دولة الامارات العربية المتحدة المــــادة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫املــــادة ‪ :‬الرتبية الاسالمية‬ ‫دوةل الامارات العربية املتحدة‬

‫التـارخي ‪2011 / 3 / 2 :‬‬ ‫مـنـطـــــقة عـجـمـان التــــعلـــميية‬


‫الصف ‪ :‬الثاني عشر علمي ب‬ ‫مـــــدرســـة احلــكــــمة اخلاصــــة‬
‫الامس ‪ :‬محمد احمد شعبان‬ ‫قسم الثانوية والاعدادية‪ -‬بنني‬

‫سورة المنافقون ‪3-1‬‬


‫ش َه ُد إِنَّ ا ْل ُمنَافِقِينَ لَ َكا ِذبُونَ‬ ‫سولُهُ َوهَّللا ُ يَ ْ‬ ‫سو ُل هَّللا ِ َوهَّللا ُ يَ ْعلَ ُم إِنَّكَ لَ َر ُ‬ ‫ش َه ُد إِنَّكَ لَ َر ُ‬‫{‪ }1‬إِ َذا َجا َءكَ ا ْل ُمنَافِقُونَ قَالُوا نَ ْ‬
‫ال ‪ُ :‬ك ْنت َم َع َع ِّمي فَ َس ِمعْت َعبْد هَّللا بْن أُبَ ّي اِبْن َسلُول يَقُ ول ‪ " :‬اَل تُ ْنفِقُ وا َعلَى‬ ‫ي ع َْن زَ يْد بْن أَرْ قَم قَ َ‬ ‫ُخَار ّ‬ ‫َر َوى ْالب ِ‬
‫ال ‪ " :‬لَئِ ْن َر َج ْعنَا إِلَى ْال َم ِدينَة لَي ُْخ ِر َجن اأْل َ َع ّز ِم ْنهَ ا اأْل َ َذ ّل " فَ َذكَرْ ت َذلِ كَ‬ ‫َم ْن ِع ْند َرسُول هَّللا َحتَّى يَ ْنفَضُّ وا " ‪َ .‬وقَ َ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس لَّ َم إِلَى َع ْب د هَّللا بْن أُبَ ّي‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ; فَأَرْ َس َل َرسُول هَّللا َ‬ ‫ُول هَّللا َ‬
‫لِ َع ِّمي فَ َذ َك َر َع ِّمي لِ َرس ِ‬
‫ُص ْبنِي ِم ْثل ه ‪,‬‬ ‫ص ابَنِي هَ ّم لَ ْم ي ِ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس لَّ َم َو َك َّذبَنِي ‪ .‬فَأ َ َ‬ ‫ص َّدقَهُ ْم َرسُول هَّللا َ‬ ‫َوأَصْ َحابه فَ َحلَفُوا َما قَالُوا ; فَ َ‬
‫فَ َجلَسْت فِي بَ ْيتِي فَأ َ ْنزَ َل هَّللا َع َّز َو َج َّل ‪ " :‬إِ َذا َج ا َءك ْال ُمنَ افِقُونَ ‪ -‬إِلَى قَوْ ل ه ‪ -‬هُ ْم الَّ ِذينَ يَقُولُ ونَ اَل تُ ْنفِقُ وا َعلَى َم ْن‬
‫ال ‪:‬‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس لَّ َم ‪ ,‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ي َرسُول هَّللا َ‬ ‫ِع ْند َرسُول هَّللا ‪ -‬إِلَى قَوْ له ‪ -‬لَي ُْخ ِر َجن اأْل َ َع ّز ِم ْنهَا اأْل َ َذ ّل " فَأَرْ َس َل إِلَ َّ‬
‫ال ‪:‬‬ ‫ي ع َْن زَ ْي د بْن أَرْ قَم قَ َ‬ ‫ص ِحيح ‪َ .‬وفِي التِّرْ ِم ِذ ّ‬ ‫ال ‪ :‬هَ َذا َح ِديث َح َس ن َ‬ ‫ي قَ َ‬ ‫َّجهُ التِّرْ ِم ِذ ّ‬
