االروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - 2-2

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 269

‫المحمل الخامس‪ :‬أن يكون كثير من الحاديث‬

‫المنسوبة إلى المام أبي حنيفة ضعيفة مممن قبيممل ممما‬


‫روى عنممه‪ ,‬ل مممن جهتممه‪ ,‬ول مممن جهممة شمميوخه ومممن‬
‫فوقهم‪ ,‬كما فممي كممثير مممن الحمماديث المنسمموبة إلممى‬
‫صادق‪ ,‬وكثير من الّثقات‪.‬‬ ‫جعفر ال ّ‬
‫ذهبي فممي ))الميممزان(()‪ (1‬عممن الحممافظ‬ ‫فقد روى ال ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫ن أّبا بن جعفر وضع على أبممي حنيفممة‬ ‫ابن حّبان)‪ :(2‬أ ّ‬
‫دث بهمما أبممو حنيفممة‬‫أكثر من ثلث مائة حممديث‪ ,‬ممما ح م ّ‬
‫ذهبي في ترجمة أّبا بن جعفر‪.‬‬ ‫ط‪ ,‬رواه ال ّ‬‫ق ّ‬
‫ن المممام أبمما حنيفممة ‪--‬‬ ‫إذا عرفت هذا؛ فاعلم أ ّ‬
‫ن‪ .‬وقد كان الحافظ المشممهور‬ ‫طلب العلم بعد أن أس ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫ن ]تنمماقص[‬‫بالعنايممة فممي هممذا الشممأن إذا كممبر وأسم ّ‬
‫حفظه‪ ,‬فلهذا لم يكن في الحفظ في أرفممع المراتممب‪,‬‬
‫وكذلك غيره من الئمممة‪ ,‬فقممد كممان المممام أحمممد بممن‬
‫حنبل أوسع الئمة الربعة معرفة بالحديث وحفظا ً له‪,‬‬
‫ولم يكن ذلك عيبا ً فيهم ول قدحا ً في اجتهممادهم‪ ,‬وقممد‬
‫مد بن سيرين‪ ,‬وإبرهيم‬ ‫كان حديث ابن المسّيب‪ ,‬ومح ّ‬
‫ح وأقمموى مممن حممديث عطمماء‪ ,‬والحسممن‬ ‫الّنخعممي‪ :‬أص م ّ‬
‫ي‪ ,‬وأبي قلبة‪ ,‬وأبي العالية‪ .‬وكان ابن المسّيب‬ ‫البصر ّ‬
‫ً‬
‫أصح الجماعة حديثا من غيمر قممدح فمي علمم ممن همو‬
‫دونه‪.‬‬
‫فمماظ فممي حممديث‬ ‫ولهذا السبب تكل ّممم بعممض)‪ (5‬الح ّ‬
‫‪ ( )1‬انظر‪)) :‬السير((‪.(1/17) :‬‬
‫‪)) ( )2‬المجروحين((‪.(185-1/184) :‬‬
‫‪ ( )3‬في )س( في الموضعين‪)) :‬أبان(( وهو خطأ‪.‬‬
‫وأّبا‪ :‬بالتشديد‪ ,‬قال ابن ماكول في ))الكمال((‪)) :(1/8) :‬ذكره‬
‫الخطيب في باب‪) ,‬أبا( بالتخفيف‪ ,...‬ووهم في ذلك‪ ,‬وإّنما هو‬
‫أّبمما التشممديد‪ ,‬أجمممع علممى ذلممك البصممريون‪ ..‬ووجممدت ذلممك‬
‫مستفيضا ً بالبصرة‪((...‬اهم‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في )أ(‪)) :‬تناقظ(( وهو خطأ‪.‬‬
‫‪ ( )5‬بل أكثرهم على تضعيفه في الحديث‪ ,‬ول يقدح ذلك فممي‬
‫إمامته‪ ,‬وهذا هو النصاف‪ ,‬وما سواه خطل واعتساف‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ن‬‫ن بعض الجّهال أ ّ‬ ‫المام العظم أبي حنيفة ‪--‬؛ فظ ّ‬
‫ذلممك يقتضممي القممدح فممي اجتهمماده‪ ,‬وإمممامته‪ ,‬وليممس‬
‫ن غيره أحفظ منه‪ ،‬وذلممك‬ ‫كذلك‪ ,‬فغاية ما في الباب أ ّ‬
‫ن غيممره أفضممل منممه‪ ,‬ول أعلممم منممه علممى‬ ‫ل يستلزم أ ّ‬
‫الطلق‪ ,‬فقد كان أبو هريممرة ‪ --‬أحفممظ الصممحابة –‬
‫رضي الله عنهم‪ ,-‬ولم يكن أعلمهممم‪ ,‬ول أفقههممم‪ ,‬ول‬
‫ي‬ ‫أفضلهم‪ ,‬وقد كان معاذ أفقههم‪ ,‬وزيد أفرضهم‪ ,‬وعل ّ‬
‫ي أقرأهم‪ ,‬والخلفاء أفضلهم‪.‬‬ ‫أقضاهم‪ ,‬وأب ّ‬
‫وبعد؛ فالمناقب مواهب يهب الله منهمما ممما يشمماء‬
‫ذهبي إلممى العتممذار عممن ذكممر‬ ‫لمن يشاء‪ ,‬وقد أشار ال ّ‬
‫المام أبي حنيفة وأمثاله‪ ,‬وإلى أن ّممه ل قممدح عليممه بممما‬
‫ذكر فيه من الختلف‪ ,‬فقال في خطبة ))الميممزان(()‪:(1‬‬
‫‪/62‬أ‬
‫))وكذا ل أذكر من الئمة ‪/‬المتبوعين في الفروع أحدا ً‬
‫لجللتهم في السلم‪ ,‬وعظمتهممم فممي الّنفمموس‪ ,‬فممإن‬
‫ذكرت أحدا ً منهم فأذكره علممى النصمماف‪ ,‬وممما يضمّره‬
‫ذلممك عنممد اللممه‪ ,‬ول عنممد الن ّمماس‪ ,‬إّنممما يضممر النسممان‬
‫الكذب‪ ,‬والصرار علممى كممثرة الخطممأ‪ ,‬والّتجمّري علممى‬
‫تدليس الباطل‪ ,‬فإّنه خيانممة وجنايممة‪ ,‬فممالمرء المسمملم‬
‫ل شمميء إل الخيانممة والكممذب((‪ .‬انتهممى‬ ‫يطبممع علممى كم ّ‬
‫كلمه‪.‬‬
‫ذهبي‪ ,‬وذكمر‬ ‫دب أبمو عبمد اللمه الم ّ‬ ‫فانظر كيمف تمأ ّ‬
‫ن‬ ‫ص علممى أ ّ‬ ‫جللة الئمة المتبمموعين فممي السمملم‪ ,‬ونم ّ‬
‫ذكرهم في كتب الجرح والتعديل ل يضرهم عند اللممه‪,‬‬
‫ول عند الّناس‪ .‬وهكذا فليكن ذكر العالم لمن هو أعلم‬
‫منه؛ بأدب‪ ,‬وتواضع‪ ,‬وتعظيم‪ ,‬وتوقير‪ ,‬جعلنا الله ممن‬
‫مة)‪.(2‬‬
‫عرف قدر الئمة‪ ,‬وعصمنا من مخالفة إجماع ال ّ‬
‫شممبهتين‬ ‫م كشممف عمموار همماتين ال ّ‬ ‫وبهذه الجملة ت م ّ‬
‫ضعيفتين في علممم إمممام أكممثر أهممل السمملم‪ ,‬الممذي‬ ‫ال ّ‬
‫أجمع على إمامته العلماء العلم‪ .‬وقد أحببت الّتقّرب‬
‫‪.(1/2-3) ( )1‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪ :‬الئمة ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫إلى اللممه تعممالى‪ ,‬والّتشمّرف بخدمممة منمماقبه العزيممزة‪,‬‬
‫ب عممن معممارفه الغزيممرة‪ ,‬بممذكر هممذه الحممرف‬ ‫والممذ ّ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫الحقيرة اليسيرة‪ ,‬ولم أقصد الّتعريف بمجهممول مممن‬
‫فضائله‪ ,‬ول الّرفع لمخفوض من مناقبه‪ ,‬فهو من ذلك‬
‫ل شأنّا‪.‬‬‫أرفع مكانًا‪ ,‬وأج ّ‬
‫غني ّممة عممن‬ ‫والشممممس فممي صممممادع أنوارهمما‬
‫صمممفة الواصمممف‬
‫الوهم الثاني عشر‬
‫الوهم الثاني عشر‪ :‬وهم المعترض المسممكين‬
‫ذكاء مخصوصممة‪ ,‬وأجنحممة أهممل‬ ‫ن طائفة المعتزلة بالم ّ‬ ‫أ ّ‬
‫الثر عن الّنهمموض لهممذه الفضمميلة مقصوصممة‪ ,‬وص مّرح‬
‫بوصم المام مالك بن أنس ‪ --‬بممالبله‪ ,‬وكممذلك أهممل‬
‫الحممديث‪ ,‬قممال‪)) :‬إّنممما قممالوا بممذلك لقل ّممة ممارسممتهم‬
‫ن الحممديث‪ .‬وكلمممه هممذا‬ ‫بالعلوم‪ ,‬واقتصارهم علممى فم ّ‬
‫ذكممره فممي رسممالته الّثانيممة)‪ (2‬الممتي أجمماب بهمما علممى‬
‫القصيدة التي أّولها‪:‬‬
‫وتممعيد تمممعنيف‬ ‫ظّلت عواذلمه تروح وتغتدي‬
‫ب وتبتدي‬ ‫المح ّ‬

‫س مّنة‬
‫ث على اّتباع ال ّ‬ ‫وهذه قصيدة أنشأتها في الح ّ‬
‫دعاء إليهمما[‬ ‫ث عليها‪] ,‬وال ّ‬ ‫الّنبوّية‪ ,‬زادنا الله شرفا ً بالح ّ‬
‫ب عممن أئمممة‬ ‫)‪ ,(3‬وقد أحببت تكميل تش مّرفي فممي ال مذ ّ ّ‬
‫سّنة فممي موضممع واحممد‬ ‫السلم الربعة‪ ,‬وسائر أئمة ال ّ‬
‫فأقول‪ :‬كلم المعترض فممي هممذا الموضممع مممن جملممة‬
‫فضلت الكلم‪ ,‬ونزوات القلم‪ ,‬التي ليس تحتها أثارة‬
‫مممن علممم فتعممرف‪ ,‬ول فيهمما شممبهة قادحممة فتكشممف‪.‬‬
‫ولكن ينبغي تأديبه عليها بذكر تقريعات‪:‬‬
‫ن أهممممل السممممنة والبدعممممة‪ ,‬والخلممممف‬ ‫ول‪ :‬أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬المجهول((‪.‬‬
‫‪ ( ) 2‬انظر مقدمة ))العواصم((‪ (41-1/32) :‬للعلممة إسمماعيل‬
‫الكوع‪ ,‬و)‪ (1/12‬من هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ ( )3‬زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬
‫‪/62‬ب‬

‫‪70‬‬
‫سلف‪ ,‬والمتكلمين والصوليين‪ ,‬والّنحاة والّلغممويين‪,‬‬ ‫وال ّ‬
‫وأهممل كتممب المقممالت فممي الملممل والّنحممل‪ ,‬كّلهممم‬
‫استمّرت عادتهم على نسبة القمموال إلممى مممن قالهمما‪,‬‬
‫وحكاية المذاهب عن أهلها؛ مممن غيممر زيممادة سممخرية‪,‬‬
‫ول غمص‪ ,/‬ول أذى ول استهانة‪ ,‬تنزيها ً للسممنتهم عممن‬
‫ل على قّلممة التمييممز‬ ‫ما يد ّ‬‫سفه‪ ,‬ولمصّنفاتهم ع ّ‬ ‫خبث ال ّ‬
‫والمناصفة‪ ,‬فترى المتكّلمين‪ ,‬وأهل المقالت ينسبون‬
‫البممدع إلممى أهلهمما ]كممذلك[)‪ , (1‬بممل يحكممون مممذاهب‬
‫الخارجين عن السملم؛ فيقولمون‪ :‬ذهمب الّثنويمة إلمى‬
‫صلين أّنه‬ ‫كذا‪ ,‬وذهب الّنصارى إلى كذا‪ ,‬علما ً من المح ّ‬
‫س السمموقة‪.‬‬ ‫سفه‪ ,‬وأن ّممه مقممدور لخ م ّ‬ ‫ل حاصل تحت ال ّ‬
‫وإّنما يوجد شيء من ذلك في كلم بعض العلماء عنممد‬
‫النتصاف من المعتدين‪ ,‬والنتصار لئمممة أهممل الممدين‪,‬‬
‫ن‬
‫مم َ‬ ‫سمموِء ِ‬
‫جهْمَر ِبال ّ‬ ‫ه ال َ‬‫ب اللم ُ‬
‫حم ّ‬ ‫قال اللممه تعممالى‪)) :‬ل ي ُ ِ‬
‫م(( ]النساء‪.[148/‬‬ ‫من ظ ُل ِ َ‬‫ل إل ّ َ‬
‫قو ْ ِ‬
‫ال َ‬
‫الثاني‪ :‬أّنك عّللت بللهم‪ ,‬وجمممود فطنتهممم بقل ّممة‬
‫ذم الكلم وأهله‬
‫ممارستهم للعلوم‪ ,‬وعنيت بهذه العلوم‪ :‬علوم الجدل‪,‬‬
‫والخمموض فممي دقيممق الّنظممر‪ ,‬لن ّممه ل ُيفهممم إل ذلممك‪,‬‬
‫ن هممذه العل ّممة قممد‬ ‫والّتعليل بهذه العّلة هفوة كممبيرة‪ ,‬ل ّ‬
‫شمماركهم فيهمما خيممرة اللممه مممن خلقممه مممن النبيمماء‬
‫صممحابة والت ّممابعين‪,‬‬ ‫المرسلين‪ ,‬والولياء والمقّربين‪ ,‬وال ّ‬
‫صالحين‪ ,‬فإن كان هذا المعترض يجعممل هممذه‬ ‫وسائر ال ّ‬
‫دت إليممه مممن‬ ‫العل ّممة مممؤّثرة صممحيحة‪ ,‬ويسممتلزم ممما أ ّ‬
‫ل مممن تممرك الخمموض فممي علممم الكلم‪,‬‬ ‫الزراء على ك ّ‬
‫والممارسة لساليب المتحذلقين من أهل الجدل فقممد‬
‫تعّرض للهلك‪ ,‬وارتبك في البلدة أي ارتباك‪.‬‬
‫شممبهة بعينهمما؛ الحسممين بممن‬ ‫وقممد اغممتّر بهممذه ال ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫دعممى المامممة‬ ‫ي العيمماني ‪ ,‬أحممد مممن ا ّ‬ ‫القاسم بن عل ّ‬
‫مممن الّزيدّيممة‪ ,‬فخممرج مممن مممذهب الّزيدّيممة بممل مممن‬

‫‪ ( )1‬زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬


‫دم شيء من أخباره‪.‬‬
‫‪ ( )2‬تق ّ‬

‫‪71‬‬
‫دعى أّنه أفضل من رسول الله‬ ‫المذاهب السلمية‪ ,‬وا ّ‬
‫ل !! وتابعه‬ ‫)‪(1‬‬
‫ن كلمه أنفع من كلم الله عز وج ّ‬ ‫‪ ,‬وإ ّ‬
‫على ذلك طائفة مخذولة من الّزيدي ّممة‪ ,‬وقممد انقرضممت‬
‫بعممد النتشممار‪ ,‬وخملممت بعممد الشممتهار‪ ,‬وهممذه العّلممة‬
‫العليلممة كممانت سممبب اغممتراره مممن نفسممه؛ فممإّنه كممان‬
‫يناظر أهل العلم بها‪ ,‬ويقول في مناظرته‪:‬‬
‫ن العلم أفضل‪ ,‬وأن علم الكلم أفضممل‬ ‫قد ثبت أ ّ‬
‫م يقول لمن يوافقه مممن الّزيدي ّممة والمعتزلممة‬ ‫العلوم‪ .‬ث ّ‬
‫دمتين‪:‬‬ ‫على هاتين المق ّ‬
‫إّنه يلزم منهما أّنه أفضل من رسول الله ‪‬؛ لّنه‬
‫ن مص مّنفاته قممد‬ ‫يقطع أن ّممه أعلممم منممه بعلممم الكلم‪ ,‬وا ّ‬
‫اشممتملت علممى)‪ (2‬ال مّرد ّ علممى الفلسممفة‪ ,‬وسممائر أهممل‬
‫الملل والّنحل على ما ليس في كتمماب اللممه ممما يقمموم‬
‫مقمممامه‪ ,‬فتصمممانيفه أنفمممع للمسممملمين ممممن القمممرآن‬
‫العظيم!!‬
‫فإن كان المعترض قد اختار هممذا المممذهب‪ ,‬وأراد‬
‫أن يحيي منه ممما مممات‪ ,‬ويسممتدرك علممى صمماحبه مممن‬
‫الكفممر ممما فممات؛ فليممس بمسممتنكر لممه بعممد ذلممك أن‬
‫يستهزيء بأهل الحديث‪ ,‬ويسخر من علماء الثر‪ ,‬وإن‬
‫كممان يممأبي منممه إبمماء المسمملمين‪ ,‬ويممأنف منممه أنفممة‬
‫ن مممن كممان لممه أسمموة –فممي‬ ‫المؤمنين؛ فقد تبّين لممه أ ّ‬
‫تمممرك علممموم الوائل وتحمممذلق الجمممدلّيين‪ -‬بالنبيممماء‬
‫صممالحين‪,‬‬ ‫والمرسلين‪ ,‬والصممحابة والت ّممابعين‪ ,‬وسممائر ال ّ‬
‫فهو حريّ بالّتبجيل والّتعظيم‪ ,‬والّتوقير والّتكريم‪.‬‬

‫صه‪:‬‬ ‫‪ ( )1‬في هامش )أ( و)ي( ما ن ّ‬


‫ن‬ ‫ّ‬
‫دته‪ ,‬ولعلممه كممذلك؛ فممإ ّ‬
‫))قد روي أّنه خولط في عقله آخر م ّ‬
‫هممذه المقالممة ل يتجاسممر عليهمما أحممد مممن المسمملمين‪ ,‬فكيممف‬
‫تصدر من أحد أئمة أهل البيت المطّهرين!! تمت‪ .‬مممن إفممادة‬
‫السيد العلمة محمد بن إسماعيل المير –رحمه الله‪((-‬اهم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وفي كلم المير ما ل يخفى‪.‬‬
‫‪ ( )2‬كذا في الصول‪ ,‬ولعل الولى‪)) :‬من((‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ذهن‪ ,‬ووّقاد القريحة‪ ,‬من البله الن!؟‬ ‫فياسّيال ال ّ‬
‫‪/63‬أ‬ ‫ن معرفته بالله‪/‬‬ ‫أمن عّلل بهذا الّتعليل العليل‪ ,‬وقال‪ :‬إ ّ‬
‫ن اللممه ل يعممرف مممن‬ ‫مثل معرفة جبريممل‪ ,‬بممل قممال‪ :‬إ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ذاته أكثر منه بكثير ول قليل‪ ,‬أم من آمن بالله وكتبه‬
‫دب بآداب الّتنزيل‪ ,‬واقتدى بسّيد المرسلين‬ ‫ورسله وتأ ّ‬
‫دين والمماراة للجاهلين؟‪.‬‬ ‫في ترك الّتعمق في ال ّ‬
‫الّثالث‪ :‬البلممه وجمممود الفطنممة مممن أفعممال اللممه‬
‫طائفممة‬‫تعالى الممتي أجممرى العممادة أن ل يخلممى عنهمما ال ّ‬
‫العظيمة الذين ل يحصممرهم عممدد‪ ,‬ول يجمعهممم نسممب‬
‫سممواد والبيمماض‪,‬‬ ‫طول والقصممر‪ ,‬وال ّ‬ ‫ول بلممد‪ ,‬وهممو كممال ّ‬
‫وحسممن الصمموت)‪ ,(2‬وجمممال الخلممق‪ ,‬فممالقول بممذلك‬
‫عليهم من قبيل الّتجّري على البهممت الممذي هممو عممادة‬
‫الب ّ‬
‫طالين‪.‬‬
‫ل طائفممة عظيمممة –ل‬ ‫ن في ك ّ‬ ‫ل منصف يعلم أ ّ‬ ‫وك ّ‬
‫يجمعهمم إقليمم ول نسمب ول طبيعمة‪ -‬فطنماء وبلمداء‪,‬‬
‫وكرام وبخلء‪ ,‬وشجعان وجبناء‪ ,‬وقد خاطب الله عّباد‬
‫الحجارة الذين لم تكن عندهم من العلممم أثممارة بمثممل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ت َعْل َ ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫ن((‬ ‫مممو َ‬ ‫م تعقلممون( ‪)) ,‬وَأنت ُم ْ‬ ‫قمموله تعممالى‪) :‬وَأن ْت ُم ْ‬
‫]البقرة ‪.[22‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ن رسالة المعترض منادية عليممه نممداء‬ ‫الّرابع‪ :‬أ ّ‬
‫ل إنمماء بالممذي‬ ‫صريحا ً بجمود الفطنة‪ ,‬وكثرة البلممه‪ ,‬وكم ّ‬
‫فيه يرشح‪ .‬ولو كممان مممن أهممل المغاصممات الغامضممة‪,‬‬
‫سائلة والقرائح الوقّممادة؛ لظهممر لممذلك أثممر‬ ‫والذهان ال ّ‬
‫في أساليبه‪ ,‬ولحت من ذلك مخايل على رسائله‪ ,‬فل‬
‫مخبأ بعد بوس‪ ,‬ول عطر بعد عممروس‪ .‬فيمما هممذا!! ممما‬
‫حملك على عيب الخصوم بعيب أنت به موصوم؟!‪.‬‬

‫‪ ( )1‬في )ت(‪)) :‬ملئكته((‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬الصور((‪.‬‬
‫‪ ( )3‬هذا وهم من المصنف‪ ,‬ول توجد آية بهممذا اللفممظ‪ .‬وفيممه‪:‬‬
‫))أفل تعقلون((‪)) ,‬لعلكم تعقلون((‪.‬‬
‫‪ ( )4‬ساقطة من )س(‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ذكاء‬ ‫دعي ممممن الممم ّ‬ ‫ن الفلسمممفة تممم ّ‬ ‫الخخخامس‪ :‬أ ّ‬
‫دع‪ ,‬وتعتقممد فممي المسمملمين‬ ‫والفطنة مثل ممما أنممت مم ّ‬
‫دثين‪ ,‬فممإّنهم‬ ‫كّلهممم مثممل ممما أنممت معتقممد فممي المحمم ّ‬
‫ن المتكّلمين من المسلمين غير ممارسممين‬ ‫يعتقدون أ ّ‬
‫للعلمموم العقليممة علممى ممما ينبغممي‪ .‬ول منصممفين فممي‬
‫متابعممة)‪ (1‬محممض العقممل‪ ,‬لمراعمماتهم فممي كممثير مممن‬
‫المواضع لقواعممد السمملم‪ ,‬وتعصممبهم لمممذاهب البمماء‬
‫)‪(2‬‬
‫صمغر‬ ‫والمشايخ‪ ,‬وخوف ما تقّرر في نفوسهم ممن ال ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫سمّباق إلممى‬ ‫من خوف عذاب الخرة‪ ,‬وعندهم أّنهم ال ّ‬
‫تأسيس قواعد العلوم العقلي ّممة‪ ,‬والقمموانين المنطقي ّممة‪,‬‬
‫دوا باسممتخراج علممم المنطممق‪ ,‬وميممزان‬ ‫وأّنهممم اسممتب ّ‬
‫البرهممان‪ ,‬بصممفاء أذهممانهم فممي النظممر فممي الحقممائق‪,‬‬
‫ن ذلممك‬ ‫وشدة غوصهم على لطائف الغوامض‪ ,‬فكممما أ ّ‬
‫ل علممى صممحة ممما هممم‬ ‫–وإن صدقوا في بعضممه‪ -‬ل يممد ّ‬
‫عليه من الكفر‪ ,‬ول يرجح ممما فرحمموا بممه مممن الضمملل‬
‫ج بممه المعممترض علممى‬ ‫والخسممر)‪ , (4‬فكممذلك ممما احتمم ّ‬
‫ذكاء والفطنممة‪ ,‬بسممبب ممما‬ ‫اختصاصممه وأصممحابه بالمم ّ‬
‫موا من رائحممة الحممذق‬ ‫استعاروه من علم الوائل‪ ,‬وش ّ‬
‫حة دعممواه‪ ,‬ول‬ ‫فممي بعممض المسممائل‪ ,‬ل يمموجب لممه صم ّ‬
‫يستحق به الختصاص بالّنجاة؛ هذا إن سّلم المعترض‬
‫ل عممن تحقيقممه‪,‬‬ ‫ل في تممدقيقه ويممز ّ‬ ‫ن المدّقق قد يض ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ما إن لم يسّلم ذلك فليتخممذهم أئممة‪ ,‬وينسملخ ع ّ‬
‫ممما‬ ‫وأ ّ‬
‫همه‬ ‫مة‪ ,‬وفي هذا أكبر دليل على فساد ممما تممو ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫المعترض مممن تعليممل صممفاء الذهممان‪/ ,‬والّرجمموع فممي‬
‫حة اليمان إلى ممارسة تواليممف اليونممان فممي علممم‬ ‫ص ّ‬
‫ل سقراط المعّلم الّول‪ ,‬واهتدى من‬ ‫البرهان‪ ,‬فقد ض ّ‬
‫العراب كثير‪ ,‬وما مارس أحممد منهممم تلممك العلمموم ول‬
‫تأّول‪.‬‬
‫في )س(‪)) :‬ول مّتصفين بمتابعة((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬
‫العبارة في )س( محّرفة‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫سقطت من )س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫سة !‪.‬‬ ‫في )س(‪ :‬الخ ّ‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪74‬‬
‫‪/63‬ب‬

‫فيا هذا! من أكثر ممارسة للعلوم العقلّية‪ ,‬وأهدى‬


‫سليم‪ ,‬وخديجة‬ ‫م ُ‬ ‫م الدرداء‪ ,‬وأ ّ‬
‫إلى العقائد السلمية‪ :‬أ ّ‬
‫م أرسطاطاليس‪ ,‬وأفلطون‪ ,‬وابن سينا؟‬ ‫بنت خويلد‪ ,‬أ ْ‬
‫وانظر بعد هذا في ميزانك الذي وزنت به أهممل العلممم‬
‫ذكاء‪ ,‬وأهل الجمود والبله‪ ,‬هممل تجممده مممع مراعمماة‬ ‫وال ّ‬
‫ل‪ ,‬أو تراه إلى تعظيم الفلسفة مائ ً‬
‫ل؟‪.‬‬ ‫السلم عاد ً‬
‫مة واحدة فممي عهممد‬ ‫سادس‪ :‬كان المسلمون أ ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫ما كان عليه الصحابة‬
‫رسول الله ‪ ‬وأّيام الخلفمماء الّراشممدين –رضممي اللممه‬ ‫والسلف هو الهدى‬
‫عنهم‪ ,-‬ليس بينهم خلف في أمر العقيدة‪ ,‬وعلم مممن‬
‫صممالحين‬ ‫سلف ال ّ‬ ‫النبي ‪ ,‬ومن الخلفاء الّراشدين وال ّ‬
‫أن الممذي كممان عليممه المسمملمون فممي أعصممارهم هممو‪:‬‬
‫سمملمة‪ ,‬حت ّممى‬ ‫سممبيل الهممدى ومنهممج الحمقّ وطريممق ال ّ‬
‫مارسممتم هممذه العلمموم‪ ,‬وتركتممم الجمممود‪ ,‬وسممالت‬
‫دقائق‪ ,‬وض مّلت‬ ‫أذهانكم بالحقائق‪ ,‬وغصتم على هذه ال ّ‬
‫اثنتان وسبعون فرقة من ثلث وسبعين‪ ,‬ولم يبق مممن‬
‫شممرها‪ ,‬ول‬ ‫مة على الحقّ بتركه)‪ (1‬هذه الممارسممة ع ُ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫نصف عشرها!!‪.‬‬
‫دعي أّنهمما الفرقممة الّناجيممة‪ :‬دعمموى‬ ‫والمعتزلممة تمم ّ‬
‫ل من خالفهم مممن‬ ‫ممزوجة بعجب كثير‪ ,‬واستحقار لك ّ‬
‫صغير وكبير! وهم مع ذلممك مختلفممون غايممة الختلف‪,‬‬
‫مفترقون عشر فممرق فممي مسممائل عقليممة قطعيممة‪ ,‬ل‬
‫يمكن عندهم فيها تصويب الجميع ول رفممع الثممم عممن‬
‫المخطىممء‪ ,‬ول القطممع بانتفمماء الفسممق بإجممماعهم!!‬
‫ومنهم من يجيمز فمي ذلمك الختلف الواقمع بينهمم أن‬
‫يكون فسقا ً فل خلف بينهم فيه)‪ , (2‬ومنهم من يص مّرح‬
‫بتكفير مخالفه‪ ,‬وبين أصحاب أبي الحسين‪ ,‬وأصممحاب‬
‫أبي هاشم في ذلك ما ليممس بيممن فممرق أهممل الضمملل‬
‫ل في علم الخر‪ ,‬والقطع ببطلن‬ ‫أكثر منه‪ ,‬من قدح ك ّ‬
‫ممما هممو عليممه‪ ,‬وهممذا الضممطراب العظيممم‪ ,‬والخلف‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬ببركة(( ولها وجه ظاهر‪.‬‬


‫‪ ( )2‬ليست في )س(‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫شديد بين المعجبين بدعوى الختصاص بعلم الحممق‪,‬‬ ‫ال ّ‬
‫والعتصام بالميزان العدل الذي يرفع الخلف‪ ,‬ويظهر‬
‫)‪(1‬‬
‫ل هممذا حصممل بسممبب‬ ‫ق‪ ,‬وكم ّ‬ ‫معه ما خفممي مممن الحم ّ‬
‫دثين الغفلمة‬ ‫ممارسممة العلموم الممتي عبتممم علمى المحم ّ‬
‫عنهممما‪ ,‬فل عمممدمكم المسممملمون‪ ,‬زيمممدوا فمممي همممذه‬
‫الممارسة فما يحصل منهمما غممدا ً إل)‪ (2‬ممما حصممل منهمما‬
‫أمممس‪ :‬تبمماغض وافممتراق‪ ,‬وجممدال وشممقاق‪ ,‬وتكفيممر‬
‫ضلل إلى مكان سحيق‪.‬‬ ‫وتفسيق‪ ,‬وهوى من ال ّ‬
‫سممخرية‬ ‫دثون ممما اسممتحقوا منممك ال ّ‬ ‫ن كان المح ّ‬ ‫فإ ْ‬
‫والسمممتهانة إل لعمممدم دخمممولهم معكمممم فمممي همممذه‬
‫الممارسة؛ فالمر ]في ذلممك[)‪ (3‬مجبممور‪ ,‬ولهممم أسمموة‬
‫يعّزون بها أنفسهم فيمممن فمماتته هممذه الممارسممة مممن‬
‫صممحابة والّتممابعين‪ ,‬والوليمماء‬ ‫النبيمماء والمرسمملين‪ ,‬وال ّ‬
‫صالحين‪.‬‬ ‫وال ّ‬
‫سابع‪ :‬أخبرنا ما هذه العقممائد الممتي اختصصممتم‬ ‫ال ّ‬
‫‪(4‬‬ ‫)‪4‬‬
‫باعتقادها؟ وتميزتم على المحممدثين ‪ ,‬وعّيرتممم علممى‬
‫المخّليمن بمعرفتهما‪ ,‬ولممم تكمن معرفتهمما إل بممارسمة‬
‫صممالح‪,‬‬
‫سمملف ال ّ‬ ‫صممحابة وال ّ‬ ‫العلوم التي لم يمارسممها ال ّ‬
‫صممحابة‬‫حة عقممائد ال ّ‬‫مة قد أجمعت على ص ّ‬ ‫فإّنا رأينا ال ّ‬
‫ن علينمما بممالّتعريف بممما‬ ‫قبممل هممذه الممارسممة‪ ,‬فَ ُ‬
‫ممم ّ‬
‫استفدتموه بذلك‪.‬‬
‫ن هذه العقائد هي اعتقاد وجممود اللممه‬ ‫فإن قلت‪ :‬إ ّ‬
‫عّز وج ّ‬ ‫‪/64‬أ‬
‫ل‪ ,‬وأن ّممه عممالم قممادر‪ ,‬موصمموف بجميممع صممفات‬ ‫بعض الشناعات‬
‫صممدر الّول‬ ‫الكمال ‪/‬غير ممث ّممل بمثممال‪ ,‬فقممد أمكممن ال ّ‬ ‫المبتدعة‬
‫معرفممة هممذا وأمثمماله مممن الح مقّ مممن غيممر ممارسممة‬
‫لعلومكم‪ ,‬ولم يصمهم أحد بالبله وجمود الفطنة ممن‬

‫‪ ( )1‬في نسخة‪)) :‬ببركة(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬الن(( وهو خطأ‪.‬‬
‫‪ ( )3‬زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬
‫‪ ( )4‬ما بينهما ليس في )س(‪ ,‬ووضع على هممذه العبممارة فممي‬
‫)ي( خط‪ ,‬وكأنه لم يرها في إحدى الّنسخ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫هو أذكى منممك قلبمًا‪ ,‬وأرجممح لب ّمًا‪ ,‬وأصمملب دينمًا‪ ,‬وأتم ّ‬
‫م‬
‫يقينًا‪ .‬وإن كانت العقائد الممتي ل تممدرك إل بالممارسممة‬
‫ن الله ل يعلمم ممن نفسمه إل مما‬ ‫هي قول شيوخكم‪ :‬إ ّ‬
‫ن الله ل يقدر على هداية أحد مممن‬ ‫يعلمونه‪ ,‬وقولهم‪ :‬إ ّ‬
‫ن اللممه لممم يخلممق شمميئا ً علممى‬ ‫المممذنبين‪ ,‬وقممولهم‪ :‬إ ّ‬
‫ن الشياء ثابتة فيما لم يمزل‪ ,‬وتمذويت‬ ‫الحقيقة ق ّ‬
‫ط‪ ,‬ل ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ذات محممال‪ ,‬وإّنممما الممذي هممو فعممل اللممه اكتسمماب‬ ‫ال ّ‬
‫ذوات الّثابتة فممي القممدم صممفة الوجممود‪ ,‬وليممس للممه‬ ‫ال ّ‬
‫تعالى عندهم فعل إل صفة الوجود‪ ,‬لكن صفة الوجود‬
‫عندهم وسائر الصفات ليست بشيء‪ ,‬فحصل من هذا‬
‫ط‪ ,‬وإّنممما يقممال‪ :‬إنممه‬ ‫ن الله تعالى لم يخلممق شمميئا ً ق م ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ن اللممه تعممالى غيممر‬ ‫ً‬
‫ل شيء مجازا‪ .‬وقممولهم‪ :‬إ ّ‬ ‫خالق ك ّ‬
‫طعوم فل يقدر‬ ‫قادر على إعدام اللوان كّلها وكذلك ال ّ‬
‫صفة بواسممطة‬ ‫على قلب السود أغبر لّنه إّنما يزيل ال ّ‬
‫ن الله تعالى يريد بإرادة محدثممة‬ ‫دها عليه‪ ,‬وأ ّ‬ ‫طروء ض ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫موجودة على حد ّ وجود عرض مسممتقل بنفسممه غيممر‬
‫ل فممي ذاتممه تعممالى‪ ,‬ول فممي غيممره ول داخممل فممي‬ ‫حمما ّ‬
‫ن أّول الواجبممات الّنظممر فممي‬ ‫العالم ول خارج عنممه‪ ,‬وأ ّ‬
‫ك فيممه فمموجب‬ ‫شم ّ‬
‫م إل بال ّ‬ ‫ن الّنظممر فيممه ل يت م ّ‬ ‫اللممه‪ ,‬وأ ّ‬
‫ن ممما‬‫ك في الله تعالى‪ ,‬بل كان أّول الواجبممات‪ ,‬ل ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫ال ّ‬
‫م الممواجب إل بممه يجممب كوجمموبه‪ ,‬بحيممث يحصممل‬ ‫ل يت م ّ‬
‫ك فمي اللمه والعقماب علمى تركمه‪,‬‬ ‫شم ّ‬ ‫الّثمواب علمى ال ّ‬
‫ك فممي مهلممة الّنظممر‪ ,‬ويقبممح فيهمما‬ ‫ش ّ‬ ‫ويستمّر وجوب ال ّ‬
‫تعظيم الله تعالى لّنه عندهم في تلك الحال ل يممؤمن‬
‫أن ل يستحق الّتعظيم‪ ,‬فتحرم فيهمما لممذلك الصمملوات‪,‬‬
‫شرعّيات)‪, (3‬‬ ‫ل جميع المحّرمات ال ّ‬ ‫وسائر العبادات‪ ,‬تح ّ‬
‫ويجممب فيهمما اسممتحلل جميممع الحممرام‪ ,‬وتممرك جميممع‬
‫ن جميع الواجبات وجبت لنفسممها‪,‬‬ ‫الواجب‪ .‬وقولهم‪ :‬إ ّ‬
‫‪ ( )1‬كممذا فممي الصممول‪ ,‬وكتممب فمموق هممذه الكلمممة فممي )أ(‪:‬‬
‫))إكساب‪.‬ظ(( ولعله الصوب‪.‬‬
‫‪ ( )2‬كذا في )أ( و)ي( و)ت(‪ ,‬وفي )س(‪)) :‬حدة((‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬بالشرعيات((‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫وجميع المحّرمات كذلك من غيممر إيجمماب ممموجب‪ ,‬ول‬
‫ن الله تعالى غير مختار فممي الّتحليممل‬ ‫تحريم محّرم‪ ,‬وأ ّ‬
‫ك فقط‪ ,‬فالله تعممالى عنممدهم –‬ ‫والّتحريم‪ ,‬وإّنما هو حا ٍ‬
‫في ذلك‪ ,-‬والّرسول والمفتي سواء‪.‬‬
‫ضل علممى‬ ‫ن الله تعالى يقبح منه أن يتف ّ‬ ‫وقولهم‪ :‬إ ّ‬
‫أحد من خلقه بغفران ذنب واحد‪ ,‬وأن ّممه ل يغفممر إل ممما‬
‫وجب عليه غفرانه وجوبا ً يقبح خلفممه‪ ,‬حت ّممى لممو زادت‬
‫سّيئات المسلم مثقال حّبة من خممردل قبممح مممن اللممه‬
‫تعالى مسامحته فممي ذلممك‪ ,‬ووجممب علممى اللممه تعممالى‬
‫تخليده فممي الّنيممران كتخليممد فرعممون وهامممان وعبممدة‬
‫صمملبان‪ ,‬وأّنممه لممو فعممل لّتصممف بصممفة الكمماذبين‪,‬‬ ‫ال ّ‬
‫وز عليممه‬‫ن مممن ج م ّ‬
‫واستلزم ذلك بطلن هذا الممدين‪ ,‬وأ ّ‬
‫ذلك فإّنه عند كثير منهم قد صار من المرجئة‪ ,‬وخممرج‬
‫ن مممن لممم يعممرف اللممه تعممالى‬ ‫من الفرقة الّناجيممة‪ ,‬وأ ّ‬
‫بأحد الدّلة التي حّرروها فهو جاهل بالله كممافر‪ ,‬وهممذا‬
‫سواد العظم ‪/‬من المسلمين الّولين‬ ‫يستلزم تكفير ال ّ‬
‫‪/64‬ب‬
‫والخرين‪ ,‬والنصار والمهاجرين‪.‬‬
‫ن اللممه تعممالى ليممس‬ ‫وقول شمميوخكم البغدادي ّممة‪ :‬إ ّ‬
‫بسميع‪ ,‬ول بصير‪ ,‬ول مريد حقيقة‪ ,‬وإّنممما ذلممك مجمماز‪,‬‬
‫ن التقليممد فممي الفممروع‬ ‫معناه وحقيقته)‪ : (1‬أّنه عالم‪ ,‬وأ ّ‬
‫مة مممن الّنسمماء والعبيممد والممماء وأهممل‬ ‫حرام على العا ّ‬
‫ن الجتهمماد فممي الحمموادث ومعرفممة أدلتهمما‬ ‫الغبمماوة‪ ,‬وأ ّ‬
‫واجب عليهم مع ترخيص إمام البغدادّية أبممي القاسممم‬
‫خي)‪ (2‬فممي الّتقليممد فممي معرفممة اللممه تعممالى‪ ,‬فهممذا‬ ‫الَبل ِ‬
‫دقيقممة أن يجيممزوا‬ ‫ي علوم الّنظر ال ّ‬ ‫عجيب من ممارس ّ‬
‫دين ويحّرموه في فرعممه! والصممل‬ ‫الّتقليد في أصل ال ّ‬

‫‪ ( )1‬في )ي(‪)) :‬معناه(( وضرب علممى ))حقيقتممه((‪ ,‬وفممي )س(‪:‬‬


‫))وحقيقته(( فقط‪.‬‬
‫‪ ( )2‬هممو‪ :‬عبممد اللممه بممن أحمممد بممن محمممود الكعممبي البلخممي‬
‫المعتزلي‪ ,‬ن)‪(319‬هم وقيل غير ذلك‪.‬‬
‫انظر‪)) :‬تاريخ بغداد((‪ ,(9/384) :‬و((وَفََيات العيان ‪.(3/45) :‬‬
‫((‬

‫‪78‬‬
‫أقوى من الفرع بالجماع من العقلء!‪.‬‬
‫ضل الله على عبمماده بممالعفو قبيممح‬ ‫ن تف ّ‬ ‫وقولهم‪ :‬إ ّ‬
‫عقل ً وشرعًا‪ ,‬إل أن يجب عليه وجوبا ً يقبح معه تركممه‪,‬‬
‫وسممواء كممان العفممو قبممل الوعيممد أو بعممده‪ ,‬وهممذا هممو‬
‫ن‬
‫الفمممرق بيمممن ممممذاهب البغدادي ّمممة والبهاشممممة‪ ,‬فمممإ ّ‬
‫ل‪ ,‬وقممول‬ ‫البهاشمة ل يقّبحممون العفممو قبممل الوعيممد عق ً‬
‫البغدادّية‪ :‬إّنه يقبح عقل ً وشممرعا ً العمممل بجميممع أخبممار‬
‫ن‬‫صحابة والّتابعين‪ ,‬وأئمة المسمملمين‪ ,‬وأ ّ‬ ‫الّثقاب من ال ّ‬
‫ظني ّممة‪ .‬ومممن‬‫العمل بالقياس حممرام‪ ,‬وبجميممع الدل ّممة ال ّ‬
‫ظاهريممة وتعظيمهممم البغدادي ّممة‪,‬‬ ‫العجب اسممتحقارهم ال ّ‬
‫ظاهريممة إّنممما أنكممرت القيمماس فقممط‪ ,‬والبغدادّيممة‬ ‫وال ّ‬
‫أنكرت القياس والخبممار معمًا‪ ,‬فهممذه العقممائد يممذهبون‬
‫إليها ويناظرون عليها‪ ,‬وليست من قبيل اللممزام‪ ,‬فممإن‬
‫كانت هممذه العقممائد وأمثالهمما مممن الباطيممل هممي الممتي‬
‫)‪(1‬‬
‫دثين‪ ,‬وتمّيزتممم بمعرفتهمما‬ ‫اختصصتم بهمما علممى المحم ّ‬
‫على كثير من بله المسمملمين‪ ,‬فلعمممري إن ّممه لممم يصممر‬
‫إلى هذه العقائد أحد من المسملمين إل بعممد ممارسممة‬
‫د‪,‬‬‫علومكم هممذه الممتي سمّيلت أذهممانكم إلممى هممذا الحم ّ‬
‫سمملف‬ ‫دثين وال ّ‬ ‫وخلصممتم بممه)‪ (2‬مممن عممار جمممود المح م ّ‬
‫صحابة والّتابعين‪.‬‬‫صالحين من ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن أهممل الحممديث فممرق كممثيرة ويوجممد‬ ‫فإن قلت‪ :‬إ ّ‬
‫لهم مثل ما يوجد للمتكلمين من القوال الّنكيرة‪.‬‬
‫فالجواب من وجوه‪:‬‬
‫الكلم على ما‬
‫ينسب إلى أهل‬ ‫ن تلك الفرق المبتدعة ممن ينسب إلى‬ ‫الول‪ :‬أ ّ‬
‫الحديث من الفرق‬ ‫س مّنة‪,‬‬‫ذة منكرة‪ ,‬قد رد ّ عليهممم أئمممة ال ّ‬ ‫سنة فرق شا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صوا على ضللهم‪ ,‬كالمرجئة والّنواصممب والحشمموّية‬ ‫ون ّ‬
‫والكّرامية والمشبهة والجبرية‪ ,‬إّنما كلمنمما فيممما عليممه‬
‫حح المنصممور عنممد المعتزلممة‬ ‫الجمهور‪ ,‬وممما هممو المص م ّ‬
‫ذة مممن المعتزلممة‬ ‫شمما ّ‬
‫سنة‪ ,‬ولم نذكر الفممرق ال ّ‬ ‫وأهل ال ّ‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬وعسر معرفتها((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬ليست في )ي( و)س(‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪/65‬أ‬
‫شيعة‪ ,‬ولو تعّرضنا لذكر ذلك لذكرنا فضائح وقبممائح‬ ‫وال ّ‬
‫تتنزه عنها المعتزلة والّزيدّية ويضّللون مممن قممال بهمما‪,‬‬
‫ن الحسممين بممن‬ ‫مثممل قممول الحسممينيه مممن الّزيدي ّممة‪ :‬إ ّ‬
‫القاسم أفضل من رسول الله ‪ ,‬وقول المامية‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫شممرط المممام أن يكممون يعلممم الغيممب‪ ,‬وقممول بعممض‬
‫البغدادية مممن المعتزلممة –وهممم المطرفيممة‪ -‬باسممتقلل‬
‫الطبائع بالّتأثير في العالم بعد خلق الله تعالى لها‬

‫سب هذا إلى البغداديممة مممن المعتزلممة‪ ,‬وقممول‬ ‫‪/‬ون ُ ِ‬


‫ن اللممه تعممالى غيممر قممادر علممى‬‫بعممض المعتزلممة‪ :‬إ ّ‬
‫ن الطفممال والبهممائم ل‬ ‫المقممدورات القبيحممة عق ً‬
‫ل‪ ,‬وأ ّ‬
‫ن إيلمها قبيح‪ ,‬والله تعممالى ل‬ ‫تدرك شيئا ً من اللم‪ ,‬ل ّ‬
‫ذة ل يشّنع‬‫شا ّ‬
‫ضرورة‪ ,‬فهذه المذاهب ال ّ‬ ‫يفعله فأنكر ال ّ‬

‫‪80‬‬
‫شمما ّ‬
‫ذة ل يش مّنع‬ ‫بها على المعتزلة‪ ,‬وكذلك المممذاهب ال ّ‬
‫بها على أهل الحديث‪.‬‬

‫ن ذلممك إّنممما وقممع مممن)‪ (1‬بعممض أهممل‬ ‫الث ّخخاني‪ :‬أ ّ‬


‫الحممديث مممن فيممض علممومكم هممذه الممتي اقممترحتم‬
‫ممارستها)‪ (2‬وتمّيزتم عليهم بمعرفتها‪ ,‬ومن بقي منهم‬
‫صالح سلم مممن جميممع ممما‬ ‫سلف ال ّ‬ ‫على ما كان عليه ال ّ‬
‫مق في النظار‪ ,‬والّتكّلف لختراع ما لم‬ ‫حدث من الّتع ّ‬
‫يكن من العقائد‪.‬‬
‫وبالجملة؛ فمن أحدث عقيمدة لمم تكمن مشمهورة‬
‫وقت رسول الله ‪ ‬ودعا الّناس إليها‪ ,‬وحملهم عليها‪,‬‬
‫مع سكوت رسول اللمه ‪ ‬عنهما‪ ,‬وعممدم تعّرضمه لهما؛‬
‫فليس بسّني العقيممدة‪ ,‬ول سممالك عنممد أهممل الحممديث‬
‫طريق الحميدة‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫ن كلمنا إّنما هو ممن)‪ (3‬فموائد ممارسمة‬ ‫الّثالث‪ :‬أ ّ‬
‫سمملف‪,‬‬ ‫العلمموم العقلي ّممة الّنظري ّممة الممتي لممم يعرفهمما ال ّ‬
‫صحابة فلممم‬ ‫دث إذا ابتدع ما لم يكن في زمن ال ّ‬ ‫والمح ّ‬
‫ذهن‪,‬‬ ‫يممؤت مممن الجمممود وإّنممما أتممي مممن سمميلن المم ّ‬
‫ن لك –أّيها المعترض بهممذا‪-‬‬ ‫وممارسة هذه العلوم‪ ,‬فََبا َ‬
‫)‪(4‬‬
‫همتها لك‪ ,‬ل عليك‪.‬‬ ‫ل هذه الفيهقة التي تو ّ‬ ‫وََبا َ‬
‫الثناء على‬
‫دثين هم أهل‬ ‫ن المح ّ‬‫الّثامن‪] :‬من التقريعات[)‪ (5‬أ ّ‬
‫أهل الحديث‬ ‫مممة بحممديث رسممول اللممه ‪ ‬مممن أيّ فرقممة‬ ‫العناية الّتا ّ‬
‫صممفة شممريفة‪,‬‬ ‫كممانوا؛ كالّنحمماة‪ ,‬والمتكّلميممن‪ ,‬وهممذه ال ّ‬

‫‪ ( )1‬في )ي( و)س(‪)) :‬مع((‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في نسخة‪)) :‬افتخرتمم بممارسمتها(( كممذا فمي همامش )أ(‬
‫و)ي( وهي كذلك في )س(‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬في((‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في نسخة‪)) :‬وهي(( كذا في هامش )أ(‪ ,‬وهي كممذلك فممي‬
‫)س(‪.‬‬
‫سابع )ص‪.(334/‬‬‫مة من )س(‪ ,‬وانظر التقريع ال ّ‬ ‫‪ ( )5‬زيادة مه ّ‬

‫‪81‬‬
‫ن الجمممود وتممرك الّتأويممل مممذهب‬ ‫فقممول المعممترض‪ :‬إ ّ‬
‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫قممص بأهممل‬ ‫سممخرية والتن ّ‬ ‫بلممه المحممدثين‪ ,‬تعليممق لل ّ‬
‫صفة شريفة‪ ,‬وهذا دليل على أّنك متصف بما رميتهممم‬
‫م على الوصاف الحميدة‬ ‫ن التعليق للذ ّ ّ‬ ‫به من البله‪ ,‬ل ّ‬
‫تغفيمممل ‪ ,‬فل يقمممول الفطنممماء ممممتى أرادوا المممذ ّ ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫م‬
‫صممالحين‬ ‫والنتقاص لحممد‪ :‬إن ّممه مممن ب ُل ْممه المممؤمنين وال ّ‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫ن من الفنممون السمملمية‬ ‫لف ّ‬ ‫ن لهل ك ّ‬ ‫الّتاسع‪ :‬أ ّ‬
‫أهل كل فن أعرف‬
‫ن‪,‬‬‫ل مسملم تموجب تموقير أهممل ذلمك الفم ّ‬ ‫مّنة على كم ّ‬ ‫بفنهم‬
‫دعاء لهم‪ ,‬والّثناء عليهم‪ ,‬لما مّهممدوا مممن‬ ‫وشكرهم وال ّ‬
‫قواعد علمهم وذّللوا مممن صممعوبة فّنهممم‪ ,‬وكث ّممروا مممن‬
‫فوائده وقي ّممدوا مممن شمموارده‪ ,‬فممبئس ممما جزيممت مممن‬
‫ل لممك‪ ,‬وتممرك ممما يجممب‬ ‫أحسن إليك بارتكاب ما ل يحم ّ‬
‫عليك‪.‬‬
‫ومممن آداب العلممماء‪ :‬أن يفتتحمموا القممراءة فممي‬
‫دعاء لمشايخهم)‪ (4‬ومعّلميهممم‪ ,‬وأهممل‬ ‫مجالس العلم بال ّ‬
‫ن هممم مشممايخ العممالم فيممه‪ ,‬وأدل ّممة المتحي ّممر فممي‬ ‫لف ّ‬ ‫ك ّ‬
‫خوافيه‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫مهم‬ ‫العاشر‪ :‬العجب مممن المعممترض كيممف يممذ ّ‬
‫ل بفممرائد علممومهم‪ ,‬وكممارع فممي مشممارع‬ ‫وهممو متحمم ّ‬
‫معممارفهم‪ ,‬وتفسمميره للقممرآن مشممحون بروايمماتهم‪,‬‬
‫سير والّتواريخ مستفادة ‪/‬من أئمتهم‪ .‬وممما‬ ‫ومعرفته بال ّ‬ ‫‪/65‬ب‬
‫فممار الّنعممم‪ ,‬وأشممباه‬ ‫أقبممح بالنسممان أن يكممون مممن ك ّ‬
‫ن كنت ل بد ساخرا ً منهم‪ ,‬ومسممتهزئا ً ]بهممم[‬ ‫الن ََعم! فإ ْ‬

‫في )س(‪)) :‬جله((!‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬


‫في )س(‪)) :‬والنقص((!‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫في )س(‪)) :‬تفضيل((!‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫سامع والمتكّلم((‪) :‬ص‪.(35/‬‬ ‫))‬
‫انظر‪ :‬تذكرة ال ّ‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬
‫في )س(‪)) :‬يتهم((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)5‬‬

‫‪82‬‬
‫)‪ (1‬؛ فهل اسمممتغنيت وأغنيمممت عنهمممم‪ ,‬وأِنفمممت أَنفمممة‬
‫الحرار)‪ (2‬عن الحاجة إليهم‪:‬‬
‫دوا‬‫مممن اّللمموم أو سم ّ‬ ‫أقل ّمموا عليهممم ل أبمما لبيكممم‬
‫)‪(3‬‬
‫دوا‬‫المكان الذي س ّ‬
‫ن جميع أئمة الفنممون المممبّرزين‬ ‫الحادي عشر‪ :‬أ ّ‬
‫فيهمما‪ ,‬المقتصممرين علممى تجويممدها‪ ,‬قممد شمماركوا أهممل‬
‫الحممديث فممي عممدم ممارسممة علممم الكلم‪ ,‬وإن لممم‬
‫يشمماركوهم فممي كراهممة الخمموض فيممه‪ ,‬لكممن عّلممة‬
‫جمممودهم‪ ,‬ورميهممم بممالبله فممي)‪ (4‬عممدم الممارسممة؛‬
‫ن ل تحصل بعممد كراهتممه‪ ,‬فأخبرنمما هممل‬ ‫والممارسة للف ّ‬
‫ممممارس علمممم الكلم جميمممع أئممممة الفقمممه؟ كمالمممك‬
‫ي وأبممي حنيفممة‪ ,‬وأئمممة العربّيممة كالخليممل‬ ‫وال ّ‬
‫شممافع ّ‬
‫وسيبويه‪ ,‬وأئمممة الّلغممة والقممراءات والّتفسممير‪ ,‬وسممائر‬
‫أئمة الفنون السلمية؟‪.‬‬
‫ل أهل الفنون قد مارس علم الكلم‪,‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬ك ّ‬
‫كانت مباهتة! وإن قلت‪ :‬بعضممهم قممد مممارس فكممذلك‬
‫دثين)‪ (5‬قد مارس علم الكلم‪ ,‬ولممم ينفعهممم‬ ‫بعض المح ّ‬
‫ذلك عندك من جمود الفطنة‪ ,‬وداء البلممه‪ ,‬فلممزم ذلممك‬
‫ل من شاركهم في هذا من أئمة العلمموم السمملمية‪,‬‬ ‫ك ّ‬
‫وما أقبح ما يجّر إليه هذا الكلم من الكبر الفمماحش!!‬
‫(()‪(6‬‬
‫فإن الكمبر غممص الّنماس‪ ,‬كمما ورد فمي ))الصمحيح‬
‫ص!‪.‬‬
‫وهذا غمص أئمة الّناس‪ ,‬ووجوه الخوا ّ‬
‫الّثخاني عشخر‪ :‬تصممريك بوصممم شمميخ السمملم‪,‬‬
‫ب عن المام‬
‫الّذ ّ‬ ‫وإمممام دار الهجممرة‪ :‬مالممك بممن أنممس ‪ --‬بممأّنه جامممد‬
‫مالك‬
‫‪ ( )1‬زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬الصرار((!‪.‬‬
‫‪ ( )3‬البيت للحطيئة‪)) .‬ديوانه(( )ص‪.(52/‬‬
‫‪ ( )4‬في )س(‪)) :‬هو((‪.‬‬
‫‪ ( )5‬في )س(‪)) :‬المحدثون بعض((‪.‬‬
‫‪ ( )6‬أخرجه مسلم برقم )‪ (91‬من حديث عبد الله بن مسعود‬
‫‪.--‬‬

‫‪83‬‬
‫طويممل‬ ‫الفطنة؛ دليل على أّنك أنممت جامممد الفطنممة‪ ,‬ال ّ‬
‫الِبطنة‪ ,‬وأن ّممك ل تمدري ممما يخممرج ممن رأسممك‪ ,‬ول مما‬
‫مممة أجمعممت‬ ‫ن ال ّ‬
‫يطيش من دماغك‪ ,‬كأّنك لممم تعلممم أ ّ‬
‫على أّنه أحد أئمة المسلمين المجتهدين‪ ,‬وشمميخ س مّنة‬
‫سممّيد المرسمملين‪ ,‬وأّنهمما خضممعت بيممن يممديه كراسممي‬
‫ن الّرجممل‬ ‫]العلماء[)‪ (1‬الّتابعين‪ ,‬وقد جاء فممي الثممر‪)) :‬إ ّ‬
‫إذا حفظ الّزهراوين جد ّ فينا(()‪. (2‬‬
‫و)‪ (3‬جمماء فممي تعظيممم العلممماء والمتعّلميممن ممما ل‬
‫يّتسع له هذا المكان من اليممات القرآنيممة‪ ,‬والحمماديث‬
‫الّنبوّية‪ ,‬ولو لم يكن من ذلممك إل ممما ورد مممن)‪ (4‬بسممط‬
‫الملئكة أجنحتها لطالبه)‪ (5‬؛ لكانت كافية في رفع منار‬
‫صاحبه‪ ,‬وتعظيم قدر مناقبه‪ ,‬وهممذا فممي حمقّ الط ّممالب‬
‫ذهن‬ ‫المتعّلم؛ فكيف العالم المعّلم؟ فكيف يا سّيال ال م ّ‬
‫بشمميخ السمملم‪ ,‬وإمممام دار هجممرة المصممطفى ‪-‍-‬؟‬
‫شممافعي‪)) :‬إذا ذكممر العلممماء فمالممك‬ ‫الذي قممال فيممه ال ّ‬
‫سّيال إلى أّنه عار‬ ‫الّنجم((‪ .‬وكيف لم يهتد ذهنك هذا ال ّ‬
‫مه إل كشممف الغطمماء‬ ‫م من ل تسممتفيد بممذ ّ‬ ‫عليك أن تذ ّ‬
‫عن حماقتك‪ ,‬وخلع جلباب الحيمماء عممن وجممه خلعتممك‪,‬‬
‫سممان بممن ثممابت‬ ‫‪/‬وما أحسن فممي جوابممك مممما قممال ح ّ‬

‫‪ ( )1‬في )أ( و)ي( و)ت(‪)) :‬علماء((‪ ,‬والتصويب ممن )س(‪ ,‬لن‬


‫مالكا ً –رحمه الله‪ -‬من اتباع التابعين‪ ,‬فكيف يخضع لممه علممماء‬
‫التابعين!!‪.‬‬
‫‪ ( )2‬من قول أنس بممن مالممك ‪ --‬أخرجممه أحمممد‪(5/120) :‬‬
‫بإسناد صحيح‪ ,‬وأصل الخممبر فممي مسمملم برقممم )‪ (2781‬دون‬
‫هذه العبارة‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )3‬في )ي( و)س(‪ :‬وقد ‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في )س(‪)) :‬في((‪.‬‬
‫‪ ( )5‬أخرجه أحمد‪ ,(5/196) :‬وأبو داود‪ (4/57) :‬والترمذي‪) :‬‬
‫‪ (5/47‬وأعّله بعدم التصال‪ .‬وابن ماجه‪ (1/81) :‬مممن حممديث‬
‫سممنه ابممن القيممم فممي ))مفتمماح دار‬‫أبممي الممدرداء ‪ .--‬وح ّ‬
‫السعادة((‪ ,(1/63) :‬وصححه اللباني في صحيح الترغيب ‪) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(68‬‬

‫‪84‬‬
‫‪/66‬أ‬

‫)‪(1‬‬
‫‪:--‬‬
‫فشممم مّركما‬ ‫أتمممهجوه ولسمممت لممه بكف مٍء‬
‫لخيركما الفمممداء‬
‫لم يختص أهل الحديث‬ ‫صوا بترك‬ ‫ن أهل الحديث لم يخت ّ‬ ‫الثالث عشر‪ :‬أ ّ‬
‫بعدم مشاركتهم في علم‬ ‫صممفات‪ ,‬واليمممان‬ ‫صممفات‪ ,‬وأحمماديث ال ّ‬ ‫تأويممل آيممات ال ّ‬
‫الكلم‬ ‫)‪(2‬‬
‫بمراد الله تعممالى منهمما ‪ ,‬والّنهممي عممن الخمموض فممي‬
‫الكلم‪ ,‬بل قد شاركهم في ذلك‪ ,‬وفي بعضه كثير مممن‬
‫ص علمممماء الكلم المشممماهير بصمممفاء الذهمممان‪,‬‬ ‫خممموا ّ‬
‫ولطافة الفهام‪ ,‬وقد نقل الّنوويّ ذلك عن جماعة من‬
‫ققيهممم‪ ,‬هممذا لفممظ‬ ‫المتكّلمين‪ ,‬واختاره جماعة من مح ّ‬
‫رجوع المتكلمين عن‬ ‫دمنا فمي‬ ‫الّنمووي ذكمره فمي ))شمرح مسملم(()‪ (3‬كمما قم ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫الخوض في علم‬ ‫الوهم الّتاسع‪.‬‬
‫الكلم‬ ‫((‬
‫جة أبو حامد الغّزالي في كتاب ))الحياء‬ ‫وقال الح ّ‬
‫)‪(5‬‬
‫ما منفعته فقد‬ ‫–وقد ذكر علم الكلم ما لفظه‪)) :-‬وأ ّ‬
‫ن فائدته كشف الحقائق‪ ,‬ومعرفتها على ما هي‬ ‫يظن أ ّ‬
‫عليه‪ ,‬وهيهات‪ ,‬فليس في الكلم وفمماء بهممذا المطلممب‬
‫ل الّتحممبيط والّتضممليل فيممه أكممبر مممن‬ ‫الشممريف؛ ولع م ّ‬
‫الكشف والّتعريف‪.‬‬
‫دث أو حشويّ ربما خطر‬ ‫وهذا إذا سمعته من مح ّ‬
‫ن الّناس أعداء ما جهلوا‪ ,‬فاسمع هذا ممن خبر‬ ‫ببالك أ ّ‬
‫)‪(6‬‬
‫م قله بعد حقيقة الخبرة وبعد الوصول إلممى‬ ‫الكلم ث ّ‬
‫مممق فممي‬ ‫منتهى درجة المتكّلمين‪ ,‬وجاوز ذلك إلى الّتع ّ‬

‫‪)) ( )1‬ديوانه((‪.(1/18) :‬‬


‫((‬ ‫))‬
‫ممما‬
‫وضمموا الكيفيممة‪ ,‬أ ّ‬
‫سمملف ف ّ‬
‫‪ ( )2‬في )ي( و)س(‪ :‬فيها ‪ ,‬وال ّ‬
‫وضوه‪ .‬وانظر ما سبق )‪.(303 -1/302‬‬ ‫المعنى فلم يف ّ‬
‫‪.(3/19) ( )3‬‬
‫‪.(1/295) ( )4‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫ن‪ ,‬وهو بنحوه في الحيمماء ‪) :‬‬ ‫صه في المظا ّ‬‫‪ ( )5‬لم أجده بن ّ‬
‫‪.(35-1/33‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )6‬في )س(‪ :‬وبعد التغلغل فيه ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ن الطريق إلى‬ ‫علوم أخر تناسب نوع الكلم‪ ,‬وتبّين)‪ (1‬أ ّ‬
‫حقائق المعرفة مممن هممذا الطريممق مسممدود‪ .‬نعممم)‪ (2‬ل‬
‫ينفك الكلم عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض المور‪,‬‬
‫ولكن علممى الن ّممدور فممي أمممور جلي ّممة تكمماد تفهممم قبممل‬
‫جممة فممي‬ ‫مممق فممي صممنعة الكلم(( انتهممى كلم الح ّ‬ ‫الّتع ّ‬
‫))الحياء ‪.‬‬
‫((‬

‫ضمملل والمفصممح‬ ‫وله ]في[)‪ (3‬كتاب ))المنقذ من ال ّ‬


‫ن أدّلتممه‬ ‫م الكلم‪ ,‬والقول بأ ّ‬ ‫)‪(4‬‬
‫بالحوال(( مثل هذا في ذ ّ‬
‫ل تفيد اليقين‪.‬‬
‫وقممال أيضمما ً فممي كتمماب ))الّتفرقممة بيممن اليمممان‬
‫والّزندقة(()‪ (5‬وقد ذكر علم الكلم ما لفظه‪)) :‬ولو تركنمما‬
‫ن الخوض في هذا العلم حرام((‪.‬‬ ‫المداهنة لصّرحنا بأ ّ‬
‫فهممذه نصمموص الغّزالممي الممذي قيممل فيممه‪ :‬لممم تممر‬
‫العيون ول بعده أذكى منه‪ .‬وذكممر شمميخ العممتزال أبممو‬
‫ممممة[)‪ (6‬فمممي كتمممابه‬ ‫ي ]العا ّ‬
‫ي الكعمممب ّ‬ ‫القاسمممم البلخممم ّ‬
‫دهم فرقممة‬ ‫))المقممالت(()‪ (7‬وأثنممى علممى عقيممدتهم‪ ,‬وع م ّ‬
‫سلمة‪ ,‬وذكر المام المؤّيد‬ ‫مستقلة وقال‪ :‬هنيئا ً لهم ال ّ‬
‫ل علماء الّزيدّية‪ ,‬وشيوخ علم النظر‪ :-‬كراهة‬ ‫بالله –أج ّ‬
‫مق في علم الكلم‪ ,‬ونهى عمن ذلممك‪ ,‬وحممث علمى‬ ‫الّتع ّ‬
‫ول الكلم فممي ذلممك‪ ,‬ذكممره فممي‬ ‫الشتغال بالفقه‪ ,‬وط ّ‬
‫(()‪(8‬‬
‫كتممماب ))الّزيمممادات ‪ ,‬وكمممان يحيمممى بمممن منصمممور‬
‫ي)‪ (9‬مممن علممماء الكلم علممى مممذهب الّزيدي ّممة؛‬ ‫الحسممن ّ‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬وتحقق((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬ولعمري((‪.‬‬
‫‪ ( )3‬زيادة من )س(‪.‬‬
‫‪) ( )4‬ص‪.(24/‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )5‬طبع في القاهرة بعنوان‪ :‬رسالة في الوعظ والعقائد ‪.‬‬
‫‪ ( )6‬أي‪ :‬أهل السنة‪)) ,‬والعامة(( سقطت من )أ(‪.‬‬
‫ظنون((‪.(2/1782) :‬‬‫‪ ( )7‬ذكره في ))كشف ال ّ‬
‫‪ ( )8‬لم أجد من ذكره‪.‬‬
‫ضل الحسممني‬ ‫‪ ( )9‬لعله‪ :‬يحيى بن منصور بن العفيف بن المف ّ‬
‫المتوّفى سممنة )‪682‬همم(‪ .‬انظمر‪)) :‬فهممرس المكتبمة الغربيمة ‪:‬‬
‫((‬

‫‪86‬‬
‫فرجع عن ذلك وكان ينهى عنه‪ ,‬وله فممي ذلممك أشممعار‬
‫‪/66‬ب‬
‫حسنة منها قوله‪/:‬‬
‫والخممممموض فممي عمممملم‬ ‫ومممما الممممذي ألجأهم إلى‬
‫الكلم والنظر‬ ‫المخممطر‬
‫وما يقال فيه للمخطي كفر‬
‫ومنها قوله من قصيدة طويلة‪:‬‬
‫عممممممممممن طممول أنظممار‬ ‫ويممممممممممرون ذلمك ممذهبا ً‬
‫كر‬‫وحسن تف ّ‬ ‫مستعظما ً‬
‫ل‬
‫ل قمممو ٍ‬‫عممممممممممممممن كممم ّ‬ ‫ونسوا غنى)‪ ( 1‬السلم قبل‬
‫خر‬‫حادث متأ ّ‬ ‫حدوثهم‬
‫مممما اسمممممممممممممممممتنبطوه‬ ‫مممممممممممما ظّنهممممممممممممم‬
‫ونهيه المتقّرر‬ ‫بالمصطفى في تركه‬
‫نمممقمممص؟ فمممممممكيف بممه‬ ‫أيممممممممكون فممي ديممممممن‬
‫ما يشعر‬ ‫ول ّ‬ ‫ي وصحبه‬ ‫الّنب ّ‬
‫وبمممميمممانمممممممممممممه أولمممى‬ ‫أو لممميمممممممممممس كمممممان‬
‫فلم لم يخبر‬ ‫المصطفى بتمامه‬
‫وقواعممد السممممممممممممممملم‬ ‫ممممممما بمممممماله حّتممممممى‬
‫لم تتقّرر‬ ‫سممممممممممممممواك أبانه‬ ‫ال ّ‬
‫فمممممممممممماعجب لمبطممن‬ ‫ب العمرش‬ ‫إن كممممممممان ر ّ‬
‫قوله والمظهر‬ ‫اكمل دينه‬
‫فممممممممممدع الّتكّلف للّزيادة‬ ‫إن كممممممممممممممممان فممممي‬
‫واقصر‬ ‫إجمال أحمد غنية‬
‫ب‬‫لهمممممممممممممممممداية كل ور ّ‬ ‫ممممممممممممما كان أحمد بعممد‬
‫المشعر‬ ‫منع كاتما ً‬
‫حممممممممممّتى الممممممات فل‬ ‫ل‬‫بممل كممان ينممممممممممكر ك م ّ‬
‫)‪( 2‬‬
‫ك وتمتر‬ ‫تش ّ‬ ‫قول حادث‬

