمان
بن عبدال قال حدثنا أحمد بن الحسين ) ) أ ( قال حدثنا علي ) ب ( قال حدثنا هارون قال سمعت الشافعي يقول وذكر الحكام والسنن فقال العلم يعني الحديث يدور على
ثلثة مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ) ( 228والليث بن سعد وقال عبدالرحمان بن مهدي ) ( 229أئمة الناس في زمانهم أربعة سفيان الثوري بالكوفة ومالك بالحجاز
والوزاعي بالشام وحماد بن زيد ) ( 230بالبصرة حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد ) ( 231قال حدثنا محمد بن معاوية ) ( 232بن عبدالرحمان وحدثنا خلف بن القاسم
بن سهل قال حدثنا الحسن بن رشيق ) ( 233أنهما جميعا سمعا أبا عبدالرحمان احمد بن شعيب ) ج ( النسائي ) ( 234يقول أمناء ال عز وجل على علم رسوله صلى
ال عليه وسلم
شعبة بن الحجاج ومالك بن أنس ويحيى بن سعيد القطان قال والثوى ) أ ( أمام ال أنه كان يروى عن الضعفاء ) ب ( قال وكذلك ابن المبارك من أجل أهل زمانه ال أنه
يروى عن الضعفاء قال وما أحد عندي بعد التابعين أنبل من مالك بن أنس ول أجل ول أمن على الحديث منه ثم شعبة في الحديث ثم يحيى بن سعيد القطان وليس بعد
التابعين آمن من هؤلء الثلثة ول أقل رواية عن الضعفاء ) ج ( وقال يحيى القطان سفيان وشعبة ليس لهما ثالث ال مالك حدثنا عبدال بن محمد بن يوسف قال حدثنا
يحيى بن مالك قال حدثنا محمد بن سليمان بن أبي الشريف قال حدثنا ابراهيم بن اسماعيل الغافقي قال حدثنا محمد بن عبدال بن عبد الحكم ) ( 235والربيع بن سليمان
قال سمعنا الشافعي يقول لول مالك وسفيان يعني ابن عيينة ذهب عام الحجاز قال وسمعنا الشافعي يقول كان مالك اذا شك في الحديث طرحه كله حدثنا عبدال حدثنا
يحيى حدثنا ابن أبي الشريف حدثنا ابراهيم ابن اسماعيل حدثنا محمد بن عبدالحكم قال سمعت الشافعي يقول اذا جاء الثر فمالك النجم
حدثني خلف بن قاسم قال حدثنا عبدال بن محمد بن المفسر ) ( 1قال حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي ) ( 236قال حدثنا عبيد ال بن عمر ) ب ( القواريري قال
كنا عند حماد بن زيد فجاءة نعى مالك بن أنس فسالت دموعه ثم قال يرحم ال ابا عبدال لقد كان من الدين بمكان ثم قال حماد سمعت أيوب يقول لقد كانت له حلقه في
حياة نافع حدثنا أحمد بن عبدال بن محمد بن علي قال حدثنا أبي قال أخبرنا مسلم بن عبد العزيز قال حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول اذا جاء ) ج (
الحديث عن مالك فشد به يديك قال وسمعت الشافعي يقول اذا جاء ) ج ( الثر فما لك النجم حدثنا خلف بن القاسم نا عبدال بن جعفر بن الورد حدثنا عبدال أبن أحمد بن
عبدالسلم الخفاف قال حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال سمعت على بن المدينى يقول مالك امام قال على وسمعت سفيان بن عيينه بقول مالك ) د ( امام حدثنا عبد
الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا علي بن المدينى قال حدثنا أيوب بن المتوكل عن عبد الرحمان اب مهدي قال ل يكون اماما في العلم
من أخذ بالشاذ من العلم ول يكون اماما في العلم من يروى ) ه ( عن كل أحد ول يكون اماما في العلم من روى كل ما سمع قال والحفظ التقان
قال أبو عمر معلوم أن مالكا كان من ) أ ( أشد الناس تركا لشذوذ العلم وأشدهم انتقادا للرجال وأقلهم تكلفا وأتقنهم حفظا فلذلك صار اماما حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد
بن سعيد حدثنا محمد بن عبدالملك بن أيمن حدثنا علن حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي ابن المديني قالل سمعت يحي بن سعيد القطان يقوول كان مالك اماما في
الحديث قال علي وسمعت ابن عيينة يقول ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بهم قال صالح وحدثنا علي ابن المديني قال سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول اخبرني
وهيب بن خالد ) ( 237وكان من أبصر الناس بالحديث وبالرجال أنه قدم المدنية قال فلم أر أحدا ال يعرف وينكر ) ) ب ( ال مالكا ويحيى بن سعيد وكان عبدالرحمان
بن مهدي يقول ) ج ( ما اقدم على مالك في صحة الحديث احدا حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابو يحيى عبدال ابن أبي مسرة بمكة قال
حدثني مطرف بن عبدال عن مالك بن أنس قال لقد تركت جماع من أهل المدينة ما أخذت عنهم من العلم شيئا وانهم لممن يوخذ عنهم العلم وكانوا أصنافا فمنهم من كان
كذابا في غير علمه تركته لكذبه ومنهم من كان جاهل بما عنده فلم يكن عندي موضعا للخذ عنه لجهله ومنهم من كان يدين ) ) د ( برأى سوء
حدثنا أبو القاسم خلف بن القاسم قراءة منى عليه أن أبا الطاهر محمد ابن أحمد بن عبدال بن يحيى القاضي بمصر حدثهم قال حدثنا جعفر بن محمد ابن الحسين الفريابي
قال حدثني ابراهيم بن المنذر الحزامي ( 239قال حدثنا معن بن عيسى ومحمد ) ب ( بن صدقة ) ( 240أحدهما ) ج ( أو كلهما قال كان مالك بن أنس يقول ل يؤخذ
العلم من أربعة ويؤخذ من سوى ذلك ل يوخذ من سفيه ول يؤخذ من صاحب هوى يدعو الناس الى هواه ول من كذاب يكذب في أحاديث الناس وان كان ل يتهم على
أحاديث رسول ال صلى ال عليه وسلم ول من شيخ له فضل وصلح وعبادة اذا كان ل يعرف ما يحدث قال ابراهيم بن المنذر فذكرت هذا الحديث لمطرف بن عبدال
فقال ) د ( أشهد على مالك لسمعته يقول أدركت بهذا البلد مشيخة أهل فضل وصلح يحدثون ما سمعت من أحد منهم شيئا قط قيل له ) ه ( لم يا أبا عبدال قال كانوا ل
يعرفون ما يحدثون
وحدثنا خلف ) أ ( حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا أبو جعفر العقيلي حدثنا محمد بن اسماعيل الصائغ ) ( 241حدثنا ابراهيم بن المنذر أخبرنا ) ب ( معن بن عيسى )
( 242قال كان مالك بن أنس يقول ل يوخذ العلم من أربعة فذكره الى آخره سواء لم يذكر فيه ) ج ( محمد بن صدقة حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد بن اسماعيل الترمذي قال سمعت ابن أبي أويس يقول سمعت خالي مالك بن أنس يقول ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت
سبعين ممن يحدث قال فلن ) د ( قال رسول ال صلى ال عليه وسلم عند هذه الساطين وأشار الى مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم فما أخذت عنهم شيئا وان
أحدهم لو اؤتمن على بيت المال ) ه ( لكان أمينا لنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن وقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم على بابه وحدثنا خلف بن أحمد وعبدالرحمان بن
يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا ابن أبي مريم قال سمعت أشهب ) ( 243يقول سمعت مالكا يقول أدركت
بالمدينة مشايخ ابناء مائة وأكثر فبعضهم قد حدثت بأحاديثه وبعضهم لم أحدث بأحاديثه كلها وبعضهم لم أحدث من أحاديثه شيئا ولم أترك الحديث عنهم لنهم لم يكونوا
ثقات فيما حملوا ال أنهم حملوا شيئا لم يعقلوه
وحدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا سعيد بن عثمان حدثنا محمد بن عبدالواحد الخولني حدثنا محمد بن عبدال بن عبدالرحيم البرقي ) ( 244حدثنا عمر
بن أبي سلمة الدمشقي عن ابن كنانة ) ( 245عن مالك قال ربما جلس الينا الشيخ فيتحدث كل ) أ ( نهاره ما نأخذ عنه حديثا واحدا وما بنا أنا نتهمه ولكنه ليس من أهل
الحديث حدثنا أبو عثمان سعيد بن نصر وأبو القاسم عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو قلبة محمد بن عبدالملك ) ب ( الرقاشي قال حدثنا بشر
بن عمر ) ( 246قال سألت مالك بن أنس عن رجل فقال هل رأيته في كتبي ) ج ( قلت ل قال لو ) د ( كان ثقة لرأيته في كتبى ) ج ( ومما يؤيد قول مالك رحمه ال أنه
ل يؤخذ عن الكذاب في أحاديث الناس وأن لم يكن يكذب في حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم ما رواه عبدالرزاق عن معمر عن موسى الجندي قال رد رسول ال
صلى ال عليه وسلم شهادةرجل في كذبة كذبها قال معمر ل أدرى أكذب على ال أو على رسوله أو كذب على أحد من الناس
حدثنا أبو القاسم عبدالرحمان ) ( 247بن عبدال بن خالد الهمداني قال حدثنا أبو بكر أحمد ) ( 248بن جعفر بن احمد بن مالك ) أ ( حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن
اسحاق الحربي قال حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال حدثنا عبدالرزاق فذكره ) أ ( حدثنا خلف بن أحمد قال ) ب ( حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن عمرو العقيلي
) ( 249قال حدثنا أحمد بن زكرياء قال حدثنا أحمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا يحيى بن قعنب قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام ) ( 250بن عروة عن أبيه عن عائشة
قالت كان رسول ال ) ج ( اذا اطلع على احد من أهل بيته يكذب لم يزل معرضا عنه حتى يحدث ل توبة حدثنا خلف بن القاسم حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن حدثنا
بدر ابن الهيثم القاضي حدثنا أحمد ) ( 251بن عثمان بن حكيم الودى حدثنا علي ابن حكيم ) ( 252حدثنا ابراهيم بن عبدال النصاري ) ( 253قال سئل شريك
فقيل له ) د ( يا أبا عبدال رجل سمعته يكذب متعمدا أأصلي خلفه قال ل
قال أبو عمر قال يحيى بن معين آلة المحدث الصدق حدثنا خلف بن القاسم حدثنا الحسين بن عبدال القرشي حدثنا عبدال بن محمد القاضي حدثنا يوس بن عبد العلي )
( 254قال سمعت بشر ابن بكر ) ( 255قال رأيت الوزاعي في المنام مع جماعة من العلماء في الجنة فقلت وأين مالك بن أنس فقيل رفع فقلت بم ) أ ( ذا قال بصدقة
حدثنا اسماعيل بن عبدالرحمان حدثنا ابراهيم بن بكر بن عمران حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد الزدي الحافظ حدثنا زكرياء بن يحيى الساجي ) ( 256حدثنا محمد
بن عبدالرحمان بن صالح الزدي قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال حدثنا مطرف قال سمعت مالك بن أنس يقول قل ما كان رجل ) ب ( صادقا ل يكذب ال متع بعقله ولم
يصبه ما يصيب غيره من الهرم والخرف أخبرنا أبو محمد عبدال بن محمد بن عبد المومن قال حدثنا اسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي )
( 257قال حدثنا نصر بن علي ) ( 258قال حدثنا حسين بن عروة عن مالك قال
قدم علينا ) أ ( الزهري فأتيناه ومعنا ربيعة فحدثنا بنيف وأربعين حديثا قال ثم أتيناه من الغد فقال انظروا كتابا حتى احدثكم منه أرأيتم ما حدثتكم أمس أي شيء في أيديكم
منه قال فقال له ربيعة ها هنا من يرد عليك ما حدثت به أمس قال من هو قال ابن أبي عامر قال هات ) ب ( فحدثته بأربعين حدثنا منها فقال الزهري ما كنت أظن أنه
بقى أحد يحفظ هذا غيري قال اسماعيل وحدثني عتيق بن يعقوب قال سمعت مالكا يقول حدثني ابن شهاب ببضعة وأربعين حديثا ثم قال ايه أعد على فأعدت عليه أربعين
وأسقطت البضع حدثنا أبو عثمان سعيد بن سيد بن سعيد ) ج ( وعبدال بن محمد ابن يوسف قال حدثنا عبدال بن محمد الباجي قال حدثنا الحسن بن عبدال الزبيدي قال
حدثنا أبو عبدال محمد بن اسماعيل الصبهاني في المسجد الحرام قال حدثنا مصعب بن عبدال الزبيري قال سمعت أبي يقول كنت جالسا مع مالك بن أنس في مسجد
B314
TEXT
رسول ال صلى ال عليه وسلم اذ أتاه رجل فقال ايكم ) د ( أبو عبدال مالك فقال هذا فجاء ) ه ( فسلم عليه واعتنقه وقبل بين عينيه وضمه الى صدره وقال وال لقد رأيت
البارحة رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا في هذا الموضع فقال هاتوا مالكا فأتى بك ترتعد فرائصك فقال ليس بك بأس يا أبا ) و ( عبدال وكناك وقال اجلس فجلست
فقال افتح حجرك ففتحت فمله مسكا منثورا وقال ضمه اليك وبثه في أمتي قال فبكى مالك طويل قال الرؤيا تسر ل تغر وان صدقت رؤياك فهو العلم الذي اودعني ال
وقال ابن بكير عن أبي ) أ ( لهيعة قال قدم علينا أبو السود ) ( 259يعني يتيم عروة سنة احدى وثلثين ومائة فقلت من للرأى بعد ربيعة بالحجاز فقال الغلم الصبحي
وعن ابن مهدي أنه سئل من أعلم مالك أو أبو حنيفة فقال مالك أعلم من استاذ أبي حنيفة يعني حماد بن أبي سليمان ) ( 260أخبرني خلف بن قاسم قال حدثنا ابن سفيان
) ( 261قال حدثنا ابراهيم بن عثمان ) ( 262قال حدثنا أبو داود السجستاني ) ( 263قال سمعت أحمد بن حنبل ) ( 264يقول مالك بن أنس اتبع من سفيان حدثنا
خلف بن القاسم حدثنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة قال سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن سفيان ومالك اذا اختلفا في الرأي فقال مالك أكبر ) ب ( في قلبي فقلت فمالك
الوزاعي اذ اختلفا فقال مالك أحب الى وان كان الوزاعي من اليمة فقيل له ومالك ) ج ( ابراهيم النخعي ) ( 265فقال هذا كأنه سمعه ) د ( ضعه مع أهل زمانه
وأخبرنا خلف بن القاسم حدثنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة حدثني الوليد بن عقبة ) أ ( حدثنا الهيثم بن جميل ) ( 266قال شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان ) ب (
وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلثين منها ل أدري قال أبو زرعة وحدثني سليم بن عبدالرحمان حدثنا ابن وهب عن مالك قال سمعت ابن هرمز ) ( 267يقول ينبغي
للعالم أن يورث جلساءه من بعده ل أدري حتى يكون أصل في أيديهم فاذا سئل أحدهم عما ل يعلم قال ل أدري قال أبو زرعة وحدثنا محمد بن ابراهيم عن أحمد بن
صالح عن يحيى بن حسان عن وهب ) ( 268يعني ابن جرير قال سمعت شعبة يقول قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة ولمالك يومئذ حلقة حدثنا عبدالوارث بن سفيان
قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا احمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين يقول مالك بن أنس أثبت في نافع من عبيد ال بن عمر وأيوب وقال ابن أبي مريم قلت لبن
معين الليث أرفع عندك أم مالك ) ج ( قال مالك قلت أليس مالك أعلى أصحاب الزهري قال نعم قال فعبيد ال أثبت في نافع أو مالك ) د ( قال مالك أثبت الناس
وقال يحيى بن معين ) ( 269كان مالك من حجج ال على خلقه حدثنا أبو محمد قاسم بن محمد قال حدثنا خلف ) أ ( بن سعد ) ( 270قال حدثنا أبو عمرو عثمان بن
عبدالرحمان ) ( 271قال حدثنا ابراهيم بن نصر الحافظ ) ( 272قال سمعت يونس بن عبدالعلى يقول سمعت الشافعي يقول اذا ذكر العلماء فمالك النجم وما أحد أمن
على ) ب ( في علم من مالك بن أنس وروى طاهر بن خالد بن نزار ) ( 273عن أبيه عن سفيان بن عيينة أنه ذكر مالك ) ج ( بن أنس فقال كان ل يبلغ من الحديث ال
صحيحا ول يحدث ال عن ثقات الناس ما أرى المدينة الستخرب بعد موت مالك بن أنس وحدثنا قاسم بن محمد ) ( 274قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا عثمان بن
عبدالرحمان قال حدثنا ابراهيم بن نصر قال سمعت محمد بن عبدال بن عبد الحكم يقول سمعت الشافعي يقول قال لي محمد بن الحسن صاحبنا أعلم من صاحبك وما كان
على صاحبك أن يتكلم ما كان
لصاحبنا أن يسكت ) ( 275قال فغضبت وقلت نشدتك ال من ) أ ( كان أعلم بسنة رسول ال مالك أو أبو حنيفة قال مالك ل كن صاحبنا أقيس فقلت نعم ومالك أعلم
بكتاب ال وناسخه ومنسوخه وسنة رسول ال ) ب ( من أبي حنيفة فمن كان أعلم بكتاب ال وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ج ( كان أولى بالكلم قال أبو عمر
الخبار في امامة مالك وحفظه اتقانه وورعه وتثبته أكثر من أن تحصى وقد ألف الناس في فضائله كتبا كثيرة ) ( 276انما ذكرت ها هنا فقرا من أخباره دالة على ما
سواها
حدثنا احمد بن عبدال قال حدثنا عبدالرحمان بن محمد قال حدثنا أحمد بن الحسن قال حدثنا علي بن حيون قال حدثنا هارون بن سعيد اليلي ) ( 277قال سمعت
الشافعي قال ما كتاب أكثر صوابا بعد كتاب ال من كتاب مالك يعني الموطأ
حدثنا عبدال بن محمد بن يوسف قال حدثنا يحيى بن ) ( 278 1مالك قال حدثنا محد بن سليمان ابن ابى الشريف قال حدثنا ابراهيم بن اسماعيل ) ( 279قال حدثنا
يونس بن عبد العلى قال قال الشافعي مافي الرض بعد كتاب ال أكثر صوابا من موطأ مالك بن أنس وأنبأنا ) ب ( على بن ابراهيم ) ( 280قال حدثنا الحسن بن
رشيق قال حدثنا احمد بن علي بن الحسن المدني ) ج ( قال حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ) ( 281قال سمعت هارون بن سعيد اليلي يقول سمعت الشافعي يقول
ماكتاب بعد كتاب ال عز وجل أنفع من موطأ مالك بن أنس وحدثنا ) د ( علي بن ابراهيم أبو الحسن يعرف بابن حموية قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا
عبدالرحمان بن عبد المؤمن بن سليمان التنيسى أبو محمد قال أنبأنا احمد بن عيسى بن زيد اللخمي قال قال لنا عمر بن أبي سلمة ما قرأت كتاب الجامع من موطا مالك
بن أنس أل أنا أتاني آت في المنام فقال لي هذا كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ه ( حقا أنبأنا عبدال بن محمد بن يحيى قال حدثنا أبو عبدال محمد بن أحمد بن
محمد ) و ( بن عمرو القاضي المالكي قال أنبأنا ) ز ( ابراهيم بن حماد
قال حدثنا أبو طاهر قال حدثنا صفوان عن عمر بن عبدالواحد ) ( 283صاحب الوزاعي قال عرضنا على مالك الوطا في أربعين يوما فقال كتاب ألفته في أربعين سنة
أخذتموه في أربعين يوما قلما ) أ ( تفقهون فيه حدثنا عبدال حدثنا القاضي حدثنا عبدالواحد ) ب ( بن العباس الهاشمي حدثنا عباس بن عبدال الترقفي قال قال
عبدالرحمان بن مهدي ما كتاب بعد كتاب ال أنفع للناس من الموطأ أو كلم هذا معناه حدثنا ) ج ( عبدال حدثنا القاضي حدثنا ) د ( القاسم بن علي حدثنا ابراهيم بن
الحسن السرافي ) ه ( حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال سمعت أبي يقول قال ابن وهب من كتب موطأ مالك فل عليه أن ل يكتب من الحلل والحرام شيئا وحدثنا
عبدال حدثنا القاضي حدثنا القاسم بن على حدثنا ابراهيم بن الحسن قال ) و ( سمعت يحيى بن عثمان يقول سمعت سعيد بن أبي ) ز ( مريم يقول وهو يقرأ عليه موطأ
مالك وكان ابنا أخيه قد رحل الى العراق في طلب العلم فقال سعيد لو أن ابني أخي مكثا بالعراق عمرهما يكتبان ليل ونهارا ما اتيا بعلم يشبه موطأ مالك ) ح ( وقال ما
أتيا بسنة يجتمع ) ط ( عليها خلف موطأ مالك بن أنس وحدثنا عبدال حدثنا القاضي قال حدثني علي بن الحسين القطان قال حدثنا عبدال بن محمد القروي ) يي ( قال
سمعت يونس بن عبدالعلى
يقول سمعت الشافعي يقول ما رأيت كتابا الف في العلم اكثر صوابا من موطأ مالك حدثا أبو القاسم خلف بن قاسم قال حدثنا أبو الميمون عبدالرحمن بن عمر بن راشد
البجلي بدمشق قال حدثنا أبو زرعة عبدالرحمان بن عمرو الدمشقي قال حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبدالعزيز عن سليمان بن موسى قال اذا كان فقه الرجل حجازيا
وادبه عراقيا فقد كمل أنبأنا عبدال بن محمد بن عبد المؤمن ) ( 284قال انبأنا اسماعيل بن محمد الصفار ببغداد قال حدثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال حدثنا ) أ (
نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا الصمعي عن سفيان بن عيينة قال من أراد السناد والحديث المعروف الذي تسكن اليه القلوب فعليه بحديث أهل المدينة أنبأنا احمد بن
عبدال قال أنبأنا عبدالرحمن بن محمد الغافقي الجوهري قال أخبرني محمد بن أحمد المدني قال حدثنا يونس بن عبد العلى قال قال محمد بن ادريس الشافعي اذا وجدت
متقدم أهل المدينة على شيء فل يدخل عليك شك انه الحق وكل ما جاءك من غير ذلك فل تلتفت اليه فانك تقع في اللجج وتقع في البحار قال وحدثنا أبو الطاهر القاضي )
ب ( محمد بن احمد الذهلي قال حدثنا جعفر قال حدثنا أبو قدامة ) ( 285قال قال عبدالرحمن بن مهدي السنة المتقدمة من سنة أهل المدينة خير من الحديث يعنى حديث
أهل العراق
حدثنا أحمد بن عمر ) ( 286قال حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن فطيس ) ( 287قال حدثنا ملك بن سيف ) التجيبى ( قال حدثنا عبدال بن عبدالحكم ) 288
( قال سمعت مالك بن أنس ) أ ( يقول اذا جاوز الحديث الحرتين ضعف نخاعه وحدثنا أحمد بن عبدال قال حدثنا عبدالرحمن بن محمد ) ب ( قال حدثنا أحمد بن الحسين
) ج ( قال حدثنا العتبي قال حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول اذاجاوز الحديث الحرتين ضعف نخاعه وروى شعبة عن عمارة بن أبي حفصة ) ( 289
عن أبي مجلز عن قيس بن عباد ) ( 290قال قدمت المدينة اطلب العلم والشرف وذكر الحديث وأنبأنا عبدالرحمن بن يحيى قال ) ( 291حدثنا علي بن محمد بن
مسرور قال حدثنا احمد بن أبي سليمان قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال سمعت مالكا يقول كان عمر بن عبدالعزيز ) ( 292يكتب الى
المصار يعلمهم السنن والفقه ويكتب الى المدينة يسألهم عما مضى وان يعلموا ) أ ( بما عندهم ويكتب الى أبي بكر ابن حزم ) ( 293ان يجمع السنن ويكتب اليه بها
فتوفى عمر وقد كتب ابن حزم كتبا قبل ان يبعث بها اليه قال ابن وهب وحدثني مالك قال كان ابو بكر ابن حزم على قضاء المدينة قال وولى المدينة اميرا وقال له يوما
قائل ) ب ( ما أدرى كيف اصنع بالختلف فقال له أبو بكر ابن حزم يا ابن أخي اذا وجدت أهل المدينة مجتمعين على أمر فل تشك ) ج ( فيه انه الحق قال ابن وهب
وقال لي مالك لم يكن بالمدينة قط امام أخبر ) د ( بحديثين مختلفين حدثنا احمد بن عبدال قال حدثنا عبدالرحمن بن عبدال قال حدثنا ) ه ( محمد بن احمد الذهلي قال
حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا ابو قدامة عبيد ال بن سعد ) و ( قال سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول ما أدركت احدا ال وهو يخاف هذا الحديث ال مالك بن أنس
وحماد بن سلمة فانهما كان يجعلنه من أعمال البر قال وقال عبدالرحمن بن مهدي السنة المتقدمة من سنة أهل المدينة خير من الحديث قال وقال أبو قدامة كان مالك بن
أنس من ) ز ( احفظ أهل زمانه وقال عبدالرحمن بن مهدي وقد سئل اي الحديث أصح قال حديث أهل الحجاز قيل له ثم من قال حديث أهل البصرة قيل ثم من قال حديث
أهل الكوفة قالوا فالشام قال فنفض يده
B314
TEXT
وذكر الحسن الحلواني ) ( 294قال حدثنا عبدال بن صالح ) ( 295قال حدثني الليث عن يحيى بن سعيد قال ما أعلم الورع اليوم ال في أهل المدينة وأهل ) أ ( مصر
قال أبو عمر لقد أحسن القائل ) % ( 296أقول لمن يروى الحديث ويكتب %ويسلك سبل العلم ) ب ( فيه ويطلب % % %أن أحببت أن تدعى لدى الحق عالما %
فل تعد ما يحتوي ) ج ( من العلم يثرب % %اتترك ) د ( دارا كان بين بيوتها %يروح ويغدو جبرئيل المقرب % %ومات رسول ال فيها وبعده % %بسنته
أصحصابه قد تأدبوا ) ه ( % %وفرق سبل العلم في تابعيهم %وكل امرىء منهم له فيه مذهب % %وخلصه ) و ( بالسبك للناس مالك %ومنه صحيح في المقال
) ز ( واجرب % %فأبرا لتصحيح ) ح ( الرواية داءه %وتصحيحها فيه دواء مجرب % %ولو لم يلح ) ط ( نور الموطا لمن سرى %بليل عماه ما درى أين
يذهب % %أبا طالبا للعلم ان كنت تطلب %حقيقة علم الدين محضا وترغب ) ى ( % %فبادر موطا مالك قبل فوته % %فما بعده ان فات للحق مطلب
%ودع للموطأ كل علم تريده %فان الموطأ الشمس والعلم كوكب % %هو الصل طاب الفرع منه لطيبه % %ولم ل يطيب الفرع والصل طيب % %هو العلم
عند ال بعد كتابه %وفيه لسان الصدق بالحق معرب % %لقد اعربت آثاره ببيانها % %فليس لها في العالمين مكدب % %ومما به أهل الحجاز تفاخروا %بأن
الموطأ بالعراق محبب % %وكل كتاب بالعراق مؤلف % %نره بآثار الموطأ يعصب ) أ ( % %ومن لم تكن كتب الموطأ ببيته %فذاك من التوفيق بيت مخيب %
%ايعجب ) ب ( منه اذ عل في حياته % %تعاليه من بعد المنية اعجب % %جزى ال عنا في موطاه مالكا %بافضل ما يجزي اللبيب المهذب % %لقد أحسن
التحصيل في كل ما روى %كذا فعل من يخشى الله ويرهب % %لقد رفع الرحمان ) ج ( بالعلم قدره %غلما وكهل ثم اذ هو اشيب % %فمن قاسه بالشمس
يبخسه حقه %كلمع نجوم الليل ساعة تغرب % %يرى علمهم أهل العراق مصدعا %اذا لم يروه بالموطأ يعصب % %وما ل نور لمرىء بعد مالك % %فذمته
من ذمة الشمس أوجب % %لقد فاق أهل العلم حينا وميتا %فاضحت به المثال في الناس تضرب % %وما فاقهم ال بتقوى وخشية % %واذ كان يرضى في الله
ويغضب % %فل زال يسقى قبره كل عارض %بمنبعق ) د ( ظلت غرابيه ) ه ( تسكب % %ويسقى قبورا حوله دون سقيه % %فيصبح فيها بينها وهو معشب
% %وما بي بخل ان تسقى كسقيه %ولكن حق العلم اولى واوجب % %فلله قبر دمعنا فوق ظهره %وفي بطنه ودق السحائب تسكب ) و ( %
وقال غيره %ال ان فقد العلم في فقد مالك %فل زال فينا صالح الحال مالك % %فلوله ما قامت حقوق كثيرة %ولوله لنسدت علينا المسالك % % %يقيم سبيل
الحق والحق واضح % %ويهدى كما تهدى النجوم الشوابك %وقال آخر في مالك ) أ ( رحمه ال %يأبى الجواب فما يراجع هيبة %والسائلون ) ب ( نواكس
الذقان % %ادب الوقار وعن سلطان التقى % %فهو المطاع وليس ذا سلطان %حدثني أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا احمد بن الفضل بن العباس ) ( 297قال
حدثنا احمد بن محمد بن منير قال حدثنا محمد بن ابراهيم بن جناد ) ج ( قال حدثنا مصعب بن عبدال الزبيري ) ( 298قال قال سفيان بن عيينة نرى ان هذا الحديث
الذي يروى عن النبي صلى ال عليه وسلم ) د ( تضرب الكباد فل يجدون ) ه ( اعلم من عالم المدينة انه مالك بن أنس وقال مصعب وكنت اذا لقيت سفيان بن عبينة
سألني عن اخبار مالك
قال أبو عمر ) أ ( وهذا الحديث حدثناه عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا احمد بن زهير قال حدثنا يحيى بن عبدالحميد ) ( 299قال حدثنا سفيان
بن عيينة عن ابن جريج عن أبي الزبير ) ( 300عن أبي صالح ) ( 301عن ابي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يوشك الناس ان يضربوا اكباد البل
فل يجدون عالما اعلم من عالم المدينة وقال سعيد بن عبدالجبار ) ( 302كنا عند سفيان بن عيينة فاتاه نعي مالك بن أنس فقال مات وال سيد المسلمين وروى الحارث
) ب ( بن مسكين قال أخبرنا أشهب بن عبدالعزيز قال سألت المغيرة المخزومي ) ( 303مع تباعد ما كان بينه وبين مالك عن مالك وعبدالعزيز فقال ما اعتدل في العلم
قط ورفع مالكا على عبدالعزيز وبلغني عن مطرف بن عبدال النيسابوري الصم صاحب مالك أنه قال قال لي مالك ما يقول الناس في موطئي فقلت له الناس رجلن
محب مطر وحاسد مفتر فقال لي ) ج ( مالك ان مد بك العمر فسترى ما يراد ال به
حدثنا عبدال بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن احمد بن عمرو القاضي المالكي قال حدثني المفضل بن محمد بن حرب المدني قال أول من عمل كتابا بالمدينة على
معنى الموطأ من ذكر ما اجتمع عليه أهل المدينة عبدالعزيز بن عبدال بن أبي سلمة الماجشون ) ( 304وعمل ذلك كل ما يغير حديث قال القاضي ورأيت أنا بعض ذلك
الكتاب وسمعته ممن حدثني به وفي موطأ ابن وهب منه عن عبدالعزيز غير شيء قال فأتى به مالك فنظر فيه فقال ما أحسن ما عمل ولو كنت أنا الذي علمت لبدأت
بالثار ثم شددت ذلك بالكلم قال ثم ان مالكا عزم على تصنيف الموطأ فصنفه فعمل من كان في المدينة ) أ ( يومئذ من العلماء ) ب ( الموطآت فقيل لمالك شغلت نفسك
بعمل هذا الكتاب وقد شركك فيه الناس وعملوا امثاله فقال ائتوني بما عملوا فاتي بذلك فنظر فيه ثم نبذه وقال لتعلمن انه ل يرتفع ) ج ( من هذا ال ما اريد به وجه ال
قال فكأنما القيت تلك الكتب في البار وما سمع لشيء منها بعد ذلك بذكر حدثني أبو القاسم أحمد بن فتح بن عبدال ) ( 305قال حدثنا احمد بن الحسن الرازي بمصر
قال حدثنا روح بن الفرج قال حدثنا أبو عدى محمد بن عدي بن أبي بكر الزهري قال رأيت مالك بن أنس ابن أبي عامر الصبحي لم يكن يخضب ومات ابيض الرأس
واللحية وشهدت جنازته
قال أبو عمر أبو عدي هذا هو محمد بن عدي بن أبي بكر بن ابراهيم بن سعد بن أبي وقاص الزهري ل أعلم له رواية عن مالك ) أ ( وهو يروى عن عبدال بن نافع
وغيره من اصحاب مالك وولد مالك بن أنس رضي ال عنه سنة ثلث وتسعين فيما ذكره ابن بكير وقال محمد بن عبدال بن عبد الحكيم ولد مالك بن أنس سنة أربع
وتسعين قال محمد وفيها ولد الليث بن سعد ول خلف انه مات سنة سبع وسبعين ) ب ( ومائة وفيها مات حماد بن زيد وقال أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى ولد
مالك في ربيع الخر سنة أربع وتسعين وتوفى بالمدينة لعشر خلون في ) ج ( ربيع الول سنة تسع وسبعين ومائة ) ( 306مرض يوم الحد ومات يوم الحد ) د (
لتمام اثنين وعشرين يوما وغسله ابن كنانة وسعيد بن داود بن زنبر قال حبيب وكنت انا وابنه يحيى بن مالك نصب الماء ونزل في قبره جماعة قال أبو عمر كان لمالك
رحمه ال أربعة من البنين يحيى ومحمد وحمادة وأم ابنها
فأما ) أ ( يحيى وأم ابنها فلم يوص بهما الى أحد فكانا مالكين لنفسهما وأما حمادة ومحمد فأوصى بهما الى ابراهيم بن حبيب رجل من أهل المدينة كان مشاركا لمحمد بن
بشير ووأوصى مالك رحمة ال عليه ان يكفن في ثياب بيض ويصلى عليه في موضع الجنائز فصلى عليه عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدال بن
عباس كان ) ب ( واليا على المدينة من قبل أبيه محمد بن ابراهيم بن علي ) ج ( وحضر جنازته ماشيا وكان احد من حمل نعشه وبلغ كفنه خمسة دنانير وترك رحمه ال
من الناض الفي دينار وستمائة دينار وتسعا ) د ( وعشرين دينارا والف درهم فكان الذي اجتمع لورثته ثلثة الف دينار ثلثمائة دينار ونيف فقبض ابراهيم بن حبيب مال
محمد حمادة وقبض يحيى ماله ) ه ( كذلك أم ابنها قبضت مالها وكان الذي خلف مالكا في حلقته عثمان بن عيسى بن كنانة وحج هارون الرشيد رحمه ال عام مات مالك
فوصل يحيى بن مالك بخمسمائة دينار ووصل جميع الفقهاء يومئذ بصلت سنية ذكر ذلك كله اسماعيل بن أبي أويس وعبدالعزيز بن ابي اويس وحبيب وعمارة بن وثيمة
وغيرهم دخل كلم بعضهم في بعض وال المستعان
وقال البخاري مالك بن أنس بن مالك ) أ ( بن أبي عامر الصبح كنيته أبو عبدال حليف عبدالرحمان بن عثمان بن عبيدال التيمي القرشي ابن اخي طلحة بن عبيدال كان
اماما رى عنه يحيى بن سعيد ) ( 307النصاري واخبرني احمد ابن فتح قال حدثنا احمد بن الحسن الرازي قال حدثنا روح بن الفرج أبو الزنباع قال سمعت أبا مصعب
يقول مالك بن أنس من العرب صلبة ) ب ( وخلفه في قريش في بني تيم بن مرة وقال خليفة بن خياط ) ( 308مالك بن أنس بن ابي عامر من ذي اصبح من حمير مات
سنة تسع سبعين يكنى أبا عبدال وقال الواقدي ) ( 309عاش مالك تسعين سنة وقال سحنون عن عبدال بن نافع ان مالكا تتوفى وهو ابن سبع وثمانين سنة سنة تسع
وسبعين ومائة اقام مفتيا بالمدينة بين اظهرهم ستين سنة قال أبو عمر ل أعلم في نسبه اختلفا بين أهل العلم بالنساب انه مالك بن أنس ابن مالك بن أبي عامر بن عمرو
بن الحارث بن عثمان بن حنبل ) ج ( بن عمرو
ابن الحارث وهو ذو اصبح ال ان بعضهم قال في عثمان غيمان بالغين المنقوطة والياء المنقوطة من أسفل باثنين وفي حنبل حتيل وقد قيل حسل ) أ ( والصواب حتيل )
( 310كذلك ذكره أبو محمد الحسن بن احمد بن يعقوب الهمداني وأنا استغرب نسب مالك الى ذي أصبح وأعتقد ان فيه نقصانا كثيرا لن ذا اصبح قديم جدا وذو اصبح
هو الحرث بن مالك بن زيد بن قيس بن صيفي بن زرعة حمير الصغر ابن سبأ الصغر بن كعب كهف الظلم ابن بديل بن زيد الجمهور بن عمر بن قيس بن معاوية بن
جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن معن بن عريب بن زهير بن أيمن ابن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يغوث بن قحطان ) ( 311
قيل في اسم امه العالية بنت شريك بن عبدالرحمان بن شريك من الزد ) ( 312وحمل بن سنتين وقيل ثلث سنين ) ( 313في بطن امه وكان أشقر شديد البياض ربعة
الى الطول كبير الرأس أصلع ولم يكن بالطويل رحمة ال ورضوانه عليه روى عنه جماعة من الئمة وحدثوا عنه وكلهم مات قبله بسنين ولو ذكرناهم لطال الكتاب
بذكرهم وذكر وفاة كل واحد منهم ) أ ( واختلف أهل العلم بعد ذي اصبح في رفعه الى آدم عليه السلم بما لم أر لذكره ها هنا معنى وقد ذكرنا ان ذا أصبح من ) ب (
حمير في كتابنا كتاب القبائل التي روت عن النبي صلى ال عليه وسلم فاغنى عن اعادته هاهنا حدثنا خلف بن القاسم قال حدثني ) ج ( عبدال بن جعفر قال حدثنا عبدال
بن احمد بن عبدالسلم الخفاف قال حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال حدثنا ابراهيم بن المنذر قال حدثنا أبو بكر الويسي قال حدثنا سليمان بن بلل ) ( 315عن
B314
TEXT
نافع بن مالك
ابن أبي عامر ) ( 316عن أبيه قال قال لي عبدالرحمان بن عثمان بن عبيد ال التيمي ) ( 317يا مالك هل لك الى ما دعانا اليه غيرك فابينا عليه ان يكون دمنا دمك
) أ ( وهدمنا هدمك ما بل بحر صوفة ) ( 318فأجبته الى ذلك اخبرنا علي بن ابراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا علي بن يعقوب بن سويد الوراق قال حدثنا
احمد بن محمد بن الحجاج المهري قال حدثنا ابراهيم بن المنذر الحزامي ) ب ( قال حدثنا معن بن عيسى ) ج ( ابن عمر قال كان نقش خاتم مالك بن أنس حسبي ال
ونعم الوكيل فسئل عن ذلك فقال سمعت ال تبارك وتعالى قال لقوم قالوا حسبنا ال ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من ال وفضل لم يمسهم سوء وأخبرنا علي بن ابراهيم قال )
د ( حدثنا احمد بن محمد بن عبدالعزيز قال حدثنا يحيى بن بكير قال مات مالك بن أنس في ربيع الول سنة سبع وتسعين ) ه ( ومائة وولد سنة ثلث وتسعين قال أبو
عمر ) و ( كذا يقول ابن بكير وغيره يخالفه في مولده على ما ذكرنا في كتابنا هذا وبال توفيقنا وصلى ال على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما والحمد ل رب
العالمين ) ز (
بسم ال الرحمن الرحيم ) 1 $باب ألف في أسماء شيوخ مالك الذين روى عنهم حديث النبي عليه السلم ( ) $ب ( ابراهيم بن عقبة وهو ابراهيم بن عقبة بن أبي عياش
المدني ) ج ( مولى لل الزبير بن العوام وهم ثلثة اخوة ابراهيم بن عقبة ومحمد بن عقبة وموسى بن عقبة ابن أبي عياش مدنيون موالي الزبير بن العوام وكانن يحيى
بن معين يقول هم موالى أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ) ( 319ولم يتابع يحيى على ذلك والصواب أنهم موالي آل الزبير كذلك قال مالك وغيره وكذلك قال
) د ( البخاري سمع ابراهيم بن عقبة من أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص وهي من المبايعات وسمع منها أخوه موسى بن عقبة حديثها في عذاب القبر عن النبي
صلى ال عليه وسلم وهو مشهور وأما رواية ابراهيم عنها فمن رواية الصمعي عن ابن أبي الزناد ) ( 320عن ابراهيم بن عقبة قال قال سمعت أم خالد بنت خالد بن
سعيد بن العاصي تقول
أبي أول من كتب بسم ال الرحمن الرحيم فحصل ابراهيم بروايته عن أم خالد من التابعين وسمع ابراهيم بن عقبة من سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعمر بن
عبدالعزيز وعامر بن سعد بن أبي وقاص وأبي عبدال القراظ وكريب مولى ابن عباس روى عنه مالك بن أنس ومعمر والثوري وحماد بن زيد ومحمد ابن اسحاق وابن
عيينة ومحمد بن جعفر ابن أبي كثير ) ( 321والدراوردي وهو ثقة حجة فيما نقل هو أسن من موسى بن عقبة ومحمد بن عقبة أسن منه واكثرهم حديثا موسى وكلهم
ثقة وذكر ابو داود السجستاني عن يحيى بن معين في بني عقبة قال موسى اكثرهم حديثا ومحمد أكبرهم قال ومحمد وابراهيم أثبت من موسى لمالك عنه في الموطأ من
حديث النبي صلى ال عليه وسلم حديث واحد مرسل عند أكثر رواه الموطأ وهو مالك عن ابراهيم بن عقبه عن كريب مولى ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
مر بامرأه وهي في محفه لها فقيل لها هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذت بضبعي صبي كان معها فقالت الهذا حج يارسول ال قال نعم ولك أجر ) ( 322كريب
مولى أبن العباس هو كريب بن أبى مسلم مولى عبدال بن العباس سمع أسامه بن زيد وعبد ال بن العباس روى عنه جماعة من جله أهل المدينه منهم بنو عقبه ثلثتهم
وبكير بن الشج وهو ثقه حجه فيما نقل من أثرفي الدين
قال الواقدى عن أبن أبى الزناد عن موسى بن عقبه مات كريب بالمدينه سنة ثمان وتسعين في أخر خلفه سليمان بن عبدالملك قال أبو عمر المحفه شبيهة بالهودج وقيل
المحفه لغطاء عليها واما الضبع فباطن الساعد وهذا الحديث مرسل عند أكثر الرواة للموطأ وقد أسنده عن مالك ابن وهب والشافعي وابن عثمه ) ( 323وأبو المصعب
وعبدال بن يوسف ) ( 324قالوا فيه عن مالك عن ابراهيم عن عقبه عن كريب مولى أبن عباس عن ابن عباس أن رسول صلى ال عليه وسلم الحديث ) ( 1ورأيت
في بعض نسخ موطأ مالك رواية ابن وهب عنه هذا الحديث ) ( 1مرسل من رواية يونس بن عبد العلى عن أبن وهب ول أثق بما رأيته من ذلك لن ) ب ( أبا جعفر
الطحاوى ذكر هذا الحديث في كتابه كتاب تهذيب الثار عن يونس عن ابن وهب عن مالك عن ابراهيم بن عقبه عن كريب ) ج ( عن بن عباس مسندا وكذلك رواه
سحنون والحارث بن مسكين وأحمد بن عمرو بن السرح ) ( * ) ( 325وسليمان بن داود كلهم عن ابن وهب عن مالك عن ابراهيم بن عقبه عن كريب عن أبن عباس
مسندا ) د ( وكذلك ذكره الدارقطني من رواية أبى الطاهر وسليمان بن داوود والحارث بن مسكين عن أبن وهب مسندا ) د ( وهو الصحيح من روايه أبن وهب
والشافعي ومحمد بن خالد بن عثمه وأبى مصعب
أخبرنا ) ا ( عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا الحسن بن عبدال بن الخضرالسيوطي رحمه ال ) ب ( وحدثنا على بن ابراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا أحمد
بن شعيب ) ( 326قال أخبرنا هلل بن بشر ) ( 327قال أخبرنا محمد بن خالد بن عثمه قال أخبرنا مالك عن ابراهيم بن عقبه عن كريب عن أبن عباس أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم مر بأمرأه وهي في محفتها فقيل لها هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذت بعضد صبي معها فقالت الهذا حج يارسول ال فقال رسول ال صلى
ال عليه وسلم نعم ولك أجر أخبرنا عبد ال بن محمد بن يوسف قال أخبرنا عبدال بن محمد بن علي ومحمد بن محمد ) ج ( أبن أبى دليم ومحمد بن يحيى بن عبد العزيز
قالوا حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا يحيى بن عمر ) 328قال أخبرنا الحارث بن مسكين وسحنون بن سعيد واحمد بن عمرو بن السرح قالوا حدثنا ابن وهب عن مالك
عن ابراهيم بن عقبه عن كريب مولى أبن عباس عن أبن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بامرأة وهي في خدرها أومحفتها ومعها صبي لها فقالت يارسول
ال الهذا حج قال نعم ولك أجر 0وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبدال بن خالد قال حدثنا تميم بن محمد بن تميم أبو العباس قال حدثنا عيسى بن مسكين ) 0 ( 329
وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال جميعا أخبرنا سحنون بن سعيد قال أخبرنا عبد ال بن وهب أن مالكا حدثه عن
ابراهيم بن عقبة عن كريب مولى أبن عباس عن أبن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بأمرأه وهي في خدرها معها صبى فقالت يارسول ال الهذا حج فقال
نعم ولك أجر وكل مافي كتابنا من موطأ أبن وهب فهو بهذين السنادين عن سحنون وما كان من غيرها ذكرناه باسناده أن شاء ال وأخبرنا خلف بن القاسم وعلى بن
ابراهيم قالحدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا احمد بن شعيب النسائي قال أخبرنا سليمان بن داود عن ابن وهب قال أخبرني مالك عن ابراهيم بن عقبة عن كريب مولى
ابن عباس ) أ ( عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه سلم مر بامرأة وهي في خدرها معها صبي فقالت الهذا حج قال نعم ولك اجر ورواية الشافعي ذكرها بقى بن
مخلد ) ( 330عن حرملة بن يحيى ) ( 331عن الشافعي انه أخبره عن مالك عن ابراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم مر بامرأة في محفتها فقيل لها هذا رسول ال صلى ال عليه ) ب ( فاخذت بعضد صبي كان معها فقالت الهذا حج قال نعم ولك اجر
وأخبرنا محمد قال ) أ ( حدثنا علي بن عمر ) ( 332الدارقطني الحافظ قال ) ب ( حدثنا أبو بكر ) ج ( عبدال بن محمد بن زياد النيسابوري ) د ( قال حدثنا الربيع بن
سليمان ) ه ( حدثنا الشافعي أنبأنا مالك عن ابراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس ان رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بامراة في محفتها فقيل لها
هذا رسول ال فاخذت بعضد صبي كان معها فقالت الهذا حج قال نعم ولك اجر وحدثنا أحمد بن عبدال بن محمد قراءة منى عليه أن الميمون بن حمزة الحسيني ) و (
حدثهم بمصر قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلمة بن سلمة الزدي الطحاوي قال أخبرنا أبو ابراهيم اسماعيل بن يحيى المزني قال ) ز ( أخبرنا أبو عبدال
محمد بن ادريس الشافعي قال أخبرنا مالك بن أنس عن ابراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس ) ح ( ان رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بامراة
في محفتها فقيل لها هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم فاخذت بعضد صبي كان معها فقالت الهذا حج يا رسول ال قال نعم ولك اجر وأما رواية ) ط ( ابي مصعب
فأخبرنا ) ي ( بها أبو زيد عبدالرحمن بن محمد بن يحيى قراءة منى ) د ( عليه قال حدثنا الحسن بن عبدال بن الخضر السيوطي قال حدثنا أبو الطاهر المدني القاسم بن
عبدال بن مهدي وحدثنا
خلف بن قاسم وعلي بن ابراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا محمد بن رزيق ) أ ( بن جامع قال جميعا حدثنا ابو مصعب ) ( 333عن مالك عن ابراهيم ابن
عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس ان رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بامرأة فذكر مثل حديث يحيى وما كان في كتابنا من رواية أبي مصعب فهو من
هذين الطريقين واختلف علي ابن القاسم ) ( 334في هذا الحديث فرواه عنه سحنون مرسل كرواية يحيى وسائر الرواة ورواه عنه يوسف بن عمرو والحرث بن مسكين
متصل مسندا كرواية ابن وهب وأبي مصعب ومن تابعهما وقد روى هذا الحديث عن ابراهيم بن عقبة جماعة من الئمة الحفاظ فأكثرهم رواه مسندا وممن رواه مسندا
معمر ومحمد بن اسحاق وسفيان بن عيينة وموسى بن عقبة واختلف فيه على الثوري ) ( 335كما اختلف على مالك وكان عند الثوري عن ابراهيم ومحمد ابني عقبة
جميعا عن كريب فراه أبو نعيم الفضل بن دكين عن الثوري عن ابراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم مسندا ورواه وكيع ) ( 336
عن الثوري عن محمد وابراهيم ابني عقبة عن كريب مرسل ورواه يحيى القطان عن الثوري عن
ابراهيم بن عقبة عن كريب مرسل وعن الثوري عن محمد بن عقبة عن كريب عن ابن عباس مسندا فقطع يحيى القطان عن الثوري ) أ ( حديث ابراهيم ووصل حديث
محمد ورواه محمد بن كثير عن الثوري ) أ ( عن محمد بن عقبة عن كريب عن ابن عباس متصل ومن وصل هذا الحديث وأسنده فقوله أولى والحديث صحيح مسند
ثابت التصال ل يضره تقصير من قصر به لن الذين أسندوه حفاظ ثقات فأما حديث ابن عيينة عن ابراهيم بن عقبة فحدثنا به ) ب ( أبو عثمان سعيد بن نصر قال حدثنا
قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن اسماعيل بن يوسف الترمذي قال حدثنا عبدال بن الزبير الحميدي ) ( 337قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثني ابراهيم بن عقبة أخو
B314
TEXT
موسى بن عقبة قال سمعت كريب يحدث انه سمع ابن عباس يقول قفل رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما كان بالروحاء لقى ركبا فسلم عليهم فردوا عليه فقال من القوم
قالوا المسلمون فمن القوم فقالوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ج ( ففزعت اليه امرأه فرفعت اليه صبيا لها من محفة فقالت يا رسول ال الهذا حج قال النبي صلى ال
عليه وسلم ) د ( نعم ولك اجر قال سفيان وكان ابن المنكدر حدثناه أول مرسل فقالوا الى انما سمعه من ابراهيم فأتيت ابراهيم فسألته فحدثني به وقال حدثت به ابن
المنكدر فحج بأهله كلهم قال سفيان وأخبرني المنكدر بن محمد بن المنكدر ) ( 338عن أبيه أنه قيل له ) أ ( اتحج بالصبيان فقال نعم أعرضهم على ال قال الحميدي
وحدثنا سفيان قال حدثنا محمد بن سوقة ) ( 339قال قيل لبن المنكدر اتحج وعليك دين قال الحج أقضى للدين وأخبرنا عبدال بن محمد بن عبد المومن قال حدثنا محمد
بن بكر التمار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم بالروحاء وذكر الحديث قال ففزعت امرأة فأخذت بعضد صبي فأخرجته من مفحتها فقالت يا رسول ال هل لهذا حج قال نعم ولك أجر وأما حديث معمر فحدثناه
خلف بن سعيد ) ( 340قال حدثنا عبدال بن محمد ) ( 341قال حدثنا احمد بن خالد قال حدثنا عبيد بن محمد قال حدثنا ابراهيم بن عباد قال قرأت على عبدالرزاق عن
معمر عن ابراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال لقى النبي صلى ال عليه وسلم ناس من العراب فقالوا من انتم فقال أصحاب النبي صلى ال
عليه وسلم ) ب ( نحن عباد ال المسلمون قال فسألوا عنهم فقيل لهم ان النبي صلى ال عليه وسلم ) ب ( معهم فعلقوه يسألونه فأخرجت امرأة صبيا فقالت أي رسول ال
الهذا حج قال نعم ولك أجر
ورواه محمد بن يوسف الحذاقي عن عبدالرزاق عن معمر عن ابراهيم عن كريب مرسل وابراهيم بن عباد أثبت وأما حديث موسى بن عقبة فأخبرني عبدال بن محمد بن
يحيى قال حدثنا عبدالحميد بن احمد البغدادي قال ) أ ( حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال حدثنا هشام بن بهرام ) ( 342قال حدثنا حاتم بن اسماعيل )
( 343عن موسى بن عقبة عن ابراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس ان رسول ال صلي ال عليه وسلم مر بامرأة معها صبي لها صغير فرفعته لرسول ال صلى
ال عليه وسلم بيدها فقالت هل لهذا حج قال نعم ولك أجر قال أبو بكر احمد بن محمد بن هاني الطائي الثرم الوراق قلت لبي عبدال يعني احمد بن حنبل رحمه ال الذي
يصح في هذا الحديث حديث ) ب ( كريب مرسل أو عن ابن عباس فقال هو عن ابن عباس صحيح قيل لبي عبدال ان الثوري ومالكا يرسلنه فقال معمر وابن عيينة
وغيرهما قد أسندوه وأما رواية من وصل حديث ابراهيم بن عقبة ) ج ( هذا عن الثوري من اصحابه فأخبرنا احمد بن عبدال وخلف بن سعيد وعبدال بن محمد بن
يوسف قالوا أخبرنا عبدال بن محمد بن علي قال حدثنا احمد بن خالد ) د ( قال حدثنا علي بن عبدالعزيز قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا
سفيان الثوري عن ابراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال رفعت امرأة الى النبي صلى ال عليه وسلم ) أ ( صبيا فقالت الهذا حج يا رسول ال قال نعم ولك اجر
وأما رواية من وصل عن الثوري حديثه في ذلك عن محمد بن عقبة فحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا اسماعيل بن اسحاق قال حدثنا محمد بن
كثير قال حدثنا سفيان بن سعيد عن محمد بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال رفعت امرأة صبيا لها في محفة الى النبي صلى ال عليه وسلم فقالت يا رسول ال الهذا
حج قال نعم ولك اجر أخبرنا عبدالوارث ) ب ( ابن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبدالسلم الخشني حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى القطان حدثنا سفيان
عن محمد عن كريب عن ابن عباس أن امرأة رفعت صبيا فذكر الحديث وقد روى هذا الحديث عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم وعن
عبدالكريم عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم في هذا الحديث من الفقه أمور منها الحج بالصبيان الصغار وقد اختلف العلماء في ذلك فأجازوه مالك
والشافعي وسائر فقهاء الحجاز من أصحابهما وغيرهم وأجازه الثوري وأبو حنيفة وسائر فقهاء الكوفيين وأجازه الوزاعي والليث بن سعد فيمن سلك سبيلهما من أهل
الشام ومصر وكل من ذكرناه يستحب الحج بالصبيان ويامر به ويستحسنه وعلى ذلك جمهور العلماء من كل قرن
وقالت طائفة ل يحج بالصبيان وهو قول ل يشتغل به ول يعرج عليه للن النبي صلى ال عليه وسلم حج بأغيلمة بني عبدالمطلب حج السلف بصبيانهم وقال صلي ال
عليه وسلم في الصبي له حج وللذي يحجه أجر يعني بمعونته له وقيامه في ذلك به ) أ ( فسقط كل ما خالف هذا من القول وبال التوفيق وروينا ) ب ( عن ابي بكر
الصديق انه طاف بعبدال بن الزبير في خرقه وذكر عبدالرزاق عن الثوري عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه قال كانوا يحبون اذا حج الصبي أن يجردوه وأن يجنبه
الطيب اذا أحرم وان يلبى عنه اذا كان ل يحسن التلبية قال وأخبرنا معمر عن الزهري قال يحج بالصغير ويرمى عنه ويجنب ما يجنب الكبير من الطيب ول يخمر رأسه
ويهدى عنه ان تمتع وقال مالك رحمه ال يحج بالصبي الصغير ويجرد للحرام ويمنع من الطيب ومن كل ما يمنع منه الكبر فإن قوى على الطواف والسعي ورمي
الجمار وال طيف به محمول ورمى عنه وإن أصاب صيدا فدى عنه وان احتاج الى ما يحتاج إليه الكبير فعل به ذلك وفدى عنه قال أبو عمر قال مالك وما ) ج ( أصاب
الصبي من صيد أو لباس أو طيب فدى عنه بذلك قال الشافعي قال أبو حنيفة ل جزاء عليه ول فدية وقال ابن القاسم عن مالك الصغير الذي ل يتكلم اذا جرد ينوى
بتجريده الحرام قال ابن القاسم يغنيه تجريده عن التلبية عنه ل يلبى عنه أحد قال فان كان يتكلم لبى عن نفسه
قال وقال مالك ل يطوف به أحد لم يطف طوافه الواجب لنه يدخل طوافين في طواف وقال ابن وهب عن مالك أرى أن يطوف لنفسه ثم يطوف بالصبي ول يركع عنه
ول شيء على الصبي في ركعتيه قال أبو عمر فان قبل فما معنى الحج بالصغير وهو عندكم غير مجزى عنه من حجة السلم اذا بلغ وليس ممن تجرى له وعليه قيل له
أما جرى القلم له بالعمل الصالح فغير مستنكر أن يكتب للصبي درجة وحسنة في الخرة بصلته وزكاته وحجه وسائر أعمال البر التي يعملها على سنتها ) أ ( تفضل من
ال عز وجل عليه كما تفضل على الميت بأن يوجر بصدقة الحي عنه ويلحقه ثواب ما لم يقصده ولم يعمله مثل الدعاء له والصلة عليه ونحو ذلك أل ترى أنهم أجمعوا
على أن أمروا الصبي اذا عقل الصلة بأن يصلى وقد صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم بأنس واليتيم معه والعجوز من ورائهما وأكثر السلف على ايجاب الزكاة في
أموال اليتامى ويستحيل أن ل يؤجروا على ذلك وكذلك وصاياهم اذا عقلوا وللذي يقوم بذلك عنهم أجر كما للذي يحجهم أجر فضل من ال ونعمة فلي شيء يحرم
الصغير التعرض ) ب ( لفضل ال وقد روى عن عمر بن الخطاب رضي ال عنه معنى ما ذكرت ول مخالف له أعلمه ممن يجب اتباع قوله حدثنا عبدالواث بن سفيان
قراءة منى عليه أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا عبيد بن عبدالواحد البزاز ) ج ( قال حدثنا علي ابن
المديني قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا يحيى البكاء عن أبي العالية الرياحي قال قال عمر بن الخطاب تكتب للصغير حسناته ول تكتب عليه سيئاته واختلف ايضا في
حج الصبي هل يجزئه اذا بلغ من حجة السلم ام ل فالذي عليه فقهاء المصار الذين ) أ ( قدمنا ذكرهم في هذا الباب ان ذلك ل يجزيه اذا بلغ ذكر أبو جعفر الطحاوي
في كتابه في شرح معاني الثار حديث ابراهيم بن عقبة هذا عن كريب عن ابن عباس ان امرأة سألت النبي صلى ال عليه وسلم ) ب ( عن صبي هل لهذا حج فقال نعم
ولك اجر قال أبو جعفر فذهب قوم الى ان الصبي اذ حج قبل بلوغه أجزأه من حجة السلم ولم يكن عليه ان يحج بعد بلوغه واحتجوا في ذلك بهذا الحديث قال وخالفهم
أخرون فقالوا ليجزيه من جحه السلم وعليه بعد بلوغه حجه أخرى قال وكان من الحجه لهم عندنا على أهل المقاله الولى ان هذا الحديث انما فيه أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم أخبر أن للصبى حجا وهذا مما قد أجمع الناس عليه ولم يختلفوا فيه أن للصبى حجا وليس ذلك عليه بفريضه من جهه القياس كما له صلة وليست عليه
الصلة بفريضه فكذلك أيضا قد يجوز أن يكون له حج وليس الحج عليه بفريضه وانما هذا الحديث حجه على من زعم انه لحج للصبى فأما من يقول ان له حجا وانه
غير فريضه عليه فلم يخالف شيئا من هذا الحديث وانما خالف تأويل مخالفه خاصه وهذا أبن عباس هو الذي روى هذا الحديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم
صرف حج الصبى الى غير الفريضه وانه ل
يجزيه بعد بلوغه عن حجه السلم وقد زعموا أن من روى حديثا فهو أعلم بتاويله قال أخبرنا محمد بن خزيمه قال أخبرنا عبدال بن رجاء ) ( 344قال حدثنا أسرائيل
) ( 345عن أبى أسحاق عن أبى السفر قال سمعت أبن عباس يقول أيما غلم حج به أهله فمات فقد قضى حجه السلم فان أدرك فعليه الحج وأيما عبد حج به أهله
فمات فقد قضى حجه السلم وان عتق فعليه الحج قال وحدثنا محمد بن خزيمه قال حدثنا حجاج ) ( 346قال حدثنا حماد بن سلمه عن يونس بن عبيد ) ( 347عن
عبيد صاحب الحلي قال سألت أبن عباس عن المملوك أذا حج ثم عتق بعد ذلك قال عليه الحج وعن الصبى يحج ثم يحتلم قال يحج أيضأ قال أبو عمر على هذا جماعه
الفقهاء بالمصار وأئمه الثر ال ) 20ظ ( أن داود بن علي ) ( 348خالف في المملوك فقال يجزيه عن ) ( 1حجه السلم ول يجزي الصبى وفرق بين الصبى
والمملوك لن المملوك مخاطب عنده بالحج فلزمه فرضه وليس الصبى ممن خوطب به لقول النبى صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن الصبى حتى يحتلم
قال أبو عمر وفي قول رسول ال صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم دليل واضح على أن حج الصبى تطوع ولم يؤد به فرضا لنه محال أن يؤدي
فرضا من لم يجب عليه الفرض واما المملوك فهو عند جمهور العلماء خارج من الخطاب العام في قوله عز وجل !> ول على الناس حج البيت <! ( بديل عدم التصرف
وأنه ليس له أن يحج بغير أذن سيده كما خرج من خطاب الجمعه وهو قوله ) ياأيها الذين إمنوا أذا نودى للصلة من يوم الجمعه ( الية عند عامه العلماء ال من شذ وكما
خرج من خطاب أيجاب الشهاده قال ال عزوجل ) ولياب الشهداء اذا ما دعوا ( فلم يدخل في ذلك العبد وكما جاز خروج الصبى من قوله ) ول على الناس حج البيت (
وهو من الناس بدليل رفع القلم عنه وخرجت المرأة من قوله ) ياأيها الذين آمنو اذا نودى للصلة من يوم الجمعه ( وهي ممن شمله أسم اليمان فكذلك خروج العبد من
الخطاب المذكور بما ذكرنا من دليل وهو قول فقهاء الحجاز والعراق والشام والمغرب ومثلهم ليجوز عليهم تحريف تأويل الكتاب البته بحال 0فان قال قائل ممن يرى
B314
TEXT
ان حج الصبى يجري عنه اذا بلغ ان الصبى انما لم يجب عليه الحج لنه ممن ليستطيع السبيل اليه فاذا بلغ به البيت وجب عليه الحج وأجزأه كسائر من ليلزمه الحج من
البالغين لعدم الستطاعه فاذا وصل الى البيت لزمه الحج فاذا فعله أجزأ عنه قيل له ان الذي ليجد السبيل الى الحج انما سقط عنه الفرض لعدم الوصول الى البيت
فاذاوصل اليه تعين عليه الفرض وارتفعت علته وصار من الواجدين السبيل فوجب عليه الحج لذلك 0واما الصبى ففرض الحج غير واجب عليه كما لتجب عليه الصلة
) 21و ( ول الصيام فهو قبل وصوله الى البيت وبعد وصوله سواء لرفع القلم عنه فاذا بلغ الحلم فحينئذ وجب عليه الحج
أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال حدثنا عفان بن مسلم وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا أبو العباس محمد بن يونس الكديمي ) ( 349 1قال حدثنا روح بن عباده ) ( 350قال جميعا حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب ) ( 351عن أبى
ضبيان قال في حديث عفان الجنبي ثم اتفقا على علي بن أبي طالب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن ثلثه عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبى حتى
يبلغ ) ب ( وعن المجنون حتى يفيق قال يحيى بن معين روايه حماد بن سلمه عن عطاء بن السايب صحيحه لنه سمع منه قبل أن يتغير وكذلك سماع الثوري وشعبه منه
وروى حماد بن سلمه عن حماد عن ابرهيم عن السود عن عائشه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال رفع القلم عن ثلثة عن النائم حتى يستيقظ وعن المبتلى حتى
يبرأ وعن الصبي حتى يعقل وذكر عبدالرزاق قال أخبرنا ابن جريج عن عطاء تقضى حجة الصغير عنه فاذا عقل فعليه حجة واجبة وعن معمر عن ابن طاوس عن أبيه
مثله وذكر عن ) ج ( الثوري عن أبي اسحاق عن أبي السفر عن ابن عباس مثل ما تقدم عنه من حديث الطحاوي في هذا الباب وعن ابن عيينة عن مطرف عن أبي
السفر عن ابن عباس مثله وعن الثوري عن العمش عن ابي ظبيان عن أبي عباس مثله قال أبو عمر ل خلفا علمته فيمن شهد مناسك الحج وهو ل ينوي حجا ول عمرة
والقلم جار عليه وله أن شهودها بغير نية ول قصد غير مغن عنه وخص الصبي بما ذكرنا وان لم يكن له قصد ول نية لما وصفنا واختلف الفقهاء في المراهق والعبد
يحرمان بالحج ثم يحتلم هذا ويعتق هذا قيل الوقوف بعرفة فقال مالك وأصحابه ل سبيل الى رفض الحرام لهذين ول لحد ويتماديان على احرامهما ول يجزيهما حجهما
ذلك ) أ ( عن حجة السلم وقال أبو حنيفة اذا أحرم بالحج من لم يبلغ من الغلمان ثم بلغ قبل أن يقف بعرفة فوقف بها بعد بلوغه لم يجزه ذلك من حجة السلم فان جدد
احراما بعد ما بلغ أجزاه وقالوا ان دخل عبد مع موله فلم يحرم من الميقات ثم أذن له فأحرم من مكة بالحج فعليه الدم ذا أعتق لتركه الميقات وليس على النصراني يسلم
ول على الصبي يحتلم لسقوط الحرام عنهما دم ) ب ( ووجوبه على العبد ويجب على السيد أن يأذن لعبده في الحج اذا بلغ معه ) ج ( لن العبد ل يدخل مكة بغير احرام
وقال الشافعي اذا أحرم الصبي ثم بلغ قبل الوقوف بعرفة فوقف بها محرما أجزأه ذلك ) د ( من حجة السلم وكذلك العبد اذا أحرم ثم عتق قبل الوقوف بعرفة بها محرما
أجزأه من حجة السلم ولم يحتج الى تجديد
احرام واحد منهما قال ولو أعتق العبد بمزدلفة أو بلغ الصبي بها فرجعا الى عرفة بعد العتق والبلوغ فأدركا الوقوف بها ) أ ( قبل طلوع الفجر أجزأت ) ب ( عنهما من
حجة السلم ولم يكن عليهما دم ولو احتطا فأهرقا دما كان أحب الى قال وليس ذلك بالبين عندي قال أبو عمر قد قال لكل ) ج ( قول من هذه القاويل الثلثة جماعة من
علماء التابعين وفقهاء المسلمين ومراعاة عرفة بادراك الوقوف بها ليلة النحر قبل طلوع الفجر اجماع من العلماء لقوله صلى ال عليه وسلم الحج عرفات وسنذكر هذا في
باب ابن شهاب عن سالم ونذكر هناك ما للعلماء من التنازع في كيفية فرض وقتها وأنه ل حج لمن لم يقف بها أن شاء ال فمن حجة مالك ومن قال بقوله أمر ال عز
وجل كل من دخل في حج أو عمرة باتمام ما دخل فيه لقوله ) وأتموا الحج والعمرة ل ( ومن رفض أحرامه فلم يتم حجه ول عمرته ومن حجة أبي حنيفة ان الحج الذي
كان فيه لما لم يكن يجزى عنه ولم يكن الفرض لزما له حين أحرم به ثم لزمه حين بلغ استحال أن يشتغل عن فرض قد تعين عليه بنافلة ويعطل فرضه كمن دخل في
نافلة وأقيمت عليه المكتوبة وخشى فوتها قطع النافلة ودخل المكتوبة واحتاج الى الحرام عند أبي حنيفة لن الحج عنده مفتقر الى النية والنية والحرام هما من فرائضه
عنده وأما الشافعي فاحتج بهذه الحجة التي ذكرناها لبي حنيفة واحتج في اسقاط تجديد النية بأنه جائز لكل من نوى باهلله الحرام أن يصرفه الى ما شاء من حج أو
عمرة بحديث على اذ قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم
حين أقبل من اليمن مهل بالحج بم أهللت قال قلت لبيك اللهم بإهلل كإهلل النبي صلى ال عليه وسلم فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم فإني أهللت بالحج وسقت
الهدي ولم ينكر عليه رسول ال مقالته ول أمره بتجديد نية لفراد أو قرن أو متعة حدثنا عبدال بن محمد بن أسد حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن حدثنا محمد بن يوسف
حدثنا محمد بن إسماعيل وذكر البخاري حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل عن حميد قال حدثنا بكر أنه ذكر لبن عمران أنسا حدثهم أن النبي صلى ال عليه وسلم أهل
بعمرة وحجة فقال أهل النبي صلى ال عليه وسلم بالحج وأهللنا به فلما قدمنا مكة قال من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة وكان مع النبي صلى ال عليه وسلم هدى فقدم
علينا علي بن أبي طالب رضي ال عنه من اليمن حاجا فقال له النبي صلى ال عليه وسلم بم أهللت فإن معنا أهلك فقال أهللت بما أهل به النبي صلى ال عليه وسلم قال
فامسك فإن معنا هديا قال البخاري حدثنا مكي بن إبراهيم عن ابن جريج عن عطاء عن جابر قال أمر النبي صلى ال عليه وسلم عليا أن يقيم على إحرامه قال جابر وقدم
علي من سعايته فقال له النبي صلى ال عليه وسلم بم أهللت يا علي قال بما أهل به النبي قال فأهد وامكث حراما كما أنت وحديث أبي موسى عن النبي صلى ال عليه
وسلم بمثل معنى حديث علي عنه في ذلك سواء وكلهما حديث
ثابت صحيح ذكر البخاري قال حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال بعثني النبي صلى ال عليه وسلم إلى
قومي باليمن فجئت وهو بالبطحاء فقال بم أهللت قلت أهللت بإهلل كإهلل النبي صلى ال عليه وسلم قال هل معك هدي قلت ل وذكر الحديث #ففي هذين الحديثين أن
عليا وأبا موسى لم ينويا شيئا معينا من حج مفرد ول عمرة ول قران وإنما أهل محرمين وعلقا النية في عملهما بما نواه وعمله غيرهما وهو رسول ال صلى ال عليه
وسلم فدل ذلك وال أعلم على أن النية في الحرام بالحج ليس كالنية في الحرام بالصلة أل ترى أن الدخول في الصلة مفتقر إلى القول والنية جميعا وهو التكبير
واعتقاد تعيين الصلة بعينها وليس الحج كذلك لنه يصح عندهم بالنية دون التلبية أل ترى أن الحد قد يدخل فيه بغير التلبية من العمال مثل إشعار الهدي والتوجه نحو
البيت إذا نوى بذلك الحرام ومثل أن يقول قد أحرمت بالحج أو بالعمرة أو نحو ذلك ول يصح الحرام في الصلة إل بالتكبير فلهذا جاز نقل الحرام في الحج من شيء
إلى مثله ويصحح ذلك قول رسول ال صلى ال عليه وسلم من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة فأجاز أن يدخل فيه بوجه ويصرفه إلى غيره ولهذا قال إنه يدخل فيه
الصغير ثم يبلغ فيبني على ذلك في عمله إذا صح له الوقوف بعرفة لنه أصل الحج الذي يبنى عليه ما سواه منه والكلم في هذه المسئلة يطول وفيما لوحنا به مقنع إن
شاء ال
وقد ذكر الربيع في كتاب البويطي ) ( 356عن الشافعي قال ولو لبى رجل ولم ينو حجا ول عمرة لم يكن حاجا ول معتمرا ولو نوى ولم يحرم حتى قضى المناسك كان
حجه تاما واحتج بحديث النبي صلى ال عليه وسلم العمال بالنية قال ومن فعل مثل ما ) أ ( فعل علي رضي ال عنه حين أهل على اهلل النبي صلى ال عليه وسلم
) ب ( أجزأته ) ج ( تلك النية لنها وقعت على نية لغيره قد تقدمت قال أبو عمر فان لم يكن العبد أحرم ول الصبي أو كان ذمي دخل مكة وهو كرى لبعض الحاج فرزق
السلم فأسلم وهو بعرفة أو بمكة قبل عرفة فانه يحرم بالحج ان أراد الحج من مكة أو بعرفة فان ادرك الوقوف بعرفة قبل طلوع الفجر من ليلة النحر فقد أدرك الحج
ويجزيه ذلك من حجة السلم ول دم عليه في قول مالك وقال أبو حنيفة والشافعي عليه دم لترك الميقات وحجة تام وسيأتي القول في النية بالحج عند ذكر التلبية به في
حديث نافع عن ابن عمر من كتابنا هذا ان شاء ال عز وجل إبراهيم ابن أبي عبلة ابراهيم ابن ابي عبلة ابو اسحاق ) د ( وقد قيل ابو اسماعيل قيل انه عقيل من بني ) ه (
عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقد قيل انه تميمي فال أعلم
واسم أبي عبلة شمير بن يقظان بن المرتحل معدود في التابعين رأي ابن عمر وادرك أنس بن مالك وأبا أمامة وربيب عبادة بن الصامت أبا أبي ابن ام حرام وروى عنهم
واختلف في سماعه من واثلة بن السقع ) ( 358سكن الشام وعمر طويل ومات في خلفة أبي جعفر سنة احدى أو اثنتين وخمسين ومائة وكان ثقة فاضل له ادب
ومعرفة وكان يقول الشعر الحسن روى عنه جلة مالك ويونس بن يزيد وبكر بن مضر ) ب ( لمالك عنه في الموطأ من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم حديث
واحد مرسل وهو مالك عن ابراهيم ابن ابي عبلة عن طلحة بن عبيدال بن كريز أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ما رئي الشيطان يوما هو فيه اصغر ول أحقر ول
أدحر ول اغيظ منه في يوم عرفة وما ذلك ال لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز ال عن الذنوب العظام ال ما رأى يوم بدر قيل وما رأى يوم بدر يا رسول ال فقال أما
أنه رأى جبريل يزع الملئكة هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة الرواة له عن مالك ورواه أبو النضر اسماعيل بن ابراهيم العجلي عن مالك عن ابراهيم ابن أبي
عبلة عن طلحة بن عبيد ال بن كريز ) د ( عن أبيه ولم يقل في هذا الحديث عن أبيه غيره وليس بشيء وطلحة بن عبيد ال بن كريز هذا خزاعي من أنفسهم
تابعي مدني ثقة سمع من ) أ ( ابن عمر وغيره وقال البخاري طلحة بن عبيد ال بن كريز الكعبي الخزاعي المدني سمع ام الدرداء قال أبو عمر هذا حديث حسن في
فضل شهود ذلك الموقف المبارك وفيه دليل على الترغيب في الحج ومعنى هذا الحديث محفوظ من وجوه كثيرة وفيه دليل على أن كل من شهد تلك المشاهد يغفر ال له
ان شاء ال وفيه أن شهود بدر أفضل من كل عمل يعمله النسان بعده الى يوم القيامة نفل كان أو فرضا لن هذا القول كان منه صلى ال عليه في حجة الوداع وفيه الخبر
عن حسد ابليس وعداوته لعنه ال وفيه دليل على أن الحسود يجد في ذلة لعدمه ما أوتيه المحسود وأما قوله أصغر واقحر واغيظ فمستغن عن التفسير لوضوح معاني ذلك
B314
TEXT
عند العامة والخاصة واما قوله ادحر فمعناه أبعد من الخير واهون والدحر المطرود المبعد من الخير المهان يقال ادحره عنك أي اطرده وابعده واما قوله يزع الملئكة
فقال أهل اللغة معنى يزع يكف ويمنع ال انها ها هنا بمعنى يعيبهم ويرتبهم للقتال ويصفهم وفيه معنى الكف لنه يمنعهم عن الكلم ) ب ( من أن يشف بعضهم على
بعض ويخرج بعضهم عن بعض في الترتيب قالوا ومنه قول ال عز وجل وحشر لسليمان جنوده من الجن والنس والطير فهم يوزعون وقد تكنى العرب بهذه اللفظة عن
الموعظة لما فيها من معنى الكف والمنع والردع والزجر قال النابغة الذبياني %على حين عاتبت المشيب على الصبا %وقلت ألما أصح والشيب وازع %
وقال لبيد العامري %اذا المرء أسرى ليلة ظن أنه %قضى عمل والمرء ما عاش عامل % %فقول له ان كان يعقل أمره %ألما يزعك الدهر أمك هابل %وقال
المعلوط السعدي %ولما تلقينا جرت من جفوننا %دموع وزعنا غربها بالصابع %وقال آخر %وقد لح في عارضيك المشيب %ومثلك بالشيب قد يوزع %
وقال آخر %ول يزع النفس اللجوج عن الهوى %من الناس ال افر العقل كامله %وقال آخر %امنع فؤادك أن يميل بك الهوى %واشدد يديك بحبل دينك واتزع %
$وروى محمد بن اسحاق عن يحيى بن عباد ) ( 360بن عبدال بن الزبير عن أبيه عن جده عن أسماء ) ( 361بنت أبي بكر قالت لما وقف رسول ال صلى ال عليه
وسلم بذى طوى يعنى يوم الفتح قال أبو قحافة وقد كف يومئذ بصره لبنته اظهرى بي ) ( 1على أبي قبيس قالت فاشرفت به عليه فقل ما ترين قالت
أرى سوادا مجتمعا قال تلك الخيل قالت وارى رجل بين السواد مقبل ومدبرا قال ذلك الوازع يمنعها أن تنتشر وذكر تمام الحديث واخبرنا ابراهيم بن شاكر قال حدثنا
محمد بن اسحاق القاضي قال حدثنا محمد بن احمد بن أبي الصبغ المام بمصر قال حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج قال حدثنا أبو زيد ابن أبي الغمر قال حدثنا ابن
القاسم قال حدثنا مالك ان عثمان بن عفان كان يقول ما يزع المام اكثر مما يزع القرءان أي من الناس قال قلت لمالك ما يزع قال يكف وذكر الحسن بن علي الحلواني
في كتاب المعرفة له قال حدثنا عفان قال أخبرنا اسماعيل ) ( 362يعنى ابن علية عن ابن عون قال سمعت الحسن وهو في مجلس قضائه فلما رأى ما يصنع الناس قال
وال ما يصلح هؤلء الناس ال وزعة قال اسماعيل يزعونهم أي يمنعونهم ومنه الحديث الذي حدثني أحمد بن عبدال بن محمد بن علي أن أباه حدثه قال حدثنا عبدال ابن
يونس قال حدثنا بقى بن مخلد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا حسين بن محمد قال حدثنا جرير بن حازم ) ( 363عن نافع عن ابن عمر أنه رأى رؤيا كأن
ملكا انطلق به الى النار فلقيه ملك اخر وهو يزعه فقال لم تزع هذا ) أ ( نعم الرجل لو كان يصلى من الليل قال فكان بعد ذلك يطيل الصلة بالليل ومنه الحديث الذي
يروى عن أبي بكر الصديق ان صح عنه انه قال ل اقيد من وزعة ال قال ذاك في بعض عماله
وقد رويت آثار في معنى حديث ابراهيم ابن أبي عبلة هذا في يوم عرفة أنا ذاكر منها ما حضرني ذكره بحسن عون ربي ل اله ال هو حدثنا أبو القاسم احمد بن فتح قال
حدثنا حمزة بن محمد ) ( 364الحافظ بمصر قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم ) ( 365بن يونس قال حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا مخرمة بن بكير
عن أبيه عن يونس وهو ابن يوسف عن سعيد بن المسيب قال قالت عائشة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ما من يوم يعتق ال فيه أكثر من يوم عرفة وأخبرنا
احمد بن فتح بن عبدال قال حدثنا حمزة الكناني قال حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال حدثنا عيسى بن ابراهيم ) أ ( قال حدثنا عبدال بن وهب ) ( 366عن مخرمة بن
بكير ) ( 367عن أبيه عن يونس ) ( 368وهو ) ب ( ابن يوسف عن سعيد ابن المسيب عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما من يوم اكثر ان يعتق
ال فيه عبدا من النار من يوم عرفة وأنه ليدنو ثم يباهى بهم الملئكة
وهذا يدل على أنهم مغفور لهم لنه ل يباهى بأهل الخطايا والذنوب إل من بعد التوبة والغفران وال أعلم وروى ابن المبارك عن أبي بكر بن عثمان قال حدثني أبو عقيل
عن عائشة قالت يوم عرفة يوم المباهاة قيل لها وما يوم المباهاة قالت ينزل ال يوم عرفة إلى السماء الدنيا ثم يدعو ملئكته ويقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا بعثت
إليهم رسول فآمنوا به وبعثت إليهم كتابا فآمنوا به يأتونني من كل فج عميق يسألوني أن أعتقهم من النار فقد أعتقتهم فلم ير يوم أكثر أن يعتق فيه من النار من يوم عرفة
#حدثنا يعيش بن سعيد الوراق وعبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا مرزوق مولى طلحة
عن أبي الزبير عن جابر بن عبدال عن النبي صلى ال عليه وسلم قال إذا كان يوم عرفة ينزل ال إلى السماء الدنيا يباهي بهم الملئكة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني
شعثا غبرا من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم فتقول الملئكة يا رب فلن وفلن هو قال فيقول قد غفرت لهم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فما يوم أكثر
عتيقا من النار من يوم عرفة وروى ابن جريج عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم المغفرة تنزل على أهل عرفة مع الحركة الولى
فإذا كانت الدفعة العظمى فعند ذلك يضع إبليس التراب على رأسه يدعو بالويل والثبور قال فيجتمع إليه شياطينه فيقولون ما لك فيقول قوم فتنتهم منذ ستين سنة وسبعين
سنة غفر لهم في طرفة عين #وقال مجاهد كانوا يرون أن الرحمة تنزل عند دفعة المام عشية عرفة أخبرنا أبو محمد قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا
أحمد بن عمرو بن منصور وحدثنا أبو عبدال عبيد بن محمد قال أخبرنا عبدال بن مسرور قال أخبرنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا الفضل بن
دكين قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال يباهي بأهل عرفات أهل السماء يقول لهم انظروا إلى
عبادي جاؤوني شعثا غبرا أشهدكم أني قد غفرت لهم
أخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبدال بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن عبدال بن سنجر الجرجاني ح ) أ ( وأخبرنا سلمة بن سعيد ) ( 377
ومحمد بن خليفة ) ( 378قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا الحسن بن الحباب أبو علي المقرى قال حدثنا الحسين بن عرفة ) ( 379قال حدثنا هشام بن عبدالملك
الطيالسي ) ( 380قال حدثنا عبدالقاهر بن السري ) ( 381السلمي قال حدثني ابن لكنانة بن عباس بن مرداس عن أبيه عن جده عباس بن مرداس ) ( 382أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم دعا عشية عرفة لمته بالمغفرة والرحمة فاكثر الدعاء فأجابه ال اني قد فعلت ال ظلم بعضهم بعضا فاما ذنوبهم بيني وبينهم فقد غفرتها لهم فقال
أي رب انك قادر أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم قال فلم
يجبه ) أ ( تلك العشية فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه اني قد غفرت لهم قال ثم تبسم رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له أصحابه يا رسول ال تبست في
ساعة لن تكن تتبسم فيها قال تبسمت من عدو ال ابليس لما عرف انه قد استجاب ال لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثى التراب على رأسه حدثنا أبو عثمان
سعيد بن سيد ) ( 383قال حدثنا أبو عيسى يحيى بن عبيد ال بن أبي عيسى ) ( 384قال حدثنا أبو عثمان سعيد بن فحلون ) ( 385قال حدثنا عبدالرحمن بن عبيد
البصري قال حدثنا ابن أبي الشوارب القرشي الموي ) ( 385قال أخبرنا ) ب ( عبدالقاهر بن السري السلمي قال حدثنا ابن لكنانة بن عباس ) ( 387ابن مرداس
السلمي عن أبيه عن جده أن النبي صلى ال عليه وسلم دعا لمته عشية عرفة بالمغفرة فاجابه ال اني قد فعلت ال ظلم بعضهم بعضا فلما كان
غداة المزدلفه أعاد الدعاء فقال يارب انك قادر ان تثيب المظلوم خيرا ) ( 1من مظلمته وتعفو عن الظالم فأجابه ال أنى قد فعلت ثم التفت الينا رسول ال صلى ال عليه
وسلم متبسما فقلنا يانبي ال ما الذي أضحكك قال أن أبليس عدو ال لما علم أن ال عز وجل قد شفعني في امتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثوالتراب على رأسه
وروى مسلم بن ابراهيم ) ( 388قال أخبرنا كعب بن فروخ ) ( 389الرقاشي قال حدثنا قتادة عن عكرمه عن ابن عباس قال ليس يوم أكثر عتيقا من يوم عرفه هكذا
ذكره موقوفا وأخبرنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن عبد السلم الخشنى قال حدثنا ابو جعفر بن وهب المسعرى قال حدثنا أسحاق بن
سليمان ) ( 390الرازي قال حدثنا سلمه بن ) 25ظ ( بخت ) ( 391عن عكرمه ) ( 392عن أبن عباس قال أن يوم عرفه يوم يباهي ال ملئكته في السماء بأهل
الرض يقول تبارك وتعالى عبادي جاؤوني شعثا غبراء آمنوا بي ولم يروني وعزتي لغفرن لهم وهو يوم الحج الكبر
قال أبو عمر اختلف في تأويل قول ال عز وجل !> يوم الحج الكبر <! فقيل يوم عرفه وقيل يوم النحر قال بهذا جماعه وبهذا جماعه روى من الحديث عمرو بن مره )
( 393عن مره ) ( 1بن شراحيل عن رجل من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم بالمزدلفه غداه يوم النحر على ناقه
حمراء فقال هل تدرون أي يوم هذا هذا يوم الحج الكبر رواه شعبه وغيره عن عمروبن مره ومن حديث ابى أسحاق عن الحرث عن علي قال سئل رسول ال صلى ال
عليه وسلم عن يوم الحج الكبر فقال يوم النحر وروى جعفرأبن أبى وحشيه ) ( 394عن سعيد بن جبير ) ( 395الحج الكبر يوم النحر وروى عاصم بن حكيم )
( 396عن مجاهد في يوم الحج الكبر قال حين الحج ايامه كلها وابن جريج عن مجاهد مثله وقال معمر عن ) ب ( الحسن انما سمى الحج الكبر لنه حج فيه أبو بكر
ونبذت فيه العهود وقال ابن جريج عن ابن طاوس ) ( 397عن ابيه انه قيل له ما الحج الكبر قال يوم عرفه وهو اليوم الكبر عرفه
قال أبو عمر روى عن النبي صلى ال عليه وسلم انه قال يوم الحج الكبر يوم عرفة وهو قول ابن عباس وطاوس وروى عنه صلى ال عليه وسلم انه قال يوم الحج
الكبر يوم النحر من حديث علي وأبي هريرة وابن عمر ورجل من أصحاب النبي عليه السلم ول خلف عن مالك واصحابه أن يوم الحج الكبر يوم النحر واختلف
أصحاب الشافعي في ذلك فقالت طائفة منهم يوم الحج الكبر يوم عرفة وقال بعضهم يوم النحو وكذلك اختلف اصحاب أبي حنيفة وليس عنه شيء منصوص وذكر
الثورى في جامعه في يوم الحج الكبر قال حدثنا ليث ) ( 398عن مجاهد قال الحج الكبر يوم النحر والحج الصغر العمرة اخبرنا عبدال بن محمد ابن يوسف قال
حدثنا يحيى بن مالك قال حدثنا محمد بن عبدال بن زبر ) ( 299قال حدثنا محمد بن خريم ) ( 400قال حدثنا أبو عبدالغني الحسن بن علي قال حدثنا عبدالرزاق قال
اخبرنا مالك عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا كان يوم عرفة غفر ال للحاج المخلص واذا كانت ليلة مزدلفة غفر ال
B314
TEXT
للتجار واذا كان يوم منى غفر اله للجمالين ) أ ( واذا كان عند جمرة العقبة غفر ال للسؤال ول يشهد ذلك الموقف خلق ممن قال ل إله إل ال إل غفر له
وحدثنا محمد بن خلف بن قاسم حدثنا علي بن الحسين بن بندار ) ( 401حدثنا سعيد بن عبدالعزيز بن مروان قال سمعت الحسن بن علي بن معان الصنعاني حدثنا
عبدالرزاق حدثنا مالك عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اذا كان يوم عرفة وذكر الحديث مثله سواء وحدثنا خلف بن
قاسم حدثنا محمد بن عبدال بن احمد القاضي وعلى ابن محمد بن اسماعيل الطوسي بمكة قال حدثنا محمد بن خريم حدثنا ابو عبدالغنى الحسن بن علي حدثنا عبدالرزاق
أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا كان يوم عرفة غفر ال للحاج واذا كان ليلة المزدلفة غفر ال للتجار
اذا كان يوم منى غفر ال للجمالين واذا كان عند جمرة العقبة غفر ال للسؤال ول يشهد ذلك الموقف خلق ممن قال ل اله ال ال ال غفر له قال أبو عمر هذا حديث
غريب من حديث مالك وليس محفوظا عنه ال من هذا الوجه وابو عبدالغني ل أعرفه وأهل العلم ما زالوا يسامحون أنفسهم في رواية الرغائب والفضائل عن كل أحد
) أ ( وانما كانوا يتشددون في احاديث الحكام أخبرنا علي بن أبراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا محمد أبن الحسن بن قتيبة ) ( 402قال حدثنا محمد بن
عمرو العربي قال حدثنا
عطاف بن خالد المخزومي ) ( 403عن اسماعيل بن رافع ) ( 404عن أنس بن مالك قال كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في مسجد الخيف قاعدا فاتاه رجل
من النصار ورجل من ثقيف فذكر حديثا فيه طول وفيه واما وقوفك عشية عرفة فان ال يهبط الى سماء الدنيا ثم يباهي بكم الملئكة فيقول هؤلء عبادي جاءوني شعثا
سفعا ) أ ( يرجون رحمتي ومغفرتي فلو كانت ذونوبكم كعدد الرمل وكعدد القطر وكزبد البحر لغفرتها افيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له وذكر تمام الحديث
وأخبرنا علي بن ابراهيم بن احمد بن حمويه قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا أبو جعفر محمد بن خالد البرذعي بمكة سنة ثلثمائة قال حدنا علي بن موفق البغدادي
قال حدثنا احمد ) ب ( ابن شبويه المروزي ) ( 405قال حدثنا ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس بن مالك قال وقف النبي صلى ال عليه
وسلم بعرفات وكادت الشمس ان تؤوب ) ج ( فقال يا بلل انصت لي الناس فقام بلل فقال انصتوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم فنصت الناس فقال معاشر الناس اتاني
جبريل آنفا فاقراني من ربي السلم وقال ان ال غفر لهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات فقام
عمر بن الخطاب فقال يا رسول ال هذا لنا خاص فقال هذا لكم ولمن اتى بعدكم الى يوم القيامة فقال عمر رضي ال عنه كثر خير ال وطاب وروى عن سالم بن عبدال
بن عمر أنه رأى سائل يسأل يوم عرفة فقال يا عاجز في هذا اليوم تسئل غير ال وذكر المداني ) أ ( فقال خطب عمر بن عبدالعزيز بعرفة فقال انكم قد جئتم من القريب
والبعيد وانضيتم الظهر ) ب ( وأخلقتم الثياب وليس السابق اليوم من سبقت دابته وراحلته وانما السابق اليوم من غفر له وروى سفيان عن داود بن أبي هند ) ( 406عن
ابن سيرين قال كانوا يرجون في ذلك الموقف للحمل في بطن أمه اسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص احد الجلة الشراف قرشي زهري ثقة حجة فيما نقل وروى
من أثر في الدين وقد ذكرنا نسبه عند ذكر جده في كتاب الصحابة ) ج ( وأبوه محمد بن سعد بن أبي قاص قتله الحجاج صبرا لخروجه مع ابن الشعث أخبرني عبدال
بن محمد بن يوسف قال أخبرني احمد بن محمد بن اسماعيل قال اخبرنا محمد بن الحسن النصاري قال اخبرنا الزبير بن أبي بكر الزبيري قال حدثني محمد بن حسن
عن ابراهيم ) د ( بن محمد بن عبدالعزيز الزهري عن الحكم بن القاسم الويسي ) ه ( عن عبدالرحمن بن
ابي سفيان بن حويطب قال وفدت على عبدالملك بن مروان أيام قتل عبدالرحمن بن محمد بن الشعث فدخلت فسلمت فقال يا ابن حويطب ما يقول أهل المدينة في قتل
عبدالرحمن ) أ ( بن الشعث قال قلت سرهم ما كان من ظفر أمير المومنين وما أعطاه ال وايده قال فقال أما وال يا بن حويطب لقد علمت قريش أني أقتلها لها قصعا
) ب ( واعفاها بعد عن مسيئها قال ثم وافينا العشاء فأتي باسماعيل بن محمد بن سعد ) ج ( بن أبي وقاص وبعثمان بن عمر بن موسى بن عبيدال التيمي ) ( 407قال
فقال ليحيى بن الحكم يا يحيى قم فانظر الى حال ) د ( هذين الغلمين هل أنبتا قال فقام ثم رجع فقال يا أمير المومنين ما ذلك منهما ال مثل خدودهما فاقبل عليهما
عبدالملك فقال ل رحم ال ابويكما ول جبر يتمكما اخرجا عني قال محمد بن حسن ) ه ( فحدثني عيسى بن موسى الخطمي عن محمد بن أبي بكر النصاري قال كان
الحجاج قتل ابويهما صبرا وكان ممن أسر من أصحاب عبدالرحمن بن محمد بن الشعث قال أبو عمر روى ابن شهاب عن اسماعيل بن محمد بن اسماعيل بن سعد بن
أبي وقاص ) ( 408حديث المغيرة في المسح على الخفين وحسبك
قال البخاري سمع اسماعيل اباه وعامر بن سعد ومصعب بن سعد سمع منه الزهري ومالك وابن عيينة وذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا يحيى بن آدم ) ( 409
قال حدثنا ابن المبارك عن مصعب بن ثابت ) ( 410عن اسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسلم عن
يمينه وعن يساره كاني انظر الى صفحة خده صلى ال عليه فقال الزهري ما سمعنا هذا من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له اسماعيل بن محمد أكل حديث
رسول ال قد سمعته قال ل قال فنصفه قال ل قال فاجعل هذا في النصف الذي لم تسمع قال أبو عمر اسماعيل بن محمد هذا يكنى ابا محمد سكن المدينة ومات بها سنة
اربع وثلثين ومائة في خلفة أبن العباس فيما ذكر الواقدي والطبري لمالك عنه في الموطأ من حديث النبي صلى ال عليه وسلم حديث واحد يجري مجرى المتصل
اختلف عن اسماعيل في اسناده والمتن صحيح من طرق والحديث مالك عن اسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن مولى لعمرو بن العاصي أو لعبدال بن عمرو
بن العاصي عن عبدال بن عمرو بن العاصي ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال صلة احدكم وهو قاعد مثل نصف
صلته وهو قائم هكذا رواه جماعة الرواة عن مالك ل خلف بينهم فيه عنه ورواه ابن عيينة عن اسماعيل بن محمد بن سعد عن أنس ) ( 411والقول عندهمم قول مالك
والحديث محفوظ لعبدال بن عمرو بن العاص وقد ذكرنا طرقه في باب مرسل ابن شهاب من كتابنا هذا مستقصاة وبال التوفيق ومعنى هذا الحديث المقصود بالخطاب
اليه الفضل يريد أن صلة أحدكم وهو قائم أفضل من صلته وهو قاعد مرتين وضعفين في الفضل وفضل صلته وهو قاعد مثل نصف صلته في الفضل اذا قام فهيا
وذلك وال أعلم لما في القيام من المشقة أو لما شاء ال أن يتفضل به وقد سل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أفضل الصلوات فقال طول القنوت والمراد بهذا الحديث
ومثله صلة النافلة وال أعلم لن المصلى فرضا جالسا ل يخلو من أن يكون مطيقا على القيام أو عاجزا عنه فان كان مطيقا وصلى جالسا فهذا ل تجزيه صلته عند
الجميع وعليه اعادتها فكيف يكون لهذا نصف فضل مصل بل هو عاص بفعله وأما اذا كان عن القيام عاجزا فقد سقط فرض القيام عنه اذا لم يقدر عليه لن ال ل يكلف
نفسا ال وسعها واذا لم يقدر على ذلك صار فرضه عند الجميع أن يصلى جالسا فاذا صلى كما أمر فليس المصلى قائما بافضل منه لن كل قد أدى فرضه على وجهه
والصل في هذا الباب أن القيام في الصلة لما وجب فرضا بقوله !> وقوموا ل قانتين <! وقوله !> قم الليل إل قليل <! وقعت الرخصة في النافلة ان يصليها النسان
جالسا من غير عذر لكثرتها واتصال بعضها ببعض
وأما الفريضة فل رخصة في ترك القيام فيها وانما يسقط ذلك بعدم الستطاعة عليه وقد أجمعوا على أن القيام في الصلة فرض على اليجاب ل على التخير وان النافلة
فاعلها مخير في القيام فيها فكفى بهذا بيانا شافيا وبال التوفيق وهذا الحديث أصل في اباحة الصلة جالسا في النافلة حدثني أبو عثمان سعيد بن نصر قال حدثنا أبو عمر
احمد بن دحيم قال حدثنا محمد بن الحسين بن زيد أبو جعفر قال حدثنا أبو الحسن علن بن المغيرة ) أ ( قال حدثنا عبدالغفار بن داود ) ( 412قال حدثنا عيسى بن
يونس ) ( 413عن العمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدال بن بابيه ) ( 414عن عبدال بن عمرو بن العاصي ) ( 415قال مر بي رسول ال صلى ال عليه
وسلم وأنا أصلي قاعدا فقال اما ان للقاعد نصف صلة القائم وهذا اسناد صحيح أيضا عند أهل العلم وقد روى هذا المعنى عن النبي صلى ال عليه وسلم عمران بن
حصين ) ( 416والسائب بن أبي السائب ) ( 417وام سلمة وأنس وفي حديث عمران بن حصين زيادة ليست موجودة في غيره وهي وصلة الراقد مثل صلة القاعد
وجمهور أهل العلم ل يجيزون النافلة مضطجعا وهو حديث لم يروه ال حسين المعلم ) ( 418وهو حسين بن ذكوان عن عبدال بن بريدة ) ( 419عن عمران بن
حصين وقد اختلف أيضا على حسين المعلم في اسناده ولفظه اختلفا يوجب التوقف عنه وان صح حديث حسين عن ابن بريدة عن عمران بن حصين هذا فل أدري ما
وجهه فان كان احد من أهل العلم قد اجاز النافلة مضطجعا لمن قدر على القعود او القيام فوجه ذلك الحديث النافلة وهو حجة لمن ذهب الى ذلك وان اجمعوا على كراهية
النافلة راقدا لمن قدر على القعود أو القيام فيها فحديث حسين هذا اما غلط واما منسوخ وقد روى بالفاظ تدل على أنه لم يقصد به النافلة وانما قصد به الفريضة وهو الذي
تدل عليه الفاظ من يحتج بنقله له
قال ) أ ( أخبرنا عبدال بن محمد بن عبدالمومن قال حدثنا محمد بن بكر بن داسة ) ( 420قال حدثنا أبو داود ) ( 429قال حدثنا محمد بن سليمان النباري قال حدثنا
وكيع عن ابراهيم بن طهمان ) ( 422عن حسين المعلم عن أبي بريدة عن عمران بن حصين قال كان بي الناسور فسألت النبي صلى ال عليه وسلم فقال صل قائما فان
لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب قال أبو عمر هذا يبين لك أن القيام ل يسقط فرضه ال بعدم الستطاعة ثم كذلك القعود اذا لم يستطع ثم كذلك شيء شيء يسقط
عند عدم القدرة عليه حتى يصير الى الغماء فيسقط جميع ذلك وهذا كله في الفرض ل في النافلة وأما حديث عبدال بن عمرو بن العاصي في هذا الباب فانما هو في
النافلة والدليل على ذلك أن في نقل ابن شهاب له أن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم كانوا يصلون في سبحتهم قعودا فخرج عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم
فقال ذلك القول والسبحة عند أهل العلم النافلة ودليل ذلك ايضا قوله صلى ال عليه وسلم في المراء الذين يوخرون الصلة
B314
TEXT
عن ميقاتها صلوا الصلة لوقتها واجعلوا صلتكم معهم سبحة يعني نافلة وفرض القيام في الصلة المكتوبة ثابت من وجهين احدهما أجماع المة كافة عن كافة في
المصلى فريضة وحده او كان اماما أنه ل تجزيه صلته اذا قدر على القيام فيها وصلى قاعدا وفي اجماعهم على ذلك دليل واضح على أن حديث عبدال بن عمرو بن
العاصي المذكور في هذا الباب معناه النافلة على ما وصفنا والوجه الثاني قوله عز وجل !> وقوموا ل قانتين <! أي قائمين ففي هذه الية فرض القيام ايضا عند أهل
العلم لقوله عز وجل وقوموا ولقوله قانتين يريد قوموا قائمين ل يعني في الصلة فخرج على غير لفظه لنه أعم في الفائدة لحتمال القنوت وجوها كلها تجب في الصلة
والدليل على أن القيام يسمى قنوتا قول النبي صلى ال عليه وسلم اذ سئل اي الصلة افضل قال طول القنوت يعني طول القيام وزعم ابو عبيد ان القنوت في الوتر وهو
عندنا في صلة الصبح انما سمى قنوتا لن النسان فيه قائم للدعاء من غير ان يقرأ القرآن فكأنه سكوت وقيام اذ ل يقرأ فيه وقد يكون القنوت السكوت روى عن زيد بن
أرقم ) ( 423انه قال كنا نتكلم في الصلة حتى نزلت وقوموا ل قانتين فامرنا بالسكوت وليس في هذا الحديث رد لما ذكرنا لن الية يقوم منها هذان المعنيان وغيرهما
لحتمالهما في اللغة لذلك لن القنوت في اللغة له وجوه منها ان القنوت الطاعة دليل ذلك قول ال عز وجل وكل له قانتون أي مطيعون وقوله ان ابراهيم كان امة قانتا ل
حنيفا ولم يك من المشركين
أي مطيعا ل وهذا كثير مشهور ومنها أن القنوت الصلة فيما زعم ابن النباري واحتج بقول ال يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي ثم بقول الشاعر %قانتا ل يتلو
كتبه %وعلى عمد من الناس اعتزل $ %وقال تحتمل هذه الية ) ( 1وهذا البيت جميعا عندي معنى الطاعة أيضا وال أعلم ومنها أن القنوت الدعاء دليل ذلك القنوت
في الصلة وقولهم قنت رسول ال صلى ال عليه وسلم شهرا يدعو ومثل هذا كثير وبال التوفيق واختلف الفقهاء في كيفية صلة القاعد في النافلة وصلة المريض فذكر
ابن عبدالحكم عن مالك في المريض انه يتربع في قيامه وركوعه فاذا أراد السجود تهيأ للسجود فسجد على قدر ما يطيق وكذلك المتنفل قاعدا وقال الثوري يتربع في حال
القراءة والركوع ويثنى رجليه في حال السجود فيسجد وهذا نحو مذهب مالك وكذلك قال الليث واحمد واسحاق وقال الشافعي يجلس في صلته كلها كجلوس التشهد في
رواية المزني وقال البويطى عنه يصلى متربعا في موضع القيام وقال أبو حنيفة وزفر ) ( 424يجلس كجلوس الصلة في التشهد وكذلك يركع ويسجد وقال أبو يوسف
ومحمد يكون متربعا في حال القيام وحال الركوع وقد روى عن أبي يوسف انه يتربع في حال القيام ويكون في حال ركوعه وسجوده كجلوس التشهد
قال أبو عمر روى عن ابن مسعود أنه كره ان يتربع احد في الصلة قال عبدالرزاق يقول اذا صلى قائما فل يجلس للتشهد متربعا فاما اذا صلى قاعدا فليتربع وروى عن
ابن عباس انه كان يكره التربع في صلة التطوع قال شعبة فسألت عنه حمادا فقال ل بأس به في التطوع ) أ ( وروى عن ابراهيم ومجاهد ومحمد بن سيرين وانس بن
مالك أنهم كانوا يصلون في النافلة جلوسا متربعين ومالك أنه بلغه عن عروة ) ( 425وسعيد بن المسيب ) ( 426انهما كانا يصليان النافلة وهما محتبيان ومعمر عن
أيوب أن ابن سيرين كان يصلى في التطوع محتبيا قال معمر ورأيت عطاء الخراساني يحتبى في صلة التطوع وقال ما أراني أخذته ال من ابن المسيب ومعمر عن
الزهري عن ابن المسيب انه كان يحتبي في آخر صلته في التطوع وذكر الثوري عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن ابن المسيب مثله قال فاذا اراد أن يسجد ثنى رجليه
وسجد وكان عمر بن عبدالعزيز يصلى جالسا محتبيا فقيل له في ذلك فقال بلغني أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يمت حتى كان أكثر صلته وهو جالس صلوات ال
عليه ) ب ( وسياتي القول ) ج ( فيمن صلى بعض صلته مريضا ثم صح فيها في باب هشام بن عروة ان شاء ال عز وجل وصلى ال على محمد
$اسماعيل ابن أبي حكيم وهو مولى لبنى عدي بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن قصي ووثقة النسائي وغيره ولم يرو عنه البخاري ) أ ( وقيل ولء أسماعيل بن أبي
حكيم ) ب ( لل الزبير بن العوام فال أعلم سكن المدينة وكان فاضل ثقة توفى بها سنة ثلثين ومائة وقيل سنة اثنين أو ثلث وثلثين ومائة وهو حجة فيما روى عند
جماعة أهل العلم لمالك عنه في الموطأ من حديث النبي صلى ال عليه وسلم أربعة أحاديث أحدها متصل مسند والثلثة منقطعة مرسلة حديث أول لسماعيل بن أبي حكيم
مسند مالك عن اسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن سفيان الحضرمي عن أبي هريرة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ج ( قال أكل كل ذي ناب من السباع حرام
عبيدة بن سفيان هذا من تابعي أهل المدينة ثقة حجة فيما نقل سمع من أبي هريرة وابي الجعد الضمري روى عنه محمد بن عمر وبكير بن الشج ) ( 427واسماعيل بن
أبي حكيم وهذا حديث ثابت صحيح مجتمع على صحته
وفيه من الفقه ان النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع نهي تحريم ل نهي أدب وارشاد ولو لم يأت هذا اللفظ عن النبي صلى ال عليه وسلم لكان الواجب في النظر أن
يكون نهيه صلى ال عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع نهي تحريم فكيف وقد جاء مفسرا في هذا الخبر لن النهي حقيقته البعاد والزجر والنتهاء وهذا غاية
التحريم لن التحريم في كلم العرب الحرمان والمنع قال ال عز وجل !> وحرمنا عليه المراضع من قبل <! أي حرمناه رضاعهن ومعناه منهن لم يكن ممن تجرى عليه
عبادة في ذلك الوقت لطفولته والنهي يقتضي معنى المنع كله وتقول العرب حرمت عليك دخول داري أي منعتك من ذلك وهذا القول عندهم في معنى ل تدخل الدار كل
ذلك منع وتحريم ونهي وحرمان وكل خبر جاء عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فيه نهي فالواجب استعماله على التحريم ال أن يأتي معه أو في غيره دليل يبين المراد
منه أنه ندب وأدب فيقضى للدليل فيه ال ترى الى نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن نكاح الشغار وعن نكاح المحرم وعن نكاح المرأة على عمتها أو خالتها وعن
قليل ما اسكر كثره من الشربة وعن سائر ما نهى عنه من أبواب ) أ ( الربا في البيوع وهذا كله نهى تحريم فكذلك النهى عن أكل كل ذي ناب من السباع وال أعلم وقد
اختلف اصحابنا في ذلك على ما سنبينه في آخر ) ب ( هذا الباب ان شاء ال ومما يدل على أن ما رواه اسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن سفيان عن أبي هريرة في
هذا الحديث كما رواه ما حدثني به أبو عثمان سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح
قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي ) ( 428عن زائدة ) ( 429عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ) أ ( حرم يوم خيبر كل ذي ناب من السباع والمجثمة والحمار الهلي قال أبو عمر وأما ما جاء من النهي على جهة الدب وحسن المعاملة والرشاد الى المرء
) ب ( نهيه صلى ال عليه وسلم عن أن يمشي المرء في نعل واحدة وان يقرن بين تمرتين في الكل وان يأكل من أس الصحفة وان يشرب من في السقاء وغير ذلك مثله
كثير قد علم ) ج ( بمخرجه المراد منه وقد قال جماعة من أهل العلم ان كل نهى ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم في شيء من الشياء ففعله النسان منتهكا لحرمته
وهو عالم بالنهي غي مضطر اليه أنه عاص آثم واستدلوا بقول رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا نهيتكم عن شيء فانتهوا عنه واذا امرتكم بشيء فخذوا عنه ما استطعتم
فاطلق النهي ولم يقيده بصفة وكذلك المر لم يقيده ال بعدم الستطاعة فقالوا ان من شرب من في السقاء أو مشى في نعل واحدة أو قرن بين تمرتين في الكل أو أكل من
رأس الصحفة ونحو هذا وهو عالم بالنهي كان عاصيا وقال اخرون انما نهى عن الكل من رأس الصحفة لن البركة تنزل منها ونهى عن القران بين تمرتين لما فيه من
سوء الدب أن يأكل المرء مع جليسه وأكيله تمرتين في واحد ويأخذ جليسه تمرة فمن فعل فل حرج وكذلك النهى
عن الشرب من في السقاء خوف الهوام لن افواه السقية تقصدها الهوام وربما كان في السقاء ما يؤذيه فاذا جعل منه في اناء رآه وسلم منه وقالوا في سائر ما ذكرنا نحو
هذا مما يطول ذكره وما اعلم احدا من العلماء جعل النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع من هذا الباب وانما هو من الباب الول ال أن بعض أصحابنا زعم ان النهي
عن ذلك نهي تنزه وتقذر ول أدري ما معنى قوله نهي تنزه وتقذر فان أراد به نهي أدب فهذا ما ل يوافق عليه وان أراد ان كل ذي ناب من السباع يجب التنزه عنه كما
يجب التزه عن النجاسة والقذار فهذا غاية في التحريم لن المسلمين ل يختلفون في أن النجاسات محرمات العين أشد التحريم ل يحل استباحة أكل شيء منها ولم يرده
القائلون من أصحابنا ما حكينا هذا عنهم ولكنهم أرادوا الوجه الذي عند أهل العلم ندب وادب لن بعضهم احتج بظاهر قول ال عز وجل !> قل ل أجد فيما أوحي إلي
محرما على طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير <! الية وذكر أن من الصحابة من استعمل هذه الية ولم يحرم ما عداها فكأنه ل حرام عنده
على طاعم ال ما ذكر في هذه الية ويلزمه على أصله هذا أن يحل أكل الحمر الهلية وهو ل يقول هذا في الحمر الهلية لنه ل تعمل الذكاة عنده في لحومها ول في
جلودها ولو لم يكن عنده محرما ال ما في هذه الية لكانت الحمر الهلية عنده حلل وهو ل يقول هذا ول أحد من أصحابه وهذه مناقضة وكذلك يلزمه ان ل يحرم ما لم
يذكر اسم ال عليه عمدا ويستحل الخمر المحرمة عند جماعة المسلمين وقد اجمعوا ان مستحل خمر العنب المسكر كافر راد على ال عز وجل خبره في كتابه ) أ ( مرتد
يستتاب فان تاب ورجع عن قوله وال استبيح دمه
كسائر الكفار وفي اجماع العلماء على تحريم خمر العنب المسكر ) أ ( دليل واضح على أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد وجد فيما اوحى اليه محرما غير ما في
سورة النعام مما قد نزل بعدها من القرآن وكذلك ما ثبت عنه صلى ال عليه وسلم من تحريم الحمر الهلية ومن فرق بين الحمر وبين كل ذي ناب من السباع فقد تناقض
والنهي عن أكل كل ذي ناب السباع أصح مخرجا وابعد من العلل من النهي عن أكل لحوم ) ب ( الحمر الهلية لنه قد روى في الحمر انه انما نهاهم عنها يوم خيبر لقلة
الظهر وقيل انه انما نهى منها عن الجللة التي تأكل الجلة وهي العذرة وسائر القذر قد قال بهذا وبهذا قوم ول حجة عنده ول عندنا فيه لثبوت نهي رسول ال صلى ال
عليه وسلم عن ذلك مطلقا وصحته وان ما روى مما ذكرنا ل يثبت وسيأتي القول في الحمر مستوعبا في باب ابن شهاب من كتابنا هذا وأظن قائل هذا القول من اصحابنا
في أكل كل ذي ناب من السباع راعى اختلف العلماء في ذلك ول يجوز أن يراعى الختلف عند طلب الحجة لن الختلف ليس منه شيء لزم دون دليل وانما الحجة
اللزمة الجماع ل الختلف لن الجماع يجب النقياد اليه لقول ال !> ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى <! الية
والختلف يجب طلب الدليل عنده من الكتاب والسنة قال ال عز وجل !> فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى ال والرسول <! الية يريد الكتاب والسنة هكذا فسره العلماء
B314
TEXT
فاما قول ال عز وجل !> قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما <! الية فقد اختلف العلماء في معناه فقال قوم من فقهاء العراقيين ممن يجيز نسخ
القرءان بالسنة ان هذه الية منسوخة بالسنة لنهي رسول ال صلي ال عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن أكل لحوم ) أ ( الحمر الهلية وقال آخرون معنى
قوله هنا ) ب ( أي ل أجد قد اوحى الى في هذا الحال يعني في تلك الحال حال الوخي ووقت نزوله لنه قد اوحى اليه بعد ذلك في سورة المائدة من تحريم المنخنقة
والموقوذة الى سائر ما ذكر في الية فكما اوحى ال اليه في القرءان تحريما بعد تحريم جاز أن يوحي اليه على لسانه تحريما بعد تحريم وليس في هذا شيء من النسخ
ولكنه تحريم شيء بعد شيء قالوا مع انه ليس للحمار والسباع وذي المخلب والناب ذكر في قوله !> قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه <! وذلك أن ال
عز وجل انما ذكر ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن البل اثنين ومن البقر اثنين ثم قال !> قل ل أجد فيما أوحي <! يعني وال أعلم من هذه الزواج
الثمانية محرما على طاعم يطعمه ال ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فزاد ذكر لحم الخنزير تأكيدا في تحريمه حيا وميتا لنه ما حرم لحمه لم تعمل الذكاة فيه
فكان أشد من الميتة ولم يذكر السباع والحمير والطير ذات المخلب بتحليل ول تحريم وقال آخرون ليس السباع والحمر من بهيمة النعام التي احلت لنا فل يحتاج ) د (
فيها الى هذا وقال الخرون هذه الية جواب لما سأل عنه قوم من الصحابة فاجيبوا عن مسألتهم كأنهم يقولون ان معنى الية !> قل ل أجد فيما أوحي إلي <! مما ذكرتم
او مما كنتم تأكلون ونحو هذا قاله ) ه ( طاوس ومجاهد وقتادة وتابعهم قوم واستدلوا على صحة ذلك بأن ال قد حرم في كتابه وعلى لسان رسوله أشياء لم تذكر في الية
لنه ) و ( ل يختلف المسلمون في ذلك
ذكر سنيد ) ( 430عن حجاج ) ( 431عن ابن جريج قال اخبرني ابراهيم بن أبي بكر ) ( 432أن مجاهدا أخبره في قول ال عز وجل !> قل ل أجد فيما أوحي إلي
محرما على طاعم يطعمه <! قال ما كان أهل الجاهلية يأكلون ل اجد من ذلك محرما على طاعم يطعمه ال أن يكون ميتة الية قال حجاج واخبرنا ابن جريج عن ابن
) أ ( طاوس عن أبيه مثله وذكر عبدالرزاق عن معمر عن قتادة نحوه وقالت فرقة الية محكمة ول يحرم ال ما فيها وهو قول يروى عن ابن عباس وقد روى عنه خلفه
في أشياء حرمها يطول ذكرها وكذلك اختلف فيه عن عائشة وروى عن ابن عمر من وجه ضعيف وهو قول الشعبي وسعيد بن جبير في الحمر الهلية وكل ذي ناب من
السباع أنه ليس شيء منها محرما وأما سائر فقهاء المسلمين في جميع المصار فمخالفون لهذا القول متبعون للسنة في ذلك وقال أكثر أهل العلم والنظر من أهل الثر
وغيرهم ان الية محكمة غير منسوخة وكل ما حرمه رسول ال مضموم اليها وهو ) ب ( زيادة من حكم ال على لسان رسوله صلى ال عليه وسلم ول فرق بين ما حرم
ال في كتابه أو حرمه على لسان رسوله بدليل قول ال عز وجل !> أطيعوا ال وأطيعوا الرسول <! وقوله !> من يطع الرسول فقد أطاع ال <! وقوله !> واذكرن ما
يتلى في بيوتكن من آيات ال والحكمة <! قال أهل العلم القرءان والسنة وقوله !> وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا <! وقوله
!> وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط ال <! وقوله !> فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم <! فقرن ال عز وجل طاعته بطاعته
واوعد على مخالفته واخبر أنه يهدى الى صراطه وبسط القول في هذا موجود في كتب الصول وليس في هذه الية دليل على أن ل حرام على أكل ال ما ذكر فيها وانما
فيها ان ال أخبر نبيه صلى ال عليه وسلم وأمره أن يخبر عباده انه لم يجد في القرءان منصوصا شيئا محرما على الكل والشارب ال ما في هذه الية وليس ذلك بمانع
أن يحرم ال في كتابه بعد ذلك وعلى لسان رسوله أشياء سوى ما في هذه الية وقد اجمعوا ان سورة النعام مكية وقد نزل بعدها قرءان كثير وسنن عظيمة وقد نزل
تحريم الخمر في المائدة بعد ذلك وقد حرم ال على لسان نبيه اكل كل ذي ناب من السباع أكل الحمر الهلية وغير ذلك فكان ذلك زيادة حكم من ال على لسان نبيه صلى
ال عليه وسلم كنكاح المرأة على عمتها وعلى خالتها مع قوله !> وأحل لكم ما وراء ذلكم <! كحكمه بالشاهد واليمين مع قول ال !> فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان
<! وما أشبه هذا كثير تركناه خشية الطالة أل ترى أن ال قال في كتابه !> إل أن تكون تجارة عن تراض منكم <! وقد حرم رسول ال صلى ال عليه وسلم أشياء من
البيوع وان تراضا بها المتبايعان كالمزابنة وبيع ما ليس عندك وكالتجارة في الخمر وغير ذلك مما يطول ذكره وقد أجمع العلماء أن سورة النعام مكية ال قوله !> قل
تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم <! اليات الثلث وأجمعوا أن نهي رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع انما كان منه بالمدينة ولم يرو ذلك عنه
غير ابي هريرة وابي ثعلبة الخشني ) ( 433واسلمهما متأخر
بعد الهجرة الى المدينة باعوام وقد روى عن أبن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم مثل رواية ابي هريرة وابي ثعلبة في النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع من
وجه صالح قال اسماعيل بن اسحاق القاضي وهذا كله يدل على انه امر كان بالمدينة بعد نزول !> قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما <! الية لن ذلك مكي قال أبو عمر
قول ال عز وجل !> قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما <! الية قد أوضحنا بما اوردنا في هذا الباب بأنه قول ليس على ظاهره وانه ليس نصا محكما لن النص المحكم
ما ل يختلف في تأويله واذا لم يكن نصا كان مفتقرا الى بيان الرسول لمراد ال منه كافتقار سائر مجملت الكتاب الى بيانه قال ال عز وجل !> وأنزلنا إليك الذكر لتبين
للناس ما نزل إليهم <! وقد بين رسول ال صلى ال عليه وسلم في أكل كل ذي ناب واكل الحمر الهلية مراد ال فوجب الوقوف عنده وبال التوفيق فان قال قائل ان
الحمر الهلية وذا الناب من السباع لو كان اكلها حراما لكفر مستحلها كما يكفر مستحل الميتة ولحم الخنزير فالجواب عن ذلك ان المحرم باية مجتمع تأويلها أو سنة
مجتمع على القول بها يكفر مستحله لن جاء مجيئا يقطع العذر ول يسوغ فيه التأويل ) أ ( وما جاء مجيئا يوجب العمل ول يقطع العذر وساغ فيه التأويل لم يكفر مستحله
وان كان مخطئا ال ترى ان المسكر من غير شراب العنب ل يكفر المتأول فيه وان كان قد صح عندنا النهي بتحريمه ول يكفر من يقول بأن الصلة يخرج منها المرء
ويتحلل بغير سلم وان السلم ليس من فرائضها مع قيام الدليل على وجوب السلم عندنا فيها وكذلك ل يكفر من قال ان قراءة القرآن
وغيرها سواء وان تعيين قراءتها في الصلة ليس بواجب ومن قرأ غيرها اجزاه مع ثبوت الثار عن النبي عليه السلم أنه ل صلة ال بها وكذلك ل يكفر من أوجب
الزكاة على خمسة رجال ملكوا خمس ذود من البل ول من قال الصائم في السفر كالمفطر في الحضر ول حج ال على من ملك زادا أو راحلة مع اطلق ال الستطاعة
ونفيه على لسان رسوله ان يكون فيما دون خمس ذود صدقة وانه صام في السفر صلى ال عليه وسلم وهذا كثير ل يجهله من له أقل ) أ ( عناية بالعلم ان شاء ال قرأت
على عبدالرحمن بن يحيى أن علي بن محمد ) ( 434أخبرهم قال حدثنا احمد بن ابي سليمان قال حدثنا سحنون قال حدثنا عبدال بن وهب قال حدثنا يونس بن يزيد )
( 435عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم وابن لهيعة عن عبدالرحمن العرج عن أبي
هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم انه قال ذروني ما تركتكم فانما اهلك الذين من قبلكم سؤالهم واختلفهم على انبيائهم فاذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه واذا امرتكم
بشيء فخذوا منه ما استطعتم
أخبرنا عبدال بن محمد بن عبد المومن قال أخبرنا محمد بن بكر التمار قال حدثنا أبو داود سليمان بن الشعث قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا اشعث بن شعبة )
( 437قال حدثنا ارطأة بن المنذر ) ( 438قال سمعت حكيم بن عمير ابا الحوص ) ( 439يحدث عن العرباض بن سارية ) ( 440قال نزلنا مع رسول ال صلى
ال عليه وسلم خيبر فذكر الحديث وفيه أنه أمر مناديا فنادى ان الجنة ل تحل ال لمؤمن وأن اجتمعوا للصلة فاجتمعوا ثم صلى بهم النبي صلى ال عليه وسلم ثم قام فقال
أيحسب أحدكم متكيا على اريكته قد يظن ان ال لم يحرم شيئا ال ما في هذا القرءان ال واني قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء انها لمثل القرآن أو أكثر وان ال لم
يحل لكم ان تدخلوا بيوت أهل الكتاب ال باذن ول ضرب نسائهم ول أكل ثمارهم اذا اعطوكم الذي عليهم وأخبرنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود
قال حدثنا عبدالوهاب بن نجدة ) ( 441قال حدثنا ابو عمر وعثمان بن كثير
ابن دينار عن جرير بن عثمان عن عبدالرحمن بن أبي عوف ) ( 442عن المقدام بن معدي كرب ) ( 443عن رسول ال صلى ال عليه وسلم انه قال أل ) أ ( اني
اوتيت الكتاب ومثله معه أل يوشك رجل شعبان على اريكته يقول عليكم بهذا القرءان فما وجدتم فيه من حلل فاحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ال ل يحل لكم
الحمار الهلي ول كل ذي ناب من السباع ول لقطة معاهد ال ان يستغنى عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فان لم يقروه فله ان يعقبهم بمثل قراه وروى بقية
عن الزبيدي ) ( 444عن مروان بن رؤبة ) ( 445عن عبدالرحمن بن أبي عوف الجرشي عن المقدام بن معد يكرب ان النبي صلى ال عليه وسلم قال ال اني قد
اوتيت الكتاب وما يعدله يوشك شعبان على اريكته فذكره الى آخره مثله وقرأت على أبي عمر أحمد بن عبدال بن محمد الباجي ) ب ( فأقر به أن الميمون بن حمزة
الحسيني حدثهم قال حدثنا أبو جعفر الطحاوي قال حدثنا المزني وقرأت على ابراهيم بن شاكر أن محمد بن يحيى بن عبدالعزيز حدثهم قال حدثنا اسلم بن عبدالعزيز قال
حدثنا الربيع بن سليمان قال
جميعا أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن سالم ابي النضر ) ( 446أنه سمع عبيد ال بن أبي رافع ) ( 447يخبر عن أبيه قال قال النبي صلى ال عليه وسلم ل ألفين
) أ ( أحدكم متكئا على اريكته يأتيه المر من أوي مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ل ندري ما وجدنا في كتاب ال اتبعناه قال ابن عيينة وأخبرني به محمد بن المنكدر
عن النبي صلى ال عليه وسلم مرسل أخبرنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبدال بن محمد قال أخبرنا أحمد بن خالد قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال حدثنا عبدالرزاق قال
أخبرنا معمر عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة ) ( 448أو غيره قال كنا عند عمران بن حصين فكنا نتذاكر العلم قال فقال رجل ل تتحدثوا ال بما في القرءان
فقال له عمران بن الحصين انك لحمق اوجدت في القرءان صلة الظهر اربع ركعات والعصر اربع ركعات ل يجهر في شيء منهما والمغرب بثلث يجهر بالقراءة في
B314
TEXT
ركعتين ول يجهر بالقراءة في ركعة والعشاء اربع ركعات يجهر بالقراءة في ركعتين ول يجهر بالقراءة في ركعتين والفجر ركعتين يجهر فيهما بالقراءة
قال وقال عمران لما نحن فيه يعدل القرءان او نحوه من الكلم قال علي ولم يكن الرجل الذي قال هذا صاحب بدعة ولكنه كانت زلة منه أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم
قال حدثنا أبو احمد عبدال بن محمد ابن ناصح المعروف بابن المفسر ) أ ( قال حدثنا أبو بكر احمد بن علي بن سعيد القاضي قال حدثنا داود بن رشيد ) ( 449قال
حدثنا بقية بن الوليد عن محفوظ بن مسور الفهري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يوشك أحدكم يقول هذا كتاب ال ما
كان فيه من حلل احللناه وما كان فيه من حرام حرمناه ال من بلغه عني حديث فكذب به فقد كذب ال ورسوله والذي حدثه قال أبو عمر اختلف الفقهاء في معنى قول
رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل كل ذي ناب من السباع حرام فقال منهم قائلون انما اراد رسول ال صلى ال عليه وسلم بقوله هذا ما كان يعدو على الناس مثل السد
والذيب والنمر والكلب العادي وما أشبهه ذلك مما الغلب في طبعه ان يعدو وما كان الغلب من طبعه انه ل يعدو فليس مما عناه رسول ال صلى ال عليه وسلم بقوله
هذا واذا لم يكن يعدو فل بأس بأكله واحتجوا بحديث الضبع في اباحة أكله ) ب ( وهي سبع وهو حديث انفرد به عبدالرحمن بن عبدال بن أبي عمار ) ( 450وقد وثقه
جماعة من أئمة
أهل الحديث ورووا عنه حديثه هذا واحتجوا به قال علي ابن المديني عبدالرحمن بن أبي عمار ثقة مكي حدثنا عبدالوارث بن سفيان وسعيد ابن نصر قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا ابو اسماعيل محمد بن اسماعيل الترمذي قال حدثنا ابن ابي مريم ) ( 451قال حدثنا يحيى بن أيوب ) ( 452قال حدثنا اسماعيل بن امية ) ( 453
وابن جريج وجرير بن حازم ان عبدال بن عبيد بن عمير ) ( 454حدثهم قال أخبرني عبدالرحمن بن أبي عمار أنه سأل جابر بن عبدال عن الضبع فقال أآكللها فقال
نعم قال أصيد هي قال نعم قال سمعت ) أ ( ذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم قال نعم وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح
قال حدثنا أبو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا وكيع عن جرير بن حازم عن عبدال بن عبيد بن عمير عن عبدالرحمن بن أبي عمار عن جابر قال جعل رسول ال صلى ال
عليه وسلم الضبع من الصيد وجعل فيه اذا اصابه المحرم كبشا واحتجوا ايضا بما ذكره ابن وهب وعبدالرزاق جميعا قال أخبرنا ابن جريج أن نافعا أخبره أن رجل أخبر
عبدال بن عمر أن سعد بن أبي وقاص كان يأكل الضباع فلم ينكره عبدال بن عمر وقال ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي السود محمد بن عبدالرحمن أنه سمع عروة بن
الزبير يقول ما زالت العرب تأكل الضبع ول ترى بأكلها بأسا قالوا والضبع سبع ل يختلف في ذلك فلما أجاز رسول ال صلى ال عليه وسلم واصحابه اكلها علمنا ان
نهيه عن أكل كل ذي ناب من السباع ليس من جنس ما اباحه وانما هو نوع آخر وال أعلم وهو ما الغلب فيه العداء على الناس هذا قول الشافعي ومن تابعه قال الشافعي
ذو الناب المحرم أكله هو الذي يعد وعلى الناس كالسد والنمر والذيب قال ويؤكل الضبع والثعلب وهو قول الليث بن سعد وقال مالك وأصحابه ل يؤكل شيء من سباع
الوحوش كلها ول الهر الوحشي ول الهلي لنه سبع قال ) أ ( ول يؤكل الضبع ول الثعلب والضرب ) ب ( ول شيء من سباع الوحش ول بأس بأكل سباع الطير زاد
ابن عبدالحكم في حكايته قول مالك قال وكل ما يفترس ويأكل اللحم ول يرعى الكل فهو سبع ل يؤكل وهذا ما يشبه السباع التي نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن
أكلها وروى عن أشهب عن عبدالعزيز أنه قال ل بأس بأكل الفيل اذا ذكى وقال ابن وهب قال لي مالك لم أسمع أحدا من أهل العلم قديماول حديثا بارضنا ينهى عن أكل
كل ذي مخلب ) ج ( من الطير قال وسمعت مالكا يقول ل يؤكل كل ذي ناب من السباع قال ابن وهب وكان الليث بن سعد يقول يؤكل الهر والثعلب
قال أبو عمر اما اختلف العلماء في أكل كل ذي مخلب من الطير وما يأكل منه الجيف فسنذكره في باب نافع عن ابن عمر من كتابنا هذا ان شاء ال عند قول رسول ال
صلى ال عليه وسلم خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم فذكر منها الغراب والحداة وذلك اولى المواضع بذكره وبال العون ل شريك له واما الثار المرفوعة في النهي
عن أكل كل ذي ناب مخلب ) أ ( من الطير فأكثرها معلومة وسنذكرها في باب نافع ان شاء ال والحجة لمالك وأصحابه في تحريم أكل كل ذي ناب من السباع عموم
النهي عن ذلك ولم يخص رسول ال صلى ال عليه وسلم سبعا من سبع فكل ما وقع عليه اسم سبع فهو داخل تحت النهي على ما يوجبه الخطاب وتعرفه العرب من
لسانها في مخاطباتها وليس حديث الضبع مما يعارض به حديث النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع لنه حديث انفرد به عبدالرحمن بن أبي عمار وليس بمشهور بنقل
العلم ول من يحتج به اذا خالفه من هو اثبت منه وقد روى النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع من طرق متواترة عن أبي هريرة وأبي ثعلبة وغيرهما عن النبي صلى
ال عليه وسلم روى ذلك جماعة من الئمة الثقات الذين تسكن النفس الى ما نقلوه ومحال ان يعارضوا بحديث ابن أبي عمار ذكر عبدالرزاق عن معمر عن الزهري قال
الثعلب سبع ل يؤكل قال معمر وقال قتادة ليس بسبع ورخص في أكله طاوس وعطاء من أجل أنه يؤذى واما العراقيون أبو حنيفة وأصحابه فقالوا ذو الناب من السباع
المنهي عن أكله السد والذيب والنمر والفهد والثعلب والضبع
والكلب والسنور البري والهلي والوبر قالوا وابن عرس سبع من سباع الهوام وكذلك الفيل والدب والضبع واليربوع قال أبو يوسف فأما الوبر فل أحفظ فيه شيئا عن أبي
حنيفة وهو عندي مثل الرنب ل بأس بأكله لنه يعتلف البقول والنبات وقال أبو يوسف في السنجاب والفنك والسنور كل ذلك سبع مثل الثعلب وابن عرس قال أبو عمر
اما الضب فقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم اجازة أكله وفي ذلك ما يدل على أنه ليس بسبع يفترس وال أعلم ذكر عبدالرزاق قال أخبرني رجل من ولد سعيد بن
المسيب قال أخبرني يحيى بن سعيد قال كنت عند سعيد بن المسيب فجاءه رجل من غطفا فسأله عن الورل فقال ل بأس به وان كان معكم منه شيء فطعمونا منه قال
عبدالزاق والورل شبه الضب واجاز الشعبي أكل السد والفيل وتل !> قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما <! الية وقد كره أكل الكلب والتداوي به وهذا خلف منه
واضطراب وكره الحسن وغيره أكل الفيل لنه ذو ناب وهم للسد أشد كراهية وكره عطاء ومجاهد وعكرمة أكل الكلب وروى عن النبي صلى ال عليه وسلم في الكلب
قال طعمة جاهلية وقد اغنى ال عنها وذكر ابن عيينة عن سهيل بن أبي صالح ) ( 455عن يزيد بن عبدال السعدي قال سألت ابن المسيب عن آكل الضبع فقال ان أكلها
) أ ( ل يصلح ومعمر عن هشام بن عروة عن أبيه أنه سئل عن أكل اليربوع فلم ير به بأسا قال معمر ) ب (
وسألت عطاء الخراساني ) ( 456عن اليربوع فلم يربه بأسا قال وأخبرنا أبن طاوس عن أبيه أنه سئل عن أكل الوبر فلم يربه بأسا وقال ابن وهب أخبرنا عبد العزيز بن
محمد المدني ) ( 457قال بلغني عن عامر الشعبي ) ( 458قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن اكل لحم القرد قال أبو عمر وكرهه أبن عمر وعطاء ومكحول
) ( 459والحسن ولم يجيزوا بيعه وقال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب سئل مجاهد عن اكل القرد فقال ليس من ) ( 1بهيمه النعام قال أبو عمر لأعلم بين علماء
المسلمين خلفا أن القرد ل يؤكل وليجوز بيعه لنه مما ل منفعه فيه وما علمنا ) ب ( أحدا ارخص في أكله والكلب والفيل وذو الناب كله عندي مثله والحجه في قول
رسول ال صلى ال عليه وسلم لفي قول غيره وما يحتاج القرد ومثله ان ينهى عنه لنه ينهى عن نفسه بزجر الطباع والنفوس لنا عنه ولم يبلغنا عن العرب ول عن
غيرهم أكله وقد زعم ناس أنه لم يكن في العرب من يأكل الكلب القوم منهم نفر من فقعس وفي أحدهم قال الشاعر السدي %يافقعسي لم أكلته لمه %لو خافك ال عليه
حرمه %فما أكلت لحمه ولدمه %
قال أبو عمر يعني قوله لو خافك ال عليه حرمه أي ان الكلب عنده كان مما ل يأكله أحد ول يخاف أحدا على أكله ال المضطر وال عز وجل ل يخاف أحدا على شيء
ول على غير شيء ول يلحقه الخوف جل وتعالى عن ذلك واظن الشعر لعرابي ل يقف على مثل هذا من المعنى ) أ ( وال أعلم حدثنا أحمد بن عبدال قال حدثني أبي
قال حدثنا عبدال بن يونس ) ( 460قال حدثنا بقى ابن مخلد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن أبي عدي ) ( 461عن داود قال سئل الشعبي عن رجل
يتداوى بلحم كلب قال ان تداوى به فل شفاه ال قال وحدثنا يحيى بن ادم قال حدثنا اسرائيل عن مغيرة ) ( 462عن أبي معشر ) ( 463عن ابراهيم انه أصابه حمى
ربع فنعت له جنب ثعلب فأبي أن يأكله قال وحدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن قال الثعلب من السباع قال أبو عمر من رخص في الثعلب والهر
ونحوهما فانما رخص في ذلك لنها ليست عنده من السباع المحرمة على لسان رسول ال صلى ال عليه وسلم
وقد ذكرنا وجه التأويل في ذلك وذكرنا ما جاء عن النبي صلى ال عليه وسلم من الرخصة في أكل الضبع وقد جاء عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن عباس
وسعد في الضبع أنها صيد يفديها المحرك بكبش ومعلوم انها ذات ناب وقال عبدالرزاق أخبرنا الثوري عن سهيل بن أبي صالح قال جاء رجل من أهل الشام فسأل سعيد
بن المسيب عن أكل الضبع فنهاه فقال له ان قومك يأكلونها فقال ان قومي ل يعلمون قال سفيان هذا القول أحب الى فقلت لسفيان فأين ما جاء عن عمر وعلى وغيرهما
فقال اليس قد نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع فتركها أحب الى وبه نأخذ قال أبو عمر ليس أحد من خلق ال ال وهو يوخذ من قوله
ويترك ال النبي صلى ال عليه وسلم فانه ل يترك من قوله ال ما تركه هو ونسخه ) أ ( قول أو عمل والحجة فيما قال صلى ال عليه وسلم وليس في قول غيره حجة
ومن ترك قول عائشة في رضاع الكبير وفي لبن الفحل وترك قول ابن عباس في العول والمتعة وغير ذلك من أقاويله وترك قول عمر في تضعيف القيمة على المزني
وفي تبديئه المدعى عليهم باليمين في القسامة وفي ان الجنب ل يتيمم وغير ذلك من قوله كثير وترك قول ابن عمر في أن الزوج ل يهدم ) ب ( التطليقة والتطليقتين
وكراهية الوضوء من ماء البحر وسؤر الجنب والحائض وغير ذلك كثير وترك قول على في ان المحدث في الصلة يبني على ما مضى منها وفي أن بني تغلب ل تؤكل
ذبائحهم وغير ذلك مما روى عنه كيف يتوحش من مفارقة واحد منهم ومعه السنة الثابتة عن
النبي صلى ال عليه وسلم وهي الملجأ عند الختلف وغير نكير ان يخفى على الصاحب والصاحبين والثلثة السنة المأثورة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ال ترى
B314
TEXT
أن عمر في سعة علمه وكثرة لزومه لرسول ال صلى ال عليه وسلم قد خفى عليه من توريث المرأة من دية زوجها وحديث دية الجنين فغيرهما احري ان تخفى عليه
السنة في خواص الحكام وليس شيء من هذا ايضا بضائرهم رضي ال عنهم وقد كان ابن شهاب يقول وهو حبر عظيم من أحبار هذا الدين ما سمعت بالنهي عن أكل
كل ذي ناب من السباع حتى دخلت الشام والعلم الخاص ل ينكر أن يخفى على العالم ) ب ( حينا حدثنا يونس بن عبدال ) ( 464قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا
جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا محمد بن الصباح ) ( 465قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن ابي ادريس الخولني ) ( 466عن أبي ثعلبة الخشني ان
النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع قال سفيان قال الزهري ولم أسمع هذا حتى أتيت الشام
قال أبو عمر روى عن خزيمة بن جزي ) ( 467رجل من الصحابة انه قال قدمت المدينة فاتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت جئت أسألك عن احفاش الرض
قال سل عما شئت فسألته عن الضب فقال ل آكله ول احرمه فقلت اني آكل ما لم تحرم قال انها فقدت امة واني رأيت خلقا رابني قال وسألته عن الرنب فقال ل آكله ول
احرمه قال اني آكل ما لم تحرم قال انها تدمى قال وسألت عن الثعلب فقال ومن يأكل الثعلب وسألت عن الضبع فقال ومن يأكل الضبع قال وسألته عن الذئب فقال أو يأكل
الذئب احد وهذا حديث قد جاء ال أنه ل يحتج بمثله لضعف اسناده ول يعرج عليه لنه يدور على عبدالكريم بن أبي المخارق وليس يرويه غيره وهو ضعيف متروك
الحديث وقد روى من حديث عبدالرحمن بن معقل ) ( 468صاحب الدثنيه وهو رجل يعد في الصحابة نحو هذا الحديث قال قلت يا رسول ال ما تقول في الضبع قال ل
آكله ول أنهي عنه قال قلت ما لم تنه عنه فاني آكله قال قلت يا رسول ال فما تقول في الضب قال ل آكله ول أنهي عنه قال قلت ما لم تنه عنه فاني آكله قال وقلت ما
تقول في الرنب قال ل آكلها ول أحرمها قال قلت ما لم تحرمه فأني آكله قال قلت يا رسول ال ما تقول في الذئب قال أو يأكل ذلك أحد قال قلت يا رسول ال ما تقول في
الثعلب قال أو يأكل ذلك أحد
وهو أيضا حديث ضعيف وأسناده ليس بالقائم عند أهل العلم وهو يدور على أبى ) ( 1محمد رجل مجهول وهو حديث ليصح عندهم وعبد الرحمن بن معقل ليعرف ال
بهذا الحديث ول تصح صحبته وانما ذكرت هذا الحديث والذي قبله ليقف عليهما ولرواية الناس لهما ولتبيين العله فيهما واما جلود السباع المذكاة لجلودها فقد اختلف
أصحابنا في ذلك فروى ابن القاسم عن مالك أن السباع اذا ذكيت لجلودها حل بيعها ولباسها والصلة عليها قال أبو عمر الذكاة عنده في السباع لجلودها أكمل طهاره في
هذه الروايه من الدباغ في جلود الميته وهو قول أبن القاسم وقال ابن القاسم في المدونه ليصلي على جلد الحمار وان ذكى وقوله أن الحمار الهلى ل تعمل فيه الذكاة
وقال أبن حبيب في كتابه انما ذلك في السباع المختلف فيها فأما المتفق عليها فل يجوز بيعها وللبسها ول الصلة بها ول بأس بالنتفاع بها اذا ذكيت كجلد الميته المدبوغ
قال أبن حبيب ولو أن الدواب الحمير والبغال ذكيت لجلودها لما حل بيعها ول النتفاع بها ولالصلة فيها ال الفرس فانه لوذكى لحل بيع جلده والنتفاع به للصلة
وغيرها لختلف الناس في تحريمه وقال أشهب أكره بيع جلود السباع وأن ذكيت مالم تدبغ قال وأرى أن يفسخ البيع فيها ويفسخ ارتهانها وأرى أن يؤدب فاعل ذلك ال
أن يعذر بالجهاله لن النبي صلى ال عليه وسلم ) ب ( حرم أكل كل ذي ناب من السباع فالذكاة فيها ليست بذكاة وروى إشهب عن مالك في كتاب الضحايا من
المستخرجه أن مال يؤكل لحمه فل يطهر جلده بالدباغ وهذه المسألة
في سماع أشهب وأبن نافع وسئل مالك أترى مادبغ من جلود الدواب طاهرا فقال أنما يقال هذا في جلود النعام فأما جلود مال يؤكل لحمه فكيف يكون جلده طاهرا اذا دبغ
وهو مما لذكاة فيه وليؤكل لحمه قال أبوعمر لأعلم احدا من الفقهاء قال بمارواه أشهب عن مالك في جلد مال يؤكل لحمه أنه ليطهر بالدباغ ال ابا ثور ابراهيم بن خالد
الكلبي ) ( 469فانه قال في كتابه في جلود الميته كل ما كان مما لوذكى حل أكله فمات لم يتوضأ في جلده ولم ينتفع بشئ منه حتى يدبغ فاذا دبغ فقد طهر قال وما ل
يؤكل لو ذكى لم يتوضأ في جلده وان دبغ قال وذلك ان النبي صلى ال عليه وسلم قال في جلد شاة ماتت أل دبغتم جلدها فانتفعتم به ونهى عن جلود السباع قال فلما روى
) أ ( الخبران اخذنا بهما جميعا لن الكلمين جميعا لو كانا في مجلس واحد كان كلما صحيحا ولم يكن فيه تناقض قال ول أعلم خلفا أنه ل يتوضأ في جلد خنزير وان
دبغ فلما كان الخنزير حراما ل يحل أكله وان ذكى وكانت السباع ل يحل أكلها وان ذكيت كان حراما أن ينتفع بجلودها وان دبغت وان يتوضأ فيها قياسا على ما أجمعوا
عليه من الخنزير اذ كانت العلة واحدة
وذكر عن هشيم ) ( 470عن منصور ) ( 471عن الحسن ان عليا كره الصلة في جلود البغال قال أبو عمر ما قاله أبو ثور صحيح في الذكاة أنها ل تعمل فيما ل يحل
أكله ال أن قوله صلى ال عليه وسلم كل اهاب دبغ فقد طهر قد دخل فيه كل جلد ال ان جمهور السلف اجمعوا على أن جلد الخنزير ل يدخل في ذلك فخرج باجماعهم هذا
ان صح أن للخنزير جلدا يوصل اليه ويستعمل وان كان أصحابنا قد اختلفوا في ذلك على ما سنذكره ونوضحه في باب حديث زيد ابن أسلم عن ابن وعلة عن ابن عباس
عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال كل اهاب دبغ فقد طهر ان شاء ال والحديث ذكر ابو ثور في النهي عن جلود السباع حدثناه جماعة منهم عبدالوارث بن سفيان قال
حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا بكر ابن حماد قال حدثا مسدد قال حدثنا يحيى القطان عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن ابي المليح بن أسامة عن ابيه ان رسول ال صلى
ال عليه وسلم نهى عن جلود السباع وقال محمد بن عبدال بن عبدالحكم وحكاه أيضا عن أشهب ل يجوز تذكية السباع وان ذكيت لجلودها لم يحل النتفاع بشيء من
جلودها ال أن يدبغ
قال أبو عمر قول ابن عبدالحكم وما حكاه أيضا عن أشهب في تذكية السباع عليه جمهور الفقهاء من أهل النظر والثر بالحجاز والعراق والشام وهو الصحيح وهو الذي
يشبه أصل مالك في ذلك ول يصح أن يتقلد غيره لوضوح الدليل عليه ولو لم يختبر ) أ ( ذلك ال بما ذبحه المحرم او ذبح في الحام ان ذلك ل يكون ذكاة للمذبوح للنهى
الوارد فيه وبالخنزير ايضا وقد اجمع المسلمون ان الخلف ليس بحجة وان عنده يلزم طلب الدليل والحجة ليتبين الحق منه وقد بان الدليل الواضح من السنة الثابتة في
تحريم السباع ومحال أن تعمل فيها الذكاة واذا لم تعمل فيها الذكاة فأكثر احوالها أن تكون ميتة فتطهر بالدباغ هذا اولى ) ب ( القاويل في هذا الباب ولما ) ج ( رواه
أشهب عن مالك وجه أيضا وأما ما رواه ابن القاسم عن مالك فل وجه له يصح ال ما ذكروا من تأويلهم في النهي أنه على التنزه ل على التحريم وهذا تأويل ضعيف ل
يعضده دليل #حديث ثاني لسماعيل بن أبي حكيم مرسل مالك عن اسماعيل بن ابي حيكم انه سمع عمر بن عبدالعزيز يقول كان من آخر ما تكلم به رسول ال صلى ال
عليه وسلم أن قال قاتل ال اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ل يبقين دينان بأرض العرب هكذا جاء هذا الحديث عن مالك في الموطآت كلها مقطوعا وهو يتصل ) د (
من وجوه حسان عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث أبي
هريرة وعائشة ومن حديث علي بن أبي طالب وأسامة واما عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فاشهر
وأجل من أن يحتاج الى ذكره حدثنا محمد بن عبدال قال حدثنا معاوية ) أ ( قال حدثنا اسحاق بن أبي حسان النماطي قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبدالحميد بن
حبيب قال حدثنا الوزاعي قال اخبرني ابن شهاب عن ابن المسيب سمع أبا هريرة يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم قاتل ال اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد
ورواه مالك عن الزهري بهذا السناد مثله حدثناه أحمد بن عبدال بن محمد الباجي ) ب ( قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن قاسم قال حدثنا مالك بن عيسى قال حدثنا
أبو داود سليمان بن سيف الحراني ) ( 472قال حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة قال لعن رسول ال صلى ال
عليه وسلم الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقد روى هذا الحديث سعيد بن أبي عروبة ) ( 473عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة ذكر البزار قال حدثنا عمرو
بن علي قال حدثنا خالد بن الحرث ) ( 474قال حدثنا سعيد بن ابي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة وقول ابن شهاب فيه عن سعيد بن المسيب عن
عائشة وقول ابن شهاب فيه عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة أولى بالصواب في
السناد ان شاء ال وهو محفوظ من حديث عروة عن عائشة اخبرنا عبيد بن محمد ) ( 475قال حدثنا عبدال بن مسرور ) أ ( قال أخبرنا عيسى بن مسكين قال اخبرنا
ممحمد بن سنجر قال حدثنا عبيدال بن موسى ) ( 476قال حدثنا شيبان ) ( 477عن هلل بن حميد ) ( 478عن عروة عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن ال اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد قالت ولول ذلك أبرز قبره غير أنه خشى عليه أن يتخذ مسجدا قال أبو عمر
لهذا الحديث وال أعلم ورواية عمر بن عبدالعزيز له أمر في خلفته ان يجعل ) ب ( بنيان قبر رسول ال صلى ال عليه وسلم محددا بركن واحد ليل يستقبل القبر
فيصلى اليه وأخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبدال قال حدثني عيسى قال حدثنا ابن سنجر قال حدثنا ابن نمير ) ( 479قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أن نساء النبي عليه السلم ) ج ( تذاكرن في مرضه كنيسة رأينها بأرض الحبشة وذكرن من حسنها وتصاويرها وكانت أم سلمة وأم
حبيبة قد أتتا ) أ ( أرض الحبشة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اولئك قوم اذا مات الرجل الصالح عندهم بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصور فأولئك
شرار الخلق عند ال قال أبو عمر هذا يحرم على المسلمين ان يتخذوا قبور النبياء والعلماء والصالحين مساجد وقد احتج من لم ير الصلة في المقبرة ولم يجزها بهذا
الحديث وبقوله ان شرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد وبقوله صلى ال عليه وسلم صلوا في بيوتكم ول تجعلها قبورا وهذا الثار قد عارضها قوله صلى ال عليه
وسلم جعلت لي الرض مسجدا وطهورا وتلك فضيلة خص بها رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يجوز على فضائله النسخ ول الخصوص ول الستثناء وذلك جائز في
غير فضائله اذا كانت أمرا أو نهيا أو في معنى المر والنهي وبهذا يستبين عند تعارض الثار في ذلك أن الناسح منها قوله صلى ال عليه وسلم جعلت لي الرض مسجدا
B314
TEXT
وطهورا وقوله لبي ذر حيثما ادركتك الصلة فصل فقد جعلت لي الرض مسجدا وطهورا وأخبرنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن
زهير قال حدثنا موسى بن اسماعيل ) ( 480قال حدثنا أبان عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة ان النبي صلى ال عليه وسلم قال لعن ال اقواما اتخذوا قبور
انبيائهم مساجد وسيأتي من هذا ذكر في باب مرسل زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ان شاء ال
واما قوله في حديث مالك ل يبقين دينان بأرض العرب فأخبرنا عبدال ابن محمد بن عبدالمومن قال حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي ) ( 481قال حدثنا علي بن
حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان الحول عن ابن أبي نجيح ) ( 483عن سعيد بن جبير قال سمعت ابن عباس يقول يوم وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل
دمعه الحصى قلت يا أبا عباس وما يوم الخميس قال اشتد برسول ال صلى ال عليه وسلم الوجع فقال ايتوني اكتب لكم كتاب ل تضلوا بعده فتنازعوا عنده فقال ل ينبغي
عندي التنازع ذروني وأمرهم بثلث فقال اخرجوا المشركين من جزيرة العرب واجيزوا الوفد بنحو مما كنت اجزيهم والثالثة اما سكت عنها يعني ابن عباس واما قالها
فنسيتها يقوله سعيد بن جبير وذكر الحميدي وعبدالرزاق عن سفيان بن عيينة باسناد مثله أخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبدال بن محمد بن مسرور قال حدثنا عيسى بن
مسكين قال حدثنا ابن سنجر قال حدثنا أبو عاصم ) ( 484عن ابن جريج قال اخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبدال يقول أنه سمع عمر بن الخطاب يقول انه سمع
النبي صلى ال عليه وسلم يقول لخرجن
اليهود والنصارى من جزيرة العرب وذكره عبدالرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدال يقول أخبرني عمر بن الخطاب انه سمع
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى ل أدع بها ال مسلما قال عبدالرزاق واخبرنا معمر عن ابن شهاب عن ابن
المسيب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يجتمع بأرض العرب أو قال بأرض الحجاز دينان قال ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب حتى وجد عليه الثبت قال
الزهري فلذلك أجلهم عمر قال وأخبرني ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر بمعنى حديث ابن المسيب وحديث موسى بن عقبة أكمل وفيه حتى أجلهم
عمر الى تيماء وأريحا أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن ابراهيم بن ميمون مولى
آل سمرة عن اسحاق بن سمرة ) ( 485قال آخر ما تكلم به رسول ال صلى ال عليه وسلم ان قال اخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب هكذا قال
وكيع فيما صح عندنا من مسند ابن أبي شيبة وخالفه سفيان بن عيينة ويحيى القطان واسماعيل بن زكريا ) ( 486وأبو أحمد الزبيري ) ( 487كلهم قال مكان اسحاق
ابن سمرة سعد بن سمرة قرأت على سعيد بن نصر ان قاسما حدثهم قال
حدثنا محمد بن اسماعيل الترمذي قال حدثنا عبدال بن الزبير الحميدي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال أخبرني ابراهيم بن ميمون مولى آل سمرة عن سعد بن سمرة عن
أبيه سمرة عن أبي عبيدة بن الجراح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اخرجوا يهود الحجاز حدثنا عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا بكر بن حماد ) أ
( حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى ابن سعيد يعنى القطان عن ابراهيم بن ميمون قال حدثني سعد بن سمرة ابن جندب عن أبيه عن أبي عبيدة قال ان من آخر ) ب ( ما تكلم به
رسول ال صلى ال عليه وسلم ان قال اخرجوا يهود الحجاز ونجران من جزيرة العرب واعلموا ان شرار عباد ال الذين اتخذوا قبورهم مساجد اخبرنا قاسم بن محمد قال
اخبرنا خالد بن سعد ) ج ( قال أخبرنا أحمد بن عمرو بن منصور ) ( 488اخبرنا محمد بن سنجر حدثنا سعيد بن سلميان ) ( 489حدثنا اسماعيل بن زكرياء عن
ابراهيم بن ميمون عن سعد بن سمرة بن جندب عن ابيه عن أبي عبيدة ابن الجراح قال آخر ما تكلم به رسول ال صلى ال عليه وسلم ان قال اخرجوا يهود الحجاز واهل
نجران من جزيرة العرب وان شرار الناس يتخذون القبور مساجد وذكره احمد بن ابراهيم الدروقي ) ( 490عن أبي أحمد الزبيري باسناده مثله سواء
قال أبو عمر قول من قال قبور أنبيائهم يقضى على قول من قال القبور في هذا الحديث لنه بيان مبهم وتفسير مجمل وأما قوله أرض العرب وجزيرة العرب في هذا
الحديث فذكر ابن وهب عن مالك قال ارض العرب مكة والمدينة واليمن وذكر أبو عبيد القاسم بن سلم عن الصمعي قال جزيرة العرب من أقصى عدن أبين ) أ ( الى
ريف العراق في الطول واما في العرض فمن جدة وما والها من سائر ) ب ( البحر الى اطرار ) ج ( الشام قال أبو عبيد وقال أبو عبيدة ) د ( جزيرة العرب ما بين
حفر أبي موسى الى أقصى اليمن في اطول واما في العرض فمن بير يبرين ) ه ( الى منقطع السماوة قال أبو عمر اخبرنا بذلك كله ابو القاسم عبدالوارث بن سفيان وابو
عمر احمد بن محمد بن احمد قال حدثنا محمد بن عيسى واخبرنا أبو القاسم بن عمر بن عبدال قال حدثنا عبدال بن محمد بن علي قال حدثنا احمد بن خالد قال جميعا
حدثنا علي بن عبدالعزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلم في كتابه في شرح غريب الحديث وبجميع الشرح المذكور وقال يعقوب ابن شيبة حفر أبي موسى على منازل من
البصرة في طريق مكة خمسة منازل أو ستة وقال احمد بن المعذل حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري قال ) ( 491قال مالك بن أنس جزيرة العرب المدينة
ومكة واليمامة واليمن قال وقال المغيرة بن عبدالرحمن جزيرة العرب المدينة ومكة واليمن وقرياتها وذكر الواقدي عن معاذ بن محمد النصاري أنه حدثه عن أبي وجزة
يزيد بن
عبيد السعدي ) ( 492أنه سمعه يقول القرى العربية الفرع وينبع والمروة ووادى القرى والجار وخيبر قال الواقدي وكان أبو وجزة السعدي عالما بذلك قال ابو وجزة
وانما سميت قرى عرية لنها من بلد العرب وقال احمد بن المعذل حدثني بشر بن عمر قال قلت لمالك اننا لنرجو أن تكون من جزيرة العرب يريد البصرة لنه ل يحول
بيننا وبينكم نهر فقال ذلك ان كان قومك تبؤوا الدار واليمان قال أبو عمر رضي ال عنه قال بعض أهل العلم انما سمى الحجاز حجازا لنه يحجز بني تهامة ونجد وانما
قيل لبلد العرب جزيرة لحاطة البحر والنهار بها من اقطارها واطرارها ) ب ( فصاروا فيها في مثل جزيرة من جزائر البحر #حديث ثالث لسماعيل بن أبي حكيم
مرسل مالك عن اسماعيل بن أبي حكيم عن عطاء بن يسار أنه أخبره ) ج ( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كبر في صلة من الصلوات ثم اشار اليهم ان امكثوا فذهب
ثم رجع وعلى جلده اثر الماء عطاء بن يسار هو أخو سليمان ابن يسار قال مصعب الزبيري كانوا اربعة اخوة عطاء وسليمان وعبدال وعبدالملك وهم موالى ميمونة
زوج النبي صلى ال عليه وسلم ) د ( كاتبتهم وكلهم أخذ عنها العلم
#قال أبو عمر سليمان أفقههم وعطاء أكثرهم حديثا وعبدال وعبدالملك قليل الحديث وكلهم ثقة رضى وكان عطاء بن يسار من الفضلء العباد العلماء وكان صاحب
قصص ذكر علي بن المديني عن يحيى بن سعيد القطان عن هشام بن عروة قال ما رأيت قاصا أفضل من عطاء بن يسار سمع عطاء بن يسار من أبي هريرة وأبي سعيد
وابن عمر وقيل سمع ابن مسعود وفي ذلك عندي نظر وتوفي عطاء بن يسار سنة سبع وتسعين فيما ذكر الهيثم بن عدي وأما الواقدي فقال توفي عطاء بن يسار سنة
ثلث ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة وهذا عندنا أصح من قول الهيثم وكان يكنى أبا يسار وقيل أبو عبدال وقيل أبو محمد فال أعلم #وهذا حديث منقطع وقد روى
متصل مسندا من حديث أبي هريرة وحديث أبي بكرة أخبرنا عبدال بن محمد حدثنا عبدالحميد بن أحمد حدثنا الخضر بن داود حدثنا أبو بكر يعني الثرم قال سألت أبا
عبدال يعني أحمد بن حنبل رحمه ال عن حديث أبي بكرة أن النبي صلى ال عليه وسلم أشار أن امكثوا فذهب ثم رجع وعلى جلده أثر الغسل فصلى بهم ما وجهه قال
وجهه أنه ذهب فاغتسل قيل له كان جنبا قال نعم ثم قال يرويه بعض الناس أنه كبر وبعضهم يقول لم يكبر قيل له فتلو فعل هذا إنسان اليوم هكذا أكنت تذهب إليه قال نعم
قال أبو عمر من طرق حديث أبي هريرة في هذا الحديث ما ذكره الشافعي قال أخبرنا الثقة عن أسامة بن زيد يعني الليثي ) ( 494عن عبدال بن يزيد ) ( 495مولى
السود بن سفيان عن محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان ) ( 496عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم ) أ ( مثل معناه يعني مثل معنى حديث مالك هذا عن
اسماعيل بن أبي حكيم قال الشافعي واخبرنا الثقة عن حماد ابن سلمة عن زياد العلم ) ( 497عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي عليه السلم مثله قال واخبرنا الثقة عن
ابن عون عن محمد بن سيرين عن النبي صلى ال عليه وسلم ) أ ( مثله قال أبو عمر ذكر وكيع في مصنفه حديث أسامة بن زيد هذا باسناده مثله ورواه أيوب وهشام
وابن عون عن ابن سيرين مثله وهذا الحديث محفوظ من حديث الزهري مسندا من رواية الثقات منه حدثناه محمد بن عبدال بن حكم قال اخبرنا محمد بن معاوية قال
اخبرنا اسحاق بن ابي حسان النماطي قال اخبرنا هشام بن عمار ) ( 498قال اخبرنا عبدالحميد
ابن حبيب ) ( 499قال حدثنا الوزاعي قال حدثنا الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن ان ابا هريرة اخبره قال اقيمت الصلة فصف الناس صفوفهم ثم خرج
علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فاقبل يمشي حتى اذا قام في مصله ذكر انه لم يغتسل فقال للناس مكانكم ثم رجع الى بيته فاغتسل ثم خرج حتى قام في مصله فكبر
ورأسه ينطف وذكره أبو داود من رواية معمر ويونس بن يزيد والزبيدي والوزاعي كلهم عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة مثله سواء بمعناه وذكره البخاري
من رواية يونس عن الزهري مثله ولم ) أ ( يذكر في هذا الحديث انه كبر قبل أن يذكر وانما فيه انه لما قام في مصله ذكر أنه لم يغتسل فاحتمل ان يكون ذكر ذلك قبل
أن يكبر فأمرهم أن ينتظروه فلو صح هذا لم يكن في هذا الحديث معنى يشكل حينئذ لن انتظارهم لو كان وهم في غير صلة لم يكن في ذلك شيء يحتاج اليه في هذا
الباب واحتمل ان يكون قوله فلما قام في مصله أي قام في صلته فلما احتمل الوجهين كانت رواية من روى أنه كان كبر يفسر ) ب ( ما ابهم من لم يذكر ذلك لن الثقاة
من رواة مالك والشافعي قالوا فيه انه كبر ثم أشار اليهم ان امكثوا وقد ظن بعض شيوخنا ان في اشارته اليهم أن امكثوا دليل على أنه بنى بهم اذا انصرف اليهم لنه لم
يتكلم وهذا جهل وغلط فاحش ول يجوز عند أحد من العلماء ان يبنى على ما صنع وهو غير طاهر وسنبين هذا المعنى بعد في هذا الباب ان شاء ال
وقد جاء في رواية الزهري فقال لهم وجاء في حديث أبي بكرة فأومأ اليهم وكلمه واشارته في ذلك سواء لنه كان في غير صلة حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم
B314
TEXT
بن أصبغ قال ) أ ( حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ) ( 500حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة قال اخبرنا زياد العلم عن الحسن عن ابي بكرة قال كان رسول ال
صلى ال عليه وسلم يصلي بأصحابه فأومأ اليهم ان امكثوا ) ب ( مكانكم ثم دخل ثم خرج ورأسه ينطف فصلى واخبرنا عبدال ) ج ( بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر
حدثنا أبو داود حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن زياد العلم عن الحسن عن ابي بكرة أن رسول ال صلي ال عليه وسلم دخل في صلة الفجر فأومأ
بيده ان مكانكم ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم قال وحدثنا عثمان ابن أبي شيبة ) ( 501قال حدثنا يزيد بن هارون قال اخبرنا حماد ابن سلمة باسناده ومعناه قال فكبر
وقال في آخره فلما قضى الصلة قال انما انا بشر واني كنت جنبا ففي هذا الحديث وحديث مالك انه ذكر بعد دخوله في الصلة وفي حديث ابن شهاب انه ذكر قبل أن
يدخل في الصلة
قال أبو عمر قوله في هذا الحديث يصلي بأصحابه يصحح رواية من روى انه كان كبر ثم أشار اليهم أن امكثوا وفي رواية الزهري في هذا الحديث أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم كبر حين انصرف بعد غسله فواجب أن تقبل هذه الزيادة أيضا لنها شهادة منفردة أداها ثقة فوجب العمل بها هذا ما يوجبه الحكم في ترتيب الثار وتهذيبها
ال أن ها هنا اعتراضات تعترض على مذهبنا في هذا الباب قد نزع غيرنا بها ونحن ذاكر ما يجب به العلم في هذا الحديث على مذهب مالك وغيره من العلماء بعون ال
ان شاء ال اما مالك رحمه ال فانه ادخل هذا الحديث في موطئه في باب اعادة الجنب غسله ) أ ( اذا صلى ولم يذكر يعنى حاله انه كان جنبا حين صلى والذي يجيء
عندي على مذهب مالك من القول في هذا الحديث أنه لم يرد رحمه ال ال العلم أن الجنب اذا صلى ناسيا قبل أن يغتسل ثم ذكر كان عليه أن يغتسل ويعيد ما صلى
وهو جنب وأن نسيانه لجنابته ل يسقط عنه العادة وان خرج الوقت لنه غير متطهر وال ل يقبل صلة بغير طهور ل من ناس ول من متعمد وهذا أصل مجتمع عليه
في الصلة ان النسيان ل يسقط فرضها الواجب فيها ثم أردف مالك حديثه المذكور في هذا الباب بفعل عمر بن الخطاب أنه صلى بالناس وهو جنب ناسيا ثم ذكر بعد أن
صلى فاغتسل واعاد صلته ولم يعد أحد ممن خلفه فمن فعل عمر رضي ال عنه أخذ مالك مذهبه في القوم يصلون خلف المام الجنب ل من الحديث المذكور وال أعلم
وسنذكر وجه ذلك فيما بعد من هذا الباب ان شاء ال وأما الشافعي فانه احتج بهذا الحديث في جواز صلة القوم خلف المام الجنب وجعله دليل على صحة ذلك واردفه
بفعل عمر في جماعة الصحابة من غير نكير ومما جاء عن علي رضي ال عنه في المام يصلى بالقوم وهو على غير وضوء أنه يعيد ول يعيدون ثم قال الشافعي وهذا
هو المفهوم من مذاهب السلم والسنن لن الناس انما كلفوا في غيرهم الغلب مما يظهر لهم ان مسلما ل يصلى على غير طهارة ولم يكلفو علم ما يغيب ) أ ( عنهم قال
أبو عمر أما قول الشافعي ان الناس انما كلفوا في غيرهم الغلب مما يظهر لهم ولم يكلفو علم ما غاب عنهم من حال امامهم فقول صحيح ال أن استدلله بحديث هذا
الباب على جواز صلة القوم خلف المام الجنب هو خارج على مذهبه في احد قوليه الذي يجيز فيه احرام الماموم قبل امامه وليس ذلك على مذهب مالك لن النبي صلى
ال عليه وسلم ) ب ( اذ كبر وهو جنب ثم ذكر حاله فاشار الى اصحابه ان امكثوا وانصرف فاغتسل ل يخلو أمره اذ رجع من احد ثلثة وجوه اما أن يكون بنى على
التكبيرة التي كبرها وهو جنب وبنى القوم معه على تكبيرهم فان كان هذا فهو منسوخ بالسنة والجماع فاما السنة فقوله صلى ال عليه وسلم ل يقبل ال صلة بغير طهور
فكيف يبنى على ما صلى وهو غير طاهر هذا ل يظنه ذو لب ول يقوله احد لن علماء المسلمين
مجمعون على ان المام ل يبنى على شيء عمله في صلته وهو على غير طهارة وانما اختلفوا في بناء المحدث على ما صلى وهو طاهر قبل حدثه في صلته ) أ (
وسنذكر أقوالهم في ذلك وفي بناء الراعف في ) ب ( آخر الباب ان شاء ال حدثنا عبدال بن محمد حدثنا حمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا احمد بن حنبل حدثنا
عبدالرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه ) ( 502عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ج ( ل يقبل اله صلة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ وقد
ذكرنا أسانيد قوله ل يقبل ال صلة بغير طهور في باب عبدالرحمن بن القاسم والحمد ل والوجه الثاني أن يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم ) د ( حين انصرف بعد
غسله استأنف صلته واستأنفها أصحابه معه باحرام جديد وابطلوا احرامهم معه وقد كان لهم أن يعتدوا به او استخلف لهم من يتم بهم فهذا الوجه وان صح في مذهب
مالك من وجه فانه يبطل الستدلل به من هذا الحديث على جواز صلة القوم خلف المام الجنب لنهم اذا استأنفوا احرامهم فلم يصلوا وراء جنب بل قد يستدل بمثل هذا
لو صح من أبطل صلتهم خلفه وهو خلف قول مالك والوجه الثالث أن يكون النبي صلى ال عليه وسلم كبر محرما مستأنفا لصلته وبنى القوم خلفه على ما مضى من
احرامهم فهذا أيضا وان كان فيه النكتة المجيزة لصلة المأموم خلف المام الجنب لستجزائهم واعتدادهم
باحرامهم خلفه لو صح فان ذلك أيضا ل يخرج على مذهب مالك من هذا الحديث لنه حينئذ يكون احرام القوم في تلك الصلة قبل احرام امامهم فيها وهذا غير جائز عند
مالك وأصحابه ل يحتمل الحديث غير هذه الوجه ول يخلو من احدها فلذلك قلنا ان الستدلل بحديث هذا الباب على جواز صلة القوم خلف المام الجنب ليس بصحيح
على مذهب مالك فتدبر ذلك تجده كذلك ان شاء ال واما الشافعي فيصح الستدلل بهذا الحديث على اصله لن صلة القوم عنده غير مرتبطة بصلة امامهم لن المام قد
تبطل صلته اذا كان على غير طهارة ) أ ( وتصح صلة من خلفه وقد تبطل صلة المأموم وتصح صلة المام بوجوه أيضا كثيرة فلهذا لم يكن عنده صلتهما مرتبطة
ول يضر عنده اختلف نياتهما ) ب ( لن كل يحرم لنفسه ويصلى لنفسه ول يحمل فرضا عن صاحبه فجائز عنده ان يحرم الماموم قبل امامه وان كان ل يستحب له ذلك
وله على هذا دلئل قد ذكرها هو وأصحابه في كتبهم واما اختلف الفقهاء في القوم يصلون خلف امام ناس لجنابته فقال مالك والشافعي واصحابهما والثوري والوزاعي
ل اعادة عليهم وانما العادة عليه وحده اذا علم اغتسل وصلى كل صلة صلها وهو على غير طهارة وروى ) ج ( ذلك عن عمر وعثمان وعلى على اختلف عنه
وعليه أكثر العلماء وحسبك بحديث عمر في ذلك فانه صلى بجماعة من الصحابة صلة الصبح ثم غدا الى أرضه بالجرف فوجد في ثوبه احتلما فغسله واغتسل واعاد
صلته وحده ولم يأمرهم باعادة وهذا في جماعتهم
من غير نكير وقد روى عن عمر أنه أفتى بذلك رواه شعبة عن الحكم عن ابراهيم عن عمر في جنب صلى يقوم قال يعيد ول يعيدون قال شعبة وقال حماد أعجب الى أن
يعيدوا وقال أبو بكر الثرم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو خالد الحمر عن حجاج عن ابي اسحاق ) ( 503عن الحارث ) ( 504عن على في الجنب يصلى
بالقوم قال يعيد ول يعيدون قال وسمعت أبا عبدال يعني أحمد بن حنبل يقول حدثنا هشيم عن خالد ابن مسلمة قال اخبرني محمد بن عمرو بن المصطلق أن عثمان بن
عفان صلى بالناس صلة الفجر فلما اصبح وارتفع النهار فاذا هو بأثر الجنابة فقال كبرت وال كبرت وال فأعاد الصلة ولم يأمرهم أن يعيدوا وسمعت أبا عبدال يقول
يعيد ول يعيدون وسألت سليمان بن حرب ) ( 505فقال اذا صح لنا عن عمر شيء اتبعناه يعيد ول يعيدون وذكر عن الحسن وابراهيم وسعيد بن جبير مثله وهو قول
اسحاق وداود وابي ثور وقال أبو حنيفة واصحابه عليهم العادة لن صلتهم مرتبطة بصلة امامهم فاذا لم تكن له صلة لم تكن لهم وروى ايجاب العادة على من ) أ (
صلى خلف جنب أو غير متوضىء عن علي بن أبي طالب من حديث عبدالرزاق
عن ابراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار ) ( 506عن أبي جعفر عن علي وهو منقطع وفيه عن عمر خبر ضعيف ل يصح وهو قول الشعبي وحماد بن أبي سليمان
وذكر الثرم عن احمد بن حنبل اذا صلى امام بقوم وهو على غير وضوء ثم ذكر قبل أن يتم فانه يعيد ويعيدون ويبتدؤون الصلة فان لم يذكر حتى يفرغ ) أ ( من صلته
اعاد وحده ولم يعيدوا واختلف مالك والشافعي والمسألة بحالها في المام يتمادى في صلته ذاكرا لجنابته أو ذاكرا انه على غير وضوء أو مبتدئا صلته كذلك وهو مع
ذلك معروف بالسلم فقال مالك واصحابه اذا علم المام بأنه على غير طهارة وتمادى في صلته عامدا بطلت صلة من خلفه لنه افسد عليهم وقال الشافعي صلة القوم
جائزة تامة ول اعادة عليهم لنهم لم يكلفوا علم ما غاب عنهم وقد صلوا خلف رجل مسلم في علمهم وبهذا قال جمهور فقهاء المصار وأهل الحديث واليه ذهب ابن نافع
صاحب مالك ومن حجة من قال بهذا القول أنه ل فرق بين عمد المام ونسيانه في ذلك لنهم لم يكلفوا علم الغيب في حاله فحالهم في ذلك واحدة وانما تفسد صلتهم اذا
علموا بأن امامهم على غير طهارة فتمادوا خلفه فيكونون حينئذ المفسدين على أنفسهم واما هو فغير مفسد عليهم بما ل يظهر من حاله اليهم لكن حاله في نفسه تختلف
فيأثم في عمده ان تمادى بهم ول اثم عليه ان لم يعلم ذلك وسها عنه
قال أبو عمر قد أوضحنا والحمد ل القول بأن حديث هذا الباب ل يصح الحتجاج به في جواز صلة من صلى خلف امام على غير طهارة على مذهب مالك وأن أصل
مذهبه في هذه المسألة فعل عمر رضى ال عنه في جماعة الصحابة لم ينكره عليه ول خالفه فيه واحد منهم وقد كانوا يخالفونه في أقل من هذا مما يحتمل التأويل فكيف
بمثل هذا الصل ) أ ( الجسيم والحكم العظيم وفي تسليمهم ذلك لعمر واجماعهم عليه ما تسكن القلوب في ذلك اليه لنهم خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر فيستحيل عليهم اضافة اقرار ما ل يرضونه اليهم واما الشافعي فانه جعل حديث هذا الباب أصل في جواز صلة القوم خلف المام الجنب وأردفه ) ب
( بفعل عمرر وفتوى علي وقد تقدم ذكرنا لذلك في هذا الباب والذي تحصل عليه مذهب مالك عند اصحابه في هذا الباب في امام ) ج ( أحرم بقوم فذكر أنه جنب أو على
غير وضوء انه يخرج ويقدم رجل فأن خرج ولم يقدم احدا قدموا لنفسهم من يتم بهم صلتهم فان لم يفعلوا وصلوا افذاذا اجزأتهم ) د ( صلتهم فان انتظروه ولم يقدموا
أحدا لم تفسد صلتهم وقال يحيى بن يحيى عن ابن نافع اذا انصرف ولم يقدم واشار اليهم ان امكنوا كان حقا عليهم ان ل يقدموا احدا حتى يرجع فيتم بهم قال أبو عمر اما
قول من قال من اصحاب مالك ان القوم في هذه المسألة ينتظرون امامهم حتى يرجع فيتم بهم فليس بشيء وانما وجهه حتى يرجع فيبتدىء بهم ل يتم بهم على أصل مالك
لن احرام المام ل يجتزأ به باجماع من العلماء لنه فعله على غير طهور وذلك باطل واذا
B314
TEXT
لم يجتزىء به استأنف أحرامه اذا انصرف واذا استأنفه لزمهم مثل ذلك عند مالك ليكون احرامهم بعد احرام امامهم وال فصلتهم فاسدة لقوله صلى ال عليه وسلم في
المام اذا كبر فكبروا هذا هو عندي في تحصيل مذهبه وبال التوفيق وأما الشافعي فانه جعل هذا الحديث أصل في ترك الستخلف فقال الختيار عندي اذا أحدث المام
حدثا ل تجوز له معه الصلة من رعاف أو انتقاض وضوء أو غيره ان يصلي القوم فرادى وال يقدموا احدا فان قدموا أو قدم المام رجل منهم فأتم بهم ما بقى من
صلتهم اجزأتهم ) أ ( صلتهم وكذلك لو أحدث المام الثاني والثالث والرابع قال الشافعي ولو أن اماما كبر وقرأ وركع او لم يركع حتى ذكر انه على غير طهارة فكان
مخرجه ووضوؤه أو غسله قريبا فل بأس أن يقف الناس في صلتهم حتى يتوضأ ويرجع فيستأنف ويتمون هم لنفسهم كما فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم حين ذكر
أنه جنب فانتظره القوم فاستأنف لنفسه لنه ل يعتد بتكبيرة كبرها وهو جنب فيتم القوم لنفسهم ) ب ( لنهم لو اتموا لنفسهم حين خرج عنهم امامهم اجزأتهم صلتهم
وجائز عنده أن يقطعوا صلتهم إذا رابهم شيء من إمامهم فيتمون لنفسهم على حديث جابر بن عبدال ) ج ( في قصة معاذ قال وان كان خروج المام يتباعد أو طهارته
تثقل صلوا لنفسهم قال ولو أشار اليهم ان ينتظروا أو كلمهم بذلك كلما جاز ذلك لنه في غيره صلة فان انتظروه وكان قريبا فحسن وان خالفوه فصلوا لنفسهم
فرادى أو قدموا غيره أجزأتهم صلتهم قال والختيار عندي للمأمومين اذا فسدت على المام صلته أن يبنوا فرادى قال وأحب الى ال ينتظروه وليس أحد في هذا
كرسول ال صلى ال عليه وسلم فان فعلوا فصلتهم جائزة على ما وصفنا قال فلو ) أ ( ان اماما صلى ركعة ثم ذكر أنه جنب فخرج فاغتسل وانتظره القوم فرجع فبنى
على الركعة فسدت عليه وعليهم صلتهم لنهم يأتمون به عالمين أن صلته فاسدة فليس له أن يبنى على رجعة صلها جنبا قال ولو علم بعضهم ولم يعلم بعض فسدت
صلة من علم ذلك منهم قال أبو عمر من أجاز انتظار القوم للمام اذا احدث احتج بحديث هذا الباب وفيه ما قد ذكرنا واحتج ايضا بما حدثناه محمد بن عبدال بن حكم
قال حدثنا محمد بن معاوية بن عبدالرحمن قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ) ( 507قال حدثنا ابو الوليد الطيالسي قال حدثنا نافع بن عمر ) ( 508عن ابن ابي
مليكة ) ( 509ان عمر بن الخطاب صلى بالناس فاهوى بيده فاصاب فرجه فأشار اليهم أن كما انتم فخرج فتوضأ ثم رجع اليهم فأعاد فاحتج بهذين الخبرين وما كان
مثلهما من كره الستخلف من العلماء
وقال أبو بكر الثرم سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن رجل احدث وهو يصلى أيستخلف أم يقول لهم يبتدءون وهو كيف يصنع فقال أما أنا فيعجبني أن يتوضأ ويستقبل قيل
له فهم كيف يصنعون فقال أما هم ففيه اختلف قال أبو بكر ومذهب ابي عبدال يعنى احمد ابن حنبل رحمه ال أن ل يبنى في الحدث سمعته يقول الحدث أشد والرعاف
أسهل وقد تابع الشافعي على ترك الستخلف داود بن علي واصحابه فقالوا اذا أحدث المام في صلته صلى القوم افرادا ) أ ( وأما أهل الكوفة وأكثر أهل المدينة فكلهم
يقول بالستخلف لمن نابه شيء في صلته فان جهل المام ولم يستخلف تقدمهم واحد منهم باذنهم أو بغير اذنهم وأتم بهم وذلك عندهم عمل مستفيض وال أعلم ال أن أبا
حنيفة انما يرى الستخلف لمن أحرم وهو طاهر ثم احدث ول يرى لمام جنب أو على غير وضوء اذا ذكر ذلك في صلته ان يستخلف وليس عنده في هذه المسألة
موضع للستخلف لن القوم عنده في غير صلة كامامهم سواء على ما ذكرناه ) ب ( من أصله في ذلك قال أبو عمر ل تبين ) ج ( عندي حجة من كره الستخلف
استدلل بحديث هذا الباب لن رسول ال صلى ال عليه وسلم ليس في الستخلف كغيره ول يجوز أن يتقدم احد بين يديه ال بأذنه وقد قال لهم رسول ال صلى ال عليه
وسلم مكانكم فلزمهم أن ينتظروه هذا لو صح أنه تركهم في صلة فكيف وقد قيل انهم استأنفوا معه فلو صح هذا لبطلت النكتة التي منها نزع من كره الستخلف وقد
اجمع المسلمون على الستخلف فيمن يقيم لهم أمر
دينهم والصلة أعظم الدين وفي حديث سهل بن سعد دللة على جواز الستخلف لتأخر أبي بكر وتقدم النبي صلى ال عليه وسلم في تلك الصلة وال أعلم وحسبك ما
مضى عليه من ذلك عمل الناس وسنذكر حديث سهل بن سعد في باب أبي حازم ان شاء ال قال أبو عمر قد نزع قوم في جواز بناء المحديث على ما صلى قبل ان يحدث
اذا توضأ بهذا الحديث ول وجه لما نزعوا به في ذلك لن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يبن على تكبيره لما بنى ) أ ( قبل في هذا الباب ولو بنى ما كان فيه حجة
أيضا لجماعهم على أن ذلك غير جائز اليوم لحد وأنه منسوخ بأن ما عمله المرء ) ب ( من صلته وهو على غير طهارة ل يعتد به اذ ل صلة ال بطهور واتفق مالك
الشافعي على أن من احدث في صلته لم يبن على ما مضى له منها ويستأنفها اذا توضأ وكذلك اتفقا على انه ل يبنى احد في القىء كما ل يبنى في شيء من الحداث
واختلفا في بناء الراعف فقال الشافعي في القديم يبنى الراعف وانصرف عن ذلك في الجديد وقال مالك اذا رعف في اول صلته ولم يدرك ركعة بسجدتها فل يبنى ولكنه
ينصرف فيغسل عنه الدم ويرجع فيعيد القامة والتكبير والقراءة ول يبنى عنده ال من أدرك ركعة كاملة من صلته فاذا كان ذلك ثم رعف خرج فغسل الدم عنه وبنى
على ما مضى وصلى ) ج ( حيث شاء ال في الجمعة فإنه ل يبنى فيها اذا ادرك ركعة منها ثم رعف ال في المسجد الجامع واذا كان الراعف اماما فل يعود اماما في تلك
الصلة ابدا ول يتم صلته ال مأموما أو فذا هذا تحصيل مذهبه عند جميع أصحابه
وقد روى عنه أنه قال لول أني أكره خلف من مضى ما رأيت أن يبنى الراعف ورأيت أن يتكلم ويستأنف قال وهو أحب الى وقد روى عنه انه قال ان الفذ ل يبنى في
الرعاف واما الشافعي فقال ل يبنى الراعف اذا استدبر القبلة لغسل الدم عنه وكل من استدبر القبلة عنده وهو عالم بأنه في صلة لم يجز له البناء وكان عليه الستيناف
ابدا والذي ) أ ( يسهو فيسلم من ركعتين ويخرج وهو يظن أنه قد أكمل صلته وانه ليس في صلة فان هذا يبنى عنده ما لم يتكلم أو يحدث أو يطول أمره على حديث ذي
اليدين وسنذكر أقاويل العلماء في معنى حديث ذي اليدين في باب أيوب ان شاء ال وقول ابن شبرمة في هذا كقول مالك والشافعي ل يبنى أحد في الحدث ولكنه ينصرف
فيتوضأ ) ب ( ويستقبل وان كان اماما استخلف وقال الوزاعي ان كان حدثه من قىء أو ريح توضأ واستقبل وان كان من رعاف توضأ وبنى وكذلك الدم غير الرعاف
والرعاف عنده حدث ينقض الوضوء وقال الثوري اذا كان حدثه من رعاف او قيء توضأ وبنى وان كان حدثه من بول أو ريح أو ضحك أعاد الوضوء والصلة وقال
ابن شهاب القىء والرعاف سواء يتوضأ ثم يتم على ما بقى من صلته ما لم يتكلم وقد روى عن ابن شهاب في المام يرى بثوبه دما أو رعف ) ج ( أو يجد حدثا أنه
ينصرف ويقول للقوم أتموا صلتكم ويصلى كل انسان لنفسه رواه الزبيدي ) د ( عنه وقال أبو حنيفة واصحابه وابن أبي ليلى ) ( 510يبنى في الحداث كلها اذا
سبقته في الصلة والقىء والرعاف عند أبي حنيفة وأصحابه حدث كسائر الحداث وهو قول جمهور سلف أهل العراق ينقض ) أ ( الرعاف والقيء وكل ما خرج من
الجسد من دم أو نجاسة عنده الطهارة كسائر الحداث قياسا عند أبي حنيفة واصحابه على المستحاضة لنهم اثبتوا ان رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرها بالوضوء لكل
صلة فالراعف عندهم ينصرف فيتوضأ ويبنى على ما صلى على حسب ما ذكرنا من أصلهم في بناء المحدث وهم يقولون ان الراعف لو أحدث بعد انصرافه توضأ
واستأنف ولم يبن وانما يبنى عندهم من أحدث في الصلة وحسبك بمثل هذا ضعفا في النظر ) ب ( ول يصح به خبر والحجج للفرق في هذا الباب تطول جدا وتكثر وفي
بعضها تشعيب وانما ذكرنا ها هنا ما للعلماء في تأويل حديث هذا الباب من المذاهب واصول الحكام والحمد ل والحجة عندنا أل وضوء على ) ج ( الرعاف والقىء أن
المتوضىء باجماع ل ينتقض وضوؤه باختلف ال أن يكون ) و ( هناك سنة يجب المصير اليها وهي معدومة ها هنا وبال توفقنا وسنذكر أحكام المستحاضة في باب
نافع من هذا الكتاب ان شاء ال
#حديث رابع لسماعيل بن أبي حكيم مرسل مالك عن اسماعيل بن أبي حكيم أنه بلغه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم سمع امرأة تصلي من الليل فقال من هذه فقيل
الحولء بنت تويت ل تنام الليل فكره ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى عرفنا الكراهة في وجهه ثم قال ان ال ل يمل حتى تملوا اكلفوا من العمل ما لكم به طاقة
قال أبو عمر هذا حديث منقطع من رواية اسماعيل ابن أبي حكيم وقد يتصل معنى ولفظا عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث مالك وغيره من طرق صحاح ثابتة
والحولء هذه امرأة من قريش من بني أسد بن عبدالعزى وهي الحولء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي حدثني أبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ
رحمه ال ) أ ( قال أخبرني ابن أبي العقب وأبو الميمون البجلي جميعا بدمشق قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا الحكم بن نافع ) ( 511أبو اليمان قال أخبرنا شعيب بن
أبي حمزة ) ( 512عن الزهرى قال قال عروة أخبرتني عائشة أن الحولء بنت تويت بن أسد بن عبدالعزى مرت بها وعندها رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت فقلت
يا رسول ال هذه الحولء بنت تويت قالوا انها ل تنام الليل فقال رسول
ال صلى ال عليه وسلم ل تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون فوال ل يسأم ال حتى تساموا وذكره البزار قال حدثنا زيد بن أخزم الطائي ) ( 513قال حدثنا عثمان بن
عمر قال حدثنا يونس عن الزهري عن عروة ) أ ( عن عائشة مثله بمعناه وأما حديث مالك في ذلك فرواه القعنبي ) ب ( عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة أنها قالت كانت عندى امرأة من بني أسد بن عبدالعزى ) ج ( فدخل النبي صلى ال عليه وسلم فقال من هذه فقلت له هذه فلنة ل تنام الليل تذكر من صلتها فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم مه عليكم بما تطيقون من العمال فوال ل يمل ال حتى تملوا حدثناه عبدالرحمن بن يحيى قال حدثنا الحسن بن الخضر قال حدثنا احمد بن
شعيب قال حدثنا عبدالملك بن عبدالحميد ) ( 514قال حدثنا القعبي ) ب ( عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكره وبه عن مالك عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة قالت كان أحب العمال الى رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه وروى الوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال خذوا من العمل ما تطيقون فان ال ل يمل حتى تملوا هكذا حدث به عبدالحميد بن حبيب عن الوزاعي عن الزهري عن ابي سلمة عن عائشة
وهو عندي حديث آخر ليس حديث الزهري عن عروة عن عائشة ال انه اختلف فيه على الوزاعي
B314
TEXT
حدثنيه محمد بن عبدال قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا اسحاق ابن أبي حسان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبدالحميد بن حبيب قال حدثنا الوزاعي قال
حدثنا الزهري قال اخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن ) أ ( عن عائشة فذكر الحديث عن النبي صلى ال عليه وسلم وفيه قالت عائشة كان أحب الصلة الى رسول ال
صلى ال عليه وسلم ) ب ( ما ديم عليها وان قلت قالت وكان اذا صلى صلة داوم عليها قال أبو سلمة ان ال يقول !> الذين هم على صلتهم <! دائمون أخبرنا احمد بن
محمد حدثنا احمد بن الفضل حدثنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن اسماعيل التميمي قال أخبرنا أبو علي محمود بن خالد ) ( 515الدمشقي السلمي قال حدثنا محمد بن
يوسف الفريابي عن الوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم خذوا من العمل قدر ما تطيقون
فان ال ل يمل حتى تملوا قالت وكان أحب الصلة الى رسول ال صلى ال عليه وسلم ما داوم عليه العبد وان قلت قالت وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا صلى
صلة داوم عليها ثم قرأ أبو سلمة !> الذين هم على صلتهم دائمون <! وقد روى حديث الحولء هذا متصل مسندا من حديث اسماعيل بن أبي حكيم ذكره العقيلي أبو
جعفر رحمه ال قال حدثنا احمد بن ابراهيم
البغدادي ) ( 516قال حدثنا محمد بن أبي بكر ) أ ( المقدمى ) ( 517قال أخبرنا حميد بن السود ) ( 518عن الضحاك بن عثمان ) ( 519عن اسماعيل بن أبي
حكيم عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ما تصورت ) ب ( في هذه الليلة ال سمعت صوتا قلت يا رسول ال تلك الحولء بنت تويت
ل تنام اذا نام الناس قال عليكم من العمل ما تطيقون فان ال ل يمل حتى تملوا أخبرناه عبدال بن محمد بن يوسف اجازة قال أخبرنا يوسف بن أحمد اجازة عن العقيلي
أبي جعفر محمد بن عمرو بن ) ج ( موسى المكي قال أبو عمر ) د ( قوله ان ال ل يمل حتى تملوا معناه عند أهل العلم ان ال ل يمل من الثواب والعطاء على العمل
حتى تملوا أنتم ول يسأم من افضاله عليكم ال بسآمتكم ) ه ( عن العمل له وانتم متى تكلفتم من العبادة ما ل تطيقون لحقكم الملل وأدرككم الضعف والسآمة وانقطع عملكم
فانقطع عنكم الثواب لنقطاع العمل يحضهم صلى ال عليه وسلم على القليل الدائم ويخبرهم أن النفوس ل تحتمل ) و ( السراف عليها وان الملل سبب الى قطع العمل
ومن هذا حديث ابن مسعود قال كان النبي صلى ال عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا ومنه قوله عليه السلم ل تشادوا الدين فانه من يغالب الدين يغلبه
الدين ومنه الحديث ان هذا الدين متين فاوغل فيه برفق فان المنبت ل يقطع ارضا ول يبقى ظهرا وقال صلى ال عليه وسلم لعبدال بن عمرو وكان يصوم النهار ويقوم
الليل ل تفعل فانك اذا فعلت ذلك نفهت ) أ ( نفسك يعنى أعيت وكلت يقال للمعى منفه ونافه وجمع نافه نفه ) ب ( كذلك فسره أبو عبيد عن أبي عبيدة وأبي عمرو قال
وقال الصمعي اليغال السير الشديد وأما الوغول فهو الدخول وقد جعل مطرف بن عبدال بن الشخير رحمه ال الغلو في أعمال البر سيئة والتقصير سيئة فقال الحسنة
بين سيئتين وأما لفظه في قوله ان ال ل يمل حتى تملوا فلفظ مخرج على مثال لفظ ومعلوم أن ال عز وجل ل يمل سواء مل الناس أو لم يملوا ول يدخله ملل ) ج ( في
شيء من الشياء جل وتعالى علوا كبيرا وانما جاء لفظ هذا الحديث على المعروف من لغة العرب بانهم كانوا اذا وضعوا لفظا بازاء لفظ وقبالته جوابا له وجزاء ذكروه
بمثل لفظه وان كان مخالفا له في معناه ال ترى الى قوله عز وجل !> وجزاء سيئة سيئة مثلها <! وقوله !> فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم <!
والجزاء ل يكون سيئة والقصاص ل يكون اعتداء لنه حق وجب ) د ( ومثل ذلك قول ال تبارك وتعالى ) ه ( !> ومكروا ومكر ال وال خير الماكرين <! وقوله !>
إنما نحن مستهزؤون ال يستهزئ بهم <! وقوله !> إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا <! وليس من ال عز وجل هزؤ ول مكر ول كيد انما هو جزاء لمكرهم واستهزائهم
وجزاء كيدهم فذكر الجزاء بمثل لفظ البتداء لما وضع بحذائه وكذلك
قوله صلى ال عليه وسلم ان ال ل يمل حتى تملوا أي ان من مل من عمل يعمله قطع عنه جزاؤه فاخرج لفظ قطع الجزاء بلفظ الملل اذ كان بحذائه وجوابا له روى عن
ابن عباس انه قال اياكم والغلو في الدين فانما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا احمد بن خالد قال حدثنا علي
بن عبدالعزيز قال حدثنا مسلم بن ابراهيم قال أخبرنا شعبة عن حصين عن مجاهد عن عبدال ابن عمرو عن النبي صلى ال عليه وسلم قال لكل عامل فترة ولكل فترة
شرة فمن كانت فترته الى سنتى فقد افلح وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم ابن اصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن فضيل
عن حصين عن مجاهد عن عبدال بن عمرو قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ان لكل عمل شرها ولكل شره فترة فمن كانت فترته الى فترته الى غير ذلك فقد هلك
هكذا قال جعل من موضع الفترة الشره فقلب والول أولى على ما في حديث شعبة وال أعلم وكل ) أ ( الوجهين خارج معناه والشره الحرص والشره والشرهان
الحريص حدثنا احمد بن عمر قال حدثنا عبدال بن محمد بن علي قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا محمد بن اسحاق السجسجي ) ب ( قال حدثنا عبدالرزاق عن معمر
عن ابن طاوس عن ابيه أنه قال أفضل العبادة اخفها قال أبو عمر يريد اخفها على القلوب واحبها الى النفوس فان ذلك أحرى أن يدوم عليه صاحبه حتى يصير له عادة
وخلقا
وقد كان بعض العلماء يروى هذا الحديث افضل العيادة اخفها يريد عيادة المرضى فمن رواه على هذا الوجه فل مدخل له في هذا الباب ول خلف بين العلماء والحكماء
أن السنة في العيادة التخفيف ال ان يكون المريض يدعو الصديق الى النس به وسيأتي ذكر العيادة والقول فيها في باب بلغات مالك ان شاء ال عز وجل إسحاق بن
عبدال بن أبي طلحة النصاري يكنى أبا نجيح وقيل يكنى أبا محمد وقيل أبا يحيى من تابعي أهل المدينة من صغارهم لقى أنس بن مالك وهو ثقة حجة فيما نقل وأبوه
عبدال بن أبي طلحة ولد بالمدينة في حياة النبي صلى ال عليه وسلم قال أنس فغدوت به الى النبي صلى ال عليه وسلم ليحنكه فوافيته وبيده الميسم يسم ابل الصدقة قال
أبو عمر اسم جده أبي طلحة زيد بن سهل من كبار الصحابة قد ذكرناه وذكرنا طرفا من أخباره في كتابنا كتاب الصحابة ورفعنا هناك في نسبه وأم اسحاق بثينة ابنة
رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلن الزرفى النصاري وروى عن عبدال بن أبي طلحة ابنه اسحاق وروى عنه ابن شهاب ايضا ورو عن اسحاق جماعة من اليمة منهم
يحيى بن أبي كثير ومالك بن أنس والوزاعي وحماد بن سلمة وهمام بن يحيى ولسحاق اخوة جماعة وهم عمرو وعمر وعبدال ويعقوب واسماعيل بنو عبدال بن أبي
طلحة كلهم قد روى عنهم العلم واسحاق هذا أرفعهم وأعلمهم وأثبتهم رواية
قال الواقدي كان مالك بن أنس ل يقدم على اسحاق بن عبدال بن أبي طلحة في الحديث أحدا وتوفى اسحاق بالمدينة في سنة اثنتين وثلثين ومائة وقيل كانت وفاته سنة
اربع وثلثين ومائة لمالك عنه في الموطأ من حديث النبي صلى ال عليه وسلم خمسة عشر حديثا منها عن أنس عشرة وعن رافع بن اسحاق حديثان وعن زفر بن
صعصعة حديث واحد وعن أبي مرة حديث واحد وعن حميدة امرأته حديث واحد #حديث أول لسحاق عن أنس مسند مالك عن اسحاق بن عبدال بن أبي طلحة انه
سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة أكثر انصاري بالمدينة مال من نخل وكان أحب امواله اليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم
يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال انس فلما نزلت !> لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون <! قام أبو طلحة فقال يا رسول ال ان ال يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا
مما تحبون وان أحب اموالي بيرحاء وانها صدقة ل ارجو برها وذخرها عند ال فضعها يا رسول ال حيث شئت قال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم بخ ذلك مال
رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت واني ارى ان تجعله في القربين فقال ابو طلحة افعل يا رسول ال فقسمها ابو طلحة بين اقاربه وبني عمه هكذا قال يحيى وأكثر
الرواة عن مالك في هذا الحديث فقسمها أبو طلحة وممن قال ذلك منهم ابن القاسم والقعنبي في رواية علي بن
عبدالعزيز وذكر اسماعيل بن اسحاق هذا الحديث في كتابه المبسوط عن القعنبي باسناده سواء وقال في آخره فقسمها رسول ال صلى ال عليه وسلم في أقاربه وبني عمه
قال أبو عمر فأضاف القسمة الى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأما قوله في أقاربه وبني عمه فمعلوم أنه أراد أقارب أبي طلحة وبني عمه وذلك محفوظ عند العلماء ل
يختلفون في ذلك واما اضافة القسمة الى رسول ال صلى ال عليه وسلم فهذا وان كان جائزا في لسان العرب ان يضاف الفعل الى المر به فان ذلك ليس في رواية ) أ (
أكثر الرواة للموطأ ول يجيز مثل هذه العبارة أهل الحديث ولكنها رواية من روى ذلك وال أعلم والمعنى فيه بين والحمد ل وروى هذا الحديث عبدالعزيز بن أبي سلمة
الماجشون ) ( 520عن اسحاق بن عبدال بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال لما نزلت هذه الية !> لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون <! جاء أبو طلحة ورسول ال
صلى ال عليه وسلم ) 0ب ( على المنبر قال وكانت دار ابن جعفر والدار التي تليها الى قصر ابن جديلة حوائط لبي طلحة قال وكان قصر ابن جديلة حائطا لبي طلحة
يقال لها بيرحاء وكان النبي صلى ال عليه وسلم ) ج ( يدخلها ويشرب من مائها ويأكل من ثمرها فجاء أبو طلحة ورسول ال
صلى ال عليه وسلم على المنبر فقال ان ال عز وجل يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وأن احب اموالى الى بيرحاء فهي ل ولرسوله ارجو بره
وذخره اجعله يارسول ال حيث اراك ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم بخ ذلك يا ابا طلحة مال رابح قد قبلناه منك ورددناه عليك فاجعله في القربين قال فتصدق
به أبو طلحه على ذوى رحمه فكان منهم أبى بن كعب ) ( 521وحسان بن ثابت ) ( 522قال فباع حسان نصيبه من معاويه فقيل له يا حسان تبيع صدقه أبى طلحه
فقال ال أبيع صاعا من تمر بصاع من دراهم وذكر الطحاوي حدثنا ابراهيم بن مرزوق حدثنا محمد بن عبدال النصاري قال حدثنا حميد عن أنس وأبى عن ثمامة عن
أنس وهذا لفظ حديثه قال قال انس كانت لبى طلحه أرض فجعلها ل عز وجل فأتى النبي صلى ال عليه وسلم فقال أجعلها في فقراء أقاربك فجعلها لحسان وأبى بن كعب
) ( 1قال أنس وكان أقرب اليه منى وفي هذا الحديث من الفقه والعلم وجوه فمنها ان الرجال الفاضل العالم قد يضاف اليه حب المال وقد يضيفه هو الى نفسه وليس في
ذلك نقيصة عليه ولعلى من أضاف ذلك اليه اذا كان ذلك من وجه حله وما اباح ال منه وكان أبو طلحة من خيار أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم وقد أخبرنا ال
B314
TEXT
عز وجل عن النسان !> وإنه لحب الخير لشديد <! قال المفسرون الخير ها هنا المال وفيه اباحه اتخاذ الجنات والحوائط وهي التي تعرف عندنا بالمنى في الحواضر
وغيرها وفيه اباحه دخول العلماء والفضلء البساتين وما جانسها من الجنات والكروم وغيرها طلبا للراحه والتفرج والنظر الى ما يسلى النفس وما يوجب شكر ال
عزوجل على نعمه وفيه ما يدل على اباحه كسب العقار وفي ذلك رد لما روى عن ابن مسعود أنه قال لتتخلوا الضيعه فترغبوا في الدنيا وفي كسب رسول ال صلى ال
عليه وسلم العقار مما أفاء ال عليه من بني النظير وفدك وغيرها وكسب الصحابه رضي ال عنهم من النصار والمهاجرين للرضين والحوائط وكسب التابعين بعدهم
باحسان لذلك أكثر من أن يحصى ول خلف علمته في أن كسب العقار مباح أذا كان من حله ولم يكن سبب ذل وصغار ) ( 1فأن ابن عمر رضي ال عنه كره كسب
أرض الخراج ولم ير شراءها وقال لتجعل في عنقك صغارا وفيه اباحه الشرب من الماء الصديق بغير اذنه وماء الحوائط والجنات والدور عندنا مملوك لهله لهم المنع
منه والتصرف فيه بالبيع وغيره وسنذكر معنى نهيه صلى ال عليه وسلم عن بيع الماء وعن بيع فضل الماء في باب أبى الرجال محمد بن عبد الرحمن عند قوله صلى
ال عليه وسلم لتمنع ) ب ( نفع بئر ان شاء ال واذا جاز الشرب من ماء الصديق بغير اذنه جاز الكل من ثماره ) ج ( وطعامه اذا علم ان نفس صاحبه تطيب به لتفاهته
ويسر مؤنته ولما بينهما من المودة وقد قال ال عز وجل !> أو صديقكم ليس عليكم <!
!> جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا <! ذكر محمد بن ثور ) ( 523عن معمر قال دخلت بيت قتادة فأبصرت رطبا فجعلت آكله فقال ما هذا قلت أبصرت رطبا في بيتك
فأكلت قال أحسنت قال ال عز وجل !> أو صديقكم <! وذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله أو صديقكم قال إذا دخلت بيت صديقك من غير مؤامرته لم يكن
بذلك بأس قال معمر ودخلت بيت قتادة فقلت أأشرب من هذا الجب لجب فيه ماء فقال أنت لنا صديق قال معمر وقال قتادة عن عكرمة قال إذا ملك الرجل المفتاح فهو
) * ( خازن فل بأس أن يطعم ) ا ( الشيء اليسير قال وأخبرنا معمر عن منصور عن أبي وائل ) ( 524قال كنا نغزو فنمر بالثمار فنأكل منها قال أبو عمر هذا على ما
قلنا وال أعلم مما يعلم أن صاحبه تطيب به نفسه وكان يسيرا ل يتشاح في مثله ) ب ( وقد كان لهم في سفرهم ضيافة مندوب إليها وقد يكون هذا منها وقد قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ) ج ( ل يحتلبن أحد ماشية أحد إل بإذنه وقال ل يحل مال امرئ مسلم إل بطيب نفسه وسيأتي هذا المعنى ممهدا في باب نافع عن ابن عمر إن شاء
ال وفيه إباحة استعذاب الماء وتفضيل بعضه على بعض بما فضله ال عز وجل في خلقته قال ال عز وجل !> وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا
ملح أجاج <!
وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ا ( أنه كان يستعذب له الماء من بير السقيا وفي هذا المعنى وال أعلم قول أنس في هذا الحديث أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم كان يأتي بيرحاء ويشرب من ماء فيها طيب فوصفه بالطيب وفيه استعمال ظاهر الخطاب وعمومه وأن الصحابة رضي ال عنهم لم يفهموا من فحوى الخطاب غير
ذلك أل ترى أن أبا طلحة حين سمع !> لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون <! لم يحتج أن يقف حتى يرد عليه البيان عن الشيء الذي يريد ال أن ينفق منه عباده بآية
أخرى أو سنة مبينة لذلك فإنهم يحبون أشياء كثيرة وفي بدار أبي طلحة إلى استعمال ما وقع عليه معنى حبه في النفاق منه دليل على استعماله معنى العموم وما احتمل
السم ) ب ( الظاهر منه في أقل ذلك أو أكثره وفي هذا رد على من أبى من استعمال العموم لحتماله ) ج ( التخصيص وهذا أصل من أصول الفقه كبير خالف فيه أهل
الكوفة أهل الحجاز وهو مذكور في كتب الصول بحججه ووجوهه والحمد ل والستدلل على ذلك بأن أبا طلحة بدر مما يحب إلى حائطه فأنفقه وجعله صدقة ل
استدلل صحيح وكذلك فعل زيد بن حارثة بدر مما يحب إلى فرس له فجعلها صدقة لن ذلك كله داخل تحت عموم الية ذكر أسد بن موسى ) ( 525قال حدثنا سفيان
بن عيينة قال حدثنا محمد بن ) * ( المنكدر قال لما نزلت
!> لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون <! قال زيد بن حارثة اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلى من فرسي هذا وكان له فرس يقال له سبل فجاء به إلى النبي صلى
ال عليه وسلم ) ا ( فقال هذا في سبيل ال فقال لسامة بن زيد أأقبضه فكان زيدا وجد من ذلك في نفسه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال قد قبلها منك ورواه
حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن ابن المنكدر مثله وذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا إسحاق بن منصور بن حيان قال حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه قال
دخل عبد ال بن عمر على صفية بنت أبي عبيد ) ( 526فقال لها أشعرت ) ب ( أني أعطيت بنافع ألف دينار أعطاني به عبد ال بن جعفر قالت فما تنتظر أن تبيع قال
فهل خير من ذلك قالت وما هو قال هو حر لوجه ال قال أظنه تأول قول ال عز وجل !> لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون <! وروينا عن الثوري أنه بلغه أن أم ولد
الربيع بن خشم قالت كان إذا جاء السائل يقول لي يا فلنة أعطى السائل سكرا فإن الربيع يحب السكر قال سفيان يتأول !> لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون <! حدثناه
خلف بن أحمد قال حدثنا أحمد بن سعيد وأحمد بن مطرف ) ( 527قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا المؤمل قال حدثنا سفيان فذكره
وقال الحسن رحمه ال إنكم ل تنالون مما تحبون إل بترك ما تشتهون ول تدركون ما تأملون إل بالصبر على ما تكرهون وفيه أن لفظ الصدقة يخرج الشيء المتصدق به
عن ملك الذي يملكه قبل أن يتصدق به فإن أخرجها إلى مالك وملكه إياها استغنى بهذه اللفظة عن غيرها ولم يكن له الرجوع في شيء منها لن لفظ الصدقة يدل على أنه
أراد ال بها ) ا ( معطيها لما وعد ال ورسوله على الصدقة من جزيل الثواب وما أريد به ال فل رجوع فيه وهذا مما أجمع المسلمون عليه وفي هذا حجة لمالك في
إجازته للموهوب له والمتصدق عليه المطالبة بالصدقة وإن لم يحزها حتى يحوزها وتصح له ما دام المتصدق أو الواهب حيا وإن لم تقبض ) ب ( وغيره ل يجعل اللفظ
بالصدقة ول بالهبة شيئا سواء كان ) * ( لمعين ول لغير معين حتى تقبض ) ب ( وليس للموهوب له ) ج ( عندهم ول للمتصدق عليه أن يطالب واهبها باخراجها إليه
ول يوجب عندهم لفظ الصدقة أو الهبة من غير قبض حكما وممن ذهب إلى هذا الشافعي وأبو حنيفة والثوري وسنذكر اختلفهم في هذا المعنى وما شاكله من معاني
الهبات في باب ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان بن بشير إن شاء ال ونبين وجوه أقاويلهم واعتللهم لمذاهبهم هناك بحول ال وعونه ل شريك له
وفي هذا الحديث دليل على أن الكلم قد أوجب حكما أقله ) د ( المطالبة على ما قال مالك للمعين الموهوب له ومن طريق القياس لول الكلم المتقدم ما كان القبض يدري
ما هو وبال التوفيق
فإذا قال المتصدق مالي هذا صدقة ل عز وجل ولم يملكه أحدا جاز للمام أن يصرفه في أي سبيل من سبل ) ا ( ال شاء غير أن الفضل من ذلك أولى هذا إذا لم يبن
مراد المتصدق فإن بان مراده لم يتعد ذلك الوجه وفيه أن الصدقة على القارب من أفضل أعمال البر لن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يشر بذلك على أبي طلحة إل
وهو قد اختار ذلك له ول يختار له إل الفضل ل محالة ومعلوم أن العتق من أفضل أعمال البر وقد فضل رسول ال صلى ال عليه وسلم الصدقة على القارب على
العتق حدثنا عبد ال بن محمد بن أسد ) ( 528قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا هناد بن السرى ) ( 529عن عبدة ) ( 530عن ابن
إسحاق عن بكير ) ب ( بن عبد ال بن الشج عن سليمان بن يسار ) ( 531عن ميمونة قالت كانت لي جارية فأعتقتها فدخل على رسول ال صلى ال عليه وسلم
فأخبرته فقال أجرك ال أما إنك لو
اعطيتها اخوانك ) ا ( كان أعظم لجرك وروى مالك هذا الحديث عن ابن أبي صعصعة ) ( 533لقريب من هذا المعنى وقد ذكرناه في موضعه من كتابنا هذا وقد قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم لزينب الثقفية ) ( 534زوجة ابن مسعود وزينب النصارية حين أتتاه تسألنه عن النفقة على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما هل
يجزى ذلك عنهما من الصدقة فقال رسول ال صلى ال عليه ) * ( وسلم لكما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة وروى الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ) ( 535عن
أمه قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح قيل في تأويل الكاشح ها هنا القريب وقيل المبغض المعادي فإنه طوى ) ب (
كشحه على بغضه وعداوته وهو الصحيح وال أعلم وفيه إجازة تولى المتصدق قسم صدقته ) ج ( وذلك عند أصحاب مالك إذا كان منه إخراجا لها عن ملكه ويده ) د (
وتمليكا ) ه ( لغيره وفيه رد على من كره أكل الصدقة التطوع للغني من غير مسئلة لن أقارب أبي طلحة الذين قسم عليهم صدقته تلك لم يبن لنا أنهم فقراء
ممن يحل ) ا ( لهم أخذ الصدقة المفروضة وقد ذكر بعض أهل العلم أن أبي ابن كعب كان من أيسر أهل المدينة وهو أحد الذين قسم عليهم أبو طلحة صدقته هذه وقد
عارضه بعض مخالفيه فزعم أن أبيا كان فقيرا واحتج برواية من روى في هذا الحديث فقسمها أبو طلحة بين فقراء أقاربه وهي لفظة مختلف فيه ل تثبت وعلى أي وجه
كان فإن الصدقة التطوع جائز قبولها من غير مسئلة لكل أحد غنيا كان أو فقيرا وإن كان التنزه عنها أفضل عند بعض العلماء وسنبين وجوه هذا المعنى في باب زيد بن
أسلم من كتابنا هذا إن شاء ال وفيه دليل على صحة ما ذهب إليه فقهاء الحجازيين حيث قالوا فيمن تصدق على رجل أو على قوم بصدقة حبس ذكر فيها أعقابهم أو لم
يذكر ولم يجعل لها بعدهم مرجعا مثل أن يقول على المساكين أو على ما ل يعدم ) ب ( وجوده من صفات البر فماتو وانقرضوا أنها ترجع حبسا على أقرب الناس
بالمحبس يوم ترجع ل يوم حبس إل ترى أن أبا طلحة إذ جعل حائطه ذاك صدقة ل ولم يذكر وجها من الوجوه التي يتقرب بها إلى ال عز وجل أمره رسول ال صلى ال
عليه وسلم أن يجعلها في أقاربه فكذلك كل صدقة ل يجعل لها وجه ول يذكر لها مرجع تصرف على أقارب المتصدق بدليل هذا الحديث وهذا عند مالك فيما لم يرد به
صاحبه حياة المتصدق عليه ) ج ( فإنه إذا أراد ذلك فهي عنده العمرى ومذهبه في العمرى أنها ) * ( على ملك صاحبها ترجع إليه عند انقضاء عمر المعمر أو إلى
ورثته ميراثا وسنذكر قوله وقول غيره في العمرى عند ذكر الحديث فيها في باب ابن شهاب من كتابنا هذا ونبين وجوه ذلك إن شاء ال عز وجل
وقد اختلف قول مالك فيمن قال هذا الدار أو ) ( 1هذا الشيء حبس على فلن أو على قوم ولم يعقبهم ول جعل لها مرجعا إلى المساكين ونحوهم فمرة قال ترجع ملكا إلى
B314
TEXT
ربها إذا هلك المحبس عليه كالعمرى ومرة قال ل ترجع إليه أبدا ) ب ( وهو تحصيل مذهبه عند أهل المغرب من أصحابه وحكوا عنه نصوصا فيمن حبس حبسا على
نفر ما عاشوا فانقرضوا فالحبس راجع إلى عصبة المحبس حبسا ول يرجع إلى من حبسه وإن كان حيا ويدخل النساء في الغلة معهم والسكنى ولو تصدق بصدقة حبس
على ولده وولد ولده ولم يجعل له مرجعا غير ذلك فانقرض ولده وولد ولده إل رجل واحد فأراد بيعه فل سبيل له إلى ذلك فإذا انقرض فهو حبس صدقة على عصبة
المحبس ل يباع ول يوهب وإذا انقرض أقرب الناس إليه من عصبته فإلى الذين يلونهم فإذا انقرض كل من تمسه ) ج ( به رحم من عصبته رجعت على ما عليه أحباس
المسلمين يجتهد الحاكم في وضع غلتها وكرائها بعد صدقتها ) د ( ول يباع ول يورث شيء من العقار إذا أجرى عليه اسم الصدقة الحبس ولفظ الولد في التحبيس يدخل
فيه ولد الولد أبدا وكذلك لفظ البنات يدخل فيه بنات البنين أبدا إذا اجتمعوا ول يفضل العيان إل على قدر الحاجة وليس ولد البنات من العقب ول من الولد إذ ليسوا من
العصبات هذا كله تحصيل مذهب مالك وأصحابه إل أن عن بعض البغداديين المالكيين خلفا في بعض هذا والحمد ل
قال ) ا ( أحمد بن المعدل قيل لمالك فلو قال في صدقته هذا ) ب ( حبس على فلن هل تكون بذلك محبسة قال ل لنها لمن ليس بمجهول وقد حبسها على فلن فهي
عمرى لنه أخبر أن تحبيسها غير ثابت ول دائم وأنه إلى غاية قيل فلو قال هي صدقة محبسة وفلن يأخذها ما عاش قال إذا تكون محبسة قال وكذلك لو قال ) ج ( لهم
هي صدقة على فلن وهي محبسة ) * ( واللفاظ التي بها ينقطع ملك الشيء عن ربه ول يعود إليه أبدا عند مالك وأصحابه أن يقول حبس صدقة أو حبس ل يباع أو
حبس على أعقاب ومجهولين مثل الفقراء والمساكين أو في سبيل ال فإن هذا كله عندهم مؤبد ل يرجع ملكا أبدا واما إذا قال سكنى او عمرى او حياة المحبس عليه أو إلى
أجل من الجال فإنها ترجع ملكا إلى صاحبها أو إلى ورثته ول يكون حبسا مؤبدا ومعنى قول مالك في أقرب الناس بالمحبس يريد عصبته واختلف قوله وكذلك اختلف
أصحابه فيمن يدخل في ذلك من النساء فقال ابن القاسم كل من كان من النساء لو كان رجل كان عصبة وارثا دخل في مرجع الحبس ومن لم يكن منهن كذلك فل مدخل )
د ( له فيه وروى كذلك عن مالك وقال ابن القاسم تدخل الم في مرجع الحبس ول تدخل الخوات للم وقال ابن الماجشون ل يدخل من النساء إل من يرث فأما عمة أو
ابنة عم أو ابنة أخ فل وروى أشهب عن مالك أن الم ل تدخل في مرجع الحبس ولهم في هذا الباب اضطراب يطول ذكره
وأما الشافعي فمذهبه نحو مذهب مالك في مرجع الحبس خاصة قال الشافعي وإذا قال تصدقت بداري على قوم أو على رجل حي معروف يوم تصدق أو قال صدقة
محرمة او قال صدقة موقوفة أو قال صدقة مسبلة فقد خرجت من ملكه فل تعود ميراثا أبدا قال ول يجوز أن يخرجها من ملكة إل إلى مالك منفعتها يوم يخرجها إليه وإن
لم يسبلها على من بعدهم كانت محرمة أبدا فإذا انقرض المتصدق بها عليه كانت بحالها أبدا ورددناها إلى أقرب الناس بالذي تصدق بها يوم ترجع ) ا ( وهي على شرطه
من الثرة والتقدمة والتسوية بين أهل الغنى والحاجة ومن إخراج من أخرج منها بصفة أو رده إليها بصفة قال أبو عمر قول الشافعي ول ) ب ( يجوز أن يخرجها من
ملكه إل إلى مالك منفعتها معناه عندي أن يكون المحبس عليه موجود العين ليس بحمل ) ج ( فإذا كان كذلك فجائز أن يتولها له غيره إذا أخرجها المحبس من يده على
أن الشافعي يجوز عنده في الوقاف من ترك القبض ما ل يجوز في الهبات والصدقات المملوكات لن الوقف عنده يجرى مجرى العتق يتم بالكلم دون القبض قال
ويحرم على الموقف ملكه كما يحرم عليه ملك رقبة العبد ) * ( إذا أعتقه إل أنه جائز له أن يتولى صدقته وتكون بيده ليفرقها ويسبلها فيما أخرجها فيه لن عمر بن
الخطاب لم يزل يلي صدقته فيما بلغنا حتى قبضه ال قال وكذلك علي وفاطمة كانا يليان صدقاتهما
قال أبو عمر ليس هكذا مذهب مالك بل مذهبه فيمن حبس أرضا أو دارا أو نخل على المساكين وكانت في يديه يقوم بها ويكريها ويقسمها في المساكين حتى مات والحبس
في يديه إنه ليس بحبس ما لم يحزه ) ا ( غيره وهو ميراث والربع عنده والحوائط والرض ل ينفذ حبسها ول يتم حوزها حتى يتوله غير من حبسه بخلف الخيل
والسلح هذا تحصيل مذهبه عند جماعة أصحابه وأما أحمد بن حنبل فإن عمر بن الحسين الخرقي ) ( 536ذكر عنه قال إذا وقف وقفا ومات الموقف عليه ولم يجعل
أخره للمساكين ولم يبق ممن وقف عليه أحد رجع إلى ورثة الواقف في إحدى الروايتين عنه والرواية الخرى تكون وقفاش على أقرب عصبة الواقف وزعم بعض الناس
) ب ( أن في هذا الحديث ردا على أبي حنيفة وزفر في ابطالهما الحباس وردهما الوقاف وليس كذلك لن هذا الحديث ليس فيه بيان الوقف ويحتمل أن تكون صدقة أبي
طلحة صدقة تمليك للرقبة بل الغلب الظاهر من قوله فقسمها أبو طلحة بين أقاربه وبنى عمه أنه قسم رقبتها وملكهم إياها ابتغاء مرضات ال وإذا كان ذلك كذلك فل
خلف بين أبي حنيفة وزفر وسائر العلماء في جواز هذه الصدقة إذا حل المتصدق عليه فيها محل المتصدق كان له أن يبيع وينتفع ويهب ويتصدق ويصنع ما أحب
وإنما أنكر أبو حنيفة وزفر تحبيس الصل على التمليك وتسبيل الغلة والثمرة وهي الحباس المعروفة بالمدينة وفيها تنازع العلماء وأجازها الكثر منهم وقد قال بجوازها
أبو يوسف ) ا ( ومحمد بن الحسن رجع أبو يوسف ) ( 1عن قول أبي حنيفة في ذلك لما حدثه ابن علية عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن عمر أنه استاذن رسول
ال صلى ال عليه وسلم في أن يتصدق بسهمه من خيبر فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم أحبس الصل وسبل الثمرة وهو حديث صحيح وبه يحتج كل ) * ( من
أجاز الحباس ذكر عيسى بن أبان قال أخبرت أنه لما بلغ أبا يوسف هذا الحديث عن ابن عون لقي ابن علية فسأله عنه فحدثه به عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن
عمر أصاب أرضا بخيبر فأتى النبي صلى ال عليه وسلم ) ب ( فذكر الحديث ومن حجتهم أيضا على جوازها حديث عمرو بن الحارث ) ( 537بن أخي جويرية بنت
الحارث زوج النبي عليه السلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مات وتخلف ) ج ( أرضا موقوفة وحديث أبي هريرة وقد ذكرناه في كتاب بيان العلم عن النبي صلى
ال عليه وسلم أنه قال ينقطع عمل المرء بعده إل من ثلث صدقة جارية بعده وعلم ينتفع به غيره وولد يدعو له
فأما حديث ابن عون فحدثناه عبد الوارث بن سفيان وأحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث ابن أبي أسامة ) ( 538قال حدثنا أشهل بن حاتم )
( 539قال حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال أصاب عمر أرضا بخيبر فأتى النبي صلى ال عليه وسلم فاستأمره فيها فقال يا رسول ال إني أصبت أرضا بخيبر
لم أصب مال قط أنفس عندي منه فما تأمرني به فقال إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها قال فتصدق بها عمر أنه ل يباع أصلها ول يوهب ول يورث قال فتصدق بها
في الفقراء والقرباء ) ا ( وفي الرقاب وفي سبيل ال وابن السبيل والضيف ل جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقا غير متأثل أو متمول مال
وهذا الحديث يقولون أنه لم يروه عن نافع إل ابن عون وهو ثقة لم يروه مالك ول غيره إل ان مالكا قد روى عن زياد بن سعد ) ( 540عن ابن شهاب أن عمر بن
الخطاب قال لول أني ذكرت صدقتي لرسول ال صلى ال عليه وسلم ) ب ( واستأمرته أو نحو هذا لرجعت عنها قال مالك مخافة أن يعمل الناس بذلك فرارا من الحق
ول يضعونها مواضعها وليس هذا الحديث في أكثر الموطآت عن مالك وممن رواه عنه عبد ال بن يوسف وهذه الصدقة هي ) ج ( صدقة عمر المذكورة في حديث ابن
عون عن نافع عن ابن عمر وال أعلم
وفي ابن عون هذا قال الشاعر %خدوا عن مالك وعن ابن عون %ول ترووا أحاديث ابن داب ( * ) %وأما حديث عمرو بن الحارث فحدثناه عبد الوارث بن سفيان
قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا يوسف بن عدي ) ( 541قال حدثنا أبو الحوص ) ( 542عن أبي إسحاق عن عمرو بن الحارث قال ما ترك
رسول ال صلى ال عليه وسلم دينارا ول درهما ول عبدا ول أمة إل بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلحه وأرضا جعلها صدقة في ابناء السبيل وحديث أبي هريرة قد
ذكرناه من طرق في كتاب العلم فهذه الثار وما أشبهها مما ل مدخل للتأويل فيها بها احتج من أجاز الوقاف وأما حديث أنس هذا فمحتمل للتاويل الذي ذكرنا والغلب
فيه عندنا ما وصفنا والحتجاج به في مرجع الحبس على أقارب المحبس حبسا حسن قوي وبال تعالى التوفيق ) ا ( قال أبو عمر كان مني هذا القول قبل أن أرى حديث
ابن أبي سلمة عن إسحاق عن أنس هذا وفيه فباع حسان نصيبه من معاوية على ما ذكرناه فيما تقدم ملحقا فعاد ما ظننا يقينا والحمد ل ) ب (
وأما قوله بخ ذلك مال رابح فإنه أراد مال رابح صاحبه ومعطيه فحذف ) ا ( وذلك معروف من كلم العرب يقولون مال رابح ومتجر رابح كما قالوا ليل نائم أي ينام فيه
وهكذا رواه يحيى مال رابح من الربح وتابعه على ذلك جماعة ورواه ابن وهب وغيره بالياء المنقوطة باثنين من تحتها ) ب ( وقال في تفسيره أنه يروح على صاحبه
بالجر العظيم ) ج ( وحقيقته عند أهل المعرفة باللسان على أنه على النصب أي مال ذو ربح كما يقولون هم ناصب وعيشة راضية أي هم ذو نصب وعيشة ذات رضى
) د ( وقال الخفش ) ه ( أصله من الروحة أي هو مال يروح عليك ثمره وخيره متى شئت والول أولى عندي وال أعلم قال أبو عمر القارب الذين قسم أبو طلحة
صدقته ) و ( عليهم حسان بن ثابت وأبي بن كعب أخبرني عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق قال حدثنا سليمان بن الشعث )
( 543قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال لما نزلت !> لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون <! قال أبو طلحة يا رسول ال
أرى ربنا يسئلنا أموالنا وإني أشهدك أني قد جعلت أرضي بيرحا ) ز ( له فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أجعلها في قرابتك فقسمها بين حسان بن ثابت وأبي بن
كعب
قال أبو داود ) * ( وبلغني عن محمد بن عبد ال النصاري أنه قال أبو طلحة النصاري زيد بن سهل بن أسود بن حرام بن عمرو ) أ ( ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو
بن مالك بن النجار وحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام يجتمعان في حرام وهو الب الثالث وأبي بن كعب بن قيس بن عتيك بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن
النجار قال النصاري بين أبي طلحة وأبي ستة آباء قال وعمرو بن مالك يجمع حسان وأبي بن كعب وأبا طلحة قال أبو عمر أما حسان فيلقاه أبو طلحة عند أبيه الثالث
وأما أبي فيلقاه أبو طلحة عند أبيه السابع قال أبو عمر وفي هذا ايضا ما يقضي على القرابة انها ما كان في هذا القعدد ونحوه وما كان دونه فهو احرى ان يلحق اسم قرابة
B314
TEXT
حديث ثاني لسحاق عن أنس مسند مالك عن اسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وحانت صلة العصر
فالتمس الناس وضوءا فلم يجدوه فإتي رسول ال صلى ال عليه وسلم بوضوء في اناء فوضع رسول ال صلى ال عليه وسلم في ذلك الناء يده ثم أمر الناس يتوضؤون
منه قال أنس فرأيت الماء ينبع من تحت اصابعه فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم
في ) ا ( هذا الحديث تسمية الشيء باسم ما قرب منه وذلك أنه سمى الماء وضوءا لنه يقوم به الوضوء أل ترى إلى قوله فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بوضوء
في غناء والوضوء بفتح ) ب ( الواو فعل المتوضىء ومصدر فعله وبضمها ) ج ( الماء وفيه إباحة الوضوء من إناء واحد للجماعة يغترفون منه في حين واحد وفيه أنه
ل بأس بفضل وضوء الرجل المسلم يتوضأ به وهذا كله في فضل طهور الرجال إجماع ) د ( من العلماء والحمد ل وفيه العلم العظيم من أعلم نبوته صلى ال عليه وهو
نبع الماء من بين اصابعه وكم له من هذه صلوات ال وسلمه ورضوانه عليه حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال
حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن أنس قال حضرت الصلة فقام جيران المسجد يتوضؤون وبقي ما بين ) * ( السبعين إلى الثمانين وكانت منازلهم
بعيدة فدعا النبي عليه السلم بمخضب فيه ماء ما هو بملن فوضع أصابعه فيه وجعل يصب عليهم ويقول توضؤوا حتى توضؤوا كلهم وبقي في ) و ( المخضب مما كان
فيه وهم نحو من السبعين إلى الثمانين ورواه معمر فزاد فيه ذكر التسمية حدثنا عبد الرحمن بن مروان ) ( 544قال حدثنا
الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن زبان ) ( 545قال حدثنا سلمة بن شبيب ) ( 546قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت وقتادة عن أنس قال نظر بعض
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وضوءا فلم يجدوا ) أ ( فقال النبي صلى ال عليه وسلم ها هنا ) ب ( ماء قال فرأيت النبي صلى ال عليه وسلم ) ج ( وضع يده
في الناء الذي فيه الماء ثم قال توضؤوا بسم ال قال فرأيت الماء يفور من بين اصابعه والقوم يتوضؤون حتى توضؤوا من آخرهم قال ثابت قلت لنس كم تراهم كانوا
قال نحوا من سبعين وقد روى ابن مسعود هذا المعنى بأتم من هذا وأحسن حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عبيد ال بن موسى أخبرنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد ال قال كنا أصحاب محمد نعد اليات بركة وأنتم تعدونها تخويفا أنا بينا نحن مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم وليس معنا ماء فقال لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم اطلبوا من معه فضل ماء فأتى بماء فصبه في إناء ثم وضع كفه فجعل الماء يخرج
من بين أصابعه ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من ال قال فشربنا وقال عبد ال وكنا نسمع تسبيح الطعام ونحن نأكل
وروى جابر في ذلك مثل رواية أنس في أكثر من هذا العدد وفي غير المسجد وذلك مرة أخرى عام الحديبية أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سعيد ) أ ( قال أخبرنا محمد بن
أحمد بن يحيى ) ( 547قال أخبرنا محمد بن أيوب الرقى قال حدثنا أحمد بن عمرو البزار قال حدثنا عمر بن علي قال حدثنا محمد بن جعفر وأبو داود قال حدثنا شعبة
عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد ) ( 548قال قلت لجابر بن عبد ال كم كنتم يوم الشجرة قال فذكر عطشا فأتى رسول ال ) ب ( صلى ال عليه وسلم ) ج (
بتور فيه ماء فوضع اصابعه فيه وجعل الماء ينبع من بين اصابعه كأنها العيون ) * ( فشربنا وسقينا وكفانا قال قلت لجابر كم كنتم يومئذ قال ألف وخمسمائة ولو كنا مائة
ألف لكفانا وقال جرير عن العمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال قلت كم كنتم يومئذ قال ألف وأربعمائة قال أبو عمر الذي أوتى النبي صلى ال عليه وسلم من
هذه الية المعجزة أوضح في آيات النبياء وأعلمهم مما أعطى موسى عليه السلم إذ ضرب بعصاه الحجر ) د ( فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وذلك أن من
الحجارة ما يشاهد انفجار الماء منها ولم يشاهد قط أحد من الدميين يخرج من بين أصابعه الماء غير نبينا صلى ال عليه وسلم وقد نزع بنحو ما قلت المزني وغيره ومن
ذلك ) ا ( حديث أنس وغيره في الطعام الذي أكل من القصعة الواحدة ثمانون رجل وبقيت بهيأتها وحدثنا النعمان بن مقرن ) ( 549إذ زودوا من التمر وهم أربعمائة
راكب قال ثم نظرت فإذا به كأنه لم يفقد منه شيء والحاديث في أعلم نبوته أكثر من أن تحصى وقد جمع قوم كثير كثيرا منها والحمد ل ومن أحسنها وكلها حسن ما
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية قال حدثنا وكيع عن العمش عن المنهال بن عمرو ) ( 550عن
يعلى بن مرة الثقفي ) ( 551عن أبيه قال خرجت مع النبي صلى ال عليه وسلم في سفر حتى أتينا منزل فقال النبي عليه السلم يأمره أيت تلك الشاتين ) ب ( فقل لهما
إن رسول ال يأمركما أن تجتمعا ففعلت فأتت كل واحدة منهما إلى صاحبتها قال فخرج فاستتر بهما فقضى حاجته ثم قال ارجع إليهما فقل لهما يرجعا إلى مكانهما ففعلت
ففعلتا
وروى عن يعلى من وجوه وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا عبد ال بن جعفر بن الورد قال حدثنا يوسف بن يزيد قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا حاتم بن إسماعيل )
( 552قال حدثنا أبو حزرة ) ا ( يعقوب ابن مجاهد ) ( 553عن عبادة بن الوليد ) ( 554بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد ال قال سرنا مع رسول ال صلى
ال عليه وسلم في مسير له حتى نزلنا واديا أفيح فانطلق رسول ال صلى ال عليه وسلم يقضى حاجته واتبعته فلم ير شيئا يستتر به فنظر فإذا في شاطئ الوادي شجرتان
فانطلق إلى أحداهما فأخذ بغصن ) * ( من أغصانها فقال انقادي علي بإذن ال فانقادت معه كالبعير المحسوس ) ب ( الذي يصانع قائده ثم أتى الشجرة الخرى فأخذ
بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن ال فانقادت معه كذلك حتى إذا كان في المنصف مما بينهما لم بينهما فقال التئما علي بإذن ال قال فالتأمتا قال جابر فخرجت
أسرع مخافة أن يحس رسول ال صلى ال عليه وسلم بقربي فتبعدت قال فجلست أحدث نفسي ثم حانت مني لفتة فإذا أنا برسول ال صلى ال عليه وسلم مقبل وإذا
الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وقف وقفة فقال برأسه هكذا عن يمينه ثم قال برأسه هكذا عن يساره ثم اقبل
حدثنا سعيد بن نصر قال ) ا ( حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد ابن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد ال بن موسى أخبرنا إسماعيل بن عبد الملك ) ( 555
عن ابي الزبير عن جابر قال خرجت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في سفر وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يأتي البراز حتى يبعد فل يرى فنزلنا بفلة من
الرض ليس فيها شجر ول علم فقال يا جابر اجعل في أداوتك ماء ثم انطلق بنا قال فانطلقنا حتى ل نرى فإذا هو بشجرتين بينهما أربع أدرع فقال يا جابر انطلق إلى هذه
الشجرة فقل لها يقول لك رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ب ( الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما قال ففعلت فرجعت إليها فجلس رسول ال صلى ال عليه وسلم
خلفهما ثم رجعتا = إلى مكانهما فركبنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ورسول ال بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا فعرضت لنا امرأة معها صبي لها فقالت يا
رسول ال إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم مرارا فوقف لها ثم تناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحل ثم قال اخسأ عدو ال أنا رسول ال اخسأ عدو ال أنا رسول
ال ثلثا ثم دفعه إليها فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان فعرضت لنا امرأة معها صبيها ومعها كبشان تسوقهما فقالت يا رسول ال أقبل مني هذين فوالذي بعثك بالحق
ما عاد إليه بعد فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم خذوا منها احدهما وردوا عليها الخر ثم سرنا ورسول ال ) * ( صلى ال عليه وسلم ) ج ( كأنما على رؤوسنا
الطير تظلنا فإذا جمل ناد
حتى إذا كان بين السماطين خر ساجدا فحبس رسول ال صلى ال عليه وسلم على الناس وقال من صاحب هذا الجمل فإذا فتية من النصار قالوا هو لنا يا رسول ال قال
فما شأنه فقالوا استنينا ) ا ( عليه منذ عشرين سنة وكانت به شجيمة ) ب ( فأردنا أن ننحره فنقسمه بين غلماننا فانفلت منا فقال اتبيعوننيه قالوا ل ) ج ( بل هو لك يا
رسول ال قال أما ل فاحسنوا إليه حتى يأتيه أجله قال المسلمون عند ذلك نحن احق يا رسول ال بالسجود لك من البهائم قال ل ينبغي لشيء أن يسجد لشيء ولو كان ذلك
كان النساء يسجدن لزواجهن وروى ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلل ) ( 556عن عتبة بن أبي عتبة عن نافع بن جبير بن مطعم )
( 557عن عبد ال بن عباس أنه قيل لعمر بن الخطاب في شأن العمرة فقال عمر خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزل أصابنا
فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن كان الرجل ليذهب فيلتمس الماء فل يرجع حتى يظن ان رقبته ستنقطع حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه
ويجعل ما بقي على كبده فقال أبو بكر الصديق يا رسول ال إن ال قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا قال نعم
فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فاظلت ثم اسكبت ) ا ( فملئوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة ذكرنا منها في
باب شريك بن أبي نمر في الستسقاء ما فيه شفاء والحمد ل #حديث ثالث لسحاق عن أنس مسند مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول ال صلى ال عليه
وسلم يوما فأطعمته وجلست تفلى رأسه فنام رسول ال ثم أستيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول ال قال ناس من أمتي عرضوا على ) * ( غزاة في سبيل
ال يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على السرة أو مثل الملوك على السرة يشك إسحاق قالت فقلت يا رسول ال ادع ال يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم
استيقظ يضحك قال فقلت يا رسول ال ما يضحكك قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل ال ملوكا على السرة أو مثل الملوك على السرة كما قال في الول
قالت فقلت يا رسول ال ادع ال أن يجعلني ال ) ب ( منهم قال أنت من الولين قال فركبت البحر في زمن معاوية ابن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من
البحر فهلكت
هكذا روى هذا الحديث جماعة رواة الموطأ فيما علمت جعلوه من مسند أنس بن مالك ورواه بشر بن عمر الزهراني ) ( 551عن مالك عن إسحاق عن أنس عن أم
حرام بنت ملحان قالت استيقظ رسول ال صلى ال عليه وسلم الحديث جعله من مسند أم حرام هكذا حدث عنه به بندار محمد بن بشار وأم حرام هذه خالة أنس بن مالك
B314
TEXT
أخت أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك ) ب ( وقد ذكرناهما ونسبناهما وذكرنا اشياء ) ج ( من أخبارهما في كتابنا كتاب الصحابة فأغنى عن ذكره ها هنا وأظنها
ارضعت رسول ال صلى ال عليه وسلم أو أم سليم أرضعت رسول ال صلى ال عليه وسلم فحصلت أم حرام خالة له من الرضاعة فلذلك كانت تفلى رأسه وينام عندها
وكذلك كان ينام عند أم سليم وتنال منه ما يجوز لذي المحرم أن يناله من محارمه ول يشك مسلم أن أم حرام كانت من رسول ال لمحرم فلذلك كان منها ما ذكر في هذا
الحديث وال أعلم وقد أخبرنا غير واحد من شيوخنا عن أبي محمد الباجي ) د ( عبد ال بن محمد بن علي أن محمد بن فطيس أخبره عن يحيى بن إبراهيم بن مزين قال
إنما استجاز رسول ال صلى ال عليه وسلم أن تفلى أم حرام رأسه لنها كانت منه ذات محرم من قبل خالته لن أم عبد المطلب بن هاشم كانت من بنى النجار وقال
يونس بن عبد العلى قال لنا ابن وهب أم
حرام إحدى خالت النبي صلى ال عليه وسلم ) ا ( من الرضاعة فلهذا كان يقيل عندها وينام في حجرها وتفلى رأسه قال أبو عمر أي ذلك كان فأم حرام ) ب ( محرم
من رسول ال صلى ال عليه وسلم والدليل على ذلك ما حدثنا عبد ال ) * ( بن محمد بن اسد قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا على ابن
حجر ) ( 559قال أخبرنا هشيم عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أل ل يبيتن رجل عند امرأة إل أن يكون ناكحا أو ذا محرم وروى
عمر بن الخطاب عن النبي عليه السلم قال ل يخلون رجل بامراة فإن الشيطان ثالثهما وروى ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يخلون رجل بامرأة إل
أن تكون منه ذات محرم وروى عبد ال بن عمرو بن العاصي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يخلون رجل على مغيبة إل ومعه رجل أو رجلن وحدثنا محمد
بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا قتيبة بن سعيد ) ( 560قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير ) ( 561عن
عقبة بن عامر ) ( 562أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
إياكم والدخول على النساء فقال رجل من النصار أرأيت الحمو قال الحمو الموت وهذه آثار ثابتة بالنهي عن ذلك ومحال أن يأتي رسول ال صلى ال عليه وسلم ما ينهى
عنه وفي هذا الحديث أيضا إباحة أكل ما قدمته المرأة إلى ضيفها في بيتها من مالها ومال زوجها لن الغلب أن ما في البيت من الطعام هو للرجل وأن يد زوجته فيه
عارية وقد اختلف العلماء في هذا المعنى لختلف الثار فيه وأحسن حديث في ذلك وأصحه من جهة النقل ما رواه ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد ال بن
الزبير ) ( 563عن أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت يا نبي ال ليس لي شيء إل ما ادخل على الزبير فهل على جناح أن ارضخ
مما يدخل علي فقال ارضخي ما استطعت ول توكى فيوكى ال عليك وروى العمش ومنصور بن المعتمر جميعا عن شفيق ) ا ( أبي وائل ) ( 564عن مسروق )
( 565عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا انفقت امرأة من بيت زوجها غير مفسدة كان لها أجر ) ب ( بما انفقت ولزوجها أجر ما كسب وللخازن
مثل ذلك ل ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا
وهذان حديثان صحيحان مشهوران ل يختلف في صحتهما وثبوتهما تركت التيان بطرقهما خشية التطويل أخبرنا عبد الرحمن بن مروان قال أخبرنا ) * ( أبو محمد
الحسن بن يحيى بن الحسن القلزمي القاضي في داره بمصر سنة ثمان وستين قال حدثنا أبو غسان عبد ال ابن محمد بن يوسف القاضي القلزمي قال حدثنا أحمد بن سعيد
الهمذاني قال حدثنا إسحاق بن الفرات ) ( 566عن نافع بن زيد ) ( 567عن ابن الهادي ) ( 568عن مسلم بن الوليد بن رباح ) ( 569عن أبيه عن أبي هريرة أنه
سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل يحل لمرأة تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه ول تأذن لرجل في بيتها وهو له كاره وما تصدقت مما كسبه فله أجر نصف
صدقة ) ا ( وإنما خلقت المرأة من ضلع فلن يصاحبها إل وفيها عوجن فإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرك إياها فراقها
وأما الثار الواردة في الكراهة لذلك فروى ابن المبارك عن عبد الرحمن بن زيد بن جابر ) ( 570عن سعيد بن أبي سعيد ) ( 571قال حدثني من سمع النبي صلى ال
عليه وسلم يقول ل تنفقن امرأة من بيتها شيئا إل بإذن زوجها فقال رجل من الطعام يا رسول ال قال وهل أموالنا إل الطعام وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا إسماعيل بن عياش ) أ ( - 572عن شرحبيل بن مسلم الخولني ) ( 573قال سمعت أبا
أمامة الباهلي ) ( 574يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ) ب ( في خطبته عام حجة الوداع إن ال قد اعطى كل ذي حق حقه فل وصية لوارث وذكر
الحديث وفيه ل تنفق امرأة من بيت زوجها إل بإذن زوجها قيل يا رسول ال ول الطعام قال ذلك افضل أموالنا وساق تمام الحديث
وحدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ) ( 575عن ليث عن عبد الملك بن أبي سليمان )
( 576عن عطاء عن ابن عمر قال أتت امرأة النبي صلى ال عليه وسلم ) أ ( فقالت يا نبي ال ما حق الزوج على زوجته قال ل تمنعه نفسها ولو كانت على ظهر قتب
فقالت يا رسول ال ما حق الزوج على زوجته قال ل تصوم إل بإذنه إل الفريضة فإن فعلت أثمت ولم يقبل منها قالت يا رسول ال ما حق الزوج على زوجته قال ل
تصدق بشيء من بيته إل بإذنه قال فإن فعلت ) * ( كان له الجر وعليها الوزر قالت يا رسول ال ما حق الزوج على زوجته قال ل تخرج من بيتها إل بإذنه فإن فعلت
لعنتها ملئكة ال وملئكة الرحمة وملئكة الغضب حتى تتوب أو تراجع قلت يا رسول ال وإن كان لها ظالما قال وإن كان لها ظالما قالت والذي بعثك بالحق ل يملك
على امري أحد بعدها أبدا ما بقيت فإن كان ما أطعمته أم حرام رسول ال صلى ال عليه وسلم من مال زوجها عبادة بن الصامت ولم يكن من مالها ففي هذا الحديث أيضا
إباحة أكل مال الصديق بغير إذنه وقد أختلف فيه العلماء إذا كان يسيرا ليس ) ب ( مثله يدخر ول يتمول ولم يختلفوا في الكثير الذي له بال ويحضر النفس عليه الشح به
إنه ل يحل إل عن طيب نفس من صاحبه
واختلفوا في تأويل ) أ ( قول ال عز وجل !> أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا <! وقد ذكرنا هذا المعنى فيما تقدم من كتابنا هذا والحمد ل ومن
أجاز أكل مال الصديق بغير أذنه فإنما أباحه ما لم يتخذ الكل خبنه ولم يقصد بذلك وقاية ماله وكان تافها يسيرا ونحو هذا وأما قوله ناس من أمتي عرضوا على غزاة في
سبيل ال فإنه أراد وال اعلم أنه رأى الغزاة في البحر من أمته ملوكا على السرة في الجنة ورؤياه وحي صلى ال عليه وسلم ويشهد لقوله ملوكا على السرة ما ذكر ال
عز وجل في الجنة بقوله !> على الرائك متكئون <! ( قال أهل التفسير الرائك السرر في الحجال ومثله قوله عز وجل !> على سرر متقابلين <! وهذا الخبر إنما ورد
تنبيها على فضل الجهاد في البحر وترغيبا فيه وفي هذا الحديث أيضا إباحة ركوب البحر في الجهاد وفيه إباحة الجهاد للنساء وقد روى عن أم عطية ) ( 577قالت كنا
نغزو مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فنمرض المرضى ونداوي الجرحى وكان يرضخ لنا من الغنيمة واختلف الفقهاء في السهام للنساء من الغنيمة إذا غزون فقال
ابن وهب سألت مالكا عن النساء هل يجزين ) ب ( من المغانم في الغزو قال ما علمت ذلك وقد أجاز قوم من أصحابنا أن يرضخ للنساء ما أمكن على ما يراه المام
) * ( وقال الثوري وأبو حنيفة والليث والشافعي وأصحابهم ) ج ( ل يسهم لمرأة ويرضخ لها وقال الوزاعي يسهم للنساء
وزعم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أسهم للنساء بخيبر قال الوزاعي وأخذ بذلك المسلمون عندنا قال أبو عمر أحسن شيء في هذا الباب ما كتب به ابن عباس إلى
نجدة الخارجي إن النساء كن يحضرن فيداوين المرضى ويجزين من الغنيمة ولم يضرب لهن بسهم وفيه إباحة ركوب البحر للنساء وقد كان مالك رحمه ال يكره للمرأة
الحج في البحر فهو في الجهاد لذلك أكره وال أعلم وقال بعض أصحابنا من أهل البصرة إنما كره ذلك مالك لن السفن بالحجاز صغار وإن النساء ل يقدرن على الستتار
عند الخلء فيها لضيقها وتزاحم الناس فيها وكان الطريق من المدينة إلى مكة على البر ممكنا فلذلك كره ذلك مالك قال وأما السفن الكبار نحو سفن أهل البصرة فليس
بذلك بأس قال والصل أن الحج فرض على كل من استطاع إليه سبيل من الحرار البالغين نساء كانوا أو رجال إذا كان الغلب من الطريق المن ولم يخص برا من
بحر فإذا كان طريقهم على البحر أو تعذر عليهم طريق البر فذلك لزم لهم مع الستطاعة وفي هذا الحديث ما يدل على ركوب البحر للحج لنه إذا ركب البحر ) أ (
للجهاد فهو للحج المفروض أولى وأوجب وذكر مالك رحمه ال أن عمر بن الخطاب كان يمنع الناس من ركوب البحر فلم يركبه أحد طول حياته فلما مات استأذن معاوية
عثمان في ركوبه فأذن له فلم يزل يركب حتى كان أيام عمر بن عبد العزيز فمنع الناس عمر بن عبد العزيز من ركوبه
ثم ركب بعده إلى الن وهذا إنما كان من عمر وعمر رضي ال عنهما في التجارة وطلب الدنيا وال أعلم وأما ) أ ( في أداء فريضة الحج ) ب ( فل والسنة قد أباحت
ركوبه للجهاد في حديث إسحاق عن أنس وحديث غيره وهي الحجة وفيها السووة فركوبه للحج أولى قياسا ونظرا والحمد ل ول خلف بين أهل العلم أن البحر إذا ارتج
لم يجز ركوبه لحد ) * ( بوجه من الوجوه في حين ارتجاجه ذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال قال عمر ل
يسئلني ال عن جيش ركبوا البحر أبدا يعني التغرير وفيه التحري في التيان بألفاظ النبي صلى ال عليه وسلم ) ج ( فقد ذهب إلى هذا جماعة ورخص آخرون في التيان
بالمعاني وقد أوضحنا هذا المعنى في باب افردناه له في كتاب جامع العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله وسيأتي من هذا الباب ذكر في مواضع من هذا الكتاب إن
شاء ال وفيه أن الجهاد تحت راية كل إمام جائز ماض إلى يوم القيامة لنه صلى ال عليه وسلم قد رأى الخرين ملوكا على السرة كما رأى الولين ول نهاية للخرين
إلى يوم قيام الساعة قال ال عز وجل !> قل إن الولين والخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم <! وقال !> ثلة من الولين وثلة من الخرين <! وهذا على البد
وفيه فضل لمعاوية رحمه ال إذ جعل من غزا تحت رايته من الولين ورؤيا النبياء صلوات ال عليهم وحي الدليل على ذلك قول إبراهيم عليه السلم !> إني أرى في
المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى <! فأجابه ابنه !> قال يا أبت افعل ما تؤمر <! وهذا بين واضح وقالت عائشة أول ما بدئ به رسول ال صلى ال عليه وسلم من
B314
TEXT
الوحي الرؤيا الصادقة فكان ل يرى رؤيا إل جاءت مثل فلق الصبح وفي فرح رسول ال صلى ال عليه وسلم واستبشاره وضحكه بدخول الجر على أمته بعده سرورا
بذلك بيان ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم من المناصحة لمته والمحبة فيهم وفي ذلك دليل على أن من علمة المؤمن سروره لخيه بما يسر به لنفسه وإنما
قلنا إن في هذا الحديث دليل على ركوب البحر للجهاد وغيره للنساء والرجال إلى سائر ما استنبطنا منه لستيقاظ رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يضحك فرحا بذلك
فدل على جواز ذلك كله وإباحته وفضله وجعلنا المباح مما يركب فيه البحر قياسا على الغزو فيه ويحتمل بدليل هذا الحديث أن يكون الموت في سبيل ال والقتل سواء أو
قريبا من السواء في الفضل لن أم حرام لم تقتل وإنما ماتت من صرعة دابتها وقال ) * ( لها رسول ال صلى ال عليه وسلم أنت من الولين وإنما قلت أو قريب من
السواء لختلف الناس في ذلك فمن أهل العلم من جعل الميت في سبيل ال والمقتول سواء واحتج بقول ال عز وجل !> والذين هاجروا في سبيل ال ثم قتلوا أو ماتوا
ليرزقنهم ال رزقا حسنا <! الثنين ) أ ( جميعا وبقوله تبارك اسمه !> ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى ال ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على ال <!
وبقول النبي عليه السلم في حديث عبد ال بن عتيك من خرج من بيته مجاهدا في سبيل ال فخر عن دابته فمات أو لدغته حية فمات أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره
على ال ومن مات قعصا فقد استوجب المئاب ويقول فضالة بن عبيد ) ( 578ما أبالي من أي حفرتيهما ) أ ( بعثت ذكر ذلك ابن المبارك عن ابن لهيعة عن سلمان بن
عامر عن عبد الرحمن ابن جحدم ) ب ( الخولني عن فضالة بن عبيد في حديث ذكر فيه رجلين أحدهما أصيب في غزاة بمنجنيق والخر مات هناك فجلس فضالة عند
الميت فقيل له تركت الشهيد ولم تجلس عنده فقال ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت ثم تل قوله عز وجل !> والذين هاجروا في سبيل ال ثم قتلوا أو ماتوا <! الية كلها قال
أبو عمر رحمه ال ) ج ( قد ثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه سئل أي الجهاد أفضل فقال ) د ( من أهريق دمه وعقر جواده ولم يخص برا من بحر رواه أبو
ذر وغيره وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل
بن أبي صالح ) ( 579عن محمد بن مسلم
ابن عائذ ) ( 580عن عامر بن سعد عن سعد أن رجل جاء ورسول ال صلى ال عليه وسلم يصلى فقال حين انتهى إلى الصف اللهم آتني أفضل ما توتي عبادك
الصالحين فلما قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم صلته قال من المتكلم انفا قال أنا يا رسول ال قال إذا يعقر جوادك وتستشهد في سبيل ال حدثنا سعيد بن نصر قال
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد ال بن الحارث عن عبد
ال بن عمرو ) * ( قال قال رجل يا رسول ال أي الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهرق دمه وبهذا السناد عن وكيع عن العمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي
صلى ال عليه وسلم ) أ ( مثله وإذا كان من هرق دمه وعقر جواده أفضل الشهداء علم أنه من لم يكن بتلك ) ب ( الصفة فهو مفضول وقد كان عمر بن الخطاب رضي
ال عنه يضرب من يسمعه يقول من قتل في سبيل ال فهو شهيد ويقول لهم قولوا من قتل في سبيل ال فهو في الجنة قال أبو عمر لن شرط الشهادة شديد فمن ذلك إل
يغل ول يجبن وإن يقتل مقبل غير مدبر وأن يباشر الشريك وينفق الكريمة ونحو هذا كما قال معاذ وال أعلم
وروينا في هذا المعنى عن عبد ال بن عمرو بن العاصي أنه ) ا ( قال ل تغل ول تخف غلول ول تؤذ جارا ول رفيقا ) ب ( ول ذميا ول تسب إماما ول تفر من الزحف
يعني ولك الشهادة أن قتلت واختلفوا أيضا في شهيد البحر أهو أفضل أم شهيد البر فقال قوم شهيد البر أفضل واحتجوا بقوله صلى ال عليه وسلم أفضل الشهداء من عقر
جواده وأهرق دمه وقال آخرون شهيد البحر أفضل والغزو في البحر أفضل واحتجوا بحديث منقطع السناد عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ج ( أنه قال من لم يدرك
الغزو معي فليغز في البحر فإن غزاة في البحر أفضل من غزوتين في البر وإن شهيد البحر له أجر شهيدي البر وإن أفضل الشهداء عند ال يوم القيامة اصحاب الوكوف
قالوا يا رسول ال وما أصحاب الوكوف 4قال قوم تكفا بهم مراكبهم في سبيل ال وعن عبد ال بن عمرو أنه قال غزوة في البحر أفضل من عشر غزوات في البر ذكره
ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحرث عن يحيى ابن سعيد عن عطاء بن يسار عن عبد ال بن عمرو قال غزوة في البحر أفضل من عشر في البر والمائد فيه
كالمتشحط في دمه وعن عبد ال بن عمرو أيضا أنه قال لن أغزو في البحر غزوة أحب إلي من أن انفق قنطارا متقبل في سبيل ال وإسناده ليس به بأس ذكره ابن وهب
عن عمرو بن الحرث عن يحيى بن ميمون عن أبي سالم الجيشاني ) ( 581عن عبد ال بن عمرو بن ) * ( العاصي وذكر ابن وهب أيضا
عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلل عن كعب الحبار ) ( 582أنه قال أفضل الشهداء الغريق له أجر شهيدين وإنه يكتب له من الجر من حين يركبه حتى
يرسى كأجر رجل ضربت في ال عنقه ) أ ( فهو يتشحط في دمه حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن بكار العيشى
) ب ( 583 -حدثنا مروان أخبرنا هلل بن ميمون الزملي ) ج ( 584 -عن يعلى بن شداد ) ( 585عن أم حرام عن النبي صلى ال عليه وسلم ) د ( قال المائد في
البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد والغرق له أجر شهيدين قال أبو عمر قد ذكرنا ما بلغنا في ذلك وروى من حديث عبد ال ابن عمرو بن العاصي عن النبي عليه
السلم أنه قال ل يركب البحر رجل
إل غازيا أو حاجا أو معتمرا فإن تحت البحر نارا وهو حديث ضعيف مظلم السناد ل يصححه أهل العلم بالحديث لن رواته مجهولون ل يعرفون وحديث أم حرام هذا
يرده وفيما رواه يعلى بن شداد عن أم حرام كفاية في رده وقد ذكر ) ا ( أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن غياث ) ( 586عن ليث عن مجاهد قال ل يركب
البحر إل حاج أو معتمر أو غاز وأكثر أهل العلم يجيزون ركوب البحر في طلب الحلل إذا تعذر البر وركب البحر في حين يغلب عليه فيه السكون وفي كل ما اباحه ال
ولم يحظره على حديث ام حرام وغيره إل أنهم يكرهون ركوبه في الستغزار من طلب الدنيا والستكثار من جمع المال وبال التوفيق ذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا عبد العلى عن يونس عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال عجبت لراكب البحر وقوله في حديث إسحاق في هذا الباب يركبون ثبج هذا البحر يعني ظهر هذا البحر
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عفان بن مسلم وأخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ ) ب ( قال
حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عفان ح وأخبرنا عبيد بن محمد واللفظ لحديثه قال أخبرنا عبد ال بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين
قال حدثنا محمد بن
سنجر قال حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا سلمة عن يحيى بن سعيد وقال في حديث عفان قال ) * ( أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن
مالك عن أم حرام قالت بينما رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ا ( قائل في بيتي فاستيقظ وهو يضحك فقلت بأبي أنت يا رسول ال مم تضحك قال عرض على ناس من
أمتي يركبون ظهر البحر كالملوك على السرة فقلت يا رسول ال ) ب ( ادع ال أن يجعلني منهم قال اللهم اجعلها منهم ثم نام فاستيقظ وهو يضحك فقلت بأبي أنت يا
رسول ال مم تضحك قال عرض على ناس من أمتي يركبون ظهر البحر كالملوك على السرة فقلت ادع ال أن يجعلني منهم قال أنت من الولين فغزت مع زوجها عبادة
بن الصامت في البحر فلما قفلوا وقصتها بغلة لها فماتت هكذا في هذا الحديث فغزت مع زوجها عبادة بن الصامت وروى هذا الحديث عبد ال ) ج ( بن عبد الرحمن عن
أنس قال اتكأ رسول ال صلى ال عليه وسلم عند بنت ملحان فساق هذا الحديث بنحو ما ذكرنا إل أنه قال في آخره فنكحت عبادة بن الصامت فركبت مع ابنة قرظة فلما
قفلت وقصت بها دابتها فقتلتها فدفنت ثم ذكره أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد ال ) ج ( بن عبد الرحمن عن أنس وذكر ابن وهب عن
حفص بن مسيرة ) ( 587
عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار هذا الحديث بمعناه وقال قال عطاء بن يسار فشهدت أنا تلك الغزوة مع المنذر بن الزبير فكانت معه في غزوتنا فماتت بأرض الروم
وذكر خليفة بن خياط عن ابن الكلبي قال وفي سنة ثمان وعشرين غزا معاوية بن أبي سفيان في البحر ومعه أمرأته فأختة بنت قرظة من بنى عبد مناف ومعه عبادة بن
الصامت ومعه امرأته أم حرام بنت ملحا ملحان النصارية فأتى قبرض فتوفيت أم حرام فقبرها هناك قال أبو عمر لم يختلف أهل السير فيما علمت أن غزاة معاوية هذه
المذكورة في حديث هذا الباب إذ غزت معه أم حرام كانت في خلفة عثمان ل في خلفة معاوية قال الزبير ابن أبي بكر ركب معاوية البحر غازيا بالمسلمين في خلفة
عثمان بن عفان إلى قبرس ومعه أم حرام بنت ملحان زوجة عبادة بن الصامت فركبت بغتلها حين خرجت من السفينة فصرعت عن دابتها فماتت ) * ( #حديث رابع
لسحاق عن أنس مسند مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال كنت أسقي أبا عبيدة ابن الجراح وأبا طلحة النصاري وأبي بن كعب شرابا من
فضيخ وتمر قال فجاءهم آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة يا أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها فقال فقمت إلى مهراس لنا فضربتها باسفله حتى تكسرت هذا
الحديث وما كان مثله يدخل في المسند عند الجميع فأما قوله فيه شرابا من فضيخ فقد اختلف في الفضيخ فقال أكثر أهل العلم الفضيخ نبيذ البسر وقال أبو عبيد الفضيخ ما
افتضخ من البسر
من غير أن تمسه النار قال وفيه روى عن ابن عمر ليس بالفضيخ ولكنه الفضوخ قال أبو عبيد فإن كان مع البسر تمر فهو الخليطان وكذلك إن كان زبيبا فهو مثله قال
أبو عمر في هذا الحديث دليل واضح على أن نبيد التمر إذا أسكر خمر وهو نص ل يجوز العتراض عليه لن الصحابة رحمهم ال هم أهل اللسان وقد عقلوا أن شرابهم
ذلك ) ا ( خمر بل لم يكن لهم شراب ذلك الوقت بالمدينة غيره أخبرني ) ب ( أحمد بن عبد ال الباجي ) ج ( أن أباه أخبره قال أخبرنا محمد ) د ( بن فطيس قال أخبرنا
يحيى بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن دينار ) ( 588عن ابن القاسم عن مالك قال نزل تحريم الخمر وما بالمدينة خمر من عنب وروى شعبة عن محارب ابن دينار
B314
TEXT
عن جابر قال حرمت الخمر يوم حرمت وما كان شراب الناس إل البسر والتمر وقال الحكمي %لنا خمر وليست خمر كرم %ولكن من نتاج الباسقات % %كرام في
السماء ذهبن طول %وفات ثمارها أيدي الجناة %وقد اختلف أهل اللغة في اشتقاق اسم الخمر على الفاظ قريبة المعاني متداخلة كلها موجودة المعنى في الخمر
فقال بعضهم إنما سميت الخمر خمرا لنها تخمر العقل أي تغطيه وتستره وكل شيء غطى شيئا فقد خمره ومنه حديث أبي حميد الساعدي أنه جاء بقدح من لبن فقال له
رسول ال صلى ال عليه وسلم إل خمرته ولو أن تعرض عليه عودا ) ا ( ومن ذلك خمار المرأة سمى خمارا لنه يغطي رأسها ومن ذلك الشجر الملتف يقال له الخمر
لنه يغطى ما تحته ويخمره وقال آخرون منهم إنما ) * ( سميت الخمر خمرا لنها تركت حتى أدركت كما يقال خمر الرأي واختمر أي ترك حتى تبين فيه الوجه ويقال
قد اختمر العجين أي بلغ إدراكه وقال بعضهم إنما سميت الخمر خمرا لنها اشتقت من المخامرة التي هي المخالطة لنها تخالط العقل وهذا مأخوذ من قولهم دخلت في
خمار الناس أي اختلطت بهم وهذا الوجه يقرب من المعنى الول والثلثة الوجه ) ب ( كلها موجودة في الخمر لنها تركت حتى أدركت الغليان وحد السكار وهي
مخالطة للعقل وربما غلبت عليه وغطته وقد روينا عن عمر بن الخطاب أنه قال الخمر ما خمرته حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن
وضاح قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا أبو الحوص عن أبي إسحاق عن أبي بردة ) ( 589عن عمر قال الخمر من خمسة من التمر والزبيب والعسل والحنطة
والشعير والخمر ما خمرته
وقد أجمع علماء المسلمين في كل عصر وبكل مصر فيما بلغنا وصح عندنا أن عصير العنب إذا رمى بالزبد وهدأ وأسكر الكثير منه أو القليل أنه خمر وأنه ما دام على
حاله تلك حرام كالميتة والدم ولحم الخنزير رجس نجس كالبول إل ما روى عن ربيعة في نقط من الخمر شيء لم أر لذكره وجها لنه خلف إجماعهم وقد جاء عنه في
مثل رؤوس البر من نقط البول نحو ذلك والذي عليه عامة العلماء في خمر العنب ما ذكرت لك عنهم من تحريم قليلها وكثيرها وأنها عندهم رجس كسائر النجاسات إل
أن تحريمها عندهم لعلة الشدة والسكار وليس كذلك تحريم الميتة وما جرى مجراها مما حرم لذاته وعينه ولهذا ما اختلف العلماء في تحليل ) أ ( الخمر وفي طيبها عند
زوال العلة المذكورة عنها وسنذكر اختلفهم في تحليل الخمر في آخر هذا الباب إن شاء ال وكخمر العنب عندهم نقيع الزبيب إذا غل وأسكر قليله وكثيره في التحريم
سواء لنه عندهم ميت أحيى واختلف العلماء في سائر النبذة المسكرة فقال العراقيون إنما الحرام منها السكر وهو فعل الشارب وأما النبيذ في نفسه فليس بحرام ) * ( ول
نجس لن الخمر العنب ل غيره بدليل قول ال عز وجل !> إني أراني أعصر خمرا <! يعني عنبا قال أبو عمر ليس في هذا دليل على أن الخمر ما عصر من العنب ل
غير لما خدمنا ذكره من أن الخمر المعروفة عند العرب ما خمر العقل وخامره وذلك اسم جامع للمسكر من عصير العنب وغيره وقال أهل
المدينة وسائر أهل الحجاز وعامة أهل الحديث وأئمتهم إن كل مسكر خمر حكمه حكم خمر العنب ) أ ( في التحريم والحد على من شرب شيئا من ذلك كله كما هو عند
الجميع منهم على شارب خمر العنب ومن الحجة لهم أن القرآن قد ورد بتحريم الخمر مطلقا ولم يخص خمر العنب من غيرها فكل ما وقع عليه اسم خمر من الشربة فهو
داخل في التحريم بظاهرالخطاب والدليل على ذلك أن الخمر نزل تحريمها بالمدينة وليس بها شيء من خمر العنب قال أبو عمر ل خلف بين علماء المسلمين إن سورة
المائدة نزلت بتحريم الخمر وهي مدنية من آخر ما نزل بالمدينة وذلك قول ال عز وجل !> يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والنصاب والزلم رجس من عمل
الشيطان فاجتنبوه <! ثم قال !> فهل أنتم منتهون <! فنهى عنها وأمر باجتنابها كما قال !> فاجتنبوا الرجس من الوثان <! ثم زجر وأوعد من لم ينته أشد الوعيد في
كتابه وعلى لسان رسوله صلى ال عليه وسلم وسماها رجسا وقرنها بالميتة والدم ولحم الخنزير بقوله !> قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إل أن يكون
ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا <! ب والرجس النجاسة وقال في الخمر رجس من عمل الشيطان فقرنها بلحم الخنزير وورد التحريم في الميتة
والدم ولحم الخنزير خبرا وفي الخمر نهيا وزجرا وهو أقوى التحريم وأوكده عند العلماء وفي إجماع أهل الصلة على هذا التأويل ما يغني عن الكثار فيه وقد مضى في
باب إسماعيل بن
أبي حكيم ذكر معنى التحريم في اللغة وأنه المنع وكل ما منعت منه فقد حرم عليك دليل ذلك قول ال عز وجل !> وحرمنا عليه المراضع من قبل <! أي منعناه من
رضاع غير أمه وقال ال ) ( 1عز وجل !> يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير <! * وقال تبارك اسمه ) ب ( !> قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها
وما بطن والثم <! الية فحصل بهاتين اليتين أيضا ) ج ( تحريم الخمر نصا قرأت على سعيد بن نصر فأقر به أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق
القاضي قال حدثنا أحمد بن عبد ال بن يونس ) ( 590قال حدثنا أبو شهاب ) ( 591عن الحسن بن عمرو ) ( 592عن طلحة بن مصرف ) ( 593عن ابن عباس
قال لما نزل تحريم الخمر مشى أصحاب النبي ) د ( صلى ال عليه وسلم بعضهم إلى بعض وقالوا حرمت الخمر وجعلت عدل للشرك قال أبو عمر يعني وال أعلم أنه
قرنها وعدلها بالذبح للنصاب وذلك شرك وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد ال الكجي قال حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر ) ( 594عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد ) ( 595عن عبد ال
بن عمرو بن العاص قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وإن ال ورسوله حرما الخمر والميسر والكوبة والغبيرا حدثنا
عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة قال حدثني سلمة بن كهيل قال سمعت أبا الحكم قال
سألت ابن عباس عن نبيذ الجر فقال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن نبيذ الجر والدباء وقال ابن عباس من سره أن يحرم ما حرم ال فليحرم النبيذ وذكر يحيى
ابن سلم عن شريك عن سماك بن حرب ) ( 596عن عكرمة قال ما أحلت الغنيمة لحد قبلكم ول حرمت الخمر على قوم قبلكم ولما اختلف العلماء فيما تقدم ذكرنا له
من مسكر النبذة وجب ) ( 1الرجوع عند تنازعهم في ذلك إلى ما ورد به الكتاب أو قام دليله منه أو ثبتت ) ب ( به سنة عن النبي صلى ال عليه وسلم وقد ذكرنا ما
يوجبه إطلق اسم الخمر وما يعرفه أهل اللسان من اشتقاقها
وأما السنة فالثار ) ( 1الثابتة كلها في هذا الباب تقضى على صحة قول أهل الحجاز وقد روى أهل العراق فيما ذهبوا إليه آثارا ل يصح شيء منها عند أهل العلم
بالحديث وقد أكثر الناس في تعليل تلك الحاديث وفي الستظهار بتكرير الثار في تحريم ) * ( المسكر ) ب ( ونحن نذكر منها في هذا الباب ما يغني ويكفي عن
التطويل وقد مضى في هذا الباب عن عمر رضي ال عنه أن الخمر من خمسة أشياء وحسبك به عالما باللسان والشرع وروى يحيى بن أبي كثير ) ( 597عن أبي كثير
الغبرى السحيمي وأسمه يزيد بن عبد الرحمن ) ( 598عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة وفي هذا ما يبين
لك أن الخمر من غير العنب رواه عن يحيى جماعة من أصحابه وقد جاء عن النبي صلى ال عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب أيضا في تأويل الخمر حديثان مبينان
موضع الصواب فيما اختلف فيه هما جميعا عند الشعبي أحدهما عن النعمان بن بشير عن النبي صلى ال عليه وسلم والخر عن ابن عمر عن عمر قوله أخبرنا عبد ال
ابن محمد بن عبد المؤمن قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا
إسرائيل ) ( 599عن إبراهيم بن مهاجر ) ( 600عن الشعبي عن النعمان ابن بشير قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن من العنب خمرا وإن من العسل خمرا
وإن من البر خمرا وإن من الشعير خمرا وإن من التمر خمرا قال أبو داود وحدثنا مالك عن عبد الواحد المسمعى ) ( 601قال حدثنا معتمر ) ( 602قال قرأت على
الفضيل عن أبي جرير أن عامرا أخبره أن النعمان بن بشير قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن الخمر من العصير والزبيب والتمر والحنطة والشعير
والذرة وإني أنهاكم عن كل مسكر حدثنا عبد الرحمن بن مروان قال حدثنا أحمد بن عمرو بن سليمان البغدادي قال حدثنا عبد ال بن محمد البغوي قال حدثنا أحمد ابن
حنبل قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا أبو حيان التيمي ) ( 603قال حدثنا الشعبي عن ابن عمر قال سمعت عمر يخطب على منبر المدينة قال يا ايها الناس إل
أنه قد نزل تحريم الخمر يوم نزل وهي من خمسة من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل
وهذا أبين ما يكون في معنى الخمر يخطب به عمر بالمدينة على المنبر بمحضر جماعة الصحابة وهم أهل اللسان ولم يفهموا من الخمر إل المعنى الذي ذكرنا وبال
توفيقنا وحدثنا عبد الرحمن بن مروان قال حدثنا أحمد بن عمرو قال حدثنا البغوي قال حدثنا أحمد ) * ( ابن حنبل وجدي أحمد بن منيع ) ( 604قال حدثنا عبد ال بن
إدريس ) ( 605قال سمعت المختار بن فلفل ) ( 606قال قال أنس الخمر من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والذرة فما خمرت من ذلك فهو الخمر أخبرنا
عبد ال بن محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن يحيى ابن عبد العزيز قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد بن سلمة
عن علي بن زيد عن صفوان بن محرز ) ( 607قال سمعت أبا موسى الشعري ) ( 608يخطب فقال خمر المدينة من البسر والتمر وخمر أهل فارس من العنب
وخمر أهل اليمن من البتع وهو من العسل وخمر الحبش السكركة
من الذرة وثبت عن النبي عليه السلم أنه قال كل مسكر خمر ) ( 1وكل خمر حرام وقوله كل شراب اسكر فهو حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام وأصح شيء في ذلك
وأثبته وأشده استقامة في السناد حديث مالك وغيره عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن البتع فقال كل شرابا أسكر فهو
حرام والبتع شراب العسل ل خلف في ذلك فدل على أن الخمر المحرمة قد تكون من غير العنب وحديث ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم في ذلك صحيح ثابت
حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا محمد بن معاوية الموي قال حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال حدثنا سويد بن نصر ) ( 609قال حدثنا عبد ال بن المبارك
B314
TEXT
عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل خمر حرام أخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا
محمد بن بكر التمار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا سليمان بن داود ومحمد بن عيسى في آخرين قالوا حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن مات وهو يشرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الخرة
حدثنا عبد الرحمن بن مروان قال حدثنا أحمد بن عمرو بن سليمان البغدادي قال حدثنا عبد ال بن محمد البغوي قال حدثنا أحمد ابن حنبل قال حدثنا روح بن عبادة قال
حدثنا ابن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل مسكر خمر وكل خمر حرام حدثنا إسماعيل بن عبد
الرحمن القرشي قال حدثنا محمد بن القاسم ) * ( بن شعبان ) ( 1قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا الحسن بن منصور ) ( 610قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل مسكر حرام وكل مسكر خمر قال الحسين بن
منصور قال أحمد بن حنبل هذا حديث صحيح قال أبو عمر هكذا روى هذا الحديث أبو حازم بن دينار وليث وأبو معشر ) ( 611وإبراهيم الصائغ ) ( 612والحلج
وعبد الواحد بن
قيس ) ( 613وأبو الزناد ومحمد بن عجلن ) ( 614وعبيد ال بن عمر العمري ) ( 615كلهم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم مرفوعا كما
رواه أيوب السختياني وموسى بن عقبة وكان عبيد ال بن عمر ربما وقفه وكان يقول أحيانا ل أعلمه إل عن النبي صلى ال عليه وسلم ورواه مالك عن نافع عن ابن عمر
موقوفا والحديث ثابت مرفوع ل يضره تقصير من قصر في رفعه لرفع الحفاظ الثبات له والجتماع ) ( 1الجماعة من رواة نافع على رفعه منهم أيوب وموسى وسائر
من ذكرنا ومما يدل على صحة رفعه رواية محمد بن عمرو له عن أبي سلمة عن ابن عمر عن النبي عليه السلم مرفوعا وكذلك رواه زيد بن أسلم وعبد ال بن دينار
عن ابن عمر مرفوعا وكذلك رواه جماعة عن سالم عن ابن عمر مرفوعا فكيف يحل لحد أن يتأول في النبذة المسكرة أنها حلل و النبي عليه السلم قد بين أن كل
مسكر خمر وكل خمر حرام نعوذ بال من الخذلن ومن سلوك سبيل الضلل وأخبرنا عبد ال بن محمد قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا سليمان بن الشعث قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا
إسماعيل يعني ابن جعفر عن داود بن بكر ) ( 616بن ) ( 1أبي الفرات عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أسكر كثيره فقليله
حرام وأخبرنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن رافع النيسابوري ) ( 617قال حدثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني )
( 618قال سمعت النعمان ) ( 619يعني ابن المنذر الصنعاني يقول عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال كل مخمر خمر وكل مسكر حرام
وذكر تمام الحديث وهذه كلها نصوص في موضع الخلف لمن ) * ( أراد ال في المسكر أن يهديه ويشرح صدره والثار في تحريم ما أسكر كثيره كثيرة جدا يطول
الكتاب بذكرها وقد ذكرها جماعة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره وقال أحمد بن شعيب في كتابه إن أول من أحل المسكر من النبذة إبراهيم النخعي وهذه زلة من
عالم وقد حذرنا من زلة العالم ول حجة في قول أحد مع السنة
وقد زعمت طائفة أن أبا جعفر الطحاوي وكان إمام أهل زمانه ذهب إلى إباحة الشرب من المسكر ما لم يسكر وهذا لو صح عنه لم يحتج به على من ذكرنا قولهم من
الئمة المتبعين في تحريم المسكر ما ثبت من السنة وأنا اذكر ما حكاه الطحاوي ليتبين لك أن المر ليس كما ظنوا قال أبو جعفر في كتابه الكبير في الختلف اتفقت
المة أن عصير العنب إذ اشتد وغل وقذف بالزبد فهو خمر ومستحله كافر واختلفوا في نقيع التمر إذا غل وأسكر قال فهذا يدل على أن حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي
كثير عن أبي هريرة عن النبي عليه السلم أنه قال الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة غير معمول به عندهم لنهم لو قبلوا الحديث لكفروا مستحل نقيع التمر فثبت
أنه لم يدخل في الخمر المحرمة غير عصير العنب الذي قد اشتد وبلغ ان يسكر قال ثم ل تخلو ) ( 1الخمر من أن يكون التحريم معلقا بها فقط غير مقيس عليها غيرها
أو يجب القياس عليها فوجدناهم جميعا قد قاسوا عليها نقيع التمر اذا غل وأسكر كثيره وكذلك نقيع الزبيب قال فوجب قياسا على ذلك أن يحرم كل ما أسكر من الشربة
قال وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال كل مسكر حرام واستغنى عن ذكر سنده لقبول الجميع له وإنما الخلف بينهم في تأويله فقال بعضهم أراد به ما يقع
السكر عنده كما ل يسمى قاتل ال مع وجود القتل وقال آخرون أراد به جنس ما يسكر قال وقد روى
أبو عون الثقفي ) ( 620عن عبد ال بن شداد ) ( 621عن ابن عباس قال حرمت الخمر بعينها القليل منها والكثير والسكر من كل شراب قال في هذا الحديث ان غير
الخمر لم يحرم عينه كما حرمت الخمر بعينها هذا آخر قوله وفيما مضى كفاية والحمد ل أخبرنا عبد الرحمن بن مروان قال أخبرنا ) * ( أحمد بن عمرو بن سليمان قال
حدثنا عبد ال بن محمد البغوي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن أبي عدي ) ( 622جميعا عن حميد عن أنس قال كنت في بيت أبي طلحة
وعنده أبي بن كعب وأبو عبيدة بن الجراح وسهيل بن بيضاء وأنا أسقيهم شرابا حتى إذا أخذ فيهم إذا رجل من المسلمين ينادي أل أن الخمر قد حرمت فوال ما انتظروا
حتى يعلموا أو يسئلوا عن ذلك قال فقالوا يا أنس اكفأ ما في إنائك قال فكفأته قال فما عادوا فيها حتى لقوا ال وشرابهم يومئذ خليط البسر والتمر قال أبو عمر هذا يبين لك
أن الفضيخ المذكور في حديث إسحاق عن أنس أنه خليط البسر والتمر وهذا على نحو ما فسره أهل اللغة وال أعلم
وقد روى هذا الحديث عن أنس جماعة يطول ذكرهم منهم سليمان التيمي وقتادة وعبد العزيز بن صهيب ) ( 623والمختار بن فلفل وثابت البناني ) ( 624وأبو التياح
) ( 625وأبو بكر بن أنس ) ( 626وخالد بن الفزر ) ( 1لم يذكر واحد منهم كسر الجرار إل إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة وحده وإنما في حديثهم أنه كفأها ول
بأس بالستمتاع بظروف الخمر بعد تطهيرها وغسلها بالماء وتنظيفها إل أن الزقاق التي قد بالغتها الخمر وداخلتها أن عرف أن الغسل ل يبلغ منها مبلغ التطهير لها لم
ينتفع بشيء منها وفي هذا الحديث أيضا قبول خبر الواحد لنهم قبلوا خبر المخبر لهم وهو رجل من المسلمين ول شك أنهم قد عرفوه ولذلك قبلوا خبره وعملوا به وأراقوا
شرابهم وقد كان ملكا لهم قبل التحريم وفيه أن المحرم ل يحل ملكه وأن الخمر ل يستقر عليها ملك مسلم بحال وفيه أنها كانت مباحة معفوا عنها حتى نزل تحريمها قال
سعيد ابن جبير رحمة ال كان الناس على أمر جاهليتهم حتى يؤمروا أو ينهوا
وقد كانت الشدة والسكار موجودين في الخمر قبل تحريمها ولم يكن ذلك بموجب لتحريمها لن العلة في التحريم ما يقرع السمع من الكتاب والسنة وإنما كانت الشدة
وصفا من اوصاف الخمر فلما ورد الشرع بتحريم المسكر صار السكار والشدة فيها علما للتحريم بدليل العتبار في ذلك وهذا موضع تنازع فيه من نفى القياس ومن
أثبته والكلم فيه يطول وفي هذا الحديث أيضا ما كان ) * ( القوم عليه من البدار إلى الطاعة والنتهاء عما نهوا عنه وفيه حجة لمن قال إن الخمر ل تخلل لنه لو جاز
تخليلها والنتفاع بها لكان في إراقتها إضاعة المال وقد نهى عن إضاعة المال ول يقول أحد فيمن أراق خمرا ) ( 1لمسلم أنه أتلف له مال وقد أراق عثمان بن أبي
العاصي خمر اليتيم وأريقت بين يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن حديث أنس أن أبا طلحة سأل النبي صلى ال عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا يجعله خل
فكرهه وروى مجالد بن سعيد ) ( 627عن أبي الوداك جبر بن نوف ) ( 628عن أبي سعيد الخدري ) ( 629قال
كان عندي خمر ليتام فلما نزل تحريم الخمر أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نهرقها وروى سفيان الثوري عن السدى ) ( 630عن أبي هبيرة ) ( 631واسمه
يحيى بن عباد عن أنس بن مالك قال جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه في حجره يتيم وكان عنده خمر له حين حرمت الخمر فقال يا رسول ال نصنعها خل قال ل
وسنذكر آثار هذا الباب بأسانيدها في باب زيد بن أسلم عن أبي وعلة ) ( 632من هذا الكتاب فبهذا احتج من كره تخليل الخمر ولم يبح أكلها إذا تخللت وقالوا لو جاز
تخليلها لم يأمر رسول ال بإراقتها وقد استؤذن في تخليلها فقال ل ونهى عن ذلك ذهب إلى هذا طائفة من العلماء من أهل الحديث والرأي وإليه مال سحنون بن سعيد وقال
آخرون ل بأس بتخليل الخمر ول بأس بأكل ما تخلل منها بمعالجة آدمي وبغير معالجته على كل حال وهو قول الثوري والوزاعي والليث بن سعد والكوفيين ومن حجة
هؤلء إجماع العلماء على أن العصير من العنب قبل أن يسكر حلل فإذا صار مسكرا حرم لعلة ما حدث فيه من الشدة والسكار فإذا زال ذلك عادت الباحة وزال
التحريم وسواء تخللت من ذاتها أو تخللت بمعالجة آدمي ل فرق بين شيء من ذلك إذا ذهب منها حال السكار
وأجاز أبو حنيفة واصحابه مع تخليلها أن يصنع من الخمر المربى وغيره وبأي وجه أفسدت وزالت علة السكر منها طابت عندهم وطهرت وأما غيرهم ممن ذكرنا عنهم
إجازة تخليل الخمر فإنهم ل يجيزون منها غير الخل على أصلها ولم يختلف قول مالك وأصحابه أن الخمر إذا تخللت بذاتها أن أكل ذلك الخل حلل واختلف ) * ( قوله
في تلخيلها فكرهه مرة وأجازه أخرى والشهر عنه كراهية ذلك وتحصيل مذهبه أنه ل ينبغي لمسلم أن يمسك خمرا ول مسكرا ليتخلل ول ينبغي لحد أن يخللها فإن فعل
أكلها وكره له فعل ذلك وقد روى عن عمر بن الخطاب وقبيصة وابن شهاب وربيعة كراهية تخليل الخمر وإجازة أكلها إذا تخللت بذاتها وهو احد قولي الشافعي وهو
تحصيل مذهبه عند أكثر أصحابه وعلى هذا أكثر العلماء لنه يجتمع على هذا القول مذهب من أجاز تخليلها بكل وجه فيه ) ( 1ومذهب من اباحها إذا تخللت من ذاتها
وقد روى عن ابن عمر جواز تخليل الخمر من وجه فيه لين والصحيح عنه إجازة أكلها إذا صارت خل ذكر ابن أبي شيبة عن وكيع عن عبد ال بن نافع عن أبيه عن ابن
عمر أنه كان ل يرى بأسا أن يأكل مما كان خمرا فصار خل قال وأخبرنا عبد الرحمن ابن مهدي عن أبيه عن مسربل العبدي عن أمه قالت سألت عائشة عن خل الخمر
قالت ل بأس به هو ادام
B314
TEXT
وروى عن علي رضي ال عنه أنه كان يصطبغ في خل خمر وهذا يحتمل أن يكون أراد خل عنب وذكر ابن ابي شيبة قال حدثنا أزهر ) ( 633عن ابن عون عن محمد
ابن سيرين أنه كان يكره أن يقول خل خمر وكان يقول خل عنب وكان يصطبغ فيه ) ( 1وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم نعم الدام الخل وهذا على عمومه قال أبو
عمر وأعدل شيء في هذا الباب ما روى عن عمر رضي عنه فيه أخبرنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا ابن وضاح حدثنا سحنون أخبرنا ابن وهب قال أخبرني ابن أبي
ذئب ) ( 634عن ابن شهاب عن القاسم بن محمد عن أسلم مولى عمر بن الخطاب ) ( 635عن عمر بن الخطاب أنه قال ل يؤكل خل من خمر أفسدت حتى يبدأ ال
إفسادها فعند ذلك يطيب الخل قال ول بأس على امرئ أن يبتاع خل وجده مع أهل الكتاب ما لم يعلم أنهم تعمدوا افسادها بعد ما عادت خمرا قال ابن وهب وأخبرني
يونس عن ابن شهاب أنه كان يقول ل خير في خل من خمر أفسدت حتى يكون ال يفسدها ) ب ( عند ذلك يطيب الخل قال ابن وضاح ورأيت سحنون يذهب إلى أن
الخمر إذا خللت لم يؤكل خلها تعمد ذلك ) ج ( أو لم يتعمد
قال أبو عمر ليس في النهي عن تخليلها والمر بإراقتها ما يمنع من أكلها إذا تخللت من ذاتها ) * ( لنه يحتمل أن يكون ذلك كان عند نزول تحريمها ليل يستدام حبسها
لقرب العهد بشربها إرادة قطع العادة ولم يسئل عن خمر تخللت فنهى عنها وقال محمد بن عبد ال بن عبد الحكم كان مالك بن أنس يقول بقول عمر بن الخطاب ل يؤكل
خل من خمر أفسدت حتى يكون ال هو الذي بدأ إفسادها قال محمد وبه أقول قال ثم رجع مالك فقال إن فعل ذلك جاز أكلها على تكره ) ( 1منه قال وقول عمر أحب إلى
قال أبو عمر قد ذكرنا قول من زعم أن العلة في تحريمها الشدة فإذا زالت حلت ولكل قول وجه يطول شرحه والحتجاج له وقد زدنا هذه المسئلة بسطا وبيانا في باب زيد
بن أسلم عن أبي وعلة والحمد ل #حديث خامس لسحاق عن أنس مسند مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول ال
صلى ال عليه وسلم لطعام صنعته ) ب ( فأكل منه ثم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم قوموا فلصل لكم قال أنس فقمت إلى حصير لنا قد أسود من طول ما لبس
فنضحته بالماء فقام عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا ركعتين ثم انصرف
هكذا رواه جماعة رواة الموطأ وزاد فيه إبراهيم بن طهمان وعبد ال بن عون ) ( 636الخراز وموسى بن أعين ) ( 637فأكل منه وأكلت معه ثم دعا بوضوء فتوضأ
ثم قال قم فتوضا ومر العجوز فلتتوضأ ومر اليتيم فليتوضأ ولصل لكم قال ابو عمر قوله في الحديث ) ( 1إن جدته مليكة مالك يقوله والضمير الذي في جدته هو عائد
على إسحاق وهي جدة إسحاق أم أبيه عبد ال بن أبي طلحة وهي أم سليم بنت ملحان ) ( 638زوج أبي طلحة النصاري وهي أم أنس بن مالك كانت تحت أبيه مالك بن
النضر فولدت له أنس بن مالك والبراء بن مالك ثم خلف عليها أبو طلحة وقد ذكرنا قصتها في كتاب النساء من كتابنا في الصحابة ذكر عبد الرزاق هذا الحديث عن مالك
عن إسحاق عن أنس أن جدته مليكة يعني جدة إسحاق دعت النبي عليه السلم لطعام صنعته وساق الحديث بمعنى ما في الموطأ وفي هذا الحديث إجابة الدعوة إلى الطعام
في غير الوليمة وسيأتي القول والثار في ذلك في الحديث الذي بعد هذا إن شاء ال
وفيه أن المرأة المتجالة والمرأة ) * ( الصالحة إذا دعت إلى طعام اجيبت هذا إن صح أنها لم تكن بذات محرم من رسول ال صلى ال عليه وسلم وفي قول ال عز
وجل !> والقواعد من النساء اللتي ل يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة <! كفاية وفيه من الفقه أيضا أن من حلف إل يلبس ثوبا
ولم تكن له نية ول كان لكلمه بساط يعلم به مرادة ولم يقصد إلى اللباس المعهود فإنه يحنث بما يتوطا ويبسط من الثياب لن ذلك يسمى لباسا أل ترى إلى قوله فقمت إلى
حصير لنا قد أسود من طول ما لبس حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا ) ( 1قتيبة بن سعيد قال
أخبرنا الفضيل بن عياض عن هشام عن ابن سيرين قال قلت لعبيدة افتراش الحرير كلبسه قال نعم وأما نضح الحصير فإن إسماعيل بن إسحاق وغيره من اصحابنا
يقولون إن ذلك إنما كان لتليين الحصير ل لنجاسة فيه وال اعلم وقال بعض أصحابنا إن النضح طهر لما شك ) ب ( فيه لتطييب النفس عليه قال أبو عمر الصل في ثوب
المسلم وفي أرضه وفي جسمه الطهارة حتى يستيقن بالنجاسة فإذا تيقنت وجب غسلها وكذلك الماء أصله أنه محمول على الطهارة حتى يستيقن حلول النجاسة فيه ومعلوم
أن النجاسة ل يطهرها النضح وإنما يطهرها الغسل وهذا يدلك على أن الحصير لم ينضح لنجاسة وقد يسمى الغسل في بعض كلم العرب نضحا
ومنه الحديث إني لعلم أرضا يقال لها عمان ينضح البحر بناحيتها الحديث فإن كان الحصير نجسا فإنما أريد بذكر النضح الغسل وال أعلم ومن قال من أصحابنا أن
النضح طهارة لما شك فيه فإنما أخذه من فعل عمر بن الخطاب رضي ال عنه حين احتلم في ثوبه فقال اغسل منه ما رأيت وأنضح ما لم أره ومن قال من أصحابنا أن
النضح ل معنى له فهو قول يشهد له النظر والصول بالصحة وروى عن جماعة من السلف في الثوب النجس إنهم قالوا ليزيده النضح إل شرا وهو قول صحيح ومن
ذهب بحديث عمر إلى قطع الوسوسة وحزازات النفس في نضحه من ثوبه ما لم ير فيه شيئا من النجاسة كان وجها حسنا صحيحا إن شاء ال قال الخفش كل ما وقع
عليك من الماء مفرقا فهو نضح ويكون النضح باليد وبالفم أيضا قال وأما النضح بالخاء المنقوطة فكل ماء أتى كثيرا منهمرا ومنه ) * ( قول ال عز وجل !> فيهما عينان
نضاختان <! أي منهمرتان بالماء الكثير وفي هذا الحديث أيضا حجة على أبي حنيفة لنه يقول إذا كانوا ثلثة وأرادوا أن يصلوا جماعة قام أمامهم وسطهم ولم يتقدمهم
واحتج بحديث ابن مسعود وفي هذا الحديث وصففت أنا واليتيم من وارئه والعجوز من ورائنا وقد روى عن جابر بن عبد ال قال صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم
بي وبجبار بن صخر ) ( 639فأقامنا خلفه وإن كان في إسناد حديث جابر هذا من ل تقوم به حجة فحديث أنس من أثبت شيء وعليه عول البخاري وأبو داوود في هذا
الباب
حدثني محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل اليلي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا إسحاق
بن عبد ال بن أبي طلحة عن عمه أنس بن مالك قال صليت أنا ويتيم كان عندنا خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم وأم سليم أم أنس بن مالك من ورائنا وفيما أجاز لنا
عبيد ال ابن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي وأخبرناه بعض أصحابنا عنه قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار قال حدثنا الحسن بن عرفة ) ( 640بن
يزيد العبدي قال حدثنا عباد بن العوام ) ( 641عن هارون ابن عنترة الشيباني عن عبد الرحمن بن السود ) ( 642بن يزيد عن أبيه ) ( 643وعلقمة ) ( 644أنهما
صليا مع ابن مسعود في بيته أحدهما عن يمينه والخر عن شماله فلما انصرف قال هكذا صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وهذا الحديث ل يصح رفعه
والصحيح عندهم فيه التوقيف على ابن مسعود أنه كذلك صلى بعلقمة والسود وحديث أنس أثبت عند أهل العلم بالنقل وال أعلم
وأما إذا كان المام وآخر فإنما يقوم عن يمينه وهذا مجتمع عليه أخبرنا عبيد ال فيما كتب بإجازته إلى قال حدثنا إسماعيل الصفار قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا
هشيم بن بشير عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بت عند خالتي ميمونة بنت الحرث قال فقام النبي صلى ال عليه وسلم يصلي من الليل قال فقمت عن
يساره أصلي بصلته فأخذ بذؤابة كانت لي أو براسي فأقامني عن يمينه وسنذكر هذا الحديث من رواية مالك في باب مخرمة بن سليمان إن شاء ال وفيه أيضا حجة على
من أبطل صلة المصلى خلف الصف وحده وكان أحمد ابن حنبل والحميدي وأبو ثور يذهبون إلى الفرق بين المرأة والرجل في المصلى خلف الصف فكانوا يرون ) * (
العادة على من صلى خلف الصف وحده من الرجال بحديث وابصة ) ( 645بن معبد عن النبي عليه السلم بذلك ول يرون على المرأة إذا صلت خلف الصف شيئا
لهذا الحديث قالوا وسنة المرأة أن تقوم خلف الرجال ل تقوم معهم قالوا فليس في حديث انس هذا حجة لمن أجاز الصلة للرجل خلف الصف وحده قال أبو عمر في هذا
الباب حديث موضوع وضعه إسماعيل بن يحيى ابن عبيد ال التيمي عن المسعودي عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم المرأة وحدها
صف وهذا ل يعرف إل بإسماعيل هذا وقد استدل الشافعي على جواز صلة الرجل خلف الصف وحده بحديث أنس هذا واردفه بحديث أبي بكرة حين ركع خلف الصف
وحده فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم زادك ال حرصا ول تعد
ولم يامر بإعادة الصلة قال وقوله لبي بكرة ول تعد يعني ل تعد أن تتأخر عن الصلة حتى تفوتك قال وإذا جاز الركوع للرجل خلف الصفوف وحده واجزأ ذلك عنه
فكذلك سائر صلته لن الركوع ركن من أركانها فإذا جاز للمصلى أن يركع خلف الصفوف وحده كان له أن يسجد وأن يتم صلته وال أعلم وقد احتج جماعة من
أصحابنا بما احتج به الشافعي في هذه المسألة والذي عليه جمهور من الفقهاء كمالك والشافعي والثوري وأبي حنيفة فيمن اتبعهم وسلك سبيلهم أجازة صلة المنفرد خلف
الصف وحده وحديث وابصة مضطرب السناد ل يثبته جماعة من أهل الحديث وفي هذا الحديث أيضا ما يدل على أن الصبي إذا عقل الصلة حضرها مع الجماعة
ودخل معهم في الصف إذا كان يؤمن منه اللعب والذى وكان ممن يفهم حدود الصلة ويعقلها وقد روى عن عمر بن الخطاب إنه كان إذا أبصر صبيا في الصف أخرجه
وعن زر بن حبيش وأبي وائل بمثل ذلك وهذا يحتمل أن يكون أنه لم يكن ) ( 1يؤمن لعبه ولهوه أو يكون كره له التقدم في الصف ومنع الشيوخ من موضعه ذلك
والصل ما ذكرناه لحديث هذا الباب وال أعلم وقد كان احمد بن حنبل يذهب إلى كراهة ) ب ( ذلك قال الثرم سمعت أحمد بن حنبل يكره أن يقوم الناس في المسجد
خلف المام إل من قد احتلم أو أنبت أو بلغ خمس عشرة سنة فقلت له ابن اثنتي عشرة سنة أو نحوها قال ما أدري قلت له فكأنك تكره ) * ( ما دون هذا السن قال ما
أدري فذكرت له حديث أنس واليتيم فقال ذاك في التطوع
وإذا كان رجلن وامرأة قام الرجل عن يمين المام وقامت المراة خلفهما وهذا ل خلف فيه وبهذا احتج أحمد بن حنبل في أن المراة سنتها أن تقوم خلف الرجال ل تكون
معهم في الصف ودفع ما احتج به الشافعي من حديث أنس المذكور في هذا الباب حدثني أحمد بن محمد بن أحمد قراءة مني عليه أن أبا على الحسن ابن سلمة بن معلى
B314
TEXT
حدثهم قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا عمرو ابن علي قال حدثنا يحيى القطان عن شعبة عن عبد ال بن المختار ) ( 646عن موسى بن أنس ) ( 647عن أنس
قال صلى بي النبي صلى ال عليه وسلم وبامرأة من أهلي فاقامني عن يمينه والمرأة خلفنا وفي هذا الحديث صلة الضحى ولذلك ساقه مالك رحمه ال وسيأتي القول في
صلة الضحى في باب ابن شهاب إن شاء ال حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبد السلم حدثنا محمد بن بشار ) ( 1حدثنا محمد بن
جعفر حدثنا شعبة عن أنس بن سيرين ) ( 648عن أنس بن مالك قال كان رجل ضخم ل يستطيع أن يصلي مع النبي صلى ال عليه وسلم فقال إني ل أستطيع أن أصلي
معك
فلو أتيت منزلي فصليت فاقتدي بك فصنع الرجل طعاما ثم دعا بالنبي صلى ال عليه وسلم ونضح حصيرا لهم فصلى النبي صلى ال عليه وسلم ركعتين فقال رجل من آل
الجارود لنس أكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي الضحى فقال ما رأيته قط صلها إل يومئذ روى ابن عيينة عن الثوري عن ليث عن شهر بن حوشب عن أبي
مالك الشعري ) ( 649أن النبي عليه السلم كان يصف الرجال ثم الصبيان خلف الرجال ثم النساء خلف الصبيان في الصلة ) # ( 1حديث سادس لسحاق عن أنس
مسند مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة أنه سمع أنس ابن مالك يقول إن خياطا دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس فذهبت مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم إلى ذلك الطعام فقرب إليه خبزا من = شعير ومرقا فيه دباء قال أنس فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يتتبع الدباء من حول القصعة فلم ازل
أحب الدباء بعد ذلك اليوم هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جميع رواته فيما علمت بهذا السناد وزاد بعضهم فيه ذكر القديد وسنذكره في هذا الباب ) * ( إن شاء ال
أدخل مالك رحمه ال هذا الحديث في باب الوليمة للعرس ويشبه ) ( 1أن يكون وصل إليه من ذلك علم وقد روى عنه نحو هذا وليس في ظاهر الحديث ما يدل على أنها
وليمة عرس وإجابة الدعوة عندي واجبة إذا كان طعام الداعي مباحا أكله ولم يكن هناك شيء من المعاصي وجوب سنة ) ب ( ل ينبغي لحد تركها في وليمة العرس
وغيرها واتيان طعام وليمة العرس عندي أوكد لقول ابي هريرة ) ومن لم يأت الدعوة فقد عصى ال ورسوله ( على أنه يحتمل وال أعلم من لم ير أتيان الدعوة فقد
عصى ال ورسوله وهذا أحسن وجه حمل عليه هذا الحديث أن شاء ال وقد اختلف فيما يجب الجابة إليه من الدعوات فذهب مالك والثوري إلى أن إجابة الوليمة واجب
دون غيرها وخالفهم في ذلك غيرهم وسنذكر اختلفهم في ذلك في باب ابن شهاب عن العرج عن أبي هريرة عند قوله شر الطعام الوليمة يدعى لها الغنياء ويترك
المساكين ومن لم يأت الدعوة فقد عصى ال ورسوله إن شاء ال والصحيح عندنا ما ذكرنا أن إجابة الدعوة سنة مؤكدة مندوب إليها لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم
لو أهدى إلى كراع لقبلت ولو دعيت إلى ذراع لجبت رواه شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ج ( وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أجيبوا
الدعوة إذا دعيتم رواه أيوب السختياني وموسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم
وروى عبيد ال بن عمر ومالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا دعى أحدكم إلى وليمة فليأتها زاد عبيد ال في حديثه فإن كان
مفطرا فليطعم وإن كان صائما فليدع قال وكان ابن عمر إذا دعى أجاب فإن كان صائما ترك وإن كان مفطرا أكل فإن قيل ليس في حديث أيوب وموسى بن عقبة حجة
لن لفظ حديثهما مجمل وقد فسر بحديث مالك وعبيد ال فكأنه قال أجيبوا الدعوة إلى الوليمة إذا دعيتم قيل له قد رواه معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر فقال فيه
عرسا كان أو غيره ذكره عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 1قال إذا دعا أحدكم أخاه فليجبه عرسا كان
أو غيره ) * ( وذكر أبو داود قال حدثنا الحسن ابن علي قال حدثنا عبد الرزاق بإسناده مثله وقال عرسا كان أو دعوة قال أبو داود وكذلك رواه الزبيدي عن نافع مثل
حديث معمر عن أيوب ومعناه سواء وهذا قاطع لموضع الخلف وروى العمش عن شقيق عن عبد ال بن مسعود قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ( 1أجيبوا
الداعي ول تردوا الهدية ول تضروا المسلمين وقد ذهب أهل الظاهر إلى إيجاب اتيان كل دعوة وجوب فرض بظاهر هذه الحاديث وحملها سائر أهل العلم على الندب
للتآلف والتحاب وقد احتج بعض من ليرى اتيان الدعوة إذا لم يكن عرسا بقول عثمان بن أبي العاص ) ( 650ما كنا ندعى إلى الختان ول نأتيه وهذا ل حجة
فيه وقال بعضهم إنما يجب إتيان طعام القادم من سفر وطعام الختان وطعام الوليمة والحجة قائمة بما قدما من آثار الصحاح التي نقلها اليمة متصلة إلى النبي عليه السلم
وهي على عمومها ل تخص دعوة من دعوة أخبرني خلف بن القاسم قال حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل البغدادي قال حدثنا محمد بن العباس ) ( 651قال حدثنا محمد
بن أحمد ابن أبي المثنى قال حدثنا جعفر بن عون ) ( 652قال حدثنا سليمان الشيباني أبو إسحاق ) ( 653عن أشعث بن أبي الشعثاء ) ( 654عن معاوية ابن سويد
بن مقرن ) ( 655عن البراء بن عازب ) ( 656قال أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنائز وإفشاء السلم
وإجابة الداعي وتشميت العاطس ونصر المظلوم وإبرار القسم ونهانا عن الشراب في الفضة فإنه ) ( 1
من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في الخرة وعن التختم بالذهب وعن ركوب المياثر وعن لباس القسى والحرير والديباج والستبرق قال البراء أمرنا رسول ال
صلى ال عليه وسلم بسبع فذكر منها إجابة الداعي وذكر منها أشياء منها ما هو فرض على الكفاية ومنها ما هو واجب وجوب سنة فكذلك إجابة الدعوة وال نسأله
العصمة حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن محمد البرتي قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا ايوب عن ابن
سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 1قال إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطرا فليأكل وإن كان صائما فليصل نقول فليدع قال أبو عمر
قد جاء في هذا الحديث مع صحة إسناده إلى طعام لم يخص طعاما من طعام وحدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا وهب ابن مسرة قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا محمد بن
عبد ال ابن نمير ) ( 657قال حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ب ( إذا دعى أحدكم
فليجب فإن شاء أكل وإن شاء ترك وهذا ايضا على عمومه #وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد عن أيوب عن
نافع عن ابن عمر
قال قال رسول ال صلى ال عليه أجيبوا الدعوة إذا دعيتم وحدثنا سعيد ابن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ( 1قال أجيبوا الدعوة إذا دعيتم لها وهذا أيضا على عمومه سنة
مسنونة وبال التوفيق قال أبو عمر زاد القعنبي وابن بكير في حديث مالك هذا عن إسحاق عن أنس ذكر القديد فقال بطعام ) ب ( فيه دباء وقديد وتابعهما على ذلك قوم
منهم أبو نعيم إل أنه اختصر الفاظا من هذا الحديث أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين
قال حدثنا مالك ابن أنس عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال رأيت النبي صلى ال عليه وسلم أتى بمرق فيه دباء وقديد فرأيته يتبع الدباء يأكله
وفي هذا الحديث أيضا إباحة اجالة اليد في الصحفة وهذا عند أهل العلم على وجهين أحدهما أن ذلك ل يحسن ول يجمل إل بالرئيس ورب البيت والخر أن المرق والدام
وسائر الطعام إذا كان فيه نوعان أو أنواع فل بأس أن تجول اليد فيه للتخير مما وضع في المائدة والصحفة من صنوف الطعام لنه لذلك قدم ليأكل كل ما أراد وهذا كله
مأخوذ من هذا الحديث أل ترى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ج ( جالت يده في الصحفة يتبع الدباء فكذلك سائر ) د ( الرؤساء ولما كان
في الصحفة نوعان وهما اللحم والدباء حسن بالكل أن تجول يده فيما اشتهى من ذلك بدليل هذا الحديث ول يجوز ذلك على غير هذين الوجهين لقول رسول ال صلى ال
عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة ) ( 658سم ال وكل بيمينك وكل مما يليك وإنما أمره أن ياكل مما يليه لن ) * ( الطعام كله كان نوعا واحدا وال أعلم كذلك فسره أهل
العلم وفيه أيضا ما كان القوم عليه من شظف العيش في أكل الشعير وما أشبهه وما كانوا عليه من المواساة وإطعام الطعام مع ما كانوا فيه من هذه الحال وقد روى أنهم
كانوا يكثرون طعامهم بالدباء ذكر الحميدي عن سفيان قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر الحمسي ) ( 659عن أبيه قال دخلت على النبي صلى ال
عليه وسلم ) ( 1فرأيت عنده الدباء فقلت ما هذا فقال نكثر به طعامنا ومن صريح اليمان حب ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يحبه وإتباع ما كان رسول ال
صلى ال عليه وسلم يفعله صلى ال عليه وسلم أل ترى إلى قول أنس فلم أزل أحب الدباء بعد ذلك اليوم
حدثنا خلف بن قاسم بن سهل قال حدثنا أبو الظاهر محمد بن عبد ال القاضي بمصر قال حدثنا موسى بن هارون بن عبد ال الحمال ) ( 660قال حدثنا محمد بن عباد
قال حدثنا سفيان يعني ابن عيينة عن مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أنس قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يتبع الدباء في القصعة فل أزال أحبه
ورواه جماعة من أصحاب ابن عيينة عنه عن مالك بإسناده هذا ) # ( 1حديث سابع لسحاق عن أنس مسند مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة النصاري عن
أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم يعني أهل المدينة هذا من فصيح كلم رسول ال صلى ال عليه
وسلم وبلغته وفيه استعارة بينة لن الدعاء إنما هو للبركة في الطعام المكيل بالصاع والمد ل في الظروف وال أعلم وقد يحتمل على ظاهر العموم أن يكون في الطعام
والظروف وفي هذا الحديث دليل على أن الكيل إذا اختلف في البلدان في الكيل والوزن وجب الرجوع فيه إلى أهل المدينة وترجيح القائل بذلك قوله بدعاء رسول ال
صلى ال عليه وسلم لهم في مكيالهم وصاعهم ومدهم وفيه دللة على صحة رواية من روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال
المكيال مكيال أهل المدينة والوزن وزن مكة وفي هذا أيضا ما يدل على أن ما كان مكيل بالمدينة مما ورد فيه الخبر بتحريم التفاضل ل يجوز فيه إل الكيل وقياس ذلك
أن ما كان موزونا ) * ( عندهم فالتفاضل في بعضه ببعض محرم ل يجوز فيه إل الوزن وال أعلم وفي هذا الحديث فضل بين للمدينة وقد عارضه بعض من يفضل مكة
B314
TEXT
لما ذكره البخاري قال حدثنا علي ابن المديني قال حدثنا ) ( 1ازهر ابن سعد السمان عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال اللهم
بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا يا رسول ال قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول ال وفي نجدنا فاظنه قال في
الثالثة هناك الزلزل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان قال أبو عمر دعاؤه صلى ال عليه وسلم للشام يعني لهلها كتوقيته لهل الشام الجحفة ولهل اليمن يلملم علما منه
بأن الشام سينتقل إليها السلم وكذلك وقت لهل نجد قرنا يعني علما منه بأن العراق ستكون كذلك وهذا من أعلم نبوته صلى ال عليه وسلم #حديث ثامن لسحاق عن
أنس مسند ) ب ( مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة
وأربعين جزءا من النبوة
قال أبو عمر هذا حديث ل يختلف في صحته وروى أيضا من وجوه كثيرة عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى ال عليه وسلم بالفاظ مختلفة فمن ذلك حديث أنس عن
النبي عليه السلم كما ) ( 1رواه شعبة عن ثابت عن انس عن النبي صلى ال عليه كما رواه مالك وقد روى عن أنس عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى ال عليه
وسلم رواه شعبة عن قتادة عن أنس عن عبادة بن الصامت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال رؤيا المؤمن جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة وكذلك رواه أبو
هريرة عن النبي عليه السلم من حديث سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي صالح السمان وعبد الرحمن العرج ومحمد بن سيرين عن أبي هريرة وكذلك
رواه عبد ال بن عمرو بن العاصي عن النبي عليه السلم من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن دراج ابي السمح ) ( 661عن عبد الرحمن بن جبير ) ( 662
عن عبد ال بن عمرو بن العاصي وأخطأ فيه رشدين ابن سعد فرواه عن عمرو بن الحرث عن دراج بإسناده فقال فيه جزء من تسعة وأربعين جزءا من النبوة ورواه أبو
سعيد الخدري عن النبي عليه السلم ) * ( فقال فيه جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة من حديث الليث بن سعد عن يزيد بن الهادي عن عبد ال بن خباب )
( 663
عن أبي سعيد الخدري وكذلك رواه ابن جريج عن ابن أبي حسين عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي عليه السلم قال الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وأربعين جزءا
من النبوة وقد روى من حديث عبادة عن النبي عليه السلم قال الرؤيا الصالحة جزء من أربعة وأربعين جزءا من النبوة بإسناد فيه لين وقد حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا
ابن أبي العقب ) ( 1قال حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال حدثنا أحمد بن خالد الذهبي ) ( 664قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن هرمز العرج عن سلمان
بن عريب قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم رؤيا الرجل الصالح بشرى من ال جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة قال سلمان فحدثت به
ابن عباس فقال من خمسين جزءا من النبوة فقلت إني سمعت أبا هريرة يقول إنه سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة فقال
ابن عباس سمعت العباس ابن عبد المطلب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الرؤيا الصالحة من المؤمن جزء من خمسين جزءا من النبوة وقد حدث هذا الحديث أبو
سلمة عمر بن عبد العزيز فقال عمر لو كانت جزءا من عدد الحصا لرأيتها صدقا وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا
من النبوة من حديث عبد ال بن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم رواه عبيد ال بن عمرو ابن جريج وعبد العزيز بن أبي رواد ) ( 665
عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو
أسامة قال حدثنا عبيد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة وهذا حديث صحيح
السناد ل يختلف في صحته وقد روى عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا أسود بن عامر ) ( 666قال حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال رؤيا المسلم جزء من
سبعين ) * ( جزءا من النبوة وروى عاصم بن كليب ) ( 667عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله قال أبو عمر حديث أنس بن مالك أخبرناه عبد
ال بن محمد بن أسد حدثنا بكر بن محمد بن العلء حدثنا الحسن بن المثنى بن دجانة حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا عبد العزيز بن المختار قال حدثنا ثابت عن أنس قال
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان ل يتمثل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوة هكذا في حديث أنس هذا
وهو حسن السناد
جزء من ستة وعشرين جزءا ورواه أبو رزين العقيلي ) ( 668فقال فيه ) ( 1جزء من أربعين جزءا حدثناه عبد ال حدثنا بكر حدثنا الحسن بن المثنى حدثنا عفان
حدثنا حماد قال أخبرنا يعلى بن عطاء ) ( 669عن وكيع بن عدس ) ( 670عن عمه أبي رزين العقيلي أن النبي صلى ال عليه وسلم قال الرؤيا جزء من أربعين
جزءا من النبوة والرؤيا معلقة برجل طائر ما لم يحدث بها صاحبها فإذا حدث بها وقعت فل تحدثوا بها إل عاقل أو محبا أو ناصحا قال ابو عمر اختلف آثار هذا الباب
في عدد أجزاء الرؤيا من النبوة ليس ذلك عندي باختلف تضاد وتدافع وال أعلم لنه يحتمل أن تكون الرؤيا الصالحة من بعض من يراها على ستة وأربعين جزءا أو
خمسة وأربعين جزءا أو أربعة وأربعين جزءا أو خمسين جزءا أو سبعين جزءا على حسب ما يكون الذي يراها من صدق الحديث وأداء المانة والدين المتين وحسن
اليقين فعلى قدر اختلف الناس فيما وصفنا تكون الرؤيا منهم على الجزاء المختلفة العدد وال أعلم فمن خلصت له نيته ) ب ( في عبادة ربه ويقينه وصدق حديثه كانت
رؤياه أصدق وإلى النبوة أقرب
كما أن النبياء يتفاضلون والنبوة كذلك وال اعلم قال ال عز وجل !> ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض <! حدثنا محمد بن عبد ال بن حكم قال حدثنا محمد بن معاوية
قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان النماطي قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا خالد بن عبد الرحمن قال حدثنا إبراهيم بن عثمان عن الحكم ابن عتيبة ) ( 1عن مقسم )
( 671عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال كان من النبياء من يسمع الصوت فيكون به نبيا وكان منهم من يرى في المنام فيكون بذلك نبيا وكان منهم من
ينفث في أذنه وقلبه فيكون بذلك نبيا ) ب ( وإن جبرئيل يأتيني فيكلمني ) * ( كما يكلم أحدكم صاحبه قال أبو عمر هذا على أنه يكلمه جبريل كثيرا بالوحي في الغلب من
أمره وقد قال صلى ال عليه وسلم إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا ال وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم وفي
حديث عائشة إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قيل له كيف يأتيك الوحي قال يأتيني الوحي أحيانا في مثل صلصلة الجرس وهو أشده على ) ج ( فيفصم عني وقد وعيت
ما قال وقد كان يتراءى له جبريل من السحاب وكان أول ما ابتدئ من النبوة أنه كان يرى الرؤيا فتأتي كأنها فلق الصبح وربما جاء جبريل في صفة إنسان حسن الصورة
فيكلمه وربما اشتد عليه حتى يغط غطيط البكر ويئين ويحمر وجهه إلى ضروب كثيرة يطول ذكرها
وقد يحتمل أن تكون الرؤيا جزءا من النبوة لن فيها ما يعجز ويمتنع كالطيران وقلب العيان ولها التأويل الحسن وربما أغنى بعضها عن التأويل وجملة القول في هذا
الباب أن الرؤيا الصادقة من ال وأنها من النبوة وأن التصديق بها حق وفيها من بديع حكمة ال ولطفه ما يزيد المؤمن في إيمانه ول أعلم بين أهل الدين والحق من أهل
الرأي والثر خلفا فيما وصفت لك ول ينكر الرؤيا إل أهل اللحاد وشرذمة من المعتزلة وأما قوله صلى ال عليه وسلم في الحديث الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح
وربما جاء في الحديث الرؤيا الصالحة فقط وربما جاء في الحديث أيضا رؤيا المؤمن فقط وربما جاء يراها الرجل الصالح أو ترى له يعتلى من صالح وغير صالح وهي
ألفاظ المحدثين وال أعلم بها والمعنى عندي في ذلك على نحو ما ظهر إلى في الجزاء المختلفة من النبوة والرؤيا إذا لم تكن من الضغاث والهاويل فهي الرؤيا
الصادقة وقد تكون الرؤيا الصادقة من الكافر ومن الفاسق كرؤيا الملك التي فسرها يوسف صلى ال عليه ورؤيا الفتيين في السجن ورؤيا بختنصر التي فسرها دانيال في
ذهاب ملكه ورؤيا كسرى في ظهور النبي صلى ال عليه وسلم ورؤيا عاتكة عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم في أمر النبي صلى ال عليه وسلم ومثل هذا كثير وقد
قسم رسول ال صلى ال ) * ( عليه وسلم الرؤيا أقساما تغنى عن قول كل قائل حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد الحلتي القاضي قال حدثنا محمد
بن جعفر بن يحيى بن رزين بحمص قال
حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا يحيى بن حمزة ) ( 672قال حدثنا يزيد بن عبيدة ) ( 673قال حدثنا مسلم بن مشكم ) ( 674عن عوف بن مالك ) ( 675عن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال الرؤيا ثلثة منها أهاويل الشيطان ليحزن ابن آدم ومنها ما يهم به في يقظته فيراه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة قال
قلت ) ( 1سمعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم قال نعم سمعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم وذكره ابن أبي شيبة عن المعلى بن منصور ) = ( 676عن
يحيى بن حمزة عن يزيد بن عبيدة عن أبي عبد ال عن عوف بن مالك عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله وهذا يفسر قوله في حديث إسحاق الرؤيا الحسنة أنها ما لم تكن
من أهاويل الشيطان ول مما يهم به النسان في يقظته ويشغل بها نفسه ذكر عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه
وسلم قال في آخر الزمان ل تكاد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا والرؤيا ثلثة الرؤيا الحسنة بشرى من ال والرؤيا يحدث بها الرجل نفسه والرؤيا
تحزين من الشيطان فإذا رأى
أحدكم رؤيا يكرهها فل يحدث بها أحدا ) ( 1وليقم فليصل قال أبو هريرة يعجبني القيد وأكرهه الغل القيد ثبات في الدين وقرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن
أصبغ حدثهم قال حدثنا مضر ) ب ( بن محمد الكوفي قال حدثنا إبراهيم بن عثمان بن زياد المصيصي قال حدثنا مخلد بن حسين ) ( 677عن هشام بن حسان عن ابن
B314
TEXT
سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ورؤيا المسلم جزء من ستة
وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا ثلثة فالرؤيا الحسنة من ال والرؤيا من تحزين الشيطان والرؤيا يحدث بها النسان نفسه فإذا رأى أحدكم ما يكره فل يحدث به وليقم
فليصل قال أبو هريرة احب القيد في النوم واكرهه الغل والقيد ثبات في الدين وروى قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم بعض هذا
الحديث وذكر ابن أبي شيبة قال حدثنا ) * ( أبو معاوية ووكيع عن العمش عن أبي ظبيان ) ( 678عن علقمة قال قال عبد ال ) الرؤيا ثلثة حضور الشيطان والرجل
يحدث نفسه بالنهار فيراه بالليل والرؤيا التي هي الرؤيا ( وأولى ما اعتمد عليه في عبارة الرؤيا والدب فيها لمن رآها او قصت عليه ما حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا
ابن
المفسر قال حدثنا أحمد بن علي قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا يحيى بن صالح ) ( 679عن سليمان بن بلل عن العلء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
قال قال رسول ال إذا رأى أحدكم الرؤيا تعجبه فليذكرها وليفسرها وإذا رأى أحدكم الرؤيا تسوؤه فل يذكرها ول يفسرها وقيل لمالك رحمه ال أيعبر الرؤيا كل احد )
( 1فقال أبالنبوة يلعب وقال مالك ل يعبر الرؤيا إل من يحسنها فإن رأى خيرا أخبر به وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت قيل فهل يعبرها على الخير وهي عنده
على المكروه لقول من قال أنها على ما أولت عليه ) ب ( فقال ل ثم قال الرؤيا جزء من النبوة فل يتلعب بالنبوة #حديث تاسع لسحاق عن أنس مسند أيضا مالك عن
إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول قال أبو طلحة لم سليم لقد سمعت صوت رسول ال صلى ال عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل
عندك من شيء فقالت نعم ) ج ( قال فأخرجت ) د ( أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها ثم لفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فذهبت به فوجدت رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا في المسجد
ومعه الناس فقمت عليهم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ارسلك أبو طلحة فقلت نعم فقال بطعام قال ) ( 1قلت نعم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لمن معه
قوموا فانطلقوا ) ب ( وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول ال والناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم فقالت ال
ورسوله أعلم قال فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول ال صلى ال عليه وسلم فأقبل رسول ال وأبو طلحة معه حتى دخل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هلمي يا أم
سليم = ما عندك ) * ( فأتت بذلك الخبز فأمر به ففت وعصرت عليه أم سليم عكة لها فأدمته ثم قال رسول ال ما شاء ال أن يقول ثم قال ايذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا
حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ايذن لعشرة ) د ( فإذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ايذن لعشرة فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجل قال أبو
عمر هذا من اثبت ما يروى من الحديث وأحسنه اتصال وكذلك سائر حديث اسحاق عن أنس قال أبو عمر ) ه ( احتج بعض أصحابنا بهذا الحديث في جواز شهادة
العمى على الصوت وقال لم يمنع أبا طلحة ضعف صوت رسول ال صلى ال عليه عن تمييزه لعلمه به فكذلك العمى إذا عرف الصوت وعارضه بعض من ل يرى
شهادة العمى جائزة على الكلم بأن أبا طلحة قد تغير عنده صوت رسول ال صلى ال عليه وسلم مع علمه بصوته
ولول رؤيته له لشتبه عليه في حين سماعه منه وما عرفه والتشغيب ) ( 1في هذه المسألة طويل وفي هذا الحديث ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه
من ضيق الحال وشظف العيش وأنه كان صلى ال عليه وسلم يجوع حتى يبلغ به الجوع والجهد إلى ضعف الصوت وهو غير صائم وفيه أن الطعام الذي لمثله يدعى
الضيف ول يدعى إل لرفع ما يقدر عليه كان عندهم الشعير وقد كان أكثر طعامهم التمر في أول السلم وكان يمر بهم الشهر والشهران ما توقد ) ب ( في بيت أحدهم
نار وذلك محفوظ معناه من حديث عائشة وغيرها وفيه قبول مواساة الصديق وأكل طعامه وإن ذلك ليس بصدقة وإنما كان صلة وهدية ولو كان صدقة ما أكله رسول ال
صلى ال عليه وسلم وفيه أن الرجل إذا دعى إلى طعام جاز لجلسائه أن يأتوا معه إذا دعاهم الرجل وإن لم يدعهم صاحب الطعام وذلك عندي محمول على أنهم علموا ان
صاحب الطعام تطيب لهم نفسه بذلك ووجه آخر أن يكون الطعام يكفيهم وقد قال مالك ل ينبغي لمن دعى إلى طعام أن يحمل مع نفسه غيره إذ ل يدري هل يسر بذلك
صاحب الطعام أم ل قال مالك إل أن يقال له ادع من لقيت وفيه اكتراث المؤمن عند ضيق الحال إذا نزل به ضيف وليس معه ما يكفيه من الطعام
وفيه فضل فطنة أم سليم لحسن ) ( 1جوابها زوجها حين شكى إليها كثرة من حل به مع قلة طعامه فقالت له ال ) * ( ورسوله أعلم أي لم يأت بهم إل وسيطعمهم وفيه
الخروج إلى الطريق لمن قصد له ) ب ( إذا كان أهل لذلك لنه من البر وفيه أن صاحب الدار ل يستأذن في داره وأن من دخل معه يستغنى عن الذن وفيه أن الصديق
الملطف يأمر في دار صديقه بما يحب ويظهر دالته ) ج ( في المر والنهي والتحكم لنه اشترط عليهم أن يفت الخبز وهو فعل يرضاه أهل الكرم من الضيف ولقد
أحسن القائل %يستأنس الضيف في أبياتنا أبدا %فليس يعرف خلق أينا الضيف %وفيه أن النسان ل يدخل عليه بيته إل معه أو بإذنه أل ترى إلى قوله صلى ال عليه
وسلم ايذن لعشرة وقد استحب أهل العلم أن ل يكون على الخوان الذي عليه الطعام كثر من عشرة وفيه أن الثريد اعظم بركة من غيره من الطعام ولذلك اشترط به رسول
ال وال أعلم وفيه أن لصاحب الطعام أن يقدم إلى طعامه ممن حضره من شاء من غير قرعة وإن كان قد دعاهم جميعا إذا علم أن كل واحد منهم يصل من الطعام إلى ما
يكفيه في ذلك الوقت
وفيه إباحة الشبع للصالحين وقد روى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان آخرهم أكل وذلك من مكارم الخلق وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ساقى
القوم آخرهم شربا وفيه العلم الساطع النير والبرهان الواضح من اعلم نبوته صلى ال عليه وسلم وقد روى هذا المعنى وشبهه من وجوه كثيرة منها ما حدثنا سعيد بن
نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ) ( 680عن عبد الواحد بن أيمن )
( 1681عن أبيه قال قلت لجابر بن عبد ال حدثنا بحديث سمعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم أرويه عنك قال فقال جابر كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم
يوم الخندق نحفره فلبثنا ثلثة أيام ل نطعم طعاما ول نقدر عليه فعرضت في الخندق كدية فجئت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت يا رسول ال هذه كدية قد
عرضت في الخندق فرششنا عليها الماء فقام رسول ال وبطنه معصوب بحجر فأخذ المعول أو المسحاة ثم سمى ثلثا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل فلما رأيت ذلك من
رسول ال صلى ال عليه وسلم قلت يا رسول ال ايذن لي ) * ( فأذن لي فجئت أمرأتي فقلت ثكلتك أمك إني قد رأيت من رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا ل صبر لي
عليه فما عندك قالت عندي
صاع من شعير قال فطحنا الشعير وذبحنا العناق وأصلحناها وجعلناها في البرمة وعجنت الشعير فرجعت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فلبثت ساعة ثم استأذنت
الثانية فأذن لي فجئت فإذا العجين قد أمكن فأمرها بالخبز وجعلت القدر على الثافي ثم جئت رسول ال صلى ال عليه وسلم فساررته فقلت يا رسول ال إن عندنا طعاما )
( 1لنا فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلن معك فعلت فقال كم هو وما هو فقلت صاع من شعير وعناق قال أرجع إلى أهلك فقل لها ل تنزع القدر من الثافي
ول تخرج الخبز من التنور حتى آتي ثم قال للناس قوموا إلى بيت جابر فاستحييت حياء ل يعلمه إل ال فقلت لمرأتي ثكلتك أمك قد جاء رسول ال بأصحابه أجمعين
فقالت أكان رسول ال صلى ال عليه وسلم سألك كم الطعام قلت نعم فقالت ال ورسوله أعلم قد اخبرته بما كان عندنا قال فذهب عني بعض ما أجد وقلت لقد صدقت قال
فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فدخل وقال لصحابه ل تضاغطوا قال ثم برك على التنور وعلى البرمة فجعلنا نأخذ من التنور الخبز ونأخذ اللحم من البرمة فنثرد
ونغرف ونقرب اليهم ) ب ( وقال رسول ال ليجلس على الصحفة سبعة أو ثمانية فلما أكلوا كشفنا التنور والبرمة فإذا هما قد عادا إلى أمل مما كانا فنثرد ونغرف ونقرب
)ج(
اليهم فلم يزل ) ( 1ذلك كلما فتحنا عن التنور وكشفنا عن البرمة وجدناهما امل مما كانا حتى شبع المسلمون كلهم وبقي طائفة من الطعام فقال لنا رسول ال صلى ال
عليه وسلم إن الناس قد أصابتهم مخمصة فكلوا وأطعموا قال فلم نزل ) ب ( يومنا نأكل ونطعم قال وأخبرني جابر أنهم كانوا ثمانمائة أو ثلثمائة شك أيمن حدثنا خلف بن
قاسم الحافظ قال حدثنا عبد ال بن محمد بن ناصح ) ج ( المفسر قال حدثنا احمد بن علي بن سعيد قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عبد العلى بن عبد العلى عن
سعيد الجريري ) د ( 682عن أبي الورد عن أبي محمد الحضرمي ) ( 683عن أبي أيوب النصاري قال صنعت لرسول ال ولبي بكر طعاما قدر ما ) * ( يكفيهما
وأتيتهما به فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اذهب فادع لي ثلثين من أشراف النصار قال فشق ذلك علي وقلت ما عندي شيء ازيده قال ) ه ( فكأني تغافلت ثم
) و ( قال اذهب فادع لي ثلثين من اشراف النصار قال فدعوتهم فجاءوا فقال اطعموا فأكلوا ثم صدوا ) ز ( ثم شهدوا أنه رسول ال ثم بايعوه قبل ان يخرجوا ثم قال
اذهب فادع لي بستين ) ح ( من النصار قال أبو أيوب فوال لنا بالستين أجود مني بالثلثين قال فدعوتتهم فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم كلوا فاكلوا حتى صدوا ) ( 1وشهدوا أنه رسول ال وبايعوه قبل أن يخرجوا ثم قال اذهب فادع لي بتسعين ) ب ( من النصار قال فلنا
أجود بالتسعين والستين مني بالثلثين قال فدعوتهم فأكلوا حتى صدوا ) ( 1وشهدوا أنه رسول ال صلى ال عليه وسلم وبايعوه قبل أن يخرجوا قال فأكل من طعامي ذلك
مائة وثمانون رجل #حديث عاشر لسحاق عن أنس مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة ) ( 684عن أنس بن مالك انه قال كنا نصلي العصر ثم يخرج النسان
إلى بني عمرو بن عوف فيجدهم ) ح ( يصلون العصر هذا يدخل في المسند وهو الغلب من أمره وكذلك رواه جماعة الرواة للموطأ عن مالك وقد رواه عبد ال بن
المبارك عن مالك ) د ( عن إسحاق عن أنس قال كنا نصلي العصر مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره مسندا وكذلك رواه عتيق بن يعقوب الزبيري عن مالك
B314
TEXT
كرواية ابن المبارك ومعنى هذا الحديث السعة في وقت العصر وأن الناس في ذلك الوقت وهم أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم لم تكن صلتهم في فور واحد
لعلمهم بما أبيح لهم من سعة الوقت
والثار كلها أو أكثرها على أن وقت العصر ممدود منذ يزيد الظل على قامة من الحد الذي زالت عليه الشمس ما كانت الشمس بيضاء نقية ويروى ما دامت الشمس حية
وحياتها حرارتها وما ) ( 1لم تدخلها صفرة فإذا اصفرت الشمس ودنت للغروب خرج الوقت المحمود المستحب المختار ولحق مؤخرها من غير عذر إلى ذلك الوقت
الذم لحديث العلء ابن عبد الرحمن عن انس عن النبي عليه السلم تلك صلة المنافقين يمهل احدهم حتى إذا اصفرت الشمس قام فنقرها ) ب * ( أربعا ل يذكر ال فيها
إل قليل يعيبهم بذلك صلى ال عليه وسلم ومع هذا فأنا ل نبعد أن يكون من أدرك منها ركعة قبل غروب الشمس أن يكون مدركا لوقتها لحديث أبي هريرة عن النبي
صلى ال عليه وسلم بذلك وحديث أبي هريرة أصح إسنادا وأقوى عند أهل العلم بالحديث من حديث العلء وحديث العلء ل بأس به وقد ذكرنا اقاويل الفقهاء في آخر
وقت العصر في باب زيد بن أسلم عند قول رسول ال صلى ال عليه وسلم من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر وذكرنا مذاهب العلماء في
تأويل هذا الحديث هناك والحمد ل وذكرنا كثيرا من آثار هذا الباب في باب ابن شهاب عن أنس وكلها تدل على السعة في الوقت ما دامت الشمس لم تصفر
وأخبرنا أبو محمد قاسم بن محمد قال أخبرنا خالد بن سعد قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق ) ( 685قال حدثنا أبو عاصم عن عبد الرحمن بن
وردان ) ( 686قال دخلنا على أنس ابن مالك في رهط من أهل ) ( 1المدينة فقال صليتم العصر قلنا نعم قالوا يا أبا حمزة متى كان رسول ال صلى ال عليه وسلم
يصلي هذه الصلة قال والشمس بيضاء نقية أخبرنا أبو عثمان سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا جرير بن عبد الحميد ) ( 687عن منصور عن ربعي بن حراش ) ( 688عن أبي البيض ) ( 689عن أنس قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي
العصر والشمس بيضاء نقية محلقة ثم آتى عشيرتي في جانب المدينة لم يصلوا فأقول لهم ما يجلسكم صلوا فقد صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم
وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا احمد بن يزيد المعلم قال حدثنا يزيد بن محمد قال حدثنا ) ( 1فضيل بن عياض عن منصور عن
ربعي بن حراش عن ابي البيض عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى ال عليه وسلم يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء محلقة فآتى عشيرتي فاجدهم جلوسا فأقول
قوموا فصلوا فقد صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن يزيد بن مردانبه ) ب ( 690عن ثابت بن عبيد ) ( 691قال
سالت أنسا عن وقت العصر فقال وقتها أن تسير ستة أميال إلى أن تغرب الشمس قال حدثنا ابن علية ) ج ( عن ابن جريج ) * ( عن نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي
العصر والشمس بيضاء نقية يعجلها مرة ويؤخرها ) د ( أخرى حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن
عبد الرحمن العنبري ) ه ( 692قال حدثنا إبراهيم ابن
أبي الوزير ) ( 693قال حدثنا محمد بن يزيد اليماني ) ( 694 1قال حدثني يزيد بن عبد الرحمن ) ( 695بن علي بن شيبان عن أبيه عن جده علي بن شيبان قال
قدمنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينة فكان يؤخر العصر ما دامت الشمس بيضاء نقية قال أبو عمر أهل العراق أشد تأخيرا للعصر من أهل الحجاز والثار
الواردة عنهم بذلك تبين ما قلنا وعلى ذلك فقهاؤهم حتى قال أبو قلبة إنما سميت العصر لتعتصر أخبرنا يوسف بن محمد بن يوسف ومحمد بن إبراهيم بن سعيد )
( 696قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال حدثنا خلف بن هشام ) ( 697البزار قال حدثنا أبو شهاب عن العمش عن
إبراهيم أنه كان يؤخر العصر قال أبو عمر هذا فقيه أهل الكوفة ويزعمون أنه أعلم تابعيهم بالصلة قد ثبت عنه ما ترى وال أعلم ) ب ( وما أعلم أحدا من سلفهم جاء
عنه
في تعجيل العصر أكثر مما ذكره أبو بكر ابن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن خيثمة قال تصلي العصر والشمس بيضاء حية وحياتها أن تجد ) ( 1حرها قال أبو
عمر هذا كمذهب أهل المدينة والصل في هذا الباب ما قدمنا من سعة الوقت على حسب ما ذكرنا وسنذكر المواقيت ونستوعب القول فيها بالثار واختلف العلماء عند
ذكر حديث ابن شهاب عن عروة إن شاء ال #إسحاق عن رافع بن إسحاق حديثان حديث حادي عشر لسحاق مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة أن رافع بن
إسحاق مولى الشفاء أخبره قال دخلت أنا وعبد ال بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده فقال لنا أبو سعيد أخبرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم إن الملئكة ل
تدخل بيتا فيه تماثيل أو تصاوير يشك إسحاق ل يدري أيتهما قال أبو سعيد الخدري ) ب ( قال أبو عمر ) ج ( هذا أصح حديث في هذا الباب وأحسنه إسنادا وقال فيه زيد
بن الحباب ) ( 698عن مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق بن طلحة ذكره أبو بكر بن أبي ) * ( شيبة عن زيد
وقد روى من حديث علي وابن عباس وأسامة بن زيد أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ل تدخل الملئكة بيتا فيه صورة وقيل في الملئكة ها هنا ملئكة الوحي ) ( 1
وقيل بل كل ملك على ظاهر اللفظ كما أن لفظ بيت على لفظ النكرة يقتضي كل بيت وال أعلم وظاهر هذا ) ب ( الحديث يقتضى الحظر عن استعمال الصور على كل
حال في حائط كانت أو في غيره ومثله حديث نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة في النمرقة التي فيها تصاوير وقد استثنى في حديث سهل بن حنيف إل ما كان رقما
في ثوب واختلف الناس في الصور المكروهة فقال قوم إنما كره من ذلك ما له ظل وما ل ظل له فليس به بأس وقال آخرون ما قطع رأسه فليس بصورة وقال آخرون
تكره ) ج ( الصورة في الحائط وعلى كل حال كان لها ظل او لم يكن إل ما كان في ثوب يوطأ ويمتهن وقال آخرون هي ) د ( مكروهة في الثياب وعلى كل حال ولم
يستثنوا شيئا وروت كل طائفة منهم بما قالته أثرا اعتمدت ) ه ( عليه وعملت به وأما اختلف فقهاء المصار أهل الفتوى في هذا الباب فذكر ابن القاسم قال قال مالك
يكره ) و ( التماثيل في السرة والقباب وأما البسط والوسائد والثياب فل بأس به وكره أن يصلي إلى قبلة ) ز ( فيها تماثيل وقال الثوري ل بأس بالصور في الوسائد لنها
توطأ ويجلس عليها وكره الحسن
ابن حي ) ( 699أن يدخل بيتا فيه تمثال في كنيسة أو غير ذلك وكان ل يرى بأسا بالصلة في الكنيسة والبيعة وكان أبو حنيفة وأصحابه يكرهون التصاوير في البيوت
بتمثال ول يكرهون ذلك فيما يبسط ولم يختلفوا أن التصاوير في الستور المعلقة مكروهة وكذلك عندهم ما كان خرطا أو نقشا في البناء وكره الليث التماثيل التي تكون في
البيوت والسرة والقباب والطساس والمنارات إل ما كان رقما في ثوب وقال المزني عن الشافعي وإن دعى رجل إلى عرس فرأى صورة ذات روح أو صورا ذات
أرواح لم يدخل إن كانت منصوبة وإن كان يوطأ ) ( 1فل بأس وإن كانت صور الشجر فل بأس وقال الثرم قلت لحمد بن حنبل إذا دعيت لدخل فرأيت سترا معلقا فيه
تصاوير أأرجع ) ب ( قال نعم قد ) * ( رجع أبو أيوب قلت رجع أبو أيوب من ستر الجدر ) ج ( قال هذا أشد وقد رجع عنه غير واحد من أصحاب رسول ال قلت له
فالستر يجوز أن يكون فيه صورة قال ل قيل فصورة الطائر وما أشبهه فقال ما لم يكن له رأس فهو أهون فهذا ما للفقهاء في هذا الباب وسيأتي ما للسلف فيه مما بلغنا
عنهم في باب سالم أبي النضر من هذا الكتاب إن شاء ال
#حديث ثاني عشر لسحاق عن رافع بن إسحاق ) ( 1مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق مولى لل الشفاء وكان يقال له مولى أبي طلحة
أنه سمع أبا أيوب النصاري صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بمصر يقول وال ما أدرى كيف أصنع بهذه الكرابيس وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
إذا ذهب أحدكم إلى الغائط او البول فل يستقبل القبلة ول يستدبرها بفرجه هكذا قال مالك في هذا الحديث مولى لل الشفاء وقال في الحديث الذي قبله مولى الشفاء فيما
رواه يحيى بن يحيى عنه وقد قال عن مالك في الموضعين جميعا طائفة من الرواة مولى الشفاء وقال آخرون عنه في الموضعين جميعا مولى آل الشفاء وقال قوم كما قال
يحيى وهذا إنما جاء من مالك والشفاء ) ب ( اسم امرأة من الصحابة من قريش وهي الشفاء بنت عبد ال بن عبد شمس بن خالد من بنى عدي بن كعب وهي أم سليمان
بن أبي خيثمة ) ج ( وقد ذكرناها في كتابنا في الصحابة وكان حماد بن سلمة يقول عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن رافع ابن إسحاق مولى أبي أيوب وكان مالك
يقول وكان يقال له مولى أبي طلحة وهو من تابعي أهل المدينة ثقة فيما نقل وحمل وحديثه هذا حديث متصل صحيح
وفيه من الفقه أن على من سمع الخطاب أن يستعمله على عمومه إذا لم يبلغه شيء يخصه لن أبا أيوب سمع النهى من رسول ال صلى ال عليه وسلم عن استقبال القبلة
واستدبارها بالبول والغائط مطلقا غير مقيد بشرط ففهم منه العموم فكان ينحرف في مقاعد البيوت ويستغفر ال أيضا ولم يبلغه الرخصة التي رواها ابن عمر وغيره عن
النبي صلى ال عليه وسلم في البيوت أخبرنا أبو محمد عبد ال بن محمد بن ) * ( عبد المؤمن قال أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر الطائي قال حدثنا علي بن حرب الطائي
قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي ) ( 700عن أبي أيوب يبلغ النبي صلى ال عليه وسلم قال ل تستقبلوا القبلة بغائط وبول ول تستدبروها
قال أبو أيوب فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت قبل القبلة فننحرف عنها ونستغفر ال وهكذا يجب على كل من بلغه شيء أن يستعمله على عمومه حتى يثبت عنده ما
يخصه أو ينسخه أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عفان وأخبرنا عبد ال بن محمد بن يحيى قال أخبرنا محمد
بن بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا موسى ) ( 1بن إسماعيل قال جميعا أخبرنا وهيب بن خالد قال حدثنا عمرو بن يحيى ) ( 701عن أبي زيد عن معقل بن
أبي معقل
السدي ) ( 702قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن تستقبل ) ( 1القبلتان ببول أو بغائط ورواه سليمان بن بلل عن عمرو بن يحيى بإسناده مثله ذكره أبو بكر
B314
TEXT
بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد عن سليمان وكان مجاهد وإبراهيم النخعي ومحمد بن سيرين يكرهون أن نستدبر ) ب ( أحدى القبلتين او نستقبل ) ج ( بغائط أو بول
الكعبة وبيت المقدس وفي حديث يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن عبد ال بن عمر أنه كان يقول ) إن ناسا يقولون إذا قعدت
لحاجتك فل تستقبل القبلة ول بيت المقدس ( وقد اختلف في متن هذا الحديث على يحيى بن سعيد أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن
حماد قال حدثنا مسدد وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال جميعا حدثنا حفص ابن غياث عن
يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع ابن حبان ) ( 703عن ابن عمر قال رأيت النبي عليه السلم قاعدا على لبنتين يقضي حاجته متوجها نحو
القبلة وزاد عبد الوارث في حديثه أو بيت المقدس ورواه مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه عن ابن عمر قال لقد ارتقيت على ظهر بيت لنا
فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم على لبنتين مستقبل بيت المقدس لحاجته
وهكذا رواه عبد الوهاب الثقفي وسليمان بن بلل عن يحيى ابن سعيد بلفظ ) * ( حديث مالك ومعناه وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا
أبو صالح عبد ال بن صالح ) ( 704قال حدثني الليث قال حدثني محمد بن العجلن عن محمد بن يحيى بن حبان ) ( 705عن واسع بن حبان عن عبد ال بن عمر أنه
قال يتحدث الناس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم في الغائط بحديث وقد اطلعت يوما على ظهر بيت ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقضي حاجته محجر عليه بلبن
فرأيته مستقبل القبلة وقرأت على أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن فأقر به أن قاسم ابن أصبغ حدثهم قال حدثنا الحارث ابن أبي أسامة قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم )
( 706قال حدثنا هشيم عن يحيى بن سعيد يعني النصاري قال أبو عبيد وحدثني يحيى بن سعيد القطان عن عبيد ال بن عمر كلهما عن محمد بن يحيى بن حبان عن
عمه عن ابن عمر قال ظهرت على أجار لحفصة وقال بعضهم سطح فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا على حاجته مستقبل بيت المقدس مستدبر الكعبة قال
أبو عمر هذه الرواية فيها موافقة لما قاله مالك من استقبال بيت المقدس وهذا إن شاء ال أثبت الروايات في حديث ابن عمر
وقد تابع مالكا على ما قاله من ذلك الثقفي وسليمان بن بلل وقد ذكرنا ذلك في باب يحيى بن سعيد والحمد ل وقد قال المروزي رواية يحيى القطان عن عبيد ال بن عمر
في هذا الحديث تشهد لما قاله مالك والثقفي وسليمان بن بلل في ذكر بيت المقدس خاصة قال أبو عمر لما روى ابن عمر أنه رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم قاعدا
لحاجته مستقبل بيت المقدس مستدبر الكعبة او مسقبل القبلة على حسب ما مضى من الرواية في ذلك واستحال أن يأتي ما نهى عنه صلى ال عليه وسلم علمنا أن الحال
التي استقبل فيه القبلة بالبول واستدبرها غير الحال التي نهى عنها فأنزلنا النهى عن ذلك في الصحارى والرخصة في البيوت لن حديث ابن عمر في البيوت ولم يصح لنا
أن يجعل أحد الخبرين ناسخا للخر لن الناسخ يحتاج إلى تاريخ أو دليل ل معارض له ول سبيل إلى نسخ قرآن بقرآن أو سنة بسنة ما وجد ) ( 1إلى استعمال اليتين أو
السنتين سبيل وروى مروان الصفر ) ( 707قال رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة ثم جلس ) * ( يبول إليها فقلت يا أبا عبد الرحمن أليس قد نهى عن هذا قال
إنما نهى عن ذلك في الفضاء فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فل بأس ذكره أبو داود عن محمد بن يحيى
ابن فارس ) ( 708عن صفوان بن عيسى ) ( 709عن الحسن بن ذكوان عن مروان الصفر عن ابن عمر وقد فسره الشعبي ) ( 710كما ذكرنا نحوا من تفسير ابن
عمر ذكر وكيع وعبيد ال بن موسى ) ( 711عن عيسى بن أبي عيسى الخياط وهو عيسى ابن مسيرة عن الشعبي أنه قال له قال أبو هريرة ) ل تستقبلوا القبلة ول
تستدبروها ( وقال ابن عمر ) حانت مني التفاتة فرأيت النبي عليه السلم في كنيفة مستقبل القبلة ( فقال الشعبي صدق أبو هريرة وصدق ابن عمر قول أبي هريرة في
البرية وقول ابن عمر في الكنف قال الشعبي أما كنفكم هذه فل قبلة فيها هذا لفظ حديث وكيع وحدثنا خلف بن أحمد حدثنا احمد بن مطرف حدثنا أيوب بن سليمان ومحمد
بن عمر بن لبابة قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ) ( 712قال حدثني عبيد ال بن موسى عن عيسى الخياط عن نافع عن ابن عمر قال رأيت رسول ال صلى ال عليه
وسلم في كنيفه مستقبل القبلة قال
يحيى ) ( 1وأخبرنا عيسى الخياط عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تستقبلوا القبلة ول تستدبروها قال عيسى فذكرت ذلك للشعبي فقال
صدق أبو هريرة وصدق ابن عمر أما قول ابي هريرة فذلك في الصحراء ل يستقبلها ول يستدبرها وأما قول ابن عمر فالكنيف بيت صنع للتبرز ليس فيه قبلة استقبل
حيث شئت قال أبو عمر هذا قول مالك وأصحابه والشافعي وأصحابه وهو قول ابن المبارك وإسحاق ابن راهويه وكان الثوري والكوفيون يذهبون إلى أن ل يجوز
استقبال القبلة بالبول والغائط ل في الصحارى ول في البيوت وبه قال أحمد بن حنبل وأبو ثور واحتجوا بحديث أبي أيوب وسائر الحاديث الواردة في النهي عن استقبال
القبلة واستدبارها بالغائط والبول وهي كثيرة رواها جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة وعبد ال بن مسعود وسهل بن حنيف وعبد ال بن الحارث بن جزء الزبيدي
وسليمان ورد أحمد بن حنبل حديث جابر وحديث عائشة الواردين عن النبي صلى ال عليه ) * ( وسلم بالرخصة في هذا الباب وضعف حديث جابر وتكلم في حديث
عائشة بأنه انفرد به خالد بن أبي الصلت عن عراك بن مالك عن عائشة وقال في حديث ابن عمر إنما فيه نسخ استقبال بيت المقدس واستدباره بالغائط والبول قال هذا
الذي ل أشك فيه وأشك في الكعبة وذكر الثرم عن أحمد بن حنبل رحمه ال أنه قال من ذهب إلى حديث عائشة يعني حديث خالد بن أبي الصلت فإن مخرجه حسن ولكنه
يعجبني أن يتوقى القبلة وأما بيت المقدس فليس في نفسي منه شيء أنه ل بأس به وقال آخرون جائز استقبال القبلة وبيت المقدس على كل حال واستدبارهما بالبول
والغائط في الصحارى وفي البيوت وذكروا حديث جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن استقبال القبلة واستدبارها بالبول والغائط قال ثم رأيته بعد ذلك يستقبل
) ( 1القبلة ببوله قبل موته بعام رواه محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح ) ( 713عن مجاهد عن جابر قالوا وهذا يبين أن النهي عن ذلك منسوخ وذكروا ما رواه خالد
بن أبي الصلت ) ( 714عن عراك بن مالك ) ( 715عن عائشة حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن خالد الحذاء ) ( 716عن خالد بن أبي الصلت عن عراك بن مالك عن عائشة قالت ذكر عند النبي
صلى ال عليه وسلم قوم
يكرهون أن يستقبلوا بفروجهم القبلة قالت فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فعلوها استقبلوا بمقعدي القبلة قالوا فلما تعارضت الثار في هذا الباب لم يجب العمل بشيء
منها لتهاترها كالبينتين المتعارضتين قالوا والصل أن ل حظر إل ما يرد به الخبر عن ال او عن رسوله مما ل معارض له روى هذا المعنى عن ربيعة بن أبي عبد
الرحمن حكاه أبو صالح عن الليث عن ربيعة وقال به قوم منهم داود وأصحابه وهو قول عروة بن الزبير واحتج بعض من ذهب هذا المذهب بما ذكرنا من حديث جابر
وحديث عائشة وزعموا ان النسخ فيها واضح لما كان عليه المر من كراهية ذلك وقالوا ليس خالد بن أبي الصلت بمجهول لنه روى عنه خالد الحذاء والمبارك بن
فضالة ) ( 717وواصل مولى ابن عيينة ) ( 718وكان عامل ) * ( لعمر بن عبد العزيز فكيف يقال فيه مجهول وذكروا حديث شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن
نافع عن ابن عمر أنه كان يستقبل القبلة بالغائط والبول وحديث بكر بن مضر عن جعفر عن ربيعة عن عراك بن مالك عن عائشة أنها كانت تنكر قولهم إذا خرج أحدكم
إلى الخلء فل يستقبل القبلة قال أبو عمر ليس النكار بحجة وقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم ما وصفناه وأما ما روى عن ابن عمر فمحمله عندنا على أن ذلك في
البيوت وقد بان ذلك برواية مروان الصفر وغيره عن ابن عمر
والصحيح عندنا الذي يذهب إليه ما قاله مالك وأصحابه والشافعي لن في ذلك استعمال السنن على وجوهها الممكنة فيها دون رد شيء ثابت منها وليس حديث جابر
بصحيح عنه فيعرج عليه لن أبان بن صالح الذي يرويه ضعيف وقد رواه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن قتادة ) ( 1عن النبي عليه السلم على خلف رواية
أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر وهو حديث ل يحتج بمثله وحديث عائشة قد دفعه قوم ولو صح لم يكن فيه خلف لما ذهبنا اليه لن المقعد ل يكون إل في البيوت
وليس بذلك بأس عندنا في كنف البيوت وإنما وقع نهيه وال أعلم على السحارى والفيافي والفضاء دون كنف البيوت وخرج عليه حديثه صلى ال عليه وسلم لنه كان
متبرز القوم أل ترى إلى ما في حديث الفك من قول عائشة رحمها ال وكانت بيوتنا ل مراحيض لها وإنما أمرنا أمر العرب الول يعني البعد في البراز وقال بعض
أصحابنا أن النهي إنما وقع على الصحارى لن الملئكة تصلى في الصحارى وليس المراحيض كذلك وأما قوله في الحديث كيف أصنع بهذه الكرابيس فهي المراحيض
واحدها كرباس مثل سربال وسرابيل وقد قيل أن الكرابيس مراحيض الغرف وأما مراحيض البيوت فإنها يقال لها الكنف وفي قوله صلى ال عليه وسلم في هذا الحديث
فل يستقبل القبلة ول يستدبرها بفرجه دليل على أن القبل يسمى فرجا وأن الدبر أيضا يسمى فرجا
وقد اختلف الفقهاء في وضوء من مس ذكره أو دبره على ما سنذكره في موضعه من كتابنا هذا إن شاء ال #إسحاق عن زفر بن صعصعة حديث واحد ) * ( حديث
ثالث عشر لسحاق عن زفر بن صعصعة بن مالك مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن زفر بن صعصعة بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم كان إذا انصرف من صلة الغداة يقول هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ويقول أنه ليس يبقى بعدي من النبوة إل الرؤيا الصالحة ل نعلم لزفر بن
صعصعة ) ( 719ول لبيه غير هذا الحديث وهما مدنيان وهكذا قال يحيى عن أبيه وتابعه أكثر الرواة وهو الصواب ومنهم من يقول فيه عن زفر بن صعصعة عن
أبي هريرة ل يقول عن أبيه وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها لنه صلى ال عليه وسلم إنما كان يسئل عنها لتقص عليه ويعبرها ليعلم أصحابه كيف
الكلم في تأويلها وقد أثنى ال عز وجل على يوسف بن يعقوب صلى ال عليهما وعدد عليه فيما عدد من النعم التي آتاه التمكين في الرض وتعليم تأويل الحاديث
B314
TEXT
وأجمعوا أن ذلك في تأويل الرؤيا وكان يوسف عليه السلم أعلم الناس بتأويلها وكان نبينا صلى ال عليه وسلم نحو ذلك وكان أبو بكر الصديق من أعبر الناس لها
وحصل لبن سيرين فيها التقدم العظيم والطبع والحسان ونحوه أو قرب ) ( 1منه كان سعيد بن المسيب في ذلك فيما ذكروا وقد تقدم القول في أمر الرؤيا فأغنى عن
إعادته في هذا الموضع وفي هذا الحديث أنه ل نبي بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم وفيه تفسير لما روى عنه عليه السلم أنه قال ل نبوة بعدي إل ما شاء ال يعني
وال أعلم الرؤيا التي هي جزء منها وقيل في تأويل هذا الحديث أشياء غير هذا قد ذكرها أبو جعفر الطبري ل حاجة بنا إلى ذكرها ها هنا وفيه إباحة الكلم بعد صلة
الصبح قبل طلوع الشمس بغير الذكر وفيه جواز قول العالم سلوني ومن عنده مسألة ونحو هذا وال الموفق للصواب
#إسحاق عن أبي مرة حديث واحد ) ( 1حديث رابع عشر لسحاق مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب عن أبي واقد
الليثي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلثة نفر فأقبل ) * ( اثنان إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وذهب واحد فلما
وقفا على رسول ال سلما فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الخر فجلس = خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
أل أخبركم على النفر الثلثة أما أحدهم فأوى إلى ال فآواه ال وأما الخر فاستحيى فاستحيى ال منه وأما الخر فأعرض فأعرض ال عنه هذا حديث متصل صحيح وأبو
مرة قيل اسمه يزيد وقيل عبد الرحمن بن مرة فال اعلم وهو من تابعي اهل المدينة ثقة وأبو واقد الليثي من جلة الصحابة شهد حنينا والطائف اسمه الحارث بن عوف
وقيل الحارث بن مالك وقد ذكرناه ونسبناه في كتابنا في الصحابة وفي هذا الحديث الجلوس إلى العالم في المسجد وفيه أن التي يسلم على المقصود إليه كما يسلم الماشي
على القاعد والراكب على الماشي
وفيه التخطي إلى الفرج في حلقة العالم وترك التخطي إلى غير الفرج وليس ما جاء من حمد التزاحم في مجلس العالم والحض على ذلك بمبيح تخطي الرقاب إليه لما في
ذلك من الذى كما ل يجوز التخطي إلى سماع الخطبة في الجمعة والعيدين ونحو ذلك فكذلك ل يجوز التخطي إلى العالم إل أن يكون رجل يفيد قربه من العالم فائدة
ويثير علما فيجب حينئذ أن يفتح له ليل يؤذي أحدا حتى يصل إلى الشيخ ومن شرط العالم أن يليه من يفهم عنه لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلني منكم أولوا
الحلم والنهي يعني في الصلة وغيرها ليفهموا عنه يؤدوا ما سمعوا كما سمعوا من غير تبديل معنى ول تصحيف وفي قول رسول ال صلى ال عليه وسلم للمتخطي
يوم الجمعة أذيت وأنبت بيان أن التخطي أذى ول يحل أذى مسلم بحال في الجمعة وغير الجمعة ومعنى التزاحم بالركب في مجلس العالم النضمام واللتصاق ينضم
القوم بعضهم إلى بعض ) ( 1على مراتبهم ومن تقدم إلى موضع فهو أحق به أل أن يكون ما ذكرنا من قرب اولى الفهم من الشيخ فيفسح له ول ينبغي له أن يتبطأ ثم
يتخطى الى الشيخ ليرى الناس موضعه منه فهذا مذموم ويجب لكل من علم موضعه أن يتقدم إليه بالتبكير والبكور إلى مجلس العالم كالبكور إلى الجمعة في الفضل إن
شاء ال وقد ) ( 8أتينا ) ب ( من القول في أدب العالم والمتعلم بما فيه كفاية وشفاء في كتابنا كتاب بيان العلم وأما قوله صلى ال عليه وسلم في هذا الحديث أوى إلى ال
يعني فعل ما يرضاه ال فحصل له الثواب من ال ومثل ذلك قوله عليه السلم
الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إل ما أوى إلى ال يعني ما كان ل ورضيه وال أعلم وأما قوله في الثاني فاستحي فاستحي ال منه فهو من اتساع كلم العرب في ألفاظهم
وفصيح كلمهم والمعنى فيه وال أعلم أن ال قد غفر له لنه من استحيى ال منه لم يعذبه بذنبه وغفر له بل لم يعاتبه عليه فكان المعنى في الول أن فعله أوجب له حسنة
والخر أوجب له فعله محو سيئة عنه وال أعلم وأما قوله في الثالث فأعرض فأعرض ال عنه فإنه وال أعلم أراد أعرض عن عمل البر فأعرض ال عنه بالثواب وقد
يحتمل أن يكون المعرض عن ذلك المجلس من في قلبه نفاق ومرض لنه ل يعرض في الغلب عن مجلس رسول ال إل من هذه حاله بل قد بان لنا بقول رسول ال
فأعرض فأعرض ال عنه أنه منهم لنه لو أعرض لحاجة عرضت له ما كان من رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك القول فيه ومن كانت هذه حاله كان إعراض ال
عنه سخطا عليه وأسئل ال المعافاة والنجاة من سخطه بمنه ورحمته
إسحاق عن حميدة حديث واحد ) # ( 1حديث خامس عشر لسحاق عن حميدة ) ب ( مالك عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة عن حميدة بنت أبي عبيدة ) ج ( بن
فروة عن خالتها كبشة بنت كعب ) ( 720بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة أنها أخبرتها أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة تشرب منه فأصغى لها
الناء حتى شربت قالت كبشة فرآني انظر إليه فقال أتعجبين يا أبنة أخي قالت فقلت نعم فقال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أنها ليست بنجس أنها من الطوافين
عليكم أو الطوافات هكذا قال يحيى حميدة بنت أبي عبيدة ابن فروة ولم يتابعه أحد على قوله ذلك وهو غلط منه وإنا يقول الرواة للموطأ كلهم ابنة عبيد بن رفاعة إل أن
زيد بن الحباب قال فيه عن مالك ) * ( حميدة بنت عبيد بن رافع والصواب رفاعة وهو رفاعة بن رافع النصاري وقد ذكرناه في كتابنا في الصحابة واختلف الرواة عن
مالك في رفع الحاء ونصبها من حميد فبعضهم قال حميدة بفتح الحاء وكسر الميم وبعضهم قال حميدة بضم الحاء وفتح الميم وحميدة هذه هي امرأة إسحاق ذكر ذلك يحيى
القطان ومحمد بن الحسن الشيباني ) د ( في هذا الحديث عن مالك
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن مالك قال حدثني إسحاق بن عبد ال قال حدثتني امرأتي
حميدة قالت حدثتني كبشة ابنة كعب بن مالك قالت رأيت أبا قتادة توضا ثم اصغي اناءه للهرة قالت فنظر إلى فقال اتعجبين سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول
أنها ليست بنجس أنها من الطوافات عليكم والطوافين ) ( 1ورواه ابن المبارك عن مالك عن إسحاق بإسناده مثله أل أنه قال كبشة امرأة أبي قتادة وهذا وهم منه ) ب (
وإنما هي امرأة ابن أبي قتادة وأما حميدة فامراة إسحاق وكنيتها أم يحيى وفي هذا الحديث أن خبر الواحد النساء فيه والرجال سواء وإنما المراعاة في ذلك الحفظ والتقان
والصلح وهذا ل خلف فيه بين أهل الثر وفيه إباحة اتخاذ الهر وما أبيح اخاذه اتخاذه للنتفاع به جاز بيعه وأكل ثمنه إل أن يخص شيئا من ذلك دليل فيخرجه عن
أصله وفيه أن الهر ليس ينجس ما شرب منه وأن سؤره طاهر وهذا قول مالك وأصحابه والشافعي وأصحابه والوزاعي وأبي يوسف القاضي والحسن بن صالح بن حي
وفيه دليل على أن ما أبيح لنا اتخاذه فسؤره طاهر لنه من الطوافين علينا ومعنى الطوافين علينا الذين يداخلوننا ويخالطوننا ومنه قول ال عز وجل في الطفال !>
طوافون عليكم بعضكم على بعض <!