‫ص َّدقَك ) خَ ر َ‬ ‫( إِ َّن هَّللا قَ ْد َ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس لَّ َم َو َك انَ َم َعنَ ا أُنَ اس ِم ْن اأْل َ ْع َراب فَ ُكنَّا نَ ْب ُدر ْال َم اء ‪َ ,‬و َك انَ اأْل َ ْع َراب‬ ‫غَزَ وْ نَا َم َع َرسُول هَّللا َ‬
‫ط ع َعلَ ْي ِه َحتَّى ت َِجي َء‬ ‫ارة ‪َ ,‬ويَجْ َع ل النِّ ْ‬ ‫يَ ْسبِقُونَا إِلَ ْي ِه فَيَ ْسبِق اأْل َ ْع َرابِ ّي أَصْ َحابه فَيَ ْمأَل ْال َح وْ ض َويَجْ َع ل َح وْ ل ِح َج َ‬
‫ص ار أَ ْع َرابِيًّ ا فَ أَرْ خَى ِز َم ام نَاقَت ه لِت َْش َرب فَ أَبَى أَ ْن يَدَع هُ ‪ ,‬فَ ا ْنتَزَ َع َح َج رًا‬ ‫ال ‪ :‬فَأَتَى َرجُل ِم ْن اأْل َ ْن َ‬ ‫أَصْ َحابه ‪ .‬قَ َ‬
‫ي فَ َش َّجهُ ‪ ,‬فَ أَتَى َع ْب د هَّللا بْن أُبَ ّي َر ْأس ْال ُمنَ افِقِينَ‬ ‫ار ّ‬
‫ص ِ‬ ‫ب بِهَا َر ْأس اأْل َ ْن َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َاض ْال َماء ; فَ َرفَ َع اأْل َ ْع َرابِ ّي خَ َشبَة فَ َ‬ ‫فَغ َ‬
‫ض وا‬ ‫ال ‪ :‬اَل تُ ْنفِقُ وا َعلَى َم ْن ِع ْن د َر ُس ول هَّللا َحتَّى يَ ْنفَ ُّ‬ ‫ب َعبْد هَّللا بْن أُبَ ّي ثُ َّم قَ َ‬ ‫َض َ‬‫فَأ َ ْخبَ َرهُ ‪َ -‬و َكانَ ِم ْن أَصْ َحابه ‪ -‬فَغ ِ‬
‫ال َع ْب د هَّللا ‪ :‬إِ َذا‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ِع ْند الطَّ َع ام ; فَقَ َ‬ ‫ضرُونَ َرسُول هَّللا َ‬ ‫ِم ْن َحوْ له ‪َ -‬ي ْعنِي اأْل َ ْع َراب ‪َ -‬و َكانُوا يَحْ ُ‬
‫ص َحابِ ِه ‪ :‬لَئِ ْن َر َج ْعتُ ْم إِلَى ْال َم ِدينَ ة‬ ‫ال أِل َ ْ‬ ‫اِ ْنفَضُّ وا ِم ْن ِع ْند ُم َح َّمد فَأْتُوا ُم َح َّمدًا بِالطَّ َع ِام ‪ ,‬فَ ْليَأْ ُكلْ هُ َو َو َم ْن ِع ْن ده ‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬
‫ق فَ أ َ ْخبَ َر‬ ‫ال زَ يْد ‪َ :‬وأَنَا ِر ْدف َع ِّمي فَ َس ِمعْت َعبْد هَّللا بْن أُبَ ّي فَ أ َ ْخبَرْ ت َع ِّمي ‪ ,‬فَ ا ْنطَلَ َ‬ ‫لَي ُْخ ِر َجن اأْل َ َع ّز ِم ْنهَا اأْل َ َذ ّل ‪ .‬قَ َ‬
‫ص َّدقَهُ‬ ‫ال ‪ :‬فَ َ‬ ‫ص لَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس لَّ َم فَ َحلَ فَ َو َج َح َد ‪ .‬قَ َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ; فَأَرْ َس َل إِلَ ْي ِه َر ُس ول هَّللا َ‬ ‫َرسُول هَّللا َ‬