‫)ص‪ ,(789/‬و))فهرس مكتبة الوقاف((‪.(2/738) :‬‬


‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬وتغّزه((‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫وقال أيضا ً)‪: (2‬‬
‫فممممممممممملم أحصمل علمى‬ ‫طلبتممممممممك جاهممممممممدا ً‬
‫برد اليقين‬ ‫خمسممممممممممين عاما ً‬
‫سّر‬
‫فمممممممممماعلم غامض ال ّ‬ ‫فمممممممممممهل بعممد الممممات‬
‫المصون‬ ‫بك اتصال‬
‫بحسمممممممممممممممرته عليمممك‬ ‫نممممممموى قمذف وكمم قمد‬
‫من القرون‬ ‫مات قبلي‬
‫ولبن أبي الحديد المعتزلي في ذلك أشعار جّيدة‬
‫ذكرها في ))شرح نهج البلغة((‪:‬‬
‫ربحممممممممممممممممت إل عنمماء‬ ‫سمممممممممممممممافرت فيممممك‬
‫سفر‬ ‫ال ّ‬ ‫العقول فما‬
‫ل عممممممممممممممملى عيممن ول‬ ‫رجعممممممممت حسرى وممما‬
‫)‪( 3‬‬
‫أثر‬ ‫وقفت‬
‫وقال أيضا ً من أبيات‪:‬‬
‫فممي المممممممممممدين حممتى‬ ‫وأسمممممممممممممممائل الملمممل‬
‫عابدي الوثن‬ ‫التي اختلفت‬
‫ي‬
‫جمممممممممممممممممماني علمممم ّ‬ ‫فإذا المذي اسممممممممتكثرت‬
‫عظائم المحن‬ ‫منه هو الم‬

‫‪ ( )2‬وفي هامش )ت( ذكر بقية القصيدة‪.‬‬


‫‪ ( )2‬هذه البيات في )س( بعد أشعار ابن أبي الحديممد‪ ,‬وفممي‬
‫)أ( و)ي( هنا‪ ,‬فتكون على هذا من شعر الحسني‪ ,‬ل من شعر‬
‫أبي الحديد‪ .‬ونسبه المؤلف في ))العواصممم((‪ (4/60) :‬لبممن‬
‫أبي الحديد‪.‬‬
‫‪ ( )3‬عجزه في )ي(‪:‬‬
‫* ل على عين ول على أثر *‬
‫وفي )س(‪:‬‬
‫* منه ل على عين ول أثر *‬
‫د‪:‬‬
‫في هامش )ي(‪)) :‬وبع ْ‬
‫أّنك المعلوم بالّنمممممظر‬ ‫فلحى الله الولى زعموا‬
‫وة البشمر((‪.‬‬ ‫خارج عن ق ّ‬ ‫كذبوا إن الذي زعممموا‬

‫‪88‬‬
‫وغمممممممممممممرقت في بحر‬ ‫فضمممممممممممممممللت في تيه‬
‫بل سفن‬ ‫بل علم‬
‫قال إمام الكلم والمتكّلمين فخر ال ّ‬
‫دين ابن‬
‫الخطيب الّرازي في وصّيته)‪ (1‬ما لفظه‪:‬‬
‫))أحمممد اللممه بالمحامممد الممتي ذكممره بهمما أفضممل‬
‫ملئكته في أشممرف أوقممات معممارجهم)‪ , (2‬ونطممق بهمما‬
‫أعظم أنبيائه في أكمل أوقات مشاهداتهم‪ ,‬بممل أقممول‬
‫ذلك من نتائج)‪ (3‬الحدوث والمكان‪ ,‬فأحمده بالمحامممد‬
‫قها للهمموتّيته‪ ,‬واسممتوجبها بكمممال إلهّيتممه‪,‬‬ ‫التي يسممتح ّ‬
‫عرفتها أو لم أعرفها‪ ,‬لّنه ل مناسبة للّتراب مع جللممة‬
‫طممرق‬ ‫ب الربمماب –إلممى قمموله‪ -‬ولقممد اختممبرت ال ّ‬ ‫ر ّ‬
‫الكلمية‪ ,‬والمناهج الفلسمفّية‪ ,‬فمما رأيممت فيهما فممائدة‬
‫‪/67‬أ‬ ‫تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيممم‪ ,‬لن ّممه‬
‫يسعى‪ /‬في تسليم العظمة والجلل بالكلية لله تعالى‪,‬‬
‫مق في إيراد المعارضات والمناقضات‪,‬‬ ‫ويمنع من الّتع ّ‬
‫ن العقممول البشممرّية تتلشممى‬ ‫وممما ذلممك إل للعلممم بممأ ّ‬
‫وتضمممحل فممي تلممك المضممايق العميقممة والمناهممج‬
‫الخفّية((‪.‬‬
‫وذكر في وصّيته هذه أّنمه يمدين للمه تعمالى بمدين‬
‫محمد ‪] ,‬وسممأل[)‪ (4‬اللممه تعممالى أن يقبممل منممه هممذه‬
‫الجملة ول يطممالبه بالّتفصمميل‪ .‬ومممن شممعره فممي هممذا‬
‫المعنى‪:‬‬

‫‪ ( )1‬أشار إليها المؤلف في ))العواصم((‪ ,(4/59) :‬وأوردها ابن‬


‫أبي أصيبعة فمي ))عيممون النبماء((‪ ,(28-2/27) :‬والمذهبي فمي‬
‫))تاريخ السمملم((‪ :‬وفيممات )‪) (606‬ص‪ ,(244-241/‬والسممبكي‬
‫في ))طبقاته الكبرى((‪.(92-8/90) :‬‬
‫‪ ( )2‬في )ي(‪)) :‬فممي أفضممل أشممرف الوقممات‪ .((..‬وفممي )أ(‪:‬‬
‫))في أفضل أوقات أشرف‪ ((...‬والمثبممت مممن )س( ومصممادر‬
‫الوصّية‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪ :‬تاريخ !‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في )أ(‪)) :‬ونسأل((!‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫وسمممممممممممواه في جهلته‬ ‫العممممممممممممممملم للّرحمممن‬
‫يتغمغم‬ ‫ل جلله‬ ‫ج ّ‬
‫يسممممممممممممممعى ليعلم أّنمه‬ ‫ممممممممممممممممممما للت ّمممممراب‬
‫ليعلم‬ ‫وللعلوم وإّنما‬
‫)‪(1‬‬
‫]وله[‬
‫وأكثر سممممممممعي العالمين‬ ‫نمممممممممممممممممهاية إقممممدام‬
‫)‪( 2‬‬
‫ضلل‬ ‫العقول عقال‬
‫قال القرطممبي فممي ))شممرح مسمملم(()‪ (3‬ممما لفظممه‪:‬‬
‫))وقد رجع كثير من أئمممة المتكّلميممن عممن الكلم بعممد‬
‫انقضاء أعمممار مديممدة وأمممداد)‪ (4‬بعيممدة‪ ,‬فمنهممم‪ :‬إمممام‬
‫المتكّلمين أبو المعممالي‪ ,‬فقممد حكممى عنممه الّثقممات أن ّممه‬
‫قمال‪)) :‬لقمد خّليمت أهمل السملم وعلمومهم‪ ,‬وركبمت‬
‫ل ذلممك‬ ‫البحر العظم‪ ,‬وغصت في الذي نهمموا عنممه‪ ,‬كم ّ‬
‫رغبة في طلممب الح مقّ وهرب ما ً مممن الّتقليممد‪ ,‬والن قممد‬
‫رجعت )‪1‬عممن الكل‪ (5‬إلممى كلمممة الحممق‪ ,‬عليكممم بممدين‬
‫العجممائز‪ ,‬وأختممم عاقبممة أمممري عنممد الّرحيممل بكلمممة‬
‫الخلص‪ ,‬والويل لبن الجويني!((‪.‬‬
‫وكممان يقممول لصممحابه‪)) :‬يمما أصممحابنا ل تشممتغلوا‬
‫ن الكلم يبلممغ بممي ممما بلممغ ممما‬ ‫بممالكلم‪ ,‬فلممو عرفممت أ ّ‬
‫تشاغلت به((‪.‬‬
‫وقممال أحمممد بممن سممنان‪ :‬كممان الوليممد بممن أبممان‬
‫الكرابيسممي خممالي‪ ,‬فلممما حضممرته الوفمماة قممال لبنيممه‪:‬‬
‫أتعلمون أحدا ً أعلم مّني؟ قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬افتتهمونني؟‬
‫قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإّني أوصمميكم‪ ,‬أتقبلممون؟ قممالوا‪ :‬نعممم‪.‬‬

‫‪ ( )1‬زيادة من )ي(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬وتمام البيات في هامش )ت(‪ ,‬وترجمات الفخر‪.‬‬
‫‪)) ( )3‬المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم((‪-6/692) :‬‬
‫‪.(693‬‬
‫((‬ ‫(( ))‬ ‫))‬
‫‪ ( )4‬في المفهم ‪ :‬وآماد ‪.‬‬
‫‪ ( )5‬ما بينهما ساقد من )س(‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫قال‪ :‬عليكم بما عليه أهل الحديث‪ ,‬فإّني رأيممت الحممق‬
‫معهم‪.‬‬
‫وقال أبو الوفاء بن عقيل‪ :‬لقد بالغت في الصول‬
‫م عدت القهقرى إلى مذهب المكتب‪.‬‬ ‫طول عمري‪ ,‬ث ّ‬
‫شهرستاني صمماحب ))نهايممة‬ ‫قال القرطبي‪ :‬وهذا ال ّ‬
‫القدام في علم الكلم(()‪ (1‬وصف حاله فيما وصل إليممه‬
‫من الكلم وما ناله‪ ,‬فتمّثل بما قاله‪:‬‬
‫وسممممممممّيرت طرفي بيمن‬ ‫لمممممممممعمري لقممد طفممت‬
‫تلك المعالم‬ ‫المعاهد كّلها‬
‫عمممممممممملى ذقن أو قارعا ً‬ ‫فمممممممممممملم أر إل واضمممعا ً‬
‫ن نادم‬‫س ّ‬ ‫ف حائر‬ ‫ك ّ‬
‫م قممال‪)) :‬عليكممم بممدين العجممائز‪ ,‬فممإّنه أسممنى‬ ‫ثم ّ‬
‫الجوائز((‪ .‬انتهى ما حكاه القرطبي‪.‬‬
‫فانظر إلى أمر ]أعلم[)‪ (2‬البرهان‪ ,‬وفرسممان هممذا‬
‫الشأن‪ ,‬كيف رجعوا القهقرى إلى ما قاله علماء الثممر‬
‫ن اختيممار‬‫سمّنة‪ ,‬فممإذا عرفممت هممذا تمبّين لممك أ ّ‬ ‫وأئمممة ال ّ‬
‫‪/67‬ب‬ ‫أهل ‪/‬الحديث لترك الكلم والّتأويممل ليممس يلزم البلممه‬
‫وجمود الفطنممة‪ ,‬وأن ّممه ربممما ذهممب إلممى ذلممك مممن هممو‬
‫ألطف منك طبعًا‪ ,‬وأصلب نبعًا‪ ,‬وأحسن فهممًا‪ ,‬وأغممرز‬
‫علمًا‪.‬‬
‫ن ذلممك إّنممما يلزم البلممه وجمممود‬ ‫الّرابع عشر‪ :‬أ ّ‬
‫الفطنة‪ ,‬لممو كممانوا قممد بممذلوا جهممدهم فممي تفهّممم علممم‬
‫د‪,‬‬
‫ل منهممم الج م ّ‬ ‫الكلم‪ ,‬وتعّلم أساليب أهل الجدال‪ ,‬فك ّ‬
‫د‪ ,‬ليممس كممذلك المممر‪ ,‬فممإّنهم إّنممما‬ ‫ولم يساعدهم الجم ّ‬
‫تركوه لما ورد في القرآن من المر بالقتداء برسممول‬
‫الله ‪ ,‬وذلك يقتضي القتداء في فعل ما كان يفعلممه‬
‫صممحيح(()‪ (3‬مممن‬ ‫وترك ما كان يممتركه‪ ,‬ولممما ورد فممي ال ّ‬
‫))‬

‫الّنهي عن البدع‪ ,‬والمر بالقتداء بالخلفماء الّراشمدين‪,‬‬


‫‪ ( )1‬انظر‪) :‬ص‪.(3/‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬في )أ( و)ي(‪ :‬أعلم والتصويب من )س(‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫حته عممن الن ّممبي ‪:‬‬ ‫كممما روى الّترمممذي)‪ (1‬وحكممم بص م ّ‬
‫))عليكم بسّنتي وسّنة الخلفاء الّراشدين مخخن‬
‫ضوا عليها بالنواجخخذ(( الحممديث‪ .‬وكممذلك‬ ‫بعدي‪ ,‬ع ّ‬
‫ل قوم بعد هخخدى‬ ‫روى الّترمذي مرفوعًا‪)) :‬ما ض ّ‬
‫(‬‫‪2‬‬‫)‬

‫ن‬‫إل أوتخخوا الجخخدال((‪ ,‬وفممي ))صممحيح مسمملم(()‪)) (3‬إ ّ‬


‫د)‪ (4‬الخصم((‪.‬‬ ‫أبغض الّرجال إلى الله تعالى الل ّ‬
‫قال ]القرطبي[)‪)) : (5‬وهذا الخصم المبغوض عند‬
‫ده‬ ‫ق‪ ,‬ور ّ‬‫الله هو الذي يقصد بمخاصمممته‪ :‬مدافعممة الحم ّ‬
‫شممبه الموهمممة‪ ,‬وأشممد ّ ذلممك‬ ‫بممالوجه الفاسممدة‪ ,‬وال ّ‬
‫دين‪ ,‬كخصومة أكثر المتكّلميممن‬ ‫الخصومة في أصول ال ّ‬
‫المعرضين عن الطّرق الممتي أرشممد إليهمما كتمماب اللممه‪,‬‬
‫متمممه‪ ,‬إلمممى طمممرق مبتدعمممة‪,‬‬ ‫وسمممنة نممبّيه‪ ,‬وسمملف أ ّ‬
‫واصطلحات مخترعة‪ ,‬وقوانين جدلّية وأمور صممناعّية‪,‬‬
‫مدار أكثرهمما علممى مبمماحث سوفسممطائية ومناقشممات‬
‫لفظية‪ ,‬يرد بسببها على الخممذ فيهمما شممبه ربممما يعجممز‬
‫عنها‪ ,‬وشكوك يذهب اليمان معها‪ ,‬وأحسنهم انفصممال ً‬
‫شممبهة‬ ‫عنها أجدلهم ل أعلمهم‪ ,‬فكم من عالم بفساد ال ّ‬
‫ل يقوى على حّلها‪ ,‬وكممم مممن منفصممل عنهمما ل يممدرك‬
‫حقيقة علمها‪.‬‬
‫ن هممؤلء المتكّلميممن قممد ارتكبمموا أنواع ما ً مممن‬ ‫مإ ّ‬
‫ث ّ‬
‫المحال‪ ,‬ل يرتضيها البله ول الطفال‪ ,‬لممما بحثمموا عممن‬
‫تحّيز الجواهر والكوان والحوال‪ ,‬لّنهم أخذوا يبحثممون‬
‫صالح‪ ,‬ولم يؤخذ‬ ‫سلف ال ّ‬ ‫فيما أمسك عن البحث فيه ال ّ‬
‫‪ ( )3‬مثل حديث‪)) :‬من أحدث في أمرنا هخخذا مخخا ليخخس‬
‫د(( أخرجممه مسمملم برقممم )‪ (1718‬مممن حممديث‬‫منه فهخخو ر ّ‬
‫عائشة –رضي الله عنها‪.-‬‬
‫‪ (5/43) ( )1‬وقال‪)) :‬هذا حديث حسن صحيح(( اهم‪.‬‬
‫‪ (5/353) ( )2‬وقال‪)) :‬هذا حديث حسن صحيح(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )3‬برقم )‪ ,(2668‬من حديث عائشة –رضي الله عنها‪.-‬‬
‫‪ ( )4‬سقط من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )5‬في )أ(‪)) :‬الترمذي ! وهو خطأ‪ .‬وانظر كلم القرطبي في‬
‫((‬

‫))المفهم((‪.(6/690) :‬‬

‫‪92‬‬
‫عنهم فيه بحث واضح‪ ,‬وهو كيفية تعّلقات صفات اللممه‬
‫ذات‬ ‫تعالى وتعديدها وإيجادها في أنفسها‪ ,‬وأّنها هي الم ّ‬
‫أو غيرها؟((‪.‬‬
‫إلى قوله‪ :‬إلى غيممر ذلممك مممن البحمماث المبتدعممة‬
‫شممرع بممالبحث عنهمما‪ ,‬وسممكت‬ ‫التي لم يأمر صمماحب ال ّ‬
‫أصحابه ومن سلك سبيلهم عن الخوض فيها‪ ,‬لعلمهممم‬
‫ن العقممول‬ ‫أّنها بحث عن كيفية ما لم يعلم كيفّيتممه‪ ,‬فممإ ّ‬
‫لها حد ّ تقف عنده وهو‪ :‬العجز عن الّتكييف ل تتعممداه‪,‬‬
‫صفات‪,‬‬ ‫ذات وكيفّية ال ّ‬ ‫ول فرق بين البحث في كيفّية ال ّ‬
‫ولذلك قممال العليممم الخممبير‪)) :‬ليس كمثلخخه شخخيءٌ‬
‫وهو السميع العليم(( ]الشورى‪ ,[11/‬ول تبممادر‬
‫حجبممت عممن‬ ‫بالنكار فعل الغبيمماء الغمممار‪ ,‬فإن ّممك قممد ُ‬
‫كيفية حقيقة نفسك مع علمك بوجودهمما‪ ,‬وعممن كيفي ّممة‬
‫إدراكاتك مع أّنك تدركها‪ ,‬وإذا عجزت عن إدراك كيفّية‬
‫‪/68‬أ‬
‫ممما ‪ /‬بيممن جنبيممك؛ فممأنت عممن إدراك ممما ليممس كممذلك‬
‫أعجز‪.‬‬
‫وغايمممة علمممم العلمممماء‪ ,‬وإدراك عقمممول العقلء‬
‫الفضلء؛ أن يقطعوا بوجود فاعل لهممذه المصممنوعات‪,‬‬
‫دس عممن أحوالهمما‪ ,‬موصمموف‬ ‫من مّزه عممن صممفاتها‪ ,‬مق م ّ‬
‫بصممفات الكمممال اّللئق بممه بتمامهمما‪ ,‬فممما)‪ (1‬أخبرنمما‬
‫صممادقون عنممه بشمميء مممن أسمممائه وصممفاته قبلنمماه‬ ‫ال ّ‬
‫واعتقدناه‪ ,‬وما لمم يتعّرضموا لمه؛ سمكتنا عنمه‪ ,‬وتركنما‬
‫الخوض فيه‪.‬‬
‫سلف )‪2‬وما سممواها مهمماوٍ وتلممف((‪,‬‬ ‫هذه طريقة ال ّ‬
‫‪(2‬‬
‫سلف من الّنهي عنه‪.‬‬ ‫ثم أورد ما جاء عن الئمة وال ّ‬
‫ن القمموم‬ ‫والقصد بإيراد هذا الكلم أن يظهر لممك أ ّ‬
‫لم يتركوا علممم الكلم لممدّقته وغموضممه‪ ,‬وإّنممما تركموه‬
‫صوا عليه من ثبمموت الّنهممي عنممه عنممدهم‪ ,‬وكممونه‬ ‫لما ن ّ‬
‫غير مفيممد اليقيممن فممي الخفي ّممات‪ ,‬ول يحتمماج إليممه فممي‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬ثم مهما((‪ ,‬وكذا في ))المفهم((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ص على هذه العّلة كثير من المتكّلمين‬ ‫الجلّيات‪ .‬وقد ن ّ‬
‫دمنا‪ .‬وقد خاض في علم الكلم غيممر واحممد مممن‬ ‫كما ق ّ‬
‫دين ‪ ,‬فبلغمموا‬‫)‪(1‬‬
‫شيخ تقممي ال م ّ‬ ‫دثين كابن تيمية‪ ,‬وال ّ‬ ‫المح ّ‬
‫في الّتدقيق وراء مدارك الفطناء من أئمة الكلم كممما‬
‫دوا علممى المتكّلميممن‬ ‫يعرف ذلك مممن رأى كلمهممم‪ ,‬ور ّ‬
‫ودّققوا مع المدّققين‪ ,‬وإّنما أّول القرطبي الّنهممي عممن‬
‫ص القممرآن فممي قمموله‬ ‫ن الموجب لتممأويله نم ّ‬ ‫الجدال؛ ل ّ‬
‫تعالى‪)) :‬وجادلهم بالتي هي أحسن(( ]النحل‪/‬‬
‫‪ [125‬وقوله تعالى في الحكاية عممن قمموم نمموح ‪:--‬‬
‫))يا نوح قد جادلتنا فخخأكثرت جخخدالنا(( ]هخخود‪/‬‬
‫‪ [32‬ونحو ذلك‪ .‬وإّنما يكون المكروه منه نوعان‪:‬‬
‫أحخخدهما‪ :‬المممراء بممه والّلجمماج)‪ (2‬الممذي يعممرف‬
‫المكروه من الجدال‬ ‫ش مّر‪,‬‬‫صاحبه أّنه غير مفيممد‪ ,‬وربممما عممرف أن ّممه مممثير لل ّ‬
‫نوعان‬
‫والفرق بينه وبين الجدال بالتي هي أحسن‪ :‬أن يكممون‬
‫ق‪ ,‬أو‬ ‫المجادل بالتي هممي أحسممن قاصممدا ً ليضمماح الحم ّ‬
‫طامعا ً في اّتباع خصمه ل يقبل‪ ,‬ولم يكن له مقصد إل‬
‫ظ‬‫ظهممور عليممه‪ ,‬ملحظممة لح م ّ‬ ‫غلبة الخصممم‪ ,‬ومج مّرد ال ّ‬
‫الّنفس في ذلك فقد صار مماري ما ً وداخل ً فممي المنه م ّ‬
‫ي‬
‫عنه‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أن ينتصممر للحمقّ بممالخوض فممي أمممور‬
‫شممكوك والحيممرة والبدعممة‪ ,‬ول‬ ‫يستلزم الخوص فيها ال ّ‬
‫ق‪ -‬علممى أسمماليب القممرآن‬ ‫يقتصر –فممي النتصممار للح م ّ‬
‫صالح –رضي اللممه‬ ‫سلف ال ّ‬ ‫والنبياء –عليهم السلم‪ -‬وال ّ‬
‫عنهم‪ ,-‬وإّنما كره النتصار للح مقّ بتلممك الطريقممة لممما‬
‫ققممي علممم الكلم‪ :‬مممن أّنهمما‬ ‫أشممار إليممه كممثير مممن مح ّ‬
‫خمموض فممي محممارات العقممول‪ ,‬وبحممث فممي غمموامض‬
‫عرات‬ ‫ظنون‪ ,‬وسممير فممي متممو ّ‬ ‫تلتبس العلمموم فيهمما بممال ّ‬
‫ل فيها أقدام الحلوم‪.‬‬ ‫مسالك تز ّ‬
‫أل تممرى أّنهممم قممد خاضمموا فممي ال مّروح مممع قمموله‬
‫‪ ( )1‬لعّله ابن دقيق العبد ت )‪.(702‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬المراد به اللجاج((!‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪/68‬ب‬
‫تعالى‪)) :‬ويسئلونك عن الّروح قل الخخّروح مخخن‬
‫ل((‬ ‫أمخخر رب ّخخي ومخخا أوتيتخخم مخخن العلخخم إل قلي ً‬
‫ن‬ ‫]السراء‪ [85/‬مع عدم الحاجة إلى الخوض فيه؛ ل ّ‬
‫معرفته غير واجبة كمعرفمة اللمه تعمالى‪ ,‬وقمد حماولوا‬
‫تأويل الية ليتنّزهوا عن دعوى ما ل يعلمون‪ ,‬فجمعمموا‬
‫بين خطر تأويممل القممرآن بغيممر قمماطع‪ ,‬ولغيممر مموجب‪,‬‬
‫وبين خطر دعوى علم ما لم يثبت على دعواه برهممان‬
‫قاطع‪ ,‬وقد قال الله تعممالى‪)) :‬ول تقخخف مخخا ليخخس‬
‫ل‬ ‫سخخمع والبصخخر والفخخؤاد ك خ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫لك به علم‪ /‬إ ّ‬
‫ل(( ]السراء‪.[36/‬‬ ‫أولئك كان عنه مسئو ً‬
‫فهذا وأمثاله هو الذي كره أهل الحممديث الخمموض‬
‫فيممه‪ ,‬رغبممة فممي القتممداء برسممول اللممه ‪ ,‬بأصممحابه‬
‫ور‬ ‫والّتابعين لهم –رضي الله عنهم‪ ,-‬وأمساكا ً عن الّتهم ّ‬
‫ظنممون‪ ,‬ل لممما‬ ‫في مهاوي دعاوى العلوم في مواضع ال ّ‬
‫وصمهم به المعترض من البله وجمود الفطنممة‪ ,‬ولهممذا‬
‫مة تأتي في آخر الكتاب أن شمماء اللممه تعممالى‬ ‫الكلم تت ّ‬
‫تشتمل علممى معرفممة كيفي ّممة الّنظممر فممي معرفممة اللممه‬
‫دثين‪ ,‬وبماذا يعامل بممه أهممل الفلسممفة‬ ‫تعالى عند المح ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫دقيقممممة علممممى‬ ‫وأمثممممالهم مممممتى أوردوا الشممممبه ال ّ‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫ج‬‫الوهم الّثالث عشر‪ :‬أراد المعممترض أن يحتمم ّ‬ ‫الوهم الثالث عشر‬
‫فمممار تصمممريح‬ ‫ن الشمممعرية وأهمممل الحمممديث ك ّ‬ ‫علمممى أ ّ‬
‫دين‪ ,‬وذكممر‬ ‫لنكممارهم ممما هممو معلمموم مممن ضممرورة ال م ّ‬
‫ن لنمما أفعممال ً‬ ‫أشممياء‪ :‬منهمما‪ :‬زعممم أّنهممم ينكممرون أ ّ‬
‫وتصّرفات‪.‬‬
‫ن هذا مجمّرد دعمموى عليهممم مممن غيممر‬ ‫الجواب‪ :‬أ ّ‬ ‫خلق أفعال العباد‬
‫بّينة‪ ,‬بل بهت لهم ومصادمة لنصوصهم‪ .‬ولنا في بيممان‬
‫براءتهم في ذلك طريقان‪:‬‬
‫طريق الولى‪ :‬نقممل براءتهممم عممن ذلممك مممن‬ ‫ال ّ‬
‫أشهر كتب الّزيدي ّممة‪ ,‬وهممو ))شممرح الصممول(( الممذي هممو‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬حتى((‍‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫دعوى‬ ‫دعي لهممذه ال م ّ‬ ‫مدرس الّزيدّية‪ ,‬ومدرس هذا الم م ّ‬
‫الفرّية فنقول‪:‬‬
‫شممرح‬ ‫سّيد أحمد بن أبي هاشم –مص مّنف ال ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫فممي أوائل الفصممل الث ّمماني فممي العممدل –ممما لفظممه‪:-‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ن أحممدنا لممو خي ّممر بيممن‬ ‫ضممحه أ ّ‬


‫))يممبّين ممما ذكرنمماه ويو ّ‬
‫صدق والكذب‪ ,‬وكان الّنفع بأحممدهما كممالّنفع بممالخر‪,‬‬ ‫ال ّ‬
‫وهو عالم بقبح الكذب‪ ,‬مستغن عنه‪ ,‬عممالم باسممتغنائه‬
‫صممدق((‪ .‬إلممى‬ ‫ط ل يختممار الكممذب علممى ال ّ‬ ‫عنه فإّنه ق م ّ‬
‫ن الواحممد‬ ‫قوله ما لفظه‪)) :‬فإن قالوا هذا بنمماًء علممى أ ّ‬
‫ن مممن‬ ‫مّنا مخّير في تصّرفاته‪ ,‬ونحن ل نسّلم ذلك‪ ,‬فممإ ّ‬
‫مممذهبنا أّنممه مجممبر عليممه فممي هممذه الفعممال‪ ,‬وأّنهمما‬
‫مخلوقة((‪ .‬ثم أجاب بأربعممة وجمموه‪ :‬قممال فممي الث ّممالث‬
‫ن‬‫منها ما لفظه‪)) :‬وبعمد فل خلف بيننما وبينكمم فمي أ ّ‬
‫هذه الّتصرفات محتاجة إلينا ومتعّلقة بنا وأّنا مختارون‬
‫فيهممما‪ ,‬إّنممما الخلف فممي جهممة الّتعّلممق‪ :‬أكسممب أم‬
‫حدوث؟((‪.‬‬
‫ص صريح ل يحتمممل الّتأويممل فممي )مممدرس‬ ‫فهذا ن ّ‬
‫ن القمموم يقولممون‪ :‬بأن ّمما مختممارون‬ ‫ل علممى أ ّ‬ ‫الّزيدّية( يد ّ‬
‫في أفعالنا‪ ,‬وقد تأوله بعض من ل يدري بمذهبهم بأّنه‬
‫أراد بالختيار هنا‪ :‬الرادة فقط مممع وقمموع الرادة مممن‬
‫غيممر اختيممار‪ ,‬وهممذا جهممل بقصممد المصممّنف وبمممذهب‬
‫ما المصّنف؛ فممإّنه قصممد نقممض جمموابهم علينمما‬ ‫القوم‪ ,‬أ ّ‬
‫ن‬ ‫في الّتحسين والّتقبيح بالجبر وبخلق الفعال‪ ,‬وبّين أ ّ‬
‫جة لزمة على مقتضى مممذهبهم‪ ,‬لّنهممم ل ينكممرون‬ ‫الح ّ‬
‫تعّلق الفعال بنا ووقوعها باختيارنا‪ ,‬أل ترى أّنممه قممال‪:‬‬
‫ن الواحممد من ّمما مخي ّممر فممي‬ ‫فإن قممالوا هممذا بنمماًء علممى أ ّ‬
‫تصّرفاته ونحن نسّلم ذلك إلى آخممر كلمممه‪ ,‬ثممم نقممض‬
‫همذا عليهمم وبّيمن أّنمه ليمس بممذهبهم‪ ,‬فكيمف يمكمن‬
‫تأويل هذا علممى أن ّممه ممما روى عنهممم القممول بالختيممار‪,‬‬
‫وهل هذا إل محض الجهل أو الّتجاهل؟ ولو سممّلمنا أ ّ‬
‫ن‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬في أول العدل((‪.‬‬

‫‪96‬‬ ‫‪/69‬أ‬
‫مقصد هذا المصّنف‪ :‬التبيين‪ ,‬أو أّنه لم ينص على ذلك‬
‫لم يخف مذهب القوم على طالبه‪ ,‬فالقوم مصممّرحون‬
‫بمذهبهم في مصمّنفاتهم كممما تممرى الن مممن الطريممق‬
‫طمع فممي تعميممة مممذهبهم ورميهممم بممما لممم‬ ‫الّثانية‪ ,‬وال ّ‬
‫يقولوا يزري بصاحبه ول يضر من رمي به‪.‬‬
‫‪/‬الطريق الّثانية‪ :‬وهي المعتمدة المفيدة لمممن‬
‫ب العلممم المتممواتر بمقصممدهم فممي مممذهبهم‪ ,‬وهممي‬ ‫يح ّ‬
‫ققيهممم الحافلممة‬ ‫نقممل نصوصممهم مممن مصممّنفات مح ّ‬
‫وتواليفهم الممتعة‪ ,‬فمن ذلك ما ذكره الفخممر ال مّرازي‬
‫في ))كتمماب الربعيممن فممي أصممول الممدين(( وفممي كتممابه‬
‫))نهاية العقول(( فإّنه ذكر مما معنماه‪ :‬إّنهمم أربمع فمرق‪,‬‬
‫ن العبممد غيممر‬‫فذكر في الكتابين أّنه يجمعهم القول بممأ ّ‬
‫مستقل بفعله‪ ,‬وذكر في ))الّنهايمة(( أيضما ً أّنمه يجمعهمم‬
‫ن الختيار للعبد في فعله كممما سمموف نوضممح‬ ‫القول بأ ّ‬
‫ل فرقة منهم فنقول‪:‬‬ ‫ذلك بالكلم على ك ّ‬
‫الفرقة الولخخى منهممم‪ :‬هممم الجبريممة الخل ّممص‪,‬‬
‫فرق الشعرية في‬
‫وهم الذين يقولون‪ :‬إّنه ل تأثير لقدرة العبد في الفعل‬ ‫القدر‬
‫ول في صفة من صفاته‪ ,‬بل الله تعممالى يخلممق الفعممل‬
‫بقدرته‪ ,‬ويخلق ]العبد[)‪ (1‬قدرة متعلقة بفعلممه‪ ,‬مقارنممة‬
‫دمة عليه‪ ,‬ول مؤّثرة فيممه‬ ‫في حدوثها لحدوثه‪ ,‬غير متق ّ‬
‫ألبتمممة‪ ,‬وهمممذا قمممول الشمممعري وأتبممماعه‪ ,‬وجمممماهير‬
‫ققين من المتأخرين على خلف هذا‪ ,‬قال الّرازي‬ ‫المح ّ‬
‫في ))النهاية(( ما لفظه‪)) :‬قالت المعتزلة‪ :‬لو كان فعل‬
‫العبد موجودا ً بقدرة الله تعالى ما حسن المدح والمذ ّ ّ‬
‫م‬
‫م قممال‪ :‬اختلفمموا فممي الجممواب علممى‬ ‫والمر والّنهي‪ .‬ث م ّ‬
‫طريقين‪:‬‬
‫ن قممدرة العبممد غيممر‬ ‫الولى‪ :‬طريقة الشممعري‪ :‬أ ّ‬
‫ن‬‫ن الله أجرى العادة بممأ ّ‬ ‫ما المر والّنهي؛ فل ّ‬ ‫مؤّثرة‪ ,‬وأ ّ‬
‫طاعة فيه‬ ‫طاعة فإّنه تعالى يخلق ال ّ‬ ‫العبد متى اختار ال ّ‬
‫عقيب اختياره إّياها‪ ,‬وكممذلك إن اختممار المعصممية‪ .‬وإذا‬
‫‪ ( )1‬في )أ(‪)) :‬للفعل ‍(( والتصويب من )ي( و)س(‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫كانت المكنة بهذا المعنى حاصلة ل جرم حسممن المممر‬
‫والّنهي‪ .‬إلى قوله‪ :‬إذا كان المر كذلك؛ كممان الّتكليممف‬
‫كن[)‪ (1‬من اختيار أحد‬ ‫والمر والّنهي إّنما كان لّنه ]متم ّ‬
‫مقدوريه دون الخر‪ ,‬وإن لم يكن متمكنا ً ممن اليجمماد‪,‬‬
‫ل يقال‪ :‬ترجيحه أحد تعّلقي الرادة على تعّلقها‪.‬‬
‫الّثاني‪ :‬إن وقع بالعبد فقد اعترفتم بتأثير قممدرة‬
‫العبد‪ ,‬وإن وقع بالله فل يكممون ذلممك الّترجيممح مضممافا ً‬
‫ن ترجيمح أحمد الّتعّلقيمن‬ ‫ل‪ ,‬لّنما نقمول‪ :‬إ ّ‬‫إلمى العبدأصم ً‬
‫على الخممر ليممس أمممرا ً ثبوتي ما ً أص مل ً ل فممي حممق اللممه‬
‫تعالى‪ ,‬ول في حق العبد حّتى يلممزم مممن إسممناده إلممى‬
‫ن‬ ‫العبد ما يلزم من العتراف بكون قدرته مممؤّثرة‪ ,‬فممإ ّ‬
‫ذلك لو كان أممرا ً ثبوتيما ً لكمان وقموعه أيضما ً بالختيمار‬
‫فيلزم الّتسلسل‪.‬‬
‫فهممذا صممريح منهممم فممي كتبهممم مممبّين)‪ (2‬معل ّممل ل‬
‫يمكن تأويله‪ ,‬وقد أفصحوا بأن مذهب الجبرّية الخّلص‬
‫م والعقمماب‬ ‫ن العبممد مختممار‪ ,‬وأن ّممه إّنممما يسممتحق ال مذ ّ ّ‬
‫أ ّ‬
‫والمر والّنهي بسوء اختياره‪ ,‬وبهذا يتخّلص)‪ (3‬من قول‬
‫وزون علممى اللممه العبممث والقبيممح‬ ‫المعتزلممة‪ :‬إّنهممم يج م ّ‬
‫والظلم لقولهم بخلممق الفعممال‪ ,‬وهممذا مممن وجممه مثممل‬
‫قول الجاحظ وثمامة بن الشرس‪ :‬إن ّممه ل فعممل للعبممد‬
‫لء شيوخ العتزال‪.‬‬ ‫إل الرادة‪ ,‬وهما من أج ّ‬
‫ن العبممد‪ (4‬يفعممل‬ ‫وذكر الّرازي في هذا الموضع‪3) :‬أ ّ‬
‫داعي الّراجممح وجوبما ً كممما يفعممل اللممه‬ ‫الختيار عنممد الم ّ‬
‫الواجب في حكمته‪ ,‬ويترك القبيممح فممي علمممه وجوب ما ً‬
‫‪/69‬ب‬
‫عند المعتزلة‪ ,‬ول ينافي ذلك ‪/‬الوجوب ثبوت الختيممار‪,‬‬
‫قممال‪ :‬ول يصممح للمعتزلممة أن يلزممموهم نفممي الختيممار‬
‫بذلك لوجهين‪:‬‬

‫في )أ(‪)) :‬ممكن((‪ ,‬والمثبت من )ي( و)س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬


‫في )س(‪)) :‬معّين((‍‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫في )س(‪)) :‬يتخلصون((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪98‬‬
‫داعي عند المعتزلة غيممر ممموجب‪,‬‬ ‫ن ال ّ‬
‫أحدهما‪ :‬أ ّ‬
‫وثانيهما‪ :‬أنهممم يقولممون بمثممل ذلممك فممي ح مقّ اللممه‬
‫تعالى في أفعاله الواجبة عندهم‪ ,‬ولم يقتض ذلمك أن ّممه‬
‫تعالى عندهم)‪ (1‬غير مختار‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بل يقولون بذلك فممي حممق العبممد فممي غيممر‬
‫موضممع‪ :‬منهمما فممي احتجمماجهم علممى ثبمموت الّتحسممين‬
‫صمدق‬ ‫ل‪ ,‬وقمولهم‪ :‬إذا خّيمر العاقمل بيمن ال ّ‬ ‫والّتقبيح عق ً‬
‫والكذب وكان الّنفع فيهما سواء اختار الصدق وجوبممًا‪,‬‬
‫بل يقولون بذلك في جميع أفعال العباد كما أشار إليه‬
‫ن لنمما أفعممال ً وتص مّرفات‪,‬‬ ‫الّرازيّ في احتجاجهم على أ ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫فممإّنهم احتجمموا علممى ذلممك بأّنهمما تقممع عنممد ]وجممود[‬
‫دواعينا أو تنتفي عند وجود صوارفنا‪.‬‬
‫ن‬
‫ن هذا هو مقصود القممائلين بممأ ّ‬ ‫وقد ذكر الّرازي أ ّ‬
‫ً‬
‫داعي موجب لن ّممه لممو لممم يكممن موجبما لممم يكممن ممما‬ ‫ال ّ‬
‫ذكروا دائمًا‪ ,‬ولكان اتفاقي ّا ً أو أكثري ّمًا‪ ,‬ولممو كممان كممذلك‬
‫ما قولهم‪ :‬إّنه وجوب اسممتمرار ل‬ ‫لم يكن حجة لهم‪ .‬وأ ّ‬
‫وجوب اضطرار فقد صرح القوم)‪ (3‬بمعنى ذلك‪ ,‬فإّنهم‬
‫ن معنى ذلك الوجوب ل ينافي الختيممار‪ ,‬بممل‬ ‫صّرحوا بأ ّ‬
‫ن القول بأّنه ينافي الختيار خممروج مممن‬ ‫ي‪ :‬إ ّ‬
‫قال الّراز ّ‬
‫السلم‪ ,‬لّنه يستلزم ذلك في حقّ الله تعالى‪ ,‬وينبغي‬
‫ن‬‫ي‪ :‬إ ّ‬ ‫معرفة هذه الّنكتة فعليها المدار‪ ,‬وقد قال الّراز ّ‬
‫سر الجبر بوجوب وقوع فعل العبد عنممد‬ ‫ق‪ ,‬وف ّ‬ ‫الجبر ح ّ‬
‫داعي لنتفاء الختيار‪ ,‬وصّرح في غير موضع‬ ‫رجحان ال ّ‬
‫داعي ل‬ ‫ن القممول بوجمموب الفعممل عنممد رجحممان ال م ّ‬ ‫بممأ ّ‬
‫ن الجبرّية ما‬ ‫يوجب نفي الختيار‪ .‬فثبت بهذه الجملة أ ّ‬
‫أرادوا بالجبر وخلق الفعال ما فهمته عنهم المعتزلممة‪,‬‬
‫ومع تصريحهم بمقصدهم يحرم نسبتهم إلى غيره‪.‬‬
‫الفرقخخة الثانيخخة‪ :‬أهممل القممول بالكسممب مممن‬

‫‪ ( )1‬سقطت من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )أ(‪)) :‬وجوب((‪ ,‬والتصويب من )ي( و)س(‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬القول((‍‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الشعرية ورئيسهم القاضي أبو بكر الباقلني‪ ,‬ومعنممى‬
‫ن قدرة الله تعممالى مسممتقلة بإيجمماد‬ ‫الكسب عندهم‪ :‬أ ّ‬
‫ذوات أفعال العباد التي ل توصف بحسن ول قبممح‪ ,‬ول‬
‫يستحق عليها ثواب ول عقاب‪ ,‬وقدرة العبممد مسممتقلة‬
‫بصممفات تلممك الفعممال الممتي تمموجب وصممفها بالحسممن‬
‫والقبح‪ ,‬ويستحق عليها الثواب والعقاب‪.‬‬
‫ما‬‫ن أصل الحركة عندهم من الله‪ ,‬وأ ّ‬ ‫مثال ذلك‪ :‬أ ّ‬
‫كون تلك الحركة مّتصفة بصفة مخصوصة مثل كونهمما‬
‫صمملة أو زنمما؛ فممذلك أثممر قممدرة العبممد‪ ,‬وهممو أقممرب‬
‫ن‬
‫طائفممة الولممى‪ ,‬ل ّ‬‫القوال)‪ (1‬إلى قول المعتزلة من ال ّ‬
‫أكثر المعتزلة يقولون‪ :‬إّنه ل تأثير لقدرة العبد إل فممي‬
‫صفات الفعل‪ ,‬لكن المعتزلة يقولون أيضا ً بمثممل ذلممك‬
‫في قممدرة اللممه تعممالى‪ ,‬فإّنهمما عنممدهم ل تممؤّثر إل فممي‬
‫)‪(2‬‬
‫ذوات عنممدهم ثابتممة فممي العممدم‬ ‫ن المم ّ‬
‫صممفات‪ ,‬فممإ ّ‬
‫ال ّ‬
‫والقدم‪ ,‬غير موجودة)‪ (3‬ويفّرقون بين الّثبوت والوجود‪,‬‬
‫ن الصفة بنفسها غير مقممدورة‪,‬‬ ‫بل المعتزلة يقولون‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫)‪(4‬‬
‫ذات ‪/‬عليها‪ ,‬والقصممد‪] :‬بيممان[ أ ّ‬ ‫بل المقدور جعل ال ّ‬ ‫‪/70‬أ‬
‫ن ذوات‬ ‫المعتزلة قد شاركوا هذه الفرقة في القول بأ ّ‬
‫أفعممال العبمماد غيممر مقممدورة لهممم‪ ,‬فالممذي قممالت هممذه‬
‫الفرقة من الشعرية‪ :‬إّنه مخلمموق مممن أفعممال العبمماد‪,‬‬
‫وهو الذي قالت المعتزلة‪ :‬إّنه ثابت في العدم والقدم‪,‬‬
‫وإّنه غير مقدور ل للخالق ول للمخلوق‪.‬‬
‫قالت هممذه الفرقممة مممن الشممعرية‪ :‬ونحممن نقممول‬
‫ن العبممد غيممر مممؤثر‬‫ببعض ما قالت المعتزلة فنقول‪ :‬إ ّ‬
‫في ذات الفعل‪ ,‬وهذا صممحيح عنممد المعتزلممة‪ .‬ونقممول‪:‬‬
‫ن العبد مؤثر في صفة الحسن والقبح‪ ,‬وهممذا صممحيح‬ ‫إ ّ‬
‫ن العبممد مممؤّثر فممي صممفة‬ ‫عنممد المعتزلممة‪ ,‬ونقممول‪ :‬إ ّ‬

‫في )س(‪)) :‬وهؤلء أقرب إلى قول((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬


‫في )ي( و)س(‪)) :‬القدم((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫في )س(‪)) :‬موجود((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪100‬‬
‫ن جل ّممة‬
‫الحسن والقبح‪ ,‬وهذا صحيح عنممدهم أيض مًا‪ ,‬فممإ ّ‬
‫سن وتقّبح لذواتها‬ ‫ن الفعال ل تح ّ‬ ‫المعتزلة قد أقّرت أ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن ذوات‬ ‫بل لوقوعها على وجوه واعتبارات‪ ,‬وذلممك ل ّ‬
‫أفعال العباد واحدة‪ ,‬فإّنها كّلها راجعة إلى كونها حركة‬
‫أو سكونًا؛ بل عند الفريقين من المعتزلممة والشممعرية‬
‫سكون راجعان إلممى معنممى واحممد‪ ,‬وهممو‬ ‫ن الحركة وال ّ‬ ‫أ ّ‬
‫سممكون لبممث المتحي ّممز‬ ‫لبث المتحّيز في الجهة لكون ال ّ‬
‫وقتين فصاعدًا‪ ,‬والحركة لبث المتحّيز في جهة عقيب‬
‫لبثه في جهة أخرى‪,‬‬
‫موا لبثممه فممي أّول وجمموده إذا انتقممل أو‬ ‫ولهممذا س م ّ‬
‫عدم في الوقت الّثاني كونا ً مطلقًا‪ ,‬ويعنون بذلك‪ :‬أّنه‬
‫ليس بحركة لن ّممه لممم يكممن لبممث قبممل ذلممك فممي جهممة‬
‫أخرى وهذا شرط سميته حركة‪ ,‬وليممس بسمكون لنمه‬
‫ل من وقتين‪ ,‬فإذن)‪ (2‬أفعال العباد كّلهمما راجعممة‬ ‫لبث أق ّ‬
‫إلى شيء واحد‪ ,‬وهو اللبث في جهة‪.‬‬
‫ن الحركممة هممي‬ ‫قال المّرازيّ فممي تلخيممص ذلممك‪ :‬إ ّ‬
‫سممكون‬ ‫الكون في الجهة الّثانية في المموقت الّول‪ ,‬وال ّ‬
‫هو الكون في الوقت الّثاني في الجهة الولممى‪ ,‬فبهممذا‬
‫سن ول تقّبح لذواتها‪ ,‬لّنه يلزم‬ ‫ن الفعال ل تح ّ‬ ‫تعرف أ ّ‬
‫أن تكممون)‪ (3‬حسممنة قبيحممة مع مًا‪ ,‬ويلممزم أن يقبممح غيممر‬
‫الجسام واللوان من أفعممال اللممه تعممالى‪ ,‬ويممرد علممى‬
‫ن المرجع بالحركة إلى اللبممث‬ ‫المتكّلمين في قولهم‪ :‬إ ّ‬
‫إشكالت صعبة قد أشار الّرازيّ في كتبه إلى بعضممها‪,‬‬
‫والذي ألجأهم إلى ذلك‪ :‬القول بأن الحركة والسممكون‬
‫ي‪ ,‬كممما يعرفممه مممن‬ ‫ن واحدهما ليس بعممدم ّ‬ ‫ثبوتيان‪ ,‬وأ ّ‬
‫نظر في كتبهم‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ن ما ذكممره ]القاضممي[‬ ‫فإذا عرفت هذا عرفت أ ّ‬

‫في )س(‪)) :‬وجه((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬


‫في )س(‪)) :‬فإذا((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫في )س(‪)) :‬تكون كلها((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪/70‬ب‬

‫‪101‬‬
‫أبو بكر البمماقلني لزم للمعتزلممة ولجميممع المتكّلميممن‪,‬‬
‫ن لبث المتحّيز في جهة ما ضممروري ل يمكممن‬ ‫وذلك ل ّ‬
‫العبد أن يختار غيره‪ ,‬فثبت أّنه فعل اللممه تعممالى‪ .‬وقممد‬
‫ن أفعممال العبمماد كّلهمما راجعممة إلممى لبممث‬ ‫ثبت عنممدهم أ ّ‬
‫ن ذوات أفعمال العبماد فعمل‬ ‫المتحّيز في جهة‪ ,‬فثبمت أ ّ‬
‫الله تعالى‪ ,‬وإّنما يقع اختيممارهم علممى اكتسمماب ‪/‬ذلممك‬
‫الفعمممل بهيئات مخصوصمممة‪ ,‬وإيقممماعه علمممى مقاصمممد‬
‫متغايرة هممي منشممأ الحسممن والقبممح‪ ,‬والمممر والّنهممي‪,‬‬
‫صممت بممه المعتزلممة دون‬ ‫والّثواب والعقاب‪ ,‬والممذي اخت ّ‬
‫القاضي ]أبي[ بكر أّنها قالت‪ :‬إن قدرة العبد تؤّثر في‬
‫صفة وجود فعله وفي سممائر صممفاته‪ ,‬والقاضممي قممال‪:‬‬
‫تؤّثر في صفة الحسن والقبح دون صفة الوجود‪ ,‬لكممن‬
‫ن صفة الوجود ليست منشأ الحسممن‬ ‫المعتزلة تقول‪ :‬إ ّ‬
‫والقبح‪ ,‬والمر والّنهممي‪ ,‬وإّنممما منشممأها صممفة الحسممن‬
‫والقبح الذي ذكر القاضي أّنهمما مممن آثممار قممدرة العبممد‪,‬‬
‫فثبت أّنهم قد اتفقوا في موضممع يمموجب التفمماق فيممه‬
‫ترك التأثيم‪ ,‬فتفّهم ذلك فهو سّر المسألة‪.‬‬
‫الفرقة الّثالثخخة‪ :‬مممن الشممعرية الممذين قممالوا‪:‬‬
‫قدرة العبد تؤّثر ]ب ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫ي‪ :‬ويشممبه أن‬ ‫معين[ ‪ .‬قممال ال مّراز ّ‬
‫يكون هذا قول أبي إسحاق السممفرايني‪ ,‬وهممو أقممرب‬
‫إلممى العممتزال مممن الفرقممة الولممى‪ ,‬لّنهممم قممد أثبتمموا‬
‫لقممدرة العبممد أثممرا ً فممي صممفة الوجممود‪ ,‬وإّنممما ينكممر‬
‫المعتزلة من قول هؤلء تجويز مقدور بين قممادرين)‪, (2‬‬
‫وزه شمميخ العممتزال أبممو الحسممين البصممري‬ ‫وقممد جمم ّ‬
‫المتكّلم‪ ,‬وإذا اّتحد الفعممل واختلممف الفمماعلن جمماز أن‬
‫يحسن من أحدهما ليقاعه علممى وجممه حسممن‪ ,‬ويقبممح‬
‫من الخر ليقاعه على وجه قبيح‪ ,‬وقممد بسممطت ذلممك‬
‫(()‪(3‬‬
‫م اختصممرته هنمما لوضمموحه عنممد أهممل‬ ‫في الصل ث م ّ‬
‫))‬

‫‪ ( )1‬في )أ( و)ي(‪)) :‬لمعنى((‪ .‬والمثبت من )س(‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬مقدورين لقادرين((‪.‬‬
‫‪.(7/12-47) ( )3‬‬

‫‪102‬‬
‫مييز‪.‬‬
‫الت ّ‬
‫الفرقة الّرابعة‪ :‬من الشممعرية إمممام الحرميممن‬
‫أبو المعالي الجويني وأصحابه‪ ,‬وهممؤلء يقولممون بمثممل‬
‫ن قممدرة العبممد تممؤّثر فممي ذات فعلممه‪,‬‬ ‫قول المعتزلة‪ :‬إ ّ‬
‫وصفاتها كّلها صفة الوجممود وصممفة الحسممن والقبممح‪,‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ن‬
‫ن المعتزلة إّنما قممالوا بممأ ّ‬ ‫بل زادوا على المعتزلة‪ ,‬فإ ّ‬
‫ذات نفسها‪,‬‬ ‫قدرة العبد تؤّثر في صفة الوجود ل في ال ّ‬
‫إل أبا الحسين البصري‪ ,‬فيقممول بمثممل قممول الجممويني‬
‫ن العبممد‬ ‫سواء‪ ,‬لكن هؤلء يفارقون المعتزلة لقممولهم إ ّ‬
‫ن القدرة عندهم ل تؤّثر إل‬ ‫ل بفعله بسبب أ ّ‬ ‫غير مستق ّ‬
‫داعي عند الفرق كّلها وعنممد‬ ‫داعي‪ ,‬وال ّ‬‫بشرط وجود ال ّ‬
‫داعي عند هممؤلء غيممر‬ ‫المعتزلة من الله تعالى‪ ,‬لكن ال ّ‬
‫مخرج للعبد عن الختيار‪ ,‬ولكن عندهم أنه يقع الفعممل‬
‫دد كممما تقممول المعتزلممة‬ ‫عنده اختيارا ً قطعا ً من غير تر ّ‬
‫دم‬‫في أفعال الله تعالى الوجبة‪ ,‬وفي غيرهمما ممما)‪ (2‬تق م ّ‬
‫بيانه‪ ,‬فهؤلء قولهم في هذه المسألة ]و[)‪ (3‬قممول أبممي‬
‫الحسين البصري من المعتزلة واحد‪ ,‬فإّنه أيضا ً يقممول‬
‫‪/71‬أ‬ ‫داعي بمثمممل قمممولهم‪ ,‬فكيمممف يحسمممن ممممن‬ ‫فمممي الممم ّ‬
‫المعتزلممة ‪/‬تقبيممح علممى الجممويني ول ُيقب ّممح علممى أبممي‬
‫الحسممين البصممري‪ ,‬وينسممب الجممبر إلممى أحممدهما دون‬
‫الخر!؟ وهل هذا إل محض العصبية؟! ولله من قال‪:‬‬
‫)‪( 4‬‬
‫سممخط‬ ‫ن عيممن ال ّ‬ ‫كممما أ ّ‬ ‫وعمممممين الّرضما عمن كمل‬
‫)‪( 5‬‬
‫تبدي المساويا‬ ‫عيب كليلة‬
‫(()‪(6‬‬
‫ولت هممذه المسممألة فممي ))العواصممم‬ ‫وقممد طمم ّ‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬الموجود((‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬مما((‪.‬‬
‫‪ ( )3‬سقط من )أ(‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في )س(‪)) :‬ولكن ‪.‬‬
‫((‬

‫‪ ( )5‬البيت لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبمي‬


‫طالب‪ ,‬ضمن قصيدة له‪ .‬انظر‪)) :‬الكامل((‪ (1/178) :‬للمبرد‪.‬‬
‫‪ -7/74) ( )6‬فما بعدها(‬

‫‪103‬‬
‫لمسيس الحاجة إلى معرفتها‪ ,‬وأكثرت من الستشهاد‬
‫)‪(8‬‬
‫سّنة ]مممن[)‪ (7‬نفممي الختيممار ]بممما[‬ ‫على براءة أهل ال ّ‬
‫ل الواقف عليه‪ ,‬لممما رأيممت مممن كممثرة عصممبية‬ ‫يكاد يم ّ‬
‫)‪(9‬‬
‫الفرق ]فيها[ وتكفير المسمملمين وتضممليلهم بعضممهم‬
‫بعضا ً من أجل الختلف فيها‪ ,‬والمر ]فيهمما[)‪ (10‬قريممب‬
‫ن الجبريممة أقمّروا بثبمموت الختيممار للعبممد‪,‬‬ ‫كما ترى‪ ,‬فممإ ّ‬
‫ن العبد غير مستقل بالمعنى الذي‬ ‫والمعتزلة يقّرون بأ ّ‬
‫صة أبو الحسممين البصممري‬ ‫ذكره الجويني وأصحابه‪ ,‬خا ّ‬
‫وأتباعه‪ ,‬لكّنهم يختلفون في العبارة‪ ,‬ويحتمماج العممارف‬
‫بمقاصدهم إلى الجمع بيممن أطممراف كلمهممم‪ ,‬والّنظممر‬
‫)‪(11‬‬
‫شممفقة علممى المسمملمين ول‬ ‫فيهمما مممع النصمماف وال ّ‬
‫يكون من القوم الذين قيل فيهم‪:‬‬
‫خيمممممرا ً أسممممممممممّروه أو‬ ‫أعمموذ بممالله مممن قمموم إذا‬
‫شممممممّرا ً أذاعوه‬ ‫سممممممممممعوا‬
‫م)‪ (7‬المعتزلممة بممأجمعهم يخممالفون فممي المشمميئة‬ ‫ث ّ‬
‫ويقولون‪ :‬المشيئة للعباد فممي أفعممالهم ل للممه تعممالى‪,‬‬
‫سنة‬‫والواقع منها ما شاء العبد ل ما شاء الله‪ ,‬وأهل ال ّ‬
‫ن المشمميئة للممه تعممالى فممي ذلممك ل‬ ‫مجمعممون علممى أ ّ‬
‫للعبممد؛ وهممذه فممي الحقيقممة هممي مسممألة الخلف ل‬
‫الْولممى‪ ,‬فلممو ذكرهما المعمترض لكممان ذلمك بمه أْولمى‪,‬‬
‫وحين)‪ (8‬أعرض عمن ذكرهمما أعرضمت عنمه أيضما ً لنممي‬
‫هم الواقف‬ ‫مجيب ل مبتدىء‪ ,‬وإّنما ذكرت ذلك لئل ّ يتو ّ‬
‫سّني من‬ ‫ويت بين المعتزلي وال ّ‬ ‫على كلمي أني قد س ّ‬
‫ل وجه وجهلت موضع الخلف بينهما‪.‬‬ ‫ك ّ‬

‫‪ ( )7‬في )أ( و)ي(‪)) :‬في((‪.‬‬


‫‪ ( )8‬في )أ( و)ي(‪)) :‬مما((‪.‬‬
‫‪ ( )9‬زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬
‫‪ ( )10‬زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬
‫‪ ( )11‬في )ي( و)س(‪)) :‬وأل ‪.‬‬
‫((‬

‫‪ ( )7‬في )س(‪)) :‬نعم((‪.‬‬


‫‪ ( )8‬في )س(‪)) :‬ومن((‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ن‬‫فق بين الفريقين فقال‪ :‬إ ّ‬ ‫وقد رام بعضهم أن يل ّ‬
‫ن اللممه تعممالى أراد أن يجعممل للعبمماد‬‫المعتزلي يقول‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫مشممميئتهم وُيمضمممي لهمممم مرادهمممم‪ ,‬وتلخيصمممه‪ :‬أ ّ‬
‫ن اللممه تعممالى أراد أن تكممون دار‬ ‫المعتزلممة تقممول‪ :‬إ ّ‬
‫الّتكليممف دار تخليممة بيممن المكّلفيممن وبيممن ممما أرادوا‪,‬‬
‫فكأّنه قد أراد ما أرادوا‪ ,‬فلهذا لم يكن مغلوبا ً سممبحانه‬
‫وتعالى‪ .‬وفي هممذا نظممر ]ليممس هنمما[)‪ (1‬موضممع ذكممره‪.‬‬
‫ن المعتزلممة يجيممزون تعممارض إرادة اللممه‬ ‫وخلصممته‪ :‬أ ّ‬
‫وإرادة العبد في الفعل المعّين‪ ,‬ويوجبممون تممأثير إرادة‬
‫سممنة‬‫العبد دون إرادة اللمه فمي ذلمك الفعممل‪ ,‬وأهمل ال ّ‬
‫يمنعون ذلك‪ ,‬فل يمكن الّتلفيق بين أقوالهم فممي هممذه‬
‫المسألة‪ ,‬وإّنما يمكن توجيه كلم أهل السنة بما ذكره‬
‫ذهبي في ترجمة عكرمة من كتاب ))الميزان(()‪ (2‬فإّنه‬ ‫ال ّ‬
‫روى عن عكرمة أّنه سئل‪ :‬لممم أنممزل اللممه المتشممابه؟‬
‫فقال‪ :‬ليض ّ‬
‫ل به‪.‬‬
‫‪/71‬ب‬
‫ذهبي‪)) :‬ما أخشنها ممن عبمارة ‪/‬وأقبحهما!!‬ ‫قال ال ّ‬
‫ل بممه إل‬‫ل به كثيرا ً ويهدي به كثيرًا‪ ,‬وما يض م ّ‬ ‫أنزله ليض ّ‬
‫الفاسقين((‪.‬‬
‫وإذا أخرج)‪ (3‬الشمميء هممذا المخممرج وعل ّممل بالعلممل‬
‫المعقولة لم يبعد منممه المعممتزلي‪ .‬وقممد أوضممحت فممي‬
‫سنة في ذلك من الوجمموه ممما‬ ‫غير هذا الموضع لهل ال ّ‬
‫يوجب على المعتزلي موافقتهم مع بقائه على قاعممدة‬
‫التحسين والتقبيممح العقلييممن‪ ,‬وهممو مممن النفممائس‪ ,‬ول‬
‫تخفى مواقعه على الفطن في كتاب الله ]مثل قوله[‬
‫)‪ (4‬تعالى‪)) :‬ولو علم الله فيهم خيرا ً لسخخمعهم‬
‫ولخخخو أسخخخمعهم لتوّلخخخوا وهخخخم معرضخخخون((‬

‫‪ ( )1‬في )أ( و )ي(‪)) :‬لن((! والمثبت من )س(‪.‬‬


‫ذهبي‪)) :‬ما أسوأها عبارة‪ ,‬بل أخبثها‪,‬‬‫‪ .(4/14) ( )2‬وعبارة ال ّ‬
‫بل أنزله ليهدي به وليضل به الفاسقين(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )ي( و)س(‪)) :‬خرج((‪.‬‬
‫‪ ( )4‬سقطت من )أ(‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ل بخخه‬ ‫]النفال‪ [23/‬ومثل قوله تعالى‪)) :‬وما يضخخ ّ‬
‫إل الفاسقين(( ]البقرة‪ [26/‬وغيممر ذلممك‪ .‬ول ب مد ّ‬
‫سّني والمعتزلي من الّرجموع إلمى‬ ‫في هذه المسألة لل ّ‬
‫شممريعة وتممرك محممض الّتحسممين‬ ‫محممض الّتسممليم لل ّ‬
‫دقيقممة الممتي‬ ‫والّتقبيممح العقلممي فممي بعممض المواضممع ال ّ‬
‫يجوز غلط العقل فيها لحيرته وتبّلده‪ ,‬وعدم نفوذ نظر‬
‫بصيرته فاعلم ذلك‪.‬‬
‫الوهم الّرابع عشر‪ :‬وهممم أّنهممم أنكممروا القممدر‬
‫ضروري في شكر المنعم‪ ,‬وليس كذلك‪ ,‬فممإّنهم فممي‬ ‫ال ّ‬ ‫الوهم الرابع عشر‬
‫تلك المسألة المرسومة في الصول إّنما نممازعوا فممي‬
‫وجوب شكر المنعممم الممذي هممو اللممه تعممالى ممن جهممة‬
‫العقل‪ ,‬مع اعترافهم بوجمموبه شممرعًا‪ ,‬وقطعهممم بكفممر‬
‫ن شكر اللممه ل يجممب‪ ,‬لكّنهممم نممازعوا فممي‬ ‫من قال‪ :‬بأ ّ‬
‫شممرع‪ ,‬لن ّممه‬ ‫قه تعالى قبل ال ّ‬ ‫معرفة العقل لذلك في ح ّ‬
‫ي عن شكرنا ]لّنه[)‪ (1‬ل يمكممن أن ينتفممع بممه‪,‬‬ ‫تعالى غن ّ‬
‫شكر مضّرة علممى‬ ‫ن في فعل ال ّ‬ ‫ول يتضّرر بتركه‪ ,‬مع أ ّ‬
‫قة‪,‬‬‫العبد ناجزة لممما فممي المحافظممة عليممه مممن المشم ّ‬
‫قالوا‪ :‬فلو خّلينا وقضّية العقل‪ ,‬لمم نقطمع بوجموب مما‬
‫هذه صفته‪ ,‬قال الجويني فممي ))البرهمان(()‪ (2‬مما لفظمه‪:‬‬
‫ن‬‫))والبرهممان القمماطع فممي بطلن ممما صمماروا إليممه‪ :‬أ ّ‬
‫شاكر نمماجز‪ ,‬ول يفيممد المشممكور شمميئًا‪,‬‬ ‫شكر تعب لل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫فكيف يقضي العقل بوجوبه؟(( انتهى‪.‬‬

‫فإن قلت‪ :‬قد خالفوا في وجوب شكر المنعم في‬


‫ضرورة العقلية‪.‬‬
‫ل‪ ,‬فقد دفعوا ال ّ‬ ‫شاهد عق ً‬
‫ال ّ‬
‫قلت‪ :‬ليس كذلك‪ ,‬فإّنهم يعرفون ما في ال ّ‬
‫طبيعممة‬
‫شكر واستقباح نقيضه‪ ,‬وإّنممما نممازعوا‬ ‫من استحسان ال ّ‬
‫ل‪ ,‬وعلممى‬‫م عليه عمماجل ً والعقمماب آج ً‬
‫في استحقاق الذ ّ ّ‬
‫فعل ما استقبحه العقل‪ ,‬مع اعترافهم أّنه صفة نقممص‬
‫‪ ( )1‬سقطت من )أ( و)ي(‪.‬‬
‫‪.(1/94) ( )2‬‬

‫‪106‬‬
‫ن العقل يممدرك‬ ‫صوا‪ :‬أ ّ‬‫ل تجوز على الله تعالى‪ ,‬ولهذا ن ّ‬
‫ن الكممذب صممفة نقممص‪,‬‬ ‫تنزيه الله تعالى عن الكذب ل ّ‬
‫قه فاعممل صممفة الّنقممص‬ ‫وإّنما موضع الّنزاع فيما يستح ّ‬
‫شرع‪ ,‬وهمذا همو موضمع الخلف فمي‬ ‫عقل ً قبل ورود ال ّ‬
‫مممات مواضممع)‪ (1‬الّتحسممين والّتقبيممح العقلييممن كممما‬ ‫مه ّ‬
‫ذكره الّرازيّ من الشعرية‪ ,‬والمام يحيممى بممن حمممزة‬
‫من الّزيدّية ذكره في ))كتاب الّتمهيد((‪.‬‬
‫ن‬‫الخخوهم الخخخامس عشخخر‪ :‬وهممم المعممترض أ ّ‬
‫الوهم الخامس عشر‬ ‫مممذهبهم‪ :‬القممول بجمموار تكليممف ممما ل يطمماق وليممس‬
‫كممذلك‪ ,‬فلممم يممذهب إلممى هممذا منهممم إل الشممعري‬
‫ي‪ ,‬علممى اختلف شممديد فممي )‪1‬نقممل مممذهب‬ ‫والممّراز ّ‬
‫الشممعري في‪ (2‬ذلممك‪ ,‬وقممد صممّرح الّرجممال بممرد ّ هممذا‬
‫المذهب‪ ,‬ونقض شبه من ذهب إليه‪ ,‬وقد ذكممرت آنف ما ً‬
‫أّنه لو لزمهم مذهب من ينسب إليهم للممزم المعتزلممة‬
‫‪/72‬أ‬
‫والّزيدّية كثير من المذاهب الباطلة‪/ ,‬وقد رد ّ الغّزالممي‬
‫(()‪(3‬‬
‫على من قال بذلك‪ ,‬وبممالغ الجممويني فممي ))البرهممان‬
‫فممي إبطممال هممذا القممول‪ ,‬وكممذلك ابممن الحمماجب فممي‬
‫))مختصر المنتهممى(()‪ (4‬وكممذلك ش مّراحه مممن الشممعرية‪,‬‬
‫ول بنقممل ألفمماظهم‬ ‫وذلك معروف في مواضعه فل نط ّ‬
‫فيه‪.‬‬

‫سادس عشر‪ :‬وهممم المعممترض أّنهممم‬ ‫الوهم ال ّ‬ ‫الوهم السادس عشر‬


‫ضرورة في تجويز تعذيب الطفال بممذنوب‬ ‫قد دفعوا ال ّ‬
‫آبائهم‪ ,‬وليس كذلك لوجهين‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أّنهم لم يجمعوا على القول بهذه‬ ‫أطفال المشركين‬
‫ومصيرهم‬

‫‪ ( )1‬في نسخة ))مسائل(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪ ,‬وفي‬