وكذلك قال ابن عباس وغيره في الهر إنها من متاع البيت حدثنا احمد بن عمر قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا محمد بن إسحاق بن
شبوية السجسي قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة عن جابر بن زيد أو عكرمة عن ابن عباس قال الهر من متاع البيت والطواف والخادم ومن ذلك قوله !>
يطوف عليهم ولدان <! أي يخدمهم ولدان ويترددون عليهم بما يشتهون وطهارة ) * ( الهر تدل على طهارة الكلب وأن ) ( 1ليس في حي نجاسة سوى الخنزير وال
أعلم لن الكلب من الطوافين علينا ومما أبيح لنا اتخاذه في مواضيع المور وإذا كان حكمه كذلك في تلك المواضيع فمعلوم أن سؤره في غير تلك المواضيع كسؤره فيها
لن عينه ل تنتقل ودل ما ذكرناه على أن ما جاء في الكلب من غسل الناء من ولوغه سبعا أنه تعبد واستحباب لن قوله صلى ال عليه وسلم في الهر أنها ليست بنجس
أنها من الطوافين عليكم بيان أن الطوافين علينا ليسوا بنجس في طباعهم وخلقتهم وقد أبيح لنا اتخاذ الكلب للصيد والغنم والزرع أيضا فصار من الطوافين علينا والعتبار
أيضا يقضي بالجمع بينهما لعله أن كل واحد منهما سبع يفترس وياكل الميتة فإذا جاء نص في أحدهما كان حكم نظيره حكمه ولما فارق غسل الناء من ولوغ الكلب سائر
غسل النجاسات كلها علمنا ان ذلك ليس لنجاسة ولو كان لنجاسة
سلك به سبيل النجاسات في النقاء من غير تحديد ) ( 721وأما قول من قال أنه ليس في حديث أبي قتادة ما يدل من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم على طهارة
الهر وزعم أن أبا قتادة هو القائل أنها ليست بنجس ثم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنها من الطوافين عليكم فإنه شبهه ) ( 1عليه برواية من روى هذا الحديث
عن إسحاق وغيره فقال فيه عن أبي قتادة أنها ليست بنجس وقال قال أبو قتادة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم هي من الطوافين عليكم قال ويكون الطوافون علينا
ينجسون الماء قال فقول أبي قتادة أنها ليست بنجس لم يضفه إلى رسول ال وإنما أضاف إلى رسول ال قوله أنها من الطوافين قال أبو عمر هذا اعتلل ل معنى له لن
حديث مالك وهو أصح الناس له نقل عن أسحاق فيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم وفي هذا بيان جهله بحديث مالك ثم
يقول إن ذلك لو كان كما ذكر من قول أبي قتادة ولم يكن مرفوعا لكنا أسعد
بالتأويل منه لن أبا قتادة إنما خاطبها بما فهمه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم في الهر ومن شهد القول وعرف مخرجه سلم له في التأويل ) * ( والنجاسة في
الحيوان أصلها مأخوذ من التوقيف ل من جهة الرأي فاستحال أن يكون ذلك رأي أبي قتادة مع أن رواية مالك في طهارة الهر مرفوعة ومن خالف مالكا فوقفها ليس
بحجة فيما قصر عنه على مالك ومالك عليه حجة عند جميع أهل النقل إن شاء ال وما أعلم احدا قط اسقط من حديث أبي قتادة هذا قوله عن النبي عليه السلم أنها ليست
بنجس إل ما ذكره أسد بن موسى عن حماد بن سلمة عن إسحاق ابن عبد ال بن أبي طلحة عن أبي قتادة أنه كان يصغى الناء للسنور فيلغ فيه ثم يتوضأ منه ويقول قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم هي من الطوافين والطوافات عليكم وما رواه أيضا أسد عن قيس بن الربيع ) ( 722عن كعب بن عبد الرحمن ) ( 723عن جده أبي
قتادة نحوه وهذان ل يحتج بهما لنقطاعهما وفسادهما وتقصير رواتهما عن التقان في السناد والمتن وقد روى هذا الحديث جماعة عن إسحاق كما رواه مالك منهم همام
بن يحيى وحسين المعلم وهشام بن عروة وابن عيينة وإن كان هشام وابن عيينة لم يقيما إسناده وهؤلء كلهم يقولون في هذا الحديث عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال
B314
TEXT
أنها ليست بنجس وإن كان بعضهم يخالف في إسناده فمالك ومن تابعه قد أقام إسناده وجوده وقد روى
إسحاق بن راهوية ) ( 724عن الدراوردي عن أسيد ) ( 1بن أبي أسيد عن أمه عن أبي قتادة عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله قال إنها ليست بنجس أنها من
الطوافين عليكم ومن أسقط من حديث أبي قتادة عن النبي عليه السلم قوله أنها ليست بنجس فلم يحفظ وقد ثبت ذلك بنقل الحفاظ الثقات وبال التوفيق وقد روى عن عائشة
عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه كان يمر به الهر فيصغى لها الناء فتشرب ثم يتوضا بفضلها وممن روينا عنه أن الهر ليس بنجس وأنه ل بأس بفضل سؤؤه للوضوء
والشرب العباس بن عبد المطلب وعلي ابن أبي طالب وابن عباس وابن عمر وعائشة وأبو قتادة والحسن والحسين وعلقمة وإبراهيم وعكرمة وعطاء بن يسار ) ( 725
واختلف في ذلك عن أبي هريرة والحسن البصري فروى عطاء عن أبي هريرة أن الهر كالكلب يغسل منه الناء سبعا وروى أبو صالح ذكوان ) * ( عن أبي هريرة قال
السنور من أهل البيت وروى أشعث عن الحسن أنه كان ل يرى بأسا بسؤر السنور وروى يونس عن الحسن انه ) ب ( قال يغسل الناء من ولوغه مرة وهذا
يحتمل أن يكون رأى في فمه أذى ليصح مخرج الروايتين عنه ول نعلم أحدا من اصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم روى عنه في الهر أنه ل يتوضا بسؤره إل أبا
هريرة على اختلف عنه وأما التابعون فروينا عن عطاء بن أبي رباح وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين أنهم أمروا بإراقة ماء ولغ فيه الهر وغسل الناء منه وسائر
التابعين بالحجاز والعراق يقولون في الهر أنه طاهر ل بأس بالوضوء بسؤره وروى الوليد بن مسلم قال اخبرني سعيد عن قتادة عن ابن المسيب والحسن أنهما كرها
الوضوء بفضل الهر قال الوليد فذكرت ذلك لبي عمرو الوزاعي ومالك بن أنس فقال توضأ به فل بأس به وإن وجدت غيره قال ابو عمر الحجة عند التنازع
والختلف سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد صح عنه من حديث أبي قتادة في هذا الباب ما ذكرنا وعليه اعتماد الفقهاء في كل مصر ال أبا حنيفة ومن قال بقوله
قال أبو عبد ال محمد بن نصر المروزي ) ( 726الذي صار اليه جل أهل الفتوى من علماء المصار من أهل الثر والرأى جميعا أنه ل بأس بسؤر السنور اتباعا
للحديث الذي رويناه يعني عن أبي قتادة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال وممن ذهب إلى ذلك مالك بن أنس وأهل المدينة والليث ابن سعد فيمن وافقه من أهل مصر
والمغرب والوزاعي في أهل الشام وسفيان الثوري فيمن وافقه من أهل العراق قال وكذلك قول الشافعي
وأصحابه وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبي ثور وأبي عبيدة وجماعة أصحاب الحديث قال وكان النعمان يكره سؤره وقال إن كان توضأ ) ( 1به أجزأه وخالفه أصحابه
فقالوا ل بأس به قال أبو عمر ما حكاه المروزي عن أصحاب أبي حنيفة فليس كما حكاه عندنا وإنما خالفه من أصحابه أبو يوسف وحده وأما محمد وزفر والحسن بن زياد
فيقولون بقوله وأكثرهم يروون عنه أنه ل يجزئ الوضوء بفضل الهر ويحتجون لذلك يروون عن أبي هريرة وابن عمر أنهما كرها ) * ( الوضوء بسؤر الهر وهو قول
ابن أبي ليلى وأما الثوري فقد اختلف عنه في سؤر الهر فذكر في جامعه أنه كان يكره سؤر ما ل يؤكل لحمه وما يؤكل لحمه فل بأس بسؤره وهو ممن يكره أكل الهر
وذكر المروزي قال حدثنا عمرو بن زرارة قال حدثنا أبو النضر قال حدثني الشجعي عن سفيان قال ل بأس بفضل السنور قال أبو عمر ل أعلم لمن كره سؤر الهر حجة
أحسن من أنه لم يبلغه حديث أبي قتادة وبلغه حديث ابي هريرة في الكلب فقاس الهر على الكلب وقد فرقت السنة بين الهر والكلب في باب التعبد وجمعت بينهما على
حسب ما قدمنا ذكره من باب العتبار والنظر ومن حجته السنة خصمته وما خالفها مطروح ) ب ( وبال التوفيق
ومن حجتهم أيضا ما رواه قرة بن خالد ) ( 727عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال طهور الناء إذا ولغ فيه الهر أن يغسل مرة
أو مرتين شك قرة وهذا الحديث لم يرفعه إل قرة بن خالد وقرة بن خالد ثقة ثبت وأما غيره فيرويه عن ابن سيرين عن أبي هريرة قوله وفي هذا الحديث من رأى أبي
قتادة دليل على أن الماء اليسير تلحقه النجاسة أل ترى إلى قوله أتعجبين يا أبنة أخي سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ليست بنجس فدل هذا أن الهر لو كان
عنده من باب النجاسات لفسد الماء وإنما حمله على أن يصغى لها الناء وطهارتها ولو كان مما تنجس لم يفعل فدل هذا على أن الماء عنده تفسده النجاسة وإن لم تظهر
فيه لن شرب الهر وغيره من الحيوان في الناء إذا لم يكن في فمه أذى من غيره ليس ترى ) ( 1معه نجاسة في الناء وهذا المعنى اختلف فيه أصحابنا وسائر العلماء
فذهب المصريون من أصحاب مالك إلى أن قليل ) ب ( الماء يفسده قليل النجاسة وأن الكثير ل يفسده إل ما غير لونه أو طعمه أو ريحه من المحرمات وما غلب عليه من
الشياء الطاهرة أخرجه من باب التطهير وأبقاه على طهارته ولم يحدوا بين القليل من الماء الذي يفسده قليل النجاسة وبين الكثير الذي ل يفسده إل ما غلب عليه حدا
يوقف عنده إل أن ابن القاسم روى عن مالك في الجنب يغتسل في حوض من الحياض التي تسقى فيها الدواب ولم يكن غسل
ما به من الذى أنه قد ) ( 1أفسد الماء وروى عن مالك ) * ( في الجنب يغتسل في الماء الدائم الكثير مثل الحياض التي تكون بين مكة والمدينة ولم يكن غسل ما به من
الذى أن ذلك ل يفسد الماء وهذا مذهب ابن القاسم وأشهب وابن عبد الحكم ومن اتبعهم من أصحابهم المصريين ) ب ( إل ابن وهب فإنه قال في الماء بقول المدنيين من
أصحاب مالك وقولهم ما حكاه أبو المصعب عنهم وعن أهل المدينة أن الماء ل تفسده النجاسة الحالة فيه قليل كان أو كثيرا إل أن تظهر فيه النجاسة وتغير منه طعما أو
ريحا أو لونا وكذلك ذكر احمد بن المعذل أن هذا قول مالك بن أنس في الماء وذكر ابن وهب عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران ) ( 728أنه سأل القاسم بن محمد
وسالم بن عبد ال عن الماء الراكد الذي ل يجري تموت فيه الدابة أيشرب منه ويغسل منه الثياب فقال انظر بعينك فإن رأيت ماء ل يدنسه ما وقع فيه فنرجو أن ل يكون
بأس قال وأخبرني يونس عن ابن شهاب قال كل ماء فيه فضل عما يصيبه من الذى حتى ل يغير ذلك طعمه ول لونه ول ريحه فهو طاهر يتوضأ به قال وأخبرني عبد
الجبار بن عمر ) ( 729عن ربيعة قال إذا وقعت الميتة في البئر فلم يتغير طعمها ول لونها ول ريحها فل بأس أن يتوضأ منها وإن رأى فيه الميتة
قال فإن تغيرت نزع منها قدر ما يذهب الرائحة عنها وهو قول ابن وهب وإلى هذا ذهب اسماعيل بن إسحاق ومحمد بن بكير وأبو الفرج والبهري وسائر المنتحلين
لمذهب مالك من البغداديين وروى هذا المعنى عن عبد ال بن عباس وابن مسعود وسعيد ابن المسيب على اختلف عنه وسعيد بن جبير وهو قول الوزاعي والليث بن
سعد والحسن بن صالح وداود بن علي وهو مذهب أهل البصرة أيضا وهو الصحيح في النظر وجيد الثر وأما الكوفيون فالنجاسة عندهم تفسد قليل الماء وكثيره إذا حلت
فيه إل الماء المستجد الكثير الذي ل يقدر آدمي على تحريك جميعه قياسا على البحر الذي قال فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته واما
الشافعي فمذهبه في الماء نحو مذهب المصريين من أصحاب مالك وروايتهم في ذلك عن مالك أن قليل الماء يفسده قليل النجاسة ول يفسد كثيره إل ما غلب عليه فغير
طعمه او رائحته أو لونه ) * ( إل أن مالكا في هذه الرواية عنه ل يحد حدا بين قليل الماء الذي تلحقه النجاسة وبين كثيره الذي ل تلحقه النجاسة إل بالغلبة عليه إل ما
غلب على النفوس أنه قليل وما الغلب عند الناس أنه كثير وهذا ل يضبط لختلف آراء الناس وما يقع في نفوسهم وأما الشافعي فحد في ذلك حدا بين القليل والكثير
لحديث ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم إذا كان الماء قلتين لم تلحقه نجاسة أو لم يحمل خبثا
وهو حديث يرويه محمد بن إسحاق الوليد بن كثير جميعا عن محمد بن جعفر بن الزبير وبعض رواة الوليد بن كثير يقول فيه عنه عن محمد بن عباد بن جعفر ) ( 730
ولم يختلف عن الوليد بن كثير أنه قال فيه عن عبد ال بن عبد ال بن عمر عن أبيه يرفعه ومحمد بن إسحاق يقول فيه عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد ال بن عبد
ال بن عمر عن أبيه وعاصم أيضا فالوليد يجعله عن عبد ال بن عبد ال ومحمد بن إسحاق يجعله عن عبيد ال بن عبد ال ورواه عاصم بن المنذر ) ( 731عن عبيد ال
بن عبد ال بن عمر عن أبيه ) ( 1فاختلف فيه عليه أيضا فقال حماد بن سلمة عن عاصم ابن المنذر عن عبيد ال بن عبد ال بن عمر عن أبيه وقال فيه حماد بن زيد عن
عاصم بن المنذر عن أبي بكر ابن عبيد ال عن عبد ال بن عمر وقال حماد بن سلمة فيه إذا كان الماء قلتين أو ثلثا لم ينجسه شيء وبعضهم يقول فيه إذا كان الماء قلتين
لم يحصل الخبث وهذا اللفظ محتمل للتأويل ومثل هذا الضطراب في السناد يوجب التوقف عن القول بهذا الحديث إلى أن القلتين غير معروفتين ومحال أن يتعبد ال
عباده بما ل يعرفونه وأما حديث ولوغ الكلب في الناء وحديث النهي عن إدخال اليد في الناء قبل غسلها لمن انتبه من نومه وحديث النهي عن البول في الماء الدائم
الراكد فقد عارضها ما هو اقوى منها والصل في الماء الطهارة
فالواجب أن ل يقضي بنجاسته إل بدليل ل تنازع فيه ول مدفع له ونحن نذكر ما نختاره من المذاهب في الماء ها هنا ونذكر معنى حديث ولوغ الكلب وغسل اليد في باب
أبي الزناد إن شاء ال عز وجل قال أبو عمر الدليل على أن الماء ل يفسد إل بما ظهر فيه من النجاسة أن ال عز وجل سماه طهورا فقال !> وأنزلنا من السماء ماء
طهورا <! وفي طهور معنيان أحدهما أن ) * ( يكون طهور بمعنى طاهر مثل صبور وصابر وشكور وشاكر وما كان مثله والخر أن يكون بمعنى فعول مثل قتول
وضروب فيكون فيه معنى التعدى والتكثير يدل على ذلك قوله عز وجل !> وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم <! وقد أجمعت المة أن الماء مطهر
للنجاسات وأنه ليس في ذلك كسائر المائعات الطاهرات فثبت بذلك هذا التأويل وما كان طاهرا مطهرا استحال أن تلحقه النجاسة لنه لو لحقته النجاسة لم يكن مطهرا أبدا
لنه ل يطهرها إل بممازجته إياها واختلطه بها فلو أفسدته النجاسة من غير أن تغلب عليه وكان حكمه حكم سائر المائعات التي تنجس بمماسة النجاسة لها لم تحصل
لحد طهارة ول استنجى أبدا والسنن شاهدة لما قلنا بمثل ما شهد به النظر من كتاب ال عز وجل فمن ذلك أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يصب على بول
العرابي دلو من ماء أو ذنوب من ماء وهو أصح حديث يروى في الماء عن النبي صلى ال عليه وسلم ومعلوم أن البول إذا صب عليه الماء مازجه ولكنه إذا غلب الماء
عليه طهره ولم يضره ممازجة البول له وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال أخبرنا محمد بن إسماعيل قال
حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري قال حدثني عبيد ال بن عبد ال أن أبا هريرة أخبره أن أعرابيا بال في المسجد فثار
B314
TEXT
الناس إليه ليمنعوه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم دعوه وأهرقوا على بوله ذنوبا من ماء او قال سجل من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين وهكذا رواه
شعيب ابن أبي خمرة ومحمد بن الوليد الزبيدي ) ( 732عن الزهري كما رواه يونس بن يزيد بإسناده وكذلك رواه النعمان بن راشد ) ( 733بهذا السناد ورواه ابن
عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم وتابعه سفيان على هذا السناد ورواه محمد بن أبي حفصة ) ( 734عن الزهري
عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي عليه السلم وكل ذلك صحيح لنه ممكن أن يكون الحديث عند ابن شهاب عن عبيد ال وسعيد وأبي سلمة فحدث به مرة
عن هذا ومرة عن هذا وربما جمعهم وهذا موجود لبن شهاب معروف له كثير جدا وقد روى أنس بن مالك قصة العرابي ) * ( هذا وسنذكر طرق حديثه في ذلك في
باب مرسل يحيى بن سعيد من كتابنا هذا إن شاء ال
ومن ذلك أيضا قوله صلى ال عليه وسلم إذ سئل عن بير بضاعة فقيل له أنه يطرح فيها لحوم الكلب والعذرة وأوساخ الناس فقال الماء ل ينجسه شيء يعني ما لم يغيره
أو يظهر فيه وال اعلم لنه قد روى عنه صلى ال عليه وسلم الماء طهور ل ينجسه شيء إل ما غلب عليه فغير طعمه أو لونه أو ريحه وهذا إجماع في الماء المتغير
بالنجاسة وإذا كان هذا هكذا فقد زال عنه اسم الماء مطلقا وحديث بير بضاعة ذكره أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي عليه السلم وذكر احمد بن حنبل قال
حدثنا حسين بن محمد قال حدثنا الفضيل يعني ابن سليمان قال حدثنا محمد بن أبي يحيى عن أمه قالت سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول سقيت رسول ال صلى ال
عليه وسلم بيدي من بير بضاعة وذكره إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا أبو ثابت محمد بن عبيد ال قال حدثني حاتم بن إسماعيل عن محمد بن أبي يحيى عن أمه قالت
دخلنا على سهل بن سعد في نسوة فقال لو أني سقيتكم من بير بضاعة لكرهتم ذلك وقد وال سقيت رسول ال صلى ال عليه وسلم بيدي منها ومن ذلك ايضا قوله صلى
ال عليه وسلم إذ سئل عن ماء اغتسلت منه امرأة من نسائه وهي جنب فقال الماء ل ينجسه شيء رواه جماعة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس منهم شعبة والثوري
ال أن جل أصحاب شعبة يروونه ) ( 1عنه عن سماك عن عكرمة مرسل ووصله عنه
محمد بن بكر وقد وصله جماعة عن سماك منهم الثوري وحسبك بالثوري حفظا واتقانا حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن امرأة من أزواج النبي صلى ال عليه وسلم اغتسلت من جنابة
فاغتسل النبي صلى ال عليه وسلم وتوضأ من فضلها وقال الماء طهور ل ينجسه شيء وهكذا رواه أبو الحوص وشريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا
وكل من أرسل هذا الحديث فالثوري أحفظ منه والقول فيه قول الثوري ومن ) ( 1تابعه على إسناده وذكر إسماعيل بن إسحاق القاضي عن الحماني عن شريك ) * ( عن
المقدام بن شريح ) ( 735عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الماء ل ينجسه شيء قال حدثنا علي ابن المديني حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن ثوبة العنبري أنه سمع سلم بن غياث يحدث عن جده قال سألت أبا هريرة قلت أنا نرد الحوض يكون فيه السؤر من الماء فيلغ فيه الكلب ويشرب منه الحمار
فقال الماء ل يحرمه شيء قال أبو عمر حسبك بجواب أبي هريرة في هذا الباب وهو الذي روى حديث ولوغ الكلب في الناء وحديث غسل اليد قبل إدخالها فيه وروى
عن ابن عباس من وجوه أن الماء ل ينجسه شيء وقال ابن عباس
الماء يطهر ول يطهر وقال سعيد بن المسيب الماء طهور لكل ما اصاب وعن عبد الرحمن ابن أبي ليلى وجماعة من التابعين الماء ل ينجسه شيء وروى شعبة عن يزيد
الرشك ) ( 1عن معاذ عن عائشة الماء ل ينجسه شيء وعن عبد ال بن مسعود مثله وروى حماد بن سلمة عن حماد عن سعيد بن جبير في ماء الحمام يغتسل فيه الجنب
وغير الطاهر قال الماء ل ينجسه شيء وحماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن ) ب ( سعيد ابن المسيب عن الغدر التي في الطرق تلغ فيها الكلب وتبول فيها الدواب
أيتوضأ منها فقال الماء طهور ل ينجسه شيء قال ابو عمر هذا يدل على أن ما روى عن سعيد بن المسيب في سؤر الهر أنه كرهه لم يكن إل لشيء ظهر في الماء وال
اعلم ومعنى قوله فيما بالت فيه الدواب من الماء أنه طهور محمول على أن البول لم يظهر في الماء منه طعم ول لون ول ريح ) ج ( أخبرنا يوسف بن محمد ) ( 736
ومحمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية ) ( 737قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال
حدثنا دحيم قال حدثنا الوليد عن الوزاعي عن الزهري في الغدير تقع فيه الدابة فتموت قال الماء طهور ما لم تنجس الميتة طعمه أو ريحه وأما ما ذهب اليه الشافعي من
حديث القلتين فمذهب ضعيف من جهة النظر غير ثابت في الثر لنه حديث قد تكلم فيه جماعة من أهل العلم بالنقل ولن القلتين لم يوقف على حقيقة مبلغهما في أثر ثابت
ول اجماع ولو كان ذلك ) ( 1حدا لزما لوجب على العلماء ) * ( البحث عنه ليقفوا على حد ما حرمه رسول ال صلى ال عليه وسلم وما أحله ) ب ( من الماء لنه من
أصل دينهم وفرضهم ولو كان ذلك كذلك ما ضيعوه فلقد بحثوا عما هو ادق من ذلك والطف ومحال في العقول أن يكوم ماءان أحدهما يزيد على الخر بقدح أو رطل
والنجاسة غير قائمة ول موجودة في واحد منهما أحدهما نجس والخر طاهر وكذلك كل من قال بأن قليل الماء يفسده قليل النجاسة دون كثيره وأن لم تظهر فيه ولم تغير
شيئا منه وجد في ذلك الماء المستجد بغير اثر يشهد له فقوله مدفوع بما ذكرنا من الثار المرفوعة في هذا الباب وأقاويل علماء أهل الحجاز فيه وأما ما ذهب اليه
المصريون ) ج ( من أصحاب مالك في أن قليل الماء يفسد بقليل النجاسة من غير حد حدوده في ذلك وما قالوه من أجوبة مسائلهم في البير تقع فيها الميتة من استحباب
نزح بعضها وتطهير ما مسه ماؤها وفي أناء الوضوء يسقط فيه مثل رؤوس البر من البول وفي سؤر النصراني والمخمور وسؤر الدجاجة المخلة وغير ذلك من
مسائلهم في هذا الباب فذلك كله على التنزه والستحباب هكذا ذكره إسماعيل ابن إسحاق وهو الصواب عندنا وبال توفيقنا
حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد ابن زهير حدثنا الجوطي قال حدثنا بقية قال قلت لوزاعي جب كان يعصر فيه العصير فلما فرغوا بقيت
في أسفله بقية فصارت خمرا ثم جاءت المطار فملت الجب ما تقول في الوضوء منه قال تجد له طعما أو ريحا قلت ل قال ل بأس بالوضوء منه ولما ثبتت السنة في
الهر وهو سبع يفترس ويأكل الميتة أنه ليس بنجس دل ذلك على أن كل حي ل نجاسة فيه فكان الكلب والحمار والبغل وسائر الحيوان كله ل نجاسة فيه ما دام حيا ول
بأس بسؤره للوضوء والشرب حاشى الخنزير المحرم العين فإنه قد اختلف فيه فقيل أنه إذا ماس الماء وهو حي أفسده وقد قيل أن ذلك ل يفسده على ظاهر حديث عمر في
السباع وظاهر قوله صلى ال عليه وسلم الماء ل ينجسه شيء وهذا هو المذهب الذي اليه يذهب أكثر أصحابنا وبه نقول وكذلك الطير كله ل بأس بسؤره إل أن يكون في
فمه أذى يغير الماء اعتبارا بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ) * ( في الهر وفي الماء أنه ل ينجسه إل ما ظهر فيه من النجاسة وقد روى ابن عمر أن الكلب كانت
تقبل وتدبر في مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم فل يغسل شيء من أثرها ول يرش وهذا يدل على أنه ليس في حي نجاسة وال أعلم وإنما النجاسة في الميتة وفيما
ثبتت معرفته عند الناس من النجاسات المجتمع عليها والتي قامت الدلئل بنجاستها كالبول والغائط والمذى والخمر
وقد يكون من الميتة ما ليس بنجس وهو كل شيء ليس له دم سائل مثل بنات وردان والزنبور والعقرب والجعلن والصرار والخنفساء وما أشبه ذلك والصل في ذلك
حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم في الذباب حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى
بن سعيد قال حدثنا ابن ابي ذئب قال حدثنا سعيد بن خالد عن ابي سلمة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم قال إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله )
( 1وأخبرنا عبد ال بن محمد قال حدثنا ابن السكن قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري قال حدثنا قتيبة قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عقبة بن مسلم عن
عبيد بن حنين مولى بني زريق ) ب ( عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه
شفاء وفي الخر داء وروى هذا الحديث من وجوه كثيرة عن أبي سعيد وأبي هريرة كلها ثابتة ومعلوم أن الذباب إذا غمس في الطعام الحار أو البارد أن الغلب عليه مع
ضعف خلقه الموت فلو كان موته في الماء والطعام يفسده لم يأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بغمسه فيه وإذا لم ينجس الطعام بموته فليس بنجس على حال البتة
وحكم ما ل دم له حكمه من أنه ل يفسد ما مات فيه من الطعام وقد رخص قوم في أكل دود التين وما في الفول وسائر الطعام من السوس واستجازوا ذلك لعدم النجاسة
وكره أكل ذلك جماعة من أهل العلم وقالوا ل يؤكل شيء من ذلك لنه ليس له حلق ولبة فيذكى ول هو من صيد الماء فيحل بغير الذكاة واحتجوا بقول رسول ال صلى
ال عليه وسلم في الذباب فليغمسه ثم ليطرحه قالوا ولو كان أكله مباحا لم يأمر بطرحه وأما القملة والبرغوث ) * ( فأكثر أصحابنا يقولون ل يؤكل طعام ماتت فيه قملة أو
برغوث لنهما نجسان وهما من الحيوان الذي عيشه من دم الحيوان ل عيش لهما غير الدم فهما نجسان وهما دم وكان سليمان بن سالم القاضي الكندي من أهل أفريقية
يقول إن ماتت القملة في الماء طرح ولم يشرب وإن وقعت في الدقيق ولم تخرج في الغربال لم يؤكل الخبز وإن ماتت في شيء جامد طرحت وما حولها كالفارة وقال
غيره من أصحابنا وغيرهم إن القملة كالذباب سواء فأما الماء فالصل فيه عندنا ما ذكرنا وأوضحنا في هذا الباب وقد علم أن الذباب يعيش من الدم ويتناول من القذار ما
تتناول القملة وفيه من الدم مثل ما في القملة او أكثر وقد حكم فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم بما تقدم ذكرنا له وهذا ما لم يكن فيه دم لن الحديث إنما يدل على ان
النجس من الحيوان ما له دم سائل وكذلك قال إبراهيم ما ليس له نفس سائلة فليس بنجس يعني بالنفس الدم
أيوب السختياني بصري وهو أيوب ابن أبي تميمة واسم أبي تميمة كيسان وهو من سبي كابل مولى لعزة ) ( 1وقيل هو مولى لعمار بن شداد ) ب ( مولى المغيرة ثم
انتموا إلى بني طهية وأيوب يكنى أبا بكر وكان يبيع الجلود بالبصرة ولذلك قيل له السختياني وهو أحد أيمة الجماعة في الحديث والمامة والستقامة وكان من عباد
العلماء وحفاظهم وخيارهم ذكر البخاري عن أبي داود عن شعبة قال ما رأيت مثل هؤلء قط أيوب ويونس وابن عون أخبرنا خلف بن القاسم حدثنا ابن المفسر حدثنا
B314
TEXT
أحمد بن علي بن سعيد حدثنا أبو السائب ) ( 738حدثنا حفص بن غياث قال سمعت هشام بن عروة يقول ما قدم علينا أحد من أهل العراق أفضل من أيوب السختياني
ومن ذلك الرؤاسي يعني مسعرا لنه كان كبير الرأس وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا عبد المالك بن بحر قال حدثنا موسى بن مروان
قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا وهيب عن ) ج ( الجعد ) ( 739أبي عثمان عن الحسن قال أيوب سيد شباب أهل البصرة قال موسى بن
هارون وسمعت العباس بن الوليد يقول ما كان في زمن هؤلء الربعة مثلهم أيوب وابن عون ويونس والتيمي ) * ( وما كان في الزمن الذي قبلهم مثل هؤلء الربعة
الحسن وابن سيرين وبكر ومطرف وكان ابن سيرين إذا حدثه أيوب بالحديث قال حدثني الصدوق وذكر أبو أسامة عن مالك وشعبة أنهما قال ما حدثناكم عن أحد إل
وأيوب افضل منه وقال ابن عون لم يكن بعد الحسن ومحمد بالبصرة مثل أيوب كان أعلمنا بالحديث وقال شعبة في حديث ذكره حدثنا به سيد الفقهاء أيوب وقال نافع خير
مشرقي رأيته أيوب وقال ابن أبي مليكة أيوب خير أهل المشرق وقال ابن أبي اويس سئل مالك متى سمعت من أيوب السختياني فقال حج حجتين فكنت أرمقه ول أسمع
منه غير أنه كان إذا ذكر النبي صلى ال عليه وسلم بكى حتى أرحمه فلما رأيت منه ما رأيت وإجلله للنبي صلى ال عليه وسلم كتبت عنه قال وسمعت مالكا يقول ما
رأيت في العامة خيرا من أيوب السختياني أخبرنا أبو محمد عبد ال بن عبد المؤمن ) ( 740قال حدثنا إسماعيل ابن محمد قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال سمعت
علي ابن المديني يقول أربعة من أهل المصار يسكن القلب إليهم في الحديث يحيى بن سعيد بالمدينة وعمرو بن دينار بمكة وأيوب بالبصرة ومنصور بالكوفة
قال أبو عمر توفي أيوب رحمه ال سنة أثنتين وثلثين ومائة بطريق مكة راجعا إلى البصرة في طاعون الجارف ل أعلم في ذلك خلفا وهو ابن ثلث وستين لمالك عنه
في الموطأ من حديث النبي صلى ال عليه وسلم حديثان مسندان هذا ماله عنه في رواية يحيى وأما سائر رواة الموطأ غير يحيى فعندهم في الموطأ عن مالك عن أيوب
حديثان آخران في الحج نذكرهما أيضا إن شاء ال #حديث أول ليوب السختياني مالك عن أيوب ابن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين اقصرت الصلة يا رسول ال أم نسيت فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أصدق ذو اليدين فقال
الناس نعم فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى ركعتين اخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده او أطول ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع محمد بن
سيرين يكنى أبا بكر وهو ) * ( مولى لنس بن مالك النصاري وهو احد أيمة التابعين من أهل البصرة ولد قبل قتل عثمان بسنتين وتوفي سنة عشر ومائة وقد ذكرنا
الختلف في أسم أبي هريرة في كتابنا من الصحابة وفي هذا الحديث وجوه من الفقة والعلم منها أن النسيان ل يعصم منه احد نبيا كان أو غير نبي قال صلى ال عليه
وسلم نسي آدم فنسيت ذريته
وفيه أن اليقين ل يجب تركه للشك حتى ياتي يقين يزيله أل ترى أن ذا اليدين كان على يقين من أن فرض صلتهم تلك أربع ركعات وكانت إحدى صلتي العشي كما
روى فلما أتى بها رسول ال صلى ال عليه وسلم على غير تمامها وأمكن في ذلك القصر من جهة الوحي وأمكن الوهم لزمه الستفهام ليصير إلى يقين يقطع به الشك
وفيه أن الواحد إذا ادعى شيئا كان في مجلس جماعة ل يمكن في مثل ما ادعاه أن ينفرد بعلمه دون أهل المجلس لم يقطع بقوله حتى تستخبر الجماعة فإن خالفوه سقط
قوله أو نظر فيه بما يجب وأن تابعوه ثبت وقد جعل بعض أصحابنا وغيرهم من الفقهاء هذا أصل في رؤية الهلل في غير غيم وهو أصل يطول فيه الكلم وليس هذا
موضعه وفيه دليل على أن المحدث إذا خالفته جماعة في نقله أن القول قول الجماعة وإن القلب إلى روايتهم أشد سكونا من رواية الواحد وفيه أن الشك قد يعود يقينا بخبر
أهل الصدق وأن خبر الصادق يوجب اليقين والواجب إذا اختلف أهل مجلس في شهادة وتكافؤوا في العدالة أن تؤخذ شهادة من أثبت علما دون من نفاه وفيه أن من سلم
ساهيا في صلته لم يضره ذلك وأتمها بعد سلمه ذلك وسجد لسهوه ولم يؤمر باستئناف صلته بل يبنى على ما عمل فيها ويتمها وفيه السجود بعد السلم لمن عرض له
مثل هذا في صلته أو لمن زاد فيها ساهيا قياسا عليه وسنذكر اختلف الفقهاء في سجود السهو في باب زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار وفي باب ابن شهاب عن عبد
الرحمن العرج إن شاء ال
وفيه أن سجدتي السهو يكبر فيهما وأنهما على هيئة سجود الصلة وليس في حديث مالك هذا السلم من سجدتي السهو وذلك محفوظ في غيره وسنذكر ذلك في هذا الباب
إن شاء ال وقد كان إبن شهاب ينكر أن يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم سجد يوم ذي اليدين ول وجه لقوله ذلك لنه قد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم ) * ( في
هذا الحديث وغيره أنه سجد يومئذ بعد السلم قرأت على خلف بن القاسم رحمه ال أن عبد ال بن جعفر بن الورد حدثهم قال حدثنا يوسف بن يزيد قال حدثنا عبد ال بن
صالح قال حدثني الليث بن سعد عن ابن أبي ذئب عن جعفر بن ربيعة عن عراء بن مالك عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم سجد يوم ذي اليدين سجدتين بعد
السلم وقد زعم بعض أهل الحديث أن في هذا الحديث دليل على قبول خبر الواحد وقد ادعى المخالف أن فيه حجة على من قال بخبر الواحد والصحيح أنه ليس بحجة
في قبول خبر الواحد ول في رده وفيه أيضا دليل على أن الكلم في الصلة إذا كان فيما يصلحها وفيما هو منها ل يفسدها عمدا كان أو سهوا إذا كان فيما يصلحها وقد
اختلف في هذا المعنى جماعة الفقهاء من أصحابنا وغيرهم على ما نبنيه إن شاء ال وفيه ان من تكلم في الصلة وهو يظن أنه قد أتمها وهو عند نفسه في غير صلة أنه
يبني ول تفسد صلته فأما قول مالك وأصحابه في هذا الباب فأنهم اختلفوا فيه واضطربت أقاويلهم ورواياتهم فيه عن مالك فروى سحنون عن ابن القاسم عن مالك قال لو
أن قوما صلى بهم رجل
ركعتين وسلم ساهيا فسبحوا به فلم يفقه فقال له رجل من خلفه ممن هو معه في الصلة إنك لم تتم فأتم صلتك فالتفت إلى القوم فقال أحق ما يقول هذا فقالوا نعم قال
يصلى بهم المام ما بقي من صلتهم ويصلون معه بقية صلتهم من تكلم منهم ومن لم يتكلم ول شيء عليهم ويفعلون في ذلك ما فعل النبي صلى ال عليه وسلم يوم ذي
اليدين هذا قول ابن القاسم في كتب المدونة وروايته عن مالك وهو المشهور من مذهب مالك وإياه يقلد إسماعيل بن إسحاق واحتج له في كتاب رده على محمد بن الحسن
وكذلك روى عيسى عن ابن القاسم قال عيسى سألت ابن القاسم عن إمام فعل اليوم كفعل النبي صلى ال عليه وسلم يوم ذي اليدين وتكلم أصحابه على نحو ما تكلم
أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم يوم ذي اليدين فقال ابن القاسم يفعل كما فعل النبي عليه السلم يوم ذي اليدين ول يخالفه في شيء من ذلك لنها سنة سنها زاد العتبي
) ( 1في هذه عن ) ب ( عيسى عن ابن القاسم وليرجع المام فيما شك فيه اليهم ويتم معهم ويجزيهم قال عيسى ) * ( قال ابن القاسم ولو أن إماما قام من رابعة او جلس
في ثالثة فسبح به فلم يفقه فكلمه رجل ممن خلفه كان محسنا وأجزته صلته قال عيسى وقال ابن كنانة ل يجوز لحد من الناس اليوم ما جاز لمن كان يؤمئذ مع النبي
صلى ال عليه وسلم لن ذا اليدين ظن أن الصلة قد قصرت فاستفهم عن ذلك وقد علم الناس اليوم أن قصرها ل ينزل فعلى من تكلم العادة قال عيسى فقرأته على ابن
القاسم فقال ما أرى في هذا حجة وقد قال لهم رسول ال صلى ال عليه وسلم كل ذلك لم يكن فقالوا له بلى فقد كلموه عمدا بعد علمهم أنها لم تقصر وبنوا معه
وقال يحيى = عن ابن نافع ) ( 741ل أحب لحد ان يفعل مثل ذلك الفعل اليوم فإن فعل لم آمره أن يستأنف وروى أبو قرة ) ( 742موسى ابن طارق عن مالك مثل
قول ابن نافع خلف رواية ابن القاسم عنه حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا احمد بن عبد ال بن عبد المؤمن قال حدثنا المفضل بن محمد الجندي ) ( 743قال حدثنا على
بن زياد ) ( 744قال حدثنا أبو قرة قال سمعت مالكا يستحب إذا تكلم الرجل في الصلة أن يعود لها ول يبنى قال وقال لنا مالك إنما تكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم
) ( 1وتكلم أصحابه معه يومئذ لنهم ظنوا أن الصلة قد قصرت ول يجوز ذلك لحد اليوم وروى أشهب عن مالك في سماعه أنه قيل له أبلغك أن ربيعة صلى خلف
امام فأطال التشهد فخاف ربيعة أن يسلم وكان على المام السجود قبل السلم فكلمه ربيعة وقال له أنهما قبل السلم فقال ما بلغني ولو بلغني ما تكلمت به أيتكلم في
الصلة
قال أبو عمر تحتمل ) ( 1رواية أشهب هذه أن يكون مالك رجع فيها عن قوله الذي حكاه عنه ابن القاسم إلى ما حكاه عنه أبو قرة ويحتمل أن يكون أنكر هذا من فعل
ربيعة من أجل أنه لم يكن يلزمه عنده الكلم فيما تكلم فيه لن أمر سجود السهو خفيف في أن ينقل ما كان منه ) ب ( قبل السلم فيجعل بعد السلم فكأن ربيعة عند مالك
تكلم فيما لم يكن ينبغي له أن يتكلم فيه ورأى كلمه كأنه في غير شأن الصلة وذهب ربيعة إلى أنه تكلم في شأن الصلة وصلحها وال أعلم أخبرنا أحمد بن عبد ال بن
محمد بن علي الباجي ) ج ( قال أخبرني ابي وحدثنا عبد ال بن محمد بن يوسف قال أخبرنا عبد ال بن محمد بن علي قال أخبرنا عبد العزيز بن مدرك قال أخبرنا ابن
وضاح قال حدثنا ) د ( الحارث بن مسكين قال أصحاب مالك كلهم ) ه ( على خلف قول مالك ) * ( في مسئلة ذي اليدين إل ابن القاسم وحده فإنه يقول فيها بقول مالك
وغيرهم يابونه ) و ( ويقولون إنما كان هذا أول السلم فأما الن فقد عرف الناس صلتهم فمن تكلم فيها أعادها قال ابن وضاح وقد قيل أن ذا اليدين استشهد يوم بدر
واسلم أبي هريرة كان عام خيبر قال أبو عمر قد قال جماعة من المتقدمين ما قاله ابن وضاح في موت ذي اليدين وليس عندنا كذلك وإنما المقتول ببدر ذو الشمالين
وسنبين القول في ذلك بعد هذا في هذا ) ز ( الباب إن شاء ال وذكر سحنون عن ابن القاسم في رجل صلى وحده ففرغ عند نفسه من الربع فقال له رجل إلى جنبه إنك لم
تصل إل ثلثا فالتفت
إلى آخر فقال أحق ما يقول هذا قال نعم قال ) ( 1تفسد صلته ولم يكن ينبغي له أن يكلمه ول يلتفت إليه وهذه المسئلة عند أكثر المالكين البغداديين وغيرهم محمولة من
قول ابن القاسم على أن المصلى إنما يجوز له الكلم في اصلح ) ب ( الصلة للضرورة الدافعة اليه إذا كان في صلة جماعة ول يجوز ذلك للمنفرد لنه ل يوجد بد لمن
سبح به ولم يفقه بالتسبيح أن يكلم ويفصح له ) ج ( بالمراد للضرورة الداعية إلى ذلك في اصلح الصلة تأسيا بفعل النبي صلى ال عليه وسلم مع أصحابه يوم ذي اليدين
B314
TEXT
قال ابو عمر فكانوا يفرقون في هذه المسئلة بين الجماعة وبين المنفرد فيجيزون من الكلم في شأن الصلة للمام ومن معه ما ل يجيزونه للمنفرد وكان غير هؤلء منهم
يحملون جواب ابن القاسم في المنفرد في هذه المسئلة على خلف من قوله في استعمال حديث ذي اليدين كما اختلف قول مالك في ذلك ويذهبون إلى جواز الكلم في
إصلح الصلة للمنفرد والجماعة ويقولون ل فرق بين أن يكلم الرجل في إصلح الصلة من معه فيها وبين ان يكلم من ليس معه فيها إذا كان ذلك في شأن إصلحها
وعملها كما أنه ل فرق بين أن يكلم رجل ) د ( من معه فيها ومن ليس فيها معه بكلم في غير إصلحها في ان ذلك يفسدها قالوا وإذا كانت العلة شأن إصلح الصلة
فالمنفرد قد شملته تلك العلة فل يخرج عنها قالوا وقد تكلم النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه يوم ذي اليدين في شأن الصلة وبنوا على ما صلوا ولو كان بين المنفرد
والجماعة فرق لبينه رسول ال صلى ال عليه وسلم ) * ( ولقال إنما هذا لمن كان مع إمامه خاصة دون المنفرد ولما سكت عن ذلك لو اختلف ) ( 1حكمه وال أعلم قال
أبو عمر من حجة من ذهب إلى الوجه الول ممن يقول بقول ابن القاسم في هذا الباب أن النهي عن الكلم في الصلة على ما ورد في حديث ابن مسعود وغيره إنما
خرج على ) ب ( رد السلم في الصلة وعلى ) ج ( مجاوبة من جاء فسأل بكم سبق من الصلة وعلى من عرضت له حاجة فأمر بها وهو في صلة وقد كان في
مندوحة عن ذلك حتى يفرغ من صلته فعلى هذا خرج النهي عن الكلم في الصلة وجاء خبر ذي اليدين بجواز الكلم في إصلحا الصلة إذا لم يوجد بد من الكلم
فوجب استعمال الخبار كلها وإل يسقط بعضها ببعض ول سبيل إلى ذلك إل بهذا التخريج والتوجيه وال أعلم وهذا ليس للمنفرد لن المنفرد قد امر بالبناء ) ج ( على
يقينه فكان له في ذلك مندوحة عن الكلم لن الكلم إنما جاز ) د ( فيما ل يوجد منه مندوحة وال أعلم فهذا ما لمالك وأصحابه في رواية ابن القاسم وغيره في مسئلة ذي
اليدين وأما سائر العلماء فنحن نذكر ما صح في ذلك عندنا عنهم أيضا بعون ال أما أحمد بن حنبل فذكر الثرم عنه أنه قال ما تكلم به النسان في صلته لصلحها لم
تفسد عليه صلته فإن تكلم بغير ذلك فسدت عليه وقال في موضع آخر سمعت أحمد ابن حنبل يقول في قصة ذي اليدين
إنما تكلم ذو اليدين وهو يرى أن الصلة قد قصرت وتكلم النبي عليه السلم وهو دافع لقول ذي اليدين فكلم القوم فأجابوه لنه كان عليهم أن يجيبوه وذكر الخرقي أن
مذهب أحمد بن حنبل فيمن تكلم عامدا أو ساهيا بطلت صلته إل المام خاصة فإنه إذا تكلم لمصلحة صلته لم تبطل صلته وأما الوزاعي فمذهبه جواز الكلم في
الصلة في كل ما يحتاج إليه المصلى مما يعذر فيه قال الوزاعي لو أن رجل قال لمام جهر بالقراءة في العصر انها العصر لم يكن عليه شيء قال ولو نظر إلى غلم
يريد أن يسقط في بئر فصاح به أو انصرف اليه أو جبذه ) ( 1لم يكن بذلك بأس وأما الشافعي فقال ل يشك مسلم أن النبي صلى ال عليه وسلم لم ينصرف إل وهو يرى
أن قد أكمل الصلة وظن ذو اليدين أن الصلة قد قصرت بحادث من ال ولم يقبل رسول ال صلى ال عليه من ذي اليدين إذ سأل غيره ) * ( ولما سأل غيره احتمل أن
يكون سأل من لم يسمع كلمه فيكونون مثله يعني مثل ذي اليدين واحتمل أن يكون سأل من سمع كلمه ولم يسمع النبي صلى ال عليه وسلم من رد عليه فلما لم يسمع
النبي عليه السلم ) من ( ) ب ( رد عليه كان في معنى ذي اليدين من أنه لم يدر أقصرت الصلة أم نسي رسول ال فأجابه ومعناه معنى ذي اليدين مع أن الفرض عليهم
جوابه أل ترى ان النبي صلى ال عليه وسلم لما أخبروه فقبل قولهم لم يتكلم ولم يتكلموا حتى بنوا على صلتهم قال فلما قبض
رسول ال صلى ال عليه وسلم تناهت الفرائض فل يزاد فيها ول ينقص منها أبدا قال فهذا فرق ما بيننا وبينه إذا كان أحدنا اماما اليوم قال أبو عمر فالذي حصل عليه
قول مالك وأصحابه والشافعي وأصحابه في هذه المسئلة مما ل يختلفون فيه أن الكلم والسلم ساهيا في الصلة ل يفسدها ول يقدح في شيء منها وتجزئ ) ( 1منه
سجدتا السهو وليستا ها هنا بواجبة فرضا عند واحد منهم ومن نسيهما ولم يسجدهما لم تضره ) ب ( ويسجدهما عند مالك واصحابه متى ما ذكر وإنما الخلف بين مالك
والشافعي أن مالكا يقول ل يفسد الصلة تعمد ) ج ( الكلم فيها إذا كان في إصلحها وشأنها وهو قول ربيعة وابن القاسم إل ما روى عنه في المنفرد وقال الشافعي
وأصحابه ومن تابعهم من أصحاب مالك وغيرهم أنه إن تعمد الكلم وهو يعلم أنه لم يتم الصلة وأنه فيها أفسد صلته وأن تكلم ساهيا أو تكلم وهو يظن أنه ليس في
الصلة لنه قد أكملها عند نفسه فهذا يبنى ول يفسد عليه كلمه هذا صلته وأجمع المسلمون طرا أن الكلم عامدا في الصلة إذا كان المصلى يعلم أنه في صلة ولم يكن
ذلك في إصلح صلته يفسد الصلة إل ما روى عن الوزاعي أنه من تكلم لحياء نفس أو مثل ذلك من المور الجسام لم تفسد بذلك صلته وهو قول ضعيف في النظر
لقول ال عز وجل !> وقوموا ل قانتين <!
قال زيد بن أرقم ) ( 745كنا نتكلم في الصلة حتى نزلت !> وقوموا ل قانتين <! فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلم وقال ابن مسعود سمعنا رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول إن ال قد أحدث من أمره أل تكلموا في الصلة وقال معاوية بن الحكم سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن صلتنا هذه ل يصلح فيها شيء من كلم
الناس ) * ( وليس الحادث الجسيم الذي يجب له قطع الصلة ومن أجله يمنع من الستيناف فمن قطع صلته لما يراه من الفضل في إحياء نفس او ما كان يشمل ) ( 1
ذلك استأنف صلته ولم يبن هذا هو الصحيح إن شاء ال وأجمعوا أن السلم فيها عامدا قبل تمامها يفسدها قال أبو عمر وأما العراقيون أبو حنيفة وأصحابه والثوري
فذهبوا إلى أن الكلم في الصلة يفسدها على أي حال كان سهوا أو عمدا لصلح الصلة كان أو لغير ذلك واختلف أصحاب أبي حنيفة في السلم فيها ساهيا قبل تمامها
فبعضهم أفسد صلة المسلم ساهيا وجعله كالمتكلم ساهيا وبعضهم لم يفسدها بالسلم فيها سهيا وكلهم يفسدها بالكلم ساهيا وعامدا وهو قول إبراهيم النخعي وعطاء
والحسن وحماد بن أبي سليمان وقتادة
وزعم أصحاب أبي حنيفة أن حديث أبي هريرة هذا في قصة ذي اليدين منسوخ بحديث ابن مسعود وحديث زيد بن ارقم اللذين ذكرنا قالوا وفي حديث ابن مسعود بيان أن
الكلم كان مباحا في الصلة ثم نسخ قالوا فحديث ابن مسعود ناسخ لحديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين قالوا وإن كان أبو هريرة متأخر السلم فإنه أرسل حديث ذي
اليدين كما أرسل حديث من ادركه الفجر جنبا فل صوم له ) ( 1ثم إضافه إلى من حدثه به إذ سئل عنه قالوا وكان كثير الرسال وجائز للصاحب إذا أخبره الصحابة
) ب ( بشيء أن يحدث به عن رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا لم يقل سمعت أل ترى ابن عباس حدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بما ل يكاد يحصى كثرة من
الحديث ومعلوم أنه لم يسمع منه إل أحاديث يسيرة وقولوا أل ترى إلى أنس بن مالك يقول ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول ال صلى ال عليه وسلم ولكن منه ما سمعنا
ومنه ما أخبرنا أصحابنا وكل حديث الصحابة مقبول عند جماعة العلماء على كل حال قالوا فغير نكير أن يحدث أبو هريرة بقصة ذي اليدين وإن لم يشهدها قالوا ومما
يدل على أن حديث ابي هريرة منسوخ أن ذا اليدين قتل يوم بدر ل خلف بين أهل السير في ذلك قالوا فيوم ذي اليدين كان قبل يوم بدر واحتجوا بما رواه ابن وهب عن
العمري عن نافع عن ابن عمر أن إسلم أبي هريرة كان بعد موت ذي اليدين قالوا وهذا الزهري مع علمه بالثر ) * ( والسير وهو الذي ل نظير له في ذلك يقول إن
قصة ذي اليدين كانت قبل بدر حكاه معمر وغيره عن الزهري قال الزهري ثم استحكمت المور بعد ذلك ) ج ( وهو قول ابن عمر ) د (
وجماعة أهل السير قالوا وحديث ابن مسعود كان بمكة في حين منصرفة من أرض الحبشة وذلك قبل الهجرة وحديث أبي هريرة كان بالمدينة في قصة ذي اليدين هذا ما
ل يدفعه حامل أثر ول ناقل خبر وابن مسعود شهد بعد قدومه من أرض الحبشة بدرا وأبو هريرة إنما كان إسلمه عام خيبر قال أبو عمر هو كما قالوا إل أن من ذكر في
حديث ابن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ( 1قال في حين رجوعه من أرض الحبشة أن ال أحدث أن ل تكلموا في الصلة فقد وهم ولم يحفظ ولم يقل ذلك
غير عاصم بن أبي النجود وهو عندهم سيء الحفظ كثير الخطأ في الحاديث والصحيح في حديث ابن مسعود أنه لم يكن إل بالمدينة وبالمدينة نهى عن الكلم في الصلة
بدليل حديث زيد بن أرقم النصاري أنهم كانوا يتكلمون في الصلة حتى نزلت !> وقوموا ل قانتين <! فأمروا بالسكوت في الصلة ونهوا عن الكلم فيها وقد روى
حديث ابن مسعود بما يوافق هذا ول يدفعه وهو الصحيح لن السورة ) ب ( مدنية وتحريم الكلم في الصلة كان بالمدينة وأما رواية عاصم في حديث ابن مسعود
فأخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عاصم بن أبي النجود ) ( 746
عن أبي وائل عن عبد ال بن مسعود قال كنا نسلم على النبي صلى ال عليه وسلم في الصلة قبل أن نأتي ) ( 1أرض الحبشة فيرد علينا فلما رجعنا سلمت عليه وهو
يصلي فلم يرد علي فأخذني ما قرب وما بعد فجلست حتى قضى النبي عليه السلم الصلة فقلت يا رسول ال سلمت عليك وأنت تصلي فلم ترد علي فقال إن ال يحدث
من أمره ما يشاء وإن مما احدث أل تكلموا في الصلة قال سفيان هذا أجود ما وجدنا عند عاصم في هذا الوجه وحدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا أحمد بن
مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان العناقي قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل اليلي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عاصم عن أبي وائل عن عبد ال بن مسعود ) ب ( قال
كنا نسلم على النبي صلى ال عليه وسلم في الصلة ج ( قبل أن نأتي ) ( 1أرض الحبشة فذكر مثله سواء وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا ) * ( قاسم بن أصبغ قال
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال أخبرنا شعبة عن عاصم عن ابي وائل عن عبد ال قال أتيت النبي صلى ال عليه وسلم وهو يصلي
فسلمت عليه فلم يرد علي فلما قضى صلته قال إن ال يحدث لنبيه ما شاء وإن مما احدث له أل تكلموا في الصلة فلم يقل شعبة في هذا الحديث عن عاصم ان ذلك كان
في حين انصراف ابن مسعود من ارض الحبشة وقد روى حديث ابن مسعود من غير طريق عاصم وليس فيه المعنى الذي ذكره ابن عيينة وغيره عن عاصم بل فيه ما
يدل على ان معناه ومعنى حديث زيد بن أرقم سواء
أخبرنا عبد ال بن محمد الجهني قال حدثنا حمزة بن محمد الكناني قال حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال أخبرنا محمد بن عبد ال بن عمار الموصلي ) ( 747قال حدثنا
ابن أبي عيينة ) ( 1والقاسم يعني ابن يزيد الجرمي ) ( 748عن سفيان عن الزبير بن عدي ) ( 749عن كلثوم عن عبد ال بن مسعود وهذا حديث القاسم قال كنت
B314
TEXT
آتي النبي صلى ال عليه وسلم وهو يصلي فأسلم عليه فيرد علي فأتيته فسلمت عليه وهو يصلي فلم يرد علي شيئا فلم سلم أشار إلى القوم فقال إن ال أحدث في الصلة أل
تكلموا ال بذكر ال وما ينبغي لكم وإن تقوموا ل قانتين وأما حديث زيد بن أرقم فليس فيه بيان أنه قبل حديث أبي هريرة ول بعده والنظر يشهد أنه قبله إن شاء ال على
ما نبينه في هذا الباب والحديث حدثناه محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا محمد ابن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا ابن مسعود ) ( 750قال حدثنا يحيى
بن سعيد ) ح ( وأخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن
عيسى قال حدثنا هشيم قال جميعا أخبرنا ) ( 1إسماعيل ابن أبي خالد قال أحمد بن شعيب في حديثه قال حدثني الحارث بن شبيل ) ( 751وقال أبو داود في حديثه عن
الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال كان أحدنا يكلم الرجل إلى جنبه في الصلة فنزلت !> وقوموا ل قانتين <! فأمرنا بالسكوت ونهينا عن
الكلم اللفظ لحديث أبي داود ففي هذا الحديث وحديث ابن مسعود دليل على أن المنع من الكلم كان بعد إباحته في الصلة وأن الكلم فيها منسوخ بالنهي عنه والمنع منه
وأما قولهم أن أبا هريرة لم يشهد ذلك لنه كان قبل بدر وإسلم أبي هريرة كان عام خيبر فليس كما ذكروا بلى أن أبا هريرة اسلم عام خيبر ) * ( وقدم المدينة في ذلك
العام وصحب النبي ) ب ( صلى ال عليه وسلم نحو أربعة أعوم ولكنه قد شهد هذه القصة وحضرها لنها لم تكن قبل بدر وحضور أبي هريرة يوم ذي اليدين محفوظ من
رواية الحفاظ الثقات وليس تقصير من قصر عن ذلك بحجة على من علم ذلك وحفظه وذكره فهذا مالك ابن أنس قد ذكر في موطأه عن داود بن الحصين عن أبي سفيان
مولى ابن أبي أحمد قال سمعت أبا هريرة يقول صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم العصر فسلم في ركعتين وذكر الحديث هكذا حدث به ابن القاسم وابن وهب وابن
بكير والقعنبي والشافعي وقتيبة بن سعيد عن مالك عن داود بالسناد المذكور ولم يقل يحيى صلى لنا في حديث مالك عن داود هذا وإنما قال صلى رسول
ال صلى ال عليه وسلم وسقط أيضا عن بعضهم قوله لنا وشهود أبي هريرة لذلك وقوله صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم وصلى بنا رسول ال وبينما نحن مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم كل ذلك في قصة ذي اليدين محفوظ عند أهل التقان أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال
حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال بينما أنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في صلة الظهر فسلم رسول
ال من الركعتين فقام رجل من بني سليم فقال يا رسول ال أقصرت الصلة أم نسيبت فقال رسول ال لم تقصر ولم أنسه قال يا رسول ال إنما صليت ركعتين فقال رسول
ال أكما يقول ذو اليدين قالوا نعم فصلى بهم ركعتين أخرين قال يحيى وحدثني ضمضم بن جوس ) ( 752 - 1أنه سمع أبا هريرة يقول ثم سجد رسول ال سجدتين
وذكره أحمد بن شعيب عن إبراهيم بن يعقوب عن الحسن ابن موسى عن شيبان بإسناده مثله سواء وحدثني محمد بن عبد ال قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا الفضل
بن الحباب القاضي بالبصرة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثني عكرمة بن عمار قال حدثني ضمضم بن جوس الهفاني قال قال أبو هريرة صلى بنا رسول ال
صلى ال عليه وسلم أحدى صلتي العشى وذكر الحديث
حدثني محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى قال قال من
سمع أبا هريرة يقول صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم احدى صلتي العشى وذكر الحديث ) * ( وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا
احمد بن شعيب قال أخبرنا حميد بن مسعدة قال حدثنا يزيد ابن زريع قال حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال قال أبو هريرة صلى بنا رسول ال صلى ال عليه
وسلم احدى صلتي العشى قال قال أبو هريرة ولكني نسيت قال فصلى بنا ركعتين ثم سلم فانطلق إلى خشبة معروضة في المسجد فقال بيده عليها كأنه غضبان وخرجت
السرعان من أبواب المسجد فقالوا اقصرت الصلة وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه وفي القوم رجل في يده طول وكان يسمى ذا اليدين فقال يا رسول ال أنسيت
أم قصرت الصلة قال لم أنس ولم تقصر الصلة قال أكما يقول ذو اليدين قالوا نعم فجاء فصلى الذي كان ترك ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه ثم
كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع ) ( 1رأسه فكبر وأخبرنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا حماد
بن زيد عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم احدى صلتي العشى الظهر أو العصر قال فصلى بنا
ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع
يديه عليها أحداهما على الخرى وخرج سرعان الناس وقالوا أقصرت الصلة أقصرت الصلة وفي الناس أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه فقام رجل وكان رسول ال
صلى ال عليه وسلم يسميه ذا اليدين فقال يا رسول ال أنسيت أم قصرت الصلة فقال لم أنس ولم تقصر الصلة قال بل ) ( 1نسيت يا رسول ال فأقبل رسول ال صلى
ال عليه وسلم على القوم فقال أصدق ذو اليدين فأومأوا أن نعم فرجع رسول ال إني مقامه فصلى الركعتين الباقيتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع
وكبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع وكبر قال فقيل لمحمد سلم في السهو قال لم أحفظ من أبي هريرة ولكن نبئت أن عمران بن حصين قال ثم سلم قال أبو داود كل
من روى هذا الحديث لم يقل فأومأوا إل حماد بن زيد قال أبو عمر وهكذا رواه هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول ال صلى ال
عليه وسلم أحدى صلتي العشى ثم ذكر مثل حديث حماد بن زيد عن أيوب سواء ولم يقل فأومأوا أخبرنيه عبد ال بن محمد قال أخبرنا عبد الحميد بن أحمد قال حدثنا
الخضر بن ) * ( داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال حدثنا عبد ال بن بكر السهمي قال أخبرنا هشام بن حسان فذكره قال أبو عمر فحصل محمد بن سيرين وأبو سفيان
مولى ابن أبي أحمد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وضمضم بن جوس ) ب ( كلهم يروى عن أبي هريرة في هذا الحديث صلى بنا رسول ال وكذلك رواه العلء بن عبد
الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة وابن أبي ذيب عن المقبري عن أبي
هريرة وقد روى هذا الحديث أيضا عن محمد بن سيرين عن رجل من الصحابة يقال له أبو العريان ) ( 753بمثل حديث أبي هريرة ومعناه ذكره أبو جعفر العقيلي قال
حدثنا محمد بن عبيد بن اسباط قال أخبرنا أبو نعيم قال أخبرنا أبو خلدة قال سألت محمد بن سيرين فقلت ) ( 1أصلي وما أدري أركعتين صليت أم أربعا فقال حدثني أبو
العريان أن رسول ال صلى ال عليه صلى يوما ودخل البيت وكان في البيت رجل طويل اليدين وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يسميه ذا اليدين فقال ذو اليدين يا
رسول ال أقصرت الصلة أم نسيت قال لم تقصر ولم أنس قال بل ) ب ( نسيت الصلة قال فتقدم فصلى بهم ركعتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم كبر
ورفع رأسه ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم كبر ورفع راسه ) ج ( ولم يحفظ لي ) د ( أحد سلم بعد أم ل وقد قيل أن أبا العريان المذكور في هذا الحديث هو أبو
هريرة وقد روى قصة ذي اليدين عبد ال بن عمر ومعاوية بن حديج وعمران بن حصين وابن مسعدة ) ( 754رجل من الصحابة وكلهم لم يحفظ عن النبي عليه السلم
ول صحبه إل بالمدينة متأخرا
فأما حديث ابن عمر فذكره أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبيد ال عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى بالناس ركعتين
فسها فسلم فقال له رجل يقال له ذو اليدين وذكر الحديث وأما حديث معاوية بن حديج فرواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره عن معاوية بن
حديج أن النبي عليه السلم صلى يوما فسلم وانصرف وقد بقي عليه من الصلة ركعة فأدركه رجل فقال نسيت من الصلة ركعة فرجع فدخل المسجد وأمر بلل فأقام
الصلة فصلى بالناس ركعة فأخبرت بذلك الناس فقالوا أتعرف الرجل قلت ل أل أن أراه فمر بي فقلت ها هو هذا فقالوا طلحة بن عبيد ال وأما حديث عمران بن حصين
فرواه شعبة وعبد الوهاب الثقفي وابن علية ويزيد بن زريع ) * ( وحماد بن زيد كلهم عن خالد الحذاء عن أبي قلبة عن أبي المهلب ) ( 755عن عمران بن حصين
أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا ابن علية عن خالد الحذاء قال حدثنا ) ( 1أبو قلبة
عن أبي المهلب عن عمران بن حصين وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يزيد
بن
زريع قال حدثنا خالد الحذاء قال حدثنا أبو قلبة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين ) ( 1واللفظ لحديث مسدد قال سلم رسول ال صلى ال عليه وسلم في ثلث
ركعات من العصر ثم دخل فقام اليه رجل يقال له الخرباق وكان طويل اليدين فقال الصلة يا رسول ال وفي حديث ابن علية فذكر له الذي صنع فخرج مغضبا يجر
إزاره فقال أصدق هذا قالوا نعم فصلى تلك الركعة ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم وأما حديث ابن مسعدة فرواه عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج عن عثمان بن أبي
سليمان عن ابن مسعدة صاحب الجيوش أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى الظهر أو العصر فسلم في ركعتين فقال له ذو اليدين أخففت الصلة يا رسول ال أم نسيت
فقال النبي عليه السلم ما يقول ذو اليدين قالوا صدق يا رسول ال فأتم بهم الركعتين ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس بعد ما سلم وابن مسعدة هذا اسمه عبد ال معروف
في الصحابة قد روى عن النبي عليه السلم أنه سمعه يقول إني قد بدنت فمن فاته ركوعي أدركه في بطء قيامي وروى عنه حديث ذي اليدين وهو معدود في المكيين
وحسبك في هذا الحديث بحديث ) ب ( أبي هريرة ثم حديث ابن عمر وحديث عمران بن حصين وغيرهم وهو من الحاديث التي ل مطعن فيها لحد وإنما اختلفوا في
تأويل شيء منه وأما قولهم إن ذا اليدين قتل يوم بدر فغير صحيح وإنما المقتول يوم بدر ذو الشمالين ولسنا ندافعهم أن ذا الشمالين مقتول ببدر لن إبن إسحاق وغيره من
أهل السير ذكروه فيمن قتل يوم بدر وقال حماد ) ج ( بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قتل يوم
بدر خمسة رجال من قريش من المهاجرين عبيدة بن الحارث وعامر بن أبي وقاص وذو الشمالين وابن بيضاء ومهجع مولى عمر بن الخطاب قال أبو عمر إنما قال سعيد
B314
TEXT
بن المسيب أنهم من قريش لن الحليف والمولى يعد من القوم فمهجع مولى عمر وذو الشمالين حليف بني زهرة قال ابن إسحق ذو الشمالين هو عمير بن عمرو بن
غبشان ) ( 1بن سليم بن مالك بن أفضى بن حارثة بن عمرو ) ب ( بن عامر من ) * ( خزاعة حليف لبني زهرة قال أبو عمر فذو اليدين غير ذي الشمالين المقتول
ببدر ) ج ( بدليل ما في حديث أبي هريرة ومن ذكرنا معه من حضورهم تلك الصلة وإن المتكلم بذلك الكلم إلى النبي صلى ال عليه وسلم رجل من بني سليم كذلك قال
يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقد تقدم ذكرنا لذلك وقال عمران بن حصين رجل طويل اليدين يقال له الخرباق وممكن أن يكون رجلن أو ثلثة يقال
لكل واحد منهم ذو اليدين وذو الشمالين ولكن المقتول يوم بدر غير الذي تكلم في حديث أبي هريرة الى النبي صلى ال عليه وسلم حين سها فسلم من اثنتين وهذا قول أهل
الحذق والفهم من أهل الحديث والفقه أخبرنا عبد ال بن محمد قال حدثنا عبد الحميد بن احمد الوراق قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال سمعت
مسددا يقول الذي قتل يوم بدر إنما هو ذو الشمالين ابن عبد عمرو حليف
لبنى ) ( 1زهرة وهذا ذو اليدين رجل من العرب كان يكون بالبادية فيجيء فيصلي مع النبي صلى ال عليه وسلم وقال أبو بكر الثرم حدثني سليمان بن حرب قال
حدثني حماد ابن زيد قال ذكر ليوب البناء بعد الكلم فقال اليس قد تكلم النبي عليه السلم يوم ذي اليدين قال أبو عمر فإن قال قائل إن حديث ذي اليدين مضطرب لن
ابن عمر وأبا هريرة يقولن سلم من اثنتين وعمران بن حصين يقول من ثلث ركعات ومعاوية بن حديج ) ( 736يقول إن المتكلم طلحة بن عبيد ال قيل له ليس
اختلفهم في موضع السلم من الصلة عند أحد من أهل العلم بخلف يقدح في حديثهم لن المعنى المراد من الحديث هو البناء بعد الكلم ول فرق عند أهل العلم بين
المسلم من ثلث أو من اثنتين لن كل واحد منهما لم يكمل صلته وأما ما ذكر في حديث معاوية بن حديج من ذكر طلحة بن عبيد ال فممكن أن يكون أيضا طلحة كلمه
وغيره وليس في أن يكلمه طلحة وغيره ما يدفع أن ذا اليدين كلمه أيضا فأدى كل ما سمع على حسب ما سمع وكلهم اتفقوا في أن المعنى المراد من الحديث هو البناء بعد
الكلم لمن ظن أنه قد أتم وأما قول الزهري في هذا الحديث أنه ذو الشمالين فلم يتابع عليه وحمله الزهري على أنه المقتول يوم بدر وقد اضطرب على ) ب ( الزهري
في حديث ذي اليدين اضطرابا ) * ( أوجب عند أهل العلم بالنقل تركه من روايته خاصة لنه مرة يرويه عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة ) ( 757قال بلغني أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم ركع ركعتين هكذا حدث به عنه مالك وحدث به مالك أيضا عنه عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بمثل حديثه عن أبي بكر بن سليمان بن
أبي حثمة ورواه صالح بن كيسان ) ( 758عنه أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره أنه بلغه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى ركعتين ثم سلم وذكر الحديث
وقال فيه فأتم ما بقي من صلته ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان إذا شك الرجل في صلته حين لقنه الرجل قال صالح قال ابن شهاب فأخبرني ) ( 1هذا الخبر سعيد
بن المسيبب عن أبي هريرة قال وأخبرني ) ب ( به أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر ابن عبد الرحمن وعبيد ال بن عبد ال ورواه ابن إسحاق عن ابن شهاب عن سعيد
بن المسيب وعروة بن الزبير وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال كل قد حدثني بذلك قالوا صلى رسول ال بالناس الظهر فسلم من ركعتين وذكر الحديث وقال فيه
الزهري ولم يخبرني رجل منهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سجد سجدتي السهو فكان ) ج ( ابن شهاب يقول إذا عرف الرجل ما يبنى ) د ( من صلته فأتمها
فليس عليه سجدتا السهو لهذا الحديث
وقال ابن جريح حدثني ابن شهاب عن أبي بكر بن سليمان أبن أبي حثمة ) ( 1وأبي سلمة بن عبد الرحمن عمن يقنعان بحديثه أن النبي عليه السلم صلى ركعتين في
صلة الظهر أو العصر فقال له ذو الشمالين ابن عبد عمرو يا رسول ال أقصرت الصلة أم نسيت وذكر الحديث ورواه معمر عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن وأبي بكر بن سليمان ابن أبي حثمة عن ابي هريرة وهذا اضطراب عظيم من ابن شهاب في حديث ذي اليدين وقال مسلم بن الحجاج في كتاب التمييز له قول ابن
شهاب ان رسول ال لم يسجد يوم ذي اليدين سجدتي السهو خطأ وغلط وقد ثبت عن النبي عليه السلم أنه سجد سجدتي السهو ذلك اليوم من أحاديث الثقات ابن سيرين
وغيره قال أبو عمر ل أعلم أحدا من أهل العلم والحديث المنصفين فيه عول على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين لضطرابه فيه وأنه لم يتم له إسنادا ول متنا وإن
كان إماما عظيما في هذا الشأن فالغلط ل يسلم منه احد والكمال ليس لمخلوق وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إل النبي صلى ال عليه وسلم فليس قول ابن شهاب أنه
المقتول يوم بدر حجة لنه قد تبين غلطة في ذلك وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني عبيد ال بن عبد ال بن أبي مليكة أنه سمع عبيد بن عمير فذكر خبر ذي
اليدين قال فأدركه ذو اليدين أخو بنى سليم قال أبو عمر ذو الشمالين المقتول يوم بدر خزاعي وذو اليدين الذي شهد سهو النبي عليه السلم سلمي ومما يدل على أن ذا
اليدين ليس هو
ذا الشمالين المقتول ببدر ما أخبرناه عبد ال بن محمد قال أخبرنا عبد الحميد بن أحمد قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ الثرم وحدثنا عبد
الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا علي بن بحر ) ( 759قال حدثنا ) * ( معدى بن سليمان السعدي البصرى قال حدثني
شعيب بن مطير ومطير حاضر يصدقه بمقالته قال يا أبتاه أخبرتي أن ذا اليدين لقيك بذي خشب فأخبرك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى بهم أحدى صلتي
العشى وهي العصر فصلى ركعتين ثم سلم فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم وتبعه أبو بكر وعمر وخرج سرعان الناس فلحقه ذو اليدين وأبو بكر وعمر مبتدية ) ( 1
فقال يا رسول ال أقصرت الصلة أم نسيت فقال ما قصرت الصلة وما نسيت ثم أقبل رسول ال وثاب الناس فصلى ركعتين ثم سلم ثم سجد سجدتي السهو وأخبرنا أحمد
بن عبد ال بن محمد بن علي قال حدثنا أبي قال أخبرنا أحمد بن خالد قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد ال قال حدثنا أحمد بن عبد ال قال حدثنا محمد بن المثنى قال
حدثنا معدي بن سليمان ) ( 760قال حدثنا شعيب بن مطير ومطير حاضر يصدقه بمقالته فذكر مثل ما تقدم سواء إلى آخره
وأخبرنا أحمد بن عبد ال أن أباه أخبره قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا أبو الحسن ) ( 1أحمد بن عبد ال قال حدثنا محمد بن بشار ) ب ( قال حدثنا أبو سليمان معدي
بن سليمان صاحب الطعام قال كنا بوادي القرى فقيل إن ها هنا شيخا قديما قد بلغ بضعا ومائة سنة فأتيناه فإذا رجل يقال له مطير وإذا ابن له يقال له شعيب ابن ثمانين
سنة فقلنا لبنه قل له يحدث بحديث ذي اليدين فثقل على الشيخ فقال ابنه اليس حدثتنا أن ذا اليدين تلقاك بذي خشب فقال صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم احدى
صلتي العشى وهي العصر ثم ذكر معنى حديث علي بن بحر أخبرنا أحمد بن عبد ال قال أخبرنا أبي قال أخبرنا أحمد ابن خالد قال حدثنا أحمد بن عبد ال قال سمعت
العباس بن يزيد ) ( 761يقول حدثني معدي بن سليمان الحناط ) ج ( وكانوا يرون أنه من البدال فهذا يبين لك إن ذا اليدين عمر عمرا طويل وأنه غير المقتول ببدر
وفيما قدمنا من الثار الصحاح كفاية لمن عصم من العصبية وقد قيل أن ذا اليدين عمر إلى خلفة معاوية وأنه توفي بذي خشب فال أعلم ولو صح للمخالفين ما ادعوه من
نسخ حديث أبي هريرة بتحريم الكلم في الصلة لم يكن لهم في ذلك حجة لن النهي عن الكلم في الصلة ) د ( إنما توجه إلى العامد القاسد ل إلى الناسي لن النسيان
متجاوز عنه
والناسي والساهي ليسا ممن دخل تحت النهي لستحالة ذلك في النظر ) * ( فإن قيل فإنكم تجيزون الكلم في الصلةعامدا إذا كان في شأن إصلحها قيل لقائل ذلك أجزناه
من باب آخر قياسا على ما نهى عنه من التسبيح في غير موضعه من الصلة وإباحته للتنبيه على ما غفله المصلى من صلته لمستدركه ) ( 1واستدلل بقصة ذي اليدين
أيضا في ذلك وال أعلم وهذا المعنى قد نزع به أبو الفرج وغيره من أصحابنا وفيما قدمنا كفاية إن شاء ال وقد تدخل على أبي حنيفة وأصحابه مناقضة في هذا الباب
لقولهم ) ب ( أن المشي في الصلة لصلحها عامدا جائز كالراعف من يجرى مجراه عندهم للضرورة إلى خروجه وغسل الدم عنه ووضوئه عندهم وغير جائز فعل
مثل ذلك في غير إصلح الصلة وشأنها فكذلك الكلم يجوز منه لصلح الصلة وشأنها ما ليجوز لغير ذلك إذا الفعلن منهى عنهما وال أعلم وممن قال من السلف
بمعنى حديث ذي اليدين ورأى البناء جائزا لمن تكلم في صلته ساهيا عبد ال بن الزبير وابن عباس وعروة وعطاء والحسن وقتادة والشعبي وروى أيضا عن الزبير بن
العوام وأبي الدرداء مثل ذلك وقال بقول أبي حنيفة في هذا الباب إبراهيم النخعي وحماد بن أبي سليمان وروى عن قتادة أيضا مثله والحجة عندنا في سنة رسول ال صلى
ال عليه وسلم فهي القاضية فيما اختلف فيه وبال التوفيق وفي هذا الحديث أيضا اثبات حجة مالك وأصحابه في قولهم إذا نسي الحاكم حكمه فشهد عليه شاهدان نفذه ) ج (
وأمضاه وإن لم يذكره لن
النبي عليه السلم رجع إلى قول ذي اليدين ومن شهد معه إلى شيء لم يذكره وقال الشافعي وأبو حنيفة ل ينفذه حتى يذكر حكمه به على وجهه وفيه إثبات سجود السهو
على من سها في صلته وفيه أن السجود يكون بعد السلم إذا زاد النسان في صلته شيئا سهوا وبه استدل أصحابنا على أن السجود بعد السلم فيما كان زيادة من السهو
في الصلة وفيه أن سجدتي السهو يسلم منهما ويكبر في كل خفص ورفع فيهما وهذا موجود في حديث أبي هريرة وعمران بن حصين في قصة ذي اليدين من وجوه ثابتة
وسنذكر اختلف الفقهاء في سجود السهو وموضعه في الصلة في باب زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ويأتي منه ذكر في باب ابن شهاب عن العرج ) ( 1عن ابن
بحينة ) ( 762إن شاء ال ) * ( واختلف المتأخرون من الفقهاء في رجوع المسلم ساهيا في صلته إلى تمام ما بقي عليه منها هل يحتاج في ذلك إلى احرام أم ل فقال
بعضهم ل بد ان يحدث أحراما يجدده لرجوعه إلى تمام صلته وان لم يفعل لم يجزه وقال بعضهم ليس ذلك عليه وإنما عليه أن ينوى الرجوع إلىتمام صلته فإن كبر
لرجوعه فحسن لن التكبير شعار حركات المصلى وان لم يكبر فلشيء عليه لن أصل التكبير في غير الحرام إنما كان
لمام ) ( 1الجماعة ثم صار سنة بمواظبة رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى لقي ال وسنذكر هذا المعنى ممهدا في باب ابن شهاب عن أبي سلمة وعن علي بن حسين
B314
TEXT
إن شاء ال وإنما قلنا أنه إذا نوى الرجوع إلى صلته ليتمها فل شيء عليه وإن لم يكبر لن سلمه ساهيا ل يخرجه عن صلته ول يفسدها عليه عند الجميع وإذا كان في
صلة يبنى عليها فل معنى للحرام ها هنا لنه غير مستأنف لصلته بل هو متم لها بان فيها وإنما يؤمر بتكبيرة الحرام المبتدئ وحده وبال التوفيق #حديث ثان ليوب
السختياني مسند صحيح ماك عن أيوب ابن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين عن أم عطية النصارية ) ( 763أنها قالت دخل علينا رسول ال صلى ال عليه
وسلم حين توفيت ابنته فقال اغسلنها ثلثا أو خمسا أو أكثر من ذلك بماء وسدر وأجعلن في الخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فاذنني قالت فلما فرغنا آذناه
فاعطانا حقوه فقال أشعرنها أياه قال مالك يعني بحقوه إزاره قال أبو عمر قالت طائفة من أهل السير والعلم بالخبر أن ابنة رسول ال صلى ال عليه وسلم التي شهدت أم
عطية غسلها هي أم كلثوم فال
أعلم وكل من روى هذا الحديث فيما علمت عن مالك في الموطأ يقولون فيه بعد قوله أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك وسقط ليحيى أن رأيتن ذلك ليس في روايته ول في
نسخته في الموطأ ول أعلم أحدا من أصحاب أيوب أيضا إل وقد ذكر هذه الكلمة في حديثه هذا قوله إن رأيتن ذلك وقد روى هذا الحديث عن أيوب جماعة اثتبهم فيه حماد
بن زيد وابن عليه وروايتهما لهذا الحديث كرواية مالك سواء إلى آخره إل أنهما زادا فيه فقال قال أيوب وقالت حفصة بنت سيرين عن أم عطية في هذا الحديث اغسلنها
ثلثا أو خمسا أو سبعا ) * ( أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك قال وقالت حفصة قالت أم عطية مشطناها ثلثة قرون ( قال ابو عمر كانت حفصة بنت سيرين قد روت هذ
الخبر عن أم عطية بأكمل الفاظ فكان محمد بن سيرين يروى عن أخته حفصة عن أم عطية من ذلك ما لم يحفظه ) ( 1عن أم عطية فمما كان ) ب ( يرويه عن حفصة
عن أم عطية قولها ومشطناها ثلثة قرون لم يسمع ابن سيرين هذه اللفظة من أم عطية فكان يرويها عن أخته حفصة عن أم عطية حدث بذلك عن ايوب عن ابن سيرين
عن حفصة عن أم عطية قوم منهم ابن عيينة ويزيد بن زريع وقد روى أيوب هذا الحديث عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية وعن محمد بن سيرين عن أم عطية فكا
يروى عن كل واحد منهما حديثه على وجهه وكان من أحفظ الناس قرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا أحمد بن محمد القاضي البرتي
ببغداد قال حدثنا أبو معمر قال
حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونحن نغسل ابنة له فقال اغسلنها بماء وسدر
واغسلنها وترا ثلثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك واجعلن في آخرهن كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني فلما فرغنا القى الينا حقوه فقال
اشعرنها إياه قالت ) ( 1فمشطناها او قالت ضممنا رأسها ثلثة قرون قال أبو عمر هذا الحديث هو اصل السنة في غسل الموتى ليس يروى عن النبي عليه السلم في
غسل الميت حديث ) ب ( أعم منه ول أصح وعليه عول العلماء في ذلك وهو أصلهم في هذا الباب وأما رواية حفصة عن أم عطية في هذا الحديث أو سبعا أو أكثر من
ذلك أن رأيتن ذلك فإن ذكر السبع وما فوقها ل يوجد من حديث أم عطية إل من رواية حفصة بنت سيرين ول أعلم أحدا من العلماء قال بمجاوزة سبع غسلت في غسل
الميت وقد روى أنس عن أم عطية هذا الحديث بما يدل على أن الغسلت ل يتجاوز ) ج ( بها سبع وذلك موافق لرواية محمد بن سيرين أخبرنا عبد الوارث بن سفيان
قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا احمد بن زهير قال حدثنا محمد بن سنان العوقي ) ( 764أبو بكر قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن أنس انه كان يأخذ ذلك عن ام
عطية قالت غسلنا ابنة النبي عليه السلم فأمرنا أن نغسلها بالسدر
ثلثا ) * ( فإن انجت ) ( 1وإل فخمسا وإل فأكثر من ذلك قال فرأينا أن كثر من ذلك سبع واختلف العلماء في البلوغ بغسل الميت إلى سبع غسلت فقال منهم قائلون
أقصى ما يغسل الميت ثلث غسلت فإن خرج منه شيء بعد الغسلة الثالثة غسل ذلك الموضع وحده ول يعاد غسله وممن قال هذا أبو حنيفة وأصحابه والثوري وإليه
ذهب المزني وأكثر أصحاب مالك ومنهم من قال يوضأ إذا خرج منه شيء بعد الغسلة الثالثة ول يعاد غسله لن حكمه حكم الجنب إذا اغتسل وأحدث بعد الغسل استنجى
بالحجار أو بالماء ثم توضا فكذلك الميت وقال ابن القاسم إن وضيء فحسن وإنما هو الغسل قال أبو عمر لنها عبادة على الحي قد ) ب ( أداها وليس على الميت عبادة
وقال الشافعي إن خرج منه شيء بعد الغسلة الثالثة أعيد غسله وتحصيل مذهب مالك أنه إذا جاء منه الحدث بعد كمال غسله أعيد وضوءه للصلة ولم يعد غسله وقال
أحمد بن حنبل يعاد غسله أبدا إذا خرج منه شيء إلى سبع غسلت ول يزاد على سبع وإن خرج منه شيء بعد السابعة غسل الموضع وحده ) ج ( وإن خرج منه شيء
بعد ما كفن رفع ولم يلتفت إلى ذلك وهو قول ابن ) د ( إسحاق وكل قول من هذه القوال قد روى عن جماعة من التابعين ذكر عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب
عن ابن سيرين قال يغسل الميت ثلثا فإن خرج منه شيء بعد الثلثة غسلوه خمسا فإن خرج منه شيء غسل سبعا قال وأخبرنا هشام عن ابن سيرين مثله قال هشام وقال
الحسن يغسل ثلثا فإن خرج منه شيء غسل ما خرج منه ولم يزد على الثلث قال وأخبرنا
ابن جريج قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي قول غسل رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث غسلت كلهن بماء وسدر قال وأخبرنا الثوري عن الزبير بن عدي عن
إبراهيم قال في غسل الميت الولى بماء قراح يوضيه وضوء الصلة والثانية بماء وسدر والثالثة بماء قراح ويتبع مساجده بالطيب قال ابو عمر كان إبراهيم النخعي ل
يرى الكافور في الغسلة الثالثة ول يغسل الميت عنده أكثر من ثلث ليس في شيء منها كافور وإنما الكافور عنده في الحنوط ل في شيء من الماء وإلى هذا ذهب أبو
حنيفة وأصحابه ول معنى لذلك لنه قد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال للنساء اللتي ) * ( غسلن ابنته اجعلن في الخرة كافورا وعلى هذا جمهور العلماء أن
يغسل الميت الغسلة الولى بالماء القراح والثانية بالماء والسدر والثالثة بماء فيه كافور حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا
هدبة بن خالد قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن محمد بن سيرين أنه كان يأخذ الغسل عن أم عطية يغسل بالماء والسدر مرتين والثالثة بالماء والكافور ومن أهل العلم
من يذهب إلى أن الغسلت الثلث كلها بالسدر على ما جاء في الحديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم غسل ثلث غسلت كلهن بماء وسدر وقال ابو بكر الثرم قلت
لحمد بن حنبل تذهب ) ( 1إلى السدر في الغسلت كلها قال نعم السدر فيها كلها على حديث أم عطية اغسلنها ثلثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر
وحديث ابن عباس بماء وسدر ثم قال ليس في غسل الميت أرفع من حديث
أم عطية ول أحسن منه فيه ثلثا أو خمسا أو سبعا وأبدأن بميامنها ثم قال ما أحسنه حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا ابن علية عن خالد الحذاء عن حفصة عن أم عطية أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لهن في غسل ابنته ابدأن بميامنها ومواضع
الوضوء منها قال ابو عمر تطهير الميت تطهير عبادة ل إزالة نجاسة وإنما هو كالجنب وغسله كغسل الجنب سواء فأول ما يبدأ الغاسل به من أمره بعد ستره جهده أن
يعصر بطنه عصرا خفيفا رفيقا فإن الستنجاء يقدم في الوضوء على كل شيء فإن خرج منه شيء تناول غسل أسفله وعلى يده خرقة ول يحل له أن يباشر قبله ول دبره
إل وعلى يده خرقة ملفوفة يدخل به يده من تحت الثوب الذي يسجى به الميت ويستر به للغسل فيغسل فرجيه غسل ناعما ويوالي بصب الماء على يد الغاسل حتى يصح
انقاؤه ثم يبتدئ فيوضئه وضوء الصلة قال أبو الفرج حاكيا عن مالك يجعل الغاسل خرقة على يده يباشر بها فرج الميت إن احتاج إلى ذلك وكذلك قال الوقار ) ( 1قال
أبو عمر اختلف العلماء في مضمضة الميت عند وضوئه وفي غسل أنفه ودلك اسنانه فرأى ذلك منهم قوم وأباه آخرون ول وجه لقول من أبي من ذلك فإذا فرغ بوضوئه
بدأ بغسل ) * ( شقه اليمن من رأسه إلى طرف قدمه اليمنى ثم يصرفه برفق على شقه فيغسل شقه اليسر من قرن ) ب ( رأسه إلى طرف قدمه حتى يأتي الغسل على
جميعه بالماء القراح وإن كان فيه سدر فحسن ثم يغسله غسلة ثانية بماء فيه ورق سدر مدقوق
أو بسدر يجعله في رأسه ولحيته ويغسله به ويبدأ برأسه قبل لحيته فإن لم يكن سدر فبالشنان او يالخطمى أو بالحرض ) ( 1أو الماء القراح حتى يأتي أيضا على تمام
غسله كغسل الجنابة وهو في ذلك كله يستره طاقته ويغض بصره عن عورته كما يفعل بالحي وإن كان به قروح أو جراح أخذ عفوه ومن أهل العلم من يستحب أن
يوضيه في كل غسلة ومنهم من يقول الوضوء في أول مرة يكفي ثم يغسل الثالثة بماء الكافور كما غسله في الولى فإذا أكمل غسله جففه وحشى داخل إزاره قطنا وهو
على مغتسله ثم شد عليه شدادته من خلفه إلى مقدمه ثم حمله رفقا في ثوبه إلىنعشه وأدرجه في أكفانه ووجه العمل أن يبدأ الغاسل بتهذيب أكفانه ونشرها وتجميرها قبل
أخذه في غسله والوتر عندهم في الغسلت مستحب غير واجب عند الجميع وليس الوتر في غسل الميت كالوتر في الستنجاء بالحجار عند من أوجب ذلك ذكر عبد
الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال يغسل الميت وترا ثلثا أو خمسا أو سبعا كلهن بماء وسدر وفي كل غسلة يغسل رأسه مع سائر جسده قلت ويجزئ واحدة قال نعم
إذا انقوا قال وأخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلبة وابن سيرين قال إذا طال مرضه ولم يجدوا سدرا غسلوه بالشنان إن شاؤوا ويقال أن أعلم التابعين بغسل الميت ابن
سيرين ثم أيوب وكلهما كان غاسل متوليا لذلك بنفسه محسنا مجيدا ذكر عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين في الميت يغسل قال توضع خرقة على
فرجه وأخرى على وجهه فإذا
أراد أن يوضيه كشف الخرقة عن وجهه فيوضيه بالماء وضوء الصلة ثم يغسله بالماء والسدر مرتين ) ( 1من رأسه إلى قدمه يبدأ بميامنه ول يكشف الخرقة التي على
فرجه ولكن يلف على يده خرقة إذا أراد أن يغسل فرجه ويغسل ما تحت الخرقة التي على فرجه بماء فإذا غسله مرتين بالماء والسدر غسله المرة الثالثة بماء فيه ) * (
كافور قال والمرأة أيضا كذلك قال فإذا فرغ الغاسل اغتسل إن شاء أو توضأ قال أبو عمر ل غسل ول وضوء على الغاسل واجبا عند جماعة الفقهاء وجمهور العلماء
وهو المشهور من مذهب مالك والمعول به عند أصحابه على حديث أسماء بنت عميس ) ( 765حين غسلت أبا بكر وستأتي هذه المسألة في بابها من هذا الكتاب إن شاء
ال قال أبو عمر إنما قال ابن سيرين يضع خرقة على وجهه سترا له لن الميت ربما يتغير وجهه بالسواد ونحوه عند الموت وذلك لداء أو لغلبة دم فينكره الجهال وقد
B314
TEXT
روى عن النبي عليه السلم من مراسل الثقات الشعبي وغيره أنه قال من غسل ميتا ولم يفش عليه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وقال ابو بكر الثرم قيل لحمد بن
حنبل يغطي وجه الميت قال ل إنما يغطي ما بين سرته إلى ركبته وأما قوله في هذا الحديث
أعطانا حقوه فقال أشعرنها إياه فالحقو الزار وقيل المئزر قال منقذ ) ( 1بن خالد الهذلي %مكبلة قد خرق الردف حقوها %وأخرى عليها حقوها لم يخرق %والحقو
مكسور الحاء بلغة هذيل وقد قيل حقوها ) ب ( بالفتح وجمعه حقى وأحقاء وأحق ) ج ( وأما قوله وأشعرنها إياه فإنه أراد اجعلنه يلي جسدها قبل سائر أكفانها ومنه قول
عائشة كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يصلي في شعرنا ول لحفنا يعني ما يلي أجسادنا من الثياب ونحن حيض ومنه الحديث النصار شعار والناس دثار فالشعار
ها هنا أراد به ما قرب من القلب والدثار ما فوق الشعار وقال ابن وهب في قوله أشعرنها إياه إنه يجعل الزار شبه المئزر ويفضي به إلى جلدها وذكر عبد الرزاق عن
ابن جريج قال قلت ليوب ما قوله أشعرنها إياه أتوزر قال ل أراه إل قال ألففنها فيه قال وكذلك كان ابن سرين يأمر بالمرأة أن تشعر لفافة ول توزر وقال إبراهيم النخعي
الحقو فوق الدرع وخالفه الحسن وابن سيرين والناس فجعلوا الحقو يلي أسفلها مباشرا لها وقال ابن علية الحقو هو النطاق الذي تنطق به الميتة وهو سبنية طويلة يجمع
بها فخذها تحصينا لها أن يخرج منها شيء كنطاق الحيض وهو أحد الخمسة الثواب التي تكفن بها المرأة أحدها درع وهو القميص ولفافتان وخصار ) * ( وهذا النطاق
لنه يؤخذ بعد غسلها قطعة كرسف فيحشى ) د ( به أسفلها ويؤخذ النطاق فيلف
على عجزها ويجمع به فخذاها كما يلف النطاق عليها ويخرج طرفا السبنية مما يلي عجزها يشد به عليها إلى قريب من ركبتها وقد قال عيسى بن دينار يلف على عجزها
وفخذيها حتى يسوى ) ( 1ذلك منها بسائر جسدها ثم تدرج في اللفافتين كما يدرج الرجل قال ولو لم يكن إل ثوب واحد كان الخمار أولى من المئزر لنها تصلى في
الدرع والخمار ول تصلى في الدرع والمئزر قال أبو عمر كيف ما صنع بها مما يكون تحصينا لسفلها فحسن وليس في ذلك شيء لزم ل يتعدى وقد ذكرنا أقاويل
العلماءفي أكفان الرجال والنساء في باب هشام بن عروة والحمد ل وفي هذا الحديث ما يدل على أن النساء اولى بغسل المرأة من الزوج لن بنات رسول ال اللواتي
توفين في حياته زينب ورقية وأم كلثوم ولم يبلغنا إن احداهن غسلها زوجها وأجمع العلماء على جواز غسل المرأة زوجها وغسلت أسماء بنت عميس زوجها أبا بكر
بمحضر جلة ) ب ( من الصحابة وكذلك غسلت أبا موسى امرأته واختلفوا في غسل الرجل امرأته فأجاز ذلك جمهور من العلماء من التابعين والفقهاء وهو قول مالك
والوزاعي والشافعي واحمد وإسحاق وأبي ثور وداود وحجتهم أن علي بن بي طالب غسل زوجته فاطمة وقياسا على غسلها إياه ولنه كان يحل له من النظر إليها ما ل
يحل للنساء وقال أبو حنيفة والثوري وروى ذلك عن الشعبي ل يغسلها لنه ليس في عدة منها وهذا ما ل معنى له لنها في حكم الزوجة ل في حكم المبتوتة بدليل
الموارثة والصل في هذه المسئلة غسل على فاطمة
رضي ال عنهما رواه الدراوردي عن عمارة بن المهاجر عن أم عون بنت عبد ال بن جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس قالت اوصت فاطمة رضي ال عنها أن نغسلها
أنا وعلي فغسلتها أنا وعلي وذكر عبد الرزاق هذا الخبر فلم يقم إسناده وهو خبر مشهور عند أهل السير قال عبد الرزاق وأخبرنا الثوري قال سمعت حمادا يقول إذا ماتت
المرأة مع القوم فالمرأة يغسلها زوجها والرجل امرأته قال سفيان ونحن نقول ل يغسل الرجل امراته لنه لو شاء تزوج اختها حين ) * ( ماتت ويقول تغسل المرأة زوجها
لنها في عدة منه قال عبد الرزاق وأخبرنا هشام عن الحسن قال إذا لم يجدوا امرأة مسلمة ول يهودية ول نصرانية غسلها زوجها وابنها قال أبو عمر قد روى عن ابن
عباس أنه قال أحق الناس بغسل المرأة والصلة عليها زوجها ويحتمل هذا من الرجال فذلك جائز والنساء أيضا جائز كل ذلك وال الموفق للصواب وأما غسل المرأة
زوجها فلم يختلفوا فيه وهو أولى ما عمل به وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة أن أبا بكر أوصى أسماء ان تغسله وكانت صائمة فعزم عليها
لتفطرن وقال أبو بكر بن حفص أوصى أبو بكر أسماء بنت عميس قال إذا أنا مت فاغسليني وأقسم عليك لتفطرن ليكون اقوى لك ولتغسلي عبد الرحمن ابني ) ( 1
#حديث ثالث ليوب السختياني من غير رواية يحيى مالك عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن رجل أخبره عن عبيد ال بن عباس أن رجل جاء إلى رسول
ال صلى ال عليه وسلم فقال إن أمي عجوز كبيرة ل تستطيع أن نركبها على البعير ول تمتسك ) ( 1وان ربطتها خفت عليها أن تموت افأحج عنها قال نعم هكذا رواه
القعنبي ومطرف وابن وهب عن مالك واختلف فيه ) ب ( علي ابن القاسم فمرة قال فيه عن عبد ال بن عباس وهو الثبت عنه ومرة قال عن عبيد ال بن عباس
والصحيح فيه من رواية مالك عبيد ال بن عباس وقد اختلف فيه أيضا على ابن سيرين من غير رواية مالك ومن غير رواية أيوب أيضا فقيل عنه فيه عن عبيد ال بن
عباس وقيل عنه عن الفضل بن عباس وقيل عنه عن عبد ال بن عباس وهم اخوة عدد الفضل وعبد ال وعبيد ال بنو العباس بن عبد المطلب ولهم اخوة قد ذكرناهم في
كتاب الصحابة والحمد ل ولم يسمع ابن سيرين هذا الحديث ل ) ج ( من الفضل ول من غيره من بني العباس وإنما رواه عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار
عن ابن عباس وهو حديث يحيى بن أبي إسحاق ) د ( مشهور عند البصريين معروف رواه عنه جماعة من أئمة أهل الحديث ويحيى بن أبي إسحاق أصغر
من ابن سيرين بكثير ومثله يروى عن ابن سيرين وقال بعض أصحاب مالك في هذا الحديث عن مالك عن أيوب عن محمد بن سيرين عن ابن عباس ولم يسمه ) * ) ( 1
( ثم طرحه مالك بآخره فلم يروه يحيى بن يحيى صاحبنا ول طائفة من رواة الموطأ وإنما طرحه مالك لن الضطراب فيه كثير فمن الضطراب فيه ما ذكره أحمد بن
زهير في تاريخه حدثنا به أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا يزيد بن إبراهيم
التستري عن محمد بن سيرين عن عبيد ال بن العباس قال كنت رديف النبي صلى ال عليه وسلم وأتاه رجل فقال يا رسول ال أن أمه عجوز إن حزمها خشي أن يقتلها
وإن حملها لم تستمسك قال فأمره ) ب ( أن يحج عنها قال أحمد بن زهير ) ج ( ولم يسمعه ابن سيرين من ابن عباس هذا وبينهما رجلن حدثنا أحمد بن عبد ال بن
يونس قال حدثني فضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان ابن يسار عن الفضل بن عباس قال أتاه رجل فقال يا رسول
ال إن أمي عجوز فذكر الحديث وقال أحمد بن زهير أسقط يزيد بن إبراهيم من إسناد هذا الحديث رجلين يحيى بن أبي إسحاق وسليمان بن يسار قال أحمد بن زهير
وحدثنا عقبة بن مكرم البصري قال حدثنا عبد العلى قال حدثنا هشام يعني بن حسان عن محمد بن سيرين عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن الفضل بن
عباس أنه كان رديف النبي صلى ال عليه وسلم فذكر الحديث
قال وحدثني أبي قال حدثنا ابن علية عن يحيى بن أبي إسحاق قال حدثني سليمان بن يسار قال حدثني أحد ابني العباس إما عبيد ال وإما الفضل أنه كان رديف النبي عليه
السلم فأتاه رجل فقال يا رسول ال إن أمي أو إن أبي ثم ذكر الحديث قال وحدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني قال حدثنا حماد بن سلمة عن
يحيى بن أبي إسحاق قال قال سليمان بن يسار حدثني عبيد ال بن العباس إن رجل أتى النبي عليه السلم فذكر الحديث كذا قال حماد بن سلمة عن عبيد ال بن العباس
وحده وابن علية يشك في عبيد ال أو الفضل قال وخالفه شعبة فجعله عن الفضل بن عباس ولم يشك قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن يحيى بن أبي إسحاق
قال سمعت سليمان بن يسار يحدث عن الفضل بن عباس أن رجل قال يا رسول ال إن أبي شيخ كبير ثم ذكر الحديث قال أبو عمر حديث علي بن الجعد هذا عن شعبة
حدثناه أحمد بن قاسم بن عيسى المقرئ قال حدثنا ) * ( عبيد ال بن حبابة ببغداد قال حدثنا عبد ال بن محمد البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة فذكره ) 1
( قال أبو عمر ورواه هشيم عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان ابن يسار عن عبد ال بن عباس هكذا قال عبد ال ولم يشك حدثناه محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن
معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب ح وأخبرناه عبد ال بن محمد قال أخبرنا حمزة بن محمد قال
أخبرنا أحمد بن شعيب ) ( 1قال أخبرنا مجاهد بن موسى ) ( 766عن هشيم عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن عبد ال بن عباس أن رجل سأل النبي
صلى ال عليه وسلم أن أبي أدركه الحج وهو شيخ كبير فذكر الحديث قال أبو عمر لم يجود احد من رواة ابن سيرين هذا الحديث إل هشام بن حسان فإنه أقام إسناده
وجوده والقول فيه قوله عن ابن سيرين خاصة في إسناده حدثناه محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد ) ب ( بن معاوية وأخبرنا عبد ال بن محمد الجهني قال حدثنا حمزة
الكناني قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يزيد قال أخبرنا هشام عن محمد عن ) ج ( يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان ابن يسار عن
الفضل بن عباس أنه كان رديف رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاءه رجل فقال يا رسول ال أن أمي عجوز كبيرة إن حملتها لم تمتسك ) د ( وذكر الحديث قال أبو
عمر حدث به يزيد بن زريع عن هشام فقال فيه عن ابن عباس لم يسمه أخبرنا أبو عبد ال ) ه ( يعيش بن سعيد قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن غالب التمتام
قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن
ابن عباس قال كنت رديف النبي عليه السلم فاتاه رجل فقال إن أبي أدركه السلم وهو شيخ كبير لم يحج وإن حملته على البعير ) ( 1لم يثبت وإن شددته عليه لم آمن
عليه قال هل كنت قاضي دين لو كان عليه قال نعم قال فحج عنه قال أبو عمر روى ابن سيرين هذا الخبر عن يحيى بن أبي إسحاق وهو أصغر منه فهو يخرج في رواية
الكبار عن الصغار وقد روى ابن سرين عن ايوب السختياني حديث حكيم بن حزام في بيع ما ليس عندك وهو من ذلك أيضا قال أبو عمر روى عن ) ب ( عبد الوارث
حديث ابن عباس كما رواه ابن علية على الشك في الفضل أو عبيد ال أخبرناه عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد بن محمد قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا
إسحاق بن الحسن الحربي قال حدثنا أبو معمر عبد ال بن عمر قال حدثنا عبد الوارث قال ) * ( حدثنا يحيى يعني ابن أبي إسحاق حدثنا سليمان بن يسار قال حدثنا
الفضل بن عباس أو عبيد ال بن عباس قال كنت رديف رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاءه رجل فذكر الحديث قال أبو عمر الصحيح الذي ل يشك فيه عالم أن الفضل
B314
TEXT
هو الذي كان رديف رسول ال عام حجة الوداع وقد روى حماد بن زيد هذا الخبر كما رواه عبد الوارث وابن علية على الشك أيضا حدثناه عبد الوارث بن سفيان قال
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد يعني ابن زيد عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار قال حدثني الفضل بن عباس أو
عبيد ال بن العباس
أن رجل قال يا رسول ال أن أبي أو أمي عجوز كبيرة أن أنا حملتها لم تمتسك ) ( 1وأن ربطتها خشيت أن اقتلها فقال أرأيت إن كان على أبيك دين أو على أمك دين
أكنت تقضيه قال نعم قال فحج عن أبيك قال أبو عمر روى هذا الحديث ابن شهاب عن سليمان بن يسار عن عبد ال بن عباس من غير شك ورواية ابن شهاب لهذا
الحديث هي التي عليها المدار عند أهل العلم لحفظ ابن شهاب واتقانه إل أن أكثر أصحاب ابن شهاب قالوا عنه عن سليمان بن يسار عن ابن عباس ولم يسموا ورواه عنه
مالك عن سليمان بن يسار عن عبد ال بن عباس فسماه وزيادة مثل مالك مقبولة وتفسيره لمجمل غيره أولى ما أخذ به وهو أثبت الناس في ابن شهاب عند أكثر أهل العلم
بالحديث وممن رواه عن ابن شهاب كما ذكرنا ولم يسم ابن عباس عبد العزيز بن أبي سلمة وابن عيينة والليث بن سعد أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال أخبرنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة قال حدثنا ابن شهاب عن سليمان بن يسار عن ابن عباس قال جاءت
امرأة من خثعم إلى النبي صلى ال عليه وسلم فذكر الحديث كذا قال عن ابن عباس لم يسم الفضل ول عبيد ال ول عبد ال وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم قال حدثنا احمد
بن زهير قال حدثنا سعدويه وأحمد بن يونس قال حدثنا الليث بن سعد عن
ابن شهاب عن سليمان بن يسار أو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أو عن كليهما عن ابن عباس أن امراة من خثعم قالت ثم ذكر الحديث وأخبرنا عبد الوارث قال أخبرنا
قاسم قال أخبرنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبي وهارون بن معروف ) ( 767قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن سليمان بن يسار عن ) * ( ابن عباس أن امرأة من
خثعم سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم غداة النحر زاد هارون في حديثه والفضل رديفه وقال جميعا أن فريضة ال أدركت أبي وهو شيخ كبير ل يستطيع أن يتمسك
) ( 1على الرحل فهل ترى أن نحج عنه قال نعم قال أبو عمر الكلم في معنى هذا الحديث وما فيه من الفقه واختلف الفقهاء فيه يأتي مستوعبا في باب حديث مالك عن
ابن شهاب عن سليمان ابن يسار إن شاء ال #حديث رابع ليوب السختياني عن محمد بن سيرين ) ب ( مالك عن أيوب ابن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين
أن رجل جعل على نفسه أن ل يبلغ أحد من ولده الحلب فيحلب فيشرب ويسقيه إل حج وحج به معه فبلغ رجل من ولده الذي قال الشيخ وقد
كبر الشيخ فجاء ابنه إلى النبي عليه السلم فأخبره الخبر وقال إن أبي قد كبر ول يستطيع أن يحج افأحج عنه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم نعم هذا حديث مقطوع
من رواية مالك بهذا السناد وليس عند يحيى ول عند من ليس عنده الحديث الذي قبل هذا وهما جميعا مما رماه مالك بآخره من كتابه ) ( 1وهما عند مطرف والقعنبي
وابن وهب وابن القاسم في الموطأ ومعنى هذا الحديث والحديث الذي قبله سواء وما ذكرنا من السانيد في الحديث الذي قبله يغني عن ذكرها وتكرارها ها هنا إذ المعنى
فيهما واحد وهو حج المرء عن غيره وهل يلزم الحج من عجز عنه بدنه والقول في هذا يأتي في باب حديث ابن شهاب عن سليمان بن يسار في قصة الخثعمية وأبيها إن
شاء ال أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية
قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال أخبرنا شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن أبي رزين العقيلي أنه قال يا
رسول ال إن أبي شيخ كبير ل يستطيع الحج والعمرة والظعن فقال حج عن أبيك واعتمر أخبرنا عبد ال بن محمد قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا
حفص بن عمر ومسلم قال حدثنا شعبة عن
النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن أبي رزين قال حفص في حديثه رجل من بني عامر أنه قال يا رسول ال إن أبي شيخ كبير ل يستطيع الحج ول العمرة ول
الظعن قال احجج عن أبيك واعتمر وأخبرنا محمد ) ( 1بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن ) * ( معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا
جرير عن منصور عن مجاهد عن يوسف بن الزبير عن عبد ال ابن الزبير قال جاء رجل من خثعم إلى رسول ال فقال إن أبي شيخ كبير ل يستطيع الركوب وأدركته
فريضة ال في الحج فهل يجزى أن أحج عنه قال أنت أكبر ولده قال نعم قال أرأيت لو كان عليه دين أكنت تقضيه قال نعم قال فحج عنه وهذا المعنى وما فيه من تنازع
العلماء سيأتي في باب ابن شهاب إن شاء ال #مالك عن أيوب بن حبيب حديث واحد وهو مولى سعد بن أبي وقاص كذلك نسبه مالك وغيره يقول أنه أيوب بن حبيب
الجمحي القرشي من بني جمح قال مصعب الزبيري هو أيوب بن حبيب بن أيوب بن علقمة بن ربيعة بن العور واسم العور خلف بن عمرو بن وهيب بن حذافة بن
جمح قتل بقديد هكذا قال مصعب
قال أبو عمر كان أيوب بن حبيب من ثقات أهل المدينة مات سنة إحدى وثلثين ومائة قال البخاري روى عنه مالك وفليح ) ( 768وعباد إبن إسحاق لمالك عنه في
الموطأ من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم حديث واحد مسند وهو مالك عن أيوب بن حبيب مولى سعد ابن أبي وقاص عن أبي المثنى الجهني ) ( 769أنه قال
كنت عند مروان ابن الحكم فدخل عليه أبو سعيد الخدري فقال له مروان بن الحكم أسمعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه نهى عن النفخ في الشراب فقال له أبو
سعيد نعم فقال له رجل يا رسول ال إني ل أروى من نفس واحد فقال له رسول ال فابن القدح عن فيك ثم تنفس قال فإني أرى القذاة فيه قال فأهرقها أبو المثنى الجهني ل
أقف على أسمه واسم أبي سعيد الخدري سعد ) ( 1بن مالك بن سنان قد أتينا على ذكر نسبه ووفاته في كتابنا في الصحابة والقذاة ما وقع في إناء الشارب ) ب ( من
عود او ورقة أو ريشة أو نحو ذلك مما يؤذي الشارب وفي هذا الحديث من الفقه دخول العالم على السلطان
وفيه ما كان عليه المراء والسلطين في سالف اليام في السلم من السؤال عن العلم والبحث عنه ومجالسة أهله وفيه القراءة على العالم وإن قوله نعم يقوم مقام اخباره
وكذلك القرار يجرى عندنا هذا المجرى وأن كان غيرنا قد خالفنا فيه وهو أن يقال للرجل ألفلن عندك كذا فيقول نعم فيلزمه كما لو قال لفلن عندي كذا وفيه الرخصة
في الزيادة ) * ( على الجواب إذا كان من معنى السؤال وفيه إباحة الشرب في نفس واحد وكذلك قال مالك رحمه ال أخبرنا أحمد بن عبد ال بن محمد أن أباه أخبره قال
أخبرنا محمد بن فطيس قال حدثنا يحيى بن إبراهيم قال حدثنا عيسى بن دينار عن ابن القاسم عن مالك أنه رأى في قول النبي عليه السلم للرجل الذي قال له إني ل
أروى من نفس واحد فقال له النبي عليه السلم فأبن القدح عن فيك قال مالك فكأني أرى في ذلك الرخصة أن يشرب من نفس واحد ما شاء ول أرى بأسا بالشرب من
نفس واحد وأرى فيه رخصة لموضع الحديث إني ل أروي من نفس واحد قال أبو عمر يريد مالك رحمه ال أن النبي عليه السلم لم ينه الرجل حين قال له إني ) ( 1ل
أروى من نفس واحد أن يشرب في نفس واحد بل قال له كلما معناه فإن كنت ل تروى في ) ب ( نفس واحد فأبن القدح عن فيك وهذا إباحة منه للشرب من نفس واحد
إن شاء ال
وقد رويت آثار عن بعض السلف فيها كراهة الشرب في نفس واحد وليس منها شيء تجب ) ( 1به حجة فمن ذلك ما حدثني خلف بن القاسم رحمه ال قال حدثنا مؤمل
بن يحيى بن مهدي الفقيه قال حدثنا محمد بن جعفر بن راشد المام قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا إبراهيم بن أبي حبيبة قال أخبرني داود
ابن الحصين ) ( 770عن عكرمة عن ابن عباس قال الشراب بنفس واحد شرب ) ب ( الشيطان وإبراهيم بن أبي حبيبة ) ( 771ضعيف ل يحتج به ولو صح كان
المصير إلى المسند أولى من قول الصاحب وأخبرني عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي الطائي قال حدثنا علي بن حرب الطائي
قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن طاوس قال كان أبي إذا رآني أشرب بنفس واحد نهاني وذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا الثقفي عن خالد عن عكرمة أنه كره
الشرب بنفس واحد وقال هو شرب الشيطان ) ج ( وأخبرنا احمد بن سعيد بن بشر قال حدثنا محمد بن عبد ال ابن أبي دليم قال حدثنا ابن وضاح قال كنت أرى سحنون
إذا أتى بالماء يشربه يسمى ال ثم يتناول منه شيئا ثم يرفع رأسه فيحمد ال رأيته يفعل ذلك مرارا
قال أبو عمر فعل سحنون هذا حسن في الدب وليس بسنة ولكنه أهنأ وأمرأ كما قال صلى ال عليه وسلم في ذلك ولعل سحنون بلغه في ذلك ما كان ابن عيينة يرويه عن
إسرائيل عن كهمس ) ( 772عن أنس ابن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ) * ( قال الشرب في ثلثة أنفاس أمرأ وأشفأ وأشهى وأبرأ وقد لقي سحنون ابن عيينة
وأخذ عنه وجدت في أصل سماع أبي رحمه ال بخطه أن أبا عبد ال محمد بن احمد بن قاسم بن هلل حدثهم قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا نصر بن مرزوق قال
حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة ووكيع وإسرائيل عن هشام بن أبي عبد ال الدستوائي عن أبي عصام ) ( 773عن أنس بن مالك قال كان رسول ال صلى
ال عليه وسلم إذا شرب تنفس ثلثا ويقول هو أهنأ وأمرأ وأبرأ وذكر أبو جعفر العقيلي في كتاب الصحابة له قال حدثنا إبراهيم بن يوسف قال أخبرنا يحيى بن عثمان
الحمصي قال أخبرنا اليمان بن عدي الحمصي ) ( 774قال حدثني ثابت بن كثير الضبي البصري عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن بهز ) ( 775قال كان
النبي صلى ال عليه وسلم يستاك عرضا ويشرب مصا ويتنفس ثلثا ويقول هذا أهنأ وأمرأ وأبرأ قال وأخبرنا جعفر بن محمد الزعفراني قال أخبرنا عمر بن علي بن أبي
بكر الكندي قال أخبرنا علي بن ربيعة القرشي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن ربيعة بن أكثم قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يستاك عرضا ويشرب
مصا ويقول هو هنأ وأمرأ قال أبو عمر هذان الحديثان حديث بهز وحديث ربيعة بن أكثم ليس لسناديهما عن سعيد أصل وليسا بصحيحين من جهة السناد عندهم وقد
جاء عن جماعة من السلف إجازة الشرب في نفس واحد كما قال مالك رحمه ال أخبرنا أحمد بن عبد ال أن أباه أخبره قال حدثنا عبد ال ) ( 1بن يونس قال حدثنا بقي
B314
TEXT
بن مخلد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا ابن المبارك عن سالم عن عطاء أنه كان ل يرى بالشرب بالنفس الواحد بأسا قال أبو بكر وحدثنا حاتم بن إسماعيل عن
عبد ال بن يزيد قال لم أر أحدا كان أعجل إفطارا من سعيد بن المسيب كان ل ينتظر مؤذنا ويؤتى بالقدح من ماء فيشربه بنفس واحد ل يقطعه حتى يفرغ منه هذا أصح
عن سعيد قال وحدثنا الثقفي عن أيوب قال نبئت عن ميمون بن مهران ) ( 776قال رآني عمر بن عبد العزيز وأنا أشرب فجعلت أقطع شرابي وأتنفس قال إنما نهى أن
يتنفس في الناء فإذا لم تتنفس فأشربه إن شئت بنفس واحد
قال أبو عمر قول عمر بن عبد العزيز في هذا هو الفقه الصحيح في هذه المسئلة والنهي عن النفخ في الشراب المذكور في حديث مالك في هذا الباب هو ) * ( عندي
كالنهي عن التنفس في الناء سواء وال أعلم أل ترى إلى قوله في الحديث فأبن القدح عن فيك ثم تنفس وإذا لم يجز التنفس في الناء لم يجز النفخ فيه لنه مثله وقطعة
منه وحدثني خلف بن القاسم الحافظ قال حدثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل السواني قال وكان فاضل رحمه ال قال حدثنا أحمد بن محمد بن سلم قال حدثنا
مجاهد بن موسى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم الجزري ) ( 777عن عكرمة عن ابن عباس قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ينفخ في الناء أو
يتنفس فيه وحدثنا أحمد بن عبد ال حدثنا أبي حدثنا محمد بن فطيس حدثنا يونس بن عبد العلى حدثنا أنس بن عياض ) ( 778عن الحرث بن عبد الرحمن الدوسي )
( 779عن عمه عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ل يتنفس أحدكم في الناء إذا كان يشرب منه ولكن إذا أراد أن يتنفس فليؤخر عنه ثم يتنفس
قال أبو عمر في حديث النبي صلى ال عليه وسلم نحوه ) ( 1وأكثر الثار إنما جاءت بالنهي عن التنفس في الناء وقد قلنا أن المعنى واحد والنهي عن هذا نهي أدب ل
نهى تحريم لن العلماء قد أجمعوا أن من تنفس في الناء أو نفخ فيه لم يحرم عليه بذلك طعامه ول شرابه ولكنه مسيء إذا كان بالنهي عالما وكان داود بن علي القياسي
يقول إن النهي عن هذا كله وما كان مثله نهى تحريم وهو قول أهل الظاهر ل يجوز عند واحد منهم أن يشرب من ثلمة القدح ول أن يتنفس في الناء ومن فعل شيئا من
ذلك كان عاصيا ل عندهم إذا كان بالنهي عالما ولم يحرم عليه طعامه واختلف العلماء في المعنى الذي من أجله ورد النهي عن التنفس في الناء فقال قوم إنما ذلك لن
الشرب في نفس واحد غير محمود عند أهل الطب وربما آذى الكبد وقالوا الكبد من العب ) ب ( فكره ذلك لذلك كما كره الغتسال بالماء المسخن بالشمس لنه قال يورث
البرص قال أبو عمر ما أظن هذا صحيحا من قولهم أنه يورث البرص وفي قوله صلى ال عليه وسلم هو أهنأ وأمرأ وأبرأ حجة لهذا القول وقال آخرون إنما نهى عن
التنفس في الناء ليزيل الشارب القدح عن فيه لنه إذا أزاله عن فيه صار مستأنفا للشرب ومن سنة الشراب أن يبتديه المرء بذكر ال فمتى أزال القدح عن فيه حمد ال ثم
استأنف فسمى ال فحصلت له بالذكر حسنات فإنما جاء هذا رغبة في الكثار من ذكر ال على الطعام والشراب
قال أبو عمر وهذا ) * ( تأويل ضعيف لنه لم يبلغنا أن النبي عليه السلم كان يسمى على طعامه إل في أوله ويحمد ال في آخره ولو كان كما قال من ذكرنا قوله لسمى
عند كل لقمة وحمد عند كل لقمة وهذا لم يرو عنه ول نعلم أحدا فعله عند كل لقمة من طعامه وإن فعله أحد لم أستحسنه له ولم أذمه عليه وقد روى حديث بمثل هذا المعنى
رواه وكيع عن يزيد بن سنان أبي فروة الجزري ) ( 780عن ابن لعطاء بن ابي رباح عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تشربوا واحدة
كشرب البعير ولكن اشربوا مثنى وثلث وسموا إذا شربتم واحمدوا إذا رفعتم وقال آخرون إنما نهى عن التنفس في الناء لدب المجالسة لن المتنفس في الناء قل ما
يخلو أن يكون مع نفسه ريق ولعاب ومن سوء الدب أن يشرب ثم يناول جليسه لعابه أل ترى أنه لو عمد إلى الناء فشرب منه ثم تفل فيه وناوله جليسه إن ذلك مما
تقذره النفوس وتكرهه وليس من أفعال ذوي العقول فكذلك من تنفس في الناء لنه ربما كان مع تنفسه ) ( 1أكثر من التفل من لعابه وال أعلم وروى عقيل عن ابن
شهاب قال بلغني أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب قال ولم أر أحدا كان أشد في ذلك من عمر بن عبد العزيز وبال التوفيق فرغ
اللف وليس في شيوخ مالك أحد ممن له عنه شيء من حديث النبي عليه السلم في موطأه أول اسمه باء أو تاء
بسم ال الرحمان الرحيم وصلى ال على سيدنا محمد وآله وصحبه باب الثاء ثور بن زيد الديلي هو من أهل المدينة صدوق روى عنه مالك بن أنس وسليمان بن بلل
وابو أويس ) ب ( والدراوردي لم يتهمه أحد بالكذب وكان ينسب إلى رأى الخوارج ) ( 781والقول بالقدر ) ( 782ولم يكن يدعو إلى شيء من ذلك قال أحمد بن
حنبل هو صالح الحديث وقد روى عنه مالك قال أبو عمر كأنه يقول حسبك برواية مالك عنه وتوفي ) ج ( ثور بن زيد هذا سنة خمس وثلثين ومائة ل يختلفون في ذلك
وذكر ) د ( الحسن بن علي الحلواني عن علي بن المديني قال كان يحيى بن سعيد يأبى إل أن يوثق ثور بن زيد وقال إنما كان رأيه وأما الحديث فإنه ثقة
قال أبو عمر لمالك عنه في الموطأ من حديث النبي صلى ال عليه وسلم أربعة أحاديث أحدها مسند متصل والثلثة منقطعة يشركه في أحد الثلثة حميد بن قيس قال
البخاري سمع ثور ابن زيد الديلي المدني من عكرمة وأبي الغيث قال أبو عمر أبو الغيث مولى ابن مطيع يسمى سالما وهو مولى عبد ال بن مطيع بن السود القرشي
العدوى احد بن عدى بن كعب
) #حديث أول لثور بن زيد مسند ( مالك عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث سالم مولى ابن مطيع عن أبي هريرة أنه قال ) خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه
وسلم عام خيبر فلم نغنم ) ( 1ذهبا ول ورقا إل الموال الثياب ) ب ( والمتاع قال فأهدى رفاعة بن زيد ) ( 783لرسول ال صلى ال عليه وسلم غلما أسود يقال له
مدعم فوجه رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى وادي القرى حتى إذا كانوا بوادي القرى بينما مدعم يحط رحل رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر ) ج (
فأصابه فقتله فقال الناس هنيئا له الجنة فقال رسول ال كل والذي نفسي بيده أن الشملة التي أخذ يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا قال فلما سمع
الناس ذلك جاء رجل بشراك أو شراكين إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال شراك أو شراكان من نار (
هكذا قال يحيى خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عام خيبر وتابعه على ذلك عن مالك قوم منهم الشافعي وابن القاسم والقعنبي ) ( 784وقال جماعة من الرواة
عن مالك في هذا الحديث خرجنا مع رسول ال عام حنين وال أعلم بالصواب وقال يحيى إل الموال الثياب والمتاع وتابعه قوم وقال ابن القاسم إل الموال والثياب
والمتاع وكذلك قال الشافعي وقال القعنبي فلم نغنم ذهبا ول ورقا إل الثياب والمتاع والموال وروى هذا الحديث أبو إسحاق الفزاري ) ( 785عن مالك قال حدثني ثور
بن زيد قال حدثني سالم مولى ابن مطيع أنه سمع أبا هريرة يقول افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبا ول فضة إنما غنمنا البل والبقر والمتاع والحوائط فجود أبو إسحاق مع
جللته إسناد هذا الحديث بسماع بعضهم من بعض وقضى بأنها خيبر ل حنين ورفع الشكال ففي هذا الحديث أن بعض العرب وهي دوس ل تسمى العين مال وإنما
الموال عندهم الثياب والمتاع والعروض وعند غيرهم المال الصامت من الذهب والورق وذكر ابن النباري عن أحمد بن يحيى النحوي قال ما قصر عن بلوغ ما ) ( 1
يجب فيه الزكاة من الذهب والورق والماشية فليس بمال وأنشد
%وال ما بلغت بي ) ( 1قط ماشية %حد الزكاة ول إبل ول مال %قال وأنشد ) ب ( أحمد بن يحيى أيضا % %ملت يدي من الدنيا مرارا %فما طمع العواذل
في إقتصادي % %ول وجبت على زكاة مال %وهل تجب الزكاة على جواد %وهذان البيتان أنشدهما الزبير بن بكار عن محمد بن عيسى لفليح بن إسماعيل قال أبو
عمر المعروف من كلم العرب أن كل ما تمول وتملك فهو مال أل ترى إلى قول أبي قتادة السلمي فابتعت يعني بسلب القتيل الذي قتلته يوم حنين مخرفا ) ( 786في
بني سلمة فإنه لول مال تأثلته في السلم ) ج ( وقال ال عز وجل !> خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها <! وأجمعوا أن العين مما تؤخذ منه الصدقة وإن
الثياب والمتاع ل يؤخذ منها الصدقة ) د ( إل في قول من رأى زكاة العروض للمدير التاجر نض له في عامه شيء من العين أو لم ينض وقال صلى ال عليه وسلم
) يقول ابن آدم مالي مالي وإنما له من ماله ما أكل فأفنى أو تصدق فأمضى أو لبس فأبلي ( وهذا أبين من أن يحتاج فيه إلى استشهاد ) ه ( فمن حلف بصدقة ماله فذلك
على كل نوع من ماله سواء كان مما تجب فيه الزكاة أو لم يكن إل أن ينوى شيئا بعينه فيكون على ما نوى ول معنى لقول من قال إن ذلك على أموال الزكوات لن العلم
محيط
واللسان شاهد في إن ما تملك وتمول يسمى مال وسنذكر اختلف العلماء فيمن حلف بصدقة ماله في باب عثمان من هذا الكتاب إن شاء ال أخبرنا خلف بن سعيد قال
حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا احمد بن خالد وأخبرنا عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي الموت ) ( 787وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال
حدثنا محمد بن عيسى قالوا حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب ) ( 788
قال جاء ناس من أهل الشام إلى عمر فقالوا إنا أصبنا أموال خيل ورقيقا نحب أن يكون لنا منها زكاة ) ( 1وذكر الحديث وفيه إباحة قبول الهدية للخليفة إل أن ذلك ل
يجوز لغير النبي عليه السلم إذا كان منه قبولها على جهة الستبداد بها دون رعيته وروى ) ب ( حبيب ) ( 789عن مالك عن الزهري عن أنس قال كان رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها وهذا الحديث وإن كان إسناده غير صحيح لتفرد حبيب به عن مالك فإن قبول رسول ال صلى ال عليه وسلم الهدايا أشهر
وأعرف وأكثر من أن تحصى الثار في ذلك لكنه كان صلى ال عليه وسلم مخصوصا بما أفاء ال عليه من غير قتال من أموال الكفار أن يكون له خاصة دون سائر
الناس ومن بعده من الئمة حكمه في ذلك خلف حكمه لن ذلك ل يكون له خاصة دون المسلمين بإجماع لنه فيء وفي حديث أبي حميد الساعدي في قصة ابن اللتبية )
( 790ما يدل على أن العامل ل يجوز له أن يستأثر بهدية أهديت اليه بسبب وليته لنها للمسلمين حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن
وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي قال استعمل رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل من
B314
TEXT
الزد يقال له ابن اللتيبة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدى إلي فقام النبي عليه السلم على المنبر فحمد ال وأثنى عليه وقال ) ما بال عامل أبعثه فيقول هذا لكم وهذا أهدي
إلي أفل قعد في بيت أبيه أو بيت أمه حتى ينظر أيهدي إليه أم ل والذي نفس محمد بيده ل ينال أحد منكم ) ( 1شيئا إل جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء
أو بقرة لها خوار أو شاة تبعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي ) ب ( ابطيه ثم قال اللهم هل بلغت (
ورواه هشام بن عروة وأبو الزناد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله بمعناه روى وكيع وغيره عن العمش عن شقيق قال
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد استعمل معاذ بن جبل علي اليمن فلما استخلف ابو بكر بعث عمر على الموسم في تلك السنة وقدم معاذ من اليمن برقيق فلقي عمر
بعرفة فقال له عمر ما هؤلء قال هؤلء لبي بكر وهؤلء لي فقال له عمر أرى أن تأتي بهم إلى أبي بكر فتدفعهم اليه فإن ) ( 1سلمهم لك وإل فهو أحق بهم فقال وما
لي أدفع رقيقي إلى أبي بكر ل أعطيه هديتي فانصرف بهم إلى منزله فلما كان من الغد جاء إلى عمر فقال يا ابن الخطاب لقد رأيتني الليلة أشرف على نار قد أوقدت
فأكاد أتقحمها وأهوى فيها وأنت آخذ بحجزتي ول أراني إل مطيعك قال فذهب إلى أبي بكر فقال هؤلء لك وهؤلء أهدوا لي قال فأنا قد سلمنا لك هديتك فرجع معاذ إلى
منزله فصلى فإذا هم خلفه يصلون قال ما بالكم قالوا نصلي قال لمن قالوا ل قال فأذهبوا فأنتم ل فأعتقهم وذكر يعقوب ) ( 791بن شيبة قال حدثنا محمد بن يحيى
النيسابوري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن لكعب بن مالك قال بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذا إلى اليمن أميرا وكان أول من
تجر في مال ال فمكث حتى اصاب مال وقبض رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم قدم معاذ
فقال عمر لبي بكر أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيش به وخذ سائره منه فقال أبو بكر إنما بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم ليجبره ولست بآخذ منه شيئا إل أن
يعطيني وفي قوله في هذا الحديث إل جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه دليل على انه غلول حرام نار قال ال عز وجل !> ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة <! وقال
النبي صلى ال عليه وسلم ) هدايا المراء غلول ( ومن ذلك قوله صلى ال عليه في حديث ثور بن زيد هذا ) إن الشملة التي اخذ يوم خيبر من المغانم ) ( 1لم تصبها
المقاسم لتشتعل عليه نارا ( فكل من غل شيئا في سبيل ال أو خان شيئا من مال ال جاء به يوم القيامة إن شاء ال والغلول من حقوق الدميين ول بد فيه من القصاص
بالحسنات والسيئات ثم صاحبه في المشيئة وسنذكر ما للعلماء في عقوبة الغال بعد هذا في هذا الباب إن شاء ال وذكر ) ب ( سنيد عن مبشر عن صفوان بن عمرو عن
حبيب ابن عبيد ) ( 792عن عوف بن مالك إن حبيب بن مسلمة ) ( 793أتى برجل قد غل ومعه غلوله فوجد الناس من ذلك وكان أول غلول رأوه في غزوهم بالشام
فقام عوف بن مالك في الناس فحمد ال وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إياكم وما ل كفارة له من الذنوب إن الرجل ليزني ثم يتوب فيتوب ال عليه وإن
الرجل ليسرق ثم يتوب فيتوب ال عليه وإنهما لذنبان ل كفارة لهما صاحب الغلول وآكل الربا قال ال تبارك وتعالى !> وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم
القيامة <! فل كفارة لصاحب الغلول حتى يأتي ال به يوم القيامة وآكل الربا يبعثه ال يوم القيامة مختنقا يختنق قال سنيد وحدثنا عبدة بن سليمان ) ( 794عن إسماعيل
بن مسلم عن الحسن ) ( 795عن جابر بن عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) هدايا المراء غلول ( حدثنا سعيد حدثنا قاسم حدثنا محمد حدثنا أبو بكر
حدثنا عبد الرحيم بن سليمان = عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال ) قام رسول ال صلى ال عليه وسلم فينا خطيبا فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال
يا أيها الناس ل ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول ال أغثني فأقول ) ( 1ل أملك لك شيئا قد أبلغتك ل الفين أحدكم يجيء يوم القيامة
على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول ال أغثني فأقول ل أملك لك شيئا قد أبلغتك ) ب ( ل ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته بقرة لها خوار يقول يا رسول ال أغثني
فأقول ل أملك لك شيئا قد بلغتك ) ج ( ول ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق يقول
يا رسول ال أغثني فأقول ل أملك لك شيئا قد بلغتك ول ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت يقول يا رسول ال اغثني فأقول ل أملك لك ) ( 1شيئا قد بلغتك
ول ألفين أحدكم يجيء ) ب ( على رقبته نفس لها صياح فيقول يا رسول ال أغثني فأقول ل أملك لك شيئا قد بلغتك فهذا ما في الغلول وقد يدخل فيه منع الزكوات لنها
من حقوق المسلمين أيضا بالمعنى وال أعلم وأما النص في هدايا المشركين فروى قتادة عن يزيد بن الشخير ) ( 796عن عياض بن حماد ) ( 797أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم نهى عن زبد ) ج ( المشركين يعني هداياهم ورفدهم أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ ) د ( قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق
القاضي قال أخبرنا عمرو بن مرزوق قال أخبرنا عمران القطان ) ( 798عن قتادة عن يزيد بن عبد ال بن الشخير عن عياض بن حماد قال أهديت لرسول ال صلى
ال
عليه وسلم ناقة أو قال هدية فقال أسلمت قلت ل قال ) إني نهيت عن زبد المشركين أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا وهب ابن مسرة قال حدثنا ابن
وضاح قال حدثنا يوسف بن عدي قال أخبرنا ابن المبارك عن يونس ومعمر عن الزهري عن عبد الرحمن ابن مالك عن عامر بن مالك الذي يقال له ملعب السنة قال
قدمت على النبي عليه السلم بهدية فقال إنا لن نقبل هدية مشرك واختلف العلماء في معنى هذين الحديثين فقال منهم قائلون فيهما النسخ لما كان عليه رسول ال صلى ال
عليه وسلم من قبول الهدية من أهل الشرك مثل أكيدردومة وفروة بن نفاثة والمقوقس وغيرهم وقال آخرون ليس فيهما ناسخ ول منسوخ والمعنى فيهما أنه كان ل يقبل
هدية من يطمع بالظهور عليه وأخذ بلده أو دخوله في السلم فعن مثل هذا نهى أن يقبل هديته ويهادنه ويقره على دينه مع قدرته عليه أو طمعه في هدايته لن في قبول
هديته حمل على الكف عنه وقد أمر ) ( 1أن يقاتل الكفار حتى يقولوا ل إله إل ال وقال آخرون كان مخيرا في قبول هديتهم وترك قبولها لنه كان من خلقه صلى ال
عليه وسلم أن يثيب على الهدية بأحسن منها فلذلك لم يقبل هدية مشرك ليل يثيبه بأفضل منها وال أعلم أخبرنا علي بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن سلم البغدادي قال حدثنا داود بن رشيد قال حدثنا إبراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا ابو بكر أحمد بن محمد بن سلم البغدادي قال
حدثنا داود بن رشيد قال حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها وقد قيل أنه إنما ترك ذلك تنزها ونهى عن زبد المشركين لما في التهادي والزبد من التحاب وتليين القلوب وال
عز وجل يقول !> ل تجد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله <! الية وال اعلم بما أراد رسوله بقوله ذلك وقد قبل صلى ال عليه وسلم هدية
قوم من المشركين وأجاز قبولها جماعة من الفقهاء على وجوه ) ( 1نذكر منها ما حضر ) ب ( ذكره إن شاء ال حدثنا عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه أن قاسم
بن أصبغ حدثهم قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد قال حدثنا محبوب ابن موسى ) ( 799ح وقرأت عليه أيضا أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا عبد
الملك بن حبيب المصيصي ) ( 800قال جميعا حدثنا أبو إسحاق الفزاري قال قلت للوزاعي أرأيت لو أن صاحب الروم أهدى إلى أمير المؤمنين هدية أترى ) ج (
بأسا أن يقبلها قال ل أرى بذلك بأسا قلت فما حالها إذا قبلها قال تكون بين المسلمين قلت وما وجه ذلك قال أليس إنما أهداها له لنه والى عهد المسلمين ل يكون أحق بها
منهم ويكافيه بمثلها من بيت مال المسلمين قلت للوزاعي فلو أن صاحب الباب أهدى له صاحب العدو هدية أو صاحب ملطية أيقبلها أحب اليك أو يردها قال يردها أحب
إلي فإن قبلها فهي بين المسلمين ويكافيه بمثلها قلت فصاحب الصائفة إذا دخل فاهدى له صاحب
الروم هدية قال تكون بين ذلك الجيش فما كان من طعام قسمه بينهم وما كان سوى ذلك جعله في غنائم المسلمين قال ابو عمر ليس أحد من أئمة الفقهاء زعموا أعلم
بمسائل الجهاد من الوزاعي وقوله هذا هو قولنا وروى عيسى ) ( 801عن ابن القاسم في المام يكون في أرض العدو فيهدي له العدو أتكون له خالصة أم للجيش قال )
( 1ل أراها لجماعة الجيش قال لنه إنما أهداها خوفا إل أن يعلم أن ذلك إنما هو من قبل قرابة أو مكافأة فأراه له خالصا قيل فالرجل ) ب ( من أهل الجيش تأتيه الهدية
قال هذه له خالصة ل شك فيه مثل أن يكون له قريب أو صديق فيهدي له فهو له خالص وقال الربيع ) ( 802عن الشافعي في كتاب الزكاة إذا أهدى واحد من القوم
للوالي هدية فإن كانت لشيء نال منه حقا أو باطل فحرام على الوالي أخذها لنه حرام عليه أن يستجعل على الحق وقد ألزمه ال ذلك وحرام عليه أن يأخذ لهم باطل
والجعل عليه حرام قال وإن أهدى اليه أحد من أهل وليته على غير هذين المعنيين تفضل أو تشكرا بحسن ) ج ( كان منه في العامة فل يقبلها وإن قبلها كانت في
الصدقات ول يسعه عندي غيره إل أن يكافيه من ماله عليه بقدر ما يسعه به أن يتمولها قال
وإن أهديت هدية إلى رجل ليس بذي سلطان شكرا على حسن كان منه فأحب إلى أن ل يقبلها ول تحرم عليه عندي أن قبلها وأخذها وأحب إلى أن يدع قبولها ول يأخذها
على الحسن مكافأة ) د ( هذا كله هو المشهور من قول الشافعي في كتبه الظاهرة عند أصحابه وقد روى عنه أن الحاكم إذا أهديت إليه هدية من أجل حكمه فحكم بالحق
على وجوه لم تحرم عليه وأما العراقيون فقال أبو يوسف ما أهدى ملك الروم الى أمير الجيش فهو له خاصة وكذلك ما يعطى الرسول قال أبو عمر احتج بعض من ذهب
هذا المذهب وقال أن الهدية تكون ملكا للمهدي له وإن كان واليا ول تكون فيئا احتج بإجماعهم على أن للمام أن ل يقبل هدية الكفار قالوا ولو كانت فيئا لما كان له أن ل
يقبلها ويردها على الحربيين قال أبو عمر هذا ل حجة فيه لن تخييرهم المام في قبول هدية الكفار إنما هو من أجل أنه إن قبلها كان عليه أن يكافئ عليها من بيت المال
ل أنها لتكون ) ( 1فيئا وإذا كان عليه أن يثيب عليها كان مخيرا في قبولها ومعلوم أنه إنما أهديت اليه ) ب ( بسبب وليته فاستحال أن تكون له دون المسلمين والحجة
في هذا عندي حديث أبي حميد الساعدي في قصة ابن اللتبية أخبرنا خلف بن سعيد قال أخبرنا عبد ال
ابن محمد قال أخبرنا أحمد بن خالد ) ( 803قال حدثنا عبيد ) ( 804ابن محمد قال حدثنا محمد بن يوسف ) ( 805قال حدثنا عبد الرزاق وعبد الملك بن الصباح )
B314
TEXT
( 806عن الثوري عن أبان ) ( 807عن أبي نضرة ) ( 808عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الهدايا ) ( 1للمراء غلول وبه عن عبد
الرزاق وعبد الملك جميعا عن الثوري عن عاصم عن زر ) ( 809بن حبيش قال قال ابن مسعود الرشوة في الدين سحت قال سفيان يعني في الحكم وبه عن عبد
الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال جمع اليهود لبن رواحة حين خرص عليهم حليا من حلى نسائهم
فأهدوه له فقال هذه الرشوة سحت وإنا ل نأكلها وذكر وكيع عن معاذ بن العلء أخي أبي عمرو بن العلء عن أبيه عن جده قال خطبنا علي بالكوفة وبيده قارورة وعليه
سراويل ونعلن فقال ما أصبت منذ دخلتها غير هذه القارورة أهداها لي ) ب ( دهقان وعن أبي البختري ) ( 810عن علي بن ربيعة ) ( 811أن عليا استعمل رجل
فلما جاء قال يا أمير المؤمنين أنه أهدى لي في عملي أشياء وقد أتيت بها فإن كان حلل أخذته وإل جئتك به فجاءه به فقبضه على رضي ال عنه وقال إني أحسبه كان
غلول وأما هدية غير الكفار إلى من لم تكن له ولية فمأخوذة من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ) أجيبوا الداعي ول تردوا الهدية ( وقال صلى ال عليه وسلم ) ما
أتاك من غير مسألة فكله وتموله ( وهذا إذا لم تكن الهدية على شرط أداء حق قد وجب عليه كالشهادة ونحوها فإن كانت كذلك فهي سحت ورشوة وشر من ذلك الخذ
على الباطل وبال التوفيق قرأت على أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن أن محمد بن معاوية حدثهم قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا الهيثم بن
خارجة ) ( 812قال حدثنا إسماعيل بن ) ( 813
عياش عن عمرو بن مهاجر ) ( 814قال اشتهى عمر بن عبد العزيز تفاحا فقال لو كان عندنا شيء من تفاح فإنه طيب الريح طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى
إليه تفاحا فلما جاء به الرسول قال عمر بن عبد العزيز ما أطيب ريحه وطعمه يا غلم أرجعه وأقرأ فلنا السلم وقل له هديتك قد وقعت عندنا بحيث تحب ) ( 1قال
عمرو بن مهاجر فقلت يا أمير المؤمنين ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك ان رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يأكل الهدية ول يأكل الصدقة فقال إن الهدية
كانت للنبي صلى ال عليه وسلم هدية وهي لنا اليوم رشوة قال أبو عمر كان عمر رضي ال عنه في حين هذا ) ب ( الخبر خليفة وقد تقدم القول فيما للخلفاء والمراء
وسائر الولة من الحكم في الهدية ويحتمل أن يكون ذلك الرجل من أهل بيته قد علم في كسبه شيئا أوجب التنزه عن هديته وأما قوله في الحديث شراك أو شراكان من نار
وقوله في حديث عمرو بن شعيب أدوا الخيط والمخيط فيدل على ان القليل والكثير ل يحل لحد أخذه في الغزو قبل المقاسم إل ما أجمعوا عليه من أكل الطعام في أرض
العدو من الحتطاب والصطياد وهذا اولى ما قيل به في هذا الباب وما خالفه مما جاء عن بعض أصحابنا وغيرهم فليس بشيء لن عموم قول ال عز وجل !> واعلموا
أنما غنمتم من شيء فأن ل خمسه <! يوجب أن يكون الجميع غنيمة خمسها لمن سمى ال وأربعة أخمساها لمن شهد القتال من البالغين الحرار الذكور فل يحل
لحد منها شيء إل سهمه الذي يقع له في المقاسم بعد اخراج الخمس المذكور إل أن الطعام خرج بدليل اخراج رسول ال صلى ال عليه وسلم له عن جملة ذلك فمن ذلك
حديث عبد ال بن ) ( 815معفل في الجراب بالشحم وحديث عتبة بن غزوان في السفينة المملوءة بالجوز وحديث ابن أبي أوفى ) ) ( 816كنا مع رسول ال صلى ال
عليه وسلم بخيبر يأتي احدنا إلى الطعام من الغنيمة فيأخذ منه حاجته ( وأجمع العلماء على أن أكل الطعام في دار الحرب مباح وكذلك العلف ما داموا في دار الحرب فدل
على انه لم يدخل في مراد ال من الية التي تلونا وما عدا الطعام فهو داخل تحت عموم قوله !> واعلموا أنما غنمتم من شيء <! الية ال ان للرض حكما سنذكره في
غير هذا الموضع من كتابنا هذا إن شاء ال وقد روى عن الزهري أنه قال ل يؤخذ الطعام في أرض العدو إل بإذن المام وهذا ل أصل له لن الثار المرفوعة تخالفه
ولم يقل به فيما علمت غيره ومن الثار في ذلك ما ذكره البخاري قال حدثنا مسدد ) ( 817قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ) ( 818عن
نافع عن ابن عمر قال كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ول نرفعه قال ابو عمر ما يخرج به من الطعام إلى دار السلم وكان له قيمة فهو غنيمة وكذلك قليل
وكثير غير الطعام فهو غنيمة لنهم لم يجمعوا على شيء منه وروى ثوبان ) ( 819عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه ) قال من فارق الروح منه الجسد وهو برئ من
ثلث دخل الجنة الكبر والغلول والدين ( حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال
حدثنا ابان ) ( 820العطار وهمام ) ( 821عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان ) ( 822بن أبي طلحة عن ثوبان عن النبي عليه السلم أنه قال ) من فارق
منه الروح الجسد وهو برئ من ثلث دخل الجنة الكبر والغلول والدين (
وروى رويفع ) ( 823بن ثابت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ) من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يأخذ دابة من المغنم فيركبها حتى إذا أنقضها ردها في
المغانم ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فل يلبس ثوبا من المغنم حتى إذا أخلقه رده في المغانم ( وهذا غاية في التحذير والمنع وأما قوله صلى ال عليه وسلم ) والذي
نفسي بيده أن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا ثم قال للذي جاء بالشراك أو الشراكين شراك أو شراكان من نار ( ففي قوله هذا
كله دليل على تعظيم الغلول وتعظيم الذنب فيه وأظن حقوق الميين كلها كذلك في التعظيم وإن لم يقطع على أنه ياتي به حامل له كما ياتي بالغلول وال أعلم وقد ترك
رسول ال صلى ال عليه وسلم على الرجل الذي غل الخرزات وهي ل تساوي درهمين عقوبة له وسيأتي هذا الحديث في باب يحيى بن سعيد إن شاء ال وأما الشملة
فكساء مخمل وقال الخليل اشتمل بالثوب أداره على جسده قال والسم الشملة قال والشملة كساء ذو خمل وقال الخفش الشملة ازار من الصوف وفي هذا الحديث أيضا
دليل على ان الغال ل يجب عليه حرق متاعه لن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يحرق رحل الذي اخذ الشملة ول متاعه ول أحرق متاع صاحب الخرزات ولو كان
حرق متاعه واجبا لفعله صلى ال عليه وسلم حينئذ ولو فعله لنقل ذلك في الحديث وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال
) من غل فأحرقوا متاعه وأضربوه ( رواه أسد ) ( 824بن موسى وغيره عن الدراوردي عن صالح ) ( 825بن محمد بن زائدة عن سالم عن ابن عمر وقال بعض
رواة هذا الحديث فيه فاضربوا عنقه وأحرقوا متاعه وهو حديث يدور على صالح بن محمد بن زائدة وهو ضعيف ل يحتج به وقد اختلف العلماء في عقوبة الغال فذهب
مالك والشافعي وأبو حنيفة واصحابهم والليث بن سعد إلى أن الغال يعاقب بالتعزير ول يحرق متاعه وقال الشافعي وداود بن علي إن كان عالما بالنهي عوقب وهو قول
الليث قال الشافعي وإنما يعاقب الرجل في بدنه ل في ماله قال أبو عمر اختلف العلماء في العقوبة في المال دون البدن أو البدن دون المال قد ذكرناه في غير هذا المكان
وقال الوزاعي يحرق متاع الغال كله إل سلحه وثيابه التي عليه وسرجه ول تنتزع منه دابته ويحرق سائر متاعه كله أل الشيء الذي غل فإنه ل يحرق ويعاقب مع ذلك
وقول أحمد وإسحاق كقول الوزاعي في هذا الباب كله وروى عن الحسن البصري إنه قال يحرق رحله
كله إل أن يكون حيوانا أو مصحفا وممن قال يحرق رحل الغال ومتاعه مكحول وسعيد بن عبد العزيز وحجة من ذهب إلى هذا القول حديث صالح المذكور وهو عندنا
حديث ل يجب به انتهاك حرمة ول إنفاذ حكم مع ما يعارضه من الثار التي هي أقوى منه فأما رواية من روى فاضربوا عنقه واحرقوا ) ( 1متاعه فإنه يعارضه قوله
صلى ال عليه وسلم ) ل يحل دم امرئ مسلم إل بإحدى ثلث ( الحديث وهو ينفي القتل في الغلول وروى ابن الزبير عن جابر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ليس
على الخائن ول على المنتهب ول على المختلس قطع وهذا أيضا يعارض حديث صالح بن محمد بن زائدة وهو أقوى من حجة السناد والغال خائن في اللغة والشريعة
وقال الطحاوي ) ( 826لو صح حديث صالح المذكور احتمل أن يكون كان حين كانت العقوبات في الموال كما قال في مانع الزكاة إنا آخذوها وشطر ماله عزمة من
عزمات ال وكما روى أبو هريرة في ضالة البل المكتومة فيها عزامتها ومثلها معها وكما روى عبد ال بن عمرو بن العاص في الثمر المعلق غرامة مثلية وجلدات نكال
وهذا كله منسوخ قال أبو عمر الذي ذهب اليه مالك والشافعي وابو حنيفة ومن تابعهم في هذه المسألة أولى من جهة النظر وصحيح الثر وال أعلم وأجمع العلماء على أن
على الغال ان يرد ما غل إلى صاحب المقاسم إن وجد
السبيل إلى ذلك وإنه إذا فعل ذلك فهي توبة له وخروج عن ذنبه واختلفوا فيما يفعل بما غل إذا افترق أهل ) ( 1العسكر ولم يصل اليهم فقال جماعة من أهل العلم يدفع
إلى المام خمسه ويتصدق بالباقي وهذا مذهب الزهري ومالك والوزاعي والليث والثوري وروى ذلك عن عابدة ) ( 827بن الصامت ومعاوية بن أبي سفيان والحسن
البصري وهو يشبه مذهب ابن مسعود ) ( 828وابن عباس لنهما كانا يريان أن يتصدق بالمال الذي ل يعرف صاحبه وذكر بعض الناس عن الشافعي أنه كان ل يرى
الصدقة بالمال الذي ل يعرف صاحبه وقال كيف يتصدق بمال غيره وهذا عندي معناه فيما يمكن وجود صاحبه والوصول اليه أو إلى ورثته وأما إن لم يمكن شيء من
ذلك فإن الشافعي رحمه ال ل يكره الصدقة به حينئذ إن شاء ال ذكر سنيد حدثنا أبو فضالة عن أزهر ) ( 829ابن عبد ال قال غزا مالك بن عبد ال الخثعمي أرض
الروم فعل
رجل مائة دينار فأتى بها معاوية بن أبي سفيان فأبى أن يقبلها وقال قد نفر الجيش وتفرق فخرج فلقى عبادة بن الصامت فذكر ذلك له فقال أرجع إليه فقل له ) ( 1خذ
خمسها أنت ثم تصدق أنت بالبقية فإن ال عالم بهم جميعا فأتى معاوية فأخبره فقال لن كنت أنا أفنتيتك بهذا كان أحب إلي من كذا وكذا وقد أجمعوا في اللقطة على جواز
الصدقة بها بعد التعريف وانقطاع صاحبها وجعلوه إذا جاء مخيرا بين الجر ) ب ( والضمان وكذلك الغصوب ) ج ( وبال والتوفيق
#حديث ثان لثور بن زيد مقطوع مالك عن ثور بن زيد الديلي عن عبد ال بن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر رمضان فقال ) ل تصوموا حتى تروا
الهلل ول تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلثين ( هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالك عن ثور بن زيد عن ابن عباس ليس فيه ذكر
عكرمة والحديث محفوظ لعكرمة عن ابن عباس وإنما رواه ثور عن عكرمة وقد روى عن روح بن عبادة هذا الحديث عن مالك عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس أن
B314
TEXT
رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر رمضان ثم ساقه إلى آخره سواء وليس في الموطأ في هذا السناد عكرمة وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة منه لنه كره أن يكون
في كتابه لكلم سعيد ابن المسيب وغيره فيه ول أدري صحة هذا لن مالكا قد ذكره في كتاب الحج وصرح باسمه ومال إلى روايته عن ابن عباس وترك رواية عطاء )
( 830في تلك المسألة وعطاء أجل التابعين في علم المناسك والثقة والمانة ) ( 1روى مالك عن أبي الزبير المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد ال بن عباس أنه
سئل عن رجل وقع على امرأته وهو بمنى قبل أن يفيض فأمره أن ينحر بدنة وروى مالك أيضا عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة مولى ابن عباس قال أظنه عن ابن
عباس أنه قال الذي يصيب أهله قبل أن يفيض يعتمر ويهدي وبه قال مالك
قال أبو عمر عكرمة مولى ابن عباس من جلة العلماء ل يقدح فيه كلم من تكلم فيه لنه ل حجة مع أحد تكلم فيه وقد يحتمل أن يكون مالك جبن عن الرواية عنه لنه بلغه
أن سعيد بن المسيب كان يرميه بالكذب ويحتمل أن يكون لما نسب اليه من رأى الخوارج وكل ذلك باطل عليه إن شاء ال وقد قال الشافعي في بعض كتبه نحن نتقي
حديث عكرمة وقد روى الشافعي عن إبراهيم ) ( 831بن أبي يحيى والقاسم ) ( 832العمري وإسحاق ) ( 833بن أبي فروة وهم ضعفاء متروكون وهؤلء كانوا
أولى أن يتقى حديثهم ولكنه لم يحتج بهم في حكم وكل أحد من خلقا ال يؤخذ من قوله ويترك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال عبد ال ) ( 834بن أحمد بن حنبل
عن أبيه عن إسحاق الطباع ) ( 835قال سألت مالك بن أنس قلت أبلغك أن ابن عمر قال لنافع ل تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس
قال ل ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد موله وقيل لبن أبي اويس ) ( 836لم لم يكتب مالك حديث عكرمة مولى ابن عباس قال لنه كان يرى رأى
الباضية ) ( 837وأما قول سعيد ابن المسيب فيه فقد ذكر العلة الموجبة للعداوة بينهما أبو عبد ال محمد بن نصر المروزي في كتاب النتفاع بجلود الميتة وقد ذكرت
ذلك وأشباهه في كتابي كتاب جامع بيان أخذ العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله في باب قول العلماء بعضهم في بعض فأغنى ذلك عن اعادته ها هنا وتكلم فيه ابن
سيرين ول خلف أعلمه بين نقاد أهل العلم أنه اعلم بكتاب ال من ابن سيرين وقد يظن النسان ظنا يغضب له ول يملك نفسه ذكر الحلواني عن زيد بن الحباب قال
سمعت الثوري يقول خذوا تفسير القرآن عن أربعة عن عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد والضحاك ) ( 838فبدأ
بعكرمة وقال ابن علية ) ( 839عن أيوب ) ( 84عن عمرو بن دينار ) ( 841قال دفع إلى جابر بن زيد ) ( 842مسائل اسأل عنها عكرمة قال فجعل جابر يقول
هذا عكرمة هذا مولى ابن عباس هذا البحر فاسألوه وقال سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل فقال سل عنها عكرمة قال
فكأني تبطأت فانتزعها من يدي وقال هذا عكرمة هذا مولى ابن عباس هذا أعلم الناس وقال جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال قيل لسعيد بن جبير تعلم أحدا أعلم منك قال
نعم عكرمة قال فلما قتل سعيد بن جبير قال إبراهيم ما خلف بعده مثله قال أبو عبد ال المروزي ) ( 843وحدثنا يحيى بن يحيى قال حدثنا إسماعيل
ابن علية عن أيوب قال نبئت عن سعيد بن جبير أنه قال لو كف عنهم عكرمة من حديثه لشدت اليه المطايا قال وحدثنا إسحاق ابن راهويه ) ( 844قال أخبرنا يحيى بن
ضريس ) ( 845عن أبي سنان عن حبيب بن ابي ثابت قال أجتمع عندي خمسة ل يجتمع عندي مثلهم أبدا عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد ابن جبير وعكرمة فتذاكروا
التفسير فأقبل مجاهد وسعيد بن جبير على عكرمة يسئلنه عن التفسير وهو يجيبهما قال وحدثنا محمد بن عبيد ) ( 846قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال اجتمع
عكرمة وسعيد بن جبير وطاوس وعدة من أصحاب ابن عباس فكان عكرمة صاحب الحديث قال وأخبرنا محمد بن يحيى قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن
زيد قال قال رجل ليوب ) ( 1كان عكرمة يتهم فسكت هنيئة ثم قال أما أنا فإني لم أكن أتهمه وبه عن أيوب قال قال عكرمة أرأيت هؤلء الذين يكذبونني من خلفي أفل
يكذبونني في وجهي قال وحدثنا الحلواني قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلم بن مسكين قال سمعت قتادة يقول كان الحسن من أعلم الناس بالحلل والحرام
وكان عطاء من أعلم الناس بالمناسك وكان عكرمة من أعلم الناس بالتفسير قال وحدثنا الحلواني قال حدثنا إسماعيل ) ( 847بن عبد الكريم الصنعاني قال حدثنا عبد
الصمد ) ( 848بن معقل أن عكرمة قدم على طاوس اليمن فحمله طاوس على نجيب وأعطاه ثمانين دينارا فقيل لطاوس في ذلك فقال أل اشتري علم ابن عباس لعبد ال
بن طاوس بنجيب وثمانين دينارا وذكر عباس ) ( 849عن يحيى بن معين قال حدثنا محمد بن فضيل ) ( 850قال حدثنا عثمان بن حكيم ) ( 851قال جاء عكرمة
إلى أبي أمامة بن سهل وأنا جالس فقال يا ابا أمامة أسمعت بن عباس يقول ما حدثكم به عكرمة فصدقوه فإنه لم يكذب علي قال نعم وقد روينا أن عبد ال بن عباس قال له
اخرج يا عكرمة فافت الناس ومن سألك عما ل يعنيه فل تفته فإنك تطرح عن نفسك ثلثي مؤنة الناس قال عباس قال يحيى بن معين مات ابن عباس وعكرمة عبد فباعه
على ابن عبد ال فقيل له تبيع علم أبيك فاسترجعه وقال عثمان
ابن سعيد ) ( 852قلت ليحيى بن معين عكرمة أحب إليك أو سعيد ابن جبير فقال ثقة وثقة قلت فعكرمة أو عبيد ال بن عبد ال فقال كلهما ولم يختر وقال أبو الحسن
أحمد ) ( 853بن عبد ال ابن صالح الكوفي عكرمة مولى ابن عباس ثقة وهو برئ مما رماه الناس به من الحرورية ) ( 854وذكر عيسى بن مسكين عن محمد ابن
الحجاج بن رشدين عن أحمد ) ( 855بن صالح المصري قال عكرمة مولى ابن عباس بربري من المغرب وقال أبو العرب ) ( 856سمعت قدامة ) ( 857بن محمد
يقول كان خلفاء بني أمية يرسلون إلى المغرب يطلبون جلود الخرفان التي لم تولد بعد العسلية قال فربما ذبحت المائة شاة فل يوجد في بطنها إل واحد عسلى كانوا
يتخذون منها الفراء فكان عكرمة يستعظم ذلك ويقول هذا كفر
هذا شرك فأخذ ذلك عنه الصفرية ) ( 858والباضية فكفروا الناس بالذنوب قال أبو عمر لهذا كان سحنون يقول يزعمون أن عكرمة مولى ابن عباس أضل المغرب
قال أبو عمر نزل عكرمة مولى ابن عباس المغرب ومكث بالقيروان برهة ومن الناس من يقول أنه مات بها والصحيح أنه مات بالمدينة هو وكثير عزة الشاعر في يوم
واحد وذكر ابن أبي مريم لهيعة عن أبي السود قال أنا مدحت المغرب لعكرمة مولى ابن عباس ذكرت له حال أهلها فخرج إلى المغرب فمات بها قال أبو عبد ال
المروزي قد أجمع عامة أهل العلم على الحتجاج بحديث عكرمة واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا منهم احمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه
وأبو ثور ويحيى بن معين ولقد سألت إسحاق بن راهويه عن الحتجاج بحديثه فقال لي عكرمة عندنا أمام الدنيا وتعجب من سؤالي إياه قال وأخبرني غير واحد أنهم
شهدوا يحيى بن معين وسأله بعض الناس عن الحتجاج بحديث عكرمة فأظهر التعجب قال المروزي وعكرمة قد ثبتت عدالته بصحبة ابن عباس وملزمته إياه وبأن غير
واحد من أهل العلم رووا عنه وعدلوه وما زال أهل العلم بعدهم يروون عنه قال وممن روى عنه من جلة التابعين محمد بن سيرين وجابر بن زيد وطاوس والزهري
وعمرو بن دينار ويحيى بن سعيد النصاري وغيرهم قال أبو عبد ال المروزي وكل رجل ثبتت عدالته برواية أهل العلم
عنه وحملهم حديثه فلن يقبل فيه تجريح أحد جرحه حتى يثبت ذلك عليه بأمر ل يجهل أن يكون جرحة فاما قولهم فلن كذاب فليس مما يثبت به جرح حتى يتبين ما قاله
حدثنا محمد ) ( 859بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن أيوب ) ( 860الرقى قال سمعت أبا بكر أحمد بن عمرو والبزار ) ( 861يقول روى
عن عكرمة مائة وثلثون أو قال قريب من مائة وثلثين رجل من وجوه البلدان بين مكي ومدني وكوفي وبصرى ومن سائر البلدان كلهم روى عنه ورضى به قال أبو
عمر جماعة الفقهاء وأئمة الحديث الذين لهم بصر بالفقه والنظر هذا قولهم أنه ل يقبل من ابن معين ول من غيره فيمن اشتهر بالعلم وعرف به وصحت عدالته وفهمه أل
أن يتبين الوجه الذي يجرحه ) ( 1به على حسب ما يجوز من تجريح ) ب ( العدل المبرز العدالة في الشهادات وهذا الذي ل يصح أن يعتقد غيره ول يحل أن يلتفت الى
ما خالفه وقد ذكرنا بيان ذلك في باب قول العلماء بعضهم في بعض من كتابنا كتاب العلم فأغنى ذلك عن اعادته ها هنا وبال توفيقنا
وذكر الزبير قال حدثني عمي مصعب قال حدثني الواقدي قال حدثني خالد بن القاسم البياضي قال مات عكرمة مولى ابن عباس وكثير بن عبد الرحمان الخزاعي صاحب
عزة في يوم واحد في سنة خمس ومائة فرأيتهما جميعا صلى عليهما بعد الظهر في مسجد الجنائز فقال الناس مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس وقال المفضل بن فضالة
مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد فأخرج جنازتاهما فما علمته تخلف رجل ول امرأة بالمدينة عن جنازتيهما قال وقيل مات اليوم أعلم الناس وأشعر الناس قال وغلب
النساء على جنازة كثير يبكينه ويذكرن عزة في ندبتهن إياه وهذا الحديث صحيح لعكرمة عن ابن عباس حدثنا أبو عبد ال محمد بن إبراهيم ابن سعيد قال حدثنا محمد بن
معاوية قال حدثنا احمد بن شعيب قال حدثنا قتيبة بن سعيد ح وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم ) ( 862بن اصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد
قال جميعا حدثنا أبو الحوص قال حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ل تصوموا قبل رمضان صوموا للرؤية وافطروا
للرؤية فإن حالت دونه غيابه فأكلموا ثلثين ( ورواه شعبة وأبو عوانة ) ( 863وحاتم بن أبي صغيرة ) ( 864عن سماك مثله
أخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد الوراق قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال حدثنا عبد ال بن بكر ) ( 865
السهمي ح وأخبرنا عبد ال بن محمد بن أسد الجهني قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم
قال جميعا حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك قال سمعت عكرمة يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ) صوموا لرؤيته وأفطروا
لرؤيته فإن حال بينكم وبينه سحابة أو غياية فأكملوا العدة ول تستقبلوا الشهر استقبال ل تستقبلوا رمضان بيوم من شعبان ( اللفظ بحديث ) ( 1بن عبد المؤمن وقرأت
على أحمد ابن قاسم التميمي ان قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا الحرث بن ابي أسامة قال حدثنا عبد ال بن بكر قال حدثنا حاتم عن سماك قال دخلت على عكرمة في يوم
وقد أشكل على امره أمن رمضان هو أم من شعبان فأصبحت صائما وقلت إن كان من رمضان لم يسبقني وإن كان من شعبان كان تطوعا فدخلت على عكرمة وهو يأكل
B314
TEXT
خبزا وبقل ولبنا فقال هلم إلى الغداء فقلت إني صائم فقال أحلف عليك لتفطرنه فقلت سبحان ال فقال أحلف بال لتفطرنه قال فلما رأيته ل يستثنى أفطرت فعدت لبعض
الشيء وأنا شبعان فقلت هات فقال سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ) صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال بينكم وبينه سحابة أو
غياية فكملوا العدة ول تستقبلوا الشهر استقبال ل
تستقبلوا رمضان بيوم من شعبان ( وروى هذا الحديث حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ولم يسمعه عمرو من ابن عباس وإنما يرويه عمرو بن دينار
عن محمد بن حنين ) ( 866عن ابن عباس عن النبي عليه السلم مثله حدثنا عبد الوارث بن سفيان وأحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي
أسامة قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا زكريا ابن إسحاق قال حدثنا عمرو بن دينار أن محمد بن حنين أخبره أنه سمع ابن عباس يقول إني لعجب من هؤلء الذين
يصومون قبل رمضان إنما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) إذا رأيتم الهلل فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فان غم عليكم فعدوا ثلثين ( أما قوله صلى ال عليه
وسلم في هذا الحديث إذ ذكر رمضان ل تصوموا حتى ترو الهلل فالصيام لسمه معنيان أحدهما لغوي والخر شرعي تعبد ال به عبادة فأما معنى الصيام في اللغة
فمعناه المساك عما كان يصنعه النسان ) ( 1من حركة أو كلم أو أكل أو شرب أو مشى ونحو ذلك من سائر الحركات فإذا أمسك عما كان يصنعه سمى صائما في
اللغة وليس ذلك معنى الصيام المأمور به المسلمون في القرآن والسنة والدليل على أن المساك يسمى صوما قول ال عز وجل حاكيا عن مريم ) إني نذرت للرحمن
صوما فلن أكلم اليوم أنسيا ( أي إمساكا عن الكلم وقال المفسرون أي صمتا وتقول العرب خيل صائمة إذا كانت واقفة دون أكل ول رعى قال الشاعر ) ب ( %خيل
صيام وخيل غير صائمة % %تحت العجاج وخيل تعلك اللجما %يقول خيل ممسكة عن الكل وخيل آكلة
وقال امرؤ القيس %فدعها وسل الهم عنك بجسرة %ذمول إذا صام النهار وسجرا %ومعناه إذا أمسكت الشمس عن الجري واستوت في كبد السماء وقال بشر بن أبي
حازم %نعاما بوجرة صفر الخدود % %ما تطعم النوم إل صياما $ %وأما الصيام في الشريعة فالمساك عن الكل والشرب والجماع من اطلع الفجر إلى غروب
الشمس وفرائض الصوم خمس وهي العلم بدخول الشهر والنية والمساك عن الطعام والشراب والجماع واستغراق طرفي النهار ) ( 1المفترض صيامه وسنن الصيام
أن ل يرفث الصائم ول يغتاب أحدا وسنذكر ذلك في موضعه إن شاء ال وأما قوله فإن غم عليكم فذلك من الغيم والغمام وهو السحاب يقال منه يوم غم وليلة غمة وذلك
أن تكون السماء مغيمة وفي الثار المذكورة في هذا الباب ) ب ( ما يوضح لك ذلك والحمد ل وروى هذا الحديث عن النبي صلى ال عليه وسلم كما رواه ابن عباس
وأبو هريرة من حديث ابي سلمة عنه ومن حديث محمد ابن زياد ) ( 867عنه ومن حديث سعيد بن المسيب عنه ومن
حديث العرج عنه وحذيفة بن اليمان ) ( 868من رواية جرير عن منصور عن ربعي عن حذيفة ورواه ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله إل أنه قال فإن
غم عليكم فاقدروا له وحديث ابن عباس يفسر حديث ابن عمر في قوله فاقدروا له وكذلك جعله مالك في كتابه بعده مفسرا له وقد كان ابن عمر يذهب في قوله فاقدروا له
مذهبا سنذكره عنه في باب حديث نافع من كتابنا هذا إن شاء ال ونذكر من تابعه على تأويله ذلك ومن خالفه فيه ونذكر هنا كثيرا من معاني هذا الباب إن شاء ال ول قوة
إل بال وفي حديث ابن عباس هذا من الفقه أن الشهر قد يكون تسعا وعشرين وفيه أن ال تعبد عباده في الصوم برؤية الهلل لرمضان أو باستعمال شعبان ثلثين يوما
وفيه تأويل لقول ال عز وجل !> فمن شهد منكم الشهر فليصمه <! إن شهوده رؤيته أو العلم برؤيته وفيه أن اليقين ل يزيله الشك ول يزيله إل يقين مثله لنه صلى ال
عليه وسلم أمر الناس أل يدعوا ما هم عليه من يقين شعبان إل بيقين رؤية واستكمال ) ( 1العدة وإن الشك ل يعمل في ذلك شيئا ولهذا نهى عن صوم يوم الشك اطراحا
لعمال الشك واعلما أن الحكام ل تجب ال بيقين ل شك فيه وهذا أصل عظيم من الفقه أن ل يدع النسان ما هو عليه من الحال المتيقنة ال بيقين من انتقالها وقوله
صلى ال عليه وسلم فإن غم عليكم فأكملوا العدد ) ب ( ثلثين يوما يقتضي استكمال شعبان قبل الصيام
واستكمال رمضان أيضا وفيه دليل على أنه ل يجوز صيام يوم الشك خوفا أن يكون من رمضان وقد ذكرنا في باب نافع عن ابن عمر من كتابنا هذا اختلف الفقهاء في
صيام يوم الشك على أنه من رمضان بأتم من ذلك ها هنا لن ذلك الموضع اولى به لقول النبي صلى ال عليه وسلم في حديث ابن عمر فاقدروا له ) ( 1واختلف العلماء
في صوم آخر يوم من شعبان تطوعا فأجازه مالك وأصحابه والشافعي وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه وأكثر الفقهاء إذا كان تطوعا ولم يكن خوفا ول احتياطا أن يكون
من رمضان ول يجوز عندهم صومه على الشك قال مالك أن تيقن انه من شعبان جاز صومه تطوعا وهو قول الشافعي وقال أبو حنيفة ل يصام يوم الشك إل تطوعا
وقال الثوري ل يتلوم ) ب ( يوم الشك ول يصوم أحد يوم الشك وسيأتي القول فيمن صامه على الشك هل يجزئه من رمضان عند قوله فأقدروا له في باب نافع إن شاء
ال قال بعض أهل العلم من أهل احديث أنه ل يجوز صيام يومين قبل رمضان من آخر شعبان إل لمن كان له عادة صيام شعبان واحتجوا بحديث النبي صلى ال عليه
وسلم ) ج ( ) ل يقدم ) د ( أحدكم رمضان بيوم ول يومين إل أن يكون صوما كان يصومه أحدكم فليتم صومه ( رواه يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو ) ( 869عن
أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي
صلى ال عليه وسلم قالوا وفي قوله ول يومين دليل على أن ذلك تطوع لنه ل يجوز أن يكون الشك في يومين قال أبو عمر زعم بعض أصحابنا أن في صوم رسول ال
صلى ال عليه وسلم شعبان تطوعا دليل على أن نهيه عن صوم يوم الشك إنما هو على الخوف أن يكون من رمضان وإن هذا هو المكروه حدثنا عبد الوارث بن سفيان
قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد ) ( 870بن إسماعيل قال حدثنا صالح قال حدثني معاوية ) ( 871بن صالح أن عبد ال بن قيس ) ( 872حدثه انه سمع
عائشة تقول ) كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصوم شعبان ويصله برمضان ( وروى سالم بن أبي الجعد عن أبي سلمة عن أم سلمة ) ( 873عن النبي صلى ال
عليه وسلم أنه ) كان يصوم شعبان ويصله برمضان ( رواه عن سالم جماعة لم يختلفوا عليه وروى يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم ) كان يصوم شعبان كله ( قال وهذه الثار كلها تدل على
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ( 1أنما كان يصوم يوم الشك تطوعا ل خوفا أن يكون من رمضان قال أبو عمر ليس في صيامه لشعبان تطوعا دفع لما تأوله
اولئك في النهي عن صوم يوم الشك تطوعا لن في الحديث أل أن يكون في صوم يصومه وفي ذلك دللة على أن النهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين إنما هو على
ذلك الوجه وال أعلم وأما قوله صلى ال عليه وسلم صوموا لرؤيته فمعناه صوموا اليوم الذي يلي ليلة رؤيته من أوله ولم يرد صوموا من وقت رؤيته لن الليل ليس
بموضع صيام وإذا رؤى الهلل نهارا فإنما هو لليلة التي تأتي هذا هو الصحيح إن شاء ال وقد اختلفت الرواية في هذه المسألة عن عمر رضي ال عنه ذكر عبد الرزاق
عن معمر عن العمش عن أبي وائل قال كتب الينا عمر ونحن بخانقين ) ( 874إذا رأيتم الهلل نهارا فل تفطروا حتى يشهد رجلن أنهما رأياه بالمس ففي هذا الخبر
عن عمر اعتبار شهادة رجلين على رؤية الهلل ولم يخص عشيا من غير عشى وقد ذكرنا مسألة الشهادة على الهلل في باب نافع حدثنا أحمد بن قاسم ) ( 875المقرئ
قال حدثنا عبيد ال بن محمد
ابن حبابة ) ( 876قال حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا زهير ) ( 877بن معاوية عن العمش عن شقيق ) ( 878
بن سلمة قال كتب الينا عمر بن الخطاب ونحن بخانقين أن الهلة بعضها أكبر من بعض فإذا رأيتم الهلل نهارا فل تفطروا حتى يشهد عدلن أنهما رأياه بالمس وروى
عن علي بن أبي طالب مثل ذلك ذكره عبد الرزاق عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار ) ( 879عن علي وقد روى من حديث أبي إسحاق عن الحرث
أن هلل الفطر ريء نهارا فلم يأمر علي بن أبي طالب الناس أن يفطروا من يومهم ذلك وروى الزهري عن سالم ) ( 880عن ابن عمر قال ل تفطروا حتى يرى من
موضعه وعن ابن مسعود وأنس بن مالك ) ( 881
مثل ذلك وهو قول مالك والشافعي وأبي حنيفة ومحمد بن الحسن والليث بن سعد والوزاعي ) ( 882وبه قال أحمد وإسحاق كل هؤلء يقول إذا ريء الهلل نهارا قبل
الزوال ابو بعد الزوال فهو لليلة المستقبلة وقال سفيان الثوري وأبو يوسف أن ريء بعد الزوال فهو لليلة التي تأتي وإن ريء قبل الزوال فهو لليلة الماضية وروى مثل
ذلك عن عمر ذكر عبد الرزاق وغيره عن الثوري عن مغيرة عن شباك ) ( 1 ) ( 883عن إبراهيم قال كتب عمر إلى عتبة بن فرقد ) ( 884إذا رأيتم الهلل نهارا
قبل أن تزول الشمس لتمام ثلثين فافطروا وإذا رأيتموه بعد ما تزول الشمس فل تفطروا حتى تمسوا وذكر ابو بكر بن أبي شيبة عن أسباط ) ( 885بن محمد عن
مطرف عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي مثل ذلك ول يصح في هذه المسألة من جهة السناد شيء عن علي رحمه ال وروى عن سلمان ) ب ( بن ربيعة ) ( 886
مثل قول الثوري واليه ذهب عبد الملك بن حبيب ) ( 887واختلف عن عمر بن عبد العزيز في هذه المسألة فروى عنه ما يدل على الوجهين جميعا والحديث عن عمر
بمعنى ما ذهب اليه مالك والشافعي وابو حنيفة ومن تابعهم متصل والحديث الذي روى عنه بمذهب الثوري وأبي يوسف منقطع والمصير الى المتصل اولى وعليه أكثر
العلماء حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا هشام بن ) ( 888خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم )
( 889قال سألت مالكا والليث والوزاعي عن الهلل يرى من أول النهار فقالوا هو لليلة التي تجيء قال الوزاعي وكتب بذلك عمر بن الخطاب وأما قوله صلى ال
عليه وسلم ول تفطروا حتى تروا الهلل ففيه رد لتأويل من تأول قوله صلى ال عليه وسلم شهرا عيد ل ينقصان رمضان وذوا الحجة أنهما ل ينقصان من ثلثين ثلثين
يوما لن قوله ول تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلثين دليل على جواز كون ) ( 1رمضان من تسع وعشرين ومع هذا الدليل فإن المشاهدة تثبت ما قلنا
B314
TEXT
وكفى بها حجة لما ذكرنا وأما الحديث فحدثناه عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا مسدد أن
يزيد بن زريع حدثهم قال حدثنا خالد الحذاء عن عبد الرحمان بن أبي بكرة ) ( 890عن أبيه ) ( 891عن النبي عليه السلم قال شهرا عيد ل ينقصان رمضان وذو
الحجة ورواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمان بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله ورواه سالم أبو عبيد ال بن سالم عن عبد
الرحمان بن أبي بكرة عن النبي عليه السلم مثله سواء وهذا معناه عندنا وال أعلم أنهما ل ينقصان في الجر وتكفير الخطايا سواء كانا من تسع وعشرين أو من ثلثين
وأن ما وعد ال صائم رمضان على لسان نبيه عليه السلم من الجر فهو منجزه له سواء كان شهره ثلثين أو تسعا وعشرين وأما حديث أبي بكرة عن النبي صلى ال
عليه وسلم أنه قال كل شهر حرام ثلثون يوما وثلثون ليلة فإنه حديث ل يحتج بمثله لنه يدور على عبد الرحمان بن إسحاق ) ( 892وهو ضعيف حدثناه خلف بن
قاسم قال حدثنا أحمد بن إبراهيم ) ( 893بن أحمد البغدادي المعروف بابن الحداد بمصر قال حدثنا زكريا بن يحيى ) ( 894
السجزي قال حدثنا يوسف بن سليمان ) ( 895قال حدثنا مروان ابن معاوية ) ( 896قال حدثنا عبد الرحمان بن إسحاق ) ( 897القرشي قال حدثنا عبد الرحمان بن
أبي بكرة عن أبيه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل شهر حرام ثلثون يوما وثلثون ليلة قال أبو عمر الشهر الحرم أربعة ذو القعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب وقد حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن منيع عن ابن أبي زائدة ) ( 898عن عيسى بن دينار عن أبيه عن
عمرو بن الحرث بن أبي ضرار عن ابن مسعود قال لما صمنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا معه ثلثين وهذا أيضا يدفع التأويل
المذكور في قوله شهرا عيد ل ينقصان ويوضح لك أن رمضان قد يكون تسعا وعشرين وفيما يدرك من ذلك معاينة ومشاهدة كفاية وبال التوفيق وسيأتي ذكر الختلف
في الشهادة على رؤية هلل رمضان وذكر رؤية هلل رمضان وهلل الفطر في بلد دون بلد في باب نافع إن شاء ال
#حديث ثالث لثور بن زيد مرسل مالك عن ثور بن زيد الديلي أنه بلغه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ايما دار أو أرض قسمت في الجاهلية فهي على قسم
الجاهلية وأيما دار أو أرض أدركها السلم ولم تقسم فهي على قسم السلم هكذا هذا الحديث في الموطأ لم يتجاوز به ثور بن زيد أنه بلغه عند جماعة رواه الموطأ وال
أعلم ورواه إبراهيم بن طهمان عن مالك عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس تفرد به عن مالك بهذا السناد وهو ثقة وقد روى هذا الحديث مسندا من حديث ابن
عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم رواه محمد بن مسلم ) ( 899الطائفي عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس ورواه ابن عيينة عن عمرو عن النبي
عليه السلم مرسل أخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبد ال بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا ابن سنجر قال حدثنا موسى ابن داود ) ( 900قال حدثنا
محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن
دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل قسم قسم في الجاهلية فهو على قسم الجاهلية وكل شيء ادركه السلم ولم يقسم فهو على
قسم السلم واخبرنا عبد ال بن محمد بن يحيى قال أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن حرب قال أخبرنا علي بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال
قال النبي عليه السلم أيما ميراث من الجاهلية أقتسم في الجاهلية فهو على قسم الجاهلية وما أدرك السلم فهو على قسم السلم أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا
قاسم بن أصبغ قال حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم قال حدثنا موسى بن داود قال حدثنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم كل قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم وكل قسم أدركه السلم ولم يقسم فهو على قسم السلم قال أبو عمر قال المزني ) ( 901
سألت الشافعي عن أهل دار الحرب يقتسمون ميراثا من العقار وغيره ويملك بعضهم على بعض بذلك القسم ثم يسلمون فيريد بعضهم أن ينقض ذلك القسم ويقسم على قسم
السلم فقال ليس ذلك له فقلت له وما الحجة في ذلك فقال الستدلل بمعنى الجماع والسنة قلت وأين ذلك فذكر حديث مالك عن ثور بن زيد هذا قال ونحن نرويه متصل
ثابتا بهذا المعنى قال وأما الجماع فإن أهل دار الحرب إذا سبا بعضهم بعضا وقتل بعضهم بعضا ثم أسلموا أهدرت الدماء وملك
كل واحد منهم ما كان قد ملكه قبل السلم من الرقيق الذين استرقهم وسائر الموال فما ملكوه بالقسم في الجاهلية أحق وأولى أن يثبت من ملك ) ( 1الغصب
والسترقاق لمن كان حرا وقال ابن وهب سألت مالكا عن تفسير حديث النبي صلى ال عليه وسلم أيما دار أو أرض قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية فقال لي
هو كذلك أيما دار في الجاهلية قسمت ثم أسلم أهلها فهم على قسمتهم يومئذ وأيما دار في الجاهلية لم تزل بايدي أصحابها لم يقتسموها حتى كان السلم فاقتمسوها في
السلم فهو على قسم السلم فقلت لمالك أرأيت النصراني يموت ويترك ولدا نصرانيا ثم يموت فيسلم بعض ولده قبل قسم ميراثهم فقال مالك ليس هذا من هذا في شيء
إنما يقسم هؤلء من أسلم مهم ومن لم يسلم على حال قسمهم يوم مات أبوهم وقال إسماعيل بن إسحاق ) ( 902في كتاب الفرائض له معنى هذا الحديث وال اعلم أن
أهل الجاهلية كانوا يقتسمون المواريث على خلف فرائضنا فإذا اقتسموا ميراثا في الجاهلية ثم أسلموا بعد ذلك فهم على ما أسلموا عليه كما يسلم على ما صار في يد كل
واحد منهم وحازه من الغصوب ) ب ( والدماء وغير ذلك فكذلك كلما اقتسموا من المواريث فإذا أسلموا قبل أن يبرموا في ذلك شيئا عملوا فيه بإحكام المسلمين وأما
مواريث أهل السلم فقد استقر حكمها يوم مات الميت قسمت أو لم تقسم وهم فيما لم يقسم على حسب شركتهم وعلى قدر سهامهم قال إسماعيل
وأحسب أهل الجاهلية لم يكونوا يعطون الزوجة ما نعطيها ول يعطون البنات ما نعطيهن وربما لم تكن لهم مواريث معلومة يعملون عليها قال وقد حدثنا أبو ثابت ) 903
( عن ابن القاسم ) ( 904قال سألنا مالكا عن الحديث الذي جاء أيما دار قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية وأيما دار أدركها السلم ولم تقسم فهي على قسم
السلم فقال مالك الحديث لغير أهل الكتاب وأما النصارى واليهود فهم على مواريثهم ل ينقل السلم مواريثهم التي كانوا عليها قال إسماعيل قول مالك هذا على أن
النصارى واليهود لهم مواريث قد تراضوا عليها وإن كانت ظلما فإذا اسلموا على ميراث قد مضى ) ( 1فهم كما لو اصطلحوا عليه ثم يكون ما يحدث من مواريثهم بعد
السلم على حكم السلم حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا محمد بن أحمد بن كامل قال حدثنا أحمد بن محمد بن ) ( 905الحجاج قال حدثنا زيد بن البشر قال حدثنا ابن
وهب قال سمعت الليث يقول في قول النبي صلى ال عليه وسلم ما كان على قسم الجاهلية فهو على قسم الجاهلية ) ب ( وما كان من قسم أدركه السلم قبل أن يقسم فهو
على قسم السلم
إن ذلك يكون أبدا في السلم فلو أن نصرانيا هلك وترك ولدا له نصرانيا ثم أسلموا جميعا قبل القسم قسم بينهم الميراث على قسم مواريث المسلمين ولو أنهم اقتسموا قبل
أن يسلموا لكانت مواريثهم على قسم الجاهلية قال وإن أسلم بعضهم ولم يسلم بعض فإن القسم بينهم على قسم الجاهلية لنهم إنما ورثوه يوم مات وهم على دينهم ) ( 1
قال أبو عمر اختلف أصحاب مالك في معنى هذا الحديث فروى ابن القاسم عن مالك أنه قال إنما ذلك في مشركي العرب والمجوس فقط وأما اليهود والنصارى فهم على
قسمتهم قال أبو عمر فالوثني والمجوسي ومن ل كتاب له عنده في هذه الرواية إذا مات وله ورثة على دينه فلم يقتسموا ميراثه حتى أسلموا اقتسموه على شريعة السلم
لنهم في وقت القسمة مسلمون ولكتاب لهم فيقتسمون ما وجب لهم من ميراثهم عليه وأما الكتابي على هذه الرواية إذا مات وله ورثة على دينه فلم يقتسموا ميراثه حتى
أسلموا فإنهم يقتسمونه على حسب ما وجب لكل واحد منهم في دينه وشريعته في حين موت موروثهم لن الميراث حينئذ وجب واستحق كل واحد منهم ما استحقه بموت
موروثه ل يزاح أحد منهم عما استحقه في دينه الذي قد أقررناه عليه وروى ابن نافع وأشهب ) ( 906وعبد الملك بن عبد العزيز
ومطرف ) ( 907عن مالك أن ذلك في الكفار كلهم المجوس ومشركي العرب وأهل الكتاب وجميع أهل الملل وهذا أولى لما فيه من استعمال الحديث على عمومه في
اهل الجاهلية ولن الكفر ل تفترق أحكامه لختلف أديانه أل ترى أن من أسلم من جميعهم أمر على نكاحه ولحقه ولده وعند مالك وجميع أصحابه أن أهل الكفر كلهم
سوء مجوسا كانوا أو كتابيين في مقاتلتهم وضرب الجزية عليهم وقبولهم منهم وإقرارهم على دينهم وقد جمعهم ال عز وجل في الوعيد والتخليد في النار وشملهم اسم
الكفر فل يفرق بين شيء من أحكامهم إل ما قام الدليل عليه فيكون مخصوصا بذلك الدليل الذي خصه كأكل ذبائح الكتابين ومناكحتهم دون سائر أهل الكفر بما نص عليه
من ذلك ومحال ان يكونوا جماعة مؤمنين كلهم يقتسمون ميراثهم على شريعة الطاغوت ومنهاج الكفر وهذا قول ابن شهاب وجماعة أهل الحجاز وجمهور أهل العلم
والحديث وكل من قال بهذا الحديث لم يفرق بين الكتابيين وغيرهم إل ما ذكرنا وقد أبي قوم من القول به والحجة تلزمهم به لنه حديث قد وصله من ليس به بأس وهو
معمول به عند أهل المدينة ومكة وقد روى أصبغ عن ابن القاسم أنه سئل عن قول رسل ال صلى ال عليه وسلم أيما دار قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية وأيما
دار أدركها السلم ولم تقسم فهي على قسم السلم قلت أيريد بهذا مشركي العرب أم يكون في اليهود والنصارى فقال تفسيره عندي أن كل ورثة ورثوا دارا على
مجوسية أو يهودية أو نصرانية فلم يقسموا حتى أسلموا فإن مواريثهم ترجع في قسم الدار على سنة
فرائض السلم وإن كانوا قد اقتسموا وهم على يهوديتهم أو مجوسيتهم مضى ذلك القسم ولم يعد بينهم اتباعا للحديث واخذا به قلت له فإن أسلم بعضهم قبل أن يقتسموا
فدعا من اسلم منهم إلى أن يقتسموا على فرائض السلم ودعا من لم يسلم منهم إلىالتمسك بفرائض أهل دينهم كيف الحكم بينهم فقال يقرون على قسم أهل دينهم ما بقي
منهم واحد لم يسلم ول يجبرون على غير ذلك إل أن يتراضو على حكم من حكام المسلمين فحكم بينهم بكتاب ال هكذا ذكره ورواه مطروح بن محمد بن شاكر عن أصبغ
وروى ابن وهب قال قلت لمالك النصراني يموت وله ولد نصارى فيسلم بعض ولده بعد موته قبل قسم الميراث فقال من أسلم منهم ومن لم يسلم ) ( 1على حال واحدة
في قسمتهم يوم مات أبوهم إن كان للذكر في قسمتهم مثل حظ النثى ) ب ( لم يكن لمن أسلم إل ذالك إنما يقسمون ) ج ( على قسم النصرانية وإن كان قد أسلم بعضهم فل
B314
TEXT
يقسم لمن أسلم منهم إل ما وجب له قبل أن يسلم يوم مات أبوه قال وقال مالك في النصراني يموت وله أولد مسلمون ونصارى فيسلم النصراني منهم قبل قسم الميراث
فقال إنما يكون ميراثه لمن كان على دينه يوم مات وليس لمن كان مسلما قبل موته شيء ولو أسلم النصراني وله أولد مسلمون ونصارى ثم مات فاسلم ولده النصارى
بعد موته قبل القسم لم يكن لهم من ميراثه شيء فقلت لمالك والعتاقة كذلك فقال ) د ( نعم من اعتق بعد الموت فل شيء له وإن كان قبل القسم
قال أبو عمر بهذا قال الشافعي وجمهور أهل العلم وروى ذلك عن علي بن أبي طالب وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي وسليمان بن يسار والزهري كلهم يقول من أسلم
أو أعتق بعد الموت فل ميراث له ول قسم لن الميراث قد وجب في حين الموت لمن وجب من عصبة أو بيت مال المسلمين أو سائر ورثته وهو قول الكوفيين
والحجازيين وجمهور العلماء ان الميراث إنما يقع ويجب بموت الموروث في حين موته كالرجل المسلم يموت وله اولد نصارى ثم يسلمون بعد فل حق لهم في ميراثه
وقد وجب بموته لوارث مسلم إن كان له غيرهم وإل فلبيت مال المسلمين إل ما روى عن أبي الشعثاء جابر بن زيد البصرى وطائفة من فقهاء التابعين بالبصرة خاصة
فإن ابن أبي عمر ) ( 908ذكر عن ابن عيينة قال حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت أبا الشعثاء يقول إذا مات الرجل وترك ابنا له مملوكا فاعتق أو نصرانيا فاسلم من
قبل أن يقتسم ميراثه ورثته قال سفيان سمعت عمرو بن دينار يقول أظن أبا الشعثاء أخذه من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم أيما ميراث من ميراث الجاهلية أقتسم
في الجاهلية فهو على قسم الجاهلية وما أدرك السلم فهو على قسم السلم قال سفيان بن عيينة حدثنا داود بن أبي هند قال سألت سعيد بن المسيب عن الميراث إذا أسلم
أو أعتق الوارث بعد الموت فقال سعيد يرد الميراث ) ( 1الى أهله يقول ل يرث وإن اعتق قبل أن يقسم الميراث لن أباه وهو عبد مملوك
وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا محمد بن عبد السلم قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمان بن مهدي قال
حدثنا شعبة قال سألت الحكم وحمادا عن رجل أسلم على ميراث فقال ليس له شيء وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء وابن أبي ليلى إن مات مسلم وله ولد
نصارى ثم أسلموا ولم يقسم ميراثه حتى أسلموا فل حق لهم وقعت المواريث قبل أن يسلموا قال وأخبرنا معمر عن الزهري سمعه يقول إذا وقعت المواريث فمن أسلم
على ميراث فل شيء له ومن حديث شعبة قال أخبرني حصين ) ( 909قال رأيت شيخا يتوكا على عصا فقيل لي هذا وارث صفية بنت حيي بن أخطب أسلم على
ميراثها بعد موتها قبل ان يقسم فلم يورث قال أبو عمر على هذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة والثوري والوزاعي والليث ومن قال بقولهم وقد جاء عن عمر
وعثمان رضي ال عنهما في هذا الباب شيء موافق لقول أبي الشعثاء ليس عليه العمل عند الفقهاء فيما علمت وهو حديث حدثناه احمد بن فتح قال حدثنا ابن أبي رافع )
( 910قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن
أبي قلبة ) ( 911عن حسان بن بلل ) ( 912المزني عن يزيد بن قتادة ) ( 413إن إنسانا مات من أهله وهو على غير دين السلم قال فورثته ابنته دوني وكانت
على دينه ثم إن جدي أسلم وشهد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حنينا فتوفى وترك نخل فأسلمت فخاصمتني في الميراث إلى عثمان بن عفان فحدث عبد ال بن
الرقم ) ( 914أن عمر = قضى أنه من أسلم على ميراث قيل أن يقسم فإنه يصيبه فقضى له عثمان فذهبت بالولى وشاركتني في الخرة قال إسماعيل هذا حكم ل
يحتمل فيه على مثل حسان ابن بلل ويزيد بن قتادة لن فقهاء المصار من أهل المدينة والكوفة على خلفه ولن ظاهر القرآن يدل على أن الميراث يجب لهله في حين
موت الميت قال أبو عمر كان عثمان رحمه ال يقول في هذا الباب بما عليه الفقهاء اليوم حتى حدثه عبد ال بن أرقم عن عمر بن الخطاب أنه ورث قوما أسلموا قبل قسم
الميراث وبعد موت الموروث فرجع إلى هذا القول وقال به وتابعه على ذلك ثلثة من فقهاء التابعين بالبصرة وهم الحسن وجابر بن زيد وقتادة وقال الحسن فإن قسم
بعض
الميراث ثم أسلم ورث مما لم يقسم ولم يرث مما قسم وحجة من قال هذا القول حديث هذا الباب وقد رواه سعيد ) ( 915بن أبي عروبة عن قتادة عن حسان بن بلل عن
يزيد بن قتادة العنزى ) ( 1عن عبد ال بن الرقم كاتب عمر أن عمر بن الخطاب قال من أسلم على ميراث قبل أن يقسم صار الميراث له باسلمه واجبا وروى عبد
الوارث عن كثير بن شنظير ) ( 916عن عطاء أن رجل أسلم على ميراث على عهد النبي عليه السلم قبل أن يقسم فأعطاه رسول ال صلى ال عليه وسلم نصيبه منه
وروى يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن أبي قلبة عن زيد بن قتادة قال توفيت أمنا مسلمة ولي أخوة نصارى فأسلموا قبل أن يقسم الميراث فدخلنا على عثمان فسأل
كيف قضى في ذلك عمر فأخبر فأشرك بيننا وروى وهيب عن يونس عن الحسن قال من أسلم على ميراث قبل أن يقتسم فهو أحق به قال ابو عمر حكم من اعتق عندهم
قبل القسم كحكم من أسلم واختلف في ذلك عن الحسن ) ب ( فقال مرة هو بمنزلة من أسلم وقال مرة أخرى من اسلم ورث ومن اعتق لم يرث لن الحديث إنما جاء
فيمن أدرك السلم وهو قول إياس بن ) ( 917معاوية وحميد وروى أبو زرعة ) ( 918الرازي قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن حميد عن الحسن
قال العبد إذا اعتق على ميراث قبل أن يقسم فهو أحق به وبه قال أبو زرعة فيمن أسلم على ميراث قبل أن يقسم أنه له وخالفه أبو حاتم فقال ليس له من الميراث شيء
وروى أبو نعيم عن محمد ) ( 919بن راشد عن مكحول في المملوك يموت ذو قرابته ثم يعتق قبل أن يقسم الميراث فإنه يرثه وروى ابن أبي شيبة عن عبد العلى عن
معمر عن الزهري في العبد يعتق على الميراث قال ليس له شيء وروى حماد بن سلمة عن حميد قال كان إياس بن معاوية يقول أما النصراني يسلم فنعم وأما العبد يعتق
فل قال وبه قال حميد فيمن أعتق أو أسلم على ميراث قبل أن يقسم يعني أنه فرق بين العتق والسلم في ذلك قال ابو عمر ل حجة في هذا الحديث لمن قال بقول جابر
ابن زيد لنه إنما ورد في كيفية قسمة من أسلم على ميراث ل في توريث من ل يجب له ميراث وقد قال صلى ال عليه وسلم ل يرث المسلم الكافر ول الكافر المسلم
وعلى هذا الحديث العمل عند جماعة الفقهاء
بالحجاز والعراق والشام والمغرب وسيأتي ذكر هذا الحديث في باب ابن شهاب عن علي بن حسين من هذا الكتاب إن شاء ال وذكر إسماعيل قال حدثنا محمد بن المنهال
قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم قال من أسلم على ميراث قبل أن يقسم أو اعتق على ميراث قبل أني قسم فليس لواحد منهما شيء
وجبت الحقوق لهلها حيث مات قال وحدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا داود عن سعيد بن المسيب قال إذا مات الميت يرد الميراث لهله قال أبو
عمر وحكم العين والمتاع وسائر الموال حكم العقار المذكور في حديث مالك الدار والرض لن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال في غير حديث مالك مما قد ذكرناه
في هذا الباب وأيما شيء وأيما ميراث من ميراث الجاهلية وذلك عام في كل ما وقع عليه اسم شيء واسم ميراث وهذا ل خلف فيه بين العلماء فاغنى ذلك عن الكلم فيه
#حديث رابع لثور بن زيد مرسل شركه فيه حميد بن قيس مالك عن حميد بن قيس وثور بن زيد أنهما أخبراه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأحدهما يزيد في
الحديث على صاحبه إن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى رجل قائما في الشمس فقال ما بال هذا قالوا نذر أل يتلكم ول يستظل ول يجلس ويصوم فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم مروه فليتكلم وليستظل وليجلس وليتم صيامه قال مالك ولم أسمع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمره بكفارة وقد امره أن يتم ما كان ل طاعة
وأن يترك ما كان ل معصية قال ابو عمر هذا الحديث يتصل عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه منها حديث جابر وابن عباس ومن حديث قيس بن أبي حازم )
( 920عن أبيه ) ( 921عن النبي صلى ال عليه وسلم ومن حديث طاووس عن أبي إسرائيل رجل من أصحاب النبي عليه
السلم وأظن وال اعلم أن حديث جابر هو هذا لن مجاهدا رواه عن جابر وحميد بن قيس صاحب مجاهد وفيه دليل على أن السكوت عن المباح أو عن ذكر ال ليس من
طاعة ال وكذلك الجلوس للشمس وفي معناه كل ما يتأذى به النسان مما ل طاعة فيه بنص كتاب أو سنة وكذلك الحفا وغيره مما لم ترد الشريعة بعمله ل طاعة ل فيه
ول قربة وإنما الطاعة ما أمر ال به ورسوله بالتقرب بعمله إلى ال تبارك اسمه وقد جاء عن مالك في هذاالباب مسألة ذكرها في موطأه في الرجل يقول للرجل أنا أحملك
إلى بيت ال قال إن نوى أن يحمله على رقبته يريد بذلك المشقة فليس ذلك عليه وليمش على رجليه وليهد وإن لم يكن نوى شيئا من ذلك فليحج وليركب وليحج به معه ان
أطاعه وأن أبى فل شيء عليه وقد أنكر قوم على مالك إيجاب الهدى في هذه المسألة على الذي نوى أن يحمله على رقبته وقالوا ليس هذا أصله فيمن ترك الوفاء بما ل
طاعة فيه من نذره أن يكفر بهدي أو غيره لن حمله على رقبته ليس ل فيه طاعة وهو يشبه نذر الذي نذر أن ل يتكلم ول يستظل وقد سئل إسماعيل القاضي عن هذا
فقال لو قدر أن يحمله لكان طاعة قال ومن هنا وجب عليه الهدى عند مالك ولم يجعله كالمستظل والمتكلم بعد نذره أن ل يستظل ول يتكلم قال ابو عمر أصل مالك الذي
لم يخالفه فيه أحد من أصحابه أن من نذر ما فيه ل طاعة بما ل طاعة فيه لزمه الوفاء بما فيه طاعة وترك ما سواه ول شيء عليه لتركه وذلك كمن نذر أن يمشي إلى
بيت المقدس للصلة فيه فينبغي له أن يقصد بيت المقدس لما في ذلك من الطاعة وليس عليه قصده ماشيا إذ المشى ل طاعة فيه ول هدي عليه وهذا يقضي على المسألة
الولى ويقضي على أن من
نذر المشي إلى الكعبة حافيا أنه ينتعل ول شيء عليه وإن كان مالك في هذه كان يستحسن الهدى أيضا وليس بشيء حدثني احمد بن محمد بن أحمد قال أخبرنا أحمد بن
الفضل الخفاف قال حدثنا محمد بن جرير ) ( 922قال حدثنا محمد بن حميد ) ( 923قال حدثنا سلمة بن الفضل ) ( 924عن ابن إسحاق ) ( 925عن أبان ابن
صالح عن مجاهد عن جابر بن عبد ال قال كان أبو إسرائيل رجل من بني فهر فنذر ليقومن في الشمس حتى يصلي النبي عليه السلم الجمعة وليصومن ذلك اليوم فرآه
النبي عليه السلم فقال ما شأنه فأخبروه فأمره أن يجلس ويستظل ويصوم ولم يأمره بكفارة وهذا الحديث يدل على ان كل ما ليس ل بطاعة حكمه حكم المعصية في أنه ل
يلزم الوفاء ول الكفارة عنه فإن ظن ظان إن إيجاب الكفارة بالهدي أو غيره احتياط قيل له ل مدخل للحتياط في ايجاب شيء لم يوجبه ال في ذمة بريئة بل الحتياط
B314
TEXT
الكف عن إيجاب ما لم يأذن ال بإيجابه وفي هذا الحديث أيضا دليل على فساد قول من قال إن من نذر معصية كان
عليه مع تركها كفارة يمين فإن احتج محتج بحديث عمران بن حصين وحديث أبي هريرة جميعا عن النبي عليه السلم أنه قال ل نذر في معصية ال وكفارته كفارة يمين
قيل له هذان حديثان مضطربان ل أصل لهما عند أهل الحديث لن حديث أبي هريرة إنما يدور على سليمان بن أرقم ) ( 926وسليمان بن أرقم متروك الحديث وحديث
عمران بن حصين يدور على زهير ) ( 927بن محمد عن أبيه وأبوه مجهول لم يرو عنه غير ابنه زهير وزهير أيضا عنده مناكير وقد بينا العلة في هذين الحديثين في
باب طلحة بن عبد الملك من كتابنا هذا ويدل هذا الحديث أيضا على صحة قول من ذهب إلى أن من نذر أن ينحر ابنه أنه ل شيء عليه من كفارة ول غيرها وقد قاله
مالك على اختلف عنه وهو الصحيح إن شاء ال لنه ل معصية أعظم من إراقة دم أمرئ مسلم بغير حق ول معنى ليجاب كفارة يمين على من نذر ذلك ول للعتبار
في ذلك بكفارة الظهار في قول المنكر والزور لن الظهار ليس بنذر والمنذر في المعصية قد جاء فيه نص عن النبي صلى ال عليه وسلم قول وعمل فأما العمل فهو ما )
( 1في حديث جابر هذا وأما القول فحديث عائشة عن النبي عليه السلم أنه قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه وقد ذكرنا في كتابنا هذا
في باب طلحة بن عبد الملك
أخبرنا عبد ال بن محمد بن اسد الجهني قال حدثنا سعيد بن السكن قال حدثنا محمد بن ) ( 928يوسف قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا موسى بن
إسماعيل قال حدثنا ) ( 929وهيب قال حدثنا أيوب عن ابن عباس قال بينما النبي عليه السلم يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا يا رسول ال أبو إسرائيل نذر
أن يقوم ول يقعد ول يستظل ول يتكلم ويصوم فقال النبي صلى ال عليه وسلم مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه قال البخاري وقال عبد الوهاب ) ( 930حدثنا
أيوب عن عكرمة عن النبي عليه السلم قال ابو عمر سيأتي في باب طلحة بن عبد الملك ما ينضاف إلى هذا الباب ويليق به إن شاء ال
باب الجيم جعفر بن محمد بن علي بن حسين ابن علي ابن أبي طالب رضي ال عنهم يكنى أبا عبد ال وأمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وهو جعفر
المعروف بالصادق وكان ثقة مأمونا عاقل حكيما ورعا فاضل واليه تنسب الجعفرية وتدعيه من الشعية المامية ) ( 1وتكذب عليه الشيعة كثيرا ولم يكن هناك في الحفظ
ذكر ابن عيينة أنه كان في حفظه شيء توفي بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة في خلفة أبي جعفر هذا قول الواقدي والمدائني وروى علي بن الجعد عن زهير بن محمد
قال قال أبي لجعفر بن محمد أن لي جارا يزعم أنك تتبرأ من أبي بكر وعمر فقال برئ ال من جارك وال إني لرجو أن ينفعني ال بقرابتي من أبي بكر ولقد اشتكيت
شكاة فأوصيت إلى خالي عبد الرحمان ابن القاسم ) ( 931ومن كلمه وكان أكثر كلمه حكمة اوفر
الناس عقل أقلهم نسيانا لمر آخرته وهو القائل أسرع الشياء انقطاعا مودة الفاسق وذكر مصعب الزبيري عن مالك رحمه ال قال اختلفت إلى جعفر بن محمد زمانا وما
كنت أراه إل على ثلث ) ( 1خصال أما مصل وأما صائم وأما يقرأ القرآن وما رأيته يحدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل على طهارة وكان ل يتكلم فيما ل
يعنيه وكان من العلماء العباد الزهاد الذين يخشون ال ولقد حججت معه سنة فلما أتى الشجرة أحرم فكلما أراد أن يهل كاد يغشى عليه فقلت له ل بد لك من ذلك وكان
يكرمني وينبسط إلي فقال يا أبن أبي عامر إني أخشى أن أقول لبيك اللهم لبيك فيقول ل لبيك ول سعديك قال مالك ولقد أحرم جده علي أبن حسين فلما أراد أن يقول ) ب (
اللهم لبيك أو قالها غشى عليه وسقط من ناقته فهشم وجهه رضي ال عنهم أجمعين قال ابو عمر لمالك عن جعفر بن محمد في الموطأ من حديث النبي صلى ال عليه
وسلم تسعة أحاديث منها خمسة متصلة أصلها حديث واحد وهو حديث جابر الحديث الطويل في الحج والربعة منقطعة تتصل من غير رواية مالك من وجوه
#حديث أول لجعفر بن محمد مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد ال أنه قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم رمل من الحجر السود حتى انتهى
إليه ) ( 1ثلثة أشواط قال أبو عمر يعني من الشواط السبعة في طواف الدخول وهذا ما ل خلف فيه أن الرمل وهو الحركة والزيادة في المشي ل يكون إل ثلثة
أشواط حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد ال بن جعفر بن الورد حدثنا يوسف بن يزيد حدثنا عبد ال بن عبد الحكيم أخبرنا مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن
عبد ال قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرمل من الحجر السود حتى ينتهي إليه ثلثة أطواف في هذا الحديث أن الطائف بالبيت يبتدئ طوافه من الحجر وهو ما
ل خلف فيه أيضا وإذا بدأ من الحجر مضى على يمينه وهو أيضا ما ل خلف فيه فإن لم يمض على يمينه كان الطواف منكوسا وكان عليه اعادته عندنا فإذا مضى على
يمينه جعل البيت عن يساره وذلك ان الداخل من باب بني شيبة أو من غيره اول ما يبدأ به أن يأتي الحجر يقصده فيقبله أن استطاع أو يمسحه بيمينه ويقبلها فإن لم يقدر
قام بحياله فكبر ثم أخذ في طوافه يمضي على يمينه ويكون البيت
عن يساره متوجها ما يلي الباب باب الكعبة إلى الركن الذي ل يستلم ثم الذي يليه مثله إلى الركن الثالث وهو اليماني الذي يلي السود من جهة اليمين ثم إلى الحجر
السود يفعل ذلك ثلثة أشواط يرمل فيها ثم أربعة ل يرمل فيها وهذا كله إجماع من العلماء فإن لم يطف كما وصفنا كان منكسا لطوافه وإذا أخذ عن يساره إلى الركن
اليماني وجعل البيت عن يمينه لم يجزه ذلك الطواف عندنا واختلف الفقهاء فيمن طاف الطواف الواجب منكوسا على ضد ما وصفنا بأن يمضي على يساره إذا استسلم
الحجر ولم يعده حتى خرج من مكة وأبعد فقال مالك والشافعي وأصحابهما ل يجزئه الطواف منكوسا وعليه أن ينصرف من بلده فيطوف لنه كمن لم يطف وهو قول
الحميدي وأبي ثور وقال أبو حنيفة واصحابه يعيد الطواف ما دام بمكة فإذا بلغ الكوفة أو أبعد كان عليه دم ويجزئه وكلهم يقول إذا كان بمكة أعاد وكذلك القول عند مالك
والشافعي فيمن نسى شوطا واحدا من الطواف الواجب أنه ل يجزئه وعليه أن يرجع من بلده على بقية إحرامه فيطوف وقال ابو حنيفة في هذه ) ( 1أن بلغ بلده لم
ينصرف وكان عليه دم قال أبو عمر حجة من لم يجز الطواف منكوسا أن رسول ال لما استسلم الركن أخذ عن يمينه فمن خالف فعله فليس بطائف ويعضد ذلك قوله
صلى ال عليه وسلم من احدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد يعني مردودا وقال خذوا عني مناسككم أخبرنا عبد ال بن محمد قال أخبرنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا عبد
العلى ) ( 932
ابن واصل بن عبد العلى قال حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر قال لما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة دخل المسجد فاستلم
الحجر ومضى على يمينه فرمل ثلثا ومشى أربعة ثم أتى المقام فقال !> واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى <! فصلى ركعتين والمقام بينه وبين البيت ثم أتى البيت بعد
الركعتين فاستلم الحجر ثم خرج إلى الصفا قال أبو عمر وأما الرمل فهو المشي خببا يشتد فيه دون الهرولة قليل وأصله أن يحرك الماشي منكبيه لشدة الحركة في مشيه
هذا حكم الثلثة الشواط في الطواف بالبيت وأما الربعة الشواط في الطواف ) ( 1تتمة السبوع فحكمها المشي المعهود بالرفق وهذا أمر مجتمع عليه أنه كذلك ينبغي
للحاج والمعتمر أن يفعلها في طوافه بالبيت يرمل ثلثة ويمشي أربعة أل أنهم اختلفوا في الرمل فقال قوم الرمل سنة من سنن الحج ل يجوز تركها روى ذلك عن عمر
ابن الخطاب وعبد ال بن مسعود وعبد ال بن عمر واختلف فيه عن ابن عباس وهو قول مالك وأصحابه والشافعي وأصحابه ) ب ( وأبي حنيفة وأصحابه والثوري
وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وجماعة فقهاء المصار وقال قوم إن شاء رمل وإن شاء لم يرمل قالوا وليس الرمل سنة قال ذلك جماعة من كبار التابعين منهم
عطاء ومجاهد وطاوس والحسن وسالم والقاسم وسعيد بن جبير وحجتهم على ما ذهبوا اليه من ذلك ما روى عن ابن عباس قال أبو الطفيل قلت لبن عباس زعم قومك أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم رمل بالبيت وإن ذلك سنة قال صدقوا وكذبوا قلت ما صدقوا وما كذبوا قال صدقوا قد رمل
رسول ال صلى ال عليه وسلم حين طاف بالبيت وكذبوا ليس ذلك بسنة إن قريشا قالت زمن الحديبية أن به وبأصحابه هزل وقعدوا على قعيقعان ينظرون اليهم فبلغ ذلك
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لصحابه ) أرملوا أروهم أن بكم قوة ( فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرمل من الحجر السود إلى الركن اليماني فإذا توارى
عنهم مشى هكذا حدث به فطر ) ( 933عن أبي الطفيل ) ( 934ورواه ابو عاصم الغنوي وابن أبي حسين ) ( 935عن أبي الطفيل نحوه واحتجوا أيضا بما رواه
حماد بن زيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه مكة فقال المشركون أنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم حمى يثرب فلما
قدموا قعد المشركون مما يلي الحجر فأمر النبي صلى ال عليه أصحابه أن يرملوا الثلثة وأن يمشوا ما بين الركنين قال ابن عباس ولم يمنعه أن يرملوا الشواط كلها إل
إبقاء عليهم وبما رواه فضيل بن عياض عن ليث عن طاوس وعطاء عن ابن عباس قال إنما رمل رسول ال بالبيت وبين الصفا والمروة لن المشركين رأو أن بأصحابه
جهدا فرمل ليريهم إن بهم قوة
وبما رواه الحجاج بن أرطاة ) ( 936عن أبي جعفر وعكرمة عن ابن عباس قال لما اعتمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بلغ أهل مكة أن بأصحابه هزل فلما قدم مكة
قال لصحابه ) شدوا ميازركم وأرملوا حتى يرى قومكم أن بكم قوة ( ثم حج رسول ال فلم يرمل قال أبو عمر أما من زعم أن الرمل ليس بسنة واحتج بقول ابن عباس
هذا فمغفل فيما اختاره وقد ظن في ذلك ظنا ليس كما ظن والدليل على ذلك ما رواه ابن المبارك ) ( 937عن عبيد ال ) ( 938ابن أبي زايد عن أبي الطفيل عن ابن
عباس قال رمل رسول ال صلى ال عليه وسلم من الحجر إلى الحجر وروى حماد ) ( 939بن سلمة عن عبد ال بن عثمان ) ( 940بن خثيم عن أبي الطفيل عن ابن
عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم اعتمر من الجعرانة
فرمل بالبيت ثلثا ومشى أربعة أشواط ففي هاتين الروايتين أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمل الشواط الثلثة كلها وقد كان في بعضها حيث ل يراه المشركون
وفي ذلك دليل على ) ( 1أنه ليس من أجلهم رمل وبعد فلو كان رمل من أجل المشركين في عمرته كما قال ابن عباس ما منع ذلك من أن يكون الرمل سنة لن الرمل
B314
TEXT
مأخوذ عنه محفوظ في حجته التي حجها وليس بمكة مشرك واحد يومئذ فرمل رسول ال صلى ال عليه وسلم في حجته ثلثة أشواط كمل ومشى أربعا في حجة الوداع
ول مشرك ينظر إليه حينئذ فصح أن الرمل سنة روى مالك وإسماعيل ) ( 941بن جعفر ويزيد بن الهاد ) ( 942وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وغيرهم عن جعفر
بن محمد عن أبيه عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم طاف في حجة الوداع سبعا رمل منها ثلثة ومشى أربعا وهذا في حديث جابر الحديث الطويل الذي
وصف فيه حجة رسول ال صلى ال عليه وسلم من حين خروجه اليها إلى انقضاء جميعها رواه عن جعفر بن محمد جماعة من العلماء ) ب ( في وقتهم وقد حكى عبد
ال ابن رجاء أن مالكا سمعه بتمامه من جعفر بن محمد ويدل على صحة قوله أن مالكا في ابواب من موطاه وأتى منه بما احتاج إليه في أبوابه روينا عن عبد ال بن
رجاء أنه قال حضرت عبد الملك بن جريج وعبيد ال وعبد ال العمريين وسفيان
الثوري وعلي بن صالح ومالك بن أنس عند جعفر بن محمد يسألونه عن حديث الحج فحدثهم به وروه عنه ورواه ايضا عن جعفر بن محمد بن إسحاق وعبد الرحمان بن
زيد بن اسلم وعبد ال بن عمرو ) ( 943علقمة المكي وحاتم بن إسماعيل وسلم القارئ وجماعة يطول طول ذكرهم ولما ثبت هذا الحديث عن النبي عليه السلم بعد
عدم المشركين في الشواط الثلثة علمنا أن ذلك من سنة الطواف عند القدوم وأنه ل ينبغي لحد من الرجال تركه إذا كان قادرا عليه وهو قول فقهاء المصار كلهم
يقولون بحديث جابر لنه الثابت في ذلك والعلة التي حكاها ابن عباس مرتفعة فبطل تأويل ابن عباس إن صح عنه وبطل أن يكون في قوله حجة على السنة الثابتة وقد
روى عطاء عن يعلى بن أمية ) ( 944قال لما حج عمر رمل ثلثا ومشى أربعا وروى هشام ) ( 945بن سعد عن زيد بن اسلم عن أبيه عن عمر أنه قال في الرمل ل
ندع شيئا صنعناه مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وروى منصور عن شقيق عن مسروق ) ( 946عن ابن مسعود أنه اعتمر فرمل ثلثا ومشى اربعا وروى نافع عن
ابن عمر مثله في حجه وعمرته وقد ثبت الرمل عن النبي صلى ال عليه وسلم وعن
أصحابه فصار سنة وأما ما رواه الحجاج بن أرطاة عن أبي جعفر وعكرمة عن ابن عباس في الحديث الذي ذكرناه عنه قال فيه ثم حج رسول ال فلم يرمل فهذا يدلك
على ضعف رواية الحجاج وأن ما قال أهل الحديث فيه أنه ضعيف مدلس ل يحتج بحديثه لضعفه وسوء نقله عندهم حق وقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه رمل
في حجته فبطل ما خالفه ولو كان ما حكاه الحجاج في روايته عن ابن عباس صحيحا لم يكن فيه حجة لنه ناف والذي حكى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمل
وأخبر أنه عاينه يصنع ذلك مثبت والمثبت أولى من النافي في وجه الشهادات والخبار عند أهل العلم قال أبو عمر فإن احتج بعض من ل يرى الرمل سنة من سنن الحج
بما رواه العلء ) ( 947بن المسيب عن الحكم عن مجاهد عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمل في العمرة ومشى في الحج قيل له هذا حديث ل يثبت
لنه رواه الحفاظ موقوفا على ابن عمر ولو كان مرفوعا كان قد عارضه ما هو اثبت منه وهو ما ذكرنا من حديث عبيد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي
صلى ال عليه وسلم وأخبرنا أحمد بن عبد ال قال حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني قال حدثنا أحمد بن محمد بن سلمة الطحاوي قال حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي
رحمه ال قال حدثنا أنس ) ( 948
ابن عياض عن موسى ) ( 949بن عقبة عن نافع ) ( 950عن ابن عمر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه رمل ثلثة ومشى أربعة قال الطحاوي حدثنا يزيد بن
سنان قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا عبد ال ) ( 951بن نافع عن أبيه عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمل ثلثة ومشى أربعة حين قدم في الحج
وفي العمرة حين كان اعتمر وهذه الثار كلها عن ابن عمر تدفع حديث العلء بن المسيب وقد ذكر حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا قدم مكة
رمل بالبيت ثم طاف بين الصفا والمروة وإذا أحرم ) ( 1بمكة لم يرمل بالبيت وآخر الطواف بين الصفا والمروة إلى يوم النحر ومالك عن نافع عن ابن عمر نحوه ففي
هذا الحديث عن ابن عمر أنه كان يرمل في الحجة إذا كان احرامه بها من غير مكة وكان ل يرمل في حجته إذا أحرم بها من مكة وهذا إجماع من أحرم بالحج من مكة ل
رمل عليه أن طاف بالبيت قبل خروجه إلى منى وعلى هذا يصح حديث مجاهد ) ب ( إن كان موقوفا وكانت حجة ابن عمر فيه مكية وأما مرفوعا فل يصح لدفع الثار
الصحاح له في أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمل في حجته ولم تكن له حجة غيرها صلى ال عليه وسلم
واختلف قول مالك وأصحابه فيمن تركل الرمل في الطواف والهرولة في السعي ثم ذكر ذلك وهو قريب فمرة قال يعيد ومرة قال ل يعيد وبه قال ابن القاسم واختلف قول
مالك أيضا فيما حكاه ابن القاسم عنه هل عليه دم مع حاله هذه إذا لم يعد أم ل شيء عليه فمرة قال ل شيء عليه ومرة قال عليه دم وقال ابن القاسم هو خفيف ول نرى
فيه شيئا وكذلك روى ابن وهب في موطاه عن مالك أنه استخفه ولم ير فيه شيئا وروى معن ) ( 952بن عيسى عن مالك أن عليه دما ) ( 1قال ابن القاسم رجع عن
ذلك وقال عبد الملك بن الماجشون ) ( 953عليه دم وهو قول الحسن البصري وسفيان الثوري وذكر ابن حبيب بن مطرف وابن القاسم أن عليه في قليل ذلك وكثيره دما
والحجة لما حكاه ابن حبيب قول ابن عباس من ترك من نسكه شيئا فعليه دم ومن جعله نسكا حكم فيه بذلك والحجة لمن استخف ذلك أنه شيء مختلف فيه هل هو سنة أم
ل وإيجاب الدم عليه إيجاب فرض وإخراج مال من يده وهذا ل يجب إل بيقين ل شك فيه وقد جاء عن ابن عباس نصا ) ب ( فيمن ترك الرمل أنه ل شيء عليه وهو
قول عطاء وابن جريج والشافعي فيمن اتبعه وقول الوزاعي وأبي حنيفة وأصحابه وأحمد وإسحاق وأبي ثور كلهم يقول ل شيء عليه في ترك
الرمل وهو أولى ما قيل به في هذا الباب لما ذكرنا ولنه ليس بإسقاط نفس عمل إنما هو سقوط هيئة عمل واجمعوا أن ليس على النساء رمل في طوافهن بالبيت ول
هرولة في سعيهن بين الصفا والمروة
#حديث ثان لجعفر بن محمد مسند مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول حين خرج من المسجد وهو يريد الصفا
وهو يقول نبدأ بما بدأ ال به فبدأ بالصفا قال ابو عمر في هذا الحديث أن الخروج إلى الصفا من المسجد لن الحاج أو المعتمر إذا دخل أحدهما مكة أول شيء يبدأ به إذا
لم يكن الحاج مراهقا يخشى فوت الوقوف بعرفة أول ما يبدأ به الطواف بالبيت يبدأ بالحجر فيستلمه ثم يطوف منه بالبيت سبعا فإذا طاف به سبعا صلى في المسجد عند
المقام أو حيث أمكنه ركعتين بأثر أسبوعه يخرج من باب الصفا إن شاء إلى الصفا فيرقى عليها ثم يبتدئ السعي منها بين الصفا والمروة ل بد من ذلك وهذا كله
منصوص في حديث جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم وبعض الناس أحسن سياقة له من بعض حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن يزيد الحلبي
القاضي قال حدثنا محمد بن معاذ بن المستهل ابن أبي جامع البصري يعرف بدران حدثنا عبد ال بن مسلمة حدثنا مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي
صلى ال عليه وسلم طاف بالبيت فرمل من الحجر السود حتى انتهى اليه ثلثا ومشى أربعة ثم صلى ركعتين فقرا فيهما بقل يأيها الكافرون وقل هو ال أحد ثم خرج
يريد الصفا والمروة فقال نبدأ بما بدا ال به فبدا بالصفا فرقا عليه فكبر ثلثا وأهل
واحدة ثم هبط فلما انصبت قدماه سعى حتى ظهر من طريق المسيل وفي هذا الحديث دليل على أن النسق بالواو جائز أن يقال فيه قبل وبعد لقوله صلى ال عليه وسلم نبدأ
بما بدا ال به فقد أخبر أن ال بدأ بذكر الصفا قبل المروة وعطف المروة عليها إنما كان بالواو وإذا كان البتداء بالصفا قبل المروة سنة مسنونة وعمل واجبا فكذلك كل ما
رتبه ال ونسق بعضه على بعض بالواو في كتابه من آية الوضوء وهذا موضع اختلف فيه العلماء وأهل المصار وأهل العربية فمذهب مالك في أكثر الروايات عنه
واشهرها أن الواو ل توجب التعقيب ول تعطى رتبة وبذلك قال أصحابه وهو قول أبي حنيفة واصحابه والثوري والوزاعي والليث بن سعد المزني صاحب الشافعي
وداود بن علي قالوا فيمن غسل ذراعيه أو رجليه قبل أن يغسل وجهه أو قدم غسل رجليه قبل غسل يديه أو مسح برأسه قبل غسل وجهه أن ذلك يجزئه إل أن مالكا
يستحب لمن نكس وضوءه ولم يصل أن يستأنف الوضوء على نسق الية ثم يستأنف صلته فإن صلى لم يأمره باعادة الصلة لكنه يستحب له استنئاف الوضوء على
النسق لما يستقبل ول يرى ذلك واجبا عليه هذا هو تحصيل مذهب مالك وقد روى علي بن زياد عن مالك قال من غسل ذراعيه ثم وجهه ثم ذكر مكانه أعاد غسل ذراعيه
وأن لم يذكر حتى صلى أعاد الوضوء والصلة قال علي ثم قال بعد ذلك ل يعيد الصلة ويعيد الوضوء لما يستقبل وذكر أبو مصعب عن مالك وأهل المدينة أن من قدم
في الضوء يديه على وجهه ولم يتوضا على ترتيب الية فعليه العادة لما صلى بذلك الوضوء وكل من ذكرناه من العلماء مع مالك يستحب أن يكون الوضوء نسقا
والحجة لمالك ومن ذكرنا من العلماء ان سيبويه وسائر البصريين من النحويين قالوا في قول الرجل أعط زيدا وعمرا دينارا ان ذلك إنما يوجب الجمع بينهما في العطاء
ول يوجب تقدمة
زيد على عمرو فكذلك قول ال عز وجل !> إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين <! إنما يوجب ذلك
الجمع بين العضاء المذكورة في الغسل ول يوجب النسق وقد قال ال عز وجل !> وأتموا الحج والعمرة ل <! فبدأ بالحج قبل العمرة وجائز عند الجميع أن يعتمر الرجل
قبل أن يحج وكذلك قوله !> وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة <! جائز لمن وجب عليه اخراج زكاة ماله في حين وقت صلة أن يبدأ باخراج الزكاة ثم يصلي الصلة في وقتها
عند الجميع وكذلك قوله !> فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله <! ل يختلف العلماء أنه جائز لمن وجب عليه في قتل الخطأ أخراج الدية وتحرير الرقبة ويسلمها
قبل أن يحرر الرقبة وهذا كله منسوق بالواو ومثله كثير في القرآن فدل على أن الواو ل توجب رتبة وقد روى عن علي بن أبي طالب وعبد ال بن مسعود أنهما قال ما
أبالي بأي أعضائي بدأت في الوضوء إذا أتممت وضوئي وهم أهل اللسان فلم يبق لهم من الية إل معنى الجمع ل معنى الترتيب وقد أجمعوا أن غسل العضاء كلها
مأمور في غسل الجنابة ول ترتيب في ذلك عند الجميع فكذلك غسل أعضاء الوضوء لن المعنى في ذلك الغسل ل التبدية وقد قال ال عز وجل !> يا مريم اقنتي لربك
B314
TEXT
واسجدي واركعي مع الراكعين <! ومعلوم أن السجود بعد الركوع وإنما أراد الجمع ل الرتبة هذا جملة ما احتج به من احتج للقائلين بما ذكرنا وأما الذين ذهبوا إلى ابطال
وضوء من لم يأت بالوضوء على ترتيب الية وإبطال صلته إن صلى بذلك الوضوء المنكوس منهم الشافعي وسائر أصحابه والقائلين بقوله إل المزني ومنهم أحمد بن
حنبل وابو عبيد
القاسم ) ( 954بن سلم وإسحاق بن راهويه وابو ثور واليه ذهب أبو مصعب صاحب مالك ذكره في مختصره وحكاه عن أهل المدينة ومالك معهم فمن الحجة لهم أن
الواو توجب الرتبة والجمع جميعا وحكىذلك ) ( 1بعض أصحاب الشافعي في كتاب الصول له عن نحوى الكوفة الكسائي والفراء وهشام بن معاوية أنهم قالوا في واو
العطف انها توجب الجمع وتدل على تقدمة المقدم في قولهم أعط زيدا وعمرا قالوا وذلك زيادة في فائدة الخطاب مع الجمع قالوا ولو كانت الواو توجب الرتبة أحيانا ول
توجبها أحيانا ولم يكن بد من بيان مراد ال عز وجل في الية على ما زعم مخالفونا لكان في بيان رسول ال صلى ال عليه وسلم لذلك بفعله ما يوجبه لنه مذ بعثه ال
إلى أن مات لم يتوضأ إل على الترتيب فصار ذلك فرضا لنه بيان لمراد ال عز وجل فيما احتمل التأويل من الوضوء كتبيينه عدد الصلوات ومقدار الزكوات وغير ذلك
من بيانه للفرائض المجملت التي لم يختلف ) ج ( أنها مفروضات فمن توضأ على غير ما كان يفعله رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يجزه بدليل قوله صلى ال عليه
وسلم كل عمل ليس عليه ) د ( أمرنا فهو رد وبدليل قوله أيضا وقد توضا على الترتيب هذا وضوء ل يقبل ال صلة إل به قالوا وأما الحديث عن علي وابن مسعود فغير
صحيح عنهما لن حديث علي انفرد به عبد ال بن عمرو ) ( 955
ابن هند الجملي ولم يسمع من علي والمنقطع من الحديث ل تجب به حجة قالوا وكذلك حديث عبد ال بن مسعود أشد انقطاعا لنه ل يوجد إل من رواية مجاهد عن ابن
مسعود ومجاهد لم يسمع من ابن مسعود ول رآه ول أدركه وهو أيضا حديث مختلف فيه لن عبد الرزاق ومحمد بن بكر ) ( 956البرساني روياه عن ابن جريج عن
سليمان ) ( 957الحول عن مجاهد عن ابن مسعود قال ما أبالي بأيهما بدأت باليمنى أو باليسرى ورواه حفص بن غياث عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن
مجاهد قال قال عبد ال بن مسعود ل بأس أن تبدأ بيديك قبل رجليك قالوا وعبد الرزاق أثبت في ابن جريج من حفص بن غياث وقد تابعه البرساني وليس في روايتهما ما
يوجب تقديما ول تأخيرا لن اليمنى واليسرى ل تنازع بين المسلمين في تقديم احداهما على الخرى لنه ليس فيهما نسق بواو وقد جمعهما ال بقوله وأيديكم وهذا لم
يختلف فيه فيحتاج إليه قالوا وقد روى عن علي بن أبي طالب أنه قال أنتم تقرؤون الوصية قبل الدين وقضى رسول ال بالدين قبل الوصية وهو مشهور ثابت عن علي
رضي ال عنه قالوا فهذا علي قد أوجبت عنده أو التي هي في أكثر أحوالها بمعنى الواو القبل والبعد فالواو أو عنده أحرى بهذا وأولى ل محالة لن الواو أقوى عمل في
العطف من أو عند الجميع ومن الحجة لهم أيضا ما أخبرنا به عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا أحمد بن
دحيم حدثنا إبراهيم ) ( 958بن حماد قال حدثنا عمي إسماعيل ابن إسحاق القاضي قال حدثنا عبد ال بن عبد الوهاب ) ( 959قال أخبرنا عطاف بن خالد قال أخبرني
إبراهيم بن مسلم بن أبي حرة عن عبد ال بن عباس قال ما ندمت على شيء لم أكن علمت به ما ندمت على المشي إلى بيت ال أن ل أكون مشيت لني سمعت ال عز
وجل يقول حين ذكر إبراهيم وأمره أن ينادي في الناس بالحج قال يأتوك رجال فبدأ بالرجال قبل الركبان فهذا ابن عباس قد صرح بأن الواو توجب عنده القبل والبعد
والترتيب وأخبرنا خلف بن القاسم قال أخبرنا عبد ال بن جعفر ابن الورد قال حدثنا احمد بن محمد بن سلم قال حدثنا أبو بكر بن أبي العوام قال حدثنا أبي قال حدثنا
أيوب بن أبن مدرك عن أبي عبيدة عن عون بن عبد ال في قوله عز وجل !> ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب ل يغادر صغيرة ول كبيرة إل أحصاها <! قال ضج وال
القوم من الصغار قبل الكبار فهذا أيضا مثل ما تقدم عن ابن عباس سواء قالوا وليس الصلة والزكاة في التقدمة في معنى هذا الباب في شيء لنهما فرضان مختلفان
أحدهما في مال والثاني في بدن وقد يجب الواحد على من ل يجب عليه الخر وكذلك الدية والرقبة شيئان ل يحتاج فيهما إلى الرتبة وأما الطهارة ففرض واحد مرتبط
بعضه ببعض كالركوع والسجود وكالصفا والمروة اللذين أمرنا بالترتيب فيهما قالوا والفرق بين جمع زيد وعمرو في العطاء وبين
أعضاء الوضوء لنه ل يمكن أن يجمع بين عمرو وزيد معا في عطية واحدة وذلك غير متمكن في أعضاء الوضوء إل على الرتبة فالواجب أن ل يقدم بعضها على
بعض لن رسول ال لم يفعل ذلك منذ افتراض ال عليه الوضوء إلى أن توفي صلى ال عليه وسلم ولو كان ذلك جائزا لفعله صلى ال عليه وسلم ولو مرة واحدة لنه
كان خير في ) ( 1أمرين أخذ أيسرهما فلما لم يفعل ذلك علمنا أن الرتبة في الوضوء كالركوع والسجود ول يجوز أن يقدم السجود على الركوع بإجماع واحتجوا أيضا
بأن الواو في آية الوضوء في العضاء كلها معطوفة على الفاء في قوله !> فاغسلوا وجوهكم <! الية قالوا وما كان معطوفا على الفاء فحكمه حكم الفاء بواو كان
معطوفا أو بغير واو لن أصله العطف على الفاء وحكمها أيجاب الرتبة والعجلة قالوا وحروف العطف كلها قد أجمعوا أنها توجب الرتبة إل الواو فإنهم قد اختلفوا فيها
فالواجب أن يكون حكمها حكم اخواتها من حروف العطف في إيجاب الترتيب وأما قول ال عز وجل !> يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي <! فجائز أن يكون
عبادتها في شريعتها الركوع بعد السجود فإن صح أن ذلك ليس كذلك فالوجه فيه أن ال عز وجل أمرها أول بالقنوت وهو الطاعة ثم السجود وهي الصلة بعينها كما قال
وإدبار السجود أي إدبار الصلوات ) ب ( وأركعي مع الراكعين أي اشكري مع الشاكرين ومنه قول ال تعالى !> وخر راكعا <! أي سجد شكرا ل وكذلك قال ابن عباس
وغيره هي سجدة شكر واحتجوا أيضا بقول ال عز وجل !> اركعوا واسجدوا <! مع إجماع المسلمين أنه ل يجوز لحد أن يسجد قبل أن يركع قالوا فهذه الواو قد أوجبت
الرتبة في هذا الموضع من غير خلف واحتجوا ايضا بقول ال عز وجل !> إن الصفا والمروة من شعائر ال <! مع قول رسول ال
نبدأ بما بدأ ال به ورجحوا قولهم بأن الحتياط في الصلوات واجب وهو ما قالوه لن من صلى بعد أن توضأ على النسق كانت صلته تامة بإجماع قالوا ومن الدليل على
ثبوت الترتيب في الوضوء دخول المسح بين الغسل لنه لو قدم ذكر الرجلين وأخر مسح الرأس لما فهم المراد من تقديم المسح فادخل المسح بين الغسلين ليعلم أنه مقدم
عليه ليثبت ترتيب الرأس قبل الرجلين ولول ذلك لقال فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وامسحوا برؤوسكم ولما احتاج ان ياتي بلفظ ملتبس محتمل للتاويل لول فائدة
الترتيب في ذلك أل ترى أن تقديم ذكر الرأس ليس على من جعل الرجلين ممسوحتين فلفائدة وجوب الترتيب وردت الية بالتقديم والتأخير وال أعلم هذا جملة ما احتج به
الشافعيون في هذه المسألة قال أبو عمر أما ما ادعوه عن العرب ونسبوه إلى الفراء والكسائي وهشام فليس بمشهور عنهم والذي عليه جماعة أهل العربية أن الواو إنما
توجب التسوية وأما ما ذكروه من آية الوصية والدين فل معنى له لن المال إذا كان مأمونا وبذر الورثة فنفذوا الوصية قبل أداء الدين ثم أدو الدين بعد من مال الميت لم
تجب عليهم إعادة الوصية ولو نفذوا الوصية ولم يكن في المال ما يؤدي منه الدين وكانوا قد علموا به ضمنوا لنهم قد تعدوا وكذلك قوله اركعوا واسجدوا ولسنا ننكر إذا
صحب الواو بيان يدل على التقدمة أن ذلك كذلك لموضع البيان وإنما قلنا أن حق الواو في اللغة التسوية ل غير حتى يأتي إجماع يدل على غير ذلك ويبين المراد فيه
والجماع في آية الوضوء معدوم بل أكثر أهل العلم على خلف الشافعي في ذلك مع ما روى في ذلك عن علي وابن مسعود وأما ما ادعوه من أن فعل رسول ال صلى
ال عليه وسلم في الية بيان كبيانه
ركعات الصلوات فخطأ لن الصلوات فرضها مجمل ل سبيل إلى الوصول لمراد ال منها إل بالبيان فصار البيان فيها فرضا بإجماع وليس آية الوضوء كذلك لنا لو تركنا
وظاهرها كان الظاهر يغنينا عن غيره لنها محكمة مستغنية عن بيان فلم يكن فعله فيها صلى ال عليه وسلم إل على الستحباب وعلى الفضل كما كان يبدأ بيمينه قبل
يساره وكان يحب التيامن في أمره كله وليس ذلك بفرض عند الجميع وأما ما احتجوا به من قول ال عز وجل !> إن الصفا والمروة من شعائر ال <! مع قول رسول ال
نبدأ بم بدأ ال به فل حجة فيه لنا كذلك نقول نبدأ بما بدأ ال به هذا الذي هو أولى ولسنا نختلف في ذلك وإنما الخلف بيننا وبينهم فيمن لم يبدا بما بدأ ال به هل يفسد
عمله في ذلك أم ل وقد أريناهم أنه ل يفسد بالدلئل التي ذكرنا على ان قوله صلى ال عليه وسلم نبدأ بما بدأ ال به ) ( 1ظاهره أنه سنة وال اعلم لن فعله ليس بفرض
إل أن يصحبه دليل يدخله في حيز الفروض ولو كان فرضا لقال ابدأوا بما بدأ ال يأمرهم ) ب ( بذلك ولفظ المر في هذا الحديث ل يؤخذ من رواية من يحتج به وهذا
الدخال والحتجاج على غير مذهب أصحابنا المالكيين لنهم يذهبون إلى أن أفعال رسول ال صلى ال عليه وسلم على الوجوب أبدا حتى يقوم الدليل على انها أريد بها
الندب وهذه المسألة خارجة على مذهبهم عن أصلهم هذا وقد ينفصل من هذا بما يطول ذكره وقد يحتمل أن يحتج بقوله صلى ال عليه وسلم نبدأ بما بدأ ال به على أن
الواو ل توجب الترتيب لنها لو كانت توجب الترتيب لم يحتج رسول ال أن يقول لهم نبدأ بما بدأ ال به لنهم أهل اللسان الذي نزل القرآن به فلو كان مفهوما في فحوى
الخطاب أن الواو توجب القبل والبعد ما احتاج
رسول ال ) ( 1وال أعلم أن يبين لهم ذلك وإنما بين لهم ذلك لن المراد كان من السعي بين الصفا والمروة أن يبدأ فيه بالصفا ولم يكن ذلك بينا في الخطاب فبينه رسول
ال صلى ال عليه وسلم وقد ختلف الفقهاء فيمن نكس السعي بين الصفا والمروة فبدأ بالمروة قبل الصفا فقال منهم قائلون ل يجزئه وعليه أن يلغى ابتداءه بالمروة ويبنى
على سعيه من الصفا ويختم بالمروة منهم مالك والشافعي والوزاعي وأبو حنيفة ومن قال بقولهم وقال بعض العراقيين يجزئه ذلك وإنما البتداء عندهم بالصفا استحباب
وقد اختلف عن عطاء فروى عنه أنه يلغى الشوط وهو الذي عليه العمل عند الفقهاء وروى عنه أنه ) ب ( من جهل ذلك اجزأ عنه والحجة لمالك ومن قال بقوله ما قدمنا
ذكره وأما ترجيحهم بالحتياط في الصلة فاصل غير مطرد عند الجميع أل ترى أن الشافعي لم ير ذلك حجة في اختلف نية المأمور والمام وفي الجمعة خلف العبد
وفي الوضوء بما حل فيه النجاسة إذا كان فوق القلتين ولم يتغير وهذا كله الحتياط فيه غير قوله ولم ير للحتياط معنى إذ قام له الدليل على صحة ما ذهب اليه فكذلك ل
معنى لما ذكروه من الحتياط مع ظاهر قول ال عز وجل والمشهور من لسان العرب وأما قولهم من فعل فعلنا كان مصليا بإجماع فهذا أيضا أصل ل يراعيه أحد من
B314
TEXT
الفقهاء مع قيام الدليل على ما ذهب اليه وأما قولهم أن وجوب الترتيب أوجب التقديم والتأخير في آية الوضوء فظن والظن ل يغنى من الحق شيئا والتقديم والتأخير في
القرآن كثير وهو معروف في لسان العرب متكرر في كتاب ال فليس في قولهم ذلك شيء يلزم وال أعلم أخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن
قال أخبرنا أحمد بن سلمان ) ( 960النجاد ببغداد قال حدثنا عبد ال بن أحمد بن حنبل قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن عبد ال النصاري قال حدثنا عوف بن أبي
جميلة ) ( 961العرابي قال حدثني عبد ال بن عمرو بن هند الجملي أن عليا قال ما ابالي بأي أعضائي بدأت إذا أتممت وضوئي قال عوف ولم يسمع من علي وذكر
عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال أحب إلى أن يبدأ بالول فالول المضمضة ثم الستنشاق ثم الوجه ثم اليدين ثم المسح على الرأس ثم الرجلين قال فإن قدم شيئا
على شيء فل حرج وهو يكرهه قال أبو عمر قول مالك في مثل قول عطا سواء واما على ) ( 1قول من لم ير بتنكيس السعي وتنكيس الطواف بأسا فالحجة عليه أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم بدأ بالصفا وختم بالمروة في السعي وطاف بالبيت على رتبته ثم قال خذوا عني مناسككم والحج في الكتاب مجمل وبيانه له كبيانه لسائر
المجملت من الصلوات والزكوات إل أن يجمع على شيء من ذلك فيخرج بدليله وبال التوفيق
ذكر عبد الرزاق عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال دفع رسول ال صلى ال عليه وسلم وعليه السكينة وأمرهم بالسكينة وأن يوضعوا في وادي محسر وأمرهم
بمثل حصى الخذف وقال ) خذوا عني مناسككم لعلمي ل احج بعد عامي هذا (
#حديث ثالث لجعفر بن محمد متصل مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد ال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلثا
ويقول ل اله إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير يصنع ذلك ثلث مرات ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك في هذا الحديث أن
الوقوف على الصفا والمروة والمشي بينهما والسعي من شعائر الحج لقوله صلى ال عليه وسلم خذوا عني مناسككم وفيه أن الصفا والمروة موضع دعاء ترجى فيه
الجابة وفيه أن الدعا يفتتح بالتكبير والتهليل وفيه أن عدد التكبير في ذلك الموضع ثلث والتهليل مرة واحدة ثم الدعاء والذكر والدعاء في ذلك الموضع وغيره من سائر
مواقف الحج مندوب اليه مستحب لما فيه من الفضل ورجاء الجابة وليس بفرض عند الجميع ومن زاد على ما ذكر في هذا الحديث من التهليل والتكبير والذكر فل حرج
وأحب إلى استعمال ما فيه على حسبه وبال التوفيق وكذلك أحب للمرتقى على الصفا والمروة أن يعلو عليهما حتى يبدو له البيت لما رواه عبد الرزاق عن مالك عن نافع
عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم كان يصعد على الصفا والمروة حتى يبدو له البيت وهو حديث انفرد به عبد الرزاق عن مالك
فإن لم يفعل فل حرج وكذلك انفرد الوليد ) ( 962بن مسلم عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لما انتهى إلى المقام قرأ !
> واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى <! فصلى ركعتين قرا فيهما بفاتحة الكتاب و !> قل يا أيها الكافرون <! و !> قل هو ال أحد <! ثم عاد إلى الركن فاستلمه ثم خرج
إلى الصفا فقال ) ( 1نبدأ بما بدأ ال به إن الصفا والمروة من شعائر ال والذي انفرد به الوليد واغرب فيه عن مالك قوله لما انتهى الى مقام إبراهيم قرا !> واتخذوا من
مقام إبراهيم مصلى <! وسائر ذلك في الموطأ
#حديث رابع لجعفر بن محمد مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا نزل بين الصفا والمروة مشى حتى إذا انصبت
قدماه في بطن المسيل سعى حتى يخرج منه هكذا ) ( 1قال يحيى عن مالك في هذا الحديث إذا نزل بين الصفا والمروة وغيره من رواة الموطأ يقول إذا نزل من الصفا
مشى حتى انصبت قدماه في بطن المسيل سعى حتى يخرج منه ول أعلم لرواية يحيى وجها إل أن تحمل على ما رواه الناس لن ظاهر قوله نزل بين الصفا والمروة يدل
على أنه كان راكبا فنزل بين الصفا والمروة وقول غيره نزل من الصفا والصفا جبل ل يحتمل إل ذلك وقد يمكن أن يكون شبه على يحيى رواية ابن جريج عن أبي
الزبير عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم طاف في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبين الصفا والمروة ليراه الناس وليشرف لهم ليسئلوه لن الناس غشوه
وهذا خبر لم يذكر فيه وبين الصفا والمروة غير ابن جريج وإنما المحفوظ في هذا حديث ابن شهاب عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس أن النبي صلى ال عليه وسلم
طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه وهذا الحديث وإن كان ثابت السناد عندهم صحيحا فإن العلماء قد أجمعوا على أنه لم يكن لغير عذر وضرورة واختلفوا
في العذر فقال سعيد بن جبير وطائفة كان شاكيا صلى ال عليه وسلم وقال آخرون بل كان ذلك منه لشدة ما غشيه من السائلين ليشرف لهم ويعلمهم
ويفهمهم وذلك في حين طوافه بالبيت ل بين الصفا والمروة وقد وهم فيه ابن جريج حين ذكر فيه الصفا والمروة لن ذلك كان منه في طواف الفاضة وال اعلم وحديث
ابن جريج حدثناه عبد ال بن محمد حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن
عبد ال يقول طاف النبي عليه السلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبين الصفا والمروة ليراه الناس وليسألوه فإن الناس غشوه قال ابو عمر قوله في هذا الحديث
وبين الصفا والمروة تدفعه الثار المتواترة عن جابر بمثل رواية مالك هذه لن قوله انصبت قدماه في بطن المسيل يدفع أن يكون راكبا أخبرنا محمد بن إبراهيم قال
أخبرنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم ) ( 463قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا أبي قال حدثنا
جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نزل يعني على الصفا حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل حتى إذا صعد مشى والوجه عند أهل العلم في طواف رسول ال
صلى ال عليه وسلم راكبا إنه كان في طوف الفاضة وحينئذ الظ الناس به يسألونه وفي حديث طاوس بيان ذلك روى ابن عيينة عن عبد ال ) ( 964بن طاوس عن أبيه
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر أصحابه أن
يهجروا بالفاضة وأفاض في نسائه ليل فطاف على راحلته وفي حديث أم سلمة أنها اشتكت يومئذ فقال لها رسول ال طوفى راكبة من وراء الناس ومما يدل على كراهة
الطوارف راكبا من غير عذر أني ل أعلم خلفا بين علماء المسلمين أنهم ل يستحبون لحد أن يطوف بين الصفا والمروة على راحلة راكبا ولو كان طوافه راكبا لغير
عذر لكان ذلك مستحبا عندهم أو عند من صح عنده ذلك منهم وقد روينا عن عائشة وعروة بن الزبير كراهية أن يطوف أحد بين الصفا والمروة راكبا وهو قول جماعة
الفقهاء فأما مالك فل أحفظ له فيه نصا ال أنه قال من طاف بالبيت محمول أو راكبا من غير عذر لم يجزه وأعاد وكذلك السعي بين الصفا والمروة عندي في قوله بل
السعي أو كد ماشيا لما ورد فيه من اشتداد رسول ال صلى ال عليه وسلم في سعيه ماشيا على قدميه وقال مالك أنه إن سعى أحد حامل صبيا بين الصفا والمروة أجزأه
عن نفسه وعن الصبي إذا نوى ذلك وقال في الطائف بالبيت ) ( 1محمول إن رجع إلى بلده كان عليه أن ل يهريق دما وقال الليث بن سعد الطواف بالبيت وبين الصفا
والمروة سواء ل يجزئ واحد منهما راكبا إل أن يكون له عذر وكذلك قال أبو ثور من سعى بين الصفا والمروة راكبا لم يجزه وعليه أن يعيد وقال مجاهد ل يركب إل
من ضرورة وهو قول مالك وقال الشافعي ل ينبغي له أن يطوف بالبيت ول يسعى راكبا فإن فعل فل دم عليه من عذر كان ذلك أو من غير عذر وذكر ان أنس بن مالك
وعطاء طافا راكبين وقال ابو حنيفة أن سعى راكبا بين الصفا والمروة أعاد ما دام بمكة وإن رجع إلى الكوفة فعليه دم وكذلك
ان طاف بالبيت راكبا عنده وقال هشام بن عبيد ) ( 965ال عن محمد بن الحسن لو طاف بأمه حامل لها أجزأه عنه وعنها وكذلك لو استأجرت امرأة رجل يطوف بها
كان الطواف لهما جميعا وكانت الجرة له قال أبو عمر قول مالك والليث بن سعد وأبي ثور أسعد بظاهر الحديث وأقيس في قول من أوجب السعي بن الصفا والمروة
فرضا وأما قول من قال أن رسول ال كان شاكيا فحجته في ذلك حديث عكرمة عن ابن عباس حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال
حدثنا مسدد قال حدثنا خالد بن عبد ال ) ( 966قال حدثنا يزيد بن أبي زياد ) ( 967عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قدم مكة وهو
يشتكي فطاف على راحلته كلما أتى على الركن استلم بمحجن ) ( 1فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين ومثل هذا قوله صلى ال عليه وسلم لم سلمة حين اشتكت
اليه طوفى من وراء الناس وأنت راكبة وقد اختلف الفقهاء في السعي
بين الصفا والمروة على الهيئة المذكورة فيه هل هو من فروض الحج او من سننه فالذي ذهب اليه مالك والشافعي ومن اتبعهما وقال بقولهما ان ذلك فرض ل ينوب عنه
الدم ول بد من التيان به كالطواف بالبيت الطواف الواجب سواء وهو قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وداود وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري السعي
بين الصفا والمروة ليس بواجب فإن تركه أحد من الحجاج حتى يرجع إلى بلده جبره بالدم لنه سنة من سنة الحج وسنن الحج تجبر بالدم إذا سقط التيان بها هذا قول
الثوري وروى عن قتادة والحسن البصرى مثله وأما أبو حنيفة وأصحابه فقالوا أن ترك أربعة أشواط من السعي بين الصفا والمروة فعليه دم وإن ترك أقل كان عليه لكل
شوط اطعام مسكين نصف صاع من حنطة قالوا وإن ترك ذلك في العمرة أو في الحج ناسيا فعليه دم وقال قوم هو فرض في العمرة وليس بفرض في الحج وقال طاوس
من ترك السعي بينهما فعلى عمرة واختلف فيه قول عطاء وروى عن ابن عباس وابن الزبير وأنس بن مالك وابن سيرين أنه تطوع وحجة أبي حنيفة ومن قال بقوله في
السعي بين الصفا والمروة أنه ليس بفرض قول رسول ال صلى ال عليه وسلم الحج عرفات فمن أدركها فقد أدرك الحج قالوا فصار ما سواه ينوب عنه الدم قالوا وإنما
السعي بين الصفا والمروة تبع للطواف كما أن المبيت بالمزدلفة تبع للوقوف بعرفة فلما ناب عن المبيت بجمع الدم فكذلك ينوب عن السعي الدم قال ابو عمر أما الوقوف
بعرفة ففرض مجتمع عليه وأما المبيت او حضور المزدلفة للصلة والذكر بها فمختلف في فرضه وإن كان مالك وأبو حنيفة والشافعي ل يرونه فرضا وسيأتي ذكر حكم
الوقوف بعرفة والمبيت بجمع في باب شهاب عن سالم إن شاء ال والحجة لمن
أوجب السعي بين الصفا والمروة فرضا على من لم يوجبه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم فعله وقال خذوا عني مناسككم فصار بيانا لمجمل الحج فالواجب ان يكون
B314
TEXT
فرضا كبيانه لركعات الصلوات وما كان مثل ذلك إذ لم يتفق على انه سنة أو تطوع وقد ) ( 1قال ال عز وجل !> إن الصفا والمروة من شعائر ال فمن حج البيت أو
اعتمر فل جناح عليه أن يطوف بهما <! فإن احتج محتج بقراءة ابن مسعود وما في مصحفه وذلك قوله فل جناح عليه أن ل يطوف بهما قيل له ليس فيما سقط من
مصحف الجماعة حجة لنه ل يقطع به على ال عز وجل ) ب ( ول يحكم بأنه قرآن إل بما نقلته الجماعة بين اللوحين وأحسن ما روى في تأويل هذه الية ما ذكره هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت مناة على ساحل البحر وحولها الفروث والدماء مما يذبح بها المشركون فقالت النصار يا رسول ال إنا كنا إذا أحرمنا بمناة في
الجاهلية لم يحل لنا في ديننا أن نطوف بين الصفا والمروة فأنزل ال عز وجل !> إن الصفا والمروة من شعائر ال فمن حج البيت أو اعتمر فل جناح عليه أن يطوف
بهما <! قال عروة أما أنا فل أبالي أل أطوف بين الصفا والمروة قالت عائشة لم يا ابن أختي قال لن ال يقول !> فل جناح عليه أن يطوف بهما <! فقالت عائشة لو كان
كما تقول لكان فل جناح عليه أل يطوف بهما فلعمري ما تمت حجة أحد ول عمرته أن لم يطف بين الصفا والمروة ورواه الزهري عن عروة عن عائشة مثله وقال فيه
معمر عن الزهري فذكرت ذلك لبي بكر بن عبد الرحمن ) ( 968بن هشام فقال هذا العلم وقد روى مالك هذا الحديث عن هشام بن عروة بمعنى واحد
وسنذكره في باب هشام من هذا الكتاب إن شاء ال وروى ابن جريج عن عطاء عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لها طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة
يجزئك أو يكفيك لحجك ) ( 1وعمرتك قال أبو عمر ولو لم يكن واجبا لما قال يجزئك وال اعلم فقد تبين بما ذكرته عائشة مخرج نزول الية على أي شيء كان وبين
رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك بطوافه بين الصفا والمروة وقوله اسعو بينهما فإن ل كتب عليكم السعي وكتب بمعنى أوجب كقول ال !> كتب عليكم الصيام <!