‫ص لَّى‬ ‫ال ‪َ :‬م ا أَ َر ْدت إِلَى أَ ْن َمقَتَ ك َر ُس ول هَّللا َ‬ ‫ي فَقَ َ‬ ‫ال ‪ :‬فَ َجا َء َع ِّمي إِلَ َّ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َو َك َّذبَنِي ‪ .‬قَ َ‬ ‫َرسُول هَّللا َ‬
‫ال ‪ :‬فَبَ ْينَ َم ا أَنَ ا أَ ِس ير َم َع‬ ‫ي ِم ْن جُرْ أَته ْم َما لَ ْم يَقَع َعلَى أَ َحد ‪ .‬قَ َ‬ ‫ال ‪ :‬فَ َوقَ َع َعلَ َّ‬‫هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َو َك َّذبَك َو ْال ُمنَافِقُونَ ‪ .‬قَ َ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَ َع َركَ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فِي َسفَر قَ ْد خَ فَّ ْفت بِ َر ْأ ِسي ِم ْن ْالهَ ّم إِ ْذ أَتَانِي َرسُول هَّللا َ‬ ‫َرسُول هَّللا َ‬
‫ال لَ ك‬ ‫ال ‪َ :‬م ا قَ َ‬ ‫ض ِحكَ فِي َوجْ ِهي ; فَ َما َكانَ يَ ُس ّرنِي أَ َّن لِي بِهَا ْال ُخ ْلد فِي ال ُّد ْنيَا ‪ .‬ثُ َّم إِ َّن أَبَ ا بَ ْك ر لَ ِحقَنِي فَقَ َ‬ ‫أُ ُذنِي َو َ‬
‫ال أَب ِْشرْ ! ثُ َّم لَ ِحقَنِي‬ ‫ض ِحكَ فِي َوجْ ِهي ; فَقَ َ‬ ‫ال َش ْيئًا إِاَّل أَنَّهُ ع ََركَ أُ ُذنِي َو َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم قُ ْلت ‪َ :‬ما قَ َ‬ ‫َرسُول هَّللا َ‬
‫ال أَبُ و‬ ‫ورة ْال ُمنَ افِقِينَ ‪ .‬قَ َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ُس َ‬ ‫ُع َمر فَقُ ْلت لَهُ ِم ْثل قَوْ لِي أِل َبِي بَ ْكر ‪ .‬فَلَ َّما أَصْ بَحْ نَا قَ َرأَ َرسُول هَّللا َ‬
‫ص ف اإْل ِ ْس اَل م َواَل يَ ْع َم ل‬ ‫ال ‪ :‬الَّ ِذي َي ِ‬ ‫ص ِحيح ‪َ .‬و ُسئِ َل ُح َذ ْيفَة بْن ْاليَ َمان ع َْن ْال ُمنَافِق ‪ ,‬فَقَ َ‬ ‫ِعي َسى ‪َ :‬ه َذا َح ِديث َح َسن َ‬
‫ُظ ِهرُونَ هُ ‪.‬‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ; أِل َنَّهُ ْم َكانُوا يَ ْكتُ ُمونَ هُ َوهُ ْم ْاليَ وْ م ي ْ‬ ‫ِب ِه ‪َ .‬وهُ َو ْاليَوْ م َش ّر ِم ْنهُ ْم َعلَى َعهْد َرسُول هَّللا َ‬
‫ب َوإِ َذا‬ ‫ث َك َذ َ‬ ‫ال ‪ ( :‬آيَ ة ْال ُمنَ افِق ثَاَل ث إِ َذا َح َّد َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس لَّ َم قَ َ‬ ‫يحي ِْن ع َْن أَبِي هُ َري َْرة أَ َّن النَّبِ ّي َ‬ ‫َّح َ‬‫َوفِي الص ِ‬
‫ال ‪ ( :‬أَرْ بَ ع َم ْن ُك َّن فِي ِه‬ ‫َو َع َد أَ ْخلَفَ َوإِ َذا اُ ْؤتُ ِمنَ خَ انَ ) ‪َ .‬وع َْن َعبْد هَّللا بْن َع ْمرو أَ َّن النَّبِ ّي َ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ‬