‫)س(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬
‫‪.(1/104) ( )3‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ (1/413) ( )4‬مع بيان المختصر ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫المسألة‪ ,‬فنسبتها)‪ (1‬إلى جميعهممم غيممر صممحيحة‪ .‬قممال‬
‫المام الّنووي في ))شرح مسلم(()‪ (2‬وقممد ذكممر القمموال‬
‫في أطفال المشركين حّتى قال ما لفظممه‪)) :‬وثانيهمما‪:‬‬
‫ققممون‪ :‬أّنهممم مممن‬ ‫الوقف‪ ,‬وثالثها‪ :‬ما ذهممب إليممه المح ّ‬
‫ل لهم بأشياء منها‪ :‬حممديث إبراهيممم‬ ‫أهل الجّنة‪ ,‬ويستد ّ‬
‫الخليمممل ‪)) ‬حيخخن رآه الّنخخبي ‪ ‬فخخي الجّنخخة‬
‫وحخخوله أولد الن ّخخاس قخخالوا‪ :‬يخخا رسخخول اللخخه!‬
‫وأولد المشركين؟ قال‪ :‬وأولد المشركين((‪.‬‬
‫رواه البخاري في ))صحيحه(()‪ (3‬وروى أنممس عممن الن ّممبي‬
‫‪ ‬أن ّممه قممال‪)) :‬سخألت رّبخي اللهيخن مخن ذرّيخة‬
‫ذبهم فأعطانيهم‪ ,‬فهم خدم أهل‬ ‫البشر أل يع ّ‬
‫الجّنة(()‪ (4‬يعني الطفال‪ ,‬وليس فممي إسممناده إل يزيممد‬
‫)‪(5‬‬
‫صالح المشممهور‪ ,‬وهممو ممن أهممل‬ ‫بن أبان الّرقاشي ال ّ‬
‫الورع والّتقوى‪ ,‬وفي حفظممه شمميء يسممير‪ ,‬فقممد قممال‬
‫الحافظ ابن عديّ فيه‪ :‬أرجممو أن ّممه ل بممأس بممه)‪ , (6‬وقممد‬
‫تابعه عبد الّرحمن بن إسحاق‪ ,‬وهممو أيض ما ً وإن ض مّعفه‬
‫بعضممهم فقممد قممال الّنسممائي وابممن خزيمممة‪ :‬ليممس بممه‬
‫بممأس)‪ (7‬فهممذا مممع حممديث البخمماري‪ ,‬وظمماهر القممرآن‬
‫يتعاضد)‪. (8‬‬
‫ذبين حت ّخخى‬ ‫ومنها قوله تعممالى‪)) :‬وما كن ّخخا مع خ ّ‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬فنسبته((‪.‬‬


‫‪.(16/208) ( )2‬‬
‫‪)) ( )3‬الفتح((‪ .(12/457) :‬ومسلم برقم )‪ (2275‬من حديث‬
‫سمرة بن جندب ‪.--‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )4‬أخرجه أبو يعلى في مسنده ‪ ,(4/146) :‬وابن عدي في‬
‫))الكاممممل((‪ ,(5/151) :‬وغيرهمممم‪ .‬وصمممححه اللبممماني فمممي‬
‫))السلسلة(( رقم )‪ (1881‬لشواهده‪.‬‬
‫‪ ( )5‬ترجمته في ))تهذيب التهذيب((‪.(11/309) :‬‬
‫‪)) ( )6‬الكامل((‪.(7/258) :‬‬
‫‪ ( )7‬انظر‪)) :‬تهذيب التهذيب((‪.(6/138) :‬‬
‫‪ ( )8‬من قوله‪)) :‬وروي أنس‪ ((.....‬إلى هذا الموضع ليس من‬
‫كلم الّنووي‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫م تكّلم في نصممرة‬ ‫ل(( ]السراء‪ [15/‬ث ّ‬ ‫نبعث رسو ً‬
‫هذا المذهب)‪ , (1‬وذكر تأويممل الحمماديث الممتي تخممالفه‪.‬‬
‫وقد أجابوا بأّنها كّلها ضعيفة إل حديث سلمة بن يزيممد‬
‫ص‬
‫ي فإّنه صحيح السناد لكّنه غيممر عممام فممإّنه نم ّ‬ ‫الجعف ّ‬
‫في موءودةٍ بعينها فاحتمل الّتأويل‪ ,‬وذلك أّنهم سممألوا‬
‫الّنبي ‪ ‬عنه أخت لهم ماتت في الجاهلية موءودة لم‬
‫تبلغ الحنث فقال‪)) :‬إّنها في الّنار(()‪. (2‬‬
‫سبكي‪ :‬فإن كان لهذا الحديث عّلة لم نحتج‬ ‫قال ال ّ‬
‫ن تلمك‬‫ن سم ّ‬ ‫طلمع عمن أ ّ‬ ‫إلى جواب‪ ,‬وقد قيل‪ :‬إّنه ‪ ‬ا ّ‬
‫سممائل‪:‬‬‫الموءودة بل التكليف‪ ,‬ولم يلتفت إلى قممول ال ّ‬
‫لم تبلغ الحنث لجهله‪ ,‬ويكون الّتكليف في ذلك الوقت‬
‫سائل لجهله‪ ,‬ليس ذلممك عنممده مممن‬ ‫منوطا ً بالّتمييز وال ّ‬
‫المور المحتاج إليها في تلك الحال فيممبينه فيهمما‪ .‬هممذه‬
‫ققممون مممن‬ ‫خلصة كلم أهل هذا المممذهب‪ ,‬وهممم المح ّ‬
‫سنة كما قال الّنووي –رحمه الله‪.-‬‬ ‫أهل ال ّ‬

‫ققين منهممم ل‬ ‫ن المح ّ‬‫دثين أ ّ‬‫فثبت بنقل إمام المح ّ‬


‫يقولممون بتعممذيب الطفممال‪ ,‬وإلممى ذلممك مممال المممام‬
‫سممألة)‪ , (3‬وكممذلك‬ ‫سبكي في جزء أّلفه فممي هممذه الم ّ‬ ‫ال ّ‬
‫(()‪(4‬‬
‫الغّزالي في كتاب ))القسطاس المسممتقيم قممال ممما‬
‫‪/72‬ب‬
‫صممبيان إذا‬ ‫ن الله تعالى ‪/‬ينممزل ال ّ‬ ‫لفظه‪)) :‬وأنت تعلم أ ّ‬
‫ممماتوا منممزل ً مممن الجن ّممة دون منممازل البممالغين((‪ ,‬هممذا‬
‫لفظه في كتابه المذكور‪ ,‬وهو مشهور عند الشممعرية‪,‬‬
‫ي فممي ))عارضممة‬ ‫وقممال القاضممي أبممو بكممر بممن العربمم ّ‬
‫ي(()‪ (5‬إن حمديث رؤيممة الن ّممبي‬ ‫الحوذي في شرح الّترمذ ّ‬

‫‪ ( )1‬في نسخة ))القول(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪.‬‬


‫‪ ( )2‬أخرجممه أحمممد‪ ,(3/478) :‬والطممبراني فممي ))الكممبير((‪) :‬‬
‫‪ ,(7/44‬وغيرهم عن سلمة بن يزيد الجعفي‪ ,‬ورواته ثقات‪.‬‬
‫‪ ( )3‬انظره في‪)) :‬فتاوى السبكي((‪.(365-2/360) :‬‬
‫‪ ( )4‬ذكره في ))كشف الظنون((‪) :‬ص‪.(1356/‬‬
‫‪.(8/306) ( )5‬‬

‫‪109‬‬
‫ي‪ ,‬وحديث‪)) :‬عصفور من عصافير‬ ‫‪ ‬لبراهيم قو ّ‬
‫فمماظ‪ ,‬وحممديث ))هخخم مخخن‬ ‫الجن ّخخة(( قممد غمممزه الح ّ‬
‫آبائهم((‪ ,‬يعني فمي إهمدار دمهمم فمإّنهم سمألوه‪ :‬إّنما‬
‫نغير علممى المشممركين فنصمميب مممن أولدهممم‪ ,‬فقممال‪:‬‬
‫))هم من آبائهم(( يعني في إهممدار الجنايممة عليهممم‪,‬‬
‫وهذا بّين ل إشكال فيه((‪ .‬هذا لفظه‪.‬‬
‫وقال أيضما ً فممي الّترجيممح بيممن الخبمار فمي ذلمك‪:‬‬
‫ل مولود يولخخد علخخى الفطخخرة((‬ ‫))أما حديث‪)) :‬ك ّ‬
‫فيعضده المشاهدة والدّلة العقلية‪ .‬إلى قمموله‪)) :‬وقممد‬
‫يكمممون فمممي أولد المشمممركين ممممؤمن‪ ,‬وفمممي أولد‬
‫المؤمنين كافر‪ ,‬ويحكم الباري فيهم بعلمه‪ ,‬وهممذا بي ّممن‬
‫مممن الّتأويممل ل يتطممّرق إليممه إشممكال ويرفممع جهممل‬
‫)‪(2‬‬
‫الجهال((‪ ,‬وكلمه في همذا يمرد ّ)‪ (1‬علىالخصممم‪ ,‬حيممث‬
‫زعممم أّنهممم يعّللممون تعممذيب الطفممال بكفممر البمماء‬
‫وينكرون الدّلة العقليممة‪ ,‬وأ ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫ممما مممن أجمماز ذلممك‪ ,‬ولممم‬
‫يتأّول الخبار من أهل العلم منهم؛ فممإّنهم لممم يجيممزوا‬
‫تعذيب الطفال لجل ذنوب آبممائهم‪ ,‬بممل افممترقوا فممي‬
‫تعليل ذلك فرقتين‪:‬‬
‫الفرقخخة الولخخى‪ :‬أهممل الجمممود منهممم‪ ,‬وتممرك‬
‫ن في حكمة الله‬ ‫وزون أ ّ‬‫الخوض في الكلم‪ ,‬وهؤلء يج ّ‬
‫وعلمه المكنون من أنواع الحكم ما ل تدركه العقممول‪,‬‬
‫فيجوز عندهم أن يكون ذلك على ظاهره‪ ,‬ويكون للممه‬
‫تعالى من الحكمة فيه ما يحسن معه‪ ,‬وإلى هذا أشار‬
‫ث‬‫ابن الجمموزيّ بقمموله)‪ (4‬فممي وصممف اللممه تعممالى‪)) :‬بم ّ‬
‫كم فلم يعارض بلم((‪ ,‬وقوله في ذلممك‪)) :‬خرسممت‬ ‫ح َ‬‫ال ِ‬
‫طلممب واقفممة‬ ‫في حضرة القدس صولة لم‪ ,‬فأقممدام ال ّ‬
‫على جمر الّتسليم((‪.‬‬

‫في نسخة‪)) :‬ل يرد(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬
‫في )س(‪)) :‬حديث((!‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫في )س(‪)) :‬ويكثرون((!‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫دمت العبارة بتمامها )ص‪.(301/‬‬‫تق ّ‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪110‬‬
‫ورّبما ذكر الفطناء منهم وجوهما ً مممن حكمممة اللممه‬
‫تعالى في ذلك على سممبيل التمثيممل والّتقريممب‪ .‬منهمما‪:‬‬
‫ن الله تعالى قد خلقهم فيما مضممى‪ ,‬وخلممق عقممولهم‬ ‫أ ّ‬
‫جون علممى ذلممك بحممديث إخممراج‬ ‫وكّلفهم وعصوا‪ ,‬ويحت ّ‬
‫ذرّية آدم من ظهره على صورة ال مذ ّّر ‪ ,‬وبممه ف ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫سممروا‬
‫قوله تعممالى‪)) :‬وإذ أخذ رب ّخخك مخخن بنخخي آدم مخخن‬
‫ظهورهم ذّرّيتهخخم وأشخخهدهم علخخى أنفسخخهم‬
‫ألست برّبكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم‬
‫القيامة إّنا كن ّخخا عخخن هخخذا غخخافلين‪ ,‬أو تقولخخوا‬
‫إّنما أشخخرك آباؤنخخا مخخن قبخخل وكن ّخخا ذّري ّخخة مخخن‬
‫بعخخخدهم أفتهلكنخخخا بمخخخا فعخخخل المبطلخخخون((‬
‫]العراف‪.[173-172/‬‬
‫جون أيضا ً بما رواه البخمماري عممن قيممس بممن‬ ‫ويحت ّ‬
‫دثنا شممعبة عممن أبممي‬ ‫دثنا خالد بن الحارث‪ ,‬ح ّ‬ ‫حفص‪ ,‬ح ّ‬
‫ن اللخخه عخّز‬ ‫عمممران الجمموني عممن أنممس يرفعممه‪)) :‬إ ّ‬
‫ن لخخك‬ ‫ل يقول لهون أهل الّنار عذابًا‪ :‬لو أ ّ‬ ‫وج ّ‬
‫مخخا فخخي الرض مخخن شخخيء كنخخت تفتخخدي بخخه؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فقد سألتك ما هو أهون مخخن‬
‫هذا‪ ,‬وأنت في صخخلب آدم‪ :‬أن ل تشخخرك بخخي؛‬ ‫‪/73‬أ‬
‫شرك(( أخرجممه البخمماري)‪ (2‬آخممر الجممزء‬ ‫فأبيت إل ال ّ‬
‫الّثاني)‪ (3‬عشر‪ /‬من تجزئته‪ ,‬وهو في الجزء الّثاني مممن‬
‫أربعة أجزاء‪.‬‬
‫ن‬‫صحيحين(()‪ (4‬شاهد لهذا عن أبي هريرة‪ :‬أ ّ‬ ‫في ال ّ‬
‫))‬

‫ن الله خلخخق الخلخخق حت ّخخى إذا‬ ‫الن ّممبي ‪ ‬قممال‪)) :‬إ ّ‬


‫‪ ( )1‬أخرجه أحمد‪ ,(1/44) :‬وأبو داود‪ ,(5/79) :‬والّترمممذي‪) :‬‬
‫‪ ,(5/248‬وغيرهم من حديث عمر بن الخطاب ‪ ,--‬وح ّ‬
‫سممنه‬
‫الترمذي‪ ,‬وصححه ابن حّبان كما فممي ))الحسممان((‪,(14/37) :‬‬
‫والحاكم في ))المستدرك((‪ .(1/27) :‬وهو كذلك بشواهده‪.‬‬
‫‪)) ( )2‬الصحيح(( )الفتح(‪ ,(6/419) :‬ومسلم برقم )‪.(2805‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬الثامن((‪.‬‬
‫‪ ( )4‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(10/430) :‬مسمملم برقممم‪) :‬‬
‫‪.(2554‬‬

‫‪111‬‬
‫فرغ منهم قامت الّرحخخم فقخخال‪ :‬مخخه؟ قخخالت‪:‬‬
‫هذا مقام العائذ بخخك مخخن القطيعخخة(( الحممديث‪,‬‬
‫ن اللممه تعمالى قممد خلمق الخلمق فيمما‬ ‫وهو دليل على أ ّ‬
‫مضى مّرة)‪ (1‬أّوله‪ ,‬وهذا غيممر ممتنممع فممي مقممدور اللممه‬
‫ل شيء قدير‪.‬‬ ‫تعالى‪ ,‬وهو على ك ّ‬
‫ممما قمموله تعممالى فممي اليممة‪)) :‬قخخالوا بلخخى((‬ ‫وأ ّ‬
‫ل علممى إسمملم جميممع ذلممك‬ ‫]العراف‪ [172/‬فل يممد ّ‬
‫الخلق الّول لوجوه‪:‬‬
‫أحخدها‪ :‬ممما ذكممره ابممن عبممد الممبّر)‪ (2‬وغيممره فممي‬
‫تفسممير قمموله تعممالى‪)) :‬ولخخه أسخخلم مخخن فخخي‬
‫السخخخخماوات والرض طوعخخخخا ً وكرهخخخخًا(( ]آل‬
‫سروا إسلم أهل الرض كّلهممم‬ ‫عمران‪ ,[83/‬فإّنهم ف ّ‬
‫سعادة قالوا ذلك عممن معرفممة‬ ‫ن أهل ال ّ‬ ‫بذلك وقالوا‪ :‬إ ّ‬
‫ً‬
‫شقاوة قالوا ذلك كرهما‪ ,‬وهممذا وجممه‬ ‫له طوعًا‪ ,‬وأهل ال ّ‬
‫وجيه)‪. (3‬‬
‫م‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن ّممه يجمموز أّنهممم قممالوا ذلممك ث م ّ‬
‫عصوا بعد قوله‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أّنه يجوز أن يكون القممائل بممذلك‬
‫ص‪,‬‬
‫م الذي أريد بممه الخمما ّ‬ ‫بعضهم‪ ,‬وتكون الية من العا ّ‬
‫سنة جائز إجماعًا‪.‬‬ ‫وتخصيص العموم بال ّ‬
‫ما قوله تعالى‪)) :‬من بني آدم(( ]العراف‪/‬‬ ‫وأ ّ‬
‫‪ [172‬فيحتمل أّنه أخرج من صلب آدم أولده لصلبه‪,‬‬
‫ل واحممد منهممم أولده‪ ,‬علممى أن‬ ‫م أخرج من صلب ك م ّ‬ ‫ث ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫دللممة الحمماديث علممى المقصممود ل ]تتوقممف[ علممى‬
‫ن الحمماديث صممريحة فممي ذلممك‬ ‫تفسير الية بمذلك؛ فممإ ّ‬
‫والية محتملة‪ ,‬وهذا هو أحد الحتممالين فمي قموله ‪‬‬
‫وقد سئل عن الوجه فممي تعممذيب أطفممال المشممركين‬
‫في )س(‪)) :‬من((!‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬
‫انظر ))التمهيد((‪ -18/85) :‬فما بعدها(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫في نسخة ))جيد(( كذا في هامش )أ(‪ ,‬وفي )س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫في )أ( و)ي(‪)) :‬ل توقف(( والمثبت من )س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪112‬‬
‫فقال‪)) :‬الله أعلم بما كخخانوا عخخاملين(()‪ , (1‬وفيممه‬
‫ذبوا بعمل‪ ,‬وأّنه وكل العلم بممه إلممى‬ ‫إشارة إلى أّنهم ع ّ‬
‫الله تعالى‪.‬‬
‫جممج لهممم نممار فيقممال‪:‬‬ ‫الحتمال الّثاني‪ :‬أّنهمما تؤ ّ‬
‫))ردوها فيردها من كان في علم الله سخخعيدا ً‬
‫لو أدرك العمل‪ ,‬ويمسك عنهخخا مخخن كخخان فخخي‬
‫علم الله شقي ّا ً لو أدرك العمل‪ ,‬فيقخخول اللخخه‪:‬‬
‫إّياي عصيتم‪ ,‬فكيف رسلي لو أتتكم((؟‪.‬‬
‫سبكي)‪)) : (2‬رواه أبممو سممعيد الخممدريّ عممن‬ ‫قال ال ّ‬
‫الّنبي ‪ .‬ومن الن ّمماس مممن يمموقفه علممى أبممي سممعيد‪.‬‬
‫وروي معناه من حممديث‪ :‬أنممس‪ ,‬ومعمماذ‪ ,‬والسممود بممن‬
‫سريع‪ ,‬وأبي هريرة‪ ,‬وثوبان كّلهم عن الّنبي ‪.‬‬
‫وذكممر عبممد الحممق فممي ))العاقبممة(( حممديث السممود‬
‫ححه‪ ,‬ورواه أحمممد فممي ))مسممنده(()‪ (3‬مممن حممديث‬ ‫وصمم ّ‬
‫السود‪ ,‬وأبي هريرة‪.‬‬
‫سبكي‪)) :‬وأسانيدها صالحة((‪.‬‬ ‫قال ال ّ‬
‫ي‬‫حتها بعض أهل الثممر بمرأي عقلم ّ‬ ‫وقد اعترض ص ّ‬
‫ضعيف‪ ,‬وقد أوضحته في ))العواصم(()‪. (4‬‬
‫ما يمكن تقديره في ذلك على قواعد المعتزلة‬ ‫وم ّ‬
‫والشعرية وأهل الحديث وجوه‪:‬‬
‫م يخرجممون منهمما‪,‬‬ ‫منهخخا‪ :‬أّنهممم يممدخلون الن ّممار ث م ّ‬
‫ويكون لهممم علممى ألمهممم مممن الن ّممار أعممواض عظيمممة‬
‫دنيا‬‫ينالونها في الجّنة‪ ,‬ويكون ذلك مثل إيلمهم في المم ّ‬
‫ح على قول طائفة من المعتزلممة‬ ‫وهم صغار‪ ,‬وهذا يص ّ‬
‫)‪(5‬‬
‫‪/73‬ب‬ ‫ي فممإّنه‬ ‫وهم الجّبائية أصحاب شيخ العتزال أبي علمم ّ‬
‫‪ ( )1‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(3/289) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ ,(2659‬من حديث أبي هريرة ‪.--‬‬
‫‪)) ( )2‬الفتاوى((‪.(2/363) :‬‬
‫‪.(4/24) ( )3‬‬
‫‪ ,(7/257) ( )4‬والمعترض هو‪ :‬ابن عبد البّر‪.‬‬
‫‪ ( )5‬هو الجّبائي‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫كان يذهب ‪/‬إلى أّنه يحسن مممن اللممه تعممالى أن يممؤلم‬
‫من ل ذنب له لجل العوض من دون اعتبار‪ ,‬ومنع أبممو‬
‫هاشم وأصحابه من ذلممك إل مممع العتبممار)‪ , (1‬وتعممذيب‬
‫الطفممال علممى هممذا المموجه ممكممن علممى قممول هممذه‬
‫طائفة أيضًا‪ ,‬فإّنه يمكن أن يخلق الله خلقا ً في تلممك‬ ‫ال ّ‬
‫الحال‪ ,‬مكّلفين غيممر عممالمين علمما ً ضممروريا ً بممالخرة‪,‬‬
‫ويعّلمهم علما ً اسممتدلليا ً بممذلك اللممم الممذي ابتلممي بممه‬
‫الطفممال‪ ,‬ويعلمهممم بممما أعممد لهممل البلء مممن عظيممم‬
‫الّنوال‪ ,‬بل يجمموز أن يكممون العتبممار بممذلك حاصمل ً لنمما‬
‫اليوم لعلمنا أو علم بعضنا بذلك في المستقبل‪.‬‬
‫ن الطفممال إذا ممماتوا أكمممل‬ ‫ومنها‪ :‬أّنه يحتمممل أ ّ‬
‫الله عقولهم قبل الموت‪ ,‬وأمرهم فعصوه فماتوا‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ّممه يجمموز إذا ممماتوا أحيمماهم اللممه تعممالى‬
‫دار‪ ,‬أو‬ ‫ما في غير هذه المم ّ‬ ‫مّرة ثانية قبل يوم القيامة؛ إ ّ‬
‫م يكمممل عقممولهم ويكّلفهممم‪,‬‬ ‫فيها‪ ,‬ول نعلم أّنهم هم‪ ,‬ث ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ما‬‫طاعة‪ ,‬إ ّ‬ ‫ول يكون موتهم الّول مضطّرا ً لهم إلى ال ّ‬
‫لعدم تمام عقولهم‪ ,‬أو لّنهم لممم يممروا فيممه شمميئا ً مممن‬
‫أمور الخرة‪ ,‬وإّنما كان مثل الّنوم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أّنه يجوز أن يدخلوا الّنار ول يتألمون بهمما‬
‫كما يكون فيها الحّيات‪ ,‬وكما يكممون فيهمما الخزنممة مممن‬
‫ل هممذه الوجمموه محتملممة‬ ‫سلم‪ ,-‬وك ّ‬ ‫الملئكة –عليهم ال ّ‬
‫على مذهب المعتزلة‪.‬‬
‫ن المعتزلممة ل يجيممزون الخممروج مممن‬ ‫فإن قيممل‪ :‬إ ّ‬
‫الّنار‪ ,‬والوجه الّول منها مبني على ذلك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إّنما يمنعون خروج من دخممل الن ّممار معاقب مًا‪,‬‬
‫ممما مممن ليممس بمعمماقب كالحي ّممات‪ ,‬وخزنممة الن ّممار؛ فل‬ ‫أ ّ‬
‫يمنعون ذلك‪ ,‬وإّنما قصدت بممذكر هممذه الوجمموه إطلع‬
‫ن وجوه حكمة الله تعالى أوسممع مممن‬ ‫المعتزلي على أ ّ‬
‫أن يقطع المتكّلم على عدم ممما لممم يعلممم منهمما‪ ,‬فممإ ّ‬
‫ن‬
‫‪ ( )1‬في )أ(‪)) :‬اعتبار((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬أبدا ً((‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫هذه المسألة أقبح ما ينسبه المعتزلي إلى الشممعري‪,‬‬
‫دث‪ ,‬ويعتقممد أن ّممه ل يمكممن أن يكممون لهمما تأويممل‬ ‫والمح ّ‬
‫على قواعد المعتزلة‪ ,‬وقد بمان بهممذا أن ّممه ل يلممزم مممن‬
‫ل جلله‪,‬‬ ‫ظلم على الله ج ّ‬ ‫تجويز هذه المسألة تجويز ال ّ‬
‫وعظم شممأنه‪ ,‬ول يلممزم مممن قممال بهمما إنكممار المعلمموم‬
‫ضرورة‪.‬‬ ‫بال ّ‬
‫فهذا الكلم انسحب من ذكر فرقممة أهممل الجمممود‬
‫ممما فرقممة)‪ (1‬أهممل الكلم مممن‬ ‫مممن أهممل الحممديث‪ ,‬وأ ّ‬
‫الشعرية فإّنهم يثبتون الكلم في هذه المسممألة علممى‬
‫قواعدهم في الّتحسين والّتقبيح‪ ,‬وقممد م مّرت الشممارة‬
‫إلى نكتمة منمه‪ ,‬وتممامه ممذكور فمي كتبهمم البسميطة‬
‫مثل‪)) :‬نهاية العقول(( للّرازي‪ ,‬وغيرها‪ ,‬ومن وقف عليه‬
‫ضممرورة‪ ,‬وأن ّممه ل يتمكممن‬ ‫ن بطلنه غير معلوم بال ّ‬ ‫علم أ ّ‬
‫حريممن فممي‬ ‫ص المتب ّ‬
‫مممن الجممواب عليهممم فيممه إل خمموا ّ‬
‫مممدون‬ ‫دعي المعمترض أّنهممم كذبمة يتع ّ‬ ‫الكلم‪ ,‬فكيف يم ّ‬
‫الكفر مع علمهم بذلك؟ على أنه في هذا خالف سلفه‬
‫من أهل البيت‪ ,‬وشيوخه من المعتزلة‪ ,‬فقد بي ّن ّمما فيممما‬
‫ن القمموم مممن أهممل الّتأويممل‬ ‫صمموا علممى أ ّ‬‫دم أّنهممم ن ّ‬ ‫تق م ّ‬
‫ي الشعرّية فممي‬ ‫والّتدّين‪ .‬وقد تركت إيراد كلم متكّلم ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪/74‬أ‬
‫ن كتخخابي هخخذا ‪] /‬كتخخاب[‬ ‫الّتحسممين والّتقبيممح؛ ل ّ‬
‫نصرة للحديث وأهله الواقفين علخخى مخخا كخخان‬
‫سلف‪ ,‬مخخن تخخرك الخخخوض فخخي عخخويص‬ ‫عليه ال ّ‬
‫الكلم‪ ,‬ودقيق الجدال‪.‬‬
‫ل على تنزيه أهل الحخخديث ممخخا‬ ‫ما)‪ (3‬يد ّ‬ ‫وم ّ‬
‫الكلم على حديث‬ ‫رماهم بخه مخن تجخخويز الّتعخذيب بخخذنب الغيخخر؛‬
‫تعذيب الميت‬
‫ببكاء أهله‬
‫ذب‬ ‫ن المي ّخخت يعخ ّ‬ ‫أّنه)‪ (4‬لما رود في الحديث‪)) :‬أ ّ‬

‫في نسخة‪)) :‬الفرقة الثانية(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬
‫زيادة من )س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫في )س(‪)) :‬وما !‪.‬‬
‫((‬
‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫سقطت من )س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪115‬‬
‫ببكاء أهله عليه(()‪ (2) (1‬تأّولوا ذلك بأن يكون المّيت‬
‫أوصممى بمذلك‪ ,‬ذكممر ذلممك البخمماري فممي ))صممحيحه(()‪, (3‬‬
‫وذكره الّنووي في موضعين‪:‬‬
‫صمممالحين(()‪ (4‬فمممي‬ ‫أحخخخدهما‪ :‬كتممماب ريممماض ال ّ‬
‫))‬

‫الّرقائق‪.‬‬
‫طالبين(()‪ (5‬فممي الفقممه‪,‬‬ ‫وثانيهما‪ :‬كتاب ))روضة ال ّ‬
‫ذهبي)‪ (6‬فممي‬ ‫ذكره منه في كتاب الجنائز‪ ,‬وقممد ذكممر ال م ّ‬
‫ن ما يصيب المسلم)‪ (7‬في قممبره‬ ‫ذلك وجها ً آخر‪ ,‬وهو أ ّ‬
‫دنيا الممتي‬‫من ضمة القممبر ونحوهمما‪ ,‬مممن جملممة آلم الم ّ‬
‫صممالحون‪ ,‬وهممو صممحيح علممى أصممول‬ ‫يبتلممى بهمما ال ّ‬
‫ن العوض من الله تعالى ممكن في ذلك‪,‬‬ ‫المعتزلة‪ ,‬فإ ّ‬
‫ن المكّلفيممن يعتممبرون بممذلك حيممن‬ ‫وكذلك العتبار‪ ,‬فممإ ّ‬
‫مة القممبر‬‫ذهبي فممي ضم ّ‬ ‫يعلمممونه‪ ,‬وهممذا إّنممما ذكممره الم ّ‬
‫م سخخعد بخخن‬ ‫ن القبر ض خ ّ‬ ‫صممحيح‪)) :‬أ ّ‬ ‫ص ال ّ‬‫لورود الن ّ ّ‬
‫ن الله أهبط‬ ‫ن العرش اهتّز لموته‪ ,‬وأ ّ‬ ‫معاذ‪ ,‬وأ ّ‬
‫)‪(8‬‬
‫لموته سبعين ألف ملخخك(( ‪ ,‬ومثممل هممذا المموجه‬
‫يمكن في جميع ممما يلحممق المممؤمن فممي القممبر‪ ,‬ويمموم‬
‫القيامة‪ ,‬وتأويل البخاريّ والّنووي أكممثر ملءمممة لقمموله‬
‫تعالى‪)) :‬ل يحزنهخخم الفخخزع الكخخبر(( ]النبيخخاء‪/‬‬
‫ذ آمنخخخون((‬ ‫‪)) ,[103‬وهخخخم مخخخن فخخخزع يخخخومئ ٍ‬
‫]النمل‪ [89/‬ونحوذلك‪.‬‬

‫دم تخريجه‪.‬‬‫‪ ( )1‬تق ّ‬


‫((‬
‫))‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪ :‬فقد ‪.‬‬
‫‪)) ( )3‬الفتح((‪.(3/180) :‬‬
‫‪) ( )4‬ص‪ (394/‬كتاب‪ :‬عيادة المريض‪ ,‬وتشييع الميت‪...‬‬
‫‪.(2/145) ( )5‬‬
‫‪)) ( )6‬سير أعلم الّنبلء ‪ (1/290) :‬في ترجمة سعد بن معاذ‪.‬‬
‫((‬

‫‪ ( )7‬في )س(‪)) :‬المؤمن((‪.‬‬


‫‪ ( )8‬أخرجه النسائي‪ ,(101-4/100) :‬وسنده صحيح‪ .‬ولبعضه‬
‫شواهد في الصحيحين‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وقد ذكرت في ))الصل(()‪ (1‬أّنه يحتممل أن يكمون‬
‫سممببا ً لعممذاب الميممت‪ ,‬والعممذاب فممي نفسممه مسممتحقّ‬
‫بذنوب عملها المّيت في حال الّتكليف‪ ,‬وقمد جماء فمي‬
‫ذب((‬ ‫عخخ ّ‬
‫))الصممحيح(()‪)) : (3‬مخخن نخخوقش الحسخخاب ُ‬
‫ويكممون الحكمممة فممي ذلممك‪ ,‬وفممي الخممبر بممه‪ :‬الّزجممر‬
‫العظيممم عممن معصممية الّنياحممة الممتي هممي مممن عمممل‬
‫الجاهلية‪.‬‬
‫سخخابع عشخخر‪ :‬ذكممر المعممترض عممن‬ ‫الخخوهم ال ّ‬
‫الوهم السابع عشر‬ ‫الفقهاء أّنهم يجيزون إماممة الجممائر‪ ,‬وحكممى عمن ابمن‬
‫ن المتغل ّخخب‬ ‫طال أّنه قممال‪ :‬الفقهخخاء مجمعخخون أ ّ‬ ‫ب ّ‬
‫طخخاعته لزمخخة مخخا أقخخام الجمعخخات والعيخخاد‬
‫والجهاد‪ ,‬وأنصف المظلوم غالبًا‪ ,‬وأن طخخاعته‬
‫خيخخر مخخن الخخخروج عليخخه‪ ,‬لمخخا فخخي ذلخخك مخخن‬
‫دماء‪ ,‬ولخخذلك قخخال‬ ‫دهماء وحقخخن الخ ّ‬ ‫تسكين الخ ّ‬
‫سلطان ولو كان عبدا ً حبشي ّا ً((‬ ‫‪)) :‬أطيعوا ال ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫صلة خلفه‪ ,‬وكذلك المذموم‬ ‫ول يمنع من ال ّ‬
‫ببدعة أو فسق‪ .‬انتهى إلخخى قخخول المعخخترض‪:‬‬
‫فإذا كان هذا مذهب القوم عرفت أّنهم كانوا‬
‫من أئمة الجور‪ ,‬الذين قتلوا الئمخخة الطهخخار‪,‬‬
‫جخخاج بخخن يوسخخف‪ ,‬بخخل شخخيعة‬ ‫وأّنهم شيعة الح ّ‬
‫يزيد قاتل الحسين ‪ - -‬لّنهم يعتقدون بغخخي‬
‫ظالم‪ ,‬كما ص خّرح بخخه‬ ‫من خرج على المتغّلب ال ّ‬
‫وبون قتخخل الخخذين يخخأمرون‬ ‫ابخخن بطّخخال‪ ,‬ويص خ ّ‬
‫بالقسخخخط مخخخن الن ّخخخاس؛ لّنهخخخم بغخخخاة علخخخى‬
‫قولهم(( انتهى كلمه‪.‬‬
‫‪.(7/279) ( )1‬‬
‫‪ ( )2‬أي‪ :‬البكاء‪.‬‬
‫‪ ( )3‬البخاري ))الفتح ‪ ,(1/237) :‬ومسلم برقم )‪ (2876‬مممن‬
‫((‬

‫–رضي الله عنها‪.-‬‬ ‫حديث عائشة‬


‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )4‬أخرجممه البخمماري الفتممح ‪ (2/216) :‬عممن أنممس بلفممظ‪:‬‬
‫ي كخخأن رأسخخه‬ ‫))اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل حبش ّ‬
‫زبيبة((‪ ,‬وعن أبي ذر نحوه في ))الصحيحين((‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫م بالكلم على فصول‪:‬‬ ‫والجواب عليه يت ّ‬
‫ن الفقهاء ل يقولممون‪:‬‬ ‫الفصل الول‪ :‬في بيان أ ّ‬
‫الكلم على أئمة‬ ‫ن الخارج على إمام ‪ /‬الجور باغ ول آثم‪ ,‬وهذا واضممح‬ ‫إ ّ‬ ‫‪/74‬أ‬
‫الجور وما يتعلق‬ ‫ل عليه وجوه‪:‬‬ ‫من أقوالهم‪ ,‬ويد ّ‬
‫به من مسائل‬
‫صهم على ذلك‪ ,‬قال المام الّنووي فممي‬ ‫ول‪ :‬ن ّ‬ ‫ال ّ‬
‫(()‪(1‬‬
‫))الّروضة ما لفظه‪)) :‬الباغي فممي اصممطلح العلممماء‬
‫هممو‪ :‬المخممالف لمممام العممدل‪ ,‬الخممارج عممن طمماعته‬
‫بامتنمماعه مممن أداء واجممب)‪ (2‬عليممه‪ ,‬أو غيممره(( انتهممى‬
‫ص في موضع الّنزاع‪.‬‬ ‫كلمه‪ .‬وهو ن ّ‬
‫وقمممد حكمممى همممذا عمممن العلمممماء علمممى الطلق‬
‫والستغراق‪ ,‬ولم يستثن أحدًا‪.‬‬
‫ن الكلم في الخروج على أئمة‬ ‫الوجه الّثاني‪ :‬أ ّ‬
‫ظنّية الفروعّية الممتي‬ ‫الجور ]عندهم[)‪ (3‬من المسائل ال ّ‬
‫شممافعّية فممي جممواز ذلممك‬ ‫ل يممأثم المخممالف فيهمما‪ ,‬ولل ّ‬
‫(()‪(4‬‬
‫وجهان معروفممان‪ ,‬ذكرهممما فممي الّروضممة للن ّممووي‪,‬‬
‫))‬

‫شيخ‬ ‫وفي ))مجموع المذهب في قواعد المذهب(((()‪ (5‬لل ّ‬


‫دين العلئي‪ ,‬وذكممر ذلممك غيممر واحممد‪ ,‬ومممن‬ ‫صمملح المم ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ن ذلك لو كان حراما قطعا كشممرب الخمممر‪,‬‬ ‫المعلوم أ ّ‬
‫لم يكن لهم فيه قولن‪.‬‬
‫ذهبي صّنف كتمماب ))ميممزان‬ ‫ن ال ّ‬ ‫الوجه الّثالث‪ :‬أ ّ‬
‫ل من تكّلم عليه مممن‬ ‫العتدال(( وشرط فيه أن يذكر ك ّ‬
‫أهممل الّروايممة للحممديث بحممقّ أو باطممل‪ ,‬قممال‪)) :‬لئل‬
‫يستدرك على كتابه(()‪ , (6‬فلم يذكر فيه زيد بن علي –‬
‫سمّتة‪,‬‬‫رضي الله عنهما‪ -‬مممع أن ّممه مممن رجممال الكتممب ال ّ‬
‫ل ما سلم أحد من ذكره فممي هممذا الكتمماب‪,‬‬ ‫على أّنه ق ّ‬

‫)‪.(10/50‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬


‫((‬ ‫))‬
‫في )س(‪ :‬ما وجب ‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫)‪.(10/50‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬
‫طبع قسم من الكتاب‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)5‬‬
‫))الميزان((‪.(1/2) :‬‬ ‫(‬ ‫‪)6‬‬

‫‪118‬‬
‫حّتى إّنه ذكر سفيان الّثوري‪ ,‬وأويسا ً القرنممي‪ ,‬وجعفممر‬
‫)‪(1‬‬
‫ي بممن‬ ‫صادق‪ ,‬ويحيى بن معيممن‪ ,‬وأبمما حنيفممة ‪ ,‬وعلم ّ‬ ‫ال ّ‬
‫المديني‪ ,‬وأمثال هؤلء الئمة‪ ,‬وإّنما ذكرهم لن ّممه قّلممما‬
‫سلم أحد من الكلم بحمقّ أو باطممل‪ ,‬فحيممن لممم يممذكر‬
‫ل ذلك على جللتممه‪,‬‬ ‫ي –رضي الله عنهما‪ -‬د ّ‬ ‫زيد بن عل ّ‬
‫ي على سممعة اطلعممه لممم يعلممم فيممه قممدحا ً‬ ‫ذهب ّ‬‫ن ال ّ‬‫وأ ّ‬
‫ألبّتة‪.‬‬
‫ي قممال فممي كتممابه‬ ‫ذهب ّ‬‫ن المم ّ‬
‫وأصممرح مممن هممذا أ ّ‬
‫))الكاشف(()‪)) : (2‬إن زيممدا ً ‪ ‬استشممهد(( بهممذا اللفممظ‪,‬‬
‫ن البمماغي ليممس‬ ‫ص منه في موضممع الن ّممزاع‪ ,‬فممإ ّ‬ ‫وهذا ن ّ‬
‫بشهيد إجماعًا‪.‬‬
‫ن منممع الخممروج‬ ‫الفصخخل الثخخاني‪ :‬فممي بيممان أ ّ‬
‫ظلمممة اسممتثنى مممن ذلممك مممن فحممش ظلمممه‪,‬‬ ‫علىال ّ‬
‫وعظمت المفسممدة بمموليته‪ ,‬مثممل‪ :‬يزيممد بممن معاويممة‪,‬‬
‫من يعتد ّ‬ ‫جاج بن يوسف‪ ,‬وأّنه لم يقل أحد ّ منهم م ّ‬ ‫والح ّ‬
‫ن ذلك من لم يبحممث‪,‬‬ ‫به بإمامة من هذه حاله‪ ,‬وإن ظ ّ‬
‫صمموا‬ ‫ليهام ظواهر عباراتهم في بعض الموضع‪ ,‬فقممد ن ّ‬
‫مممن‬ ‫صمموا عممموم ألفمماظهم‪ ,‬فم ّ‬ ‫على بيممان مرادهممم وخ ّ‬
‫(()‪(3‬‬
‫ذكره المام الجويني فإّنه قال في كتاب الغياثي –‬
‫))‬

‫ن المام ل ينعزل بذلك ممما لفظممه‪)) :-‬وهممذا‬ ‫وقد ذكر أ ّ‬


‫ما إذا تواصل منه العصيان‪ ,‬وفشمما‬ ‫في نادر الفسق‪ ,‬فأ ّ‬
‫طلممت‬ ‫سممداد‪ ,‬وتع ّ‬ ‫منه العدوان‪ ,‬وظهر الفساد‪ ,‬وزال ال ّ‬
‫صيانة‪ ,‬ووضممحت الخيانممة؛ فل ب مد ّ‬ ‫الحقوق‪ ,‬وارتفعت ال ّ‬
‫ف يممده‬ ‫من استدراك هذا المر المتفاقم‪ ,‬فإن أمكن ك ّ‬
‫صممفات المعتممبرة‪ ,‬فالبممدار البممدار‪ ,‬وإن‬ ‫وتولية غيره بال ّ‬
‫دماء‪,‬‬ ‫شمموكة إل بإراقممة ال م ّ‬ ‫لم يكن ذلك لسممتظهاره بال ّ‬
‫خرة‪ ,‬وليس‬‫‪ ( )1‬ترجمته توجد في بعض نسخ ))الميزان(( المتأ ّ‬ ‫‪/75‬أ‬
‫ذهبي‪ ,‬مقروءة‬ ‫هو في نسخة صحيحة من ))الميزان(( بخط ال ّ‬
‫عليه سنة )‪745‬هم(‪ ,‬محفوظة في الخزانة العامة في الرباط‪,‬‬
‫راجعتها بنفسي‪.‬‬
‫‪.(1/341) ( )2‬‬
‫ص‪.‬‬
‫‪) ( )3‬ص‪ (110-105/‬مع تصرف في الن ّ ّ‬

‫‪119‬‬
‫ومصممادمة الهمموال؛ فممالوجه أن يقمماس ممما الّنمماس‬
‫مدفوعون إليه ‪/‬مبتلون بممه بممما يفممرض وقمموعه‪ ,‬فممإن‬
‫كان الن ّمماجز الواقممع أكممثر ممما يتوقممع؛ فيجممب احتمممال‬
‫دفع‪ ,‬بمل يتعّيمن‬ ‫المتوّقمع‪ ,‬وإل فل يسموغ الّتشماغل بالم ّ‬
‫صبر والبتهال إلى الله تعالى((‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫ومن ذلك ما ذكره أبو محمد بممن حممزم فممي المّرد ّ‬
‫دعمى‬ ‫علممى أبممي بكمر بمن مجاهمد المقرىممء)‪ , (1‬فمإّنه ا ّ‬
‫ظلمممة‪ ,‬فممرد ّ ذلممك‬ ‫الجماع على تحريم الخروج على ال ّ‬
‫ي–‬ ‫ج عليه بخروج الحسين بن عل ّ‬ ‫عليه ابن حزم‪ ,‬واحت ّ‬
‫رضي الله عنهما‪ -‬وخروج أصحابه على يزيد‪ ,‬وبخممروج‬
‫ابممن الشممعث‪ ,‬ومممن معممه مممن كبممار الت ّممابعين‪ ,‬وخيممار‬
‫جاج بن يوسف‪ .‬وقممال ابممن حممزم‪:‬‬ ‫المسلمين على الح ّ‬
‫ق‬
‫فرهممم فهممو أح م ّ‬ ‫أترى هؤلء كفروا؟ بل واللممه مممن ك ّ‬
‫م‬ ‫بممالّتكفير‪ .‬ولقممد يح مقّ علممى المممرء المسمملم أن يممز ّ‬
‫لسانه‪ ,‬ويعلم أّنه مجزيّ بممما تكل ّممم بممه‪ ,‬مسممئول عنممه‬
‫غدًا‪ ,‬قال‪ :‬ولو كان خلفا ً يخفممى لعممذرناه؛ ولكن ّممه أمممر‬
‫درات فمي المبيوت((‪ ,‬ذكمره‬ ‫ظاهر ل يخفى على المخم ّ‬
‫في ))كتاب الجماع(()‪ (2‬رواه عنممه الّريمممي فممي كتممابه‬
‫)‪(3‬‬

‫مة في إجماع الئمة(()‪. (4‬‬ ‫عمدة ال ّ‬


‫))‬

‫وقمد ذكمر همذه المسمألة القاضممي عيماض‪ ,‬وذكمر‬

‫‪ ( )1‬هو‪ :‬أحمد بن موسممى بممن العبمماس بممن مجاهممد‪ ,‬صمماحب‬


‫)‪324‬هم(‪)) ,‬معرفة القممّراء الكبممار((‪) :‬‬ ‫سبعة(( ت‬ ‫))‬
‫كتاب ال ّ‬
‫‪.(271-1/269‬‬
‫‪) ( )2‬ص‪.(178/‬‬
‫‪ ( )3‬هو‪ :‬محمد بن علي بن عبد الله الريمممي‪ ,‬فقيممه شممافعي‬
‫المممذهب‪ ,‬لممه مصممنفات ت )‪)) .(792‬العقممود اللؤلؤيممة((‪) :‬‬
‫‪.(2/218‬‬
‫‪ ( )4‬منه نسخة في مكتبة الجامع برقم )‪ ,(2355‬وأخرى في‬
‫مكتبة آل الوزير بصنعاء‪ ,‬وهذه النسخة ناقصة‪ ,‬وعليها تعمماليق‬
‫بخممط ابممن المموزير –رحمممه اللممه‪ .-‬انظممر‪)) :‬فهممرس المكتبممات‬
‫حْبشي‪.‬‬ ‫الخاصة باليمن((‪) :‬ص‪ (51/‬لل ِ‬

‫‪120‬‬
‫دعوى ابن مجاهممد للجممماع‪ ,‬قممال القاضممي عيمماض)‪: (5‬‬
‫ورد ّ عليه هذا بعضممهم بقيممام الحسممين بممن علممي ‪--‬‬
‫وابممن الزبيممر‪ ,‬وأهممل المدينممة علممى بنممي أمي ّممة‪ ,‬وقيممام‬
‫صممدر الّول علممى‬ ‫جماعممة عظيمممة مممن الّتممابعين وال ّ‬
‫جاج مع ابن الشعث‪ ,‬وتأّول هذا القائل قوله‪)) :‬أن‬ ‫الح ّ‬
‫ل ننازع المر أهله(( علمى أئممة العمدل‪ ,‬قمال عيماض‪:‬‬
‫جمماج ليممس‬ ‫))وحجممة الجمهممور‪ :‬أن قيممامهم علممى الح ّ‬
‫)‪(7‬‬
‫شممرع‪ ,‬وأظهممر‬ ‫لمجّرد الفسق‪ ,‬بل لما غي ّممر)‪ (6‬مممن ال ّ‬
‫من الكفر(( انتهى كلمه‪.‬‬
‫وفيه‪ :‬بيان اتفاقهم على تحسين ما فعله الحسين‬
‫جمماج‪,‬‬ ‫‪ --‬مع يزيد‪ ,‬وابممن الشممعث وأصممحابه مممع الح ّ‬
‫ن جمهورهم قصروا جممواز الخممروج علممى مممن كممان‬ ‫وأ ّ‬
‫وز الخروج علممى كم ّ‬
‫ل‬ ‫جاج‪ ,‬ومنهم من ج ّ‬ ‫مثل يزيد والح ّ‬
‫ظالم‪.‬‬
‫وفيه أّنهم اّتفقوا على الحتجمماج بفعممل الحسممين‪,‬‬
‫ولكن منهم من قصممره علممى مثممل يزيممد‪ ,‬ومنهممم مممن‬
‫ل ظالم‪.‬‬ ‫قاس عليه ك ّ‬
‫طال الممذي أورده المعممترض‪,‬‬ ‫ومن ذلك كلم ابن ب ّ‬
‫وقد ممّر‪ ,‬وهمو علمى المعممترض ل لمه‪ ,‬فمإّنه روى عممن‬
‫الفقهمماء أّنهممم اشممترطوا فممي طاعممة المتغل ّممب إقامممة‬
‫الجمعات والعياد‪ ,‬والجهاد‪ ,‬وإنصاف المظلمموم غالبممًا‪,‬‬
‫ن‬‫صممفة‪ .‬والعجممب أ ّ‬ ‫جمماج بهممذه ال ّ‬ ‫ولممم يكممن يزيممد والح ّ‬
‫ص علممى ممما‬ ‫ّ‬
‫دعممى علممى ابممن بطممال أن ّممه نم ّ‬ ‫المعترض ا ّ‬
‫جاج وبغي الحسممين‪ ,‬ولممم‬ ‫دعاه من تصويب يزيد والح ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ص ول‬ ‫طال بمنطوق ول مفهمموم‪ ,‬ول نم ّ‬ ‫يذكر ذلك ابن ب ّ‬
‫ص‪.‬‬‫عموم‪ ,‬وهذا كلم من غفل عن معنى الن ّ ّ‬
‫‪ ( )5‬نقله عنه الّنووي في ))شرح مسلم((‪.(12/229) :‬‬
‫‪ ( )6‬فممي )أ( و)ي(‪)) :‬غّيممروا(( والمثبممت مممن )س(‪ ,‬و))شممرح‬
‫مسلم((‪.‬‬
‫‪ ( )7‬في )أ( و)ي(‪)) :‬أظهروا((‪ ,‬وفي ))شرح مسلم((‪)) :‬ظمماهر((‪,‬‬
‫والمثبت من )س(‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫وقال ابن الثير في ))نهايته(()‪ (1‬ما لفظه‪)) :‬فيه أّنه‬ ‫‪/75‬ب‬
‫ذكر)‪/ (2‬الخلفاء بعده فقال‪ :‬أّوه لفممراخ آل محمممد مممن‬
‫خليفة يستخلف عمتريف ممترف‪ ,‬يقتمل خلفمي وخلمف‬
‫الخلف((‪.‬‬
‫قال ابن الثير‪ :‬العتريف‪ :‬الغاشم الظ ّممالم‪ ,‬وقيممل‪:‬‬
‫شمميطان‬ ‫داهي الخبيث‪ ,‬وقيل‪ :‬هممو قلممب العفريممب ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫طابي ‪ :‬قوله‪ :‬خلفي ]يتممأّول علممى[‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الخبيث‪ ,‬قال الخ ّ‬
‫)‪ (4‬ما كان من يزيد بن معاوية إلى الحسممين بممن علممي‬
‫وأولده الذين قتلوا معه‪ ,‬وخلف الخلف‪ :‬مما كمان منمه‬
‫يموم الحمّرة إلمى أولد المهماجرين والنصمار((‪ .‬انتهمى‬
‫بلفظه من ))النهاية((‪.‬‬
‫الكلم على يزيد‬ ‫ممما رممماهم بممه‬ ‫وفيه شهادة علممى بممراءة القمموم م ّ‬
‫ابن معاوية‬ ‫المعترض؛ من تصويب يزيد الخبيث في قتل الحسممين‬
‫ن يزيممد‬ ‫صموا علممى أ ّ‬ ‫شهيد‪ .‬وكيممف يقمال ذلممك وقممد ن ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ظممالم غاشممم خممبيث شمميطان‪ ,‬وروى الّترمممذي فممي‬
‫))جممامعه(( حممديثا ً وح ّ‬
‫)‪(6‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫صممحابي‪,‬‬ ‫سممنه عممن سممفينة ال ّ‬
‫مولى رسول الله ‪ ,‬وفيممه أيض ما ً لممما روى الحممديث‪:‬‬
‫متي ثلثون سنة‪ ,‬ثم ملك بعخخد‬ ‫))الخلفة في أ ّ‬
‫ن بنممي أمّيممة‬ ‫ذلخخك(( قممال لممه سممعيد بممن جمهممان‪ :‬إ ّ‬
‫)‪(7‬‬
‫ن الخلفة فيهم‪ ,‬قال‪ :‬كذبوا ]بنو[ الّزرقاء‪,‬‬ ‫يزعمون أ ّ‬
‫)‪(8‬‬
‫هم ملوك من شّر الملوك‪ .‬هذه رواية ]الّترمذي[ ‪.‬‬

‫‪.(3/178) ( )1‬‬
‫‪)) ( )2‬أنه ذكر(( ليست في )ي(‪.‬‬
‫‪)) ()3‬غريب الحديث((‪.(1/250) :‬‬
‫((‬
‫‪ ()4‬في )أ( و)ي(‪)) :‬يتنماول((‪ .‬والمثبمت ممن ))غريمب الحمديث‬
‫للخطابي‪ ,‬و))النهاية(( و)س(‪.‬‬
‫‪.(4/436) ( )5‬‬
‫‪ ( )6‬قال‪)) :‬هذا حديث حسن‪ ,‬قد رواه غير واحد عممن سممعيد‬
‫بن جمهان‪ ,‬ول نعرفه إل من حديث سعيد بن جمهان(( اهم‪.‬‬
‫((‬
‫‪ ( )7‬في )أ( و)ي(‪)) :‬بني(( والتصممويب مممن ))جممامع الّترمممذي‬
‫و)س(‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫وفي رواية أبي داود)‪ (9‬قال سعيد‪ :‬قلممت لسممفينة‪:‬‬
‫ن علي ّما ً لممم يكممن بخليفممة‪ ,‬قممال‪:‬‬
‫ن هممؤلء يزعمممون أ ّ‬ ‫إ ّ‬
‫)‪(11‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫كذبت أستاه بني الّزرقاء‪ ,‬يعني بني مروان ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫ي –رضي‬ ‫وروى الّترمذي عن ]الحسن[ بن عل ّ‬
‫ن الن ّممبي ‪ُ ‬أري بنممي أمي ّممة علممى منممبره‬‫الله عنهما‪ -‬أ ّ‬
‫فساءه ذلك فنزلت‪)) :‬إّنا أنزلناه في ليلة القدر‪,‬‬
‫وما أدراك ما ليلة القدر‪ ,‬ليلة القدر خيخخر مخخن‬
‫ألف شهر(( ]القدر‪ [3-1/‬يملكها بعدك بنو أمّية يا‬
‫مد)‪.(6‬‬
‫مح ّ‬
‫‪ ( )8‬في )أ( و)ي(‪)) :‬ابن جمهان((! وهو سبق قلممم! وقممد كممان‬
‫في النسختين‪)) :‬الّترمذي(( لكن ضرب عليها!‪.‬‬
‫‪)) ( )9‬السنن((‪.(37-5/36) :‬‬
‫‪ ( )10‬جممع اسمت‪ ,‬شمّبه مما يخممرج ممن أفمواههم ممن الكلم‬
‫القبيح‪ ,‬بما يخرج من الستاه من الريح ونحوه!!‪.‬‬
‫‪ ( )11‬والحممديث أخرجممه –أيض مًا‪ :-‬النسممائي فممي الكممبرى ‪) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪ (5/47‬بنحممموه‪ ,‬وابمممن حبمممان ))الحسمممان((‪,(35-15/34) :‬‬


‫والحاكم في ))المستدرك((‪ ,(3/71) :‬وغيرهم مممن طممرق عممن‬
‫سعيد بن جمهان عن سفينة ‪ --‬به‪.‬‬
‫وسنده حسن‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫احتج به المام أحمد‪ ,‬كممما فممي السممنة ‪ ,(2/573) :‬وحسممنه‬
‫الترمذي‪ ,‬وصححه ابن حبان‪ ,‬اوالحمماكم واللبمماني فممي ))ظلل‬
‫الجنة((‪ :‬رقم )‪ (1181‬وغيرهم‪.‬‬
‫إل أن حشرج بن نباته قد تفّرد عن سعيد بممن جمهممان بقمموله‪:‬‬
‫ن بني أمية يزعمون‪ ((...‬الخ‪ ,‬وحشرج متكّلمم فيمه‪ .‬انظمر‪:‬‬ ‫))إ ّ‬
‫))الكامل ‪ ,(2/349) :‬و الميزان ‪.(2/70) :‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬

‫فهذه الزيادة منكرة‪ ,‬والله أعلم‪.‬‬


‫‪)) ( )4‬الجامع((‪.(5/414) :‬‬
‫‪ ( )5‬في )أ( و)ي(‪)) :‬الحسممين(( وكتممب فوقهمما‪)) :‬الحسممن فممي‬
‫نسخة((‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وهو الصواب‪.‬‬
‫‪ ( )6‬قال الترمذي بعد هممذا الحممديث‪)) :‬هممذا حممديث غريممب ل‬
‫نعرفه إل من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل‪...‬‬
‫داني هو ثقة‪ ,‬وثقه يحيممى بممن سممعيد‪,‬‬ ‫والقاسم بن الفضل الح ّ‬
‫وعبد الرحمن بن مهدي‪ .‬ويوسف بن سعد رجممل مجهممول‪ ,‬ول‬

‫‪123‬‬
‫قال القاسم بن الفضل‪ :‬فعددناها فممإذا هممي ألممف‬
‫شهر)‪ (1‬ل تزيد يوما ً ول تنقص يومًا‪.‬‬
‫ولما ذكر ابن حزم)‪ (2‬خروم السلم عمم ّ‬
‫دها أربعممة‪:‬‬
‫قتل عثمان‪ ,‬وقتل الحسين‪ ,‬ويوم الحّرة‪ ,‬ولم يعد قتل‬
‫عمممر ول قتممل علممي منهمما‪ ,‬تعظيممما ً لقتممل الحسممين‬
‫وإظهارا ً لبلوغه من القبح إلى حد ّ فوق حد ّ الكبائر‪.‬‬
‫ي في ))الّنبلء(()‪)) : (3‬يزيممد بممن معاويممة‬ ‫وقال ال ّ‬
‫ذهب ّ‬
‫كان ناصبي ّا ً فظ ّا ً غليظا ً جلفًا‪ ,‬يتنمماول المسممكر ويفعممل‬
‫شممهيد الحسممين ‪--‬‬ ‫المنكممر‪ ,‬افتتممح دولتممه بقتممل ال ّ‬
‫واختتمها بوقعه الحّرة‪ ,‬فمقته الّناس‪ ,‬ولم يبممارك فممي‬
‫عمره‪ ,‬وخرج عليه غير واحد بعد الحسين ‪ --‬كأهممل‬
‫المدينة لله)‪ (( (4‬وذكر من خرج عليه‪.‬‬
‫قال‪)) :‬وروى الوليد بن مسلم عن الوزاعي عممن‬
‫مكحممول عممن أبممي عبيممدة مرفوعممًا‪)) :‬ل يزال أمخخر‬

‫نعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إل من هذا الوجه(( اهم‪.‬‬


‫وقمال الحممافظ ابمن كممثير فمي ))تفسممير((‪)) :(4/566) :‬وقممول‬
‫الترمذي‪ :‬إن يوسف هذا مجهول؛ فيه نظر؛ فإنه قد روى عنه‬
‫جماعة منهم حماد بن سلمة‪ ,‬وخالد الحذاء‪ ,‬ويونس بن عبيد‪,‬‬
‫وقال فيه يحيى بن معين‪ :‬هو مشمهور‪ ,‬وفمي روايممة عمن ابممن‬
‫معين‪ :‬هو ثقة‪.....‬‬
‫ً‬
‫ل تقدير منكر جدا‪ ,‬قال شمميخنا المممام‬ ‫ثم هذا الحديث على ك ّ‬
‫الحافظ الحجة أبو الحجاج المّزي‪ :‬هو حديث منكر(( اهم‪.‬‬
‫ثم تكّلم ابن كثير على قول القاسم بن الفضل‪ ,‬فراجعه فممإّنه‬
‫مهم‪.‬‬
‫((‬ ‫(( ))‬ ‫))‬
‫‪ ( )1‬وقع في مطبوعة الجامع ‪ :‬يوم وهو خطأ‪.‬‬
‫‪ ( )2‬انظر‪)) :‬رسالة في أسماء الخلفمماء والممولة((‪) :‬ص‪(357/‬‬
‫بذيل ))جوامع السيرة((‪ .‬فقممال ابممن حممزم فممي قتممل الحسممين‪:‬‬
‫))وهو ثالثة مصائب السلم –بعد أمير المممؤمنين عثمممان‪ ,-‬أو‬
‫ن المسملمين‬ ‫رابعها بعد عممر بمن الخطماب ‪ --‬وخروممه؛ ل ّ‬
‫اسُتضيموا في قتله ظلما ً علنية(( اهم‪.‬‬
‫‪.(4/37-38) ( )3‬‬
‫‪ ( )4‬سقطت من )س(‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫متي قائما ً حّتى يثلمخخه رجخخل مخخن بنخخي أمي ّخخة‬ ‫أ ّ‬
‫(()‪(1‬‬
‫يقال له‪ :‬يزيد(( أخرجه أبو يعلى في مسنده ‪.‬‬
‫))‬

‫وروى عن جويرية عن نافع قال‪ :‬مشى عبممد اللممه‬


‫بن مطيع إلى ابن الحنفية في خلممع يزيممد‪ ,‬وقممال‪ :‬إن ّممه‬
‫دى حكممم‬ ‫يشممرب الخمممر‪] ,‬ويممترك[)‪ (2‬الصمملة‪ ,‬ويتعمم ّ‬
‫الكتاب)‪. (3‬‬
‫وعن عمر بن عبد العزيز قال رجل فممي حضممرته‪:‬‬
‫أميممر المممؤمنين يزيممد‪ ,‬فممأمر بممه فضممرب عشممرين‬
‫سوطًا((‪.‬‬
‫ي في ))الميمزان(()‪)) :(4‬إّنمه مقمدوح فمي‬ ‫قال ال ّ‬
‫ذهب ّ‬
‫عممدالته ليممس بأهممل أن يممروى عنممه‪ .‬وقممال أحمممد بممن‬
‫حنبل‪ :‬ل ينبغي أن يروى عنه(()‪. (5‬‬
‫وقال ابن حزم في ))أسماء الخلفاء(( آخممر ))السممير‬
‫الّنبوّية(()‪ (6‬ما لفظه‪)) :‬بويممع يزيممد بممن معاويممة إذ مممات‬
‫ي ‪ ,--‬وعبممد‬ ‫أبوه‪ ,‬وامتنع من بيعته الحسين بن علمم ّ‬
‫ممما الحسممين ‪ --‬فنهممض‬ ‫وام‪ ,‬فأ ّ‬
‫الله بن الّزبير بن الع ّ‬
‫‪/76‬أ‬

‫‪.(1/399) ( )1‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫قال المؤلف في العواصم ‪)) :(8/35) :‬ورجاله متفممق علممى‬
‫الحتجاج بهم في الصحيحين(( اهم‪.‬‬
‫ن فيه الوليد بن مسلم‪ ,‬وهممو مممدلس وقممد عنعنممة‪,‬‬ ‫أقول‪ :‬إل أ ّ‬
‫وفيه مكحول لم يدرك أبا عبيدة‪.‬‬
‫انظر‪)) :‬المطالب العالية((‪ ,(5/66) :‬و جامع التحصمميل ‪) :‬ص‪/‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(285‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬فمممي )أ( و)ي(‪ :‬ويقطمممع والمثبمممت ممممن السمممير‬
‫و))العواصم(( و)س(‪.‬‬
‫‪ ( )3‬بقّية الخبر في ))السير((‪)) :(4/40) :‬قال‪ :‬ما رأيت منه ما‬
‫تذكر! وقد أقمت عنده‪ ,‬فرأيته مواظبا ً للصلة‪ ,‬متحّريا ً للخير‪,‬‬
‫يسأل عن الفقه‪ .‬قال‪ :‬ذاك تصّنع ورياء(( اهم‪.‬‬
‫‪(6/114) ( )4‬‬
‫‪ ( )5‬وانظر‪)) :‬بحر الدم )ص‪.(475/‬‬
‫((‬

‫‪) ( )6‬ص‪.(357/‬‬

‫‪125‬‬
‫إلى الكوفة ‪/‬فقتل قبل دخولها‪ ,‬وهي ثانيممة)‪ (1‬مصممائب‬
‫ن المسلمين اسُتضيموا فممي قتلممه‬ ‫السلم وخرومه؛ ل ّ‬
‫ما عبد الله بممن الّزبيممر‪ --‬فاسممتجار‬ ‫ظلما ً وعلنية‪ ,‬وأ ّ‬
‫كة‪ ,‬فبقي هنالك إلى أن أغزى يزيد الجيمموش‪ ,‬إلممى‬ ‫بم ّ‬
‫المدينمة حمرم رسمول اللمه ‪ ‬وإلمى مكمة حمرم اللمه‬
‫تعالى فقتممل بقايمما المهمماجرين والنصممار يمموم الح مّرة‪,‬‬
‫ن أفاضممل‬ ‫وهي ثالثممة)‪ (2‬مصممائب السمملم وخرومممه؛ ل ّ‬
‫صحابة وبقّيتهم –رضي الله عنهم‪ -‬وخيار المسمملمين‬ ‫ال ّ‬
‫قتلوا جهرا ً ظلما ً في الحممرب وصممبرًا‪ ,‬وجممالت الخيممل‬
‫في مسجد رسول الله ‪ ,‬وراقت وبالت في الّروضة‬
‫ل جماعممة فممي مسممجد‬ ‫بيممن القممبر والمنممبر‪ ,‬ولممم يص م ّ‬
‫رسول اللممه ‪ ‬تلممك اليممام‪ ,‬ول كممان فيممه أحممد حاشمما‬
‫سعيد بن المسمميب‪ ,‬فممإّنه لممم يفممارق المسممجد‪ ,‬ولممول‬
‫فممان‪ ,‬ومممروان بممن‬ ‫شهادة ]عمرو[)‪ (3‬بن عثمممان بممن ع ّ‬
‫الحكم له عنممد مسمملم بممن عقبممة بممأّنه مجنممون لقتلممه‪,‬‬
‫وأكره الّناس على أن يبممايعوا يزيممد بممن معاويممة علممى‬
‫أّنهممم عبيممد لممه إن شمماء بمماع وإن شمماء أعتممق‪ ,‬وذكممر‬
‫بعضهم البيعة على حكم القرآن وسنة رسول الله ‪,‬‬
‫فأمر بقتله فضربت عنقه صبرا ً رحمه الله‪.‬‬
‫وهتممك يزيممد السمملم هتكما ً وأنهممب المدينممة ثلثمًا‪,‬‬
‫دت إليهممم‬ ‫ف بأصممحاب رسممول اللممه ‪ ‬وممم ّ‬ ‫واسممتخ ّ‬
‫اليدي‪ ,‬وانتهبت دورهم‪ ,‬وحوصرت مكة‪ ,‬ورمي البيت‬
‫بحجارة المنجنيق‪ ,‬وأخذ الله يزيد)‪ (4‬فمات بعممد الح مّرة‬
‫‪ ( )1‬في ))جوامع السيرة((‪)) :‬وهو ثالثة مصائب السلم –بعممد‬
‫أمير المؤمنين عثمان‪ ,‬أو رابعها بعد عمممر بممن الخطمماب ‪--‬‬
‫وخرومه(( اهم‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ( )2‬فممي ))جوامممع السمميرة ‪)) :‬وهممي –أيض ما‪ -‬اكممبر مصممائب‬
‫((‬

‫السلم وخرومه((‪.‬‬
‫))‬ ‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )3‬فممي )أ( و)س(‪ :‬عمممر والتصممويب مممن )ي( و جوامممع‬
‫السيرة(( و))العواصم((‪.(8/37) :‬‬
‫‪ ( )4‬في )أ( و)ي(‪)) :‬لعنه الله((‪ .‬وليست في ))جوامع السيرة((‪,‬‬
‫ول العواصم ‪ ,(8/38) :‬ول )س(‪ ,‬وغممالب الظ ّم ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫ن أّنهمما مممن‬

‫‪126‬‬
‫بأقل من ثلثة أشهر‪ ,‬وأزيد مممن شممهرين‪ ,‬فممي نصممف‬
‫ربيع الّول سنة أربع وسّتين‪ ,‬وله نّيف وثلثون سممنة((‬
‫انتهى كلم ]أبي[)‪ (1‬محمد بن حزم بلفظه‪.‬‬
‫سّنة على الممبراءة ممن‬ ‫وفيه أعظم شهادة لهل ال ّ‬
‫ن‬
‫ذهبي ذكر أ ّ‬ ‫ن ال ّ‬‫تصويب يزيد والّتشّيع له‪ ,‬هذا على أ ّ‬
‫صممب لبنممي أمي ّممة)‪ , (2‬فممإذا كممان‬ ‫ابو حزم قد وصم بالّتع ّ‬
‫صب لهم فكيف بمن لممم يممرم‬ ‫هذا كلم من رمي بالّتع ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫ن كلم ابن حزم هذا يرد على ما رممماه‬ ‫بذلك! على أ ّ‬
‫سمملوك مممن النصمماف فممي‬ ‫بالعصممبّية‪ ,‬ويشممهد لممه بال ّ‬
‫طريقة سوّية‪.‬‬
‫طاب ابن دحية الكلممبي)‪ (4‬فممي‬ ‫قال الحافظ أبو الخ ّ‬
‫الكلم على مقتل‬
‫الحسين‬ ‫كتممابه ))العلممم المشممهور(()‪ (5‬ممما هممذا لفظممه مختصممرًا‪:‬‬
‫))وفي هذا اليوم –يعني عاشوراء‪ -‬قتل السّيد الميممر‪,‬‬
‫ريحانممة رسممول اللممه ‪ ,‬سممّيد شممباب أهممل الجّنممة‪:‬‬
‫الحسين بن فاطمة البتول يمموم الجمعممة‪ ,‬وقيممل‪ :‬يمموم‬
‫ف بكممربلء‪ ,‬وهممو ابممن‬ ‫سبت سنة إحدى وسّتين بالط ّ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ت وخمسين سنة‪ ,‬ولما أحاطوا بالحسين ‪ --‬قممام‬ ‫س ّ‬
‫م قممال‪:‬‬ ‫في أصحابه خطيبًا‪ ,‬فحمد الله‪ ,‬وأثنى عليه‪ ,‬ثمم ّ‬
‫كممرت‬ ‫دنيا قممد تن ّ‬‫ن ال ّ‬‫قد نزل بي ما ترون من المر‪ ,‬وإ ّ‬