وكقول رسول ال في الخمس الصلوات كتبهن ال على العباد ومثله كثير أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا احمد بن زهير قال حدثنا سريج
) ( 969ابن النعمان قال حدثنا عبد ال بن ) ( 970المؤمل عن عطاء عن صفية
بنت شيبة ) ( 971عن حبيبة بنت ) ( 972أبي تجراة قالت رأيت رسول ال يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى أرى ركبتيه من
شدة السعي وهو يقول اسعو فإن ال كتب عليكم السعي هكذا قال عن عبد ال بن المؤمل عن عطاء وبين عطاء وعبد ال بن المؤمل في هذا الحديث عمر ابن عبد
الرحمان ) ( 973بن محيصن السهمي أخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبد ال بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين قال أخبرنا محمد بن سنجر قال أخبرنا الفضل )
( 974بن دكين قال حدثنا عبد ال بن المؤمل عن عمر بن عبد الرحمان السهمي عن عطاء عن صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبي تجراه أمرأة من أهل اليمن قالت لما
سعى النبي صلى ال عليه وسلم بين الصفا والمروة دخلنا في دار آل أبي حسين في نسوة من قريش فرأيت النبي عليه السلم يسعى بين الصفا والمروة في بطن الوادي
وهو يقول اسعو فإن ال كتب عليكم السعي حتى أن ثوبه يديره من شدة السعي وكذلك رواه الشافعي عن عبد ال بن المؤمل أخبرنا أحمد بن عبد ال بن محمد
ابن علي قال حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني قال أخبرنا أبو جعفر الطحاوي قال حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي قال أخبرنا عبد ال بن المؤمل العابدي ) ( 1عن عمر
بن عبد الرحمن بن محيصن عن عطاء ابن أبي رباح عن صفية بنت شيبة قالت أخبرتني ابنة أبي تجراة احدى نساء بني عبد الدار قالت دخلت مع نسوة من قريش دار
أبي حسين ننظر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يسعى بين الصفا والمروة فرأيته يسعى وإن مئزره ليدور من شدة السعي حتى اقول أني لرى ركبتيه وسمعته
يقول اسعوا فإن ال كتب عليكم السعي وذكره أبو بكر بن أبي شيبة فأخطأ في إسناده إما هو وإما محمد بن بشر حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا
محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا عبد ال بن المؤمل قال حدثنا عبدال بن أبي حسين عن عطاء عن حبيبة بنت أبي
تجراة قالت نظرت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكر الحديث بمعنى ما تقدم سواء ولكنه أخطأ في موضعين من السناد احدهما انه جعل في موضع عمر بن عبد
الرحمان عبد ال بن أبي حسين والخر أنه أسقط صفية بنت شيبة من السناد فافسد إسناد هذا الحديث ول أدري ممن هذا أمن أبي بكر أم من محمد بن بشر ومن أيهما
كان فهو خطأ ل شك فيه وقد رواه محمد بن سنان العوفي عن عبد ال ابن المؤمل فجعله بالطواف بالبيت ذكر أبو جعفر العقيلي قال حدثنا محمد بن أيوب قال أخبرنا
محمد بن سنان العوفي قال أخبرنا عبد ال بن المؤمل المكي قال أخبرنا عمر بن عبد الرحمان بن محيصن السهمي عن صفية بنت شيبة عن امرأة يقال لها حبيبة بنت أبي
تجراة قالت دخلت المسجد أنا ونسوة معي من قريش قالت والنبي عليه
السلم يطوف بالبيت قالت وإنه ليسعى حتى أني لرثى له وهو يقول لصحابه اسعو فإن ال كتب عليكم السعي هكذا قال يطوف بالبيت وأسقط من إسناد الحديث عطاء
والصحيح في إسناد هذا الحديث ومتنه ما ذكره ) ( 1الشافعي وأبو نعيم إل أن قول أبي نعيم امرأة من أهل اليمن ليس بشيء والصواب ما قال الشافعي وال أعلم فإن قال
قائل إن عبد ال بن المؤمل ليس ممن يحتج بحديثه لضفعه وقد انفرد بهذا الحديث قيل له هو سيء الحفظ فلذلك اضطربت الرواية عنه وما علمنا له خربة تسقط عدالته
وقد روى عنه جماعة من جلة العلماء وفي ذلك ما يرفع من حاله والضطراب عنه ل يسقط حديثه لن الختلف على الئمة كثير ولم يقدح ذلك في روايتهم وقد اتفق
شاهدان عدلن عليه وهما الشافعي وأبو نعيم وليس من لم يحفظ ولم يقم حجة على من اقام وحفظ ومما يشد حديث عبد ال بن المؤمل هذا حديث المغيرة بن ) ( 975بن
حيكم عن صفية بنت شيبة فإنه يبين صحة ما قاله عبد ال بن المؤمل أخبرنا عبد ال بن محمد الجهني قال أخبرنا حمزة بن محمد قال أخبرنا أحمد ابن شعيب قال أخبرنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن بديل ) ( 976عن المغيرة بن حكيم عن صفية بنت شيبة عن امرأة قالت رأيت النبي عليه السلم يسعى في بطن المسيل ويقول
ل يقطع ) ب ( الوادي إل شدا وقد ذكر أبو جعفر العقيلي قال
حدثنا محمد بن موسى النهرتيري ) ( 1قال أخبرنا يوسف ) ( 977بن موسى القطان قال أخبرنا ) ( 978مهران بن أبي عمر الرازي قال أخبرنا سفيان عن مثنى )
( 979بن الصباح عن المغيرة بن حكيم عن صفية بنت شيبة عن تملك قال العقيلي يعني الشيبية قالت نظرت إلى النبي صلى ال عليه وسلم وأنا في غرفة لي بين الصفا
والمروة وهو يقول يا أيها الناس إن ال كتب عليكم السعي فاسعوا قال أبو عمر فهذا القول مع قول رسول ال صلى ال عليه وسلم لعائشة طوافك بالبيت وبين الصفا
والمروة يكفيك لحجتك وعمرتك يوضح ) ب ( وجوب السعي وبال التوفيق وقد ذكرنا اختلف أصحابنا فيمن ترك الرمل في الطواف بالبيت أو ترك الهرولة في السعي
بين الصفا والمروة فيما تقدم من كتابنا هذا والذي عليه أكثر الفقهاء أن ذلك خفيف ل شيء فيه وذلك وال أعلم لما ذكره عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الكريم الجزري
عن سعيد بن جبير قال رأيت ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة ثم قال إن مشيت فقد رأيت رسول ال يمشي وإن سعيت فقد رأيت رسول ال يسعى وروى سفيان أيضا
عن عطاء
ابن السائب عن كثير بن جمهان ) ( 980عن ابن عمر مثله سواء وزاد وأخبرنا شيخ كبير قال أبو عمر ل ينبغي لحد قوى على السعي والهرولة والشتداد تركه ومن
كان شيخا ضعيفا أو مريضا فال أعذر بالعذر ويجزئه المشي لن السعي العمل وقد عمله بالمشي واختلف العلماء فيمن قدم السعي بين الصفا والمروة على الطواف
بالبيت فقال عطاء بن أبي رباح يجزئه ول يعيد السعي ول شيء عليه وكذلك قال الوزاعي وطائفة من أهل الحديث واختلف في ذلك عن الثوري فروى عنه مثل قول
الوزاعي وعطاء وروى عنه أنه يعيد السعي وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة وأصحابهم ل يجزئه وعليه أن يعيد إل أن مالكا وأبا حنيفة قال يعيد الطواف والسعي جميعا
وقال الشافعي يعيد السعي وحده ليكون بعد الطواف ول شيء عليه واختلفوا والمسألة بحالها إذا خرج من مكة فابعد أو وطيء ) ( 1النساء فقال مالك يرجع فيطوف
ويسعى وإن كان وطئ النساء اعتمر وأهدى يعني إذا كان وطؤه بعد رميه جمرة العقبة وبعد الوقوف بعرفة وقال الشافعي يرجع حيث كان فيسعى ويهدي ول معنى
للعمرة ها هنا وروى عن أبي حنيفة مثل قول الشافعي سواء وروى عنه إذا بلغ بلده أهدى وأجزأه قال أبو عمر ل فرق عند مالك والشافعي بين من نسي السعي بين
الصفا والمروة وبين من قدم السعي على الطواف وعليه أن يأتي بالسعي
عندهما أبدا وإن ابعد على ما قدمنا من اختلفهما في إعادة الطواف معه فإن وطيء كان عليه هدى بدنة عند الشافعي ل غير مع التيان بالسعي وكان عليه عند مالك أن
يطوف ويسعى ويعتمر ويهدى وكذلك من نسى الطواف الواجب بالبيت سواء عندهما كمن نسى السعي بين الصفا والمروة على أصل كل واحد منهما ل فرق بين شيء
من ذلك عندهما وعند من قال بقولهما قال مالك في موطاه من نسى السعي بين الصفا والمروة في عمرة فلم يذكر حتى يستبعد من مكة إنه يرجع فيسعى وإن أصاب
النساء فليرجع فليسع بين الصفا والمروة حتى يتم ما بقي عليه من تلك العمرة ثم عليه عمرة أخرى والهدى قال أبو عمر إنما أوجب مالك في هذه المسألة العمرة والهدى
ليكون سعيه في احرام صحيح ل في إحرام فاسد بالوطء وليكون طوافه بالبيت في إحرام صحيح ل في إحرام فاسد وال أعلم
#حديث خامس لجعفر بن محمد مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نحر بعض هديه بيده ونحر غيره بعضه
هكذا قال يحيى عن مالك في هذا الحديث عن علي وتابعه القعنبي فجعله عن علي أيضا كما رواه يحيى ورواه ابن بكير ) ( 981وسعيد ابن عفير ) ( 982وابن القاسم
وعبد ال بن نافع وأبو مصعب والشافعي فقالوا فيه عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر وأرسله ابن وهب عن مالك عن جعفر عن أبيه أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم الحديث لم يقل عن جابر ول عن علي قال أبو عمر الصحيح فيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر وذلك موجود في
رواية محمد بن علي ) ( 983عن جابر في الحديث الطويل في الحج وإنما جاء حديث علي رضي ال عنه من حديث عبد الرحمان بن أبي ليلى عنه ل أحفظه من وجه
آخر وهذا المتن صحيح ثابت من حديث جابر وحديث علي وفيه من الفقه أن يتولى الرجل نحر هديه بيده وذلك عند أهل العلم مستحب مستحسن لفعل رسول ال صلى ال
B314
TEXT
عليه وسلم ذلك بيده ولنها قربة إلى ال عز وجل فمباشرتها أولى وجائز أن ينحر الهدى والضحايا غير صاحبها أل ترى أن علي بن أبي طالب رضي ال عنه نحر
بعض هدى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو أمر ل خلف بين العلماء في إجازته فأغنى عن الكلم فيه وقد جاءت رواية عن بعض اهل العلم أن من نحر أضحيته
غيره كان عليه العادة ولم يجزه وهذا محمول عند أهل الفهم على أنها نحرت بغير إذن صاحبها وهو موضع اختلف وأما إذا كان صاحب الهدى او الضحية قد أمر
بنحر هديه أو ذبح أضحيته فل خلف بين الفقهاء في إجازة ذلك كما لو وكل غيره بشراء هديه فاشتراه جاز بإجماع وفي نحر غير رسول ال هديه دليل على جواز
الوكالة لنه معلوم أنه لم يفعل ذلك بغير إذنه وإذا صح إنه كذلك صحت الوكالة وجازت في كل ما يتصرف فيه النسان أنه جائز أن يوليه غيره فينفذ فيه فعله وقد روى
سفيان بن عيينة عن شبيب ) ( 984بن غرقدة في ذلك حديث عروة البارقي أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن
حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا سفيان عن شبيب بن غرقدة قال حدثني الحسن عن عروة أن النبي صلى ال عليه وسلم أعطاه دينارا يشترى له به أضحية أو قال شاة
فاشترى له ثنتين فباع أحداهما بدينار وأتى بشاة ودينار فدعا له بالبركة في بيعة فكان لو اشترى ترابا لربح فيه وهكذا رواه الشافعي عن ابن عيينة بنحو رواية مسدد وقد
روى من حديث حكيم بن حزام نحو هذا المعنى ول خلف في جواز الوكالة عند العلماء قال ابو عمر وقد اختلف العلماء أيضا في معنى هذا الحديث في الوكيل يشتري
زيادة على ما وكل به هل يلزم المر ذلك أم ل كرجل قال له رجل اشتر لي بهذا الدرهم رطل لحم صفته كذا فاشترى له أربعة أرطال من تلك الصفة بذلك الدرهم والذي
عليه مالك وأصحابه أن الجميع يلزمه إذا وافق الصفة وزاد من جنسها لنه محسن وهذا الحديث يعضد قولهم في ذلك وهو حديث جيد وفيه ثبوت صحة ملك النبي عليه
السلم للشاتين ولول ذلك ما أخذ منه الدينار ول أمضى له البيع وقد اختلف عن مالك وأصحابه فيمن نحرت أضحيته بغير أذنه ول امره فروى عه انها لتجزئ عن
الذابح وسواء نوى ذبحا عن نفسه او عن صاحبها وعلى الذابح ضمانها وروى عنه أن الذابح لها إذا كان مثل الولد أو بعض العيال فإنها تجزئ وقال محمد بن الحسن في
رجل تطوع عن رجل فذبح له ضحية قد اوجبها أنه إن ذبحها عن نفسه متعمدا لم تجز عن صاحبها وله أن يضمن الذابح فإن ضمنه إياها اجزت عن الضامن وإن ذبحها
عن صاحبها بغير امره أجزت عنه وقال الثوري ل تجزئ ويضمن الذابح وقال الشافعي تجزئ عن صاحبها ويضمن الذابح النقصان وروى ابن عبد الحكم عن مالك ان
ذبح رجل ضحية رجل بغير أمره لم تجز عنه وهو ضامن لضحيته إل ان يكون مثل الولد
أو بعض العيال إنما ذبحوها على وجه الكفاية له فأرجو ان تجزئ وقال ابن القاسم عنه إذا كانوا كذلك فإنها تجزئ ولم يقل أرجو وان أخطأ رجلن فذبح كل واحد منهما
ضحية صاحبه لم تجز عن واحد منهما في قول مالك وأصحابه ويضمن عندهم ) ( 1كل واحد منهما قيمة ضحية صاحبه ل أعلم خلفا ) ب ( بين أصحاب مالك في
الضحايا وأما الهدي فاختلف فيه عن مالك والشهر عنه ما حكاه ابن عبد الحكم وغيره أنه لو أخطأ رجل كل واحد منهما بهدى صاحبه أجزأهما ولم يكن عليهما شيء
وهذا هو تحصيل المذهب في الهدى خاصة وقد روى عن مالك في المعتمرين إذا أهديا شاتين فذبح كل واحد منهما شاة صاحبه خطأ إن ذلك يجزئ عنهما ويضمن كل
واحد منهما قيمة ما ذبح وائتنفا الهدى وقال الشافعي يضمن كل واحد منهما ما بين قيمة ما ذبح حيا ومذبوحا وأجزت عن كل واحد منهما أضحيته أو هديه وقال الطبري
يجزئ عن كل واحد منهما أضحيته أو هديه التي أوجبها ول شيء على الذابح لنه فعل ما ل بد منه ول ضمان على واحد منهما إل أن يستهلك شيئا من لحمها فيضمن ما
استهلك وقال ابن عبد الحكم أيضا عن مالك أو ذبح احدهما يعني المعتمرين شاة صاحبه عن نفسه ضمنها ولم تجزه وذبح شاته التي أوجبها وغرم لصاحبه قيمة شاته التي
ذبحها واشترى صاحبه شاة وأهداها قال ابن عبد الحكم والقول الول أعجب الينا يعني المعتمرين يذبح أحدهما شاة صاحبه وهو قد أخطأ بها إن ذلك يجزيهما قال أبو
عمر في حديث مالك الذي قدمنا ذكره إن رسول ال صلى ال عليه وسلم نحر بعض هديه بيده ونحر غيره بعضه وغيره في هذا
الموضع هو علي بن أبي طالب رضي ال عنه وذلك صحيح في حديث جابر وحديث علي أيضا أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد
بن زهير قال حدثنا محمد ابن سعيد ) ( 985الصبهاني وهارون بن معروف ) ( 986قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه في حديثه الطويل في
الحج قال ثم انصرف يعني رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد أن رمى الجمرة من بطن الوادي بسبع حصيات فنحر ثلثا وستين بدنة ثم اعطى عليا فنحر سائرها وذكر
الحديث أخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا وهب بن مسرة ) ( 987قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جابر في الحديث الطويل في الحج مثله قال فنحر رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلثا وستين بدنة ثم أعطى عليا فنحر ما غير وذكر الحديث وأخبرنا محمد
ابن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا علي بن حجر قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال
حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد ال قال ساق رسول ال صلى ال عليه وسلم مائة بدنة فنحر منها رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلثا وستين بيده ونحر
على ما بقي ثم أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ) ( 1تؤخذ بضعة من كل بدنة فتجعل في قدر فأكل من لحمها وحسيا من مرقها وأخبرنا عبد ال بن محمد الجهني
قال حدثنا حمزة بن محمد الكناني قال حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال حدثنا محمد بن عبد ال بن عبد الحكم عن شعيب ) ( 988بن الليث قال حدثني الليث عن ابن
الهادي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد ال قال قدم علي من اليمن بهدي لرسول ال صلى ال عليه وسلم وكان الهدى الذي قدم به رسول ال صلى ال عليه
وسلم وعلى من اليمن مائة بدنة فنحر رسول ال صلى ال عليه وسلم منها ثلثا وستين بدنة ونحر علي سبعا وثلثين وأشرك عليا في بدنه ثم أخذ من كل بدنة بضعة
فجعلت في قدر فطبخه فأكل رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلي رضي ال عنه من لحمها وشربا من مرقها هكذا قال أكثر الرواة لهذا الحديث عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نحر من تلك البدن المائة ثلثا وستين ونحر علي بقيتها إل سفيان بن عيينة فإنه روى هذا الحديث عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جابر قال ونحر رسول ال صلى ال عليه وسلم ستا وستين بدنة ونحر علي أربعا وثلثين وأما رواية علي بن أبي طالب في ذلك فحدثناه أبو محمد عبد ال
بن محمد ابن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر التمار قال حدثنا أبو داود
قال حدثنا هارون بن عبد ال ) ( 989قال حدثنا محمد ) ( 990ويعلى ) ( 991ابنا عبيد قال حدثنا محمد بن إسحاق عن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمان بن
أبي ليلى عن علي رضي ال عنه قال لما نحر رسول ال صلى ال عليه وسلم بدنه فنحر ثلثين بدنة بيده أمرني فنحرت سائرها حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الكريم ) ( 992الجزري قال سمعت مجاهدا يقول سمعت عبد الرحمان بن أبي
ليلى يقول سمعت علي بن أبي طالب يقول أمرني رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أقوم على بدنه وأن أقسم جللها وجلودها وإن ل أعطى الجازر منها شيئا وقال نحن
نعطيه من عندنا قال سفيان وحدثنا به ابن أبي ) ( 993
نجيح ) ( 994عن مجاهد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن علي وحديث عبد الكريم أتم قال أبو عمر في حديث هذا الباب إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل من
هديه الذي ساقه في حجته وهديه ذلك كان تطوعا عند كل من جعله مفردا وأجمع العلماء على جواز الكل من التطوع إذا بلغ محله لقول ال عز وجل !> فإذا وجبت
جنوبها فكلوا منها <! واختلفوا في جواز الكل مما عدا هدى التطوع فقال مالك يؤكل من كل هدي سيق في الحرام إل جزاء الصيد فدية الذى وما نذر للمساكين
والصل في ذلك عند مالك وأصحابه إن كل ما دخله الطعام من الهدي والنسك لمن لم يجده فسبيله سبيل ما جعل للمساكين ول يجوز الكل منه وما سوى ذلك يوكل منه
لن ال قد أطلق الكل من البدن وهي من شعائر ال فل يجب أن يمتنع من أكل شيء منها إل بدليل ل معارض له أو بإجماع وقد أجمعوا على إباحة الكل من هدى
التطوع إذا بلغ محله ولم يجعلوه رجوعا فيه فكذلك كل هدى إل ما اجتمع عليه وقال أبو حنيفة يأكل من هدى المتعة وهدى التطوع إذا بلغ محله ل غير وقال الشافعي ل )
( 1يأكل من شيء من الهدى الواجب وقال في معنى قول ال عز وجل !> فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها <! إن ذلك في هدى التطوع ل في الواجب بدليل الجماع على
انه ل يوكل من جزاء الصيد وفدية الذى فكانت العلة في ذلك أنه دم واجب في الحرام من أجل ما أتاه المحرم فكل هدى وجب على المحرم بسبب فعل أتاه فهو بمنزلته
والواجبات ل يجوز الرجوع في شيء ) ب ( منها كالزكاة وبال التوفيق
#حديث سادس لجعفر بن محمد منقطع ) ( 1مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر بن الخطاب ذكر المجوس فقال ما أدري كيف أصنع في أمرهم فقال عبد
الرحمان بن عوف أشهد لسمعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول سنوا بهم سنة أهل الكتاب هذا حديث منقطع لن محمد بن علي لم يلق ) ب ( عمر ول عبد
الرحمان بن عوف رواه أبو علي ) ( 995الحنفي عن مالك فقال فيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده وهو مع هذا أيضا منقطع لن علي ) ( 996بن حسين لم يلق
عمر ول عبد الرحمان ابن عوف أخبرنا أحمد بن عبد ال بن محمد بن علي أن
أباه حدثه قال حدثنا محمد بن قاسم قال حدثنا ابن الجارود ) ( 997قال حدثنا أبو بكر بن أبي الحجيم قال حدثنا عمرو بن علي ) ( 998قال حدثنا عبيد ال بن عبد
المجيد الحنفي قال حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال عمر ما أدري ما أصنع بالمجوس فقال له عبد الرحمان بن عوف سمعت رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقول سنوا بهم سنة أهل الكتاب وأخبرنا محمد حدثنا علي بن عمر ) ( 999الحافظ حدثنا محمد بن مخلد ) ( 1000حدثنا العباس بن محمد الدوري
حدثنا أبو علي الحنفي حدثنا مالك بن أنس حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب قال ما أدري ما أصنع بالمجوس أهل الذمة فقال عبد الرحمان بن
عوف سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول سنتهم سنة أهل الكتاب قال مالك في الجزية قال أبو الحسن على ) ( 1001بن عمر لم يقل في هذا السناد عن
B314
TEXT
جده ممن حدث به عن مالك غير أبي على الحنفي وكان ثقة وهو في الموطأ جعفر عن أبيه أن عمر قال أبو عمر وهو مع هذا كله منقطع ولكن معناه متصل من وجوه
حسان وفيه أن العالم الحبر قد يخفى ) ( 1عليه ما يوجد عند من هو دونه في العلم وهذا موجود كثيرا في علم الخبر الذي ل يدرك إل بالتوقيف والسمع فإذا كان عمر
رضي ال عنه ل يبلغه من ذلك ما سمع غيره منه مع موضعه وجللته فغيره ممن ليس مثله أحرى إل ينكر على نفسه ذلك ول ينكر عليه وفيه إن العالم إذا جهل شيئا أو
أشكل عليه لزمه السؤال والعتراف بالتقصير والبحث حتى يقف على حقيقة من أمره فيما أشكل عليه وفيه إيجاب العمل بخبر الواحد العدل وإنه حجة يلزم العمل بها
والنقياد اليها ال ترى أن عمر رضي ال عنه قد أشكل عليه أمر المجوس فلما حدثه عبد بن عوف عن النبي عليه السلم لم يحتج إلى غير ذلك وقضى به وأما قوله سنوا
بهم سنة أهل الكتاب فهو من الكلم الذي خرج مخرج العموم والمراد منه الخصوص لنه إنما أراد سنوا بهم سنة اهل الكتاب في الجزية وعليها خرج الجواب واليها
أشير بذلك أل ترى أن علماء المسلمين مجتمعون على أن ل يسن بالمجوس سنة أهل الكتاب في نكاح نسائهم ول في ذبائحهم أل شيء روى عن سعيد بن المسيب أنه لم
ير بذبح المجوسي لشاة المسلم إذا أمره المسلم بذبحها بأسا وقد روى عنه أنه ل يجوز ذلك على ما عليه الجماعة والخبر الول عنه هو خبر شاذ وقد اجتمع الفقهاء على
خلفه وليست الجزية من الذبائح في شيء لن اخذ
الجزية منهم صغار وذلة لكفرهم وقد ساووا أهل الكتاب في الكفر بل هم أشد كفرا فوجب أن يجروا مجراهم في الذل والصغار واخذ الجزية منهم لن الجزية لم تؤخذ من
الكتابيين رفقا بهم وإنما أخذت منهم تقوية للمسلمين وذل للكفارين فلذلك لم يفترق حال الكتابي وغيره عند مالك وأصحابه الذين ذهبوا هذا المذهب في أخذ الجزية من
جميعهم للعلة التي ذكرنا وليس نكاحن سائهم ول أكل ذبائحهم من هذا الباب لن ذلك مكرمة بالكتابيين لموضع كتابهم واتباعهم الرسل فلم يجز أن يلحق بهم من ل كتاب
له في هذه المكرمة هذه جملة اعتل بها أصحاب مالك ول خلف بين علماء المسلمين أن الجزية تؤخذ من المجوس لن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ الجزية من
مجوس أهل البحرين ومن مجوس هجر ) ( 1002وفعله بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي روى الزهري عن سعيد بن المسيب أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر وإن عمر بن الخطاب أخذها من مجوس السواد ) ( 1003وإن عثمان بن عفان ) ( 1أخذها من البربر
هكذا رواه ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب وأما مالك ومعمر فإنهما جعله عن ابن شهاب ولم يذكرا سعيدا ورواه ابن مهدي عن مالك
عن الزهري عن السائب بن يزيد ) ( 1004وقد ذكرناه في باب مراسل ابن شهاب واختلف الفقهاء في مشركي العرب ومن ل كتاب له هل تؤخذ منهم الجزية أم ل فقال
مالك تقبل الجزية من جميع الكفار عربا كانوا
أو عجما لقول ال عز وجل !> من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد <! 1قال ) ب ( وتقبل من المجوس بالسنة وعلى هذا مذهب الثوري وأبي حنيفة
وأصحابه وأبي ثور واحمد وداود وقال ابو ثور الجزيه ل تؤخذ ال من أهل الكتاب ومن المجوس ل غير وكذلك قال أحمد بن حنبل وكذلك قال أبو حنيفة وأصحابه إن
مشركي العرب ل يقبل منهم إل السلم أو السيف وتقبل الجزية من الكتابيين من العرب ومن سائر كفار العجم وقال الوزاعي ومالك وسعيد بن عبد العزيز إن الفرازنة
ومن ل دين له من أجناس الترك والهند وعبدة النيران والوثان وكل جاحد ومكذب بربوبية ال يقاتلون حتى يسلموا أو يعطوا الجزية وإن بذلوا الجزية قبلت منهم وكانوا
كالمجوس في تحريم مناكحهم وذبائحهم وسائر أمورهم وقال ابو عبيد كل عجمي تقبل منه الجزية إن بذلها ول تقبل من العرب إل من كتابي وحجة الشافعي ومن يذهب
مذهبه ظاهر قول ال عز وجل !> قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول يحرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا
الجزية عن يد وهم صاغرون <! لن قوله من الذين أوتوا الكتاب يقتضي أن يقتصر عليهم بأخذ الجزية دون غيرهم لنهم خصوا بالذكر فتوجه الحكم اليهم دون من
سواهم لقول ال عز وجل !> فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم <! ولم يقل حتى يعطوا الجزية كما قال في أهل الكتاب ومن أوجب الجزية على غيرهم قال هم في
معناهم واستدل بأخذ الجزية من المجوس وليسوا بأهل كتاب
قال أبو عمر في قول رسول ال صلى ال عليه وسلم في المجوس سنوا بهم سنة أهل الكتاب يعيني في الجزية دليل على أنهم ليسوا أهل كتاب وعلى ذلك جمهور الفقهاء
وقد روى عن الشافعي انهم كانوا أهل كتاب فبدلوه وأظنه ذهب في ذلك إلى شيء روى عن علي بن أبي طالب من وجه فيه ضعف يدور على أبي ) ( 1005سعد البقال
ذكر عبد الرزاق وغيره عن سفيان بن عيينة وهذا لفظ حديث عبد الرزاق قال أخبرنا ابن عيينة عن شيخ منهم يقال له أبو سعد ) ( 1عن رجل شهد ذلك أحسبه نصر بن
عاصم ) ( 1006ان المستورد ) ( 1007بن غفلة كان في مجلس وفروة ) ( 1008بن نوفل الشجعي فقال رجل ليس على المجوس جزية فقال المستورد أنت تقول
هذا وقد أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم من مجوس هجر الجزية وال لما أخفيت
أخبث مما أظهرت فذهب به حتى دخل على علي رضي ال عنه وهو في قصره جالس في قبة فقال يا أمير المؤمنين زعم هذا أنه ليس على المجوس جزية وقد علمت ان
رسول ال صلى ال عليه وسلم اخذها من مجوس هجر فقال علي أجلسا فوال ما على الرض اليوم أحد أعلم بذلك مني كان المجوس اهل كتاب يقرؤونه وعلم يدرسونه
فشرب أميرهم الخمر فوقع على أخته فرآه نفر من المسلمين فلما أصبح قالت أخته إنك قد صنعت بها كذا وكذا وقد رآك نفر ل يسترون عليك فدعا أهل الطمع فاعطاهم ثم
قال لهم قد علمتم إن آدم أنكح بنيه بناته فجاء اولئك الذين رأوه فقالوا ويل للبعد ان في ظهرك حدا فقتلهم وهم الذين كانوا عنده ثم جاءت امرأة فقالت بلى قد رأيتك فقال
لها ويحا لبغي بني فلن فقالت أجل وال لقد كنت بغيا ثم تبت فقتلها ثم أسرى على ما في قلوبهم وعلى كتابهم فلم يصبح عندهم شيء منه فإلى هذا ذهب من قال إن
المجوس ) ( 1كانوا أهل كتاب وأكثر أهل العلم يأبون ذلك ول يصححون هذا الثر والحجة لهم قول ال تبارك وتعالى !> أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من
قبلنا <! يعني اليهود والنصارى وقوله !> يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والنجيل إل من بعده أفل تعقلون <! وقال !> يا أهل الكتاب لستم على
شيء حتى تقيموا التوراة والنجيل <! فدل على أن أهل الكتاب هم أهل التوراة والنجيل اليهود والنصارى ل غير وال أعلم وأما قول رسول ال صلى ال عليه وسلم
سنوا بهم سنة أهل الكتاب فقد احتج من قال أنهم كانوا أهل كتاب بأنه يحتمل أن يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم اراد سنوا بهم سنة أهل الكتاب الذين يعلم كتابهم علم
ظهور واستفاضة وأما المجوس فعلم كتابهم على خصوص والية محتملة للتأويل عندهم أيضا وأي المرين كان فل خلف بين
العلماء ان المجوس تؤخذ منهم الجزية وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذها منهم فاغنى عن الكثار في هذا وقد روى عبد الرزاق عن ابن جريج قال قلت لعطاء
المجوس اهل كتاب قال ل وأما الثار المتصلة الثابتة في معنى حديث مالك في أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم الجزية من المجوس فأحسنها إسنادا ما حدثناه سعيد بن
نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرني أبي عن موسى بن عقبة قال قال ابن شهاب حدثني عروة بن
الزبير أن المسور ) ( 1009بن مخرمة أخبره أن عمرو ) ( 1010بن عوف وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان قد شهد بدرا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم
أخبره أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث أبا عبيدة ابن الجراح ياتي بجزيتها يعني البحرين وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم هو صالح أهل البحرين فأمر عليهم
العلء بن الحضرمي ) ( 1011فقدم أبو عبيدة بالمال من البحرين فسمعت النصار بقدومه فوافوا صلة الفجر مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما صلى انصرف
فعرضوا له فتبسم حين رآهم وقال أظنكم سمعت بقدوم أبي عبيدة وأنه جاء بشيء قالوا اجل فقال فأبشروا وأملوا فوال ما الفقر أخشى عليكم ولكم أخشى أن تبسط عليكم
الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم
فتنافسوها كما تنافسوها وتلهيكم كما الهتهم وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد
) ( 1012بن فليح عن موسى بن عقبة قال حدثني ابن شهاب قال حدثني عروة عن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان
قد شهد بدرا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم أخبره أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلء بن الحضرمي وذكر الحديث نحره وفي
آخره فتنافسوا فيها كما تنافسوا فتهلككم كما أهلكتهم فإن قيل أن البحرين لعلهم لم يكونوا مجوسا قيل له روى قيس بن مسلم عن الحسن ) ( 1013بن محمد أن النبي عليه
السلم كتب إلى مجوس البحرين يدعوهم إلى السلم فمن أسلم منهم قبل ومن أبى وجبت عليه الجزية ول توكل لهم ذبيحة ول تنكح لهم امرأة وقد كتب عمر بن عبد
العزيز إلى عدي بن ارطاة ) ( 1014أما بعد فسل الحسن يعني البصري ما منع من قبلنا من الئمة أن يحولوا بين المجوس وبين ما يجمعون من النساء اللتي ل
يجمعهن أحد غيرهم فساله فأخبروه أن النبي صلى ال عليه وسلم قبل من مجوس البحرين الجزية وأقرهم على مجوسيتهم وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ
على البحرين العلء بن
الحضرمي وفعله بعده أبو بكر وعمر وعثمان ذكره الطحاوي قال حدثنا بكار بن قتيبة ) ( 1015قال حدثنا عبد ال بن حمران ) ( 1016قال حدثنا عوف قال كتب
عمر بن عبد العزيز وذكر مالك في الموطأ عن ابن شهاب قال بلغني أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين وإن عمر بن الخطاب أخذها من
مجوس فارس وإن عثمان أخذها من البربر وذكر عبد الرزاق أخبرنا معمر قال سمعت الزهري سئل أتوخذ الجزية ممن ليس من أهل الكتاب قال نعم أخذها رسول ال
صلى ال عليه وسلم من أهل البحرين وعمر من أهل السواد وعثمان من بربر قال واخبرنا معمر عن الزهري أن النبي عليه السلم صالح عبدة الوثان على الجزية إل
من كان منهم من العرب وقبل الجزية من أهل البحرين وكانوا مجوسا قال أبو عمر هذا يدل على أن مذهب ابن شهاب أن العرب ل تؤخذ منهم الجزية إل أن يدينوا بدين
أهل الكتاب وما أعلم أحدا روى هذا الخبر المرسل عن ابن شهاب ال معمرا أعنى قوله صالح رسول ال صلى ال عليه وسلم عبدة الوثان على الجزية إل من كان منهم
B314
TEXT
من العرب فاستثنى العرب وإن كانوا عبدة اوثان من بين سائر عبدة الوثان وبه يقول ابن وهب وذكر ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أنزلت في كفار العرب !>
وقاتلوهم حتى ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل <! وأنزلت في أهل الكتاب !> قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر <! الية قال ابن شهاب فكان أول من
أعطى الجزية من أهل الكتاب أهل نجران فيما علمنا وكانوا نصارى قال ابن شهاب ثم قبل رسول ال صلى ال عليه وسلم من أهل البحرين الجزية وكانوا مجوسا ثم أدى
أهل ايلة وأهل أذرح وأهل اذرعات الى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأقروا له في غزوة تبوك فقال ابن شهاب ثم بعث خالد بن الوليد إلى أهل دومة الجندل وكانوا من
عباد الكوفة فأسر رأسهم أكيدر فقاضاه على الجزية قال ابن شهاب فمن أسلم من اولئك كلهم قبل منه السلم وأحرز له إسلمه نفسه وماله إل الرض لنها كانت من
فيء المسلمين قال ابن وهب وأخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني ابن المسيب ) ( 1أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر وإن عمر ابن
الخطاب أخذها من مجوس السواد وإن عثمان أخذها من بربر وذكر عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن قيس عن الشعبي قال كان أهل السواد ليس لهم عهد فلما أخذ
منهم الخراج كان لهم عهد قال أبو عمر أهل العهد وأهل الذمة سواء وهم أهل العنوة يقرون بعد الغلبة عليهم فيما جعله ال للمسلمين وافاءه عليهم منهم ومن أرضهم فإذا
أقروهم كانوا أهل عهد وذمة تضرب على رؤوسهم الجزية ما كانوا كفارا ويضرب على أرضهم الخراج فيئا للمسلمين لنها مما أفاء ال عليهم ول يسقط الخراج عن
الرض باسلم عاملها فهذا حكم أهل الذمة وهم أهل العنوة الذين غلبوا على بلدهم وأقروا فيها وأما أهل الصلح فإنما عليهم ما صولحوا عليه يؤدونه عن أنفسهم وأموالهم
وأرضهم وسائر ما يملكونه وليس عليهم غيرما صولحوا ) ب ( عليه إل أن ينقضوا فإن نقضوا فل عهد لهم ول ذمة ويعودون حربا إل أن يصالحوا بعد أخبرنا أبو محمد
عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر قال حدثنا
علي بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع بجالة ) ( 1017يقول كنت كاتبا لجزى بن معاوية عم الحنف فأتانا كتاب ) ( 1عمر قبل موته بسنة
أن اقتلوا كل ساحر وساحرة قال ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمان بن عوف ان النبي عليه السلم أخذها من مجوس هجر ورواه أبو معاوية
عن الحجاج بن ارطأه عن عمرو بن دينار عن بجالة بن عبدة قال كنت كاتبا لجزى بن معاوية على منادر فقدم علينا كتاب عمر إن انظر وخذ من مجوس من قبلك الجزية
فإن عبد الرحمان بن عوف أخبرني أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ من مجوس هجر الجزية وحدثنا أبو القاسم حدثنا أحمد بن صالح المقرئ قال حدثنا عبد ال بن
سليمان بن الشعث السجستاني قال حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري قال حدثنا الخضر بن محمد بن شجاع قال حدثنا ) ( 1018هشيم بن بشير عن عمرو عن بجالة بن
عبدة أن عبد الرحمان بن عوف قال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ من مجوس هجر الجزية قال وقال ابن عباس فرأيت منهم رجل أتى النبي عليه السلم فدخل
عليه ومكث عنده ما مكث ثم خرج فقلت ما قضى ال ورسوله قال شر قلت مه قال السلم أو القتل قال ابن عباس فأخذ الناس بقول عبد الرحمان بن عوف وتركوا قولي
قال أبو عمر كان ابن عباس يذهب إلى أن أموال أهل الذمة ل شيء فيها ذكر عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن إبراهيم بن سعد ) ( 1019سأل
ابن عباس وكان عامل بعدن فقال لبن عباس ما في أموال أهل الذمة قال العفو قال أنهم يأمروننا بكذا وكذا قال فل تعمل لهم قلت له فما في العنبر قال إن كان فيه شيء
فالخمس قال أبو عمر قد روى عنه أن العنبر ليس فيه شيء إنما هو شيء دسره البحر ) ( 1020وعلى هذا جمهور العلماء وكان ابن عباس ل يرى في أموال أهل الذمة
شيئا تجروا في بلدهم أو في ) ( 1غير بلدهم أو لم يتجروا ول يرى عليهم غير جزية رؤوسهم وقد أخذ عمر بن الخطاب من أهل الذمة مما كانوا يتجرون به
ويختلفون به إلى مكة والمدينة وغيرهما من البلدان ومضى على ذلك الخلفاء وكان عمر ابن عبد العزيز يامر به عماله وعليه جماعة ) ب ( الفقهاء إل أنهم اختلفوا في
المقدار المأخوذ منهم وكذلك اختلفت الرواية في ذلك عن عمر بن الخطاب رحمه ال فروى مالك عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان يأخذ من
النبط من الحنطة والزيت نصف العشر يريد بذلك أن يكثر الحمل إلى المدينة ويأخذ من القطنية العشر وروى مالك أيضا عن ابن شهاب عن السائب بن
يزيد قال كنت عامل مع عبد ال ) ( 1021بن عتبة بن مسعود على سوق المدينة في زمان عمر بن الخطاب فكان يأخذ من النبط العشر ورواه معمر عن الزهري عن
السائب بن يزيد أن عمر كان يأخذ من أهل الذمة نصف العشر وكذلك روى أنس بن ) ( 1022سيرين عن أنس بن مالك أن عمر كان يأخذ من المسلم ربع العشر ومن
الذمي نصف العشر ومن الحربي إذا دخل من الشام العشر وبهذا يقول الثوري وأبو حنيفة وأصحابه والحسن بن حي ويعتبرون النصاب في ذلك والحول فيأخذون من
الذمي نصف العشر إذا كان معه مائتا درهم ول يؤخذ منه شيء إلى الحول ومن المسلم زكاة ماله الواجبة ربع العشر هذه رواية الشجعي عن الثوري كقول أبي حنيفة
وروى عنه أبو أسامة أن الذمي يؤخذ منه من كل مائة درهم خمسة دراهم فإن نقست من المائة فل شيء عليهم يعتبر النصاب في هذه الرواية كنصاب المسلم قال مالك
يؤخذ من الذمي كلما تجر من بلده إلى غير بلده كما لو تجر من الشام إلى العراق أو إلى مصر من قليل ما يتجر به في ذلك وكثيره كلما تجر ول يراعى في ذلك نصاب
ول حول وأما المقدار المأخوذ فالعشر إل في الطعام إلى مكة والمدينة فإن فيه نصف العشر على ما فعل عمر ول يؤخذ منهم إلمرة واحدة في كل سفرة عند البيع لما
جلبوه فإن لم يبيعوا شيئا ودخلوا بمال ناض لم يؤخذ منهم حتى يشتروا فإن اشتروا أخذ منهم فإن باع ما أشترى لم يؤخذ منه شيء ولو أقام سنين وعبيدهم كذلك إن تجروا
يؤخذ منهم مثل ما يؤخذ من ساداتهم وقال الشافعي ل يؤخذ من الذمي في السنة إل مرة واحدة كالجزية ويؤخذ منهم ما أخذ عمر بن الخطاب من المسلم ربع العشر ومن
الذمي نصف العشر ومن الحربي العشر اتباعا له وهو قول أحمد فإن قال قائل كيف ادعيت الجماع على انه ل يجوز للمسلمين نكاح المجوسيات وقد تزوج بعض
الصحابة مجوسية قيل له هذا ل يصح ول يؤخذ من وجه ثابت وإنما الصحيح وال أعلم عن حذيفة أنه تزوج يهودية وعن طلحة ) ( 1023بن عبيد ال أنه تزوج يهودية
وقد كره ذلك عمر بن الخطاب لحذيفة رضي ال عنهما خشية أن يظن الناس ذلك وروينا عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب كتب إلى حذيفة بن اليمان وهو
بالكوفة وكان نكح امرأة من أهل الكتاب فكتب عمر أن فارقها فإنك بارض المجوس وإني أخشى أن يقول الجاهل قد تزوج صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم كافرة
ويجهل الرخصة التي كانت من ال عز وجل في نساء أهل الكتاب فيتزوجوا نساء المجوس ففارقها حذيفة وإجماع فقهاء المصار على أن نكاح المجوسيات والوثنيات
وما عدا اليهوديات والنصرانيات من الكافرات ل يحل يغني عن الكثار في هذا ذكر عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن قيس بن مسلم عن الحسين ) ( 1ابن محمد بن
علي قال كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم الى مجوس هجر يدعوهم إل السلم فمن أسلم قبل منه ومن أبى كتب عليه الجزية ول توكل لهم ذبيحة ول تنكح لهم امرأة
واختلف العلماء في مقدار الجزية فقال عطاء بن أبي رباح ل توقيت في ذلك وإنما هو على ما صولحوا عليه وكذلك قال يحيى بن آدم وأبو عبيد والطبري إل أن الطبري
قال أقله دينار وأكثره ل حد له إل الجحاف والحتمال قالوا الجزية على قدر الحتمال بغير
توقيت يجتهد في ذلك المام ول يكلفهم ما ل يطيقون إنما يكلفهم من ذلك ما يستطيعون ويخف عليهم هذا معنى قولهم وأظن من ذهب إلى هذا القول يحتج بحديث عمرو
بن عوف الذي قدمنا ذكره في هذا الباب إن رسول ال صلى ال عليه وسلم صالح أهل البحرين على الجزية وبما ذكره محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن أنس أن
النبي صلى ال عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر ) ( 1024دومة فأخذه وأتى به فحقن له دمه وصالحه على الجزية وبحديث السدى عن ابن عباس في مصالحة
رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل نجران ولما رواه معمر عن ابن شهاب أن النبي عليه السلم صالح عبدة الوثان على الجزية إل ما كان من العرب ول نعلم أحدا
روى هذا الخبر بهذا اللفظ عن ابن شهاب إل معمرا وقال الشافعي المقدار في الجزية دينار على الغني والفقير من الحرار البالغين ل ينقص منه شيء وحجته في ذلك أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فأمره أن يأخذ من كل حالم دينارا في الجزية وهو المبين عن ال عز وجل مراده = صلى ال عليه وسلم وبهذا قال
أبو ثور قال الشافعي وإن صولحوا على أكثر من دينار جاز وإن زادوا وطابت بذلك أنفسهم قبل منهم وإن صولحوا على ضيافة ثلثة ايام جاز إذا كانت الضيافة معلومة
في الخبز والشعير والتبن والدام وذكر على الوسط من ذلك وما على الموسر ) ( 1وذكر موضع النزول والكن من البر والبحر ول يقبل من غني ول فقير أقل من دينار
لنا لم نعلم أن النبي عليه السلم صالح أحدا على أقل من دينار وقال في موضع آخر أخذ عمر الجزية من أهل الشام إنما كان على وجه الصلح فلذلك اختلفت ضرائبه ول
بأس بما صولح عليه أهل الذمة حدثنا عبد ال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا عبد
ال ) ( 1025بن محمد النفيلي حدثنا أبو معاوية عن العمش عن أبي وائل عن معاذ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل حالم
يعني محتلما دينارا أو عدله من المعافر ثياب تكون باليمن هكذا قال أبو معاوية في هذا الحديث عن العمش عن أبي وائل عن معاذ وإنما هو عن أبي وائل عن مسروق
عن معاذ حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن سليمان العمش عن أبي وائل عن
مسروق قال بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذا إلى اليمن فأمره أن يأخذ من كل حالم في كل عام دينارا أو عدله معافر ومن البقر من كل ثلثين بقرة تبيعا ومن
كل أربعين مسنة وهكذا رواه شعبة وجماعة عن العمش كما رواه أبو عوانة بإسناده هذا وهو حديث صحيح وكذلك رواه عاصم ) ( 1026بن بهدلة عن أبي وائل عن
مسروق عن معاذ وقال مالك أربعة دنانير على أهل الذهب وأربعون درهما على أهل الورق للغني والفقير سواء ل يزاد ول ينقص على ما فرض عمر ل يؤخذ منهم
غيره وقال أبو حنيفة وأصحابه والحسن بن حي وأحمد بن حنبل اثنا عشر وأربعة وعشرون وثمانية وأربعون وقال الثوري جاء عن عمر بن الخطاب في ذلك ضرائب
مختلفة فللوالي أن يأخذ بأيها شاء إذا كانوا ذمة وأما أهل الصلح فما صولحوا عليه ل غير
قال ابو عمر روى مالك عن نافع عن أسلم ) ( 1027ان عمر بن الخطاب ضرب الجزية على أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الورق أربعون درهما مع ذلك أرزاق
B314
TEXT
المسلمين وضيافة ثلثة ايام وروى إسرائيل ) ( 1028عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب أن عمر بعث عثمان بن حنيف ) ( 1029فوضع الجزية على أهل
السواد ثمانية واربعين وأربعة وعشرين واثنى عشر وذكر عبد الرزاق عن الثوري قال ذكرت عن عمر ضرائب مختلفة على أهل الذمة الذين أخذوا عنوة قال الثوري
وذلك ) ( 1الى الوالي يزيد عليهم بقدر يسرهم ويضع عنهم بقدر حاجتهم وليس لذلك وقت ولكن ينظر في ذلك الوالي على قدر ما يطيقون فأما ما لم يؤخذ عنوة حتى
صولحوا صلحا فل يزاد عليهم شيء على ما صولحوا عليه والجزية على ما صولحوا عليه من قليل أو كثير في أرضهم وأعناقهم وليس في أموالهم زكاة وأجمع العلماء
على أن ل زكاة على أهل الكتاب ول المجوس في شيء من مواشيهم ول زرعهم ول ثمارهم إل أن من العلماء من رأى تضعيف الصدقة على بني تغلب دون جزية وهو
فعل عمر بن الخطاب فيما رواه أهل الكوفة وممن ذهب إلى تضعيف الصدقة على بني تغلب دون جزية الثوري وأبو حنيفة والشافعي واصحابهم وأحمد بن حنبل قالوا
يؤخذ منهم من كل ما
يؤخذ من المسلم مثل ما يؤخذ من المسلم حتى في الركاز يؤخذ منهم خمسان وما يؤخذ من المسلم فيه العشر أخذ منهم عشران وما أخذ من المسلم فيه ربع العشر أخذ
منهم نصف العشر ويجرى ذلك على أموالهم ونسائهم ورجالهم بخلف الجزية وقال زفر ل شيء على نساء بني تغلب في اموالهم وليس عن مالك في هذا شيء
منصوص ومذهبه عند أصحابه أن بني تغلب وغيرهم سواء في أخذ الجزية منهم وقد جاء عن عمر أنه إنما فعل ذلك بهم على أن ل ينصروا أولدهم وقد فعلوا ذلك فل
عهد لهم كذلك قال داود بن كردوس وهو راوية حديث عمر في بني تغلب قال أبو عمر قد عم ال أهل الكتاب في أخذ الجزية منهم فل وجه لخراج بني تغلب عنهم
وأجمع العلماء على أن الجزية إنما تضرب على البالغين من الرجال دون النساء والصبيان وأجمعوا أن الذمي إذا أسلم فل جزية عليه فيما يستقبل واختلفوا فيه إذا أسلم في
بعض الحلول أو مات قبل ان يتم حوله فقال مالك إذا أسلم الذمي سقط عنه كل ما لزمه من الجزية لما مضى وسواء اجتمع عليه حول او أحوال وهو قول أبي حنيفة
وأصحابه وعبيد ال ) ( 1030بن الحسين وقال أبو حنيفة إذا انقضت السنة ولم يؤخذ منه شيء ودخلت سنة اخرى لم يؤخذ منه شيء لما مضى وقال أبو يوسف ومحمد
يؤخذ منه وقال الشافعي وابن شبرمة ) ( 1031إذا أسلم في بعض السنة أخذ
منه بحساب قال الشافعي ) ( 1فإن أفلس فالمام غريم من الغرماء وقول أحمد بن حنبل في المسألة كقول مالك وهو الصواب إن شاء ال والحمد ل
#حديث سابع لجعفر بن محمد مرسل مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وهذا الحديث في الموطأ عن مالك
مرسل عند جماعة رواته وقد روى عنه مسندا حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا محمد بن عبد ال القاضي حدثنا حامد بن محمد بن هارون الحضرمي حدثنا الحسين بن
منصور الدباغ حدثنا عثمان بن خالد المدني العثماني ) ( 1032حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قصي
بشاهد ويمين هكذا حدث به عثمان بن خالد المدني عن مالك بإسناده هذا مسندا والصحيح فيه عن مالك انه مرسل في روايته وقد تابع عثمان بن خالد العثماني على روايته
هذه في هذا الحديث عن مالك إسماعيل ) ( 1033بن موسى الكوفي فرواه أيضا عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ورواه محمد بن عبد الرحمان بن رداد
ومسكين ابن بكير ) ( 1034كلهما عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
على أن النبي عليه السلم قضى باليمين مع الشاهد والصحيح عن مالك ما في الموطأ وروى أبو حذافة عن مالك في هذا الباب حديثا منكرا عن نافع عن ابن عمر عن
النبي عليه السلم حدثناه خلف ابن القاسم حدثنا الحسن بن علي المطرز حدثنا أحمد بن الحسن ابن هارون حدثنا أبو حذافة مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى ال
عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وقد اسنده عن جعفر بن محمد جماعة حفاظ وزيادة الحافظ مقبولة فممن أسنده عبيد ال بن عمر وعبد الوهاب الثقفي ومحمد بن عبد
الرحمان بن رداد المدني ويحيى بن سليم وإبراهيم بن أبي حية ورواه ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسل كما رواه مالك وكذلك رواه الحكم بن عتيبة وعمرو
بن دينار جميعا عن محمد ابن علي مرسل فاما حديث عبيد ال بن عمر فحدثناه عبد الرحمان ) ( 1035بن عبد ال بن خالد قال حدثنا أبو الحسن ) ( 1036علي بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ البغدادي قال حدثنا أبو الحسن علي ابن الحسن ) ( 1القافلني قال حدثنا أبو همام عبد ال بن عبد السلم قال حدثنا عبيد ال بن عبد المجيد الحنفي
قال حدثنا عبيد ال ) ب ( بن عمر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد ال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد
ورواه محمد ) ( 1037بن عيسى بن سميع عن عبيد ال بن عمر مثله سواء وأما حديث الثقفي فحدثناه عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو
جعفر محمد بن داود بن سليمان المنقري قال حدثنا مسدد وعبد ال بن عبد الوهاب الحجبي ومحمد بن المثنى أبو موسى قالوا حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد ال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وحدثنا أبو عبد ال محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا محمد
ابن يحيى قال حدثنا محمد بن أيوب الرقى قال حدثنا أحمد بن عمرو البصري البزار قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قال حدثنا
جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وحدثني أبو عمر أحمد بن عبد ال بن محمد بن علي قال حدثنا الميمون بن
حمزة الحسيني قال حدثنا أبو جعفر الطحاوي قال حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي قال أخبرنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وكذلك رواه جماعة عن الشافعي منهم أحمد بن عمرو ) ( 1038بن السرح والحسن بن محمد ) ( 1039
الزعفراني والربيع بن سليمان المرادي وأما حديث يحيى بن سليم فحدثني به أحمد بن محمد بن
أحمد قال حدثنا محمد بن معاوية بن عبد الرحمان قال حدثنا ابو يعقوب إسحاق بن أحمد البغدادي بمصر قال حدثنا إسحاق بن حاتم العلف قال حدثنا يحيى بن سليم عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد ال أن النبي صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وروى هذا الحديث عن يحيى بن سليم أيضا عبد الوهاب الوراق )
( 1040فاخطأ فيه جعله عن يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي عن النبي صلى ال عليه وسلم وإنما شبه عليه لن في االحديث عن جعفر بن محمد
عن أبيه قال وقضى بها على بين أظهركم يا اهل الكوفة وأما حديث ابن رداد فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا محمد ابن أيوب بن
حبيب قال حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار قال حدثنا بشر ) ( 1041بن معاذ العقدي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمان بن رداد قال حدثنا جعفر بن محمد عن
أبيه عن جابر ان النبي عليه السلم قضى باليمين مع الشاهد هكذا ذكره البزار وذكره الدارقطني على وجهين فقال حدثنا أحمد ابن المطلب حدثنا القاسم بن زكريا )
( 1042المقرئ حدثنا بشر ابن معاذ حدثنا محمد بن عبد الرحمان ) ( 1043بن رداد قال أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي أن النبي صلى
ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد هكذا قال عن أبيه عن جده عن علي وجعله له عن جعفر قال وحدثنا أحمد بن المطلب أيضا قال حدثنا القاسم بن زكريا حدثنا بشر
بن معاذ حدثنا محمد بن عبد الرحمان عن مالك عن جعفر بن محمد مثله فجعله لبن رداد عن مالك بإسناد واحد وفي ذلك ما ل يخفى وأما حديث إبراهيم بن أبي حية
فحدثناه أحمد بن محمد قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا إسحاق بن أحمد البغدادي بمصر قال حدثنا داود بن حماد البلخي قال حدثنا إبراهيم بن أبي حية عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن جابر بن عبد ال قال جاء جبريل الى النبي صلى ال عليه وسلم فأمره أن يقضي باليمين مع الشاهد فهذا ما في حديث جعفر بن محمد وإرساله أشهر
وفي اليمين مع الشاهد آثار متواترة حسان ثابتة متصلة أصحها إسنادا وأحسنها حديث ابن عباس وهو حديث لمطعن لحد في إسناده ول خلف بين أهل المعرفة
بالحديث في أن رجاله ثقات رواه سيف بن سليمان عن قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ورواه محمد بن مسلم الطائفي عن عمر بن دينار عن ابن عباس
وقال يحيى القطان سيف ابن سليمان ثبت ما رأيت أحفظ منه وقال النسائي هذا إسناد جيد سيف ثقة وقيس ثقة حدثنا أبو عثمان سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني سيف بن سليمان المكي قال أخبرني قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن
عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا محمد بن داود بن سليمان المنقري قال حدثنا
أبو كريب محمد بن العلء قال حدثنا زيد بن الحباب عن سيف بن سليمان عن قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس إن النبي صلى ال عليه وسلم
قضى اليمين مع الشاهد وحدثني أحمد بن محمد قال حدثنا محمد قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا إسحاق بن أحمد قال حدثنا الحسن ) ( 1044بن شاذان قال حدثنا
بن الحباب قال حدثنا سيف ابن سليمان عن قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أن النبي صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وأخبرنا أحمد بن عبد
ال قال حدثنا الميمون بن حمزة قال حدثنا الطحاوي قال حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي وحدثنا عبد الوارث ابن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح
قال حدثنا عبد الرحمان ) ( 1045بن يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد قال حدثنا عبد ال ) ( 1046بن الحرث قال حدثنا سيف بن سليمان ) ( 1047عن قيس بن سعد
) ( 1048عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد الواحد قال عمرو في الموال خاصة وأخبرنا محمد بن
إبراهيم
وإبراهيم بن شاكر قال أخبرنا محمد بن احمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن أيوب الرقى قال حدثنا أحمد بن عمر البزار قال حدثنا داود بن سليمان الخراز ) ( 1قال حدثنا
عبد ال بن الحرث المخزومي قال حدثنا سيف بن سليمان قال حدثنا قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أن النبي صلى ال عليه قضى باليمين مع الشاهد قال
أحمد بن عمرو وحدثناه عبدة ) ( 1049ابن عبد ال ورزق ال ) ( 1050بن موسى قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا سيف بن سليمان عن قيس بن سعد عن عمرو
B314
TEXT
ابن ابن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قضى باليمين مع الشاهد قال أحمد بن عمرو بن دينار في الموال خاصة قال أبو عمر خرج مسلم حديث
ابن عباس هذا قال أبو بكر البزار سيف بن سليمان وقيس بن سعد ثقتان ومن بعدهما يستغنى عن ذكرهما لشهرتهما في الثقة والعدالة وأخبرنا خلف بن سعيد قال حدثنا
عبدال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد واخبرنا عبد ال بن محمد ابن أسد قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو حذيفة قال
حدثنا محمد بن مسلم الطائفي وذكر عبد الرزاق قال أخبرنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم انه قضى باليمين
مع الشاهد ورواه أبو هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم حدثنا
أبو زيد عبد الرحمان بن يحيى قال حدثنا أبو محمد عبد ال بن محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهي بمكة قال حدثنا أبو يحيى عبد ال بن أحمد بن أبي مسرة قال حدثنا
أحمد بن محمد الزرقي ) ( 1قال حدثنا الدراوردي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم
قضى باليمين مع الشاهد قال الدراوردي ثم أتيت سهيل فسألته عن هذا الحديث فقال حدثني ربيعة عني عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه ثم ذكره قال أبو عمر نسى
سهيل حديثه هذا ثم حمله الورع على أن يحدث به عن ربيعة عن نفسه ولم يمل إلى أذكار ربيعة إياه بذلك فكان يقول حدثني ربيعة إني حدثته عن أبي هريرة عن النبي
عليه السلم بهذا الحديث ولم يقل هذا عن سهيل أحد إل الدراوردي في رواية بعض الرواة عنه فيما علمت وقد رواه جماعة حفاظ عن ربيعة لم يقولوا فيه ما قاله
الدراوردي على أنه قد رواه جماعة عن الدراروردي فلم يذكروا ذلك وقد عرض ذلك لجماعة من العلماء نسوا ما حدثوا به ثم رووه عمن رواه عنهم عن أنفسهم ولو
تقصينا ذلك وذكرناه خرجنا عن حد ما قصدنا له فمن ذلك ما حدثنا ) ب ( به عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا يحيى
بن معين قال حدثنا معمر قال حدثني أبي قال حدثتني أنت عن الحسن قال ويح كلمة رحمة قال وحدثنا يحيى بن معين قال حدثنا معتمر قال حدثني أبي قال حدثتني أنت
يعني معتمرا عن عبيد ال بن عمر قال إنما كسر عمر النبيذ من شدة حلوته قال قال معتمر فاما أنا فل أحفظه وحفظه أبي عنى أخبرنا أحمد
ابن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى بن مجاهد المقرئ قال حدثنا عباس بن محمد الدوري قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال
قال لي أبي أنت حدثتني عني عن فلن أنه قال ويح باب رحمة قال أبو عمر فهذا سليمان التيمي قد عرض له كالذي عرض لسهيل إن صح ما ذكر الدراوردي ونسيان
سهيل وغيره له ل يقدح في شيء منها لن العدل إذا روى خبرا عن عدل مثله حتى يتصل لم يضر الحديث أن ينساه احدهم لن الحجة حفظ من حفظ وليس النسيان بحجة
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمان ) ( 1051بن علي قال حدثنا أبو الحسين محمد بن العباس الحلبي قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد ال الطائي قال حدثنا محمد )
( 1052بن عوف الطائي قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا الدراوردي عن ربيعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم قضى
باليمين مع الشاهد وحدثنا أبو العباس أحمد بن قاسم المقرئ قال حدثنا أبو حفص عمر ) ( 1053بن إبراهيم المقرئ الكندي ببغداد
قال حدثنا عبد ال ) ( 1054بن محمد البغوي قال حدثنا الصلت بن مسعود ) ( 1055الجحدري قال حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال حدثنا ربيعة بن أبي
عبد الرحمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد بن داود بن سليمان قال حدثنا عبد ال بن عبد الوهاب الحجبي قال حدثنا أنس بن عياض أبو ضمرة عن ربيعة بن أبي عبد الرحمان عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن
وضاح قال حدثنا ) ( 1056سحنون ابن سعيد قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا سليمان بن بلل عن ربيعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى
ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وأخبرنا خلف بن القاسم الحافظ قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم الديلي قال حدثنا محمد ) ( 1057بن علي بن زيد الصائغ قال حدثنا عبد ال بن مسلمة القعنبي وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا
) ( 1058بن داود قال حدثنا أحمد ) ( 1059بن عيسى قال حدثنا عبد ال بن وهب قال جميعا أخبرنا سليما بن بلل عن ربيعة بن أبي عبد الرحمان عن سهيل بن أبي
صالح عن أبيه عن أبي هريرة إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي
الحلبي بدمشق قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن عيسى الزهري قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن سليمان بن بلل عن ربيعة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن
النبي صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد الواحد ورواه زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن زيد بن ثابت وهو خطأ والصواب عن أبيه عن
أبي هريرة أخبرنا أحمد بن عبد ال قال حدثنا الميمون بن حمزة ابن عبد ال الحسيني قال حدثنا أحمد بن محمد بن سلمة بن جعفر الطحاوي قال حدثنا بحر ) ( 1060
بن نصر قال حدثنا ابن
وهب قال حدثنا عثمان ) ( 1061بن الحكم عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن زيد بن ثابت ) ( 1062عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قضى
باليمين مع الشاهد قال الطحاوي سألني عنه النسائي وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا محمد ابن داود قال حدثنا أحمد بن عيسى وبحر بن نصر قال حدثنا عبد
ال بن وهب عن عثمان بن الحكم المدني عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن زيد بن ثابت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع
الشاهد قال أبو عمر زهير بن محمد عندهم سيء الحفظ كثير الغلط ل يحتج به وعثمان بن الحكم ليس بالقوى والصواب في حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وبال
التوفيق وقد رواه حماد بن سلمة عن سهيل وهو غريب من حديث حماد أخبرنا خلف بن القاسم وعلي بن إبراهيم قال أخبرنا الحسن بن رشيق قال حدثنا محمد بن القاسم
ابن محمد بن عبد الرزاق الجمحي بمكة قال حدثنا أحمد بن محمد ) ( 1063بن أبي بزة المؤذن قال حدثنا المؤمل ) ( 1064بن إسماعيل
قال حدثنا حماد بن سلم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم باليمين مع الشاهد قال أبو عمر ل أعلمه روى عن
حماد بن سلمة بغير هذا السناد وهو غير محفوظ من حديث حماد بن سلمة وال أعلم وقد روى عن أبي هريرة من غير حديث سهيل أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن عبد
الرحمان القرشي قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن العباس الحلبي قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد ال الطائي بحمص قال حدثنا محمد بن عوف الطائي قال حدثنا ابن
المبارك قال حدثنا المغيرة ) ( 1065بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن العرج ) ( 1066عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم عليه قضى باليمين مع
الشاهد قال ابن المبارك وحدثنا الدراوردي عن محمد بن عجلن ) ( 1067عن أبي الزناد أن عمر بن عبد العزيز وشريحا ) ( 1068قضيا باليمين مع الشاهد
قال أبو عمر المغيرة بن عبد الرحمان انفرد برواية هذا الحديث عن أبي الزناد بإسناده المذكور ولم يتابع عليه أخبرني أبو عمر احمد بن محمد بن أحمد بن سعيد قال
حدثنا أبو بكر محمد بن معاوية القرشي قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد البغدادي بمصر قال حدثنا الحسن بن عرفة أبو على قال حدثنا عبد ال ) ( 1069بن
إبراهيم الغفاري أبو محمد المدني عن عبدالرحمن ) ( 1070بن زيد بن أسلم عن سعيد بن أبي ) ( 1071سعيد المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم
قضى باليمين مع الشاهد ورواه عمارة بن حزم عن النبي صلى ال عليه وسلم أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو يحيى ابن أبي مسرة
قال أخبرنا مروان بن سلم اليزيدي قال أخبرنا معن ابن عيسى القزاز قال أخبرنا عبد العزيز ) ( 1072بن المطلب عن عبد ال بن عمر بن عبد العزيز عن شرحبيل )
( 1073بن معين بن سعد بن عبادة قال كتاب وجدته في كتب سعد بن عبادة أن عمارة ابن حزم شهد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع
الشاهد ورواه سعد ) ( 1074بن عبادة عن النبي صلى ال عليه وسلم أخبرنا أبو القاسم يعيش بن سعيد بن محمد وابو القاسم عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن داود المنقري قال حدثنا محمد ) ( 1075بن يحيى النيسابوري قال حدثنا إبراهيم بن محمد المدني قال حدثنا إسماعيل بن
أبي أويس قال حدثني أبي قال حدثنا عمرو ) ( 1076ابن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع
الشاهد وأخبرنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا القعنبي قال حدثنا سليمان بن بلل عن ربيعة
عن إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة عن أبيه أنهم وجدوا في كتب سعد بن عبادة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد الواحد وحدثنا
خلف قال حدثنا عبد ال قال حدثنا احمد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني أبي عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد
بن عبادة عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد الواحد في الحقوق أخبرنا أحمد بن قاسم بن عيسى قال أخبرنا عمر بن إبراهيم
المقرئ قال حدثنا ) ( 1البغوي قال حدثنا
الصلت بن مسعود قال حدثنا عبد العزيز الدراوردي قال حدثنا ربيعة بن أبي عبد الرحمان عن ابن لسعد بن عبادة قال وجدنا في كتب سعد بن عبادة أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وذكر ابن وهب في موطاه عن سليمان بن بلل عن ربيعة قال أخبرني إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة عن أبيه أنه
وجدوا في كتاب سعد بن عبادة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد الواحد قال ابن وهب وحدثني ابن لهيعة ونافع ) ( 1077بن يزيد عن عمارة
) ( 1078بن غزية عن سعيد ) ( 1079بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة أنه وجد في كتب ابائه هذا ما رفع أو ذكر عمرو ( 01080بن حزم
والمغيرة بن شعبة قال بينما نحن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل رجلن يختصمان مع أحدهما شاهد له على حقه فجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يمين
B314
TEXT
صاحب الحق مع شاهده فاقتطع بذلك حقه ورواه عبد ال بن عمرو بن العاصي عن النبي صلى ال عليه وسلم أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا محمد بن سليمان بن داود قال حدثنا عمرو ) ( 1081بن محمد الناقد قال حدثنا إسماعيل بن عبد ال ) ( 1082بن خالد الرقي قال حدثني مطرف بن مازن عن
ابن جريح عن عمرو ابن شعيب ) ( 1083عن أبيه عن جده أن النبي صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد أخبرني احمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا محمد بن
معاوية قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد البغدادي قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا أبو جعفر ) ( 1084النفيلي قال حدثني محمد بن عبد ال بن عبيد بن
عمير الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى ال عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا الحسن بن علي الشناني قال حدثنا أبو جعفر النفيلي قال حدثنا محمد بن عبد ال بن عبيد بن عمير عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد ورواه سرق ) ( 1085رجل من أصحاب النبي صلى
ال عليه وسلم عن النبي عليه السلم حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن سليمان بن داود المنقري قال حدثنا عبد ال ) ( 1086بن
محمد بن أسماء قال حدثنا جويرية ) ( 1087بن أسماء عن يزيد بن عبد ال عن رجل من أهل مصر أحسبه ابن البيلماني عن سرق أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قضى باليمين مع الشاهد الواحد وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا محمد بن أيوب قال حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق قال حدثنا محمد )
( 1088بن معمر قال حدثنا يحيى ) ( 1089بن حماد قال جويرية بن أسماء وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمان القرشي قال أخبرنا إبراهيم بن بكر بن عمران قال
حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الزدي الحافظ الموصلي قال حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجرادي والحسن بن محمد بن سعيد النصاري وعبد ال بن زياد
الشعراني وأبو عروبة الحراني ) ( 1090قالوا حدثنا يحيى ) ( 1091ابن حكيم المقوم قال حدثنا ابو قتيبة ) ( 1092مسلم بن قتيبة قال حدثنا جويرية بن اسماء عن
عبد ال ) ( 1093بن يزيد مولى المنبعث عن رجل عن سرق أن النبي صلى ال عليه وسلم قضى بشهادة رجل مع يمين الطالب وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن غالب التمتام قال حدثنا سهل ) ( 1094بن بكار قال حدثنا جويرية بن أسماء عن عبد ال بن يزيد مولى المنبعث عن رجل من
المصريين عن رجل كان بين أظهرهم من اصحاب النبي عليه السلم يقال له سرق أن النبي صلى ال عليه وسلم قضى بيمين وشاهد وأخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا
محمد بن معاوية قال حدثنا إسحاق بن أحمد قال حدثنا الحسن بن شاذان الواسطي قال حدثنا يزيد بن
هارون قال حدثنا جويرية بن أسماء عن عبد ال بن يزيد مولى المنبعث عن رجل من أهل مصر عن سرق مولى النبي صلى ال عليه وسلم أن النبي صلى ال عليه وسلم
قضى باليمين مع الشاهد وقال مرة أخرى قضى بشهادة رجل ويمين الطالب قال أبو عمر أصح إسناد لهذا الحديث إسناد حديث ابن عباس وأما حديث أبي هريرة وحديث
جعفر بن محمد وغيرها فحسان وإنما ذكرنا في هذا الباب الثار المرفوعة ل غير ولو ذكرنا السانيد عمن قضى بذلك من الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين لطال ذلك
وممن روى عنه القضاء باليمين مع الشاهد منصوصا من الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي بن كعب وعبد ال بن عمر وإن كان في السانيد عنهم ضعف فإنا
لم نذكرهم على سبيل الحجة لن الحجة قد لزمت بالسنة الثابتة ول تحتاج السنة الى من يتابعها لن من خالفها محجوج بها ولم يأت عن أحد من الصحابة أنه أنكر اليمين
مع الشاهد بل جاء عنهم القول به وعلى القول به جمهور التابعين بالمدينة سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمان والقاسم ) ( 1095بن محمد وعروة وسالم وأبو
بكر بن عبد الرحمان وعبيد ال بن عبد ال وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار وعلي بن حسين وأبو جعفر محمد بن علي وأبو الزناد وعمر بن عبد العزيز ولم يختلف
عن واحد من هؤلء في ذلك إل عروة فإنه اختلف فيه عنه وكذلك اختلف فيه عن ابن
شهاب فقال معمر سألت الزهري عن اليمين مع الشاهد فقال هذا شيء احدثه الناس ل بد من شهيدين وقد روى عنه أنه أول ما ولى القضاء حكم بشاهد ويمين وبه قال
مالك وأصحابه والشافعي وأتباعه وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وأبو عبيد وأبو ثور وداود بن علي وجماعة أهل الثر هو الذي ل يجوز عندي ) ( 1خلفه لتواتر
الثار به عن النبي صلى ال عليه وسلم وعمل أهل المدينة به قرنا بعد قرن وقال مالك رحمه ال يقضي باليمين مع الشاهد في كل البلدان ولم يحتج في موطاه لمسألة
غيرها ولم يختلف عنه في القضاء باليمين مع الشاهد ول عن أحد من أصحابه بالمدينة ومصر وغيرها ول يعرف المالكيون في كل بلد غير ذلك من مذهبهم ال عندنا
بالندلس فإن يحيى بن يحيى تركه وزعم أنه لم ير الليث بن سعد يفتى به ول يذهب اليه وخالف يحيى مالكا في ذلك مع خلفه السنة والعمل بدار الهجرة وقد كان مالك
يقول ل يقضى بالعهدة في الرقيق إل بالمدينة خاصة أو على من اشترطت عليه ويقضي باليمين مع الشاهد الواحد في كل بلد وقد أفرد الشافعي رحمه ال لذلك كتابا بين
فيه الحجة على من رده وأكثر من ذلك أصحابه وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري والوزاعي ل يقضي باليمين مع الشاهد الواحد وهو قول عطاء والحكم بن عتيبة
وطائفة وزعم عطاء ان أول من قضى به عبد الملك بن مروان وهذا غلط وظن ل يغنى من الحق شيئا وليس من نفى وجهل كمن اثبت وعلم وقد ذكرنا من سمينا من
الصحابة والتابعين وليس فيهم من يدع علمه لعبد الملك بن مروان وقد ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة أن مروان قضى بشهادة ابن عمر وحده لنبي
صهيب يعني مع إيمانهم وزعم بعض من رد اليمين مع الشاهد أن الحديث المروي فيه منسوخ
بقول ال عز وجل !> فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان <! قالوا ولم يقل فإن لم يكن رجل وامرأتان فشهادة ويمين ومن حجتهم أيضا أن اليمين إنما جعلت للنفي ل
للثبات وجعلها النبي صلى ال عليه وسلم على المدعى عليه فل سبيل للمدعى اليها قال أبو عمر وفي هذا اغفال شديد وذهاب عن طريق النظر والعلم وما في قول عز
وجل !> واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان <! ما يرد به قضاء رسول ال صلى ال عليه وسلم في اليمين مع الشاهد وإنما في هذا ان
الحقوق يتوصل الى أخذها بذلك وليس في الية أنه ل يتوصل اليها ول تستحق إل بما ذكر فيها ل غير واليمين مع الشاهد زيادة حكم على لسان رسول ال صلى ال عليه
وسلم كنهيه عن نكاح المرأة على عمتها وعلى خالتها مع قول ال !> وأحل لكم ما وراء ذلكم <! وكنهيه صلى ال عليه وسلم عن أكل لحوم الحمر وكل ذي ناب من
السباع مع قول ال عز وجل !> قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه <! الية وكالمسح على الخفين والقرآن إنما ورد بغسل الرجلين أو مسحهما ومثل هذا
كثير ولو جاز ان يقال أن القرآن نسخ حكم رسول ال باليمين مع الشاهد لجاز أن يقال أن القرآن في قوله عز وجل !> وأحل ال البيع وحرم الربا <! وفي قوله !> إل أن
تكون تجارة عن تراض منكم <! ناسخ لنهيه صلى ال عليه وسلم عن المزابنة وبيع الغرر وبيع ما لم يخلق الى سائر ما نهى عنه في البيوع ولجاز أن يقال ان قول ال
عز وجل !> خذ من أموالهم صدقة <! ناسخ لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ل صدقة في الخيل والرقيق وهذا ل يسوغ لحد لن السنة مبينة للكتاب زائدة عليه ما
أذن ال لرسوله صلى ال عليه وسلم في الحكم به ولو
جاز ذلك لرتفع البيان وال ) ( 1عز وجل يقول !> وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم <! وال عز وجل يفترض في كتابه وعلى لسان رسوله ما شاء وقد أمر
ال بطاعة رسوله أمرا مطلقا وأخبر أنه ل ينطق عن الهوى أن هو إل وحي يوحى وقال صلى ال عليه وسلم أوتيت الكتاب ومثله معه وقال عز وجل !> واذكرن ما يتلى
في بيوتكن من آيات ال والحكمة <! قالوا القرآن والسنة ومن القياس والنظر أنا ) ب ( وجدنا اليمين أقوى من المرأتين لنهما ل مدخل لهما في اللعان واليمين تدخل في
اللعان ولما اثبت أن يحكم بشهادة امرأتين ورجل في الموال كان كذلك اليمين مع شهادة رجل وفي الصول ان من قوى سببه حلف واستحق ال ترى أن الشيء إذا كان
في يد أحد حلف صاحب اليد فكذلك الشاهد الواحد وما ذكروا من أن الزيادة من حكم النبي عليه السلم منسوخة بآية الدين ينتقض عليهم بالقرار والنكول ومعاقر القمط
وإنصاب اللبن والجذوع الموضوعة في الحيطان فإنهم قد حكموا بكل ذلك وليس مذكورا في الية فإذا استجازوا أن يستحسنوا ويزيدوا على النص ذلك كله استحسانا
فكيف ينكرون الزيادة عليه بالخبار الثابتة عن النبي صلى ال عليه وسلم وعن الخلفاء وجمهور العلماء وصحيح الثر والنظر والمر في هذا أوضح من أن يحتاج فيه
إلى اكثار وفيما ذكرنا منه كفاية لمن فهم وبال التوفيق أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال حدثنا علي بن سعيد الرازي قال حدثنا
محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا خالد بن إياس بن معاوية أجاز شهادة عاصم الجحدري وحده يعني مع
يمين الطالب وذكر إسماعيل قال حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن شريحا أجاز شهادة رجل واحد مع يمين الطالب قال وحدثنا سليمان
حدثنا حماد حدثنا عبد المجيد بن وهب قال شهدت يحيى بن معمر قضى بذلك قال وحدثنا إبراهيم الهروي أخبرنا هشيم أخبرنا حصين عن عبد ال بن عتبة بن مسعود
مثله قال وأخبرنا أبو موسى حدثنا محمد ابن عبد ال ) ( 1096النصاري حدثنا الشعث عن الحسن مثله فهؤلء قضاة أهل العراق أيضا يقضون باليمين مع الشاهد في
زمن الصحابة وصدر المة وحسبك به عمل متوارثا بالمدينة قال إسماعيل بن إسحاق حدثنا إبراهيم الهروي قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا المغيرة عن الشعبي قال أهل
المدينة يقولون شهادة الشاهد ويمين الطالب وقال مالك يحلف مع شهادة المرأتين لنهما بمنزلة الرجل فلما حلف مع الرجل حلف معهما وقال الشافعي ل يمين إل مع
الشاهد الواحد العدل في الموال خاصة إن شاء ال وال الموفق للصواب
#حديث ثامن لجعفر بن محمد مرسل مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم غسل في قميص هكذا رواه سائر رواة الموطأ مرسل إل
سعيد بن عفير فإنه جعله عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عائشة فإن صحت روايته فهو متصل والحكم عندي فيه أنه مرسل عند مالك لرواية الجماعة له عن
مالك كذلك ال انه حديث مشهور عند أهل السير والمغازي وسائر العلماء وقد روى مسندا من حديث عائشة من وجه صحيح والحمد ل ورواه الوحاظي ) ( 1097عن
B314
TEXT
مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي عليه السلم غسل في قميص وكذلك رواه الباغندي ) ( 1098عن إسحاق بن عيسى الطباع عن مالك عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن جابر إل أنه خولف الباغندي في ذلك عن إسحاق فأما الموطأ فهو فيه مرسل إل في رواية سعيد بن عفير فإنه رواه في الموطأ عن مالك عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن عائشة وهو صحيح عن عائشة من رواية غير مالك أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال
حدثنا عبيد بن عبد الواحد قال حدثنا أحمد ) ( 1099بن محمد بن ايوب قال حدثنا إبراهيم بن سعد ) ( 1100عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد ال بن
الزبير عن عائشة هكذا قال ) ( 1وأخبرنا عبد ال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا النفيلي حدثنا محمد ) ( 1101بن سلمة عن محمد ) ( 1102ابن
إسحاق قال حدثني يحيى ) ( 1103بن عباد عن أبيه عباد بن عبد ال بن الزبير قال سمعت عائشة ونقول لما أرادوا غسل رسول ال صلى ال عليه وسلم قالوا وال ما
ندري أنجرد رسول ال صلى ال عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه فلما اختلفوا القى ال عليهم النوم حتى ما منهم رجل إل وذقنه في صدره ثم
كلمهم مكلم من ناحية البيت ل يدرون من هو أن اغسلوا النبي صلى ال عليه وسلم وعليه ثيابه فقاموا الى رسول ال فغسلوه وعليه قميصة يصبون الماء فوق القميص
ويدلكونه
بالقميص دون أيديهم وكانت عائشة تقول لو استقبلت من أمري ما استدبرته ما غسله إل نساؤه قال أبو عمر السنة في الحي والميت تحريم النظر الى عورتهما وحرمة
المؤمن ميتا كحرمته حيا في ذلك ول يجوز لحد أن يغسل ميتا إل وعليه ما يستره فإن غسل في قميصه فحسن وإن ستر وجرد عنه قميصه وسجى بثوب غطى به رأسه
وسائر جسمه الى أطراف قدميه فحسن وإل فأقل ما يلزم من ستره أن تستر عورته ويستحب العلماء أن يستر وجهه بخرقة وعورته باخرى لن الميت ربما تغير وجهه
عند الموت لعلة أو دم وأهل الجهل ينكرون ذلك ويتحدثون به وقد روى عن النبي عليه السلم أنه قال من غسل ميتا ثم لم يفش عليه خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه
وروى الناظر من الرجال إلى فروج الرجال كالناظر منهم إلى فروج النساء والناظر والمنكشف ملعون وقال ابن سيرين يستر من الميت ما يستر من الحي وقال إبراهيم
كانوا يكرهون أن يغسل الميت وما بينه وبين السماء فضاء حتى يكون بينه وبينها ستره أخبرنا عبد الرحمان ) ( 1104بن يحيى قال حدثنا عمر بن محمد الجمحي )
( 1105قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا
إبراهيم بن زياد ) ( 1106سبلن قال حدثنا محمد ) ( 1107بن الفضل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد ال ) ( 1108بن الحرث أن عليا غسل رسول ال صلى ال
عليه وسلم وعليه قميصه وعلى يد علي خرقة قال أبو عمر هذا مستحسن عند جماعة العلماء أن يأخذ الغاسل خرقة فيلفها على يده إذا أراد غسل فرج الميت ليل يباشر
فرجه بيده بل يدخل يده ملفوفة بالخرقة تحت الثوب الذي يستر عورته قميصا كان او غيره فيغسل فرجه ويامر من يوالي بالصب عليه حتى ينفى ما هنالك من قبل ودبر
وعلى ما وصفنا من العمل في غسل الميت في باب أيوب وإن لم يلف على يده خرقة ودلكه بالقميص أجزأه إذا أنقى ول يباشر شيئا من عورته بيده ذكر عبد الرزاق عن
معمر عن الزهري عن ابن المسيب قال التمس على رضى ال عنه من النبي صلى ال عليه وسلم ما يلتمس من الميت فلم يجد شيئا فقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وطبت
ميتا قال وأخبرنا بن جريج قال سمعت محمد بن علي بن حسين يخبر قال غسل رسول ال صلى ال عليه وسلم في قميص وغسل ثلثا كلهن بماء وسدر وولى على سفلته
والفضل ) ( 1109بن العباس
محتضن النبي عليه السلم والعباس ) ( 1110يصب الماء وعلي يغسل سفلته والفضل يقول أرحني أرحني قطعت وتيني أني لجد شيئا يتنزل علي قال وغسل النبي
صلى ال عليه وسلم من بير لسعد بن خيثمة يقال لها العرس بقباء كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يشرب منها وروى عن علي رحمه ال أنه قال لما توفي النبي
صلى ال عليه وسلم وسجى بثوب هتف هاتف من ناحية البيت يسمعون صوته ول يرون شخصه السلم عليكم ورحمة ال وبركاته السلم عليكم أهل البيت !> كل نفس
ذائقة الموت <! الية أن في ال خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركا من كل فايت فبال فثقوا وإياه فأرجوا فإن المصاب من حرم الثواب قال علي رضي ال
عنه وتولى غسله صلى ال عليه وسلم العباس وأنا والفضل قال علي فلم أره يعتاد فاه في الموت ما يعتاد أفواه الموتى ثم لما فرغ على من غسله وأدرجه في أكفانه كشف
الزار عن وجهه ثم قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وطبت ميتا انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك من النبوة والنبياء خصصت حتى صرت مسليا عمن
سواك وعممت حتى صارت المصيبة فيك سواء ولول أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لنفذنا عليك الشؤن بأبي أنت وأمي اذكرنا عند ربك واجعلنا من همك ثم
نظر إلى قذاة في عينه فلفظها ) ( 1بلسانه ثم رد الزار على وجهه صلى ال عليه وسلم وقد قال بعض الناس وقطع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم ينزع عنه ذلك
القميص وأنه
كفن فيه مع الثلثة الثواب السحولية وهذا ليس بشيء ومعلوم أن الثوب الذي يغسل فيه الميت ليس من ثياب أكفانه وثياب الكفان غير مبلولة وقد قالت عائشة كفن
رسول ال صلى ال عليه وسلم في ثلثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ول عمامة تعنى ليس في أكفانه قميص ول عمامة وسيأتي القول في ذلك في موضعه من
كتابنا هذا إن شاء ال وقد يجوز ان يكون قائل ذلك مال الى رواية المؤمل بن إسماعيل عن الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى ال عليه وسلم كفن في
قميص وثوبين صحاريين من عمل عمان وهذا خبر غير متصل وحديث عائشة صحيح مسند والحجة به ألزم في العمل وكلهما ل يقطع العذر وبال العصمة والتوفيق ال
أن الحديث المسند يوجب العمل وتجب به الحجة عند جميع أهل الحق والسنة فإن احتج محتج بما حدثناه سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح
قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد ال بن إدريس عن يزيد ) ( 1111عن مقسم عن ابن عباس قال كفن رسول ال صلى ال عليه وسلم في ثلثة أثواب
قميصه الذي مات فيه وحلة له نجرانية قيل له هذا الحديث يدور على يزيد بن أبي زياد وليس عندهم ممن يحتج به فيما خولف فيه أو انفرد به ومنهم من ل يحتج به في
شيء لضعفه وحديث عائشة حديث ثابت يعارضه ويدفعه وقد روى من حديث مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى ال عليه وسلم كفن في ثلثة أثواب أحدها قميصه الذي
غسل فيه
حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي ) ( 1112أسامة قال حدثنا إسحاق بن عيسى بن نجيح الطباع وأبو نعيم الفضل
بن دكين قال إسحاق حدثنا مالك وقال أبو نعيم حدثنا سفيان جميعا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كفن رسول ال صلى ال عليه وسلم في ثلثة اثواب
سحولية كرسف ليس فيها قميص ول عمامة وليس في حديث مالك كرسف وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج عن صالح ) ( 1113مولى التوءمة أنه سمع ابن عباس
يقول غسل النبي صلى ال عليه وسلم في قميص قال وأخبرنا معمر والثوري عن منصور قال كان على النبي صلى ال عليه وسلم قميص فنودوا أل تنزعوه
#حديث تاسع لجعفر بن محمد مرسل مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب خطبتين يوم الجمعة وجلس بينهما هكذا رواه جماعة
رواة الموطأ مرسل وهو يتصل من وجوه ثابتة من غير حديث مالك واختلف الفقهاء في الجلوس بين الخطبتين هل هو فرض أم سنة فقال مالك وأصحابه والعراقيون
وسائر فقهاء المصار إل الشافعي الجلوس بين الخطبتين سنة فإن لم يجلس بينهما فل شيء عليه وقال الشافعي هو فرض وإن لم يجلس بينهما صلى ظهرا أربعا وأختلفوا
أيضا في الخطبة هل هي من فروض صلة الجمعة أم ل وقد جاء فيها أيضا عن أصحابنا أقاويل مضطربة والخطبة عندنا في الجمعة فرض وهو مذهب ابن القاسم
والحجة في ذلك انها من بيان رسول ال صلى ال عليه وسلم لمجمل الخطاب في صلة يوم الجمعة قال ال تبارك وتعالى !> يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم
الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال وذروا البيع <! فأبان رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الجمعة بفعله كيف هي وأي وقت هي وبيانه لذلك فرض كسائر بيانه لمجملت
الكتاب في الصلوات وركوعها وسجودها واوقاتها وفي الزكوات ومقاديرها وغير ذلك مما يطول ذكره وقد استدل بعض أصحابنا على وجوب الخطبة بقول ال عز
وجل !> وتركوك قائما <! لنه عاتب بذلك الذين تركوا النبي صلى ال عليه وسلم قائما يخطب يوم الجمعة وانفضوا إلى التجارة التي قدمت العيس بها في تلك
الساعة وعابهم لذلك ول يعاب إل على ترك الواجب وما قدمناه من قول في وجوبها لزم أيضا قاطع وبال التوفيق وكل ما وقع عليه اسم خطبة من كلم مؤلف يكون فيه
ثناء على ال وصلة على رسول ال وشيء من القرآن يجزئ ول يجزئ عندي إل أقل ما يقع عليه اسم خطبة وأما تكبيرة واحدة أو تسبيحة أو تهليلة كما قال أبو حنيفة
فل وقد ذكر ابن عبد الحكم في هذا شيئا لم أر لذكره وجها لما قدمنا ذكره من صحيح القول عندنا وبال التوفيق وأما الثر المتصل في معنى حديث مالك فأخبرنا خلف بن
سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا محمد ) ( 1114بن كثير العبدي قال حدثنا عبد ال بن عمر عن نافع
عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم كان يجلس بين الخطبتين قال علي وحدثنا بشر بن المفضل عن عبيد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم كان يخطب بخطبتين قائما يفصل بينهما بجلوس وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم ابن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية
قال حدثنا وكيع عن الثوري عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال كان النبي صلى ال عليه وسلم يخطب قائما ويجلس بين الخطبتين وكانت صلته قصدا وخطبته
قصدا وكان يتلو في خطبته آيات القرآن
باب الحاء حميد الطويل أبو عبيدة بصرى وهو حميد بن أبي حميد مولى طلحة الطلحات وهو طلحة بن عبد ال الخزاعي قيل كان حميد من سبي سجتان وقيل من سبى
كابل واختلف في اسم أبيه أبي حميد فقيل طرخان وقيل مهران وقيل حميد الطويل هو حميد ابن شرويه قال أبو نعيم وقال غيره هو حميد بن ثيرويه قال أبو عمر سمع من
B314
TEXT
أنس بن مالك والحسن بن أبي الحسن وأكثر روايته عن أنس أخذها عن ثابت البناني عن أنس وعن قتادة عن أنس وقد سمع من أنس توفي في جمادي سنة أربعين ومائة
وقيل سنة اثنتين أو ثلث وأربعين ومائة قاله ابن إبراهيم بن حميد وهو ابن خمس وسبعين سنة وكان ثقة روى عنه جماعة من الئمة وذكر الحلواني قال حدثنا )
( 1115عفان قال حدثنا يزيد بن زريع قال تناول رجل حميدا الطويل عند يونس بن عبيد فقال أكثر ال فينا أمثاله قال عفان كان حميد الطويل فقيها وكان هو والبتي )
( 1116
يفتيان فأما البتي فكان يقضي وأما حميد فكان يصلح فقال حميد للبتي إذا جاءك الرجلن فل تخبرهما بمر الحق ولكن أصلح بينهما أحمل على هذا وأحمل على هذا فقال
عثمان البتي أنا ل أحسن سحرك وكان حميد رفيقا وقال الصمعي رأيت حميدا الطويل ولم يكن بالطويل كان طويل اليدين لمالك عنه من مرفوعات الموطأ سبعة أحاديث
مسندات وواحد موقوف لم يسنده عن مالك خاصة إل من ل يوثق بحفظه
#حديث اول لمالك عن حميد الطويل مسند صحيح مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال سافرنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم
على المفطر ول المفطر على الصائم هذا حديث متصل صحيح وبلغني عن ابن وضاح رحمه = ال أنه كان يقول إن مالكا لم يتابع عليه في لفظه وزعم أن غيره يرويه
عن حميد عن أنس أنه قال كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يسافرون فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم فل يعيب الصائم على المفطر ول المفطر على الصائم
ليس فيه ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم ول أنه كان يشاهدهم في حالهم هذه وهذا عندي قلة اتساع في علم الثر وقد تابع على ذلك مالكا جماعة من الحفاظ منهم أبو
إسحاق الفزاري وأبو ضمرة أنس بن عياض ومحمد بن عبد ال النصاري وعبد الوهاب الثقفي كلهم رووه عن حميد عن أنس بمعنى حديث مالك سافرنا مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم سواء وروى عن النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه مثل ذلك من وجوه منها حديث ابن عباس وحديث أبي سعيد الخدري وحديث أنس هو حديث
صحيح ثابت وبال التوفيق وما أعلم أحدا روى حديث أنس هذا على ما قال ابن وضاح إل ما رواه محمد ) ( 1117بن مسعود عن القطان عن حميد عن أنس قال كنا
نسافر مع أصحاب
رسول ال صلى ال عليه وسلم ول أعلمه قال إل في رمضان منا الصائم ومنا المفطر فل يعيب هذا على هذا هكذا حدث به ابن وضاح قال حدثنا محمد بن مسعود قال
حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن حميد عن أنس فذكره قال أبو عمر ليس هذا بشيء والذي عليه الرواة ما ذكره مالك وسائر من سميناه من الحفاظ عن حميد عن أنس قال
سافرنا مع رسول ال وهو الصواب إن شاء ال وسنذكر الثار في ذلك بالسانيد الجياد في آخر هذا الباب بعد الفراغ من القول في معانيه واختلف العلماء فيه بعون ال
إن شاء ال وفيه من الفقه وجوه كثيرة منها رد قول من زعم أن الصائم في رمضان في السفر ل يجزئه كما روى عن عمر وأبي هريرة وابن عباس وقال بذلك قوم من
أهل الظاهر وروى عن ابن عمر أنه قال من صام في السفر قضى في الحضر وروى عن عبد الرحمان بن عوف أن الصائم في السفر كالمفطر وروى عن ابن عباس
أيضا والحسن انهما قال أن الفطر في السفر عزمة ل ينبغي تركها وحديث هذا الباب يرد هذه القاويل ويبطلها كلها وقد روى عن ابن عباس في هذه المسألة خذ بيسر ال
وهذا منه إباحة للصوم والفطر للمسافر خلف القولين اللذين ذكرناهما عنه وعلى إباحة الصوم والفطر للمسافر جماعة العلماء وأيمة الفقه بجميع المصار إل ما ذكرت
لك عمن قدمنا ذكره ول حجة في أحد ) ( 1مع السنة الثابتة هذا إن ثبت ما ذكرناه عنهم وقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه أنه صام في السفر وأنه لم
يعب على من أفطر ول على من صام فثبتت حجته ولزم التسليم له وإنما اختلف الفقهاء في الفضل من الفطر في السفر أو الصوم فيه لمن قدر عليه فروينا
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي وأنس بن مالك صاحبي رسول ال صلى ال عليه وسلم أنهما قال الصوم في السفر أفضل لمن قدر عليه وهو قول أبي حنيفة وأصحابه
ونحو ذلك قول مالك والثوري لنهما قال الصوم في السفر أحب إلينا لمن قدر عليه فاستدللنا أنهم لم يستحسنوه إل أنه أفضل عندهم وقال الشافعي ومن اتبعه هو مخير ولم
يفضل وكذلك قال ابن علية وقد روى عن الشافعي أن الصوم أحب اليه ولم يختلف عن ابن علية أنه ل يفضل وهو ظاهر حديث أنس هذا وروى عن ابن عمر وابن عباس
الرخصة ) ( 1أفضل وبه قال سعيد بن المسيب والشعبي ومحمد بن عبد العزيز ومجاهد وقتادة والوزاعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية كل هؤلء يقولون أن
الفطر أفضل لقول ال عز وجل !> يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر <! وروى عن ابن عباس من وجوه إن شاء صام وإن شاء أفطر وهو الثابت عن النبي صلى
ال عليه وسلم من حديث أنس وابن عباس وأبي سعيد وحمزة بن عمرو ) ( 1118السلمي حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا احمد بن خالد قال
حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا مالك ابن إسماعيل قال حدثنا إسرائيل عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال قد صام رسول ال صلى ال عليه وسلم
في السفر فمن شاء صام ومن شاء أفطر قال علي وكذلك رواه أبو عوانة عن منصور بإسناده حدثناه فضل ) ب ( بن عوف قال حدثنا أبو عوانة عن منصور عن مجاهد
عن طاوس عن ابن عباس عن النبي عليه السلم فذكر الحديث قال ورواه شعبة عن
منصور عن مجاهد عن ابن عباس لم يذكر طاوسا حدثنا مسلم قال حدثنا شعبة فذكره قال أبو عمر كان حذيفة رحمه ال وسعيد بن جبير والشعبي وأبو جعفر محمد بن
علي ل يصومون في السفر وكان عمرو بن ميمون والسود ) ( 1119بن يزيد وأبو وائل يصومون في السفر وكان ابن عمر يكره الصيام في السفر وعن سعيد بن
جبير مثله حدثنا إبراهيم بن شاكر قال حدثنا عبد ال بن محمد بن عثمان قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا أحمد بن عبد ال بن صالح قال حدثنا عبد ال بن جعفر )
( 1120الرقى قال حدثنا عبيد ال ) ( 1121بن عمرو عن عبد الكريم عن طاوس عن ابن عباس قال إنما أراد ال برخصة الفطر في السفر التيسير عليكم فمن تيسر
عليه الصوم فليصم ومن تيسر عليه الفطر فليفطر فإن قال قائل ممن يميل إلى قول أهل الظاهر في هذه المسألة قد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ليس البر
أو ليس من البر الصيام في السفر وما لم يكن من البر فهو من الثم واستدل بهذا على ان صوم رمضان في السفر ل يجزئ فالجواب عن ذلك أن هذا الحديث خرج لفظه
على شخص معين وهو رجل رآه رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو صائم قد ظلل عليه وهو يجود
بنفسه فقال ذلك القول أي ليس البر أن يبلغ النسان بنفسه ذلك المبلغ وال قد رخص له في الفطر والدليل على صحة هذا التأويل صوم رسول ال صلى ال عليه وسلم في
السفر ولو كان الصوم اثما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أبعد الناس منه حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا أحمد بن دحيم قال حدثنا إبراهيم بن حماد قال
حدثني عمي إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الرحمان ابن عبد ال بن سعد بن
زرارة قال قال جابر بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم عام تبوك ليسير بعد أن أضحى إذا هو بجماعة في ظل شجرة فقال ما هذه الجماعة فقالوا رجل صام فجهده
الصوم فقال رسول ال ليس البر أن تصوموا في السفر قال إسماعيل ) ( 1122وحدثنا حفص ) ( 1123بن عمر قال حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمان عن محمد
بن عمرو بن حسن أو ابن حسين عن جابر بن عبد ال نحوه وأخبرنا عبد الرحمان بن مروان قال حدثنا أبو محمد الحسن بن يحيى القلزمي قال حدثنا
عبد ال بن علي ) ( 1124ابن الجارود قال حدثنا عبد ال ) ( 1125ابن هاشم قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثنا محمد بن عبد الرحمان عن محمد بن
عمرو بن الحسن عن جابر بن عبد ال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان في سفر فرأى رجل عليه زحام وقد ظلل عليه فقال ما هذا قالوا صائم قال ليس من البر أو
ليس البر أن تصوموا في السفر هكذا قال محمد بن عمرو بن الحسن ويحتمل قوله صلى ال عليه وسلم ليس البر الصيام في السفر أي ليس هو أبر البر لنه قد يكون
الفطار أبر منه إذا كان في حج أو جهاد ليقوى عليه وقد يكون الفطر في السفر المباح برا لن ال أباحه ونظير هذا من كلمه صلى ال عليه وسلم قوله ليس المسكين
الطواف الذي ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان قيل فمن المسكين قال الذي ل يسأل ول يجد ما يغنيه ول يفطن له فيتصدق عليه ومعلوم أن الطواف مسكين وأنه
من أهل الصدقة إذا لم يكن له شيء غير تطوافه وقد قال صلى ال عليه وسلم ردوا المسكين ولو بكراع محرق وردوا السائل لو بظلف محرق وقالت عائشة أن المسكين
ليقف على بابي الحديث وقال عز وجل !> إنما الصدقات للفقراء والمساكين <! وأجمعوا أن الطواف منهم فعلم أن قوله صلى ال عليه وسلم ليس المسكين بالطواف عليكم
معناه ليس السائل بأشد الناس مسكنة لن المتعفف الذي ل يسئل الناس ول يفطن له أشد مسكنة منه فكذلك قوله ليس البر الصيام في السفر معناه ليس البر كله في
الصيام في السفر لن الفطر في السفر بر أيضا لمن شاء أن يأخذ برخصة ال تعالى ذكره وأما قوله ليس من البر فهو كقوله ليس البر ومن قد تكون زائدة كقولهم ما
جاءني من احد أي ما جاءني أحد وال أعلم فأما من احتج بقول ال عز وجل !> فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر <! وزعم أن ذلك عزمة فل دليل
معه على ذلك لن ظاهر الكلم وسياقه إنا يدل على الرخصة والتخيير والدليل على ذلك قوله عز وجل !> يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر <! ودليل آخر وهو
إجماعهم أن المريض إذا تحامل على نفسه فصام وأتم يومه إن ذلك مجزئ عنه فدل على ان ذلك رخصة له والمسافر في التلوة وفي المعنى مثله والكلم في هذا اوضح
من أن يحتاج فيه إلى اكثار وال المستعان وحدثني ) ( 1أبو القاسم خلف بن القاسم قال حدثنا أبو الفوارس ) ( 1126أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي قال حدثنا
أبو الفضل قاسم بن محمد بن الخياط قال حدثنا محمد بن عبد ال النصاري قال حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال سافرنا مع رسول ال فصام قوم وأفطر قوم فلم
يعب الصائم على المفطر ول المفطر على الصائم وحدثنا احمد بن عبد ال ابن محمد بن علي قال حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني قال حدثنا أبو جعفر الطحاوي قال
حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي قال أخبرنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال سافرنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فمنا
الصائم ومنا المفطر ل يعيب الصائم على المفطر ول المفطر على الصائم وبه عن الشافعي قال وحدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن الجريري ) ( 1127عن أبي
B314
TEXT
نضرة عن أبي سعيد الخدري قال كنا نسافر مع رسول ال صلى ال عليه وسلم منا الصائم ومنا المفطر ل يجد الصائم على المفطر ول المفطر على الصائم يرون أنه من
وجد قوة فصام ان ذلك حسن جميل ومن وجد ضعفا فأفطر فكذلك حسن جميل حدثنا أبو عبد ال محمد بن عبد ال بن حكم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أبو خليفة
الفضل بن الحباب قال حدثنا هشام بن عبد الملك قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حين فتح
مكة لسبع عشرة أو لتسع عشرة بقين من رمضان فصام صائمون وأفطر مفطرون فلم يعب على هؤلء ولم يعب على هؤلء قال أبو عمر هذا معنى حسن لنه اضاف
الباحة إلى النبي عليه السلم وأنه لم يعب على واحدة من الطائفتين وهو من اصح إسناد جاء في هذا الحديث ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بإسناده فقال فيه
خرجنا مع النبي صلى ال عليه وسلم لثنتي عشرة وقال هشام عن قتادة فيه بإسناده لثمان عشرة وقد حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا ابن أبي العقب بدمشق قال حدثنا أبو
زرعة قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطية ) ( 1128بن
قيس عن قزعة عن أبي سعيد الخدري قال أذننا رسول ال صلى ال عليه وسلم بالرحيل عام الفتح لليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد فأمرنا بالفطر
فأصبح الناس منهم الصائم ومنهم المفطر حتى بلغنا مر الظهران فأذننا بلقاء العدو وأمرنا بالفطر فأفطرنا جميعا قال أبو عمر عند سعيد بن عبد العزيز في هذا الباب
حديثان أحدهما هذا عن عطية والخر عن إسماعيل بن عبيد ال عن أم الدرداء ) ( 1129عن أبي الدرداء ) ( 1130وهما صحيحان وفي هذا الباب مسائل الفقهاء قد
اختلفوا فيها وقد ذكرتها في باب ابن شهاب عن عبيد ال بن عبد ال والحمد ل على ذلك كثيرا
#حديث ثان لحميد الطويل عن أنس مسند صحيح متصل مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن عبد الرحمان ابن عوف جاء إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم
وبه اثر صفرة فسأله رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبره أنه تزوج فقال رسول ال كم سقت اليها قال زنة نواة من ذهب فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم أولم
ولو بشاة قال أبو عمر هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة رواته فيما علمت من مسند أنس بن مالك ورواه روح بن عبادة عن مالك عن حميد عن أنس عن عبد
الرحمان بن عوف أنه جاء إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فجعله من مسند عبد الرحمان بن عوف وقد ذكرنا عبد الرحمان بن عوف بما يجب من ذكره وما ينبغي
مما يحتاج إليه من خبره في كتابنا في الصحابة وذكرنا هناك نساءه وذريته وقال الزبير ) ( 1131بن بكار المرأة التي قال رسول ال فيها لعبد الرحمان بن عوف حين
تزوجها ماذا أصدقتها فقال زنة نواة من ذهب فقال له رسول ال أولم ولو بشاة هي ابنة أنس بن رافع ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الشهل النصارية ولدت له القاسم
وأبا عثمان قال واسم أبي عثمان عبد ال وأما قوله وبه
أثر صفرة فيروى أن الصفرة كانت من الزعفران وإذا كان ذلك كذلك فل يجوز أن تكون إل في ثيابه وال أعلم لن العلماء لم يختلفوا فيما علمت أنه مكروه للرجل أن
يخلق جسده بخلوق الزعفران وقد اختلفوا في لباس الرجل للثياب المزعفرة فاجازها أهل المدينة وإلى ذلك ذهب مالك وأصحابه وكره ذلك العراقيون واليه ذهب الشافعي
ولكل واحد منهم آثار مروية بما ذهب اليه عن السلف وآثار مرفوعة الى النبي صلى ال عليه وسلم فأما الرواية بأن الصفرة كانت على عبد الرحمان بن عوف زعفرانا
فحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا سفيان ابن سعيد عن حميد الطويل قال سمعت
أنس بن مالك يقول قدم عبد الرحمان بن عوف المدينة فآخى رسول ال صلى ال عليه وسلم بينه وبين سعد ) ( 1132بن الربيع فاتى السوق فربح شيئا من أقط وسمن
فرآه النبي صلى ال عليه وسلم بعد أيام وعليه وضر صفرة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم مهيم فقال عبد الرحمان تزوجت امرأة من النصار قال فما سقت اليها
قال وزن نواة من ذهب فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أولم ولو بشاة وحدثنا عبد ال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
حماد بن سلمة عن ثابت البناني وحميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى عبد الرحمان بن عوف وعليه ردع زعفران فقال له النبي صلى
ال عليه وسلم ميهم قال يا رسول ال تزوجت امرأة قال ما أصدقتها قال وزن نواة من ذهب قال أولم ولو بشاة قال أبو عمر فقد بان في هذه الثار من نقل الئمة أن
الصفرة التي رأى رسول ال بعبد الرحمان كانت زعفرانا والوضر معروف في الثياب والردع صبغ الثياب بالزعفران قال الخيل الردع الفعل والرادعة والمردعة قميص
قد لمع بالزعفران أو بالطيب في مواضع وليس مصبوغا كله إنما هو مبلق كما تدرع الجارية جيبها بالزعفران بلمىء كفها وقال الشاعر %رادعة بالمسك أردانها %
وقال العشى % %ورادعة بالمسك صفراء عندنا %لحسن الندامى في يد الدرع مفتق %يعني جارية قد جعلت على ثيابها في مواضع زعفرانا وأما الردع بالغين
المنقوطة فإنما هو من الطين والحماة وأما اختلف العلماء في لباس الثياب المصبوغة بالزعفران فقال مالك ل بأس بلباس الثوب المزعفر وقد كنت ألبسه وفي موطأ مالك
عن نافع أن ابن عمر كان يلبس الثوب المصبوغ بالمشق والمصبوغ بالزعفران وتأول مالك وجماعة معه حديثه عن سعيد ابن أبي سعيد عن عبيد ) ( 1133بن جريح
عن ابن عمر أن النبي عليه السلم كان يصبغ بالصفرة أنه كان يصبغ ثيابه بصفرة الزعفران وقد ذكرنا من خالفه في تأويله ذلك في باب سعيد بن أبي
سعد وقد حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا عبد ال بن مسلمة القعنبي قال حدثنا عبد ال ) ( 1134بن زيد بن أسلم
عن أبيه أن ابن عمر كان يصبغ ثيابه بالزعفران فقيل له في ذلك فقال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصبغ به ورأيته أحب الطيب اليه وذكر ابن وهب عن عمر )
( 1135بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن ابن عمر كان يصبغ ثيابه بالزعفران فقيل له في ذلك فقال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصبغ به ورايته أحب
الطيب اليه وذكر ابن وهب عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصبغ ثيابه كلها بالزعفران حتى العمامة وذكر أيضا عن هشام
ابن سعد عن يحيى ) ( 1136بن عبد ال بن مالك الدار قال كان النبي عليه السلم يبعث بقميصه وردائه الى بعض أزواجه فتصبغ له بالزعفران حدثنا خلف بن قاسم
قال حدثنا محمد بن ) ( 1137بن القاسم ابن شعبان قال حدثنا الحسين بن محمد بن الضحاك قال حدثنا أبو مروان العثماني قال حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم قال
سألت ابن شهاب عن الخلوق فقال قد كان أصحاب رسول ال يتخلقون
ول يرون بالخلوق بأسا قال ابن شعبان هذا خاص عند أصحابنا في الثياب دون الجسد قال أبو عمر هو كما قال ابن شعبان وقد كره التزعفر للرجال في الجسد والثياب
جماعة من سلف أهل العراق واليه ذهب أبو حنيفة والشافعي وأصحابه لثار رويت في ذلك أصحها حديث أنس بن مالك حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن
أصبغ حدثنا أحمد بن محمد ) ( 1138البرتي ببغداد حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال نهى رسول ال صلى ال
عليه وسلم أن يتزعفر الرجل ورواه حماد بن زيد وابن عليه عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس مثله سواء أل أنهما قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يتزعفر
الرجال والمعنى واحد أخبرنا عبد ال حدثنا محمد حدثنا أبو داود حدثنا مسدد أن حماد بن زيد واسماعيل بن إبراهيم حدثاهم عن عبد العزيز بن صهيب عن انس قال نهى
رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التزعفر للرجال قال أبو عمر حملوا هذا على الثياب وغيرها وأما الجسد فل خلف علمته فيه وال أعلم أخبرنا عبد ال بن محمد
حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا زهير بن حرب قال أخبرنا محمد بن عبد ال
السدي قال حدثنا أبو جعفر ) ( 1139الرازي عن الربيع ) ( 1140ابن أنس عن جديه قال سمعنا أبا موسى يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يقبل ال
صلة رجل في جسده شيء من خلوق وروى يحيى ) ( 1141بن يعمر عن عمار بن ياسر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له وقد رأى عليه خلوق زعفران قد
خلقه به أهله فقال له اذهب فاغسل هذا عنك فإن الملئكة ل تحضر جنازة الكافر ول المتضمخ بالزعفران ول الجنب ورخص للجنب في أن يتوضا إذا أراد النوم ولم
يسمعه يحيى بن يعمر من عمار بن ياسر بينهما رجل ورواه الحسن بن أبي الحسن عن عمار أيضا ولم يسمع منه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ثلثة ل تقربهم
الملئكة جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوق والجنب إل أن يتوضا ذكر حديث عمار ابو داود وغيره وذكروا أيضا حديث الوليد بن عقبة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم
يوم فتح مكة كان يؤتى بالصبيان فيمسح رؤوسهم ويدعوا لهم بالبركة قال فجيء بي اليه وأنا مخلق فلم يمسني من اجل الخلوق وحدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن
أصبغ حدثنا محمد بن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا أبو بكر عبد ال بن حكيم عن يوسف ) ( 1142بن صهيب عن ابن بريدة ) ( 1143عن أبيه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
ثلثة ل تقربهم الملئكة المتخلق والسكران والجنب قال أبو عمر عبد ال بن حكيم هو أبو بكر الداهري مدني مجتمع على ضعفه حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا
قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن محمد البرتي حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث ) ( 1144قال حدثنا عطاء بن السائب قال حدثني يعلى بن مرة هكذا في كتاب قاسم وقد
حدثنا عبد الوارث في ذلك الكتاب قال حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير ) ( 1145حدثنا أبي حدثنا يحيى بن أبي بكير ) ( 1146قال حدثنا شعبة عن عطاء بن السائب
قال سمعت رجل من آل أبي عقيل يكنى أبا حفص بن عمرو عن يعلى بن مرة
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رآه متخلقا فقال ألك امرأة قال قلت ل قال اذهب فاغسله عنك ثم اغسله ثم اغسله قال فذهبت فغسلته ثم غسلته ثم غسلته ثم لم أعد حتى
الساعة قال أبو عمر هذا هو الصواب وأما عطاء بن السائب فلم يسمع من يعلى بن مرة حدثنا عبد ال بن محمد حدثنا محمد بن بكير حدثنا أبو داود قال حدثنا ) ( 1147
مخلد بن خالد قال حدثنا روح قال حدثنا سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل أركب الرجوان ول
البس المعصفر ول البس القميص المكفف بالحرير قال واومأ الحسن الى جيب قميصه وقال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أل وطيب الرجال ريح ل لون له إل
B314
TEXT
وطيب النساء لون ل ريح له قال سعيد أراه قال إنما حملوا قوله في طيب النساء على أنها إذا أرادت أن تخرج فاما إذا كانت عند زوجها فلتتطيب بما شاءت قال أبو عمر
احتج بحديث عمران بن حصين هذا من كره الخلوق للرجال لن لونه ظاهر فهذا ما بلغنا في الخلوق للرجال من الثار المرفوعة وقد ذكرنا مذاهب الفقهاء في ذلك وأما
المعصفر المقدم المشبع وغيره فسيأتي ذكره وما للعلماء فيه من الرواية والمذاهب في باب نافع من هذا الكتاب إن شاء ال عند نهيه صلى ال عليه وسلم عن تختم
الذهب ولبس القسى ولبس المعصفر وقراءة القرآن في الركوع وفي هذا الحديث دليل على أن من فعل ما يجوز له فعله دون أن يشاور السلطان خليفة كان أو غيره فل
حرج ول تثريب عليه أل ترى أن عبد الرحمان بن عوف تزوج ولم يشاور رسول ال صلى ال عليه وسلم ول أعلمه بذلك ولم يكن من رسول ال صلى ال عليه وسلم
اليه انكار ول عتاب وكان على خلق عظيم من الحلم والتجاوز صلى ال عليه وسلم وأما قوله حين أخبره أنه تزوج كم سقت اليها قال زنة نواة من ذهب فالنواة فيما قال
أهل العلم اسم لحد من الوزان وهو خمسة دراهم كما أن الوقية اربعون درهما والنش عشرون درهما ول أعلم في شيء من ذلك كله خلفا إل في النواة فالكثر أنها
خمسة دراهم وقال أحمد بن حنبل وزن النواة ثلثة دراهم وثلث وقال إسحاق بل وزنها خمسة دراهم وقد قيل ان النواة المذكورة في هذا الحديث نواة التمرة وأراد وزنها
وهذا عندي ل وجه له لن وزنها مجهول وأجمعوا أن الصداق ل يكون إل معلوما لنه من باب المعاوضات وقال بعض المالكيين وزنه النواة بالمدينة ربع دينار واحتج
بحديث يروى عن الحجاج بن أرطأة عن قتادة عن أنس ان عبد الرحمان بن عوف تزوج امراة من النصار وأصدقها زنة نواة من ذهب قومت ثلثة دراهم وربعا وهذا
حديث ل تقوم به حجة لضعف إسناده وأجمع العلماء على انه ل تحديد في أكثر الصداق لقول ال تعالى !> وآتيتم إحداهن قنطارا <! واختلفوا في أقل الصداق فقال مالك
ل يكون الصداق أقل من ربع دينار ذهبا أو ثلثة دراهم كيل واعتل بعض أصحابنا لذلك بانها أقل ما بلغه في الصداق فلم يتعده وجعله حدا إذا لم يكن فيه بد من الحد لنه
لو ترك الناس وقليل الصداق كما تركوا وكثيره لكان الفلس والدانق ثمنا للبضع وهذا ل يصلح لنه ل يسمى طول ول يشبه الطول قال ال عز وجل !> ومن لم يستطع
<!
!> منكم طول أن ينكح المحصنات <! الية ولو كان الطول فلسا ونحوه لكان كل أحد مستطيعا له وفي الية دليل على منع استباحة الفروج باليسير ثم جاء حديث عبد
الرحمان بن عوف في وزن النواة فجعله حدا ل يتجاوز لما يعضده من القياس لن الفروج لتستباح بغير بدل ولم يكن بد من الصداق المقدر كالنفس التي ل تستباح بغير
بدل فقدرت ديتها وكان أشبه الشياء بذلك قطع اليد لن البضع عضو واليد عضو يستباح بمقدر من المال وذلك ربع فرد مالك البضع قياسا على اليد وقال ل يجوز صداق
أقل من ربع دينار لن اليد ل تقطع عنده من السارق في أقل من ربع دينار #قال أبو عمر قد تقدمه إلى هذا أبو حنيفة فقاس الصداق على قطع اليد واليد عنده ل تقطع إل
في دينار ذهبا أو عشرة دراهم كيل ول صداق عنده أقل من ذلك وعلى ذلك جماعة أصحابه واهل مذهبه وهو قول أكثر أهل بلده في قطع اليد ل في أقل الصداق وقد قال
الدراوردي لمالك رحمه ال إذ قال ل صداق اقل من ربع دينار تعرقت فيها يا أبا عبد ال أي سلكت فيها سبيل أهل العراق وقال جمهور أهل العلم من أهل المدينة
وغيرهم ل حد في قليل الصداق كما ل حد في كثيره وممن قال ذلك سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وسليمان بن يسار ويحيى بن سعيد النصاري وربيعة وأبو الزناد
ويزيد بن قسيط وابن أبي ذيب وهؤلء أئمة أهل المدينة قال سعيد بن المسيب لو أصدقها سوطا حلت وأنكح ابنته من عبد ال بن وداعة بدرهمين وقال ربيعة يجوز النكاح
بصداق درهم وقال أبو الزناد ما تراضى به الهلون وقال يحيى بن سعيد الثوب والسوط والنعلن صداق إذا رضيت به وأجاز الصداق بقليل المال وكثيره من غير حد
الحسن البصري وعمرو بن
دينار وعثمان البتي وابن أبي ليلى وسفيان الثوري والليث بن سعد والوزاعي والشافعي وأصحابه والحسن بن حي وعبيد ) ( 1148ابن الحسن وجماعة أهل الحديث
منهم وكيع ويحيى بن سعيد القطان وعبد ال بن وهب صاحب مالك كانوا يجيزون النكاح بدرهم ونصف درهم وكان ابن شبرمة ل يجيز أن يكون الصداق أقل من خمسة
دراهم ول تقطع اليد عنده في أقل من ذلك قال الشافعي وأصحابه ما جاز أن يكون لشيء أو ثمنا له جاز أن يكون صداقا قياسا على الجارات لنها منافع طارئة على
أعيان باقية وأشبه الشياء بالجارات الستمتاع بالبضع قالوا وهذا أولى من قياسه قطع اليد قالوا ول معنى لمن شبه المهر اليسير بمهر البغي لن مهر البغي لو كان
قنطارا لم يجز ولم يحل لن الزنى ليس على شروط النكاح بالشهود والولي والصداق المعلوم وما يجب للزوجات من حقوق العصمة وأحكام الزوجية وأنشد بعضهم
لبعض العراب %يقولون تزويج وأشهد أنه %هو البيع إل أن من شاء يكذب % %وسنزيد هذا الباب بيانا في باب أبي حازم عند قول رسول ال صلى ال عليه وسلم
التمس ولو خاتما من حديد إن شاء ال أخبرنا أحمد بن قاسم وأحمد بن سعيد قال حدثنا ابن أبي دليم قال حدثنا ابن وضاح قال سمعت أبا بكر بن شيبة يقول كان وكيع بن
الجراح يرى التزويج بدرهم قال ابن وضاح وكان ابن وهب يرى التزويج بدرهم وروى في هذا الباب عن سعيد بن
جبير وإبراهيم اضطراب منهم من قال أربعون درهما أقل الصداق ومنهم من قال خمسون درهما وهذه القاويل ل دليل عليها من كتاب ول سنة ول اتفاق وما خرج من
هذه الصول ومعانيها فليس بعلم وبال التوفيق وفي هذا الحديث دليل على ان الوليمة من السنة لقوله صلى ال عليه وسلم أولم ولو بشاة وقد اختلف أهل العلم في وجوبها
فذهب فقهاء المصار إلى أنها سنة مسنونة وليست بواجبة لقوله أولم ولو بشاة ولو كانت واجبة لكانت مقدرة معلوم مبلغها كسائر ما أوجب ال ورسوله من الطعام في
الكفارات وغيرها قالوا فلما لم يكن مقدرا خرج من حد الوجوب إلى حد الندب وأشبه الطعام لحادث السرور كطعام الختان والقدوم من السفر وما صنع شكرا ل عز وجل
وقال أهل الظاهر الوليمة واجبة فرضا لن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر بها وفعلها وأوعد من تخلف عنها وقد اوضحنا هذا المعنى في باب ابن شهاب عند قوله
صلى ال عليه وسلم شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الغنياء ويترك المساكين ومن لم يات الدعوة فقد عصى ال ورسوله والحمد ل
#حديث ثالث لحميد عن انس مسند صحيح مالك عن حميد الطويل عن انس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تزهى فقيل يا رسول
ال وما تزهى قال حتى تحمر وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أرأيت أن منع ال الثمرة ففيم يأخذ أحدكم مال أخيه هكذا روى هذا الحديث جماعة الرواة في الموطأ لم
يختلفوا فيه فيما علمت وقوله في هذا الحديث حتى تحمر يدل على أن الثمار إذا بدا فيها الحمرار وكانت مما تطيب إذا احمرت مثل ثمر النخل وشبهها حل بيعها وقبل
ذلك ل يجوز بيعها إل على القطع في الحين على اختلف في ذلك نذكره إن شاء ال وأحمرار الثمرة في النخل هو بدو صلحها وهو وقت للمن من العاهات عليها في
الغلب وقوله صلى ال عليه وسلم أزهت وأحمرت وبدا صلحها ألفاظ مختلفة وردت في الحاديث الثابتة معانيها كلها متفقة وذلك إذا بدا طيبها ونضجها وكذلك سائر
الثمار إذا بدا صلح الجنس منها وطاب ما يؤكل منها الطيب المعهود في التين والعنب وسائر الثمار جاز بيعها على الترك في شجرها حتى ينقضي أوانها بطيب جميعها
ول يجوز بيع شيء من الثمار ول الزرع قبل بدو صلحه إل على القطع وقد اختلف الفقهاء قديما وحديثا في ذلك وقد أرجأنا القول فيه إلى باب نافع فهناك تراه إن شاء
ال وأما قوله أرأيت إن منع ال الثمرة ففيم يأخذ أحدكم مال أخيه فيزعم قوم أنه من قول أنس ابن مالك وهذا باطل بما رواه مالك وغيره من الحفاظ في هذا الحديث إذ
جعلوه مرفوعا من قول النبي صلى ال عليه وسلم وقد وروى
أبو الزبير عن جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله وتنازع العلماء في تأويل هذا الحديث فقال قوم فيه دليل على إبطال قول من قال بوضع الجوائح لن نهى رسول
ال صلى ال عليه وسلم عن بيع الثمرة قبل بدو صلحها وقوله مع ذلك ارأيت ان منع ال الثمرة أي إذا بعتم الثمرة قبل بدو طيبها ومنعها ال كنتم قد ركبتم الغرر وأخذتم
مال المبتاع بالباطل لن الغلب في الثمار أن تلحقها الجوائح قبل ظهور الطيب فيها فإذا طابت أو طاب أولها أمنت عليها العاهة في الغلب وجاز بيعها لن الغلب من
أمرها السلمة فإن لحقتها جائحة حينئذ لم يكن لها حكم وكانت كالدار تباع فتنهدم بعد البيع قبل أن ينتفع المبتاع بشيء منها أو الحيوان يباع فيموت بأثر قبض مبتاعه له
أو سائر العروض لن الغلب من هذا كله السلمة فما خرج من ذلك نادرا لم يلتفت إليه ولم يعرج عليه وكانت المصيبة من مبتاعه وكذلك الثمرة إذا بيعت بعد بدو
صلحها لم يلتفت إلى ما لحقها من الجوائح لنهم قد سلموا من عظم الغرر ول يكاد شيء من البيوع يسلم من قليل الغرر فكان معفوا عنه قالوا فإذا بيعت الثمرة في وقت
يحل بيعها ثم لحقتها جائحة كان ذلك كما لو جذب فتلفت كانت مصيبتها من المبتاع واحتجوا بحديث أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع
الثمار حتى يبدو صلحها قيل له وما بدو صلحها يا رسول ال فقال إذا بدا صلحها ذهبت = عاهتها وبحديث مالك عن أبي الرجال ) ( 1149عن أمه عمرة بنت عبد
الرحمان أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة وهذا معنى قول ابن شهاب ذكر الليث بن
سعد عن يونس عن ابن شهاب قال لو أن رجل ابتاع ثمرا قبل ان يبدو صلحه ثم اصابته عاهة كان ما أصابه على ربه أخبرني سالم بن عبد ال عن ابن عمر أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال ل تتبايعوا الثمر حتى يبدو صلحها ول تبيعوا الثمر بالثمر وأخبرنا أحمد بن عبد ال قال أخبرنا الميمون بن حمزة قال حدثنا أحمد بن محمد
بن سلمة الطحاوي قال حدثنا إسماعيل بن يحيى ) ( 1150قال حدثنا الشافعي قال أخبرنا محمد ابن إسماعيل ) ( 1151عن ابن أبي ذئيب عن عثمان ) ( 1152بن
عبد ال بن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة قال محمد بن سراقة فسألت ابن عمر متى ذلك فقال طلوع الثريا وروى المعلى
) ( 1153بن أسد قال حدثنا وهيب عن عسل ) ( 1154بن سفيان عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا طلعت الثريا صباحا رفعت
العاهة عن أهل البلد حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم
ابن أصبغ حدثنا محمد بن غالب قال حدثنا حرمي وعفان ) ( 1155قال حدثنا وهيب بن خالد عن عسل بن سفيان عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه
B314
TEXT
وسلم قال ما طلع النجم صباحا قط وبقوم عاهة إل رفعت عنهم أو خفت قال أبو عمر هذا كله على الغلب وما وقع نادرا فليس بأصل يبني عليه في شيء والنجم هو
الثريا ل خلف ها هنا في ذلك وطولعها صباحا ل ثنتي عشرة ليلة تمضي من شهر أيار وهو شهر ماي فنهى رسول ال عن بيع الثمار حتى يبدو صلحها معناه عندهم
لنه من بيوعا الغرر ل غير فإذا بدأ صلحها ارتفع الغرر في الغلب عنها كسائر البيوع وكانت المصيبة فيها من المبتاع إذا قبضها على أصولهم في المبيع أنه مضمون
على البائع حتى يقبضه المبتاع طعاما كان أو غيره وهذا كله قول الشافعي وأصحابه والثوري وقول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد فيمن ابتاع ثمرة من نخل أو سائر
الفواكة والثمرات فقبض ذلك بما يقبض به مثله فأصابته جائحة فأهلكته كله أو بعضه كان ثلثا أو أقل أو اكثر فالمصيبة في ذلك كله قل أو أكثر من مال المشترى وقد كان
الشافعي رحمه ال في العراق يقول بوضع الجوائح ثم رجع إلى هذا القول بمصر وهو المشهور عند أصحابه من مذهبه لحديث حميد الطويل عن أنس بن مالك المذكور
في هذا الباب ولن حديث سليمان بن عتيق عن جابر لم يثبت عنده في أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بموضع
الجوائح قال الشافعي كان ابن عيينة يحدثنا بحديث حميد ) ( 1156ابن قيس عن سليمان ) ( 1157بن عتيق عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع
السنين ول يذكر فيه وضع الجائحة قال ثم حدثنا بذلك غير مرة كذلك ثم زاد فيه وضع الجوائح فذكرنا له ذلك فقال هو في الحديث واضطرب لنا فيه قال الشافعي ولم
يثبت عندي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر بوضع الجوائح ولو ثبت لم أعده قال ولو كنت قائل بوضع الجوائح لوضعتها في القليل والكثير قال والصل المجتمع
عليه إن كل من ابتاع ما يجوز بيعه وقبضه كانت المصيبة منه ولم يثبت عندنا وضع الجوائح فيخرجه من تلك الجملة قال أبو عمر اختلف أصحاب ابن عيينة عنه في
ذكر الجوائح في حديث سليمان بن عتبق عن جابر فبعضهم ذكر ذلك عنه فيه وبعضهم لم يذكره وممن ذكره عنه في ذلك الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي
بن حرب الطائي وغيرهم وقالت طائفة من أهل العلم في قول رسول ال صلى ال عليه وسلم أرأيت إن منع ال الثمرة فيم يأخذ احدكم مال أخيه دليل واضح على أن
الثمرة إذا منعت لم يستحق البائع ثمنا لن المبتاع قد منع مما ابتاعه قالوا وهذا هو المفهوم من هذا الخطاب قالوا وحكم رسول ال صلى ال عليه وسلم بهذا في الثمار
أصل في نفسه مخالف لحكمه في سائر السلع يجب
التسليم له واحتجوا بحديث أبي الزبير عن جابر في ذلك وهو ما حدثناه عبد الرحمان بن يحيى وخلف بن احمد قال حدثنا أحمد بن مطرف بن عبد الرحمان قال حدثنا
سعيد بن عثمان العناقي قال حدثنا محمد بن تميم القفصي قال حدثنا أنس بن عياض قال أخبرني ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد ال يقول قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم إن بعت من أخيك ثمرا فأصابته جائحة فل يحل لك أن تأخذ منه شيئا بم تأخذ مال أخيك بغير حق قالوا وهذا الحديث لم ينسق على النهي
عن بيع الثمار حتى يبدو صلحها فيحتمل من التأويل ما احتمله حديث أنس بل ظاهره يدل في قوله إن بعت من أخيك ثمرا أنه البيع المباح بعد الزهاء وبدو الصلح ل
يحتمل ظاهره غير ذلك وهو أوضح وأبين من أن يحتاج فيه إلى الكثار واحتجوا أيضا بحديث سليمان بن عتيق عن جابر وهو ما حدثناه احمد بن قاسم بن عبد الرحمان
قال حدثنا محمد بن معاوية بن عبد الرحمان الموي وحدثنا أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن الفضل بن العباس قال جميعا حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا سفيان بن عيينة عن حميد العرج عن سليمان بن عتيق عن جابر بن عبد ال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر بوضع
الجوائح ونهى عن بيع السنين وحدثناه أبو محمد عبد ال بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي قال حدثنا علي بن حرب قال حدثنا سفيان ابن
عيينة عن حميد العرج عن سليمان بن عتيق عن جابر بن عبد ال أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع السنين وأمر بوضع الجوائح وممن قال بوضع الجوائح
هكذا مجمل أكثر أهل المدينة منهم يحيى بن سعيد النصاري ومالك بن أنس وأصحابه وهو قول عمر بن عبد العزيز وبوضع الجوائح كان يقضي رضى ال عنه وبه قال
أحمد بن حنبل وسائر أصحاب الحديث واهل
الظاهر إل أن مالكا واصحابه وجمهور أهل المدينة يراعون الجائحة ويعتبرون فيها أن تبلغ ثلث الثمرة فصاعدا فإن بلغت الثلث فصاعدا حكموا بها على البائع وجعلوا
المصيبة منه وما كان دون الثلث ألغوه وكانت المصيبة عندهم فيه من المبتاع وجعلوا ما دون الثلث تبعا ل يلتفت اليه وهو عندهم في حكم التافه اليسير إذ ل تخلو ثمرة
من أن يتعذر القليل من طيبها وإن يلحقها في اليسير منها فساد فلما لم يراع الجميع ذلك التافه الحقير كان ما دون الثلث عندهم كذلك وذكر عبد الرزاق عن معمر قال كاد
أهل المدينة أن ل يستقيموا في الجائحة يقولون ما كان دون الثلث فهو على المشتري إلى الثلث فإذا كان فوق ذلك فهي جائحة قال وما رأيتهم يجعلون الجائحة إل في
الثمار وقال وذلك إني ذكرت لهم البز يحترق والرقيق يموتون قال معمر وأخبرني من سمع الزهري قال قلت له ما الجائحة قال النصف وروى حسين بن عبد ال بن
ضميرة عن أبيه عن جده عن علي قال والجائحة الريح والمطر والجراد والحريق والمراعاة عند مالك وأصحابه ثلث الثمرة ل ثلث الثمن ولو كان ما بقي من الثمرة وفاء
لرأسماله واضعاف ذلك وإذا كانت الجائحة أقل من ثلث الثمرة فمصيبتها عندهم من المشتري ولو لم يكن في ثمن ما بقي إل درهم واحد وأما أحمد بن حنبل وسائر من
قال بوضع الجوائح من العلماء فإنهم وضعوها عن المبتاع في القليل والكثير وقالوا المصيبة في كل ما اصابت الجائحة من الثمار على البائع قليل كان ذلك أو كثيرا ول
معنى عندهم لتحديد الثلث لن الخبر الوارد بذلك ليس فيه ما يدل على خصوص شيء دون شيء وهو حديث جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم من رواية أبي الزبير
ورواية سليمان ابن عتيق وقد ذكرناهما قال أبو عمر كان بعض من لم ير وضع الجوائح يتأول حديث سليمان بن
عتيق عن جابر انه على الندب ويقول هو كحديث عمرة في الذي تبين له النقصان فيما ابتاعه من ثمر الحائط حين قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تالي إل يفعل خيرا
يعني رب الحائط وكان يتأول في حديث أبي الزبير عن جابر أنه محمول على بيع ما لم يقبض وما لم يقبض فمصيبته عندهم من بائعه وكان بعضهم يتأول ذلك في وضع
الخراج خراج الرض يريد كراءها عمن أصاب ثمره أو زرعه آفة وقال بعضهم معناه معنى حديث أنس سواء إل أن أنسا ساقه على وجهه وفهمه بتمامه وهذه التأويلت
كلها خلف الظاهر والظاهر يوجب وضع الجوائح إن ثبت حديث سليمان بن عتيق وأما الصول فتشهد لتأويل الشافعي وبال التوفيق وأما جملة قول مالك وأصحابه في
الحوائج فذكر ابن القاسم وغيره عن مالك فيمن ابتاع ثمرة فاصابتها حائحة أنها من ضمان البائع إذا كانت الثلث فصاعدا وإذا كانت أقل من الثلث لم توضع عن المشتري
وكانت المصيبة منه في النخل والعنب ونحوهما قال وأما الورد والياسمين والرمان والتفاح والخوخ والترج والموز وكل ما يجنى بطنا بعد بطن من المقاثي وما أشبهها
إذا أصابت شيئا من ذلك الجائحة فإنه ينظر إلى المقثاة كم نباتها من أول ما يشترى إلى آخر ما ينقطع ثمرتها في المتعارف وينظر إلى قيمتها في كل زمان على قدر نفاقه
في السواق ثم يمتثل فيه أن يقسم الثمن على ذلك واختلف اصحاب مالك في الحائط يكون فيه أنواع من الثمار فيجاح منها نوع واحد فكان أشهب وأصبغ يقولن ل ينظر
فيه إلى الثمرة ولكن الى القيمة فإن كانت القيمة الثلث فصاعدا وضع عنه قال ابن القاسم بل ينظر إلى الثمرة على ما قدمنا عنهم وكان ابن القاسم أيضا يرى السرق جائحة
وخالفه أصحابه والناس وقال ابن عبد الحكم عن مالك من اشترى حوائط
في صفقات مختلفة فاصيب منها ثلث حائط فإنها توضع عنه ولو اشتراها في صفقة واحدة فل وضعية له إل أن يكون ما أصابت الجائحة ثلث ثمر جميع الحوائط وقال
مالك في البقول كلها والبصل والجرز والكراث والفجل وما أشبه ذلك إذا اشتراه رجل فاصابته جائحة فإنه يوضع عن المشتري كل شيء اصابته به الجائحة قل أو كثر
قال وكل ما يبس فصار تمرا أو زبيبا وأمكن قطافه فل جائحة فيه قال والجراد والنار والبرد والمطر والطير الغالب والعفن وماء السماء المترادف المفسد والسموم
وانقطاع ماء العيون كلها من الجوائح إل الماء فيما يسقى فإنه يوضع قليل ذلك وكثيره لن الماء من سبب ما يباع ول جائحة في الثمر إذا يبس قال ابن عبد الحكم عن
مالك ل جائحة في ثمر عند جذاذه ول في زرع عند حصاده قال ومن اشترى زرعا قد استحصد فتلف فالمصيبة من المشتري وإن كان لم يحصده حدثني أحمد بن سعيد
بن بشر قال حدثنا محمد بن عبد ال بن أبي دليم قال حدثنا ابن واضح قال سمعت سحنونا قال في الذي يشتري الكرم وقد طاب فيؤخر قطافه إلى آخر السنة ليكون أكثر
لثمنه فتصيبه جائحة أنه ل جائحة فيه ول يوضع عن المشتري فيه شيء قال وكذلك الثمر إذا طاب كله وتركه للغلء في ثمنه قال وليس التين كذلك لنه يطيب شيئا بعد
شيء وما طاب شيئا بعد شيء وضع عنه قال أبو عمر اجاز مالك رحمه ال وأصحابه بيع المقاثي إذا بدا صلح اولها وبيع الباذنجان والياسمين والموز وأما أشبه ذلك
استدلل بإجازة رسول ال صلى ال عليه وسلم بيع الثمار حين يبدو صلحها ومعناه عند الجميع ان يطيب أولها أو يبدو صلح بعضها وإذا جاز ذلك عند الجميع في
الثمار كانت المقاثي وما أشبهها مما يخلق شيئا بعد شيء ويخرج بطنا بعد بطن كذلك قياسا ونظرا لنه لما كان مالم
يبد صلحه من الحائط ومن ثمر الشجر تبعا لما بدا صلحه في البيع من ذلك كان كذلك بيع ما لم يخلق من المقاثي وما أشبهها تبعا لما خلق وطاب وقياسا أيضا على بيع
منافع الدار وهي مخلوقة ولن الضرورة تؤدى إلى إجازته وقول المزني في ذلك كقول مالك وأصحابه سواء وأما العراقيون والشافعي وأصحابه وأحمد بن حنبل وداود
بن علي فإنهم ل يجيزون بيع المقاثي ول بيع شيء مما يخرج بطنا بعد بطن بوجه من الوجوه والبيع عند جميعهم في ذلك مفسوخ إل أن يقع البيع فيما ظهر وأحاط
المبتاع برؤيته وطاب بعضه وحجتهم في ذلك نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع ما لم يخلق ونهيه عن بيع ما ليس عندك ولنها عيان مقصودة بالشراء ليست
مرئية ول مستقرة في ذمة فأشبهت بيع السنين المنهي عنه وبال التوفيق
#حديث رابع لحميد الطويل عن أنس مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال إني أريت هذه الليلة في رمضان
فتلحى رجلن فرفعت فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة هكذا روى مالك هذا الحديث ل خلف عنه في إسناده ومتنه وفيه عن أنس خرج علينا رسول ال وإنما
الحديث لنس عن عبادة ابن الصامت حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الوهاب عن انس
B314
TEXT
عن عبادة قال خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يريد أن يخبر بليلة القدر فتلحى رجلن فقال إني خرجت أن أخبركم بليلة القدر فتلحى فلن وفلن ولعل
ذلك أن يكون خيرا فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قال ابو عمر في حديث مالك فرفعت وليس في هذا فرفعت وهي لفظة محفوظة عند الحفاظ في حديث حميد
هذا وال أعلم بمعنى ما أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم بقوله ذلك وإل ظهر من معانيه أنه رفع علم تلك الليلة عنه فانسيها بعد أن كان علمها ولم ترفع رفعا ل تعود
بعده لن في حديث أبي ذر أنها في كل رمضان وأنها إلى يوم القيامة ويدل على ذلك من هذا الحديث قوله فالتمسوها إل أنه يحتمل أن يكون معنى قوله التمسوها في سائر
العوام أو في العام المقبل فإنها رفعت في هذا العام ويحتمل أن يكون رفعت في تلك
الليلة من ذلك الشهر ثم تعود فيه في غيرها وفي ذلك دليل على أنها ليس لها ليلة معينة ل تعدوها وال اعلم وكان سبب رفع علمها عنه ما كان من التلحى بين الرجلين
وال اعلم وأما الملحاة فهي التشاجر ورفع الصوات والمراجعة بالقول الذي ل يصلح على حال الغضب وذلك شؤم وال اعلم وقد نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم
عنها وعن المراء أشد النهي وروى عنه عليه السلم أنه قال نهاني ربي عن ملحاة الرجال وقال الملحاة السب يقال تلحيا إذا استبا ولحاني أسمعني ما أكره من قبيح
الكلم وأنشد %أل أيها اللحي بأن أحضر الوغى %وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي % %وقد ينشد هذا البيت على غير هذا %أل أيها ذا اللئمي أحضر الوغى
%ومن شؤم الملحاة أنهم حرموا بركة ليلة القدر في تلك الليلة وهذا مما سبق في علم ال ولم يحرموها في ذلك العام لن قوله التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة
يدل على ذلك ويحتمل ان يكون النبي عليه السلم منعهم الخبار بها في ذلك الوقت تأديبا لهم في الملحاة ويحتمل أن يكون اشتغل باله بتشاجرهما فنسيها وقد روى نحو
ذلك منصوصا من حديث أبي سعيد الخدري حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر ابن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يزيد بن زريع عن
الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال اعتكف رسول ال صلى ال عليه وسلم العشر الواسط من رمضان وهو يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له فلما انقضين أمر
بالبناء يعني فرفع فأبينت له أنها في العشر الواخر من رمضان فاعاد البناء واعتكف العشر الواخر من رمضان فخرج إلى الناس فقال يا ايها الناس إني أبينت لي ليلة
القدر فخرجت أخبركم بها فجاء رجلن يختصمان ومعهما الشيطان
فنسيتها فالتمسوها في العشر الواخر من رمضان والتمسوها في التاسعة والتمسوها في السابعة والتمسوها في الخامسة وذكر عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال أخبرني
يونس بن يوسف أنه سمع سعيد بن المسيب يقول كان رسول ال صلى ال عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال أل أخبركم بليلة القدر قالوا بلى يا رسول ال فسكت ساعة
فقال لقد قلت لكم ما قلت آنفا وأنا أعلمها أو أني لعلمها ثم أنسيتها فذكر الحديث وفيه فاستقام مل القوم على أنها ليلة ثلث وعشرين وأما قوله التمسوها في التاسعة
والسابعة والخامسة فقد اختلف العلماء في ذلك فقال قوم هي تاسعة تبقى يعنون ليلة احدى وعشرين وسابعة تبقى ليلة ثلث وعشرين وخامسة تبقى ليلة خمس وعشرين
وممن قال ذلك مالك رحمه ال وروى سعيد بن داود بن أبي زنبر عن مالك انه سئل ما وجه تفسير قول النبي عليه السلم التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة فقال
أرى وال أعلم أنه أراد بالتاسعة ليلة أحدى وعشرين والسابعة ليلة ثلث وعشرين وبالخامسة ليلة خمس وعشرين وقال ابن القاسم رجع مالك عن ذلك وقال هو حديث
مشرقي ل أعلمه وما حكاه ابن القاسم فليس بشيء وقد قال مالك وغيره من العلماء ما وصفت لك واستدلوا على ذلك بأنه قد روى منصوصا مثل قولهم هذا وبتقديم رسول
ال صلى ال عليه وسلم التاسعة على السابعة والسابعة على الخامسة وأما الحديث في ذلك فحدثناه عبد ال بن محمد قال أخبرنا محمد بن بكر قال أخبرنا أبو داود قال
حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال التمسوها في العشر الواخر من رمضان في
تاسعة تبقى وفي سابعة تبقى وفي خامسة تبقى وإلى هذا ذهب أيوب رحمه ال ذكر ذلك عنه معمر وروى أبو
نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم التمسوها في العشر الواخر من رمضان والتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قال قلت يا ابا
سعيد إنكم أعلم بالعدد منا قال أجل قلت ما التاسعة والسابعة والخامسة قال إذا مضت إحدى وعشرون فالتي تليها التاسعة وإذا مضت ثلث وعشرون فالتي تليها السابعة
وإذا مضت خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة ذكره أبو داود عن ابن المثنى ) ( 1158عن عبد العلى عن سعيد عن أبي نضرة هكذا جاء في هذا الباب مراعاة التي
تليها وذلك الولى من التسع البواقي والولى من السبع البواقي والولى من الخمس البواقي وهذا يدل على اعتباره كمال العدد ثلثين يوما وهو الصل والغلب وما خالفه
فإنما يعرف بنزوله ل بأصله وروى معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال إني رأيت في النوم ليلة القدر
كأنها ليلة سابعة فقال النبي أرى رؤياكم قد تواطت انها في ليلة سابعة فمن كان متحريها منكم فليتحرها في ليلة سابعة قال معمر فكان أيوب يغتسل في ليلة ثلث وعشرين
ويمس طيبا قوله فمن كان منكم متحريها دليل على ان قيام ليلة القدر فضيلة ل فريضة وبال التوفيق وقال آخرون إنما أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم بقوله هذا
التاسعة من العشر الواخر والسابعة منه والخامسة منه يعنون ليلة تسع وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة خمس وعشرين واحتجوا بقوله صلى ال عليه وسلم في حديث
عبد ال ) ( 1159بن دينار عن ابن عمر التمسوها في السبع الواخر قالوا فيدخل في ذلك ليلة تسع وعشرين فغير نكير أن تكون تلك التاسعة المذكورة في الحديث
وكذلك تكون السابعة ليلة سبع وعشرين والخامسة ليلة خمس وعشرين قالوا وليس في تقديمه لها في لفظه وعطفه ببعضها على بعض بالواو ما يدل على تقديم ول تاخير
قال أبو عمر كل ما قالوه من ذلك يحتمل إل أن قوله صلى ال عليه وسلم تاسعة تبقى وسابعة تبقى وخامسة تبقى يقضي للقول الول وقال صلى ال عليه وسلم التمسوها
في العشر الواخر والتمسوها في كل وتر وهذا أعم من ذلك لما فيه من الزيادة في الليالي التي تكون وترا وفيه دليل على انتقالها وال أعلم وأنها ليست في ليلة واحدة
معينة في كل شهر رمضان فربما كانت ليلة احدى وعشرين وربما كانت ليلة خمس وعشرين وربما كانت ليلة سبع وعشرين وربما كانت ليلة تسع وعشرين وقوله في
كل وتر يقتضي ذلك وذكر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلبة قال ليلة القدر تنتقل في العشر الواخر في كل وتر قال أبو عمر في ليلة أحدى وعشرين حديث
أبي سعيد الخدري وفي ليلة ثلث وعشرين حديث عبد ال بن أنيس ) ( 1160الجهني وفي
ليلة سبع وعشرين حديث أبي بن كعب وحديث معاوية بن ابي سفيان وهي كلها صحاح فأما حديث أبي سعيد الخدري فمن رواية مالك في الموطأ فأغنى عن ذكره ها هنا
لنه سيأتي في موضعه من كتابنا في باب يزيد بن الهادي وهو محفوظ مشهور رواه عن أبي سلمة بن عبد الرحمان جماعة وأما حديث عبد ال بن أنيس الجهني فهو
مشهور وأكثر ما ياتي منقطعا وقد وصله جماعة من وجوه كثيرة قد ذكرناها في باب أبي النضر سالم من كتابنا هذا والحمد ل وروى عباد بن إسحاق عن الزهري عن
ضمرة ) ( 1161بن عبد ال بن أنيس عن أبيه أنه أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أرسلني اليك رهط من بني سلمة يسؤلونك عن ليلة القدر فقال كم الليلة قال
اثنان وعشرون قال هي الليلة ثم رجع فقال او القابلة يريد ليلة ثلث وعشرين ففي هذا الحديث دليل على جواز كونها ليلة اثنتين وعشرين وإذا كان هذا كذلك جاز أن
تكون في غير وتر وممن ذهب إلى هذا الحسن البصري رحمه ال ذكر معمر عمن سمع الحسن يقول نظرت الشمس عشرين سنة فرأيتها تطلع صباح أربع وعشرين من
رمضان ليس لها شعاع وروى ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي ) ( 1162عن بلل أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ليلة القدر ليلة
أربع وعشرين وهذا عندنا على ذلك العام وممكن ان تكون في مثله بعد إل أن أكثر الحاديث أنها في الوتر من العشر الواخر وأكثر ما جاء أيضا في حديث عبد ال بن
أنيس أنها ليلة ثلث وعشرين بل شك وسترى ذلك في باب أبي النضر
إن شاء ال وروى محمد ) ( 1163بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن ابن عبد ال بن أنيس عن أبيه أنه قال يا رسول ال أن لي بادية أكون فيها وأنا أصلى فيها بحمد ال
فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد فقال أنزل ليلة ثلث وعشرين وكان محمد بن إبراهيم يجتهد ليلة ثلث وعشرين وفي ليلة ثلث وعشرين حديث ابن عباس يأتي في
باب أبي النضر وفي ليلة ثلث وعشرين قصة زهرة بن معبد تأتي في باب أبي النضر إن شاء ال وروى جعفر بن محمد عن أبيه أن علي بن أبي طالب كان يتحرى ليلة
القدر ليلة تسع عشرة واحدى وعشرين وثلث وعشرين والثوري عن العمش عن إبراهيم عن السود ) ( 1164قال قال عبد ال بن مسعود تحروا ليلة القدر ليلة سبع
عشرة صبيحة بدر أو احدى وعشرين أو ثلث وعشرين فهذا علي وابن مسعود رضي ال عنهما قد جاز عندهما أن تكون في غير العشر الواخر في الوتر من العشر
الوسط وروى عن ابن مسعود قوله هذا مرفوعا رواه زيد ) ( 1165بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمان بن السود عن أبيه قال قال لنا رسول ال صلى ال
عليه وسلم أطلبوها ليلة سبع عشرة وليلة أحدى وعشرين وليلة ثلث وعشرين ثم سكت وهذا الحديث يرد عن ابن مسعود ما حدثناه
سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا أبو بكر حدثنا أبو الحوص عن أبي يعفور عن أبي الصلت عن أبي عقرب السدي قال اتينا عبد ال بن
مسعود في داره فوجدناه فوق البيت قال فسمعناه يقول قبل أن ينزل صدق ال ورسوله فلما نزل قلت يا أبا عبد ال سمعناك تقول صدق ال ورسوله قال فقال ليلة القدر في
النصف من السبع الواخر وذلك أن الشمس تطلع يومئذ بيضاء ل شعاع لها فنظرت إلى الشمس فرأيتها كما حدثت فكبرت قال أبو عمر أبو الصلت في هذا السناد
مجهول وإسناد السود بن يزيد أثبت من هذا وال أعلم وأبو عقرب السدي اسمه خويلد بن خالد له صحبة وهو والد نوفل بن أبي عقرب فإن صح هذا الخبر فمعناه ليلة
خمس وعشرين وال اعلم وأما حديث الزهري عن سالم عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أرى رؤياكم قد تواطت على العشر الواخر فالتمسوها في
تسع في كل وتر فيحتمل أن تكون أيضا في ذلك العام فل يكون فيه خلف لما ذهب اليه علي وابن مسعود على ان حديث عمر اختلف في الفاظه فلفظ عبد ال بن دينار
غير لفظ نافع ولفظ نافع غير لفظ سالم ومعناها متقارب انها في السبع الغوابر أو السبع الواخر فال اعلم وأما حديث أبي بن كعب في سبع وعشرين فأخبرنا عبد ال بن
محمد قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا سليمان ابن حرب ومسدد قال حدثنا حماد عن عاصم عن زر قال قلت لبي ابن كعب أخبرني عن ليلة القدر
B314
TEXT
يا أبا المنذر فإن صاحبنا سئل عنها فقال من يقم الحول يصبها فقال رحم ال أبا عبد الرحمان وال لقد علم أنها في رمضان زاد مسدد ولكن كره أن يتكلوا أو احب ان ل
يتكلوا ثم اتفقا وال أنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين ل يستثنى قلت يا أبا المنذر أني علمت ذلك قال بالية التي أخبرنا
رسول ال صلى ال عليه وسلم قلت لزر ما الية قال تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطست ليس لها شعاع حتى ترتفع قال أبو عمر جاء في هذا الحديث كما ترى
عن ابن مسعود أنه من يقم الحول يصب ليلة القدر والذي تأوله عليه أبي بن كعب رضي ال عنه جمهور العلماء وهو الذي ل يجوز عليه غيره لنه قد جاء عنه بأقوى
من هذا السناد أنه قال تحروا ليلة القدر ليلة سبع عشرة وإحدى وعشرين وثلث وعشرين وأظنه أراد بما حكى عنه زر بن حبيش الجتهاد في العمل سائر العام بقيام
الليل وال أعلم وقد ثبت عن أربعة من الصحابة رضي ال عنهم أنها في كل رمضان ول أعلم لهم مخالفا وذكر الجوزجاني عن أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد أنهم قالوا
ليلة القدر في السنة كلها كأنهم ذهبوا إلى قول ابن مسعود من يقم الحول يصبها وقال مالك والشافعي وأبو ثور وأحمد هي في العشر الواخر من رمضان إن شاء ال
وروى سفيان وشعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عمر أنه سئل عن ليلة القدر فقال هي في كل رمضان ورواه موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن سعيد
بن جبير عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم مرفوعا وقد قال بعض رواة أبي إسحاق في حديث ابن عمر هذا هي في رمضان كله وجاء عن أبي ذر أنه سئل عن
ليلة القدر أرفعت قال بل هي في كل رمضان وبعضهم يرويه عن أبي ذر عن النبي صلى ال عليه وسلم وروى ابن جريج قال أخبرني داود ) ( 1166بن أبي عاصم
عن عبد ال بن يحنس قال قلت لبي هريرة زعموا أن ليلة القدر قد رفعت قال كذب من
قال ذلك قال قلت فهي في كل رمضان استقبله قال نعم وروى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال ليلة القدر في كل رمضان يأتي وذكر إسماعيل بن
إسحاق قال أخبرنا حجاج قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ربيعة ) ( 1167بن كلثوم قال سأل رجل الحسن وأنا عنده فقال يا أبا سعيد أرأيت ليلة القدر أفي كل
رمضان هي قال أي والذي ل إله إل هو أنها لفي كل رمضان أنها لليلة فيها يفرق كل أمر حكيم فيها يقضي ال كل خلق وأجل ورزق وعمل إلى مثلها أخبرنا محمد بن
عبد المالك قال أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد قال حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا إسحاق ) ( 1168الزرق قال أخبرنا عبد الملك عن سعيد بن جبير قال كان ناس من
المهاجرين وجدوا على عمر في ادنائه ابن عباس دونهم قال وكان يسأله فقال عمر أما إني سأريكم اليوم منه شيئا فتعرفون فضله فسألهم عن هذه السورة !> إذا جاء
نصر ال والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين ال أفواجا <! قال بعضهم أمر ال نبيه إذا رأى الناس يدخلون في دين ال أفواجا جاء يحمده ويستغفره فقال عمر يا ابن
عباس أل تكلم فقال أعلمه متى يموت إذا جاء نصر ال والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين ال أفواجا فالموت آتيك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توبا قال ثم سألهم
عن ليلة القدر فأكثروا فيها فقال بعضهم كنا نراها في العشر الواسط ثم بلغنا
انها في العشر الواخر فأكثروا فيها فقال بعضهم ليلة إحدى وعشرين وقال بعضهم ليلة ثلث وعشرين وقال بعضهم ليلة سبع وعشرين فقال عمر يا ابن عباس إل تكلم
قال ال اعلم قال قد نعلم أن ال يعلم وإنما نسألك عن علمك فقال ابن عباس أن ال وتر يحب الوتر خلق من خلقه سبع سموات فاستوى عليهن وخلق الرض سبعا وجعل
عدة اليام سبعا ورمى الجمار سبعا وخلق النسان من سبع وجعل رزقه من سبع فقال عمر خلق النسان من سبع وجعل رزقه من سبع هذا أمر ما فهمته فقال أن ال
يقول !> ولقد خلقنا النسان من سللة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما <! حتى بلغ آخر اليات
وقرأ !> أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا <! إلى وأنعامكم ثم قال والب للنعام قرأت على سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال
حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد ال بن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه قال ذكرت هذا الحديث لبن عباس يعني في ليلة القدر فقال
وما أعجبك سأل عمر بن الخطاب أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان يسألني مع الكابر منهم وكان يقول ل تكلم حتى يتكلموا قال لقد علمتم أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال في ليلة القدر اطلبوها في العشر الواخر وترا ففي أي الوتر فأكثر القوم في الوتر فقال مالك ل تتكلم يا ابن عباس قال قلت أن شئت تكلمت قال
ما دعوتك إل لتتكلم فقلت رايت ال أكثر من ذكر السبع فذكر السماوات سبعا والرضين سبعا والطواف سبعا والجمار سبعا وذكر ما شاء ال من ذلك وخلق النسان من
سبع وجعل رزقه في سبعة قال كل ما ذكرت قد عرفته فما قولك خلق
النسان من سبعة وجعل رزقه في سبعة قال !> خلقنا النسان من سللة من طين <! ثم قال !> ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة
فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك ال أحسن الخالقين <! ثم قرأت !> أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا
وقضبا وزيتونا ونخل وحدائق غلبا وفاكهة وأبا <! والب ما تنبته الرض مما ل يأكل الناس ) ( 1وما أراها إل ليلة ثلث وعشرين لسبع يبقين فقال عمر أعييتموني أن
تأتوا بمثل ما جاء به هذا الغلم الذي لم تجتمع شؤون رأسه أخبرني عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا أحمد بن سعيد وحدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال
حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم ) ( 1169قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن أبي ابن كعب قال
من قام ليلة سبع وعشرين فقد اصاب ليلة القدر قال وأخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال قلت لبي بن كعب يا أبا المنذر أخبرني عن ليلة القدر
فإن ابن أم عبد يقول من يقم الحول يصبها فقال يرحم ال أبا عبد الرحمان وذكر الحديث نحو ما تقدم من حديث حماد عن عاصم سواء إلى آخره قال وأخبرنا معمر عن
قتادة وعاصم أنهما سمعا عكرمة يقول قال ابن عباس دعا عمر أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر فاجتمعوا أنها في العشر الواخر قال ابن عباس
فقلت لعمر إني لعلم أو أني لظن أي ليلة هي قال عمر فأي ليلة هي
فقلت سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الواخر فقال عمر من أين علمت ذلك قال ابن عباس فقلت خلق ال سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام وإن الدهر يدور
على سبع وخلق النسان من سبع وياكل من سبع ويسجد على سبع والطواف بالبيت سبع ورمى الجمار سبع لشياء ذكرها قال فقال عمر لقد فطنت لمر ما فطنا له وكان
قتادة يزيد على ابن عباس في قوله يأكل من سبع قال هو قول ال تبارك وتعالى !> فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا <! الية قال أبو عمر قوله في هذا الحديث دعا عمر
أصحاب محمد فسألهم عن ليلة القدر فاجمعوا أنها في العشر الواخر أولى ما قيل به في هذا الباب واصحه لن ما أجمعوا عليه سكن القلب إليه وكذلك النفس أميل إلى
انها في الغلب ليلة ثلث وعشرين أو ليلة سبع وعشرين على ما قال ابن عباس في هذا الحديث أنها سابعة تمضي او سابعة تبقى وأكثر الثار الثابتة الصحاح تدل على
ذلك وال أعلم وفيها دليل على أنها في كل رمضان وال اعلم وفي كل ما أوردنا من الثار في هذا الباب ما يدل على انها ل علمة لها في نفسها تعرف بها معرفة حقيقية
كما تقول العامة حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن الوزاعي عن مرثد ) ( 1170
بن أبي مرثد ) ( 1171عن أبيه قال كنت مع أبي ذر عند الجمرة الوسطى
فسألته عن ليلة القدر فقال كان أسأل الناس عنها رسول ال صلى ال عليه وسلم أنا قلت يا رسول ال ليلة القدر كانت تكون على عهد النبياء فإذا ذهبوا رفعت قال ل
ولكنها تكون إلى يوم القيامة قلت يا رسول ال فأخبرنا بها قال لو أذن لي فيها لخبرتكم ولكن التمسوها في إحدى السبعين ثم ل تسألني عنها بعد مقامك ومقامي ثم أخذ في
حديث فلما انبسط قلت يا رسول ال اقسمت عليك إل حدثتني بها فغضب علي غضبة لم يغضب علي قبلها مثلها ول بعدها مثلها هكذا قال الوزاعي عن مرثد بن أبي
مرثد وهو خطأ وإنما هو مالك ) ( 1172بن مرثد عن أبيه ولم يقم الوزاعي إسناد هذا الحديث ول ساقه سياقة أهل الحفظ له حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا
قاسم بن أصبغ حدثنا بكر بن حماد حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن عكرمة ابن عمار ) ( 1173قال حدثني أبو زميل ) ( 1174سماك الحنفي قال حدثني مالك بن
مرثد قال حدثني أبي مرثد قال سألت أبا ذر قلت كنت سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ليلة القدر فقال أنا كنت أسأل الناس عنها قال فقلت يا نبي ال أخبرني عن
ليلة القدر في رمضان هي أم في غير رمضان قال بل هي في رمضان قلت تكون مع النبياء إذا كانوا فإذا قبضوا رفعت قال بل هي إلى يوم القيامة قلت في أي رمضان
قال التمسوها في العشر الول والعشر
الواخر ل تسألني عن شيء بعدها ثم حدث رسول ال وحدث ثم اهتبلت غفلته فقلت يا رسول ال أخبرني في أي العشرين هي قال التمسوها في الواخر ل تسألني عن
شيء بعدها ثم حدث رسول ال وحدث ثم اهتبلت غفلته فقلت يا رسول ال أقسمت عليك بحقي عليك لما أخبرتني في أي العشر هي فغضب غضبا ما رأيته غضب مثله
قال يحيى قال عكرمة كلمة لم أحفظها ثم قال التمسوها في السبع البواقي ل تسألني عن شيء بعدها ففي حديث أبي ذر هذا ما يدل على أنها في رمضان كله وإنها أحرى
أن تكون في العشر وفي السبع البواقي وجائز أن تكون في العشر الول وقد قال ال عز وجل !> شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن <! وقال !> إنا أنزلناه في ليلة القدر
<! وهذا يدل على أنه ل يدفع أن تكون في رمضان كله وال أعلم لكنها في الوتر من العشر او السبع البواقي تكون أكثر على ما تدل عليه الثار وجملة القول في ليلة
القدر أنها ليلة عظيم شأنها وبركتها وجليل قدرها هي خير من ألف شهر تدرك فيها هذه المة ما فاتهم من طول أعمال من سلف قبلهم من المم في العمل والمحروم من
حرم خيرها نسئل ال برحمته أن يوفقنا لها وأن ل يحرمنا خيرها آمين وقال سعيد بن المسيب رحمه ال من شهد العشاء ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه منها فسبحان
المتفضل على عباده بما شاء ل شريك له المنان المفضل
#حديث خامس لحميد الطويل عن أنس متصل صحيح مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حين خرج إلى خيبر أتاها ليل وكان
B314
TEXT
إذا أتى قوما بليل لم يغر حتى يصبح فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد وال محمد والخميس فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ال أكبر
خربت خيبر أنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين في هذا الحديث إباحة المشي بالليل فإذا كان ذلك كذلك جاز الستخدام بالمماليك والحرار إذا اشترط ذلك عليهم
وكانت ضرورة وفيه اتعاب الدواب بالليل عند الحاجة إلى ذلك ما لم يكن سرمدا لن العلم محيط أنهم لم يخلوا من مملوك يخدمهم وأجير ونحو ذلك وفيه أن الغارة على
العدو إنما ينبغي أن تكون في وجه الصباح لما في ذلك من التبيين والنجاح في البكور وفيه أن من بلغته الدعوة من الكفار لم يلزم دعاؤه وجازت الغارة عليه وطلب غفلته
وغرته وقد اختلف العلماء في دعاء العدو قبل القتال إذا كانوا قد بلغتهم الدعوة فكان مالك رحمه ال يقول الدعوة أصوب بلغهم ذلك أو لم يبلغهم إل أن يعجلوا المسلمين
أن يدعوهم وقال عنه ابن القاسم ل يبيتوا حتى يدعو وذكر الربيع عن الشافعي في كتاب البويطي مثل ذلك ل يقاتل العدو حتى يدعوا إل أن يعجلوا عن ذلك فإن لم يفعل
فقد بلغتهم الدعوة وحكى المزني عن الشافعي من لم تبلغهم الدعوة لم يقاتلوا حتى تبلغهم الدعوة يدعون إلى اليمان قال وإن قتل منهم احد قبل ذلك فعلى قاتله
الدية وقال المزني عنه أيضا في موضع آخر من بلغتهم الدعوة فل بأس أن يغار عليهم بل دعوة وقال ابو حنيفة وأبو يوسف ومحمد إن دعوهم قبل القتال فحسن ول بأس
أن يغيروا عليهم وقال الحسن بن صالح بن حي يعجبني كل ما حدث أمام بعد إمام أحدث دعوة لهل الشرك قال ابو عمر هذا قول حسن والدعاء قبل القتال على كل حال
حسن لن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يامر سراياه بذلك وكان يدعو كل من يقاتله مع اشتهار كلمته ودينه في جزيرة العرب وعلمهم بمنابذته أياهم ومحاربته لمن
خالفه ما أظنه أغار على خيبر وعلى بني المصطلق ال بأثر دعوته لهم في فور ذلك أو قريب منه مع يأسه عن اجابتهم إياه وكذلك كان تبييته وتبييت جيوشه لمن بيتوا
من المشركين على هذا الوجه وال اعلم وفي التبييت حديث الصعب ) ( 1175بن جثامة وحديث سلمة ) ( 1176بن الكوع قال أمر علينا رسول ال صلى ال عليه
وسلم أبا بكر فغزونا ناسا فبيتناهم وقتلناهم قال وكان شعارنا في تلك الليلة أمت أمت قال سلمة فقتلت بيدي تلك الليلة سبعة أبيات من المشركين قال أبو عمر هذا وال أعلم
ومثله لقوم أظهروا العناد والدنى للمسلمين ويئس من إنابتهم وخيرهم وال اعلم أخبرنا أبو محمد عبد ال
ابن محمد قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا علي بن حرب الطائي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عباس قال ما قاتل رسول ال صلى ال
عليه وسلم قوما حتى يدعوهم وهذا يحتمل ممن لم تبلغهم الدعوة ويحتمل من كل كافر محارب حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة ) ( 1177بن مرثد عن سليمان بن بريدة ) ( 1178عن أبيه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم
إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى ال ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا بسم ال وفي سبيل ال تقاتلون من كفر بال اغزوا ول
تغلوا ول تغدروا ول تمثلوا ول تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى احدى ثلث خصال أو خلل فأيها أجابوك إليها فأقبل منهم وكف عنهم أدعهم إلى
السلم فإن أجابوك فاقبل منهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهارجين واعلمهم انهم إن فعلوا فإن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا
واختاروا دارهم فاعلمهم انهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم ال كما يجري على المؤمنين ول يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إل أن يجاهدوا مع المسلمين فإن
أبوا فادعهم إلى اعطاء الجزية فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم فإن أبوا فاستعن بال وقاتلهم
قال أبو عمر هذا من أحسن حديث يروى في معناه إل أن فيه التحول عن الدار وذلك منسوخ نسخه رسول ال صلى ال عليه وسلم بقوله ل هجرة بعد الفتح وإنما كان هذا
منه صلى ال عليه وسلم قبل فتح مكة فلما فتح ال عليه مكة قال لهم قد انقطعت الهجرة ولكن جهاد ونية إلى يوم القيامة حدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى المقرئ قال حدثنا
عبيد ال بن محمد بن إسحاق بن حبابة ببغداد قال حدثنا عبد ال بن محمد بن عبدالعزيز البغوي قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا عبد العزيز ) ( 1179بن أبي
حازم عن أبيه ) ( 1180عن سهل بن سعد ) ( 1181أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم خيبر لعطين الراية رجل يفتح ال على يديه فذكر أن الناس طمعوا
في ذلك فلما كان من الغد قال أين علي فقال على رسلك انفذ حتى تنزل بساحتهم فإذا أنزلت بساحتهم فادعهم إلى السلم واخبرهم بما يجب عليهم منه من الحق أو من
حق ال فوال لن يهدي ال بك رجل واحدا خير لك من حمر النعم قال ابو عمر هذا حديث ثابت في خيبر انهم لم يقاتلهم حينئذ حتى دعاهم وهو شيء قصر عنه أنس في
حديثه وذكره سهل بن سعد وقد روى عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر عليا أن ل يقاتل
قوما حت يدعوهم رواه ابن عيينة عن عمر ) ( 1182بن ذر عن ابن أخي أنس بن مالك عن عمه وخالف أبو إسحاق الفزاري ابن عيينة في إسناد هذا الحديث وابن
عيينة احفظ إن شاء ال قال أبو عمر فلهذه الثار قلنا أن الدعاء احسن وأصوب فإن اغار عليهم ولم يدعهم ولم يشعرهم وكانوا قد بلغتهم الدعوة فمباح جائز لما رواه نافع
عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون وانعامهم على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذريتهم وكانت فيهم جويرية أخبرنا عبد ال بن
محمد قال حدثنا محمد بن بكر التمار بالبصرة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا سعيد ) ( 1183بن منصور قال حدثنا إسماعيل بن علية قال أخبرنا ابن عون قال كتبت إلى
نافع أسأله عن دعاء المشركين عند القتال فكتب إلى أن ذلك كان في أول السلم وقد أغار نبي ال صلى ال عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى
على الماء فقتل مقاتلهم وسبى سبيهم وأصاب يؤمئذ جويرية بنت الحرث حدثني بذلك عبد ال وكان في ذلك الجيش قال ابو داود هذا حديث نبيل رواه ابن عون عن نافع
لم يشركه فيه احد وروى صالح بن أبي ) ( 1184الخضر عن الزهري عن عروة أن أسامة بن زيد حدثه أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم عهد اليه فقال أغر على ابني صباحا وحرق حدثناه عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا ابن
الصبهاني قال أخبرنا ابن المبارك وعيسى بن يونس عن صالح بن أبي الخضر عن الزهري عن عروة عن أسامة عن النبي صلى ال عليه وسلم فذكره سواء وحدثناه
عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا هناد بن السرى ) ( 1185عن ابن المبارك عن صالح بإسناده مثله قال أبو داود وحدثنا محمد بن
عمرو الغزي قال سمعت أبا مسهر يقول وقيل له ابني فقال نحن أعلم هي يبني فلسطين قال أبو عمر قد روى هذا الحديث عن صالح بن أبي الخضر وكيع وعيسى ابن
يونس فقال فيه يبني كما قال أبو مسهر حدثناه سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن صالح بن أبي
الخضر عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن النبي صلى ال عليه وسلم بعثه إلى قرية يقال لها يبنى فقال ائتها صباحا ثم حرق وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا
قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا يعقوب ) ( 1186ابن كعب حدثنا عيسى بن يونس عن صالح بن أبي الخضر عن الزهري عن عروة قال فحدثني اسامة بن
زيد أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال أغر على يبنى ذا صباح وحرق وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يغير على العدو عند صلة
الصبح ويستمع فإن سمع أذانا أمسك وإل أغار فهذا كله دليل على انه ربما لم يدع وذلك فيمن بلغته الدعوة فأما من لم تبلغه الدعوة لبعد داره فل بد من دعائه قال ال عز
وجل !> وما كنا معذبين حتى نبعث رسول <! وهذا الحديث مما رواه يحيى القطان عن حماد بن سلمة حدثناه أحمد بن قاسم بن عيسى المقرئ قال حدثنا ابن حبابة قال
حدثنا البغوي قال حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس الحديث بتمامه وهذا يرد قول من قال أن القطان ل يحدث
عن حماد بن سلمة وحدثناه عبد الرحمان بن عبد ال بن خالد قال حدثنا أبو الحسن على ) ( 1187ابن محمد بن احمد بن نصير بن لؤلؤ البغدادي بمدينة السلم قال
حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا ) ( 1188هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة فذكره وروى عصام ) ( 1189المزني عن النبي عليه السلم مثل حديث
حماد عن ثابت بن أنس في ذلك وأما قوله في حديث مالك عن حميد عن أنس بمساحيهم ومكاتلهم فإنه يعني المحافر والقفاف كانوا يخرجون لعمالهم وأما قولهم محمد
والخميس الخميس العسكر والجيش قال حميد بن ثور الهللي فيما ذكر بعض أهل الخبر ول يصح له
%حتى إذا رفع اللواء رأيته %تحت اللواء على الخميس زعيما %ويروى هذا البيت لليلى الخيلية وهو صحيح لها وهذه القصيدة مذهبتها فيها قولها %ومخرق عنه
القميص تخاله %عند اللقاء من الحياء سقيما % %حتى إذا رفع اللواء رأيته %يوم الهياج على الخيمس زعيما %والزعيم في هذا الموضع الرئيس ومنه قول الشاعر
ولكن الزعامة للغلم يعني الرئاسة والزعيم في غير هذا الكفيل والضامن من قول ال عز وجل !> وأنا به زعيم <! وقال ابو الحسن ابن لنكك في مقصورته %فزادهم
منا خميس جحفل %تعثر منه الخيل عثرا بالقنا %وقال بكر بن حماد في قصيدة له يرثى بها حبيب بن أويس الطائي يخاطب أخاه سهم بن أوس %أنسيت يوم الجسر
خلة وده %والدهر غض بالسرور المقبل % %أيام سار أبو سعيد واليا % %نحو الجزيرة في خميس جحفل %
وأما قوله إذا نزل بساحة قوم فالساحة والسحسحة عرصة الدار أخبرني خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز
قال مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سليمان ) ( 1190ابن المغيرة عن ثابت عن أنس عن أبي طلحة ) ( 1191قال كنت رديف النبي صلى ال عليه وسلم فلو قلت أن
ركبتي تمس ركبته صدقت يعني عام خيبر قال فسكت عنهم حتى إذا كان عند السحر وذهب ذو الضرع إلى ضرعه وذو الزرع إلى زرعه أغار عليهم وقال إذا نزلنا
بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال ابو عمر قد كان دعاهم وذلك موجود في حديث سهل بن سعد في قصة علي ول يشك في بلوغ دعوته خيبر لقرب الديار من الديار
وفي هذا الحديث إباحة الستشهاد بالقرآن فيما يحسن ويجمل
#حديث سادس لحميد الطويل عن أنس متصل صحيح مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أنه قال احتجم رسول ال صلى ال عليه وسلم حجمه أبو طيبة فأمر له
B314
TEXT
رسول ال صلى ال عليه وسلم بصاع من تمر وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه هذا يدل على أن كسب الحجام طيب لن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يوكل إل
ما يحل أكله ول يجعل ثمنا ول عوضا ول جعل بشيء من الباطل واختلف العلماء في هذا المعنى فقال قوم حديث أنس هذا وما جاء في معناه من أعطاء رسول ال صلى
ال عليه وسلم الحجام أجره ناسخ لما حرمه من ثمن الدم وناسخ لما كرهه من أكل إجارة الحجام حدثنا احمد بن قاسم المقرئ قال حدثنا عبيد ال بن محمد بن إسحاق بن
حبابة ببغداد قال حدثنا عبد ال بن محمد البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن عون بن أبي ) ( 1192جحيفة عن أبيه أنه اشترى غلما حجاما فكسر
محاجمة أو أمر بها فكسرت وقال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن ثمن الدم وهذا حديث صحيح وظاهره عندي على غير ما تأوله أبو جحيفة بدليل ما في
حديث أنس هذا لن نهيه صلى ال عليه وسلم عن ثمن الدم ليس من أجرة الحجام في شيء وإنما هو كنهيه عن ثمن الكلب وثمن الخمر والخنزير وثمن الميتة ونحو
ذلك ولما لم يكن نهيه عن ثمن الكلب تحريما لصيده كذلك ليس تحريم ثمن الدم تحريما لجرة الحجام لنه إنما أخذ أجرة تعبه وعمله وكل ما ينتفع به فجائر بيعه والجارة
عليه وقد قال صلى ال عليه وسلم من السنة قص الشارب وقال احفوا الشوارب وأعفوا اللحى وأمر بحلق الرأس في الحج فكيف تحرم الجارة فيما إباحة ال ورسوله
قول وعمل فل سبيل إلى تسليم ما تأوله أبو جحيفة وإن كانت له صحبة لن الصول الصحاح ترده فلو كان على ما تأوله أبو جحيفة كان منسوخا بما ذكرنا وبال توفيقنا
وقال آخرون كسب الحجام كسب فيه دناءة وليس بحرام وسلم واحتجوا بحديث ابن محيصة ) ( 1193ان النبي صلى ال عليه وسلم أم يرخص له في أكله وأمره أن
يعلفه نواضجه ويطعمه رقيقه وكذلك روى رفاعة بن نافع قال نهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كسب الحجام وأمرنا أن نطعمه نواضحنا فهذا يدل على انه نزههم
عن أكله ولو كان حراما لم يأمرهم أن يطعموه رقيقهم لنهم متعبدون فيهم كما تعبدوا في أنفسهم هذا قول الشافعي وأتباعه وأظن الكراهة منهم في ذلك من أجل أنه ليس
يخرج مخرج الجارة لنه غير مقدر ول معلوم وإنما هو عمل يعطى عليه عامله ما تطيب به نفس معمول له وربما لم تطب نفس العامل بذلك فكأنه شيء قد نسخ بسنة
الجارة والبيوع والجعل المقدر المعلوم وهكذا دخول الحمام عند بعضهم وقد بلغني أن طائفة من الشافعين كرهوا دخول الحمام إل بشيء معروف وإناء معلوم وشيء
محدود يوقف عليه من تناول الماء وغيره وهذا شديد جدا وفي تواتر العمل بالمصار في دخول الحمام وأجرة الحجام ما يرد قولهم وحديث أنس هذا شاهد على تجويز
أجرة الحجام بغير سوم ول شيء معلوم قبل العلم لنه لم يذكر ذلك فيه ولو ذكر لنقل وحسبك بهذا حجة وإذا صح هذا كان أصل في نفسه وفيما كان مثله ولم يجز لحد
رده وال اعلم أخبرنا سعيد بن سيد وعبد ال بن محمد بن يوسف قال حدثنا عبد ال بن محمد بن علي قال حدثنا محمد بن قاسم ) ( 1194قال حدثنا ابن وضاح قال
سمعت أبا جعفر السبتي يقول لم يكن نهى النبي صلى ال عليه وسلم عن كسب الحجام لتحريم إنما كان على التنزه وكانت قريش تكره أن تأكل من كسب غلمانها في
الحجامة وكان الرجل في اول السلم يأخذ من شعر اخيه ولحيته ول ياخذ منه على ذلك شيئا حدثنا عبد ال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا أبان عن يحيى عن إبراهيم ) ( 1195بن عبد ال بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع ) ( 1196بن خديج أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
كسب الحجام خبيث وثمن الكلب خبيث ومهر البغي خبيث وهذا الحديث ل يخلو أن يكون منسوخا منه كسب الحجام بحديث أنس وابن عباس والجماع على
ذلك أو يكون على جهة التنزه كما ذكرنا وليس في عطف ثمن الكلب ومهر البغي عليه ما يتعلق به في تحريم كسب الحجام لنه قد يعطف الشيء على الشيء وحكمه
مختلف وقد بينا ذلك في غير هذا الموضع والحمد ل حدثنا عبد الرحمان بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا محمد بن عبد ال المهراني حدثنا محمد بن الوليد القرشي )
( 1197حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا خالد الحذاء عن محمد بن سيرين عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره قال ابن
عباس ولو كان به بأس لم يعطه هكذا قال خالد الحذاء عن محمد بن سيرين عن ابن عباس وحدثنا عبد ال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا مسدد حدثنا
يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال احتجم رسول ال صلى ال عليه وسلم وأعطى الحجام أجره ولو علمه خبيثا لم يعطه وفي هذا الحديث
إباحة الحجامة وفي معناها إباحة التداوي كله بما يؤلم وبما ل يؤلم إذا كان يرجى نفعه وقد بينا ما للعلماء في إباحة التداوي والرقى من الختلف والتنازع وما في ذلك
من الثار في باب زيد بن أسلم والحمد ل
#حديث سابع لحميد الطويل عن أنس هو موقوف في الموطأ وأسندته طائفة عن مالك ليسوا في الحفظ هناك مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قمت وراء أبي
بكر وعمر وعثمان فكلهم كان ل يقرأ بسم ال الرحمن الرحيم إذا افتتح الصلة هكذا هو في الموطأ عند جماعة رواته فيما علمت موقوفا وروته طائفة عن مالك فرفعته
ذكرت فيه النبي عليه السلم وليس ذلك بمحفوظ فيه عن مالك وممن رواه مرفوعا عن مالك الوليد بن مسلم حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن
سليمان حدثنا محمد بن وزير حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا مالك عن حميد عن أنس قال صليت خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فكلهم كان ل
يقرأ بسم ال الرحمان الرحيم إذا افتتح الصلة وذكره أبو بكر عبد ال ) ( 1198بن أبي داود سليمان بن الشعث فقال حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي حدثنا الوليد بن
مسلم عن مالك بن أنس عن حميد عن أنس قال صليت خلف النبي صلى ال عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فكانوا يفتتحون القراءة بالحمد ل رب العالمين ل
يذكرون بسم ال الرحمن الرحيم وروى عن أبي قرة موسى بن طارق عن مالك أيضا مرفوعا حدثنا محمد حدثنا علي بن عمر حدثنا
إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا أحمد بن محمد بن الزهر حدثنا محمد ) ( 1199بن يوسف حدثنا أبو قرة عن مالك عن حميد عن انس قال صليت خلف رسول ال
وأبي بكر وعمر فلم يكونوا يجهرون ببسم ال الرحمن الرحيم وهذا خطأ كله خلف ما في الموطأ ورواه إسماعيل بن موسى السدى عن مالك مرفوعا أيضا إل انه اختلف
عنه في لفظه حدثنا محمد حدثنا علي بن عمر حدثنا أبو سعيد محمد بن عبد ال بن إبراهيم بن مشكان المروزي حدثنا عبد ال ) ( 1200بن محمود المروزي حدثنا
إسماعيل بن موسى السدي أخبرنا مالك عن حميد عن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بالحمد ل رب العالمين أخبرنا
محمد حدثنا علي بن عمر حدثنا أبو بكر الشافعي من كتابه حدثنا محمد بن الليث الجوهري حدثنا إسماعيل ابن موسى حدثنا مالك عن حميد عن أنس أن النبي صلى ال
عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا ل يستفتحون ببسم ال الرحمان الرحيم ورفعه أيضا ابن أخي ابن وهب عن ابن وهب عن مالك حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أبو
بكر أحمد بن صالح المقرئ حدثنا عبد ال بن أبي داود السجستاني حدثنا أحمد بن عبد الرحمان ) ( 1201بن وهب حدثنا عمي عبد ال بن وهب حدثنا عبد ال بن عمر
ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة عن حميد عن أنس
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ل يجهر في القراءة ببسم ال الرحمن الرحيم فهذا ما بلغنا من الختلف على مالك في إسناد هذا الحديث ولفظه وهو في الموطأ
موقوف ليس فيه ذكر النبي صلى ال عليه وسلم وقد روى هذا الحديث عن أنس قتادة وثابت البناني وغيرهما كلهم أسنده وذكر فيه النبي صلى ال عليه وسلم ال أنهم
اختلف عليهم في لفظه اختلفا كثيرا مضطربا متدافعا منهم من يقول فيه كانوا ل يقرؤون بسم ال الرحمن الرحيم ومنهم من يقول كانوا ل يجهرون ببسم ال الرحمن
الرحيم ومنهم من قال كانوا ل يتركون بسم ال الرحمن الرحيم منهم من قال كانوا يفتتحون القراءة بالحمد ل رب العالمين وهذا اضطراب ل يقوم معه حجة لحد من
الفقهاء وقد روى عن أنس انه سئل عن هذا الحديث فقال كبرنا ونسينا وقد أوضحنا ما للعلماء في قراءة بسم ال الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب وغيرها بوجوه اعتللهم
وآثارهم وما نزعوا به في ذلك في كتاب جمعته في ذلك وهو كتاب النصاف فيما بين علماء المسلمين في قراءة بسم ال الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب من الختلف
ومضى في ذلك أيضا ما يكفى ويشفى في هذا الكتاب عند قوله صلى ال عليه وسلم في حديث مالك عن العلء ابن عبد الرحمان قسمت الصلة بيني وبين عبدي نصفين
فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل اقرءوا يقول العبد الحمد ل رب العالمين الحديث بتمامه إلى آخر السورة وهو أقطع حديث في ترك بسم ال الرحمن الرحيم
وال اعلم لن غيره من الحاديث قد تأولوا فيها فأكثروا فيها التشغيب والمنازعة وبال التوفيق قال أبو عمر الختلف في بسم ال الرحمن الرحيم على أوجه أحدها هل
هي من القرآن في غير سورة النمل والخر هل هي آية من فاتحة الكتاب أو هي آية من أول كل سورة من القرآن والثالث هل
تصح الصلة دون أن يقرا بها مع فاتحة الكتاب والرابع هل تقرأ في النوافل دون الفرائض ونختصر القول في القراة بها ها هنا لنا قد استوعبنا القول في ذلك كله
ومهدناه في كتاب النصاف فيما بين العلماء من الختلف في ذلك قال مالك ل تقرأ في المكتوبة سرا ول جهرا وفي النافلة إن شاء فعل وإن شاء ترك وهو قول الطبري
وقال الثوري وأبو حنيفة وابن أبي ليلى وأحمد بن حنبل تقرأ مع أم القرآن في كل ركعة إل أن ابن أبي ليلى قال إن شاء جهر بها وإن شاء أخفاها وقال سائرهم يخفيها
وقال الشافعي هي آية من فاتحة الكتاب يخفيها إذا أخفى ويجهر بها إذا جهر واختلف قوله هل هي آية في أول كل سورة أم ل على قولين أحدهما هي وهو قول ابن
المبارك والثاني ل إل في فاتحة الكتاب وقد أشيعنا هذا الباب وبسطناه بحجة كل فرقة في كتاب النصاف وفي باب العلء من هذا الكتاب والحمد ل ومما هو موقوف في
الموطأ وقد اسنده عن مالك من ل يوثق بحفظه أيضا ما أخبرناه محمد حدثنا علي بن عمر حدثنا علي بن أحمد بن حامد المعدل حدثنا إبراهيم ابن ميمون قال قرئ على
محمد بن عبد ال بن عبد الحكم أخبركم ابن وهب حدثني مالك بن أنس وعبد ال بن عمر ويحيى بن أيوب عن حميد عن أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
ثلث للثيب وسبع للبكر لم يسنده غير ابن وهب إن صح عنه وهو في الموطأ عند جميعهم موقوف وقد ذكرنا معنى هذا الحديث مجودا مبسوطا ممهدا بما فيه للعلماء من
المذاهب في باب عبد ال بن أبي بكر والحمد ل
باب حميد العرج المكي وهو حميد بن قيس مولى بني فزارة ومن نسبه إلى ولء بني فزارة قال هو مولى آل منظور بن سيار وقيل مولى عفراء بنت سيار بن منظور
B314
TEXT
وقال مصعب الزبيري مولى أم هاشم بنت سيار بن منظرو الفزاري امرأة عبد ال بن الزبير فنسب إلى الزبير ويقال مولى بني أسد وآل الزبير أسديون أسد قريش وحميد
بن قيس مكي ثقة صاحب قرآن يكنى أبا صفوان وقيل ابا عبد الرحمان واليه يسند كثير من أهل مكة قراءتهم وإلى عبد ال بن كثير وابن محيصن وأخوه عمر بن قيس
هو المعروف بسندل مكي ضعيف عندهم حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا ابن أبي اويس قال حدثني أبي عن
حميد بن قيس المكي مولى بني أسد بن عبد العزى قال أحمد بن زهير وسمعت يحيى بن معين يقول حميد بن قيس مكي ثقة قال أبو عمر لمالك عنه ستة أحاديث مرفوعة
في الموطأ منها حديثان متصلن مسندان ومنها حديث ظاهره موقوف ومنها ثلثة منقطعات أحدها شركه فيه ثور بن زيد وقد تقدم ذكره في باب ثور بن زيد وتأتي
الخمسة في بابه هذا إن شاء ال
#حديث أول لحميد بن قيس مالك عن حميد بن قيس عن مجاهد أبي الحجاج عن أبن أبي ليلى عن كعب ) ( 1202بن عجرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له
لعلك اذاك هوامك قال فقلت نعم يا رسول ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أحلق رأسك وصم ثلثة أيام أو اطعم ستة مساكين أو انسك بشاة هكذا روى يحيى هذا
الحديث عن مالك بهذا السناد متصل وتابعه القعنبي والشافعي وابن عبد ا لحكم وعتيق ابن يعقوب الزبيري وابن بكير وأبو مصعب وأكثر الرواة وهو الصواب ورواه
ابن وهب وابن القاسم وابن عفير عن مالك عن حميد بن قيس عن مجاهد عن كعب بن عجرة لم يذكروا ابن أبي ليلى وكذلك اخلتف الرواة عن مالك في حديثه عن عبد
الكريم الجزري في حديث كعب بن عجرة هذا وسنذكر لك في بابه من كتابنا هذا إن شاء ال والحديث لمجاهد عن ابن أبي ليلى صحيح ل شك فيه عند أهل العلم بالحديث
رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة وكذلك رواه أبو بشر وأيوب وابن عون وغيرهم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة
وهو الصحيح من رواية حميد بن قيس وعبد الكريم الجزري عن مجاهد عن أبن أبي ليلى عن كعب بن عجرة وابن أبي ليلى هذا هو عبد الرحمان بن أبي ليلى من كبار
تابعي الكوفة
وهو والد محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى فقيه الكوفة وقاضيها ولبيه أبي ليلى صحبة وقد ذكرناه في كتابنا من كتاب الصحابة بما يغنى عن ذكره ها هنا قال أبو عمر
لم يذكر حميد بن قيس في هذا الحديث كم الطعام وقد رواه جماعة عن مجاهد كذلك لم يذكروه وذكره جماعة عن مجاهد ومنهم عبد الكريم الجزري من رواية مالك
وذكره من غير رواية مالك من حديث مجاهد وغيره جماعة ومن ذكره حجة على من لم يذكره ولم يذكر حميد أيضا في هذا الحديث العلة التي اوجبت ذلك القول من
رسول ال صلى ال عليه وسلم لكعب بن عجرة ول الموضع الذي قال له ذلك فيه وكان ذلك القول منه لكعب وهو محرم زمن الحديبية ذكر ذلك جماعة من حديث مجاهد
وغيره وروى مالك عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن مجاهد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أنه كان مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو
محرم فأذاه القمل في رأسه فأمره رسول ال أن يحلق رأسه وقال صم ثلثة أيام أو أطعم ستة مساكين مدين مدين أو انسك شاة أي ذلك فعلت اجزا عنك أخبرنا عبد ال بن
محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن منصور ) ( 1203حدثنا يعقوب ابن إبراهيم قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثنا ابان يعني ابن صالح )
( 1204عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة النصاري قال أصابني هوام في
رأسي وأنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عام الحديبية حتى تخوفت على بصري قال فانزل ال عز وجل !> فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من
صيام أو صدقة أو نسك <! الية فدعاني رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أحلق راسك وصم ثلثة أيام أو اطعم ستة مساكين فرقا من زبيب أو انسك شاة فحلقت
رأسي ثم نسكت حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو قلبة الرقاشي قال حدثنا بشر بن عمر قال حدثنا شعبة عن أبي بشر ) ( 1205عن
مجاهد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال ملت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم والقمل تتناثر على وجهي فقال يا أبا كعب ما كنت أرى أن الجهد
بلغ بك ما أرى فأمرني أن احلق رأسي وانسك نسيكة أو أطعم ستة مساكين او أصوم ثلثة ايام وفي رواية ابن أبي نجيح عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال صم
ثلثة أيام أو اطعم فرقا بين ستة مساكين ورواه أبو قلبة أو اذبح شاة من حديث معمر وسيف بن سليمان وورقاء ) ( 1206وابن عيينة عن ابن أبي نجيح وكذلك رواه
معمر عن أيوب عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال فيه أو تطعم فرقا بين ستة مساكين ورواه أبو قلبة عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن
عجرة قال فيه فاحلق شعرك واذبح شاة أو صم ثلثة أيام أو تصدق بثلثة أصع تمر بين ستة مساكين وكذلك قال سليمان بن قرم عن عبد الرحمان بن
الصبهاني عن عبد ال ) ( 1207بن معقل المزني سمع كعب بن عجرة في هذا الحديث قال اتقدر على نسك قال ل قال فصم ثلثة أيام أو اطعم ستة مساكين لكل
مسكين نصف صاع من تمر ورواه أبو عوانة عن عبد الرحمان بن الصبهاني بإسناده مثله سواء وكذلك روى أشعث ) ( 1208عن الشعبي عن عبد ال بن معقل عن
كعب بن عجرة إطعام ثلثة آصع تمر بين ستة مساكين ورواه شعبة عن عبد الرحمان بن الصبهاني سمع عبد ال بن معقل سمع كعب بن عجرة في هذا الحديث قال أو
اطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع من طعام هكذا يقول شعبة في هذا الحديث بهذا السناد من طعام لم يقل من تمر قال أبو عمر من روى الحديث عن أبي قلبة
عن كعب بن عجرة أو عن الشعبي عن كعب بن عجرة فليس بشيء والصحيح فيه عن أبي قلبة عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة وأما الشعبي فاختلف
فيه عليه فرواه بعضهم عنه عن عبد الرحمان عن كعب بن عجرة وبعضهم جعله عن الشعبي عن كعب بن عجرة وبعضهم عنه عن عبد ال بن مغفل عن كعب بن عجرة
وبعضهم جعله عن الشعبي عن كعب بن عجرة ولم يسمع الشعبي من كعب بن عجرة ول سمعه أبو قلبة من كعب بن عجرة وال اعلم
قال ابو عمر كل من ذكر النسك في هذا الحديث مفسرا فإنما ذكره بشاة وهو أمر ل خلف فيه بين العلماء وأما الصوم والطعام فاختلفوا فيه فجمهور فقهاء المسلمين
على أن الصوم ثلثة أيام وهو محفوظ صحيح في حديث كعب بن عجرة وجاء عن الحسن وعكرمة ونافع أنهم قالوا الصوم في فدية الذى عشرة أيام والطعام عشرة
مساكين ولم يقل بهذا احد من فقهاء المصار ول أئمة الحديث حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا أحمد بن دحيم قال حدثنا إبراهيم ابن حماد قال حدثني عمي إسماعيل
بن إسحاق قال حدثنا مسدد قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا إبراهيم بن عون عن مجاهد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال قال كعب بن عجرة في أنزلت هذه الية
أتيت النبي صلى ال عليه وسلم فقال أدنه فدنوت مرتين أو ثلثا فقال أتوذيك هوامك قال ابن عون وأحسبه قال نعم قال فأمرني بصيام أو صدقة أو نسك مما تيسير قال
إسماعيل وحدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن ايوب عن مجاهد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال أتى على رسول ال صلى ال عليه
وسلم زمن الحديبية وأنا أوقد تحت برمة لي والقمل يتناثر على وجهي فقال أتؤذيك هوام رأسك قلت نعم قال احلق وصم ثلثة أيام أو أطعم تسة مساكين أو أنسك نسيكة
قال أيوب ل أدري بأيها بدأ وحدثناه عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال سمعت
مجاهدا يحدث عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال أتى على رسول ال صلى ال عليه وسلم زمن الحديبية فذكره حرفا بحرف ورواه أبو الزبير عن
مجاهد حدثناه سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا جعفر بن محمد الصائع قال محمد ) ( 1209بن سابق قال حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن مجاهد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة
النصاري أنه حدثه أنه كان أهل في ذي القعدة وأنه قمل راسه فاتى عليه النبي صلى ال عليه وسلم وهو يوقد تحت قدر له فقال له كأنك توذيك هوام رأسك قال أجل قال
أحلق وأهد هديا فقال ما أجد هديا قال فاطعم ستة مساكين فقال ما أجد فقال صم ثلثة ايام قال أبو عمر كأن ظاهر هذا الحديث على الترتيب وليس كذلك ولو صح هذا كان
معناه الختيار أول فأول وعامة الثار عن كعب بن عجرة وردت بلفظ التخيير وهو نص القرآن وعليه مضى عمل العلماء في كل المصار وفتواهم وبال التوفيق
واختلف الفقهاء في الطعام في فدية الذى فقال مالك والشافعي وأبو حنيفة وأصحابهم الطعام في ذلك مدان مدان بمد النبي صلى ال عليه وسلم وهو قول أبي ثور وداود
وروى عن الثوري أنه قال في الفدية من البر نصف صاع ومن التمر والشعير والزبيب صاع وروى عن أبي حنيفة أيضا مثله جعل نصف صاع بر عدل صاع تمر وهذا
على أصله في ذلك وقال احمد بن حنبل مرة كما قال مالك والشافعي ومرة قال إن أطعم برا فمد لكل مسكين وإن اطعم تمرا فنصف صاع قال أبو عمر لم يختلف الفقهاء
إن الطعام إنما هو لستة مساكين إل ما ذكرنا عن الحسن وعكرمة ونافع وهو قول ل يعرج عليه لن
السنة الثابتة تدفعه وقال مالك رحمه ال ل يجزئه أن يغدى المساكين ويعشيهم في كفارة الدنى حتى يعطي كل مسكين مدين مدين بمدالنبي صلى ال عليه وسلم وبذلك قال
الثوري والشافعي ومحمد ابن الحسن وقال أبو يوسف يجزئه أن يغديهم ويعشيهم قال أبو عمر قال ال عز وجل !> ول تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان
منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك <! قال ابن عباس المرض أن يكون براسه قروح والذى القمل وقال عطاء المرض الصداع والقمل
وغيره وحديث كعب بن عجرة أوضح شيء في هذا وأصحه وأولى ما عول عليه في هذا الباب وهو الصل حدثنا خلف بن القاسم حدثنا محمد بن أحمد ابن كامل حدثنا
أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح يعني المصري يقول حديث كعب بن عجرة في الفدية سنة معمول بها لم يروها أحد من الصحابة غيره
ول رواها عن كعب بن عجرة إل رجلن عبد الرحمان بن أبي ليلى وعبد ال بن معقل وهذه سنة أخذها أهل المدينة وغيرهم عن أهل الكوفة قال أحمد قال ابن شهاب
سألت عنها علماءنا كلهم حتى سعيد بن المسيب فلم يثبتوا كم عدد المساكين وأجمعوا أن الفدية واجبة على من حلق راسه من عذر وضرورة وأنه مخير فيما نص ال
ورسوله عليه مما ذكرنا على حسب ما تقدم ذكره واختلفوا فيمن حلق رأسه من غير ضرورة عامدا أو تطيب لغير ضرورة عامدا أو لبس لغير عذر عامدا فقال مالك
بئس ما فعل وعليه الفدية وهو مخير فيها إن شاء صام ثلثة أيام وإن شاء ذبح شاة وإن شاء أطعم ستة مساكين مدين مدين من قوته أي ذلك شاء فعل وسواء أطعم ستة
B314
TEXT
مساكين مدين مدين من قوته أي ذلك شاء فعل وسواء عنده العمد في ذلك والخطأ لضرورة وغير ضرورة وهو مخير في ذلك عنده وقال الشافعي وأبو حنيفة وأصحابهما
وأبو ثور ليس
بمخير ال في الضرورة لن ال يقول !> فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه <! فأما إذا حلق عامدا أو تطيب عامدا لغير عذر فليس بمخير وعليه دم ل غير
واختلفوا فيمن حلق أو لبس أو تطيب ناسيا فقال مالك رحمه ال العامد والناسي في ذلك سواء في وجوب الفدية وهو قول أبي حنيفة والثوري والليث وللشافعي في هذه
المسألة قولن أحدهما ل فدية عليه والخر عليه الفدية وقال داود وإسحاق ل فدية عليه في شيء من ذلك إن صنعه ناسيا وأكثر العلماء يوجبون الفدية على المحرم إاذ
حلق شعر جسده أو اطل أو حلق موضع المحاجم وبعضهم يجعل عليه في كل شيء من ذلك دما وقال داود لشيء عليه في حلق شعر جسده واختلفوا في موضع الفدية
المذكروة فقال مالك يفعل ذلك أين شاء إن شاء بمكة وإن شاء ببلده وذبح النسك والطعام والصيام عنده سواء يفعل ما شاء من ذلك أين شاء وهو قول مجاهد والذبح ها
هنا عند مالك نسك وليس بهدي قال والنسك يكون حيث شاء والهدى ل يكون إل بمكة وحجته في أن النسك يكون بغير مكة حديثه عن يحيى ابن سعيد عن يعقوب بن خالد
المخزومي عن أبي أسماء مولى عبد ال بن جعفر أنه أخبره أنه كان مع عبد ال بن جعفر وخرج معه من المدينة فمروا على حسين بن علي وهو مريض بالسقيا فأقام
عليه عبد ال بن جعفر حتى إذا خاف الموت خرج وبعث إلى علي بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وهما بالمدينة فقدما عليه ثم إن حسينا أشار إلى راسه فامر علي بن
أبي طالب برأسه فحلق ثم نسك عنه بالسقيا فنحر عنه بعيرا قال مالك قال يحيى بن سعيد وكان حسين خرج مع عثمان في سفره إلى مكة فهذا واضح في أن الذبح في فدية
الذى جائز بغير مكة وجائز عند مالك في الهدى إذا نحر في الحرم إن يعطاه غير أهل الحرم لن البغية فيه إطعام مساكين
المسلمين قال ولما جاز الصوم أن يؤتى به في غير الحرم جاز اطعام غير أهل الحرم وقال أبو حنيفة والشافعي الدم والطعام ل يجزى إل بمكة والصوم حيث شاء وهو
قول طاوس قال الشافعي الصوم مخالف للطعام والذبح لن الصوم ل منفعة فيه لهل الحرم وقد قال ال !> هديا بالغ الكعبة <! رفقا لمساكين الحرم جيران بيته وال
اعلم وقد قال عطاء ما كان من دم فبمكة وما كان من إطعام أو صيام فحيث شاء وعن أبي حنيفة وأصحابه أيضا مثل قول عطاء وعن الحسن أن الدم بمكة ذكر إسماعيل
القاضي حديث علي حين حلق راس حسين ابنه بالسقيا ونسك عنه في موضعه من حديث مالك وغيره عن يحيى بن سعيد ثم قال هذا أبين ما جاء في هذا الباب وأصحه
وفيه جواز الذبح في فدية الذى بغير مكة قال ابو عمر الحجة في ذلك قول ال عز وجل !> ول تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله <! ثم قال !> فمن كان منكم
مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك <! ولم يقل في موضع دون موضع فالظاهر أنه حيث ما فعل اجزا وقد سمى رسول ال صلى ال عليه
وسلم ما يذبح في فدية الذى نسكا ولم يسمه هديا فل يلزمنا أن نرده قياسا على الهدى ول أن نعتبره بالهدى مع ما جاء في ذلك عن علي رضي ال عنه ومع استعمال
ظاهر الحديث في ذلك وال اعلم
#حديث ثان لحميد بن قيس متصل مالك عن حميد بن قيس الملكي عن مجاهد أنه قال كنت مع عبد ا ل بن عمر فجاءه صائغ فقال يا أبا عبد الرحمان إني أصوغ الذهب
ثم أبيع الشيء من ذلك بأكثر من وزنه فاستفضل في ذلك قدر عمل يدي فنهاه عبد ال بن عمر عن ذلك فجعل الصائغ يردد عليه المسألة وعبد ال ينهاه عن ذلك حتى
انتهى إلى باب المسجد أو إلى دابة يريد أن يركبها ) ( 1فقال عبد ال بن عمر الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم ل فضل بينهما هذا عهد نبينا الينا وعهدنا إليكم في هذا
الحديث النهى عن التفاضل في الدنانير والدراهم إذا بيع شيء منها بجنسه وقوله فيه الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم اشارة إلى جنس الصل ل إلى المضروب دون غيره
بدليل إرسال ابن عمر الحديث على سؤال الصائغ له عن الذهب المصوغ وبدليل قوله صلى ال عليه وسلم الفضة بالفضة والذهب بالذهب مثل بمثل وزنا بوزن ول أعلم
أحدا من العلماء حرم التفاضل في المضروب العين من الذهب والفضة المدرهمة دون التبر والمصوغ منهما إل شيء جاء عن معاوية بن أبي سفيان روى عنه من وجوه
وقد أجمعوا على خلفه فاغنى إجماعهم على ذلك عن الستشهاد فيه بغيره وفي قصة معاوية مع أبي الدرداء إذ باع معاوية السقاية بأكثر من وزنها بيان أن الربا في
المصوغ وغير المصوغ والمضروب وغير المضروب
قال أبو عمر فالفضة السوداء والبيضاء والذهب الحمر والصفر كل ذلك ل يجوز بيع بعضه ببعض إل مثل بمثل وزنا بوزن سواء بسواء على كل حال إل أن تكون
إحدى الفضتين أو إحدى الذهبين فيه دخل من غير جنسه فإن كانت كذلك لم يجز بيع بعضها ببعض البتة على حال إل أن يحيط العلم أن الدخل فيهما سواء نحو السكة
الواحدة لعدم المماثلة لنا إذا عدمنا حقيقة المماثلة لم نأمن التفاضل وقد ورد الشرع بتحريم الزدياد في ذلك فوجب المنع حتى تصحة المماثلة وروى مالك عن نافع عن
أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل بمثل ول تشفوا بعضها على بعض ول تبيعوا الورق بالورق إل مثل بمثل ول
تشفوا بعضها على بعض ول تبيعوا منها غائبا بناجز وسيأتي القول في معنى هذا الحديث في باب نافع إن شاء ال قال أبو عمر المماثلة في الموزونات الوزن ل غير
وفي المكيلت الكيل ولو وزن المكيل رجوت أن يكون مماثلة إن شاء ال وقد روى عن ابن عباس رضي ال عنه وعن بعض اصحابه في هذا الباب شيء ل يصح عنه
إن شاء ال لنه قد روى عنه من وجوه خلفه وهو الذي عليه علماء المصار فلم أر وجها في ذلك للكثار اخبرنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا
أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا عبد السلم عن مغيرة عن عبد الرحمان ) ( 1210بن أبي نعيم أن أبا سعيد
لقي ابن عباس فشهد
على رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال الفضة بالفضة والذهب بالذهب مثل بمثل فمن زاد فقد أربا فقال ابن عباس أتوب إلى ال فيما كنت أفتى به ورجع عنه قال
علي وحدثنا داود بن عمرو ) ( 1211الضبي قال حدثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن ذكوان ) ( 1212أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول
ال صلى ال عليه وسلم يقول الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم ل زيادة وبلغه قول ابن عباس قال أبو سعيد فقلت لبن عباس ما هذا الحديث الذي تحدث به أشيء سمعته
من رسول ال أو شيء وجدته في كتاب ال فقال ابن عباس ما وجدته في كتاب ال ول سمعته من رسول ال ولنتم اعلم برسول ال صلى ال عليه وسلم مني ولكن أسامة
) ( 1213بن زيد حدثني ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الربا في النسيئة قال علي وحدثنا عتيق بن يعقوب الزبيري قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم
ابن طهمان عن أبي الزبير المكي قال سمعت أبا أسيد ) ( 1214الساعدي وابن عباس يفتى في الدينار بالدينارين فأغلظ له أبو أسيد فقال له
ابن عباس ما كنت أظن أن احدا يعرف قرابتي من رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لي مثل هذا يا ابا أسيد فقال أبو أسيد أشهد لسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع ملح بصاع ملح ل فضل بين شيء من ذلك فقال عبد ال بن عباس هذا
شيء إنما كنت أقوله برأيي ولم أسمع فيه شيئا حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد
بن زيد قال حدثنا سليمان بن علي ) ( 1215الربعي عن أبي الجوزاء ) ( 1216عن ابن عباس انه رجع عن الصرف وقال إنما كان ذلك رأيا مني وهذا ابو سعيد
يحدث به عن النبي صلى ال عليه وسلم وروى ابن وهب قال أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت سليمان بن يسار يزعم أنه سمع مالك بن أبي عامر )
( 1217يحدث عن عثمان بن عفان أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تبيعوا الدينار بالدينارين ول الدرهم بالدرهمين قال أبو عمر لم أر ذكر ما روى ابن عباس
ومن تابعه في الصرف ولم أعده خلفا لما روى عنه من رجوعه عن ذلك وفي رجوعه إلى خبر أبي سعيد المفسر وتركه القول بخبر أسامة بن زيد المجمل ضروب من
الفقه ليس هذا موضع ذكرها ومن تدبرها ووفق لفهمها أدركها وبال التوفيق وقد روى عن كثير من أصحاب مالك وبعضهم يرويه عن مالك في التاجر يحفزه الخروج
وبه حاجة إلى دراهم مضروبة او دنانير مضروبة فيأتي دار الضرب بفضته أو ذهبه فيقول للضراب خذ فضتي هذه او ذهبي وخذ قدر عمل يدك وادفع إلي دنانير
مضروبة في ذهبي أو دراهم مضروبة في فضتي هذه لني محفوز للخروج وأخاف أن يفوتني من أخرج معه إن ذلك جائز للضرورة وإنه قد عمل به بعض الناس قال
أبو عمر هذا مما يرسله العالم عن غير تدبر ول رواية وربما حكاه لمعنى قاده إلى حكايته فيتوهم السامع أنه مذهبه فيحمله عنه وهذا عين الربا لن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال من زاد أو ازداد فقد أربى وقال ابن عمر للصائغ ل في مثل هذه المسألة سواء ونهاه عنها وقال هذا عهد نبينا الينا وعهدنا اليكم وهذا قد باع فضة بفضة
أكثر منها وأخذ في المضروب زيادة على غير المضروب وهو الربا المجتمع عليه لنه ل يجوز مضروب الفضة ومصوغها بتبرها ول مضروب الذهب ومصوغه بتبره
وعينه إل وزنا بوزن عند جميع الفقهاء وعلى ذلك تواترت السنن عن النبي صلى ال عليه وسلم حدثنا عبد ال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا الحسن
بن علي حدثنا بشر بن عمر حدثنا همام عن قتادة عن أبي ) ( 1218الخليل عن مسلم المكي عن أبي الشعث ) ( 1219
الصنعاني عن عبادة بن الصامت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الذهب بالذهب تبره وعينه والفضة بالفضة تبرها وعينها يعني وزنا بوزن مثل بمثل يدا بيد من
زاد أو إزداد فقد أربى مختصرا قال ابو داود ورواه سعيد بن أبي عروبة وهشام ) ( 1220عن قتادة عن مسلم بن يسار وقد ذكرنا خبر عبادة بكثير من طرقه في
مواضع من هذا الكتاب وقد رد ابن وهب هذه المسألة عن مالك وانكرها وزعم البهري ان ذلك من باب الرفق لطلب التجارة وليل يفوت السوق قال وليس الربا إل على
من أراد أن يربى ممن يقصد إلى ذلك ويبتغيه ونسي البهري أصله في قطع الذرائع وقوله فيمن باع ثوبا بنسيئة وهو ل نية له في شرائه ثم يجده في السوق انه ل يجوز
له أن يبتاعه منه بدون ما به باعه وإن لم يقصد إلى ذلك ولم يبتعه ومثل هذا كثير ولو لم يكن الربا إل على من قصده ما حرم إل على الفقهاء خاصة وقد قال عمر ل
B314
TEXT
يتجر في سوقنا إلمن فقه وإل أكل الربا والمر في هذا بين لمن رزق النصاف والهم رشده حدثنا أحمد بن عبد ال قال حدثنا الميمون ابن حمزة الحسيني قال حدثنا
الطحاوي قال حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن وردان الرومي أنه سأل ابن عمر فقال إني رجل أصوغ الحلى ثم أبيعه واستفضل فيه قدر
أجرتي أو عمل يدي فقال ابن عمر الذهب بالذهب ل فضل بينهما هذا عهد صاحبنا إلينا وعهدنا إليكم قال الشافعي يعني بقوله صاحبنا عمر بن الخطاب قال وقول حميد
عن مجاهد عن ابن عمر عهد نبينا خطا
قال أبو عمر قول الشافعي عندي غلط على أصله لن حديث ابن عيينة في قوله صاحبنا مجمل يحتمل أن يكون أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو الظهر فيه
ويحتمل أن يكون أراد عمر فلما قال مجاهد عن ابن عمر هذا عهد نبينا فسر ما أجمل ورد أن الرومي وهذا أصل ما يعتمد عليه الشافعي في الثار ولكن الناس ل يسلم
منهم أحد من الغلط وإنما دخلت الداخلة على الناس من قبل التقليد لنهم إذا تكلم العالم عند من ل ينعم النظر بشيء كتبه وجعله دينا يرد به ما خالفه دون أن يعرف الوجه
فيه فيقع الخلل وبال التوفيق
#حديث ثالث لحميد بن قيس مرسل مالك عن حميد بن قيس عن عطاء بن أبي رباح أن أعرابيا جاء إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بحنين وعلى العرابي
قميص وبه أثر صفرة فقال يا رسول ال إني أهللت بعمرة فكيف تأمرني أن أصنع فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم أنزع قميصك هذا واغسل هذه الصفرة عنك
وأفعل في عمرتك ما تفعل في حجك هذا حديث مرسل عند جميع رواة الموطأ فيما علمت ولكنه يتصل من غير رواية مالك من طرق صحيحة ثابتة عن عطاء بن أبي
رباح وهو محفوظ من حديث يعلى بن أمية عن النبي صلى ال عليه وسلم رواه عن عطاء بن أبي رباح جماعة منهم ابو الزبير وعمرو بن دينار وقتادة وابن جريح وقيس
بن سعد وهمام بن يحيى ومطر ) ( 1221وإبراهيم بن يزيد وعبد الملك بن أبي سليمان ومنصور بن المعتمر وابن أبي ليلى والليث بن سعد وأحسنهم رواية له عن
عطاء وأتقنهم ابن جريج وعمرو بن دينار وإبراهيم بن يزيد وقيس بن سعد وهمام بن يحيى فإن هؤلء كلهم رووه عن عطاء عن صفوان ) ( 1222بن يعلى بن أمية
عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم وهو الصواب فيه وغيرهم رواه عن عطاء عن يعلى وليس بشيء
حدثنا عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري وحدثنا سعيد بن نصر واللفظ بحديثه
قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا همام قال حدثنا عطاء قال حدثنا صفوان
بن يعلى بن أمية عن أبيه أن رجل أتى النبي صلى ال عليه وسلم وهو بالجعرانة وعليه جبة وعليه أثر الخلوق أو قال صفرة فقال كيف تأمرني أن أصنع في عمرتي قال
فأنزل على النبي صلى ال عليه وسلم واستتر بثوب قال وكان يعلى يقول وددت أني قد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد انزل عليه الوحي فقال عمر يا يعلى
أيسرك أن تنظر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد أنزل عليه قال قلت نعم فرفع طرف الثوب فنظرت إليه فإذا له غطيط واحسبه كغطيط البكر قال فلما سرى عنه
قال أين السائل عن العمرة اخلع عنك الجبة واغسل عنك اثر الخلوق أو قال اثر الصفرة واصنع في عمرتك كما صنعت في حجك قال وأتاه رجل آخر قد عض يد رجل
فانتزع يده فسقطت ثنيته التي عض بها فابطله النبي صلى ال عليه وسلم حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى قال حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق التمار
قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا همام قال سمعت عطاء قال أخبرنا صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه أن رجل أتى النبي صلى ال عليه وسلم وهو
بالجعرانة فذكره سواء وذكر عبد الرزاق قال أخبرنا إبراهيم بن يزيد أنه سمع عطاء يقول أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية أن يعلى قال لعمر وددت أني رأيت رسول
ال حين يوحى إليه فلما كان بالجعرانة أتاه أعرابي وعليه جبة وهو متضمخ بخلوق وقد أحرم بعمرة فقال افتني يا رسول ال وأوحى إلى النبي صلى ال عليه وسلم فذكر
مثل حديث همام بن يحيى
في هذه القصة إلى آخرها ولم يذكر قصة العاض يد الرجل أخبرني أبو محمد عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا حضرة بن محمد بن علي قال حدثنا محمد بن شعيب بن
علي قال أخبرني محمد ) ( 1223ابن إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا وهب ) ( 1224بن جرير قال حدثني ابي قال سمعت قيس بن سعد يحدث عن عطاء عن صفوان
ابن يعلى عن أبيه قال أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل وهو بالجعرانة وعليه جبة وهو مصفر لحيته وراسه فقال يا رسول ال إني أحرمت بعمرة وإنا كما ترى
قال انزع عنك الجبة واغسل عنك الصفرة وما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك حدثنا سعيد بن نصر قراءة مني عليه أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا جعفر
بن محمد الصائغ قال حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن عطاء عن صفوان بن أمية أنه قال جاء رجل إلى رسول ال صلى ال عليه
وسلم متضمخا بالخلوق وعليه مقطعات فقال كيف تأمرني يا رسول ال في عمرتي قال فأنزل ال !> وأتموا الحج والعمرة ل <! قال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
أين السائل عن العمرة فقال له الق عنك ثيابك واغتسل واستنق ما استطعت وما كنت صانعه في حجك فاصنعه في عمرتك هكذا جاء في هذا الحديث صفوان بن أمية
نسبة إلى جده وهو صفوان بن يعلى بن أمية رجل تميمي وليس بصوفان بن أمية الجمحي وقد نسبناهما في كتاب الصحابة والحمد ل وحدثنا
سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي
رباح عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال كنت عند النبي صلى ال عليه وسلم بالجعرانة فأتاه رجل عليه مقطعة يعني جبة وهو متضمخ بالخلوق فقال يا رسول ال
اني أحرمت بالعمرة وعلى هذه فقال النبي صلى ال عليه وسلم ما كنت تصنع في حجك قال كنت أنزع هذه وأغسلها بالخلوق فقال النبي صلى ال عليه وسلم ما كنت
صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك حدثنا عبد الرحمان بن مروان قال حدثنا الحسن بن يحيى القاضي القلزمي بالقلزم قال حدثنا عبد ال بن علي بن الجارود قال حدثنا
علي ) ( 1225بن خشرم قال حدثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن عطاء أن صفوان بن يعلى بن أمية أخبره أن يعلى بن أمية كان يقول لعمر بن الخطاب ليتني
أرى رسول ال حين ينزل عليه فبينا هو مع رسول ال في ناس من اصحابه فيهم عمر بن الخطاب إذ جاءه رجل عليه جبة وهو متضمخ بطيب فقال يا رسول ال كيف
ترى في رجل احرم بعمرة في جبة معه بعدما تضمخ بطيب فسكت ساعة فجاءه الوحي فأشار عمر إلى يعلى بيده أن تعالى فجاءه وأدخل رأسه فإذا النبي عليه السلم
محمر الوجه يغط كذلك ساعة ثم سرى عنه فقال أين السائل عن العمرة فالتمس الرجل فاتى به فقال النبي صلى ال عليه وسلم أما الطيب الذي بك فاغسله ثلث مرات
وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك قال ابن جريح كان عطاء يأخذ في الطيب بهذا الحديث فكان يكره الطيب عند الحرام ويقول إن كان به
شيء منه فليغسله وكان يأخذ بشأن صاحب الجبة وكان صاحب الجبة قبل حجة
الوداع قال ابن جريح والخر فالخر من أمر رسول ال أحق واخبرنا عبد الرحمان بن مروان قال أخبرنا الحسين بن يحيى قال أخبرنا ابن الجارود قال حدثنا محمد بن
يحيى قال حدثنا عثمان بن الهيثم ) ( 1226قال حدثنا ابن جريح قال كان عطاء يأخذ بشأن صاحب الجبة وكان شأن صاحب الجبة قبل حجة الوداع قال والخر فالخر
من أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أحق قال ابن جريح وكان شأن صاحب الجبة أن عطاء أخبرني أن صفوان بن يعلى بن أمية أخبره أن يعلى كان يقول لعمر ليتني
أرى نبي ال حين ينزل عليه فلما كان النبي عليه السلم بالجعرانة وعلى النبي عليه السلم ثوب قد ظلل به ومعه ناس من أصحابه إذ جاءه رجل عليه جبة متضمخ بطيب
فذكر الحديث بتمامه قال ابو عمر روى هذا الحديث عن ابن جريح جماعة منهم يحيى بن سعيد القطان وقال فيه نوح ) ( 1227بن حبيب عن القطان عن ابن جريح
باسناده كما ذكرنا وأما الجبة فاخلعها وأما الطيب فاغسله ثم أحدث احراما ذكره أحمد بن شعيب النسائي عن نوح بن حبيب وقال ل أعلم أحدا قال في هذا الحديث ثم
احدث احراما غير نوح ابن حبيب قال و ل أحسبه محفوظا وال أعلم قال أبو عمر أما قوله في حديث مالك أن أعرابيا جاء إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم
وهو بحنين فالمراد منصرفه من غزوة حنين والموضع الذي لقى فيه العرابي رسول ال صلى ال عليه وسلم هو الجعرانة وهو بطريق حنين بقرب ذلك معروف وفيه
قسم رسول ال صلى ال عليه وسلم غنائم حنين والثار المذكورة كلها تدلك علىما ذكرناه ول تنازع في ذلك إن شاء ال وأما قوله وعلى العرابي قميص فالقميص
المذكور في حديث مالك هو الجبة المذكورة في حديث غيره ول خلف بين العلماء أن المخيط كله من الثياب ل يجوز لباسه للمحرم لنهي رسول ال صلى ال عليه وسلم
المحرم عن لباس القمص والسراويلت وسياتي ذكر هذا المعنى في حديث نافع إن شاء ال وأما قوله وبه أثر صفرة فقد بان بما ذكرنا من الثار انها كانت صفرة خلوق
وهو طيب معمول من الزعفران وقد نهى رسول ال المحرم عن لباس ثوب مسه ورس أو زعفران وأجمع العلماء على أن الطيب كله محرم على الحاج والمعتمر بعد
إحرامه وكذلك لباس الثياب واختلفوا في جواز الطيب للمحرم قبل الحرام بما يبقى عليه بعد الحرام فاجاز ذلك قوم وكرهه آخرون احتج بهذا الحديث كل من كره الطيب
عند الحرام وقالوا ل يجوز لحد إذا أراد الحرام أن يتطيب قبل ان يحرم ثم يحرم لنه كما ل يجوز للمحرم بإجماع أن يمس طيبا بعد أن يحرم فكذلك ل يجوز له أن
يتطيب ثم يحرم لن بقاء الطيب عليه كابتدائه له بعد إحرامه سواء ل فرق بينهما وأحتجوا بان عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبدا ل بن عمر وعثمان بن أبي
العاص كرهوا أن يوجد من المحرم شيء من ريح الطيب ولم يرخصوا لحد أن يتطيب عند إحرامه ثم يحرم وممن قال بهذا من العلماء عطاء بن أبي رباح وسالم بن عبد
ال على اختلف عنه ومالك بن أنس وأصحابه ومحمد بن الحسن
رواه ابن سماعة ) ( 1228عنه وهو اختيار أبي جعفر الطحاوي ومن حجة من قال بهذا القول من طريق النظر أن الحرام يمنع من لبس القمص والسراويلت
والخفاف والعمائم ويمنع من الطيب ومن قتل الصيد وإمساكه فلما اجمعوا أن الرجل إذا لبس قميصا او سراويل قبل أن يحرم ثم أحرم وهو عليه أنه يومر بنزعه وإن لم
B314
TEXT
ينزعه وتركه كان كمن لبسه بعد إحرامه لبسا مستقبل ويجب عليه في ذلك ما يجب عليه لو استأنف لبسه بعد إحرامه وكذلك لو اصطاد صيدا في الحل وهو حلل فأمسكه
في يده ثم احرم وهو في يده أمر بتخليته وإن لم يخله كان إمساكه له بعد أن أحرم كابتدائه الصيد وإمساكه في احرامه قالوا فلما كان ما ذكرنا وكان الطيب محرما على
المحرم بعد إحرامه كحرمة هذه الشياء كان ثبوت الطيب عليه بعد إحرامه وإن كان قد تطيب به قبل إحرامه طتطيبه بعد إحرامه ول يجوز في القياس والنظر عندهم
غير هذا واعتلوا في دفع ظاهر حديث عائشة بما رواه إبراهيم ) ( 1229بن محمد بن المنتشر عن أبيه ) ( 1230قال سالت ابن عمر عن الطيب عند الحرام فقال لن
أطلى بالقطران ) ( 1أحب إلي من أن أصبح محرما تنضخ مني ريح الطيب قال فدخلت على عائشة فأخبرتها بقول ابن عمر فقالت طيبت رسول ال صلى ال عليه وسلم
فطاف على نسائه ثم اصبح محرما قالوا فقد بان بهذا في حديث عائشة أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم طاف على نسائه بعد التطيب وإذا طاف عليهن اغتسل ل محالة فكان بين احرامه وتطيبه غسل قالوا فكان عائشة إنما أرادت بهذا الحديث الحتجاج
على من كره أن يوجد من المحرم بعد إحرامه ريح الطيب كما كره ذلك ابن عمر وأما بقاء نفس الطيب على المحرم فل قال أبو عمر هذا ما احتج به من كره الطيب
للمحرم من طريق الثار ومن طريق النظر وقال جماعة من أهل العلم ل بأس أن يتطيب المحرم عند إحرامه قبل أن يحرم بما شاء من الطيب مما يبقى عليه بعد أحرامه
ومما ل يبقى وممن قال بهذا من العلماء أبو حنيفة وأبو يوسف والثوري والشافعي وأصحابه وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثور وجماعة وجاء ذلك أيضا عن
جماعة من الصحابة منهم سعد بن أبي وقاص وابن عباس وأبو سعيد الخدري وعائشة وأم حبيبة وعبد ال بن الزبير ومعاوية فثبت الخلف في هذه المسألة بين الصحابة
ومن بعدهم وكان عروة بن الزبير وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير والحسن البصري وخارجة بن زيد ل يرون بالطيب كله عند الحرام بأسا والحجة لمن ذهب هذا
المذهب حديث عائشة قالت طيبت يا رسول ال صلى ال عليه وسلم لحرمه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت هذا لفظ القاسم بن محمد عن عائشة ومثله رواية
عطاء عن عائشة في ذلك وقال السود عن عائشة أنها كانت تطيب النبي صلى ال عليه وسلم باطيب ما تجد من الطيب قالت حتى أني لرى وبيص الطيب في رأسه
ولحيته وروى موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن عائشة قالت كنت اطيب رسول ال صلى ال عليه وسلم بالغالية الجيدة عند احرامه رواه
ابو زيد بن أبي الغمر عن يعقوب ) ( 1231بن عبد الرحمان الزهري عن موسى بن عقبة وروى هشام بن عروة عن أخيه عثمان بن أبي عروة عن أبيه عروة بن
الزبير عن عائشة قالت طيبت رسول ال صلى ال عليه وسلم عند إحرامه بأطيب ما أجد وربما قالت بأطيب الطيب لحرمه وحله وقالوا ل معنى لحديث بن المنتشر لنه
ليس ممن يعارض به هؤلء الئمة فلو كان مما يحتج به ما كان في لفظه حجة لن قوله طاف على نسائه يحتمل أن يكون طوافه لغير جماع وجائز أن يكون طوافه
عليهن ليعلمهن كيف يحرمن أو لغير ذلك والدليل على ذلك ما رواه إبراهيم عن السود عن عائشة قالت كان يرى وبيص الطيب في مفارق رسول ال صلى ال عليه
وسلم بعد ثلث وهو محرم قالوا والصحيح في حديث ابن المنتشر ما رواه شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أنه سأل ابن عمر عن الطيب عند الحرام فقال
لن أتطيب بقطران احب إلي من أن أفعل قال فذكرته لعائشة فقالت يرحم ال ابا عبد الرحمان قد كنت أطيب رسول ال صلى ال عليه وسلم فيطوف علىنسائه ثم يصبح
محرما ينضخ طيبا قالوا والنضخ في كلم العرب اللطخ والجري والظهور قال ال عز وجل !> فيهما عينان نضاختان <! قال النابغة %من كل نهكتة نضخ العبير بها
% %ل الفحش يعرف من فيها ول الزور %يريد لطخ العبير بها قالوا ول معنى لحديث العرابي في هذا لمعان منها انه يحتمل ان يكون العرابي تطيب بعد ما أحرم
ومنها انه كان عام حنين وتطيب رسول ال صلى ال عليه وسلم عند احرامه
في حجة الوداع فلو كان ما تطيب به العرابي يومئذ مباحا للرجال في حال الحلل محظرا عليهم في الحرام كان ذلك منسوخا بفعله عام حجة الوداع صلى ال عليه
وسلم قالوا وقد صح وعلم ان الطيب الذي كان على العرابي يومئذ كان خلوقا والخلوق ل يجوز للرجال في حال الحل ول في حال الحرام واحتجوا فيما ذهبوا اليه من
هذا بحديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى أن يتزعفر الرجل رواه حماد بن زيد وشعبة وإسماعيل بن علية وهشيم كلهم عن عبد
العزيز بن صهيب واحتجوا أيضا في ذلك بما رواه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن جديه قال سمعنا أبا موسى ) ( 1232الشعري يقول قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم ل تقبل صلة رجل في جسده شيء من خلوق وبم رواه يوسف بن صهيب عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلثة ل تقربهم
الملئكة المتخلق والسكران والجنب وبحديث الحسن عن عمران بن حصين قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أل وطيب الرجال ريح ل لون وطيب النساء لون ل
ريح وروى حميد عن أنس عن النبي عليه السلم مثله ونحوه قال ابو عمر أما مالك رحمه ال فلم ير بلبس الثياب المزعفرة بأسا للرجال والنساء ذكر ابن القاسم عن مالك
قال رأيت محمد بن المنكدر يلبس المصبوغ بالزعفران والثوب المورد ورأيت ابن هرمز يلبس الثوب
بالزعفران والحجة لهؤلء في ذلك حديث مالك عن سعيد المقبري عن عبيد بن جريح أنه قال لبن عمر ورأيتك تصبغ بالصفرة يعني ثيابك فقال ابن عمر رأيت رسول
ال صلى ال عليه وسلم يصبغ بها وسيأتي هذا الحديث وما للعلماء في ذلك من القول في باب سعيد بن أبي سعيد إن شاء ال وقد ذكرنا الختلف في لباس الثياب
المزعفرة للرجال فيما تقدم من كتابنا هذا في باب حميد الطويل وسيأتي منه ذكر صالح في باب سعيد بن أبي سعيد إن شاء ال قالوا وما روى عن عمر رحمه ال في
كراهيته للطيب على المحرم فيتحمل أن يكون ليل يراه جاهل فيظن أنه تطيب بعد الحرام فيستجيز بذلك الطيب بعد الحرام وكان عمر كثير الحتياط في مثل هذا ال
ترى انه نهى طلحة بن عبيد ال عن لبس الثوب المصبوغ بالمدر خوفا أن يراه جاهل فيتسجيز بذلك لبس الثياب المصبغة قالوا وفي لفظ عمر لمعاوية عزمت عليك
لترجعن إلى أم حبيبة فلتغسله عنك دليل على أنه لم يكن ذلك عنده محرما لن من أتى مال يحل ليس يقال له عزمت عليك لتتركن ما ل يحل لك ل سيما في عمر ومعاوية
فقد كان عمر يضرب بالدرة على أقل من هذا أجل من معاوية وأسن قالوا ولو صح عن عمر ما ذهب إليه من كره الطيب عند الحرام لم تكن فيه حجة لوجود الختلف
بين الصحابة في ذلك والمصير إلى السنة فيه وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد ال أنه ذكر قول عمر في الطيب ثم قال قالت عائشة أنا طيبت
رسول ال صلى ال عليه وسلم لحرامه قال سالم وسنة رسول ال أحق أن تتبع وروى الثوري عن منصور عن سعيد بن جبير قال كان ابن عمر ل يدهن إل بالزيت حين
يريد أن يحرم قال منصور فذكرت ذلك لبراهيم فقال ما تصنع بهذا
حدثني السود ) ( 1233عن عائشة أنها قالت كان يرى وبيص الطيب في مفارق رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو محرم وروى مالك عن يحيى بن سعيد وعبد ال
بن أبي بكر وربيعة ) ( 1234بن أبي عبد الرحمان ان الوليد بن عبد الملك سال سالم بن عبد ال وخارجة بن زيد ) ( 1235بن ثابت بعد أن رمى الجمرة وحلق رأسه
وقبل ان يفيض عن الطيب فنهاه سالم وأرخص له خارجة بن زيد قال إسماعيل بن إسحاق جاء عن عائشة بالسناد الصحيح انها قالت كنت اطيب رسول ال لحرمه قبل
أن يحرم ولحله قبل ان يطوف بالبيت وقد كانت عائشة تفتى بذلك بعد النبي صلى ال عليه وسلم حدثنا إبراهيم ) ( 1236بن الحجاج حدثنا عبد العزيز ) ( 1237بن
المختار عن موسى بن عقبة عن عبد ال بن عبد ال بن عمر أن أباه كان يكره الطيب عندالحرام وكان يعلم أن عائشة كانت تفتى بانه ل بأس بالطيب عند الحرام قال
إسماعيل وجاء عن عمر بالسانيد الصحاح انه كره الطيب عند الحرام وبعد رمي الجمرة
قبل الطواف بالبيت وأمر معاوية أن تغسل أم حبيبة عنه الطيب وقال في خطبته بعرفة إذا رميتم الجمرة ونحرتم فقد حل لكم ما حرم عليكم إل النساء والطيب ل يمس أحد
طيبا ول نساء حتى يطوف بالبيت وهذا بمحضر جماعة الصحابة فما رد قوله ذلك عليه أحد ول أنكره منكر وجاء عن عثمان في ذلك مثل مذهب عمر وعن ابن عمر
مثل ذلك ول يقع في القلب أنهم جهلوا ما روت عائشة ول أنهم يقصدون لخلف رسول ال صلى ال عليه وسلم ولكنه يمكن أن يكون علموا نسخ ذلك وإذا كان ذلك ممكنا
فالحتياط التوقف فمن اتقى ذلك فقد احتاط لنفسه قال وأما التابعون فاختلفوا في ذلك أيضا فذهبت جماعة منهم إلى ما روى عن عائشة وجماعة إلى ما روى عن عمر
وقال أبو ثابت قلت لبن القاسم هل كان مالك يكره ان يتطيب إذا رمى جمرة العقبة قبل أن يفيض قال نعم قلت فإن فعل أترى عليه الفدية قال ل أرى عليه شيئا لما جاء
فيه وقال مالك ل بأس أن يدهن المحرم قبل أن يحرم وقبل أن يفيض بالزيت والبان غير المطيب مما ل ريح له قال أبو عمر ل معنى لمن قاس الطيب على الثياب
والصيد لن السنة قد فرقت بين ذلك فاجازت التطيب عند الحرام بما يرى بعد الحرام في المفارق والشعر ويوجد ريحه من المحرم وحظرت على المحرم أن يحرم
وعليه شيء من المخيط أو بيده شيء من الصيد ومن جعل الطيب قياسا على الثياب والصيد فقد جمع بين ما فرق رسول ال صلى ال عليه وسلم وأكثر المسلمين بينه وقد
شبه بعض الفقهاء الطيب قبل الحرام بالواطئ قبل الفجر يصبح جنبا بعد الفجر ولم يكن له أن ينشئ الجنابة بعد الفجر وهو قياس صحيح إن شاء ال ولكن أنكاره للمحرم
أن يشم الطيب بعد إحرامه إذا أجاز التطيب قبل الحرام مناقض تارك للقياس لن الستمتاع من رائحة الطيب لمن
تطيب قبل إحرامه أكثر من شمه من غيره وال أعلم وهم ل يجيزون مس الطيب اليابس ول حمله في الخرق إذا ظهر ريحه وهذا كله دليل على صحة قول من كره
الطيب للمحرم وهو الحتياط وبال التوفيق واختلف الفقهاء فيمن تطيب بعد إحرامه جاهل أو ناسيا فكان مالك يرى الفدية على كل من قصد إلى التطيب بعد إحرامه عامدا
أو ناسيا أو جاهل إذا تعلق بيده أو ببدنه شيء منه والطيب المسك والكافور والزعفران والورس وكل ما كان معروفا عند الناس بأنه طيب لطيب رائحته وأما شم
الرياحين والمرور في سوق الطيب وإن كان ذلك مكروها عنده فإنه ل شيء على من وصل اليه رائحته إذا لم يعلق بيديه أو بدنه منه شيء وقال الشافعي أن تطيب جاهل
أو ناسيا فل شيء عليه وإن تطيب عامدا فعليه الفدية قال والفرق في التطيب بين الجاهل والعامد أن النبي صلى ال عليه وسلم أمر العرابي وقد أحرم وعليه خلوق بنزع
الجبة وغسل الصفرة ولم يأمره بفدية ولو كانت عليه فدية لمره بها كما أمره بنزع الجبة لم يختلف قول الشافعي في الجاهل واختلف قوله في الناسي يلبس أو يتطيب
B314
TEXT
ناسيا فمرة أوجب عليه الفدية ومرة لم ير عليه فدية وفي هذا الحديث رد على من زعم من العلماء أن الرجل إذا أحرم وعليه قميص كان عليه أن يشقه وقالوا ل ينبغي أن
ينزعه كما ينزع الحلل قميصه لنه إذا فعل ذلك غطى رأسه وذلك ل يجوز له فلذلك أمر بشقه وممن قال بهذا من العلماء الحسن والشعبي والنخعي وأبو قلبة وسعيد بن
جبير على اختلف عنه ذكر سعيد بن منصور قال حدثنا هشيم قال أخبرنا يونس عن الحسن قال هشيم وأخبرني مغيرة عن إبراهيم والشعبي أنهم قالوا إذا أحرم الرجل
وعليه قميصه فليخرقه حتى يخرج منه وروى شعبة عن المغيرة عن إبراهيم قال إذا أحرم الرجل وعليه قميص فليخرقه قال أحدهما يشقه وقال الخر
يخلعه من قبل رجليه وذكر الطحاوي قال حدثنا روح بن الفرج قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير قال يخرقه ول ينزعه هكذا قال
وهو عندي خطأ لن الثوري روى عن سالم ) 9 1238الفطس عن سعيد بن جبير قال ينزع ثيابه ول يخرقها وهو الصحيح إن شاء ال عن سعيد بن جبير ذكره عبد
الرزاق وغيره عن الثوري وذكر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلبة قال ان احرم في قميص شقه قال أبو عمر احتج من ذهب إلى هذا المذهب بما رواه عبد
الرحمان ) ( 1239بن عطاء بن أبي لبيبة أنه سمع ابني جابر يحدثان عن أبيهما بينا النبي صلى ال عليه وسلم جالس مع أصحابه شق قميصه حتى خرج منه فقيل له
فقال واعتدهم يقلدون هديي اليوم فنسيت ذكره عبد ا لرزاق عن داود بن قيس عن عبد الرحمان بن عطاء ورواه أسد ابن موسى عن حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمان
بن عطاء بن أبي لبيبة عن عبد الملك ) ( 1240بن جابر عن جابر بن عبد ال قال كنت عندالنبي صلى ال عليه وسلم جالسا فقد قميصه من جيبه حتى إذا اخرجه من
رجليه فنظر القوم إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال إني أمرت ببدني التي بعثت بها أن تقلد اليوم وتشعر على كذا وكذا فلبست قميصي ونسيت فلم أكن لخرج قميصي
من رأسي وكان
بعث ببدنه وأقام بالمدينة وقال جمهور فقهاء المصار ليس على من نسى فاحرم وعليه قميصه أن يخرقه ول يشقه وممن قال ذلك مالك وأصحابه والشافعي ومن سلك
سبيله وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد والثوري وسائر فقهاء المصار واصحاب الثار وحجتهم في ذلك حديث عطاء عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه في قصة
العرابي الذي أحرم وعليه جبة فأمره رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ينزعها وهو الحديث المذكور في هذا الباب ول خلف بين أهل العلم بالحديث انه حديث ثابت
صحيح وحديث جابر الذي يرويه عبد الرحمان بن عطاء بن أبي لبيبة عندهم حديث ضعيف ل يحتج به وهو عندهم ايضا مع ضعفه مردود بالثابت عن عائشة أنها قالت
كنت افتل قلئد هدى رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم يقلده ويبعث به فل يحرم عليه شيء احله ال له حتى ينحر الهدى وإن كان جماعة العلماء قالوا إذا أشعر هديه أو
قلده فقد أحرم وقال آخرون إذا كان يريد بذلك الحرام وسنذكر هذا المعنى مجردا في باب عبد ال بن أبي بكر إن شاء ال وذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن
صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه أن النبي صلى ال عليه وسلم قال لرجل أحرم في قميص أنزع عنك القميص واغسل عنك الطيب حسبته قال ثلث مرات قال قتادة
فقلت لعطاء أن ناسا يقولون إذا أحرم في قميصه فليشقه قال ل لينزعه إن ال ل يحب الفساد وروى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عطاء بإسناده مثله سواء وذكر عبد
الرزاق قال أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال من احرم في قميص فلينزعه ول يشقه قال أبو عمر ليس نزع القميص بمنزلة اللباس في أثر ول نظر فأما الثر فقد
ذكرناه في قصة العرابي وأما النظر فإن المحرم لو حمل على رأسه شيئا لم يعد ذلك معد لبس القلنسوة وكذلك من تردى بإزار وحلل
به بدنه لم يحكم له بحكم لباس المخيط وفي هذا دليل على أنه إنما نهى عن لباس الرأس القلنسوة في حال الحرام اللباس المعهود وعن لباس الرجل القميص اللباس
المعهود وعلم أن النهي إنما وقع في ذلك وقصد به إلى من قصد وتعمد فعل ما نهى عنه من اللباس في حال إحرامه اللباس المعهود في حال إحلله فخرج بما ذكرنا ما
اصاب الرأس من القميص المنزوع هذا ما يوجب النظر إن شاء ال وأما قوله وافعل في عمرتك ما تفعل في حجك فكلم خرج على لفظ العموم والمراد به الخصوص
وقد تبين ذلك في سياقه ابن عيينة له عن عمرو بن دينار حيث قال فقال له النبي عليه السلم ما كنت تصنع في حجك قال كنت أنزع هذه يعنى الجبة وأغسل هذا الخلوق
فقال النبي صلى ال عليه وسلم ما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك أي من هذا الذي ذكرت من نزع القميص وغسل الطيب فخرج كلمه صلى ال عليه وسلم
في حديث مالك وما كان مثله على جواب السائل فيما قصده بالسؤال عنه وهذا إجماع من العلماء أنه ل يصنع المعتمر عمل الحج كله وإنما عليه أن يتم عمل عمرته وذلك
الطواف والسعي والحلق والسنن كلها والجماع يدلك على أن قوله في هذا الحديث وافعل في عمرتك ما تفعل في حجك كلم ليس على ظاهره وأنه لفظ عموم أريد به
الخصوص على ما وصفنا من القتصار به على جواب السائل في مراده وبال التوفيق تم السفر الول من كتاب التمهيد بحمد ال وعونه إن شاء ال تعالى حديث رابع
لحميد بن قيس منقطع وال المعين برحمته
#حديث رابع لحميد بن قيس منقطع مالك عن حميد بن قيس المكي أنه قال دخل على رسول ال صلى ال عليه وسلم بابني جعفر بن أبي طالب فقال لحاضنتهما ما لي
أراهما ضارعين فقالت حاضنتهما يا رسول ال أنه تسرع اليهما العين ولم يمنعنا ان نسترقي لهما ال أنا ل ندري ما يوافقك من ذلك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
استرقوا لهما فإنه لو سبق شيء القدر لسبقته العين هكذا جاء هذا الحديث في الموطأ عند جميع الرواة فيما علمت وذكره ابن وهب في جامعه فقال حدثني مالك ابن أنس
عن حميد بن قيس عن عكرمة بن خالد قال دخل على رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكر مثله سواء وهو مع هذا كله منقطع ولكنه محفوظ لسماء بنت عميس ) 1241
( الخثعمية عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه ثابتة متصلة صحاح وهي أمهما وقد يجوز وال اعلم أن تكون مع ذلك حاضنتها المذكورة في حديث مالك هذا وكانت
أسماء بنت عميس رحمها ال تحت جعفر ابن أبي طالب وهاجرت معه إلى الحبشة وولدت هناك عبد ال بن جعفر ومحمد بن جعفر وعون بن جعفر وهلك عنها جعفر بن
أبي طالب رضي ال عنه قتل يوم مؤتة بمؤتة من أرض الروم فخلف عليها بعده أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر بالبيداء
بذي الحليفة على ما روى من اختلف الفاظ ذلك الحديث عام حجة الوداع فامرها أن تغتسل ثم لتهل ثم توفي أبو بكر رضي ال عنه فخلف عليها بعده علي ابن أبي طالب
فولدت له يحيى بن علي وقد ذكرنا خبرها مستوعبا في كتاب النساء من كتابنا في الصحابة وجائز أن تكون حاضنتهما غيرها وقد رويت قصة أسماء بنت عميس في ابني
جعفر بن أبي طالب والسترقاء لهما من حديثها ومن حديث جابر بن عبد ال وقوله في الحديث مالي أراهما ضارعين يقول ما لي أراهما ضعيفين ضئيلين ناحلين
وللضرع في اللغة وجوه منها الضعف قال صاحب كتاب العين الضرع الصغير الضعيف قال والضرع والضراعة أيضا التذلل يقال قد ضرع يضرع وأضرعته الحاجة
وأما الحاضن فهو الذي يضم الشيء إلى نفسه ويستره ويكنفه وأصله من الحضن والمحتضن وهو ما دون البط إلى الكشح تقول العرب الحمامة تحضن بيضها حدثني
أبو عثمان سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد ابن إسماعيل قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو يعني ابن دينار قال أخبرني عروة
ابن عامر عن عبيد بن رفاعة عن أسماء بنت عميس أنها قالت يا رسول ال أن أبني جعفر يصيبهما العين أفاسترقى لهما قال نعم لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين
قال أبو عمر ) ( 1عروة بن عامر روى عن ابن عباس وعبيد بن رفاعة روى عنه عمرو بن دينار وحبيب بن أبي ثابت والقاسم بن أبي بزة وله أخ يسمى عبيد ال بن
عامر روى عن ابن عمر وروى عنه ابن أبي نجيح ولهما أخ ثالث أصغر منهما اسمه عبد الرحمان بن عامر
روى عنه سفيان بن عيينة وهم مكيون ثقات أخبرني أحمد بن قاسم بن عيسى المقرئ قال حدثنا ابن حبابة ببغداد قال حدثنا البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا
زهير بن معاوية قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد ال بن أبي نجيح عن ابن باباه ) ( 1عن أسماء بنت عميس أنها قالت يا رسول ال فذكر مثله سواء وحدثنا عبد
الرحمان بن عبد ال بن خالد قال حدثنا إبراهيم بن علي بن غالب التمار قال حدثنا محمد بن الربيع بن سليمان قال حدثنا يوسف بن سعيد ) ( 1242بن مسلم قال حدثنا
حجاج ) ( 1243عن ابن جريح قال أخبرني عطاء ) ب ( عن أسماء بنت عميس أن النبي صلى ال عليه وسلم نظر إلى بنيها بني جعفر فقال ما لي أرى أجسامهم
ضارعة قالت يا نبي ال إن العين تسرع اليهم افأرقيهم قال وبماذا فعرضت عليه كلما ليس به بأس فقال أرقيهم به وبه عن حجاج عن ابن جريح قال أخبرني أبو الزبير
قال سمعت جابر بن عبد ال يقول كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرخص لبني عمرو بن حزم في رقية الحمة قال ) ج ( وقال لسماء بنت عميس ما شأن أجسام بني
أخي ضارعة
أتصيبهم حاجة قالت ل ولكن تسرع إليهم العين افنرقيهم قال وبماذا فعرضت عليه فقال أرقيهم وحدثنا أحمد بن قاسم وعبد الوارث ابن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا الحارث بن أسامة قال حدثنا روح قال حدثنا ابن جريح قال أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد ال يقول إن النبي صلى ال عليه وسلم يقول لسماء بنت
عميس ما شأن أجسام بني أخي ضارعة فذكر مثله سواء حدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر حدثنا احمد ) ( 1244بن علي حدثنا يحيى بن معين حدثنا حجاج عن ابن
جريح عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال لسماء بنت عميس مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة أتصيبهم الحاجة قالت ل ولكن العين تسرع
اليهم أفاقيهم قال بماذا فعرضت عليه كلما قال ل بأس به فارقيهم وفي هذا الحديث إباحة الرقى للعين وفي ذلك دليل على أن الرقى مما يستدفع به انواع من البلء إذا اذن
ال في ذلك وقضى به وفيه أيضا دليل على ان العين تسرع إلى قوم فوق إسراعها إلى آخرين وأنها تؤثر في النسان بقضاء ال وقدرته وتضرعه في أشياء كثيرة قد
فهمته العامة والخاصة فاغنى ذلك عن الكلم فيه وإنما يسترقى من العين إذا لم يعرف العائن وأما إذا عرف الذي أصابه بعينه فإنه يؤمر بالوضوء على حسب ما يأتي
ذكره وشرحه وبيانه في باب ابن شهاب عن أبن أبي أمامة من هذا الكتاب ثم يصب ذلك الماء على المعين على حسب ما فسره الزهري مما قد ذكرناه هنالك فإن لم
يعرف العائن استرقى حينئذ
B314
TEXT
للمعين فإن الرقى مما يستشفى به من العين وغيرها وأسعد الناس من ذلك من صحبه اليقين وما توفيقي إل بال وفي إباحة الرقى إجازة أخذ العوض عليه لن كل ما انتفع
به جاز أخذ البدل منه ومن احتسب ولم يأخذ على ذلك شيئا كان له الفضل وفي قوله لو سبق شيء القدر لسبقته العين دليل على أن الصحة والقسم قد جف بذلك كله القلم
ولكن النفس تطيب بالتداوي وتأنس بالعلج ولعله يوافق قدرا وكما أنه من اعطى الدعاء وفتح عليه فلم يكد يحرم الجابة كذلك الرقى والتداوي من الهم شيئا من ذلك
وفعله ربما كان ذلك سببا لفرجه ومنزلة الذين ل يكتبون ول يسترقون ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون أرفع وأسنى ول حرج على من استرقى وتداوى وقد ذكرنا
اختلف الناس في هذا الباب عند ذكر حديث زيد بن أسلم من كتابنا هذا وبينا الحجة لكل فريق منهم وبال التوفيق حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا
قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي خزامة ) ( 1245عن أبيه ) ( 1246أنه قال يا
رسول ال أرأيت رقى نسترقيها وتقي نتقيها وأدوية نتداوى بها هل ترد من القدر أو تغنى من القدر شيئا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم انها من القدر قال إسماعيل
ورواه يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه أنه سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم مثله سواء هكذا حدث به سليمان
ابن بلل عن يونس ورواه عثمان ) ( 1247بن عمر عن يونس عن الزهري عن أبي خزامة أن الحرث بن سعد أخبره أن أباه أخبره قال إسماعيل والصواب ما قاله
سليمان عن يونس قال أبو عمر ورواه يزيد بن زريع عن عبد الرحمان بن إسحاق عن الزهري عن أبي خزامة عن أبيه كما قال ابن عيينة سواء لم ينسبه ورواه حماد بن
سلمة عن عبد الرحمان بن إسحاق عن الزهري عن رجل من بني سعد عن أبيه قال قلت يا رسول ال أرأيت رقى نسترقيها مثله سواء لم يذكر اسمه ول كنيته قال أبو
عمر قد روى ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم نحو حديث أسماء بنت عميس في هذا الباب حدثناه خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن
خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز وأخبرنا عبد ال بن محمد بن أسد قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع قال حدثنا علي قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا وهيب
قال حدثنا ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال العين حق ولو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا قال ابو عمر
قوله وإذا استغسلتم فاغسلوا يعني غسل المعاين المصاب بالعين
وسترى معنى ذلك مجودا في كتابنا هذا عند ذكر حديث ابن شهاب عن أبي أمامة بعون ال تعالى أخبرنا عبد الرحمان حدثنا علي حدثنا أحمد حدثنا سحنون حدثنا ابن
وهب قال أخبرني سفيان الثوري عن منصور عن المنهال عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعوذ حسنا وحسينا أعيذكما بكلمة
ال التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لمة ثم يقول هكذا كان أبي إبراهيم يعوذ إسماعيل وإسحاق حدثنا عبد الرحمان بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا
أحمد بن داود قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني معاوية بن صالح عن عبا ) ( 1248بن جبير ) ( 1249بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الشجعي قال كنا نرقى في
الجاهلية فقلنا يا رسول ال كيف ترى في ذلك قال أعرضوا على رقاكم ل بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك قال أبو عمر سيأتي للرقى ذكر في مواضع من هذا الديوان
على حسب تكرار احاديث مالك في ذلك وفي كل باب منها نذكر من الثر ما ليس في غيره إن شاء ال
#حديث خامس لحميد بن قيس يدخل في المرفوع بالدليل مالك عن حميد بن قيس المكي عن طاوس ) ( 1250اليماني أن معاذ بن جبل النصاري أخذ من ثلثين بقرة
تبيعا ومن أربعين بقرة مسنة وأتى بما دون ذلك فأبى أن يأخذ منه شيئا وقال لم أسمع من رسول ال صلى ال عليه وسلم فيه شيئا ) ( 1حتى القاه فاساله فتوفى رسول ال
صلى ال عليه وسلم قبل ان يقدم معاذ بن جبل هذا الحديث ظاهره الوقوف على معاذ بن جبل من قوله إل أن في قوله أنه لم يسمع من النبي صلى ال عليه وسلم فيما دون
الثلثين والربعين من البقر شيئا دليل واضحا على انه قد سمع منه صلى ال عليه وسلم في الثلثين والربعين ما عمل به في ذلك مع أنه ل يكون مثله رأيا وإنما هو
توقيف ممن أمر باخذ الزكاة من المؤمنين يطهرهم ويزكيهم بها صلى ال عليه وسلم ول خلف بين العلماء أن السنة في زكاة البقر عن النبي صلى ال عليه وسلم
وأصحابه ما قال معاذ بن جبل في ثلثين بقرة تبيع وفي أربعين مسنة والتبيع والتبيعة في ذلك عندهم سواء قال الخليل التبيع العجل من ولد البقر وحديث طاوس عندهم
عن معاذ غير متصل ويقولون أن طاوسا لم يسمع من معاذ شيئا وقد رواه قوم عن طاوس عن ابن عباس عن معاذ إل أن الذين أرسلوه أثبت من الذين اسندوه أخبرنا
إبراهيم بن شاكر قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا محمد بن أيوب قال حدثنا احمد بن عمرو البزار قال حدثنا أحمد بن عبد ال ) ( 1بن شبوية المروزي قال حدثنا
حيوة بن شريح ) ( 1251ابن يزيد قال حدثنا بقية عن المسعودي ) ( 1252عن الحكم عن طاوس عن ابن عباس قال لما بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذ بن
جبل إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل ثلثين بقرة تبيعا أو تبيعة جذعا أو جذعة ومن كل أربعين بقرة مسنة قالوا فالوقاص قال ما أمرت فيها بشيء وسأسال رسول ال
صلى ال عليه وسلم إذا قدمت عليه فلما قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم سأله فقال ليس فيها شيء قال أبو عمر لم يسنده عن المسعودي عن الحكم غير بقية بن
الوليد وقد اختلفوا في الحتجاج بما ينفرد به بقية عن الثقة وله روايات عن مجهولين ل يعرج عليهم وقد رواه الحسن بن عمارة عن الحكم عن
طاوس عن ابن عباس عن معاذ كما رواه بقية عن المسعودي عن الحكم والحسن مجتمع على ضعفه وقد روى عن معاذ هذا الخبر بإسناد متصل صحيح ثابت من غير
رواية طاوس ذكره عبد الرزاق قال أخبرنا معمر والثوري عن العمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل قال بعثه النبي صلى ال عليه وسلم إلى اليمن فأمره
أن يأخذ من كل ثلثين بقرة تبيعا أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة ومن كل حالم دينارا أو عدله معافر وذكر عبد الرزاق أيضا عن معمر والثوري عن أبي إسحاق عن
عاصم ) ( 1253بن ضمرة عن علي قال وفي البقر من كل ثلثين بقرة تبيع حولي وفي كل أربعين مسنة وكذلك في كتاب النبي صلى ال عليه وسلم لعمرو بن حزم
وكذلك في كتاب الصدقات لبي بكر وعمر وعلي ذلك مضى جماعة الخلفاء ولم يختلف في ذلك العلماء إل شيء روى عن سعيد بن المسيب وأبي قلبة والزهري وقتادة
ولو ثبت عنهم لم يلتفت اليه لخلف الفقهاء له من أهل الرأي والثر بالحجاز والعراق والشام وسائر أمصار المسلمين إلى اليوم الذي جاء في ذلك عن النبي صلى ال
عليه وسلم وأصحابه على ما في حديث معاذ هذا وفيه ما يرد قولهم لنهم يوجبون في كل خمس من البقر شاة إلى ثلثين واختلف الفقهاء من هذا الباب فيما زاد على
الربعين فذهب مالك والشافعي والوزاعي والثوري وأحمد وإسحاق وأبو ثور وداود والطبري وجماعة أهل الفقه من أهل الرأي والحديث الى ان ل شيء في ما زاد
على الربعين من البقر حتى تبلغ ستين فإذا بلغت ستين ففيها تبيعان إلى سبعين فإذا بلغت سبعين ففيها مسنة وتبيع إلى ثمانين فتكون فيها
مسنتان الى تسعين فيكون فيها ثلثة تبابيع إلى مائة فيكون فيها تبيعان ومسنة ثم هكذا أبدا في كل ثلثين تبيع وفي كل أربعين مسنة وبهذا كله أيضا قال ابن أبي ليلى وأبو
يوسف ومحمد بن الحسن وقال أبو حنيفة ما زاد على الربعين فبحساب ذلك وتفسير ) ( 1ذلك على مذهبه ان يكون في خمس وأربعين مسنة وثمن وفي خمسين مسنة
وربع وعلى هذا كل ما زاد قل أو كثر هذه الرواية المشهورة عن أبي حنيفة وقد روى أسد بن عمرو عن أبي حنيفة مثل قول أبي يوسف ومحمد ومالك والشافعي وسائر
الفقهاء وكان إبراهيم النخعي يقول في ثلثين بقرة تبيع وفي أربعين مسنة وفي خمسين مسنة وربع وفي الستين تبيعان وكان الحكم وحماد يقولن إذا بلغت خمسين
فبحساب ما زاد قال أبو عمر ل أقول في هذا الباب إل ما قاله مالك ومن تابعه وهم الجمهور وال الموفق للصواب وذكر عبد الرزاق عن ابن جريح قال أخبرني عمرو
بن دينار أن طاوسا أخبره أن معاذا قال لست آخذ في أوقاص البقر شيئا حتى آتي رسول ال صلى ال عليه وسلم فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يأمرني فيها
بشيء قال ابن جريج وقال عمرو بن شعيب أن معاذ بن جبل لم يزل بالجند منذ بعثه النبي صلى ال عليه وسلم الى اليمن حتى مات النبي صلى ال عليه وسلم وأبو بكر
ثم قدم على عمر فرده على ما كان فيه ) ب ( عليه قال أبو عمر الجند من اليمن هو بلد طاوس وتوفي طاوس سنة ست ومائة وتوفي معاذ سنة خمس عشرة أو أربع
عشرة في طاعون
عمواس بالشام وقيل سنة ثمان عشرة وهو الصحيح وهو قول جمهورهم في طاعون عمواس أنه سنة ثمان عشرة وفي طاعون عمواس مات معاذ وابو عبيدة بن الجراح
ويزيد بن أبي سفيان وقد ذكرنا خبره ووفاته في كتاب الصحابة والحمد ل على ذلك كثيرا
باب الخاء خبيب بن عبد الرحمان رجل من النصار مدني ثقة وهو خبيب ابن عبد الرحمان بن خبيب بن يساف بن عتبة بن عمرو بن خديج ابن عامر بن جشام بن
الحارث ) ( 1النصاري يكنى خبيب شيخ مالك هذا أبا محمد وقيل يكنى أبا الحرث لمالك عنه من مسندات الموطأ حديثان متصلن
#حديث أول لخبيب بن عبد الرحمان متصل صحيح مالك عن خبيب بن عبد الرحمان النصاري عن حفص ) ( 1254ابن عاصم عن أبي سعيد الخدري او عن أبي
هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم سبعة في ظل ال يوم ل ظل إل ظله أمام عادل وشاب نشأ في عبادة ال ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود
إليه ورجلن تحابا في ال اجتمعا على ذلك وتفرقا ورجل ذكر ال عز وجل خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته ذات حسب وجمال فقال إني اخاف ال ورجل تصدق بصدقة
فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه هكذا في رواية يحيى وأكثر رواة الموطأ في هذا الحديث أمام عادل وقد رواه بعضهم عدل وهو المختار عند أهل اللغة يقال
رجل عدل ورجال عدل وامرأة عدل وكذلك رضا سواء قال زهير فهم رضا وهم عدل ويجوز عادل على اسم الفاعل يقال عدل فهو عادل كما يقال ضرب فهو ضارب
إل أن للعادل في اللغة معاني مختلفة منها العدول ) ( 1عن الحق منها الشراك بال عز وجل وليس هذان المعنيان من هذا الحديث في شيء ومن الشاهد على أنه يقال
لفاعل العدل عادل قول الشاعر
%ومن كان في إخوانه غير عادل %فما احد في العدل منه بطامع % %حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا عبد ال بن جعفر بن الورد وأحمد بن إبراهيم بن احمد بن
B314
TEXT
عطية قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن جابر القطان قال حدثنا سعيد ) ( 1255بن أبي مريم قال أخبرنا مالك عن خبيب بن عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي
سعيد أو عن أبي هريرة أنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم سبعة يظلهم ال في ظله يوم ل ظل إل ظله إمام عادل وذكر الحديث وروى هذا الحديث عن مالك كل
من نقل الموطأ عنه فيما علمت على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد إل مصعبا الزبيري وأبا قرة موسى بن طارق فإنهما قال فيه عن مالك عن خبيب عن حفص عن
ابي هريرة وأبي سعيد جميعا عن النبي صلى ال عليه وسلم اخبرنا خلف بن قاسم وعلي بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا المفضل بن محمد حدثنا علي بن
زياد حدثنا موسى ابن طارق قال ذكر مالك عن خبيب بن عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن ابي هريرة وأبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
سبعة في ظل ال يوم ل ظل إل ظله إمام عادل فذكر الحديث سواء كلفظ يحيى وحدثنا محمد قال حدثنا علي بن عمر حدثنا ابو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا
مصعب حدثنا مالك عن خبيب بن عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى ال عليه وسلم قال
سبعة يظلهم ال في ظله ثم ذكره وكذلك رواه أبو معاذ البلخي عن مالك ورواه الوقار عن ثلثة من أصحاب مالك عن مالك عن خبيب عن حفص عن أبي سعيد الخدري
وحده لم يذكر أبا هريرة على الجمع ول على الشك أخبرنا علي بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا أبو محمد سعيد بن أحمد بن زكرياء كاتب العمري
زكرياء بن يحيى الوقار حدثنا عبد ال بن وهب وعبد الرحمان بن القاسم ويوسف ابن عمر بن يزيد كلهم يقول حدثني مالك بن أنس عن خبيب بن عبد الرحمان عن
حفص بن عاصم بن عمر قال سمعت ابا سعيد الخدري يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم سبعة يظلهم ال في ظل عرشه يوم ل ظل إل ظله أمام عادل وشاب نشأ
في عبادة ال وساق الحديث إلى آخره عن أبي سعيد وحده ولم يتابع الوقار على ذلك عنهم وإنا هو في الموطأ عنهم على الشك في أبي هريرة أو أبي سعيد والحديث
محفوظ لبي هريرة بل شك من رواية خبيب بن عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة ومن غير هذا السناد أيضا والذي رواه عن خبيب عن حفص عن
أبي هريرة ) ( 1من غير شك عبيد ال بن عمر بن حفص بن عاصم ابن عمر بن الخطاب وهو احد أئمة أهل الحديث الثبات في الحفظ والنقل رواه عن عبيد ال جماعة
منهم حماد بن زيد وابن المبارك ويحيى القطان وأنس بن عياض كلهم رواه عنه كما وصفت لك حدثنا خلف بن القاسم وأحمد بن فتح وعبد الرحمان بن يحيى قالوا حدثنا
حمزة بن محمد الكناني بمصر قال حدثنا العباس بن حماد
ابن فضالة البصرى بالبصرة وعلى ) ( 1256بن سعيد الرازي قال حدثنا محمد بن عبيد بن خباب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عبيد ال بن عمر قال حدثني خالي
خبيب بن عبد الرحمان عن جدي حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم سبعة في ظل ال يوم ل ظل إل ظله أمام مقتصد وشاب نشأ
في عبادة ال حتى توفي على ذلك وذكر الحديث وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى القطان
عن عبيد ال بن عمر قال حدثني خبيب بن عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال سبعة في ظل ال يوم ل ظل إل ظله
المام العادل وشاب نشأ في عبادة ال ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ورجلن تحابا في ال اجتمعا على ذلك وتفرقا على ذلك ورجل ذكر ال خاليا
ففاضت عيناه ورجل دعته امراة ذات حسن وجمال فقال إني أخاف ال ورجل تصدق بصدقة وأخفاها حتى لم تعلم شماله ما أنفقت يمينه قال أبو عمر هذا احسن حديث
يرى في فضائل العمال وأعمها وأصحها أن شاء ال وحسبك به فضل لن العلم محيط بأن كل من كان في ظل ال يوم القيامة لم ينله هول الموقف والظل في هذا
الحديث يراد به
الرحمة وال أعلم ومن رحمة ال الجنة قال ال عز وجل !> أكلها دائم وظلها <! وقال !> وظل ممدود <! وقال في !> ظلل وعيون <! وروى عن النبي صلى ال عليه
وسلم من حديث المقداد ) ( 1257بن السود أنه قال تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم على قدر ميل او كمقدار ميل قال فيكون الناس على قدر أعمالهم
في العرق فمنهم من يكون فيه إلى كعبية ومنهم من يكون فيه إلى ركبتيه ) ( 1ومنهم من يكون فيه إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق الجاما وأشار رسول ال صلى ال
عليه وسلم بيده إلى فيه ورواه يحيى وحمزة وبقية بن الوليد عن عبد الرحمان بن زيد بن جابر قال حدثني سليم ) ب ( ) ( 1258بن عامر الخبايري قال حدثنا المقداد بن
السود هذا لفظ حديث يحيى بن حمزة وفيه قال سليم بن عامر وال ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الرض ام الميل الذي يكتحل به قال أبو عمر من كان في ظل ال يوم
ل ظل إل ظله نجا من هول ذلك الموقف إن شاء ال وال اعلم جعلنا منهم برحمته آمين
ويدخل تحت قوله عليه السلم أمام عادل بالمعنى دون اللفظ كل من لزمه الحكم بين اثنين ويوضح لك ذلك حديث عبد ال بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه
وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الحديث وحديث عبد ال بن عمرو بن العاصي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم المقسطون يوم القيامة على منابر من نور
عن يمين الرحمان وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في اهليهم وما ملكت أيمانهم وما ولوا وروى أبو مدلة ) ( 1259عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال
المام العادل ل ترد دعوته وقال علي بن أبي طالب رحمه ال على المنبر في يوم الجمعة أيها الرعاء أن لرعيتكم حقوقا الحكم بالعدل والقسم بالسوية وما من حسنة احب
إلى ال من حكم إمام عادل وفي فضل المام العادل وفضل الشاب الناسك وفضل المشي إلى المسجد والصلة فيه وانتظار الصلة بعد الصلة وفي المتحابين في ال وفي
البغض في ال والحب في ال وفي العين الباكية من خوف ال مع قول ال ولمن خاف مقام ربه جنتان وفي العفة فضلها وفي ذم الزنا وأنه من الكبائر وما انضاف إلى هذا
المعنى من قصة ذي الكفل وفي فضل الصدقة في السر مع قول ال عز وجل !> وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم <! وفي تضعيف ال الصدقة المقبولة من
الكسب الطيب إلى سائر ما ينتظم بهذه المعاني آثار كثيرة جدا تحتمل أن يفرد لها كتاب فضل عن أن ترسل في باب ومن طلب العلم ل فالقليل يكفيه إن شاء ال وبال
التوفيق
#حديث ثان لخبيب بن عبد الرحمان متصل صحيح مالك عن خبيب بن عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي هكذا روى هذا الحديث عن مالك رحمه ال رواه الموطأ كلهم فيما علمت على
الشك في أبي هريرة وأبي سعيد على نحو الحديث الذي قبله إل معن بن عيسى وروح ابن عبادة وعبد الرحمان بن مهدي فإنهم قالوا فيه عن أبي هريرة وأبي سعيد جميعا
على الجمع ل على الشك حدثنا عبد الرحمان بن يحيى حدثنا الحسن ) ( 1260ابن الخضر حدثنا احمد بن شعيب أخبرنا محمد بن أبي ) ( 1261الحارث أخبرنا معن
حدثنا مالك عن خبيب بن عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة وأبي سعيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض
الجنة ومنبري ) ( 1على حوضي
وحدثناه أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث ) ( 1262بن أبي أسامة قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا مالك بن أنس عن خبيب بن عبد الرحمان
ان حفص بن عاص أخبره عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجن ومنبري على حوضي
رواه عبد الرحمان بن مهدي عن مالك بإسناده فجعله عن أبي هريرة وحده ولم يذكر معه أبا سعيد حدثناه عبد الرحمان بن يحيى حدثنا الحسن بن الخضر حدثنا أحمد ابن
شعيب حدثنا إسحاق ) ( 1263ابن منصور وحدثنا محمد حدثنا علي بن عمر حدثنا علي ) ( 1264بن عبد ال بن مبشر حدثنا أحمد ) ( 1265بن سنان قال حدثنا
عبد الرحمان بن مهدي حدثنا مالك عن خبيب عن عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة
من رياض الجنة والحديث محفوظ لبي هريرة بهذا
السناد كذلك رواه عبيد ال ابن عمر عن خبيب بهذا حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى يعني
القطان عن عبيد ال ابن عمر عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
ومنبري على حوضي قال أبو عمر في تأويل قول النبي صلى ال عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري وروى ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة فقال قوم معناه
ان البقعة ترفع يوم القيامة فتجعل روضة في الجنة وقال آخرون هذا على المجاز قال أبو عمر كأنهم يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس أليه يتعلمون القرآن
واليمان والدين هناك شبه ذلك الموضع بالروضة لكرم ما يجتني فيها واضافها إلى الجنة لنها تقود إلى الجنة كما قال صلى ال عليه وسلم الجنة تحت ظلل السيوف
يعني أنه عمل يوصل به الى الجنة وكما يقال الم باب من أبواب الجنة يريدون أن برها يوصل المسلم الى الجنة مع أداء فرائضه وهذا جائز سائغ مستعمل في لسان
العرب وال اعلم بما اراد من ذلك وقد استدل أصحابنا على أن المدينة أفضل من مكة بهذا الحديث وركبوا عليه قوله صلى ال عليه وسلم موضع سوط في الجنة خير من
الدنيا وما فيها وهذا لدليل فيه على شيء مما ذهبوا إليه لن قوله هذا إنما أراد به ذم الدنيا والزهد فيها والترغيب في الخرة فأخبر إن اليسير من الجنة خير من الدنيا
كلها وأراد بذكر السوط وال أعلم التقليل ل أنه أراد موضع السوط بعينه بل موضع نصف سوط وربع سوط من الجنة الباقية خير من الدنيا الفانية وهذا
مثل قول ال عز وجل !> من إن تأمنه بقنطار <! لم يرد القنطار بعينه وإنما أراد الكثير !> ومنهم من إن تأمنه بدينار <! لم يرد به الدينار بعينه وإنما أراد القليل أي أن
منهم من يؤتمن على بيت مال فل يخون ومنهم من يؤتمن على فلس او نحوه فيخون على أن قوله صلى ال عليه وسلم روضة من رياض الجنة محتمل ما قال العلماء فيه
مما قد ذكرناه فل حجة لهم في شيء مما ذهبوا إليه والمواضع كلها والبقاع أرض ال فل يجوز أن يفضل منها شيء على شيء إل بخبر يجب التسليم له وإني لعجب
B314
TEXT
ممن يترك قول رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ وقف بمكة على الحزورة وقيل على الحجون وقال وال إني أعلم أنك خير أرض ال وأحبها إلى ال ولول أن أهلك
اخرجوني منك ما خرجت وهذا حديث صحيح رواه أبو سلمة بن عبد الرحمان عن أبي هريرة وعن عبد ال ) ( 1266بن عدي بن الحمراء جميعا عن النبي صلى ال
عليه وسلم فكيف يترك مثل هذا النص الثابت ويمال إلى تأويل ل يجامع متأوله عليه أخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال
حدثنا عبد ال بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمان ان عبد ال بن عدي بن
الحمراء الزهري أخبره أنه سمع النبي صلى ال عليه وسلم يقول وهو واقف بالحزورة في سوق مكة وال انك لخير أرض ال وأحب ارض ال إلى ال ولول أني
أخرجت منك ما خرجت وتابع شعيبا على مثل هذا السناد سواء صالح بن كيسان ويونس بن يزيد
وعقيل ) ( 1267بن خالد وعبد الرحمان ) ( 1268بن خالد بن مسافر كلهم عن ابن شهاب بإسناده مثله ورواه معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن
النبي صلى ال عليه وسلم مثله وقد رواه محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن أبي هريرة وقد روى مالك ما يدل على أن مكة أفضل الرض كلها ولكن المشهور عن
أصحابه في مذهبه تفضيل المدينة حدثنا عبد الرحمان بن يحيى حدثنا محمد حدثنا أحمد بن داود حدثنا سحنون حدثنا عبد ال بن وهب قال حدثني مالك بن أنس أن آدم لما
أهبط إلى الرض بالهند أو السند قال يا رب هذه أحب الرض اليك أن تعبد فيها قال بل مكة فسار آدم حتى أتى مكة فوجد عندها ملئكة يطوفون بالبيت ويعبدون ال
فقالوا مرحبا مرحبا بأبي البشر إنا ننتظرك ها هنا منذ ألفي سنة حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري
عن أبي سلمة عن عبد ال بن عدي بن الحمراء قال رأيت النبي صلى ال عليه وسلم وهو واقف على راحلته الحزورة يقول وال إنك لخير أرض واحب أرض ال إلى ال
ولول أني أخرجت منك ما خرجت وكان مالك رضي ال عنه يقول من فضل المدينة على مكة إني ل أعلم بقعة فيها قبر نبي معروف غيرها وهذا وال اعلم وجهه عندي
من قول مالك فإنه يريد ما ل يشك فيه وما يقطع العذر خبره وإل فإن الناس يزعم منهم الكثير أن قبر إبراهيم صلى ال عليه وسلم ببيت
المقدس وإن قبر موسى صلى ال عليه وسلم هناك أيضا حدثنا أحمد بن عمر قال حدثنا عبد ال بن محمد حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا محمد بن إسحاق السجسي قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة في حديث ذكره قال فسأل موسى ربه أن يدنيه من الرض المقدسة رمية بحجر يعني عند وفاته
قال أبو هريرة لو كنت ثم لريتكم قبره ) ( 1تحت الطريق إلى جانب الكثيب الحمر وذكره البخاري بهذا السناد مرفوعا إلى النبي صلى ال عليه وسلم مثله قال أبو
عمر إنما يحتج بقبر رسول ال صلى ال عليه وسلم وبفضائل المدينة بما جاء فيها عن النبي صلى ال عليه وسلم وعن أصحابه على من أنكر فضلها وكرامتها وأما من
اقر بفضلها وعرف لها موضعها واقر أنه ليس على وجه الرض أفضل بعد مكة منها فقد أنزلها منزلتها وعرف لها حقها واستعمل القول بما جاء عن النبي صلى ال
عليه وسلم في مكة وفيها لن فضائل البلدان ل تدرك بالقياس والستنباط وإنما سبيلها التوقيف فكل يقول بما بلغه وصح عنده غير حرج والثار في فضل مكة عن السلف
أكثر وفيها بيت ال الذي رضى من عباده على الحط لوزارهم بقصده مرة في العمر وقد زدنا هذا المعنى بيانا في باب زيد بن رباح وذكرنا هنالك اختلف العلماء في
ذلك وبال التوفيق وأما قوله صلى ال عليه وسلم في هذا الحديث ومنبري على حوضي فزعم بعض أهل العلم من أهل الكلم في معاني الثار أنه أراد وال أعلم أن له
منبرا يوم القيامة على حوضه صلى ال عليه وسلم كأنه قال ولي أيضا منبر على حوضي ادعو الناس اليه
ل أن منبره ذلك على حوضه وقال آخرون يحتمل أن يكون ال تبارك وتعالى يعيد ذلك المنبر ويرفعه بعينه فيكون يومئذ على حوضه وبال التوفيق قال أبو عمر
الحاديث في حوضه صلى ال عليه وسلم متواترة صحيحة ثابتة كثيرة واليمان بالحوض عند جماعة علماء المسلمين واجب والقرار به عندالجماعة لزم وقد نفاه أهل
البدع من الخوارج والمعتزلة وأهل الحق على التصديق بما جاءعنه في ذلك صلى ال عليه وسلم أخبرنا عبد الرحمان بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا عبد
الملك بن بحر قال حدثنا موسى بن هارون قال العباس بن الوليد قال قال سفيان بن عيينة اليمان قول وعمل ونية واليمان يزيد وينقص واليمان بالحوض والشفاعة
والدجال قال أبو عمر على هذاجماعة المسلمين إل من ذكرنا فإنهم ل يصدقون بالشفاعة ول بالحوض ول بالدجال والثار في الحوض أكثر من أن تحصى وأصح ما ينقل
ويروى ونحن نذكر في هذا الباب ما حضرنا ذكره منها لنها مسألة مأخوذة من جهة الثر ل ينكرها من يرضى قوله ويحمد مذهبه وبال التوفيق حدثنا عبد الوارث بن
سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن حصين عن أبي وائل عن حذيفة قال قال النبي صلى ال عليه
وسلم ليردن على الحوض أقوام إذاعرفتهم اختلجوا دوني فأقول رب أصحابي فيقال إنك ل تدري ما احدثوا بعدك
حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا الحرث بن أبي أسامة حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي وائل عن عبد ال قال قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم أنا فرطكم على الحوض ولنازعن رجال من أصحابي ولغلبن عليهم ثم ليقالن لي إنك ل تدري ما أحدثوا بعدك أخبرنا عبد ال بن محمد
بن أسد قال حدثنا سعيد بن عثمان ابن السكن قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا محمد ) ( 1269بن
جعفر قال حدثنا شعبة عن المغيرة قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد ال عن النبي صلى ال عليه وسلم قال أنا فرطكم على الحوض وليدفعن رجال منكم ثم ليختلجن
دوني فأقول يا رب أصحابي فيقال أنك ل تدري ما أحدثوا بعدك قال البخاري تابعه عاصم عن أبي وائل وقال حصين عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي صلى ال عليه
وسلم ورواه العمش عن أبي وائل شقيق عن عبد ال عن النبي صلى ال عليه وسلم أنا فرطكم على الحوض لم يزد حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا الحسن بن سلم السويقي قال حدثنا هوذة ) ( 1270بن خليفة قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمان بن أبي
بكرة عن أبي بكرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ليردن على الحوض رجال ممن صحبني ورآني فإذا رفعوا إلى اختلجوا دوني فلقولن يا رب أصحابي فيقال
إنك ل تدري ما أحدثوا بعدك أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا يحيى ابن أبي بكير حدثنا
إسماعيل بن عياش قال حدثنا محمد ) ( 1271ابن مهاجر عن العباس ) ( 1272بن سالم اللخمي قال بعث عمر ابن عبد العزيز الى أبي سلم فحمل على البريد فلما
قدم عليه قال أبو سلم لقد شق على محمد بن علي البريد ولقد أشفقت على رحلي قال ما أردنا المشقة عليك يا أبا سلم ولكن بلغني عنك حديث ثوبان مولى رسول ال
صلى ال عليه وسلم في الحوض فأحببت أن أشافهك به قال سمعت ثوبان مولى رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن
حوضي ما بين عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكاويبه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أول الناس ورودا
عليه فقراء المهاجرين فقال عمر بن الخطاب من هم يا رسول ال قال هم الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين ل ينكحون المتنعمات ول يفتح لهم أبواب السدد فقال عمر ابن
عبد العزيز وال لقد نكحت المتنعمات فاطمة بنت عبد الملك وفتحت لي أبواب السدد إل أن يرحمني ال ل جرم ل ادهن
رأسي حتى تشعث ول أغسل ثوبي الذي يلي جلدي حتى يتسخ حدثنا إبراهيم بن شاكر قال حدثنا عبد ال ابن محمد بن عثمان قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا أحمد
بن صالح قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا صدقة ) ( 1273بن خالد قال حدثنا زيد ابن واقد ) ( 1274قال حدثني أبو سلم عن ثوبان مولى رسول ال صلى ال عليه
وسلم ان النبي صلى ال عليه وسلم قال إن حوضي كما بين عدن إلى عمان أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك أكاويبه كنجوم السماء من
شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا وأكثر الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين قال قلنا يا رسول ال ومن فقراء المهاجرين قال الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين ل ينكحون
المتنعمات ول تفتح لهم أبواب السدد الذين يعطون الحق الذي عليهم ول يعطون كل الذي لهم حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن
الجهم قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا سعيد وهشام بن أبي عبد ال الدستوائي عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معد أن بن أبي طلحة اليعمري عن ثوبان
مولى رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال اني بعقر الحوض يوم القيامة أذود الناس عنه لهل اليمن أضربهم بعصاي حتى ترفض عليهم قال فسئل رسول ال صلى
ال عليه وسلم عن عرضه فقال من مقامي هذا إلى عمان وسئل عن بياضه فقال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل يصب فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما ذهب
والخر ورق
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قرآءة مني عليه أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا محمد بن عبد السلم قال حدثنا محمد بن بشار بندار قال حدثنا يحيى بن حماد ) ( 1275
قال حدثنا شعبة وأبو عوانة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان مولى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال إني لعقر بعقر الحوض أذود عنه لهل اليمن بعصاي فذكر مثله سواء إلى آخره وزاد فيه همام عن قتادة بإسناده هذا فذكر آنيته مثل عدد نجوم السماء من شرب منه
شربة لم يظمأ أبدا وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثني أبي قال حدثنا جرير عن العمش عن عمرو بن مرة عن سالم ابن أبي الجعد
عن ثوبان قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تردون على الحوض فتجدوني أذود لهل اليمن بعصاي حتى أرفض عنهم قالوا يا رسول ال ما عرضه فقال من
مقامي هذا إلى عمان قالوا فما شرابه قال أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن يصب فيه ميزابان من الجنة ميزاب من ذهب وميزاب من فضة ومن
شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا فادعوا ال أن يجعلكم من وارديه قال أحمد بن زهير كذا يقول العمش في أحاديث سالم عن ثوبان وقتادة يدخل بين سالم وثوبان
معدان بن أبي طلحة حدثنا سعيد ) ( 1276بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
B314
TEXT
حدثنا عبد ال ) ( 1277بن روح المدائني المعروف بعبدوس قال حدثنا سلم بن سليمان ) ( 1278الثقفي المدائني قال حدثنا سويد ) ( 1279بن عبد العزيز عن
ثابت ) ( 1280بن عجلن قال سمعت فلنا يحدث عمر بن عبد العزيز فقال له عمر حدثني بحديث ثوبان قال نعم سمعت ثوبان يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول حوضي ما بين عدن الى ايلة فيه من النية بعدد نجوم السماء أحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك وأبيض من اللبن من شرب منه شربة لم يظمأ بعد أبدا
وأول ما يرد عليه الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين ل تفتح لهم السدد حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحسن بن علي الشناني قال حدثنا
إسحاق ابن إبراهيم ) ( 1281بن زبريق قال حدثني عمرو بن الحرث قال حدثنا عبد ال بن سالم الشعري
قال حدثنا الزبيدي ) ( 1282قال أخبرني محمد بن مسلم الزهري عن محمد بن علي حسين عن عبيد ال بن أبي رافع قال كان أبو هريرة يحدث عن النبي صلى ال
عليه وسلم قال يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلؤون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك ل علم لك بما أحدثوا بعدك أرتدوا بعدك على أدبارهم
القهقرى أما قوله فيلحؤون عن الحوض أي يحبسون عنه ويمنعون منه تقول العرب حلت البل أي حبستها عن وردها قال الشاعر %وقبل ذاك مرة حلتها %تكلؤني
كمثل ما كلتها %وبإسناده عن الزبيدي قال حدثنا لقمان ) ( 1283بن عامر عن سويد بن جبلة عن العرباض بن سارية أن النبي صلى ال عليه وسلم قال لتزدحمن
هذه المة على الحوض إزدحام ابل وردت لشربها قال أبو عمر اختلف أصحاب ابن شهاب عنه في هذا الحديث فرواه الزبيدي واسمه محمد بن الوليد عن ابن شهاب عن
محمد بن علي عن ابن
رافع عن أبي هريرة ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال كان أبو هريرة يحدث عن النبي صلى ال عليه وسلم مثل حديث الزبيدي سواء ومعناه ورواه عقيل عن
ابن شهاب أن سعيد بن المسيب كان يحدث عن اصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يرد على الحوض رجال من أصحابي فيحلؤون عن الحوض فاقول يا رب
أصحابي فيقال إنك ل علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ورواه يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه كان
يحدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يرد على الحوض يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلؤون عن الحوض مثل حديث الزبيدي هكذا حدث به عن يونس أحمد
بن سعيد الحبطي عن أبيه عن يونس ورواه احمد بن صالح عن ابن وهب عن يونس عن أبن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي صلى ال
عليه وسلم أن النبي صلى ال عليه وسلم قال يرد على الحوض رجال من اصحابي مثله بمعناه وروى سعيد ابن عفير عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال حدثني
أنس ابن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن قدر حوضي كما بين ايلة وصنعاء وإن فيه من الباريق عدد نجوم السماء وذكره البخاري عن سعيد بن عفير
وحدثناه عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج قال حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني ابن مسافر عن ابن
شهاب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن قدر حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء وإن فيه من الباريق كعدد نجوم السماء حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا مسلمة بن
قاسم ) ( 1284حدثنا جعفر بن محمد حدثنا يونس ) ( 1285بن حبيب حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا عمرو ) ( 1286بن ثابت حدثنا عبد ال ) ( 1287بن محمد
بن عقيل عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ما بال أقوام يزعمون أن رحمي ل تنفع والذي نفسي بيده أن رحمي
لموصولة في الدنيا والخرة وإني فرطكم على الحوض أيها الناس إل وسيجيء أقوام يوم القيامة فيقول القائل منهم يا رسول ال إنا فلن بن فلن فأقول أما النسب فقد
عرفت ولكنكم ارتددتم ورجعتم على أعقابكم القهقرى ورواه شريك عن عبد ال بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب وحمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال يزعمون أن قرابتي ورحمي ل تنفع وال إن رحمي لموصولة في الدنيا والخرة ثم قال أيها الناس أنا فرطكم على الحوض
يوم القيامة وليرفعن لي قوم ممن صحبني وليمرن بهم ذات اليسار فينادي الرجل يا محمد أنا فلن بن فلن ويقول آخر يا محمد أنا
فلن ابن فلن فأقول أما النسب فقد عرفته ولكنكم احدثتم بعدي وأرتددتم على أعقابكم القهقرى قيل لشريك يا ابا عبد ال علم حملتم هذا الحديث قال علي أهل الردة رواه
أبو قتيبة وعبد الرحمان ) ( 1288بن شريك وذكره الطبري فقال حدثنا الحسن بن شبيب المكتب قال حدثنا شريك قال أنبأنا عبد ال بن محمد بن عقيل عن سعيد بن
المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره قال الحسن بن شبيب قال أخي لشريك يا ابا عبد ال علم حملتم هذا الحديث قال علي أهل
الردة يا أبا شيبة حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير ومحمد بن إسماعيل بن سالم أبو جعفر الصايغ بمكة في المسجد الحرام
واللفظ له قال حدثنا مالك بن إسماعيل ) ( 1289النهدي أبو غسان قال حدثنا يعقوب ) ( 1290ابن عبد ال القمي الشعري عن حفص ) ( 1291بن حميد عن
عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إني ممسك بحجزكم هلم عن
النار وتغلبونني تقاحمون فيه تقاحم الفراش والجنادب وأوشك أن أرسل حجزكم وأفرط لكم على الحوض وتردون علي معا أشتاتا فأعرفكم بأسمائكم وسيماكم كما يعرف
الرجل الغريبة في إبله فيؤخذ بكم ذات الشمال وأناشد فيكم رب العالمين أي رب رهطي أي رب أمتي فيقال إنك ل تدري ما أحدثوا بعدك أنهم كانوا يمشون القهقرى قال
أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول يعقوب القمى صالح الحديث قال أبو عمر وحفص بن حميد ثقة كوفي وغيرهما في هذا السناد أشهر من أن يحتاج إلى ذكرهم
حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا وهب بن مسرة وأخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا خالد ابن
مخلد ) ( 1292عن محمد ) ( 1293بن جعفر قال حدثني ابو حازم قال سمعت سهل بن سعد يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أنا فرطكم على
الحوض من ورد علي شرب ومن شرب لم يظمأ بعدها أبدا إل ليردن على أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال
حدثنا يحيى قال أخبرنا شعبة قال أخبرنا معبد ) ( 1294بن خالد قال سمعت حارثة ) ( 1295بن وهب الخزاعي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما بين
ناحيتي حوضي ما بين المدينة وعمان فقال له المستورد سمعت منه شيئا غيرها فقال نعم آنية كعدد نجوم السماء ومن حديث شعبة أيضا عن عبد الملك ) ( 1296قال
سمعت جندبا قال سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول أنا فرطكم على الحوض ذكره البخاري عن عبدان عن أبيه عن ابي شعبة ) ( 1297وأخبرنا عبيد بن محمد
قال حدثنا عبد ال بن مسرور قال حدثنا عليس بن مسكين قال حدثنا محمد ابن سنجر قال حدثنا عبد ال بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن ابي
الخير عن عقبة بن عامر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج يوما فصلي على أهل أحد صلته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم
وال إني لنظر إلى حوضي الن وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الرض أو مفاتيح الرض وإني ما أخاف عليكم ان تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها
وذكره البخاري عن
عمرو ) ( 1298بن خالد بن أبي شيبة قال حدثنا شبابة ) ( 1299عن الليث بن سعد فذكر بإسناده مثله سواء حرفا بحرف إلى آخره أخبرنا خلف بن القاسم وعبد
الرحمان بن مروان قال حدثنا الحسن ابن رشيق قال حدثنا احمد بن محمد بن عبد العزيز ) ( 1300قال حدثنا يحيى بن عبد ال بن بكير قال حدثنا يحيى بن صالح
اليلي عن المثنى بن الصباح عن عطاء ابن عباس عن كعب بن عجرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تعوذوا بال من إمارة السفهاء قالوا يا رسول ال وما إمارة
السفهاء قال سيكون بعدي امرءا فمن دخل عليهم دورهم وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ول يرد على حوضي ومن لم يدخل عليهم دورهم ولم
يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد على حوضي يا كعب ل يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به يا كعب ) ( 1الناس غاديان فمبتاع
نفسه فمنقذها أو بائغ نفسه فموبقها يا كعب الصلة برهان والصيام جنة والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار قال ابو عمر المثنى بن الصباح ضعيف الحديث
ل حجة في نقله ولكن صدر
هذا الحديث قد روي عن كعب بن عجرة من غير طريق المثنى والحمد ل ) ( 1وأخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا
عبد ال بن احمد بن حنبل قال حدثني ابي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني أبو حصين عن الشعبي عن عاصم العدوى عن كعب بن عجرة قال خرج علينا
رسول ال صلى ال عليه وسلم أو دخل ونحن تسعة وبيننا وسادة من آدم فقال إنه سيكون من بعدي أمراء يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على
ظلمهم فليس مني ولست منه وليس يرد على الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد على الحوض وروى ابن عمر عن النبي
صلى ال عليه وسلم مثله وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا عبد الرحمان بن محمد البجلي وابن أبي العقب جميعا قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا
يحيى بن حمزة قال حدثني يزيد بن أبي مريم أن أبا عبد ال حدثه عن أم الدرداء قالت قال أبو الدرداء قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أنا فرطكم على الحوض فل
ألفين ما نوزعت أحدكم فأقول هذا مني فيقال إنك ل تدري ما أحدث بعدك قال فقلت يا رسول ال أدع ال أن ل يجعلني منهم قال لست منهم وروى ابن المبارك وغيره
عن إسماعيل ) ( 1301بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابحي قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أنا فرطكم على الحوض وإني مكاثر بكم
المم
فل تقاتلن ومن حديث سلمان قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أولكم ورودا على الحوض أولكم إسلما على ابن أبي طالب ورواه الثوري عن سلمة بن
B314
TEXT
كهيل عن حية العرني عن عليم الكندي عن سلمان ) ( 1302الفارسي قال أول هذه المة ورودا على نبيها صلى ال عليه وسلم أولها إسلما علي بن أبي طالب رواه
عبد الرزاق عن الثوري فاختلف عليه فيه فمنهم من رواه عنه عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق ) ( 1303عن عليم عن سلمان ومنهم من رواه كما ذكرنا
ورواه يحيى بن هاشم عن الثوري عن سلمة عن أبي صادق عن حنش ) ( 1304عن عليم عن سلمان حدثناه أحمد بن قاسم بن عبد الرحمان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا
الحرث بن أبي أسامة حدثنا يحيى بن هشام حدثنا سفيان بن سعيد الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن حنش بن المعتمر عن عليم الكندي عن سلمان الفارسي
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أولكم واردا على الحوض أولكم إسلما على بن أبي طالب وحدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحسن بن
علي الشناني حدثنا أبو
جعفر النفيلي قال حدثنا مسكين قال حدثنا شعبة عن هشام ) ( 1305ابن زيد عن أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى
تلقوني فإن موعدكم الحوض وذكر ابو الربيع سليمان بن داود الرشديني ابن اخت ) ( 1رشيدين بن سعد في كتاب الجنائز الكبيرة من موطأ ابن وهب ولم يروه عن ابن
وهب غيره فيما علمت قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني عبد ال بن عمر ومالك بن أنس والليث بن سعد ويونس بن يزيد وجرير بن حازم عن نافع أن عبد ال بن عمر
كان إذا صلى على الجنازة يقول اللهم مبارك فيه وأغفر له وصل عليه وأورده حوض رسولك حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال ابن محمد بن علي قال حدثنا أحمد
بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو النعمان ) ( 1306قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
إل أن أمامكم حوضا ما بين ناحيتيه كما بين جربا وأذرح وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا
يحيى عن عبيد ال قال حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم قال أمامكم حوض كما بين جربا واذرح حدثنا ابو عثمان سعيد بن نصر قال حدثنا وهب
بن مسرة قال حدثنا محمد بن حيون قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن مطر الوارق عن عبد ال بن بريدة عن أبي صبرة عن عبد ال بن عمرو عن النبي صلى ال عليه وسلم قال أل وإن لي حوضا وإن فيه
من الباريق مثل الكواكب هو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا الحرث بن أبي أسامة قال حدثنا روح ابن عبادة قال حدثنا حسين المعلم عن عبد ال بن بريدة عن أبي مرة ) ( 1307الهذلي في حديث طويل ذكره سمع عبد ال
بن عمرو ابن العاصي قال حدثني رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن موعدكم حوضي عرضه مثل طوله هو أبعد ما بين أيلة إلى مكة فذاك مسيرة شهر فيه أمثال
الكواكب أباريق أشد بياضا من الفضة من ورده فشرب منه لم يظمأ أبدا فقال عبد ال بن زياد ما حدثت عن الحوض اثبت من هذا أنا أشهد أنه حق وحدثنا عبد ال ابن
محمد قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري قال حدثنا سعيد ابن أبي مريم قال حدثني نافع عن ابن عمر عن أبن أبي مليكة قال قال عبد ال بن عمر قال النبي
صلى ال عليه وسلم حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه فل يظمأ أبدا قال وحدثنا سعيد بن أبي مريم
قال حدثني محمد ) ( 1308بن
مطرف قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال قال النبي صلى ال عليه وسلم أنا فرطكم على الحوض ومن مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن على أقوام
أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمعني النعمان بن ابي عياش فقال أهكذا سمعت من سهل فقلت نعم فقال أشهد على أبي سعيد الخدري سمعته وهو
يزيد فيها فيقول أنهم مني فيقال إنك ل تدري ما احدثوا بعدك فأقول فسحقا لمن غير بعدي قال البخاري وحدثنا سعيد بن أبي مريم عن نافع عن ابن عمر عن ابن أبي
مليكة أنه حدثه عن أسماء ) ( 1309ابنة أبي بكر قالت قال النبي صلى ال عليه وسلم إني على الحوض حتى أنظر من يرد على منكم وسيدخل أناس دوني فأقول يا رب
مني ومن أمتي فيقال هل شعرت ما عملوا بعدك وال ما برحوا يرجعون على أعقابهم فكان ابن أبي مليكة يقول اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن في ديننا
وحدثنا سعيد بن سيد وعبد ال بن محمد بن يوسف قال حدثنا عبد ال بن محمد بن علي قال حدثنا الحسن ) ( 1310بن عبد ال الزبيدي قال حدثنا أبو عبد ال محمد )
( 1311بن حميد في
الرفاعي قال حدثنا مالك بن أنس عن أبي الزبير عن جابر بن عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم بروا آباءكم يبركم ابناؤكم وعفوا تعف نساؤكم ومن تنصل
ال فلم يقبل لم يرد على الحوض وهذا حديث غريب من حديث مالك ول أصل له في حديث مالك عندي وال أعلم حدثنا ابو القاسم عبد الرحمان بن عبد ال بن خالد قال
حدثنا أحمد ) ( 1312بن جعفر بن مالك قال حدثنا علي بن الحسين بن سليمان القطيعي قال حدثنا محمد بن يوسف بن أسوار اليماني أبو حمة قال حدثنا أبو قرة موسى
بن طارق عن ابن جريح عن أبي الزبير عن جابر سمعه يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أنا فرطكم بين أيديكم فإن لم تجدوني فعلى الحوض ما بين ايلة
إلى مكة قال أبو عمر تواتر الثار عن النبي صلى ال عليه وسلم في الحوض حمل أهل السنة والحق وهم الجماعة على اليمان به وتصديقه وكذلك الثر في الشفاعة
وعذاب القبر والحمد ل رب العالمين آخر السفر الول من الصل المنقول منه أيضا وهو بخط الشيخ أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن عبد ال بن احمد التجيفي
القرطبي المالكي المام بالجامع الموي بدمشق
باب الدال داود بن الحصين أبو سليمان مولى عبد ال بن عمرو بن عثمان كذا قال مصعب الزبيري وقال ابن إسحاق داود بن الحصين مولى عمرو بن عثمان مدني جائز
الحديث وقال يحيى بن معين داود بن الحصين ثقة قال مالك رحمه ال كان ل يخر من السماء أحب اليه من أن يكذب في الحديث قال ذلك فيه وفي ثور بن زيد وكانا
جميعا ينسبان إلى القدر وإلى مذهب الخوارج ولم ينسب إلى واحد منهما كذب وقد احتمل في الحديث وروى عنهما الثقات اليمة قال مصعب كان داود بن الحصين يؤدب
بني داود بن علي مقدم داود بن علي المدينة وكان فصيحا عالما وكان يتهم برأي الخوارج قال ومات عكرمة عند داود بن الحصين كان مختفيا عنده وكان عكرمة يتهم
برأي الخوارج وتوفي داود بن الحصين بالمدينة سنة خمس وثلثين ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة لمالك عن داود من مرفوع حديث الموطأ أربعة أحاديث منها ثلثة
متصلة وواحد مرسل
#حديث أول لداود بن الحصين مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان ) ( 1313مولى ابن أبي احمد أنه قال سمعت أبا هريرة يقول صلى رسول ال صلى ال عليه
وسلم صلة العصر فسلم في ركعتين فقام ذو اليدين فقال اقصرت الصلة يا رسول ال أم نسيت فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل ذلك لم يكن فقال قد كان بعض
ذلك يا رسول ال فأقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم على الناس فقال أصدق ذو اليدين فقالوا نعم فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم فأتم ما بقي من الصلة ثم سجد
سجدتين بعد التسليم وهو جالس هكذا في كتاب يحيى عن مالك في هذا الحديث صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ولم يقل لنا وقال ابن القاسم وغيره في هذا الحديث
بهذ السناد عن أبي هريرة صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة العصر قرأت على عبد الرحمان بن يحيى أن الحسن بن الخضر حدثهم قال حدثنا أحمد بن
شعيب قال أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد سمعت أبا هريرة يقول صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم
صلة العصر وذكر الحديث وكذلك رواه أكثر الرواة للموطأ ومنهم من
يقول صلى بنا وقد تقدم القول في معنى حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين بما فيه كفاية في باب أيوب من كتابنا هذا فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا وأما قوله في هذا
الحديث كل ذلك لم يكن يعني أن القصر والسهو لم يجتمعا لنه عليه السلم قد كان متيقنا إن الصلة لم تقصر وإنما الذي شك فيه السهو ل غير ويدل على ذلك قولهم له قد
كان بعض ذلك يا رسول ال ويجوز أن يكون قوله كل ذلك لم يكن في علمي أي لم أسه في علمي ول قصرت الصلة ول يجوز أن يقال قصرت الصلة في علمي لنه
كان يعلم أن الصلة لم تقصر
#حديث ثان لداود بن الحصين متصل صحيح مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
نهى عن المزابنة والمحالقة والمزابنة اشتراء التمر بالتمر في رؤوس لنخل والمحاقلة كراء الرض بالحنطة قد جاء في هذا الحديث مع جودة إسناده تفسير المزابنة
والمحاقلة وأقل أحواله أن لم يكن التفسير مرفوعا فهو من قول أبي سعيد الخدري وقد أجمعوا أن من روى شيئا وعلم مخرجه سلم له في تأويله لنه أعلم به وقد جاء عن
عبد ال بن عمر وجابر بن عبد ال في تفسير المزابنة نحو ذلك ورى ابن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن
المزابنة قال عبد ال بن عمر والمزابنة أن يبيع الرجل ثمر حائطه بتمر كيل إن كانت نخل أو زبيبا إن كانت كرما أو حنطة إن كانت زرعا قال أبو عمر ) ( 1هذا ابين
شيء وأوضحه في ذلك وروى حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار ان ابن عمر سئل عن رجل باع ثمر أرضه من رجل بمائة فرق يكيل له منها فقال ابن عمر نهى
رسول ال صلى ال عليه وسلم عن هذا وهو المزابنة وروى ابن عيينة عن ابن جريح عن عطاء عن جابر بن عبد ال ) ب ( قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن
المخابرة والمحاقلة والمزابنة وعن بيع الثمر حتى يبدو صلحه وأل يباع إل بالدناينر والدراهم إل العرايا قال سفيان
المخابرة كراء الرض بالحنطة والمزابنة بيع ما في رؤوس النخل بالتمر والمحالقة بيع السنبل من الزرع بالحب المصفى كان هذا الحديث سقط من نسختي هذه ومن
الصل فبقي الكلم غير تام فألحقته من كتاب الستذكار لبي عمر رحمه ال وبه يتصل قوله ) ( 1فهؤلء ثلثة من الصحابة قد فسروا المزابنة بما تراه ول مخالف لهم
B314
TEXT
علمته بل قد أجمع العلماء على أن ذلك مزابنة وكذلك أجمعوا على ان كل ما ل يجوز إلمثل بمثل أنه ل يجوز منه كيل بجزاف ول جزاف بجزاف لن في ذلك جهل
المساواة ول يؤمن مع ذلك التفضال ولم يختلفوا أن بيع الكرم بالزبيب والرطب بالتمر المعلق في رؤوس النخل والزرع بالحنطة مزابنة إل أن بعضهم قد سمى بيع
الحنطة بالزرع محاقلة أيضا وسنذكر مذاهبهم في المحاقلة ومعانيهم فيها بعد الفراغ من القول في معنى المزابنة عندهم في هذا الباب إن شاء ال أما مالك رحمه ال
فمذهبه في المزابنة أنها بيع كل مجهول بمعلوم من صنف ذلك كائنا ما كان سواء كان مما يجوز فيه التفاضل أم ل لن ذلك يصير إلى باب المخاطرة والقمار وذلك داخل
عنده في معنى المزابنة وفسر المزابنة في الموطأ تفسيرا يوقف به على المراد من مذهبه في ذلك وبينه بيانا شافيا يغنى عن القول فيه فقال كل شيء من الجزاف ل يعلم
كيله ول وزنه ول عدده فل يجوز ابتياعه بشيء من الكيل او الوزن أو العدد يعنى من صنفه ثم شرح ذلك بكلم معناه كرجل قال لرجل له تمر في رؤوس شجر أو
صبرة من طعام أو غيره من نوى أو عصفر أو بزر كتان أو حب بان أو زيتون أو نحو ذلك أنا آخذ زيتونك بكذا وكذا ربعا أو رطل من زيت أعصرها فما نقص فعلى
وما زاد فلى وكذلك حب البان أو السمسم بكذا وكذا رطل من البان أو الجلجلن أو كرمك بكذا وكذا
من الزبيب كيل معلوما فما زاد فلى وما نقص فعلي وكذلك صبر العصفر أو الطعام وما أشبه هذا كله قال مالك فليس هذا ببيع ولكنه من المخاطرة والغرر والقمار
فيضمن له ما سمى من الكيل أو الوزن أو العدد على ان له ما زاد وعليه ما نقص فهذا غرر ومخاطرة وعند مالك أنه كما لم يجز أن يقول له أنا أضمن لك من كرمك كذا
وكذا من الزبيب معلوما أو من زيتونك كذا وكذا من الزيت معلوما ومن صبرتك في القطن أو العصفر أو الطعام كذا وكذا وزنا او كيل معلوما فكذلك ل يجوز أن يشترى
شيئا من ذلك كله مجهول بمعلوم من صنفه مما يجوز فيه التفضال ومما ل يجوز وقد نص على أنه ل يجوز بيع الزيتون بالزيت ول الجلجلن بدهن الجلجلن ول الزبد
بالسمن قال لن المزابنة تدخله ومن المزابنة عنده بيع اللحم بالحيوان من صنفه ولو قال رجل لخر أنا أضمن لك من جزورك هذه أو من شاتك هذه كذا وكذا رطل ما
زاد فلى وما نقص فعلى كان ذلك مزابنة فلما لم يجز ذلك لم يجز أن يشتروا الجزور ول الشاة بلحم لنهم يصيرون عنده إلى ذلك المعنى وسنذكر ما للعلماء في بيع اللحم
بالحيوان في باب زيد بن اسلم إن شاء ال وقال إسماعيل ابن إسحاق لو أن رجل قال لصاحب البان أعصر حبك هذا فما نقص من مائة رطل فعلى وما زاد فلي فقال له
أن هذا ل يصلح فقال أنا أشتري منك هذا الحب بكذا وكذا رطل من البان لدخل في المزابنة لنه قد صار إلى معناها إذا كان البان الذي اشترى به حب البان قد قام مقاما
لم يكن يجوز له من الضمان الذي ضمنه في عصر البان قال إسماعيل ولو أن صاحب البان اشترى معلوما بمعلوم من البان متفاضل لجاز عند مالك لنه اشترى شيئا
عرفه بشيء قد عرفه فخرج من باب القمار قال أبو الفرج وكذلك السمسم بدهنه إذا كانا معلومين فإن كان معلوما بمجهول لم يجز وقد اختلف قول مالك في غزل الكتان
بثوب الكتان وغزل الصوف بثوب الصوف
وتحصيل مذهبه أن ذلك يجوز نقدا إذا كان معلوما بمعلوم وقال أبو الفرج إذا أريد بابتياع شيء من المجهول النتفاع به لوقته وكان ذلك مما جرت به العادة جاز بيعه
كلبن الحليب بالمخيض إذا اريد بالحليب وقته وكالقصيل بالشعير إذا أريد قطع القصيل لوقته وكالتمر بالبلح إذا جد البلح لوقته قال وكذلك ل بأس ببيع كل ما خرج عن أن
يكون مضمونا من المجهول كدهن البان المطيب بحبه وكالشعير بالقصيل الذي ل يكون منه شعير واختلف قول مالك في النوى بالتمر فيما ذكر ابن القاسم فمرة كرهه
وجعله مزابنة وقال في موضع آخر ل بأس بذلك قال ابن القاسم لنه ليس بطعام قال أبو الفرج ظن ابن القاسم انه ليس من باب المزابنة فاعتل أنه ليس بطعام والمنع منه
أشبه بقوله قال أبو عمر لم يختلف قول مالك أنه ل يجوز شراء السمسم أو الزيتون على أن على البائع عصره قال مالك لنه إنما اشترى منه ما يخرج من زيته ودهنه
وأجاز بيع القمح على أن على البائع طحنه قال ابن القاسم قال لي مالك فيه غرر وأرجو أن يكون خفيفا وقال إسماعيل كأن مالكا كان عنده ما يخرج من القمح معلوما ل
يتفاوت إل قريبا فأخرجه من باب المزابنة وجعله من باب بيع وإجارة كمن ابتاع من رجل ثوبا على ان يخيطه له قال ابو عمر قد أوردنا من أصول مذهب مالك في
المزابنة ما يوقف به على المراد والبغية وال أعلم وأما الشافعي فقال جماع المزابنة أن ينظر كل ما عقد بيعه وفي الفضل في بعضه ببعض يدا بيد ربا فل يجوز منه
شيء يعرف بشيء منه جزافا ول جزافا بجزاف من صنفه وأما أن يقول أضمن لك صبرتك هذه بعشرين صاعا فما زاد فلي وما نقص فعلي تمامها فهذا من القمار
والمخاطرة وليس من المزابنة
قال أبو عمر ما قدمنا عن أبي سعيد الخدري وابن عمر وجابر في تفسير المزابنة يشهد لما قاله الشافعي وهو الذي تدل عليه الثار المرفوعة في ذلك ويشهد لقول مالك
وال اعلم اصل معنى المزابنة في اللغة المخاطرة لنه لفظ مأخوذ من الزبن وهو المقامرة والدفع والمغالبة وفي معنى القمار والزيادة والنقصان أيضا حتى لقد قال بعض
اهل اللغة أن القمر مشتق من القمار لزيادته ونقصانه فالمزابنة والقمار والمخاطرة شيء متداخل حتى يشبه أن يكون أصل اشتقاقهما واحدا وال اعلم تقول العرب حرب
زبون أي ذات دفع وقمار ومغالبة وقال أبو الغول الطهوي %فوارس ل يملون المنايا %إذا دارت رحى الحرب الزبون % %وقال معمر بن لقيط اليادي %عبل
الذراع أبياذا مزابنة % %في الحرب يختتل الرئال والسقبا %وقال معاوية %ومستعجب مما رأى من أناتنا % %ولو زبنته الحرب لم يترمرم % %وروى مالك
عن داود بن الحصين انه سمع سعيد بن المسيب يقول كان من ميسر أهل الجاهلية بيع اللحم بالشاة والشاتين فأخبر سعيد بن المسيب إن ذلك ميسر والميسر القمار فدخل
في معنى المزابنة قال أبو عمر ) ( 1من أحسن ما روى في تفسير المزابنة وأرفعه ما ذكرناه ما رواه حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال أبو عمر فهذا
جليل من الصحابة قد فسر المزابنة على نحو ما فسرها
مالك في موطاه سواء فاما المحاقلة فللعلماء فيها ثلثة أقوال منهم من قال معناها ما جاء في هذا الحديث من كراء الرض بالحنطة قالوا وفي معنى كراء الرض بالحنطة
في تأول هذا الحديث كراؤها بجميع أنواع الطعام على اختلف قالوا فل يجوز كراء الرض بشيء من الطعام سواء كان مما يخرج منها ويزرع فيها أو من سائر
صنوف الطعام المأكول كله والمشروب نحو العسل والزيت والسمن وكل ما يؤكل ويشرب لن ذلك عندهم في معنى بيع الطعام بالطعام نساء وكذلك ل يجوز كراء
الرض عندهم بشيء مما يخرج منها وإن لم يكن طعاما مأكول ول مشروبا سوى الخشب والقصب والحطب لنه عندهم في معنى المزابنة وأصله عندهم النهي عن
كراء الرض بالحنطة هذا هو المحفوظ عن مالك وأصحابه وقد ذكر ابن سحنون عن المغيرة بن عبد الرحمان المخزومي المدني انه ل باس بكراء الرض بطعام ل
يخرج منها وروى يحيى بن عمر عن المغيرة أن ذلك ل يجوز كقول سائر أصحاب مالك ومن قال بالجملة التي قدمنا عن مالك وأصحابه ابن القاسم وابن وهب وأشهب
ومطرف وابن الماجشون وابن عبد الحكم وأصبغ كلهم يقولون ل تكرى الرض بشيء مما يخرج منها أكل أو لم يؤكل ول بشيء مما يؤكل ويشرب خرج منها أو لم
يخرج منها وذكر ابن حبيب ان ابن كنانة كان يقول ل تكرى الرض بشيء إذا أعيد فيها نبت ول بأس أن تكرى بما سوى ذلك من جميع الشياء مما يؤكل ومما ل يؤكل
خرج منها أو لم يخرج منها قال وكان ابن نافع يقول ل بأس أن تكرى الرض بكل شيء من طعام وغيره خرج منها أو لم يخرج منها ما عدا الحنطة وأخواتها فإنها
محاقلة وأجمع مالك وأصحابه كلهم أن الرض ل يجوز كراؤها ببعض ما يخرج منها مما يزرع فيها ثلثا كان أو ربعا أو جزافا كان لنه غرر ومحاقلة وقد نهى عن ذلك
كله رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال جماعة من أهل العلم معنى المحاقلة دفع الرض على الثلث والربع وعلى جزء مما
يخرج منها قالوا وهي المخابرة أيضا فل يجوز لحد أن يعطى أرضه على جزء مما يخرج منها لنهي رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك لنه مجهول ول يجوز
الكراء بشيء معلوم قالوا وكراء الرض بالذهب والورق وبالعروض كلها الطعام وغيره مما ينبت في الرض ومما ل ينبت فيها جائز كما يجوز كراء المنازل وإجارة
العبيد هذا كله قول الشافعي ومن تابعه وهو قول أبي حنيفة وداود واليه ذهب ابن عبد الحكم وقال آخرون المحاقلة بيع الزرع في سنبله بعد أن يشتد ويستحصد بالحنطة
ذكر الشافعي عن ابن عيينة عن ابن جريح قال قلت لعطاء ما المحاقلة قال المحاقلة في الحرث كهينة المزابنة في النخل سواء وهو بيع الزرع بالقمح قال ابن جريج قلت
لعطاء فسر لكم جابر المحاقلة كما أخبرتني قال نعم قال أبو عمر وكذلك فسر المحاقلة سعيد بن المسيب في حديثه المرسل في الموطأ إل أن سعيد بن المسيب جمع في
تأويل الحديث الوجهين جميعا فقال والمحاقلة اشتراء الزرع بالحنطة واستكراء الرض بالحنطة وإلى هذا التفسير في المحاقلة أنه بيع الزرع في سنبله بالحنطة دون ما
عداه ذهب الليث بن سعد والثوري والوزاعي والحسن بن حي وأبو يوسف ومحمد وهو قول ابن عمر وطاوس وبه قال احمد بن حنبل وكل هؤلء ل يرون بأسا أن
يعطى الرجل ارضه على جزء مما تخرجه نحو الثلث والربع لن المحاقلة عندهم في معنى المزابنة وأنها في بيع الثمر بالثمر والحنطة بالزرع قالوا ولما اختلف في
المحاقلة كان أولى ما قيل في معناها ما تأولناه من بيع الزرع بالحنطة وأحتجوا على صحة ما تأولوه وذهبوا اليه من إجازة كراء الرض ببعض ما يخرج منها بقصة
خيبر وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم عامل اهلها على شطر ما تخرجه أرضهم
وثمارهم وقد قال أحمد بن حنبل حديث رافع بن خديح في النهي عن كراء المزارع مضطرب اللفاظ ول يصح والقول بقصة خيبر أولى واحتج بعض من لم يجز كراء
الرض ببعض ما يخرج منها إن قصة خيبر منسوخة بنهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن المخابرة لن لفظ المخابرة مأخوذ من خيبر وذلك أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم لما عامل أهل خيبر على ما ذكرنا قيل خابر رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل خيبر أي عاملهم في ارض خيبر وقال الشافعي في قول ابن عمر كنا نخابر
ول نرى بذلك بأسا حتى أخبرنا رافع بن خديج أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عنها أي كنا نكرى الرض ببعض ما يخرج منها قال وفي ذلك نسخ لسنة خيبر
قال وابن عمر روى قصة خيبر وعمل بها حتى بلغه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى بعد ذلك عنها قال أبو عمر أما المحاقلة فمأخوذة عند أهل اللغة من الحقل
وهي الرض البيضاء المزروعة تقول له العرب البراح والحقل يقال حاقل فلن فلنا إذا زارعه كما خاضره إذا باعه شيئا أخضر وقد نهى رسول ال صلى ال عليه
B314
TEXT
وسلم عن المخاضرة ونهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلحها وكذلك يقال حاقل فلن فلنا إذا بايعه زرعا بحنطة وحاقله أيضا إذا أكرى منه الرض ببعض ما يخرج
منها كما يقال زارعه إذاعامله في زرع وهذا يكون من اثنين في أمرين مختلفين مثل بيع الزرع بالحنطة واكتراء الرض بالحنطة لنك ل تستطيع ان تشتق من السمين
جميعا اسما واحدا للمفاعلة وإن اشتققت من أحدهما للمفاعلة لم تستدل على الخر فلم يكن بد من الثنين هذا قول ابن قتيبة وغيره وأما المخابرة فقال قوم اشتقاقها من
خيبر على ما قدمنا ذكره وقال آخرون هي مشتقة من
الخبر والخبر حرث الرض وحملها وزعم من تأول في المخابرة هذا التأويل أن لفظ المخابرة كان قبل خيبر ول دليل على ما ادعى من ذلك وال اعلم حدثنا محمد بن
محمد بن نظير وخلف بن احمد وعبد الرحمان بن يحيى قالوا حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا نصر بن ) ( 1مروان قال حدثنا أسد بن موسى
قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والمعاومة وهي بيع السنين قال
والمخابرة أن يدفع الرجل أرضه بالثلث والربع قال أبو عمر المخابرة عند جمهور أهل العلم على ما في هذا الحديث من كراء الرض بجزء مما تخرجه وهي المزارعة
عند جميعهم فكل حديث يأتي فيه النهي عن المزارعة أو ذكر المخابرة فالمراد به دفع الرض على الثلث والربع وال أعلم فقف على ذلك وأعرفه وسيأتي القول مستوعبا
في كراء الرض بما للعلماء في ذلك من أقاويل وما رووا في ذلك من الثار ممهدة في باب ربيعة من كتابنا هذا إن شاء ال والبيع في المزابنة إذا وقع كتمر بيع برطب
وزبيب بيع بعنب وكذلك المحاقلة كزرع بيع بحنطة صبرة أو كيل معلوما أو تمر بيع في رؤوس النخل جزافا بكيل من التمر معلوما فهذا كله إذا وقع فسخ إن أدرك قبل
القبض او بعده فإن قبض وفات رجع صاحب التمر بمكيلة تمره وجنسه على صاحب الرطب ورجع صاحب الرطب على صاحب التمر بقيمة رطبه يوم قبضه بالغا ما
بلغ وكذلك يرجع صاحب النخل وصاحب الزرع بقيمة تمره وقيمة زرعه على صاحب المكيلة يوم قبضه ذلك بالغا ما بلغ ويرجع صاحب المكيلة بمكيلته في مثل صفة ما
قبض منه
قال أبو عمر كل من ذكرنا في هذا الباب من العلماء على اختلف مذاهبهم من كره المزارعة منهم ومن اجازها كلهم متفقون على جواز المساقاة في النخل والعنب إل أبا
حنيفة وزفر فإنهما كرهاها وزعما أن ذلك منسوخ بالنهي عن المخابرة وخالف ابا حنيفة اصحابه وغيرهم إل زفر وسيأتي ذكر المساقاة في باب ابن شهاب عن سعيد بن
المسيب إن شاء ال
#حديث ثالث لداود بن الحصين متصل صحيح مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أرخص
في بيع العرايا بخرصها فيما دون خمسة أوسق أو في خمسة أوسق يشك داود قال خمسة أو دون خمسة هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة رواته فيما علمت ورواه
عثمان بن عمر عن مالك عن داود عن أبي سفيان عن جابر بن عبد ال عن النبي صلى ال عليه وسلم فأخطأ فيه والصواب ما في الموطأ وأبو سفيان هذا مدني اسمه
قزمان ثقة حجة فيما روى وهو مولى عبد ال بن أبي أحمد بن جحش السدي واسم أبي أحمد بن جحش عبيد ابن جحش وهو أخو زينب بنت جحش زوج النبي صلى ال
عليه وسلم قد ذكرناه وأخوته في كتابنا في الصحابة قال مصعب الزبيري في أبي سفيان مولى ابن أبي احمد هذا قالوا هو مولى لبني عبد الشهل وكان له انقطاع الى عبد
ال ابن أبي أحمد بن جحش فنسب اليه روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وكان مكاتبا وكان يصلي لبني عبد الشهل في رمضان وفيهم قوم قد شهدوا بدرا والعقبة يصلون
خلفه وأما أبو سفيان ) ( 1الذي يروى عن جابر فاسمه طلحة بن نافع ليس له ذكر في الموطأ وأما العرايا فواحدها عرية والجمع عرايا ومعناها عطية ثمر النخل دون
الرقاب كانت العرب إذا دهمتهم سنة تطوع أهل النخل منهم على من ل نخل له فيعطونه من ثمر نخلهم فمنهم
المكثر ومنهم المقل ولهم عطايا منافع ل يملك بشيء منها رقبة الشيء الموقوف منها الفقار والخبال والعراء ومنها المنحة كانوا إذا اعطى احد منهم صاحبه ناقة أو
شاة من غنمه يشرب لبنها مرة قبل منحه فإن اعطاه دابه يرتفق بظهرها ويكرى ذلك وينتفع به قيل أخبله فإن أعطاه شيئا من البل يركبه مرة قيل افقره ظهر جمله او
ناقته أو دابته فالعرايا في ثمر النخل وتكون عند جماعة من العلماء في النخل والعنب وغيرهما من الثمار والمنحة في البان النوق والغنم والخبال في الدواب والفقار في
النوق والبل والطراق أن يغطيه فحل غنمه او ابله لحمله على نعاجه أونوقه والسكان ان يسكنه بيتا له مدة ل يملك بشيء من هذا كله رقبة ما يعطى ومن هذا الباب
عند أصحابنا العمرى وخالفهم في ذلك غيرهم وقد ذكرنا ذلك في موضعه من كتابنا هذا وقال الخليل بن احمد رحمه ال العرية من النخل التي تعزل عن المساومة عند
بيع النخل والفعل العراء وهو ان يجعل ثمرة عامها لمحتاج وقال غيره إنما قيل لها عرية لنها تعرى من ثمرها قبل غيرها من سائر الحوائط وقال ابن قتيبة العرية
مأخوذة من العارية وهي عارية مضمنة بهبة فالصل معار والثمرة هبة فهذا معنى لفظ العرية في اللغة وذلك ان الرجل منهم كان يعطى جاره او المسكين من كان نخله
من حائطه أو نخلت يجنى ثمرها فيقول أعريت نخلتي أو نخلي فلنا وكانوا يمتدحون بذلك قال بعض شعراء النصار %فليست بسنهاء ول رجيبة %ولكن عرايا في
السنين الجوائح %ويروى في السنين الواحل وسنهاء من النخل التي تحمل سنة وتحول سنة فل تحمل وذلك عيب في النخل فوصف نخله أنها
ليست كذلك ولكنها تحمل كل عام والرجبية هي التي تميل لضعفها فتدعم من تحتها كذا قال ابن قتيبة في كتاب الفقه له ثم وصف انه يعريها في السنين الجوائح أي يطعم
ثمرتها أهل الحاجة في سني الجدب والمجاعة وقد كان الرجل منهم يعطى ذلك أيضا لهله ولعياله يأكلون ثمرتها فتدعى أيضا عرية فهذا كله أقاويل أهل اللغة في العرية
وأما معنى العريا في الشريعة ففيه اختلف بين اهل العلم على ما أصفه لك بعون ال فمن ذلك ان ابن وهب روى عن عمرو بن الحرث بن عبد ربه بن سعيد النصاري
أنه قال العرية الرجل يعرى الرجل النخلة او الرجل يسمى من ماله النخلة والنخلتين ليأكلها فيبيعها بتمر وأخبرنا أبو محمد عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا
محمد بن بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا هناد عن عبدة عن ابن إسحاق قال العرايا ان يهب الرجل للرجل النخلت فيشق عليه أن يقوم عليها فيبيعها بمثل
خرصها وهذا من أحسن ما فسر به معنى العرايا فذهب قوم إلى هذا وجعلوا الرخصة في بيع العريا بخرصها وقفا على الرفق بالمعرى يبيعها ممن شاء المعرى وغيره
في ذلك عندهم سواء ومن حجة من ذهب هذا المذهب ما رواه حماد بن سلمة عن أيوب وعبد ال بن عمر جميعا عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى ال عليه وسلم نهى
البائع والمشتري عن المزابنة قال أبو عمر وقال زيد بن ثابت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أرخص في العرايا النخلة والنخلتين يوهبان للرجل فيبيعها بخرصها تمرا
قالوا فقد أطلق في هذا الحديث بيعها بخرصها تمرا ولم يقل من المعرى ول من غيره فدل على أن الرخصة في ذلك قصد بها المعرى المسكين لحاجته قالوا وهو الصحيح
في النظر لن المعرى قد ملك ما وهب له فجائز له أن يبيعه من المعرى ومن غيره إذ أرخصت له
السنة في ذلك وخصته من معنى المزابنة في المقدار المذكور في حديث هذا الباب ذهب إلى هذا جماعة من العلماء منهم احمد بن حنبل وسنذكر قوله في هذا الباب بعد
ذكر قول مالك والشافعي إن شاء ال وذهب جماعة من أهل العلم في العرايا إلى أن جعلوا الرخصة الواردة فيها موقوفة على المعرى ل غير فقالوا ل يجوز بيع الرطب
بالتمر بوجه من الوجوه إل لمن أعرى نخل يأكل ثمرها رطبا ثم بدا له أن يبيعها بالتمر فإنه أرخص للمعرى أن يشتريها من المعرى إذا كان ذلك خرص خمسة أوسق أو
دونها لما يدخل عليه من الضرر في دخول غيره عليه حائطه ولن ذلك من باب المعروف يكفيه فيه مؤونة السقى ول يجوز ذلك لغير المعرى لن الرخصة فيه وردت
فل يجوز أن يتعدى بها إلى غير ذلك لنهي رسول ال صلى ال عليه وسلم عن المزابنة ونهيه عن بيع التمر بالتمر وعن بيع الرطب بالتمر وهو أمر مجتمع عليه فل
يجوز أن يتعدى بالرخصة موضعها وممن ذهب إلى هذا مالك بن أنس وأصحابه في المشهور عنهم ومن حجتهم في ذلك ما حدثنا به سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثني يحيى بن سعيد قال أخبرني بشير ابن يسار مولى بني حارثة قال سمعت سهل )
( 1314ابن أبي حثمة يقول نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع التمر بالتمر إل أنه أرخص في العرايا أن تباع بخرصها ياكلها أهلها رطبا وذكره أبو ثور عن
الشافعي عن سفيان عن يحيى ) ( 1315بن
بشير عن سهل مثله سواء إل أنه قال ورخص في العرايا بخرصها تمرا ياكلها صاحبها رطبا وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح
قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الوليد ) ( 1316بن كثير قال حدثنا بشير بن يسار مولى بني حارثة أن رافع بن خديج وسهل ابن أبي
حثمة حدثناه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن المزابنة التمر بالتمر إل أصحاب العرايا فإنه قد اذن لهم وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا أبو بكر عبد ال بن
محمد القاضي قال حدثنا إبراهيم بن هشام البغوي قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال
نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع التمر بالتمر وأرخص في بيع العرايا أن تشترى بخرصها ياكلها أهلها رطبا قال سفيان قال لي يحيى ما أعلم أهل مكة
بالعرايا قلت أخبرهم عطاء وسمعه من جابر قال أبو عمر ال ترى الى قوله ياكلها أهلها رطبا إلى استثنائه العرايا من المزابنة على هذه الصفة كأنه وال أعلم يريد
صاحبها الذي أعراها وأهلها الذين وهبوا ثمرها وأعروها فهم الذين أباح لهم شراءها خاصة هذا تأويل أصحاب مالك ومن اتبعهم وجملة قول مالك وأصحابه في هذا
الباب في العرايا إن العرية هي أن يهب الرجل من حائطه خمسة أوسق فما دونها ثم يريد أن يشتريها من المعرى عند طيب التمر فأبيح له أن يشتريها بخرصها تمرا عند
الجذاذ وإن
عجل له لم يجز ويجوز أن يعرى من حائطه ما شاء ولكن البيع ل يكون إل في خمسة أوسق فما دون هذا جملة قوله وقول أصحابه ول يجوز عندهم البيع في العرايا ال
B314
TEXT
لوجهين إما لدفع ضرورة دخول المعرى على المعرى واما لن يرفق المعرى المعري فيكفيه المؤونة فأرخص له أن يشتريها منه تمرا إلى الجذاذ ول يجوز بيع العرية
قبل زهوها ال كما يجوز بيع غير العرية على الجذاذ والقطع ول يجوز بيع العرية وإن أزهت بخرصها رطبا ول بخرصها تمرا نقدا قلت أو كثرت وإن جذها مكانه ول
تباع بنصف سواها من التمر مثل أن تكون من البرني فتباع بالعجوة ول يباع ببسر ول رطب ول ثمر معين وإنما تباع بتمر يكون في الذمة إلى الجذاذ بخرصها وما عدا
وجه الرخصة فيها مزابنة ول يكون البيع منها في أكثر من خمسة أوسق إل أن يكون بعين أو عرض غير الطعام فيجوز نقدا أو إلى أجل كسائر البيوع فإن كان طعاما
روعى فيه القبض قبل الفتراق أو الجذاذ قبل الفتراق وقال ابن القاسم ومن أعرى جميع حائطه فذلك جائز وله شراء جميعه وبعضه بالخرص إذا لم يتجاوز البيع خمسة
أوسق قال وتوقف لي مالك في شراء جميعه بالخرص وإن كان خمسة أوسق أو أدنى وبلغني عنه إجازته والذي سمعت أنا منه شراء بعضه وجائز عندي شراء جميعه
قال فإن قيل له أعرى جميعه فل ينفى عن نفسه بشرائه ضررا قبل إل أن ذلك أرفاق للمعرى والعرية تشترى للرفاق كما يجوز لمن اسكن رجل دارا حياته شراء جميع
السكنى او بعضها ول يدفع بذلك ضررا قال سحنون وقال كثير من أصحاب مالك ل يجوز لحد أن يشترى ما أعرى إل لدفع الضرر وقال ابن وهب عن مالك والعرية
أن يعرى الرجل النخلة والنخلتين أو أكثر من ذلك سنة أو سنتين أو ما شاء فإذا كان التمر طاب قال صاحب النخل أنا أكفيكم سقيها وضمانها ولكم خرصها تمرا عند
الجذاذ وكان ذلك منه معروفا عند الجذاذ قال ول احب أن يجاوز
ذلك خمسة أوسق قال وتجوز العرية في كل ما ييبس ويدخر نحو العنب والتين والزيتون ول أرى لصاحب العرية أن يبيعها إل ممن في الحائظ إذا كان له تمر بخرصها
تمرا وقال ابن عبد الحكم عن مالك العرية أن يعرى الرجل الرجل تمر نخلة له أو نخلت فيملكها المعرى ثم يبتاعها المعرى من المعرى بما شاء من التمر ول يبتاعها
منه بخرصها تمرا إل المعرى لن الرخصة فيه وردت فهذه جملة قول مالك وتحصيل مذهبه عند جماعة أصحابه وقد روى ابن نافع عن مالك في رجل له نخلتان في
حائط رجل فقال له صاحب الحائط أنا آخذها بخرصها إلى الجذاذ قال إن كان ذلك منه للمرفق يدخله عليه يعنى عل صاحب النخلتين فل بأس به قال مالك وإن كره دخوله
ولم يرد أن يكفيه مؤونة السقى فهذا على وجه البيع ول أحبه فهذه الرواية عن مالك على خلف اصله في العرية أنها هبة للثمرة وإن الواهب هو الذي رخص له في
شرائها على ما ذكرنا لن هذا لم يوهب له ثمر نخل بل هو مالك رقاب نخل مقدارها خمسة أوسق أو دون أبيح له بيع ثمرها بالخرص إلى الجذاذ بالتمر وهي رواية
مشهورة عنه بالمدينة وبالعراق إل أن العراقيين رووها عن مالك بخلف شيء من معناها وذلك أن الطحاوي ذكرها عن ابن أبي عمران عن محمد بن شجاع عن ابن
نافع عن مالك أن العرية النخلة والنخلتان في حائط لغيره والعادة بالمدينة أنهم يخرجون بأهلهم في وقت الثمار إلى حوائطهم فيكره صاحب النخل الكثير دخول الخر
عليه فيقول أنا أعطيك خرص نخلتك تمرا فرخص له في ذلك قال أبو عمر هذه الرواية وما أشبهها عن مالك تضارع مذهب الشافعي في العرايا وذلك أن الذي ذهب اليه
الشافعي إجازة بيع ما دون خمسة أوسق من الرطب بالتمر يدا بيد وسواء كان ذلك ممن وهب له ثمرة
نخلة أونخلت أو فيمن يريد أن يبيع ذلك المقدار من حائطه لعلة أو لغير علة الرخصة عنده إنما وردت في المقدار المذكور فخرج ذلك عنده من المزابنة وما عدا ذلك
فهو داخل في المزابنة ول يجوز عنده بوجه من الوجوه وحجته في ذلك ظاهر حديث داود بن الحصين المذكور في هذا الباب وحديث ابن عمر أن النبي صلى ال عليه
وسلم نهى عن بيع الثمر بالثمر إل أنه أرخص في بيع العرايا وحديث سهل بن أبي حثمة الذي ذكرناه في هذا الباب وقال في قوله في ذلك الحديث يأكلها أهلها رطبا أي
يأكلها الذين يبتاعونها رطبا قال وهم أهلها وروى عن محمود بن لبيد بإسناد منقطع ما يوضح تأويله هذا وذلك أن محمود بن لبيد قال لرجل من أصحاب النبي صلى ال
عليه وسلم أما زيد بن ثابت وأما غيره قال ما عراياكم هذه قال فسمى رجال محتاجين من النصار شكوا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن الرطب ياتي ول نقد
بأيديهم يبتاعون به رطبا يأكلونه مع الناس وعندهم فضل من قوته من التمر فرخص لهم أن يبتاعوا العرايا بخرصها من التمر الذي بأيديهم يأكلونها رطبا وروى الربيع
عن الشافعي في العرية إذا بيعت وهي خسمة أوسق قال فيها قولن أحدهما أنه جائز والخر أن البيع ل يصح إل ما دون خمسة أوسق وقال المزنى يلزمه على أصل قوله
أن يفسخ البيع من خمسة أوسق فما زاد لنها شك وأصل بيع الثمر في رؤوس النخل بالثمر حرام فل يحل منه إل ما استوفيت الرخصة فيه وذلك ما دون خمسة أوسق
وإلى هذا ذهب المزني وأبو الفرج المالكي واحتج أبو الفرج بحديث جابر في الربعة أوسق وسنذكره في آخر هذا الباب إن شاء ال ول عرية عند الشافعي وأصحابه في
غير النخل والعنب لن رسول ال صلى ال عليه وسلم سن الخرص في ثمرتها وإنه ل حائل دون الحاطة بها قال الشافعي ول تباع العرية بالتمر إل بأن تخرص العرية
كما تخرص للعشر فيقال فيها الن رطبا كذا وإذا يبس كان تمرا كذا فيدفع من التمر مكيلة
خرصها تمرا ويقبض النخلة بتمرها قبل أن يفترقا فإن افترقا قبل دفعه فسدالبيع قال ويبيع صاحب الحائط من كل من رخص له أن يشتريه بالتمر وأن أتى على جميع
حوائطه قال أبو عمر يعنى ل ذهب عنده ول ورق ول عرض غير التمر والزبيب وبه حاجة إلى الرطب وإلى العنب فافهم وقول أبي ثور في العريا كقول الشافعي سواء
واحتج أبو ثور لختياره قول الشافعي قال وذلك أن يزيد بن هارون أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر عن زيد بن ثابت قال رخص رسول ال صلى ال
عليه وسلم في بيع العرايا بخرصها كيل يأكلها أهل رطبا هكذا ذكر في هذا الحديث ثم أردفه عن الشافعي بحديث ابن عيينة عن يحيى ابن سعيد عن بشير بن يسار عن
سهل ابن أبي حثمة على ما ذكرناه في كتابنا هذا وأما أحمد بن حنبل فحكى عنه أبو بكر الثرم قال سمعت أبا عبد ال يسأل عن تفسير العرايا فقال انا ل أقول فيها بقول
مالك وأقول العرايا أن يعرى الرجل الجار أو القرابة للحاجة والمسكنة فإذا أعراه إياها فللمعرى ان يبيعها ممن شاء إنما نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن المزابنة
وأرخص في العرايا فرخص في شيء من شيء فنهى عن المزابنة ان تباع من كل أحد ورخص في العرايا أن تباع من كل أحد فيبيعها ممن شاء ثم قال مالك يقول ببيعها
من الذي أعراها إياه وليس هذا وجه الحديث عندي ويبيعها ممن شاء قال وكذلك فسره لي سفيان بن عيينة وغيره قال الثرم وسمعت أبا عبد ال يقول العرية فيها معنيان
ل يجوزان في غيرها فيها أنها رطب بتمر وقد نهى النبي صلى ال عليه وسلم عن ذلك وفيها أنها تمر بثمر يعلم كيل التمر ول يعلم كيل الثمر وقد نهى رسول ال صلى
ال عليه وسلم عن ذلك فهذا ل يجوز إل في العرية قلت لبي عبد ال فإذا باع المعرى العرية أله أن يأخذ
التمر الساعة أو عند الجذاذ قال بل يأخذ الساعة قلت له ان مالكا يقول ليس له أن يأخذ التمر الساعة حتى يجذ قال بل يأخذ الساعة على ظاهر الحديث اخبرنا بذلك كله
عبد ال بن محمد بن عبد المؤن قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد الوراق قال حدثنا الخضر ابن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم فذكره بمثله وأما أبو حنيفة وأصحابه فقالوا
في العرايا قول ل وجه له لنه مخالف لصحيح الثر في ذلك فوجب أن ل يعرج عليه وإنكارهم للعرايا كإنكارهم للمساقاة مع صحتها ودفعهم بحديث التغليس إلى أشياء
من الصول ردوها بتأويل ل معنى له فأما قولهم في ذلك فقالوا العرية هي النخلة يهب صاحبها تمرها لرجل ويأذن له في أخذها فل يفعل حتى يبدو لصاحبها أن يمنعه
من ذلك فله منعه لنها هبة غير مقبوضة لن المعرى لم يكن ملكها فأبيح للمعرى أن يعوضه بخرصها تمرا ويمنعه وهذا على اصولهم في الهبات أن للواهب منع ما
وهب حتى يقبضه الموهوب له وقال بعض أصحاب أبي حنيفة وهو عيسى بن أبان الرخصة في ذلك للمعرى أن يأخذ بدل من رطب لم يملكه تمرا وقال غيره منهم
الرخصة فيه للمعرى لنه كان يكون مخلفا لوعده فرخص له في ذلك وأخرج به من اخلف الوعد وليس للعرية عندهم مدخل من البيوع ول يجوز لحد عندهم أن يشتري
ثمر العرية غير المعطى وحده على الصفة المذكورة والعرية عندهم هبة غير مقبوضة واحتج بعضهم بحديث معمر عن ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد قال كان النبي
صلى ال عليه وسلم يأمر أصحاب الخرص أن ل يخرصوا العرايا قال والعرايا أن يمنح الرجل من حائطه رجل نخل ثم يبتاعها الذي منحها إياه من الممنوح يخرصها
قالوا فالعرية منحة وعطية لم تقبض فلذلك جاز فيها هذه الرخصة وال أعلم
قال أبو عمر الثار الصحاح تشهد بأن العرايا بيع الثمر بالتمر في مقدار معلوم مستثنى من المحظور في ذلك على حسب ما تقدم من الوصف في العرايا ومحال ان يأذن
رسول ال صلى ال عليه وسلم لحد في بيع ما لم يملك حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا أبو عبيد ال )
( 1317قال حدثني عبد ال بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أن النبي صلى ال عليه وسلم أرخص في
بيع العرايا بالتمر والرطب كذا قال أو الرطب وحدثنا أبو محمد عبد ال بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا
ابن وهب قال أخبرنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أن النبي صلى ال عليه وسلم رخص في بيع العرايا بالتمر والرطب
وروى الثوري عن يحيى بن سعيد وعبيد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن زيد ابن ثابت إن النبي صلى ال عليه وسلم رخص في بيع العرايا أن تباع بخرصها ولم
يرخص في غيرها قال والعرايا التي تؤكل وروى مالك عن نافع عن بن عمر عن زيد بن ثابت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أرخص لصاحب العرية أن يبيعها
بخرصها فهذه الثار كلها قد أوضحت أن ذلك بيع فل معنى لما خالفها
قال أبو عمر في حديث يونس عن ابن شهاب عن خارجة عن ابيه ذكر بيعها بالرطب وهو ما اختلف فيه فقال قوم منهم أصحاب ابي حنيفة إلى أنه جائز بيعها بالرطب
خرصا كما يجوز بالتمر خرصا قال أبو عمر ذكر الرطب في هذا الحديث ليس بمحفوظ إل بهذا السناد وقد جعله بعض أهل العلم وهما وجعل القول به شذوذا ومن ذهب
إلى القول بحديث يونس هذا قال رواته كلهم ثقات فقهاء عدول واحتج أيضا بأن الرطب بالرطب أجوز في البيع من الرطب بالتمر وقال آخرون وهم الجمهور ل يجوز
بيعها بالرطب لن العلة حينئذ ترتفع وتذهب وأي ضرورة تدعو إلى بيع رطب برطب ل يعرف إن ذلك مثل بمثل وكيف يجوز ذلك وهو المزابنة المنهي عنها ولم تدع
ضرورة اليها والذين اجازوا بيعها بالرطب جعلوا الرخصة في العرية انها وردت في المقدار المستثنى رخصة لمن شاء ذلك من غير ضرورة إذا الضرورة لم تنص في
B314
TEXT
الحديث قالوا ومن لم يراع الضرورة لم يخالف الحديث إنما يخالف تأويل مخالفه ولهم في هذا اعتراضات ل وجه لذكرها قال أبو عمر ل أعلم أحدا قال يجوز أن يبيع
العرية بالرطب ال بعض أصحاب داود وأصحاب أبي حنيفة وال أعلم وكان أبو بكر البهري رحمه ال يقول معنى حديث يونس هذا أن يأخذ المعرى الرطب ويعطى
خرصها تمرا عند الجذاذ للمعرى وهذا يخرج على أصل مذهبه قال البهري ول أعلم أحدا تابع يونس على ما ذكره في حديثه عن ابن شهاب بالرطب
قال أبو عمر قد روى الوزاعي عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن زيد في هذا الحديث ذكر الرطب أيضا إن كان محفوظا عن الوزاعي حدثناه محمد بن عبد ال بن
حكم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد قال حدثنا الوزاعي قال حدثني ابن شهاب عن سالم عن
أبيه عن زيد بن ثابت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أرخص في بيع العرايا بالرطب لم يرخص في غير ذلك قال أبو عمر عبد الحميد كاتب الوزاعي ليس بالحافظ
المتقن ول ممن يحتج به وقد روى هذا الحديث بهذا السناد عن ابن شهاب سفيان بن عيينة فقال فيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أرخص في بيع العرايا لم يقل
بالرطب ول بالتمر وحديث نافع عن ابن عمر عن زيد يدل على ان ذلك بالتمر وال أعلم حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا
مسدد قال حدثنا يحيى القطان عن عبيد ال قال أخبرنا نافع عن ابن عمر أن زيد بن ثابت أخبره إن رسول ال صلى ال عليه وسلم رخص في العرايا أن تباع بخرصها
كيل واختلف العلماء في مقدار العرية بعد إجماعهم أنها ل تجوز في أكثر من خمسة أوسق فقال قوم مقدارها خمسة أوسق وقال آخرون مقدارها دون خمسة أوسق ولو
بأقل ما تبين من النقصان وحجة الطائفتين حديث أبي هريرة المذكور في هذا الباب من رواية مالك وغيره وقال آخرون ل تجوز العرية في أكثر من أربعة أوسق
واحتجوا بما رواه محمد بن إسحاق
عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع ) ( 1318بن حبان عن جابر بن عبد ال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رخص في العرايا في الوسق والوسقين والثلثة
والربعة ورواه حماد بن سلمة وغيره كذلك واحتجوا أيضا بما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ل صدقة في العرية قالوا وهذا يدل على أنها
فيما دون خمسة أوسق وممن اجازها في خمسة أوسق مالك وأكثر أصحابه وقد ذكرنا اختلف قول الشافعي في ذلك وقال إسماعيل بن إسحاق نكرهه ففي الخمسة أوسق
ول ننسخه فيها كما ننسخه فيما زاد عليها ول خلف عن مالك والشافعي ومن ابتعهما في جواز العرايا في أكثر من أربعة أوسق إذا كانت دون خمسة أوسق لحديث داود
بن الحصين المذكور في هذا الباب ولم يعرفوا حديث جابر في الربعة أوسق أو لم يثبت عندهم وال أعلم وكذلك حديث أبي سعيد الخدري ل يعرفه أصحابنا وهم يوجبون
الزكاة في الحوائط المحبسة على المساكين وفيما تصدق به عليهم على جهة الوقف وقال العراقيون العرية نفسها صدقة فل تجب فيها صدقة قلت أو كثرت على حديث
أبي سعيد الخدري هذا وقد اختلف قول مالك وقول أصحابه أيضا في زكاة العرية والمعروف في المذاهب ان زكاتها على المعرى إذا أعراها بعد بدو صلحها والقياس
الصحيح أنه ل شيء عليه فيها مع حديث أبي سعيد وبال التوفيق
#حديث رابع لداود مرسل من وجه متصل من وجه صحيح مالك عن داوود بن الحصين عن العرج ) إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يجمع بين الظهر
والعصر في سفره إلى تبوك العرج هذا هو عبد الرحمان بن هرمز العرج مولى ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب من خيار التابعين توفي سنة سبع عشرة ومائة
بالسكندرية يكنى أبا أيوب وهذا الحديث هكذا جماعة من أصحاب مالك مرسل إل أبا المصعب في غير الموطأ ومحمد بن المبارك الصوري ومحمد بن خالد بن عثمة
ومطرف والحنيني وإسماعيل بن داود المخراقي فإنهم قالوا عن مالك عن داود بن الحصين عن العرج عن أبي هريرة مسندا حدثنا خلف بن قاسم ابن سهل قال حدثنا
احمد بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرازي قال حدثنا علي بن سعيد ابن بشر الرازي حدثنا سليمان بن داود ابن أبي الغصن الرازي قال حدثنا إسماعيل بن داود
المخراقي حدثنا مالك بن أنس عن داود بن الحصين عن العرج عن أبي هريرة إن رسول ال صلى ال عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر في سفره إلى تبوك حدثنا
محمد حدثنا علي بن عمر حدثنا أبو بكر النقاش محمد بن الحسن المقرئ حدثنا أحمد بن يوسف بن عيسى حدثنا المروزي محمد بن غيلن حدثنا إسماعيل بن داود
المخراقي عن مالك بن أنس عن داود بن الحصين عن عبد الرحمان العرج عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان جمع بين الظهر والعصر في سفره
إلى تبوك وحدثناه عبد الرحمان بن
يحيى قال حدثنا الحسين بن الخضر قال حدثنا أحمد ابن شعيب قال حدثنا هلل بن بشر قال حدثنا محمد ) ( 1319بن خالد عن عثمة قال حدثنا مالك عن داود بن
الحصين عن العرج عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه كان يجمع بين الظهر والعصر في سفره إلى تبوك وحدثنا محمد حدثنا علي بن عمر حدثنا أبو
بكر الشافعي حدثنا محمد بن يونس حدثنا محمد بن خالد بن عثمة حدثنا مالك عن داود بن الحصين عن عبد الرحمان أبن هرمز العرج عن أبي هريرة ان رسول ال
صلى ال عليه وسلم كان يجمع بين الظهر العصر في سفره إلى تبوك وكذلك رواه الحنيني ) ( 1320عن مالك عن داود بن الحصين عن العرج عن أبي هريرة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يجمع بين الظهر والعصر في سفره إلى تبوك مسندا قال وأصحاب مالك جميعا على إرساله عن العرج وحدثنا خلف بن قاسم حدثنا
الحسن بن رشيق حدثنا محمد بن زريق بن جامع حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك عن داوود بن الحصين عن العرج قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يجمع بين
الظهر والعصر في سفره إلى تبوك هكذا حدثنا به في الموطأ أبو مصعب عنه مرسل وكذلك هو عنه في الموطأ مرسل وذكر أحمد ابن خالد ان يحيى بن يحيى روى هذا
الحديث عن مالك بن داود بن الحصين عن العرج عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يجمع بين الظهر والعصر في سفره إلى تبوك مسندا قال
وأصحاب مالك جميعا على إرساله
عن العرج في نسخة يحيى وروايته وقد يمكن ان يكون ابن وضاح طرح ابا هريرة من روايته عن يحيى لنه رأى ابن القاسم وغيره ممن انتهت اليه روايته عن مالك
في الموطأ أرسل الحديث فظن أن رواية يحيى غلط لم يتابع عليه فرمى أبا هريرة وأرسل الحديث فإن كان فعل هذا ففيه ما ل يخفى على ذي لب وقد كان له على يحيى
تسور في الموطأ في بعضه فيمكن أن يكون هذا من ذلك إن صح أن رواية يحيى لهذا الحديث على السناد والتصال وال فقول احمد وهم منه وما أدري كيف هذا إل أن
روايتنا لهذا الحديث في الموطأ عن يحيى مرسل قال كان يحيى قد أسنده كما ذكره أحمد بن خالد فقد تابعه محمد بن المبارك الصوري وأبو المصعب في غير الموطأ
والحنيني ومحمد بن خالد بن عثمة وإسماعيل بن داود المخراقي ومن ذكرنا معهم وقد تأملت رواية يحيى فيما أرسل من الحديث ووصل في الموطأ فرأيتها اشد موافقة
لرواية ابن المصعب في الموطأ كله من غيره وما رايت في رواية في الموطأ أكثر اتفاقا منها حدثني أحمد بن فتح قال حدثنا حمزة بن محمد الحافظ بمصر قال حدثنا
جعفر بن احمد بن محمد بن الصباح قال حدثنا أبو المصعب عن مالك عن داود بن الحصين عن العرج عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يجمع بين
الظهر والعصر في سفره إلى تبوك قال أبو الحسين علي بن عمر الدارقطني لم يسنده عن أبي المصعب غير جعفر بن صباح وهو في الموطأ عند أبي المصعب وغيره
مرسل
قال أبو عمر لم يذكر في هذا الحديث الجمع بين المغرب والعشاء وهو محفوظ عن النبي صلى ال عليه وسلم في سفره إلى تبوك يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب
والعشاء من حديث معاذ بن جبل وغيره عن النبي صلى ال عليه وسلم ورواه مالك وغيره عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ وسيأتي ذكر حديث مالك في باب أبي
الزبير من كتابنا هذا إن شاء ال وقال أحمد بن عمرو البزار وقد روى في الجمع بين الصلتين عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم من طريقين أحدهما زيد )
( 1321بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة والخر عن عبد الرحمان بن أبي الزناد عن أبيه عن العرج عن أبي هريرة قال وقد روى عن ابن عباس وابن
عمر ومعاذ بن جبل عن النبي صلى ال عليه وسلم وجوه يحتج بها قال ابو عمر في حديث معاذ بن جبل ذكر جمعه بين الصلتين في غزوة تبوك قرأت على سعيد بن
نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ بن
جبل أنه قال جمع رسول ال صلى ال عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من تبوك حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا عبيد
بن عبد الواحد قال حدثنا أبو صالح الفراء محبوب ابن موسى قال حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان عن أبي الزبير عن عامر بن واثلة عن معاذ بن جبل قال جمع
رسول ال صلى ال عليه وسلم بين
الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في غزوة تبوك وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا سفيان
الثوري عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل قال جمع رسول ال صلى ال عليه وسلم في عزوة تبوك بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء وحدثنا عبد
الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن محمد البرتي قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا علي ) ( 1322ابن مسهر عن أبي ليلى عن عطاء عن جابر قال جمع
رسول ال صلى ال عليه وسلم في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو
داود قال حدثنا يزيد ) ( 1323بن خالد بن يزيد بن عبد ال بن موهب الرملي قال حدثنا المفضل بن فضالة عن الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن أبي الزبير عن أبي
الطفيل عن معاذ بن جبل ان رسول ال صلى ال عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر وأن ارتحل قبل أن ترتفع
الشمس أخر الظهر حتى ينزل للعصر وفي المغرب والعشاء مثل ذلك إن غابت الشمس قبل ان يرتحل جمع بين المغرب والعشاء وإن ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخر
المغرب حتى ينزل العشاء ثم جمع بينهما قال أبو داود رواه ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن ابي الزبير على معنى حديث مالك
B314
TEXT
ورواه هشام بن عروة عن حسين ) ( 1324بن عبيد ال عن كريب ) ( 1325عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم نحو حديث المفضل وحدثنا عبد ال بن
محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا ابن قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن عامر بن واثلة عن معاذ بن جبل إن
النبي صلى ال عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذاارتحل قبل أن تزيغ الشمس فذكر مثل حديث المفضل بن فضالة سواء إلى آخره قال أبو عمر اختلف الفقهاء في كيفية
الجمع بين الصلتين في السفر في الحال التي للمسافر أن يجمع فيها بين الصلتين وقت ذلك وقد ذكرنا ذلك كله ووضحنا وجه الصواب فيه عندنا في باب أبي الزبير من
كتابنا هذا وبال توفيقنا
بسم ال الرحمن الرحيم وصلى ال على سيدنا محمد وآله وصحبه باب الراء ربيعة بن أبي عبد الرحمن المدني صاحب الرأي مدنى تابعي ثقة واسم أبي عبد الرحمن
فروخ مولى ربيعة بن عبد ال بن الهدير التيمي هذا هو الصحيح وقيل مولى التيميين ومولى آل المنكدر والصواب ما ذكرنا ويكنى ربيعة أبا عثمان وقيل أبو عبد الرحمن
والول أصح وكان احد ) أ ( فقهاء المدينة الثقات الذين عليهم مدار الفتوى كان أكثر أخذه عن القاسم بن محمد وقد ) ب ( أخذ عن سعيد بن المسيب وسائر فقهاء وقته
وأدرك أنس بن مالك وروى عنه
وكان يذكر مع جلة التابعين في الفتوى بالمدينة وكان مالك ) أ ( يفضله ويرفع به ويثنى عليه في الفقه والفضل على أنه ممن اعتزل حلقته لغراقه في الرأى وكان القاسم
بن محمد يثنى عليه أيضا ذكر ابن لهيعة عن أبي ) ب ( السود قال سمعت القاسم بن محمد يقول ما يسرني أن أمي ولدت لي أخا ممن ترون من أهل المدينة إل ربيعة
الرأى وذكر ابن سعد قال أخبرني مطرف بن عبد ال قال سمعت مالك بن أنس يقول ذهبت حلوة الفقه ) ج ( مذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن حدثنا عبد الوارث بن
سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد ) ( 1326بن شجاع
قال حدثنا ضمرة ) ( 1327عن رجاء ) ( 1328بن أبي سلمة عن ابن عون قال كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يجلس إلى القاسم ابن محمد فكان من ل يعرفه يظنه
صاحب المجلس يغلب على صاحب ) ( 1المجلس بالكلم قال وحدثنا مصعب قال كان عبد العزيز بن أبي سلمة يجلس إلى ربيعة فلما حضرت ربيعة الوفاة قال له عبد
العزيز يا أبا عثمان أنا قد تعلمنا منك وربما جاءنا من يستفتينا ) ب ( في
الشيء لم نسمع فيه شيئا فنرى أن رأينا له خير من رأيه لنفسه فنفتيه فقال ربيعة أجلسوني فجلس ثم قال ويحك يا عبد العزيز لن تموت جاهل خير لك من أن تقول في
شيء بغير علم ل ل ل ثلث مرات قال وحدثنا مصعب قال حدثنا الدراوردي قال إذا قال مالك وعليه أدركت أهل بلدنا وأهل العلم ببلدنا والمر المجتمع عليه عندنا فإنه
يريد ربيعة بن أبي عبد الرحمن وابن هرمز قال مصعب ومات ربيعة في سلطان بني هاشم قدم على أبي العباس السفاح وذكر أحمد ) ( 1329بن مروان المالكي عن
إبراهيم بن سهلوية عن ابن أبي أويس قال سمعت خالي مالك بن أنس يقول كانت أمي تلبسني الثياب وتعممني وأنا صبي وتوجهني إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن وتقول
يا بني أئت مجلس ربيعة فتعلم من سمته وأدبه قبل ان تتعلم من حديثه وفقهه
وذكر ابن القاسم عن مالك ان ابن هرمز قال في ربيعة أنه لفقيه في حكاية ذكرها وقال مالك وجدت ربيعة يوما يبكي فقيل له ما الذي أبكاك أمصيبة نزلت بك فقال ل
ولكن أبكاني أنه استفتى من ل علم له وقال لبعض من يفتى ها هنا أحق بالسجن من السارق قال أبو عمر هذه أخباره الحسان وقد ذمه جماعة من أهل الحديث لغراقه في
الرأي فرووا في ذلك أخبارا قد ذكرتها في غير هذا الموضع وكان سفيان بن عيينة والشافعي وأحمد بن حنبل ل يرضون عن رأيه لن كثيرا منه يوجد له بخلف السند
الصحيح لنه لم يتسع فيه فضحه فيه ابن شهاب وكان أبو الزناد معاديا له وكان أعلم منه وكان ربيعة أورع وال أعلم قال أبو عمر توفي ربيعة بن أبي عبد الرحمن
بالمدينة في سنة ست وثلثين ) أ ( ومائة في آخر خلفة أبي العباس السفاح وكان ثقة فقيها جليل
لمالك عنه من مرفوعات الموطأ اثنا عشر حديثا منها خمسة متصلة ومنها عن سليمان بن يسار واحد مرسل ومنها من بلغاته ) أ ( ستة أحاديث
#حديث أول لربيعة متصل مسند مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ليس بالطويل البائن ول
بالقصير ول بالبيض المهق ول بالدم ول بالجعد القطط ول بالسبط بعثه ال على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه ال على رأس
ستين سنة وليس في رأسه ولحيته ) أ ( عشرون شعرة بيضاء صلى ال عليه وسلم أما قوله في هذا الحديث ليس بالطويل البائن فالبائن هو البعيد الطول المشرف
المتفاوت والبون والبين البعد ومنه قول الشاعر %وما هاج هذا الشوق إل حمامة %مطوقة قد بان عنها قرينها % %أي بعد قرينها عنها
وقال زهير % %بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا %وقال جرير %بان الخليط ولو طووعت ما بانا % %وقال الخفش البائن هو ) أ ( الطويل الذي يضطرب من
طوله وهو عيب في الرجال والنساء يقول فلم يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم كذلك وأما قوله المهق فإن ابن وهب وغيره قالوا المهق البياض الشديد الذي ليس
بمشرق ول يخالطه شيء من الحمرة ) ب ( يخاله الناظر اليه برصا يقول فلم يكن كذلك صلى ال عليه وسلم وكذلك ) ج ( وصفه علي رضي ال عنه وهو احسن الناس
له صفة فقال كان أبيض مشربا بحمرة وقال بعض العراب %أما تبينت بها مهقة %تنبو بقلب الشيق العازم %وأما قوله ليس بالدم فإنه يقول ليس بأسمر والدمة
السمرة والقطط هو الشديد الجعودة مثل شعر الحبش والسبط المرسل الشعر الذي ليس في شعره شيء من التكسير يقول فهو جعد رجل كأنه دهره قد رجل شعره يعني
مشط
واما قوله بعثه ال على رأس أربعين سنة ) ( 1فأقام بمكة عشر سنين فمختلف في ذلك على ما نحن ذاكروه إن شاء ال وأما قوله بالمدينة عشر سنين فمجتمع عليه ل
خلف بين العلماء فيه وأما قوله وتوفاه ال على رأس ستين فمختلف فيه على حسب اختلفهم في مقامه بمكة فحديث ربيعة عن أنس على ما ترى أن س توفي وهو ابن
ستين ورواه عن ) ب ( ربيعة جماعة من الئمة منهم مالك وأنس بن عياض وعمارة بن غزية ويحيى بن سعيد النصاري والوزاعي وسعيد ) ( 1330بن أبي هلل
وسليمان بن بلل كلهم عن ربيعة عن أنس بمعنى حديث مالك سواء وقد ذكر البخاري حديث ربيعة هذا عن أنس ثم أتبعه فقال حدثني أحمد صاحب لنا قال حدثني أبو
غسان ) ( 1331
محمد بن عمرو الرازي زنيج قال حدثنا حكام ) ( 1332بن سلم قال حدثنا عثمان ) ( 1333بن زائدة عن الزبير بن عدي عن أنس ابن مالك قال توفي رسول ال
صلى ال عليه وسلم وهو ابن ثلث وستين سنة ) أ ( وأبو بكر وهو ابن ثلث وستين سنة ) ( 1وعمر وهو ابن ثلث وستين سنة ) أ ( ) ( 1قال البخاري وهذا عندي
أصح من حديث ربيعة قال أبو عمر إنما قال ذلك البخاري وال أعلم لن عائشة ومعاوية وابن عباس على اختلف عنه كلهم يقول ) ب ( إن رسول
ال صلى ال عليه وسلم توفي وهو ابن ثلث وستين ) ( 1ولم يختلف عن عائشة ومعاوية في ذلك رواه جرير عن معاوية وجاء عن أنس ما ذكر ربيعة عنه وذلك
مخالف لما ذكره هؤلء كلهم وروى الزبير بن عدى وهو ثقة عن أنس ) أ ( ما يوافق ما قالوا فقطع البخاري بذلك لن المنفرد أولى بإضافة الوهم اليه من الجماعة وأما
من طريق السناد فحديث ربيعة أحسن إسنادا في ظاهره إل أنه قد بان من باطنه ما يضعفه وذلك مخالفة أكثر الحفاظ له فإن لم يكن هذا وجه قول البخاري وإل فل أعلم
له وجها وقد تابع ربيعة على روايته عن أنس نافع ) ( 1334أبو غالب وروى عن أنس بن مالك قال بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم وله أربعون سنة ) ( 2
قال البخاري وأخبرنا محمد بن عمر القصبي قال أخبرنا عبد الرزاق قال حدثنا نافع أبو غالب أنه سمع أنس بن مالك يقول أقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بمكة عشرا
بعد ان بعث وذكره ابن أبي خيثمة قال حدثنا محمد بن عمر القصبي قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا نافع أبو غالب قال قلت لنس يا أبا حمزة كم كان لرسول ال صلى
ال عليه وسلم يوم قبض قال ستون سنة وقد روى ابن وهب عن قرة ) ( 1335بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن أنس ) ( 1قال نبىء رسول ال صلى ال عليه وسلم
وهو ابن أربعين سنة ومكث بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وتوفى وهو ابن ستين سنة ) ( 1وقد روى من حديث ابن عمر ان رسول ال صلى ال عليه وسلم
توفي وهو ابن اثنتين وستين سنة وأشهر وذكر إبراهيم بن المنذر عن سعد بن سعيد بن أبي سعيد عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة قال نبئ رسول ال صلى ال عليه
وسلم وهو ابن أربعين فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وتوفي وهو ابن ستين سنة قال أبو عمر وممن قال أن رسول ال بعث على رأس أربعين سنة قباث ) ( 1336
بن أشيم قال نبئ النبي صلى ال عليه وسلم على رأس أربعين من عام الفيل قال أبو عمر ل خلف أنه ولد صلى ال عليه وسلم بمكة عام الفيل إذ ساقه الحبشة إلى مكة
يغزون البيت وروى هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس قال بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن أربعين صلى ال عليه وسلم ) ( 1ورواه جماعة عن
هشام بن حسان وهو قول
عروة بن الزبير رواه عن عروة هشام بن عروة وعمرو بن دينار وكان عروة يقول أنه أقام بمكة عشرا وأنكر قول من قال أقام بها ثلث عشرة سنة وقوله كرواية ربيعة
سواء وكان الشعبي يقول بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم ونبئ صلى ال عليه وسلم الربعين ثم وكل به إسرافيل ثلث سنين قرن بنبوته فكان يعلمه الكلمة والشيء
ولم ينزل عليه القرآن على لسانه فلما مضت ثلث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة ) ( 1هذا كله قول الشعبي وكذلك قال محمد ) ( 1337
B314
TEXT
بن جبير بن مطعم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نبئ على رأس أربعين وهو قول عطاء الخراساني وممن قال أنه بعث على رأس ثلث وأربعين ابن عباس من
رواية هشام الدستوائي عن عكرمة عنه خلف ما رواه هشام ابن حسان وقاله أيضا سعيد بن المسيب أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا
احمد بن زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال أخبرنا هشام قال حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال أنزل على النبي صلى ال عليه وسلم =
وهو ابن ثلث وأربعين ) ( 1قال أحمد بن زهير وأخبرني أبي قال حدثنا جرير بن عبد الحميد قال أحمد بن زهير وحدثنا عبيد ال بن عمر قال حدثنا حماد بن زيد
جميعا عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال أنزل على النبي صلى ال عليه وسلم الوحي وهو ابن ثلث وأربعين سنة ) ( 1خالف القواريري عارم ) ( 1338
في هذا الخبر عن حماد بن زيد فقال فيه أنزل عليه وهو ابن أربعين سنة وأقام بمكة ثلث عشرة سنة
ورواه يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد مثل رواية القواريري وهو عبيد ال بن عمر عن حماد بن زيد وأخبرنا خلف بن قاسم قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن راشد
قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا ابن وهب قال حدثني قرة بن عبد الرحمن المعافري عن ابن شهاب وربيعة عن أنس قال نبئ النبي صلى ال
عليه وسلم وهو ابن أربعين فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا قال أبو عمر ل أعلم أحدا رواه عن ابن شهاب عن أنس غير قرة وال أعلم وأما مكثه بمكة صلى ال عليه
وسلم ففي قول أنس من رواية ربيعة وأبي غالب أنه مكث بمكة عشر سنين وكذلك روى أبو سلمة عن عائشة وابن عباس وهو قول عروة بن الزبير والشعبي وسعيد بن
المسيب على اختلف عنه ) أ ( وابن شهاب والحسن وعطاء الخراساني وكذلك روى ) ب ( هشام الدستوائي عن عكرمة عن ابن عباس حدثنا ) ج ( خلف بن قاسم قال
حدثنا أبو الميمون قال حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن ابن عباس وعائشة أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم مكث بمكة عشر سنين ينزل
عليه القرآن وبالمدينة عشرا وحدثنا خلف قال حدثنا أبو الميمون قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا أحمد بن شبويه ومحمد بن أبي عمر قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو
بن دينار قال قلت لعروة بن الزبير كم لبث النبي صلى ال عليه وسلم بمكة قال عشرا قلت فإن ابن عباس يقول بضع عشرة قال إنما أخذه من قول الشاعر وروى هشام
بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس أنه مكث بمكة بعد ما بعث النبي صلى ال عليه وسلم ثلث عشرة سنة وكذلك روى أبو حمزة وعمرو بن دينار عن ابن عباس وهو
قول أبي جعفر محمد بن علي وقال أبو قيس صرمة بن أبي أنس النصاري في أبيات يفخر بما من ال به عليه من صحبة النبي صلى ال عليه وسلم ونصرته له %ثوى
في قريش بضع عشرة حجة %يذكر لو يلقى صديقا مواتيا %في أبيات قد ذكرتها بتمامها ) ( 1في باب صرمة من كتاب الصحابة
وأما سنه في حين وفاته ففي حديث ربيعة وأبي غالب عن أنس أنه توفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن ستين ) ( 1وهو قول عروة بن الزبير وروى حميد عن
أنس قال توفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن خمس وستين ذكره أحمد بن زهير عن المثنى ) ( 1339بن معاذ عن بشر بن المفضل عن حميد وروى الحسن
عن دغفل النسابة وهو دغفل ) ( 1340بن حنظلة أن النبي صلى ال عليه وسلم قبض وهو ابن خمس وستين ولم يدرك دغفل النبي صلى ال عليه وسلم وقال البخاري
ول نعرف للحسن سماعا من دغفل
قال البخاري وروى عمار ) ( 1341بن أبي عمار عن ابن عباس قال توفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن خمس وستين ) ( 1سنة قال البخاري ول يتابع
عليه إل شيء رواه العلء ) ( 1342ابن صالح عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال صلى النبي صلى ال عليه وسلم ) أ ( بمكة عشر سنين وخمس سنين
وأشهرا ولم يوافق عليه العلء وهو شيء ل أصل له قال وروى عكرمة وأبو ظبيان وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعمرو بن دينار كلهم عن ابن عباس أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قبض وهو ابن ثلث وستين ) ( 1قال أبو عمر قد روى علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم توفي
وهو ابن خمس وستين ذكره أحمد بن زهير عن أحمد بن حنبل عن هشيم عن علي ابن زيد وإنما ذكرنا هذا وإن كان الصحيح عندنا غيره لقول البخاري أنه لم يتابع عليه
عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم عن ابن عباس والذي ذكره البخاري أنهم رووا عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم توفي وهو ابن ثلث وستين فكما
ذكر وقد روى أبو حمزة ومحمد بن سيرين أيضا عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم توفي وهو ابن ثلث وستين ولم يختلف عن عائشة ومعاوية أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم توفي وهو ابن ثلث وستين وأما حديث عمار بن أبي عمار فرواه سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن عمار مولى بني هاشم عن ابن عباس قال
بعث النبي صلى ال عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة فأقام بمكة خمس عشرة سنة وبالمدينة عشر سنين وقبض وهو ابن خمس وستين ) ( 2سنة ورواه شعبة عن يونس
عن عمار مولى بني هاشم قال سألت ابن عباس ابن كم توفي ) ( 3رسول ال
صلى ال عليه وسلم فقال إن هذا لشديد على مثلك ال تعلم مثل هذا في قومك توفي وهو ابن خمس وستين ورواه حماد ابن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس
مثله فالختلف على ابن عباس في هذا قوي لن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم وسعيد بن جبير من رواية العلء بن صالح عن المنهال عن سعيد ويوسف )
( 1343بن مهران كلهم اتفقوا عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين سنة وروى أبو سلمة وعكرمة ومحمد بن سيرين وأبو
حمزة وأبو حصين ) ( 1344ومقسم وأبو ظبيان وعمرو بن دينار
كلهم عن ابن عباس ان رسول ال صلى ال عليه وسلم توفي وهو ابن ثلث وستين وقد روى معاذ بن معاذ عن بشر بن المفضل عن حميد عن أنس قال توفي رسول ال
صلى ال عليه وسلم وهو ابن خمس وستين ذكره ابن أبي خيثمة عن ) أ ( المثنى بن معاذ هكذا وذكره المستملي عن معاذ ) ( 1345بن هشام عن أبيه عن قتادة عن
أنس مثله أن رسول ال صلى ال عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين ) ( 1والصحيح عندي حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن دغفل بن حنظلة
قال توفي النبي صلى ال عليه وسلم وهو ابن خمس وستين ) ( 2
حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا اسمعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة وإسحاق ) ( 1346بن إبراهيم بن حبيب قال إسحاق
أخبرني أبي ) ( 1347وقال إبراهيم بن حمزة حدثني محمد بن فليح كلهما عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال حدثني عروة عن عائشة قالت توفي رسول ال صلى
ال عليه وسلم وهو ابن ثلث وستين ) ( 1وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا اسماعيل ) ( 1348بن إبراهيم الترجماني قال حدثنا حسان ) ( 1349بن إبراهيم قال حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال
أخبرني عروني عن عائشة قالت توفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن ثلث وستين ) ( 1قال الزهري وأخبرني سعيد بن المسيب عن عائشة عن النبي صلى
ال عليه وسلم مثل ذلك
قال أبو عمر هذا أصح شيء جاء في هذا الباب إل أني أعجب من رواية هشام بن عروة وعمرو بن دينار عن عروة وقوله بخلف هذا الحديث على ما قدمنا عنه وما
أدري كيف هذا
وروى شعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن جرير بن عبد ال أنه سمع معاوية يقول قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن ثلث وستين قاله
أبو إسحاق وعامر بن سعد وعبد ال بن عتبة وسعيد ابن المسيب والشعبي وعليه أكثر الناس لنه يجتمع على هذا القول كل من قال تنبئ على رأس أربعين فأقام بمكة
ثلث عشرة سنة وكل من قال بعث على رأس ثلث وأربعين فأقام بمكة عشرا وهو الذي يسكن إليه القلب في وفاته وال أعلم ول خلف أنه ولد يوم الثنين بمكة في
ربيع الول عام الفيل وأن يوم الثنين أول يوم أوحى ال إليه فيه وأنه قدم المدينة في ربيع الول قال ابن إسحاق وهو ابن ثلث وخمسين سنة وأنه توفي يوم الثنين في
شهر ربيع الول سنة إحدى عشرة من الهجرة ص وروى كريب عن ابن عباس قال أوحى ال إلى النبي صلى ال عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة فأقام بمكة ثلث عشرة
سنة وبالدينة عشرا وتوفي وهو ابن ثلث وستين ) ( 1وذكر يعقوب بن شيبة قال حدثنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب
قال توفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن ثلث وستين سنة وأنزل عليه وهو ابن أربعين سنة وأقام بمكة ثلث عشرة سنة وبالمدينة عشرا
قال أبو عمر هذا ما في ذلك عندي وال أعلم وحدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا عبد الرحمن ) ( 1350ابن عمر ) أ ( أبو الميمون بدمشق قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا
أحمد بن صالح قال حدثنا عنبسة ) ( 1351بن خالد قال حدثنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت توفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن
ثلث وستين وصدق ذلك حديث علي بن الحسين أن رسول ال صلى ال عليه وسلم توفي وهو ابن ثلث وستين ) ب ( وأما شيبه صلى ال عليه وسلم فاكثر الثار على
نحو
حديث ربيعة عن أنس في تقليل شيبه عليه السلم وأن ذلك كان منه في عنفقته وقد روى أنه كان يخضب وليس بقوى والصحيح أنه لم يخضب ولم يبلغ من الشيب ما
يخضب له وسنذكر ذلك في باب حديث سعيد المقبري عن عبيد بن جريج عن ابن عمر من كتابنا هذا إن شاء ال وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ
B314
TEXT
قال حدثنا محمد ) ( 1352بن وضاح إملء قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا الوليد بن كثير عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال سألت أو سئل أنس هل خضب
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لم يدرك الخضاب ولكن خضب أبو بكر وعمر ) ( 1وقد أكثر الناس في صفته صلى ال عليه وسلم فمنهم المطول ومنهم المقتصد
ومن أراد الوقوف على ذلك تأمله في كتاب أحمد بن زهير وغيره
وأحسن الناس له صفة في اختصار علي بن أبي طالب حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا محمد بن سعيد
الصبهاني وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا يوسف بن عدي وزهير ) ( 1353ابن عباد وابن أبي شيبة قالوا حدثنا عيسى بن يونس
عن عمر بن عبد ال مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد من ولد علي قال كان ) ( 1علي إذا نعت النبي صلى ال عليه وسلم قال لم يكن بالطويل الممغط ) ( 2ول
بالقصير المتردد وكان ربعة من
القوم ولم يكن بالجعد ) ( 1القطط ) ( 2ول بالسبط ) ( 3كان جعدا رجل ) ( 4ولم يكن بالمطهم ) ( 5ول بالمكلثم ) ( 6وكان في الوجه تدوير أبيض مشرب حمرة
أدعج ) ( 7العينين أهدب الشفار جليل المشاس ) ( 8والكتد ) ( 9أجرد ذو مسربة ) ( 10شئن ) ( 11الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب ) ( 12
وإذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو
خاتم النبيئين أجود الناس كفا وأجرؤ الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس بذمة وألينهم عريكة ) ( 1وأكرمهم عشرة ) ( 2من رآه بديهة هابه ومن خالطه
معرفة أحبه يقول ناعته لم أر قبله ول بعده مثله صلى ال عليه وسلم قوله الممغط هو الطويل المديد وقال الخليل بن أحمد الفرس المطهم التام الخلق وقال أبو عبيد
المشاش رؤوس العظام وقال = الخليل الكثد ما بين الثبج ) ( 3إلى منتصف الكاهل من الظهر والمسربة شعرات ) أ ( تتصل من الصدر إلى السرة
#حديث ثان لربيعة متصل مسند مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن حنظلة ) ( 1354ابن قيس الزرقي عن رافع بن خديج أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
نهى عن كراء المزارع قال حنظلة فسألت رافع بن خديج بالذهب والورق قال أما الذهب والورق فل بأس قال أبو عمر اختلف الناس في كراء المزارع فذهبت فرقة إلى
أن ذلك ل يجوز بوجه من الوجوه ومالوا إلى ظاهر هذا الحديث وما كان مثله قالوا أنه قد روى عن رافع بن خديج من هذا الوجه وغيره خلف ما حكاه ربيعة عن حنظلة
عنه من تأويله
هذا وذكروا أن أحاديث رافع في ذلك مضطربة اللفاظ مختلفة المعاني واحتجوا بما حدثناه اسمعيل بن عبد الرحمن القرشي قال حدثنا محمد ) ( 1355بن العباس
الحلبي قال حدثنا أبو عوانة الحسين بن محمد الحراني بحران قال حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن مطر عن عطاء عن
جابر قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال من كانت له أرض فليزرعها أو ليزرعها ول يواجرها ) ( 1وحدثنا اسمعيل أيضا قال حدثنا محمد ابن العباس قال
حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد ال مكحول البيروتي ببيروت قال حدثنا أبو عمير ) ( 1356عيسى بن محمد بن النحاس قال حدثنا ضمرة عن ابن شوذب ) 1357
( عن مطر الوراق عن عطاء عن جابر مثله سواء مرفوعا
قالوا فهذا جابر يروي عن النبي صلى ال عليه وسلم النهي عن كراء الرض مطلقا ولم يختلف عن جابر في ذلك كما اختلف عن رافع وقد روى من حديث رفاعة عن
رافع قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كانت له أرض فليزرعها أو ليزرعها أخاه أو ليدعها وذكر من ذهب إلى هذا المذهب من حديث رافع ما رواه ابن شهاب
عن سالم أن ابن عمر كان يكرى أرضه حتى بلغه أن رافع بن خديج كان ينهى عن كراء الرض فترك ابن عمر كراء الرض ورواه جماعة عن ابن شهاب هكذا وكذلك
رواه جويرية وحده عن مالك عن ابن شهاب عن سالم أنه سأله عن كراء المزارع فقال سالم أخبر رافع بن خديج عبد ال بن عمر أن عميه وكانا شهدا بدرا أخبراه أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن كراء المزارع فترك عبد ال كراءها وكان يكريها قبل ذلك والذي في الموطأ مالك عن ابن شهاب أنه قال سألت سالم بن عبد ال
عن كراء الرض بالذهب والفضة فقال ل بأس بذلك قال فقلت أرأيت الحديث الذي يذكر عن رافع بن خديج فقال أكثر رافع بن خديج ولو كانت لي أرض أكريتها ) ( 1
هكذا هو في الموطأ لمالك عن أبي شهاب عن سالم قوله ورواه جويرية مرفوعا وقد روى نافع عن ابن عمر مثله
ولما كان سالم يذهب إلى إجازة كراء الرض بالذهب والورق ولم يحمل نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كراء المزراع على العموم اعترضه ابن شهاب بحديث
رافع والقول بظاهره فقال سالم أكثر رافع في حمله الحديث على ظاهره ومنعه من كرائها بالذهب والورق لن المعنى عند سالم وطائفة من العلماء كان في النهى عن
كرائها لوجوه سنذكرها مفسرة بعد هذا إن شاء ال منها أنه إنما نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كراء الرض لنهم كانوا يكرونها ببعض ما يخرج منها ) أ (
ومنها قول زيد بن ثابت أنه أعلم بذلك من رافع لن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتاه قوم قد تشاجروا وتقاتلوا في كراء المزارع وهذا كله يدل على أن ليس الحديث
على ظاهره ول عمومه وأنه لمعنى ما قدمنا ) ب ( قد اعتقده كل فريق فيه فلهذا قال سالم أكثر رافع يعني في حمل الحديث على ظاهره وال أعلم أي حجر ما قد وسعه
ال تعالى وتأول ما يضيق على الناس على أنه قد روى عن رافع إجازة كرائها بالذهب والورق وغير ذلك مما يأتي بعد إن شاء ال أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا احمد بن زهير قال حدثنا أبي قال حدثنا اسمعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان يكرى أرضه في عهد أبي بكر وعمر
وعثمان وصدرا من إمارة معاوية حتى إذا كان في آخرها بلغه أن رافعا يحدث في ذلك بنهى
رسول ال صلى ال عليه وسلم فأتاه وأنا معه فسأله فقال نعم نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كراء المزارع فتركها بن عمر بعد قالوا وهذا أيضا على الطلق
والعموم وما رواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عفير أن رافع بن خديج كان يقول منعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نكرى المحاقل والمحاقل
فضول يكون من الرض وما رواه عبد الكريم عن مجاهد عن ابن رافع بن خديج عن أبيه سمعه يقول نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن إجارة الرض ) ( 1وإلى
هذا ذهب طاوس اليماني فقال ل يجوز كراء الرض بالذهب ول بالورق ول بالعروض وبه قال أبو بكر الصم عبد الرحمن بن كيسان فقال ل يجوز كراء الرض بشيء
من الشياء قال لنها إذا استؤجرت وحرثها المستأجر وأصلحها لعله أن يحرق زرعه فيردها وقد زادت فانتفع رب الرض ولم ينتفع المستأجر فمن هناك لم يجز لحد أن
يستأجرها وال أعلم وقال آخرون جائز كراء الرض لمن شاء ولكنه ل يجوز كراؤها بشيء من الشياء إل بالذهب والورق وذكروا في إباحة
كراء الرض ما رواه عبد الرحمن بن إسحق عن أبي عبيدة ) ( 1358ابن محمد بن عمار بن ياسر عن الوليد ) ( 1359بن أبي الوليد عن عروة بن الزبير قال قال
زيد بن ثابت يغفر ال لرافع ابن خديج انا وال أعلم بالحديث منه أنما أتاه رجلن من النصار قد اقتتل فقال النبي صلى ال عليه وسلم هذا شأنكم فل تكروا المزارع
فسمع قوله ل تكروا المزارع ) ( 1ذكره أبو داود عن مسدد عن بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحق واحتجوا بحديث طارق ) ( 1360بن عبد الرحمن عن
سعيد بن المسيب عن رافع بن خديج عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال إنما يزرع ثلثة رجل له أرض فهو يزرعها ورجل منح
أرضا فهو يزرع ما منح ورجل اكترى بذهب أو فضة ) ( 1حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير وبكر بن حماد قال أحمد
حدثنا الفضل بن دكين وقال بكر حدثنا مسدد قال حدثنا أبو الحوص عن طارق بن عبد الرحمن فذكره وذكر أبو داود عن مسدد مثله قالوا فل يجوز أن يتعدى ما في هذا
الحديث لما فيه من البيان والتوقيف ولن رافعا بذلك كان يفتى أل ترى ما ذكره ربيعة عن حنظلة عنه وكان أحمد بن حنبل يقول أحاديث رافع في كراء الرض
مضطربة وأحسنها حديث حديث يعلى ) ( 1361بن حكيم عن سليمان ابن يسار عن رافع بن خديج
وقال آخرون جائز أن تكرى الرض بكل شيء من الشياء حاشا الطعام واحتجوا بما رواه يعلى بن حكيم عن سليمان بن يسار عن رافع بن خديج قال قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم من كانت له أرض فيلزرعها او ليزرعها أخاه ول يكريها بثلث ول ربع ول طعام مسمى ) ( 1ذكره أبو داود قال حدثنا عبيد ) ( 1362ال بن
عمر بن ميسرة قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا شعبة عن يعلى بن حكيم وذكره أيضا عن محمد بن عبيد عن حماد بن زيد عن أيوب قال كتب إلى يعلى بن حكيم
إني سمعت سليمان بن يسار فذكره ) أ ( وذكر مالك عن ابن شهاب أنه سأل سالم بن عبد ال عن كراء المزارع فقال ل بأس بها بالذهب والورق وإلى هذا ذهب مالك
وأكثر أصحابه على ما بينا عنهم وعن
غيرهم من العلماء في باب ) ( 1داود بن الحصين والحمد ل قالوا فقد حجر في هذا الحديث على كراء الرض بالطعام المعلوم وذكروا نهى رسول ال صلى ال عليه
وسلم عن المحاقلة وقد تألووا في ذلك أنها استكراء الرض بالحنطة وما كان في معناها وقد ذكرنا اختلف العلماء ) ( 2في معنى المحاقلة والمخابرة وكراء الرض في
باب داود من كتابنا هذا بما يغنى عن اعادته ها هنا وإنما ذكرنا ها هنا اختلف الثار في ذلك وجملة القاويل وبال التوفيق وقال آخرون جائز أن تكرى الرض بالذهب
والورق والطعام كله وسائر العروض إذا كان ذلك معلوما وكل ما جاز أن يكون ثمنا لشيء فجائز أن يكون أجرة في كراء الرض ما لم يكن مجهول ول غررا واحتجوا
بما روى الوزاعي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن حنظلة بن قيس النصاري قال سالت رافع بن خديج عن كراء الرض بالذهب والورق فقال ل بأس بذلك إنما كان
الناس على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم يواجرون بها على الماذيانات واقبال الجداول فيهلك هذا ويسلم هذا ويسلم هذا ويهلك هذا ولم يكن للناس كراء إل هذا
B314
TEXT
فلذلك زجر عنه صلى ال عليه وسلم فأما بشيء مضمون معلوم فل بأس به ) ( 3
قالوا ففي هذا الحديث إجازة كراء الرض بكل شيء معلوم وإنما النهي عن ذلك بأن ) أ ( يجهل البدل ذكره أبو داود عن إبراهيم ) ( 1363بن موسى عن عيسى بن
يونس عن الوزاعي قال أبو داود روى الليث عن ربيعة مثله قال ورواية يحيى بن سعيد عن حنظلة نحوه مثله قال أبو عمر روى الثوري وابن عيينة ويزيد بن هارون
وغيرهم عن يحيى بن سعيد النصاري قال أخبرني حنظلة بن قيس أنه سمع رافع بن خديج يقول كنا أكثر النصار وأكثر أهل ) ب ( المدينة حقل وكنا نقول للذي نخابره
ونكرى منه الرض لك هذه القطعة ولنا هذه فربما اخرجت هذه ولم تخرج هذه شيئا فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك فأما بذهب أو ورق فلم ينهنا دخل
حديث بعضهم في بعض قيل لبن عيينة أن مالكا يروى هذا الحديث عن ربيع فقال وما يريد بذلك وما
يرجو منه يحيى بن سعيد احفظ منه وقد حفظناه عنه ورواية الوزاعي عن ربيعة موافقة لرواية يحيى بن سعيد ورواية مالك مختصرة ففي هذا الحديث أن النهي إنما كان
مخرجه من أجل المخابرة وجهل الجارة وذلك أيضا بين فيما ذكر الحميدي عن ابن عيينة قال حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت عبد ال بن عمر يقول كنانخابر ول نرى
بذلك بأسا حتى زعم رافع بن خديج أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عنه فتركنا ذلك من أجل قوله ) ( 1فقد بان بهذا الحديث معنى ) ( 1حديث ابن شهاب عن
سالم عن ابيه الذي قدمنا ذكره وبان به أن ذلك من أجل المخابرة وهي كراء الرض ببعض ما يخرج منها ل خلف في ذلك وقد ذكرناه ومضى القول فيه من جهة اللغة
والثار بما فيه كفاية حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد ابن زيد عن عمرو بن دينار قال
سمعت ابن عمر يقول كنا ل نرى بالخبر بأسا حتى كان عام أول فزعم رافع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عنه ) ( 2قالوا والخبر ) ( 3المخابرة وهي كراء
الرض ببعض ما
تخرجه على سنة خيبر وذلك منسوخ وقد بان نسخه بهذا الحديث وما كان مثله واحتجوا أيضا أن حديث رافع بن خديج إنما معناه النهي عن المزارعة وهي كراء الرض
بالثلث والربع بما حدثنا ) أ ( عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد ابن إسمعيل الترمذي قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا الحكم
بن أبي عبد الرحمن بن أبي نعيم قال سمعت أبي يقول عن رافع بن خديج عن النبي صلى ال عليه وسلم انه نهى ) ( 1عن المزارعة وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم
بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبي قال حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن أسيد ) ( 1364بن ظهير قال أتانا رافع ابن خديج فقال ان رسول ال
صلى ال عليه وسلم ينهاكم عن الحقل ) ( 2
والحقل المزارعة بالثلث والربع وهو معنى حديث ثابت ) ( 1365بن الضحاك عن النبي صلى ال عليه وسلم انه نهى عن المزارعة وعللوا حديث جابر بأنه يحتمل ان
يكون على الندب وأن مطرا الوراق قد خالفه غيره فيه فرواه عن عطاء عن جابر بن عبد ال قال كان لرجال هنا فضول أرضين على عهد رسول ال صلى ال عليه
وسلم وكانوا يواجرونها على النصف والثلث فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كانت له أرض فليزرعها أو لمينحها أخاه فإن أبى فليمسك ) ( 1فقالوا فقد تبين بهذا
أن النهي إنما خرج عن المزارعة والمخابرة وذلك كراء الراض ببعض ما تخرجه وكذلك روى أبو الزبير عن جابر قال كنا ) ( 2في زمن النبي صلى ال عليه وسلم
نأخذ الرضين بالثلث والربع وبالماذيان ) ( 3فنهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك
قالوا وأما بالطعام المعلوم فل بأس بذلك كسائر العروض ولم يفرقوا بين كراء الرض وكراء الدار وإلى هذا ذهب الشافعي رحمه ال وقال آخرون أحاديث رافع في هذا
الباب ل يثبت منها شيء يوجب أن يكون حكما لختلف ألفاظها واضطرابها وكذلك حديث جابر قالوا وممكن أن يكون النهي عن ذلك على نحو ما رواه سعيد ابن
المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال كان الناس يكرون المرزاع بما يكون على السواقي وبما ينبته الماء حول البئر فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك حدثناه
أبو محمد عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هرون قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن عكرمة )
( 1366بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن
محمد ) ( 1367بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن سعيد بن المسيب عن سعد ) أ ( قال كنا ) ( 1نكرى الرض بما على السواقي فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم
عن ذلك وأمرنا أن نكريها بذهب أو ورق وهذا على نحو ما قاله يحيى بن سعيد عن حنظلة عن رافع في ذلك قوله لك هذه القطعة ولي هذه فربما اخرجت هذه وربما لم
تخرج هذه ومثله ما رواه الوزاعي عن ربيعة عن حنظلة عن رافع وذلك كله مجهول وغرر ول يجوز أخذ العوض على مثله في الشريعة للجهل به قالوا فاما بالثلث
والربع والجزء المعلوم فجائر لن ذلك معلوم سنة ماضية في قصة خيبر إذ أعطاها صلى ال عليه وسلم اليهود على نصف ما تخرج أرضها وثمرتها
وروى ابن المبارك قال أخبرنا عبيدال بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطى خيبر اليهود على أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ) 1
( ما خرج منها وروى أنس بن عياض ويحيى القطان عن عبيدال بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال عامل رسول ال صلى ال عليه وسلم خيبر بشطر ما يخرج منها
من زرع أو تمر ) ( 2ذكر ذلك كله البخاري وهو صحيح الثر وقد تقدم القول بذكر القائلين بهذه القاويل وبمعنى اختلفهم في ذلك في باب حديث داود بن الحصين من
كتابنا هذا وبال التوفيق
#حديث ثالث لربيعة بن أبي عبد الرحمن مسند صحيح ) أ ( مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة أم المؤمنين قالت كانت في بريرة ثلث
سنن وكانت احدى السنن الثلث أنها عتقت فخيرت في زوجها وقال النبي عليه السلم الولء لمن أعتق ودخل رسول ال صلى ال عليه وسلم والبرمة تفور بلحم فقرب
إليه خبز وأدم ) ( 1من أدم ) ب ( البيت فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ألم أر البرمة فيها لحم فقيل بلى يا رسول ال لحم تصدق به على بريرة وأنت ل تأكل
الصدقة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هو عليها صدقة وهو لنا هدية قال أبو عمر قد أكثر الناس في تشقيق معاني الحاديث المروية في قصة
بريرة وتفتيقها ) أ ( وتخريج وجوهها فلمحمد بن جرير ) ب ( في ذلك كتاب ولمحمد بن خزيمة في ذلك كتاب ولجماعة في ذلك أبواب أكثر ذلك ) ج ( تكلف واستنباط
واستخراج محتمل وتأويل ممكن ل يقطع بصحته ول يستغنى عن الستدلل عليه والذي قصدته عائشة رضي ال عنها في هذا لحديث هو عظم المر في قصة بريرة لن
ذلك أصول وأحكام وأركان من الحلل والحرام وأنا أورد في تلك المعاني من البيان ما يوقف الناظر على بلوغ المراد منها وبال التوفيق وقد تقصينا القول فيما توجبه
ألفاظ حديث ) د ( بريرة من الحكام والمعاني في باب حديث هشام بن عروة من هذا الكتاب والحمد ل وقد روى عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى
في بريرة بأربع قضايا وهو على نحو ما قلنا في حديث عائشة هذا وحديث ابن عباس حدثناه سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو
بكر ابن أبي شيبة وأخبرنا عبيد ال ) ه ( بن محمد ومحمد بن عبد الملك قال حدثنا عبد ال بن مسرور العسال قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن عبد ال بن
سنجر قال
حدثنا قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن ) أ ( عكرمة عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبدا أسود يسمى مغيثا فقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها بأربع
قضيات وذلك أن مواليها شروها واشترطوا الولء فقضى أن الولء لمن أعطى الثمن وخيرها وأمرها أن تعتد وتصدق عليها بصدقة فأهدت منها إلى عائشة فذكرت ذلك
للنبي صلى ال عليه وسلم فقال هو لها صدقة ولنا هدية فأما قول عائشة أن بريرة اعتقت فخيرت في زوجها فكانت سنة ولكن ) ب ( من ذلك سنة مجتمع عليها ومنها ما
اختلف فيه فأما المجتمع عليه الذي ل خلف بين العلماء فيه فهو أن المة إذا اعتقت تحت عبد قد كانت زوجت منه فإن لها الخيار في البقاء معه أو مفارقته فإن اختارت
المقام في عصمته لزمها ذلك ولم يكن لها فراقه بعد وإن اختارت مفارقته فذلك لها هذا ما ل خلف علمته ) ج ( فيه واختلف الفقهاء في وقت خيار المة إذا اعتقت فقال
أبو حنيفة وأصحابه وسائر العراقيين إذا علمت بالعتق وبان لها الخيار فخيارها على المجلس وقال الثوري وأبو حنيفة والوزاعي إذا جامعها وهي ل تعلم بالعتق فلها
الخيار لنها جومعت ول تعلم فإن علمت فجامعها ) د ( بعد العلم فل خيار لها
قال الثوري فإن ادعت الجهالة حلفت ثم يكون لها الخيار وقال مالك وأصحابه والشافعي ومن سلك سبيله والوزاعي لها الخيار ) أ ( ما لم يمسها زوجها قال الشافعي ل
أعلم في ذلك وقتا إل ما قالته حفصة رضي ال عنها قال أبو عمر روى عن حفصة ) ( 1368و عبد ال ابني عمر رضي ال عنهما أن للمة الخيار إذا اعتقت ما لم
يمسسها زوجها قال مالك فإن مسها زوجها فادعت أنها جهلت أن لها الخيار فإنها تتهم ول تصدق بما ادعت من الجهالة ول خيار لها بعد أن يمسها هذا قوله في الموطأ )
( 1وجملة قوله وقول أصحابه ل ينقطع خيارها إذا اعتقت حتى يطأها زوجها بعد علمها بعتقها أو توقف فتختار ول توقف بعد المسيس ول يمين عليها وإذا صحت
جهالتها بعتقها فل يضرها مسه لها وقال الشافعي إن اصابها زوجها فادعت الجهالة ففيها قولن
احدهما ل خيار لها والخر أن لها الخيار وتحلف وهو احب إلينا وقال الوزاعي إذا لم تعلم أن لها الخيار حتى غشيها زوجها ثم علمت فلها الخيار وهذا كقول مالك
وروى مالك ) ( 1عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن مولة لبني عدي يقال لها زبراء أخبرته أنها كانت تحت عبد وهي امة يومئذ فعتقت قالت فأرسلت إلى حفصة
زوج النبي صلى ال عليه وسلم فدعتني فقالت أني مخبرتك خبرا ول أحب ان تصنعي شيئا أن أمرك بيدك ما لم يمسك زوجك فإن مسك فليس لك من المر شيء قالت
B314
TEXT
فقلت هو الطلق ثم الطلق ثم الطلق ففارقته ثلثا وحدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقول في المة تكون تحت العبد فتعتق أن لها الخيار ما لم يمسها قال أبو
عمر ل أعلم لبن عمر وحفصة في ذلك مخالفا من الصحابة وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم في قصة بريرة ) ( 1369من حديث ابن عباس ما فيه دليل واضح
على ما ذهبنا إليه وروى سعيد بن منصور عن هشيم عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال لما خيرت بريرة رأيت زوجها يتبعها في سكك المدينة ودموعه تسيل على
لحيته فكلم الناس له رسول
ال صلى ال عليه وسلم ان يطلب اليها فقال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم زوجك وأبو ولدك فقالت أتأمرني يا رسول ال فقال إنما أنا شافع فقالت إن كنت شافعا فل
حاجة لي فيه واختارت نفسها وكان يقال له مغيث وكان عبدا لل المغيرة من بني مخزوم ) ( 1ففي هذا الحديث مرورها في السكك ) ( 2ومراجعتها النبي عليه السلم
ولم يبطل ذلك خيارها فبطل قول من قال إن خيارها إنما هو ) أ ( ما داما في مجلسهما واختلف الفقهاء أيضا في فرقة المعتقة إذا اختارت فراق زوجها فقال ماكل
والوزاعي والليث بن سعد هو طلق بائن قال مالك هي تطليقة بائنة إل أن تطلق نفسها ثلثا فإن طلقت نفسها ثلثا فذلك لها ولها أن تطلق نفسها ما شاءت من الطلق
فإن طلقت نفسها واحدة فهي بائنة قال أبو عمر حديث ابن شهاب عن عروة في قصة بريرة ) ب ( دليل على صحة ما قلنا وما ذهب إليه مالك في أن لها أن توقع من
الطلق ما
شاءت وقد قال قوم من العلماء أنها ل تطلق نفسها إل واحدةب بائنة وقد روى ذلك عن مالك وقال به بعض أصحابه والمشهور عنه وعن جملة أصحابه ما قدما من مذهبه
على حديث زبراء وهو أصل ل يدفع لنه لم يبلغنا أن أحدا من الصحابة أنكر عليها ذلك وقد كان كثير من الصحابة في حياة حفصة متوافرين وفي القياس من كان له أن
يوقع طلقة كان له أن يوقع ثلثا قال أبو عمر قد احتج بهذا الحديث ) أ ( من أصحابنا من اجاز لها أن توقع الثلث تطليقات في اختيارها نفسها وليس ذلك على أصل
مذهب مالك ) ب ( من وجهين احدهما أنه ل يجب لحد إيقاع الثلث مجتمعات والثاني أنه طلق معلق بعبد ل مدخل فيه للثلث لن الطلق منوط بأحوال الرجال ل
بالنساء وطلق العبد إنما هو تطليقتان وقد حكى أبو الفرج أن مالكا ل يجيز لها أن توقع إل واحدة فتكون بائنة أو تطليقتين فل تحل له إل بعد زوج وهو اصل مالك
وروى عن بعض العلماء انها طلقة رجعية قال الوزاعي لو اعتق زوجها في عدتها فإن بعض شيوخنا يقول هو أملك بها وبعضهم يقول هي بائنة
وقد روى ابن نافع عن مالك ان للعبد الرجعة ان اعتق قال ابن نافع ول أرى ذلك ول رجعة له وان اعتق وروى عيسى عن ابن القاسم في المة تعتق وهي حائض قال ل
تختار نفسها حتى تطهر قال وان اعتق زوجها قبل أن تطهر فل ارى ذلك يقطع خيارها لنه قد وجب لها الخيار وإنما منعها منه الحيض وقال ابن عبدوس ل خيار لها إذا
اعتق قبل أن تطهر وتختار نفسها قال ابو عمر ل معنى لقول من قال انها طلقة رجعية لن زوجها لو ملك رجعتها لم يكن لختيارها معنى وأي شيء كان يفيدها فرارها
عن زوجها ومفارقتها إياه بتطليقها نفسها وهو يملك رجعتها هذا ما ل معنى له لنها إنما اختارت نفسها لتخلصها من عصمته فلو ملك رجعتها لم تتخلص منه وإذا استحال
ذلك فمعلوم أن الطلق إذا وقع بائنا لم يكن رجعيا بعد وكيف يكون بائنا عند وقوعه وتكون لزوجها رجعتها أن اعتق هذا محال ومثله في الضعف قول ابن القاسم أن لها
الخيار وزوجها قد أعتق وكيف يكون ذلك والعلة الموجبة لها الختيار قد ارتفعت أل ترى أنها لو أعتقت تحت حر لم يكن لها عنده وعند جمهور أهل المدينة خيار فكذلك
إذا لم تختر نفسها حتى عتق فل خيار لها لن الرق قد زال وقال الثوري والحسن بن حي وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأصحابه ان اختارت المة المعتقة نفسها فهو
فسخ بغير طلق وهو قول أحمد بن حنبل وإسحق
وقال ابن أبي أويس سئل مالك عن الجارية نصفها حر ونصفها مملوك يخطبها العبد فتأبى أن تتزوجه فيسئلها سيدها ذلك فتطاوعه ثم تعتق بعد ذلك أترى لها الخيار قال
نعم اني لرى ذلك لها فقيل أنه لم ) أ ( يكن لها أن تأبى التزويج ول يكرهها سيدها على ذلك قال بلى قيل له فكيف يكون لها الخيار قال هي في حالها حال أمة وإنما ذلك
بمنزلة ما لو أن أمة ليس فيها عتق طلبت إلى سيدها أن يزوجها عبدا ففعل فزوجها فلها الخيار فقيل له إن هذه لو شاءت لم تفعل والخرى لم يكن لها أن تأبى وهذه قد
طاوعت ولم يكن ليجبرها على النكاح قال لكنها في حالها كلها في حدودها وكشف شعرها كالمة فما أرى إل أن يكون لها الخيار واختلفوا أيضا في المة تعتق تحت
الحر فقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه والحسن بن صالح لها الخيار حرا كان زوجها أو عبدا ومن حجتهم ان المة لم يكن لها في انكاحها رأى من أجل انها كانت أمة
فلما عتقت كان لها الخيار أل ترى إلى اجماعهم على أن المة يزوجها سيدها بغير اذنها من أجل اموتها فإذا كانت حرة كان لها الخيار قالوا وقد ورد عن النبي صلى ال
عليه وسلم في تخيير بريرة عند عتقها ما فيه كفاية ولم يقل لها أن خيارك إنما وجب لك من أجل أن زوجك عبد فواجب لها الخيار أبدا متى ما عتقت تحت حر وتحت عبد
على عموم الحديث
ورووا عن السود بن يزيد عن عائشة ان زوج بريرة كان حرا وعن سعيد بن المسيب مثله واحتجوا أيضا بما روى في بعض الثار في قصة بريرة أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال لها قد ملكت نفسك فاختاري قالوا فكل من ملكت نفسها اختارت وسواء كانت تحت حر أو عبد وادعوا ان قول من قال ان زوج بريرة كان حرا أولى
لن الرق ظاهر بزعمهم والحرية طارئة ومن أنبأ عن الباطن كان اولى وقال مالك وأهل المدينة والوزاعي والليث بن سعد والشافعي وابن أبي ليلى إذا اعتقت المة
تحت حر فل خيار لها وهو قول أحمد واسحق ومن حجتهم أنها لم يحدث لها حال ترتفع بها عن الحر فكأنهما لم يزال حرين ولما لم ينقص حال الزوج عن حالها ولم
يحدث به عيب لم يكن لها خيار وقد أجمع الفقهاء أن ل خيار لزوجة العنين إذا ذهبت العنة وكذلك زوال سائر العيوب تنفى الخيار وأما حجتهم بقول رسول ال صلى ال
عليه وسلم لبريرة قد ملكت نفسك فاختاري فإنه خطاب ورد فيمن كانت تحت عبد فأما من اعتقت تحت حر فل تملك بذلك نفسها لنه ليس هناك شيء يوجب ملكها لنفسها
وأما رواية السود بن يزيد عن عائشة أن زوج بريرة كان حرا فقد عارضه عن عائشة من هو مثله وفوقه وذلك القاسم بن محمد وعروة بن الزبير رويا عن عائشة أن
زوج بريرة كان
عبدا ) ( 1والقلب إلى رواية أثنين أشد سكونا منه إلى رواية واحد فكيف وقد روى عن ابن عباس وابن عمر ان زوج بريرة كان عبدا حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث
بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن عكرمة عن ابن
عباس أن زوج بريرة كان عبدا حين اعتقت ) ( 2وذكر ابن أبي شيبة عن عفان عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ان زوج بريرة كان عبدا يسمى مغيثا
وقال ابو بكر أيضا عن الحسين بن علي عن زائدة عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن زوج بريرة كان عبدا حدثني عبد الوارث بن
سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا إبراهيم ) ( 1370بن
طيفور قال حدثنا عبد ال ) ( 1371بن موسى عن أسامة ) ( 1372بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة أن زوج بريرة كان عبدا وذكر حديث ) ( 1عبد الرزاق
عن الثوري عن عبيد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال إذا اعتقت تحت حر فل خيار لها وفي تخيير رسول ال صلى ال عليه وسلم بريرة بعد أن بيعت من عائشة
دليل على أن بيع المة ليس بطلق لها وفي ذلك بطلن قول من قال بيع المة طلقها لن بيعها لو كان طلقا لم يخيرها
رسول صلى ال عليه وسلم في أن تبقى مع من طلقت عليه أو تطلق نفسها لنه محال ان تخير وهي مطلقة وهذا واضح يغني عن الكثار فيه وهذا القول يروى عن
بعض الصحابة وأكثر الفقهاء على خلفه بحديث بريرة هذا وال أعلم وقد وضحنا هذا المعنى في باب هشام ) ( 1بن عروة وأما قوله صلى ال عليه وسلم الولء لمن
اعتق ) ( 2فإنه يدخل في قوله من اعتق كل مالك نافذ أمره مستقر ملكه من الرجال والنساء البالغين ال أن النساء ليس لهن من الولء إل ما اعتقن أو الولء عتق ) أ (
من اعتق لن الولء للعصبات وليس لذوي الفروض مدخل في ميراث الولء إل أن يكونوا عصبة وليس النساء بعصبة روى ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن
الزهري أنه أخبره عن سالم ابن ابن عمر كان يورث موالي عمر دون بنات عمر وروى عن زيد بن ثابت معناه وعليه جماعة أهل العلم ول يستحق الولء من العصبات
إل القرب فالقرب ول يدخل بعيد على قريب وان قربت قراباتهم فأقرب العصبات البناء ثم بنوهم وان سفلوا ثم الب لنه الصق الناس به بعد ولده وولد ولده ثم الخوة
لنهم بنو الب ثم بنو الخوة وان سفلوا ثم الجد أب الب ثم العم لنه ابن الجد ثم بنو العم فعلى
هذا التنزيل ميراث الولء وعلى هذا المجرى يجرى ميراث الولء وما أحرز البناء والباء من الولء فهو لعصبتهم حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال تزوج زياد بن حذيفة بن سعيد بن سهم ام
وائل بنت معمر الجمحية فولدت ثلثة أولد فتوفيت أمهم فورثها بنوها رباعها ) ( 1وولء مواليها فخرج بهم عمرو بن العاص معه إلى الشام فماتوا في طاعون عمواس
فورثهم عمرو وكان عصبتهم ) أ ( فلما رجع عمرو جاءه بنو معمر يخاصمونه في ولء اختهم إلى عمر بن الخطاب فقال عمر أقضى بينكم بما سمعته من رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقول ما أحرز الولد أو الوالد ) ب ( فهو لعصبته من كان ) ( 2فقضى لنا وكتب بذلك كتابا فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وآخر
حتى إذا استخلف عبد الملك بن مروان توفي مولى لها وترك ألف دينار وبلغني أن ) ج ( ذلك القضاء قد غير فخاصموه إلى هشام
ابن إسمعيل فرفعه إلى عبد الملك بن مروان فأتيناه بكتاب عمر فقال إن كنت لرى أن هذا من القضاء الذي ل يشك فيه وما كنت أرى أمرا بالمدينة بلغ هذا أن يشكوا في
القضاء به فقضى لنا به فلم ننازع فيه بعد وهذا صحيح حسن غريب فقال يعقوب بن شيبة ما رأيت احدا من أصحابنا ممن ينظر في الحديث وينتقي الرجال يقول في
B314
TEXT
عمرو بن شعيب شيئا وحديثه عندهم صحيح وهو ثقة ثبت والحاديث التي انكروا من حديثه إنما هي لقوم ضعفاء زوروها ) أ ( عنه وما روى عنه الثقات فصحيح قال
وسمعت علي بن المديني يقول قد سمع أبوه شعيب من جده عبد ال بن عمرو قال علي وعمرو بن شعيب عندنا ثقة وكتابه صحيح وحسين المعلم ثقة عند جميعهم واما
اختلفهم في الولء للكبير ) ب ( فذكر اسمعيل بن إسحق قال حدثنا حجاج قال حدثنا هشام ) ج ( قال حدثنا المغيرة عن إبراهيم أن عليا وابن مسعود وزيدا كانوا يقولون
الولء للكبير قال وحدثنا حجاج قال حدثنا هشام عن الشعث عن الشعبي عن علي وابن مسعود وزيد مثل ذلك قال اسمعيل فاوجب هؤلء الولء للقرب فالقرب خاصة
ولم يجعلوه مشتركا على طريق الفرائض
قال وحدثنا حجاج قال حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن إبراهيم في أخوين ورثا مولى كان اعتقه أبوهما فمات أحد الخوين وترك ولدا قال كان شريح يقول من ملك شيئا
حياته فهو لورثته من بعده قال وكان علي وعبد ال وزيد يقولون الولء للكبير قال ابو عمر على قول علي وعبد ال وزيد جمهور فقهاء المصار وأكثر اهل العلم يقولون
ان الولء ل يجوز ) أ ( في الميراث إل لقرب الناس للمعتق يوم يموت الموروث المعتق وأنه ينتقل أبدا لهذه الحال قال اسمعيل حدثنا حجاج قال حدثنا حماد عن قتادة ان
شريحا قال في رجل ترك جده وابنه ومولى قال للجد السدس من الولء وما بقي فللبن قال قتادة وقال زيد الولء للبن كله قال ابو عمر وعليه الناس اليوم وقال اسمعيل
وحدثنا حجاج قال حدثنا حماد قال سألت إياس بن معاوية عن رجل ترك جده وابنه وموله فقال الولء للبن وقال كل إنسان له فريضة مسماة فليس له من الولء شيء
قال اسمعيل يعني إياس ل يكون له شيء من الولء في هذه الحال التي له فيها فريضة مسماة لنه لم يرث في هذا
الموضع من طريق العصبة وإن كان قد يكون عصبة في موضع آخر فيكون له الولء قال أبو عمر أجمع المسلمون على أن المسلم إذا اعتق عبده المسلم عن نفسه فإن
الولء له هذا ما ل خلف فيه واختلفوا فيمن اعتق عن غيره رقبة بغير اذن المعتق عنه ودون امره كذلك اختلفوا في النصراني يعتق عبده المسلم قبل أن يباع عليه وفي
ولء المعتق سائبة وفي ولء الذي يسلم على يد رجل فقالوا في ذلك كله أقاويل شتى منهم من قال ) أ ( أصله فيها اعتمادا على قوله صلى ال عليه وسلم إنما الولء )
( 1لمن اعتق ومنهم من نزع به رأيه وأداه اجتهاده إلى غير ذلك وأنا أبين أقوال الفقهاء فقهاء المصار في هذه المسائل واقتصر على ذكرهم في ذلك دون ذكر من قال
بقولهم من التابعين قبلهم والخالفين بعدهم على ما اعتمدنا عليه من اول تأليفنا هذا وقصدناه لئل نخرج عن شرطنا ذلك إذ كان مرادنا فيه الفرار من التخليط والكثار وبال
التوفيق فأما عتق الرجل عن غيره فإن مالكا واصحابه ال أشهب قالوا الولء للمعتق عنه وسواء أمر بذلك أو لم يأمر إذا كان
مسلما وإن كان نصرانيا فالولء لجماعة المسلمين وكذلك قال الليث بن سعد في ذلك كله وقال أبو عبيدالقاسم بن سلم من اعتق عن غيره فالولء للمعتق عنه كقول مالك
وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري ان قال اعتق عبدك عني على مال ذكره فالولء للمعتق عنه لنه بيع صحيح فإذا قال اعتق عبدك عني ) أ ( بغير مال فأعتقه فالولء
للمعتق لن المر لم يملك منه شيئا وهي هبة باطل لنها ل يصح فيها القبض وقال الشافعي ) ب ( إذا اعتقت عبدك عن رجل حي أو ميت بغير امره فولؤه لك وان
اعتقته عنه بامره بعوض أو بغير عوض فولؤه له دونك ويجزئه بمال وبغير مال وسواء قبله المعتق عنه بعد ذلك أو لم يقبله قال الشافعي ول يكون ولء لغير معتق أبدا
وكذلك قال أحمد وداود وقال الوزاعي فيمن اعتق عن غيره الولء لمن أعتق وأجمعوا ان الوكالة في العتق وغيره جائزة وأما أشهب فيجيز كفارة النسان عن غيره
بامره ول يجيزها بغير أمره في العتق وغير العتق وسنذكر ذلك في باب سهيل إن شاء ال فاما حجة مالك ومن ذهب مذهبه فمنها ما حدثناه أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن
وأحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا
قاسم بن اصبغ قال حدثنا محمد بن اسمعيل قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا يونس بن يزيد عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب ان رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال في حديث ذكره فيه طول ان نبي ال أيوب عليه السلم قال في بلئه ان ال ليعلم اني كنت أمر على الرجلين يتنازعان ويذكران ال فأرجع إلى بيتي
فأكفر عنهما كراهة ان يذكرا ال إل في حق ) ( 1قال ابو عمر هكذا روى هذا الحديث يونس عن عقيل عن ابن شهاب مرسل ورواه نافع بن يزيد عن عقيل عن ابن
شهاب ) أ ( عن انس عن النبي صلى ال عليه وسلم فوصله وفيه أن أيوب كان يكفر عن غيره بغير أمره ولو لم يجز عند أيوب لم يكفر عنه والكفارة قد تكون بالعتق
وغيره لنه لم يبلغنا أن شريعة أيوب كانت في كفارة اليمان على غير شريعتنا وإذا جاز العتق للنسان عن غيره في شريعة أيوب عليه السلم لم ينسخ ذلك في شريعتنا
ال بأمر بين فالواجب القتداء به لقول ال عز وجل !> أولئك الذين هدى ال فبهداهم اقتده <! وقال ابن القاسم من اعتق عن رجل بغير امره في كفارة أنه يجزئه
قال أبو عمر حجتهم في ذلك ما تقدم ) أ ( والقياس على أداء الدين عن غيره بغير اذنه أنه براءة صحيحة قال أبو عمر إذا صح هذا الصل صح الولء للمعتق عنه لنه
يستحيل ان تجزئ عنه الكفارة فيما قد وجب عليه والولء لغيره فإذا أجزأت عنه كفارة فالولء له وذكر القاسم بن خلف عن أبي بكر البهري أنه قال في مسئلة ابن القاسم
هذه القياس أن ل يجوز لنه غير جائز ان يفعل النسان عن غيره شيئا واجبا عليه ل يصح ال بنية منه بغير أمره كالحج والزكاة وكذلك الكفارات لنها افعال تعبد ) ب (
بها النسان وليس كذلك الدين لنه قد يزول عن النسان بغير أداء وهو أن يبرأ منه قال أبو عمر ومن حجة من لم يجز العتق عن غيره بغير امره قوله صلى ال عليه
وسلم الولء لمن اعتق هذا معناه عندهم ان الولء ل يكون إل لمعتق ز والمعتق عنه غير المعتق فبطل ذلك عندهم لن الولء ل ينتقل وهو لحمة كلحمة النسب ل يباع
ول يوهب وغير جائز في الحقيقة أن يضاف إلى النسان فعل لم يقصده ولم يعلم به فلهذا يستحيل أن يقال أنه وهبه له ثم اعتقه عنه من غير توكيل منه وأما إذا أمره أن
يعتق عبده عنه فاجابه المأمور
إلى ذلك ثم اعتق عنه من غير توكيل ) أ ( وإنما هي هبة مقبوضة ينفذ فيها التوكيل والتسليط والمال في ذلك وغير المال سواء لن الهبة والبيع في ذلك سواء وأما
النصراني يعتق عبده المسلم قبل أن يباع عليه فإن مالكا وأصحابه يقولون ليس له من ولئه شيء وولؤه لجماعة المسلمين ول يرجع إليه الولء أبدا وإن أسلم ول إلى
ورثته وان كانوا مسلمين وحجة من قال بهذا القول أن اسلم عبد النصراني يرفع ملكه عنه ويوجب اخراجه عن ) ب ( يده فلما كان ملكه يرتفع باسلمه لم يثبت الولء له
بعد عتقه وإذا لم يثبت له ثبت لجماعة المسلمين وإذا ثبت لهم الولء لم ينتقل عنهم لنه لحمة كلحمة النسب وسواء أسلم سيده بعد ذلك أو لم يسلم لن الولء قد ثبت
لجماعة المسلمين قالوا والدليل على ارتفاع ملك النصراني عن عبده المسلم عموم قول ال تعالى !> ولن يجعل ال للكافرين على المؤمنين سبيل <! وقوله تعالى !> وأنتم
العلون <! والحديث السلم ) ( 1يعلو ول يعلى عليه
وقال الشافعي والعراقيون وأصحابهم إذا أسلم عبدالنصراني فاعتقه قبل ان يباع عليه فولؤه له ولورثته من بعده فإن أسلم موله ثم مات المعتق ولم يكن له وارث بالنسب
ورثه معتقه وان لم يسلم لم يرثه لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يرث ) ( 1المسلم الكافر ول الكافر المسلم وحجتهم في أن الولء له عموم قول رسول ال صلى
ال عليه وسلم الولء لمن اعتق لم يخص مسلما من كافر ولو لم يكن له عليه ملك ما بيع عليه ودفع ثمنه إليه وقد قال صلى ال عليه وسلم الولء لحمة كلحمة النسب ل
يباع ول يوهب ) ( 2قال أبو عمر روى في هذا الباب حديث ليس بالقوي من جهة السناد ولكنه قد احتج به من ذهب هذا المذهب وهو ما حدثناه إبراهيم بن شاكر قال
حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال حدثنا محمد ابن ايوب الرقى قال حدثنا أحمد بن عمرو البزار قال
حدثنا إبراهيم ) ( 1373بن الجنيد قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن عروة بن غيلن الثقفي أخبره عن أبيه أن نافع بن السائب
كان لغيلن بن سلمة ففر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حاصر الطائف فاعتقه رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما أسلم غيلن رد رسول ال صلى ال عليه
وسلم ولء نافع إليه ) ( 1قال أبو عمر كان أهل الطائف حربيين يومئذ وما خرج عنهم من أموالهم إلى المسلمين كان للمسلمين وجائز أن يكون هذا قبل نهى رسول ال
صلى ال عليه وسلم ) ( 2عن بيع الولء وهبته ونهيه صلى ال عليه وسلم عن بيع الولء وهبته أقوى من هذا
وبال التوفيق ) أ ( وقال الشافعي في قوله صلى ال عليه وسلم ) ب ( إنما الولء لمن أعتق بيان أن الولء ل يكون إل لمعتق وهو يوجب أن يكون الولء لكل معتق كفارا
كان أو مسلما لنه قد جعله صلى ال عليه وسلم كالنسب فكما منع اختلف الديان من التوارث مع صحة النسب فكذلك منع اختلف الديان من التوارث مع صحة ) ج (
الولء وثبوته فإذا اتفقا على السلم توارثا وليس اختلف الديان مما يمنع من الولء ول يدفعه كما أن اختلف الديان ل يمنع النسب ولكنه يمنع التوارث كما تمنعه
العبودية والقتال عمدا قالوا فولء المسلم على الكافر ثابت وولء الكافر على المسلم ثابت ) د ( إذا اعتقه لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم الولء لمن اعتق قالوا ول
يزيل اسلم ) ه ( عبد النصراني ملكه عنه وإنما يمنع استقراره واستدامته ال ترى انه إذا بيع عليه ملك ثمنه ولو ارتفع ملكه عنه لم يبع عليه ول ملك المبدل منه ونظير
ذلك ملك الرجل لمن يعتق عليه يمنع من استدامة الرق ويعتق عليه بالملك فيكون له ولؤه وهذا ما ل خلف فيه ومالك وأصحابه يقولون في العبد إذا اشترى اشتراء
فاسدا فاعتقه المشترى ان العتق واقع والولء ثابت له وان كان ملكه غير تام ول مستقر
قال أبو عمر اما المسلم إذا اعتق عبده النصراني فل خلف بين العلماء أن له ولءه وانه يرثه إن أسلم إذا لم يكن له وارث من نسبه يحجبه فإن مات العبد وهو نصراني
فل خلف علمته أيضا بين الفقهاء أن ماله يوضع في بيت مال المسلمين ويجرى مجرى الفيء إل ما ذكره اشهب عن المخزومي فإنه قال عنه ان ميراثه لهل دينه قال
فإن أسلم النصراني ميراثه ) أ ( ولم يطلبوه ول طلبه منهم طالب ادخلناه بيت مال المسلمين معزول ول يكون فيئا حتى يرثه ال أو يأتي ) ب ( له طالب وهذا عندي ل
وجه له إل كون الكفار بعضهم أولياء بعض كما أن المسلمون بعضهم أولياء بعض والصحيح في ذلك ما قاله جمهور العلماء ) ج ( انه يوضع في بيت المال لن ولءه قد
B314
TEXT
ثبت للمسلمين ) د ( ولية نسب وهي أقعد من ولية الدين في وجه المواريث إل أن الشريعة منعت من التوارث بين المسلمين والكفار فكان هذا النصراني المعتق قد ترك
مال ل وارث له وله أصل في المسلمين عدم مستحقه بعينه فوجب أن يصرف في مصالح المسلمين ويوقف في بيت مالهم وال أعلم وأما الحربي يعتق مملوكه ثم
يخرجان مسلمين فإن أبا حنيفة وأصحابه قالوا للعبد أن يوالي من شاء ول يكون ولؤه للمعتق وكذلك عندهم كل كافر اعتق كافرا وقال الشافعي موله يرثه إذا أسلم
واستحسنه أبو يوسف وهو قياس قول
مالك في الذمي يعتق ذميا ثم يسلمان وقولهم جميعا وبال التوفيق وأما المعتق سائبة ) ( 1فإن ) أ ( ابن وهب روى عن مالك قال ل يعتق أحد سائبة لن رسول ال صلى
ال عليه وسلم نهى عن بيع الولء وعن هبته وهذا عند كل من مذهب مذهب مالك إنما هو على كراهية السائبة ل غير لن كل من اعتق عندهم سائبة نفذ عتقه وكان
ولؤه لجماعة المسلمين هكذا روى ابن القاسم وابن عبد الحكم وأشهب وغيرهم عن مالك وكذلك ذكر ابن وهب عن مالك في موطئه وهو المشهور من مذهبه عند
أصحابه وقد يحتمل ان يكون قول مالك ل يعتق أحد سائبة رجوعا عن قوله المعروف وال أعلم ولكن أصحابه على المشهور من قوله قال مالك في موطئه وأحسن ما
سمعت في السائبة انه ل يوالي أحدا وان ولءه لجماعة المسلمين وعقله عليهم ) ( 2وهذا يدلك ) ب ( على تجويزه لعتق السائبة وقال ابن القاسم وابن وهب عن مالك انا
أكره عتق السائبة وأنهى عنه فإن وقع نفذ وكان ميراثه لجماعة المسلمين وعقله عليهم
وقال ابن نافع ل سائبة اليوم في السلم ومن اعتق سائبة فإن ) أ ( ولءه له وقال اصبغ ل بأس بعتق السائبة ابتداء قال ابو عمر اصبغ ذهب في هذا إلى المشهور من
مذهب مالك وله احتج اسمعيل بن اسحق القاضي واياه تقلد ومن حجته في ذلك ان عتق السائبة مستفيض بالمدينة ل ينكره عالم وان عبد ال بن عمر وغيره من السلف
اعتقوا السائبة ) ب ( وان عمر بن الخطاب قال السائبة والصدقة ليومهما أي ل يتصرف في شيء منهما وروى سليمان التيمي عن بكر المزني ان ابن عمر اتى بمال
مولى اعتقه سائبة فمات فقال انا كنا اعتقناه سائبة فامر أن يشتري به رقاب فتعتق وروى سليمان التيمي عن أبي عثمان ) ( 1374النهدي قال قال عمر بن الخطاب
السائبة والصدقة ليومهما
وروى ابن عيينة عن العمش ولم يسمعه منه قال سمعت إبراهيم يقول اتى عبد ال رجل بمال فقال خذ هذا فقال ما هو قال مال رجل اعتقته سائبة فمات وترك هذا قال
فهو لك قال ليس لي فيه حاجة قال وطرحه عبد ال في بيت المال قال أبو عمر وهذا ان صح لم يكن فيه حجة لن ابن مسعود قال هو لك ولم يقل لجماعة المسلمين وإنما
جعله في بيت المال ) أ ( لن ذلك حكم كل مال يدفعه ربه عن نفسه إلى غير مالك معين وكذلك فعل عمر ابن الخطاب في طارق ) ( 1375بن المرقع ذكره وكيع عن
بسطام ) ( 1376بن مسلم عن عطاء بن أبي رباح ان طارق بن المرقع اعتق عبدا له فمات وترك مال فأعرض على طارق فأبى فقال إنما جعلته ل ولست آخذ ميراثه
فكتب فيه إلى عمر فكتب عمر ) ب ( أن أعرضوا على طارق الميراث فإن قبله وإل فاشتروا به رقيقا
فاعتقوهم فبلغ خمس عشرة أو ست عشرة رأسا وأما أهل المدينة فأكثرهم على أن السائبة ميراثه لجماعة المسلمين ) أ ( وممن روى هذا عنه ) ب ( منهم ابن شهاب
وربيعة وأبو الزناد وهو قول عمر بن عبد العزيز وأبي العالية وعطاء وعمرو بن دينار وقال سفيان الثوري في قول عمر السائبة ليومها قال يعني يوم القيامة ل يرجع
في شيء منها إلى يوم القيامة وذكر ابن وهب عن أسامة بن زيد عن نافع ان ابن عمر كان إذا اعتق سائبة لم يرثه ول يختلف في أن سالما ) ( 1377مولى أبي حذيفة
اعتقته مولته ليلى أو لبنى ) ج ( بنت يعار وكانت تحت أبي حذيفة ابن عتبة بن ربيعة فاعتقته سائبة ولم يقل أحد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن ذلك ) د (
ثم مات وترك ابنته فاعطاها عمر بن الخطاب نصف ماله وجعل النصف في بيت المال والذي لم يختلف فيه من أمر سالم مولى أبي حذيفة أنه أعتق سائبة ) ه ( ول
خلف أنه قتل يوم اليمامة وإنما
نسب القضاء فيه إلى عمر لنه كان بأمر أبي بكر وكان عمر القاضي لبي بكر وقد روى ان عمر جعل ميراثه لبنته لما امتنع مواليه من قبول ميراثه إذ كان سائبة
وروى انها اعتقته سائبة فوالى أبا حذيفة وقال الشعبي ترك سالم مولى ابي حذيفة ابنته ومولته ليلى بنت يعار امراة أبي حذيفة بن عتبة فورث أبو بكر البنت الصنف
وعرض الباقي على مولته فقالت ل أرجع في شيء من أمر سالم إني جعلته ل فجعل أبو بكر رضي ال عنه النصف الباقي في سبيل ال وهذا أولى من رواية من روى
أن عمر حكم بذلك إل بما وجهنا من أمر أبي بكر له بذلك وال أعلم وروى عن عمر وابن مسعود أنهما قال يعرض مال المعتق سائبة على الذي اعتقه فإن تحرج عنه
اشترى به رقاب واعتقوا وعن أبي عمرو ) ( 1378الشيباني عن ابن مسعود قال يضع السائبة ماله حيث شاء وقال أبو العالية والزهري ومكحول ومالك بن أنس ل
ولء عليه ويرثه المسلمون وقال مالك رحمه ال السائبة ل يوالي أحدا وولؤه لجماعة المسلمين وحجته في أنه ل يوالي احدا قوله صلى ال عليه وسلم
الولء لمن اعتق ومعلوم أن من توله السائبة لم يعتقه فكيف يكون له ولؤه وقال ابن شهاب والوزاعي والليث بن سعد له أن يوالي من شاء فإن مات ولم يوال أحدا كان
ولؤه لجماعة المسلمين ومن حجتهم في ذلك قول عمر رحمه ال لك ولؤه في المنبوذ قالوا فقام الصغير مقامه لنفسه لو ميز موضع الختيار لها والدفع عنها فجاز بذلك
للكبير أن يوالي من شاء إذا لم يكن له عليه ولء وهؤلء كلهم يجيزون عتق السائبة ويجعلون الولء للمسلمين وحجتهم ما ذكرناه من عمل أهل المدينة قرنا بعد قرن في
زعم المحتج بذلك ولنه في معنى من اعتق عن غيره فيكون الولء له ومن اعتق عبده ) أ ( سائبة فقد اعتقه عن جماعة المسلمين فلذلك صار الولء لهم قالوا وإنما يكون
الولء لمن اعتق إذا عن نفسه فهذا ما احتج به اسمعيل وغيره في عتق السائبة وقال أبو حنيفة والشافعي وأصحابهما من اعتق سائبة فولؤه له وهو يرثه دون الناس وهو
قول الشافعي وعطاء والحسن وابن سيرين وضمرة بن حبيب وراشد بن سعد وبه يقول محمد بن عبد ال بن عبد الحكم وحجتهم في ذلك قول رسول ال صلى ال عليه
وسلم إنما الولء لمن اعتق فنفى بذلك أن يكون الولء لغير معتق ونهى عليه السلم عن بيع الولء وهبته
واحتجوا أيضا بقول ال عز وجل !> ما جعل ال من بحيرة ول سائبة ول وصيلة ول حام <! والحديث ل سائبة في السلم وبما رواه أبو قيس عن هذيل بن شرحبيل
قال قال رجل لعبد ال بن مسعود إني اعتقت غلما لي سائبة فمات وترك مال فقال عبد ال أن أهل السلم ) ( 1ل يسيبون إنما كانت تسيب الجاهلية انت وارثه وولى
نعمته وقد روى ابن جريج عن عطاء ان طارق بن المرقع كان أميرا على مكة فاعتق سوائب فماتوا ) أ ( فجاءوا بالميراث إلى عمر فقال اعطوه ورثته فأبى الورثة أن
يقبلوه فاشتروا به رقابا فاعتقوهم قال أبو عمر روى شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا عمرو الشيباني قال سمعت عبد ال بن مسعود يقول السائبة يضع ماله حيث
شاء وهذا معناه ان المعتق له سائبة لم يكن حيا ول عصبته ومن كانت هذه حاله فمذهب ابن مسعود فيه وفي كل من ل وارث له انه يضع ماله حيث شاء وأجاز له ان
يوصي
بماله لمن شاء وهو قول مسروق وعبيدة والشعبي وأكثر أهل العراق وأما الذي يسلم على يد رجل أو يواليه فإن مالكا وأصحابه وعبد ال بن شبرمة والثوري والوزاعي
والشافعي وأصحابه قالوا ل ميراث للذي اسلم على يديه ول ولء له بحال وميراث ذلك المسلم إذا لم يدع وارثا لجماعة المسلمين وهو قول أحمد وداود ول ولء إل
للمعتق وحجتهم في ذلك قول رسول ال صلى ال عليه وسلم الولء لمن أعتق قالوا وهذا غير معتق فكيف يكون لهؤلء من أسلم على يديه ومن حجتهم أيضا ان الميراث
بالمعاقدة منسوخ فبطل بذلك أن يوالي أحد أحدا لن الولء نسب قال اشهب عن مالك جاء رجل من أهل مصر ذكر ان في يده ألف دينار من مال رجل هلك وقد اسلم على
يديه فقيل له ليس لك هذا فل اراه ال ردها قال أشهب الرجل الذي جاء هو موسى ) ( 1379بن علي بن رباح وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن إذا أسلم كافر على يد
رجل مسلم بأرض العدو أو بأرض المسلمين فميراثه للذي أسم على يديه
وقال يحيى بن سعيد النصاري إذا كان من أرض العدو فجاء فأسلم على يدي رجل فإن ولءه لمن واله ومن أسلم من أهل الذمة على يدي رجل مسلم فولؤه للمسلمين
عامة وقال أبو حنيفة وأصحابه من أسلم على يدي رجل وواله وعاقده ثم مات ول وارث غيره فميراثه له وقال الليث بن سعد من أسلم على يدي رجل فقد واله وميراثه
للذي أسلم على يديه إذا لم يدع وارثا غيره وحجة من قال بهذا القول ما حدثناه عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد
قال حدثنا عبد ال ) ( 1380بن داود عن عبد العزيز ) ( 1381بن عمر بن عبد العزيز عن
عبد ال ) ( 1382بن موهب عن تميم الداري ) ( 1383قال سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن المشرك يسلم على يدي الرجل المسلم فقال هو احق الناس
وأولى الناس بمحياه ) ( 1ومماته قال عبد العزيز
فحدث به ابن موهب عمر بن عبد العزيز فشهدته قضى بذلك في رجل أسلم على يدي رجل مسلم فمات ) أ ( وترك مال وابنة فقسم ماله بينه وبين ابنته فأعطى البن
النصف وأعطى الذي أسلم على يديه النصف وذكر عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قضى عمر بن الخطاب في رجل وإلى قوما فجعل ميراثه لهم وعقله عليهم
قال معمر وقال الزهري إذا لم يوال أحدا ورثه المسلمون قال ابو عمر في هذه المسألة أقوال أحدهما ما قدمنا عن مالك والشافعي ومن تابعهما أنه ل يكون ولؤه ولء
ميراث لمن أسلم على يديه وسواء واله أو لم يواله وقول آخر إذا أسلم على يديه ورثه وإن لم يواله روى ذلك عن عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وبه قال الليث
بن سعد
B314
TEXT
جعل اسلمه على يديه موالة ومن حجة من ذهب إلى هذا حديث تميم الداري المذكور وما رواه حماد بن سلمة عن جعفر ) ( 1384بن الزبير عن القاسم ) ( 1385
ابن عبد الرحمن عن أبي امامة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من أسلم على يدي رجل فله ولؤه ) ( 1
وذكر سعيد بن منصور عن عيسى بن يونس ) أ ( عن الحوص ) ( 1386بن حكيم عن راشد ) ( 1387بن سعد قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أسلم
على يديه رجل فهو موله وهي آثار ليست بالقوية ومراسيل وقالت طائفة إذا والى رجل رجل ) ب ( وعاقده فهو يعقل عنه ويرثه إذا لم يخلف ذا رحم وروى عن عمر
وعثمان وعلي وابن مسعود أنهم اجازوا الموالة وورثوا بها وعن عطاء والزهري ومكحول نحوه وقالت طائفة أن عقل عنه ورثه وان لم يعقل عنه لم يرثه
روى عن سعيد بن المسيب ايما رجل اسلم على يدي رجل فعقل عنه ورثه وان لم يعقل عنه لم يرثه وقال ابو حنيفة وأصحابه إذا واله على أن يعقل عنه ويرثه عقل عنه
وورثه إذا لم يخلف وارثا معروفا قالوا وله أن ينقل ولءه عنه ما لم يعقل عنه ) أ ( أو عن أحد من صغار ولده وللموالي أن يبرأ من ولئه بحضرته ما لم يعقل عنه قالوا
وان اسلم على يدي رجل ولم يواله لم يرثه ولم يعقل عنه وهو قول الحكم وحماد وإبراهيم وهذا كله فيمن ل تعرف له عصبة ول ذو رحم يرث بها واما قوله في الحديث
ألم أر برمة فيها لحم فقيل بلى يا رسول ال ولكن ذلك لحم تصدق به على بريرة وأنت ل تأكل الصدقة فقال صلى ال عليه وسلم هو عليها صدقة وهو لنا هدية ففيه اباحة
أكل اللحم وهو يرد قول من كرهه من الصوفية والعباد ويبين معنى قول عمر اياكم واللحم فإن له ضراوة كضراوة الخمر ) ( 1وقد روى عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم أنه قال سيد أدام الدنيا والخرة اللحم ) ( 2وسيأتي من هذا المعنى ذكر عند قوله صلى ال عليه وسلم نكب عن ذات الدر ) ( 3في موضعه من هذا الكتاب إن شاء
ال ذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا مسلم بن إبراهيم
قال حدثنا بكار بن عبد العزيز بن بريد الكندي قال حدثنا غالب ) ( 1388القطان قال كان للحسن ) أ ( كل يوم لحم بنصف درهم وما وجدت مرقة قط ) ب ( أطيب
ريحا من مرقة الحسن قال ) ج ( وحدثنا عائذ قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال ما وجدت مرقة أطيب ريحا من مرقة الحسن قال وحدثنا عبد الصمد ) ( 1389قال
حدثنا أبو هلل ) ( 1390قال ما دخلنا على الحسن قط إل وقدره تفور بلحم طيبة الريح
قال ودخلت يوما على محمد وهوي يأكل متكئا من سمك صغار وفي هذا الحديث أيضا أن الصدقة كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ياكلها وكان يأكل الهدية وأجمع
العلماء ان الصدقة كانت ل تحل له على لسانه صلى ال عليه وسلم ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال الصدقة ل تحل لمحمد وللل ) ( 1محمد وأنه كان يأكل الهدية
ول يأكل الصدقة ) ه ( حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا أبو طالب محمد بن زكريا المقدسي قال حدثنا عبيد بن الغازي أبو ذهل قال حدثنا أبو عاصم النبيل قال حدثنا محمد
بن عبد الرحمن عن ابن ) أ ( أبي مليكة عن ابن عباس عن عائشة قالت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل الهدية وكان ل يقبل الصدقة وقال طائفة من أهل العلم
إن صدقة التطوع كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يتنزه عنها ولم تكن عليه محرمة وقال آخرون وهم أكثر أهل العلم كل صدقة فداخلة تحت قوله صلى ال عليه وسلم
ان الصدقة ل تحل لنا واستدلوا بأنه كان عليه السلم ل يأكل صدقة التطوع وقالوا في اللحم الذي
تصدق به على بريرة انه كان من صدقات التطوع لن المعروف في الصدقات المفروضات انها ل تفرق لحما وإنما تفرق لحما لحوم الضحية والعقيقة وغير ذلك من
التطوع قال أبو عمر اما تحريم الصدقة المفترضة عليه وعلى أهله فأشهر عند أهل العلم من أن يحتاج فيها ) أ ( إلى اكثار ونحن نذكر ها هنا من ذلك ما فيه كفاية ان
شاء ال وذكرر عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه انه سمع ابا هريرة يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اني لدخل بيتي فاجد التمرة ملقاة على فراشي فلول
اني أخشى ان تكون من الصدقة لكلتها ) ( 1وروى حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس ان النبي صلى ال عليه وسلم كان يمر بالتمرة فما يمنعه من أخذها إل مخافة ان
تكون صدقة ) ( 2حدثنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو بكر بن أبي العوام قال حدثنا
ابو عاصم النبيل قال حدثنا ثابت ) ( 1391بن عمارة عن ربيعة ) ( 1392بن شيبان قال قلت للحسن بن علي هل حفظت من رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا قال
نعم دخلت غرفة الصدقة فأخذت تمرة من تمر الصدقة فالقيتها في فمي فقال النبي صلى ال عليه وسلم انزعها فإن الصدقة ل تحل لمحمد ول لهله ) ( 1
روى شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة ان النبي صلى ال عليه وسلم اتى بتمر من تمر الصدقة فتناول الحسن ) أ ( ابن علي منها تمرة فلكها فقال له النبي صلى
ال عليه وسلم كخ انه ل تحل لنا الصدقة ) ( 1قال ابو عمر اما الصدقة المفروضة فل تحل للنبي عليه السلم ول لبني هاشم ول لمواليهم ل خلف بين علماء المسلمين
في ذلك ال ان بعض أهل العلم قال ان موالي بني هاشم ل يحرم ) ب ( عليهم شيء من الصدقات وهذا خلف الثابت عن النبي صلى ال عليه وسلم حدثنا محمد بن
إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا عمرو ابن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا شعبة قال حدثنا الحكم ) ( 2عن ابن أبي رافع )
( 1393
عن أبيه ) ( 1394ان رسول ال صلى ال عليه وسلم استعمل رجل من بني مخزوم على الصدقة فأراد أبو رافع أن يتبعه فقال النبي صلى ال عليه وسلم ان الصدقة ل
تحل لنا وان مولى القوم منهم ) ( 1وأبو رافع مولى النبي صلى ال عليه وسلم واسمه اسلم وقيل إبراهيم وقيل غر ذلك على ما قد ذكرنا في كتاب الصحابة واختلف
العلماء أيضا في جواز صدقة التطوع لبني هاشم والذي عليه جمهور أهل العلم وهو الصحيح عندنا ان صدقة التطوع ل بأس بها لبني هاشم ومواليهم ومما يدلك على
صحة ذلك ان عليا والعباس وفاطمة رضى ال عنهم وغيرهم
تصدقوا وأوقفوا ) ( 1اوقافا على جماعة من بني هاشم وصدقاتهم الموقوفة معروفة مشهورة ول خلف علمته بين العلماء في بني هاشم وغيرهم في قبول الهدايا
والمعروف سواء وقد قال صلى ال عليه وسلم كل معروف صدقة ) ( 2وسنزيد هذا الباب بيانا في أولى المواضع به من كتابنا هذا إن شاء ال وأما امتناعه صلى ال
عليه وسلم من أكل صدقة التطوع فمشهور ومنقول من وجوه صحاح حدثنا عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد ابن علي قال حدثنا أحمد بن شعيب قال
أخبرنا زياد ) ( 1395ابن أيوب وحدثنا عبد ال بن محمد بن يوسف قال حدثنا أحمد ) ( 1396بن محمد بن إسمعيل قال حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي
قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم
الدروقي قال حدثنا أبو عبيدة ) ( 1397عبد الواحد بن واصل قال حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال كان النبي صلى ال عليه وسلم إذا أتى بشيء سأل عنه
أصدقة أم هدية فإن قيل صدقة لم يأكل منه وإن قيل هدية بسط يده وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا مؤمل بن يحيى بن مهدي قال حدثنا محمد ) ( 1398بن جعفر بن
حفص بن راشد المام قال حدثنا على بن المديني قال حدثنا مكي بن إبراهيم ويوسف ) ( 1399بن يعقوب السدوسي قال حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ان رسول
ال صلى ال عليه وسلم
كان إذا أتى بهدية قبلها وإذا أتى بصدقة أمر أصحابه فاكلوها حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا القاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا عبد ال بن موسى قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي قرة ) ( 1400الكندي عن سلمان الفارسي قال كنت من أبناء اساورة فارس وكنت في كتاب وكان
معي غلمان فإذا أتيا من عند معلمهما اتيا قسا فدخل عليه فدخلت معهما عليه فقال ألم أنهكما ان تأتياني بأحد فجعلت اختلف إليه حتى كنت احب إليه منهما فقال لي إذا
سألك أهلك ما حبسك فقل معلمي وإذا سألك معلما ما حبسك فقل أهلي ثم أنه اراد أن يتحول فقلت له أنا أتحول معك فتحولت معه فنزلت ) أ ( قرية فكانت امراة تأتيه فلما
حضر قال لي يا سلمان أحفر عند رأسي فحفرت عند رأسه فاستخرجت جرة من دراهم فقال لي صبها على صدري فصببتها على صدره فجعل يقول ويل لقتنائي ثم انه
مات فهممت بالدراهم أن أحولها ثم اني ذكرت قوله فتركتها ثم اني ) ب ( اذنت القسيسين والرهبان به فحضروه فقلت لهم انه قد ترك مال فقام شباب من القرية فقالوا هذا
مال أبينا فأخذوه قال فقلت للرهبان أخبروني برجل
عالم ابتعه فقالوا ما نعلم في الرض رجل ) أ ( اعلم من رجل بحمص فانطلقلت اليه فلقيته فقصصت عليه القصة قال وما جاء بك إل طلب العلم قلت ما كان إل طلب
العلم فقال اني ل أعلم اليوم في الرض أحدا أعلم من رجل ياتي بيت المقدس كل سنة ان انطلقت الن وافقت حماره فانطلقت فإذا انا بحماره على باب بيت المقدس
فجلست عنده وانطلق فلم أره حتى الحول فجاء فقلت يا عبد ال ما صنعت بي قال وأنك لها هنا قلت نعم فإني وال ما أعلم اليوم رجل أعلم من رجل خرج من أرض
تيماء وان تنطلق الن توافقه وفيه ثلث آيات يأكل الهدية ول يأكل الصدقة وعند غرضوف ) ب ( ) ( 1كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة لونها لون جلده قال
فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني اخرى حتى مررت بقوم من العراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امراة بالمدينة فسمعتهم يذكرون النبي عليه السلم وكان
العيش عزيزا فقلت لها هبي لي يوما فقالت نعم فانطلقت ) ج ( فاحتطبت حطبا فبعته فأتيت به النبي صلى ال عليه وسلم وكان يسيرا فوضعته بين يديه فقال ما هذا فقلت
صدقة فقال لصحابه كلوا ولم يأكل ) ج ( فقلت هذه
من علماته ثم مكثت ما شاء ال ان أمكث ثم قلت لمولتي هبي لي يوما فقالت نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك وصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى ال
عليه وسلم وهو بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال ما هذا فقلت هدية فوضع يده وقال لصحابه خذوا باسم ال فقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوءة ) أ ( فقلت أشهد
B314
TEXT
إنك رسول ال صلى ال عليك فقال وما ذاك فحدثته عن الرجل ثم قلت أيدخل الجنة يا رسول ال فإنه حدثني إنك نبي فقال لن يدخل الجنة إل نفس مسلمة ) ب ( ) ( 1
وحدثنا ابن القاسم قال حدثنا محمد ) ( 1401بن أحمد بن المسور قال حدثنا مقدام بن داود قال حدثنا عبد الحد بن الليث بن عاصم أبو زرعة قال حدثني الليث بن سعد
عن يحيى ابن سعيد عن سعيد بن المسيب ان سلمان الخير كان خالط الناس من أصحاب دانيال بأرض فارس قبل السلم فسمع ذكر النبي عليه السلم وصفته فإذا في
حديثهم أنه ياكل الهدية ول يأكل الصدقة في أشياء من صفته فأراد الخروج في التماسه فمنعه أبوه ثم هلك أبوه فخرج إلى الشام يلتمس رسول ال صلى ال عليه وسلم
فكان هناك في كنيسة ثم سمع بخروج رسول
ال صلى ال عليه وسلم وذكره فخرج يريده فأخذه أهل تيماء فاسترقوه فقدموا ) أ ( به المدينة فباعوه ورسول ال صلى ال عليه وسلم بمكة فلما قدم المدينة أتاه سلمان
بشيء فقال ما هذا فقال صدقة فأمر بها فصرفت ثم جاء بشيء فقال ما هذا فقال هدية فأكل منها رسول ال صلى ال عليه وسلم فأسلم سلمان عند ذلك فأخبر رسول ال
صلى ال عليه وسلم أنه مملوك فقال كاتبهم بغرس مائة ودية ) ( 1فرماه النصار من ودية ووديتين فغرسها فأقبل يوما آخر وأنه لفي سقى ذلك الودي أو وحدثنا خلف
بن القاسم قال حدثنا مؤمل بن يحيى بن مهدي قال حدثنا محمد بن جعفر بن حفص المام قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا الحسين ) 1402
( بن واقد قال حدثنا عبد ال بن يزيد عن أبيه ان سلمان أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بصدقة فقال صدقة عليك وعلى أصحابك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
أنا ل تحل لنا الصدقة فدفعها ثم جاء من الغد بمثلها فقال هذه هدية لك فقال صلى ال عليه وسلم لصحابه
كلوا قال ثم اشترى رسول ال صلى ال عليه وسلم سلمان بكذا وكذا درهما من يهود وعلى ان يغرس لهم كذا وكذا من النخل يقوم عليه حتى يدرك قال فغرس رسول ال
صلى ال عليه وسلم النخل كله إل نخلة غرسها عمر قال ) ( 1فأطعم النخل كله إل النخلة التي غرسها عمر فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم من غرس هذه النخلة
فقالوا عمر قال فقطعها وغرسها رسول ال صلى ال عليه وسلم فأطعمت من عامها حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا
علي بن عبد العزيز قال حدثنا ابن الصبهاني قال أخبرنا شريك عن عبيد ) ( 1403المكتب عن أبي الطفيل عن سلمان قال أتيت النبي صلى ال عليه وسلم بصدقة
فردها وأتيته بهدية فقبلها وإنما لم تجز صدقة التطوع للنبي عليه السلم وال أعلم لن الصدقة ل يثاب عليها صاحبها لنه ل يبتغي بها إل الخرة وأبيحت له الهدية لنه
يثيب عليها ول تلحقه بذلك منه وروى مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تحل الصدقة لغني إل لخمسة لغاز في سبيل
ال أو لعامل عليها أو لغارم أو
لرجل اشتراها بماله أو لرجل له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغنى ) ( 1وهذا في معنى حديث بريرة سواء في قوله عليه السلم هو لها صدقة
ولنا هدية ) ( 2وسيأتي هذا الحديث ويأتي القول فيه وفي إسناده ومعانيه في باب زيد بن أسلم من كتابنا هذا إن شاء ال وقوله ل تحل الصدقة لغني إل لخمسة يريد
الصدقة المفروضة وأما التطوع فغير محرمة على أحد غير من ذكرنا على حسب ما وصفنا في هذا الباب إل أن التنزه عنها حسن وقبولها من غير مسئلة ل بأس به ) أ (
ومسئلتها غير جائرة إل لمن لم يجد بدا وسنبين هذه الوجوه كلها في مواضعها من كتابنا هذا إن شاء ال وقد استدل جماعة من أهل العلم على جواز شراء المتصدق
صدقته من الساعي إذا قبضها الساعي وبان بها إلى نفسه بحديث بريرة هذا وقالوا شراء الصدقة من الساعي ومن المتصدق عليه جائز لنها ترجع إلى مشتريها من غير
ملك الجهة لنه ليس بمانع للصدقة ول عائد فيها من وجهها وقالوا كما رجعت الصدقة على بريرة هدية إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ولم يكن بذاك بأس وكذلك إذا
اشتراها المتصدق بها وقالوا كما أنه لو ورثها لم يكن بذلك عند أهل العلم بأس وقيل
إن إستقاء ) ( 1عمر بن الخطاب اللبن الذي سقيه من نعم الصدقة إنما استقاءه لن الذي سقاه إياه كان من الغنياء الذين ل تحل لهم الصدقة ول يصح ملكها ولو كان
ممن تحل له الصدقة ويستقر عليها ملكه ما اسقاءه عمر لنه كان يحل له حينئذ لنه غنى أهدى إليه رجل مسكين مما تصدق عليه على حديث بريرة وغيره مما قد ذكرناه
في هذا الباب والحمد ل قال أبو عمر أما إهداء المسكين إلى الغنى فقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم جوازه من حديث عائشة هذا وغيرها في قصة بريرة من حديث
أبي سعيد الخدري أيضا وغيره وكذلك ما رجع بالميراث إلى المتصدق فقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم جوازه أيضا فوجب الوقوف عند ذلك كله على حسب ما
نقل عنه من ذلك صلى ال عليه وسلم وأما شراء الصدقة من المتصدق عليه ومن الساعي فقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم النهي عن ذلك بقوله عليه السلم لعمر
في الفرس التي ) أ ( حمل عليها عمر في سبيل ال ل تشترها ول تعد ) ( 2في صدقتك الحديث فكيف يجمع بين أمرين فرق رسول ال صلى ال عليه وسلم بينهما ال أن
أهل
العلم حملوا نهيه على شراء الصدقة والعودة فيها على سبيل التنزه عنها ل على سبيل التحريم ولما في ذلك من قطع الذريعة لئل يطلق للناس اشتراء صدقاتهم فيشترونها
من الساعي والمتصدق عليه قبل القبض فيدخل في ذلك بيع ما لم يقبض وأعطاء القيمة عن العين الواجبة وسنذكر ما للعلماء في هذا المعنى في باب زيد بن أسلم من
كتابنا هذا عند ذكر حديث عمر في الفرس إن شاء ال وأما رجوعها بالميراث إلى المتصدق بها فل تهمة فيها ول كراهية تدخله إلى ما روى عن النبي صلى ال عليه
وسلم من جوازه حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن عبد ال بن يونس قال حدثنا زهير قال حدثنا عبد ال ) ( 1404
بن عطاء عن عبد ال ابن بريدة عن أبيه ) ( 1405أن امرأة أتت رسول ال
صلى ال عليه وسلم فقالت كنت تصدقت على أمي بوليدة وأنها ماتت وتركت تلك الوليدة فقال وجب أجرك ورجعت اليك بالميراث ) ( 1أخبرنا سعيد بن نصر وعبد
الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد ال ) ( 1406بن نمير عن عبد ال بن عطاء عن ابن بريدة عن أبيه
قال كنت جالسا عند النبي صلى ال عليه وسلم إذ جاءت امرأة فقالت يا رسول ال إني كنت تصدقت على أمي بجارية فماتت وبقيت الجارية فقال لها النبي صلى ال عليه
وسلم وجب أجرك ورجعت إليك بالميراث حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد المومن قال حدثنا محمد بن بكر بن داسة قال حدثنا سليمان بن الشعث قال حدثنا
عمرو ) ( 1407بن مرزوق قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس ابن مالك إن النبي صلى ال عليه وسلم أتى بلحم فقال ما هذا فقالوا شيء تصدق به على بريرة قال هو
لها صدقة ولنا هدية ) ( 1قال أبو عمر ففي هذه الثار ما يدل على ان الصدقة إذا تحولت إلى غير معناها حلت لمن لم تكن تحل له قبل ذلك وفي قوله هو عليها صدقة
وهو لنا هدية دليل على ان ما لم يحرم لعينه كالميتة والخنزير والدم والعذرات وسائر النجاسات وما أشبهها وحرم لعلة عرضت من فعل فاعل إلى غيره من العلل فإن
تحريمه يزول بزوال العلة أل ترى أن الدرهم المغصوب والمسروق حرام على الغاصب والسارق من أجل غصبه له وسرقته إياه فإن وهبه له المغصوب منه والمسروق
منه طيبة به نفسه حل له وهو الدرهم بعينه
وقد اعتل قوم ممن نفى القياس في الحكام وزعم ان التعبد بالسماء دون المعاني بحديث بريرة هذا في قصة اللحم والصدقة به والهدية وزعم ان ذلك اللحم لما سمى
صدقة حرم فلما سمى هدية حل فجاء بتخليط من القول وخطل منه واحتج على مذهبه في ذلك بقوله تعالى !> ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا <! وللكلم في هذا
الباب موضع غير هذا ولو ذكرناه ها هنا خرجنا عما ) أ ( شرطنا وعما له قصدنا ) ب ( وبال توفيقنا وعليه توكلنا
#حديث رابع لربيعة مسند صحيح مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد ) ( 1408مولى المنبعث عن زيد ) ( 1409بن خالد الجهني أنه ) ( 1قال جاء
رجل إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فسأله عن اللقطة فقال أعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فإن جاء صاحبها وال فشأنك ) ( 1بها قال فضالة الغنم
يا رسول ال قال لك أو لخيك أو للذئب ) أ ( قال فضالة البل قال مالك معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها والعفاص هنا الخرقة المربوط
فيها الشيء الملتقط وأصل العفاص ما سد به فم القارورة وكل ما سد به فم النية فهو عفاص يقال منه عفصت القارورة وأعفصتها وقال أبو عبيدة هو جلد تلبسه رأس
القارورة والوكاء الخيط الذي يشد به يقال منه أوكيتها ايكاء وأما الصمام فهو ما يدخل في فم القارورة فيكون سدادا لها قال أبو عمر في هذا الحديث معان اجتمع العلماء
على القول بها ومعان اختلفوا فيها فمما اجتمعوا عليه ان عفاص اللقطة ووكاءها من احدى ) ب ( علماتها وأدلها عليها وأجمعوا ان اللقطة ما لم تكن تافها يسيرا أو شيئا
ل بقاء له فإنها تعرف حول كامل واجمعوا على ان صاحبها إذا جاء فهو أحق بها من ملتقطها إذا ثبت له أنه صاحبها واجمعوا ان ملتقطها أن أكلها بعد الحول وأراد
صاحبها أن يضمنه فإن ذلك له وإن تصدق بها فصاحبها مخير بين التضمين
وبين أن ينزل على أجرها فأي ذلك تخير كان ذلك له بإجماع ول تنطلق يد ملتقطها عليها بصدقة ول تصرف قبل الحول واجمعوا أن أخذ ضالة الغنم في الموضع
المخوف عليها له أكلها واختلفوا في سائر ذلك على ما نذكره إن شاء ال فمن ذلك أن في الحديث دليل على إباحة التقاط اللقطة وأخذ الضالة ما لم تكن إبل لنه عليه
السلم أجاب السائل عن اللقطة بأن قال أعرف عفاصها ووكاءها كإنه قال احفظها على صاحبها واعرف من العلمات ما تستحق به إذا طلبت وقال في الشاة هي لك او
لخيك أو للذئب يقول خذها فإنما هي لك أو لخيك أو للذئب إن لم تأخذها كأنه يحضه على أخذها ولم يقل في شيء من ذلك دعوه حتى يضيع أو يأتيه ربه ولو كان ترك
اللقطة أفضل لمر به رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها كما قال في ضالة البل وال أعلم ومعلوم أن أهل المانات لو اتفقوا على ترك اللقطة لم ترجع لقطة ول ضالة
B314
TEXT
إلى صاحبها أبدا لن غير أهل المانات ل يعرفونها بل يستحلونها ويأكلونها واختلف الفقهاء في الفضل من أخذ اللقطة او تركها فروى ابن وهب عن مالك أنه سئل عن
اللقطة يجدها الرجل أيأخذها فقال أما الشيء الذي له بال فإني أرى ذلك فقال له الرجل إني رأيت شفنا ) ) ( 1أ ( أو قرطا مطروحا في المسجد فتركته فقال مالك لو
أخذته فأعطيته بعض نساء المسجد كان أحب إلي قال وكذلك الذي يجد الشيء فإن كان ل يقوى على تعريفه فإنه يجد من هو
أقوى على ذلك منه ممن يثق به يعطيه فيعرفه فإن كان الشيء له بال فأرى أن يأخذه وروى يحيى بن يحيى عن ابن القاسم عن مالك أنه كره أخذ اللقطة والبق جميعا قال
فإن أخذ أحد شيئا من ذلك فأبق البق أو ضاعت اللقطة من غير فعله ولم يضيع لم يضمن قال مالك فيمن وجد آبقا أن كان لجار أو لخ رأيت له أن يأخذه وإن كان لمن لم
يعرف فل يقربه وهو في سعة من ترك مال لجاره أو لخيه وجملة مذهب أصحاب ) أ ( مالك أنه في سعة إن شاء أخذها وإن شاء تركها هذا قول اسمعيل بن إسحاق
رحمه ال وهو ظاهر حديث زيد بن خالد هذا إن شاء ال قال أبو عمر إنما جعله مالك وال أعلم في سعة من ذلك لما في أخذ البق والحيوان الضوال من المؤن ولم يكلف
ال عباده ذلك فإن فعله فاعل فقد أحسن وليست اللقطة كذلك لن المؤونة فيها خفيفة لنها ل تحتاج إلى غذاء ول اهتبال ) ( 1حرز ول يخشى غائلتها فيحتفظ منها كما
يصنع بالبق وقال الليث في اللقطة إن كان شيء له بال فأحب الي أن يأخذه ويعرفه وإن كان شيئا يسيرا فإن شاء تركه وأما ضالة الغنم فل احب أن يقربها أل أن
يحوزها لصاحبها
قال ابن وهب وسمعت الليث ومالكا يقولن في ضالة البل في القرى من وجدها يعرفها وأن وجدها في الصحارى فل يقربها وأصحاب مالك يقولون في الذي يأخذ اللقطة
ثم يردها إلى مكانها في فوره أو قريبا من ذلك أنه ل ضمان عليه قال ابن القاسم ان تباعد ثم ردها ضمن وقال اشهب ل يضمن وإن تباعد ول وجه عندي لقول أشهب
لنه رجل قد حصل بيده مال غيره ثم عرضه للضياع والتلف وقال المزني عن الشافعي ل أحب لحد ترك لقطة وجدها إذا كان امينا عليها قال وسواء قليل اللقطة
وكثيرها واحتج بقول رسول ال صلى ال عليه وسلم في ضالة الغنم هي لك أو لخيك أو للذئب يقول إن لم تحفظها بنفسك على أخيك أكلها الذئب فاحفظ على أخيك
ضالته الضائعة وذكر بعض أصحابه ما حدثناه عبد ال بن محمد بن أسد وخلف بن قاسم بن سهل قال حدثنا عبد ال بن جعفر بن الورد قال حدثنا مقدام ) ( 1410بن
داود قال حدثنا
ذؤيب ) ( 1411بن عمامة السهمي قال حدثنا هشام بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى ال عليه وسلم سئل ) ( 1عن ضالة الغنم فقال هي
لك أو لخيك أو للذئب فرد على أخيك ضالته ) أ ( وسئل عن ضالة البل فقال ما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها وسئل عن
حريسة الجبل فقال فيها جلدات نكال وغزامة مثلها فإذا اواه المراح فالقطع فيما بلغ ثمن المجن ) ( 2فقوله في هذا الحديث فرد على أخيك ضالته يعني ضالة الغنم في
الموضع المخوف عليها دليل على الحض على أخذها لنها ل ترد إل بعد أخذها وحكم اللقطة في خوف التلف عليها والبدار الى أخذها وتعريفها كذلك وال أعلم واختلف
العلماء في اللقطة والضالة وكان أبوه عبيد القاسم بن سلم وجماعة من العلماء يفرقون بين اللقطة والضالة قالوا الضالة ل تكون إل في الحيوان واللقطة في غير الحيوان
قال أبو عبيد إنما الضوال ما ضل بنفسه وكان يقول ل ينبغي لحد أن يدع اللقطة ول يجوز لحد أخذ الضالة ويحتج
بحديث الجارود ) ( 1412وحديث عبد ال بن الشخير عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ضالة المؤمن حرق النار وبحديث جرير عن النبي صلى ال عليه وسلم ل
يؤوى الضالة إل ضال ) ( 1وقالت طائفة من أهل العلم اللقطة والضوال سواء في المعنى والحكم فيها سواء وكان أبو جعفر الطحاوي يذهب إلى هذا وأنكر قول أبي
عبيد الضال ما ضل بنفسه وقال هذا غلط لنه قد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم في حديث الفك قوله للمسلمين إن أمكم ضلت قلدتها فاطلق ذلك على القلدة وقال
في قوله صلى ال عليه وسلم ضالة المؤمن حرق النار قال وذلك لنهم أرادوها للركوب والنتفاع بها ل للحفظ على صاحبها لذلك قال لهم صلى ال عليه وسلم ضالة
المؤمن حرق النار قال وذلك بين في رواية الحسن عن مطرف بن عبد ال بن الشخير عن أبيه قال قدمنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أل أحملكم قلنا نحن
نجد في الطريق
ضوال من البل نركبها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ضالة المؤمن حرق النار ) ( 1وقال في قوله ل يؤوى الضالة إل ضال قال هذا محمول على أنه يؤويها
لنفسه ل لصاحبها ول يعرفها وذكر الحطاوي أيضا عن يونس عن عبد العلى عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكر ) ( 1423بن سوادة عن أبي سالم
الجيشاني عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها ) ( 2قال أبو عمر في قول رسول ال صلى ال عليه
وسلم في ضالة الغنم هي لك أو لخيك أو للذئب وفي ضالة البل
مالك ولها ) أ ( معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها دليل واضح على أن العلة في ذلك خوف التلف والذهاب ل جنس الذهاب فل فرق بين ما
ضل بنفسه وبين ما لم يضل بنفسه إذا خشي عليه التلف عندي وال أعلم ) ب ( بظاهر الحديث الصحيح في الفرق بين ضالة الغنم وضالة البل ال ترى أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم حين سئل عن ضالة البل غضب واشتد غضبه ثم قال فيها ما ذكرنا وقد قيل إن البل تصبر على الماء ثلثة أيام وأكثر وليس ذلك بحكم الشاة لنه
يقول إن لم تأخذها ول وجدها أخوك صاحبها أو غيره أكلها الذئب يقول فخذها وهذا محفوظ من رواية الثقات حدثني محمد بن إبراهيم قراءة مني عليه قال حدثنا أحمد
ابن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا يعقوب اليلي ) ج ( قال حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن ربيعة عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد
الجهني قال سفيان فلقيت ربيعة فسألته فقال حدثني يزيد عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى ال عليه وسلم انه سئل عن ضالة البل ) ( 1فغضب واحمرت وجنتاه
وقال ما لك ولها
معها الحذاء والسقاء ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها وسئل عن ضالة الغنم فقال خذها فإنما هي لك او لخيك أو للذئب وسئل عن اللقطة فقال أعرف عفاصها
ووكاءها وعرفها سنة فإن اعترفت وإل فاخلطها بمالك كذا قال ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن ربيعة وخالفه سليمان بن بلل وحماد بن سلمة فروياه عن يحيى بن
سعيد وربيعة جميعا عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد عن النبي صلى ال عليه وسلم أخبرنا خلف بن القاسم الحافظ قراءة مني عليه أن عبد ال بن جعفر بن الورد
حدثهم قال حدثنا الحسن ) أ ( بن غالب قال حدثنا عبد ال بن محمد بن إسحاق أبو محمد البيطاري قال أخبرنا سليمان بن بلل قال حدثني يحيى بن سعيد وربيعة ابن أبي
عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني قال سئل ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم عن اللقطة الذهب أو الورق قال أعرف وكاءها وعفاصها ثم
عرفها سنة فإن لم تعرف فاستعن بها ولتكن وديعة عندك فإن جاء طالبها يوما من الدهر فأدها اليه وسئل عن ضالة البل فقال مالك ولها دعها معها حذاؤها وسقاؤها ترد
الماء وترعى الشجر حتى يجدها ربها وسأله عن الشاة فقال خذها فإنما هي لك أو لخيك أو للذئب وكذلك رواه القعنبي عن سليمان بن بلل عن يحيى بن سعيد وربيعة
جميعا عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى ال
عليه وسلم فذكر مثل حديث مالك سواء في ضالة الغنم وفي ضالة البل وفي اللقطة إل أنه قال عرفها ) ( 1سنة فإن لم تعرف فاستنفع بها ولتكن وديعة عندك وحدثنا
سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا اسمعيل بن إسحاق قال حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد
وربيعة عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني ان رجل سأل النبي صلى ال عليه وسلم عن ضالة البل فقال مالك ولها معها سقاؤها وحذاؤها دعها تأكل
الشجر وترد الماء حتى ياتيها باغيها ثم سأله عن ضالة الغنم فقال هي لك أو لخيك أو للذئب ثم سأله عن اللقطة فقال اعرف عفاصها وعدتها فإن جاء صاحبها فعرفها
فادفعها إليه وإل فهي لك واختلف الفقهاء في التافه اليسير الملتقط هل يعرف حول أم ل فقال مالك إذا كان تافها يسيرا تصدق به قبل الحول قال ابن حبيب كالدرهم ونحوه
وذكر ابن وهب عن مالك أنه قال في اللقطة مثل المخلة والحبل والدلو وأشباه ذلك أنه إن كان ذلك في طريق وضعه في أقرب الماكن اليه ليعرف وإن كان في مدينة
انتفع به وعرفه ولو تصدق به كان أحب إلى فإن جاء صاحبه كان على حقه وقال أبو حنيفة وأصحابه ما كان عشرة دراهم فصاعدا
عرفها حول وإن كان دون ذلك عرفها على قدر ما يرى وقال الحسن بن حي كقولهم سواء إل أنه قال ما كان دون عشرة دراهم عرفه ثلث أيام وقال الثوري الذي يجد
الدرهم يعرفه أربعة أيام رواه عنه ) أ ( أبو نعيم وقال الشافعي يعرف القليل والكثير حول كامل ول تنطلق يده على شيء منه إل بعد الحول فإذا عرفه حول أكله بعد ذلك
أو تصدق به فإذا جاء صاحبه كان غريما في الموت والحياة قال وإن كان طعاما ل يبقى فله أن ياكله ويغرمه لربه قال المزني ومما وجد بخطه أحب الى أن يبيعه ويقيم
على تعريفه حول ثم يأكله ) ب ( هذا اولى به لن النبي عليه السلم لم يقل للملتقط فشأنك بها ال بعد السنة ولم يفرق بين القليل والكثير قال ابو عمر التعريف عند جماعة
الفقهاء فيما علمت ل يكون إل في السواق وأبواب المساجد ومواضع العامة واجتماع الناس وروى عن عمر وابن عباس وابن عمر وجماعة من السلف يطول ذكرهم أن
اللقطة يعرفها واجدها سنة فإن لم يأت لها مستحق أكلها وأجدها ان شاء أو تصدق بها فإن جاء صاحبها وقد تصدق بها فهو مخير بين الجر والضمان وبهذا كله أيضا قال
جماعة فقهاء المصار منهم مالك والثوري
والوزاعي وأبو حنيفة والليث والشافعي ومن تبعهم ال ما بينا عنهم في كتبانا هذا من تفسير بعض ) أ ( هذه الجملة مما اختلفوا فيه واجمعوا أن الفقير له أن يأكلها بعد
الحول وعليه الضمان واختلفوا في الغنى فقال مالك اما الغني فاحب الى ان يتصدق بها بعد الحول ويضمنها ان جاء صاحبها وقال ابن وهب قلت لمالك في حديث عمر
B314
TEXT
بن الخطاب حين قال للذي وجد الصرة عرفها ثلثا ثم احبسها سنة فإن جاء صاحبها وال فشأنك بها قال ما شأنه بها قال يصنع بها ما شاء إن شاء أمسكها وإن شاء
تصدق بها وإن شاء استنفقها ) ( 1فإن جاء صاحبها أداها اليه وقال الوزاعي إن كان مال كثيرا جعله في بيت المال بعد السنة وقال أبو حنيفة وأصحابه ل ياكلها الغني
البتة بعد الحول وإنما يأكلها الفقير ويتصدق بها الغني فإن جاء صاحبها كان مخيرا على الفقير الكل وعلى الغني المتصدق في الجر او الضمان وقال الشافعي ياكل
اللقطة الغني والفقير بعد الحول وهو تحصيل مذهب مالك وقوله ) ب ( لن رسول ال صلى ال عليه وسلم في حديث زيد بن خالد الجهني قد قال لواجدها شأنك بها بعد
السنة ولم يفرق بين الغني والفقير وعلى من أكلها أو تصدق بها الضمان ان جاء صاحبها
قال أبو عمر احتج بعض من يرى أن الغنى ل يأكل اللقطة بعد الحول بما ذكره ابن عيينة في حديث زيد بن خالد المذكور عنه في هذا الباب بقوله وعرفها سنة فإن
عرفت وال فاخلطها بمالك قالوا فهذا دليل على أن السائل عن حكم اللقطة والضالة في ذلك الحديث كان غنيا فخرج الجواب عليه من قوله فشأنك بها وقوله فاخلطها بمالك
وقوله ولتكن وديعة عندك نحو هذا فما روى من اختلف الفاظ الناقلين لهذا الحديث من اللفاظ الموجبة ل تكون عنده مرفوعة لصاحبها وهي تفسير معنى قوله شأنك بها
وحجة من أجاز للغني أكلها ظاهر الحديث بقوله شأنك بها واخلطها بمالك ولم يسأله أفقير هو أم غني ول فرق له بين الفقير والغني ولو كان بين الفقير والغني فرق في
حكم الشرع لبينه رسول ال صلى ال عليه وسلم والفقير قد يكون له مال ل يخرجه إلى حد الغنى فيجوز أن يقال له اخلطها بمالك وفي ذلك دليل على انطلق يده عليها
بما أحب كانطلق يده في ماله أل ترى الى قوله صلى ال عليه وسلم في حديث عياض بن حمار ) ( 1فإن جاء صاحبها فهو أحق بها وإل فهو مال ال يوتيه من يشاء
وهذا معناه انطلق يد الملتقط وتصرفه فيها بعد الحول ولكنه يضمنها ان جاء صاحبها واجب ذلك باجماع المسلمين لنه مستهلك مال غيره وقد أجمعوا أن من استهلك
مال غيره وأنفقه بغير اذنه
غرمه وضمنه ) ( 1ومن استهلك لغيره شيئا من المال ضمنه بأبي وجه استهلكه وهذا مال خلف فيه فاغنى ذلك عن الكثار واختلفوا في دفع اللقطة إلى من جاء
بالعلمة دون بينة فقال مالك تستحق بالعلمة قال ابن القاسم ويجبر على دفعها إليه فإن جاء مستحق فاستحقها ببينة لم يضمن الملتقط شيئا قال مالك وكذلك اللصوص إذا
وجد معهم أمتعة فجاء قوم فادعوها وليست لهم بينة ان السلطان يتلوم في ذلك فإن لم يات غيرهم دفعها اليهم وكذلك البق وهو قول الليث بن سعد والحسن بن حي أنها
تدفع لمن جاء بالعلمة والحجة لمن قال بهذا القول قوله صلى ال عليه وسلم اعرف عفاصها ووكاءها وعدتها فإن جاء صاحبها فعرفها فادفعها اليه وهذا نص في موضع
الخلف يوجب طرح ما خالفه وقال أبو حنيفة والشافعي ل تستحق ال بينة ول يجبر على دفعها ال من جاء بالعلمة ويسعه ان يدفعها اليه فيما بينه وبينه دون قضاء
وذكر المزني عن الشافعي قال فإذا عرف طالب اللقطة العفاص والوكاء والعدد والوزن وحلها بحليتها ووقع في نفس الملتقط أنه صادق كان له أن يعطيه إياها وال
أجبره لنه قد يصيب الصفة بأن يسمع الملتقط يصفها قال ومعنى قول النبي صلى ال عليه وسلم اعرف عفاصها ووكاءها وال أعلم لن ) ب ( يؤدى عفاصها ووكاءها
معها وليعلم إذا وضعها في ماله أنها
لقطة وقد يكون ليستدل على صدق المعترف أرأيت لو وصفها عشرة أيعطونها نحن نعلم أن كلهم كاذب إل واحدا بغير عينه يمكن أن يكون صادقا قال ابو عمر القول
بظاهر الحديث أولى ولم ) ( 2يؤمر بأن يعرف عفاصها ووكاءها وعلماتها إل لذلك وقال صلى ال عليه وسلم إن عرفها فادفعها اليه هكذا قال حماد بن سلمة في حديثه
ومن كان أسعد بالظاهر أفلح وبال التوفيق واختلفوا فيمن أخذ لقطة ولم يشهد على نفسه أنه التقطها وإنها عنده يعرفها ثم هلكت عنده وهو لم يشهد فقال مالك والشافعي
وأبو يوسف ومحمد ل ضمان عليه إذا هلكت عنده من غير تضييع منه وإن كان لم يشهد وهو قول عبد ال بن شبرمة وقال أبو حنيفة وزفر أن أشهد حين أخذها أنه
يأخذها ليعرفها لم يضمنها ان هلكت وإن لم يشهد ضمنها وحجتهما في ذلك ما حدثني أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن الفضل الدينوري قال حدثنا أبو العباس
محمد بن عبد الحكم القطري قال حدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا شعبة عن خالد الحذاء قال سمعت يزيد بن عبد ال بن الشخير ابا العلء يحدث عن أخيه مطرف بن
عبد ال بن الشخير عن عياض بن حمار
قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من التقط ) ( 1لقطة فليشهد ذا عدل أو ذوي عدل ) أ ( وليعرف ول يكتم ول يغيب فإن جاء صاحبها فهو أحق بها ) ب ( وإل
فهو مال ال يؤتيه من يشاء قال الطحاوي وهذا الحديث يحتمل أن يكون مراده في الشهاد الشادة والعلن وظهور المانة قال ولما لم يكن الشهاد ) ج ( في الغصوب
يخرجها عن حكم الضمان وكان الشهاد في ذلك وترك الشهاد سواء وهي مضمونة أبدا أشهد أم لم يشهد وجب أن تكون اللقطة أمانة أبدا لقوله صلى ال عليه وسلم
ولتكن وديعة عندك ولجماعهم على أنه إذا أشهد لم يضمن وكذلك إذا لم يشهد قال ابو عمر معنى هذا الحديث عندي وال اعلم أن ملتقط اللقطة إذا عرفها وسلك فيها
سنتها ولم يكن مغيبا ول كاتما وكان معلنا معرفا وحصل بفعله ذلك أمينا ل يضمن ال بما يضمن به المانات وإذا لم يعرفها ولم يسلك بها سنتها وغيب وكتم ولم يعلم
الناس ان عنده لقطة ثم قامت عليه البينة بأنه وجد لقطة
ذكروها وضمها إلى بيته ثم ادعى تلفها ضمن لنه بذلك الفعل خارج عن حدود المانة وبال التوفيق وقال بعض أهل العلم في قول رسول ال صلى ال عليه وسلم للسائل
عن اللقطة أعرف عفاصها ووكاءها فإن جاء صاحبها وعرفها يعني بعلماتها دليل بين على ابطال قول كل من ادعى علم الغيب في الشياء كلها من الكهنة وأهل التنجيم
وغيرهم لنه لو علم صلى ال عليه وسلم أنه يوصل إلى علم ذلك من هذه الوجوه لم يكن لقوله صلى ال عليه وسلم ) أ ( في معرفة علماتها وجه وال أعلم فهذا ما في
الحديث من أحكام اللقطة ووجوه القول فيها وأما حكم الضوال من الحيوان فإن الفقهاء اختلفوا في بعض وجوه ذلك فقال مالك في ضالة الغنم ما قرب من القرى فل يأكلها
ويضمها إلى أقرب القرى تعرف فيها قال ول يأكلها واجدها ول من تركت عنده حتى تمر بها سنة كاملة هذا فيما يوجد بقرب القرى وأما ما كان في الفلوات والمهامة )
( 1فإنه يأخذها ويأكلها ول يعرفها فإن جاء صاحبها فليس له شيء لن النبي صلى ال عليه وسلم قال هي لك أو لخيك أو للذئب والبقر بمنزلة الغنم إذا خيف عليها
السباع فإن لم يخف عليها السباع فبمنزلة البل وقال في البل إذا وجدها في فلة فل يتعرض لها فإن أخذها فعرفها فلم يجيء صاحبها خلها في الموضع الذي وجدها فيه
قال والخيل والبغال والحمير يعرفها ثم يتصدق بثمنها لنها ل توكل
قال مالك ل تباع ضوال البل ولكن يردها إلى موضعها التي أصيبت فيه وكذلك فعل عمر بن الخطاب رضي ال عنه واتفق قول مالك وأصحابه ان المام إذا كان غير
عدل ول مأمون لم تؤخذ ضوال البل وتركت مكانها فإن كان المام عدل كان له أخذها وتعريفها فإن جاء صاحبها وال ردها الى المكان هذه رواية ابن القاسم وابن وهب
) أ ( عن مالك وقال اشهب ل يردها ويبيعها ويمسك ثمنها على ما روى عن عثمان وقال ابن وهب عن مالك فيمن وجد شاة او غنما ) ب ( بجانب قرية أنه ل ياكلها حتى
تمر بها سنة أو أكثر فإن كان لها صوف أو لبن وكان قربه من يشتري ذلك الصوف واللبن فليبعه وليدفع ثمنه لصاحب الشاة إن جاء قال مالك ول أرى بأسا أن يصيب
من نسلها ولبنها بنحو قيامه عليها قال ابن وهب عن مالك فيمن وجد تيسا قرب قرية ) ج ( أنه ل بأس أن يتركه ينزو على غنمه ما لم يفسده ذلك وقال الوزاعي في
الشاة أن أكلها واجدها ضمنها لصاحبها وقال الشافعي تؤخذ الشاة ويعرفها آخذها فإن لم يجيء صاحبها أكلها ثم ضمنها لصاحبها ان جاء قال ول يعرض للبل والبقر فإن
أخذ ) د ( البل ثم أرسلها ضمن
وذكر ان عثمان خالف ) عمر فأمر ( ) أ ( ببيعها وحبس أثمانها لربابها واحتج بقوله صلى ال عليه وسلم رد على أخيك ضالته وبقوله في اللقطة ولتكن وديعة عندك
ومن أرسل الوديعة وعرضها للضياع ضمنها باجماع ) وقال مالك وأبو حنيفة من وجد بعيرا في بادية أو غيرها فأخذه ثم أرسله لم يضمنه بخلف اللقطة وشبهه بعض
أصحابهما بالصيد يصيده المحرم ثم يرسله انه ل شيء عليه فأما الشافعي فالضالة عنده ها هنا كاللقطة لجتماعهما في أنه مال هالك معين قد لزمه حفظه بعد اخذه فوجب
أن يصير بازالة يده عنه ضامنا كالوديعة ( ) ب ( قال أبو جعفر الزدي هو الطحاوي جواب رسول ال صلى ال عليه وسلم في ضوال البل بغير ما أجاب في ضالة
الغنم اخبار منه عن حال دون حال وذلك على المواضع المأمون عليها فيها التلف فإذا تخوف عليها التلف فهي والغنم سواء قال ولم يوافق مالكا أحد من العلماء على قوله
في الشاة أن أكلها لم يضمنها إذا وجدها في الموضع المخوف قال واحتجاجه بقوله عليه السلم هي لك أو لخيك أو للذئب ل معنى له لن قوله هي لك ليس هو على
معنى التمليك كما أنه إذا قال أو للذئب لم يرد ) ج ( به التمليك لن الذئب ياكلها على ملك صاحبها فكذلك الواجد أن أكلها اكلها على ملك صاحبها فيضمنها واحتج بحديث
سليمان بن بلل في
اللقطة ولتكن وديعة عندك قال وذلك يوجب ضمانها إذا أكلها قال أبو عمر في قوله صلى ال عليه وسلم رد على أخيك ضالته من حديث عبد ال بن عمرو بن العاص
دليل على أن الشاة على ملك صاحبها وذلك يوجب الضمان على آكلها وقد قال مالك وهو الذي ل يرى على آكلها في الموضع المخوف شيئا ان ربها لو أدركها لحما في
يد واجدها وفي يد الذي تصدق بها عليه وأراد أخذ لحمها كان ذلك له ولو باعها واجدها كان لربها ثمنها الذي بيعت به وهذا يدل على أنها على ملك مالكها عنده فالوجه
تضمين آكلها إن شاء ال ) لنه ل فرق بين أكل الشاة في الوقت الذي أبيح له أخذها وبين أكل اللقطة واستهلكها بعد الحول لنهما قد ابيح لكل واحد منهما أن يفعل بها ما
شاء ويتصرف فيها بما أحب ثم أجمعوا على ضمان اللقطة لصاحبها إن جاء طالبها فكذلك الشاة وبال التوفيق ( ) أ ( ومن حجة مالك قوله صلى ال عليه وسلم هي لك أو
لخيك لنه يحتمل أن يريد بذكر الخ صاحبها ويحتمل أن يريد لك أو لغيرك من الناس الواجدين لها وأي الوجهين كان فالظاهر من قوله أو للذئب يوجب تلفها أي إن لم
B314
TEXT
تأخذها أنت ول مثلك أكلها الذئب وأنت ومثلك أولى من الذئب فكان النبي صلى ال عليه وسلم جعلها طعمة لمن وجدها فإذا كان ذلك كذلك فل وجه
للضمان في طعمة أطعمها رسول ال صلى ال عليه وسلم ) وقد شبهها بعض المتأخرين من أصحابه بالركاز وهذا بعيد لن الركاز لم يصح عليه ملك لحد قبل ( ) أ (
ويجوز ان يحتج أيضا لمالك في ترك تضمين آكلها باجماعهم على إباحة أكلها واختلفهم في ضمانها والختلف ل يوجب فرضا لم يكن واجبا ) وهذا الحتجاج مخالف
لصول مالك ومذهبه ( ) ب ( وقد قال صلى ال عليه وسلم هي لك أو لخيك أو للذئب ولم يقل ذلك في البل ول في اللقطة وذلك فرق بين إن شاء ال هذا مما يمكن أن
يحتج به لمالك في ذلك وفي المسئلة نظر ) والصحيح ما قدمت لك ( ) ج ( وبال التوفيق وقد قال سحنون في المستخرجة أن أكل الشاة واجدها في الفلة أو تصدق بها ثم
جاء صاحبها ضمنها وهو الظاهر ) د ( من قول مالك ان من أكل طعاما قد اضطر اليه لغيره لزمه قيمته والشاة أولى بذلك وال أعلم وروى أشهب عن مالك في الضوال
من المواشي يتصدق بها الملتقط بعد التعريف ثم يأتي ربها أنه ليس له شيء قال ) ه ( وليست المواشي مثل الدنانير واختلف الفقهاء أيضا في النفقة على الضوال واللقيط
فقال مالك فيما ذكر ابن القاسم عنه ان أنفق الملتقط على الدواب والبل وغيرها فله ان يرجع على صاحبها بالنفقة وسواء أنفق عليها بامر السلطان أو بغير امره قال وله
أن يحبس بالنفقة ما أنفق عليه ويكون أحق به كالرهن قال ويرجع على صاحب اللقطة بكراء حملها وقال مالك في اللقيط إذا أنفق عليه الملتقط ثم أقام رجل البينة أنه ابنه
فإن الملتقط يرجع على الب إن كان طرحه متعمدا وكان موسرا وإن لم يكن طرحه ولكن ضل منه فل شيء على الب والملتقط متطوع بالنفقة وقال الشافعي فيما رواه
عنه الربيع في البويطي إذا انفق على الضوال من أخذها فهو متطوع فإن أراد أن يرجع على صاحبها فليذهب إلى الحاكم حتى يفرض له النفقة ويوكل غيره بأن يقبض
تلك النفقة منه وينفق عليها ول يكون للسلطان أن يأذن له أن ينفق عليها ال اليوم واليومين فإن جاوز ذلك أمر ببيعها وقال المزني عنه إذا أمر الحاكم بالنفقة كانت دينا وما
ادعى قبل منه إذا كان مثله قصدا وقال المزني ل يقبل قوله وليس بالمين وقال ابن شبرمة إذا انفق على العبد رجع على صاحبه على كل حال أل أن يكون قد انتفع به
وخدمه فتكون النفقة بمنفعة وقال في الملتقط ان انفق عليه الملتقط احتسابا لم يرجع وإن كان على غير ذلك احتسب بمنفعته واعطى نفقته بعد ذلك
وقال الحسن بن حي ل يرجع على صاحبه من نفقته بشيء في الحكم ويعجبني في الورع والخلق أن يرد عليه نفقته وقال أبو حنيفة واصحابه إذا أنفق على اللقطة
والبق بغير أمر القاضي فهو متطوع وان انفق بأمر القاضي فهو دين على صاحبها إذا جاء وله أن يحبسها بالنفقة إذا حضر صاحبها والنفقة عليها ثلثة أيام ونحوها
حتى يامر القاضي ببيع الشاة وما أشبهها ويقضي بالنفقة واما الغلم والدابة فيكرى وينفق عليها من الجرة قالوا وما انفق على اللقيط فهو متطوع ال أن يأمره الحاكم
وقال ابن المبارك عن الثوري ان من ) أ ( انفق بأمر الحاكم في الضالة واللقيط كان دينا وقال الليث في اللقيط أنه يرجع الملتقط بالنفقة على أبيه إذا ادعاه ولم يفرق وهو
معنى قول الوزاعي لنه قال كل من أنفق على من ل تجب له عليه نفقة رجع بما أنفق
#حديث خامس لربيعة بن أبي عبد الرحمن مسند صحيح مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى ابن حبان عن ابن محيريز ) ( 1414أنه قال دخلت
المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست اليه فسألته عن العزل فقال أبو سعيد الخدري ) أ ( خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في غزوة بني المصطلق فأصبنا
سبيا من سبي العرب فأشتيهنا النساء واشتدت علينا ) ب ( العزبة واحببنا الفداء فأردنا أن نعزل فقلنا نعزل ورسول ال صلى ال عليه وسلم بين أظهرنا قبل أن نسئله
فسألناه عن ذلك فقال ما عليكم أل تفعلوا ما من
نسمة كائنة إلى يوم القيامة إل وهي كائنة ) هكذا جاء هذا الحديث في الموطأ ( ) أ ( قال أبو عمر ورواية ربيعة لهذا الحديث عن محمد بن يحيى بن حبان تدخل في باب
رواية النظير عن النظير والكبير عن الصغير وفي هذا ما يدلك على ما كان القوم عليه من البحث عن العلم واستدامة طلبه العمر كله عند كل من طمع به عنده وقد روى
هذا الحديث جويرية عن مالك عن الزهري عن ابن محيريز عن أبي سعيد الخدري وما أظن أحدا رواه عن مالك بهذا السناد غير جويرية ذكره السدي عن العباس )
( 1415العنبري عن عبد ال بن محمد بن أسماء عن جويرية عن مالك وكذلك رواه عقيل ) ب ( وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن ابن محيريز ) عن أبي سعيد
الخدري ( ) ج ( وخالفهما إبراهيم بن سعد ) ورواه يحيى بن أيوب عن ربيعة عن محمد
ابن يحيى بن حبان عن ابن محيريز قال دخلت أنا وأبو صرمة وكان أكبر مني وأفضل على أبي سعيد الخدري فسألناه عن العزل فقال أسرنا بني المصطلق فأردنا أن
نعزل ورغبنا في الفداء فقلنا نعزل وفينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره سواء بمعناه ورواه ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن
ابن محيريز الشامي أنه سمع أبا سعيد الخدري وأبا صرمة المازني يقولن أصبنا سبايا في غزوة بني المصطلق وهي الغزوة التي أصاب فيها رسول ال صلى ال عليه
وسلم جويرية فكان منا من يريد أن يتخذ أهل ومنا من يريد أن يستمتع ويبيع فتذاكرنا العزل فذكرنا ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ل عليكم أل تفعلوا فإن ال
عز وجل قد قدر ما هو خالق الى يوم القيامة ولهذا الضطراب في ذكر أبي صرمة في هذا الحديث لم يذكره مالك في حديثه وال أعلم ( ) أ ( وخالفهما إبراهيم بن سعد
فرواه عن الزهري عن عبيدال بن عبد ال عن أبي سعيد الخدري وحديث مالك وشعيب وعقيل ) ب ( هو الصواب عندهم وال أعلم
وأما حديث جويرية فحدثناه خلف بن قاسم قال حدثنا أبو الطاهر محمد بن أ حمد بن عبد ال قال حدثنا يوسف ) ( 1416ابن يعقوب القاضي قال حدثنا عبد ال بن محمد
بن أسماء قال حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري عن ابن محيريز عن أبي سعيد الخدري أخبره أنه قال أصبنا سبايا فكنا نعزل فسألنا رسول ال صلى ال عليه وسلم
عن ذلك فقال لنا وإنكم لتفعلون ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إل وهي كائنة ) وأما حديث عقيل فأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف العناقي قال
حدثنا محمد ) ( 1417بن عزيز قال حدثنا سلمة ) ( 1418عن عقيل قال سألت ابن شهاب عن الرجل يعزل عن امرأته فقال أخبرني عبد ال بن محيريز
القرشي أن أبا سعيد الخدري أخبره قال بينما نحن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ قال له رجل يا رسول ال أنا نصيب سبايا ونحب الثمان فكيف ترى في العزل
فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم وإنكم لتفعلون ذلك ل عليكم أل تفعلوا فإنها ليست نسمة كتب ال لها أن تخرج أل وهي خارجة فل نرى أن هذا كان نهيا من
رسول ال صلى ال عليه وسلم وعزيمة ( ) أ ( وأما ابن محيريز هذا فاسمه عبد ال نزل المدينة وهو معدود في الشاميين من جلة التابعين وخيارهم روى عنه مكحول
وفي هذا الحديث من الفقه أن العرب تسبى وتسترق وهو أصح حديث يروى في هذا المعنى وفيه رد على من قال ان العرب ل تسترق وفيه إباحة الوطء بملك اليمين وإن
ما وقع في سهم النسان من الغنيمة ملك يمينه وذلك والحمد ل من أطيب الكسب وهو مما أحله ال لهذه المة وحرمه على من قبلها وجواز الوطء بملك اليمين مقيد بمعان
في الشريعة منها أنه ل يدخل في ذلك ذوات المحارم من النسب والرضاع ) ومنها أل توطأ من ليست كتابية حتى تسلم ( ) ب ( ومنها أل توطأ حامل حتى تضع ول
حائل حتى تحيض حيضة وأما وطء نساء بني المصطلق فل يخلو أمرهن من أن يكن ) ج ( من نساء العرب الذين دانوا بالنصرانية أو اليهودية فيحل
وطؤهن أو يكن من الوثنيات فتكون إباحة وطئهن منسوخة بقول ال تعالى !> ول تنكحوا المشركات <! يعني الوثنيات ومن ليس من أهل الكتاب حتى يومن وعلى هذا
جماعة فقهاء المصار وجمهور العلماء وما خالفه فشذوذ ل يعرج عليه ) ول يعد خلفا ( ) أ ( وفيه أن الرجل يجوز له أن يخبر عن نفسه ) ب ( بما فيه مما ل نقيصة
عليه في دينه منه ) ج ( من شهوة النساء للعفاف وحب المال للتستر والكفاف والستغناء عن الناس أل ترى إلى قوله اشتدت علينا العزبة واحببنا الفداء وأما قوله ) د (
فما عليكم فما بمعنى ليس ول زائدة كقوله تعالى !> ما منعك أل تسجد إذ أمرتك <! بمعنى أن تسجد فيكون تقدير الكلم قوله عليه السلم ما عليكم ان تفعلوا أي ل حرج
عليكم في العزل وقوله ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة أراد ما من نسمة قدر ال أن تكون ال ول بد من كونها فل يوجب العزل منع الولد كما ل يوجب السترسال أن
يأتى الولد بل ذلك بيده تعالى ل اله إل هو ( وفيه أن أم الولد ل يجوز بيعها لقوله وأحببنا الفداء فأردنا أن نعزل والفداء ها هنا الثمن في البيع أو أخذ الفداء من أقاربهن
من المشركين فيهن لن كل واحد قد ملك ما وقع في سهمه من السبي فأرادوا الوطء وخافوا الحمل المانع من الفداء والبيع فهموا بالعزل رجاء السلمة من الحمل في
الغلب ولم يقدموا على العزل حتى سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم لن اليهود كانت تقول بين أظهرهم أن العزل هو المؤودة الصغرى وكانوا أهل اكتاب فلم يقدموا
على العزل لما كان في نفوسهم من قول اليهود حتى وقفوا على ما في ذلك عند نبيهم صلى ال عليه وسلم وفي شريعتهم فسألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك
فأباح لهم العزل ولو كانت أم الولد يجوز بيعها ولم يمنع من ذلك حملها لبلغوا من الوطء ما أحبوا مع حاجتهم إلى ذلك ولكنهم لما أرادوا الفداء أحبو العزل ليسلم ذلك لهم
ثم لم يقدموا على ذلك حتى سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبرهم ان ال قد فرغ من العباد وقد علم كل نسمة كائنة وقدرها وجف القلم بها وما قدر لم يصرف
وهذا الحديث من أصح شيء في المنع من بيع أمهات الولد وقد أجمع المسلمون على منع بيع أم الولد ما دامت حامل من سيدها ثم اختلفوا في بيعها بعد وضع حملها
وأصل المخالف أنه ل ينتقض اجماع إل بمثله وهذا قطع لقوله ها هنا ) إل أنه يعترض بزوال العلة المانعة من بيعها لنه إذا زال الحمل المانع من ذلك وجب أن يزول
بزواله المنع من البيع ولهم في ذلك ضروب من التشغيب وأما طريق التباع للجمهور الذي يشبه الجماع فهو المنع من بيعهن ( ) أ ( وعلى المنع من
بين جماعة فقهاء المصار منهم مالك وأبو حنيفة والشافعي وأصحابهم والثوري ) أ ( والوزاعي والليث بن سعد وجمهور أهل الحديث وقد قال الشافعي في بعض كتبه
باجازة بيعهن ولكنه قطع في مواضع كثيرة من كتبه بانهن ل يجوز بيعهن وعلى ذلك عامة أصحابه والقول ببيع أمهات الولد شذوذ تعلقت به طائفة منهم داود ) اتباعا
لعلي رضي ال عنه ولحجة لها في ذلك ( ) ب ( ) ول سلف لها ( ) ج ( لن علي بن أبي طالب مختلف عنه في ذلك ) واصح شيء عنه في ذلك ما ذكره الحلواني قال
B314
TEXT
حدثنا أحمد بن إسحاق قال حدثنا وهيب قال حدثنا عطاء بن السائب قال سمعت عبيدة ) ( 1419يقول كان علي يبيع أمهات الولد في الدين ( ) د ( وقد صح عن عمر
في جماعة من الصحابة المنع من بيعهن
ومن حجة من أجاز بيعهن ما روى عن جابر كنا ) ( 1نبيع أمهات الولد على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد روى عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك أيضا
) وهي آثار ليست بالقوية وفيها ( ) أ ( إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال في مارية إذ ولدت إبراهيم أعتقها ولدها ) ( 2والحجج متساوية في بيعهن للقولين جميعا
من جهة النظر وأما العمل والتباع فعلى مذهب عمر رضي ال عنه او وفي هذا الحديث برهان واضح على اثبات قدم العلم وان الخلق يجرون في علم ال وقدره فل
يخرج شيء من خلقه عن ذلك عز ال وجل تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا
وروى حماد بن زيد عن داود بن أبي هند عن الشعبي في قوله !> وكل شيء فعلوه في الزبر <! قال كتب عليهم قبل ) أ ( أن يعلموه وروى شعبة عن أبي هشام عن
مجاهد في قوله تعالى !> لول كتاب من ال سبق <! قال كان في علمه أنهم كانوا ) ب ( يأخذون الغنائم وروى سالم الفطس عن سعيد بن جبير في قوله !> أولئك ينالهم
نصيبهم من الكتاب <! قال ما كتب لهم من الشقاء والسعادة وعن ابن عباس في قوله وأنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص قال ما قدر لهم من خير وشر وجملة القول في
القدر أنه سر ال ل يدرك بجدال ) ج ( ول نظر ول تشفى منه خصومة ول احتجاج وحسب المؤمن من القدر أن يعلم أن ال ل يقوم شيء دون ارادته ول يكون شيء إل
بمشيئته له الخلق والمر كله ل شريك له نظام ذلك قوله !> وما تشاؤون إل أن يشاء ال <! وقوله !> إنا كل شيء خلقناه بقدر <! وحسب المؤمن من القدر ) د ( أن يعلم
ان ال ل يظلم مثقال ذرة ول يكلف نفسا إل وسعها وهو الرحمن الرحيم فمن رد على ال تعالى خبره في الوجهين ) أو في أحدهما كان عنادا وكفرا ( ) ه ( وقد ظاهرت
الثار في التسليم للقدر والنهي عن الجدل فيه والستسلم له والقرار بخيره وشره
والعلم بعدل مقدره وحكمته وفي نقض عزائم النسان برهان فيما قلنا وتبيان وال المستعان حدثنا محمد بن زكرياء قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن خالد قال
حدثنا مروان بن عبد الملك قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا حبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين قال ما ينكر هؤلء أن يكون ال عز وجل
علم علما فجعله كتابا حدثنا أحمد بن قاسم وعبد الرحمن قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا خالد بن القاسم قال حدثنا الليث بن سعد
وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا محمد بن إسمعيل الترمذي قال حدثنا عبد ال بن صالح قال جميعا حدثنا معاوية بن صالح أن علي ) ( 1420بن أبي طلحة
حدثه أن أبا الوداك أخبره عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن العزل فقال ما من ) ( 1كل ماء يكون الولد وإذا أراد ال خلق شيء ) أ ( لم
يمنعه شيء
وروى يحيى القطان عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا
أحمد بن زهير قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا عيينة بن المنهال قال قال بلل ) ( 1421بن أبي بردة لمحمد بن واسع ما تقول في القضاء والقدر فقال أيها
المير أن ال تبارك وتعالى ل يسئل عباده يوم القيامة عن قضائه وقدره وإنما يسئلهم عن أعمالهم وفي هذا الحديث دليل على أن السباء يقطع العصمة بين الزوجين أل
ترى أن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم انطلقوا على وطء السبايا يومئذ كل واحد منهم انطلقت يده في ذلك على من وقع في سهمه منهن وأرادوا العزل عنهن
وذلك محمول عند أهل العلم على أن ذلك إنما كان منهم بعد الستبراء لنه مذكور في غير ما خبر ان النبي صلى ال عليه وسلم قال يومئذ ل توطأ حامل ) ( 1حتى
تضع ول حائل حتى تحيض حيضة رواه شريك عن قيس بن وهب عن أبي الوداك عن أبي سعيد وروى من حديث جابر وأنس رويفع بن ثابت عن النبي صلى ال عليه
وسلم نحوه
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا مقدام بن عيسى قال حدثنا اسحق ) ( 1422بن بكر بن مضر قال حدثني أبي ) ( 1423عن جعفر بن
ربيعة عن أبي مرزوق ) ( 1424عن حنش ) ( 1425الصنعاني عن رويفع
ابن ثابت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ل يحل ) ( 1لحد يومن بال واليوم الخر أن يسقى ماءه ولد غيره ورواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن
أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش سمع رويفع بن ثابت عن النبي صلى ال عليه وسلم والحاديث عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ل توطأ حامل حتى تضع ول
حائل حتى تحيض حيضة أحاديث حسان وعليها جماعة أهل العلم في الوطء الطارىء بملك اليمين وليس عند مالك في هذا حديث مسند وعنده فيه عن يحيى بن سعيد بن
المسيب أنه كان يقول ينهى ) ( 2ان تنكح المراة على عمتها أو على خالتها وأن يطأ الرجل وليدة وفي بطنها جنين لغيره واختلف الفقهاء في الزوجين إذا سبيا معا فقال
أبو حنيفة وأصحابه إذا سبى الحربيان وهما زوجان معا فهما على النكاح وان سبى احدهما قبل الخر وأخرج إلى دار السلم فقد وقعت الفرقة وهو قول الثوري وقال
الوزاعي إذا سبيا معا فما كانا في المقاسم فهما على النكاح فإن اشتراهما رجل فإن شاء جمع بينهما وإن شاء
فرق بينهما فاتخذها ) أ ( لنفسه أو زوجها لغيره بعد أن يستبرئها بحيضة وهو قول الليث بن سعد وقال الحسن بن حي إذا سبيت ذات زوج استبرئت بحيضتين وغير ذات
زوج بحيضة وقال الشافعي إذا سبيت بانت من زوجها سواء كان معها أو لم يكن قال والسباء يقطع العصمة على كل حال لن ال قد أحل فروجهن في الكتاب والسنة
للذين سبوهن وصرن بأيديهم وملك أيمانهم وهو قول مالك فيما روى ابن وهب وابن عبد الحكم وهو قولهما وقو أشهب وقال ابن القاسم في ذلك مثل قول أبي حنيفة إذا
سبيا معا أو مفترقين ورواه عن مالك وكل هؤلء يقول في قول ال عز وجل !> والمحصنات من النساء إل ما ملكت أيمانكم <! انهن السبايا ذوات الزواج يحلهن السباء
وفي حديث أبي سعيد الخدري هذا دليل واضح على ذلك وفيه تفسير الية وهو أولى ما قيل في تفسيرها وقال ابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب ان معنى الية في
الماء ذوات الزواج وأنهن إذا ملكن جاز وطؤهن بملك اليمين وكان بيعهن طلقهن والتفسير الول عليه جمهور الفقهاء وقد روى أبو علقمة الهاشمي عن أبي سعيد
الخدري أن هذه الية قوله عز وجل !> والمحصنات من النساء <! نزلت في سبايا أوطاس وقاله الشعبي وأكثر أهل التفسير
حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد العلى عن شعبة عن قتادة عن أبي الخليل )
( 1426أن أبا علقمة ) ( 1427الهاشمي حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث يوم حنين سرية فأصابوا أحياء من أحياء العرب يوم
أوطاس فقتلوهم وهزموهم وأصابوا نساء لهن أزواج فكان أناسا من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم تأثموا من غشيانهن من أجل أزواجهن فأنزل ال !> والمحصنات
من النساء إل ما ملكت أيمانكم <! منهن فحلل لكم وحدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عبد ال بن عمر بن ميسرة قال حدثنا
يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث ) ( 1بعثا يوم حنين إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكان أناسا من أصحاب رسول ال صلى
ال عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل ال في ذلك !> والمحصنات من النساء إل ما ملكت أيمانكم <! فهن لكم حلل إذا انقضت
عدتهن قال ابو عمر وهذه اللفظة حجة للحسن ) أ ( بن حي في اعتباره العدة في ذلك وفي حديث بريرة ما يبين ان بيع المة ليس بطلقها وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم من
كتابنا هذا ) وفي هذا الحديث أيضا اباحة العزل وقد اختلف السلف في ذلك والحجة قائمة لمن أجازه بهذا الحديث وما كان مثله حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا محمد بن
قاسم بن شعبان قال حدثنا محمد بن الحسن بن الضحاك قال حدثنا
أبو مروان ) ( 1428العثماني قال حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن ابن شهاب الزهري أن زيد بن ثابت وابن مسعود كانا يعزلن وكان عمر وابن عمر يكرهان
العزل ( ) أ ( ) وفي الحديث أيضا أن للرجل ( ) ب ( ان يعزل عن المة ) ج ( بغير امرها وانها ل حق لها في ذلك لنهم لم يحتاجوا في أمر العزل الى أكثر من معرفة
جوازه في الشريعة لم يضيفوا الى ذلك استيمار الماء ول مشاورتهن فدل ذلك على جواز العزل عنهن دون رأيهن والصول تشهد لصحة هذا التأويل والجماع والقياس
لنه لما جاز له ان يمنع أمته الوطئ أصل كان له العزل عنها أحرى بالجواز وهذا أمر وإن كان جاء عن بعض السلف كراهية العزل فإن أكثرهم على اباحته وجوازه
وهو أمر ل خلف فيه بين فقهاء المصار فيه والحمد ل
وكذلك ل خلف بين العلماء أيضا في أن الحرة ل يعزل عنها ال باذنها لن الجماع من حقها ولها المطالبة به ) أ ( وليس الجماع المعروف التام إل ان ل يلحقه العزل
وفي الموطأ عن سعد بن أبي وقاص وأبي أيوب النصاري وزيد بن ثابت وابن عباس جواز العزل وإباحته ) حدثنا عبد ال بن سعد قال حدثنا احمد بن إبراهيم قال حدثنا
محمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن قال حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال اختلف أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
في العزل وإنما هو حرثك إن شئت سقيته وإن شئت عطشته ( ) ب ( فإن قيل قد روى حماد بن زيد عن عاصم عن زيد عن علي أنه كان يكره العزل ويقول هو الوأد
الخفي قيل لو صح هذا عن على كانت الحجة فيما ثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم دون قوله لنه قد ثبت في هذا الحديث قول الصحابة فأردنا أن نعزل فقلنا نعزل
ورسول ال صلى ال عليه وسلم بين أظهرنا قبل أن نسئله فسألناه فقال ما عليكم أل تفعلوا فأي شيء أبين من إباحة العزل ) وإجازته وهذا في السنة الثابتة وهي الحجة
B314
TEXT
عند التنازع وقد صح عن علي خلف هذا وروى يزيد بن أبي حبيب عن معمر بن أبي حبيبة عن معاذ بن أبي رفاعة قال شهدت نفرا من أصحاب رسول ال صلى ال
عليه وسلم يذكرون الموءدة فيهم على وعمر وعثمان والزبير وطلحة وسعد فاختلفوا فقال عمر انكم أصحاب رسول ال
صلى ال عليه وسلم تختلفون في هذا فكيف بمن بعدكم فقال علي انها ل تكون موءودة حتى يأتي عليها الحالت السبع فقال له عمر صدقت أطال ال بقاءك قال ابن لهيعة
انها لتكون موءودة حتى تكون نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما ثم لحما ثم تظهر ثم تستهل فحينئذ إذا دفنت فقد وئدت لن من الناس من قال ان المراة إذا أحست بحمل
فتداوت حتى تسقطه فقد وأدته ومنهم من قال العزل الموءدوة الصغرى فأخبر علي رضي ال عنه أن ذلك ل يكون موءدة ال بعد ما وصف وقد قيل في ( ) أ ( قول ال
عز وجل !> نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم <! إن شئت فاعزل وإن شئت فل تعزل قاله جماعة من العلماء وإن كان في ذكر الية ) ب ( قولن غير هذا ذكر
إسمعيل بن أبي اويس ) ج ( عن مالك قال ل يعزل عن الحرة ال باذنها وإن كانت تحته امة لقوم تزوجها فل يعزل عنها ال بإذن أهلها وإن كانت أمته فليعزل إن شاء
واختلف الفقهاء في العزل عن الزوجة المة فقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما الذن في العزل عن الزوجة المة الى مولها ) وعن الثوري روايتان احداهما ل يعزل
عنها ال بامرها والخرى بأمر مولها ( ) د (
وقال الشافعي ) أ ( له أن يعزل عن الزوجة المة دون اذنها ودون أذن مولها وليس له العزل عن الحرة إل بإذنها وقد روى في هذا الباب حديث مرفوع في إسناده
ضعف ولكن اجماع الحجة على القول بمعناه يقضي بصحته حدثناه خلف بن قاسم قال حدثنا ابن المفسر ) ( 1429قال حدثنا احمد بن علي القاضي قال حدثنا أبو خيثمة
زهير ابن حرب قال حدثنا اسحق بن عيسى قال حدثنا ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر ) ( 1430بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر بن الخطاب
قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يعزل ) ( 1عن الحرة ال بإذنها ) ومن حديث جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم
ان لي جارية أفأعزل عنها فقال النبي صلى ال عليه وسلم سياتيها ما قدر لها ( ) ب (
#حديث سادس لربيعة مرسل مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث أبا رافع موله ورجل من النصار
فزوجاه ميمونة ابنة الحارث ورسول ال صلى ال عليه وسلم بالمدينة قبل أن يخرج هذا الحديث قد رواه مطر الوراق عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع وذلك
عندي غلط من مطر لن سليمان بن يسار ولد سنة أربع وثلثين وقيل سنة سبع وعشرين ومات أبو رافع بالمدينة بعد قتل عثمان بيسير وكان قتل عثمان رضي ال عنه
في ذي الحجة سنة خمس وثلثين وغير جائز ول ممكن ان يسمع سليمان بن يسار من أبي رافع وممكن صحيح أن يسمع سليمان بن يسار من ميمونة لما ذكرنا من مولده
ولن ميمونة مولته ومولة أخوته اعتقتهم وولؤهم لها وتوفيت ميمونة سنة ست وستين وصلى عليها ابن عباس فغير نكير ان يسمع منها ويستحيل أن يخفى عليه أمرها
وهو مولها وموضعه من الفقه موضعه وقصة ميمونة هذه أصل هذا الباب عند أهل العلم وغير ممكن سماعة من أبي رافع فل معنى لرواية مطر وما رواه مالك أولى
وال التوفيق
أخبرنا أبو محمد عبد ال بن محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد الوارق قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أحمد بن محمد بن هانيء أبو بكر الثرم قال
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن مطر الوراق عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع ان رسول ال صلى ال عليه وسلم تزوج ميمونة ) ( 1
وهو حلل وبنى بها وهو حلل وكنت الرسول بينهما وحدثناه عبد الوارث بن سفيان قراءة منى عليه ان قاسم ابن أصبغ حدثهم قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد
قال حدثنا حماد بن زيد عن مطر قال حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم تزوج ميمونة حلل وبنى
بها حلل وكنت الرسول بينهما قال أبو عمر في رواية مالك لهذا الحديث دليل على جواز الوكالة في النكاح وهو أمر ل أعلم فيه خلفا والرواية أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلل متواترة عن ميمونة بعينها وعن أبي رافع مولى النبي صلى ال عليه وسلم وعن سليمان بن يسار مولها وعن يزيد بن الصم وهو
ابن أختها وهو قول سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وأبي بكر بن عبد الرحمن
وابن شهاب وجمهور علماء المدينة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم ينكح ميمونة ال وهو حلل قبل أن يحرم وما أعلم أحدا من الصحابة روى أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم إل عبد ال بن عباس ورواية من ذكرنا معارضة لروايته والقلب إلى رواية الجماعة أميل لن الواحد أقرب إلى الغلط وأكثر أحوال
حديث ابن عباس ان يجعل متعارضا مع رواية من ذكرنا فإذا كان كذلك ) أ ( سقط الحتجاج بجميعها ووجب طلب الدليل على هذه المسئلة من غيرها فوجدنا عثمان بن
عفان رضي ال عنه قد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه نهى عن نكاح المحرم وقال ل ) ( 1ينكح المحرم ول ينكح فوجب المصير إلى هذه الرواية التي ل
معارض لها لنه يستحيل أن ينهى عن شيء ويفعله مع عمل الخلفاء الراشدين لها وهم عمر وعثمان وعلي رضي ال عنهم وهو قول ابن عمر وأكثر أهل المدينة
وسنذكر حديث عثمان في موضعه من كتابنا هذا إن شاء ال
وذكر مالك عن داود بن الحصين عن أبي غطفان ) ( 1431ابن طريف المريء ) أ ( قال تزوج أبي وهو محرم ففرق بينهما عمر بن الخطاب وروى قتادة عن الحسن
سمعه يحدث عن علي بن أبي طالب قال أيما رجل نكح وهو محرم فرقنا بينه وبين امراته وروى الثوري عن قدامة ) ( 1432بن موسى قال سألت سعيد بن المسيب
عن محرم نكح قال يفرق بينهما فهؤلء يفسخون نكاح المحرم وهم جلة العلماء من الصحابة والتابعين والتفريق ل يكون ال عن بصيرة مستحكمة وان ذلك ل يكون
عندهم وال أعلم كذلك ال لصحته عندهم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وذكر عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال ل يتزوج
المحرم ول يخطب على غيره
وروى مالك وأيوب وعبيد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه قال ل ينكح المحرم ول ينكح ول يخطب قال عبد الرزاق وأخبرني معمر عن عبد الكريم الجزري عن
ميمون بن مهران قال سألت صفية ابنة شيبة أتزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم ميمونة وهو محرم فقالت بل تزوجها وهو حلل قال وأخبرنا معمر عن أيوب وجعفر
بن برقان قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى ميمون بن مهران ان يسئل يزيد بن الصم كيف تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم ميمونة أحلل أم حراما فسأله فقال بل
تزوجها حلل وكتب بذلك إليه فهذا عمر بن عبد العزيز يقنع في ذلك بيزيد ) ( 1433بن الصم ) لعلمه باتصاله بها وهي خالته ولثقته به قال عبد الرزاق وأخبرنا
معمر عن الزهري قال أخبرني يزيد بن الصم ( ) أ ( أن النبي صلى ال عليه وسلم تزوج ميمونة حلل وروى حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن
مهران عن يزيد بن الصم عن ميمونة قالت تزوجني ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم بسرف وهما حللن بعد ما رجع من مكة وقرأت على سعيد بن نصر ان
قاسم بن أصبغ حدثهم قال أخبرنا ابن وضاح قال أخبرنا ) أ ( أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا يحيى بن آدم قال أخبرنا جرير بن حازم قال حدثنا أبو فزارة ) ( 1434
عن يزيد بن الصم قال حدثتني ميمونة بنت الحارث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه تزوجها ) ( 2وهو حلل قال وكانت خالتي وخالة ابن عباس واختلف فقهاء
المصار في نكاح المحرم فقال مالك واصحابه والليث والوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل ) ب ( ل ينكح المحرم ول ينكح وقال أبو حنيفة وأصحابه والشوري ل بأس
أن ينكح المحرم وان ينكح
وذكر عبد الرزاق عن محمد بن مسلم عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه لم ير بنكاح المحرم بأسا قال وأخبرنا الثوري عن مغيرة عن إبراهيم قال يتزوج المحرم
) أ ( ان شاء ل بأس به قال وقال لي الثوري ل تلتفت فيه إلى قول أهل المدينة وحجة مالك ومن قال بقوله حديث عثمان عن النبي صلى ال عليه وسلم في النهي عن ذلك
مع ما ذكرناه عن الصحابة في هذا الباب وتفرقة عمر بينهما تدلك على قوة بصيرته في ذلك حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال أخبرنا أحمد بن
زهير قال أخبرنا عبد ال بن جعفر قال أخبرنا عبيد ال بن عمرو عن عبد الكريم عن ميمون بن مهران قال أتيت صفية بنت شيبة ) ( 1امرأة كبيرة فقلت لها اتزوج
رسول ال صلى ال عليه وسلم ميمونة وهو محرم قالت ل وال لقد تزوجها وهما حللن وحجة العراقيين في ذلك حديث ابن عباس ان رسول ال صلى ال عليه وسلم
نكح ميمونة بسرف وهو محرم رواه عن ابن عباس عكرمة وسعيد بن جبير وجابر بن يزيد أبو الشعثاء ومجاهد وعطاء بن أبي رباح كلهم عن ابن عباس بهذا الحديث
وذكر ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال حدثت ابن شهاب عن جابر بن يزيد عن ابن عباس ان رسول ال صلى ال عليه وسلم
نكح ) ( 1ميمونة وهو محرم فقال ابن شهاب حدثني يزيد بن الصم ان رسول ال صلى ال عليه وسلم تزوج ميمونة ) ( 2وهو حلل قال قلت لبن شهاب أتجعل حفظ
ابن عباس كحفظ اعرابي يبول على فخذيه حدثناه قاسم بن محمد قال أخبرنا خلف بن سعيد قال أخبرنا ) أ ( احمد بن عمرو قال أخبرنا محمد بن سنجر قال أخبرنا أبو
المغيرة قال حدثنا الوزاعي قال حدثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس ان النبي صلى ال عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم قال سعيد بن المسيب وهم ابن عباس
وان كانت خالته ما تزوجها ال بعد ما أحل قال ابو عمر هكذا في الحديث قال سعيد بن المسيب فل أدري أكان الوزاعي يقوله أو عطاء
قال أبو عمر واختلف أهل السير في الخبار في تزويج رسول ال صلى ال عليه وسلم ميمونة فقالت طائفة تزوجها رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو محرم وقال
آخرون تزوجها وهو حلل على حسب اختلف الفقهاء سواء وذكر الثرم عن أبي عبيدة ) ( 1435معمر بن المثنى قال لما فرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم من
B314
TEXT
خيبر توجه إلى مكة معتمرا سنة سبع وقدم عليه جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة فخطب عليه ميمونة ابنة الحارث الهللية وكانت أختها لمها أسماء بنت عميس
عند جعفر ابن أبي طالب وسلمى بنت عميس عند حمزة بن عبد المطلب واختها لبيها وأمها أم الفضل تحت العباس فاجابت جعفر بن أبي طالب إلى رسول ال صلى ال
عليه وسلم وجعلت أمرها إلى العباس فأنكحها النبي صلى ال عليه وسلم وهو محرم فلما رجع بنى بها بسرف حلل وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم من
العام المقبل عام الحديبية
معتمرا في ذي القعدة سنة سبع وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام فلما بلغ موضعا ذكره بعث جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت
الحارث بن حزن العامرية فخطبها عليه فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فزوجها رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو حلل قال ابو عمر قال أبو عبيدة ميمونة
بنت الحارث الهللية وقال ابن شهاب العامرية وهي من ولد هلل بن عامر بن صعصعة وقد ذكرت نسبها مرفوعا في كتاب الصحابة وبال التوفيق وعليه التوكل
#حديث سابع لربيعة مرسل منقطع مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن عائشة ) ( 1436زوج النبي صلى ال عليه وسلم كانت مضطجعة مع رسول ال صلى ال
عليه وسلم في ثوب واحد ) أ ( وأنها وثبت وثبة شديدة فقال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم مالك لعلك نفست ) ( 1يعني الحيضة قالت نعم قال شدي على نفسك
إزارك ثم عودي إلى مضجعك
) هكذا هذا الحديث في الموطأ كما روى منقطع ( ) أ ( ويتصل معناه من حديث أم سلمة عن النبي صلى ال عليه وسلم ول أعلم أنه روى من حديث عائشة بهذا اللفظ
البتة وسنذكر في هذا الباب ما روى فيه ) ب ( عن عائشة وسائر أزواج النبي صلى ال عليه وسلم إن شاء ال ولم يختلف ورواه الموطأ في إرسال هذا الحديث كما روى
وروى حبيب عن مالك عن الزهري عن عروة وسعيد بن المسيب عن عائشة ان النبي صلى ال عليه وسلم كان يضاجع أم سلمة وهي حائض عليها بعض الزار وما
انفرد به حبيب ل يحتج به وفيه من الفقه نوم الرجل الشريف مع أهله في ثوب واحد وسرير واحد وفيه أن الحيض قد يأتي فجاة دون مقدمة من العلمات لبعض النساء
وبعضهن ترى قبله ) ج ( صفرة او كدرة كما ترى بعده وفيه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يكن يعلم من الغيب إل ما علمه ال لقوله مالك لعلك نفست وقوله
نفست يقول لعلك أصبت بالدم يعني الحيضة والنفس الدم ال ترى الى قول إبراهيم النخعي وهو عربي فصيح كل ما ليس له نفس سائلة يموت في الماء ل يفسده يعني دما
سائل وفيه أن الحائض يجوز ان يباشر منها ما فوق الزار لقوله ثم عودي إلى مضجك ومعلوم انها إذا عادت اليه في ثوب واحد
معه ان يباشرها فإذا كان ذلك كذلك كان هذا الحديث يفسر قول ال عز وجل !> فاعتزلوا النساء في المحيض <! لنه يحتمل قوله اعتزلوا النساء أي ل تكونوا معهن في
البيوت ويحتمل اعتزلوا وطأهن ل غير فأتت السنة مبينة مراد ال عز وجل من قوله ذلك أخبرنا أبو محمد عبد ال بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد ابن بكر قال حدثنا
أبو داود قال حدثنا موسى بن إسمعيل قال حدثنا حماد قال حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك ان اليهود كانت إذا حاضت منهن امرأة أخرجوها من البيت ولم يواكلوها
ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيت فسئل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال !> ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض <! إلى آخر
الية فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم جامعوهن ) ( 1في البيوت واصنعوا كل شيء غير النكاح فقالت اليهود ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئا من أمرنا إل خالفنا فيه
فجاء
أسيد ) ( 1437بن حضير وعباد ) ( 1438بن بشر إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال له يا رسول ال إن اليهود تقول كذا وكذا أفل ننكحهن في المحيض فتغير )
( 1وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى ظننا أنه قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فبعث في أثرهما فسقاهما فظننا
أنه لم يجد عليهما أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا وهب بن مسرة قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو
سلمة عن أم سلمة قالت كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في لحافه فوجدت ما يجد النساء من الحيضة فانسللت من اللحاف فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم أنفست قلت وجدت ما يجد النساء من الحيضة قال ذلك ما كتب ال على بنات آدم قالت فانسللت فأصلحت من شأني ثم رجعت فقال لي
رسول ال صلى ال عليه وسلم تعالى فادخلي في اللحاف قالت فدخلت معه حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال حدثنا
محمد بن سابق قال حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ان زينب بنت أبي سلمة حدثته أن أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم قالت
حضت ) ( 1وأنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في الخميلة ) ( 2قالت ) أ ( فانسللت فخرجت منها فاخذت ثياب حيضتي فلبستها فقال لي رسول ال صلى ال عليه
وسلم أنفست قالت قلت نعم فدعاني فأدخلني معه في الخميلة هذا حديث حسن صحيح ثابت في معنى حديث ربيعة عن عائشة رواه عن يحيى بن ابي كثير جماعة هكذا
ورواه محمد ابن عمرو عن أبي سلمة عن أم سلمة كما ذكرنا والقول عندهم قول يحيى بن أبي كثير وهو اثبت من محمد بن عمرو في أم
سلمة وقد ادخل بين أبي سلمة وأم سلمة زينب بنت أم سلمة وهو الصواب وحدثني محمد بن عبد ال قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب
القاضي قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا أبو عوانة عمرو بن أبي سلمة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تنام مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وهي حائض وبينهما
ثوب ) وعمرو بن أبي سلمة كان شعبة يضعفه وليس بالحافظ وإسناد يحيى عن أبي سلمة عن زينب عن أم سلمة صحيح عندهم وإسناد حديث عائشة أيضا وميمونة في
هذا الباب صحيح والحمد ل ( ) أ ( حدثنا عبد ال بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا شعبة عن منصور
عن إبراهيم عن السود عن عائشة قالت كان ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمر أحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ثم يضاجعها وقال مرة يباشرها وحدثني محمد
بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا محمد بن معاوية بن عبد الرحمن قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن وهب عن يونس
والليث عن ابن شهاب عن حبيب مولى عروة عن
ندية ) ) ( 1439وكان الليث يقول ندبة ( ) أ ( مولة ميمونة قالت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يباشر ) ( 1المرأة من نسائه وهي حائض إذا كان عليها إزار
يبلغ أنصاف الفخذين أو الركبتين تحتجز به ) ب ( وفي حديث الليث محتجزته ) حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أبو داود قال حدثنا يزيد بن خالد قال حدثنا الليث عن
ابن شهاب عن حبيب مولى عروة عن ندية مولة ميمونة عن ميمونة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يباشر امرأته وهي حائض إذا كان عليها إزار إلى أنصاف
الفخذين أو الركبتين تحتجز به ( ) ج ( قال أبو داود يونس يقول ندية ومعمر يقول ندبة وحدثنا عبد ال بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال
حدثنا جرير عن الشيباني ) ( 1440عن عبد الرحمن بن السود عن أبيه عن عائشة قالت كان ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمرنا في فوح ) ( 2حيضتنا أن
نتزر ثم يباشرنا وايكم يملك أربه ) ( 3كما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يملك أربه ) وذكر دحيم قال حدثنا الوليد بن سلم قال حدثنا ابن لهيعة عن يزيد عن سويد
) ( 1441بن قيس التجيبي أن قرط بن عوف حدثه أنه سأل عائشة فقال يا أم المؤمنين أكان النبي صلى ال عليه وسلم يضاجعك وأنت حائض فقالت نعم إذا
شددت على ازاري وذلك إذ لم يكن ال فراش واحد فلما رزقنا ال فراشين اعتزل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهذا ل نعلم يروى ال من حديث ابن لهيعة وليس بحجة
) أ ( وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا سليمان الشيباني قال حدثنا عبد ال
بن شداد عن ميمونة قالت كان النبي ) ( 1صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امراة من نسائه وهي حائض امرها فائتزرت وحدثنا عبد ال بن محمد الجهني قال
حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا محمد بن شعيب قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الحوص عن أبي إسحق عن عمرو بن شرحبيل عن عائشة قالت كان رسول ال
صلى ال عليه وسلم يأمر احدانا إذا كانت حائضا أن تشد إزارها ثم يباشرها ) وروى عن عائشة رضي ال عنها من وجوه حسان كلها ( ) ب ( قال أبو عمر هذه الثار
كلها في معنى حديث ربيعة عن عائشة وظاهرها أن الحائض ل يباشر منها إل ما فوق الزار
واختلف الفقهاء في مباشرة الحائض وما يستباح منها فقال مالك والوزاعي والشافعي وأبو حنيفة وأبو يوسف له منها ما فوق المئزر وممن روى عنه هذا المعنى القاسم
وسالم وحجتهم ما ذكرنا في هذا الباب من الثار عن عائشة وميمونة وأم سلمة عن النبي صلى ال عليه وسلم وقال الثوري ومحمد بن الحسن وبعض أصحاب الشافعي
يجتنب مواضع الدم وممن روى عنه هذا المعنى ابن عباس مسروق والنخعي وعكرمة وهو قول داود بن علي ومن حجتهم حديث ثابت عن أنس قوله صلى ال عليه
وسلم ) جامعوهن في البيوت واصنعوا كل شيء ما خل النكاح ( ) أ ( أو قال ما خل الجماع وقد ذكرناه في هذا الباب ومن حجتهم أيضا حديث عائشة قوله صلى ال
عليه وسلم إن حيضتك ليست في يدك اه ) أخبرنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو معاوية عن العمش عن
ثابت بن عبيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن حيضتك ليست في يدك ( ) أ ( وحدثنا عمر بن الحسين بن محمد قال حدثني أبي قال حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال حدثنا
B314
TEXT
أسد بن موسى اه ووجدت في أصل سماع أبي رحمه ال بخطه ان محمد بن أحمد بن قاسم بن هلل حدثهم قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا نصر بن مرزوق قال
حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا يحيى بن عيسى عن العمش عن ثابت بن عبيد عن القاسم ابن محمد عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ناوليني ) ( 1
الخمرة ) ( 2من المسجد قلت إني حائض قال إن حيضتك ليست في يدك قال أسد بن موسى وحدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أنس ) ب ( عن ابن عمر عن عائشة
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم مثله قال أسد وحدثنا أبو الحوص عن أبي إسحاق عن أنس عن عائشة مثله ولم يذكر ابن عمر
) وذكر دحيم قال حدثنا عبيدال بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البهي ) ( 1442عن ابن عمر عن عائشة مثله ( ) أ ( قال دحيم وحدثنا محمد بن عبيد عن
حريث عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم ناوليني ) ( 1الثوب قلت إني حائض قال إن الحيض ليس في يدك فناولته قال
دحيم وحدثنا يعلى عن عثمان بن حكيم عن جدته الرباب ) ( 1443ان عثمان بن حنيف ) ( 2قال يا جارية ناوليني الخمرة فقالت لست أصلي فقال ان حيضتك ليست
في يدك فناولته فقام فصلى
قال أبو عمر فدل ما في هذا الحديث أن كل عضو منها ليس فيه الحيضة في الطهارة يعني ما كان قبل الحيض ودل على أن الحيض ليس يغير شيئا من المرأة مما كان
عليه قبل الحيض غير موضع الحيض وحده ) قال أبو جعفر الطحاوي ما في هذا الحديث إن كل عضو منها ليس فيه الحيضة في الطهارة يعني ما كان عليه قبل الحيض
غير موضع الحيض وحده ( ) أ ( وروى أبو معشر ) ب ( عن إبراهيم عن مسروق قال سألت عائشة ما يحل لي من أمرأتي وهي حائض فقالت كل شيء إل ) ( 1
الفرج رواه أيوب عن أبي معشر وروى أيوب أيضا عن أبي قلبة عن عائشة مثله وأخبرنا عمر بن حسين عن أبيه قال حدثني علي بن أحمد ) ج ( ابن أبي جعفر
الطحاوي عن أبيه قال حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال حدثنا شعيب بن الليث قال حدثنا الليث عن بكر ابن الشج عن أبي مرة عن ) د ( عقيل عن حكيم بن عفان ) ه
( قال سألت عائشة ما يحرم على من أمرأتي إذا حاضت فقالت فرجها ) وذكره دحيم قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري عن
سعيد بن أيوب عن يزيد بن حبيب عن بكر بن عبد ال الشج عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب عن حكيم بن عقال قال سألت عائشة ما يحرم على من أمرأتي وهي
حائض قالت فرجها ( ) أ ( ومن حجة من قال بالقول الول ما رواه زيد بن أسلم أن رجل سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم ما يحل ) ( 1لي من امرأتي وهي حائض
فقال لتشد عليها إزارها ثم شأنك ) ( 2بأعلها وحديث ميمونة وأم سلمة وعائشة على ما ذكرنا في هذا الباب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه لم يكن يباشر امراة
من نسائه وهي حائض ال وهي متزرة وهو المبين عن ال مراده قول وعمل صلى ال عليه وسلم قال ابو عمر يحتمل ان يكون قوله صلى ال عليه وسلم بمباشرة
الحائض وهي متزرة على الحتياط والقطع للذريعة ولو أنه أباح فخذها كل ذلك ذريعة إلى موضع الدم المحرم باجماع فنهى عن ذلك احتياطا والمحرم بعينه موضع
الذى ويشهد لهذا ظاهر القرآن وإجماع معاني الثار لئل يتضاد وبال التوفيق حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا القعنبي قال
حدثنا عبد ال يعني
ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعني بن زياد عن عمارة ) ( 1444ابن غراب ) أ ( إن عمة له حدثته أنها سالت عائشة قالت أحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إل
فراش واحد قالت أخبرك بما صنع رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل فمضى إلى المسجد قال أبو داود تعني مسجد بيته فلم ينصرف حتى غلبتني عيناي وأوجعه البرد
فقال ادن مني فقلت إني حائض فقال وان ) ب ( اكشفي عن فخذك فكشفت فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفئ ) ( 1ونام واختلف الفقهاء في الذي
ياتي امراته وهي حائض فقال مالك والشافعي وأبو حنيفة وهو قول ربيعة ويحيى بن سعيد يستغفر ال ول شيء عليه ول يعود وبه ) ج ( قال داود وروى عن محمد بن
الحسن أنه قال يتصدق بنصف دينار وقال أحمد بن حنبل يتصدق بدينار أو نصف دينار وقال أحمد ما أحسن حديث عبد الحميد عن مقسم عن ابن عباس عن النبي صلى
ال عليه وسلم يتصدق بدينار أو نصف
دينار وقال الطبري يستحب له أن يتصدق بدينار أو نصف دينار فإن لم يفعل فل شيء عليه وهو قول الشافعي ببغداد وقالت فرقة من أهل الحديث ان وطيء في الدم
فعليه دينار وإن وطيء في انقطاع الدم فنصف دينار قال أبو عمر حجة من قال بهذا القول ما رواه علي بن الحكم البناني عن أبي الحسن الجزري عن مقسم عن ابن
عباس مرفوعا قال إذا أصابها ) ( 1في الدم فدينار وإذا أصابها في انقطاع الدم فنصف دينار ) سواء وحجة من قال بقول محمد بن الحسن ما رواه خصيف ) ( 1445
عن مقسم ( ) أ ( وكذلك رواه ابن جريج عن عبد الكريم عن مقسم عن ابن عباس ) مرفوعا قال إذا أصابها في الدم فدينار وإذا
أصابها في انقطاع الدم فنصف دينار ( ) أ ( عن النبي صلى ال عليه وسلم قال إذا وقع بأهله وهي حائض فليتصدق بنصف دينار وقال أبو داود كذلك ) ب ( قال علي )
( 1446بن بذيمة عن مقسم عن النبي صلى ال عليه وسلم ) مرسل وحجة من قال بقول أحمد بن حنبل ما رواه الحكم بن عتيبة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن
مقسم عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ج ( في الذي يأتي امرأته وهي حائض قال يتصدق ) ( 1بدينار أو نصف دينار ) قال أبو داود هكذا الرواية
الصحيحة دينار أو نصف دينار ( ) د ( قال وربما لم يرفعه شعبة عن الحكم وقال الوزاعي من وطيء امرأته وهي حائض تصدق بخمسى دينار رواه عن زيد ) ه ( بن
أبي مالك عن عبد الحميد
ابن عبد الرحمن عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه أمره أن يتصدق بخمسى دينار قال ابو عمر وحجة من لم يوجب عليه كفارة ال الستغفار والتوبة اضطراب هذا
الحديث عن ابن عباس وان مثله ل تقوم به حجة وان الذمة على البراءة ول يجب ان يثبت فيها شي لمسكين ول غيره ال بدليل ل مدفع فيه ) أ ( ول مطعن عليه وذلك
معدوم في هذه المسألة واختلف الفقهاء أيضا في وطء الحائض بعد الطهر وقبل الغسل فقال مالك وأكثر أهل المدينة إذا انقطع عنها الدم لم يجز وطؤها حتى تغتسل وبه
قال الشافعي والطبري ومحمد ابن سلمة وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد ان انقطع دمها بعد مضي عشرة أيام جاز له أن يطاها وإن كان انقطاعه قبل العشرة لم يجز
حتى تغتسل أو يدخل عليها وقت صلة قال أبو عمر هذا تحكم ) ب ( ل وجه له وقد حكموا للحائض بعد انقطاع دمها بحكم الحيض في العدة وقالوا لزوجها عليه الرجعة
ما لم تغتسل ) فعلى قياس قولهم هذا ل يجب أن توطأ حتى تغتسل ( ) ج ( وهو الصواب مع موافقة أهل المدينة وبال التوفيق
فإن قيل أن في قول ال عز وجل !> ول تقربوهن حتى يطهرن <! بعد قوله !> فاعتزلوا النساء في المحيض <! دليل على أن المحيض إذا زال وطهرن جاز اتيانهن من
حيث أمرنا باجتنابهن فالجواب أن في قول ال عز وجل !> فإذا تطهرن فأتوهن <! دليل على بقاء تحريم الوطء بعد الطهر حتى يتطهرن بالماء لن تطهرن تفعلن مأخوذ
من قول ال !> وإن كنتم جنبا فاطهروا <! يريد الغتسال بالماء وقد يقع التحريم بالشيء ول يزول بزواله لعله أخرى دليل ذلك قول ال عز وجل في المبتوتة !> فل
تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره <! وليس تحل له بنكاح الزوج حتى يمسها ) أ ( ويطلقها وكذلك ل تحل الحائض للوطء بالطهر حتى تغتسل ومثل ذلك قول رسول
ال صلى ال عليه وسلم ل توطأ حامل حتى تضع ول حائل حتى تحيض ومعناه حتى تضع وتطهر من دم نفاسها أو حيضتها ) ب ( وتغتسل منه ومن هذا المعنى أيضا
أن الحرام يمنع من الطيب واللباس والصيد والنساء ) ج ( وقد يقع الحل من ذلك كله قبل أن يقع من وطء النساء حتى يكمل الخروج من الحج فيحل حينئذ الوطء فكذلك
الحيض يوجب تحريم الصلة والصوم واتيان الزوج فإذا انقطع الدم انحل عنها بعض ذلك باباحة الصوم لها وبقي تحريم الصلة إلى أن تأتي بالطهارة فكذلك حكم الجماع
أن يبقى تحريمه حتى ل يبقى للحيض حكم وال أعلم وفي المسألة اعتراضات وفيما ذكرنا كفاية والحمد ل
#حديث ثامن لربيعة منقطع يتصل من وجوه مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
من اصابته مصيبة فقال كما أمره ال إنا ل وإنا اليه راجعون اللهم أجرني ) ( 1في مصيبتي وأعقبني خيرا منها ال فعل ال ذلك به قالت أم سلمة فلما توفي أبو سلمة
قلت ذلك ثم قلت ومن خير من أبي سلمة فأعقبها ال رسول ال صلى ال عليه وسلم فتزوجها اه هكذا روى يحيى هذا الحديث وتابعه جماعة من رواة الموطأ ورواه ابن
وهب فقال حدثني مالك بن أنس عن ربيعة أن أبا سلمة قال لم سلمة لقد سمعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم كلما ما أحب ان لي به حمر النعم سمعته يقول ما من
احد تصيبه مصيبة فيقول ما أمره ال به !> إنا ل وإنا إليه راجعون <! اللهم أجرني في مصيبتي واعقبني خيرا منها إل فعل ال ذلك به
قالت فلما توفي أبو سلمة قلت ذلك ثم قلت ومن خير من أبي سلمة ثم قلته فأعقبني ال رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أبو عمر هذا الحديث يتصل من وجوه شتى أل
ان بعضهم يجعله لم سلمة عن النبي صلى ال عليه وسلم وبعضهم يجعله لم سلمة عن أبي سلمة عن النبي صلى ال عليه وسلم وكذلك اختلف فيه أيضا عن مالك على
حسب ما ذكرناه وهذا مما ليس يقدح في الحديث لن رواية الصحابة بعضهم عن بعض ورفعهم ذلك الى النبي صلى ال عليه وسلم سواء عند العلماء لن جميعهم مقبول
الحديث مأمون على ما جاء به بثناء ال عليهم وقد أوضحنا هذا المعنى في غير ) أ ( هذا الموضع وأبو سلمة مات قبل النبي صلى ال عليه وسلم وقد ذكرنا ذلك في كتاب
الصحابة فأغنى ذلك ) ب ( عن ذكره ها هنا اه أخبرني أحمد ) ج ( بن محمد قال أخبرنا ) د ( وهب بن مسرة قال أخبرنا ) ه ( محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن العمش عن شقيق عن أم سلمة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا حضرتم ) ( 1الميت أو المريض فقولوا خيرا فإن
الملئكة يؤمنون على ما
B314
TEXT
تقولون قالت فلما مات أبو سلمة ) أ ( أتيت النبي صلى ال عليه وسلم فقلت يا رسول ال إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم أغفر له ) ب ( وأعقبني منه عقبى حسنة
قالت ففعلت فأعقبني ) ج ( ال من هو خير منه رسول ال صلى ال عليه وسلم أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة ) ( 1447عن سعد ) ( 1448بن سعيد قال أ خبرني عمر ) ( 1449بن كثير بن أفلح قال سمعت
ابن سفينة ) ( 1450يحدث أنه سمع أم سلمة تقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ما من عبد ) ( 1تصيبه مصيبة فيقول !> إنا ل وإنا إليه راجعون <!
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها ال أجره في مصيبته وأخلف له خيرا منها قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخلفني
ال خيرا منه محمدا رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أبو بكر وحدثنا ابن نمير قال حدثنا سعد بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح قال أخبرني علي بن سفينة مولى أم
سلمة عن أم سلمة ) أ ( قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فذكر مثله إل أنه قال فقلت من هو خير من أبي سلمة صاحب رسول
ال صلى ال عليه وسلم ثم عزم لي فقلتها قال أبو عمر هكذا يقول في هذا ) ب ( الحديث سعد بن سعيد بإسناده عن أم سلمة سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وخالفه
سعيد بن
أبي هلل ) في السناد وجعله عن أم سلمة عن أبي سلمة عن النبي صلى ال عليه وسلم ذكره ابن وهب قال حدثنا ابن لهيعة عن سعيد بن أبي هلل ( ) أ ( عن عمر بن
كثير بن أفلح عن أم أيمن ) ( 1451مولة رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت أخبرتني أم سلمة زوج النبي عليه السلم أن أبا سلمة أتاها يوما فقال لقد سمعت اليوم من
رسول ال صلى ال عليه وسلم كلما لهو أحب إلى من حمر النعم قالت وما هو يا أبا سلمة قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من رجع عند مصيبة ثم قال
اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها كان له ذلك قالت فلما أصيب ) ب ( أبو سلمة رجعت ثم قلت اللهم أجرني في مصيبتي قالت وهممت أن أقول واخلف لي
خيرا منها ثم قلت ومن خير من أبي سلمة قالت ورسول صلى ال عليه وسلم أمامي متوكيء على أبي بكر ممسك بيده قالت ثم قلتها قالت فشد على يدي أبي بكر قال أبو
عمر هكذا قال سعيد بن أبي هلل عن عمر بن كثير بن أفلح عن أم
أيمن وقال سعد بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن علي بن سفينة وال أعلم وأما إسناده عن أبي سلمة فهو الصحيح وبال التوفيق حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا
قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ) أ ( عبد الملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمرو بن
أبي سلمة عن أم سلمة ) ب ( ان أبا سلمة حدثها أنه سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ما من مسلم ) ( 1أصيب ) ج ( بمصيبة فيفزع لما أمره ال به من قول !
> إنا ل وإنا إليه راجعون <! اللهم عندك احتسب مصيبتي فأجرني فيها وعضني خيرا منها إل أجره ال عليها وعاضه خيرا منها قالت فلما توفي أبو سلمة ذكرت الذي
حدثني عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت !> إنا ل وإنا إليه راجعون <! اللهم إني احتسبت عندك مصيبتي فأجرني عليها فلما أردت أن أقول عضني خيرا منها
قلت في نفسي أعاض خيرا من أبي سلمة ثم قلتها فعاضني ال محمدا صلى ال عليه وسلم وأجرني في مصيبتي
قال أبو عمر عبد الملك بن قدامة هذا هو عبد الملك بن قدامة بن محمد بن حاطب الجمحي مدني ثقة شريف وأخبرني أبو عبد ال عبيد ) أ ( بن محمد ومحمد ) ( 1452
ابن عبد الملك قال اخبرنا عبد ال بن مسور العسال قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن عبد ال بن سنجر قال حدثنا عبيد ) ( 1453ال بن محمد بن حفص
العيشي ) ب ( قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ) ج ( ثابت قال
أخبرني عمر بن أبي سلمة بن عبد السد عن أمه أم سلمة أن أبا سلمة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أصاب ) ( 1أحدكم مصيبة فليقل !> إنا ل وإنا إليه
راجعون <! اللهم عندك احتسبت مصيبتي فأجرني فيها وابدلني بها خيرا منها قالت فلما احتضر أبو سلمة بن عبد السد قال اللهم اخلفني في أهلي بخير مني فلما قبض
أبو سلمة قلت إنا ل وإنا اليه راجعون اللهم عندك احتسبت مصيبتي فأجرني فيها فكنت إذا اردت أن أقول وابدلني خيرا منها قلت ومن خير من أبي سلمة فلم أزل حتى
قلتها قال فلما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته ثم خطبها عمر فردته ثم بعث اليها رسول ال صلى ال عليه وسلم فخطبها فقالت مرحبا برسول ال صلى ال عليه
وسلم ومرحبا بال ورسوله اقرأ رسول ال السلم وأخبره أني امرأة غيرى ) ( 2وأنا مصبية ) ) ( 3أ ( وليس أحد من أولياءي شاهدا قال فقال لها رسول ال صلى ال
عليه وسلم اما قولك إني غيرى فإني سأدعو ال ان يذهب غيرتك وأما قولك إني مصبية فإن ال سيكفيك وأما أولياؤك فليس أحد منهم شاهدا ول غائبا ال سيرضاني فقالت
لبنها قم يا عمر فزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم فزوجها فقال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم أما اني ل انقصك مما اعطيت اختك فلنة جرتين ورحى ووسادة
من أدم حشوها ليف قال وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يأتيها وهي ترضع زينب فكان إذا جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم اخذتها فوضعتها في حجرها
ترضعها وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم حبيبا كريما فرجع فنظر اليها عمار بن ياسر وكان أخاها من الرضاعة فأراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يأتيها ذات
يوم فجاء عمار فدخل عليها فأهبط زينب من حجرها وقال دعي هذه المقبوحة المشقوحة ) ) ( 1أ ( التي قد آذيت بها رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاء رسول ال
صلى ال عليه وسلم فدخل فجعل يلتفت ينظر ) ب ( في البيت ويقول أين زناب وما فعلت زناب وما لي ل أرى زناب فقالت جاء عمار فذهب بها فبنى رسول ال صلى
ال عليه وسلم بأهله وقال لها ان سبعت لك سبعت للنساء قال أبو عمر ليس في حديث أم سلمة من رواية مالك معنى يشكل ول موضع تنازعه العلماء في التأويل وإنما هو
دعاء واسترجاع وتعز ومعنى قوله !> إنا ل <! أي نحن ل وعبيد وخلق خلقنا للفناء
!> وإنا إليه راجعون <! أي اليه نصير واليه نرجع لنه تبارك اسمه اليه يرجع المر كله والخلق كله فل بد من الموت والرجوع إلى ال أي فما لنا نجزع ) أ ( مما ل بد
لنا منه ول محيد عنه وهذا احسن شيء وأبلغه في حسن العزاء وفيه إيمان واخلص واقرار بالبعث والحمد ل
#حديث تاسع لربيعة منقطع يتصل من وجوه حسان مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن غير واحد من علمائهم أن أبا موسى الشعري جاء يستأذن على عمر بن
الخطاب فاستأذن ثلثا ثم رجع فأرسل عمر بن الخطاب في أثره فقال مالك لم تدخل فقال أبو موسى سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول الستئذان ثلث فإن اذن
لك فادخل وال فارجع فقال عمر بن الخطاب ومن يعلم هذا لئن لم تأت بمن يعلم ذلك لفعلن بك كذا وكذا فخرج أبو موسى حتى جاء مجلسا في المسجد يقال له مجلس
النصار فقال أني أخبرت عمر بن الخطاب إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول الستئذان ثلث فإن اذن لك فادخل وال فارجع فقال لئن لم تأت بمن يعلم هذا
لفعلن بك كذا وكذا فإن كان سمع ذلك أحد منكم فليقم معي فقالوا لبي سعيد الخدري قم معه وكان أبو سعيد أصغرهم فقام معه فأخبر ذلك عمر بن الخطاب فقال عمر
لبي موسى أما إني لم أتهمك ولكني خشيت ان يتقول الناس على رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال أبو عمر روى هذا الحديث متصل مسندا عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه من حديث أبي موسى وحديث أبي بن كعب وحديث أبي سعيد الخدري وقال
بعضهم في هذا الحديث كلنا سمعه وقد روى قوم هذا الحديث عن أبي سعيد عن ابي موسى وإنما هذا من النقلة باختلط ) أ ( الحديث عليهم ودخول قصة أبي سعيد مع
أبي موسى في ذلك وال أعلم كأنهم يقولون عن أبي سعيد عن قصة أبي موسى على نحو رواية عمر بن سلمة عن البهزي يريد عن قصة البهزي وقد أوضحنا هذا المعنى
عند ذكر حديث البهزي في باب حديث يحيى بن سعيد من كتابنا هذا والحمد ل ومن احسن طرق أبي سعيد الخدري في هذه القصة ما حدثناه ) ب ( أبو زيد عبد الرحمن
بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد بن مسرور قال حدثنا أحمد بن أبي سليمان قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا عمر بن الحارث عن بكير بن الشج ان
بسر بن سعيد حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول كنا في مجلس أبي بن كعب فأتى أبو موسى مغضبا حتى وقف وقال أنشدكم ال هل سمع أحد منكم رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقول الستئذان ثلث
فإن اذن لك وال فارجع قال أبي ) أ ( وما ذاك قال استأذنت على عمر أمس ثلث مرات فلم يؤذن لي فرجعت ثم جئت اليوم فدخلت عليه فأخبرته إني جئت ) ب ( أمس
فسلمت ثلثا ثم انصرفت قال قد سمعناك ونحن حينئذ على شغل فلو استأذنت حتى يؤذن لك قال استأذنت كما سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال وال لوجعن
ظهرك وبطنك أو لتأتيني بمن يشهد لك ) ج ( على هذا فقال أبي وال ل يقوم معك أل أحدثنا سنا الذي يجيبك ) د ( قم يا أبا سعيد فقمت حتى أتيت عمر فقلت قد سمعت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول هذا قال ابن وهب وقال مالك الستئذان ثلث ل أحب أن يزيد أحد عليها ال من علم أنه لم يسمع فل أرى باسا أن يزيد إذا استيقن انه
لم يسمع قال وقال مالك الستيناس فيما نرى وال أعلم الستئذان حدثني ) ه ( أحمد بن قاسم بن عيسى قال حدثنا عبيد ال ) و ( بن محمد ببغداد قال حدثنا عبد ال بن
محمد البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا شعيب عن سعيد الجريري أنه سمع أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري قال
جاء أبو موسى ) ( 1فاستأذن على عمر ثلثا ) أ ( فلم يؤذن له فرجع فقال عمر لئن لم تأتني ببينة ) ب ( أو لفعلن بك فأتي النصار فقال ألستم تعلمون ان رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال إذا استأذن أحدكم ثلثا فلم يؤذن له فليرجع قال فقالوا ل يشهد لك أل أصغرنا قال أبو سعيد فأتيت فشهدت له قال علي وأخبرنا شعبة عن أبي
سلمة سعيد بن يزيد سمع ابا نضرة يحدث عن أبي سعيد مثل ذلك أخبرنا عبد ال ) ج ( بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد ) ( 1454بن جعفر بن مالك قال حدثنا
) د ( عبد ال بن أحمد ابن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال إن أبا موسى استأذن
B314
TEXT
على عمر قال واحدة ثنتين ثلثا ثم رجع أبو موسى فقال له عمر لتأتين على هذا ببينة
أو لفعلن بك ) أ ( كأنه يقول أجعله نكال في الفاق قال فانطلق أبو موسى إلى مجلس فيه النصار فذكر ذلك لهم فقال ألم تعلموا ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
إذا استأذن أحدكم ثلثا فلم يؤذن له فاليرجع قالوا بلى ل يقوم معك ال أصغرنا قال فقام أبو سعيد الخدري إلى عمر فقال هذا ابو سعيد فخلى عنه قال أبو عمر رواه معمر
عن الجريري بإسناده فلم يأت بالقصة بتمامها ورواه عن أبي نضرة أيضا داود بن أبي هند ورواية أبي سلمة أحسن سياقه وأتم معنى حدثنا سعيد بن نصر و عبد الوارث
بن سفيان قال حدثنا قاسم قال ) ب ( حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ) ج ( قال حدثنا يزيد بن مروان قال أخبرنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة
عن أبي سعيد قال استأذن أبو موسى على عمر ثلثا فلم يؤذن له فرجع فلقيه عمر فقال ما شأنك رجعت فقال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من أستأذن ثلثا
فلم يؤذن له فليرجع فقال لتأتين ببينة أو لفعلن وأفعلن فأتي مجلس قومي ) د ( فناشدهم ال فقلت أنا أشهد معك فشهدت بذلك فخلى سبيله
وأما رواية من روى هذا الحديث عن أبي موسى الشعري ) فحدثني عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن غياث عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن أبي موسى قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم المستأذن
ثلثا فلم يؤذن له فليرجع وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو داود عن طلحة عن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى
أنه أتى عمر فاستأذن ) ( 1ثلثا فقال استأذن أبو موسى استاذن الشعري استأذن عبد ال بن قيس فلم يؤذن له فرجع فبعث اليه عمر فقال ما ردك فقال قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ليستأذن أحدكم ثلثا فإن أذن له وال فليرجع قال ايتني ببينة على هذا فقال هذا أبي فانطلقنا الى عمر فقال نعم يا عمر ل تكن عذابا على أصحاب
رسول ال فقال عمر ل أكون عذابا على أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ) أ ( وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال
حدثنا مسدد اه
وحدثنا عبد ال بن محمد بن يحيى قال حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال حدثنا عبد ال بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء بن
عبيد ابن عمير أن أبا موسى استأذن على عمر ) ( 1ثلث مرات فلم يؤذن له فرجع فقال ألم أسمع صوت عبد ال بن قيس قالوا بلى قال فاطلبوه قال فدعى قال ما حملك
على ما صنعت فقال استأذنت ثلثا فلم يؤذن لي فرجعت كما ) أ ( كنا نؤمر بهذا فقال لتأتين عليه بالبينة أو لفعلن فأتي مجلس أو مسجد النصار فقالوا ل يشهد لك إل
أصغرنا فقام أبو سعيد فشهد له فقال عمر خفي على هذا من أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم ألهاني عنه الصفق بالسواق واللفظ لحديث عبد ال والمعنى سواء قال أبو
عمر في هذا الحديث من الفقه إيجاب الستئئذان وهو يخرج في تفسير قول ال عز وجل !> ل تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها <! ول
استيناس في هذا الموضع هو الستئذان كذلك قال أهل التفسير وكذلك في قراءة أبي وابن عباس تستأذنوا وتسلموا على أهلها
) أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسمعيل أبو جعفر الصائغ قال حدثنا عفان قال حدثني ثابت بن يزيد قال حدثنا عاصم الحول
عن عكرمة قال في قراءة أبي بن كعب حتى تسلموا أو تستأذنوا قال وتعلم منه ابن عباس ( ) أ ( وفيه ان السنة في الستئذان ثلث مرات ل يزاد عليها ويحتمل أن يكون
ذلك على معنى الباحة والتخفيف على المستأذن فمن استأذن أكثر من ثلث مرات لم يحرج وال أعلم ) وقال بعض أهل العلم ان الستئذان ثلث مرات مأخوذ من قول
ال عز وجل !> يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلث مرات <! قال يريد ثلث دفعات فورد القرآن في الممالك والصبيان
وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم في الجميع قال أبو عمر ما قاله من هذا فإنه غير معروف عن العلماء في تفسير الية التي نزع بها والذي عليه جمهورهم في قوله
فيها ثلث مرات أي في ثلثة أوقات يدل على صحة هذا القول ذكره فيها من قبل صلة الفجر وحين تضعون ثبابكم من الظهيرة ومن بعد صلة العشاء وللكلم في هذه
لية موضع غير هذا ( ) ب ( وجاء في هذا
الحديث عن أبي موسى أنه قال استئذانه يومئذ بأن قال يستأذن عبد ال بن قيس يستأذن أبو موسى ونحو هذا قال أبو عمر وفيه ان الرجل العالم الحبر قد يوجد عند من هو
دونه في العلم ما ليس عنده من العلم إذا كان طريق ذلك العلم السمع و ) وإذا جاز مثل هذا على عمر على موضعه في العلم فما ظنك بغيره بعده وروى وكيع عن
العمش عن أبي وائل عن عبد ال بن مسعود قال لو أن علم عمر وضع في كفة ووضع علم أحياء الرض في كفة أخرى لرجح علم عمر بعلمهم قال العمش فذكرت
ذلك لبراهيم فقال ل تعجب من هذا فقد قال عبد ال إني لحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر وجاء عن حذيفة مثل قول عبد ال ( ) أ ( قال أبو عمر زعم قوم
ان في هذا الحديث دليل على ان مذهب عمر ان ل يقبل خبر الواحد وليس كما زعموا لن عمر رضي ال عنه قد ثبت عنه استعمال خبر الواحد وقبوله وإيجاب الحكم به
أليس هو الذي ناشد الناس بمنى من كان عنده علم رسول ال صلى ال عليه وسلم في الدية فليخبرنا وكان رأيه ان المراة ل ترث من دية زوجها لنها ليست من عصبته
الذين يعقلون عنه فقام
الضحاك ) ( 1455بن سفيان الكلب ) أ ( فقال كتب إلى ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أورث امراة أشيم الضبابي من دية زوجها وكذلك ناشد الناس في دية
الجنين من عنده فيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبره حمل بن مالك بن النابغة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى ) ( 2فيه بغرة عبد أو أمة فقضى به
عمر ول يشك ذو لب ومن له أقل منزلة ) ب ( في العلم ان موضع أبي موسى من السلم ومكانه من الفقه ) ج ( والدين أجل من أن يرد خبره ويقبل خبر الضحاك ابن
سفيان الكلبي وحمل بن مالك العرابي وكلهما ل يقاص به في حال وقد قال له عمر في حديث ربيعة هذا ) د ( أما إني لم أتهمك ولكني خشيت أن يتقول الناس على
رسول ال صلى ال عليه وسلم فدل على اجتهاد كان من عمر رحمه ال في ذلك الوقت
لمعنى ال أعلم به وقد يحتمل أن يكون عمر رحمه ال كان عنده في ذلك الحين من لم يصحب رسول ال صلى ال عليه وسلم من أهل العراق وأهل الشام لن ال فتح
عليه أرض فارس والروم ودخل في السلم كثير ممن يجوز عليهم الكذب لن اليمان لم يستحكم في قلوب جماعة منهم وليس هذه صفة أصحاب رسول ال صلى ال
عليه وسلم لن ال قد اخبر أنهم خير أمة أخرجت للناس وأنهم ) أ ( أشداء على الكفار رحماء بينهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه وإذا جاز الكذب وأمكن في
الداخلين الى السلم فيمكن أن يكون عمر مع احتياطه في الدين يخشى ان يختلقوا الكذب على رسول ال صلى ال عليه وسلم عند ) ب ( الرهبة والرغبة أو طلبا للحجة
وفرارا إلى الملجأ والمخرج مما دخلوا فيه لقلة علمهم بما في ذلك عليهم فأراد عمر أن يريهم أن من فعل شيئا ينكر عليه ففزع الى الخبر عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ليثبت له بذلك فعله وجب التثبت فيما جاء به إذا لم تعرف حاله حتى يصح قوله فاراهم ذلك ووافق أبا موسى وان كان عنده معروفا بالعدالة غير متهم ليكون ذلك
أصل عندهم وللحاكم ان يجتهد بما أمكنه إذا أراد به الخير ولم يخرج عما أبيح له وال أعلم بما أراد عمر بقوله ذلك لبي موسى وعلى هذا قول طاوس قال ) ج ( كان
الرجل إذا حدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ حتى يجيء ببينة وال عوقب يعني ممن
ليس بمعروف بالعدالة ول مشهور بالعلم والثقة ال ترى الى اجماع المسلمين ان العالم إذا حدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان مشهورا بالعلم أخذ ذلك عنه ولم
ينكر عليه ولم يحتج إلى بينة ومن نحو قول طاوس هذا قول سعد ) أ ( بن إبراهيم رحمه ال ل يحدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ال الثقات أي ) ب ( كل من إذا
وقف أحال على مخرج صحيح وعلم ثابت وكان مستورا ) ج ( لم تظهر منه كبيرة وأما قول من قال إن عمر لم يعرف أبا موسى فقول خرج عن غير روية ول تدبر
ومنزلة أبي موسى عند عمر مشهورة وقد عمل له وبعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم عامل وساعيا على بعض الصدقات وهذه منزلة رفيعة في الثقة والمانة وفي
قول عمر رحمه ال في حديث عبيد ( 1456بن عمير الذي ذكرناه في هذا الباب خفي على هذا من أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم الهاني عنه الصفق في السواق
اعتراف منه بجهل ما لم يعلم وانصاف صحيح وهكذا ) د ( يجب على كل مؤمن
وفي قوله الهاني عنه الصفق بالسواق دليل على ان طلب الدنيا يمنع من استفادة العلم وإن كل ما ازداد ) أ ( المرء طلبا لها ازداد جهل وقل عمله وال أعلم ومن هذا قول
أبي هريرة اما اخواننا المهاجرون فكان يشغلهم الصفق بالسواق وأما اخواننا من النصار فشغلتهم حوائطهم ولزمت رسول ال صلى ال عليه وسلم على شبع بطني هذا
وكان القوم عربا في طبعهم الحفظ وقلة النسيان فكيف اليوم وإذا كان القرآن الميسر للذكر كالبل ) ( 1المعقلة من تعاهدها أمسكها فكيف بسائر العلوم وال اسئله علما
نافعا وعمل متقبل ورزقا واسعا ل شريك له ومن أحسن حديث يروى في كيفية الستيذان ما حدثنا سعيد ابن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال
حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
اتساذن عمر على النبي صلى ال عليه وسلم فقال السلم على رسول ال السلم عليكم أيدخل عمر
وروى منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له قل ) أ ( السلم ) ( 1آدخل ) وقد ذكر ابن وهب قال أخبرني
عمر بن الحارث عن أبي الزبير عن عمر مولى آل عمر أنه حدثه أنه دخل على عبد ال ابن عمر بمكة قال وقفت على الباب فقلت السلم عليكم ثم دخلت فنظر في
وجهي ثم قال اخرج ثم قلت السلم عليكم آدخل قال ادخل الن من أنت قلت رجل من مصر قال وقال ابن جريج قلت لعطاء كان يقال إذا استأذن الرجل ولم يسلم فل
يؤذن له حتى يأتي بمفتاح قلت السلم قال نعم قال أبو عمر تهذيب هذه الثار كلها على ما جاء في حديث ابن عباس السلم عليكم أيدخل عمر فمن سلم ولم يقل آدخل أو
B314
TEXT
يدخل فلن أو قال ادخل أو يدخل فلن ولم يسلم فليس بأذن يستحق به أن يؤذن له وال أعلم وقد أخبرنا ابن عباس ان الستئذان ترك العمل به الناس وأظن ذلك لقرع
البواب اليوم وال أعلم حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا القعنبي قال حدثنا الدراوردي
عن عمرو ) ( 1457بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال كان الناس ) ( 1ليس لبيوتهم ستور ول حجال ) ( 2فأمرهم ال بالستئذان ثم جاءهم ال بالستور
والخير فلم أر أحدا يعمل بذلك بعد وقد أوضحنا هذا المعنى في باب صفوان بن سليم والحمد ل ( ) أ (
وأنكر رسول ال صلى ال عليه وسلم ) على جابر حين دق على رسول ال صلى ال عليه وسلم الباب فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ) أ ( من فقال جابر أنا
فأنكر ذلك عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال أنا أنا مرتين أو ثلثا انكارا لذلك ورواه شعبة وغيره عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد ال أنه ذهب الى النبي
صلى ال عليه وسلم في دين أبيه قال فدققت ) ( 1الباب فقال من هذا قلت أنا قال أنا أنا فكرهه =
#حديث عاشر لربيعة منقطع يتصل من وجوه صحاح مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن انه قال قدم على أبي بكر الصديق مال من البحرين فقال من كان له عند
رسول ال صلى ال عليه وسلم واي أو عدة فليأت فجاء جابر بن عبد ال فحفن له ثلث حفنات هذا الحديث يتصل من وجوه ثابتة عن جابر رواه عنه جماعة منهم أبو
جعفر محمد بن علي ومحمد بن المنكدر و عبد ال بن محمد بن عقيل وأبو الزبير والشعبي وسنذكر وجوه ) أ ( هذا الحديث وطرقه بعد الفراغ من القول في معانيه إن
شاء ال وفيه من الفقه ان العدة واجب الوفاء بها وجوب سنة وكرامة وذلك من اخلق أهل اليمان وقد جاء في الثر وأي المؤمن ) ( 1واجب أي واجب ) ب ( في
اخلق المؤمنين
وإنما قلنا ان ذلك ليس بواجب فرضا لجماع الجميع على ان من وعد بمال ما كان لم يضرب به مع الغرماء كذلك قلنا ) إيجاب الوفاء به حسن في المروءة ( ) أ ( ول
يقضى به ول أعلم خلفا ان ذلك مستحسن يستحق صاحبه الحمد والشكر على الوفاء به ويستحق على الخلف في ذلك الذم وقد أثنى ال عز وجل على من صدق وعده
ووفى بنذره وكفى بهذا مدحا وبما خالفه ذما ) ولم تزل العرب تمدح بالوفاء وتذم بالغدر والخلف وكذلك سائر المم وال أعلم قال سابق بن خديم %متى ما يقل حر
لطالب حاجة نعم يقضها والحر للوأي ضامن %والوأي العدة ولما كان هذا من مكارم الخلق وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم أولى الناس بها وأنذرهم اليها وكان
أبو بكر خليفته أدى ذلك وقام فيه مقامة في الموضع الذي كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقيمه ( ) ب ( وقد اختلف الفقهاء فيما يلزم من العدة وما ل يلزم منها
وكذلك اختلفوا في تأخير الدين الحال هل يلزم أم ل يلزم وهو من هذا الباب فقال مالك وأصحابه من أقرض رجل مال دناينر أو دراهم او شيئا مما يكال أو يوزن وغير
ذلك إلى
أجل أو منح منحة أو أعار عارية أو أسلف سلفا كل ذلك الى أجل ثم أراد النصراف في ذلك وأخذه قبل الجل لم يكن ذلك له لن هذا مما يتقرب به إلى ال عز وجل
وهو من باب الحسبة قال أبو عمر ومن الحجة لمالك رحمه ال في ذلك عموم قوله تعالى !> وأوفوا بالعهد <! وقوله عليه السلم كل معروف صدقة وأجمعوا أنه ل
يتصرف في الصدقات وكذلك سائر الهبات ( ) أ ( قال مالك وأما العدة مثل ان يسأل الرجل الرجل أن يهب له الهبة فيقول له نعم ثم يبدو له أن ل يفعل فما أرى ذلك
يلزمه قال مالك ولو كان ذلك في قضاء دين فسأله ان يقضيه عنه فقال نعم وثم رجال يشهدون عليه فما أحراه ان يلزمه إذا شهد عليه اثنان وقال ابن القاسم إذا وعد
الغرماء فقال اشهدكم إني قد وهبت لهذا من أين يؤدى اليكم فإن هذا يلزمه وأما ان يقول نعم أنا أفعل ثم يبدو له فل أرى ذلك عليه وقال سحنون الذي يلزمه من العدة في
السلف والعارية أن يقول للرجل ) ب ( اهدم دارك وأنا أسلفك ما تبنيها به أو اخرج الى الحج ) ج ( وأنا أسلفك ما يبلغك أو اشتر سلعة كذا أو تزوج وأنا أسلفك ثمن
السلعة وصداق المرأة وما أشبهه مما
يدخله فيه وينشبه به فهذا كله يلزمه قال وأما أن يقول أنا أسلفك وأنا أعطيك بغير شيء يلزم المأمور نفسه فإن هذا ل يلزمه منه شيء قال ابو حنيفة وأصحابه والوزاعي
والشافعي وعبيد ال ) أ ( بن الحسين وسائر الفقهاء اما العدة فل يلزمه منها شيء لنها منافع لم يقبضها في العارية لنها طارئة وفي غير العارية أشخاص وأعيان
موهوبة لم تقبض ولصاحبها الرجوع فيها وأما القرض فقال أبو حنيفة وأصحابه سواء كان القرض الى أجل أو الى غير أجل له أن يأخذه متى أحب وكذلك العارية وما
كان مثل ذلك كله ول يجوز تأخير القرض البتة بحال ويجوز عندهم تأخير المغصوب ) وقيم المستهلكات ال زفر فإنه قال ل يجوز التأجيل في القرض ول في الغصب (
) ب ( واضطرب قول أبي يوسف في هذا الباب وقال الشافعي إذا أخره بدين حال فله أن يرجع متى شاء وسواء كان من قرض أو غير قرض او من أي وجه كان وكذلك
العارية وغيرها لن ذلك من باب العدة والهبة غير المقبوضة وهبة ما لم يخلق قال أبو عمر في هذا الحديث أيضا دليل على أن يقضي النسان عن غيره
بغير اذنه فيبرا وان الميت يسقط عنه ما كان عليه بقضاء من قضى عنه وال أعلم قال أبو عمر أما الثار المتصلة في معنى حديث ربيعة فحدثنا خلف بن قاسم الحافظ
قراءة مني عليه ان أبا أحمد الحسين بن جعفر الزيات حدثهم قال حدثنا يوسف ) ( 1458بن يزيد القراطيسي قال حدثنا حجاج ) ( 1459بن إبراهيم قال حدثنا سفيان
بن عيينة عن ابن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد ال قال سفيان وحدثني عمرو بن دينار عن محمد بن علي بن جابر بن عبد ال ) ( 1يزيد أحدهما على الخر قال قال
لي رسول ال صلى ال عليه وسلم لو قدم ) ( 1مال من البحرين لعطيتك هكذا وهكذا وهكذا ) ب ( ) فما قدم مال من البحرين حتى قبض النبي صلى ال عليه وسلم ( )
أ ( فلما قدم مال من البحرين قال أبو بكر
من كان له على رسول ال صلى ال عليه وسلم دين او عدة فليأتنا قال جابر فأتيت أبا بكر فقلت ان رسول ال صلى ال عليه وسلم وعدني إذا قدم مال من البحرين
أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا قال فحثى لي أبو بكر حثية ) ( 1ثم قال لي ) ب ( عدها فإذا هي خمسمائة قال خذ مثلها مرتين وزاد فيه ابن المنكدر ) ج ( ثم أتيت أبا بكر
بعد ذلك فردني فسألته فردني فقلت في الثالثة سألتك مرتين فلم تعطني قال إنك لم تأتني مرة ال وأنا أريد أن أعطيك وأي داء أدوأ من البخل اه وحدثني أبو عبد ال محمد
بن رشيق رحمه ال قال حدثنا أبو عبد ال محمد بن عبد ال الحاكم الخراساني قال حدثنا بكر ) ( 1460بن محمد بن حمدان قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا مقاتل
بن إبراهيم قال حدثنا نوح ) ( 1461
ابن أبي مريم عن أبي الزبير عن جابر قال دخلت على النبي صلى ال عليه وسلم فقال لو جاءنا مال لحثيت لك ثم حثيت لك ثم حثيت لك قال فقبض رسول ال صلى ال
عليه وسلم فأتيت أبا بكر فحدثته فقال ونحن لو جاءنا مال لحثيت لك ثم حثيت لك ثم حثيت لك قال فأتي مال فحثي لي ثم حثى لي ثم حثى لي ثم قال ليس لي عليك فيه
صدقة حتى يحول الحول فوزنها فكانت ) أ ( الفا وخمسمائة درهم وحدثنا محمد بن إبراهيم وإبراهيم بن شاكر قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن
أيوب الرقى قال حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار قال حدثنا محمد ) ( 1462بن جابر قال حدثنا عبد ال بن نمير قال حدثنا مجالد ) ( 1463عن الشعبي عن
جابر قال لما قتل أبي دعاني رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أتحب الدراهم
فقلت نعم قال لو جاءني مال لعطيتك هكذا وهكذا قال فمات رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل ان يعطيني فلما استخلف أبو بكر أتاه مال من البحرين فقال خذ كما قال
لك رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذت ورواه سعيد بن سليمان سعدويه عن فليح بن سليمان عن عبد ال بن محمد بن عقيل عن جابر نحوه بمعناه ) وذكر أهل السير
أن النبي صلى ال عليه وسلم وعد عمرو ابن العاص حين بعثه إلى المنذر بن ساوى ان يستعمله على صدقات معد فلما قدم بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم
استعمله عليها أبو بكر انفاذا لرأي رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ) أ ( =
#حديث حادي عاشر لربيعة منقطع متصل من وجوه شتى مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري أنه قدم من سفر فقدم اليه أهله لحما فقال انظروا
أن يكون هذا من لحوم الضاحي فقالوا هو منها فقال أبو سعيد ألم ) أ ( يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عنها فقالوا أنه قد كان من رسول ال صلى ال عليه
وسلم بعدك ) ب ( فيها أمر فخرج أبو سعيد فسأل عن ذلك فأخبر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال نهيتكم عن لحوم الضاحي بعد ثلث فكلوا وتصدقوا وادخروا
ونهيتكم عن النتباذ فانتبذوا وكل مسكر حرام ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ول تقولوا هجرا ) ( 1يعني ل تقولوا سواء سوء قال أبو عمر لم يسمع ربيعة من أبي
سعيد الخدري وهذا الحديث يتصل من غير حديث ربيعة ويستند ) ج ( الى النبي صلى ال عليه وسلم من طرق حسان من حديث علي بن أبي طالب وأبي سعيد
وبريدة السملي وجابر وأنس وغيرهم وهو حديث صحيح وفيه من الفقه ترك القدام على ما في النفس منه شك حتى يستبرا ذلك بالسؤال والبحث والوقوف على الحقيقة
وفيه ان حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم فيه الناسخ والمنسوخ كما في كتاب ال عز وجل وهذا إنما يكون في الوامر والنواهي من الكتاب والسنة وأما في الخبر
عن ال عز وجل أو عن رسوله صلى ال عليه وسلم فل يجوز النسخ في الخبار البتة بحال لن المخبر عن الشيء أنه كان أو يكون إذا رجع عن ذلك لم يخل من السهو
أو الكذب وذلك ل يعزى الى ال ول الى رسوله فيما يخبر به عن ربه في دينه وأما المر والنهي فجائز عليهما النسخ للتخفيف ولما شاء ال من مصالح عباده وذلك من
حكمته ل اله إل هو وقد أنكر قوم من الروافض والخوراج النسخ في القرآن والسنة وضاهوا في ذلك قول اليهود ولو امعنوا النظر لعلموا أن ذلك ليس من باب البداء ) أ (
كما زعموا ولكنه من باب الموت بعد الحياة والكبر بعد الصغر والغنى بعد الفقر الى أشباه ذلك من حكمة ال تعالى ولكن ال يضل من يشاء ويهدي من يشاء وليس هذا
B314
TEXT
موضع الكلم في هذا المعنى لئل نخرج عما قصدناه وفيه أن النهي حكمه إذا ورد ان يتلقى باستعمال ترك ما نهى عنه والمتناع منه وان النهي محمول على الحظر
والتحريم
والمنع حتى يصحبه دليل من فحوى القصة والخطاب او دليل من غير ذلك يخرجه من هذا الباب الى باب الرشاد والندب وفيه ان الخر من أمر رسول ال صلى ال
عليه وسلم ناسخ لما تقدم منه إذا لم يمكن استعماله وصح ) أ ( تعارضه ولذلك ل خلف علمته من العلماء في إجازة أكل لحوم الضاحي بعد ثلث وقبل ثلث وان النهي
عن ذلك منسوخ على ما جاء في هذا الحديث ل خلف بين فقهاء المسلمين في ذلك وقد روت عمرة عن عائشة بيان العلة في النهي عن أكل لحوم الضاحي بعد ثلث
وان ذلك إنما كان محبة في الصدقة من أجل الدافة التي كانت قد دفت عليهم يعني الجماعة من الفقراء القادمة عليهم وروى ذلك مالك عن عبد ال بن أبي بكر عن عمرة
عن عائشة وسنذكره في موضعه من كتابنا هذا إن شاء ال وأخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد ابن بكر قال حدثنا سليمان بن الشعث قال حدثنا
مسدد قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا خالد الحذاء عن ابي المليح عن نبيشة ) ( 1464قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
عليه وسلم إنا كنا نهيناكم ) أ ( عن لحومها ) ( 1ان تأكلوها فوق ثلث لكي تسعكم فقد جاء ال بالسعة فكلوا وادخروا وائتجروا ) ( 2أل وأن هذه اليام أيام أكل وشرب
وذكر ال عز وجل قال أبو عمر هكذا في حديث نبيشة الخير عن النبي صلى ال عليه وسلم فكلوا وادخروا وائتجروا ومعناه اتخذوا الجر فيما تتصدقون به منها يبين
ذلك حديث عمرة عن عائشة المتقدم ذكره فيه فكلوا وتصدقوا وادخروا ) ومعناهما عندي واحد وال أعلم 0وأما قوله فكلوا وتصدقوا وادخروا ( ) ب ( على لفظ المر
فإن معناه الباحة ل اليجاب وهكذا ) ج ( كل أمر ياتي في الكتاب والسنة بعد حظر ومنع تقدمه فمعناه الباحة ل غير أل ترى أن الصيد لما حظر على المحرم ومنع منه
ثم قيل له بعد أن حل اصطد إذا ) د ( حللت كان ذلك اباحة له في الصطياد
ل ايجابا لذلك عليه قال ال عز وجل !> وإذا حللتم فاصطادوا <! ومثل ذلك !> فإذا قضيت الصلة فانتشروا في الرض <! وهو كثير في القرآن والسنة والحمد ل وهذا
أصل جسيم في العلم فقف عليه وإذا كان هذا كما ذكرنا فجائر للمضحي أن يأكل أضحيته كلها وجائز أن يتصدق بها كلها وجائز أن يدخر وأن ل يدخر وعلى هذا جماعة
العلماء ال انهم يستحبون للمضحي أن ياكل ويتصدق ويكرهون له أن ل يتصدق منها بشيء وكان الشافعي رحمه ال يستحب ان يأكل من أضحيته ثلثها ويتصدق بثلث
ويدخر ثلثا على ما جاء في الحديث وكان غيره يستحب ان يتصدق بنصف وياكل نصفا لقول ال في البدن !> فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر <! وأما مالك رحمه ال
فلم يحد في ذلك حدا ) أ ( وكان يستحب ان يأكل منها ويتصدق من غير أن يحد في ذلك حدا حدثني أحمد بن عمر قال حدثنا عبد ال بن محمد بن علي قال حدثنا محمد بن
فطيس قال حدثنا يونس بن عبد العلى قال حدثنا معن بن عيسى عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية ) ( 1465عن جبير بن نفير عن ثوبان قال
ذبح ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم ضحيته ثم قال يا ثوبان اصلح لحم هذه الضحية فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة ففي هذا الحديث ادخار لحم الضحية
وفيه الضحية في السفر وأما قوله ونهيتكم عن النتباذ فانتبذوا وكل مسكر حرام فإن ذلك عند أهل العلم محمول على أن النهي عنها معناه ) أ ( لسرعة الشدة فيها ولهذا
ثبت على كراهية النتباذ فيها جماعة من العلماء لقوله صلى ال عليه وسلم في الحديث الناسخ وكل مسكر حرام وكرهوا النتباذ فيها خوفا من موافقة المسكر وال أعلم
فإن انتبذ أحد في شيء منها ولم يشرب مسكرا فل حرج عليه والوعية التي نهى عن النتباذ هي الدباء ) ( 2والنقير ) ( 3والحنتم ) ( 4والمزفت ) ( 5والمقير
والجر وما كان مثلها
وبذكر هذه الوعية وردت الثار في كراهية النبيذ ) أ ( فيها وكان عبد ال بن عمر و عبد ال بن عباس ل يريان النتباذ ) ب ( في شيء منها بحال لما روينا عن النبي
صلى ال عليه وسلم من النهي عنها إن وعن نبيذ الجر وكان ابن عباس يقول الجر كل ما يصنع من مدر وكانا ل يجيزان النبيذ ال في الجلود بعضهم يقول اسقية الدم
وبعضهم يقول الجلد المؤكأ عليه ونحو هذا وابن عباس هو الذي روى حديث وفد عبد القيس وفيه النهي عن الشرب في الدباء والنقير والمقير وبعضهم يقول المزفت
والحنتم وفي ذلك الحديث أنهم قالوا يا رسول ال أرأيت ان اشتد في السقية قال فصبوا عليه الماء قالوا يا رسول ال فقال لهم في الثالثة أو الرابعة اهرقوه ثم قال ان ال
حرم الخمر والميسر وكل مسكر حرام قال أبو عمر ففي هذا الحديث دليل على أن النهي عن ذلك خشية مواقعة الحرام وال أعلم وإذا كان ذلك كذلك فواجب ان تكون
الكراهية باقية على كل حال لن الخشية أبدا غير مرتفعة ويكون على هذا المعنى قوله صلى ال عليه وسلم فانتبذوا فيما بدا لكم كشفا عن المراد ل انه نسخ أباح فيه ما
حرم قبل هذا ما يحضرني من التأويل فيه وبال التوفيق
ومما يدل على أن الوجه ما ذكرنا ما خرجه أبو داود عن مسدد عن يحيى القطان عن الثوري عن منصور عن سالم ابن أبي الجعد عن جابر بن عبد ال قال لما نهى )
( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الوعية قالت النصار أنه ل بد لنا قال فل إذا وهذا حديث صحيح ويدل على ذلك أيضا اختلف الفقهاء في هذا الباب مع علمهم
بهذا الحديث وروايتهم له وذكر ابن القاسم عن مالك أنه كره النتباذ في الدباء والمزفت ول يكره غير ذلك قال أبو عمر هذا لما خشي ) أ ( من سرعة الفساد الى النبيذ في
هذين الظرفين وال أعلم وكره الثوري النتباذ في الدباء والحنتم والنقير والمزفت وقال الشافعي ل أكره من النبذة إذا لم يكن الشراب يسكر شيئا بعد ما سمى في الثار
من الحنتم والنقير والدباء والمزفت قال أبو عمر قد أحاط علمنا بأن مالكا والثوري والشافعي رووا الثار الناسخة المذكورة في هذا الباب وعنهم رويناها فل وجه
لكراهيتهم النتباذ في هذه الوعية مع سرعتهم الى القول بما صح عندهم من الثار المسندة ) ( 1ال ما ذكرنا وبال التوفيق وقال أبو حنيفة وأصحابه ل بأس بالنتباذ في
جميع الواني وحجتهم الثار التي ذكر فيها النسخ لما قبلها ورووا عن إنس أنه كان ينبذ له في جرة خضراء وهو احد من روى النهي عن نبيذ الجر فدل ذلك على أنه
منسوخ فأما الثار في هذا الباب فحدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا سعيد بن منصور قال
حدثنا فليح بن سليمان عن محمد ) ( 1466بن عمرو العتواري قال حدثني أبي ان عبد ال بن عمر مر به فقال له أين أصبحت غاديا يا أبا عبد الرحمن قال أردت أبا
سعيد الخدري قال فانطلقت معه فقال له ابن عمر يا أبا سعيد ما حديث بلغني عنك ) ب ( انك تحدث به ) ج ( عن رسول ال صلى ال عليه وسلم في لحوم الضاحي
وادخارها بعد ثلث ) وفي زيارة القبور وفي النبذة فقال أبو سعيد سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول كنت نهيتكم عن لحوم الضاحي وادخارها بعد ثلث (
) د ( فقد جاء ال بالسعة فكلوا وادخروا ما بدا لكم وكنت نهيتكم عن
زيارة القبور فإن زرتموها فل تقولوا هجرا ونهيتكم عن النبذة فاشربوا كما بدا لكم وكل مسكر حرام ) وأما حديث علي بن أبي طالب فسنذكره بعد في هذا الباب وأما
حديث ابن مسعود ( ) أ ( فروى واسع بن حبان عن أبي سعيد عن النبي عليه السلم نحوه وأخبرني أحمد بن محمد قال حدثنا وهب بن مسرة قال حدثنا محمد بن وضاح
قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن زيد قال حدثنا فرقد ) ( 1467السبخي ) ب ( قال حدثنا جابر بن يزيد عن مسروق عن عبد ال
قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إني كنت نهيتكم ) ( 1عن زيارة القبور وانه قد اذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزرورها تذكركم الخرة ونهيتكم عن هذه الوعية
وان الوعية ل تحل شيئا منها ول تحرمه فاشربوا فيها ونهيتكم عن لحوم الضاحي فوق ثلث فاحبسوا ما بدا لكم
وأخبرني عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا معرف ) ( 1468بن واصل عن محارب ) ( 1469بن دثار
عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم نهيتكم ) ( 1عن ثلث وإني آمركم بهن عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة ونهيتكم عن
الشربة ان تشربوا ال في ظروف الدم فاشربوا في كل وعاء غير ان ل تشربوا مسكرا ونهيتكم عن لحوم الضاحي ان تأكلوها بعد ثلث فكلوا واستمتعوا بها في
أسفاركم وروى الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله ) أ ( ) قال كنت
نهيتكم عن زيارة القبور فقد اذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها ما بدا لكم فإنها تذكر الخرة ونهيتكم عن لحوم الضاحي ان تأكلوها فوق ثلث وإنما أردنا بذلك ان
يوسع أهل السعة على من ل سعة له فكلوا مما بدا لكم ونهيتكم عن الظروف وان الظروف ل تحل شيئا ول تحرمه وكل مسكر حرام ( ) أ ( قال أبو عمر قدم تقدم القول
في أن هذا القول اباحة فمن شاء انتبذ ومن شاء لم ينتبذ ومن شاء زار القبور ومن لم يشأ لم يزر وروى عبد الرحمن بن جابر عن أبيه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال كنت نهيتكم ان تنتبذوا في الدباء والحنتم والمقير والمزفت فانبتذوا ول احل مسكرا وروى أبو بردة ) ب ( ) ( 1470بن نيار عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله أو
نحوه
وقال عبد ال بن المغفل شهدت ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم حين نهى عن نبيذ الجر وشهدته حين أمر بشربه فقال اجتنبوا المسكر أخبرنا إسمعيل بن عبد
الرحمن قال حدثنا أبو اسحق محمد بن القاسم بن شعبان قال حدثنا محمد بن العباس قال حدثنا ابن الطائفي قال حدثنا زهير بن عباد قال حدثني ضمرة عن عثمان )
( 1471بن عطاء عن أبيه عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم أحل نبيذ الجر بعد أن حرمه حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا إسمعيل بن إسحق قال حدثنا حجاج بن منهال وسليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن ربيعة ) ( 1472بن النابغة عن أبيه عن علي بن
أبي طالب
B314
TEXT
عن النبي صلى ال عليه وسلم قال كنت نهيتكم عن الوعية فانتبذوا ) ( 1فيم بدا لكم وأياكم والمسكر فكل مسكر حرام ونهيتكم عن زيارة القبور فإن زرتموها فل تقولوا
هجرا وحدثنا أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن الفضل الخفاف قال حدثنا عبد الملك بن محمد الدقاق قال حدثنا محمد ) ( 1473بن سهل بن عسكر قال حدثنا
عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن عطاء الخراساني عن عبد ال بن بريدة عن أبيه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كنت نهيتكم ) ( 1عن زيارة القبور فزوروها
فإنها تذكر الخرة ونهيتكم عن نبيذ الجر فانتبذوا في كل وعاء واجتنبوا كل مسكر ونهيتكم عن لحوم الضاحي فوق ثلث وكلوا وادخروا وتزودوا وحدثني أحمد بن قاسم
بن عبد الرحمن قال حدثنا قاسم ابن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك بن عبد ال عن سماك بن حرب عن ابن بريدة
عن أبيه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم
نهى عن زيارة القبور ولحوم ) أ ( الضاحي ان تحبس فوق ثلث وعن الدباء والحنتم والنقير ) ( 1والمزفت ثم أني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر
الخرة ونهيتكم عن لحوم الضاحي فوق ثلث فكلوا واطعموا وادخروا ونهيتكم عن الظروف فانتبذوا فيما بدا لكم واجتنبوا كل مسكر ) وروى محمد بن إسحاق عن سلمة
بن كهيل عن ابن بريدة عن أبيه ان النبي صلى ال عليه وسلم رخص في الظروف بعد أن نهى عنها وانفرد به محمد بن إسحاق عن سلمة بن كهيل وليس لسلمة عن ابن
بريدة غير هذا الحديث قال أبو عمر احتج بعض من اجاز شرب النبيذ الصلب بأحاديث هذا الباب وقالوا هذه الحاديث تدل على ان الذي نهى عنه من شرب النبيذ هو ما
أسكر شاربه منه وما لم يسكره فليس بحرام عليه قالوا والمسكر مثل المحنتم من الطعمة والمبشم ) ( 2والموخم ) ( 3والمشبع وهو ما أشبع من الطعمة واتخم ول
يقال لمن أكل لقمة واحدة أكل ما يتخمه ويشبعه وأكثروا من القول في هذا المعنى مما ل وجه ليراده يراده ها هنا
وقالوا قد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اشربوا في الطروف كلها ول تسكروا بعد ان كان نهاهم عن النتباذ في بعضها قالوا ومحال ان يقول رسول ال اشربوا ما
ل يسكر قليلة ول كثيرة واياكم ان تسكروا لن هذا غير جائز أن يضاف مثله اليه لن الحلو الذي ل يسكر كثيره ول قليله ليس يقال في مثله اشرب منه ول تسكر واتوا
بضروب من خطا القول والتعسف في الحتجاج بما ل يلزم وفي قوله صلى ال عليه وسلم كل مسكر ) ( 1خمر وكل خمر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام ما يرفع
الشكال فيما ذكروه ويوهم ان النهي عن شرب قليل الجنس من المسكر وكثيره ل عن الفعل من فعل الشارب وخرج القول في نبيذ الظروف على خوف الشدة فيه على ما
وصفنا وقد بينا هذا المعنى في باب ) ( 2اسحق ( ) أ ( وأما قوله صلى ال عليه وسلم في الحديث ونهيتكم عن زيارة
القبور فزوروها ول تقولوا هجرا فإن العلماء اختلفوا في ذلك على وجهين أحدهما ان الباحة في ) أ ( زيارة القبور اباحة عموم كما كان النهي عن زيارتها نهي عموم ثم
ورد النسخ بالباحة على العموم فجائز للنساء والرجال زيارة القبور على ظاهر هذا الحديث لنه لم يستثن فيه رجل ول امرأة اه حدثني خلف بن القاسم الحافظ قال حدثنا
أبو علي سعيد ابن السكن قال حدثنا يحيى ) ( 1474بن محمد بن صاعد قال حدثنا حميد ) ( 1475بن الربيع الخزاز قال حدثنا يحيى ) ( 1476ابن اليمان قال أخبرنا
سفيان عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم زار قبر ) ( 1أمه في الف مقنع قال فما رأيت يوما كان أكثر باكيا من يومئذ
قال أبو علي قال لي ابن صاعد كان حميد ل يحدث بهذا الحديث إل في كل سنة مرة ) قال أبو عمر ( زعم قوم ان يحيى بن اليمان انفرد بهذا الحديث لن سائر أصحاب
الثوري يروونه عن الثوري عن علقمة مرسل والذي قال أن حميد بن الربيع انفرد بتوصيله لن البزار ذكره قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال حدثنا
يحيى ابن اليمان عن سفيان عن علقمة مرسل وذكره البزاز أيضا عن حميد بن الربيع متصل كما ذكرنا ( ) أ ( وقال آخرون إنما اقتضت الباحة زيارة القبور للرجال
والنساء فجائز للرجال زيارة القبور وغير جائز ذلك للنساء لما خصص في ذلك واحتجوا لما ذهبوا اليه مما ذكرنا عنهم بحديث ابن عباس عن النبي عليه السلم وهو ما
حدثناه أبو القاسم خلف بن ) ب ( القاسم قال حدثنا احمد بن محمد بن عبيد بن آدم ابن أبي إياس قال حدثنا أبو معن ثابت بن نعيم قال حدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا
شعبة عن محمد ) ( 1477بن
جحادة عن أبي صالح عن ابن عباس قال لعن ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم الزائرات للقبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ) ( 2وحدثنا أبو القاسم عبد
الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا محمد بن عبد السلم قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن محمد بن جحادة عن أبي صالح عن ابن
عباس قال لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج وحدثناه محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن
شعيب قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة عن أبي صالح عن ابن عباس فذكره سواء قال أبو عمر ممكن أن يكون هذا قبل الباحة
وتوقى ذلك للنساء المتجالت أحب إلى فأما الشواب فل تؤمن الفتنة عليهن وبهن حيث
خرجن ول شيء للمرأة أفضل من لزوم قعر بيتها ولقد كره أكثر العلماء خروجهن إلى الصلوات فكيف إلى المقابر وما أظن سقوط فرض الجمعة عنهن ال دليل على
أمساكهن عن الخروج فيما عداها وال أعلم واحتج من أباح زيارة القبور للنساء بما حدثناه عبد ال بن محمد قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد الوراق قال حدثنا الحسن ) أ (
بن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال حدثنا محمد بن المنهال قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا بسطام ابن مسلم عن أبي التياح يزيد بن حميد عن عبد ال بن أبي مليكة
إن عائشة أقبلت ) ( 1ذات يوم من المقابر فقلت لها يا أم المؤمنين من أين أقبلت قالت من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر فقلت لها أليس كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم نهى عن زيارة القبور قالت نعم كان نهى عن زيارتها ثم أمر بزيارتها قال أبو بكر وحدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان بن جريج عن ابن أبي مليكة قال زارت عائشة
قبر أخيها في هودج قال أبو بكر وحدثنا مسدد قال حدثنا نوح ) ( 1478بن
دراج عن أبان ) ( 1479بن تغلب ) أ ( عن جعفر بن محمد قال كانت ) ( 1فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم تزور قبر حمزة بن عبد المطلب كل جمعة
وعلمته بصخرة قال أبو بكر وسمعت ابا عبد ال يعني أحمد بن حنبل يسئل عن المرأة تزور القبر فقال أرجو ان شاء ال أن ل يكون به بأس عائشة زارت قبر أخيها قال
ولكن حديث ابن عباس ان النبي صلى ال عليه وسلم لعن زوارات القبور ثم قال هذا أبو صالح ماذا كأنه يضعفه ثم قال أرجو ان شاء ال عائشة زارت قبر أخيها قيل
لبي عبد ال فالرجال قال أما الرجال فل بأس به قال أبو عمر قد روى حديث لعن زوارات القبور من غير رواية أبي صالح ومن غير حديث ابن عباس حدثنا عبد
الرحمن بن يحيى قال حدثنا احمد بن سعيد قال حدثنا عبد الملك بن بحر قال حدثنا موسى بن هارون قال حدثنا العباس بن الوليد قال حدثنا أبو عوانة عن عمر
ابن أبي سلمة عن أبيه ) أ ( عن أبي هريرة قال لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم زوارات ) ( 1القبور ) وبه عن موسى بن هارون ( ) ب ( قال حدثنا العباس بن
الوليد قال حدثنا عبد الجبار ) ( 1480بن الورد قال سمعت ابن أبي مليكة يقول ركبت عائشة فخرج الينا ) ج ( غلمها فقلت أين ذهبت أم المؤمنين قال ذهبت إلى قبر
أخيها ) عبد الرحمن تسلم عليه ( ) د (
#حديث ثاني عشر لربيعة مرسل مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن غير واحد من علمائهم ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قطع ) أ ( لبلل ) ( 1481ابن
الحارث المزني معادن القبلية ) ( 1وهي من ناحية الفرع ) ( 2فتلك المعادن ل يؤخذ منها ) الى اليوم ال الزكاة ( ) ب ( هكذا هو في
الموطأ عند جميع الرواة مرسل ولم يختلف فيه عن مالك وهذا الحديث رواه الدراوردي عن ربيعة بن بلل بن الحارث المزني عن أبيه حدثنا إبراهيم بن شاكر ومحمد
بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن أيوب قال حدثنا أحمد بن عمرو البزار قال حدثنا يوسف بن سليمان قال حدثنا عبد العزيز بن محمد
الدراوردي عن ربيعة فذكره ورواه كثير ) ( 1482بن عبد ال بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن النبي عليه السلم وكثير مجتمع على ضعفه ل يحتج بمثله
) ذكره البزار ولفظه عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه أقطع بلل بن الحارث المعادن القبلية جلسيها وغوريها ) ( 1وحيث يصلح الزرع من مدهن ولم يعطه حق مسلم
رواه أبو يونس عن كثير عن أبيه عن جده وعن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس وليس يرويه عن أبي ) ( 1483أويس عن ثور وانفرد أبو سبرة المدني عن
مطرف عن مالك عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن بلل بن الحارث بمثله سواء ولم يتابع أبو سبرة على هذا السناد ( ) أ ( وإسناد ربيعة فيه صالح حسن وهو
حجة لمالك ومن ذهب مذهبه في المعادن واختلف العلماء فيما يخرج من المعادن ) فقال مالك ل شيء فيما يخرج من المعادن ( ) ب ( غير الذهب والفضة ول شيء فيما
يخرج منها من الذهب والفضة حتى يكون الذهب عشرين مثقال والفضة مائتي درهم فيجب فيها الزكاة مكانها ) ج ( وما زاد فبحساب ) د ( ذلك ما دام في المعدن نيل
فإن انقطع ثم جاء بعد ذلك نيل فإنه يتبدا ) أ ( فيه مقدار الزكاة مكانه قال والمعدن بمنزلة الزرع ل ينتظر به حول قال وما وجد في المعدن من الذهب والفضة من غير
كبير عمل فهو بمنزلة الركاز فيه الخمس قال والمعدن في أرض العرب والعجم سواء قال والمعدن في أرض الصلح لهلها لهم ان يصنعوا فيها ما شاءوا ويصالحون لمن
أذنوا ) ب ( له فيه على ما شاءوا من خمس أو غيره قال وما افتتح عنوة فهو إلى السلطان يصنع بها ما شاء واختلف قول الشافعي فيما يخرج من المعادن فمرة يقول ) ج
( بقول مالك في ذلك ومرة يقول ) د ( بما يخرج منها فائدة يستأنف بها حول وهو قول الليث بن سعد وقال الوزاعي في ذهب المعدن وفضته الخمس ول شيء فيما
يخرج منه غيرهما وقال أبو حنيفة واصحابه في الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص الخمس واختلف قوله أعني أبا حنيفة في الزئبق يخرج في المعادن فمرة
قال فيه الخمس ومرة قال ليس فيه شيء كالقار ) ه ( والنفط وقد أوضحنا هذه المسألة في باب ابن شهاب عند قوله صلى ال عليه وسلم والمعدن جبار وفي الركاز الخمس
B314
TEXT
) وتقصينا القول فيها هنالك والحمد ل ( ) و (
باب الزاي زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي ال عنه قال أبو عمر زيد بن أسلم يكنى أبا أسامة وأبوه أسلم يكنى أبا خالد بابنه خالد بن أسلم وهو ن \ من سبي
عين التمر ) وهو أول سبي دخل المدينة في خلفة أبي بكر بعث به خالد بن الوليد فأسلموا وأنجبوا كلهم منهم حمران بن أبان ويسار مولى قيس بن مخرمة وأفلح مولى
أبي أيوب وأسلم مولى عمر ( ) أ ( وكان أسلم ) ب ( من جلة الموالي علما ودينا وثقة ) ج ( وزيد بن أسلم أحد ثقات أهل المدينة وكان من العلماء العباد الفضلء
وزعموا أنه كان أعلم أهل المدينة بتأويل القرآن بعد محمد بن كعب القرظي وقد كان زيد بن أسلم يشاور في زمن القاسم ) د ( وسالم
روى ابن وهب قال أخبرني أسامة ) ( 1484بن زيد بن أسلم أنه كان جالسا عند أبيه إذ أتاه رسول من النصارى وكان أميرا لهم فقال ان المير يقول لك كم عدة المة
تحت الحر وكم طلقه إياها وكم عدة الحرة تحت العبد وكم طلقه إياها قال أبي عدة المة المطلقة حيضتان وطلق الحر المة ثلث وطلق العبد الحرة تطليقتان وعدتها
ثلث حيض ثم قام الرسول فقال أبي ) إلى أين تذهب فقال أمرني أن آتي القاسم بن محمد وسالم بن عبد ال فأسألهما فقال أبي ( ) أ ( أقسمت عليك ال ما رجعت إلى
فأخبرتني بما يقولن لك قال فذهب ثم رجع فاخبره أنهما قال كما قال وقال الرسول قال قل له ليس في كتاب ال ول سنة من رسول ال ولكن عمل به المسلمون وقال
مالك كان زيد بن أسلم من العلماء الذين يخشون ال وكان ينبسط الى وكان يقول ابن آدم اتق ال يحبك الناس وان كرهوا قال أبو عمر توفي زيد بن أسلم سنة ست وثلثين
ومائة في عشر ذي الحجة وفي هذه السنة استخلف أبو جعفر المنصور
) وكان علي بن حسين بن علي يتخطى الخلق إلى زيد بن أسلم وكان نافع بن جبير ينقل ذلك عليه فرآه ذات يوم يتخطى إليه فقال أتتخطى مجالس قومك إلى عبد آل عمر
بن الخطاب فقال علي بن حسين إنما يجالس الرجل من ينفعه في دينه ( ) أ ( وكان عمر بن عبد العزيز رحمه ال يدني زيد بن أسلم ويقربه ) ب ( ويجالسه وحجب
الحوص الشاعر يوما فقال %خليلي أبا حفص هل أنت مخبري %أفي الحق أن أقصى ويدني ابن أسلما %فقال عمر ذلك الحق اه أخبرنا عبد ال بن محمد بن يحيى
قال حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو القاضي المالكي قال حدثنا محمد بن علي قال حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الخزاعي ) ج ( قال أخبرني
زيد ) ( 1485بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال لما وضع مالك الموطأ جعل أحاديث زيد بن أسلم في آخر البواب فأتيته فقلت أخرت أحاديث زيد بن أسلم
جعلتها في آخر البواب فقال انها كالسراج تضيء لما قبلها
لمالك عن زيد بن اسلم من مرفوعات الموطأ أحد وخمسون حديثا منها مسندة ثلثة وعشرون حديثا ومنها حديث منقطع قصة معاوية مع أبي الدرداء تتمة أربعة وعشرين
ومنها مرسلة سبعة وعشرون حديثا من مراسيل سعيد بن المسيب واحد ومن مراسيل عطاء بن يسار خمسة عشر ومن مراسليه عن نفسه أحد عشر حديثا
#حديث أول لزيد بن أسلم مسند صحيح عن ابن عمر مالك عن نافع وعبد ال بن دينار وزيد بن أسلم كلهم يخبره عن عبد ال بن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال ل ينظر ال عز وجل يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلء قال أبو عمر الخيلء التكبر وهي الخيلء والمخيلة يقال منه رجل خال ومختال ) أ ( شديد الخيلء وكل ذلك
من البطر والكبر وال ل يحب المتكبرين ) ب ( ول يحب كل مختال فخور وهذا الحديث يدل على أن من جر إزاره من غير خيلء ول بطر أنه ل يلحقه الوعيد المذكور
غير أن جر الزار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد
يروى عن النبي عليه السلم فيما يحكى عن ربه عز وجل أنه قال الكبرياء ) ( 1ردائي والعظمة ازاري من نازعني واحدة منهما أدخلته النار ) روى كريب بن إبراهيم
عن أبي ريحانة سمعه يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل يدخل شيء من الكبر الجنة ( ) أ ( وترك التكبر واجب فرضا ) وهيئة اللباس سنة ( ) ب (
قال صلى ال عليه وسلم إزرة المؤمن ) ( 2الى انصاف ساقيه ول جناح عليه فيما بين ذلك الى الكعبين ما أسفل من ذلك ففي النار يعني ان هذا مستحق ) ج ( من فعل
ذلك وهو عالم بالنهي مستخف بما جاءه عن نبيه صلى ال عليه وسلم وإن عفا ال عنه فهو أهل العفو وأهل المغفرة
ومما يدل على ان جر الزار مذموم على كل حال ما ذكره أبو زرعة قال حدثنا محمد بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة أنه أخبرهم عن زيد بن أسلم قال سمعت عبد ال
بن عمر يقول لبن ابنه ) عبد ال بن واقد ( ) أ ( يا بني ارفع ازارك فإني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل ينظر ال يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلء أل
ترى أن ابن عمر لم يقل لبن ابنه هل تجره خيلء بل أرسل ذلك ارسال خوفا منه أن يكون ذلك خيلء ) ولو صح انه ليس خيلء لدينه إن شاء ال وذكر الحسن الحلواني
قال حدثنا خالد ) ( 1486بن خداش قال حدثنا حماد بن زيد قال كان قميص أيوب يسم الرض هروي جيد ( ) ب ( وقد زعم أبو جعفر الطحاوي أن زيد بن أسلم لم
يسمع من ابن عمر وهذا غلط وقد بان لك ) ج ( في حديث ابن عيينة هذا
سماعه ومما يدل ) أ ( على ذلك أيضا ما ذكره ابن وهب في كتاب المجالس قال أخبرنا ابن زيد عن أبيه أن أباه أسلم أرسله الى عبد ال بن عمر يكتب له الى قيمه بخيبر
أن يصنع له خصفتين ) ( 1للقط ) ب ( قال فجئته فقلت أألج فقال ادخل فلما دخلت قال مرحبا بابن أخي ل تقل أألج ولكن قل السلم عليكم فإذا قالوا وعليك فقل آدخل
فإذا قالوا ادخل فادخل فقال له زيد ان أبي يقرأ عليك السلم ويقول اكتب إلى قيمك بخيبر أن يصنع له خصفتين للقط فقال نعم وكرامة اكتب يا غلم فكتب إلى قيمه يأمره
ان يصنع لي خصفتين جيدتين حسنتين فلم يأل قال زيد ملتحف فبينما هو يكتب إذ دخل عليه عبد ال ابن واقد بن ابنه وهو ملتحق ) ج ( مرخ ثوبه فقال له ارفع ثوبك
فرفع فقال ارفع فرفع فقال ارفع فرفع وقال ان في رجلي قروحا فقال وإن فإني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل ينظر ال ) ( 1عز وجل إلى من يجر ثوبه
الخيلء يوم القيامة وهذا واضح في كراهية ابن عمر لجر النسان ثوبه على كل حال لن عبد ال بن واقد أخبره أن في رجليه قروحا فقال وإن
وقد روى هذا الحديث عن ابن عمر جماعة لم يختلفوا فيه منهم نافع وسالم وعبدال بن دينار وعبد ال بن واقد وزيد بن أسلم ومحارب بن دثار وجبير ) ( 1487بن أبي
سليمان وغيرهم ورواه عن النبي صلى ال عليه وسلم جماعة منهم ابن عمر وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا
أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عبادة ) ( 1488بن مسلم ) أ ( الفزاري قال حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم
وزعم أنه كان جالسا مع ابن عمر إذ مر به فتى شاب عليه جبة صنعانية يجرها مسبل فقال يا فتى هلم فقال له الفتى ما حاجتك يا أبا عبد الرحمن قال ويحك أتحب أن
ينظر ال اليك يوم القيامة قال سبحان ال وما يمنعني من ذلك قال إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل ينظر ال إلى عبد يوم القيامة يجر إزاره خيلء قال
فلم ير الفتى إل مشمرا بعد ذلك اليوم حتى مات
وقد ظن قوم أن جر الثوب إذا لم يكن خيلء فل بأس به واحتجوا لذلك بما حدثناه عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن قال حدثنا محمد بن
يوسف قال حدثنا البخاري قال أخبرنا ابن ) أ ( مقاتل قال أخبرنا عبد ال قال أخبرنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد ال عن عبد ال ابن عمر قال قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم من جر ثوبه ) ( 1خيلء لم ينظر ال اليه يوم القيامة فقال أبو بكر أن أحد شقى ليسترخي إل أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنك
لست تصنع ذلك خيلء قال موسى قلت ) ب ( لسالم أذكر عبد ال من جر ازاره قال لم أسمعه إل ذكر ثوبه وهذا إنما فيه أن أحد شقى ثوبه يسترخي ل أنه تعمد ذلك
خيلء فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم لست ممن يرضى ذلك ول يتعمده ول يظن بك ذلك وقد مضى ما فيه كفاية في هذا المعنى وسنزيده بيانا في باب العلء إن
شاء ال وذكر موسى بن هارون الحمال قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا أبو معشر عن أبي حازم قال ان ال تبارك وتعالى ل ينظر إلى عبد يجر ثوبه من الخيلء حتى
يضع ذلك الثوب وإن كان ال يحب ذلك العبد
قال أبو عمر روى زيد بن أسلم عن ابن عمر أحاديث منها هذا ومنها حديث ابن عمر عن صهيب عن النبي صلى ال عليه وسلم في رد السلم في الصلة بالشارة ومنها
ان من البيان لسحرا ومنها من نزع يدا من طاعة ومنها في حل الزرار ومنها تشقيق الكلم من الشيطان كلها عن النبي عليه السلم وكلها سمعها زيد بن أسلم من عبد
ال بن عمر ولم يذكر في هذا الموضع من هذا الكتاب حديث مالك عن زيد ابن أسلم عن ابن عمر عن النبي عليه السلم خطب رجلن فعجب الناس لبيانهما فقال رسول
ال صلى ال عليه وسلم إن من البيان لسحرا أو ان بعض البيان لسحر وذكرناه في مراسل زيد ابن أسلم من هذا الكتاب لن يحيى أرسله ولم يذكر فيه ابن عمر ولم يتابع
يحيى على ذلك وال أعلم
#حديث ثان لزيد بن أسلم مسند حسن عن جابر قال أبو عمر قال قوم لم يسمع زيد بن أسلم من جابر بن عبد ال وقال آخرون سمع منه وسماعه من جابر غير مدفوع ) أ
( عندي وقد سمع من ابن عمر وتوفي ابن عمر قبل جابر بن عبد ال بنحو أربعة أعوام توفي جابر سنة ثمان وسبعين وتوفي ابن عمر سنة أربع وسبعين مالك عن زيد
ابن أسلم عن جابر بن عبد ال النصاري أنه قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في غزوة بني أنمار قال جابر فبينا أنا نازل تحت شجرة إذا رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال ) ( 1فقلت يا رسول ال هلم إلى الظل قال فنزل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقمت إلى غرارة ) ( 2لنا
فالتمست فيها فوجدت جروقثاء ) ( 1فكسرته ثم قربته إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال من أين لكم هذا فقلت خرجنا به يا رسول ال من المدينة قال جابر وعندنا
صاحب لنا نجهزه يذهب يرعى ظهرنا ) ( 2قال فجهزته ثم أدبر يذهب في الظهر وعليه بردان له قد خلقا قال فنظر رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أما له ثوبان
B314
TEXT
غير هذين فقلت بلى يا رسول ال ثوبان في العيبة ) ( 3كسوته إياهما قال فادعه فمره فيلبسهما قال فدعوته فلبسهما ) أ ( ثم ولى يذهب قال فقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم ما له ضرب ال عنقه أليس هذا خيرا قال فسمعه الرجل فقال يا رسول ال في سبيل ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم في سبيل ال فقتل الرجل في سبيل
ال ) هكذا هذا الحديث في الموطأ لم يختلف فيه الرواة وقد حدث أبو نعيم الحلبي عبيد ) ( 1489بن هشام عن ابن
المبارك عن مالك بحديث هو عندهم خطأ ان أراد حديث زيد بن أسلم هذا حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا أبو الحسين علي بن الحسين بن بندار قال حدثنا أبو عثمان سعيد
بن عبد العزيز قال حدثنا أبو نعيم الحلبي قال حدثنا ابن المبارك عن مالك عن محمد بن المنكدر عن أنس ان النبي صلى ال عليه وسلم قال لرجل يا فلن ضرب ال
عنقك قال في سبيل ال يا رسول ال قال في سبيل ال قال وهي كانت نية رسول ال صلى ال عليه وسلم رواه عن أبي نعيم الحلبي جماعة هكذا بهذا السناد منهم أبو
عمران موسى بن محمد النطاكي وسعيد بن عبد العزيز ابن مروان الحلبي ( ) أ ( في هذا الحديث إباحة طلب الظل والراحة وان الوقوف للشمس مع وجود الظل ليس
من البر في غزو كان ذلك أو غيره لنهم كانوا غازين مجاهدين حينئذ وفيه الخروج بالزاد وفي ذلك رد على من قال من الصوفية ل يدخر ) ب ( لغد وفيه اكرام الرجل
الجليل السيد بيسير الطعام وقبول الجلة ليسير ما يدعون اليه وفيه ان للرجل ان يسأل من أين هذا الطعام إذا خاف منه شيئا أو خاف من صاحب غفلة لمعنى معهود فينبهه
على ذلك وكان جابر يومئذ حدثا وال أعلم بمعنى سؤال رسول ال
صلى ال عليه وسلم إياه عن ذلك ولم يكن جابر ممن يتهم ولكن رسول ال بعث معلما صلى ال عليه وسلم وفيه ان من وسع ال عليه لم يجز له ادمان لبس الخلق من
الثياب وقال صلى ال عليه وسلم إذا أنعم ال على عبد بنعمة احب ان يرى أثرها عليه وقال عمر بن الخطاب رضي ال عنه إذا وسع ال ) ( 1عليكم فأوسعوا على
أنفسكم جمع ) ( 2الرجل ) أ ( عليه ثيابه اه حدثنا إسمعيل بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن العباس الحلبي قال حدثنا علي ) ( 1490بن عبد الحميد الغضائري قال
حدثنا سفيان ) ( 1491بن وكيع قال حدثني أبي عن أشعث عن بكر المزني عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ان ال ) ( 3يحب أن يرى أثر نعمته على
عبده
) وهذا الحديث يعارض ما روى عن النبي صلى ال عليه وسلم انه قال البذاذة ) ( 1من اليمان والبذاذة رثاثة الهيئة ( ) أ ( وفيه إباحة الكلم بالمعاريض وبما فحواه
يسمع إذا كان المتكلم به يريد به وجها محمودا أل ترى إلى قوله ماله ضرب ال عنقه وهو يريد بذلك الشهادة له وكان صلى ال عليه وسلم قلما يقول مثل هذا إل كان كما
قال أل ترى إلى ما روى عن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أنهم قالوا حين بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم بعثة ) ب ( إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن
حارثة فقال ان قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل جعفر فعبد ال بن رواحة قالوا فلما قال ذلك علمنا أنهم سيقتلون ومثل هذا ما حدثناه سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر ) ج ( ابن أبي شيبة قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عكرمة ابن عمار قال حدثني إياس بن سلمة بن الكوع
) قال أخبرني أبي في حديث ذكره ان عامر بن الكوع ( ) د ( حين خرج إلى خيبر جعل يرتجز بأصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
وفيهم النبي صلى ال عليه وسلم فجعل يسوق بهم الركاب وهو يقول %تال لول ال ما اهتدينا %ول تصدقنا ول صلينا % % %إن الذين قد بغوا علينا %إذا ) أ (
ارادوا فتنة أبينا % %ونحن عن فضلك ما استغنينا %فثبت القدام أن ل قينا % %وأنزلن سكينة علينا %فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم من هذا قالوا عامر يا
رسول ال قال غفر لك ربك قال وما استغفر لنسان قط يخصه إل استشهد قال ) ب ( فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال يا رسول ال لو متعتنا بعامر فقام عامر إلى
الحرب فبارزه مرحب اليهودي فاستشهدا وذكر تمام الحديث أل ترى إلى قوله وما استغفر لنسان يخصه إل استشهد وإلى قول عمر لو متعتنا بعامر وهذا كله في معنى
قوله ماله ضرب ال عنقه وفيه إجابة دعوة رسول ال صلى ال عليه وسلم ودعاؤه كله عندنا مجاب إن شاء ال وسيأتي القول في معنى حديثه صلى ال عليه وسلم
فاختبأت دعوتي شفاعة لمتي في موضعه من كتابنا هذا إن شاء ال تعالى
#حديث ثالث لزيد بن أسلم متصل صحيح مسند مالك عن زيد ابن أسلم عن أبيه انه قال سمعت عمر بن الخطاب وهو يقول حملت على فرس عتيق في سبيل ال وكان
الرجل الذي هو عنده قد اضاعه فأردت أن أشتريه منه وظنت أنه بائعه برخص فسألت عن ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ل تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد
فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه روى هذا الحديث ابن عيينة عن زيد ابن أسلم عن أبيه عن عمر مثله وقال فيه ل تشتره ول شيئا من نتاجه ذكره الشافعي
والحميدي عن ابن عيينة قال أبو عمر الفرس العتيق هو الفاره عندنا وقال صاحب العين عتقت الفرس تعتق إذا سبقت وفرس عتيق رائع وفي هذا الحديث من الفقه إجازة
تحبيس الخيل في سبيل ال
وفيه ان حمل على فرس في سبيل ال وغزا به ) فله أن يفعل به بعد ذلك ما يفعل في سائر ماله ( ) أ ( أل ترى ان رسول ال صلى ال عليه وسلم لم ينكر على بائعه بيعه
وأنكر على عمر شراءه ولذلك قال ابن عمر إذا بلغت به وادي القرى فشأنك به وقال سعيد بن المسيب إذا بلغ به رأس مغزاته فهو له ويحتمل أن يكون هذا الفرس ضاع
حتى عجز عن اللحاق بالخيل وضعف عن ذلك ونزل عن مراتب الخيل التي يقاتل عليها فأجيز له بيعة لذلك ومن أهل العلم من يقول يضع ثمنه ذلك في فرس عتيق أن
وجده وال اعان به في مثل ذلك ومنهم من يقول أنه له كسائر ماله إذا غزا عليه واما اختلف الفقهاء في هذا المعنى فقال مالك إذا أعطى فرسا في سبيل ال فقيل له هو
لك في سبيل ال فله أن يبيعه وأن قيل هو في سبيل ال ركبه ورده وقال الشافعي وأبو حنيفة الفرس المحمول عليها في سبيل ال هي لمن يحمل عليها تمليك قالوا ولو قال
له إذا بلغت به رأس مغزاك فهو لك كان تمليكا على مخاطرة ولم يجز وقال الليث بن سعد من أعطى فرسا في سبيل ال لم يبعه حتى يبلغ مغزاه ثم يصنع به ما شاء إل
أن يكون حبسا فل يباع وقال عبيدال بن الحسن إذا قال هو لك في سبيل ال فرجع به رده حتى يجعله في سبيل ال
وسيأتي ) أ ( هذا في باب نافع والحمد ل وفيه ان كل من يجوز تصرفه في ماله وبيعه وشراؤه ) ب ( فجائز له بيع ما شاء من ماله بما شاء من قليل الثمن وكثيره كان
مما يتغابن الناس به أو لم يكن إذا كان ذلك ماله ولم يكن وكيل ول وصيا لقوله صلى ال عليه وسلم ) في مثل هذا الحديث ) ج ( ولو أعطاكه بدرهم واختلف الفقهاء في
كراهية شراء الرجل لصدقته الفرض والتطوع إذا أخرجها عن يده لوجهها ثم أراد شراءها من الذي صارت اليه فقال مالك إذا ) د ( حمل على فرس فباعه الذي حمل
عليه فوجده الحامل في يد المشتري فل يشتره أبدا وكذلك الدراهم والثوب قال أبو عمر ذكره ابن عبد الحكم عنه وقال في موضع آخر من كتابه ومن حمل على فرس
فباعه ثم وجده الحامل في يد الذي اشتراه فترك شرائه أفضل قال ابو عمر كره ) ه ( ذلك مالك والليث والحسن بن حي والشافعي
ولم يروا لحد أن يشتري صدقته ) فإن إشترى أحد صدقته ( ) أ ( لم يفسخوا العقد ولم يردوا البيع ورأوا التنزه عنها وكذلك قولهم في شراء النسان ما يخرجه من كفارة
اليمين مثل الصدقة سواء قال أبو عمر ) إنما كرهوا بيعها ( ) ب ( لهذا الحديث ولم يفسخوها لنها راجعة اليه بغير ذلك المعنى وقد بينا هذا الحديث ) ج ( في قصة هدية
بريرة بما تصدق به عليها ويحتمل هذا الحديث أن يكون على وجه التنزه وقطع الذريعة الى بيع الصدقة قبل اخراجها او يكون موقوفا على التطوع في التنزه وقال ابو
حنيفة وأصحابه والوزاعي ل بأس لمن أخرج زكاته وكفارة يمينه أن يشتريه بثمن يدفعه إليه وقال ابو جعفر الطحاوي المصير إلى حديث عمر في الفرس أولى من قول
من أباح شراء صدقته وقال قتادة البيع في ذلك فاسد مردود لني ل أعلم الفيء إل حراما وكل العلماء يقولون إذا رجعت اليه بالميراث طابت له ) ال ابن عمر فإنه كان ل
يحبسها إذا رجعت اليه بالميراث ( ) د (
وتابعه الحسن بن حي فقال إذا رجعت اليه بالميراث وجهها فيما كان وجهها فيه إذا كانت صدقة وأما الهبة فل يكره الرجوع فيها اه قال أبو عمر يحتمل فعل ابن عمر في
رد ما رجع اليه من صدقاته بالميراث ان يكون على سبيل الورع والتبرع لنه كان يرى ذلك واجبا عليه وكثيرا ما كان يدع الحلل ورعا ولعله لم يصح عنده ما روى
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم في ذلك ولم يعلمه وقد وردت السنة الثابتة ) عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ) أ ( باباحة ما رده الميراث من الصدقات وقد
ذكرناها في باب ربيعة في قصة لحم بريرة وأوضحنا المعنى في ذلك بما ل وجه لعادته ها هنا وأكل رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أهدى اليه من الصدقة وقوله أن
الصدقة تحل من اشتراها بماله من الغنياء يوضح ما ذكرنا لن الصدقة ل تحل لغنى ال لخمسة أحدهم رجل اشتراها بماله فكما جاز له ان يشتريها بماله وهي صدقة
غيره فكذلك شراء صدقته لن الشراء لها ليس برجوع فيها في المعنى على ما بينا في قصة لحم بريرة وإنما الرجوع فيها أن يتصرف فيما فعله من صدقته أو هبته دون
ان يبتاع ) ب ( ذلك
ولكن حديث عمر ) أ ( هذا أولى أن يوقف عنده لنه خص المتصدق بها فنهى عن شرائها وذلك نهى تنزه إن شاء ال وأما قوله عليه السلم ل تحل الصدقة لغني إل
لخمسة فسيأتي ذكره فيما ياتي من حديث زيد بن أسلم من كتابنا هذا وبال توفيقنا
#حديث رابع لزيد بن أسلم مسند يجري مجرى المتصل مالك عن زيد ابن أسلم عن أبيه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن
الخطاب يسير معه ليل فسأله عمر عن شيء فلم يجبه ثم ساله فلم يجبه ) ثم سأله فلم يجبه ( ) أ ( فقال عمر ثكلتك أمك يا عمر ) ب ( نزرت رسول ال صلى ال عليه
وسلم ثلث مرات كل ذلك ل يجيبك قال عمر فحركت بعيري حتى إذا كنت أمام الناس وخشيت ان ينزل في قرآن فما نشبت ان سمعت صارخا يصرخ ) ج ( بي قال
B314
TEXT
فقلت لقد خشيت ان يكون نزل في قرآن قال فجئت رسول ال صلى ال عليه وسلم فسلمت عليه فقال أنزل على هذه الليلة سورة لهي احب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم
قرأ !> إنا فتحنا لك فتحا مبينا <! هذا الحديث عندنا على التصال لن أسلم رواه عن عمر
وسماع أسلم من موله عمر رضي ال عنه صحيح ل ريب فيه وقد رواه محمد بن حرب عن مالك كما ذكرنا اه اخبرنا خلف بن القاسم وعلي بن إبراهيم قال ) حدثنا
الحسن بن رشيق قال حدثنا محمد بن زريق بن جامع وحدثنا عبد الرحمن بن مروان قال ( ) أ ( حدثنا الحسن بن علي بن داود قال حدثنا محمد بن زيان ) ب ( قال حدثنا
عبدة ) ( 1492ابن عبد الرحيم المروزي قال أخبرنا محمد ) ( 1493بن حرب عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر يسير معه ليل فسأله عمر عن شيء فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه ) ثم سأله فلم يجبه ( ) ج ( ثلثا فقال عمر ثكلتك أمك عمر ) د (
نزرت رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث مرات كل ذلك ل يجيبك قال عمر فحركت بعيري حتى تقدمت أما الناس وخشيت ان ينزل في قرآن فما نشبت أن سمعت
صارخا يصرخ بي قال فقلت له لقد خشيت ان يكون ينزل في قرآن فجئت رسول ال صلى ال عليه وسلم فسلمت عليه فقال لي لقد أنزل ال ) ( 1علي الليله سورة لهي
أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ !> إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك ال <! وهكذا رواه مسندا روح بن عبادة ومحمد بن خالد بن عثمة ) جميعا أيضا عن مالك
كرواية محمد بن حرب سواء ذكره النسائي عن محمد بن عبد ال بن المبارك ( ) ب ( في هذا الحديث السفر بالليل والمشي على الدواب بالليل وذلك عند الحاجة مع
استعمال الرفق لنها بهائم عجم وقد أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالرفق بها والحسان اليها وفيه أن العالم إذا سئل عن شيء ل يجب ) ج ( الجواب فيه أن يسكت
ول يجيب بنعم ول بل ورب كلم جوابه السكوت وفيه من الدب ان سكوت العالم عن الجواب يوجب على المتعلم ترك اللحاح عليه وفيه الندم على اللحاح على العالم
خوف غضبه وحرمان فائدته فيما يستأنف وقلما أغضب عالم إل احترمت فائدته قال ابو سلمة بن عبد الرحمن لو رفقت بابن عباس لستخرجت منه علما اه وفيه ما كان
عمر عليه من التقوى والوجل لنه خشي أن يكون عاصيا بسؤاله رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث مرات
كل ذلك ل يجيبه إذ المعهود إن سكوت المرء عن الجواب وهو قادر عليه عالم به دليل على كراهية السؤال وفيه ما يدل على أن السكوت عن السائل يعز عليه وهذا
موجود في طابع الناس ولهذا ارسل رسول ال صلى ال عليه وسلم في عمر يؤنسه ويبشره وال أعلم وفيه أوضح الدليل على منزلة عمر من قلب رسول ال صلى ال
عليه وسلم موضعه منه ومكانته عنده وفيه ان غفران الذنوب خير للنسان مما طلعت عليه الشمس لو أعطى ذلك وذلك تحقير منه صلى ال عليه وسلم للدنيا وتعظيم
للخرة ) أ ( وهكذا ينبغي للعالم ان يحقر ما حقر ال من الدنيا ويزهد فيها ويعظم ما عظم ال من الخرة ويرغب فيها وإذا كان غفارن الذنوب للنسان خيرا مما طلعت
عليه الشمس ومعلوم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يكفر عنه إل الصغائر من الذنوب لنه لم يأت قط كبيرة ل هو ول أحد من أنبياء ال لنهم معصومون من
الكبائر صلوات ال عليهم فعلى هذا الصلوات الخمس خير للنسان من الدنيا وما فيها لنها تكفر الصغائر وبال التوفيق وفيه أن نزول القرآن كان حيث شاء ال من حضر
وسفر وليل ونهار والسفر المذكور في هذا الحديث الذي نزلت فيه سورة الفتح منصرفة من الحديبية ل أعلم بين أهل العلم في ذلك خلفا
قال أبو عمر قال معمر عن قتادة نزلت عليه !> إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك ال ما تقدم من ذنبك وما تأخر <! مرجعه من الحديبية فقال النبي صلى ال عليه وسلم قد
نزلت على آية أحب إلى ) مما على الرض ( ) أ ( ثم قرأ عليهم فقالوا هنيئا مريئا يا رسول ال قد بين ال لك ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فنزلت !> ليدخل المؤمنين
والمؤمنات جنات تجري من تحتها النهار <! إلى قوله !> فوزا عظيما <! وقال ابن جريج نحو ذلك وزاد فنزل ما في الحزاب !> وبشر المؤمنين بأن لهم من ال فضل
كبيرا <! وأنزل !> ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها النهار <! اليتين الى قوله !> غفورا رحيما <! وقال غير ابن جريج فقال المنافقون وماذا يفعل
بنا فنزلت !> بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما <! ونزلت !> ويعذب المنافقين والمنافقات <! الى قوله !> وكان ال غفورا رحيما <! فقال عبد ال بن أبي وأصحابه
يزعم محمد أنه غفر له ذنبه وان يفتح ال عليه وينصره نصرا عزيزا هيهات هيهات الذي بقي له أكثر فارس والروم أيظن محمد أنهم مثل ) ب ( من نزل بين ظهريه
فنزلت !> ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بال ظن السوء <! بأنه ل ينصر فبئس ما ظنوا ونزلت !> ول جنود السماوات والرض <! الية
قال أبو عمر اختلف أهل العلم في قوله !> فتحا مبينا <! فقال قوم خيبر وقال قوم ) أ ( الحديبية منحره وحلقه وقال ابن جريج فتحنا لك حكمنا لك حكما ) بينا حين ارتحل
( ) ب ( من الحديبية راجعا قال وقد كان شق عليهم أن صدوا عن البيت وقال ليغفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقال أوله وآخره وينصرك ال نصرا عزيزا قال
يريد بذلك فتح مكة والطائف وحنين ) ج ( العرب ولم يكن بقي ) د ( في العرب غيرهم وقال قتادة ومجاهد فتحنا لك قضينا لك ) ه ( قضاء مبينا منحره وحلقه بالحديبية
ذكره معمر عن قتادة وذكره ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وروى شعبة عن قتادة عن أنس فتحا مبينا قال الحديبية ) وذكر وكيع عن أبي جعفر الرازي عن قتادة
عن أنس قال خيبر وكذلك اختلف في ذلك قول مجاهد ايضا ( ) و (
وأما قوله في الحديث نزرت ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ابن وهب معناه أكرهت رسول ال صلى ال عليه وسلم بالمسئلة أي أتيته بما يكره وقال ابن
حبيب معناه الححت وكررت السؤال وأبرمت رسول ال صلى ال عليه وسلم وذكر حبيب عن مالك قال نزرت راجعته وقال الخفش نزرت وأنزرت البئر ) أكثرت
الستقاء منها حتى يقل ماؤها قاله أبو عمر ( ) أ ( ) ودفع نزور أي يأتي منها الشيء منقطعا قال ومعنى هذا الحديث أنه سأله حتى قطع عنه كلمه لنه تبرم به ( ) ب (
#حديث خامس لزيد بن أسلم متصل صحيح مسند مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار وعن بسر بن سعيد وعن العرج كلهم يحدثه عن أبي هريرة أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر قال أبو
عمر عطاء بن يسار قد تقدم ذكره والخبر عنه في باب إسماعيل ابن أبي حكيم ) وذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا احمد أبن صالح قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا
أبو صخر ) ( 1494
عن هلل ) ( 1495بن أسامة قال كان عطاء بن يسار إذا جلس يكون زيد بن أسلم عن يمينه وكنت عن يساره ( ) أ ( وأما بسر بن سعيد فإنه كان مولى لحضر موت
من أهل المدينة وكان ثقة فاضل مسنا سمع سعد بن أبي وقاص وجالسه كثيرا ولم ينكر يحيى القطان أن يكون سمع زيد بن ثابت قال علي بن المديني قلت ليحيى بن سعيد
يعني القطان بسر ابن سعيد لقي زيد بن ثابت قال وما تنكر ) ب ( ان يكون لقيه قلت قد روى عن أبي صالح عبيد ) ج ( مولى السفاح عن زيد بن ثابت فقال قد روى
سفيان عن رجل عن عبدال قال ابو عمر الحديث الذي رواه بسر بن سعيد عن أبي صالح عبيد مولى السفاح عن زيد بن ثابت ) وهو حديث ( ) د ( عجل لي وأضع عنك
ذكره مالك وغيره وكان مالك رحمه ال يثنى على بسر بن سعيد ويفضله ويرفع به في ورعه وفضله
وذكر علي بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول بسر بن سعيد أحب إلي من عطاء بن يسار قال يحيى ) كان بسر بن سعيد يذكر بخير ( ) أ ( بسر بن سعيد مولى
الحضرميين كان من أهل الفضل روى عن أصحاب النبي عليه السلم مات في خلفة عمر بن عبد العزيز وأما العرج فهو عبد الرحمن بن هرمز كان صاحب قرآن
وحديث قرأ عليه نافع القارئ وكان ثقة مامونا قال ) مصعب ابن عبد ال ( ) ب ( عبد الرحمن ) بن هرمز ( ) ج ( العرج مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد
المطلب يكنى أبا داود روى عنه ابن شهاب وأبو الزناد ويحيى بن سعيد وغيرهم توفي بالسكندرية سنة سبع عشرة ومائة ) وقال المدائني مات أبو داود عبد الرحمن
العرج مولى محمد بن ربيعة بالسكندرية سنة تسع عشرة ومائة ( ) د ( وأما أبو هريرة رضي ال عنه فمذكور في كتابنا في الصحابة بما يجب أن يذكر به وبال
التوفيق وقد قيل إن زيد بن أسلم روى هذا الحديث أيضا عن أبي صالح مع هؤلء كلهم عن أبي هريرة وحدثني خلف بن القاسم قال حدثنا إبراهيم بن محمد الديلي قال
حدثنا محمد بن علي بن زيد الجوهري قال حدثنا
سعيد بن منصور قال حدثنا حفص بن ميسرة الصنعاني عن زيد بن أسلم عن العرج وبسر بن سعيد وأبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
من أدرك ) ( 1ركعة من صلة الصبح قبل أن تطلع الشمس فلم تفته ومن أدرك ركعة من صلة ) أ ( العصر قبل أن تغرب الشمس فلم تفته قال أبو عمر الدراك في
هذا الحديث ادراك الوقت ل ان ركعة من الصلة من أدركها من ) ب ( ذلك الوقت أجزأته من تمام صلته وهذا إجماع من المسلمين ل يختلفون في أن هذا المصلى
فرض عليه واجب ان يأتي بتمام صلة الصبح وتمام صلة العصر فأغنى ذلك عن الكثار وبان بذلك ان قوله صلى ال عليه وسلم فقد أدرك الصلة يريد فقد أدرك وقت
الصلة إل أن ثم أدلة تدل على أن الوقت المختار في هاتين الصلتين غير ذلك الوقت منها قوله صلى ال عليه وسلم في حديث عبد ال بن عمرو بن العاص ) وآخر
وقت العصر ( ) ج ( ما لم تصفر الشمس يعني آخر الوقت المختار لئل تتعارض الحاديث
ومثل ذلك حديث العلء عن أنس مرفوعا تلك ) ( 1صلة المنافقين يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني الشيطان قام فنقر ) ( 2أربعا ل يذكر ال
فيها ال قليل وهذا التغليظ على من ترك اختيار رسول ال لمته في الوقت ورغب عن ذلك ولم يكن له عذر مقبول والثار في تعجيل العصر كثيرة جدا ومعناها كلها ما
ذكرناه وبهذا كتب عمر بن الخطاب ) أ ( الى عماله إن صلوا ) ( 3العصر والشمس بيضاء نقية قبل ان تدخلها صفرة هذا كله على الختيار بدليل حديث أبي هريرة
المذكور في هذا الباب ) حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد قال حدثنا الخضر قال حدثنا الثرم قال قيل لحمد بن حنبل قوله صلى ال عليه وسلم من
B314
TEXT
أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقال هذا على الفوات ليس على أن يترك العصر إلى هذا الوقت وذكر حديث قتادة عن أبي أيوب عن عبد ال بن عمرو قال
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ووقت ) ( 1العصر ما لم تصفر الشمس ( ) أ ( فالوقات ) ب ( في ترتيب السنن وال أعلم وقتان في الحضر وقت رفاهية وسعة
ووقت عذر ضرورة يبين لك ذلك ما ذكرنا من الثار ويزيد لك في ذلك بيانا أقاويل فقهاء أئمة المصار فنذكر هنا أقاويلهم في وقت الصبح والعصر إذ لم يتضمن حديث
هذا الباب ذكر غيرهما من الصلوات ونذكر في باب ابن شهاب عن عروة جملة مواقيت الصلة ونبسط ذلك ونمهده هناك ان شاء ال أجمع العلماء على أن أول وقت
صلة الصبح طلوع الفجر الثاني إذا تبين طلوعه وهو البياض المنتشر من أفق المشرق والذي ل ظلمة بعده ) وقد ذكرنا أسماء الفجر في اللغة وشواهد الشعر على ذلك
والمعنى فيه عند الفقهاء في أول حديث من مراسيل عطاء ومن باب يزيد أيضا والحمد ل ( ( ) ج ( واختلفوا في آخر وقتها فذكر ابن وهب عن مالك قال وقت الصبح
من حين يطلع الفجر إلى طلوع الشمس وقال ابن القاسم عن مالك وقت الصبح الغلس والنجوم بادية مشتبكة وآخر وقتها إذا أسفر
قال أبو عمر هذا عندنا على الوقت المختار لن مالكا لم يختلف قوله فيمن أدرك ركعة منها قبل طلوع الشمس ممن له عذر في سقوط الصلة عند خروج الوقت مثل
الحائض تطهر ومن جرى مجراها ان تلك الصلة واجبة عليها بادراك مقدار ركعة من وقتها وإن صلت الركعة الثانية مع الطلوع او بعده وقال الثوري آخر وقتها ما لم
تطلع الشمس وكانوا يستحبون ان يسفروا بها ومثل قول الثوري قال أبو حنيفة وأصحابه وكذلك قال الشافعي آخر وقتها طلوع الشمس ال أنه يستحب التغليس بها ول
تفوت عنده حتى تطلع الشمس قبل أن يصلي منها ركعة بسجدتيها فمن لم يكمل منها ركعة بسجدتيها قبل طلوع الشمس فقد فاتته وقال أحمد بن حنبل مثل قول الشافعي
سواء قال وقت الصبح من طلوع الفجر إلى أن تطلع الشمس ومن أدرك منها ركعة قبل طلوع الشمس فقد أدركها مع الضرورة وهذا كقول الشافعي سواء ول خلف بين
العلماء في ذلك ال أن منهم ) أ ( من جعل آخر وقتها ادراك ركعة منها قبل طلوع الشمس لضرورة وغير ضرورة وهو قول داود وإسحاق وأما سائر العلماء فجعلوا هذا
وقتا لصحاب العذر والضرورات وممن ذهب إلى هذا مالك والشافعي والوزاعي وأحمد ابن حنبل
واختلفوا في أول وقت العصر وآخره فقال مالك أول وقت العصر إذا كان الظل قامة بعد القدر الذي زالت عنه ) أ ( الشمس ويستحب لمساجد الجماعات أن يؤخروا ذلك
قليل قال وآخر وقتها ان يكون ظل كل شيء مثليه هذه حكاية ابن عبد الحكم وابن القاسم عنه وهذا عندنا على وقت الختيار لنه قد روى عنه أن ) ب ( ) ل خلف عندنا
في ( ) ج ( مدرك ركعة منها قبل الغروب ممن كانت الصلة ل تجب عليه لو خرج وقتها لحالة كالمغمى عليه عنده والحائض ومن كان مثلهما تجب عليه صلة العصر
فرضا بإدراك مقدار ركعة منها قبل غروب الشمس فدل ذلك على ان وقتها عنده إلى غروب الشمس وكذلك ذكر ابن وهب أيضا عن مالك وقت الظهر والعصر إلى
غروب الشمس وهذا عندنا أيضا على أصحاب الضرورات لن رسول ال صلى ال عليه وسلم جمع بين الصلتين في السفر في وقت احداهما لضرورة السفر فكل
ضرورة وعذر فكذلك وسنذكر وجه الجمع بين الصلتين في السفر والمطر في باب أبي الزبير إن شاء ال وقد ) د ( قال الوزاعي إن ركع ركعة من العصر قبل غروب
الشمس وركعة بعد غروبها فقد أدركها والصبح عنده كذلك ) قال الثوري أول وقت العصر إذا كان ظلك مثلك وإن أخرتها ما لم تغير الشمس أجزأك ( ) ه (
وقال الشافعي أول وقتها في الصيف إذا جاوز ظل كل شيء مثله بشيء ما كان ومن أخر العصر حتى يجاوز ظل كل شيء مثليه في الصيف أو قدر ذلك في الشتاء فقد
فاته وقت الختيار ول يجوز أن يقال قد فاته وقت العصر مطلقا كما جاز على الذي أخر الظهر إلى أن جاوز ظل كل شيء مثله قال وإنما قلت ذلك لحديث أبي هريرة
عن النبي صلى ال عليه وسلم من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها قال أبو عمر قول الشافعي ها هنا في وقت الظهر ينفى الشتراك بينها وبين
العصر في ظاهر كلمه وهو شيء ينقضه ما بنى عليه مذهبه في الحائض تطهر والمغمى عليه يفيق والكافر يسلم والصبي يحتلم لنه يوجب على كل واحد منهم إذا
أدرك ركعة واحدة قبل الغروب أن يصلي الظهر والعصر جميعا وفي بعض أقاويله إذا أدرك أحد هؤلء مقدار تكبيرة واحدة قبل الغروب لزمه الظهر والعصر جميعا
فكيف يسوغ لمن هذا مذهبه أن يقول ان الظهر يفوت فواتا صحيحا بمجاوزة ظل كل شيء مثله أكثر من فوات العصر بمجاوزة ظل كل شيء مثليه وأما قوله في وقت
العصر إذا جاوز ظل كل شيء مثليه فقد جاوز وقت الختيار فهذا أيضا فيه شيء لنه هو وغيره من العلماء يقولون من صلى العصر والشمس بيضاء نقية فقد صلها
في وقتها المختار ل أعلمهم يختلفون في ذلك
فقف على ما وصفت لك يتبين لك بذك سعة الوقت المختار أيضا وبال التوفيق قال أبو ثور أول وقتها إذا صار ظل كل شيء مثله بعد الزوال وزاد على الظل زيادة تتبين
إلى أن تصفر الشمس ) وهو قول داود ( ) أ ( قال أبو عمر أما قول الشافعي وأبي ثور في أن وقت العصر ل يدخل حتى ) ب ( يزيد الظل على القامة زيادة تظهر
فمخالف لحديث إمامة جبريل عليه السلم لن حديث إمامة جبريل يقتضي أن يكون آخر وقت الظهر هو أول وقت العصر بل فصل ) ولكنه مأخوذ من حديث أبي قتادة
عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال إنما التفريط على ) ( 1من لم يصل الصلة حتى يدخل وقت الخرى ( ) ج ( وقد بينا اختلف العلماء في هذا المعنى وذكرنا علل
أقاويلهم فيه في باب ابن شهاب عن عروة من هذا الكتاب وقال أحمد بن حنبل في هذه المسألة مثل قول الشافعي أيضا ) د ( قال ) وإذا زاد ظل كل شيء مثليه ( ) ه (
خرج وقت الختيار ومن أدرك منها ركعة قبل أن تغرب
الشمس فقد أدركها قال وهذا مع الضرورة ) هذه حكاية الخزفي عنه وأما الثر فقال سمعت أبا عبد ال يقول آخر وقت الظهر هو أول وقت العصر قال لي ذلك غير مرة
وسمعته يقول آخر وقت العصر تغير الشمس قيل له ول تقل بالمثل والمثلين قال ل هذا أكثر عندي ( ) أ ( وقال ابو حنيفة ل يدخل وقت العصر حتى يصير ظل كل شيء
مثليه فخالف الثار وجماعة العلماء في ذلك وجعل وقت الظهر إلى أن يصير ) ب ( ظل كل شيء مثله ) ج ( ) وجعل بينهما واسطة ليست منهما وهذا لم يقله أحد (
) د ( هذه رواية أبي يوسف عنه ) وللحسين بن زياد اللؤلؤي ( ) ه ( أن الظل إذا صار مثله خرج وقت الظهر وإذا خرج تله وقت العصر إلى غروب الشمس وقال أبو
يوسف ومحمد وزفر آخر وقت الظهر أن يصير ) و ( ظل كل شيء مثله وهو أول وقت العصر إلى أن تتغير الشمس وقال إسحاق بن راهويه آخر وقت العصر أن يدرك
المصلى منها ركعة قبل الغروب وهو قول داود لكل الناس ) ز ( معذور
وغير معذور والفضل عندهما أول الوقت قال أبو عمر فقد بان بما ذكرنا من أقاويل أئمة فقهاء المصار وما روينا من الثار في هذا الباب أن أول الوقت منه مختار في
الحضر للسعة والرفاهية ومنه وقت ضرورة وعذر ول يلحق الثم واللوم حتى يخرج الوقت كله وال أعلم وقد أفادنا قوله صلى ال عليه وسلم ) من أدرك ركعة من
الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ( ) أ ( ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر معاني ووجوها منها أن المدرك لركعة من
الصبح قبل ان تطلع الشمس أو لركعة من العصر قبل غروبها كالمدرك لوقت الصبح ولوقت العصر الوقت الذي يأثم بالتأخير اليه كأنه قد أدرك الوقت من أوله وهذا لمن
كان له عذر من نسيان او ضرورة على ) ب ( ما قدما ذكره ومنها جواز صلة من صلى ذلك الوقت فرضه ممن نام عن صلة أو نسيها لنه المراد بالخطاب المذكور
والمأمور بالبدار إلى إدراك بقية الوقت وإن كان غيره يدخل في ذلك الخطاب بالمعنى فإن هذا هو المشار اليه فيه بالنص إن شاء ال وال أعلم
ومنها أنه افادنا في حكم من أسلم من الكفار أو بلغ من الصبيان أو طهر من الحيض في ذلك الوقت أنه كمن أدرك الوقت بكماله في وجوب صلة ) أ ( ذلك الوقت وتلزمه
تلك الصلة بكمالها كما لو أدرك وقتها من أوله ففرط فيها وكذلك حكم المسافر يقدم الحضر وحكم الحضري يخرج مسافرا في بقية من الوقت أو بعد دخول الوقت وحكم
المغمى عليه يفيق وهذا الحديث أصل هذا الباب كله فقف عليه ) إل أن الفقهاء اختلفوا ها هنا فذهب مالك وأصحابه إلى ظاهر هذا الحديث فقالوا من خرج مسافرا وقد
بقي عليه من النهار مقدار ركعة بعد أن جاوز بيوت مصره أو قريته صلى العصر ركعتين ولو خرج وقد بقي عليه مقدار ثلث ركعات ولم يكن صلى الظهر والعصر
صلهما جميعا مقصورتين وهذا عنده حكم المغرب والعشاء يراعى منهما مقدار ركعة من كل واحدة منهما على أصله فيمن سافر وقد بقى عليه مقدار ركعة أنه يقصر
تلك الصلة ولو قدم في ذلك الوقت من سفره أتم وقال ابو حنيفة وأصحابه والثوري والوزاعي إذا خرج من مصره قبل خروج الوقت صلى ركعتين وان قدم قبل خروج
الوقت أتم وهذا قول مالك وقال زفر ان جاوز بيوت القرية والمصر ولم يبق من الوقت ال ركعة فإنه مفرط وعليه أن يصلي العصر أربعا وان قدم من
سفره ودخل مصره ولم يبق من الوقت ال ركعة أتم الصلة وقال الحسن بن حي والليث والشافعي إذا خرج بعد دخول الوقت أتم وكذلك ان قدم المسافر قبل خروج الوقت
أتم وستأتي زيادة في هذا المعنى عن الشافعي والليث ومن تابعهما في آخر هذا الباب ( ) أ ( وأما اختلف الفقهاء في صلة الحائض والمغمى عليه ومن جرى مجراهما
فقال مالك إذا طهرت المرأة قبل الغروب فإن كان بقي عليها من النهار ما تصلى خمس ركعات صلت الظهر والعصر وإن لم يكن بقي من النهار ما تصلي خمس ركعات
صلت العصر وإذا طهرت قبل الفجر وكان ما بقي عليها من الليل قدر ما تصلي أربع ركعات ثلثا للمغرب وركعة من العشاء صلت المغرب والعشاء وإن لم يبق عليها
إل ما تصلي فيه ثلث ركعات صلت العشاء ذكره أشهب وابن عبد الحكم وابن القاسم وابن وهب عن مالك قال أشهب وسئل مالك عن النصراني يسلم والمغمى عليه يفيق
أهما مثل الحائض تطهر قال نعم يقضي كل واحد منهما ما لم يفت وقته وما فات وقته لم يقضه قال ابن وهب سألت مالكا عن المراة تنسى وتغفل عن صلة الظهر فل
تصليها حتى تغشاها الحيضة قبل غروب الشمس
قال مالك ل أرى عليها قضاء إل أن تحيض بعد غروب الشمس ولم تكن صلت الظهر والعصر رأيت عليها القضاء ) وقال مالك إذا طهرت قبل غروب الشمس فاشتغلت
بالغسل فلم تزل مجتهدة حتى غربت الشمس ل أرى أن تصلي شيئا من صلة النهار ( ) أ ( ) قال مالك إذا طهرت قبل غروب الشمس ل أرى أن تصلي شيئا من صلة
B314
TEXT
النهار ( ) ب ( وقال المراة الطاهر تنسى الظهر والعصر حتى تصفر الشمس ثم تحيض فليس عليها قضاؤهما فإن لم تحض حتى غابت الشمس فعليها القضاء ناسية
كانت او متعمدة قال مالك إذا رأت الطهر عند الغروب فأرى ان تغتسل فإن فرغت من غسلها قبل غروب الشمس فإن كان فيما أدركت ما تصلي الظهر وركعة من
العصر فلتصل الظهر والعصر وإن كان الذي بقي من النهار ليس فيه إل ) ج ( قدر صلة واحدة صلت العصر وإن لم يكن بقي من النهار ال قدر ركعة واحدة فلتصل
تلك الركعة ثم تقضي ما بقي من تلك الصلة وقال مالك من أغمى عليه في وقت صلة فلم يفق حتى ذهب وقتها ظهرا كانت أو عصرا قال والظهر والعصر وقتهما في
هذا إلى مغيب الشمس فل أعادة عليه قال وكذلك المغرب والعشاء وقتهما الليل كله
وقول الليث بن سعد في الحائض والمغمى عليه كقول مالك هذا سواء وقال الوزاعي وقد سئل عن الحائض تصلي ركعتين ثم تحيض ) وكيف وإن كانت أخرت الصلة
قال إن أدركها المحيض في صلة انصرفت عنها ول شيء عليها ( ) أ ( وإن كانت أخرت الصلة ولم يذهب الوقت فل شيء عليها قال وإذا طهرت المرأة بعد العصر
فأخذت في غسلها فلم تفرغ منه حتى غابت الشمس فل شيء عليها ذكره الوليد بن يزيد عن الوزاعي وقال الشافعي إذا طهرت المرأة قبل مغيب الشمس بركعة أعادت
الظهر والعصر وكذلك أن طهرت قبل الفجر بركعة أعادت المغرب والعشاء واحتج بقول النبي صلى ال عليه وسلم من أدرك ركعة من الصبح ومن أدرك ركعة من
العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر وبجمعه صلى ال عليه وسلم بين الصلتين في أسفاره وبعرفة وبالمزدلفة في وقت أحداهما يعني صلتي الليل وصلتي
النهار الظهر والعصر والمغرب والعشاء ) وهذا القول للشافعي ( ) ب ( في هذه المسألة أشهر أقاويله عند أصحابه فيها واصحها عندهم وهو الذي لم يذكر البويطي غيره
وللشافعي في هذه المسألة قولن آخران أحدهما مثل قول مالك سواء في مراعاة قدر خمس ركعات
للظهر والعصر وما دون الى ركعة للعصر ومقدار اربع ركعات للمغرب والعشاء وما دون ذلك للعشاء وآخر الوقت عنده في هذا القول لخر الصلتين والقول الخر
قاله في الكتاب المصري قال في المغمى عليه أنه إذا أفاق وقد بقي عليه من النهار قدر ما يكبر فيه تكبيرة الحرام أعاد الظهر والعصر ولم يعد ما قبلهما ل صبحا ول
مغربا ول عشاء قال وإذا أفاق وقد بقي عليه من الليل قبل أن يطلع الفجر قدر تكبيرة واحدة قضى المغرب والعشاء وإذا أفاق قبل طلوع الشمس بقدر تكبيرة قضى الصبح
وإذا طلعت الشمس قبل أن يفيق لم يقضها قال وكذلك الحائض والرجل يسلم وقال فيمن جن بأمر ) أ ( ل يكون به عاصيا فذهب عقله ل قضاء عليه ومن كان زوال عقله
بما يكون به عاصيا قضى كل صلة فاتته في حال زوال عقل وذلك مثل السركان وشارب السم والسركان عامدا لذهان عقله قال أبو عمر قوله صلى ال عليه وسلم من
أدرك ركعةمن الصبح او من العصر على ما في هذا الحديث يقتضي فساد قول من قال من أدرك تكبيرة لن دليل الخطاب في ذلك أن من لم يدرك من الوقت مقدار ركعة
فقد فاته ومن فاته الوقت بعذر يسقط عنه فيه الصلة كالحائض وشبهها فل شيء عليه وال أعلم
) وما احتج به بعض أصحاب الشافعي بهذه القولة حيث قالوا إنما أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم بذكر الركعة البعض من الصلة لنه قد روى عنه من أدرك
ركعتين من العصر فأشار إلى بعض الصلة مرة بركعة ومرة بركعتين والتكبير في حكم الركعة لنه بعض الصلة فمن أدركها فكأنه أدرك ركعة من الصلة فلس بشيء
لنه ينتقض عليه أصله في الجمعة ولم يختلف قوله فيها أن من لم يدرك منها ركعة تامة فلم يدركها وهو ظاهر الخبر لن قوله في جماعة أصحابه من لم يدرك من صلة
الجمعة ركعة بسجدتيها أتمها ظهرا وهذا يقضي عليه على سائر أقواله وهو أصحها وال أعلم ( ) أ ( وقال أبو حنيفة وأصحابه وهو قول ابن علية من طهر من الحيض
أو بلغ من الصبيان أو أسلم من الكفار لم يكن عليه أن يصلي شيئا مما فات وقته وإنما يقضي ما أدرك وقته بمقدار ركعة فما زاد وهم ل يقولون بالشتراك ) في
الوقات ( ) ب ( ل في صلتي الليل ول في صلتي النهار ول يرون لحد الجمع بين الصلتين ل لمسافر ول لمريض ول لعذر من العذار في وقت احداهما ل يجوز
ذلك عندهم في غير عرفة والمزدلفة وسيأتي ذكر مذاهب العلماء في الجمع بين الصلتين في باب أبي الزبير إن شاء ال وقول حماد بن ) أبي سليمان ) ج ( في هذه
المسألة كقول أبي
حنيفة ذكره غندر عن شعبة قال سألت حمادا عن المراة تطهر في وقت العصر قال تصلى العصر فقط وقال أبو حنيفة وأصحابه فيمن أغمى عليه خمس صلوات فأقل
منها ثم أفاق أنه يقضيها ومن أغمى عليه أكثر من ذلك ثم أفاق لم يقضه وهذا قول الثوري إل أنه قال أحب إلى أن يقضي وقال الحسن بن حي إذا اغمى عليه خمس
صلوات فما دونها قضى ذلك كله ) أ ( إذا أفاق وإن اغمى عليه أياما قضى خمس صلوات فقط ينظر حتى ) ب ( يفيق فيقضي ما يليه وقال زفر في المغمى عليه يفيق
والحائض تطهر والنصراني يسلم والصبي يحتلم انه ل يجب على واحد منهم قضاء صلة ال بأن يدركوا من وقتها مقدار الصلة كلها ) ج ( بكمالها كما ل يجب عليه من
الصيام ال ما أدرك وقته بكماله قال ابو عمر قوله صلى ال عليه وسلم من أدرك ركعة على ما في حديث هذا الباب يرد قول زفر هذا وال المستعان وقال ابو ثور في
المغمى عليه ل يقضي إل صلة وقته مثل أن يفيق نهارا قبل غروب الشمس فيقضي الظهر والعصر ول يصلي الفجر وأن أفاق قبل الفجر صلى المغرب والعشاء ل غير
) وأن أفاق بعد لطلوع الفجر لم يجب عليه من صلة الليل شيء
فإن أفاق ( ) أ ( بعد طلوع الشمس فليس عليه صلة الصبح وقال أحمد بن حنبل إذا طهرت الحائض او أسلم الكافر أو بلغ الصبي قبل أن تغرب الشمس صلوا الظهر
والعصر وإن كان ذلك قبل أن يطلع الفجر صلى المغرب والعشاء وقال احمد بن حنبل أيضا في المغمى عليه فإنه يجب عليه عنده أن يقضي الصلوات كلها التي كانت في
اغمائه وهو قول عبيدال بن الحسن العنبري ) ب ( قاضي البصرة ل فرق عندهما بين النائم وبين المغمى عليه في أن كل واحد منهما يقضي جميع ما فاته وقته وأن كثر
وهو قول عطاء بن أبي رباح وروى ذلك عن عمار بن ياسر وعمران بن حصين وروى ابن رستم عن محمد بن الحسن أن النائم إذا نام اكثر من يوم وليلة فل قضاء
عليه قال أبو عمر ل أعلم أحدا قال هذا القول في النائم غير ) ج ( محمد بن الحسن فإن صح هذا عنه فهو خلف السنة لنه قد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال
من نام عن صلة ) ( 1أو نسيها فليصلها إذا ذكرها
وأجمعوا ان من نام عن خمس صلوات قضاها فكذلك في القياس ما زاد عليها وأما قول ) أ ( من قال يقضي المغمى عليه ) ب ( إذا أغمى عليه خمس صلوات فدون ول
يقضي أكثر فقول ضعيف ل وجه له في النظر لنه تحكم ل يجب امتثاله ال لو كان قول من يجب التسليم له وأصح ما في هذا الباب في المغمى عليه يفيق أنه ل قضاء
عليه لما فاته وقته وبه قال ابن شهاب والحسن وابن سيرين وربيعة ومالك والشافعي وأبو ثور وهو مذهب عبد ال بن عمر أغمى عليه فلم يقض شيئا مما فات وقته وهذا
هو القياس عندي وال اعلم لن الصلة تجب للوقت فإذا فات الوقت لم تجب إل بدليل ل تنازع فيه ومن لم يدرك من الوقت مقدار ركعة وفاته ذلك بقدر من ال فل قضاء
عليه والصول مختلفة في قضاء ما يجب من العمال في أوقات معينة ) إذا فاتت أوقاتها فمنها ان صوم رمضان في وقت بعينه فإذا منع المسلم من صيامه علة كان عليه
أن يأتي بعدته من أيام أخر ومنها أن أعمال الحج أوقات معينة ( ) ج ( فإذا فات وقتها لم تعمل في غيرها كالوقوف بعرفة وبالمزدلفة وغير ذلك من أعمال الحج وكرمي
الجمار في ايامها وكالضحايا في أيامها ل يعمل
شيء من ذلك في غيرها قام دليل الجماع على ذلك وقام الدليل من القرآن على ما ذكرنا في قضاء الصيام فلما احتملت الصلة الوجهين جميعا طلبنا الدليل على ذلك
فوجدنا رسول ال صلى ال عليه وسلم قد بين مراد ال منها فيمن نام أو نسي أنه يقضي وراينا العاجز عن القيام في الصلة أنه يسقط عنه وكذلك أن عجز عن الجلوس
وغيره حتى يومئ إيماء فإذا لم يقدر على اليماء فهو المغمى عليه ووجب سقوط ذلك عنه بخروج الوقت ) ودليل آخر ( ) ( 1من الجماع وذلك أنهم أجمعو على أن
المجنون المطبق ل شيء عليه ) بخروج الوقت ( ) ب ( من صلة ول صيام إذا افاق من جنونه واطباقه وكان المغمى عليه أشبه به منه بالنائم إذ ل يجتذبه غير هذين
الصلين ووجدناه ل ينتبه إذا نبه وكان ذلك فرقا بينه وبين النائم وفرق آخر أن النوم لذة ونعمة والغماء علة ومرض من المراض فحاله بحال من يجن أشبه منه بحال
النائم ولقول أحمد بن حنبل وعبيد ال بن الحسن وجوه في القياس أيضا مع الحتياط واتباع رجلين من الصحابة وأما قول من قال يقضي خمس صلوات ول يقضي ما زاد
فقول ل برهان له به ول وجه يجب التسليم له وقالت طائفة من العلماء منهم ابن عليه وهو احد اقوال الشافعي وهو المشهور عنه في البويطي وغيره إذا طهرت الحائض
في وقت صلة وأخذت في غسلها فلم تفرغ حتى خرج وقت تلك الصلة
وجب عليها قضاء تلك الصلة لنها في وقتها غير حائض وليس فوت الوقت عن الرجل بمسقط عنه الصلة ان اشتغل بوضوئه أو غسله حتى فاته الوقت وكذلك لحائض
إذا طهرت ل تسقط عنها الصلة من أجل غسلها لن شغلها بالغتسال ل يضيع عنها ما لزمها من فرض الصلة وإنما تسقط الصلة عن الحائض ما دامت حائضا فإذا
طهرت فهي كالجنب ولزمها صلة وقتها ) التي طهرت فيه ( ) أ ( ) قال الشافعي وكذلك المغمي عليه يفيق والنصراني يسلم قبل غروب الشمس أو قبل طلوع الفجر أو
قبل طلوع الشمس بركعة ثم اشتغل بالوضوء حتى خرج الوقت قال ول يقضي أحد من هؤلء شيئا من الصلوات التي فات وقتها ( ) ب ( وقال الشافعي وابن علية لو أن
امراة حاضت في أول وقت الظهر بمقدار ما يمكنها فيه صلة الظهر ولم تكن صلت لزمها قضاء صلة الظهر لن الصلة تجب بأول الوقت وليس تسقط عنها لم كان لها
من تأخير الصلة إلى آخر وقتها ما وجب عليها من الصلة بأوله قالوا والدليل على أن الصلة تجب باول الوقت ان مسافرا لو صلى في أول الوقت قبل أن يدخل المصر
ثم دخل المصر في وقته أجزأه فإن حاضت وقد مضى من الوقت قدر ما ل يمكنها فيه الصلة ) بتمامها لم يجب قضاؤها لنه لم يأت عليها من الوقت ما يمكنها
فيه الصلة ( ) أ ( كما لو حاضت وهي في الصلة في أول وقتها لم تكن عليها اعادتها لن ال منعها ان تصلي وهي حائض وقال بعض أصحاب الشافعي لم يجز أن
B314
TEXT
يجعل أول الوقت ها هنا كآخره فيلزمها بادراك ركعة الصلة كلها أو الصلتان لن البناء في آخر الوقت يتهيأ على الركعة ول يتهيأ البناء في أول الوقت لن تقديم ذلك
قبل دخول الوقت ل يجوز وروى ابن وهب عن الليث في الرجل تزول عليه الشمس وهو يريد سفرا فل يصلي حتى يخرج قال يصلي صلة المقيم لن الوقت دخل عليه
قيل الخروج ولو شاء أن يصلي صلى والكلم في تعليل هذه المسائل يطول وقد ذكرنا منها أصول معانيه وما مداره عليه والحمد ل وقال مالك وأبو حنيفة ) والوزاعي
وأصحابهم ( ) ب ( ل شيء على المراة إذا حاضت في بقية من الوقت على ما قدمنا عنهم أن الحائض ل صلة عليها وقد كانت موسعا لها في الوقت ومسائل هذا الباب
تكثر جدا وهذه أصولها التي تضبط بها وأصل هذا الباب كله الحديث المذكور في أوله وبال العون والتوقيف ل شريك له وأما الوجه الثالث من معاني حديث هذا الباب
وهو جواز ) من صلى ( ) ج ( صلة الصبح عند طلوع الشمس أو العصر عند غروب الشمس ممن نام أو نسي فإن العلماء اختلفوا في ذلك
فقال الكوفيون أبو حنيفة وأصحابه ل يقضي أحد صلة عند طلوع الشمس ول عند قيام قائم الظهيرة ول عند غروب الشمس غير ) أ ( عصر يومه خاصة فإنه ل بأس ان
يصليها عند غروب الشمس من يومه لنه يخرج إلى وقت تجوز فيه الصلة قالوا ولو دخل في صلة الفجر فلم يكلمها حتى طلعت عليه الشمس بطلت عليه واستقبلها بعد
ارتفاع الشمس ولو دخل في صلة العصر فاصفرت الشمس أتمها إذا كانت عصر يومه خاصة واحتجوا لما ذهبوا اليه في هذا الباب بحديث الصنابحي وحديث عمرو بن
عبسة وحديث عقبة بن عامر عن النبي صلى ال عليه وسلم في النهي عن الصلة عند طلوع الشمس وعند غروبها وعند استوائها وجعلوا نهيه عن الصلة في هذه
الوقات نهى عموم كنهيه عن صيام يوم الفطر ويوم النحر لنه ) ب ( ل يجوز لحد أن يقضي فيها فرضا من صيام ول يتطوع بصيامها وهذا إجماع قالوا فكذلك نهيه
عن الصلة عند طلوع الشمس وعند غروبها واستوائها يقتضي صلة النافلة والفريضة ومنهم من زعما حديث هذا الباب منسوخ بأحاديث النهي عن الصلة في تلك
الوقات واحتجوا أيضا بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا نام عن الصلة واستيقظ في حين طلوع الشمس أخر الصلة حتى ارتفعت
قالوا وبهذا تبين أن نهيه عن الصلة في تلك الوقات ناسخ لحديث الباب فذكروا حديث الثوري عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن رجل من ولد كعب بن عجرة
أنه نام عن الفجر حتى طلعت الشمس قال فقمت أصلي فدعاني فأجلسني أعني كعب بن عجرة حتى ارتفعت الشمس وابيضت ثم قال قم فصل وحديث معمر والثوري عن
أيوب عن ابن سيرين أن أبا بكرة أتاهم في بستان لهم فنام عن العصر قال فرأيناه أنه صلى ولم يكن صلى فقام فتوضأ ولم يصل حتى غابت الشمس قال أبو عمر أما
الخبر عن كعب بن عجرة فل تقوم به حجة لنه عن رجل مجهول من ولده وأما حديث ابي بكرة فهم يخالفونه في عصر يومه ويرون جواز ذلك وقد أجمعوا أن السنة ل
ينسخها ال سنة مثلها ول تنسخ سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم بقول ) غيره لنه مأمور باتباعه ومحظور من مخالفته ( ) أ ( وقال مالك والشافعي وأصحابهما
والثوري والوزاعي وداود والطبري من نام عن صلة أو نسيها أو فاتته بأبي
سبب كان فليصلها بعدالصبح وبعدالعصر وعند الطلوع وعند الستواء وعند الغروب وفي كل وقت ذكرها فيه وهو قول أكثر التابعين بالحجاز واليمن والعراق وذكر عبد
الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم قال صلها حين تذكرها وإن كان ذلك في وقت تكره فيه الصلة وحجتهم قوله صلى ال عليه وسلم من أدرك ركعة من العصر
قبل أن تغرب الشمس فقدأدرك العصر ومن أدرك ركعة من الصبح قبل ان تطلع الشمس فقد أدرك الصبح فهذا الحديث يبيح الصلة في حين الطلوع والغروب لمن ذكر
صلة بعد نسيان أو غفلة أو تفريط ويؤيد هذاالظاهر أيضا قوله صلى ال عليه وسلم من نام عن صلة او نسيها فيصلها إذا ذكرها ولم يخص وقتا من وقت فذلك على كل
حال ) أ ( وقت لمن نام او نسي حدثنا أحمد بن عاسم بن عبد الرحمن وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا روح
بن عبادة قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن خلس ) ب ( ) ( 1496عن أبي رافع عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم قال من صلى من الصبح
ركعة قبل
أن تطلع الشمس وطلعت فليصل ) ( 1اليها أخرى وهذا نص في ابطال قول أبي حنيفة ) ومن تابعه ( ) أ ( وحدثنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد ابن
بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ) من نسي صلة فليصلها إذا
ذكرها ( ) ب ( ل كفارة لها إل ذلك ول وجه لقول من ادعى النسخ في هذا الباب لن النسخ إنما يكون فيما يتعارض ويتضاد ولو جاز لقائل أن يقول إن نهيه عن الصلة
في تلك الوقات ناسخ لقوله من أرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر وناسخ
لقوله من نام عن صلة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ول ياتي على ذلك بدليل ل معارض له لجاز لقائل أن يقول إن هذين الحديثين قد نسخا نهيه عن الصلة في تلك
الوقات وهذا ل يجوز لحد أن يدعى النسخ فيما ثبت بالجماع وبدليل ل معارض له فلهذا صح قول من قال ان النهي إنما ورد في النوافل دون الفرائض ليصح استعمال
الثار كلها ول يدفع بعضها ببعض وقد امكن استعمالها
أل ترى أنه صلى ال عليه وسلم لو قال في مجلس واحد ل صلة بعدالعصر ول بعد الصبح ول عند طلوع الشمس وعند استوائها وغروبها ال من نسي صلة وجبت
عليه او نام عنها ثم فزع اليها لم يكن في هذا الكلم تناقض ول تعارض وكذلك هو إذا ورد هذا اللفظ في حديثين ل فرق بينه وبين أن يرد في حديث واحد ول فرق أن
يكون ذلك في وقت أو وقتين فمن حمل قوله صلى ال عليه وسلم من أدرك ركعة من العصر او الصبح قبل الطلوع والغروب فقد أدرك على الفرائض ورتبه على ذلك
وجعل نهيه عن الصلوات في تلك الوقات مرتبا على النوافل فقد استعمل جميع الثار والسنن ولم ينسب اليه أنه رد سنة من سنن رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلى
هذا التأويل في هذه الثار عامة علماء الحجاز وفقهاؤهم وجميع أهل الثر وهذا أصل عظيم جسيم في ترتيب السنن والثار فتدبره وقف عليه ورد كل ما يرد عليك من
بابه اليه ومن قبيح غلطهم في ادعائهم النسخ في هذا الباب أنهم أجازوا لمن غفل أو نام عن عصر يومه أن يصليها في الوقت المنهي عنه فلم يقودوا أصلهم في النسخ ول
فرق بين عصر يومه وغير يومه في نظر ول أثر ولو صح النسخ دخل فيه عصر يومه وغير يومه وفي قولهم هذا اقرار منهم بالخصوص في أحاديث النهي
والخصوص
أن يقتصر بها على التطوع دون ما عداه من الصلوات ) المنسيات المكتوبات ( ) أ ( هذا قول مالك وأصحابه وزاد الشافعي وأصحابه المسنونات وأما قولهم ان رسول
ال صلى ال عليه وسلم أخر الفائتة حين انتبه عند طلوع الشمس فليس كما ظنوا لنا قد روينا أنهم لم ينتبهوا يومئذ ال لحر الشمس والشمس ل تكون لها حرارة ال في
وقت تحل فيه الصلة إن شاء ال أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن
سلمة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن ) ب ( مطعم عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان في سفر فقال من يكلؤنا ) ( 1الليلة ل نرقد عن صلة
الفجر فقال بلل أنا فاستقبل مطلع الشمس فضرب على آذانهم حتى أيقظهم حر الشمس ثم قاموا فقادوا ركابهم فتوضأوا ثم أذن بلل ) ثم صلو ركعتي الفجر ثم صلوا
الفجر ( ) ج ( وسنذكر أحاديث النوم عن الصلة في باب مرسل زيد بن أسلم وباب ابن شهاب عن ابن المسيب إن شاء ال
ونذكر أحاديث النهي عن الصلة عند طلوع الشمس ) وعند غروبها واستوئاها ( ) أ ( في باب زيد بن اسلم عن عطاء ابن يسار عن الصنابحي ونبين معناها عند العلماء
ونذكر حديث نهيه عن الصلة بعدالصبح وبعدالعصر في باب محمد بن يحيى بن حبان ) ونذكر أحاديث النوم عن الصلة في باب مرسل زيد بن أسلم ( ) ب ( ونورد في
كل باب من هذه البواب ما للعلماء في ذلك من المذاهب والتنازع إن شاء ال
#حديث سادس لزيد بن أسلم مرسل صحيح مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد ال بن عباس أنه قال خسفت الشمس فصلى رسول ال صلى ال عليه
وسلم والناس معه فقام قياما طويل قال نحوا من سورة البقرة قال ثم ركع ركوعا طويل ثم رفع رأسه من الركوع فقام قياما طويل وهو دون القيام الول ثم ركع ركوعا
طويل وهو دون الركوع الول ثم سجد ثم قام قياما طويل وهو دون القيام الول ثم ركع ركوعا طويل وهو دون الركوع الول ثم رفع فقام قياما طويل وهو دون القيام
الول ثم ركع ركوعا طويل وهو دون الركوع الول ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال ل يخسفان لموت أحد ول لحياته
فإذا رأيتم ذلك فاذكروا ال قالوا يا رسول ال رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت فقال اني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لكلتم منه ما
بقيت الدنيا ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر
أهلها النساء قالوا ولم ) أ ( يا رسول ال قال لكفرهن قالوا ) ب ( أيكفرن بال قال يكفرن العشير ويكفرن الحسان لو أحسنت إلى احداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا
قالت ما رأيت منك خيرا قط هذا من اصح حديث يروى عن النبي صلى ال عليه وسلم في صلة الكسوف وهي ركعتان في كل ركعة ركوعان فحصلت أربع ركعات
وأربع سجدات وكذلك روى ابن شهاب عن ) كثير ) ) ( 1497ج ( بن عباس ( عن عبد ال بن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم وكذلك روت عائشة عن النبي
صلى ال عليه وسلم وحديثها أيضا في ذلك أثبت حديث وأصحه رواه مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وعن يحيى بن سعيد عن مرة عن عائشة بمعنى واحد
عن النبي صلى ال عليه وسلم في صلة الكسوف ركعتان في كل ركعة ركوعان وكذلك رواه ابن شهاب عن عروة عن عائشة وبه يقول مالك والشافعي وأصحابهما وهو
قول أهل الحجاز وقول الليث بن سعد وبه قال أحمد بن حنبل وأبو ثور فأما قوله في هذا الحديث وهو دون القيام الول فإنه أراد بقوله أن القيام الول أطول من الثاني
وكذلك الركوع الول
B314
TEXT
أطول من الثاني في الركعة الولى وأراد ) أ ( وال أعلم في الركعة الثانية ان القيام الول فيها دون القيام الول في الركعة الولى والركوع الول فيها دون الركوع
الول في الركعة الولى واراد ) ) ب ( وال أعلم بقوله في القيام الول فيها وكذلك ركوعه الثاني فيها دون ركوعه الول فيها وقد قيل غير هذا وهذا أصح ما قيل في
ذلك عندي وال أعلم لتكون الركعتان معتدلتين في أنفسهما وكما ) ج ( نقص القيام الثاني ) د ( في الركعة الولى عن القيام الول فيها والركوع الثاني في الولى عن
الركوع الول فيها نفسها فكذلك يجب أن تكون الركعة الثانية ينقص قيامها الثاني عن قيامها الول وركوعها الثاني عن ركوعها الول فيها نفسها ويكون قيامها الول
دون القيام الول في الركعة الولى وركوعها الول دون الركوع الول في الركعة الولى وجائز على هذا ) ه ( القياس أن يكون القيام الول في الركعة الثانية مثل القيام
الثاني في الركعة الولى وجائز أن يكون دونه وحسبه أن يكون دون القيام الول في الركعة الولى والقول في الركوع على هذا القياس فتدبره وبال التوفيق وقال مالك لم
أسمع أن السجود يطول في صلة الكسوف وهو مذهب الشافعي
ورأت فرقة من أهل الحديث تطويل السجود في ذلك وروته عن ابن عمر وقال العراقيون منهم أبو حنيفة وأصحابه والثوري صلة الكسوف كهيئة صلتنا ركعتان نحو
صلة الصبح ثم الدعاء حتى تنجلى وهو قول إبراهيم النخعي قال أبو عمر روى نحو قول العراقيين عن النبي صلى ال عليه وسلم في صلة الكسوف من حديث ابي
بكرة وسمرة بن جندب و عبد ال بن عمر وقبيصة الهللي والنعمان بن بشير و عبد الرحمن ) ( 1498بن سمرة ) أ ( حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر
قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد ) ( 1499بن أبي شعيب
قال حدثنا الحارث ) ( 1500بن عمير البصري عن ايوب السختياني عن أبي قلبة عن النعمان بن بشير قال كشفت ) ( 1الشمس على عهد رسول ال صلى ال عليه
وسلم فجعل يصلي ركعتين ركعتين ويسلم حتى تجلت الشمس ) أ ( ) حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم بن أحمد بن زهير قال حدثنا عبد ال بن جعفر قال حدثنا عبيدال
بن عمرو عن أيوب عن أبي قلبة عن قبيصة الهللي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا انكسفت ) ( 2الشمس أو القمر فصلوا كأحدث صلة صليتموها
مكتوبة ( ) ب ( قال ابو عمر الحاديث في هذا الوجه في بعضها اضطراب تركت ذلك لشهرته عند أهل الحديث ولكراهة التطويل والمصير إلى حديث ابن عباس
وعائشة من رواية مالك أولى لنهما أصح ما روى في هذا الباب من جهة السناد ولن فيها زيادة في كيفية
الصلة يجب قبولها واستعمال فائدتها ولنهما قد وصفا صلة الكسوف وصفا يرتفع معه الشكال والوهم فإن قيل ان طاوسا روى عن ابن عباس انه صلى في صلة
الكسوف ركعتين في كل ركعة ثلث ركعات ثم سجد وإن عبيد ابن عمير روى عن عائشة مثل ذلك وإن عطاء روى عن جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم في صلة
الكسوف ست ركعات في أربع سجدات وإن أبا العالية روى عن أبي بن كعب عن النبي صلى ال عليه وسلم عشر ركعات في ركعتي الكسوف وأربع سجدات فلم يكن
المصير عندك الى زيادة هؤلء أولى قيل له إنما تقبل الزيادة من الحافظ إذا ثبتت عنه وكان أحفظ وأتقن ممن قصر أو مثله في الحفظ لنه كانه حديث آخر مستأنف وأما
إذا كانت الزيادة من غير حافظ ول متقن فانها ل يلتفت اليها وحديث طاوس هذا مضطرب ضعيف رواه وكيع عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن النبي
صلى ال عليه وسلم مرسل ورواه غير الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس لم يذكر طاوسا ووقفه ابن عيينة عن سليمان الحول عن طاوس عن ابن عباس
) فعله ( ) أ ( ولم يرفعه وهذا الضطراب يوجب طرحه واختلف أيضا في متنه فقوم يقولون اربع ركعات في ركعة وقوم يقولون ثلث ركعات في ركعة ) ب ( ول يقوم
بهذا الختلف حجة
وأما حديث جابر فرواه أبو الزبير عن جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم اربع ) ( 1ركعات في أربع سجدات مثل حديث ابن عباس هذا ذكره أبو داود قال حدثنا مؤمل
ابن هشام قال حدثنا اسمعيل بن علية قال حدثنا هشام قال حدثنا أبو الزبير وأما حديث ابي بن كعب فإنما يدور على أبي جعفر الرازي عن الربيع عن أنس عن أبي العالية
وليس هذا السناد عندهم بالقوي وأما حديث عبيد بن عمير عن عائشة أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى صلة الكسوف ثلث ركعات وسجدتين في كل ركعة فإنما
يرويه قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة وسماع قتادة عندهم من عطاء غير صحيح وقتادة إذا لم يقل سمعت وخولف في نقله فل تقوم به حجة لنه يدلس
كثيرا عمن من لم يسمع منه وربما كان بينهما غير ثقة وليس مثل هذه السانيد يعارض بها حديث عروة وعمرة عن عائشة ول حديث عطاء بن يسار عن ابن عباس
لنها من الثار التي ل مطعن لحد فيها وقد كان أبو داود الطيالسي يروى حديث قتادة هذا عن هشام عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة موقوفا ل يرفعه
حدثنا محمد بن إبراهيم ومحمد بن حكم قال حدثنا محمد ابن معاوية قال حدثنا الفضل بن الحباب القاضي قال حدثنا أحمد بن الفرات ابو مسعود قال حدثنا أبو داود قال
حدثنا هشام عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت صلة اليات ) ( 1ست ركعات وأربع سجدات قال أبو مسعود ولم يرفعه أبو داود ورفعه معاذ بن
هشام قال أبو عمر قول ابن عباس في حديثنا المذكور في هذا الباب حيث قال نحوا من سورة البقرة دليل على سنة القراءة في صلة الكسوف ان تكون سرا وكذلك روى
ابن إسحاق عن هشام بن عروة وعبد ال ) ( 1501ابن ابي سلمة عن عروة عن عائشة قالت كسفت الشمس على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فخرج فصلى
بالناس فأقام فأطال القيام فحزرت ) ( 2قراءته فرأيت أنه قرأ سورة البقرة وساق الحديث وسجد سجدتين ثم قام فحزرت قراءته فرأيت أنه قرأ سورة آل عمران
وهذا يدل على أن قراءته كانت سرا ولذلك روى سمرة بن جندب عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه لم يسمع ) ( 1له صوت في صلة الكسوف وبذلك قال مالك
والشافعي وأصحابهما وهو قول أبي حنيفة والليث بن سعد والحجة لهم ما ذكرنا أخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد ابن بكر قال حدثنا أبو داود قال
حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا زهير قال حدثنا السود بن قيس قال حدثني ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة أنه شهد خطبة يوما لسمرة فذكر حديث الكسوف بتمامه
وفيه فصلى بنا فقام كأطول ما قام بنا قط ل نسمع له صوتا وذكر الحديث أخبرنا عبد ال بن إبراهيم ) أ ( بن أسد قال حدثنا حمزة ابن محمد بن احمد بن شعيب بن علي
قال أخبرنا عمرو بن منصور قال أخبرنا ) ب ( أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن السود ) ( 1502بن قيس عن
ثعلبة ) ( 1503بن عباد عن سمرة بن جندب أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى بهم كسوف الشمس ل يسمع له صوت وقد روى عن ابن عباس انه قال في صلة
الخسوف كنت إلى جنب النبي صلى ال عليه وسلم فما سمعت منه حرفا ومن حجة من ذهب إلى هذا المذهب ما جاء في الخبر صلة النهار عجماء وروى عن علي
رضي ال عنه أنهم حزروا قراءته ) بالروم ويس أو العنكبوت ( ) أ ( وروى عن أبان بن عثمان أنه قرا في صلة الكسوف سأل سائل والذي استحستن مالك والشافعي
أن يقرا في الولى بالبقرة وفي الثانية بآل عمران وفي الثالثة بقدر مائة آية وخمسين آية من البقرة ) وفي الرابعة بقدر خمسين آية من البقرة ) ب ( وفي كل واحدة ام
القرآن ل بد وكل ذلك ل يسمع للقارئ فيه صوت وقال أبو يوسف ومحمد بن الحسن يجهر بالقراءة في صلة الكسوف وروى عن علي بن أبي طالب أنه جهر وعن زيد
بن أرقم والبراء بن عازب والعلء ) ج ( بن يزيد مثله وبه قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه
واحتجوا أيضا بحديث سفيان ) أ ( ) ( 1504بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة إن النبي صلى ال عليه وسلم جهر ) ( 1بالقراءة في كسوف الشمس ) وفي
حديث ابي ابن كعب عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قرأ بسورة من الطول ثم ركع خمس ركعات وسجد سجدتين ثم قام الى الثانية فقرأ بسورة من الطول ثم ركع خمس
ركعات وسجد سجدتين ثم جلس كما يدعو ثم انجلى كسوفها وقد يحتمل ان يكون قوله سورة من الطول في تقديره والظاهر فيه الجهر وال اعلم ولكنه حديث يدور على
أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي وقد تكلم في هذا السناد ( ) ب ( وسفيان بن حسين في الزهري ليس بالقوي وقد تابعة على ذلك عن
الزهري عبد الرحمن بن نمير وسليمان بن كثير وكلهم لين الحديث عن الزهري
) ومن حجة من قال بالجهر في صلة الكسوف اجماع العلماء على ان كل صلة سنتها ان تصلى في جماعة من صلوات السنن سنتها الجهر كالعيدين والستسقاء وكذلك
الخسوف ( ) أ ( وقال الطبري إن شاء جهر في صلة الكسوف وإن شاء أسر وإن شاء قرأ في كل ركعة مرتين وركع فيها ركوعين وإن شاء اربع قراءات وركع اربع
ركعات وإن شاء ثلث ركعات في ركعة وإن شاء ركعتين كصلة النافلة واختلف الفقهاء أيضا في صلة الكسوف هل هي في كل النهار أم ل فروى ابن وهب عن مالك
قال ل يصلى الكسوف إل في حين صلة قال فإن كسفت في غير حين الصلة ثم جاء حين الصلة والشمس لم تنجل صلوا فإن تجلت ) ب ( قبل ذلك لم يصلوا وروى
ابن القاسم عنه قال ل أرى ان يصلى الكسوف بعد الزول وإنما سنتها تصلى ضحى الى الزوال وقال الليث ابن سعد يصلى الكسوف نصف النهار لن نصف النهار ل
يثبت لسرعة الشمس وقال الليث حججت سنة ثلث عشرة ومائة ) ج ( وعلى الموسم سليمان بن هشام وبمكة عطاء بن أبي رباح وابن شهاب وابن أبي مليكة وعكرمة بن
خالد وعمرو بن شعيب وقتادة وأيوب بن موسى وإسمعيل بن أمية فكسفت الشمس ) د ( بعد العصر فقاموا قياما يدعون ال بعد العصر في
المسجد فقلت ليوب بن موسى ما لهم ل يصلون وقد صلى النبي صلى ال عليه وسلم في الكسوف فقال النهي قد جاء عن الصلة بعد العصر فلذلك ل يصلون والنهي
يقطع المر ذكره الحلواني عن ابن أبي مريم وأبي صالح كاتب الليث جميعا عن الليث وقال أبو حنيفة وأصحابه والطبري ل تصلى صلة الكسوف في الوقات المنهي
عن الصلة فيها وقال الشافعي تصلى نصف النهار وبعد العصر وفي كل وقت وهو قول أبي ثور وقال إسحق تصلى ) أ ( في كل وقت ال في حين الطلوع والغروب
والنهي عند الشافعي عن الصلة بعد العصر ) في كل وقت وهو قول أبي ثور ( ) ب ( إنما هو على التطوع المبتدأ فأما الفرائض والسنن وما كان من عادة المرء أن
يصليه فل وسيأتي اختلفهم في هذا المعنى في موضعه من هذا الكتاب ) ج ( ان شاء ال بحجة كل واحد منهم ول حول ول قوة ال بال وقال إسحق بن راهويه في صلة
B314
TEXT
الكسوف إن شاء أربع ركعات في ركعتين وإن شاء ست ركعات في ركعتين كل ذلك مؤتلف يصدق بعضه بعضا لنه إنما كان يزيد في الركوع إذا لم ير الشمس قد
تجلت فإذا تجلت سجد قال فمن ها هنا زيادة الركعات ) د ( ول يجاوز بذلك أربع ركعات في كل ركعة لنه لم يأتنا عن النبي صلى ال عليه وسلم أكثر من ذلك
قال أبو عمر قد روى من حديث ابي هريرة ) أ ( عن النبي صلى ال عليه وسلم خمس ركعات ) في كل ركعة ( ) ب ( على ما قدمنا ذكره في كل ركعة وهو حديث لين
ومثله روى عن علي رحمه اله أنه صلى في الكسوف خمس ) ج ( ركعات وسجد ) د ( سجدتين ثم قام ففعل في الركعة الثانية مثل ذلك وروى عن الحسن مثل ذلك
وأصح شيء في هذا الباب حديث ابن عباس وعائشة أربع ركعات في اربع سجدات وال أعلم وقد روى عن أحمد بن حنبل وقاله جماعة من أصحاب الشافعي ان الثار
المروية عن النبي صلى ال عليه وسلم في صلة الكسوف كلها حسان وبايها عمل الناس جاز عنهم ال أن الختيار عندهم ما في حديث ابن عباس هذا وما كان مثله
واختلفوا أيضا في صلة كسوف القمر فقال العراقيون ومالك وأصحابه ل يجمع في صلة القمر ولكن يصلى الناس افذاذا ركعتين كسائر الصلوات والحجة لهم قوله صلى
ال عليه وسلم صلة ) ( 1المرء في بيته أفضل إل المكتوبة وخص صلة كسوف الشمس بالجمع لها ولم يفعل ذلك في
كسوف القمر فخرجت صلة كسوف الشمس بدليلها وما ورد من التوفيق فيها وبقيت صلة كسوف القمر على أصل ما عليه النوافل وقال الليث بن سعد ل يجمع في
صلة القمر ولكن الصلة فيها كهيئة الصلة في كسوف الشمس وهو قول عبد العزيز ) ( 1505بن أبي سلمة ذكره ابن وهب عنه وقال ذلك لقول رسول ال صلى ال
عليه وسلم إذا ) ( 1رايتم ذلك بهما فافزعوا إلى الصلة وقال الشافعي وأصحابه وأهل الحديث وأحمد وإسحق وأبو ثور وداود والطبري الصلة في كسوف القمر كهي
في كسوف الشمس سواء وهو قول الحسن وإبراهيم وعطاء وحجتهم في ذلك قوله صلى ال عليه وسلم في هذا الحديث إن الشمس ) ( 2والقمر آيتان من آيات ال ل
يخسفان لموت أحد ول لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا ال قال الشافعي رحمه ال فكان الذكر الذي فزع اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم عند كسوف الشمس هو الصلة
المذكورة فكذلك خسوف القمر يجمع الصلة عنده على حسب الصلة عند كسوف الشمس لنه صلى ال عليه وسلم قد جمع بينهما في الذكر
ولم يخص أحداهما من الخرى بشيء وقال صلى ال عليه وسلم أن الشمس والقمر آيتان من آيات ال ل يخسفا لموت أحد ول لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا وروى
عبد ال بن عباس عنه أنه ) أ ( قال فافزعوا الى الصلة إذا رأيتم ذلك وعرفنا كيف الصلة عند احداهما فكان دليل على الصلة عند الخرى اه قال أبو عمر روى عن
ابن عباس وعثمان بن عفان انهما صليا في القمر جماعة ركعتين في كل ركعة ركوعان مثل قول الشافعي على حديث ابن عباس المذكور في هذا الباب وأخبرنا ) ب (
عبد ال بن محمد الجهني قال حدثنا حمزة ابن محمد الكناني قال حدثنا أحمد بن شعيب النسوي قال حدثنا عمران بن موسى قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا يونس عن
الحسن عن أبي بكرة قال كنا ) ( 1عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فانكسفت الشمس فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ) يجر رداءه ( ) ج ( حتى انتهى الى
المسجد وثاب اليه الناس فصلى ركعتين فلما انكسفت الشمس قال ان الشمس والقمر آيتان من آيات ال يخوف بهما ال عباده وإنهما ل يخسفان لموت أحد ول لحياته فإذا
رأيتم ذلك فصلوا حتى
ينكشف ما بكم وذلك أن أبنا له مات يقال له إبراهيم فقال ناس في ذلك وقد روى عن مالك أنه قال ليس في صلة كسوف القمر سنة ول صلة فيها ال لمن شاء وهذا شيء
لم يقله أحد من العلماء غيره وال أعلم وسائر العلماء يرون صلة كسوف القمر سنة كل على مذهبه واختلفوا أيضا بعد صلة الكسوف فقال الشافعي ومن اتبعه وهو قول
إسحاق والطبري يخطب بعدالصلة في الكسوف كالعيدين ولستسقاء واحتج الشافعي بحديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في حديث الكسوف وفيه ثم انصرف وقد
تجلت الشمس فخطب الناس فحمد ال وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال الحديث وبه احتج كل من رأى الخطبة في الكسوف وقال مالك وأبو حنيفة
واصحابهما ل خطبة في الكسوف واحتج بعضهم في ذلك بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما خطب الناس لنهم قالوا إن الشمس كسفت لموت إبراهيم ابن النبي
صلى ال عليه وسلم فلذلك خطبهم يعرفهم ان الشمس والقمر ل ينكسفان ) أ ( لموت أحد ول لحياته وكان مالك والشافعي ل يريان الصلة عند الزلزلة ول عند الظلمة
والريح الشديدة ورآها جماعة من أهل العلم منهم أحمد وإسحاق وأبو ثور وروى عن ابن عباس إنه صلى في زلزلة
قال ابن مسعود إذا سمعتم هذا من السماء فافزعوا الى الصلة وقال أبو حنيفة من فعل فحسن ومن ل فل حرج قال ابو عمر لم يأت عن النبي صلى ال عليه وسلم من
وجه صحيح أن الزلزلة كانت في عصره ول صحت عنه فيها سنة وقد كانت ) أول ما كانت ( ) أ ( في السلم على عهد عمر فأنكرها فقال احدثتم وال لئن عادت
لخرجن من بين اظهركم رواه ابن عيينة عن عبيدال بن عمر عن نافع عن صفية ) ب ( قالت زلزلت المدينة على عهد عمر حتى اصطكت ) ( 1السرر فقام فحمد ال
وأثنى عليه ثم قال ما أسرع ما احدثتم وال لئن عادت لخرجن من بين أظهركم ورى حماد بن سلمة عن قتادة عن عبد ال بن الحارث قال زلزلت الرض بالبصرة فقال
ابن عباس وال ما أدري أزلزلت الرض أم بي أرض فقام بالناس فصلى يعني صلة الكسوف اه وأما قوله في الحديث رأيناك تكعكعت فمعناه عند أهل اللغة اخنست ) ج
( وتأخرت ) وقال الفقهاء معناه تقهقرت والمر كله قريب
وقال متمم بن نويرة %ولكنني أمضي على ذاك مقدما %إذا بعض من لقى الخطوب تكعكعا ( ) أ ( %وأما قوله عليه السلم إني رايت الجنة ورأيت النار فإن الثار
في رؤيته لهما صلى ال عليه وسلم كثيرة وقد رآهما مرارا وال أعلم على ما جاءت به الحاديث وعندال علم كيفية رؤيته لهما صلى ال عليه وسلم فيمكن ان يمثل له
فينظر اليهما بعيني وجهه كما مثل له بيت المقدس حين كذبه الكفار بالسراء فنظر اليه وجعل يخبرهم عنه وممكن أن يكون ذلك برؤية القلب قال ال عز وجل !> وكذلك
نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض وليكون من الموقنين <! واختلف أهل التفسير في ذلك فقال مجاهد فرجت له السموات فنظر الى ما فيهن حتى انتهى بصره ) ب
( الى العرش وفورجت له الرضون ) ج ( السبع فنظر الى ما فيهن اه ذكره حجاج عن ابن جريج قال أخبرني القاسم بن أبي بزة عن مجاهد وذكره معمر عن قتادة قال
ملكوت السموات الشمس والقمر والنجوم وملكوت الرض الجبال والشجر والبحار والظاهر في هذا الحديث أنه رأى الجنة والنار رؤية عين وال أعلم وتناول من الجنة
عنقودا على ما ذكر صلى ال عليه وسلم ويؤيد ذلك قوله فلم أر كاليوم منظرا قط ) د ( فالظاهر
الغلب انها رؤية عين لن الرؤية والنظر إذا أطلقا فحقهما أن يضافا إلى رؤية العين ال بدليل ل يحتمل تأويل وال فظاهر الكلم وحقيقته أولى إذا لم يمنع منه مانع دليل
) يجب التسليم له وفي الحديث أيضا من ذكر الجنة والنار ( ) أ ( دليل على أنهما مخلوقتان وعلى ذلك جماعة أهل العلم وأنهما ل يبيدان من بين سائر المخلوقات وأهل
البدع ينكرون ذلك وأما قوله في العنقود ولو أخذته لكلتم منه ما بقيت الدنيا فكما قال صلى ال عليه وسلم حدثني أحمد بن عمر قال حدثنا عبد ال بن محمد بن علي قال
حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا محمد بن إسحاق السجسي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن يزيد البكالي ) ب ( عن عتبة )
( 1506بن عبد السلمي قال جاء أعرابي إلى النبي صلى ال عليه وسلم فسأله ) ( 1عن الجنة وذكر الحوض
فقال ) أ ( فيها فاكهة قال نعم شجرة ) ب ( تدعى طوبى قال يا رسول ال أي شجر أرضنا تشبه قال ل تشبه شيئا من شجر أرضك أئت ) ج ( الشام هناك شجرة تدعى
الجوزة تنبت على ساق يفترش أعلها قال يا رسول ال فما عظم أصلها قال لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما احاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما قال هل فيها
عنب قال نعم قال فما عظم العنقود منها قال مسيرة الغراب شهر ال يقع ول يفتر قال فما عظم حبها ) د ( قال أما عمد أبوك وأهلك إلى جذعة فذبحها وسلخ أهابها فقال
افروا ) ه ( ) ( 1لنا منها دلوا فقال رسول ال أن تلك الحبة لتشبعني ) و ( وأهل بيتي قال نعم وأهل ) ز ( عشيرتك قال أبو عمر روينا عن بعض الصحابة ل أقف على
اسمه في وقتي هذا أنه قال كان يسرنا أن تأتي العراب يسالون رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنهم كانوا يسألون عن أشياء ل نقدم نحن على السؤال عنها أو نحو هذا
وقال بعض أهل العلم ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إل السماء وأما قوله فرأيت النار فلم أر
كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء فإنه قد ثبت عنه صلى ال عليه وسلم من وجوه أنه قال اطلعت ) ( 1في الجنة فرأيت أكثر أهلها المساكين واطلعت في النار
فرأيت أكثر أهلها النساء حدثني أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة وحدثني عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم
بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسمعيل الترمذي قال جميعا حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة ابن زيد قال قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم قمت ) ( 2على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وإذا أصحاب الجد محبوسون ال أصحاب النار فقد أمر بهم الى النار وقمت على باب النار
فإذا عامة من دخلها النساء وأما قوله في الحديث قالوا لم يا رسول ال قال لكفرهن قيل أيكفرن بال قال ويكفرن العشير ) ويكفرن الحسان وهكذا رواه يحيى بن يحيى
ويكفرن العشير بالواو ( ) أ ( قالوا ) ب ( وقد تابعه بعض
من نقد عليه ذلك أيضا غلطا كما عد على يحيى والمحفوظ فيه عن مالك من رواية ابن القاسم وابن وهب والقعنبي وعامة رواة الموطأ قال يكفرن العشير بغير واو وهو
الصحيح في المعنى وأما رواية يحيى فالوجه فيها وال أعلم أن يكون السائل لما قال أيكفرن بال لم يجبه عن هذا جوابا مكشوفا لحاطة العلم بأن من النساء من يكفرن
بال كما أن من الرجال من يكفر بال فلم يحتج الى ذلك لن المقصود في الحديث الى غير ذلك ) كأنه قال وأن كان من النساء من يكفرن بال فإنهن كلهن في الغالب من
أمرهن يكفرن الحسان ( ) أ ( ال ترى الى قوله صلى ال عليه وسلم للنساء المؤمنات تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار وقرأت على خلف بن القاسم ان الحسين ) ب (
بن جعفر الزيات حدثهم بمصر قال حدثنا يوسف بن يزيد قال حدثنا حجاج ابن إبراهيم قال حدثنا إسمعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن ) أبي سعيد المقبري (
B314
TEXT
) ج ( عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم انصرف من صلة الصبح فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن فقال يا معشر النساء تصدقن فما رأيت من ) ( 1
نواقص عقل قط أو دين أذهب لقلوب ذوي اللباب
منكن وإني رأيتكن أكثر أهل النار يوم القيامة فتقربن الى ال بما استطعتن وكان في النساء امرأة ابن مسعود فساق الحديث فقالت فما نقصان ديننا وعقولنا يا رسول ال
قال أما ما ذكرت من نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن تمكث احداكن ما شاء ال أن تمكث ل تصلي ول تصوم فذلك نقصان دينكن وأما ما ذكرت من نقصان عقولكن
) فشهادة المرأة ( ) أ ( نصف شهادة الرجل وأما قوله يكفرن العشير ويكفرن الحسان فالعشير في هذا الموضع عند أهل العلم الزوج والمعنى عندهم في ذلك كفر النساء
لحسن معاشرة الزوج ثم عطف على ذلك كفرهن بالحسان جملة في الزوج وغيره وقال أهل اللغة العشير المخالط ) ب ( من المعاشرة ومنه قول ال عز وجل !> لبئس
المولى ولبئس العشير <! قال الشاعر %وتلك التي لم يشكها في خليقة %عشير وهل يشكو الكريم عشير %ج وقال آخر %سلهل قلني من عشير صحبته %وهل
ذم رحلى في الرفاق ) د ( دخيل %
حدثني سعيد بن نصر قراءة عليه ان قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا محمد بن إسمعيل قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا منصور قال حدثنا ذر الهمداني عن
وائل بن مهانة عن عبد ال بن مسعود قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن فإنكن من أكثر أهل النار فقامت امرأة ليست من
علية النساء فقالت لم يا رسول ال فقال لنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ثم قال عبد ال بن مسعود ما وجد من ناقص العقل والدين أغلب للرجال ذوي الرأي على
أمورهم من النساء قال فقيل ) أ ( يا ابا عبد الرحمن فما نقصان عقلها ودينها فقال أما نقصان عقلها فجعل ال شهادة امرأتين كشهادة رجل وأما نقصان دينها فإنها تمكث
كذا وكذا يوما ل تصلي ل ) ب ( فيه سجدة قال أبو عمر رواه شعبة عن الحكم عن وائل ) ( 1507بن مهانة ) ج ( عن عبد ال عن النبي عليه السلم نحوه قال وقال
عبد ال وما رأيت من ناقصات الدين والعقل أغلب للرجال ذوي المر منهن ثم ذكره الى آخره ورواه المسعودي عن الحكم عن ذر عن وائل ابن مهانة عن عبد ال
موقوفا والصواب
فيه رواية منصور عن ذر وال أعلم وقد روى كلم ابن مسعود هذا مرفوعا وقد ذكرناه ) من حديث المغيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم وراه
الدراوردي عن سهيل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب فوعظ ثم قال يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار
فقالت له امرأة ولم ذلك يا رسول ال قال بكثرة لعنكن وكفركن العشير وما رأيت ناقصات عقل ودين أغلب للباب ذوي الرأي منكن فقالت امراة يا رسول ال وما نقصان
عقولنا وديننا فقال شهادة امرأتين منكن شهادة رجل ونقصان دينهن الحيضة تمكث احداكن الثلث والربع ل تصلي وروى الليث بن سعد وبكر بن مضر عن ابن الهادي
عن عبد ال بن دينار وعن عبد ال بن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار قالت أمراة
منهن وما لنا يا رسول ال أكثر أهل النار قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن قالت يا رسول ال وما نقصان العقل
والدين قال اما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا من نقصان العقل وتمكث ليللي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين هذا الحديث يدل على
أن نقصان الدين قد يقع ضرورة ل تدفع إل ترى ان ال جبلهن على ما يكون نقصا فيهن قال ال عز وجل !> الرجال قوامون على النساء بما فضل ال بعضهم على <!