‫َت فِي ِه خَ صْ لَة ِم ْنه َُّن َكانَ فِي ِه خَ صْ لَة ِم ْن النِّفَاق َحتَّى يَدَعهَا ‪ :‬إِ َذا ْ‬
‫اؤتُ ِمنَ خَ انَ َوإِ َذا َح َّد َ‬
‫ث‬ ‫َكانَ ُمنَافِقًا خَالِصًا َو َم ْن َكان ْ‬
‫ص ال َك انَ ُمنَافِقً ا ‪َ ,‬وخَ بَ ره‬ ‫الس اَل م أَ َّن َم ْن َج َم َع هَ ِذ ِه ْال ِخ َ‬ ‫خَاص َم فَ َج َر ) ‪ .‬أَ ْخبَ َر َعلَ ْي ِه َّ‬ ‫َ‬ ‫ب َوإِ َذا عَاهَ َد َغد ََر َوإِ َذا‬ ‫َك َذ َ‬
‫َ‬
‫ال ‪ :‬إِ َّن َبنِي َي ْعقُ وب َح َّدثُوا فَ َك َذبُوا َو َو َع ُدوا فَ أ ْخلَفُوا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي ع َْن ال َح َس ن أنَّهُ ُذ ِك َر لَ هُ هَ َذا ال َح ِديث فَقَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ص ْدق ‪َ .‬ور ُِو َ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َعلَى َسبِيل اإْل ِ ْن َذار لِ ْل ُم ْس لِ ِمينَ ‪َ ,‬والتَّحْ ِذير لَهُ ْم أَنْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َواُؤت ِمنوا فخَانوا ‪ .‬إِن َما هَذا القوْ ل ِمن النبِ ّي َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ص ال ِم ْن َغ ْي ر‬ ‫ت ِم ْنهُ هَ ِذ ِه ْال ِخ َ‬ ‫ْس ْال َم ْعنَى ‪ :‬أَ َّن َم ْن بَد ََر ْ‬
‫ض َي بِ ِه ْم إِلَى النِّفَاق ‪َ .‬ولَي َ‬ ‫صال ; َشفَقًا أَ ْن تَ ْق ِ‬ ‫يَ ْعتَا ُدوا هَ ِذ ِه ْال ِخ َ‬
‫ال َر ُس ول هَّللا‬ ‫ُورة " التَّوْ بَة " ْالقَوْ ل فِي هَ َذا ُم ْستَوْ فًى َو ْال َح ْمد هَّلِل ِ ‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ضى فِي س َ‬ ‫اِ ْختِيَار َوا ْعتِيَاد أَنَّهُ ُمنَافِق ‪َ .‬وقَ ْد َم َ‬
‫اؤتُ ِمنَ َوفَّى ) ‪َ .‬و ْال َم ْعنَى ‪ْ :‬ال ُم ْؤ ِمن ْال َكا ِم ل إِ َذا‬ ‫ق َوإِ َذا َو َع َد أَ ْن َجزَ َوإِ َذا ْ‬‫ص َد َ‬
‫ث َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ( ْال ُم ْؤ ِمن إِ َذا َح َّد َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق ‪َ .‬و أ ْعلم ‪.‬‬ ‫هَّللَا‬ ‫ص َد َ‬
‫ث َ‬ ‫َح َّد َ‬

‫الش هَادَة إِ ْثبَ ات أِل َ ْم ٍر‬ ‫اح د ِم ْن ْال َحلِ ف َو َّ‬ ‫الش هَا َد ِة ; أِل َ َّن ُك ّل َو ِ‬ ‫قِي َل ‪َ :‬م ْعنَى " ن َْش هَد " نَحْ لِ ف ‪ .‬فَ َعب ََّر ع َْن ْال َحلِ ف بِ َّ‬
‫ُم َغيَّب ; َو ِم ْنهُ قَوْ ل قَيْس بْن ُذ َريْح ‪َ  .‬وأَ ْشهَد ِع ْند هَّللا أَنِّي أُ ِحبّهَا‪ ‬فَهَ َذا لَهَا ِع ْن ِدي فَ َما ِع ْندهَا لِيَا‪َ  ‬ويَحْ تَ ِمل أَ ْن يَ ُكون َذلِ كَ‬