‫الّنساخ! فلذا لم أثبتها‪.‬‬


‫‪ ( )1‬سقطت من )أ( و)ي(‪.‬‬
‫‪)) ( )2‬السير((‪ ,(18/201) :‬و التذكرة ‪ ,(3/1152) :‬ولم يقله‬
‫((‬ ‫))‬

‫الذهبي بل نقله عن غيره‪.‬‬


‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬رد((‪.‬‬
‫سممبتي‬‫‪ ( )4‬هو‪ :‬عمر بن حسن بن علي بن الجمّيل الكلممبي ال ّ‬
‫وساق نسبته إلممى دحيممة الكلممبي الصممحابي‪ ,‬وطعممن فممي هممذا‬
‫النسب جمهور المؤّرخين‪ .‬كمان علممة فمي عمدة فنمون‪ ,‬ولمه‬
‫مصنفات ت )‪.(633‬‬
‫انظر‪)) :‬فيات العيان ‪ ,(3/448) :‬و السير )‪.(22/389‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬

‫‪ ( )5‬واسمه ))العلم المشهور في فضائل اليام والشهور(( منه‬


‫نسختان خطيتان في مكتبة الجامع بصنعاء‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫وتغّيرت‪ ,‬وأدبر معروفهمما ]وانشمممر‪ ,‬حت ّممى[)‪ (1‬لممم يبممق‬
‫منهمما إل صممبابة كصممبابة النمماء‪ ,‬إل خسمميس عيممش‬
‫كالمرعى الوبيل‪ ,‬أل ترون الحقّ ل يعمل به‪ ,‬والباطممل‬
‫ل يتناهى عنه‪ ,‬ليرغب المؤمن في لقاء اللممه‪ ,‬وإن ّممي ل‬
‫ظممالمين إل‬ ‫أرى الممموت إل سممعادة‪ ,‬والحيمماة مممع ال ّ‬
‫برما ً)‪. (2‬‬
‫حّر بن ]يزيممد[‬ ‫وكان عبيد الله بن زياد كتب إلى ال ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫ده‬ ‫م أم م ّ‬‫‪ :‬أن جعجممع بالحسممين‪ ,‬أي‪ :‬ض مّيق عليممه‪ ,‬ث م ّ‬
‫فل بقتال الحسين ‪ --/‬حت ّممى‬ ‫بعمر بن ]سعد[)‪ (4‬المتك ّ‬ ‫‪/76‬ب‬
‫ي‪ ,‬وهو القائل‪:‬‬‫ينجز له عبيد الله الّرشد بالغ ّ‬
‫وأرجمممع مأثومممما ً بقتمممل‬ ‫ي‬
‫أأتمرك ملمك المّريّ والمّر ّ‬
‫حسمممممين‬ ‫ممممممممنيتي‬
‫فضّيق عليه الّلعين أشد ّ تضممييق‪ ,‬وسمد ّ بيممن يمديه‬
‫دم‬ ‫طريممق‪ ,‬إلممى أن قتلممه فممي الّتاريممخ المتق م ّ‬ ‫واضممح ال ّ‬
‫مى عام الحزن‪ ,‬وقتل معه‪ :‬اثنممان وثمممانون رجل ً‬ ‫ويس ّ‬

‫‪ ( )1‬فممي ))الصممول(( و))العواصممم((‪ ,(8/45) :‬و))الطممبراني((‪) :‬‬


‫‪)) :(3/122‬واسممتمرت((‪ .‬والمثبممت مممن ))مجمممع الممزوائد((‪) :‬‬
‫‪.(9/195‬‬
‫((‬ ‫(( ))‬ ‫))‬
‫ووقع في الصول ‪ :‬حين ‪ ,‬والتصممويب مممن مصممادر الخممبر‪,‬‬
‫و))العواصم((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬أي‪ :‬سآمة وضجرًا‪)) .‬القاموس((‪) :‬ص‪ ,(1394/‬ووقع في‬
‫))العواصممم((‪)) :‬إل نممدما ً((!‪ .‬وأخممرج هممذا الخممبر الطممبراني فممي‬
‫))الكبير((‪ (3/122) :‬من طريق محمد بن الحسن بن زبالة‪.‬‬
‫قال الهيثمي في ))المجمع((‪)) :(9/196) :‬ابممن زبالممة مممتروك‪,‬‬
‫ولم يدرك القصة(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في جميع ))الصممول ‪ :‬زيمماد ! وكممذا فممي العواصممم ‪) :‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫(( ))‬

‫ت‪ .‬انظممر‪:‬‬‫وبها المحقممق! والصممواب ممما أثبمم ّ‬ ‫‪ (8/46‬ولممم يصمم ّ‬


‫))البداية والنهاية((‪ ,(8/174) :‬و العلم ‪.(2/172) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫وهو‪ :‬الحّر بن يزيد التميمي اليربوعي‪.‬‬


‫ووقع في )س(‪)) :‬الحسن بن زياد((!‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في )أ(‪)) :‬سعيد(( وهو خطأ‪ .‬وهو‪ :‬عمر بن سعد بممن أبممي‬
‫وّقاص‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫مممن أصممحابه مبممارزة‪ ,‬وجميممع ولممده –إل علممي بممن‬
‫الحسين زين العابممدين‪ -‬وقتممل أكممثر)‪ (1‬إخمموة الحسممين‬
‫وبني أعمامه‪.‬‬
‫قطعمموا بهمما هامممممممات‬ ‫لمحمممممممممد سممممممممّلوا‬
‫مد‬‫آل مح ّ‬ ‫سممممممميوف محمد‬
‫وفي هذا اليوم الممذي قتممل فيممه الحسممين – علممى‬
‫سلم‪ -‬رئي رسول اللممه ‪ ‬يجمممع‬ ‫ده وعليه أفضل ال ّ‬ ‫ج ّ‬
‫دم الحسين في قارورة‪ ,‬وإن كانت رؤيمما منممام فإمهمما‬
‫صادقة ليست بأضممغاث أحلم‪ ,‬أسممند ذلممك إمممام أهممل‬
‫صممابر علممى المحنممة أبممو عبممد اللممه أحمممد بممن‬ ‫سّنة ال ّ‬‫ال ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ماد‬‫دثنا ح ّ‬
‫دثنا عبد الّرحمن‪ ,‬ح ّ‬ ‫محمد بن حنبل قال‪ :‬ح ّ‬
‫مممار‪ ,‬عممن ابممن عب ّمماس‬
‫مار بن أبممي ع ّ‬ ‫بن سلمة‪ ,‬عن ع ّ‬
‫قال‪ :‬رأيت الّنبي ‪ ‬في المنممام نصممف الّنهممار أشممعث‬
‫أغممبر معممه قممارورة فيهمما دم يلتقطممه فيهمما‪ ,‬قلممت‪ :‬يمما‬
‫رسول الله ما هممذا؟ قممال‪ :‬دم الحسممين وأصممحابه لممم‬
‫مار فحفظنما ذلممك اليمموم‪,‬‬ ‫أزل أتتّبعه منذ اليوم‪ .‬قال ع ّ‬
‫فوجدناه قتل ذلك اليوم((‪.‬‬
‫قال ابن دحية‪ :‬هذا سند صحيح‪ ,‬عبد الّرحمن هممو‬
‫أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي إمممام أهممل الحممديث‪,‬‬
‫مار من ثقات الّتابعين أخرج‬ ‫ماد إمام فقيه ثقة‪ ,‬وع ّ‬ ‫وح ّ‬
‫مسلم أحاديثه في صحيحه وتمموّلى حمممل ال مّرأس‪:‬‬
‫(‬‫‪3‬‬ ‫)‬‫((‬ ‫))‬

‫بشر بن مالك الكندي‪ ,‬ودخل به علممى ابممن زيمماد وهممو‬


‫يقول‪:‬‬

‫‪ ( )1‬سقطت من )س(‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫ً‬
‫‪)) ( )2‬المسند((‪ .(1/242) :‬ورواه أيضا الطبراني في الكبير ‪:‬‬
‫)‪.(3/116‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫قممال الحممافظ ابممن كممثير فممي البدايممة والنهايممة ‪:(8/202) :‬‬
‫))تفّرد به أحمد وإسناده قوي(( اهم‪.‬‬
‫وقمممال الهيثممممي فمممي ))المجممممع((‪)) :(9/197) :‬رواه أحممممد‬
‫والطبراني‪ ,‬ورجال أحمد رجال الصحيح((اهم‪.‬‬
‫‪ ( )3‬انظر‪)) :‬تهذيب التهذيب((‪.(7/404) :‬‬

‫‪129‬‬
‫إن ّممممي قتلممممت الملممممك‬ ‫اممممممممل ركممابي فضممة‬
‫جبمممممممما‬ ‫المح ّ‬ ‫وذهبا ً‬
‫ً)‪(1‬‬
‫ما ً وأبا‬
‫قتلت خير الّناس أ ّ‬

‫وقممد صممدق هممذا القممائل الفاسممق فممي المديممح‪,‬‬


‫سّيد الذبيح‪ ,‬ولقممي اللممه بفعلممه القبيممح‪.‬‬ ‫وتقريظ هذا ال ّ‬
‫)‪(3‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ور رأس الحسممين‬ ‫وأمر ]عبيد[ الله بن زياد مممن ق م ّ‬
‫حّتى ينصممب فممي الّرمممح‪ ,‬فتحاممماه الن ّمماس حت ّممى قممام‬
‫طارق بن المبارك‪ ,‬فأجابه إلى ذلك‪ ,‬وفعله ونادى في‬
‫الّناس وجمعهم في المسممجد الجممامع‪ ,‬وصممعد المنممبر‪,‬‬
‫م دعا عبيممد اللممه)‪ (4‬بممن‬ ‫وخطب خطبة ل يح ّ‬
‫ل ذكرها‪ ,‬ث ّ‬
‫زياد زحر بن قيس الجعفي فسّلم إليه رأس الحسين‪,‬‬
‫ورءوس أهله وأصحابه‪ ,‬فحملها حت ّممى قممدموا دمشممق‪,‬‬
‫م أحضر الّرأس‬ ‫وخطب زحر خطبة فيها كذب وزور‪ ,‬ث ّ‬
‫فوضعه بين يممدي يزيممد‪ ,‬فتكل ّممم بكلم قبيممح قممد ذكممره‬
‫ي وغير واحد مممن أشممياخ أهممل الّنقممل‬ ‫الحاكم‪ ,‬والبيهق ّ‬
‫بطريق ضعيف وصمحيح‪ ,‬وقمد ذكمر ذلمك كّلمه أخطمب‬
‫دين بن أحمممد‬ ‫دين أبو المؤّيد موّفق ال ّ‬ ‫الخطباء ضياء ال ّ‬
‫الخوارزمي)‪ (5‬في تأليفه في مقتل الحسين ‪ --‬وهممو‬
‫( وشمممممممممممممممممممطره الخمممممممممممممممممممر‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫=‬
‫ً‬
‫* وخيرهم إذ ينسبون نسبا *‬ ‫=‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬في )أ( و)س(‪ :‬عبد الله ! والتصويب من )ي(‪.‬‬
‫‪ ( )3‬أي‪ :‬قطعمه ممن وسمطه‪ ,‬خرقما ً مسمتديرًا‪)) .‬القماموس ‪:‬‬
‫((‬

‫)ص‪.(600/‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )4‬في )س(‪ :‬عبد الله !‪.‬‬
‫‪ ( )5‬هو‪ :‬الموّفق بن أحمد المكي الخمموارزمي الحنفممي‪ ,‬كممان‬
‫فقيها ً أدبيا ً شاعرًا‪ ,‬إل أّنه ليس من أهل العلم بالحمديث‪ ,‬فمإّنه‬
‫–كما يقول شيخ السملم‪)) :-‬مممن أروى النمماس للمكممذوبات((‬
‫ت )‪568‬هم(‪.‬‬
‫انظممر‪)) :‬إنبمماء الممرواة ‪ ,(3/332) :‬و الفمموائد البهيممة ‪) :‬ص‪/‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬

‫‪ ,(218‬و))منهاج السنة((‪ (5/41) :‬و)‪.(355 ,63 ,7/62‬‬

‫‪130‬‬
‫عندي في مجّلدين)‪. (1‬‬
‫سمّنة أبممو بكممر أحمممد بممن الحسممين‬ ‫وذكممر شمميخ ال ّ‬
‫مممد بممن‬‫دثنا الحافظ أبو عبممد اللممه مح ّ‬ ‫البيهقي‪ ,‬قال‪ :‬ح ّ‬
‫ي بممن محمممد الديممب‬ ‫عبد الله‪ ,‬سمعت أبا الحسن علم ّ‬
‫شام‬ ‫ن رأس الحسين ‪ ‬لما صلب بال ّ‬ ‫يذكر بإسناد له أ ّ‬
‫أخفى خالد بن عفران شخصه من أصممحابه وهممو مممن‬
‫أفاضل الّتابعين‪ ,‬فطلبوه شهرا ً حّتى وجدوه‪ ,‬فسممألوه‬
‫عن عزلته فقال‪ :‬أما ترون ما نزل بنا؟ ثم أنشأ يقول‪:‬‬
‫مل ً بمممممممدمائه‬ ‫ممممممممتز ّ‬ ‫جمماءوا برأسممك يمما ابممن‬
‫تزمممممممممممميل َ‬ ‫مد‬‫بنت مح ّ‬
‫قتلمموا جهممارا ً عامممدين‬ ‫فكأّنمممما بمممك يممما ابمممن‬
‫رسمممول ً‬ ‫مد‬ ‫بنممممت مح ّ‬
‫فممي قتممممممملك الّتنزيممل‬ ‫‪/‬قتلممموك عطشممممممممانا ً‬
‫‪/77‬أ‬
‫والّتأويل ً‬ ‫ولم يترّقبوا‬
‫قتلممممممموا بممك الّتكممبير‬ ‫ن ُقتمممممملت‬ ‫ويكّبرون بأ ّ‬
‫والّتهليل ً‬ ‫وإّنما‬
‫قال ابن دحية‪ :‬واعجبوا –رحمكم الله‪ -‬من المممم‬
‫مممة محمممد ‪‬‬ ‫ضل الله أ ّ‬ ‫الذين كانوا من قبلكم‪ ,‬وقد ف ّ‬
‫ظمممون الن ّممار؛ لّنهمما صممارت‬ ‫عليهم‪ ,‬منهم‪ :‬المجوس يع ّ‬
‫ظمممون‬ ‫بممردا ً وسمملما ً علممى إبراهيممم‪ ,‬والّنصممارى يع ّ‬
‫دعائهم أن ّممه مممن جنممس العممود الممذي صمملب‬ ‫صليب ل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫عليه ابن مريم‪ ,‬وابممن مرجانمة‪ ,‬وأصممحابه العممدا قتلمموا‬
‫ي الهدى‪ ,‬ولم يتلفتوا إلى قممول أصممدق‬ ‫الحسين ابن نب ّ‬
‫دة‬‫القائلين‪)) :‬قل ل أسئلكم عليه أجرا ً إل المخخو ّ‬
‫في القربى(( ]الشورى‪.[23/‬‬
‫ما قدموا بممرأس الحسممين صممرخت نسمماء‬ ‫قال‪ :‬ول ّ‬
‫بني هاشم؛ فقال مروان‪:‬‬

‫‪ ( )1‬منه نسخة في الجامع الكبير بصنعاء‪ .‬انظر‪)) :‬الفهرس((‪:‬‬


‫)ص‪.(121/‬‬

‫‪131‬‬
‫كعجيج نسممممموتنا غممداة‬ ‫جممت نسممممممماء بيممن‬ ‫ع ّ‬
‫الرنب‬ ‫جة‬
‫زياد ع ّ‬
‫قال ابن دحية‪ :‬وأنا أقول قممول ً هممو اليمممان‪ :‬هنيئا ً‬
‫شماتة برسول الله ‪ ‬يا مروان!‪.‬‬ ‫لك ال ّ‬
‫وفي ))صحيح البخاري(()‪ (1‬عن ابن عمر أّنممه سممأله‬
‫من أنممت؟ فقممال‪ :‬مممن‬ ‫رجل في دم البعوضة‪ ,‬فقال‪ :‬م ّ‬
‫أهل العراق‪ ,‬فقال‪ :‬انظروا إلى هذا! يسممألني عممن دم‬
‫ي‪‬‬ ‫البعوضة‪ ,‬وقد قتلوا ابن الّنبي ‪ !‬وسمممعت الن ّممب ّ‬
‫يقممول‪)) :‬همخخا ريحانتخخاي(( وفممي روايممة‪)) :‬همخخا‬
‫ريحانتي(()‪. (2‬‬
‫قممال ابممن دحيممة‪ :‬تف مّرد)‪ (3‬بممإخراجه البخمماريّ مممن‬
‫طريقين في كتاب المناقب)‪ , (4‬وفي كتاب الدب)‪. (5‬‬
‫ي المممام فيممما حكمماه أبممو‬ ‫وقممال إبراهيممم الّنخعمم ّ‬
‫سمان الّرازي)‪ (7‬بسنده إليه قال‪ :‬لو أنممي‬
‫)‪(8‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫]سعد[ ال ّ‬
‫م أتيت بالمغفرة من رب ّممي‬ ‫كنت فيمن قاتل الحسين‪ ,‬ث ّ‬
‫فأدخلت الجّنة لستحييت من رسول اللممه ‪ ‬أن أمممّر‬
‫عليه فيراني‪.‬‬
‫قال ابن دحية‪ :‬عباد الله! اعجبوا مممن آراء هممؤلء‬
‫الملعين وعقولهم! إذ قتلوا الحسين بن فاطمة ]ولد[‬

‫‪)) ( )1‬الفتح((‪.(7/119) :‬‬


‫‪ ( )2‬ريحانتي‪ :‬بنممون مفتوحممة‪ ,‬وتمماء مكسممورة‪ ,‬ويمماء خفيفممة‪.‬‬
‫انظر‪)) :‬الفتح((‪.(10/441) :‬‬
‫‪ ( )3‬أي‪ :‬دون مسلم وإل فهو في الّترمذي وغيره‪.‬‬
‫‪)) ( )4‬الفتح((‪.(7/119) :‬‬
‫‪ ( )5‬المصدر نفسه‪.(10/440) :‬‬
‫‪ ( )6‬في ))الصول((‪)) :‬سعيد(( وهو خطأ‪.‬‬
‫‪ ( )7‬هو‪ :‬الحافظ إسماعيل بن علممي بممن الحسممين أبممو سممعد‬
‫مان‪ ,‬كممان عالممما ً متفننممًا‪ ,‬إل أّنممه كممان معممتزلي‬ ‫سمم ّ‬
‫الممرازي ال ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫المذهب‪ .‬ت )‪443‬هم(‪ .‬انظر‪ :‬السير ‪.(60-18/55 ) :‬‬
‫‪ ( )8‬في )س(‪)) :‬بسندنا((!‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫رسول الله ‪ ,‬ث ّ‬
‫)‪(9‬‬
‫م أكّبوا في شمممالهم علممى شممرب‬
‫شمممولهم‪ ,‬تعس ما ً لشمميوخهم وكهممولهم! أفممي صمملتهم‬
‫يصّلون علممى محمممد وآلممه‪ ,‬ثممم يمنعممونهم مممن شممرب‬
‫نطفة)‪ (10‬مممن الفممرات وزللممه‪ ,‬ويجتمعممون علممى قتلممه‬
‫وقتاله‪ ,‬ويذبحونه ول يستحيون من نور شيبته وجماله‪,‬‬
‫ظموا‬‫مته أن يع ّ‬ ‫ن حقّ رسول الله ‪ ‬على أ ّ‬ ‫أما والله إ ّ‬
‫تراب نعل قدمه‪ ,‬بل تراب نعل خادم من خدمه‪ ,‬ليممت‬
‫طار الخبثممة‪ (11‬الشممرار‪,‬‬ ‫شم ّ‬‫شعري ما اعتذر هممؤلء )‪3‬ال ّ‬
‫مد المختار‪)) ,‬يخخوم ل‬ ‫في قتل هؤلء الخيار‪ ,‬عند مح ّ‬
‫ظالمين معذرتهم ولهخخم اّللعنخخة ولهخخم‬ ‫ينفع ال ّ‬
‫دار(( ]غافر‪ .[52/‬وقممد س مّلط اللممه عليهممم‬ ‫سوء ال ّ‬
‫المختار‪ ,‬فقتلهم حّتى أوردهم الّنار‪.‬‬
‫وأخرج الّترمممذي فممي ))جممامعه الكممبير(()‪ (4‬ممما هممذا‬
‫دثنا أبو معاوية‪,‬‬ ‫دثنا واصل بن عبد العلى‪ ,‬ح ّ‬ ‫صه‪)) :‬ح ّ‬‫ن ّ‬
‫عن العمش‪ ,‬عن عمارة بممن عميممر‪ ,‬قممال‪ :‬لممما جيممء‬
‫ضممدت فممي‬ ‫برأس ]عبيد[)‪ (5‬اللممه بممن زيمماد وأصممحابه‪ ,‬ن ّ‬
‫المسجد‪ ,‬فانتهيت إليهم وهم يقولون‪ :‬قد جمماءت‪ ,‬قممد‬
‫جاءت‪ ,‬فإذا حّية قد جاءت تخّلل الّرءوس حّتى دخلممت‬
‫في منخري عبيممد اللممه‪ ,‬فمكثممت هنيهممة‪ ,‬ثممم خرجممت‪,‬‬
‫م قالوا‪ :‬قد جاءت‪ ,‬ففعلت ذلمك‬ ‫فذهبت حّتى تغّيبت‪ ,‬ث ّ‬
‫مّرتين أو ثلثًا‪ .‬هذا حديث حسن صحيح((‪.‬‬
‫انتهى المنقول مممن كتمماب ))العلممم المشممهور فممي‬

‫‪ ( )9‬في )أ(‪)) :‬ابن((‪ ,‬والمثبت من )ي( و)س(‪ ,‬و))العواصم((‪) :‬‬


‫‪.(8/51‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫صة ‪.‬‬ ‫‪ ( )10‬في )س(‪ :‬م ّ‬
‫))‬
‫وكتممب فممي هممامش )أ( و)ي(‪)) :‬نقطممة‪ ,‬كممما فممي العلممم‬
‫المشهور(( لبن دحية((‪.‬‬
‫‪ ( )11‬ليست في )ي( و)س(‪.‬‬
‫‪ ,(5/618-619) ( )4‬وقال‪)) :‬هذا حديث حسن صحيح((‪.‬‬
‫((‬
‫‪ ( )5‬في )أ( و)س(‪)) :‬عبممد اللممه((‪ ,‬والتصممويب مممن ))الجممامع‬
‫و)ي(‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫شهير بممأبي‬ ‫دث ال ّ‬ ‫شهور(( للحافظ المح ّ‬ ‫فضل الّيام وال ّ‬
‫طاب بن دحية‪.‬‬ ‫الخ ّ‬
‫دثين‬ ‫وفيما ذكممره أوضممح دليممل علممى بممراءة المحم ّ‬
‫سنة مما افتراه عليهم المعترض ممن نسمبتهم‬ ‫وأهل ال ّ‬
‫إلى الّتشّيع ليزيد‪ ,‬وتصويب قتلة الحسين بممن علممي –‬
‫عليهما السلم‪ -‬وكيف وهممذه روايمماتهم مفصممحة بض مد ّ‬
‫((‬
‫ذلك كما بي ّّناه في ))مسند أحمممد(( و))صممحيح البخمماري‬
‫ي(( وأمثالهمما!! وهممذه الكتممب هممي‬ ‫و جممامع الّترمممذ ّ‬
‫))‬

‫مفزعهم‪ ,‬وإلى ما فيها مرجعهم‪/ ,‬وهي التي يخضعون‬ ‫‪/77‬ب‬


‫لنصوصها‪ ,‬ويقصرون الّتعظيم عليها بخصوصها‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ي‬‫وقال ابن خلكان في ترجمة أبي الحسممن علمم ّ‬
‫دين‪ ,‬المعممروف بالكيمما‬ ‫قممب عممماد المم ّ‬ ‫بممن محمممد المل ّ‬ ‫الكلم على لعن‬
‫يزيد‬
‫ي ممما لفظممه‪)) :‬وسممئل إلكيمما عممن‬ ‫شممافع ّ‬‫الهّراسي)‪ (2‬ال ّ‬
‫صمحابة‪ ,‬لّنمه‬ ‫يزيد بن معاوية فقال‪ :‬إّنه لم يكن ممن ال ّ‬
‫ممما قممول‬‫ولممد فممي أي ّممام عمممر ابممن الخط ّمماب ‪ ,--‬وأ ّ‬
‫سلف؛ ففيه لحمد قولن‪ :‬تلويممح وتصممريح‪ ,‬ولمالممك‬ ‫ال ّ‬
‫قممولن‪ :‬تلويممح وتصممريح‪ ,‬ولبممي حنيفممة قممولن‪ :‬تلويممح‬
‫وتصريح‪ ,‬ولنا قول واحد‪ :‬تصممريح دون تلويممح‪ .‬كيممف ل‬
‫يكون كذلك وهممو اللعممب بممالنرد‪ ,‬والمتصمّيد بممالفهود‪,‬‬
‫ومدمن الخمر‪ ,‬وشعره في الخمر معلوم‪ ,‬ومنه قوله‪:‬‬
‫وداعمممممي صممممممممبابات‬ ‫مت‬‫أقمممول لصمممحب ضممم ّ‬
‫الهوى يترّنم‬ ‫الكأس شملهم‬
‫ل وإن طممال المممدى‬ ‫فك ّ‬ ‫خمممذوا بنصممممميب ممممن‬
‫يتصمممّرم‬ ‫ذة‬‫نعيم ول ّ‬
‫م قلممب الورقممة وكتممب‪ :‬لممو‬ ‫وكتب فصل ً طمموي ً‬
‫ل‪ ,‬ثم ّ‬

‫‪)) ( )1‬وفيات العيان((‪.(288-3/287) :‬‬


‫‪ ( )2‬قال ابن خلكان‪)) :‬ول أعلممم لي معنممى قيممل لممه‪ :‬إلكيمما‪,‬‬
‫دم بين الّناس‪,‬‬ ‫وفي اللغة العجمية‪ :‬الكيا هو الكبير القدر المق ّ‬
‫وهو بكسر الكاف‪ ,‬وفتح الياء المثناة من تحتها‪ ,‬وبعدها ألف((‬
‫اهم‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هممذا الّرجممل؛‬
‫وكتممب فلن ابممن فلن((‪ .‬انتهممى كلم إلكيمما‪ ,‬وفيممه ممما‬
‫شممافعية‬ ‫ممما ال ّ‬
‫ترى من نقل مذاهب الئمممة الربعممة؛ فأ ّ‬
‫ن لهم فيه قول ً واحممدا ً تصممريحا ً غيممر تلويممح‪,‬‬ ‫فقد بّين أ ّ‬
‫وحمموا أخممرى‪,‬‬ ‫ما سائر الئمممة فقممد ص مّرحوا تممارة ول ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫وحوا بتضليله في بعض الحوال‪ ,‬وفي هذا أكبر‬ ‫وإّنما ل ّ‬
‫وحمموا بتضممليله‪,‬‬ ‫دليل على عدالتهم؛ لّنهم حين خافوا ل ّ‬
‫ولو عملوا بالّرخصة لصّرحوا بالثناء عليه عند الخوف‪,‬‬
‫شافعّية‪.‬‬‫وهذا كلم شيخ ال ّ‬
‫دة إلممى أن‬ ‫قه بالجويني م ّ‬ ‫قال ابن خلكان)‪)) : (1‬تف ّ‬
‫برع‪ .‬قال الحافظ عبد الغافر بن إسممماعيل الفارسممي‬
‫فيممه‪ :‬كممان مممن رؤوس معيممدي إمممام الحرميممن فممي‬
‫دروس‪ ,‬وكان ثاني أبي ]حامد[)‪ (2‬الغّزالممي‪ ,‬بممل كممان‬ ‫ال ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫صوت[ والّنظممر‪ ,‬وارتفممع‬ ‫آصل وأصلح وأطيب في ]ال ّ‬
‫دثا ً يسممتعمل الحممديث‬ ‫شأنه‪ ,‬وتوّلى القضاء‪ ,‬وكان مح م ّ‬
‫فممي منمماظراته ومجالسممه‪ .‬ومممن كلمممه‪ :‬إذا جممالت‬
‫فرسان الحاديث في ميممادين الكفمماح‪ ,‬طممارت رؤوس‬
‫المقاييس في مهّبات)‪ (4‬الّرياح‪.‬‬
‫دين‬ ‫ما حكى ابن خلكان كلم الحافظ)‪ (5‬عماد الم ّ‬ ‫ول ّ‬
‫همممذا‪ ,‬أورد بعمممده كلمممما ً رواه عمممن الغّزالمممي‪ ,‬فكلم‬
‫الغّزالممي ذلممك شمماهد بممبراءة الغّزالممي مممن القممول‬
‫بتصممويب يزيممد فممي قتممل الحسممين‪ ,‬وإّنممما تكل ّممم فممي‬
‫مسألتين غير ذلك‪:‬‬
‫)‪(6‬‬
‫إحخخداهما‪ :‬تحريممم الّلعممن ولممم يخممص ]يزيممد[‬
‫‪)) ( )1‬الوفيات((‪.(3/286) :‬‬
‫‪ ( )2‬في )أ(‪)) :‬حماد((! وهو خطأ‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )أ( و)ي(‪)) :‬الصوب((‪ ,‬وفي )س(‪)) :‬الصور((‪ ,‬والمثبت‬
‫من ))الوفيات((‪ ,‬و))العواصم((‪.(8/41) :‬‬
‫ب((‪.‬‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )4‬في الوفيات ‪ ,‬و العواصم ‪ ,‬و)س(‪ :‬مها ّ‬
‫فاظ‪.‬‬‫‪ ( )5‬أقول‪ :‬إلكيا ليس من الح ّ‬
‫‪ ( )6‬سقطت من )أ(‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ل فاسق وكافر كما رواه عنممه‬ ‫بذلك‪ ,‬فهو مذهبه في ك ّ‬
‫ن ظمماهر‬ ‫الّنووي في ))الذكار(()‪ , (1‬وقممد ذكممر الن ّممووي أ ّ‬
‫الخبار خلف ذلك‪ ,‬وقد أفردت الكلم على ذلممك فممي‬
‫كّراس‪.‬‬
‫ن العلممم برضمما يزيممد بقتممل‬ ‫وثانيهما‪ :‬القممول بممأ ّ‬
‫ذر‪ ,‬وليس في هممذا نممزاع‪ ,‬ولممو أق مّر يزيممد‬ ‫الحسين متع ّ‬
‫بلفظ صريح وسمعنا ذلك منه‪ ,‬لم نعلم أن باطنه كممما‬
‫أظهر‪ ,‬وقد جهممل رسممول اللممه ‪ ‬بممواطن المنممافقين‪,‬‬
‫ظاهر‪.‬‬‫ووكل علم ذلك إلى الله تعالى‪ ,‬ولكن الحكم لل ّ‬
‫(()‪(2‬‬
‫وقد روى البخاريّ –رحمه الله‪ -‬فممي ))صممحيحه‬
‫ن ناسما ً كمانوا‬ ‫طاب ‪ --‬أّنه قمال‪)) :‬إ ّ‬ ‫عن عمر بن الخ ّ‬
‫يؤخممذون بممالوحي علممى عهممد رسممول اللممه ‪ ,‬وإن‬
‫من ّمماه وقّربنمماه‪,‬‬ ‫الوحي قد انقطع‪ ,‬فمن أظهر لنا خيرا ً أ ّ‬
‫وليس بنا من سريرته شيء‪ ,‬ومن أظهر لنا سوءا ً لممم‬
‫ن سريرته حسنة((‪.‬‬ ‫دقه‪ ,‬وإن قال‪ :‬إ ّ‬ ‫نأمنه ولم نص ّ‬
‫الفصخخل الّثخخالث‪ :‬فممي بيممان موضممع الخلف‪.‬‬
‫شروط المامة‬
‫ن الفقهاء ]لم يخالفونا[)‪ (3‬في شرائط المامة‬ ‫فاعلم أ ّ‬
‫التي زعم المعترض أّنهممم خممالفوا فيهمما‪ ,‬قممال الن ّممووي‬
‫‪/78‬أ‬ ‫‪/‬في ))الّروضة(()‪)) : (4‬شروط المامة‪ :‬أن يكون المام‪:‬‬
‫مكّلفًا‪ ,‬مسلما ً عدل ً حّرا ً ذكرًا‪ ,‬عالما ً مجتهممدًا‪ ,‬شممجاعا ً‬
‫ذا رأي وكفاية‪ ,‬سميعا ً بصمميرًا‪ ,‬ناطق ما ً قرش مي ًّا(( ونحممو‬
‫ذلك‪] ,‬قاله[)‪ (5‬العمراني في كتابه ))البيان(()‪. (6‬‬
‫‪) ( )1‬ص‪.(507/‬‬
‫‪)) ( )2‬الفتح((‪.(5/298) :‬‬
‫‪ ( )3‬في )أ( و)ي(‪)) :‬يخالفون((! وكتب فممي هممامش )ي( فممي‬
‫نسممخة‪)) :‬لممم يخالفونمما((‪ ,‬وهممو كممذلك فممي )س(‪ ,‬وانظممر‪:‬‬
‫))العواصم((‪.(8/163) :‬‬
‫‪.(10/42) ( )4‬‬
‫‪ ( )5‬في )أ(‪)) :‬وقال والتصويب من )ي( و)س(‪.‬‬
‫((‬

‫‪ ( )6‬العمراني هو‪ :‬يحيى بن أبي الخير بن سمالم بمن عممران‬


‫العمرانممي اليممماني‪ .‬مممن أئمممة ال ّ‬
‫شممافعية‪ ,‬لممه تصممانيف ت )‬

‫‪136‬‬
‫وقال القاضممي عي ّمماض‪ :‬ل تنعقممد المامممة لفاسممق‬
‫ابتداًء)‪ , (1‬بل قال الّنووي في ))الّروضممة(()‪ (2‬فممي كتمماب‬
‫سمماعي كممونه مكّلف ما ً مسمملمًا‪,‬‬ ‫الّزكاة‪)) :‬يشترط في ال ّ‬
‫عدل ً حّرًا‪ ,‬فقهيا ً بأبواب الّزكاة(( إلى آخممر كلمممه فممي‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وقال المام إبراهيم بن تاج الدين)‪ (3‬في كتابه إلى‬
‫فر ما لفظه‪)) :‬هممذا والجهابممذة مممن أتبمماع‬ ‫الملك المظ ّ‬
‫الحبر العلمة محمد بن إدريس)‪ -- (4‬يقولون‪ :‬إّنممه ل‬
‫قه‬ ‫مة من قائم بأمر السلم‪ ,‬من ح ّ‬ ‫بد ّ أن يكون في ال ّ‬
‫بعممد المنصممب أن يكممون جامعما ً للفضممائل منّزهما ً عممن‬
‫الّرذائل((‪ .‬انتهى كلمه‪.‬‬
‫وفيه شهادة لهم من خصومهم‪ ,‬وممن هو مقبول‬
‫الّنقل عند المعترض‪ ,‬فإن قلت‪ :‬فممأين موضممع الخلف‬
‫شيعة؟ قلت‪ :‬في موضعين‪:‬‬ ‫بينهم وبين المعتزلة وال ّ‬
‫ن الخممروج علممى‬ ‫ول‪ :‬أّنهممم ذكممروا أ ّ‬ ‫الموضع ال ّ‬
‫‪558‬هم(‪.‬‬
‫شافعية علممى الطلق‪ ,‬مكممث‬ ‫وكتابه ))البيان من أهم كتب ال ّ‬
‫((‬

‫في تأليفه ست سنين‪ ,‬تصل بعض نسخه إلى عشمر مجلمدات‬


‫كبار‪.‬‬
‫له عدة نسخ في مكتبات اليمن‪ ,‬ومصممر‪ ,‬وتركيمما‪ ,‬وقممد شممرع‬
‫في تحقيق أجزاء منه‪ ,‬رسائل علمية‪.‬‬
‫انظر‪)) :‬طبقات فقهمماء اليمممن((‪) :‬ص‪ ,(182-174/‬و طبقممات‬
‫))‬

‫شافعّية((‪.(338-7/336) :‬‬ ‫ال ّ‬


‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )1‬انظر‪ :‬شرح مسلم ‪ (12/229) :‬للّنووي‪.‬‬
‫‪.(2/335) ( )2‬‬
‫‪ ( )3‬هو‪ :‬المهدي إبراهيم بن أحمد بن محمد الهممادوي‪ ,‬تمموّلى‬
‫إمامة اليمن بعد عمه الحسن بن بدر الدين‪ ,‬ثم أسره الملممك‬
‫المظفر سنة )‪674‬هم( وبقي فممي السممر حممتى تمموفي سممنة )‬
‫‪683‬هم(‪.‬‬
‫انظر‪)) :‬طبقات الّزيدي ّممة ‪) :‬ق‪ (4/‬ممن حاشمية العواصمم ‪) :‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬

‫‪.(8/164‬‬
‫ي‪.‬‬ ‫‪ ( )4‬أي‪ :‬ال ّ‬
‫شافع ّ‬

‫‪137‬‬
‫أئمة الجور متى كان مؤديا ً إلممى أعظممم مممن جممورهم؛‬
‫دماء‪ ,‬وفسمماد ذات الممبين‪ ,‬حمّرم تحريمما ً‬ ‫من إراقممة الم ّ‬
‫حته بيممن علمممائهم‬ ‫ظّني ما ً اجتهادي ّما ً ]مختلف ما[ فممي ص م ّ‬
‫ً )‪(1‬‬
‫)‪(2‬‬
‫دمنا في الفصل الّثمماني‬ ‫وسائر علماء السلم‪ ,‬كما ق ّ‬
‫‪ ,‬وللّزيدّية والمعتزلة ما يلزمهم موافقة الفقهاء علممى‬
‫صوا في باب الّنهي عن المنكر علممى أّنممه‬ ‫هذا‪ ,‬فإّنهم ن ّ‬
‫دي إلى وقمموع منكممر اكممبر منممه‪,‬‬ ‫ل يحسن متى كان يؤ ّ‬
‫والمسألة واحدة‪.‬‬
‫ل الخلف علممى‬ ‫الموضخخع الّثخخاني‪- :‬وهممو محمم ّ‬
‫حة أخذ الوليممة مممن أئمممة الجممور‬ ‫الحقيقة‪ -‬وهو في ص ّ‬
‫على ما يتعّلق بمصالح المسلمين من القضاء ونحمموه‪,‬‬
‫وقد وافقهم على أخذ ولية القضاء مممن أئمممة الجممور‪:‬‬
‫إمام الّزيدّية المؤّيد بالله‪ ,‬ذكره في كتاب ))الّزيادات((‪,‬‬
‫ج عليه وبالغ في ذلك‪ ,‬والمسألة ظّنية ليس فيهمما‬ ‫واحت ّ‬
‫ي‪ ,‬وقممد‬‫ص معلوم اللفظ والمعنممى‪ ,‬ول إجممماع قطعم ّ‬ ‫ن ّ‬
‫سممك جمهممور الفقهمماء فممي هممذا المممر بظممواهر‬ ‫تم ّ‬
‫ي مممن‬ ‫سلطان‪ ,‬وأّنه ول م ّ‬ ‫الحاديث الواردة في طاعة ال ّ‬
‫ي لها مممن الّنسمماء فممي الّتزويممج‪ ,‬والحمماديث فممي‬ ‫ل ول ّ‬
‫ذلك كثيرة شهيرة ل حاجة إلى ذكرها‪ ,‬وفي بعضها ما‬
‫سلطان قد يكممون جممائرا ً بلفممظ خمما ّ‬
‫ص‬ ‫ن ال ّ‬‫ل على أ ّ‬ ‫يد ّ‬
‫مثل الحديث المرفوع‪)) :‬وإّنما المام جن ّخخة يّتقخخى‬
‫بها ويقاتل من ورائه‪ ,‬فإن عدل كان له بذلك‬
‫أجخخرًا‪ ,‬وإن جخخار كخخان عليخخه بخخذلك وزر(( رواه‬
‫البخاري)‪ . (3‬وحديث مسلم)‪ (4‬وفيه‪)) :‬فإن كخخان للخخه‬
‫خليفة في الرض فاسخخمع وأطخخع وإن ضخخرب‬
‫ظهرك وأخذ مالك(( والحديث الذي فيه‪)) :‬أرأيت‬

‫‪ ( )1‬في )أ( و)ي(‪)) :‬مختلف(( والمثبت من )س(‪.‬‬


‫‪.(2/381) ( )2‬‬
‫‪)) ( )3‬الفتح((‪ ,(6/135) :‬ومسلم برقم )‪ ,(1841‬ممن حمديث‬
‫أبي هريرة ‪.--‬‬
‫‪ ( )4‬برقم )‪.(1847‬‬

‫‪138‬‬
‫قنخخا ويسخخألونا‬ ‫إن كان علينا أمخخراء يمنعونخخا ح ّ‬
‫قهخخم‪ ,‬وسخخلوا اللخخه‬ ‫قهم؟ قال‪ :‬أعطخخوهم ح ّ‬ ‫ح ّ‬
‫ممما يطممول ذكممره‪ ,‬وبقّيممة‬ ‫قكخخم(( ونحممو هممذا م ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ح ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ن المرجممع فممي‬ ‫ل على ذلك بإطلقها‪ ,‬فإ ّ‬ ‫الحاديث تد ّ‬
‫سلطان إلى الّلغة‪.‬‬ ‫تفسير ال ّ‬
‫سمممع وال مّرأي؛‬ ‫جوا بال ّ‬ ‫شيعة فاحت ّ‬ ‫ما المعتزلة وال ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫سمع فبعمومات مثل قوله تعالى‪)) :‬قال إّنخخي‬ ‫ما ال ّ‬ ‫أ ّ‬
‫جاعلك للّناس إماما ً قال ومن ذّري ّخختي قخخال ل‬
‫ظخخخالمين(( ]البقخخخرة‪.[124/‬‬ ‫ينخخخال عهخخخدي ال ّ‬
‫وللفقهاء أن يجيبوا في هذه الية بوجوه‪:‬‬
‫ن المامممة المممذكورة فممي اليممة هممي‬ ‫أحخخدها‪ :‬أ ّ‬
‫‪ --‬سممأل لممذّريته المامممة‬ ‫ن إبراهيممم‬ ‫وة؛ ل ّ‬‫الّنب م ّ‬ ‫‪/78‬ب‬
‫وة‪.‬‬ ‫التي جعلها الله ‪/‬تعالى له وهي الّنب ّ‬
‫ن المامممة الممتي فممي اليممة مجملممة‬ ‫وثانيهخخا‪ :‬أ ّ‬
‫ّ‬
‫وة‪ ,‬وأدلممة‬ ‫وة‪ ,‬وإمامممة خلفممة الّنبم ّ‬ ‫محتملة لمامممة الّنبم ّ‬
‫وة فكممانت‬ ‫الفقهاء المتقدمة نصمموص فممي خلفممة الّنب م ّ‬
‫ص‪.‬‬‫أخ ّ‬
‫ن الية من شرع من كممان قبلنمما‪ ,‬وقممد‬ ‫وثالثها‪ :‬أ ّ‬
‫ورد في شرعنا ما يخالفها‪ ,‬وليس يجوز العمل بشممرع‬
‫من قبلنا مع مخالفة شرعنا لممه إجماع مًا‪ ,‬وسممائر أدل ّممة‬
‫ما دليل صحيح في‬ ‫شيعة من هذا القبيل؛ إ ّ‬ ‫المعتزلة وال ّ‬
‫كب من حديثين‪-1 :‬أخرجه مسلم برقم )‪(1846‬‬ ‫‪ ( )1‬هذت مر ّ‬
‫من حديث سلمة بن يزيد الجعفي قال‪ :‬يا نبي الله! أرأيت إن‬
‫قنمما‪ ,‬فممما تأمرنمما؟‬
‫قهم ويمنعونا ح ّ‬
‫قامت علينا أمراء يسألونا ح ّ‬
‫فأعرض عنه‪ ...‬ثم قال النبي ‪)) ‬اسمعوا وأطيعوا‪ ,‬إّنمخخا‬
‫ملتم((‪.‬‬‫ملوا وعليكم ما ح ّ‬ ‫عليهم ما ح ّ‬
‫‪-2‬ما أخرجه البخمماري رقممم )‪ (3603‬ومسمملم برقممم )‪(1843‬‬
‫من حديث عبد الله ابن مسممعود قممال‪ :‬قممال رسممول اللممه ‪:‬‬
‫))إّنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونهخخا(( قممالوا‪ :‬يمما‬
‫دون‬ ‫رسول الله! كيف تأمر من أدرك مّنمما ذلممك؟ قممال‪)) :‬تؤ ّ‬
‫ق الذي عليكم‪ ,‬وتسألون الله الذي لكم((‪.‬‬ ‫الح ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬في )أ(‪ :‬المراجع وهو سهو‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫ص في المسألة لكممن‬ ‫ص‪ ,‬أو دليل ن ّ‬ ‫لفظه لكّنه ليس بن ّ‬
‫صحته غير مسّلمة‪.‬‬
‫ما الّرأي فقالوا‪ :‬المام راع منصوب للمصمملحة‪,‬‬ ‫وأ ّ‬
‫فممإذا كممان مهلك ما ً للّرعي ّممة‪ ,‬مفسممدا ً فممي الرض‪ ,‬كممان‬
‫المسترعي له مثممل المسممترعي للممذئب علممى الغنممم‪,‬‬
‫ضرم‪.‬‬‫ومطفي مشبوب الّنيران بال ّ‬
‫وللفقهاء أن يجيبوا عن ذلك بأّنهم لم يخالفوا في‬
‫ص القاضي عّياض على أّنه‬ ‫دمنا ن ّ‬‫جواز اختياره‪ ,‬فقد ق ّ‬
‫ل يصح نصب الفاسق ابتداًء‪ ,‬ول حّرموا الخروج عليممه‬
‫ن المفسدة في الخروج عليه‬ ‫نأ ّ‬‫إل إذا غلب على الظ ّ ّ‬
‫أعظم من مفسدة وليته‪ ,‬وقد أجمممع العقلء‪ ,‬وأطبممق‬
‫أهل الّرأي على وجوب احتمال المضّرة الخفيفة مممتى‬
‫كانت دافعة لما هو أعظممم منهمما‪ ,‬ولممذلك وجممب قطممع‬
‫ن أّنه إن لم يقطممع‬ ‫العضو المتآكل متى غلب على الظ ّ ّ‬
‫ن‬
‫سرى إلى الجسد‪ ,‬وكان سممبب الهلك‪ ,‬فبممان بهمذا أ ّ‬
‫سمممعي‬ ‫ص ال ّ‬
‫سكوا فممي هممذا الن ًم ّ‬ ‫الفقهاء –أيضًا‪ -‬قد تم ّ‬
‫والّرأي العقلي‪ ,‬وسيأتي لهذا مزيد بيان فممي الفصممل‬
‫الخامس –إن شاء الله تعالى‪.-‬‬
‫التفريق بين إمام‬ ‫الفصل الّرابع‪ :‬في بيان أّنهم وإن قالوا بصممحة‬
‫العدل والجور‬ ‫أخممذ الوليممة فممي المصممالح مممن أئمممة الجممور؛ فلممم‬
‫يجعلوهم مثل أئمة العدل مطلق ما ً فممي جميممع المممور‪,‬‬
‫ل عليه وجوه‪:‬‬ ‫وذلك ظاهر في كتبهم‪ ,‬والذي يد ّ‬
‫صوا على اشتراط العدالممة والعلممم‬ ‫ول‪ :‬أّنهم ن ّ‬‫ال ّ‬
‫في المام‪.‬‬
‫الّثاني‪ :‬أّنه يحممرم نصممب المممام الجممائر عنممدهم‬
‫والّرضا باختياره‪.‬‬
‫الث ّخخالث‪ :‬أن ّممه يحممرم علممى الجممائر الّتغل ّممب علممى‬
‫ص عليه الّنووي في ))الّروضة((‪.‬‬ ‫المامة ويأثم بها‪ ,‬ن ّ‬
‫ن الخارج على الجائر ل يكون باغيا ً كما‬ ‫الّرابع‪ :‬أ ّ‬

‫‪140‬‬
‫ص الّنووي على ذلك في ))الّروضة(()‪ (1‬بممل رواه‬ ‫دمنا ن ّ‬‫ق ّ‬
‫الّنووي عن العلماء‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أّنهممم منعمموا مممن جممواز تسممليم بيممت‬
‫ن المام الّنووي لما‬ ‫المال إليه على سبيل الختيار؛ فإ ّ‬
‫شممافعي –رحمممه‬ ‫ذكر في ))الّروضة(()‪ (2‬عممن المممام ال ّ‬
‫الله‪ -‬أّنه يقول بميراث ذوي الرحام‪ ,‬ول يقول برد ممما‬
‫ن‬
‫سممهام‪ ,‬ذكممر أ ّ‬‫بقي مممن مممال الميممراث علممى ذوي ال ّ‬
‫صحيح إّنما يكون مع استقامة بيممت المممال‬ ‫ذلك على ال ّ‬
‫بولية العادل‪ ,‬وأّنه متى ولي بيت المال جائر رد ّ بقيممة‬
‫المممال علممى الورثممة‪ ,‬وورث ذووا الرحممام‪ ,‬ولممم يعممط‬
‫‪/79‬أ‬
‫المام الجائر‪ ,‬قال الّنووي‪ :‬وبه أفتى أكثر المتممأخرين‪,‬‬
‫ققمممي أصمممحابنا‬ ‫صمممحيح والصمممح ‪/‬عنمممد مح ّ‬ ‫وهمممو ال ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫مممة‬
‫ومتقممدميهم‪ ,‬قممال ابممن سممراقة ‪ :‬وهممو قممول عا ّ‬
‫مشايخنا‪ ,‬وعليممه الفتمموى اليمموم فممي المصممار‪ ,‬ونقلممه‬
‫شافعي‪ ,‬قال‪)) :‬وغلط‬ ‫صاحب ))الحاوي(( عن مذهب ال ّ‬
‫الشيخ أبو حامد في مخالفته(( هممذا كل ّممه لفممظ المممام‬
‫الّنووي –رحمه الله‪.-‬‬
‫ن للجممائر مممن‬‫ل علممى أّنهممم ل يعتقممدون أ ّ‬ ‫وهممو دا ّ‬
‫الحقمموق مثممل ممما للعممادل‪ ,‬وكممذا قممال الّنممووي فممي‬
‫))الّروضممة(()‪ (4‬عممن الممماوردي أّنممه قممال)‪)) : (5‬إذا كممان‬
‫صدقة عادل ً في قمسممتها جمماز‬ ‫العامل جائرا ً في أخذ ال ّ‬
‫)‪1‬ودفعها إليه‪ ,‬وإذا كان عادل ً في الخذ‬ ‫كتمها عنه‬
‫جائرا ً في القسمة وجب كتمها عنه وإّنما اخت ّ‬
‫‪(6‬‬
‫ص بهمذا‬
‫‪.(10/50) ( )1‬‬
‫‪.(6/6) ( )2‬‬
‫‪ ( )3‬هو‪ :‬العلمة محمد بن يحيممى بممن سممراقة العمامري‪ ,‬أحممد‬
‫شافعّية‪ ,‬له تصانيف‪ ,‬ت )بعد ‪400‬هم(‪.‬‬ ‫فاظ‪ ,‬من فقهاء ال ّ‬‫الح ّ‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬
‫انظممممر‪ :‬طبقممممات الشممممافعّية ‪ ,(4/211) :‬و السممممير ‪) :‬‬
‫‪.(17/281‬‬
‫‪.(2/336) ( )4‬‬
‫‪ ( )5‬سقطت من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )6‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫ن المسألة مفروضة فممي جممور العامممل‪ ,‬ل‬ ‫الماورديّ ل ّ‬
‫صممدقات‬ ‫ن المتنمماع مممن تسممليم ال ّ‬ ‫في جور المام‪ ,‬ول ّ‬
‫ن ذلممك يكممون سممببا ً فممي فسمماد‬ ‫إليهم غيممر مقممدور؛ ل ّ‬
‫دمنا‪.‬‬
‫عظيم كما ق ّ‬
‫المقصود من عدم‬ ‫الفصخخل الخخخامس‪ :‬فممي بيممان عظيممم غلممط‬
‫الخروج حقن‬ ‫وبون أئمممة‬ ‫ن أّنهم يص ّ‬ ‫المعترض على الفقهاء‪ ,‬حيث ظ ّ‬
‫الدماء ورعاية‬ ‫)‬
‫المصالح‬
‫الجور في قتلهم الذين يأمرون بالقسط مممن الن ّمماس‬
‫ن الفقهمماء إّنممما قصممدوا حقممن دممماء الممذين‬ ‫‪2‬وبيممان أ ّ‬
‫يأمرون بالقسط من الّناس‪ ,(1‬بل نظروا فممي مصممالح‬
‫مة‪ ,‬وعملوا بمقتضممى قواعممد‬ ‫صة والعا ّ‬ ‫الجميع في الخا ّ‬
‫ك مممن‬ ‫شريعة في رعاية المصالح‪ ,‬وذلممك أن ّممه ل يشم ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن أكثر القطار السلمية قد غلممب عليهمما أئمممة‬ ‫مل أ ّ‬ ‫تأ ّ‬
‫شممام‬‫ن ال ّ‬ ‫صممحابة؛ فممإ ّ‬
‫الجور من بعد انقممراض عصممر ال ّ‬
‫سممند‪ ,‬والحجمماز والجزيممرة‪,‬‬ ‫ومصر والغممرب والهنممد وال ّ‬
‫والعراقين واليمن‪ ,‬وسائر أقطممار المملكممة السمملمية‬
‫ما استدامت فيها دولة حقّ منذ قرون عديدة‪ ,‬ودهممور‬
‫مممة أهممل‬ ‫ن في هذه القمماليم مممن عا ّ‬ ‫طويلة‪ ,‬فل شك أ ّ‬
‫السمملم عمموالم ل يخصممون‪ ,‬وخلئق ل ينحصممرون‪ ,‬ول‬
‫طويلممة‬ ‫دهور ال ّ‬ ‫ك أّنهم في هذه القرون العديدة‪ ,‬وال ّ‬ ‫ش ّ‬
‫ق‪,‬‬‫د‪ ,‬ول يقضى فيهم بح ّ‬ ‫لو تركوا همل ً ل يقام فيهم ح ّ‬
‫دب منهم العصاة‪ :‬لفشا‬ ‫طغاة‪ ,‬ول يؤ ّ‬ ‫ول يجاهد فيهم ال ّ‬
‫الفسمماد‪ ,‬وتظممالم العبمماد‪ ,‬ومممرج أمممر المسمملمين‪,‬‬
‫ب العالمين‪.‬‬ ‫طلت أحكام ر ّ‬ ‫وتع ّ‬
‫ن اللممه تعممالى ممما أراد‬ ‫وقد علمنمما علممى الجملممة أ ّ‬ ‫قاعدة مهمة‬
‫بإقامة الحدود إل زجر أهل المعاصي‪ ,‬ول أراد بالجهمماد‬
‫إل حفممظ حمموزة السمملم وإرغممام أعمماديه مممن أهممل‬
‫الجممرام؛ فمممتى تمموّقفت هممذه المصممالح علممى شممرط‬
‫شرط‪ ,‬وقد ذكر العلماء‬ ‫ذر تحصيله لم يعتبر ذلك ال ّ‬ ‫وتع ّ‬
‫لذلك نظائر‪:‬‬
‫منها‪ :‬نكمماح المممرأة بغيممر إذن ولّيهمما مممتى غمماب‬
‫‪ ( )1‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫ولّيها‪ ,‬أو ب َُعد مكانه‪ ,‬أو جهلت حيمماته‪ ,‬فقممد تممرك كممثير‬
‫من العلماء شرط العقد المشروع –وهو رضمما الممولي‪-‬‬
‫لجل مصلحة امرأة واحدة‪ ,‬وخوف مضّرتها!‪.‬‬
‫ومنهخخا‪/ :‬نظرهممم فممي تزويممج امممرأة المفقممود‪,‬‬ ‫‪/79‬ب‬
‫فكيمممف بمصممملحة عممموالم ممممن المسممملمين وخممموف‬
‫مضّرتهم؟!‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬النتفمماع بالّلقطممة بعممد تعريممف سممنة لن‬
‫ذر انتفمماع صمماحبه‬ ‫ما تع ّ‬‫المال مخلوق للمنفعة غالبًا‪ ,‬فل ّ‬
‫به انتفع به غيره كي ل يبقممى همل ً ل نفممع فيممه‪ ,‬ولهممذا‬
‫قال ‪ --‬في ضاّلة الغنم‪)) :‬إّنما هي لك أو لخيك‬
‫ل المممال‪ ,‬وهممو رضمما‬ ‫أو للخذئب(()‪ (1‬فممزال شممرط ح م ّ‬
‫ذر‪ ,‬فهذه مصلحة شخصّية غير ضرورية‪,‬‬ ‫المالك لما تع ّ‬
‫ضرورّية!‪.‬‬
‫فكيف بالكلّية ال ّ‬
‫صممحابة –رضممي اللممه‬ ‫ومنهخخا‪ :‬ممما أجمممع عليممه ال ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫صحيح عن‬ ‫عنهم‪ -‬من الّزيادة في حد ّ الخمر‪ ,‬ففي ال ّ‬
‫أنس –‪ -‬قال‪)) :‬جلد رسول الله ‪ ‬في الخمر‬
‫مخخا‬‫بالجريد والّنعال‪ ,‬وجلد أبو بكر أربعيخخن‪ ,‬فل ّ‬
‫ن الن ّخخاس‬ ‫ولي عمر دعا الن ّخخاس فقخخال لهخخم‪ :‬إ ّ‬
‫دنوا من الّريف‪ ,‬فما تخخرون فخخي ح خدّ الخمخخر؟‬
‫فقخخال عبخخد الرحمخخن‪ :‬نخخرى أن تجعلخخه كخخأخف‬
‫الحدود فجلد فيه ثمانين((‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أخرجه مسلم)‪ (2‬وأبممو داود)‪ , (3‬وأخممرج البخمماري‬
‫وابن ماجه)‪ (5‬بعضه‪.‬‬
‫ي ‪)) :--‬جلد‬
‫حضين بممن المنممذر عممن عل م ّ‬
‫وعن ُ‬

‫‪ ( )1‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(5/100) :‬ومسمملم برقممم )‬


‫‪ (1722‬من حديث زيد بن خالد ‪.--‬‬
‫‪ ( )2‬برقم )‪.(1706‬‬
‫‪)) ( )3‬السنن((‪.(4/621) :‬‬
‫‪)) ( )4‬الفتح((‪.(12/64) :‬‬
‫‪)) ( )5‬السنن((‪.(2/858) :‬‬

‫‪143‬‬
‫رسول الله ‪ ‬أربعين –وأحسخخبه قخخال‪ :‬وجلخخد‬
‫ل س خّنة‬ ‫أبو بكر أربعين‪ -‬وجلد عمر ثمانين وك خ ّ‬
‫ي(( أخرجممه مسمملم)‪ , (1‬وأبممو داود ‪,‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ب إلخ ّ‬ ‫وهذا أح ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫وابن ماجه ‪.‬‬
‫صممحابة‬ ‫فجلد الثمانين في الخمر قممد شمماع فممي ال ّ‬
‫مة إلى هذا العصر‪ ,‬مع أن ّممه غيممر‬ ‫واستمّر عليه عمل ال ّ‬
‫منصوص في كتاب ول سّنة‪ ,‬وإّنما عمل به للمصمملحة‪,‬‬
‫صممحابة ومممن بعممدهم علممى جممواز‬ ‫ل على إجممماع ال ّ‬ ‫فد ّ‬
‫العمل بالمصالح ما لم تصادم الّنصوص‪.‬‬
‫ن أخذ الولية من أئمة الجممور فممي‬ ‫ومن المعلوم أ ّ‬
‫ممالك السلم‪ ,‬وإقامة الحممدود‪ ,‬واسممتخراج الحقمموق‪,‬‬
‫مممة‪,‬‬
‫والقضاء بين الخصمموم‪ :‬مممن أعظممم المصممالح العا ّ‬
‫مة‪ ,‬وقد ورد القرآن الكريممم بقتممل‬ ‫وآكد الفرائض المه ّ‬
‫صة يونس ‪--‬‬ ‫الّنفس لمصلحة غير كّلية‪ ,‬وذلك في ق ّ‬
‫قال تعالى‪)) :‬فساهم فكخخان مخخن المدحضخخين((‬
‫]الصخخافات‪ [141/‬فممألقى بنفسممه الكريمممة لجممل‬
‫مصلحة أهل السممفينة‪ ,‬وإن كممان هممذا مممن شممرع مممن‬
‫ن ما حكاه الله تعالى في كتابنا مممن‬ ‫صحيح‪ :‬أ ّ‬ ‫قبلنا؛ فال ّ‬
‫ن الّربيممع‬ ‫صممة كسممر س م ّ‬‫جة لقوله ‪ ‬في ق ّ‬ ‫ذلك فهو ح ّ‬
‫وذ‪)) :‬القصخخاص كتخخاب اللخخه((‪ ,‬وهممو فممي‬ ‫بنممت مع م ّ‬
‫(()‪(4‬‬ ‫))‬
‫ن فممي كتمماب اللممه إل‬ ‫س ّ‬‫ن بال ّ‬
‫الصحيح ولم يرد الس ّ‬
‫حكاية عن شرع من قبلنا في قوله تعمممالى‪)) :‬وكتبنا‬
‫عليهم فيها(( الية ]المائدة‪.[45/‬‬
‫صحيح(()‪ (5‬مرفوعًا‪)) :‬مخخن نخخام عخخن‬ ‫))‬
‫وكذا في ال ّ‬
‫م تل‬ ‫صلته أو نسيها فوقتها حيخخن يخخذكرها(( ث م ّ‬
‫‪ ( )1‬برقم )‪.(1707‬‬
‫‪)) ( )2‬السنن((‪.(4/622) :‬‬
‫‪)) ( )3‬السنن((‪.(2/859) :‬‬
‫‪ ( )4‬أخرجه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(12/223) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ (1675‬من حديث أنس ‪.--‬‬
‫‪/80‬أ‬ ‫‪ ( )5‬أخرجه مسلم برقم )‪ (680‬من حديث أبي هريرة ‪.--‬‬

‫‪144‬‬
‫رسول الله ‪)) :‬وأقم الصخخلة لخخذكري(( ]طخخه‪/‬‬
‫‪ [14‬فاحتج ‪ --‬بالية وهي في خطاب موسى ‪,--‬‬
‫وفممي هممذا دليممل علممى أن المصمملحة يجمموز أن تكممون‬
‫سفينة بعض المسمملمين‪ ,‬ويجمموز أن‬ ‫ن أهل ال ّ‬ ‫جزئية؛ ل ّ‬
‫تكون ظن ّّية؛ لّنه ل سبيل إلى العلم بما يقع فيممه أهممل‬
‫السمملم فممي المسممتقبل‪ ,‬وقممد تكل ّممم غيممر واحممد مممن‬
‫العلممماء فممي المصممالح ‪/‬وهممذا )المختصممر( ل يحتمممل‬
‫الّتطويممل بممذكر ذلممك‪ ,‬وأحسممن مممن تكل ّممم فممي ذلممك‬
‫سمملم فممي كتممابه‬ ‫دين بممن عبممد ال ّ‬ ‫العلمة الكبير عّز ال م ّ‬
‫))قواعد الحكام في مصالح النام ‪.‬‬
‫((‬

‫الخخوهم الث ّخخامن عشخخر‪ :‬قممدح المعممترض علممى‬


‫الوهم الثامن عشر‬
‫دثين بالّروايممة عممن الّزهممري‪ ,‬وجممرح الّزهممري‬ ‫المحمم ّ‬
‫سلطين وإعانتهم على الظلم‪.‬‬ ‫بمخالطته لل ّ‬
‫سلطين فقد كانت منه‪ ,‬ومن غير‬ ‫ما مخالطة ال ّ‬ ‫فأ ّ‬
‫الذب عن المام‬ ‫من أجمع أهل العلم علممى عممدالتهم وفضمملهم‪,‬‬ ‫واحد م ّ‬
‫الزهري‬ ‫ي بممن موسممى الّرضممى‪,‬‬ ‫ونبلهممم‪ ,‬مثممل‪ :‬المممام علمم ّ‬
‫والقاضي أبي يوسف –رحمهممما اللممه تعممالى‪ ,-‬ومممن ل‬
‫د‪.‬‬
‫يأتي عليه الع ّ‬
‫ظلممم فممدعوى علممى الّزهممري‬ ‫ما العانة علممى ال ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫غير صحيحة‪ ,‬وقد ذكر العلماء –رضي اللممه عنهممم‪ -‬ممما‬
‫ظلمممة‪ ,‬وفرقمموا بيممن المممداراة‬ ‫يجمموز مممن مخالطممة ال ّ‬
‫والمداهنممة‪ .‬قممال القاضممي عيمماض و]المممازري[)‪ (1‬فممي‬
‫دين‪,‬‬‫))شرح مسلم((‪ :‬المداهنممة‪ :‬بممما كممان مممن أمممر الم ّ‬
‫ق‪ ,‬والمداراة‪ :‬ما كممان مممن أمممور‬ ‫مثل أن يفتيه بغير ح ّ‬
‫دنيا‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫قلت‪ :‬الحجج علممى جممواز المخالطممة إذا لممم يكممن‬
‫معها معصية ظاهرة‪ ,‬ولنذكر منها وجوهًا‪.‬‬
‫صريح‪,‬‬ ‫ص ال ّ‬
‫صحيح‪ ,‬والن ّ ّ‬ ‫ول‪ :‬الحديث ال ّ‬ ‫الوجه ال ّ‬

‫‪ ( )1‬تحّرفت في )أ( و)ي( إلى ))المارودي((‪ .‬والتصممويب مممن‬


‫)س(‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫وهممو قمموله ‪ ‬فممي أئمممة الجممور‪)) :‬فمخخن غشخخي‬
‫دقهم في كذبهم‪ ,‬وأعخخانهم علخخى‬ ‫أبوابهم فص ّ‬
‫ظلمهم فليس مّني‪ ,‬ولست منه‪ ,‬وليس بوارد‬
‫ي الحوض يوم القيامة‪ ,‬ومن غشيها أو لم‬ ‫عل ّ‬
‫دقهم في كذبهم ولخم يعنهخم‬ ‫يغشها‪ ,‬فلم يص ّ‬
‫على ظلمهم فهخخو من ّخخي وأنخخا منخخه وهخخو وارد‬
‫ي الحوض يخخوم القيامخخة(( رواه الّترمممذي فممي‬ ‫عل ّ‬
‫(()‪(1‬‬ ‫))‬
‫موضعين من جامعه بإسنادين مختلفين‪ ,‬أحممدهما‪:‬‬
‫صحيح وعليه العتماد‪ ,‬والّثاني‪ :‬معلول)‪. (2‬‬
‫ومن ذلك ما روى أبو داود)‪ (3‬عن الّنبي ‪)) :‬أّنخخه‬
‫نهخخى عخخن المسخخألة إل أن يسخخأل الّرجخخل ذا‬
‫سخخخلطان(( والمسمممألة ل تمكمممن إل بضمممرب ممممن‬
‫المخالطة‪.‬‬
‫الوجه الّثاني‪ :‬قوله تعالى‪)) :‬ل ينهاكم اللخخه‬
‫عخخخن الخخخذين يقخخخاتلونكم فخخخي الخخخدين ولخخخم‬
‫يخرجوكم من دياركم أن تخخبّروهم وتقسخخطوا‬
‫ب المقسخخخطين(( اليخخخة‬ ‫ن اللخخخه يحخخخ ّ‬
‫إليهخخخم إ ّ‬

‫‪.(4/455) ,(2/513) ( )1‬‬


‫دثنا‬
‫‪ ( )2‬السناد الّول‪ :‬من طريممق عبيممد اللممه بممن موسممى حم ّ‬
‫غالب أبو بشر‪ ,‬عن أيمموب بممن عممائذ الطممائي‪ ,‬عممن قيممس بممن‬
‫مسلم‪ ,‬عن طارق بن شهاب عن كعب بن عجرة‪ ,‬الحديث‪.‬‬
‫قال الّترمذي‪)) :‬هذا حديث حسن غريممب مممن هممذا المموجه‪ ,‬ل‬
‫نعرفه إل من حديث عبيد الله بن موسى(( اهم‪.‬‬
‫هاب عن مسممعر‪,‬‬ ‫السناد الثاني‪ :‬من طريق محمد بن عبد الو ّ‬
‫عن أبي حصين‪ ,‬عن الشعبي‪ ,‬عن عاصم العممدوي عممن كعممب‬
‫بن عجرة‪ ,‬الحديث‪.‬‬
‫قال الّترمذي‪)) :‬هذا حديث حسن صحيح غريب‪ ,‬ل نعرفه من‬
‫حديث مسعر إل من هذا الوجه(( اهم‪.‬‬
‫طممابي‪)) :‬هممو أن‬‫‪)) ( )3‬السممنن((‪ .(290-2/289) :‬قممال الخ ّ‬
‫قه من بيت المال الممذي فمي يممده‪ ,‬وليمس هممذا علمى‬ ‫يسأله ح ّ‬
‫سمملطين مممن‬ ‫معنممى اسممتباحة الممموال الممتي تحويهمما أيممدي ال ّ‬
‫غصب أملك المسلمين(( اهم‪)) .‬المعالم((‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫]الممتحنخخة‪ ,[8/‬وعمومهمما وسممبب نزولهمما يسممتلزم‬
‫((‬
‫جواز المخالطة ونحوها‪ ,‬وقد بّينت ذلك فممي ))الصممل‬
‫)‪. (1‬‬
‫صممة يوسممف ‪ --‬ومخممالطته‬ ‫الوجه الث ّخخالث‪ :‬ق ّ‬
‫لعزيز مصر وقوله‪)) :‬اجعلني على خزائن الرض‬
‫دم‬ ‫إنخخي حفيخخظ عليخخم(( ]يوسخخف‪ [55/‬وقممد تقمم ّ‬
‫الكلم على ما يتعّلق بشرع من قبلنا)‪ , (2‬وقد بسممطت‬
‫الكلم فممي هممذه المسممألة فممي ))الصممل(()‪ (3‬فممي قممدر‬
‫كّراس ونصف أو يزيد‪ ,‬وأوضحت غلط المعمترض فممي‬
‫هذه المسألة‪ ,‬وبّينت جللة الّزهري واجتهاده واعتممداد‬
‫العلممماء بخلفممه‪ ,‬وقبممول أصممحاب المعممترض لحممديثه‪,‬‬
‫واحتجاجهم بروايته ولله الحمد‪.‬‬
‫الوهم التاسع عشر‬
‫صة ليحيى بن عبد‬ ‫الوهم الّتاسع عشر‪ :‬روى ق ّ‬
‫–رضممي اللممه عنهممم‪ -‬مممع أبممي‬ ‫اللممه بممن الحسممن‬
‫البختري وهممب بممن وهممب القاضممي المممدني‪ ,‬والقصممة‬
‫مشتملة على شهادة ‪/‬زور وقعممت بممأمر هممذا القاضممي‬
‫دثين وفممي‬ ‫مع جماعة كثيرين‪ ,‬وقدح)‪ (4‬بذلك في المحمم ّ‬
‫صممحة حممديثهم‪ ,‬وهممذا غلمموّ وإسممراف فممي الّتهويممل‬
‫والرجمماف‪ ,‬لن ّممه ل ملزمممة بيممن رواة الحممديث وبيممن‬
‫جماعممة شممهدوا زورا ً فممي واقعممة معّينممة‪ ,‬إل أن يممذكر‬
‫شممهادة مممن رواة الحممديث‪,‬‬ ‫المعترض من شهد تلك ال ّ‬
‫جتممه‪ ,‬فممإّنه ذكممر‬
‫ن في كلم المعترض ما ينقض ح ّ‬ ‫مع أ ّ‬
‫أّنهممم خممافوا مممن هممارون الّرشمميد إن لممم يشممهدوا‪,‬‬
‫والخوف من سممطوة أئمممة الجممور يبيممح كلمممة الكفممر‪,‬‬
‫كيف شهادة الزور؟! قال الله تعالى‪)) :‬إل من أكره‬
‫ن باليمخخان(( ]النحخخل‪ [106/‬علممى‬ ‫وقلبه مطمئ ٌ‬
‫صممحة‪,‬‬ ‫صة التي أشار إليها غيممر معلومممة ال ّ‬ ‫ن هذه الق ّ‬‫أ ّ‬
‫))العواصم((‪.(8/201) :‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬
‫)ص‪.(405/‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫)‪.(8/187-255‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫في )س(‪)) :‬وقد جرح ‪.‬‬
‫((‬
‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪147‬‬
‫‪/80‬ب‬