!> بعض <! وقد فضل ال أيضا بعض الرجال على بعض وبعض النساء على بعض وبعض النبياء على بعض ل يسأل عما يفعل وهو الحكيم العليم ) أ ( اه وحدثنا
خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد ) قال حدثنا عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا أحمد بن خالد ) ب ( قال حدثنا علي بن عبد العزيز
قال حدثنا عبد ال بن رجاء الغداني قال أخبرنا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد ال بن عمر ) ج ( قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينظر
ال عز وجل يوم القيامة الى امرأة ل تشكر لزوجها وهي ل تستغني عنه وكذلك رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد ال بن عمر قال قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينظر ال الى امرأة ل تعرف حق زوجها وهي ل تستغني عنه رواه شعبة عن قتادة عن سعيد بن = المسيب عن عبد ال بن عمر
موقوفا ) حدثناه عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب
عن عبد ال بن عمر قال ل ينظر ال الى امرأة ل تشكر لزوجها وهي ل
تستغني ) ( 1عنه ( ) أ ( وحدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا أبو طالب محمد بن زكرياء ببيت المقدس قال حدثنا محمد بن يعقوب بن الفرج قال حدثنا علي بن المديني قال
حدثنا هشام ) ( 1508بن يوسف قال حدثنا القاسم ) ( 1509بن فياض عن خلد ) ( 1510ابن ) ب ( عبد الرحمن بن جعدة عن سعيد بن المسيب أنه سمع ابن
عباس يقول ان امرأة قالت يا رسول ال ما خير ما أعدت المرأة قال الطاعة للزوج والعتراف بحقه
#حديث سابع لزيد بن أسلم مسند صحيح مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد ال بن عباس ان رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم
يتوضأ عند عطاء بن يسار في هذا الباب أيضا حديث عن أم سلمة عن النبي صلى ال عليه وسلم ذكره عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال حدثني ) أ ( محمد بن
يوسف أن عطاء بن يسار اخبره أن أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم أخبرته أنها قربت لرسول ال صلى ال عليه وسلم جنبا ) ( 1مشويا فأكل منه ثم قام الى
الصلة ولم يتوضأ وليس هذا ) ب ( باختلف ) على عطاء بن يسار في السناد ( ) ج ( وهما حديثان صحيحان
قال أبو عمر روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال توضؤا ) ( 1مما غيرت النار وتوضئوا مما مست النار وذهب بعض من تكلم في تفسير حديث النبي عليه
السلم الى أن قوله عليه السلم توضئوا مما مست ) النار أنه ( ) أ ( عنى به غسل اليد لن الوضوء مأخوذ من الوضاءة وهي النظافة فكأنه قال فنطفوا ايديكم من غمر
ما مست النار ومن دسم ما مست النار وهذا ل معنى له عند أهل العلم ولو كان كما ظن هذا القائل لكان دسم ما لم تسمه النار وودك ما لم تمسه النار ل يتنظف منه ول
تغسل منه اليد وهذا ل يصح عند ذي لب وتأويله هذا يدل على ضعف نظره وقلة علمه بما جاء عن السلف في هذه المسألة اه وال أعلم وقوله صلى ال عليه وسلم
توضئوا مما مست النار أمر منه بالوضوء المعهود للصلة لمن أكل طعاما مسته النار وذلك عند أكثر العلماء ) وعند جماعة ائمة الفقهاء ( ) ب ( منسوخ بأكله صلى ال
عليه وسلم طعاما مسته النار وصلته بعد ذلك دون أن يحدث وضوءا فاستدل العلماء بذلك على أن أمره بالوضوء مما
مست النار منسوخ واشكل ذلك على طائفة كثيرة من أهل العلم بالمدينة والبصرة ولم يقفوا على الناسخ في ذلك من المنسوخ أو لم يعرفوا منه غير الوجه الواحد فكانوا
يوجبون الوضوء مما مست النار ويتوضأون من ذلك وممن روى عنه ذلك زيد بن ثابت ) وابن عمرو ( ) أ ( وأبو موسى وأبو هريرة وعائشة وأم حبيبة ) ( 1511أما
المؤمنين واختلف فيه عن أبي طلحة النصاري وعن ابن عمر وأنس بن مالك وبه قال خارجة بن زيد بن ثابت وأبو بكر بن عبد الرحمن وابنه عبد الملك ) ( 1512
ومحمد ابن المنكدر وعمر بن عبد العزيز وابن شهاب الزهري فهؤلء كلهم مدنيون وقال به ) ب ( من أهل العراق أبو قلبة وأبو مخلد ) ج ( والحسن البصري ويحيى
بن يعمر وهؤلء كلهم بصريون
وكان ابن شهاب رحمه ال قد عرف الوجهين جميعا في ذلك وروى الحديثين المتعارضين في هذا الباب وكان يذهب الى أن قوله صلى ال عليه وسلم توضأوا مما غيرت
النار ناسخ لفعله المذكور في حديث ابن عباس هذا ومثله وهذا مما غلط فيه الزهري مع سعة علمه وقد ناظره أصحابه في ذلك فقالوا كيف يذهب الناسخ على ابي بكر
وعمر وعثمان وعلي وهم الخلفاء الراشدون فأجابهم بأن قال اعيى الفقهاء أن يعرفوا ناسخ حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم من منسوخه ) حدثنا عبد الوارث بن
سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي رزين قال سمعت الزهري يقول أعيى
الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم من منسوخه وروى أبو عاصم النبيل وهو الضحاك بن مخلد عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب
عن عبد الملك بن أبي بكر عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد بن ثابت قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم توضؤوا مما غيرت النار ( ) أ ( وجاء عن أبي
هريرة في هذا الباب نحو مذهب ابن شهاب لن أبا هريرة ممن روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال توضئوا مما مست النار وروى عنه أيضا أنه أكل كتف شاة
فمضمض وغسل يديه وصلى فكان أبو هريرة يتوضأ مما مست النار فدل ذلك على أن مذهبه ومذهب ابن شهاب في ذلك
سواء وأنه اعتقد ان الناسخ قوله صلى ال عليه وسلم توضئوا مما مست النار فأما حديثه في الرخصة في ذلك فرواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل كتف ) ( 1شاة فمضمض وغسل يديه وصلى ذكره الثرم قال حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا سهيل وذكر عبد الرزاق عن
ابن جريج عن محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أنه كان يتوضا مما مست النار وأخبرنا أحمد بن عبد ال وأحمد بن سعيد قال حدثنا مسلم ) أ ( بن
القاسم قال حدثنا أبو الحسن العباس بن محمد الجوهري ببغداد قال حدثنا عمي القاسم بن محمد قال حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا فليح بن سليمان قال سألنا الزهري
عن الوضوء مما غيرت النار فذكر فيه عن أبي هريرة وخارجة بن زيد وعمر بن عبد العزيز وعبد الملك بن أبي بكر ابن عبد الرحمن وغيرهم أنهم كانوا يتوضئون ما
غيرت النار فقلت له ان ها هنا شيخا من قريش يقال له عبد ال بن محمد بن عقيل يحدث عن جابر بن عبد ال يقول خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم الى أهل
سعد بن الربيع فأتينا بخبز ولحم فأكل واكلنا فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ولم
B314
TEXT
يتوضأ وأنه رجع مع أبي بكر في خلفته بعد المغرب فأتى أهله فابتغى عشاء فقيل ما عندنا عشاء ال أن هذه الشاة ولدت فاحتلب لنا ) أ ( من لبنها ثم طبخ فأكل وأكلنا
فقال لي ما قال لك يعني النبي صلى ال عليه وسلم قال قال لي إذا جاءنا مال أعطيناك هكذا وهكذا وهكذا فحفن لي ثلث حفنات ثم قمنا الى الصلة فصلينا ولم يمس احد
منا ماء وكان عمر بن الخطاب ربما صنع لنا في وليته الخبز واللحم فأكل وما يتوضا احد منا فقال الزهري أهذا تريدون حدثني علي بن عبد ال بن عباس أن أباه اخبره
أنه رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل عضوا وصلى ولم يتوضأ قال وحدثني جعفر بن عمرو بن أمية الضمرى عن أبيه أنه رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم
اكل عضوا وصلى ) ( 1ولم يتوضا فقلت للزهري فما بعد هذا قال أنه يكون المر ثم يكون بعده المر قال أبو عمر فهذا يدلك على ان ابن شهاب كان يذهب الى أن ) ب
( الناسخ في هذا الباب أمره صلى ال عليه وسلم بالوضوء مما مست النار واظنه كان يقول أن امهات المؤمنين ل يخفى عليهن الخر من فعله صلى ال عليه وسلم فبهذا
استدل وال أعلم على
أنه الناسخ وقد كان عنده في ذلك ما ذكره عبد الرزاق عن معمر وابن جريج عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سفيان ) ( 1513بن المغيرة بن
الخنس أنه دخل على آم حبيبة فسقته سويقا ثم قام يصلي فقالت توضا ) ( 1يا ابن أخي فإني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول توضئوا مما مست النار قال
معمر قال الزهري وبلغني ان زيد ابن ثابت وعائشة كانا يتوضئان مما مست النار قال أبو عمر وجاء عن عائشة رضي ال عنها مثل مذهب ابن شهاب في أن الناسخ
أمره بالوضوء مما مست النار قرأت على خلف بن القاسم ان عبد ال بن جعفر بن الورد حدثهم قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد ال بن عبد الرحيم البرقي قال حدثنا عبد
ال بن يوسف قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن عبد العزيز بن عمران عن ابن لعبد الرحمن بن عوف عن عائشة قالت كان آخر ) ( 2المرين من رسول ال صلى ال
عليه وسلم الوضوء
مما مست النار فهذا كله يعضد مذهب ابن شهاب في هذا الباب ذكر ابن وهب عن يونس بن يزيد وعبد الرزاق عن معمر جمعيا عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه أنه كان
يتوضأ مما مست النار وذكر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مثله وعن ابن جريج قال أخبرني نافع عن ابن عمر كان ل يطعم طعاما مسته النار
أو لم تمسه ال توضأ وإن شرب سويقا توضأ قال أبو عمر كان ابن عمر يتوضا لكل صلة ) وقد روى عن ابن عمر ترك الوضوء مما مست النار ذكره أبو بكر بن أبي
شيبة عن هشيم عن حصين عن مجاهد عن ابن عمر وعن وكيع عن مسعر عن ابن عمر ورواية أهل المدينة عنه أصح ( ) أ ( وذكر عبد الرزاق عن معمر ) ب ( عن
الزهري عن عروة عن عائشة أنها كانت تتوضأ مما مست النار ) وعن معمر عن الزهري أن عمر ابن عبد العزيز كان يتوضأ مما مست النار ( ) ج ( حتى كان يتوضا
من السكر قال عبد الرزاق وكان معمر والزهري يتوضآن مما مست النار وذكر ابن وهب عن يونس بن يزيد قال قال لي ابن شهاب أطعني وتوضأ مما غيرت النار
فقلت ل أطيعك وادع سعيد بن المسيب فسكت
أخبرني أبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن راشد بدمشق قال حدثنا أبو زرعة قال حدثني أبو الوليد بن عتبة عن أبي صالح عن الليث
بن سعد عن يونس قال قال لي ابن شهاب اطعني وتوضأ مما مست النار قال قلت ل أطيعك وادع سعيد بن المسيب واخبرني خلف بن القاسم قال حدثنا عبد الرحمن بن
عمر قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا علي بن عباس قال حدثنا شعيب ابن أبي حمزة ) أ ( قال مشيت بين الزهري ومحمد بن المنكدر في الوضوء مما مست النار وكان
الزهري يراه وابن المنكدر ل يراه واحتج الزهري بأحاديث فلم أزل اختلف بينهما حتى رجع ابن المنكدر الى قول الزهري وأخبرني أبو محمد عبد ال بن محمد بن يحيى
قال حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجار الفقيه ببغداد قال حدثنا عبد ال بن أحمد بن حنبل قال حدثني ابي قال أخبرنا عبد الرزاق قال كان معمر يتوضا مما
غيرت النار فقال له ابن جريج أنت شهابي يا أبا عروة ) وقد روى عفان عن همام عن قتادة قال قال لي سليمان بن هشام إن هذا يعني الزهري ل يدعنا ان كان شيء
أمرنا أن نتوضأ يعني مما مست النار فقلت له سألت سعيد بن المسيب فقال إذا أكلته فهو طيب ليس عليك فيه وضوء فإذا خرج وجب عليك فيه الوضوء حدثنا عبد
الرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن معبد قال حدثنا محمد بن زيان قال حدثنا زكرياء بن يحيى كاتب العمري قال حدثنا الفضل بن فضالة عن عياش بن عباس
القتباني أنه كتب إلى يحيى بن سعيد يسأله هل يتوضا مما مسته النار فكتب اليه هذا مما يختلف فيه وقد بلغنا عن أبي بكر وعمر انهما أكل مما مست النار ثم صليا ولم
يتوضآ ( ) أ ( وأما عمر بن عبد العزيز فإنه كان عنده في هذا الباب ما رواه معمر وابن جريج عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد ال ابن قازظ
قال مررت بأبي هريرة وهو يتوضأ فقال أتدري مم أتوضا أتوضأ من أثوار أقط أكلتها لني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول توضؤا ) ( 1مما مست النار
ولعل عمر بن عبد العزيز لم يرو في هذا الباب غير هذا الحديث فذهب اليه ولعله كان وضوؤه من ذلك ابتغاء الفضل وهروبا من الخلف مع شدة احتياطه في الدين قال
أبو عمر لقوة الختلف في هذه المسألة بالمدينة بين علمائها أشبع مالك رحمه ال في موطئه في هذا الباب وشده وقواه فذكر فيه عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث
ابن عباس وسويد بن النعمان وهما اسنادان صحيحان وذكر فيه عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي و عبد ال بن عباس وعامر بن ربيعة وأبي طلحة النصاري وجابر
بن عبد ال وأبي بن كعب ) انهم كانوا ل يتوضأون مما مست النار (
وما ذكره مالك في موطئه عن أبي طلحة يدل على أن المنسوخ أمر النبي صلى ال عليه وسلم بالوضوء مما مست النار لن أبا طلحة روى المر بالوضوء من ذلك عن
النبي صلى ال عليه وسلم وكان ل يتوضأ فدل على أنه منسوخ عنده لنه يستحيل أن يأخذ بالمنسوخ ويدع الناسخ وقد علمه ورواية أبي طلحة في ذلك ما حدثنا أحمد بن
فتح قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا محمد بن علي بن القاسم البصري بالبصرة قال حدثنا حاتم ) ( 1514بن بكير بن بلل بن غيلن قال حدثنا ) بشر بن عمر
الزهراني ( ) أ ( قال حدثنا همام عن مطر الوراق عن الحسن عن أنس بن مالك عن أبي طلحة النصاري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم توضئوا ) ( 1مما
غيرت النار وحدثني خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا الحوضي أبو عمر حفص بن عمر قال
حدثنا همام قال قيل لمطر وانا عنده عمن اخذ الحسن الوضوء مما غيرت النار فقال أخذه الحسن عن أنس وأخذه أنس عن أبي طلحة وأخذه ابو طلحة عن رسول ال
صلى ال عليه وسلم
وهذا يحتمل أن يكون معناه ممن أخذ الحسن الحديث الذي كان يحدث به عن النبي صلى ال عليه وسلم في الوضوء مما غيرت النار فقال له أخذه الحسن عن أنس واخذه
أنس عن أبي طلحة واخذه أبو طلحة عن النبي صلى ال عليه وسلم وليس في هذا ما يدل على أن أبا طلحة عمل به بعد النبي صلى ال عليه وسلم ) هذا على أن مطرا
الوراق ليس ممن يحتج به ( ) أ ( ويعضد هذا التأويل ما ذكره مالك في موطئه عن موسى بن عقبة عن عبد الرحمن بن زيد النصاري عن أنس ان أبا طلحة وأبى بن
كعب أنكرا عليه الوضوء مما غيرت النار فلو أن هذا الحديث عند أبي طلحة غير منسوخ لم ينكر ذلك على أنس وال أعلم وقد روى ) ب ( هذه القصة عن عبد الرحمن
بن زيد جماعة من أهل المدينة أخبرنا أحمد بن عبد ال بن محمد بن علي قال أخبرني أبي قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا بحر بن نصر قال حدثنا بشر بن بكر قال
حدثنا الوزاعي قال حدثني أسامة ابن زيد الليثي قال حدثني عبد الرحمن بن زيد النصاري قال حدثني أنس بن مالك قال بينا أنا وأبو طلحة النصاري وأبي بن كعب
اتينا بطعام سخن فأكلت ) ج ( ثم قمت فتوضأت فقال أحدهما لصاحبه أعراقية ) د ( ثم انتهراني فقلت أنهما أفقه مني
وذكر الطحاوي قال حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا إسمعيل بن رافع عن عبد الرحمن بن زيد النصاري عن
أنس بن مالك قال أكلت أنا وأبو طلحة وأبو أيوب النصاري طعاما قد مسته النار فقمت لتوضأ فقال لي أتوضأ من الطيبات لقد جئت بها عراقية هكذا ذكر الطحاوي هذا
الخبر ) أ ( بهذا السناد فقال فيه وأبو أيوب والمحفوظ من رواية الثقات وأبي بن كعب كما قال مالك والوزاعي واظن الوهم فيه من يحيى بن أيوب أو من إسمعيل )
( 1515بن رافع وال أعلم ) وقد روى عن أنس أنه لم يكن يتوضا من الطعام مثل وضوئه للصلة وذكر العقيلي قال حدثنا أحمد بن محمد النوفلي قال حدثنا الحسين بن
الحسن المروزي قال حدثنا الهيثم بن جبل قال حدثنا غالب بن فرقد قال صليت مع أنس بن مالك المغرب فلما انصرفنا دعا بمائدة فتعشى ثم دعا بوضوء فغسل يديه
ومضمض فاه وغسل يديه وذراعيه ووجهه ثم جلسنا حتى حضرت العتمة فصلى بذلك الوضوء ولم يغسل رجليه فهذا يدل على أن ذلك لم يكن عنده حدثا ينقض
الوضوء ( ) ب ( وروى عن النبي صلى ال عليه وسلم ترك
الوضوء مما مسته النار أم سلمة وميمونة وأبو سعيد الخدري وابن مسعود وضباعة ) ( 1516ابنة الزبير وأبو رافع وجابر وعمرو ) ( 1517بن أمية وأم عامر )
( 1518بنت يزيد بن السكن وكانت من المبايعات وابن عباس وسويد ) ( 1519بن النعمان وكثير من رجال الصحابة كل هؤلء رووه عن النبي صلى ال عليه وسلم
وروى أيضا من حديث أبي هريرة وقد ذكرناه ومما يستبين به أن المر بالوضوء مما غيرت النار منسوخ ان عبد ال بن عباس شهد رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل
لحما ) ( 1وخبزا وصلى ولم يتوضأ ومعلوم ان حفظ ابن عباس من رسول ال صلى ال عليه وسلم متأخر
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسمعيل بن إسحاق قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن ابن
عباس أن النبي صلى ال عليه وسلم تعرق ) ( 1كتفا ثم قام فصلى ولم يتوضا وأخبرنا أحمد بن عبد ال بن محمد بن علي أن أباه أخبره قال حدثنا أحمد بن خالد قال
حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس قال كنا مع رسول ال صلى ال
B314
TEXT
عليه وسلم في بيت ميمونة فجاء بلل فأذنه بالصلة فخرج وخرجنا معه فاستقبلتنا هدية من خبز ولحم فرجع ورجعنا معه ) أ ( وأكل وأكلنا ثم خرجنا الى الصلة ولم
يمس ) ب ( ماء وذكر حماد بن سلمة أيضا عن هشام بن عروة عن أبي نعيم وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس نحوه وذكر عبد الرزاق عن
ابن جريج قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن خالد قال كان ابن عباس يوم الجمعة يبسط له في بيت خالته ميمونة فيحدث فقال له أخبرني عما مست النار فقال ابن
عباس ل أخبرك ال بما رأيت من رسول ال صلى ال عليه وسلم كان هو وأصحابه في بيته فجاءه المؤذن فقام الى الصلة حتى إذا كان بالباب لقي بصحفة فيها خبز
ولحم
فرجع باصحابه فأكل وأكلوا ثم رجع الى الصلة ولم يتوضأ ) أخبرنا عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا بكر بن محمد ابن العلء قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا
مسدد قال حدثنا يحيى عن حسين قال حدثني أبو عون عن عبدال بن شداد قال قال أبو هريرة الوضوء مما غيرت النار قال مروان كيف نسأل عن هذا وفينا أمهاتنا
أزواج النبي صلى ال عليه وسلم فأرسلني الى أم سلمة فقالت جاءني رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد توضأ وضوءه للصلة فناولته لحما فاكل ثم خرج الى الصلة
حدثنا عبد ال قال قال حدثنا مسدد عن جعفر بن محمد عن علي بن حسين عن زينب بنت أم سلمة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل كتفا فجاء بلل فخرج الى
الصلة ولم يمس ماء ( ) أ ( يقولون أن خال محمد بن إسحاق محمد ) ب ( بن عمرو ) ( 1520ابن حلحلة الديلي ) فإن كان كذلك فبين محمد بن إسحاق وبين محمد )
( 1521بن عمرو بن عطاء العامري في هذا الحديث محمد
ابن عمرو بن حلحلة ولمحمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء أحاديث ( ) أ ( وذكر عبد الرزاق أيضا عن ابن جريج قال أخبرني محمد بن يوسف أن
سليمان بن يسار أخبره أنه سمع أبا هريرة وابن عباس ورأى أبا هريرة يتوضأ ثم قال أبو هريرة بنى عباس أتدري بنى عباس مم أتوضأ توضأت من أثوار أقط أكلتها
فقال ابن عباس ما أبالي ) ب ( مما توضأت اشهد لرايت رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل كتف لحم ثم قام الى الصلة وما توضأ وقد روى هذا الحديث عن ابن عباس
عطاء بن يسار وسليمان بن يسار ومحمد بن عمرو بن عطاء وعمر ) ( 1522بن عطاء بن أبي الخوار وابنه على ) ( 1523بن عبد ال بن عباس
وعكرمة موله ومحمد بن سيرين وغيرهم ال أن عكرمة ذكر في هذا الحديث لفظة زائدة حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد ) أ (
وحدثنا عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا ابن جامع قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا ابن الصبهاني قال حدثنا شريك بن ) ب ( سماك عن عكرمة عن ابن
عباس ان النبي صلى ال عليه وسلم أكل كتفا ) ( 1مهرية ) ج ( يعني نضجة ثم مسح يده ثم صلى هكذا جاء في هذا الحديث تفسير مهرية وهو اولى ما قيل في ذلك ان
شاء ال وذكر أبو عبيد مؤربة ) د ( بالهمز وفسرها ) ه ( انها موفرة ثم قال هو مأخوذ من الرب يعني العضو فهذه طرق حديث ابن عباس أو بعضها وهو حديث قد
رواه معه من تقدم ذكرنا له من وجوه صحاح كلها والحمد ل وقد قال جابر ان الناسخ في هذا الباب ترك الوضوء مما مست النار وخالفته ) و ( في ذلك عائشة اهأخبرنا
خلف ) ز ( بن القاسم قال حدثنا ابن أبي العقب بدمشق
قال حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال حدثنا على ) ( 1524بن عياش ) أ ( قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر ) عن جابر بن عبد
ال قال كان آخر المرين من رسول ال صلى ال عليه وسلم ترك الوضوء مما غيرت النار وقد ذكرنا حديث محمد بن المنكدر ( ) ب ( بما يجب القول فيه في كتابنا هذا
في باب محمد بن المنكدر لن مالكا ارسله عنه ووصله غيره وقد ذكرناه على شرطنا وبال التوفيق فهذا وجه القول في هذا الباب من جهة الثار وأما طريق النظر فإن
الصل ان ل ينتقض وضوء مجتمع عليه ال بحديث مجتمع عليه أو بدليل من كتاب أو سنة ل معارض له ) حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة عن رجاء قال سألت الوليد ) ( 1525بن هشام
عما غيرت النار فقال إني لست بالذي أسأل قلت على ذلك قال كان مكحول وكان اعظم فقها يتوضأ منه فلقى من أثبت له الحديث انه ليس فيه وضوء فترك الوضوء ( ) أ
( ) أخبرنا أحمد بن قاسم قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عمرو بن هشام البيروتي قال سمعت الوزاعي يقول سألت ابن شهاب عن الوضوء
مما غيرت النار فقال لي توضأ قلت عمن قال عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وزيد بن ثابت وأنس بن مالك وعائشة وأم سلمة قلت فأبو بكر قال لم يكن
يتوضأ قلت فعمر قال لم يكن يتوضأ قلت فعثمان قال لم يكن يتوضأ قلت فعلي قال لم يكن يتوضأ قلت فابن عباس قال لم يكن يتوضا قال فقلت له أرأيت ان سألتك رجال
مثل رجالي فقال إذا لتيتك بهم حدثنا أبو الفضل أحمد ابن قاسم بن عبد الرحمن وأبو عثمان يعيش بن سعيد بن محمد الوراق المام وأبو عبد ال محمد بن حكم قالوا
أخبرنا أبو بكر محمد بن معاوية القرشي قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا عبد ال بن مسلمة القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي عن
اليزيد بن أبي زياد عن مقسم قال بينما نحن عن عند ابن عباس إذ أتى بجفنة فيها ثريد قال خذوا باسم ال وكلوا من نواحيها وذروا الذروة فإن في الذروة البركة فأكلنا ثم
دعا بماء فشربه ثم قام الى الصلة فقلت يا ابن عباس ان الناس يقولون ان فيما غيرت النار من الطعام الوضوء فقال لول النار ما أكلناه وما زادته النار ال
طيبا وإنما الوضوء فيما يخرج وليس فيم يدخل وصلى بنا على بساط ( ) أ ( وممن قال باسقاط الوضوء مما مست النار أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن
عفان وعلي بن أبي طالب ) وعبد ال ابن مسعود ( ) ب ( وعبد ال بن عباس وعامر بن ربيعة وأبي بن كعب وأبو الدرداء وأبو أمامة وقال بذلك من فقهاء المصار
مالك فيمن قال بقوله من أهل المدينة وغيرهم وسفيان الثوري وأبو حنيفة وأصحابه والحسن بن حي وسائر أهل الكوفة والوزاعي في أهل الشام ) والليث بن سعد (
) ج ( والشافعي ومن اتبعه واحمد ابن حنبل وأبو ثور وإسحاق بن راهوية وأبو عبيد وداود بن علي ومحمد بن جرير الطبري وجماعة أهل الثر ال أن أحمد بن حنبل
وطائفة من أهل الحديث يقولون من أكل لحم الجزور خاصة فقد وجب عليه الوضوء وليس ذلك عليه في شيء مسته النار غير لحم الجزور وقال أحمد فيه حديثان
صحيحان حديث البراء وحديث جابر ابن سمرة يعني عن النبي صلى ال عليه وسلم ) وكذلك قال إسحاق بن راهويه ذكره الثرم عن أحمد وذكره اسحق بن منصور
والكوسج عن أسحق
قال ابو عمر حديث البراء حدثناه سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن العمش
عن عبد ال ) ( 1526ابن عبد ال الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال سل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الوضوء من لحوم البل فقال
توضئوا منها وحديث ) ( 1جابر بن سمرة عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ) أ ( ) رواه ابو عوانة عن عثمان بن عبد ال بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن
سمرة أن رجل سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم أتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فل تتوضأ قال أتوضأ من لحوم البل قال نعم توضأ من لحوم
البل ( ) ب ( رواه شعبة وزائدة عن سماك
ابن حرب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة عن النبي صلى ال عليه وسلم نحوه ) وحدثنا عبد ال بن محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال
حدثنا شيبان بن عبد ال بن شيبان قال حدثنا محمد بن عبد ال بن سابق الحضرمي قال حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال حدثنا ابن أبي ليلى عن عيسى عن عبد
الرحمن ابن أبي ليلى عن جابر بن سمرة ان اعرابيا أتى النبي صلى ال عليه وسلم فقال أتوضأ من لحوم البل قال نعم قال أصلي في مباركها قال ل قال أتوضأ من لحوم
الغنم قال ل قال أصلي في مرابضها قال نعم ( ) أ ( وممن قال بقول أحمد هذا في لحم البل خاصة اسحق بن راهويه وأبو ثور ويحيى بن يحيى النيسابوري وأبو خيثمة
وهو قول محمد بن إسحق وأما قول ) ب ( مالك والشافعي وأبي حنيفة والثوري والليث والوزاعي فكلهم ل يرون في شيء مسته النار وضوءا على من أكله سواء
عندهم لحم البل في ذلك وغير البل لن في الحاديث الثابتة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل خبزا ولحما وأكل كتفا ونحو هذا كثير ) ولم يخص لحم جزور من
غيره ( ) ج ( وصلى ولم يتوضأ وهذا ) ناسخ رافع ( ) د ( عندهم لما عارضه على ما تقدم ذكرنا له وبال التوفيق
قال أبو عمر قد تأول بعض الناس في هذا الحديث أن ) أ ( قوله صلى ال عليه وسلم توضئوا مما مست النار أنه أريد به غسل اليد قال فلما سمع أبو هريرة قوله هذا ورآه
صلى ال عليه وسلم يتوضأ لكل صلة ظن أن ذلك أريد به الوضوء للصلة قال ابو عمر هذا ليس بشيء وقد تقدم رد هذا القول ودفع هذا التأويل وقد ) ب ( اجتنبنا في
هذاالباب ما تبين به جهل هذا المتكلف في تأويله هذا وبال التوفيق اه حدثني ) ج ( أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد ال بن خالد قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد ال بن
صالح البهري قال حدثنا احمد بن عمير قال حدثنا عمرو ) د ( قال حدثنا عقبة ) ( 1527بن علقمة قال حدثنا الوزاعي قال كان مكحول يتوضأ مما مست النار حتى
لقي عطاء بن أبي رباح فأخبره عن جابر بن عبد
ال أن أبا بكر الصديق أكل ذراعا أو كتفا ثم صلى ولم يتوضأ فترك مكحول الوضوء فقيل له أتركت الوضوء مما مست النار فقال لن يقع أبو بكر من السماء الى
الرض احب اليه من أن يخالف رسول ال صلى ال عليه وسلم ) وذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا عارم وسليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال سمعت
ايوب يقول لعثمان البتي ) إذا سمعت امرأ ( ) أ ( عن النبي عليه السلم أو بلغك فانظر ما كان عليه أبو بكر وعمر فشد به يديك قال وحدثنا عارم قال حدثنا حماد بن زيد
عن خالد الحذاء قال كانوا يرون الناسخ من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم ما كان عليه أبو بكر وعمر رضي ال عنهما قال حماد وكان رأي خالد أحب الينا من
حديثه قال وحدثنا عبد ال بن صالح قال حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد قال كان ابو بكر وعمر أتبع الناس لهدى رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ) ب ( ) وروى محمد
B314
TEXT
بن الحسن عن مالك بن أنس أنه قال إذا جاء عن النبي صلى ال عليه وسلم حديثان مختلفان وبلغنا أن أبا بكر وعمر عمل باحد الحديثين وتركا الخر كان في ذلك دللة
أن الحق فيما عمل به ( ) ج (
وقد روى عكراش ) ( 1528بن ذوئب ) أ ( عن النبي صلى ال عليه وسلم صفة الوضوء مما غيرت النار ولم أر لذكره معنى لن إسناده ضعيف ل يحتج بمثله وأهل
العلم ينكرونه
#حديث ثامن لزيد بن أسلم يجري مجرى المتصل وهو صحيح من وجوه مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد ال الصنابحي ان رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها ثم إذا استوت قارنها فإذا زالت فارقها فإذا دنت للغروب قارنها فإذا غربت فارقها ونهى رسول ال
صلى ال عليه وسلم عن الصلة في تلك الساعات ) ( 1هكذا قال يحيى في هذا الحديث عن مالك عن عبد ال الصنابحي وتابعه القعنبي وجمهور الرواة عن مالك وقالت
طائفة منهم مطرف وإسحاق بن عيسى الطباع فيه عن مالك عن زيد عن عطاء عن أبي عبد ال الصنابحي واختلف عن زيد ابن أسلم في ذلك من حديثه هذا فطائفة قالت
عنه في ذلك عبد ال الصنابحي كما قال مالك في أكثر الروايات عنه وقالت طائفة أخرى عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي عبد ال الصنابحي وممن قال ذلك
معمر وهشام بن سعد والدراوردي ومحمد بن مطرف أبو غسان وغيرهم ) وما أظن هذا الضطراب جاء ال من زيد بن أسلم وال اعلم ( ذكر عبد الرزاق عن معمر عن
زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي عبد ال الصنابحي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان أو قال يطلع معها قرن الشيطان
فإذا ارتفعت فارقها فإذا كانت في وسط السماء قارنها فإذا دلكت أو قال زالت فارقها فإذا دنت للغروب قارنها فإذا غربت فارقها فل تصلوا هذه الثلث ساعات وقال
البخاري ابن أبي مريم عن أبي غسان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن الصنابحي أبي عبد ال عن النبي صلى ال عليه وسلم في الوضوء وفضله وكذلك قال
الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد
ابن ابي هلل عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي عبد ال الصنابحي فذكر حديث النهي عن الصلة في الثلث ساعات والصواب عندهم قول من قال فيه أبو
عبد ال وهو عبد الرحمن بن عسيلة تابعي ثقة ليست له صحبة وروى زهير بن محمد هذا الحديث عن زيد بن أسلم عن عطاء عن ) عبد ال ( الصنابحي قال سمعت
رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره وهذا خطأ عند أهل العلم والصنابحي لم يلق رسول ال صلى ال عليه وسلم وزهير بن محمد ل يحتج به ) إذا خالفه غيره ( ) وقد
صحف فجعل كنيته اسمه وكذلك فعل كل من قال فيه عبد ال لنه أبو عبد ال وقد قال فيه الصلت بن بهرام عن الحرث بن وهب عن أبي عبد الرحمن الصنابحي فهذا
صحف أيضا فجعل اسمه كنيته وكل هذا خطأ وتصحيف والصواب ما قاله مالك فيه في رواية مطرف وإسحاق بن عيسى الطباع ومن رواه كروايتهما عن مالك في
قولهم في عبد ال الصنابحي أن كنيته ابو عبد ال وأسمه عبد الرحمن وال المستعان ( وقد روى عن ابن معين أنه قال عبد ال الصنابحي يروى عنه المدنيون يشبه أن
تكون له صحبة وأصح من هذا عن ابن معين أنه سئل عن أحاديث الصناحبي عن النبي صلى ال عليه وسلم فقال مرسلة ليست له صحبة
قال أبو عمر صدق يحيى بن معين ليس في الصحابة أحد يقال له عبد ال الصنابحي وإنما في الصحابة الصنابح الحمسي وهو الصنابح بن العسر كوفي روى عنه قيس
بن أبي حازم احاديث منها حديثه في الحوض ول في التابعين أيضا أحد يقال له عبد ال الصنابحي فهذا أصح قول من قال أنه أبو عبد ال لن أبا عبد ال الصنابحي
مشهور في التابعين كبير من كبرائهم واسمه عبد الرحمن بن عسيلة وهو جليل كان عبادة ابن الصامت كثير الثناء عليه حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة قال حدثنا جابر بن أبي سلمة والعلء بن هارون عن ابن عون عن رجاء بن حيوة عن
محمود بن الربيع قال كنا عند عبادة بن الصامت نعوده إذا جاء أبو عبد ال الصنابحي فلما رآه عبادة قال لئن شفعت لشفعن لك ولئن قدرت لنفعنك ولئن سئلت لشهدن
لك ثم قال من سره أن ينظر الى رجل كإنه رفع فوق سبع سموات ثم رد فعمل على ما رأى فينظر الى أبي عبد ال يعني الصنابحي
قال أحمد بن زهير وحدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن محمد بن عجلن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن الصنابحي قال دخلت على عبادة بن الصامت
وهو في الموت فبكيت فقال مهل لم تبكي فوال لئن اسشتهدت لشهدن لك وذكر نحوه وحديث ضمرة أتم وذكر ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب
عن أبي الخير عن الصنابحي أنه قال له متى هاجرت قال خرجنا من اليمن مهاجرين فقدمنا الجحفة فأقبل راكب قلت الخبر فقال دفنا النبي صلى ال عليه وسلم منذ خمس
وقال ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد ابن عبد ال اليزني ) ( 1عن عبد الرحمن بن عسيلة قال لم يكن بيني وبين وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم إل
خمس ليال توفي وأنا بالجحفة فقدمت وأصحابه متوافرون فسألت بلل عن ليلة القدر فقال ليلة ثلث وعشرين قال ابو عمر قدم الصنابحي هذا يومئذ المدينة فصلى وراء
أبي بكر
الصديق رضي ال عنه المغرب فسمعه يقرأ في الركعة الخرة بعد أم القرآن !> ربنا ل تزغ قلوبنا <! وهو معدود في تابعي أهل الشام وبها توفي وأحاديثه التي في
الموطأ مشهورة جاءت عن النبي صلى ال عليه وسلم من طرق شتى من حديث أهل الشام وممن رواها عن النبي صلى ال عليه وسلم عقبة بن عامر وعمرو بن عبسة
وأبو أمامة الباهلي ومرة بن كعب البهزي وقيل كعب ) ( 1بن مرة وسنذكرها في هذا الباب على شرطنا في توصيل المرسلت وبال العون ل شريك له وأما قوله صلى
ال عليه وسلم في هذا الحديث أن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان وقوله في غير هذا السناد تطلع على قرن الشيطان وتطلع بين قرني الشيطان ونحو هذا فإن للعلماء
في ذلك قولين أحدهما أن ذلك اللفظ على الحقيقة وإنها تغرب وتطلع على قرن شيطان وعلى رأس شيطان وبين قرني شيطان على ظاهر الحديث حقيقة ل مجازا من غير
تكيف لنه ل يكيف ما ل يرى واحتج من قال بهذا القول بما أخبرنا عبد ال بن محمد ابن يوسف قال أخبرنا أبو الفتح الفارسي إبراهيم بن علي بمصر
قال أبو عمر وقد كتب الينا أبو الفتح بإجازة ما رواه وأباح لنا أن نحدث عنه وكتب ذلك بخطه قال أخبرنا محمد ) ( 1بن القاسم ابن بشار النحوي قال حدثني ابي قال
حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن حمزة بن عفيف البلخي قال حدثنا محمد بن عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبي بكر ) ( 2الهذلي عن عكرمة قال قلت لبن عباس
أرأيت ما جاء عن النبي صلى ال عليه وسلم في أمية بن أبي الصلت آمن شعره وكفر قلبه قال هو حق فما أنكرتم من ذلك قلت انكرنا قوله %والشمس تطلع كل آخر
ليلة %حمراء يصبح لونها يتورد % %
%ليست بطالعة لهم في رسلها % %إل معذبة وال تجلد % % % %فما بال الشمس تجلد قال والذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك
فيقولون لها اطلعي اطلعي فتقول ل أطلع على قوم يعبدونني من دون ال فيأتيها ملك عن ال تعالى يأمرها بالطلوع فتطلع لضياء بني آدم فيأتيها شيطان يريد أن يصدها
عن الطلوع فتطلع بين قرنيه فيحرقه ال بحرها وما غربت الشمس قط ال خرت ل ساجدة فياتيها شيطان فيريد أن يصدها عن السجود فتغرب بين قرنيه فيحرقه ال تعالى
تحتها وذلك قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ما طلعت ال بين قرني شيطان ول غربت ال بين قرني شيطان وأخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يعقوب ) ( 1بن عتبة عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي
صلى ال عليه وسلم صدق امية بن أبي الصلت في بيتين من شعره قال %رجل وثور تحت رجل يمينه %والسحر للخرى وليث مرصد %فقال النبي صلى ال عليه
وسلم صدق قال %والشمس تطلع كل آخر ليلة %حمراء يصبح لونها يتورد %تأبى فما تطلع لهم في رسلها ال معذبة وال تجلد % % % %فقال النبي صلى ال
عليه وسلم صدق ) وذكر أسد بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام ابن عروة عن أبيه عروة بن الزبير قال حملة العرش أحدهم على صورة إنسان والثاني على
صورة ثور والثالث على صورة نسر والرابع على صورة أسد ( وحدثني أبو محمد قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا إبراهيم
ابن مرزوق قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة
عن سماك قال سمعت المهلب بن أبي صفرة ) ( 1يحدث عن سمرة بن جندب أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ل تصلوا عند طلوع الشمس ول عند غروبها فإنها تطلع
بين قرني شيطان أو على قرني شيطان وتغرب بين قرني شيطان أو على قرني شيطان شك شعبة قال ابو عمر بلغني أن أبا محمد عبد ال بن إبراهيم سئل عن تأويل
حديث زيد ابن أسلم هذا فقال ممكن ان يكون للشيطان قرن يظهره عند طلوع الشمس وعند غروبها على ظاهر الحديث وما صنع أبو محمد رحمه ال في جوابه هذا شيئا
وأظنه أشار الى نحو القول المذكور من حمل الكلم على حقيقته دون مجازه وال أعلم وقال قوم من العلماء وجه هذا الحديث ومعناه عندنا حمله على مجاز اللفظ
واستعارة القول واتساع الكلم وقالوا اراد بذكره صلى ال عليه وسلم قرن الشيطان أمة تعبد الشمس
وتسجد لها وتصلي في حين طلوعها وغروبها من دون ال وكان صلى ال عليه وسلم يكره التشبه بالكفار ويحب مخالفتهم وبذلك وردت سنته صلى ال عليه وسلم وكأنه
اراد وال أعلم أن يفصل دينه من دينهم اذ هم أولياء الشيطان وحزبه فنهى عن الصلة في تلك الوقات لذلك وهذا التأويل جائز في اللغة معروف في لسان العرب لن
المة تسمى عندهم قرنا والمم قرونا قال ال عز وجل !> وقرونا بين ذلك كثيرا <! وقال !> وكم أهلكنا قبلهم من قرن <! وقال !> فما بال القرون الولى <! وقال
صلى ال عليه وسلم خير الناس قرني وحدثني خلف بن القاسم قال حدثنا ابو أحمد عبد ال بن محمد بن ناصح الدمشقي بمصر قال حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي
B314
TEXT
قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد عن أبي ) ( 1سنان عن ابن أبي الهذيل ) ( 2عن
خباب بن الرت ) ( 1أنه راى ابنه عبد ال ) ( 2يقص فلما رجع اتزر وأخذ السوط وقال أمع العمالقة أنت هذا قرن قد طلع فهذا خباب قد سمى القصاص قرنا طالعا
انكارا منه للقصص وخباب من كبار الصحابة رضوان ال عليهم وهم أهل الفصاحة والبيان وإنما قال ذلك خباب لن القصص أحدث عليهم ولم يكونوا يعرفونه وكان عبد
ال بن عمر ينكره ويقول لم يكن على عهد النبي صلى ال عليه وسلم ول على عهد أبي بكر ول على عهد عمر ول على عهد عثمان وإنما كانت القصص حين كانت
الفتنة وجائز أن يضاف القرن الى الشيطان لطاعتهم في ذلك لشيطان وقد سمى ال الكفار حزب الشيطان وهذا أعرف في اللغة من أن يحتاج فيه إلى اكثار وحجة من قال
بهذا التأويل ما أخبرناه أبو عبد ال عبيد ابن محمد قال حدثنا عبد ال ) بن مسرور ( قال حدثنا
عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا عبد ال بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن أبي يحيى سليم بن عامر الخبائري وضمرة بن حبيب وأبي
طلحة نعيم ابن زياد كل هؤلء سمعه من أبي أمامة الباهلي صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم قال سمعت عمرو بن عبسة السلمي يقول أتيت ) ( 1رسول ال وهو
نازل بعكاظ فقلت يا رسول ال من معك في هذا المر قال معي رجلن أبو بكر وبلل قال فأسلمت عند ذلك فلقد رأيتني ربع السلم قال فقلت يا رسول ال أمكث معك ام
الحق بقومي فقال بل الحق بقومك فيوشك أن يفيء ال بمن ترى الى السلم ثم اتيته قبيل فتح مكة فسلمت عليه فقلت يا رسول ال أنا عمرو بن عبسة أحب أن أسألك عما
تعلم واجهل وعما ينفعني ول يضرك فقال يا عمرو ابن عبسة أنك تريد أن تسألني عن شيء ما سألني عنه أحد ممن ترى ولن تسألني عن شيء ال أنبأتك به إن شاء ال
فقلت يا رسول ال فهل من ساعة أقرب من أخرى أو ساعة يتقي ذكرها قال نعم أن أقرب ما يكون الرب من الدعاء جوف اللليل
الخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر ال في تلك الساعة فكن فإن الصلة محضورة مشهودة الى طلوع الشمس فإنها تطلع بين قرني الشيطان وهي ساعة صلة الكفار
فدع الصلة حتى ترتفع قدر رمح ويذهب شعاعها ثم الصلة محضورة مشهودة حتى تعتدل الشمس اعتدال الرمح نصف النهار فإنها ساعة تفتح فيها أبواب جهنم وتسجر
فدع الصلة حتى يفيء الفيء ثم الصلة محضورة مشهودة حتى تغيب الشمس فإنها تغرب بين قرني الشيطان وهي ساعة صلة الكفار فقلت يا رسول ال هذا في هذا
فكيف في الوضوء قال أما الوضوء فإنك إذا توضأت وذكر الحديث أخبرنا أبو محمد عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق
البصري قال حدثنا أبو داود السجستاني قال حدثنا إبراهيم بن خالد الكلبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير بن عثمان قال حدثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة
عن عمرو بن عبسة قال أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بعكاظ قلت من معك على هذا المر قال حر وعبد ومعه أبو بكر وبلل ثم قال فارجع حتى يمكن ال
لرسوله فقال فأتيته بعد فقلت يا رسول ال جعلني ال فداك شيئا تعلمه وأجهله ل يضرك وينفعني ال به هل من ساعة أفضل من ساعة وهل من ساعة ل يصلى فيها قال
لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد
إن ال تبارك وتعالى ينزل في جوف الليل فيغفر ال ما كان من الشرك والبغي والصلة مشهودة فصل حتى تطلع الشمس فإذا طلعت فاقصر فإنها تطلع على قرن شيطان
وهي صلة الكفار حتى ترتفع فإذا استقلت الشمس فصل فإن الصلة مشهودة محضورة حتى يعتدل النهار فإذا اعتدل النهار فأقصر ) عن الصلة ( فإنها ساعة تسجر فيها
جهنم حتى يفي الفيء فإذا أفاء الفيء فصل فإن الصلة محضورة مشهودة حتى تدنو الشمس للغروب فإذا تدلت فاقصر عن الصلة فإنها تغيب على قرن شيطان وهي
صلة الكفار قال أبو عمر فقد قال في هذا الحديث عند طلوع الشمس وعند غروبها هي صلة الكفار وفي غير هذا السناد في هذا الحديث ويصلي لها الكفار وفي غيره
في هذا الحديث أيضا هي ساعة صلة الكفار وبعضهم يقول فيه أيضا وحينئذ يسجد لها الكفار كل هذه اللفاظ قد رويت في حديث عمرو بن عبسة هذا وهو حديث صحيح
من حديث الشاميين رواه أبو أسامة الباهلي عن عمرو بن عبسة ورواه جماعة عن أبي أمامة منهم ابو سلم الحبشي وقد سمعه أبو سلم أيضا من عمرو بن عبسة وسمعه
من عمرو بن عبسة يزيد بن طلق وغيره وهو حديث طويل في إسلم عمرو بن عبسة فيه معاني حديث الصنابحي في النهي عن الصلة في ثلث
ساعات وفي فضل الوضوء جميعا وسنذكره بتمامه في الباب الذي يأتي بعد هذا إن شاء ال وقد روى عن أبي أمامة عن النبي صلى ال عليه وسلم مختصرا حدثني خلف
بن القاسم قال حدثنا محمد بن أحمد بن المسور قال حدثنا مقدام بن داود قال حدثنا علي ) ( 1ابن ) معبد بن شداد ( قال حدثنا موسى بن أعين عن ليث عن عبد الرحمن )
( 2بن سابط عن أبي أمامة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ل تصلوا عند طلوع الشمس فإنها تطلع بين قرني شيطان وكل كافر يسجد لها ) ول تصلوا عند غروب
الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وكل كافر يسجد لها ول تصلوا وسط النهار فإن جهنم تسجر عند ذلك
وهذه الحاديث في ظاهرها حجة للقولين جميعا وال أعلم لقوله فيها بين قرني شيطان على ما روى عن ابن عباس في تأويله وأجمع العلماء ان نهيه صلى ال عليه وسلم
عن الصلة عند طلوع الشمس وعند غروبها صحيح غير منسوخ ال أنهم اختلفوا في تأويله ) ومعناه ( فقال علماء الحجاز معناه المنع من صلة النافلة دون الفريضة هذه
جملة قولهم وقال العراقيون كل صلة فريضة أو نافلة او جنازة فل تصلي ذلك الوقت ل عند طلوع الشمس ول عند الغروب ول عند الستواء لن الحديث لم يخص نافلة
من فريضة ال عصر يومه لقوله صلى ال عليه وسلم من أدرك ركعة من العصر فقد أدرك العصر وقد مضى الرد عليهم فيما ذهبوا اليه من ذلك في هذا الكتاب وياتي
القول في الصلة بعد العصر وبعد الصبح ممهدا مبسوطا بما للعلماء في ذلك من المذاهب في باب محمد بن يحيى بن حبان إن شاء ال ونذكر ها هنا أقاويل الفقهاء في
الصلة عند استواء الشمس في كبد السماء لنه أولى المواضع بما في ذلك وبال العون فأما مالك وأصحابه فل بأس عندهم بالصلة نصف النهار قال ابن القاسم قال مالك
ل أكره الصلة نصف النهار إذا استوت الشمس في وسط السماء ل في يوم الجمعة ول في غيره
ول أعرف هذا النهي وما أدركت أهل الفضل ال وهم يجتهدون ويصلون نصف النهار فقد أبان مالك حجته في مذهبه هذا انه لم يعرف النهي عن الصلة وسط النهار وقد
روى عن مالك أنه قال ل أكره التطوع نصف النهار إذا استوت الشمس ول أحبه ومحمل هذا عندي أنه لم يصح عنده حديث زيد بن أسلم المذكور في هذا الباب عن
عطاء عن الصنابحي لنه قد رواه أو صح عنده ونسخ منه واستثنى الصلة نصف النهار بما ذكرنا من العمل الذي ل يجوز أن يكون مثله ال توقيفا وال أعلم وقد روى
مالك عن ابن شهاب عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أنهم كانوا في زمن عمر بن الخطاب يصلون حتى يخرج عمر فإذا خرج عمر وجلس على المنبر واذن المؤذن
جلسوا يتحدثون حتى إذا سكت المؤذن وقام عمر سكتوا فلم يتكلم أحد وخروج عمر إنما كان بعد الزوال بدليل حديث طنفسة ) ( 1عقيل ) ( 2
ابن أبي طالب وإذا كان خروجه بعد الزوال وقد كانوا يصلون الى أن يخرج فقد كانوا يصلون وقت استواء الشمس وال أعلم ويوم الجمعة عند مالك وغير يوم الجمعة
سواء لن الفرق بينهما لم يصح عنده في أثر ول نظر وممن رخص في ذلك أيضا الحسن وطاوس والوزاعي وقال أبو يوسف والشافعي وأصحابه ل بأس بالتطوع
نصف النهار يوم الجمعة خاصة وهي رواية عن الوزاعي وأهل الشام وحجة الشافعي ومن قال بقوله هذا ما رواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد عن إسحق بن عبد ال
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن الصلة نصف النهار حتى تزول الشمس ال يوم الجمعة واحتج أيضا بحديث
مالك عن ابن شهاب عن ثعلبة بن أبي مالك وقد تقدم ذكره قال وخبر ثعلبة عن عامة أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم في دار الهجرة أنهم كانوا يصلون نصف
النهار يوم الجمعة قال ابو عمر كأنه يقول النهي عن الصلة عند استواء الشمس صحيح وخص منه يوم الجمعة بما روى من العمل الذي ل يكون مثله إل توقيفا وبالخبر
المذكور أيضا وبقي سائر اليام موقوفة على النهي
وإبراهيم بن محمد الذي روى عنه الشافعي هذا الخبر هو ابن أبي يحيى المدني متروك الحديث وإسحق بعده في السناد وهو ابن أبي فروة ضعيف أيضا فكأنه إنما يقوى
عنده هذا الخبر بما روى عن الصحابة في زمن عمر من الصلة نصف النهار يوم الجمعة وبال التوفيق وقد حدثني عبد الرحمن بن مروان قال حدثنا أحمد ابن سليمان
بن عمر البغدادي قال حدثنا ابو الليث ) نصر بن القاسم الفرائضي قال حدثنا إسحق ) ( 1بن أبي إسرائيل عن حسان بن إبراهيم قال حدثنا الليث ( قال حدثنا مجاهد عن
أبي الخليل عن أبي قتادة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلة تكره نصف النهار ال يوم الجمعة فإن جهنم ) ( 2تسجر ال يوم الجمعة وهذا الحديث منهم من
يوقفه
وحدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسمعيل بن إسحاق قال حدثنا إسحق بن محمد القروي قال حدثنا عبد ال بن جعفر الزهري ) ( 1عن إسماعيل
بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن السائب بن يزيد قال النداء الذي ذكر ال في القرآن إذا كان المام على المنبر زمن النبي صلى ال عليه وسلم وأبي بكر وعمر حتى
كان عثمان فكثر الناس واستبعدت البيوت فزاد النداء الثاني فلم يعيبوه قال السائب وكان عمر إذا خرج ترك الناس الصلة وجلسوا فإذا جلس على المنبر صمتوا وكان
عطاء بن أبي رباح يكره الصلة نصف النهار في الصيف ويبيح ذلك في الشتاء وقال أبو حنيفة والثوري ومحمد بن الحسن والحسن بن حي وعبد ال بن المبارك وأحمد
بن حنبل ل يجوز التطوع نصف النهار في شتاء ول صيف وكرهوا ذلك ول يجوز عند ابي حنيفة وأصحابه أن تصلى فريضة ول على جنازة ول شيء من الصلوات ل
فائتة مذكورة ول غيرها ول نافلة عند استواء الشمس نصف النهار
والحجة لمن قال بقول العراقيين في هذا الباب حديث الصنابحي المذكور في هذا الباب وحديث عمرو بن عبسة وحديث عقبة بن عامر حدثني محمد بن إبراهيم قال حدثنا
B314
TEXT
محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا عمرو بن منصور قال حدثنا آدم ) ( 1بن أبي إياس قال حدثنا الليث ابن سعد قال حدثنا معاوية بن صالح قال
أخبرني أبو يحيى سليم بن عامر وضمرة بن حبيب وأبو طلحة ) ( 2نعيم بن زياد قالوا سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول سمعت عمرو بن عبسة يقول قلت يا رسول ال هل
من ساعة ) ( 3أقرب من الخرى وهل ساعة يتقى ) ( 4ذكرها قال
نعم إن أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر ال في تلك الساعة فكن فإن الصلة مشهودة محضورة الى طلوع الشمس فإنها
تطلع بين قرني شيطان وهي ساعة صلة الكفار فدع الصلة حتى ترتفع الشمس قيد رمح ويذهب شعاعها ثم الصلة مشهودة محضورة حتى تعتدل الشمس اعتدال الرمح
نصف النهار فإنها ساعة تفتح فيها أبواب جهنم وتسجر فدع الصلة حتى يفيء الفيء ثم الصلة محضورة مشهودة حتى تغيب الشمس فإنها تغيب بين قرني شيطان وهي
صلة الكفار قال أبو عمر في حديث عمرو بن عبسة هذا النهي عن الصلة عن طلوع الشمس وعند استوائها وعند غروبها وفيه إباحة الصلة بعد الفجر الى طلوع
الشمس وبعد زوالها الى الغروب وتدبره تجده كما ذكرت لك وهو حديث صحيح وطرقه كثيرة حسان شامية ال أن قوله في هذا الحديث ثم الصلة محضورة مشهودة
حتى تغيب الشمس قد خلفه فيه غيره في هذا الحديث فقال ثم الصلة مشهودة متقبلة حتى يصلى العصر وهذا أشبه بالسنن الماثورة في ذلك
وقد روى في هذا الحديث أيضا حتى تكون الشمس قد دنت للغروب قيد رمح أو رمحين وسنذكر اختلف العلماء في الصلة النافلة والفجر والعصر وما روى في ذلك من
الثار في باب محمد بن يحيى بن حبان في هذا الكتاب إن شاء ال وأخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد ابن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا موسى
بن إسمعيل أبو سلمة قال حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن يزيد بن طلق عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن عبسة قال أبو داود حدثنا عثمان بن أبي
شيبة أن محمد بن جعفر حدثهم عن شعبة عن يصلى بن عطاء عن يزيد بن طلق عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن عبسة وهذا لفظ أبي سلمة قال أتيت رسول
ال فقلت يا رسول ال من أسلم معك قال حر وعبد يعني أبا بكر وبلل فقلت يا رسول ال علمني مما تعلم وأجهل هل من الساعات ساعة أفضل من أخرى قال نعم صل
من الليل الخر وفي حديث شعبة قال نعم جوف االليل فصل ما بدا لك حتى تصلي الصبح وفي حديث حماد فإن الصلة مشهودة متقبلة ثم انته حتى تطلع الشمس وما
دامت مثل الحجفة ) ( 1حتى تستقر فإنها تطلع بين قرني شيطان ويسجد لها الكفار
ثم صل ما بدا لك فإنها مشهودة متقبلة حتى يستوي العمود على ظله فإنها ساعة تسجر فيها الجحيم فإذا زالت الشمس فصل فإنها مشهودة متقبلة حتى تصلي العصر ثم
انته حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان ويسجد لها الكفار وقد روى من حديث البهزي معنى حديث عمرو بن عبسة هذا رواه الثوري عن منصور عن
سالم بن أبي الجعد عن رجل من اهل الشام عن كعب ) ( 1بن مرة البهزي قال قال رجل لرسول ال صلى ال عليه وسلم أي الليل ) ( 2اسمع يا رسول ال قال جوف
الليل الخر ثم الصلة مقبولة حتى تصلي الفجر ثم ل صلة حتى تكون الشمس قيد رمح أو رمحين ثم الصلة مقبولة حتى يقوم الظل قيام الرمح ثم ل صلة حتى تزول
الشمس ثم الصلة مقبولة حتى تكون الشمس قد دنت للغروب قيد رمح أو رمحين وذكر فضل الوضوء أيضا قال أبو عمر أحاديث هذا الباب عن عمرو بن عبسة كلها
وحديث البهزي إنما فيها ما يدل على صلة التطوع ل الفرائض وذلك بين منها وال أعلم وذكر الثرم قال سالت أبا عبد ال يعني أحمد بن حنبل عن الصلة نصف النهار
يوم الجمعة فقال يعجبني ان تتوقاها
فذكرت له حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي كنا نصلي يوم الجمعة حتى يخرج عمر قلت له هذا يدل على الرخصة في الصلة نصف النهار فقال ليس في هذا بيان إنما
جاء الكلم مجمل كنا نصلي ثم قال ل ولكن حديث النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه إنما نهى عن الصلة نصف النهار وعند طلوع الشمس وعند الغروب حديث
عمرو بن عبسة وعقبة بن عامر والصنابحي وذكر الثرم قال حدثنا منجاب بن الحارث قال أخبرنا خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاصي عن أبيه قال كنت أرى
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فإذا زالت الشمس يوم الجمعة قاموا فصلوا أربعا قال أبو عمر حديث ثعلبة بن أبي مالك أقوى من هذا الحديث وأبين وحديث
السائب بن يزيد مثله وال أعلم وأما حديث عقبة بن عامر فحدثني أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا أبو
النضر قال حدثنا الليث عن موسى ابن علي بن أبي رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال ثلث ) ( 1ساعات نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نصلي
فيها أو نقبر فيها موتانا عند طلوع الشمس حتى تبيض وعند انتصاف النهار حتى تزول وعند اصفرار الشمس واضافتها حتى تغيب وحدثنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبد
ال بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا موسى بن علي بن رباح اللخمي المصري قال سمعت أبي ) 1
( يقول أنه سمع عقبة بن عامر قال ثلث ساعات كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهانا ان نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع
وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تضيف ) ( 2الشمس للغروب حتى تغرب وأخبرني محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن
شعيب قال حدثنا سويد بن نصر قال
حدثنا عبد ال بن المبارك عن موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول ثلث ساعات كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهانا
أن نصلي فيها أو نقبر فيها موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع فذكره حرفا بحرف وروى عن عمر = بن الخطاب أنه نهى عن الصلة نصف النهار وقال ابن
مسعود كنا ننهى عن ذلك وقال أبو سعيد المقبري أدركت الناس وهم يتقون ذلك وأما الصلة على الجنائز في ذلك الوقت فإن أهل العلم أيضا اختلفوا في ذلك فقال مالك ل
بأس بالصلة على الجنائز بعد العصر ما لم تصفر الشمس فإذا اصفرت لم يصل على الجنازة ال أن يكون يخاف عليها فيصلي عليها حينئذ ول بأس بالصلة على الجنازة
بعد الصبح ما لم يسفر فإذا اسفر فل تصلوا عليها أل أن تخافوا عليها هذه رواية ابن القاسم عنه وذكر ابن عبد الحكم عنه أن الصلة على الجنائز جائزة في ساعات الليل
والنهار عند طلوع الشمس وعند غروبها ول خلف ) في ذلك ( عن مالك وأصحابه ان الصلة على الجنائز ودفنها نصف النهار جائزة وقال الثوري ل يصلي على
الجنائز ال في مواقيت الصلة وتكره الصلة عليها نصف النهار وحين تغيب الشمس وبعد الفجر قبل أن تطلع الشمس
وقال أبو حنيفة واصحابه ل يصلي على الجنائز عند الطلوع ول عند الغروب ول نصف النهار ويصلي عليها في غيرها من الوقات وقال الليث ل يصلى على الجنازة
في الساعة التي تكره فيها الصلة وقال الوزاعي يصلي عليها ما دام في ميقات العصر فإذا ذهب عنهم ميقات العصر لم يصلوا عليها حتى تغرب الشمس وقال الشافعي
يصلى على الجنائز في كل وقت والنهي عنده عن الصلة في تلك الساعات إنما هو عن النوافل المبتدئات والتطوع واما عن صلة فريضة أو صلة سنة فل لدلئل من
الثر سأذكرها في كتابي هذا إن شاء ال
#حديث تاسع لزيد بن أسلم مثل الذي قبله مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد ال الصنابحي ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا توضأ العبد
المؤمن فمضمض خرجت الخطايا من فيه فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه فإذا غسل
يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه فإذا مسح رأسه خرجت الخطايا من راسه حتى تخرج من أذنيه فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه
حتى تخرج من تحت أظفار رجليه ثم كان مشيه إلى المسجد وصلته نافلة له ) ( 1قد تقدم القول في الصنابحي وفيمن دونه في هذا السناد وقال أبو عيسى بن عيسى بن
سورة الترمذي سألت أبا عبد ال محمد بن إسمعيل البخاري عن حديث مالك عن زيد
ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد ال الصنابحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا توضأ العبد المسلم فمضمض خرجت الخطايا من فيه الحديث فقال مالك بن
أنس وهم في هذا الحديث فقال عبد ال الصنابحي وهو أبو عبد ال الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن عسيلة ولم يسمع من النبي عليه السلم والحديث مرسل وعبد
الرحمن هو الذي روى عن أبي بكر الصديق قال أبو عمر يستند هذا الحديث أيضا من طرق حسان من حديث عمرو بن عبسة وغيره وسنذكرها في آخر هذا الباب إن
شاء ال وفي هذا الحديث من الفقه إن الوضوء مسنونة ومفروضة جاء فيه مجيئا واحدا وإن من شرط المؤمن وما ينبغي له إذا أراد الصلة إأ يأتي بما ذكر في هذا
الحديث ل يقصر عن شيء منه فإن قصر عن شيء منه كان للمفترض حينئذ حكم وللمسنون حكم إل أن العلماء أجمعوا على أن غسل الوجه واليدين الى المرفقين
والرجلين الى الكعبين ومسح الرأس فرض ذلك كله لمر ال به في كتابه المسلم عند قيامه الى الصلة إذا لم يكن متوضئا ل خلف علمته في شيء من ذلك ال في مسح
الرجلين وغسلهما على ما نبينه في بلغات مالك إن شاء ال
واختلفوا في المضمضة والستنثار فقالت طائفة ذلك فرض وقال آخرون ذلك سنة وقال بعضهم المضمضة سنة والستنثار فرض وليس في مسند حديث ) الموطأ ذكر
المضمضة ال في هذا الحديث وفي حديث ( عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد ال بن زيد بن عاصم في صفة وضوء رسول ال صلى ال عليه وسلم ول في الموطأ ذكر
الذنين في الوضوء في حديث مسند ال في حديث الصنابحي هذا وقد استدل بعض أهل العلم على أن الذنين من الرأس وأنهما يمسحان بماء واحد مع الرأس بحديث
الصنابحي هذا لقوله فيه فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من أذنيه فنذكر أقاويل الفقهاء في ذلك ها هنا ونؤخر ذكر المرفقين الى باب عمرو بن يحيى وذكر الكعبين الى
قوله صلى ال عليه وسلم ويل للعقاب من النار ونرجيء ذكر القول في مسح الرأس الى باب عمرو بن يحيى أيضا في حديث عبد ال بن زيد بن عاصم أن شاء ال
وجاء في هذا الحديث ذكر الستنثار فنذكره أيضا بعون ال وكذلك ل أعلم في مسند حديث الموطأ ومرفوعة موضعا أشبه بالقول في الماء المستعمل من هذا الحديث
B314
TEXT
ونحن ذاكرو ذلك كله ها هنا ونذكر حكم المضمضمة والستنثار أيضا ها هنا لنهما متقاربان في المعنى عند العلماء وبال توفيقنا وهو حسبنا ل شريك له
فأما الستنثار والستنشاق فمعناهما واحد متقارب ال أن أخذ الماء بريح النف هو الستنشاق والستنثار رد الماء بعد أخذه بريح النف أيضا وهذه حقيقة اللفظين وقد
كان مالك يرى أن الستنثار ان يجعل يده على أنفه ويستنثر وقد ذكرنا مذاهب العلماء في ذلك في باب أبي الزناد وأكثر أهل العلم يكتفون في هذا المعنى باللفظ الواحد وقد
روى عن النبي صلى ال عليه وسلم اللفظتان جميعا وذلك قوله في هذا الحديث فإذا استنثر قوله في حديث أبي هريرة إذاتوضأ ) ( 1أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينثر )
( 2ولينتثر أو ليستنثر ونحو هذا على ما روى في ذلك وقوله في حديث أبي هريرة أيضا من توضأ ) ( 3فليستنثر ومن استجمر فليوتر وروى من حديث ابي رزين
العقيلي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له وبالغ في الستنشاق ال أن تكون صائما ومن حديث ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال استنثروا مرتين ) ( 1بالغتين أو ثلثا ومن حديث همام عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال إذاتوضأ أحدكم فليستنشق بمنخره من الماء ثم لينتثر وقد
ذكرنا هذه الثار باسانيدها في باب أبي الزناد والحمد ل فاللفظتان كما ترى مرويتان يتداخلن وأهل العلم يعبرون باللفظ الواحد عن الثاني اكتفاء وعلما بالمراد فأما
اختلفهم في حكمهما فإن مالكا والشافعي وأصحابهما يقولون المضمضة والستنشاق سنة ليستا بفرض ل في الجنابة ول في الوضوء وبذلك قال محمد بن جرير الطبري
وهو قول الوزاعي والليث ابن سعد وقتادة والحكم بن عتبة وروى أيضا عن الحسن البصري والزهري وربيعة ويحيى بن سعيد وقتادة والحكم ابن عتبة فمن توضأ
وتركهما وصلى فل أعادة عليه عند واحد من هؤلء المذكورين وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري هما فرض في الجنابة سنة في الوضوء فإن تركهما في غسله من
الجنابة وصلى أعاد كمن ترك لمعة ومن تركهما في وضوئه ) وصلى ( فل اعادة عليه وقال ابن أبي ليلى وحماد بن أبي سليمان وهو قول إسحاق بن راهويه هما فرض
في الغسل والوضوء جميعا وروى الزهري وعطاء مثل هذا القول أيضا وروى عنهما مثل
قول مالك والشافعي وكذلك اختلف اصحاب داود فمنهم من قال هما فرض ) في الغسل والوضوء جميعا ومنهم من قال ان المضمضة سنة والستنشاق فرض ( وكذلك
اختلف عن أحمد بن حنبل على هذين القولين المذكورين عن داود وأصحابه ولم يختلف قول أبي ثور وأبي عبيد أن المضمضة سنة والستنشاق واجب قال فمن ترك
الستنشاق وصلى أعاد ومن ترك المضمضة لم يعد وكذلك القول عند أحمد بن حنبل في رواية وعن بعض أصحاب داود وحجة من لم يوجبهما أن ال لم يذكرهما في
كتابه ول أوجبهما رسوله صلى ال عليه وسلم ول اتفق الجميع عليه والفرائض ل تثبت ال من هذه الوجوه وحجة ن أوجبهما في الغسل من الجنابة دون الوضوء قوله
صلى ال عليه وسلم تحت كل ) ( 1شعرة جنابة فبلوا
الشعر وانقوا البشرة وفي النف ما فيه من الشعر وأنه ل يوصل الى غسل السنان والشفتين ال بالمضمضة وقد قال صلى ال عليه وسلم العينان تزنيان والفم يزني ونحو
هذا الى أشياء يطول ذكرها وحجة من أوجبهما في الوضوء وفي غسل الجنابة جميعا ان ال عز وجل قال !> ول جنبا إل عابري سبيل حتى تغتسلوا <! كما قال فاغسلوا
وجوهكم فما وجب في الواحد من الغسل وجب في الخر والنبي صلى ال عليه وسلم لم يحفظ عنه أنه ترك المضمضة والستنشاق في وضوئه ول في غسله للجنابة وهو
المبين عن ال عز وجل مراده قول وعمل وقد بين ان من مراد ال بقوله اغسلوا وجوهكم المضمضة والستنشاق مع غسل سائر الوجه وحجة من فرق بين المضمضة
والستنشاق أن النبي صلى ال عليه وسلم فعل المضمضة ولم يأمر بها وأفعاله مندوب اليها ليست بواجبة ال بدليل وفعل الستنثار وأمر به وأمره على الوجوب أبدا ال
أن تبين غير ذلك من مراده وهذا على أصولهم في ذلك واما اختلف العلماء في حكم الذنين في الطهارة فإن مالكا قال فيما روى عنه ابن وهب وابن القاسم وأشهب
وغيرهم الذنان من الراس ال أنه قال يستأنف لهما ماء جديد سوى الماء الذي يمسح به الرأس فوافق الشافعي في هذه لن الشافعي قال يمسح الذنين بماء جديد كما قال
مالك ولكنه قال هما سنة على حيالهما ل من الوجه ول من الرأس وقول أبي ثور في ذلك كقول الشافعي سواء حرفا بحرف وقول أحمد بن حنبل
في ذلك كقول مالك سواء في قوله الذنان من الرأس وفي أنهما يستأنف لهما ماء جديد وقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه الذنان ) من الرأس يمسحان مع الرأس بماء
جديد وروى عن جماعة من السلف مثل ذلك القول من الصحابة والتابعين وقال ابن شهاب الزهري الذنان ( من الوجه وقال الشعبي ما أقبل منهما من الوجه وظاهرهما
من الرأس وبهذا القول قال الحسن بن حي وإسحاق ابن راهويه ان باطنهما من الوجه وظاهرهما من الرأس وحكيا عن أبي هريرة هذا القول وعن الشافعي والمشهور من
مذهبه ما تقدم ذكره رواه المزني والربيع والزعفراني والبويطي وغيرهم وقد روى عن أحمد بن حنبل مثل قول الشافعي وإسحاق في هذا أيضا وقال داود ان مسح أذنيه
فحسن وإن لم يمسح فل شيء عليه وأهل العلم يكرهون للمتوضيء ترك مسح أذنيه ويجعلونه تارك سنة من سنن النبي صلى ال عليه وسلم ول يوجبون عليه إعادة ال
اسحق بن راهويه فإنه قال إن ترك مسح اذنيه عامدا لم يجزه وقال أحمد بن حنبل ان تركهما عمدا أحببت أن يعيد وقد كان بعض أصحاب مالك يقول من
ترك سنة من سنن الوضوء أو الصلة عامدا أعاد وهذا عند الفقهاء ضعيف وليس لقائله سلف ول له حظ من النظر ولو كان كذلك لم يعرف الفرض الواجب من غيره
وقال بعضهم من ترك مسح أذنيه فكأنه ترك مسح بعض رأسه وهو ممن يقول بأن الفرض مسح بعض الرأس وإنه يجزئ المتوضيء مسح بعضه وقوله هذا كله ليس
على أصل مذهب مالك الذي يقتدي به وسيأتي القول في مسح الرأس في باب عمرو بن يحيى إن شاء ال واحتج مالك والشافعي في أخذهما للذنين ماء جديدا بأن عبد ال
بن عمر كان يفعل ذلك وحجة أبي حنيفة وأصحابه ومن قال بقولهم ان الذنين يمسحان مع الرأس بماء واحد حديث زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس عن
النبي صلى ال عليه وسلم أنه كذلك فعل وذلك موجود أيضا في حديث عبد ال الخولني عن ابن عباس عن علي في صفة وضوء رسول ال صلى ال عليه وسلم وفي
حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء وفي حديث طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده عن النبي صلى ال عليه وسلم واحتجوا أيضا بحديث الصنابحي هذا قوله صلى ال
عليه وسلم فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من أذنيه كما قال في الوجه من أشفار عينيه وفي اليدين من تحت أظفاره ومعلوم ان العمل في ذلك واحد بماء واحد واحتجوا
أيضا بما أخبرنا عبد ال بن محمد قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا يزيد
ابن هرون قال أخبرنا عباد بن منصور عن عكرمة ) ( 1ابن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم يتوضأ ) ( 2فذكر الحديث
كله ثلثا ثلثا وفيه قال ومسح برأسه وأذنيه ) ظاهرهما وباطنهما ( مسحة واحدة وأكثر الثار على هذا وقد يحتمل أنه مسح رأسه مرة واحدة وأذنيه مرة واحدة لنه ذكر
الوضوء ثلثا ثلثا ال الرأس والذنين وحجة من قال بغسل باطنهما مع الوجه وبمسح ظاهرهما مع الرأس ان ال قد أمر بغسل الوجه وهو مأخوذ من المواجهة فكل ما
وقع عليه اسم وجه وجب عليه غسله وأمر عز وجل بمسح الرأس وما لم يواجهك من الذنين فمن الرأس لنهما في الرأس فوجب المسح على ما لم يواجه منهما مع
الرأس
قال أبو عمر هذا قول ترده الثار الثابتة عن النبي عليه السلم أنه كان يمسح ظهور اذنيه وبطونهما من حديث علي وعثمان وابن عباس والربيع بنت معوذ وغيرهم
وحجة ابن شهاب في أنهما من الوجه لن ما لم ينبت عليه الشعر فهو من الوجه ل من الرأس إذا أدركته المواجهة ولم يكن قفا وال قد امر بغسل الوجه أمرا مطلقا ويمكن
ان يحتج له بحديث ابن أبي مليكة أنه رأى عثمان بن عفان فذكر صفة ) ( 1وضوء رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلثا ثلثا قال ثم أدخل يده فأخذ ماء فمسح به رأسه
وأذنيه فغسل ظهورهما وبطونهما ومن الحجة له أيضا ما صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان يقول في سجوده سجد ) ( 2وجهي للذي خلقه فشق سمعه
وبصره فأضاف السمع الى الوجه وهذا كلم محتمل التأويل يمكن فيه العتراض
وحجة الشافعي في قوله ان مسح الذنين سنة على حيالها وليستا من الوجه ول من الرأس اجماع القائلين بإيجاب الستيعاب في مسح الرأس انه ان ترك مسح أذنيه
وصلى لم يعد فبطل قولهم أنهما من الرأس لنه لو ترك شيئا من رأسه عندهم لم يجزئه وإجماع العلماء في أن الذي يجب عليه حلق رأسه في الحج ليس عليه أن يأخذ ما
على أذنيه من الشعر فدل ذلك على أنهما ليستا من الرأس وإن مسحهما سنة على النفراد كالمضمضة والستنشاق ولكل طائفة منهما اعتلل من جهة الثر والنظر تركت
ذلك خشية الطالة وإن الغرض والجملة ما ذكرنا وبال توفيقنا قال أبو عمر المعنى الذي يجب الوقوف على حقيقته في الذنين أن الراس قد رأينا له حكمين فما واجه منه
كان حكمه الغسل ما عل منه وكان موضعا لنبات الشعر كان حكمه المسح واختلف الفقهاء في الذنين إنما هو هل حكمهما المسح كحكم الرأس أو حكمهما الغسل كغسل
الوجه أو لهما من كل واحد منهما حكم او هما من الرأس فيمسحان معه فلما قال صلى ال عليه وسلم في هذا الحديث حديث الصنابحي فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا
من أذنيه ) فأتى بذكر الذنين مع الرأس ولم يقل إذا غسل وجهه خرجت الخطايا من أذنيه ( علمنا أن الذنين ليس لهما
من حكم الوجه شيء لنهما لم يذكرا معه وذكرا مع الرأس فكان حكمهما المسح كحكم الرأس فليس يصح من الختلف في ذلك عندي ال مسحهما مع الراس بماء واحد
واستئناف الماء لهما في المسح فإن هذين القولين محتملن للتأويل وأما قول من أمر بغسلهما أو غسل بعضهما فل معنى له وذلك مدفوع بحديث الصنابحي هذا مع ما
روى عن النبي صلى ال عليه وسلم في مسحهما وبال التوفيق واستدل بعض من لم يجز الوضوء بالماء المستعمل بحديث الصنابحي هذا وقال الماء إذا توضيء به مرة
خرجت الخطايا معه فوجب التنزه عنه لنه ماء الذنوب وهذا عندي ل وجه له لن الذنوب ل تنجس الماء لنها ل أشخاص لها ) ول أجسام ( تمازج الماء فتفسده وإنما
معنى قوله خرجت الخطايا مع الماء اعلم منه بأن الوضوء للصلة عمل يكفر ال به السيئات عن عباده المؤمنين رحمة منه بهم وتفضل عليهم اعلموا بذلك ليرغبوا في
العمل به واختلف الفقهاء في الوضوء بالماء المستعمل وهو الذي قد توضيء به مرة فقال الشافعي وأبو حنيفة وأصحابهما ل يتوضأ به ومن توضأ به أعاد أبدا لنه ليس
B314
TEXT
بماء مطلق ويتيمم واجده لنه ليس بواجد ماء ومن حجتهم في ذلك على الذين أجازوا الوضوء به عند عدم غيره أنه لما كان مع الماء الذي يستعمل كل ماء كان عند
عدمه أيضا كل ماء ووجب التيمم
وقال بقولهم في ذلك اصبغ بن الفرج وهو قول الوزاعي وأما مالك فقال ل يتوضأ به إذا وجد غيره من الماء ول خير فيه ثم قال إذا لم يجد غيره توضأ به ولم يتيمم لنه
ماء طاهر لم يغيره شيء وقال أبو ثور وداود الوضوء بالماء المستعمل جائز لنه ماء طاهر ل ينضاف اليه شيء فوجب أن يكون مطهرا لطهارته ولنه ل يضاف الى
شيء وهو ماء مطلق واحتجوا باجماع المة على طهارته إذا لم يكن في أعضاء المتوضيء نجاسة والى هذا ذهب أبو عبد ال المروزي محمد ابن نصر ومن حجتهم ان
الماء قد يستعمل في العضو الواحد ل يمتنع من ذلك أحد ول يسام من ذلك واختلف عن الثوري في هذه المسألة فروى عنه أنه قال ل يجوز الوضوء بالماء المستعمل
وأظنه حكى عنه أيضا أنه قال هو ماء الذنوب وقد روى عنه خلف ذلك وذلك أنه افتى من نسى مسح رأسه أن يأخذ من بلل لحيته فيمسح به رأسه وهذا واضح في
استعمال الماء المستعمل وقد روى عن علي بن أبي طالب وابن عمر وأبي أمامة وعطاء بن أبي رباح والحسن البصري والنخعي ومكحول والزهري أنهم قالوا فيمن
نسي مسح رأسه فوجد في لحيته بلل أنه يجزئه أن يمسح بذلك البلل رأسه فهؤلء كلهم أجازوا الوضوء بالماء المستعمل وأما مالك والشافعي وأبو حنيفة ومن قال بقولهم
فل يجوز عندهم لمن نسي مسح رأسه ووجد في لحيته بلل أن يمسح رأسه بذلك البلل ولو فعل لم يجزئه وكان كمن لم يمسح وكان عليه العادة لكل ما صلى
ذلك الوضوء عندهم لنه ماء قد أدى به فرض فل يؤدى به فرض آخر كالجمار وشبهها قال أبو عمر الجمار مختلف في ذلك منها وقال بعض المنتمين الى العلم من أهل
عصرنا ان الكبائر والصغائر يكفرها الصلة والطهارة واحتج بظاهر حديث الصنابحي هذا وبمثله من الثار وبقوله صلى ال عليه وسلم فما ترون ذلك يبقى من ذنوبه )
( 2وما أشبه ذلك وهذا جهل بين وموافقة للمرجئة فيما ذهبوا اليه من ذلك وكيف يجوز لذي لب أن يحمل هذه الثار على عمومها وهو يسمع قول ال عز وجل !> يا
أيها الذين آمنوا توبوا إلى ال توبة نصوحا <! وقوله تبارك وتعالى !> وتوبوا إلى ال جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون <! في آي كثيرة من كتابه ولو كانت الطهارة
والصلة وأعمال البر مكفرة للكبائر والمتطهر المصلى غير ذاكر لذنبه الموبق ول قاصد اليه ) ول حضره في حينه ذلك أنه نادم عليه ( ول خطرت خطيئته المحيطة به
بباله لما كان لمر ال عز وجل بالتوبة معنى ولكان
كل من توضأ وصلى يشهد له بالجنة بأثر سلمه من الصلة وأن ارتكب قبلها ما شاء من الموبقات الكبائر وهذا ل يقوله أحد ممن له فهم صحيح وقد أجمع المسلمون أن
التوبة على المذنب فرض والفروض ل يصح أداء شيء منها ال بقصد ونية ) واعتقاد أن ل عودة ( فأما أن يصلي وهو غير ذاكر لما ارتكب من الكبائر ول نادم على
ذلك فمحال وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الندم ) ( 1توبة وقال صلى ال عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر
حدثنا يونس بن عبد ال بن محمد بن معاوية قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا أبو كريب ) ( 2محمد ابن العلء قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا محمد
ابن جعفر بن أبي كثير قال حدثنا العلء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلوات ) ( 1الخمس والجمعة الى الجمعة
كفارات لما بينهن من الخطايا ما لم تغش الكبائر وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو بكر محمد بن أبي العوام قال حدثنا عمر بن سعيد
القرشي قال حدثنا سعيد ) ( 2ابن بشير عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهما لمن
اجتنب الكبائر وروى عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن العمش عن أبي وائل قال قال عبد ال بن مسعود الصلوات الخمس كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر
قال وأخبرني الثوري عن أبيه عن المغيرة بن شبيل عن طارق بن شهاب سمع سلمان الفارسي يقول حافظوا ) ( 1على هذه الصلوات الخمس فانهن كفارة هذه الجراح
ما لم تصب المقتلة وحدثنا سعيد قال حدثنا قاسم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا ابن فضيل عن مغيرة عن زياد ) ( 2بن كليب عن
إبراهيم بن علقمة عن سليمان ) بن يسار ( ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أل أحدثكم عن يوم الجمعة ل يتطهر رجل ثم يأتي الجمعة فيجلس وينصت حتى يقضي
المام صلته ال كانت له كفارة ما بين الجمعة الى الجمعة ما اجتنبت الكبائر قال أبو بكر وحدثنا إسحاق بن منصور عن أبي ) ( 3
كدينة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع ) ( 1عن سلمان عن النبي عليه السلم قال احدثك عن يوم الجمعة من تطهر وأتى الجمعة ثم انصت حتى يقضي ) 2
( المام صلته كانت كفارة لما بينهما وبين الجمعة التي تليها ما اجتنبت المقتلة ) ( 3قال وحدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة عن مغيرة بن أبي معشر زياد بن كليب عن
إبراهيم بن علقمة عن القرثع عن سلمان عن رسول ال صلى ال عليه وسلم مثل حديث إسحاق بن منصور عن أبي كدينة وهذا يبين لك ما ذكرنا ويوضح لك أن الصغائر
تكفر بالصلوات الخمس لمن اجتنب الكبائر فيكون على هذا معنى قول ال عز وجل !> إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم <! الصغائر بالصلة والصوم
والحج وأداء الفرائض واعمال البر وان لم تجتنبوا الكبائر ولم تتوبوا منها لم تنتفعوا بتكفير الصغائر إذا واقعتم الموبقات المهلكات وال أعلم وهذا كله قبل
الموت فإن مات صاحب الكبيرة فمصيره الى ال إن شاء غفر له وإن شاء عذبه فإن عذبه فيجرمه وإن عفا عنه فهو أهل العفو وأهل المغفرة وان تاب قبل الموت وقبل
حضوره ومعاينته وندم واعتقد أن ل يعود واستغفر ووجل كان كمن لم يذنب وبهذا كله الثار الصحاح عن السلف قد جاءت وعليه جماعة علماء المسلمين ولو تدبر هذا
القائل الحديث الذي فيه ذكر خروج الخطايا من فمه وأنفه ويديه ورجليه ورأسه لعلم أنها الصغائر في الغلب ولعلم انها معفو عنها بترك الكبائر دليل ذلك قوله صلى ال
عليه وسلم العينان ) ( 1تزنيان واليدان تزنيان والفم يزني ويصدق ذلك كله الفرج أو يكذبه يريد وال أعلم أن الفرج بعمله يوجب المهلكة وما لم يكن ذلك فأعمال البر
يغسلن ذلك كله وقد كنت أرغب بنفسي عن الكلم في هذا الباب لول قول ذلك القائل وخشيت أن يغتر به جاهل فينهمك في الموبقات اتكال على أنها تكفرها الصلوات
الخمس دون الندم عليها والستغفار والتوبة منها وال أعلم ونسأله العصمة والتوفيق حدثني سعيد بن نصر و عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا
إسمعيل بن إسحق القاضي قال حدثنا الحجاج بن المنهال قال حدثنا ابن سلمة عن ثابت
وعلي بن زيد وحميد وصالح المعلم ويونس عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة ) إلى الجمعة ( كفارة لما بينهن
ما اجتنبت الكبائر وأما حديث عمرو بن عبسة في هذا الباب ومنه قام حديث الصنابحي وال أعلم فحدثنا أبو عبد ال محمد بن خليفة رحمه ال قال حدثنا أبو بكر محمد بن
الحسين الجرى قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا ) أبو ( أيوب سليمان بن عبد الرحمان الدمشقي قال حدثنا إسمعيل بن عياش عن عبد ال ابن عبد الرحمن بن
أبي حسين عن شهر بن حوشب أنه لقي أبا أمامة الباهلي فسأله عن حديث عمرو بن عبسة السلمي حين حدث شرحبيل بن السمط وأصحابه أنه سمع رسول ال صلى ال
عليه وسلم يقول من رمى ) ( 1بسهم في سبيل ال فبلغ أخطأ أو أصاب كان سهمه ذلك كعدل رقبة من ولد إسمعيل ومن خرجت له شيبة في سبيل ال كانت له نورا يوم
القيامة ومن أعتق رقبة مسلمة كانت له فكاكا من جهنم ومن قام الى الوضوء يراه حقا عليه فمضمض غفرت له ذنوبه مع أول قطرة من طهوره فإذا غسل وجهه فمثل
ذلك فإذا غسل رجليه فمثل ذلك فإن جلس جلس سالما وإن صلى تقبل منه قال شهر فحدثني أبو أمامة
عن عمرو بن عبسة بهذا الحديث سمعه من رسول ال صلى ال عليه وسلم ) إل أن إسماعيل بن عياش أجمعوا أنه ليس بحجة فيما ينفرد به ( وحدثنا أبو محمد عبد ال
بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا إبراهيم بن مروان الدمشقي قال حدثنا ابن عياش هو إسمعيل قال حدثني يحيى ) ( 1ابن
أبي عمرو السيباني عن أبي سلم الحبشي وعمرو بن عبد ال أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدث عن عمرو بن عبسة السلمي قال رغبت ) ( 2عن آلهة قومي في
الجاهلية ورأيت أنها آلهة باطل كانوا يعبدون الحجارة والحجارة ل تضر ول تنفع قال فلقيت رجل من أهل الكتاب فسألته عن أفضل الدين فقال رجل يخرج من مكة
ويرغب عن آلهة قومه ويدعو الى غيرها
وهو يدعو الى أفضل الدين فإذا سمعت به فاتبعه فلم يكن لي هم ال مكة آتيها فأسأل هل حدث فيها حدث أو أمر فيقولون ل فانصرف الى أهلي وأهلي بالطريق غير بعيد
فاعترض خارجي مكة فأسألهم هل حدث فيها حدث أو أمر فيقولون ل فإني قاعد على الطريق إذ مر بي راكب فقلت من أين جئت فقال من مكة قلت حدث فيها حدث قال
نعم رجل رغب عن آلهة قومه ويدعو الى غيرها قلت صاحبي الذي أريد فشددت راحلتي برحلها فجئت منزلي الذي كنت أنزل فيه فسألت عنه فوجدته مستخفيا بشأنه
ووجدت قريشا عليه جرءاء ) ( 1فتلطفت حتى دخلت فسلمت عليه ثم قلت من أنت فقال أنا نبي فقلت وما النبي قال رسول ال قلت من أرسلك قال ال قلت فبم أرسلك
قال بأن توصل الرحام وتحقن الدماء وتؤمن السبل وتكسر الوثان ويعبد ال وحده ل يشرك به شيء قلت نعم ما أرسلك فاشهد أني قد آمنت بك وصدقت بك امكث معك
أم ماذا ترى قال قد ترى كراهية الناس لما جئت به فامكث في أهلك فإذا سمعت بأني خرجت مخرجي فائتني فلما سمعت به خرج الى
المدينة سرت حتى قدمت عليه قلت يا نبي ال تعرفني قال نعم أنت السلمي الذي جئتني فقلت لي كذا وكذا فاغتنمت ذلك المجلس وعرفت أنه ل يكون لي أفرغ قلبا منه في
ذلك المجلس قلت يا رسول ال أي الساعات أسمع قال جوف الليل الخر والصلة مشهودة متقبلة حتى تخرج الشمس فإذا رأيتها خرجت حمراء فاقصر عنها فإنها تخرج
بين قرني شيطان وتصلي لها الكفار فإذا ارتفعت قدر رمح أو رمحين فصل فإن الصلة مشهودة متقبلة حتى يستوي الرمح بالظل فإذا استوى الرمح بالظل فأقصر عنها
فإنه حين تسجر أبواب جهنم فإذا فاء الظل فصل فإن الصلة مشهودة متقبلة حتى تغرب الشمس فإذا رأيتها حمراء فاقصر عنها فإنها تغرب بين قرني شيطان وتصلي لها
B314
TEXT
الكفار ثم أخذ في الوضوء وقال إذا توضأت فغسلت يديك خرجت خطايا يديك من أطراف أناملك مع الماء فإذا غسلت وجهك ومضمضت واستنثرت خرجت خطايا
وجهك من فيك وخياشيمك مع الماء فإذا مسحت برأسك وأذنيك خرجت خطايا رأسك وأذنيك من أطراف شعرك مع الماء فإذا غسلت رجليك خرجت خطايا رجليك
وأناملك مع الماء فصليت فحمدت ربك بما هو أهله انصرفت من صلتك كيوم ولدتك أمك قال ابو داود وقرأت على المؤمل بن أهاب قال حدثنا النضر ابن محمد قال
حدثنا عكرمة بن عمار العجلي قال حدثنا شداد
ابن عبد ال ابو عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي امامة ) قيل لعكرمة ولقي شداد ابا امامة ( قال نعم وواثلة وصحب أنس ابن مالك الى الشام قال قال عمرو بن عبسة
السلمي كنت في الجاهلية أظن ان الناس على ضللة وانهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الوثان قال فسمعت برجل بمكة فساق الحديث بمعنى ما تقدم قال فقدمت المدينة
فدخلت عليه فقلت يا رسول ال أتعرفني قال نعم ألست الذي لقيتني بمكة قال فقلت بلى وقلت يا نبي ال أخبرني عما علمك ال وأجهله أخبرني عن الصلة قال صل صلة
الصبح ثم أقصر عن الصلة حتى تطلع الشمس وحتى ترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلة مشهودة محضورة يستقبل الظل
بالرمح ثم أقصر عن الصلة فإنه حينئذ تسجر جهنم فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلة مشهودة محضورة حتى تصلى العصر ثم أقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب
بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار فقلت أي نبي ال الوضوء حدثني عنه قال ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق ويستنثر ال خرجت خطايا
وجهه وفيه وخياشيمه مع الماء ثم إذا غسل وجهه كما أمره ال خرجت خطايا وجهه من طرف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه الى المرفقين ال خرجت خطايا يديه من
أنامله مع الماء ثم يمسح برأسه ال خرجت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه الى الكعبين ال خرجت خطايا رجليه من
أنامله مع الماء فإن هو قام فصلى فحمد ال وأثنى عليه ومجده بالذي هو أهله ال انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه ) ( 1وذكر باقي الكلم قال وحدثنا أبو توبة ) ( 2
الربيع بن نافع قال حدثنا محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم عن أبي سلم عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة السلمي أنه قال أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم في
أول ما بعث وهو بمكة وهو حينئذ مستخف فقلت من أنت قال أنا نبي قلت وما النبي فذكر الحديث = وقال قلت يا رسول ال علمني مما علمك ال فقال سل عما شئت
فقلت يا رسول ال أي الليل أفضل قال جوف الليل الخر فصل ما شئت فإن الصلة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ثم أقصر حتى تطلع الشمس وترتفع قيد رمح أو
رمحين فإنها تطلع بين قرني شيطان وتصلى لها الكفار ثم صل ما شئت فإن الصلة مشهودة مكتوبة حتى يعتدل رمح بظله ثم أقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها فإذا
زاغت الشمس فصل ما شئت فإن الصلة مكتوبة مشهودة حتى تصلي العصر ثم أقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان
وتصلي لها الكفار فإذا توضأت فاغسل يديك فإنك إذاغسلت يديك خرجت خطاياك من أطراف أناملك ثم إذا غسلت وجهك خرجت خطاياك من وجهك ثم إذامضمت
واستنثرت خرجت خطاياك من فيك ومناخرك ثم إذا غسلت ذراعيك خرجت خطاياك من ذراعيك ثم إذا مسحت برأسك خرجت خطاياك من أطراف شعرك ثم إذاغسلت
رجليك خرجت خطاياك من أطراف أنامل رجليك فإن ثبت في مجلسك كان لك حظك من وضوئك فإن قمت فذكرت ربك وحمدت وركعت له ركعتين تقبل عليهما بقلبك
خرجت من خطاياك كيوم ولدتك أمك حدثنا عبد ال بن محمد بن يوسف قال حدثنا عبد ال بن محمد بن علي قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا أبو يزيد شجرة بن
عيسى قال حدثنا علي بن زياد قال حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن رجل من أهل الشام عن كعب بن مرة البهزي قال قال رجل يا رسول ال
أي الليل ) ( 1أسمع قال جوف الليل الخر ثم الصلة مقبولة حتى تصلي الفجر ثم ل صلة حتى تكون الشمس قيد رمح أو رمحين ثم الصلة مقبولة حتى يقوم الظل قيام
الرمح ثم ل صلة حتى تزول الشمس ثم الصلة مقبولة حتى تكون الشمس قد دنت للغروب قدر رمح أو رمحين فإذا غسلت وجهك
خرجت خطاياك من وجهك وإذا غسلت ذراعيك خرجت الخطايا من ذراعيك وإذا غسلت رجليك خرجت الخطايا من رجليك قال أبو عمر ليس في شيء من هذه الثار
فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من أذنيه وذلك موجود في حديث الصنابحي وسائر حديث الصنابحي كله على ما في حديث عمرو بن عبسة المذكور في هذا الباب
والحمد ل وإنما ذكرناها ليبين بها حديث الصنابحي ويتصل ويستند فلذلك ذكرناها لتقف على نقلها وتسكن اليها وبال التوفيق
#حديث عاشر لزيد بن أسلم مسند ثابت مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي رافع مولى رسول ال صلى ال عليه وسلم قال استسلف رسول ال صلى ال
عليه وسلم بكرا فجاءته ابل من ابل الصدقة قال أبو رافع فأمرني رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أقضي الرجل بكره فقلت لم أجد في البل ال جمل خيارا رباعيا فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم اعطه إياه فإن خيار ) ( 1الناس أحسنهم قضاء قال أهل اللغة البكر من البل الفتى والخيار المختار الجيد قال صاحب العين ناقة خيار
وجمل خيار والجمع خيار أيضا ويقال أربع الفرس وأربع الجمل إذا ألقى رباعيته فهو رباع والنثى رباعية قال أبو عمر معلوم ان استسلف رسول ال صلى ال عليه
وسلم الجمل البكر المذكور في هذا الحديث لم يكن لنفسه لنه قضاه من إبل
الصدقة ومعلوم أن الصدقة محرمة عليه ل يحل له أكلها ول النتفاع بها وقد مضى بيان هذا في ) ( 1ربيعة ولهذا علمنا أنه لم يكن ليؤدي عن نفسه من مال المساكين
وإذا صح هذا علمنا أنه إنما استسلف الجمل للمساكين واستقرضه عليهم لما رأى من الحاجة ثم رده من إبل الصدقة كما يستقرض ولي اليتيم عليه نظرا له ثم يرده من
ماله إذا طرأ له مال وهذا كله ل ينازع فيه والحمد ل وقد اختلف العلماء في حال المستقرض منه الجمل المذكور في هذا الحديث فقال منهم قائلون لم يكن المستقرض منه
ممن تجب عليه صدقة ول يلزمه زكاة لنه قد رد عليه رسول ال صدقته ولم يحتسب له بها وقت أخذ الصدقات وخروج السعاة وقتا واحدا يستوي الناس فيه فما لم
يحتسب له بما أخذ منه صدقة علم أنه لم يكن ممن تلزمه صدقة في ماشيته لقصور نصابها عن ذلك وال أعلم هذا قول من لم يجز تعجيل الزكاة قبل محلها وقال آخرون
جائر أن يكون المستقرض منه في حين رد ما استقرض منه اليه ممن ل تجب عليه الصدقة لجائحة لحقته في إبله وماله قبل تمام الحول فوجب رد ما أخذ منه اليه ومثال
ذلك الستسلف في هذا الموضع عند هؤلء أن يقول المام للرجل أقرضني على زكاتك لهلها فإن وجبت عليك زكاة بتمام ملكك للنصاب حول فذاك وال فهو دين لك
أرده عليك من الصدقة وهذا كله على مذهب من أجاز تعجيل الزكاة قبل وقت وجوبها وقد اختلف الفقهاء في تعجيل الزكوات قبل حلول الحول فأجاز ذلك أكثر أهل العلم
وممن ذهب الى إجازة تعجيل الزكاة قبل
الحلول سفيان الثوري والوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل وأبو ثور وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد وروى ذلك عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وابن شهاب والحكم
بن عتيبة وابن أبي ليلى وقال ابو حنيفة وأبو يوسف ومحمد يجوز تعجيل الزكاة لما في يده ولما يستفيده في الحول وبعده بسنين وقال زفر التعجيل عما في يده جائز ول
يجوز عما يستفيده وقال ابن شبرمة يجوز تعجيل الزكاة لسنين وقال مالك ل يجوز تعجيلها قبل الحلول ال بيسير وقالت طائفة ل يجوز تعجيلها قبل محلها بيسير ول كثير
ومن عجلها قبل محلها لم يجزئه وكان عليه اعادته كالصلة وروى ذلك عن الحسن البصري وهو قول بعض أصحاب داود وروى خالد بن خداش وأشهب عن مالك مثل
ذلك قال أبو عمر من لم يجز تعجيلها قاسها على الصلة وعلى سائر ما يجب مؤقتا لنه ل يجزيء من فعله قبل وقته ومن أجاز تعجيلها قاس ذلك على الديون الواجبة
لجال محدودة أنه جائز تعجيلها وفرق بين الصلة والزكاة بأن الصلة يستوي الناس كلهم في وقتها وليس كذلك أوقات الزكاة لختلف أحوال الناس فيها فأشبهت الديون
إذا عجلت وقد استدل الشافعي على جواز تعجيل الزكاة بهذا الحديث وفي قضاء رسول ال صلى ال عليه وسلم المستسلف منه البكر جمل جيدا دليل على أنه لم يكن ممن
عليه
صدقة لنه لم يحتسب له بذلك قضاه وبريء اليه منه ول حجة للشافعي فيما استدل به من هذا الحديث في جواز تعجيل الزكاة وقد احتج بعض من نصر مذهبه على ما
ذكرناه بأن قال جائز أن يكون الذي استقرض منه البكر ممن تحل له الصدقة فأعطاه النبي صلى ال عليه وسلم غير بعيره بمقدار حاجته وجمع في ذلك وضع الصدقة في
موضعها وحسن القضاء قال وجائز أن يستسلف المام للفقراء ويقضي من سهمهم أكثر مما أخذ لما يراه من النظر والصلح إذا كان ذلك من غير شرط ول منفعة تعجيل
ثم نعود الى القول في معنى الستسلف المذكور في هذا الحديث فنقول إن قال قائل ل يجوز أن يكون الستقراض المذكور على المساكين لنه لو كان قرضا على
المساكين لما أعطى رسول ال صلى ال عليه وسلم من أموالهم أكثر مما استقرض لهم قيل له لما بطل أن يستقرض رسول ال صلى ال عليه وسلم عل الصدقة لغنى وأن
ل يستقرضها لنفسه لم يبق ال أنه استقرضها لهلها وهم الفقراء ومن ذكر معهم وكان في هذا الحديث دليل على أنه جائز لمام إذا استقرض للمساكين أن يرد من مالهم
أكثر مما أخذ على وجه النظر والصلح إذا كان من غير شرط ووجه النظر في ذلك والمصلحة معلوم فإن منفعة تعجيل ما أخذه لشدة حاجة الفقير اليه أضعاف ما يلحقهم
في رد الفضل لن ميل الناس الى العاجل من امر الدنيا فكيف نعطيه اكثر مما أخذ منه والصدقة ل تحل لغني فالجواب عن هذا أنه جائز ممكن أن يكون المستقرض منه
قد ذهبت أبله بنوع من جوائح الدنيا وكان في وقت صرف ما أخذ منه اليه فقيرا
تحل له الزكاة فأعطاه النبي صلى ال عليه وسلم خيرا من بعيره بمقدار حاجته وجمع في ذلك وضع الصدقة في موضعها وحسن القضاء وجائز أن يكون غارما وغازيا
ممن تحل له الصدقة مع القضاء ووضع الصدقة موضعها وال أعلم وسيأتي في ذكر الخمسة الغنياء الذين تحل لهم الصدقة فيما بعد من حديث زيد بن أسلم إن شاء ال (
وفي هذا الحديث أيضا من الفقه اثبات الحيوان في الذمة وإذا صح ثبوت الحيوان في الذمة بما صح من جواز استقراض الحيوان صح فيه السلم على الصفة وبطل بذلك
قول من لم يجز الستقراض في الحيوان ول اجازوا السلم فيه واختلف الفقهاء في السلم في الحيوان وفي استقراضه فذهب العراقيون الى أن السلم في الحيوان ) وفي
B314
TEXT
استقراضه ( ل يجوز وممن قال بذلك أبو حنيفة وأصحابه والثوري والحسن ابن صالح وروى ذلك عن ابن مسعود وحذيفة وعبد الرحمن ابن سمرة
وحجة من قال بهذا القول ان الحيوان ل يوقف على حقيقة صفته لن مشيه وحركاته وملحته وجريه كل ذلك ل يدرك وصفة وكل ذلك يزيد في ثمنه ويرفع من قيمته
وادعوا النسخ في حديث ابي رافع المذكور وما كان مثله وقالوا نسخة ما قضى به رسول ال صلى ال عليه وسلم في أنه أوجب على المعتق نصيبه من عبد بينه وبين
آخر إذ أوجب عليه قيمة نصيب شريكه ولم يوجب عليه نصف عبد مثله وقال داود بن علي وأصحابه ل يجوز السلم في الحيوان ول في شيء من الشياء ال في المكيل
والموزون خاصة وما خرج عن المكيل والموزن فالسلم فيه غير جائز عندهم لحديث ابن عباس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال من أسلم فليسلم ) ( 1في كيل
معلوم ووزن معلوم الى أجل معلوم ولنهيه عن بيع ما ليس عندك قالوا فكل ما لم يكن مكيل أو موزونا فداخل في بيع ما ليس عندك قال أبو عمر بنوا هذا على ما أصلوا
من أن كل بيع جائز بظاهر قول ال عز وجل !> وأحل ال البيع <! ال بيع ثبت في السنة النهي عنه أو أجمعت المة على فساده
وقال أهل المدينة ومالك وأصحابه والوزاعي والليث والشافعي وأصحابه السلم في الحيوان جائز بالصفة وكذلك كل ما يضبط بالصفة في الغلب وحجتهم في ذلك حديث
أبي رافع هذا لما فيه من ثبوت الحيوان في الذمة ومثله حديث ابي هريرة في استقراض رسول ال صلى ال عليه وسلم الجمل ) ( 1ومن حجتهم أيضا إيجاب رسول ال
صلى ال عليه وسلم دية الخطأ في ذمة من أوجبها عليه وهي أخماس ) ( 2عشرون بنت مخاض وعشرون بنت لبون وعشرون ابن لبون وعشرون حقة وعشرون
جذعة ودية شبه العمد وذلك من البل ثلثون ) ( 3جذعة وثلثون حقة وأربعون خلفة ) ( 4وفي بطونها أولدها فجعل الحيوان دينا في الذمة الى أجل وقد كان ابن
عمر يجيز السلم في الوصف وأجاز أصحاب أبي حنيفة أن يكاتب الرجل عبده على مملوك وهذه مناقضة منهم وأجاز الجميع النكاح على عبد موصون وذكر الحسن بن
علي الحلواني
قال حدثنا عبد ال بن صالح قال حدثنا الليث قال حدثني يحيى بن سعيد قال قلت لربيعة أن أهل انطابلس حدثوني أن خير بن نعيم كان يقضي عندهم بأنه ل يجوز السلف
في الحيوان وقد كان يجالسك ول أحسبه قضى به إل عن رأيك فقال لي ربيعة قد كان ابن مسعود يقول ذلك قال يحيى فقلت وما لنا ولبن مسعود في هذا قد كان ابن
مسعود يتعلم منا ول نتعلم منه وقد كان يقضي في بلده بأشياء فإذا جاء المدينة وجد القضاء على غير ما قضى به فيرجع اليه وأما اعتلل العراقيين بأن الحيوان ل يمكن
صفته فغير مسلم لهم لن الصفة في الحيوان يأتي الواصف منها بما يدفع الشكال ويوجب الفرق بين الموصوف وغيره كسائر الموصوفات من غير الحيوان وإذا أمكنت
الصفة في الحيوان جاز السلم فيه بظاهر قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تصف المرأة المرأة ) ( 1
لزوجها حتى كأنه ينظر اليها فجعل صلى ال عليه وسلم الصفة تقوم مقام الرؤية وقال أبو حنيفة وأصحابه ل يجوز استقراض شيء من الحيوان كما ل يجوز السلم فيه
لن رد المثل ل يمكن لتعذر المماثلة عندهم في الحيوان وقال مالك والوزاعي والليث والشافعي يجوز استقراض الحيوان كله إل الماء فإنه ل يجوز استقراضهن وعند
مالك فيما ذكر ابن المواز ان استقرض أمة ولم يطأها ردها بعينها وإن وطئها لزمته القيمة ولم يردها وعند الشافعي يردها ويرد معها عقدها يعني صداق مثلها وإن
حملت ردها بعد الولدة وقيمة ولدها إن ولدوا أحياء يوم سقطوا وما نقصتها الولدة وإن ماتت لزمه مثلها فإن لم يوجد مثلها فقيمتها وحجة من لم يجز استقراض الماء
وهم جمهور العلماء إن الفروج محظورة ل تستباح ال بنكاح أو ملك يمين ولن القرض ليس بعقد لزم من جهة المقترض لنه يرده متى شاء فأشبه الجارية المشتراة
بالخيار ول يجوز وطؤها باجماع حتى تنقضي أيام الخيار فهذه قياس عليها ولو جاز استقراض الماء لحصل الوطء في غير نكاح ول ملك صحيح وقال أبو إبراهيم
المزني وداود بن على وأبو جعفر الطبري استقراض الماء جائز قال المزني والطبري قياسا على بيعها وإن ملك المستقرض صحيح يجوز له فيه التصرف كله وكل ما
جاز بيعة جاز قرضه
في نفس القياس وقال داود لم يحظر ال استقراض الماء ول رسوله ول اتفق الجميع على المنع منه وقد أباح الستسلف للحيوان رسول ال صلى ال عليه وسلم
والصل الباحة حتى يصح المنع من وجه ل معارض له واحتج بهذا الحديث أيضا كل من أوجب على من استهلك شيئا من الحيوان مثله إن وجد له مثل ل قيمته قالوا
وكما كان يكون له مثل في القضاء فكذلك يكون له مثل في الضمان عن الستهلك وممن قال بالمثل في المستهلكات كلها الشافعي واحمد وداود وجماعة لقول ال !>
فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به <! وأما مالك رحمه ال فقال من استهلك شيئا من الحيوان بغير إذن صاحبه فعليه قيمته ليس عليه أن يؤخذ بمثله من الحيوان ولكن عليه قيمته
يوم استهلكه القيمة أعدل فيما بينهما في الحيوان والعروض قالوا وأما الطعام فبمنزلة الذهب والورق وإذا استهلكه أحد بغير إذن صاحبه فعليه مثل مكيلته من صنفه قال
أبو عمر المكيل كله والموزون المأكول والمشروب هذا حكمه عنده وأما ما ل يؤكل مثل الرصاص القطن وما أشبه ذلك فالذي اختاره إسمعيل أن يكون فيه المثل لنه
يضبط بالصفة قال وقد احتج عبد الملك في القيمة في الحيوان بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى فيمن اعتق نصف عبد له بقيمة النصف الباقي للشريك ولم يقض
بنصف عبد مثله
قال أبو عمر في حديث أبي رافع هذا ما يدل على أن المقرض ان أعطاه المستقرض أفضل مما أقرضه جنسا أو كيل أو وزنا أن ذلك معروف وأنه يطيب له أخذه منه
لنه أثنى فيه على من أحسن القضاء وأطلق ذلك ولم يقيده بصفة وروى سلمة بن كهيل عن ) ( 1أبي سلمة عن أبي هريرة قال جاء رجل الى النبي صلى ال عليه وسلم
يتقاضاه فأغلظ له فهم به أصحابه فنهاهم فقال ال كنتم مع الطالب ثم قال دعوه فإن لصاحب الحق مقال اشتروا له بعيرا فلم يجدوا ال فوق سنة فقال اشتروا له فوق سنة
فأعطوه فجاء الى النبي صلى ال عليه وسلم فقال أخذت حقك قال نعم قال كذلك أفعلوا خيركم احسنكم قضاء ) ( 2وهذا عند جماعة العلماء إذا لم يكن عن شرط منهما
في حين السلف وقد اجمع المسلمون نقل عن نبيهم صلى ال عليه وسلم أن اشتراط الزيادة في السلف ربا ولو كان قبضة من علف أو حبة كما قال ابن مسعود أو حبة
واحدة =
وفيه دليل على أن للمام أن يستسلف للمساكين على الصدقات ولسائر المسلمين على بيت المال لنه كالوصي لجميعهم أو الوكيل وفيه أن التداين في البر والطاعة
والمباحات جائز وإنما يكره التداين في السراف وما ل يجوز وبال التوفيق
#حديث حادي عشر لزيد بن أسلم مسند يجري مجرى المتصل مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار أن معاوية ابن أبي سفيان باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر
من وزنها فقال له أبو الدرداء سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهى عن مثل هذا ال مثل بمثل فقال له معاوية ما أرى بهذا بأسا فقال أبو الدرداء من يعذرني من
معاوية أنا أخبره عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ويخبرني عن رأيه ل أساكنك أرضا أنت بها ثم قدم أبو الدرداء على عمر فذكر ذلك له فكتب عمر الى معاوية أن ل
يبيع ذلك ال مثل بمثل وزنا بوزن ) ( 1قد ذكرنا أبا الدرداء عويمرا رحمه ال في كتاب الصحابة بما يغني عن ذكره ها هنا وكذلك ذكرنا معاوية هنالك والسقاية النية
قيل أنها آنية كالكأس وشبهه يشرب بها ) وقال الخفش السقاية الناء الذي يشرب به (
وقال أبو عبيدة في قوله عز وجل !> جعل السقاية في رحل أخيه <! قال السقاية مكيال كان يسمى السقاية ) وقال غيره بل كل إناء يشرب فيه ( وذكر ابن حبيب عن
مالك قال السقاية البرادة يبرد فيها الماء تعلق وقال الخفش أهل الحجاز يسمون البرادة سقاية ويسمون الحوض الذي فيه الماء سقاية وقال ابن وهب بلغني انها كانت قلدة
خرز ) ( 1وذهب وورق وقال ابن حبيب من قال ان السقاية قلدة فقد وهم وأخطأ وهو قول ل وجه له عند أهل العلم باللسان قال أبو عمر ظاهر هذا الحديث النقطاع
لن عطاء ل احفظ له سماعا من أبي الدرداء وما أظنه سمع منه شيئا لن أبا الدرداء توفي بالشام في خلفة عثمان لسنتين بقيتا من خلفته ذكر ذلك أبو زرعة عن أبي
مسهر عن سعيد بن عبد العزيز
وقال الواقدي توفي أبو الدرداء سنة اثنتين وثلثين ومولد عطاء بن يسار سنة أحدى وعشرين وقيل سنة عشرين قال أبو عمر وقد روى عطاء بن يسار عن رجل من أهل
مصر عن أبي الدرداء حديث لهم البشرى وممكن ان يكون سمع عطاء بن يسار من معاوية لن معاوية توفي سنة ستين وقد سمع عطاء بن يسار من أبي هريرة وعبد ال
بن عمرو بن العاصي و عبد ال ابن عمر وجماعة من الصحابة هم أقدم موتا من معاوية ولكنه لم يشهد هذه القصة لنها كانت في زمن عمر وتوفي عمر سنة ثلث
وعشرين أو أربع وعشرين من الهجرة واختلف في وقت وفاة عطاء بن يسار فقال الهيثم بن عدي توفي سنة سبع وتسعين وقال الواقدي توفي عطاء بن يسار سنة ثلث
ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة أخبرني بذلك أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه على أن هذه القصة ل يعرفها أهل العلم لبي الدرداء ال من حديث زيد ابن أسلم عن عطاء
بن يسار وأنكرها بعضهم لن شبيها بهذه القصة عرضت لمعاوية مع عبادة بن الصامت وهي صحيحة مشهورة محفوظة لعبادة مع معاوية ) من وجوه وطرق شتى (
وحديث تحريم التفاضل في الورق بالورق والذهب لعبادة محفوظ عند أهل العلم ول أعلم أن أبا الدرداء روى عن النبي صلى ال عليه وسلم في الصرف ول في بيع
الذهب بالذهب ول الورق بالورق حديثا وال أعلم وكان معاوية يذهب الى أن النهي والتحريم إنما ورد من رسول ال صلى ال عليه وسلم في الدينار المضروب والدرهم
المضروب ل في التبر من الذهب والفضة بالمضروب ول في المصوغ بالمضروب ) وقيل إن ذلك إنما كان منه في المصوغ خاصة وال أعلم ( حتى وقع له مع عبادة
ما ياتي ذكره في هذا الباب وقد سأل عن ذلك أبا سعيد بعد حين فأخبره عن النبي صلى ال عليه وسلم بتحريم التفاضل في الفضة بالفضة والذهب بالذهب تبرهما وعينهما
B314
TEXT
وتبر كل واحد منهما بعينه وإنما كان سؤاله أبا سعيد استثباتا لنه كان يعتقد أن النهي إنما ورد في العين ولم يكن وال أعلم علم بالنهي حتى أعلمه غيره وخفاء مثل هذا
على مثله غير نكير لنه من علم الخاصة وذلك موجود لغير واحد من الصحابة
ويحتمل أن يكون مذهبه كان كمذهب ابن عباس فقد كان ابن عباس وهو بحر في العلم ل يرى بالدرهم بالدرهمين يدا بيد بأسا حتى صرفه عن ذلك أبو سعيد وذكر
الحلواني قال حدثنا محمد ) ( 1بن عيسى قال أخبرنا هشيم ) ( 2قال أخبرنا أبو حرة ) ( 3قال سأل رجل ابن سيرين عن شيء فقال ل علم لي به فقال الرجل إني أحب
أن تقول فيه برأيك قال إني أكره أن أقول فيه برأي ثم يبدو لي غيره فأطلبك فل أجدك إن ابن عباس قد رأى في الصرف رأيا ثم رجع عنه (
أخبرني عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن سليمان الربعي عن أبي الجوزاء قال سمعت ابن
عباس وهو يأمر بالصرف الدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين يدا بيد فقدمت العراق فأفتيت الناس بذلك ثم بلغني أنه نزل عن ذلك فقدمت مكة فسألته فقال لي إنما كان
ذلك رأيا مني وهذا أبو سعيد يحدث عن النبي صلى ال عليه وسلم ينهى عنه ) قال أبو عمر حديث أبي سعيد في الصرف عند مالك عن نافع عن أبي سعيد يأتي ذكره في
باب نافع من هذا الكتاب إن شاء ال ( فغير نكير أن يخفى على معاوية ما خفي على ابن عباس وقد روينا عن معاوية كما قدمنا ذكره أنه كان يذهب الى أن الربا في
المضروب دون غيره وهو شيء ل وجه له عند أحد من أهل العلم وقد قلنا أن قصته المذكورة في هذا الحديث مع أبي الدرداء ل توجد ال في حديث زيد هذا ) وإذا كان
ابن عباس وعمر قبله وأبو بكر قبلهما يخفى عليهم ما يوجد عند غيرهم ممن هو دونهم فمعاوية أحرى أن يوجد عليه مثل ذلك مع أبي الدرداء (
وأما قصة معاوية مع عبادة فحدثني أحمد بن قاسم ) ابن عبد الرحمن ( قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا
إسمعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول الذهب بالذهب مثل بمثل الكفة بالكفة ) والفضة بالفضة
مثل بمثل الكفة بالكفة ( والبر بالبر مثل بمثل يدا بيد والشعير بالشعير مثل بمثل يدا بيد والتمر بالتمر مثل بمثل يدا بيد قال حتى ذكر الملح بالملح مثل بمثل يدا بيد قال
معاوية إن هذا ل يقول شيئا فقال لي عبادة وال ل أبالي أن ل أكون بأرضكم هذه ) وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال
حدثنا عبيد ال بن عمر قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان ( عن إسمعيل قال حدثني حكيم بن جابر عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكر
نحوه الى قوله الملح بالملح
وقال قال معاوية أن هذا ل يقول شيئا فقال عبادة إني وال ما أبالي أن ل أكون بأرض معاوية أشهد أني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ذلك ( وحدثنا عبد
الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا معتمر بن سليمان عن خالد الحذاء قال أنبأنا أبو قلبة عن أبي
أسماء ) ( 1عن عبادة بن الصامت أنهم أرادوا بيع آنية من فضة الى العطاء فقال عبادة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر
والتمر بالتمر والشعير بالشعير والملح بالملح يدا بيد مثل بمثل من زاد أو ازداد فقد أربى ) هكذا قال المعتمر عن خالد الحذاء عن أبي قلبة عن أبي أسماء وهو خطأ (
والصواب في هذا الحديث ما قاله أيوب عن أبي قلبة عن أبي الشعث وقول المعتمر عن خالد عن أبي قلبة عن أبي أسماء خطأ وقد خالفه الثوري وغيره عن خالد
) واخطأ أيضا المعتمر في قوله إن النية بيعت الى العطاء وإنما بيعت في أعطيات الناس ل الى العطاء وإنما الحديث لبي قلبة عن أبي الشعث الصنعاني عن عبادة ل
أبي قلبة عن أبي أسماء كذلك روى الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلبة ذكر وكيع وعبد الرزاق وعبد الملك بن الصباح الديناري كلهم عن الثوري عن خالد الحذاء
عن أبي قلبة عن أبي الشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال كان معاوية يبيع النية من الفضة بأكثر من وزنها فقال عبادة سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول الذهب بالذهب وزنا بوزن والفضة بالفضة وزنا بوزن والبر بالبر مثل بمثل والشعير بالشعير مثل بمثل والتمر بالتمر مثل بمثل والملح بالملح مثل بالمثل وبيعوا
الذهب بالفضة يدا بيد كيف شئتم ) والبر بالشعير يدا بيد كيف شئتم والتمر بالملح يدا بيد كيف شئتم هذا لفظ حديث عبد الرزاق وقال وكيع إذا اختلف الصناف فبيعوا
كيف شئتم ( وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا ) عبد الوهاب ( بن عبد المجيد عن
أيوب عن أبي قلبة عن أبي الشعث قال كنا في غزاة وعلينا معاوية فأصبنا ذهبا وفضة فأمر معاوية رجل ببيعها الناس في أعطياتهم فتنازع ) ( 1الناس فيها فقام عبادة
فنهاهم فردوها فأتي الرجل معاوية فشكا اليه فقام معاوية خطيبا فقال ما بال
رجال يتحدثون عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أحاديث يكذبون فيها لم نسمعها فقام عبادة فقال وال لنحدثن عن رسول ال بما سمعنا وان كره معاوية قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ل تبيعوا الذهب بالذهب ول الفضة بالفضة ول التمر بالتمر ول البر بالبر ول الشعير بالشعير ول الملح بالملح ال مثل بمثل وسواء سواء عينا بعين
) ( 1وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عبد ال بن عمر حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلبة قال كنت في حلقة بالشام فيها مسلم بن
يسار فجاء ابو الشعث قالوا أبو الشعث فجلس فقلت حدث أخاك حديث عبادة بن الصامت قال نعم غزونا وعلى الناس معاوية فغنمنا غنائم كثيرة فكان فيما غنمنا آنية من
فضة فأمر معاوية رجل ببيعها في أعطيات الناس فتنازع الناس في ذلك فبلغ عبادة بن الصامت ذلك فقال إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وإن كره معاوية أو
قال أو رغم معاوية ما أبالي أن أصحبه في جنده ليلة سوداء قال حماد هذا أو نحوه (
) وروى هذا الحديث محمد بن سيرين عن محمد بن يسار وعبد ال بن عبيد عن عبادة حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير
قال حدثنا أبي قال حدثنا إسمعيل بن إبراهيم عن سلمة بن علقمة عن محمد ابن سيرين قال حدثني مسلم بن يسار وعبد ال بن عبيد وقد كان يدعى ابن هرمز قال جمع
المنزل بين عبادة بن الصامت وبين معاوية أما في بيعه أو في كنيسة فقام عبادة فقال نهى رسول ال عن الذهب بالذهب فذكر نحو ما تقدم وزاد وأمرنا أن نبيع الذهب
بالفضة والفضة بالذهب والبر بالشعير والشعير بالبر يدا بيد كيف شئنا ( وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا محمد ابن أبي العوام قال حدثنا يزيد بن هارون قال
حدثنا هشام ابن حسان عن محمد ابن سيرين عن رجلين أحدهما مسلم بن يسار عن عبادة بن الصامت نحوه وحدثنا سعيد بن نصر قراءة مني عليه أن قاسم بن أصبغ
حدثهم قال حدثنا محمد بن إسمعيل الترمذي قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا ابن جدعان عن محمد بن سيرين عن مسلم بن يسار عن عبادة بن الصامت قال
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الذهب بالذهب مثل بمثل
) والورق بالورق مثل بمثل والتمر بالتمر مثل بمثل ( والحنطة بالحنطة مثل بمثل والشعير بالشعير مثل بمثل حتى خص الملح بالملح مثل بمثل فمن زاد أو ازداد فقد
أربى واللفظ لحديث الحميدي ) وروى هذا الحديث بكر المزني عن مسلم بن يسار عن عبادة كما رواه محمد بن سيرين حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد
بن زهير قال حدثنا موسى بن إسمعيل قال حدثنا مبارك ) ( 1بن فضالة قال حدثنا بكر ابن عبد ال المزني عن أبي عبد ال مسلم بن يسار قال خطب معاوية بالشام فقال
ما بال أقوام يزعمون أن النبي عليه السلم نهى عن الصرف وقد شهدنا النبي عليه السلم ولم نسمعه نهى عنه فقام عبادة بن الصامت فقال سمعت رسول ال صلى ال
عليه وسلم ينهى أن يباع الذهب بالذهب ال مثل بمثل والورق بالورق ال مثل بمثل وذكر ستة أشياء البر والتمر والشعير والملح ال مثل بمثل لنحدثن بما سمعنا وإن
كرهت يا معاوية لندعنك ولنلحقن بأمير المؤمنين فقال أيها الرجل أنت وما سمعت (
حدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن الجهم السمري
قال جميعا حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مسلم بن يسار عن أبي الشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت أنه قام فقال يا أيها الناس
أنكم قد أحدثتم بيوعا ل أدري ما هي وإن الذهب بالذهب ) وزنا بوزن ( تبره وعينه يدا بيد زاد محمد بن الجهم والفضة بالفضة وزنا بوزن يدا بيد تبرها وعينها ثم اتفقا
ول بأس ببيع الذهب بالفضة والفضة أكثرهما يدا بيد ول يصلح ) نساء ( والبر بالبر مدى ) ( 1بمدى يدا بيد والشعير بالشعير مدى بمدى يدا بيد ) ول بأس ببيع الشعير
بالبر والشعير أكثرهما يدا بيد ول يصلح نسيئة والتمر بالتمر حتى عد الملح بالملح مثل بمثل يدا بيد ( من زاد أو ازداد فقد أربى ) ( 2قال قتادة وكان عبادة بدريا عقبيا
أحد نقباء النصار وكان بايع رسول ال صلى ال عليه وسلم على أن ل يخاف في ال لومة
لئم هكذا رواه ابن أبي عروبة عن قتادة عن مسلم بن يسار موقوفا ) فذكر الحديث وتابع هشام الدستوائي سعيد بن أبي عروبة على هذا السناد ( عن قتادة عن مسلم بن
يسار ورواه همام عن قتادة عن أبي الخليل عن مسلم المكي عن أبي الشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله بمعناه ) وسعيد وهشام
كلهما عندهم احفظ من همام فهذا ما بلغنا في قصة معاوية مع عبادة في بيع النية بأكثر من وزنها ذهبا كانت أو فضة وذلك عند العلماء معروف لمعاوية مع عبادة ل
مع أبي الدرداء وال أعلم وممكن أن يكون له مع أبي الدرداء مثل هذه القصة أو نحوها ولكن الحديث في الصرف محفوظ لعبادة وهو الصل الذي عول عليه العلماء في
باب الربا ولم يختلفوا أن فعل معاوية في ذلك غير جائز وأن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة ل يجوز ال مثل بمثل تبرهما وعينهما ومصوغهما وعلى أي وجه كانت
وقد مضى في باب حميد بن قيس حديث ابن عمر في الصائغ الذي أراد أن يأخذ فضل عمله فقال ابن عمر ل هذا عهد نبينا الينا وعهدنا اليكم ( وحدثنا عبد الوارث بن
سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلبة
B314
TEXT
عن أبي الشعث الصنعاني عن عبادة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الذهب ) ( 1بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح
بالملح مثل بمثل ) سواء بسواء ( يدا بيد فإذا اختلفت هذه الصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد وقرأت على عبد الوارث ان قاسما حدثهم قال حدثنا ) محمد ابن
إسماعيل ( الترمذي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا أمي ) ( 2الصيرفي قال حدثنا أبو صالح سنة مائة قال كتب أبو بكر الصديق رضي ال عنه الى عماله أن ل يشتروا
الذهب بالذهب ال مثل بمثل ول الفضة بالفضة ال مثل بمثل ول الحنطة بالحنطة ال مثل بمثل ول الشعير بالشعير ال مثل بمثل ول التمر بالتمر ال مثل بمثل قال أبو
عمر على هذا مذهب الصحابة والتابعين وجماعة فقهاء المسلمين فل وجه للكثار فيه
حدثني خلف بن القاسم بن سهل الحافظ قال حدثنا أبو الميمون البجلي عبد الرحمن بن عمر بدمشق قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا محمد بن المبارك ) ( 1عن يحيى بن
حمزة عن برد ) ( 2بن سنان عن إسحاق ) ( 3بن قبيصة بن
ذؤيب عن أبيه ) ( 1إن عبادة أنكر على معاوية شيئا فقال ل أساكنك بأرض أنت بها ورحل الى المدينة فقال له عمر ما أقدمك فأخبره فقال ارجع الى مكانك فقبح ال
أرضا لست فيها ول أمثالك وكتب الى معاوية ل امارة لك عليه قال أبو عمر فقول عبادة ل أساكنك بأرض أنت بها وقول أبي الدرداء على ما في حديث زيد ابن أسلم
يحتمل أن يكون القائل ذلك قد خاف على نفسه الفتنة لبقائه بأرض ينفذ فيها في العلم قول خلف الحق عنده وربما كان ذلك منه أنفة لمجاورة من رد عليه سنة علمها من
سنن رسول ال صلى ال عليه وسلم برأيه وقد تضيق صدور العلماء عند مثل هذا وهو عندهم عظيم رد السنن بالرأي
وجائز للمريء أن يهجر من خاف الضلل عليه ولم يسمع منه ولم يطعه وخاف أن يضل غيره وليس هذا من الهجرة المكروهة ال ترى ان رسول ال صلى ال عليه
وسلم أمر الناس أن ل يكلموا كعب بن مالك حين أحدث في تخلفه عن تبوك ما أحدث حتى تاب ال عليه وهذا أصل عند العلماء في مجانبة من ابتدع وهجرته وقطع
الكلم معه وقد حلف ابن مسعود أن ل يكلم رجل رآه يضحك في جنازة أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا عبد الملك بن بحر قال حدثنا
موسى بن هارون قال حدثنا العباس بن الوليد قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمن ) ( 1بن حميد الرؤاسي عن رجل من عبس ان ابن مسعود رأى رجل يضحك في جنازة
فقال تضحك وأنت في جنازة وال ل أكلمك أبدا وغير نكير أن يجهل معاوية ما قد علم أبو الدرداء وعبادة فإنهما جليلن من فقهاء الصحابة وكبارهم
قال أبو عمر حديث عبادة المذكور في هذا الباب وإن كانوا قد اختلفوا في إسناده فهو عند جماعة من فقهاء المصار أصل ما يدور عليه عندهم معاني الربا ال أنهم قد
اختلفت مذاهبهم في ذلك على ما أوضحناه في باب ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان من هذا الكتاب والحمد ل قال أبو عمر ول يوجد عن النبي صلى ال عليه
وسلم شيء ذكر فيه الربا غير هذه الستة الشياء المذكورة في حديث عبادة وهي الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والملح فجعلها جماعة علماء المسلمين القائلين
بالقياس أصول الربا وقاسوا عليها ما أشبهها وما كان في معناها واستدلوا بقوله في الحديث حتى خص الملح بالملح فجلعوا الملح اصل لكل أدام فحرموا التفاضل في كل
ادام كما حرموا التفاضل في كل مأكول على علل أصولها مستنبطة من هذا الحديث فذهب العراقيون الى أن العلة فيها الكيل والوزن لن كل ما ذكر من النواع الستة لم
تخل من كيل أو وزن وكذلك جاء الحديث به نصا قال في الذهب وفي الورق وزنا بوزن وقال في غير ذلك مدى بمدى ونحو ذلك
وسئل الشافعي فقال العلة في ذلك الكل ل غير ال في الذهب والورق فلم يقس عليهما غيرهما لنهما اثمان المبيعات وقيم المتلفات وكذلك قول أصحاب مالك في الذهب
والورق وعللوا الربعة بأنها أقوات مدخرة فاجازوا التفاضل فيما ل يدخر إذا كان يدا بيد ول بأس عندهم برمانة برمانتين وتفاحة بتفاحتين أو ما كان مثل ذلك يدا بيد
وذلك غير جائز عند الشافعي لن علته في ذلك الكل وسواء عنده ما يدخر وما ل يدخر والربا عند جماعة العلماء في الصنف الواحد يدخله من جهتين وهما النساء
والتفاضل فل يجوز شيء من النواع الستة بمثله ال يدا بيد مثل بمثل على ما نص عليه الرسول صلى ال عليه وسلم فإذا اختلف الجنس جاز فيه التفاضل ولم يجز فيه
النساء لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم بيعوا الذهب بالورق كيف شئتم يدا بيد وبيعوا البر بالشعير كيف شئتم يدا بيد ال أن مالكا جعل البر والشعير جنسا واحدا فلم
يجز فيه التفاضل لشيء رواه عن سعد ) ( 1بن أبي وقاص
وعبد الرحمن ) ( 1بن السود بن عبد يغوث وسليمان بن يسار وخالفه في ذلك جماعة فقهاء المصار وسنذكر هذا المعنى مجودا في باب ) عبد ال ( بن يزيد مولى
السود بن سفيان من كتابنا هذا إن شاء ال قال أبو عمر ل ربا عند العلماء في غير هذه النواع الستة وما كان في معناها في عللهم وأصولهم التي ذكرنا ول حرام عندهم
في شيء من البيوع بعد ما تضمنت أصولهم المذكورة في هذا الباب على ) ما وصفنا ( ال من طريق الزيادة في السلف والقول بالذرائع عند من قالها وهم مالك وأبو
حنيفة وأصحابهما وكان سعيد بن المسيب والشافعي وأبو ثور وأحمد وجماعة ذهبوا الى أن ل ربا ال في ذهب أو ورق أو ما كان
يكال أو يوزن مما يوكل ويشرب استدلل وال أعلم بحديث عبادة المذكور في هذا الباب ) وكانوا ينفون ( القول بالذرائع ويقولون ل يحكم على مسلم أو غيره بظن ول
تشرع الحكام بالظنون ول ينبغي أن يظن المسلم ال الخير ) وروى عن عمر رضي ال عنه أنه قال إنما الربا على من أراد أن يربى ( فهذا ما في السنة من أصول الربا
وأما الربا الذي ورد به القرآن فهو الزيادة في الجل يكون بإزائه زيادة في الثمن وذلك أنهم كانوا يتبايعون بالدين الى أجل فإذا حل الجل قال صاحب المال إما أن تقضي
وأما ان تربى فحرم ال ذلك في كتابه وعلى لسان رسوله واجتمعت عليه أمته ومن هذا الباب عند ) أهل العلم ( ضع وتعجل لنه عكس المسألة ومن رخص فيه لم يكن
عنده من هذا الباب ) وجعله من باب المعروف ( وأما من نفى القياس من العلماء فإنهم ل يرون الربا في غير الستة الشياء المذكورة في حديث عبادة بن الصامت وما
عداها عندهم فحلل جائز بعموم قول ال تعالى !> وأحل ال البيع وحرم الربا <! وممن روى عنه هذا القول قتادة وما حفظته لغيره
وهو مذهب داود بن علي ولهذا الباب تلخيص ) يطول شرحه ويتسع القول فيه ( وفيما ذكرت لك كفاية ومقنع لمن تدبر وفهم وبال التوفيق وقد ذكرنا منه نكتا موعبة
كافية في غير موضع من كتابنا هذا والحمد ل
#حديث ثاني عشر لزيد بن أسلم مسند ثابت مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد قال نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد فقال لي أهلي اذهب الى
رسول ال صلى ال عليه وسلم فاسأله لنا شيئا نأكله وجعلوا يذكرون من حاجتهم فذهبت الى رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجدت عنده رجل يسأله ورسول ال صلى
ال عليه وسلم يقول ل أجد ما أعطيك فتولى الرجل وهو مغضب ويقول لعمري أنك لتعطي من شئت فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم انه ليغضب علي ان ل أجد ما
أعطيه من سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل الحافا قال السدي فقلت للقحة لنا خير من أوقية قال ) ولوقية أربعون درهما ( فرجعت ولم أسأله فقدم على رسول ال
صلى ال عليه وسلم بعد ذلك بشعير وزبيب فقسم لنا منه حتى أغنانا ال ) ( 1هكذا رواه مالك وتابعه هشام بن سعد وغيره وهو حديث صحيح وليس حكم الصاحب إذا
لم يسم كحكم من دونه إذا لم
يسم عند العلماء لرتفاع الجرحة عن جميعهم وثبوت العدالة لهم قال الثرم قلت لبي عبد ال أحمد بن حنبل إذا قال رجل من التابعين حدثني رجل من أصحاب النبي
صلى ال عليه وسلم ولم يسمه فالحديث صحيح قال نعم وقد روى عمارة بن غزية عن عبد الرحمن ) ( 1بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم
نحو هذا الحديث الذي رواه عطاء بن يسار عن السدي قال أبو سعيد استشهد أبي يوم أحد وتركنا بغير مال فأصابتنا حاجة شديدة فقالت لي أمي أي بني ائت النبي صلى
ال عليه وسلم فاسأله لنا شيئا قال فجئت وهو في أصحابه جالس فسلمت وجلست فاستقبلني وقال من استغنى أغناه ال ومن استعف أعفه ال ومن استكف كفاه ) ( 2ال
قال قلت ما يريد غيري فرجعت ولم أكلمه في شيء فقالت لي أمي ما
فعلت فأخبرتها الخبر فرزقنا ال شيئا فصبرنا وبلغنا ) حتى الحت علينا حاجة هي أشد منها ( فقالت لي أمي ائت النبي صلى ال عليه وسلم فسله لنا شيئا قال فجئته وهو
في أصحابه جالس فاستقبلني فأعاد القول اول وزاد فيه من سأل وله أوقية أو قيمة أوقية فهو ملحف فقلت إن لي ناقة خيرا من أوقية فرجعت ولم أسأله هكذا روى هذا
الحديث عن أبي سعيد ورواه مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري بغير هذا اللفظ والمعنى واحد ال أنه لم يذكر فيه من سأل وله أوقية الى
آخره وإنما هذا موجود من رواية مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد على ما تقدم في هذا الباب وهذا الحديث من حديث ابن شهاب محفوظ
كما رواه مالك وليس يحفظ حديث أبي سعيد الخدري المذكور فيه الوقية ال بالسناد المذكور عن عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه وهو ل بأس به
وقد احتج به أحمد بن حنبل وسنذكر قوله في ذلك إن شاء ال تعالى وفي حديث زيد ابن أسلم هذا من الفقه معرفة بعض ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم من
الحلم وما كان القوم فيه من الصبر على القلل وقلة ذات اليد
وأما قول الرجل فيه وال إنك لتعطي من شئت فيحتمل أن يكون من العراب الجفاة الذين ل يدرون حدود ما أنزل ال على رسوله وفي هذا دليل على ما قال مالك إن من
تولى تفريق الصدقات لم يعدم من يلومه قال وقد كنت أتولها لنفسي فأوذيت فتركت ذلك وقد يجوز أن يكون منع النبي عليه السلم للرجل الذي منعه حين سأله من
الصدقة لنه كان غنيا ل تحل له أو ممن ل يجوز له أخذها لمعان ال ورسوله أعلم بها وفيه أن السؤال مكروه لمن له أوقية من فضة والوقية إذا أطلقت فإنما يراد بها
الفضة دون الذهب وغيره هذا قول العلماء ال ترى الى حديث أبي سعيد الخدري ليس فيما دون خمس ذود صدقة ) وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ( ول فيما دون
B314
TEXT
خمس أواق صدقة ) ( 1فلم يختلف العلماء أنه لم يعن بذلك ال الفضة دون غيرها وما علمت أن أحدا قال في الوقية المذكورة في هذا الحديث أنه أريد بها غير الفضة
وفي ذلك كفاية والوقية أربعون درهما وهي بدراهمنا اليوم ستون درهما أو نحوها فمن سأل وله هذا الحد والعدد والقدر من الفضة او ما يقوم مقامها ويكون عدل منها
فهو ملحف سأل الحافا
واللحاف في كلم العرب اللحاح ل خلف بين أهل اللغة في ذلك واللحاح على غير ال مذموم لنه قد مدح ال بضده فقال !> ل يسألون الناس إلحافا <! ولهذا قلت ان
السؤال لمن ملك هذا المقدار مكروه ولم أقل إنه حرام ل يحل لن ما ل يحل يحرم اللحاح فيه وغير اللحاح ويحرم التعرض له وفيه وما علمت أحدا من أهل العلم إل
وهو يكره السؤال لمن ملك هذا المقدار من الفضة او عدلها من الذهب فغير جائز لحد ملك أربعين درهما أو عدلها من الذهب أن يسأل على ظاهر الحديث وما جاء من
غير مسألة فجائز له أن يأكله ) إن كان من غير الزكاة وهذا ما ل أعلم فيه خلفا فإن كان من الزكاة ففيه من الختلف ما نبينه إن شاء ال ( ول تحل الزكاة لغني ال
لخمسة على ما ذكرنا في باب ربيعة وأما غير الزكاة من التطوع كله فذلك جائز للغني والفقير وقد جعل بعض أهل العلم الربعين درهما حدا بين الغنى والفقر فقال ان
الصدقة يعني الزكاة ل يحل أخذها لمن ملك أربعين درهما لنه غنى إذا ملك ذلك وأظنه ذهب الى هذا الحديث وال أعلم وهذا باب اختلف العلماء فيه ونحن نذكره ها هنا
وبال توفيقنا
فاما مالك رحمه ال فروى عنه ابن القاسم انه سئل هل يعطى من الزكاة من له أربعون درهما فقال نعم وهو المشهور من مذهب مالك وروى الواقدي عن مالك أنه قال ل
يعطى من الزكاة من له أربعون درهما قال أبو عمر هذا يحتمل أن يكون قويا مكتسبا ) حسن التصرف في هذه المسألة وفي الولى ضعيفا عن الكتساب ( أو من له عيال
وال أعلم وقد قال مالك في صاحب الدار التي ليس فيها فضل عن سكناه ول في ثمنها فضل أن بيعت يعيش فيه بعد دار تحمله أنه يعطى من الزكاة قال وإن كانت الدار
في ثمنها ما يشتري له به مسكن ويفضل له فضل يعيش به انه ل يعطى من الزكاة والخادم عنده كذلك وقوله أيضا هذا في الدار والخادم يحتمل التأويلين جميعا ال أن
المعروف من مذهبه أنه ل يحد في الغنى حدا ل يجاوزه ال على قدر الجتهاد والمعروف من أحوال الناس وكذلك يرد ما يعطى المسكين الواحد من الزكاة أيضا الى
الجتهاد من غير توقيف
فأما الثوري وأبو حنيفة والشافعي وأبو ثور وأبو عبيد وأحمد بن حنبل والطبري فكلهم يقولون فيمن له الدار والخادم وهو ل يستغنى عنهما أنه يأخذ من الزكاة وتحل له
ولم يفسروا هذا التفسير الذي فسره مالك ال أن الشافعي قال في كتاب الكفارات من كان له مسكن ل يستغنى عنه هو وأهله وخادم أعطى من كفارة اليمين والزكاة وصدقة
الفطر قال وإن كان مسكنه يفضل عن حاجته وحاجة أهله الفضل الذي يكون بمثله غنيا لم يعط من ذلك شيئا فهذا القول ضارع قول مالك ال أن مالكا قال يفضل له من
ذلك فضل ) يعيش به ولم يقل كم يعيش به والشافعي قال يفضل له من ذلك فضل ( يكون به غنيا وروى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال يعطي من الزكاة
من له المسكن والخادم ورواه الربيع عن الحسن وفسره أبو عبيد على نحو ما قال الشافعي وعن إبراهيم النخعي نحو قول الحسن في ذلك وعن سعيد بن جبير مثله
واختلفوا في المقدار الذي تحرم به الصدقة لمن ملكه من الذهب والفضة وسائر العروض
فأما مالك فقد ذكرنا قوله في الربعين درهما ول اختلف عنه في ذلك وكان الحسن البصري يقول من له أربعون درهما فهو غني وحجة من ذهب الى أن يحد في هذا
أربعين درهما حديث السدي المذكور في هذا الباب وهو حديث ثابت وقد رواه عبد ال بن عمرو بن العاص أيضا حدثنا يعيش بن سعيد بن محمد قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد بن غالب التمتام ) ( 1قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن داود ) ( 2بن شابور عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان النبي
صلى ال عليه وسلم قال من سأل وله أربعون درهما أو قيمتها فهو ) ( 3الملحف
وذكر كلما فيه تغليظ على السائل إذا ملك ذلك وقد ذكرنا حديث أبي سعيد الخدري بمثل ذلك أيضا وقال أبو حنيفة وأصحابه ل تحل الصدقة لمن له مائتا درهم ول بأس
أن يأخذها من له أقل منها ويكرهون أن يعطى إنسان واحد من الزكاة مائتي درهم فإن اعطيها أجزأت عن المعطى عندهم ول بأس أن يعطى أقل من مائتي درهم وهو
قول ابن شبرمة وروى هشام عن أبي يوسف في رجل له ) على رجل ( مائة وتسعة وتسعون درهما فيتصدق عليه من زكاة بدرهمين انه يقبل واحدا ويرد واحدا ففي هذا
اجازة ان يقبل تمام المائتين وكراهة ان يقبل ما فوقها وحجتهم في ذلك قول رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها في فقرائكم والغنى
من له مائتا درهم لوجوب الزكاة عليه فيها لنها ل تؤخذ ال من غني وكان الثوري والحسن بن صالح وابن المبارك وأحمد ابن حنبل وإسحاق بن راهوية يقولون ل
يعطى من الزكاة من له خمسون درهما أو عدلها من الذهب واحتجوا في ذلك بحديث عبد ال بن مسعود في ذلك عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال من سأل وهو غني
جاءت يوم القيامة مسئلته خدوشا وكموشا أو كدوحا في وجهه قيل وما غناه او ما الغنى
يا رسول ال قال خمسون درهما أو عدلها من الذهب ) ( 1وهذا الحديث أنما يدور على حكيم بن جبير وهو متروك الحديث هكذا رواه جماعة أصحاب الثوري منهم ابن
المبارك وغيره عن الثوري عن حكيم ) ( 2بن جبير عن محمد ) ( 3بن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود
ال يحيى بن آدم فإنه جعل فيه مع حكيم بن جبير زبيد اليامى ) ( 1ول يجوز عند الثوري وأحمد بن حنبل والحسن بن صالح ومن قال بقولهم ان يعطى أحد من الزكاة
أكثر من خمسين درهما لنه الحد بين الغني والفقير عندهم والزكاة إنما جعلها ال للفقراء والمساكين وحرمها على الغنياء ال الخمسة الذين ذكرهم رسول ال صلى ال
عليه وسلم وسيأتي ذكرهم في كتابنا هذا في موضعه إن شاء ال تعالى وقال عبيد ال بن الحسن من ل يكون له ما يقيمه ويكفيه سنة فإنه يعطي من الزكاة وما أعلم لهذا
القول وجها ال أن يكون صاحبه عساه أخذه من حديث ابن شهاب عن مالك ) ( 2بن أوس بن الحدثان عن عمر بن
الخطاب ان رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يدخر مما افاء ال عليه قوت ) ( 1سنة ثم يجعل ما سوى ذلك في الكراع والسلح مع قول ال عز وجل !> ووجدك
عائل فأغنى <! وقال الشافعي يعطى الرجل على قدر حاجته حتى يخرجه ذلك من حد الفقر الى حد الغنى كان ذلك تجب فيه الزكاة أو ل تجب فيه الزكاة ول أحد حد في
ذلك حدا ذكره المزني والربيع جميعا عنه ول خلف عنه في ذلك وكان الشافعي يقول أيضا قد يكون الرجل بالدرهم غنيا مع كسبه ول يغنيه اللف مع ضعفه في نفسه
وكثرة عياله وقال الطبري ل يأخذ من الزكاة من له خمسون درهما او عدلها ذهبا إذا كان على التصرف بها قادرا حتى يستغني عن الناس فإذا كان كذلك حرمت عليه
الصدقة وأما إذا صرف الخمسين درهما في مسكن أو خادم او ما ل يجد منه بدا وليس له سواها وكان على التصرف بها غير قادر حلت له الزكاة بحديث ابن مسعود
) عن النبي صلى ال عليه وسلم في الخمسين درهما وذكر حديث قبيصة بن المخارق ل تحل المسئلة لمن له سداد من عيش أو قوام من عيش فكأنه جعل السداد الخمسين
درهما المذكورة في حديث ابن مسعود وال تعالى أعلم بهذا الظاهر من معنى قوله هذا
قال أبو عمر ليس عن النبي صلى ال عليه وسلم ول عن أصحابه في هذا الباب شيء يرفع الشكال ول ذكر أحد عنه ول عنهم في ذلك نصا غير ما جاء عن النبي صلى
ال عليه وسلم من كراهية السؤال وتحريمه لمن ملك مقدارا ما في آثار كثيرة مختلفة اللفاظ والمعاني فجعلها قوم من أهل العلم حدا بين الغني والفقير وأبى ذلك آخرون
وقالوا إنما فيها تحريم السؤال أو كراهيته فاما من جاءه شيء من الصدقات من غير مسألة فجائز له أخذه وأكله ما لم يكن غنيا الغنى المعروف عند الناس فتحرم عليه
حينئذ الزكاة دون التطوع ول خلف بين علماء المسلمين أن الصدقة المفروضة ل تحل لغني ال ما ذكر في حديث ابي سعيد الخدري على ما يأتي ذكره إن شاء ال في
موضعه من كتابنا هذا واختلفوا في الصدقة التطوع هل تحل للغنى فمنهم من يرى التنزه عنها ومنهم من لم ير بها بأسا إذا جاءت من غير مسألة ) لقوله صلى ال عليه
وسلم لعمر ما جاءك من غير مسألة فكله وتموله فإنما هو رزق ساقه ال اليك ( مع اجماعهم على أن السؤال ل يحل لغني معروف الغنى
وأكثر من كره صدقة التطوع إنما كرهها من أجل المتنان ورأوا التنزه عن التطوع من الصدقات لما يلحق قابضها من ذل النفس والخضوع لمعطيها ونزعوا أو بعضهم
بالحديث أن الصدقة أوساخ الناس يغسلونها عنهم فرأوا التنزه عنها ولم يجيزوا أخذها لمن استغنى عنها بالكفاف ما لم يضطروا اليها حتى لقد قال سفيان رحمه ال جوائز
السلطان أحب الي من صلت الخوان لنهم يمنون قال أبو عمر ويحتمل مع هذا أنه رأى أن له في بيت المال حقا والثار المروية عن النبي صلى ال عليه وسلم في
كراهته السؤال مطلقا أو لمن ملك مقدارا ما كثيرة جدا منها حديث السدي المذكور في هذا الباب لمالك عن زيد ابن أسلم ومنها حديث أبي سعيد على ما تقدم وفيها جميعا
ذكر الوقية أو عدلها وحديث ابن مسعود في الخمسين درهما او عدلها من الذهب وحديث سهل بن الحنظلية أنه سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من سأل وعنده
ما يغنيه فإنما يستكثر من نار جهنم فقالوا يا رسول ال وما يغنيه ) ( 1قال ما
يغذيه في أهله وما يعشيهم وحديث عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن رجل من مزينة أنه سمع النبي صلى ال عليه وسلم يخطب وهو يقول من استغنى أغناه ال ومن
استعف أعفه ال ومن سأل الناس وله عدل خمسة أوساق سأل الحافا وحديث قبيصة ) ( 1بن المخارق أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له يا قبيصة ان المسألة ل
تحل ال لحد ثلثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة فسأل حتى يصيبها أو يمسك ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله فحلت له المسألة فسأل حتى يصيب قواما من
عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلثة من ذوي الحجا من قومه لقد أصابت فلنا الفاقة فقد حلت له المسألة فسأل حتى يصيب قواما أو سدادا
B314
TEXT
من عيش ثم يمسك وما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا ) ( 2وروى الفراسي أنه قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم أأسأل يا رسول ال قال ل
وإن كنت ل بد سائل فسل الصالحين ) ) ( 3وذكر الحديث (
وروى عوف بن مالك الشجعي أنهم بايعوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ) وهم سبعة أو ثمانية ( فأخذ عليهم أن يعبدوا ال ول يشركوا به شيئا ويصلوا الصلوات
الخمس ويسمعوا ويطيعوا ول يسألوا الناس شيئا ) ) ( 1قال فلقد كان بعض أولئك النفر يسقط سوطه فما يسأل أحدا يناوله ( وروى ثوبان عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم أنه قال من تكفل لي أن ل يسأل الناس شيئا تكفلت له بالجنة ) ( 2وروى عمر بن الخطاب وغيره عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال إذا أعطيت شيئا من غير
ان تسأله فكل وتصدق ( ) ( 3وعنه صلى ال عليه وسلم أنه قال من آتاه ال شيئا من غير مسأله ول استشراف فليأكل وليتمول فإنما هو رزق
ساقه ال اليه ) ( 1وهذا معناه أن يكون فقيرا او يكون الشيء الذي جاءه من غير مسألة ليس من الزكاة ان كان غنيا بدليل قوله صلى ال عليه وسلم ل تحل الصدقة لغنى
ول لذي مرة سوى ويروى لذي مرة قوي ) ( 2رواه ) عبد ال ( بن عمرو بن العاص ورواه أيضا عبيد ) ( 3ال بن عدي بن الخيار عن رجلين من أصحاب النبي
صلى ال عليه وسلم عن النبي صلى ال عليه وسلم وهذه كلها آثار مشهورة صحاح معروفة عند أهل الحديث موجودة في المسانيد والمصنفات وأمهات الدواوين ) ذكرها
أبو داود وغيره كرهت التيان بأسانيدها لشتهارها والسؤال عند أهل العلم مكروه لمن يجد منه بدا على كل حال
روينا عن ابن عباس من وجوه أنه أوصاه رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان في وصيته له إذا سألت فاسأل ال وإذا استعنت فاستعن بال وقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم لن يأخذ أحدكم حبل فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه قال أبو عمر وما زال ذوو الهمم والخطار من الرجال يتنزهون عن
السؤال ولقد أحسن أبو الفضل ) ( 1أحمد بن المعذل بن غيلن العبدي الفقيه المالكي حيث يقول %التمس الرزاق عند الذي %ما دونه أن سيل من حاجب % %من
يبغض التارك عن سؤله %جودا ومن يرضى عن الطالب % %ومن إذا قال جرى قوله %بغير توقيع الى كاتب %
قال أبو عمر كان أحمد بن المعذل شاعرا فقيها ناسكا وكان أخوه عبد الصمد شاعرا ماجنا ولحمد قصيدته المشهورة في فضل الرباط ومن احسن ما قيل نظما في
الرضى والقناعة وذم السؤال قول بعض العراب %علم سؤال الناس والرزق واسع %وأنت صحيح لم تخنك الصابع % %وللعيش أوكار وفي الرض مذهب %
عريض وباب الرزق في الرض واسع % %فكن طالبا للرزق من رازق الغنى %وخل سؤال الناس فال صانع % %وقال مسلم بن الوليد %أقول لمأفون البديهة
طائر %مع الحرص لم يغنم ولم يتمول % %سل الناس إني سائل ال وحده %وصائن عرضي عن فلن وعن فل %وقال عبيد بن البرص %من يسأل الناس
يحرموه %وسائل ال ل يخيب %
ومن قصيدة للحسين بن حميد %وسائل الناس إن جادوا وإن بخلوا %فإنه برداء الذل مشتمل %وقال أبو العتاهية فأحسن %أتدري أي ذل في السؤال %وفي بذل
الوجوه الى الرجال % %يعز علي التنزه من رعاه %ويستغنى العفيف بغير مال % %تعالى ال يا سلم بن عمرو %أذل الحرص أعناق الرجال % %وما دنياك
ال مثل فيء % %أظلك ثم آذن بالزوال % %إذا كان النوال ببذل وجهي %فل قربت من ذاك النوال % %معاذ ال من خلق دنيء %يكون الفضل فيه على للي
% %توق يدا تكون عليك فضل % %فصانعها اليك عليك عالي % %يد تعلوا بجميل فعل %كما علت اليمين على الشمال % %
%وجوه العيش من سعة وضيق % %وحسبك والتوسع في الحلل % %وتنكر أن تكون أخا نعيم %وأنت تصيف في فيء الظلل % %وأنت تصيب قوتك في
عفاف % %وريك إن ظمئت من الزلل % %متى تمسي وتصبح مسترحيا % %وأنت الدهر ل ترضى بحال % %تكابد جمع شيء بعد شيء وتبغى أن تكون
رخى بال % %وقد يجزى قليل المال مجزى %كثير المال في سد الخلل % %إذا كان القليل يسد فقري % %ولم أجد الكثير فل أبالي % %هي الدنيا رأيت
الحب فيها %عواقبه التفرق عن تقال % %تسر إذا نظرت الى هلل % %ونقصك إن نظرت الى الهلل %
حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا حفص بن عمر النمري قال حدثنا سعيد عن عبد الملك ) ( 1بن عمير عن زيد ) ( 2بن
عقبة الفزاري عن سمرة بن جندب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك ال أن يسأل
الرجل ذا السلطان أو في أمر ل يجد منه ) ( 3بدا قال ابو عمر حديث سمرة هذا من أثبت ما يروى في هذا الباب وهو أصل عندهم في سؤال السلطان وقبول جوائزه
وعمومه يقتضي كل
سلطان لم يخص من السلطين صفة دون صفة وقد كان يعلم كثيرا مما يكون بعده أل ترى الى قوله سيكون بعدي أمراء الحديث فما لم يعلم الحرام عندهم بصفته جاز
قبوله حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا عبد ال بن أبي حسان حدثنا مسلم حدثنا محمد بن مسلم الطائفي عن أيوب بن
موسى عن نافع أن عبد ال بن عمر كان يقبل الجوائز من المراء وقبل جوائز المراء جماعة منهم الشعبي والحسن البصري وإباهيم النخعي وابن شهاب الزهري
ويحيى بن سعيد ومالك بن أنس والوزاعي وكان يحيى بن سعيد في ديوان الوليد وجماعة من العلماء كانوا في ديوان بني أمية وبني العباس في العطاء ذكر الحسن بن
علي الحلواني في كتاب المعرفة قال حدثنا ابن عمير قال حدثنا ضمرة عن أبي جميلة قال ذكر الوليد ابن هشام لعمر بن عبد العزيز القاسم ) ( 1بن مخيمرة قال فأرسل
اليه فلما دخل عليه قال له عمر سل حاجتك قال يا أمير المؤمنين قد علمت ما جاء في المسألة قال ليس أنا ذلك إنما إنا
قاسم فسل حاجتك قال يا أمير المؤمنين أخذ مني قال قد أمرنا لك بخادم فخذها من عند الوليد بن هشام هكذا قال الحسن الحلواني وحدثنا علي بن حفص قال حدثنا
الشجعي عن سفيان عن منصور قال خرج إبراهيم النخعي وتميم بن سلمة الى عامل حلوان فأعطاهما قال ففضل تميما على إبراهيم فوجد إبراهيم من ذلك في نفسه
وذكر ابن أبي حاتم حديث أحمد ) ( 1بن منصور الرمادي عن القعنبي قال سمعت يحيى ) ( 2بن سليم الطائفي يحدث عن سفيان بن عيينة أن محمد بن إبراهيم يعني
) الهاشمي ( ) ( 3واليا كان على مكة بعث الى سفيان الثوري مائتي دينار فأبى أن يقبلها فقلت له يا أبا عبد ال كأنك ل تراها حلل قال بلى ولكني أكره أن أذل وقال
سفيان جوائز السلطان أحب الى من صلة الخوان لنهم ل يمنون والخوان يمنون
قال الحلواني وحدثنا عفان قال حدثنا معاذ قال حدثنا ابن عون قال أمر عمر بن عبد العزيز بمال للحسن ومحمد فلم يقبل محمد وقبل الحسن قال وحدثنا زيد بن الحباب
عن سلم ) ( 1بن مسكين قال بعث عمر بن عبد العزيز الى الحسن ومحمد بن ثابت البناني ويزيد الرقاشي ويزيد الضبي بثمانمائة ثمانمائة وحلة حلة فقبلوا كلهم إل
محمد بن سيرين قال وحدثنا دحيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن حاتم قال قدم علينا سليمان بن يسار في زمن الوليد بن عبد الملك فدعاه الوليد الى منزله فصنع
حماما ودخله فاطلى بنورة ثم خرج وانصرف الى المنزل فتغذى معه أخبرنا محمد بن زكرياء قال أخبرنا أحمد بن سعد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا مروان بن عبد
الملك قال حدثنا المفضل بن عبد الرحمن قال حدثنا عبد ال بن داود عن العمش عن حبيب بن أبي ثابت قال رأيت هدايا المختار تأتي ابن عباس وابن عمر فيقبلنها
قال مروان وحدثنا محمد بن يحيى الزدي قال حدثنا أبو نصر التمار ) ( 1قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال قال الحسن ل يرد عطاياهم ال أحمق أو مراء
حدثنا محمد بن عبد العزيز وكان فاضل قال سمعت ابن عيينة حدثنا أحمد بن زهير حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا محمد بن عبد العزيز وكان فاضل قال سمعت ابن
عيينة يقول من زعم ان سفيان لم يأخذ من السلطان أنا أخذت له منهم قال ابو عمر كان الثوري يحتج بقول ابن مسعود لك المهنأ وعليه المأثم وهذا لول خروجنا بذكره
عن معاني هذا الباب لذكرنا من ذلك ما يطول به الكتاب فقد جمعه ) ( 2منهم احمد بن خالد وغيره وروى عن بكير بن الشج أنه كان يقبل هدية امرأة سوداء تبيع المزر
بمصر قال لني كنت أراها تغزل وقال الليث ان لم يكن له مال سوى الخمر فليكف عنه قال وأكره طعام العمال من جهة الورع من غير تحريم وقال القاسم بن محمد لو
كانت الدنيا كلها حراما لما كان بد من العيش فيها
وقال مالك فكل من عمل للسلطان عمل فله رزقه من بيت المال قال فل بأس بالجائزة يجاز بها الرجل يراه المام بجائزته أهل لعلم أو دين عليه ونحو ذلك قال أبو عمر
أما من حد في الغنى حدا خمسين درهما او أربعين درهما او مائتي درهم وزعموا أن المرء غني بملكه هذا المقدار على اختلفهم فيه ومن قال أنه ل يعطى أحد من
الفقراء أكثر من مائتي درهم أو أكثر من خمسين درهما من الزكاة فإنه يدخل على كل واحد منهم ما يرد قوله من حديث سهل بن أبي حثمة أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ودى النصاري ) ( 1المقتول بخيبر بمائة ناقة من ابل الصدقة ودفعها الى أخيه عبد ال بن سهل قد نزع لهذا بعض أصحابنا وفي ذلك عندي نظر فاما من جعل
المرء بملكه ما تجب فيه الصدقة غنيا لقوله صلى ال عليه وسلم امرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم فإنه يدخل عليه الجماع على أن من ملك خمسة أوسق من شعير
قيمتها خمسة دراهم أو نحوها مما ل يكون غنى عند احد وكان ملكه اياها بزرعة لها في أرضه ولم يملك من حصاده غيرها ان الصدقة عليه فيها وإن لم يملك شيئا سوها
وهذا عند جميعهم فقير مسكين غير غني وقد وجبت عليه الصدقة وهذا ينقض ما أصلوه وما ذهب اليه مالك والشافعي أولى بالصواب في هذا الباب وال أعلم
أخبرنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا أبو سعيد العرابي قال حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبيد ال بن عدي بن الخيار
عن رجلين قال أتينا رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يقسم نعم الصدقة فسألناه فصعد فينا البصر وصوب وقال ما شئتما فل حق فيها لغني ول لقوى مكتسب ومن
B314
TEXT
حديث عبد ال بن عمرو بن العاص أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تحل الصدقة لغنى ول لذي مرة وبعضهم يقول فيه ول لذى مرة قوى ومن أحسن ما رأيت )
من أجوبة ( ) ( 1في معاني السؤال وكراهيته ومذاهب أهل الورع فيه ما حكاه الثرم عن أحمد بن حنبل ( أخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا عبد الحميد
بن أحمد الوراق قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال سمعت ابا عبد ال يعني أحمد بن حنبل يسأل عن المسألة متى تحل فقال إذا لم يكن عنده ما يغذيه
ويعشيه على حديث سهل ابن الحنظلية قيل لبي عبد ال فإن اضطر الى المسألة قال هي مباحة له إذا اضطر
قيل له فإن تعفف قال ذلك خير له ثم قال ما أظن أحدا يموت من الجوع ال ياتيه برزقه ثم ذكر حديث ابي سعيد الخدري من استعف أعفه ال وحديث أبي ذر أن النبي
صلى ال عليه وسلم قال له تعفف قال وسمعت أبا عبد ال وذكر حديث عبيد ال بن عدي ابن الخيار عن رجلين أتيا النبي صلى ال عليه وسلم فسأله عن الصدقة فقال
لهما إن شئتما ول حق فيها لغني ول لقوي مكتسب ) ( 1فقال هذا أجودها أسنادا ثم قال قد يكون قويا ول يكون مكتسبا ل يكون في يده حرفة ول يقدر على شيء فهذا
تحل له الصدقة وإن كان قويا إذا كان غير مكتسب فإن كان يقدر على أن يكتسب فهو مضيق عليه في المسألة فإذا غيب عليك أمره فلم تدر أيكتسب ام ل أعطيته وأخبرته
بما يحرم عليه ) قال ابو بكر ( وسمعته يسال عن قوله ذي مرة قوي قال هو الصحيح ثم قال ما أحسنه وأجوده من حديث يعني حديث عبيد ال بن عدي ابن الخيار ) وقد
ذكرناه بسندنا فيه قبل هذا والحمد ل (
) أخبرنا عبد ال بن محمد قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر ( قال وسمعت أبا عبد ال يقول ل تحل المسألة ال لحد ثلثة على
حديث قبيصة بن المخارق حتى يصيب قواما أو سدادا من عيش قيل له ما السداد قال ما يعشيه قال ابو عمر هذا على نحو جواب مالك في هذا الباب قال أبو بكر وسمعته
يعني أحمد بن حنبل يسال عن الرجل الذي ل يجد شيئا أيسأل أم يأكل الميتة فقال أيأكل الميتة وهو يجد من يساله هذا شنيع قال وسمعته يسأل هل يسأل الرجل لغيره فقال
ل ولكن يعرض كما قال النبي صلى ال عليه وسلم حين جاءه قوم مجتابي النمار فقال تصدقوا ولم يقل أعطوهم قال أبو عمر قد قال صلى ال عليه وسلم اشفعوا تؤجروا
) ( 1وفيه اطلق السؤال لغيره وال أعلم وقال أل رجل يتصدق على هذا فيصلي معه ) ( 2
قال أبو بكر قيل له يعني احمد بن حنبل فالرجل يذكر الرجل فيقول أنه محتاج فقال هذا تعريض وليس به بأس فإنما المسألة أن تقول أعطه ثم قال ل يعجبني أن يسأل
المرء لنفسه فكيف لغيره والتعريض ها هنا أعجب الى قلت لبي عبد ال رجل سأل وهو ممن تحل له المسألة فجاءه رجل بمائة درهم فقال هذا رزق ساقه ال اليه فإن
كان من الزكاة فهذا يضيق على المعطي والمعطي فإن كان من عرض ماله فل بأس به قال أبو عبد ال ل يأخذ من الصدقة من له خمسون درهما ول يأخذ منها أكثر من
خمسين درهما قيل له وما الصل في أن ل يعطي أكثر من خمسين قال لنه إذا أخذ خمسين صار غنيا ال أن يكون له عيال أو يكون غارما أو يكون عليه دين ثم قال
حديث عبد ال بن مسعود في هذا حديث حسن واليه نذهب في الصدقة قلت له ورواه زبيد وهو لحكيم بن جبير فقط فقال رواه زبيد فيما قال يحيى بن آدم سمعت سفيان
يقول فحدثنا زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد قلت لبي عبد ال لم ) يخبر به ( محمد بن عبد الرحمن فقال ل قال وسمعته وذكر حديث أبي سعيد الخدري عن
النبي صلى ال عليه وسلم من سأل وله أوقية أو قيمة أوقية فهو
ملحف ) ( 1فقال هذا يقوى حديث عبد ال بن مسعود قيل لبي عبد ال ) حديث عبد ال بن مسعود ( من حديث من هو فقال من حديث عمارة بن غزية عن عبد الرحمن
بن أبي سعيد عن أبيه قال قلت فإن كان رجل له عيال قال يعطى كل واحد منهم خمسين خمسين ومن كان له خمسون لم يعط منها شيئا وإن كان له دون خمسين بلغ
الخمسين قيل له فإن كانت الخمسون ل تكفيه من سنة الى سنة إنما تكفيه ثلثة أشهر ) أو نحوها ( وهو يشتهي ان ل يحوجه الى أحد فقال ل ينبغي أن يعطيه أكثر من
خمسين فقلت انا للذي سأله إذا فنيت الخمسون أعطاه خمسين أخرى قال نعم إذا فنيت أعطاه أخرى قال أبو عمر أما اللقحة المذكورة في حديث هذا الباب قول السدي
فقلت للقحة لنا خير من أوقية فاللقحة الناقة اللبون
) وذكر الحربي عن أبي نصر عن الصمعي أنه قال لقاح البل أن تحمل سنة ( قال أبو عمر قال أحبحة بن الجلح %تبوع للحليلة حيث كانت %كما يعتاد لقحت
الفصيل % % %
#حديث ثالث عشر لزيد بن أسلم مسند صحيح مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة النصاري مثل حديث أبي النضر في الحمار الوحشي ال أن في
حديث زيد بن أسلم قال هل معكم من لحمه شيء ) ( 1هكذا هو في الموطأ وسيأتي حديث أبي النضر في بابه أن شاء ال وفي قوله صلى ال عليه وسلم هل معكم من
لحمه شيء دليل على أن صيد البر للمحرم حلل إذا لم يصده ال أنه في هذا المعنى وفيما يصاد من أجل المحرم كلم وتعليل واختلف بين العلماء يأتي ذلك إن شاء ال
في باب حرف الميم عند ذكر حديث ابن شهاب عن عبيد ال بن عبد ال وفي حرف السين عند ذكر أحاديث أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد ال وبال العون واختلف
في اسم أبي قتادة صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد ذكرناه في كتاب الصحابة والحمد ل كثيرا
#حديث رابع عشر لزيد بن أسلم صحيح متصل مالك عن زيد ابن أسلم عن عياض بن عبد ال بن سعد بن أبي سرح العامري أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول كنا نخرج
زكاة الفطر صاعا من طعام او صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من زبيب أو صاعا من أقط ) ( 1قد ذكرنا عبد ال بن سعد بن أبي سرح في كتاب الصحابة
بما يغني عن ذكره ها هنا وتوفي بفلسطين سنة ست وثلثين وكان أخا عثمان لمه وابنه عياض ثقة مأمون هكذا روى مالك هذا الحديث في موطئه عند جماعة رواته
فيما علمت لم يقل فيه على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو حديث قد خرجه في المسند جماعة المصنفين من أهل العلم بالحديث لنه قد صح فيه عن أبي سعيد
ان ذلك كان منه على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم روى ذلك عنه من وجوه وشرطنا أن ل نترك ذكر مثل هذا في كتابنا أخبرنا عبد ال بن
محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عبد ال بن مسلمة القعنبي قال حدثنا داود بن قيس ) ( 1عن عياض ) ( 2بن عبد
ال عن أبي سعيد الخدري قال كنا ) ( 3نخرج إذا كان فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم زكاة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو مملوك صاعا من طعام او صاعا من
أقط أو صاعا من شعير او صاعا من تمر او صاعا من زبيب ) فلم نزل ( نخرجه حتى قدم معاوية حاجا أو معتمرا فكلم الناس على المنبر وكان فيما كلم به الناس أن قال
أني ارى أن مدين من سمراء الشام تعدل صاعا من تمر فأخذ الناس بذلك
قال أبو سعيد فأما أنا فل أزال أخرجه أبدا ما عشت قال أبو داود رواه ابن علية وغيره عن ابن إسحاق عن عبدال بن عبد ال بن عثمان عن عياض عن أبي سعيد بمعناه
وذكر فيه رجل واحد عن ابن علية أو صاعا من حنطة وليس بمحفوظ قال أبو داود وقد حدثناه مسدد عن إسمعيل بن علية ليس فيه ذكر الحنطة قال أبو داود وقد ذكر
معاوية بن هشام في هذا الحديث عن الثوري عن زيد بن اسلم عن عياض عن أبي سعيد نصف صاع من بر وهو وهم من معاوية بن هشام او ممن روى عنه قال أبو
داود وحدثناه حامد بن يحيى عن سفيان بن عيينة عن ابن عجلن سمع عياضا عن أبي سعيد الخدري مثله وزاد فيه أو صاعا من دقيق قال حامد فانكروا ذلك على سفيان
فتركه قال أبو داود هذه الزيادة وهم من ابن عيينة أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال أخبرنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا محمد بن منصور
قال حدثنا سفيان قال حدثنا ابن عجلن قال سمعت عياض
ابن عبد ال يخبر عن أبي سعيد الخدري قال لم يخرج على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ال صاع من تمر أو صاع من شعير او صاع من زبيب أو صاع من
دقيق او صاع من سلت ) ( 1ثم شك سفيان فقال من دقيق أو سلت قال أبو عمر لم ذكر فيه ابن عيينة صاعا من طعام وكذلك رواه يحيى القطان عن داود بن قيس لم
يذكر الطعام وكذلك رواه عبد ال بن عبد ال بن عثمان عن عياض عن أبي سعيد ليس فيها من طعام وكذلك رواه الحارث بن أبي ذباب عن عياض عن أبي سعيد ليس
فيها ذكر الطعام ورواه الثوري عن زيد بن أسلم فقال فيه من طعام كما قال مالك طعام ) قرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا محمد بن
عبد السلم قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى قال حدثنا داود بن قيس عن عياض عن أبي سعيد الخدري قال لم نزل نخرج على
عهد الرسول صلى ال عليه وسلم صاعا من تمر وصاعا من شعير وصاعا من أقط فلم نزل كذلك حتى كان معاوية بن أبي سفيان فقال أرى أن نصف صاع من سمراء )
( 1الشام يعدل صاع تمر ) ( 2فأخذ به الناس خالفه وكيع عن داود بن قيس فذكر فيه صاعا من طعام كما قال القعنبي عن داود ( أخبرنا عبد ال بن محمد بن أسد قال
حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن شعيب النسوي قال أخبرنا محمد بن عبد ال بن المبارك قال حدثنا وكيع عن سفيان عن زيد ابن أسلم عن عياض بن عبد
ال عن أبي سعيد الخدري قال كنا نخرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم صاعا من طعام او صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من
زبيب او صاعا من أقط ) ( 3قال أبو عمر هذا الثوري وموضعه من الحفظ وموضعه قد ذكر في هذا الحديث عن زيد بن أسلم كنا نخرج زكاة الفطر إذ كان فينا
رسول ال صلى ال عليه وسلم وكذلك قال فيه كل من رواه فلذلك ذكرناه في المسند كما ذكره القوم وبال التوفيق وقال فيه الثوري صاعا من طعام كما قال مالك وكما
قال داود بن قيس فيما رواه عنه القعنبي ) ورواه يحيى القطان عن داود بن قيس فلم يذكر فيه الطعام ( قرأت على عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا محمد بن إسمعيل قال حدثنا أبو صالح وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا عيسى بن حماد قال جميعا أخبرنا
B314
TEXT
الليث بن سعد قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد ال بن عبد ال بن عثمان بن حكيم عن عياض بن عبد ال بن سعد حدثه أن أبا سعيد الخدري قال كنا نخرج في عهد
رسول ال صلى ال عليه وسلم صاعا من تمر أو صاعا من شعير أو صاعا من القط ل نخرج ) ( 1غيره
زاد عبد الوارث فلما كثر الطعام في زمن معاوية جعلوه مدى حنطة ) أخبرنا عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد ابن علي قال حدثنا أحمد بن شعيب قال
أخبرنا هناد بن السري وأخبرنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية قال جميعا أخبرنا وكيع
عن داود ابن قيس الفراء عن عياض بن عبد ال بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري قال كنا نخرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم صاعا من
طعام أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير أو صاعا من أقط فلم نزل كذلك حتى قدم معاوية المدينة فكان فيما كلم به الناس قال ما أرى مدين من سمراء الشام ال تعدل
صاعا من هذا قال فأخذ الناس به أخبرنا عبد ال بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني هناد بن السري وبعضهم في
بعض والمعنى سواء وفي حديث موسى بن معاوية زيادة قال أبو سعيد فل أزال أخرجه كما كنت اخرجه ابدا ما عشت أخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن
معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا محمد بن علي بن حرب
المروزي قال أخبرنا محرز ) ( 1بن الوضاح عن إسمعيل ) ( 2بن أمية عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عياض بن عبد ال بن أبي سرح عن أبي سعيد
الخدري قال فرض رسول ال صلى ال عليه وسلم صدقة الفطر صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط ) ( 3قال أبو عمر هذه الثار كلها تدل على أن هذا
الحديث مرفوع فلذلك ذكرناه في كتابنا هذا على شرطنا وذكر فيه زيد بن أسلم من رواية مالك والثوري صاعا من طعام وكذلك ذكر فيه داود بن قيس من رواية وكيع
والقعنبي وكلهم ذكر فيه الشعير والتمر والقط وزاد بعضهم فيه الزبيب وتأول أصحابنا وغيرهم في ذكر الطعام في حديث أبي سعيد هذا أنه الحنطة لنه مقدم في الحديث
ثم الشعير والتمر
والقط بعده وكذلك اختلف الحسن وابن سيرين على ابن عباس في حديثه في صدقة الفطر فقال عنه ابن سيرين صاع من بر وقال عنه الحسن نصف صاع من بر وقال
أبو رجاء سمعت ابن عباس يخطب على منبركم يعني منبر البصرة يقول صدقة الفطر صاع من طعام فتأولوه أيضا على أنه البر ولم يسمع الحسن ول ابن سيرين هذا
الحديث من ابن عباس وقد سمعه منه ابو رجاء واما حديث ابن عمر فسيأتي في باب نافع من كتابنا هذا باختلف الفاظه وتخريج معانيه ونذكر هناك ان شاء ال احكام
زكاة الفطر ووجوبها على الصغير والكبير والحر والعبد وما للعلماء في ذلك من التنازع والقاويل بأتم ما يكون إن شاء ال ونذكر ها هنا اختلفهم في مكيلة صدقة الفطر
وما الذي يخرج فيها من الحبوب وأصناف الماكول او القيمة من العروض وغيرها وما لهم في ذلك من القاويل والعتلل وبال الحول وهو المستعان أجمع العلماء أن
الشعير والتمر ل يجزء من أحدهما ال صاع كامل أربعة أمداد بمد النبي صلى ال عليه وسلم واختلفوا في البر فقال مالك والشافعي وأصحابهما ل يجزء من البر ول من
غيره أقل من صاع بصاع النبي صلى ال عليه وسلم أربعة أمداد بمده صلى ال عليه وسلم وهو قول البصريين وبه قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وقال الثوري
وأبو حنيفة وأصحابهما يجزئ من البر نصف صاع وروى ذلك عن جماعة من الصحابة وجماعة التابعين بالحجاز والعراق
وحجة من قال بالصاع من البر وغيره حديث أبي سعيد الخدري هذا وأنه ليس في شيء من الحاديث الصحاح نصف صاع وحديث الزهري عن أبي سعيد عندهم ل
يصح وفي حديث ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم صاع من تمر او صاع من شعير وكذلك حديث ابن عباس الصحيح فيه صاع ل نصف صاع والتمر والشعير
كان قوت القوم في ذلك الوقت فواجب اعتبار القوت في كل زمان والقضاء منه بصاع كامل على ما في الثار الصحاح عن ابن عمر وغيره منه بصاع كامل على ما في
الثار الصحاح عن ابن عمر وغيره وحجة من قال بنصف صاع من بر ما يروي عن ابن عمر أنه قال بعد أن ذكر ان رسول ال صلى ال عليه وسلم فرض صدقة
الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير قال فعدل الناس به نصف صاع من بر والناس في ذلك الزمان كبار الصحابة وقد روى ان عمر عدل ذلك وقضى به وقيل ان
ذلك إنما كان في زمن معاوية وقد ذكرنا من روى هذا في حديث ابن عمر من كتابنا هذا في باب نافع والحمد ل وكان الصحابة في زمن معاويه متوافرين ل يجوز عليهم
الغلط في مثل هذا واحتجوا أيضا بحديث الزهري عن ابن أبي صغير عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال في صدقة الفطر
وصاع من بر عن ) كل ( اثنين أو صاع من شعير أو تمر عن كل واحد غنيا كان أو فقيرا ) ( 1وهو حديث مضطرب ) ل يثبت ( واحتج أيضا من عقال بنصف صاع
من بر بما روى عن سعيد ابن المسيب قال كانت صدقة الفطر تعطى على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبي بكر وعمر نصف صاع من حنطة وروى عن أبي
بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة وجابر وابن الزبير ومعاوية نصف صاع من بر وفي السانيد عن بعضهم ضعف واختلف وكذلك روى
سعيد بن المسيب عطاء وطاوس ومجاهد وعمر بن عبد العزيز وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومصعب بن سعد وغيرهم نصف صاع من
بر وأما ابن عمر فكان ل يخرج في زكاة الفطر ال التمر ال مرة واحدة أعوزه التمر فأخرج شعيرا
وجملة قول مالك انه يؤدي ما كان جل عيش أهل بلده القمح والشعير والسلت والذرة والدخن والرز والزبيب والتمر والقط قال ول أرى لهل مصر أن يدفعوا ال القمح
لن ذلك جل عيشهم ال أن يعلو سعرهم فيكون عيشهم الشعير فيعطونه قال ويعطى صاعا من كل شيء ول يعطى مكان ذلك عرضا من العروض قال أشهب وسئل مالك
عن الذي يؤدي الشعير في زكاة الفطر فقال ل يؤدي الشعير ال أن يكون ياكله قيل فينقيه قال ل بل يؤديه على وجهه كما ياكله قيل له فان الناس يقولون مدان فقال القول
ما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فذكرت له الحاديث التي تذكر عن النبي صلى ال عليه وسلم في المدين من الحنطة فانكرها وقال الشافعي أي قوت كان
الغلب على رجل ادى منه زكاة الفطر إن كان حنطة أو ذرة أو سلتا أو شعيرا أو تمرا أو زبيبا أدى صاعا بصاع النبي صلى ال عليه وسلم ول يؤدي ال الحب ل يؤدي
دقيقا ول سويقا ول قيمة قال فإن أدى أهل البادية القط لم يبن لي ان عليهم اعادة وقال أبو حنيفة يؤدي نصف صاع من بر أو دقيق أو سويق أو زبيب او صاع من تمر
أو شعير
وقال أبو يوسف ومحمد الزبيب بمنزلة التمر والشعير وما سوى ذلك يخرج بالقيمة قيمة ما ذكرنا من البر وغيره وقال الوزاعي يؤدي كل إنسان مدين ) من قمح ( بمد
أهل بلده وقال الليث مدين من قمح بمد هشام وأربعة أمداد من التمر ) والشعير والقط وقال أبو ثور الذي يخرج في زكاة الفطر ( صاع من تمر أو شعير أو طعام او
زبيب او أقط إن كان بدويا ول يعطى قيمة شيء من هذه الصناف وهو يجدها قال أبو عمر سكت أبو ثور عن ذكر البر وكان أحمد بن حنبل يستحب أخراج التمر
) والصل في هذا الباب ومداره على وجهين أحدهما اعتبار القوت وأنه ل يجوز ال الصاع من كل شيء منه لنه ل يثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم ال الصاع وهذا
قول مالك والشافعي والوجه الخر اعتبار التمر والشعير وقيمتهما وعدلهما ) على ( ) ( 1ما قال الكوفيون = وفي أخذ البدل والقيمة في الزكاة وفي صدقة الفطر كلم
يطول واعتلل يكثر ليس هذا موضع ذكره وبال التوفيق (
#حديث خامس عشر لزيد بن أسلم مسند صحيح مالك عن زيد ابن أسلم عن ابن وعلة المصري أنه سأل ابن عباس عما يعصر من العنب فقال ابن عباس أهدى رجل
لرسول ال صلى ال عليه وسلم راوية خمر فقال له النبي صلى ال عليه وسلم أما علمت ان ال حرمها قال ل قال فساره إنسان الى جنبه فقال صلى ال عليه وسلم بم
ساررته قال أمرته ببيعها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ان الذي حرم شربها حرم بيعها قال ففتح المزادتين حتى ذهب ما فيهما ) ( 1ابن وعلة هذا اسمه عبد
الرحمن بن وعلة السبئي ) ( 2أصله من مصر ثم انتقل الى المدينة وسكنها وهو في أهل المدينة معدود وكان ثقة من ثقات التابعين مأمونا على ما روى وحمل روى عنه
زيد ابن أسلم والقعقاع ) ( 1بن حكيم وأبو الخير اليزني وغيرهم ذكر إسحق بن منصور عن ابن معين انه قال عبد الرحمن ابن وعلة ثقة وفي هذا الحديث من الفقه ان
ما يعصر من العنب يسمى خمرا في لسان العرب لكن السم الشرعي ل يقع عليها ال أن تغلى وترمى بالزبد ويسكر كثيرها أو قليلها وفي اللغة قد يسمى العنب خمرا لكن
الحكم يتعلق بالسم الشرعي دون اللغوي وفيه أن النهي من قبل ال إذا ورد فحكمه التحريم أل أن يزيحه عن ذلك دليل يبين المراد منه ال ترى الى قول رسول ال صلى
ال عليه وسلم أما علمت ان ال حرمها ثم قال إن الذي حرم شربها حرم بيعها فاطلق عن ال تحريمها ول خلف بين علماء المسلمين ان تحريمها إنما ورد في سورة
المائدة بلفظ النهي في قوله عز وجل !> إنما الخمر والميسر <! إلى !> فاجتنبوه لعلكم تفلحون <! والى !> فهل أنتم منتهون <! وهذه الية نسخت كل لفظ ورد باباحتها
نصا او دليل فنسخت ما جرى من ذكرها في سورة البقرة وسورة النساء وسورة النحل
وأجمعت المة على أن خمر العنب حرام في عينها قليلها وكثيرها فأغنى ذلك عن الكثار فيها وقد تقدم في كتابنا هذا في باب ) ( 1اللف ) من ذلك ( ما فيه كفاية ) إن
شاء ال تعالى ( وفي هذا الحديث ) دليل ( أن الخمر لم تكن حراما حتى نزل تحريمها وفي سياقه الحديث ما يدل على أن ما سكت ال عن تحريمه فحلل وان أصل
الشياء على الباحة حتى يرد المنع أل ترى أن المهدي لراوية الخمر في هذا الحديث إنما أهداها اعتقادا منه للباحة ول خلف بين أهل السلم ان الخمر لم ينزل ال
في كتابه أنه أمر بشربها ثم نسخ ذلك بتحريمها وفي اجماعهم على ذلك دليل على صحة ما قلنا وإن ما عفا ال عنه وسكت فداخل في باب الباحة ال ترى الى ) قول (
سعيد بن جبير حيث قال كان الناس على أمر جاهليتهم حتى يؤمروا أو ينهوا وسؤال الصحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الخمر في أول السلم إنما كان لما
كانوا يجدونه من الشر والسفة عند
B314
TEXT
شربها على ما جاء منصوصا في الثار في تفسير قوله !> يسألونك عن الخمر والميسر <! الية وفيه أيضا دليل أن كل ما ل يجوز أكله أو شربه من المأكولت
والمشروبات ل يجوز بيعه ول يحل ثمنه لقوله عليه السلم إن الذي حرم شربها حرم بيعها ويوضح ذلك أيضا قول رسول ال صلى ال عليه وسلم حيث قال لعن ال
اليهود ثلثا حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها وإن ال إذا حرم على قوم أكل شيء حرم ثمنه ) ( 1وقد احتج عمر بن الخطاب رضي ال عنه بمثل هذا حين
بلغه ان سمرة باع خمرا فقال قاتل ال سمرة او ما علم او ما سمع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعن ال اليهود حرمت عليهم الشحوم ) فجملوها ( فباعوها
وأكلوا أثمانها حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد ابن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن
جابر بن عبد ال أنه سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول عام الفتح وهو
بمكة ان ال حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والصنام ) ( 1وحدثنا عبد ال بن محمد حدثنا محمد حدثنا أبو داود حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا
معاوية بن صالح عن عبدالوهاب بن بخت عن ابي الزناد عن العرج عن أبي هريرة قال ان ال حرم الخمر وثمنها وحرم الخنزير وثمنه ) ( 2وجميع العلماء على
تحريم بيع الدم والخمر وفي ذلك أيضا دليل على تحريم بيع العذرات وسائر النجاسات وما ل يحل أكله ولهذا وال أعلم كره مالك بيع زبل الدواب ورخص فيه ابن القاسم
لما فيه من المنفعة والقياس ما قاله مالك وهو مذهب الشافعي وظاهر هذا الحديث شاهد لصحة ذلك فلم أر وجها لذكر اختلف الفقهاء في بيع السرجين والزبل ها هنا لن
كل قول تعارضه السنة وتدفعه ول دليل عليه من مثلها ل وجه له قال ال عز وجل
!> وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم <! حدثني عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا عبيد بن
عبد الواحد قال حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف المدني قال حدثني زيد ابن أسلم مولى عمر عن عبد الرحمن بن وعلة رجل من أهل مصر
أنه جاء الى عبد ال بن عباس فقال أن لنا كروما فكيف ترى في بيع الخمر فقال ابن عباس رأيت رجل من دوس جاء الى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول
ال إني أهديت لك هدية فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم وما هي قال راوية خمر فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم شعرت أن ال تعالى قد حرم الخمر بعدك فأمر
الدوسي بها غلمه يبيعها فلما ولى بها قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ماذا أمرت بها قال أمرت ببيعها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم شعرت أن الذي حرم
شربها حرم بيعها وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن الثم مرفوع عمن لم يعلم قال ال عز وجل !> وما كنا معذبين حتى نبعث رسول <! ومن أمكنه التعلم ولم يتعلم اثم
وال أعلم وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن الخمر ل يجوز لحد تخليلها ولو جاز ) لحد ( تخليلها ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم عليه وسلم ليدع الرجل أن
يفتح المزادتين حتى ذهب ما فيهما
لن الخل مال وقد نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن إضاعة المال بل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يامره أن يخللها لقوله صلى ال عليه وسلم نعم الدام
الخل ) ( 1ولنه صلى ال عليه وسلم أنصح الناس للناس وأدلهم على قليل الخير وكثيره وذكر ابن وضاح ان سحنون كان يذهب هذا المذهب وقد اختلف الفقهاء في
تخليل الخمر فقال مالك فيما روى عنه ابن القاسم وابن وهب ل يحل لمسلم ان يخلل الخمر ولكن يهريقها فإن صارت خل بغير علج فهو حلل ل بأس به وهو قول
الشافعي وعبيد ال بن الحسن البصري وأحمد بن حنبل وروى أشهب عن مالك قال إذا خلل النصراني خمرا فل بأس بأكله وكذلك إن خللها مسلم واستغفر ال وهذه
الرواية ذكرها ابن عبد الحكم في كتابه وقال ابن وهب سمعت مالكا يقول فيمن اشترى قلل خل فوجد فيها قلة خمر قال ل يجعل فيها شيء يخللها قال ول يحل للمسلم أن
يعالج الخمر حتى يجعلها خل ول يبيعها ولكن يهرقها فإن فات علجها ) بعد أن وجدت خمرا ( من غير علج فإنها حلل ل بأس بها إن شاء ال
قال ابن وهب وهو قول عمر بن الخطاب والزهري وربيعة وكان أبو حنيفة والثوري ) والوزاعي ( والليث بن سعيد ل يرون بأسا بتخليل الخمر وقال أبو حنيفة أن
طرح فيها السمك والملح فصارت مريا وتحولت عن حال الخمر جاز وخالفه محمد بن الحسن في المري وقال ل يعالج الخمر بغير تحويلها الى الخل وحده قال أبو عمر
الصحيح عندي في هذه المسئلة ما قاله مالك في رواية ابن القاسم وابن وهب عنه والدليل على ذلك ما رواه الثوري عن السدى عن أبي هبيرة ) ( 1عن أنس قال جاء
رجل الى النبي صلى ال عليه وسلم وفي حجره يتيم وكان عنده خمر له حين حرمت فقال يا رسول ال نصنعها خل ) ( 2قال ل فصبها حتى سال الوادي وروى مجالد
عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال كان عندي خمر ليتام فلما نزل تحريم الخمر أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نهريقها
أخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى قال حدثنا محمد بن بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا وكيع عن سفيان عن السدى
عن أبي هبيرة عن أنس بن مالك أن أبا طلحة سأل النبي صلى ال عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا قال أهرقها قال أفل أجعلها خل ) ( 1قال ل قال أبو عمر أبو هبيرة
هذا هو يحيى بن عباد ثقة حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا
عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن السدى عن يحيى بن عباد عن أنس بن مالك قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الخمر تتخذ خل قال ل ) ( 2وأخبرني
عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسمعيل الصائغ قال حدثنا أبو أسامة في سنة مائتين بعد قتل أبي السرايا بأشهر قال حدثنا مجالد
ابن سعيد عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال كان عندنا خمر ليتيم فلما نزلت الية التي في سورة المائدة سألنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ) فقلنا ( أنه ليتيم فقال
أهريقوها وروى معمر عن ثابت وقتادة عن أنس قال لما حرمت الخمر جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال كان عندي مال يتيم فاشتريت به خمرا فتأذن لي أن
أبيعها فأرد على اليتيم ماله فقال النبي صلى ال عليه وسلم قاتل ال اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها ولم يأذن لهم النبي صلى ال عليه وسلم في بيع
الخمر وذكر أبو عبد ال المروزي قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثني شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن
غنم عن تميم الداري أنه قال أهدى رجل الى رسول ال صلى ال عليه وسلم راوية من خمر فلما كان العام الذي حرمت جاء براوية خمر فلما نظر اليه ضحك وقال هل
شعرت انها قد حرمت فقال يا رسول ال أفل أبيعها وانتفع بثمنها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعن ال اليهود ثلث مرات انطلقوا الى ما حرم ال من شحوم البقر
والغنم فأذابوه وجعلوه أهالة فابتاعوا به ما يأكلون وإن الخمر حرام وثمنها حرام
قال أبو عبد ال وحدثنا إسحاق قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مطيع الغزال عن الشعبي عن عبد ال بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب قال ل تحل التجارة في شيء
ل يحل أكله وشربه قال وحدثنا يحيى بن يحيى قال حدثنا هشيم عن مطيع ابن عبد ال قال سمعت الشعبي يحدث عن ابن عمر ) عن عمر ( فذكره فهذه الثار كلها تدل
على أن من ورث خمرا من المسلمين وصارت بيده أهرقها ولم يحبسها ول خللها وذلك دليل على فساد قول من قال يخللها فاما إذا تخللت من ذاتها بغير صنع آدمي فقد
روى فيها عن عمر ما تسكن النفس اليه وقال به مالك والشافعي واكثر فقهاء الحجاز على ما قدمنا ذكره في باب إسحق والحمد ل واحتج العراقيون في تخليل الخمر بابي
الدرداء وهو حديث يروى عن أبي إدريس الخولني عن أبي الدرداء من وجه ليس بالقوي أنه يأكل المري الذي جعل فيه الخمر ويقول دبغته الخل والملح وهذا ومثله ل
حجة في شيء منه إذا كان مخالفا لما ثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد ذكرنا كثيرا من معاني هذا الباب مجودا في باب إسحق وذلك يغني عن تكريره ها هنا
وذكر ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال ل خير في خل من خمر أفسدت حتى يكون ال الذي أفسدها قال وحديث ابن أبي ذئيب عن ابن شهاب عن القاسم بن محمد
عن أسلم مولى عمر بن الخطاب ) عن عمر بن الخطاب ( قال ل تؤكل خمر أفسدت ول شيء منها حتى يكون ال تولى افسادها وروى الحسن بن أبي الحسن عن عثمان
بن أبي العاصي أن تاجرا اشترى خمرا فأمره ان يصبها في دجلة فقالوا أل تأمره أن يجعلها خل فنهاه عن ذلك فهذا عمر بن الخطاب وعثمان ابن أبي العاصي يخالفان أبا
الدرداء في تخليل الخمر وليس في أحد حجة مع السنة وبال التوفيق وقد يحتمل ان يكون المنع من تخليلها كان في بدء المر عند نزول تحريمها لئل يستدام حبسها بقرب
العهد بشربها إرادة لقطع العادة في ذلك وإذا كان هذا هكذا لم يكن في النهي عن تخليلها حينئذ والمر بارقتها ما يمنع من أكلها إذا تخللت ولم يسئل عن خمر تخللت فنهى
عن ذلك وال تعالى الموفق للصواب ) ل شريك له (
#حديث سادس عشر لزيد بن أسلم مسند صحيح مالك عن زيد ابن أسلم عن ابن وعلة المصري عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا دبغ الهاب فقد
طهر ) ( 1قد تقدم القول في هذا السناد وسماع ابن وعلة من ابن عباس صحيح روى هذا الحديث عن زيد ابن أسلم جماعة منهم ابن عيينة وهشام بن سعد وسليمان بن
بلل ورواه عن ابن وعلة جماعة منهم القعقاع بن حكيم وأبو الخير ) اليزني ( وزيد بن أسلم ومعلوم أن المقصود بهذا الحديث ما لم يكن طاهرا من الهب ) ( 2كجلود
الميتات وما ل تعمل فيه الذكاة من
السباع عند من حرمها لن الطاهر ل يحتاج الدباغ للتطهير ومستحيل ان يقال في الجلد الطاهر انه إذا دبغ فقد طهر ) وهذا يكاد علمه أن يكون ضرورة وفي قوله صلى
ال عليه وسلم أيما أهاب دبغ فقد طهر ( نص ودليل فالنص طهارة الهاب بالدباغ والدليل منه أن كل اهاب لم يدبغ فليس بطاهر وإذا لم يكن طاهرا فهو نجس والنجس
رجس محرم فبهذا علمنا أن المقصود بذلك القول جلود الميتة وإذا كان ذلك كذلك كان هذا الحديث معارضا لرواية من روى في ) هذه الشاة ( الميتة إنما حرم أكلها
) ولرواية من روى في الميتة إنما حرم أكلها ( ولرواية من روى إنما حرم لحمها ومبينا المراد ) ال تعالى في قوله عز وجل !> حرمت عليكم الميتة <! كما كان قوله
صلى ال عليه وسلم ل قطع ال في ربع دينار فصاعدا بيانا لقول ال عز وجل !> والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما <! وبطل بنص هذا الحديث قول من قال أن الجلد
B314
TEXT
من الميتة ل ينتفع به بعد الدباغ
وبطل بالدليل منه قول من قال إن جلد الميتة وإن لم يدبغ يستمتع به وينتفع وهو قول روى عن ابن شهاب والليث بن سعد وهو مشهور عنهما على أنه قد روى عنهما
خلفه والشهر عنهما ما ذكرنا ذكر عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيدال بن عبد ال عن ابن عباس حديث شاة ميمونة وهو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
مر على شاة لميمونة ) ميتة ( فقال أل استمتعتم بإهابها قالوا وكيف يا رسول ال وهي ميتة قال إنما حرم لحمها ) ( 1قال معمر وكان الزهري ينكر الدباغ ويقول
ليستمتع به على كل حال قال أبو عبد ال المروزي وما علمت أحدا قال ذلك قبل الزهري وروى الليث عن يونس بن يزيد قال سألت ابن شهاب عن جلد الميتة فقال
حدثني عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس ان رسول ال صلى ال عليه وسلم وجد شاة ميتة أعطيتها مولة لميمونة من الصدقة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هل
انتفعتم بجلدها قالوا إنها ميتة قال إنما حرم أكلها ) ( 2
قال ابن شهاب ل نرى منها بالسقاء بأسا ول ببيع جلدها وابتياعه وعمل الفراء منها قال ابو عمر هكذا روى هذا الحديث معمر ويونس ومالك عن الزهري عن عبيدال بن
عبد ال عن ابن عباس في قصة شاة ميمونة لم يذكروا الدباغ أيضا والدباغ موجود في حديث ابن عيينة والوزاعي وعقيل والزبيدي وسليمان ) ( 1بن كثير وزيادة من
حفط مقبولة وذكر الدباغ أيضا موجود في هذه القصة من حديث عطاء عن ابن عباس روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس ان رسول ال صلى
ال عليه وسلم مر بشاة مطروحة من الصدقة قال أفل أخذوا اهابها فدبغوه فانتفعوا به ) ( 2وقال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال أخبرتني ميمونة أن شاة ماتت
فقال النبي صلى ال عليه وسلم أل دبغتم
اهابها فجاء ) ذكر ( الدباغ في هذا الحديث عن ابن عباس من وجوه صحاح ثابتة وكان ابن شهاب يذهب الى ظاهر الحديث في قوله إنما حرم أكلها وكان الليث بن سعد
يقول بقول ابن شهاب في ذلك ذكر الطحاوي قال وقال الليث بن سعد ل بأس ببيع جلود الميتة قبل الدباغ إذا يبست لن رسول ال صلى ال عليه وسلم اذن في النتفاع بها
والبيع من النتفاع قال أبو جعفر الطحاوي ولم نجد عن واحد من الفقهاء جواز بيع جلود الميتة قبل الدباغ ال عن الليث قال أبو عمر يعني من الفقهاء أئمة الفتوى
بالمصار بعد التابعين وأما ابن شهاب فذلك عنه صحيح على ما تقدم ذكره وهو قول يأباه جمهور العلماء وقد ذكر ابن عبد الحكم عن مالك ما يشبه مذهب ابن شهاب في
ذلك وذكره ابن خويز منداد في كتابه عن ابن عبد الحكم أيضا قال من اشترى جلد ) ميتة ( فدبغه وقطعه نعال فل يبعه حتى يبين فهذا يدل على أن مذهبه جواز بيع جلد
الميتة قبل الدباغ وبعد الدباغ قال ابن خويز منداد وهو قول الزهري والليث بن سعد قال والظاهر من مذهب مالك غير ما حكاه ابن عبد الحكم وهو أن الدباغ ل يطهر
جلد
الميتة ولكن يبيح النتفاع بها في الشياء اليابسة ول يصلي عليه ول يؤكل فيه هذا هو الظاهر من مذهب مالك وفي المدونة لبن القاسم من اغتصب جلد ميتة غير مدبوغ
فاتلفه كان عليه قيمته وحكى ان ذلك قول مالك وذكر أبو الفرج أن مالكا قال من اغتصب لرجل جلد ميتة غير مدبوغ فل شيء عليه قال إسمعيل ال أن يكون لمجوسي
قال أبو عمر ليس في تقصير من قصر عن ذكر الدباغ في حديث ابن عباس حجة على من ذكره لن من أثبت شيئا هو حجة على من لم يثبته والثار المتواترة عن النبي
صلى ال عليه وسلم بإباحة النتفاع بجلد الميتة بشرط الدباغ كثيرة جدا منها ما ذكرنا عن ابن عباس من رواية ابن وعلة ومن رواية عطاء ومنها حديث عائشة أن النبي
صلى ال عليه وسلم أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت ) ( 1رواه مالك عن
يزيد ) ( 1بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عن عائشة وروى إسرائيل عن العمش عن إبراهيم عن السود عن عائشة قالت قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم دباغ جلود الميتة ذكاتها ) ( 2ورواه شريك عن العمش عن عمارة ) ( 3بن عمير عن السود عن عائشة ومنها حديث ميمونة من غير حديث ابن عباس
روى ابن وهب
قال أخبرني عمرو بن الحرث والليث بن سعد عن كثير ) ( 1ابن فرقد إن عبد ال ) ( 2بن مالك بن حذافة حدثه عن أمه العالية ) ( 3بنت سبيع أن ميمونة زوج النبي
صلى ال عليه وسلم حدثتها أنه مر برسول ال صلى ال عليه وسلم رجال من قريش يجرون شاة ) ( 4لهم مثل الحمار فقال لهم رسول ال صلى ال عليه وسلم لو اتخذتم
اهابها قالوا انها ميتة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم يطهرها الماء والقرظ ) ( 5
وحدثنا سعيد بن نصر و عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر وأحمد بن زهير قال حدثنا الحسين بن محمد المروزي قال
حدثنا شريك عن العمش عن عمار بن عمير عن السود عن عائشة قالت سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن جلود الميتة فقال دباغها طهورها ) ( 1خالفا شريك
إسرائيل في إسناده وروى منصور عن الحسن عن جون ) ( 2بن قتادة عن سلمة ) ( 3بن المحبق ورواه شعبة وهشام وغيرهما عن قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة
عن سلمة بن المحبق أن النبي صلى ال عليه وسلم في غزوة تبوك أتى أهل بيت فدعا بماء عند امرأة فقالت ما عندي ماء ال قربة ميتة فقال أو ليس قد دبغته
قالت بلى قال فإن ذكاته دباغه هذا لفظ حديث هشام وفي حديث شعبة دباغه طهوره وفي رواية منصور عن الحسن قال ذكاة الديم دباغه حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا
قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون عن مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن
ابن عباس عن النبي ) في جلد الميتة ( ان دباغه اذهب خبثه ورجسه او نجسه ) ( 1والثار بهذا أيضا عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة جدا فل وجه لمن
قصر عن ذكر الدباغ ول لمن ذهب الى ذلك ويقال لمن قال بما روى عن ابن شهاب من إباحة النتفاع بجلود الميتة قبل الدباغ أتقول إن جلد الشاة ل يموت بموت الشاة
وإنه كاللبن أو الصوف فإن قال نعم بان جهله ولزمه مثل ذلك في اللحم والشحم ومعلوم أن الجلد فيه دسم وودك وأكله لمن شاء ممكن كامكان اللحم والشحم ول فرق بين
الجلد واللحم في قياس ول نظر ول معقول لن الدم جار في
الجلد كما هو ) جار ( في اللحم وإن قال إن الجلد يموت بموت الشاة كما يموت اللحم قبل له فال عز وجل قد حرم الميتة وتحريمه على الطلق ال أن يخص شيئا من
ذلك دليل وقد خص الجلد بعد الدباغ والصل في الميتة عموم التحريم ولم يخص أهابها بشيء يصح ويثبت ال بعد الدباغ أل ترى الى قوله صلى ال عليه وسلم ذكاة
الديم طهور وقوله عليه السلم دباغه أذهب خبثه ونجسه وفي هذا دليل على أنه قبل الدباغ رجس نجس غير طاهر وما كان كذلك لم يجز بيعه ول شراؤه والمر في هذا
واضح وعليه فقهاء الحجاز والعراق والشام ول أعلم فيه خلفا ال ما قد بينا ذكره عن ابن شهاب والليث ورواية شاذة عن مالك وفي هذه المسئلة قول ثالث قالت به طائفة
من أهل الثار وذهب اليه احمد بن حنبل وهو في الشذوذ قريب من القول الول وذلك أنهم ذهبوا الى تحريم الجلد وتحريم النتفاع به قبل الدباغ وبعده واحتجوا من الثر
بما حدثناه أبو محمد عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود سليمان بن الشعث قال حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة
عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن عبد ال ) ( 1بن عكيم قال قرىء علينا كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم بأرض جهينة وأنا غلم شاب أن ل تستمتعوا من الميتة بإهاب ول عصب ) ( 2
وحدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال وحدثنا محمد بن إسمعيل مولى بني هاشم قال حدثنا الثقفي عن خالد عن الحكم بن عتيبة أنه
انطلق هو وناس معه إلى عبد ال بن عكيم رجل من جهينة قال الحكم فدخلوا وقعدت على الباب فخرجوا الي فأخبروني أن عبد ال بن عكيم أخبرهم ان رسول ال صلى
ال عليه وسلم كتب الى جهينة قبل موته بشهر ) أن ل تنتفعوا من الميتة بإهاب ول عصب ( ) ( 3
قال أبو عمر هكذا قال خالد الحذاء عن الحكم قال انطلقت مع الشياخ حتى اتينا عبد ال بن عكيم وهذا لفظ حديث معتمر بن سليمان عن خالد والمعنى واحد وقال شعبة
عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى على ما تقدم وكذلك وراه منصور بن المعتمر عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد ال بن عكيم ورواه القاسم بن
مخيمرة عن عبد ال بن عكيم قال حدثنا مشيخة لنا أن النبي صلى ال عليه وسلم كتب اليهم أن ل ينتفعوا من الميتة بشيء ) ( 1وهذا اضطراب كما ترى يوجب التوقف
عن العمل بمثل هذا الخبر ) وقال داود بن علي سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فضعفه وقال ليس بشيء إنما يقول حدثني الشياخ قال أبو عمر ( ولو كان ثابتا
لحتمل أن يكون مخالفا للحاديث التي ذكرنا من رواية ابن عباس وعائشة وسلمة بن المحبق وغيرهم عن
النبي صلى ال عليه وسلم أنه أباح النتفاع بجلود الميتة إذا دبغت وقال دباغها طهورها لنه جائز أن يكون معنى حديث ابن عكيم أن ل ينتفعوا من الميتة باهاب قبل
الدباغ وإذا حتمل أن ل يكون مخالفا له فليس لنا أن نجعله مخالفا وعلينا ان نستعمل الخبرين ما أمكن استعمالهما وممكن استعمالهما بأن نجعل خبر ابن عكيم في النهي
عن جلود الميتة قبل الدباغ ونستعمل خبر ابن عباس وغيره في النتفاع بها بعدالدباغ فكان قوله صلى ال عليه وسلم ل تنتفعوا من الميتة بإهاب قبل الدباغ ثم جاءت
رخصة الدباغ وحديث عبد ال بن عكيم وإن كان قبل موت رسول ال صلى ال عليه وسلم بشهر كما جاء في الخبر فممكن أن تكون قصة ميمونة ) وسماع ابن عباس
منه قوله أيما إهاب قد دبغ فقد طهر ( قبل موت رسول ال صلى ال عليه وسلم بجمعة أو دون جمعة وال أعلم وروى من حديثا بن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم
مثل حديث ابن عكيم وإسناده ليس بالقوي وقال بعض من ذهب مذهب ابن حنبل في هذا الباب قد روى عن عمر وابن عمر وعائشة
B314
TEXT
كراهية لباس الفراء من غير الذكي ) ( 1قال وذلك دليل على ان الدباغ ل يطهر الجلد ول يذهب بنجاسته وذكر ما رواه إسحاق بن راهوية قال حدثنا ابن أبي عدي عن
الشعث عن محمد قال كان ممن يكره الصلة في الجلد إذا لم يكن ذكيا عمر وابن عمر وعائشة وعمران بن حصين وأسير ) ( 2بن جابر وروى الحكم وغيره عن زيد
) ( 3بن وهب قال أتانا كتاب عمر بن الخطاب ونحن بأذربيجان أن ل تلبسوا ال ذكيا قال وكانت عائشة تكره الصلة في جلود الميتة وتكره لباس الفراء منها قال لها
محمد بن الشعث أل نهدي لك من الفراء
التي عندنا فقالت اخشى أن تكون ميتة فقال أل نذبح لك من غنمنا قالت بلى واحتج بأن ال عز وجل حرم الميتة تحريما عاما لم يخص منها شيئا بعد شيء فكان ذلك واقعا
على الجلد واللحم جميعا واحتج أيضا بقول ال عز وجل لموسى عليه السلم !> فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى <! وبقول كعب وغيره كانت نعل موسى من جلد
حمار ميت هذا كله ما احتج به بعض من ذهب مذهب أحمد بن حنبل في هذا الباب وقال إن حديث ابن عباس مختلف فيه لن قوما يقولون عن ابن عباس عن ميمونة
وقوما يقولون عن ابن عباس عن سودة وقوما يقولون عن ابن عباس عن سودة ومرة جعلوها لميمونة ومرة يجعلون الشاة لسودة ومرة جعلوها لمولة ميمونة ومرة قالوا
عن ابن عباس سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أبو عمر هذا كله ليس باختلف يضر لن الغرض صحيح والمقصد واضح ثابت وهو أن الدباغ يطهر إهاب
الميتة وسواء كانت
الشاة لميمونة ) او لسودة ( أو لمن شاء ال وممكن أن يكون ذلك كله ) أو بعضه ( وممكن أن يسمع ابن عباس بعد ذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم ما حكاه عنه
ابن وعلة قوله أيما اهاب دبغ فقد طهر وذلك ثابت عنه صلى ال عليه وسلم وإذا ثبت ذلك فقد ثبت تخصيص الجلد بشرط الدباغ من جملة تحريم الميتة والسنة هي المبينة
عن ال مراده من مجملت خطابه وأما ما روى عن عمر وابن عمر وعائشة في كراهية لباس ما لم يكن ذكيا من الفراء فيحمل ذلك عندنا على التنزه والختيار
والستحباب لنهم قد روى عنهم خلف ما تقدم وتهذيب الثار عنهم أن تحمل على ما ذكرنا وروى شعبة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي يحيى الهذلي عن أبي وائل
عن عمر قال دباغ الديم ذكاته ) ( 1
وروى هشام وهمام عن قتادة عن حسان بن بلل عن ابن عمر قال دباغ الديم ذكاته وروى جرير عن منصور عن إبراهيم ) عن السود عن عائشة أنه سألها عن الفراء
فقالت لعل دباغه طهروه وهذا أشبه عن عائشة وأولى لن العمش يروى عن إبراهيم ( وعمارة بن عمير جميعا عن السود عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم
دباغ الديم ذكاته وأكثر أحوال الرواية عن عمر وابن عمر وعائشة أن تحمل على الختلف فيسقطها والحجة فيما ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم دون غيره وأما ما
ذكروه من نعلي موسى صلى ال عليه وسلم فل حجة فيه لنهما لم يكونا من جلد مدبوغ ) وإنما كانت الحجة تلزم لو أنهما كانتا من جلد ميتة مدبوغ ( هذا على أن في
شريعتنا ومنهاجنا الذي أمرنا باتباعه قوله صلى ال عليه وسلم أيما أهاب دبغ فقد طهر ) ( 1ذكر الثرم قال سمعت أبا عبد ال يسئل عن رجل يقدم وعليه جلود الثعالب
أو غيرها من جلود الميتة المدبوغة فقال إن كان لبسه وهو يتنأول أيما إهاب دبغ فقد طهر فل بأس إن
يصلي خلفه قيل له فتراه أنت جائزا قال ل نحن ل نراه جائزا لقول النبي صلى ال عليه وسلم ل تنتفعوا من الميتة بإهاب ول عصب ولكنه إذا كان يتأول فل بأس أن
يصلي خلفه فقيل له كيف وهو مخطيء في تأويله فقال وإن كان مخطئا في تأويله ليس من تأول كمن ل يتأول ثم قال كل من تأول شيئا جاء عن النبي صلى ال عليه وسلم
وعن أصحابه أو عن أحدهم فيذهب اليه فل بأس أن يصلي خلفه وإن قلنا نحن خلفه من وجه آخر لنه قد تأول قيل له فإن من الناس من يقول ليس جلد الثعالب بإهاب
فنفض يده وقال ما أدري أي شيءهذا القول ثم قال أبو عبد ال من تأول فل بأس أن يصلي خلفه يعني إذا كان تأويله له وجه في السنة ) قال أبو عمر ما أنكره أحمد من
قول القائل إن جلود الثعالب ل يقال للجلد منها إهاب هو قول يحكى عن النضر بن شميل أنه قال إنما الهاب جلد ما يؤكل لحمه من النعام وأما ما ل يؤكل لحمه فإنما هو
جلد ومسك ) ( 1وقد أنكرت طائفة من أهل العلم قول النضر بن شميل هذا وزعمت أن العرب تسمي كل جلد إهابا واحتجت بقول عنترة %فشككت بالرمح الطويل
إهابه %ليس الكريم على القنا بمحرم %
واختلف الفقهاء أيضا بعد ما ذكرنا في حكم طهارة الجلد المذكور بعد الدباغ هل هي طهارة كاملة في كل شيء كالمذكي أو هي طهارة ضرورة تبيح النتفاع به في شيء
دون شيء فذكر أبو عبد ال محمد بن نصر قال والى جواز النتفاع بجلود الميتة بعد الدباغ في كل شيء من البيع وغيره وكراهية النتفاع بها قبل الدباغ ذهب اكثر أهل
العلم من التابعين وهو قول يحيى ابن سعيد النصاري وعامة علماء الحجاز وقال حدثنا إسحق قال حدثنا عبد ال بن وهب عن حيوة بن شريح عن خالد بن أبي عمران
أنه قال سألت القاسم وسالما عن جلود الميتة إذا دبغت أيحل ما يجعل فيها قال نعم ويحل ثمنها إذا بينت مما كانت قال وحدثنا إبراهيم ) ( 1بن الحسن العلف قال حدثنا
حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد النصاري قال ل يختلف عندنا بالمدينة أن دباغ جلود الميتة طهورها قال وقد روي عن الزهري مثل ذلك حدثنا محمد بن يحيى قال
حدثنا الوليد بن الوليد بن زيد العبسي مولى لهم دمشقي قال سألت الوزاعي عن جلود الميتة فقال حدثني الزهري أن دباغها طهروها
قال أبو عبد ال وكذلك قال الوزاعي والليث بن سعد وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة وكذلك قال الشافعي وأصحابه وابن المبارك وإسحق بن إبراهيم وهو قول
مالك ابن أنس ال أن مالكا من بين هؤلء كان يرخص في النتفاع بها بعد الدباغ ول يرى الصلة فيها ويكره بيعها وشراءها قال أبو عبد ال وسائر من ذكرنا جعلها
طاهرة بعد الدباغ وأطلق النتفاع بها في كل شيء وهو القول الذي نختاره ونذهب اليه قال أبو عمر قوله اطلق النتفاع بها في كل شيء يعني الوضوء فيها والصلة فيها
وبيعها وشراءها وسائر وجوه النتفاع بها وبثمنها ) كالجلود ( المذكاة سواء ) وعلى هذا أكثر أهل العلم بالحجاز والعراق من أهل الفقه والحديث وممن قال بهذا الثوري
والوزاعي و عبد ال بن الحسن العنبري والحسن ابن حي وأبو حنيفة والشافعي وأصحابهما وهو قول داود ابن علي والطبري وإليه ذهب ابن وهب صاحب مالك كل
هؤلء يقولون دباغ الهاب طهوره للصلة والوضوء والبيع وكل شيء
وذكر ابن وهب في موطئه عن ابن لهيعة وحيوة بن شريح جميعا عن خالد بن أبي عمران قال سألت القاسم بن محمد وسالم بن عبد ال عن جلود الميتة إذا دبغت آكل ما
جعل فيها قال نعم ويحل ثمنها إذا بينت مما كانت قال ابن وهب وأخبرنا محمد بن عمرو عن ابن جريج قال قلت لعطاء الفرو من جلود الميتة يصلي فيها قال نعم وما
بأسه وقد دبغ قال ابن وهب وسمعت الليث بن سعد يقول ل بأس بالصلة في جلود الميتة إذا دبغت ) ول بأس بالنعال من الميتة إذا دبغت ( ول بأس بالستقاء بها
والشرب منها والوضوء فيها قال أبو عمر فهذه الرواية عن الليث بذكر شرط الدباغ أولى مما تقدم عنه قال ابن وهب وقال يحيى بن سعيد لقد بلغني أن بعض الناس يرى
بيعها وإن لم تدبغ لن النبي صلى ال عليه وسلم امر أن ينتفع بها
قال أبو عمر هذا القول مأخوذ وال اعلم عن ابن شهاب وقد مضى القول فيه بما فيه كفاية والحمد ل ومن حجة من ذهب الى أن الطهارة بالدباغ في جلود الميتة طهارة
كاملة في الشياء الرطبة واليابسة وأجاز الشرب منها والستقاء بها والصلة عليها وسائر ما يجوز في الجلود المذكاة ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد بن إسمعيل الترمذي قال حدثنا ابن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا جعفر بن ربيعة أن أبا الخير حدثه قال حدثني ابن وعلة السبئي
قال سألت عبد ال بن عباس فقلت إنا نكون بالمغرب فيأتينا المجوس بالسقية فيها الماء والودك فقال إشرب فقلت رأي تراه فقال ابن عباس سمعت رسول ال صلى ال
عليه وسلم يقول دباغها طهورها وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا محمد بن الجهم قال حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن القعقاع بن حكيم عن عبد
الرحمن بن وعلة قال سألت ابن عباس عن جلود الميتة فقال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم دباغها طهورها حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا مطلب بن
شعيب قال حدثنا عبد ال بن صالح عن الليث قال حدثني هشام
حدثني زيد بن أسلم عن ابن وعلة السبئي قال سألت عبد ال بن عباس عن أسقية نجدها بالمغرب ) ( 1في مغازينا فيها السمن والزيت لعلها تكون ميتة أفنأكل منها قال ل
أدري ولكن سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أيما أهاب دبغ فقد طهر فهذه الثار كلها عن ابن عباس تدل على أنه فهم من الخبر معنى عموم النتفاع به وحمل
الحديث على ظاهره وعمومه وإنما سئل عن الشرب فيها ونحو ذلك فأطلق الطهارة عليها اطلقا غير مقيد بشيء ولم تختلف فتوى ابن عباس وغيره أن دباغ الديم
طهروه وكذلك لم يختلف قول ابن مسعود وأصحابه في ذلك وكان مالك وأصحابه حاشا ابن وهب يرون أن ينتفع بجلود الميتة إذا دبغت في الجلوس عليها والعمل
والمتهان في الشياء اليابسة كالغربلة وشبهها ول تباع ول يتوضأ فيها ول يصلى عليها لن طهارتها ليست بطهارة كاملة ومن حجتهم إن ال عز وجل حرم الميتة فثبت
تحريمها بالكتاب وأباح رسول ال صلى ال عليه وسلم الستمتاع بجلدها والنتفاع به بعد الدباغ
وروى مالك عن يزيد بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت وفهمت
عائشة المراد من ذلك فكانت تكره لباس الفراء من الجلود التي ليست مذكاة حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال
حدثنا مطرف قال حدثنا مالك عن نافع عن القاسم بن محمد أنه قال لعائشة أل نجعل لك فروا تلبسينه قالت إني لكره جلود الميتة قال إنا ل نجعله ال ذكيا فجعلناه فكانت
تلبسه وروى مجاهد ونافع عن ابن عمر أنه كان ل يلبس ال ذكيا وقد تقدم عن عمر وغيره من الصحابة مثل ذلك وفي نعلي موسى عليه السلم ما يحتج به ها هنا فهذا
) ما ( في طهارة جلود الميتة عند العلماء قديما وحديثا والحمد ل وأما قوله صلى ال عليه وسلم أيما إهاب دبغ فإنه يقتضي عمومه جميع الهب وهي الجلود كلها لن
B314
TEXT
اللفظ جاء في ذلك مجيء عموم لم يخص شيئا منها وهذا أيضا موضع اختلف وتنازع بين العلماء فأما مالك واكثر أصحابه فالمشهور من مذهبهم أن جلد الخنزير ل
يدخل ) في عموم ( قوله صلى ال عليه وسلم ايما إهاب دبغ فقد طهر لنه محرم العين حيا وميتا جلده مثل
لحمه ل يعمل فيه الدباغ كما ل تعمل في لحمه الذكاة ولهم في هذا الصل اضطراب حدثني أحمد بن سعيد بن بشر حدثنا ابن أبي دليم حدثنا أبن وضاح قال حدثنا
الصمادحي ) ( 1عن معن بن عيسى قال سمعت مالكا وسئل عن جلد الخنزير إذا دبغ قال ل ينتفع به حدثني عبد ال بن محمد بن يوسف قال حدثنا عبد ال بن محمد بن
علي قال سمعنا أبا عمرو بن أبي زيد يقول سمعت ابن وضاح يقول حدثنا موسى بن معاوية عن ممن بن عيسى عن مالك أنه قال ل ينتفع بجلد الخنزير وإن دبغ قال وقال
لي سحنون ل بأس به
وأخبرنا سعيد بن سيد قال أخبرنا عبد ال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا موسى ابن معاوية عن معن بن عيسى عن مالك أنه سئل عن
جلد الخنزير إذا دبغ فكرهه قال ابن وضاح وسمعت سحنون يقول ل بأس به قال أبو عمر قول سحنون هذا هو قول محمد بن عبد الحكم وقول داود بن علي وأصحابه
وحجتهم ما حدثناه أحمد بن فتح قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا إسحق بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا أبو غسان محمد ابن مطرف قال حدثنا زيد
بن أسلم عن عبد الرحمن بن وعلة أنه قال لبن عباس إنا قوم نغزو ارض المغرب وإنما أستقيتنا جلود الميتة فقال ابن عباس سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول
أيما مسك دبغ فقد طهر ) حملوه على العموم في كل جلد ( قال ابو عمر يحتمل أن يكون أراد بهذا القول عموم الجلود المعهود النتفاع بها
وأما جلد الخنزير فلم يدخل في هذا المعنى لنه لم يدخل في السؤال لنه غير معهود النتفاع بجلده إذ ل تعمل الذكاة فيه وإنما دخل في هذا العموم وال أعلم من الجلود ما
لو ذكي لستغنى عن الدباغ ) و ( يحتمل أن يكون جلد الخنزير غير داخل في عموم هذا الخبر لنه إنما حرم على عموم المسوك كالتي إذا ذكيت استغنت عن الدباغ (
وأما جلد الخنزير فالذكاة فيه والميتة سواء لنه ل تعمل فيه الذكاة وذكر ابن القاسم عن مالك أنه خفف ذلك في جلود السباع وكره جلود الحمير المذكاة ودليل آخر وهو ما
قاله النضر ) ( 1بن شميل إن الهاب جلد البقر والغنم والبل وما عداها فإنما يقال له جلد ل أهاب قال ابن القاسم أما جلد السبع والكلب إذا ذكي فل بأس ببيعه والشرب
فيه والصلة به
قال أبو عمر الذكاة عند مالك وابن القاسم عاملة في السباع لجلودها وغير عاملة في الحمير والبغال لجلودها والنهي عند جمهور أهل العلم في أكل كل ذي ناب من السباع
أقوى من النهي عن أكل لحوم الحمر لن قوما قالوا إن النهي عن الحمر إنما كان لقلة الظهر وقال آخرون إنما نهى منها عن الجللة ولم يعتل بمثل هذه العلل في السباع
وقال عبد الملك بن حبيب ل يحل بيع جلود السباع ول الصلة فيها وإن دبغت إذا لم تذك قال ولو ذكيت لجلودها لحل بيعها والصلة فيها قال أبو عمر جعل التذكية في
السباع لجلودها أكمل طهارة من دباغها وهذا على ما ذكرنا من أصولهم في أن الذكاة عاملة في السباع لجلودها وأن طهارة الدباغ ليست عندهم طهارة كاملة ولكنها
مبيحة للنتفاع فيما ذكروه ) على ما تقدم ذكره ( في هذا الباب وهذا هو المشهور من مذهب مالك وأصحابه وأما أشهب فقال جلد الميتة ) إذا دبغ ( ل أكره الصلة فيه
ول الوضوء منه وأكره بيعه ورهنه فإن بيع
أو رهن لم أفسخه قال وكذلك جلود السباع إذا ذكيت ودبغت وهي عندي أخف لموضع الذكاة مع الدباغ فإن لم تذك جلود السباع فهي كسائر جلود الميتة إذا دبغت قال
اشهب وأما جلود السباع إذا ذكيت ولم تدبغ فل يجوز بيعها ول ارتهانها ول النتفاع بشيء منها في حال ويفسخ البيع فيها والرهن ويؤدب فاعل ذلك أل أن يعذر بجهالة
لن النبي صلى ال عليه وسلم حرم كل ذي ناب ) من السباع ( فليست الذكاة فيها ذكاة كما أنها ليست في الخنزير ذكاة قال ابو عمر قول أشهب هذا هو قول أكثر الفقهاء
وأهل الحديث وقال الشافعي جلود الميتة كلها تطهر بالدباغ وكذلك جلد ما ل يؤكل لحمه إذا دبغ ال الكلب والخنزير فإن الذكاة والدباغ ل يعملن في جلودهما شيئا قال أبو
عمر ول تعمل الذكاة عندا لشافعي في جلد ما ل يؤكل لحمه وقد تقدم في باب إسمعيل بن أبي حكيم اختلف العلماء فيما يؤكل لحمه وما ل يؤكل من السباع وحكى عن
أبي حنيفة أن الذكاة عنده عاملة في السباع والحمر لجلودها ول تعمل الذكاة عنده في جلد الخنزير شيئا ول عند احد من أصحابه
وكره الثوري جلود الثعالب والهر وسائر السباع ولم ير بأسا بجلود الحمير قال أبو عمر هذا في الذكاة دون الدباغ وأما الدباغ فهو عنده مطهر لجلود الثعالب وغيثرها
وقالت طائفة من أهل العلم ل يجوز النتفاع بجلود السباع ل قبل الدباغ ول بعده مذبوحة كانت أو ميتة وممن قال هذا القول الوزاعي وابن المبارك وإسحق وأبو ثور
ويزيد بن هرون واحتجوا بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما أباح النتفاع بجلد الميتة المدبوغ إذا كان مما يؤكل ) لحمه ( لن الخطاب الوارد في ذلك إنما خرج
على شاة ماتت لبعض أزواج النبي صلى ال عليه وسلم فدخل في ذلك كل ما يؤكل لحمه وما لم يؤكل لحمه فداخل في عموم تحريم الميتة واستدلوا بقول أكثر العلماء في
المنع من جلد الميتة بعد الدباغ لن الذكاة غير عاملة فيه قالوا فكذلك السباع ل تعمل فيها الذكاة لنهي رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أكلها ول يعمل فيها الدباغ لنها
ميتة لم يصح خصوص شيء منها وزعموا أن قول من أجاز النتفاع بجلد الخنزير بعد الدباغ شذوذ ل يعرج عليه وحكى إسحق بن منصور الكوسج عن النضر بن شميل
أنه قال في قول النبي صلى ال عليه وسلم أيما إهاب دبغ فقد طهر إنما يقال الهاب لجلود البل والبقر والغنم
وأما السباع فجلود قال الكوسج وقال لي إسحق بن راهوية هو كما قال النضر إبن شميل وحجة الخرين قوله صلى ال عليه وسلم إيما إهاب دبغ فقد فعم الهب فعم
الهب كلها فكل إهاب داخل تحت هذا الخطاب ال أن يصح إجماع في شيء من ذلك فيخرج من الجملة وبال التوفيق أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى ويحيى ) ( 1بن عبد
الرحمن حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن أحمد الزراد قال حدثنا ابن وضاح قال سالت سحنونا عن لبس الفراء من القلنيات وقلت له إنه بلغني فيها عنك شيء
وقلت إنهم ليس يغسلونها إنما يذبحونها فيدبغونها بذلك الدم قال وما ذلك الدم قال أليس يسيرا قلت بلى قال او ليس يذهب مع الدباغ قلت بلى قال ل بأس به إذا دبغ الهاب
فقد طهر واختلف الفقهاء في الدباغ الذي يطهر به جلود الميتة ما هو فقال اصحاب مالك وهو المشهور من مذهبه كل شيء دبغ به الجلد من ملح او قرظ أو شب أو غير
ذلك فقد جاز النتفاع به
وكذلك قال أبو حنيفة وأصحابه إن كل شيء دبغ به جلد الميتة فأزال شعره ورائحته وذهب بدسمه ونشفه فقد طهره وهو بذلك الدباغ طاهر وهو قول داود وذكر ابن وهب
قال قال يحيى بن سعيد ما دبغت به الجلود من دقيق أو قرظ او ملح فهو لها طهور وللشافعي في هذه المسئلة قولن أحدهما هذا والخر أنه ل يطهره ال الشب أو القرظ
لنه الدباغ المعهود على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي خرج عليه الخطاب ) وال الموفق ( =
#حديث سابع عشر لزيد بن أسلم مسند صحيح مالك عن زيد ابن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا
كان أحدكم يصلي فل يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان قيل إن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري يكنى أبا جعفر توفي سنة
أثنتي عشرة ومائة وهو ابن سبع وسبعين ) سنة ( وقد ذكرنا أباه في كتاب الصحابة بما يغني عن ذكره ها هنا وعبد الرحمن من ثقات التابعين بالمدينة هكذا روى هذا
الحديث جماعة رواة الموطأ فيما علمت وليس عندهم في هذا ) الحديث ( عن مالك غير هذا السناد ال ابن وهب فإن عنده في ذلك عن مالك عن زيد بن اسلم عن عطاء
بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا كان أحدكم يصلي فل يدع أحدا يمر بين يديه
هذا آخر هذا الحديث عنده ولم يروه أحد بهذا السناد عن مالك ال ابن وهب وعند ابن وهب أيضا عن مالك عن زيد بن اسلم عن عبد الرحمن بن ابي سعيد عن أبيه هذا
الحديث المذكور في هذا الباب على حسبما ذكرناه وحديث عبد الرحمن بن أبي سعيد أشهر وحديث عطاء بن يسار معروف أيضا حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم
بن أصبغ قال حدثنا إسمعيل بن إسحق القاضي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن صفوان ) ( 1بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
الخدري أنه كان يصلي وبين يديه ابن لمروان بن الحكم فضربه فقال مروان ضربت إبن أخيك قال ما ضربت ال شيطانا سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن
أبى فرده فإن أبى فقاتله فإنما هو شيطان
قال أبو عمر في هذا الحديث كراهية المرور بين يدي المصلي إذا كان وحده وصلى الى غير سترة وكذلك حكم المام إذا صلى الى غير سترة وأما المأموم فل يضره من
مر بين يديه كما أن المام والمنفرد ل يضر أحدا منهما ما مر من وراء سترة المام وسترة المام سترة لمن خلفه وإنما قلنا إن هذا في المام وفي المنفرد لقوله صلى ال
عليه وسلم إذا كان أحدكم يصلي ومعناه عند أهل العلم يصلي وحده بدليل حديث ابن عباس وبذلك قلنا إن المأموم ليس عليه أن يدفع من يمر بين يديه لن ابن عباس قال
أقبلت ) ( 1راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الحتلم ورسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي بالناس بمنى فمررت بين يدي بعض الصف ) فنزلت ( وأرسلت التان
ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك على أحد
هكذا رواه مالك عن ابن شهاب عن عبيد ال عن ابن عباس أل ترى أنه مر بين يدي بعض الصف فلم يدرأه أحد ولم يدفعه ول أنكر عليه فإذا كان المام أو المنفرد
يصليان الى سترة فليس عليه أن يدفع من يمر من وراء سترته وهذه الجملة كلها على ما ذكرت لك ل أعلم بين أهل العلم فيه اختلفا والثار الثابتة دالة عليها وفي هذا
الحديث ايضا دليل على أن العمل في الصلة جائز والذي يجوز منه عند العلماء القليل نحو قتل البرغوث وحك الجرب وقتل العقرب بما خف من الضرب مال لم تكن
B314
TEXT
المتابعة والطول والمشي الى القوم إذا كان ذلك قريبا ودرء المار بين يدي المصلي وهذا كله ما لم يكثر فإن كثر أفسد وما علمت أحدا من العلماء خالف هذه الجملة ول
علمت أحدا منهم جعل بين القليل من العمل الجائز في الصلة وبين الكثير المفسد لها حدا ل يتجاوز ال ما تعارفه الناس والثار المرفوعة في هذا الباب والموقوفة كثيرة
) وقد ذكرنا من فتل الدم وقتل القمل في الصلة في باب هشام بن عروة ما فيه كفاية ( ومن العمل في الصلة شيء ل يجوز منه فيها القليل ول الكثير وهو الكل
والشرب والكلم عمدا في غير شأن الصلة
وكذلك كل ما باينها وخالفها من اللهو والمعاصي وما لم ترد فيه إباحة قليل ذكل كله وكثيره غير جائز شيء منه في الصلة وقوله في الحديث فإن أبى فليقاتله فالمقاتلة
هنا المدافعة وأظنه كلما خرج على التغليظ ولكل شيء حد وأجمعوا أنه ل يقاتله بسيف ول يخاطبه ول يبلغ منه مبلغا تفسد به صلته فيكون فعله ذلك أضر عليه من
مرور المار بين يديه وما أظن أحدا بلغ بنفسه إذا جهل أو نسي فمر بين يدي المصلي إلى أكثر من الدفع وفي إجماعهم على ما ذكرنا ما يبين لك المراد من الحديث وقد
بلغني أن عمر بن عبد العزيز في أكثر ظني ضمن رجل دفع آخر من بين يديه وهو يصلي فكسر أنفه دية ما جنى على أنفه وفي ذلك دليل على أنه لم يكن له أن يبلغ ذلك
به ولن ما تولد عن المباح فهو معفو عنه وقد كان الثوري يدفع المار بين يديه إذا صلى دفعا عنيفا وذكر عنه أبو داود أنه قال يمر الرجل يتبختر بين يدي وأنا أصلي
فادفعه ويمر الضعيف فل أمنعه وهذا كله يدلك على أن المر ليس على ظاهره في هذا الباب وذكر ابن القاسم عن مالك قال إذا جاز المار بين يدي المصلي فل يرده قال
وكذلك ل يرده وهو ساجد
وقال أشهب إذا مر قدامه فليرده بإشارة ول يمشي اليه لن مشيه اليه أشد من مروره بين يديه فإن مشى اليه ورده لم تفسد بذلك صلته قال أبو عمر ) إن كان مشيا كثيرا
فسدت صلته وال أعلم ( وإنما ينبغي له أن يمنعه ويدرأه منعا ل يشتغل به عن صلته فإن أبى عليه فليدعه يبوء بإثمه لن الصل في مروره أنه ل يقطع على المصلي
صلته أخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد ابن بكر بن عبد الرزاق قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد ) ( 1بن العلء قال أخبرنا أبو أسامة عن
مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يقطع الصلة شيء وادرءوا ما استطعتم ) ( 2وإذا لم يقطع الصلة شيء فإنما
هو تغليط على المار ولذلك جاء فيه ما جاء وال أعلم
وسنذكر اختلف الناس فيما يقطع الصلة وما ل يقطعها في موضعه من كتابنا هذا إن شاء ال والصحيح عندنا أن الصلة ل يقطعها شيء مما يمر بين يدي المصلي
بوجه من الوجوه ولو كان خنزيرا وإنما يقطعها ما يفسدها من الحدث وغيره ) مما جاءت به الشريعة ( وأما الحديث بأن المام سترة لمن خلفه فحدثني محمد بن إبراهيم
قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان العناقي قال حدثنا إسحق بن إسمعيل اليلي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيدال بن عبد ال عن ابن
عباس قال جئت أنا والفضل على أتان ورسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي بعرفة فمررنا ببعض الصف فنزلنا عنها وتركناها ترتع ودخلنا معه في الصف فلم يقل لنا
النبي صلى ال عليه وسلم شيئا ) ( 1فهذا دليل على أن سترة المام سترة لمن خلفه وأوضح من هذا حديث حدثناه خلف بن القاسم قال حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن
قال حدثنا الحسين بن إسمعيل المحاملي قال حدثنا سعيد بن
محمد بن تراب الحضرمي قال حدثنا خلد ) ( 1بن يزيد الرقط قال حدثنا هشام ) ( 2بن الغازي عن نافع عن ابن عمر قال صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم
الظهر او العصر فجاءت بهمة ) ( 3لتمر بين يديه فجعل يدرؤها حتى رأيته ألصق منكبه بالجدار فمرت خلفه أل ترى أنه كره أن تمر بين يديه ولم يكره أن تمر خلفه
وهذا الحديث خولف فيه خلد هنا فروى عن هشام بن الغزي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى ال عليه وسلم وبهذا السناد ذكره أبو داود وقد حدثنا
عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد وحدثنا
سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال جميعا حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن الغازي عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال أقبلنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم من ثنية ) ( 1أذاخر ) ( 2بحضرته الصلة الى جدار فاتخذه قبلة ونحن خلفه فجاءت بهمة لتمر
بين يديه فما زال يدرؤها حتى الصق بطنه بالجدار ومرت من ورائه ) ( 3وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي الى سترة في السفر والحضر إن لم يكن جدار
نصب أمامه شيئا وكان يأمر بذلك صلى ال عليه وسلم والسترة في الصلة سنة مسنونة معمول بها روى عبيدال بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي اليها والناس وراءه وكان يفعل ذلك
في السفر قال فمن ثم اتخذها المراء ) ( 1ذكره البخاري وجميعهم وروى شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أنه شهد النبي صلى ال عليه وسلم بالبطحاء الظهر
والعصر ركعتين ركعتين وبين يديه عنزة تمر من ورائها المرأة والحمار ) ( 2وصلى الظهر رسول ال صلى ال عليه وسلم الى شجرة من حديث شعبة أيضا عن أبي
إسحق عن حارثة بن مضرب عن علي وأخبرني عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال حدثنا إسرائيل عن
سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا جعلت بين يديك
مثل مؤخرة ) ( 1الرحل فل يضرك من مر من بين يديك ) ( 2وحدثني محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا العباس بن
محمد الدوري قال حدثنا عبد ال بن يزيد المقريء قال حدثنا حيوة بن شريح عن أبي السود عن عروة عن عائشة قالت سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم في غزوة
تبوك عن سترة المصلي فقال مثل مؤخرة الرحل ) ( 3وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدنو من السترة رواه سهل بن أبي حثمة قال قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم إذا صلى أحدكم الى سترة فليدن منها ل يقطع الشيطان عليه صلته ) ( 4وهو حديث مختلف في إسناده ولكنه حديث حسن ذكره النسائي وأبو داود وغيرهما
ومقدار الدنو من السترة موجود في حديث مالك عن نافع عن ابن عمر عن بلل أن رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ صلى بالكعبة جعل عمودا عن يساره وعمودين عن
يمينه وثلثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على ) ( 1ستة أعمدة وجعل بينه وبين الجدار نحوا من ثلثة أذرع هكذا رواه ابن القاسم وجماعة عن مالك وقد ذكرنا ذلك
في باب نافع واليه ذهب الشافعي وأحمد وهو قول عطاء قال عطاء أقل ما يكفيك ثلثة أذرع والشافعي وأحمد يستحبان ثلثة أذرع ول يوجبان ذلك ولم يحد فيه ) أيضا (
مالك حدا وكان عبد ال بن المغفل يجعل بينه وبين السترة ستة أذرع وقال عكرمة إذا كان بيك وبين الذي يقطع الصلة قذفة حجر لم يقطع الصلة وروى سهل بن سعد
الساعدي قال كان بين مقام النبي صلى ال عليه وسلم وبين القبلة ممر عنز حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا ا لقعنبي والنفيلي
قال جميعا حثدنا عبد العزيز بن أبي حازم قال حدثني أبي عن سهل بن سعد قال كان بين مقام النبي صلى ال عليه وسلم وبين القبلة ممر عنز ) ( 2
قال أبو عمر حديث مالك عن نافع عن ابن عمر عن بلل إن رسول ال صلى ال عليه وسلم جعل بينه وبين الجدار في الكعبة ثلثة أذرع أصح من حديث سهل بن سعد
من جهة السناد وكلهما حسن وأما استقبال السترة والصمد لها فل تحديد في ذلك عند العلماء وحسب المصلي أن تكون سترته قبالة وجهه وقد روينا عن المقداد بن
السود قال ما رأيت رسول ال ) ( 1صلى ال عليه وسلم صلى الى عود ول عمود ول شجرة ال جعله على حاجبه اليمن أو اليسر ول يصمد له صمدا ) ( 2خرجه
أبو داود فهذا ما جاء من الثار التي اجتمع العلماء عليها ول أعلمهم اختلفوا في العمل بها ول أنكر أحد منهم شيئا منها وإن كان بعضهم قد استحسن شيئا واستحسن غيره
ما يقرب منه وهذا كله بحمد ال سواء أو قريب من السواء إن شاء ال وأما صفة السترة وقدرها في ارتفاعها وغلظها فقد اختلف العلماء في ذلك
فقال مالك أقل ما يجزئ في السترة غلظ الرمح وكذلك السوط والعصا وارتفاعها قدر عظم الذراع هذا أقل ما يجزيء عنده وهو قول الشافعي في ذكل كله وقال الثوري
وأبو حنيفة واصحابه أقل السترة قدر مؤخرة الرحل ويكون ارتفاعها على ظهر الرض ذراعا وهو قول عطاء وقال قتادة ذراع وشبر وقال الوزاعي قدر مؤخرة الرحل
ولم يحد ذراعا ول عظم ذراع ول غير ذلك وقال يجزيء السهم والسوط والسيف يعني في الغلظ واختلفوا فيما يعرض ول ينصب وفي الخط فكل من ذكرنا قوله أنه ل
يجزيء عنده أقل من عظم الذراع أو أقل من ذراع ل يجيز الخط ول أن يعرض العصا والعود في الرض فيصلي اليها وهم مالك والليث وأبو حنيفة وأصحابه كلهم
يقول الخط ليس بشيء وهو باطل ول يجوز عند واحد منهم ال ما ذكرنا وهو قول إبراهيم النخعي وقال أحمد بن حنبل وأبو ثور إذا لم يجعل تلقاء وجهه شيئا ولم يجد
عصا ينصبها فليخط خطا وكذلك قال الشافعي بالعراق وقال الوزاعي إذا لم ) يكن ( ينتصب له عرضه بين يديه وصلى اليه فإن لم يجد خط خطا وهو قول سعيد بين
جبير قال الوزاعي والسوط يعرضه أحب الي من الخط وقال الشافعي بمصر ل يخط ) الرجل ( بين يديه خطا ال أن يكون في ذلك حديث ثابت فيتبع
قال ابو عمر احتج من ذهب الى الخط بما أخبرناه عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا سليمان بن الشعث قال حدثنا مسدد قال حدثنا بشر بن المفضل قال
حدثنا إسمعيل ابن أمية قال حدثني ابو عمرو ) ( 1بن محمد بن حريث أنه سمع جده حريثا ) ( 2يحدث عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا صلى
أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد فلينصب عصاه فإن لم يكن معه عصا فليخط خطا ول يضره من مر بين يديه ) ( 3وهذا الحديث عند أحمد بن حنبل ومن قال
بقوله ) حديث ( صحيح واليه ذهبوا ورأيت أن علي بن المديني كان يصحح هذا الحديث ويحتج به
وقال ابو جعفر الطحاوي اذ ذكر هذا الحديث أبو عمرو بن محمد بن حريث هذا مجهول وجده أيضا مجهول ليس لهما ذكر في غير هذا الحديث ول يحتج بمثل هذا
B314
TEXT
) من ( الحديث واخلتف القائلون بالخط في هيئة الخط فقالت ) منهم ( طائفة يكون عرضا منهم الوزاعي وقالت طائفة يكون طول كالعصا ) يقيمها ( منهم عبد ال بن
داود الخريبي وقالت طائفة يكون كالهلل والمحراب منهم أحمد بن حنبل
#حديث ثامن عشر لزيد بن أسلم مسند صحيح مالك عن زيد ابن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الخيل لثلثة لرجل
أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل ال فاطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ) ) ( 1ذلك ( من المرج أو
الروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت طيلها ذلك فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقى به كان
ذلك له حسنات فهي لذلك أجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق ال في رقابها ول ظهورها فهي لذلك ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء ) ( 2لهل السلم
فهي على ذلك وزر وسئل عن الحمر فقال لم ينزل علي فيها ) شيء ( ال هذه الية الجامعة الفاذة ) >! ( 3فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
<! 4
أبو صالح السمان اسمه ذكوان وهو والد سهيل بن أبي صالح مدني نزل الكوفة ثقة مأمون على ما روى وحمل من أثر في الدين من خيار التابعين وهو مولى لجويرية
امرأة من غطفان روى عنه من أهل المدينة سمى وزيد بن أسلم والقعقاع ابن حكيم وعبد ال بن دينار وابنه سهيل وروى عنه من أهل الكوفة العمش والحكم بن عتيبة
وعاصم بن أبي النجود وتوفي أبو صالح السمان بالمدينة سنة إحدى ومائة وكان أبو هريرة إذا نظر الى أبي صالح هذا قال ما على هذا أن ل يكون من بني عبد مناف )
( 1وفي هذا الحديث من الفقه أن العيان ل يؤجر المرء في اكتسابها إنما يؤجر في استعمال ما ورد الشرع بعمله مع النية التي تزكو بها العمال إذا نوى بها صاحبها
وجه ال والدار الخرة وما يقربه من ربه إذا كان ) ذلك ( على سنة أل ترى أن الخيل أجر لمن اكتسبها ووزر على من اكتسبها على ما جاء به الحديث وهي جنس واحد
قال ال عز وجل !> ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم <! 2وقال ال تعالى !> ليبلوكم أيكم أحسن <!