‫اق ع َْن‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم اِ ْعتِ َرافً ا بِاإْل ِ ي َم ِ‬
‫ان َونَ ْفيً ا لِلنِّفَ ِ‬ ‫َمحْ ُمواًل َعلَى ظَا ِهره أَنَّهُ ْم يَ ْشهَ ُدونَ أَ َّن ُم َح َّمدًا َرسُول هَّللا َ‬
‫أَ ْنفُسه ْم ‪َ ,‬وهُ َو اأْل َ ْشبَه ‪.‬‬
‫ش َه ُد ِإنَّ ا ْل ُمنَافِقِينَ لَ َكا ِذبُونَ‬‫سولُهُ َوهَّللا ُ يَ ْ‬ ‫سو ُل هَّللا ِ َوهَّللا ُ يَ ْعلَ ُم ِإنَّكَ لَ َر ُ‬‫ش َه ُد ِإنَّكَ لَ َر ُ‬ ‫{‪ }1‬إِ َذا َجا َءكَ ا ْل ُمنَافِقُونَ قَالُوا نَ ْ‬
‫َك َما قَالُوهُ بِأ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم ‪.‬‬
‫ش َه ُد إِنَّ ا ْل ُمنَافِقِينَ لَ َكا ِذبُونَ‬‫سولُهُ َوهَّللا ُ يَ ْ‬ ‫سو ُل هَّللا ِ َوهَّللا ُ يَ ْعلَ ُم إِنَّكَ لَ َر ُ‬‫ش َه ُد إِنَّكَ لَ َر ُ‬ ‫{‪ }1‬إِ َذا َجا َءكَ ا ْل ُمنَافِقُونَ قَالُوا نَ ْ‬
‫ظهَرُوا ِم ْن َشهَادَته ْم َو َحلِفه ْم بِأ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم ‪.‬‬ ‫أَيْ فِي َما أَ ْ‬

‫الض َمائِر ‪َ .‬وهَ َذا يَ ُد ّل َعلَى‬ ‫اجع إِلَى َّ‬ ‫ض َمائِ ِر ِه ْم ‪ ,‬فَالتَّ ْك ِذيب َر ِ‬‫ال ْالفَرَّاء ‪َ " :‬وهَّللَا يَ ْشهَد إِ َّن ْال ُمنَافِقِينَ لَ َكا ِذبُونَ " ِب َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ال َش ْيئًا َوا ْعتَقَ َد ِخاَل فه فَهُ َو َك ا ِذب ‪َ .‬وقَ ْد‬ ‫أَ َّن اإْل ِ ي َمان تَصْ ِديق ْالقَ ْلب ‪َ ,‬و َعلَى أَ َّن ْالكَاَل م ْال َحقِيقِ ّي كَاَل م ْالقَ ْلب ‪َ .‬و َم ْن قَ َ‬
‫يل ‪ :‬أَ ْك َذبَهُ ْم هَّللا فِي أَ ْي َم انه ْم َوهُ َو قَوْ ل ه تَ َع الَى ‪ " :‬يَحْ لِفُ ونَ بِاَهَّلل ِ‬ ‫ضى هَ َذا ْال َم ْعنَى فِي أَ َّول " ْالبَقَ َرة " ُم ْستَوْ فًى َوقِ َ‬ ‫َم َ‬
‫إِنَّهُ ْم لَ ِم ْن ُك ْم َو َما هُ ْم ِم ْن ُك ْم " [ التَّوْ بَة ‪. ] 56 :‬‬
‫سا َء َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ‬ ‫يل هَّللا ِ إِنَّ ُه ْم َ‬
‫سب ِ ِ‬
‫صدُّوا عَنْ َ‬ ‫{‪ }2‬اتَّ َخ ُذوا أَ ْي َمانَ ُه ْم ُجنَّةً فَ َ‬
‫ت َعلَ ْي ِه ‪َ ,‬ح ْس ب‬ ‫ْس َيرْ ِجع إِلَى قَوْ له " نَ ْشهَد إِنَّك لَ َرسُول هَّللا " َوإِنَّ َما يَرْ ِجع إِلَى َسبَب اآْل يَة الَّتِي نَزَ لَ ْ‬ ‫أَيْ ُس ْت َرة ‪َ .‬ولَي َ‬