‫ول رواها بإسناد صحيح‪ ,‬وهي أحقر من أن تجاب‪ ,‬لول‬


‫سّنة)‪ , (1‬وهداية من يغممتّر بمثممل‬ ‫ب عن أهل ال ّ‬ ‫محّبة الذ ّ ّ‬
‫شبهة‪.‬‬ ‫هذه ال ّ‬
‫ن‬ ‫في عشرين‪ :‬وهممم المعممترض أ ّ‬ ‫الوهم المو ّ‬ ‫الوهم العشرون‬
‫أبمما البخممتري وهممب بممن وهممب ابممن ]كممبير[)‪ (2‬القاضممي‬
‫صحاح‪ ,‬وقممد ذكممرت فممي‬ ‫القرشي المدني‪ ,‬من رواة ال ّ‬
‫))الصمممل(()‪ (3‬اتفممماق علمممماء الحمممديث علمممى جرحمممه‪,‬‬
‫وتصممريحهم فممي كتممب الّرجممال بتكممذيبه‪ ,‬ونقلممت كلم‬
‫ذهبي فيممه فممي كتمماب ))ميممزان‬ ‫العلمة أبي عبد الله ال ّ‬
‫(()‪(4‬‬
‫العتدال‪ ,‬في نقد الّرجال وقد وهممم المسممكين أن ّممه‬
‫من رواة الّترمذي‪ ,‬وليس كذلك‪ ,‬وإّنممما روى الجماعممة‬
‫عن أبي البخممتري سممعيد بممن فيممروز الط ّممائي الت ّممابعي‬
‫ي ‪ --‬وهممما مختلفممان نسممبا ً‬ ‫الجليل الّراوي عممن عل م ّ‬
‫واسمًا‪ ,‬وصفة وزمانًا‪ ,‬كما أوضحته في ))الصل(()‪. (5‬‬
‫ن‬ ‫ل علخخى أ ّ‬ ‫مخخا يخخد ّ‬
‫قال‪)) :‬الوجه الّرابخخع‪ :‬م ّ‬
‫صخخحاح مخخا‬ ‫مونها ال ّ‬ ‫في أخبار كتبهم الخختي يسخ ّ‬
‫ن في أخبار هذه الكتب مخخا يثبخخت‬ ‫هو مردود‪ :‬أ ّ‬
‫الّتجيسم والجبر والرجاء ونسخخبة مخخا ل يجخخوز‬
‫إلى النبياء‪ ,‬ومثل ذلك يضرب به وجه راويخخه‪,‬‬
‫ذب فيه(( إلى آخر كلمه فممي‬ ‫ل أحواله أن يك ّ‬ ‫وأق ّ‬
‫هذا الفصل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هذا مقام وعر قممد تع مّرض لممه المعممترض‬
‫الذب عن الحاديث‬
‫النبوية ووجوب‬
‫تصديقها‬ ‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬وهي أصغر من أن يجاب عليها‪ ,‬لممول محنممة‬
‫الذب عن السنة((‪.‬‬
‫((‬ ‫(( ))‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬تحّرفممت فممي الصممول ‪ ,‬و العواصممم و السممير ‪) :‬‬
‫‪ ,(9/374‬و))الميزان((‪ ,‬إلى ))كثير((‪ .‬والتصممويب مممن ))توضمميح‬
‫المشتبه((‪ (7/296) :‬لبن ناصر الدين‪.‬‬
‫‪.(8/258) ( )3‬‬
‫‪.(6/27-28) ( )4‬‬
‫‪.(8/259) ( )5‬‬

‫‪148‬‬
‫ذب الّرواة فيما)‪ (1‬لم يفهممم‬ ‫وأبدى صفحته‪ ,‬ورام أن يك ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫تممأويله‪ ,‬وهممذا بحممر عميممق ل يمكممن ركمموبه إل فممي‬
‫سفين البراهين القاطعة‪ ,‬وليل بهيم ل يحسن مسممراه‬
‫سمماطعة‪ ,‬وسمموف أجيممب‬ ‫إل بعد طلمموع أهل ّممة الدل ّممة ال ّ‬
‫طره‪ ,‬وقممد‬ ‫على ممما ذكممره‪ ,‬وأذكممر مممن حججممه ممما سم ّ‬
‫استوفيت الجواب في ))الصل(()‪ (3‬وأشبعت الكلم فممي‬
‫دمات ومراتممب الّتأويممل‬ ‫هذا الفصل‪ ,‬وذكرت من المق م ّ‬
‫ما ل يسع الخائض فممي علممم الحممديث جهلممه‪ ,‬وسمموف‬
‫أشير إلى عيون يسيرة من ذلك‪:‬‬
‫ل ما خالف الدّلة القاطعممة‬ ‫دمة الولى‪ :‬ك ّ‬ ‫المق ّ‬
‫العلمية من الحاديث الظ ّن ّّية في متنها‪ ,‬أو في معناهمما‬
‫ي إجماع مًا‪ ,‬وفيممه‬ ‫ي دون ال ّ‬
‫ظن م ّ‬ ‫وجممب العمممل بممالقطع ّ‬
‫تنبيهان‪:‬‬
‫ن فممي بعممض‬ ‫ن كثيرا ً من المتكّلمين يظم ّ‬ ‫ول‪ :‬أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صممحيح لممذلك‪,‬‬ ‫شبه دليل قطعي‪ ,‬فيخالف الحديث ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن علممى‬ ‫دم الظ ّم ّ‬ ‫معتقدا ً فيممن عممل بالحممديث أّنمه يقم ّ‬
‫العلم‪ ,‬وهذا جهل مفرط‪ ,‬فليس في العقلء –دع عنك‬
‫دم المظنون على المعلوم‪.‬‬ ‫المسلمين‪ -‬من يق ّ‬
‫ممممن ل يعمممرف الحمممديث‬ ‫ن كمممثيرا ً م ّ‬‫الث ّخخخاني‪ :‬أ ّ‬
‫ن فممي بعممض الحممادث أّنهمما ظّنيممة‬ ‫ويمارس علومه يظ ّ‬
‫وهممي متممواترة تممواترا ً لفظّيمما ً ‪/‬أو معنوي مًا‪ ,‬فليحممترز‬
‫(‬‫‪4‬‬‫)‬ ‫‪/81‬أ‬
‫الحاذق من الوقوع في ذلك‪.‬‬
‫سف مردود‪,‬‬ ‫ن الّتأويل المتع ّ‬ ‫المقدمة الّثانية‪ :‬أ ّ‬ ‫الكلم على التأويل‬
‫ومراتبه‬
‫وفيه تنبيهان‪:‬‬
‫كن‬‫سف صعب ل يتم ّ‬ ‫ن الحكم بأّنه متع ّ‬ ‫أحدهما‪ :‬أ ّ‬
‫من معرفته إل الّراسخون في العلم‪.‬‬
‫‪ ( )1‬في هامش )أ( و)ي(‪)) :‬في كل ما(( فمي نسمخة‪ ,‬وكممذلك‬
‫هو في )س(‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪ :‬ل يصلح ‪.‬‬
‫‪.(8/261-323) ( )3‬‬
‫‪ ( )4‬سقطت من )س(‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أن ّممه ل يلممزم مممن رد ّ بعممض الت ّممأويلت‬
‫سممف‪ ,‬فممإّنه قممد‬ ‫القطع بأّنه ل تأويل للحممديث غيممر متع ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫يأتي بعض البلممداء فيتع مّرض للّتأويممل؛ ]فيقممع[ ذهنممه‬
‫)‪(2‬‬
‫مممن‬‫على تأويل رديء مردود فيحسب هو أو غيممره م ّ‬
‫يقف على تأويله أن ّممه ل تأويممل للحممديث إل ذلممك‪ ,‬فممإذا‬
‫انكشف بطلن ذلممك التأويممل تطّرقمموا فممي ذلممك إلممى‬
‫ن أقصممى ممما فممي‬ ‫القدح في الحديث‪ ,‬وهذا باطل! فممإ ّ‬
‫الباب‪ :‬أن يطلب المتأّول تأويل ً صحيحا ً فل يجممد‪ ,‬لكممن‬
‫ل علممى عممدم المطلمموب‬ ‫عدم الوجدان في الّنظر ليد ّ‬
‫مما أن‬ ‫ن البماحث عمن الّتأويمل إ ّ‬ ‫ممن الوجمود‪ ,‬وذلمك ل ّ‬
‫يكون من العلممماء أو ل‪ .‬والث ّمماني‪ :‬ليممس لممه أن يتممأّول‬
‫ما أن يكون من الّراسخين فممي العلمم‬ ‫قطعًا‪ ,‬والّول‪ :‬إ ّ‬
‫ن الله تعالى‬ ‫أو ل‪ .‬الّثاني‪ :‬ليس له أن يتأّول ظاهرًا؛ ل ّ‬
‫لم يجعل ذلك له‪ ,‬في جميع أقمموال المفسممرين لقموله‬
‫تعالى‪)) :‬وما يعلم تأويله إل اللخخه والّراسخخخون‬
‫في العلم يقولخخون آمنخخا بخخه(( ]آل عمخخران‪[7/‬‬
‫ما أن يكون‬ ‫ما الّول –وهم الّراسخون في العلم‪ -‬فأ ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫ّ‬
‫الجاهل بالّتأويل بعضهم أو كلهم؛ إن كممان بعضممهم فل‬
‫ص‬
‫ن لم تثبت العلممم بالّتأويممل لبعضممهم بنم ّ‬ ‫مانع منه؛ ل ّ‬
‫ن آيممات الجممماع لممم تثبممت حرمممة‬ ‫ول ظمماهر‪ ,‬كممما أ ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫مة ‪.‬‬ ‫مخالفة بعض ال ّ‬
‫ن الّراسممخين مممن جميممع الفممرق‬ ‫ل عليممه أ ّ‬ ‫ويممد ّ‬
‫يختلفون في الّتأويممل علممى وجمموه متنافيممة‪ ,‬فلممو كممان‬
‫الواحد منهم ل يجوز عليه الخطأ في الّتأويل لم يصممح‬
‫ن‬‫ل عليممه‪ :‬أ ّ‬ ‫ذلك‪ ,‬ولم يكن لمممن بعممده مخممالفته‪ ,‬ويممد ّ‬
‫موسى الكليم من الّراسخين إجماعا ً مع أّنه ما عممرف‬
‫تأويممل ممما احمماط الخضممر بتممأويله‪ ,‬فكيممف يحيممط غيممر‬

‫‪ ( )1‬في )أ( و)ي(‪)) :‬فيقطع((‪ ,‬والمثبت من )س(‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في )ي( و)س(‪)) :‬فيجيب((‪ ,‬وكتب في هامش )ي(‪)) :‬في‬
‫نسخة‪ :‬فيحسب((‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬الئمة((‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫ن علم الكليم والخضر في علم‬ ‫الكليم بعلم الله؟ مع أ ّ‬
‫طائر بمنقاره مممن البحممر‪ ,‬كممما‬ ‫الله تعالى‪ ,‬كما يأخذ ال ّ‬
‫قال الخضر ‪ , (1)--‬وإن كان الجاهممل بالّتأويممل كّلهممم‬
‫فههنا يظهر الخلف في معنممى اليممة‪ ,‬والظ ّمماهر أن ّممه ل‬
‫يعلمه إل الله تعالى‪ ,‬لقوله تعالى في هممذه اليممة فممي‬
‫م الذين في قلوبهم زيغ‪)) :‬ابتغاء الفتنة وابتغخخاء‬ ‫ذ ّ‬
‫ن‬
‫تأويله(( ]آل عمران‪ [7/‬وقد تأّولها المخالفون بأ ّ‬
‫المراد ابتغاء تأويله الذي يوافق أهوائهم‪ ,‬فجعلوها من‬
‫ن المرجممع إليهمما فممي الفممرق بيممن‬ ‫المتشممابه‪ ,‬مممع أ ّ‬
‫المتشابه والمحكم وهذا بعيد‪ ,‬وهممو أيض ما ً تأويممل بغيممر‬
‫سمممع بممالّنهي عممن‬ ‫دليممل قمماطع‪ ,‬فل مممانع مممن ورود ال ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫تأويل المتشابه‪ ,‬سواء كان الّراسخون متمكنين مممن‬
‫معرفته أو ل‪.‬‬
‫ما قولهم‪ :‬إّنه يلزم من ذلك نسممبة العبممث إلممى‬ ‫وأ ّ‬
‫ن العبث ما لحكمممة فيممه‪,‬‬ ‫الله تعالى؛ فغلط واضح‪ ,‬فإ ّ‬
‫ن‬‫وليس الحكممة مقصمورة علمى معرفمة الّتأويمل‪ ,‬فمإ ّ‬
‫اليمان بالّتنزيل‪ ,‬والّتعظيم له والّتجليل‪ ,‬حكمة بالغممة‪,‬‬
‫وكذلك اليمان بمراد الله تعممالى علممى سممبيل الجملممة‬
‫ممما أن توجبمموا علممى‬ ‫فيه تكليف‪ .‬مممع أن ّممه يقممال لهممم‪ :‬إ ّ‬
‫جميع المكّلفين بذلك فهممذا باطممل بممالقرآن والتفمماق‪,‬‬
‫ممما الجممماع فهممو‬ ‫‪/81‬ب‬
‫دمممة‪ ,‬وأ ّ‬ ‫ممما القممرآن فاليممة المق ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ي‪ ,‬بممل‬ ‫مي والعجم م ّ‬ ‫منعقد ‪/‬على سقوط ذلك عن العمما ّ‬
‫على تحريمه عليهما‪ ,‬وإذا كممان علممم البعممض بالتأويممل‬
‫ف‪ ,‬فمممن‬ ‫ل علم الملئكة والنبيمماء بممذلك كمما ّ‬ ‫يكفي فلع ّ‬
‫أين يلزم ما زعممم بعممض المعتزلممة مممن اسممتلزم ذلممك‬
‫ل وعل‪ ,‬وقد حكممى القاضممي عيمماض‬ ‫قه ج ّ‬ ‫للعبث في ح ّ‬
‫ن قمموله‬ ‫في كتابه ))المعلم بفمموائد شممرح مسمملم ‪ :‬أ ّ‬
‫(()‪(3‬‬

‫‪ ( )1‬البخاري ))الفتح((‪.(1/263) :‬‬


‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬يتمكنون((‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫ما‬
‫‪ ( )3‬كتاب القاضي اسمه‪ :‬إكمال المعلم بفوائد مسلم ‪ ,‬أ ّ‬
‫كتاب‪)) :‬المعلم بفوائد(( فهو لبي عبممد اللممه المممازري )‪,(536‬‬

‫‪151‬‬
‫تعالى في هذه الية‪)) :‬والّراسخون فخخي العلخخم((‬
‫دمنا‬ ‫من المتشابه المحتمممل؛ وهممذا أيض ما ً بعيممد لممما ق م ّ‬
‫ن‬ ‫ذكره ولنقل الفّراء للوقف على اسم الله تعالى‪ ,‬ول ّ‬
‫قوله تعالى في الّثنمماء عليهممم‪)) :‬يقولخون آمنخا بخخه‬
‫ل من عند رّبنا((‪ ,‬مناسممب ليمممانهم بمممراد اللممه‬ ‫ك ّ‬
‫تعممالى علممى سممبيل الجملممة‪ ,‬وليممس فيممه مناسممبة‬
‫لمعرفتهم للّتأويل على الّتفصيل‪ ,‬والعمدة في ذلك ما‬
‫صممه)‪ (1‬علممى‬ ‫مه تعالى لمن ابتغى تممأويله ون ّ‬ ‫دمنا من ذ ّ‬ ‫ق ّ‬
‫أّنه صفة الذين في قلوبهم زيغ‪ ,‬والله أعلم‪.‬‬
‫ما هو المتشابه‬
‫ن المتشابه من القرآن ليس‬ ‫المقدمة الّثالثة‪ :‬أ ّ‬
‫ن المجاز وقممت نممزول القممرآن معممروف‬ ‫هو المجاز‪ .‬ل ّ‬
‫ي‬
‫ل عرب م ّ‬ ‫عنممد ]أجلف[)‪ (2‬العممرب وعب ّمماد الصممنام‪ ,‬وك م ّ‬
‫ن‬‫الّلغة من مسلم وغيره‪ ,‬والمتشابه بخلفه‪ ,‬أل ترى أ ّ‬
‫ل أحد منهم يعرف معنى قوله تعممالى‪)) :‬واخفخخض‬ ‫ك ّ‬
‫ل مخخن الّرحمخخة(( ]السخخراء‪[24/‬‬ ‫لهما جناح الذّ ّ‬
‫ونحو ذلك‪ .‬فإن قلت‪ :‬فما المتشابه؟ قلت‪ :‬عندي أنممه‬
‫ما ]ل[)‪ (3‬تدرك العقول معرفته‪ ,‬وهو قسمان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬ممما ل تعرفممه العقممول مممن حكمممة اللممه‬
‫تعالى‪ ,‬مثل خلق من المعلوم أنه من أهل الّنار‪ ,‬وعنه‬
‫وقع سؤال الملئكة والجمال في الجواب عليهم‪.‬‬
‫سمممع‪ ,‬مثممل‬ ‫وثانيهما‪ :‬ما ل تدركه العقول إل بال ّ‬
‫ممما ورد فممي‬ ‫سماء والرض والّنملة ونحو ذلك م ّ‬ ‫كلم ال ّ‬
‫دليل علممى أن ّممه مممن‬ ‫سمع‪ ,‬والقسم الّول أصعب‪ ,‬وال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صممة‬‫المتشابه المحتاج إلى الّتأويل‪ :‬قوله تعالى فممي ق ّ‬
‫سممملم‪)) :-‬سخخأنبئك‬ ‫موسمممى والخضمممر –عليهمممما ال ّ‬
‫ل‪ ,‬ولمم ينقمل همذا‬‫طبمع ممن الّول أجمزاء‪ ,‬وطبمع الثماني كمام ً‬
‫الن ّممووي فممي ))شممرح مسمملم((‪ (16/217) :‬عنممد شممرحه لهممذه‬
‫الية‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫صة ‪.‬‬‫‪ ( )1‬تحّرفت في )س( إلى‪ :‬وق ّ‬
‫‪ ( )2‬تحّرفت في )أ( إلى ))اختلف((!‪.‬‬
‫‪ ( )3‬سقطت من )أ( و)ي(‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫بتأويل ما لم تستطع عليخخه صخخبرًا(( ]الكهخخف‪/‬‬
‫دليل في هذه اليممة واضممح علممى ممما ذكرتممه‪.‬‬
‫‪ [78‬وال ّ‬
‫والله أعلم‪.‬‬

‫دمة الّرابعة‪ :‬فممي الشممارة إلممى القممرائن‬ ‫المق ّ‬ ‫القرائن الدالة على‬
‫داّلممة علممى الّتجمموز فممي الكلم وهممي ثلث‪ :‬عقليممة‬ ‫ال ّ‬ ‫التجوز في الكلم‬
‫وعرفية ولفظية‪.‬‬
‫مثال العقلية‪ :‬قوله تعالى‪)) :‬وسئل القريخخة‬
‫ن العقل‬ ‫التي كّنا فيها والعير(( ]يوسف‪ [82/‬فإ ّ‬
‫ن‬
‫ن سممؤال القريممة والعيممر ل يصممح فيفهممم أ ّ‬ ‫يممدرك أ ّ‬
‫المراد أهلهما‪.‬‬
‫سمملطان‬ ‫ومثال العرفّية‪ :‬قممول القممائل‪ :‬بنممى ال ّ‬
‫سمملطان لنقممل الحجممارة‬ ‫ن مباشرة ال ّ‬ ‫سور المدينة‪ ,‬فإ ّ‬
‫والّتراب غير محال في العقل ولكّنه ممتنع في العادة‬
‫ن السمملطان أمممر بممذلك‪.‬‬ ‫والعرف‪ ,‬فيفهم مممن ذلممك‪ :‬أ ّ‬
‫وما يجري مجراه‪ ,‬ومنممه قمموله تعممالى‪)) :‬يخخا هامخخان‬
‫ابن لي صرحًا(( ]غافر‪ [36/‬أي مر من يبني‪ ,‬لّنه‬
‫لم يكن ممن يباشر مثل ذلك‪.‬‬
‫سمملح‪ ,‬أو‬ ‫ما الّلفظية‪ :‬فمثل‪ :‬أسممد شمماكي ال ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫حسن الّثياب‪ ,‬أو نحو ذلك‪ .‬ومنه قوله تعممالى‪)) :‬اللخخه‬
‫نور السخخماوات والرض مثخخل نخخوره(( ]النخخور‪/‬‬
‫ل علممى‬ ‫‪ [35‬فقوله‪)) :‬مثل نوره(( قرينة لفظية تممد ّ‬
‫أّنه تعالى ليس بنور في ذاته‪ ,‬وإّنممما هممو خممالق الن ّممور‪,‬‬
‫ن معنمممى ))اللخخه نخخور السخخماوات والرض((‬ ‫وأ ّ‬
‫ورهما‪ .‬وكذلك قوله تعالى‪)) :‬يهدي اللخخه لنخخوره‬ ‫من ّ‬
‫ن الن ّممور‬ ‫من يشاء(( فإّنه قرينة لفظيممة ‪/‬تممد ّ‬ ‫‪/82‬أ‬
‫ل علممى أ ّ‬
‫شمممس‬ ‫المذكور في الية نور الهممدى والعلممم ل نممور ال ّ‬
‫والقمر‪.‬‬
‫ل علممى المممراد منممه أحممد هممذه‬ ‫ل مجاز لممم يممد ّ‬ ‫وك ّ‬
‫وز بممه فممي لغممة العممرب‬ ‫ح الّتج م ّ‬‫القرائن الّثلث‪ ,‬لم يص ّ‬

‫‪153‬‬
‫بإجماع علماء المعاني والبيان وأئمة هذ الشممأن‪ ,‬فممإذا‬
‫ح‬
‫ن القرينممة العقليممة إّنممما يص م ّ‬ ‫عرفممت ذلممك فمماعلم أ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫وز[ بها متى كان العقممل يقطممع‬ ‫الستدلل ]على الّتج ّ‬
‫من ل يصح منه إرادة ظاهر كلمممه‪,‬‬ ‫ن المتكّلم م ّ‬ ‫على أ ّ‬
‫فلهذه الّنكتة يختلف الستدلل بها‪ :‬فيصح في مواضممع‬
‫فيما بين الّناس ول يصح مثلممه فممي كلم اللممه تعممالى‪,‬‬
‫وز في قول‬ ‫وكلم رسوله ‪ ,‬مثال ذلك‪ :‬أّنا نفهم الّتج ّ‬
‫شاعر‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫جملي ليممس‬ ‫سرى يا‬ ‫ى جملي طول ال ّ‬ ‫شمممكا إل ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ي المشمممممممتكى‬ ‫إل ّ‬
‫ن العجممماوات ل تكل ّممم‬ ‫ن العممادة جممرت أ ّ‬ ‫وذلممك ل ّ‬
‫ممما ممما روي عممن رسممول اللممه ‪ ‬أن ّممه قممال‪:‬‬ ‫الّناس‪ ,‬فأ ّ‬
‫ئبه((‬ ‫ي أّنك تجيعه وُتد ِ‬ ‫ن هذا الجمل شكا عل ّ‬ ‫))إ ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫ن امتنمماع‬ ‫وز؛ لّنا لم نعلممم ول نظ م ّ‬ ‫فل يفهم منه الّتج ّ‬
‫قه ‪ ,‬بل يجوز مثل ذلممك لكبممار أوليمماء‬ ‫ظاهر في ح ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صممالحين نفممع اللممه بهممم‪.‬‬ ‫ص عبمماده ال ّ‬ ‫الله تعالى وخمموا ّ‬
‫دثين والمعتزلممة فممي‬ ‫ومن ههنا اختلف كثير مممن المح م ّ‬
‫تأويل كثير من الحمماديث واليممات مثممل قمموله تعممالى‪:‬‬
‫))وإن مخخن شخخيء إل يسخخبح بحمخخده ولكخخن ل‬
‫تفقهون تسبيحهم(( ]السراء‪ .[44/‬فالمعتزلممة‬
‫ظاهر ل يصممح‪ ,‬وأهممل‬ ‫ن ال ّ‬ ‫حملوه على المجاز لظّنهم أ ّ‬
‫الحديث لم)‪ (4‬يتأّولوه‪ ,‬لقطعهم علممى أن ّممه ل مممانع مممن‬
‫ظاهر‪ ,‬بالّنظر إلى قممدرة اللممه تعممالى وعلمممه‪,‬‬ ‫حة ال ّ‬ ‫ص ّ‬
‫ل شمميء بالجممماع مممن‬ ‫فإّنه تعالى قادر على إنطاق ك ّ‬

‫‪ ( )1‬سقطت من )أ(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في هامش )أ( كتب‪)) :‬بعده‪:‬‬
‫* صبر جميل فكلنا مبتلى*((‬
‫ذبه((! والحديث أخرجه أبو داود‪,(3/50) :‬‬ ‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬وتع ّ‬
‫والحاكم )‪ ,(2/100‬والبيهقي في ))الكبرى((‪ .(8/13) :‬وأصممله‬
‫في مسلم برقم )‪ (342‬بدون القصة‪.‬‬
‫‪ ( )4‬سقطت من )س(!‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫عّلمنا‬ ‫دث‪ ,‬وقد ورد فممي القممرآن‪ُ )) :‬‬ ‫المعتزلي والمح ّ‬
‫طير(( ]الّنمل‪ [16/‬وكلم الهدهد والّنملة‬ ‫منطق ال ّ‬
‫‪--‬‬ ‫مممع سممليمان ‪ --‬وتسممبيح الجبممال مممع داود‬
‫سّنة من ذلك ما ل يّتسع لممه هممذا المكممان‪,‬‬ ‫وورد في ال ّ‬
‫مثممل‪ :‬حنيممن الجممذع إلممى رسممول اللممه ‪ ,‬وتسممبيح‬
‫شريفة‪ ,‬وقد ذكر القاضي عّيمماض –‬ ‫الحصى في يده ال ّ‬
‫(()‪(1‬‬
‫شممفاء‬ ‫رحمه الله تعالى‪ -‬جميمع ذلمك فمي كتمابه ال ّ‬
‫))‬

‫وقسمه في ثلثة فصممول بعضممها فممي كلم الحيوانممات‬


‫شجر‪ ,‬وبعضها في‬ ‫من العجماوات‪ ,‬وبعضها في كلم ال ّ‬
‫كلم سائر الجمادت‪.‬‬
‫مة أهل الثر لممما رأوا‬ ‫ن عا ّ‬
‫فإذا تقّرر هذا؛ فاعلم أ ّ‬ ‫أهل الثر ل‬
‫هذا داخل ً في قدرة الله تعالى‪ ,‬لممم يتممأّولوا شمميئا ً مممما‬ ‫يؤّولون‬
‫ورد مممن ذلممك مثممل قمموله تعممالى‪)) :‬قالتخخا أتينخخا‬
‫صلت‪ [11/‬وليس يلزمهم من هذا أن‬ ‫طائعين(( ]ف ّ‬
‫ل جزء من الجسام الّلطيفة مثل ورقة الّتيممن‬ ‫يسّبح ك ّ‬
‫سممماء‬ ‫سممواك‪ ,‬بممل إذا سممّبحت الرض وال ّ‬ ‫والقلممم وال ّ‬
‫ل شميء‬ ‫ونحوهما فقد صدق أّنمه يسمبح للمه تعمالى كم ّ‬
‫ل شمميء‪,‬‬ ‫مثل ما أّنه يصدق أّنه قد سّبح لله تعممالى ك م ّ‬
‫من جنس الملئكة والنبياء والمؤمنين‪ ,‬وإن لم يسممبح‬
‫ل شعرة على انفرادها‪ ,‬على أن ّممه تعممالى قممادر‬ ‫منهم ك ّ‬
‫ل جزء لطيف‪ ,‬فأصل الخلف في تأويل‬ ‫على إنطاق ك ّ‬
‫هذه الية وأمثالها على هذه الّنكتة التي أشممرت إليهمما‪,‬‬
‫دث في اسممتحالة أمممور عقلي ّممة وهممي‬ ‫وقد يتوّقف المح ّ‬
‫ظاهرة الستحالة عند أهل الّنظر فممي العقليممات مثممل‬
‫‪/82‬ب‬ ‫حديث‪)) :‬إّنه يؤتى بالموت علخخى صخخورة كبخخش‬
‫يوم القيامة‪/‬فيذبح(()‪ (2‬فمن لم يكن له أنس بعلممم‬
‫العقل لم يقطممع باسممتحالة ظمماهر هممذا‪ ,‬فربممما أجممراه‬
‫‪ (1/614-627) ( )1‬مع شرح القمماري‪ ,‬وانظممر‪)) :‬الخصممائص‬
‫الكبرى((‪-2/56) :‬فما بعدها( للسيوطي‪.‬‬
‫‪ ( )2‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(8/282) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ ,(2849‬من حديث أبي سعيد الخدري ‪.--‬‬

‫‪155‬‬
‫ما أهل الكلم‬ ‫على ظاهره‪ ,‬ورّبما توّقف في معناه‪ ,‬وأ ّ‬
‫ن المموت‬ ‫فظماهره محمال)‪ (1‬عنمدهم فيجمب تمأويله؛ ل ّ‬
‫ل ذلك ل يصح أن‬ ‫ما عرض أو عدم عرض‪ ,‬وك ّ‬ ‫عندهم إ ّ‬
‫ينقلب حيوانا ً وإّنما تاويله عندهم‪ :‬أن ذلممك يخيممل إلممى‬
‫أهل الجّنة كما يخّيل إلى الّنائم أشياء ل حقيقة لها‪ ,‬أو‬
‫يضرب ذكر ذلممك مثل ً لثقتهممم بممالخلود‪ ,‬وأمممانيهم مممن‬
‫الموت كما يجري مثل ذلك في ألسممنة البلغمماء‪ ,‬ومممن‬
‫وف ابن الفارض نفع الله به)‪: (2‬‬ ‫ذلك قول شيخ الّتص ّ‬
‫أمممور جممرت‬ ‫وقالوا جرت حمّرا دموعك قلت عممن‬
‫شوق قّلت‬ ‫في كثرة ال ّ‬
‫قرى فجممرى‬ ‫سهد في جفني الكرى‬ ‫نحرت لطيف ال ّ‬
‫)‪( 3‬‬
‫ما فوق وجنتي‬ ‫دمعي د ّ‬
‫والخطر في تأويل مثل هذا والّتوّقف فيممه يسممير‪,‬‬
‫ولكممن قممد يعممرض مممن بعممض المتكّلميممن سممخرية‬
‫واستهانة ]بمن[)‪ (4‬خالفهم في تأويل هذا الجنممس مممن‬
‫ن البحث عممن هممذا‬ ‫من فعله؛ ل ّ‬
‫أهل الثر‪ ,‬وهذا قبيح م ّ‬
‫وإن كممان مممن جلي ّممات علممم المعقممول‪ ,‬فممإّنه ل يجممب‬
‫ل مسلم‪ ,‬بل ترك البحث عنه سممّنة‬ ‫البحث عنه على ك ّ‬
‫عنممد أهممل الحممديث‪ ,‬داخلممة فممي عممموم ممما ورد مممن‬
‫ث[)‪ (5‬على القتداء برسممول اللممه ‪ ‬وبأصممحابه –‬ ‫]الح ّ‬
‫رضي الله تعالى عنهم‪ -‬والوقف في الّتأويل ممع عمدم‬

‫‪ ( )1‬تحّرفت في )س( إلى ))مخالف((‪.‬‬


‫صه‪:‬‬
‫‪ ( )2‬في هامش )ي( ما ن ّ‬
‫ن بشمميخ التصمموف ابممن‬ ‫ّ‬
‫))المصّنف –رحمه الله‪ -‬محسممن الظ م ّ‬
‫طلع على عقيممدته! وهممو مممن أهممل وحممدة‬‫الفارض‪ ,‬وكأّنه ما ا ّ‬
‫الوجود الذي عابهم المصّنف في ))اليثار((‪.‬‬
‫ذهبي في ترجمته‪ :‬ينعق بالتحاد فممي أشممعاره وانظممره‬ ‫قال ال ّ‬
‫في ))العلم تمت شيخنا((‪.‬‬
‫((‬

‫‪)) ( )3‬ديوانه((‪) :‬ص‪.(112/‬‬


‫‪ ( )4‬في )أ(‪)) :‬لمن((‪.‬‬
‫‪ ( )5‬في )أ(‪)) :‬البحث((‪ .‬والمثبت من )ي( و)س(‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫العلم بالموجب له هو الواجب‪ ,‬ومن فعممل الممواجب ل‬
‫ظماهر‬ ‫ل غيبته‪ ,‬ول تسقط حرمته‪ ,‬بل ممن اعتقمد ال ّ‬ ‫تح ّ‬
‫درنا أن ّممه أخطممأ لممم يممأثم ولممم تحممل‬ ‫ن ذلك‪ ,‬وق ّ‬ ‫لّنه يظ ّ‬
‫ي‬
‫ل أمممر جل م ّ‬ ‫ن المسلم قد يخطىء‪ ,‬وليس ك م ّ‬ ‫غيبته؛ ل ّ‬
‫ن مممن‬ ‫في العقل يجب على المسلمين الّنظر فيه‪ ,‬فممإ ّ‬
‫الجلّيات عند أهل علم المعقول صحة قولنا‪ :‬إذا صدق‬
‫ن بعممض )البماء‬ ‫ضمرورة أ ّ‬ ‫ل )ألمف بماء( وجمب بال ّ‬ ‫ن كم ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ألف(‪ ,‬وهذا وإن كممان علمما ً ضممروري ّا ً عنممد مممن عممرف‬
‫مقصممدهم؛ فممإّنه ل يلممزم المسمملمين أن يعرفمموه‪ ,‬ول‬
‫سممخرية‪ ,‬فقممد جهلممه خيممر‬ ‫يستحق جاهله الستهانة وال ّ‬
‫ن أهل علم الثر‬ ‫دمنا أ ّ‬‫مة أخرجت ]للّناس[)‪ , (1‬وقد ق ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ّ )‪(2‬‬
‫لم يتركوا الخوض في ذلك لتبلد أذهانهم عن فهمممه‪,‬‬
‫ول لقصممور عقممولهم عممن علمممه –فهممم أهممل الفطممن‬
‫قاد‪ -‬ولكنهم كرهوا البتممداع ورغبمموا‬ ‫الوّقادة والفكر الن ّ‬
‫ضمموا الّنواجممذ علممى القتممداء بالخلفمماء‬ ‫إلى التبمماع‪ ,‬وع ّ‬
‫الّراشدين كممما أوصمماهم بممذلك رسممول اللممه ‪ ,‬وقممد‬
‫أوضحت هممذا فممي )المموهم الث ّمماني عشممر( فخممذه مممن‬
‫هنالك)‪. (3‬‬
‫ترجيح التأويل على‬ ‫دمة الخامسة‪ :‬فممي ذكممر ترجيممح الّتأويممل‬ ‫المق ّ‬
‫التكذيب تنز ً‬
‫ل‬ ‫صممحاح‬ ‫على الّتكذيب فيما وجب تأويله من أحمماديث ال ّ‬
‫الممتي ذكرهمما المعممترض‪ ,‬وترجيممح ذلممك يظهممر بممذكر‬
‫جحات‪:‬‬ ‫مر ّ‬
‫ن القطع أّنهم تعتمدوا الكممذب‬ ‫ول‪ :‬أ ّ‬ ‫جح ال ّ‬ ‫المر ّ‬
‫ل‬‫حته‪ ,‬وك ّ‬ ‫دي إلى بطلن أمر مجمع على ص ّ‬ ‫]فيها[)‪ (4‬يؤ ّ‬
‫دم الكلم علممى‬ ‫دى إلى ذلك فهممو باطممل‪ ,‬وقممد تقم ّ‬ ‫ما أ ّ‬
‫دثين‬‫إجماع طوائف السلم علممى الّرجمموع إلممى المح م ّ‬
‫فممي علممم الحممديث‪ ,‬والحتجمماج بممما رواه أئمتهممم فممي‬

‫سقطت من )أ(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬


‫في )أ(‪)) :‬ل لتبلد ‪.‬‬
‫((‬
‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫)ص‪.(326/‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫في )أ( و)ي(‪ :‬فيما ‪ ,‬والتصويب من )س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪157‬‬
‫مصّنفاتهم‪ ,‬فل حاجة إلى إعادة ذلك‪.‬‬
‫جح الّثاني‪ :‬قوله تعالى‪)) :‬ول تقخخف مخخا‬ ‫المر ّ‬
‫ن‬ ‫ليس لك به علم(( ]السخخراء‪ .[36/‬والقممول بممأ ّ‬
‫مدوا الكممذب علممى رسممول اللممه ‪‬‬ ‫ثقات الّرواة قد تع ّ‬
‫‪/‬مما ليس لحد به علم‪ ,‬ومن قطع بممذلك؛ فقممد قطممع‬
‫‪/83‬أ‬
‫بغير تقدير‪ ,‬ول هدى‪ ,‬ول كتاب منير‪ ,‬وقد نهى رسممول‬
‫الله ‪ ‬عن تكذيب أهل الكتاب في حديثهم خوفا ً مممن‬
‫ن الكافر قد يصدق‪ ,‬فهذا‬ ‫ق‪ ,‬فإ ّ‬‫صدق ورد ّ الح ّ‬ ‫تكذيب ال ّ‬
‫في حقّ اليهود القوم البهت‪ ,‬فكيف بثقات المسمملمين‬
‫دين؟!‬ ‫وأئمة ال ّ‬
‫ن الخطممأ فممي القبممول أهممون‬ ‫جح الّثالث‪ :‬أ ّ‬ ‫المر ّ‬
‫من الخطأ في الّرد ّ والّتكذيب؛ لن ّمما مممتى أخطأنمما فممي‬
‫القبممول كممان تصممديقا ً للن ّممبي ‪ ‬موقوفما ً علممى شممرط‬
‫حة الحديث عنه‪ ,‬ومتى أخطأنمما فممي الّتكممذيب كممان‬ ‫ص ّ‬
‫ح أّنممه كلمممه‪ ,‬والّتصممديق‬ ‫تكممذيبا ً لكلمممه مممتى صمم ّ‬
‫ضرورة‪ ,‬أقصى ما فممي البمماب‪ :‬أن يكممون‬ ‫الموقوف بال ّ‬
‫الخطأ في القبول كذبا ً عليه والخطأ فممي ال مّرد ّ تكممذيبا ً‬
‫لكلمه‪ ,‬لكن عمد الكذب عليه فسمق وعممد الّتكممذيب‬
‫كفممر‪ ,‬والخطممأ فيممما عمممده كفممر‪ ,‬وهممذا مممن ألطممف‬
‫جحات وخفّيات المدارك الّنظرّيات‪.‬‬ ‫المر ّ‬
‫مممد‬ ‫ن القطع علممى الممرواة بتع ّ‬ ‫جح الّرابع‪ :‬أ ّ‬ ‫المر ّ‬
‫الكذب تفسيق لهم‪ ,‬والّتأويممل تصممديق لهممم‪ ,‬وتصممديق‬
‫المسلمين أولى من تفسيقهم لوجهين‪:‬‬
‫ن الخطأ فممي العفممو خيممر مممن الخطممأ‬ ‫أحدهما‪ :‬أ ّ‬
‫في العقوبة‪.‬‬
‫سممق مسمملما ً أن‬ ‫وثانيهما‪ :‬أّنه يخاف على من ف ّ‬
‫ن من‬ ‫يرجع الفسق عليه‪ ,‬فقد ورد في ))الصحيح(()‪ : (1‬أ ّ‬
‫‪ ( )1‬البخاري ))الفتح((‪.(10/531) :‬‬
‫ن رسممول اللممه ‪ ‬قممال‪:‬‬
‫عن ابن عمممر –رضمي اللممه عنهممما‪ -‬أ ّ‬
‫))أّيمخخا رجخخل قخخال لخيخخه يخخا كخخافر‪ ,‬فقخخد بخخاء بهخخا‬
‫أحدهما((‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫دعا أخاه بالفسق وليس كذلك‪] ,‬حار[)‪ (1‬عليممه‪ ,‬أو كممما‬
‫ورد‪.‬‬
‫جح الخامس‪ :‬أّنمما وجممدنا فممي كتمماب اللممه‬ ‫المر ّ‬
‫تعالى شواهد لجميع ما أنكرته المبتدعة مممن أحمماديث‬
‫صحاح كما أوضحته فمي ))الصمل(()‪ (2‬كمما يمأتي فيمما‬ ‫ال ّ‬
‫نذكر تأويله إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫سادسة‪ :‬في الشممارة إلممى مراتممب‬ ‫دمة ال ّ‬ ‫المق ّ‬ ‫مراتب التأويل‬
‫(()‪(3‬‬ ‫))‬
‫الّتأويل والّتصممديق‪ ,‬وقممد ذكممرت فممي الصممل مممن‬ ‫والتصديق‬
‫ولت القممول فيهمما‪ ,‬وقممد رأيممت‬ ‫ذلك سممت مراتممب وطم ّ‬
‫القتصار في هذا )المختصر( على ذكر ثلث مراتب‪.‬‬
‫المرتبة الولى‪ :‬حمل الكلم على الّتخّيل وهممو‬
‫شيء في اليقظممة‪ ,‬وهممو كالمنممام‪ ,‬إل أن ّممه‬ ‫رؤية مثال ال ّ‬
‫وزون هذا‪ ,‬والمعتزلة‬ ‫يكون في اليقظة‪ ,‬والشعرية يج ّ‬
‫تنكره إل في حال الّنوم‪ ,‬وعند تغّير العقل مممن مممرض‬
‫ج له بأمور‪:‬‬ ‫وزه يحت ّ‬
‫أو غيره‪ ,‬ومن ج ّ‬
‫ولها‪ :‬قمموله‪)) :‬فلمخخا ألقخخوا سخحروا أعيخخن‬ ‫أ ّ‬
‫الّناس واسخخترهبوهم وجخخاءو بسخخحر عظيخخم((‬
‫]العراف‪ [116/‬وقوله تعالى‪)) :‬يخّيل إليخخه مخخن‬
‫ص‬
‫سحرهم أّنها تسعى(( ]طه‪ [66/‬وهممذا مممع نمم ّ‬
‫ص‬‫سممحرة وخمموا ّ‬ ‫القممرآن عليممه معلمموم مممن أحمموال ال ّ‬
‫حة)‪ (4‬ممما أنكرتممه المعتزلممة‬ ‫سحر‪ ,‬وفيه دليل على ص م ّ‬ ‫ال ّ‬
‫حة العقل‪.‬‬ ‫من رؤية ما ل وجود له في الحقيقة مع ص ّ‬
‫ضرورية الّتجريبّية‬ ‫ن ذلك من العلوم ال ّ‬ ‫وثانيها‪ :‬أ ّ‬
‫المتواترة عممن أربمماب الّرياضمميات وملزمممة الخلمموات‪,‬‬
‫فمإّنهم يمرون فمي اليقظمة مثمل مما يمرى الّنماس فمي‬
‫‪ ( )1‬أي‪ :‬رجع‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬
‫‪/83‬ب‬ ‫ووقع في )أ(‪ :‬جار ‪ ,‬وفي )ي(‪ :‬جممار وفممي )س(‪ :‬جمماز‬
‫والصواب ما أثبته‪.‬‬
‫‪.(8/287) ( )2‬‬
‫‪.(8/290-320) ( )3‬‬
‫‪ ( )4‬في )س(‪)) :‬حجة وهو تحريف‪.‬‬
‫((‬

‫‪159‬‬
‫الّنوم‪ ,‬ويسمعون مخاطبات ممن غيمر رؤيمة مخماطب‪,‬‬
‫ن هممذا مممما‬ ‫وقد ذكر الفخر ال مّرازي فممي ))المفاتيممح(( أ ّ‬
‫اعترفت به الفلسفة ‪ /‬ولم تنكره‪ ,‬وإنممما وقممع الن ّممزاع‬
‫ضممرورة‪,‬‬ ‫ممما جحممده فعنمماد ودفممع لل ّ‬ ‫في ماهّية ذلممك‪ ,‬فأ ّ‬
‫ل على بطلن قول المعتزلة‪.‬‬ ‫وفيه ما يد ّ‬
‫ن العاقممل‬ ‫ضممرورة أ ّ‬ ‫وثالثهخخا‪ :‬أّنممه قممد ثبممت بال ّ‬
‫شمميء الواحممد اثنيممن‪ ,‬ويتخي ّممل‬ ‫المستيقظ قد يتخي ّممل ال ّ‬
‫جًا‪ ,‬كما يتخّيل العممود فممي الممماء‪ ,‬وهممذا‬ ‫المستقيم معو ّ‬
‫ل علممى جممواز ممما‬ ‫ما وافقت عليه المعتزلة‪ ,‬وهممو يممد ّ‬ ‫م ّ‬
‫ل‬ ‫نك ّ‬ ‫حة تخّيل العاقل لما ل وجود له؛ ل ّ‬ ‫ذكرناه من ص ّ‬
‫حة واليقظة؛ وإّنما كذب‬ ‫ص ّ‬
‫ذلك بصر كاذب في حال ال ّ‬
‫بخلل وقع وعذر اّتفق‪.‬‬
‫وهذه المرتبة الولى من مراتممب الّتأويممل‪ ,‬ذكرهمما‬
‫أبو حامد الغّزالي وجعمل منهما حمديث رؤيمة النمبي ‪‬‬
‫ن الكلم فممي‬ ‫في المنام‪ ,‬وهذا المثال غيممر مطممابق؛ ل ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫سمنة فمإّنهم‬ ‫حال اليقظة غير المنام‪ ,‬وكمذلك أهمل ال ّ‬
‫قد تأّولوا أشياء بهذا الّتأويل‪ ,‬ولكن بشرط المنام كمما‬
‫ممماد بممن سمملمة عممن قتممادة عممن‬ ‫قممالوا فممي حممديث ح ّ‬
‫عكرمة عن ابن عّباس فممي رؤيممة الن ّممبي ‪ ‬لرب ّممه عمّز‬
‫ذهبي في‬ ‫صفة المنكرة‪ ,‬وقد ذكره ال ّ‬ ‫ل على تلك ال ّ‬ ‫وج ّ‬
‫(()‪(2‬‬ ‫))‬
‫م‬‫ماد في كتاب الميزان وساق طريقه ثمم ّ‬ ‫ترجمة ح ّ‬
‫حت رؤية منام((‪.‬‬ ‫قال‪)) :‬فهذه الّرؤية إن ص ّ‬
‫ما جاء الّتصريح في متن الحديث بأّنه كان في‬ ‫وم ّ‬
‫م‬ ‫المنام قول أنس مرفوعا ً في حممديث المعممراج‪)) :‬ثخ ّ‬
‫دنا الجبار تعالى فتدّلى‪ ,‬فكان قخخاب قوسخخين‬
‫أو أدنى(()‪. (3‬‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬دون((‪.‬‬


‫‪ (2/116-117) ( )2‬بنحوه‪.‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجه البخاري ))الفتح ‪ (13/486) :‬من طريمق شممريك‬
‫((‬

‫بن عبد الله بن أبي نمر عممن أنممس‪ ,‬وقممد خممالف شممريك فممي‬
‫روايته لحديث السراء جماعة الحفاظ بأشممياء‪ ,‬ذكممر الحممافظ‬

‫‪160‬‬
‫ومنه ما رواة الّترمخخذي)‪ (1‬مخخن حخخديث عبخخد‬
‫الّرحمن بت عائش ‪ - -‬عن الّنبي ‪)) :‬أتاني‬
‫رّبي في هذه الّليلخة فقخال لخي‪ :‬أتخدري فيخخم‬
‫يختصم المل العلى((‪ ,‬فقد جاء فممي الحممديث ممما‬
‫ل على أن هذا كان فممي المنممام‪ ,‬فهممذا كل ّممه متعل ّممق‬ ‫يد ّ‬
‫بالمنام‪.‬‬
‫ممما ممما ورد مممن ذلممك عممن الن ّممبي صممريحا ً فممي‬
‫وأ ّ‬
‫اليقظممة‪ ,‬وهممو علممى سممبيل الّتخّيممل؛ فل أعلممم أهممل‬
‫الحديث ذكروا من ذلك شيئًا‪ ,‬إل ممما ذكممره ابممن قتيبممة‬
‫في حديث موسى ‪ --‬وأّنه فقأ عيممن ملممك الممموت ‪-‬‬
‫‪ -‬كما سيأتي تحقيقمه‪ .‬قممال ابممن قتيبممة)‪)) : (2‬أذهممب‬
‫موسى العين التي هي تخييل وتمثيل وليسممت حقيقممة‬
‫‪(3‬‬
‫خلقتممه‪2) ,‬وعمماد ملممك الممموت إلممى حقيقممة خلقته‬
‫الّروحانية كما كان لم ينقص منه شيء(( فهذا أكثر ما‬
‫وجدت لهل الحديث من الّتأويل بهذا المموجه‪ ,‬مممع أن ّممه‬
‫لم يجعله من صريح هذا الوجه ولو جعلممه منممه لقممال‪:‬‬
‫إن موسى في الحقيقة ما فقأ عينما ً قممط‪ ,‬وإّنممما خيممل‬
‫إليه ذلك‪ ,‬فإن كممان قصممد هممذا فقصممرت عبممارته عممن‬
‫مراده‪.‬‬
‫وقد جاء في الحمماديث ممما هممو صممريح فممي جممواز‬
‫وقوع هذا الوجه‪ ,‬ولكّنه ورد علممى جهممة الّتصممريح مممن‬
‫دثين‪,‬‬ ‫رسول الله ‪ ‬ل علممى جهممة الّتأويممل مممن المح م ّ‬
‫‪/84‬أ‬
‫((‬ ‫))‬
‫في الفتح ‪ (494-13/493) :‬انها تزيد على عشرة أشياء‪.‬‬
‫منها‪ :‬أن السراء كان منامًا‪.‬‬
‫دنو والتممدلي إلممى اللممه عمّز وجممل‪ ,‬والمشممهور فممي‬
‫ونسممبة الم ّ‬
‫الحديث أنه جبريل‪.‬‬
‫‪)) ( )1‬الجامع((‪ ,(5/343) :‬وقال عقبه‪)) :‬هممذا حممديث حسممن‬
‫صحيح‪ .‬سألت محمد بن إسماعيل عممن هممذا الحممديث‪ ,‬فقممال‪:‬‬
‫هذا حديث حسن صحيح‪((....‬اهم‪.‬‬
‫‪)) ( )2‬تأويل مختلف الحديث((‪) :‬ص‪.(187/‬‬
‫‪ ( )3‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫ده من الّتأويل‪.‬‬ ‫‪/‬فلهذا لم أع ّ‬
‫وكممذلك حممديث‪ :‬رؤيممة الّنمماس للّنممار والممماء مممع‬
‫ن ناره ماء وماءه نار‪ ,‬وهممو حممديث صممحيح‬ ‫دجال‪ ,‬وأ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫حته من غير طريق‪.‬‬ ‫مّتفق على ص ّ‬
‫حته)‪: (1‬‬ ‫وفممي حممديث حذيفممة المّتفممق علممى صمم ّ‬
‫ما الذي يرى الن ّخخاس أن ّخخه نخخار فمخخاء بخخارد‪,‬‬ ‫))فأ ّ‬
‫ما الذي يرى الن ّخخاس أن ّخخه مخخاء فنخخار تحخخرق‪,‬‬ ‫وأ ّ‬
‫فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي هو نار‬
‫فهو ماء عذب بارد((‪.‬‬
‫طويل الث ّممابت صممفة القيامممة‪:‬‬ ‫وكذا في الحديث ال ّ‬
‫ل فرقخخة معبودهخخا فتتبعخخه حت ّخخى‬ ‫))فيتمّثل لك خ ّ‬
‫يقدم بها فخخي الن ّخخار ويتمث ّخخل لمخخن كخخان يعبخخد‬
‫عيسى فيتبعها حّتى تقخخذفه فخخي الن ّخخار(( وهممو‬
‫صحيح(()‪. (2‬‬ ‫))‬
‫ثابت في ال ّ‬
‫وقد جعل الغّزالي مممن هممذا القبيممل حممديث رؤيممة‬
‫الّنممبي ‪ ‬للجّنممة والن ّممار وهممو يص مّلي بأصممحابه صمملة‬
‫حته)‪ , (3‬ولكممن الغّزالممي‬ ‫الكسوف‪ ,‬وهو متفق علممى صم ّ‬
‫ن الجن ّممة والن ّممار‬
‫بنى تأويله على أّنه ورد في الحديث‪ :‬أ ّ‬
‫عرضا على رسول ‪ ‬فممي عممرض حممائط‪ ,‬قممال‪ :‬وهممو‬
‫يستحيل أن يّتسممع الحممائط لهممما علممى تقممدير الوجممود‬
‫الحقيقي‪.‬‬
‫قلممت‪ :‬ولممم أجممد هممذه الّزيممادة الممتي ذكرهمما فممي‬

‫‪ ( )1‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(13/97) :‬ومسمملم برقممم )‬


‫‪.(2934‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬أخرجه البخمماري الفتممح ‪ ,(11/453) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ (182‬من حديث أبي هريرة ‪.--‬‬
‫‪ ( )3‬البخاري ))الفتح((‪ ,(2/627) :‬ومسلم برقممم )‪ ,(907‬مممن‬
‫حديث ابن عباس –رضي الله عنهما‪.-‬‬

‫‪162‬‬
‫((‬
‫سّتة)‪ ,(1‬ولكن ذكرها ابن الثير فممي ))النهايممة‬ ‫الكتب ال ّ‬
‫ضممعيف فممي‬ ‫ك أّنممه قممد يممذكر الحممديث ال ّ‬ ‫)‪ ,(2‬ول شمم ّ‬
‫حت فهممي مثممال حسممن فممي هممذا‬ ‫))الّنهاية(()‪ (3‬فممإذا ص م ّ‬
‫المعنممى‪ ,‬وإذا لممم تصممح فل مممانع علممى قواعممد أهممل‬
‫الحديث من رؤيتهمما علمى الحقيقمة‪ ,‬وهممذا بماب واسمع‬
‫كب عليه في الّتأويل أمور كممثيرة عنممد مممن يرغممب‬ ‫يتر ّ‬
‫إلى الّتأويل‪ ,‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫المرتبخخة الثانيخخة‪ :‬حمممل الكلم علممى المجمماز‬
‫الثانية‬ ‫)‪(4‬‬
‫الّلغمموي‪ ,‬وأكممثر الّتأويممل يممدور عليممه‪ ,‬وفيممه‪ :‬الجلممي‬
‫دقيق والقريمممب والعميمممق‪ ,‬والمجممماز‪ :‬مرسمممل‬ ‫والممم ّ‬
‫واسممتعارة‪ ,‬فالمرسممل‪ :‬الممذي علقتممه غيممر المشممابهة‬
‫كاليممد فممي القممدرة والنعمممة‪ ,‬ولممه أقسممام كممثيرة‪,‬‬
‫والستعارة‪ :‬حيث تكون العلقة هممي المشممابهة‪ ,‬وهممي‬
‫شممحة‪ ,‬فالمطلقممة‪ :‬الممتي ل تتبممع‬ ‫مطلقة ومج مّردة ومر ّ‬
‫بصفات المشّبه ول بصممفات المش مّبه بممه‪ ,‬والمج مّردة‪:‬‬
‫سمملح‪,‬‬ ‫التي تتبع بصفات المشّبه مثل‪ :‬أسممد شمماكي ال ّ‬
‫)‪(5‬‬
‫شحة‪ :‬التي تتبع بصفات المشّبه به مثل قمموله‬ ‫والمر ّ‬
‫‪:‬‬
‫* له لبد أظفاره لم تقّلم *‬
‫وقرائن المجاز ثلث‪ :‬عقلية وعرفية ولفظية‪ ,‬كما‬
‫دمة الّرابعة‪.‬‬‫مّر تمثيلها في المق ّ‬
‫‪ ( )1‬هو كما ذكر المصنف‪ ,‬فيما يتعّلق بحممديث الكسمموف؛ إل‬
‫ن هذه اللفظة جاءت في حديث أنس عند البخاري ))الفتح((‪:‬‬ ‫أ ّ‬
‫)‪ (13/279‬كتاب العتصام‪ ,‬ولفظه‪)) :‬والذي نفسي بيده‪,‬‬
‫ي الجّنة والّنار آنف خا ً فخخي عخخرض هخخذا‬ ‫لقد عرضت عل ّ‬
‫الحخخائط وأنخخا أصخخّلي‪ ,‬فلخخم أر كخخاليوم فخخي الخيخخر‬
‫وال ّ‬
‫شر((‪.‬‬
‫‪.(3/212) ( )2‬‬
‫ضعاف والغرائب ونحوها‪.‬‬ ‫ن الحاديث ال ّ‬‫‪ ( )3‬بل هو من مظا ّ‬
‫‪ ( )4‬في )ي(‪)) :‬الجملي !‪.‬‬
‫((‬

‫‪ ( )5‬عجز بيت لزهير بن أبي سلمى مممن معّلقتممه‪)) .‬ديمموانه((‪:‬‬


‫)ص‪.(45/‬‬

‫‪163‬‬
‫ن القرينممة مممتى)‪ (1‬كممانت‬ ‫فإذا عرفت هذا؛ فاعلم أ ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫معروفممة عنممد المتخمماطبين‪] ,‬أو[ عليهمما دليممل قمماطع‬
‫وز ولممم يممدخل‬ ‫يوجب اليقين حسنت المبالغة في الّتج ّ‬
‫في باب الّتعمية للمراد واللغاز في الخطاب‪ ,‬هذ عنممد‬
‫المتكّلمين‪ ,‬وسواء كممان القمماطع جلي ّما ً أو خفي ّمًا‪ ,‬وعنممد‬
‫أهممل الحممديث‪ :‬مممتى كممانت القرينممة معروفممة عنممد‬
‫سّر كّله‬‫وز وزال الشكال‪ .‬وال ّ‬ ‫المتخاطبين حسن ‪/‬الّتج ّ‬ ‫‪/84‬ب‬
‫في هذه الّنكتة هي‪ :‬ظهممور القرينممة وخفاؤهمما‪ ,‬وعلممى‬
‫دثين في كممثير‬ ‫ذلك يدور الخلف بين المتكّلمين والمح ّ‬
‫وز في‬ ‫ن المتكّلمين يجعلون قرينة الّتج ّ‬ ‫من الّتأويل‪ ,‬فإ ّ‬
‫صفات وأحاديثها عقلي ّممة‪ ,‬وإذا سممألتهم‬ ‫كثير من آيات ال ّ‬
‫عنها أحالوا في ثبوت تلك القرينة العقلية على الّنظممر‬
‫في دقائق معارف علممم المعقممول الممتي نممازعهم فممي‬
‫صحتها من شمماركهم فممي المعرفممة بالعقلي ّممات لممدّقتها‬
‫ن الصممحابة ومممن عاصممرهم‬ ‫در أ ّ‬
‫وغموضها‪ ,‬فكيف يتق م ّ‬
‫من العرب عرفوها؟‬
‫ومن مارس علم الّنظر وعلممم الّتاريممخ حصممل لممه‬
‫من مجموعهما علم ضروري بخلممو أهممل ذلممك العصممر‬
‫الّول عن تلممك المعممارف‪ ,‬فأشممكل المممر حينئذ علممى‬
‫ن أهل ذلك العصممر الّول‬ ‫المتكّلمين‪ ,‬لّنهم إن قالوا‪ :‬إ ّ‬
‫وز مممن غيممر قرينممة‬ ‫تأّولوا من غير دليل‪ ,‬وقممالوا بممالّتج ّ‬
‫فهممذا ل يجمموز‪ ,‬وهممو يفتممح بمماب القرمطممة ومممذهب‬
‫الباطنية المجمع على بطلنه‪ ,‬وإن قالوا‪ :‬إن أهل ذلك‬
‫العصر يعرفون هممذه الدل ّممة الممتي ألجممأت أهممل الكلم‬
‫صممة مممن أهممل ذلممك‬ ‫إلى الّتأويل فذلك عناد يعلمه الخا ّ‬
‫العصر‪ ,‬وهذا الّثاني هو الذي يركبه المتكّلمون‪ ,‬فممإّنهم‬
‫صحابة في المعممارف العقليممة علممى‬ ‫دعون مشاركة ال ّ‬ ‫ي ّ‬
‫سممبيل الجملممة‪ ,‬وقممد تكل ّممم المّرازي فمي رد ّ ذلمك بمأ ّ‬
‫ن‬
‫ن البرهممان مممتى‬ ‫المعرفممة الجمليممة غيممر صممحيحة؛ ل ّ‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬التي((!‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في )أ(‪)) :‬و(( والمثبت من )ي( و)س(‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫دمات اسمتحال ممن العمارف أن‬ ‫كب ممن عشمر مقم ّ‬ ‫تر ّ‬
‫دمممة واحممدة‪ ,‬واسممتحال مممن‬ ‫دماته مق ّ‬ ‫يزيممد فممي مقمم ّ‬
‫دمات‪,‬‬ ‫القاصممر أن ينتممج لممه العلممم بمعرفممة تسممع مق م ّ‬
‫دعي‬ ‫ممما أن يمم ّ‬
‫وكلمممه هممذا حممقّ ل محيممص عنممه‪ ,‬فأ ّ‬
‫صممحابة فممي علممم الكلم علممى‬ ‫المتكّلمون مشمماركة ال ّ‬
‫دعون المشاركة‬ ‫سبيل التفصيل فهذا عناد عظيم‪ ,‬أو ي ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫فيه على سممبيل الجملممة فهممذا عممذر غيممر مسممتقيم ‪,‬‬
‫فلهذا التجأ أهل الحديث إلى اليمممان الجملممي‪ ,‬وتممرك‬
‫الخوض مع الخائضين في بحار الّتأويل‪ ,‬وسيأتي لهممذه‬
‫الّنكتة مزيد من بيان‪ ,‬وقد مّر من ذلممك طممرف صممالح‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫ن القرينممة مممتى‬ ‫وفممائدة هممذا الكلم‪ :‬أن تعممرف أ ّ‬
‫سامع لم يختلف أهل الّلغة‬ ‫ظهرت وعرفها المتكّلم وال ّ‬
‫دث والمتكّلم‪ ,‬بل‬ ‫وز‪ ,‬وهنا يتوافق المح ّ‬ ‫في حسن الّتج ّ‬
‫يكون تناسي التشبيه أبلغ وأفصح‪ ,‬فممإذا وصممفت زيممدا ً‬
‫بأّنه أسد‪ ,‬جاز أن تنسب إليه جميع صفات السد كممما‬
‫في قوله‪:‬‬
‫لمممه لبمممممد‬ ‫ذف‬‫سمملح مق م ّ‬ ‫لممدى أسممممد شمماكي ال ّ‬
‫ّ )‪(2‬‬
‫أظفممماره لم تممقلم‬
‫فوصف الّرجل بصممفات السممد مممن الّلبممد وطممول‬
‫شجاع بجميع‬ ‫الظفار‪ ,‬وكذلك لو أّنك وصفت الّرجل ال ّ‬
‫صفات السد وأسمممائه‪ ,‬وذكممرت محل ّممه وأشممباله ‪/‬ممما‬
‫ازداد المجمماز إل حسممنًا‪ ,‬ولممم يكممن ذلممك مممما يصممعب‬ ‫‪/85‬أ‬
‫تأويله في لغة العرب أبدًا‪.‬‬
‫قال علماء المعمماني‪ :‬ولجممل البنمماء علممى تناسممي‬
‫جب في قوله‪:‬‬ ‫ح الّتع ّ‬‫الّتشبيه ص ّ‬
‫نفس أعمممممّز‬ ‫شمممس‬ ‫قممامت تظّللني ممممن ال ّ‬

‫‪ ( )1‬في )ي(‪)) :‬فهذا غير مستقيم(( وأشار إلى أن ما أثبته في‬


‫نسخة‪ ,‬وفي )س(‪)) :‬فهذا عذر سقيم((‪.‬‬
‫‪)) ( )2‬ديوان زهير((‪) :‬ص‪.(45/‬‬

‫‪165‬‬
‫ي من نفسممي‬ ‫عممل ّ‬
‫شممممممس‬ ‫)‪(1‬‬
‫قمممممامت تظّللنمممي فمممواعممممممجبا‬
‫شممممس‬ ‫تظّللني من ال ّ‬
‫جب في قوله‪:‬‬ ‫ح الّنهي عن الّتع ّ‬‫ولذلك ص ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫قممممد زّر أزراره‬ ‫ل تممعجبوا ممممن بلى غللتممه‬
‫)‪(3‬‬
‫عمملى القمر‬
‫قالوا‪ :‬ولهذا يبنى على علوّ القممدر ممما يبنممى علممى‬
‫علوّ المكان مثل قوله‪:‬‬

‫‪ ( )1‬في نسخة‪)) :‬ومن عجب(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪ ,‬وهو‬


‫كذلك في )س(‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬الغللة بالكسر‪ :‬شعار يلبس تحت الثمموب‪ .‬القمماموس ‪:‬‬
‫)ص‪.(1343/‬‬
‫))‬
‫‪ ( )3‬البيت لبن طباطبما العلموي ت ) ‪332‬همم(‪ .‬انظمر‪ :‬معاهمد‬
‫التنصيص((‪.(2/129 ) :‬‬

‫‪166‬‬
‫ن له حاجممة‬
‫بممأ ّ‬ ‫ن الجهمول‬ ‫ويممصممعد حّتى يظ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫سممممماء‬
‫في ال ّ‬
‫ل هذا ذكره علماء المعاني والبيان‪ ,‬وقممد رأيممت‬ ‫ك ّ‬
‫تأكيد ما ذكروه بذكر جملة صمالحة ممما رود فمي هممذا‬
‫ن مقتضمماه‬ ‫المعنممى مطابقممة لمقتضممى الحممال‪ ,‬فممإ ّ‬
‫المبالغة فممي كشممف عطمماء البيممان‪ ,‬لنكممار المعممترض‬
‫إمكان الّتأويل في بعض الحاديث الممتي لممم تبلممغ فممي‬
‫وز مرتبة كثير مما نورده مممن كلم البلغمماء‪ ,‬وإّنممما‬ ‫الّتج ّ‬
‫وز‬ ‫دالممة علممى الّتجم ّ‬‫وقع الّتفاوت في ظهممور القرينممة ال ّ‬
‫في نفس المر‪.‬‬
‫فمن ذلك ما ذكره الّزمخشري –رحمه اللممه‪ -‬فممي‬
‫شافه(()‪ (2‬في تفسير قوله تعمممالى‪)) :‬أولئك الذين‬ ‫))ك ّ‬
‫اشتروا الضللة بالهدى فما ربحت تجارتهم((‬
‫]البقرة‪ [16/‬فإّنه تكّلم في هذا لما يشهد بما ذكرته‬
‫ضممللة‬ ‫ن شممراء ال ّ‬ ‫فقال ما لفظه‪)) :‬فممإن قلممت هممب أ ّ‬
‫بالهدى وقع مجازا ً فممي معنممى السممتبدال؛ فممما معنممى‬
‫مة مبايعة على الحقيقة؟‬ ‫نث ّ‬
‫ذكر الربح والّتجارة كأ ّ‬
‫صنعة البديعة الممتي تبلممغ بالمجمماز‬ ‫قلت‪ :‬هذا من ال ّ‬
‫م‬ ‫ذروة العليا‪ ,‬وهي‪ :‬أن تساق كلمة مساق المجاز ث م ّ‬ ‫ال ّ‬
‫فى بأشكال لهمما وأخمموات إذا تلحقممن لممم تممر كلمما ً‬ ‫تق ّ‬
‫ً‬
‫أحسن ديباجممة وأكممثر ممماء ورونقما منممه‪ ,‬وهممو المجمماز‬
‫شح‪ ,‬وذلك نحو قول العرب في البليد‪ :‬كأن أذنممي‬ ‫المر ّ‬
‫شحوا ذلك روما ً‬ ‫مر ّ‬ ‫(‬‫‪3‬‬‫)‬
‫قلبه خطلوان ‪ ,‬جعلوه كالحمار ث ّ‬
‫دعمموا لهممما‬ ‫دعوا لقلبممه أذنيممن وا ّ‬ ‫لتحقيممق البلدة؛ فمما ّ‬
‫مام‪)) .‬ديوانه((‪ (2/200) :‬من قصمميدة يرثممي‬ ‫‪ ( )1‬البيت لبي ت ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫بها خالد بن يزيد الشيباني‪ .‬والبيت في الديوان هكذا‪:‬‬
‫ن لمممممه مممممممنزل ً‬
‫أ ّ‬ ‫ن الجهمممول‬
‫ويممممصعممممد حّتى لمممظ ّ‬
‫سمممممممممماء‬
‫في ال ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫وذكر التبريزي أّنه في رواية‪ :‬له حاجة ‪.‬‬
‫‪.(1/37) ( )2‬‬
‫ن باذني قلبه خطلوان فإّنهم‪.!((....‬‬ ‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬كأ ّ‬

‫‪167‬‬
‫الخطممل‪ ,‬ليمثلمموا البلدة تمممثيل ً يلحقهمما ببلدة الحمممار‬
‫مشاهدة معاينة‪ ,‬ونحوه‪:‬‬
‫شممش فممي‬ ‫ما رأيت الّنسممممر عمممّز ابممن دأيممة)‪ (1‬وع ّ‬ ‫ول ّ‬
‫وكريه جاش له صدري‬
‫شممميب بالّنسمممر‪ ,‬وال ّ‬
‫شمممعر الفممماحم‬ ‫مممما شمممّبه ال ّ‬
‫ل ّ‬
‫بممالغراب‪ ,‬أتبعممه ذكممر الّتعشمميش والمموكر(( إلممى آخممر‬
‫كلمممه فممي هممذا‪ ,‬وأنشممد فممي غيممر هممذا الموضممع فممي‬
‫شافه(([)‪: (2‬‬ ‫]))ك ّ‬
‫رويمممدك يا أخا‬ ‫يممممنمممازعني ردائي عبد عممرو‬
‫عممرو بن بكر‬
‫ودونمممممك‬ ‫شمممممطر الممذي ملكممت يميممن‬ ‫لممممي ال ّ‬
‫فاعتجز منه بشمممطر‬
‫)‪(3‬‬
‫م قممال‪ :‬فمماعتجز منممه‬ ‫قال‪ :‬أراد بردائه سيفه ‪ ,‬ث ّ‬
‫بشممطر‪ ,‬فنظممر إلممى المسممتعار فممي لفممظ العتجممار((‬
‫انتهى كلمه‪.‬‬
‫ومممن ذلممك قمموله تعممالى‪)) :‬يريخخدون ليطفئوا‬
‫نور الله بأفواههم(( ]الصخخف‪ [8/‬فممذكر الفممواه‬
‫ترشيحا ً لذكر الطفاء‪ ,‬وممن مطربمات الّترشميح قمول‬
‫المعّري)‪: (4‬‬
‫فعجبممت مممممن‬ ‫وسمممألت كم بين العقيق وبممارق‬
‫بعد المدى المتطاول‬
‫يسممممري‬ ‫وعممممذرت طيفممممك فممي الّزيممارة إّنممه‬

‫مي بمذلك لّنمه يقمع علمى دأيمة‬ ‫‪ ( )1‬ابن دأية‪ :‬هو الغراب‪ ,‬سم ّ‬
‫البعير الدبر‪ ,‬وهو موضع الرحل‪ ,‬فيبقرها؛ فنسب إليها‪ .‬وقيممل‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫صع ‪) :‬ص‪ (142/‬لبن الثير‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬المر ّ‬
‫‪ ( )2‬زيادة من )س(‪.‬‬
‫والبيتان فيه‪.(2/346) :‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )3‬تحّرفت في )س( إلى‪ :‬ثوبه !‪.‬‬
‫‪)) ( )4‬سقط الزند((‪) :‬ص‪.(127/‬‬

‫‪168‬‬
‫فيصبح دونمنما بمممراحل‬
‫طيف بالّزيمادة تناسمى‬ ‫وز في وصف ال ّ‬ ‫فإّنه لما تج ّ‬
‫خر عن الّزيارة فسأل عن محمم ّ‬
‫ل‬ ‫وز حّتى عليه الّتأ ّ‬ ‫الّتج ّ‬
‫طيممف‪ ,‬وعلممم‬ ‫صديقه‪ ,‬فأخبر ببعده المفرط فعممرف ال ّ‬
‫أنه ل يقدر قطممع تلممك المسممافة المتطاولممة فممي ليلممة‬
‫طيممف أن يممأتي نهممارًا؛ لن ّممه‬ ‫ح في ال ّ‬ ‫واحدة‪ ,‬وأّنه ل يص ّ‬
‫وقت اليقظة‪ ,‬وهذا معنى لطيف يهّز البلغاء طربًا‪.‬‬
‫ومما جاوز حد ّ الغرابة في هذا قممول الّزمخشممري‬
‫كناية عن الجماع‪:‬‬
‫سممممبعا ً رقمماق‬ ‫وقممد خطبت عمملى أعواد منممبره‬
‫المعاني جزلة الكلم‬
‫شريفة‬ ‫وقد اعترض نفسه باستعارة هذه المور ال ّ‬
‫شرف‪.‬‬ ‫ظ له في مراتب ال ّ‬ ‫لما ل ح ّ‬
‫شيخ عمر بن الفارض في هذا من الجممادة ممما‬ ‫ولل ّ‬
‫ليس لغيره‪ ,‬من ذلك قوله)‪: (1‬‬
‫ضممممماع من ّممي‬ ‫كمممان لمممي قلب بجرعاء الحمممى‬
‫همممممل له رد ّ علي‬
‫فممهو مممما بيممن‬ ‫فمماعهدوا بطحاء وادي سممملمم‬
‫كمممداء وكمدي‬
‫وز في ضياع قلبه‪ ,‬بنى عليه ممما يبنممى‬ ‫فإّنه لما تج ّ‬
‫ضياع الحقيقي فأمرهم بطلب قلبه‪ ,‬وعّين لهم‬ ‫على ال ّ‬
‫ده بكممداء وكممدي‪ ,‬وهممما‬ ‫الموضممع الممذي هممو فيممه‪ ,‬وح م ّ‬
‫موضعان بمكة المشّرفة)‪.(2‬‬
‫ومن أطول ما سمعته في هممذا المعنممى وأحسممنه‬
‫صمموفي‬ ‫شيخ أبي حفص عمر بممن الفممارض ال ّ‬ ‫قصيدة ال ّ‬
‫)‪(4‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫سعدي نفع الله به ‪ ,‬التي قال فيها ‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫))ديوانه((‪) :‬ص‪.(203/‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬
‫انظر‪)) :‬معجم البلدان((‪.(4/439) :‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫انظر التعليق )ص‪.(423 ,24/‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫))ديوانه((‪) :‬ص‪.(179/‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪169‬‬
‫سكرنا بهما ممن قبمل أن‬ ‫شمممممربنا علممممى ذكممممر‬
‫يخلق الكرم‬ ‫الحبيب مدامة‬
‫هلل وكممممم يبممممدو إذا‬ ‫ولهمما البممدر كممأس هممي‬
‫مزجت نجم‬ ‫شمس يديرها‬
‫)‪(1‬‬
‫ورها‬ ‫ولول سناها ما تص ّ‬ ‫ولول شذاها ما اهتدينا‬
‫الوهم‬ ‫لحانها‬
‫نشاوى ول عممار عليهممم‬ ‫ي‬
‫فإن ذكممرت فممي الحم ّ‬
‫ول إثم‬ ‫أصبح أهله‬
‫ولممم يبممق فيهمما)‪ (2‬فممي‬ ‫دنان‬‫ومن بين أحشماء الم ّ‬
‫الحقيقة إل اسم‬ ‫تصاعدت‬
‫أقامممممت بمممه الفمممراح‬ ‫وإن خطممرت يوممما ً علممى‬
‫وارتحل الهم‬ ‫خاطر امرىء‬
‫لسممكرهم مممن دونهمما‬ ‫ولو نظر الن ّممدمان ختممم‬
‫ذلك الختم‬ ‫إنممممائها‬
‫لعممممادت إليممممه الممممّروح‬ ‫ولو نضممحوا منهمما ثممرى‬
‫وانتعش الجسم‬ ‫قبر مّيت‬
‫عليل ً وقممممد أشممممممفى‬ ‫ولممو طرحمموا فممي فيممء‬
‫سقم‬ ‫لفارقه ال ّ‬ ‫حمائط كرمها‬
‫لكسمممممممممبه معنممممممى‬ ‫ولممو نممال فممدم القمموم‬
‫شمائلها الّلثم‬ ‫لثمم قدامها‬
‫وممممما شمممممربوا منهمممما‬ ‫دير كممم‬ ‫هنيئا ً لهممل المم ّ‬
‫موا‬ ‫ولكّنهم ه ّ‬ ‫سكروا بها‬
‫على نغم اللحان فهممي‬ ‫ودونكهممما فمممي ألحمممان‬
‫بها غنم‬ ‫فاستجلها به‬

‫‪ ( )1‬في )أ( و)ي(‪)) :‬اهتديت((‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في نسخة‪)) :‬منها((‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫كممذلك لممم يسممكن مممع‬ ‫م يوما ً‬‫فما سمكنت واله ّ‬
‫م‬‫الّنغم الغ ّ‬ ‫بموضع‬
‫بصمممير‪ ,‬أجمممل عنمممدي‬ ‫‪/‬يقولون لي صفها فمأنت‬
‫‪/86‬أ‬
‫بأوصافها علم‬ ‫بوصفها‬
‫ونممور ول نممار وروح ول‬ ‫صفاء ول ماء ولطف ول‬
‫جسمم‬ ‫هوى‬

‫شيخ‪ .‬فانظر إلى ما فيهمما مممن‬ ‫إلى آخر ما ذكره ال ّ‬


‫شيخ لممما تمموّله فممي‬ ‫ن ال ّ‬
‫الّترشيح‪ ,‬وتناسي الّتشبيه‪ ,‬فإ ّ‬
‫ل جللممه‪ ,‬وارتفعممت فممي منممازل‬ ‫ب اللممه تعممالى ج م ّ‬
‫حم ّ‬
‫ب في تلّعبه بعقممول المحّبيممن‬ ‫المحّبة أحواله‪ ,‬شّبه الح ّ‬
‫ن فممي‬ ‫بالخمرة فاستعار اسمها للمحب ّممة‪ ,‬ثممم أخممذ يفت م ّ‬
‫ترشيح السممتعارة بممذكر أوصمماف الخمممرة ومتعّلقاتهمما‬
‫شممذا‪,‬‬‫سمماقي‪ ,‬وال ّ‬ ‫شممرب‪ ,‬وال ّ‬ ‫متناسيا ً للّتشبيه‪ ,‬فممذكر ال ّ‬
‫دنان‪ ,‬والفممدام‪ ,‬وختممم النمماء‪,‬‬ ‫والحممان‪ ,‬والّنشمموة‪ ,‬وال م ّ‬
‫والّنضح منها‪ ,‬والكرم الذي منه عنبها‪ ,‬والحممائط الممذي‬
‫دير الممذي‬ ‫سكر منهمما‪ ,‬والم ّ‬ ‫كانت غروس العنب فيه‪ ,‬وال ّ‬
‫دير بسممكرهم منهمما‪ ,‬وذكممر‬ ‫شربت فيه)‪ , (1‬وهّنأ لهل ال ّ‬
‫مزاجها وشربها صرفا ً على اللحان التي تصاحبها فممي‬
‫العادة‪ ,‬وزوال الهم معها‪ ,‬وشّبه الكأس الممذي تشممرب‬
‫ساقي في جماله بالهلل‪ ,‬وأمثال ذلك‪.‬‬ ‫فيه بالّنجم‪ ,‬وال ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ن هممذا نظممم خممارج عممن طريقممة‬ ‫فمممن زعممم أ ّ‬
‫ي الطبع جامممد‬ ‫العرب‪ ,‬غير بليغ ول مستقيم‪ ,‬فهو بهيم ّ‬
‫القريحة‪ ,‬ومن أقّر أّنه عربممي بليممغ فممي أرفممع درجممات‬
‫شممأن؛ لزمممه أل يقممول‬ ‫صنعة البديعية عند أهل هذا ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫فيما هو دونه بدرجات كثيرة مممن القممرآن والحممديث‬

‫‪ ( )1‬في نسخة‪)) :‬منه(( كذا في هممامش )أ( و)ي( وهممو كممذلك‬


‫في )س(‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪ :‬لغة ‪.‬‬
‫‪ ( )3‬أي‪ :‬أقل منه مبالغة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫أن ّممه يسممتحيل تممأويله علممى قممانون اللغممة العربيممة فممي‬
‫دعي في كممثير مممن ذلممك أن‬ ‫وز‪ ,‬وبطل قول من ي ّ‬ ‫الّتج ّ‬
‫وز فيه داخل في حد ّ اللغاز والتعمية‪ ,‬وما ل يجوز‬ ‫الّتج ّ‬
‫ذر معرفممة المموجه فيممه علممى‬ ‫على الله تعالى‪ ,‬وأّنه يتع ّ‬
‫سماء من العلماء والبلغاء والفطناء‬ ‫جميع من أظّلت ال ّ‬
‫سمّنة‬
‫وز فممي ال ّ‬‫دهر إلى آخره! وانظر أيّ تج ّ‬ ‫من أّول ال ّ‬
‫بلغ إلى هذا المبلممغ الممذي ذكرتممه لممك فممي البعممد عممن‬
‫الحقيقة‪.‬‬
‫ن هذه المبالغة ل يجمموز دخولهمما فممي‬ ‫فإن قلت‪ :‬إ ّ‬
‫القرآن والحديث لّنها كذب محض‪ ,‬ول يجوز ذلك فممي‬
‫كتاب الله تعالى وكلم رسوله ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا جهل باللغة والبلغة‪ ,‬بل جهل بممما فممي‬
‫دم شمميء مممن ذلممك‬ ‫سنة من ذلك‪ .‬وقممد تقم ّ‬ ‫الكتاب وال ّ‬
‫في هذا الّنوع الذي نحن فيه‪ ,‬وفي القرآن العظيم ممما‬
‫ما ذكرنمماه‪ ,‬ولممو لممم يممرد فممي جممواز هممذا‪,‬‬ ‫هو أعظم م ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫شهادة بالبراءة له من الكذب إل قول الله تعالى‪:‬‬ ‫وال ّ‬
‫))إذا رأيتهخخخخم حسخخخخبتهم لؤلخخخخؤا ً منثخخخخورًا((‬
‫ن ممممن رأى الولمممدان‬ ‫]النسخخان‪ [19/‬فإن ّممما نعلمممم أ ّ‬
‫الحسان ل يحسبهم لؤلؤا ً منثمورا ً فمي صمفاء ألموانهم‪,‬‬
‫وحسن منظرهم كالد ّّر‪ .‬ووصفه للد ّّر بممأّنه منثممور مممن‬
‫جملة ما ذكرنا من ترشيح الستعارة‪.‬‬
‫وكذلك قول الكاتب‪ :‬كلم لو مزج بممه ممماء البحممر‬ ‫‪/86‬ب‬
‫ن المتكّلم به لممم يقصممد‬ ‫ب‪ /‬طعمه‪ ,‬ليس بكذب؛ ل ّ‬ ‫ل َعَذ ُ َ‬
‫سامع أن‬ ‫سامع حقيقة ذلك‪ ,‬ول خاف من ال ّ‬ ‫أن يوهم ال ّ‬
‫هم ذلك‪ ,‬وإّنما قصد وصممف الكلم بالبلغممة ل غيمر‪,‬‬ ‫يتو ّ‬
‫ن أهممل‬‫وعرف أّنه ل يفهممم مممن عبممارته إل ذلممك‪ ,‬فكممأ ّ‬
‫اللسان وضعوا لوصف الكلم بالحسن عبارتين‪:‬‬
‫إحداهما‪ :‬أن يقممول‪ :‬كلم فصمميح أو بليممغ‪ ,‬أو نحممو‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ ( )1‬تحّرفت في )س( إلى ))الكتب((!‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أن يقمول‪ :‬كلم لمو مممزج بمه مماء البحمر‬
‫ن‬
‫ب ونحو ذلممك‪ ,‬وهممذا يخممالف الكمذب القبيممح‪ ,‬فممإ ّ‬ ‫لعَذ ُ َ‬
‫سامع ما ليممس‬ ‫الكذب هو‪ :‬ما قصد المتكّلم به إيهام ال ّ‬
‫وز لم يقصد ذلك‪2) ,‬وهذا هو الفرق بين‬ ‫بصدق‪ ,‬والمتج ّ‬
‫‪(1‬‬
‫السممتعارة والكممذب‪ ,‬كممما ذكممره أهممل البيممان ‪ ,‬وقممد‬
‫دعممى‬ ‫ممما ا ّ‬
‫يل ّ‬‫أكممثرت مممن الستشممهاد علممى أمممر جل م ّ‬
‫ن في الحديث ما لم يمكن تأويله‪ ,‬وما يجممب‬ ‫الخصم أ ّ‬
‫تكممذيب راويممه‪ ,‬وفيممما ذكمرت مما يممرد ّ عليمه علمى مما‬
‫سيأتي تفصيله –إن شاء الله تعالى‪.-‬‬
‫الثالثة‬ ‫المرتبة الثالثة في الّتأويل‪ :‬الحكممم بممالوهم‬
‫لدليل يوجب ذلممك‪ ,‬والمموهم أنممواع‪ :‬فمنممه المموهم فممي‬
‫اللفظ وهو صحيح مأثور‪ ,‬ومنه حممديث عائشممة الث ّممابت‬
‫في البخاري ومسلم)‪ (2‬وغيرهما‪ :‬وفيممه عممن ابممن عمممر‬
‫ذب‬ ‫عن أبيه –رضي الله عنهما‪ -‬مرفوعًا‪)) :‬المّيت يع ّ‬
‫في قبره بما نيح عليه(( وفيه‪ :‬قالت عائشممة‪)) :‬ل‬
‫ذب‬ ‫ن المي ّممت يع م ّ‬ ‫والله ما قممال رسممول اللممه ‪ ‬قممط إ ّ‬
‫ن الكافر يزيده الله ببكاء أهله‬ ‫ببكاء أحد‪ ,‬ولكّنه قال‪ :‬إ ّ‬
‫ن الله لهو أضحك وأبكى‪ ,‬ول تممزر وازرة وزر‬ ‫عذابًا‪ ,‬وإ ّ‬
‫سممع يخطىمء((‪ .‬همذا لفمظ البخماري‬ ‫ن ال ّ‬‫أخرى‪ ,‬ولكم ّ‬
‫ن المموهم فممي‬ ‫ومسلم‪ ,‬وفيما ذكرته شهادة لجممواز ظ م ّ‬
‫ح‪,‬‬‫ن الظ ّمماهر ل يص م ّ‬ ‫الّراوي عند من اعتمد)‪ (3‬القطع بممأ ّ‬
‫وأّنه وقع مثل ذلك في زمن أصحاب رسممول اللممه ‪,‬‬
‫ورضي الله عنهممم‪ ,‬فممي ح مقّ أوثممق ال مّرواة وأفضمملهم‬
‫ن‬‫مممن ُيعتقممد تعظيمممه وتفضمميله‪ ,‬علممى أ ّ‬ ‫وأروعهممم م ّ‬
‫حة مثل ذلك على أصول الجميع‪.‬‬ ‫المختار ص ّ‬
‫مة‬ ‫ذهبي فممي ضم ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫ما أهل الحديث؛ فقممد ذكممر الم ّ‬ ‫أ ّ‬
‫‪ ( )1‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬
‫‪)) ( )2‬الفتح((‪ ,(3/180) :‬ومسلم برقم )‪.(929‬‬
‫‪ ( )3‬في نسخة ))اعتقد(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪ ,‬وهو كذلك‬
‫في )س(‪.‬‬
‫‪)) ( )4‬السير ‪.(1/290) :‬‬
‫((‬

‫‪173‬‬
‫دنيا تصمميب المطيممع والعاصممي‪,‬‬ ‫القبر أّنها مثممل آلم الم ّ‬
‫ح فيممه‬ ‫ن كم ّ‬
‫ل ألممم صم ّ‬ ‫ممما علممى أصممول المعتزلممة فل ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫وض والعتبار فهو جائز‪ ,‬وكلهما ممكن فممي ذلممك‪:‬‬ ‫العِ َ‬
‫أما العوض فل إشكال‪ ,‬وأما العتبار فاعتبار من يعلممم‬
‫بذلك من المكّلفين‪ ,‬وفممي المعتزلممة مممن يجيممز اليلم‬
‫لجل العوض فقمط‪ ,‬ولكمن فمي الحمديث إشمارة إلمى‬
‫تعليمممل اسمممتحقاق العمممذاب بالبكممماء‪ ,‬فلمممذلك تمممأّوله‬
‫البخاري)‪ (1‬والّنووي)‪ (2‬لمن أوصى أن يبكى عليه‪ ,‬ويكن‬
‫الجممواب بشمميء)‪ (3‬آخممر‪ ,‬وهممو‪ :‬أن البكمماء جعممل سممببا ً‬
‫للعذاب ل مممؤثرا ً فممي اسممتحقاقه‪ ,‬كممما تكممون أسممباب‬ ‫‪/87‬أ‬
‫دنيا ‪/‬أمورا ً غير مأّثرة في الستحقاق‪.‬‬ ‫اللم في ال ّ‬
‫والحكمة في جعل البكاء سممببا ً للعممذاب‪ :‬ممما فممي‬
‫ذلك مممن الّزجممر العظيممم عممن البكمماء‪ .‬وتسمممية اللم‬
‫ن‬‫دم أ ّ‬‫عذابا ً كممثير فممي الّلغممة شممائع‪ ,‬علممى أن ّممه قممد تقم ّ‬
‫ل أحمد لشمميء ممن‬ ‫ل علمى اسممتحقاق كم ّ‬ ‫سمع قمد د ّ‬ ‫ال ّ‬
‫العذاب‪ ,‬فمن الجائز أن يكممون عممذابا ً مسممتحقا ً بممذنب‬
‫غير البكاء‪ ,‬وجعل البكاء سببا ً على سبيل الّزجممر عنممه‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫فهذه الوجوه كّلها داّلة على سعة وجمموه الحكمممة‬
‫الّرّبانية‪ ,‬وعلى أّنه يجب على المسلم أل يعجل برمممي‬
‫الّرواة الّثقات بالوهم في الحديث ما أمكنه‪ ,‬فإن قممال‬
‫بذلك قائل فل حرج)‪ (4‬عليه‪ ,‬ففي عائشة –رضممي اللممه‬
‫عنها‪ -‬أسوة حسنة‪.‬‬
‫سمماعة لمقممدار مئة‬ ‫ومن هذا القبيل حديث قيام ال ّ‬
‫صحيح(()‪ (5‬وليس المراد بممه القيامممة‪,‬‬ ‫))‬
‫سنة‪ ,‬وهو في ال ّ‬
‫ن رسول اللممه ‪ ‬إّنممما قممال‪)) :‬ل يخأتي مئة‬ ‫وذلك ل ّ‬
‫‪)) ( )1‬الصحيح(( مع ))الفتح((‪.(3/180) :‬‬
‫‪)) ( )2‬شرح مسلم((‪.(6/229) :‬‬
‫‪ ( )3‬في نسخة ))بوجه(( كذا في هامش )أ( و)ي( وهممو كممذلك‬
‫في )س(‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )4‬في )ي(‪ :‬فل ُيحرج ‪ ,‬وفي )س(‪ :‬لم يخرج ‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫سنة حّتى أتتكم ساعتكم(( هكممذا ورد فممي بعممض‬
‫صحيح(()‪ (1‬وساعتهم هي الموت‪ ,‬وهممو معنممى‬ ‫))‬
‫ألفاظ ال ّ‬
‫صحيح قرآني‪.‬‬
‫سمماعة‪:‬‬‫قممال اللممه تعممالى فممي تسمممية الممموت بال ّ‬
‫))ول يزال الذين كفروا في مريخخة منخخه حت ّخخى‬
‫ة أو يخخأتيهم عخخذاب يخخوم‬ ‫سخخاعة بغت خ ً‬‫تخخأتيهم ال ّ‬
‫عقيم‪ ,‬الملك يومئذ لله يحكم بينهخخم((]الحخخج‪/‬‬
‫(()‪(2‬‬ ‫))‬
‫مي يمموم‬ ‫‪ [56-55‬قال الجوهري في صممحاحه س م ّ‬
‫ل على ما‬ ‫القيامة عقيمًا؛ لّنه ل موت بعده‪ ,‬قلت‪ :‬ويد ّ‬
‫قاله الجمموهريّ قمموله تعممالى‪)) :‬الملك يخخومئذ للخخه‬
‫ساعة فممي اليممة هممي‬ ‫ن ال ّ‬
‫ل على أ ّ‬ ‫يحكم بينهم(( فد ّ‬
‫سممامعين للحممديث أن ّممه أراد‬ ‫ن بعممض ال ّ‬ ‫الموت‪ .‬وقد ظم ّ‬
‫)‪(4‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫ن في الّترمذي وأبي داود عن ابن عمممر‬ ‫القيامة فإ ّ‬
‫ن الّناس وهلوا في مقالة رسممول اللممه ‪ ‬تلممك فيممما‬ ‫أ ّ‬
‫يتحممدثونه بتلممك الحمماديث نحممو مئة سممنة‪ ,‬وإّنممما قممال‬
‫رسول الله ‪)) :‬ل يبقى ممن هخخو اليخخوم علخخى‬

‫‪ ( )5‬البخاري ))الفتح((‪ ,(1/255) :‬ومسلم برقم )‪ (2537‬مممن‬


‫حديث ابن عمر –رضي الله عنهما‪.-‬‬
‫‪ ( )1‬لم أجده بهذا اللفظ‪ ,‬ل في الصحيح ول في غيره‪.‬‬
‫ولكن أخرج أحمد‪ ,(1/93) :‬وأبو يعلى‪ ,(1/245) :‬والطبراني‬
‫في ))الكبير((‪ ,(17/693) :‬وغيرهم‪ ,‬عن أبممي مسممعود ‪--‬‬
‫أنه كان يظن أن قيام الساعة بعد مممائة عممام‪ ,‬ويفممتي النمماس‬
‫ي ‪ --‬خطأه في ذلك‪.‬‬ ‫بذلك‪ ,‬فبين له عل ّ‬
‫))‬
‫قممال الهيثمممي فممي المجمممع((‪)) :(1/203) :‬رواه أحمممد وأبممو‬
‫يعلى والطبراني في الكبير والوسط‪ ,‬ورجاله ثقات(( اهم‪.‬‬
‫وصممححه الشمميخ أحمممد شمماكر فممي تعليقممه فممي ))المسممند ‪) :‬‬
‫((‬

‫‪.(2/93‬‬
‫‪.(5/1989) ( )2‬‬
‫‪.(4/451) ( )3‬‬
‫‪.(4/516) ( )4‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫أقول‪ :‬وهذا في الصحيحين من رواية ابن عمر‪ ,‬ولم يختص‬
‫بذكر ذلك الّترمذي وأبو داود!‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫ظهخخر الرض أحخخد(( يريممد بممذلك أن ينخممرم ذلممك‬
‫ن الّناس وهلمموا فممي‬ ‫ص ابن عمر على أ ّ‬ ‫القرن‪ ,‬فهذا ن ّ‬
‫ذلممك‪ ,‬والوهممل هنمما‪ :‬بمعنممى المموهم فممي معنممى كلم‬
‫رسول الله ‪ .‬قال ابن الثير في ))جامع الصول(()‪: (1‬‬
‫شميء إذا ذهمب وهممه إليمه‪ :‬وقمد‬ ‫تقول‪ :‬وهمل إلمى ال ّ‬
‫يكون الوهممل بمعنممى الفممزع‪ ,‬ولكن ّممه ل يلئم كلم ابممن‬
‫ن‬ ‫عمر ههنا‪ ,‬لقول ابن عمر في الّرد ّ على من وهل‪ :‬إ ّ‬
‫رسول الله ‪ ‬ممما أراد إل انخممرام ذلممك القممرن‪ ,‬فممد ّ‬
‫ل‬
‫علممى أّنهممم وهممموا أن ّممه أراد القيامممة‪ ,‬كممما قممد جمماءت‬
‫أحمماديث تمموهم ذلممك‪ ,‬ولعّلهمما مممن روايممة أولئك الممذين‬
‫وهموا)‪ (2‬والله أعلم‪.‬‬
‫ومثل هذا إذا وقع نمادر فمي بعمض الحماديث‪ ,‬لمم‬
‫صممحيحة‪,‬‬ ‫يوجب الّتشكيك في الّرجوع إلى الحاديث ال ّ‬
‫ن الّثقة ل يعصممم مممن الخطممأ‪ .‬وفممي ال ّ‬
‫(()‪(3‬‬ ‫))‬
‫صممحيح ‪:‬‬ ‫فإ ّ‬
‫وأ مقعخخده مخخن‬ ‫مخخدا ً فليتب خ ّ‬
‫ي متع ّ‬ ‫))من كذب عل ّ‬
‫ن‬‫مد‪ ,‬وأجمع العلممماء علممى أ ّ‬ ‫الّنار(( فقّيد الوعيد بالّتع ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫دم تفصيله ‪.‬‬ ‫الّثقة ل يجرح بالخطأ إل إذا كثر كما تق ّ‬
‫من أنواع الوهم في‬ ‫صممحابي‪,‬‬ ‫ومن أنواع الوهم‪ :‬رفع الموقوف على ال ّ‬
‫الحديث‬ ‫وجعله مرفوعا ً إلى الّنبي ‪.‬‬
‫وأشد ّ منه‪ :‬الدراج‪ ,‬وهو ان يتكل ّممم راوي الحممديث‬
‫سممامع‬ ‫بكلم بعد فراغه من رواية الحديث‪ ,‬فيحسممبه ال ّ‬
‫من الحديث لتصاله به‪.‬‬
‫وممممن أنمممواع الممموهم‪ :‬أن يمممروي الحمممديث أحمممد‬
‫ضعفاء‪ ,‬وله اسم أو كنية أو نسبة يوافق فيهمما بعممض‬ ‫ال ّ‬
‫سامع أن ّممه عممن الّثقممة فيرويممه عممن‬ ‫الّثقات‪ ,‬فيحسب ال ّ‬

‫‪/87‬ب‬ ‫‪ ,(3/52) ( )1‬لكنها في شرح ))وهم((‪.‬‬


‫‪ ( )2‬راجع التعليق )ص‪.(443/‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )3‬حمممديث متمممواتر‪ ,‬انظمممر‪ :‬قطمممف الزهمممار )ص‪(23/‬‬
‫للسيوطي‪.‬‬
‫‪) ( )4‬ص‪.(161 ,47/‬‬

‫‪176‬‬
‫ضممعيف فيلصممق‬ ‫الّثقة ل)‪ (1‬على وجه يمّيز الّثقة عممن ال ّ‬
‫فاظ في الحممتراز مممن‬ ‫بالّثقة ما لم يقله‪ ,‬وقد بالغ الح ّ‬
‫هذا الخلل ‪/‬وصّنفوا في ذلك كتب العلل؛ فهممذا ]آخممر[‬
‫)‪ (2‬وجوه المحامل‪ ,‬ومع إمكممانه ل يجمموز الحكممم علممى‬
‫مد الكذب‪ ,‬ومثل هذا ل يبطل به علم الثممر‬ ‫الّثقات بتع ّ‬
‫لوجهين‪:‬‬
‫ن الخطأ قد يقع من أئمة أهممل الّنظممر‬ ‫أحدهما‪ :‬أ ّ‬
‫)‪3‬‬
‫في نظرهم‪ ,‬فكما لم يبطل بذلك علم الّنظر عندهم‬
‫فكذلك‪ (3‬ل يبطل علم الثر بمثله عند أهل الثر‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أّنه لو وجب الحتراز من الوهم للممزم‬
‫الممّراوي أل يعمممل بشمميء مممما حفظممه وسمممعه مممن‬
‫ضممرورة‬‫رسول الله ‪ ,‬لّنه يجوز فيممما لممم يعلمممه بال ّ‬
‫على نفسه من الوهم ممما يجمموز علممى سممائر الّثقممات‪,‬‬
‫وهممذا خلف العقممل والّنقممل‪ ,‬فممإذا قممدحنا بممالوهم لممم‬
‫يختممص أهممل الثممر‪ ,‬ولممزم أهممل الّنحممو والّلغممة والفقممه‬
‫وزا ً فأقل الحديث وهمًا‪:‬‬ ‫والّتفسير‪ ,‬فإذا كان الوهم مج ّ‬
‫و‬
‫ححة‪ ,‬التي حكم بعل ّ‬ ‫قحة المص ّ‬ ‫كتب أئمة الحديث المن ّ‬
‫صحة أئمة الّنقممد‪ ,‬وعكممف الفاضممل علممى‬ ‫قدرها في ال ّ‬
‫تحقيقها مممن قبممل ومممن بعممد‪ .‬وهممذا القممدر كمماف فممي‬
‫دمات‪.‬‬ ‫الّتمهيد للجواب بذكر هذه المق ّ‬
‫ولنشرع الن في الجواب‪ ,‬ونتكّلم علممى فصمملين‪,‬‬ ‫النقض على‬
‫أحدهما‪ :‬في الجممواب الجملممي‪ ,‬وثانيهممما‪ :‬فممي طممرف‬ ‫المعترض في رده‬
‫مخخا الّتحقيخخق؛ فل مكخخانه ول‬ ‫للحاديث بذكر‬
‫من المعارضممات‪ ,‬فأ ّ‬ ‫فصول‬
‫زمانه ول فرسانه ول ميدانه‪.‬‬
‫ن المعترض ذكر‬ ‫ول‪ :‬فالجواب أ ّ‬ ‫ما الفصل ال ّ‬ ‫أ ّ‬
‫أحاديث معّينة وذكر أّنه ل يصح لها تأويل‪ ,‬فنقممول لممه‪:‬‬
‫ح لها تأويل في فهمك؟ فمسّلم ول يض مّر‬ ‫مرادك ل يص ّ‬
‫‪ ( )1‬سقطت من )س(! فتغّير المعنى!‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )أ( و)ي(‪)) :‬أحد((‪ ,‬ولمثبت من العواصم ‪(8/320) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫و)س(‪ .‬وهو الصواب‪.‬‬


‫‪ ( )3‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫ح لهمما تأويممل فممي علممم اللممه‬ ‫تسليمه‪ ,‬أو مرادك ل يصم ّ‬
‫تعالى‪ ,‬ول في علم أحممد مممن الّراسممخين فممي العلممم؟‬
‫فهذا ممنوع لوجهين‪:‬‬
‫ن موسى كليم الله لما لم يعلممم‬ ‫ول‪ :‬أ ّ‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫تأويل فعل الخضر ‪--‬لم يجب أن ل يعلمه الخضر‪,‬‬
‫فإذا جاز على موسى الكليم‪ --‬أن يجهممل ممما علمممه‬
‫غيره؛ جاز على المعترض أكثر من ذلك‪.‬‬
‫ن الملئكة –عليهم السمملم‪ -‬ممما‬ ‫الوجه الّثاني‪ :‬أ ّ‬
‫عرفوا حكمة الله تعالى علمى الّتعييممن فممي اسممتخلفه‬
‫لدم ‪ --‬فممي الرض‪ ,‬وسممألوا اللممه تعممالى عممن ذلممك‬
‫فقالوا‪)) :‬أتجعل فيها من يفسد فيها ويسخخفك‬
‫دماء ونحخخن نسخخبح بحمخخدك ونقخخدس لخخك((‬ ‫ال خ ّ‬
‫بالبقرة‪ ,[30/‬فلم يخبرهم تعالى بوجه الحكمة على‬
‫الّتعييممن‪ ,‬بممل أجمماب عليهممم بممالجواب الجملممي فقممال‬
‫تعالى‪)) :‬إن ّخخي أعلخخم مخخا ل تعلمخخون(( ]البقخخرة‪/‬‬
‫‪ [30‬فإذا كفى الملئكة الجواب)‪ (1‬الجملي كفى كثيرا ً‬
‫دمنا أّنه‬‫ما فهم معنى اليات؛ فقد ق ّ‬ ‫من المسلمين‪ ,‬فأ ّ‬
‫مممة والعجممم‬ ‫ل يجممب علممى جميممع المسمملمين مممن العا ّ‬
‫ن معرفة البعض إذا كانت كافية فممي ذلممك‪,‬‬ ‫إجماعًا‪ ,‬وا ّ‬
‫فل مانع من أن معرفة رسول الله ‪ ‬تكفي في ذلك‪.‬‬
‫الفصخخل الثخخاني‪ :‬وهممو فممي المعارضممات فهممو‬
‫نوعان‪:‬‬
‫أحخخدهما‪ :‬معارضمممة الخصمممم بتأويمممل أصمممحابه‬
‫المعتزلة لما هو أصعب تأويل ً من تلك الحمماديث‪ ,‬مممن‬
‫دال ّممة علممى أن ّممه تعممالى سممميع‬
‫آيات القرآن العظيممم‪ ,‬ال ّ‬
‫شممرعّية‪,‬‬‫بصير مريممد‪ ,‬وأن ّممه الممذي أوجممب الواجبممات ال ّ‬
‫شممرعية‪ ,‬ورفممع الحممرج فيهمما عممن‬ ‫وحّرم المحّرمممات ال ّ‬
‫المسلمين‪ ,‬وأراد اليسر في ذلك بالمؤمنين ونحو ذلك‬

‫‪ ( )1‬في نسخة ))العلم(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪ ,‬وهو كذلك‬


‫في )س(‪.‬‬

‫‪/88‬أ‬ ‫‪178‬‬
‫مما ل يصح عند المعتزلة إل بتأويل ظاهر‪ ,‬وهذا الن ّمموع‬
‫ظمماهر)‪ (1‬ل سممبيل إلممى استقصممائه‪ ,‬وقممد ذكممر قاضممي‬
‫القضاة‪ ,‬عبد الجّبار بن أحمد –وهو أحممد علمممائهم‪ -‬ممما‬
‫يخالف مذهبهم من القرآن العظيم‪ ,‬فجمماء فممي مجل ّممد‬
‫كبير)‪ , (2‬فلنقتصر في هذا الموجه علممى همذه الشممارة‪,‬‬
‫ففيها تنبيه على كيفية معارضتهم بهذه الطريقة‪ ,‬وقممد‬
‫ذكرت ‪/‬في الصل طرفا ً من اليات التي تع ّ‬
‫(()‪(3‬‬ ‫))‬
‫سممفوا‬
‫ن‬
‫حة ذلممك الّتأويممل‪ ,‬وبّينممت أ ّ‬‫في تأويلهمما وحكممموا بص م ّ‬
‫تأويممل الحمماديث الممتي ذكرهمما المعممترض أقممرب مممن‬
‫تأويلهم لتلك اليات‪.‬‬
‫النوع الّثاني‪ :‬معارضممة الخصممم بممإيراد شممواهد‬
‫تلك الحاديث التي زعم أّنه ل يمكن تأويلهمما بممذكر ممما‬
‫حة‬ ‫هو مثلها من القرآن العظيم‪ ,‬وأّنه يلزم من أقّر بص ّ‬
‫حح تأويل تلك الحمماديث المتي‬ ‫تأويل تلك اليات أن يص ّ‬
‫انتقاها المعترض من أدقّ ما وجد في الحديث‪ ,‬وأبعممد‬
‫ما فيه عن الّتأويل‪ ,‬وسوف أجيب عن جميعهما‪ ,‬وأبي ّممن‬
‫ن في القرآن ما هو مثلها‪ ,‬فمممن تممأّوله تأّولهمما‪ ,‬ومممن‬ ‫أ ّ‬
‫دها لزمممه أن يمرد ّ مما هممو فمي‬ ‫آمن به آمن بها‪ ,‬ومن ر ّ‬
‫معناها من كلم اللممه تعممالى‪ :‬وهممي هممذه مرّتبممة علممى‬
‫ترتيب المورد لها‪:‬‬
‫طويممل المموارد فممي‬ ‫ول‪ :‬الحممديث ال ّ‬ ‫الحخخديث ال ّ‬ ‫تأويل الحاديث‬
‫شممفاعة‪ ,‬وفيممه‪)) :‬وتبقخى‬ ‫صفة يوم القيامممة وفممي ال ّ‬ ‫التي كذبها‬
‫المعترض‪ ,‬من باب‬
‫مخخة فيهخخا منافقوهخخا‪ ,‬فيخخأتيهم اللخخه‬ ‫هخخذه ال ّ‬ ‫اللزام والمعارضة‬
‫فيقول‪ :‬أنا رّبكم‪ ,‬فيقولون‪ :‬هذا مكاننا حّتخخى‬
‫يأتينا رّبنا فإذا جاء رّبنا عرفناه‪ ,‬فيأتيهم اللخخه‬
‫)‪(4‬‬
‫فيقول‪ :‬أنا رّبكم(( هذه روايممة البخمماري ومسمملم‬

‫‪ ( )1‬في نسخة ))واسع(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪ ,‬وهو كذلك‬


‫في )س(‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬وهو كتاب تأويل متشابه القرآن طبع في مجلد كبير‪.‬‬
‫‪ – 8/333) ( )3‬وما بعدها(‪.‬‬
‫‪)) ( )4‬الفتح((‪ ,(13/430) :‬ومسلم برقم )‪.(182‬‬

‫‪179‬‬
‫في حديث أبي هريرة‪.‬‬
‫وفي البخاري ومسمملم)‪ (1‬مممن حممديث أبممي سممعيد‪:‬‬
‫))حّتى إذا لم يبق إل من كان يعبد الله من بّر‬
‫وفاجر أتاهم الله في أدنى صخخورة مخخن الخختي‬
‫رأوه فيها فيقول‪ :‬أنا رّبكم‪ ,‬فيقولخخون‪ :‬نعخخوذ‬
‫بالله منك ل نشرك بالله شخخيئًا‪ ,‬فيقخخول‪ :‬هخخل‬
‫بينكم وبينخخه آيخخة فتعرفخخونه بهخخا؟ فيقولخخون‪:‬‬
‫نعم‪ ,‬فيكشف عن سخاق‪ ,‬فل يبقخخى مخن كخخان‬
‫يسجد للخخه مخخن تلقخخاء نفسخخه إل أذن اللخخه لخخه‬
‫سخخجود‪ ,‬ول يبقخخى مخخن كخخان يسخخجد اّتقخخاء‬ ‫بال ّ‬
‫ورياءً إل جعل الله ظهره طبقة واحخخدة كّلمخخا‬
‫أراد أن يسجد خّر على قفاه(( الحديث‪.‬‬
‫وفي ))صحيح مسلم(()‪ (2‬مممن طريممق أبممي)‪ (3‬الّزبيممر‬
‫سممماع مممن جممابر ‪--‬‬ ‫عن جابر بن عبد اللممه بلفممظ ال ّ‬
‫نحو ذلك‪ .‬وللحديث طرق ليس هذا موضع اسممتيفائها‪,‬‬
‫وفي بعض ألفاظ الحديث‪ ,‬ذكر الّتجل ّممي‪ ,‬وفممي بعضممها‬
‫ضحك‪.‬‬ ‫ذكر وضع القدم في الّنار‪ ,‬وفي بعضها ذكر ال ّ‬
‫ن علممماء الّتأويممل مممن‬ ‫والجواب)‪ : (4‬أّنه قممد ثبممت أ ّ‬
‫‪)) ( )1‬الفتح((‪ ,(13/431) :‬ومسلم برقم )‪.(183‬‬
‫‪ ( )2‬برقم )‪.(191‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬ابن وهو خطأ‪.‬‬
‫((‬

‫‪ ( )4‬مقصود المؤلف هنا معارضة الخصممم بممأنه يمكممن تأويممل‬


‫تلك الحاديث التي أوردها‪ ,‬وأنممه إذا لممم يمكممن تأويلهمما وجممب‬
‫دها بزعمه‪ ,‬فينقض عليه المؤّلف بتأويلت أصحابه المعتزلممة‬ ‫ر ّ‬
‫لما هو أصعب تأويل ً من تلك الحاديث ‪ -‬وإن كممان المؤلممف ل‬
‫يرتضي هذا الّتأويل‪ -‬وإنما أورده لللممزام والمعارضممة‪ .‬وانظممر‬
‫المقدمة‪.‬‬
‫وأما ممما أورده المؤلممف مممن كلم الن ّممووي وغيممره فممي تأويممل‬
‫المجيء والصورة‪ ,‬فالجواب عليها مستفيض في كتممب علممماء‬
‫السنة‪ ,‬انظر ))الردود والتعقبات((‪) :‬ص‪ (190-171/‬لمشممهور‬
‫حسممن‪ .‬ومممذهب أهممل السممنة فممي آيممات الصممفات وأحاديثهمما‬
‫مشهور معلوم‪ ,‬ولله الحمد‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫أهل)‪ (1‬المعمماني والبيممان وأهممل الكلم قممد أّولمموا آيممات‬
‫كثيرة في القرآن مثل قوله تعالى‪)) :‬هل ينظخخرون‬
‫إل أن يخخأتيهم اللخخه فخخي ظلخخل مخخن الغمخخام‬
‫والملئكخخة(( ]البقخخرة‪ [210/‬وقخخوله تعخخالى‪:‬‬
‫))هل ينظرون إل أن تأتيهم الملئكة أو يخخأتي‬
‫ربك أو يأتي بعض آيات رّبك(( ]النعخخام‪[158/‬‬
‫ن إسممناد المجيممء‬ ‫وقالوا فممي هممذه اليممات وأمثالهمما‪ :‬إ ّ‬
‫والتيان إلى الله تعالى مجمماز وهممو مممن بماب اليجمماز‪,‬‬
‫أحد علوم المعمماني‪ ,‬وهممو‪ :‬حممذف بعممض الكلم لدللممة‬
‫دال ّممة هنمما هممي القرينممة‬
‫القرينة على حذفه‪ ,‬والقرينة ال ّ‬
‫العقلّية كالقرينة في قوله تعالى‪)) :‬وسخخئل القريخخة‬
‫التي كّنا فيها والعيخخر(( ]يوسخخف‪ [82/‬أي أهممل‬
‫القرية وأهل العير‪ ,‬قالوا‪ :‬والمعنى‪ :‬وجاء أمر رّبممك أو‬
‫درات المحذوفة‪.‬‬ ‫عذابه أو نحو ذلك من المق ّ‬
‫ح فممي‬ ‫فنقول‪ :‬إذا كان مثل هذا صحيحا ً عندكم ص ّ‬
‫ن إسناد المجيء فيه إلممى اللممه‬ ‫الحديث مثله فيقال‪ :‬إ ّ‬
‫تعالى مجاز وهو فممي الحقيقممة مسممند إلممى ملممك مممن‬
‫ملئكة الله‪ .‬وقوله فممي الحممديث‪)) :‬أنخخا رّبكخخم(( أي‪:‬‬
‫رسممول رّبكممم‪ ,‬وكممذلك قممولهم‪)) :‬أنخخت رّبنخخا(( أي‪:‬‬
‫رسممول رّبنما‪ ,‬وإذا جماز تأويممل لفممظ علمى معنمى جماز‬
‫تأويله علممى ذلممك المعنممى‪ ,‬وإن كمّرر مئة مممرة‪ ,‬وهممذا‬
‫التأويل مفحم للمبتدعة‪ ,‬وقد كان ‪/‬وقممع فممي خمماطري‬
‫وكنت محبا ً أن أقف علممى مثممل ذلممك لحممد مممن أهممل‬
‫شذوذ‪,‬‬ ‫العلم لستأنس بموافقته‪ ,‬فأسلم من وحشة ال ّّ‬
‫فوقفت عليممه فممي ))شممرح مسمملم للنممووي(()‪– (2‬رحمممه‬
‫الله‪ -‬ووجدته قممد تمأّول الحممديث بممذلك فقممال –رحمممه‬
‫الله‪ -‬ممما لفظممه‪)) :‬وقيممل المممراد ))يممأتيهم اللممه(( أي‪:‬‬
‫يأتيهم بعض ملئكته‪ .‬قال القاضي عياض‪ :‬وهذا الوجه‬
‫أشبه عندي بالحديث قممال‪ :‬ويكممون هممذا الملممك الممذي‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬علماء((‪.‬‬


‫‪.(3/19-20) ( )2‬‬

‫‪181‬‬
‫‪/88‬ب‬

‫صممورة الممتي أنكروهمما مممن سمممات‬ ‫جمماءهم فممي ال ّ‬


‫الحدث)‪ (1‬الظ ّمماهرة علممى الملممك والمخلمموق‪ ,‬قممال‪ :‬أو‬
‫يكون معناه يأتيهم الله في صورة‪ ,‬أي‪ :‬بصورة ويظهر‬
‫لهممم مممن صممورة ملئكتممه ومخلوقمماته الممتي ل تشممبه‬
‫صمممفات اللمممه ]ليختمممبرهم[)‪ , (2‬وهمممذا آخمممر امتحمممان‬
‫المؤمنين‪ ,‬وإذا قال لهم هذا الملممك أو هممذه الصممورة‪:‬‬
‫))أنمما رّبكممم(( رأوا عليممه مممن سمممات المخلمموق ممما‬
‫يعلمون به أّنه ليس برّبهم ويستعيذون بالله منه‪.‬‬
‫ما قوله‪)) :‬فيأتيهم الله في صورته الخختي‬ ‫وأ ّ‬
‫صممفة‪ ,‬ومعنمماه‬ ‫صممورة هنمما ال ّ‬‫يعرفونها(( فممالمراد بال ّ‬
‫صفة التي يعرفونها‪ ,‬وإّنما عّبر عن‬ ‫فيتجّلى لهم على ال ّ‬
‫صممورة لمشممابهتهما ولمجانسممة الكلم فممإّنه‬ ‫صفة بال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ما قولهم‪)) :‬نعوذ بالله منك((‬ ‫تقدم ذكر الصورة‪ ,‬وأ ّ‬
‫طممابي‪ :‬يحتمممل أن تكممون السممتعاذة مممن‬ ‫فقممال الخ ّ‬
‫صممة‪ ,‬وأنكممر القاضممي عيمماض هممذا‪ ,‬قممال‬ ‫المنممافقين خا ّ‬
‫صممواب‪ ,‬ولفممظ‬ ‫الّنووي‪ :‬وما قاله القاضي عياض هو ال ّ‬
‫الحديث مصّرح به أو ظاهر فيه‪ ,‬وإّنممما اسممتعاذوا منممه‬
‫ممما‬
‫دمناه مممن كممونهم رأوا سمممات المخلمموق‪ .‬وأ ّ‬ ‫لما ق م ّ‬
‫قوله ‪)) :‬فيتبعونه(( فمعنمماه يتبعممون أمممره إي ّمماهم‬
‫بذهابهم إلى الجّنة(( انتهى ما ذكره الّنووي ‪.- -‬‬
‫صممفة‬ ‫وقوله في هذا الّتأويل‪ :‬فيتجّلى لهم علممى ال ّ‬
‫التي يعرفونها‪ ,‬أراد به تجّلي الّرؤية على مممذهب أهممل‬
‫الحديث والشعرية وغيرهم‪ ,‬وقد صّرح به لكّنه سممقط‬
‫الّتصريح له من هممذا الكلم)‪ , (3‬ولممم يحضممرني ))شممرح‬
‫صه)‪. (4‬‬
‫مسلم فانقل منه كلمه بن ّ‬
‫((‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬الحدوث((‪.‬‬


‫‪ ( )2‬فممي ))الصممول((‪)) :‬لتحريهممم((! والتصممويب مممن ))شممرح‬
‫مسلم((‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬الكلم المنقول((‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫مخا قخوله ‪:‬‬ ‫صه في شرح مسلم ‪)) :(3/20) :‬وأ ّ‬ ‫‪ ( )4‬ن ّ‬
‫))فيخخأتيهم فخخي صخخورته الخختي يعرفخخون(( فخخالمراد‬

‫‪182‬‬
‫ما على مذهب المعتزلة فتأويل الّتجّلي عنممدهم‬ ‫وأ ّ‬
‫ما تجّلى رّبه للجبخخل‬ ‫كتأويله في قوله تعالى‪)) :‬فل ّ‬
‫جعله دكًا(( ]العراف‪ ,[143/‬ويكون المعنى عنممد‬
‫المعتزلة على مقتضى أساليبهم في التأويل‪ :‬فيتجّلممى‬
‫ل على عظيم قدرة الله تعممالى‪ ,‬وإحاطممة علمممه‬ ‫ما يد ّ‬
‫من عجائب أفعاله المعجممزة لجميممع المخلمموقين الممتي‬
‫يعلم بها أّنه المكلم‪.‬‬
‫ل مممذهب‬ ‫وإّنممما ذكممرت تأويممل الحممديث علممى ك م ّ‬
‫ن تأويل الحممديث غيممر‬ ‫ليظهر للمعترض بطلن قوله‪ :‬إ ّ‬
‫ممكن على مذهب المعتزلة‪ ,‬وأنه يجب على أصممولهم‬
‫ده‪ ,‬مع إقرارهم بما هو‬ ‫ده‪ ,‬وقد ظهر أّنه ل يمكنهم ر ّ‬ ‫ر ّ‬
‫مثله في كتاب الله تعالى‪ ,‬وليس فممي الحممديث الممذي‬
‫ن أّنه زائد على ما في القممرآن‬ ‫أورده المعترض ما يظ ّ‬
‫إل ثلثة أمور‪:‬‬
‫صورة‪ ,‬والجواب‬ ‫أحدها‪ :‬ذكر أّنهم سجدوا لتلك ال ّ‬
‫عنه من وجهين‪:‬‬
‫سجود‬ ‫الوجه الّول‪ :‬أّنه يجوز أن يكونوا قصدوا بال ّ‬
‫الّتعّبد لله تعالى عند رؤيتهم لذلك الملك‪ ,‬تعظيما ً للممه‬
‫تعالى حين رأوا من عظيم مخلوقاته ما يوجب ذلك‪.‬‬
‫سممجود للملممك علممى‬ ‫المموجه الثمماني‪ :‬أن ّممه يجمموز ال ّ‬
‫سبيل الّتعظيم والّتكرمة‪ ,‬كممما سممجدت الملئكممة لدم‬
‫سممجود‬ ‫ن تحريممم ال ّ‬ ‫‪ ,‬وكما سجد إخوة يوسف له‪ ,‬فإ ّ‬
‫لغير الله حكم شرعي يجوز تغّيره إجماعًا‪.‬‬
‫بالصورة هنا الصفة‪ ,‬ومعناه‪ :‬فيتجّلى اللخخه سخخبحانه‬
‫صفة الخختي يعلمونهخخا ويعرفخخونه‬‫وتعالى لهم على ال ّ‬
‫دمت لهخخم‬ ‫بها‪ ,‬وإّنما عرفوه بصفته‪ ,‬وإن لم تكن تق ّ‬
‫رؤية لخخه –سخخبحانه وتعخخالى‪-‬؛ لنهخخم يرونخخه ل يشخخبه‬
‫شيئا ً من مخلوقاته‪ ,‬وقخد علمخوا أنخه ل يشخبه شخيئا ً‬
‫من مخلوقاته‪ ,‬فيعلمون أّنه رّبهم‪ ,‬فيقولون‪)) :‬أنت‬
‫رّبنا((‪.‬‬
‫وإنما عّبر بالصورة عن الصفة‪ ((....‬اهم‪ ,‬وانظر التعليق‬
‫)ص‪.(449/‬‬

‫‪183‬‬
‫المر الّثاني‪ :‬مما ورد في الحديث‪ ,‬وليس فممي‬
‫‪/89‬أ‬ ‫صممورة ‪/‬وأن ّممه جمماءهم علممى‬ ‫كتاب اللممه تعممالى‪ :‬ذكممر ال ّ‬
‫صورتين‪ ,‬والجواب من وجهين‪:‬‬
‫الوجه الّول‪ :‬ما ذكممره الن ّممووي والقاضممي عيمماض‬
‫دم‪.‬‬
‫وقد تق ّ‬
‫الوجه الثاني‪ :‬وهو القاطع لّلجاج أّنا قممد ذكرنمما أ ّ‬
‫ن‬
‫الذي جاءهم ملك من ملئكة الله تعالى‪.‬‬
‫فممإن قلممت‪ :‬ل يجمموز أن يكممون للملممك صممورتان‪,‬‬
‫وإّنما المعروف أن له صورة واحدة‪.‬‬
‫فالجواب من وجوه‪:‬‬
‫الّول‪ :‬أّنه ل مانع من ذلك فهو داخممل فممي قممدرة‬
‫الله تعالى‪.‬‬
‫الوجه الثمماني‪ :‬أن ّممه قممد جمماء حممديث صممحيح يرفممع‬
‫)‪(1‬‬
‫صورة الولى‬ ‫الشكال في ذلك‪ ,‬و]أّنه[ جاءهم في ال ّ‬
‫محتجبا ً عنهم‪ ,‬وفممي الثانيممة متجلي ّما ً لهممم‪ ,‬رواه شمميخنا‬
‫الّنفيس العلموي فمي ))كتمابه الربعيمن(()‪ (2‬وهمو صمحيح‬
‫دين ابن قّيم الجوزية)‪. (3‬‬ ‫خّرجه المام شمس ال ّ‬
‫دم ذكره عن القاضي عيمماض‬ ‫الوجه الثالث‪ :‬ما تق ّ‬
‫صفة‪.‬‬ ‫صورة بال ّ‬ ‫والّنووي في تأويل ال ّ‬
‫المر الث ّخخالث‪ :‬أن ّممه كممثر فممي الحممديث ذكممر ممما‬
‫يقتضي الّتشبيه الكثير حّتى صار ذلك فيممه كالّتصممريح‪,‬‬
‫وليس في القرآن مثل ذلك‪.‬‬
‫ن هذا على أصممول أهممل الّتأويممل‬ ‫والجواب عليه‪ :‬أ ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫ن صممفات المخلمموقين كلممما ]كممثرت[‬ ‫ل إشممكال ً ل ّ‬‫أق ّ‬
‫وز‪ ,‬وعلممى حممذف المسممند‬ ‫كانت أظهر دللة على الّتج ّ‬
‫‪ ( )1‬في )أ(‪)) :‬وأنهم((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬راجع )ص‪ (183/‬تعليق رقم )‪.(5‬‬
‫‪)) ( )3‬حادي الرواح((‪) :‬ص‪ 214/‬فما بعدها(‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في )أ( و)ي(‪)) :‬ذكرت(( والمثبت من نسخة صحيحة كما‬
‫في هامش )أ( و)ي(‪ ,‬ومن )س(‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫إليه‪ ,‬وكان هذا أشبه بالستعارة المجّردة)‪ (1‬التي يممذكر‬
‫سمملح‪,‬‬ ‫فيها صفات المشّبه مثل قولنا‪ :‬أسممد شمماكي ال ّ‬
‫حسممن الّثيمماب‪ ,‬لطيممف الخلق‪ ,‬فصمميح الكلم‪ ,‬ونحممو‬
‫وز‪,‬‬ ‫دال ّممة علممى الّتجم ّ‬ ‫ذلك من تكثير القرائن اللفظي ّممة ال ّ‬
‫صممفات‬ ‫ولو أّنه بعد إسناد التيان إلى الله تعالى ذكر ال ّ‬
‫صممنعة مممن‬ ‫صة بالله تعالى كان أبعد عند أهممل ال ّ‬ ‫المخت ّ‬
‫شممحة المتي يمذكر‬ ‫وز‪ ,‬وكان أشبه بالسمتعارة المر ّ‬ ‫الّتج ّ‬
‫بعدها صفات المشّبه به كقوله في البيت المشهور‪:‬‬
‫* له لبد أظفاره لم تقّلم *‬
‫دممة‬ ‫دم ذكمر ذلمك فمي المق ّ‬ ‫ونحمو ذلمك‪ ,‬وقمد تقم ّ‬
‫سادسة في المرتبة الّثانيممة مممن مراتممب الّتأويممل ‪,‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ال ّ‬
‫ن هممذا المموارد فممي الحممديث مثممل المجمماز‬ ‫وإّنما قلنا‪ :‬إ ّ‬
‫ل واحممد‬ ‫ن كم ّ‬‫الوارد في القممرآن عنممد أهممل التأويممل؛ ل ّ‬
‫منهما مجاز في السناد وحذف المسند إليه من طرق‬
‫وز مممن صممفات‬ ‫اليجاز فممي الكلم‪ ,‬وكّلممما أردف الّتج م ّ‬
‫المحذوف أو المذكور لممم يكممن فممي ذلممك شمميء مممن‬
‫ل علممى‬ ‫وز‪ ,‬وإّنممما تكممون فيممه قممرائن لفظيممة تممد ّ‬ ‫الّتج م ّ‬
‫المبالغة في إظهممار المقصمود أو المبالغممة فممي معنممى‬
‫وز فليممس إل فممي السممناد علممى ممما‬ ‫ما الّتجم ّ‬
‫وز‪ ,‬وأ ّ‬ ‫الّتج ّ‬
‫يعرفه علماء المعاني والبيان‪ ,‬والله أعلم‪.‬‬
‫وقد أبممرق المعممترض وأرعممد علممى البخمماري ‪--‬‬
‫لروايته في الحديث ))فيكشف عن ساقه(( وهذا مممن‬
‫سمماق‪,‬‬ ‫الجهممل المفممرط‪ ,‬فممإّنه ل فممرق بيممن كشممف ال ّ‬
‫والمجيء عند أهل الّتأويل في جواز إسناد الجميع من‬
‫ذلممك إلممى غيممر اللممه‪ ,‬وامتنمماع إسممناده إليممه سممبحانه‬
‫ب‬‫وتعممالى‪ ,‬وكممذلك قمموله فممي الحممديث‪)) :‬فيضممع المّر ّ‬
‫ب قمدمه‪ ,‬أو نحمو ذلمك‪,‬‬ ‫قدمه(( أي فيضع رسمول المّر ّ‬
‫وهممذا الن ّمموع مممن الّتأويممل عربممي فصمميح‪ ,‬ومنممه قممول‬
‫‪ ( )1‬في )ي(‪)) :‬بالمجاز المجّرد((‪ ,‬وكممذا فممي هممامش )أ( فممي‬
‫نسخة‪.‬‬
‫‪) ( )2‬ص‪.(427/‬‬

‫‪185‬‬
‫جبريل ‪ --‬فيما حكى الله عنه‪)) :‬لهب لك غلما ً‬
‫زكي ًّا(( ]مريم‪ [19/‬فممي إحممدى القراءتيممن)‪ (1‬؛ ومنممه‬
‫قول عيسى ‪)) :--‬وأحيي الموتى بإذن اللخخه((‬
‫]آل عمخخران‪ [49/‬أراد‪ :‬ويحيممي اللممه الممموتى عنممد‬
‫صمحيح المذي أخرجمه‬ ‫إرادتمي لمذلك‪ ,‬ومنمه الحمديث ال ّ‬
‫ن رسول الله‬ ‫مسلم في ))صحيحه(()‪ (2‬عن أبي هريرة أ ّ‬
‫ل يقول يوم القيامة‪:‬‬ ‫ن الله عّز وج ّ‬ ‫‪ ‬قال‪)) :‬إ ّ‬
‫يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ‪ ,/‬قال‪ :‬يخخارب!‬
‫‪/89‬ب‬
‫ب العخخالمين؟ قخخال‪ :‬أمخخا‬ ‫كيف أعودك وأنخخت ر ّ‬
‫ن عبدي فلنخا ً مخخرض فلخخم تعخخده‪ ,‬أمخخا‬ ‫علمت أ ّ‬
‫علمت أّنك لو عدته لوجخخدتني عنخخده(( الحممديث‬
‫إلى آخره‪.‬‬
‫وهو صحيح صريح في صحة مجمماز الحممذف الممذي‬
‫ضحك‬ ‫نحن فيه‪ ,‬وكذلك ما ورد في الحديث من ذكر ال ّ‬
‫فهو أسهل من هممذا كل ّممه‪ ,‬إن شممئنا جعلنمماه مممن قبيممل‬
‫اليجمماز وحممذف المسممند إليممه‪ ,‬ويكممون مسممندا ً فممي‬
‫وز فممي‬ ‫الحقيقممة إلممى الملممك‪ ,‬وإن شممئنا جعلنمما الّتج م ّ‬
‫ي‬
‫ضممحك المجمماز ّ‬ ‫ضممحك ل فممي السممناد‪ ,‬ويبقممى ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ح نسممبة العجممب‬ ‫مسممندا ً إلممى اللممه تعممالى‪ ,‬فقممد صمم ّ‬
‫والغضب والّرضا إلى الله تعممالى‪ ,‬وكلم أهممل الّتأويممل‬
‫في هذه المور متقارب‪ ,‬وقد اشتهر فممي لغممة العممرب‬
‫ضممحك‪ ,‬وشممحن البلغمماء أشممعارهم بممذكر‬ ‫وز في ال ّ‬ ‫الّتج ّ‬
‫سمروا ضمحك‬ ‫ضحك البروق والزهمار والنموار‪ ,‬وقمد ف ّ‬
‫ب برضاه‪ .‬وذكر ابن مّتويه المعتزلي ضحك الرض‬ ‫الّر ّ‬
‫في المجاز وأنشد في ذلك‪:‬‬
‫سماء *‬ ‫* تضحك الرض من بكاء ال ّ‬
‫ضممحك‬‫وقد اّتسع البلغاء في ذلممك حت ّممى نسممبوا ال ّ‬
‫ب لممم غلممًا((‪ ,‬وهممي قممراءة أبممي‬
‫‪ ( )1‬القراءة الخرى‪)) :‬لي َهَ َ‬
‫((‬ ‫))‬
‫عمممرو ويعقمموب‪ ,‬ونممافع بروايممة وَْرش‪ .‬انظممر‪ :‬المبسمموط ‪:‬‬
‫)ص‪ (243/‬للصبهاني‪.‬‬
‫‪ ( )2‬برقم )‪ (2569‬من حديث أبي هريرة ‪.--‬‬

‫‪186‬‬
‫إلى القبممور‪ ,‬فممدع نسممبته إلممى النمموار والّزهممور! قممال‬
‫المعّري)‪: (1‬‬
‫ضاحك)‪ (3‬مممن‬ ‫ب قمممبر صار ]قبرًا[)‪ (2‬مرارا ً‬ ‫ر ّ‬
‫تزاحم الضداد‬
‫ضحك ليلة عجيبة كانت‬ ‫وز في ال ّ‬ ‫وقد أذكرني الّتج ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫مّرت بي‪ ,‬طلع القمممر فيهمما‪ ,‬وهممو فممي غايممة الّتمممام‬
‫شرقي فممي حممال‬ ‫والنارة‪ ,‬وكان طلوعه من الجانب ال ّ‬
‫التماع بممروق منيممرة مممن الجممانب الغربممي‪ ,‬مممع مطممر‬
‫وحنيممن رعممود‪ ,‬واجتمعممت النمموار مممع زهممور ريمماض‬
‫مختلفة اللوان في المكان الذي نحن فيه‪ ,‬وكان ذلممك‬
‫عقيب وداعنا لبعض إخواننا رعماه اللمه تعمالى‪ ,‬فقلمت‬
‫في ذلك‪:‬‬
‫)‪( 6‬‬
‫بروقها)‪ ( 5‬وزهور الرض‬ ‫وليلممة ضمحكت أنوارهمما‬
‫والقمر‬ ‫طممربا ً‬
‫ك ولممول أن‬ ‫حنيممن شمما ّ‬ ‫ن‬‫فكدت أضحك لممول حمم ّ‬
‫بكى المطر‬ ‫راعدها‬
‫حنين خل ّممي ل ّ‬
‫ممما أن دنمما‬ ‫كر الّرعممد قممممممملبي‬ ‫فذ ّ‬
‫سممممفر‬‫ال ّ‬ ‫في تحّننه‬
‫من الّثلث وحّتى رقّ لممي‬ ‫ل‬‫فنحت حّتى تبمماكت ك م ّ‬
‫شمجر‬ ‫ال ّ‬ ‫ضاحكة‬
‫وهممذا المعنممى مطممروق مشمممهور فمممي أشمممعار‬

‫‪)) ( )1‬سقط الزند((‪.(3/971) :‬‬


‫‪ ( )2‬في )أ( و)ي(‪)) :‬لحدا ً(( والمثبممت مممن ))سممقط الزنممد((‪ ,‬و‬
‫))العواصم((‪.(8/343) :‬‬
‫‪ ( )3‬في )أ( و)ي(‪)) :‬ضاحكا ً(( والتصويب من ))سقط الزند((‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في )س(‪)) :‬نهاية((‪ ,‬وأشار إلى نحو ذلك في هامش )أ(‪.‬‬
‫صه‪:‬‬‫‪ ( )5‬في هامش )ي( ما ن ّ‬
‫ن بروقها وما بعدها بدل من أنوارها‪ ,‬بدل تفصيل(( تمممت‬ ‫))كأ ّ‬
‫القاضي محمد‪.‬‬
‫‪ ( )6‬في ))العواصم ‪ :‬الروض ‪.‬‬
‫((‬ ‫(( ))‬