!> عمل <! 1وقال عز وجل !> ويستخلفكم في الرض فينظر كيف تعملون <! 2وفيه أن الحسنات تكتب للمرء إذا كان له فيها سبب وإن لم يقصد قصدها تفضل من
ال تعالى على عباده المؤمنين ورحمة منه بهم وليس هذا حكم ) اكتساب ( السيئات إن شاء ال يدلك على ذلك أنه لم يذكر في هذا الحديث حركات الخيل ونقلبه في سيئات
المفتخر بها كما ذكر ذلك في حسنات المحتسب المريد بها البر أل ترى أنها لو قطعت حبلها نهارا فأفسدت زرعا أو رمحت فقتلت أو جنت ان صاحبها برئ من الضمان
عند جميع أهل العلم ويبين ذلك أيضا قوله في هذا الحديث ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك له حسنات وفي هذا دليل على أن المسلم إذا صنع
شيئا يريد به ال عز وجل فكل ما كان بسبب منه واليه كان له حكمه في الجر وال أعلم ومن هذا الباب قوله صلى ال عليه وسلم من كان منتظرا الصلة فهو في صلة
) ( 3وقال صلى ال عليه وسلم انتظار
الصلة بعد الصلة ذلكم الرباط ذلكم الرباط ) ( 1لن انتظار الصلة سبب شهودها وكذلك انتظار العدو في الموضع المخوف فيه أرصاد للعدو ) وقوة لهل الموضع
وعدة للقاء العدو ( ) وسبب لذلك كله ( ومنه قول معاذ بن جبل واحتسب في نومتي مثل ما احتسب في قومتي وكان ينام بعض الليل ويقوم بعضه وبالنوم كان يقوى على
القيام وكذلك يقوى برعي الخيل وأكلها وشربها على ملقاة العدو إذا احتيج اليها وهذا كله في تعظيم فعل الرباط لنه جلوس وانتظار واستعداد للعدو مع ما فيه من الخوف
والروعات أحيانا وقد يكتب للرجل عمله الذي كان يعمله إذا حبسه عنه عذر من مرض او غيره وفي ذلك المعنى شعبة من هذا المعنى وقد أتينا بما روى فيه من الثار
في باب محمد بن المنكدر والحمد ل
وروى يحيى بن سلم قال أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال من ارتبط فرسا في سبيل ال كان بوله وروثه في أجره وروى صالح بن يحيى بن
المقدام بن معدي كرب عن أبيه عن جده أن النبي صلى ال عليه وسلم قال من ارتبط فرسا في سبيل ال كان علفه وشربه وبوله وروثه في ميزانه يوم القيامة ) ( 1وأما
قوله ربطها في سبيل ال فإنه يعني ارتبطها من الرباط قال الخليل الرباط ملزمة الثغور ومواظبة الصلة أيضا قال والرباط الشيء الذي تربط به وتربط ) أيضا ( وقال
أبو حاتم عن أبي زيد الرباط من الخيل الخمس فما فوقها وجماعة ربط وهي التي ترتبط يقال منه ربط يربط ربطا وارتبط يرتبط ارتباطا ومربط الخيل ومرابط الخيل قال
الشاعر %أمر الله بربطها لعدوه %في الحرب إن ال خير موفق % % %
وقالت ليلى الخيلية %ل تقربن الدهر آل محرق %إن ظالما أبدا وإن مظلوما % %قوم رباط الخيل حول بيوتهم %وأسنة زرق تخلن نجوما %وينشد لبن عباس
رضي ال عنه من قوله %أحبوا الخيل واصطبروا عليها %فإن العز فيها والجمال % %إذا ما الخيل ضيعها إناس %ربطناها فشاركت العيال % %نقاسمها
المعيشة كل يوم % %ونكسوها البراقع والجلل ( 1 ) %وقال مكحول بن عبد ال %تلوم على ربط الجياد وحبسها %وأوصي بها ال النبي محمدا %وقال الخطل
%ما زال فينا رباط الخيل نعرفه %وفي كليب رباط اللؤم والعار %وأما قوله ) صلى ال عليه وسلم ( فما أصابت في طيلها فالطيل الحبل يطول فيه للدابة وهو
مكسور الول وقلما يأتي في الفعال
وأما السماء فكثير مثل قمع وضلع ونطع وعنب وشبع وسرر الصبي وطيل الدابة ) ( 1قال القطامي وأسمه عمير بن شييم التغلبي %أنا محيوك فاسلم أيها الطلل %
%وإن بليت وأن طالت بك الطيل %وفيه لغة أخرى طول يقال طال طولك وطال طيلك جميعا مكسورة الول مفتوحة الثاني قال طرفة %لعمرك إن الموت ما أخطأ
الفتى %لكالطول المرخي وثنياه باليد %ل يقال في الخيل ال بكسر الول وفتح الثاني يقال أرخ للفرس من طوله ومن طياله وأما طوال الدهر وما كان مثله فيقال
بالضم والفتح وكذلك الطول والطوال من الطول وأما قوله من المرج أو الروضة فقيل المرج موضع الكل وأكثر ما يكون ذلك في المطمئن ) من الرض ( والروضة
الموضع المرتفع وأما قوله فاستنت شرفا أو شرفين فإن الستنان أن تلج في عدوها في إقبالها وإدبارها ) ( 2يقال
جاءت البل سننا أي تستن في عدوها وتسرع أنشد يعقوب بن السكيت لبي قلبة الهذلي %ومنها عصبة أخرى سراع %رمتها الريح كالسنن الطراب % % %أي
كابل تستن في عدوها قال ورمتها استخفتها قال والطراب التي قد طربت الى أولدها وقال عدي بن زيد %فبلغنا صنعه حتى نشا %فاره البال لجوجا في السنن %
فاره البال أي ناعم البال وقال عوف بن الجزع %بنو المغيرة في السواد كأنها %سنن تحير حول حوض المبكر % % %قال يعقوب يقول فرقوا الخيل فكأنها إبل
جاءت سننا ثم تفرقت حول حوض المبكر ) والمبكر ( الذي يسقى إبله بكرة يقال أبكر الرجل وبكر وابتكر ومن هذا ) أيضا ( حديث عبيد بن عمير قال إن في الجنة
لشجرة لها ضروع كضروع البقر يغذى بها ولدان الجنة حتى أنهم ليستنون كاستنان البكارة والبكارة صغار البل
ومن هذا أيضا قولهم في المثل السائر استنت الفصال حتى القرعى ) ( 1يضرب هذا المثل للرجل الضعيف يرى الجلداء يفعلون شيئا فيفعل مثله ) ( 2فكأنه قال ولو
قطعت حبلها الذي ربطت به فجعلت تجري وتعدو من شرف الى شرف يريد من كدية الى كدية كان ذلك كله حسنات لصاحبها لنه أراد باتخاذها وجه ال ) وأما قوله
شرفا أو شرفين فالشرف ما ارتفع من الرض ( وأما قوله تغنيا وتعففا فإنه أراد استغناء عن الناس وتعففا عن السؤال يقال منه تغنيت بما رزقني ال تغنيا وتغانيت تغانيا
واستغنيت استغناء كل ذلك قد قالته العرب في ذلك قال الشاعر ) % ( 3كلنا غنى عن أخيه حياته %ونحن إذا متنا أشد تغانيا % % %وقال العشى %وكنت امرأ
زمنا بالعراق %عفيف المناخ طويل التغن %
وعلى هذا ) المعنى ( كان ابن عيينة رحمه ال يفسر قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) ( 1يقول يستغنى به وأما قوله صلى ال عليه
وسلم ولم ينس حق ال في رقابها فللعلماء في ذلك ثلثة أقوال قال منهم قائلون معناه حسن ملكتها وتعهد شبعها والحسان اليها وركوبها غير مشقوق عليها كما جاء في
الحديث ل تتخذوا ظهورها كراسي ) ( 2وخص رقابها بالذكر لن الرقاب تستعار كثيرا في موضع الحقوق اللزمة والفروض الواجبة ومنه قوله عز وجل !> فتحرير
رقبة مؤمنة <! 3وقول رسول ال صلى ال عليه وسلم من فارق الجماعة فقد خلع ربقة السلم من عنقه ) ( 4وكثر عندهم استعمال ذلك واستعارته حتى جعلوه في
الرباع والموال أل ترى الى قول كثير %غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا %غلقت ) ( 5لضحكته رقاب المال % % %
قال أبو عمر من ذهب في تأويل قوله صلى ال عليه وسلم ولم ينس حق ال في رقابها الى حسن التملك والتعهد بالحسان فهو وال أعلم مذهب من قال إن المال ليس فيه
حق واجب سوى الزكاة ولم ير في الخيل زكاة وهو قول جمهور العلماء حدثنا أحمد بن عبد ال بن محمد بن علي قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد ال بن يونس قال حدثنا
بقي وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا أحمد بن دحيم قال حدثنا إبراهيم بن حماد قال حدثنا عمي إسماعيل بن إسحاق قال ) جميعا ( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا أبو الحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال من أدى زكاة ماله فل جناح عليه أن ل يتصدق وعلى هذا مذهب أكثر الفقهاء أنه ليس في الموال حق
واجب غير الزكاة ومن حجتهم ما ذكره ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن ابن حجيرة الخولني ) ( 1عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم
قال إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك ) ( 1وقال آخرون معنى قوله ذلك اطراق فحلها وافقار ظهرها وحمل عليها في سبيل ال والى هذا ونحوه ذهب ابن نافع
B314
TEXT
فيما أظن لن يحيى بن يحيى قال سألت عبد ال بن نافع عن حق ال في رقابها وظهورها فقال يريد أن ل ينسى أن يتصدق ل ببعض ما يكتسب عليها وهذا مذهب من
قال في المال حقوق سوى الزكاة وممن قال ذلك مجاهد والشعبي والحسن ذكر إسماعيل القاضي قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن منصور وابن أبي
نجيح عن مجاهد في أموالهم حق معلوم ) ( 2قال سوى الزكاة قال وحدثنا أبو بكر وعلي قال حدثنا ابن فضيل عن بيان عن عامر قال في المال حق سوى الزكاة وزاد
فيه إسمعيل بن سالم عن الشعبي قال تصل القرابة وتعطي المساكين قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبن علية عن أبي حيان قال حدثنا مزاحم بن زفر قال كنت جالسا عند
عطاء ) فأتاه أعرابي ( فسأله إن لي إبل فهل علي فيها حق بعد الصدقة قال نعم
قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد العلى عن هشام عن الحسن قال في المال حق سوى الزكاة حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا عبد ال بن
أحمد بن زفر القاضي بمصر قال حدثنا محمد ابن روح ابو يزيد قال حدثنا عبد الملك بن قريب الصمعي قال حدثنا المبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يحدث عن قيس
بن عاصم المنقري ) ( 1وكان ممن نزل البصرة من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه لما قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم قال هذا سيد أهل الوبر )
( 2قال قلت يا رسول ال ما خير المال قال نعم المال الربعون والكثر الستون وويل لصحاب المئين ال من أدى حق ال في رسله ونجدتها ) ( 3وأفقر ظهرها
وأطرق فحلها ومنح غزيرها ونحر سمينها فأطعم القانع والمعتر وذكر تمام الحديث
) فقد جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم في الماشية حقا سوى الزكاة وهذا بين في حديث جابر أيضا حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يعلى بن عبيد عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما من صاحب إبل ول بقر
ول غنم ل يؤدي حقها إل أقعد لها يوم القيامة بقاع قرقر ) ( 1تطأه ذات الظلف بظلفها وتنطحه ذات القرن بقرنها ليس فيها يومئذ جماء ول مكسورة القرن قالوا يا
رسول ال وما حقها قال أطراق فحلها وإعارة دلوها ومنحها وحلبها على الماء وحمل عليها في سبيل ال ( ) ( 2وقال آخرون أراد بقوله ولم ينس حق ال في رقابهما
ول ظهورها الزكاة الواجبة ) فيها ( ول أعلم أحدا من فقهاء المصار أوجب الزكاة في الخيل إل أبا حنيفة وشيخه حماد بن أبي سليمان وخالف أبا حنيفة في ذلك صاحباه
أبو يوسف ومحمد وسائر فقهاء المصار
فأما أبو حنيفة فكان يقول إذا كانت الخيل سائمة ذكورا وإناثا يطلب نسلها فالزكاة فيها عن كل فرس دينار قال وإن شاء قومها وأعطى عن كل مائتي درهم خمسة دراهم )
( 1قال أبو عمر هذا يدل على ضعف قوله لن المواشي التي تجب فيها الزكاة ل يجوز تقويمها عند احد من أهل العلم وحجة من لم يوجب الزكاة في الخيل قوله صلى
ال عليه وسلم ليس على المسلم في عبده ول في فرسه صدقة ) ( 2وسيأتي هذا الحديث في موضعه من كتابنا ) ( 3هذا إن شاء ال تعالى وروى علي عن النبي صلى
ال عليه وسلم ) أنه ( قال عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق ) ( 4وقال الثوري عن عبد ال بن حسن نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يؤخذ من الخيل شيء
ولم يبلغنا أن أحدا من الخلفاء الراشدين أخذ من الخيل صدقة ال خبر روى عن عمر بن
الخطاب فيه اضطراب وعن عثمان فيه خبر منقطع وروى عن علي وابن عمر أن ل صدقة في الخيل وبذلك قال علماء التابعين وفقهاء المسلمين ال ما ذكرنا من قول
أبي حنيفة وهو قول ضعيف فأما الذي روى عن عمر وعثمان فروى عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أن جبير بن يعلى أخبره أنه سمع يعلى بن
أمية يقول ابتاع عبد الرحمن بن أمية أخو يعلى ابن امية من رجل من أهل اليمن فرسا أنثى بمائة قلوص ) ( 1فندم البائع فلحق بعمر فقال غصبني يعلى وأخوه فرسا لي
فكتب الى يعلى أن الحق بي فأتاه فأخبره الخبر فقال عمر بن الخطاب إن الخيل لتبلغ هذا عندكم فقال ما علمت فرسا قبل هذا بلغ هذا فقال عمر نأخذ من أربعين شاة ) شاة
( ول نأخذ من الخيل شيئا خذ من كل فرس دينارا ) قال ( فضرب على الخيل دينارا دينارا ) ( 2
وعن ابن جريج قال أخبرني ابن أبي حسين ) ( 1أن ابن شهاب أخبره أن عثمان كان يصدق الخيل وأن السائب بن يزيد أخبره إنه كان يأتي عمر بن الخطاب بصدقة
الخيل ) قال ابن أبي حسين ( قال ابن شهاب لم أعلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سن صدقة الخيل ) ( 2قال أبو عمر الخبر في صدقة الخيل عن عمر صحيح من
حديث الزهري وقد روى من حديث مالك أيضا حدثني محمد قال حدثنا علي بن عمر الحافظ قال حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا عبد ال بن محمد ابن
أسماء حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن السائب بن يزيد أخبره قال لقد رأيت أبي يقيم الخيل ثم يدفع صدقتها الى عمر رضي ال عنه ) ( 3وهذا حجة لبي حنيفة
ومعنى قوله وال
أعلم تفرد به جويرية عن مالك ) وجويرية ثقة ( وقد ذكر معمر عن أبي إسحاق وغيره كلما معناه عن ) ( 1عمر أن أهل الشام ألحوا عليه في أخذ الصدقات من خيلهم
وعبيدهم فكان يأخذها منهم وكان يرزقهم مثل ذلك من الجرية ) قال ( فلما كان معاوية حسب ذلك فإذا الذي كان يعطيهم أكثر من الذي كان يأخذ منهم فترك ذلك ولم
يأخذ منهم شيئا ولم يعطهم شيئا وأما قوله ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لهل السلم فالفخر والرياء معروفان فأما النواء فهو مصدر ناوأت العدو مناوأة ونواء ) وهي
المساواة ( قال أهل اللغة أصله من ناء اليك ونؤت اليه أي نهض اليك ونهضت اليه قال بشر بن أبي خازم %بلت قتيبة في النواء بفارس %ل طائش رعش ول وقاف
%وقال أعشى بأهلة %أما يصبك عدو في مناوأة %يوما فقد كنت تستعلى وتنتصر %
وقال اوس بن حجر %إذا أنت ناوأت الرجال فلم تنوء %بقرنين غرتك القرون الكوامل % %إذا ما استوى قرناك لم يهتضمهما %عزيز ولم يأكل صفيفك آكل %
%ول يستوي قرن النطاح الذي به %تنوء وقرن كلما قمت مائل ) % % %وقال جرير %إني امرؤ لم أرد فيمن إناوئه %للناس ظلما ول للحرب امتحانا ( %
وأما قوله الية الجامعة الفاذة فالفاذ هو الشاذ والفاذة الشاذة قال ابن العرابي يقال ما يدع في الحرب فلن شاذا ول فإذا أي أنه شجاع ل يلقاه أحد ال قتله ويقال فاذة وفذة
وفاذ وفذ ومنه قول النبي صلى ال عليه وسلم صلة الجماعة تفضل صلة الفذ ) ( 1قال أبو عمر يعني وال أعلم أنها آية منفردة في عموم الخير والشر ول أعلم آية أعم
منهإن لنها تعم كل خير وكل شر
فأما الخير فل خلف بين المسلمين أن المؤمن يرى في القيامة ما عمل من الخير ويثاب عليه وأما الشر فلله عز وجل أن يغفر وله أن يعاقب قال ال عز وجل !> إن
الحسنات يذهبن السيئات <! 1ولما نزلت !> من يعمل سوءا يجز به <! ) ( 2بكى أبو بكر وقال يا رسول ال أكل ما نعمل نجزي به فقال له رسول ال صلى ال عليه
وسلم يا أبا بكر ألست تمرض ألست تنصب ألست تصيبك اللواء فذلك ما تجزون به في الدنيا ) ( 3وقال صلى ال عليه وسلم المرض كفارة وما يصيب المؤمن من
مصيبة ال كفر بها من خطاياه ) ( 4وقوله في الحمر في هذا الحديث مثل قوله صلى ال عليه وسلم في كل ) ذي ( كبد رطبة أجر ) ( 5وكان الحميدي رحمه ال يقول
إن اتخذت حمارا
فانظر كيف تتخذه أما الخيل فقد جاء فيها ما جاء وفي هذا الحديث وال أعلم دليل على أن كلمه ذلك في الخيل كان بوحي من ال لنه قال في الحمر لم ينزل على فيها
شيء ال الية الجامعة الفاذة فكان قوله في الخيل نزل عليه وال أعلم أل ترى الى قوله لقد عوتبت الليلة في الخيل وهذا يعضد قول من قال إنه ) كان ( ل يتكلم في شيء
ال بوحي وتل !> وما ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى <! 1واحتج بقوله أوتيت الكتاب ومثله معه ) ( 2وبقول عبد ال بن عمرو يا رسول ال أكتب كل ما
أسمع منك قال نعم قال في الرضا والغضب قال نعم فأني ل أقول ال حقا ) ( 3
#حديث تاسع عشر لزيد بن أسلم مسند مالك عن زيد ابن أسلم عن رجل من بني الديل يقال له بسر ابن محجن عن ) أبيه محجن ( أنه كان في مجلس مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم فأذن بالصلة فقام ) رسول ال صلى ال عليه وسلم ( فصلى ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ما منعك أن تصلي
مع الناس ألست برجل مسلم قال بلى يا رسول ال ولكني قد صليت في أهلي فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت ) ( 1
اختلف الناس عن زيد ابن أسلم في اسم هذا الرجل فقال مالك وأكثر الرواة له عن زيد فيه بسر بن محجن ) ( 2بالسين المهملة ) كذلك هو في الموطأ عند جمهور رواته
) ( 3وقيل فيه
بشر بن عمر الزهراني عن مالك عن زيد بن أسلم ) عن ( بشر بن محجن فقيل له في ذلك فقال كان مالك بن أنس يروي هذا الحديث قديما عن زيد ابن أسلم فيقول فيه
بشر فقيل له هو بسر فقال عن بسر أو بشر وقال بعد ذلك عن زيد بن أسلم عن ابن محجن ولم يقل بسر ول بشر ( وقال فيه الثوري عن زيد بن أسلم بشر بالشين
المنقوطة ) ( 1وكان أبو نعيم يقول بالسين كما قال مالك ومن تابعه ) ورواه الدراوردي عن زيد ابن أسلم فقال فيه عن بشر بالمنقوطة كما قال الثوري ورواه ابن جريج
عن زيد ابن أسلم فقال فيه بسر كما قال مالك وروى هذا الحديث أيضا حنظلة بن علي السلمي عن بشر إبن محجن ولم يذكر أباه ورواه عبد ال بن جعفر بن نجيح عن
زيد ابن أسلم عن بشر بن محجن عن أبيه بالمنقوطة كما قال الثوري في رواية أصحاب الثوري عنه وقد قيل فيه عن الثوري بسر أيضا ( وحدثني أحمد بن عبد ال قال
حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني ) ( 2قال حدثنا أحمد بن محمد بن سلمة الزدي ) ( 3قال
سمعت إبراهيم بن أبي داود البرلسي يقول سمعت أحمد بن صالح في المسجد الجامع بمصر يقول سمعت جماعة من ولده ومن رهطه فما اختلف ) علي ( منهم اثنان أنه
B314
TEXT
بشر ) ( 1كما قال الثوري قال أبو عمر في هذا الحديث وجوه من الفقه أحدها قوله صلى ال عليه وسلم لمحجن الديلي ما منعك أن تصلي مع الناس ألست برجل مسلم
وفي هذا وال أعلم دليل على أن من ل يصلي ليس بمسلم وإن كان موحدا وهذا موضع اختلف بين اهل العلم وتقرير هذا الخطاب في هذا الحديث أن أحدا ل يكون مسلما
ال ان يصلي فمن لم يصل فليس بمسلم وفيه أن من أقر بالصلة بعملها وإقامتها أنه يوكل الى ذلك إذا قال إني أصلي لن محجنا قال لرسول ال قد صليت في أهلي فقبل
منه ول حجة في هذا الحديث لمن قال إن القرار بالصلة دون إقامتها يحقن الدم لنه لم يقل إني مؤمن بالصلة مقر بها غير أني ل أصلي بل قال له قد صليت والظاهر
أنه
لم ينجه ال قوله لرسول ال صلى ال عليه وسلم قد صليت في أهلي واختلف العلماء في حكم تارك الصلة عامدا وهو على فعلها قادر فروى عن علي بن أبي طالب وابن
عباس وجابر وأبي الدرداء تكفير تارك الصلة قالوا من لم يصل فهو كفار وعن عمر بن الخطاب أنه قال لحظ في السلم لمن ترك الصلة وعن ابن مسعود من لم
يصل فل دين له ) ( 1وقال إبراهيم النخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه من ترك صلة واحدة متعمدا حتى
يخرج وقتها لغير عذر وأبى من قضائها وأدائها وقال ل أصلي فهو كافر ودمه وماله حلل ول يرثه ورثته من المسلمين ويستتاب فإن تاب وإل قتل وحكم ماله ما وصفنا
كحكم مال المرتد وبهذا قال أبو داود الطيالسي وأبو خيثمة وأبو بكر بن أبي شيبة وقال إسحاق بن راهوية وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى ال عليه وسلم
الى زماننا هذا أن تارك الصلة عمدا من
غير عذر حتى يذهب وقتها كافر إذا أبى من قضائها وقال ل أصليها قال إسحاق وذهاب الوقت أن يؤخر الظهر الى غروب الشمس والمغرب الى طلوع الفجر قال وقد
أجمع العلماء أن من سب ال عز وجل أو سب رسول ال صلى ال عليه وسلم أو دفع شيئا أنزله ال او قتل نبيا من أنبياء ال وهو مع ذلك مقر بما أنزل ال أنه كافر
فكذلك تارك الصلة حتى يخرج وقتها عامدا قال ولقد أجمعوا في الصلة على شيء لم يجمعوا عليه في سائر الشرائع لنهم بأجمعهم قالوا من عرف بالكفر ثم رأوه
يصلي الصلة في وقتها حتى صلى صلوات كثيرة في وقتها ولم يعلموا منه إقرارا باللسان أنه يحكم له باليمان ولم يحكموا له في الصوم والزكاة والحج بمثل ذلك قال
إسحاق فمن لم يجعل تارك الصلة كافرا فقد ناقض وخالف أصل قوله وقول غيره قال ولقد كفر إبليس إذ لم يسجد السجدة التي أمر بسجودها قال وكذلك تارك الصلة
عمدا ) حتى يذهب وقتها كافر إذا أبى من قضائها ( وقال أحمد بن حنبل ل يكفر أحد بذنب ال تارك الصلة عمدا ثم ذكر استتابته وقتله
وحجة من قال بهذا القول ما روى من الثار عن النبي صلى ال عليه وسلم ) في تكفير تارك الصلة منها حديث جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم ( أنه قال ليس بين
العبد وبين الكفر أو قال بين الشرك ال ترك الصلة ) ( 1وحديث بريدة عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر ) ( 1
وقوله صلى ال عليه وسلم من ترك صلة العصر يعني متعمدا فقد حبط عمله ) ( 3هذا كله مما احتج به إسحاق بن راهويه في هذه المسألة لقوله المذكور واحتج أيضا
بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا غزا قوما لم يغر عليهم حتى يصبح فإذا أصبح كان إذا سمع أذانا أمسك وإذا لم يسمع أذانا أغار ووضع السيف واحتج أيضا
بقول ال عز وجل !> أضاعوا الصلة واتبعوا <!
!> الشهوات فسوف يلقون غيا <! 1وبقوله عز وجل !> وأقيموا الصلة ول تكونوا من المشركين <! 2وبقوله عز وجل !> إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب
وأقاموا الصلة <! 3وبقوله عز وجل !> الذين يقيمون الصلة <! >! 4وأقاموا الصلة <! 5وبآيات نحو هذا كثيرة وآثار واحتج غيره ممن ذهب مذهبه في هذه
المسألة بحديث أبي هريرة قال من ترك الصلة حشر مع قارون وفرعون وهامان ) ( 6وبحديث أنس عن النبي صلى ال عليه وسلم من صلى صلتنا واستقبل قبلتنا
فذلك المسلم قالوا هذا دليل على أن من لم يصل صلتنا ولم يستقبل قبلتنا فليس بمسلم وبما رواه شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال أوصاني خليلي أبو
القاسم صلى ال عليه وسلم بسبع ل تشرك بال شيئا وإن قطعت وإن حرقت ول تترك صلة مكتوبة متعمدا فمن تركها فقد برئت منه ) الذمة ( ول تشرب
الخمر فإنها مفتاح كل شر وأطع والديك وإن أمراك أن تخرج لهما من دنياك فافعل ول تنازع المر أهله وإن رأيت أنك أنت ول تفر من الزحف فإن فيه الهلكة وأنفق
على أهلك من طولك وأخفهم في ال ول ترفع عصاك عنهم ) ( 1وبما روي عن الصحابة الذين قدمنا الذكر عنهم ) بذلك ( وجدت في كتاب أبي رحمه ال بخطه أن
أحمد بن سعيد ابن حزم حدثهم قال حدثنا محمد بن محمد بن بدر الباهلي قال حدثنا أبو شريح محمد بن زكرياء كاتب العمري قال حدثنا الفريابي قال حدثنا سفيان عن أبي
الزبير عن جابر عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصل ) ( 2ورواه ابن جريج عن ابي الزبير عن جابر عن النبي صلى ال
عليه وسلم مثله ) ( 3حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا أحمد بن حرب قال حدثنا
محمد بن ربيعة عن ابن جريج فذكره وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا الحسين بن حريث قال حدثنا الفضل بن
موسى عن الحسين بن واقد عن عبد ال بن بريدة عن أبيه قال قال صلى ال عليه وسلم أن العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر ) ( 1وذكر إسماعيل بن
إسحاق قال حدثنا محمد بن أبي بكر قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا المسعودي قال أنبأني الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد ال قال قيل لعبد ال إن ال يكثر
ذكر الصلة في القرآن !> الذين هم على صلتهم دائمون <! >! 2والذين هم على صلواتهم يحافظون <! 3فقال عبد ال على مواقيتها فقال ما كنا نرى ال أن تترك
فقال عبد ال تركها الكفر وفي هذه المسألة قول ثان قال الشافعي يقول المام لتارك الصلة صل فإن قال ل أصلي سئل فإن ذكر علة تحبسه أمر بالصلة على قدر طاقته
فإن أبي من الصلة حتى يخرج وقتها قتله المام وإنما يستتاب ما دام وقت الصلة قائما يستتاب في أدائها وإقامتها فإن أبى قتل وورثه ورثته وهذا
قول أصحاب مالك ومذهبهم وبعضهم يرويه عن مالك وروى محمد بن علي البجلي ) ( 1قال حدثنا يونس بن عبد العلى قال سمعت ابن وهب يقول قال مالك من آمن
بال وصدق المرسلين وأبى أن يصلي قتل وبه قال أبو ثور وجميع أصحاب الشافعي وهو قول مكحول وحماد بن زيد ووكيع ومن حجة من ذهب هذا المذهب أن أبا بكر
الصديق رضي ال عنه استحل دماء مانعي الزكاة وقال وال لقاتلن من فرق بين الصلة والزكاة ) ( 2فقاتلهم على ذلك في جمهور الصحابة وأراق دماءهم لمنعهم
الزكاة وأبايتهم من أدائها فمن امتنع من الصلة وأبى من إقامتها كان أحرى بذلك أل ترى أن أبا بكر شبه الزكاة بالصلة ومعلوم أنهم كانوا مقرين بالسلم والشهادة
يوضح لك ذلك قول عمر لبي بكر كيف تقاتلهم وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل اله ال ال فإذا قالوها عصموا مني دماءهم
وأمولهم ال بحقها وحسابهم على ال فقال أبو بكر هذا من حقها وال لو منعوني عناقا أو عقال مما كانوا يعطون
رسول ال صلى ال عليه وسلم لقاتلتهم على ذلك ولو كفر القوم لقال أبو بكر قد تركوا ل إله إل ال وصاروا مشركين وقد قالوا لبي بكر بعد السار ما كفرنا بعد إيماننا
ولكن شححنا على أموالنا وذلك بين في شعرهم قال شاعرهم %أل فاصبحينا قبل نائرة الفجر %لعل منايانا قريب وما ندري % %أطعنا رسول ال ما كان بيننا %
%فيا عجبا ما بال ملك أبي بكر % %فإن الذي سألوكم فمنعتم %لكالتمر أو أشهى اليهم من التمر % % %فرأى أبو بكر في عامة الصحابة ومعه عمر قتالهم
وبعث خالد بن الوليد وغيره الى قتال من ارتد ) ( 1هذا كله احتج به الشافعي رحمه ال وقال ففي هذا دللة على أن من امتنع مما افترض ال عليه كان على المام أخذه
به وقتاله عليه وإن أتى ذلك على نفسه وأما توريث ورثتهم أموالهم فلن عمر بن الخطاب لما ولى رد على ورثة مانعي الزكاة كل ما وجد من أموالهم بأيدي الناس
وقد كان ابو بكر سباهم كما سبى أهل الردة فخالفه في ذلك عمر لصلتهم وتوحيدهم ورد الى ورثتهم أموالهم في جماعة الصحابة ولم ينكر ذلك عليه أحد وقال أهل السير
أن عمر لما ولي أرسل الى النسوة اللتي كان المسلمون حازوهن ) فخيرهن ( أن يمكثن عند من هن عنده بتزويج وصداق أو يرجعن إلى أهليهن بالفداء فاخترن أن
يمكثن عند من كن عنده فمكثن عندهم بتزويج وصداق قال وكان الصداق الذي جعل لمن اختار اهله عشر أواق لكل امراة والوقية أربعون درهما فاحتج الشافعي بفعل
عمر هذا في جماعة الصحابة أيضا من غير نكير ) وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن طلحة بن يزيد قال قال عمر بن الخطاب لن أكون سألت
رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ثلث أحب إلي من حمر النعم الخليفة بعده وعن قوم أقروا بالزكاة ولم يؤدوها أيحل لنا قتالهم وعن الكللة ) ( 1
وروى حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري ) ( 1عن أبي الجوزاء عن أبن عباس قال قواعد الدين ثلثة شهادة أن ل إله ال ال والصلة وصوم رمضان ثم قال ابن
عباس تجده كثير المال ول يزكي فل يقال لذلك كافر ول يحل دمه وقد ذكرنا هذا الحديث فإسناده في كتاب الزكاة من كتاب الستذكار ( ) ( 2ومن حجته أيضا ما حدثناه
عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا عبد ال بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن
حسان عن ) الحسن ( عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه سيكون أمراء تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد
سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول ال أل نقاتلهم قال ل ما صلوا الخمس ) ( 3
وفيه دليل ) على ( أنهم أن لم يصلوا الخمس قوتلوا ومن حجتهم أيضا قوله صلى ال عليه وسلم نهيت عن قتل المصلين ) ( 1وفي ذلك دليل على أن من لم يصل لم ينه
عن قتله وال أعلم أل ترى الى قوله صلى ال عليه وسلم لصحابه الذين شاوروه في قتل مالك بن الدخشم ) ( 2أليس يصلي قالوا بلى ول صلة له ) ( 3فنهاهم عن
قتله ) لصلته إذ قالوا له بلى أنه يصلي ولو قالوا انه ل يصلي ما نهاهم عن قتله ( وال أعلم ولم يحتج عليهم في المنع من قتله ال بالشهادة والصلة لنه قال لهم أليس
B314
TEXT
يشهد أن ل إله ال ال قالوا بلى ول شهادة له فقال اليس يصلي قالوا بلى ول صلة له قال أولئك الذين نهاني ال عن ) ( 3قتلهم وقد قال في غير ذلك الحديث نهيت عن
قتل المصلين واعتلوا في دفع الثار المروية في تكفير تارك الصلة بأن
قالوا معناها من ترك الصلة جاحدا ) لها معاندا ( مستكبرا غير مقر بفرضها قالوا ويلزم من كفرهم بتلك الثار وقبلها على ظاهرها فيهم أن يكفر القاتل والشاتم للمسلم
وأن يكفر الزاني وشارب الخمر والسارق والمنتهب ومن رغب عن نسب أبيه فقد صح عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ( 1وقال ل
يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ول يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ول يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ول ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه
) فيها ( أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) ( 2وقال ل ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) ( 3وقال ل ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب
بعض ) ( 4الى آثار مثل هذه ل يخرج بها العلماء المؤمن من السلم وإن كان بفعل ذلك فاسقا عندهم فغير نكير أن تكون الثار في تارك الصلة كذلك
قالوا ومعنى قوله سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ( 1أنه ليس بكفر يخرج عن الملة وكذلك كل ما ورد من تكفير من ذكرنا ممن يضرب بعضهم رقاب بعض ونحو
ذلك وقد جاء عن إبن عباس وهو احد الذين روى عنهم تكفير تارك الصلة ) أنه ( قال في حكم الحاكم ) الجائر ( كفر دون كفر حدثني محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد
بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا إسحاق بن إسمعيل قال حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس قال قال ابن عباس ليس بالكفر الذي تذهبون
اليه إنه ليس بكفر ينقل عن الملة ثم قرا !> ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الكافرون <! 2واحتجوا أيضا بقول عبد ال بن عمر ل يبلغ المرء حقيقة الكفر حتى
يدعو مثنى مثنى وقالوا يحتمل قوله صلى ال عليه وسلم ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن يريد مستكمل اليمان لن اليمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وكذلك
السارق وشارب الخمر ومن ذكر معهم
وعلى نحو ذلك تأولوا قول عمر بن الخطاب ل حظ في السلم لمن ترك الصلة قالوا أراد أنه ل كبير حظ له ول حظا كامل له في السلم ومثله قول ابن مسعود وما
أشبهه وجعلوه كقوله ل صلة لجار المسجد ال في المسجد أي أنه ليس له صلة كاملة ومثله الحديث ليس المسكين بالطواف عليكم ) ( 1يريد ليس هو المسكين حقا لن
هناك من هو أشد مسكنة منه وهو الذي ل يسأل ونحو هذا مما اعتلوا به وقد رأى مالك استتابة الباضية والقدرية فإن تابوا وال قتلوا ذكر ذلك إسمعيل القاضي عن أبي
ثابت ) ( 2عن ابن القاسم وقال قلت لبي ثابت هذا رأى مالك في هؤلء حسب قال بل في كل أهل البدع قال القاضي وإنما رأى مالك ذلك فيهم لفسادهم في الرض
وهم أعظم إفسادا من المحاربين لن إفساد الدين اعظم من إفساد المال ل أنهم كفار قال أبو عمر فهذا مالك يريق دماء هؤلء وليسوا عنده كفارا فكذلك تارك الصلة عنده
من هذا الباب قتله ل من جهة الكفر
ومما يدل على أن تارك الصلة ليس بكافر كفرا ينقل عن السلم إذا كان مؤمنا بها معتقدا لها حديث ابن مسعود عن النبي صلى ال عليه وسلم قال أمر بعبد من عباد ال
أن يضرب في قبره مائة جلده فلم يزل يسأل ال ويدعوه حتى صارت جلدة ) واحدة ( فامتل قبره نارا فلما أفاق قال علم جلدتموني قالوا إنك صليت صلة بغير طهور
ومررت على مظلوم فلم تنصره ) ( 1قال الطحاوي في هذا الحديث ما يدل على أن تارك الصلة ليس بكافر لن من صلى صلة بغير طهور فلم يصل وقد أجيبت
دعوته ولو كان كافرا ما أجيبت له دعوة لن ال تبارك وتعالى يقول !> وما دعاء الكافرين إل في ضلل <! 2وقد ذكرنا إسناد حديث ابن مسعود هذا في باب يحيى بن
سعيد عند قوله صلى ال عليه وسلم خمس صلوات كتبهن ال على العباد ثم قال ومن لم يأت بهن فليس له عند ال عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) ( 3ومما يدل
على أن الكفر منه مال ينقل عن السلم قوله صلى ال عليه وسلم يكفرن العشير ويكفرن الحسان ) ( 4وكافر
النعمة يسمى كافرا وأصل الكفر في اللغة الستر ومنه قيل لليل كافر لنه يستر قال لبيد في ليلة كفر النجوم غمامها أي سترها وفي هذه المسألة قول ثالث قاله ابن شهاب
رواه شعيب بن أبي حمزة عنه قال إذا ترك الرجل الصلة فإن كان إنما تركها لنه ابتدع دينا غير السلم قتل وإن كان إنما هو فاسق فإنه يضرب ضربا مبرحا ويسجن
حتى يرجع قال والذي يفطر في رمضان كذلك قال أبو جعفر الطحاوي وهو قولنا واليه يذهب جماعة من سلف المة من أهل الحجاز والعراق قال أبو عمر بهذا يقول
داود بن علي وهو قول أبي حنيفة في تارك الصلة أنه يسجن ويضرب ول يقتل وابن شهاب القائل ما ذكرنا هو القائل أيضا في قول النبي صلى ال عليه وسلم أمرت أن
أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ال كان ذلك في أول السلم ثم نزلت الفرائض بعد وقوله هذا يدل على أن اليمان عنده قول وعمل ) وال أعلم ( وهو قول الطائفتين
اللتين ذكرنا قولهم قبل قول ابن شهاب كلهم يقولون اليمان قول وعمل وقد اختلفوا في تارك الصلة كما علمت واحتج من ذهب هذا المذهب أعني مذهب ابن شهاب في
أنه يضرب ويسجد ول يقتل بقول رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله ال ال فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم ال بحقها )
( 1قالوا وحقها الثلث التي قال النبي صلى ال عليه وسلم ل يحل دم امرئ مسلم ال بإحدى ثلث كفر بعد إيمان أو زنا بعد إحصان أو قتل نفس بغير نفس ) ( 2قالوا
والكافر جاحد وتارك الصلة المقر بالسلم ليس بجاحد ول كافر وليس بمستكبر ول معاند وإنما يكفر بالصلة من جحدها واستكبر عن أدائها قالوا وقد كان مؤمنا عند
الجميع بيقين قبل تركه للصلة ثم اختلفوا فيه إذاترك الصلة فل يجب قتله ال بيقين ) ول يقين ( مع
الختلف فالواجب القول بأقل ما قيل في ذلك وهو الضرب والسجن وأما القتل ففيه اختلف والحدود تدرأ بالشبهات واحتجوا أيضا بقوله صلى ال عليه وسلم سيكون
عليكم بعدي أمراء يؤخرون الصلة عن ميقاتها فصلوا الصلة لوقتها واجعلوا صلتكم معهم سبحة ) ( 1قالوا وهذا يدل على أنهم غير كفار بتأخيرها حتى يخرج وقتها
ولو كفروا بذلك ما أمرهم بالصلة خلفهم بسبحة ول غيرها قال أبو عمر هذا قول قد قال به جماعة من الئمة ممن يقول اليمان قول وعمل وقالت به المرجئة أيضا ) أل
أن المرجئة ( تقول ) المؤمن ( المقر مستكمل اليمان وقد ذكرنا اختلف أئمة ) أهل ( السنة والجماعة في تارك الصلة فأما أهل البدع فإن المرجئة قالت تارك الصلة
مؤمن مستكمل اليمان إذا كان مقرا غير جاحد ومصدقا غير مستكبر وحكيت هذه المقالة عن أبي حنيفة وسائر المرجئة وهو قول جهم
وقالت المعتزلة تارك الصلة فاسق ل مؤمن ول كافر وهو مخلد في النار ال أن يتوب وقالت الصفرية والزارقة من الخوارج هو كافر حلل الدم والمال وقالت
الباضية هو كافر غير ان دمه وماله محرمان ويسمونه كافر نعمة فهذا جميع ما اختلف فيه أهل القبلة في تارك الصلة وفي هذا الحديث أيضا أن من صلى في بيته ثم
دخل المسجد فأقيمت عليه تلك الصلة أنه يصليها معهم ول يخرج حتى يصلي وإن كان قد صلى في جماعة أهله أو غيرهم لن في حديث هذا الباب بلى يا رسول ال
ولكني قد صليت في أهلي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم له على ذلك أن يصلي وإن كان قد صلى في أهله ولم يبين أنه كان صلى منفردا وهذا موضع اختلف
العلماء فيه فقال جمهور الفقهاء إنما هذا لمن صلى وحده وأما من صلى في بيته أو غير بيته في جماعة فل يعيد تلك الصلة لن اعادتها في جماعة ل وجه له وإنما كانت
العادة لفضل الجماعة وهذا قد صلى في جماعة فل وجه لعادته في جماعة أخرى ) ولو جاز أن
يعيد في جماعة أخرى من صلى في جماعة للزمه أن يعيد في جماعة أخرى ( ثالثة ورابعة الى ما ل نهاية له في تلك الصلة وهذا ل يجوز أن يقول به أحد وال أعلم
واحتجوا بقوله صلى ال عليه وسلم ل تعاد صلة في يوم مرتين ) ( 1وقالوا معنى هذا الحديث أن من صلى في جماعة ل يعيد في جماعة وممن قال بهذا القول مالك بن
أنس وأبو حنيفة والشافعي وأصحابهم أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد البزار قال حدثنا علي بن
المديني قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حسين وهو المعلم عن عمرو بن شعيب عن ) سليمان ( مولى ميمونة قال أتيت على ابن عمر وهو على البلط وهم يصلون
فقلت أل تصلي معهم قال إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل تصلوا صلة في يوم مرتين ) ( 2وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن
محمد البرتي قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث
قال حدثنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار قال مررت بابن عمر وهو جالس بالبلط والقوم يصلون قال فقلت ال تصلي قال قد صليت قال قلت
القوم يصلون قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل تصلوا صلة في يوم مرتين وقال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وهو قول داود جائز لمن صلى في
جماعة ثم دخل المسجد فأقيمت تلك الصلة أن يصليها ثانية في جماعة ) قال أحمد ول يجوز له أن يخرج إذا أقيمت عليه الصلة حتى يصليها وإن كان قد صلى في
جماعة ( واحتج بحديث أبي هريرة قوله في الذي خرج عند القامة من المسجد أما هذا فقد عصى أبا القاسم ) ( 1صلى ال عليه وسلم وروى عن أبي موسى الشعري
وحذيفة بن اليمان وأنس ابن مالك وصلة بن زفر ) ( 2والشعبي والنخعي إعادة الصلة في جماعة لمن صلها ) في ( جماعة وبه قال حماد بن زيد وسليمان
ابن حرب حكى ذلك أبو بكر الثرم ) ( 1عن أحمد وعن سائر من ذكرنا كما ذكرنا بالسانيد فمن ذلك أن قال حدثنا عبد ال بن بكر السهمي قال حدثنا حميد عن أنس
قال قدمنا مع أبي موسى حين بعثه عمر على البصرة فصلى بنا الغداة في المربد فانتهينا الى المسجد الجامع فأقيمت الصلة علينا فصلينا مع المغيرة بن شعبة قال وأخبرنا
عثمان بن أبي شيبة وسفيان بن وكيع قال حدثنا جرير عن ليث عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن خراش عن صلة بن زفر قال انطلقت مع حذيفة في حاجة فأتينا على
مسجد وهم يصلون الظهر فصلينا معهم ثم خرجنا فأتينا على مسجد يصلون الظهر فصلينا معهم وذكر مثل ذلك في العصر والمغرب ) من اعادتهما في جماعة قال
فذهبت أقوم في الثالثة فأجلسني ( قال وحدثنا موسى بن إسمعيل قال حدثنا أبو عوانة عن إسمعيل بن سالم عن عامر قال إذا دخلت المسجد
B314
TEXT
وقد صليت صلة وحدك أو في جماعة فأقيمت تلك الصلة وأنت في المسجد فإني أكره أن تخرج كما تخرج اليهود والنصارى ولكن صلها ) معهم ( فتكون صلتك التي
) قد ( صليت قبل ذلك الفريضة وصلتك هذه التطوع صلها معهم وإن كان العصر حدثنا سليمان بن حرب قال صليت ثم أتيت مسجد حماد بن زيد وذلك ) في ( صلة
العصر وقد علم حماد بن زيد أني أصلي بهم ها هنا فأقيمت الصلة فقال لي حماد صل قلت قد صليت قال صل فصليت قلت لسليمان من صلى في جماعة أيعيد قال نعم
حدثنا عبد ال بن محمد حدثنا عبد الحميد بن أحمد حدثنا الخضر بن داود حدثنا أبو بكر الثرم فذكر الحاديث الى آخرها واتفق أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه على
أن معنى حديث ابن عمر الذي قدمنا ذكره عن النبي صلى ال عليه وسلم ل تصلوا صلة في يوم واحد مرتين قال إنما ذلك أن يصلي النسان الفريضة ) ثم ( يقوم
فيصليها ثانية ينوي بها الفرض مرة أخرى يعتقد ذلك فأما إذا صلها مع المام على أنها سنة تطوع فليس بإعادة للصلة
) قال أبو عمر قد علمنا أن ) رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما ( ) ( 1أمر الذي صلى في أهله وحده أن يعيد ) في جماعة ( ) ( 2من أجل فضل صلة الجماعة على
صلة الفذ ليتلفى ما فاته من فضل الجماعة إذا كان قد صلى منفردا والمصلي في جماعة قد حصل له الفرض والفضل فلم يكن لعادته الصلة وجه ال أن يتطوع بها
وسنة التطوع أن يصلي ركعتين وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال صلة الليل والنهار مثنى مثنى ) ( 3يعني في التطوع وروى عنه أنه نهى عن القصد
الى التطوع بعد العصر والصبح فمن ها هنا لم يكن لعادة الصلة لمن صلها في جماعة وجه وال أعلم والحاديث عن السلف تدل على ذلك لفضل الجماعة وال أعلم
روى مالك عن عفيف بن عمر ) ( 4السهمي عن رجل من بني أسد أنه سأل أبا أيوب النصاري فقال إني أصلي في بيتي ثم آتي المسجد فأجد المام يصلي افأصلي معه
فقال أبو أيوب نعم فصل معه ومن صنع ذلك فإن له سهم جمع ) ( 5أو مثل سهم
جمع قال ابن وهب يعني يضعف له الجر قال أبو عمر قول ابن وهب هذا وال أعلم خير من قول من قال إن الجمع ها هنا الجيش وإن له أجر الغازي أو الغزاة من قوله
تراءى الجمعان ) ( 1يعني الجيشين وليس هذا عندي بشيء والوجه ما قاله ابن وهب وهو المعروف عن العرب أخبرني عبد ال بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن
إسماعيل حدثنا محمد بن الحسن حدثنا الزبير بن أبي بكر قال حدثني عمي مصعب بن عبد ال أن في وصية المنذر بن الزبير أن لفلن بغلتي الشهباء ولفلن عشرة آلف
درهم ولفلن سهم جمع قال مصعب فسألت عبد ال بن المنذر بن الزبير ما يعني بسهم الجمع قال نصيب رجلين ( ) ( 2واختلف الفقهاء ) أيضا ( فيما يعاد من الصلوات
مع المام لمن صلها في بيته فقال مالك تعاد الصلوات ) كلها ( مع المام ال المغرب وحدها فإنه ل يعيدها لنها تصير شفعا قال ومن صلى في جماعة ولو مع واحد
فإنه ل يعيد تلك
الصلة ال أن يعيدها في مسجد النبي صلى ال عليه وسلم أو المسجد الحرام أو المسجد القصى قال وإن دخل الذي صلى وحده المسجد فوجدهم جلوسا في آخر صلتهم
فل يجلس معهم ول يدخل في صلتهم حتى يعلم أنه يدرك منها ركعة ومن قول مالك أنه ل يدري أي صلتيه فريضته وإنما ذلك عنده الى ال يجعلها أيتهما شاء ول يقول
أنها نافلة وروى عن ابن عمر وسعيد بن المسيب مثل قوله هذا ذلك الى ال يجعل أيتهما شاء واختلفت أجوبته واجوبة أصحابه فيمن أحدث في الثانية مع المام أو ذكر
بعد فراغه منها أن الولى على غير وضوء أو أسقط منها سجدة بما لم أر لذكره وجها في هذا الموضع وقال ابن وهب في الموطأ قال مالك من أحدث في هذه فصلته
في بيته هي صلته قال أبو عمر هذا هو الصحيح من قوله وقول غيره في هذه المسألة وقال أبو حنيفة وأصحابه ل يعيد المصلي وحده العصر مع
المام ول الفجر ول المغرب ويصلي معه الظهر والعشاء ويجعل صلته مع المام نافلة قال محمد بن الحسن لن النافلة بعد العصر والصبح ل تجوز ول تعاد المغرب
لن النافلة ل تكون وترا ) في غير الوتر ( ) ( 1وقال الوزاعي يعيد مع المام جميع الصلوات ال المغرب والفجر وهو قول عبد ال بن عمر وحجة من قال هذا القول
أن الوتر في صلة النافلة غير جائز لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الليل مثنى مثنى ولجماع العلماء أن النافلة غير الوتر ل تكون وترا وقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ل وتران في ليلة ) ( 2وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل صلة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ) ( 3وصلى بعد العصر ركعتين وجاء عن
جماعة من السلف أنهم كانوا يتطوعون بعد العصر ما كانت الشمس بيضاء نقية ولم يجيء ذلك عن واحد
منهم في الصلة بعد الصبح والنهي عند ابن عمر ومن قال بقوله عن الصلة بعد العصر معناه إذا أصفرت الشمس وكانت على الغروب وأما إذا كانت بيضاء نقية فل
بأس عندهم بصلة النافلة ) ( 1وللقول في هذا التأويل موضع من كتابنا غير هذا يأتي ذكره في باب محمد بن يحيى بن حبان إن شاء ال فلذلك لم ير ابن عمر بإعادة
العصر بأسا وكره إعادة الصبح وقال الشافعي يصلي الرجل الذي صلى وحده مع الجماعة كل صلة المغرب وغيرها لن النبي صلى ال عليه وسلم قال لمحجن الديلي
إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت ولم يخص صلة من صلة قال والولى هي الفريضة والثانية سنة ) تطوعا ( سنها رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو قول
داود ) بن علي ( ال أن داود يرى العادة في الجماعة على من صلى وحده فرضا ول يحتسب عنده بما صلى وحده وفرضه ما أدركه من صلة الجماعة وأما من صلى
في جماعة ثم أدرك جماعة أخرى فالعادة ها هنا استحباب واختلف عن الثوري فروى عنه أنه يعيد الصلوات كلها مع المام كقول الشافعي سواء وروى عنه مثل قول
مالك ول خلف
عن الثوري أن الثانية تطوع وأن التي صلى وحده هي المكتوبة وقال أبو ثور يعيدها كلها إل الفجر والعصر إل أن يكون في مسجد فتقام الصلة فل يخرج حتى يصليها
وحجته النهي عن صلة النافلة بعد العصر وبعد الصبح فأما ما احتج به مالك من قول ابن عمر وسعيد ابن المسيب ذلك الى ال يجعل أيتهما شاء ولم يقل واحد منهما أن
الثانية نافلة فإن ابن عمر وسعيد بن المسيب قد اختلف عنهما في ذلك وإن كان نقل مالك أصح حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا أبو عبد الملك محمد بن عبد ال بن أبي دليم
) ( 1قال حدثنا ) محمد ( بن وضاح قال حدثنا آدم بن أبي إياس العسقلني قال حدثنا ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبد ال قال سألت عبد ال بن عمر عن رجل صلى
العصر ثم أعاد في الجماعة أيهما المكتوبة قال الولى حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا عبد الحميد ابن أحمد الوراق قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا
أبو بكر الثرم قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا الثقفي ) ( 2عن
عبد ال بن عثمان عن مجاهد قال خرجت مع ابن عمر من دار عبد ال بن خالد حتى نظرنا الى باب المسجد فإذا الناس في ) صلة ( العصر فلم يزل بي واقفا حتى صلى
الناس وقال إني ) قد ( صليت في البيت وحدثنا أحمد بن عبد ال بن محمد قراءة مني عليه أن أباه حدثه قال حدثنا عبيد ال بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد ) ( 1قال
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة فذكر بإسناده مثله وذكر أبو بكر الثرم قال حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة قال قلت لسعيد بن المسيب إذا صليت وحدي
ثم أدركت الجماعة فقال أعد غير أنك إذا أعدت المغرب صليت اليها ركعة أخرى تشفع بها وإجعل صلتك وحدك تطوعا وهذا حديث ل وجه له كيف يشفع المغرب
وتكون الولى تطوعا
وقد أجمع العلماء أن المغرب ل تشفع بركعة إذا نوى بها الفريضة وأن التطوع ل يكون وترا في غير الوتر وقد كان جماعة من العلماء ينكرون أشياء كثيرة من حديث
قتادة عن سعيد بن المسيب منها هذا وأما ما جاء عن ابن عمر من رواية مالك في موطئه وما قد ذكرناه عنه ها هنا فإن الحديثين وإن تدافعا فإنه قد يحتمل أن يخرجا على
غير ) وجه ( التدافع بأن يحمل على أن قوله ذلك الى ال أنه أراد بذلك القبول أي أنه يتقبل أيتهما شاء فقد يتقبل ال النافلة التطوع ول يتقبل الفريضة وقد يتقبل ال
الفريضة دون التطوع وقد يتقبلهما بفضله جميعا وقد ل يقبل واحدة منهما وليس كل صلة مقبولة وكان بعض الصالحين يقول طوبى لمن تقبلت منه صلة واحدة قال ذلك
على جهة الشفاق وقد روينا عن ابن عمر مثل هذا ومعناه أخبرنا أحمد بن قاسم ) ( 1قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبوعبيد قال
حدثنا
هشام بن عمار ) ( 1قال حدثنا هشام بن يحيى الغساني عن أبيه ) ( 2قال جاء سائل الى ابن عمر فقال لبنه أعطه دينارا فقال له ابنه تقبل ال منك يا أبتاه فقال لو
علمت أن ال تقبل مني سجدة واحدة أو صدقة درهم واحد لم يكن غائب أحب الى من الموت أتدري ممن يتقبل ال !> إنما يتقبل ال من المتقين <! 3فكان ابن عمر وال
أعلم وسعيد بن المسيب إذا سأل كل واحد منهما السائل أيتهما صلتي أي أيتهما التي يتقبل ال مني أجابه كل واحد منهما بأن ذلك ليس اليه علمه وأن ذلك أمر علمه الى
ال وهو تأويل محتمل صحيح وقد تأول هذا التأويل عبد الملك بن الماجشون وقال إن الولى هي صلته والنظر يصحح ما قاله لجماع الفقهاء القائلين بأن شهود الجماعة
ليس بفرض واجب على أن الذي صلى وحده لو لم يدخل المسجد فيعيد مع الجماعة لم يكن عليه شيء وفي قول ابن عمر تعاد مع المام كل صلة ال المغرب والفجر
دليل على أن الخرى عنده تطوع وسنة
ويشهد لما ذكرناه ما رواه ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبد ال أن الولى صلته ومما يصحح هذا المذهب أيضا ما رواه أبو ذر وأبو هريرة وجماعة عن النبي صلى ال
عليه وسلم أنه قال سيكون عليكم بعدي أمراء يؤخرون الصلة عن مواقيتها فصلوا الصلة لوقتها واجعلوا صلتكم معهم سبحة ) ( 1أي نافلة وحديث يزيد بن السود
الخزاعي عن النبي صلى ال عليه وسلم قال إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما الناس وهم يصلون فصليا معهم فإنها لكما نافلة وهذه الحاديث تدل على أن الولى فرضه
والثانية تطوع ) له ( وتدل أيضا ) على ( إعادةالصلة مع المام أنه أمر عام من غير تخصيص ول تعيين وذكر أبو بكر الثرم قال حدثنا عفان قال حدثنا جرير ابن
حازم قال سمعت حمادا قال كان إبراهيم يقول إذا نوى الرجل صلة كتبتها الملئكة فمن يستطيع أن يحولها فما صلى بعدها فهو تطوع
B314
TEXT
قرأت على عبد الوارث بن سفيان حدثكم قاسم بن أصبغ قال نعم حدثنا قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا هشيم بن بشير قال
أخبرنا يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن السود عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه أنى برجلين بعد ما صلى الغداة كانا في آخر المسجد لم يصليا معه قال ما
منعكما أن تصليا معنا قال كنا قد صلينا في رحالنا قال فل تفعل إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة ) ( 1وهذا نص في موضع
الخلف يقطعه وبال التوفيق وروى شعبة عن يعلى بن عطاء بإسناده مثله سواء والحجة لمالك والقائلين بقوله أن الصلوات كلها تعاد مع المام ال المغرب قوله صلى ال
عليه وسلم صلة الليل مثنى مثنى وقوله عليه الصلة والسلم ل وتران في ليلة ومعلوم أن المغرب أن أعادها كانت احدى صلتيه تطوعا وسنة التطوع أن تصلي
ركعتين وغير جائز أن يكون وتران في ليلة لن ذلك لو كان صار شفعا وبطل معنى الوتر فلما كان في إعادة المغرب مخالفة لهذين الحديثين منع مالك من إعادتها
ول يدخل على من قال بقوله في إعادة العصر والصبح مع المام مخالفة لحديث النهي عن التطوع بالنافلة بعد الصبح والعصر لنهم ل يقولون أن الثانية نافلة بل يقولون
اننا ل نعلم أي الصلتين فرضه ول يأمرونه أن يدخل مع المام ال بنية الفرض ثم ذلك الى ال يجعلها أيتهما شاء فأيتهما جعلها فالخرى تطوع والغلب عندهم في الظن
أن الثانية فرضه لفضل صلة الجماعة على صلة الفذ وتأولوا في قول رسول ال صلى ال عليه وسلم في حديث يزيد بن السود فإنها لكما نافلة قالوا ) معنى نافلة
فضيلة وزيادة خير ول يوجب أن يكون معنى قوله ذلك ( أن يكون تطوعا واحتجوا بقول ال تعالى !> نافلة لك <! 1أي فضيلة وبقوله عز وجل !> ووهبنا له إسحاق
ويعقوب نافلة <! 2أي فضيلة ) ومن أدل دليل على أن الولى فرضه والثانية نفل على مذهب مالك وأصحابه مما لم يختلفوا فيه أنهم لم يختلفوا أن من صلى وحده ل
يكون إماما في تلك الصلة فدل على أنها غير فريضة وإذا كانت غير فريضة كانت تطوعا وبال التوفيق (
#حديث موفي عشرين لزيد بن أسلم مسند صحيح مالك عن زيد ابن أسلم عن إبراهيم بن عبد ال بن حنين عن أبيه أن ابن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا بالبواء ) 1
( فقال ابن عباس يغسل المحرم رأسه وقال المسور ل يغسل المحرم رأسه قال فأرسلني ابن عباس الى أبي أيوب النصاري فوجدته يغتسل بين القرنين ) ( 2وهو يستر
بثوب قال فسلمت عليه فقال من هذا قلت أنا ) عبد ال ( بن حنين أرسلني اليك عبد ال بن عباس أسالك كيف كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم
قال فوضع أبو أيوب يده علىالثوب فطأطأ حتى بدا لي رأسه ثم قال لنسان يصب عليه أصبب فصب على رأسه ثم حرك رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر ثم قال هكذا رايت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعل ) ( 3
روى يحيى بن يحيى هذا الحديث عن مالك عن زيد بن أسلم عن نافع عن إبراهيم بن عبد ال بن حنين عن أبيه فذكره ولم يتابعه على إدخال نافع بين زيد بن أسلم وبين
إبراهيم ابن عبد ال بن حنين احد ) من ( رواة الموطأ عن مالك فيما علمت وذكر نافع في هذا السناد عن مالك خطأ عندي ل أشك فيه فلذلك لم أر لذكره في السناد
وجها وطرحته منه كما طرحه ابن وضاح وغيره وهو الصواب إن شاء ال وهذا مما يحفظ من خطأ يحيى بن يحيى في الموطأ وغلطه ومثل هذا من غلطه الواضح أيضا
روايته في كتاب الحج أيضا عن مالك عن نافع عن عبد ال بن أبي بكر بن حزم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أهدى جمل ) كان ( لبي جهل بن هشام وهذا غلط
غير مشكل وليس لذكر نافع في هذا السناد وجه وإنما رواه مالك عن عبد ال بن أبي بكر ل عن نافع وكذلك هو عند ) كل ( من روى الموطأ عن مالك وقد روى عن
إبراهيم بن عبد ال بن حنين هذا ابن شهاب ونافع مولى عبد ال بن عمر وزيد بن اسلم ومحمد بن عمرو ومحمد بن إسحاق والحرث بن أبي ذباب ويزيد بن أبي حبيب
وأبو السود محمد بن عبد الرحمن وموسى بن عبيدة وغيرهم
وحنين ) ( 1جد إبراهيم هذا يقال انه مولى العباس بن عبد المطلب وقيل مولى علي بن أبي طالب فال أعلم واختلف على إبراهيم ) ( 2بن عبد ال بن حنين هذا ) في
حديثه ( عن أبيه عن علي عن النبي صلى ال عليه وسلم في النهي عن القراءة في الركوع والتختم بالذهب اختلفا يدل على أنه لم يكن بالحافظ وال أعلم وسنذكر
) ذلك ( في باب حديث نافع من كتابنا هذا إن شاء ال ) وروى هذا الحديث ابن عيينة عن زيد بن أسلم بإسناده وقال في آخره قال المسور بن مخرمة لبن عباس وال ل
ما ريتك ) ( 3أبدا ( حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا الخشني ) ( 4
حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا زيد ابن أسلم عن إبراهيم بن عبد ال بن حنين عن أبيه قال تمارى ابن عباس والمسور بن مخرمة في المحرم يغسل رأسه
بالماء وهما بالعرج ) ( 1فأرسلوني الى أبي أيوب النصاري أسأله قال فأتيته وهو يغتسل بين قرني البئر فسلمت عليه فرفع رأسه وضم ثوبه الى صدره حتى إني لنظر
الى صدره فقلت أرسلني اليك ابن أخيك عبد ال بن عباس أسألك كيف كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم قال فغرف الماء على رأسه وأمر على
رأسه فأقبل به وأدبر وقال هكذا رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعل فقال المسور وال ل ما ريتك أبدا وفي هذا الحديث من الفقه أن الصحابة إذا اختلفوا لم تكن
الحجة في قول واحد منهم ال بدليل يجب التسليم له من الكتاب أو السنة أل ترى أن ابن عباس والمسور بن مخرمة وهما من فقهاء الصحابة وإن كانا من اصغرهم سنا
اختلفا فلم يكن لواحد منهما حجة على صاحبه حتى أدلى ابن عباس بالسنة ففلج ) ( 2وهذا يبين لك أن قول النبي صلى ال عليه وسلم أصحابي كالنجوم هو على ما فسره
المزني وغيره من أهل النظر أن ذلك في النقل لن جميعهم ثقات مأمونون عدل رضي فواجب قبول ما نقل كل واحد منهم وشهد به على نبيه صلى ال عليه وسلم
ولو كانوا كالنجوم في آرائهم واجتهادهم إذا اختلفوا لقال ابن عباس للمسور أنت نجم وأنا نجم فل عليك وبأينا اقتدى في قوله فقد اهتدى ولما احتاج الى طلب البينة
) والبرهان ( من السنة على ) صحة ( قوله وسائر الصحابة رضي ال عنهم إذا اختلفوا حكمهم في ذلك كحكم ابن عباس والمسور بن مخرمة سواء وهم أول من تل !>
فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى ال والرسول <! 1قال العلماء إلى كتاب ال وإلى سنة نبيه صلى ال عليه وسلم فإن قبض فإلى سنته أل ترى أن ابن مسعود قيل له أن
أبا موسى الشعري قال في أخت وابنة وابنة أبن أن للبنة النصف وللخت النصف ول شيء لبنت البن وأنه قال للسائل ائت ابن مسعود فإنه سيتابعنا فقال ابن مسعود !
> قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين <! 2بل أقضي فيها بقضاء رسول ال صلى ال عليه وسلم للبنت النصف ولبنت البن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللخت
وبعضهم لم يرفع ) هذا ( الحديث وجعله موقوفا على ابن مسعود
وكلهم روى فيه أنه تل !> قد ضللت إذا <! الية وفي الموطأ أن أبا موسى أفتى بجواز رضاع الكبير فرد ذلك عليه ابن مسعود فقال أبو موسى ل تسئلوني ما دام هذا
الحبر بين أظهركم ) ( 1وروى مالك أن ابن مسعود رجع عن قوله في الربيبة الى قول أصحابه بالمدينة ) ( 2وهذا الباب في اختلف الصحابة ورد بعضهم على بعض
وطلب كل واحد منهم الدليل والبرهان على ما قاله من الكتاب والسنة إذا خالفه صاحبه أكبر من أن يجمع في كتاب فضل عن أن يكتب في باب والمر فيه واضح ) ( 3
وإذا كان هذا محل الصحابة رضي ال عنهم وهم أولو العلم ) والدين ( والفضل ) وخير ( أمة أخرجت للناس وخير القرون ومن قد رضى ال عنهم وأخبر بأنهم رضوا
عنه وأثنى عليهم بأنهم الرحماء بينهم الشداء على الكفار الركع السجد وأنهم الذين أوتوا العلم ) قال مجاهد وغيره في قول ال عز وجل !> ويرى الذين أوتوا العلم الذي
أنزل إليك من ربك هو الحق <! 4قال أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم الى كثير من ثناء ال عز وجل عليهم واختياره إياهم لصحبة نبيه صلى ال عليه وسلم
فإذا كانوا وهم بهذا المحل من الدين والعلم ل يكون أحدهم على صاحبه حجة ول يستغنى عند خلف غيره له عن حجة من كتاب ال أوسنة رسول ال صلى ال عليه
وسلم فمن دونهم أولى وأحرى أن يحتاج الى أن يعضد قوله بوجه يجب التسليم له حدثني أحمد بن فتح قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي قال حدثنا عبيد ال بن
عمر بن عبد العزيز العمري قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا سعيد بن داود بن أبي زنبر ) ( 1عن مالك بن أنس عن داود بن الحصين عن طاوس عن عبد الل بن
عمر قال العلم ثلثة أشياء كتاب ناطق وسنة ماضية ول أدري ) ( 2وروى ابن وهب قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي عن
عبد ال بن عمرو بن العاص أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال العلم ثلثة فما سوى ذلك فهو فضل آية محكمة وسنة قائمة وفريضة ) ( 3عادلة وقال إسمعيل
القاضي حدثنا أبو ثابت عن ابن وهب قال قال مالك الحكم حكمان حكم جاء به كتاب ال وحكم أحكمته السنة قال ومجتهد رأيه فلعله يوفق قال ومتكلف فطعن عليه وذكر
ابن وضاح عن محمد بن يحيى عن ابن وهب قال قال
لي مالك الحكم الذي يحكم به الناس حكما ما في كتاب ال أو أحكمته السنة فذلك الحكم الواجب وذلك الصواب والحكم الذي يجتهد فيه الحاكم برأيه فلعله يوفق وثالث
متكلف فما أحراه أن ل يوفق قال وقال لي مالك الحكمة والعلم وقال مرة والفقه نور يهدي به ال من يشاء من خلقه ويؤتيه من احب من عباده وليس بكثرة المسائل ) ( 1
قال أبو عمر إجماع الصحابة حجة ثابتة وعلم صحيح إذا كان طريق ذلك الجماع التوقيف فهو أقوى ما يكون من السنن وإن كان اجتهادا ولم يكن في شيء من ذلك
مخالفا فهو أيضا علم وحجة لزمة قال ال عز وجل !> ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا <! 2وهكذا إجماع المة إذا اجتمعت على
شيء فهو الحق الذي ل شك فيه لنها ل تجتمع على ضلل وما عدا هذه الصول فكما قال مالك رحمه ال وقد تقصينا القاويل في هذا الباب في كتابنا في العلم ) ( 3
فمن أحبه تأمله هناك وبال تعالى التوفيق
وفي هذا الحديث دليل وال أعلم على أن ابن عباس قد كان عنده في غسل المحرم رأسه علم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنبأه ذلك أبو أيوب أو غيره لنه كان
يأخذ علم أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم في السنن وغيرها عن جميعهم ويختلف اليهم أل ترى الى قول عبد ال ) ( 1بن حنين لبي أيوب رحمه ال أرسلني
اليك ابن عباس أسالك كيف كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم ولم يقل ) هل ( كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم على
B314
TEXT
حسبما اختلفا فيه فالظاهر وال أعلم أنه قد كان عنده من ذلك علم واختلف أهل العلم في غسل المحرم رأسه بالماء فكان مالك ل يجيز ذلك للمحرم ويكرهه ) له ( ومن
حجته أن عبد ال بن عمر كان ل يغسل رأسه وهو محرم ال من احتلم ) ( 2قال مالك فإذا رمى المحرم جمرة العقبة ) جاز له غسل رأسه وإن لم يحلق قبل الحلق لنه
إذا رمى جمرةالعقبة ( فقد حل
له قتل القمل وحلق الشعر والقاء التفث ) ( 1ولبس الثياب قال وهذا الذي سمعت من أهل العلم ) ( 2وعند جويرية في هذا الباب عن مالك حديث غريب صحيح حدثناه
عبد الرحمان بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا ابن العرابي وحدثنا محمد قال حدثنا علي بن عمر الحافظ قال حدثنا إسمعيل بن محمد الصفار قال حدثنا أبو
داود السجستاني حدثنا سوار بن سهل القرشي حدثنا عبد ال بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي ) ( 3أنه رأى قيس
بن سعد بن عبادة غسل أحد شقي رأسه بالشجرة ثم التفت فإذا هديه قد قلدت فقام فأهل قبل أن يغسل شق رأسه الخر وقال الثوري وأبو حنيفة والشافعي والوزاعي
وأحمد ابن حنبل وأبو ثور وداود ل بأس بأن يغسل المحرم رأسه بالماء وكان عمر بن الخطاب يغسل رأسه بالماء وهو محرم ويقول ل يزيده الماء ال شعثا ) ( 4
ورويت الرخصة في ذلك ) أيضا ( عن ابن عباس وجابر بن عبد ال وعليه جماعة التابعين وجمهور فقهاء المسلمين
وقد أجمعوا أن المحرم يغسل رأسه من الجنابة وأتباع مالك في كراهيته للمحرم غسل رأسه بالماء ) قليل ( وقد كان ابن وهب وأشهب يتغاطسان وهما محرمان مخالفة
لبن القاسم في ابايته من ذلك وكان ابن القاسم يقول إن من غمس رأسه في الماء أطعم شيئا خوفا من قتل الدواب ول بأس عند جميعهم أن يصب الماء ) على المحرم لحر
يجده وكان أشهب يقول ل أكره للمحرم غمس رأسه في الماء قال وما يخاف في الغمس ينبغي أن يخاف مثله في صب الماء على الرأس من الحر وأما غسل المحرم
رأسه بالخطمي والسدر ) ( 1فالفقهاء على كراهية ذلك هذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأصحابهم وكان مالك وأبو حنيفة يريان الفدية على المحرم إذا غسل رأسه
بالخطمي وقال أبو ثور ل شيء عليه إذا فعل ذلك وكان عطاء وطاوس ومجاهد يرخصون للمحرم إذا كان قد لبد رأسه ) في غسل رأسه ( بالخطمي ليلين
وروى عن ابن عمر أنه كان يفعل ذلك ويحتمل ان يكون هذا من فعل ابن عمر بعد رمي جمرة العقبة وكان رضي ال عنه إذا لبد حلق فإنما كان فعله ) ذلك ( وال تعالى
أعلم عونا على الحلق واحتج بعض المتأخرين على جواز غسل المحرم رأسه بالخطمي بأن النبي صلى ال عليه وسلم أمر بالمحرم الميت أن يغسلوه بماء وسدر وأمرهم
أن يجنبوه ما يجتنب المحرم قال فدل ذلك على إباحة غسل راس المحرم بالسدر قال والخطمي في معناه قال أبو عمر هذا حديث اختلف الفقهاء في القول به وليس هذا
موضع الكلم فيه واختلفوا أيضا في دخول ) المحرم ( الحمام فكان مالك وأصحابه يكرهون ذلك ويقولون من دخل الحمام فتدلك وأنقى الوسخ فعليه الفدية وكان الثوري
والوزاعي والشافعي وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وأحمد بن حنبل وإسحاق وداود بن علي ل يرون بدخول المحرم الحمام بأسا وروى عن ابن عباس من وجه ثابت
أنه كان يدخل الحمام وهو محرم ) ( 1
وفي هذا الحديث أيضا استتار الغاسل عند الغسل ومعلوم أن الذي كان يستره بالثوب ل يطلع منه على ما يستره به عن مثله فالسترة واجبة على القريب والبعيد قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم استر عورتك ال عن زوجتك أو أمتك ) ( 1وهذا معناه عند الحاجة الى ذلك ل غير وسيأتي في ستر العورة ما فيه كفاية في باب ابن
شهاب إن شاء ال تعالى وأما قوله يغتسل بين القرنين فقال ابن وهب القرنان العمودان المبنيان اللذان فيهما السانية على رأس الجحفة وقال غيره هما حجران مشرفان أو
عمودان على الحوض يقوم عليهما السقاة
#حديث واحد وعشرون لزيد بن أسلم مسند مالك عن زيد ابن أسلم عن القعقاع ) بن حكيم ( عن أبي يونس ) ( 1مولى عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال
أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا ثم قالت إذا بلغت هذه الية فآذني !> حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين <! 2فلما بلغتها آذنتها فأملت على
حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وصلة العصر وقوموا ل قانتين ثم قالت سمعتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ( 3في هذا الحديث من الفقه جواز
دخول مملوك المرأة عليها وفيه ما يدل على مذهب من قال إن القرآن نسخ منه ما ليس في مصحفنا اليوم ومن قال بهذا القول يقول إن النسخ على ثلثة أوجه في القرآن
أحدها ما نسخ خطه وحكمه وحفظه فنسي
يعني رفع خطه من المصحف وليس حفظه على وجه التلوة ول يقطع بصحته على ال ول يحكم به اليوم أحد وذلك نحو ما روى أنه كان يقرأ ل ترغبوا عن آبائكم فإنه
كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) ( 1ومنها قوله لو أن لبن آدم واديا من ذهب لبتغى اليه ثانيا ولو أن له ثانيا لبتغى اليه ثالثا ول يمل جوف ابن آدم ال التراب ويتوب
ال على من تاب ) ( 2قيل إن هذا كان في سورة ص ومنها ) بلغوا قومنا إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا ) عنه ( وهذا من حديث مالك عن إسحاق عن أنس أنه قال
أنزل ال في الذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه ثم نسخ بعد بلغوا قومنا وذكره ومنها قول عائشة كان فيما أنزل ال من القرآن عشر رضعات ثم نسخن بخمس معلومات
فتوفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهن مما يقرأ ) ( 3الى أشياء في مصحف أبي و عبد ال وحفصة وغيرهم مما يطول ذكره
ومن هذا الباب قول من قال إن سورة الحزاب كانت نحو سورة البقرة أو العراف روى سفيان وحماد بن زيد عن عاصم عن زر بن حبيش قال قال لي أبي بن كعب
كائن تقرأ سورة الحزاب أو كائن تعدها قلت ثلثا وسبعين آية قال قط لقد رأيتها وإنها لتعادل البقرة ولقد كان فيما قرأنا فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكال
من ال وال عزيز حكيم ) ( 1وقال مسلم بن خالد عن عمرو بن دينار قال كانت سورة الحزاب تقارن سورة البقرة ) وروى أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا سيف
عن مجاهد قال كانت الحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير ولم يذهب منه حلل ول حرام ( أخبرنا عيسى بن سعيد بن سعدان
) المقرئ ( قال أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي المقرئ قال أخبرنا أبو الحسن صالح بن أحمد القيراطي قال أخبرنا أحمد بن محمد بن
يحيى بن سعيد القطان قال أخبرني يحيى بن أدم قال أخبرنا عبد ال بن الجلح ) ( 1عن أبيه عن عدي بن عدي ) ( 2بن عميرة ابن فروة عن أبيه عن جده عميرة بن
فروة أن عمر بن الخطاب قال لبي وهو إلى جنبه أوليس كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب ال إن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم فقال بلى ثم قال أو ليس كنا نقرأ الولد للفراش
وللعاهر الحجر ) ( 3فيما فقدنا من كتاب ال فقال أبي بلى والوجه الثاني أن ينسخ خطه ويبقى حكمه وذلك نحو قول عمر بن الخطاب لول أن يقول قوم زاد عمر في
كتاب ال لكتبتها بيدي الشيخ والشيخة ) إذا زنيا ( فارجموهما ألبته بما قضيا من اللذة نكال من ال وال عزيز حكيم ) ( 4فقد قرأناها
على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فهذا مما نسخ ورفع خطه من المصحف وحكمه باق في الثيب من الزناة الى يوم القيامة إن شاء ال ) عند أهل السنة ( ومن هذا
الباب قوله في هذا الحديث وصلة العصر ) في مذهب من نفي أن تكون الصلة الوسطى هي صلة العصر ( وقد تأول قوم في قول عمر قرأناها على عهد رسول ال
صلى ال عليه وسلم أي تلوناها والحكمة تتلى بدليل قول ال عز وجل !> واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات ال والحكمة <! 1وبين أهل العلم في هذا تنازع يطول
ذكره والوجه الثالث أن ينسخ حكمه ويبقى خطه يتلى في المصحف وهذا كثير نحو قوله عز وجل !> والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لزواجهم متاعا إلى
الحول <! 2نسختها يتربصن بأنفسهن أربعة اشهر وعشرا ) ( 3الية وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه وقد أنكر قوم أن يكون هذا الحديث في شيء من معنى
الناسخ والمنسوخ وقالوا إنما هو من معنى السبعة الحرف التي أنزل
ال القرآن عليها نحو قراءة عمر بن الخطاب وابن مسعود رحمهما ال فامضوا الى ذكر ال وقراءة ابن مسعود فل جناح عليه أن ل يطوف بهما وقراءة أبي وابن عباس
وأما الغلم فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين ( وقراءة ابن مسعود وابن عباس فلما خر تبينت النس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ونحو هذا من القراءات المضافة الى
الحرف السبعة وقد ذكرنا ما للعلماء من المذاهب في تأويل قول رسول ال صلى ال عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف في باب ابن شهاب عن عروة من هذا
الكتاب ) ( 1وقد أبت طائفة أن يكون شيء من القرآن ال ما بين لوحي مصحف عثمان واحتجوا بقول ال عز وجل !> إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون <! 2الى
أشياء احتجوا بها يطول ذكرها وأجمع العلماء أن ما في مصحف عثمان بن عفان وهو الذي بأيدي المسلمين اليوم في أقطار الرض حيث كانوا هو القرآن المحفوظ الذي
ل يجوز لحد أن يتجاوزه ول تحل الصلة لمسلم ال بما فيه وإن كل ما روى من القراآت في الثار عن النبي صلى
ال عليه وسلم أو عن أبي أو عمر بن الخطاب أو عائشة أو ابن مسعود أو ابن عباس أو غيرهم من الصحابة مما يخالف مصحف عثمان المذكور ل يقطع بشيء من ذلك
على ال عز وجل ولكن ذلك في الحكام يجري في العمل مجرى خبر الواحد وإنما حل مصحف عثمان رضي ال عنه هذا المحل لجماع الصحابة وسائر المة عليه ولم
يجمعوا على ما سواه وبال التوفيق ويبين لك هذا إن من دفع شيئا مما في مصحف عثمان كفر ) ( 1ومن دفع ما جاء في هذه الثار وشبهها من القراءات لم يكفر ومثل
ذلك من أنكر صلة من الصلوات الخمس واعتقد أنها ليست واجبة عليه كفر ومن أنكر أن يكون التسليم من الصلة أو قراءة أم القرآن أو تكبيرة الحرام فرض لم يكفر
ونوظر فإن بان له فيه الحجة وال عذر إذا قام له دليله وإن لم يقم له على ما ادعاه دليل محتمل هجر وبدع فكذلك ما جاء من اليات المضافات الى القرآن في الثار فقف
على هذا الصل
وفي هذا الحديث دليل على أن الصلة الوسطى ليست صلة العصر لقوله فيه وصلة العصر وهذه الواو تسمى الواو الفاصلة ) ( 1وحديث عائشة هذا صحيح ل أعلم
B314
TEXT
فيه اختلفا وقد روى عن حفصة في هذا نحو حديث عائشة سواء رواه مالك عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع أنه قال كنت أكتب مصحفا لحفصة أم المؤمنين فقالت
إذا بلغت هذه الية فآذني !> حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين <! فلما بلغتها آذنتها فأملت علي حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وصلة
العصر وقوموا ل قانتين ) ( 2هكذا رواه مالك موقوفا وحديث حفصة هذا قد اختلف في رفعه وفي متنه أيضا وممن رفعه عن زيد هشام بن سعد حدثنا عبد الوارث بن
سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا المطلب بن شعيب قال حدثنا عبد ال بن صالح قال حدثنا الليث قال حدثني هشام عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع أنه قال
أمرتني
حفصة أن أكتب لها مصحفا فقالت إذا بلغت آية الصلة من البقرة فتعال أملها عليك فلما بلغتها جئتها فقالت >/حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وصلة العصر
< /هكذا سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ وذكر إسمعيل بن إسحاق قال حدثنا محمد بن أبي بكر قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عبيد ال بن عمر عن نافع
أن حفصة أمرت أن يكتب لها مصحف فقالت إذا أتيت على ذكر الصلوات فل تكتب حتى أمليها عليك كما سمعتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم حافظوا على
الصلوات والصلة الوسطى وصلة العصر قال نافع فرأيت الواو فيها ) ( 1قال عبيد ال وكان زيد بن ثابت يقول صلة الوسطى صلة الظهر ) ( 2قال أبو عمر هذا
إسناد صحيح جيد في حديث حفصة ووجدت في أصل
سماع ) ( 1أبي رحمه ال بخطه أن أبا عبد ال محمد بن أحمد بن قاسم بن هلل حدثهم قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا نصر بن مرزوق قال أخبرنا أسد بن موسى
قال حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد ال بن عمر عن نافع عن حفصة زوج النبي صلى ال عليه وسلم أنها قالت لكاتب مصحفها إذا بلغت مواقيت الصلة فأخبرني حتى
أخبرك ما سمعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول فلما أخبرتها قالت أكتب فإني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول حافظوا على الصلوات والصلة
الوسطى وصلة العصر وروى هشيم قال حدثنا جعفر بن إياس عن رجل حدثه عن سالم بن عبد ال أن حفصة أم المؤمنين أمرت رجل يكتب لها مصحفا فقالت إذا بلغت
هذه الية فآذني !> حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى <! فلما بلغتها أعلمتها ذلك فقالت له اكتب !> حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى <! صلة العصر
ذكره سنيد وغيره عن هشيم ففي هذا الحديث أنها
جعلت صلة العصر بدل من الصلة الوسطى ولم يأت ) فيه ( بالواو فلو صح هذا كانت صلة العصر هي الصلة الوسطى ) وقد احتج بعض من زعم أن الصلة
الوسطى صلة العصر بحديث هشيم هذا وما كان مثله وقال إن سقوط الواو وثبوتها في مثل هذا من كلم العرب سواء واحتج بقول الشاعر %إلى الملك القرم وابن الهما
%م وليث الكتيبة في المزدحم % % %يريد الملك القرم ابن الهمام ليث الكتيبة والعرب تقول اشتر ثوبا قطنا كتانا صوفا وقالوا ان من هذا الباب قول ال تعالى !>
فيهما فاكهة ونخل ورمان <! 1أي فيهما فاكهة نخل ورمان وكذلك قالوا في قوله تعالى !> وملئكته ورسله وجبريل وميكال <! 2يريد وملئكته جبريل وميكائيل ( )
( 3وهذا خلف ما ) تقدم وخلف ما ( روى عن عائشة وحديث عائشة أصح وكذلك رواية من أثبت ) الواو ( في حديث حفصة أصح إسنادا وال أعلم وحسبك بقول
نافع فرأيت الواو فيها
وقد اختلف العلماء في الصلة الوسطى فقالت طائفة الصلة الوسطى صلة الصبح وممن قال بهذا عبد ال بن عباس وهو أصح ما روى عنه في ذلك إن شاء ال وعبدال
بن عمر وعائشة على اختلف عنهم في ذلك وروى زهير بن محمد ومصعب بن سعد عن زيد ابن أسلم عن ابن عمر قال الصلة الوسطى صلة الصبح ) ( 1وذكر
إسمعيل بن إسحاق قال أخبرنا إبراهيم بن حمزة وعلي بن المديني واللفظ له قال حدثنا عبد العزيز بن محمد قال حدثني زيد ابن أسلم قال سمعت ابن عمر يقول الصلة
الوسطى صلة الصبح قال أبو عمر وهذا قول طاوس وعطاء ومجاهد وبه قال مالك بن أنس وأصحابه ذكر إسمعيل قال حدثنا إبراهيم بن حمزة ) ( 3قال
أخبرنا عبد العزيز ) بن محمد ( عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقول الصلة الوسطى صلة الصبح تصلي في سواد من الليل وبياض من النهار وهي أكثر
الصلوات تفوت الناس قال إسمعيل وحدثنا ) به ( محمد بن أبي بكر قال حدثنا عبد ال ابن جعفر عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس مثله قال إسماعيل الرواية
عن ابن عباس في ذلك صحيحة ويدل على مذهبه قول ال عز وجل !> وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا <! 1فخصت بهذا النص مع أنها منفردة بوقتها ل
يشاركها غيرها في ) هذا ( الوقت فدل ذلك على أنها الوسطى وال أعلم ) وزاد غيره أنها ل تجتمع مع غيرها ل في سفر ول حضر وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم
لم يضمها الى غيرها في وقت واحد ( قال أبو عمر وقال قائلون ) إن ( الصلة الوسطى صلة الظهر روى ذلك عن زيد بن ثابت وهو أثبت ما روى عنه وروى ذلك
أيضا عن
) عبد ال ( بن عمر وعائشة وأبي سعيد الخدري على اختلف عنهم وروى أيضا عن عبد ال بن شداد وعروة بن الزبير أنها الظهر أخبرنا أبو محمد عبد ال بن محمد
بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر قال أخبرنا أبو داود قال أخبرنا محمد بن المثنى قال أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرنا شعبة قال حدثني عمرو بن أبي حكيم قال
سمعت الزبرقان يحدث عن عروة ابن الزبير عن زيد بن ثابت قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة ولم يكن يصلي صلة أشد على أصحابه
منها فنزلت !> حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى <! وقال إن قبلها صلتين وبعدها صلتين ) ( 1وروى شعبة أيضا عن سعد بن إبراهيم قال سمعت حفص ابن
عمر ) ( 2يحدث عن زيد بن ثابت قال الصلة الوسطى صلة الظهر وشعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت مثله
ومالك عن داود بن الحصين عن ابن يربوع المخزومي سمع زيد بن ثابت مثله ) ( 1وقال إسماعيل من قال إنها الظهر ذهب إلى أنها وسط النهار أو لعل بعضهم روى
في ذلك أثرا فاتبعه قال أبو عمر وقال آخرون الصلة الوسطى صلة العصر وممن قال بذلك علي بن أبي طالب ل خلف عنه من وجه معروف صحيح وقد روى من
حديث حسين ) ( 2بن عبد ال بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أنه قال الصلة الوسطى صلة الصبح وحسين هذا متروك الحديث مدني ول يصح
حديثه بهذا ) السناد ( وقال قوم إن ما أرسله مالك رحمه ال في موطئه عن علي بن أبي طالب في الصلة الوسطى أنها الصبح ) ( 3أخذه من حديث
ابن ضميرة هذا ال أنه ل يوجد عن علي ال من حديثه والصحيح عن علي من وجوه شتى صحاح ) أنه ( قال في الصلة الوسطى صلة العصر وروى ذلك عن النبي
صلى ال عليه وسلم رواه عنه جماعة من أصحابه منهم عبيدة السلماني وشتير بن شكل ويحيى بن الجزار ) والحرث ( والحاديث عنه في ذلك صحاح ثابتة أسانيدها
حسان ذكر إسماعيل قال أخبرنا محمد بن أبي بكر قال حدثنا يحيى وعبد الرحمان بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن زر قال ) قلت ( لعبيدة سل عليا عن الصلة
الوسطى فسأله قال كنا نراها الفجر حتى سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يوم الحراب شغلونا عن الصلة الوسطى مل ال قبورهم وأجوافهم وبيوتهم نارا )
( 1وممن قال أيضا الصلة الوسطى صلة العصر أبو أيوب النصاري وأبو هريرة ) الدوسي ( وأبو سعيد الخدري وهو قول عبيدة السلماني والحسن البصري ومحمد
بن
سيرين والضحاك بن مزاحم وسعيد بن جبير وهو قول الشافعي وأبي حنيفة وأصحابهم وأكثر أهل الثر ) وإليه ذهب عبد الملك بن حبيب ( وروى ذلك ) ايضا ( عن ابن
عباس وابن عمر وعائشة على اختلف عنهم كما ذكرنا وأما حديث ابن عمر فرواه شعبة عن أبي حيان قال سمعت ابن عمر سئل عن الصلة الوسطى فقال هي العصر
وأما حديث عائشة فرواه وكيع عن محمد بن عمرو عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت هي العصر وروى ذلك إسماعيل أيضا عن محمد بن أبي بكر عن ابن مهدي عن
محمد بن عمرو عن القاسم عن عائشة واحتج من قال أنها العصر بما حدثناه عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال أخبرنا عثمان بن أبي شيبة
قال أخبرنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ويزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم
الخندق حبسونا عن الصلة الوسطى صلة العصر مل ال بيوتهم وقبورهم نارا ) ( 1وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال أخبرنا أحمد ابن زهير قال حدثنا موسى بن
إسماعيل قال حدثنا أبان بن
يزيد قال حدثنا قتادة أن أبا حسان أخبره عن عبيدة السلماني أنه سمع عليا ) قال ( إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم الخندق اللهم امل بيوتهم وقبورهم نارا كما
حبسونا عن الصلة الوسطى حتى غابت الشمس ورواه شعبة ) عن قتادة ( عن أبي حسان عن عبيدة عن علي مثله مرفوعا وذكر إسمعيل القاضي قال حدثنا محمد بن
أبي بكر قال حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن حسان عن محمد بن عبيدة ) السلماني ( عن علي عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال يوم الخندق شغلونا عن الصلة
الوسطى حتى غربت الشمس مل ال قلوبهم وقبورهم نارا قال القاضي أحسن الحاديث المرفوعة في هذا الباب عن علي حديث هشام بن حسان عن محمد بن عبيدة
وحدثني محمد بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى عن العمش عن مسلم عن شتير بن
شكل
عن علي قال شغلوا النبي صلى ال عليه وسلم عن صلة العصر حتى صلها بين صلتي العشاءين فقال شغلونا عن صلة الوسطى مل ال بيوتهم ) وقبورهم ( نارا
وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال أخبرنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سفيان قال حدثني العمش عن مسلم أبي الضحى )
B314
TEXT
( 1عن شتير بن شكل عن علي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الحزاب شغلونا عن الصلة الوسطى صلة العصر حتى غابت الشمس مل ال قلوبهم
وأجوافهم نارا ) ( 2وروى شعبة أيضا عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي قال كان النبي صلى ال عليه وسلم على فرضة من فرض ) ( 3الخندق فقال شغلونا
عن الصلة الوسطى حتى غربت الشمس مل ال قبورهم وبطونهم ) وبيوتهم ( نارا
قال شعبة لم يسمع يحيى ) ( 1بن الجزار من علي غير هذا الحديث وروى سفيان الثوري وإسرائيل عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي قال الصلة الوسطى صلة
العصر ويوم الحج الكبر يوم النحر واحتج من قال إنها الصبح بحديث مالك عن زيد ابن أسلم عن أبي يونس عن عائشة المذكور في هذا الباب ويجوز أن يحتج به
) أيضا ( من قال إنها الظهر لن قوله والصلة الوسطى وصلة العصر يقتضي أن الوسطى ليست ) صلة ( العصر وقد عارض بعض المتأخرين حديث عائشة هذا
بحديث زيد ابن أرقم قال كنا نتكلم في الصلة حتى نزلت !> حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين <! 2قال فهذا
زيد بن أرقم يذكر أن الية هكذا أنزلت ليس فيها وصلة العصر وهو الثابت بين اللوحين بنقل الكافة واحتج أيضا من قال إنها العصر بقول رسول ال صلى ال عليه
وسلم الذي تفوته صلة العصر فكأنما وتر أهله وماله ) ( 1قالوا فلم يخصها رسول ال صلى ال عليه وسلم بالذكر ال لنها الوسطى التي خصها ال بالتأكيد وال أعلم
وروى عن قبيصة ) ( 2بن ذؤيب أنه قال الصلة الوسطى صلة المغرب أل ترى أنها ليست بأقلها ول أكثرها ول تقصر في السفر وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم
لم يؤخرها عن وقتها ولم يعجلها وهذا ل أعلمه قاله غير قبيصة قال أبو عمر كل ما ذكرنا قد قيل فيما وصفنا ) ( 3وبال توفيقنا وهو
أعلم بمراده عز وجل من قوله !> والصلة الوسطى <! وكل واحدة من الخمس وسطى ) ( 1لن قبل كل واحدة منهن صلتين وبعدها صلتين كما قال زيد بن ثابت في
الظهر والمحافظة على جميعهن واجب وال المستعان
#حديث ثان وعشرون لزيد بن أسلم مسند مالك عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الشهلي ) النصاري ( عن جدته أنها قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يا
نساء المؤمنات ل تحقرن احدكن لجارتها ولو كراع شاة محرقا ) ( 1قال صاحب العين الكراع ) من النسان ( ومن الدواب وسائر المواشي ما دون الكعب وفي هذا
الحديث الحض على الصلة والهدية بقليل الشيء وكثيره وفي ذلك دليل على بر الجار وحفظه لن من ندبت ) إلى ( أن تهدي اليه وتصله فقد منعت من أذاه وأمرت ببره
والثار في الهدايا وحسن الجوار كثيرة معروفة وفي ذكر القليل من ذلك ما ينبه على فضل الكثير منه لمن فهم معنى الخطاب وبال التوفيق ولقد أحسن القائل ) ( 2
%افعل الخير ما استطعت وإن كان %قليل فلن تطيق بكله % %ومتى تفعل الكثير من الخير %إذا كنت تاركا لقله %وأحسن من هذا قول محمود الوراق %لقد
رأيت الصغير من عمل الخير %ثوابا عجبت من كبره % %أو قد رأيت الحقير من عمل الشر جزءا أشفقت من حذره %وجدة عمرو بن معاذ ) هذا ( قيل إن اسمها
حواء ) ( 1بنت يزيد بن السكن مدنية وقد قيل أنها جدة ابن بجيد أيضا وحديث كل واحدة منهما قد روى عن صاحبته وسنذكر بعض ذلك الختلف في الباب ) الذي يلي
هذا الباب ( في حديث زيد ابن أسلم عن ابن بجيد النصاري إن شاء ال حدثنا أحمد بن فتح ) ( 2حدثنا علي بن شجاع بن فارس البغدادي حدثنا أحمد بن عبد الجبار
الصوفي حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا عمر ) ( 1بن عبيد ) عن العمش ( عن شقيق ) ( 2عن عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اقبلوا الهدية واجيبوا الداعي ) ( 3
#حديث ثالث وعشرون لزيد بن أسلم مسند مالك عن زيد ابن أسلم عن ابن بجيد النصاري ثم الحارثي عن جدته أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ردوا السائل ولو
بظلف محرق ) ( 1هكذا رواه جماعة رواه الموطأ عن مالك وتابع ملكا على إسناد هذا الحديث ولفظه ومعناه معمر عن زيد ابن أسلم وكذلك رواه منصور بن حيان
وسعيد المقبري عن ابن بجيد عن جدته عن النبي صلى ال عليه وسلم بمعنى حديث مالك رواه ) عن ( المقبري محمد بن إسحاق وابن أبي ذئب والليث ورواه عن
منصور ) ( 2بن حيان سفيان والظلف في اللغة الظفر من ذوي الظلف وذلك معروف قال الفرزدق %وكان كعنز السوء قامت بظلفها %الى مدية مدفونة تستثيرها
%
وابن بجيد مدني معروف روى عنه زيد ابن أسلم وسعيد المقبري ومنصور بن حيان حديثه هذا وجدت في أصل سماع أبي رحمه ال بخطه أن محمد بن أحمد بن قاسم بن
هلل حدثهم قال أخبرنا سعيد بن عثمان قال حدثنا نصر بن مرزوق قال حدثنا أسد بن موسى قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمان ) ( 1بن بجيد عن
أم بجيد قالت قلت يا رسول ال ) وال ( إن المسكين ليقف على بابي حتى استحي فما أجد ما أضع في يده فقال ادفعي في يده ولو ظلفا محترقا وبهذا السناد عن أسد قال
حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد أخي بني حارثة عن جدته أم بجيد ) ( 2أنها حدثته وكانت ممن بايعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم أنها قالت لرسول ال صلى ال عليه وسلم
وال إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد له شيئا أعطيه إياه فقال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم وإن لم تجدي له شيئا تعطيه إياه ال ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده
وخالف حفص بن ميسرة ) أبو عمر الصنعاني ( ) ( 1في إسناد هذا الحديث وفي الذي قبله فقلبهما وجعل إسناد هذا في متن ذلك رواه ابن وهب ومعاذ بن فضالة عن
أبي عمر الصنعاني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الشهلي عن جدته حواء قالت سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ردوا السائل ولو
بظلف محرق وهذا لفظ حديث ابن وهب وقال معاذ ولو بشيء محترق وتابعه على هذا اللفظ ) بهذا السناد ( هشام بن سعد عن زيد ابن أسلم ) وهذا الحديث إنما هو لبن
بجيد وروى أيضا عن حفص بن ميسرة عن زيد ابن أسلم ( عن ابن بجيد عن جدته أم بجيد سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول ل تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن
شاة
وقد روى عن سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد النصاري عن جدته قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يا نساء المؤمنات ل تحقرن جارة لجارتها ولو
فرسن ) ( 1شاة وهذا عند مالك إنما هو حديث عمرو بن معاذ الشهلي ال أن لفظ حديث مالك ليس فيه ذكر فرسن وإنما فيه ولو كراع محترق قال صاحب العين فرسن
البعير معروف وقال الصمعي في قوله فرسن شاة هذه استعارة وإنما يعرف الفرسن للبعير والظلف للشاة ) قال ( واستعارة الفرسن لغير البعير ) ( 2هو كقول الشاعر
%أشكو الى مولي من مولتي %تربط بالحبل أكير عاتي %قال أبو عمر في هذا الحديث الحض على الصدقة بكل ما أمكن من قليل الشياء وكثيرها وفي قول ال
عز وجل !> فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره <! 3أوضح الدلئل في هذا الباب
وتصدقت عائشة رضي ال عنها بحبتين من عنب فنظر اليها بعض أهل بيتها فقالت ل تعجبن فكم فيها من مثقال ذرة ومن هذا الباب قول رسول ال صلى ال عليه وسلم
اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة ) ( 1وإذا كان ال يربي الصدقات ويأخذ الصدقة بيمينه فيربها كما يربى احدنا فلوه أو فصيله ) ( 2فما بال من عرف هذا
يغفل عنه وما التوفيق ال بال وفي سماع رسول ال صلى ال عليه وسلم في حديث ابن بجيد هذا من رواية المقبري وغيره قول جدة ابن بجيد له إن المسكين ليقف على
بابي ولم ينكر عليها دليل على أن قوله صلى ال عليه وسلم في حديث ابي هريرة ليس المسكين بالطواف عليكم ) ( 3لم يرد به ) اسم ( المسكنة ولكنه أراد معنى منها
ليس موجودا في الطواف على البواب وهو الصبر على اللواء والفقر مع ترك السؤال وكلهما يقع عليه اسم مسكين بظاهر الحديثين فكأنه أراد وال أعلم ليس المسكين
على تمام المسكنة وعلى الحقيقة ال الذي ل يسأل الناس ومنه قوله صلى ال عليه وسلم
ليس ) من ( البر الصيام في السفر ) ( 1أي ليس البر كله بتمامه لن الفطر أيضا في السفر في رمضان جزء للخذ برخصة ال عز وجل وإباحته وبال التوفيق
#حديث رابع وعشرون لزيد بن أسلم مسند مالك عن زيد ابن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه ) أنه ( قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن العقيقة فقال ل
أحب العقوق وكأنه إنما كره السم وقال من ولد له ولد فأحب أن ينسك عن ولده فليفعل ) ( 1روى هذا الحديث ) إبن عيينة عن ( زيد ابن أسلم عن رجل من ) بني (
ضمرة عن ابيه أو عن عمه هكذا على الشك والقول في ذلك قول مالك ول أعلمه روى معنى هذا الحديث عن النبي صلى ال عليه وسلم ) إل من هذا الوجه ومن حديث
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى ال عليه وسلم ( واختلف فيه على عمرو بن شعيب أيضا
) ومن احسن أسانيد حديثه ما ذكره عبد الرزاق قال أخبرنا داود بن قيس قال سمعت عمرو بن شعيب يحدث عن أبيه عن جده قال سئل النبي صلى ال عليه وسلم عن
العقيقة فقال ل أحب العقوق وكأنه ) ( 1كره السم قالوا يا رسول ال ينسك أحدنا عن ولده ) ( 2فقال من أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل عن الغلم شاتان مكافأتان
وعن الجارية شاة ( ) ( 3وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم في العقيقة آثار سنذكرها هنا إن شاء ال تعالى وفي هذا الحديث كراهية ما يقبح معناه من السماء
وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يحب السم الحسن ويعجبه الفال الحسن وقد جاء عنه في حرب ومرة ونحوهما ما رواه مالك ) ( 4وغيره وذلك معروف ستراه في
بابه من كتابنا هذا إن شاء ال
وكان الواجب بظاهر هذا الحديث أن يقال للذبيحة عن المولود نسيكة ول يقال عقيقة لكني ل أعلم أحدا من العلماء ) ( 1مال الى ذلك ول قال به وأظنهم وال اعلم تركوا
B314
TEXT
العمل بهذا المعنى المدلول عليه من هذا الحديث لما صح عندهم في غيره من لفظ العقيقة وذلك أن سمرة بن جندب روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال الغلم
مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ) ( 2وروى سلمان الضبي عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال مع الغلم عقيقته فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الذى ) ( 3وهما
حديثان ثابتان إسناد كل واحد منهما خير من إسناد حديث زيد ابن أسلم هذا حدثني عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال أملى علينا علي بن عبد العزيز
بمكة في المسجدالحرام قال
حدثنا معلى بن أسد قال أخبرنا سلم بن أبي مطيع ) ( 1قال حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الغلم مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم
السابع ويحلق رأسه ويسمى وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال أخبرنا عفان قال حدثنا أبان قال حدثنا قتادة عن الحسن
عن سمرة أن النبي صلى ال عليه وسلم قال كل غلم مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويماط عنه الذى ويسمى قال أحمد بن زهير وحدثنا أبي قال حدثنا قريش ابن
أنس عن حبيب ) ( 2بن الشهيد قال قال لي ابن سيرين ) ( 3سل الحسن ممن سمع حديث العقيقة فسألته عن ذلك فقال من سمرة وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم
بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا حجاج ابن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أيوب وقتادة
ويونس وهشام وحبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين عن سلمان بن عامر الضبي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال مع الغلم عقيقته فأهرقوا عنه دما واميطوا عنه
الذى وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو غسان قال أخبرنا إسرائيل عن عبد ال بن المختار عن محمد بن
سيرين عن ابي هريرة قال سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول الغلم مرتهن بعقيقته فهذا لفظ العقيقة قد صح عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه ثابتة أثبت من
حديث زيد بن أسلم هذا وعليها العلماء وهو الموجود في كتب الفقهاء وأهل الثر في الذبيحة عن المولود العقيقة دون النسيكة وأما العقيقة في اللغة فزعم أبو عبيد عن
الصمعي وغيره أن أصلها الشعر الذي يكون على رأس الصبي حين يولد ) قال ( وإنما سميت الشاة التي تذبح عنه عقيقة لنه يحلق عنه ذلك الشعر عند الذبح قال ولهذا
قيل في الحديث وأميطوا عنه الذى يعني بالذى ذلك الشعر
قال أبو عبيد وهذا مما قلت لك أنهم ربما سموا الشيء باسم غيره ) ( 1إذا كان معه أو من سببه فسميت الشاة عقيقة لعقيقة الشعر وكذلك كل مولود من البهائم فإن الشعر
الذي يكون عليه حين يولد عقيقة وعقة قال زهير يذكر حمار وحش %أذلك أم شتيم الوجه جأب %عليه من عقيقته عفاء ) % ( 2يعني صغار الوبر وقال ابن الرقاع
في العقة يصف حمارا %تحسرت عقة عنه فأنسلها %واجتاب اخرى جديدا بعد ما ابتقل %قال يريد أنه لما فطم من الرضاع وأكل البقل ألقى عقيقته واجتاب اخرى
وهكذا زعموا يكون قال أبو عبيد العقة والعقيقة في الناس والحمر ولم يسمع في غير ذلك قال ابو عمر هذا كله كلم أبي عبيد وحكايته وما ذكره في تفسير العقيقة
وقد أنكر أحمد بن حنبل تفسير أبي عبيد هذا للعقيقة وما ذكره عن الصمعي وغيره في ذلك وقال إنما العقيقة ) الذبح نفسه ( قال ول وجه لما قال أبو عبيد واحتج بعض
المتأخرين لحمد بن حنبل في قوله هذا بأن قال ما ) قال ( أحمد من ذلك فمعروف في اللغة لنه يقال عق إذا قطع ومنه يقال عق والديه إذا قطعهما ) قال أبو عمر يشهد
لقول أحمد بن حنبل قول الشاعر %بلد بها عق الشباب تمائمي ) % ( 1وأول أرض مس جلدي ترابها %يريد أنه لما شب قطعت عنه تمائمه %ومثل هذا قول ابن
ميادة واسمه الرماح ) % ( 2بلد بها نيطت على تمائمي %وقطعن عني حين أدركني عقلي % % % %
وقول أحمد في معنى العقيقة في اللغة أولى من قول أبي عبيد وأترب وأصوب وال أعلم ( قال أبو عمر في هذا الحديث قوله صلى ال عليه وسلم من ولد له ولد فأحب أن
ينسك عن ولده فليفعل دليل على أن العقيقة ليست بواجبة لن الواجب ل يقال فيه من أحب فليفعله وهذا موضع اختلف العلماء فيه فذهب أهل الظاهر الى أن العقيقة واجبة
فرضا منهم داود بن علي وغيره واحتجوا لوجوبها بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر بها وفعلها وكان بريدة السلمي يوجبها وشبهها بالصلة فقال الناس يعرضون
يوم القيامة على العقيقة كما يعرضون على الصلوات الخمس وكان الحسن البصري يذهب الى أنها واجبة عن الغلم يوم سابعه فإن لم يعق عنه عق عن نفسه وقال الليث
بن سعد يعق عن المولود في أيام سابعة في أيها شاء فإن لم تتهيأ لهم العقيقة في سابعه فل بأس أن يعق عنه بعد ذلك وليس بواجب أن يعق عنه بعد سبعة أيام وكان الليث
يذهب الى أنها واجبة في السبعة اليام
وكان مالك يقول هي سنة ) ( 1واجبة يجب العمل بها وهو قول الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبي ثور والطبري قال مالك ل يعق عن الكبير ول يعق عن المولود
ال يوم سابعة ضحوة فإن جاوز يوم السابع لم يعق عنه ) وقد روى عنه أنه يعق عنه في السابع الثاني ( قال ويعق عن اليتيم ويعق العبد المأذون له في التجارة عن ولده
ال أن يمنعه سيده قال مالك ول يعد اليوم الذي ولد فيه ال أن يولد قبل الفجر من ليلة ذلك اليوم وروى عن عطاء أن أخطأهم أمر العقيقة يوم السابع أحببت أن يؤخره الى
يوم السابع الخر ) ( 2وروى عن عائشة أنها قالت إن لم يعق عنه يوم السابع ففي أربع شعرة فإن لم يكن ففي إحدى وعشرين وبه قال إسحاق بن راهويه وهو مذهب
ابن وهب قال ابن وهب قال مالك بن أنس إن لم يعق عنه في يوم السابع عق عنه في السابع الثاني وقال ابن وهب ول بأس أن يعق عنه في السابع الثالث
وقال مالك إن مات قبل السابع لم يعق عنه وروى عن الحسن مثل ذلك وقال الليث بن سعد في المرأة تلد ولدين في بطن واحد أنه يعق عن كل واحد منهما قال أبو عمر
ما أعلم عن أحد من فقهاء المصار خلفا في ذلك وال أعلم وقال الشافعي ل يعق المأذون له المملوك عن ولده ول يعق عن اليتيم كما ل يضحي عنه وقال الثوري ليست
العقيقة بواجبة وإن صنعت فحسن وقال محمد بن الحسن هي تطوع كان المسلمون يفعلونها فنسخها ذبح الضحى فمن شاء فعل ومن شاء لم يفعل ) ( 1وقال أبو الزناد
العقيقة من أمر المسلمين الذين كانوا يكرهون تركه قال أبو عمر الثار كثيرة مرفوعة عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين في استحباب العمل بها وتأكيد سنتها ول
وجه لمن قال إن ذبح الضحى نسخها
واختلفوا في عدد ما يذبح عن المولود من الشياه في العقيقة عنه فقال مالك يذبح عن الغلم شاة واحدة وعن الجارية شاة الغلم والجارية في ذلك سواء والحجة له ولمن
قال بقوله في ذلك ما حدثناه عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو معمر عبد ال بن عمرو قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب
عن عكرمة عن ابن عباس إن رسول ال صلى ال عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا ) ( 1وروى جعفر بن محمد عن أبيه أن فاطمة ذبحت عن حسن
وحسين كبشا كبشا وكان عبد ال بن عمر يعق عن الغلمان والجواري من ولده شاة شاة وبه قال أبو جعفر محمد ) ( 2بن علي بن حسين كقول مالك سواء وقال الشافعي
وأحمد وإسحاق وأبو ثور يعق عن الغلم شاتان وعن الجارية شاة وهو قول ابن عباس وعائشة وعليه جماعة أهل الحديث وحجتهم في ذلك ما حدثناه أبو القاسم عبد
الوارث بن سفيان قراءة مني عليه قال حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد وحدثنا أبو عثمان سعيد بن نصر قراءة مني عليه أيضا واللفظ له قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي
قال حدثنا الحميدي قال جميعا حدثنا سفيان قال أخبرنا عمرو بن دينار قال أخبرني عطاء بن أبي رباح أن حبيبة بنت ميسرة الفهرية مولته أخبرته أنها سمعت ام كرز
الخزاعية تقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قال في العقيقة عن الغلم شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة ) ( 1وعند ابن عيينة أيضا في هذا الحديث إسناد آخر
عن عبيد ال بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز حدثنيه سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الترمذي قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان
قال حدثني عبيد ال بن أبي يزيد قال أخبرني أبي أنه سمع سباع بن ثابت يحدث انه سمع أم كرز الكعبية تقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول اقروا الطير
على مكناتها قالت وسمعته صلى ال عليه وسلم يقول عن الغلم شاتان وعن الجارية شاة ول يضركم ذكرانا كن أو إناثا ) ( 2هكذا قال ابن عيينة في هذا الحديث عن
عبيد ال بن أبي يزيد عن أبيه وخالفه حماد بن زيد فلم يقل عن أبيه
حدثنا عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن عبيد ال بن أبي يزيد عن سباع بن ثابت عن أم كرز قالت
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الغلم شاتان مثلن وعن الجارية شاة ) ( 1قال أبو داود هذا هو الصحيح ) ( 2وهم ابن عيينة فيه ) ( 3قال أبو عمر ل أدري
من أين قال هذا أبو داود وابن عيينة حافظ وقد زاد في السناد وله عن عبيدال ابن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز ثلثة أحاديث وحدثنا بحديث حماد بن
زيد أيضا عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد فذكره بإسناده حرفا بحرف
وقال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول مكافأتان مستويتان متقاربتان ) ( 1حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد ال بن نمير قال حدثنا داود بن قيس عن عمرو بن شعيب ) عن أبيه ( عن جده قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن العقيقة فقال
ل أحب العقوق فقال أي رسول ال إنما أسألك عن أحدنا يولد له المولود فقال من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل عن الغلم شاتان وعن الجارية شاة ) ( 2قال أبو عمر
انفرد الحسن وقتادة بقولهما إنه ل يعق عن الجارية بشيء وإنما يعق عن الغلم فقط بشاة وأظنهما ذهبا الى ظاهر حديث سلمان مع الغلم عقيقته والى ظاهر حديث سمرة
الغلم مرتهن بعقيقته وكذلك انفرد الحسن وقتادة أيضا بأن الصبي يمس رأسه بقطنة قد غمست في دم ) العقيقة (
قال أبو عمر أما حلق رأس الصبي عند العقيقة فإن العلماء كانوا يستحبون ذلك وقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال في حديث العقيقة يحلق رأسه ويسمى وقال
B314
TEXT
بعضهم في هذا الحديث وهو حديث سمرة يحلق رأسه ويدمي ول أعلم أحدا من أهل العلم قال يدمي رأس الصبي إل الحسن وقتادة فإنهما قال يطلي رأس الصبي بدم
العقيقة وأنكر ذلك سائر أهل العلم وكرهوه وحجتهم في كراهيته قول رسول ال صلى ال عليه وسلم في حديث سلمان بن عامر الضبي وأميطوا عنه الذى فكيف ) يجوز
( أن يؤمر بإماطة الذى عنه وأن يحمل على رأسه الذى وقوله صلى ال عليه وسلم اميطوا عنه الذى ناسخ لما كان عليه أهل الجاهلية من تخضيب رأس الصبي بدم
العقيقة روى عن عائشة رضي ال عنها أنها قالت كان أهل الجاهلية إذا حلقوا رأس الصبي وضعوا دم العقيقة على رأسه بقطنه مغموسة في الدم فأمرهم رسول ال صلى
ال عليه وسلم أن يجعلوا مكان الدم خلوقا ) ( 1
وروى عن بريدة السلمي نحو ما روى عن عائشة في ذلك حدثناه عبد ال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن ثابت قال حدثنا علي
بن الحسين قال حدثني أبي قال حدثني عبد ال بن بريدة قال سمعت أبي بريدة يقول كنا في الجاهلية إذا ولد لحدنا غلم ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها فلما جاء ال بالسلم
كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بالزعفران ) ( 1قال أبو عمر ل أعلم أحدا قال في حديث سمرة ويدمى مكان ويسمى ال هماما أخبرنا عبد ال بن محمد بن عبد
المؤمن قال حدثنا محمد ابن بكر بن عبد الرزاق التمار بالبصرة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا حفص بن عمر النمري قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن الحسن عن
سمرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال كل غلم رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويدمى فكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يصنع ) به ( قال إذا ذبحت
العقيقة أخذت ) منها ( صوفة ) ( 2واستقبلت بها أوداجها ثم
توضع على يافوخ الصبي على رأسه ) ( 1ثم يغسل رأسه بعد ويحلق ) ( 2قال أبو داود وقوله ويدمى وهم من همام ) ( 3وجاء تفسيره عن قتادة وهو منسوخ ) ( 4
وأما تسمية الصبي فإن مالكا رحمه اله قال يسمى يوم السابع وهو قول الحسن البصري والحجة لهذا القول حديث سمرة ) وقد ذكرناه وهو ( قوله يذبح عنه يوم سابعه
ويسمى يريد وال أعلم ويسمى يومئذ قال مالك إن لم يستهل صارخا لم يسم وقال ابن سيرين وقتادة والوزاعي إذا ولد وقد تم خلقه سمي في الوقت إن شاء ويجوز أن
يحتج لمن قال بهذا القول بما روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ولد لي الليلة فسميته غلم بإبراهيم وعند مالك والشافعي واصحابهما وهو قول ابي ثور يتقي في
العقيقة من = العيوب ما يتقي في الضحايا ويسلك بها
مسلك الضحايا يؤكل منها ويتصدق ويهدي الى الجيران وروى مثل ذلك عن عائشة وعليه جمهور العلماء قال عطاء إذا ذبحت العقيقة فقل باسم ال هذه عقيقة فلن ) قال
( وتطبخ وتقطع قطعا ول يكسر لها عظم وهو قول الشافي في أن ل يكسر لها عظم وقد روى عن عائشة انها قالت ل تكسر عظام العقيقة وقال مالك وإبن شهاب ل بأس
بكسر عظامها وقال ابن جريج تطبخ بماء وملح أعضاء أو قال آرابا وتهدي في الجيران والصديق ول يتصدق منها بشيء ) ( 1
#حيث خامس وعشرون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد ابن أسلم عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الحيوان باللحم ) ( 1قال أبو
عمر ل أعلم هذا الحديث يتصل من وجه ثابت من الوجوه عن النبي صلى ال عليه وسلم وأحسن أسانيده مرسل سعيد بن المسيب هذا ول خلف عن مالك في إرساله ال
ما حدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن عبد ال بن احمد حدثنا أبي حدثنا أحمد بن حماد ابن سفيان الكوفي حدثنا يزيد بن عمرو العبدي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا مالك
عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع اللحم بالحيوان
وهذا حديث إسناده موضوع ل يصح عن مالك ول أصل له في حديثه ) ( 1ورواه معمر عن زيد بن أسلم عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن
بيع اللحم بالشاة الحية هذا لفظ حديث معمر قال زيد ابن أسلم نظرة ويدا بيد هكذا قال معمر عن زيد ابن أسلم ) ( 2وقد اختلف الفقهاء في القول بهذا الحديث وفي معناه
فكان مالك يقول المراد من هذا الحديث تحريم التفاضل في الجنس الواحد وهو عنده من باب المزابنة والغرر لنه ل يدري هل في الحيوان مثل اللحم الذي أعطى أو أقل
أو أكثر وبيع اللحم باللحم ل يجوز متفاضل فكذلك بيع الحيوان باللحم إذا كانا من جنس واحد والجنس الواحد عنده البل والبقر والغنم وسائر الوحش وذوات الربع
المأكولت هذا كله
عنده جنس واحد ل يجوز بيع لحمه بلحمه ال مثل بمثل وقد أجازه على التحري ول يجوز حيوانه بلحمه عنده أصل من أجل المزابنة ) ( 1ومن هذا الباب عنده الشيرق
) ( 2بالسمسم والزيت بالزيتون ل يجوز شيء منه على حال والطير ) كله ( عنده جنس واحد والحيتان كلها جنس واحد وما ذكرت لك من أصله في بيع الحيوان باللحم
هو المذهب المعروف عنه وعليه أصحابه ال أشهب فإنه ل يقول بهذا الحديث ول بأس عنده ببيع اللحم بالحيوان من جنسه وغير جنسه حكى ذلك محمد بن عبد ال بن
عبد الحكم وغيره عنه قال ابن القاسم من سلم في داجاج فأخذ فيها عند حلول الجل طيرا من طير الماء لم يجز لن طير الماء إنما يراد للكل ل لغيره وقال أشهب ذلك
جائز وقال الفضل بن سلمة كان ابن القاسم ل يجيز حي ما يقتني بحي ما ل يقتني ) ل مثل بمثل ول متفاضل للحديث الذي جاء فيه النهي عن اللحم بالحيوان
وأجاز حي ما يقتني بحي ما يقتني متفاضل وأجاز حي ما ل يقتني بحي ما ل يقتني على التحري ( قال الفضل لنه ) إن كان لحما فل بأس ببيع بعضه ببعض على
التحري وإن كان حيوانا فهو يجوز متفاضل فكيف تحريا ( قال أبو عمر قد قال غيره من المالكيين ل يجوز التحري في المذبوح إذا لم يسلخ ويجرد ويوقف على ما يمكن
تحريه منه وهو الصحيح من القول في ذلك إن شاء ال قال الفضل وكان أشهب يجيز حي ما ل يقتني بحي مال يقتني وبحي ما يقتني متفاضل فكذلك أجاز إن يأخذ في
الدجاج والوز طيرا من طير الماء قال أبو عمر إذا اختلف الجنسان فل خلف عن مالك واصحابه أنه جائز بيع الحيوان حينئذ باللحم ) ( 1وقال ابو حنيفة وأبو يوسف
ل بأس باللحم بالحيوان من جنسه ومن غير جنسه على كل حال بغير اعتبار وهو قول أشهب وقال محمد بن الحسن ل يجوز ال على العتبار قال أبو عمر العتبار عنده
نحو التحري عند ابن القاسم ) فافهم ( وقال
الليث بن سعد والشافعي وأصحابه ل يجو بيع اللحم بالحيوان على ) كل ( حال من جنسه ول من غير جنسه على عموم الحديث قال أبو عمر قال الشافعي بهذا الحديث
وإن كا مرسل وأصله أن ل يقبل المراسيل ال مراسيل سعيد بن المسيب فإنه زعم أنه افتقدها فوجدها صحاحا قال أبو يحيى زكرياء بن يحيى الساجي سمعت عيسى بن
شاذان يقول ارسال سعيد بن المسيب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم يوازي إسناد غيره وقال المزني القياس أن يجوز ال أن يثبت فيه الحديث فل يجوز اتباعا للثر
وتركا للقياس قال = ابو عمر فقهاء المدينة على كراهية بيع الحيوان باللحم وهو العمل عندهم وممن روى ذلك عنهم سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن
الحرث بن هشام وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد كلهم ) كانوا ( يحرمون بيع اللحم بالحيوان عاجل وآجل
وذكر مالك عن أبي الزناد قال كل من أدركت ينهى عن بيع الحيوان باللحم قال أبو الزناد وكان يكتب ذلك في عهود العمال في زمان أبان بن عثمان وهشام بن إسماعيل
قال أبو الزناد وسمعت سعيد بن المسيب يقول ) نهى عن بيع الحيوان باللحم قال فقلت لسعيد بن المسيب ( أرأيت رجل اشترى شارفا ) ( 1بعشر شياه فقال سعيد إن كان
اشتراها لينحرها فل خير في ذلك ) ( 2وذكر مالك أيضا عن داود بن الحصين أنه سمع سعيد بن المسيب يقول كان من ميسر أهل الجاهلية بيع الحيوان باللحم بالشاة
والشاتيتن ) ( 3وهذا يدل على مذهب مالك ) في هذا الباب ( أنه من طريق القمار ) والمزابنة وال أعلم لنه ذكر الميسر وهو القمار ( قال إسماعيل بن إسحاق وإنما
دخل ذلك في معنى المزابنة لن الرجل ولو قال للرجل أنا أضمن لك من جزورك هذه أو من شاتك هذه كذا وكذا رطل فما زاد فلي وما نقص فعلي كان ذلك هو المزابنة
فلما لم يجز ذلك لهم لم يجز أن يشتروا الجزور ول الشاة بلحم لنهم يميلون الى ذلك المعنى
قال ولهذا قال سعيد بن المسيب إن كان اشترى الشارف لينحرها فل خير في ذلك قال إسماعيل لنه إذا اشتراها لينحرها فكأنه اشتراها بلحم ولو كان ل يريد نحرها لم
يكن بذلك بأس لن الظاهر أنه اشترى حيوانا بحيوان فوكل الى نيته وأمانته قال أبو عمر قد أوضحنا مذهب مالك وغيره في المزابنة في باب داود بن الحصين ) ( 1
ومن ذهب الى كراهية بيع الحيوان بأنواع اللحوم فالحجة له ظاهر الحديث لن حقيقة الكلم أن يكون على عمومه ويحمل على ظاهره ال أن يزيحه عن ذلك دليل يجب
التسليم لمثله وروى عن ابن عباس في هذا روايتان احداهما إجازة بيع اللحم بالشاة والثانية كراهية ذلك وهو الشهر عنه وروى عن ابن عباس أيضا أن جزورا نحرت
على عهد أبي بكر الصديق فقسمت على عشرة أجزاء فقال رجل أعطوني جزءا بشاة فقال أبو بكر ل يصلح هذا ) ( 2قال الشافعي ول أعلم مخالفا من الصحابة لبي
بكر في ذلك
وروى الثوري أيضا عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب انه كره أن يباع حي بميت يعني الشاة المذبوحة بالقائمة قال سفيان ول نرى به بأسا ذكره عبد الرزاق عن
الثوري ) ( 1قال أبو عمر جملة مذهب مالك في هذا الباب أن الزواج الثمانية وهي البل والبقر والضأن والمعز وكذلك الجواميس والظباء وحمر الوحش وكل ذي
أربع مما يجوز أكله كل ذلك صنف واحد ل يجوز حيوان منه بلحم بعضه على حال ول لحم بعضه ببعض ال مثل بمثل ولحوم الطير كلها صنف واحد الوز والبط
والدجاج والنعام والحدأ والرخم والنسور والعقبان والغراب والحمام واليمام وكل ذي ريش من طير الماء وطير البر ل يجوز حي ذلك كله بمذبوح شيء منه على حال ول
يجوز لحم شيء منه بشيء من الجنس المذكور ال مثل بمثل ويجوز على التحري قال ابن عبد الحكم ل يجوز التحري إل فيما قل مما يدرك ويلحقه التحري وأما ما كثر
فل يجوز فيه التحري لنه
B314
TEXT
ل يحاط بعلمه ويجوز لحم الطير بحي النعام وذوات الربع يدا بيد والى أجل إذا كان المذبوح معجل قد حسر عن لحمه وعرف وكانت القنية تصلح في الحي منهما وأما
ما يستحيي ويقتني من الجنسين جميعا فل بأس بواحد منه باثنين يدا بيد فإذا اختلف الجنسان جازا لجل هذا كله هو المشهور من مذهب مالك وأصحابه ال أشهب على ما
ذكرت لك وعلى مذهب الشافعي ل يجوز حي بميت من جميع ) اللحوم ( والحيوان وعلى مذهب أبي حنيفة ذلك كله جائز ) ( 1وله حجج كثيرة من طريق العتبار
تركت ذكرها
#حديث سادس وعشرون لزيد بن اسلم مرسل وهو أول حديث من مراسيل عطاء بن يسار مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار قال جاء رجل إلى رسول ال
صلى ال عليه وسلم فسأله عن وقت صلة الصبح قال فسكت عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى إذا كان من الغد صلى الصبح ) حين طلع الفجر ثم صلى الصبح (
من الغد بعد أن أسفر ثم قال أين السائل عن وقت الصلة قال هأنذا يا رسول ال فقال ما بين هذين وقت ) ( 1قال أبو عمر ل خلف عن مالك في إرسال هذا الحديث كما
رواه يحيى سواء وقد يتصل معناه من وجوه شتى من حديث أبي موسى الشعري وحديث جابر وحديث عبد ال بن عمرو وحديث بريدة السلمي ال أن في هذه الحاديث
كلها سؤال السائل
رسول ال صلى ال عليه وسلم عن مواقيت الصلوات جملة وإجابته إياه في الصبح بمثل ) معنى ( حديث مالك هذا وقد روى أنس بن مالك عن النبي صلى ال عليه وسلم
مثل حديث عطاء بن يسار هذا سواء في صلة الصبح وحدها لم يشرك معها غيرها رواه جماعة عن حميد الطويل عن أنس منهم حماد ابن سلمة وغيره أخبرنا أحمد بن
عبد ال بن محمد بن علي أن أباه أخبره قال أخبرنا أحمد بن خالد قال أخبرنا علي بن عبد العزيز قال أخبرنا حجاج بن منهال قال أخبرنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل
عن أنس بن مالك أن رجل سأل النبي صلى ال عليه وسلم عن وقت صلة الفجر فقال صلها معنا غدا فصلها النبي صلى ال عليه وسلم بغلس فلما كان اليوم الثاني أخر
حتى أسفر ثم قال أين السائل عن وقت هذه الصلة فقال الرجل أنا يا نبي ال فقال النبي صلى ال عليه وسلم أليس قد حضرتها معنا أمس واليوم قال بلى قال فما بينهما
وقت ) ( 1وحدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال أخبرنا محمد بن معاوية قال أخبرنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا علي بن حجر
قال أخبرنا إسماعيل قال حدثنا حميد عن أنس أن رجل أتى النبي صلى ال عليه وسلم فسأله عن وقت صلة الغداة فلما أصبحنا من الغد أمر حين انشق الفجر أن تقام
الصلة فصلى بنا فلما كان من الغد أسفر ثم أمر فأقيمت الصلة فصلى بنا ثم قال أين السائل عن وقت الصلة ما بين هذين وقت ) ( 1وهذا إسناد صحيح متصل بلفظ
حديث عطاء بن يسار ومعناه وقد روى من حديث جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله وبلغني أن سفيان بن عيينة حدث بهذا الحديث عن زيد بن أسلم عن عطاء بن
يسار عن أنس بن مالك عن النبي صلى ال عليه وسلم وما أدري كيف صحة هذا عن سفيان وأما الحديث عن زيد ابن أسلم فالصحيح فيه أنه من مرسلت عطاء وال
أعلم وفي هذا الحديث من الفقه تأخير البيان عن وقت السؤال الى وقت آخر يجب فيه فعل ) ذلك إذا كان لعله جائز عند أكثر أهل العلم ( وأما تأخير البيان عن حين
تكليف الفعل والعمل حتى ينقضي وقته فغير جائز عند الجميع وهذا باب طال فيه الكلم بين أهل النظر ) ( 2من أهل الفقه فمن أجاز تأخير البيان في هذا الباب احتج من
جهة الثر بهذا الحديث وما أشبهه وبقوله صلى ال عليه وسلم في حجته خذوا عني مناسككم ) والمناسك ( لم تتم ال في
أيام وقد كان يمكنه أن يعلمهم ذلك قول في مدة أقرب من مدة تعليمه إياهم عمل وكذلك قد كان قادرا على أن يبين للسائل ميقات تلك الصلة وسائر الصلوات بقوله في
مجلسه ذلك ولكنه أخر ذلك ليبين ذلك له عمل ولم يمتنع من ذلك لما يخاف عليه من احترام المنية لن ال عز وجل قد كان أنبأه وال أعلم أنه ل يقبضه حتى يكمل به
الدين ويبين للمة على لسانه ما يتوصل به الى معرفة الحكام وكذلك فعل صلى ال عليه وسلم ول الحمد كثيرا وقد يكون البيان بالفعل أثبت أحيانا فيما فيه عمل من
القول وقد قال صلى ال عليه وسلم ليس الخبر كالمعاينة ) ( 1رواه ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم ولم يروه ) غيره وال أعلم ( ومعلوم أن الصدر الول لم
يخبروا بما سمعوا من الخبار ضربة واحدة بل كانوا يخبرون بالشيء على حسب الحال ونزول النوازل وكذلك الخبار المستفيضة أيضا لم تقع ضربة واحدة والكلم في
هذا الباب يطول جدا وليس هذا موضعه وفيما لوحنا به منه كفاية وتنبيه إن شاء ال تعالى وفي هذا الحديث أيضا أن أول وقت صلة الصبح طلوع الفجر وإن وقتها
ممدود إلى آخر السفار حتى تطلع الشمس
فأما أول وقتها فل خلف بين علماء المسلمين أنه طلوع الفجر على ما في هذا الحديث وغيره وهو إجماع فسقط الكلم فيه والفجر هو أول بياض النهار الظاهر المستطير
في الفق المستنير المنتشر تسميه العرب الخيط البيض قال ال عز وجل !> حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط السود من الفجر <! 1يريد بياض النهار من سواد
الليل قال أبو دؤاد اليادي %فلما اضاءت لنا سدقه ) % ( 2ولح من الصبح خيط أنارا %وقال آخر %قد كاد يبدو أو بدت تباشره %وسدف الليل البهيم ساتره %
وقد سمته أيضا الصديع ومنه قولهم أنصدع الفجر قال بشر بن أبي خازم أو عمرو بن معدي كرب %به السرحان مفترشا يديه %كأن بياض لبته الصديع % % %
وشبهه الشماخ بمفرق الرأس فقال %إذا ما الليل كان الصبح فيه %أشق كمفرق الرأس الدهين ) % ( 1ويقولون للمر الواضح هذا كفلق الصبح وكانبلج الفجر
وتباشير الصبح قال الشاعر %فوردت قبل انبلج الفجر %وابن ذكاء كامن في كفر %وذكاء الشمس فسمى الصبح ابن ذكاء والكفر ظلمة الليل ويقال لليل كافر
لتغطيته الشياء بظلمته وأما آخر وقتها فكان مالك فيما حكى عنه ابن القاسم يقول آخر وقت ) صلة ( الصبح السفار كأنه ذهب الى هذا الحديث لنه صلها في اليوم
الثاني حين أسفر ثم قال ما بين هذين وقت فكان ظاهر قوله أن ما عدا هذين فليس بوقت ومعنى قوله ما بين هذين وقت يريد هذين وما بينهما وقت وأما الشافعي والثوري
وجمهور الفقهاء وأهل الثار فإنهم قالوا آخر صلة الصبح أن تدرك منها ركعة قبل طلوع
الشمس وروى مثل ذلك عن مالك أيضا فبان بذلك أن قوله في رواية ابن القاسم عنه آخر وقت صلة الصبح السفار أنه أراد الوقت المستحب ويوضح ذلك أيضا أنه ل
خلف عنه ول عن أصحابه أن مقدار ركعة قبل طلوع الشمس عندهم وقت في صلة الصبح لصحاب الضرورات وأن من أدرك منهم ذلك لزمته الصلة لقوله صلى ال
عليه وسلم من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ) ( 1وقيل أن هذا الحديث أيضا دليل على أن أول الوقت وآخره سواء وبهذا نزع من قال )
أن ل ( فضل لول الوقت على آخره لقوله صلى ال عليه وسلم ما بين هذين وقت قال بذلك قوم من أهل الظاهر وخالفهم جماعة من الفقهاء ) ( 2ونزعوا بأشياء سنذكر
بعضها في هذا الباب إن شاء ال والذي في قوله ما بين هذين وقت مما ل يحتمل تأويل سعة الوقت وبقي التفضيل بين أوله وآخره موقوفا على الدليل واختلف الفقهاء في
الفضل في وقت صلة الصبح فذهب العراقيون أبو حنيفة وأصحابه والثوري والحسن بن حي وغيرهم الى أن السفار بها أفضل من التغليس في الزمنة كلها
في الشتاء والصيف واحتجوا بحديث رافع بن خديج وما كان مثله عن النبي صلى ال عليه وسلم في ذلك وحديث رافع يدور على عاصم ) ( 1بن عمر بن قتادة وليس
بالقوي رواه عنه محمد بن إسحاق وإبن عجلن وغيرهما أخبرنا أحمد بن قاسم ) بن عبد الرحمن قراءة مني عليه ( أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا الحرث بن أبي
أسامة قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبن عجلن عن عاصم ابن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديح قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
اسفروا بالفجر فكلما اسفرتم فهو أعظم لجر ) ( 2وهذا احسن أسانيد هذا الحديث وقد رواه بقية ) ( 3بن الوليد عن شعبة عن داود البصري عن
زيد بن أسلم عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج عن النبي صلى ال عليه وسلم بمعناه وهذا إسناد ضعيف لن بقية ضعيف ) ( 1وزيد بن أسلم لم يسمع من محمود بن
لبيد واحتجوا أيضا بأن علي بن أبي طالب وعبد ال بن مسعود كانا يسفران بصلة الصبح وكان مالك والليث بن سعد والوزاعي والشافعي يذهبون الى أن التغليس
بصلة الصبح أفضل وهو قول أحمد بن حنبل وداود بن علي وأبي جعفر الطبري والحجة لهم في ذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي الصبح فينصرف
النساء ) متلففات بمروطهن ( ما يعرفن من الغلس ) ( 2وأنه صلى ال عليه وسلم لم يزل يغلس بالصبح الى أن توفي صلوات ال عليه حدثنا عبد ال بن محمد حدثنا عبد
الحميد بن أحمد حدثنا الخضر بن داود حدثنا أبو بكر الثرم قال قلت لحمد بن حنبل ما معنى قوله أسفروا بالفجر فقال إذا بان الفجر فقد أسفر قلت كان أبو نعيم يقول في
حديث رافع بن خديج أسفروا
بالفجر فكلما أسفرتم بها فهو أعظم للجر فقال نعم كله سواء إنما هو إذا تبين الفجر فقد اسفر قال أبو بكر يقال في المرأة إذا كانت متنقبة فكشفت عن وجهها قد أسفرت
عن وجهها فإنما هو أن ينكشف الفجر وهكذا بلغني عن أبي عبد ال يعني أحمد بن حنبل رحمه ال قال أبو عمر صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبي بكر وعمر
وعثمان أنهم كانوا يغلسون ومحال أن يتركوا الفضل ويأتوا الدون وهم النهاية في إتيان الفضائل ول معنى لقول من احتج بأنه صلى ال عليه وسلم لم يخير بين أمرين
قط ال اختار أيسرهما ما لم يكن إثما لنه معلوم أن السفار أيسر على الناس من التغليس وقد اختار التغليس لفضله وجاء عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال أول الوقت
رضوان ال وآخره عفو ال فكان العفو إباحة والفضل كله في رضوان ال وسئل عليه السلم عن أفضل العمال وأحبها الى ال فقال الصلة في أول وقتها
حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق ) القاضي ( قال حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا قزعة بن سويد ) ( 1قال حدثنا عبد
ال بن عمر عن القاسم بن غنام عن بعض أمهاته عن أم فروة قالت سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن أحب العمال الى ال عز وجل الصلة لول وقتها )
( 2وهذا احسن أسانيد هذا الحديث وقد روى عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم معناه ول يصح إسناده ) ( 3وأصح دليل على تفضيل أول الوقت مما قد نزع
B314
TEXT
به ابن خواز بنداد ) ( 4وغيره قوله عز وجل !> فاستبقوا الخيرات <! 5
فوجبت المسابقة اليها وتعجيلها وجوب ندب وفضل للدلئل القائمة على جواز تأخيرها ومما يدل على أن أول الوقت أفضل أيضا ما حدثناه أحمد بن قاسم بن عيسى قال
حدثنا عبيد ال بن محمد بن حبابة البغدادي ) ببغداد ( قال حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال حدثني جدي قال حدثنا يعقوب بن الوليد عن ابن أبي ذئب
عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أحدكم ليصلي الصلة ) وما فاته وقتها ( ولما فاته من وقتها أعظم أو أفضل من أهله وماله وقوله
في هذا الحديث ولما فاته من وقتها دليل على أنه لم يفته وقتها كله وال أعلم لن من حقها التبعيض ول خلف بين المسلمين أن من صلى صلته في شيء من وقتها أنه
غير حرج إذا أدرك وقتها ففي هذا ما يغني عن الكثار ولكنهم اختلفوا في الفضل من ذلك على ما ذكرناه ومعلوم أن من بدر إلى أداء فرضه في أول وقته كان قد سلم
مما يلحق المتواني من العوارض ولم تلحقه ملمة وشكر له بداره الى طاعة ربه وقد أجمع المسلمون على تفضيل تعجيل المغرب من قال أن وقتها ممدود الى مغيب
الشفق ومن قال أنه ليس لها ال وقت واحد كلهم يرى تعجيلها أفضل
وأما الصبح فكان أبو بكر الصديق وعمر الفاروق يغلسان بها ) ( 1فأين المذهب عنهما وبذلك كتب عمر إلى عماله أن صلوا الصبح والنجوم بادية مشتبكة وعلى تفضيل
أوائل الوقات جمهور العلماء وأكثر أئمة الفتوى وسيأتي شيء من هذا ) المعنى في ( الباب الذي بعد هذا إن شاء ال تعالى وبال التوفيق
#حديث سابع وعشرون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر
فأبردوا عن الصلة وقال اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين في كل عام نفس في الشتاء ونفس في الصيف ) ( 1قال أبو عمر هذا
الحديث يتصل من وجوه كثيرة ثابتة منها حديث مالك عن عبدال بن يزيد مولى السود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ومحمد بن عبدالرحمن بن ثوبان عن أبي
هريرة ) ( 2عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 3ومن حديثه أيضا عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 4إل أنه ليس في
حديثه عن أبي الزناد قوله اشتكت النار إلى آخر الحديث
رواه عن أبي هريرة جماعة منهم همام بن منبه وأبو صالح السمان والعرج وأبو سلمة وسعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح وغيرهم وقد رواه عن النبي صلى ال
عليه وسلم جماعة من الصحابة منهم أبو ذر وأبو موسى الشعري وهو حديث صحيح مشهور فل معنى لذكر السانيد فيه إذ هو عند مالك متصل كما ذكرنا ومشهور في
المسانيد والمصنفات كما وصفنا ) ( 1وفيه دليل على أن الظهر يعجل بها في غير الحر ويبرد بها في الحر ومعنى البراد التأخير حتى تزول شمس الهاجرة وهذا معنى
اختلف الفقهاء فيه فأما مذهب مالك في ذلك فذكر إسماعيل بن إسحاق وأبو الفرج عمرو بن محمد أن مذهبه في الظهر وحدها أن يبرد بها وتؤخر في شدة الحر وسائر
الصلوات تصلى في أوائل أوقاتها قال أبو الفرج اختار مالك رحمه ال لجميع الصلوات أول أوقاتها إل الظهر في شدة الحر لقوله صلى ال عليه وسلم إذا اشتد الحر
فأبردوا عن الصلة
قال أبو عمر الحجة لهذا القول الحديث المذكور في هذا الباب مع ما قدمنا في الباب الذي قبله من فضل الصلة في أول وقتها وتقدير الثار في ذلك كأنه صلى ال عليه
وسلم قال صلوا الصلوات في أوائل أوقاتها لمن ابتغى الفضل إل الظهر في شدة الحر فإن البراد ) بها ( أفضل وهذا تقدير محتمل واستثناء صحيح ان شاء ال وقد نزع
أبو الفرج بأن جبريل صلى بالنبي صلى ال عليه وسلم في الوقت المختار في اليوم الول وصلى به في اليوم الثاني ليعلمه بالسعة في الوقت والرخصة فيه وأما ابن
القاسم فحكى عن مالك أن الظهر تصلى إذا فاء الفيء ذراعا في الشتاء والصيف للجماعة والمنفرد على ما كتب به عمر إلى عماله وقال ابن عبد الحكم وغيره من
أصحابنا إن معنى ذلك مساجد الجماعات وأما المنفرد فأول الوقت أولى به وهو الذي مال إليه أهل النظر من المالكيين البغداديين وتركوا رواية ابن القاسم في المنفرد
وقال الليث بن سعد تصلى الصلوات كلها الظهر وغيرها في أول الوقت في الشتاء والصيف وهو أفضل
وكذلك قال الشافعي إل أنه استثنى فقال إل أن يكون أمام جماعة ينتاب ) إليه ( من المواضع البعيدة فإنه يبرد بالظهر وقد روى عنه أن ذلك إنما يكون بالحجاز حيث شدة
الحر وكانت المدينة ليس فيها مسجد غير مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان ينتاب من بعد ومن حجتهم أن عمر كتب إلى أبي موسى الشعري أن صل الظهر
حين تزيغ الشمس وهو حديث متصل ثابت عن عمر رواه مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه وقد لقى عمر وعثمان والحديث المذكور فيه عن عمر إلى عماله أن
صلوا الظهر إذا فاء الفيء ذراعا ) ( 1منقطع رواه مالك عن نافع عن عمر ) ( 2ونافع لم يلق عمر وقال العراقيون تصلى الظهر في الشتاء والصيف في أول الوقت
واستثنى أصحاب أبي حنيفة شدة الحر فقالوا تؤخر في ذلك حتى يبرد والختلف في هذا قريب جدا وقد احتج من لم ير البراد بالظهر في الحر بحديث خباب بن الرت
قال شكونا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم حر
الرمضاء فلم يشكنا يقول فلم يعذرنا وتأول من رأى البراد في قول خباب بن الرت هذا فلم يشكنا أي لم يحوجنا إلى الشكوى لنه رخص لنا في البراد وذكر أبو الفرج
أن أحمد بن يحيى ثعلب فسر قوله فلم يشكنا على هذا المعنى أي لم يحوجنا إلى الشكوى قرأت على أبي القاسم يعيش بن سعيد بن محمد وأبي القاسم عبد الوارث بن
سفيان أن قاسم بن أصبغ حدثهما قال حدثنا محمد بن غالب التمتام قال حدثنا علي بن ثابت الدهان قال حدثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن
خباب قال شكونا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا ) ( 1قال زهير فقلت لبي إسحاق في تعجيل الظهر قال نعم في تعجيل الظهر وحدثنا عبد
الوارث ين سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى يعني القطان عن سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن خباب
قال شكونا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم حر الرمضاء فما أشكانا ) ( 2
قال أبو عمر روى هذا الحديث العمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن خباب والقول عندهم قول الثوري وزهير على ما ذكرنا عن أبي إسحاق عن سعيد بن
وهب عن خباب وال أعلم أخبرنا عبدال بن محمد الجهني قال أخبرني حمزة بن محمد بن العباس الكناني قال حدثنا أحمد بن شعيب النسوي قال أخبرني كثير بن عبيد
قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى بهم صلة الظهر )
( 1وفي حديث أبي برزة السلمي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي الظهر حين تزول الشمس ) ( 2وروى جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم معناه
وأخبرنا عبدال بن محمد بن عبد المؤمن قال أخبرنا محمد ابن بكر بن عبد الرزاق قال أخبرنا سليمان بن الشعث قال
أخبرنا عثمان بن أبي شيبة قال أخبرنا عبيدة بن حميد عن أبي مالك الشجعي عن سعيد بن طارق عن كثير بن مدرك عن السود أن عبدال بن مسعود قال كان قدر
صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم الظهر في الصيف ثلثة أقدام إلى خمسة وفي الشتاء خمسة أقدام إلى سبعة ) ( 1وذكر النسوي ) ( 2عن أبي عبد الرحمن
الذرمي ) ( 3عن عبيدة بن حميد بإسناده مثله سواء ) ( 4وحدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا محمد بن معاوية قال أخبرنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا عبدال
بن سعيد قال حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال أخبرنا خالد ابن دينار أبو خلدة قال سمعت أنس بن مالك قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كان الحر أبرد
بالصلة وإذ كان البرد عجل ) ( 5وأخبرنا عبدال حدثنا عبدالحميد حدثنا الخضر أخبرنا الثرم ) قال ( قلت لبي عبدال يعني أحمد بن حنبل أي الوقات
أعجب إليك قال أول الوقات أعجب إلي في الصلوات كلها إل في صلتين صلة العشاء الخرة وصلة الظهر في الحر يبرد بها وأما في الشتاء فيعجل بها وأما قوله
فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فيدل على أن نفسها في الشتاء غير الشتاء ونفسها في الصيف غير الصيف وفي رواية جماعة من الصحابة زيادة في
هذا الحديث وذلك قوله فما ترون من شدة البرد فذلك من زمهريرها وما ترون من شدة الحر فهو من سمومها أو قال من حرها وهذا أيضا ليس على ظاهره وقد فسره
الحسن البصري في روايته فقال اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضا فخفف عني قال فخفف عنها وجعل لها كل عام نفسين فما كان من برد يهلك شيئا
فهو من زمهريرها وما كان من سموم يهلك شيئا فهو من حرها وقوله في هذا الحديث زمهرير يهلك شيئا وحر يهلك شيئا تفسير ماأشكل من ذلك وال أعلم وفي هذا
الحديث أيضا دليل على أن الجنة والنار مخلوقتان ل تبيدان ومما يدلك على أن النار والجنة قد خلقتا ما حدثناه خلف
ابن القاسم وعبدالرحمن بن مروان قال أخبرنا الحسن بن رشيق قال أخبرنا اسحاق بن إبراهيم بن يونس قال أخبرنا أبو شرحبيل عيسى بن خالد الحمصي قال أخبرنا أبو
اليمان قال أخبرنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية أنه سمع حميد بن عبيد مولى المعلى يقول سمعت ثابتا البناني يحدث عن أنس بن مالك عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم أنه قال لجبريل عليه السلم لم أر ميكائل ضاحكا قط فقال ما ضحك ميكائل مذ خلقت النار ) ( 1قال وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم ابن يونس أبو يعقوب قال
أخبرنا داود بن رشيد وعبدال بن مطيع قال أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لما خلق
ال الجنة دعا جبريل فأرسله إليها فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لهلها فرجع إليه فقال وعزتك ل يسمع بها أحد إل دخلها فحجبت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر فرجع
فنظر إليها فقال وعزتك لقد خشيت أن ل يدخلها أحد ثم أرسله إلى النار فقال اذهب فانظر إليها وإلى ما أعددت لهلها فذهب ورجع فقال وعزتك ل يدخلها أحد فحجبت
بالشهوات ثم قال عد إليها فعاد ثم رجع فقال وعزتك لقد خشيت أن ل يبقى أحد إل دخلها ) ( 1فلهذه الحاديث وما كان مثلها قال أهل السنة أن الجنة والنار مخلوقتان
B314
TEXT
وأنهما ل تبيدان لنهما إذا كانتا ل تبيدان حتى تبيد الدنيا ومعلوم أن الدنيا إذا انقرضت بقيام الساعة جاءت الخرة والخرة غير خالية من جهنم كما أنها غير خالية من
الجنة لن الجنة رحمة ال تعالى والنار عذابه يصيب بها من يشاء من عباده وقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال اختصمت النار والجنة فقالت الجنة مالي
يدخلني الضعفاء والمساكين وقالت النار ما لي يدخلني الجبارون والمتكبرون فقال ال للجنة أنت رحمتي أصيب بك من أشاء ) ( 2وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من
أشاء وقد روى هذا المعنى من حديث مالك عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم حدث به عن مالك اسحاق بن محمد الفروي ) ( 3
ومما يدل على أن النار مخلوقة دائمة قول ال عز وجل !> وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا <! 1الية وقول رسول ال صلى ال عليه
وسلم إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال له هذا مقعدك حتى يبعثك ال إليه
يوم القيامة ) ( 2وهو الذي عليه جماعة أهل السنة والثر أن الجنة والنار مخلوقتان ل تبيدان وبال التوفيق وأما قوله في هذا الحديث اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب
أكل بعضي بعضا الحديث فإن قوما حملوه على الحقيقة وأنها أنطقها الذي أنطق كل شيء واحتجوا بقول ال عز وجل !> يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم <! 3
الية وبقوله !> وإن من شيء إل يسبح بحمده <! 4وبقوله !> يا جبال أوبي معه <! 5أي سبحي معه وقال !> يسبحن بالعشي والشراق <! 6وبقوله
!> يوم نقول لجهنم هل امتلت وتقول هل من مزيد <! 1وما كان من مثل هذا وهو في القرآن كثير حملوا ذلك كله على الحقيقة ل على المجاز وكذلك قالوا في قوله عز
وجل !> إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا <! 2و !> تكاد تميز من الغيظ <! 3وما كان مثل هذا كله وقال آخرون في قوله عز وجل !> سمعوا لها
تغيظا وزفيرا <! و !> تكاد تميز من الغيظ <! هذا تعظيم لشأنها ومثل ذلك قوله عز وجل !> جدارا يريد أن ينقض <! ) ( 4فأضاف إليه الرادة مجازا وجعلوا ذلك من
باب المجاز والتمثيل في كل ما تقدم ذكره على معنى أن هذه الشياء لو كانت مما تنطق أو تعقل لكان هذا نطقها وفعلها وذكروا قول حسان بن ثابت %لو أن اللؤم ينسب
كان عبدا %قبيح الوجه أعور من ثقيف ( 5 ) %وسئل المبرد عن قول الملك !> إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة <! ) ( 6وهم الملئكة ل أزواج
لهم فقال نحن طول النهار نفعل مثل هذا نقول ضرب زيد عمرا
وإنما هو تقدير ) ( 1كأن المعنى إذا وقع هكذا فكيف الحكم فيه وذكروا قول عدي بن زيد للنعمان أتدري ما تقول هذه الشجرة أيها الملك قال وما تقول قال تقول %رب
ركب قد أناخوا حولنا %يشربون الخمر بالماء الزلل % %ثم أضحوا لعب الدهر بهم %وكذاك الدهر حال بعد حال % %وقول عنترة %وشكا إلى بعبرة وتحمحم
( 2 ) % %وقول الخر %شكا إلى جملى طول السرى % %صبرا جميل فكلنا مبتلى ( 3 ) %ومثل هذا قول الحارثي % %يريد الرمح صدر أبي براء %
ويرغب عن دماء بني عقيل ( 4 ) % %وقال غيره %رب قوم غبروا من عيشهم % %في سرور ونعيم وغدق % % ( 5 ) %سكت الدهر زمانا عنهم %ثم
أبكاهم دما حين نطق
وقال آخر % %وعظتك أجداث صمت %ونعتك أزمنة خفت % %وتكلمت عن أوجه %تبلى وعن صور سبت % %وأرتك قبرك في القبور %وأنت حي لم
تمت ( 1 ) % %وقال آخر %فتكلمت تلك الديار ولم تكن % %تلك الديار تكلم الزوارا % % %قالت برغمي بأن أهلي كلهم %وبقيت تكسوني الرياح غبارا %
%ولو استطعت لما فجعت بساكنى %والدهر ل يبقى لنا عمارا %والشعر في هذا المعنى كثير جدا ومعناه أن الديار لو كانت ممن يصح لها نطق وقالت لكان هذا
قولها وكلمها وكذلك القبور لو كان لها قول في الحقيقة لكان هكذا ومثل هذا مما أنشدوا في هذا المعنى قول القائل قد قالت النساع للبطن الحقى وقول الخر امتل
الحوض وقال قطنى
وهو كثير ومعناه كله ما ذكرناه فمن حمل قول النار وشكواها على هذا احتج بما وصفنا ومن حمل ذلك على الحقيقة قال جائز أن ينطقها ال كما تنطق اليدي والجلود
والرجل يوم ) ( 1القيامة وهو الظاهر من قول ال عز وجل !> يوم نقول لجهنم هل امتلت وتقول هل من مزيد <! ومن قوله !> وإن من شيء إل يسبح بحمده <!
الية و !> قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم <! 2وقال قوله عز وجل !> تكاد تميز من الغيظ <! أي تتقطع عليهم غيظا كما تقول فلن يتقد عليك غيظا وقال عز
وجل !> إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا <! فأضاف إليها الرؤية والتغيظ إضافة حقيقية وكذلك كل ما في القرآن من مثل ذلك واحتجوا بقول ال عز
وجل !> يقص الحق <! 3ومن هذا الباب عندهم قوله !> فما بكت عليهم السماء والرض <! 4و !> تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الرض <!
!> وتخر الجبال هدا <! و !> قالتا أتينا طائعين <! !> وإن منها لما يهبط من خشية ال <! 3قالوا وجائز أن تكون للجلود إرادة ل تشبه إرادتنا كما للجمادات تسبيح
وليس كتسبيحنا وللجبال والشجر سجود وليس كسجودنا والحتجاج لكل القولين يطول وليس هذا موضع ذكره وحمل كلم ال تعالى وكلم نبيه صلى ال عليه وسلم على
الحقيقة أولى بذوي الدين والحق لنه يقص الحق وقوله الحق تبارك وتعالى علوا كبيرا حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال أخبرنا محمد بن وضاح قال
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبدال بن إدريس عن العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اشتكت النار إلى ربها فقالت
رب آكل بعضي بعضا فجعل لها نفسين نفسا
في الشتاء ونفسا في الصيف فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون في الصيف من الحر من سمومها ) ( 1وأما قوله فيح جهنم فالفيح سطوع الحر
هكذا قال صاحب العين فكأن المعنى وال أعلم شدة الحر المؤذي من حر جهنم ولهيبها أجارنا ال برحمته وعفوه منها
#حديث ثامن وعشرون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا شك أحدكم في صلته فلم يدر كم صلى
أثلثا أم أربعا فليصل ركعة وليسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم فإن كانت الركعة التي صلى خامسة شفعها بهاتين السجدتين وإن كانت رابعة فالسجدتان ترغيم
للشيطان ) ( 1هكذا روى هذا الحديث عن مالك جميع رواة الموطأ عنه ول أعلم أحدا أسنده عن مالك إل الوليد بن مسلم فإنه وصله وأسنده عن مالك وتابعه على ذلك
يحيى بن راشد إن صح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم وقد تابع مالكا على إرساله الثوري وحفص بن ميسرة الصنعاني ومحمد بن جعفر بن أبي
كثير وداود ) ( 2بن قيس
الفراء فيما روى عنه القطان ووصل هذا الحديث وأسنده من الثقات على حسب رواية الوليد بن مسلم له عن مالك عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجشون ومحمد بن عجلن
وسليمان بن بلل ومحمد بن مطرف أبو غسان وهشام بن سعد وداود بن قيس في غير رواية القطان والحديث متصل مسند صحيح ل يضره تقصير من قصر به في
اتصاله لن الذين وصلوه حفاظ مقبولة زيادتهم وبال التوفيق فأما رواية الوليد عن مالك في هذا الحديث فحدثنا خلف بن القاسم قال أخبرنا محمد بن عبدال القاضي قال
حدثنا أحمد ابن عمير بن حوط حدثنا محمد بن الوزير بن الحكم السلمي حدثنا الوليد بن مسلم عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلته فلم يدر أثلثا صلى أم أربعا فليلق الشك وليبن على اليقين وليسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كانت وترا
شفعها بهاتين السجدتين وإن كانت شفعا فالسجدتان ترغيم للشيطان وحدثنا عبدالرحمن بن عبدال بن خالد قال حدثنا محمد بن عبدال بن صالح البهري قال حدثنا أحمد بن
عمير بن
يوسف قال حدثنا محمد بن الوزير بن الحكم السلمي ) ( 1قال حدثنا الوليد بن مسلم قال أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلته فلم يدر أثلثا صلى أم أربعا فليلغ الشك وليبن على اليقين ثم ليسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كانت وترا شفعها
بهاتين السجدتين وإن كانت شفعا فالسجدتان ترغيم للشيطان وقد تابع ) ( 2الوليد بن مسلم على مثل روايته هذه عن مالك يحيى بن راشد المازني حدثناه خلف بن القاسم
حدثنا محمد بن عبدال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا عمر بن شبة ) ( 3حدثنا يحيى بن راشد المازني حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء
ابن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم بهذا الحديث سواء قال أبو عمر هذا الحديث وإن كان الصحيح فيه عن مالك الرسال فإنه متصل من
وجوه ثابتة من حديث من تقبل زيادته فمن ذلك رواية ابن أبي سلمة الماجشون حدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا عبيدال بن محمد بن حبابة ببغداد قال حدثنا عبدال بن محمد
بن عبدالعزيز البغوي قال أخبرنا بشر بن الوليد قال حدثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه
وسلم قال إذا لم يدر أحدكم ) كم ( صلى ثلثا أو أربعا فليقم فليصل ركعة ثم يسجد بعد ذلك سجدتين وهو جالس فإن كان صلى خمسا شفعتا له صلته وإن كانت أربعا
أرغمت الشيطان وأما حديث ابن عجلن فحدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن العلء قال حدثنا أبو خالد عن ابن عجلن
عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ) ( 1
وحدثني سعيد بن نصر واللفظ له قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا أبو صالح قال حدثني الليث قال حدثني محمد بن عجلن عن
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا شك أحدكم في صلته فل يدري أواحدة أم اثنتين أم ثلثا أم أربعا فليتم
ما شك فيه ثم ليسجد سجدتين وهو جالس فإن كانت صلته ناقصة فقد أتمها والسجدتان ترغيم للشيطان وإن كان أتم صلته فالركعة والسجدتان نافلة له وحدثنا محمد بن
B314
TEXT
إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال أخبرنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا يحيى ) ( 1بن حبيب بن عربي قال حدثنا خالد وهو ابن الحارث عن ابن عجلن عن زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله بمعناه ) ( 2
وأما حديث سليمان بن بلل فأخبرناه عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا موسى بن داود قال أخبرنا سليمان
بن بلل عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلته فلم يدر كم صلى ثلثا أم أربعا
فليطرح الشك وليبن على ما يستيقن ثم ليسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان قد صلى خمسا كانت شفعا لصلته وإن كان صلهما تماما لربع كانتا ترغيما للشيطان
وكذلك رواه يحيى بن محمد عن زيد بن أسلم أخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال أخبرنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا
يحيى بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا شك أحدكم فلم يدر أصلى ثلثا أم أربعا فليصل
ركعة تامة ثم ليسجد سجدتين وهو جالس فإن كانت تلك الركعة خامسة شفع بهاتين السجدتين وإن كانت رابعة كانتا ترغيما للشيطان
ورواه ابن وهب عن مالك وحفص بن ميسرة ) ( 1وداود بن قيس وهشام بن سعد كلهم عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال ابن وهب إل أن هشاما بلغ به أبا سعيد
الخدري ) ( 2قال أبو عمر هذا حديث متصل صحيح وقد أخطأ فيه الدراوردي عبدالعزيز بن محمد ) ( 3وعبدال بن جعفر بن نجيح ) ( 4فروياه عن زيد بن أسلم عن
عطاء بن يسار عن عبدال بن عباس والدراوردي صدوق ولكن حفظه ليس بالجيد عندهم وعبدال بن جعفر هذا هو والد علي بن المديني وقد اجتمع على ضعفه وليس
رواية هذين مما يعارض رواية من ذكرنا وبال توفيقنا
وقال الثرم سألت أحمد بن حنبل عن حديث أبي سعيد في السهو أتذهب إليه قال نعم اذهب إليه قلت إنهم يختلفون في إسناده قال إنما قصر به مالك وقد أسنده عدة منهم
ابن عجلن وعبدالعزيز بن أبي سلمة وفي هذا الحديث من الفقه أصل عظيم جسيم مطرد في أكثر الحكام وهو أن اليقين ل يزيله الشك وأن الشيء مبني على أصله
المعروف حتى يزيله يقين ل شك معه وذلك أن الصل في الظهر أنها فرض بيقين أربع ركعات فإذا أحرم بها ولزمه إتمامها وشك في ذلك فالواجب الذي قد ثبت عليه
بيقين ل يخرجه منه إل يقين فإنه قد أدى ما وجب عليه من ذلك وقد غلط قوم من عوام المنتسبين إلى الفقه في هذا الباب فظنوا أن الشك أوجب على المصلي إتمام صلته
والتيان بالركعة واحتجوا لذلك بأعمال الشك في بعض نوازلهم وهذا جهل بين وليس كما ظنوا بل اليقين بأنها أربع فرض عليه إقامتها أوجب عليه إتمامها وهذا واضح
والكلم لوضوحه يكاد يستغني عنه
أخبرنا عبيد بن محمد قال أخبرنا عبدال بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين وأخبرنا قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا أحمد بن عمرو قال جميعا
حدثنا محمد بن عبدال بن سنجر قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني عياض أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا صلى أحدكم فل يدري أثلثا صلى أم أربعا فليتحر الصواب ثم ليسجد سجدتي السهو وإذا أتى أحدكم الشيطان في صلته فقال له إنك
أحدثت فل ينصرف حتى يسمع بأذنيه صوته أو يجد ريحه بأنفه أل ترى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم ينقله من يقين طهارته إلى شك بل أمره أن يبني على يقينه
في ذلك حتى يصح عنده يقين يصير إليه والصل في هذا وفي البناء على اليقين في الصلة سواء إل أن مالكا رحمه ال قال من شك في الحدث بعد يقينه بالوضوء فعليه
الوضوء ولم يتابعه على هذا القول أحد من أهل الفقه علمته إل أصحابه ومن قلدهم في ذلك وقد قال أبو الفرج إن ذلك استحباب واحتياط منه
وخالف عبدال بن نافع ) ( 1مالكا في هذه المسألة فقال ل وضوء عليه وقال ابن خواز بنداذ اختلفت الرواية عن مالك فيمن توضأ ثم شك هل أحدث أم ل فقد قال عليه
الوضوء وقد قال ل وضوء عليه وهو قول سائر الفقهاء قال أبو عمر مذهب الثوري وأبي حنيفة وأصحابه والوزاعي والشافعي ومن سلك سبيله البناء على الصل حدثا
كان أو طهارة وهو قول أحمد بن حنبل وإسحاق وأبي ثور وداود بن علي وأبي جعفر الطبري وقد قال مالك أنه إن عرض له ذلك كثيرا فهو على وضوئه وأجمع العلماء
أن من أيقن بالحدث وشك في الوضوء أن شكه ل يفيد فائدة وإن عليه الوضوء فرضا وهذا يدلك على أن الشك عندهم ملغي وأن العمل على اليقين عندهم وهذا أصل كبير
في الفقه فتدبره وقف عليه قرأت على أبي عثمان سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا
الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعباد بن تميم عن عمه عبدال بن زيد قال شكى إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم الرجل
يخيل إليه الشيء في الصلة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينتقل وربما قال سفيان ل ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ) ( 1ول خلف علمته بين علماء
أهل المدينة وسائر فقهاء المصار أن أحدا ل يرث أحدا بالشك في حياته وموته وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن الزيادة في الصلة ل يفسدها ما كانت سهوا أو في
إصلح الصلة لن الشاك في صلته إذا أمر بالبناء على يقينه وممكن أن يكون على اثنتين وهو شك هل صلى واحدة أو اثنتين فغير مأمون عليه أن يزيد في صلته
ركعة وقد أحكمت السنة أن ذلك ل يضره لنه مأمور به فإذا كان ما ذكرنا كما ذكرنا بطل قول من قال أن من زاد في صلته ) مثل ( نصفها ساهيا أن صلته فاسدة
وهذا قول لبعض أصحابنا ل وجه له عند الفقهاء ول قال به أحد من أيمة المصار والصحيح في مذهب مالك غير ذلك وقد صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم الظهر
خمسا ساهيا فسجد لسهوه ) ( 2وحكم الركعة
والركعتين في ذلك سواء في القياس والنظر والمعقول ولو كانت الزيادة على غير التعمد والقصد للفساد مفسدة للصلة وقد قصد المصلى بذلك إصلح صلته أو فعل
ذلك ساهيا لمر الشاك في صلته الذي لم يدر كم صلى أثلثا أم أربعا أن يقطع ويستأنف وهذا خلف ما وردت السنة الثابتة به في البناء على اليقين ول أعلم أحدا من
فقهاء المصار قال في الساهي في صلته أن يقطع ويستأنف وإن كان ذلك قد روى عن بعض الصحابة وعن جماعة من التابعين وإنما ترك الفقهاء ذلك وال أعلم لحديث
أبي سعيد هذا ولمثله من الثار الثابتة عن النبي صلى ال عليه وسلم في إصلح صلته نحو حديث ذي اليدين وحديث ابن مسعود فيمن صلى خمسا ساهيا وحديث ابن
بحينة وغيره فيمن قام من ركعتين ونحو ذلك من الثار وال أعلم وفي هذا الحديث أيضا أن الساهي في صلته إذا فعل ما يجب عليه فعله سجد لسهوه وفيه أن سجود
السهو في الزيادة قبل السلم وهذا موضع اختلف الفقهاء فيه فقال مالك وأصحابه كل سهو كان نقصانا من الصلة فالسجود له قبل السلم ) ( 1لحديث ابن بحينة ) ( 2
عن النبي صلى ال عليه وسلم في قيامه من اثنتين دون أن يجلس فسجد
لسهوه ذلك قبل السلم وقد نقص الجلسة الوسطى والتشهد ) ( 1قال مالك وإن كان السهو زيادة فالسجود له بعد السلم ) ( 2على حديث ذي اليدين لنه صلى ال عليه
وسلم سها وسلم من ركعتين يومئذ وتكلم ثم انصرف وبنى فزاد سلما وعمل وكلما وهو ساه ل يظن أنه في صلة ثم سجد بعد السلم ) ( 3وهذا كله قول أبي ثور وهو
الصحيح في هذا الباب من جهة الثار لن في قول مالك ومن تابعه على ذلك استعمال الخبرين جميعا في الزيادة والنقصان واستعمال الخبار على وجوهها أولى من
ادعاء التناسخ فيها ومن جهة النظر الفرق بين النقصان في ذلك وبين الزيادة لن السجود في النقصان إصلح وجبر ومحال أن يكون الصلح والجبر بعد الخروج من
الصلة وأما السجود في الزيادة فإنما ذلك ترغيم للشيطان وذلك ينبغي أن يكون بعد الفراغ وكان مالك يقول إذا اجتمع زيادة ونقصان من السهو فالسجود لذلك قبل السلم
لنه أملك بمعنى الجبر والصلح
وجملة مذهبه أن من وضع السجود الذي قلنا أنه قبل بعد أو وضع السجود الذي قلنا أنه بعد قبل فل شيء عليه إل أنهم أشد استثقال لمن وضع السجود الذي بعد السلم
قبل السلم وذلك لما رأى وعلم من اختلف أهل المدينة في ذلك وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري السجود كله في السهو زيادة كان أو نقصانا بعد السلم وهو قول أبي
سلمة بن عبدالرحمن وعمر بن عبدالعزيز وهو قول داود إل أن داود ل يرى السجود إل في خمسة مواضع ) ( 1جاءت فيها الثار عن النبي صلى ال عليه وسلم وحجة
الكوفيين في ذلك حديث ابن مسعود إذ صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم خمسا وحديث ذي اليدين وحديث المغيرة بن شعبة أنه قام من اثنتين وسجد فيها كلها بعد
السلم وعارضوا حديث ابن بحينة بحديث المغيرة بن شعبة وزعموا أنه أولى لن فيه زيادة التسليم والسجود بعده ومن حجتهم من جهة النظر إجماع العلماء على أن حكم
من سها في صلته أن ل يسجد في موضع سهوه ول في حالة تلك وأن حكمه أن يؤخر ذلك إلى آخر صلته لتجمع السجدتان كل سهو في صلته ومعلوم
أن السلم قد يمكن فيه السهو فواجب أن تؤخر السجدتان عن السلم أيضا كما تؤخر عن التشهد وقال الشافعي والوزاعي والليث بن سعد السجود كله في الزيادة
والنقصان قبل السلم وهو قول ابن شهاب ) وربيعة ويحيى بن سعيد ( وقال ابن شهاب كان آخر المرين من رسول ال صلى ال عليه وسلم السجود قبل السلم والحجة
لهم حديث أبي سعيد الخدري المذكور في هذا الباب فيه البناء على اليقين وإلغاء الشك والعلم محيط أن ذاك إن لم يكن ) زيادة لم يكن ( نقصانا وأمر رسول ال صلى ال
عليه وسلم بالسجود في ذلك قبل السلم وقام من ركعتين ولم يجلس وسبح به فتمادى وسجد قبل السلم وهذه الثار أثبت ما يروى في هذا الباب من جهة النقل وفيها
السجود قبل السلم للنقصان وغير النقصان قالوا فعلمنا بهذا أن ليس المعنى في ذلك زيادة ول نقصان وأن المعنى في ذلك إصلح الصلة وإصلحها ل يكون إل قبل
الفراغ منها وإنما جاز تأخير السجدتين عن جميع الصلة ماخل السلم لن السلم يخرج به من أن تكون السجدتان مصلحتين أل ترى أن مدرك بعض الصلة مع المام
ل يشتغل بالقضاء ويتبع المام فيما بقي عليه
B314
TEXT
حائسا السلم لما ذكرنا ولكل واحد منهم من جهة النظر حجج يطول ذكرها والمعتمد عليه ما ذكرنا وسيأتي في باب ابن شهاب عن العرج عن ابن بحينة زيادة في هذا
المعنى إن شاء ال وكل هؤلء يقول إن المصلى أو سجد بعد السلم فيما قالوا أن السجود فيه قبل السلم لم يضره شيء ولو سجد قبل السلم فيما فيه السجود بعد السلم
لم يكن عليه شيء قال أبو بكر الثرم سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن السجود للسهو قبل السلم أو بعده فقال في مواضع قبل السلم وفي مواضع بعد السلم كما صنع
النبي صلى ال عليه وسلم إذ سلم من اثنتين سجد بعد السلم على حديث ذي اليدين وإذ سلم من ثلث سجد بعد السلم على حديث عمران بن حصين وفي التحري بعد
السلم على حديث منصور حديث عبدال وفي القيام من اثنتين يسجد قبل السلم على حديث ابن بحينة وفي الشك يبنى على اليقين ويسجد قبل السلم على حديث أبي سعيد
وعبدالرحمن بن عوف قلت له فما كان سواها من السهو قال يسجد فيه كله قبل السلم لنه يتم ما نقص من صلته قال ولول ما روى عن النبي صلى ال عليه
وسلم لرأيت السجود كله في السهو قبل السلم لنه من شأن الصلة فيقضيه قبل أن يسلم ولكني أقول كل ما روي عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه سجد فيه بعد السلم
فإنه يسجد فيه بعد السلم وسائر السهو يسجد فيه قبل السلم ) ( 1وقال داود ليسجد لسهو إل في الخمسة المواضع التي سجد فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم أخبرنا
أبو محمد قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال أخبرنا أحمد بن عمرو قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال حدثنا محمد بن إسحاق عن
مكحول عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال جلست إلى عمر بن الخطاب فقال يا ابن عباس هل سمعت عن النبي صلى ال عليه وسلم في الرجل إذا نسي
صلته فلم يدر أزاد أم نقص ما أمر به قال قلت أما سمعت أنت يا أمير المؤمنين من
رسول ال صلى ال عليه وسلم فيه شيئا قال ل وال ما سمعت منه فيه شيئا ول سألته عنه إذ دخل عبدالرحمن بن عوف فقال فيم أنتما فأخبره عمر قال سألت هذا الفتى
عن كذا وكذا فلم أجد عنده علما فقال عبدالرحمن بن عوف لكن عندي منه علم لقد سمعت ذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم قال عمر فأنت العدل الرضي فماذا
سمعت قال سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول إذا شك أحدكم في الواحدة والثنتين فليجعلها واحدة وإذا شك في الثنتين والثلث فليجعلها اثنتين وإذا شك في الثلث
والربع فليجعلها ثلثا حتى يكون الوهم في الزيادة ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم يسلم ) ( 1واختلف الفقهاء أيضا فيمن شك في صلته فلم يدر أواحدة صلى أم اثنتين
أم ثلثا أم أربعا فقال مالك والشافعي يبنى على اليقين ول يجزئه التحري وروي مثل ذلك عن الثوري وبه قال داود والطبري وحجتهم في ذلك حديث أبي سعيد الخدري
المذكور في هذا
الباب وحديث عبدالرحمان بن عوف هذا وحديث ابن عمر وما كان مثلها في البناء على اليقين وقال أبو حنيفة إذا كان ذلك أول ما شك استقبل ولم يتحر وإن لفى ذلك غير
مرة تحرى وقال الحسن بن حي والثوري في رواية عنه يتحرى سواء كان ذلك أول مرة أو لم يكن وقال الوزاعي يتحرى قال وإن نام في صلته فلم يدر كم صلى
استأنف وقال الليث بن سعد ان كان هذا شيئا يلزمه ول يزال يشك أجزأه سجدتا السهو عن التحري وعن البناء على اليقين وإن لم يكن شيئا يلزمه استأنفت تلك الركعة
بسجدتيها وقال أحمد بن حنبل الشك على وجهين اليقين والتحري فمن رجع إلى اليقين ألغى الشك وسجد سجدتي السهو قبل السلم على حديث أبي سعيد الخدري وإذا
رجع إلى التحري وهو أكثر الوهم سجد سجدتي السهو بعد السلم على حديث ابن مسعود الذي يرويه منصور وبه قال أبو خيثمة زهير بن حرب قال وحديث عبدالرحمن
بن عوف إنما فيه البناء على اليقين وبين البناء على اليقين والتحري فرق لن التحري أن يتحرى أصوب ذاك وأكثره عنده والبناء على اليقين يلغي الشك ) كله ( ويبني
على يقينه
قال أبو عمر قد قال جماعة من أهل العلم منهم داود معنى التحري الرجوع إلى اليقين ) قال أبو عمر ( وحجة من قال بالتحري في هذا الباب حديث ابن مسعود عن النبي
صلى ال عليه وسلم أنه قال من شك منكم في صلته فليتحر الصواب وليبن على أكثر ظنه ) ( 1وهو حديث يرويه أبو عبيدة ابن عبدال بن مسعود عن أبيه ولم يسمع
من أبيه فيما يقول أهل الحديث وقد يحتمل أن يكون التحري هو البناء على اليقين ومن حمله على ذاك صح له استعمال الخبرين وأي تحر يكون لمن انصرف وهو شاك
لم يبن على يقينه وقد أحاط العلم أن شعبة من الشك تصحبه إذا لم يبن على يقينه وإن تحرى وحديث ابن مسعود عندي ليس مما يعارض به شيء من الثار التي ذكرناها
في هذا الباب وقد قال أحمد بن حنبل فيما حكى الثرم عنه حديث التحري ليس يرويه إل منصور قلت له ليس يرويه إل منصور قال
ل كلهم يقول أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى خمسا قال إل أن شعبة روى عن الحكم عن أبي وائل عن عبدال موقوفا نحوه قال إذا شك أحدكم فليتحر وأما الليث بن
سعد فأحسبه ذهب إلى ظاهر حديث ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم ان الشيطان يأتي أحدكم فيلبس عليه الحديث وسيأتي
ذكره والقول فيه في باب ابن شهاب من كتابنا ) ( 1هذا ان شاء ال وليس في شيء من الثار عن النبي صلى ال عليه وسلم نعرفه بين أول مرة وغيرها فل معنى لقول
أبي حنيفة في ذلك حدثنا عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال ) أخبرنا إسماعيل بن إسحاق ( قال أخبرنا إسماعيل ) ( 2بن أبي أويس
قال حدثني أخي عن
سليمان بن بلل عن عمر بن محمد عن سالم عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فلم يدر كم صلى ثلثا أم أربعا فليركع ركعة يحسن
ركوعها وسجودها ثم يسجد سجدتين قال أبو عمر ل يصح رفع هذا الحديث وال أعلم لن مالكا رواه عن عمر بن محمد عن سالم عن أبيه فوقفه على ابن عمر جعله من
قوله ) ( 1وخالف أيضا لفظه والمعنى واحد ولكنه لم يرفعه إل من ل يوثق به وإسماعيل بن أبي أويس وأخوه ) ( 2وأبوه ) ( 3ضعاف ل يحتج بهم وإنما ذكرناه
ليعرف وقد تقدم من الحجة للبناء على اليقين ما فيه كفاية وبال تعالى التوفيق
أخبرنا عبدال بن محمد حدثنا عبد الحميد بن أحمد حدثنا الخضر بن داود حدثنا أبو بكر بن الثرم قال سألت أبا عبدال يعني أحمد بن حنبل عن تفسير قول النبي صلى ال
عليه وسلم ل إغرار في صلة ول تسليم فقال أما أنا فأرى أن ل يخرج منها إل على يقين ل يخرج منها على غرر حتى يستيقن أنه قد أتمها ) وسيأتي ) ( 1في كيفية
التسليم وفي وجوبه في باب ابن شهاب عن أبي بكر بن سليمان بن حثمة من كتابنا هذا (
#حديث تاسع وعشرون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اللهم ل تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب
ال على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ( 1قال أبو عمر ل خلف عن مالك في إرسال هذا الحديث على ما رواه يحيى سواء وهو حديث غريب أعني قوله ) اللهم ل
تجعل قبري وثنا يعبد ( ول يكاد يوجد وزعم أبو بكر البزار أن مالكا لم يتابعه أحد على هذا الحديث إل عمر بن محمد عن زيد بن أسلم قال وليس بمحفوظ عن النبي
صلى ال عليه وسلم من وجه من الوجوه إل من هذا الوجه ل إسناد له غيره إل أن عمر بن محمد أسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم قال وعمر
بن محمد ثقة روى عنه الثوري وجماعة قال وأما قوله صلى ال عليه وسلم
لعن ال اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد فمحفوظ من طرق كثيرة صحاح قال أبو عمر ل وجه لقول البزار إل معرفة من روى الحديث ل غير ول خلف بن علماء
أهل الثر والفقه أن الحديث إذا رواه ثقة عن ثقة حتى يتصل بالنبي صلى ال عليه وسلم أنه حجة يعمل بها إل أن ينسخه غيره ومالك بن أنس عند جميعهم حجة فيما نقل
وقد أسند حديثه هذا عمر بن محمد وهو من ثقات أشراف أهل المدينة روى عنه مالك بن أنس والثوري وسليمان بن بلل ) وغيرهم ( وهو عمر بن محمد بن عبدال بن
عمر بن الخطاب ) ( 1رضي ال عنه فهذا الحديث صحيح عند من قال بمراسيل الثقات وعند من قال بالمسند لسناد عمر بن محمد له وهو ممن تقبل زيادته وبال
التوفيق حدثنا إبراهيم بن شاكر ومحمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن أيوب الرقى قال
حدثنا أحمد بن عمرو البزار قال حدثنا سليمان بن سيف ) ( 1قال حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني ) ( 2قال أخبرنا عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن
عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اللهم ل تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب ال على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وحدثني
محمد بن إبراهيم بن وإبراهيم بن شاكر قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن أيوب بن حبيب قال حدثنا أحمد بن عمرو بن عبدالخالق قال أخبرنا محمد
بن الحسن الكرماني المعروف بابن أبي علي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا حمزة بن المغيرة قال حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم ل تتخذوا قبري وثنا ) ( 3قال أبو بكر البزار وحديث سهيل هذا إنما يجيء من هذا الطريق لم يحدث به إل ابن عيينة عن حمزة بن المغيرة عن
سهيل
قال أبو عمر ذكره أبو جعفر العقيلي في التاريخ الكبير عن عبدال بن أحمد بن حنبل عن الحميدي عن ابن عيينة عن حمزة بن المغيرة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى ال عليه وسلم بلفظ حديث مالك ومعناه أخبرناه عبدال بن محمد بن يوسف إجازة قال أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلني إجازة قال أخبرنا أبو جعفر
محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال أخبرنا عبدال بن أحمد قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا حمزة بن المغيرة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اللهم ل تجعل قبري وثنا لعن ال قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قال العقيلي وحدثنا محمد بن إدريس قال حدثنا الحميدي
قال حدثنا سفيان قال أخبرنا حمزة بن المغيرة المخزومي ) ( 1مولى آل جعدة بن هبيرة وكان من سراة الموالي
B314
TEXT
قال أبو عمر الوثن الصنم وهو الصورة من ذهب كان أو من فضة أو غير ذلك من التمثال وكل ما يعبد من دون ال فهو وثن صنما كان أو غير صنم وكانت العرب
تصلي إلى الصنام وتعبدها فخشى رسول ال صلى ال عليه وسلم على أمته أن تصنع كما صنع بعض من مضى من المم كانوا إذا مات لهم نبي عكفوا حول قبره كما
يصنع بالصنم فقال صلى ال عليه وسلم اللهم ل تجعل قبري وثنا يصلي إليه ويسجد نحوه ويعبد فقد اشتد غضب ال على من فعل ذلك وكان رسول = ال صلى ال عليه
وسلم يحذر أصحابه وسائر أمته من سوء صنيع المم قبله الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم واتخذوها قبلة ومسجدا كما صنعت الوثنية بالوثان التي كانوا يسجدون إليها
ويعظمونها وذلك الشرك الكبر فكان النبي صلى ال عليه وسلم يخبرهم بما في ذلك من سخط ال وغضبه وأنه مما ل يرضاه خشية عليهم امتثال طرقهم وكان صلى ال
عليه وسلم يحب مخالفة أهل الكتاب وسائر الكفار وكان يخاف على أمته اتباعهم أل ترى إلى قوله صلى ال عليه وسلم على جهة التعبير والتوبيخ ) ) لتتبعن سنن الذين
كانوا قبلكم حذو النعل بالنعل حتى إن أحدهم لو دخل جحر ضب لدخلتموه ( (
وقد احتج بعض من ل يرى الصلة في المقبرة بهذا الحديث ول حجة له فيه أخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبدال بن مسرور قال أخبرنا عيسى بن مسكين قال أخبرنا
محمد بن عبدال بن سنجر قال حدثنا ابن نمير ) ( 1قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن نساء النبي صلى ال عليه وسلم تذاكرن عنده في مرضه كنيسة
رأينها بأرض الحبشة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أولئك قوم إذا مات الرجل الصالح عندهم بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق
عند ال ) ( 2أخبرنا قاسم بن محمد قال أخبرنا خالد بن سعد قال أخبرنا أحمد بن عمرو بن منصور قال أخبرنا محمد بن عبدال بن سنجر قال حدثنا عبيدال بن موسى
قال أخبرنا شيبان عن هلل بن حميد عن عروة عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن ال اليهود والنصارى اتخذوا قبور
أنبيائهم مساجد قالت ولول ذلك أبرز قبره غير أنه خشى عليه أن يتخذ مسجدا ) ( 3
#حديث موفى ثلثين لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا مرض العبد بعث ال إليه ملكين فقال
انظرا ماذا يقول لعواده فإن هو إذا جاؤوه حمد ال وأثنى عليه رفعا ذلك إلى ال وهو أعلم فيقول لعبدي على أن توفيته أن أدخله الجنة وإن أنا شفيته أن أبدل له لحما خيرا
من لحمه ودما خيرا من دمه ) وإن أكفر عنه سيئاته ) ( ( 1هكذا رواه جماعة الرواة عن مالك مرسل وقد أسنده عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن
أبي سعيد الخدري أخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر قال حدثنا محمد بن عبدال بن أبي دليم قال أخبرنا ابن وضاح قال أخبرنا إبراهيم بن موسى قال حدثنا عبدال بن الوليد
عن عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أصاب ال عبدا بالبلء بعث ال إليه ملكين فقال
انظروا ماذا يقول لعواده فإن
قال لهم خيرا فأنا أبدله بلحمه خيرا من لحمه وبدمه خيرا من دمه وإن أنا توفيته فله الجنة وإن أنا أطلقته من وثاقه فليستأنف العمل قال أبو عمر هو عباد بن كثير الثقفي )
( 1كان رجل فاضل عابدا وليس بالقوي يعد في أهل مكة وكان انتقل إليها من البصرة وأظن أصله من الحجاز كان ابن عيينة يمنع من ذكره إل بخير وقال ابن معين
هو ضعيف الحديث وقال البخاري فيه نظر وذكر عبدالرزاق عن أبي مطيع قال كان عباد بن كثير عندنا ثقة قال وأخرج من قبره بعد ثلثين سنة فلم يفقد منه إل شعيرات
فدلنا ذلك على فضله وعند عطاء بن يسار أيضا حديث يشبه هذا في معناه حدثناه عبدالوارث بن سفيان قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال أخبرنا بكر بن حماد قال حدثنا
مسدد قال حدثنا يحيى
عن أسامة بن زيد قال حدثني محمد بن عمرو عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ما أصاب المرء من وصب ول نصب ول
حزن حتى الهم يهمه إل كفر ال من خطاياه ) ( 1أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال أخبرنا وهب بن مسرة قال أخبرنا ابن وضاح قال أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
أخبرنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن القاسم بن مخيمرة عن عبدال بن عمرو قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما من أحد من المسلمين يبتلى في جسده
إل أمر ال عز وجل الحفظة فقال اكتبوا لعبدي ما كان يعمل وهو صحيح ما كان مشدودا في وثاقي ) ( 2والحاديث في هذاالمعنى كثيرة جدا فسبحان المبتدىء بالنعم
المتفضل بالحسان ل يستحق عليه شيء ورحمته وسعت كل شيء ل شريك له
#حديث حاد وثلثون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنه أخبره قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم في المسجد فدخل رجل ثائر
الرأس واللحية فأشار إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم ) بيده ( أن أخرج كأنه يعني إصلح شعر رأسه ولحيته ففعل الرجل ثم رجع قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان ) ( 1قوله في هذا الحديث ثائر الرأس يعني أن شعره مرتفع شعث غير مرجل وأصل الكلمة في اللغة الظهور
والخبال ومنه أخذ الثائر والثورة ول خلف عن مالك أن هذا الحديث مرسل وقد يتصل معناه من حديث جابر وغيره وفيه إباحة اتخاذ الشعر والوفرات والجمم لنه لم
يأمره بحلقه وفيه الحض على ترجيل شعر الرأس واللحية وكراهية إهمال ذلك والغفلة عنه حتى يتشعث ويسمج
وهذا عندي أصل في إباحة التزين والتنظف كله ما لم يتشبه الرجل في ذلك بالنساء وإنما استثنيت ذلك لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم لعن ال المتشبهين من الرجال
بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) ( 1وهذا على العموم إل أن يخصه عنه شيء صلى ال عليه وسلم فالتزين والتنظف مباح بهذا الحديث وغيره ما لم يكن إسرافا
وتنعما وتشبها بالجبارين يدلك على ذلك قوله صلى ال عليه وسلم البذاذة ) ( 2من اليمان ) ( 3وقد جاء عنه صلى ال عليه وسلم أنه نهى عن الترجل إل غبا من
حديث البصريين ومعناه وال أعلم على ما ذكرت وأما قوله في الحديث كأنه شيطان فهو محمول على المعروف من كلم العرب لنها كانت تشبه ما استقبحت بالشيطان
وإن كان ل يرى لما أوقع ال في نفوسهم من كراهية
طلعته ومن هذا المعنى قوله عز وجل في شجرة الزقوم !> طلعها كأنه رؤوس الشياطين <! وأما الحديث المتصل في معنى هذا الحديث فحدثنا أحمد بن عمر قال حدثنا
عبدال بن محمد وحدثنا قاسم بن محمد قال أخبرنا خالد بن سعد قال جميعا حدثنا محمد بن فطيس ) ( 2قال حدثنا بحر بن نصر قال أخبرنا بشر بن بكر قال حدثنا
الوزاعي عن حسان بن عطية قال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدال قال أتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم زائرا في منزلنا فرأى رجل شعثا فقال أما كان
هذا يجد ما يسكن به رأسه ورأى رجل عليه ثيابا وسخة فقال أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه وحدثنا محمد بن عبدال قال حدقنا محمد بن معاوية قال حدثنا اسحاق بن
أبي حسان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبدالحميد بن حبيب كاتب الوزاعي قال حدثنا الوزاعي قال حدثنا حسان بن عطية قال حدثني محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبدال قال أتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم زائرا في رحالنا فذكره إلى آخره سواء وذكره البزار قال حدثنا أبو سعيد الشج عبدال بن سعيد ) 1
( وصالح بن معاذ قال حدثنا وكيع بن الجراح قال حدثنا الوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا مثله وروى هذا الحديث عن الوليد بن
مسلم عن الوزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر وذلك خطأ والصواب ما ذكرنا عن الوزاعي عن حسان بن عطية عن ابن المنكدر وال أعلم أخبرني عبدال بن
محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا محمد بن بكر بن عبدالرزاق قال حدثنا أبو داود قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن هشام بن حسان عن الحسن عن عبدال بن مغفل قال
نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الترجل الغبا ) ( 2
ومن حديث فضالة بن عبيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ينهاهم عن كثير من الرفاهية ويأمرهم بالحتفاء ) ( 1أحيانا وروى ابن وهب عن ابن أبي الزناد )
( 2عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من كان له شعر فليكرمه ) ( 3وهذا المعنى في حديث الحجازيين كثير
وبال التوفيق
#حديث ثان وثلثون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لن يبقى بعدي من النبوة إل المبشرات قالوا
وما المبشرات يا رسول ال قال الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) ( 1هكذا روى هذا الحديث جميع الرواة عن
مالك فيما علمت مرسل ) ( 2وفيه أنه ل نبي بعده صلى ال عليه وسلم وهو تفسير قوله عليه السلم ل نبوة بعدي إل ما شاء ال وهو حديث يروى من حديث المغيرة بن
شعبة فإن صح كان معنى الستثناء فيه الرؤيا الصالحة على ما في هذا الحديث وما كان مثله وحسبك بقول ال عز وجل !> ولكن رسول ال وخاتم النبيين <! 3وقوله
عليه السلم أنا العاقب الذي ل نبي بعدي ) ( 4
وحديث عطاء بن يسار المذكور في هذا الباب يتصل معناه من وجوه ثابتة من حديث ابن عباس وحذيفة وابن عمر وعائشة وأم كرز الخزاعية حدثنا اسماعيل بن
عبدالرحمان القرشي قال حدثنا محمد بن العباس الحلبي ) ( 1قال حدثنا علي بن عبدالحميد الغضائري قال حدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن
سحيم عن إبراهيم بن عبدال بن معبد عن أبيه عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أيها الناس أنه لم يبق من مبشرات النبوة إل الرؤيا الصالحة يراها
العبد أو ترى له ) ( 2وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا اسحاق بن إسماعيل اليلي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن
سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبدال بن معبد بن عباس عن أبيه عن ابن عباس قال كشف رسول ال صلى ال عليه وسلم الستارة في مرضه والناس صفوف خلف
B314
TEXT
أبي بكر فقال أيها الناس أنه لم يبق من مبشرات النبوة إل الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ثم قال أل أني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا فأما
الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم هكذا رواه الحميدي وابن أبي شيبة وغيرهما عن ابن عيينة سواء وفي حديث مالك يراها
الرجل الصالح أو ترى له فظاهره أن ل تكون الرؤيا من النبوة جزءا من ستة وأربعين إل على ذلك الشرط للرجل الصالح أو منه وفي حديث ابن عباس يراها المسلم ولم
يقل صالحا ول طالحا وفي بعض ألفاظه يراها العبد وهذا أوسع أيضا وقوله في حديث مالك أو ترى له عمومه من الصالح وغيره وال أعلم وقد تقدم القول في الرؤيا في
باب إسحاق بن أبي طلحة من كتابنا ) ( 1هذا فأغنى عن إعادته هاهنا حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الترمذي محمد بن إسماعيل قال حدثنا
الحميدي قال حدثنا سفيان عن عبيدال بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز الكعبية قالت سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول ذهبت النبوة وبقيت
المبشرات ) ( 2
قال أبو عمر أحاديث هذا الباب كلها صحاح ثابتة في معنى حديث مالك وقد روى عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن أبي الدرداء عن النبي صلى ال عليه وسلم
في تأويل قول ال عز وجل لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ( 1حديثا يدخل في معنى هذا الباب قرأته على أبي عثمان سعيد بن نصر وأبي القاسم عبدالوارث بن سفيان أن
قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا عبدال بن الزبير الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو يعني ابن دينار عن عبدالعزيز بن رفيع عن أبي
صالح عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر قال سألت أبا الدرداء عن قول ال عز وجل !> الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الخرة <!
فقال ما سألني عنها أحد مذ سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عنها غيرك إل رجل واحد سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عنها فقال ما سألني عنها أحد منذ
نزلت غيرك هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ) ( 2قال سفيان ثم لقيت عبدالعزيز
بن رفيع فحدثنيه عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن أبي الدرداء عن النبي صلى ال عليه وسلم قال سفيان ثم لقيت محمد بن المنكر فحدثنيه
عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن أبي الدرداء عن النبي صلى ال عليه وسلم قال أبو عمر هذا حديث حسن في التفسير المرفوع صحيح من نقل أهل
المدينة وقد رواه العمش عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر قال سألت أبا الدرداء فذكره سواء هكذا رواه أبو معاوية وعلي بن مسهر ووكيع بن
الجراح عن العمش وروى من حديث جابر بن عبدال وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وعبدال بن عمرو بن العاصي وطلحة بن عبيدال عن النبي صلى ال عليه وسلم
نحو حديث أبي الدرداء هذا سواء بمعناه وعلى ذلك أكثر أهل التفسير في معنى هذه الية وهو أولى ما اعتقده العالم في تأويل قول ال عز وجل !> لهم البشرى في الحياة
الدنيا <! وروى عن الحسن والزهري وقتادة أنها البشارة عند الموت ) ( 1ول خلف بينهم أن قوله في الخرة الجنة
#حديث ثالث وثلثون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من وقاه ال شر اثنتين ولج الجنة فقال رجل
يا رسول ال ل تخبرنا فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم عاد رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال مثل مقالته الولى فقال له الرجل ل تخبرنا يا رسول ال فسكت
رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم مثل ذلك أيضا فقال الرجل ل تخبرنا يا رسول ال ثم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم مثل ذلك
أيضا ثم ذهب الرجل يقول مثل مقالته الولى فأسكته رجل إلى جنبه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم من وقاه ال شر اثنتين ولج الجنة
ما بين لحييه وما بين رجليه ما بين لحييه وما بين رجليه ما لحييه وما بين رجليه ) ( 1هكذا قال يحيى في هذا الحديث لتخبرنا على لفظ النهي ثلث مرات وأعاد الكلم
أربع مرات وتابعه ابن القاسم وغيره على لفظ ل تخبرنا على النهي إل أن إعادة الكلم عنده ثلث مرات وقال القعنبي أل تخبرنا على لفظ العرض والغراء والحث
والقصة عنده معادة ثلث مرات أيضا وكلهم قال ما بين لحييه وما بين رجليه ثلث مرات وأما ابن بكير فليس عنده هذا الحديث في الموطأ ول عنده من الربعة البواب
المتصلة إل باب ما يكره من الكلم فيه أورد أحاديث البواب الربعة إل هذا الحديث ول أعلم عن مالك خلفا في إرسال هذاالحديث وقد روى معناه متصل من طرق
حسان عن جابر وعن سهل بن سعد
وعن أبي موسى وعن أبي هريرة إل أن لفظ أبي هريرة أن أكثر ما يدخل الناس النار إل جوفان البطن والفرج حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا عمر بن علي عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من يتكفل لي بما
بين لحييه وما بين رجليه وأضمن له الجنة ) ( 1وحدثنا عبدالوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثني المغيرة بن سقلب
قال أخبرنا معقل يعني ابن عبيدال العبسي ) ( 2عن عمرو بن دينار عن جابر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له
الجنة
وحدثنا أبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ قراءة مني عليه قال حدثنا محمد بن جعفر بن سليمان غندر قال حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عاصم بن علي بن عمر
بن علي مقدم قال حدثني أبي عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له الجنة ) ( 1
وحدثني أبو القاسم قال أخبرنا محمد بن جعفر بن سليمان بن دران غندر قال حدثنا أحمد بن علي ومحمد بن أبي بكر بن سليمان قال حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثنا
المغيرة بن سقلب قال حدثنا معقل بن عبيدال عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه
ضمنت له الجنة حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد
ابن اسحاق الحضرمي قال حدثنا خالد بن الحرث قال حدثنا محمد بن عجلن عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من وقاه ال شر اثنتين
دخل الجنة شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه ) ( 1حدثنا أحمد بن قاسم وأحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا الحسن بن علي العدوي ) ( 2قال
حدثني خراش بن عبدال ) ( 3قال حدثني مولي أنس بن مالك قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم على أصحابه فقال من ضمن لي اثنتين ضمنت له الجنة قال أبو
هريرة فداك أبي وأمي يا رسول ال أنا أضمنها
ما هما فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة قال أبو عمر معلوم أنه أراد بقوله ما بين لحييه اللسان وما بين
رجليه الفرج وال أعلم ولذلك أردف مالك حديثه في هذا الباب بحديثه عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب دخل على أبي بكر الصديق وهو يجبذ لسانه فقال له
عمر مه غفر ال لك فقال أبو بكر إن هذا أوردني الموارد ) ( 1وفي اللسان في معنى هذا الباب آثار كثيرة منها مرفوعة ومنها من قول السلف وقد ذكر ابن المبارك
وغيره في ذلك أبوابا وجدت في أصل سماع أبي بخطه رحمه ال أن محمد بن أحمد بن قاسم بن هلل حدثهم قال حدثنا سعيد بن عثمان العناقي قال حدثنا نصر بن
مرزوق قال أخبرنا أسد بن موسى قال حدثنا عبدالحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أنه سأل رسول ال
صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال أي العمال أفضل الصلة بعد الصلة المفروضة قال ل ونعم ما هي قال فالصوم بعد صوم رمضان قال ل ونعم ما هو قال
فالصدقة بعد الصدقة المفروضة قال ل ونعم ما هي قال يا رسول ال فأي العمال أفضل قال فأخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم لسانه ثم وضع عليه إصبعه فاسترجع
معاذ وقال يا رسول ال أنؤاخذ بما نقول كله ويكتب علينا قال فضرب رسول ال صلى ال عليه وسلم منكب معاذ وقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم
في النار إل حصائد ألسنتهم ) ( 1ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى من النظم المحكم قول نصر بن أحمد %لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل %وكل امرىء ما بين
فكيه مقتل % %وكم فاتح أبواب شر لنفسه %إذا لم يكن قفل على فيه مقفل %في أبيات قد ذكرتها في كتاب العلم في بابها ) ( 2
وسيأتي في باب سعيدالمقبري عند قوله صلى ال عليه وسلم من كان يؤمن بال واليوم الخر فليقل خيرا أو ليصمت ) ( 1ما فيه كفاية في فضل الصمت إن شاء ال
حدثنا عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا مسلم قال حدثنا جرير بن حازم عن العمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال أيمن امرىء
وأشأمه ما بين لحييه وقال ابن مسعود أعظم الخطايا اللسان الكذوب ) ( 2وفي هذا الحديث من الفقه أن الكبائر أكثر ما تكون وال أعلم من الفم والفرج ووجدنا الكفر
وشرب الخمر وأكل الربا وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم ظلما من الفم واللسان ووجدنا الزنا من الفرج وأحسب أن المراد من الحديث أنه من اتقى لسانه وما يأتي من
القذف والغيبة والسب كان أحرى أن يتقي القتل ومن اتقى شرب الخمر كان حريا باتقاء بيعها ومن اتقى أكل الربا لم يعمل به لن البغية من العمل به التصرف في أكله
فهذا وجه في تخصيص الجارحتين المذكورتين في هذا
الحديث وضمان الجنة لمن وقى شرهما وهذا التأويل على نحو قول عمر رضي ال عنه في الصلة ومن ضيعها كان لما سواها أضيع ومن حفظها حفظ دينه ) ( 1فكان
قوله صلى ال عليه وسلم من اتقى الغيبة وقول الزور واتقى الزنا مع غلبة شهوة النساء على القلوب كان للقتل أهيب وأشد توقيا وال أعلم ويحتمل أن يكون ذلك منه
صلى ال عليه وسلم خطابا لقوم بأعيانهم اتقى عليهم من اللسان والفرج ما لم يتق عليهم من سائر الجوارح ويحتمل أيضا أن يكون قوله ذلك معه كلم لم يسمعه الناقل
كأنه قال من عافاه ال ووقاه كذا وكذا وشر ما بين لحييه ورجليه ولج الجنة فسمع الناقل بعض الحديث ولم يسمع بعضا فنقل ما سمع وإنما حملنا على تخريج هذه الوجوه
B314
TEXT
لجماع المة أن من أحصن فرجه عن الزنا ومنع لسانه من كل سوء ولم يتق
ما سوى ذلك من القتل والظلم أنه ل يضمن له الجنة وهو إن مات عندنا في مشيئة ال تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عذبه إذا مات مسلما وقوله صلى ال عليه وسلم
اتقوا الموبقات المهلكات يعني الكبائر أعم من هذا الحديث قال ال عز وجل !> إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخل كريما <! 1والمدخل
الكريم الجنة وقد اختلف العلماء في الكبائر فأما ما أتى منها في الحاديث المرفوعة عن النبي صلى ال عليه وسلم وهو المفزع عند التنازع فحدثنا أحمد بن قاسم بن
عيسى قال حدثنا عبيدال بن محمد بن حبابة البغدادي قال حدثنا عبدال بن محمد البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا أيوب بن عتبة قال حدثني طيلسة بن علي قال
أتيت ابن عمر عشية عرفة وهو تحت ظل أراك وهو يصب على رأسه الماء فسألته عن الكبائر فقال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول هن تسع قلت وما هن
قال الشراك بال وقذف المحصنة قال قلت قبل الدم قال نعم وقتل النفس المؤمنة والفرار من الزحف والسحر
وأكل الربا وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين واللحاد بالبيت الحرم قبلتكم أحياء وأمواتا ) ( 1قال أبو عمر طيلسة هذا يعرف بطيلسة بن مياس ) ( 2ومياس لقب وهو
طيلسة ) ( 3بن علي الحنفي يقال فيه طيلسة وطيسلة وقد روى هذا الحديث يحيى بن أبي كثير وزياد بن مخراق عن طيلسة عن ابن عمر مرفوعا فهذا حديث ابن عمر
وروى ابن مسعود أن النبي صلى ال عليه وسلم سئل أي الكبائر أعظم فقال أن تشرك بال وهو خلقك وأن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك وأن تزاني حليلة جارك ) ( 4
وفي حديث عبدال بن عمرو بن العاص وأنس بن مالك عن النبي صلى ال عليه وسلم الكبائر الشرك بال وقتل النفس التي حرم ال وعقوق الوالدين ) ( 1ولفظ حديث
أنس أكبر الكبائر ) ( 2وروى أبو بكرة عن النبي صلى ال عليه وسلم مثل ذلك وزاد وشهادة الزور ) ( 3وروى الشعبي عن عبدال بن عمرو بن العاص أنه قال جاء
أعرابي إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ما الكبائر يا رسول ال قال الشراك بال قال ثم ماذا قال ثم عقوق الوالدين قال ثم ماذا قال ) ( 4ثم اليمين الغموس قال
وما اليمين الغموس قال الذي يقتطع مال امرىء مسلم بيمين هو فيها كاذب ) ( 5
وعن عبدال بن عمرو عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال شرب الخمر من الكبائر ) ( 1وعنه أيضا عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال من الكبائر أن يسب الرجل
والديه ) ( 2يعني يستسب لهما وهو يدخل في باب العقوق وحديث عمران بن حصين قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما تعدون الكبائر فيكم قلنا الشرك بال
والزنا والسرقة وشرب الخمر قال هن كبائر وفيهن عقوبات أل أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى قال شهادة الزور وفي حديث خريم بن فاتك قال صلى رسول ال صلى ال
عليه وسلم صلة الصبح يوما فلما انصرف قام قائما فقال عدلت شهادة الزور بالشراك بال ثلث مرات ثم تل !> فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول الزور <!
وروى ابن المبارك عن سفيان عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل ) ( 1قال سمعت عبدال بن مسعود يقول عدلت شهادة الزور بالشرك بال ثم قرأ !> فاجتنبوا الرجس
من الوثان واجتنبوا قول الزور <! 2وروى عن محارب بن دثار قال سمعت ابن عمر يقول سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول شاهد الزور ل تزول قدماه حتى
تجب له النار ) ( 3قال أبو عمر الفرار من الزحف مذكور في حديث ابن عمر المذكور وفي حديث ابن عباس وفي حديث أبي أيوب النصاري وفي حديث عبدال بن
أنيس الجهني كلها عن النبي صلى ال عليه وسلم وفي حديث أبي أيوب ومنع ابن السبيل
ول أحفظه في غيره وذكر ابن وهب قال أخبرني سليمان بن بلل عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اتقوا السبع
الموبقات قلنا وما هي قال الشرك بال وقتل النفس التي حرم ال إل بالحق والزنا وأكل الربا وأكل مال اليتيم وشهادة الزور وقذف المحصنات ) ( 1وحديث عبدال بن
أنيس عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله في السبع الكبائر إل أنه ذكر فيهن العقوق ولم يذكر قذف المحصنات فهذا ما في الثار المرفوعة من الكبائر عن النبي صلى ال
عليه وسلم وهو يخرج في التفسير المرفوع وهي مشهورة عند أهل العلم بالحديث تركت ذكر أسانيدها خشيةالطالة وأجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر
لمن تعمد ذلك عالما به رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف وقال ال عز وجل !> ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الكافرون <! >! 2والظالمون <! ) ( 3
والفاسقون ) ( 4
نزلت في أهل الكتاب قال حذيفة وابن عباس وهي عامة فينا قالوا ليس بكفر ينقل عن الملة إذا فعل ذلك رجل من أهل هذه المة حتى يكفر بال وملئكته وكتبه ورسله
واليوم الخر روي هذا المعنى عن جماعة من العلماء بتأويل القرآن منهم ابن عباس وطاوس وعطاء وقال ال عز وجل !> وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا <! 1
والقاسط الظالم الجائر فالذي حصل في الثار المذكورة عن النبي صلى ال عليه وسلم من ذكر الكبائر ستة عشر ذنبا الشراك بال وقتل النفس المؤمنة بغير الحق
وعقوق الوالدين المسلمين وقذف المحصنة وشهادة الزور والسحر والفرار من الزحف والزنى وأكل الربا وشرب الخمر والسرقة واليمين المغموس وأكل مال اليتيم ظلما
واللحاد بالبيت الحرام ومنع ابن السبيل والجور في الحكم عمدا ومن جعل الستسباب للبوين من باب العقوق كانت سبعة عشر عصمنا ال من جميعها برحمته
وقد روى عمر بن المغيرة عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال الضرار ) ( 1في الوصية من الكبائر ) ( 2هكذا رواه
عمر بن المغيرة مرفوعا ورواه الثوري وزهير بن معاوية وأبو معاوية ) ( 3ومندل بن علي وعبيدة بن حميد كلهم عن داود ابن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس
موقوفا قال الضرار في الوصية من الكبائر ثم قرأ !> تلك حدود ال فل تعتدوها ومن يتعد حدود ال <! 4الية ومن حديث بريدة السلمي أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال إن أكبر الكبائر الشراك بال وعقوق الوالدين ومنع فضل الماء ومنع الفحل وهذا حديث ليس بالقوي ذكره البزار عن عمرو بن مالك عن عمر بن علي
المقدمي عن صالح بن حيان ) ( 1عن عبدال بن بريدة عن أبيه وليس له غير هذا السناد وليس مما يحتج به وقد روى حنش بن قيس الرحبي عن عكرمة عن ابن
عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من جمع بين صلتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر ومن شهد شهادة فاجتاح بها مال مسلم فقد تبوأ مقعده من
النار ومن شرب شرابا حتى يذهب عقله الذي رزقه ال فقد أتى بابا من أبواب الكبائر ) ( 2وهذا حديث وإن كان في إسناده من ل يحتج بمثله أيضا من أجل حنش ) ( 3
هذا فإن معناه صحيح من وجوه وقد روى شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس أن رجل قال يا رسول ال ما الكبائر قال الشرك بال والياس من روح ال والقنوط
من رحمة ال ) ( 4فهذه الكبائر من وقاه ال إياها وعصمه منها ضمنت له الجنة
ما أدى فرائضه فإنهن الحسنات المذهبات للسيئات أل ترى أن من اجتنب كبائر ما نهي عنه كفرت سيئاته الصغائر بالوضوء والصلة والصيام ومن مات على هذا
زحزح عن النار وأدخل الجنة وفاز مضمون له ذلك ومن أتى كبيرة من الكبائر ثم تاب عنها بالندم عليها والستغفار منها وترك العودة إليها كان كمن لم يأتها قط والتائب
من الذنب كمن ل ذنب له على هذا الترتيب في الصغائر والكبائر وكفارة الذنوب جاء معنى كتاب ال وسنة رسوله عند جماعة العلماء بالكتاب والسنة ومن أتى كبيرة
ومات على غير توبة ) منها ( فأمره إلى ال إن شاء غفر له وإن شاء عذبه فعلى ما ذكرنا ووصفنا خرج قولنا أن الحاديث في اجتناب الكبائر أعم من حديث هذا الباب
في قوله من وقى ما بين لحييه ورجليه دخل الجنة وال الموفق للصواب ل شريك له وقد جاء عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه تكفل بالجنة لمن جاء بخصال ست ذكرها
أخبرنا خلف بن أحمد قال حدثنا أحمد بن مطرف حدثنا سعيد بن عثمان حدثنا يونس
ابن عبد العلى حدثنا عبدال بن يوسف حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن يسار عن أنس بن مالك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال تكفلوا
لي ستا أتكفل لكم بالجنة قالوا وما هي يا رسول ال قال إذا حدث أحدكم فل يكذب وإذا وعد فل يخلف وإذا اؤتمن فل يخن وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا
أيديكم ) ( 1وأما رواية من روى في حديث مالك هذا ل تخبرنا على لفظ النهي فيحتمل عندي وجهين أحدهما أن يكون قائل ذلك قاله على معنى استنباطها واستخراجها
أن يتركهم وذلك على وجه التعليم والدراك بالفكرة لها أو يكون رجل منافقا قال ذلك القول زهادة في سماع ذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم ورغبة عنه وكانوا
قوما قد نهاه ال عن قتلهم بما أظهروه من اليمان وال أعلم أي ذلك كان وكيف كان
وأما رواية من روى ) أل تخبرنا ( فهي بينة في الستفهام على وجه العرض والغراء والحث كأنها ل التي للتبرئة ) ( 1دخل عليها ألف الستفهام فصار معناها ما
ذكرنا وأما تكريره صلى ال عليه وسلم قوله ما بين لحييه وما بين رجليه ثلث مرات فيحتمل أن يكون جوابا لتكرير قوله ) من وقاه ال شر اثنتين ( قال ذلك ثلثا أيضا
ويحتمل أن يكون على ما روى عنه أنه كان إذا تكلم بكلمة كررها ثلثا وفي هذا رخصة لمن كرر الكلم يريد به التأكيد والبيان ول أريد لحد إذا كرر كلمة يريد تأكيدها
أن يكررها أكثر من ثلث وبال التوفيق حدثنا عبدالرحمان بن يحيى قال حدثنا محمد بن القاسم ابن شعبان وحدثناه خلف بن القاسم قال حدثنا الحسن ابن رشيق قال حدثنا
علي بن سعيد بن بشير حدثنا عبد
الواحد بن غياث قال حدثنا فضال ) ( 1بن جبير ) ( 2قال سمعت أبا أمامة الباهلي صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم يأثر حديثا سمعه من رسول ال صلى ال
عليه وسلم أنه كان يقول أكفلوا لي بست خصال أكفل لكم بالجنة إذا حدث أحدكم فل يكذب وإذا وعد فل يخلف وإذا اؤتمن فل يخن واملكوا ألسنتكم وكفوا أيديكم واحفظوا
فروجكم ) ( 3واللفظ لحديث خلف
B314
TEXT
#حديث رابع وثلثون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أرسل إلى عمر بن الخطاب بعطاء فرده ) عمر
( فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم لم رددته فقال يا رسول ال أليس أخبرتنا أن خيرا لحدنا أن ل يأخذ من أحد شيئا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما ذلك
عن المسألة فأما ما كان عن غير مسألة فإنما هو رزق يرزقكه ال فقال عمر بن الخطاب ) أما ( والذي نفسي بيده ل أسأل أحدا شيئا ول يأتيني شيء من غير مسألة إل
أخذته ) ( 1قال أبو عمر ل خلف علمته بن رواة الموطأ عن مالك في إرسال هذا
الحديث هكذا وهو حديث يتصل من وجوه ثابتة عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر ومن غير ما وجه عن عمر وفيه أن يهدي الكبير
إلى الصغير والجليل إلى من هو دونه وأن يهدي القليل المال إلى من هو أكثر منه مال وفيه أنه ل ينبغي لحد أن يرد الهدية إذا علم طيب مكسبها لن قوله صلى ال عليه
وسلم لعمر لم رددته كان إنكارا منه لفعله وفيه استعمال العموم في الخبار والوامر أل ترى أن عمر استعمل ما سمع من النبي صلى ال عليه وسلم قوله خير لحدكم أن
ل يأخذ من أحد شيئا على عمومه ولم توجب عنده اللغة في الخطاب غير ذلك ولم ينكر ذلك عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم بل بين له مراده منه وفيه أن العموم
جائز عليه التخصيص وفيه كراهية السؤال على كل حال وقد قدمنا ذكر الثار فيمن تحل له المسألة ومن ل تحل له في كتابنا ) ( 1هذا فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا
وقد يحتمل أن يكون قوله في هذا الحديث بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى عمر بعطاء أي مما كان يقسمه من الفيء على سبيل العطية وهو بعيد لن أول من
فرض العطية عمر بن الخطاب ويستحيل أيضا أن يرد نصيبه من الفيء ويقول فيه ذلك القول لمن تدبره والوجه عندي أنها عطية على وجه الهبة والهدية والصلة وال
تعالى أعلم وفي الحديث أيضا أن الواجب قبول كل رزق يسوقه ال عز وجل إلى العبد على أي حال كان ما لم يكن حراما بينا حدثنا عبدالرحمن بن يحيى حدثنا علي بن
محمد حدثنا أحمد بن داود حدثنا سحنون بن سعيد حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحرث عن ابن شهاب عن سالم بن عبدال بن عمر عن أبيه أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء فيقول له عمر أعطه يا رسول ال من هو أفقر إليه مني فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم خذه فتموله أو تصدق
به وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ول سائل فخذه ومال فل تتبعه نفسك قال سالم فمن أجل ذلك كان ابن عمر ل يسأل أحدا شيئا ول يرد شيئا أعطيه ) ( 1
وفيه ما كان عليه عمر رحمه ال من البدار إلى طاعة رسول ال صلى ال عليه وسلم التي فيها طاعة ال أل ترى إلى قوله وال ل أسأل أحدا ول يأتيني شيء من غير
مسألة إل أخذته وهكذا يلزم من جهل شيئا النقياد إلى العلم واستعماله حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا عبدال بن نمير قال حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول أرسل إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم بمال
فرددته فلما جئته قال ما حملك على أن ترد ما أرسلت به إليك قال قلت يا رسول ال قلت لي أن خيرا لك أن ل تأخذ من الناس قال إنما ذلك أن تسأل الناس وما جاءك من
غير مسألة فإنما هو رزق رزقكه ال ) ( 2
وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا عمرو بن منصور قال حدثنا الحكم بن نافع قال حدثنا شعيب عن الزهري قال
حدثني سالم بن عبدال أن عبدال بن عمر قال سمعت عمر بن الخطاب يقول كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني
مرة مال فقلت اعطه أفقر إليه مني فقال خذه فتموله وتصدق به وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ول سائل فخذه ومال فل تتبعه نفسك ) ( 1أخبرني عبدال بن
محمد قال حدثنا عبدالحميد بن أحمد الوراق قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال حدثنا القعنبي قال حدثنا البهلول بن راشد عن يونس بن يزيد عن ابن
شهاب عن سالم بن عبدال عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول اعطه من هو أفقر إليه مني حتى أعطاني
مرة
مال فقلت أعطه من هو أفقر إليه مني فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم خذه وما جاءك من هذا المال من غير مسألة ول اشراف فخذه وعند ابن شهاب في هذا الحديث
إسناد آخر عن السائب بن يزيد عن حويطب بن عبدالعزيز عن عبدال بن السعدي عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى ال عليه وسلم بمعناه سواء ) ( 1روى هذا
الحديث بهذا السناد عنه جماعة من أصحابه منهم الزبيدي ) ( 2ومعمر وابن عيينة وشعيب بن أبي حمزة ) ( 3ويقولون أن ابن عيينة إنما سمعه من معمر وعنه يرويه
وقيل لمالك الحديث الذي أتى ما جاءك من غير مسألة فإنما هو رزق رزقكه ال أفيه رخصة قال نعم قيل فمن أعطى شيئا ووصل به
قال تركه أحب إلي وأفضل إن كان له عنه غنى إل أن يخاف على نفسه الجوع وهو محتاج فل أرى به بأسا وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة
قال ما أحد من الناس يهدي إلي هدية إل قبلتها وأما أن أسأل فلم أكن لسأل أخبرني عبدال بن محمد قال حدثنا عبدالحميد بن أحمد قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا
أبو بكر قال سمعت أبا عبدال يعني أحمد بن حنبل يسأل عن قول النبي صلى ال عليه وسلم ما أتاك من غير مسألة ول إشراف أي الشراف أراد فقال أن تستشرفه
وتقول لعله يبعث إلي بقلبك قيل له وإن لم يتعرض قال نعم إنما هو بالقلب قيل له هذا شديد قال وإن كان شديدا فهو هكذا قيل له فإن كان رجل لم يعودني أن يرسل إلي
شيئا إل أنه قد عرض بقلبي فقلت عسى أن يبعث إلي شيئا فقال هذا إشراف فأما إذا جآك من غير أن تحسبه ول خطر على قلبك فهذا الن ليس فيه إشراف
قلت له فلو عرض بقلبه لو بعث إليه فبعث إليه أيلزمه أن يرده قال ل أدري ما يلزمه ولكن له حينئذ أن يرده قلت له وليس عليه واجب أن يرده قال ل ثم قال أن الشأن أنه
إذا جاءه من غير مسألة ول إشراف كان عليه أن يأخذ بقول النبي صلى ال عليه وسلم فليقبله قال فحينئذ ينبغي له أن يأخذ ويضيق عليه إذا كان عن غير إشراف ول
مسألة أن يرد فإذا كان فيه إشراف فله أن يرد ول يلزمه أن يأخذ وإن أخذه فهو جائز ولو سأل لم يكن له أن يأخذ وضاق عليه ذلك بالمسألة إذا لم تحل له قال أبو عمر
الشراف في اللغة رفع الرأس إلى المطموع عنده والمطموع فيه وأن يهش النسان ويتعرض وما قاله أحمد بن حنبل رحمه ال في تأويل الشراف تضييق وتشديد وهو
عندي بعيد لن ال تبارك وتعالى تجاوز لهذه المة عما حدثت به أنفسها ما لم ينطق به لسان أو تعمله جارحة وما اعتقد القلب من المعاصي
ما خل الكفر فليس بشيء حتى يعمل به وخطرات النفوس متجاوز عنها بإجماع والحمد ل حدثنا خلف بن القاسم الحافظ أخبرنا سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ حدثنا
عبدالوهاب بن سعد الحمراوي حدثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي حدثنا صالح بن محمد السلولي حدثنا خالد بن نجيح عن موسى بن علي بن رباح ) ( 1عن أبيه عن
عبدال بن عمرو بن العاص أن النبي صلى ال عليه وسلم قال الهدية رزق من رزق ال فمن أهدى له فليقبله ول يرده وليعطه خيرا منه وليكافىء قال أبو عمر المكافأة
الستواء والعتدال ومنه قوله شاتان مكافأتان أي معتدلتان أو مثلن وال أعلم
أخبرنا عبدالرحمن بن مروان قال حدثنا أحمد بن سليمان الحريري قال حدثنا إسماعيل بن موسى الحاسب قال حدثنا محمود بن غيلن قال حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث
قال حدثنا همام عن قتادة عن عبدالملك عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من عرض له شيء من الرزق من غير أن يسأله فليقبله فإنما هو رزق
ساقه ال إليه ) ( 1أخبرنا عبدال بن محمد قال أخبرنا عبدالحميد بن أحمد قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء قال حدثنا أحمد بن
الحجاج قال حدثنا عبدال بن المبارك قال أخبرني معقل بن عبيدال قال حدثني عطاء بن أبي رباح قال قال أبو الدرداء إذا أخوك أعطاك شيئا فاقبله منه فإن كانت لك فيه
حاجة فاستمتع به وإن كنت غنيا عنه فتصدق به ول تنفس على أخيك أن يأجره ال فيه
قال أبو بكر وأخبرنا سعيد بن عفير ) ( 1قال حدثنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم أنه حدثه ) ( 2عن ابن أبي شريح عن عبدال بن عمرو قال ما يمنع
أحدكم إذا أتاه ال برزق لم يسأله ولم يستشرف له أن يقبله إن كان غنيا أجر في أخيه وإن كان محتاجا كان رزقا قسمه ال له قال وحدثنا علي بن بحر قال حدثنا عيسى بن
يونس قال حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن عثمان بن حيان قال سمعت أبا الدرداء يقول إن أحدكم يقول اللهم ارزقني وقد علم أن ال ل يخلق له دينارا ول درهما
وإنما يرزق بعضكم من بعض فإذا أعطى أحدكم شيئا فليقبله فإن كان عنه غنيا فليضعه في
أهل الحاجة من إخوانه وإن كان إليه فقيرا فليستعن به على حاجته ول يرد على ال رزقه الذي رزقه قرأت على خلف بن أحمد أن أحمد بن مطرف حدثهم قال حدثنا
محمد بن عمر بن لبابة وأيوب بن سليمان أبو صالح قال حدثنا أبو زيد عبدالرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عبدال بن يزيد المقري قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي
السود عن بكير بن عبدال بن الشج عن بسر بن سعيد عن خالد بن عدي الجهني أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من جاءه من أخيه معروف من غير سؤال ول
اشراف نفس فليقبله فإنما هو رزق ساقه ال إليه وأخبرنا عبدالرحمن بن عبدال قال حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا عبدال بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي
قال حدثنا عبدال بن يزيد أبو عبدالرحمن قال حدثنا سعيد بن أيوب وحيوة بن شريح ) ( 1عن أبي السود أنه أخبرهما أن بكير بن الشج أخبره أن بسر بن سعيد أخبره
عن خالد بن عدي الجهني
قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من جاءه من أخيه معروف من غير اشراف ول مسألة فليقبله ول يرده فإنما هو رزق ساقه ال إليه ) ( 1وروى الليث
بن سعد هذا الحديث عن بكير بن الشج عن بسر بن سعيد عن ابن الساعدي ) ( 2ورواية أبي السود أصح إن شاء ال وبال التوفيق
#حديث خامس وثلثون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تحل الصدقة لغني إل لخمسة لغاز في
B314
TEXT
سبيل ال أو لعامل عليها أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله أو لرجل له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغني ) ( 1هكذا رواه مالك مرسل ) ( 2
وتابعه على إرساله ابن عيينة وإسماعيل بن أمية ورواه الثوري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال حدثني الليث عن النبي صلى ال عليه وسلم فذكره ورواه معمر
عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم
فأما رواية ابن عيينة فحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل اليلي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تحل الصدقة لغني إل لخمسة رجل اشتراها بماله أو رجل أهديت له أو لعامل عليها أو لغارم
أو لغاز في سبيل ال وأما رواية إسماعيل بن أمية فرواها ابن علية عن إسماعيل بن أمية عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن النبي صلى ال عليه وسلم بلفظ حديث
مالك حرفا بحرف وأما رواية معمر فحدثنا عبدالوارث بن سفيان ويعيش ابن سعيد ) ( 1قال حدثنا قاسم ابن أصبغ قال حدثنا محمد بن غالب قال أخبرني أحمد بن
عبدال بن صالح يعني الكوفي ) ( 2قال حدثني أحمد بن صالح يعني المصري قال حدثنا عبدالرزاق بن همام بن نافع قال حدثنا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن
يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لتحل الصدقة لغني إل لخمسة لعامل عليها أو لرجل اشتراها بماله أو غارم أو غاز في سبيل ال أو
مسكين تصدق عليه فأهدى منها لغني ) ( 1وحدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدالرزاق
فذكر بإسناده مثله سواء وفي هذا الحديث من الفقه ما يدخل في تفسير قول ال عز وجل !> إنما الصدقات للفقراء والمساكين <! 2الية وتفسير لقول رسول ال صلى ال
عليه وسلم ل تحل الصدقة لغني ول لذي مرة سوى ) ( 3وقوله هذا عموم مخصوص بقوله في هذا الحديث إل لخمسة وأجمع العلماء أن الصدقة المفروضة ل تحل لحد
من الغنياء غير من ذكر في هذا الحديث من الخمسة الموصوفين فيه وكان ابن القاسم يقول ل يجوز لغني أن يأخذ من الصدقة ما يستعين به على الجهاد وينفقه في سبيل
ال وإنما يجوز ذلك للفقير قال وكذلك الغارم ل يجوز له أن يأخذ
من الصدقة ما يفي بها ماله ويؤدي منها دينه وهو عنها غني قال وإذا احتاج الغازي في غزوته وهو غني له مال غائب عنه لم يأخذ من الصدقة شيئا واستقرض فإذا بلغ
بلده أدى ذلك من ماله هذا كله ذكره ابن حبيب عن ابن القاسم وزعم أن ابن نافع وغيره خالفا في ذلك وذكر ابن أبي زيد وغيره عن ابن القاسم أنه قال في الزكاة يعطي
منها الغازي وإن كان معه في غزاته ما يكفيه من ماله وهو غني في بلده روى ابن وهب عن مالك أنه يعطي منها الغزاة ومن لزم مواضع الرباط فقراء كانوا أو أغنياء
وذكر عيسى بن دينار في تفسير هذا الحديث قال تحل الصدقة لغاز في سبيل ال قد احتاج في غزوته وغاب عنه غناه ووفره قال ول تحل لمن كان معه ماله من الغزاة
إنما تحل لمن كان ماله غائبا عنه منهم قال عيسى وتحل لعامل عليها وهو الذي يجمعها للمساكين من عند أرباب المواشي والموال فهذا يعطى منها على قدر سعيه ل
على قدر ما جمع
من الصدقات والعشور ول ينظر ) ( 1إلى الثمن وليس الثمن بفريضة وإنما له قدر اجتهاده وعمله قال وتحل لغارم غرما قد فدحه وذهب بماله إذا لم يكن غرمه في فساد
ول دينه في فساد مثل أن يستدين في نكاح أو حج أو غير ذلك من وجوه الصلح والمباح قال وأما غارم لم يفدحه الغرم ولم يحتج وقد بقي له من ماله ما يكفيه فإنه ل حق
له في الصدقات قال وتحل لرجل اشتراها بماله ولرجل له جار مسكين تصدق عليه فأهدى المسكين للغني وأما الشافعي وأصحابه وأحمد بن حنبل وسائر أهل العلم فيما
علمت فإنهم قالوا جائز للغازي في سبيل ال إذا ذهبت نفقته وماله غائب عنه أن يأخذ من الصدقة ما يبلغه قالوا والمحتمل بحمالة في صلح وبر والمتدائن في غير فساد
كلهما يجوز له أداء دينه من الصدقة وإن كان الحميل غنيا فإنه جائز له أخذ الصدقة إذا وجب عليه أداء ما تحمل به وكان ذلك يجحف بماله واحتج من ذهب إلى هذا
الحديث بحديث قبيصة بن المخارق وبظاهر حديث زيد بن أسلم هذا
فأما حديث قبيصة فحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا حماد بن زيد عن هارون بن رئاب
) ( 1قال حدثني كنانة بن نعيم عن قبيصة بن المخارق قال تحملت بحمالة فأتيت النبي صلى ال عليه وسلم أسأله فيها فقال أقم يا قبيصة حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها
ثم قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم يا قبيصة أن المسألة ل تحل إل لحد ثلثة رجل تحمل بحمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة
فاجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلثة من ذوي الحجا من قومه أصابت فلنا الفاقة
فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش فما سواهن يا قبيصة من المسألة فسحت ) ( 1فقوله رجل تحمل بحمالة فحلت له المسألة حتى يؤديها ثم
يمسك دليل على أنه غني لن الفقير ليس عليه أن يمسك عن السؤال مع فقره ودليل آخر وهو عطفه ذكر الذي ذهب ماله وذكر الفقير ذي الفاقة على ذكر صاحب الحمالة
فدل على أنه لم يذهب ماله ولم تصبه فاقة وال أعلم وأجمع العلماء على أن الصدقة تحل لمن عمل عليها وإن كان غنيا وكذلك المشتري لها بماله والذي تهدى إليه على ما
جاء في هذا الحديث وكذلك سائر من ذكر فيه وال أعلم وظاهر هذاالخبر يقتضي أن الصدقة تحل لهؤلء الخمسة في حال غناهم ولو لم يجز لهم أخذها إل مع الحاجة
والفقر لما كان للستثناء وجه لن ال قد أباحها للفقراء والمساكين إباحة مطلقة وحق الستثناء أن يكون مخرجا من الجملة ما دخل في عمومها هذا هو الوجه وال أعلم
روينا عن عبدالرحمن بن أبي نعم أنه قال كنت جالسا عند عبدال بن عمر فجاءته امرأة فقالت يا أبا عبدالرحمن إن زوجي توفي وأوصى بمال في سبيل ال قال هو في
سبيل ال كما قال قلت إنك لم تزدها إل غما قد سألتك فأخبرها فأقبل علي فقال يا ابن أبي نعم أتأمرني أن آمرها أن تدفعه إلى هذه الجيوش الذين يخرجون فيفسدون في
الرض ويقطعون السبيل قال فقلت فتأمرها بماذا قال آمرها أن تنفقه على أهل الخير وعلى حجاج بيت ال أولئك وفد الرحمن ليسوا كوفد الشيطان يكررها ثلثا قلت وما
وفد الشيطان قال قوم يأتون هؤلء المراء فيمشون إليهم بالنميمة والكذب فيعطون عليها العطايا ويجازون عليها بالجوائز ) ( 1
وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن من جاز له أخذ الصدقة وحلت له أنه يتصرف فيها ويملكها ويصنع فيها ما شاء من بيع وهبة وغير ذلك مما أحب ولذلك ما يطيب
أكلها لمن اشتراها ولمن أهديت إليه وقد تقدم القول في معنى هدية المسكين من الصدقة للغني في باب ربيعة في قصة لحم بريرة إذ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
هو عليها صدقة وهو لنا هدية ) ( 1حدثنا أحمد بن عمر قال حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا محمد بن إسحاق بن شيبويه السجستي ) ( 2قال
حدثنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أم سلمة أن النبي صلى ال عليه وسلم دخل عليها فقال أعندك شيء فقالت ل
إل رجل شاة تصدق به على امرأة فأهدته لنا فقال النبي صلى ال عليه وسلم قربيه فقد بلغت محلها
ومعنى قوله هذا وال أعلم أي قد بلغت حال تحل لنا فيها إذ هي هدية أهداها من يملكها وأن كان أصلها صدقة فل تضر لنها ليست بصدقة من المهدي ويحتمل أن يكون
أراد بلغت موضعها الذي قدر ال أن تؤكل فيه فهو محلها وهو من الوجه الول أنها بلغت حال حل له فيها أكلها ويحتمل أن يكون أراد قد بلغت الحاجة محلها فنحن نأكل
الرجل وغير الرجل لحاجتنا إلى ذلك وال أعلم بما أراد بقوله ذلك حدثني محمد بن إبراهيم ) ( 1قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا إسحاق
بن إسماعيل اليلي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد بن السباق عن جويرية بنت الحارث قالت دخل على رسول ال صلى ال عليه وسلم
ذات يوم فقال هل عندكن شيء قلت ل أل عظم أعطيته مولة لنا من الصدقة قال قربيه فقد بلغت محلها ) ( 1وروى ابن علية عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين
عن أم عطية قالت بعث إلى النبي صلى ال عليه وسلم شاة من الصدقة فبعثت إلى عائشة منها بشيء فلما خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى عائشة قال هل عندكم
من شيء قالت ل إل أن أم عطية بعثت إلينا من شاتها التي بعثتم بها إليها فقال أنها قد بلغت محلها كذا قال ابن علية وخالفه أبو شهاب فقال فيه عن أم عطية قالت بعثت
إلى نسيبة النصارية بشاة وذكره ) ( 2حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أحمد بن
عبدال عن أبي شهاب ) ( 3عن
خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت بعثت إلى نسيبة النصارية بشاة فأرسلت إلى عائشة منها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هل عندكم شيء
فقالت ل إل ما أرسلت به نسيبة من تلك الشاة قال هات فقد بلغت محلها
#حديث سادس وثلثون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رجل قبل امرأته وهو صائم في رمضان فوجد من ذلك وجدا شديدا فأرسل
امرأته تسأل له عن ذلك فدخلت على أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم فذكرت ذلك لها فأخبرتها أم سلمة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل ) ( 1وهو صائم
فرجعت فأخبرت زوجها بذلك فزاده ذلك شرا وقال لسنا مثل رسول ال صلى ال عليه وسلم يحل ال لرسوله ما شاء ثم رجعت امرأته إلى أم سلمة فوجدت عندها رسول
ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما لهذه المرأة فأخبرته أم سلمة فقال أل أخبرتيها أني أفعل ذلك فقالت قد أخبرتها فذهبت إلى زوجها فأخبرته
فزاده ذلك شرا وقال لسنا مثل رسول
ال صلى ال عليه وسلم يحل ال لرسوله ما شاء فغضب رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال وال إني لتقاكم ل وأعلمكم بحدوده ) ( 1هذا الحديث مرسل ) ( 2عند
جميع رواة الموطأ عن مالك وهذا المعنى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقبل وهو صائم صحيح من حديث عائشة وحديث أم سلمة وحديث حفصة يروي عنهن
B314
TEXT
كلهن وعن غيرهن عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه ثابتة وقد ذكر منها مالك حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت أن كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم ثم تضحك ) ( 3عطف به على حديث زيد بن أسلم هذا في الموطأ ونحن نذكر ما روى في ذلك من حديث عائشة عن النبي
صلى ال عليه وسلم
في باب بلغات ) ( 1مالك لنه بلغه أن عائشةكانت إذا ذكرت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل وهو صائم تقول وأيكم أملك لنفسه من رسول ال صلى ال عليه
وسلم ) ( 2ونذكر هاهنا ما روى في ذلك من حديث أم سلمة خاصة دون غيرها من الثار إذ هي التي رفع عنها هذا الحديث هاهنا وبال العون وفي هذا الحديث من
الفقه أن القبلة للصائم جائزة في رمضان وغيره شابا كان أو شيخا على عموم الحديث وظاهره لن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يقل للمرأة هل زوجك شاب أم شيخ
ولو ورد الشرع بالفرق بينهما لما سكت عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم لنه المبين عن ال مراده من عباده وأظن أن الذي فرق بين الشيخ والشاب في القبلة للصائم
ذهب إلى قول عائشة في حديثها في هذا الباب وأيكم أملك لربه ) ( 3من رسول ال
صلى ال عليه وسلم أي أملك لنفسه وشهوته من رسول ال صلى ال عليه وسلم وبهذا أيضا احتج من كرهها وسيأتي هذا الحديث في باب بلغات مالك ) ويأتي القول
فيها هناك ( إن شاء ال وممن كره القبلة للصائم عبدال بن مسعود وعبدال بن عمر وعروة بن الزبير وقد روى عن ابن مسعود أنه قال يقضي يوما مكانه ) ( 1وكره
مالك القبلة للصائم في رمضان للشيخ والشاب ذهب فيها إلى ما رواه عن ابن عمر أنه كان ينهى عن القبلة والمباشرة للصائم ) ( 2ولما رواه عن هشام بن عروة عن
أبيه أنه قال لم أر القبلة للصائم تدعو إلى خير ) ( 3ولم يذهب فيها إلى ما رواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أنه رخص فيها للشيخ وكرهها للشاب
) ( 4وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا أحمد بن إبراهيم
ابن الحداد ) ( 1وحدثنا زكريا بن يحيى السجزي وجعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا قتيبة قال حدثنا حميد بن عبدالرحمن عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن
عباس في القبلة للصائم قال أن عروق الخصيتين ) ( 2معلقة بالنف فإذا وجد الريح تحرك وإذا تحرك دعا إلى ما هو أكثر من ذلك والشيخ أملك لربه ) ( 3وذكر
عبدالرزاق أخبرنا معمر عن عاصم بن سليمان عن أبي مجلز قال جاء رجل إلى ابن عباس شيخ يسأله عن القبلة وهو صائم فرخص له فجاءه شاب فنهاه ) ( 4قال
وأخبرنا ابن عيينة عن عبيدال بن أبي يزيد قال سمعت ابن عباس يقول ل بأس بها إذا لم يكن معها غيرها يعني القبلة قال وأخبرنا ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن
طاوس عن ابن عباس أنه سئل عن القبلة للصائم فقال هي دليل إلى غيرها والعتزال أكيس ) ( 5
قال أبو عمر كل من كرهها فإنما كرهها خوفا أن تحدث شيئا يكون رفثا كإنزال الماء الدافق أو خروج المنى وشبه ذلك مما ل يجوز للصائم وقد قال صلى ال عليه وسلم
من كان صائما فل يرفث ) ( 1فدخل فيه رفث القول وغشيان النساء وما دعا إلى ذلك وأشباهه ذكر عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب أن عمر بن
الخطاب كان ينهى عن القبلة للصائم فقيل له أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقبل وهو صائم فقال من ذا له من الحفظ والعصمة ما لرسول ال صلى ال عليه وسلم
) ( 2قال الزهري وأخبرني من سمع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يتناهون عن القبلة صياما ويقولون أنها تدعو إلى أكثر منها ) ( 3قال أبو عمر ل أرى
معنى حديث ابن المسيب في هذا الباب
عن عمر أل تنزها واحتياطا منه لنه قد روى فيه عن عمر حديث ) مرفوع ( ول يجوز أن يكون عند عمر حديث ويخالفه إلى غيره حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبدال بن
محمد المفسر ) ( 1حدثنا أحمد بن علي حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة قال حدثنا شبابة بن سوار عن ليث بن سعد عن بكير بن عبدال بن الشج عن عبدالملك بن
سعيد النصاري عن جابر بن عبدال النصاري عن عمر بن الخطاب قال هششت إلى امرأتي فقبلتها وأنا صائم فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت يا رسول ال
أتيت أمرا عظيما قبلت وأنا صائم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أرأيت لو تمضمضت بالماء وأنت صائم قال قلت ل بأس قال ففيم ) ( 2وكان الشافعي يكرهها لمن
حركته بها شهوة وخاف أن يأتي عليه منها شيء ولم يكرهها لمن أمن عليه وقال أبو ثور إذا كان يخاف أن
يتعدى إلى غيرها لم يتعرض لها ورويت الرخصة في القبلة للصائم عن عمر بن الخطاب ول يصح ذلك عنه ورويت عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وابن عباس
أيضا وعائشة وبه قال عطاء والشعبي والحسن وهو قول أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه وداود بن علي ول أعلم أحدا رخص فيها لمن يعلم أنه يتولد عليه منها ما
يفسد صومه ) ( 1وقال أبو حنيفة وأصحابه ل بأس بالقبلة إذا كان يأمن على نفسه قالوا فإن قبل فأمنى فعليه القضاء ول كفارة وهو قول الثوري والحسن بن حي
والشافعي فيمن قبل فأمنى أن عليه القضاء وليس عليه كفارة قال ابن علية ل تفسد القبلة الصوم إل أن ينزل الماء الدافق ولو قبل فأمذى لم يكن عليه شيء عند الشافعي
وأبي حنيفة والثوري وابن علية والوزاعي وقال أحمد من قبل فأمذى أو أمنى
فعليه القضاء ول كفارة عنده إل على من جامع فأولج ناسيا أو عامدا وسيأتي ذكر كفارةالمفطر في رمضان بجماع أو أكل في باب ابن شهاب عن حميد ) ( 1إن شاء ال
عز وجل وقال مالك ل أحب للصائم أن يقبل فإن قبل في رمضان فأنزل فعليه القضاء والكفارة وإن قبل فأمذى فعليه القضاء ول كفارة وقال ابن خواز بنداد القضاء على
من قبل فأمذى عندنا مستحب ليس بواجب وفيه من الفقه أيضا إيجاب العمل بخبر الواحد الثقة ذكرا كان أو أنثى وعلى ذلك جماعة أهل الفقه والحديث أهل السنة ومن
خالف ذلك فهو عند الجميع مبتدع والدليل على ما قلنا من العمل بخبر الواحد من هذا الحديث قول رسول ال صلى ال عليه وسلم لم سلمة ) أل أخبرتيها ( فأوضح بذلك
أن خبر أم سلمة يجب العمل به وكذلك خبر المرأة لزوجها ولو كان خبر أم سلمة ل يلزم المرأة وخبر المرأة ل يلزم زوجها لما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لم
سلمة أل أخبرتيها لنها كانت تقول وكيف كنت أخبرها عنك وحدي وأي فائدة في نقلي
عنك وحدي أو كيف تنقل المرأة الخبر وحدها إلى زوجها وهذا بين في إيجاب العمل بخبر الواحد وقبوله ممن جاء به إذا كان عدل والحجة في إثبات خبر الواحد والعمل
به قائمة من الكتاب والسنة ودلئل الجماع والقياس وليس هذا موضع ذكرها ) ) ( 1وقد أفردنا لذلك كتابا تقصينا فيه الحجة على المخالفين والحمد ل ( وإنما قصدنا في
كتابنا ) هذا ( لتخريج ما في الخبار من المعاني وقد علمنا أن الناظر فيه ليس ممن يخالفنا في قبول خبر الواحد وبال التوفيق وفيه أن فعل رسول ال صلى ال عليه
وسلم كله يحسن التأسي به فيه على كل حال إل أن يخبر رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه له خاصة أو ينطق القرآن بذلك وإل فالقتداء به أقل أحواله أن يكون مندوبا
إليه في جميع أقواله ومن أهل العلم من رأى أن جميع أفعاله واجب القتداء بها كوجوب أوامره وقد بينا الحجة فيما اختلف فيه من ذلك في غير هذا الكتاب والدليل على
أن أفعاله
كلها يحسن التأسي به فيها قوله ال عز وجل لقد كان لكم في رسول ال أسوة حسنة ) ( 1فهذا على الطلق إل أن يقوم الدليل على خصوص شيء منه فيجب التسليم له
أل ترى أن الموهوبة لما كانت له خالصة نطق القرآن بأنها خالصة له من دون المؤمنين ) ( 2وقال صلى ال عليه وسلم في الوصال إني لست كهيئتكم إني أبيت
يطعمني ربي ويسقيني ) ( 3فأخبر بموضع الخصوص على أن من العلماء من لم يجعل الوصال خصوصا له وجعله من باب الرفق والتيسير على أمته وسنبين القول في
ذلك في كتابنا هذا عند ذكر ذلك الحديث ) ( 4إن شاء ال قال ال عز وجل !> وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط ال <! 5وقال صلى ال عليه وسلم خذوا عني
مناسككم ) ( 6وقال صلوا كما رأيتموني أصلي ) ( 7
وقال عبدال بن عمر إن ال بعث إلينا محمدا صلى ال عليه وسلم ونحن ل نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأيناه يفعل ) ( 1وفي غضب رسول ال صلى ال عليه وسلم وقوله
وال إني لخشاكم ل وأعلمكم بحدوده دليل على أن الخصوص ل يجوز ادعاؤه عليه بوجه من الوجوه إل بدليل مجتمع عليه وقال صلى ال عليه وسلم إنما بعثت معلما
مبشرا وبعثت رحمة مهداة ) ( 2صلوات ال وسلمه عليه فل يجوز ادعاء الخصوص عليه في شيء إل فيما بان به خصوصه في القرآن أو السنة الثابته أو الجماع
لنه قد أمرنا باتباعه والتأسي به والقتداء بأفعاله والطاعة له أمرا مطلقا ) ( 3وغير جائز عليه أن يخص بشيء فيسكت لمته عنه ويترك بيانه لها وهي مأمورة باتباعه
هذا ما ل يظنه ذو لب مسلم بالنبي صلى ال عليه وسلم
حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عيسى بن المغيرة عن أبي مودود عن نافع قال
رأيت ابن عمر إذا ذهب إلى قبور الشهداء على ناقته ردها هكذا وهكذا فقيل له في ذلك فقال إني رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم في هذه الطريق على ناقته فلعل
خفي يقع على خفه وهذا غاية في القتداء والتأسي برسول ال صلى ال عليه وسلم وحدثني أحمد بن فتح بن عبدال قال حدثنا الحسين بن عبدال بن الخضر قال حدثنا أبو
العلء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي قال حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا إسماعيل بن زكرياء عن العمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة قالت
رخص رسول ال صلى ال عليه وسلم في بعض المر فرغب عن ذلك بعض أصحابه فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم خطيبا فقال مالي أرخص في المر فيرغب
عن ذلك أناس وال إني
لرجو أن أكون أعلمكم بال وأشدكم له خشية ) ( 1وذكر البخاري حدثنا محمد بن سلم قال حدثنا عبدة ) ( 2عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول
B314
TEXT
ال صلى ال عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من العمال بما يطيقون فقالوا إنا لسنا كهيئتك يا رسول ال إن ال قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف
) الغضب ( في وجهه ثم يقول إن أتقاكم ل وأعلمكم بال أنا ) ( 3قال البخاري وحدثنا عبد السلم بن مطهر ) ( 4قال حدثنا عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري
عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إل غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة
والروحة وشيء من الدلجة ) ( 1وأما الحاديث عن أم سلمة في هذا الباب فأخبرنا عبدال بن محمد بن عبد المؤمن قال أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا
عبدال بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثني يحيى بن سعيد عن طلحة بن يحيى قال حدثني عبدال بن فروخ أن امرأة سألت أم سلمة فقالت إن زوجي يقبلني وهو
صائم وأنا صائمة فما ترين فقالت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبلني وهو صائم وأنا صائمة ) ( 2وأخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا
محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن عبدال ابن فروخ عن أم سلمة قالت كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم يقبلني وهو صائم وأنا صائمة ) ( 1وعبدال بن فروخ هذا كوفي مولى آل طلحة بن عبيد ال وقيل مولى عمر بن الخطاب وهو تابعي ليس به بأس وأخبرنا
عبدالرحمن بن عبدال بن خالد قال حدثنا أحمد بن جعفر ابن حمدان بن مالك قال حدثنا عبدال بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا عفان قال حدثنا همام قال سمعنا
من يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن أن زينب ابنة أم سلمة حدثته قالت حدثتني أمي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ) ( 2
وأخبرنا عبدال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا ابن حمدان ) ( 3قال حدثنا عبدال بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الملك بن عمرو وعبد الصمد بن عبد
الوارث قال حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله ) ( 4
وقرأت على أبي عثمان سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن
أبي سلمة بن عبدالرحمن أن زينب ابنة أم سلمة أخبرته أن أم سلمة حدثتها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ) ( 1ورواه الوزاعي عن يحيى عن
أبي سلمة عن عائشة والقول قول من ذكرنا وقد رواه الحسن ابن موسى الشيب عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عمر بن عبد العزيز عن عروة بن
الزبير عن عائشة وهذا عندي ان لم يكن إسنادا آخر فهو خطأ ) ( 2وما رواه هشام وهمام ومحمد بن سابق عن شيبان صحيح وهشام الدستوائي أثبت من روى عن يحيى
ابن أبي كثير وقد تابعه همام وغيره وروايته لهذا الحديث أولى من رواية من خالفه بالصواب وال تعالى أعلم وقد روى عن أم سلمة أيضا في هذا الحديث غير هذا وذلك
ما حدثناه خلف بن القاسم قال حدثنا عبدال بن جعفر بن الورد قال حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبدال بن صالح قال حدثنا موسى بن علي ابن رباح عن أبيه عن أبي
قيس مولى عمرو بن العاص أن عبدال بن عمرو بن العاص أرسله إلى أم سلمة هل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل وهو صائم فإن قالت ل فقل لها إن عائشة
تحدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقبل وهو صائم قال أبو قيس فجيئتها فقالت أحر أم مملوك فقلت بل مملوك فقالت أدنه فدنوت فقلت أن عبدال بن عمرو
أرسلني إليك أسألك هل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل وهو صائم فقالت ل فقلت إن عائشة تحدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقبل وهو صائم فقالت
لعله لم يتمالك عنها حبا ) ( 1
وهذا حديث متصل ولكنه ليس يجيء إل بهذا السناد وليس بالقوي ) ( 1وهو منكر ) ( 2على أصل ما ذكرنا عن أم سلمة وقد رواه عن موسى بن علي عبدالرحمن بن
مهدي وعبدال بن يزيد المقري ) ( 3كما رواه عبدال بن صالح سواء وما انفرد ) ( 4به موسى بن علي فليس بحجة والحاديث المذكورة عن أبي سلمة معارضة له
وهي أحسن مجيئا وأظهر تواترا وأثبت نقل منه وأما الحاديث في هذا الباب عن عائشة فأسانيدها ل مطعن لحد فيها وستراها في باب بلغات ) ( 5مالك إن شاء ال
وإسناد حديث حفصة في ذلك أحسن وبال التوفيق
#حديث سابع وثلثون لزيد بن أسلم مرسل يتصل من وجوه ثابتة مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم التمر بالتمر مثل
بمثل فقيل له إن عاملك على خيبر يأخذ الصاع بالصاعين فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أدعوه لي فدعي له فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أتأخذ الصاع
بالصاعين فقال يا رسول ال ل يبيعونني الجنيب بالجمع ) ( 1صاعا بصاع فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا ) ( 2
هكذا رواه في الموطأ مرسل ومعناه عند مالك متصل من حديثه عن عبد المجيد ) ( 1بن سهيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة جميعا عن
النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 2والحديث ثابت محفوظ ) ( 3عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث أبي هريرة ) ( 4وأبي سعيد
ومن حديث بلل أيضا وغيرهم وقد رواه داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم وفيه من الفقه أن التمر
كله جنس واحد رديئه وطيبه ورفيعه ووضيعه ل يجوز التفاضل في شيء منه ويدخل في معنى التمر بالتمر كل ما كان في معناه وكذلك التفاضل ل يجوز في الجنس
الواحد من المأكولت المدخرات وهذا ومثله أصل في الربا وقد ذكرنا أصول الفقهاء في ذلك فيما تقدم من كتابنا ) ( 1هذا فأغنى عن العادة ها هنا فالجنس الواحد من
المأكولت يدخله الربا من وجهين ل يجوز بعضه ببعض متفاضل ول بعضه ببعض نسيئة هذا إذا كان مأكول مدخرا عند مالك وأصحابه وعند الشافعي سواء كان
المأكول مدخرا أو ل يدخر مثله القول فيه ما ذكرنا فأما النسيئة في بعض ذلك ببعض فمجتمع على تحريمه والتمر والبر دخل في معناهما كل ما يؤكل مما كان مثلهما )
( 2وقد لخصنا هذا في غير هذا الموضع
وسيأتي ذكر أصول الفقهاء فيما يدخله الربا مجودا في باب ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان ) ( 1إن شاء ال وفيه أن من لم يعلم بتحريم الشيء فل حرج عليه
حتى يعلم إذا كان الشيء مما يعذر النسان بجهله من علم الخاصة قال عز وجل !> وما كنا معذبين حتى نبعث رسول <! 2والبيع إذا وقع محرما أو على ما ل يجوز
فمفسوخ مردود وإن جهله فاعله قال صلى ال عليه وسلم من عمل عمل على غير أمرنا فهو رد ) ( 3أي مردود فإن أدرك المبيع بعينه رد وإن فات رد مثله في المكيل
والموزون ويفسخ البيع بين المتبايعين فيه وإن لم يكن مكيل ول موزونا فالقيمة فيه عند مالك أعدل وعند الشافعي وأبي حنيفة المثل أيضا في كل شيء إل أن يعدم
فينصرف فيه إلى القيمة وفي اتفاق الفقهاء على أن البيع إذا وقع بالربا مفسوخ أبدا دليل واضح على أن بيع عامل رسول ال صلى ال عليه
وسلم الصاعين بالصاع في هذا الحديث كان قبل نزول آية الربا ) ( 1وقبل أن يتقدم إليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بالنهي عن التفاضل في ذلك ولهذا سأله عن
فعله ليعلمه بما أحدث إليه فيه من حكمه ولذلك لم يأمر بفسخ مالم تتقدم العبارة فيه وال أعلم وقد روى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر برد هذا البيع وذلك محفوظ
من حديث بلل ومن حديث أبي سعيد الخدري أيضا روى منصور وقيس بن الربيع عن أبي حمزة عن سعيد بن المسيب عن بلل قال كان عندي مزود من تمر دون قد
تغير فابتعت تمرا أجود منه في السوق بنصف كيله بعته صاعين بصاع وأتيت به النبي صلى ال عليه وسلم فقال من أين لك هذا فحدثته بما صنعت فقال هذا الربا بعينه
انطلق فرده على صاحبه وخذ تمرك وبعه بحنطة أو شعير ثم اشتر من هذا التمر ثم ائتني به ففعلت فقال النبي صلى ال عليه وسلم التمر بالتمر مثل بمثل والحنطة
بالحنطة مثل بمثل والذهب بالذهب وزنا بوزن والفضة بالفضة وزنا بوزن فما كان من فضل فهو
الربا فإذا اختلف فخذوا واحدا بعشرة ) ( 1وفيه تثبيت الوكالة لن خيبر كان المر فيها إليه وعامله إنما تصرف في ذلك بالوكالة ويوضح لك ذلك حديث بلل المذكور
في هذا الباب وحديث أبي سعيد وغيره حدثني سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا إبراهيم بن حمزة
قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد المجيد بن سهيل بن عبدالرحمن بن عوف عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة وأبا سعيد حدثاه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
بعث أخا بني عدي بن النجار ) ( 2إلى خيبر فقدم عليه بتمر جنيب يعني طيبا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل تمر خيبر هكذا قال ل يا رسول ال إنا لنشتري
الصاع بالصاعين والصاعين بالثلثة من الجمع فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تفعل ولكن بع هذا
واشتر من ثمنه هذا ) ( 1وكذلك الميزان ) ( 2وبإسناده عن عبد العزيز بن محمد عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى
ال عليه وسلم مثله أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا وهب بن مسرة قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبدال بن نمير حدثنا محمد
بن إسحاق عن يزيد ابن عبدال بن قسيط عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قسم فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم طعاما من التمر مختلفا بعضه أفضل من
بعض قال فذهبنا نتزايد فيه بيننا فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك إل كيل بكيل يدا بيد وحدثنا أحمد بن عبدال بن محمد بن علي قال حدثنا الميمون بن حمزة
الحسيني قال حدثنا أبو جعفر الطحاوي قال
حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل
بصاع من تمر وأنا شاهد عنده فقال من أين لك هذا هذا أطيب من تمرنا قال أعطيت صاعين وأخذت صاعا من هذا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أربيت ولكن بع
من تمرك بسلعة ثم ابتع بها ما شئت من التمر ) ( 1وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا شيبان
B314
TEXT
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال كنا نرزق تمر الجميع على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فكنا نبتاع صاعا بصاعين فبلغ ذلك
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ل صاعي تمر بصاع ول صاعي حنطة
بصاع ول درهما بدرهمين ) ( 1حدثني عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد البزار أبو محمد قال حدثنا عثمان بن عمر قال
حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسروق عن بلل قال كان عندي مد من تمر رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجدت تمرا خيرا منه فاشتريت صاعا بصاعين فقال
رده ورد علينا تمرنا ) ( 2قال أبو عمر الحكم فيما يوزن إذا كان مما يؤكل أو يشرب كالحكم فيما يكال مما يؤكل أو يشرب سواء لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم
في حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وأبي سعيد المذكور في هذا الباب ) وكذلك الميزان ( وهو أمر مجتمع عليه ل حاجة بنا إلى الكلم فيه فما وزن من
المؤكولت كلها جرى الربا فيها إذا كانت من جنس واحد في وجهي التفاضل والنسيئة فالتفاضل في الموزون الزدياد في الوزن كما أن التفاضل في المكيل الزدياد في
الكيل وإذا اختلفت الجناس وكانت موزونة مؤكولة مطعومة فل ربا فيها إل في النسيئة كالذهب والورق والبر والفول وما كان مثل ذلك كله سواء إل عند من جعل العلة
في الربا الكيل والوزن ) على ما قدمنا من اختلف العلماء فيما سلف من كتابنا هذا ( وعلى ما يأتي من ذكر اختلفهم فيما يذكر في موضعه 0إن شاء ال تعالى
#حديث ثامن وثلثون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رجل من النصار من بني حارثة كان يرعى لقحة ) ( 1بأحد ) ( 2فأصابها
الموت فذكاها بشظاظ ) ( 3فسئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك فقال ليس بها بأس فكلوها ) ( 4هكذا رواه جماعة رواة الموطأ مرسل ومعناه متصل من
وجوه ثابتة عن النبي صلى ال عليه وسلم ول أعلم أحدا أسنده عن زيد بن أسلم إل جرير بن حازم عن أيوب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
ذكره البزار قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا حبان بن هلل قال حدثنا جرير بن حازم عن أيوب ) ( 1وذكره أبو العباس محمد بن إسحاق السراج في تاريخه قال
حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش قال حدثنا حبان بن هلل قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا أيوب عن زيد بن أسلم فلقيت زيد بن أسلم فحدثني عن عطاء بن يسار عن
أبي سعيد الخدري قال كانت لرجل من النصار ناقة ترعى في قبل ) ( 2أحد فنحرها بوتد فقلت لزيد وتد من حديد أو خشب قال ل بل من خشب وأتى النبي صلى ال
عليه وسلم فسأله فأمره بأكلها
قال أبو عمر واللقحة الناقة ذات اللبن وقد تقدم تفسير ذلك فيما سلف من كتابنا هذا ) ( 1والشظاظ العود الحديد الطرف كذا قال أهل اللغة وقال يعقوب بن جعفر عن زيد
بن أسلم عن عطاء بن يسار في هذا الحديث فأخذها الموت فلم يجد شيئا ينحرها به فأخذ وتدا فوجأ به في لبتها ) ( 2حتى أهراق دمها ثم جاء إلى رسول ال صلى ال
عليه وسلم فأخبره بذلك فأمره بأكلها ) ( 3فعلى هذا الحديث الشظاظ الوتد ) وذلك كله معنى متقارب ( وقال ابن حبيب الشظاظ هو العود الذي يجمع به بين عروتي
الغرارتين على ظهر الدابة واستشهد بقول أمية بن أبي الصلت ) بحال العروتين من الشظاظ ( قال أبو عمر وقال عنترة %إذا ضربوها ساعة بدمائها % %وحل عن
الكوماء عقد شظاظها ) ( 4
قال الخليل الظررة والظرر حجر له حد قال والشظاظ خشبة عقفاء محدودة الطرف والليط قشر القصب والتذكية بالشظاظ إنما تكون فيما ينحر ل فيما يذبح والناقة الشأن
فيها النحر وهو ذكاتها و الشظاظ ل يمكن به الذبح لنه كطرف السنان وقد يمكن الذبح بفلقة العود لن لها جانبا رقيقا وذلك يسمى الشطير وفلقة الحجر الرقيقة التي يمكن
الذكاة بها تسمى الظرر وهذان يذبح بهما ول يمكن النحر بهما وأما القصبة فيمكن بها الذبح والنحر وفلقة القصبة تسمى الليطة وروي عن سعيد بن المسيب أنه قال ما
ذبح بالليطة والشطير والظرر فحل ذكى قال أبو عمر وفي هذا الحديث إباحة تذكية ما نزل به الموت من الحيوان المباح أكله كانت البهيمة في حال ترجي حياتها أو ل
ترجى إذا كانت حية في وقت الذكاة لن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يسأل مذكيها عن حالها ولم ينكر عليه بل قال ليس بها بأس فكلوها وقد قيل له أصابها الموت
فعلى ظاهر هذا الحديث إذا سلم موضع الذكاة من الفة وكانت الحياة موجودة في المذكى جاز تذكيته
أخبرني خلف بن القاسم قال حدثنا أحمد بن عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا المفضل بن محمد قال حدثنا علي بن زياد قال حدثنا أبو قرة قال سألت مالكا عن
المتردية والمفروسة تدرك ذكاتها وهي تتحرك قال ل بأس إذا لم يكن قطع رأسها أو نثر بطنها قال وسمعت مالكا يقول إذا غير ما بين المنحر إلى المذبح لم تؤكل
واختلف العلماء في قوله ال عز وجل !> والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إل ما ذكيتم <! فقال قوم هذا الستثناء راجع على كل ما أدرك ذكاته
مما ينخنق ويوقذ ويتردى وينطح وأكيلة السبع فمتى أدرك شيئا من هذه المذكورات وفيه حياة كانت الذكاة عاملة فيه لن حق الستثناء أن يكون مصروفا إلى ما تقدم من
الكلم ول يجعل منقطعا إل بدليل يجب التسليم له وممن روى عنه هذا المعنى علي بن أبي طالب وأبو هريرة وابن عباس وجماعة من التابعين ومن فقهاء المسلمين روى
ابن عيينة وشريك وجرير عن الركين بن الربيع عن أبي طلحة السدي قال سألت ابن عباس عن ذئب عدا علي
شاة فشق بطنها حتى انتثر قصبها ) ( 1فأدركت ذكاتها فذكيتها فقال كل وما انتثر من قصبها فل تأكل وروى حماد بن سلمة عن قتادة وحميد عن الحسن أنه قال فيما أكل
السبع إذا كانت تطرف بعينها أو تركض برجلها أو تمصع بذنبها ) ( 2فذك وكل وذكر ابن أبي شيبة عن ابن فضيل عن أشعث عن الحسن في قوله !> إل ما ذكيتم <!
قال الحسن أي هذه الخمس أدركت ذكاته فكل فقلت يا أبا سعيد كيف أعرف ذلك قال إذا طرفت بعينها أو ضربت برجلها وعن قتادة والضحاك بن مزاحم مثل ذلك وإلى
هذا ذهب ابن حبيب وذكره عن أصحاب مالك عنه قال ابن حبيب إذا كانت الذبيحة تطرف فهي ذكية ولو طرفت بأحد أطرافها بعين أو رجل أو ذئب أو يد مع مجرى
النفس فهي ذكية قال وهكذا فسره لي أصحاب مالك عنه وذكر ابن عبدالحكم عن مالك نحوه وقال الليث بن سعد إذا كانت حية وقد أخرج السبع جوفها أكلت إل ما بان
منها وهو قوله ابن وهب والشهر
من مذهب الشافعي وقد تقدم هذا من قول ابن عباس وقال المزني عن الشافعي في السبع إذا شق بطن شاة واستيقن أنها تموت إن لم تذك فذكيت فل بأس بأكلها قال المزني
وأحفظ له قول آخر أنها ل تؤكل إذا بلغ منها السبع أو التردى إلى ما ل حياة معه قال المزني وهو قول المدنيين قال وهو عندي أقيس على أصل الشافعي لن قوله في
صيدالبر إذا لم يبلغ منه السلح مبلغ الذبح وأمكنت ذكاته فلم يذكه أنه ل يأكله قال وفي هذا دليل أنه لو بلغ ما يبلغ الذبح أكله قال المزني ودليل آخر من قوله أيضا قال في
كتاب الدماء لو قطع حلقوم رجل ومريئه أو قطع حشوته ) ( 1فأبانها من جوفه أو صيره في حال المذبوح ثم ضرب آخر عنقه فالول قاتل دون الخر قال ففي هذا من
قوله دللة على ما وصفت لك أنه أصح في القياس من قوله الخر قال أبو عمر أكثر أصحاب الشافعي على قوله الخر على خلف ما اختار المزني واحتج منهم أبو
القاسم القزويني بقول ال تعالى بعد ذكر المنخنقة وما ذكر معها إلى قوله
!> إل ما ذكيتم <! قال فمعنى الية أكل المنخنقة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إذا ذكى وفيه الحياة كان التردى وأكل السبع بلغ منها ما فيه البقاء أو ما ل بقاء معه
إذا كان فيها من الحياة ما يعلم به أنها لم تمت قال والزاعم أن المتردية وما أكل السبع وفيها الحياة إذا ذكيت تؤكل في حال دون حال مدع على الكتاب ما لم يأت به الكتاب
قال أبو عمر وهذا أيضا مذهب أبي حنيفة في هذه الية وفي كل ما تدرك ذكاته وفيه الحياة ما كانت الحياة فإنه ذكى ومتى ذكيت وأدركت قبل أن تموت أكلت عنده قال
الطحاوي وروى عن أبي يوسف في الملء إذا بلغ بها ذلك حال ل تعيش من مثله لم تؤكل قال وذكر ابن سماعة عن محمد أنه قال إذا بلغ بها ذلك حال ل تعيش معه
اليوم ونحوه والساعتين والثلث ونحوها فذكاها حلت وإن كانت ل تبقى إل بقاء المذبوح لم تؤكل وإن ذبحت قال واحتج محمد
ابن الحسن بأن عمر بن الخطاب كانت جراحاته متلفة وصحت عهوده وأوامره ولو قتله قاتل كان عليه القود وإلى هذا ذهب الطحاوي وزعم أنهم لم يختلفوا في النعام إذا
أصابتها المراض المتلفة التي قد تعيش معها مدة قصيرة أو طويلة أنها تذكى وأنها لو صارت في حال النزوع والضطراب للموت أنه ل ذكاة فيها فكذاك القياس ينبغي
أن يكون حكم المتردية ونحوها وقال الوزاعي إذا كان فيها حياة فذبحت أكلت قال أبو عمر وذهب قوم من العلماء إلى أن الستثناء في قوله عز وجل !> إل ما ذكيتم <!
منقطع مما قبله غير عائد على شيء من المذكورات قالوا وذلك مشهور من كلم العرب يجعلون إل بمعنى لكن ومن ذلك قوله ال عز وجل !> وما كان لمؤمن أن يقتل
مؤمنا إل خطأ <! يريد وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا ألبتة ثم قال إل خطأ أي لكن ) ( 1أن قتله خطأ فالستثناء هاهنا ليس من الول وهذا مذهب الخليل وسيبويه
والفراء كلهم يجعلون إل ) هاهنا ( بمعنى لكن وأنشد بعضهم لبي خراش ) ( 2
%أمسى سقام ) ( 1خلء ل أنيس به %إل السباع ومر الريح بالغرف %أراد أل يكون به السباع أو لكن به السباع وطرد الريح وسقام واد لهذيل ومثل هذا أيضا قول
الشاعر ) % ( 2وبلدة ليس بها أنيس %إل اليعافير وإل العيس % %أراد لكن بها اليعافير وبها العيس وليس بها أنيس مع هذا وقال متمم بن نويرة %وبعض الرجال
نخلة ل جنى لها % %ول ظل إل أن تعد من النخل % %يريد لكن تعد من النخل وقد يكون قوله ل أنيس به إل السباع وليس بها أنيس ول اليعافير ول السباع فتكون
إل بمعنى الواو كما قيل في قوله ال عز وجل !> لئل يكون للناس عليكم حجة إل الذين ظلموا <! أي ول الذين ظلموا ) ( 3وكما قال الشاعر ) % ( 4ما بالمدينة دار
غير واحدة % %دار الخليفة إل دار مروان
أي إل دار الخليفة ودار مروان هذا كله قد قيل كما وصفنا في معنى ما ذكرنا وحقيقة ألأن تحمل على صريح الستثناء إما متصل ردا للول على الخر مخرجا له من
B314
TEXT
جملته وإما منقطعا قد فصل الول من الخر كما قال النابغة %وما بالربع من أحد إل % %الوارى ليا ما أبينها ) ( 1ومن هذاالباب أيضا وهو كثير جدا ومن أبدعه
قوله جرير %من البيض لم تظعن بعيدا ولم تطأ %على الرض إل ذيل برد مرجل %فكأنه قال لم تطأ على الرض إل أن تطأ ذيل البرد والترجيل وشى في حاشية
البرد وقد قيل في معنى قوله عز وجل !> إل الذين ظلموا منهم <! أي لكن الذين ظلموا منهم فإنهم يحاجونكم ) ( 2وقيل إل على الذين ) ( 3ظلموا فعلى هذا يكون
معنى الية أن ال عز وجل حرم الميتة والدم ولحم الخنزير والميتة هاهنا التي تموت حتف أنفها وحرم التي تموت منخنقة
وموقوذة ومتردية ومنطوحة وأكيلة السبع فعم بهذا أجناس الميتة التي كانوا يأكلون وأحل لهم ما ذكوا من بهيمة النعام فكأنه قال بعد أن ذكر ما حرم من الميتات ولحم
الخنزير لكن ما ذكيتم وذبحتم من بهيمة النعام فحل لكم هذا معنى قوله عندهم وإلى هذا ذهب إسماعيل بن إسحاق القاضي وجماعة المالكيين البغداديين وهو أحد قولي
الشافعي ويروى نحو هذا المذهب عن زيد بن ثابت ذكره مالك في موطئه ) ( 1وذكر حماد بن سلمة عن يوسف بن سعد عن يزيد مولى عقيل بن أبي طالب قال كانت
لي عناق كريمة فكرهت أن أذبحها فلم ألبث أن تردت فأمررت الشفرة على أوداجها فركضت برجلها فسألت زيد بن ثابت فقال إن الميت ليتحرك بعد موته فل تأكلها قال
أبو عمر يزيد مولى عقيل هذا هو أبو مرة مولى عقيل بن أبي طالب وهذا الخبر قد رواه مالك عن يحيى ) ( 2بن سعيد عن
أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب بمعنى واحد وألفاظ مختلفة ول أعلم أحدا من الصحابة روى عنه مثل قول زيد بن ثابت هذا وال أعلم وقد خالفه أبو هريرة وابن عباس
وعلى قولهما أكثر الناس ) ( 1وقال محمد بن مسلمة إذا قطع السبع حلقوم الشاة أو قسم صلبها أو شق بطنها فأخرج معاها أو قطع عنقها لم تذك وفي سائر ذلك كله تذكى
إذا كان فيها حياة وقال غيره من أصحابنا تذكى التي شق بطنها نحو قول ابن حبيب واختلف أصحاب داود في هذا الستثناء أيضا على قولين فذهب منهم قوم أنه منقطع
كما وصفنا وذهب منهم آخرون إلى أن الستثناء متصل بما قبله عائد عليه مخرج لجملة ما ذكى من المذكورات إذا كانت فيه حياة من جملة المحرمات ) ( 2في الية
وما ذهب إليه إسماعيل في ذكر المتردية وما ذكر معها يروى عن قتادة وعن الضحاك ابن مزاحم إل أنهما قال بتذكية ما أدركت فيه حياة من ذلك روى سعيد بن أبي
عروبة ومعمر عن قتادة في قوله ال عز وجل !> حرمت عليكم الميتة <! الية قال كان أهل
الجاهلية يخنقون الشاة حتى إذا ماتت أكلوها والموقوذة كان أهل الجاهلية يضربونها بالعصا حتى إذا ماتت أكلوها والمتردية كانت تتردى في البئر فتموت فيأكلونها
والنطيحة كبشان يتناطحان فيموت أحدهما فيأكلونه وما أكل السبع كان أهل الجاهلية إذا قتل السبع شيئا من هذا أو أكل منه أكلوا ما بقي فقال ال تعالى !> إل ما ذكيتم <!
فكل ما ذكر ال هاهنا ما خل الخنزير إذا أدركت منه عينا تطرف أو ذنبا يتحرك أو قائمة ) ( 1تركض فذكيته فقد أحل ال لك ) ( 2ذلك وعن الضحاك بن مزاحم مثل
قول قتادة هذا كله سواء قال الضحاك فإن لم تطرف له عين ولم تتحرك له قائمة ول ذنب فهي ميتة وروى الشعبي عن الحارث عن علي قال إذا أدركت ذكاة الموقوذة
والمرتدية والنطيحة وهي تحرك يدا أو رجل فكلها وهو قول الشعبي وإبراهيم وعطاء وطاوس ولم يصرح إسماعيل برد هذا ونكب عنه
قال أبو عمر قول علي وابن عباس وأبي هريرة والتابعين الذين ذكرنا قولهم ومن تابعهم من فقهاء المصار أولى ما قيل به في هذا الباب وهو ظاهر الكتاب ) وفي
المستخرجة لمالك وابن القاسم أن ما فيه الحياة وأن كان ل يعيش ول يرجى له بالعيش يذكى ويؤكل أخبرنا أحمد بن محمد وعبيد بن محمد قال حدثنا الحسن بن سلمة قال
حدثنا ابن الجارود قال حدثنا إسحاق بن منصور قال سمعت إسحاق بن راهويه قال وأما الشاة يعدو عليها الذئب فيبقر بطنها ويخرج المصارين حتى يعلم أنه ل يعيش
مثلها فإن السنة في ذلك ما وصف ابن عباس لنه وإن خرجت مصارينها فإنها حية بعد وموضع الذكاة منها سالم وإنما ينظر عند الذبح أحية هي أم ميتة ول ينظر إلى هل
يعيش مثلها وكذلك المريضة التي ل يشك أنه مرض موت جائز ذكاتها إذا أدركت فيها حياة وما دام الروح فيها فله أن يذكيها قال اسحاق ومن قال خلف هذا فقد خالف
السنة من جمهور الصحابة وعامة العلماء قال أبو عمر يعضد ذلك حديث زيد بن أسلم المذكور فيه فأصابها الموت وبال التوفيق
وهو حديث حسن أخرجه أبو داود وغيره ) ( 1وفيه أيضا من الفقه أن كل ما أنهر الدم وفرى الوداج فهو من آلت الذكاة وجائز أن يذكى به ما خل السن والعظم وعلى
هذا تواترت الثار وقال به فقهاء المصار على ما نبينه إن شاء ال تعالى أخبرني سعيد بن نصر قراءة منى عليه أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا ابن وضاح قال
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو الحوص عن عاصم عن الشعبي عن محمد بن صيفي ) ( 2قال ذبحت أرنبين بمروة ) ( 3فأتيت بهما النبي صلى ال عليه
وسلم فأمرني بأكلهما ) ( 4كذا قال أبو الحوص وقال حماد بن سلمة وعبدالواحد بن زياد عن عاصم عن الشعبي عن محمد بن صفوان أو صفوان بن محمد
اصطدت أرنبين فذبحتهما بمروة وذكر الحديث وقال حماد بن سلمة أيضا عن داود عن الشعبي عن صفوان بن محمد ) ( 1ولم يشك وأخبرنا عبدال بن محمد بن
عبدالمؤمن قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال قلت
يا رسول ال أرأيت إن أصاب أحدنا صيدا وليس معه سكين أيذبح بالمروة وشق العصا فقال أنزل الدم بما شئت واذكر اسم ال ) ( 2والمروة فلقة الحجرة وحدثنا
عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا أبو الحوص قال حدثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن
رفاعة بن رافع عن أبيه عن جده
رافع بن خديج قال أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت يا رسول ال إنا نلقى العدو غدا وليس معنا مدى فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أنهر الدم وذكر اسم
ال عليه فكلوا ما لم يكن سن أو ظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة وذكر الحديث ) ( 1فإذا جازت التذكية بغير الحديد جازت بكل شيء
إل أن يجتمع على شيء فيكون مخصوصا وعلى هذا مذهب مالك وأصحابه وأبي حنيفة وأصحابه والشافعي وأصحابه والسن والظفر المنهي عن التذكية بهما عندهم
) هما ( غير المنزوعين لن ذلك يصير خنقا ) ( 2وكذلك قال ابن عباس رضي ال عنه ذلك الخنق فأما السن والظفر المنزوعان إذا فريا الوداج فجائز الذكاة بهما
عندهم وقد كره قوم السن والظفر والعظم على كل حال منزوعة وغير منزوعة منهم إبراهيم والحسن بن حي والليث بن سعد وروى ذلك أيضا عن الشافعي وحجتهم
ظاهر حديث رافع بن خديج المذكور في هذا الباب وبال التوفيق
#حديث تاسع وثلثون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى أن ينبذ البسر والرطب جميعا والتمر
والزبيب جميعا ) ( 1هكذا رواه مالك بإسناده هذا مرسل ل خلف عنه في ذلك فيما علمت وقد رواه عبدالرزاق عن ابن جريج عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن
أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مثله ) ( 2ذكره البزار قال حدثنا محمد بن سهل بن عسكر وسلمة بن شبيب قال حدثنا عبدالرزاق وهو حديث يروي
متصل من وجوه صحاح كثيرة منها حديث ابن عباس وجابر وأبي قتادة وأبي سعيد وأنس وأبي هريرة فأما حديث أبي قتادة فسنذكره في باب ما رواه مالك عن الثقة )
( 3عنده إن شاء ال في باب
الشربة ) ( 1لنه حديث أبي قتادة خاصة وأما حديث ابن عباس في هذا الباب فحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن فضيل عن حبيب بن أبي عمرة ) ( 2عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الدباء والحنتم
والمزفت والنقير ) ( 3وأن يخلط البلح والزهو ) ( 4وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الخشني قال حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال
حدثني أحمد بن حنبل قال حدثني بهز بن أسد أبو السود العمى قال حدثنا همام عن قتادة عن
عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال المزات حرام ) ( 1يعني خليط البسر والتمر وأما حديث جابر فحدثني إسماعيل بن عبدالرحمن بن على
القرشي رحمه ال قال حدثنا أبو الحسين محمد بن العباس بن يحيى الحلبي قال حدثنا أبو عروبة الحسين بن محمد الحراني ) ( 2بحران قال حدثنا المغيرة بن عبدالرحمن
قال حدثنا مسكين قال حدثنا مهدي بن ميمون
عن مطر الوراق عن عطاء عن جابر بن عبدال قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يخلط البسر والتمر يعني في النبيذ وحدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة قال حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا ليث بن سعد عن عطاء بن أبي رباح وأبي الزبير عن جابر بن عبدال عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم أنه نهى أن ينبذ الزبيب والتمر جميعا ونهى أن ينبذ البسر والرطب جميعا ) ( 1وحدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن قال حدثنا محمد بن العباس بن يحيى الحلبي
قال حدثنا أبو بكر بن فروخ قال حدثنا زهير بن محمد بن نمير قال حدثنا معاوية بن عمرو ) ( 2ومسلم بن إبراهيم قال حدثنا جرير بن حازم عن عطاء بن أبي رباح
قال زهير وحدثنا أحمد بن يونس وعاصم بن علي وموسى بن داود قالوا جميعا حدثنا الليث بن سعد عن عطاء وأبي الزبير جميعا قال زهير وأخبرنا موسى بن داود قال
حدثنا همام عن عطاء
قال وحدثنا عبدال بن محمد بن إسماعيل بن عبيد قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا مطر الوراق عن عطاء قال وأخبرنا موسى بن داود قال حدثنا ابن لهيعة عن
عطاء وأبي الزبير قال وأخبرنا اللحقي قال حدثنا حماد ابن سلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبدال أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى أن يخلط الزبيب والتمر والبسر
) ( 1و التمر وفي حديث بعضهم والرطب والمعنى واحد وحدثنا عبدالرحمن بن عبدال بن خالد قال حدثنا إبراهيم بن غالب التمار وحدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن بن
B314
TEXT
علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال حدثنا محمد بن الربيع بن سليمان قال حدثنا يوسف بن سعيد قال حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن جابر أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم نهى أن ينبذ التمر والزبيب والبسر والرطب جميعا ) ( 2
ورواه ابن وهب عن الليث بن سعد وجرير بن حازم عن عطاء عن جابر وابن وهب أيضا عن عمرو بن الحارث والليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن النبي
صلى ال عليه وسلم مثله ) ( 1وأما حديث أبي سعيد فحدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن قال حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال حدثنا محمد بن العباس بن أسلم قال حدثنا
إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن البسر والتمر والزبيب
والتمر أن يخلطا ) ( 2قال وحدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة قال سمعت سليمان التيمي يحدث عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم
مثله حرفا بحرف وحدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن قال حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال حدثنا محمد بن العباس بن أسلم قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا عمر
بن حبيب
قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يخلط الزبيب والتمر والبسر والتمر وعن الجر أن ينبذ فيه ) ( 1وأما
حديث أنس فحدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة قال حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن أنس أن النبي صلى ال
عليه وسلم نهى أن ينبذ البسر والتمر جميعا وحدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن قال حدثنا محمد بن القاسم قال حدثنا علي بن سعيد قال حدثنا الحسن بن علي النيسابوري
وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن شاذان قال حدثنا محمد بن مقاتل المروزي قال حدثنا عبدال بن المبارك قال حدثنا وفاء بن
إياس عن المختار بن فلفل ) ( 2عن أنس بن مالك قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يجمع الشيئين ينبذهما مما يبغى أحدهما على
صاحبه قال وسأتله عن الفضيخ ) ( 1فنهاني عنه قال وكان يكره المذنب ) ( 2من البسر مخافة أن يكونا شيئين فكنا نقطعه منهما ) ( 3وأما حديث أبي هريرة فحدثنا
سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن مصعب عن الوزاعي عن يحيى بن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ل تجمعوا بن الزهو والرطب والتمر والزبيب وانبذواكل واحد منهما على حدته ) ( 4وحدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن
قال حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال حدثنا محمد بن العباس بن أسلم قال حدثنا إبراهيم بن أبي داود البرلسي قال أخبرنا عمرو بن أبي سلمة قال أخبرنا عكرمة بن
عمار قال حدثني أبو كثير السحيمي قال أخبرني أبو هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تخلطوا التمر والبسر جميعا تنبذونهما ول تخلطوا الزبيب والتمر
تنبذونهما وانبذوا كل واحد منهما على حدته ) ( 1حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا الحميدي قال حدثنا
سفيان قال حدثنا محمد بن إسحاق قال أخبرني معبد بن كعب بن مالك ) ( 2عن أمه وكانت قد صلت القبلتين قالت سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهى عن
الخليطين التمر والزبيب أن ينبذا وربما قال انبذوا كل واحد منهما على حدته ) ( 3وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الترمذي قال حدثنا
سعيد بن أبي
مريم قال حدثنا عبدالجبار بن عمر عن ابن أبي فروة ) ( 1عن محمد بن يوسف عن أبيه عن أم مغيث أنها حدثته أنها سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهى عن
الخليطين قلنا يا رسول ال وما الخليطان قال التمر والزبيب وكل مسكر حرام ) ( 2قال أبو عمر الحاديث في هذا الباب صحاح متواترة تلقاها العلماء بالقبول لكنهم
اختلفوا في معناها فذهب مالك والشافعي وأصحابهما إلى القول بظاهرها وعمومها ونهوا عن الخليطين
جملة واحدة قال مالك لما ذكر حديث النهي عن أن ينبذ البسر والرطب جميعا والزهو والرطب جميعا قال وعلى هذا أدركت أهل العلم ببلدنا ) ( 1وقال الشافعي نهى
رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الخليطين فل يجوزان على حال ول يجمع عند مالك والشافعي بين شرابين سواء نبذ كل واحد منهما على حدة أو جمع شيئان فنبذا
جميعا وقال أبو حنيفة ل بأس بشرب الخليطين من الشربة البسر والتمر والزبيب والتمر وكل ما لو طبخ أو نبذ على النفراد حل فكذلك إذا طبخ أو نبذ مع غيره وروى
عن ابن عمر وإبراهيم مثل ذلك فيما قال أبو جعفر الطحاوي وهو قول أبي يوسف الخر قال وقال محمد بن الحسن أكره المعتق من التمر والزبيب ) ( 2والنهي عند أبي
حنيفة في الحاديث المذكورة في هذا الباب إنما هو من باب السرف لضيق ما كانوا فيه من العيش ) ( 3
وروى المعافى عن الثوري أنه كره من النبيذ الخليط والسلفة والمعتق وقال الليث ل أرى بأسا أن يخلط نبيذ التمر ونبيذ الزبيب ثم يشربا جميعا وإنما جاء النهي في
كراهية أن ينبذا جميعا ثم يشربان لن أحدهما يشد صاحبه وأما ما ذكره الطحاي عن ابن عمر فقد روينا عنه خلف ذلك حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا عبدالعزيز بن محمد عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال نهى أن ينبذ الزهو
والرطب جميعا والبسر والتمر جميعا ) ( 1
#حديث موفى أربعين لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن الغبيراء فقال ل خير فيها ونهى عنها
قال مالك وسألت زيد بن أسلم عن الغبيراء فقال هي السكركة ) ( 1هكذا رواه أكثر رواة الموطأ مرسل وما علمت أحدا أسنده عن مالك إل ابن وهب وحديث ابن وهب
في ذلك حدثناه إسماعيل بن عبدالرحمن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال حدثنا غير واحد عن يونس بن عبدالعلى عن ابن وهب عن مالك عن زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار عن عبدال بن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه سئل عن الغبيراء فذكره سواء قال أبو إسحاق بن شعبان وحدثناه أحمد بن محمد عن
الحارث بن مسكين عن ابن القاسم عن مالك مثله
هكذا قال ابن شعبان والذي في الموطأ لبن القاسم في هذا الحديث الرسال كرواية يحيى وغيره والسكركة نبيذ الرز وقيل نبيذ الذرة وقد تقدم قولنا في تحريم المسكر
في باب إسحاق بن أبي طلحة من كتابنا هذا موضحا مستوعبا ) ( 1وقوله صلى ال عليه وسلم كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ) ( 2وما أسكر كثيره فقليله حرام ) 3
( يدخل فيه الغبيراء وغيرها وبال التوفيق حدثني عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبدال الكشي قال حدثنا أبو عاصم قال
حدثنا عبدالحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبدال بن عمرو قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده
من النار وقال إن ال ورسوله حرما الخمر والميسر والكوبة ) ( 4والغبيراء ) ( 5
وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن صفوان ابن محرز المازني
قال سمعت أبا موسى يخطب على هذا المنبر وهو يقول أل إن خمر أهل المدينة البسر والتمر وخمر أهل فارس العنب وخمر أهل اليمن البتع وهو العسل وخمر أهل
الحبشة السكركة وهو الرز ) ( 1آخر مراسيل عطاء بن يسار والحمد ل وحده
#حديث حاد وأربعون لزيد بن أسلم مرسل يستند ويتصل من وجوه ثابتة من حديث مالك وغيره مالك عن زيد بن أسلم أنه قال قدم رجلن من المشرق ) ( 1فخطبا
فعجب الناس لبيانهما فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن من البيان لسحرا أو إن بعض البيان لسحر ) ( 2هكذا رواه يحيى عن مالك عن زيد بن أسلم مرسل وما
أظن أرسله عن مالك غيره وقد وصله جماعة عن مالك منهم القعنبي وابن وهب وابن القاسم وابن بكير وابن نافع ومطرف والتنيسي رووه كلهم عن مالك عن زيد بن
أسلم عن عبدال بن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم وهو الصواب وسماع زيد بن أسلم من ابن عمر
صحيح وقد تقدم القول في ذلك في كتابنا هذا في أول باب زيد ابن أسلم ) ( 1حدثنا أبو محمد بن عبدال بن محمد الجهني قال حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان بن السكن
الحافظ قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا عبدال بن يوسف قال أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال قدم رجلن من
المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن من البيان لسحرا أو إن بعض البيان لسحر ) ( 2ورواه القطان أيضا عن مالك هكذا مسندا
حدثني عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن ابن عمر
قال قدم رجلن فخطبا فعجب الناس من بيانهما فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن من البيان لسحرا ) ( 3وهكذا رواه الثوري وابن عينية وزهير بن محمد عن زيد
بن أسلم عن ابن عمر إل أن في روايتهم فخطبا أو خطب أحدهما وقد روي عن النبي صلى ال عليه
وسلم قوله ) إن من البيان لسحرا ( من وجوه غير هذا من حديث عمار وغيره واختلف في المعنى المقصود إليه بهذا الخبر فقيل قصد به إلى ذم البلغة إذ شبهت بالسحر
والسحر محرم مذموم وذلك لما فيها من تصوير الباطل في صورة الحق والتفيهق والتشدق وقد جاء في الثرثارين المتفيهقين ما جاء من الذم وإلى هذا المعنى ذهب طائفة
من أصحاب مالك واستدلوا على ذلك بإدخال مالك له في موطئه في باب ما يكره من الكلم ) وأبى جمهور أهل الدب والعلم بلسان العرب إل أن يجعلوا قوله صلى ال
عليه وسلم إن من البيان لسحرا مدحا وثناء وتفضيل للبيان وإطراء وهو الذي تدل عليه سياقة الخبر ولفظه على ما نورده في هذا الباب إن شاء ال روى علي بن حرب
الموصلي عن أبي سعيد الهيثم بن محفوظ عن أبي المقوم يحيى بن ثعلبة النصاري ) ( 1عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال اجتمع عند النبي صلى ال عليه وسلم
B314
TEXT
قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر وعمرو بن الهتم ففخر الزبرقان فقال يا رسول ال أنا
سيد تميم المطاع ) ( 1فيهم والمجاب منهم آخذ لهم بحقوقهم وأمنعهم من الظلم وهذا يعلم ذلك يعني عمرو بن الهتم فقال عمرو وإنه ) ( 2لشديد العارضة مانع لجانبه
مطاع في أدانيه فقال الزبرقان وال لقد كذب يا رسول ال وما يمنعه أن يتكلم إل الحسد فقال عمرو أنا أحسدك فوال لبئيس ) ( 3الخال حديث المال أحمق الوالد مبغض
في العشيرة وال يا رسول ال ما كذبت فيما قلت أول ولقد صدقت فيما قلت آخرا رضيت فقلت أحسن ما علمت وغضبت فقلت أقبح ما وجدت ولقد صدقت في المرين
جميعا فقال النبي صلى ال عليه وسلم إن من البيان لسحرا ) ) ( 4وروى حماد بن زيد عن محمد بن الزبير قال قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم الزبرقان بن
بدر وعمرو ابن الهتم وقيس بن عاصم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعمرو أخبرني ) ( 5عن الزبرقان فقال هو مطاع في ناديه شديد العارضة مانع لما وراء
ظهره قال الزبرقان هو وال يا رسول ال يعلم أني أفضل منه فقال عمرو
إنه لزمر المروءة ضيق العطن أحمق الب لئيم الخال يا رسول ال صدقته في الولى وما كذبته في الخرى أرضاني فقلت أحسن ما علمت وأسخطني فقلت أسوأ ما
علمت فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن من البيان لسحرا ( وذكر جماعة من أهل الخبار منهم المدائني وغيره أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعمرو بن
الهتم أخبرني عن الزبرقان بن بدر فقال هو مطاع في أدانيه شديد العارضة مانع لما وراء ظهره فقال الزبرقان يا رسول ال إنه ليعلم مني أكثر من هذا ولكنه حسدني
فقال عمرو أما وال يا رسول ال إنه لزمر المروءة ضيق العطن أحمق الوالد لئيم الخال ما كذبت في الولى ولقد صدقت في الخرة رضيت فقلت أحسن ما علمت
وسخطت فقلت أسوأ ما علمت فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم إن من البيان لسحرا وفي هذا دليل على مدح البيان وفضل البلغة والتعجب بما يسمع من فصاحة أهلها وفيه المجاز والستعارة الحسنة لن البيان ليس بسحر على
الحقيقة وفيه الفراط في المدح لنه ل شيء في العجاب والخذ بالقلوب يبلغ مبلغ السحر وأصل لفظة السحر عند العرب الستمالة وكل من استمالك فقد سحرك وقد
ذهب هذا القول منه صلى ال عليه وسلم مثل سائرا في الناس إذا سمعوا كلما يعجبهم قالوا إن من البيان لسحرا ) ( 1ويقولون في مثل هذا أيضا هذا السحر الحلل
ونحو ذلك قد صار هذا مثل أيضا وروي أن سائل سأل عمر بن عبد العزيز حاجة بكلم أعجبه فقال عمر هذا وال السحر الحلل وقال ابن الرومي عفا ال عنه في هذا
المعنى فأحسن
%وحديثها السحر الحلل لو أنها %لم تجن قتل المسلم المتحرز % % %إن طال لم يملل وإن هي أوجزت % %ود المحدث أنها لم توجز % % %شرك العقول
ونزهة ما مثلها %للسامعين وعقلة المستوفز % %ومن هذا ما أنشدني يوسف بن هارون ) ( 1في قصيدة له %نطقت بسحر بعدها غير أنه % %من السحر ما لم
يختلف في حلله % % %كذاك ابن سيرين بنفثة يوسف %تكلم في الرؤيا بمثل مقاله %وفي هذا الحديث ما يدل على أن التعجب من الحسان والبيان موجود في
طباع ذوي العقول والبلغة وكان صلى ال عليه
وسلم قد أوتي جوامع الكلم إل أنه بإنصافه كان يعرف لكل ذي فضل فضله وفي هذا ما يدل على أن أبصر الناس بالشيء أشدهم فرحا بالجيد منه ما لم يكن حسودا وإنما
يحمد العلماء البلغة واللسانة ما لم يخرج إلى حد السهاب والطناب والتفيهق فقد روي في الثرثارين المتفيهقين أنهم أبغض الناس إلى ال ورسوله ) ( 1وهذا وال أعلم
إذا كان ممن يحاول تزيين الباطل وتحسينه بلفظه ويريد إقامته في صورة الحق فهذا هو المكروه الذي ورد فيه التغليظ وأما قول الحق فحسن جميل على كل حال كان فيه
إطناب أو لم يكن إذا لم يتجاوز الحق وإن كنت أحب أوساط المور فإن ذلك أعدلها والذي اتفق العلماء باللغة في مدحه من البلغة واليجاز والختصار وإدراك المعاني
الجسيمة باللفاظ اليسيرة ويقال إن الرجلين اللذين خطبا أو أحدهما عند رسول ال صلى ال عليه وسلم المذكورين في هذا الحديث عمرو بن الهتم والزبرقان بن بدر
قال أبو عمر أما قوله لزمر فالزمر القليل أراد قليل المروءة والعطن الفناء وقوله ضيق العطن كناية عن البخل حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا محمد بن يزيد قال حدثنا ابن إدريس عن مالك بن مغول قال كان زيد ابن إياس يقول للشعبي يا مبطل الحاجات يعني أنه يشغل جلساءه عن
حوائجهم بحسن حديثه حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أبو الحسن محمد بن عبدال بن سعيد المهراني قال حدثنا يزيد بن محمد المهلبي
قال حدثنا العتبي عمن حدثه قال كان الشعبي إذا سمع حديثا ورده فكأنه زاد فيه من تحسينه للفظه فسمع يوما حديثا وقد سمعه معه جليس له يقال له رزين فرده الشعبي
وحسنه فقال له رزين اتق ال يا أبا عمرو ليس هكذا الحديث فقال ) له ( الشعبي يا رزين ما كان أحوجك إلى محدرج ) ( 1شديد
الجلد ) ( 1لين المهزة عظيم الثمرة ) ( 2أخذ ما بين مغرز عنق إلى عجب ذنب يوضع منك في مثل ذلك فتكثر له رقصاتك من غير جذل فلم يدر ما قال له فقال وما
ذاك قال شيء لنا فيه أرب ولك فيه أدب ) ( 3ومن أحسن ما قيل في مدح البلغة من النظم قول حسان بن ثابت في ابن عباس %صموت إذا ما الصمت زين أهله %
وفتاق أبكار الكلم المختم % %وعى ما وعى القرآن من كل حكمة %ونيطت له الداب باللحم والدم ) % ( 4وقال ثعلب ل أعرف في حسن صفة الكلم أحسن من
هذين البيتين وهما لعدي بن الحرث التيمي
%كأن كلم الناس جمع عنده %فيأخذ من أطرافه يتخير % %فلم يرض إل كل بكر ثقيلة %تكاد بيانا من دم الجوف تقطر %قال أبو عمر البيتان اللذان قبلهما خير
منهما ولحسان أيضا في ابن عباس رضي ال عنه ويروى للحطيئة ) % ( 1إذا قال لم يترك مقال لقائل %بمنتظمات ل ترى بينها فصل % %يقول مقال ل يقولون
مثله %كنحت الصفا لم يبق في غاية فضل % %كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع %لذي اربة في القول جدا ول هزل % %في أبيات له
ولغيره فيه أيضا %إذا قال لم يترك صوابا ولم يقف % %بعى ولم يثن اللسان على هجر ) % ( 1وقال بكر بن سوادة في خالد بن صفوان % %عليم بتنزيل الكلم
ملقن %ذكور لما سداه أول أول % %ترى خطباء الناس يوم ارتجاله %كأنهم الكروان عاين أجدل %أخبرنا عبدال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن
بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال حدثنا سعيد بن محمد قال حدثنا أبو تميلة ) ( 2قال حدثنا أبو جعفر النحوى عبدال بن ثابت قال حدثني
صخر بن عبدال بن بريدة عن أبيه عن جده قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن من البيان سحرا وإن من العلم جهل وإن من الشعر حكما
وإن من القول عيال ) ( 1فقال صعصعة بن صوحان صدق رسول ال صلى ال عليه وسلم أما قوله إن من البيان سحرا فالرجل يكون عليه الحق فهو ألحن بالحجج من
صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق وأما قوله إن من العلم جهل فتكلف العالم إلى علمه مال يعمله فيجهله ذلك وأما قوله إن من الشعر حكما فهي هذه المواعظ
التي يتعظ بها الناس وأما قوله إن من القول عيال فعرضك كلمك وحديثك على من ليس من شأنه ول يريده ) ( 2قال أبو عمر قوله صلى ال عليه وسلم إن من الشعر
حكما أراد حكمة وذلك نحو قوله عز وجل !> أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة <! يعني الحكمة والنبوة وهذا أعرف وأشهر من أن يحتاج إلى شاهد وبال
التوفيق
#حديث ثان وأربعون لزيد بن أسلم منقطع ) ( 1في رواية يحيى وهو مسند صحيح من رواية القعنبي وغيره مالك عن زيد ين أسلم أن عمر بن الخطاب سأل رسول ال
صلى ال عليه وسلم عن الكللة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم يكفيك من ذلك الية ) ( 2التي نزلت في الصيف في سورة النساء ) ( 3هكذا رواه يحيى مرسل )
( 4وتابعه أكثر الرواة على إرساله ووصله القعنبي وابن القاسم على اختلف عنه فقال فيه عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب
ورواه ابن وهب ومطرف وابن بكير وأبو المصعب ومصعب ومعن وابن عفير كما رواه يحيى لم يقولوا عن أبيه وقد تقدم القول في رواية أسلم عن موله أنها محمولة
عند أهل العلم على التصال ) ( 1وقد رواه الحارث بن مسكين عن ابن القاسم عن مالك عن زيد بن أسلم أن عمر كما قال يحيى وغيره حدثنا أبو محمد عبدال بن محمد
بن أسد قال حدثنا أحمد بن محمد المكي قال حدثنا علي بن عبد العزيز ) ( 2وحدثنا ) ( 3قال حدثنا بكر بن علء القاضي قال حدثنا أحمد بن موسى الشامي قال جميعا
حدثنا القعنبي قال قرأت على مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الكللة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
يكفيك من ذلك الية التي نزلت في الصيف في آخر سورة النساء وقد روى هذا الحديث مسندا من حديث البراء بن عازب وسنذكره إن شاء ال
وفي هذا الحديث دليل على أن العالم إذا سئل عما فيه خبر في الكتاب أو في السنة ويكون دليل ذلك الخطاب بينا أن له أن يحيل السائل عليه ويكله إلى فهمه فيه إذا كان
السائل ممن يصلح لهذا ونزل تلك المنزلة وفيه دليل على استعمال عموم اللفظ وظاهره ما لم يرد شيء يخصه ) ( 1واختلف الناس في معنى الكللة فأما أهل اللغة فقال
ابن النباري وغيره قوله كللة هو أن يموت الرجل ول ولد له ول والد قالوا وقيل هي مصدر من تكلله النسب أي أحاط به ومنه سمى الكليل وهو منزلة من منازل
القمر لحاطتها بالقمر إذا احتل بها ومنه الكليل وهو التاج والعصابة المحيطة بالرأس سمي بذلك لحاطته بالرأس فجرى لفظ الكللة مجرى الشجاعة والسماحة ) ( 2
والب والبن طرفا الرجل فإذا ذهبا تكلله النسب أي أحاط به ومنه قيل روضة مكللة إذا حفت بالنور وقال بعضهم هي اسم للمصيبة في تكلل النسب وأنشدوا
%مسكنه روضة مكللة %عم بها اليهقان والذرق ) % ( 1يعني نبتين وقال الخليل كل الرجل كللة إذا لم يكن له ولد وكلل إذا ذهب وروضة مكللة بالنور أي محفوفة
B314
TEXT
به وذكر أبو حاتم والثرم عن أبي عبيدة قال الكللة كل من لم يرثه أب أو ابن أو أخ فهو عند العرب كللة يورث كللة مصدر من تكلله النسب أي أحاط به وتعطف
عليه قال أبو عبيدة ومن قرأ يورث كللة فهم العصبة الرجال الورثة وذكر إسماعيل القاضي كلم أبي عبيدة هذا إلى آخره ثم قال ويشبه أن تكون اللغة تحتمل هذا كله
يعني ما ذكره عن العلماء من قولهم الكللة من ل ولد له ول والد إلى سائر ما ذكر مما سنذكر أكثره في هذا الباب ثم قال إسماعيل فأريد بالية التي في أول سورة ) ( 2
النساء من ل أب له ول جد وأريد بالية التي في آخر سورة النساء ) ( 3من ل ولد له وإنما أوجب قول من قال في الكللة في أول
سورة النساء أنه من ل ولد له ول والد لن الجد في هذا الموضع يمنع الخوة للم كما منعهم الب ولم يوجب هذا أن الجد يقوم مقام الب مع الخوة من الب لن البنت
قد منعت الخوة من الم كما منعهم الب والجد ل يقوم مقام الب مع الخوة من الب وقد يقوم الوارث مقام الوارث في منع بعض الوارثين ول يقوم مقامه في منع كل
ما يمنعه الخر قال وحدثنا أبو المصعب قال قال مالك كل من ترك ولدا ذكرا أو ابن ابن ذكر فإنه لم يورث كللة وإن ترك ابنة أو ابنتين فإن البنتين ليستا بكللة والذي
ورث معهما كللة قال أبو عمر الكللة في هذاالموضع عند العلماء بلسان العرب ومعاني كتاب ال تعالى هم المتكللون من الورثة برحم الميت ممن لم يلد الميت ول ولده
الميت وذلك أنهم حوالي الميت وليسوا بآبائه ول بأبنائه الذين خرج منهم وخرجوا منه فهم الخوة للب والم وللم ثم بعدهم سائر العصبة يجرون مجراهم ولذلك قال
العلماء الكللة من ل ولد له ول والد وأما ذكر أبي عبيدة الخ هاهنا مع الب والبن في شرط الكللة حيث قال هو كل من لم يرثه أب ول ابن ول أخ
فذكر الخ في ذلك غلط ل وجه له ولم يذكره في شرط الكللة غيره إل أن لقوله وجها ضعيفا يخرج على معنى من معاني توريث الجد مع الخوة وهو مع ذلك بعيد في
تأويل قول ال تعالى في الكللة وسنبين خطأ قوله ذلك في هذا الباب بعد ذكر الثار المرفوعة وأقاويل الصحابة فيه إن شاء ال حدثنا عبدالوارث بن سفيان وسعيد بن
نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا أحمد بن عبدال بن يونس قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق ) ( 1عن البراء
قال جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال قول ال عز وجل !> يستفتونك قل ال يفتيكم في الكللة <! قال تجزيك آية الصيف يقول لنها نزلت في
الصيف قال أبو بكر بن عياض فقلت لبي إسحاق
هو الرجل يموت ول يدع ولدا ول والدا قال كذلك ظن الناس ) ( 1وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن عبدالسلم الخشني قال
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول آخر آية نزلت آية الكللة وآخر سورة نزلت سورة براة ) ( 2
وحدثنا عبدالوارث قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن عبدالسلم الخشني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت محمد بن المنكدر يقول سمعت جابر بن عبدال يقول دخل على النبي صلى ال عليه وسلم وأنا مريض فتوضأ
فصبه علي فقلت إنه ل يرثني إل كللة فنزلت آية الفرائض ) ( 1قال أبو عمر قالوا ولم يكن لجابر يومئذ ولد ول والد لن والده قتل يوم أحد ونزلت آية الكللة بعد ذلك
وأخبرنا أحمد بن محمد وسعيد بن نصر قال حدثنا وهب بن مسرة وقال سعيد حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا
سفيان عن محمد بن المنكدر سمع جابرا يقول مرضت فجاءني رسول ال صلى ال عليه وسلم يعودني هو وأبو بكر وهما ماشيان فقلت يا رسول ال كيف أقضي في مالي
كيف أصنع فلم يجبني حتى نزلت آية الكللة ) ( 2وروى أشعث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال اشتكيت
وعندي سبع أخوات لي فدخل على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا جابر ل أراك ميتا من وجعك هذا فإن ال قد أنزل وبين لخواتك فجعل لهن الثلثين فكان جابر
يقول في نزلت !> يستفتونك قل ال يفتيكم في الكللة <! وروى هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر أنه حدثه قال اشتكيت فذكر مثله إلى آخره ) ( 1سواء حدثني
أحمد بن قاسم بن عبدالرحمن قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا إسحاق يعني ابن الطباع قال حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس أن
عمر أمر حفصة أن تسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الكللة فأمهلت حتى لبس ثيابه ثم سألته فأمله عليها في كتف وقال من أمرك بهذا أعمر ما أظنه فهمها أو لم
تكفه الية التي نزلت في الصيف !> يستفتونك قل ال يفتيكم في الكللة <! فأتته حفصة بالكتف فجعل عمر يقرأ حتى انتهى إلى قوله يبين ال لكم أن تضلوا فقال اللهم من
فهمها فإني لم أفهمها ) ( 2
وروى عبدالعلى ) ( 1عن محمد بن سيرين ) ( 2عن عبيدة ) ( 3قال نزلت آية الكللة على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو في مسير له فالتفت فإذا هو بحذيفة
إلى جنبه فلقنه إياها فنظر حذيفة فإذا عمر فلقنه إياها فلما كان في خلفة عمر ونظر في الكللة لقي حذيفة فسأله عنها فقال حذيفة لقننيها ) النبي (
صلى ال عليه وسلم فلقنتك كما لقنني وال ل أزيدك على هذا أبدا ) ( 1قال أبو عمر طعن قوم من الملحدين على عمر رضي ال عنه في هذه القصة ونسبوه إلى قلة
الفهم فأوضحوا جهلهم وكشفوا قلة فهمهم وسرحوا عن بدعتهم وقد عرف المسلمون موضع فطنة عمر وفهمه وذكائه حتى لقد كان يسبق التنزيل بفطنته فينزل القرآن على
ظنه ومراده وهذا محفوظ معلوم عنه في غير ما قصة منها نزول آية الحجاب ) ( 2وآية فداء السرى ) ( 3وآية !> واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى <! 4
وآية تحريم الخمر ) ( 1وغير ذلك مما يطول ذكره ) ( 2ول يجهل فضائله وموضعه من العلم إل من سفه ) ( 3نفسه ولعمري إن في هذا الخبر عنه في الكللة ما
يزيد في فضله ويوضح عن فهمه ومنزلته عند رسول ال صلى ال عليه وسلم لنه لو لم يكن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ممن يقوم باستخراج التأويل واستنباط
المعاني من التنزيل لما رد رسول ال صلى ال عليه وسلم هذا ومثله إلى نظره واستنباطه وإلى بصره واستخراجه ولما قال له يكفيك آية الصيف ولو كان عنده ممن ل
يدرك استخراج التأويل من ظاهر التنزيل لما كفته عنده الية ولبين له ما يحتاج من ذلك إليه وأوضح له ما أشكل عليه إذ كان بيانه واجبا لزما له صلى ال عليه وسلم
وروى يحيى بن آدم عن شريك عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد
وعن شريك أيضا عن مجالد عن عامر الشعبي قال كان عمر بن الخطاب يرى الرأي فينزل به القرآن ) ( 1حدثني عبدال بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد
قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أن
عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة فقال إني ل أدع بعدي شيئا أهم من الكللة وما راجعت رسول ال صلى ال عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكللة وما أغلظ لي
في شيء منذ صاحبته ما أغلظ لي في الكللة حتى طعن بأصبعه في صدري وقال يا عمر أما تكفيك آية الصيف التي أنزلت في سورة النساء ) ( 2وذكر عبدالرزاق عن
ابن جريج وابن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة قال قال عمر لن أكون سألت النبي صلى ال عليه وسلم عن ثلث أحب إلى من كذا عن
الكللة وذكر باقي الحديث ) ( 3
وأخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديبلي ) ( 1قال حدثنا محمد بن علي بن زيد قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم
قال حدثنا أبو حيان التيمي عن الشعبي عن ابن عمر قال سمعت عمر يقول على منبر المدينة وددت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهدا
ننتهي إليه في الجد والكللة وأبواب من أبواب الربا ) ( 2وذكر حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي رافع عن عمر أنه قال لبن عباس وسعيد بن زيد
وابن عمر حين طعن اعلموا أنه من أدرك وفاتي من سبى العرب من مال ال فهو حر وأعلموا أني لم أقل في الكللة شيئا وأعلموا أني لم أستخلف أحدا ) ( 3وذكر
عبدالرزاق عن ابن عيينة عن عاصم بن سليمان عن الشعبي قال كان عمر يقول الكللة من ل ولد له فلما طعن قال إني لستحيي من ال أن أخالف أبا بكر أرى الكللة ما
عدا الولد
والوالد ) ( 1وروى عبيدال بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سليمان بن عبيد السلولي عن ابن عباس قال الكللة ما خل الولد والوالد وروى عن ابن المديني
وغيره عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال أخبرني الحسن بن محمد قال سألت ابن عباس عن الكللة فقال ما عدا الولد والوالد قلت أن ال يقول !> إن امرؤ
هلك ليس له ولد <! فغضب وانتهرني ) ( 2وروى يزيد بن هارون قال أخبرنا عاصم الحول عن الشعبي قال سئل أبو بكر عن الكللة فقال أني سأقول فيها برأيي فإن
يكن صوابا فمن ال وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان أراها ما خل الولد والوالد فلما استخلف عمر قال إني لستحيي من ال أن أرد شيئا قاله أبو بكر ) ( 3وروى
سفيان عن عمرو بن مرة عن مرة قال قال عمر وعبدال ثلث لن يكون النبي صلى ال عليه وسلم بينهن لنا أحب إلينا من الدنيا وما فيها الكللة والخلفة والربا ) ) ( 4
رواه وكيع عن سفيان بإسناده ولم يذكر فيه عبدال (
حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا يونس بن عبدالعلى قال أخبرنا سفيان عن عاصم الحول عن الشعبي أن أبا بكر
الصديق وعمر بن الخطاب رضي ال عنهما قال الكللة من ل ولد له ول والد ) ( 1وذكر يحيى بن آدم عن شريك وزهير وأبي الحوص عن أبي إسحاق عن سليمان
بن عبد قال ما رأيتهم إل وقد تواطئوا وأجمعوا على أن الكللة من مات وليس له ولد ول والد قال يحيى وحدثنا عبدالرحيم عن محمد بن سالم عن الشعبي قال الكللة ما
كان سوى الولد والوالد من الورثة إخوة وغيرهم من العصبة كذلك قال علي وابن مسعود وزيد بن ثابت وذكر عبدالرزاق عن معمر عن الزهري وقتادة عن أبي إسحاق
عن عمرو بن شرحبيل قالوا الكللة من ليس له ولد ول والد ) ( 2وذكر ابن أبي حاتم عن موسى بن الهوازي عن أبي هشام الرفاعي قال سمعت يحيى بن آدم يقول قد
B314
TEXT
اختلفوا في الكللة وصار المجتمع عليه ما خل الولد والوالد
قال أبو عمر قد فسر مالك الكللة في موطئه تفسيرا حسنا فقال المر المجتمع عليه الذي ل خلف فيه والذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا أن الكللة على وجهين أما الية
التي في سورة النساء التي قال ال عز وجل فيها !> وإن كان رجل يورث كللة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في
الثلث <! فهذه ) الكللة ( التي ل يرث الخوة للم فيها حتى ل يكون ولد ول والد قال مالك وأما الية التي في آخر سورة النساء !> يستفتونك قل ال يفتيكم في الكللة إن
امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجال ونساء فللذكر مثل حظ
النثيين يبين ال لكم أن تضلوا وال بكل شيء عليم <! قال فهذه ) الكللة ( التي يكون فيها الخوة عصبة إذا لم يكن ولد فيرثون مع الجد في الكللة قال والجد يرث مع
الخوة لنه أولى بالميراث منهم وذلك أنه يرث مع ذكور بني المتوفى السدس ول يرث الخوة معهم شيئا قال وكيف ل يأخذ مع الخوة وهو يحجب بنى الم عن الميراث
وبنو الم يأخذون مع الخوة الثلث ) ( 1
قال أبو عمر ذكر ال عز وجل في كتابه الكللة في موضعين ولم يذكر في كل الموضعين وارثا غير الخوة فأما الية التي في صدر سورة النساء قوله !> وإن كان
رجل يورث كللة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث <! فقد أجمع العلماء أن الخوة في هذه الية عنى بهم
الخوة للم ول خلف بين أهل العلم أن الخوة للب والم أو للب ليس ميراثهم هكذا وقد روى عن بعض الصحابة ) ( 1أنه كان يقرأ وله أخ أو أخت من أم فدل هذا
مع ما ذكرنا من إجماعهم على أن المراد في هذه الية الخوة للم خاصة أخبرنا عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا
إسماعيل بن إسحاق قال أخبرنا إبراهيم بن عبد ال قال اخبرنا هشيم قال أخبرنا يعلى بن عطاء عن القاسم بن ربيعة بن قائف ) ( 2قال سمعت سعدا يقرأ وإن كان رجل
يورث كللة أو امرأة وله أخ أو أخت من أمه ) ( 3ورواه شعبة عن يعلى بن
عطاء مثله بإسناده سواء وأما الية التي في آخر سورة النساء قوله تعالى !> يستفتونك قل ال يفتيكم في الكللة <! الية إلى قوله !> وإن كانوا إخوة رجال ونساء فللذكر
مثل حظ النثيين <! فلم يختلف علماء المسلمين قديما وحديثا أن ميراث الخوة للم ليس هكذا فدل إجماعهم على أن الخوة المذكورين في هذه الية هم اخوة المتوفى
لبيه وأمه أو لبيه ودلت اليتان جميعا أن الخوة كلهم كللة وأنهم إذا ورثوا المتوفى فإنه يورث كللة وهذا ما ل خلف فيه ولهذا وال أعلم قال من قال من الصحابة أن
من وراثه من عدا الوالد والولد كللة ) لن الخوة إذا كانوا كللة كان من هو أبعد منهم أولى أن يسمى كللة ( وقد اختلف الناس في المسمى بالكللة أهو الميت الذي ل
ولد له ول والد أم ورثته فقال أكثر المدنيين والكوفيين الكللة الورثة الذين ل ولد فيهم ول والد وقال البصريون الكللة الميت الذي ل ولد له ول والد وروى ذلك عن ابن
عباس وقال أبو زيد الكللة الميت الذي ل ولد له
ول والد والحي الذي ليس بولد الميت ول والد وهو يرثه هذا يورث بالكللة وهذا يرث بالكللة وروى عن عمر بن الخطاب روايتان إحداهما أن الكللة من ل ولد له ول
والد والخرى من ل ولد له خاصة وقد ذكرنا ذلك وروى عن عطاء قول شاذ قال أن الكللة المال ) ( 1وقد قرأ بعض الكوفيين يورث كللة بكسر الراء وتشديدها وقرأ
الحسن وأيوب يورث بكسر الراء وتخفيفها على اختلف عنهما وعلى هاتين الروايتين ل تكون الكللة إل الورثة والمال كذلك حكى أصحاب المعاني ) ( 2فمن قرأ
يورث بفتح الراء قال هو الميت يورث كللة وجعل نصب الكللة على المصدر كما تقدم لبي عبيد وغيره ومن قرأ يورث كللة بكسر الراء جعل الكللة الورثة ومن
حجة من قال بهذا القول مع هذه القراءة حديث جابر الذي تقدم ذكره قوله ل يرثني إل كللة
وقال الطبري الصواب أن الكللة هم الذي يرثون الميت من عدا ولده ووالده لصحة حديث جابر أنه قال قلت يا رسول ال إنما يرثني كللة وقد روى عن سعد بن أبي
وقاص في حديث الوصية بالثلث نحو هذا اللفظ ول يصح وقرأ جمهور القراء يورث بفتح الراء وال الموفق للصواب
#حديث ثالث وأربعون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم أنه قال عرس رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة بطريق مكة ووكل بلل أن يوقظهم للصلة فرقد
بلل ورقدوا حتى استيقظوا وقد طلعت عليهم الشمس فاستيقظ القوم وقد فزعوا فأمرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يركبوا حتى يخرجوا من ذلك الوادي وقال أن
هذا واد به شيطان فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادي ثم أمرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ينزلوا وأن يتوضأوا وأمر بلل أن ينادي بالصلة أو يقيم فصلى
رسول ال صلى ال عليه وسلم بالناس ثم انصرف إليهم وقد رأى من فزعهم فقال يا أيها الناس إن ال قبض أرواحنا ولو شاء لردها إلينا في حين غير هذا فإذا رقد أحدكم
عن الصلة أو نسيها فليصلها كما كان يصليها في وقتها ثم التفت رسول ال صلى
ال عليه وسلم إلى أبي بكر فقال أن الشيطان أتى بلل وهو قائم يصلي فأضجعه فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي ) حتى نام ( ثم دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم بلل
فأخبر بلل رسول ال صلى ال عليه وسلم مثل الذي أخبر رسول ال أبا بكر فقال أبو بكر أشهد أنك رسول ال ) ( 1هكذا هذا الحديث في الموطآت لم يسنده عن زيد
أحد من رواة الموطأ وقد جاء معناه متصل مسندا من وجوه صحاح ثابتة في نومه صلى ال عليه وسلم عن صلة الصبح في سفره روى ذلك جماعة من الصحابة وأظنها
قصة لم تعرض له إل مرة واحدة فيما تدل عليه الثار ) ( 2وال أعلم إل أن بعضها فيه مرجعه من خيبر ) ( 3كذا قال ابن شهاب عن سعيد بن المسيب في حديثه هذا
وهو أقوى ما يروى في
ذلك وهو الصحيح إن شاء ال ) ( 1وقول زيد بن ثابت حديثه هذا بطريق مكة ليس بمخالف لن طريق خيبر وطريق مكة من المدينة يشبه أن يكون واحدا وربما جعلته
القوافل واحدا ) ( 2وحديث زيد بن أسلم هذا مرسل وليس مما يعارض حديث ابن شهاب وفي حديث ابن مسعود ) من يوقظنا فقلت أنا أوقظكم ( وليس في ذلك دليل على
أنها غير قصة بلل لنه لم يقل له أيقظنا ويحتمل أن ل يجيبه إلى ذلك ويأمر بلل ) ( 3وقال ابن مسعود في هذا الحديث
زمن الحديبية ) ( 1وهو زمن واحد في عام واحد لنه منصرفه من الحديبية ) ( 2مضى إلى خيبر من عامه ذلك ففتحها ال عليه وفي الحديبية نزلت !> وعدكم ال
مغانم كثيرة <! 3يعني خيبر وكذلك قسمها رسول ال صلى ال عليه وسلم على أهل الحديبية وروى خالد بن سمير عن عبدال بن رباح عن أبي قتادة في هذا الحديث أنه
كان في جيش المراء وهذا وهم عند الجميع لن جيش المراء ) ( 4كان في غزاة مؤتة وكانت سرية لم يشهدها رسول ال صلى ال عليه وسلم كان المير عليها زيد
بن حارثة ثم جعفر بن أبي طالب ثم عبدال بن رواحة وفيها قتلوا رحمهم ال وقد روى هذا الحديث ثابت البناني وسليمان التيمي عن عبدال بن رباح على غير ما رواه
خالد بن سمير وما قالوه فهو عند العلماء الصواب دون ما قاله خالد بن سمير وقد قال عطاء بن يسار أنها كانت غزوة تبوك وهذا ل يصح والثار الصحاح على خلف
قوله مسندة ثابتة
وقوله مرسل ) ( 1ذكره عبدالرزاق عن ابن جريج قال أخبرني سعد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار أنها غزوة تبوك ) ( 2وأن النبي صلى ال عليه وسلم أمر بلل
فأذن في مضجعه ذلك بالولى ) ( 3ثم مشوا قليل ثم أقام فصلوا الصبح وسنذكر في هذا الباب جميع هذه الثار إن شاء ال ونومه صلى ال عليه وسلم في ذلك الوقت
عن صلة الصبح حتى طلعت الشمس أمر خارج وال أعلم عن عادته وطباعه وطباع النبياء قبله وأظن النبياء مخصوصين بأن تنام أعينهم ول تنام قلوبهم على ما
روى عنه صلى ال عليه وسلم وإنما كان نومه ذلك ليكون سنة وال أعلم وليعلم المؤمنون كيف حكم من نام
عن الصلة أو نسيها حتى يخرج وقتها ) ( 1وهو من باب قوله عليه السلم انى لنسى أو أنسى لسن ) ( 2والذي كانت عليه جبلته وعادته صلى ال عليه وسلم أن ل
يخامر النوم قلبه ول يخالط نفسه وإنما كانت تنام عينه وقد ثبت عنه أنه قال إن عيني تنامان ول ينام قلبي ) ( 3وهذا على العموم لنه جاء عنه صلى ال عليه وسلم إنا
معشر النبياء تنام أعيننا ول تنام قلوبنا ) ( 4ول يجوز أن يكون مخصوصا بذلك لنها خصلة لم يعدها في الست التي أوتيها ولم يؤتها أحد قبله من النبياء فلما أراد ال
منه ما أراد ليبين لمته صلى ال عليه وسلم قبض روحه وروح من معه في نومهم ذلك وصرفها إليهم بعد طلوع الشمس ليبن لهم مراده على لسان رسوله صلى ال عليه
وسلم وعلى هذا التأويل جماعة أهل الفقه والثر وهو
واضح والمخالف فيه مبتدع وللكلم عليه موضع غير هذا وبال تعالى التوفيق أخبرنا عبدالرحمن بن يحيى قال حدثنا الحسن بن الخضر السيوطي وحدثنا محمد بن
إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال جميعا حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال أخبرنا قتيبة ) ( 1بن سعيد عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة بن
عبدالرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة أم المؤمنين كيف كانت صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم في رمضان فذكر الحديث وفيه قالت عائشة فقلت يا رسول ال أتنام
قبل أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ول ينام قلبي ) ( 2وأما قوله في هذا الحديث عرس رسول ال صلى ال عليه وسلم فل خلف علمته بين أهل اللغة أن
التعريس نزول المسافرين في آخر الليل ول يقال لمن نزل أول الليل عرس ) ( 3وأما قوله يهدئه كما يهدأ الصبي فمعناه يسكنه ويعلله حتى
نام وروى أهل الحديث هذه اللفظة بترك الهمز وأصلها الهمز عند أهل اللغة قال إبراهيم بن هرمة %خود تعاطيك بعد رقدتها %إذا تلقى العيون مهدؤها %ومنه
الحديث إياكم والسمر بعد هدأة الرجل ) ( 1وفي فزع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم حين انتبهوا لما فاتهم من صلتهم أوضح الدلئل على ما كان القوم عليه
B314
TEXT
من الوجل والشفاق والخوف لربهم وأظنهم وال أعلم لم يكونوا علموا أن القلم مرفوع عن النائم وأن الثم عنه ساقط لنهم بعث إليهم وهم ل يعلمون شيئا فعرفهم رسول
ال صلى ال عليه وسلم أن الثم عن النائم والناسي ساقط وأن الصلة غير ساقطة وأنه يلزمه فعلها متى ما انتبه وذكرها وقد ظن بعض الناس أن فزعهم كان لخوف
عدوهم وليس في شيء من الثار ما يدل على ذلك ول يعرف أهل السير أن منصرفه من خيبر أو من الحديبية كان انصراف خائف وفي هذا الحديث لمن تدبره ما يبين
به تأويلنا ) ( 2لن فيه ثم انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم إليهم
وقد رأى من فزعهم فقال يا أيها الناس إن ال قبض أرواحنا الحديث فأنسهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وأخبرهم أن من نام عن الصلة أو نسيها قضاها إذا انتبه أو
ذكر وقال لهم عند ذلك في حديث أبي قتادة ليس التفريط في النوم إنما التفريط في اليقظة لمن لم يصل الصلة حتى يدخل وقت الخرى ) ( 1وقد قام رسول ال صلى ال
عليه وسلم حين كسفت الشمس إلى الصلة فزعا يجر ثوبه رواه أبو بكرة وغيره ) ( 2وذلك خوف لربه وشفقة من قيام الساعة وأما خروجه صلى ال عليه وسلم من
ذلك الوادي وتركه الصلة فيه فاختلف العلماء في ذلك فذهب أكثر أهل الحجاز وجماعة من أهل العراق إلى أن العلة فيه ما بينه رسول ال صلى ال عليه وسلم بقوله إن
هذا واد به شيطان أل ترى إلى قوله عليه السلم أن الشيطان أتى بلل فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي فأمرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بالركوب والسراع
والخروج من ذلك الوادي لنه واد به شيطان تشاؤما بذلك الوادي أو لما شاء ال
مما هو أعلم به وقد روى أنه قال في هذا الحديث أخرجوا عن هذاالموضع الذي أصابتكم فيه الغفلة ) ( 1ذكره معمر عن الزهري في حديثه ويحتمل أن يكون من باب
نهيه عن الصلة في معاطن البل وقوله أنها خلقت من جن ) ( 2وال أعلم ومن هذا قول علي نهاني رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أصلي بأرض بابل فإنها ملعونة
) ( 3ومن هذا الباب أيضا كراهيتهم للصلة في موضع الخسف لقوله صلى ال عليه وسلم حين مر بالحجر من ثمود ل تدخلوا على هؤلء المعذبين إل أن تكونوا باكين
فإن لم تكونوا باكين فل تدخلوا عليهم ل يصيبكم ما أصابهم ) ( 4وقد روى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لما أتى وادي ثمود أمر الناس فأسرعوا وقال هذا واد
ملعون ) ( 5وروى عنه أنه أمر بالعجين فطرح ) ( 6فهذا كله باب واحد ل تدري علته حقيقة فوجب أن يكون خصوصا مردودا إلى الصول المجتمع عليها والدلئل
الصحيح مجيئها وبال تعالى التوفيق
وقال أبو حنيفة وأصحابه العلة في خروجه من ذلك الوادي أنه انتبه والشمس طالعة وذلك وقت من سنته أن ل تجوز الصلة فيه ل نافلة ول فريضة عندهم لنهي رسول
ال صلى ال عليه وسلم عن الصلة عند طلوع الشمس وعند غروبها وذلك عندهم على الفرض والنفل على حسب نهيه عن صيام يوم الفطر والضحى فل يجوز لحد
أن يصوم فيه فرضا ول نفل واحتجوا بأشياء يطول ذكرها منها حديث مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إذا بدا حاجب
الشمس فأخروا الصلة حتى تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلة حتى تغيب ) ( 1قالوا وهذا على الفريضة وغيرها وقد ذكرنا قولهم هذا وذكرنا الحجة عليهم
فيما ذهبوا إليه من ذلك فيما تقدم من كتابنا هذا ) ( 2وقد روينا عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه لم ينتبه ذلك اليوم إل والشمس لها حرارة ول يكون للشمس حرارة إل
وقد ارتفعت وجازت الصلة عند الجميع فبطل تأويلهم
هذا إن شاء ال وسنذكر هذا الخبر وغيره من شكله في هذا الباب بعون ال وتأولوا في قوله صلى ال عليه وسلم من نام عن الصلة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) ( 1أن
ذلك إعلم منه بأنها غير ساقطة عن النائم والناسي ل أنها تصلى في وقت الطلوع والغروب والحجة عليهم فيما ذهبوا إليه من هذا التأويل قوله صلى ال عليه وسلم من
أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ) ( 2ومعلوم أن ظاهر هذا الحديث
يبيح الصلة المفروضة عند طلوع الشمس وعند غروبها وهذا نص يقطع الرتياب في هذا الباب وقد تقدم من قولنا فيه ما يغني عن إعادته ها هنا ) ( 3وجاء عن عطاء
بن أبي رباح أنه صلى ال عليه وسلم صلى في موضعه ذلك ركعتي الفجر ذكر عبد الرزاق قال أخبرني ابن جريج عن عطاء أن النبي صلى ال عليه وسلم بينما هو في
بعض
أسفاره فساروا ) ( 1ليلتهم حتى إذا كانوا في آخر الليل ) ( 2نزلوا للتعريس فقال النبي صلى ال عليه وسلم من يوقظنا للصبح فقال بلل أنا فتوسد بلل ذراعه ) ( 3
فلم يستيقظوا حتى طلعت الشمس فقام النبي صلى ال عليه وسلم فتوضأ وركع ) ( 4ركعتين في معرسه ثم سار ساعة ثم صلى الصبح قال ابن جريج فقلت لعطاء أي
سفر هو قال ل أدري ) ( 5قال أبو عمر في قول عطاء هذا ما يدل على أن النبي صلى ال عليه وسلم لم يؤخر صلة الصبح يومئذ ولم يخرج من ذلك الوادي لما زعم
العراقيون من أنه انتبه في وقت ل تجوز فيه الصلة أل ترى أنه صلى ركعتي الفجر ثم مشى ساعة ول خلف أن الوقت الذي تجوز فيه النافلة فالفريضة أحرى أن تجوز
فيه واختلف القائلون بالقول الول فقال منهم قائلون من نام عن الصلة في سفره ثم انتبه لزمه الزوال عن ذلك الموضع وإن كان واديا خرج عنه لقوله صلى ال عليه
وسلم أن الشيطان أتى بلل وقوله اركبوا واخرجوا
من هذا الوادي فإنه واد به شيطان قالوا فكل موضع يصيب المسافرين أو غيرهم فيه مثل ما أصاب أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم معه عليه السلم في ذلك
الموضع من النوم عن الصلة حتى يخرج وقتها فواجب الخروج عنه وإقامة الصلة في غيره لنه موضع شيطان وموضع ملعون ونزعوا بنحو ما قدمنا ذكره من العلل
وقال منهم آخرون أما ذلك الوادي وحده إن علم وعرض فيه مثل ذلك العارض فواجب الخروج منه على ما صنع رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ وأما سائر
المواضع فل وذلك الموضع وحده مخصوص بذلك لن ال عز وجل يقول !> وأقم الصلة لذكري <! وقال صلى ال عليه وسلم من نام عن صلة أو نسيها فليصلها إذا
ذكرها وهذا على عمومه لم يخص موضعا من موضع إل ما جاء في ذلك الوادي خاصة وقال آخرون كل من انتبه إلى صلة من نوم أو ذكر بعد نسيان فواجب عليه أن
يقيم صلته بأعجل ما يمكنه ويصليها كما أمر في كل موضع واديا كان أو غير واد إذا كان الموضع طاهرا وسواء ذلك
الوادي وغيره لن ذلك كان خصوصا له صلى ال عليه وسلم وكان يعلم من حضور الشيطان في الموضع ما ل يعلم غيره وقد جاء عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال
جعلت لي الرض كلها مسجدا وطهورا ) ( 1ولم يخص ذلك الوادي من غيره حدثنا الحسين بن يعقوب ) ( 2قال حدثنا سعيد بن فحلون قال حدثنا يوسف بن يحيى قال
حدثنا عبدالملك بن حبيب قال سمعت مطرفا وابن الماجشون يقولن ل يلزم الناس أن يقتادوا شيئا إذااستيقظوا في أسفارهم وقد طلعت الشمس لنهم ل يعلمون من ذلك ما
علم رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ومن ابتلى بمثل ذلك في ذلك الوادي أو غيره صلى فيه ولم يخرج منه قال أبو عمر القول المختار عندنا في هذا الباب أن ذلك
الوادي وغيره من بقاع الرض جائز أن يصلى فيها كلها ما لم تكن فيها نجاسة متيقنة تمنع من ذلك ول معنى لعتلل من اعتل بأن موضع النوم عن الصلة موضع
شيطان وموضع ملعون
ل يجوز أن تقام فيه الصلة لنا ل نعرف الموضع الذي ينفك عن الشياطين ول الموضع الذي تحضره الشياطين وكل ما روى في هذا المعنى من النهي عن الصلة في
المقبرة وبأرض بابل وفي الحمام وفي أعطان البل والخروج من ذلك الوادي وغير ذلك مما في هذا المعنى مما قد تقدم ذكرنا له كل ذلك عندنا منسوخ ومدفوع بعموم
قوله صلى ال عليه وسلم جعلت لي الرض كلها مسجدا وطهورا وقوله هذا صلى ال عليه وسلم مخبرا أن ذلك من فضائله ومما خص به وفضائله عند أهل العلم ل
يجوز عليها النسخ ول التبديل ول النقص قال صلى ال عليه وسلم أوتيت ) ( 1خمسا وقد روى ست ) ( 2وقد روى ثلث ) ( 3وأربع ) ( 4وهي تنتهي إلى أزيد من
سبع ) ( 5قال فيهن لم يؤتهن أحد قبلي بعثت إلى الحمر والسود ونصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت أمتي خير المم وأحلت لي الغنائم ولم تحل لحد قبلي وجعلت
لي
الرض كلها مسجدا وطهورا وأوتيت الشفاعة وبعثت بجوامع الكلم وبينما أنا نائم أوتيت بمفاتيح كنوز الرض فوضعت بين يدي وأعطيت الكوثر وهو خير كثير وعدنيه
ربي وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عددالنجوم من شرب منه لم يظمأ أبدا وختم بي النبيئون ) ( 1وهذه المعاني رواها جماعة من الصحابة وبعضهم يذكر
بعضها ويذكر بعضهم ما لم يذكر الخرون وهي صحاح كلها وإن لم تجتمع بإسناد واحد فهي في أسانيد صحيحة ثابتة وجائز على فضائله الزيادة وغير جائز فيها
النقصان أل ترى أنه كان عبدا قبل أن يكون نبيا ثم كان نبيا قبل أن يكون رسول وكذلك روى عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال كنت عبدا قبل أن أكون نبيا ونبيا قبل أن
أكون رسول وقال ما أدري ما يفعل بي ول بكم ) ( 2ثم نزلت !> ليغفر لك ال ما تقدم من ذنبك وما تأخر <! 3
وسمع رجل يقول له يا خير البرية فقال ذلك إبراهيم ) ( 1وقال ل يقولن أحدكم أني خير من يونس بن متى ) ( 2وقال السيد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم )
( 3ثم قال بعد ذلك كله أنا سيد ولد آدم ول فخر ) ( 4ففضائلة صلى ال عليه وسلم لم تزل تزداد إلى أن قبضه ال فمن هاهنا قلنا أنه ل يجوز عليها النسخ ول الستثناء
ول النقصان وجائز فيها الزيادة وبقوله صلى ال عليه وسلم جعلت لي الرض كلها مسجدا وطهورا أجزنا الصلة في المقبرة وفي الحمام وفي كل موضع من الرض إذا
كان طاهرا من النجاس لنه عموم فضيلة ل يجوز عليها الخصوص ولو صح عنه عليه السلم أنه قال الرض كلها مسجد إل المقبرة والحمام ) ( 5فكيف وفي إسناد
هذا
B314
TEXT
الخبر من الضعف ما يمنع الحتجاج به ) ( 1فلو صح لكان معناه أن يكون متقدما لقوله جعلت لي الرض كلها مسجدا وطهورا ويكون هذا القول متأخرا عنه فيكون
زيادة فيما فضله ال به صلى ال عليه وسلم حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو عوانة عن أبي
مالك الشجعي عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فضلنا على الناس بثلث جعلت الرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها طهورا
وذكر الحديث حدثنا عبدال بن محمد بن أسد قراءة عليه وأنا أسمع أن سعيد بن عثمان حدثهم قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا
محمد بن سنان قال حدثنا هشيم قال حدثنا سيار هو أبو الحكم قال حدثنا يزيد الفقير قال حدثنا جابر بن عبدال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطيت خمسا لم
يعطهن أحد من النبياء قبلي
نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الرض طهورا ومسجدا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلة فليصل وأحلت لي الغنائم وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت
إلى الناس كافة وأعطيت الشفاعة ) ( 1وحدثنا سعيد بن نصر وعبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
قال حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم جعلت لي الرض مسجدا وطهورا ) ( 2قال
وحدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن سيار عن أبي أمامة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فضلت بأربع جعلت لي الرض مسجدا وطهورا ) ( 3
وذكر الحديث وحدثنا سعيد بن نصر وعبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا العمش
عن إبراهيم التيمي سمع أباه سمع أبا ذر قال قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم حيثما أدركتك
الصلة فصل فإن الرض كلها مسجد ) ( 1مختصرا وعن العمش أيضا عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله وروى عن
النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال جعلت لي الرض مسجدا وطهورا في تعديد فضائله صلى ال عليه وسلم من وجوه كثيرة من حديث علي بن أبي طالب وابن عباس
وجابر وأبي هريرة وأبي موسى وحذيفة وهي آثار كلها صحاح ثابتة كرهت ذكرها بأسانيدها خشية الطالة وقد ذكرها كلها أو أكثرها أبو بكر بن أبي شيبة في أول كتاب
الفضائل من مصنفه ) ( 2وأما حديث المقبرة فرواه ابن وهب عن ابن لهيعة ويحيى بن أزهر فمرة قال عن عمار بن سعد المرادي عن أبي صالح الغفاري عن علي بن
أبي طالب ومرة قال عن ابن لهيعة ويحيى بن أزهر عن الحجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن علي بن أبي طالب قال نهاني حبي صلى ال عليه وسلم أن أصلى
في المقبرة ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة ) ( 3وهذا إسناد ضعيف مجتمع على ضعفه وهو مع هذا منقطع غير متصل بعلي رضي ال عنه وعمار
والحجاج
ويحيى مجهولون ل يعرفون ) بغير هذا ( وابن لهيعة ويحيى بن أزهر ضعيفان ل يحتج بهما ول بمثلهما وأبو صالح هذا هو سعيد بن عبدالرحمن الغفاري مصري ليس
بمشهور أيضا ول يصح له سماع من علي وفي هذا الباب عن علي من قوله غير مرفوع حديث حسن السناد رواه أبو نعيم الفضل بن ذكين قال حدثنا المغيرة بن أبي
الحر الكندي قال حدثني أبو العنبس حجر بن عنبس قال خرجنا مع علي إلى الحرورية فلما جاوزنا سورا ) ( 1وقع بأرض بابل قلنا يا أمير المؤمنين أمسيت الصلة
الصلة فأبى أن يكلم أحدا قالوا يا أمير المؤمنين أليس قد أمسيت قال بلى ولكني ل أصلي في أرض خسف ال بها ) ( 2والمغيرة بن أبي الحر كوفي ثقة ) ( 3قاله ابن
معين وغيره وحجر بن عنبس من كبار أصحاب علي رضي ال عنه وفي النهي عن الصلة في المقبرة حديث آخر أيضا رواه عبدالواحد بن زياد عن عمرو بن يحيى
المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال الرض كلها مسجد إل المقبرة والحمام ) ( 1وهذا الحديث رواه ابن عيينة عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسل ) ( 2فسقط الحتجاج به عند من ل يرى المرسل
حجة وليس مثله مما يحتج به ولو ثبت كان الوجه فيه ما ذكرنا ولسنا نقول كما قال بعض المنتحلين لمذهب المدنيين أن المقبرة المذكورة في هذا الحديث وغيره أريد بها
مقبرة المشركين خاصة وهذا قول ل دليل عليه من كتاب ول سنة ول خبر صحيح ول له مدخل في القياس ول في المعقول ول دل عليه فحوى الخطاب ول خرج عليه
الخبر واحتج قائل هذاالقول بما رواه ابن وهب قال أخبرني يحيى بن أيوب عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال ل يصلى في سبع مواطن في المزبلة والمجزرة والمقبرة ومحجة الطريق والحمام ومعاطن البل وفوق بيت ال ) ( 3عز وجل وهذا حديث انفرد به زيد بن
جبيرة
وأنكروه عليه ) ( 1ول يعرف هذا الحديث مسندا إل من رواية يحيى بن أيوب عن زيد بن جبيرة وقد كتب الليث بن سعد إلى عبدال بن نافع مولى ابن عمر يسأله عن
هذا الحديث فكتب إليه عبدال بن نافع ل أعلم من حدث بهذا عن نافع إل قد قال عليه الباطل ذكره الحلواني عن سعيد بن أبي مريم عن الليث فصح بهذا وشبهه أن الحديث
منكر ل يجوز أن يحتج عند أهل العلم بمثله ) ( 2على أنه ليس فيه تخصيص مقبرة المشركين من غيرها وأما حديث أبي سعيد الخدري ففيه من العلة ما وصفنا وليس
فيه إل المقبرة والحمام باللف واللم فغير جائز أن يرد ذلك إلى مقبرة دون مقبرة أو حمام دون حمام بغير توقيف عليه ول يخلو تخصيص من خصص مقبرة المشركين
من أحد وجهين أما أن يكون من أجل اختلف الكفار إليها بأقدامهم فل معنى لخصوص المقبرة بالذكر لن كل موضع هم فيه بأجسامهم وأقدامهم فهو كذلك وقد
جل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يتكلم بما ل معنى له أو يكون من أجل أنها بقعة سخط فلو كان كذلك ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ليبني مسجده في مقبرة
المشركين وينبشها ويسويها ويبني عليها وقد أجاز العلماء الصلة في الكنيسة إذا بسط فيها ثوب طاهر ومعلوم أن الكنيسة أقرب إلى أن تكون بقعة سخط من المقبرة لنها
بقعة يعصى ال ويكفر به فيها وليس كذلك المقبرة وقد وردت السنة بإباحة اتخاذ البيع والكنائس مساجد ذكر البخاري أن ابن عباس كان يصلي في البيعة إذا لم يكن فيها
تماثيل ) ( 1ذكر عبدالرزاق عن الثوري عن خصيف عن مقسم عن ابن عباس أنه كان يكره أن يصلي في الكنيسة إذا كان فيها تماثيل ) ( 2وروى أيوب وعبيدال بن
عمر وغيرهما عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر لما قدم الشام صنع له رجل من عظماء النصارى طعاما ودعاه فقال عمر إنا ل ندخل كنائسكم ول نصلي فيها من
أجل ما فيها من الصور والتماثيل ) ( 3فلم يكره عمر ول ابن عباس ذلك إل من أجل ما فيها من التماثيل وحكى عبدالرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم وعن
الثوري عن جابر عن الشعبي قال ل بأس بالصلة في البيعة
وأما جثث الموتى فقد اختلف فيها العلماء فمنهم من جعلها كلها سواء ويتحفظ عند غسل الميت من أن يطير إليه شيء من الماء ومنهم من حمل قول ابن مسعود ) ل
تنجسوا من موتاكم ) ( ( 1على أن جثث المؤمنين خاصة طاهرة وليس هذا موضع القول في هذه المسألة وأخبرنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو
داود قال حدثنا رجاء بن المرجى قال حدثنا أبو همام قال حدثنا سعيد بن السائب عن محمد بن عبدال بن عياض عن عثمان بن بن أبي العاصى أن النبي صلى ال عليه
وسلم أمره أن يجعل مسجد الطائف حيث كانت طواغيتهم ) ( 2وحدثنا سعيد بن نصر وعبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا ملزم بن عمرو عن عبدال بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي ) ( 3وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن
معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال حدثنا هناد بن السرى عن ملزم بن عمرو قال حدثني عبدال بن بدر عن
قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي والمعنى واحد وحديث هناد أتم قال خرجنا وفدا إلى النبي صلى ال عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه وأخبرنا أن بأرضنا بيعة لنا فذكر
الحديث وفيه فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم واتخذوها مسجدا ) ( 1مختصرا وأجمع العلماء على أن التيمم على مقبرة المشركين إذا كان الموضع طيبا طاهرا نظيفا
جائز وكذلك أجمعوا على أن من صلى في كنيسة أو بيعة في موضع طاهر أن صلته ماضية جائزة وقد كره جماعة من الفقهاء الصلة في المقبرة سواء كانت لمسلمين
أو مشركين للحاديث المعلولة التي ذكرنا ولحديث أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال صلوا في بيوتكم ول تتخذوها قبورا ) ( 2ولحديث واثلة بن السقع
عن أبي مرثد الغنوي عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ل تصلوا إلى القبور ول تجلسوا
عليها ) ( 1وهذان حديثان ثابتان من جهة السناد ول حجة فيهما لنهما محتملن للتأويل ول يجوز أن يمتنع من الصلة في كل موضع طاهر إل بدليل ل يحتمل تأويل
وممن كره الصلة في المقبرة الثوري وأبو حنيفة والوزاعي والشافعي وأصحابهم وقال الثوري إن صلى في المقبرة لم يعد وقال الشافعي إن صلى أحد في المقبرة في
موضع ليس فيه نجاسة أجزأه ولم يفرق أحد من فقهاء المسلمين بين مقبرة المسلمين والمشركين إل ما حكينا من خطل القول الذي ل يشتغل بمثله ول وجه له في نظر ول
في صحيح أثر لن من كره الصلة في المقبرة كرهها في كل مقبرة على ظاهر الحديث وعمومه ومن أباح الصلة فيها دفع ذلك بما ذكرنا من التأويل والعتلل وقد بنى
رسول ال صلى ال عليه وسلم مسجده في مقبرة المشركين حدثنا عبدال بن محمد بن أسد قال حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا محمد
بن إسماعيل البخاري وحدثنا عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا
محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال جميعا حدثنا مسدد قال حدثنا عبدالوارث عن أبي التياح عن أنس بن مالك المعنى واحد واللفظ متقارب قال قدم رسول ال صلى ال
عليه وسلم المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فأقام فيها ) ( 1أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى بني النجار فجاؤوا متقلدين بسوفهم قال أنس
فكأني أنظر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه ومل بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي
B314
TEXT
حيث أدركته الصلة ويصلي في مرابض الغنم وأنه أمر ببناء المسجد فأرسل إلى بني النجار فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا فقالوا وال ل نطلب ثمنه إل إلى ال
عز وجل قال أنس فكان فيه ما أقول لكم كانت فيه قبور المشركين وخرب ونخل فأمر النبي صلى ال عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت وبالنخل فقطع وبالخرب فسويت
فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه حجارة وجعلوا ينقلون الصخر ويرتجزون والنبي صلى ال عليه وسلم معهم ويقولون %اللهم ل خير إل خير الخرة % %
فاغفر للنصار والمهاجرة ) ( 2
وأخبرنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي التياح عن أنس بن مالك ) ( 1
وذكره أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي التياح عن أنس قال كان موضع مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم حائطا
لبني النجار فيه خرب ونخل وقبور المشركين فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ثامنوني فيه فقالوا ل نلتمس به ثمنا إل عند ال فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم
بالنخل فقطع وبالخرب فسوى وبقبور المشركين فنبشت قال وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي حيث أدركته الصلة وفي مرابض الغنم ) ( 2فهذا رسول ال
صلى ال عليه وسلم قد بنى مسجده في موضع مقبرة المشركين ولو جاز أن يخص من المقابر مقبرة لكانت مقبرة المشركين أولى بالخصوص والستثناء من أجل هذا
الحديث وكل من كره الصلة في المقبرة لم يخص مقبرة لن اللف واللم في المقبرة والحمام إشارة إلى الجنس ل إلى
المعهود ولو كان بين مقبرة المسلمين والكفار فرق لبينه رسول ال صلى ال عليه وسلم ولم يهمله لنه بعث مبينا لمراد ال من عباده والقوم عرب ل يعرفون من الخطاب
إل استعمال عمومه ما لم يكن الخصوص والستثناء يصحبه فلو أراد مقبرة دون مقبرة لوصفها ونعتها ولم يحل على لفظ المقبرة جملة لن كل ما وقع عليه اسم مقبرة
يدخل تحت قوله المقبرة هذا هو المعروف من حقيقة الخطاب وبال التوفيق ولو ساغ لجاهل أن يقول مقبرة كذا لجاز لخر أن يقول حمام كذا لن في الحديث إل المقبرة
والحمام وكذلك قوله المزبلة والمجزرة ومحجة الطريق غير جائز أن يقال مزبلة كذا ول مجزرة كذا ول طريق كذا لن التحكم في دين ال غير سائغ والحمد ل حدثنا
عبدالرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا عبدالملك بن بحر قال حدثنا موسى بن هارون قال حدثنا العباس بن الوليد بن نصر النرسي قال حدثنا وهيب بن
خالد قال حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن أبي سعيد
الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى أن يصلى على القبر أو يقعد عليه أو يبنى عليه ) ( 1قال موسى بن هارون قوله أن يصلى على القبر وهم وإنما هو أن
يصلى إلى القبر ) ( 2وفي حديث زيد بن أسلم هذا ثم أمرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ينزلوا ويتوضؤا وأمر بلل أن يؤذن أو يقيم هكذا رواه يحيى على الشك
وتابعه قوم واختلفت الثار في ذلك على ما نذكره في هذا الباب إن شاء ال وأكثرها فيها أنه أذن وأقام وكذلك في أكثرها أنه صلى ركعتي الفجر ) وأمرهم أن يصلوها ثم
صلى بهم الصبح ( ولم يذكر في بعضها أنه صلى ركعتي الفجر وهذا موضع قد تنازع فيه العلماء ومن ذكر شيئا وحفظه فهو حجة على من لم يذكر فأما اختلفهم في
الذان والقامة للصلوات الفوائت فإن مالكا والوزاعي والشافعي وأصحابهم قالوا فيمن فاتته صلة أو صلوات حتى خرج وقتها أنه يقيم لكل واحدة إقامة ول يؤذن وقال
الثوري ليس عليه في الفوائت أذان ول إقامة
وقال أبو حنيفة وأصحابه من فاتته صلة واحدة صلها بأذان وإقامة فإن لم يفعل فصلته تامة وقال محمد بن الحسن إذا فاتته صلوات فإن صلهن بإقامة إقامة كما النبي
صلى ال عليه وسلم يوم الخندق فحسن وإن أذن وأقام لكل صلة فحسن ولم يذكر خلفا وقال أحمد بن حنبل وأبو ثور وداود بن علي يؤذن ويقيم لكل صلة فائتة على ما
روى عن النبي صلى ال عليه وسلم إذ نام عن الصلة قال أبو عمر حجة من قال أنه يقيم لكل صلة فائتة ول يؤذن لها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حبس يوم
الخندق عن صلة الظهر والعصر والمغرب والعشاء إلى هوى من الليل ثم أقام لكل صلة ولم يؤذن روى هذا الخبر عن النبي صلى ال عليه وسلم أبو سعيد الخدري
وابن مسعود فأما حديث أبي سعيد فحدثناه أحمد بن عبدال بن محمد بن علي قال حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني قال حدثنا الشافعي قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي
فديك عن ابن أبي ذئب وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إبراهيم بن عبدالرحيم قال حدثنا
عمار بن عبدالجبار الخراساني قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال حبسنا يوم الخندق عن الصلة حتى كان هوى
من اليل حتى كفينا وذلك قول ال عز وجل !> وكفى ال المؤمنين القتال وكان ال قويا عزيزا <! قال فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم بلل فأقام فصلى الظهر كما
كان يصليها في وقتها ثم أقام العصر فصلها كذلك ثم أقام المغرب فصلها كذلك ثم أقام العشاء فصلها كذلك أيضا وذلك قبل أن ينزل في صلة الخوف !> فإن خفتم
فرجال أو ركبانا <! 2المعنى واحد ) ( 3وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا هناد بن السرى عن هشيم عن أبي
الزبير عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي عبيدة بن عبدال بن مسعود قال قال عبدال أن المشركين شغلوا النبي صلى ال عليه وسلم عن أربع صلوات في الخندق فأمر
بلل فأذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ثم أقام فصلى
المغرب ثم أقام فصلى العشاء ) ( 1هكذا قال هشيم في هذا الحديث فأذن ثم أقام فصلى الظهر فذكر الذان للظهر وحدها وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن هشيم
سواء ) ( 2وخالفه هشام الدستوائي فقال فيه فأمر بلل فأقام فصلى الظهر لم يذكر أذانا للظهر ول لغيرها وإنما ذكر القامة وحدها فيها كلها قرأت على عبدالوارث بن
سفيان أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد البرقي القاضي قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبدالوارث قال حدثنا هشام بن أبي عبدال ) ( 3عن
أبي الزبير عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فحبسنا عن صلة الظهر والعصر والمغرب والعشاء قال
فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بلل فأقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ثم أقام فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء ثم طاف علينا فقال ما على الرض
عصابة يذكرون ال غيركم ) ( 4
وهكذا رواه ابن المبارك عن هشام الدستوائي بإسناده سواء وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن هشام الدستوائي بإسناده مثله ذكر ذلك أحمد بن شعيب ) ( 1وغيره واحتج
من قال يؤذن ويقيم للفوائت بأنه ذكر في هذا الحديث وفي حديث أبي سعيد الخدري قبله ثم أقام فصلى العشاء قال والعشاء كانت مفعولة في وقتها ولم يذكر فيها أذانا وهي
غير فائتة فعلم أن مراده إقامتها بما بنبغي أن يقام لها من الذان والقامة وروى من حديث عمران بن حصين وغيره أن النبي صلى ال عليه وسلم حين فاتته صلة الفجر
في السفر صلها بأذان وإقامة وأما صلة ركعتي الفجر لمن نام عن صلة الصبح فلم ينتبه لها إل بعد طلوع الشمس فإن مالكا قال يبدأ بالمكتوبة ولم يعرف ما ذكر عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم في ركعتي الفجر ) ( 2أنه ركعها يوم نام عن صلة الصبح في سفره قبل أن يصلي الصبح ذكر أبو قرة في سماعه من مالك قال قال
مالك فيمن نام عن الصبح حتى طلعت الشمس أنه ل يركع ركعتي الفجر ول يبدأ بشيء قبل الفريضة قال وقال مالك
لم يبلغنا أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى ركعتي الفجر حين نام عن صلة الصبح حتى طلعت الشمس وقال ابن وهب سئل مالك هل كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم حين نام عن صلة الصبح حتى طلعت الشمس ركع ركعتي الفجر قال ما علمت قال أبو عمر ليس في رواية مالك رحمه ال ل في حديث زيد بن أسلم هذا ول في
حديث ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ركع يومئذ ركعتي الفجر قبل صلة الصبح وإنما صار في ذلك إلى ما روى وعليه جمهور
أصحابه إل أشهب وعلي بن زياد فإنهما قال يركع ركعتي الفجر قبل أن يصلي الصبح قال وقد بلغنا ذلك عن النبي صلى ال عليه وسلم يومئذ وكذلك قال الشافعي وأبو
حنيفة والثوري والحسن بن حي وهو قول جماعة أصحاب الحديث وإليه ذهب أحمد وأبو ثور وداود لما روى في ذلك عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث عمران
بن حصين وغيره وقد كان يجب ) ( 1على أصل مالك أن يركعهما قبل أن يصلي الصبح لن قوله فيمن أتى مسجدا قد صلى فيه ل بأس أن يتطوع قبل المكتوبة إذا كان
في سعة من الوقت وكذلك قال أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وداود إذا كان في الوقت سعة وقال الثوري ابدأ
بالمكتوبة ثم تطوع بما شئت وقال الحسن بن حي يبدأ بالفريضة ول يتطوع حتى يفرغ من الفريضة قال فإن كانت الظهر فرغ منها ثم من الركعتين بعدها ثم يصلي
الربع التي لم يصلها قبل الظهر ) ( 1وقال الليث بن سعد كل واجب من صلة فريضة أو صلة نذر أو صيام أنه يبدأ بالواجب قبل النفل ) ( 2وقد روى عنه خلف
هذا من رواية ابن وهب أيضا قال ابن وهب سمعت الليث بن سعد يقول في الذي يدرك المام في قيام رمضان ولم يصل العشاء أنه يدخل معهم ويصلي بصلتهم فإذا
فرغ صلى العشاء قال وإن علم أنهم في القيام قبل أن يدخل في المسجد فوجد مكانا طاهرا فليصل العشاء ثم ليدخل معهم في القيام قال أبو عمر ويجيء على ما قدمنا من
قول مالك وأبي حنيفة والشافعي وداود فيمن أتى المسجد وقد صلى أهله وفي الوقت سعة أنه ل بأس أن يتطوع قبل المكتوبة مثل
قول الليث فيمن أدرك القوم في قيام رمضان سواء إل أنه ل ينبغي له أن يوتر معهم وإن أوتر معهم لزمه إعادة الوتر بعد صلة العشاء ووتره قبل صلة العشاء كل وتر
لنه قبل وقته وأما قوله في الحديث أن ال قبض أرواحنا ولو شاء لردها إلينا في حين غير هذا فإن العلماء اختلفوا في الروح والنفس هل هما شيء واحد أو شيئان لنه قد
جاء في الحديث أن ال قبض أرواحنا وجاء في حديث سعيد بن المسيب قول بلل أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فقال جماعة من أهل العلم الروح والنفس شيء واحد ومن
حجتهم قوله ال عز وجل !> ال يتوفى النفس حين موتها والتي لم تمت في منامها <! 1فروى عن ابن عباس وسعيد بن جبير في هذه الية أنهما قال تقبض أرواح
الموات إذا ماتوا وأرواح الحياء إذا ناموا تتعارف ما شاء ال أن تتعارف فيمسك التي قضى عليها الموت التي قد ماتت ويرسل الخرى إلى أجل مسمى ذكره بقي بن
B314
TEXT
مخلد عن يحيى بن عبدالحميد الحماني عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير وذكره أيضا عن يحيى بن رجاء عن موسى بن أعين عن مطرف
عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ومعنى حديثهما واحد وهذا يدل على أن النفس والروح شيء
واحد لنهم فسروا الية وقد جاءت بلفظ يتوفى النفس التي لم تمت في منامها فقالوا يقبض الرواح كما رأيت وذلك واضح في أن النفس والروح سواء ويشهد بصحة
ذلك قول رسول ال صلى ال عليه وسلم في هذا الحديث أن ال قبض أرواحنا ولم ينكر على بلل قوله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فالقرآن والسنة يشيران إلى معنى
واحد بلفظ النفس مرة وبلفظ الروح أخرى وقال آخرون النفس غير الروح واحتجوا بأن النفس مخاطبة منهية مأمورة واستدلوا بقول ال عز وجل !> يا أيتها النفس
المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية <! 1الية وقوله !> أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب ال <! 2ومثل هذا في القرآن كثير قالوا والروح لم
تخاطب ولم تؤمر ولم تنه في شيء من القرآن ولم يلحقها شيء من التوبيخ كما لحق النفس في غير آية من كتاب ال عز وجل
وتأولوا في قول بلل أي أخذ بنفسي من النوم ما أخذ بنفسك ) ( 1وذكر سنيد عن حجاج عن ابن جريج في قول ال عز وجل !> ال يتوفى النفس حين موتها والتي لم
تمت في منامها <! الية قال في جوف النسان روح ونفس بينهما في الجوف مثل شعاع الشمس فإذا توفى ال النفس كان الروح في جوف النسان فإذا أمسك ال نفسه
أخرج الروح من جوفه فإن لم يمته أرسل ال نفسه فرجعت إلى مكانها قبل أن يستيقظ قال ابن جريج وأخبرت عن ابن عباس نحو هذا الخبر ) ( 2وذكر عبدالمنعم بن
إدريس عن وهب بن منبه أنه حكى عن التوراة في خلق آدم عليه السلم قال ال عز وجل حين خلقت آدم ركبت جسده من رطب ويابس وسخن وبارد وذلك لني خلقته
من تراب وماء ثم جعلت فيه نفسا وروحا فيبوسة كل جسد خلقته من التراب ورطوبته من قبل الماء وحرارته من قبل النفس وبرودته من قبل الروح ومن النفس حدته
وشهوته ولهوه ولعبه وضحكه وسفهه وخداعه وعنفه
وخرقه ومن الروح حلمه ووقاره وعفافه وحياؤه وفهمه وتكرمه وصدقه وصبره وأخبرنا عبدالوارث بن سفيان قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن عبدالسلم
قال حدثنا المسيب بن واضح قال حدثنا الحكم بن محمد الظفري عن إسماعيل بن عبدالكريم عن عبدالصمد بن معقل عن وهب بن منبه قال أن أنفس الدميين كأنفس
الدواب التي تشتهي وتدعو إلى الشر ومسكن النفس البطن إل أن النسان فضل بالروح ومسكنه الدماغ فبه يستحيي النسان وهو يدعو إلى الخير ويأمر به ثم نفخ وهب
على يده فقال هذا بارد وهو من الروح ثم تنهد على يده فقال هذا حار وهو من النفس ومثلهما كمثل الرجل وزوجته فإذا انحدر الروح إلى النفس والتقيا نام النسان فإذا
استيقظ رجع الروح إلى مكانه ويعتبر ذلك بأنك إذا كنت نائما فاستيقظت كان كل شيء يبدر إلى رأسك وذكر أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان أن عبدالرحمن بن
القاسم بن خالد صاحب مالك قال النفس جسد مجسد كخلق النسان والروح كالماء الجاري قال واحتج بقول ال عز وجل !> ال يتوفى النفس حين موتها والتي لم <!