‫الض حَّاك ‪ :‬يَ ْعنِي َحلَّفَهُ ْم بِاَهَّلل ِ " إِنَّهُ ْم‬ ‫ال َّ‬ ‫ال ‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال َوقَ ْد قَ َ‬ ‫ي ع َْن اِبْن أُبَ ّي أَنَّهُ َحلَفَ َم ا قَ َ‬ ‫ي َوالتِّرْ ِم ِذ ّ‬ ‫َما َذ َك َرهُ ْالب ِ‬
‫ُخَار ّ‬
‫ال ‪ " :‬يَحْ لِفُ ونَ ِباَهَّلل ِ َم ا قَ الُوا "‬ ‫ورة " التَّوْ بَ ة " إِ ْذ قَ َ‬‫لَ ِم ْن ُك ْم " َوقِي َل ‪ :‬يَ ْعنِي بِأ َ ْي َم انِ ِه ْم َم ا أَ ْخبَ َر ال رَّبّ َع ْنهُ ْم فِي ُس َ‬
‫[ التَّوْ بَة ‪. ] 74 :‬‬

‫ال أُ ْق ِسم بِاَهَّلل ِ أَوْ أَ ْشهَد بِاَهَّلل ِ أَوْ أَ ْع ِزم بِاَهَّلل ِ أَوْ أَحْ لِ ف بِاَهَّلل ِ ‪ ,‬أَوْ أَ ْق َس ْمت ِباَهَّلل ِ أَوْ أَ ْش هَ ْدت بِاَهَّلل ِ أَوْ أَ ْع زَ ْمت بِاَهَّلل ِ أَوْ‬
‫َم ْن قَ َ‬
‫ُ‬
‫ال ‪ :‬أ ْق ِسم أَوْ أَ ْشهَد‬ ‫ال فِي َذلِكَ ُكلّه " بِاَهَّلل ِ " فَاَل ِخاَل ف أَنَّهَا يَ ِمين ‪َ .‬و َك َذلِكَ ِع ْند َمالِك َوأَصْ َحابه إِ ْن قَ َ‬ ‫أَحْ لَ ْفت بِاَهَّلل ِ ‪ ,‬فَقَ َ‬
‫ين ‪َ .‬و َح َك اهُ ْال ِكيَ ا ع َْن‬ ‫ْس بِيَ ِم ٍ‬ ‫أَوْ أَ ْع ِزم أَوْ أَحْ لِ ف ‪َ ,‬ولَ ْم يَقُ لْ " بِاَهَّلل ِ " ‪ ,‬إِ َذا أَ َرا َد " ِباَهَّلل ِ " ‪َ .‬وإِ ْن لَ ْم يُ ِر ْد " بِاَهَّلل ِ " فَلَي َ‬
‫ال أَ ْش هَد‬ ‫ص َحابه ‪ :‬لَ وْ قَ َ‬ ‫ال أَبُ و َحنِيفَ ة َوأَ ْ‬ ‫ال أَ ْشهَد بِاَهَّلل ِ َون ََوى ْاليَ ِمين َكانَ يَ ِمينًا ‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال ال َّشافِ ِع ّي ‪ :‬إِ َذا قَ َ‬ ‫ال َّشافِ ِع ّي ‪ ,‬قَ َ‬
‫ال أَ ْشهَد لَقَ ْد َكانَ َك َذا ُدون النِّيَّة َكانَ َي ِمينًا لِهَ ِذ ِه اآْل يَة ‪ ,‬أِل َ َّن هَّللا تَ َع الَى َذ َك َر ِم ْنهُ ْم‬ ‫ِباَهَّلل ِ لَقَ ْد َكانَ َك َذا َكانَ يَ ِمينًا ‪َ ,‬ولَوْ قَ َ‬
‫ال ‪ " :‬اِتَّخَ ُذوا أَ ْي َمانه ْم ُجنَّة " ‪.‬‬ ‫ال َّشهَادَة ثُ َّم قَ َ‬

‫َو ِع ْند ال َّشافِ ِع ّي اَل يَ ُكون َذلِكَ يَ ِمينًا َوإِ ْن ن ََوى ْاليَ ِمين ‪ ,‬أِل َ َّن قَوْ ل ه تَ َع الَى ‪ " :‬اِتَّخَ ُذوا أَ ْي َم انه ْم ُجنَّة " لَي َ‬
‫ْس يَرْ ِج ع إِلَى‬
‫قَوْ له ‪ " :‬قَالُوا نَ ْشهَد " َوإِنَّ َما يَرْ ِجع إِلَى َما فِي " التَّوْ بَة " ِم ْن قَوْ له تَ َعالَى ‪ " :‬يَحْ لِفُونَ ِباَهَّلل ِ َما قَالُوا " [ التَّوْ بَة ‪74 :‬‬
‫]‪.‬‬
