Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫مــقـدمــة‪:‬‬

‫إذا بحثنا في األدبيات االقتصادية لحوكمة الشركات نجد أنه في سنة ‪ 1932‬كان كل‬
‫من ‪ Berle‬و ‪ Means‬من أوائل من تناول فصل الملكية عن التسيير‪ ،‬ليتطرق بعدها‬
‫كل من ‪ Meckling and Jensen‬سنة ‪ 1976‬إلى مشكلة الوكالة‪ ،‬حيث أشارا إلى‬
‫حتمية حدوث صراع بالشركة عندما يكون هناك فصل بين الملكية و التسيير وهو ما‬
‫يطلق عليه " مشاكل الوكالة " ‪،‬حيث قدمت نتائجهما في واحدة من أهم دوريات‬
‫االقتصاد المالي سنة ‪.) economics and financial of Journal ( 1976‬‬
‫وبدون الدخول فى تفاصيل من الرياضيات المعقدة – يمكن بشىء من التبسيط‬
‫توضيح كيفية استخدام نظرية تكلفة الوكالة وعالقتها بقيمة المؤسسة ‪.‬‬
‫ولتحقيق ذلك يجب أن نوضح أوال المقصود بتكلفة الوكالة ‪ ،‬ثم نشير بعد ذلك‬
‫إلى عالقات الوكالة وأثرها على قرارات فى المنظمة ‪.‬‬
‫ويمكن التطرق إلى اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ماهي الوكالة وماهو تاثيرها على قيمة المؤسسة؟‬
‫المبحث األول‪:‬ماهية نظرية الوكالة‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬تعريف نظرية الوكالة‬

‫عزف كل من ‪ Meckling and Jensen‬الوكالة بأنها ‪ " :‬عقد يعين بموجبه شخص أو عدة أشخاص (الرئيسي)‬
‫شخصا آخر هو العون للقيام بأعمال معينة لفائدة األول‪ ،‬مما يستوجب تفويض السلطة للعون"‪ ،‬و تعرف نظرية‬
‫الوكالة المؤسسة على أنها مجموعة من التعاقدات ‪.‬‬
‫‪ -1‬مشكالت الوكالة ‪ :‬تعمل نظرية الوكالة على معالجة مشكالت العالقة بين الرئيسي و العون من ناحية انفصال‬
‫الملكية عن التسيير‪ ،‬و اختالف مصادر تمويل المشروع برأس المال‪ ،‬و كذلك مشكلة تحمل المخاطر‪ ،‬ووظائف صنع‬
‫القرار‪ ،‬و مراقبة أداء األعوان‪ ،‬فإذا تصرف أطراف عالقة الوكالة حسب مصالحهم الذاتية فإن ذلك سيتسبب في‬
‫وجود صراعات ينتج عنها تحمل تكاليف يطلق عليها " تكاليف الوكالة " وهي‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬تكاليف الرقابة ‪ :‬ويتحملها الرئيسي‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬تكاليف االلتزام ‪ :‬ويتحملها العون‪.‬‬
‫ج‪ -‬الخسارة الباقية ‪ :‬و هي الفرق بين السلوك التنظيمي للرئيسي و العون‪.‬‬
‫تنشأ مشكلة الوكالة من تعرض الرئيسي لخسارة نتيجة لتصرفات العون‪ ،‬وعدم بذله المجهودات الكافية لتعظيم عائد‬
‫الرئيسي‪ ،‬و ما يزيد من فرص حدوث هذا األمر هو أن الرئيسي ليس لديه وسائل الرقابة المباشرة لقياس مجهودات‬
‫العون‪ ،‬كما أن هذا األخير هو الذي لديه المعلومات و بالتالي سيستغل الفرصة للبقاء في منصبه أطول مدة ممكنة و‬
‫هو ما يطلق عليه " تجذر المسيرين "‬
‫‪ -2‬مصادر مشكالت الوكالة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم قدرة الرئيسي على رقابة أداء العون‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم تناظر المعلومات‪ ،‬حيث أن العون لديه معلومات أكثر من الرئيسي‪ ،‬وحتى‬
‫لو توفرت نفس المعلومات للرئيسي فإنه قد ال يستطيع تفسيرها بنفس قدرة العون‪.‬‬
‫فرضيات نظرية الوكالة ‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬المسيرون يسعون لتعظيم منافعهم على حساب المالك‪ (.‬اختالف المصالح )‬
‫ب‌‪ -‬المحيط غير مستقر و األعمال السبقية لألعوان قد ال تكون صحيحة‪.‬‬
‫ج‪ -‬العون بعرف عمله أكثر من الرئيسي‪ ،‬ومن هذه الفرضية جاءت فكرة نقصان أو عدم‬
‫اكتمال العقود‪.‬‬
‫د‪ -‬يتميز كل من الرئيسي و العون بالرشادة االقتصادية‪.‬‬
‫ه‪ -‬اختالف أهداف و أفضليات كل من الرئيسي و العون‪ ،‬فبينما يسعى األول إلى‬
‫الحصول على أكبر قدر من جهد و عمل العون مقابل أجر معقول‪ ،‬فإن العون يسعى إلى‬
‫تعظيم منفعته من خالل الحصول على أكبر قدر ممكن من المكافآت‪ ،‬الحوافز‪ ،‬و المزايا‬
‫مع بذل مجهودات أقل ‪.‬‬
‫و‪ -‬اختالف نسبة المخاطرة التي يتحملها كل من الرئيسي و العون‪ ،‬ويرجع ذلك إلى‪:‬‬
‫و‪ -1-‬عدم قدرة الرئيسي على متابعة و مالحظة أداء‪،‬و تصرفات العون بصورة‬
‫مباشرة نتيجة لمعايشة العون لظروف العمل و مشاكله‪.‬‬
‫و‪ -2-‬اختالف الخلفية التدريبية و الخصائص الشخصية لكل منهما‪.‬‬
‫و‪ -3-‬اختالف إمكانية التوصل إلى المعلومات و فهمها لكل من الرئيسي و العون‪.‬‬
‫‪ -4‬خصائص عالقة الوكالة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقوم على السلطة‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم تناظر المعلومات‪.‬‬
‫ج‪ -‬تتعاطى خصوصا مع حقوق الملكية‪.‬‬
‫لقد أدى ظهور نظرية الوكالة و ما ارتبط بها من إلقاء الضوء على المشاكل التي تنشأ نتيجة تعارض المصالح بين‬
‫الرئيسي (المساهمين) و العون (المسيرين)‪ ،‬إلى زيادة االهتمام و التفكير في ضرورة وجود مجموعة من القوانين و‬
‫اللوائح التي تعمل على حماية مصالح المساهمين‪ ،‬و الحد من التالعب المالي و اإلداري الذي قد يقوم به المسيرون‪،‬‬
‫بهدف تعظيم مصالحهم الشخصية و ذلك باعتبارهم الجهة التي تمسك بزمام األمور داخل الشركة‪.‬‬

You might also like