!> تمت في منامها <! الية وقال أل ترى أن النائم قد توفى ال نفسه وروح صاعد ونازل وأنفاسه قيام والنفس تسرح في كل واد وترى ما تراه من الرؤيا فإذا أذن ال في
ردها إلى الجسد عادت واستيقظ بعودتها جميع أعظاء الجسد وحرك السمع والبصر وغيرهما من العضاء قال فالنفس غير الروح والروح كالماء الجاري في الجنان فإذا
أراد ال إفساد ذلك البستان منع الماء الجاري فيه فماتت حياته فكذلك النسان قال أبو إسحاق هذا معنى قول ابن القاسم وإن لم يكن نسق لفظه قال أبو إسحاق وقال عبيدال
بن أبي جعفر ) ( 1إذا حمل الميت على السرير كانت نفسه بيد ملك من الملئكة يسير بها معه فإذا وضع للصلة عليه وقف فإذا حمل إلى قبره سار معه فإذا ألحد
وووري في التراب أعاد ال نفسه حتى يخاطبه الملكان فإذا وليا عنه منصرفين اختلع الملك نفسه فرمى بها إلى حيث أمر وهذا الملك من أعوان ملك الموت قال أبو
إسحاق هذا معنى قول عبيدال بن أبي جعفر وقد قاله معه غيره
قال أبو عمر قد قالت العلماء بما وصفنا وال أعلم بالصحيح من ذلك وما احتج به القوم فليس حجة واضحة ول هو مما يقطع بصحته لنه ليس فيه خبر صحيح يقطع
العذر ويوجب الحجة ول هو مما يدرك بقياس ول استنباط بل العقول تنحسر وتعجز عن علم ذلك وقد قال جماعة من العلماء في قول ال عز وجل !> ويسألونك عن
الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إل قليل <! 1أنه هذا الروح المشار إليه في هذا الباب بالذكر روح الحياة وقال غيرهم أنه ملك من الملئكة يقوم صفا
وتقوم الملئكة صفا فكيف يتعاطى علم شيء استأثر ال به ولم يطلع عليه رسوله صلى ال عليه وسلم وقد قيل في الروح المذكور في هذه الية أنه جبريل عليه السلم
وقيل هم خلق من خلق ال وقيل غير ذلك ) ( 2وكذلك اختلف في الذين عنوا بقوله !> وما أوتيتم من العلم إل قليل <! فقيل أراد اليهود السائلين عن الروح لنهم زعموا
أن في التوراة علم كل شيء فأنزل ال !> ولو أنما في الرض من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر <!
الية يقول ما أوتيتم في التوراة والنجيل يا أهل الكتاب من العلم إل قليل وقيل بل عنى بالية أمة محمد صلى ال عليه وسلم والناس كلهم ) ( 2قال أبو عمر لو كان
المر على النظر والقياس والستنباط في معنى الروح من حديث الموطأ لقلنا أن النظر يشهد للقول الول وهو الذي تدل عليه الثار وال أعلم وقد تضع العرب النفس
موضع الروح والروح موضع النفس فيقولون خرجت نفسه وفاضت نفسه وخرجت روحه إما لنهما شيء واحد أو لنهما شيآن متصلن ل يقوم أحدهما دون الخر وقد
يسمون الجسد نفسا ويسمون الدم جسدا قال النابغة %وما أريق علىالنصاب من جسد %يريد من دم وقال ذو الرمة فجعل الجسد نفسا % %يا قابض الروح من نفس
إذا احتضرت %وغافر الذنب زحزحني عن النار %ويقال للنفس نسمة أيضا على عتق نسمة أي نفس
وقال صلى ال عليه وسلم إنما نسمة المؤمن طائر ) ( 1يعني روحه وسنذكر هذاالخبر في حديث ابن شهاب ) ( 2إن شاء ال تعالى ) وبال التوفيق ( وفي هذا الحديث
فإذا رقد أحدكم عن الصلة أو نسيها فليصلها كما كان يصليها في وقتها وهذا إنما فيه إيجاب إقامة الصلة وأنها غير ساقطة عمن نام أو نسي ولم يخص وقتا من وقت
فالبدار إليها أولى إل أن في حديث ابن المسيب وحديث أنس وغيره أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من نام عن الصلة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ال تعالى
يقول !> وأقم الصلة لذكري <! وفي هذا وجوب صلتها عندالذكر لها والنتباه إليها أي وقت كان وهو موضع اختلف وقد ذكرناه واستوعبنا القول فيه في باب زيد بن
أسلم ) ( 3وسيأتي منه ذكر في باب ابن شهاب ) ( 4عن سعيد بن المسيب
من كتابنا هذا لن ذلك الموضع أولى بذكر ذلك لقوله فيه فليصلها إذا ذكرها وإنما في حديث زيد هذا ) فليصلها كما كان يصليها ( وبال توفيقنا وفي أخبار رسول ال
صلى ال عليه وسلم أبا بكر بما عرض لبلل في نومه ذلك علم من أعلم نبوته صلى ال عليه وسلم وفيه ما كان عليه أبو بكر رضي ال عنه من صريح اليمان والبدار
إلى تصديق رسول ال صلى ال عليه وسلم والفرح بكل ما يأتي منه وهو الصديق حقا من أمته رحمة ال عليه وأما الثار المروية في هذا الباب فرواها جماعة من
الصحابة منهم أبو هريرة وابن مسعود وأبو قتادة وابن عباس وجبير بن مطعم وعمرو بن أمية وعمران بن حصين وأبو مريم السلولي وأبو جحيفة السوائي وذو مخبر
الحبشي ) ( 1فأما حديث أبي هريرة فنذكر منه هاهنا ما يشبه حديثنا ويكون في معناه ونذكر من قطعه ومن
وصله عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة إذا ذكرناه في باب ابن شهاب إن شاء ال فمن حديث أبي هريرة ما حدثنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين قال
حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي الجصاص قال حدثنا أحمد بن الفرج أبو عتبة الحجازي بحمص قال حدثنا أيوب بن سويد قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن
سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة قال لما قفل رسول ال صلى ال عليه وسلم من خيبر عرس بنا ذات ليلة ثم قال أيكم يكللنا الفجر الليلة فقال بلل أنا يا
رسول ال قال اكله لنا يا بلل ول تكن لكعا قال بلل فنام النبي صلى ال عليه وسلم ونام أصحابه فعمدت إلى حجفة ) ( 1لي استندت إليها فجعلت أراعي الفجر فبعث
ال على النوم فلم أستيقظ إل لحر الشمس بين كتفي فقمت فزعا فقلت الصلة عباد ال فانتبه النبي صلى ال عليه وسلم وانتبه الناس وقال لي يا بلل ألم أقل لك اكل لنا
الفجر فقلت يا رسول ال أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن أرواحكم كانت بيد ال عز وجل حبسها إذ شاء وأطلقها إذ شاء
اقتادوا ) ( 1من هذا الوادي فإنه واد ملعون الشيطان قال فخرجنا من الوادي ثم أمر بلل فأذن وتوضأ النبي صلى ال عليه وسلم وتوضأ أصحابه ثم صلوا فقام إليه رجل
فقال يا رسول ال أنصلي هذه الصلة من غد للوقت فقال النبي صلى ال عليه وسلم ل إن ال ل ينهاكم عن الربا ويرضاه منكم من نام عن صلة أو نسيها فليصلها إذا
ذكرها ل كفارة لها غيرها إن ال عز وجل يقول !> وأقم الصلة لذكري <! 2وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا يحيى ) ( 3عن يزيد بن كيسان قال حدثني أبو حازم عن أبي هريرة قال عرسنا مع النبي صلى ال عليه وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت
الشمس فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم يأخذ كل إنسان برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان قال ففعلنا فدعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين ثم أقيمت
الصلة
فصلى الغداة ) ( 1وأما حديث ابن مسعود فحدثنا عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا محمد بن بكر بن عبدالرزاق قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن المثنى
) وحدثنا عبدالوارث حدثنا قاسم حدثنا محمد بن عبدالسلم حدثنا محمد بن بشار قال ( حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن جامع بن شداد قال سمعت عبدالرحمن
بن أبي علقمة قال سمعت عبدال بن مسعود قال أقبلنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم زمن الحديبية قال فقال النبي صلى ال عليه وسلم من يكلؤنا فقال بلل أنا فناموا
حتى طلعت الشمس فاستيقظ النبي صلى ال عليه وسلم فقال افعلوا ما كنتم تفعلون قال ففعلنا قال وكذلك فافعلوا لمن نام أو نسي ) ( 2وأما حديث أبي قتادة فحدثنا سعيد
B314
TEXT
بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا هشيم بن بشير قال حدثنا حصين قال حدثنا عبدال بن أبي قتادة
عن أبيه أبي قتادة قال سرنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ونحن في سفر ذات ليلة فقلنا ) ( 3يا رسول ال لو عرست بنا قال إني أخاف أن تناموا عن الصلة فمن
يوقظنا
للصلة فقال بلل أنا يا رسول ال قال فعرس القوم ) ( 1واستند بلل إلى راحلته فغلبته عيناه واستيقظ رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس فقال يا
بلل أين ما قلت لنا قال ) ( 2يا رسول ال والذي بعثك بالحق ما ألقيت على نومة مثلها قال فقال إن ال قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء ثم أمرهم رسول
ال صلى ال عليه وسلم فانتشروا لحاجتهم وتوضؤا وارتفعت الشمس فصلى بهم الفجر ) ( 3وذكره البخاري عن عمران بن ميسرة عن محمد بن فضيل عن حصين
بإسناده مثله ) ( 4وفي حديثه زيادة يا بلل قم فأذن للناس بالصلة فتوضأ فلما ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى ) ( 5وأما حديث ابن عباس فحدثناه عبدالوارث بن
سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا ابن الصبهاني قال حدثنا عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن سلمة عن مسروق عن
ابن عباس قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم في سفر
فعرسوا من الليل فلم يستيقظوا حتى طلعت الشمس فأمر بلل فأذن ثم صلى ركعتين قال ابن عباس فما يسرني بها الدنيا وما فيها يعني الرخصة ) ( 1وحدثنا عبدالوارث
قال حدثنا قاسم قال حدثنا محمد بن غالب قال حدثنا حرمي بن حفص قال حدثنا صدقة بن عبادة السدي قال حدثني أبي عن ابن عباس أنهم كانوا مع النبي صلى ال عليه
وسلم في سفر فغفلوا عن صلة الغداة حتى طلعت الشمس فأمر النبي صلى ال عليه وسلم مؤذنا فأذن كما كان يؤذن كل يوم فصلى ركعتي الفجر كما كان يصلي كل يوم
ثم صلى بهم الغداة كما كان يصلي كل يوم ) ( 2وأما حديث جبير بن مطعم فحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا أبو
عاصم خشيش بن أصرم قال حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال في
سفر له من يكلؤنا الليلة ل نرقد ) ( 3عن صلة الصبح فقال بلل أنا فاستقبل مطلع الشمس
فضرب على آذانهم ) ( 1حتى أيقظهم حر الشمس فقاموا فقال توضؤا ثم أذن بلل فصلى ركعتين وصلوا ركعتي الفجر ثم صلوا الفجر ) ) ( 2وأما حديث أبي مريم
فرواه علي بن المديني وغيره عن جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن يزيد بن أبي مريم عن أبيه فقال نام رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الصبح فلم يستيقظ
حتى طلعت الشمس فلما استيقظ أمر المؤذن فأذن وصلى ركعتين ثم أمره فأقام فصلى الفجر ) ( ( 3وأما حديث عمرو بن أمية فحدثنا أحمد بن قاسم بن عبدالرحمن قال
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة قال حدثنا أبو عبدالرحمن المقريء قال حدثنا حيوة بن شريح قال أخبرنا عياش بن عياش أن كليب بن صبح حدثه
أن الزبرقان حدثه عن عمه عمرو بن أمية الضمري قال كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في بعض أسفاره فنام ولم يصل الصبح حتى طلعت الشمس فلم يستيقظ
رسول ال صلى ال عليه وسلم ول أحد من أصحابه حتى أذاهم حر الشمس فأمر رسول ال صلى ال
عليه وسلم أن يتنحوا عن ذلك المكان ثم أمر بلل فأذن ثم صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ركعتي الفجر وأمر أصحابه فصلوا ركعتي الفجر ثم أمر بلل فأقام
الصلة فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وذكره أبو داود عن عباس العنبري وأحمد بن صالح المصري جميعا عن عبدال بن يزيد أبي عبدالرحمن المقريء بإسناده
نحو معناه وذكر الذان وركعتي الفجر ) ( 1وأما حديث عمران بن حصين فحدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل
بن إسحاق القاضي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا عبد العلى ) بن عبد العلى ( قال حدثنا هشام عن الحسن عن عمران بن حصين قال أسرينا مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم في غزاة فلما كان من آخر السحر عرسنا فلما استيقظنا حتى أيقظنا حر الشمس فجعل الرجل يثب دهشا فزعا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
اركبوا فركب وركبنا فسار حتى ارتفعت الشمس ثم نزل فأمر بلل فأذن وقضى القوم من حاجاتهم وتوضؤا وصلينا الركعتين قبل الغداة ثم أقام فصلى بنا فقلنا يا رسول
ال أل نقضيها لوقتها من الغد
فقال ل ينهاكم ربكم عن الربا ويقبله منكم حدثنا سعيد ابن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن وضاح حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن هشام
عن الحسن عن عمران بن حصين قال أسرينا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة ثم عرس بنا من آخر الليل قال فاستيقظنا وقد طلعت الشمس قال فجعل الرجل منا
يثور إلى طهوره دهشا فازعا فقال النبي صلى ال عليه وسلم ارتحلوا فارتحلنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزلنا فقضينا من حوائجنا وتوضأنا ثم أمر بلل فأذن فصلينا
ركعتين ثم أمر بلل فأقام فصلى بنا النبي صلى ال عليه وسلم فقلنا يا رسول ال أنقضيها لميقاتها من الغد فقال ل ينهاكم ال عز وجل عن الربا ويأخذه منكم ) ( 1وحدثنا
عبد الوارث وأحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة قال حدثنا روح قال حدثنا هشام عن الحسن عن عمران بن حصين قال سرنا مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم في
غزاة أو قال في سرية ثم ذكر نحوه وذكره أبو داود عن وهب بن بقية عن خالد عن يونس عن الحسن عن عمران عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 1وذكر إسماعيل
أيضا عن ابن المديني عن عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن الحسن عن عمران مثله وأما حديث أبي جحيفة السوائي فحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا أحمد ابن زهير قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم في سفره الذي ناموا فيه عن الصلة حتى طلعت الشمس فقال إنكم كنتم أمواتا فرد ال عليكم أرواحكم من نام عن صلة فليصلها إذا استيقظ ومن نسي صلة
فليصلها إذا ذكر وأما حديث ذي مخبر فذكره أبو داود ) ( 2وغيره وهو يدور على جرير بن عثمان الرحبي ) ( 3اختلف عليه فيه فقوم قالوا عنه عن صليح الرحبي
كذا قال أبو المغيرة
وقوم قالوا عنه عن يزيد بن صليح وقال آخرون عنه عن يزيد بن صالح ) ( 1والحديث شامي مشهور بمعنى ما تقدم من الثار سواء قرأت على عبد الوارث بن سفيان
قال حدثنا قاسم ابن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حجاج الباهلي قال حدثنا قتادة عن أنس قال سئل رسول ال صلى ال
عليه وسلم عن الرجل يرقد عن الصلة أو يغفل عنها قال كفارتها أن يصليها إذا ذكرها ) ( 2
#حديث رابع وأربعون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم أن رجل سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ما يحل لي من امرأتي وهي حائض فقال رسول
ال صلى ال عليه وسلم لتشد عليها إزارها ثم شأنك بأعلها ) ( 1قال أبو عمر ل أعلم أحدا روى هذا الحديث مسندا بهذا اللفظ أن رجل سأل رسول ال صلى ال عليه
وسلم هكذا ) ( 2ومعناه صحيح ثابت وقد ذكرنا الثار في ذاك مستوعبة في
باب ربيعة ) ( 1وفي هذا الحديث تفسير لقول ال عز وجل !> فاعتزلوا النساء في المحيض <! وقد ذكرنا اختلف العلماء في مباشرة الحائض ومتى توطأ بعد طهرها
قبل غسلها أو بعده وسائر أحكامها في ذلك في حديث ربيعة من كتابنا هذا فل معنى لعادته ها هنا حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا محمد بن معاوية بن
عبدالرحمن قال أخبرنا أحمد بن شعيب النسوي قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال كانت اليهود
إذا حاضت المرأة منهم لم يواكلوهن ولم يشاربوهن ولم يجامعوهن ) ( 3في البيوت فأمرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يواكلوهن ويباشروهن ويجامعوهن في
البيوت وأن يصنعوا بهن كل شيء ما خل النكاح فقالت اليهود ما يدع رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا من أمرنا إل خالفنا فيه فقام أسيد بن حضير وعباد بن بشر
فأخبرا رسول ال صلى ال عليه
وسلم وقال أل نجامعوهن في المحيض فتمعر ) ( 1وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم تمعرا شديدا حتى ظننا أنه قد غضب عليهما فقاما فاستقبل رسول ال صلى ال
عليه وسلم هدية لبن فبعث في آثارهما فردهما فسقاهما فعرفنا أنه لم يغضب عليهما ) ( 2حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد
قال حدثنا مسدد قال حدثنا حفص بن غياث عن الشيباني عن عبدال بن شداد عن خالته ميمونة بنت الحرث أن النبي صلى ال عليه وسلم كان إذا أراد أن يباشر امرأة من
نسائه وهي حائض أمرها أن تتزر ثم يباشرها وهي حائض ) ( 3قال أبو عمر هذا الحديث إذا رتب مع الذي قبله دل على أن شد الزار على الحائض معناه لقطع
الذريعة والحتياط وال أعلم وقد أوضحنا هذا المعنى في باب ربيعة والحمد ل رب العالمبن
#حديث خامس وأربعون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم أن رجل في زمان رسول ال صلى ال عليه وسلم أصابه جرح فاحتقن الجرح الدم وأن الرجل دعا
رجلين من بني أنمار فنظرا إليه فزعم زيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لهما أيكما أطب فقال أو في الطب خير يا رسول ال فزعم زيد أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال أنزل الدواء الذي أنزل الدواء ) ( 1هكذا هذا الحديث في الموطأ منقطعا ) ( 2عن زيد بن أسلم عند جماعة رواته فيما علمت وقد روى عاصم بن عمر
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قوله ) أيكما أطب ( وأما ) أنزل الدواء الذي أنزل الدواء ( فقد روي عن النبي صلى ال
عليه وسلم
B314
TEXT
في هذا المعنى بغير هذا اللفظ آثار مسندة صحاح سنذكرها في آخر هذا الباب إن شاء ال وفي هذا الحديث إباحة التعالج لن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم ينكر ذلك
عليهم وفيه إتيان المتطبب إلى صاحب العلة وفيه بيان أن ال عز وجل هو الممرض والشافي وأنه ل يكون في ملكه إل ما شاء وأنه أنزل الداء والدواء وقدره وقضى به
وكذلك ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه كان يرقى ويقول اشف أنت الشافي يا رب ل شفاء إل شفاؤك اشف شفاء ل يغادر سقما ) ( 1وهذا يصحح لك أن المعالجة
إنما هي لتطيب نفس العليل ويأنس بالعلج ورجاء أن يكون من أسباب الشفاء كالتسبب لطلب الرزق الذي قد فرغ منه وفي قوله صلى ال عليه وسلم أنزل الدواء الذي
أنزل الدواء دليل على أن البرء ليس في وسع مخلوق أن يعجله قبل أن ينزل ويقدر وقته وحينه وقد رأينا المنتسبين إلى علم الطب يعالج أحدهم رجلين وهو يزعم أن
علتهما واحدة في زمن واحد وسن واحد وبلد واحد وربما كانا أخوين توأمين غذاؤهما واحد فعالجهما بعلج واحد فيفيق أحدهما ويموت الخر أو تطول علته ثم يفيق عند
المد المقدور له
واختلف العلماء في هذا الباب فذهبت منهم طائفة إلى كراهية الرقى والمعالجة قالوا الواجب على المؤمن أن يترك ذلك اعتصاما بال تعالى وتوكل عليه وثقة به وانقطاعا
إليه وعلما بأن الرقية لتنفعه وأن تركها ل يضره إذ قد علم ال أيام المرض وأيام الصحة فل تزيد هذه بالرقي والعلجات ول تنقص تلك بترك السعي والحتيالت لكل
صنف من ذلك زمن قد علمه ال ووقت قد قدره قبل أن يخلق الخلق فلو حرص الخلق على تقليل أيام المرض وزمن الداء أو على تكثير أيام الصحة ما قدروا على ذلك
قال ال عز وجل !> ما أصاب من مصيبة في الرض ول في أنفسكم إل في كتاب من قبل أن نبرأها <! 1واحتجوا بما حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم ابن أصبغ
حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
عرضت علي المم فذكر الحديث وفيه ويدخل الجنة أيضا من امتك سبعون ألفا بغير حساب ثم دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ولم يبين لهم فأفاض القوم
فقالوا نحن الذين آمنا بال واتبعنا رسوله فنحن هم وأولدنا الذين ولدوا في السلم فسمع ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال هم الذين ل يسترقون ول يتطيرون ول
يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) ( 1وبه عن أبي بكر قال حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا شيبان عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن ابن مسعود قال تحدثنا
عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات ليلة فقال النبي صلى ال عليه وسلم سبعون ألفا يدخلون الجنة ل حساب عليهم الذين ل يكتوون ول يسترقون ول يتطيرون وعلى
ربهم يتوكلون ) ( 2واحتجوا ) أيضا ( بحديث سعيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم دخلت أمة بقضها وقضيضها
الجنة كانوا ل يسترقون ول يكتوون ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) ( 3
وبما حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم ابن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عاصم عن زر عن
عبدال ) ( 1أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال عرضت على المم في الموسم فرأيت أمتي فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم قد ملؤا السهل والجبل قال يا محمد إن مع
هؤلء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب الذين ل يسترقون ول يكتوون ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة فقال يا نبي ال ادع ال أن يجعلني منهم قال
اللهم اجعله منهم ثم قام آخر فقال ادع ال أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة ) ( 2وروى عمران بن حصين عن ابن مسعود عن النبي صلى ال عليه وسلم مثل هذا
في حديث طويل ذكره ) ( 3قال أبو عمر فلهذه الفضيلة ذهب بعض أهل العلم إلى كراهية الرقى والكتواء
والثار بهذا كثيرة ثابتة عن النبي صلى ال عليه وسلم وممن ذهب إلى هذا داود بن علي وجماعة من أهل الفقه والثر ومن حجتهم أيضا قول ابن مسعود ذكره إسماعيل
بن إسحاق القاضي قال حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرني عاصم بن بهدلة عن أبي وائل السدي عن ابن مسعود أنه قال أن المرأة إذا حملت
تصعدت النطفة تحت كل شعرة وبشرة أربعين يوما ثم تستقر في الرحم علقة أربعين يوما ثم مضغة أربعين يوما ثم يبعث ال إليه الملك فيقول أي رب ذكر أم أنثى فيأمر
ال عز وجل بما شاء ويكتب الملك ثم يقول الملك أي رب شقي أم سعيد فيأمر ال عز وجل بما شاء ويكتب الملك ثم يكتب رزقه وأثره وأجله وعمله وأين يموت وأنتم
تعلقون التمائم على أبنائكم من العين وقد روى نحو هذا المعنى مرفوعا عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه ثابتة كثيرة من حديث ابن مسعود وغيره وذكر أيضا من
ذهب إلى هذا المذهب ما أخبرناه عبدال بن محمد بن يوسف أخبرنا أبو اليسر بشر بن عبدال
البغدادي أخبرنا أبو محمد عبدال بن الحسين بن عبدالرحمن القاضي النطاكي حدثنا حبشي بن عمرو بن الربيع بن طارق واسمه طاهر يعني اسم حبشي قال حدثني أبي
قال أخبرنا السري بن يحيى من أهل البصرة عن أبي شجاع عن أبي ظبية أن عثمان بن عفان دخل على ابن مسعود في مرضه الذي قبض فيه فقال له عثمان ما تشتكي
قال ذنوبي قال فما تشتهي قال رحمة ربي قال أل أدعو لك الطبيب قال الطبيب أمرضني قال أل نأمر لك بعطائك قال حبسته عني في حياتي فل حاجة لي به عند موتي
قال له عثمان لكن يكون لبناتك قال أتخشى على بناتي الفاقة إني لرجو أن ل تصيبهم فاقة أبدا إني قد أمرت بناتي بقراءة الواقعة كل ليلة فإني سمعت رسول ال صلى ال
عليه وسلم يقول من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا ) ( 1وذكر من ذهب إلى هذا قول أبي الدرداء حين مرض فقيل له أل ندعو لك طبيبا فقال رآني الطبيب
قيل له ما قال لك قال إني فعال لما أريد
ذكر وكيع قال حدثنا ابن هلل عن معاوية بن قرة قال مرض أبو الدرداء فعادوه وقالوا له ندعو لك الطبيب فقال هو أضجعني ) وذكر ابن أبي شيبة قال حدثنا عبدالرحمن
بن محمد المحاربي عن عبدالملك بن عمير قال قيل للربيع بن خيثم في مرض أل ندعو لك الطبيب فقال انظروني ثم تفكر فقال إن عادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا
بين ذلك كثيرا ( فذكر من حرصهم على الدنيا ورغبتهم فيها وقال قد كان فيهم المرضى وكان منهم الطباء فل المداوي بقي ول المداوى هلك الناعت والمنعوت له وال
ل تدعو لي طبيبا وممن كره الرقى سعيد بن جبير ذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا أبو شهاب قال دخلت على سعيد بن جبير وهو نازل بالمروة
وكانت تأخذه شقيقة بصداع فقال له رجل أل آتيك بمن يرقيك من الصداع فقال ل حاجة لي بالرقى وروى سنيد عن هشيم عن أبي حصين عن سعيد بن جبير أنه كان عنده
يوما فقال أيكم رأى الكوكب الذي انقض
البارحة فقال أبو حصين أما إني لم أكن في صلة وذلك أني لدغتني عقرب قال فكيف صنعت قلت استرقيت قال وما حملك على ذلك قلت حديث حدثني الشعبي عن بريدة
السلمي أنه قال ل رقية إل من عين أو حمة فقال سعيد بن جبير وذا حسن من انتهى إلى ما سمع فقد أحسن لكن ابن عباس حدثني أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا ل حساب عليهم ول عذاب وهم الذين ل يسترقون ول يتطيرون ول يكتوون وعلى ربهم يتوكلون مختصر ) ( 1وذكر أبو بكر قال
حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن أنه كان يكره شرب الدوية كلها إل اللبن والعسل ومن حجة من ذهب إلى كراهية ذلك أيضا ما حدثناه عبدالوارث بن سفيان قال
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا هشام بن عبدالملك قال حدثنا المبارك بن فضالة قال حدثنا الحسن عن
عمران بن حصين أن النبي صلى ال عليه وسلم رأى في عضده حلقة فقال ما هذه قال من الواهنة فقال ما تزيدك إل وهنا
انبذها عنك فإنك إن مت وهي عليك وكلت إليها ) ( 1وما حدثنا عبدالوارث أيضا قال حدثنا قاسم قال حدثنا الحسن بن سلم قال حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير
عن منصور عن مجاهد قال حدثنا العقار ) ( 2بن المغيرة بن شعبة عن أبيه حديثا فلم احفظه فمكثت بعد ذلك فأمرت حسان بن أبي وجرة أن يسأله فأخبرني أنه سأله
فقال سمعت أبي يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما توكل من استرقى أو اكتوى ) ( 3وبحديث عبدال بن عمرو سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ما
أبالي ما أتيت أو ما ارتكبت أن أنا شربت ترياقا أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي ) ( 4وعن الحسن قال سألت أنسا عن النشرة
فقال ذكروا عن النبي صلى ال عليه وسلم أنها من الشيطان ) ( 1وهذه كلها آثار لينة ولها وجوه محتملة وعن عمران بن حصين أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى
عن الكي ) ( 2فهذا أكثر ما نزع به الكارهون للرقى والتداوي والمعالجة وذكر الثرم قال سألت أحمد بن حنبل عن الكي فقال ما أدري وكأنه كرهه وذكر حديث عمران
ابن حصين نهينا عن الكي قال وسمعته يكره الحقنة إل أن تكون ضرورة ل بد منها وذهب آخرون من العلماء إلى إباحة السترقاء والمعالجة والتداوي وقالوا إن من سنة
المسلمين التي يجب عليهم لزومها لروايتهم لها عن نبيهم صلى ال عليه وسلم الفزع إلى ال عند المر يعرض لهم وعند نزول البلء بهم في التعوذ بال من كل شر وإلى
السترقاء وقراءة القرآن والذكر والدعاء واحتجوا بالثار المروية عن النبي صلى ال عليه وسلم في إباحة التداوي والسترقاء منها قوله تداووا عباد ال ول تداووا بحرام
فإن ال لم ينزل داء إل أنزل له دواء ) ( 3
وبقوله عليه السلم الشفاء في ثلثة في شربة عسل أو شرطة محجم أو كية نار وما أحب أن اكتوي ) ( 1وبحديث أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه
وسلم أنه قال إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة ) ( 2ومن حديث سمرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال خير ما يتداوى به الحجامة ) ( 3ومن
حديث ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم احتجم واستعط وأعطى الحجام أجره ) ( 4وروى عنه أنه قال إن كان دواء يبلغ الداء فالحجامة تبلغه وقال عليه
السلم ما خلق ال داء إل خلق له دواء إل الموت والهرم وقال صلى ال عليه وسلم في الحبة السوداء شفاء من كل داء إل السام ) ( 5يعني الموت رواه ابن شهاب عن
سعيد ) ( 6عن أبي هريرة وقال صلى ال عليه وسلم الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ) ( 7ورقى رسول ال صلى ال عليه وسلم
B314
TEXT
نفسه ورقى أصحابه وأمرهم بالرقية وأباح الكل بالرقية وكان يعوذ الحسن والحسين ويسترقي لهما وكذلك جاء عنه في ابني جعفر وأمر عامر بن ربيعة بالغتسال
لسهيل بن حنيف من العين وكان يقول من قال أعوذ بعزة ال وقدرته كشف عنه كذا ) ( 1ومن قال أعوذ بكلمات ال التامات لم يضره شيء ) ( 2ونحو هذا من الحديث
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لسماء بنت عميس بم كنت تستمشين قالت بالشبرم قال حار جار قالت ثم اسمتشيت بالسنا فقال صلى ال عليه وسلم لو كان شيء
يشفي من الموت كان السنا ) ( 3وأجاز صلى ال عليه وسلم اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق وقال إبراهيم النخعي كانوا ل يرون بالستشفاء بأسا وإنما كرهوا
منه ما كرهوا مخافة أن يضعفهم وقال عطاء ل بأس أن يستشفي المجذوم وغير المجذوم وقد سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقيل له أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى
نسترقي بها أترد من قدر ال فقال هي من قدر ال ) ( 1وقال في عجوة العالية شفاء إذا بكره على الريق ) ( 2وقال من تصبح سبع تمرات من عجوة من تمر العالية لم
يضره ذلك اليوم سم ول سحر ) ( 3وكوى رسول ال صلى ال عليه وسلم أسعد ) ( 4بن زرارة ) ( 5وروى أنه قطع من أبي بن كعب عرقا وكواه ) ( 6وهو حديث
غريب رواه أبو معاوية عن العمش عن أبي سفيان عن جابر وذكر الثرم قال سألت أحمد بن حنبل عن قطع العرق فقال ل بأس بذلك عمران بن حصين قطع عرقا
وأسيد بن حضير قطع عرق النساء وأبي بن كعب قطع عرقا فيما قال أبو معاوية عن العمش عن أبي سفيان عن جابر
وذكر ابن وهب قال حدثني عمرو بن محمد وعبدال بن عمرو ومالك بن أنس ويونس بن يزيد أن نافعا أخبرهم أن عبدال بن عمر اكتوى من اللقوة ورقى من العقرب )
( 1قال وحدثني عمرو بن الحرث عن عبد ربه بن سعيد عن نافع أن عبدال بن عمر كان إذا دعا طبيبا يعالج أهله اشترط عليه أن ل يداوي بشيء مما حرم ال واكتوى
ابن عمر وغيره من السلف ) حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن أيوب الرقي حدثنا أحمد بن عمرو البزار حدثنا مهنأ بن يحيى ) ( 2
قال حدثنا بقية قال حدثنا شعبة عن ابن عون عن ابن سيرين أن ابن عمر كان يسقي ولده الترياق وقال مالك ل بأس بذلك ( قال أبو عمر وروى عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم أنه قال خير أكحالكم الثمد يجلو البصر وينبت الشعر ) ( 3
واكتوى ابن عمر وغيره من السلف فمن زعم أنه ل معنى للرقى والستعاذة ومنع من التداوي والمعالجة ونحو ذلك مما يلتمس به العافية من ال فقد خرج من عرف
المسلمين وخالف طريقهم قالوا ولو كان المر كما ذهب إليه من كره التداوي والرقي ما قطع الناس أيديهم وأرجلهم وغير ذلك من أعضائهم للعلج وما افتصدوا ول
احتجموا وهذا عروة بن الزبير قد قطع ساقه قالوا وقد يحتمل أن يكون قول النبي صلى ال عليه وسلم أنهم ل يسترقون ول يكتوون أن يكون قصد إلى نوع من الكي
مكروه منهي عنه أو يكون قصد إلى الرقى بما ليس في كتاب ال ول من ذكره ) ( 1وقد جاء عن أبي بكر الصديق كراهية الرقية بغير كتاب ال وعلى ذلك العلماء
وأباح لليهودية أن ترقى عائشة بكتاب ال ) ( 2قال أبو عمر هذا كله قد نزع به أو ببعضه من قصد إلى الرد على القول الول والذي أقول به أنه قد كان من خيار هذه
المة
وسلفها وعلمائها قوم يصبرون على المراض حتى يكشفها ال ومعهم الطباء فلم يعابوا بترك المعالجة ولو كانت المعالجة سنة من السنن الواجبة لكان الذم قد لحق من
ترك السترقاء والتداوي وهذا ل نعلم أحدا قاله ولكان أهل البادية والمواضع النائية عن الطباء قد دخل عليهم النقص في دينهم لتركهم ذلك وإنما التداوي وال أعلم إباحة
على ما قدمنا لميل النفوس إليه وسكونها نحوه ) ) ولكل أجل كتاب ( ( ل أنه سنة ول أنه واجب ول أن العلم بذلك علم موثوق به ل يخالف بل هو خطر وتجربة موقوفة
على القدر وال نسأله العصمة والتوفيق وعلى إباحة التداوي والسترقاء جمهور العلماء أخبرنا محمد بن عبدالملك قال حدثنا أحمد بن محمد بن زياد العرابي قال حدثنا
سعدان بن نصر قال حدثنا أبو معاوية عن عاصم الحول عن أبي عثمان النهدي أو عن أبي قلبة قال لما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم خيبر قدم والثمرة خضرة
قال فأسرع الناس فيها فحموا فشكوا ذلك إليه فأمرهم أن يقرسوا الماء في الشنان ثم يحدرون عليهم بين أذان ) ( 1الفجر ويذكروا اسم ال عز وجل قال ففعلوا
فكأنما نشطوا من عقال أو قال من عقل ) ( 1وقد رخصوا أن يداوي الرجال عند الضطرار النساء على سبيل السترة والحتياط أخبرنا عبدال بن محمد قال حدثنا
عبدالحميد بن أحمد قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال سألت أحمد بن حنبل أو سئل وأنا أسمع عن المرأة يداويها الرجل في مثل الكسر وشبهه قال
نعم قد رخص في ذلك عدة من التابعين قال أبو بكر حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن عبدال بن عثمان بن خثيم قال سألت عطاء بن أبي رباح عن امرأة منا في رأسها
سلعة ل يستطيع النساء أن يداوينها قال يخرق في خمارها قدر السلعة ثم يداويها الرجال قال وحدثنا أبو جعفر النفيلي قال حدثنا مسكين بن بكر عن شعبة عن يونس بن
عبيد عن هشام بن عروة قال خرج في عنق أختي خراج فدعا عروة الطبيب فأمره أن يقور الموضع ثم يعالجها قال وحدثنا حفص بن عمر قال حدثنا همام قال حدثنا ثابت
بن ذروة قال سألت جابر بن زيد عن المرأة ينكسر منها العضو أجبره قال نعم قال وحدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن جابر بن زيد في المرأة
ينكسر فخذها فل يجدون
امرأة تجبرها فقال يجبرها رجل ويسترها قال وأخبرنا حفص بن عمر قال حدثنا هشام عن قتادة عن سعيد بن المسيب في الرجل يؤخر عن امرأته فيلتمس من يداويه قال
إنما نهى ال عما يضر ولم ينه عما ينفع أخبرنا عبدالرحمن بن يحيى حدثنا علي بن محمد حدثنا أحمد بن داود حدثنا سحنون حدثنا ابن وهب قال أخبرني عقبة بن نافع
عن ربيعة أنه قال ل بأس أن يعالج المريض بلبن الشاة السوداء والبقرة السوداء ولبن المرأة أول بطن ل نرى بذلك كله بأسا وقال زيد بن البشير سمن البقرة السوداء التي
ل بياض فيها يجلو البصر وأما الثار التي رويت مسندة في معنى حديث زيد بن أسلم هذا فحدثنا عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا محمد بن يحيى بن علي قال
حدثنا علي بن حرب الطائي وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا حامد بن يحيى قال جميعا حدثنا سفيان بن عيينة عن
زياد بن علقة قال سمعت أسامة بن شريك قال شهدت العاريب يسألون رسول ال صلى ال عليه وسلم هل علينا جناح في كذا وكذا فقال عباد ال قد وضع الحرج إل
أمرأ اقترض من عرض أخيه شيئا فذلك الذي حرج وهلك قالوا يا رسول ال
هل علينا حرج أن نتداوى فقال تداووا عباد ال فإن ال لم ينزل داء إل وقد أنزل له دواء وقال مرة شفاء إل الهرم قالوا فما خير ما أعطى الرجل يا رسول ال قال خلق
حسن ) ( 1ورواه شعبة وزهير بن معاوية وزيد بن أبي أنيسة عن زياد بن علقة عن أسامة بن شريك عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله سواء ) ( 2وحدثني خلف بن
القاسم قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحداد قال حدثنا سليمان بن حذلم الدمشقي ) ( 3قال حدثنا سليمان بن عبدالرحمن قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا ثعلبة بن
مسلم الخثعمي عن أبي عمران النصاري عن أبي الدرداء عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن ال عز وجل خلق الداء وخلق الدواء فتداووا ول تداووا بحرام )
( 4وحدثنا عبدالوارث بن سفيان إملء قال حدثنا قاسم بن أصبغ إملء قال حدثنا علي بن عبدالعزيز إملء في المسجد الحرام قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثني
شبيب بن شيبة
قال سمعت عطاء يحدث في المسجد الحرام عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ما أنزل ال من داء إل أنزل معه دواء علمه من علمه وجهله من
جهله إل السام قيل يا رسول ال وما السام قال الموت ) ( 1قال أبو عمر هكذا روى هذا الحديث شبيب بن شيبة عن عطاء عن أبي سعيد وخالفه عمر بن أبي حسين
فرواه عن عطاء عن أبي هريرة حدثناه أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا وهب بن مسرة قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن عبدال
بن الزبير عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أنزل ال من داء إل أنزل له شفاء )
( 2ورواه طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس
وقد يحتمل أن يكون عند عطاء عنهم أخبرني أحمد بن قاسم بن عبدالرحمن قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا طلحة
عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال يا أيها الناس تداووا فإن ال لم يخلق داء إل خلق له شفاء إل السام والسام الموت ) ( 1وحدثنا عبدالوارث
بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن الهيثم أبو الحوص قال حدثنا أحمد بن صالح قال حدثني ابن وهب قال أخبرني ابن جريج عن أبي الزبير عن
جابر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أنزل ال داء إل أنزل له دواء أو شفاء الشك من أبي الحوص إذا أصيب الدواء الذي هو شفاء الداء ) ( 2وحدثنا سعيد
بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا حرب بن ميمون قال سمعت عمران العمى قال سمعت
أنس بن مالك يقول
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن ال عز وجل حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا ) ( 1أخبرنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد
بن إسماعيل الصائغ حدثنا المقرىء حدثنا المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبدال بن مسعود قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال لم
ينزل داء إل وقد وضع له شفاء إل الهرم فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر ) ( 2وحدثنا سعيد قال حدثنا قاسم قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثناالحميدي
قال حدثنا سفيان قال حدثنا عطاء بن السائب قال دخلت على أبي عبدالرحمن السلمي أعوده فأراد غلم له أن يداويه فنهيته فقال دعه فإني سمعت عبدال بن مسعود يخبر
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ما أنزل ال داء إل أنزل له دواء وربما قال سفيان شفاء علمه من علمه وجهله من
B314
TEXT
جهله ) ) ( 1رواه وكيع عن سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبدالرحمن عن ابن مسعود موقوفا من قوله ( وال الموفق للصواب
#حديث سادس وأربعون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يسلم الراكب على الماشي وإذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم
) ( 1ل خلف بين رواة الموطأ في إرسال هذا الحديث هكذا ) وفي هذا الباب حديث علي بن أبي طالب مسند وسنذكره فيه إن شاء ال ( وزعم البزار أن فيه عن أبي
هريرة ) ( 2وهو حديث بين المعنى مستغن عن التأويل إل أن الفقهاء اختلفوا في القول به فقال مالك والشافعي وأصحابهما وهو قول أهل المدينة إذا سلم رجل على
جماعة من الرجال فرد عليه واحد منهم أجزأ عنهم وشبهه الشافعي رحمه ال بصلة الجماعة والتفقه في دين ال وغسل الموتى
ودفنهم والصلة عليهم وبالسفر إلى أرض العدو لقتالهم قال هذه كلها فروض على الكفاية إذا قام بشيء منها بعض القوم أجزأ عن غيرهم قال أبو عمر الحجة في فرض
رد السلم قول ال عز وجل !> وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها <! 1والحجة في أن هذا الفرض ل يتعين في هذه المسألة حديث زيد بن أسلم هذا وقال أبو
جعفر الزدي الطحاوي حدثنا سليمان بن شعيب عن أبيه عن أبي يوسف أنه كان ينكر الحديث الذي روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه ) قال ( إذا رد السلم بعض
القوم أجزأ عن الجميع وقال ل يجزىء إل أن يردوا جميعا قال أبو جعفر ول نعلم في هذا الباب شيئا روى عن النبي صلى ال عليه وسلم غير حديث مالك عن زيد بن
أسلم وشيء روى فيه عن أبي النضر مولى عمر بن عبيدال عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وكل الوجهين ل يحتج به قال وحديث زيد بن أسلم إنما فيه إذا سلم من
القوم واحد أجزأ عنهم قال وإنما هو ابتداء السلم وابتداء
السلم خلف رد السلم لن السلم المبتدأ تطوع ورده فريضة قال وليس هو من الفروض التي على الكفاية لنه لو كان مع القوم نصراني فرد النصراني دون أحد من
المسلمين لم يسقط ذلك عنهم فرض السلم فدل على أن فرض السلم من الفروض المتعينة التي تلزم كل إنسان بنفسه قال أبو عمر أما قوله إن حديث زيد بن أسلم هذا
معناه البتداء فغير مسلم له ما ادعاه من ذلك وظاهر الحديث يدل على خلف ما تأول فيه وذلك قوله أجزأ عنهم لنه ل يقال أجزأ عنهم إل فيما قد وجب عليهم والبتداء
بالسلم ليس بواجب عند الجميع ولكنه سنة وخير وأدب والرد واجب عند جميعهم فاستبان بقوله أجزأ عنهم أنه أراد بالحديث الرد ) ( 1وال أعلم هذا وجه الحديث فبطل
ما تأول الطحاوي وصح ما ذهب إليه فقهاء الحجاز وأما قوله فإنه ل يروى في هذا غير حديث زيد بن أسلم وحديث أبي النضر وهما منقطعان فليس كما قال عندنا ) ( 2
وقد روينا
بإسناد متصل من حديث علي بن أبي طالب عن النبي صلى ال عليه وسلم معنى ما ذهب إليه مالك والشافعي ومن قال بقولهم حدثنا خلف بن القاسم الحافظ قال حدثنا
الحسن بن رشيق قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال حدثنا عبدالعلى بن حماد قال حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا سعيد بن خالد قال حدثني عبدال
بن الفضل عن عبيدال بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يجزىء من الجماعة إذا مرت أن يسلم أحدهم ويجزىء عن القعود أن
يرد أحدهم ففي هذا الحديث بيان موضع الخلف وقطع التنازع لنه سوى بين البتداء والرد وجعل ذلك علىالكفاية وهو حديث حسن ل معارض له وسعيد بن خالد هذا
هو سعيد بن خالد الخزاعي مدني ليس به بأس عند بعضهم وقد ضعفه جماعة منهم أبو زرعة وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة وجعلوا حديثه هذا منكرا لنه انفرد فيه بهذا
السناد ) ( 1على أن عبدال بن الفضل لم يسمع من عبيدال بن أبي رافع بينهما العرج في غير ما حديث
فال أعلم وسائر السناد أشهر من أن يحتاج إلى ذكرهم وذكر أبو داود هذا الخبر عن الحسن الحلواني عن عبدالملك بن إبراهيم الجدي عن سعيد بن خالد الخزاعي
بإسناده مثله ) ( 1وقد روى ابن جريج هذا الخبر عن زيد بن أسلم بهذا المعنى مكشوفا حدثنيه عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال
حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن زيد بن أسلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا مر القوم على المجلس فسلم منهم رجل أجزأ
ذلك عنهم وإذا رد من أهل المجلس رجل أجزأ ذلك عنهم قال أبو عمر روى في هذا الباب عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم ول
يصح بهذا المعنى فيه شيء غير ما ذكرنا وال أعلم حدثنا أحمد بن قاسم وعبدالوارث قال حدثنا قاسم حدثنا الحرث بن أبي أسامة حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج
قال
حدثنا الوليد أنه سمع جابر بن عبدال يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والماشيان أيهما بدأ بالسلم فهو أفضل
وبهذا السناد عن ابن جريج قال أخبرني زياد أن ثابتا مولى عبدالرحمن بن زيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يسلم الراكب على
الماشي والماشي على القاعد والقليل علىالكثير ) ( 1ومعنى قوله أجزأ في البتداء أي أجزأ في السنة المندوب إليها كما يقال من أتى الوليمة أجزأه التبريك والدعاء إذا
كان صائما وإنما قلنا هذا بدليل إجماعهم على أن البتداء بالسلم سنة وأن الرد فرض على ما ذكرنا من اختلفهم في تعيينه وكفايته والبتداء ليس كذلك عند جميعهم
أخبرنا عبدالرحمن حدثنا علي حدثنا أحمد حدثنا سحنون حدثنا ابن وهب قال حدثني جرير بن حازم عن سليمان بن مهران عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال السلم
اسم من أسماء ال عز وجل وضعه في الرض فافشوه بينكم فإن الرجل إذا سلم على القوم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة لنه ذكرهم فإن لم يردوا عليه رد
عليه من هو خير منهم وأطيب ) ( 1قال وأخبرني أسامة بن زيد عن نافع قال كنت أساير رجل من فقهاء الشام يقال له عبدال بن أبي زكرياء فحبستني دابتي تبول ثم
أدركته ولم أسلم فقال أل تسلم فقلت إنما كنت معك آنفا فقال وإن لقد كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يتسايرون فتفرق بينهم الشجرة فإذاالتقوا سلم بعضهم
على بعض وقال ابن عباس وابن عمر انتهى السلم إلى البركة ) ( 2كما ذكر ال عز وجل عن صالح عباده !> رحمة ال وبركاته عليكم أهل البيت <! 3وكانا يكرهان
أن يزيد أحد في السلم على قوله وبركاته ) ( 4وال الموفق للصواب
#حديث سابع وأربعون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أعطوا السائل وإن جاء على فرس ) ( 1ل أعلم في إرسال
هذا الحديث خلفا بين رواة مالك وليس في هذا اللفظ مسند يحتج به فيما علمت ) ( 2وفيه من الفقه الحض على الصدقة وفيه أن الفرس إذا كان صاحبه محتاجا إليه
لغنى به عنه لضعفه عن التصرف في معاشه على رجليه فإن ملكه للفرس ل يخرجه عن حد الفقر ول يدخله في حكم الغنياء الذين ل تحل لهم الصدقة
وقد أطلق رسول ال صلى ال عليه وسلم اعطاءه وإن جاء على فرس ولم يقل من صدقة التطوع دون الصدقة الواجبة فجائز أن يعطى من كل صدقة ومحمل الدار التي
ل غنى لصاحبها عن سكناها ول فضل له فيها عما يحتاج إليه منها والخادم الذي ل غنى به عنه محمل الفرس وهذا قول جمهور فقهاء المصار وقد تقدم القول في ذلك
في باب حديث زيد ) بن أسلم ( عن عطاء بن يسار عن السدي من كتابنا هذا ) ( 1فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا ويحتمل أن يكون صلى ال عليه وسلم أراد بقوله في
هذاالحديث الحض على إعطاء السائل وأن ل يرد كائنا من كان إذا رضى لنفسه بالسؤال إذ الغلب من هذه الحال أنها ل تكون إل عن حاجة ندبا إلى نوافل الخير وصدقة
التطوع وفعل البر والحسان بكل مستضعف إذا لم يعلم أنه غني مستكثر بالسؤال مع ما كان منه صلى ال عليه وسلم من التغليط في المسألة وكراهيتها وقد تقدم هذا
المعنى ) ( 2مجودا فل وجه للكثار فيه
وقد روي معنى هذا الحديث مسندا عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث الحسين بن علي حدثنا عبد الوارث ابن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن
زهير قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا وكيع عن سفيان عن مصعب بن محمد عن يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت حسين عن أبيها قال قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم للسائل حق وإن جاء على فرس ) ( 1وحدثني عبدالرحمن بن عبدال قال حدثنا محمد ابن علي بن الحسن بمرو قال حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا الصم
قال حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال حدثنا عبدال بن عبد الملك عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال لول أن السوال
يكذبون ما أفلح من ردهم ) ( 1وقد روى عمر بن راشد عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم على بلل
فوقف بالباب سائل فرده فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لو صدق السائل ما أفلح من رده وهذا حديث منكر ل أصل له في حديث مالك ) ( 2ول يصح عنه ومما
يشبه هذا المعنى حديث موضوع أيضا على مالك وضعه محمد بن عبدال ويقال ابن عبدالرحمن بن بجير
عن أبيه عن مالك حدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن عبدال بن أحمد القاضي حدثنا أبي والعقيلي قال أخبرنا محمد بن عبدال بن بجير بن يسار حدثنا أبي حدثنا مالك
عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي ل يسأل
الناس ول يعلم به فيتصدق عليه قيل يا رسول ال فما هؤلء الذين يغشون بيوتنا ) قال أولئك الغناة ( قيل وما الغناة قال الذين ل يتطهرون من جنابة ول يتوضئون لصلة
ول يرون لحد عليم حقا ويرون حقهم على الناس واجبا وإذا قام الناس في جمعة أو فطر أو أضحى يسألون ال من فضله قاموا يسألون الناس مما في أيديهم ومما وضع
أيضا على مالك مما يدخل في هذا الباب ما حدثناه خلف بن قاسم حدثنا محمد بن أحمد بن كامل حدثنا عبيد ال بن محمد بن حسين الدمياطي حدثنا موسى ابن محمد بن
عطاء حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم هدية ال إلى المومن
السائل على بابه ) ( 1ورواه أيضا سعيد بن موسى عن مالك بإسناده مثله وموسى بن محمد وسعيد بن موسى متروكان والحديث موضوع ) وحسبنا ال ونعم الوكيل (
B314
TEXT
#حديث ثامن وأربعون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا تزوج أحدكم المرأة أو اشترى الجارية فليأخذ بناصيتها
وليدع بالبركة وإذا اشترى البعير فليأخذ بذروة سنامه وليستعذ بال من الشيطان ) ( 1وهذا أيضا مرسل عند جميع الرواة للموطأ وال أعلم ومعناه يستند من حديث
عبدال بن عمرو بن العاصي ومن حديث أبي لس الخزاعي وقد رواه عنبسة بن عبدالرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم وعنبسة
ضعيف ل يحتج به ) ( 2وفيه إباحة النكاح والبيع والشراء وفيه أن الدعاء كله ترجى إجابته حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن
إسماعيل الترمذي قال حدثنا
ابن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا ابن عجلن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان يقول إذا أفاد أحدكم دابة
أو امرأة أو خادما أو بعيرا فليضع يده على ناصيته وليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه فأما البعير فإنه يأخذ
بذروة سنامه ثم ليقل مثل ذلك ) ( 1حدثنا عبدالرحمن بن مروان قال حدثنا الحسن بن علي بن داود قال حدثنا أبو غسان عبدال بن محمد بن يوسف قال حدثنا إبراهيم بن
المنذر الحزامي قال حدثنا عبدال بن محمد بن عجلن عن أبيه محمد بن عجلن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا تزوج
أحدكم المرأة أو ابتاع الجارية أو البعير أو الدابة فليأخذ بناصيتها ثم ليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن وشر ما جبلتها عليه )
( 2وكذلك رواه حاتم بن إسماعيل وأبو غسان محمد بن مطرف عن ابن عجلن بإسناده ومعناه ورواه ابن لهيعة
أيضا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله ) وذكر أسد بن موسى حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف عن محمد بن عجلن عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي عليه السلم قال إذا ابتاع أحدكم الوصيف أو الوصيفة أو الدابة أو تزوج المرأة فليأخذ بناصيتها ويقول اللهم إني أسأك خيرها
وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ( وحدثنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبدال بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن
سنجر قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي لس الخزاعي قال حملنا رسول ال صلى ال عليه
وسلم على إبل من إبل الصدقة ضعاف للحج فقلنا يا رسول ال ما نرى أن تحملنا قال ما من بعير إل وفي ذروته شيطان فاذكروا ال عليها إذا ركبتموها كما أمركم ال ثم
امتهنوها لنفسكم فإنما يحمل ال حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا هشيم بن بشير عن يونس عن الحسن عن عبدال بن مغفل المزني قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صلوا في مرابض الغنم ول تصلوا في أعطان
البل فإنها خلقت من الشياطين ) ( 1
#حديث تاسع وأربعون لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من غير دينه فاضربوا عنقه ) ( 1هكذا رواه جماعة رواة
الموطأ مرسل ول يصح فيه عن مالك غير هذا الحديث المرسل عن زيد بن أسلم وقد روى فيه عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من
بدل دينه فاقتلوه وهو منكر عندي وال أعلم والحديث معروف ثابت مسند صحيح من حديث ابن عباس حدثنا أبو محمد عبدال بن محمد قال حدثنا سعيد بن السكن قال
حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال
أتى على بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت أنا ما أحرقتهم لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تعذبوا بعذاب ال ولقتلتهم لقول رسول ال صلى ال
عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه ) ( 1وحدثنا عبدال بن محمد بن عبد المومن قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم قال أخبرنا أيوب عن عكرمة أن عليا أحرق ناسا ارتدوا عن السلم فبلغ ذلك ابن عباس فقال لم أكن لحرقهم بالنار لن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل
تعذبوا بعذاب ال وكنت قاتلهم لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه فبلغ ذلك عليا فقال ويح أم ابن عباس ) ( 2قال أبو عمر روي من وجوه أن عليا
إنما حرقهم بالنار بعد ضرب أعناقهم وسنذكر بعض الخبار بذلك في آخر هذا الباب إن شاء ال
وفقه هذا الحديث أن من ارتد عن دينه حل دمه وضربت عنقه والمة مجتمعة على ذلك وإنما اختلفوا في استتابته فطائفة منهم ) قالت ل يستتاب على ظاهر هذا الحديث
ويقتل ( وطائفة منهم قالت يستتاب بساعة واحدة ومرة واحدة ووقتا واحدا وقال آخرون يستتاب شهرا وقال آخرون يستتاب ثلثا على ما روي عن عمر وعثمان وعلي
وابن مسعود ولم يستتب ابن مسعود وابن النواحة وحده لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم لول أنك رسول لقتلتك قال له وأنت اليوم لست برسول واستتاب غيره ) ( 1
روى مالك عن عبدالرحمن بن محمد بن عبدال بن عبد القاري عن أبيه أنه قال قدم على عمر بن الخطاب رجل من قبل أبي موسى الشعري فسأله عمر عن الناس
فأخبره ثم قال له عمر هل من مغربة ) ( 2خبر قال نعم رجل كفر بعد إسلمه قال فماذا فعلتم به قال قربناه فضربنا عنقه فقال عمر فهل حبستموه ) ( 3ثلثا
وأطعمتموه
كل يوم رغيفا واستتبتموه لعله يتوب ويراجع أمر ال اللهم إني لم أحضر ولم آمر ولم أرض إذا بلغني ) ( 1أخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا ابن أبي العقيب قال حدثنا
أبو زرعة قال حدثنا أحمد ابن خالد قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبدالرحمن بن محمد بن عبدال بن عبد القاري عن أبيه قال قدم وفد أهل البصرة على عمر فأخبروه
بفتح تستر فحمد ال ثم قال هل حدث فيكم حدث فقالوا ل وال يا أمير المؤمنين إل رجل ارتد عن دينه فقتلناه قال ويلكم أعجزتم أن تطبقوا عليه بيتا ثلثا ثم تلقوا إليه كل
يوم رغيفا فإن تاب قبلتم منه وإن أقام كنتم قد أعذرتم إليه اللهم إني لم أشهد ولم آمر ولم أرض إذ بلغني ) ( 2وروى داود بن أبي هند عن الشعبي عن أنس بن مالك أن
نفرا من بكر بن وائل ارتدوا عن السلم يوم تستر ولحقوا بالمشركين فلما فتحت قتلوا في القتال
قال فأتيت عمر بفتحها فقال ما فعل النفر من بكر بن وائل فعرضت في حديث لشغله عن ذكرهم فقال ما فعل النفر من بكر بن وائل قلت قتلوا قال لن أكون ) كنت (
أخذتهم سلما أحب إلي مما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء قلت وهل كان سبيلهم إل القتل ارتدوا عن السلم ولحقوا بالمشركين قال كنت أعرض عليهم أن
يدخلوا في الباب الذي خرجوا منه فإن فعلوا قبلت منهم وإل استودعتهم السجن ) ( 1وروى أبو معاوية عن العمش عن أبي عمرو الشيباني أن عليا أتى بالمستورد
العجلي وقد ارتد عن السلم فاستتابه فأبى أن يتوب فقتله ) ( 2وروى عبادة ) ( 3
عن العلء أبي محمد ) ( 1أن عليا أخذ رجل من بكر بن وائل تنصر بعد السلم فعرض عليه السلم شهرا فأبى فأمر بقتله ) ( 2ول أعلم بين الصحابة خلفا في
استتابة المرتد فدل ذلك على أن معنى الحديث وال أعلم من بدل دينه وأقام على تبديله فاقتلوه وأما أقاويل الفقهاء فروى ابن القاسم عن مالك قال يعرض على المرتد
السلم ثلثا فإن أسلم وإل قتل قال وإن ارتد سرا قتل ولم يستتب كما تقتل الزنادقة قال وإنما يستتاب من أظهر دينه الذي ارتد إليه قال مالك ويقتل الزنادقة ول يستتابون
والقدرية يستتابون قال فقيل لمالك كيف يستتابون قال يقال لهم أتركوا ما أنتم عليه فإن فعلوا وإل قتلوا ) وقال ابن وهب عن مالك ليس في استتابة أمر من جماعة الناس (
أخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا الحسن بن سلمة حدثنا عبدال بن الجارود قال حدثنا إسحاق بن قال سمعت أحمد بن حنبل يقول المرتد يستتاب ثلثا والمرتدة تستتاب ثلثا
والزنديق ل يستتاب قال إسحاق وقال لي إسحاق بن راهويه كما قال أحمد سواء قال أبو عمر هذا مذهب مالك سواء وقال الشافعي يستتاب المرتد ظاهرا والزنديق جميعا
فمن لم يتب منهما قتل وفي الستتابة ثلثا قولن أحدهما حديث عمر والخر أنه ل يؤخر لن النبي صلى ال عليه وسلم لم يأمر فيه بأناة وهذا ظاهر الخبر قال الشافعي
ولو شهد عليه شاهدان بالردة فأنكر قتل فإن أقر أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال وتبرأ من كل دين خالف السلم لم يكشف عن غيره والمشهور من قول أبي حنيفة
وأصحابه أن المرتد ل يقتل حتى يستتاب وهو قول ابن علية قالوا ومن قتله قبل أن يستتاب فقد أساء ول ضمان عليه وقد روى محمد بن الحسن في السير عن أبي يوسف
عن أبي حنيفة أن المرتد يعرض عليه السلم فإن أسلم وإل قتل مكانه إل أن يطلب أن يؤجل فإن طلب ذلك أجل ثلثة أيام
والزنديق عندهم والمرتد سواء إل أن أبا يوسف لما رأى ما يصنع الزنادقة وأنهم يعودون بعد الستتابة قال أرى إذا أتيت بزنديق أمرت بضرب عنقه ول أستتيبه فإن تاب
قبل أن أقتله لم أقتله وخليته وقال الليث بن سعد وطائفة معه ل يستتاب من ولد في السلم ثم ارتد إذا شهد عليه ولكنه يقتل تاب من ذلك أو لم يتب إذا قامت البينة العادلة
وقال الحسن يستتاب المرتد مائة مرة وقد روى عنه أنه يقتل دون استتابة وذكر سحنون أن عبد العزيز بن أبي سلمة كان يقول يقتل المرتد ول يستتاب ويحتج بحديث
معاذ مع أبي موسى الشعري وقد ذكرناه في آخر هذا الباب قال أبو عمر ظاهر هذا الحديث يشهد لما ذهب إليه الليث بن سعد إل أنه عم كل من بدل دينه سواء ولد في
السلم أو لم يولد والحديث عندي فيه مضمر وذلك لما صنعه الصحابة رضي ال عنهم من الستتابة لنهم لم يكونوا يجهلون معنى الحديث فكأن معنى الحديث وال أعلم
من بدل دينه فاقتلوه إن لم يتب وقال مالك رحمه ال إنما عنى بهذا الحديث من خرج من السلم إلى الكفر وأما من خرج من اليهودية أو النصرانية أو من كفر إلى
كفر فلم يعن بهذا الحديث ) ( 1وعلى قول مالك هذا جماعة الفقهاء إل أن الشافعي رحمه ال قال إذا كان المبدل لدينه من أهل الذمة كان للمام أن يخرجه من بلده
ويلحقه بأرض الحرب وجاز له استحلل ماله مع أموال الحربيين إن غلب على الدار لنه إنما جعل له الذمة على الدين الذي كان عليه في حين عقد العهد له هكذا حكاه
المزني وغيره من أصحابه عنه وهو المعروف من مذهبه وحكى عنه محمد بن عبدال بن عبد الحكم أن الذمي إذا خرج من دين إلى دين كان للمام قتله بظاهر الحديث
B314
TEXT
والمشهور عنه ما قدمنا ذكره من رواية المزني والربيع وغيرهما عنه وقالت فرقة إذا ارتد استتيب فإن تاب قبل منه ثم إن ارتد فكذلك إلى الرابعة ثم يقتل ول يستتاب
وروي عن الحسن أنه يقتل إل أن يتوب قبل أن يرفع إلى المام وإن لم يتب حتى يصير إلى المام قتل وكانت توبته بينه وبين ال جعله حدا من الحدود ول يسع المام إل
أن يقيمه واختلف الفقهاء أيضا في المرتدة فقال مالك والوزاعي وعثمان البتي والشافعي والليث بن سعد تقتل المرتدة كما يقتل المرتد سواء وهو قول إبراهيم النخعي
وحجتهم ظاهر هذا الحديث لنه لم يخص ذكرا
من أنثى ومن تصلح للواحد والثنين والجمع والذكر والنثى وقال ل يحل دم امرىء مسلم إل بإحدى ثلث كفر بعد إيمان ) ( 1فعم كل من كفر بعد إيمانه وقال الثوري
وأبو حنيفة وأصحابه ل تقتل المرتدة وهو قول ابن شبرمة وإليه ذهب ابن علية وقال ابن شبرمة إن تنصرت المسلمة فتزوجها نصراني جاز وحجة من قال ل تقتل
المرتدة أن ابن عباس روى هذا الحديث وقال ل تقتل المرتدة ومن روى حديثا كان أعلم بتأويله وقول ابن عباس في ذلك رواه الثوري وأبو حنيفة عن عاصم عن أبي
رزين عن ابن عباس ) ( 2وروى قتادة عن خلص عن علي مثله ) ( 3وهو قول الحسن وعطاء ومن حجتهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن قتل النساء
والولدان ) ( 4وأن أبا بكر رضي ال عنه سبى نساء أهل الردة وقالوا معنى قوله صلى ال عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه إنما هو على كل من كان حكمه
إذا قدر عليه القتل على كفره والمرأة ليس حكمها القتل على كفرها وإنما حكمها السبي والسترقاق فل تدخل في تأويل هذا الحديث لنهيه صلى ال عليه وسلم عن قتل
النساء والولدان وسيأتي القول في هذا الحديث في موضعه من كتابنا هذا إن شاء ال وروى ابن المبارك عن معمر عن الزهري في المرتدة قال تقتل وقال قتادة تسبى لن
أبا بكر قتل أهل الردة وسبى نساءهم قال معمر كانت دار شرك أخبرنا خلف بن القاسم حدثنا عبدال بن جعفر بن الورد حدثنا عبدال بن أحمد ابن عبد السلم حدثنا عبدال
بن أبي شيبة حدثنا يعقوب ابن محمد الزهري حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة عن مجاهد بن سعيد عن عامر الشعبي قال ارتدت بنو عامر وقتلوا من كان فيهم من
عمال رسول ال صلى ال عليه وسلم وحرقوهم بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد رضي ال عنهما أن يقتل بني عامر ويحرقهم بالنار ) ( 1ولما ارتد الفجأة واسمه إياس بن
عبدال بن عبد ياليل بعث إليه أبو بكر الصديق الزبير بن العوام في ثلثين فارسا وبيته ليل فأخذه فقدم به على أبي بكر فقال أبو
بكر أخرجوه إلى البقيع يعني إلى المصلى فأحرقوه بالنار فأخرجوه إلى المصلى فأحرقوه وزعم بعض أهل السير أنه رفع عليه أنه كان ينكح كما تنكح المرأة ذكر ذلك كله
يعقوب بن محمد الزهري في كتاب الردة قال وحدثني عبد العزيز بن أبي حازم عن داود ابن بكر عن محمد بن المنكدر أن خالدا كتب إلى أبي بكر يذكر أنه وجد في
بعض نواحي العرب رجل ينكح كما تنكح المرأة فاستشار فيه أبو بكر فكان علي من أشدهم فيه قول فقال إن هذا ذنب لم تعص به أمة من المم إل أمة واحدة صنع ال
بها ما قد علمتم أرى أن تحرقوه بالنار فأجمع رأيهم على ذلك فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه قال وحدثني معن بن عيسى عن معاوية بن صالح عن عياض بن عبدال قال
لما استشارهم أبو بكر قالوا نرى أن ترجمه فقال علي أرى أن تحرقوه فإن العرب تأنف من المثلة ول تأنف من الحدود فحرقوه وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب في
ردة أسد وغطفان يوم بزاخة ) ( 1قال فاقتتلوا يعني هم والمسلمون
قتال شديدا وقتل المسلمون من العدو بشرا كثيرا وأسروا منهم أسارى فأمر خالد بالحظيرة أن تبنى ثم أوقد تحتها نارا عظيمة فألقى السارى فيها وروى شيبان عن قتادة
عن أنس قال قاتل أبو بكر أهل الردة فقتل وسبى وحرق حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا الحميدي قال
حدثنا سفيان قال حدثنا أيوب قال حدثنا عكرمة قال لما بلغ ابن عباس أن عليا أحرق المرتدين يعني الزنادقة قال لو كنت أنا لقتلتهم لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم
من بدل دينه فاقتلوه ولم أحرقهم لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينبغي أن يعذب بعذاب ال قال سفيان فقال عمار الدهني ) ( 1وكان في المجلس مجلس عمرو بن
دينار وأيوب يحدث بهذا الحديث أن عليا لم يحرقهم بالنار إنما حفر لهم أسرابا فكان يدخن عليهم منها حتى قتلهم فقال عمرو بن دينار أما سمعت قائلهم وهو يقول
%لترم بي المنايا حيث شاءت %إذا لم ترم بي في مرتين % %إذا ما أوقدوا حطبا ونارا %فذاك الموت نقدا غير %وروى حامد بن يحيى عن سفيان عن مسعر
عن عطاء بن أبي مروان أن هذا الشعر للنجاشي قاله إذ لحق بمعاوية فارا في حيث ضرب على له في الخمر مائة جلدة قال أبو عمر قد روينا من وجوه أن عليا إنما
أحرقهم بعد قتلهم ذكر العقيلي قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا شبابة وذكره أبو زيد عمر بن شبة قال حدثني محمد بن حاتم قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا
خارجة بن مصعب عن سلم بن أبي القاسم عن عثمان بن أبي عثمان النصاري ) ( 2قال جاء ناس من الشيعة إلى علي فقالوا يا أمير المؤمنين أنت هو قال من أنا قالوا
أنت هو قال ويلكم من أنا قالوا أنت ربنا قال ويلكم ارجعوا فتوبوا فأبوا فضرب أعناقهم ثم قال يا قنبر ائتني بحزم الحطب فحفر لهم في الرض اخدودا فأحرقهم
بالنار ثم قال %لما رأيت المر أمرا منكرا %أججت ناري ودعوت قنبرا ) % ( 1قال أبو عمر روى عثمان بن عفان وسهل بن حنيف وعبدال بن مسعود وطلحة بن
عبيدال وعائشة وجماعة من الصحابة عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ل يحل دم امرىء مسلم إل بإحدى ثلث كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل نفس
بغير نفس ) ( 2فالقتل بالردة على ما ذكرنا ل خلف بين المسلمين فيه ول اختلفت الرواية والسنة عن النبي صلى ال عليه وسلم فيه وإنما وقع الختلف في الستتابة
وفيما ذكرنا من المرتدة قال أبو عمر احتج من قال يقتل المرتد إذا ارتد ثالثة أو رابعة بقول ال عز وجل !> إن الذين آمنوا ثم كفروا <! الية والقياس أن من ولد على
الفطرة أحق أن يستتاب لنه ل يعرف غير السلم واحتج من لم ير استتابة المرتد
وقال يقتل على ظاهر هذا الحديث دون استتابة بحديث أبي موسى الشعري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم استعمله على اليمن ثم اتبعه معاذ بن جبل فقدم معاذ فوجد
عنده رجل مقيدا بالحديد فقال ما شأن هذا فقال هذا كان يهوديا فأسلم ثم ارتد وراجع دينه دين السوء فقال معاذ ل أجلس حتى يقتل قضاء ال ورسوله فقال له أبو موسى
اجلس فقال ل أجلس حتى يقتل قضاء ال ورسوله قال فأمر به فقتل رواه يحيى القطان عن قرة بن خالد عن حميد بن هلل عن أبي بردة عن أبي موسى ) ( 1وروى من
وجوه عن أبي موسى إل أن بعضهم قال فيه أنه قد كان استتيب قبل ذلك أياما ) ( 2واحتج من رأى الستتابة ) بهذا الحديث وهو ( ما حدثنا عبدال بن محمد بن يحيى
قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن محمد المروزي قال حدثنا علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال كان
عبدال بن سعد يكتب لرسول ال صلى ال عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق
بالكفار فأمر به رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان فأجاره رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ( 1وأما ميراث المرتد فقد اختلف العلماء
فيه والصحيح عندنا أن ميراثه في بيت المال ل يرثه أحد من ورثته لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يرث الكافر المسلم ول المسلم الكافر ) ( 2وسنبين ذلك
ونذكر أقاويل السلف فيه عند ذكرنا حديث ابن شهاب عن علي بن حسين في كتابنا ) ( 3هذا إن شاء ال وال المستعان
#حديث موفى خمسين لزيد بن أسلم مرسل مالك عن زيد بن أسلم أن رجل اعترف على نفسه بالزنا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فدعا له رسول ال صلى
ال عليه وسلم بسوط فأتي بسوط مكسور فقال فوق هذا فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته ) ( 1فقال دون هذا ) ( 2فأتي بسوط قد ركب به ) ( 3ولن فأمر به رسول ال
صلى ال عليه وسلم فجلد ثم قال أيها الناس قد آن لكن أن تنتهوا عن حدود ال من أصاب من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر ال فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب ال
) ( 4هكذا روى هذا الحديث مرسل جماعة الرواة للموطأ ول أعلمه يستند بهذا اللفظ من وجه من الوجوه وقد روى
معمر عن يحيى بن أبي كثير عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله سواء ) ( 1وذكر ابن وهب في موطئه عن مخرمة بن بكر عن أبيه قال سمعت عبيدال بن مقسم يقول
سمعت كريبا مولى ابن عباس يحدث أو يحدث عنه أنه قال أتى رجل إلى النبي صلى ال عليه وسلم فاعترف على نفسه بالزنا ولم يكن الرجل أحصن فأخذ رسول ال
صلى ال عليه وسلم سوطا فوجد رأسه شديدا فرده ثم أخذ سوطا آخر فوجد رأسه لينا فأمر رجل من القوم فجلده مائة جلدة ثم قام على المنبر فقال أيهاالناس اتقوا ال
واستتروا بستر ال وقال أنظروا ما كره ال لكم أو قال احذروا ما حذركم ال من العمال فاجتنبوه فإنه ما نؤتى به من امرىء ) ( 2قال ابن وهب معناه نقيم عليه كتاب
ال وقد ذكرنا الثار المسندة في العتراف بالزنا التي جاءت في معنى هذا الحديث في باب مراسيل ابن شهاب من كتابنا هذا
وأما قوله فيه بسوط لم تقطع ثمرته فإنه أراد لم يمتهن ولم يلن والثمرة الطرف وإذا ركب كثيرا بالسوط ذهب طرفه تقول العرب ثمرة السوط وذباب السيف قال عمارة
بن عقيل بن بلل بن جرير %ما زال عصياننا ل يسلمنا %حتى دفعنا إلى يحيى ودينار % %عليجين لم تقطع ثمارهما ) % ( 1قد طالما سجدا للشمس والنار %
ثمارهما يعني القلفلة ) ( 2وكذلك قال صاحب العين وفي هذا الحديث من الفقه أن من اعترف بالزنا مرة واحدة لزمه الحد إذا كان بالغا عاقل مميزا ولم ينصرف عن
إقراره ذلك ول رجع عنه وهذا قول مالك والشافعي وأصحابهما وبه قال عثمان البتي وإليه ذهب أبو جعفر الطبري ومن حجتهم أن هذا الحديث ليس فيه أكثر من ذكر
اعترافه والعتراف إذا أطلق فإنه يلزم كل ما وقع عليه اسم اعتراف مرة كان أو أكثر من ذلك ول وجه لقول من قال أن العتراف كالشهادة وأنه ل يلزم فيه أقل من
أربع
مرات في الزنا وفي السرقة مرتين لجماعهم على أنه يلزم في غير الحدود القرار مرة واحدة وسنذكر اختلفهم في هذه المسألة في باب مراسيل ابن شهاب إن شاء ال
تعالى وفي هذا الحديث أيضا أن الحد على الزاني الجلد بالسوط ) ( 1وذلك إذا كان بكرا لم يحصن عند جماعة فقهاء المصار وعلماء المسلمين ومعنى قول ال عز
B314
TEXT
وجل !> الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة <! 2معناه البكار دون من قد أحصن وأما المحصن فجلده الرجم إل عند الخوارج ول يعدهم العلماء خلفا
لجهلهم وخروجهم عن جماعة المسلمين وقد رجم رسول ال صلى ال عليه وسلم المحصنين فممن رجم ماعز السلمي ) ( 3والغامدية ) ( 4
والجهنية ) ( 1والتي بعث إليها أنيسا ) ( 2ورجم عمر بن الخطاب سخيلة بالمدينة ورجم بالشام وقصة الحبلى التي أراد رجمها فقال له معاذ بن جبل ليس لك ذلك للذي
في بطنها فإنه ليس لك عليه سبيل ) ( 3وعرض مثل ذلك لعثمان بن عفان مع علي في المجنونة الحبلى ) ( 4ورجم على شراحة الهمدانية ) ( 5ورجم أيضا في مسيره
إلى صفين رجل أتاه مقرا بالزنا وهذا كله مشهور عند العلماء إل أنهم اختلفوا في جلد المحصن مع الرجم فقالت فرقة يجلد ويرجم وقال الجمهور يرجم ول جلد عليه ) 6
( وسنذكر ذلك في حديث ابن
شهاب عن عبيدال عند قوله صلى ال عليه وسلم لنيس السلمي ) وائت المرأة فإن اعترفت فارجمها ( من كتابنا هذا ) ( 1إن شاء ال وفي هذا الحديث من الفقه أيضا
أن العتراف بما يوجب الحد يقوم مقام الشهادة على ما ذكرنا وهذا ما ل خلف فيه إل ما قدمنا ذكره من العدد في القرار واختلف الفقهاء في رجوع المقر بالحد بعد
إقراره قبل أن يقام عليه الحد فقال مالك يقبل رجوعه عن القرار بالزنا والسرقة وشرب الخمر ويغرم للمسروق منه ما سرق إن ادعاه وهو قول الثوري والشافعي وأبي
حنيفة والحسن بن حي وقد روى عن مالك أنه إذا ضرب أكثر الحد ثم انصرف أتم عليه وروى أبو يوسف عن ابن أبي ليلى أنه أنه ل يقبل رجوعه وروى عنه الليث أنه
يقبل وقال عثمان البتى ل يقبل رجوعه وقال الوزاعي في رجل اعترف على نفسه بالزنا أربع مرات وهو محصن ثم ندم وأنكر أن يكون أتى ذلك أنه يضرب حد الفرية
على نفسه فإن اعترف بسرقة أو شرب خمر أو قتل ثم أنكر عاقبه السلطان دون الحد
قال أبو عمر الصحيح أنه ل يجلد إذا رجع عن إقراره لنه محال أن يقام عليه حد وهو منكر له بغير بينة أل ترى أن الشهود لو رجعوا عن شهادتهم قبل إقامة الحد عليه
لم يقم وكذلك ل يتم عليه إذا ابتدىء به لنه كل جلدة قائمة بنفسها فغير جائز أن يقام عليه شيء منها بعد رجوعه كرجوع الشهود سواء وليس القرار بحد ال وحق ل
يطالب به آدمي كالقرار بالمال للدميين لن القرار بالحد توبة لم تعرف إل من قبله فإن نزع عنها كان كمن لم يأت بها والكلم في هذا واضح وبال التوفيق وفي هذا
الحديث أيضا من الفقه أن الحدود ل تقام إل بسوط قد لن وأما قوله لم تقطع ثمرته فهذا من الستعارة أراد أنه لم يمتهن وقوله قد ركب به يعني نالته المهنة ولينته
واختلف الفقهاء في أشد الحدود ضربا فقال مالك وأصحابه والليث بن سعد الضرب في الحدود كلها سواء
ضرب غير مبرح ضرب ين ضربين وقال أبو حنيفة وأصحابه التعزير أشد الضرب وضرب الزنا أشد من الضرب في الخمر وضرب الشارب أشد من ضرب القاذف
وقال الثوري ضرب الزنا أشد من ضرب القذف وضرب القذف أشد من ضرب الشرب وقال الحسن بن حي ضرب الزنا أشد من ضرب الشرب والقذف وعن الحسن
البصري مثله وزاد ضرب الشارب أشد من ضرب التعزير وقال عطاء بن أبي رباح حد الزنا أشد من حد الفرية وحد الفرية والخمر واحد واحتج من جعل الضرب في
الحدود كلها واحدا سواء بورود التوقيف فيها على عدد الجلدات ولم يرد في شيء منها تخفيف ول تثقيل عمن يجب التسليم له فوجبت التسوية في ذلك لن مثل هذا ل
يؤخذ قياسا وإنما هي عقوبات ورد فيها توقيف عدد دون كيفية شدة وتخفيف في نوع الضرب فالوجه فيها التسوية لن من فرق احتاج إلى دليل ول دليل معه في ذلك إل
التحكم ومن حجة من قال إن الزنا أشد ضربا من القذف والقذف أشد من الخمر لن الزنا أكثر عددا في الجلدات فاستحال أن يكون القذف أبلغ في النكاية لن ال قد قصر
بالعدد فيه عن عدد الزنا وكذلك الخمر لم يثبت فيه حد إل بالجتهاد وسبيل مسائل الجتهاد أن ل تقوى قوة مسائل التوقيف ومن حجة من لم يبلغ بالتعزير الحد في العدد
ول في اليجاع عدم النص فيه وإن عرض المسلم ودمه محظوران محرمان ) ل يحلن ( إل بيقين ل شك فيه مع ما روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ل يجلد
أحد فوق عشر جلدات إل في حد من حدود ال رواه أبو بردة النصاري عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث بكير بن الشج عن سليمان بن يسار عن عبدالرحمن بن
جابر عن أبي بردة النصاري ) ( 1وذكر عبدالرزاق عن قيس بن ربيع قال حدثني أبو حصين عن حبيب بن صهبان قال سمعت عمر يقول ظهور المسلمين حمى ) ( 2
ال ل يحل لحد أن يجرحها إل في حد ) ( 3قال ولقد رأيته يقيد ) ( 4من نفسه ) ( 5
وذكر عبدالرزاق عن ابن جريج عن اسماعيل بن أيوب عن أبيه عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحرث أنه قال ل يبلغ بالعقوبة الحدود ) ( 1وعن ابن جريج أيضا عن
عمر بن عبدالعزيز نحوه ) ( 2واحتج من رأى التعزير أشد الحدود ضربا بما حدثني محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا
إسحاق بن إسماعيل اليلي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل شقيق ابن سلمة السدي قال كان رجل له على أم سلمة دين فكتب إليها كتابا
يحرج عليها فأمر به عمر بن الخطاب أن يجلد ثلثين جلدة كلها تبضع اللحم وتحدر الدم قال سفيان لنها أمه ول ينبغي للرجل أن يضيق على أمه ونحو هذا وبما رواه
شعبة عن واصل عن المعرور بن سويد قال أتى عمر بن الخطاب بامرأة زنت ) ( 3فقال أفسدت
حسبها اضربوها حدها ول تخرقوا عليها جلدها ) ( 1قال فهذان الحديثان يدلن على أن عمر رضي ال عنه كان يرى الضرب في التعزير أشد منه في الزنى قالوا
وكذلك ل محالة سائر الحدود قال أبو عمر من قال أن الحدود كلها سواء إل في العدد جعل قوله ) ) ول تأخذكم بهما رأفة ( ( في إسقاط الحد ل في صفة الضرب
وضرب الزنى أخف عندهم فإنهم يقولون ضربا غير مبرح ل يشق جلدا ول سوطا فوق سوط ( واحتج من قال ضرب القذف أشد الضرب بما أخبرني به أبو محمد
عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا محمد بن يحيى بن عمر قال حدثنا علي بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف عن
أبيه قال لما جلد أبو بكرة أمرت جدتي أم كلثوم بنت عقبة بشاة فسلخت ثم ألبس مسكها قال فهل ذلك إل من ضرب ) ( 2شديد ) ( 3
هكذا قال جدتي وإنما هي أم إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف جدة سعد بن إبراهيم حدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان حدثنا الحسين بن محمد بن
الضحاك حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده قال لما جلد أبو بكرة أمرت أمة بشاة فذبحتها ثم جعلت جلدها على
ظهره وما ذاك إل من ضرب شديد ( وكان أبي يرى أن ضرب القذف شديد ) ( 1وعن علي بن أبي طالب أنه قال لقنبر في العبد الذي أقر عنده بالزنى اضربه كذا وكذا
ول تنهك قال أبو عمر فيما روى عن عمر وعلي رضي ال عنهما في هذا الباب من صفة ضرب الزاني دليل على أن قوله عز وجل !> ول تأخذكم بهما رأفة في دين
ال <! 2الية إنما أريد به أن ل تعطل الحدود وأن ل يأخذ الحكام رأفة على الزناة فيعطلوا حدود ال ول يحدوهم وهذا قول جماعة أهل التفسير ) ( 3وممن قال ذلك
الحسن ومجاهد وعطاء
وعكرمة وزيد بن أسلم وقال الشعبي والنخعي وسعيد بن جبير ) ل تأخذكم بهما رأفة ( قالوا في الضرب والجلد ) ( 1وذكر إسماعيل القاضي قال حدثنا محمد بن أبي
بكر قال حدثنا موسى بن داود قال حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة عن عبيدال بن عبدال أو عبدال بن عبدال يعني ابن عمر قال ضرب ابن عمر جارية
له أحدثت فجعل يضرب رجليها وأحسبه قال ظهرها فقلت ) ) ل تأخذكم بهما رأفة في دين ال ( ( فقال يا بني وأخذتني بها رأفة إن ال لم يأمرني أن أقتلها أما أنا فقد
أوجعت حيث أضرب ) ( 2وذكره وكيع عن نافع بن عمر الجمحي بإسناده مثله ) ( 3قال إسماعيل وحدثنا نصر بن علي قال حدثنا عبدالملك بن الصباح عن عمران بن
حديد قال سألت أبا مجلز عن الرأفة فقلت انا لنرجمهم إذا نزل ذلك بهم قال ليس بذاك إنما الرأفة ترك الحدود إذا رفعت إلى السلطان حدثني قاسم بن محمد قال حدثنا خالد
بن سعد
قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث قال حدثنا شعبة عن عاصم عن أبي وائل قال أدركت عمر جلد رجل فقال
للجلد ل ترني إبطك ) ( 1وأخبرنا عبدالرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن محمد الباهلي قال حدثنا سليمان بن عمر وهو القطع قال حدثنا
عيسى بن يونس عن حنظلة السدوسي قال سمعت أنس بن مالك يقول كان يؤمر بالسوط فتقطع ثمرته ثم يدق بين حجرين حتى يلين ثم يضرب به ) ( 2قلنا لنس في
زمن من كان هذا قال في زمن عمر بن الخطاب واختلفوا في المواضع التي تضرب من النسان في الحدود فقال مالك الحدود كلها ل تضرب إل في الظهر قال وكذلك
التعزير ل يضرب إل في الظهر عندنا وقال الشافعي وأصحابه يتقي الوجه والفرج ويضرب سائر العضاء وروى عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه مثل قول
الشافعي أنه كان يقول اتقوا وجهه ومذاكيره
وقال أبو حنيفة ومحمد بن الحسن تضرب العظاء كلها في الحدود إل الفرج والوجه والرأس وقال أبو يوسف يضرب الرأس أيضا وروى عن عمر وابن عمر أنهما قال
ل يضرب الرأس ) ( 1قال ابن عمر لم نؤمر أن نضرب الرأس وروى سفيان عن عاصم عن أبي عثمان أن عمر رضي ال عنه أتى برجل في حد فقال للجلد اضرب
ول تر ابطك واعط كل عضو حقه ومن حجة مالك أن العمل عندهم بالمدينة ل يخفى لن الحدود تقام أبدا وليس مثل ذلك يجهل ) ( 2وبنحو ذلك من العمل يسوغ
الحتجاج لكل فرقة لنه شيء ل ينفك منه إل ما روى كل واحد من الثر عن السلف فيميل باختياره إليه
واختلفوا في كيفية ضرب الرجال والنساء فقال مالك الرجل والمرأة في الحدود كلها سواء ل يقام واحد منهما يضربان قاعدين ويجرد الرجل في جميع الحدود ويترك
علىالمرأة ما يسترها وينزع عنها ما يقيها من الضرب وقال الثوري ل يجرد الرجل ول يمد ويضرب قائما والمرأة قاعدة وقال الليث بن سعد وأبو حنيفة والشافعي
B314
TEXT
الضرب في الحدود كلها وفي التعزير مجردا قائما غير ممدود إل حد القذف فإنه يضرب وعليه ثيابه وينزع عنه المحشو والفرو وقال الشافعي إن كان مده صلحا مد
ومن الحجة لمالك ما أدرك عليه الناس ومن الحجة للثوري حديث ابن عمر في رجم النبي صلى ال عليه وسلم اليهوديين وفيه لقد رأيت الرجل يحني على المرأة يقيها
الحجارة ) ( 1وهذا يدل على أن الرجل كان قائما والمرأة قاعدة ) ( 2وضرب أبو هريرة رجل في القذف قائما وما جاء عن عمر وعلي في ضرب العضاء يدل على
القيام وال أعلم وكل ما ذكرناه من المسائل في هذا الباب فإنها كلها قائمة المعنى في هذا الحديث حديث زيد بن أسلم هذا
يصلح ذكرها عنده وفيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة وواجب ذلك عليه أيضا في غيره ما لم يكن سلطانا يقيم الحدود
وفي الستر على المسلم آثار كثيرة صحاح نذكر منها هاهنا ما يوافق معنى هذا الحديث وسائرها نذكرها عند قوله صلى ال عليه وسلم في حديث يحيى بن سعيد ) ( 1يا
هزال لو سترته بردائك كان خيرا لك إن شاء ال حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو
معاوية عن العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس ال عنه كربة من كرب يوم
القيامة ومن ستر مسلما ستره ال في الدنيا والخرة ومن يسر على مسلم يسر ال عليه في الدنيا والخرة وال في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) ( 2قال أبو
عمر فإذا كان المرء يؤجر في الستر على غيره فستره على
نفسه كذلك أو أفضل والذي يلزمه في ذلك التوبة والنابة والندم على ما صنع فإن ذلك محو للذنب إن شاء ال وقد حدثنا خلف بن القسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان
حدثنا أحمد بن محمد بن سلم حدثنا محمد بن علي الشقيقي قال سمعت أبي قال أخبرنا عبدال بن المبارك قال أخبرنا مالك بن مغول عن العلء بن بدر قال إن ال ل يهلك
أمة وهم يستترون بالذنوب حدثني محمد بن عبدال بن حكم ) ( 1قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا
عبدالحميد قال حدثنا الوزاعي قال أخبرني عثمان بن أبي سودة قال حدثني من سمع عبادة بن الصامت قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن ال ليستر
العبد من الذنب ما لم يخرقه قالوا وكيف يخرقه يا رسول ال قال يحدث به الناس حدثني خلف بن القاسم قال حدثنا عبدال بن جعفر بن الورد قال حدثنا عبيدال بن محمد
العمري قال حدثنا عبدالعزيز بن عبدال الويسي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب عن سالم
ابن عبدال قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول كل أمتي معافى إل المجاهرون ) ( 1وإن من المجاهرة أن يعمل عمل ل يرضاه ال
بالليل ثم يتحدث به بالنهار وذكر الحديث ) ( 2وحدثني أحمد بن عمر قال حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا مالك بن عبدال بن سيف قال حدثنا
عمرو بن الربيع بن طارق قال أخبرني يحيى بن أيوب عن عيسى بن موسى بن إياس بن البكير أن صفوان بن سليم حدثه عن أنس بن مالك عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم أنه قال اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا نفحات ال ) ( 3عز وجل فإن ل نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده واسألوا ال أن يستر عوراتكم
وأن يؤمن روعاتكم ) ( 4
وحدثني قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا إبراهيم بن الهيثم بن المهلب الجزري أبو إسحاق إملء قال حدثنا أبو اليمان قال حدثنا
سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن أبي ذر قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أقسم على أربع قسما مبرورا والخامسة لو أقسمت عليها
لبررت ل يعمل عبد خطيئة تبلغ ما بلغت ثم يتوب إلى ال إل تاب ال عليه ول يحب أحد لقاء ال إل أحب ال لقاءه ول يتولى ال عبد ) ( 1في الدنيا فيوليه غيره يوم
القيامة ول يحب عبد قوما إل جعله ال معهم يوم القيامة والخامسة لو أقسمت عليها لبررت ل يستر ال عورة عبد في الدنيا إل ستره ال يوم القيامة حدثنا عبدالرحمن بن
مروان قال حدثنا أحمد بن سليمان بن عمرو البغدادي بمصر قال حدثنا أبو عمران موسى بن سهل البصري قال حدثنا عبدالواحد بن غياث قال حدثنا فضال بن جبير عن
أبي أمامة الباهلي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث لو حلفت عليهن لبررت والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن ل إثم ل يجعل ال من له سهم في السلم
كمن ل سهم له ول يتولى ال
عبد فيوليه إلى غيره ول يحب عبد قوما إل بعثه ال فيهم أو قال معهم ول يستر ال على عبد في الدنيا إل ستر عليه عند المعاد حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا همام قال سمعت إسحاق بن عبدال بن أبي طلحة قال حدثنا شيبة الحضرمي
أنه شهد عروة يحدث عمر بن عبدالعزيز عن عائشة أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ما ستر ال على عبد في الدنيا إل ستر عليه في الخرة ) ( 1وحدثنا أحمد بن
عبدال بن محمد قال حدثني أبي قال حدثنا عبدال بن يونس قال قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا الثقفي عن أيوب عن أبي قلبة عن أبي
إدريس قال ل يهتك ال ستر عبد في قلبه مثقال ذرة من خير وأما قوله في حديث زيد بن أسلم المذكور في هذا الباب ) فإنه من يبدلنا صفحته نقم عليه كتاب ال ( فإنه
اراد وال أعلم بعد أمره بالستتار بالذنب أنه من أقر عنده
فل شفاعة حينئذ له ول عفو عنه ومن هذا وشبهه قام الدليل على أن الحدود إذا بلغت السلطان لم يجز أن يتشفع فيها ول أن تترك إقامتها ) ( 1أل ترى إلى قوله صلى
ال عليه وسلم في حديث صفوان بن أمية ) فهل قبل أن تأتيني به ) ( ( 2وقول الزبير إذا بلغت به السلطان فلعن ال الشافع والمشفع ) ( 3
#حديث أحد وخمسون لزيد بن أسلم مالك أنه سمع زيد بن أسلم يقول ما من داع يدعو إل كان بين إحدى ثلث إما أن يستجاب له وإما أن يدخر له وإما أن يكفر عنه ) 1
( قال أبو عمر ذكرنا هذا الخبر في كتابنا هذا وإن كان في رواية مالك من قول زيد بن أسلم لنه خبر محفوظ عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 2ولن مثله يستحيل أن
يكون رأيا واجتهادا وإنما هو توقيف ومثله ل يقال بالرأي حدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى قال حدثنا عبيدال بن محمد بن حبابة ببغداد وحدثنا عبدال بن محمد بن يوسف
قال حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل بمصر قال حدثنا عبدال بن محمد بن عبدالعزيز البغوي قال حدثنا شيبان قال أخبرنا علي بن علي الرفاعي عن أبي
المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما من مسلم يدعو دعوة ليس فيها إثم ول قطيعة رحم إل أعطاه ال بها إحدى ثلث إما أن
يعجل له دعوته وإما أن يؤخرها له في الخرة وإما أن يكف عنه من الشر مثلها قالوا إذا نكثر قال ال أكثر وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن
وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن علي بن علي قال سمعت أبا المتوكل الناجي قال قال أبو سعيد الخدري قال نبي ال صلى ال عليه وسلم ما
من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ول قطيعة رحم فذكره حرفا بحرف إلى آخره إل أنه قال يكفر عنه من السوء مثلها قالوا إذا نكثر يا رسول ال قال ال أكثر ) ( 1
وحدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا محمد بن موسى الحرشي قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا علي بن علي بن
أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن دعوة
المسلم ل ترد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم إما أن تعجل له في الدنيا وأما أن تدخر له في الخرة وأما أن يصرف عنه من السوء بقدر ما دعا ) ( 1حدثنا أبو محمد
عبدال بن محمد بن أسد قال حدثنا أبو محمد إسماعيل بن محمد بن محفوظ الدمشقي بالرملة قال حدثنا أبو عبدال أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي قال حدثنا عبدال بن
ثابت القرشي قال حدثنا سعد بن الصلت عن العمش عن أبي سفيان عن جابر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال دعاء المسلم بين إحدى ثلث إما أن يعطي مسألته التي
سأل أو يرفع بها درجة أو يحط بها عنه خطيئة ما لم يدع بقطيعة رحم أو مأثم أو يستعجل قال أبو عمر هذا الحديث يخرج في التفسير المسند لقول ال عز وجل !>
ادعوني أستجب لكم <! 2فهذا كله من الستجابة وقد قالوا كرم ال ل تنقضي حكمته ولذلك ل تقع الجابة في كل دعوة قال ال عز وجل !> ولو اتبع الحق أهواءهم
لفسدت <!
!> السماوات والرض ومن فيهن <! 1وفي الحديث المأثور إن ال ليبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه ) ( 2وقال الوزاعي يقال أفضل الدعاء اللحاح على ال
والتضرع إليه وعن أبي هريرة وغيره أن ال ل يقبل أو ل يستجيب دعاء من قلب غافل له ) ( 3وقال سفيان قال محمد بن المنكدر قال لي عمر بن عبدالعزيز عليك
دين قلت نعم قال ففتح لك فيه في الدعاء قلت نعم قال لقد بارك ال لك في هذا الدين وروى أبو هريرة وأنس عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال إذا دعا أحدكم فليعزم
وليعظم الرغبة ول يقل إن شئت فإن ال ل مكره له ول يتعاظمه شيء ول يزال العبد يستجاب له ما لم يستعجل ) ( 4وقد ذكرنا هذا المعنى بزيادة في معنى الدعاء في
باب ابن شهاب عن أبي عبيد ) ( 5والحمد ل
حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا يونس بن عبدالعلى قال حدثنا ابن وهب قال حدثني أبو صخر أن يزيد بن عبدال بن
قسيط حدثه عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم قالت ما من عبد يدعو ال بدعوة فتذهب حتى يعجل له في الدنيا أو يدخرها له في الخرة إذا
هو لم يعجل أو يقنط قال عروة فقلت يا أمتاه وكيف عجلته وقنوطه قالت يقول قد سألت فلم أعط ودعوت فلم أجب قال ابن قسيط وسمعت سعيد بن المسيب يقول ما من
عبد مؤمن يدعو ال بدعوة فتذهب برجاء حتى يعجلها له في الدنيا أو يدخرها له في الخرة وحدثنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا
محمد بن العلء ) ( 1
B314
TEXT
حدثنا مروان بن معاوية عن عمر بن حمزة ) ( 1عن محمد بن كعب القرظي يرفعه قال من دعا دعوة أخطأت باطل أو حراما أعطى إحدى ثلث كفرت عنه خطيئته أو
كتبت له حسنة أو أعطى الذي سأل التمهيد لما في الموطأ من المعاني والسانيد
#حديث واحد عن زيد بن أبي أنيسة الجزري مسند ل يتصل من وجهه هذا وهو زيد بن أبي أنيسة يكنى أبا سعيد اختلف في ولئه فقيل أنه مولى زيد بن الخطاب أو
لبني عدي وقيل مولى لبني كلب وقيل غير ذلك مما يطول ذكره ولم يختلف أنه مولى وقيل اسم أبي أنيسة زيد أيضا وال أعلم فهو زيد بن زيد وكان زيد بن أبي أنيسة
من سكان الرها من عمل الجزيرة ومات بالرها سنة خمس وعشرين ومائة فيما ذكر الواقدي والطبري وكان كثير الحديث رواية للعلم ثقة صاحب سنة روى عنه مالك
والثوري وجماعة من الجلة وكان الثوري يثني عليه ويدعو له كثيرا بعد موته بالرحمة وقال البخاري عن عمرو ابن محمد الناقد عن عمرو بن عثمان الكلبي قال مات
زيد بن أبي أنيسة سنة أربع وعشرين ومائة وهو ابن ست وثلثين سنة وقيل ولد زيد بن أبي أنيسة سنة إحدى وتسعين
وتوفي سنة أربع وعشرين وقيل سنة خمس وقيل سنة ست وقيل سنة سبع وقيل سنة ثمان وعشرين ومائة وقيل توفي وهو ابن بضع وأربعين وقال محمد بن سعد سمعت
رجل من أهل حران يقول مات سنة تسع عشرة ومائة ) ( 1قال أبو عمر هو معدود في أهل الجزيرة وهو رهاوي ) ( 2وحديثه المذكور مالك عن زيد بن أبي أنيسة
عن عبد الحميد ابن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب أنه أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الية !> وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى <! 3الية فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول ال صلى
ال عليه وسلم إن ال تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح على ظهره فاستخرج منه
ذرية فقال خلقت
هؤلء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول ال ففيم العمل ) قال ( فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال تبارك وتعالى إذا خلق العبد للجنة استعمله
بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار
فيدخله به النار ) ( 1قال أبو عمر هذا الحديث منقطع بهذا السناد لن مسلم بن يسار هذا لم يلق عمر بن الخطاب وبينهما في هذا الحديث نعيم ابن ربيعة ) ( 2وهو
أيضا مع هذا السناد ل تقوم به حجة
ومسلم بن يسار هذا مجهول وقيل أنه مدني وليس بمسلم ابن يسار البصري ) ( 1حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال
قرأت على يحيى بن معين حديث مالك هذا عن زيد بن أبي أنيسة فكتب بيده على مسلم بن يسار ل يعرف أخبرنا أبو عبدال عبيد بن محمد ومحمد بن عبد الملك قال
حدثنا عبدال بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين وأخبرنا قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا أحمد بن عمرو بن منصور قال جميعا حدثنا محمد بن
عبدال بن سنجر قال حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد يعني ابن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبدالرحمن عن
مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة الزدي وأخبرني عبدالرحمن بن يحيى وأحمد بن فتح وخلف ابن القاسم قالوا حدثنا حمزة بن محمد حدثنا أحمد بن
شعيب قال أخبرنا محمد بن وهب قال حدثنا محمد بن سلمة قال حدثني أبو عبدالرحيم قال حدثني زيد وهو ابن أبي أنيسة عن عبدالحميد بن عبدالرحمن عن مسلم بن يسار
عن نعيم بن ربيعة ) ( 1قال كنت عند عمر بن الخطاب إذ جاءه رجل فسأله عن هذه الية !> وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم <! قال فقال عمر كنت
النبي صلى ال عليه وسلم إذ جاءه رجل فسأله عنها فقال النبي صلى ال عليه وسلم خلق ال آدم ثم استخرج منه ذرية من هو كائن منهم إلى يوم القيامة فقال لطائفة منهم
هؤلء للجنة خلقتهم وقال لطائفة هؤلء للنار خلقتهم فمن خلقه ال للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يميته على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة ومن خلقه
للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يميته على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار قال أبو عمر زيادة من زاد في هذا الحديث نعيم بن ربيعة ليست حجة
لن الذي لم يذكره أحفظ وإنما تقبل الزيادة من الحافظ المتقن ) ( 1وجملة القول في هذا الحديث أنه حديث ليس إسناده بالقائم لن مسلم بن يسار ونعيم بن ربيعة جميعا
غير معروفين بحمل العلم ) ( 2ولكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه كثيرة ثابتة يطول ذكرها من حديث عمر بن الخطاب وغيره
جماعة يطول ذكرهم حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن عثمان بن غياث قال حدثني عبدال بن بريدة
عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبدالرحمن لقيا عبدال بن عمر فذكرا له القدر وما يقولون فيه فذكر الحديث عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم بطوله وقال في آخره
وسأله رجل من مزينة أو جهينة فقال يا رسول ال ففيم نعمل في شيء قد خل ومضى أو في شيء مستأنف الن
فقال في شيء قد خل ومضى فقال الرجل أو بعض القوم ( ففيم العمل فقال إن أهل الجنة ييسرون لعمل أهل الجنة وإن أهل النار ييسرون لعمل أهل النار ) ( 1وروى
هذا المعنى عن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم من طرق وممن روى هذا المعنى في القدر عن النبي صلى ال عليه وسلم علي بن أبي طالب وأبي بن كعب وابن
عباس وابن عمر وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري وأبو سريحة ) ( 2الغفاري وعبدال بن مسعود وعبدال بن عمر وذو اللحية الكلبي وعمران بن حصين وعائشة وأنس
بن مالك وسراقة بن جعثم وأبو موسى الشعري وعبادة بن الصامت وأكثر أحاديث هؤلء لها طرق شتى حدثنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا
جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن عبدالحميد عن منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبدالرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب
قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد قال
صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس رأسه وجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد من نفس منفوسة إل وقد كتب مكانها
من الجنة والنار وإل قد كتبت شقية أو سعيدة فقال رجل يا رسول ال أفل نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن
كان من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاء فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل
الشقاوة ثم قرأ !> فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى <! 1حدثنا عبدالرحمن بن يحيى
وأحمد بن فتح قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا سليمان بن الحسن البصري بالبصرة قال حدثنا عبيدال بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا سليمان بن حيان عن يزيد
الرشك عن مطرف بن عبدال عن عمران بن حصين قال قال رجل يا رسول ال أعلم أهل الجنة من أهل النار قال نعم
قال فلم يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له ) ( 1قال حمزة وهذا حديث صحيح رواه جماعة عن يزيد الرشك منهم شعبة بن الحجاج وعبدالوارث بن سعيد قال أبو
عمر وقد رواه حماد بن زيد أيضا عن يزيد الرشك حدثناه عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد
عن يزيد الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين قال قاسم وحدثنا مضر بن محمد السدي ) ( 2قال حدثنا شيبان بن فروخ اليلي قال حدثنا عبدالوارث عن يزيد قال
حدثنا مطرف عن عمران بن حصين قال قلت يا رسول ال أعلم أهل الجنة من أهل النار قال نعم قال ففيم يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له ورواه حجاج بن منهال
عن حماد بن يزيد عن يزيد الضبعي وهو يريد الرشك حدثناه خلف بن سعيد قال حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا حماد بن خالد قال
حدثنا علي بن عبدالعزيز قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا يزيد الضبعي عن مطرف يعني ابن عبدال بن الشخير عن عمران بن حصين قال ) قيل يا
رسول ال أعلم أهل الجنة من أهل النار قال نعم قال ففيم العمل إذا قال كل ميسر لما خلق له وقد روى من حديث يحيى بن يعمر أيضا عن عمران بن حصين عن النبي
صلى ال عليه وسلم مثله ( حدثنا سعيد بن نصر وعبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا عبدال بن روح قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا المغيرة بن مسلم
عن أبي عمر عن يحيى بن يعمر أنه كان مع عمران بن حصين وأبي السود الدئلي في مسجد البصرة فقال عمران يا أبا السود أرأيت ما يعمل العباد يعملون فيما سبق
في علم ال السابق أو يستأنفون العمل قال ل بل يعملون فيما سبق في علم ال قال أخشى أن يكون ذلك جورا قال ) ) ل يسأل عما يفعل وهم يسألون ( ( فقال عمران ثبتك
ال إنما أردت أن
أحزرك أن رجل سأل النبي صلى ال عليه وسلم عما سألتك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم كما قلت حدثنا إبراهيم بن شاكر قال حدثنا عبدال بن محمد بن عثمان
قال حدثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن خمير ) ( 1قال حدثنا أحمد بن عبدال بن صالح قال حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا عزرة ) ( 2بن ثابت عن يحيى بن عقيل عن
يحيى بن يعمر عن أبي السود الدئلي قال قال لي عمران بن حصين أرأيت ما يعمل الناس ويكدحون فيه أشيء قضى عليهم ومضى عليهم أو فيما يستقبلون مما أتاهم به
نبيهم صلى ال عليه وسلم واتخذت به عليهم الحجة قلت ل بل شيء قضى عليهم ومضى عليهم قال فهل يكون شيء من ذلك ظلما قال ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت
إنه ليس شيء إل خلق ال وملك يده فل يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال سددك ال إني وال ما سألتك إل لحزر عقلك أن رجل من مزينة أتى النبي صلى ال عليه
وسلم فقال يا رسول ال أرأيت ما يعمل الناس ويكدحون أشي قضى عليهم ومضى عليهم أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة قال ل بل شيء
قضى عليهم ومضى عليهم قال فلم نعمل إذا قال من خلقه ال لواحدة من المنزلتين فهو يستعمل لها وتصديق ذلك في كتاب ال !> ونفس وما سواها فألهمها فجورها
B314
TEXT
وتقواها <! 1قال أبو عمر قد أكثر الناس من تخريج الثار في هذا الباب وأكثر المتكلمون من الكلم فيه وأهل السنة مجتمعون على اليمان بهذه الثار واعتقادها وترك
المجادلة فيها وبال العصمة والتوفيق حدثنا محمد بن زكرياء قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا مروان بن عبدالملك قال حدثنا محمد بن بشار
حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا سفيان عن محمد بن جحادة عن قتادة عن
أبي السوار العدوي ) ( 1عن الحسن بن علي قال رفع الكتاب وجف القلم وأمور تقضي في كتاب قد خل قال وحدثنا مروان بن عبدالملك قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا
الصمعي قال حدثناالمعتمر بن سليمان عن أبيه قال أما وال لو كشف الغطاء لعلمت القدرية أن ال ليس بظلم للعبيد قال وحدثنا محمد بن بشار قال حدثنا روح بن عبادة
قال حدثنا حبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين قال ما ينكر هؤلء أن يكون ال عز وجل قد علم علما فجعله كتابا قال أبو عمر قال ال عز وجل !> إنا كل شيء خلقناه
بقدر <! 2وقال !> وما تشاؤون إل أن يشاء ال رب العالمين <! 3فليس لحد مشيئة تنفذ إل أن تنفذ منها مشيئة ال تعالى وإنما يجري الخلق فيما سبق من علم ال
والقدر سر ال
ل يدرك بجدال ول يشفى منه مقال والحجاج فيه مرتجة ل يفتح شيء منها إل بكسر شيء وغلقه وقد تظاهرت الثار وتواترت الخبار فيه عن السلف الخيار الطيبين
البرار وبالستسلم والنقياد والقرار بأن علم ال سابق ول يكون في ملكه إل ما يريد !> وما ربك بظلم للعبيد <! 1حدثنا إبراهيم بن شاكر قال حدثنا عبدال بن محمد
بن عثمان قال حدثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن خمير قال حدثنا أحمد بن عبدال بن صالح قال حدثنا محمد بن زرعة الرعيني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الوزاعي قال
من ال تعالى التنزيل وعلى رسوله التبليغ وعلينا التسليم ) وبال التوفيق (
#حديث واحد عن زيد بن رباح مسند ) ل يتصل من وجهه هذا ( وهو زيد بن رباح مولى أدرم بن غالب بن فهر هكذا قال البخاري وقال ابن شيبة ) ( 1قتل زيد بن
رباح سنة إحدى وثلثين ومائة ) ( 2قال أبو عمر هو ثقة مأمون على ما حمل وروى روى عنه مالك بن أنس وغيره ) ( 3
وحديثه مالك عن زيد بن رباح وعبيدال بن أبي عبدال الغر عن أبي عبدال الغر عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال صلة في مسجدي هذا خير
من ألف صلة فيما سواه من المساجد إل المسجد الحرام ) ( 1لم يختلف عن مالك في إسناد هذا الحديث في الموطأ ورواه محمد بن مسلمة المخزومي ) ( 2عن مالك
عن ابن شهاب عن أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة في مسجدي فذكره وهو غلط فاحش وإسناد مقلوب ول يصح فيه عن مالك إل حديثه في الموطأ
عن زيد بن رباح وعبيدال بن أبي عبدال الغر ) عن أبي عبدال الغر ( عن أبي هريرة حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبدال بن جعفر بن الورد وعبدال بن عمر بن
إسحاق بن معمر قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن جابر القطان قال حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا مالك عن زيد بن رباح وعبيدال بن سلمان الغر عن أبي عبدال الغر عن أبي هريرة قال
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة في مسجدي هذا خير من ألف صلة فيما سواه من المساجد إل المسجد الحرام وقد روى عن أبي هريرة من طرق ثابتة صحاح
متواترة ) ( 1والحمد ل وأبو عبدال الغر اسمه سلمان مولى جهينة من تابعي المدينة وأصله من أصبهان وهو ثقة كبير حجة فيما نقل ) ( 2روى عنه ابن شهاب وابنه
عبيدال وعبيدال أيضا ثقة ) ( 3وحديثه هذا صحيح مجتمع على صحته إل أنهم اختلفوا في تأويله ومعناه فتأوله قوم منهم أبو بكر عبدال بن نافع الزبيري صاحب مالك
على أن الصلة في مسجد الرسول صلى ال عليه وسلم أفضل من الصلة في المسجد الحرام بدون ألف درجة وأفضل من الصلة في سائر المساجد بألف صلة
وقال بذلك جماعة من المالكيين رواه بعضهم عن مالك وذكر أبو يحيى الساجي قال اختلف العلماء في تفضيل مكة على المدينة فقال الشافعي مكة خير البقاع كلها وهو
قول عطاء والمكيين والكوفيين وقال مالك والمدنيون المدينة أفضل من مكة واختلف البغداديون وأهل البصرة في ذلك فطائفة تقول مكة وطائفة تقول المدينة وقال عامة
أهل الثر والفقه أن الصلة في المسجد الحرام أفضل من الصلة في مسجد الرسول صلى ال عليه وسلم بمائة صلة وروى يحيى بن يحيى عن ابن نافع أنه سأله عن
معنى هذاالحديث فقال معناه أن الصلة في مسجد النبي صلى ال عليه وسلم أفضل من الصلة في المسجد الحرام بدون ألف صلة وفي سائر المساجد بألف صلة ) ( 1
قال أبو عمر أما القول في فضل مكة والمدينة فقد مضى منه في كتابنا ) ( 2هذا ما فيه كفاية وأما تأويل ابن نافع فبعيد عند أهل المعرفة باللسان ويلزمه أن يقول أن
الصلة في مسجد
الرسول ال صلى ال عليه وسلم أفضل من الصلة في المسجد الحرام بتسعمائة ضعف وتسعة وتسعين ضعفا وإذا كان هكذا لم يكن للمسجد الحرام فضل على سائر
المساجد إل بالجزء اللطيف على تأويل ابن نافع وحسبك ضعفا بقول يئول إلى هذا ) فإن حد حدا في ذلك لم يكن لقوله دليل ول حجة وكل قول ل تعضده حجة ساقط
حدثنا محمد بن ابراهيم حدثنا أحمد بن مطرف حدثنا سعيد بن عثمان حدثنا إسحاق بن إسماعيل اليلي حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن ابن عتيق قال سمعت
ابن الزبير قال سمعت عمر يقول صلة في المسجد الحرام خير من مائة ألف صلة فيما سواه يعني من المساجد إل مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم فهذا عمر بن
الخطاب وعبدال بن الزبير ول مخالف لهما من الصحابة يقولن بفضل الصلة في المسجد الحرام على مسجد النبي صلى ال عليه وسلم ( وتأول بعضهم هذا الحديث
عن عمر أيضا على أن الصلة في مسجد النبي صلى ال عليه وسلم خير من تسعمائة صلة في المسجد الحرام وهذا كله تأويل ل يعضده أصل ول يقوم عليه دليل وقد
زعم بعض المتأخرين من أصحابنا أن الصلة
في مسجد النبي صلى ال عليه وسلم أفضل من الصلة في المسجد الحرام بمائة صلة وفي غيره بألف صلة واحتج لذلك بما رواه سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن
ابن عتيق قال سمعت عمر ) ( 1يقول صلة في المسجد الحرام خير من مائة صلة فيما سواه ) ( 2وحديث سليمان بن عتيق هذا ل حجة فيه لنه مختلف في إسناده
وفي لفظه وقد خالفه فيه من هو أثبت منه فمن الختلف عليه في ذلك ما حدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا ابن أبي دليم وقاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال
حدثنا حامد بن يحيى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد الخراساني أبي عبدالرحمن قال حدثنا سليمان بن عتيق قال سمعت عبدال بن الزبير يقول سمعت عمر
بن الخطاب يقول صلة
في المسجد الحرام أفضل من مائة صلة في مسجد النبي صلى ال عليه وسلم وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا أحمد بن دحيم وكتبته من أصله قال حدثنا أبو جعفر الديبلي
محمد ) ( 1بن إبراهيم قال حدثنا أبو عبيدال سعيد بن عبدالرحمن المخزومي قال حدثنا سفيان عن زياد بن سعد عن ابن عتيق قال سمعت ابن الزبير على المنبر يقول
سمعت عمر بن الخطاب يقول صلة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلة فيما سواه من المساجد إل مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنما فضله عليه بمائة
صلة فهذا خلف ما ذكروه في حديث ابن عتيق عن ابن الزبير عن عمر فكيف بحديث قد روى فيه ضد ما ذكروه نصا من رواية الثقات إلى ما في إسناده من الختلف
أيضا وقد ذكره عبدالرزاق عن ابن جريج قال أخبرنا سليمان بن عتيق وعطاء عن ابن الزبير أنهما سمعاه يقول صلة في المسجد الحرام خير من مائة صلة فيه ويشير
إلى مسجد المدينة
وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو يحيى ) ( 1بن أبي مسرة ومحمد بن عبدالسلم الخشني قال حدثنا محمد بن أبي عمر قال حدثنا
سفيان عن زياد بن سعد عن سليمان بن عتيق قال سمعت ابن الزبير يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول صلة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلة فيما سواه من
المساجد إل مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم فإن فضله عليه بمائة صلة فهذا حديث سليمان بن عتيق محتمل للتأويل لن قوله فضله عليه يحتمل الوجهين إل أنه قد
جاء عن عبدال بن الزبير نصا من نقل الثقات خلف ما تأولوه عليه على أنه لم يتابع فيه سليمان بن عتيق على ذكر عمر وهو مما أخطأ فيه عندهم سليمان بن عتيق
وانفرد به وماانفرد به فل حجة فيه وإنماالحديث محفوظ عن ابن الزبير على وجهين طائفة توقفه عليه فتجعله من قوله وطائفة ترفعه عنه عن النبي صلى ال عليه وسلم
بمعنى واحد أن الصلة في المسجد الحرام أفضل من الصلة في مسجد النبي صلى ال عليه وسلم بمائة ضعف
هكذا رواه عطاء بن أبي رباح عن عبدال بن الزبير واختلف في رفعه عن عطاء على حسبما نذكره ومن رفعه عنه عن النبي صلى ال عليه وسلم أحفظ وأثبت من جهة
النقل وهو أيضا صحيح في النظر لن مثله ل يدرك بالرأي ول بد فيه من التوقيف فلهذا قلناأن من رفعه أولى مع شهادة أئمة الحديث للذي رفعه بالحفظ والثقة فممن رقفه
علي بن الزبير من رواية عطاء الحجاج بن أرطاه وابن جريج على أن ابن جريج رواه عن سليمان بن عتيق أيضا مثل روايته عن عطاء سواء فحديث الحجاج حدثناه
عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي حدثنا هشيم قال أخبرنا الحجاج عن عطاء عن عبدال بن الزبير قال الصلة في المسجد الحرام
تفضل على مسجد النبي صلى ال عليه وسلم بمائة ضعف قال عطاء فنظرنا في ذلك فإذا هي تفضل على سائر المساجد بمائة ألف ضعف وذكر عبدالرزاق وغيره عن
ابن جريج قال أخبرني عطاء أنه سمع ابن الزبير يقول على المنبر صلة في المسجد
الحرام خير من ألف ) ( 1صلة فيما سواه من المساجد قال قلت لم يسم مسجد المدينة قال يخيل إلي أنه إنما أراد مسجد المدينة ) ( 2قال ابن جريج وأخبرني سليمان بن
عتيق بمثل خبر عطاء هذا ثم يشير ابن الزبير إلى المدينة ) ( 3هكذا قال ابن جريج بألف وعلى ما أشار إليه وتأوله ابن جريج في حديثه هذا تكون الصلة في المسجد
B314
TEXT
الحرام تفضل على الصلة في كل المساجد غير مسجد النبي صلى ال عليه وسلم بألف ألف وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم في هذا الباب ما يقطع الخلف
ويحسم التنازع ولكن الحديث لم يقمه ول جوده إل حبيب المعلم عن عطاء أقام إسناده وجود لفظه فأتى بالمعروف في الصلة في المسجد ) الحرام بأنها مائة ألف صلة
وفي مسجد النبي صلى ال عليه وسلم بألف صلة ( حدثنا عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا أبو يحيى عبدال بن أبي مسرة فقيه مكة قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن عبدال بن الزبير قال
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلة فيما سواه إل المسجد الحرام وصلة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلة في
مسجدي ) وحدثنا عبدالوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن
عبدال بن الزبير قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلة فيما سواه من المساجد إل المسجد الحرام وصلة في المسجد
الحرام أفضل من صلة في مسجدي هذا بمائة صلة ( فأسند حبيب المعلم هذا الحديث وجوده ولم يخلط في لفظه ول في معناه وكان ثقة وليس في هذا الباب عن ابن
الزبير ما يحتج به عند أهل العلم بالحديث إل حديث حبيب هذا قال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول حبيب المعلم بصري ثقة وذكر عبدال بن أحمد بن حنبل
قال
سمعت أبي يقول حبيب المعلم ثقة ما أصح حديثه وسئل أبو زرعة الرازي عن حبيب المعلم فقال بصري ثقة وقد روى في هذا الباب عن عطاء عن جابر حديث نقلته ثقاة
كلهم بمثل حديث حبيب المعلم سواء وجائز أن يكون عند عطاء في ذلك عن جابر وعبدال بن الزبير فيكونان حديثين وعلى ذلك يحمله أهل الفقه في الحديث قال أبو عمر
ولم يرو عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجه قوي ول ضعيف ما يعارض هذا الحديث ول عن أحد من أصحابه رضي ال عنهم وهو حديث ثابت ل مطعن فيه لحد
إل لمتعسف ل يعرج على قوله في حبيب المعلم وقد كان أحمد ابن حنبل يمدحه ويوثقه ويثني عليه وكان عبدالرحمن بن مهدي يحدث عنه ولم يرو عنه القطان وروي
عنه يزيد بن زريع وحماد بن زيد وعبد الوهاب الثقفي وعندهم عنه كثير ) ( 1وسائر السناد أئمة ثقات أثبات وقد رواه الحجاج بن أرطاة عن عطاء مثل رواية حبيب
المعلم سواء وقد روي من حديث ) جابر ) ( ( 2عن النبي صلى ال عليه وسلم مثل حديث ابن الزبير سواء
حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثني حكيم بن سيف حدثنا عبيد ال ) ( 1بن عمرو عن عبدالكريم ) الجزري ( عن عطاء بن أبي رباح
عن جابر بن عبدال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلة فيما سواه من المساجد إل المسجد الحرام وصلة في المسجد
الحرام أفضل من مائة ألف ) ( 2صلة فيما سواه ) ( 3وحكيم بن سيف هذا شيخ من أهل الرقة وقد روى عنه أبو زرعة الرازي وغيره وأخذ عنه ابن وضاح وهو
عندهم شيخ صدوق ل بأس به ) ( 4فإن كان حفظ فهما حديثان وإل فالقول قول حبيب المعلم على ما ذكرنا
وقد روي في هذا الباب أيضا ) حديث بهذا المعنى عن عطاء عن ابن عمر مسندا وهو عندهم ( حديث آخر ل شك فيه لنه روي عن ابن عمر من وجوه حدثنا
عبدالرحمن ابن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن محمد ابن بدر الباهلي ) ( 1حدثنا محمد بن إسماعيل بن علية حدثنا إسحاق بن يوسف الزرق قال أخبرنا
عبد الملك عن عطاء عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم قال صلة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلة فيما سواه من المساجد إل المسجد الحرام فهو أفضل )
( 2حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ وابن أبي دليم قال حدثنا محمد بن وضاح حدثنا يوسف ابن عدي ) عن عبيد ال بن عمرو ) ( ( 3عن عبد الملك عن
عطاء عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلة في غيره من المساجد إل المسجد الحرام فإن الصلة فيه أفضل
وحدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبدال بن محمد ) ابن علي ( قال حدثنا أحمد بن خالد حدثنا علي بن عبد العزيز وأجازه لنا أيضا أبو محمد ) عبدال ( بن عبد المومن
عن ابن جامع عن علي بن عبد العزيز حدثنا محمد بن عمار حدثنا أبو معاوية عن موسى الجهني عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة
في مسجدي هذا أفضل من ألف صلة في غيره إل المسجد الحرام فإنه أفضل منه بمائة صلة ) ( 1قال علي بن عبد العزيز وحدثنا عازم قال حدثنا حماد ابن زيد عن
حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن عبدال بن الزبير عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله ) قال أبو عمر ( موسى الجهني ) ( 2كوفي ) ثقة ( أثنى عليه القطان
وأحمد ويحيى وجماعتهم ) وروى عنه شعبة والثوري ويحيى بن سعيد ( وقد روى عن أبي الدرداء وجابر بمثل هذا المعنى سواء ) حدثنا إبراهيم بن شاكر حدثنا محمد
بن أحمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن أيوب الرسي قال حدثنا أحمد بن عمرو البزار قال حدثنا إبراهيم بن حميد بن يزيد بن شداد قال حدثنا سعيد بن سالم القداح قال حدثنا
سعيد بن بشر ( عن إسماعيل بن عبيد ال عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فضل الصلة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف
صلة وفي مسجدي ألف صلة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلة ) ) ( 1قال البزار هذا إسناد حسن وقد روي ( من حديث عثمان بن السود عن مجاهد عن جابر
مثله سواء
وروى الحميدي عن ابن عيينة قال حدثني عمر بن سعيد عن أبيه عن أبي عمرو الشيباني قال قال عبدال بن مسعود ما لمرأة أفضل من صلتها في بيتها إل المسجد
الحرام وهذا تفضيل منه للصلة فيه على الصلة في مسجد النبي عليه السلم لن النبي صلى ال عليه وسلم قال لصحابه صلة أحدكم في بيته أفضل من صلته في
مسجدي إل المكتوبة وقد اتفق مالك وسائر العلماء على أن صلة العيدين يبرز لها في كل بلد إل بمكة فإنها تصلى في المسجد الحرام وذكر ابن وهب في جامعه عن مالك
أن آدم لما اهبط إلى الرض قال يا رب هذه أحب الرض إليك أن تعبد فيها قال بل مكة وقد ذكرنا هذا الخبر بتمامه في باب حبيب بن عبدالرحمن من هذا الكتاب ) ( 1
وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا حامد بن يحيى وأحمد بن سلمة بن الضحاك قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن سعيد
بن المسيب عن أبي هريرة قال
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة في مسجدي هذا خير من ألف صلة فيما سواه من المساجد إل المسجد الحرام قال سفيان فيرون أن الصلة في المسجد الحرام
أفضل من مائة ألف صلة فيما سواه من المساجد حدثنا أحمد بن سعيد بن بشر ) ( 1قال حدثنا ابن أبي دليم قال ) حدثنا ( ابن وضاح قال حدثنا أحمد بن عمرو ابن
السرح قال سمعت ابن وهب يقول ما رأيت أعلم بالتفسير للحديث من ابن عيينة ) وحسبك في هذا بقوله صلى ال عليه وسلم بمكة وال إني لعلم أنك خير أرض ال
وأحبها إلى ال ولول أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ( ) ( 2وهذا من أصح الثار عن النبي عليه السلم حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا
أحمد بن زهير حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن عبدال بن عدي ابن الحمراء قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم
وهو واقف على راحلته بالحزورة يقول وال إنك لخير أرض ال وأحب أرض ال إلى ال ولول إني أخرجت منك ما خرجت وهذا قاطع في موضع الخلف وال
المستعان ورواه ابن وهب عن يونس بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن عبدال بن عدي بن الحمراء عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله سواء وأخبرنا قاسم بن
محمد حدثنا خالد بن سعد حدثنا أحمد بن عمرو بن منصور حدثنا ابن سنجر حدثنا محمد ابن عبيد قال حدثنا طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال لما خرج
رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة قال أما وال إني لخرج منك وإني لعلم أنك أحب بلد ال إلى ال وأكرمه على ال ولول أهلك أخرجوني منك ما خرجت (
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف
ابن مهران ) ( 1عن ابن عباس قال قال علي بن أبي طالب إني لعلم أحب بقعة إلى ال في الرض وأفضل بئر في الرض وأطيب أرض في الرض ريحا فأما أحب
بقعة إلى ال في الرض فالبيت الحرام ) وما حوله ( وأفضل بئر في الرض زمزم وأطيب أرض في الرض ريحا الهند هبط بها آدم عليه السلم من الجنة فعلق شجرها
من ريح الجنة فهذا عمر وعلي وابن مسعود وأبو الدرداء ) وابن عمر وجابر ( يفضلون مكة ومسجدها وهم أولى بالتقليد ممن بعدهم ) وذكر عبد الرزاق عن معمر عن
قتادة قال صلة في المسجد الحرام خير من مائة صلة في مسجد المدينة قال معمر وسمعت أيوب يحدث عن أبي العالية عن عبدال بن الزبير مثل قول قتادة ( ) ( 2
وذكر عبد الملك بن حبيب عن مطرف وعن أصبغ عن ابن وهب أنهما كانا يذهبان إلى تفضيل الصلة في المسجد الحرام على الصلة في مسجد النبي صلى ال عليه
وسلم على ما في أحاديث هذا الباب وال الموفق للصواب
) قال أبو عمر ( أصحابنا يقولون أن قول ابن عيينة حجة حين حدث بحديث أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوشك أن
يضرب الناس أكباد البل فل يجدون عالما أعلم من عالم المدينة قال ابن عيينة كانوا يرونه مالك بن أنس ) ( 1قالوا قول ابن عيينة حجة لنه إذا قال كان يرون إنما
حكى عن التابعين فيلزمهم مثل ذلك في قول ابن عيينة في تفسير حديث هذا الباب لنه قال أنه حدث به فكانوا يرون أن الصلة في المسجد الحرام أفضل بمائة ألف فيما
سواه ول يشك عالم منصف في أن ابن عيينة فوق ابن نافع في الفهم والفضل والعلم وأنه إذا لم يكن بد من التقليد فتقليده أولى من تقليد ابن نافع وفيما ذكرنا في هذا الباب
عن النبي عليه السلم وأصحابه رضي ال عنهم غني عما سواهم والحمد ل (
) قال أبو عمر ( طعن قوم في حديث عطاء في هذا الباب للختلف عليه فيه لن قوما يرونه عنه عن ابن الزبير وآخرون يروونه عنه عن ابن عمر وآخرون يروونه
B314
TEXT
عنه عن جابر ومن العلماء من لم يجعل مثل هذا علة في هذا الحديث لنه يمكن أن يكون عند عطاء عنهم كلهم والواجب أن ل يدفع خبر نقله العدول إل بحجة ل تحتمل
التأويل ول المخرج ول يجد منكرها لها مدفعا وهو مشتهر بصحة حديث عطاء وبال التوفيق وفي هذا الباب حديث موسى الجهني عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى
ال عليه وسلم لم يختلف عليه فيه وهو يشهد لصحة حديث عطاء وبال توفيقنا (
زياد بن أبي زياد ) ( 1وهو زياد بن أبي زياد مولى عبدال بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي يكنى أبا جعفر واسم أبي زياد ميسرة فيما ذكر البخاري وكان زياد هذا
أحد الفضلء العباد الثقات من أهل المدينة يقال أنه لم يكن في عصره بالمدينة مولى أفضل منه ومن أبي جعفر القاري وولؤهما جميعا واحد قال ابن وهب سمعت مالكا
يقول كان زيد بن أبي زياد عابدا وكان يلبس الصوف وكان يكون وحده ول يجالس أحدا وكانت فيه لكنة وذكر العقيلي في تاريخه الكبير قال أخبرنا يحيى بن عثمان حدثنا
حامد بن يحيى حدثنا بكر ابن صدقة قال وزياد بن أبي زياد هو الذي يقول فيه جرير ابن الخطفي إذ اجتمعوا عند باب عمر بن عبد العزيز فخرج الرسول فقال أين زياد
بن أبي زياد فأذن له فقال جرير ) ( 2
%يا أيها القارىء المرخي عمامته %هذا زمانك أنى قد مضى زمني % % %أبلغ خليفتنا إن كنت لقيه %أنا لدى الباب محبوسون في قرن ) % ( 1قال أبو عمر
قد روى من وجوه أن هذا القول إنما قاله جرير لعون بن عبدال بن عتبة وال أعلم لمالك عن زياد بن أبي زياد هذا من مرفوعات الموطأ حديث واحد مرسل وآخر
موقوف مسند مالك عن زياد بن أبي زياد عن طلحة بن عبيدال بن كريز أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلته أنا والنبيون
من قبلي ل إله إل ال ) وحده ل شريك له ( ذكر مالك هذا الحديث في موضعين من موطئه أحدهما آخر كتاب الصلة ذكره فيه كما ذكرناه هاهنا عنه وذكره
في كتاب الحج فنسبه قال مالك عن زياد بن أبي زياد مولى عبدال بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عن طلحة بن عبيدال بن كريز الخزاعي وذكر الحديث ) ( 1وقال
عبدال بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن طلحة بن عبيدال بن كريز ) ( 2فقال ثقة قال أبو عمر ل خلف عن مالك في إرسال هذا الحديث كما رأيت ول أحفظه بهذا
السناد مسندا من وجه يحتج بمثله وقد جاء مسندا من حديث علي بن أبي طالب وعبدال بن عمرو بن العاص فأما حديث علي فإنه يدور على دينار أبي عمرو عن ابن
الحنفية وليس دينار ممن يحتج به وحديث عبدال بن عمرو من حديث عمرو بن شعيب وليس دون عمور من يحتج به فيه ) ) ( 3وأحاديث الفضائل ل يحتاج فيها إلى
من يحتج به (
حدثنا أحمد بن عبدال بن محمد بن علي قال حدثنا أبي قال حدثنا عبدال بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن نضر بن عربي
عن ابن أبي حسين ) ( 1قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أكثر دعائي ودعاء النبياء قبلي بعرفة ل إله إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت
وهو على كل شيء قدير قال أبو بكر وحدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة ) ( 2عن أخيه ) ( 3عن علي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أكثر دعائي ودعاء
النبياء قبلي بعرفة ل إله إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا اللهم اشرح
لي صدري ويسر لي أمري أعوذ بك من وسواس الصدر وفتنة القبر وشتات المر وأعوذ بك من شر ما يأتي في الليل والنهار
وما تهب ) ( 1به الرياح ) ( 2ومرسل مالك أثبت من تلك المسانيد وال أعلم وقد روى معناه عن النبي صلى ال عليه وسلم من طرق شتى وسنذكر منها ما حضرنا إن
شاء ال تعالى وفيه من الفقه إن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره وفي فضل يوم عرفة دليل أن لليام بعضها فضل على
بعض إل أن ذلك ل يدرك إل بالتوقيف والذي أدركنا من ذلك بالتوقيف الصحيح فضل يوم الجمعة ويوم عاشوراء ويوم عرفة وجاء في يوم الثنين ويوم الخميس ما جاء
وليس شيء من هذا يدرك بقياس ول فيه للنظر مدخل وفي الحديث أيضا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الغلب وفيه أيضا أن أفضل الذكر ل إله إل ال
وقد اختلف العلماء في أفضل الذكر فقال منهم قوم أفضل الكلم ل إله إل ال واحتجوا بهذا الحديث وإنها كلمة السلم وكلمة التقوى ) ( 1وقال آخرون أفضل الذكر
الحمد ل رب العالمين ففيه معنى الشكر والثناء وفيه من الخلص ما في ل إله إل ال وإنه افتتح ال به كلمه وختم به وهو آخر دعوى أهل الجنة ) ( 2ولكل واحد من
القولين وجه وآثار تدل على ما ذهب إليه من قال به نذكر منها ما حضرنا حفظه مما فيه كفاية إن شاء ال حدثنا محمد بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن معاوية قال أخبرنا
أحمد بن شعيب قال أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي ) ( 3قال حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير النصاري المدني قال سمعت طلحة بن خراش يقول سمعت جابر بن
عبدال يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول أفضل الذكر ل إله إل ال وأفضل الدعاء الحمد ل ) ( 1قال أبو عمر ربما وقفه على جابر وقد روى من غير هذا الوجه عن جابر مرفوعا أيضا أفضل الذكر ل إله
إل ال وأفضل الشكر الحمد ل وفي حديث جابر هذا مع حديث مالك حجة لمن ذهب إلى أن أفضل الذكر ل إله إل ال وأما قوله في حديث جابر أفضل الدعاء الحمد ل
فإن الذكر كله دعاء عند العلماء ومما يبين ذلك ما حدثنا به عبدال بن محمد بن يوسف وأحمد بن عمر بن عبدال قال حدثنا عبدال بن محمد بن علي حدثنا محمد بن
فطيس حدثنا علي بن إسماعيل بن زريق أبو زيد الموصلي قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال سألت ابن عيينة يوما ما كان أكثر قول رسول ال صلى ال عليه
وسلم
بعرفة قال ل إله إل ال وسبحان ال والحمد ل وال أكبر ول الحمد ثم قال سفيان إنما هو ذكر وليس فيه دعاء ثم قال أما علمت قوله ال عز وجل حيث يقول ) إذا شغل
عبدي ثناؤه علي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ( ) ( 1قال قلت نعم حدثتني أنت يا أبا محمد عن منصور عن مالك بن الحارث ) وحدثني عبدالرحمن بن
مهدي عن سفيان الثوري عن منصور عن مالك بن الحارث ( قال هذا تفسيره ثم قال أما علمت قول أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب نائله وفضله قلت ل
قال قال أمية حين أتى ابن جدعان %أأطلب حاجتي أم قد كفاني %حياؤك إن شيمتك الحياء % %كفاه من تعرضك الثناء %إذا أثنى عليك المرء يوما %قال سفيان
رحمه ال هذا مخلوق حين ينسب إلى أن يكتفي بالثناء عليه دون مسئلته فكيف بالخالق تبارك وتعالى
قال الحسين لما سألت سفيان رحمه ال عن هذا فكأني إنما سألته عن آية من كتاب ال وذلك أنني لم أدع كبير أحد بالعراق إل وقد سألته عنه فما فسره لي كما فسره ابن
عيينة رحمه ال قال أبو عمر هي أبيات كثيرة قد أنشدها المبرد وحبيب فذكر بعد البيتين اللذين في الخبر المذكور %وعلمك بالحقوق وأنت فرع %لك الحسب المهذب
والسناء % % %كريم ما يغيره صباح % %عن الخلق الجميل ول ماء % % %يباري الريح مكرمة وجودا %إذا ما الكلب أجحره الشاء % %وأرضك كل
مكرمة بناها %بنو تيم وأنت لها ساء %وحديث مالك بن الحرث قوله هذا قد روى مرفوعا إلى النبي صلى ال عليه وسلم رواه صفوان بن أبي الصهباء عن بكير بن
عتيق عن سالم بن عبدال بن عمر عن أبي عن عمر بن الخطاب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
يقول ال عز وجل ) من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) ( ( 1ليس يجيء هذا الحديث فيما علمت مرفوعا إل بهذا السناد وصفوان بن أبي
الصهباء ) ( 2وبكير بن عتيق ) ( 3رجلن صالحان وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا ابن أبي عمر العدني ) ( 4
حدثنا سفيان بن عيينة قال قال لي عبدالعزيز بن عمر كنت أتمنى أن ألقى الزهري فرأيته في النوم بعد موته عند الحدادين فقلت يا أبا بكر هل من دعوة قال نعم ل إله إل
ال وحده ل شريك له توكلت على الحي الذي
ل يموت اللهم إني أسألك أن تعيذني وذريتي من الشيطان الرجيم قال أبو عمر فهذا كله يدل على أن الثناء دعاء ويفسر معنى حديث هذا الباب وال الموفق للصواب قال
أبو عمر من فضل الحمد ل فحجته ما أخبرناه عبدال بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا
عبدالرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن ضرار بن مرة عن أبي صالح الحنفي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري عن النبي صلى ال عليه وسلم قال إن ال اصطفى من
الكلم أربعا سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر فمن قال سبحان ال كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الحمد ل فذلك ثناء ال وثناؤه
ل إله إل ال فمثل ذلك ومن قال الحمد ل رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلثون حسنة وحطت عنه ثلثون سيئة ) ( 1
وحدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن
السلولي عن كعب قال اختار ال عز وجل الكلم فأحب الكلم إلى ال عز وجل ل إله إل ال وال أكبر وسبحان ال والحمد ل فمن قال ل إله إل ال فهي كلمة الخلص
كتب ال له بها عشرين حسنة وكفر عنه عشرين سيئة ومن قال ال أكبر فذلك جلل ال كتب ال له بها عشرين حسنة وكفر عنه عشرين سيئة ومن قال سبحان ال كتب
له بها عشرون حسنة وكفر عنه عشرون سيئة ومن قال الحمد ل فذلك ثناء ال وثناؤه الحمد ل كتب له بها ثلثين حسنة وكفر عنه ثلثين سيئة قال حمزة يشبه أن يكون
السلولي عبدال بن ضمرة ) ( 1قال أبو عمر من قال إن هذه الربع سواء احتج بما رواه حمزة عن العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم خير الكلم أربع
ل تبالي بأيهن بدأت سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر وخالفه ابن فضيل فرواه عن العمش عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم
B314
TEXT
وليس فيه حجة واضحة وما تقدم في الحمد ل واضح وقد جاء عن ابن عباس تفضيل سبحان ال على الحمد ل وتقديم ل إله إل ال على الذكر كله وذكر أبو العباس محمد
بن إسحاق السراج في تاريخ قال حدثنا عبدال بن مطيع قال حدثنا هشيم عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله
عن أفضل الكلم ما هو والثاني والثالث والرابع وكتب إليه يسأله عن أكرم الخلق على ال وأكرم الماء على ال وعن أربعة من الخلق لم يركضوا في رحم ويسأله عن
قبر سار بصاحبه وعن المجرة وعن القوس وعن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع قبل ذلك ول بعده فلما قرأ معاوية الكتاب قال أخزاه ال وما علمي بما هاهنا فقيل له
أكتب إلى ابن عباس فسله فكتب إليه يسأله فكتب إليه ابن عباس ) ان ( أفضل الكلم
ل إله إل ال كلمة الخلص ل يقبل عمل إل بها والتي تليها سبحان ال وبحمده أحب الكلم إلى ال والتي تليها الحمد ل كلمة الشكر والتي تليها ال أكبر فاتحة الصلوات
والركوع والسجود وأكرم الخلق على ال آدم عليه السلم وأكرم الماء على ال مريم وأما الربعة التي لم يركضوا في رحم فآدم وحواء والكبش الذي فدي به إسماعيل
وعصا موسى حيث ألقاها فصارت ثعبانا مبينا وأما القبر الذي سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس وأما المجرة فباب السماء وأما القوس فإنها أمان لهل الرض من
الغرق بعد قوم نوح وأما المكان الذي طلعت فيه الشمس ولم تطلع قبله ول بعده فالمكان الذي انفرج من البحر لبني إسرائيل فلما قدم عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب
الروم فقال لقد علمت أن معاوية لم يكن له بهذا علم وما أصاب هذا إل رجل من أهل بيت النبوة ومن الحجة لقول ابن عباس في تفضيل سبحان ال ما حدثنا سعيد بن
نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يحيى بن أبي بكر عن شعبة عن الجريري عن أبي عبدال الحميدي عن عبدال بن الصامت عن أبي ذر
قال قال ) لي ( رسول ال صلى ال عليه وسلم أل أخبرك بأحب الكلم إلى ال قلت بلى يا رسول ال قال أحب الكلم إلى ال سبحان ال وبحمده ) ( 1ومن قال ل إله إل
ال أفضل الكلم فمن حجته حديث جابر الذي قدمنا ذكره وحديث مالك المذكور في هذا الباب وما حدثنا أحمد بن فتح وعبدالرحمن بن يحيى قال أخبرنا حمزة بن محمد
بن علي الحافظ قال أخبرنا عمران بن موسى بن حميد الطبيب قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا عيسى بن يونس عن سفيان الثوري عن منصور عن هلل بن يساف
عن العرج عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من قال ل إله إل ال أنجته يوما من الدهر أصاب قبلها ما أصابه ( ) ( 2
وحدثني خلف بن القاسم الحافظ قال حدثنا أحمد بن أسامة قال حدثنا أحمد بن محمد بن رشدين قال حدثنا عمرو بن خالد إملء قال حدثنا عيسى بن يونس عن سفيان
الثوري فذكر بإسناده مثله وذكر أبو الحسن علي بن محمد الزرق في كتابه في الصحابة قال حدثنا محمد بن الحسن الكوفي قال حدثنا عباد بن أحمد العزرمي قال حدثني
عمي عن أبيه عن أبي المجالد عن زيد بن وهب عن أبي المنذر الجهني قال قلت يا رسول ال ما أفضل الكلم قال يا أبا المنذر قل ل إله إل ال وحده ل شريك له له
الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة في يوم فإنك إذا قلت ذلك في يوم فأنت أفضل الناس عمل إل من قال مثل مقالتك وأكثر من
سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر ول حول ول قوة إل بال ول تنس الستغفار في صلتك فإنها ممحاة للخطايا رحمة من ال ) ( 1وحدثني عبدالرحمن بن
يحيى وأحمد بن فتح قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا أبو عبدال محمد بن داود بن عثمان بن سعيد بن سالم الصدفي قال حدثنا
يحيى بن يزيد أبو شريك قال حدثنا ضمضام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أكثروا من شهادة أن ل إله إل ال
قبل أن يحال بينكم وبينها ولقنوها موتاكم ) ( 1حدثني قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا عبدال بن نعمة البصري قال كتب إلى
أحمد بن محمد بن مالك بن أنس يذكر حدثني إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من قال
ل إله إل ال أبدا غفر له أبدا وروى ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به قال يا موسى قل ل إله إل ال قال موسى يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل ل إله إل ال قال ل إله
إل أنت إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو أن السماوات
السبع وعامرهن غيري والرضين السبع في كفة ول إله إل ال في كفة مالت بهن ل إله إل ال ) ( 1وروى يزيد بن بشير عن سليمان بن المغيرة عن مالك بن أنس عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من قال كل يوم مائة مرة ل إله إل ال الحق المبين كان له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر
واستجلب به الغنى واستقرع به باب الجنة وهذا حديث غريب من حديث مالك ل يصح عنه وال أعلم وقد حدثناه خلف بن قاسم حدثنا يوسف بن القاسم بن يوسف بن
فارس وأبو الطيب محمد بن جعفر غندر قال حدثنا إبراهيم بن عبدال بن أيوب المخزومي قال حدثنا الفضل بن غانم عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
جده عن علي بن أبي طالب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من قال في يوم مائة مرة ل إله إل ال الحق المبين فذكره سواء ورواه محمد بن عثمان النشيطي قال
أخبرنا أبو الحجاج النضر بن محمد
) بصري ( ثقة من ولد زائدة بن قدامة عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من قال في يوم مائة مرة ل إله إل ال الحق
المبين استقرع أبواب الجنة وأمن من وحشة القبر واستجلب بها الرزق وأمن من الفقر وهذا ل يرويه عن مالك من يوثق به ول هو معروف من حديثه وهو حديث حسن
ترجى بركته إن شاء ال تعالى حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد بن حموية قراءة عليه قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا أبو عبدال محمد بن حفص بن عمر البصري
قال حدثنا عبيدال بن محمد بن عائشة قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن فقال يا معاذ
اتق ال وخالق الناس بخلق حسن وإذا عملت سيئة فأتبعها حسنة قال قلت يا رسول ال ل إله إل ال من الحسنات قال هي أكبر الحسنات ) ( 1حدثني خلف بن القاسم قال
حدثنا عبدال بن جعفر بن الورد قال حدثنا ابن رشدين قال
قال حدثني محمد بن يحيى بن إسماعيل الصدفي قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال قال رجل للوزاعي يا أبا عمرو أيهما أحب إليك ل إله إل ال مائة مرة أو سبحان ال
مائتي مرة قال ل إله إل ال وأخبرني أحمد بن عبدال بن محمد بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا أسلم بن عبدالعزيز قال حدثني المزني عن الشافعي قال أفضل الدعاء
يوم عرفة حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن الفضل بن العباس قال حدثنا محمد بن جرير بن يزيد قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبدالرحمن بن
مهدي قال حدثنا سفيان عن داود بن أبي هند عن محمد بن سيرين قال كانوا يرجون في ذلك الموطن يعني بعرفة حتى للجنين في بطن أمه قال أبو عمر لمالك عن زياد
بن أبي زياد هذا مما يدخل في حكم هذا الباب لنه توقيف في الغلب مالك عن زياد بن أبي زياد قال قال أبو الدرداء أل أخبركم بخير أعمالكم وأرفعها في درجاتكم
وأزكاها عند مليككم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا
أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى قال ذكر ال قال زياد بن أبي زياد وقال أبو عبدالرحمن معاذ بن جبل ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب ال من ذكر ال )
( 1وهذا يروى مسندا من طرق جيدة عن أبي الدرداء عن النبي صلى ال عليه وسلم حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن وضاح حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة حدثنا سليمان بن حيان أبو خالد الحمر قال حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن طاوس عن معاذ بن جبل قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما
عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب ال من ذكر ال قالوا يا رسول ال ول الجهاد في سبيل ال قال ول الجهاد في سبيل ال إل أن تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم
تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع ) ( 2
حدثنا يحيى بن يوسف حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا الحسن بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن عبدال بن سعيد بن
أبي هند عن زياد مولى ابن عياش عن أبي بحرية عن أبي الدرداء قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أل أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم )
( 1فذكر الحديث في الموطأ سواء قال وقال معاذ بن جبل ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب النار من ذكر ال ) ( 2وذكر ابن أبي شيبة قال حدثنا يحيى بن
واضح عن موسى بن عبيدة عن أبي عبدال القراظ عن معاذ بن جبل قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر من ذكر ال قال
وحدثنا وكيع عن مسعر عن علقمة بن مرثد عن ابن سابط عن معاذ بن جبل قال لن أذكر ال من غدوة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أحمل على الجهاد في سبيل
ال
من غدوة إلى أن تطلع الشمس قال وحدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن بشر بن عاصم عن عبدال بن عمر قال ذكر ال بالغداة والعشي أعظم من حطم السيوف في سبيل
ال وإعطاء المال سحا ) ( 1
زياد بن سعد بن عبدالرحمن الخراساني أبو عبدالرحمن أصله من خراسان ونشأته بها ثم سكن مكة زمانا ثم تحول منها إلى اليمن فسكن عك ) ( 1قال ابن عيينة هو من
العرب وصحب الزهري إلى أرضه حين كتب عنه قال ابن عيينة وكان زياد بن سعد ثقة قال وكان ل يكتب إل شيئا يحفظه إذا كان قصيرا وإن كان طويل لم يرض إل
الملء قال وقال لي زياد بن سعد أنا ل أحفظ حفظك أنت أحفظ مني أنا بطيء الحفظ فإذا حفظت شيئا كنت أحفظ منك قال ابن عيينة وقال أيوب لزياد بن سعد متى
B314
TEXT
سمعت من هلل بن أبي ميمونة ويحيى بن أبي كثير فقال سمعت منهما بالمدينة قال وكان زياد بن سعد خراسانيا
وذكر ابن أبي حازم عن مالك قال حدثني زياد بن سعد وكان ثقة من أهل خراسان سكن مكة وقدم علينا المدينة وله هيبة وصلح وقال عبدال بن أحمد بن حنبل سألت
أبي عن زياد بن سعد فقال ثقة وكذلك قال يحيى ابن معين زياد بن سعد خراساني ثقة قال أبو عمر أروى الناس عنه ابن جريج وكان شريكه ويقال ان زياد بن سعد كان
أميا ل يكتب وفي خبر ابن عيينة ما يدل على أنه كان يكتب إل إن أراد أنه كان يكتب له ) ( 1فال أعلم ولمالك عنه في الموطأ من حديث النبي صلى ال عليه وسلم
ثلثة أحاديث أحدها متصل مسند والثاني مرسل عند أكثر الرواة والثالث موقوف
#حديث أول لزياد بن سعد مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاوس اليماني أنه قال أدركت ناسا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يقولون كل
شيء بقدر قال طاوس وسمعت عبدال بن عمر يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز ) ( 1هكذا رواه يحيى
على الشك في تقديم إحدى اللفظتين وتابعه ابن بكير وأبو المصعب ورواه القعنبي وابن وهب موقوفا لم يزيدوا على قوله عن طاوس أدركت ناسا من أصحاب رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر وأكثر الرواة ذكروا الزيادة عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم كما روى يحيى إل أن منهم من لم يشك ورواه على
القطع وهو حديث ثابت ل يجىء إل من هذا الوجه فإن صح أن الشك من ابن عمر أو ممن هو دونه
ففيه دليل على مراعاة التيان بألفاظ النبي صلى ال عليه وسلم على رتبتها وأظن هذا من ورع ابن عمر رحمه ال والذي عليه العلماء استجازة التيان بالمعاني دون
اللفاظ لمن يعرف المعنى روى ذلك عن جماعة ) ) ( 1منهم ( منصوصا ومن تأمل حديث ابن شهاب ومثله واختلف أصحابهم عليهم في متون الحاديث بأن له ما قلنا
) ( 2وبال توفيقنا وفي هذا الحديث أدل الدلئل وأوضحها على أن الشر والخير كل من عند ال وهو خالفهما ل شريك له ول إله غيره لن العجز شر ولو كان خيرا ما
استعاذ منه رسول ال صلى ال عليه وسلم أل ترى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد استعاذ من الكسل والعجز والجبن والدين ومحال أن يستعيذ من الخير وفي قول
ال عز وجل !> قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق <! 3كفاية لمن وفق وقال عز وجل !> يضل من يشاء ويهدي من يشاء <! 4
وروى مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن دينار أنه قال سمعت عبدال بن الزبير يقول في خطبته أن ال هو الهادي والفاتن ) ( 1وفيما اجاز لنا أبو ذر عبد بن أحمد
الهروي ) ( 2قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالرحمن بن وهب السقطي بالبصرة قال حدثنا أبو زيد خالد بن النصر قال حدثنا علي بن حرب أبو الحسن الموصلي قال
حدثنا خالد بن يزيد العدوي قال حدثني عبدالعزيز بن أبي رواد قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فقال أرأيت من حرمني الهدى
وأورثني الضللة والردى أتراه أحسن إلي أو ظلمني فقال ابن عباس إن كان الهدى شيئا كان لك عنده فمنعكه فقد ظلمك وإن كان الهدى له يؤتيه من يشاء فما ظلمك شيئا
ول تجالسني بعده وقد روى أن غيلن القدري وقف بربيعة بن أبي عبدالرحمن فقال له يا أبا عثمان أرأيت الذي منعني الهدى ومنحني الردى أأحسن إلي أم أساء فقال
ربيعة إن كان
منعك شيئا هو لك فقد ظلمك وإن كان فضله يؤتيه من يشاء فما ظلمك شيئا وإنما أخذه ربيعة من قول ابن عباس هذا وال أعلم !> وما ربك بظلم للعبيد <! !> ل يظلم
الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون <! 2و !> ل يسأل عما يفعل وهم يسألون <! 3ذكر عبدالرزاق ) ( 4عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنه قال
له رجل يا أبا العباس أن ناسا يقولون إن الشر ليس بقدر فقال بيننا وبين أهل القدر هذه الية !> سيقول الذين أشركوا لو شاء ال ما أشركنا <! الية كلها حتى بلغ !> فلو
شاء لهداكم أجمعين <! 5وقال غيلن القدري لربيعة أنت الذي تزعم أن ال يحب أن يعصى قال وأنت تزعم أن ال يعصى قسرا أخبرنا عبدال بن محمد حدثنا حمزة بن
محمد حدثنا أحمد بن شعيب حدثنا عمرو بن علي ) ( 6
حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أنس أن نبي صلى ال عليه وسلم قال اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن ) والهرم ( ) ( 1وعذاب القبر
وفتنة المحيا والممات ) ( 2قال وأخبرنا أحمد بن شعيب أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا محاضر قال حدثنا عاصم الحول عن عبدال بن الحارث عن زيد بن أرقم قال
أل أعلمكم ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمنا اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن والهرم وعذاب القبر اللهم آت أنفسنا ) ( 3تقواها
) وزكها ( أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها اللهم إني أعوذ بك من قلب ل يخشع ومن نفس ل تشبع وعلم ل ينفع ودعوة ل يستجاب لها ) ( 4
وذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو بكر بن عياش قال حدثنا إدريس ابن وهب بن منبه عن أبيه قال نظرت في القدر فتحيرت ثم نظرت
فيه فتحيرت ووجدت أعلم الناس بالقدر أكفهم عنه وأجهل الناس به أنطقهم فيه وروى إسماعيل القاضي قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا الصمعي قال سمعت أبا عمرو
بن العلء يقول أشهد أن ال يضل ويهدي فإن قيل لي فسر قلت أغن عني نفسك قال الحسن بن علي الحلواني أملى علي علي بن المديني قال سألت عبدالرحمن بن مهدي
عن القدر فقال لي كل شيء بقدر والطاعة بقدر والمعصية بقدر قال وقد أعظم الفرية من قال أن المعاصي ليست بقدر قال وقال لي عبدالرحمن بن مهدي العلم والقدر
والكتاب سواء ثم عرضت كلم عبدالرحمن هذا على يحيى بن سعيد فقال لم يبق بعد هذا قليل ول كثير
قال أبو عمر روى عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث ابن مسعود رواه أبو وائل وغيره عنه أنه قال إذا ذكر القدر فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر
أصحابي فأمسكوا ) ( 1
#حديث ثان لزياد بن سعد مرسل مالك عن زياد بن سعد عن ابن شهاب أنه سمعه يقول سدل رسول ال صلى ال عليه وسلم ناصيته ما شاء ال ثم فرق بعد ) ( 1هكذا
رواه الرواة كلهم عن مالك مرسل إل حماد بن خالد الخياط فإنه وصله وأسنده وجعله عن مالك عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس فأخطأ فيه والصواب فيه من
رواية مالك الرسال كما في الموطأ ل من حديث أنس وهو الذي يصححه أهل الحديث فأما رواية حماد بن خالد عن مالك فحدثني خلف بن قاسم قال حدثنا محمد بن
إبراهيم بن إسحاق بن مهران
السراج حدثنا عبدال بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا حماد بن خالد الخياط حدثنا مالك عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس قال سدل رسول ال صلى ال عليه وسلم
ناصيته ما شاء ال أن يسدل ثم فرق بعد وهكذا رواه صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه كما رواه أخوه عبدال عن أبيه عن حماد بن خالد عن مالك عن زياد بن سعد عن
الزهري عن أنس ورواه إسحاق بن داود عن أحمد بن حنبل عن حماد بن خالد عن مالك عن الزهري عن أنس لم يذكر زياد بن سعد فأخطأ فيه أيضا حدثني أحمد بن
عبدال بن محمد بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن قاسم قال حدثنا عبدال بن علي بن الجارود قال حدثني عبدال بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا
حماد بن خالد قال حدثنا مالك بن أنس قال حدثنا زياد بن سعد
عن الزهري عن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم سدل ناصيته ما شاء ال أن يسدلها ثم فرق بعد قال أحمد بن حنبل وهذا خطأ وإنما هو عن ابن عباس قال أبو عمر ما
قاله أحمد فهو الصواب كذلك رواه يونس بن يزيد وإبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيدال عن ابن عباس حدثنا أحمد بن فتح بن عبدال قال حدثنا محمد بن عبدال
بن زكرياء النيسابوري قال حدثنا أبو عبدال الحسين بن محمد الضحاك قال حدثنا أبو مروان العثماني قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيدال بن عبدال
عن ابن عباس قال سدل رسول ال صلى ال عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد وحدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن
عبدالعزيز قال حدثنا أحمد بن عبدال بن يونس قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال أخبرنا ابن شهاب عن عبيدال بن عبدال
عن ابن عباس قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه وإن أهل الكتاب يسدلون شعورهم وكان المشركون يفرقون شعورهم
فسدل رسول ال صلى ال عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد ) ( 1وحدثنا أحمد بن قاسم بن عبدالرحمن قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا
محمد بن جعفر الوركاني قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد ال بن عبدال عن ابن عباس قال كان أهل الكتاب يسدلون شعورهم وكان المشركون يفرقون
رؤوسهم وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به فسدل رسول ال صلى ال عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد ) ( 2وحدثنا عبد
الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا المطلب بن شعيب قال حدثنا عبدال
ابن صالح قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن عبيد ال بن عبدال عن ابن عباس فذكره وكذلك رواه ابن وهب عن يونس عن الزهري عن عبيد
ال بن عبدال عن ابن عباس مثله مرفوعا حدثناه عبدالرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد ابن مسرور قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون ابن سعيد قال
أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عبيد ال بن عبدال بن عتبة عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يسدل شعره وكان
المشركون يفرقون رؤوسهم وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق رسول ال
صلى ال عليه وسلم رأسه ) ( 1ورواه معمر وابن عيينة عن الزهري عن عبيدال مرسل لم يذكرا ابن عباس قال محمد بن يحيى النيسابوري والصحيح المحفوظ
B314
TEXT
ما رواه يونس وإبراهيم بن سعد قال وما أظن ابن عيينة سمعه من الزهري قال أبو عمر في هذا الحديث من الفقه ترك حلق شعر الرأس وحبس الجمم وفيه دليل على أن
حبس الجمة أفضل من الحلق لن ما صنعه رسول ال صلى ال عليه وسلم في خاصته أفضل مما أقر الناس عليه ولم ينههم عنه لنه في كل أحواله في خاصة نفسه على
أفضل المور وأكملها وأرفعها صلى ال عليه وسلم وفيه أيضا من الفقه أن الفرق في الشعر سنة وأنه أولى من السدل لنه آخر ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه
وسلم وهذا الفرق ل يكون إل مع كثرة الشعر وطوله والناصية شعر مقدم الرأس كله وسدله تركه منسدل سائل على هيئته والتفريق أن يقسم شعر ناصيته يمينا وشمال
فتظهر جبهته وجبينه من الجانبين والفرق سنة مسنونة
وقد قيل أنها من ملة إبراهيم وسنته صلى ال عليه وسلم ذكر الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قول ال عز وجل !> وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن <! 1
قال الكلمات عشر خصال خمس منها في الرأس وخمس في الجسد فأما التي في الرأس ففرق الشعر وقص الشارب والسواك والمضمضة والستنشاق وأما التي في البدن
فالختان وحلق العانة والستنجاء ونتف البط وتقليم الظافر ) ( 2وقوله ) فأتمهن ( أي عمل بهن قال أبو عمر يؤكد هذا قول ال عز وجل !> ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة
إبراهيم حنيفا <! 3الية وقوله تبارك وتعالى !> إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا وال ولي المؤمنين <! 4حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا
أبو منصور محمد بن سعد الماوردي قال حدثنا محمد بن جعفر بن سلم
ويحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الجراح بن مخلد قال حدثنا قريش بن إسماعيل بن زكرياء الكوفي قال حدثنا الحارث بن عمران عن محمد بن سوقة عن نافع عن
ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اختضبوا وفرقوا ) ( 1وخالفوا اليهود ) ( 2وهذا إسناد حسن ثقات كلهم ) ( 3وأخبرنا أحمد بن عبدال بن محمد حدثنا
أبي حدثنا محمد بن فطيس حدثنا يحيى بن إبراهيم حدثنا عيسى ابن دينار عن ابن القاسم عن مالك قال رأيت عامر بن عبدال بن الزبير وربيعة بن أبي عبدالرحمن
وهشام بن عروة يفرقون شعورهم وكانت لهم شعور وكانت لهشام جمة إلى كتفيه حدثنا عبدالرحمن حدثنا علي حدثنا أحمد حدثنا سحنون حدثنا ابن وهب قال أخبرني
أسامة بن زيد الليثي أن عمر بن عبد العزيز كان إذا انصرف من الجمعة
أقام على باب المسجد حرسا يجزون كل شين الهيئة في شعره لم يفرقه أخبرنا عبدال بن محمد بن عبد المومن قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد قال حدثنا الخضر بن داود
قال حدثنا أبو بكر يعني الثرم قال سألت أبا عبدال يعني أحمد بن حنبل عن صفة شعر النبي صلى ال عليه وسلم فقال جاء في الحديث أنه كان إلى شحمة أذنيه ) ( 1
وفي بعض الحديث إلى منكبيه ) ( 2وفي بعض الحديث أنه فرق قال وإنما يكون الفرق إذا كان له شعر قال وأحصيت عن ثلثة عشر من أصحاب رسول ال صلى ال
عليه وسلم أنهم كان لهم شعر فذكر منهم أبا عبيدة ابن الجراح وعمار بن ياسر والحسن والحسين وعن ابن مسعود أن شعره كان يبلغ ترقوته وأنه كان إذا صلى جعله
وراء أذنيه قال أبو عمر فيما حكاه أحمد بن حنبل رحمه ال أنه أحصى من
الصحابة ثلثة عشر رجل لهم شعر دليل على أن غيرهم وهم الكثر لم يكن لهم شعر على تلك الهيئة والشعر الذي يشير إليه هي الجمة والوفرة وفي هذا دليل على إباحة
الحلق وعلى حبس الشعر لن الهيئتين جميعا قد أقر عليهما رسول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه ولم ينه عن شيء منهما فصار كل ذلك مباحا بالسنة وبال التوفيق
وأما الحلق المعروف عندهم فبالجلمين ) ( 1لن الحلق بالموسى لم يكن معروفا عندهم في غير الحج وال أعلم هذا قول طائفة من أصحابنا وأما غيرهم فيقول أن الحلق
بالموسى لما كان سنة ونسكا في موضع وجب أن يتبرك به ويستحب على كل حال ول يقضى بوجوبه سنة ول نسكا إل في ذلك الموضع ول وجه لكراهية من كرهه ول
حجة معه من كتاب ول سنة ول إجماع وإنما هو رأي واستحسان جائز خلفه إلى مثله ذكر الحلواني قال حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه
كان يستحب أن يوفر شعر رأسه إذا أراد الحج قال وحدثنا عمرو بن عون
عن هشيم عن يونس عن الحسن أنه كان ليرى بأسا أن يأخذ شعره عند الحرام وذكر موسى بن هارون الحمال قال حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن محمد البخاري ) ( 1
قال أخبرنا عبدالرحمن بن زيد أنه رأى أباه وأبا حازم وصفوان بن سليم وابن عجلن إذا دخل الصيف حلقوا رؤوسهم قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وكان أبي إذا
تخلف عن الحج حلق يوم الضحى قال أبو عمر قد كان مالك رحمه ال يكره حلق القفا وما أدري إن كان كرهه مع حلق الرأس أو مفردا وهذا ليس من شرائع الحكام
ول من الحلل والحرام والقول في حلق الرأس يغني عن القول في حلق القفا والقول في ذلك واحد عند العلماء وال أعلم وقد يجوز أن تكون كراهية مالك لحلق القفا هو
أن يرفع في حلقه حتى يحلق بعض مؤخر الرأس على ما تصنعه الروم وهذا تشبه لنا قد روينا عن مالك أنه قال أول من حلق قفاه عندنا دراقس النصراني
قال أبو عمر قد حلق الناس رؤوسهم وتقصصوا وعرفوا كيف ذلك قرنا بعد قرن من غير نكير والحمد ل قال أبو عمر صار أهل عصرنا ل يحبس الشعر منهم إل الجند
عندنا لهم الجمم والوفرات وأضرب عنها أهل الصلح والستر والعلم حتى صار ذلك علمة من علماتهم وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علمة السفهاء وقد روي
عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم أو حشر معهم ) ( 1فقيل من تشبه بهم في أفعالهم وقيل من تشبه بهم في هيئاتهم وحسبك بهذا فهو مجمل
في القتداء بهدى من الصالحين على أي حال كانوا والشعر والحلق ل يغنيان يوم القيامة شيئا وإنما المجازاة على النيات والعمال فرب محلوق خير من ذي شعر ورب
ذي شعر رجل صالحا وقد كان التختم في اليمين مباحا حسنا لنه قد تختم به جماعة من السلف في اليمين كما تختم منهم جماعة في الشمال وقد روي عن النبي صلى ال
عليه وسلم
الوجهان جميعا فلما غلبت الروافض على التختم في اليمين ولم يخلطوا به غيره كرهه العلماء منابذة لهم وكراهية للتشبه بهم ل أنه حرام ول أنه مكروه وبال التوفيق
حدثنا قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا أبو عاصم النبيل قال حدثنا ابن عجلن عن المقبري عن
أبي هريرة أن رجل سأله كيف أصب على رأسي قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصب على رأسه ثلث حثيات قال إن شعري كثير قال كان شعر رسول ال
صلى ال عليه وسلم أكثر من شعرك وأطيب ) ( 1وحدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا عبد الحميد ابن أحمد قال حدثنا الخضر قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو جعفر
النفيلي قال حدثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان شعر رسول ال صلى ال عليه وسلم فوق الوفرة دون الجمة ) ( 2وقال أبو
بكر الثرم حدثنا عفان قال
حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن أنس قال كان شعر رسول ال صلى ال عليه وسلم يضرب منكبيه حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن
وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول كان رسول ال صلى ال عليه وسلم بعيد ما بين
منكبيه يبلغ شعره شحمة أذنيه ) ( 1وروى حميد عن أنس مثل حديث البراء سواء
#حديث ثالث لزياد بن سعد مالك عن زياد بن سعد عن ابن شهاب أنه قال ل يؤخذ في صدقة النخل الجعرور ول مصران الفارة ول عذق ابن حبيق قال وهو يعد على
صاحب المال ول يؤخذ منه في الصدقة ) ( 1وهذا مروي عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم هكذا يرويه سفيان بن حسين
وسليمان بن كثير عن ابن شهاب أخبرنا عبدال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن سفيان
بن حسين عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الجعرور
ولون الحبيق أن يؤخذا في الصدقة ) ( 1قال الزهري لونين من تمر المدينة قال أبو داود أسنده أيضا سليمان بن كثير عن الزهري حدثنا أبو الوليد عنه ) ( 2حدثنا سعيد
بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا سليمان بن كثير قال حدثنا الزهري عن أبي أمامة
بن سهل بن حنيف عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن لونين من التمر الجعرور ولون الحبيق قال ونزلت !> ول تيمموا الخبيث منه تنفقون <! 3قال
الصمعي الجعرور ضرب من الدقل يحمل شيئا صغارا ل خير فيه قال وعذق ابن حبيق ضرب من الدقل رديء والعذق النخلة بفتح العين والعذق بالكسر الكباسة كأن
التمر سمي باسم النخلة إذ كان منها
قال الصمعي وعذق ابن حبيق أو لون الحبيق نحو ذلك لن الدقل يقال له اللوان وأحدها لون والمعنى أن ل يؤخذ هذان الضربان من التمر في الصدقة لردائتهما وكان
الناس يخرجون شرار ثمارهم في الصدقة فنهوا عن ذلك وأنزل ال عز وجل !> ول تيمموا الخبيث منه تنفقون <! وأخبرنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن معاوية
حدثنا أحمد بن شعيب أخبرنا يونس بن عبد العلى والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن وهب قال حدثني عبد الجليل بن حميد اليحصبي أن ابن شهاب
حدثه قال حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف في هذه الية التي قال ال عز وجل !> ول تيمموا الخبيث منه تنفقون <! قال هو الجعرور ولون حبيق فنهى رسول ال
صلى ال عليه وسلم أن يؤخذا ) ( 1في الصدقة ) ( 2وفي هذا الباب أيضا حديث عوف بن مالك حدثناه عبدال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا نصر
بن عاصم ) ( 3وحدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد
الحميد بن حعفر قال حدثني صالح مولى ابن أبي عريب عن كثير بن مرة عن عوف بن مالك قال دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم المسجد وبيده عصا وقد علق
B314
TEXT
رجل قنا حشفا فطعن بالعصا في ذلك التمر ) ( 1وقال لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها إن رب هذه الصدقة يأكل حشفا يوم القيامة ) ( 2وذكر وكيع عن
يزيد بن إبراهيم عن الحسن قال كان الرجل يتصدق برذالة ) ( 3ماله فنزلت هذه الية !> ول تيمموا الخبيث منه تنفقون <! قال وحدثنا عمران بن حدير ) ( 4عن
الحسن في قوله ) ) ولستم بآخذيه إل أن تغمضوا فيه ( ( قال لو وجدتموه يباع في السوق ما أخذتموه حتى يهضم لكم من الثمن
وذكر الفريابي عن قيس بن الربيع عن عطاء بن السائب عن عبدال بن معقل ) ( 1قال نزلت في قوم أخرجوا في زكاة أموالهم الحشف والدرهم الرديء قال ) ) ولستم
بآخذيه إل أن تغمضوا فيه ( ( قال ولو أن لك حقا على رجل لم تأخذ ذلك منه ) ( 2قال وحدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كانوا يتصدقون بالحشف فنهوا
عن ذلك وأمروا أن يتصدقوا بطيب قال وفي ذلك نزلت !> ول تيمموا الخبيث منه تنفقون <! الية قال أبو عمر هذا باب مجتمع عليه ل اختلف فيه أنه ل يؤخذ هذان
اللونان من التمر في الصدقة إذا كان معهما غيرهما فإن لم يكن معهما غيرهما أخذ منهما وكذلك الرديء كله ل يؤخذ منه إذا كان معه غيره لنه حينئذ تيمم للخبيث إذا
أخرج عن غيره
قال مالك ل يأخذ المصدق الجعرور ول مصران الفارة ول عذق ابن حبيق ول يأخذ البردى والبردى من أجود التمر فأراد مالك أن ل يأخذ الرديء جدا ول الجيد جدا
ولكن يأخذ الوسط ) ( 1قال مالك ومثل ذلك السخال ) من الغنم ( تعد مع الغنم على صاحبها ول تؤخذ ) ( 2
باب الطاء ) ( 1طلحة بن عبد الملك اليلي روى عنه مالك حديثا واحدا مسندا صحيحا وليس عند يحيى عن مالك وقد رواه القعنبي وأبو المصعب وابن بكير والتنيسي
وابن وهب وابن القاسم وجماعة الرواة للموطأ فكرهنا أن نخلي كتابنا من ذكره لنه أصل من أصول الفقه وما أظنه سقط عن أحد من الرواة إل عن يحيى ابن يحيى فإني
رأيته لكثرهم وال أعلم وقد رواه من غير رواة الموطأ قوم جلة عن مالك منهم يحيى بن سعيد القطان وأبو نعيم وعبدال بن إدريس وغيرهم
وهو حديث يدور على طلحة بن عبد الملك اليلي هذا وهو ثقة مرضي حجة فيما نقل ) ( 1روى عنه مالك وعبيد ال بن عمر ) بن حفص بن عاصم بن عمر بن
الخطاب ( على أن عبيدال بن عمر قد لقي القاسم بن محمد وروى عنه حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا محمد بن أحمد بن المسور قال حدثنا مطلب بن شعيب حدثنا
عبدال بن صالح حدثنا الليث عن سعيد بن عبدالرحمن الجمحي عن مالك بن أنس عن طلحة بن عبد الملك اليلي عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه ) ( 2حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا محمد بن أحمد بن ابن أحمد بن يحيى قال حدثنا
محمد بن أيوب الرقي قال حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق قال حدثنا
عمرو بن علي ) وعمر بن علي ( المقدمي ) ( 1قال حدثنا عبيد ال بن عمر ومالك بن أنس عن طلحة بن عبد الملك عن قاسم عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه وحدثنا خلف بن القاسم الحافظ قال حدثنا الحسن ابن أبي هلل قال حدثنا أحمد بن شعيب قال
حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا عبدال بن إدريس عن مالك قال حدثنا طلحة بن عبد الملك عن القاسم عن عائشة أن النبي صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال
فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه ) ( 2وحدثنا خلف بن القاسم حدثنا عبدال بن جعفر
حدثنا يوسف بن يزيد ) ( 1حدثنا عبدال بن عبد الحكم أخبرنا مالك عن طلحة بن عبد الملك عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال فذكره سواء وحدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن مالك عن
طلحة بن عبد الملك عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه وأخبرنا عبدال بن محمد بن
يوسف قال أخبرنا يوسف بن أحمد أبو يعقوب الصيدلني بمكة قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قال حدثنا أبو
نعيم قال أخبرنا مالك بن أنس عن طلحة بن عبد الملك عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل
يعصه ) ( 2قال العقيلي وحدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا ابن نمير قال حدثنا عبيد
ال بن عمر عن طلحة بن عبد الملك عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله ) ( 1وحدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا محمد بن عبدال قال حدثنا ابن منيع
قال حدثنا خلف بن هشام البزار سنة ست وعشرين ومائتين قال قيل لمالك بن أنس وأنا أسمع حدثك طلحة بن عبد الملك عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى
ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه فقال مالك نعم وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبدال
القاضي قال حدثنا محمد بن يحيى قال سمعت خلف بن هشام البزار يقول قيل لمالك ابن أنس وأنا أسمع حدثك طلحة بن عبد الملك اليلي عن القاسم ) بن محمد ( عن
عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه فقال مالك نعم وحدثني محمد بن قاسم بن عيسى المقريء قال
حدثنا عبيد ال بن محمد بن حبابة قال حدثنا عبدال بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال حدثنا خلف بن هشام
البزار قال قيل لمالك بن أنس وأنا أسمع حدثك طلحة ابن عبد الملك اليلي عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه
ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه قال مالك نعم حدثنا عبدالرحمن بن يحيى قال حدثنا الحسن بن الخضر السيوطي وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا أحمد بن محمد بن
عثمان بن أبي التمام وأحمد ابن محمد بن موسى بن عيسى الحضرمي قالوا حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن طلحة بن عبد الملك
عن القاسم عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه ) ( 1قال أبو عمر زعم قوم أن هذا الحديث
لم يروه عن القاسم بن محمد إل طلحة بن عبد الملك هذا وقد وجدناه لمحمد بن أبان عن القاسم بن محمد مثله حدثني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا
إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبان بن يزيد
قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن أبان عن القاسم بن محمد عن عائشة أن النبي صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يعصي ال فل يعصه وحدثنا محمد بن
إبراهيم قال حدثنا محمد بن أحمد ابن يحيى قال حدثنا محمد بن أيوب بن حبيب قال حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق قال حدثنا هدبة ابن خالد قال حدثنا أبان بن يزيد
قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن أبان عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله سواء ليس فيه ذكر الطاعة ومحمد بن أبان هذا هو
محمد بن أبان المزني اليمامي ) ( 1ليس هو محمد بن أبان بن صالح الكوفي ذاك ضعيف عندهم ) ( 2وقيل أن محمد بن أبان هذا لم يرو عنه إل يحيى بن أبي كثير
وهو مجهول وقال آخرون هو مدني معروف روى عنه الوزاعي أيضا وله عن القاسم وعروة وعون بن عبدال رواية وهذا هو الصحيح
وهو شيخ يمامي ثقة وحسبك برواية يحيى بن أبي كثير والوزاعي عنه وفي هذا الحديث من الفقه ما يرد قول العراقيين فيمن نذر معصية أن عليه كفارة يمين مع تركها
لن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يأمر في هذا الحديث بكفارة لمن نذر المعصية وإنما أمر بترك المعصية ل غير وأما حديث ابن شهاب عن أبي سلمة عن عائشة
عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ل نذر في معصية وكفارته كفارة يمين ) ( 1فحديث منكر عند جماعة أهل العلم بالحديث وإنما انفرد به عن الزهري سليمان ابن
أرقم ) ( 2وسليمان بن أرقم متروك الحديث عند جميعهم وكذلك أيضا حديث عمران بن حصين في ذلك ل يصح ) ( 3لنه يدور على محمد بن الزبير الحنظلي وهو
ضعيف في حديثه مناكير ل يختلفون في ذلك ) ( 4
وعلى ما ذكرت لك أن ل كفارة على من نذر معصية إل تركها فقهاء الحجازيين منهم مالك والشافعي ومن تابعهم وفي هذا الحديث من الفقه أن كل من جعل على نفسه
نذرا أن يعصي ال كالجاعل عليه إن ال شفى مريضه أو رد غائبه أو نحو ذلك أن يشرب الخمر أو يقتل أو يزني أو يظلم أحدا ونحو ذلك من المعاصي صغائرها
وكبائرها وكالقائل مبتدئا ل علي أن أقتل فلنا أو أشهد عليه بزور أو أبغي عليه وأشفي غيظي بأذاه وما أشبه ذلك من قليل المعاصي وكثيرها فل يلزمه شيء في ذلك كله
لنه من خطوات الشيطان وعليه تركه فرضا واجبا ول كفارة عليه غير ذلك بظاهر هذا الحديث لنه لم يأمره فيه النبي صلى ال عليه وسلم بكفارة وكذلك من نذر ما
ليس بطاعة فليس عليه الوفاء به عند مالك ول كفارة عليه وقال مالك في تأويل هذا الحديث إن حلف أن يمشي إلى الشام أو إلى مصر وأشباه ذلك مما ليس فيه طاعة
فليس عليه في ذلك شيء لنه ليس ل تعالى فيه طاعة ) ( 1وأما قول مالك فيمن قال أنا أحمل هذا العمود أو غيره
إلى مكة طلب المشقة فليحج غير حامل شيئا ويهدي ) ( 1فقد أنكروا عليه إيجاب الهدي في هذا ومثله وقد مضى القول في هذه المسألة في باب ثور بن زيد ) ( 2
والحمد ل وقد اختلف الصحابة والتابعون وسائر الفقهاء في مسائل من هذا الباب نحو قول النسان علي نذر أن أنحر ابني عند مقام إبراهيم وما أشبه ذلك واختلف أيضا
فيه قول مالك ) ( 3والذي يوجبه ظاهر هذا الحديث أن ل شيء عليه وهو الصواب من القول في ذلك وال أعلم ) وسنذكر اختلف العلماء في هذا الباب وحجة كل فرقة
منهم إن شاء ال في غير هذا الموضع ( وأما من نذر شيئا ل فيه طاعة فواجب عليه التيان به كالصلة والصيام والصدقة والعتق وما أشبه ذلك من طاعة ال وهذا ما ل
خلف بين علماء المسلمين فيه ويشد ذلك قول ال عز وجل !> يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود <! 4وتأويل ذلك العقود التي ل معصية فيها لبيان رسول ال صلى ال
عليه وسلم ذلك
B314
TEXT
فمن قال ل علي نذر إن لم أشرب الخمر ولم أقتل فلنا فإنما هو رجل نذر نذرا لم يجعل له مخرجا إن سلمه ال من قتل فلن أو من شرب الخمر فعليه أن يفي بنذره وكل
نذر ل مخرج له ول نية لصاحبه فكفارته كفارة يمين ثبتت بذلك السنة وعلى ذلك جمهور علماء المة فأغنى عن الكثار فيه وقد ذكرناه مجودا في باب ابن شهاب ) ( 1
عن عبيد ال بن عبدال والحمد ل وقد أثنى ال تعالى على قوم كانوا يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) ( 2ومن نذر ما ل معصية فيه ول طاعة فقد
اختلف الفقهاء في ذلك فقال قوم واجب عليه التيان بذلك لنه مباح وقال آخرون ل يجب عليه من النذر إل ما كان ل فيه طاعة وقصة أبي إسرائيل من حديث جابر وابن
عباس ) ( 3تدل على صحة هذا القول وقد ذكرنا ذلك في باب ثور ) ( 4بن زيد من كتابنا هذا وبال تعالى التوفيق
قال أبو عمر لم يفت يحيى بن يحيى في الموطأ حديث من أحاديث الحكام مما رواه غيره في الموطأ إل حديث طلحة بن عبدالملك هذا وسائر ما رواه غيره من الحاديث
في الموطأ إنما هي أحاديث من أحاديث الجامع ونحوه ليست في أحكام وأكثرها أو كلها معلولة مختلف فيها عن مالك وقد توبع يحيى تابعه جماعة من رواة الموطأ على
سقوط كل ما أسقط من تلك الحاديث من الموطأ إل حديث طلحة هذا وحده وما عداه فقد تابعه على سقوطه من الموطأ قوم وخالفه آخرون وقد ذكرنا ذلك في آخر هذا
الباب ويحيى آخرهم عرضا وما سقط من روايته فعن اختيار مالك وتمحيصه وال أعلم 1
باب الميم ) ( 1محمد بن شهاب الزهري ) ( 2وهو محمد بن مسلم بن عبيدال بن عبدال ابن شهاب بن عبدال بن الحارث بن زهرة بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي
هكذا نسبه مصعب الزبيري وغيره ليس في ذلك اختلف قال مصعب وأمه من بني الدئل بن عبد مناة بن كنانة ) ( 3قال أبو عمر كنيته أبو بكر وكان من علماء التابعين
وفقهائهم مقدم في الحفظ والتقان والرواية والتساع إمام جليل من أئمة
الدين أدرك جماعة من الصحابة وروى عنهم منهم أنس بن مالك وسهل بن سعد وعبدالرحمن بن أزهر الزهري وسنين أبو جميلة السلمي ومنهم عبدال بن عمر فيما
ذكره معمر عن ابن شهاب أنه سمع منه حديثه في الحج مع الحجاج ) ( 1وقيل أنه سمع منه حديثين وقيل ثلثة وقد ذكرنا من صحح ذلك ومن نفاه في باب ابن شهاب
عن سالم من هذا الكتاب ) ( 2وسمع ابن شهاب من جامعة أدركوا النبي صلى ال عليه وسلم وهم صغار مثل محمود بن الربيع ) وعبدال بن عامر بن ربيعة ( وأبي
الطفيل والسائب بن يزيد ونظرائهم وقد روى عن عمرو بن دينار أنه ذكر عنده الزهري فقال وأي شيء عنده أنا لقيت جابرا ولم يلقه ولقيت ابن عمر ولم يلقه ولقيت ابن
عباس ولم يلقه فقدم الزهري مكة فقيل لعمرو قد جاء الزهري فقال احملوني إليه وكان قد أقعد فحمل إليه فلم يأت أصحابه إل بعد هوى ) ( 3من الليل فقيل له كيف
رأيت فقال وال ما رأيت مثل هذا القرشي قط أخبرنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد
ابن يونس قال حدثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجشون قال قلت لبن شهاب يا أبا بكر في حديث ذكره وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن
زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال جالست جابر بن عبدال وابن عمر وابن عباس وابن الزبير فلم أر أحدا أنسق للحديث
من الزهري حدثني خلف بن القاسم بن سهل الحافظ قال حدثنا أبو الميمون عبدالرحمن ) ( 1بن عمر البجلي بدمشق قال حدثنا أبو زرعة عبدالرحمن بن عمرو الدمشقي
قال حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم دحيم قال حدثنا أيوب بن سويد عن الوزاعي قال ما داهن ابن شهاب ملكا من الملوك قط إذ دخل عليه ول أدركت خلفة هشام أحدا من
التابعين أفقه منه وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا عبدالرحمن بن عمر قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا هشام بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا سعيد بن
عبدالعزيز قال سمعت مكحول يقول ابن شهاب أعلم بالناس
قال الوليد وسمعت سعيد بن عبدالعزيز يقول ما ابن شهاب ال بحر وحدثني خلف بن القاسم قال حدثنا أبو الميمون قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا سليمان بن عبدالرحمن
قال حدثنا ابن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم قال قلت لمكحول من أعلم الناس قال ابن شهاب قلت ثم من قال ابن شهاب ) ( 1أخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن
الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا ابن البرقي قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت سعيد بن عبدالعزيز يقول عن مكحول قال ما بقي على ظهرها أعلم بسنة
ماضية من الزهري ) ( 2وحدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا ابن البرقي قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت
سعيد بن بشير
يذكر ) ( 1عن قتادة قال ما بقي على ظهرها ) ( 2إل اثنان الزهري وآخر فظننا أنه يعني نفسه وحدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن
جرير قال حدثت عن عبدالعزيز بن عبدال الويسي قال حدثني إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال ما جمع أحد بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم ما جمع الزهري
وذكر الحسن بن علي الحلواني ) في كتاب المعرفة ( قال حدثنا محمد بن عيسى ) قال حدثنا إسحاق بن عيسى ( الطباع قال حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه قال ما وعى
أحد من العلم بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم ما وعى ابن شهاب وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو مسلم
قال حدثنا سفيان قال قال الهذلي جالست الحسن وابن سيرين فما رأيت مثله يعني الزهري
قال سفيان كانوا يقولون ما بقي من الناس أحد أعلم بالسنة منه حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا عبدالرحمن بن عمر قال حدثنا أبو زرعة قال حدثني معن بن الوليد قال
حدثنا جنادة بن محمد المري ) ( 1قال حدثنا مخلد بن حسين عن الوزاعي عن سليمان بن حبيب المحاربي قال قال لي عمر بن عبدالعزيز ما أتاك به الزهري بسنده
فاشدد به يديك وأخبرنا عبدالرحمن بن مروان قال حدثنا الحسن بن يحيى القلزمي ) ( 2قال حدثنا حاتم بن سهل قال حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا ابن مهدي قال
حدثنا وهيب قال سمعت أيوب يقول ما رأيت أحدا أعلم من الزهري فقيل له ول الحسن قال ما رأيت أعلم من الزهري وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن وهيب
قال سمعت أيوب يقول ما رأيت ) أحدا ( أعلم من الزهري فقال له صخر بن جويرية ول الحسن فقال ما رأيت أعلم من الزهري ) ( 1وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا
عبدالرحمن بن عمر قال حدثنا أبو زرعة قال حدثني أحمد قال حدثنا مروان بن محمد قال سمعت مالك بن أنس يقول أخذت بلجام بغلة الزهري فسألته أن يعيد على حديثا
فقال ما استعدت حديثا قط حدثنا عبدال حدثنا أحمد حدثنا محمد حدثنا الزبير بن أبي بكر حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ) حدثنا مالك ( قال حدثنا ابن شهاب أربعين حديثا
فتوهمت في حديث منها فانتظرته حتى خرج ثم سألته وأخذت بلجام بغلته عن الحديث الذي شككت فيه فقال أو لم أحدثكه قلت بلى ولكني توهمت فيه فقال لقد فسدت
الرواية خل لجام البغلة فخليته ومضى أخبرنا عبدالوارث حدثنا قاسم حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا أبو صالح عن الليث بن سعد قال ما رأيت عالما قط أجمع من ابن
شهاب ول أكثر علما
ولو سمعت ابن شهاب يحدث بالترغيب لقلت ما يحسن إل هذا وإن حدث عن النبياء وأهل الكتاب قلت ل يحسن إل هذا وإن حدث عن العرب والنساب قلت ل يحسن إل
هذا وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه ) ( 1وذكر الحلواني قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة قال قلت لعراك بن مالك من أفقه أهل
المدينة فقال أما أعلمهم بقضايا رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب وأما أعزرهم
حديثا فعروة بن الزبير ول تشاء أن تفجر من عبيدال بن عبدال بحرا إل فجرته قال عراك وأعلمهم عندي ابن شهاب لنه جمع علمهم جميعا إلى علمه حدثنا خلف بن
أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا أحمد بن خالد حدثنا مروان حدثنا أبو حاتم حدثنا الصمعي حدثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجشون قال سمعت ابن شهاب يقول ما كتبت
شيئا قط ولقد وليت الصدقة فأتيت سالم بن عبدال فأخرج إلى كتاب
الصدقة فقرأه علي فحفظته وأتيت إلى ) أبي بكر ) ( ( 1ابن حزم فقرأ على كتاب العقول فحفظته أخبرنا عبدال بن محمد بن يوسف قال أخبرنا أحمد بن محمد بن
إسماعيل قال حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا الزبير بن أبي بكر قال حدثني إبراهيم بن المنذر عن عبدالعزيز بن عمران ) ( 2أن عبدالملك كتب إلى أهل المدينة
يعاتيهم فوصل كتابه في طومار ) ( 3فقرىء ) الكتاب ( على الناس على المنبر فلما فرغوا وافترق الناس اجتمع إلى سعيد بن المسيب جلساؤه فقال لهم سعيد ما كان في
كتابكم فإنا نود أن نعرف ما فيه فجعل الرجل منهم يقول فيه كذا ) وكذا ( والخر يقول فيه كذا وكذا ) أيضا ( فلم يشتف سعيد فيما سأل عنه فقال لبن شهاب فقال أتحب )
يا أبا محمد ( أن تسمع كل ما فيه ) كامل ( قال نعم
قال فأمسك فهذه وال هذا ) ( 1كأنما هو في يده فقرأه حتى أتى على آخره قال وقال ابن شهاب ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته أخبرنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن
أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا دحيم حدثنا عبدالعلى أبو مسهر قال حدثنا سعيد بن عبدالعزيز قال كان سليمان بن موسى يقول إذا جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري
قبلناه وإن جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه وإن جاءنا من الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه وإن جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه قال سعيد كان هؤلء الربعة
علماء الناس في خلفة هشام حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد قال سمعت عبدال بن جعفر ) أبا ( القاسم القزويني ) ( 2يقول سمعت طاهر بن خالد بن نزار
يقول سمعت أبي يقول سمعت القاسم بن مبرور يقول سمعت يونس بن يزيد
يقول كان ابن شهاب إذا دخل رمضان فإنما هو تلوة القرآن وإطعام الطعام وكان ابن شهاب أكرم الناس وأخباره في الجود كثيرة ) جدا ( نذكر منها لمحة دالة أخبرنا
B314
TEXT
عبدال بن محمد حدثنا ) أحمد بن محمد ( بن إسماعيل حدثنا محمد بن الحسن حدثنا الزبير بن أبي بكر القاضي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال ما رأيت
أنص للحديث من ابن شهاب ول رأيت أجود منه ما كانت الدنانير والدراهم عنده إل بمنزلة البعر قال الزبير وحدثني عبدالرحمن بن عبدال الزهري عن عمه موسى بن
عبدالعزيز قال كان ابن شهاب إذا أبى أحد من أصحاب الحديث ) أن ( ) ( 1يأكل طعامه حلف أن ل يحدثه عشرة أيام وذكر ابن وهب عن مالك قال قيل لبن شهاب لو
جلست إلى سارية تفتي الناس قال إنما يجلس هذا المجلس من زهد في الدنيا وذكر الحلواني حدثنا أبو صالح عن الليث عن ابن شهاب أنه قال ما استودعت قلبي شيئا قط
فنسيته
قال ) الحلواني ( وحدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا مطرف قال سمعت مالكا يقول ما رأيت محدثا فقيها إل واحدا قلت من هو قال ابن شهاب وقال عبيدال بن سعيد أبو
قدامة ) ( 1سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول ما أحد أعلم بحديث المدنيين من الزهري وبعد الزهري يحيى بن أبي كثير وليس مرسل أصح من مرسل الزهري لنه
حافظ وقال ابن المبارك حديث الزهري عندنا كأخذ باليد قال ورأى الزهري أحب إلى من حديث أبي حنيفة قال أبو عمر أخبار الزهري أكثر من أن تحوى في كتاب
فضل عن أن تجمع في باب وإنما ذكرت منها هاهنا طرفا دال على موضعه ومكانه من العلم وإمامته وحفظه وكان نقش خاتم الزهري محمد يسأل ال العافية ومما ينشد
لبن شهاب يخاطب أخاه عبدال %أقول لعبدال يوم لقيته %وقد شد أحلس المطى مشرقا % %تتبع خبايا الرض وادع مليكها %لعلك يوما أن تجاب فترزقا %
وقد روى أنه قالها لعبدال بن عبدالملك بن مروان وهي أبيات وولد رحمه ال سنة إحدى وخمسين وقبل سنة ثمان وخمسين في آخر خلفة معاوية وهي السنة التي توفيت
فيها عائشة أم المؤمنين وأبو هريرة ومات رضي ال عنه سنة أربع وعشرين ومائة في شهر رمضان ليلة سبع عشرة منه وهو ابن ست وستين ) سنة ( ) وذلك قبل موت
هشام بعام ( وقيل أنه مات وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ودفن على قارعة الطريق ليدعى له وكانت وفاته بضيعة له ) ( 1بناحية شغب وبدا ) ( 2مرض ) ( 3هنالك
وأوصى أن يدفن على قارعة الطريق فدفن بموضع يقال له ادامى ) ( 4وهي خلف شغب وبدا وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز
هذا كله قول الواقدي ومصعب الزبيري والزبير بن بكار والطبري وغيرهم دخل كلم بعضهم في بعض وال المستعان ولبن شهاب في الموطأ رواية يحيى بن يحيى
عن مالك من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم مائة حديث وأحد ) ( 1وثلثون حديثا منها متصلة مسندة اثنان وتسعون حديثا وسائرها منقطعة مرسلة فأول المسند
ما رواه عن أنس بن مالك وذلك خمسة أحاديث
#حديث أول لبن شهاب عن أنس قد ذكرنا أنس بن مالك في كتابنا ) ( 1في الصحابة بما يغني عن ذكره هاهنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال ل تباغضوا ول تدابروا ول تحاسدوا وكونوا عباد ال إخوانا ول يحل لمسلم أن يهاجر أخاه فوق ثلث ليال ) ( 2هكذا قال يحيى يهاجر وسائر
الرواة للموطأ يقول يهجر واختصر هذا الحديث ) أبو نعيم ( الفضل بن دكين فخالف في لفظه جماعة الرواة عن مالك فقال فيه حدثنا مالك عن ابن شهاب الزهري عن
أنس عن النبي صلى ال عليه وسلم ل يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلثة أيام يلقاه هذا فيعرض عنه وأيهما بدأ بالسلم سبق إلى الجنة
حدثناه عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين فذكره وقد زاد سعيد بن أبي مريم في هذا
الحديث عن مالك ول تنافسوا أخبرنا أحمد بن فتح وعبدالرحمن بن يحيى قال حدثنا حمزة بن محمد الكناني قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر قال حدثنا سعيد بن أبي
مريم ) قال حدثنا مالك ( عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تباغضوا ول تحاسدوا ول تدابروا ول تنافسوا وكونوا عباد ال إخوانا
ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث ليال قال حمزة ل أعلم أحدا قال في هذا الحديث عن مالك ول تنافسوا غير سعيد بن أبي مريم وقد روى هذه اللفظة ول تنافسوا
عبدالرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أنس ) ( 1وفي هذا الحديث من الفقه أنه ل يحل التباغض لن التباغض مفسدة للدين حالقة له ولهذا أمر صلى ال عليه وسلم
بالتواد والتحاب حتى قال تهادوا تحابوا ) ( 2
وروى مالك عن يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول أل أخبركم بخير من كثير من الصلة والصدقة قالوا بلى قال صلح ) ( 1ذات البين وإياكم والبغضة
فإنها ) هي ( الحالقة ) ( 2وكذلك ل يحل التدابر والتدابر العراض وترك الكلم والسلم ) ونحو هذا ( وإنما قيل للعراض تدابر لن من أبغضته أعرضت عنه ومن
أعرضت عنه وليته دبرك وكذلك يصنع هو بك ومن أحببته أقبلت عليه وواجهته لتسره ويسرك فمعنى تدابروا وتقاطعوا وتباغضوا معنى متداخل متقارب كالمعنىالواحد
في الندب إلى التواخي والتحاب فبذلك أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم في معنى هذا الحديث وغيره وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم على الوجوب حتى يأتي
دليل يخرجه إلى معنى الندب وهذا الحديث وإن كان ظاهره العموم فهو عندي مخصوص بحديث كعب بن مالك حيث أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه أن
يهجروه ول يكلموه هو وهلل بن أمية ومرارة بن ربيعة لتخلفهم عن غزوة تبوك حتى أنزل ال عز وجل توبتهم ) ( 3
وعذرهم فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم ) أصحابه ( أن يراجعوهم الكلم ) ( 1وفي حديث كعب هذا دليل على أنه جائز أن يهجر المرء أخاه إذا بدت ) له ( منه
بدعة أو فاحشة يرجو أن يكون هجرانه تأديبا له وزجرا عنها وال أعلم وكذلك قوله أيضا في هذا الحديث ل تحاسدوا يقتضي النهي عن التحاسد وعن الحسد في كل شيء
على ظاهره وعمومه إل أنه أيضا عندي مخصوص بقوله صلى ال عليه وسلم ل حسد إل في اثنتين رجل آتاه ال القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه ال
مال فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار هكذا رواه عبدال بن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم وروى ابن مسعود عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ل حسد إل في
اثنتين رجل آتاه ال القرآن فهو يقوم به ليله ورجل آتاه ال الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها فكأنه صلى ال عليه وسلم على ترتيب الحاديث وتهذيبها قال ل حسد ولكن
الحسد ينبغي أن يكون في قيام الليل والنهار بالقرآن وفي نفقة المال في حقه وتعليم العلم أهله
ول هجرة إل لمن ترجو تأديبه ) بها ( أو تخاف ) من ( شره في بدعة أو غيرها ) وال أعلم ( أخبرنا أبو محمد عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا أبو جعفر محمد
بن يحيى بن عمر الطائي قال حدثنا علي بن حرب الطائي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال قال النبي صلى ال عليه وسلم ل حسد إل في
اثنتين ) رجل آتاه ال القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ( ورجل آتاه ال مال فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار ) ( 1وقد روى هذا الحديث عن مالك عن
الزهري عن سالم عن أبيه ولكنه غريب لمالك ) وهو ل يصلح له ( وهو صحيح من حديث الزهري وروى يزيد بن الخنس ) ( 2وكانت له صحبة عن النبي صلى ال
عليه وسلم مثل حديث ابن عمر هذا سواء وأخبرنا أبو محمد عبدال بن محمد بن أسد قال حدثنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال حدثنا محمد بن
يوسف قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل قال حدثنا قيس عن ابن مسعود قال سمعت رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقول ل حسد إل في اثنتين رجل آتاه ال مال فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه ال حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ) ( 1وحدثنا سعيد بن نصر
قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون عن شيبان وهشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش
ين الوليد بن هشام زاد شيبان عن مولى الزبير عن الزبير قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم دب إليكم داء المم قبلكم الحسد والبغضاء حالقتا الدين ل حالقتا الشعر
قال أبو معاوية يعني شيبان في حديثه والذي نفسي بيده ل تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ول تؤمنوا حتى تحابوا أفل أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلم بينكم ) ( 2
وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي
كثير قال حدثني يعيش بن الوليد أن مولى الزبير بن العوام حدثه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال دب إليكم داء المم قبلكم الحسد والبغضاء وذكر الحديث حدثني
عبدالرحمن بن مروان قال حدثنا أحمد بن سليمان بن عمرو البغدادي ) بمصر ( قال حدثنا أبو عبدال الحسن بن محمد بن عفير النصاري قال حدثنا أبو مسعود أحمد بن
الفرات الصبهاني قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أنس قال كنا جلوسا عند النبي صلى ال عليه وسلم فقال يطلع عليكم الن رجل من أهل الجنة
قال فطلع رجل من النصار وقد توضأ ولحيته تنطف ) ماء ( من وضوئه وقد علق نعليه بيده الشمال فسلم فلما كان الغد قال النبي صلى ال عليه وسلم مثل ذلك فطلع
ذلك الرجل على مثل حاله الول فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى ال عليه وسلم مثل مقالته الولى فطلع ذلك الرجل على مثل هيئته فأما قام
تبعه عبدال بن عمرو بن العاص وقال أنه لحيت ) ( 1أبي وأقسمت أن ل أدخل عليه ثلثا فإن رأيت إن آوى عندك حتى تمضي الثلث فعلت فبات معه ثلثا فلم يره
يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار ) ( 2من الليل أو تقلب على فراشه ذكر ال وكبر حتى يقوم لصلة الصبح قال فلما مضت الثلث ليال وكدت أحتقر عمله قلت يا
عبدال إنه لم يكن بيني وبين أبي هجرة ول غضب غير أني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ثلث مرات يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلعت أنت ثلث
مرات فأردت أن آوي إليك ليل لنظر عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ما هو إل ما رأيت غير أني
لم أجد في نفسي لحد من المسلمين غشا ول أحسده على خير أعطاه ال إياه فقلت هو الذي بلغ بك وهو الذي ل نطيق ) ( 3قال أبو عمر قد ذم ال عز وجل قوما على
حسدهم آخرين آتاهم ال من فضله فقال
!> أم يحسدون الناس على ما آتاهم ال من فضله <! 1وقال !> ول تتمنوا ما فضل ال به بعضكم على بعض <! إلى قوله !> واسألوا ال من فضله <! 2أخبرنا أحمد
B314
TEXT
بن عبدال بن محمد بن علي أن أباه أخبره قال حدثنا عبدال بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن غياث عن العمش عن
أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال لما رفع ) ال ( موسى نجيا رأى رجل متعلقا بالعرش فقال يا رب من هذا قال هذا عبد من عبادي صالح إن شئت أخبرتك بعمله
قال يا رب أخبرني قال كان ل يحسد الناس على ما آتاهم ال من فضله قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا غندر عن شعبة عن أبي رجاء عن الحسن في قوله !> ول يجدون
في صدورهم حاجة مما أوتوا <! 3قال الحسد ) ( 4وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
قال حدثنا أبو معاوية عن العمش عن يزيد الرقاشي ) ( 1عن أنس بن مالك قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) 2
( وحدثنا سعيد وعبدالوارث قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا عبدال بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا سليمان بن بلل عن إبراهيم بن أبي
أسيد عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) ( 3وحدثنا أحمد بن فتح قال حدثنا
أبو أحمد بن المفسر قال حدثنا محمد بن يزيد عن عبدالصمد ) ( 4قال حدثنا موسى بن أيوب قال حدثنا مخلد بن الحسين قال حدثنا هشام عن الحسن قال ليس أحد من ولد
آدم إل وقد خلق معه الحسد فمن لم يجاوز ذلك إلى البغي والظلم
لم يتبعه منه شيء ) ( 1وروى عن النبي صلى ال عليه وسلم بإسناد ل أحفظه في وقتي هذا أنه قال إذا حسدتم فل تبغوا وإذا ظننتم فل تحققوا وإذا تطيرتم فامضوا
وعلى ال فتوكلوا ) وذكر عبدالرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث ل يسلم منهن أحد الطيرة والظن والحسد قيل فما
المخرج منهن يا رسول ال قال إذا تطيرت فل ترجع وإذا ظننت فل تحقق وإذا حسدت فل تبغ ) ( ( 2وذكر ) الحسن بن علي ( الحلواني قال حدثنا سليمان بن حرب
وعارم بن الفضل ) ( 3قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال كذب على الحسن ضربان من الناس قوم رأيهم القدر فيزيدون عليه لينفقوه في الناس
وقوم في صدورهم حدس وشنآن ) وبغض ( للحسن فيقولون أليس يقول كذا أليس يقول كذا قال وحدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام قال سمعت محمد بن
سيرين يقول ما حسدت أحدا شيئا قط برا ول فاجرا قال أبو عمر تضمن حديث الزهري عن أنس في هذا الباب أنه ل يجوز أن يبغض المسلم أخاه المسلم ول يدبر عنه
بوجهه إذا رآه فإن ذلك من العداوة والبغضاء ول يقطعه بعد صحبته له في غير جرم أو في جرم يحمد له العفو ) عنه ( ول يحسده على نعمة ال عنده حسدا يؤذيه به ول
ينافسه في دنياه وحسبه أن يسأل ال من فضله وهذا كله ل ينال شيء منه إل بتوفيق ال تعالى قيل للحسن البصري أيحسد المؤمن أخاه فقال ل أبا لك أنسيت إخوة يوسف
وأصل التحاب والتواد المذكور في السنن معناه الحب في ال وحده تبارك اسمه فهكذا المحبة بين أهل اليمان فإذا كان هكذا فهو من أوثق عرى الدين وإن لم يكن فل تكن
العداوة ول المنافسة ول الحسد لن ذلك كله منهي عنه
ولما كانت موالة أولياء ال من أفضل أعمال البر كانت معاداة أعدائه كذلك أيضا وسيأتي هذا المعنى في باب أبي طوالة من هذا الكتاب إن شاء ال وأجمع العلماء على
أنه ل يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث إل أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه أو يولد ) به ( على نفسه مضرة في دينه أو دنياه فإن كان ذلك فقد
رخص له في مجانبته وبعده ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية ) قال الشاعر %إذا ما تقضي الود إل تكاشرا %فهجر جميل للفريقين صالح ( %واختلفوا في
المتهاجرين يسلم أحدهما على صاحبه أيخرجه ذلك من الهجرة أم ل فروى ابن وهب عن مالك أنه قال إذا سلم عليه فقد قطع الهجرة وكأنه وال أعلم أخذ هذا من قوله
صلى ال عليه وسلم وخيرهما الذي يبدأ بالسلم ) ( 1أو من قول من قال يجزىء من الصرم السلم وقال أبو بكر الثرم قلت لحمد بن حنبل إذا سلم عليه هل يجزيه
ذلك من كلمه إياه فقال ينظر في ذلك إلى ما كان عليه قبل أن يهجره فإن كان قد علم ) منه (
مكالمته والقبال عليه فل يخرجه من الهجرة إل سلم ليس معه إعراض ول إدبار وقد روى هذا المعنى عن مالك قيل لمالك الرجل يهجر أخاه ثم يبدوا له فيسلم عليه من
غير أن يكلمه فقال إن لم يكن مؤذيا له لم يخرج من الشحناء حتى يكلمه ويسقط ما كان من هجرانه إياه وقد ذكرنا في باب ابن شهاب عن عطاء بن يزيد في كتابنا هذا
زيادة من الثرالمرفوع في ) معنى ( هذا الباب وذكرنا في هذا الباب قوله أل أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلم بينكم ) ( 1وفي ذلك دليل على فضل
السلم لما فيه من رفع التباغض وتوريث الود ولقد أحسن القائل %قد يمكث الناس دهرا ليس بينهم % %ود فيزرعه التسليم واللطف
#حديث ثان للزهري عن أنس ) مالك عن ابن شهاب ( عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ركب فرسا فصرع ) ( 1فجحش ) ( 2شقه اليمن فصلى
صلة من الصلوات وهو قاعد فصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال إنما جعل المام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال
سمع ال لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون ) ( 3
لم يختلف رواة الموطأ في إسناد هذا الحديث عن مالك عن الزهري عن أنس ورواه ) سويد بن سعيد ) ( ( 1عن مالك عن الزهري عن العرج عن أبي هريرة عن
النبي صلى ال عليه وسلم قال إنما جعل المام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع ال لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى
جالسا فصلوا جلوسا أجمعون فأخطأ سويد في هذا الحديث خطأ لم يتابعه أحد عليه فيما علمت وزاد فيه إذا كبر فكبروا وإذا سجد فاسجدوا ولم يقل إذا رفع فارفعوا حدثنا
خلف بن القاسم حدثنا محمد بن عبدال بن زكرياء النيسابوري حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدثنا كثير بن عبيد حدثنا سويد بن عبدالعزيز حدثنا مالك عن الزهري
عن العرج عن أبي هريرة أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم ) قال إنما جعل المام ليؤتم به فذكره ورواه ابن وهب عن مالك عن الزهري عن النبي صلى ال عليه وسلم ( وقال فيه إنما جعل المام ليؤتم به
فل تختلفوا عليه وتابعه على ذلك عن مالك أبو علي الحنفي وابنه يحيى بن مالك وهذه الزيادة ليست في الموطأ إل في بلغات مالك أعني قوله ) فل تختلفوا ) ( 1عليه (
وقد رواها معن بن عيسى وأبو قرة موسى بن طارق عن مالك عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال إنما جعل المام ليؤتم به فل
تختلفوا عليه وذكر الحديث وسنذكر بتمامه في ) باب ( بلغات مالك إن شاء ال وزاد عبدال بن وهب أيضا في هذا الحديث وإذا كبر فكبروا وإذا سجد فاسجدوا وتابعه
على ذلك عبدالرحمن بن مهدي وجويرية بن أسماء ) ( 2وذكر فيه إبراهيم بن بشير عن مالك التكبير ولم يذكر السجود وليس في الموطأ قوله إذا كبر فكبروا ول قوله
إذا سجد فاسجدوا
أخبرنا عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ويونس بن عبدالعلى قال حدثنا عبدال بن وهب قال أخبرني يونس
بن يزيد ومالك بن أنس والليث بن سعد وابن سمعان أن ابن شهاب أخبرهم قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش
شقه اليمن فصلى ) لنا ( صلة من الصلوات وهو جالس وصلينا معه جلوسا فلما انصرف قال إنما جعل المام ليؤتم به فل تختلفوا عليه فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا
كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع ال لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون فقوله في
هذا الحديث فل تختلفوا عليه ليس في الموطأ ول رواه بهذا السناد عن مالك غير ابن وهب وابنه يحيى بن مالك وأبي علي الحنفي وال أعلم ) وقوله وإذا كبر فكبروا
وإذا سجد فاسجدوا ليس في الموطأ ول رواه عن مالك غير ابن وهب وابن مهدي وجويرية وال أعلم ( ورواه أبو حنيفة
قحزم بن عبدال بن قحزم السواني ) ( 1عن الشافعي عن مالك عن الزهري عن أنس فزاد فيه في بيته وقال فيه أيضا فأشار إليهم أن أجلسوا ولم يقل ذلك في هذا
الحديث عن مالك أحد غير الشافعي في رواية قحزم عنه خاصة وإنما قال مالك فأشار إليهم أن اجلسوا في حديثه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال الدارقطني
ليس يحفظ في هذا الحديث أنه صلى في بيته إل من رواية أبي حنيفة قحزم عن الشافعي عن مالك عن الزهري عن أنس وهو محفوظ من رواية أيوب عن الزهري عن
أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم صرع عن فرسه فجحش جنبه فدخلوا عليه يعودونه فصلى بهم قاعدا وأومأ إليهم أن اقعدوا فلما قضى صلته قال إنما جعل المام ليؤتم
به وذكر الحديث قال أبو عمر وأما حديث قحزم عن الشافعي فأخبرناه علي بن إبراهيم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو الحسن فقير
ابن موسى بن عيسى السواني ) ( 1حدثنا أبو حنيفة قحزم بن عبدال بن قحزم السواني حدثنا أبو عبدال محمد بن إدريس الشافعي حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب
عن أنس ) بن مالك ( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه اليمن فصلى في بيته قاعدا وصلى خلفه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا ثم
قال إنما جعل المام ليؤتم به فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون فخلط فيه قحزم وزاد ونقص ) ولم يتمه ( والصحيح عن مالك فيه ما في الموطأ وال أعلم وفي هذا
الحديث من الفقه ركوب الخيل ) وحركتها ( والتقلب عليها وهو يرد ما روى عن عمر من كراهيته ركوب الخيل لما فيه من الخيلء وأما السقوط من ظهورها فإنه ل
يكون في الغلب لمن يحسن ركوبها إل مع حركتها ودفعها ) وإجرائها وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم من أحسن الناس تقلبا عليها (
وفي حديث قتادة وثابت عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ركب فرسا عريا ) ( 1لبي طلحة قال بعض أهل السير كان ذلك منه ) في ( حين أغار عيينة بن
حصن على لقاح المدينة ) فخرج ) ( 2رسول ال صلى ال عليه وسلم وفي حديث أنس أن خيل المشركين أغارت على لقاح بالمدينة فوقعت الصيحة فخرج رسول ال
صلى ال عليه وسلم على فرس لبي طلحة عرى ثم انصرف قال إن وجدناه لبحرا ) ( ( 3وذكر ابن المبارك وغندر وابن أبي عدي عن شعبة عن قتادة قال سمعت أنس
B314
TEXT
بن مالك يقول كان بالمدينة فزع فاستعار رسول ال صلى ال عليه وسلم فرسا لبي طلحة يقال له مندوب فركبه فلما انصرف قال إن وجدناه لبحرا ) ( 4حدثنا أحمد بن
محمد بن هشام حدثنا أحمد بن إبراهيم بن فراس حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي ) ( 5قال حدثنا محمد بن زنبور حدثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أجمل الناس وجها ) وأجود الناس كفا ( وأشجع الناس قلبا خرج وقد فزع الناس فركب فرسا لبي طلحة
) عريا ( ثم رجع وهو يقول لن تراعوا لن تراعوا ثم قال إن وجدناه لبحرا ) ) ( 1قال أبو جعفر الديبلي ( قال ) لنا ( ابن زنبور لم أسمع من حماد بن زيد غير هذا
الحديث لقيته عند زمزم فحدثني بهذا الحديث وأما قوله ) فجحش شقه ( فإن ذلك كما لو زاحم إنسان جدارا فانخدش خدشا بينا ) كما نقول نحن انسلخ وانجرح ( فالجحش
فوق الخدش وحسبك أنه لم يقدر على الصلة قائما فصلى قاعدا وأما قوله إنما جعل المام ليؤتم به فقد أجمع العلماء على أن الئتمام واجب على كل مأموم بإمامه في
ظاهر أفعاله وأنه ل يجوز له خلفه لغير عذر ) ) ( 2وفيه حجة لمالك وأبي حنيفة وأصحابهما في أبطال صلة من خالفت نيته نية إمامه فصلى ظهرا خلف إمام يصلي
عصرا أو صلى فريضة خلف
إمام يصلي نافلة لنه لم يأتم به في صلته فوجب أن ل يجزيه ) ( ( 1وأما اختلف نية المام والمأموم فقد أرجأنا القول في هذه المسألة إلى بلغات مالك ومرسلته عن
نفسه حيث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما جعل المام ليؤتم به فل تختلفوا عليه ) فهناك أولى المواضع به ( وقد ذكرنا ) هذه اللفظة مسندة من غير حديث مالك
في هذا الباب بإسناد صحيح وذكرنا ( هنالك ما للعلماء في جواز اختلف نية المأموم والمام من المذاهب والقوال والتنازع والعتدال إن شاء ال وأما قوله فإذا صلى
قائما ) فصلوا قياما ( فهذا كلم خرج على صلة الفريضة لنه صلى بهم صلة من الصلوات الخمس حين ذكر ذلك لهم ) وأمرهم بما في هذا الحديث ( وهذا ما ل خلف
فيه وقد أجمعوا على جواز صلة الجالس خلف القائم في النافلة فدل ) ذلك ( على ما ذكرنا إل أن المصلى في النافلة جالسا وهو قادر على
القيام له نصف أجر صلة القائم وقد مضى القول في حكم صلة القاعد في النافلة وحكم صلة المريض في باب إسماعيل ) ( 1بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وفي
قوله فإذا صلى قائما فصلوا قياما بيان لقوله عز وجل وقوموا ل قانتين ) ( 2وأجمع العلماء على أن القيام في صلة الفريضة فرض واجب على كل صحيح قادر عليه ل
يجزيه غير ذلك إن كان منفردا ) أو إماما ( واختلفوا في المأموم الصحيح يصلي قاعدا خلف ) إمام ( مريض ل يستطيع القيام فأجازت ) ذلك ( طائفة من أهل العلم اتباعا
لهذا الحديث وما كان مثله من قوله صلى ال عليه وسلم في المام ) وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون ) ( ( 3روى هذا ) الحديث ( عن النبي صلى ال عليه وسلم
من طرق ) كثيرة ( متواترة من حديث أنس وحديث أبي هريرة وحديث عائشة وحديث ابن عمر وحديث جابر كلها عن النبي صلى ال عليه وسلم بأسانيد صحاح وممن
ذهب إلى هذا حماد بن زيد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ) وإليه ذهب داود في رواية عنه ( قال أحمد بن حنبل
وفعله أربعة من الصحابة بعده أسيد بن حضير وقيس بن قهد ) ( 1وجابر وأبو هريرة حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال
حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا أنس بن عياض قال حدثني يحيى بن سعيد النصاري عن بشير بن يسار أن أسيد بن حضير كان يؤم قومه بني عبدالشهل فاشتكى فخرج
عليهم بعد شكواه فأمروه أن يتقدم لهم فقال ل أستطيع فقالوا ل يصلي بنا ما كنت فينا غيرك فقال إني ل أستطيع أن أصلي قائما فاقعدوا فصلي قاعدا وصلوا قعودا ) ( 2
أخبرنا إبراهيم بن شاكر قراءة منى عليه قال حدثنا عبدال بن عثمان قال حدثنا ) سعيد بن عثمان ( قال حدثنا أحمد بن عبدال بن صالح قال حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا
إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن قيس النصاري قال اشتكى إمامنا أياما فكنا نصلي بصلته جلوسا ) ( 3
وروى أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال إنما المام أمير فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا )
( 1وروى الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير أنهم شيعوا جابر بن عبدال وهو مريض فصلى بهم قاعدا وصلوا معه قعودا وقال جمهور أهل العلم ل
يجوز لحد أن يصلي في شيء من الصلوات المكتوبات جالسا وهو صحيح قادر على القيام ل إماما ول منفردا ول خلف امال ثم اختلفوا فمنهم من أجاز صلة القائم خلف
القاعد المريض لن كل يؤدي فرضه على قدر طاقته اقتداء وتأسيا برسول ال صلى ال عليه وسلم إذ صلى في مرضه الذي توفي فيه قاعدا وأبو بكر إلى جنبه قائما
يصلي بصلته والناس قيام خلفه يصلون بصلته فلم يشر إلى أبي بكر ول إليهم بالجلوس وأكمل صلته بهم جالسا وهم خلفه قيام ومعلوم أن ذلك كان منه بعد سقوطه
عن فرسه وصلته حينئذ قاعدا وقوله فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا فعلم أن الخر من فعله ناسخ للول
) فإنهم ما قاموا خلفه وهو جالس إل لعلمهم بأنه قد نسخ ذلك بفعله صلى ال عليه وسلم ( والدليل على أن حديث هذا الباب منسوخ بما كان منه في مرضه صلى ال عليه
وسلم إجماع العلماء على أن حكم القيام في الصلة على اليجاب ل على التخيير ولما أجمعوا على أن القيام في الصلة لم يكن فرضه قط على التخيير وجب طلب الدليل
على النسخ في ذلك وقد صح أن صلة أبي بكر والناس ) خلفه ( قياما وهو قاعد في مرضه الذي توفي فيه متأخر عن صلته في حين سقوطه عن فرسه فبان بذلك أنه
ناسخ لذلك وممن ذهب هذا المذهب واحتج بنحو هذه الحجة الشافعي وداود بن علي وأصحابهما وقد أوضحنا معاني الثار في صلة النبي صلى ال عليه وسلم في مرضه
وآتينا على حكاية قول من قال كان أبو بكر المقدم في تلك الصلة ومن قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها المقدم في باب هشام بن عروة بما يغني عن ذكره
هاهنا ) وقد ( روى الوليد بن مسلم عن مالك أنه أجاز للمام المريض أن يصلي بالناس جالسا وهم قيام قال وأحب إلى أن يقوم إلى جنبه من يعلم الناس بصلته
وهذه الرواية غريبة عن مالك ومذهبه عند أصحابه على خلف ذلك ذكر أبو المصعب عن مالك في مختصره قال ل يؤم الناس أحد قاعدا فإن أمهم قاعدا فسدت صلته
وصلتهم لن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يؤمن أحد بعدي قاعدا ) ( 1قال فإن كان المام عليل تمت صلة المام وفسدت صلة من خلفه قال ومن صلى
قاعدا من غير علة أعاد الصلة قال أبو عمر فعلى رواية أبي المصعب هذه عن مالك في قوله في المام المريض يصلي جالسا بقوم قيام أن صلة من خلفه فاسدة تجب
العادة عليهم في الوقت وغيره وقد روى عن مالك في هذه أنهم يعيدون في الوقت خاصة وذلك عندي وال أعلم لما ذكره في موطئه عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا
بكر كان يصلي بصلة النبي صلى ال عليه وسلم ) وهو جالس وأبو بكر إلى جنبه قائم والناس قيام خلف أبي بكر ) ( 2ولما رواه في غير الموطأ عن ربيعة أن أبا بكر
كان المقدم وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي (
بصلته فلما رأى الختلف في ذلك احتاط فرأى العادة ) في الوقت لن كل قد أدى فرضه على حسب حاله وكثير من مذهبه احتياطا ( قال أبو عمر قد احتج محمد بن
الحسن لقوله ومذهبه في هذا الباب بالحديث الذي ) ذكره ( أبو المصعب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يؤمن أحد بعدي قاعدا وهو حديث ل يصح عند أهل
العلم بالحديث إنما يرويه جابر الجعفي عن الشعبي مرسل وجابر الجعفي ل يحتج بشيء يرويه مسندا فكيف بما يرويه مرسل ) ( 1وأما قول محمد بن الحسن في هذا
الباب فإنه قال إذا صلى الرجل لمرض به قاعدا يركع ويسجد ول يطيق إل ذلك بقوم قيام يركعون ويسجدون فإن صلته جائزة وصلة من خلفه ممن ل يستطيع القيام
حكمه كحكمه جائزة أيضا وصلة من صلى خلفه ممن حكمه القيام باطلة وقال أبو حنيفة وأبو يوسف صلته وصلتهم جائزة وقالوا لو صلى
وهو يوميء بقوم يركعون ويسجدون لم يجزهم في قولهم جميعا وأجزأت المام صلته وكان نفر يقول تجزيهم صلتهم لنهم صلوا على فرضهم وصلى إمامهم على
فرضه وأما ابن قاسم فإنه قال ل يأتم القائم بالجالس في فريضة ول نافلة ول بأس أن يأتم الجالس بالقائم قال ول ينبغي أن يؤم أحد في نافلة ول في فريضة قاعدا قال وان
عرض المام ما يمنعه من القيام استخلف واختلف أصحاب مالك في إمامة المريض بالمرضى جلوسا فأجازها بعضهم وكرهها أكثرهم ولم يختلفوا فيمن صلى شيئا من
فرضه جالسا وهو قادر على القيام أن عليه العادة أبدا وذكر سحنون عن ابن قاسم عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج
وهو مريض وأبو بكر يصلي بالناس فجلس الى جنب أبي بكر فكان أبو بكر المام وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلى بصلة أبي بكر وقال ما مات نبي حتى
يؤمه رجل من أمته قال ابن القاسم قال مالك والعمل عندنا على حديث ربيعة هذا وهو أحب الى أن النبي صلى ال عليه وسلم
صلى بصلة أبي بكر قال سحنون بهذا الحديث أخذ ابن القاسم وليس في الموطأ قال أبو عمر أكثر الثار الصحاح = المسندة في هذا الباب أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم كان المقدم وإن أبا بكر كان يصلي بصلة رسول ال صلى ال عليه وسلم قائما والناس يصلون بصلة أبي بكر وهو الذي أقره مالك رحمه ال في الموطأ وقرىء
عليه إلى أن مات وسنبينه في باب هشام بن عروة إن شاء ال وأجمع العلماء مع اختلف مذاهبهم في هذا الباب على استحباب الستخلف للمريض من الئمة من يصلي
بالناس كما فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم حين مرض فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فإن صلى بهم وهو مريض فللعلماء في ذلك ما ذكرنا وبال توفيقنا وأما قوله
في الحديث وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا فإنه يدل على أن عمل المأموم يكون بعقب عمل المام وبعده بل فصل لن الفاء توجب التعقيب والستعجال وليست مثل
ثم التي توجب التعقيب والتراخي واختلف قول مالك في ذلك فروى عنه أن عمل المأموم كله مع
عمل المام ركوعه وسجوده وخفضه ورفعه ما خل الحرام والتسليم فإنه ل يكون إل بعد عمل المام وبعقبه وروى عنه مثل ذلك أيضا ما خل الحرام والقيام من اثنتين
والسلم وكان شيخنا أبو عمر أحمد بن عبدالملك بن هاشم ) ( 1رحمه ال يذهب إلى الرواية الولى ورأيته مرارا ل أحصيها كثرة يقوم مع المام في حين قيامه من
اثنتين ول يراعي اعتداله ول تكبيره وكان يقول هي أصح عن مالك وقد روى عن مالك أيضا أن الحب إليه في هذه المسألة أن يكون عمل المأموم ) بعد عمل المام (
B314
TEXT
وبعقبه في كل شيء قال أبو عمر هذا أحسن لما حدثناه عبدالوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن عبدالسلم وعبدال بن أبي
مسرة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا ابن أبي عدي عن
سعيد عن قتادة عن يونس بن جبير ) ( 1عن حطان بن عبدال الرقاشي قال قال خطبنا أبو موسى فعلمنا صلتنا وبين لنا سنتنا فقال إذا صليتم فأقيموا صفوفكم وليؤمكم
أحدكم فإذا كبر المام فكبروا وإذا قال ) ) غير المغضوب عليهم ول الضالين ( ( فقولوا آمين يحيكم ال فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا فإن المام يركع قبلكم ) ويرفع
قبلكم ( قال نبي صلى ال عليه وسلم فتلك بتلك وإذا قال سمع ال لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد يسمع ال لكم فإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا فإن المام يسجد قبلكم
ويرفع قبلكم قال نبي ال صلى ال عليه وسلم فتلك بتلك وذكر تمام الحديث ) ( 2قال أبو عمر ففي هذا الحديث بيان أن عمل المأموم بعقب عمل المام دون فصل ول
تراخ وهو الذي يوجبه حكم الفاء في قوله فكبروا واركعوا وقد ثبت من جهة الثر والنظر
أن حكم قوله فإذا كبر فكبروا في تكبيرة الحرام أن يكون فراغ المأموم منها بعد فراغ المام منها وابتداؤه بها بعد ابتداء المام بها وإن كان ذلك معا فالقياس أن يكون
الركوع والسجود وسائر العمل كذلك وسيأتي ذكر التكبير والحكم فيه عند الخفض والرفع والحرام في باب ابن شهاب عن أبي سلمة وعن علي بن حسين من هذا الكتاب
إن شاء ال قال أبو بكر الثرم سمعت أحمد بن حنبل يسأل متى يكبر خلف المام ومتى يركع فذكر الحديث إذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا ثم قال يتبعه في كل شيء
يصنعه كلما فعل شيئا فعله بعده وأما قوله ) وإذا قال سمع ال لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ( فإنه يقتضي ما قاله مالك ومن قال بقوله في ذلك أن المام يقتصر على
قول سمع ال لمن حمده وهو حجة على من قال أن المام يقول سمع ال لمن حمده ربنا ولك الحمد كما يفعل المنفرد وإن المأموم كذلك يقول أيضا ول أعلم خلفا أن
المنفرد يقول سمع ال لمن حمده ربنا لك الحمد أو ولك الحمد وإنما اختلفوا في المام والمأموم فقالت طائفة
من أهل العلم المام ) إنما ( يقول سمع ال لمن حمده فقط ول يقول ربنا ولك الحمد وممن قال بذلك أبو حنيفة ) ومالك ( والليث ومن تابعهم وحجتهم ظاهر حديث أنس
هذا وما كان مثله وقال أبو يوسف ومحمد بن الحسن والشافعي وأحمد بن حنبل يقول المام سمع ال لمن حمده ربنا ولك الحمد وحجتهم حديث أبي هريرة وأبي سعيد
وعبدال بن أبي أوفى ) ( 1كلهم حكى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه كان يقول سمع ال لمن حمده ربنا لك الحمد وذكر الدارقطني حديثا غريبا من طريق ابن أخي
ابن وهب عن عمه عن مالك والليث عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبدالرحمن عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول سمع ال لمن حمده ربنا ولك
الحمد ولو كان هذا صحيحا عند مالك والليث لم يخالفاه في الفتوى وال أعلم وقال الشافعي ويقول المأموم أيضا سمع ال لمن حمده ربنا لك الحمد كما يقول المام المنفرد
لن المام
إنما جعل ليؤتم به وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما والثوري وأحمد بن حنبل ل يقول المأموم سمع ال لمن حمده وإنما يقول ربنا ولك الحمد فقط وحجتهم حديث أنس
هذا وحديث أبي موسى المذكور في هذا الباب وما كان مثلهما وسيأتي هذا المعنى في هذه المسألة في باب ابن شهاب عن سالم إن شاء ال وفي هذا الحديث أيضا دليل
على أن ما اختاره مالك رحمه ال من قول ربنا ولك الحمد بالواو وذكره ابن القاسم وغيره عنه وأخبرنا عبدال بن محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد قال
حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا ) أبو بكر ( الثرم قال سمعت أبا عبدال أحمد بن حنبل رحمه ال يثبت أمر الواو في ربنا ولك الحمد وقال روى الزهري فيه ثلثة
أحاديث عن أنس بن مالك وعن سعيد عن أبي هريرة وعن سالم عن أبيه قال وفي حديث علي الطويل ولك الحمد ) وال الموفق (
#حديث ثالث لبن شهاب عن أنس مالك عن ابن شهاب عن أنس ) بن مالك ( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن يساره
أبو بكر فشرب ثم أعطى العرابي وقال اليمن فاليمن ) ( 1حدثنا خلف بن قاسم حدثنا العباس بن مطروح حدثنا ) محمد بن جعفر الوكيعي وحدثنا خلف حدثنا أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن محمد الحلبي حدثنا محمد بن عبدال بن سعيد ( وحدثنا خلف حدثنا عباس بن محمد بن سليمان بن يحيى الضبي البغدادي حدثنا محمد بن جعفر بن
زريق قالوا حدثنا هشام بن عمار حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن
يساره أبو بكر فشرب ثم أعطى العرابي وقال اليمن فاليمن لم يختلف الرواة عن مالك
في إسناد هذا الحديث ول في ألفاظه فيما علمت وقد رواه ابن عيينة عن ابن شهاب فأحسن سياقته وذكر فيه ألفاظ لم يذكرها مالك أخبرنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا
أبو سعيد بن العرابي قال حدثنا سعدان بن نصر ) ( 1والحسن بن محمد قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع أنس بن مالك يقول قدم النبي صلى ال عليه وسلم
المدينة وأنا ابن عشر سنين ومات وأنا ابن عشرين سنة فكن أمهاتي يحدثني على خدمته فدخل علينا النبي صلى ال عليه وسلم دارنا فحلبنا له من شاة لنا داجن فشيب له
من ماء بير في الدار وأبو بكر عن شماله وأعرابي عن يمينه فشرب النبي صلى ال عليه وسلم وعمر ناحية فقال عمر أعط أبا بكر فناول العرابي وقال اليمن فاليمن
وقد روى هذا الحديث محمد بن الوليد البسري ) ( 2عن عبدالرحمن بن مهدي عن مالك عن الزهري عن أنس مثل رواية ابن عيينة عن الزهري سواء وزاد فيه
) وقال ( اليمن فاليمن فمضت سنة
قال الدارقطني ولم يرو ) أحد ( هذا الحديث عن مالك بهذه اللفاظ إل البسرى عن ابن مهدي عنه وإن كان أحفظ فقد أغرب بألفاظ عدة ليست في الموطأ منها ) قوله (
قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم ) المدينة ( وأنا ابن عشر سنين ومات وأنا ابن عشرين سنة وكن أمهاتي يحثثنني على خدمته فدخل النبي صلى ال عليه وسلم دارنا
فحلبنا له من شاة لنا داجن فكل هذه اللفاظ ليست في الموطأ وقوله أيضا وعمر ناحية فقال عمر أعط أبا بكر ليست في الموطأ وقوله فمضت سنة ليس في الموطأ ول في
حديث ابن عيينة أيضا وسائر اللفاظ كلها محفوظة عن ابن عيينة عن الزهري عن أنس وقد بلغني عن بعض من تكلف الكلم في هذا الشأن أنه قال العرابي في هذا
الحديث هو خالد ابن الوليد وهذا منه إغفال شديد وإقدام على القول بالظن الذي هو أكذب الحديث أو تقليد لمن سلك في ذلك سبيله ووهم بين وغلط واضح من وجهين
أحدهما أن العرابي كان عن يمينه صلى ال عليه وسلم في حديث أنس هذا وخالد بن الوليد كان في قصة ابن عباس عن يساره عليه السلم وابن عباس عن يمينه والخر
أنه اشتبه ) عليه (
حديث سهل بن سعد في الشياخ مع الغلم مع حديث أنس في أبي بكر والعرابي وإنما دخلت عليه الشبهة في ذلك وال أعلم لن في حديث سهل وعن يمينه غلم وعن
يساره الشياخ والشياخ ) أحدهم خالد بن الوليد وقصة ابن عباس وخالد غير قصة أبي بكر والعرابي وحديث أنس غير حديث سهل بن سعد فقف على ذلك ول تلتفت
إلى سواه وسنذكر حديث سهل في باب أبي حازم إن شاء ال ( ) وقد روى مفسرا عن يمينه ابن عباس وعن يساره خالد بن الوليد وسيأتي ذكر ذلك الحديث في باب أبي
حازم إن شاء ال تعالى وال المستعان ( في هذا الحديث من رواية مالك من الفقه إباحة شرب اللبن وإن ذلك ليس من السراف لنه مستحيل أن يأتي رسول ال صلى ال
عليه وسلم في أكله أو شربه سرفا وفيه دليل على أن من قدم إليه شيء يأكله أو يشربه حلل فليس عليه أن يسأل وأين هو وما أصله إذا علم طيب مكسب صاحبه في
الغلب من أمره أل ترى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يسأل الذي أتاه باللبن من أين لك هذا وفيه إجازة خلط اللبن بالماء لمن أراد شربه ولم يرد به البيع لن
قوله قد شيب بماء أي ) قد ( خلط بماء ) ومعنى ( الشوب الخلط وجمعه أشواب وإنما قلنا إذا
لم يرد به البيع لن خلط الماء باللبن غش وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من غشنا فليس منا ) ( 1وقد بلغني أن عمر بن الخطاب أهراق لبنا قد شيب بماء على
مريد بيعه والغش به وفيه مجالسة أهل البادية وتقريبهم إذا كان لذلك وجه وفيه أن المجلس عن يمين الرجل وعن يساره سواء إذ لو كان الفضل عن يمين الرجل لما آثر
به رسول ال صلى ال عليه وسلم أعرابيا على أبي بكر ويحتمل أن يكون ذلك ) أيضا ( دليل على أن من سبق ) من ( مجلس العلم إلى مكان كان أولى به من غيره كائنا
من كان ودليل على أنه ل يقام أحد من مجلسه لحد وإن كان أفضل منه وفيه من أدب المواكلة والمجالسة إن الرجل إذا أكل أو شرب ناول فضله الذي على يمينه كائنا
من كان وإن كان مفضول وكان الذي على يساره فاضل وفي القياس على هذاالنص في هذا الحديث إن لو كان كافرا كان الدب والسنة أن يؤثر من على اليمين أبدا على
من كان على اليسار بفضل الشراب وال أعلم وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يحب التيامن في أمره كله كذلك ثبت ) ( 2عنه صلى ال عليه وسلم
وفيه مواساة الجلساء فيما يأتي صاحب المجلس من الهدايا وقد روى مرفوعا جلساؤكم شركاؤكم في الهدية وهذا إن صح فعلى الندب إلى التحاب وبر الجليس وإكرام
الصديق وهذا كله من محاسن الخلق وقد حكى بعض الناس عن مالك في هذا الحديث شيئا خلف ما يوجبه ظاهره ول يصح وبال ) العصمة ( والتوفيق وروى مندل
بن علي ) ( 1عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أتته هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها ) ( 2
#حديث رابع لبن شهاب عن أنس مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاءه
رجل فقال ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال ) رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ( ( 1اقتلوه قال مالك قال ابن شهاب ولم يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ
محرما ) ( 2اختلف في اسم ابن خطل ) هذا فقيل هلل بن خطل ) ( 3وقيل عبدالعزى بن خطل وقيل عبدال بن خطل ( هذا قول ابن إسحاق وجماعة وقال الزبير بن
بكار ابن خطل الذي أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتله يوم فتح مكة وإن كان متعلقا بأستار الكعبة فقتل على تلك الحال هو هلل بن عبدال بن عبد مناف بن أسعد
B314
TEXT
بن جابر بن كبير ) بن تيم ( بن غالب
ابن فهر ) ( 1قال وعبدال هو الذي يقال له خطل ولخيه عبدالعزى بن عبد مناف أيضا ) خطل ( هما جميعا الخطلن ) ( 2قال فبنو تيم بن غالب بن فهر يقال لهم بنو
الدرم ) ( 3وتيم هو الدرم بن غالب قال أبو عمر المغفر ما غطى الرأس من السلح كالبيضة وشبهها من حديد كان أو من غيره وقد روى بشر بن عمر الزهراني عن
مالك هذا الحديث بإسناده وقال فيه مغفر من حديد وليس في الموطأ من حديد ) ول أعلم أحدا ذكر ذلك عن مالك غير بشر بن عمر في هذا الحديث ) ( 4
حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أبو قلبة الرقاشي قال حدثنا بشر بن عمر قال حدثنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم دخل مكة وعليه مغفر من حديد فلما نزعه قيل له ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه وروى هذا الحديث روح بن عبادة عن مالك بإسناده هذا
وفيه زيادة وطاف وعليه المغفر ولم يقله غيره عنه وال أعلم ورواه عبدال بن جعفر المدني عن مالك عن الزهري عن أنس قال دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم
الفتح مكة وعلى رأسه المغفر واستلم الحجر بمحجن وهذا أيضا لم يقله عن مالك وال أعلم غير عبدال بن جعفر وهذا حديث انفرد به مالك رحمه ال ل يحفظ عن غيره
ولم يروه أحد عن الزهري سواه من طريق صحيح ) ( 1وقد روى عن ابن أخي ابن شهاب عن عمه عن أنس ول يكاد يصح وروى ) أيضا ( من غير هذاالوجه ول
يثبت أهل العلم بالنقل فيه إسنادا غير حديث مالك
وقد رواه عن مالك واحتاج إليه فيه جماعة ) من الئمة ( يطول ذكرهم وقد ذكرهم شيخنا أبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ رحمه ال في كتاب ) جمعه ( ) ( 1في ذلك
ومن أجل من رواه عن مالك ابن جريج حدثنا أبو محمد مسلمة بن محمد قال حدثنا أبو القاسم عبدالسلم بن محمد بن أبي موسى قال حدثنا أبو بكر عبدال بن أبي داود
قال حدثنا محمد بن مصفى قال حدثنا محمد بن حرب قال حدثنا ابن جريج عن مالك عن الزهري عن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم دخل مكة ) وعلى رأسه مغفر )
( 2وفي هذا الحديث من الفقه دخول مكة ( بغير إحرام وبالسلح وإظهار السلح فبها ولكن هذا عند جميع العلماء منسوخ ومخصوص بقوله صلى ال عليه وسلم إن ال
حرم مكة يوم خلق السموات والرض لم تحل لحد قبلي ول تحل لحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار يعني يوم الفتح وقد تكلمنا على معنى هذا الحديث في كتاب
الجوبة عن المسائل المتسغربة في كتاب البخاري بما يغني عن إعادته هاهنا
حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا سعيد بن السكن قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبدالوهاب قال حدثنا خالد عن
عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى ال عليه وسلم قال إن ال حرم مكة فل تحل ) ) ( 1لحد قبلي ول تحل ( لحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار وذكر الحديث
) ( 2ورواه منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس مثله أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم فتح مكة إن هذا بلد حرام لم يحل لحد قبلي ول يحل لحد
بعدي وإنما أحل لي ساعة من نهار ثم هو حرام إلى يوم القيامة ) ( 3وروى أبو شريح الكعبي وأبو هريرة وجماعة عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله ) ( 4وكان ابن
شهاب رحمه ال يقول ل بأس أن تدخل مكة بغير إحرام وخالفه في ذلك أكثر العلماء وما أعلم أحدا تابعه على ذلك إل الحسن البصري روى خالد بن عبدال عن أشعث
عن الحسن أنه لم يكن يرى بأسا أن يدخل الرجل مكة بغير إحرام وإلى هذا ذهب داود بن علي وأصحابه وذكروا قول ابن شهاب والحسن وأن ابن عمر
رجع من طريقه فدخلها بغير إحرام واحتجوا بأن موجب الحرام موجب حج أو عمرة لم يوجبها ) ( 1ال ول رسوله ول اتفق المسلمون على ذلك وقال الشافعي من
دخل مكة خائفا لحرب أو خائفا من سلطان أو ممن ل يقدر على دفعه جاز له دخول مكة بغير إحرام لنه في معنى المحصر وقد روى عن الشافعي مثل قول ابن شهاب
وداود ) في هذا الباب ( والمشهور عنه إنها ل تدخل إل بإحرام ) إل ما ذكرت عنه ( وقال ابن وهب عن مالك لست آخذ بقول ابن شهاب في دخول النسان مكة بغير
إحرام وكره ذلك وقال إنما يكون ذلك على مثل ما عمل عبدال بن عمر من القرب إل رجل يأتي بالفاكهة من الطائف أو ينقل الحطب يبيعه فل أرى بذلك بأسا قيل له
ورجوع ابن عمر من قديد ) ( 2إلى مكة بغير إحرام فقال ذلك أنه جاءه خبر من جيوش المدينة ) ( 3وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي كره أكثر أهل العلم أن يدخل
أحد مكة إل محرما
ورخصوا للحطابين ومن أشبههم ممن يكثر اختلفه إلى مكة ورخص أيضا لمن خرج من مكة يريد بلدة ثم بدا له أن يرجع كما صنع عبدال بن عمر قال وأما من نزع
من موضعه إلى مكة في تجارة أو غيرها فل ينبغي أن يدخلها إل محرما لنه يأتي الحرم فينبغي له أن يحرم لدخوله إياه ) قال ( ومما يؤكد ذلك أن رجل لو جعل على
نفسه مشيا إلى مكة لوجب عليه أن يدخلها محرما بحج أو عمرة قال وأما حديث الزهري عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل عام الفتح ) مكة ( وعلى رأسه
المغفر فإن هذه وال أعلم حال خصوص لنه أحلت له مكة بعض ذلك اليوم فلم يكن لحرامه وجه لنها كانت حلل ) له ( ساعة وإنما يستحب أن ل يدخلها ) إل (
محرما من أجل أنها حرم وذكر حديث طاوس أن النبي صلى ال عليه وسلم لم يدخل قط مكة إل محرما إل يوم الفتح قال أبو عمر قد اختلف العلماء فيمن دخل مكة بغير
إحرام فقال مالك والليث ل يدخل أحد مكة من أهل الفاق إل محرما فإن لم يفعل أساء ول شيء عليه وهو قول الشافعي
وأبي ثور وقال الشافعي من دخل مكة غير محرم فقد أساء ول شيء عليه لن الحج والعمرة ل يجبان إل على من نواهما وأحرم بهما قال الشافعي وسنة ال في عباده أن
ل يدخلواالحرم إل حرما قال ومكة مبابنة لسائر البلد فل يدخلها أحد إل بإحرام إل أن من أصحابنا من رخص للحطابين وشبههم ممن يدخل لمنافع أهله ونفسه قال أبو
ثور ليس على العراقي يدخل مكة بغير إحرام لحاجة شيء وقال أبو حنيفة وأصحابه ل يدخل أحد مكة بغير إحرام فإن دخلها أحد غير محرم فعليه حجة أو عمرة وهو
قول الثوري إل أنه قال فإن لم يحج ولم يعتمر قيل له استغفر ال وهو قول عطاء والحسن بن حي قال أبو عمر ل أعلم خلفا بين فقهاء المصار في الحطابين ومن يدمن
الختلف إلى مكة ويكثره في اليوم والليلة أنهم ل يؤمرون بذلك لما عليهم فيه من المشقة ولو ألزموا الحرام لكان عليهم في اليوم الواحد ربما عمر كثيرة وقد دخل
عبدال بن عمر مكة بغير إحرام وذلك أنه خرج عنها ثم خوف فانصرف بغير إحرام فمثل هذا وشبهه رخص له
وذكر عبدالرزاق أخبرنا عبيدال بن عمر عن نافع قال خرج ابن عمر من مكة يريد المدينة فأخبر بالفتنة فرجع فدخل مكة بغير إحرام وقد كان ابن عباس وأصحابه
يشددون في ذلك ذكر عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج قال أخبرنا عطاء أنه سمع ابن عباس يقول ل عمرة على أهل مكة من أجل الطواف إل أن يخرج أحدهم من الحرم فل
يدخله إل حراما قال فقيل له فإن خرج قريبا لحاجته قال يقضي حاجته ويجمع مع قضائها عمرة قال وأخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال ل يحل لحد من خلق ال
أن يدخل لحاجة ول لغيرها إل حراما فإن النبي صلى ال عليه وسلم لم يدخلها قط إل حراما إل عام الفتح قال وأخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح ) ( 1عن عطاء أنه كان
يرخص للحطابين من أهل مكة أن يدخلوها بغير إهلل قال أبو عمر أما قتل عبدال بن خطل ) ( 2فلن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد كان عهد فيه أن يقتل وإن
وجد متعلقا
بأستار الكعبة لنه ارتد بعد إسلمه وكفر بعد إيمانه وبعد قراءته القرآن وقتل النفس التي حرم ال ثم لحق بدار الكفر بمكة واتخذ قينتين ) ( 1يغنيانه بهجاء النبي صلى
ال عليه وسلم فعهد فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم بما عهد في ستة نفر معه ) ( 2قد ذكرهم ابن إسحاق وغيره وامرأتين فيما قاله ابن إسحاق وقال الواقدي أربع
نسوة ) ( 3روى زيد بن الحباب وإبراهيم بن علي الغزي القرشي ) ( 4عن مالك عن الزهري عن أنس أن ابن خطل كان يهجو رسول ال صلى ال عليه وسلم بالشعر
) ( 5وروى شبابة ) ابن سوار ( ) ( 6عن مالك عن الزهري
عن أنس قال دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة ثم قال من رأى منكم ابن خطل فليقتله وزعم بعض أصحابنا المتأخرين أن رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما قتل
ابن خطل لنه كان يسبه ) صلى ال عليه وسلم ( والذي ذكر ابن إسحاق في المغازي غير هذا مما نذكره بعد عنه في هذا الباب إن شاء ال ولو كانت العلة في قتله ما
ذكره هذا القائل ما ترك منهم من كان يسبه وما أظن أحدا منهم امتنع في حين كفره ومحاربته ) له ( من سبه وجعل القائل هذا حجة لقتل الذمي إذا سب رسول ال صلى
ال عليه وسلم وهذا ل يجوز عند أحد علمته من العلماء أن يقيس الذمي على الحربي لن ابن خطل في دار حرب كان ول ذمة له وقد حكم ال عز وجل في الحربي إذا
قدر عليه بتخير المام فيه إن شاء قتله وإن شاء من عليه وإن شاء فدى به فلهذا قتل رسول ال صلى ال عليه وسلم ابن خطل وغيره ممن أراد منهم قتله على أن ابن
خطل كان قد قتل رجل من النصار مسلما ثم ارتد كذلك ذكر أهل السير ) ( 1وهذا يبيح دمه عند الجميع وقد اختلف الفقهاء في الذي يسب رسول ال صلى ال عليه
وسلم
فقال مالك من شتم النبي صلى ال عليه وسلم ) من أهل الذمة ( قتل إل أن يسلم وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري يعزر ول يقتل وقال الليث يقتل مكانه وقال الشافعي
يؤخذ على من صولح من الكفار فذكر أشياء منها ومتى ذكر أحد منهم كتاب ال أو محمدا صلى ال عليه وسلم بما ل ينبغي فقد أحل دمه ) قال الطحاوي فهذا يدل على
أنه إن لم يشترط ذلك عليه فل يستحل ماله ( واحتج الطحاوي لقول أصحابه بمال حجة فيه والقول عندي في ذلك قول مالك والليث وقد روى عن ابن عمر أنه قيل له في
راهب سب النبي صلى ال عليه وسلم قال لو سمعته لقتلته ول مخالف له من الصحابة علمته ول يخلو أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتل ابن خطل من أحد وجهين
أما أن ذلك كان في الوقت الذي أحلت له مكة وهي دار حرب وكفر وكان له أن يريق دم من شاء من أهلها في الساعة التي أحل له فيها القتال أو يكون على مذهب
B314
TEXT
جماعة من العلماء في أن الحرم ل يجير من وجب عليه القتل وكان هؤلء ممن وجب قتله لما ذكرنا
فلم يجرهم ) الحرم ) ( ( 1وهذا موضع اختلف فيه العلماء قديما وحديثا فأما مالك فقال من وجب عليه القصاص في الحرم اقتص منه ومن قتل ودخل الحرم لم يجره ولم
يمنع الحرم حدا وجب وهو قول الشافعي ورواه ابن سماعة عن أبي يوسف وقال أبو حنيفة إذا وجب عليه قصاص أو حد ) فدخل الحرم ( لم يقتص منه في النفس ول
يحد فيما يأتي على النفس وتقام الحدود عليه فيما دون النفس مما سوى ذلك حتى يخرج من الحرم وكذلك قال زفر قال وإن قتل في الحرم ) أو زنى في الحرم ( رجم
وقتل في الحرم وروى محمد بن شجاع عن الحسن بن زياد عن أبي يوسف قال يخرج من الحرم فيقتل وكذلك في الرجم وقد ذكرنا هذه المسألة وبيناها وأوضحنا وجه
الصواب فيها في كتاب الجوبة عن المسائل المستغربة حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا عبيد بن عبدالواحد بن شريك قال حدثنا
أحمد بن محمد بن قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق قال وأما عبدال بن خطل فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة السلمي اشتركا في دمه وهو رجل من
بني تيم بن غالب قال وإنما أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتله لنه بعثه مصدقا وكان مسلما وبعث معه رجل من النصار وكان معه مولى له يخدمه وكان مسلما
فنزل ابن خطل منزل وأمر المولى أن يذبح له تيسا ويصنع له طعاما فنام واستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله ثم ارتد مشركا ) ( 1وأخبرني عبدال بن محمد بن
أسد قال حدثنا محمد بن عبدال بن اشته ) الصبهاني المقرىء ( قال حدثنا أحمد بن عبدالعزيز الجوهري أبو بكر قال حدثنا أبو زيد عمر بن شبة قال أخبرنا محمد بن
حاتم قال أخبرنا يونس بن محمد قال حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال لما افتتح النبي صلى ال عليه وسلم مكة أخذ أبو برزة السلمي
هو وسعيد بن حريث عبدال بن خطل وهو الذي كانت تسميه قريش ذا القلبين فأنزل ال عز وجل !> ما جعل ال لرجل من قلبين في جوفه <! 2فقدمه فضرب عنقه
وهو متعلق بأستار الكعبة
فأنزل ال عز وجل !> ل أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد <! 1وذكر تمام الخبر قال أبو عمر قد قيل في ذي القلبين أنه جميل بن معمر الجمحي ) ( 2وقيل ذلك في
رجل من بني فهر وروى محمد بن سليم بن الوليد العسقلني عن محمد بن أبي السرى عن عبدالرزاق عن مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال دخل رسول ال
صلى ال عليه وسلم يوم الفتح وعليه عمامة سوداء وعنده بهذا السناد أن النبي صلى ال عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر ومحمد بن سليم هذا وإن لم يكن ممن
يعتمد عليه فإنه قد تابعه على ذلك بهذا السناد الوليد بن مسلم ويحيى الوحاظي ومع هذا كله فإنه ل يحفظ عن مالك في هذا ) السناد ( إل المغفر ل عمامة سوداء على ما
في الموطأ وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه دخل عام الفتح وعلى رأسه عمامة سوداء من حديث جابر من رواية مالك وغيره فأما حديث مالك
فأخبرناه أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت ) ( 1إجازة كتب إلي بخطه وحدثنيه بعض اصحابنا ) عنه ( قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي ) ( 2قال
حدثنا أحمد بن إسماعيل قال حدثنا مالك بن أنس عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى ال عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه عمامة سوداء وهذا حديث غريب من
حديث مالك ولم يقل فيه مالك عام الفتح وهو محفوظ من حديث جابر هذا أخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا محمد بن أحمد ) ابن المسور قال حدثنا أبو الطاهر ( محمد بن
أحمد بن عثمان المدني قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا يحيى بن آدم قال أخبرنا شريك عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر قال دخل رسول ال صلى
ال عليه وسلم يوم فتح مكة وعلى رأسه عمامة سوداء ولواؤه أبيض وحدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة قال حدثنا عفان
قال حدثنا حماد ) بن سلمة ( عن أبي الزبير عن جابر بن عبدال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه عمامة سوداء قال أبو عمر ليس هذا
) عندي ( بمعارض لحديث ابن شهاب لنه قد يمكن أن يكون على رأسه عمامة سوداء وعليها المغفر فل يتعارض الحديثان وقد روى عن داود بن الزبرقان عن معمر
بن راشد ومالك بن أنس جميعا عن ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل عام الفتح مكة في رمضان وليس بصائم وهذا اللفظ
ليس بمحفوظ بهذا السناد لمالك إل من هذا الوجه وقد روى سويد بن سعيد عن مالك عن الزهري عن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم دخل مكة عام الفتح غير محرم
وتابعه على ذلك عن مالك إبراهيم بن علي المغنزلي وهذا ل يعرف هكذا إل بهما وإنما هو في الموطأ عند جماعة الرواة من قول ابن شهاب قال قال مالك ) قال ابن
شهاب ( ولم يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم
يومئذ محرما لم يرفعه إلى أنس وذكر عبدالرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني أنس ) بن مالك ( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء
وهو محرم وابن رواحة بين يديه وهو يقول %خلوا بني الكفار عن سبيله ) % ( 1قدأنزل الرحمان في تنزيله % %بأن خير القتل في سبيله % %ومما يدل على أن
دخلوه ) مكة ( عام فتح مكة وعلى رأسه المغفر خصوص له وأنها أحلت له ساعة من نهار ثم عادت إلى حالها ما أخبرناه أبو الحسن محمد بن أحمد ابن العباس
الخميمي فيما كتب بإجازته إلي وأذن لي أن أرويه عنه قال حدثنا علي بن أحمد علن قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني قال حدثنا
معقل بن عبيدال عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل يحل لحد أن يحمل بمكة سلحا وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أحمد
ابن مفضل قال حدثنا أسباط بن نصر ) ( 1قال زعم السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول ال صلى ال عليه وسلم الناس إل أربعة
نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم ) متعلقين ( بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل وعبدال بن خطل ومقيس بن حبابة وعبدال بن سعد بن أبي سرح فأما عبدال
بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاسنبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشد الرجلين فقتله وأما مقيس بن حبابة فأدركه الناس
وهو في السوق فقتلوه وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم ريح عاصف فقال أصحاب السفينة لهل السفينة أخلصوا فإن آلهتكم ل تغني عنكم شيئا هاهنا فقال عكرمة وال
لئن لم ينجني في البحر إل الخلص ما ينجيني في البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلجدنه عفوا
كريما قال فجاء فأسلم وأما عبدال بن سعد بن أبي سرح
فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا النبي صلى ال عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال بايع عبدال فرفع
رأسه فنظر إليه ثلثا كل ذلك يأبى ) فبايعه بعد ثلث ( ثم أقبل على أصحابه فقال أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله فقالوا ما
يدرينا يا رسول ال ما في نفسك أل أومأت إلينا بعينك فقال إنه ل ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين وأخبرنا قاسم بن محمد ) قال ( حدثنا خالد بن سعد حدثنا أحمد بن
عمرو بن منصور حدثنا محمد بن سنجر حدثنا أحمد بن مفضل حدثنا أسباط بن نصر قال زعم السدي عن مصعب بن سعد ) ( 1عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة
فذكره سواء إلى آخره
#حديث خامس لبن شهاب عن أنس مالك ) عن ابن شهاب ( عن أنس بن مالك قال كنا نصلي العصر ثم يذهب الذاهب إلى قباء ) ( 1فيأتيهم والشمس مرتفعة ) ( 2
هكذا ) هو ( في الموطأ ليس فيه ذكر النبي صلى ال عليه وسلم ورواه عبدال بن نافع وابن وهب في رواية يونس بن عبدالعلى عنه وخالد بن مخلد وأبو عامر العقدي )
( 3كلهم ) عن مالك ( عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي العصر ثم يذهب الذاهب إلى قباء فيأتيهم والشمس مرتفعة وكذلك
رواه عبدال بن المبارك عن مالك عن الزهري وإسحاق بن عبدال بن أبي طلحة جميعا عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي العصر ثم
يذهب الذاهب إلى قباء ) قال أحدهم ( فيأتيهم والشمس مرتفعة فهؤلء رووا هذاالحديث عن مالك على خلف لفظ الموطأ وهو حديث مرفوع عند أهل العلم بالحديث لن
معمرا وغيره من الحفاظ قالوا فيه عن الزهري عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي العصر ويذهب الذاهب إلى العوالي ) فيأتيهم ( والشمس مرتفعة
هكذا قال فيه جماعة أصحاب ابن شهاب عنه يذهب الذاهب إلى العوالي وهو الصواب عند أهل الحديث وقول مالك ) عندهم ( إلى قباء وهم ل شك فيه ) ( 1ولم يتابعه
أحد عليه في حديث ابن شهاب هذا إل أن المعنى في ذلك متقارب على سعة الوقت لن العوالي مختلفة المسافة وأقربها إلى المدينة ما كان على ميلين أو ثلثة ومنها ما
يكون ) على ( ثمانية أميال وعشرة ومثل هذا هي المسافة بين قباء وبين المدينة وقباء موضع بني عمرو بن عوف وقد نص على بني عمرو بن عوف في حديث أنس هذا
إسحاق بن أبي طلحة وقد مضى ذكر حديثه
ذلك في بابه ) ( 1من هذا الكتاب والحمد ل حدثني أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا محمد بن معاوية قال سمعت أبا عبدالرحمن النسائي يقول لم يتابع مالكا أحد على
قوله في حديث الزهري عن أنس إلى قباء والمعروف ) فيه ( إلى العوالي وكذلك قال الدارقطني وغيره وقد رواه خالد بن مخلد عن مالك فقال فيه إلى العوالي كما قال
سائر أصحاب ابن شهاب حدثني أحمد بن عبدال بن محمد بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن قاسم قال حدثنا مالك بن عيسى قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا
مالك بن أنس عن ابن شهاب الزهري عن أنس قال كنا نصلي العصر فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة هكذا رواة خالد بن مخلد عن مالك وسائر رواة الموطأ
قالوا قباء حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبونا هشام بن
عروة عن أبيه أن المغيرة بن شعبة كان يؤخر الصلة فقال له رجل من النصار أما سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول قال جبريل صل صلة كذا ) في ساعة
B314
TEXT
كذا ( حتى عد الصلوات قال
بلى قال وأشهد أنا كنا نصلي العصر مع النبي صلى ال عليه وسلم والشمس بيضاء نقية ثم نأتي بني عمرو بن عوف وإنها لمرتفعة وهي على ) رأس ( ثلثي فرسخ من
المدينة وفي هذا الحديث من الفقه تعجيل العصر وعلى هذا كان المر الول أل ترى إلى حديث مالك عن العلء قال صلينا الظهر ثم دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه
يصلي العصر وذلك أنهم كانوا صلوا الظهر مع بعض بني أمية بالبصرة ثم دخلوا على أنس فوجدوه يصلي العصر وسنذكر هذا الخبر في باب العلء إن شاء ال تعالى
وفيه ما يدل على أن مراعاة القامة في الظهر والقامتين في العصر استحباب وأن وقت العصر ممدود ما كانت الشمس بيضاء نقية وكذلك حد عمر بن الخطاب رضي ال
عنه وقت العصر مثل هذا الحد وكتب به إلى عماله ) ( 1وقد روى نحو هذا عن جماعة من الصحابة منهم عائشة في قولها كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي
العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر ) ( 2وروى الوزاعي قال حدثني أبو النجاشي قال حدثني رافع بن خديج قال كنا نصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم
صلة العصر ثم ننحر جزورا فنقسمه عشر قسم ثم نطبخ
فنأكل لحما نضيجا قبل أن تغيب الشمس وفي حديث أبي أروى الدوسي كنت أصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم أمشي إلى ذي الحليفة فآتيهم قبل أن تغيب
الشمس وأبو أروى اسمه ربيعة وحدثني خلف بن قاسم قال حدثنا الحسين بن جعفر بن إبراهيم أبو أحمد الزيات بمصر قال حدثنا يوسف بن يزيد القراطيسي أبو يزيد قال
حدثنا النضر بن عبدالجبار قال حدثنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن أنس قال كنا نصلي العصر والشمس مرتفعة فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة وكذلك )
رواه أسد بن موسى قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثني ابن شهاب قال حدثني أنس بن مالك فذكره وكذلك ( ذكره ابن أبي ذئب في موطئه عن ابن شهاب وأخبرنا
عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحسين بن علي أبو محمد الشناني ببغداد قدم علينا بها من الشام قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق )
( 1قال حدثنا محمد بن حمير قال حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية
فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة قال والعوالي من المدينة على عشرة أميال ومن حديث ابن شيبان قال قدمنا على النبي صلى ال عليه وسلم فكان
يؤخر العصر ما كانت الشمس بيضاء نقية وقد مضى ذكر هذا الحديث وما كان مثله في باب ) ( 1إسحاق من هذا الكتاب والحمد ل ) ومضى في باب زيد بن أسلم
مذاهب الفقهاء في وقت العصر ) ( 2خاصة وسيأتي تلخيص مذاهبهم في جميع أوقات الصلوات مستوعبة مجملة ومفسرة في باب ابن شهاب عن عروة إن شاء ال
تعالى (
#ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي حديث واحد متصل أخبرنا أبو محمد عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا أبو الحسين عبدالباقي بن قانع ) ( 1القاضي
ببغداد قال حدثنا بشر بن موسى قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال كان لفظ الزهري إذا حدثنا عن أنس وسهل بن سعد سمعت سمعت قد ذكرنا سهل بن سعد في
كتابنا في الصحابة فأغنى عن ذكره هاهنا مالك عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي أنه أخبره أن عويمر بن أشقر العجلني جاء إلى عاصم بن عدي
) النصاري ( فقال له يا عاصم أرأيت رجل وجد مع امرأته رجل أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل سل لي يا عاصم عن ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فسأل
عاصم رسول ال صلى ال عليه وسلم فكره رسول ال صلى ال عليه وسلم ) المسائل ( وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول ال صلى ال عليه وسلم ) فلما
جاء عاصم إلى أهله جاء عويمر ( فقال يا عاصم ماذا قال لك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال عاصم لم تأتني بخير قد كره رسول ال صلى ال عليه وسلم
) المسألة ( التي سألته عنها فقال عويمر وال ل أنتهي حتى أسأله عنها فأقبل عويمر حتى أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو وسط الناس فقال يا رسول ال أرأيت
رجل وجد مع امرأته رجل أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أنزل فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها فتلعنا وأنا مع ) الناس ( عند
رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما فرغا ) من تلعنهما ( قال عويمر كذبت عليها يا رسول ال إن أمسكتها فطلقها ) عويمر ( ثلثا قبل أن يأمره رسول ال صلى ال
عليه وسلم ) قال مالك ( قال ابن شهاب فكانت تلك
) بعد ) ( ( 1سنة المتلعنين ) ( 2هكذا هو في الموطأ عند جماعة الرواة قال ابن شهاب فكانت تلك سنة المتلعنين ورواه جويرة عن مالك بإسناده عن ابن شهاب عن
سهل وساقه بنحو ما في الموطأ إلى آخره وقال فطلقها ثلثا قبل أن يأمره رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان فراقه إياها سنة هكذا قال في نسق الحديث جعله من قول
سهل بن سعد ل من قول ابن شهاب وكذلك رواه إبراهيم بن طهمان عن مالك بإسناده ومعناه وقال في آخره فلما فرغا من تلعنهما طلقها ثلثا قبل أن يأمره رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال فكانت فرقته إياها سنة بعد ومن رواة إبراهيم بن طهمان من يقول عنه فيه فكان طلقه إياها سنة كل ذلك مدرج في كلم سهل ل من قول ابن
شهاب وهو عند جماعة رواة الموطأ من قول ابن شهاب كذلك هو عند القعنبي ومطرف ومعن بن عيسى وابن بكير وابن القاسم وابن وهب والشافعي وأبي مصعب
والتنيسي ويحيى بن يحيى النيسابوري وأحمد بن إسماعيل المدني وعبدال بن نافع
الزبير وغيرهم واختلف أصحاب ابن شهاب في ذلك أيضا قال الدارقطني وقد روى حديث اللعان عن الزهري عن سهل بن سعد جماعة من الثقات فاختلفوا عنه في قوله
فكان فراقه إياها سنة المتلعنين فأدرجة جماعة منهم في نفس الحديث وجعلوه من قول سهل بن سعد منهم ابن جريج وابن أبي ذئب والوزاعي وعياض بن عبدال
الفهري وفليح بن سليمان ) ( 1وإبراهيم بن إسماعيل ابن مجمع وفصله عقيل بن خالد وإبراهيم بن سعد ومحمد بن إسحاق ويزيد بن أبي حبيب فيما كتب ) به ( إليه
الزهري قالوا في آخره قال ابن شهاب فكانت تلك سنة المتلعنين كما في الموطأ وقد حدثنا محمد بن عمروس ) ) ( 2إجازة ( عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ أنه
أخبره ببغداد قال حدثنا البغوي
قال قرىء على سويد بن سعيد عن مالك عن الزهري عن سهل بن سعد أن رجل أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال أرأيت رجل وجد مع امرأته
رجل فيقتله فيقتلونه أم كيف يفعل قال فأنزل ال فيهما ما ذكر في القرآن من التلعن فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم قد قضى فيك وفي امرأتك قال فتلعنا وأنا شاهد
عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال إن أمسكتها فقد كذبت عليها ففارقها فكانت السنة فيهما أن يفرق بين المتلعنين وكانت حامل فأنكر حملها وكان
ابنها يدعى إليها ثم جرت السنة أن يرثها وترث منه ما فرض ال لها وهذه اللفاظ لم يروها عن مالك فيما علمت غير سويد بن سعيد ) ( 1وال أعلم وروى عبدال بن
إدريس هذا الحديث عن مالك ومحمد بن إسحاق جميعا عن ابن شهاب عن سهل بن سعد فذكره بطوله وزاد فيه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أنزل ال فيكما
قرآنا وتل ما أنزل ال في ذلك ول عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بينهما بعد العصر فلما تلعنا قال يا رسول ال ظلمتها إن أمسكتها فهي الطلق
فهي الطلق فهي الطلق ) ( 1ولم يذكر أحد فيما علمت في هذا الحديث أنه لعن بينهما بعد ) صلة ( العصر إل ابن إدريس وأظنه حمل لفظ ابن إسحاق على لفظ
مالك وقال الدارقطني لم يقل في هذا الحديث عن ابن شهاب أحد من أصحابه أنه لعن بينهما بعد صلة العصر غير محمد بن إسحاق وفي هذا الحديث من الفقه السؤال
عن الشكال وفيه أن الستفهام بأرأيت ) عن المسائل ( كان قديما في عصر رسول ال صلى ال عليه وسلم وفيه أن من قتل رجل وادعى أنه إنما قتله لنه وجده مع
امرأته أنه يقتل به وقد بينا هذه المسألة في سهيل بن أبي صالح من هذا الكتاب وفيه أن يتولى السؤال عن مسألتك غيرك وإن كانت مهمة وفيه قبول خبر الواحد لنه لو لم
يجب قبول خبره عنده ما أرسله يسأل له وفيه كراهية سماع الكلم إذا كان فيه تعريض بقبيح قذفا كان أو غيره وقد زعم بعض الناس أن في هذا الحديث دليل على أن
الحد ل يجب في التعريض بالقذف وهذا ل حجة فيه لن المعرض ) به ( غير معين وإنما يجب الحد على من عرض بقذف رجل يشير إليه أو يسميه في مشاتمته وبطلبه
المعرض به فحينئذ يجب في
التعريض ) بالقذف ( ) الحد إذا كان يعلم من المعرض أنه قصد به قصد القذف وقد صح عن عمر أنه كان يحد في التعريض بالقذف ( وهو قول مالك إذا كان مفهوما من
ذلك التعريض مراد القاذف وللكلم في هذه المسألة موضع غير هذا واختلف الفقهاء في حكم من قذف امرأته برجل سماه فقال مالك ليس على المام أن يعلم المقذوف
وهو أحد قولي الشافعي والحجة لمن ذهب هذا المذهب قول ال عز وجل !> ول تجسسوا <! 1ولن العجلني رمى امرأته بشريك ابن سحماء ) ( 2فلم يبعث فيه
رسول ال صلى ال عليه وسلم ول أعلمه وقالت طائفة عليه أن يعلمه لنه من حقوق الدميين وقد روى ذلك عن الشافعي واحتج من قال بهذا القول بقول رسول ال صلى
ال عليه وسلم واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها وقال مالك أن ذكر المرمى به في التعانه حد له وهو قول أبي حنيفة لنه قاذف لمن لم يكن به ضرورة
إلى قذفه وقال الشافعي ل حد عليه لن ال لم يجعل على من رمى زوجته بالزنا إل حدا واحدا بقوله !> والذين يرمون أزواجهم <!