‫سا َء َما َكانُوا َي ْع َملُونَ‬ ‫يل هَّللا ِ إِنَّ ُه ْم َ‬
‫سب ِ ِ‬ ‫صدُّوا عَنْ َ‬ ‫{‪ }2‬اتَّ َخ ُذوا أَ ْي َمانَ ُه ْم ُجنَّةً فَ َ‬
‫ص َرفُوا ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ع َْن إِقَا َمة ُح ْكم هَّللا َعلَ ْي ِه ْم ِم ْن ْالقَ ْتل َوال َّسبْي َوأَ ْخذ اأْل َ ْم َوال‬ ‫أَيْ أَ ْع َرضُوا ‪َ ,‬وهُ َو ِم ْن الصُّ ُدود ‪ .‬أَوْ َ‬
‫ص ُّدوا ْاليَهُود َو ْال ُم ْش ِر ِكينَ‬‫يل ‪ :‬فَ َ‬‫ص ّد ‪ ,‬أَوْ َمنَعُوا النَّاس ع َْن ْال ِجهَاد بِأ َ ْن يَتَخَلَّفُوا َويَ ْقتَ ِدي ِب ِه ْم َغيْره ْم ‪َ .‬وقِ َ‬ ‫‪ ,‬فَه َُو ِم ْن ال َّ‬
‫ع َْن ال ُّد ُخول فِي اإْل ِ ْساَل م ‪ ,‬بِأ َ ْن يَقُولُوا هَا نَحْ ُن َكافِرُونَ بِ ِه ْم ‪َ ,‬ولَوْ َكانَ ُم َح َّمد َحقًّا لَ َع َرفَ هَ َذا ِمنَّا ‪َ ,‬ولَ َج َعلَنَ ا نَ َك ااًل ‪.‬‬
‫ي َعلَ ْي ِه فِي الظَّا ِهر ُح ْكم اإْل ِ ي َمان ‪.‬‬ ‫ظهَ َر اإْل ِ ي َمان أُجْ ِر َ‬ ‫فَبَيَّنَ هَّللا أَ َّن َحاله ْم اَل يَ ْخفَى َعلَ ْي ِه ‪َ ,‬ولَ ِك َّن ُح ْكمه أَ َّن َم ْن أَ ْ‬
‫سا َء َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ‬ ‫يل هَّللا ِ إِنَّ ُه ْم َ‬
‫سب ِ ِ‬ ‫صدُّوا عَنْ َ‬ ‫{‪ }2‬اتَّ َخ ُذوا أَ ْي َمانَ ُه ْم ُجنَّةً فَ َ‬
‫ص ّده ْم ع َْن َسبِيل هَّللا أَ ْع َمااًل ‪.‬‬ ‫س أَ ْع َماله ْم ْالخَ بِيئَة ِم ْن نِفَاقه ْم َوأَ ْي َمانه ْم ْال َكا ِذبَة َو َ‬ ‫أَيْ بِ ْئ َ‬
‫{‪َ }3‬ذلِكَ ِبأَنَّ ُه ْم آ َمنُوا ثُ َّم َكفَ ُروا فَطُبِ َع َعلَى قُلُوبِ ِه ْم فَ ُه ْم اَل يَ ْفقَ ُهونَ‬
‫ت اآْل يَة فِي قَوْ م آ َمنُ وا‬ ‫يل ‪ :‬نَزَ لَ ْ‬
‫ب ‪َ .‬وقِ َ‬ ‫ان ثُ َّم َكفَرُوا بِ ْالقَ ْل ِ‬‫هَ َذا إِعْاَل م ِم ْن هَّللا تَ َعالَى بِأ َ َّن ْال ُمنَافِق َكافِر ‪ .‬أَيْ أَقَرُّ وا بِاللِّ َس ِ‬
‫ثُ َّم اِرْ تَ ُّدوا‬
‫{‪َ }3‬ذلِكَ بِأَنَّ ُه ْم آ َمنُوا ثُ َّم َكفَ ُروا فَطُبِ َع َعلَى قُلُوبِ ِه ْم فَ ُه ْم اَل يَ ْفقَ ُهونَ‬
‫أَيْ ُختِ َم َعلَ ْيهَا بِ ْال ُك ْف ِر‬
‫{‪َ }3‬ذلِكَ ِبأَنَّ ُه ْم آ َمنُوا ثُ َّم َكفَ ُروا فَطُبِ َع َعلَى قُلُوبِ ِه ْم فَ ُه ْم اَل يَ ْفقَ ُهونَ‬
‫اإْل ِ ي َمان َواَل ْالخَ يْر ‪َ .‬وقَ َرأَ زَ يْد بْن َعلِ ّي " فَطَبَ َع هَّللا َعلَى قُلُوبه ْم " ‪.‬‬

‫من تفسير القرطبي من موقع ‪http://quran.al-islam.com‬‬

You might also like