1ولم يفرق بين من ذكر رجل بعينه ) وبين ( من لم يذكره وقد رمى العجلني زوجته بشريك بن سحماء وكذلك هلل بن أمية فلم يحد واحد منهما وفيه أن طباع البشر
أن تكون الغيرة تحمل على سفك الدماء إل أن يعصم ال عن ذلك بالعلم والتثبت والتقى وفيه أن العالم إذا كره السؤال ) له ( أن يعيبه وينجه ) ( 2صاحبه وفيه أن من
لقى شيئا من المكروه بسبب غيره كان له أن يؤنب ذلك الذي لقي المكروه بسببه ويعاتبه لقول عاصم لعويمر لم تأتني بخير وفيه أن المحتاج إلى المسألة من مسائل العلم
ل يردعه عن تفهمها غضب العالم وكراهيته لها حتى يقف على الثلج منها وفيه أن السؤال عما يلزم علمه من أمر الدين واجب في المحافل وغير المحافل وأنه ل حياء
B314
TEXT
يلزم فيه أل ترى إلى قوله فأقبل عويمر حتى أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو وسط الناس فقال يا رسول ال أرأيت رجل وجد مع امرأته رجل أيقتله فتقتلونه أم
كيف يفعل وفيه أن الملعنة ل تكون إل عند السلطان
وأنها ليست كالطلق الذي للرجل أن يوقعه حيث أحب وهذا ما ل خلف فيه وكذلك ل يختلفون أن اللعان ل يكون إل في المسجد الذي تجمع فيه الجمعة لن رسول ال
صلى ال عليه وسلم لعن بين المتلعنين المذكورين في المسجد ذكر ذلك ابن مسعود وغيره في حديث اللعان ) ( 1وقد ذكرنا حديث ابن مسعود وغيره في باب نافع
عن ابن عمر من كتابنا هذا واستحب جماعة من أهل العلم أن يكون اللعان في الجامع بعد العصر وفي أي وقت كان في المسجد الجامع أجزأ عندهم وفيه دليل على أن
للعالم أن يؤخر الجواب إذا لم يحضره ورجاه فيما بعد وفيه أن القرآن لم ينزل جملة واحدة إلى الرض وإنما كان ينزل به جبريل عليه السلم سورة سورة وآية آية على
حسب حاجة النبي صلى ال عليه وسلم إليه وأما نزول القرآن إلى سماء الدنيا فنزل كله جملة واحدة على ما روي عن ابن عباس وغيره ) ( 2في تفسير قول ال عز
وجل !> إنا أنزلناه في ليلة مباركة <! 3قالوا ليلة القدر ونزل فيها القرآن جملة ) واحدة ( إلى السماء الدنيا وفيه أن المتلعنين يتلعنان بحضرة الحاكم خليفة كان
أوغيره وفي قوله
أرأيت رجل وجد مع امرأته رجل دليل على أن الملعنة تجب بين كل زوجين لنه لم يخص رجل من رجل ول امرأة من امرأة ونزلت آية اللعان على هذا السؤال بهذا
العموم فقال !> والذين يرمون أزواجهم <! ولم يخص زوجا من زوج وهذا موضع اختلف فيه العلماء فقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه ل لعان بين الحر والمملوكة ول
بين المملوك والحرة ول بين المسلم والذمية الكتابية ولهم في ذلك حجج ) ل تقوم على ساق ( منها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى ال عليه وسلم
قال ل لعان بين مملوكين ول كافرين وهذا حديث ليس دون عمرو بن شعيب من يحتج به واحتجوا من جهة النظر أن الزواج لما استثنوا من جملة الشهداء بقوله !> ولم
يكن لهم شهداء إل أنفسهم <! 1وجب أن ل يلعن إل من تجوز شهادته ل عبد ول كافر ول يلعن عندهم إل الحر المسلم وقال مالك وأهل المدينة اللعان بين كل
زوجين وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور وداود والحجة لهم أن اللعان
يوجب فسخ النكاح فأشبه الطلق وكل من يجوز طلقه يجوز لعانه واللعان إيمان ليس بشهادة ولو كان شهادة ) ما ( سوى فيه بين ) الرجل ( والمرأة ولكانت المرأة على
النصف من الرجل ول يشهد أحد لنفسه وقد سمى ال إيمان المنافقين شهادة بقوله !> نشهد إنك لرسول ال <! 1وقال !> اتخذوا أيمانهم جنة <! 2ومن جهة القياس
والنظر محال أن ينتفي عنه ولد الحرة المسلمة باللعان ول ينتفي عنه ولد المة والكتابية باللعان وفيه أن الحاكم يحضر مع نفسه للتلعن قوما يشهدون ذلك أل ترى إلى
قول ) سهل بن سعد فتلعنا وأنا مع الناس عند رسول ال صلى ال عليه وسلم وفي شهود ( سهل بن سعد لذلك دليل على جواز شهود الغلمان والشبان التلعن مع
الكهول والشيوخ بين يدي الحاكم لن سهل كان يومئذ غلما قال أبو عمر ما أدرك سهل بن سعد النبي صلى ال عليه وسلم إل وهو غلم صغير
وأخبرنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبيد ال بن عمر قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري قال قلت لسهل بن
سعد ابن كم أنت يؤمئذ يعني يوم المتلعنين قال ابن خمس عشرة سنة ) ( 1وقد احتج بهذا الحديث من قال أن الطلق ثلثا بكلمة واحدة مباح لن رسول ال صلى ال
عليه وسلم لم ينكر على العجلني ان طلق امرأته ثلثا بكلمة واحدة بعد الملعنة واختلفوا هل تقع الثلث مجتمعات في الطهر للسنة أم ل وسنذكر ذلك في حديث مالك
عن نافع عن ابن عمر إن شاء ال واختلف الفقهاء في فرقة المتلعنين هل تحتاج إلى طلق أم ل فقال مالك وأصحابه والليث بن سعد وهو قول زفر بن الهذيل إذا فرغا
جميعا من اللعان وقعت الفرقة وإن لم يفرق الحاكم ثم ل يجتمعان أبدا ومن حجتهم في أن للفرقة تأثيرا في التعان المرأة وجوبه عليها وقياسا على أن تفاسخ البيع ل يكون
إل بتمام تجالفهما جميعا وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن ل تقع الفرقة بعد فراغهما من اللعان حتى يفرق الحاكم بينهما وهو قول الثوري لقول ابن عمر
فرق رسول ال صلى ال عليه وسلم بين المتلعنين فأضاف
الفرقة إليه ل إلى اللعان ولقوله عليه السلم ل سبيل لك عليها ) ( 1وحجة مالك أن تفريقه صلى ال عليه وسلم إنما كان إعلما منه أن ذلك شأن اللعان ومثله قوله ل
سبيل لك عليها ومن حجته أيضا أنه لما افتقر اللعان إلى حضور الحاكم افتقر إلى تفريقه كفرقة العنين وقال الوزاعي نحو قول مالك وقال الشافعي إذا أكمل الزوج
الشهادة واللتعان فقد زال فراش امرأته التعنت أو لم تلتعن ) قال ( وإنما التعان المرأة لدرء الحد ل غير وليس للتعانها في زوال الفراش معنى ولما كان لعان الزوج
ينفي الولد ويسقط الحد رفع الفراش ) وقد ذكرنا حجته في باب نافع عن ابن عمر من كتابنا هذا والحمد ل ( وكل الفقهاء من أهل المدينة وسائر الحجازيين وأهل الشام
وأهل الكوفة يقولون أن اللعان مستغن عن الطلق
وإن حكمه وسنته الفرقة بين المتلعنين وإنما اختلفهم الذي قدمنا في أن الحاكم يلزمه أن يفرق بينهما إل عثمان البتي في أهل البصرة فإنه لم ير التلعن بنقض شيئا من
عصمة الزوجين حتى يطلق وهو قول لم يتقدمه إليه أحد من الصحابة ) ( 1على أن البتي قد استحب للملعن أن يطلق بعد اللعان ولم يستحبه قبل ذلك فدل على أن
اللعان عنده قد أحدث حكما ) قال أبو عمر ) ( ( 2معنى قول ابن شهاب في آخر حديث مالك فكانت سنة المتلعنين يعني الفرقة بينهما إذا تلعنا ل أنه أراد الطلق
وذلك موجود منصوص عليه في حديث ابن شهاب مع ما يعضده من الصول التي ذكرنا في هذا الكتاب وروى ابن وهب في موطئه قال أخبرني عياض بن عبدال
الفهري عن ابن شهاب عن سهل بن سعد أن عويمر ابن أشقر النصاري أحد بني العجلن جاء إلى عاصم فذكر مثل حديث مالك عن ابن شهاب عن سهل وزاد فيه
وكانت امرأة عويمر حبلى فأنكر حملها وكان الغلم يدعى إلى أمه قال وجرت السنة في الميراث أنه يرثها وترث عنه ما فرض ال للم ) ( 1قال ابن شهاب قال عويمر
عن ذلك ليس بهذا حقا إن أنا رميت عند رسول ال صلى ال عليه وسلم بكذب قال فمضت السنة في المتلعنين أن يفرق بينهما ول يجتمعان أبدا فهذا نص عن ابن شهاب
في ذلك ( وجمهور الفقهاء على أنه ل يجوز للملعن أن يمسكها ويفرق بينهما وقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه فرق بين المتلعنين ) ( 2وحدثني سعيد بن
نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا حجاج قال حدثنا همام قال حدثنا أيوب أن سعيد بن جبير حدثه عن ابن عمر أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم فرق ) ( 3بين أخوي ) ( 4بني العجلن
وروى ابن عيينة عن الزهري عن سهل بن سعد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم فرق بين المتلعنين ) ( 1وروى مالك عن نافع عن عبدال بن عمر أن رجل لعن
امرأته في زمن النبي صلى ال عليه وسلم وانتفى من ولدها ففرق رسول ال صلى ال عليه وسلم بينهما وألحق الولد بأمه ) ( 2ولم يذكر أحد من أصحاب ابن شهاب
عنه عن سهل بن سعد في هذا الحديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم فرق بين المتلعنين غير ابن عيينة وحده ) ( 3وهو محفوظ من حديث ابن عمر ) ( 4
ويقولون أنه لم يقل أحد في حديث ابن عمر وألحق الولد بأمه إل مالك بن أنس ) ( 5وسنذكر حديثه في باب نافع من كتابنا هذا إن شاء ال واختلفوا في الزوج إذا أبى من
اللتعان فقال أبو حنيفة ل حد عليه لن ال جعل على الجنبي الحد وعلى الزوج اللعان فلما ) لم ( ينتقل اللعان إلى الجنبي لم ينتقل الحد إلى الزوج ويسجن أبدا حتى
يلعن لن الحدود ل تؤخذ قياسا وقال مالك والشافعي وجمهور الفقهاء إن لم يلتعن الزوج حد لن اللعان له براءة كما الشهود للجنبي وإن لم يأت ) الجنبي ( بأربعة
شهداء حد فكذلك الزوج إن لم يلتعن حد وجائز عند من احتج بهذه الحجة القياس في الحدود وفي حديث العجلني ما يدل على ذلك لقوله إن سكت سكت على غيظ وإن
قتلت قتلت وإن نطقت جلدت ) ( 1وقول رسول ال صلى ال عليه وسلم له عذاب الدنيا أهون من عذاب الخرة ) ( 2ومن جهة القياس أيضا ) أنه ( لما لحق الزوجة
من العار بقذف الزوج لها مثل ما لحق الجنبية وجبت التسوية بينهما واختلفوا هل للزوج أن يلعن مع شهوده فقال مالك والشافعي يلعن كان له شهود أو لم يكن لن
الشهود ليس لهم عمل ل درء الحد وأما رفع الفراش ونفي الولد فل بد فيه من اللعان وقال أبو حنيفة وأصحابه إنما جعل اللعان للزوج إذا لم يكن له شهداء غير نفسه
واختلفوا إذا أكذب نفسه الملعن هل له أن يراجعها إذا جلد الحد فأجاز ذلك حماد بن أبي سليمان وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن قالوا يكون خاطبا من الخطاب وقال مالك
والثوري والوزاعي والحسن بن حي والليث بن سعد والشافعي وأبو يوسف وزفر وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد ل يجتمعان أبدا سواء أكذب نفسه أو لم يكذبها
ولكنه إن أكذب نفسه جلد الحد ولحق به الولد ول يجتمعان أبدا وروى ذلك عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وبه قال أكثر علماء التابعين بالمدينة
وروى مثل قول أبي حنيفة في هذه المسألة عن سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وإبراهيم وابن شهاب على اختلف عن إبراهيم وابن شهاب في ذلك لنه قد روى عنهما
أن المتلعنين ل يتناكحان أبدا وكذلك قال الحسن البصري وقال الشعبي والضحاك إذا أكذب نفسه جلد الحد وردت إليه امرأته وهذا عندي قول ثالث خلف من قال يكون
خاطبا من الخطاب وخلف من قال ل يجتمعان أبدا قال أبو عمر التلعن يقتضي التباعد فإذا حصل متباعدين لم يجز لهما أن يجتمعا أبدا وقد قال رسول ال صلى ال
عليه
وسلم ل سبيل لك عليها وفي قوله هذا إعلم أن الفرقة تقع باللعان وأن السبيل عنها مرتفعة لن قوله ل سبيل لك عليها مطلق غير مقيد ) بشيء ( حدثنا سعيد بن نصر
وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عمر
قال فرق رسول ال صلى ال عليه وسلم بين المتلعنين وقال حسابكما على ال أحدكما كاذب ل سبيل لك عليها قال يا رسول ال مالي قال ) ل ) ( ( 1مال لك إن كنت
B314
TEXT
صادقا ) فهو ( بما استحللت من فرجها وإن كنت كذبت فهو أبعد ) ( 2لك وقال بعض أصحابنا وهو البهري ومن جهة المعنى فإنما عوقب الملعن بمنع التراجع لما
أدخل من الشبهة في النسب كما عوقب القاتل عمدا أن ل يرث واحتج أيضا لمذهب مالك في النكاح في العدة أنه يفرق بينهما ول يتناكحان أبدا بمنع المتلعنين من ذلك
عقوبة لهما لما قطعا من نسب الولد ولم يتصادقا فيه قال فكذلك المتزوج في العدة
لما أدخل الشبهة في النسب عوقب بالمنع من الجتماع ورفع فراشهما لنه أفرش غير فراشه قال أبو عمر الصول عند أهل العلم مستغنية عن الحتجاج لهما والزاني قد
افترش غير فراشه ولم يمنع من النكاح بعد الستبراء ولهل العلم في هذه المسألة أقوال وأغلل ليس هذا موضع ذكر ذلك ) وقول مالك في مسألة الناكح في العدة هو
مذهب عمر بن الخطاب ( وقد روي عن علي وابن مسعود ) في المتلعنين ( مثل ذلك ) ول مخالف لهم من الصحابة ( ومن حجة أبي حنيفة ومن ذهب مذهبه في هذه
المسألة عموم قول ال عز وجل !> وأحل لكم ما وراء ذلكم <! 1فلما لم يجمعوا على تحريمها دخلت تحت عموم الية ومن جهة النظر لما لحق الولد وجب أن يعود
الفراش لن كل واحد منهما يقتضيه عقد النكاح ويوجبه قال أبو عمر ذكر إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب في هذا الحديث عن سهل بن سعد أن المرأة كانت حامل وأنها
جاءت بعد
ذلك بولد ) ( 1وتابعه على ذلك ابن جريج فقال في درج حديثه عن ابن شهاب عن سهل أن النبي صلى ال عليه وسلم قال من جاءت به أحمر قصيرا كأنه وحرة ) ( 2
فل أراها إل قد صدقت وكذب عليها وإن جاءت به أسود أعين ذا أليتين فل أراها إل ) قد ( صدق عليها فجاءت به على المكروه من ذلك ) ( 3فقال ابن جريج قال ابن
شهاب فكانت السنة بعدهما أن يفرق بين المتلعنين وكانت حامل وكان ابنها يدعى لمه قال ثم جرت السنة أنه يرثها وترث منه ما فرض ال لها ) ( 4وسنذكر هذا
المعنى بما فيه للعلماء من التنازع في باب نافع عن ابن عمر لنه أولى به لقول ابن عمر في حديثه وانتفى من ولدها وليس للحمل ول للولد ذكر في حديث مالك عن ابن
شهاب هذا فلذلك أخرناه إلى باب نافع إن شاء ال وأما كيفية اللعان فإن ابن القاسم ذكر عن مالك أنه يحلف أربع شهادات يريد أربع إيمان يقول أشهد بال لرأيتها تزني
وإن نفى حملها زاد ولقد استبريتها وما الحمل مني يقول ذلك أربع مرات والخامسة لعنة ال علي إن كنت من الكاذبين ثم تقوم هي فتقول أشهد بال ما رآني أزني وإن
حملي لمنه تقول ذلك أربع مرات والخامسة غضب ال عليها إن كان من الصادقين ) ( 1وقد ذكرنا كيفية اللعان في نفي الحمل عن مالك وأصحابه في باب نافع من
كتابنا هذا وكان مالك يقول ل يلعن إل أن يقول رأيتك تزني أوينفي حمل أو ولدا منها قال والعمى يلعن إذا قذف وقول أبي الزناد ويحيى بن سعيد والليث بن سعد
والبتي مثل قول مالك أن الملعنة ل تجب بالقذف وإنما تجب بإدعاء الرؤية أو نفي الحمل مع دعوى الستبراء وعندهم أنه إذا قال لزوجته يا زانية جلد الحد والحجة لهذا
القول قائمة من الثار فمنها حديث مالك هذا عن ابن شهاب عن سهل بن سعد قوله فيه أرأيت رجل وجد مع امرأته رجل ) ( 2وكذلك ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان
وسعيد بن نصر قال حدثنا ) قاسم بن أصبغ ( قال حدثنا إسماعيل ابن إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني
سليمان بن بلل عن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبدالرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن ابن عباس أنه ذكر المتلعنان عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال
عاصم بن عدي في ذلك قول ثم انصرف فأتاه رجل من قومه فذكر أنه وجد مع امرأته رجل وذكر الحديث ) ( 1وحدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال
حدثنا أبو داود قال حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا يزيد ابن هارون قال أنبأنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال جاء هلل بن أمية وهو أحد الثلثة الذين
تاب ال عليهم فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجل فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح ثم غدا على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال
إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندهم رجل فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول ال ما جاء به واشتد عليه فنزلت !> والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إل
أنفسهم <! اليتين كلتيهما فسري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ابشر يا هلل ) فقد جعل ال لك مخرجا وذكر الحديث بطوله ) ( 2وروى جرير بن حازم عن
أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما قذف هلل (
ابن أمية امرأته قيل له وال ليجلدنك رسول ال صلى ال عليه وسلم ثمانين فقال ال أعدل من أن يضربني وقد علم أني رأيت حتى استبنت وسمعت حتى استيقنت فنزلت
آية الملعنة ) ( 1فهذه الثار كلها تدل على أن الملعنة التي قضى بها رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما كانت بالرؤية فل يجب أن تتعدى ذلك ومن قذف امرأته ولم
يذكر رؤية حد بعموم قوله !> والذين يرمون المحصنات <! الية ) ومن جهة النظر فإن ذلك قياس على الشهود ( ولن المعنى في اللعان إنما هو من أجل النسب ول
يصح ارتفاعه إل بالرؤية أو نفي الولد فلهذا قالوا أن القذف ) المجرد ( ل لعان فيه وفيه الحد لعموم قول ال عز وجل !> والذين يرمون المحصنات <! وقياسا على
الشهادة التي ل تصح إل برؤية وال أعلم وقال الشافعي وأبو حنيفة والثوري وأبو عبيد وأحمد بن حنبل وداود وأصحابهم إذا قال لها يا زانية وجب اللعان إن لم يأت
بأربعة شهداء وسواء عندهم قال يا زانية أو رأيتك تزنين أو زنيت وهو قول جمهور العلماء وعامة الفقهاء وجماعة أصحاب الحديث وقد روى أيضا عن مالك مثل ذلك
وحجتهم أن ال عز وجل قال !> والذين يرمون أزواجهم <! كما قال !> والذين يرمون المحصنات <! 1ولم يقل في واحدة منهما برؤية ول بغير رؤية وسوى بين
الرميين بلفظ واحد فمن قذف محصنة غير زوجته ولم يأت بأربعة شهداء جلد الحد ومن قذف زوجته ولم يأت بأربعة شهداء لعن فإن لم يلعن حد وقد أجمعوا أن
العمى يلعن إذا قذف امرأته ولو كانت الرؤية من شرط اللعان ما لعن العمى ولهم في هذا حجج يطول ذكره واختلفوا في ملعنة الخرس فقال مالك والشافعي
يلعن لنه ممن يصح طلقه وظهاره وإيلؤه إذا فهم ذلك عنه ويصح يمينه للمدعى عليه وقال أبو حنيفة ل يلعن لنه ليس من أهل الشهادة ولنه قد ينطلق لسانه فينكر
اللعان فل يمكننا إقامة الحد عليه وقال الشافعي يقول الملعن أشهد بال إني لمن الصادقين فيما رميت به زوجتي فلنة بنت فلن ويشير إليها إن كانت حاضرة يقول ذلك
أربع مرات ثم يقعده المام ويذكره ال ويقول له إني أخاف
إن لم تكن صدقت أن تبوء بلعنة ال فإن رآه يريد أن يمضي على ذلك أمر من يضع يده على فيه ويقول إن قولك وعلي لعنة ال إن كنت من الكاذبين موجبة ) ( 1إن
كنت كاذبا فإن أبى تركه يقول ولعنة ال علي إن كنت من الكاذبين فيما رميت به فلنة من الزنا قال أبو عمر أخذ الشافعي هذا من حديث سفيان بن عيينة عن عاصم بن
كليب ) عن أبيه ( عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر رجل حيث أمر المتلعنين أن يتلعنا أن يضع يده على فيه عند الخامسة يقول أنها موجبة ) ( 2
#ابن شهاب عن عبدال بن عامر بن ربيعة ) ( 1حديث واحد مسند وهو عبدال بن عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن سعد بن عبدال بن الحرث
بن رفيدة بن عتر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار ) ( 2أدرك أبا بكر وعمر والخلفاء وحفظ عنهم ورأى النبي صلى
ال عليه وسلم وحفظ عنه أيضا خبرا واحدا وهو ما أخبرنا أبو محمد عبدال بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا يوسف ابن عمر قال حدثنا محمد بن
عبدال بن عبد الرحيم قال حدثنا أبو صالح عن الليث عن ابن عجلن عن مولى لعبدال بن عامر ) عن عبدال بن عامر ( قال دعتني أمي والنبي صلى ال عليه وسلم
عندنا فأتيت فقالت تعال أعطيك ) ( 3فقال النبي صلى ال عليه وسلم
ما أردت أن تعطيه قالت تمرا قال لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة ) ( 1وقد ذكرناه في كتابنا في الصحابة ) ( 2وذكرنا أباه ) ( 3والحمد ل مالك عن ابن شهاب عن
عبدال بن عامر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام فلما جاء سرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام فأخبره عبدالرحمن بن عوف أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال إذا سمعتم به بأرض فل تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فل تخرجوا فرارا منه فرجع عمر من سرغ ) ( 4سرغ موضع بطريق الشام قيل أنه وادي
تبوك وقيل بقرب تبوك وقوله في هذا الحديث وغيره أن عمر بلغه إذ بلغ سرغ متوجها إلى الشام أن الوباء قد وقع بالشام فإن المعنى عندهم أن الوباء وقع بدمشق وكانت
أم الشام وإليها كان مقصده ) وروي عن مالك أنه سئل عن قول عمر
لبيت بركبة ) ( 1أحب إلي من عشرة أبيات بالشام ) ( 2فقال إنما قال ذلك عمر حين وقع الوباء بالشام وقد روي عن عمر لن أعمل عشر خطايا بركبة أحب إلي من )
أن ( أعمل واحدة بمكة وركبة واد من أودية الطائف ( ذكر أهل السير أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام واستخلف على المدينة زيد بن ثابت وذلك سنة سبع عشرة )
( 3فلما بلغ سرغ أتاه الخبر عن الطاعون فانصرف من سرغ قال أبو عمر الوباء الطاعون وهو موت نازل ) شامل ( ) ( 4ل يحل لحد أن يفر من أرض نزل فيها إذا
كان من ساكنيها ول أن يقدم عليه إذا كان خارجا عن الرض التي نزل بها
إيمانا بالقدر ودفعا لملمة النفس روينا من حديث عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فناء أمتي بالطعن والطاعون قالت الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال غدة
كغدة البعير ) ( 1تخرج في المراق والباط ) ( 2وقد ذكرنا هذا الخبر في باب عبدال بن جابر بن عتيك ) ( 3وروينا أن زيادا كتب إلى معاوية أني قد ضبطت العراق
بيميني وشمالي فارغة فأخبر بذلك عبدال بن عمر فقال مروا العجائز يدعون ال عليه ففعلن فخرج بأصبعه طاعون فمات منه وروي من حديث جابر وغيره عن النبي
صلى ال عليه وسلم أنه قال الفار من الطاعون كالفار من الزحف والصابر فيه كالصابر في الزحف ) ( 4وقد روي عن عمر أنه ندم على انصرافه من سرغ على أنه
انصرف عنه اتباعا للسنة في حديث ابن عوف خوفا أن يكون فارا من القدر أخبرنا أحمد بن سعيد قال حدثنا ابن أبي دليم ) قال ( حدثنا ابن وضاح حدثنا دحيم ) قال (
حدثنا ابن أبي
B314
TEXT
فديك عن هشام بن سعد عن عروة بن رويم عن القاسم عن عبدال بن عمر قال جئت عمر ) حين قدم من الشام ( فوجدته نائما في خبائه فقعدت فسمعته حين يثور من
نومه يقول اللهم اغفر لي رجوعي من سرغ ) ( 1قال عروة فبلغنا أنه كتب إلى عامله بالشام إذا سمعت بالطاعون قد وقع عندكم فاكتب إلي حتى أخرج قال وحدثنا
ضمرة ) ( 2عن ابن شوذب عن أبي التياح يزيد بن حميد الضبعي قال قلت لمطرف بن الشخير ما تقول رحمك ال في الفرار من الطاعون قال هو القدر يخافونه وليس
منه بد حدثنا محمد بن عبد الملك حدثنا عبدال بن مسرور حدثنا عيسى بن مسكين حدثنا محمد بن سنجر وأخبرنا إبراهيم بن شاكر حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا
أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم حدثنا عمرو بن ثور قال حدثنا الفريابي ) محمد بن يوسف ( قال حدثنا سفيان عن ميسرة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس في قوله !> ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم <!
!> وهم ألوف حذر الموت <! 1قال كانوا أربعة آلف خرجوا فرارا من الطاعون فماتوا فدعا ال نبي من النبياء أن يحييهم حتى يعبدوه فأحياهم ال قال الفريابي وحدثنا
ورقاء عن ابن أبي نجيح عن عمرو بن دينار في هذه الية قال وقع الطاعون في قريتهم فخرج أناس وبقي أناس ومن خرج أكثر ممن بقي قال فنجا الذين خرجوا وهلك
الذين أقاموا فلما كانت الثانية خرجوا بأجمعهم إل قليل فأماتهم ال ودوابهم ثم أحياهم فرجعوا إلى بلدهم وقد توالدت ذريتهم ذكر أبو حاتم عن الصمعي قال هرب بعض
البصريين من الطاعون فركب حمارا له ومضى بأهله نحو سفوان ) ( 2فسمع حاديا يحدو خلفه %لن يسبق ال على حمار %ول على ذي ميعة طيار % %أو يأتي
الحتف على مقدار %قد يصبح ال أمام السار %وذكر ابن قتيبة في المعارف أن ذلك النبي حزقيل ابن بوذى ) ( 3وقال ) المدائني ( يقال أنه قلما فر أحد من الطاعون
فسلم من الموت قال أبو عمر لم يبلغني أن أحدا من حملة العلم
فر من الطاعون ) ( 1إل ما ذكر المدائني أن علي بن زيد بن جدعان هرب من الطاعون إلى السيالة ) ( 2فكان يجمع كل جمعة ويرجع فكان إذا جمع صاحوا به فر
من الطاعون فطعن فمات بالسيالة قال وهرب عمرو ابن عبيد ورباط بن محمد بن رباط ) إلى ( الرباطية فقال إبراهيم بن علي القعنبي %ولما استفز الموت كل مكذب
%صبرت ولم يصبر رباط ول عمرو %أخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا يموت بن المزرع قال حدثنا الرياشي قال حدثنا الصمعي قال لما
وقع الطاعون الجارف بالبصرة فني أهلها وامتنع الناس من دفن موتاهم فدخلت السباع البصرة على ريح الموت وخلت سكة بني جرير من الناس فلم يبق ال فيها سوى
جارية فسمعت صوت الذئب في سكتهم ليل فأنشأت تقول %أل أيها الذئب المنادي بسحرة %إلي أنبئك الذي قد بدا ليا % %بدا لي أني قد نعيت وأني %بقية قوم
ورثوني البواكيا % %وأني بل شك سأتبع من مضى % %ويتبعني من بعد من كان تاليا
وذكر المدائني قال وقع الطاعون بمصر في ولية عبد العزيز بن مروان إياها فخرج هاربا منه فنزل قرية من قرى الصعيد يقال لها سكر ) ( 1فقدم عليه حين نزلها
رسول لعبد الملك فقال له عبد العزيز ما اسمك قال طالب بن مدرك فقال أوه ما أراني راجعا إلى الفسطاط ) أبدا ( فمات في تلك القرية ) ) ( 2وذكر ابن أبي شيبة قال
حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا هشام بن سعد قال حدثني عروة بن أبي رويح عن القاسم عن عبدال بن عمر قال جئت عمر حين قدم ) من ( الشام فوجدته قائل في خبائه
فانتظرته في فيء الخباء فسمعته حين تضور ) ( 3من نومه وهو يقول اللهم اغفر لي رجوعي من سرغ ) ( 4يعني حين رجع من أجل الوباء وقد تقدم هذا الخبر من
غير هذا الطريق ) ( ( 5
وقد ذكرنا الثار المرفوعة في الطاعون في باب محمد بن منكدر من كتابنا هذا والحمد ل وهذا الحديث أبين من أن يحتاج إلى شرح وتفسير وفيه قبول خبر الواحد وفيه
أيضا رواية الكبير عمن دونه في العلم والمنزلة إذا كان ثقة وفيه أنه قد يذهب عن العالم الحبر ما يوجد عند غيره من العلماء ممن ليس مثله وكان عمر رحمه ال من
العلم بموضع ل يوازيه أحد قال عبدال بن مسعود لو وضع علم عمر في كفة وعلم أهل الرض في كفة رجح علم عمر ) ( 1ودليل ذلك أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم رأى أنه دخل الجنة فسقى بها لبنا فناول فضله عمر فقيل له ما أولت ذلك يا رسول ال قال العلم ) ( 2وأخباره في الفقه أكثر من أن تحصى وقد جلبنا الكثير منها
في كتاب الصحابة ) ( 3وفيه أيضا أن الحجة لزمة بخبر الواحد ) العدل ( وأن المرء يجب عليه النقياد للسنة إذا ثبتت عنده من نقل الكافة كانت أو من نقل الحاد
العدول وفيه سرعة ما كانوا عليه من النقياد للعلم والستعمال له وبال التوفيق
#ابن شهاب عن السائب بن يزيد حديث واحد متصل وهو السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة ) الكندي ) ( ( 1يقال أنه مخزومي ) ول يصح ( ويقال أنه كناني ويقال
أنه ليثي ويقال هذلي ويقال أزدي وقال الزهري هو من الزد وعداده في كنانة وقال مصعب الزبيري السائب بن يزيد بن أخت النمر وهو ينسب في كندة ) ( 2قال أبو
عمر يقال أنه من كندة وهو حليف لبني أمية أو بني عبد شمس يكنى أبا يزيد رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو صغير وحفظ عنه أنه رأى خاتم النبوة بين كتفيه
كزر الحجلة ) ( 3وأنه مسح رأسه ودعا له بالبركة ) ( 4
وأنه تلقاه في انصرافه من غزوة تبوك وقال أبو معشر عن يوسف بن يعقوب المدني سمعت السائب بن يزيد بن أخت النمر قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم
استخرج يوم الفتح من تحت ستار الكعبة عبدال بن خطل فضرب عنقه ) صبرا ( وأبوه يزيد له صحبة والسائب بن يزيد يقال هو ابن أخت النمر بن جبل والنمر بن جبل
خاله وتوفي السائب بن يزيد سنة ثمانين وقيل سنة ست وثمانين وقد ذكر أحمد بن عبدال بن صالح الكوفي قال حدثنا النضر بن محمد قال حدثنا عكرمة قال حدثنا عطاء
مولى السائب بن يزيد أخي النمر بن قاسط قال كان وسط رأس السائب أسود وبقية رأسه ولحيته أبيض قال فقلت له يا سيدي وال ما رأيت مثل رأسك هذا قط هذا أبيض
وهذا أسود قال أفل أخبرك يا بني قلت بلى قال إني كنت مع الصبيان ألعب فمر بي النبي صلى ال عليه وسلم فاعترضت له فسلمت عليه فقال وعليك من أنت قال قلت
) أنا ( السائب بن يزيد أخو النمر بن قاسط قال فمسح رأسي وقال بارك ال فيك فل وال ) ل ( يبيض أبدا ول يزال هكذا ) أبدا ( ) هكذا ( قال أحمد بن صالح
الكوفي وهو وهم وغلط منه أو ممن نقل عنه لم يتابع على قوله أخو النمر بن قاسط وذكر قاسط هاهنا خطأ وأظنه لما لم يعرف النمر خال السائب فإنه ل يكاد يوجد
منسوبا توهمه النمر بن قاسط لشهرته في أنساب ربيعة فأخطأ والغلط ل يسلم منه أحد ) وقد ذكرنا في كتابنا في الصحابة ) ( 1وذكرنا طرفا من أخباره هناك فأغنى عن
أخباره هاهنا ( مالك عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة السهمي عن حفصة زوج النبي صلى ال عليه وسلم أنها قالت ما رأيت رسول ال
صلى ال عليه وسلم صلى في سبحته قاعدا قط حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلي في سبحته قاعدا ويقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها ) ( 2هكذا
رواه جماعة رواة الموطأ بهذا السناد عن مالك عن ابن شهاب عن السائب ورواه أبو حمة محمد بن يوسف ) ( 3عن أبي قرة موسى
ابن طارق عن مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد الجندعي عن المطلب بن أبي وداعة فأخطأ فيه ورواه علي بن زياد ) ( 1عن موسى بن طارق عن مالك ) بن أنس
( عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد كما رواه الناس وهو الصواب وفي هذا الحديث من الفقه إجازة صلة النافلة جالسا لمن يطيق القيام والسبحة النافلة دليل ذلك قوله
صلى ال عليه وسلم سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلة عن ميقاتها فصلوا الصلة لوقتها واجعلوا صلتكم معهم سبحة ) ( 2يعني نافلة قال ال عز وجل !> فلول أنه
كان من المسبحين <! 3جاء في التفسير لول أنه كان من المصلين ) ( 4وقد يحتمل في اللغة أن تكون السبحة اسما لجنس الصلة كلها نافلة وغيرها وفي اللغة أن
الصلة أصلها الدعاء لكن السماء الشرعية أولى لنها قاضية على اللغوية وفي قول رسول
ال صلى ال عليه وسلم اجعلوا صلتكم معهم سبحة وقد روى اجعلوا صلتكم معهم نافلة وكذلك قوله للذين لم يصليا معه بمسجد الخيف إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما
المسجد فصليا مع الناس تكون لكما سبحة ) ( 1وروى تكون لكما نافلة وهذا كله دليل على أن السبحة حقيقتها في السم الشرعي النافلة دون الفريضة لنه مرة يقول
سبحة ومرة ) يقول ( نافلة وفيه ترتيل القرآن في الصلة وهو الذي أمر ال به رسوله واختاره له ولسائر أمته قال ال عز وجل !> ورتل القرآن ترتيل <! 2والترتيل
التمهل والترسل ليقع مع ذلك التدبر وكذلك كانت قراءته صلى ال عليه وسلم حرفا حرفا ) ( 3فيما حكت أم سلمة وغيرها وقد ذكرنا فضل الترتيل على الهذ في كتاب
جمعناه في ) البيان عن تلوة القرآن ( وفي قول حفصة فيرتلها حتى تكون ) أطول من أطول منها ( دليل على إباحة الهذ لنه محال أن تكون ( أطول من أطول منها إذا
رتلت التي هي أطول
منها مثل ترتيلها وإنما أرادت أطول ) من أطول ( منها إذا حدرت تلك وهذ بها قارئها ) ( 1وفيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يكن يصلي في النافلة جالسا إل
في آخر عمره وذلك حين أسن وضعف عن القيام وبدن وأنه كان صابرا طول عمره على القيام والجتهاد في العمل حتى كانت ترم ) ( 2قدماه صلوات ال وسلمه عليه
وفي هذا دليل على أن الفضل في النافلة قائما مثلما ذلك فيها جالسا دليل ذلك قوله صلى ال عليه وسلم صلة القاعد على النصف من صلة القائم ) ( 3يعني في الجر
وقد تقدم القول في هذا الحديث ) ( 4فأغنى عن إعادته حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيينة عن
زياد بن علقة سمع المغيرة بن شعبة يقول قام رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى ورمت قدماه فقالوا يا رسول ال قد غفر ال لك ما تقدم من
ذنبك وما تأخر قال أفل أكون عبدا شكورا ) ( 1وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا أبو قلبة الرقاشي قال حدثنا أبو زيد قال حدثنا شعبة عن العمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي حتى ترم قدماه فقيل له تفعل هذا وقد غفر ) ال ( لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفل
B314
TEXT
أكون عبدا شكورا ) ( 2ورواه الثوري عن العمش بإسناده مثله وحدثنا سعيد بن نصر ) قال حدثنا قاسم ( بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحميدي قال
حدثنا سفيان قال حدثنا ابن عجلن قال حدثني محمد بن يحيى بن حبان ) ( 3عن ابن محيريز ) ( 4عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل
تبادروني بركوع ول بسجود فإني مهما أسبقكم به
إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت أني قد بدنت ) ( 1كذا قال بدنت بالضم ومعناه عند أهل اللغة أنه حمل اللحم وثقل كذا فسره أبو عبيد قال وأما من قال اني قد بدنت بفتح
الدال وتشديدها فيعني أنه أسن وضعف بأخذ السن منه حدثني عبيد بن محمد قال حدثنا عبدال قال حدثني عيسى بن مسكين قال قال لي ابن أبي أويس قال إبراهيم بن سعد
هذا الذي يروي قد بدنت فقلت ما الحجة فيه قال قول الشاعر ) % ( 2قامت تريك بدنا مكنونا %كعرقي البيض استمات لينا % %وخلت أن الشيب والتبدينا % %
والنأى مما يذهل القرينا
#ابن شهاب عن محمود بن الربيع حديث واحد متصل وهو محمود بن الربيع بن سراقة النصاري الخزرجي سمع من عتبان بن مالك وعبادة بن الصامت ولد على عهد
رسول ال صلى ال عليه وسلم وعقل مجة مجها ) ( 1من دلو في بئرهم ) ( 2يكنى أبا نعيم ) ( 3روى عنه أنس بن مالك وتوفي محمود بن الربيع سنة تسع وتسعين )
( 4وقد ذكرناه في كتاب الصحابة ) ( 5مالك عن ابن شهاب عن محمود ابن الربيع أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى وأنه قال لرسول ال صلى ال عليه
وسلم يا رسول ال أنها تكون الظلمة والسيل والمطر وأنا رجل ضرير البصر
فصل يا رسول ال في بيتي مكانا أتخذه مصلى فجاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أين تحب أن أصلي فأشار له إلى مكان من البيت فصلى فيه رسول ال صلى
ال عليه وسلم ) ( 1قال يحيى في هذا الحديث عن مالك عن ابن شهاب عن محمود بن لبيد ) ( 2وهو غلط بين وخطأ غير مشكل ووهم صريح ل يعرج عليه ولهذا لم
نشتغل بترجمة الباب عن محمود بن لبيد لنه من الوهم الذي يدركه من لم يكن له بالعلم كبير عناية وهذا الحديث لم يروه أحد من أصحاب مالك ول من أصحاب ابن
شهاب إل عن محمود بن الربيع ول يحفظ إل لمحمود بن الربيع وهو حديث ل يعرف إل به وقد رواه عنه أنس بن مالك عن عتبان بن مالك ومحمود بن لبيد ذكره في
هذا الحديث خطأ والكمال ل والعصمة به ل شريك له وفي هذا الحديث من الفقه أن إمامة العمى جائزة وفيه أنه كان يجمع في مدينة رسول ال صلى ال عليه وسلم في
غير مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كان ذلك لعذر ومن هذا الباب قوله أل صلوا في الرحال ) ( 3وال أعلم
وفيه التخلف عن الجماعة في المطر والظلمة لمن لم يطق المشي إليها أو تأذى به وفيه أن يخبر النسان عن نفسه بعاهة فيه وأن ذلك ليس من الشكوى وفيه التبرك
بالمواضع التي صلى فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم ووطئها وقام عليها وفي هذا دليل على صحة ما كان القوم عليه من صريح اليمان وما كان عليه رسول ال
صلى ال عليه وسلم من حسن الخلق وجميل الدب في إجابته كل من دعاه إلى ما دعاه إليه ما لم يكن إثما حدثنا عبدالوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن
أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا علي بن عبدالحميد أبو الحسين المعنى ) ( 1قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال حدثنا محمود
بن الربيع عن عتبان بن مالك قال أصابني في بصري بعض الشيء فقلت يا رسول ال إنه قد أصابني في بصري بعض الشيء وإني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي
فأتخذه مصلى ففعل ) ( 2وأخبرني سعيد وعبدالوارث قال حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير قال أخبرني مصعب بن عبدال أن
عتبان بن مالك شهد حنينا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم مسلما وقال ابن البرقي هو عتبان بن مالك بن عمرو بن عجلن بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن
الخزرج شهد بدرا فيما قاله عروة والزهري ) ( 1ولم يذكره ابن إسحاق في أهل بدر ) ( 2قال أبو عمر قد حدث ابن عيينة عن الزهري بحديث لعتبان بن مالك أنكره
الشافعي وقال حدث مالك هذا يرده حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال حدثنا عبيدال بن محمد قال حدثنا سفيان بن
عيينة عن الزهري عن عمرة عن عائشة إن شاء ال عن عتبة بن مالك أنه سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التخلف عن الصلة قال أتسمع النداء قال نعم فلم
يرخص له ) ) ( 3وهذا عندنا على الجمعة فل تتعارض الحاديث وحديث مالك لعتبان في الظلمة والسيل والمطر
أثبت من حديث ابن عيينة ) وهو كما قال الشافعي رحمه ال ( وقد ذكرت طرق حديث عتبان بن مالك في باب حديث ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن عبيدال بن عدي
بن الخيار في هذا الكتاب وسقت منها هناك ما يشفي الناظر فيه إن شاء ال
ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف واسم أبي أمامة أسعد بن سهل قال أحمد بن حنبل سماه رسول ال صلى ال عليه وسلم باسم جده أبي أمه أسعد بن زرارة أبي
أمامة وأمه ) ( 1ابنة أسعد بن زرارة ذكره أحمد بن زهير قال سمعت أحمد بن حنيل ) يقول ( ومن أراد أن يرى نسبه نظره عند ذكر أبيه من كتابنا في الصحابة ) ( 2
كان أبو أمامة هذا من جلة فقهاء التابعين وكبارهم أدرك النبي صلى ال عليه وسلم بمولده وسمع أباه وأبا هريرة وابن عباس وجماعة من الصحابة وقد ذكرناه في كتاب
الصحابة ) ( 3وإن كان معدودا في كبار التابعين لنه أدرك عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ومسح رأسه ) وسماه ( وكناه ) وكان ( مولده
قبل وفاة النبي صلى ال عليه وسلم بسنتين ومات سنة مائة ) ( 1لبن شهاب عنه في الموطأ من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلثة أحاديث الثنان منها
متصلن والثالث مرسل
#حديث أول لبن شهاب عن أبي أمامة متصل مالك عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال ما رأيت
كاليوم ول جلد مخبأة فلبط بسهل فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقيل يا رسول ال هل لك في سهل بن حنيف وال ما يرفع رأسه فقال هل تتهمون له أحدا قالوا نتهم
عامر بن ربيعة قال فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم عامر ) بن ربيعة ( فتغيظ عليه وقال علم يقتل أحدكم أخاه أل بركت اغتسل له فغسل عامر وجهه ) ويديه (
ومرفقيه
وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ليس به بأس ) ( 1قال أبو عمر ليس في حديث مالك هذا في غسل العائن عن النبي
صلى ال عليه وسلم أكثر من قوله اغتسل له وفيه كيفية الغسل من فعل عامر بن ربيعة ورواه معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال رأى عامر بن
ربيعة سهل بن حنيف وهو يغتسل فتعجب منه فقال تال إن رأيت كاليوم ول جلد مخبأة في خدرها أو قال جلد فتاة في خدرها قال فلبط حتى ما يرفع رأسه قال فذكر ذلك
لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال هل تتهمون أحدا قالوا ل يا رسول ال إل أن عامر بن ربيعة قال له كذا وكذا فدعا عامرا فقال سبحان ال علم يقتل أحدكم أخاه إذا
رأى منه شيئا يعجبه فليدع له بالبركة قال ثم أمره فغسل وجهه وظهر عقبيه ومرفقيه وغسل صدره وداخلة إزاره وركبتيه وأطراف قدميه ظاهرهما في الناء ثم أمره
فصب على رأسه وكفأ
الناء من خلفه قال وأمره فحسا منه حسوات قال فقام فراح مع الركب قال جعفر بن برقان للزهري ما كنا نعد هذا حقا ) ( 1قال بل هي السنة ) ( 2قال أبو عمر أما
غريب هذا الحديث فالمخبأة مهموز من خبأت الشيء إذا سترته وهي المخدرة المكنونة التي ل تراها العيون ول تبرز للشمس فتغيرها يقول إن جلد سهل كجلد الجارية
المخدرة إعجابا بحسنه ) ( 3قال عبدال ) ( 4بن قيس الرقيات %ذكرتني المخبآت ) ( 5لدى الحجر %ينازعنني سجوف الحجال % %وقال إبراهيم ) ( 6بن
هرمة %يا لك من خلة مباعدة % %تكتم أسرارها وتخبؤها % %ولبط صرع وسقط تقول منه لبط به يلبط لبطا فهو
ملبوط وقال ابن وهب لبط وعك قال الخفش يقال لبط به ولبج به إذا سقط إلى الرض من خبل أو سكر أو اعياء أو غير ذلك وقال ابن وهب في قوله داخلة إزاره هو )
( 1الحقو يجعل من تحت الزار في حقوه وهو طرف الزار ) الذي تعطفه إلى يمينك ( ثم تشد عليه الزرة قال وهذا قول مالك وفسره ابن حبيب بنحو ذلك أيضا قال
داخلة الزار هو الطرف المتدلي الذي يضعه المؤتزر أول على حقوه اليمن وقال الخفش داخلة إزاره الجانب اليسر من الزار الذي تعطفه إلى يمينك ثم تشد الزار
وقال أبو عبيد طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده وهو يلي الجانب اليمن من الرجل لن المؤتزر إنما يبدأ بجانبه اليمن فذلك الطرف يباشر جسده فهو الذي يغسل قال
أبو عمر الزار هو المئزر عندنا فما التصق منه بخصره
وسرته فهو داخلة إزاره وأما ما في هذا الحديث من المعنى ففيه الغتسال بالعراء في السفر وذلك بين في غير هذه الرواية في هذا الحديث وفيه أن النظر إلى المغتسل
مباح إذا لم ينظر منه إلى عورة لن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يقل لعامر لم نظرت إليه وإنما عاتبه على ترك التبريك ل غير وقد يستحب العلماء أن ل ينظر
النسان إلى المغتسل خوفا أن تقع عين الناظر منه على عورة وليس بمحرم النظر منه إلى غير عورة وفيه ما يدل على أن في طباع البشر العجاب بالشيء الحسن
والحسد عليه وهذا ل يملكه المرء من نفسه فلذلك لم يعاتبه رسول ال صلى ال عليه وسلم على ذلك وإنما عاتبه على ترك التبريك الذي كان في وسعه وطاقته وفيه أن
العين حق وأنا تصرع وتودي وتقتل وقد روى في حديث سهل هذا أن العين حق من حديث مالك عن محمد بن أبي أمامة عن أبيه ) ( 1وروى من غير حديث مالك
أيضا حدثنا قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا أحمد بن عمرو قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا يحيى بن عبدالحميد قال حدثنا عبدالرحمن
B314
TEXT
ابن سليمان بن الغسيل ) ( 1قال حدثنا مسلمة بن خالد النماري قال سمعت أبا امامة بن سهل بن حنيف يقول حدثني أبي سهل بن حنيف أنه سمع النبي صلى ال عليه
وسلم يقول علم يقتل أحدكم أخاه وهو عن قتله غني إن العين حق فإذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه أو من ماله فليبرك عليه فإن العين حق ) ( 2وفي قوله صلى ال
عليه وسلم علم يقتل أحدكم أخاه دليل ) على ( أن العين ربما قتلت وكانت سببا من أسباب المنية أخبرنا عبدالوارث حدثنا قاسم حدثنا محمد بن عبدالسلم الخشني حدثنا
محمد بن بشار حدثنا مؤزر حدثنا سفيان حدثنا حصين عن هلل ) ( 3بن يساف عن سحيم ) ( 4بن نوفل قال كنا عن عبدال نعرض المصاحف فجاءت جارية أعرابية
إلى رجل منا فقالت
أن فلنا قد لقع مهرك ) ( 1بعينه وهو يدور في فلك ل يأكل ول يشرب ول يبول ول يروث فالتمس له راقيا فقال عبدال ل نلتمس له راقيا ولكن ائته فانفخ في منخره
اليمن أربعا وفي اليسر ثلثا وقل ل بأس أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي ل يكشف الضر إل أنت فقام الرجل فانطلق فما برحنا حتى رجع فقال لعبدال فعلت
الذي أمرتني به فما برحت حتى أكل وشرب ) وبال ( وارث وحكى المدائني عن الصمعي قال حج هشام بن عبدالملك فأتى المدينة فدخل عليه سالم بن عبدال بن عمر
فلما خرج من عنده قال هشام ما رأيت ابن سبعين أحسن كدنة منه فلما صار سالم في منزله حم فقال أترون الحول لقعني بعينيه فما خرج هشام من المدينة حتى صلى
عليه وقد ذكرت في باب محمد بن أبي أمامة من هذا الكتاب زيادة في هذا المعنى وشرحا والحمد ل وفي تغيظ رسول ال صلى ال عليه وسلم على عامر بن ربيعة دليل
على أن تأنيب كل من كان منه أو بسببه سوء وتوبيخه مباح وان كان الناس كلهم يجرون
تحت القدر أل ترى أن القاتل يقتل وإن كان المقتول يموت بأجله وذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا عبدالصمد قال حدثنا أبو هاشم صاحب الزعفراني ) ( 1قال
قلت للحسن رجل قتل رجل أبأجله قتله قال قتله بأجله وعصى ربه قال أبو عمر وكذلك يوبخ كل من كان منه أو بسببه سوء وإن كان القدر قد سبق له بذلك وفي قوله
صلى ال عليه وسلم في غير هذا الحديث لو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين دليل على أن المرء ل يصيبه إل ما قدر له وإن العين ل تسبق القدر ولكنها من القدر وفي
قول رسول ال صلى ال عليه وسلم أل بركت دليل على أن العين ل تضر ول تعدو إذا برك العائن وأنها إنما تعدو إذا لم يبرك فواجب على كل من أعجبه شيء أن يبرك
فإنه إذا دعا بالبركة صرف
المحذور ل محالة وال أعلم والتبريك أن يقول تبارك ال أحسن الخالقين اللهم بارك فيه وفيه أن العائن يؤمر بالغتسال الذي عانه ويجبر ) عندي ( على ذلك أن أباه لن
المر حقيقته الوجوب ول ينبغي لحد أن يمنع أخاه ما ينتفع به أخوه ول يضره هو ل سيما إذا كان بسببه وكان الجاني عليه فواجب على العائن الغسل عندي وال أعلم
وفيه إباحة النشرة ) ( 1وإباحة عملها وقد قال الزهري في ذلك أن هذا من العلم وإذا كانت مباحة فجائز أخذ البدل عليها وهذا إنما يكون إذا صح النتفاع بها فكل ما ل
ينتفع به بيقين فأكل المال عليه باطل ) محرم ( وقد ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه أمر بالنشرة للمعين وجاء ذلك عن جماعة من أصحابه منهم سعد بن أبي
وقاص خرج يوما وهو أمير الكوفة فنظرت إليه امرأة فقالت إن أميركم هذا لهضم الكشحين ) فعانته ( فرجع إلى منزله فوعك ثم أنه بلغه ما قالت فأرسل إليها فغسلت له
أطرافها ثم اغتسل ) به ( فذهب ) ذلك ( عنه وأحسن شيء في تفسير الغتسال
للمعين ما وصفه الزهري وهو راوي الحديث ذكر ذلك عنه ابن أبي ذئب وغيره حدثنا أبو عثمان سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا شبابة عن ابن أبي ذئب ) عن الزهري ( عن أبي امامة بن سهل عن أبيه أن عامرا مر به وهو يغتسل فقال ما رأيت كاليوم ول جلد مخبأة
قال فلبط به حتى ما يعقل لشدة الوجع فأخبر بذلك النبي صلى ال عليه وسلم فتغيظ عليه فدعاه النبي صلى ال عليه وسلم فقال قتلته علم يقتل أحدكم أخاه أل بركت فأمر
النبي صلى ال عليه وسلم بذلك فقال اغسلوه فاغتسل فخرج مع الركب قال وقال الزهري أن هذا من العلم يغتسل له الذي عانه يؤتى بقدح من ماء فيدخل يده في القدح
فيمضمض ويمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح ثم يصب بيده اليسرى على كفه اليمنى ثم بكفه اليمنى على كفه اليسرى ثم يدخل بيده اليسرى فيصب بها على مرفق
يده اليمنى ثم بيده اليمنى ثم بيده اليمنى على مرفق
يده اليسرى ثم يغسل قدمه اليمنى ثم يدخل اليمنى فيغسل قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليمنى فيغسل الركبتين ثم يأخذ داخلة إزاره فيصب على رأسه صبة واحدة ول يضع
القدح حتى يفرغ وزاد ابن حبيب في قول الزهري هذا حكاه عن الحنفي ) ( 1عن ابن أبي ذئب عن الزهري ) ( 2يصب من خلفه صبة واحدة يجري على جسده ول
يوضع القدح في الرض قال ويغسل أطرافه المذكورة ) كلها ( وداخلة إزاره في القدح حدثني عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا عبدالحميد بن أحمد الوراق ببغداد
قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال سمعت أبا عبدال أحمد بن حنبل يسأل عن رجل يزعم أنه يحل السحر يؤتى بالمسحور فيحل عنه فقال قد رخص
فيه بعض الناس وما أدري ما هذا
قال الثرم حدثنا حفص بن عمر النمري قال حدثنا هشام عن قتادة عن سعيد بن المسيب في الرجل يؤخذ عن امرأته فيلتمس من يداويه قال إنما نهى ال عما يضر ولم ينه
عما ينفع قوله يؤخذ عن امرأته أي النساء ) قال ( والخذة ) ( 1رقية تأخذ العين أخبرنا محمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن مطرف حدثنا سعيد بن عثمان حدثنا نصر بن
مرزوق حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا عبدال بن لهيعة عن أبي الزبير المكي قال سألت جابر بن عبدال عن الرجل يأبق له العبد أيؤخذ قال نعم أو قال ل بأس ) به (
قال وحدثنا يحيى بن حسان حدثنا محمد بن دينار عن محمد بن سيف أبي رجاء قال سمعت محمد بن سيرين يحدث عن ابن عمر قال الخذة ) هي ( السحر قال حدثنا
يحيى بن حسان قال حدثنا محمد بن دينار عن أبي رجاء محمد بن سيف قال سألت الحسن عن الخذة ففزع وقال لعلك صنعت من ذلك شيئا قلت ل قال حدثنا يحيى بن
حسان قال حدثنا محمد بن دينار عن عمرو بن عوف عن إبراهيم
عن السود قال سألت عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم عن النشرة ) فقالت ( ما تصنعون بالنشرة والفرات إلى جانبكم ينغمس فيه ) أحدكم ( سبع انغماسات إلى
جانب الجرية قال حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا سليمان بن بلل عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب أنه سئل عن الرجل يابق له العبد أيؤخذه فقال سعيد بن المسيب قد
وخذنا فما رد علينا شيء أو رد علينا شيئا وأخبرنا عبدالرحمن حدثنا علي حدثنا أحمد حدثنا سحنون حدثنا ابن وهب قال أخبرني محمد بن عمرو عن ابن جريج قال
سألت عطاء بن أبي رباح عن النشرة فكره نشرة الطباء وقال ل أدري ما يصنعون فيها وأما شيء تصنعه أنت فل بأس به قال ابن وهب وأخبرني يحيى بن أيوب أنه
سمع يحيى بن سعيد يقول ليس بالنشرة التي يجمع فيها من الشجر والطيب ويغتسل به النسان باس وذكر سنيد ) ( 1
قال حدثنا أبو سفيان ) ( 1عن معمر وذكره عبدالرزاق عن معمر قال سمعت عبدال بن طاوس يحدث عن أبيه قال العين حق ولو كان شيء سابق ) ( 2القدر سبقته
العين وإذا استغسل أحدكم فليغتسل ) ( 3أخبرنا عبدال بن محمد بن يحيى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع قال حدثنا علي بن عبدالعزيز قال حدثنا مسلم بن إبراهيم
قال حدثنا وهيب قال حدثنا طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغتسلوا ) ( 4
#حديث ثان لبن شهاب عن أبي أمامة متصل مالك عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبدال بن عباس عن خالد بن الوليد أنه دخل مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم بيت ميمونة ) زوج ) ( 1النبي صلى ال عليه وسلم ( فأتى ) رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ( ( 2بضب محنوذ فأهوى إليه رسول ال صلى ال
عليه وسلم ) بيده ) ( ( 3فقال بعض النسوة اللتي في بيت ميمونة أخبروا رسول ال بما يريد أن يأكل منه فقالوا هو ضب ) يا رسول ) ( 4ال ( فرفع ) رسول ) ( 5
ال ( يده فقلت أحرام هو يا رسول ال قال ل ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته ورسول ال صلى ال عليه وسلم ينظر ) ( 6
هكذا قال يحيى بن يحيى عن ابن عباس عن خالد بن الوليد وتابعه القعنبي وابن القاسم وجماعة من أصحاب مالك وقال ابن بكير عن ابن عباس وخالد بن الوليد أنهما
دخل مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بيت ميمونة وتابعه قوم وكذلك رواه معمر عن الزهري أن ابن عباس وخالدا شهدا هذه القصة بنحو رواية ابن بكير ولم تختلف
نسخ الموطأ في إسناد هذا الحديث عن مالك عن ابن شهاب ) عن أبي أمامة عن ابن عباس ورواه عثمان بن عمر فأخطأ في إسناده جعله عن مالك عن ابن شهاب ( عن
عبيدال عن ابن عباس حدثنا خلف بن قاسم حدثنا علي بن حسن بن علن ) ( 1ومحمد بن عبدال القاضي قال حدثنا عبدال بن سليمان حدثنا عباد بن زياد الساجي حدثنا
عثمان بن عمر أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبيدال بن عبد بن عتبة عن ابن عباس قال دخلت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بيت ميمونة ومعه خالد بن الوليد
فأتى بضب فأهوى رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده فقال بعض النسوة أنه ضب فرفع يده
فقيل ) له ( أحرام هو يا رسول ال قال ل ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال فأما خالد فأكله ورسول ال صلى ال عليه وسلم ينظر ) وذكره الدارقطني عن
محمد ) ( 1بن سليمان المالكي القاضي بالبصرة عن بندار عن عثمان بن عمر ( وذكره الدارقطني أيضا عن إسماعيل بن محمد الصفار ) ( 2عن أبي داود السجستاني
عن عباد بن زياد عن عثمان بن عمر ) مثله ( سواء والضب دويبة معروفة بأرض اليمن وليس موجودا بمكة لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يكن بأرض قومي
وأظنه بالحجاز كله غير مأكول أيضا عندهم ول موجودا أل ترى إلى ما نقله جماعة أهل الخبار أن مدنيا سأل أعرابيا فقال أتأكلون الضب فقال نعم قال واليربوع قال
نعم قال والقنفذ قال نعم
B314
TEXT
قال والورل ) ( 1قال نعم قال فتأكلون أم حبين ) ( 2قال ل قال فليهنىء أم جبين العافية ومما يدلك على أن الضب ل يوجد إل في بعض أرض العرب قول بعض )
( 3بني تميم %لكسرى كان أعقل من تميم %ليالي فر من أرض الضباب % %وقال غيره ) % ( 4بلد تكون الخيم أظلل أهلها % %إذا حضروا بالقيظ
والضب نونها % %وقد ذكرنا صفته بما ل يشكل من كلم العرب وأشعارها في باب عبدال بن دينار من هذا الكتاب وذكرنا هناك أيضا من الثار المنقولة في مسخه ما
فيه كفاية وبيان والحمد ل
والمحنوذ المشوى في الرض وذلك أن العرب كانت تحفر حفرة وتوقد فيها النار فإذا حميت وضع ذلك الشيء الذي يشوي في الحفيرة ودفن فهو الحنيذ عندهم وقد قيل
إنما يوضع في التنور إذا غطى وطين عليه حنيذ أيضا يقال حنيذ ومحنوذ مثل قتيل ومقتول وفي هذا الحديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يواكل أصحابه فجائز
للرئيس أن يواكل أصحابه وحسن جميل به ذلك وفيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يأكل اللحم وفيه أنه كان صلى ال عليه وسلم ل يعلم الغيب وإنما كان يعلم
منه ما يظهره ال عليه وفيه أن النفوس تعاف ما لم تعهد وفيه أن أكل الضب حلل وأن من الحلل ما تعافه النفوس وفيه دليل على أن التحليل والتحريم ليس مردودا إلى
الطباع ول إلى ما يقع في النفس وإنما الحرام ما حرمه الكتاب والسنة أو يكون في معنى ما حرمه أحدهما ونص عليه وفيه دليل على خطأ من روى عن النبي صلى ال
عليه وسلم في الضب ) لست بمحله ول بمحرمه ) ( ( 5
وهذا ليس بشيء وقد رده ابن عباس رضي ال عنه وقال لم يبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم إل آمرا أو ناهيا أو محل أو محرما ولو كان حراما لم يؤكل على مائدته
) وأما دخول خالد ) ( 1بن الوليد وعبدال بن عباس بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وفيه ميمونة مع النسوة اللتي قال بعضهن أخبروا رسول ال صلى ال عليه
وسلم بما يريد أن يأكل منه فإنما كان ذلك قبل نزول الحجاب وال أعلم ( وليس الضب ذا ناب وال أعلم للفرق الذي ورد بين حكمه وحكم كل ذي ناب في الكل وبال
التوفيق وقد سلف القول منا في أكل ) كل ( ذي ناب من السباع في باب إسماعيل بن أبي حكيم من كتابنا ) ( 2هذا مستوعبا كامل فأغنى عن إعادته هاهنا وسيأتي من
ذكر الثار في الضب بما فيه شفاء في باب عبدال بن دينار عن ابن عمر من كتابنا هذا إن شاء ال
#حديث ثالث لبن شهاب عن أبي أمامة ) مرسل ( وهو يتصل من وجوه كثيرة ثابتة من غير حديث مالك مالك عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه
أخبره أن مسكينة مرضت فأخبر رسول ال صلى ال عليه وسلم بمرضها وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعود المساكين ويسأل عنهم فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم إذا ماتت فآذنوني ) بها ( فخرج بجنازتها ليل فكرهوا أن يوقظوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما أصبح رسول ال صلى ال عليه وسلم أخبر بالذي كان من
شأنها فقال ألم آمركم أن تؤذنوني بها فقالوا يا رسول ال كرهنا أن نخرجك ليل ونوقظك فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى صف بالناس على قبرها وكبر أربع
تكبيرات ) ( 1
لم يختلف على مالك في الموطأ في إرسال هذا الحديث وقد روى موسى ) ( 1بن محمد بن إبراهيم القرشي عن مالك عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف
عن رجل من النصار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى على قبر امرأة بعدما دفنت فكبر عليها أربعا وهذا لم يتابع عليه وموسى ) ( 2بن محمد هذا متروك
الحديث وقد روى سفيان بن حسين ) هذا الحديث ( عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم وهو حديث مسند متصل صحيح من
غير حديث مالك من حديث الزهري ) وغيره ( وروى من وجوه كثيرة عن النبي صلى ال عليه وسلم كلها ثابتة وفيه ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم عند
العالم إذا لم يكن في ذلك مكروه فيكون غيبة وفيه من الفقه أنه جائز أن يتحدث بأحوال الناس من التواضع وأنه كان يعود الفقراء فجائز للخليفة أن يعود
المرضى وإن تواضع وعاد المساكين وشهد جنائزهم كان أفضل وأسنى وكان جديرا أن يعد من الخلفاء وفيه إباحة عيادة النساء وإن لم يكن ذوات محرم ومحل هذا عندي
أن تكون المرأة متجالة وإن كانت غير متجالة فل إل أن يسأل عنها ول ينظر إليها وفيه ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم من الخلق الجميل في العفو وأنه أمر
أصحابه فلم يفعلوا ما أمروا به ولم يعاتبهم وفيه إجازة الذن بالجنازة وذلك رد على من قال ل تشعروا بي أحدا وقد كان جماعة يكرهون ذلك ورخص فيه آخرون ودلئل
السنة تدل على جواز ذلك والحمد ل فأما الذين كرهوا ذلك فابن مسعود وأصحابه واختلف في ذلك عن ابن عمر وإبراهيم ذكر عبدالرزاق عن الثوري عن أبي حمزة عن
إبراهيم عن علقمة قال اليذان بالجنازة من النعي والنعي من أمر الجاهلية ) ( 1قال إبراهيم ) ( 2إذا كان عندك من يحمل الجنازة فل تؤذن أحدا مخافة أن يقال ما أكثر
من اتبعه
قال وأخبرنا معمر عن أبي إسحاق ) ( 1إن علقمة بن قيس حين حضرته الوفاة قال ل تؤذنوا بي أحدا كفعل الجاهلية ) قال وأخبرنا الثوري عن عاصم بن محمد عن أبيه
أن ابن عمر كان يتحين بجنائزه غفلة الناس ( قال وأخبرني عمر بن راشد ) ( 2عن يحيى بن أبي كثير عن أبي عبيدة بن عبدال بن مسعود عن أبيه قال ل تؤذنوا بموتي
أحدا حسبي من يحملني إلى حفرتي قال وأخبرنا هشام الدستوائي ) ( 3
عن حماد ) ( 1عن إبراهيم قال ل بأس إذا مات الرجل أن يؤذن صديقه وأصحابه إنما كانوا يكرهون أن يطاف في المجالس أنعى فلنا كفعل الجاهلية ) ( 2وروى
حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل قال قال عمرو بن شرحبيل حين حضرته الوفاة ما أدع مال ول أدع علي من دين وما أدع من عيال يهموني بعدي فإذا ) أنا ( مت
فل تنعوني إلى أحد وأسرعوا في المشي وذكر الحديث ) ( 3وحماد بن زيد عن ابن عون قال سألت إبراهيم أكان النعي يكره قال نعم فذكرت ذلك لمحمد بن سيرين فقال
يؤذن الرجل حميمه ويؤذن صديقه ورخص في ذلك جماعة منهم أبو هريرة وغيره والصل في هذا الباب قوله صلى ال عليه وسلم إذا ماتت فآذنوني بها ونعى النجاشي
للناس وذكر عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن أنس بن مالك قال نعى رسول ال صلى ال عليه وسلم
أصحاب مؤتة على المنبر رجل رجل بدأ بزيد بن حارثة ثم جعفر بن أبي طالب ثم عبدال بن رواحة قال فأخذ اللواء خالد بن الوليد وهو سيف من سيوف ال قال أبو
عمر شهود الجنائز أجر وتقوى وبر والذن بها تعاون على البر والتقوى وإدخال الجر على الشاهد وعلى المتوفى أل ترى إلى قوله صلى ال عليه وسلم ما من مسلم
يموت فيصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة يستغفرون له إل شفعوا فيه ) ( 1رواه حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلبة عن عبدال بن يزيد ) ( 2
وكان أخا عائشة في الرضاعة عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم ومعلوم أن هذا العدد ومثله ل يجتمعون لشهود جنازة إل أن يؤذنوا لها وبال التوفيق
وفيه أن عصيان المرء من أمره إذا أراد بعصيانه بره وتعظيمه ل يعد عليه ذنبا وفيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يكن يعز عليه أن يعصى إذا لم تنتهك ل حرمة
ولم يعص عز وجل أل ترى لي قول عائشة رضي ال عنها ما انتقم رسول ال صلى ال عليه وسلم لنفسه قط إل أن تنتهك حرمة ال فينتقم ل بها وفيه إباحة الدفن بالليل
وفيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يطلع على ما غاب عنه إل أن يطلعه ال عليه وفيه الصلة على القبر لمن لم يصل على الجنازة وهذا عند كل من أجازه ورآه
إنما هو بحدثان ذلك على ما جاءت به الثار المسندة وعن الصحابة أيضا رحمهم ال مثل ذلك وفيه الصف على الجنازة وفيه ان التكبير على الجنازة أربع تكبيرات وفيه
أن سنة الصلة على القبر كسنة الصلة على الجنازة سواء في الصف عليها والدعاء والتكبير واختلف الفقهاء فيمن فاتته الصلة على الجنازة فجاء وقد سلم من الصلة
عليها وقد دفنت فقال مالك وأبو حنيفة ل تعاد الصلة على الجنازة ومن لم يدرك
الصلة مع الناس عليها لم يصل عليها ول يصل على القبر وهو قول الثوري والوزاعي والحسن بن حي والليث بن سعد وقال بن القاسم قلت لمالك فالحديث الذي جاء
عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه صلى على قبر امرأة قال قد جاء هذا الحديث وليس عليه العمل وذكر عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر قدم بعدما
توفي عاصم أخوه فسأل عنه فقال أين قبر أخي فدلوه عليه فأتاه فدعا له قال عبدالرزاق وبه نأخذ ) ( 1قال وأخبرنا عبيدال بن عمر عن نافع قال كان ابن عمر إذا انتهى
إلى جنازة قد صلى عليها دعا وانصرف ولم يعد الصلة ) ( 2وذكر عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم قال ل تعاد على ميت صلة ) ( 3قال وقال معمر كان الحسن
إذا فاتته صلة على جنازة لم يصل عليها وكان قتادة يصلي عليها بعد إذا فاتته ) ( 4
وقال الشافعي وأصحابه من فاتته الصلة على الجنازة صلى على القبر إن شاء ال وهو رأى عبدال بن وهب ومحمد بن عبدال بن عبدالحكم وهو قول أحمد ابن حنبل
وإسحاق بن راهويه وداود بن علي وسائر أصحاب الحديث قال أحمد ابن حنبل رويت الصلة على القبر عن النبي صلى ال عليه وسلم من ستة وجوه حسان كلها وفي
كتاب عبدالرزاق عن ابن مسعود ومحمد بن قرظة ) ( 1أن أحدهما صلى على جنازة بعدما دفنت وصلى الخر عليها بعدما صلي عليها ) ( 2قال وأخبرنا معمر عن
أيوب عن ابن أبي مليكة قال توفي عبدالرحمن بن أبي بكر على ستة أميال من مكة فحملناه حتى جئنا به إلى مكة فدفناه فقدمت عائشة علينا بعد ذلك فعابت علينا ذلك ثم
قالت أين قبر أخي فدللناها عليه فوضعت في هودجها عند قبره وصلت عليه ) ( 3وأخبرنا عبدال بن محمد قال حدثنا عبدالحميد بن أحمد الوراق قال حدثنا الخضر بن
داود قال حدثنا
أحمد بن محمد بن هانىء الطائي الثرم الوراق قال حدثنا أبو عبدال أحمد بن حنبل رحمه ال قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا ) أيوب عن ( ابن أبي مليكة أن
عبدالرحمن بن أبي بكر توفي في منزل له كان فيه فحمناه على رقابنا ستة أميال إلى مكة وعائشة غائبة فقدمت بعد ذلك فقالت أروني قبر أخي فأروها فصلت عليه وقال
B314
TEXT
حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال قدمت عائشة بعد موت أخيها بشهر فصلت على قبره وقال عبدالرزاق حدثنا الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن
حنش ) ( 1بن المعتمر قال جاء ناس من بعد أن صلى ) علي ( على سهل بن حنيف فأمر على قرظة النصاري أن يؤمهم ) ويصلي ( عليه بعد ما دفن ) ( 2وعن ابن
موسى أنه فعل ذلك وأما الستة وجوه التي ذكر أحمد بن حنبل أنه روى منها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ) صلى ( على قبر فهي وال أعلم ) حديث ( سهل بن
حنيف وحديث
سعد بن عبادة وحديث أبي هريرة روى من طرق وحديث عامر بن ربيعة وحديث ) أنس ( ) وحديث ابن عباس ( فأما حديث سهل بن حنيف فحدثناه أبو عثمان سعيد بن
نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا سعيد ابن يحيى أبو سفيان الحميري عن سفيان ابن حسين ) ( 1عن
الزهري عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف عن أبيه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعود فقراء أهل المدينة ويشهد جنائزهم إذا ماتوا قال فتوفيت ) ) ( 2امرأة (
من أهل العوالي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قضت فآذنوني بها قال فأتوه ليؤذنوه فوجدوه نائما وقد ذهب الليل فكرهوا أن يوقظوه وتخوفوا عليه ظلمة الليل
وهوام الرض قال فدفناها فلما أصبح سأل عنها فقالوا يا رسول ال
أتيناك لنؤذنك فوجدناك نائما فكرهنا أن نوقظك وتخوفنا عليك ظلمة الليل وهوام الرض قال فمشى رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى قبرها فصلى عليها وكبر أربعا )
( 1وأما حديث سعد بن عبادة فحدثناه عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال ) حدثنا نعيم بن حماد ( قال حدثنا ابن
المبارك قال أخبرنا المثنى بن سعيد عن قتادة عن ابن المسيب أن سعد بن عبادة أتى النبي صلى ال عليه وسلم فقال إن أم سعد توفيت وأنا غائب فصل عليها يا رسول ال
فقام النبي صلى ال عليه وسلم فصلى عليها وقد دفنت قبل ذلك بشهر ) ( 2وروى القطان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن أم سعد بن عبادة
ماتت والنبي صلى ال عليه وسلم غائب فأتى قبرها وصلى عليها وقد مضى لذلك شهر حدثنا عبدالوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا
الخشني محمد بن عبدالسلم قال حدثنا بندار ) ( 1محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان فذكره بإسناده ) وذكره أبو بكر الثرم قال حدثناأحمد بن حنبل قال
حدثنا يحيى بن سعيد فذكره بإسناده سواء ( وأما حديث أبي هريرة فرويناه من وجوه أحسنها ما حدثناه عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال حدثنا عبدالحميد بن أحمد
الوراق قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم صلى على قبر وأخبرنا إبراهيم بن شاكر قال حدثنا عبدال بن محمد بن عثمان قال حدثنا سعيد بن عثمان العناقي وحدثنا أحمد بن عبدال بن محمد قال حدثني
أبي قال حدثنا عثمان بن جرير قال ) حدثنا ( أحمد بن عبدال بن صالح قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة قال
كانت امرأة تقم ) ( 2المسجد فماتت فدفنت ليل
ففقدها رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال فهل أعلمتموني فقالوا ماتت ليل فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى أتى المقبرة فصلى على قبرها ثم قال إن هذه القبور
مملوءة ظلمة على أهلها وإن صلتي عليها نور ) ( 1قال حماد ل أدري الكلم الخر عن أبي هريرة هو أم ل ) وأخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر وأحمد بن عبدال بن
محمد قال أخبرنا مسلمة بن قاسم بن إبراهيم قال حدثنا جعفر بن محمد بن محمد الصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب بن عبدالقاهر قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال
حدثنا حماد بن زيد وأبو عامر الجزار عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رجل أسود أو امرأة سوداء كانت تنقي المسجد من الذى ثم ماتت فدفنت ولم
يؤذن النبي عليه السلم فأخبر بذلك النبي صلى ال عليه وسلم فقال دلوني على قبرها فانطلق إلى القبر فأتى على القبور فقال إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن
ال ينورها بصلتي عليها ) ( 2ثم أتى القبر فصلى عليها فقال رجل من النصار يا رسول ال إن أبي أو أخي مات وقد دفن فصل عليه يا رسول ال فانطلق رسول ال
صلى ال عليه وسلم مع النصاري ) ( ( 3
وأما حديث عامر بن ربيعة فحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا داود بن عبدال الجعفري ) ( 1قال
حدثنا عبدالعزيز بن محمد عن محمد بن زيد بن قنفذ عن عبدال بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقبر حديث فقال ما هذا القبر قالوا قبر
فلنة قال فهل آذنتموني قالوا كنت نائما فكرهنا أن نوقظك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فل تفعلوا ادعوني لجنائزكم ثم صف عليها فصلى ) ( 2وحدثنا أحمد بن
قاسم بن عبدالرحمن ) ( 3قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة
قال حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال حدثنا عبدالعزيز بن محمد عن محمد بن زيد بن المهاجر ) ( 1عن عبدال بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال مر رسول ال صلى
ال عليه وسلم بقبر حديث فسأل عنه فقيل قبر فلنة المسكينة قال فهل آذنتموني أصلي عليها فقالوا يا رسول ال كنت نائما فكرهنا أن نوقظك قال فقال رسول ال صلى
ال عليه وسلم ادعوني لجنائزكم أو قال اعلموني بجنائزكم فصف وصف الناس خلفه وصلى عليها وحدثناه عبدال بن محمد قال حدثنا عبدالحميد بن أحمد قال حدثنا
الخضر ابن داود قال حدثنا أبو بكر الثرم قال حدثنا أبو ثابت محمد بن عبدال ) ( 2والقعنبي جميعا قال حدثنا عبدالعزيز بن محمد ) عن محمد ( بن زيد عن عبدال بن
عامر بن ربيعة
عن أبيه قال مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقبر حديث فذكر مثله سواء وأما حديث ابن عباس فحدثناه خلف بن سعيد قال حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا أحمد بن
خالد قال حدثنا علي بن عبدالعزيز قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا شعبة وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا عبدال بن روح المدائني قال
حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا شعبة عن سليمان الشيباني قال سمعت الشعبي يقول أخبرني من مر مع النبي صلى ال عليه وسلم على قبر منبوذ فكبر عليه قال فقلت
للشعبي يا أبا عمرو من أخبرك بهذا قال أخبرني بذلك ابن عباس وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا
خالد بن عبدال قال حدثنا الشيباني عن عامر عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بقبر حديث عهد بدفن فسأل عنه فقالوا
مات ليل فكرهنا أن نوفظك فنشق عليك فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم وصفنا خلفه فصلينا عليه وأخبرنا عبدالرحمن بن أبان قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا
أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبدالرزاق قال حدثنا الثوري عن سليمان الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
صلى على جنازة بعدما دفنت ) ( 1وأما حديث أنس فحدثناه خلف بن قاسم قال حدثنا محمد بن زكرياء المقدسي قال حدثنا مضر بن محمد السدي قال حدثنا يحيى بن
معين قال حدثنا غندر عن شعبة عن حبيب بن الشهيد وعن ثابت عن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى على قبر امرأة بعدما دفنت وحدثناه أبو العباس أحمد بن
قاسم بن عيسى المقرىء قال حدثنا عبيدال ) ( 2ابن محمد بن حبابة البغدادي
قال حدثنا البغوي قال حدثنا إبراهيم ) بن هانىء قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن حبيب بن ( الشهيد وعن ثابت عن أنس أن النبي
صلى ال عليه وسلم صلى على قبر بعد ما دفن وقد روينا عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه صلى على قبر من ثلثة أوجه سوى هذه الستة الوجه المذكورة وكلها حسان
منها ) حديث ( لزيد بن ثابت النصاري والحصين ) ( 1بن وحوح وأبي أمامة بن ثعلبة ) ( 2النصاري فال أعلم أيها أراد أحمد بن حنبل أخبرنا أبو القاسم
عبدالرحمن بن عبدال بن خالد قال حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك البغدادي قال حدثنا عبدال بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا هشيم قال أخبرني
عثمان بن حكيم عن خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد بن ثابت
قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما وردنا البقيع إذا هو بقبر جديد فسأل عنه فقيل فلنة فعرفها فقال أفل آذنتموني قالوا يا رسول ال كنت قائل نائما
فكرهنا أن نؤذنك فقال ل تفعلوا ل يموتن فيكم ميت ما كنت بين أظهركم إل آذنتموني به فإن صلتي عليه له رحمة قال ثم أتى القبر فصفنا خلفه فكبر أربعا ) ( 1
وأخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبدال بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا أحمد بن حباب قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا
سعيد بن عثمان البلوي عن عروة بن سعيد النصاري عن أبيه عن الحصين بن وحوح أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي صلى ال عليه وسلم يعوده في الشتاء في برد
وغيم فلما انصرف قال لهله إني ما أرى طلحة إل وقد حدث به الموت فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه وعجلوا به فإنه ل ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني
أهله فلم يبلغ النبي صلى ال عليه وسلم
بني سالم حتى توفي وجن عليه الليل فكان مما قال طلحة ادفنوني ) وألحقوني ( بربي ول تدعوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فإني أخاف عليه ) اليهود ( أن يصاب
بشيء فأخبر النبي صلى ال عليه وسلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره ) في ( قطاره ) ( 1بالعصبة ) ( 2فصف وصف الناس معه ثم رفع يديه وقال اللهم ألق
طلحة تضحك ) إليه ( ويضحك إليك ثم انصرف ) ( 3وذكر أبو جعفر العقيلي ) قال ( أخبرنا هارون بن العباس الهاشمي قال حدثنا موسى بن محمد بن حيان قال حدثنا
ابن مهدي عن عبدال بن المنبب ) ( 4
عن جده عبدال بن أبي أمامة الحارثي ) عن أبي أمامة الحارثي ( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى على قبر بعدما دفن قال وأخبرنا عبدال ) بن أحمد بن حنبل
B314
TEXT
قال أخبرنا يحيى بن معين قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي قال حدثنا عبدال ( بن المنيب ) المدني ( عن جده عبدال بن أبي امامة عن أبيه أبي امامة بن ثعلبة قال رجع
النبي صلى ال عليه وسلم من بدر وقد توفيت يعني أم أبي امامة فصلى عليها وأما العمل من الصحابة بهذا فقد تقدم عن عائشة وعلي وابن مسعود وقرظة بن كعب وأبي
موسى وغيرهم وذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء الثرم الطائي الوراق قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن حرب بن شداد عن يحيى بن
أبي كثير أن أنس بن سيرين حدثه أن أنس بن ملك أتى جنازة وقد صلى عليها فصلى عليها ) قال وحدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبدال بن إدريس قال سمعت أبي عن
الحكم قال جاء
سلمان ) ( 1بن ربيعة وقد صلى على جنازة فصلى عليها ( قال وحدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا الضحاك ابن مخلد قال حدثنا سفيان بن سعيد عن شبيب بن غرقدة ) ( 2
عن المستظل بن حصين أن عليا صلى على جنازة بعدما صلي عليها وأخبرنا عبدال بن محمد بن يوسف قال حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل قال أخبرنا محمد بن
الحسين النصاري قال أخبرنا الزبير ) ( 3بن أبي بكر القاضي قال حدثني يحيى بن محمد قال توفي الزبير بن هشام بن عروة بالعقيق في حياة أبيه فصلى عليه بالعقيق
ودعا له وأرسل إلى المدينة يصلي عليه في موضع الجنائز ويدفن بالبقيع وأخبرنا عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال أخبرنا عبدالحميد بن أحمد الوراق قال أخبرنا
الخضر
ابن داود قال حدثنا أبو بكر قال أخبرنا الوليد قال حدثنا المثنى ) ( 1بن سعيد الضبعي عن أبي جمرة ) ( 2الضبعي قال انطلقت أنا ومعمر بن سمير اليشكري وكان من
أصحاب الدرهمين في خلفة عمر فانطلقنا نطلب جنازة نصلي عليها فاستقبلنا أصحابنا وقد فرغوا ورجعوا قال أبو جمرة فذهبت أرجع فقال امض بنا فمضينا إلى القبر
فصلينا عليه قال وأخبرنا أحمد بن إسحاق قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن محمد قال إذا فاتته الصلة على الجنازة انطلق إلى القبر فصلى عليه قال وهيب ورأيت
أيوب يفعله ) ( 3ومسلم أيضا قال وحدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا إسماعيل
ابن إبراهيم قال أخبرنا أيوب عن نافع قال توفي عاصم بن عمر وابن عمر غائب فقدم بعد ذلك قال أيوب أحسبه قال بثلث فقال أروني قبر أخي فأروه فصلى عليه هكذا
قال عن أحمد عن ابن علية عن أيوب وهو عندي وهم ل شك فيه لن معمرا ذكر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر أتى قبر أخيه ودعا له وهذا هو الصحيح المعروف من
مذهب ابن عمر من غير ما وجه عن نافع وقد يحتمل أن تكون رواية ابن علية عن أيوب فصلى عليه بمعنى فدعا ) له ( لن الصلة دعاء وهو أصلها في اللغة فإذا كان
هذا فليس بمخالف لما روى معمر وكذلك روى عبيدال بن عمر ) عن نافع ( قال كان ابن عمر إذا انتهى إلى جنازة قد صلى عليها دعا وانصرف ولم يعد الصلة وقد
يحتمل ما ذكرنا عن عائشة من صلتها على قبر أخيها عبدالرحمن أنها دعت ) له ( فكنى القوم عن الدعاء بالصلة لنهم كانوا عربا وهذا سائغ في اللغة والشواهد عليه
محفوظة مشهورة فأغنى ذلك عن ذكرها هاهنا وإذا احتمل هذا فغير نكير أن يقال فيما ذكرنا من الثار المرفوعة وغيرها أنه أريد بذكر الصلة على القبر
فيها الدعاء إل أن يكون حديثا مفسرا يذكر فيه أنه صف بهم وكبر ورفع يديه ونحو هذا من وجه المعارضة ولكن الصحيح في النظر أن ذكر الصلة على الجنائز إذا أتى
مطلقا فالمراد به الصلة المعهودة على الجنائز ومن ادعى غير ذلك كانت البينة عليه وليس ما ذكرنا من الثار عن الصحابة والتابعين ما يرد قول مالك أن الصلة على
القبر جاء وليس عليه العمل لنها كلها آثار بصرية وكوفية وليس منها شيء مدني أعني ) عن الصحابة ومن بعدهم رضي ال عنهم ( ومالك رحمه ال إنما حكى أنه ليس
( عليه العمل عندهم بالمدينة في عصره وعصر شيوخه وهو كما قال ما وجدنا عن مدني ما يرد ) حكايته هذه وال تعالى قد نزهه عن التهمة والكذب وحباه بالمانة
والصدق ( قال أبو عمر من صلى على قبر أو على جنازة قد صلى عليها فمباح له ذلك لنه قد فعل خيرا لم يحظره ال ول رسوله ول اتفق الجميع على المنع منه
) وقد ( قال
ال تعالى وافعلوا الخير ) ( 1وقد صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم على قبر ولم يأت عنه نسخه ول اتفق الجميع على المنع منه فمن فعل فغير حرج ول معنف بل
هو في حل وسعة وأجر جزيل إن شاء ال إل أنه ما قدم عهده فمكروه الصلة عليه لنه لم يأت عن النبي صلى ال عليه وسلم ول عن أصحابه أنهم صلوا على القبر إل
بحدثان ذلك وأكثر ما روى فيه شهر وقد أجمع العلماء أنه ل يصلى على ما قدم من القبور وما أجمعوا عليه فحجة ونحن نتبع ول نبتدع والحمد ل وقد قال ابن حبيب
فيمن نسي أن يصلي عليه حتى دفن ) أو ( فيمن دفنه يهودي أو نصراني دون أن يغسل ويصلى عليه ثم خشي عليه التغير أن يصلى على قبره وإن لم يخف عليه التغير
نبش وغسل وصلى عليه إذا كان بحدثان ذلك وقال عيسى بن دينار من دفن ولم يصل عليه من قتيل أو ميت فإني أرى أن يصلي على قبره قال وقد بلغني ذلك عن
عبدالعزيز بن أبي سلمة وقال أبو حنيفة وأصحابه
ل يصلى على جنازة مرتين إل أن يكون الذي صلى عليها غير وليها فيعيد وليها الصلة ) عليها ( إن كانت لم تدفن وإن كانت قد دفنت أعادها على القبر وقال يحيى بن
معين قلت ليحيى بن سعيد ترى الصلة على القبر قال ل ول أرى على من صلى عليه شيئا وليس الناس على هذا اليوم وأنا أكره أن أفعل شيئا أخالف الناس فيه
#ابن شهاب عن مالك بن أوس حديث واحد متصل وهو مالك بن أوس بن الحدثان النصري من بني نصر بن معاوية أدرك أبا بكر وعمر ولبيه أوس بن الحدثان صحبة
ورواية ولمالك بن أوس أيضا رؤية رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ثقة حجة فيما نقل ) ( 1وبال التوفيق مالك عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان
النصري أنه أخبره أنه التمس صرفا بمائة دينار قال فدعاني طلحة بن عبيد له فتراوضنا حتى اصطرف مني وأخذ الذهب يقلبها في يده ثم قال حتى يأتيني خازني من
الغابة ) ( 2وعمر بن الخطاب يسمع فقال عمر ل ) ( 3
وال ل تفارقه حتى تأخذ منه ثم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الذهب بالورق ربا ال هاء وهاء والبر بالبر ربا إل هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إل هاء وهاء
والشعير بالشعير ربا إل هاء وهاء ) ( 1لم يختلف عن مالك في هذا الحديث حدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن عبدال حدثنا عبدال بن محمد ) ( 2بن عبدالعزيز
حدثنا هارون بن عبدال حدثنا معن بن عيسى وروح بن عبادة وعبدال بن نافع ) ( 3قالوا حدثنا مالك عن ابن شهاب عن مالك بن أوس عن عمر بن الخطاب قال قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم الذهب بالورق ربا إل هاء وهاء الحديث هكذا قال مالك ومعمر ) والليث ( وابن عيينة في هذا الحديث عن الزهري الذهب بالورق
ولم يقولوا الذهب بالذهب ) ( 1والورق بالورق وهؤلء هم الحجة الثابتة في ابن شهاب على ) كل ( من خالفهم وأخبرنا عبدالوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قال حدثنا
قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال قال لنا أبو بكر بن أبي شيبة أشهد على ابن عيينة أنه قال لنا الذهب بالورق ولم يقل الذهب بالذهب يعني في حديث ابن شهاب
هذا عن مالك بن أوس عن عمر ورواه محمد بن إسحاق عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر مثله إل أنه قال فيه الذهب بالذهب مثل بمثل هاء وهاء
والفضة بالفضة مثل بمثل هاء وهاء والبر بالبر مثل بمثل هاء وهاء والشعير بالشعير مثل بمثل هاء وهاء والتمر بالتمر مثل بمثل هاء وهاء ل فضل بينهما هكذا رواه
يزيد بن هارون وغيره عن ابن إسحاق ورواية أبي نعيم لهذا الحديث عن ابن عيينة في الذهب بالذهب مثل رواية ابن إسحاق ولم يقله أحد عن ابن عيينة غير أبي نعيم
وال أعلم
وقد روى هذا الحديث بنحو ذلك همام بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير عن الوزاعي ) ) ( 1عن مالك بن أنس عن الزهري ( عن مالك بن أوس قال سمعت عمر بن
الخطاب يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الذهب بالذهب ربا إل هاء وهاء والفضة بالفضة ربا إل هاء وهاء من زاد أو ازداد فقد أربى ) وعلى ذا كان الناس
يروي النظير عن النظير والكبير عن الصغير رغبة في الزدياد من العلم ( وحدثنا عبدالوارث وسعيد ) بن نصر ( قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال ) حدثنا ابن وضاح قال
حدثنا أبو بكر قال حدثنا عفان قال حدثنا شعبة قال ( أخبرني حبيب بن ) أبي ( ثابت ) ( 2قال سمعت أبا المنهال قال سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم عن الصرف
فكلهما يقول نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع الذهب بالورق دينا ) ( 1وفي هذا الحديث أن الرجل الكبير الشريف العالم قد يلي البيع والشراء بنفسه وإن
كان له وكلء وأعوان يكفونه وفيه المماكسة في البيع والمرواضة وفيه تقليب السلعة وأن يتناولها المشتري بيده ليقلبها وينظر فيها وهذا كله دليل على الجتهاد في أن ل
يغبن النسان وفيه أن المهاجرين كانوا قد اكتسبوا الرض بالمدينة وبواديها وفيه أن علم البيوع من علم الخواص ل من علم العوام لجهل طلحة به وموضعه من الجللة
موضعه وفيه أن الخليفة والسلطان من كان واجب عليه إذا سمع أو رأى ما ل يجوز في الدين أن ينهى عنه ويرشد إلى الحق فيه وفيه ما كان عليه أمير المؤمنين عمر
رضي ال عنه من تفقد أحوال رعيته في دينهم والهتمام بهم
وفيه أنه كان من خلقهم وسيرهم أنهم كانوا إذا عزموا على أمر حلفوا عليه وأكدوه باليمين بال عز وجل وفيه أن الحجة على من خالفك في حكم من الحكام أو أمر من
المور حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما ل نص فيه من كتاب ال عز وجل وفيه أن الحجة بخبر الواحد لزمة وفيه أن النساء ل يجوز في بيع الذهب بالورق
وإذا كان الذهب والورق وهما جنسان مختلفان يجوز فيهما التفاضل بإجماع ول يجوز فيهما النساء فأحرى أن ل يجوز ذلك في الذهب بالذهب الذي هو جنس واحد ) ول
في الورق بالورق لنه جنس واحد ( وهذا أمر مجتمع عليه ل خلف فيه والحمد ل وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم والفضة
بالفضة تبرها وعينها والذهب بالذهب تبرها وعينها مثل بمثل وزنا بوزن يدا بيد من زاد أو ازداد فقد أربى وقد جاء في هذا الباب شيء مردود بالسنة عن ابن عباس
B314
TEXT
ومعاوية وقد مضى رده وبيان فساده في باب
حميد ) ( 1بن قيس وباب زيد بن أسلم ) ( 2من هذا الكتاب والحمد ل فاستقر المر عند العلماء على أن الربا في الزدياد في الذهب بالذهب وفي الورق بالورق كما
هو في النسيئة سواء في بيع أحدهما بالخر وفي بيع بعض كل واحد منهما ببعض وهذا أمر مجتمع عليه ل خلف بين العلماء فيه مع توتر الثار عن النبي صلى ال
عليه وسلم بذلك حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ ) قال حدثنا محمد بن وضاح ( قال حدثنا موسى بن معاوية قال حدثنا وكيع قال
حدثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلبة عن أبي الشعث الصنعاني عن عبادة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر
والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثل بمثل يدا بيد فإذا اختلفت هذه الصناف فبيعوا كيف شئتم ) ( 3إذا كان يدا بيد
وكذلك رواه عبد الرزاق وعبد الملك بن الصباح عن الثوري عن خالد عن أبي قلبة عن أبي الشعث عن عبادة قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول الذهب
بالذهب وزنا بوزن ) والفضة بالفضة ( وزنا بوزن والبر بالبر مثل بمثل والشعير بالشعير مثل بمثل والتمر بالتمر مثل بمثل والملح بالملح مثل بمثل وبيعوا الذهب
بالفضة يدا بيد كيف شئتم والبر بالشعير يدا بيد كيف شئتم والتمر بالملح يدا بيد كيف شئتم وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل
) الترمذي ( قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا ابن جدعان عن محمد بن سيرين عن مسلم بن يسار عن عبادة بن الصامت قال قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم الذهب بالذهب مثل بمثل والورق بالورق مثل بمثل والتمر بالتمر مثل بمثل والشعير بالشعير مثل بمثل
حتى خص الملح بالملح مثل بمثل فمن زاد أو ازداد فقد أربى وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا محمد بن أبي العوام حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن
محمد بن سيرين عن رجلين أحدهما مسلم بن يسار عن عبادة بن الصامت فذكر مثله قال أبو عمر فقول رسول ال صلى ال عليه وسلم هاء وهاء وقوله يدا بيد سواء
واختلف العلماء في حد قبض الصرف وحقيقته فقال ابن القاسم عن مالك ل يصح الصرف إل يدا بيد فإن لم ينتقده ومكث معه من غدوة إلى ضحوة قاعدا وقد تصارفا
غدوة فتقابضا ضحوة لم يصح هذا ول يكون الصرف إل عند اليجاب بالكلم ولو انتقل من ذلك المكان إلى موضع غيره لم يصح تقابضهما هذا كله قول مالك وجملة
مذهبه في ذلك أنه ل يجوز عنده تراخي القبض في الصرف سواء كانا في المجلس أو تفرقا ومحل قول عمر عنده ) وال أعلم ( وال ل نفارقه حتى تأخذ منه أن ذلك
على الفور ل على التراخي وهو المعقول من لفظ رسول ال صلى ال عليه وسلم هاء وهاء عنده وال أعلم وقال أبو حنيفة والشافعي يجوز التقابض في الصرف مالم
يفترقا وإن طالت المدة وانتقل إلى موضع آخر واحتجوا بقول عمر وال ل تفارقه حتى تأخذ وجعلوه تفسيرا لما رواه عن النبي صلى ال عليه وسلم من قوله الذهب
بالورق ربا إل هاء وهاء واحتجوا بقوله أيضا وإن استنظرك إلى أن يلج بيته فل تنظره قالوا فعلم من قوله هذا أن المراعى الفتراق واختلف الفقهاء أيضا من معنى هذا
الحديث في الدينين يصارف عليهما فقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما إذا كان له عليه دراهم وله على الخر دنانير جاز أن يشتري أحدهما ما عليه بما على الخر لن
الذمة تقوم مقام العين الحاضرة وليس يحتاج ها هنا إلى قبض فجاز التطارح وقال الشافعي والليث بن سعد ل يجوز لنه دين بدين واستدلوا بقول عمر ل تبيعوا منها غائبا
بناجز قالوا فالغائب بالغائب أحرى أن ل يجوز
ومن حجة مالك عليهما أن الدين في الذمة كالمقبوض واختلفوا من معنى هذا الحديث أيضا في أخذ الدراهم عن الدنانير فقال مالك وأصحابه فيمن له على رجل دراهم
حالة فإنه يأخذ دنانير ) بها ( وإن كانت مؤجلة لم يجز أن يبيعها بدنانير وليأخذ في ذلك عرضا إن شاء وإنما جاز هذا في الحال ومنعها في المؤجل فرارا من الدين بالدين
وقال الشافعي إذا حل دينه أخذ به ما شاء منه من جنسه ومن غير جنسه من بيع كان أو قرض وإن لم يحل دينه لم يجز لنه دين بدين وقال أبو حنيفة فيمن أقرض رجل
دراهم له أن يأخذ بها دنانير إن تراضيا وقبض الدنانير في المجلس وقال البتي يأخذها ) ( 1بسعر يومه وقال الوزاعي بقيمته يوم يأخذه وهو قول الحسن البصري وقال
ابن شبرمة ل يجوز أن يأخذ عن دنانير دراهم ول عن دراهم دنانير وإنما يأخذ ما أقرض وروي عن ابن مسعود وابن عباس مثله وروي عن ابن عمر
أنه ل بأس به وأجاز ابن شبرمة لمن باع طعاما بدين فجاء الجل أن يأخذ بدراهمه ) طعاما ( واختلف قول الثوري في ذلك والصل في هذا الباب حديث ابن عمر وهو
ثابت صحيح حدثناه خلف بن القاسم الحافظ رحمه ال قال حدثنا أحمد بن محمد حدثنا عبيد ) ( 1بن آدم بن أبي إياس قال حدثنا أبو معن ثابت بن نعيم ) ( 2قال حدثنا
آدم بن أبي إياس ) ( 3قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن سعيد ابن جبير عن ابن عمر قال كنت أبيع البل بالبقيع فآخذ مكان الدنانير دراهم ومكان
الدراهم دنانير فسألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك فقال ل بأس به إذا افترقتما وليس بينكما شيء ) ( 4واختلف الفقهاء في اعتبار المذكورات في هذا الحديث
وفي المعنى المقصود إليه بذكرها فقال العراقيون
الذهب والورق المذكوران في هذا الحديث موزونان وهما أصل لكل موزون فكل موزون من جنس واحد ل يجوز فيه التفاضل ول النساء بوجه من الوجوه قياسا على ما
أجمعت ) المة ( عليه من أن الذهب والورق ل يجوز التفاضل في الجنس الواحد منهما ول النساء بعضه ببعض فإذا كان الموزون جنسين مختلفين فجائز التفاضل بينهما
ول يجوز النساء بوجه من الوجوه قياسا على الذهب بالورق المجتمع على إجازة التفاضل فيهما وتحريم النسا لنهما جنسان مختلفان قالوا والعلة في البر والشعير والتمر
الكيل فكل مكيل من جنس واحد فغير جائز فيه التفاضل ول النسا قياسا على ما أجمعت المة عليه في أن البر ) بالبر ( بعضه ببعض والشعير والتمر ل يجوز في واحد
منهما بعضه ببعض التفاضل ول النسا بحال فإذا اختلف الجنسان جاز فيهما التفاضل ولم يجز النسا على حال وسواء كان المكيل أو الموزون مأكول أو غير مأكول كما
ل يجوز ذلك في الذهب والورق وقال الشافعي أما الذهب والورق فل يقاس عليهما غيرهما لن العلة ) التي ( فيهما ليست موجودة في شيء من الموزونات غيرهما
فكيف ترد قياسا عليهما وذلك أن
العلة في الذهب والورق أنهما أثمان المبيعات وقيم المتلفات وليس كذلك شيء من الموزونات لنه جائز أن تسلم ما شئت من الذهب والورق فيما عداهما من سائر
الموزونات ول يسلم بعضها في بعض فبطل قياسها عليهما وردها إليهما قال وأما البر والتمر والشعير فالعلة عندي فيهما الكل ل الكيل فكل مأكول أخضر كان أو يابسا
مما يدخر كان أو مما ل يدخر فغير جائز بيع الجنس منه بعضه ببعض متفاضل ول نساء وحرام فيه التفاضل والنساء جميعا قياسا على البر بعضه ببعض وعلى الشعير
بعضه ببعض ) وعلى التمر بعضه ببعض ( ل يجوز ذلك في واحد منهما بالجماع والسنة الثابتة قال وأما إذا اختلف الجنسان من المأكول فجائز حينئذ فيهما التفاضل
وحرام فيهما النساء وحجته في ذلك نهي رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الطعام بالطعام إل يدا بيد وأما أصحابنا من عصر إسماعيل بن إسحاق ) إلى ( هلم جرا ومن
قبلهم من أصحاب مالك وأصحاب أصحابه فالذي حصل عندي من تعليلهم لهذه المذكورات
بعد اختلفهم في شيء من العبارات عن ذلك أن الذهب والورق القول فيهما ) عندهم ( كالقول عند الشافعي ل يرد إليهما شيء من الموزونات لنهما قيم المتلفات وأثمان
المبيعات ولشيء غيرهما كذلك فارتفع القياس عنهما لرتفاع العلة إذ القياس ل يكون عند جماعة القياسيين إل على العلل ل على السماء وعللوا البر والتمر والشعير
بأنها مأكولت مدخرات أقوات فكل ما كان قوتا مدخرا حرم التفاضل والنساء في الجنس الواحد منه وحرم النساء في الجنسين المختلفين دون التفاضل وما لم يكن مدخرا
قوتا من المأكولت لم يحرم فيه التفاضل وحرم فيه النساء سواء كان جنسا أو جنسين قال أبو عمر وهذا مجتمع عليه عند العلماء أن الطعام بالطعام ل يجوز إل يدا بيد
مدخرا كان أو غير مدخر إل إسماعيل ) ( 1بن علية فإنه شذ فأجاز التفاضل والنساء في الجنسين إذا اختلفا من المكيل ومن الموزون قياسا
على إجماعهم في إجازة بيع الذهب أو الفضة بالرصاص والنحاس والحديد والزعفران والمسك وسائر المزونات نساء وأجاز على هذاالقياس نصا في كتبه بيع البر
بالشعير والشعير بالتمر والتمر بالرز وسائر ما اختلف اسمه ونوعه بما يخالفه من المكيل والموزون متفاضل نقدا ونسيئة سواء كان مأكول أو غير مأكول ولم يجعل
الكيل والوزن علة ول الكل والقتيات وقاس ما اختلفوا فيه على ما أجمعوا عليه مما ذكرنا وذكر عن ابن جريج عن إسماعيل بن علية وأيوب بن موسى عن نافع عن
ابن عمر أنه باع صاعي تمر بالغابة بصاع حنطة بالمدينة وإسماعيل بن علية هذا له شذوذ كثير ومذاهب عند أهل السنة مهجورة وليس قوله عندهم مما يعد خلفا ول
يعرج عليه لثبوت السنة بخلفه من حديث عبادة وغيره على ما قدمنا في هذاالباب ذكره من قوله صلى ال عليه وسلم فإذا اختلفت الصناف فبيعوا كيف شئتم يدا بيد
وبيعوا البر بالشعير
كيف شئتم يدا بيد وبيعوا التمر بالملح كيف شئتم يدا بيد وحدثنا عبدال بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا الحسن بن علي
قال حدثنا بشر بن عمر قال حدثنا همام عن قتادة عن أبي الخليل عن مسلم المكي عن أبي الشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال الذهب بالذهب تبرها وعينها والفضة بالفضة تبرها وعينها مثل بمثل وزنا بوزن والبر بالبر مدى ) ( 1بمدى والشعير بالشعير مدى بمدى ) والتمر بالتمر مدى
بمدى ( والملح بالملح مدى بمدى فمن زاد أو ازداد فقد أربى ول بأس ببيع الذهب بالفضة والفضة أكثرهما يدا بيد وأما نسيئة فل ول باس ببيع البر بالشعير والشعير
أكثرهما يدا بيد
وأما نسيئة فل فهذه الحاديث كلها ترد قول ابن علية في إجازته ) ( 1بيع الطعام بعضه ببعض نسيئة وكان مالك رحمه ال يجعل البر والشعير والسلت صنفا واحدا فل
B314
TEXT
يجوز شيء ) ( 2من هذه الثلثة بعضها ببعض عنده إل مثل بمثل يدا بيد كالجنس الواحد وحجته في ذلك حديث زيد أبي عياش عن سعد في البيضاء بالسلت أيهما أكثر
فنهاه وحديثه عن ) سعد ( أنه فنى علف حماره فأمر غلمه أن يأخذ من حنطة أهله فيبتاع بها شعيرا ول يأخذ إل مثل بمثل ذكر ذلك كله في موطئه ) ( 3وذكر عن
معيقيب الدوسي وعبدالرحمن بن السود بن عبد يغوث وسليمان بن يسار مثل ذلك ) ( 4وخالفه جمهور فقهاء المصار فجعلوا البر صنفا والشعير صنفا وأجازوا فيهما
التفاضل يدا بيد للحاديث المذكورة في هذا الباب عن عبادة وممن قال بذلك أبو حنيفة والثوري
والشافعي وأحمد وأبو ثور وكان داود بن علي ل يجعل للمسميات علة ول يتعدى المذكورات إلى غيرها فقوله أن ) الربا والتحريم غير جائز ) ( ( 1في شيء من
المبيعات لقول ال عز وجل !> وأحل ال البيع وحرم الربا <! إل في الستة الشياء المنصوصات وهي الذهب والورق والبر والشعير والتمر المذكورات في حديث عمر
هذا والملح المذكور معها في حديث عبادة بن الصامت وهي زيادة يجب قبولها ) قال ( فهذه الستة الشياء ل يجوز بيع الجنس الواحد منها بعضه ببعض متفاضل ول
نساء الثابت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم في ذلك وهو حديث عمر هذا وحديث عبادة ولجماع المة أيضا على ذلك إل من شذ ممن ل يعد خلفا ول يجوز النسا
في الجنسين المختلفين منها لحديث عمر في الذهب ولحديث عبادة لن المة ل خلف بينهما في ذلك ويجوز فيهما التفاضل وما عدا هذه الصناف
الستة فجائز فيها الزيادة ) عنده ( والنسيئة وكيف شاء المتبايعان في الجنس وفي الجنسين فهذا اختلف العلماء في أصل الربا الجاري في المأكول والمشروب والمكيل
والموزون مختصرا وبال التوفيق
ابن شهاب عن سعيد بن المسيب ) القرشي ( المخزومي ) المدني ( سبعة عشر حديثا منها سبعة متصلى وستة مرسلة ومنها ما شركه فيها أبو سلمة بن عبدالرحمن أربعة
أحاديث حديثان متصلن مسندان وحديثان مرسلن وهو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم يكنى أبا محمد ولد لسنتين
مضتا من خلفة عمر بن الخطاب وذلك سنة أربع عشرة هذا أشهر شيء في مولده وأصحه وقد قيل ولد لسنتين بقيتا من خلفة عمر وعلى الول أهل الثر وأما الحسن
البصري فولد لسنتين بقيتا من خلفة عمر وذكر ابن ) ( 1البرقي عن ابن عبدالحكم عن ابن وهب عن مالك أن سعيد بن المسيب ولد لثلث سنين بقيت من خلفة عمر
قال وحدثنا ابن عبدالحكم قال سمعت مالكا يقول
كان يقال لسعيد بن المسيب راوية عمر قال وتوفي سعيد بن المسيب سنة أربع وتسعين هكذا قال ) ابن ( البرقي وخالفه غيره وسنذكر ذلك في آخر باب أخباره هاهنا إن
شاء ال حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم دحيم قال حدثنا عبدالعلى أبو مسهر قال حدثنا
سعيد بن عبدالعزيز ) ( 1قال لما مات ابن عمر وابن عباس كان عالم المدينة سعيد بن المسيب قال وحدثنا دحيم قال حدثنا سهل بن هاشم ) ( 2قال حدثنا الوزاعي قال
سئل الزهري ومكحول من افقه من أدركتما فقال سعيد بن المسيب وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا
أبو الميمون قال حدثنا أبو زرعة قال حدثني عبدالرحمن بن إبراهيم دحيم فذكر الخبرين جميعا هذا والذي قبله أخبرنا عبدال بن محمد بن يوسف قال حدثنا أحمد بن محمد
بن إسماعيل قال أنبأنا محمد بن الحسن قال أنبأنا الزبير بن بكار قال حدثني عبدال بن عبيدال بن عبدال بن عنبسة عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال رمقت
سعيد بن المسيب بعد جلد هشام بن إسماعيل إياه فما رأيته يفوته معه سجود ول ركوع ول زال يصلي معه بصلته قال الزبير وحدثني ذؤيب بن عمامة عن معن بن
عيسى عن محمد بن هلل عن سعيد بن المسيب أنه قال ما لقيت ) قط ( المنصرفين من الصلة منذ أربعين سنة وروى الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد أن سعيد بن
المسيب كان يسمى راوية عمر بن الخطاب لنه كان أحفظ الناس لحكامه وأقضيته قال يحيى بن سعيد وكان عبدال بن عمر إذا سئل عن شيء يشكل عليه قال سلوا سعيد
بن المسيب حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ
حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول ولدت لسنتين مضتا من خلفة عمر وحدثنا
عبدالوارث قال حدثنا قاسم ) قال ( حدثنا أحمد بن زهير ) قال حدثنا إبراهيم ( بن المنذر الحزامي ) ( 1قال حدثنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس أن سعيد بن المسيب
ولد في زمن عمر بن الخطاب وكان احتلمه أيام مقتل عثمان وروى شعبة عن إياس بن معاوية قال قال لي سعيد بن المسيب ممن أنت قلت ) من ( مزينة قال إني لذكر
يوم نعى عمر بن الخطاب النعمان ) ( 2بن مقرن على المنبر وسنذكر رواية سعيد عن عمر في باب يحيى بن سعيد إن شاء ال وذكر الحسن بن علي الحلواني في كتاب
المعرفة قال حدثنا يزيد بن هارون عن حماد
ابن سلمة عن علي بن زيد ) ( 1قال كان الحسن ل يرجع عن فتيا يفتي بها إل أن يبلغه أن سعيد بن المسيب أفتى بخلفها فإنه يترك قوله ويرجع إلى قول سعيد ويقول
إن ذلك رجل طلب العلم في مظانه قال الحسن وسمعت يزيد بن هارون وعبدالرزاق يقولن كان سعيد بن المسيب سيد التابعين قال وحدثنا عفان حدثنا سليم بن أخضر )
( 2عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال كان في سعيد بن المسيب كزازة ) ( 3قال محمد ولو رفقوا به لستخرجوا منه علما كبيرا حدثنا عبدالوارث قال حدثنا قاسم
قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبدالرزاق عن معمر قال سمعت الزهري يقول أدركت أربعة بحور سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وأبا
سلمة بن عبدالرحمن وعبيدال بن عبدال قال وحدثنا عبدالرحمن بن مبارك
قال حدثنا قريش بن حيان العجلي قال حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت قتادة يقول ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد من العلماء إل وجدت له فضل عليه غير أنه كان
إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن المسيب يسأله قال وحدثنا عبدال بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح ) ( 1عن ميمون بن مهران قال قدمت المدينة فسألت عن
أفقه أهلها فدفعت إلى سعيد بن المسيب قال وحدثنا يحيى بن معين قال حدثنا الصمعي عن مالك بن أنس عن الزهري قال قال لي عبدال بن ثعلبة بن صغير تريد هذا
المر عليك بسعيد بن ) المسيب ( قال وحدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي وأبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري قال حدثنا إبراهيم ) ( 2بن سعد قال حدثني
أبي عن سعيد قال سمعته يقول ما بقي أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول ال صلى ال عليه وسلم وكل قضاء قضاه أبو بكر وكل قضاء قضاه عمر قال وأحسبه قال
وعثمان ) منى ( قال أبو بكر أحمد بن زهير سمعت
يحيى بن معين يقول مات سعيد بن المسيب سنة خمس ومائة وكذلك ) قال ( علي بن محمد المدائني أبو الحسن ) ( 1وحدثنا أحمد بن حنبل قال سمعت يحيى بن سعيد
قال وسعيد بن المسيب سنة إحدى أو اثنتين وتسعين يعني مات قال أبو نعيم مات سعيد بن المسيب سنة ثلث وتسعين وكذلك ذكر البخاري عن علي بن المديني وزاد وهو
ابن بضع وثمانين قال الواقدي مات سعيد بن المسيب سنة أربع وتسعين وهو ابن بضع وثمانين قال وفيها مات عروة وعلي بن حسين وكان يقال سنة الفقهاء وروى ابن
وهب والصمعي وابن أبي الوزير عن مالك عن ابن شهاب قال كنت أجالس عبدال بن ثعلبة بن صعير أتعلم منه النسب فسألته يوما عن شيء ) من الفقه ( فقال إن كنت
تريد هذا ولك به حاجة فعليك بذلك الشيخ وأشار إلى سعيد بن المسيب فتحولت إليه فجالسته تسع ) سنين ( ل أحسب أن عالما غيره زاد الصمعي ثم تحولت إلى عروة
ففجرت منه بحرا
وروى عبدالرحمن بن مهدي هذا الخبر عن مالك فجعل موضع عبدال بن ثعلبة بن صعير ثعلبة بن أبي مالك فوهم فيه وغلط والقول عندهم قول الصمعي وابن وهب
وابن أبي الوزير واسم ابن أبي الوزير ) محمد ( بن عمر ) هاشمي ( ) ( 1وأخبار سعيد بن المسيب وفضائله في علمه ) ودينه ( وزهده وفهمه وورعه كثيرة جدا ) ( 2
وسنذكرها ) إن شاء ال ( في كتاب أخبار أئمة المصار أعان ال على ذلك بفضله ونعمته
#حديث أول لبن شهاب عن سعيد بن المسيب متصل مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ) ( 1ما ذعرتها ) ( 2
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما بين لبتيها حرام ) ) ( 3لم يختلف رواة الموطأ في إسناده ولمتنه ( وفي هذا الحديث من الفقه تحريم المدينة وإذا كانت حراما لم
يجز فيها الصطياد ول قطع الشجر كهئة مكة إل أنه ل جزاء فيه عند العلماء كذلك قال مالك والشافعي وأصحابهما وقال أبو حنيفة صيد المدينة غير محرم وكذلك قطع
شجرها وهذا الحديث حجة عليه مع سائر ما في
) تحريم ( المدينة من الثار واحتج لبي حنيفة بعض من ذهب مذهبه بحديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال من وجدتموه يصيد في حدود
المدينة أو يقطع من شجرها فخذوا سلبه ) ( 1وأخذ سعد سلب من فعل ذلك قال وقد اتفق الفقهاء على أنه ل يؤخذ سلب من صاد في المدينة فدل ذلك على أنه منسوخ قال
وقد يحتمل أن يكون معنى النهي عن صيد المدينة وقطع شجرها لن الهجرة كانت إليها فكان بقاء الصيد والشجر مما يزيد في زينتها ويدعو إلى ألفتها كما روى عن نافع
عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن هدم آطام المدينة ) ( 2فإنها من زينة المدينة قال أبو عمر ليس في هذا كله حجة لن حديث سعد ليس بالقوي ولو
صح لم يكن في نسخ أخذ السلب ما يسقط ما صح
من تحريم المدينة وما تأوله في زينة المدينة فليس بشيء لن الصحابة تلقوا تحريم ) المدينة ( بغير هذا التأويل ) وسعد قد عمل بما روى فأي نسخ هاهنا ( وفي قول أبي
هريرة ) ) ما ذعرتها ( ( دليل على أنه ل يجوز ترويع الصيد في حرم المدينة كما ل يجوز ترويعه في الحرم وال أعلم وكذلك نزع زيد بن ثابت من يد الرجل النهس )
B314
TEXT
( 1وهو طائر كان صاده بالمدينة ) ( 2دليل على أن الصحابة فهموا مراد رسول ال صلى ال عليه وسلم في تحريمه صيد المدينة فلم يجيزوا فيها الصطياد ول تملك
ما يصطاد ولذلك نزع زيد النهس وسرحه من يد صائده يقال أن ذلك الرجل شرحبيل ) ( 3بن سعيد وقال ابن مهدي ) عن مالك ( حرم المدينة بريد في بريد يعني ) من
الشجر ( قال واللبتان هما الحرتان وقال ابن حبيب اللبة الحرة وهي الرض التي ألبست الحجارة السود الجرد وجمع اللبة لبات فإذا كثرت جدا فهي لوب
قال وتحريم النبي صلى ال عليه وسلم ما بين لبتي ) المدينة ( إنما يعني في الصيد فأما في قطع الشجر فبريد في بريد في دور المدينة كلها محرم كذلك أخبرني مطرف
عن مالك وعمر بن عبدالعزيز فقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ما بين ل بتيها يعني حرتيها الشرقية والغربية وهي حرار أربع لكن القبلية والجوفية متصلتان بها وقد
ردها حسان بن ثابت إلى حرة واحدة لتصالها فقال %لنا حرة مأطورة بجبالها %بنى العز فيها بيته فتأثل ) % ( 1قال وقوله مأطورة بجبالها يعني معطوفة بجبالها
لستدارة الجبال بها وإنما جبالها تلك الحجارة السود التي تسمى الحرار قال أبو عمر وكذلك فسر ابن وهب ما بين لبتيها ) قال ( ما بين حرتيها قال وهو قول مالك قال
ابن وهب وهذا الذي حرمه رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها إنما هو في قتل الصيد قيل لبن وهب فما حرمه فيها في قطع الشجر
قال حد ذلك بريد في بريد بلغني ذلك عن عمر بن عبدالعزيز ) ( 1وقال ابن نافع اللبتان هما الحرتان إحداهما التي ينزل بها الحاج ) ( 2إذا رجعوا من مكة وهي
بغربي المدينة والخرى مما يليها من شرقي المدينة قال فما بين هاتين الحرتن حرام أن يصاد فيها طير أو صيد قال ابن نافع وحرة أخرى مما يلي قبلة المدينة وحرة
رابعة من جهة الجوف فما بين هذه الحرار كلها في الدور محرم أن يصاد فيها ومن فعل ذلك أثم ولم يكن عليه جزاء ما صاده كما يكون عليه في حرم مكة إذا صاد فيه
وجملة مذهب مالك والشافعي في صيد المدينة وقطع شجرها أن ذلك مكروه ل جزاء فيه ) وقال مالك ل يقتل الجراد في حرم المدينة ( وكان يكره أكل ما قتل الحلل من
الصيد في حرم المدينة ( وقال أبو حنيفة وأصحابه صيد المدينة غير محرم وكذلك ) قطع ( شجرها واحتج الطحاوي لهم بحديث أنس يا أبا عمير ما فعل النغير قال فلم
ينكر صيده وإمساكه
قال أبو عمر ) هذا ( قد يجوز أن يكون صيد في غير حرم المدينة فل حجة فيه واحتج أيضا بحديث يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن عائشة كان لرسول ال صلى
ال عليه وسلم وحش فإذا خرج لعب واشتد وأقبل وأدبر فإذا أحس برسول ال صلى ال عليه وسلم ربض فلم يترمرم ) ( 1كراهية أن يؤذيه والقول عندي في هذا
الحديث كالقول في حديث النغير وال أعلم قال إسماعيل بن إسحاق بعد أن ذكر الثار في تحريم ما بين لبتي المدينة إني لعجب ممن رد هذه الحاديث بحديث أنس يابا
عمير ما فعل النغير قال أبو عمر قد زدنا هذا الباب بيانا عند ذكر قوله صلى ال عليه وسلم في حديث مالك عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس اللهم إن إبراهيم حرم مكة
وإني أحرم ما بين لبتيها ) ( 2وليس في سقوط الجزاء عمن اصطاد بالمدينة دليل على سقوط تحريم صيدها أل ترى إلى قول رسول ال صلى ال عليه وسلم
إني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة قال إسماعيل وغيره لم يبلغنا أنه كان في شريعة إبراهيم جزاء صيد وظاهر الية يدل على أنه أمر شرعه ال لهذه المة بقوله !
> يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم ال بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم <! إلى قوله !> ل تقتلوا الصيد وأنتم حرم <! 1قال إسماعيل حدثنا محمد بن أبي بكر قال حدثنا
الفضيل ) ( 2بن سليمان قال حدثنا محمد بن أبي يحيى عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما بين لبتي
المدينة حرام كما حرم إبراهيم مكة اللهم اجعل البركة فيها بركتين وبارك لهم في صاعهم ومدهم
#حديث ثان لبن شهاب عن سعيد بن المسيب متصل مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال صلة الجماعة
أفضل من صلة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا ) ( 1هكذا هو في الموطأ عند جميع الرواة ورواه جويرية بن أسماء عن مالك بإسناده فقال فضل صلة الجماعة
على صلة أحدكم خمس وعشرون صلة ورواه عبدالملك بن زياد النصيبي ويحيى بن محمد بن عباد ) ( 2عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن
النبي صلى ال عليه وسلم مثله ورواه الشافعي وروح بن عبادة وعمار بن مطر ) ( 3عن مالك عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة
في هذا الحديث من الفقه معرفة فضل الجماعة والترغيب في حضورها وفيه دليل على أن الجماعة كثرت أو قلت سواء لنه صلى ال عليه وسلم لم يخص جماعة من
جماعة والقول على عمومه وقد قال صلى ال عليه وسلم اثنان ) ( 1فما فوقهما جماعة وقال صلة الجماعة تفضل على صلة الفذ بكذا وكذا درجة لم يقصد جماعة من
جماعة ول موضعا من المسجد من موضع وأما حديث أبي بن كعب صلة الرجل مع الرجل أزكى من صلته وحده وصلته مع الرجلين أزكى من صلته مع الرجل
وصلته مع الثلثة أزكى من صلته مع الرجلين وكلما كثر فهو أزكى وأطيب ) ( 2فهو حديث ليس بالقوي ل يحتج بمثله وفي هذا الحديث أعني حديث مالك هذا دليل
على جواز صلة الفذ وحده وإن كانت الجماعة أفضل وإذا جازت صلة الفذ وحده بطل أن يكون شهود صلة الجماعة فرضا
لنه لو كان فرضا لم تجز للفذ صلته كما أن الفذ ل يجزئه يوم الجمعة أن يصلى قبل صلة المام ظهرا ) ول غيرها ( إذا كان ممن يجب عليه اتيان الجمعة قد احتج
بهذا جماعة من العلماء وأكثر الفقهاء بالحجاز والعراق والشام يقولون إن حضور صلة الجماعة فضيلة وفضل وسنة مؤكدة ل ينبغي تركها وليست بفرض ومنهم من
قال أنها فرض على الكفاية واختلف أصحاب الشافعي في هذه المسألة فمنهم من قال شهود الجماعة فرض ) على الكفاية ( ومنهم من قال شهودها سنة مؤكدة ل رخصة
في تركها للقادر عليها إل من عذر ولهم في ذلك دلئل يطول ذكرها للقولين جميعا وقال أهل الظاهر منهم داود أن حضور ) صلة ( الجماعة فرض متعين كالجماعة
سواء وأنه ل يجزىء الفذ صلة إل بعد صلة الناس في المسجد وإن صلها قبلهم أعاد واستدل بظاهر آثار رويت في ذلك سنذكر ما روى منها مالك في موضعه من
كتابنا هذا إن شاء ال قال أبو عمر ل يخلو قوله صلى ال عليه وسلم صلة الجماعة
تفضل صلة الفد من أحد ثلثة أوجه أما أن يكون المراد بذلك ) صلة النافلة أو يكون المراد بذلك ( من تخلف من عذر عن الفريضة أو يكون المراد بذلك من تخلف
عنها بغير عذر فإذا احتمل ما ذكرنا وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد قال صلة المرء في بيته أفضل من صلته في مسجدي ) هذا ( إل المكتوبة ) ( 1علمنا أنه
لم يرد صلة النافلة بتفضيله صلة الجماعة ) ( 1علمنا أنه لم يرد صلة النافلة بتفضيله صلة الجماعة على الفذ وإنما أراد بذلك الفرض وكذلك لما قال صلى ال عليه
وسلم من غلبه على صلته نوم كتب له أجرها ) ( 2وكذلك قوله إذا كان للعبد عمل يعمله فمنعه ) منه ( مرض أمر ال كاتبيه أن يكتبا له ما كان يعمل في صحته ) ( 3
وكذلك قوله في غزوة تبوك لصحابه أن بالمدينة قوما ما سلكتم طريقا ول قطعتم واديا ول أنفقتم نفقة إل وهم معكم حبسهم العذر ) ( 4
علمنا بهذه الثار وما كان في معناها أن المتخلف بعذر لم يقصد إلى تفضيل غيره عليه وإذا بطل هذان الوجهان صح أن المراد بذلك هو المتخلف عن الواجب عليه بغير
عذر وعلمنا أن النبي صلى ال عليه وسلم لم يفاضل بينهما إل وهما جائزان غير أن أحدهما أفضل من الخر ومما يدل على ما ذكرنا حديث محجن ) ( 1الديلي حين
قال له ) رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ما منعك أن تصلي معنا ألست برجل مسلم قال بلى ولكني قد صليت في رحلى ) ( 2فعلم أنه إنما صلى في رحله منفردا
وكذلك قوله صلى ال عليه وسلم ) ) إذا حضرت العشاء وأقيمت الصلة فابدءوا بالعشاء ) ( ( ( 3وقد يكون من العذر المطر والظلمة لقوله ) ) أل صلوا في الرحال )
( ( ( 4ومن العذر أيضا مدافعة الخبثين الغائط والبول وقد ذكرنا كثيرا من هذه الثار في مواضعها من كتابنا ومضى القول هناك في معانيها والحمد ل ) كثيرا (
#حديث ثالث لبن شهاب عن سعيد بن المسيب متصل ) مالك ( عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ليس الشديد
بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) ( 1هكذا هو في الموطأ عند جماعة رواته ) فيما علمت ( ورواه شيخ يسمى حاتم بن منصور عن مطرف عن مالك
عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة فأخطأ فيه على مالك وإنما رواية مالك فيه عن ابن شهاب عن سعيد بن ) المسيب ( عن أبي هريرة وكذلك رواه
أبو أويس وعبدالرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة وخالفهم ) ( 2يونس وعقيل ومعمر
وشعيب بن أبي حمزة والزبيدي ) ( 1فرووه عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة وحدثنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا أبو
عبدال أحمد بن الحسين الكرخي قال حدثنا إسحاق ابن موسى قال حدثنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وفي هذا الحديث من الفقه فضل الحلم وفيه دليل على أن الحلم كتمان
الغيظ وأن العاقل من ملك نفسه عند الغضب لن العقل في اللغة ضبط الشيء وحبسه منه قيل عقال الناقة ومعناه في الشريعة ملك النفس وصرفها عن شهواتها المردية
لها وحبسها عما حرم ال عليها وال أعلم وقد جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم للذي يملك نفسه ويغلبها من القوة ما ليس للذي يغلب غيره
وفي هذا دليل على أن مجاهدة النفس أصعب مراما وأفضل من مجاهدة على أن مجاهدة النفس أصعب مراما وأفضل من مجاهدة العدو وال أعلم وأما قوله
) ) الصرعة ( ( فإنه يعني الكثير القوة الذي يصرع كل من صارعه ومثله من قول العرب هذا رجل نومة يعني كثير النوم وحفظة يعني كثير الحفظ وقال ابن حبيب
الصرعة تثقيل الكلمة بالحركات معناه الذي يصرع الناس قال والصرعة بالتخفيف ) الرجل الضعيف النحيف ( الذي يصرعه الناس حتى ل يكاد يثبت وكذلك الضحكة
بالتثقيل الذي يضحك بالناس والضحكة بالتخفيف الذي يضحك منه الناس ) وبال التوفيق (
#حديث رابع لبن شهاب عن سعيد بن المسيب متصل مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نعى النجاشي للناس
B314
TEXT
في اليوم الذي مات فيه فخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات ) ( 1هكذا ) هو ( في جميع الموطآت بهذا السناد وقد أخبرنا محمد حدثنا علي بن عمر
حدثنا أبو بكر الشافعي ) ( 2محمد بن عبدال بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن شداد المسمعي حدثنا خالد ) ( 3بن مخلد القطواني وابن قعنب قال حدثنا مالك عن الزهري
عن سعيد بن المسيب
وأبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة قال نعى رسول ال صلى ال عليه وسلم النجاشي إلى الناس في اليوم الذي مات فيه وصف الناس في المصلى وكبر عليه أربع
تكبيرات تفرد به محمد بن شداد بهذا السناد وروى هذا الحديث أيضا عن عبدال بن نافع عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة وليس في الموطأ إل عن
سعيد وحده ) وهو محفوظ في حديث الزهري عن سعيد وأبي سلمة جميعا عن أبي هريرة رواه عقيل وصالح بن كيسان ) ( ( 1وقد روى مكي بن إبراهيم وحباب بن
جبلة ) ( 2في هذا الحديث إسنادا آخر عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كبر على النجاشي أربعا وليس هذا السناد في الموطأ لهذا
الحديث ول أعلم أحدا حدث به هكذا عن مالك غيرهما وال أعلم حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علن حدثنا ابن يعلى أحمد بن علي بن المثنى
قال سمعت سهل بن زنجلة الرازي يسأل ابن أبي سمينة عن حديث بن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى على النجاشي
قال هذا منكر وقال له ابن أبي سمينة من رواه عن نافع فقال ابن زنجلة مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى على النجاشي فقال ابن أبي سمينة
عمن حملته عن مالك قال حدثناه مكي بن إبراهيم قال أنبأنا مالك فسكت ابن أبي سمينة قال أبو عمر ل أعلم أحدا روى هذا الحديث ) ( 1عن مالك غير مكي بن إبراهيم
وحباب بن جبلة وإنما الصحيح فيه عن مالك ما في الموطأ النجاشي ملك الحبشة قال ابن إسحاق النجاشي اسم الملك كما يقال كسرى وقيصر قال واسمه أصحمة وهو
بالعربية عطية وفي هذا الحديث علم من أعلم النبوة كبير وذلك أن يكون النبي صلى ال عليه وسلم علم بموته في اليوم الذي مات فيه على بعد ما بين الحجاز وأرض
الحبشة ونعاه للناس في ذلك اليوم وكان نعى رسول ال صلى ال عليه وسلم النجاشي في رجب سنة تسع من الهجرة كذلك قال أهل السير الواقدي وغيره وفيه إباحة
الشعار بالجنازة والعلم بها والجتماع لها وهذا أقوى من
حديث حذيفة أنه كان إذا مات له ميت قال ل تؤذنوا به أحدا فإني أخاف أن يكون نعيا فإني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهى عن النعي ) ( 1وإلى هذا ذهب
جماعة من السلف قد تقدم ذكر بعضهم في حديث ) مالك عن ( ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وروى عن ابن عمر أنه كان إذا مات له ميت تحين غفلة
الناس ثم خرج بجنازته وقد روى عنه خلف هذا في جنازة رافع بن خديج لما نعى له قال وكيف تريدون أن تصنعوا ) به ( قالوا نحبسه حتى نرسل إلى قباء وإلى قريات
حول المدينة ليشهدوا جنازته قال نعم ما رأيتم وجاء عن أبي هريرة أنه ) كان ( يمر بالمجالس فيقول أن أخاكم قد قبض فاشهدوا جنازته والصل في هذا الباب قوله صلى
ال عليه وسلم في حديث ابن شهاب عن أبي أمامة هل آذنتموني بها وقوله في هذا الحديث نعى النجاشي للناس والنظر يشهد لهذا لن ) شهود ( الجنائز أجر وخير ومن
دعا إلى ذلك فقد دعا إلى خير وأعان عليه وفيه أن من السنة أن تخرج الجنازة إلى المصلى ليصلي عليها هناك وفي ذلك دليل على
أن صلته على سهيل بن بيضاء في المسجد إباحة ليس بواجب وسيأتي القول في ذلك في باب أبي النضر إن شاء ال وفيه الصلة على الميت الغائب وأكثر أهل العلم
يقولون ) إن ( هذا خصوص للنبي صلى ال عليه وسلم وقد أجاز بعضهم الصلة على الغائب إذا بلغه الخبر بقرب موته ودلئل الخصوص في هذه المسألة واضحة ل
يجوز أن يشرك النبي صلى ال عليه وسلم فيها غيره لنه ) ( 1وال أعلم أحضر روح النجاشي بين يديه حيث شاهدها وصلى عليها أو رفعت له جنازته كما كشف له
عن بيت المقدس حين سألته قريش عن صفته وقد روى أن جبريل عليه السلم أتاه بروح جعفر أو جنازته وقال قم فصل عليه ) ( 2
ومثل هذا كله يدل على أنه مخصوص به ل يشاركه فيه غيره وعلى هذا أكثر ) ( 1العلماء في الصلة على الغائب وفيه الصف في الصلة على الجنائز وقد روى عن
النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلثة صفوف من المسلمين إل أوجب رواه حماد بن زيد عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب
عن مرثد بن عبدال اليزني عن مالك بن هبيرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره ) ( 2قال وكان مالك إذا استقل أهل الجنازة جزأهم ثلثة صفوف الحديث
وفي هذا الحديث أيضا دليل على الستكثار من الناس في شهود الجنائز وذلك ل يكون إل بالشعار والعلم وال أعلم وفيه أن النجاشي ملك الحبشة أسلم ومات مسلما
لن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يصلي إل على مسلم وذكر سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال لما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم على النجاشي طعن في
ذلك المنافقون ) ( 3فنزلت ) هذه الية (
!> وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بال <! إلى آخرها ) ( 1قال ابن جريج وقال آخرون نزلت في عبدال بن سلم ومن معه ) ( 2وقال معمر عن قتادة في قوله !> وإن
من أهل الكتاب لمن يؤمن بال وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم <! الية إلى قوله !> سريع الحساب <! قال هذه الية نزلت في النجاشي وأصحابه ممن آمن بالنبي صلى
ال عليه وسلم حدثني خلف بن قاسم قال حدثنا ابن الورد ) عبدال بن جعفر ( قال حدثنا عبدوس بن دورويه الدمشقي قال حدثنا المسيب بن واضح قال حدثنا معتمر بن
سليمان عن حميد عن أنس قال لما جاءت وفاة النجاشي إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لصحابه صلوا عليه فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم وقمنا معه
فصلى عليه فقالوا صلى على علج مات فنزلت !> وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بال وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم <! 3الية وحدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا الحسين
بن جعفر الزيات قال حدثنا
يوسف بن يزيد قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن جابر قال لما مات النجاشي قال النبي صلى ال عليه وسلم قد مات اليوم
عبد صالح فقوموا فصلوا على اصحمة ) ( 1فكنت ) في الصف ( الول أو الثاني ) ( 2وفي صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم على النجاشي وأمره أصحابه
بالصلة عليه وهو غائب أوضح الدلئل على تأكيد الصلة على الجنائز وعلى أنه ل يجوز أن يترك جنازة مسلم دون صلة ول يحل لمن حضره أن يدفنه دون أن يصلي
عليه وعلى هذا جمهور علماء المسلمين ) من السلف والخالفين ( إل أنهم اختلفوا في تسمية وجوب ذلك فقال الكثر هي فرض على الكفاية وقال بعضهم سنة واجبة على
الكفاية يسقط وجوبها بمن حضرها عمن لم يحضرها وأجمع المسلمون على أنه ل يجوز ترك الصلة على جنائز المسلمين من أهل الكبائر كانوا أو صالحين وراثة عن
نبيهم صلى ال عليه وسلم
قول وعمل واتفق الفقهاء على ذلك إل في الشهداء وأهل البدع والبغاة فإنهم اختلفوا في الصلة على هؤلء حسبما يأتي في مواضعه من هذا الكتاب إن شاء ال حدثنا
محمد بن عبدال قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبدالحميد بن أبي العشرين قال حدثنا الوزاعي قال
حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو قلبة قال حدثني أبو المهاجر ) ( 1قال حدثني عمران بن حصين أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن أخاكم النجاشي قد
مات فصلوا عليه فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم وصففنا خلفه فكبر ) عليه ( أربعا وما نحسب الجنازة إل بين يديه ) ( 2وفيه التكبير على الجنائز ) أربع ل غير
وهذا أصح ما يروى عن النبي صلى ال عليه وسلم في التكبير على الجنازة ( وقد ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه كبر على قبر أربعا وأنه كبر على جنازة أربعا حدثنا
خلف بن القاسم الحافظ قال حدثنا أحمد بن صالح المقرىء قال حدثنا
أبو بكر بن أبي داود السجستاني قال حدثنا العباس بن الوليد بن صبح الخلل قال حدثنا يحيى بن صالح قال حدثنا سلمة بن كلثوم قال حدثنا الوزاعي قال أخبرني يحيى
بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى على جنازة فكبر عليها أربعا ثم أتى القبر من ) قبل ( رأسه فحثا فيه ثلثا قال أبو بكر
بن أبي داود ليس يروي عن النبي صلى ال عليه وسلم حديث صحيح أنه كبر على جنازة أربعا إل هذا ولم يروه إل سلمة بن كلثوم وهو ثقة من كبار أصحاب الوزاعي
قال وإنما يروى عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجه ثابت أنه كبر على قبر أربعا وأنه كبر على النجاشي أربعا وأما على جنازة ) أربعا ( هكذا فل إل حديث سلمة بن
كلثوم هذا قال أبو عمر أما صحيح فل كما قال ابن أبي داود وقد جاءت أحاديث ضعاف أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كبر على جنازة أربعا منها حديث رواه المغيرة
بن عبدالرحمن المخزومي الفقيه المدني المفتي بها وكان ثقة عن خالد بن
الياس وهو ضعيف عند جميعهم عن إسماعيل بن عمرو بن سعد بن العاص وكان ثقة عن عثمان بن عبدال بن الحكم عن عثمان بن عفان أن النبي صلى ال عليه وسلم
صلى على عثمان بن مظعون فكبر عليه أربعا ( ) ( 1قال أبو عمر اختلف السلف في عدد التكبير على الجنازة ثم اتفقوا على أربع تكبيرات وما خالف ذلك شذوذ يشبه
البدعة والحدث حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية عن وكيع عن سفيان عن العمش عن أبي وائل
قال جمع عمر الناس فاستشارهم في التكبير على الجنازة وجمعهم على أربع تكبيرات ) ( 2قال وحدثنا وكيع عن مسعر عن عبدالملك الشيباني عن إبراهيم قال اجتمع
أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم في بيت ) أبي ( مسعود فأجمعوا على أن التكبير أربع ) ( 3
وحدثنا عبدالوارث حدثنا قاسم حدثنا ابن وضاح حدثنا عبدالملك بن حبيب المصيصي حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن مغيرة عن إبراهيم عن عبدال قال أجمعوا على أربع
قال المغيرة بلغني أن عمر جمعهم وسألهم عن أحدث جنازة كبر عليها رسول ال صلى ال عليه وسلم فشهدوا أنه صلى على أحدث جنازة وكبر عليها أربعا حدثنا سعيد
B314
TEXT
بن نصر حدثنا ابن أبي دليم حدثنا ابن وضاح حدثنا يوسف بن عدي حدثنا أبو معاوية عن العمش عن إبراهيم قال سئل عبدال عن التكبير على الجنازة فقال كل ذلك قد
صنع فرأيت الناس قد اجتمعوا على أربع قال أبو عمر يكبر خمسا احتج بحديث زيد بن أرقم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كبر على جنازة خمسا ) ( 1وهو حديث
يرويه عمرو ) ( 2بن مرة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن زيد بن أرقم رواه عن عمرو بن مرة جماعة منهم شعبة وقد قال يحيى القطان عن شعبة كان عمرو بن مرة
يعرف وينكر وقد جاء عن زيد بن أرقم ما يعارض
حديث عمرو بن مرة هذا أخبرنا قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا أحمد بن عمرو قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا شريك
عن عثمان بن أبي زرعة المؤذن قال توفي أبو سريحة الغفاري فصلى عليه زيد بن أرقم فكبر أربعا فهذا يدل على أن ذلك ليس مما يحتج به عن زيد بن أرقم لنه لو لم
يكن عنده عن النبي صلى ال عليه وسلم غيره ما خالفه وعلى أن حديث عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى إنما فيه أن زيد بن أرقم كان يكبر على جنائزهم أربعا
وأنه ) مرة ( كبر خمسا فقيل له ما هذا فقال فعله رسول ال صلى ال عليه وسلم ففي هذا ما يدل على أن تكبيره علىالجنائز كان أربعا وأنه إنما كبر خمسا مرة واحدة
ول يوجد هذا عن النبي صلى ال عليه وسلم إل من هذا الوجه وال أعلم وليس مما يحتج به على ما ذكرنا من إجماع الصحابة واتفاقهم على الربع دون ما سواها
والتكبير على الجنائز أربع هو قول عامة الفقهاء إل ابن أبي ليلى وحده فإنه قال خمسا ول أعلم له في ذلك سلفا إل زيد بن أرقم وقد اختلف عنه في ذلك وحذيفة وأبو ذر
وفي السناد عنهما من ل يحتج به وقد ذكر أبو بكر الثرم عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه كبر أربعا
من حديث سهل بن حنيف على قبر ومن حديث جابر ومن حديث ابن عباس قال ابن عباس آخر جنازة صلها رسول ال صلى ال عليه وسلم كبر عليها أربعا ) ( 1
وعن أبي بكر الصديق أنه كبر أربعا وعن عمر أنه كبر على أبي بكر أربعا وعن علي أنه كبر على ابن المكفف أربعا ) ) ( 2وعن أبي هريرة والبراء بن عازب
وحذيفة وابن مسعود وأبي مسعود أنهم كبروا أربعا ( ) ( 3وعن علي أيضا أنه كبر أربعا ) ( 4وعن زيد بن ثابت أنه كبر على أمه أربعا ) ( 5وذكر حديث إبراهيم
النخعي قال اجتمع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم في بيت أبي مسعود واجتمع رأيهم على أن التكبير على الجنائز أربع قال الثرم وحدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى قال
كان زيد بن أرقم يكبر على جنائزنا أربعا ثم كبر على جنازة خمسا فسألته فقال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكبرها أو قال كبرها ) ( 1قال وحدثنا موسى بن
إسماعيل قال حدثنا عبدالواحد قال حدثنا الشيباني قال حدثنا عامر عن علقمة قال قيل لعبدال أن أصحاب معاذ يكبرون على الجنائز خمسا فلو وقت لنا فقال عبدال إذا تقدم
أمامكم ) فكبر ( فكبروا ما كبر فإنه ل وقت ول عدة ) ( 2ومن حديث محمد بن إسماعيل ) ( 3الصائغ قال حدثنا محمود بن غيلن قال حدثنا وكيع قال لم يرو شعبة
عن عمرو بن دينار عن أبي معبد ) ( 4عن ابن عباس إل حديثين أحدهما أن ابن عباس قال يكبر ) على ( الجنائز ثلثا والخر أن ابن عباس قال ليس على أهل الكتاب
حد قال وكيع حدثناه شعبة وذكر الفزاري عن حميد عن أنس
أنه صلى على جنازة فكبر ثلثا ثم سلم فقيل له إنما كبرت ثلثا فاستقبل القبلة فكبر الرابعة ثم سلم ) ) ( 1حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أحمد بن إبراهيم بن علي أبو العباس
الكندي حدثنا أبو محمد الهيثم بن خلف الدوري حدثنا محمود بن غيلن حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي معبد عن ابن عباس أنه كبر على الجنازة ثلثا ( وقال
مالك وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي ومن اتبعه والثوري والوزاعي والحسن بن حي والليث بن سعد وأحمد بن حنبل وداود والطبري وهو قول سعيد بن
المسيب وأبي سلمة وابن سيرين والحسن وسائر أهل الحديث التكبير أربع قال إبراهيم النخعي قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم والناس مختلفون فمنهم من يقول كبر
النبي صلى ال عليه وسلم أربعا ومنهم من يقول خمسا وآخر يقول سبعا فلما كان عمر جمع الصحابة فقال لهم انظروا أمرا تجتمعون عليه فأجمع أمرهم على أربع
تكبيرات وقال سعيد بن المسيب كل ذلك قد كان خمس وأربع فأمر عمر الناس بأربع
فإن احتج محتج بابن مسعود قيل له قد روى عنه أنه ليس في التكبير شيء معلوم وروى عنه أنه كبر أربعا وهو أولى وإن احتج محتج بعلي رضي ال عنه قيل له إنما
كبر أكثر من أربع على قوم دون آخرين وذلك أنه ) كان ( يكبر على أهل بدر ستا أو سبعا وعلى سائر أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم خمسا وعلى سائر الناس
أربعا وقد روى أبو معاوية ) ( 1عن العمش عن يزيد بن أبي زياد عن عبدال بن معقل قال كبر علي في سلطانه أربعا أربعا على الجنازة إل على سهل بن حنيف فإنه
كبر عليه خمسا ) ثم التفت ( فقال إنه بدري والحاديث عن علي في هذا مضطربة وما جمع عمر عليه الناس أصح وأثبت مع صحة السنن فيه عن النبي صلى ال عليه
وسلم أنه كبر أربعا وهو العمل المستفيض بالمدينة ومثل هذا يحتج فيه بالعمل لنه قل يوم أو جمعة إل وفيه جنازة وعليه الجمهور وهم الحجة وبال التوفيق
واختلفوا إذا كبر المام خمسا فروى عن مالك والثوري أنهما قال قف حيث وقفت السنة قال ابن القاسم وابن وهب عن مالك ل يكبر معه الخامسة ولكنه ل يسلم إل
بسلمه وعن الحسن بن حي وعبيد ) ( 1ال بن الحسن نحو ذلك وقال أبو حنيفة وأبو يوسف إذا كبر المام خمسا قطع المأموم بعد الربع بسلم ولم ينتظروا تسليمه
وقال زفر التكبير على الجنائز أربع فإن كبر المام خمسا كبر معه وهو قول الثوري في رواية وقد روى عن الثوري أنه ل يكبر ولكنه يسلم ) كما ( قال أبو حنيفة
) سواء ( وروى عن أبي يوسف أنه رجع إلى قول زفر وقال الشافعي ل يكبر إل أربعا فإن كبر المام خمسا فالمأموم بالخيار إن شاء سلم وقطع وإن شاء انتظر تسليم
المام فسلم بسلمه ول يكبر خامسة ألبتة وقال الثرم قلت لحمد بن حنبل فإن كبر المام خمسا أكبر معه قال نعم قال ابن مسعود كبر ما كبر إمامك قيل لبي عبدال أفل
ننصرف إذا كبر الخامسة فقال سبحان ال النبي صلى ال عليه وسلم كبر خمسا رواه زيد بن أرقم
ثم قال ما اعجب الكوفيين سفيان رحمنا ال وإياه يقول ينصرف إذا كبر الخامسة وابن مسعود ) يقول ( ما كبر إمامكم فكبروا وقال أبو عبدال الذي نختاره يكبر أربعا فإن
كبر ) المام ( خمسا كبرنا معه لما رواه زيد بن أرقم ولقول ابن مسعود قيل له فإن كبر ستا أو سبعا أو ثمانيا قال أما هذا فل وأما خمس فقد روى عن النبي صلى ال
عليه وسلم وأجمع هؤلء الفقهاء على أن من فاته بعض التكبير فإنه يكبر مع المام ما أدرك منه ويقضي ما فاته وهو قول ابن شهاب واختلفوا إذا وجد المام قد سبقه
ببعض التكبير فروى أشهب عن مالك أنه يكبر ) أول ( ول ينتظر المام وهو قول الشافعي والليث والوزاعي وأبي يوسف وقال أبو حنيفة ومحمد ينتظر المام حتى
يكبر فإذا كبر كبر معه وإذا سلم قضى ما عليه ورواه ابن القاسم عن مالك وحجة من قال هذا قوله صلى ال عليه وسلم ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا ) ( 1فلو كبر
قبل أن يكبر إمامه في الجنازة ) ثم ( قضى ما فاته على عموم هذا الحديث صارت خمسا وحجة رواية أشهب ومن قال
بها أن التكبير الول بمنزلة الحرام فينبغي أن يفعله على كل حال ثم يقضي ما فاته بعد سلم إمامه وقال أحمد كل ذلك سهل ل بأس به روى وكيع عن سفيان عن مغيرة
عن الحرث ) ( 1العكلي قال إذا جئت وقد كبر المام على الجنازة فقم ول تكبر حتى يكبر ) ( 2واختلفوا إذا رفعت الجنازة فقال مالك والثوري يقضي ما فاته ) من
التكبير ( نسقا متتابعا ول يدع فيما بين ذلك بشيء رفع النعش أو لم يرفع وقال أبو حنيفة والشافعي يقضي ما بقي عليه ) من التكبير ما لم يرفع ويدعو ما بين التكبير وقال
الليث كان الزهري يقول يقضي ما فاته ( وكان ربيعة يقول ل يقضي وقال الليث يقضي وقال الوزاعي ل يقضي وقال أحمد ) ابن حنبل ( ان قضى قبل أن يرفع فحسن
وإل فل شيء عليه وقد استدل بعض شيوخنا على أن الجنازة ل يصلى عليها في المسجد بهذا الحديث لخروج رسول ال صلى ال عليه وسلم بأصحابه إلى المصلى
للصلة على النجاشي
قال أبو عمر استدل بهذا وهو ممن يقول بأن عمل أهل المدينة أقوى من الخبر المنفرد وهو يروى من حديث مالك وغيره أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى على
سهيل بن بيضاء في المسجد وعلى أخيه سهل أيضا كذلك ) ( 1وأن أبا بكر صلى عليه في المسجد وأن عمر صلى عليه في المسجد وهذه نصوص سنة وعمل وليس
للدليل المحتمل للتأويل مدخل مع النصوص وقد قال قائل هذه المقالة أن أبا بكر وعمر إنما صلى عليهما في المسجد من أجل أنهما دفنا في المسجد فيلزمه أن يجيز الصلة
في المسجد على من يدفن فيه وإذا جاز أن يصلي على الجنازة في المسجد ثم يدفن فيه لم يكن المنع من الدفن في المسجد بمانع من الصلة لن الدفن ) فيه ( ليس بعلة
للصلة ) فيه ( فافهم والصل في الشياء
الباحة حتى يصح المنع بوجه ل معارض له ودليل غير محتمل للتأويل وستأتي هذه المسألة في موضعها من كتابنا هذا 0إن شاء ال
#حديث خامس لبن شهاب عن سعيد متصل مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يموت لحد من
المسلمين ) ثلثة من الولد ( فتمسه النار إل تحلة القسم ) ( 1هكذا روي هذا الحديث مالك وغيره عن ابن شهاب وفيه أن المسلم تكفر خطاياه وتغفر له ذنوبه بالصبر
على مصيبته ولذلك زحزح عن النار فلم تمسه لن من لم تغفر له ذنوبه لم يزحزح عن النار وال أعلم أجارنا ال منها وإنما قلت ذلك بدليل قوله صلى ال عليه وسلم ) 2
( ل يزال المومن يصاب في ولده وحامته ) ( 3حتى يلقى ال
وليست عليه خطيئة ) ( 1وإنما قلت إن ذلك بالصبر والحتساب والرضى لقوله صلى ال عليه وسلم من صبر على مصيبته واحتسب كان جزاؤه الجنة ) ( 2وقد روى
ابن سيرين وغيره هذا الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم فقالوا فيه من مات له ثلثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجابا من النار ) ( 3وفي
B314
TEXT
بعض ألفاظ ) حديث ( أبي هريرة هذا عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ما من المسلمين من يموت له ثلثة من الولد لم يبلغوا الحنث إل ادخله ال الجنة بفضل رحمته )
إياهم ( يجاء بهم يوم القيامة فيقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى يدخل آباؤنا فيقال لهم ادخلوا أنتم وآباؤكم بفضل رحمتي ) ( 4وقد روى أنس بن مالك عن النبي صلى
ال عليه وسلم مثله حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية قال
حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم ما من مسلم يموت له ثلثة من الولد ) لم يبلغوا ( الحنث إل أدخله ال الجنة بفضل رحمته إياهم ) ( 1ففي قوله صلى ال عليه وسلم في هذه الحاديث لم
يبلغوا الحنث ومعناه عند أهل العلم لم يبلغوا الحلم ولم يبلغوا أن يلزمهم حنث دليل على ) أن ( أطفال المسلمين في الجنة ل محالة وال أعلم لن الرحمة إذا نزلت بآبائهم
من أجلهم استحال أن يرحموا من أجل من ليس بمرحوم أل ترى إلى قوله صلى ال عليه وسلم بفضل رحمته إياهم فقد صار الب مرحوما بفضل رحمتهم وهذا على
عمومه لن لفظه صلى ال عليه وسلم في هذه الحاديث لفظ عموم وقد أجمع العلماء على ما قلنا من أن أطفال المسلمين في الجنة فأغنى ذلك عن كثير من الستدلل ول
أعلم عن جماعتهم في ذلك خلفا إل فرقة شذت من المجبرة ) ( 2فجعلتهم في المشيئة وهو قول شاذ ) مهجور ( مردود بإجماع الجماعة وهم الحجة الذين ل تجوز
مخالفتهم ول يجوز على مثلهم
الغلط في مثل هذا إلى ما روي عن النبي صلى ال عليه وسلم من أخبار الحاد الثقات العدول فمنها ما ذكرنا ومنها قوله صلى ال عليه وسلم إني مكاثر بكم المم حتى
بالسقط يظل محبنطئا ) ( 1يقال له ادخل الجنة فيقول ل حتى يدخلها أبواي فيقال له ادخل أنت وأبواك وعن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال صغاركم
دعاميص ) ( 2الجنة ) ( 3وقد روي شعبة عن معاوية بن قرة بن إياس المزني عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم أن رجل من النصار مات له ابن صغير فوجد
عليه فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم أما يسرك أن ل تأتي بابا من أبواب الجنة إل وجدته يستفتح لك فقالوا يا رسول ال أله خاصة أم للمسلمين عامة قال بل
للمسلمين عامة ) ( 4وهذا حديث ثابت صحيح بمعنى ما ذكرناه وقد ذكرنا آثار هذا الباب وما قالته الفرق في ذلك واعتقدته في باب أبي الزناد والحمد ل وفي هذه الثار
مع إجماع الجمهور دليل على أن قوله صلى
ال عليه وسلم الشقي من شقى في بطن أمه وإن الملك ينزل فيكتب أجله ورزقه ويكتب شقيا أو سعيدا في بطن أمه مخصوص مجمل وإن من مات من أطفال المسلمين
قبل الكتساب فهو ممن سعد في بطن أمه ولم يشق بدليل ما ذكرنا من الحاديث والجماع وفي ذلك أيضا دليل واضح على سقوط حديث طلحة ) ( 1بن يحيى عن عمته
عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بصبي من صبيان النصار ليصلى عليه فقلت طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم
يعمل سوءا قط ولم يدركه ذنب فقال النبي صلى ال عليه وسلم أو غير ذلك يا عائشة إن ال عز وجل خلق الجنة وخلق لها أهل وهم في أصلب آبائهم وخلق النار وخلق
لها خلقا وهم في أصلب آبائهم ال أعلم بما كانوا عاملين ) ( 2وهذا حديث ساقط ضعيف مردود بما ذكرنا من الثار
والجماع وطلحة بن يحيى ضعيف ل يحتج به وهذا الحديث مما انفرد به فل يعرج عليه ) ومعنى قوله ال أعلم بما كانوا عاملين أخبار بأن ال يعلم ما يكون قبل أن
يكون وما ل يكون لو كان كيف يكون والمجازاة إنما تكون على العمال ( وحديث شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه حديث ثابت صحيح وعليه الناس وهو يعارض
حديث طلحة بن يحيى ويدفعه حدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى قال حدثنا عبيد ال بن محمد بن حبابة ببغداد قال حدثنا عبدال بن محمد البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال
أنبأنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه أن رجل جاء بابنه إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم أتحبه فقال أحبك ال كما أحبه يا رسول
ال فتوفي الصبي ففقده النبي صلى ال عليه وسلم فقال أين فلن فقالوا يا رسول ال توفي ابنه فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم أما ترضى أن ل تأتي بابا من أبواب
الجنة إل جاء حتى يفتحه لك فقالوا يا رسول ال أله وحده أم لكلنا فقال ل بل لكلكم وقد روينا عن علي بن أبي طالب ول مخالف له في ذلك من الصحابة أنه قال
في قول ال عز وجل !> كل نفس بما كسبت رهينة إل أصحاب اليمين <! 1قال هم أطفال المسلمين حدثناه خلف بن أحمد قال حدثنا أحمد بن سعيد وأحمد بن مطرف
) قال ( حدثنا سعيد بن عثمان العناقي قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل اليلي قال حدثنا المؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن العمش عن عثمان بن موهب عن زاذان عن
علي في قوله !> كل نفس بما كسبت رهينة إل أصحاب اليمين <! قال أصحاب اليمين أطفال المسلمين ) ( 1ورواه وكيع عن سفيان بإسناده مثله بمعناه وقد اختلف
العلماء في أطفال المشركين وفي أطفال المسلمين أيضا على ما ذكرناه ومهدناه في باب أبي الزناد من هذا الكتاب وأما قوله صلى ال عليه وسلم في حديثنا المذكور في
هذا الباب إل تحلة القسم فهو يخرج في التفسير المسند لن القسم المذكور في هذا الحديث معناه عند أهل العلم قول ال عز وجل !> وإن منكم إل واردها كان على ربك
حتما مقضيا <! 2قسما واجبا ) ( 3وكذلك قال السدي ورواه عن مرة عن
عبدال بن مسعود أنه قال ذلك من ظاهر قوله ) ) فتمسه النار ( ( يدل على أن الورود الدخول وال أعلم لن المسيس حقيقته في اللغة المباشرة وقد يحتمل على التساع
أن يكون القرب وقد اختلف العلماء في الورود فقال منهم قائلون الورود الدخول وممن قال ذلك ابن عباس وعبدال بن رواحة وقد اختلف في ذلك عن ابن عباس ولم
يختلف عن ابن رواحة وروى ابن المبارك وغيره عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عبدال بن رواحة بكى فقالت له امرأته ما يبكيك فقال قد علمت
أني داخل النار ول أدري أناج ) أنا ( منها أم ل ) ( 1قال أبو عمر قال ال عز وجل !> وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر
الظالمين فيها جثيا <!
وهذا يحتمل وال أعلم أنها تكون بردا وسلما على المؤمنين وينجون منها سالمين وذكر ابن جرير عن عطاء عن ابن عباس قال إن الورود الذي ذكر ال عز وجل في
القرآن الدخول ليردنها كل بر وفاجر ثم قال ابن عباس في القرآن أربعة أوراد قوله !> فأوردهم النار <! 1وقوله !> حصب جهنم أنتم لها واردون <! 2وقوله !>
ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا <! 3وقوله !> وإن منكم إل واردها <! قال ابن عباس وال لقد كان من دعاء من مضى اللهم أخرجني من ) النار سالما وأدخلني (
الجنة غانما ) ( 4وروى مجاهد ) ( 5عن نافع بن الزرق سأل ابن عباس عن قول ال عز وجل !> وإن منكم إل واردها <! فقال ابن عباس واردها داخلها فقال نافع
يرد القوم ول يدخلون فاستوى ابن عباس جالسا وكان متكئا فقال له أما أنا وأنت فسنردها فانظر هل ننجو منها أم ل أما تقرأ قول ال !> وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه
يوم القيامة فأوردهم النار <!
افتراه ويلك أوقفهم على شفيرها وال تعالى يقول !> ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب <! 1وقد روى العمش عن أبي سفيان عن جابر وابن جريج عن
أبي الزبير عن جابر عن أم مبشر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يدخل ) النار ( ) ( 1أحد شهد بدرا وبايع تحت الشجرة فقالت له حفصة ألم تسمع ال يقول !
> وإن منكم إل واردها <! فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أما تسمعين ال يقول !> ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا <! 2وقال خالد بن معدان إذا دخل
أهل الجنة الجنة قالوا ألم تقل ) ) إنا نرد النار ( ( فيقال قد وردتموها فألفيتموها رمادا ( ) ( 3وأخبرنا عبدال بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان ببغداد حدثنا عبدال بن أحمد ابن حنبل حدثنا أبي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا غالب ابن سليمان أبو صالح عن كثير بن زياد البرساني عن أبي سمية أنه سأل
جابر بن عبدال عن الورود فقال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول الورود الدخول
ل يبقى بر ول فاجر إل دخلها فتكون علىالمؤمنين بردا وسلما كما كانت على إبراهيم !> ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا <! 1وروى الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس في قوله تعالى !> وإن منكم إل واردها <! قال الممر على الصراط وممن قال أيضا أن الورود الممر على الصراط عبدال بن مسعود وكعب
الحبار والسدي ورواه السدي عن مرة عن ابن مسعود عن النبي صلى ال عليه وسلم ) ( 2وروى عن كعب أنه تل !> وإن منكم إل واردها <! فقال أتدرون ما
ورودها قالوا ال أعلم قال ذلك أن يجاء بجهنم فتمسك للناس كأنها متن اهالة يعني الودك الذي يجمد على القدر من المرقة حتى إذا استقرت عليها أقدام الخلئق برهم
وفاجرهم نادى مناد أن خذي أصحابك ) وذري أصحابي فيخسف بكل ولي لها فهي أعلم بهم من الوالدة بولدها وينجو المؤمنون ندية ثيابهم ( ) ( ( 3وروى هذين
الحديثين عن أبي
نضرة وزاد وهو معنى قوله تعالى !> فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون <! 1وروى وكيع عن شعبة عن عبدال بن السائب عن رجل عن ابن عباس أنه قال في قول ال
عز وجل !> وإن منكم إل واردها <! قال هو خطاب للكفار وروى عنه أنه كان يقرأ >/وإن منهم إل واردها < /ردا على اليات التي قبلها في الكفار قوله !> فوربك
لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا <! 2و !> أيهم أشد على الرحمن عتيا <! >! 3ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا <! >/ 4وإن منهم إل
واردها < 5 /وقال ابن النباري محتجا لمصحف عثمان وقراءة العامة جائز في اللغة يرجع من مخاطبة الغائب إلى لفظ المواجهة بالخطاب كما قال تعالى !> وسقاهم
ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا <! 6فأبدل الكاف من الهاء
قال أبو عمر ) وترجع العرب من مواجهة الخطاب إلى لفظ الغائب قال ال تعالى ( !> حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم <! ) بريح طيبة ( ) ( 1وهذا ) كثير ( في
B314
TEXT
القرآن وأشعارالعرب وأحسن ما قيل في ذلك قول الشاعر %إذا لم يكن للقوم جد ولم يكن %لهم رجل عند المام مكين % %فكونوا كأيد وهن ال بطشها %ترى
اشمل ليست لهن يمين %وقد جاء عن مجاهد ) أنه قال ( في تأويل قول ال عز وجل !> وإن منكم إل واردها <! قال الحمى من فيح جهنم وهي حظ المؤمن من النار
حدثنا سعيد بن نصر ) حدثنا ( ابن أبي دليم حدثنا ابن وضاح حدثنا محمد بن سليمان النباري حدثنا يحيى بن يمان عن عثمان بن السود عن مجاهد أنه قال الحمى حظ
المؤمن من النار ثم قرأ !> وإن منكم إل واردها <! قال الحمى في الدنيا الورود فل يردها في الخرة ) ( 2
قال أبو عمر ومن حجة من قال بهذا القول ما حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا
عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيدال الشعري عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم عاد مريضا ومعه أبو هريرة من وعك كان به فقال ) له (
النبي صلى ال عليه وسلم ) أبشر فإن ال تبارك وتعالى يقول هي ناري اسلطها على عبدي ) المؤمن ( لتكون حظه من النار ) في الخرة ( ) ) ( 1وحدثنا خلف بن
أحمد قال حدثنا أحمد بن مطرف حدثنا سعيد بن عثمان حدثنا علي بن معبد بن نوح حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف عن الحصين عن أبي
صالح الشعري عن أبي أمامة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار ) ( ( 2
أبو الحصين هذا مروان بن رؤية الثعلبي وأبو صالح الشعري مولى عثمان قاله ابن معين وغيره ) وحدثنا خلف قال حدثنا أحمد قال حدثنا سعيد حدثنا علي بن معبد
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا عصمة بن سالم الهنابي وكان صدوقا عاقل قال حدثنا الشعث بن جابر الحراني عن شهر بن حوشب عن أبي ريحانة النصاري قال
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ) الحمى كير من جهنم وهي نصيب المؤمن من النار ) ( ( ( 1وقال قوم الورود للمؤمنين أن يروا النار ثم ينجي منها الفائز
ويصلها من قدر عليه دخولها ثم يخرج منها بشفاعة محمد صلى ال عليه وسلم أو بغيرها من رحمة ال واحتج بقول رسول ال صلى ال عليه وسلم في مخاطبة
أصحابه ومن جرى مجراهم من المؤمنين إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار
يقال ) له ( هذا مقعدك حتى يبعثك
) ال إليه يوم القيامة ) ( 1هذا حديث ابن عمر وقد روى أبو هريرة وغيره إن المؤمن يعرض عليه مقعده من النار فيقال له انظر ما نجاك ال منه ثم يفتح ) له ( إلى
الجنة فيقال انظر ما تصير إليه هذا معنى الحديث فهذه القاويل كلها ) قد ( جاءت في معنى الورود في قوله عز وجل !> وإن منكم إل واردها <! وقد يحتمل أن يكون
قوله صلى ال عليه وسلم ) ) ال تحلة القسم ( ( استثناء منقطعا بمعنى لكن تحلة القسم وهذا معروف في اللغة وإذا كان ذلك كذلك فقوله لن تمسه النار إل تحلة القسم أي
ل تمسه النار أصل كلما تاما ثم ابتدأ ال تحلة القسم أي لكن تحلة القسم ل بد منها في قول ال عز وجل !> وإن منكم إل واردها <! وهي الجواز على الصراط أو
الرؤية والدخول دخول سلمة فل يكون في شيء من ذلك مسيس يؤذى وقال بعض أهل العلم في قول ال !> إل ما ذكيتم <!
معناه لكن ما ذكيتم من غير ما ذكر في هذه الية ذكاة تامة وقد ذكرنا ذلك فيما سلف من كتابنا ) هذا ( وذكرنا هناك تعارف ذلك في لسان العرب وذلك في باب زيد بن
أسلم ) ( 1ومما يدل على ) أن ( الستثناء ) هاهنا ( منقطع وأنه غير عائد إلى النار ) ) ل تمس من مات له ثلثة من الولد فاحتسبهم ( ( حديثه الخر صلى ال عليه
وسلم وهو قوله ) ) ل يموت لحدكم ثلثة من الولد فيحتسبهم إل كانوا له جنة من النار فقالت امرأة يا رسول ال أو اثنان قال أو اثنان ) ( 2والجنة الوقاية والستر ومن
وقى النار وستر عنها فلن تمسه أصل ولو مسته ماكان موقى وإذا وقيها وستر عنها فقد زحزح وبوعد بينه وبينها وهذا إنما يكون لمن صبر واحتسب ورضى وسلم وال
أعلم وبهذا الحديث يفسر الول لن فيه ذكر الحسبة قوله فيحتسبهم ولذلك جعله مالك بأثره مفسرا له والوجه عندي في هذا الحديث وما أشبهه من الثار إنها لمن حافظ
على أداء فرائضه واجتنب الكبائر والدليل على ذلك أن الخطاب في ذلك العصر لم يتوجه إل إلى قوم الغلب من أعمالهم ما ذكرنا وهم الصحابة رضوان ال عليهم
#حديث سادس لبن شهاب عن سعيد ) بن المسيب ( مسند مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن سائل سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن
الصلة في ثوب واحد فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أو لكلكم ثوبان ) ) ( 1لم يختلف الرواة عن مالك في استناد هذا الحديث ول متنه ( رواه معمر عن الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة مثله سواء وكذلك رواه ابن جريج ) ورواه يونس وعقيل عن ابن شهاب عن سعيد وابن سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم
مثله ورواه ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله سواء ( وهذا الحديث حجة لجازة الصلة في ثوب
) واحد ( وكل ثوب ستر العورة والفخدين من الرجل جازت الصلة فيه على ظاهر الحديث لنه يقع عليه اسم ثوب وقد أجمعوا أنه من صلى مستور العورة فل إعادة
عليه وإن كانت امرأة فكل ثوب يغيب ظهور قدميها ويستر جميع جسدها وشعرها فجائز لها الصلة فيه لنها كلها عورة إل الوجه والكفين على هذا أكثر أهل العلم وقد
أجمعوا على أن المرأة تكشف وجهها في الصلة والحرام وقال مالك وأبو حنيفة والشافعي وأصحابهم وهو قول الوزاعي وأبي ثور على المرأة أن تغطي منها ما سوى
وجهها وكفيها وقال أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث كل شيء من المرأة عورة حتى ظفرها حدثناه أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير
قال حدثنا الفضل بن الصباح قال حدثنا عبدال بن رجاء عن ابن عجلن ) ( 1عن سمي ) ( 2مولى أبي بكر
ابن عبدالرحمن ) عن أبي بكر بن عبدالرحمن ( قال كل شيء من المرأة عورة حتى ظفرها قال أبو عمر قول ) ( 1أبي بكر هذا خارج عن أقاويل أهل العلم لجماع
العلماء على أن للمرأة أن تصلي المكتوبة ويداها ووجهها مكشوف ذلك كله منها تباشر الرض به وأجمعوا ) على ( أنها ل تصلى متنقبة ول عليها أن تلبس فقازين في
الصلة وفي هذا أوضح الدلئل على أن ذلك منها غير عورة وجائز أن ينظر إلى ذلك منها كل من نظر إليها بغير ريبة ول مكروه وأما النظر للشهورة فحرام تأملها من
فوق ثيابها لشهوة فكيف بالنظر إلى وجهها مسفرة وقد روى نحو قول أبي بكر بن عبدالرحمن ) عن أحمد ( بن حنبل قال الثرم سئل أحمد بن حنبل عن المرأة تصلي
وبعض شعرها مكشوف وقدمها قال ل يعجبني إل أن تغطي
شعرها وقدميها قال وسمعته يسأل عن أم الولد كيف تصلي فقال تغطي رأسها وقدميها لنها ل تباع وهي تصلي كما تصلي الحرة قال وسمعته يسأل عن الرجل يصلي في
قميص واحد غير مزرور فقال ينبغي أن يزره قيل فإن كانت لحيته تغطي ولم يكن القميص متسع الجيب أو نحو هذا فقال إن كان يسيرا فجائز قال ول أحب لحد أن
يصلي في ثوب واحد غير مزرور فقال ينبغي أن يزره قيل فإن كانت لحيته مالك إن صلت المرأة الحرة وشعرها مكشوف أو قدماها أو صدرها أعادت ما دامت في
الوقت وقال الشافعي وأبو ثور وأحمد تعيد أبدا أن انكشف شيء من شعرها أو صدرها أو صدور قدميها وقال أبو حنيفة وأصحابة قدم المرأة ليست بعورة فإن صلت
وقدمها مكشوفة فل شيء عليها وإن صلت وجل شعرها مكشوف فصلتها فاسدة وإن كان القل من شعرها مكشوفا فل شيء عليها وإن انكشف شيء منها غير ما ذكرنا
فصلت بذلك فصلتها فاسدة علمت أم لم تعلم وقال اسحاق ان علمت فسدت صلتها وإن لم تعلم فل إعادة عليها والصل في هذا الباب ان أم سلمة سئلت ماذا تصلي فيه
المرأة من الثياب
فقالت تصلي في الدرع والخمار السابغ الذي يغيب ظهور قدميها وعن عائشة وميمونة مثل ذلك درع وخمار وهذه الثار عن أم سلمة وعائشة وميمونة في الموطأ فحديث
عائشة من بلغات مالك ) ( 1وحديث ميمونة عن الثقة عنده عن بكير بن الشج عن بسر بن سعيد عن عبيدال الخولني عن ميمونة أنها كانت تصلي في درع وخمار
دون إزار ) ( 2وحديث أم سلمة رواه مالك عن محمد بن زيد بن قنفذ عن أمه سألت أم سلمة ماذا تصلي فيه المرأة من الثياب فقالت تصلي في درع وخمار سابغ إذا
غيب ظهور قدميها ) ( 3وقد روى حديث أم سلمة مرفوعا والذين وقفوه على أم سلمة أكثر وأحفظ منهم مالك وابن اسحاق وابن أبي ذئب وبكر بن مضر وحفص بن
غياث وإسماعيل بن جعفر كلهم رووه عن محمد بن زيد عن أمه عن أم سلمة موقوفا قال أبو داود ورفعه عبدالرحمن بن عبدال بن دينار عن محمد بن زيد ) عن أمه (
عن أم سلمة أنها سألت النبي صلى ال عليه وسلم ) فذكره ) ) ( ( 1عبدالرحمن هذا ضعيف عندهم ال أنه قد خرج البخاري بعض حديثه ( والجماع في هذا الباب أقوى
من الخبر ) فيه ( وحدثنا عبدالوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن ابن سيرين عن صفية بنت الحارث
عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يقبل ال صلة حائض إل بخمار ) ( 2قال أبو عمر اختلف العلماء في تأويل قول ال عز وجل !> ول يبدين زينتهن
إل ما ظهر منها <! فروى عن ابن عباس وابن عمر إل ما ظهر منها الوجه والكفان وروى عن ابن مسعود ) ) ما ظهر منها ( ( الثياب قال ل يبدين قرطا ول قلدة ول
سوارا ول خلخال إل ما ظهر من الثياب وقد روى عن أبي هريرة في قوله تعالى !> ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها <! قال القلب والفتحة ) ( 1رواه ابن وهب عن
جرير
ابن حازم قال حدثني قيس بن سعد أن أبا هريرة كان يقول فذكره قال جرير بن حازم القلب السوار والفقخة والخاتم ) ( 1وقال جابر بن زيد هي كحل في عين ) ( 2أو
خاتم في خنصر وقال سعيد بن جبير الجلباب والرداء وعن عائشة مثل قول أبي هريرة وقد روى عن ابن مسعود ول يصح البنان والقرط والدملج والخلخال والقلدة
) يريد موضع ذلك ( وال أعلم واختلف التابعون فيها أيضا على هذين القولين وعلى قول ابن عباس وابن عمر الفقهاء في هذا الباب فهذا ما جاء في المرأة وحكمها في
الستتار في صلتها وغير صلتها وأما الرجل فإن اهل العلم يستحبون أن يكون على عاتق الرجل ثوب إذا لم يكن متزرا لئل تقع عينه على عورة نفسه ويستحبون
B314
TEXT
للواحد المطيق على الثياب ان يتجمل في صلته ما استطاع بثيابه وطيبه وسواكه قال معمر عن أيوب عن نافع رآني ابن عمر أصلي في ثوب واحد فقال ألم أكسك ثوبين
قلت بلى فقال أرأيت لو أرسلتك إلى فلن كنت ذاهبا في هذا الثوب قلت ل فال أحق
من تزين له أو من تزينت له وقد جاء عن النبي صلى ال عليه وسلم مثل هذا ومحمله عندنا على الفضل ول سيما ان كان اماما حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا
قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن عيسى بن السكن الواسطي قال حدثنا المثنى بن معاذ عن أبيه عن شعبة وأخبرنا عبدالوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا إبراهيم بن
إسحاق النيسابوري قال أنبأنا عبيدال ) ( 1ابن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة واللفظ لحديث المثنى عن أبيه عن شعبة عن توبة ) ( 2العنبري عن نافع عن ابن
عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد أحدكم أن يصلي فليتزر وليرتد حدثنا عبدالوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قال حدثنا قاسم بن
أصبغ حدثنا أحمد بن محمد البرتي ) ( 1حدثنا أبو معمر حدثنا عبدالوارث قال حدثنا أيوب عن نافع قال شغلني شيء فجاء ابن عمر وأنا أصلي في ثوب واحد قال
فأمهلني حتى فرغت من الصلة ثم قال ألم تكس ثوبين قلت بلى قال فلو أرسلت خارجا من الدار أكنت تذهب في ثوب واحد قلت ل قال فال أحق أن تزين له أم الناس
قلت بل ال قال ثم حدث بحديث أكثر ظني أنه ذكر النبي صلى ال عليه وسلم قال إذا وجد أحدكم ثوبين فليصل فيهما وإن لم يجد إل ثوبا واحدا فليتزر به اتزارا ول
يشتمل اشتمال اليهود ) ( 2وفي قوله صلى ال عليه وسلم أو لكلكم ثوبان دليل على أن من كان معه ثوبان يتزر بالواحد ويلبس الخر أنه حسن في الصلة وإنما قلنا
حسن ولم نقل واجب لن رسول ال صلى ال عليه وسلم
وأصحابه قد صلوا في ثوب واحد ومعهم ثياب وحسبك بأبي هريرة وهو راوي ) هذا ( الحديث ذكر مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه قال سئل أبو هريرة
هل يصلي الرجل في ثوب واحد قال نعم فقيل له هل تفعل أنت ذلك قال نعم أني لصلي في ثوب واحد وأن ثيابي لعلى المشجب ) ( 1وقد حدثنا محمد بن عبدالملك قال
حدثنا أبو سعيد بن العرابي قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني ) قال حدثنا سفيان ( بن عيينة عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه
وسلم ل يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على منكبيه منه شيء ) ( 2وأخبرنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن الجهم السمري قال
حدثنا جعفر بن عون قال أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم في بيت أم سلمة يصلي في ثوب واحد واضعا
طرفيه على عاتقيه ) ( 3وروى عكرمة عن أبي هريرة قال قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا صلى أحدكم في ثوب فليخالف بطرفيه على عاتقيه ) ( 1من حديث يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال أبو عمر فهذه سنة الصلة في
الثوب الواحد إذا كان واسعا وإن كان ضيقا فحديث جابر وحديث ابن عمر أما حديث جابر فرواه أبو حزرة ) ( 2يعقوب بن مجاهد عن عبادة بن الوليد قال أنبأني جابر
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له إن كان واسعا فخالف بين طرفيه وإن كان ضيقا فاشدده عليك ) ( 3وبعضهم يقول فيه فاشدده على حقوك وعند مالك حديث
جابر هذا بلغا عن جابر عن النبي صلى ال عليه وسلم وقال في آخره وإن كان قصيرا فليتزر به ) ( 4وقد ذكرنا هذا الخبر في بلغات مالك والحمد ل وأما حديث ابن
عمر فرواه حماد بن زيد عن
أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أو قال عمر إذا كان لحدكم ثوبان فليصل فيهما وإن لم يكن له إل ثوب فليتزر به ول يشتمل اشتمال
اليهود ) ( 1وروى أبو المنيب ) ) ( 2عبيدال العتكي ( عن عبدال بن بريدة عن أبيه قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يصلى في سراويل ليس عليها رداء )
( 3وهذا خبر ل يحتج به لضعفه ولو صح كان معناه الندب لمن قدر وقد جاء ما يعارضه روى أبو حصين عن أبي صالح عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
صلى في ثوب بعضه عليها وهذا ل محالة دون السراويل ويرده أيضا حديث جابر وحديث ابن عمر قوله وإن كان ضيقا فليتزر به وقد روى سلمة بن الكوع ) أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له صل في قميص وبعضهم يقول في حديث سلمة هذا أنه قال قلت ( يا رسول ال اني أتصيد
أفأصلي في القميص الواحد قال نعم وزره ولو بشوكة ) ( 1وروى ابن عباس عن علي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا كان إزارك واسعا فتوشح به وإن كان
ضيقا فأتزر به ) ( 2وهذه الثار كلها تبين لك ما قلناه وفسرناه وبال التوفيق وروى عن جابر وابن عمر وابن عباس ومعاوية وسلمة بن الكوع وأبي أمامة وأبي هريرة
وطاوس ومجاهد وإبراهيم وجماعة من التابعين أنهم أجازوا الصلة في القميص الواحد إذا كان ل يصف وهو قول عامة فقهاء المصار في جميع القطار ومن العلماء
من استحب الصلة في ثوبين واستحبوا أن يكون المصلى مخمر العاتقين وكرهوا أن يصلي الرجل في ثوب واحد مؤتزرا به ليس على عاتقه منه شيء إذا قدر على غيره
وأجمع جميعهم أن صلة من صلى بثوب يستر عورته جائزة وكان الشافعي يقول إذا كان الثوب ضيقا يزره أو يخلله بشيء لئل يتجافى القميص فيرى من الجيب العورة
وان لم يفعل ورأى عورته أعاد الصلة وهو قول أحمد وقد رخص مالك في الصلة في القميص محلول الزار ليس عليه سراويل ول ازار وهو قول أبي حنيفة وأبي
ثور وكان سالم يصلي محلول الزار وقال داود الطائي إذا كان عظيم
اللحية فل بأس به وأجمعوا على أن ستر العورة فرض واجب بالجملة على الدميين واختلفوا هل هي من فروض الصلة أم ل فقال أكثر أهل العلم وجمهور فقهاء
المصار أنها من فروض الصلة وإلى هذا ذهب أبو الفرج ) ( 1عمرو بن محمد المالكي واستدل بأن ال عز وجل قرن أخذ الزينة بذكر المساجد يعني الصلة والزينة
المأمور بها في قول ال عز وجل !> خذوا زينتكم عند كل مسجد <! 2هي الثياب الساترة للعورة لن الية نزلت من أجل الذين كانوا يطوفون بالبيت عراة وهذا ما ل
خلف فيه بين العلماء وأخبرنا عبدال بن محمد قال حدثنا حمزة بن محمد قال أنبأنا أحمد بن شعيب قال أنبأنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر ) ( 3عن شعبة عن سلمة
قال سمعت مسلما البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة وتقول ) % ( 1اليوم يبدو بعضه أو كله %وما بدا منه فل أحله %فنزلت !> يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد <! 2
قال أبو عمر ل يختلف العلماء بتأويل القرآن أن قوله عز وجل خذوا زينتكم عند كل مسجد نزلت في القوم الذين كانوا يطوفون بالبيت عراة روينا عن مجاهد وطاوس
وأبي صالح ومحمد بن كعب القرظي ومحمد بن شهاب الزهري في ذلك معنى ما نورده بدخول كلم بعضهم في بعض وأكثره على لفظ ابن شهاب قال كانت العرب
تطوف بالبيت ) عراة ( إل الحمس قريش وأحلفهم فمن جاء من غيرهم وضع ثيابه فطاف في ثوبي أحمسي يستعيرهما منه فإن
لم يجد من يعيره استأجر من ثيابهم فإن لم يجد من يستأجر منه ثوبه من الحمس ول من يعيره ذلك كان بين أحد أمرين اما أن يلقى عنه ثيابه ويطوف عريانا وإما أن
يطوف في ثيابه فإن طاف في ثيابه ألقاها عن نفسه إذا قضى طوافه وحرمها عليه فل يقربها ) ول يقربها ( غيره فكان ذلك الثوب يسمى اللقى وفي ذلك يقول بعضهم %
كفى حزنا كرى ) ( 1عليه كأنه %لقى بين ايدي الطائفين حريم ) % ( 2والمرأة في ذلك والرجل سواء إل أن النساء كن يطفن بالليل والرجال بالنهار فقدمت امرأة
لها هيئة وجمال فطافت عريانة وقال بعضهم بل كان عليها من ثيابها ما ينكشف عنها فجعلت تقول %اليوم يبدو بعضه أو كله %فما بدا منه فل أحله %فكانوا على
ذلك حتى بعث ال نبيه صلى ال عليه وسلم
وأنزل عليه !> يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد <! وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم مناديا فنادى أن ل يطوف بالبيت عريان وقال مجاهد كانت قريش تطوف
عراة ول يلبس أحدهم ثوبا طاف فيه وقال غيره ما ذكرناه قال أبو عمر استدل من جعل ستر العورة من فرائض الصلة بالجماع على إفساد من ترك ثوبه وهو قادر
على الستتار به وصلى عريانا وقال آخرون ستر العورة فرض عن أعين المخلوقين ل من أجل الصلة وستر العورة سنة مؤكدة من سنن الصلة ومن ترك الستتار
وهو قادر على ذلك وصلى عريانا فسدت صلته كما تفسد صلة من ترك الجلسة الوسطى عامدا وإن كانت مسنونة ولكل الفريقين اعتلل يطول ذكره والقول الول
أصح في النظر وأصح أيضا من جهة الثر وعليه الجمهور واختلفوا في العورة من الرجل ما هي فقال الشافعي وأبو حنيفة وأصحابهما والوزاعي وأبو ثور ما دون
السرة إلى الركبة عورة وقال أبو حنيفة الركبة عورة وقال الشافعي ليست السرة ول الركبتان من
العورة وحكى أبو حامد الترمذي للشافعي في السرة قولين واختلف المتأخرون من أصحابه في ذلك أيضا على ذينك القولين فطائفة قالت السرة من العورة وطائفة قالت
ليست السرة عورة وقال عطاء الركبة عورة وقال مالك السرة ليست بعورة وأكره للرجل أن يكشف فخذه بحضرة زوجته وقال ابن أبي ذئب العورة من الرجل الفرج
نفسه القبل والدبر دون غيرهما وهو قول داود وأهل الظاهر وقول ابن علية والطبري فمن حجة من قال أن الفخذ ليست بعورة حديث عائشة أن النبي صلى ال عليه وسلم
كان جالسا في بيته كاشفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر ثم عمر فأذن لهما وهو على تلك الحال ثم استأذن عثمان فسوى عليه ثيابه ) ثم أذن له ( فسئل عن ذلك فقال ال
استحيى منه تستحي منه الملئكة ) ( 1وهذا حديث في الفاظه اضطراب
) واحتج البخاري في ذلك بحديث أنس بن مالك قال حسر النبي صلى ال عليه وسلم على فخذه حتى أني لرى بياض فخذ نبي ال صلى ال عليه وسلم ( ) ( 1ومن حجة
من قال ما بين السرة والركبة عروة قوله صلى ال عليه وسلم الفخذ عورة ) ( 2رواه علي بن أبي طالب رضي ال عنه وابن عباس ومحمد بن جحش وجرهد السلمي
وقبيصة بن مخارق كلهم عن النبي صلى ال عليه وسلم قالوا والركبة ليست من الفخذ واحتجوا أيضا بأن أبا هريرة قبل سرة الحسن بن علي وقال اقبل منك ما كان
B314
TEXT
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل منك ) ( 3فلو كانت السرة عورة ما قبلها أبو هريرة ول مكنه منها الحسن ومحال أن يقبلها حتى ينظر إليها ) أخبرنا أحمد بن محمد
قال حدثنا أحمد بن الفضل بن العباس قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجعد ) ( 4
) الوشاء ( ) ( 1قال حدثنا عبدالعلى بن حماد ) ) ( 2الرنسي ( ) ( 3قال حدثنا معمر بن سليمان قال حدثنا حميد عن أنس قال صلى النبي صلى ال عليه وسلم خلف
أبي بكر رحمه ال في ثوب واحد قال معتمر أظنه في مرضه ( ) ( 4
#حديث سابع لبن شهاب عن سعيد متصل مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال قاتل ال اليهود اتخذوا قبور
أنبيائهم مساجد ) ( 1في هذا الحديث إباحة الدعاء على أهل الكفر وتحريم السجود على قبور النبياء وفي معنى هذا أنه ل يحل السجود لغير ال عز وجل ويحتمل
الحديث أن ل تجعل قبور النبياء قبلة يصلى إليها وكل ما أحتمله الحديث في اللسان العربي فممنوع منه لنه إنما دعا على اليهود محذرا لمته عليه السلم من أن يفعلوا
فعلهم وقد زعم قوم أن في هذا الحديث ما يدل على كراهية الصلة في المقبرة وإلى القبور وليس في ذلك عندي حجة وقد مضى القول في الصلة إلى القبور في باب زيد
ابن
أسلم ) في مرسلته ) ( 1وأتينا بآثار هذا الباب في باب زيد بن أسلم وبال العصمة والتوفيق ل شريك له
#حديث ثامن لبن شهاب عن سعيد ) بن المسيب ( ) مرسل ( مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حين قفل من خيبر أسرى
حتى إذا كان من آخر الليل عرس وقال لبلل اكل لنا الصبح ونام رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه وكل بلل ما قدر له ثم استند إلى راحلته وهو مقابل الفجر
فغلبته عيناه فلم يستيقظ رسول ال صلى ال عليه وسلم ول بلل ول أحد من الركب حتى ضربتهم الشمس ففزع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال بلل يا رسول ال
أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اقتادوا فبعثوا رواحلهم واقتادوا شيئا ثم أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بلل فأقام الصلة فصلى بهم
الصبح ) ( 1ثم قال حين قضى الصلة
من نسي الصلة فليصلها إذا ذكرها فإن ال تبارك وتعالى يقول !> وأقم الصلة لذكري <! 1هكذا روى هذا الحديث عن مالك مرسل جماعة رواة الموطأ عنه ل خلف
بينهم في ذلك وكذلك رواه سفيان بن عيينة ومعمر في رواية عبدالرزاق ) ( 2عنه ) عن الزهري ( مرسل كما رواه مالك وقد وصله أبان ) العطار ( عن معمر ووصله
الوزاعي أيضا ويونس عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة وعبدالرزاق أثبت في معمر من أبان العطار وقد وصله محمد بن إسحاق عن الزهري فيما حدثنا به أحمد
بن محمد ) قال ( حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا الحسن بن علي الرافقي ) ( 3حدثنا أبو شعيب صالح ابن زياد السوسي بالرقة حدثنا يعلى عن محمد بن إسحاق عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم من خيبر حتى إذا كان
ببعض الطريق أراد التعريس من آخر الليل فاضطجع رسول ال صلى ال عليه وسلم وأسند بلل ظهره إلى بعيره فاستقبل الشرق فغلبته عينه فنام فلم يوقظه إل الشمس
فكان أولهم رفع رأسه رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ماذا صنعت ) بنا ( يا بلل قال أخذ بنفسي يا رسول ال الذي أخذ بنفسك فقال صدقت فاقتاد غير كبير فتوضأ
وتوضأ الناس ثم صلى الصبح ثم أقبل عليهم فقال إذا نسيتم الصلة فصلوها إذا ذكرتموها فإن ال تعالى يقول !> وأقم الصلة لذكري <! >! 1وأما <! حديث يونس بن
يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حين قفل من خيبر سار ليله حتى إذا أدركه الكرى ) ( 3عرس وقال لبلل
اكل لنا الصبح وساق الحديث بتمامه ) ( 4إلى آخره قال يونس وسمعت ابن شهاب يقرؤها للذكرى ) ( 5
ووصل من هذا الحديث ابن عيينة ومعمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قوله من نسي صلة فليصلها إذا ذكرها فإن ال يقول !>
وأقم الصلة لذكري <! ( وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم في نومه عن الصلة في السفر آثار كثيرة من وجوه شتى رواها عنه جماعة من أصحابه منهم ابن
مسعود وأبو مسعود وابو قتادة وذو مخبر الحبشي ) ( 1وعمران بن حصين وأبو هريرة وقد ذكرناها في باب ) ( 2زيد بن أسلم وبعضهم ذكر أنه أذن وأقام ولم يذكر
ذلك بعضهم وبعضهم ذكر أنه ركع ركعتي الفجر وبعضهم لم يذكر ذلك والحجة في قول من ذكر ل في قول من قصر وقد ذكرنا ذلك كله وما للعلماء فيه في باب مرسل
) ( 3زيد بن أسلم فل معنى لعادة شيء من ذلك ههنا وقول ابن شهاب في هذا الحديث عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حين قفل من خيبر أصح
من قول من قال أن ذلك ) كان ( مرجعه من حنين لن ابن شهاب أعلم ) الناس ( بالسير والمغازي وكذلك سعيد بن المسيب ول يقاس بهما
المخالف ) لهما ( في ذلك وكذلك ذكر ابن اسحاق وأهل السير أن نومه عن الصلة في سفره كان في ) حين ( قفوله من خيبر وقد اختلف عن مالك في ذلك فروى عنه في
هذا الحديث حين قفل من خيبر والقفول الرجوع من السفر ول يقال ) قفل ( إذا سافر مبتدئا قال صاحب العين قفل الجند قفول وقفل إذا رجعوا وقفلتهم أنا أيضا هكذا
) على وزن ضربتهم ( وهم القفل ) ( 1وفيه أيضا خروج المام بنفسه في الغزوات وذلك سنة وكذلك إرساله السرايا كل ذلك سنة مسنونة وأما قوله أسرى ففيه لغتان
سرى وأسرى قال ال عز وجل !> سبحان الذي أسرى بعبده ليل <! >! 2من المسجد الحرام <! فهذا رباعي وقال امرؤ القيس %سريت بهم حتى تكل مطيهم % %
وحتى الجياد ما يقدن بأرسان ) ( 3
وهذا ثلثي وقرىء أن أسر بعبادي ) ( 1بالوصل والقطع على الثلثي والرباعي جميعا وقال النابغة ) %أسرت ( عليه من الجوزاء سارية %تزجى الشمال عليه
جامد البرد %فجمع بين اللغتين والسري مشي الليل وسيره وهي لفظة مؤنثة قال الشاعر %وليل وصلنا بين قطريه بالسرى %وقد جد شوق مطمع في وصالك %
أربت علينا من دجاه حنادس % %أعدن الطريق النهج وعر المسالك %وقال غيره % %يفوت الغنى من ل ينام عن السرى %وآخر يأتي رزقه وهو نائم %ول
يقال لمشي النهار سرى ومنه المثل السائر عند الصباح يحمد ) القوم ( السرى ) ( 2
فأما قوله حتى إذا كان من آخر الليل عرس فالتعريس النزول في آخر الليل كما في الحديث ول تسمى العرب نزول الليل تعريسا ) ( 1كذلك قال أهل اللغة وكذلك في
حديث عطاء بن أبي رباح الذي ذكرناه حتى إذا كان آخر ) الليل ( نزلوا للتعريس فكلهم قال آخر الليل وهو المعروف عند العرب وأما قوله اكل لنا الصبح فمعناه ارقب
لنا الصبح واحفظ علينا وقت صلتنا وأصل الكلية الحفظ والرعاية والمنع وهي كلمة مهموزة منه قوله عز وجل !> قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن <! ومنها
قول ابن هرمة %إن سليمى وال يكلؤها %ضنت بشيء ما كان يرزؤها %وفي هذا الحديث أيضا إباحة الستخدام بالصاحب في السفر وإن كان حرا لن بلل كان
في ذلك الوقت حرا كان أبو بكر اشتراه بمكة فأعتقه وله ولؤه وذلك قبل الهجرة وكانت خيبر في سنة ست ) ( 2من الهجرة وفيه أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم كان ينام أحيانا نوما يشبه ) نوم ( الدميين وذلك إنما كان منه غبا لمعنى يريد ال أحداثه وليس لمته سنة تبقى بعده يدلك على ذلك قوله صلى ال
عليه وسلم إني لنسى أو أنسى لسن ) ( 1وقوله في حديث العلء بن خباب أن النبي صلى ال عليه وسلم قال لو شاء ال ليقظنا ولكن أراد أن تكون سنة ) ( ( 2لمن
بعدكم وأما طبعه وجبلته وعادته المعروفة منه ومن النبياء قبله فما حكاه عن نفسه صلى ال عليه وسلم إن عيني تنامان ول ينام قلبي ) ( 3فأطلق ذلك عن نفسه اطلقا
غير مقيد بوقت وفي حديث آخر إنا معاشر النبياء تنام أعيينا ول تنام قلوبنا ) ( 4فأخبر أن كل النبياء كذلك ومما يصحح ذلك قوله صلى ال عليه وسلم لصحابه
تراصوا في الصف فإني أراكم من وراء ظهري ) ( 5فهذه جبلته وخلقته وعادته صلى ال عليه وسلم فأما نومه في السفر عن الصلة
فكان خرق عادته ليسن لمته ويعرفهم بما يحب على من نام منهم عن صلته حتى يخرج وقتها وكيف العمل في ذلك وجعل ال نومه سببا بما جرى له في ذلك النوم من
تعليمه أمته وتبصيرهم وقد ذكرنا الثار الواردة في هذا المعنى في باب زيد ) ( 1بن أسلم من هذا الكتاب ول سبيل إلى حملها على الئتلف والتفاق إل على ما ذكرناه
وغير جائز حمل أخباره إذا صحت عنه على التناقض عند أهل السلم لنه ل يجوز فيها النسخ حدثنا أحمد بن عبدال قال حدثنا الحسيني ) ( 2قال حدثنا الطحاوي قال
حدثنا المزني قال سمعت الشافعي يقول رؤيا النبياء وحي وقد روينا عن ابن عباس رضي ال عنه أنه قال رؤيا النبياء وحي وتل !> إني أرى في المنام أني أذبحك
فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر <! 3وهذا يدل على أن قلوبهم ل تنام أل ترى إلى حديث ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نام حنى نفخ ثم صلى
ولم يتوضأ ثم قال إن عيني تنامان ول ينام قلبي والنوم إنما يحكم له بحكم الحدث إذا خمر القلب وخامره وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يخامر النوم قلبه
وقوله صلى ال عليه وسلم إني لست كهيئتكم إني أبيت أطعم وأسقى ) ( 1ومثل هذا كثير فإن قال قائل إن في قوله صلى ال عليه وسلم من يكل لنا الصبح دليل على أن
عادته النوم قيل له لم تمعن النظر ولو أمعنته لعلمت أن المعنى ) من ( يرقب لنا انفجار الصبح فيشعرنا به في أول طلوعه لن من نامت عيناه لم ير هذا في أوله ونوم
العين يمنع من مثل هذا ل نوم القلب وكان شأنه التغليس بالصبح صلى ال عليه وسلم وكان بلل من أعلم الناس بذلك فلذلك أمره بمراقبة الفجر ل أن عادته كانت النوم
المعروف من سائر الناس وال أعلم ذكر ابن أبي شيبة ) أبو بكر ( عن محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن سلمة عن مسروق ) قال ( ما أحب أن لي الدنيا
وما فيها بصلة رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد طلوع الشمس وذكره أيضا عن عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن سلمة عن مسروق عن ابن عباس )
( 2وهذا
B314
TEXT
عندي وال أعلم لنه أعلم أمته أن مراد ال تعالى من الصلة أن تقضى في وقت آخر كما قال تعالى في الصيام !> فعدة من أيام أخر <! 1وليس كالحج وعرفة
والضحايا والجمار وقد أوضحنا هذا المعنى في كتاب الستذكار ) ( 2وليس في تخصيص النائم والناسي بالذكر في قضاء الصلة ما يسقط قضاءها عن العامد لتركها
حتى يخرج وقتها بل فيه أوضح الدلئل على أن العامد ) المأثوم ( أولى أن يؤمر بالقضاء من الناسي المتجاوز عنه و ) النائم ( المعذور وإنما ذكر النائم والناسي لئل
يتوهم متوهم أنهما لما رفع عنهما الثم سقط القضاء عنهما فيما وجب عليهما فأبان صلى ال عليه وسلم أن ذلك غير مسقط عنهما قضاء الصلة وأنها واجبة عليهما متى
ما ذكراها والعامد ل محالة ذاكر لها فوحب عليه قضاؤها والستغفار من تأخيرها لعموم قوله صلى ال عليه وسلم فإن ال تعالى يقول !> وأقم الصلة لذكري <! وقد
قضاها عليه السلم بعد خروج وقتها يوم الخندق من غير نسيان ول نوم إل أنه شغل عنها وأجاز
لمن أدرك ركعة من العصر أن يصلي تمامها بعد خروج وقتها وقد زدنا هذا بيانا وإيضاحا في كتاب الستذكار ) ( 1والحمد ل وفي فزع رسول ال صلى ال عليه وسلم
دليل على أن ذلك لم يكن من عادته منذ بعث وال أعلم ول معنى لقول من قال إن فزع رسول ال صلى ال عليه وسلم ) كان ( من أجل العدو الذي يتبعهم ) ( 2لن
رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يتبعه عدو في انصرافه من خيبر ول في انصرافه من حنين ول ذكر ذلك أحد من أهل المغازي بل كان منصرفه في كلتا الغزوتين
غانما ظافرا قد هزم عدوه وظفر به وقمعه والحمد ل وما فزع أصحابه في غير هذا الحديث فلما رأوا من فزعه وقد فزعوا حين قدموا عبدالرحمن بن عوف يصلي لهم
في غزوة تبوك حين خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم مع المغيرة بن شعبة فتوضأ ومسح على خفيه وانتظروه وخشوا فوات الوقت فقدموا عبدالرحمن بن عوف
يؤمهم فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد صلى بهم عبدالرحمن ركعة ففزع الناس فلما فرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أحسنتم ) ( 3يغبطهم أن صلوا
الصلة لوقتها
هكذا نقله جماعة من أصحاب ابن شهاب وقد قام رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى صلة الكسوف فزعا يجر ثوبه ويحتمل أن يكون فزعهم شفقة وتأسفا على ما فاتهم
من وقت الصلة ولعلهم حسبوا أن الصلة قد فاتتهم أصل فلحقهم الفزع والحزن لفوت الجر والفضل ولم يعرفوا أن خروج الوقت ليسقط فرض الصلة حتى قال لهم
رسول ال صلى ال عليه وسلم من نام عن صلة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها كما كان يصليها لوقتها فأخبرهم أنها غير ساقطة عنهم وإذا لم تسقط عنهم صلوها وإذا
صلوها أدركوا أجرها إن شاء ال وأعلمهم صلى ال عليه وسلم في حديث أبي قتادة أن الثم عنهم في ذلك ساقط بقوله ليس التفريط في النوم وإنما التفريط في اليقظة وفي
بعض ألفاظ ) حديث ( أبي قتادة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن الصلة ل تفوت النائم إنما تفوت اليقظان ثم توضأ وصلى بهم وفي هذا ) الحديث ( تخصيص
لقوله عليه السلم رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ وبيان ) ذلك ( أن رفع القلم ) عنه ( ههنا من جهة رفع المأثم ل من جهة رفع الفرض عنه وأن ذلك ليس من باب قوله
وعن الصبي حتى يحتلم
وإن كان ذلك جاء في أثر واحد فقف على هذا الصل وأما قول بلل أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك يقول إذا كنت أنت في منزلتك من ال قد غلبتك عينك وقبضت نفسك فأنا
أحرى بذلك وفي هذا دليل على أن طلب الحجة والدلء بها ذكر ) ( 1عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن علي بن حسين قال دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم
على علي وفاطمة وهما نائمان فقال أل تصلوا ) ( 2فقال علي يا رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما أنفسنا بيد ال فإذا أراد أن يبعثها بعثها فانصرف عنهما وهو يقول !
> وكان النسان أكثر شيء جدل <! 3ورواه الليث عن عقيل عن الزهري عن علي بن حسين أن الحسين بن علي حدثه عن علي بن أبي طالب أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم طرقه وفاطمة فذكر الحديث وفي آخره فانصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم حين قلت له ذلك فسمعته وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول !> وكان
النسان أكثر شيء جدل <! 4
وأما قول بلل في هذا الحديث أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فمعناه قبض نفسي الذي قبض نفسك والباء زائدة أي توفى نفسي متوفي نفسك والتوفي هو القبض نفسه يعني
أن ال عز وجل قبض نفسه وهذا قول من جعل النفس الروح وجعلهما شيئا واحدا لنه قد قال في غير هذا الحديث إن ال قبض أرواحنا ) فنص ( على أن المقبوض هو
الروح وفي القرآن !> ال يتوفى النفس حين موتها والتي لم تمت في منامها <! 1ومن قال إن النفس غير الروح تأول قول بلل أخذ بنفسي من النوم ما أخذ بنفسك منه
وقد تقدم القول في النفس والروح مستوعبا في باب ) ( 2زيد ابن أسلم من كتابنا هذا فأغنى عن إعادته فأما قوله اقتادوا شيئا فمعناه عند أهل المدينة ما ذكره زيد بن أسلم
في حديثه وهو قوله صلى ال عليه وسلم إن هذا واد به شيطان وقد تقدم القول في هذا في باب مرسل ) ( 3زيد بن أسلم من كتابنا هذا فأغنى عن اعادته وقال أهل
العراق معنى اقتياد النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه رواحلهم
حتى خرجوا من الوادي إنما كان تأخيرا للصلة لنهم انتبهوا في وقت ل تجوز فيه صلة وذلك عند طلوع الشمس ) وزعموا أن نهي رسول ال صلى ال عليه وسلم عن
الصلة عند طلوع الشمس ( وعند غروبها يقتضي الفريضة والنافلة وكل صلة مفروضة ومسنونة واحتجوا من الثار بنحو حديث مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول إذا بدا حاجب الشمس فأخروا الصلة حتى تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلة حتى تغيب وتأولوا هذا على الفرائض
وغيرها وقد مضى الرد عليهم في تأويلهم هذا في غير موضع من كتابنا هذا ) ( 1فأغنى عن إعادته ومما يبين لك أن خروج رسول ال صلى ال عليه وسلم وخروج
أصحابه من ذلك الوادي لم يكن كما ذكره العراقيون أنهم لم يستيقظوا حتى ضربهم حر الشمس والشمس ل تكون لها حرارة إل وقد ارتفعت وحلت الصلة وهذه اللفظة
محفوظة في حديث للزهري وفي غير ما حديث من الحاديث المروية في نوم النبي صلى ال عليه وسلم
عن الصلة منها حديث جبير بن مطعن وحديث ابن مسعود وحديث أبي قتادة وقد ذكرناها في باب ) ( 1زيد بن أسلم حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا أحمد بن
سعيد وحدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب قال لما قفل رسول ال صلى ال عليه وسلم من خيبر أسرى ليلة حتى إذا كان من آخر الليل عدل عن الطريق ثم عرس وقال من يحفظ علينا الصبح فقال بلل أنا
يا رسول ال فجلس يحفظ ) ( 2عليهم فنام النبي صلى ال عليه وسلم ) وأصحابه ( فبينما بلل جالس غلبته عينه ) ( 3فما أيقظهم إل حر الشمس ففزعوا فقال النبي
صلى ال عليه وسلم أنمت يا بلل فقال يا رسول ال أخذ نفسي الذي أخذ نفسكم ) ( 4قال فاقتادوا رواحلهم وارتحلوا ) ( 5عن المكان الذي أصابتهم فيه الغفلة ثم صلى
بهم الصبح فلما فرغ قال
من نسي الصلة ) ( 1فليصلها إذا ذكرها فإن ال عز وجل يقول !> وأقم الصلة لذكري <! قال معمر وكان الحسن يحدث نحو هذا الحديث ويذكر أنهم ركعوا ركعتي
) الفجر ( ثم صلى بهم الصبح ) ( 2ففي قوله فما أيقظهم إل حر الشمس وقوله ارتحلوا عن المكان الذي أصابتهم فيه الغفلة دليل على صحة ما ذهب إليه أهل المدينة
ودليل آخر هو قوله عليه الصلة والسلم من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ) ( 3وحدثنا عبدالوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا عبدال بن
مسرة ومحمد بن عبد السلم قال حدثنا أبو موسى الزمن محمد بن المثنى قال حدثنا ) محمد ( بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن خلس عن أبي رافع عن أبي هريرة
أن النبي صلى ال عليه وسلم قال إذا أدركت ركعة من صلة ) الفجر ( قبل أن تطلع الشمس فصل إليها أخرى ) ( 4ومعلوم أن الخرى مع طلوع الشمس وأي شيء
أبين من هذا ودليل آخر وهو ما ذكره عطاء أن النبي صلى ال
عليه وسلم ركع في ذلك الوادي ركعتي الفجر ثم سار ساعة ثم صلى الصبح ومعلوم أن كل وقت تجوز فيه النافلة يجوز فيه قضاء المنسية المفروضة وهذا ما ل خلف
فيه ودليل آخر ل مدفع له وهو قوله صلى ال عليه وسلم في آخر هذا الحديث من نام عن الصلة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فهذا اطلق أن يصلي المنتبه والذاكر في
كل وقت على ظاهر الحديث صلته التي انتبه إليها وذكرها وقد اختلف العلماء من هذا المعنى فيمن ذكر الصلة فاتته وهو في آخر وقت صلة أو ذكر صلة وهو في
صلة فجملة مذهب مالك أنه من ذكر صلة وقد حضر وقت صلة أخرى بدأ بالتي نسي إذا كان ذلك خمس صلوات فأدنى وإن فات وقت هذه وإن كان أكثر من ذلك بدأ
بالتي حضر وقتها وعلى هذا النحو مذهب أبي حنيفة والثوري والليث إل أن أبا حنيفة وأصحابه قالوا الترتيب عندنا واجب في اليوم والليلة إذا كان في الوقت سعة للفائتة
ولصلة الوقت فإن خشي فوات صلة الوقت بدأ بها فإن زاد على صلة يوم وليلة لم يجب الترتيب عندهم والنسيان عندهم يسقط الترتيب وقال أبو حنيفة وأصحابه من
ذكر صلة فائتة وهو في صلة أخرى من الصلوات الخمس فإن كان بينهما أكثر من خمس صلوات مضى فيما هو فيه ثم قضى التي عليه وإن كان أقل من ذلك قطع ما
هو فيه وصلى التي ذكر إل أن يكون في آخر وقت التي دخل
!> فيها <! يخاف فوتها أن تشاغل بغيرها فإن كان كذلك أتمها ثم قضى التي ذكر وقال أبو حنيفة ومحمد أن ذكر الوتر في صلة الصبح فسدت عليه وإن ذكر فيها
ركعتي الفجر لم تفسد عليه وقال أبو يوسف ل تفسد عليه بذكر الوتر ول بركعتي الفجر وبه أخذ الطحاوي وقد روى عن الثوري وجوب الترتيب ولم يفرق بين القليل
والكثير واختلف في ذلك عن الوزاعي وقال الشافعي الختيار أن يبدأ بالفائتة ما لم يخف فوات هذه فإن لم يفعل وبدأ بصلة الوقت أجزأه وذكر الثرم أن الترتيب عند
أحمد بن حنبل واجب في صلة ستين سنة وأكثر وقال ل ينبغي لحد أن يصلي ) صلة ( وهو ذاكر لما قبلها لنها تفسد عليه قال أبو عمر ثم نقض هذا الصل فقال أنا
آخذ بقول سعيد بن المسيب ويعجبني في الذي يذكر صلة في وقت صلة كرجل ذكر العشاء في آخر وقت الفجر قال يصلي الفجر ول يضيع
B314
TEXT
صلتين أو قال يضيع مرتين وقال إذا خاف طلوع الشمس فل يضيع هذه لقول سعيد ) بن المسيب ( يضيع مرتين فهذا يصلي الصبح وهو ذاكر العشاء وفي ذلك نقض
لصله وقال داود والطبري الترتيب غير واجب وهو تحصيل مذهب الشافعي ذكر الثرم قال حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا عبدالعزيز بن محمد أنه سمع ربيعة يقول
في الذي ينسى الظهر والعصر حتى ل يجد إل موضع سجدة قبل الغروب ) قال ( يصلي العصر ثم يصلي الظهر إذا غابت الشمس قال وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا هشيم قال أنبأنا يونس ومنصور عن الحسن أنه كان يقول فيمن نام ) ( 1عن صلة العشاء فاستيقظ عند طلوع الشمس قال يصلي الفجر ثم يصلي العشاء ) ( 2قال
وسمعت أحمد بن حنبل يقول أما الحسن فيقول يصلي تلك وإن فاتت هذه قال أبو عمر وأما الذي يذكر صلة وهو وراء امام فكل من قال
بوجوب الترتيب ومن لم يقل به فيما علمت يقول يتمادى مع المام حتى يكمل صلته ثم اختلفوا فقال مالك وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل يصلي التي ذكر ثم يعيد التي صلى
مع المام إل أن يكون بينهما أكثر من خمس صلوات على ما قدمنا ذكره عن الكوفيين وهو مذهب جماعة من أصحاب مالك المدنيين وذكر الخرقي ) ( 1عن أحمد بن
حنبل أنه قال من ذكر صلة وهو في أخرى أتمها وقضى المذكورة وأعاد الصلة التي كان فيها إذا كان الوقت مبقي فإن ) ( 2خشي خروج الوقت اعتقد وهو فيها أن ل
يعيدها وقد أجزأته ويقضي التي عليه ) ( 3قال الثرم قيل لبي عبدال أن بعض الناس يقول إذا دخلت في صلة فأحرمت بها ثم ذكرت صلة نسيتها لم تقطع التي دخلت
فيها ولكنك إذا فرغت منها قضيت التي نسيت وليس عليك إعادة هذه فأنكره وقال ما أعلم
أحدا قال بهذا إنما أعرف أن من الناس من قال أنا أقطع وإن كنت خلف المام وأصلي التي ذكرت لقول النبي صلى ال عليه وسلم فليصلها إذا ذكرها قال وهذا شنيع أن
يقطع وهو خلف المام قيل له فما تقول أنت قال يتمادى مع المام وإن كان وحده قطع وذكر الثرم قال حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا هقل ) ( 1قال حدثنا الوزاعي
قال سمعت الزهري يقول في الذي ينسى الظهر ول يذكرها حتى يدخل في العصر قال يمضي في صلة المام فإذا انصرف استقبل الظهر فصلها ثم يصلي العصر قال
أبو عمر هذا ابن شهاب يفتي بقول ابن عمر وهو الذي يروي قول رسول ال صلى ال عليه وسلم من نام عن صلة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ال يقول !> وأقم
الصلة لذكري <! وقد رأى تماديه مع المام ثم رأى إعادتها ) ل ( أدري إن كان استحبابا أو إيجابا وقد يحتمل
!> هذا <! الحديث إيجاب الترتيب ويحتمل أن يكون معناه العلم بأنها غير ساقطة بالنوم والنسيان وقد أجمعوا على أن الترتيب فيما كثر غير واجب فدل ذلك على أنه
مستحب في القليل وال أعلم ويدلك على أن ذلك عندهم استحباب لنهم يأمرونه إذا ذكرها وهو وحده في صلة أن يقطعها وإن ذكرها وراء إمام تمادى مع المام والصل
في التمادي مع المام عند أكثرهم اتباع ابن عمر ) وحديثه في ذلك ما رواه مالك عن نافع أن عبدال بن عمر ( كان يقول من نسي صلة فلم يذكرها إل وهو مع المام
فإذا سلم المام فليصل الصلة التي نسي ثم ليصل ) بعدها ( الصلة ) ( 1الخرى ) ( 2ول مخالف له في هذه المسألة من الصحابة مع دللة قول رسول ال صلى ال
عليه وسلم فليصلها إذا ذكرها وقد روى من حديث أبي جمعة واسمه حبيب بن سباع وله صحبة ) ( 3قال صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم المغرب يوم الحزاب
فلما سلم قال هل علم أحد منكم
أنى صليت العصر قالوا ل يا رسول ال قال فصلي العصر ثم أعاد المغرب وهذا حديث منكر يرويه ابن لهيعة عن مجهولين وقال الشافعي والطبري وداود يتمادى مع
المام ثم يصلي التي ذكر ول يعيد هذه وليس الترتيب عند هؤلء بواجب فيما قل ول فيما كثر ومن حجتهم ) أن ( الترتيب إنما يجب في اليوم وأوقاته فإذا خرج الوقت
سقط الترتيب استدلل بالجماع ) على ( أن شهر رمضان تجب الرتبة فيه والنسق لوقته فإذا انقضى سقطت الرتبة عمن كان عليه ) منه شيء بسفر أو علة ( وجائز أن
يأتي به على غير نسق ول رتبة متفرقا فكذلك الصلوات المذكورات الفوائت وال أعلم واحتج داود وأصحابه بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى ركعتي الفجر
ذاكرا للصبح في حين نومه في سفره قالوا فقد صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ذاكر صلة واجبة عليه ركعتي الفجر وهما غير واجبتين عليه وهذا عندي ل
حجة فيه لنه لم يذكر في ركعتي الفجر صلة قبلها وإنما المراعاة أن يذكر في الصلة ) ( 1ما قبلها ولكل واحد منهم حجج من جهة
النظر في أكثرها تشعيب وتطويل وفيما ذكرت لك من أقاويلهم ما تقف به على المراد من معنى حديث هذا الباب إن شاء ال وأما قوله في حديث مالك ثم أمر بلل فأقام
الصلة يحتمل أن يكون فأقام ولم يؤذن ويحتمل أن يكون أقام الصلة بما تقام به من الذان والقامة والطهارة وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه أنه أمر
بلل فأذن وأقام في حين نام عن الصلة في السفر وقد ذكرناها وقد روى أبان العطار عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة هذا الحديث وذكر فيه أن النبي
صلى ال عليه وسلم صلى الركعتين قبل صلة الفجر ثم أمر بلل فأقام فصلى الفجر وهذا ليس بمحفوظ في حديث الزهري إل من رواية أبان العطار عن معمر وأبان
ليس بحجة ول تقبل زيادته على عبدالرزاق لن عبدالرزاق أثبت الناس في معمر عندهم وقد ذكرنا اختلف العلماء في الذان لما فات من الصلوات والحجة لكل فريق
منهم في باب زيد ) ( 1بن أسلم من كتابنا هذا وذكر أبو قرة عن مالك فيمن نام عن صلة الصبح حتى طلعت الشمس أنه ل يركع ركعتي الفجر ول يبدأ بشيء قبل
الفريضة
قال مالك لم يبلغنا أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى ركعتي الفجر حين نام عن الصبح حتى طلعت الشمس قال أبو عمر ليس في حديث ابن شهاب عن سعيد بن المسيب
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ركع ركعتي الفجر في ذلك اليوم من وجه يصح وقد روى ذلك من وجوه كثيرة صحيحة وقد تقدم ذكرنا لها ولجميع معاني هذا الباب
مستوعبة مبسوطة في باب مرسل ) ( 1زيد بن أسلم من كتابنا هذا فلذلك اختصرناها في هذا الباب وال الموفق للصواب
#حديث تاسع لبن شهاب عن سعيد ) بن المسيب ( مرسل مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من أكل من هذه الشجرة فل
يقرب مساجدنا يؤذينا بريح الثوم ) ( 1هكذا هو في الموطأ عند جميعهم مرسل إل ما رواه محمد بن معمر عن روح بن عبادة عن صالح بن أبي الخضر ومالك بن أنس
عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة ) مرة ( موصول وقد وصله معمر ويونس وإبراهيم بن سعد عن ابن شهاب فأما رواية معمر فذكرها عبدالرزاق عن معمر عن
الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أكل ) من ( هذه الشجرة يعني الثوم فل يؤذينا في مسجدنا ) ( 2وذكره ابن وهب
عن يونس عن ابن شهاب كذلك ) سواء ( مسندا وحدثنا أحمد بن عبدال بن محمد قال حدثنا مسلة بن القاسم قال حدثنا أبو عبدال الحسين بن إسماعيل المحاملي ببغداد قال
حدثنا فضل العرج قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثني أبي عن ابن
شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال من أكل من هذه الشجرة فل يؤذينا في مسجدنا يعني الثوم قال يعقوب وذكر أبي عن أبيه
أنه ذكر معه الكراث ) ( 1والبصل قال أبو عمر روى النهي عن أكل الثوم بألفاظ متقاربة المعاني عن النبي صلى ال عليه وسلم جماعة منهم عمر بن الخطاب وعلي بن
أبي طالب وحذيفة وابن عمر وجابر وأنس وأبو سعيد والمغيرة بن شعبة ومعقل ) ( 2بن يسار وأم أيوب فأما حديث ابن عمر فرواه عبيدال بن عمر عن نافع عن ابن
عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال في غزوة خيبر من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فل يقربن مسجدنا ذكره البخاري عن مسدد عن يحيى عن عبيدال ) ( 3قال
البخاري وحدثنا أبو معمر حدثنا عبدالوارث عن عبدالعزيز قال سأل رجل أنس بن مالك ما سمعت ) من ( نبي ال صلى ال عليه وسلم في الثوم فقال قال النبي صلى ال
عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة فل يقربنا ) ( 4ول يصلين معنا ) ( 5وحدثنا عبدال بن محمد
قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى عن عبيدال عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال من أكل من هذه
الشجرة فل يقربن المساجد ) ( 1قال أبو عمر اختلف العلماء في معنى هذا الحديث فقال بعضهم إنما خرج النهي عن مسجد النبي صلى ال عليه وسلم من أجل جبريل
عليه السلم ونزوله فيه على النبي عليه السلم وقال آخرون وهم الكثرون مسجد النبي صلى ال عليه وسلم وسائر المساجد غيره في ذلك سواء وملئكة الوحي في ذلك
) وغيرها ( سواء ) لنه ( قد أخبر أنه يتأذى بنو آدم وقال إن الملئكة تتأذى بما يتأذى منه بنو آدم وقال يؤذينا بريح الثوم ول يحل أذى الجليس المسلم حيث كان قال أبو
عمر في هذا الحديث من الفقه معرفة كون البقول والخضر بالمدينة فلما ) لم ( ينقل أحد عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه أخذ منها الزكاة دل على أن الزكاة ساقطة عن
الخضر وعما أخرجت الرض غير القوت المدخر وقد أوضحنا هذه المسألة وذكرنا وجوهها واختلف العلماء فيها في أول بلغات مالك وذلك قوله أنه بلغه عن سليمان
بن يسار ) وبسر بن سعيد ( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال فيما سقت السماء العشر الحديث ) ( 1وفي هذا الحديث ) أيضا ( من الفقه أن أكل الثوم ليس بمحرم لن الحرام ل يقال فيه من فعله فل يفعل كذا لشيء غيره لن
هذا لفظ إباحة ل لفظ منع وليس هذا من باب ما روي عنه صلى ال عليه وسلم من شرب الخمر فليشقص ) ( 2الخنازير ) ( 3في شيء لن شرب الخمر وتشقيص
الخنازير كلهما محرم وقد اختلف العلماء في أكل الثوم فذهبت طائفة من أهل الظاهر القائلين بوجوب الصلة في الجماعة فرضا إلى تحريم أكل الثوم ) في وقت يوجد
ريحه منه في المسجد ( وقالوا نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أكل الثوم نهى تحريم فل يجوز لحد أكله لنه ل يجوز لحد التأخر عن صلة الجماعة إذا كان
قادرا على شهودها وليحل له التخلف عنها إذا سمع النداء بها مع الستطاعة على المشي إليها قالوا وكل منع من إتيان الفرض والقيام به فحرام عمله والتشاغل به كما
أنه حرام على النسان فعل كل ما يمنعه من مشاهدة الجمعة واحتجوا بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم
B314
TEXT
قد سماها خبيثة وال عز وجل قد وصف نبيه عليه الصلة والسلم بأنه يحرم الخبائث ) ( 1وذكروا حديث يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال
عليه وسلم أنه قال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فل يقربن مسجدنا وقوله من أكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فل يقربن مساجدنا وذهب جماعة فقهاء المصار
وجمهور علماء المسلمين من أهل الفقه والحديث إلى إباحة أكل الثوم لدلئل منها حدث علي بن أبي طالب أخبرنا أحمد بن قاسم بن عبدالرحمن قال حدثنا قاسم بن أصبغ
قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا أبو النضر قال حدثنا إسرائيل عن مسلم العور عن حبة العرني عن علي رضي ال عنه قال أمرنا رسول ال صلى ال عليه
وسلم أن نأكل الثوم وقال لول أن الملك ينزل على لكلته فقد بان بهذا الحديث أنه ليس بمحرم وأنه مباح وأن النهي عنه إنما ورد من أجل أن الملك كان يتأذى به ومنها
) أيضا ( حديث أبي سعيد الخدري ذكره عبدالرزاق عن معمر عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أكل من هذه
الشجرة يعني الثوم فل يقربن مسجدنا ول
يأتينا يمسح جبهته قال فقلت يا أبا سعيد أحرام هي قال ) ل ( إنما كرهها النبي صلى ال عليه وسلم من أجل ريحها وهذا نص عن صاحب عرف مخرج النهي ومثله
حديث جابر ذكره البخاري ) قال ( حدثنا عبدال بن محمد حدثنا أبو عاصم قال أنبأنا ابن جريج قال أخبرني عطاء قال سمعت جابر بن عبدال قال قال النبي صلى ال
عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة يريد الثوم فل يغشانا في مساجدنا قلت ما يعني به قال ما أراه يعني إل نيئه قال وقال مخلد بن يزيد عن ابن جريج إل نتنه ) ( 1قال
وحدثنا سعيد بن عفير قال حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عطاء أن جابر بن عبدال زعم أن النبي صلى ال عليه وسلم قال من أكل ثوما ) أو بصل (
فليعتزلنا أو فليعتزل مسجدنا وأن النبي صلى ال عليه وسلم أتى بقدر فيه خضروات من بقول فوجد لها ريحا قال فأخبر ما فيها من البقول فقال قربوها إلى بعض أصحابه
كان معه فلما رآه كره أكلها قال كل فاني أناجي من ل تناجي ) ( 2قال أبو عمر هذا بين في الخصوص ) له ( والباحة لمن سواه وهذا الحديث ذكره أبو داود ) قال (
حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن
شهاب قال حدثني ) عطاء ( بن أبي رباح أن جابر بن عبدال قال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من أكل ثوما أو بصل فذكره سواء إلى آخره ) ( 1قال أبو داود
حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو أن بكر بن سوادة حدثه أن أبا النجيب مولى عبدال بن سعد حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه أنه ذكر عند
رسول ال صلى ال عليه وسلم الثوم والبصل وقيل يا رسول ال وأشد ذلك كله الثوم أفتحرمه فقال النبي صلى ال عليه وسلم كلوه ومن أكله منكم فل يقرب هذاالمسجد
حتى يذهب ريحه منه ) ( 2ومثل هذا أيضا حديث أم أيوب النصارية حدثنا سعيد بن نصر ) قال ( حدثنا قاسم بن أصبغ ) قال ( حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي ) قال
( حدثنا الحميدي ) قال ( حدثنا سفيان قال حدثني عبيدال بن أبي يزيد قال أخبرني أبي أن أم أيوب النصارية أخبرته قالت نزل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم
فتكلفنا له طعاما فيه بعض هذه البقول فكرهه وقال لصحابه إني لست كأحد منكم فإني أكره أن أوذي صاحبي ) ( 3قال الحميدي قال سفيان رأيت رسول ال صلى ال
عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول ال هذا الحديث الذي تحدث به أم أيوب عنك أن الملئكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم قال حق ومثل هذا حديث مالك عن ابن شهاب
عن سليمان ) ( 4بن يسار قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يأكل الثوم ول الكراث ول
البصل من أجل أن الملئكة تأتيه ومن أجل أنه يكلم جبريل عليه السلم رواه عبدال بن يوسف ) والقعنبي ( وطائفة عن مالك ) في الموطأ هكذا ورواه محمد بن إسحاق
البكري عن يحيى بن يحيى النيسابوري عن مالك ( أنه قرأ عليه عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ل يأكل الثوم ول الكراث ول
البصل من أجل أن الملئكة تأتيه وأنه يكلم جبريل عليه السلم قال الدارقطني هذا مما انفرد به محمد بن إسحاق البكري بهذا السناد وهو ضعيف وما جاء به وهم لنه
في الموطأ عن الزهري عن سليمان بن يسار مرسل وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أنبأنا إسحاق بن منصور قال
أنبأنا يحيى عن ابن جريج قال حدثنا عطاء عن جابر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة قال أول يوم الثوم ثم قال الثوم والبصل والكراث
فل يقربنا في مساجدنا فإن الملئكة تتأذى مما يتأذى منه النس ) ( 1وحدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا سفيان بن فروخ قال
حدثنا أبو الهلل قال حدثنا حميد بن هلل عن أبي بردة عن المغيرة بن شعبة قال أكلت ثوما فأتيت مصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد سبقت بركعة فلما دخلت
المسجد وجد رسول ال صلى ال عليه وسلم ريح الثوم فلما قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم صلته قال من أكل من هذه الشجرة فل يقربنا حتى يذهب ريحها فلما
قضيت الصلة
جئت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت يا رسول ال وال لتعطيني يدك ) قال ( فأدخلت يده في كم قميصي إلى صدري فإذا أنا معصوب ) الصدر ( فقال إن لك
عذرا ) ( 1قال أبو داود وحدثنا مسدد قال حدثنا الجراح أبو وكيع عن أبي إسحاق عن ) شريك بن حنبل ( عن علي قال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أكل
الثوم إل مطبوخا ) ( 2وحدثنا عبد الوارث وسعيد قال حدثنا قاسم بن ) أصبغ ( قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق وبكر قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو وكيع عن أبي إسحاق
عن شريك بن حنبل عن علي فذكره قال أبو عمر ) ففي ( هذه الحاديث أوضح الدلئل على أن أكل الثوم ليس به بأس وأنه مباح وقد أكله جماعة من الصحابة والتابعين
وأجاز أكله جمهور علماء المسلمين أخبرنا أحمد بن عبدال بن محمد بن علي أن أباه أخبره قال أنبأنا أحمد بن خالد قال أنبأنا الحسن بن أحمد قال حدثنا محمد ابن عبيد
قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا سعيد بن أبي صدقة ) ( 3وقد ذكره أيوب عن محمد أن ابن عمر سئل عن
الثوم والبصل فقال اذهبوا واقطعوا عنكم ريحها بالنضج وحدثنا أحمد بن عبدال قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا الحسن بن أحمد قال حدثنا محمد بن
عبيد بن حساب ) ( 1قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب عن نافع أن ابن عمر أصابه بهر ) ( 2زمن أذربيجان فنعت له الثوم فكنا ننظمه فنجعله في حساء له
وأخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد ) بن ( الفضل الدينوري قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا محمد بن عبدال بن عبد الحكم قال حدثنا أبي وشعيب بن
الليث ) عن الليث ( بن سعد عن يزيد بن الهادي قال قلت لنافع هل كان ابن عمر يأكل الثوم في اللحم قال نعم فهذا ابن عمر قد روى الحديث في الثوم وكان يأكله فدل
على أنه قد علم المراد وعرف المقصد أخبرنا خلف بن القاسم أنبأنا أحمد بن محمد بن أبي الموت حدثنا أبو صالح حدثنا أبو يوسف محمد بن أحمد ابن الحجاج حدثنا
عيسى بن يونس حدثنا الوزاعي عن أبي عبيد عن نعيم بن سلمة قال دخلت على عمر بن عبد العزيز فوجدته يأكل ثوما مسلوقا بماء وملح وزيت ولو ذكرنا الثار عن
العلماء في ذلك لطولنا وأمللنا والمر الواضح ل
وجه للتطويل فيه وفي هذا الحديث من الفقه أيضا أن حضور الجماعة ليس بفرض لنه لو كان فرضا ما كان أحد ليباح له ما يحبسه عن الفرض وقد أباحت السنة لكل
الثوم التأخر عن شهود الجماعة وقد بينا أن أكله مباح فدل ذلك على ما وصفنا وبال عصمتنا أل ترى أن الجمعة إذا نودي لها حرم على المسلمين كل ما يحبس عنها من
بيع وقعود ورقاد وصلة وكل ما يشتغل به المرء عنها وكذلك من كان ) من أهل المصر ( حاضرا فيه ل عذر له في التخلف عن الجمعة أنه ل يحل له أن يدخل على
نفسه ما يحبسه عنها فلو كانت الجماعة فرضا لكان أكل الثوم في حين وقت الصلة حراما وقد ثبتت إباحته فدل ذلك على أن حضور الجماعة ليس بفرض وال أعلم وإنما
حضورها سنة وفضيلة وعمل بر ومما يدل على أن حضور الجماعة ليس بفرض قول رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا حضر العشاء وسمعتم القامة بالصلة فابدؤا
بالعشاء ) ( 1وفي الحديث المذكور أيضا من الفقه أن آكل الثوم يبعد من المسجد ويخرج عنه لن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يقرب ) مسجدنا أو ( مساجدنا
لنه يؤذينا بريح الثوم وإذا كانت العلة في إخراجه من المسجد أنه يتأذى
به ففي القياس أن كل ما يتأذى به جيرانه في المسجد بأن يكون ذرب اللسان سفيها عليهم في المسجد مستطيل أو كان ذا ريحة قبيحة ل تريمه لسوء صناعته أو عاهة
موذية كالجذام ) ( 1وشبهه وكل ما يتأذى به الناس إذا وجد في أحد جيران المسجد وأرادوا إخراجه عن المسجد وإبعاده عنه كان ذلك لهم ما كانت العلة موجودة فيه
حتى تزول فإذا زالت بإفاقة أو توبة أو أي وجه زالت كان له مراجعة المسجد وقد شاهدت شيخنا أبا عمر أحمد بن عبد الملك بن هاشم ) ( 2رحمه ال أفتى في رجل
شكاه جيرانه وأثبتوا عليه أنه يؤذيهم في المسجد بلسانه ويده فشور فيه فأفتى بإخراجه عن المسجد وإبعاده عنه وأن ل يشاهد معهم الصلة إذ ل سبيل مع جنونه واستطالته
إلى السلمة منه فذاكرته يوما أمره وطالبته بالدليل فيما أفتى به من ذلك وراجعته فيه القول فاستدل بحديث الثوم وقال هو عندي أكثر أذى من آكل الثوم وصاحبه يمنع
من شهود الجماعة في المسجد وذكر الحديث أنه كان إذا وجد من أحد ريح ثوم في مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم أخرج عنه وربما أبعد حتى يبلغ به البقيع أخبرنا
محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا محمد بن معاوية بن عبد الرحمن قال حدثنا أحمد بن
شعيب قال أنبأنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة أن عمر بن الخطاب قال إنكم
أيها الناس تأكلون من شجرتين ما أراهما إل خبيثتين هذا البصل والثوم ولقد رأيت نبي ال إذا وجد ريحها من الرجل أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلها فليمتهما طبخا )
( 1فهذا عمر بن الخطاب يجير أكل البصل والثوم مطبوخين على حسبما ذكرنا وهذا هو الصحيح في هذا الباب وال الموفق للصواب وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي
طلحة العمري أن عمر قام على المنبر يوم جمعة فحمد ال وأثنى عليه ثم ذكر الحديث بمعنى ما تقدم سواء إلى آخره وروى جرير بن عبد الحميد وزهير بن معاوية عن
B314
TEXT
مطرف بن طريف عن أبي الجهم عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصديق رضي ال عنه قال لما افتتحت خيبر أكلوا من الثوم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أكل
من هذه البقلة الخبيثة فل يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها من فيه ) ( 2
#حديث عاشر لبن شهاب عن سعيد مرسل مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يغلق الرهن ) ( 1هكذا رواه كل من
روى الموطأ عن مالك فيما علمت إل معن بن عيسى فإنه وصله ) فجعله عن سعيد ( عن أبي هريرة ومعن ثقة ) ( 2إل أني أخشى أن يكون الخطأ فيه من علي بن عبد
الحميد الغضائري ) ( 3حدثنا خلف بن قاسم حدثنا علي بن الحسن ابن علن وأحمد بن محمد بن يزيد الحلبي قال حدثنا علي ابن عبد الحميد الغضائري حدثنا مجاهد بن
موسى حدثنا معن بن عيسى عن مالك عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يغلق الرهن وهو لصاحبه حدثنا عبدالرحمن بن
عبدال بن خالد قال حدثنا محمد بن العباس بن يحيى الحلبي قال حدثنا
علي بن عبدالحميد وحدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن القرشي قال محمد بن العباس بن يحيى الحلبي قال حدثنا أبو بكر بن جعفر وعلي بن عبدالحميد قال حدثنا مجاهد ابن
موسى قال حدثنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يغلق الرهن وهو من
صاحبه وزاد فيه أبو عبدال بن عمروس عن البهري بإسناده له غنمه وعليه غرمه وهذه اللفظة قد اختلف الرواة في رفعها فرفعها ابن أبي ذئب ومعمر وغيرهما في هذا
الحديث لكنهم رووه مرسل على اختلف في ذلك عن ابن أبي ذئب نذكره إن شاء ال ورواية معن عن مالك موافقة لذلك وقد روى ابن وهب هذا الحديث فجوده وبين أن
هذا اللفظ ليس مرفوعا روى سحنون ويونس بن عبدالعلى ومحمد بن عبدال بن عبدالحكم عن ابن وهب قال سمعت مالكا ويونس بن يزيد وابن أبي ذئب يحدثون عن
ابن شهاب عن ابن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يغلق الرهن وقال يونس قال ابن شهاب وكان سعيد بن المسيب يقول الرهن ممن رهنه له غنمه
وعليه غرمه فتبين برواية ابن وهب عن يونس بن يزيد أن هذا من قول سعيد بن المسيب
فال أعلم إل أن معمرا ) قد ( ذكره عن ابن شهاب مرفوعا ومعمر من أثبته الناس في ابن شهاب وقد تابعه على ذلك يحيى بن أبي أنيسة ) ( 1فرفع هذا اللفظ ووصل
الحديث عن أبي هريرة ويحيى ليس بالقوي وقد روي من حديث محمد بن كثير ومن حديث زيد بن الحباب عن مالك عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال قضى
رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ل يغلق الرهن له غنمه وعليه غرمه ذكر ذلك شيخنا ابن قاسم ) ( 2عن شيوخه عنهما وذكره الدارقطني وغيره وقد حدثني إسماعيل
بن عبدالرحمن قال حدثنا محمد بن العباس الحلبي قال حدثنا علي بن عبدالحميد قال حدثنا عبدال بن عمران العابدي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعيد عن
الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يغلق الرهن له غنمه وعليه غرمه ) ( 3وفيما أخبرني
أبو عبدال إجازة عن علي بن عمر الحافظ قال حدثنا علي بن أحمد بن الفتح الوراق حدثنا محمد بن إبراهيم ) بن يعقوب النطاكي حدثنا محمد بن المبارك النباري حدثنا
أحمد بن إبراهيم ( بن أبي سكينة الحبلي حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يغلق الرهن
ممن رهنه له غنمه وعليه غرمه وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم ) بن أصبغ ( قال حدثنا محمد بن أحمد بن زهير قال حدثنا عبدال بن عمران بن زريق
المكي قال حدثنا سفيان عن زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ل يغلق الرهن وحدثنا إسماعيل بن
عبدالرحمن قال حدثنا ) محمد ( ابن العباس قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبدال الطائي بحمص قال حدثنا محمد بن خالد بن خلي ) ( 1قال حدثنا بقية عن إسماعيل بن
عياش عن عباد يعني ابن كثير عن محمد بن عبدالرحمن يعني ابن أبي ذئب عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال ل يغلق الرهن لصاحبه غنمه وعليه غرمه ) ( 1قال أبو عمر أما حديث إسماعيل بن عياش فهذا أصله وقد روى عن إسماعيل بن عياش عن ابن أبي ذئب ولم
يسمعه إسماعيل من ابن أبي ذئب وإنما سمعه من عباد بن كثير عن ابن أبي ذئب وعباد بن كثير عندهم ضعيف ) ( 2ل يحتج به وإسماعيل بن عياش ) عندهم ( أيضا
غير مقبول الحديث إذا حدث عن غير أهل بلده فإذا حدث عن الشاميين فحديثه مستقيم وإذا حدث عن المدنيين وغيرهم ما عدا الشاميين ففي حديثه خطأ كثير واضطراب
ول أعلم بينهم خلفا أنه ليس بشيء فيما روى عن غير أهل بلده وقد اختلفوا فيه إذا روى عن أهل بلده والصواب ما ذكرت ) ( 3لك إن شاء ال وقد روى هذا الحديث
عن إسماعيل بن عياش عن الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم ولو صح عن إسماعيل لكان
حسنا لكن أهل العلم بالحديث يقولون أنه إنما رواه عن ابن أبي ذئب ولم يروه عن الزبيدي وقد أوضحت لك أصل روايته في هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إل أنه قد روى
عن ابن أبي ذئب من وجه صالح حسن غير هذا الوجه حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثني يحيى بن أبي طالب
النطاكي وجماعة من أهل الثقة قالوا حدثنا عبدال بن نصر الصم النطاكي قال حدثنا شبابة قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن
عبدالرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يغلق الرهن الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه ) ( 1ورواه عن شبابة هكذا جماعة وأما
رواية ابن عيينة لهذا الحديث متصل عن زياد بن سعد فإن الثبات من أصحاب ابن عيينة يروونه عن ابن عيينة ل يذكرون فيه أبا هريرة ويجعلونه عن سعيد مرسل
وهذا الحديث عند أهل العلم بالنقل مرسل وإن كان قد وصل من جهات كثيرة فإنهم يعللونها وهو مع هذا حديث ل يرفعه أحد منهم وإن اختلفوا في تأويله ومعناه وبال
التوفيق قال أبو عمر الرواية في هذا الحديث ل يغلق الرهن برفع القاف على الخبر أي ليس يغلق الرهن ومعناه ل
يذهب ويتلف باطل والصل في ذلك الهلل والنحويون يقولون غلق الرهن إذا لم يوجد له تخلص ) ( 1قال امرؤ القيس %غلقن برهن من حبيب به أدعت %سليمى
وأمسى حبلها قد تبترا ) % % ( 2وقال زهير %وفارقتك برهن ل فكاك له % %يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا % %وقال آخر وهو قعنب بن أم صاحب وهو
أحد المنسوبين إلى أمهاتهم وهو قعنب بن حمزة أحد بني عبدال بن غفطان %بانت سعاد وأمسى دونها عدن %وغلقت عندها من قبلك الرهن % %وقال آخر ) ( 4
%كأن القلب ليلة قيل يغدى % %بليلى العامرية أو يراح
%قطاة غرها ) ( 1شرك فباتت % %تجاذبه وقد غلق ) ( 2الجناح %وقال آخر ) % % ( 3أجارتنا من يجتمع يتفرق %ومن يك رهنا للحوادث يغلق % %
وقال أعشى تغلب %لما رأى أهلها أنى علقت بها % %واستيقنوا أننى في حبلها غلق % % %بانت ) ( 4نواهم شطونا عن هواي لهم % %فما دلوفي ) ( 5
ميسورا ول رفق (
قال أبو عبيد ل يجوز في كلم العرب أن يقال للرهن إذا ضاع قد غلق إنما يقال قد غلق إذا استحقه المرتهن فذهب به قال وهذا كان من فعل ) أهل ( الجاهلية فأبطله
النبي صلى ال عليه وسلم بقوله ل يغلق الرهن ثم ذكر نحو قول مالك وسفيان في تفسير هذا الحديث وفسر مالك هذا الحديث بأن قال وتفسير ذلك فيما نرى وال أعلم أن
يرهن الرجل الرهن عند الرجل بالشيء وفي الرهن فضل عما رهن ) ) ( 1به ( فيقول الراهن للمرتهن إن جنتك بحمقك إلى أجل كذا ) ( 2يسميه له وإل فالرهن لك
بما فيه قال مالك فهذا ل يصلح ول يحل وهذا الذي نهى عنه وإن جاء صاحبه بالذي رهن فيه ) ( 3بعد الجل فهو له وأرى هذا الشرط متفسخا وعلى نحو هذا فسره
الزهري وسفيان الثوري وطاوس وإبراهيم النخعي وشريح القاضي أخبرنا عبدال بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن يحيى بن عمر قال حدثنا علي بن حرب قال
حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن طاوس قال إذا رهن الرجل الرهن فقال لصاحبه إن لم آتك إلى كذا وكذا فالرهن لك
قال ليس بشيء ولكن يباع فيأخذ حقه ويرد ما فضل ) ( 1وذكر عبدالرزاق عن معمر ) عن الزهري ( ) ( 2عن ابن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل
يغلق الرهن ممن رهنه قال معمر قلت للزهري أرأيت قوله ل يغلق الرهن أهو الرجل يقول ان لم آتك بمالك فهذا الرهن لك قال نعم قال معمر ثم بلغني عنه أنه قال إن
هلك لم يذهب حق هذا إنما هلك من رب ) الرهن ( ) ( 3له غنمه وعليه غرمه ) ( 4وروى عبدالرزاق وعبدالملك بن الصباح جميعا عن الثوري عن ابن أبي ذئب
) عن الزهري ( عن ابن المسيب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يغلق الرهن ممن رهنه له غنمه وعليه غرمه ) ( 5زاد عبدالملك عن الثوري قال إن لم يأته
بماله فل يغلق الرهن قال أبو عمر فعلى هذا تفسير أهل العلم في قوله ل يغلق الرهن أن ذلك إنما قصد به الرهن القائم أي ل يستغلقه المرتهن فيأخذه بشرطه المذكور إذ
قد أبطلت ) ذلك ( الشرط السنة وليس ذلك في الرهن يتلف عند المرتهن لن الذي تلف ل يغلق لنه قد ذهب وإنما قيل فيما كان باقيا موجودا ل يغلق أي ل يأخذه المرتهن
إذا حل الجل بما له عليه ول
يكون أولى به من صاحبه وروى هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال إذا أقرض الرجل قرضا ورهنه رهنا وقال إن آتيتك بحقك إلى كذا وكذا ) وإل ( فهو لك بما فيه فقال
ليس هذا بشيء هو رهن على حاله ل يغلق قال أبو عمر اختلف العلماء قديما وحديثا من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين في الرهن يهلك عند المرتهن ويتلف
من غير جنايته ) منه ( ول تضييع فقال مالك بن أنس والوزاعي وعثمان البتي أن كان الرهن مما يخفي هلكه نحو الذهب والفضة والحلي والمتاع والثياب والسيوف
ونحو ذلك مما يغاب عليه ويخفى هلكه فهو مضمون إذا خفي هلكه ويتراد أن الفضل فيما بينهما إن كانت قيمة الرهن ) أكثر من الدين ذهب الدين كله ورجع الراهن
على المرتهن بفضل قيمة الرهن وإن كانت قيمة الرهن ( مثل الدين ذهب بما فيه وإن كانت قيمته أقل من الدين رجع المرتهن على الراهن بباقي دينه إل أن مالكا وابن
B314
TEXT
القاسم يقولن أن قامت البينة على هلك ما يغاب عليه فليس بمضمون إل أن يتعدى فيه المرتهن أو يضيعه فيضمن وقال أشهب كل ما يغاب عليه مضمون على المرتهن
خفي هلكه أو ظهر وهو قول الوزاعي والبتي قال أبو عمر فإن اختلف الراهن والمرتهن في قيمة الرهن فهو باب غير هذا ول يجمل بنا ذكر مسائل الرهون كلها
لخروجنا بذلك عن تأليفنا وإنما نذكر من المسائل في كتابنا ما كان في معنى الحديث المذكور ل غير وقد جود
مالك مذهبه في اختلف الراهن والمرتهن في قيمة الرهن وفي مقدار الدين جميعا في كتابه الموطأ وقد ذكرنا ما للعلماء من خلفه وموافقته ووجه قول كل واحد منهم في
كتاب الستذكار والحمد ل فإن كان الرهن مما يظهر هلكه نحو الدار والرضين والحيوان فهو من مال الراهن ومصيبته منه والمرتهن فيه أمين ودين المرتهن ) فيه (
ثابت على حاله هذا كله قول مالك ) ( 1وعثمان البتي والوزاعي وروى هذا القول الوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه وقال ابن
أبي ليلى وعبيدال بن الحسن وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد يترادان الفضل بينهما مثل قول الوزاعي ومالك والبتي سواء إل أنه ل فرق عندهم بين ما يظهر هلكه وبين
ما يغاب عليه والرهن مضمون عندهم على كل حال حيوانا كان أو غيره هو عندهم مضمون بنفسه يترادان الفضل فيه أن نقصت قيمته عن الدين أو زادت والقول قول
المرتهن في ذلك إن لم تقم بينه ويروي هذا القول أو معناه عن علي بن أبي طالب من حديث قتادة عن خلس عن علي ) ( 2ويروي أيضا عن ابن عمر من حديث
إدريس الودي عن إبراهيم بن عميرة وهو مجهول عن ابن عمر وقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه والحسن بن حي إن كان الرهن مثل الدين أو أكثر منه فهو بما فيه
وإن كان
أقل من الدين ذهب من الدين بقدره ورجع المرتهن على الراهن بما نقص والرهن عندهم مضمون بقيمة الدين فما دون وما زاد على الدين فهو أمانة وروى مثل هذا
القول كله أيضا عن علي بن أبي طالب من حديث عبدالعلى عن محمد بن الحنفية عن علي وهو أحسن السانيد في هذا الباب عن علي ) ( 1وتأويل قوله له غنمه
وعليه غرمه عند هؤلء أبي حنيفة وأصحابه ومن قال بقولهم أنه ل يكون للمرتهن ويكون للراهن وغنمة عندهم ما فضل من الدين وعليه غرمه ما نقص من الدين وهذا
كله عندهم في سلمة الرهن ل في عطبه على ما تقدم ذكرنا له فالرهن عند هؤلء في الهلك مضمون بالدين ل بنفسه وقيمته ومن حجتهم أن المرتهن لما كان أحق به
من سائر الغرماء عند الفلس علم أنه ليس كالوديعة وأنه مضمون لنه لو كان أمانة لم يكن ) المرتهن ( أحق به وقال شريح وعامر الشعبي وغير واحد من الكوفيين
يذهب الرهن بما فيه كانت قيمته مثل الدين أو أكثر ) منه ( أو أقل ول يرجع واحد منهما على صاحبه بشيء وهو قول الفقهاء السبعة المدنيين إل أنهم إنما يجعلونه بما
فيه إذا هلك وعميت قيمته ولم تقم بينه على ما فيه وإن قامت بينه على ما فيه ترادا الفضل وهكذا قال الليث بن سعد مذهبه في هذا ومذهب السبعة سواء قال الليث وبلغني
ذلك
عن علي بن أبي طالب ) ( 1والحيوان عند الليث ل يضمن إل أن يتهم المرتهن في دعوى الموت والباق وقال الليث يكون بالموت ظاهرا معلوما قال فإن أعلم المرتهن
الراهن باباقه أو موته أو أعلم السلطان ان كان صاحبه غائبا حلف وبرىء وقالت طائفة من أهل الحجاز منهم سعيد بن المسيب والزهري وعمرو بن دينار ومسلم بن خالد
والشافعي وهو قول أحمد بن حنبل وأبي ثور وعامة أصحاب الثر وداود بن علي الرهن كله أمانة قليله وكثيره ما يغاب عليه منه وما يظهر إذا ذهب من غير جناية
المرتهن فهو من مال الراهن ول يضمن إل بما يضمن به الودائع وسائر المانات ودين المرتهن ثابت على حاله قالوا والحيوان في ذلك والعقار والحلي والثياب وغير
ذلك سواء وحجتهم في ذلك حديث سعيد ) بن المسيب ( عن أبي هريرة قالوا وهو مرفوع صحيح عن الرهن ممن رهنه له غنمه وعليه غرمه وقد وصله قوم عن سعيد
بن المسيب عن أبي هريرة قالوا وهو مرفوع صحيح عن النبي صلى ال عليه وسلم ومراسيل سعيد عندهم صحاح ) ( 2ومعنى قوله له غنمه أي له غلته ورقبته وفائدته
كلها وعليه غرمه فكاكه ومصيبته فعلى هذا المعنى هذا القول عندهم غنمه لصاحبه وغرمه عليه قالوا والمرتهن
ليس بمعتد في حبسه فيضمن وإنما يضمن من تعدى والمانة ل تضمن بغير التعدي فهو عند هؤلء كله أمانة وعند أبي حنيفة وأصحابه ما زاد على قيمته فأمانة وعند
مالك ما ل يعاب عليه أمانة ل تضمن إل بما تضمن به المانات من التعدي والتضييع وكذلك ما يغاب عليه إذا ظهر هلكل لم يجب على المرتهن ضمانه والفرق بين ما
يغاب عليه وما ل يغاب عليه في المشهور من مذهب مالك وأصحابه أن ما ل يغاب عليه من الرهون كالحيوان وشبهه والعقار ومثله إذا ادعى المرتهن هلكه ولم يتبين
كذبه قبل قوله وإذا ادعى هلك ما قد غاب عليه عند نفسه لم يقبل قوله فيه لنه إنما أخذه وثيقة لنفسه ولم يأخذه وديعة ليحفظه على ربه فل يقبل قوله في ضياعه إل ببينة
وأمر ظاهر وتلزمه قيمته يقاص بها من دينه والقول قوله مع يمينه في قيمته إن نزل فيها اختلف بينهما وعميت ويترادان الفضل في ذلك ومعنى قوله صلى ال عليه
وسلم له غنمه عند مالك وأصحابه أي له غلته وخراج ظهره وأجرة عمله ومعنى قوله غرمه أي نفقته ليس الفكاك والمصيبة قالوا لن الغنم إذا كان الخراج والغلة كان
الغرم ما قابل ذلك من النقفة قالوا والصل أن المرتهن غير مؤتمن ول متعد فيضمن ما خفي هلكه من حيث ضمنه المستعير سواء وفي معنى قوله له غنمه وعليه غرمه
قوله الرهن مركوب ومحلوب ) ( 1أي أجرة ظهره لربه وكسبه له ول
يجوز أن يكون ذلك للمرتهن لنه ربا من أجل الدين الذي له ول يجوز أن يلي الراهن ذلك لنه يصير غير مقبوض حينئذ والرهن ل بد أن يكون مقبوضا ولو ركبه
لخرج من الرهن فقف على هذا كله فهو مذهب مالك وأصحابه وفرق مالك بين الولد وبين الغلة والخراج فجعل ولد المة وسخل الماشية رهنا مع المهات كما هي في
الزكاة تبعا للمهات وليس كذلك صوفها ولبنها ول ثمر الشجار لنها ليست تبعا لصولها في الزكاة ول هي في صورتها ) ول معناها ( ول تقوم مقامها ولها حكم نفسها
) ل حكم الصل ( وليس كذلك الولد والسخل وال أعلم بصواب ذلك (
#حديث حادي عشر لبن شهاب عن سعيد مرسل يتصل من وجوه مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن المزابنة
والمحاقلة والمزابنة اشتراء الثمر بالتمر والمحاقلة اشتراء الزرع بالحنطة واستكراء الرض بالحنطة ) ( 1هكذا هذا الحديث مرسل في الموطأ ) عند ( جميع الرواة
وكذلك رواه أصحاب ابن شهاب عنه ورواه أحمد بن أبي طيبة عن مالك ) عن الزهري ( عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم وجاء فيه
من تفسير المزابنة والمحاقلة ما فيه مقنع لمن فهم ول خلف علمته في هذا التأويل وهو أحسن تفسير في المزابنة والمحاقلة وأعمه وقد مضى في كتابنا هذا من تفسير
المزابنة ههنا وقد تقدم في باب ربيعة منا القول في كراء ) ( 3الرض مستوعبا والحمد ل وقد روى النهي عن المزابنة والمحاقلة عن النبي صلى ال عليه وسلم جماعة
من الصحابة منهم جابر وابن عمر وأبو هريرة ورافع بن خديج وكل هؤلء
سمع منه سعيد بن المسيب وال أعلم وقد يكون العالم إذا اجتمع له جماعة عن النبي صلى ال عليه وسلم أو غيره في حديث واحد يرسله إلى المعزي إليه الحديث ويستثقل
أن يسنده أحيانا عن الجماعة الكثيرة أل ترى إلى ما ذكرنا في صدر هذا الديوان عن إبراهيم النخعي أنه قيل له مرة تقول قال عبدال بن مسعود ومرة تسمى من حدثك
عنه فقال إذا أسندت لك الحديث عنه فقد حدثني من سميت لك عنه وأن لم اسم لك أحدا فاعلم أنه حدثنيه جماعة هذا أو معناه كلم إبراهيم ) ( 1حدثنا سعيد بن نصر قال
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو الحوص عن طارق عن سعيد بن المسيب عن رافع بن خديج قال نهى رسول
ال صلى ال عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة وقال إنما يزرع ثلثة رجل له أرض فهو يزرعها ورجل منح أرضا فهو يزرع ما منح ورجل استكرى أرضا بذهب أو
فضة ) ( 2أخبرنا أحمد بن عبدال قال أنبأنا الميمون بن حمزة حدثنا الطحاوي حدثنا المزني حدثنا الشافعي أنبأنا سعيد بن سالم عن ابن جريج أنه قال لعطاء ما المحاقلة
قال المحاقلة في الزرع كهيئة المزابنة في النخل سواء بيع الزرع بالقمح قال ابن
جريج فقلت لعطاء فسر لكم جابر في المحاقلة كما أخبرتني قال نعم وقد مضى ما للعلماء من المذاهب في المحاقلة والمزابنة في باب داود بن الحصين ) ( 1والحمد ل
والقضاء فيما وقع من المزابنة والمحاقلة أنه إن أدرك ذلك فسخ وإن قبض وفات رجع صاحب المكيلة على صاحب النخل والزرع بمثل صفة ما قبض منه في كيله ورجع
صاحب النخل والزرع بقيمة ثمرة أو قيمة زرعه على صاحب المكيلة يوم قبضه بالغا ما بلغت
#حديث ثاني عشر لبن شهاب عن سعيد مرسل مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ليهود خيبر ) ( 1أقركم ما أقركم ال
على أن الثمر بيننا وبينكم قال فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يبعث عبدال بن رواحة فيخرص بينه وبينهم ثم يقول إن شئتم فلكم وإن شئتم فلي فكانوا يأخذونه ) ( 2
هكذا روي هذا الحديث بهذا السناد ) عن مالك ( عن ابن شهاب عن سعيد جماعة رواة الموطأ وكذلك رواه أكثر أصحاب الزهري وقد وصله منهم صالح بن أبي
الخضر عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لما افتتح خيبر دعا اليهود فقال نعطيكم الثمر على أن تعملوها أقركم ما
أقركم ال وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يبعث عبدال بن رواحة
فيخرصها عليهم ثم يخيرهم أيأخذون بخرصه أم يتركون ) ) ( 1وقال معمر عن الزهري في هذا الحديث خمس رسول ال صلى ال عليه وسلم خيبر ولم يكن له ول
لصحابه عمال يعملونها ويزرعونها فدعا يهود خيبر وكانوا أخرجوا منها فدفع إليهم خيبر على أن يعملوها على النصف يؤدونه إلى النبي عليه السلم وأصحابه وقال
لهم أقركم على ذلك ما أقركم ال فكان يبعث إليهم عبدال بن رواحة فيخرص النخل حين يطيب ثم يخير يهود خيبر يأخذونها بذلك الخرص أم يدفعونها بذلك الخرص قال
وإنما أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بذلك لكي يحصى الزكاة قبل أن يؤكل التمر ويفرق فكانوا كذلك وذكر تمام الخبر ) ( 2قال أبو عمر أجمع العلماء من أهل الفقه
B314
TEXT
والثر وجماعة أهل السير على أن خيبر كان بعضها عنوة وبعضها صلحا وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قسمها فما كان منها صلحا أو أخذ بغير قتال كالذي جل
عنه أهله عمل في
ذلك كله بسنة الفيء وما كان منها عنوة عمل فيه بسنة الغنائم إل أن ما فتحت ال عليه منها عنوة قسمه بين أهل الحديبية وبين من شهد الوقعة وقد رويت في فتح خيبر
آثار كثيرة ظاهرها مختلف وليس باختلف عند العلماء على ما ذكرت لك إل أن فقهاء المصار اختلفوا في القياس على خيبر سائر الرضين المفتتحة عنوة فمنهم من
جعل خيبر أصل في قسمة الرضين ومنهم من أبى من ذلك وذهب إلى إيقافها وجعلها قياسا على ما فعل عمر بسواد الكوفة وسنين ذلك كله في هذا الباب إن شاء ال فأما
الثار عن أهل العلم والسير بأن بعض خيبر كان عنوة وبعضها بغير قتال فمن ذلك ما روى ابن وهب عن مالك عن ابن شهاب أن خيبر كان بعضها عنوة وبعضها
صلحا قال فالكتيبة ) ( 1أكثرها عنوة وفيها صلح قلت لمالك وما الكتيبة قال من أرض خيبر وهي أربعون ألف عذق ) ( 2قال مالك وكتب أمير المؤمنين يعني المهدي
أن تقسم الكتيبة مع صدقات النبي صلى ال عليه وسلم فهم يقسمونها في الغنياء والفقراء فقيل لمالك أفترى ذلك للغنياء قال ل ولكن أرى أن يفرقوها على الفقراء قال
إسماعيل بن إسحاق وكانت خيبر جماعة حصون فافتتح بعضها بقتال وبعضها سلمه أهله على أن نحقن دماؤهم وقال موسى بن عقبة كان من أفاء ال على رسوله صلى
ال عليه وسلم من خيبر نصفها كان النصف ل ورسوله
والنصف الخر للمسلمين فكان الذي ل ولرسوله النصف وهي الكتيبة والوطيح وسللم ووخدة ) ( 1وكان الباقي للمسلمين نطاة والشوق ) ( 2قال موسى بن عقبة ) ولم
يقسم من خيبر شيء إل لمن شهد الحديبية ) ( 3قال ابن عقبة ) ( 4وقد ذكروا وال أعلم أنه قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم ناس كثير بخيبر فرأى أن ل يخيب
مسيرهم وسأل أصحابه أن يشركوهم قال ولما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم من الحديبية مكث عشرين ليلة أو قريبا منها ثم خرج غازيا إلى خيبر وكان ال وعده
إياها وهو بالحديبية ) ( 5وقال ابن إسحاق كانت قسمته خيبر لهل الحديبية ) مع من شهدها من المسلمين ممن حضر خيبر أو غاب عنها من أهل الحديبية ( ) ( 6وذلك
أن ال أعطاهم إياها في سفره ذلك قال ابن إسحاق وحدثني نافع مولى ابن عمر أن عمر قال أيها الناس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم عامل يهود خيبر على أنا
نخرجهم إذا شئنا
فمن كان له مال فليلحق به فانى مخرج يهود فأخرجهم ) ( 1وروى ابن وهب عن أسامة بن زيد الليثي عن نافع عن ابن عمر قال لما افتتحت خيبر سألت يهود رسول
ال صلى ال عليه وسلم أن يقرهم على أن يعملوا على النصف مما يخرج منها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أقركم فيها ما شئنا فكانوا على ذلك وكان التمر يقسم
على السهام ) ( 2من نصف خيبر ) ( 3يريد وال أعلم ما أفتتح عنوة منها بالغلبة والقتال قسم على السهام كما يقسم السبي وما كان فيئا كان له ولهله ولنوائب المسلمين
) ( 4وعلى هذا تأتلف معاني الثار في ذلك عند أهل العلم حدثنا عبدال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود ) ( 5حدثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد بن أيوب أن
إسماعيل بن إبراهيم حدثهم عن عبدالعزيز بن صهيب عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
غزا خيبر فأصبناها عنوة ) مجمع السبي ) ( ( 1وليس هذا بخلف لما ذكرنا أل ترى إلى ما ذكر ابن إسحاق عن الزهري وعبدال بن أبي بكر أن حصونا من خيبر لما
رأى أهلها ما افتتح عنوة منها تحصنوا وسألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يحقن دماءهم ويسيرهم ففعل فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك فكانت لرسول
ال صلى ال عليه وسلم ) خاصة ( لنه لم يوجف عليها بخيل ول ركاب ) ( 2وخرج عنها أهلها للرعب فهذا قول ابن شهاب وهو القائل فيما حكاه عنه يونس ومعمر
قال خمس رسول ال صلى ال عليه وسلم خيبر ثم قسم سائرها على من شهدها ومن غاب عنها من أهل الحديبية ومعلوم أنه ل يخمس ما لم يوجف عليه بخيل ول ركاب
ول يجعل نصفها لنوائبه ونصفها للمسلمين على ما قال بشير بن يسار ) وغيره ( وهي عنوة فهذا كله يدل على أن ما كان منها مأخوذا بالغلبة قسم على أهل الحديبية ومن
شهدها وخمس وما كان منها مما انجلى عنه أهله وأسلموه بل قتال حكم فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم بحكم الفيء واستخلص منه لنفسه كما فعل بفدك فقف على هذا
وتدبر الثار تجدها على ذلك إن شاء ال وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال
حدثنا أحمد بن دحيم قال حدثنا إبراهيم بن حماد قال حدثني عمي إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن
أبي عمار عن أبي هريرة قال كانت خيبر لهل الحديبة خاصة قال وحدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن النبي
صلى ال عليه وسلم قسم خيبر على ستة وثلثين سهما فجعل لنفسه النصف ثمانية عشر سهما وللناس النصف ) ( 1قال أبو عمر روى هذا الحديث الثوري عن يحيى بن
سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال قسم رسول ال صلى ال عليه وسلم خيبر نصفين نصفا لنوائبه وحاجته ونصفا بين المسلمين قسمها بينهم علي ثمانية
عشر سهما ) ( 2قال إسماعيل وحدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا حاتم ) بن ( إسماعيل عن أسامة بن يزيد عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثنان قال قال عمر بن
الخطاب كان لرسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث
صفايا بني النضير وخيبر وفدك ) ( 1قال إسماعيل يعني خيبر ما كان بغير قتال فجرى مجرى بني النضير قال وكذلك فدك إنما صالح أهلها حين بلغهم ما كان من أمر
خيبر فصالحوا رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى حقن دماءهم قال ولم تختلف الرواية في أن خيبر قسمت على أهل الحديبية من حضر خيبر ومن لم يحضر وإنما
اختلفت الرواية فيمن حضر ) فتح ( خيبر ولم يحضر الحديبية فقال بعضهم قد أدخلوا في قسمتها وقال بعضهم لم يدخلوا في ذلك قال إسماعيل فإذا كان أمر خيبر على
هذه الصفة وعلى هذا الخصوص الذي وقع فيها فكيف يجوز أن يجعل أصل يقاس عليه ما افتتح بعدها من السواد وغيره قال ويجب على من قاس أمر السواد وغيره على
أمر خيبر أن يقسم السواد على من حضر الوقعة وعلى من لم يحضرها قسمت خيبر على من حضر الوقعة وعلى من لم يحضرها من أهل الحديبية وهذا الموضع الذي
ذكرت أنه لم تختلف الرواية فيه قال وكيف يجوز أن يترك ظاهر ما أنزل ال على رسوله فيما أفاء ال على رسوله من أهل القرى ويحتج في ذلك بأمر خيبر الذي هذه
صفته قال أبو عمر وزعم أبو جفر الطحاوي أن خيبر لم تقسم في عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وإنما قسمت في زمن عمر ) بن الخطاب ( قال وأما ما كان على
ذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها فإنما هو قسمة جمع لنه جعل كل مائة سهم كسهم واحد ثم جزأ غلتها على ذلك ولم يقسم الرض أخبرنا بذلك أحمد بن
عبدال قال حدثنا الميمون بن حمزة قال سمعت الطحاوي فذكره حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
قال حدثنا ابن فضيل عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن رجال من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أدركهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لما ظهر
على خيبر وصارت خيبر لرسول ال صلى ال عليه وسلم وللمسلمين ضعفوا عنها فدفعها رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى اليهود على أن له النصف ولهم النصف
فجعلها رسول ال صلى ال عليه وسلم نصفين فكان في ذلك النصف سهام المسلمين وسهم النبي صلى ال عليه وسلم معها وجعل النصف الخر لمن نزل به من الوفود
والمور ونوائب الناس ) ( 1أخبرنا عبدال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن مسكين اليمامي قال حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن بلل
عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لما أفاء ال عليه خيبر قسمها ستة وثلثين
سهما ) ( 1جمع للمسلمين الشطر ثمانية عشر سهما جمع كل سهم مائة سهم والنبي صلى ال عليه وسلم معهم كسهم أحدهم وعزل رسول ال صلى ال عليه وسلم ثمانية
عشر سهما وهو الشطر لنوائبه وما ينزل من أمر الناس فكان ذلك الوطيح والكتيبة والسللم وتوابعها فلما صارت الموال بيد النبي صلى ال عليه وسلم لم يكن لهم عمال
يكفونهم عملها فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم اليهود فعاملهم ) ( 2وهذا الحديث أهذب ما روي في هذا الباب ) معنى وأحسنه إسنادا وهو يوضح ما ذكرنا وبال
توفيقنا وقد روى بن هذا الحديث عن بشير عن سهل بن أبي حثمة رواه وكيع عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن بشير عن سهل مختصرا ) ( ( 3وحدثنا عبد الوارث
قال حدثنا قاسم ) ابن أصبغ ( قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد قال حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق قال حدثني عبدال بن أبي بكر
عن عبدال بن مكتف أحد بني حارثة قال لما أخرج عمر يهود خيبر ركب في المهاجرين والنصار وخرج معه بجبار بن صخر بن أمية بن كعب و كان خارص المدينة
وحاسبهم وزيد بن ثابت فهما
قسما خيبر على أهلها على أصل جماعة السهمان التي كانت عليها ) ( 1وقال إسماعيل وأما قول أبي عبيد أنه يجوز للمام أن يقسم ما افتتح عنوة كما قسمت خيبر
ويجوز أن ل يقسم ذلك ويفعل كما فعل عمر في أرض السواد فهو كلم من ل يحصل ما يقول لن الذي يحصل كلمه ل يقول في رجل ملكه ال شيئا إن للمام إن شاء
أعطاه وإن شاء منعه هذا ما ل يجوز عند ذي نظر ول فهم قال أبو عمر أراد إسماعيل بقوله هذا أن الرض ليس للغانمين فيها شيء لنه لو كان لهم فيها شيء ما أعطى
) رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ذلك الشيء أو بعضه لغيرهم ولما منعوه والذي ذهب إليه إسماعيل تخصيص آية النفال في قوله !> واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن
ل خمسه <! 2الية وإن هذا لفظ عموم بقوله ) من شيء ( يريد به الخصوص والمراد بذلك عنده الذهب والفضة وسائر المتعة ) والسعي ( وأما الرض فغير داخلة
في عموم هذا اللفظ واستدل على ما ذهب إليه من ذلك بأشياء منها ظاهر قوله عز وجل !> ما أفاء ال على رسوله من أهل القرى <! 3الية إلى قوله !> للفقراء
المهاجرين <! إلى قوله !> والذين جاؤوا من بعدهم <! 4الية ومنها فعل
عمر بن الخطاب في توقيفه أرض السواد ) ( 1ومنها أن الغنائم التي أحلت للمسلمين هي التي كانت محرمة على المم قبلهم وهي التي كانت النار تأكلها قال ولم تختلف
B314
TEXT
الرواية في أن هارون عليه السلم أمر بني إسرائيل أن يحرقوا ما كان بأيديهم من متاع فرعون فجمعوه وأحرقوه وألقى السامري ) فيه ( القبضة التي كانت بيده من أثر )
الرسول ( يقال من أثر جبريل فصارت عجل له خوار ومعلوم أن الرض لم تجر هذا المجرى لن ال عز وجل يقول !> وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق
الرض ومغاربها <! 2الية وقال !> كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين <! 3وهذا الذي ذهب إليه
إسماعيل واحتج له وهو مذهب مالك وأصحابه وهو الصحيح في هذا الباب إن شاء ال لن عمر بن الخطاب لم يقسم أرض السواد ومصر والشام وجعلها مادة للمسلمين
ولمن يجيء بعد الغانمين ) ( 4واحتج بالية التي في سورة الحشر التي احتج بها إسماعيل ول أعلم أحدا من الصحابة روى عنه بعد عمر إنكار لفعل عمر حدثنا خلف
بن القاسم قال حدثنا أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال حدثنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أحمد بن سنان حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا مالك عن زيد بن أسلم
عن أبيه
عن عمر بن الخطاب قال لول آخر الناس ما افتتحت قرية إل قسمتها كما قسم رسول ال صلى ال عليه وسلم خيبر ) ) ( 1حدثنا عبدال بن محمد حدثنا محمد بن بكر
حدثنا أبو داود حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبدالرحمن ) ( 2بن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال لول آخر المسلمين ما فتحت قرية إل وقسمتها كما قسم
رسول ال صلى ال عليه وسلم خيبر ) ( 3وكذلك رواه عبدال بن إدريس عن مالك عن زيد عن أبيه عن عمر كما رواه ابن مهدي وغيرهما يرسله عن مالك عن زيد
عن عمر ( ومما يصحح هذا المذهب أيضا ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال منعت العراق قفيزها ودرهمها الحديث ) ( 4بمعنى ستمنع فدل ذلك
على أنها ل تكون للغانمين لن ما ملكه الغانمون ل يكون فيه قفيز ول درهم ولو كانت الرض تقسم كما تقسم الموال ما بقي لمن جاء بعد الغانمين شيء وال تعالى
يقول !> والذين جاؤوا من بعدهم <! وذلك دليل على أن الرض ل تقسم وإنما يقسم ما ينقل من موضع إلى موضع
) قال إسماعيل حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا أبو معاوية عن العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لم تحل الغنائم لقوم
سود الرؤوس قبلكم كانت تنزل نار من السماء فتأكلها وذكر تمام الخبر حدثنا عبد الوارث وسعيد قال حدثنا قاسم حدثنا محمد حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن
العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلكم كانت تنزل نار من السماء فتأكلها ( ) ( 1أخبرنا
عبدال بن محمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير يعني ابن معاوية قال أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ) قال (
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم منعت العراق قفيزها ) ( 2ودرهمها ومنعت الشام مديها ) ( 3و دينارها ومنعت مصر أردبها ) ( 4ودينارها ثم عدتم من حيث
بدأتم شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه ) ( 5قال أبو جعفر الطحاوي منعت بمعنى ستمنع واحتج بهذا الحديث لمذهب
عمر قي إيقاف الرض وضرب الخراج عليها على مذهب الكوفيين وكان الثوري وأبو حنيفة وأصحابه يذهبون إلى أن المام بالخيار إن شاء قسمها وأهلها بين الغانمين
وإن شاء أقر أهلها عليها وجعل عليها وعليهم الخراج وتكون الرض ملكا لهم يجوز بيعهم لها وشراؤهم وقال الشافعي ما كان عنوة فخمسها لهلها ) ( 1وأربعة
أخماسها للغانمين فمن طاب نفسا عن حقه جاز لمامه أن يجعلها وقفا على المسلمين ومن لم تطب نفسه بذلك فهو أحق بماله وكان الشافعي يذهب إلى أن الرض العنوة
غير مملوكة ول يجوز بيعها ول رهنها وهو قول ابن شبرمة وعبيد ال ) في جملة بيعها ول رهنها وهو قول ابن شبرمة وعبيد ال بن الحسن وقول مالك بن أنس أيضا )
في جملة أرض العنوة ( على ما ذكرنا من أقوالهم في قسمتها أو توقيفها فإذا قسمت ملك كل نصيبه في قول من أجاز قسمتها فإن وقفت على الوجوه التي ذكرنا عن طيب
نفس من الغانمين أو على مذهب عمر في قول مالك وغيره فهي غير مملوكة وذهب أبو حنيفة والثوري وابن أبي ليلى إلى أنها مملوكة لهلها الذين أقرت في أيديهم على
ما ذكرنا عنهم وأجاز مالك بيع أرض الصلح ورهنها وجعلها ملكا لهلها الذين صالحوا عليها قال ومن أسلم منهم
كان أحق بأرضه وماله قال ومن أسلم من أهل العنوة أحرز نفسه وصارت أرضه للمسلمين لن بلدهم صارت فيئا للمسلمين وحكم الرض عندهم حكم الفيء وقال
الشافعي كل ما حصل من الغنائم من أهل دار الحرب من شيء قل أو كثر من دار أو أرض أو متاع أو غير ذلك قسم إل الرجال البالغون فإن المام فيهم مخير بين أن
يمن أويقتل أو يفادي أو يسبي وسبيل ما سبى منهم أو أخذ من شيء على إطلقهم سبيل الغنيمة ومن الحجة لمن قال تقسم الرض كما تقسم سائر الغنائم عموم قول ال
عز وجل !> واعلموا أنما غنمتم من شيء <! 1الية والرض مغنومة ل محالة كسائر الغنيمة فوجب أن تقسم كما تقسم الغنائم كلها وقد قسم رسول ال صلى ال عليه
وسلم ما افتتح عنوة من خيبر على قسمة الغنائم الربعة أخماس لهل الحديبية وهم الذين وعدهم ال بها وشهدوا فتحها قالوا وهذا أمر يستغنى فيه عن نقل السناد لشهرته
عند جميع أهل السير والثر ) ( 2ولم يستثن ال عز وجل أرضا من غيرها من الغنائم ولو جاز أن يدعي الخصوص في الرض جاز أن يدعى في غير الرض
فيبطل ) حكم ( الية قالوا ول معنى لما احتج به مخالفنا من آية سورة الحشر لن ذلك إنما هو الفيء ل في الغنيمة وجملة الفيء ما رجع إلى المسلمين من المشركين بل
قتال مثل من يترك بلده ويخرج عنها لما لحقه من الرعب الذي به نصر رسول ال صلى ال عليه وسلم ) قال صلى ال عليه وسلم ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) ( 1
ومثل ما صالح عليه أهل الكفر وما يؤخذ منهم من الجزية وما تأتي به الريح من مراكب العدو بغير أمان أويموت منهم ميت في بلد المسلمين ل وارث له فكل هذا وما
كان مثله مما يفيء ال على المسلمين بغير قتال ول مؤونة حرب فهو الفيء الذي قصد بالية التي في سورة الحشر فقسم على ما ذكر فيها نحو قسم خمس الغنيمة ولم
يقصد بذلك إلى الرض المغنومة قالوا ول دليل في الية على ما ذهب إليه مخالفنا لن قوله عز وجل
!> والذين جاؤوا من بعدهم <! 1إنما هو استئناف كلم للدعاء لهم بدعائهم لمن سبقهم باليمان ل لغير ذلك قالوا وليس يخلو فعل عمر رضي ال عنه في توقيفه الرض
من أحد وجهين ) إما ( أن تكون غنيمة استطاب أنفس أهلها فطابت بذلك فوقفها وكذلك روى جرير أن عمر استطاب نفوس أهلها وكذلك صنع رسول ال صلى ال عليه
وسلم في سبي هوازن استطاب أنفس الغانمين عما كان بأيديهم على ما نقله ثقات العلماء ) وإما أن يكون ما وقفه عمر فيئا فلم يحتج في ذلك إلى مراضاة أحد ( قال أبو
عمر القول في هذه المسئلة طويل بين العلماء المختلفين فيها وفيما ذكرنا منها كفاية لمن فهم فهذا ما أوجبه العلم من القول في فتح خيبر وما جرى مجراها من أرض
الغنائم حدثني سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا إبراهيم بن طهمان
عن أبي الزبير عن جابر أنه قال أفاء ال على رسوله خيبر فأقرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم كما كانوا وجعلها بينهم وبينه وبعث عبدال بن رواحة فخرصها عليهم
) ( 2حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا
عبيد بن عبدالواحد بن شريك قال حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق قال حدثني نافع عن ابن عمر قال خرجت أنا والزبير والمقداد
بن السود إلى أموالنا بخيبر نتعهدها فلما قدمنا تفرقنا في أموالنا قال فعدي على تحت الليل وأنا نائم ففدعت يداي من مرفقي فلما أصبحت استصرخ على صاحباي فأتياني
فسألني من صنع هذا بك فقلت ل أدري قال فأصلحا من يدي ) ثم قدما بي على عمر فقال هذا عمل يهود ( ثم قام في الناس خطيبا فقال أيها الناس إن رسول ال صلى
ال عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا وقد عدوا على عبدال بن عمر ففدعوا يديه كما قد بلغكم مع عدوتهم على النصار قبله ل نشك أنهم
أصحابه ليس لنا عدو غيرهم فمن كان ) له ( مال ) بخيبر ( فليلحق به فإني مخرج يهود فأخرجهم ) ( 1وروى الحجاج بن أرطاة عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم دفع خيبر إلى أهلها بالشطر فلم يزل معهم حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم كلها وحياة أبي بكر كلها حتى بعثني إليهم عمر لقاسمهم فسحروني
فتكوعت يداي فانتزعها عمر منهم ) ( 2وأما قوله في هذا الحديث أقركم ما أقركم ال فالمعنى في ذلك وال أعلم أنه صلى ال عليه وسلم كان يكره أن يكون
بأرض العرب غير المسلمين وكان يحب أن ل يكون فيها دينان كنحو محبته في استقبال الكعبة حتى نزلت !> قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها <!
1الية وكان ل يتقدم في شيء إل بوحي وكان يرجو أن يحقق ال رغبته ومحبته فذكر لليهود ما ذكر منتظرا للقضاء فيهم بإخراجهم عن أرض العرب فلم يوح إليه في
ذلك شيء إلى أن حضرته الوفاة فأتاه في ذلك ما أتاه فذكر أن ل يبقى دينان بأرض العرب وأوصى بذلك ) ( 2وقد ذكر معمر عن ابن شهاب في هذا الحديث ما يدل
على ) نحو ( ما قلنا ذكر عبدالرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب أن النبي صلى ال عليه وسلم دفع خيبر إلى اليهود على أن يعملوا فيها ولهم شطرها
قال فمضى على ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وصدرا من خلفة عمر ثم أخبر عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال في وجعه الذي مات فيه ل يجتمع
دينان بأرض الحجاز أو قال بأرض العرب ففحص عنه حتى وجد ) عليه ( الثبت فقال من كان عنده عهد من رسول ال صلى ال عليه وسلم فليأت به وإل فإني مجليكم
فأجلهم عمر ) ( 3قال عبدالرزاق وأنبأنا ابن جريج قال أنبأنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن عمر أجلى
اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد أن يخرج اليهود منها وكانت الرض حين ظهر عليها ل ولرسوله
وللمسلمين وأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقرهم بها على أن يكفوه عملها ولهم نصف الثمر فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم نقركم على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلهم عمر إلى تيماء وأريحا ) ( 1قال عبدالرزاق وأخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمع عمر بن الخطاب
رجل من اليهود يقول قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم كأني ) بك ( وقد وضعت كورك على بعيرك ثم سرت ليلة بعد ليلة فقال عمر إنه وال ل تمسون بها فقال
اليهودي ما رأيت كلمة كانت أشد على من قالها ول أهون على من قيلت له ) منها ( قال أبو عمر ليس في قوله في هذا الحديث أقركم ما أقركم ال دليل على جواز
B314
TEXT
المساقاة إلى أجل غير معلوم ومدة غير معينة لن السنة قد أحكمت معاني الجارات وسائر المعاملت من الشركة والقسمة وأنواع أبواب الربا والعلة بينه في قصة اليهود
وذلك انتظار حكم ال فيهم فدل على خصوصهم في هذا الموضع لنه موضع خصوص ل سبيل إلى أن يشركهم فيه غيرهم والذي عليه العلماء بالمدينة أن المساقاة ل
تجوز إل إلى أجل معلوم وسنين معدودة إل أنهم يكرهونها فيما طال من السنين مثل العشر فما فوقها وقد قيل أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
) إنما ( قال أقركم ما أقركم ال وكان يخرص عليهم لن ال كان قد أفاءها عليه بغير قتال أو بعضها على ما تقدم وصفنا له وكان أهلها له ولمن استحق شيئا منها كالعبيد
لنه سباهم ومن عليهم وجائز بين السيد وعبده ما ل يجوز بينه وبين غيره لن ماله له وله انتزاعه منه أل ترى أنه ليس بين العبد وسيده ربا وإن كره ذلك لهما عندنا
وأما الخرص في المساقاة فإن ذلك غير جائز عند أكثر العلماء في القسمة والبيوع إل أن أصحابنا يجيزون ذلك عند اختلف أغراض الشركاء ولهم في ذلك ما نورده بعد
عنهم في هذا الباب إن شاء ال وأكثر العلماء يجيزون الخرص للزكاة ( وإنما يجوز ) ذلك ( عندهم في الزكاة لن المساكين ليسوا شركاء معينين وإنماالزكاة كالمعروف
وأهلها فيها أمناء وأما قسمة الثمار في رؤوس الشجار ) في المساقاة أو غيرها ( فل يصلح عند أكثر العلماء إل أن لصحابنا في إجازة قسمة ذلك اختلفا سنذكره عنهم
وعمن سلك سبيلهم في ذلك بعد في هذا الباب إن شاء ال تعالى وإنما لم يجز أكثر العلماء القسمة في ذلك إل كيل فيما يكال أو وزنا فيما يوزن لنهى رسول ال صلى ال
عليه وسلم عن المزابنة وعن بيع التمر بالتمر إل
مثل بمثل ) ) ( 2وأما حكاية قول أصحابنا في ذلك ( فكان ابن القاسم يقول ويرويه عن مالك ل يجوز من قسمة الثمار في رؤوس النخل إذا اختلفت حاجة الشريكين إل
التمر والعنب فقط وأما الخوخ والرمان والسفرجل والقثاء والبطيخ وما أشبه ذلك من الفواكه التي يجوز فيها التفاضل يدا بيد فإنه لم يجز مالك اقتسامه على التحري وكان
يقول المخاطرة تدخله حتى يبين فضل أحد النصيبين على صاحبه حكى ذلك ابن حبيب عن ابن القاسم قال ابن حبيب وقال مطرف وابن الماجشون وأشهب ول بأس
باقتسامه إذا تحرى وعدل أو كان على التجاوز والرضى بالتفاضل قال وهو قول أصبغ وبه أقول لن ما جاز فيه التفاضل جازت قسمته بالتحري وذكر سحنون عن ابن
القاسم عن مالك أنه سأله غير مرة عن قسمة الفواكه بالخرص فأبى أن يرخص في ذلك قال وذلك أن بعض أصحابنا ذكر أنه سأل مالكا عن قسمة الفواكه بالخرص
فأرخص فيه فسألته عن ذلك فأبى أن يرخص ) لي ( فيه قال أشهب سألت مالكا مرات عن ثمرة النخل وغيرها من الثمار تقسم بالخرص فكل ذلك يقول لي إذا طابت
الثمرة من النخل وغيرها قسمت بالخرص واختار هذه الرواية يحيى بن عمر قياسا عن جواز بيع العرايا في غير النخل والعنب كما يجوز في النخل والعنب ويجوز بيع
ذلك كله بخرصه إلى
الجذاذ قال يحيى بن عمر أشهب ل يشترط في الثمار إل طيبها ثم يقسمها بين أربابها بالخرص ول يلتفت إلى اختلف حاجاتهم ورواه عن مالك ) قال ( وابن القاسم يقول
ل يجوز أن يقسم بينهم بالخرص إل أن يختلف غرض كل واحد منهم فيريد أحدهم أن يبيع والخر أن ييبس ويدخر والخر أن يأكل فحينئذ يجوز لهم قسمتها بالخرص إذا
وجد من أهل المعرفة من يعرف الخرص وإن لم تختلف حاجاتهم لم يجز ذلك لهم وإن اتفقوا على أن يبيعوا أو على أن يأكلوا رطبا أو تمرا أو على أن يجذوها تمرا لم
يقسموها ول بالخرص ) وقال سائر أهل العلم ل تجوز القسمة في شيء من ذلك كله إل على أصله مع ) ( 1اختلفهم في ذلك أيضا ( ) وأما الشافعي فتحصيل مذهبه أن
الشركاء في النخل والشجر المثمر إذا اقتسمت الصول بما فيها من الثمرة جاز لن الثمرة تبع للصول وكان كل واحد منهم قد باع حصته من عراجين النخل وأغصان
الشجر بحصة شريكه في الثمر وكذلك الرض إذا قسمت عنده مزروعة ) ( 2كان الزرع تبعا للرض في القسمة والقسمة عنده مخالفة البيوع قال لنها تجوز بالقرعة
والبيع لو وقع على شرط لم يجز أيضا فإن الشريك يجبر على القسم ول يجبر على البيع وأيضا فإن التحابي في قسمة الثمرة وغيرها جائز وذلك
معروف وتطوع ول يجوز ذلك في البيع ول يجوز عند الشافعي قسمة الثمرة قبل طيبها بالخرص على حال ويجوز عنده قسمتها مع الصول على ما ذكرنا وقد قال في
كتاب الصرف يجوز قسمتها بالخرص إذا طابت وحل بيعها والول أشهر في مذهبه عند أصحابه ( وقد قيل أن خرص رسول ال صلى ال عليه وسلم على اليهود كان
من أجل الزكاة الواجبة في تلك الثمرة ل لغير ذلك وال أعلم ) فكان يبعث من يخرص الثمار على أربابها توسعة عليهم ورفقا بهم لنهم لو منعوا من أجل سهم المساكين
من أكلها رطبا ومن التصرف فيها بالصلة والصدقة والكل لضر بهم ذلك وكانت عليهم فيه مشقة كبيرة ولو تركوا والتصرف فيها بالكل وغيره لضر ذلك بالمساكين
وأتلف كثير مما تجب فيه الزكاة ولهذا ما كان ) من ( توجيه ) ( 1رسول ال صلى ال عليه وسلم للخارص وإرساله إياه لذلك وال أعلم والصل أن أرباب الموال أمناء
والخرص ل يخرجهم عن ذلك لنهم لم يخرص عليهم إل رفقا بهم وإحسانا إليهم على حسب ما ذكرنا من إطلقهم للتصرف في ثمارهم وحفظ ما يجب للمساكين فيها من
حين طيبها فإن تبين لرب المال بعد الخرص زيادة على ما خرص الخارص أداها لن الخرص حكم على الظاهر والجتهاد فإذا جاءت الحقيقة بخلف ذلك رجع إليها
وفي هذا اختلف بين السلف والخلف والصواب ما ذكرت وال أعلم ذكر عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبدال يقول خرص ابن رواحة
أربعين
ألف وسق وزعم أن اليهود لما خيرهم أخذوا الثمر وأدوا عشرين ألف وسق ) ( 1قال ابن جريج قلت لعطاء فحق على الخارص إذا استكثر رب ) ( 2المال الخرص أن
يخيره كما خير ابن رواحة اليهود قال أي لعمري وأي سنة خير من سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم قال وقلت لعطاء متى يخرص النخل قال حين تطعم قال وأخبرنا
ابن جريج عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت وهي تذكر شأن خيبر كان النبي صلى ال عليه وسلم يبعث عبدال بن رواحة إلى اليهود فيخرص النخل حين
يطيب قبل أن يؤكل منه ) ثم يخبر يهود أن يأخذوها بذلك الخرص أو يدفعوها إليه بذلك وإنما كان أمر النبي عليه السلم بالخرص لكي تحصى الزكاة قبل أن تؤكل الثمار
وتفرق ( ) ( 3واختلف الفقهاء في الخرص على صاحب النخل والعنب للزكاة بعد إجماعهم على أن الخرص ل يكون في غير النخل والعنب لحديث عتاب بن أسيد
حدثناه خلف بن القاسم قال حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال حدثنا خالد بن النضر بالبصرة قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يزيد بن زريع
وبشر بن المفضل قال حدثنا عبدالرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث عتاب بن أسيد وأمره أن يخرص العنب
وتؤدي زكاته زبيبا كما تؤدي زكاة النخل تمرا فتلك سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم في النخل والعنب ) ( 1وقال بشر بن منصور عن عبدالرحمن بن إسحاق عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد قال أمرني رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره واستدل بعضهم على أن الزيتون ل زكاة فيه لنه مما اجتمع على أنه
ل يخرص ولو كانت فيه الزكاة لخرص لن ثمرته بادية وما عدا النخل والعنب مما اجتمع على زكاته فثمرته ليست ببادية وقد أجاز بعض المتأخرين الخرص في
الزيتون ودفع الجماع فيما ذكرنا ورواه عن الزهري والوزاعي وممن أجاز الخرص في النخل والعنب للزكاة مالك والوزاعي والليث بن سعد والشافعي ومحمد بن
الحسن قال الطحاوي وقال في الملء أنه قول أبي حنيفة وقال داود بن علي الخرص للزكاة جائز في النخل وغيره جائز في العنب ودفع حديث عتاب بن أسيد وكره
الثوري الخرص ولم يجزه بحال وقال الخرص غير مستعمل قال وإنما على رب الحائط أن يودي عشر ما يصير في يده للمساكين إذا بلغ خمسة أوسق ) وروى الثوري
وغيره عن الشيباني عن الشعبي قال الخرص اليوم بدعة
قال أبو عمر كأنه يرى أنه منسوخ بالنهي عن المزابنة وال أعلم هذا على أن الثوري مع قوله إنما على رب الحائط أن يؤدي عشر ما يصير في يده للمساكين إذا بلغ
خمسة أوسق ( يقول أن صاحب الثمرة والرض يحسب عليه ما أكله وهو قول أبي حنيفة وزفر ومالك وأصحابه وقال أبو يوسف إذا أكل صاحب الرض وأطعم جاره
وصديقه أخذ منه عشر ما بقي إذا بلغ خرصه ما فيه الزكاة وأن أكل الجميع لم يكن عليه شيء فإن بقي منها قليل أو كثير فعليه عشره أو نصف عشره وقال مالك ل يترك
الخراص لرباب الثمار شيئا لمكان ما يأكلون ول يترك لهم من الخرص شيء ذكره ابن القاسم ) وغيره عنه ( وقال الليث في زكاة الحبوب يبدأ بها قبل النفقة وما أكل
من فريك ) ( 1هو وأهله فإنه ل يحسب عليه بمنزلة الرطب الذي يترك لهل الحوائط يأكلون ول يخرص عليهم وقول الشافعي في ذلك ) كله ( كقول الليث سواء في
خرص الثمار والترك لهلها ما يأكلون رطبا ول يحسب عليهم والحجة لمن ذهب هذا المذهب ظاهر قوله عز وجل !> وآتوا حقه يوم حصاده <! 3وهذا يوجب مراعاة
وقت الحصاد والجذاذ ل ما قبله وما رواه شعبة قال أخبرني حبيب بن عبدالرحمن قال سمعت عبدالرحمن بن مسعود بن دينار يقول جاء سهل بن أبي حثمة إلى مسجدنا
فحدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا خرصتم فخذوا
ودعوا الثلث فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع ) ( 1رواه عن شعبة جماعة من أصحابه وذكره أبو داود وغيره ) ( 2وهذا الحديث حجة على من أنكر الخرص للزكاة
ومثل حديث أبي حميد الساعدي في خرص رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه على المرأة للزكاة خرصوا عليها عام تبوك في حديقتها عشرة أوسق فقد ذكرنا
الخبر في غير هذا الموضع وروى ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال خففوا في الخرص فإن في المال العرية والواطية والكلة
والوصية والعامل والنوائب ) ( 3وروى سفيان عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار قال كان عمر بن الخطاب يأمر الخراص أن يخرصوا ويرفعوا عنهم قدر ما
يأكلون ) ( 4وقال الحسن كان المسلمون يخرص عليهم ثم يوخذ منهم على ذلك الخرص والثار عن السلف في الخرص كثيرة جدا واختلف الفقهاء في المساقاة أيضا
فممن أجازها من فقهاء المصار مالك والشافعي وأصحابهما وجماعة أهل الحديث والثوري والوزاعي والليث بن سعد والحسن بن حي وابن أبي ليلى وأبو يوسف
ومحمد بن الحسن وكرهها أبو
B314
TEXT
حنيفة ) وزفر ( والحجة عليهما ثابتة بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم حدثنا عبدال بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن
حنبل قال حدثنا يحيى القطان عن عبيدال بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو زرع ) ( 1قال
حدثنا قتيبة بن سعيد عن الليث عن محمد بن عبدالرحمن بن غنم ) ( 2عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم دفع إلى يهود خيبر نخل خيبر وأرضها على
أن يعملوها من أموالهم وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم شطر ) ( 3ثمرها لم يذكر في هذا الخبر أنه أخذ من الرض شيئا ) وإنما أخذ من الثمرة ( وهو حجة لمالك
في الغابة البياض للعامل وقوله أن البياض كان بخيبر بين النخل تبعا لها وال أعلم والحاديث في المساقاة متواترة والمساقاة عند مالك والشافعي جائزة سنين لن المساقاة
لما انعقدت فيما لم يخلق من الثمرة في عام كان كذلك ما بعده من العوام ما لم يطل على
حسبما ذكرناه فيما تقدم من هذا الباب وقد أجمعوا على أنه ل تجوز المساقاة في ثمر قد بدا صلحه لنه يجوز بيعه إل قوله عن الشافعي وفرقة والمشهور عن الشافعي أن
ذلك ل يجوز وأجمعوا على أنه ل تجوز المساقاة إل على جزء معلوم قل أو كثر واختلفوا فيما تجوز فيه المساقاة فقال مالك تجوز المساقاة في كل أصل نحو النخل
والرمان والتين والفرسك والعنب والورد والياسمين والزيتون وكل ما له أصل ثابت يبقى قال ول تجوز المساقاة في كل ما يجنى ثم يخلف نحو القصب والبقول والموز
لن بيع ذلك جائز وبيع ما يجنى بعده وقال مالك كان بياض خيبر يسيرا بين أضعاف سوادها فإذا كان البياض قليل فل بأس أن يزرعه العامل من عنده قال ابن القاسم فما
نبت منه كان بين المساقين على حسب شركتهما في المساقاة قال وأحل ذلك أن يلغي البياض اليسير في المساقاة للعامل فيزرعه لنفسه فما نبت من شيء كان له وهو قول
مالك وقدر اليسير أن يكون قدر الثلث من السواد قال مالك وتجوز المساقاة في الزرع إذا استقل وعجز صاحبه عن سقيه ول تجوز مساقاة إل في هذه الحال بعد عجز
صاحبه عن سقيه قال مالك ول بأس بمساقاة القثاء والبطيخ إذا عجز عنه صاحبه ول تجوز مساقاة الموز ول القصب حكى هذا كله عنه ابن القاسم ) وابن عبدالحكم (
وابن وهب وقال محمد بن الحسن تجوز المساقاة في الطلع
ما لم يتناه ) ( 1عظمه فإذا بلغ حال ل يزيد بعد ذلك لم يجز وإن لم يرطب وقال في الزرع جائز مساقاته ما لم يستحصد فإن استحصد لم يجز وقال الشافعي ل تجوز
المساقاة إل في النخل والكرم لن ثمرها بائن من شجره ول حائل دونه يمنع لحاطة النظر إليه وثمر غيرهما متفرق بين أضعاف ورق شجره ل يحاط بالنظر إليه وإذا
ساقاه على نخل فيها بياض عند الشافعي فإنه قال إن كان ل يوصل إلى عمل البياض إل بالدخول على النخل وكان ل يوصل إلى سقيه إل بشرك النخل في الماء وكان
غير مثمر جاز أن يساقي عليه في النخل ل منفردا وحده قال ولول الخبر بقصة خيبر لم يجز ذلك قال وليس لمساقي النخل أن يزرع البياض إل بإذن ربه فإن فعل كان
كمن زرع أرض غيره واختلفوا في مساقاة البعل فأجازها مالك وأصحابه والشافعي ومحمد بن الحسن والحسن بن حي وذلك عندهم على التلقيح والزبر والحفر والحفظ
وما يحتاج إليه من العمل وقال الليث ل تجوز المساقاة إل فيما يسقي قال الليث ول تجوز المساقاة في الزرع استقل أو لم يستقل قال وتجوز في القصب لن القصب أصل
وأجاز الليث وأحمد بن حنبل وجماعة المساقاة في النخل والرض بجزء معلوم كان البياض يسيرا أو
كثيرا وقد بينا مذهب هؤلء وغيرهم في كراء الرض في باب داود وربيعة والحمد ل واختلفوا في الحين الذي ل تجوز فيه المساقاة في الثمار فقال مالك ل يساقى من
النخل شيء إذا كان فيها ثمر قد بدا صلحه وطاب وحل بيعه ويجوز قبل أن يبدو صلحه ويحل بيعه واختلف قول الشافعي فقال مرة يجوز وإن بدا صلحه وقال مرة ل
يجوز ول يجوز عند الشافعي أن يشترط على العامل في المساقاة ما ل منفعة فيه في أصل الثمرة وفيما يخرجه
#حديث ثالث عشر لبن شهاب عن سعيد بن المسيب مرسل ) متصل ( من وجوه مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى
في الجنين يقتل في بطن أمه بغرة عبد أو وليدة فقال الذي قضى عليه كيف أغرم ما ل شرب ول أكل ول نطق ول استهل ومثل ذلك بطل ) ( 1فقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم إنما هذا من إخوان الكهان ) ( 2هكذا روى هذا الحديث جماعة الرواة عن مالك في موطئه مرسل ول أعلم أحدا وصله بهذا السناد إل ما رواه أبو سبرة
المدني عن مطرف عن مالك عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة وما ذكره الدارقطني قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد بن كامل القاضي قال حدثنا
أبو قلبة عبدالملك بن محمد حدثنا أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة أن امرأتين من
هذيل رمت إحداهما الخرى فألقت جنينا وقال ابن كامل أن امرأتين كانتا تحت رجل من هذيل فتعايرتا فرمت إحداهما الخرى بحجر فألقت جنينا وقال
فقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم في الجنين بغرة عبد أو وليدة هكذا رواه أبو قلبة عن أبي عاصم عن مالك وإنما في الموطأ حديث سعيد مرسل وحديث أبي سلمة
عن أبي هريرة وقد وصل حديث سعيد ثقات من أصحاب ابن شهاب وغيره وهو حديث اختصره مالك فذكر منه دية الجنين التي عليها المر المجتمع عليه ) عنده (
وترك قصة المرأة إذ ضربت فألقت الجنين المذكور لن فيه من رواية ابن شهاب إثبات شبه العمد وإلزام العاقلة الدية وهذا شيء ل يقول به مالك لنه وجد الفتوى
والعمل بالمدينة على خلفه فكره أن يذكر في موطأه بمثل هذا السناد الصحيح ما ل يقول به ) ويقول به ( غيره وذكر قصة الجنين ل غير لنه أمر مجتمع عليه في
الغرة وهذا الحديث عند ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وعن أبي سلمة جميعا عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم فطائفة من أصحابه يحدثون ) به ( عنه
هكذا ) وطائفة يحدثون به عنه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ول يذكرون أبا سلمة ( وطائفة يحدثون به عنه عن أبي
سلمة عن أبي هريرة ول يذكرون سعيدا ومالك أرسل عنه حديث سعيد هذا ووصل حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم إل أنه لم يذكر قصة
المرأة ل في حديث سعيد ) هذا ( المرسل ول في حديث أبي سلمة واقتصر منهما على ذكر قصة الجنين وديته ل غير لما ذكرنا من العلة ولما شاء ال مما هو أعلم به
والحديث محفوظ لبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم من حديث ابن شهاب ) وغيره ولسعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه
وسلم من حديث ابن شهاب ( وهو حديث صحيح رواه جماعة من الصحابة عن النبي صلى ال عليه وسلم منهم عمر بن الخطاب وابن عباس وجابر والمغيرة بن شعبة
وأبو هريرة وحمل ) ( 1بن مالك بن النابغة ومحمد بن مسلمة إل أن محمد بن مسلمة حديثه في الجنين ل غير ولسنا نذكر ههنا إل حديث أبي هريرة خاصة لنه لم يرو
مالك غيره أخبرنا عبدال بن محمد بن أسد قال حدثنا سعيد بن السكن قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري قال حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا ابن وهب قال
أخبرني يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن أن أبا هريرة قال اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها
فاختصموا
إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقضى أن دية جنينها غرة عبد أو وليدة وقضى أن دية المرأة على عاقلتها ) ( 1قال البخاري وحدثنا عبدال بن يوسف قال حدثنا الليث
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى في جنين امرأة من بني لحيان بغرة عبد أو أمة ثم إن المرأة التي قضى
عليها بالغرة توفيت فقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ميراثها لبنيها وزوجها وأن العقل على عصبتها ) ( 2أخبرنا أبو محمد عبدال بن محمد بن عبدالمؤمن قال
حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا وهب بن بيان وأبي السرح قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن
عبدالرحمن عن أبي هريرة قال اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الخرى بحجر فقتلتها فاختصموا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقضى رسول ال صلى ال
عليه وسلم بأن دية جنينها غرة عبد أو وليدة أو قضى بدية المرأة على عاقلتها وورثها ولدها ومن معه فقال حمل بن النابغة الهذيلي يا رسول ال كيف
أغرم من ل شرب ول أكل ول نطق ول استهل فمثل ذلك يطل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما هذا من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع ) ( 1قال أبو
داود وحدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة في هذه القصة قال ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت فقضى
رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ميراثها لبنيها والعقل على عصبتها ) ( 2قال أبو عمر فقد ذكرنا ما يجب من القول في قصة قتل المرأة والختلف في ذلك من جهة
الثر واختلف العلماء في ديتها وقتلها وما لهم في شبه العمد من القاويل والوجوه في كتاب ) ) الجوبة عن المسائل المستغربة ( ( فمن أراده نظر إليه وتأمله هناك ولم
نذكر ههنا شيئا من ذلك لنه ليس في حديث مالك ذكر قتل المرأة وإنما فيه قصة الجنين ونحن نذكر ما للعلماء في ذلك من القوال والوجوه ههنا وبال عوننا وتوفيقنا فمن
أحكام الجنين ما أجمع العلماء عليه ومنها ما اختلفوا فيه فمما أجمعوا عليه من ذلك أن الجنين إذا ضرب بطن أمه فألقته حيا ثم مات بقرب خروجه وعلم أن موته
كان من أجل الضربة وما فعل بأمه وبه في بطنها ففيه الدية كاملة وأنه يعتبر فيه الذكر والنثى وعلى هذا جماعة فقهاء المصار وفي إجماعهم على ما ذكرنا دليل واضح
على أن الجنين الذي قضى فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم بغرة عبد أو أمة كانت قد ألقته ) أمه ( ميتا ومع هذا الدليل نصان أحدهما من جهة الجماع أن الغرة واجبة
في الجنين إذا رمته ميتا وهي حية والنص الثاني ما في حديث سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى في الجنين يقتل في بطن أمه بغرة والمقتول في
بطن أمه ل تطرحه إل ميتا ل محالة وإن لم تلقه وماتت وهو في جوفها لم يخرج فل شيء فيه ول حكم له وهذا أيضا إجماع ل خلف فيه فإن ألقته ميتا وهي حية فالحكم
) فيه ( ما ثبتت به السنة عن النبي صلى ال عليه وسلم على ما ذكر في هذا الحديث عبد أو أمة وقد كان للغرة أصل معروف في الجاهلية لمن لم يبلغ بشرفه أن يودي
دية كاملة قال مهلهل بن ربيعة واسمه عدي وإنما قيل له مهلهل لنه أول من أرق الشعر وقصده فيما ذكروا قال في قتل أخيه كليب بن ربيعة %كل قتيل في كليب غرة
%حتى ينال القتل آل مرة %يعني مرة بن هذيل بن شيبان بن ثعلبة وكان جساس بن مرة قتل كليب بن ربيعة التغلبي واختلف العلماء في الغرة وقيمتها فقال مالك الغرة
B314
TEXT
تقوم بخمسين دينارا أو ست مائة درهم نصف عشر دية
الحر المسلم الذكر وعشر دية أمه الحرة وهو قول ابن شهاب وربيعة وسائر أهل المدينة وقال أبو حنيفة وأصحابه وسائر الكوفيين قيمة الغرة خمسمائة درهم وهو قول
إبراهيم والشعبي وقال مغيرة ) ( 1خمسون دينارا وقال الشافعي سن الغرة سبع سنين أو ثماني سنين وليس عليه أن يقبلها معيبة وقال داود كل ما وقع عليه اسم غرة
واختلفوا في صفة الجنين الذي تجب فيه الغرة ما هو فقال مالك ما طرحته من مضغة أو علقة أو ما يعلم أنه ولد ففيه الغرة وقال الشافعي ل شيء فيه حتى يتبين من خلقه
شيء قال مالك إذا سقط الجنين فلم يستهل صارخا ففيه الغرة وسواء تحرك أو عطس ففيه الغرة أبدا حتى يستهل صارخا ) فإن استهل صارخا ( ففيه الدية كاملة وقال
الشافعي وسائر الفقهاء إذا علمت حياته بحركة أو بعطاس أو باستهلل أو بغير ذلك مما تستيقن به حياته ثم مات ففيه الدية ) كاملة ( وجماعة فقهاء المصار يقولون في
المرأة إذا ماتت من ضرب بطنها ثم خرج الجنين ميتا بعد موتها أنه ل يحكم فيه بشيء وأنه هدر إذا ألقته بعد موتها إل الليث بن سعد وداود فإنهما قال إذا ضرب بطن
المرأة وهي
حية فألقت جنينا ميتا ففيه الغرة وسواء رمته بعد موتها أو قبل موتها اعتبرا حياة أمه في وقت ضربها ل غير وهو قول أهل الظاهر وأما سائر الفقهاء فإنهم اعتبروا حالها
في وقت القائها للجنين ل غير فإن ألقته ميتا وهي ميتة فل شيء فيه عندهم وإن ألقته ميتا وهي حية ففيه الغرة وأما إذا ألقته وهي حية فقد ذكرنا حكمه وأنه ل خلف أن
فيه الدية واحتج أبو جعفر الطحاوي علي الليث بن سعد لسائر الفقهاء بأن قال قد أجمعوا والليث معهم على أنه لو ضرب بطنها وهي حية فماتت والجنين في بطنها ولم
يسقط أنه ل شيء فيه ما لم يسقط فكذلك إذا أسقطته بعد موتها قال أبو جعفر ول يختلفون أيضا أنه لو ضرب بطن امرأة ميتة حامل فألقت جنينا ميتا أنه ل شيء فيه
فكذلك إذا كان الضرب في حياتها ثم ماتت ثم ألقته ميتا قال فبطل بذلك قول الليث واختلفوا في الذي تجب عليه الغرة فقال مالك وأصحابه هي في مال الجاني وهو قول
الحسن بن حي ومن حجتهم في ذلك رواية من روى هذا الحديث فقال الذي قضى عليه كيف أغرم وهذا يدل على أن الذي قضى عليه معين وأنه واحد وهو الجاني ل
يعطي ظاهر هذا اللفظ غير هذا ولو أن دية الجنين قضى بها على العاقلة لقال في الحديث فقال ) الذين ( قضى عليهم وفي القياس إن كان جان جنايته عليه إل ما قام
بخلفه الدليل الذي ل معارض له مثل إجماع ل يجوز خلفه
أو نص أو سنة من جهة نقل الحاد العدول ل معارض لها فيجب الحكم بها وقد قال ال عز وجل !> ول تكسب كل نفس إل عليها ول تزر وازرة وزر أخرى <! 1
وقال صلى ال عليه وسلم لبي رمثة ) ( 2في ابنه انك ل تجني عليه ول يجني عليك وقال الشافعي وأبو حنيفة وأصحابهما الغرة على العاقلة ومن حجتهم ما حدثنا
عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحسن ) ( 3بن سلم السواق قال حدثنا أبو عمر ) ( 4الحوضي عن شعبة عن منصور عن إبراهيم عن عبيد
) ( 5بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين كانتا تحت رجل من هذيل فضربت إحداهما الخرى بعمود فقتلتها فاختصما إلى النبي صلى ال عليه وسلم
فقال ) أحد الرجلين كيف ( ندي من ل صاح ول استهل ول شرب ول أكل فقال اسجع كسجع العراب فقضى فيه بغرة وجعله على عاقلة المرأة ) ( 1وهذا نص ثابت
صحيح في موضع الخلف يوجب الحكم ولما كانت دية المضروبة على العاقلة كان الجنين أحرى بذلك في القياس والنظر وأجمع الفقهاء أن الجنين إذا خرج حيا ثم مات
وكانت فيه الدية أن فيه الكفارة مع الدية واختلفوا في الكفارة إذا خرج ميتا فقال مالك فيه الغرة والكفارة إذا خرج ميتا وقال أبو حنيفة والشافعي ان خرج حيا ففيه الكفارة
والدية وإن خرج ميتا ففيه الغرة ول كفارة وهو قول داود بن علي وهذا على أصولهم التي قدمنا ذكرها أن نلقيه أمه وهي حية واختلفوا في كيفية ميراث الغرة في الجنين
فقال مالك والشافعي وأصحابهما الغرة في الجنين موروثة عن الجنين
لنها ديته على كتاب ال عز وجل واحتج الشافعي في ذلك بقوله في الحديث كيف أغرم من ل أكل ول شرب ول استهل قال فالمضمون الجنين لن العضو ل يعترض
فيه بهذا وكان ابن هرمز يقول ديته لبويه خاصة لبيه ثلثاها ولمه ثلثها من كان منهما حيا كان ذلك له فإن كان أحدهما قد مات كانت للباقي منهما أبا كان أو أما ل يرث
الخوة منها شيئا وقال أبو حنيفة وأصحابه الغرة للم ليس لحد معها فيها شيء وليست دية وإنما هي بمنزلة جناية جنى عليها فقطع عضو من أعضائها ) وهو قول
ربيعة بن أبي عبدالرحمن ( ومن حجتهم في أنها ليست دية لنه لم يعتبر فيها هل هو ذكر أو أنثى كما يلزم في الديات فدل على أن ذلك كالعضو ) ولهذا كانت ذكاة الشاة
ذكاة لما في بطنها من الجنة ولول ذلك كانت ميتة ( وقول داود وأهل الظاهر في هذا كقول أبي حنيفة واحتج داود بأن الغرة لم يملكها الجنين فتورث عنه قال أبو عمر
تدخل عليه دية المقتول خطأ هو لم يملكها وهي تورث عنه وقول مالك والشافعي في هذه المسألة ) أولى ( وبال العصمة والهدى
وقد استدل قوم من أهل الحديث بأن الحياة فيه ل تعلم إل بما ذكر من المعاني وهي الكل والشرب والستهلل والنطق لقوله كيف أغرم ما ل شرب ول أكل ول نطق ول
استهل وقد يحتمل أن يكون نزع بهذه لنها أسباب الحياة وعلماتها فكل ما علمت به الحياة كان مثلها وقد اختلف الفقهاء في المولود ل يستهل صارخا إل أنه تحرك حين
سقط من بطن أمه وعطس ونحو ذلك ولم ينطق ول صرخ مستهل فقال بعضهم ل يصلى عليه ول يرث ول يورث إل أن يستهل صارخا وممن قال ذلك مالك وأصحابه
وقال آخرون كل ما عرفت به حياته فهو كالستهلل والصراخ ويورث ويرث ويصلى عليه إذا استوقنت حياته بأي شيء صحت من ذلك كله وهو قول الشافعي والكوفي
وأصحابهم وفي هذا الحديث أيضا من المعاني إنكار الكلم إذا لم يكن في موضعه وكان جهل من قائله وقد زعم قوم أن في هذا الحديث ما يدل على كراهية التسجيع إنما
كره رسول ال صلى ال عليه وسلم تسجيع الهذلي في هذا الحديث لنه كلم اعترض به قائله على رسول ال صلى ال عليه وسلم اعتراض منكر وهذا ل يحل لمسلم أن
يفعله وإنما ترك رسول ال صلى ال عليه وسلم التغليظ عليه في النكار لنه كان أعرابيا ل علم له بأحكام الدين فقال له قول لينا وتلك شيمته صلى ال عليه وسلم أن ل
ينتقم لنفسه وأن يعرض عن الجاهلين
وفي قوله صلى ال عليه وسلم في هذا الحديث إنما هذا من إخوان الكهان دليل على أن الكهان كانوا كلهم يسجعون أو كان الغلب منهم السجع وهذا معروف عن كهان
العرب يغني عن الستشهاد عليه وكل ما نقل عن شق وسطيح وغيرهما من كهان العرب في الجاهلية ) ( 1فكلم مسجع ) كله ( وإنما ينكر على النسان الخطيب أو
غيره في المتكلمين أن يكون كلمه ) كله ( تسجيعا أو أكثره وأما إذا كان السجع أقل كلمه فليس بمعيب بل هو مستحسن محمود وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم
) أنه ( قال في بعض جراحاته %هل أنت إل أصبع دميت %وفي سبيل ال ما لقيت % %وقال النبي صلى ال عليه وسلم %أنا النبي ل كذب % %أنا ابن
عبدالمطلب ) % ( 2وقال صلى ال عليه وسلم % %اللهم ل عيش إل عيش الخرة % %فاغفر للنصار والمهاجرة ) ( 3
ومثل هذا كثير عنه وعن أصحابه رضي ال عنهم وهذا دليل على أن السجع كلم فحسنه حسن وقبيحه قبيح وكذلك الشعر كلم منظوم فالحسن منه حسن وحكمة والقبيح
منه ومن المنثور غير جائز النطق به عصمنا ال برحمته أخبرنا محمد بن عبدالملك قال حدثنا ابن العرابي قال حدثنا سعدان بن نصر ) ( 1قال حدثنا سفيان عن
السود بن قيس عن جندب قال كنا مع النبي صلى ال عليه وسلم في غار ) ( 2فنكبت أصبعه فقال
%هل أنت إل أصبع دميت %وفي سبيل ال ما لقيت %وقال صلى ال عليه وسلم كتاب ال أحق وشرط ال أوثق وإنما الولء لمن أعتق ) ( 1وقال صلى ال عليه
وسلم اللهم أني أعوذ بك من علم ل ينفع ودعاء ل يسمع وقلب ل يخشع ونفس ل تشبع أعوذ بك يا رب من شر هذه الربع ) ( 2وقال صلى ال عليه وسلم اللهم إني
أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بيست البطانة ) ( 3ومثل هذا كثير وفيه دليل على أن حسن السجع حسن وقبيحه قبيح كسائر الكلم
المنظوم والمنثور وأما جنين المة فاختلف العلماء فيه ل يشبه اختلفهم في جنين الحرة فأما مالك وأهل المدينة والشافعي ومن قال بقولهم فقالوا في جنين المة أن وقع
ميتا من ضربة الضارب لمه ففيه عشر قيمة أمه ذكرا كان الجنين أو أنثى وقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه إن كان جنين المة غلما ففيه نصف عشر قيمة نفسه ل
قيمة أمه فإن كانت أنثى فعشر قيمتها ) نفسها ( لو كانت حية أو كان حيا وقال داود ل شيء في جنين المة وللتابعين في ذلك أقاويل
متقاربة سأذكرها إن شاء ال في غير هذا الكتاب وبال التوفيق ) حدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان حدثنا أحمد بن شعيب النسوي قال أخبرنا علي بن
سعيد بن مسروق قال حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن إسرائيل عن مغيرة عن إبراهيم في امرأة عالجت نفسها حتى أسقطت فقال تعطى أباه غرة ( ) ( 1التمهيد لما في
الموطأ من المعاني والسانيد