‫‪187‬‬
‫وزات‬ ‫ن هذه الّتجمم ّ‬‫خرين‪ .‬فإن قلت‪ :‬إ ّ‬ ‫دمين والمتأ ّ‬ ‫المتق ّ‬
‫ن‬
‫س مّنة‪ ,‬فممإ ّ‬‫التي في الشعار تخالف ما في القرآن وال ّ‬
‫صممفات لممم‬ ‫من سمع اليات والحاديث الواردة فممي ال ّ‬
‫وز إل أن يكون من العلماء الذين قد خاضوا‬ ‫يفهم الّتج ّ‬
‫ممما الشممعار المممذكورة‬ ‫في الكلم وسمعوا الّتأويممل‪ ,‬وأ ّ‬
‫صممة‬ ‫وز فيهمما مممن الخا ّ‬ ‫ل مممن سمممعها فهممم الّتجمم ّ‬ ‫فكمم ّ‬
‫مة‪.‬‬‫والعا ّ‬
‫ن‬ ‫سمبب فمي ذلمك ظماهر‪ ,‬وهمو أ ّ‬ ‫ن ال ّ‬‫والجمواب‪ :‬أ ّ‬
‫وز فممي الشممعار معلومممة‬ ‫داّلممة علممى الّتجمم ّ‬ ‫القرينممة ال ّ‬
‫ن‬‫ل عاقممل يعممرف أ ّ‬ ‫ن كمم ّ‬ ‫ل سممامع‪ ,‬فممإ ّ‬ ‫ضممرورة لكمم ّ‬ ‫بال ّ‬
‫ي يسممتحيل صممدوره مممن الّريمماض‬ ‫ضممحك الحقيقمم ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شمممس والقمممر‪ ,‬ونحممو ذلممك‪ ,‬بخلف ممما‬ ‫والممبروق وال ّ‬
‫دمنا‪ ,‬فإن القرينة فيه خفّية دقيقممة‪ ,‬قممد اختلممف فممي‬ ‫ق ّ‬
‫صممة مممن أئمممة الكلم‪,‬‬ ‫دليل عليها أذكيمماء الخا ّ‬ ‫تحرير ال ّ‬
‫ورد ّ بعضهم دليل بعض‪ .‬ومن هنمما تممرك أهممل الحممديث‬
‫‪/90‬أ‬ ‫ن شرط حسن المجاز عندهم ‪/‬سامع‬ ‫دعين أ ّ‬ ‫الّتأويل م ّ‬
‫وز حّتى تصرفه معرفته‬ ‫داّلة على الّتج ّ‬ ‫الكلم للقرينة ال ّ‬
‫بهمما عممن اعتقمماد ظمماهر الكلم‪ ,‬ولممذلك أجمعمموا علممى‬
‫تأويممل حممديث‪)) :‬الّركخخن يميخخن اللخخه تعخخالى(()‪, (1‬‬
‫وحممديث‪)) :‬إّني أجخخد نفخخس الّرحمخخن مخخن جهخخة‬
‫اليمن(()‪ (2‬ونحوهما‪.‬‬
‫وأجمعوا على تأويل قوله تعالى ))ونحن أقرب‬

‫‪ ( )1‬أخرجممه الزرقممي فممي ))أخبممار مكممة((‪ (1/32) :‬عممن ابممن‬


‫عباس –رضي الله عنهممما‪ -‬موقوفمًا‪ .‬وأخرجممه ابممن عممدي فممي‬
‫))الكامممل((‪ ,(1/342) :‬والخطيممب فممي ))تمماريخه((‪,(6/328) :‬‬
‫ضاع‪.‬‬ ‫وفي سنده إسحاق بن بشر الكاهلي‪ ,‬وهو و ّ‬
‫وانظمممر‪)) :‬الضمممعيفة(( رقمممم )‪ ,(223‬و ))كشمممف الخفممماء ‪) :‬‬
‫((‬

‫‪.(1/417‬‬
‫))‬ ‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )2‬ذكممره فممي كشممف الخفمماء ‪ ,(1/251) :‬وفممي تممذكرة‬
‫الموضوعات((‪) :‬ص‪ ,(101/‬ونقل عن العراقممي أن ّممه قممال‪)) :‬ل‬
‫أصل له((‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫إليه مخخن حبخخل الوريخخد(( ]ق‪ [16/‬وقمموله تعممالى‪:‬‬
‫))إل هو معهم أين ما(( ]المجادلة‪ [7/‬ونحوهممما‬
‫لممما كممانت القرينممة معروفممة عنممد المخمماطب‪ ,‬قممالوا‪:‬‬
‫والمعلوم من أحوال المسلمين في زمن رسمول اللممه‬
‫‪ ‬عدم المعرفة بالدّلة الكلمّية الموجبة للّتأويل‪.‬‬ ‫عقيدة صالحة‬
‫ما المتكّلمممون ومممن اختممار الّتأويممل؛ فممإّنهم لممم‬‫وأ ّ‬ ‫منجية‬
‫سمامع ممن‬ ‫كمن ال ّ‬‫يشمترطوا فمي حسمن المجمماز إل تم ّ‬
‫طويممل‪,‬‬ ‫دقيق والبحممث ال ّ‬ ‫معرفة القرينة ولو بالّنظر ال م ّ‬
‫ولمخخا اضخخطرب الّنخخاس فخخي هخخذا ودقّ الكلم‬
‫فيه‪ ,‬وعظخخم الخطخخر‪ ,‬اعتصخخم الجمخخاهير مخخن‬
‫سخخّنة بخخالقرار بمخخا ورد فخخي اليخخات‬ ‫أهخخل ال ّ‬
‫والحخخاديث‪ ,‬علخخى الخخوجه الخخذي أراده اللخخه‬
‫ديخخن‬ ‫تعالى‪ ,‬مذعنين للعلم بخخذلك الخخوجه‪ ,‬ل را ّ‬
‫سمع‪ ,‬ول مشّبهين لله‬ ‫لما ورد في ذلك من ال ّ‬
‫تعالى بما لحقه من صفات الّنقص‪ ,‬معتقدين‬
‫ن الله تعخخالى كمخخا وصخخف نفسخخه فخخي قخخوله‬ ‫أ ّ‬
‫تعالى‪)) :‬ليس كمثله شخخيء(( ]الشخخورى‪[11/‬‬
‫ل ما يقتضي الّنقخخص‬ ‫منّزهين لله تعالى من ك ّ‬
‫من شبه المخلخخوقين فخخي أفعخخالهم وذواتهخخم‬
‫وصفاتهم‪ ,‬وهذه عقيخخدة صخخالحة منجيخخة لمخخن‬
‫اعتقخخدها‪ ,‬ومخخن ضخخّلل أهلهخخا لزمخخه تضخخليل‬
‫أصخخخحاب رسخخخول اللخخخه ‪ ‬وتضخخخليل جميخخخع‬
‫المسلمين إل طائفة المتكّلمين‪ ,‬وذلخخك يعخخود‬
‫دين والقخخدح علخخى سخّيد‬ ‫إلى الدغخخال فخخي ال خ ّ‬
‫المرسلين‪ ,‬ونعوذ بالله مخخن تأويخخل الجخخاهلين‬
‫وانتحال المبطلين‪.‬‬
‫وقممد دخممل تحممت هممذه الجملممة تأويممل حممديثين‬
‫الكلم على‬
‫حديث الرؤية‬
‫م إن ّممه أردفهممما‬
‫أوردهما المعترض في هذا المعنممى‪ ,‬ث م ّ‬
‫بحديث جرير بن عبممد اللممه البجلممي فممي الّرؤيممة‪ ,‬وهممو‬
‫دم الكلم‬ ‫الحديث الّثالث‪ ,‬ونظمه في سلكهما‪ ,‬وقد تق ّ‬
‫ن شواهده مروّيممة‬ ‫على صحته‪ ,‬وأّنه متواتر المعنى‪ ,‬وأ ّ‬

‫‪189‬‬
‫عن أكثر من ثلثين صحابي ّا ً في أكثر من ثمانين حديثًا‪.‬‬
‫ما الكلم على معناه‪:‬‬ ‫وأ ّ‬
‫ما أهل الحديث‪ :‬فيؤمنون به كممما ورد علممى‬ ‫فأ ّ‬
‫الوجه الذي أراده رسول الله ‪.‬‬
‫ما المتكّلمون من الشخخعرية والمعتزلخخة‬ ‫وأ ّ‬
‫شيعة‪ :‬فيجتمعون على أّنه تعالى ل يرى في جهة‬ ‫وال ّ‬
‫م يفممترقون فممي تفسممير‬ ‫متحيممزا ً كممما يممرى القمممر‪ ,‬ث م ّ‬
‫معناه‪ ,‬ول حاجممة إلممى نقممل ألفمماظهم فممي ذلممك فممإّنه‬
‫معروف في مواضعه‪ ,‬وإّنما غرضنا هنا بيان بطلن ممما‬
‫صممحيحة‬ ‫زعم المعترض من اشممتمال كتممب الحممديث ال ّ‬
‫علممى مما يجممب تكممذيب راويممه‪ ,‬وهممذا الحممديث مممما ل‬
‫دمنا‪ ,‬ومن‬ ‫يمكن تكذيب راويه لّنه حديث متواتر كما ق ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫دعى على نفسممه الجهممل‬ ‫أنكر ذلك لم يزد على أّنه ا ّ‬
‫دعمماه لنفسممه مممن الجهممل‬ ‫بتواتره‪ ,‬ونحن نسّلم له ما ا ّ‬
‫دعمى علمى أحمد غيمره أّنمه يجمب أن‬ ‫ول ننازعه‪ ,‬فإن ا ّ‬
‫يشاركه في الجهل؛ لم يساعده على ذلممك دليممل مممن‬
‫دعي أحممد مثممل دعممواه‬ ‫سمع‪ ,‬إل أن ي م ّ‬ ‫العقل ول من ال ّ‬
‫فنسّلم له ‪/‬من الجهل ممما ا ّ‬
‫‪/90‬ب‬
‫ب معرفممة‬ ‫دعمماه‪ ,‬ومممن أحم ّ‬
‫تواتر هذا الحديث فليطالع كتب أهل الحديث الحافلممة‬
‫الجامعة لطرقه الكثيرة وفوائده الغزيممرة‪ ,‬ول طريممق‬
‫إلى إقامممة البرهممان علممى التممواتر إل ممما ذكرنمماه كممما‬
‫صناعة‪ ,‬ولممو كممان إلممى ذلممك سممبيل‬ ‫يعرف ذلك أهل ال ّ‬
‫غير ما أشرنا لفتحنا أبوابها وذّللنا صعابها‪.‬‬
‫وبعد‪ ,‬فكلم الفريقين في هذه المسألة معممروف‬
‫المواضع مكشوف البراقع‪ ,‬فاختصممرنا الّتطويممل بنقممل‬
‫المعروف‪ ,‬وبيان المكشوف‪.‬‬
‫خروج أهل‬
‫الحديث الّرابع‪ :‬حديث خروج أهل الّتوحيد مممن‬ ‫التوحيد من النار‪,‬‬
‫فممار‪ ,‬وتمييزهممم‬ ‫شفاعة لهم إلممى الوهّمماب الغ ّ‬ ‫الّنار‪ ,‬وال ّ‬ ‫والشفاعة لهل‬
‫ن المعممترض أنكممر ذلممك أشمد ّ‬ ‫فار‪ ,‬فإ ّ‬
‫بذلك من بين الك ّ‬ ‫الكبائر‪.‬‬

‫‪ ( )1‬في )ي( و)س(‪)) :‬لنفسه((‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫النكار‪ ,‬ونظمه في سلك ما يجمب تكممذيب راويممه ممن‬
‫الخبار‪ ,‬وبنى كلمه في ذلممك علممى شممفا جممرف هممار‪,‬‬
‫هم أّنممه فممي ذلممك موافممق لجممماع أهممل الممبيت‬ ‫وتممو ّ‬
‫الطهار‪ ,‬وخطؤه ينكشممف بممذكر فممائدتين يّتضممح بهممما‬
‫المذهب الحقّ المختار‪:‬‬
‫الفائدة الولى‪ :‬في تعريف المعممترض أن ّممه قممد‬
‫ن هممذا المممذهب‬ ‫نأ ّ‬‫جهل في ذلك مذهب أصحابه‪ ,‬وظ ّ‬
‫ص بممالقول بممه خصممومه‪ ,‬ولممم يعلممم أن ذلممك‬ ‫مما يختم ّ‬
‫شمميعي والمعممتزلي‬ ‫سممني وال ّ‬‫مممذهب مشممترك بيممن ال ّ‬
‫ل الط ّمموائف‪,‬‬ ‫والشعري‪ ,‬فقد ظهممر القممول بممه فممي كم ّ‬
‫واشترك فممي نصممرته أجنمماس أهممل المعممارف‪ ,‬ونحممن‬
‫ل علممى ذلممك مممن مصممّنفات أصممحاب‬ ‫ننقممل ممما يممد ّ‬
‫المعترض‪ :‬فمن ذلك من ذكره الحاكم أبممو سممعد فممي‬
‫))شرح العيممون(( فممإّنه أورد فص مل ً فممي ذكممر المممرجئه‪,‬‬
‫وأخطأ في هممذه الّتسمممية كممما سمميأتي بيممانه‪ ,‬ونسممب‬
‫الرجاء إلى جّلة وافرة من أكابر شيوخ المعتزلة‪ ,‬ذكر‬
‫ذلك في تراجمهم عند الكلم عليها في طبقمماتهم مممن‬
‫ي ‪ --‬مخالفمة‬ ‫كتابه هذا‪ ,‬حّتى نسب إلى زيد بمن علم ّ‬
‫المعتزلمة المبمالغين فمي همذه المسمألة‪ ,‬وصمّرح بمأّنه‬
‫يخالف المعتزلة في المنزلة بين المنزلتين‪ ,‬ذكره فممي‬
‫ترجمممة زيممد بممن علممي ‪ --‬مختصممرة بعممد ترجمتممه‬
‫البسيطة‪ ,‬وأسند إلى صاحب ))المصابيح(( وإّنما ذكرت‬
‫)‪(1‬‬
‫هذا عن زيممد ابممن علممي ‪--‬؛ لن الخصمموم يقبلممون‬
‫روايممة هممذا الرجممل‪ ,‬وإل فأهممل الحممديث يممرون عنممه‬
‫ذهبي لممم‬ ‫مخالفة المعتزلة‪ ,‬وحسبك أن أبا عبد الله الم ّ‬
‫يذكره في ))الميزان(( وقد شرط أل يممترك أحممدا ً تكل ّممم‬
‫فيه بحق أو باطل إل ذكره‪.‬‬
‫وقال الحاكم المممذكور فممي ))شممرح العيممون(( فممي‬
‫فصل عقده فيما أجمع عليه أهممل الّتوحيممد والعممدل ‪:/‬‬
‫‪/91‬أ‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬يصلون((!‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫))إن اسم العتزال صار في العرف لمن يقممول بنفممي‬
‫الّتشبيه والرؤية والجبر‪ ,‬وافق فممي الوعيممد أو خممالف‪,‬‬
‫وافق في مسائل المامة أو خممالف‪ ,‬وكممذا فممي فممروع‬
‫شمميخين والبصممرية‬ ‫الكلم‪ ,‬ولممذا تجممد الخلف بيممن ال ّ‬
‫والبغداديممة يزيممد علممى الخلف بينهممم وبيممن سممائر‬
‫دون من نفى الرؤية‪ ,‬وقممال‬ ‫المخالفين‪ ,‬وكذا تراهم يع ّ‬
‫بحدوث القرآن‪ ,‬ومسائل العممدل‪ :‬معتزلي ّما ً وإن خممالف‬
‫صممالحي‬ ‫فممي الوعيممد ككممثير مممن مشممايخنا‪ ,‬منهممم ال ّ‬
‫والخالديّ وغيرهما‪ ,‬وكممذا تممرى مممن خممالف فممي هممذه‬
‫الصممول ل يعممد ّ منهممم‪ ,‬وإن قممال بالوعيممد كالّنجاريممة‬
‫والخوارج وغيرهم((‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال حميد بن أحمد المحل ّممي الّزيممدي فممي كتممابه‬
‫))عمممدة المسترشممدين فممي أصممول الممدين(()‪)) : (1‬إن‬
‫شمفاعة لهمل الكبمائر والخمروج ممن الّنمار‬ ‫القائلين بال ّ‬
‫صنفان‪ :‬عدليممة وغيممر عدليممة‪ ,‬وذكممر للعدليممة القممائلين‬
‫بذلك مذاهب أربعة‪.‬‬
‫دواري الّزيدي‬ ‫وذكر القاضي عبد الله بن حسن ال ّ‬
‫فمي ))تعليمق الخلصمة((‪ :‬انقسمام القمائلين بمذلك إلمى‬
‫عدلية‪ ,‬وغير عدلية‪ ,‬قال‪)) :‬فمن أهل العممدل القممائلين‬
‫بذلك‪ :‬أبممو القاسممم البسممتي‪ ,‬وكممان مممن الّزيديممة مممن‬
‫أصممحاب المؤيممد بممالله‪ ,‬وغيممره مممن المعتزلممة منهممم‪:‬‬
‫دمشممقي رأس المعتزلممة‪,‬‬ ‫محمد بن شممبيب‪ ,‬وغيلن ال ّ‬
‫ممموَْيس بممن عمممران‪ ,‬وأبممو شمممر‪ ,‬وصممالح قّبممة‪,‬‬ ‫و ُ‬
‫صممالحي‪ ,‬والخالممدي وغيرهممم‪ ,‬ومممن‬ ‫والّرقاشممي‪ ,‬وال ّ‬

‫‪ ( )1‬هو‪ :‬حميد بن أحمد المحّلي الهمداني أبو عبد اللممه‪ ,‬مممن‬


‫فقهاء الزيدية ومؤّرخيهم‪ .‬ت )‪.(652‬‬
‫انظممر‪)) :‬العلم((‪ ,(283-2/282) :‬و مصممادر الفكممر ‪) :‬ص‪/‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪ ,(118-117‬ووقع فيه خطأ في السم فليصحح‪.‬‬


‫وكتابه هذا شرح لعقيدة شمميخه المممام عبممد اللممه بممن حمممزة‪,‬‬
‫ومنه عدة نسممخ فممي اليمممن‪ ,‬ونسممخة فممي دار الكتممب‪ .‬انظممر‬
‫المراجع المتقدمة‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ممماد بممن ]أبممي[‬ ‫القممدماء ‪ :‬سممعيد بممن جممبير!!‪ ,‬وح ّ‬
‫سليمان‪ ,‬وأبو حنيفة وأصحابه((‪ .‬انتهى كلمه‪.‬‬
‫دعاة‪:‬‬‫قلت‪ :‬وإلى ذلك ذهب من أئمممة الّزيدي ّممة ال م ّ‬
‫داعي‪ ,‬والمهدي أحمد‬ ‫سن المعروف بال ّ‬ ‫يحيى بن المح ّ‬
‫خر‪ ,‬وكان الفقيه علي بن عبممد اللممه بمن‬ ‫بن يحيى المتأ ّ‬
‫أبي الخير يذهب إلى هذا‪ ,‬وغيره مممن أهممل المعرفممة‪,‬‬
‫ن المعممترض قممد جهممل مممذاهب‬ ‫فثبممت بممما ذكرنمماه أ ّ‬
‫أصحابه‪.‬‬
‫خروج أهل‬ ‫ما الفائدة الثانيخخة‪ :‬فهممي فممي الشممارة إلممى‬ ‫أ ّ‬
‫الكبائر من النار‬ ‫ن الحمماديث‬ ‫ضعف كلمه وبطلن شممبهته‪ ,‬فممإّنه ذكممر أ ّ‬
‫داّلة على خروج أهل السلم من الّنار تعارض آيممات‬ ‫ال ّ‬
‫داّلة على خلود أهل الّنار‪ ,‬وهذا جهل مفرط‪,‬‬ ‫الوعيد ال ّ‬
‫ن العموم والخصوص ل يتناقضان على القطممع عنممد‬ ‫فإ ّ‬
‫أحد من فرق السلم بحيث يقطع على كذب أحممدهما‬
‫في نفس المر‪ ,‬ولو جحد ذلك أحممد مممن أهممل الجهممل‬
‫كممان ال مّرد ّ عليممه متس مهّل ً علممى أقممل أهممل المعممارف‬
‫ك فممي‬ ‫السلمية بصيرة‪ ,‬وكيف يستطيع مسلم أن يش ّ‬
‫جواز ذلك‪ ,‬والقرآن مشحون بالعموم والخصوص‪ ,‬كما‬
‫يعرف ذلك أهل الّتمييز‪ ,‬دع أهل الخصوص‪ :‬مثال ذلك‬
‫قوله تعالى‪)) :‬من قبل أن يأتي يوم ل بيع فيخخه‬
‫ول خّلة ول شخخفاعة(( ]البقخخرة‪ ,[254/‬فممأطلق‬
‫م‬
‫ل أحممد‪ ,‬ثم ّ‬‫شفاعة في هذه الية عن كم ّ‬ ‫نفي الخّلة وال ّ‬
‫قي ّممده فممي قمموله تعممالى‪)) :‬الخلء يومئذ بعضخخهم‬
‫‪/91‬ب‬ ‫و إل المّتقين(( ]الزخرف‪ ,[67/‬وقممال‬ ‫لبعض عد ٌ‬
‫‪/‬تعالى‪)) :‬ول يشخخفعون إل لمخخن ارتضخخى وهخخم‬
‫من خشيته مشخخفقون(( ]النبيخخاء‪ ,[28/‬فممأثبت‬
‫شممفاعة لمممن اّتقممى‪ ,‬ولمممن ارتضممى بعممد أن‬ ‫الخّلة وال ّ‬
‫نفاهما مطلقًا‪ ,‬وكذلك ما ورد في خروج أهل السمملم‬
‫مممن الن ّممار مممن صممحيح الخبممار‪ ,‬المتممواتر معناهمما عنممد‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬الفقهاء(( وهو كذلك في ))العواصم((‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫العلماء الحبار‪ ,‬وقد أوضحت ذلك في ))الصل(()‪ (1‬بممما‬
‫ل فائدة لذكره في هذا ))المختصر((‪ ,‬لن ّممه مممن جلي ّممات‬
‫مبممادىء الصممول الفقهّيممة ل مممن خفّيممات المعممارف‬
‫الّنظرية‪ ,‬والمر في هذه المسألة عند علممماء الّزيديممة‬
‫قريب‪ ,‬وقد ذكر القاضي حسن بن محمد الّنحوي فممي‬
‫كتابه ))التذكرة في الفقه(()‪ (2‬الذي هممو مدرسممهم الن‪:‬‬
‫سممق‪ ,‬فل‬ ‫فر ول يف ّ‬ ‫ن المخالف في هذه المسألة ل يك ّ‬ ‫أ ّ‬
‫حاجممة إلممى الّتطويممل بممذكرها‪ ,‬وإّنممما أحببممت تعريممف‬
‫المعترض أّنه قد جاوز حممدود الّزيديممة والعتزلممة فيهمما؛‬
‫مة‪.‬‬‫فزاد على معّلمه كما تقول العا ّ‬
‫جممممة آدم‬ ‫الحخخخديث الخخخخامس‪ :‬حممممديث محا ّ‬
‫حديث محاجة‬
‫وموسى)‪– (3‬عليهما السلم‪ ,-‬والجواب على ممما ذكممره‪:‬‬ ‫آدم وموسى‬
‫دثين أبرياء عما اّتهمهممم بممه مممن افممتراء ذلممك‬ ‫ن المح ّ‬ ‫أ ّ‬
‫فممي نصممرة مممذهبهم‪ ,‬ولممو كممان المعممترض مممن أهممل‬
‫ن ظاهر ذلك الحديث ليس بمذهب لحد‬ ‫التمييز لعلم أ ّ‬
‫ن رجمال الحممديث وأهمل‬ ‫ممن أهممل السمملم‪ ,‬وعمرف أ ّ‬
‫ي‬
‫صوا على تأويله في شروح الحديث الّنبو ّ‬ ‫سّنة قد ن ّ‬
‫ال ّ‬
‫ج‬‫ن ظمماهره يقتضممي أن يحت م ّ‬ ‫سمملم‪ ,‬ل ّ‬
‫علممى صمماحبه ال ّ‬
‫العصاه بالقدر على الله تعالى‪ ,‬وذلك ممنمموع بإجممماع‬
‫‪-8/385) ( )1‬فما بعدها(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬هو‪ :‬الحسن بن محمد بن الحسن بن سابق النحوي‪ ,‬من‬
‫أكابر علماء اليمن في الفقه والورع ت )‪.(791‬‬
‫وكتابه هو‪)) :‬التذكرة الفاخرة في فقه العترة الظاهرة ‪.‬‬
‫((‬

‫قال الشوكاني‪)) :‬أودعه من المسائل ما ل يحيط بممه الحصممر‬


‫مع إيجاز وحسن تعبير‪ ,‬وهو كممان مممدرس الزيديممة وعمممدتهم‪,‬‬
‫حممتى اختصممره المممام المهممدي أحمممد بممن يحيممى وج مّرد منممه‬
‫))الزهار(( فمال الطلبة من حينئذ إلى هذا المختصر(( اهم‪.‬‬
‫ولكتممابه هممذا نسممخ كممثيرة فممي اليمممن‪ .‬انظممر‪)) :‬فهممرس‬
‫المخطوطممممات((‪) :‬ص‪ ,(241-240/‬و ))البممممدر الطممممالع((‪) :‬‬
‫‪ ,(1/210‬و ))مصادر الفكر((‪) :‬ص‪.(212-211/‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(6/508) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ (2652‬من حديث أبي هريرة ‪.--‬‬

‫‪194‬‬
‫ج به من تاب من ذنبه عنممد أهممل‬ ‫المسلمين‪ ,‬وإّنما يحت ّ‬
‫سلم‪.‬‬ ‫سّنة كما ذكره شّراح الحديث على صاحبه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫وعندي في الجواب عنه وجه واضح‪ ,‬وقبل الكلم‬
‫مممة‬
‫عليممه أشممير إلممى تمهيممد )قاعخخدة(‪ ,‬وهممي‪ :‬أن ال ّ‬
‫قاعدة‬ ‫سمملم‪ -‬عممن‬ ‫أجمعممت علممى عصمممة النبيمماء –عليهممم ال ّ‬
‫الجهل بالله تعممالى وصممفاته وقواعممد شممرائعه‪ ,‬وعلممى‬
‫حة عقممائدهم فيممما يتعّلممق بأفعممال اللممه وحكمتممه‬ ‫صمم ّ‬
‫وجلله‪ .‬وهذه القاعدة تقتضي المنع من تجممويز وقمموع‬
‫المنازعة بين النبيمماء –عليهممم السمملم‪ -‬فممي أمممر مممن‬
‫المور الدينية‪ ,‬فإن وقع بينهم ما يشبه ذلك علمنا أّنممه‬
‫ليس على طريق دفع الحقّ بالمماراة‪ ,‬ول على سبيل‬
‫الّلجاجممة فممي المجادلممة‪ ,‬وإّنممما يكممون علممى سممبيل‬
‫الموعظة والمعاتبة وطلب الّزيادة في المعرفة‪ ,‬مثال‬
‫ذلمك‪ :‬مما جمرى بيمن موسمى وهمارون‪ ,‬وبيمن موسمى‬
‫‪/92‬أ‬ ‫والخضر –سلم الله عليهم‪ ,-‬فمناظرتهم على ‪/‬سممبيل‬
‫‪/92‬أ‬ ‫الموعظة والعتاب‪ ,‬ل على سممبيل الجهممل بممالحقّ فممي‬
‫دفع لمه‪ ,‬فهممم معصممومون عممن ذلمك‪,‬‬ ‫دين ول الم ّ‬
‫أمر ال ّ‬
‫جتهم مممن هممذا القبيممل‪ ,‬لممم تممدخلها‬ ‫وإذا)‪ (1‬كممانت محمما ّ‬
‫البراهين العقلية‪ ,‬ولم تق مّرر علممى القواعممد القطعي ّممة‪,‬‬
‫وحسن منهم فيها السترواح إلى الحتجاج بممما يجممري‬
‫به العتذار في مألوف العادات ولطيممف المخاطبممات‪,‬‬
‫فلنتكّلم في ثلثة فصول‪:‬‬
‫جتهما –‬ ‫ن محا ّ‬ ‫دليل على أ ّ‬ ‫الفصل الول‪ :‬في ال ّ‬
‫دليل علممى ذلممك‪:‬‬ ‫عليهما السلم‪ -‬ليسممت برهانيممة‪ ,‬والم ّ‬
‫أّنهما لم يتنازعا في أمر يصح فيه مممن مثلهممما الجهممل‬
‫المحممض الممذي ل يغسممل أدرانممه إل صممريح الممبراهين‬
‫صممادعة‪,‬‬ ‫القاطعة‪ ,‬ول يجلو ظلمه إل شممروق الدل ّممة ال ّ‬
‫وقد ظهر هذا من كلمهما ظهورا ً ل يخفى‪.‬‬
‫ما موسى فإنه هو الذي بدأ الخطاب‪ ,‬وفتممح هممذا‬ ‫أ ّ‬
‫شجرة‬ ‫الباب‪ ,‬فسأل آدم ‪ --‬عن كيفية ذنبه‪ ,‬وأكله ال ّ‬
‫‪ ( )1‬سقطت من )س(‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫سؤال عن الكيفية‬ ‫ن ال ّ‬‫كأ ّ‬ ‫وأتى بكيف النكارية‪ ,‬ول ش ّ‬
‫شممجرة‪,‬‬ ‫ققة غير مقصود‪ ,‬فإّنه يعرف كيف أكل ال ّ‬ ‫المح ّ‬
‫جممب‬ ‫سؤال‪ ,‬وإّنما قصد إظهار الّتع ّ‬ ‫فلم يقصد حقيقة ال ّ‬
‫والستنكار)‪ (1‬لما فعله آدم ‪ --‬وورود ))كيمف(( بمعنممى‬
‫ذلممك كممثير شممهير‪ ,‬مممن ذلممك قمموله تعممالى‪)) :‬كيخخف‬
‫تكفخخخرون بخخخالله وكنتخخخم أمواتخخخا ً فأحيخخخاكم((‬
‫سؤال عممن‬ ‫]البقرة‪ [28/‬فإّنه تعالى لم يرد محض ال ّ‬
‫دم‬‫ن موسممى ‪ --‬ق م ّ‬ ‫كيفية الكفر‪ ,‬ويؤّيد ممما ذكرتممه‪ :‬أ ّ‬
‫سممؤال عممن‬ ‫قبل السؤال‪ ,‬عن كيفية أكممل الشممجرة‪ ,‬ال ّ‬
‫سمؤال عممن‬ ‫م عقب ذلممك ال ّ‬ ‫اصطفاء الله تعالى لدم‪ ,‬ث ّ‬
‫ذنب منه‪ ,‬فظهر أّنه أراد كيف كان منك‬ ‫كيفية وقوع ال ّ‬
‫ذنب‪ ,‬وأنممت مممن اللممه تعممالى بتلممك‬ ‫الذي كممان مممن ال م ّ‬
‫ل العظيممم!؟ ويؤي ّممد ممما ذكرتممه‬ ‫المنزلة الّرفيعة والمحم ّ‬
‫ن موسممى ‪ --‬قصممد المعاتبممة‪ ,‬أو معرفممة هممذا‬ ‫مممن أ ّ‬
‫سممبب العجيممب الممذي أوقممع آدم ‪ --‬فممي ذلممك مممع‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬
‫ل مممن أن يجهممل أ ّ‬ ‫ن موسممى ‪ --‬أج م ّ‬ ‫جللة قدره‪ :‬أ ّ‬
‫م‪ ,‬وأدنمى أهمل‬ ‫ذنب غيمر مسمتحق للمذ ّ ّ‬ ‫الّتمائب ممن الم ّ‬
‫الّتمييز يعرف ذلك في جميع العصاة‪ ,‬فكيف ل يعرفممه‬
‫سمملم‪-‬‬ ‫موسى ‪ --‬في حقّ أّول أنبياء الله –عليهممم ال ّ‬
‫الذي أسجد الله له الملئكة الكرام!؟ فيجب أل يكون‬
‫قصد موسممى ‪ --‬مجمّرد اللمموام‪ ,‬وإّنممما أخممرج الكلم‬
‫جب والستغراب من وقوع مثممل ذلممك مممن‬ ‫مخرج الّتع ّ‬
‫مممن أسممكنه اللممه الجن ّممة‬ ‫وة‪ ,‬س مّيما م ّ‬ ‫أهممل مقممام الّنب م ّ‬
‫ّ‬
‫وأسمممجد لمممه الملئكمممة‪ ,‬وعلممممه السمممماء‪ ,‬وهمممداه‬
‫شممجرة‬ ‫شيطان‪ ,‬ونهاه عممن ال ّ‬ ‫ذره من ال ّ‬ ‫واصطفاه‪ ,‬وح ّ‬
‫سممؤال‬ ‫بعينها‪ ,‬وقطع معه العذار كّلها‪ ,‬فأراد موسى ال ّ‬
‫سممبب الموقممع ‪/‬فممي ذلممك ممع اسمتغراب شممديد‬ ‫عن ال ّ‬
‫من هذه حاله‪ ,‬واستطراف عظيم يهيج‬ ‫ذنب م ّ‬ ‫لوقوع ال ّ‬
‫أسباب التنديم والّتحزين على ما كان‪.‬‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬والستشكال((‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫‪/92‬ب‬

‫ما آدم ‪ --‬فجوابه يحتمل وجهين‪:‬‬ ‫وأ ّ‬


‫الوجه الول‪ :‬أن يكون قصد تهوين ما ظهر من‬
‫موسمممى ‪ --‬ممممن عظيمممم السمممتغراب‪ ,‬وشمممديد‬
‫ذنب منمه‪ ,‬فمأتى بمما يمحمو آثمار‬ ‫الستطراف لوقوع ال ّ‬
‫دة الستنكار العتابي‪,‬‬ ‫جب‪ ,‬ويحسم ما ّ‬ ‫الستغراب والّتع ّ‬
‫وهو‪ :‬سبق العلم‪ ,‬وجفوف القلم بجميع ما كممان منممه‪,‬‬
‫شيء‬ ‫جب من وقوع ال ّ‬ ‫جة مسكتة للمتع ّ‬ ‫ول شك أّنها ح ّ‬
‫سممائل عممن وقمموعه بكيممف النكاريممة‪,‬‬ ‫المستغرب له ال ّ‬
‫ن الله تعالى لمو أخبرنمما بوقمموع أمممر ممن‬ ‫وبيان ذلك‪ :‬أ ّ‬
‫ممما‬
‫ضممرورة م ّ‬ ‫م لم يقع لكان هممذا بال ّ‬ ‫أفعالنا في وقت ث ّ‬
‫ّ‬
‫يتحّير العقلء فممي الجممواب عنممه‪ ,‬ويتبلممد الذكيمماء فممي‬
‫شمميء‬ ‫ن وقمموع ال ّ‬ ‫معرفة وجهه‪ ,‬فإذا تقّرر ذلك؛ ثبممت أ ّ‬
‫مطابق ما ً لممما مضممى فيممه مممن علممم اللممه تعممالى غيممر‬
‫مسممتنكر فممي العقممل ول يممدفع فممي الّنظممر‪ ,‬إذ مممن‬
‫المستقبح أن يقول القائل‪ :‬كيف وقع ما أخبر اللممه بممه‬
‫مثل ما أخبر؟ أو كيف وقع الذي علم اللمه كمما علمم؟‬
‫ن تقدير وقوع خلف معلوم الله‬ ‫ول شك أّنه إذا ثبت أ ّ‬
‫تعالى محممارة للعقممول‪ ,‬مض مّلة للفهممام‪ ,‬لممم يصممح أن‬
‫شمميء ونقيضممه‬ ‫يكون نقيضه كذلك‪ ,‬إذ يستحيل فممي ال ّ‬
‫ل واحد منهما غريبا ً في العقل بممديعا ً‬ ‫أن يكون وقوع ك ّ‬
‫في الّنظر‪ ,‬فثبت بهذا أّنه ل معنى لستغراب موسى ‪-‬‬
‫جبممه مممن‬ ‫‪ -‬لوقوع ما كتبه الله تعممالى علممى آدم وتع ّ‬
‫حة قول مممن أوتممي جوامممع الكلممم‬ ‫ذلك‪ ,‬وثبت بذلك ص ّ‬
‫ج آدم موسى(( والله أعلم‪.‬‬ ‫))فح ّ‬
‫الحتمال الثاني‪ :‬أن يكون آدم ‪ --‬فهممم مممن‬
‫ذنب‪,‬‬ ‫موسى ‪ --‬أّنه أراد إثارة أحزانه علممى فعممل ال م ّ‬
‫فقصد الّتسّلي بالقدر؛ لّنه قد خرج من دار الّتكليممف‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ممما‬‫ولم يبق عليه أن يندم‪ ,‬وهذا وجه ل غبار عليممه‪ ,‬أ ّ‬
‫ممما علممى أصممول‬ ‫سممّنة؛ فظمماهر‪ ,‬وأ ّ‬ ‫علممى أصممول ال ّ‬

‫‪ ( )1‬كذا في جميع ))الصول((‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫ن تمأّلم آدم ‪ --‬فمي تلمك الحمال ممكمن‬ ‫المعتزلة؛ فإ ّ‬
‫بشرط العوض من الله تعالى والعتبار وهما حاصلن‪,‬‬
‫ممما العتبممار‪ :‬فلن ّممه يمكممن أن‬ ‫ما العمموض‪ :‬فظمماهر‪ ,‬وأ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫يعتبر بذلك أحد من الملئكة –عليهم السلم‪ -‬أو يعتممبر‬
‫بممه أحممد مممن المكّلفيممن الممذين عرفمموا ذلممك بتعريممف‬
‫همه‬ ‫رسمممول اللمممه ‪ ,‬فظهمممر بمممذلك بطلن مممما تمممو ّ‬
‫ل تقدير‪.‬‬ ‫ل مذهب‪ ,‬وسقوطه على ك ّ‬ ‫المعترض على ك ّ‬
‫الفصخخل الث ّخخاني‪ :‬فممي بطلن احتجمماج الجبري ّممة‬
‫سممابق وقضمماؤه‬ ‫بقممدر اللممه تعممالى الممذي هممو علمممه ال ّ‬
‫الّنافذ‪ ,‬ولنورد في هذا الفصل فوائد نفيسممة مممن كلم‬
‫سمّنة وأئممة الحمديث‪ ,‬يشممتمل علممى تعريمف‬ ‫علممماء ال ّ‬
‫مممن‬ ‫ماهّية القدر عندهم‪ ,‬ويرد ّ على من يقول بالجبر م ّ‬
‫طابي في ))معممالم‬ ‫ينتحل مذهبهم‪ ,‬فمن ذلك‪ :‬قول الخ ّ‬
‫سنن(()‪ (1‬ما لفظه‪)) :‬قد يحسب كثير مممن الن ّمماس أ ّ‬
‫ن‬ ‫ال ّ‬
‫معنى القدر من الله سممبحانه والقضمماء ]منممه‪ ,‬معنممى[‬
‫ن‬‫هم أ ّ‬ ‫دره‪ ,‬ويتو ّ‬ ‫الجبار والقهر للعبد على ما قضاه وق ّ‬
‫ج آدم موسى(( من هذا الوجه‪ ,‬وليممس‬ ‫قوله‪)) :‬فح ّ‬
‫دم علمم اللمه‬ ‫كذلك‪ ,‬وإّنما معنى القدر الخبار عممن تقم ّ‬
‫‪/93‬أ‬ ‫تعالى بما يكون من ‪/‬أفعال العباد وصدورها من تقدير‬
‫منه وخلق لها‪.‬‬
‫سعادات ابن الثير في ))جممامع‬ ‫وكذا ذكر هذا أبو ال ّ‬
‫(()‪(3‬‬ ‫))‬
‫دين الّنووي في شرح مسلم‬ ‫الصول(()‪ (2‬ومحيي ال ّ‬
‫‪.‬‬
‫(()‪(4‬‬ ‫))‬
‫وقال المام الجمويني فمي كتمابه البرهمان مما‬
‫لفظه‪)) :‬إن قيل‪ :‬ما علم الله أّنه ل يكون‪ ,‬وأخبر عممن‬
‫وفق علمه بممأنه ل يكممون فل يكممون‪ ,‬والّتكليممف بخلف‬
‫المعلمموم جممائز‪ .‬قلنمما‪ :‬إّنممما يسمموغ ذلممك لن خلف‬

‫)‪ (7/69‬مع ))مختصر المنذري((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬


‫)‪.(10/126-127‬‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫)‪.(16/202‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫)‪.(1/105‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪198‬‬
‫المعلوم مقدور في نفسه وليس امتنماعه بمالعلم بمأّنه‬
‫ل يقع‪ ,‬ولكن إذا كممان ل يقممع مممع إمكممانه فممي نفسممه؛‬
‫فممالعلم يتعل ّممق بممه علممى ممما هممو عليممه‪ ,‬وتعل ّممق العلممم‬
‫بممالمعلوم ل يغي ّممره ول يمموجبه‪ ,‬بممل يتبعممه فممي الّنفممي‬
‫والثبات‪ ,‬ولو كان العلم يؤّثر فممي المعلموم لمما تعل ّممق‬
‫ن الكلم(( انتهممى‬ ‫العلم بالقديم‪ .‬وتقريممر ذلممك فممي ف م ّ‬
‫كلمه‪.‬‬
‫وفي كلم الفخر ابن الخطيب الّرازي أشممياء فممي‬
‫ممما يممد ّ‬
‫ل‬ ‫ذلك فاتني لفظها‪ ,‬وقد ذكرت جملة صالحة م ّ‬
‫سّنة مممن الجممبر‪ ,‬ونقلممت فممي ذلممك‬ ‫على براءة أئمة ال ّ‬
‫شممهيرة‪ ,‬وأشممرت إلممى معنممى‬ ‫ألفمماظهم مممن كتبهممم ال ّ‬
‫دم ذلك في ))المموهم‬ ‫قولهم بخلق أفعال العباد‪ ,‬وقد تق ّ‬
‫الثالث عشر(( من هذا ))المختصر فخذه من هنالك‪,‬‬
‫(()‪(1‬‬

‫هم أن قممولهم بالختيممار مممع قممولهم بخلممق‬ ‫فإّنه قد يتو ّ‬


‫الفعال مناقضة صريحة‪ ,‬وليس هذا بلزم مممن مجممّرد‬
‫إطلق هذا الّلفظ‪ ,‬ممع فرقهمم بيمن خلمق اللمه تعمالى‬
‫وفعله‪ ,‬وقولهم‪ :‬إن أفعال العباد ل توصف بأّنهمما فعممل‬
‫همه‬ ‫الله تعالى‪ ,‬فقد عنمموا بخلممق الفعممال غيممر ممما تممو ّ‬
‫ن العلم لو كان‬ ‫ل على ذلك‪ :‬أ ّ‬ ‫منهم المعتزلة‪ ,‬ومما يد ّ‬
‫يخرج القادر عن القدرة لقدح ذلممك فممي كممونه تعممالى‬
‫قادرًا‪ ,‬ولكان تعالى غير قادر علمى تمرك مما علمم أّنمه‬
‫سيخلقه‪ ,‬ول على خلق ما علممم أن ّممه ل يخلقممه‪ ,‬ولكممان‬
‫العلم كافيا ً في إيجاد المخلوقممات مممن غيممر قممدرة ول‬
‫مممة بممل العقلء علممى‬ ‫خلق‪ ,‬ونحو ذلك مما أجمعممت ال ّ‬
‫بطلنمممه‪ ,‬وقمممد وردت اليمممات الكريممممة والحممماديث‬
‫ل على نفي الجبر وثبوت الختيار‪:‬‬ ‫صحيحة بما يد ّ‬ ‫ال ّ‬
‫قممال اللممه تعممالى‪)) :‬ل يكل ّخخف اللخخه نفسخا ً إل‬
‫وسعها(( ]البقرة‪ [286/‬وقال رسول الله ‪ ‬فممي‬
‫حديث القسم للنساء‪)) :‬اللهم هذا قسمي فيمخخا‬
‫أملخخك‪ ,‬فل تؤاخخخذني فيمخخا ل أملخخك(( رواه أبممو‬
‫‪) ( )1‬ص‪.(354/‬‬

‫‪199‬‬
‫شممافعي‬ ‫سنن(()‪ , (1‬قال الحافظ ابن كثير ال ّ‬ ‫))‬
‫داود في ال ّ‬
‫في كتابه ))إرشاد الفقيه(()‪)) : (2‬إّنه حديث صحيح((‪.‬‬
‫جمماج فممي ))صممحيحه(()‪ (3‬مممن‬ ‫وروى مسمملم بممن الح ّ‬
‫‪ --‬مرفوعًا‪)) :‬فمن وجد خيخخرا ً‬ ‫حديث أبي ذّر‬
‫ن إل‬ ‫فليحمد اللخخه‪ ,‬ومخخن وجخخد شخخرا ً فل يلخخوم ّ‬
‫صحيحة من ذلك ما يطول‬ ‫نفسه((‪ .‬وفي الحاديث ال ّ‬
‫ذكره‪ ,‬والقصد الشارة‪ ,‬وقد علممم أن رسممول اللممه ‪‬‬
‫كان يعمل ويجتهد فممي العبممادة ويممأمر بممذلك‪ ,‬ويحممترز‬
‫دروع‪ ,‬ويستشممير فممي ال مّرأي‬ ‫في الحروب‪ ,‬ويلبممس ال م ّ‬
‫شممبهة‬ ‫ويدّبر المور‪ ,‬وقممال ‪ ‬وقممد سممئل عممن هممذه ال ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫سخخر لمخخا خلخخق لخخه((‬ ‫ل مي ّ‬ ‫بعينها‪)) :‬اعملوا فكخ ّ‬
‫)‬
‫فصّلى اللممه عليممه وس مّلم لقممد أوتممي جوامممع الكلممم‪,‬‬
‫‪2‬وجمع في اللفظ القليل متفّرقات الحكم‪.(5‬‬
‫دليل علممى حسممن‬ ‫الفصخخل الّثخخالث‪ :‬فممي المم ّ‬
‫من يحتج بالقدر‬
‫الحتجاج بالقدر من غير العاصي للممه تعممالى علممى ممما‬
‫دمنا في )الفصل الول( من العتبار‪ ,‬وعلى شممريطة‬ ‫ق ّ‬
‫دليل‬ ‫عدم الحتجاج به على الجبر ونفممي الختيممار‪ ,‬وال م ّ‬
‫شممرع ورودا ً كممثيرًا‪ ,‬فمممن‬ ‫على ذلك أّنه قد ورد فممي ال ّ‬
‫ذلك قوله تعالى‪)) :‬لكيل تأسوا علخخى مخخا فخخاتكم‬
‫ول تفرحخخوا بمخخا آتخخاكم(( ]الحديخخد‪ [23/‬فممالله‬
‫ص على حسن الّتسممّلي‬ ‫تعالى في هذه الية الكريمة ن ّ‬
‫ن المقممدر واقممع‬ ‫بالقدر‪ ,‬ول معنى للّتسّلي إل القطع بأ ّ‬
‫ل محالة‪ ,‬وإن كان ممكنا ً في ذاته لم يخرج تركه عممن‬
‫‪.(2/601) ( )1‬‬
‫وليس من أفراده فقد أخرجه النسائي‪ ,(7/63) :‬والترمذي‪) :‬‬
‫‪ ,(3/446‬وابن ممماجه )‪ ,(1/634‬مممن حممديث عائشممة –رضممي‬
‫الله عنها‪.-‬‬
‫‪.(2/185) ( )2‬‬
‫‪ ( )3‬برقم )‪.(2577‬‬
‫‪ ( )4‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(8/579) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ (2647‬من حديث علي ‪.--‬‬
‫‪ ( )5‬ما بينهما ليس في )س(‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫ن المنافقين لممما قممالوا لخمموانهم‪:‬‬ ‫القدرة‪ ,‬ومن ذلك أ ّ‬
‫))لو أطاعونا ما قتلوا(( ]آل عمخخران‪ [168/‬رد ّ‬
‫ج بالقدر فقال تعالى‪)) :‬قخخل‬ ‫الله ذلك عليهم)‪ , (1‬واحت ّ‬
‫لو كنتم في بيوتكم لبرز الخخذين كتخخب عليهخخم‬
‫القتخخل إلخخى مضخخاجعهم(( ]آل عمخخران‪,[154/‬‬
‫وأصممرح مممن هممذه اليممة فممي المقصممود قمموله تعممالى‪:‬‬
‫))قل فادرءوا عن أنفسخخكم المخخوت إن كنتخخم‬
‫وى بيممن القتممل‬ ‫صادقين(( ]آل عمران‪ [168/‬فسم ّ‬
‫الذي هو من فعل المخلوقين‪ ,‬وبين الموت الممذي هممو‬
‫من فعله تعالى في أّنه ل يغني الحممتراز مممن )‪4‬القتممل‬
‫كما ل يغنممي الحممتراز من‪ (2‬الممموت‪ ,‬ومممن ذلممك قمموله‬
‫درناها مخخن الغخخابرين((‬ ‫تعممالى‪)) :‬إل امرأتخخه ق خ ّ‬
‫درناها(( تعليممل لهلكهمما ل‬ ‫]الّنمل‪ [57/‬فقوله‪)) :‬ق ّ‬
‫خبر مسممتقبل)‪ , (3‬لن ّممه ل يحسممن أن يقممال‪ :‬إل امرأتممه‬
‫جعلناها من الغابرين)‪ , (4‬لممما لممم يكممن بينهممما ملزمممة‬
‫ل‬ ‫تصمملح للتعليممل‪ ,‬ومممن ذلممك قمموله تعممالى‪)) :‬وكخخ ّ‬
‫إنسان ألزمناه طائره في عنقخخه(( ]السخخراء‪/‬‬
‫شاف(()‪)) : (5‬أي عمله(( ومنه قمموله‬ ‫‪ [13‬قال في ))الك ّ‬
‫تعالى‪)) :‬وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب‬
‫ن في الرض مرتين(( ]السراء‪ [4/‬قال‬ ‫لتفسد ّ‬
‫شاف(()‪ (6‬في تفسيرها‪)) :‬وأوحينا إليهممم وحي ما ّ‬ ‫في ))الك ّ‬
‫مقضممي ّا ً –أي مقطوعمما ً مبتوتممًا‪ -‬بممأّنهم يفسممدون فممي‬
‫وه في مذهبه‪.‬‬ ‫الرض ل محالة((‪ ,‬هذا لفظه مع غل ّ‬
‫ومنه قوله تعممالى‪)) :‬قضي المخخر الخخذي فيخخه‬
‫ن الحجة قائمة بما ذكممر‬
‫‪ ( )1‬لم ترد اليات بهذا الترتيب؛ إل أ ّ‬
‫المؤّلف‪.‬‬
‫‪ ( )2‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )ي( و)س(‪)) :‬مستقل(( وأشار في هامش )ي( إلى أنه‬
‫في نسخة ))مستقبل((‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في )س(‪)) :‬العالمين((!‪.‬‬
‫‪.(2/354) ( )5‬‬
‫‪.(2/351) ( )6‬‬

‫‪201‬‬
‫تستفتيان(( ]يوسف‪ [41/‬وقوله تعممالى‪)) :‬ولخخول‬
‫كلمة سبقت من رّبك لقضي بينهم(( ]يونس‪/‬‬
‫ق القخخول علخخى‬ ‫‪ [19‬وقمموله تعممالى‪)) :‬لقخخد حخخ ّ‬
‫أكثرهم(( ]يس‪ [7/‬وقول يعقوب ‪)) :--‬يا بن ّ‬
‫ي‬
‫ل تدخلوا من باب واحخخد وادخلخخوا مخخن أبخخواب‬
‫متفّرقة وما أغني عنكم من الله من شخخيء((‬
‫]يوسف‪ [67/‬إلممى قمموله تعممالى‪)) :‬إل حاجة فخخي‬
‫نفخخس يعقخخوب قضخخاها وإّنخخه لخخذو علخخم لمخخا‬
‫عّلمناه(( ]يوسخخف‪ [68/‬وقممال الّزمخشممري)‪ (1‬فممي‬
‫تفسمميرها‪)) :‬خمماف أن يممدخلوا كوكبممة واحممدة فيعممانوا‬
‫لجمالهم وجللة أمرهممم(( إلممى قمموله‪)) :‬وما أغنخخي‬
‫عنكم من الله من شيء(( ]يوسخخف‪ [67/‬يعنممي‬
‫إن أراد الله بكم سوءا ً لم ينفعكم‪ ,‬ولم يدفع عنكم ما‬
‫أشرت به عليكم من الّتفمرق وهمو مصميبكم ل محالمة‬
‫م قممال‪:‬‬ ‫))إن الحكخخم إل للخخه(( ]يوسخخف‪ [67/‬ثمم ّ‬
‫مخخا دخلخخوا مخخن حيخخث أمرهخخم أبخخوهم((‬ ‫))ول ّ‬
‫]يوسخخف‪ [68/‬يعنممي متفّرقيممن ))مخخا كخخان يغنخخي‬
‫عنهم(( رأي يعقوب ودخولهم متفّرقيممن شمميئا ً حيممث‬
‫سممرقة‬ ‫أصابهم ما ساءهم مممع تفّرقهممم مممن إضممافة ال ّ‬
‫صممواع)‪ (2‬فممي رحلممه‪,‬‬‫إليهممم‪ ,‬وأخممذ أخيهممم بوجممدان ال ّ‬
‫وتضمماعف المصمميبة علممى أبيهممم ))إل حاجخخة فخخي‬
‫نفس يعقوب(( استثناء منقطع على معنممى‪ :‬ولكممن‬
‫حاجة في نفس يعقوب قضاها‪ ,‬وهي‪ :‬شممفقته عليهممم‬
‫صاهم به‪)) :‬وإّنه لذو علم‬ ‫وإظهارها بما قال لهم وو ّ‬
‫لما عّلمناه(( يعني قوله‪ :‬وممما أغنممي عنكممم‪ ,‬وعلمممه‬
‫ن القمممدر ل يغنمممي عنمممه الحمممذر(( انتهمممى كلم‬ ‫بمممأ ّ‬
‫الّزمخشري‪.‬‬
‫وإّنمممما اخمممترت كلممممه دون كلم غيمممره ممممن‬
‫جممة علممى المعممترض‪ ,‬فممإّنه أنكممر‬
‫سرين؛ ليكون ح ّ‬ ‫المف ّ‬
‫‪/93‬ب‬
‫‪)) ( )1‬الكشاف((‪.(2/266) :‬‬
‫صاع((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬ال ّ‬

‫‪202‬‬
‫احتجمماج آدم ‪ --‬بالقممدر‪ ,‬والحتجمماج بممه والتعممّزي‬
‫سمّنة والقممرآن‪ ,‬وألسممنة أهممل‬ ‫والعتذار مشهور فممي ال ّ‬
‫السلم‪ ,/‬وإذا كان هممذا الّزمخشممري علممى أن ّممه داعيممة‬
‫العتزال كما ترى‪ ,‬فكيممف بغيممره!؟ ولممم يممزل العقلء‬
‫يتسّلون بالقدر‪ ,‬وينظمممون ذلممك فممي أشممعارهم‪ ,‬وقممد‬
‫تداول البلغاء هذا المعنى فقال بعضهم‪:‬‬
‫ولممك المممان‬ ‫ما قد قضي يا نفس فاصطبري له‬
‫مممن الذي لم يقدر‬
‫حتمما ً عليمك‬ ‫در كائمممممن‬‫ن المقمممم ّ‬ ‫م اعلمممممي أ ّ‬ ‫ثم ّ‬
‫)‪( 1‬‬
‫صبرت أم لم تصبري‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫فممأرح فممممممؤادك‬ ‫ل ما هممو كائممن‬ ‫نفذ القضاء بك ّ‬
‫ل ومن لو‬ ‫من لع ّ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫بممؤس الل ّممبيب‬ ‫دليل على القضمماء وكممونه‬ ‫ومن ال ّ‬
‫وطيب عيش الحمق‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫مممممد فألممممق‬ ‫م إل ممممممما يريممممم‬ ‫ممممممممما ثمممممم ّ‬
‫ممممك واسمترح‬ ‫همم ّ‬
‫يشممممغلن قمملمبك‬ ‫واقمممطع عمملئممقك التمممممي‬
‫طمممممرح‬ ‫وا ّ‬
‫شهيرة)‪: (2‬‬‫وهي قصيدة كعب بن زهير ال ّ‬
‫در الّرحمن مفعول *‬ ‫ل ما ق ّ‬ ‫* وك ّ‬
‫مما‬
‫صممي عليممه م ّ‬ ‫ونحو هذا مممما ل سممبيل إلممى التق ّ‬
‫اشتهر بين المسلمين من غير نكير على المتعّزي بممه‪,‬‬
‫فكيف أنكر المعترض ما ل يخفى!؟‬

‫‪ ( )1‬هذا البيت ليس في )س(‪.‬‬


‫‪ ( )2‬وهي قصيدة البردة التي قالها بين يدي النبي ‪ ‬ديوانه ‪:‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫)ص‪.(37/‬‬

‫‪203‬‬
‫فإن قال‪ :‬إّنممما أنكممر ذلممك لوقمموعه مممن آدم ‪--‬‬
‫ذنب‪ ,‬والمذنب ل يجوز لممه‬ ‫جوابا ً على من لمه على ال ّ‬
‫أن يتسّلى بالقدر‪.‬‬
‫ن ذلممك صممحيح فممي حممقّ المممذنب‪,‬‬ ‫فالجواب‪ :‬أ ّ‬
‫ذنب‬ ‫ذنب‪ ,‬والت ّممائب مممن ال م ّ‬ ‫ولكن آدم ‪ --‬تائب من ال ّ‬
‫كمن ل ذنب له‪.‬‬
‫وعلى هممذا الجممواب بحممث‪ ,‬وهممو أن يقممال‪ :‬إنممه ل‬
‫يحسن من الّتائب مّنا أن يتسّلى بالقدر‪ ,‬بل المشروع‬
‫كر ما يهيج حزنه على‬ ‫من الّتائب)‪ (1‬أن يلوم نفسه ويتذ ّ‬
‫صلح‪.‬‬ ‫ما فرط منه كما لم يزل عليه أهل ال ّ‬
‫ن المبالغة في الّنممدم‬ ‫فالجواب على هذا البحث‪ :‬أ ّ‬
‫ممما‬
‫جه الّتكليف علينمما‪ ,‬وأ ّ‬ ‫بعد الّتوبة إّنما لزمتنا لبقاء تو ّ‬
‫آدم ‪--‬فإّنه ممما تكل ّممم بهممذا إل بعممد الخممروج مممن دار‬
‫ك أّنه ل يلزم المكّلف فممي دار الخممرة‬ ‫الّتكليف‪ ,‬ول ش ّ‬
‫سف على ما فرط منه‪ ,‬ولو كان ذلك لزما ً فممي‬ ‫أن يتأ ّ‬
‫دار الخممرة؛ للممزم فممي أهممل الجن ّممة وحسممن منهممم ول‬
‫قائل بهذا‪ ,‬وهذا هو لباب الجواب في هممذه المبمماحث‪,‬‬
‫وقممد اقتصممرت علممى هممذا ))المختصممر(( وقممد أودعممت‬
‫))الصل(()‪ (2‬أكثر من هذا‪ ,‬ولول لجاج الخصممم الل مد ّ ممما‬
‫سمملمة‪,‬‬ ‫احتجنا إلى ذكر هذا ول بعضممه‪ ,‬نسممأل اللممه ال ّ‬
‫ونرغب إليه في الستقامة!‪.‬‬
‫وقد أورد المعترض فممي الحممديث ممما ليممس منممه‪,‬‬
‫فروى عن آدم ‪ ‬أّنه قال –بعد ذكر تقممدير اللممه ذلممك‬
‫ي قبخخل أن يخلقنخخي بخخألفي‬ ‫عليه‪)) :-‬وخلقه فخ ّ‬
‫ن همممذه الّروايمممة فمممي‬ ‫عخخام((‪ ,‬وأوهمممم المعمممترض أ ّ‬
‫صممحاح برئيممة مممن هممذا الفممك‪ ,‬فخلممق‬ ‫صممحاح‪ ,‬وال ّ‬‫ال ّ‬
‫المعصية فممي آدم قبممل أن يخلممق محممال‪ ,‬والشمميء ل‬
‫‪ ( )1‬في نسخة ))للتائب(( كذا في هامش )أ( و)ي( وهممو كممذلك‬
‫في )س(‪.‬‬
‫‪ ,(8/360-368) ( )2‬لكممن فممي المختصممر ممما ليممس فممي‬
‫((‬ ‫))‬

‫))الصل((‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫يكون ظرفا ً لغيممره فممي حممال العممدم‪ ,‬وكممم بيممن هممذه‬
‫الرواية وبين ما ثبت في دواوين السلم!!‪.‬‬
‫سادس‪ :‬حديث موسى وملك الموت‬ ‫الحديث ال ّ‬
‫حديث موسى مع‬
‫–عليهما السلم‪ ,-‬وقد جعله المعترض ختام الحمماديث‬ ‫ملك الموت‬
‫ما لم يعرف وجممه ممما ورد فيممه‬ ‫التي ل يمكن تأويلها‪ ,‬ل ّ‬
‫من لطم موسى للملممك –عليهممما السمملم‪ -‬حيممن جمماء‬
‫شممريفة‪ ,‬وعن هخخذا الحخخديث‬ ‫الملك ليقبض روحه ال ّ‬
‫جوابان‪ :‬معارضة وتحقيق‪.‬‬
‫ما المعارضة‪ :‬فإّنه قد ورد في القرآن العظيم‬ ‫أ ّ‬
‫ن موسى أخذ بممرأس أخيممه –عليهممما السمملم‪ -‬يج مّره‬ ‫أ ّ‬
‫إليه‪ ,‬وذلك مممن غيممر ذنممب علمممه مممن أخيممه‪ ,‬ول دفممع‬
‫مضمّرة خافهمما منممه‪ ,‬وأخمموه هممارون نممبي كريممم بنممص‬
‫القرآن وإجماع المسلمين‪ ,/‬وحرمة النبياء مثل حرمة‬ ‫‪/94‬ب‬
‫الملئكة‪ ,‬وقد بطممش موسممى بهممارون بطشما ً شممديدًا‪,‬‬
‫مل‬ ‫طفا ً ومستعطفا ً له‪ :‬يمما ابممن أ ّ‬ ‫ولهذا قال هارون متل ّ‬
‫تأخذ بلحيتي‪ ,‬ول برأسي‪ ,‬ول تشمت بي العداء‪ ,‬فممإن‬
‫ذب القممرآن فممذلك حسممبه مممن‬ ‫كممان المعممترض يكمم ّ‬
‫الكفممران‪ ,‬وإن كممان يتممأّول أفعممال النبيمماء –عليهممم‬
‫السلم‪ -‬على ما يليق حسب المكان‪ ,‬ويرجع فيما لممم‬
‫يمكن تأويله إلى اليمان؛ فما باله ل يفعممل مثممل ذلممك‬
‫سممنن المممأثورة؟ وممما لممه‬ ‫صممحيحة وال ّ‬ ‫في الحمماديث ال ّ‬
‫عرات‬ ‫حمممم فمممي المهالمممك‪ ,‬والميمممل إلمممى متمممو ّ‬ ‫والتق ّ‬
‫المسالك‪ ,‬والقطع بتكذيب ال مّرواة‪ ,‬والمتابعممة لبممادىء‬
‫رأيه وهواه؟‪.‬‬
‫ن موسى ‪ --‬إّنممما فعممل ذلممك غضممبا ً‬ ‫فإن قال‪ :‬إ ّ‬
‫صممر فممي الّنهممي عممما‬ ‫ن أن هارون ق ّ‬ ‫لله تعالى؛ لّنه ظ ّ‬
‫فعممل قممومه مممن عبممادة العجممل ومجمماوزته للحمد ّ فممي‬
‫الغضب لجل مجاوزة فعلهممم للح مد ّ فممي القبممح‪ ,‬ولممما‬
‫بقي عليه من طبيعة البشر في الغضب‪ ,‬وقد ورد في‬
‫صحيح عن رسول الله ‪)) :‬الله ّ‬
‫(()‪(1‬‬ ‫))‬
‫م إّني بشخخر‬ ‫ال ّ‬
‫دم تحريجه‪.‬‬
‫‪ ( )1‬تق ّ‬

‫‪205‬‬
‫آسف كما يأسف البشر(( فكذلك موسى ‪.--‬‬
‫قلنا‪ :‬هذا كلم صحيح‪ ,‬ولكن يجب أن نتطلب لممما‬
‫سّنة وجها ً حسنا ً ‪-‬أيضًا‪ -‬كما تطّلبنا مثل ذلك‬ ‫ورد في ال ّ‬
‫ن‬ ‫لما ورد في القرآن العظيم‪ ,‬فنقول وهو الّتحقيممق‪ :‬إ ّ‬
‫ذلك يحتمل وجهين‪:‬‬
‫ول)‪ : (1‬وهو المعتمممد أن يكممون الملممك‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫أتاه على صورة رجل من البشر‪ ,‬ولم يعرف أّنه ملك‪,‬‬
‫مثل ما أتى جبريل ‪ --‬إلى مريم البتول –رضي اللممه‬
‫عنها‪ -‬فتمّثل لها بشرا ً سوي ّا ً ففزعت منه فقالت‪ :‬إّنممي‬
‫أعمموذ بممالّرحمن منممك إن كنممت تقي ّمًا‪ ,‬ولممو علمممت أن ّممه‬
‫ممما أتممى ملممك‬ ‫جبريممل الميممن لممما اسممتعاذت منممه‪ ,‬فل ّ‬
‫صممفة‪ ,‬وأراد أن يقتلممه‬ ‫الموت إلى موسى على هذه ال ّ‬
‫دفع موسى عن نفسه‪.‬‬
‫ن ملك الموت لما‬ ‫فإن قلت‪ :‬أليس في الحديث أ ّ‬
‫ب أرسلتني إلممى عبممد ل‬ ‫رجع إلى الله تعالى قال‪ :‬يا ر ّ‬
‫ل علممى أن ّممه قممد أخممبره أن ّممه ملممك‬ ‫يريد الموت وهذا يد ّ‬
‫الموت‪ ,‬وأّنه جاء لقبضه‪.‬‬
‫ل علممى معرفممة موسممى‬ ‫ن هذا ل يممد ّ‬ ‫والجواب‪ :‬أ ّ‬
‫ن معرفة ملك الموت لكراهة موسممى‬ ‫لملك الموت‪ ,‬ل ّ‬
‫ص ول‬ ‫للممموت ل تسممتلزم معرفممة موسممى للملممك بن م ّ‬
‫ن الملممك جمماء‬ ‫مفهوم‪ ,‬ول معقول ول مسممموع‪ ,‬ولممو أ ّ‬
‫دعممى أنممه ملممك‪ ,‬ولممم يظهممر‬ ‫علممى صممورة البشممر وا ّ‬
‫ل على صدقه‪ ,‬ول خلق اللممه فيممه علم ما ً‬ ‫لموسى ما يد ّ‬
‫دقه فممي ذلممك‪,‬‬ ‫ضروري ّا ً بذلك‪ ,‬لم يكن لموسى أن يصم ّ‬
‫ن أو النس مثممل‬ ‫دعي بعض شياطين الج ّ‬ ‫وإل جاز أن ي ّ‬
‫سلم‪ -‬ويجوز عليهم‪ ,‬وهممذا‬ ‫ذلك على النبياء –عليهم ال ّ‬
‫صه‪:‬‬ ‫‪ ( )1‬في هامش )أ( و)ي( ما ن ّ‬
‫))هذا الجواب ذكره القرطبي في ))التذكرة ‪ ,‬ونسمبه إلمى ابمن‬
‫((‬

‫خزيمة‪ ,‬ثم أورد عليه ما أشار السيد محمد –رحمه الله‪ -‬إلممى‬
‫دفعه بقوله‪ :‬فإن قلت إلخ‪ ((...‬تمت من خط القاضي العلمة‬
‫محمد بن عبد الملك النسي –رحمه الله‪.-‬‬

‫‪206‬‬
‫ما ل يجوز أبدًا‪.‬‬
‫ل على ما ذكرناه من عممدم)‪ (1‬معرفممة موسممى‬ ‫ويد ّ‬
‫ن اللممه‬
‫صممحيح أ ّ‬‫للملممك‪ :‬أن ّممه قممد ثبممت فممي الحممديث ال ّ‬
‫تعالى ل يقبممض نبي ّما ً حت ّممى يخي ّممره ‪ ,‬فل ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ممما جمماء ملممك‬
‫الموت لقبض روح موسى مممن غيممر تخييممر‪ ,‬أمكممن أن‬
‫يكون موسى قد علم أّنه ل يقبض حت ّممى يخي ّممر‪ ,‬فشم ّ‬
‫ك‬
‫ل على هذا دللممة ظمماهرة‪,‬‬ ‫في صدقه لذلك‪ ,‬والذي يد ّ‬
‫ن ملك الموت لممما‬ ‫أّنه قد ورد في هذا الحديث بعينه أ ّ‬
‫رجممع إلممى موسممى ‪ --‬وخي ّممره بيممن الحيمماة والممموت‬
‫ن اللممه تعممالى لممو‬
‫اختار الموت واستسلم‪ ,‬ويؤيد هذا أ ّ‬
‫أراد موته في المرة الولى‪ ,‬وتسليط الملك عليه لنفذ‬
‫مراد الله فيه‪ ,‬ولم يقدر على دفع ملك الموت‪ ,‬ولكمن‬
‫الله تعالى أراد الذي كان منممه لحكمممة بالغممة‪ ,‬وليعلممم‬
‫من يثبت إيمانه‪ ,‬ومن يستحوذ عليه شيطانه‪ ,‬كما قال‬
‫تعالى في تحويل القبلة‪)) :‬وما جعلنا القبلة الخختي‬
‫مخخن‬ ‫كنت عليها إل لنعلم من يّتبخخع الّرسخخول م ّ‬
‫ينقلب على عقبيه(( ]البقرة‪ [143/‬وبمثل هممذه‬
‫طيممب‪ ,‬والمممؤمن مممن‬ ‫المور يميز الله الخممبيث مممن ال ّ‬
‫المترّيب‪ ,‬نسممأل اللممه أن يثب ّممت قلوبنمما علممى اليمممان‪,‬‬
‫شيطان‪.‬‬ ‫ويعصمنا من وساوس ال ّ‬
‫‪/95‬أ‬ ‫ن الملك ‪/‬جمماء‬ ‫الوجه الّثاني‪ :‬أن نقول‪ :‬سّلمنا أ ّ‬
‫إلى موسممى –عليهممما السمملم‪ -‬علممى صممورة)‪ (3‬يعرفممه‬
‫عليها‪ ,‬ولكن ما المانع أن يكون موسى فعل ذلك وقد‬
‫ن تلك الحال مظّنة لتغّير العقممول‪ ,‬فقممد‬ ‫تغّير عقله‪ ,‬فإ ّ‬
‫خّر موسى صعقا ً لجل انممدكاك الط ّممور‪ ,‬فكيممف بهممول‬

‫‪ ( )1‬سقطت من )س(!‪.‬‬
‫‪ ( )2‬من حديث عائشة –رضي الله عنهمما‪ -‬أن النممبي ‪ ‬قممال‪:‬‬
‫ي حّتى يرى مقعده مخن الجّنخة ثخم‬ ‫))إّنه لم يقبض نب ّ‬
‫يخّير‪ ((...‬الحديث‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ))الفتح ‪ ,(7/743) :‬ومسلم برقم )‪.(2444‬‬
‫((‬

‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬صفة((‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫المطلع‪ ,‬فإّنه عند العلماء بجلل الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬
‫ل من اندكاك الجبل‪ ,‬وهممذا الحتمممال ايضما ً‬ ‫أعظم وأج ّ‬
‫يمكن فيه حالن‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن يكون الملممك أتمماه وقممد تغي ّممر عقلممه‬
‫من غمرات اللم‪ ,‬وسكرات الّنزع‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أن يكون جاءه وهو صحيح غيممر أليممم‪,‬‬
‫وإّنما تغّير عقله حيممن أخممبره بممأزوف الّرحلممة مممن دار‬
‫ن أمل النبياء‬ ‫العمل‪ ,‬وانقطاع المهلة والمل‪ ,‬وذلك ل ّ‬
‫–عليهممم السمملم‪ -‬عظيممم فممي الممترّقي فممي مراتممب‬
‫الخدمة لله تعالى‪ ,‬وبلوغ أقصممى المراتممب فممي ذلممك‪,‬‬
‫والخممرة دار انقطمماع مممن ذلممك‪ ,‬فارتمماع موسممى ‪--‬‬
‫لذلك‪ ,‬ويحتمل غير ذلك مما يحتمماج إلممى تأويممل بعممض‬
‫ألفاظ الحديث فتركته اختصارًا‪.‬‬
‫ما ما ورد من أّنمه فقمأ عيمن الملمك فقمال ابمن‬ ‫وأ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫قتيبممة ‪)) :‬أذهممب موسممى العيممن الممتي هممي تخييممل‬
‫وتمثيل وليست على حقيقة خلقته‪ ,‬وعاد ملك الممموت‬
‫إلى حقيقة خلقته الّروحانية كما كممان لممم ينقممص منممه‬
‫شيء((‪.‬‬
‫والوجه في الحديث عندي هو الّول‪ ,‬وإّنما ذكرت‬
‫الوجه الّثاني لبيان سعة المحامل لمن طلبها‪ ,‬وتعريف‬
‫هم من عدم إمكان تأويل هممذا‬ ‫المعترض ببطلن ما تو ّ‬
‫الحديث‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪)) ( )1‬تأويل مختلف الحديث((‪) :‬ص‪.(187/‬‬

‫‪208‬‬
‫الكلم على رواية‬ ‫صحاح بروايتهم‬ ‫ن المعترض قدح على أهل ال ّ‬ ‫ثم إ ّ‬
‫)‪1‬‬
‫ساق الّتأويل‬
‫كّفار وف ّ‬ ‫دعممى‬ ‫فممار التأويممل‪ ,‬وا ّ‬ ‫سمماق التأويممل‪ ,‬وك ّ‬ ‫لحمماديث ف ّ‬
‫فممار الت ّممأويل‪ , (1‬والقطممع‬ ‫الجماع على تحريممم قبممول ك ّ‬
‫صممعب‬ ‫سمماق الّتأويممل‪ ,‬وركممب ال ّ‬ ‫علممى تحريممم قبممول ف ّ‬
‫ذلول في استنتاج)‪ (2‬القطع بذلك من الدّلة الظ ّن ّّية‪,‬‬ ‫وال ّ‬
‫وقد أوردت كلمه بلفظه فممي ))الصممل(()‪ (3‬واسممتوفيت‬
‫نقضه‪ ,‬واستوعبت الكلم فيه في قممدر سممبعين ورقممة‬
‫كبارًا‪ ,‬وبّلغت ما يرد عليممه مممن الشممكالت إلممى ني ّممف‬
‫ومئتممي إشممكال‪ ,‬وقممدر رأيممت أن أقتصممر فممي هممذا‬
‫))المختصر(( على نكت يسيرة من ذلك فأقول‪:‬‬
‫الكلم في أهل التأويل يشتمل على فوائد‪:‬‬
‫مخالفة المعترض‬ ‫ن فممي‬ ‫الفائدة الولى‪ :‬في تعريف المعممترض أ ّ‬
‫لهل مذهبه‪.‬‬ ‫كلمه هذا هدم قواعد مممذهبه‪ ,‬وخممالف جميممع سمملفه‪,‬‬
‫ن‬‫ذب ثقات أصحابه‪ ,‬وقدح على كبار أئمته‪ ,‬وذلك أ ّ‬ ‫وك ّ‬
‫ظاهر من مذهب الّزيدّية قبول أهل الّتأويممل مطلق ما ً‬ ‫ال ّ‬
‫دعموا علمى جمواز ذلممك إجممماع‬ ‫سماقهم‪ ,‬وا ّ‬ ‫فممارهم وف ّ‬ ‫ك ّ‬
‫صحابة –رضي الله عنهم‪ ,-‬وذلك فممي كتممب الّزيدي ّممة‬ ‫ال ّ‬
‫ظاهر ل يدفع‪ ,‬مكشوف ل يتقن ّممع‪ .‬ولنممذكر هنمما ثممماني‬
‫طرق للجماع‪ ,‬مممن طريممق أئمممة الّزيدي ّممة وعلمممائهم‪,‬‬
‫الذين يجب عند)‪ (4‬المعترض قبول رواياتهم‪:‬‬
‫الطريق الولى‪ :‬عن المام المنصور بالله عبد‬
‫دعممى الجممماع علممى ذلممك فممي‬ ‫الله بن حمممزة‪ ,‬فممإّنه ا ّ‬
‫كتممابيه ))صممفوة الختيممار ‪ ,‬و المهممذب لكّنممه فممي‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬

‫ذب(( بممالعموم‬ ‫صممريح‪ ,‬وفممي ))المهم ّ‬ ‫ص ال ّ‬


‫((‬
‫الصفوة بالن ّ ّ‬
‫))‬

‫ظاهر‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫طريق الثانية‪ :‬طريق المام يحيى بن حمممزة‬ ‫ال ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫ذكره في النتصار في كتاب الذان مّرة‪ ,‬وفي كتاب‬
‫ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬
‫تحّرفت في )س( إلى ))استقباح ‪.‬‬
‫((‬
‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫)‪ (2/130-420‬فيما يقرب من ثلث مئة صحيفة‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫في )س(‪)) :‬على((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪209‬‬
‫شهادات أخرى‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫طريق الّثالثة‪ :‬طريق القاضي زيد بن محمممد‬ ‫ال ّ‬
‫((‪(1‬‬
‫صاحب ))شرح التحرير(( )‪1‬ذكرها في ))شرح التحرير‬
‫شهادات‪ ,‬ورواها عنه المير الحسممين فممي‬ ‫في كتاب ال ّ‬
‫))التقرير((‪.‬‬
‫طريق الّرابعة‪ :‬طريممق الفقيممه عبممد اللممه بممن‬ ‫ال ّ‬
‫درر المنظومممة(( فممي‬ ‫زيد العنسي ذكرها في كتابه ))ال م ّ‬
‫أصول الفقه‪.‬‬
‫شيخ أبي الحسممين‬ ‫طريق الخامسة‪ :‬طريق ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ي ذكرها في كتممابه ))المعتمممد(()‪ (2‬فممي‬ ‫البصريّ المعتزل ّ‬
‫أصول الفقه‪.‬‬
‫سادسة‪ :‬طريق الحمماكم أبممي سممعيد‬ ‫طريق ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سن بن كّرامة المعتزلي ذكرها في كتابه ))شممرح‬ ‫المح ّ‬
‫((‬
‫العيون ‪.‬‬
‫‪/95‬ب‬
‫شمميخ ‪/‬الحسممن بممن‬ ‫سابعة‪ :‬طريق ال ّ‬ ‫طريق ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صاص الّزيدي رواها عنممه حفيممده‬ ‫محمد بن الحسن الّر ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫أحمد بن محمد بن الحسن في كتابه غممرر الحقممائق‬
‫)‪. (3‬‬
‫طريق الّثامنة‪ :‬طريق حفيده هممذا أحمممد بممن‬ ‫ال ّ‬
‫صاص ذكرها في كتابه ))جوهرة الصول((‪.‬‬ ‫محمد الّر ّ‬
‫وفي هؤلء من اقتصر على دعوى الجماع‪ ,‬علممى‬
‫دعممى‬ ‫ساق الّتأويممل دون الكفممار‪ ,‬ومنهممم مممن ا ّ‬ ‫قبول ف ّ‬
‫فار الّتأويممل أيض مًا‪ ,‬وهممم‪ :‬المممام‬ ‫الجماع على قبول ك ّ‬
‫صممًا[ صممريحًا‪,‬‬
‫(‬‫‪4‬‬‫)‬ ‫((‬ ‫))‬
‫يحيممى بممن حمممزة فممي النتصممار ]ن ّ‬
‫ذب(( عموما ً ظمماهرا‪ ,‬وعبممد‬
‫ً‬ ‫والمام المنصور في ))المه ّ‬
‫ص ما ً صممريحًا‪ ,‬والقاضممي زيممد‬ ‫((‬
‫درر ن ّ‬ ‫الله بن زيد في ))ال ّ‬
‫‪ ( )1‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬
‫‪.(2/134) ( )2‬‬
‫‪)) ( )3‬غرر الحقائق من مسممائل الفممائق ذكممره المؤلممف فممي‬
‫((‬

‫))العواصم((‪.(2/331) :‬‬
‫‪ ( )4‬زيادة من )س(‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫شرح(( كذلك‪.‬‬ ‫في ))ال ّ‬
‫وقممال المؤي ّممد فممي ))الّلمممع(( –الممذي هممو مممدرس‬
‫فممار الّتأويممل ممما لفظممه‪)) :‬فعلممى هممذا‬ ‫الّزيدي ّممة‪ -‬فممي ك ّ‬
‫شهادتهم جائزة عند أصحابنا(( ثبممت هممذا الّلفممظ عنممه‬
‫شهادة‬ ‫في كتاب ))الّلمع(( وكتاب ))التقرير(( وهذا في ال ّ‬
‫سيد أبمما‬ ‫ن ال ّ‬‫التي هي آكد من الّرواية‪ ,‬وأكثر من هذا أ ّ‬
‫ل مممن قبلهممم‬ ‫ن كم ّ‬‫طالب قال في كتمماب ))الّلمممع((‪)) :‬إ ّ‬
‫دعين‬ ‫ن الممم ّ‬‫ل على أ ّ‬ ‫دعى الجماع على ذلك‪ ,‬وهذا يد ّ‬ ‫ا ّ‬
‫للجماع عدد كثير مممن ثقممات العلممماء وأهممل المعرفممة‬
‫مة‪ ,‬فكيف يجترىء المعممترض بالقممدح بممذلك علممى‬ ‫الّتا ّ‬
‫دثين موهما ً أّنه ل يذهب إلى جواز لممك أحممد مممن‬ ‫المح ّ‬
‫الّزيدّية والمعتزلة‪ ,‬وقممد أجمعممت الّزيدي ّممة علممى قبممول‬
‫سمماقه؛‬ ‫فممار الّتأويممل وف ّ‬ ‫مراسمميل مممن يقبممل مممن ك ّ‬
‫كالمنصممور بممالله والمؤيممد بتخطئة المجتهممدين الممذين‬
‫قبولهم وبنوا الحكممام علممى روايتهممم‪ ,‬ويسممتلزم ذلممك‬
‫عمممدم العتمممداد بمممأقوالهم‪ ,‬وانعقممماد الجمممماع علمممى‬
‫رءوسممهم‪ ,‬وتحريممم التقليممد لهممم‪ ,‬ونحممو ذلممك مممن‬
‫شناعات المستلزمة لمخالفة الجماع‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫الفائدة الّثانية‪ :‬فممي بيممان كلم أئمممة الحممديث‬
‫كلم أهل الحديث‬ ‫سافق التأويل أقوا ً‬
‫ل‪:‬‬ ‫في ذلك‪ ,‬فقد ذكروا في ف ّ‬
‫ساق التأويل‬
‫على ف ّ‬
‫الول‪ :‬أّنهم ل يقبلون كالمص مّرحين‪ ,‬يممروى عممن‬
‫شممائع‬ ‫صلح)‪)) : (1‬إنه بعيممد مباعممد لل ّ‬ ‫مالك‪ ,‬وقال ابن ال ّ‬
‫ن كتبهممم طافحممة بالّروايممة عممن‬ ‫عن أئمة الحممديث‪ ,‬فممإ ّ‬
‫دعاة(( كما سيأتي‪.‬‬ ‫المبتدعة غير ال ّ‬
‫ل الكممذب لنصممرة‬ ‫الث ّخخاني‪ :‬أّنممه إن كممان يسممتح ّ‬
‫مذهبه لم يقبل‪ ,‬وإل قبل‪ ,‬وهو مذهب أحمد‪ ,‬كما قممال‬
‫الخطيب‪.‬‬
‫صلح)‪ :(1‬وهذا مذهب الكممثير أو الكممثر‪,‬‬ ‫قال ابن ال ّ‬
‫وهو أعدلها وأولها‪.‬‬

‫‪)) ( )1‬علوم الحديث((‪) :‬ص‪.(300-299/‬‬

‫‪211‬‬
‫قال ابن حّبان‪)) :‬هو قممول أئمتنمما قاطبممة ل أعلممم‬
‫شمافعي‬ ‫بينهم فيه خلفًا(( وكذا حكى بعض أصمحاب ال ّ‬
‫شافعي أّنهم لم يختلفوا في ذلك)‪. (1‬‬ ‫عن أصحاب ال ّ‬
‫فرهممم فحكمهممم‬ ‫فممار الّتأويممل فمممن لممم يك ّ‬ ‫ممما ك ّ‬‫وأ ّ‬
‫فرهممم فحكممى زيممن‬ ‫ممما مممن ك ّ‬
‫دم‪ ,‬وأ ّ‬ ‫عنده على ممما تقم ّ‬
‫دين ابن العراقي)‪ (2‬عن الحممافظ الخطيممب البغممدادي‬ ‫ال ّ‬
‫شممافعي أّنممه حكممى عممن جماعممة مممن أهممل الّنقممل‬ ‫ال ّ‬
‫فارًا‪,‬‬
‫والمتكّلمين أّنهم يقبلون أهل الّتأويل وإن كانوا ك ّ‬
‫دين‪ :‬واختاره صاحب ))المحصول((‪.‬‬ ‫قال زين ال ّ‬
‫قلت‪ :‬الجمهور منهم علممى رد ّ الكممافر‪ ,‬قممال زيممن‬
‫‪/96‬أ‬
‫سيف المدي عن الكثرين‪ ,/‬وبمه جممزم‬ ‫الدين‪ :‬ونقله ال ّ‬
‫أبو عمرو ابن الحاجب‪.‬‬
‫وقممال صمماحب ))المحصممول(()‪)) : (3‬الحممقّ أّنممه إن‬
‫ن اعتقاده‬ ‫اعتقد حرمة الكذب قبلنا روايته‪ ,‬وإل فل‪ ,‬ل ّ‬
‫حرمة الكذب يمنعه منه((‪.‬‬
‫الفائدة الّثالثة‪ :‬في ذكر بعممض حجممج القممابلين‬
‫حجج من قبلهم‬
‫ممما القممابلون لهممم فلهممم‬‫لهم والمخممالفين فممي ذلممك‪ ,‬أ ّ‬
‫حجج‪:‬‬
‫ن أهل الحديث‬ ‫جة الولى‪ :‬الجماع‪ ,‬وبيانه أ ّ‬ ‫الح ّ‬
‫سممنة قاطبممة أجمعمموا علممى صممحة حممديث‬ ‫وأهممل ال ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫ن في حديثهما ممما هممو مسممتند إلممى‬ ‫صحيحن ‪ ,‬مع أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫المبتدعة‪ :‬القدرّية والمرجئة وغيرهم‪ ,‬من غيممر ظهممور‬
‫متابعة‪ ,‬ول استشهاد‪ ,‬ول تصريح من البخاري ومسمملم‬
‫ن المتأّول غير مقبول عندهما‪ ,‬فيجب حملهما علممى‬ ‫بأ ّ‬
‫وي حديث أولئك المبتدعة‪,‬‬ ‫معرفة متابعات وشواهد تق ّ‬
‫حة حممديثهم لجممل تلممك المتابعممات‬ ‫ويجممب الحكممم بصم ّ‬
‫‪ ( )1‬الذي في ))علمموم الحممديث((‪) :‬ص‪ (299/‬خلف ذلممك‪ ,‬فيممه‬
‫ممما‬
‫الخلف بينهم في قبول المبتدع إذا لممم يممدع إلممى بممدعته‪ ,‬أ ّ‬
‫داعية فل خلف في عدم قبوله بينهم‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫‪ ( )2‬شرح اللفية ‪) :‬ص‪.(162/‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(2/195) ( )3‬‬

‫‪212‬‬
‫شواهد‪ ,‬ل لجل الّثقة لهم‪ .‬هممذا إجممماع ظمماهر مممن‬ ‫وال ّ‬
‫سنة‪.‬‬‫أهل ال ّ‬
‫شيعة‪ :‬فقد ذكرنمما روايممة ثقمماتهم‬ ‫ما المعتزلة وال ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫للجماع على ذلك‪ ,‬وذكرنا إجماعهم على الّرجوع إلى‬
‫((‬ ‫))‬
‫سنة‪ ,‬وبّينا أّنهم‬ ‫صحيحين وغيرهما من كتب أهل ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫يقبلون مراسيل من يقبل أهل الّتأويل‪ ,‬وأّنه ل يمكنهم‬
‫تمييز حديثهم من حديث أهل الّتأويل عندهم ألبّتة‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬كيف نصغي إلى دعمموى الجممماع‪ ,‬وقممد‬
‫علم وقوع الخلف؟‪.‬‬
‫دعى ليممس‬ ‫ن الجممماع الممم ّ‬ ‫ح؛ ل ّ‬‫قلنمما‪ :‬ذلممك يصمم ّ‬
‫مة‪ ,‬وإّنما هو إجماع أهل عصر منهممم‪,‬‬ ‫بإجماع جميع ال ّ‬
‫صحابة والّتممابعين ومممن‬ ‫صدر الّول من ال ّ‬ ‫وهو إجماع ال ّ‬
‫ن أهل العصر قد يجمعون فيعلممم إجممماعهم‬ ‫بعدهم‪ ,‬فإ ّ‬
‫بعض أهل العلم فيرويه ويتبعممه‪ ,‬ول يعلممم ذلممك بعممض‬
‫أهل العلم فيخالف‪ ,‬ويممروى الخلف والجممماع‪ ,‬ومثممل‬
‫هذا كثير الوقوع‪ ,‬وقد عّين كثير من أهممل العلممم ذلممك‬
‫صممحابة‬ ‫دعى إجماع أهله‪ ,‬وذكر أّنه عصممر ال ّ‬ ‫العصر الم ّ‬
‫صممحابة علممى قبممول‬ ‫جمموا بإجممماع ال ّ‬ ‫والّتممابعين‪ ,‬واحت ّ‬
‫مممن روى‬ ‫صممحابة‪ ,‬م ّ‬‫القائمين على عثمممان ‪ --‬مممن ال ّ‬
‫(()‪(1‬‬
‫هذا أبو عمرو بن الحمماجب فممي ))مختصممر المنتهممى‬
‫وأجاب عنه بوجهين‪:‬‬
‫ول‪ :‬عدم تسليم الجماع‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫ن راوي الجممماع إذا‬ ‫وهذا المموجه ليممس بشمميء‪ ,‬ل ّ‬
‫طريق التي يعرف‬ ‫طلعا ً موافقا ً في ال ّ‬ ‫كان ثقة عارفا ً م ّ‬
‫بها ثبوت الجماع؛ وجب قبوله كما يجممب قبممول راوي‬
‫الحمممديث‪ .‬ولمممم يعمممارض إل بنقمممل الخلف بطريقمممة‬
‫صحيحة‪ ,‬ولو جاز مقابلة نقلممة الدل ّممة بممذلك أمكممن رد ّ‬
‫ل عالم‪.‬‬ ‫ل راوٍ وتكذيب ك ّ‬ ‫ك ّ‬
‫الوجه الّثاني‪ :‬أّنه يجوز أّنهم قبلوا حديث أولئك‬

‫‪ (1/693) ( )1‬مع ))بيان المختصر(( للصفهاني‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫لعممدم اعتقممادهم فسممقهم‪ ,‬أو لتمموّقفهم فممي ذلممك‪ ,‬أو‬
‫لعدم معرفتهم بوقوع ذلك منهممم‪ ,‬أو لعتقمماد بعضممهم‬
‫إصابتهم‪.‬‬
‫والجواب عنه من وجوه‪:‬‬
‫الول‪ :‬أّنه إذا روى الجماع ثقة لم يقممدح تجممويز‬
‫وهمه في روايته لما ل حقيقة له‪ ,‬ولو قدح بمثل ذلممك‬
‫‪/96‬ب‬ ‫ل إجممماع‪,‬‬ ‫في هذا الجماع أمكن‪ /‬القدح بمثله فممي ك م ّ‬
‫ل رواية طريقها النقل فممي الخبممار والّلغممات‬ ‫بل في ك ّ‬
‫سممامع لممه‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ونحوها‪ ,‬فيقال في الخبر المرفمموع‪ :‬لع م ّ‬
‫وهم أّنه من كلم رسول الله ‪ ,‬وإّنما حكمماه رسممول‬
‫همه مرفوعمما ً وهممو‬ ‫اللممه ‪ ‬عممن غيممره‪ ,‬أو لعّلممه تممو ّ‬
‫موقوف‪ ,‬أو مسندا ً وهو مقطوع‪ ,‬أو نحو ذلك‪.‬‬
‫دعممى العلممم‪,‬‬ ‫دعي الجماع ا ّ‬ ‫نم ّ‬ ‫الوجه الّثاني‪ :‬أ ّ‬
‫ومن رد ّ ذلك لم ينقل خلفا ً في ذلك وإّنما اسممتبعد أن‬
‫جممة علممى‬ ‫يعلم ذلك غيره مع أّنه ل يعلمه‪ ,‬ومن علم ح ّ‬
‫سلف‬ ‫من جهل‪ ,‬وقد يختلف الّناس في معرفة أخبار ال ّ‬
‫دة البحممث‬ ‫وأحمموالهم‪ ,‬ويحصممل لبعممض العلممماء بشمم ّ‬
‫للخبار والّتواريممخ علممم بممأمور كممثيرة ل يشمماركه فيهمما‬
‫دعي الجممماع حمممل الجميممع علممى‬ ‫غيره‪ ,‬وفي قبول م ّ‬
‫ن صدقه وتوّرعه عن روايممة‬ ‫دعي فلظ ّ‬ ‫ما الم ّ‬ ‫سلمة أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن عممدم معرفتممه لممما‬ ‫ممما المنكممر فلظم ّ‬ ‫ما ل يعممرف‪ ,‬وأ ّ‬
‫دعي الجماع‪ ,‬وحمله على عدم العناد‪ ,‬وعلممى‬ ‫عرف م ّ‬
‫أّنه لو عرف لوافق‪.‬‬
‫ن اختلفهم فممي العل ّممة ل يقممدح‬ ‫الوجه الّثالث‪ :‬أ ّ‬
‫سك بالجماع‪ ,‬كما لو أجمعوا على قتممل‬ ‫حة الّتم ّ‬ ‫في ص ّ‬
‫رجممل اختلفمموا فممي العل ّممة‪ ,‬فقيممل‪ :‬بالقصمماص‪ ,‬وقيممل‪:‬‬
‫بممالّردة‪ ,‬وقيممل‪ :‬بغيممر ذلممك‪ ,‬فممإن قتلممه يجمموز قطع مًا‪,‬‬
‫وكذلك قبول روايممة فاسممق التأويممل إذا أجمعمموا عليممه‬
‫واختلفوا في عّلته‪ ,‬فمنهم من قبله لن فسق التأويممل‬
‫ن مممذهبه أن ّممه‬ ‫ل يوجب رد ّ الّرواية‪ ,‬ومنهم من قبلممه؛ ل ّ‬
‫ن حممديث ذلممك الّرجممل يكممون‬ ‫ليس بفسممق عنممده‪ ,‬فممإ ّ‬

‫‪214‬‬
‫ما فسقه فمأخوذ من دليل آخر‪.‬‬ ‫مقبول ً بالجماع‪ ,‬وأ ّ‬
‫ويتعّلق بهذا بحث دقيق يتعّلق بالحممديث المتلقّممى‬
‫حته أم ل؟ وقد اختلممف العلممماء‬ ‫بالقبول؛ هل نقطع بص ّ‬
‫فيه وأوضحته في ))الصل بما ل مزيد عليه‪.‬‬
‫((‬

‫الوجه الّرابع‪ :‬وهو المعتمد أّنا وإن سّلمنا عممدم‬


‫صحابة على ذلك فل نسّلم عدم العلممم‬ ‫العلم بإجماع ال ّ‬
‫خرين علممى قبممول ممما اّتفممق البخمماري‬ ‫بإجممماع المتممأ ّ‬
‫دمنا‬ ‫ومسلم على تصحيحه من حديث المبتدعة‪ ,‬وقد ق ّ‬
‫شمميعة علممى ذلممك‪ ,‬وبّينمما‬ ‫بيممان إجممماع المعتزلممة وال ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫اضطرارهم إلى القممول بممه‪ ,‬وبسممطناه فممي الصممل‬
‫بسطا ً يضطر المعاند إلمى الوفماق‪ ,‬ويخضمع لمه منهمم‬
‫شقاق‪ ,‬ومن وقف على كلم أبممي عبممد‬ ‫أهل الّلجاج وال ّ‬
‫(()‪(1‬‬
‫ذهبي في ))ميزان العتدال في نقممد الّرجممال‬ ‫الله ال ّ‬
‫سممنن إل علممى هممذه‬ ‫أيقممن أن ّممه ل سممبيل إلممى روايممة ال ّ‬
‫الطريقة‪.‬‬
‫شممافعي ‪ --‬ممما أوضممح منمماره‬ ‫وللممه دّر المممام ال ّ‬
‫ح اختياره‪ ,‬وأحسن اعتباره! فهذه‬ ‫وأقوى أنظاره‪ ,‬وأص ّ‬
‫جممة‬‫جممة الولمى وهمي ح ّ‬ ‫مما يتعل ّممق بالح ّ‬‫نبممذة يسميرة م ّ‬
‫الجماع‪.‬‬
‫مة أجمعت على أّنه يحممرم‬ ‫ن ال ّ‬‫جة الّثانية‪ :‬أ ّ‬ ‫الح ّ‬
‫ص‪,‬‬‫ن وجممود الخمما ّ‬ ‫على العالم العمل بممالعموم مممع ظ م ّ‬
‫ن وجممود ناسممخه‪,‬‬ ‫والعمممل بالحممديث الظ ّّنممي مممع ظمم ّ‬
‫ي‬
‫ذهبي في ترجمة عل ّ‬ ‫ل المصّنف يشير إلى ما قاله ال ّ‬ ‫‪ ( )1‬لع ّ‬
‫بن المديني‪ ,‬ورده على العقيلممي فممي إدخمماله فممي الضممعفاء ‪,‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫فكان مما قال‪)) :‬ولممو تركممت حممديث علممي‪ ,‬وصمماحبه محمممد‪,‬‬


‫وشيخه عبد الرزاق‪ ,‬وعثمان بن أبمي شميبة‪ ....‬لغلقنما البماب‪,‬‬
‫وانقطع الخطاب‪ ,‬ولماتت الثار‪ ,‬واسمتولت الزنادقمة‪ ,‬ولخمرج‬
‫جال‪.....‬‬
‫الد ّ‬
‫ل أحد فيه بدعة‪ ,‬أو له هفوة أو ذنوب يقدح فيممه‪ ,‬بممما‬ ‫ثم ما ك ّ‬
‫ً‬
‫يمموهن حممديثه‪ ,‬ول مممن شممرط الثقممة أن يكممون معصمموما مممن‬
‫الخطايا والخطأ‪.((...‬‬
‫((الميزان((‪.(61-4/60) :‬‬

‫‪215‬‬
‫ن‬ ‫كأ ّ‬ ‫ص‪ ,‬ول ش م ّ‬ ‫ن وجممود الن ّم ّ‬ ‫والعمل بالقياس مممع ظ م ّ‬
‫ص‬‫ص والّناسممخ والن ّم ّ‬ ‫ن وجممود الخمما ّ‬ ‫أخبارهم توجب ظ م ّ‬
‫م والمنسوخ والقياس‪.‬‬ ‫المانعة من العمل بالعا ّ‬
‫ن فممي رد ّ حممديثهم مضممّرة‬ ‫جخخة الّثالثخخة‪ :‬أ ّ‬ ‫الح ّ‬
‫ن‬ ‫ممما أ ّ‬ ‫مظنونة‪ ,‬ودفع المضّرة عن الّنفممس واجممب‪ /.‬وأ ّ‬
‫‪/97‬أ‬
‫ن أهممل‬ ‫فممي ذلممك مض مّرة مظنونممة فممذلك معلمموم؛ فممإ ّ‬
‫طعممام مسممموم؛‬ ‫ن ال ّ‬ ‫صممدق والمانممة لممو أخبرونمما بممأ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫لمموجب علينمما تجّنبممه عنممد الشممعرية والمعتزلممة عقل ً‬
‫دنيا –مممع حقارتهمما‪-‬‬ ‫وشرعًا‪ ,‬وإذا كان هذا في مضاّر الم ّ‬
‫ن فعل بعض المممور يغضممب اللممه‬ ‫فكيف إذا أخبرونا بأ ّ‬
‫ل جلله‪ ,‬ويستحقّ به عقابه ونكاله‪.‬‬ ‫ج ّ‬
‫ن‪,‬‬ ‫جخخة الّرابعخخة‪ :‬أّنممه يحصممل بخممبرهم الظ ّم ّ‬ ‫الح ّ‬
‫ما عند المعتزلة فظمماهر‪,‬‬ ‫ل‪ ,‬أ ّ‬‫ن حسن عق ً‬ ‫والعمل بالظ ّ‬
‫ن الفخممر الممّرازي ذكممر فممي‬ ‫ممما عنممد الشممعرية فل ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫))المحصول وغيره أّنهم لم يخممالفوا فممي هممذا القممدر‪,‬‬ ‫((‬

‫ن تممارك ممما أوجبممه العقممل يسممتحق‬ ‫وإّنما خالفوا في أ ّ‬


‫م عاجل ً والعقاب آج ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫الذ ّ ّ‬
‫ن العقلء اّتفقوا علممى حسممن‬ ‫وتقرير هذا الوجه‪ :‬أ ّ‬
‫مات على إرسال‬ ‫الخبر والستخبار‪ ,‬واعتمدوا في المه ّ‬
‫الّرسول‪ ,‬وكتابة الكّتاب‪ ,‬وبعث الّنذير إلى مممن يخمماف‬
‫ل همذا ل يفيمد‬ ‫طليعة إلى من ُيخاف منه‪ ,‬وكم ّ‬ ‫عليه‪ ,‬وال ّ‬
‫ي علممى‬ ‫متهمما مبن م ّ‬‫ن عا ّ‬ ‫ن‪ ,‬وكذلك تصّرفاتهم فممإ ّ‬ ‫إل الظ ّ ّ‬
‫ن‬ ‫ن‪ ,‬فسمفر الّتماجر علمى ظم ّ‬ ‫استحسمان العممل بمالظ ّ ّ‬
‫ن الّتمممام‪ ,‬وغممزو الملمموك‬ ‫الّربح‪ ,‬وزرع الّزارع على ظم ّ‬
‫ن حصممول‬ ‫ن الظفر‪ ,‬وقممراءة الق مّراء علممى ظ م ّ‬ ‫على ظ ّ‬
‫ن رسمول اللممه ‪ ‬لمما بعمث رسممله‬ ‫المعرفة‪ ,‬ولهذا فإ ّ‬
‫شممريعة ويبّلغممونهم‬ ‫إلممى أهممل عصممره يخممبرونهم بال ّ‬
‫سليمة‬ ‫الحكام اتفق أهل ذلك العصر بفطر عقولهم ال ّ‬
‫على وجوب العمل بما أخبرهم به رسممل رسممول اللممه‬
‫ي متممواتر‬ ‫ص شممرع ّ‬ ‫‪ ‬من غير أن يعلموا جواز ذلك بن ّ‬
‫قطعي‪ ,‬ومن غيممر أن يسممتقبح ذلممك منهممم أحممد‪ ,‬ولممم‬

‫‪216‬‬
‫ن العمممل‬ ‫يختلفمموا ويتنمماظروا فممي ذلممك‪ ,‬فثبممت بهممذا أ ّ‬
‫ل‪ ,‬وأن العمممل لممه لممم يممزل بيممن‬ ‫ن حسممن عق ً‬ ‫بممالظ ّ ّ‬
‫المسلمين ظاهرا ً قديما ً وحديثًا‪ ,‬ول يخص من ذلممك إل‬
‫شمرعي‪ ,‬وقمد تعمّرض ابمن الحماجب‬ ‫دليل ال ّ‬ ‫صه ال ّ‬ ‫ما خ ّ‬
‫لبطممال هممذا المموجه فلممم يممأت بشمميء‪ ,‬ولممول خمموف‬
‫الّتطويل لبّينت ذلك‪.‬‬
‫جة الخامسة‪ :‬قوله تعممالى‪)) :‬فمن جخخاءه‬ ‫الح ّ‬
‫موعظة من رّبه فخخانتهى فلخخه مخخا(( ]البقخخرة‪/‬‬
‫مخا يخأتيّنكم مّنخي هخدى‬ ‫‪ [275‬وقوله تعالى‪)) :‬فإ ّ‬
‫ل ول يشخخقى(( ]طخخه‪/‬‬ ‫فمن اّتبع هداي فل يض ّ‬
‫ل ممما جمماء عممن‬ ‫‪ [123‬وأمثال ذلك‪ ,‬وهذا عممام فممي كم ّ‬
‫الله‪ ,‬سواء كان من كلمممه –سممبحانه‪ -‬أو علممى لسممان‬
‫رسول الله ‪ ,‬وسممواء كممان معلوم ما ً أو مظنون مًا‪ ,‬بممل‬
‫الكثر من ذلك هممو الممذي جمماء مظنونمًا‪ ,‬وقممد ثبممت أ ّ‬
‫ن‬
‫معنى القرآن الكريم منقسم إلممى‪ :‬معلمموم ومظنممون‪,‬‬
‫ن المعنممى المظنممون مممن‬ ‫وأّنا متعب ّممدون بهممما مع مًا‪ ,‬وأ ّ‬
‫سّنة فيها‬ ‫جملة ما جاءنا من عند الله تعالى‪ ,‬فكذلك ال ّ‬
‫ل منهما مما جاءنا من عند الله‪.‬‬ ‫معلوم ومظنون‪ ,‬وك ّ‬
‫سادسة‪ :‬قوله تعممالى‪)) :‬وقخخالوا لخخو‬ ‫جة ال ّ‬ ‫الح ّ‬
‫كّنخخا نسخخمع أو نعقخخل مخخا كّنخخا فخخي أصخخحاب‬
‫مهم اللممه تعممالى بعممدم‬ ‫سعير(( ]الملخخك‪ [10/‬فممذ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الستماع على الطلق‪ ,‬ولبد ّ من تقييده بعدم استماع‬
‫ما جاء من عنممد اللممه تعممالى مممن معلمموم أو مظنممون‪,‬‬
‫ن تقدير المعلوم وحده علممى خلف‬ ‫درنا ذلك ل ّ‬ ‫وإّنما ق ّ‬
‫مة أجمعت على وجوب الّرجمموع إلممى‬ ‫ن ال ّ‬‫الجماع‪ ,‬فإ ّ‬
‫‪/97‬ب‬ ‫الدّلة ال ّ‬
‫ظنية من المعاني القرآنية‪ /‬والخبار الحاديممة‪,‬‬
‫وإّنما لم يؤّثموا المجتهدين إذا خالفوا شيئا ً من الدّلممة‬
‫حته‪.‬‬‫ظنّية؛ لّنهم اّتبعوا ما ظّنوا ص ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سخخابعة‪ :‬قمموله تعممالى‪)) :‬خخخذوا مخخا‬ ‫جخخة ال ّ‬ ‫الح ّ‬
‫وة واذكروا ما فيه لعّلكم تتقخخون((‬ ‫آتيناكم بق ّ‬
‫ل ممما آتانمما اللممه مممن‬‫مة في كم ّ‬ ‫]البقرة‪ [63/‬وهي عا ّ‬

‫‪217‬‬
‫صممحيح(()‪ (1‬عممن‬ ‫))‬
‫معلمموم ومظنممون‪ ,‬وقممد ثبممت فممي ال ّ‬
‫رسول الله ‪ ‬أّنه قال‪)) :‬إذا أمرتكخم بخأمر فخأتوا‬
‫منه ما اسخختطعتم(( فيجممب بممذل السممتطاعة فممي‬
‫تعّرف ما آتانا الله تعالى من معلوم ومظنون‪ ,‬فممأعلى‬
‫المراتممب‪ :‬أن نعلممم اللفممظ والمعنممى‪ ,‬ودون ذلممك‪ :‬أن‬
‫ن المعنممى‪ .‬ودون ذلممك‪ :‬أن نعلممم‬ ‫نعلممم اللفممظ ونظمم ّ‬
‫ن في علم‬ ‫ن الّلفظ أو نظّنهما معًا‪ ,‬على أ ّ‬ ‫المعنى ونظ ّ‬
‫ن اللفظ بحثا ً ليس هذا موضعه‪.‬‬ ‫المعنى مع ظ ّ‬
‫جة الّثامنة‪ :‬قوله تعالى‪)) :‬ومن لم يحكم‬ ‫الح ّ‬
‫بمخخا أنخخزل اللخخه فخخأولئك هخخم الكخخافرون((‬
‫]المخخخائدة‪ [44/‬وفخخخي آيخخخة‪)) :‬الفاسخخخقون((‬
‫]المخخخخائدة‪ [47/‬وفخخخخي آيخخخخة ))الظّخخخخالمون((‬
‫ن ما أنزل الله منقسم إلى‬ ‫]المائدة‪ [45/‬وقد ثبت أ ّ‬
‫معلوم ومظنون وقد مّر تقريره‪.‬‬
‫جخخة الّتاسخخعة‪ :‬حممديث الحسممن بممن علممي –‬ ‫الح ّ‬
‫رضممي اللممه عنهممما‪ -‬عممن رسممول اللممه ‪)) :‬دع مخخا‬
‫يريبخخك إلخخى مخخا ل يريبخخك(( وهممو حممديث حسممن‬
‫((‬
‫معمممول بممه‪ ,‬ذكممره الّنممووي فممي ))مبمماني السمملم‬
‫سنه)‪ (2‬وأخرجه الترمذي في ))جامعه(()‪ (3‬وهو يصمملح‬ ‫وح ّ‬
‫جة في المسألة هممو وممما فممي معنمماه مممن الحممديث‪,‬‬ ‫ح ّ‬
‫لمن ثبت له صحته من غير طرق المبتدعة بفسممق أو‬
‫ده‬ ‫نر ّ‬ ‫ن صممدقه ل ّ‬ ‫ل على قبول مممن يظ م ّ‬ ‫بكفر‪ ,‬وهو يد ّ‬
‫مما يريب‪.‬‬
‫ن تصديقهم مما يريب أيضًا‪.‬‬ ‫فإن قلت‪ :‬إ ّ‬
‫فالجواب من وجهين‪:‬‬
‫مى ريب مًا؛ لن ّممه‬ ‫ن ذلممك يسم ّ‬‫أحدهما‪ :‬أّنا ل نسّلم أ ّ‬
‫مى‬ ‫راجممح مظنممون‪ ,‬والّراجممح المظنممون صممحته ل يسم ّ‬
‫‪ ( )1‬أخرجممه البخمماري‪)) :‬الفتممح((‪ ,(13/264) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ (1337‬من حديث أبي هريرة ‪.--‬‬
‫‪)) ( )2‬جامع العلوم والحكم((‪.(1/278) :‬‬
‫‪ (4/576-577) ( )3‬وقال‪)) :‬هذا حديث حسن صحيح(( اهم‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫ن النسان إذا غاب مممن‬ ‫تجويز خلفه ريبا ً في اللغة‪ ,‬فإ ّ‬
‫منزله ساعة من نهار‪ ,‬وعهده بعمارته قائمة صممحيحة؛‬
‫دار‪ ,‬وإن كممان يجمموز‬ ‫مى مريبا ً في انهدام ال ّ‬ ‫فإّنه ل يس ّ‬
‫ذلك‪ ,‬وكذا إذا أخممبره ثقممة بخمموف عممدّو‪ ,‬فممإّنه يسمممى‬
‫مريبا ً من خوف العدوّ ل صدق الّثقة الذي أخبره‪.‬‬
‫مى ريبا ً‬ ‫ن ذلك يس ّ‬‫الوجه الّثاني‪ :‬أّنا لو سّلمنا أ ّ‬
‫ن فممي‬ ‫لما سّلمنا سممقوط الّتكليممف بقبممولهم‪ ,‬وذلممك ل ّ‬
‫ك‬ ‫دهم ريبا ً راجحًا‪ ,‬ول شمم ّ‬ ‫قبولهم ريبا ً مرجوحًا‪ ,‬وفي ر ّ‬
‫ن الحتراز مممن المضمّرة الّراجممح وقوعهمما أولممى مممن‬ ‫أ ّ‬
‫الحتراس مممن المض مّرة المرجمموح وقوعهمما‪ ,‬وإل لممزم‬
‫قبح الّتصديق للنذير‪ ,‬وإن كان ثقة‪ ,‬لتجممويز الكممذب أو‬
‫ل ممما‬ ‫الوهم عليه‪ ,‬ونحو ذلك‪ ,‬ويعضممد هممذا المعنممى ك م ّ‬
‫ورد فيه مثل حديث‪)) :‬الحلل بّين والحرام بّيخخن‪,‬‬
‫وبينهما أمور مشتبهات‪ ,‬فمن اّتقى الشبهات‬
‫فقخخد اسخختبرأ لخخدينه وعرضخخه(()‪ (1‬الحممديث‪ ,‬وهممو‬
‫شممبهات‪ ,‬ارتكمماب ممما رووا‬ ‫صممحيح‪ ,‬ويممدخل فممي ال ّ‬
‫تحريمه‪ ,‬وتممرك ممما رووا وجمموبه‪ ,‬بممل هممو أقممرب إلممى‬
‫ن‬‫الحرام؛ لّنه من قبيل ارتكمماب ممما يغلممب علممى الظ ّم ّ‬
‫مل ذلك ونظائره في الحديث‪.‬‬ ‫تحريمه‪ ,‬فتأ ّ‬
‫جخخة العاشخخرة‪ :‬أن ّممه يحممرم عليهممم كتممم ممما‬ ‫الح ّ‬
‫يعرفونه من حديث رسول الله ‪ ‬لما ورد في تحريم‬
‫سّنة والجممماع‪ ,‬فل يرتفممع وجمموب‬ ‫ذلك من القرآن وال ّ‬
‫ذلك عنهم إل بدليل يعارض أدّلة تحريم كتم العلم في‬
‫ك أّنه ل يوجد ما يماثل ذلك في‬ ‫ظهور‪ ,‬ول ش ّ‬ ‫وة وال ّ‬ ‫الق ّ‬
‫إسقاط تحريم الكتم عليهم‪ ,‬وإذا ثبت أّنه يجب عليهم‬
‫‪/98‬أ‬ ‫الّتبليغ ويحرم عليهم الكتم‪ /‬ثبت أّنه يجب قبممولهم وإل‬
‫لم يكن لتبليغهم فائدة‪ ,‬ول لوجوب ذلك عليهم معنى‪.‬‬
‫ما المصّرح بالكفر والفسق؛ فغير متعب ّممد بممذلك‬ ‫وأ ّ‬
‫في حال فسقه‪ ,‬لنعقاد الجماع علممى اشممتراط تمموبته‬
‫‪ ( )1‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(1/153) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ (1599‬من حديث النعمان بن بشير ‪.--‬‬

‫‪219‬‬
‫في القبول‪.‬‬
‫ما المتأّول؛ فلم ينعقد الجممماع علممى ذلممك بممل‬ ‫وأ ّ‬
‫دعى غير واحد من أهل الفقممه انعقمماد الجممماع علممى‬ ‫ا ّ‬
‫دمنا فافترقمما‪ .‬وفممي همذا بحمث لطيممف‬ ‫قبولهم كمما قم ّ‬
‫تركته اختصارًا‪.‬‬
‫جة‬‫وهذه عشر حجج اختصرتها من نّيف وثلثين ح ّ‬
‫ذكرتها في ))الصممل(()‪ , (1‬وأردفتهمما بممذكر بضممعة عشممر‬
‫دهم‪.‬‬ ‫جحا ً لقبولهم على ر ّ‬ ‫مر ّ‬
‫سمماقه‪ ,‬فقممد‬ ‫دون لحديث كفار الّتأويل وف ّ‬ ‫ما الّرا ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫(()‪(2‬‬ ‫))‬
‫حجج من رّد حديث‬ ‫جوا بممأمور ضممعيفة‪ ,‬وقممد أوردتهمما فممي الصممل‬ ‫احت ّ‬
‫ساق التأويل‬
‫فّ‬ ‫سكوا‬ ‫وأضحت الجواب عليها‪ ,‬وأنا أورد هنا أقوى ما تم ّ‬
‫وح إلى جمل كافية في الجواب على ذلك‪.‬‬ ‫به‪ ,‬وأل ّ‬
‫جوا به قوله تعممالى‪)) :‬يخخا أيهخخا الخخذين‬ ‫ما احت ّ‬ ‫فم ّ‬ ‫الولى‬
‫آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبّينوا أن تصيبوا‬
‫قوما ً بجهالة(( ]الحجرات‪.[6/‬‬
‫قال المعترض‪ :‬وهذا فخخي معنخخى العمخخوم‬
‫ي فاسق‪.‬‬ ‫كأّنه قال‪ :‬إن جاءكم فاسق أ ّ‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫ن المتمممأّول ل يسمممتحق اسمممم‬ ‫ول‪ :‬أ ّ‬ ‫الخخوجه ال ّ‬
‫الفسوق في عرف العرب؛ لّنه في عرف أهل الّلغممة‪:‬‬
‫مد ارتكاب الفواحش تمّردا ً أو خلعة‪ ,‬وليممس‬ ‫الذي يتع ّ‬
‫ل ما يعلم تحريممه أو يظّنمه‪,‬‬ ‫ف نفسه عن ك ّ‬ ‫هو من يك ّ‬
‫مى فاسممقا ً‬ ‫ول يفعل قبيحا ً إل بتأويل‪ ,‬وإذا لم يكن يس ّ‬
‫مى فممي‬ ‫في عرفهم لم تتناوله اليممة‪ ,‬سممواء كممان يس م ّ‬
‫دمممة علممى‬ ‫ن الحقيقممة العرفيممة مق ّ‬ ‫وضع اللغة أم ل‪ ,‬ل ّ‬
‫ل علممى ذلممك العممرف آيممات‬ ‫الحقيقة الّلغوية‪ ,‬والذي يد ّ‬
‫كثيرة‪ ,‬منها‪ :‬قوله تعالى فممي الكفّممار‪)) :‬وإن وجخخدنا‬

‫جممة‪ ,‬وذكممر‬
‫‪ .(2/316-373) ( )1‬ذكممر فيممه اثنممتين وثلثيممن ح ّ‬
‫جحًا‪.‬‬
‫خمسة عشر مر ّ‬
‫‪-2/130) ( )2‬وما بعدها(‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫أكخخثرهم لفاسخخقين(( ]العخخراف‪ [102/‬وقمموله‬
‫تعالى في المشركين‪)) :‬كيخخف يكخخون للمشخخركين‬
‫عهخخخد عنخخخد اللخخخه –إلخخخى قخخخوله‪ -‬وأكخخخثرهم‬
‫فاسقون(( ]التوبة‪ [8-7/‬وقوله تعالى في اليهود‪:‬‬
‫ن أكثركم فاسقون(( ]المائدة‪ [59/‬وهمممذه‬ ‫))وأ ّ‬
‫ن فممي المشممركين وسممائر‬ ‫اليات الكريمة داّلة علممى أ ّ‬
‫سر الّزمخشممري هممذه‬ ‫فار من ليس بفاسق‪ ,‬وقد ف ّ‬ ‫الك ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫اليات على المعنمى المذي ذكرتمه‪ ,‬فقمال فمي قموله‬
‫تعمممالى‪)) :‬وأكخخخثرهم فاسخخخقون(( ]التوبخخخة‪[8/‬‬
‫))متمممّردون خلعمماء ل مممروءة تزعهممم‪ ,‬ول شمممائل‬
‫مرضّية تردعهم‪ ,‬كما يوجد ذلك في بعض الكفرة مممن‬
‫ممما يثلممم‬‫فممف ع ّ‬
‫الّتفممادي عممن الكممذب والّنكممث‪ ,‬والّتع ّ‬
‫سوء(( انتهى‪.‬‬ ‫العرض ويجّر أحدوثة ال ّ‬
‫وهو تصريح منه بما ذكرته فممي تفسممير الفاسممق‪,‬‬
‫شع!؟‬ ‫فكيف يدخل فيه المتأّول المتعّبد المتوّرع المتخ ّ‬
‫وقد فهم هذا المعنى فممي هممذه اليممة بخصوصممها غيممر‬
‫واحد من أهل العلم بتفسير كتاب اللممه تعممالى‪ ,‬فقممال‬
‫مى اللمه الوليمد فاسممقا ً‬ ‫صمد في تفسيرها‪ :‬س ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫عبد ال ّ‬
‫لكذبه الذي وقع به الغراء‪ ,‬وقال القرطمبي فمي همذه‬

‫شاف((‪.(2/141) :‬‬‫‪)) ( )1‬الك ّ‬


‫‪ ( )2‬ذكر الداوودي في ))طبقمات المفسمرين((‪(310-1/309) :‬‬
‫مى عبد الصمد‪:‬‬ ‫اثنين ممن يس ّ‬
‫‪-1‬عبد الصمد بن حامد بن أبي البركات الّنهشلي كان مقممرءا ً‬
‫سرًا‪ .‬ت )بعد ‪750‬هم(‪.‬‬ ‫مف ّ‬
‫=‬
‫= ‪-2‬عبد الصمد بممن عبممد الرحمممن بممن أبممي رجمماء البلمموي‬
‫الندلسممي‪ ,‬مممن المحققيممن فممي القممراءات والتفسممير‪ ,‬ت )‬
‫‪619‬هم(‪.‬‬
‫ً‬
‫ولم يذكر لحد منهمما كتابما فممي التفسممير ول فممي غيممره فممالله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وانظر‪ :‬طبقات القراء ‪ (2/610) :‬للذهبي‪ ,‬و غاية النهايممة ‪) :‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬

‫دم للمؤّلف النقل عنه‪.‬‬ ‫‪ (389-1/388‬لبن الجزري‪ ,‬وقد تق ّ‬

‫‪221‬‬
‫مى اللممه الوليممد فاسممقا ً‬ ‫(()‪(1‬‬
‫الية في تفسيره ‪)) :‬وس م ّ‬
‫))‬

‫أي‪ :‬كاذبًا(( قال القرطبي)‪)) : (2‬وقال العلماء‪ :‬الفاسق‬


‫ذاب‪ ,‬وقيمل‪ :‬المذي ل يسمتحي ممن اللمه((‪ .‬انتهمى‬ ‫الكم ّ‬
‫كلمه‪.‬‬
‫وفيه شهادة للمعنى الذي ذكرته‪ ,‬أقصممى ممما فممي‬
‫ن هذا الحتمال غير ظاهر‪ ,‬لكّنه محتمممل غيممر‬ ‫الباب‪ :‬أ ّ‬
‫مرجوح‪ ,‬وذلك يمنع من الحتجاج بها في المتأّولين‪.‬‬
‫ن اللمممه تعمممالى قمممال‪)) :‬إن‬ ‫الخخوجه الّثخخاني‪ :‬أ ّ‬
‫جاءكم فاسق بنبأ فنبّينوا(( ]الحجرات‪ [6/‬ولممم‬ ‫‪/98‬ب‬
‫يقل‪ :‬فل تقبلمموه‪ ,‬والت ّممبّين هممو تطل ّممب‪ /‬البيممان‪ ,‬وليممس‬
‫مى تبّينما ً فممي اللغممة ول فممي‬ ‫القطع على أّنه كاذب يس ّ‬
‫شمرع‪ ,‬وقمد جماء المممر بمالّتبّين فممي‬ ‫العرف ول فمي ال ّ‬
‫القرآن الكريم‪ ,‬وليس المراد به الّرد ّ والّتكذيب‪ ,‬وذلك‬
‫في قوله تعالى في سورة الّنساء‪)) :‬يا أيهخخا الخخذين‬
‫آمنخخوا إذا ضخخربتم فخخي سخخبيل اللخخه فتخخبّينوا((‬
‫]النساء‪ [94/‬فروى البخمماريّ ومسمملم)‪ (3‬مممن حممديث‬
‫ن المسمملمين لحقمموا‬ ‫ابن عّباس –رضي اللممه عنهممما‪ -‬أ ّ‬
‫سمملم عليكممم‪ ,‬فقتلمموه‬ ‫غنيمممة لممه‪ ,‬فقممال‪ :‬ال ّ‬ ‫رجل ً فممي ُ‬
‫غنيمته فنزلت‪ ,‬وهو حديث صحيح مممرويّ مممن‬ ‫وأخذوا ُ‬
‫ن الّتبّين طلب البيان ل رد ّ المّتهم‪.‬‬ ‫غير طريق‪ ,‬فثبت أ ّ‬
‫فنقول‪ :‬من جملة الّتبّين أّنا ننظر إلى المخبر أهو‬
‫صدق والّتحري أم ل؟ فإن لم يكن منهم لم‬ ‫من أهل ال ّ‬
‫نقبله‪ ,‬وإن كان منهم نظرنمما هممل أخبرنمما بممأمر يتعل ّممق‬
‫دين‪ ,‬فممإن‬ ‫بحقوق المخلوقين‪ ,‬أو بممأمر مممن أمممور)‪ (4‬الم ّ‬
‫ن صممدقه‬ ‫دين؛ اكتفينمما فيممه بظ م ّ‬ ‫ما يتعّلق بأمر ال ّ‬ ‫كان م ّ‬

‫‪.(16/205) ( )1‬‬
‫مى مممن قممال بممذلك مممن‬
‫‪ ( )2‬بنحممو‪ ,‬وإل فممالقرطبي قممد س م ّ‬
‫العلماء‪ ,‬ولم ُيبهم‪.‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجممه البخمماري الفتممح ‪ ,(8/107) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(3025‬‬
‫‪ ( )4‬في )ي( و)س(‪ :‬أمر ‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪222‬‬
‫وأمانته ما لم يجرح بأمر يعارض أدّلة قبوله‪ ,‬وإن كمان‬
‫في حقوق المخلمموقين لممم نصممدقه حت ّممى يشممهد معممه‬
‫ن اليممة نزلممت فممي حقمموق‬ ‫شاهد آخر غالبًا‪ ,‬ول ش ّ‬
‫كأ ّ‬
‫ن الوليد لم يكمن فمي المتمأّولين باّتفماق‬ ‫المخلوقين وأ ّ‬
‫العارفين‪.‬‬
‫ن الله تعالى عّلل التبّين بخوف‬ ‫الوجه الّثالث‪ :‬أ ّ‬
‫الصابة بالجهالة‪ ,‬وهممذه العل ّممة غيممر حاصمملة فممي خممبر‬
‫ن الّراجمح وذلمك ل‬ ‫ن خمبره يفيمد ال ّ‬
‫ظم ّ‬ ‫المتمدّين)‪ , (1‬فمإ ّ‬
‫مى جهالة لوجهين‪:‬‬ ‫يس ّ‬
‫مى علما ً في لغممة العممرب‬ ‫ول‪ :‬أّنه يس ّ‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫لقمموله تعممالى‪)) :‬ومخخا شخخهدنا إل مخخا علمنخخا((‬
‫مى علمما ً‬ ‫]يوسف‪ [81/‬وغير ذلك‪ ,‬وما ثبت أن ّممه يسم ّ‬
‫مى‬ ‫في لسان العممرب فل يسممبق إلممى الفهممم أن ّممه يسم ّ‬
‫جهالة‪ ,‬ول يجوز ذلك إل بدليل‪.‬‬
‫الخخوجه الث ّخخاني‪ :‬وهممو المعتمممد أن ّمما نظرنمما فممي‬
‫ن؟ فوجممدناها‬ ‫الجهالة هل هي عدم العلم أو عدم الظ ّم ّ‬
‫ن ل عممدم العلممم‪ ,‬وإّنممما قلنمما ليسممت عممدم‬ ‫عممدم الظ ّم ّ‬
‫ن العلم ل يحصل أيض ما ً بخممبر المسمملم الّثقممة‬ ‫العلم؛ ل ّ‬
‫ن الجهالممة تنتفممي بحصممول‬ ‫ول بخممبر الّثقممتين‪ ,‬فثبممت أ ّ‬
‫ن‪ ,‬وهو حاصل بخبر المتممأّول المتممدّين‪ ,‬وقممد قممال‬ ‫الظ ّ ّ‬
‫القرطبي)‪)) : (2‬في هذه اليممة الكريمممة سممبع مسممائل‪,‬‬
‫ن لممم يكممن‬ ‫ن القاضي إذا قضى على الظ ّ ّ‬ ‫وذكر منها‪ :‬أ ّ‬
‫ذلك عمل ً بجهالة كالقضمماء بشمماهدين عممدلين‪ ,‬وقبممول‬
‫قول عالم مجتهد(( انتهى‪.‬‬
‫وهو صريح في المعنى الذي ذكرته وللممه الحمممد‪.‬‬
‫وللّزمخشممري)‪ (3‬مثممل ذلممك ذكممره فممي تفسممير قمموله‬

‫‪ ( )1‬في نسخة‪)) :‬المتبّين(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪.‬‬


‫‪)) ( )2‬الجامع لحكام القرآن((‪.(16/206) :‬‬
‫‪)) ( )3‬الكشاف((‪.(4/88) :‬‬
‫قال في تفسيرها‪)) :‬العلم الذي تبلغممه طمماقتكم‪ ,‬وهممو الظ ّم ّ‬
‫ن‬
‫الغالب‪ ,‬بالحلف وظهور المارات(( اهم‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫م مؤمنات(( ]الممتحنة‪/‬‬ ‫تعالى‪)) :‬فإن علمتموه ّ‬
‫‪.[10‬‬
‫صممة فممي حقمموق‬ ‫ن اليممة خا ّ‬ ‫الخخوجه الّرابخخع‪ :‬أ ّ‬
‫)‪2‬‬
‫مة فممي جميممع أخبممار المخممبرين‪ ,‬ول‬ ‫المخلوقين ل عا ّ‬
‫ن خممبر الواحممد الثقممة غيممر مقبمول فممي حقمموق‬ ‫كأ ّ‬ ‫شم ّ‬
‫ن الّثقات غيممر مقبممولين‬ ‫المخلوقين‪ (1‬على الطلق‪ ,‬وأ ّ‬
‫في حقوقهم إذا كانت بينهم أحنة عداوة‪ ,‬والوليد كممان‬
‫جة في الية‬ ‫بينه وبين الذين كذب عليهم عداوة‪ ,‬فل ح ّ‬
‫ل فممي عمومهمما‪ ,‬ول فممي )‪3‬مفهومهمما‪ ,‬ول في‪ (2‬تعليلهمما‬
‫المقتضي للقياس عليها‪.‬‬
‫درنا عمومهمما وس مّلمنا‬ ‫الوجه الخامس‪ :‬أّنا لو ق م ّ‬
‫ن‬
‫كأ ّ‬ ‫تسليم جدل لم يمنع ذلك من تخصيصممها‪ ,‬ول ش م ّ‬
‫ص منها كالجماع‪ ,‬ودليل‬ ‫دمة ما هو أخ ّ‬ ‫في أدّلتنا المتق ّ‬
‫المعقول وغيرهما‪.‬‬
‫سخخادس‪ :‬أن ّمما لممو س مّلمنا عممدم وجممود‬ ‫الخخوجه ال ّ‬
‫ن ما أوردنمماه‬ ‫صص‪ ,‬لم يلزم ما ذكره الخصوم؛ ل ّ‬ ‫المخ ّ‬
‫من اليممات الكريمممة معارضممة لعممموم هممذه اليممة‪ ,‬لممو‬
‫مة وتلك اليات أرجح لكثرتها‪ ,‬ولما فممي‬ ‫سّلمنا ‪/‬أّنها عا ّ‬ ‫‪/99‬أ‬
‫قبول المتأّولين من الحتياط غالبًا‪ ,‬ولممما فممي مخالفممة‬
‫ذلممك مممن خمموف مخالفممة الجممماع‪ ,‬ولغيممر ذلممك مممن‬
‫جحات المذكورة فممي ))الصممل(( وقممد ذكممرت فممي‬ ‫المر ّ‬
‫ً‬
‫))الصممل سممبعة عشممر وجهمما فممي القممدح علممى‬ ‫(()‪(3‬‬

‫المعترض في احتجاجه بهذه الية الكريمة‪ ,‬وفممي هممذا‬


‫القدر كفاية –إن شاء الله تعالى‪.-‬‬
‫الثانية‬ ‫جمموا بممه‪ :‬القيمماس علممى‬ ‫جة الّثانية‪ :‬م ّ‬
‫ممما احت ّ‬ ‫الح ّ‬
‫ن العّلمة فمي‬ ‫الكافر والفاسمق المصمّرحين‪ ,‬قمالوا‪ :‬فمإ ّ‬
‫دهما الكفر والفسمق‪ ,‬وهمي حاصملة فمي المتمأّولين‪,‬‬ ‫ر ّ‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫‪ ( )1‬ما بينهما ساقط من )س(!‪.‬‬
‫‪ ( )2‬ما بينهما ساقط من )س(!‪.‬‬
‫‪.(2/160-188) ( )3‬‬

‫‪224‬‬
‫دليل‬ ‫ن هذا قيمماس مصممادم للجممماع والم ّ‬ ‫ول‪ :‬أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل واحممد منهممما يمنممع‬ ‫ن كم ّ‬‫العقلي‪ ,‬فل يقبل وفاقمًا‪ ,‬فممإ ّ‬
‫منه‪.‬‬
‫صممص لكممثير مممن اليممات‬ ‫الوجه الّثاني‪ :‬أن ّممه مخ ّ‬
‫ل قيمماس علممى هممذه‬ ‫صممحيحة‪ ,‬وك م ّ‬ ‫)‪(1‬‬
‫القرآنية والثممار ال ّ‬
‫صمفة لمم يلمزم المصمير إليمه‪ ,‬بمل يقمف ذلمك علمى‬ ‫ال ّ‬
‫حسب مذهب العالم في تجويز تخصيص العممموم بممه‪,‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وة القيمماس أو‬ ‫وة العممموم أو قمم ّ‬ ‫وعلممى حسممب قمم ّ‬
‫وة أحدهما وضعف الخر‪.‬‬ ‫ضعفهما‪ ,‬أو ق ّ‬
‫ن الّتعليل بالفسق غير مسممّلم‪,‬‬ ‫الوجه الّثالث‪ :‬أ ّ‬
‫وإذا لم تسّلم العّلة انهدم أسمماس القيمماس‪ ,‬وذلممك أ ّ‬
‫ن‬
‫ن قبممول‬ ‫ن العل ّممة فممي قبممول العممدل‪ :‬أ ّ‬ ‫دعممى أ ّ‬‫الخصم ا ّ‬
‫منصب تعظيم وتشريف‪ ,‬والفاسق المتأّول غيممر أهممل‬
‫صمدق ورجحمانه‪,‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن العّلمة همي ظم ّ‬ ‫لذلك‪ ,‬وعنمدي أ ّ‬
‫دليل على ذلك وجوه‪:‬‬ ‫وال ّ‬
‫ول‪ :‬قمموله تعممالى‪)) :‬واستشخخهدوا‬ ‫الخخوجه ال ّ‬
‫شخخهيدين مخخن رجخخالكم(( ]البقخخرة‪ ,[282/‬فلممو‬
‫كممانت العل ّممة مج مّرد العدالممة‪ ,‬وكونهمما منصممبا ً شممريفًا‪,‬‬
‫قا ً للتعظيم‪ ,‬مانعا ً من قبول ال مّرد ّ لممما فيممه مممن‬ ‫مستح ّ‬
‫الستهانة بالمردود والتهمة له‪ ,‬لكفممى العممدل الواحممد‪,‬‬
‫فإن قيممل‪ :‬هممذا ينعكممس عليكممم‪ ,‬فممإّنه لممو كممان العل ّممة‬
‫ن لكفى الوحد أيضًا‪ ,‬فالجواب من وجوه)‪: (3‬‬ ‫الظ ّ ّ‬
‫ن‬‫ن القصد في حقوق المخلوقين الظ ّ ّ‬ ‫أحدهما‪ :‬أ ّ‬
‫سمر‪ ,‬وفمي حقموق اللمه‬ ‫القموى حسمب المكمان المتي ّ‬
‫ن‪.‬‬‫تعالى مجّرد الظ ّ ّ‬
‫وثانيهما‪ :‬أّنه إذا بطل بهذا تعليلنا بطل به تعليل‬
‫ن بطلن بممه‬ ‫الخصم‪ ,‬وذلك يضّر الخصممم ول يضمّرنا‪ ,‬ل ّ‬
‫جممة‬ ‫تعليممل يسممتلزم بطلن القيمماس وبممذلك تبطممل ح ّ‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬الكريمة((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬و((‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬وجهين(( وهو خطأ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫ما نحن؛ فلم)‪ (1‬نحتج إلممى القيمماس‬ ‫الخصم القياسية‪ .‬وأ ّ‬
‫في هذه المسألة وإّنما قصدنا بطلنه‪.‬‬
‫ن سممائر أدّلتنمما فممي اسممتنباط التعليممل‬ ‫وثالثها‪ :‬أ ّ‬
‫وة‪.‬‬‫ن غير معارضة بما يساويها في الق ّ‬ ‫بالظ ّ ّ‬
‫الوجه الّثاني‪ (2):‬قوله تعالى‪)) :‬او آخران من‬
‫غيركم إن أنتم ضربتم في الرض فأصخخابتكم‬
‫مصيبة الموت(( ]المائدة‪ [106/‬فأباح الله تعممالى‬
‫دنيويممة‪ ,‬حيممن لممم‬ ‫ضرورة ال ّ‬ ‫قبول كافر الّتصريح عند ال ّ‬
‫ن‬
‫ل علممى أ ّ‬ ‫شهادة سواه‪ ,‬فد ّ‬ ‫يوجد من يحفظ المال بال ّ‬
‫قبولها ليمس بمنصممب تشممريف ل يسممتحقه إل ممؤمن‪,‬‬
‫فأولى وأحرى أن نقبل المتممأّول مممن أهممل القبلممة‪ ,‬إذا‬
‫اضطررنا إلى ذلك في أمر ديننا‪ ,‬بأن يحفظ عممن نبّينمما‬
‫ن صدقه فيه ول نجد غيره أحممدا ً يرويممه‪,‬‬ ‫‪ ‬حكما ً ونظ ّ‬
‫شهادة فممي حقموق المخلمموقين‬ ‫شرع قد جعل ال ّ‬ ‫ن ال ّ‬‫فإ ّ‬
‫دين‪ ,‬لما ورد فيها من اعتبار‬ ‫آكد من الخبر عن أمور ال ّ‬
‫شاهدين اثنين‪ ,‬وعدم الجتزاء بامرأة واحدة عمن احمد‬
‫ضممرورة اعتبممار‬ ‫شاهدين ونحو ذلك‪ ,‬فإذا جمماز فممي ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شهادة‪ ,‬مع تغليظ حكمها‪ ,‬فجممواز‬ ‫كافر الّتصريح في ال ّ‬
‫اعتبار كافر الّتأويل في الّرواية أولى‪ ,‬وفي هممذه اليممة‬
‫مل ذلك‪.‬‬ ‫أوضح دليل على جواز تخصيص العّلة‪ ,‬فتأ ّ‬
‫الوجه الّثالث‪ :‬قوله تعممالى‪)) :‬ذلك أدنخخى أن‬
‫يأتوا بالشهادة على وجههخخا(( ]المخخائدة‪[108/‬‬
‫وة الظ ّ ّ‬
‫ن‪.‬‬ ‫فعّلل بما يفيد ق ّ‬
‫الخخوجه الّرابخخع‪ :‬قمموله تعممالى فممي ‪/‬الكتابممة‪:‬‬
‫‪/99‬ب‬
‫))ذلكخخم أقسخخط عنخخد اللخخه وأقخخوم للشخخهادة‬
‫وأدنى أل ترتابوا(( ]البقخخرة‪ [282/‬وهممذا أوضممح‬
‫دليممل علممى اعتبممار ممما يبعممد عممن الّريبممة‪ ,‬دون اعتبممار‬
‫منصب العدالة الّراجع إلى ممما يسممتحقه المسمملم مممن‬
‫الّتعظيم‪.‬‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬فل((!‪.‬‬
‫‪ ( )2‬على كون العّلة هي رجحان ال ّ‬
‫صدق‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫شممرع بشمماهد ويميممن‬ ‫الوجه الخخخامس‪ :‬ورود ال ّ‬
‫ن شممرع‬ ‫كأ ّ‬‫عند من يقول بذلك من أهل العلم‪ ,‬ول ش ّ‬
‫ن ول يناسممب مقممام‬ ‫وة الظ ّم ّ‬‫ل على اعتبار قم ّ‬ ‫اليمين يد ّ‬
‫شماهد والحممالف‪ ,‬ولمو‬ ‫تعظيم المؤمن‪ ,‬بل فيها تهمة لل ّ‬
‫دقا من غير شهادة ول يمين كان أكثر تعظيما ً لهما‪.‬‬ ‫ص ّ‬
‫ُ‬
‫سادس‪ :‬أّنه يجب رد ّ حديث العدل في‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫جممح[ خطممؤه علممى‬ ‫دينه إذا كممان سمميء الحفممظ ]يتر ّ‬
‫صوابه‪ ,‬وهذا إجماع‪ ,‬وفيه أكبر دليممل علممى أن العممبرة‬
‫ن‪ ,‬ولهممذا وجممب رد ّ المسمملم المتممدّين حيممث زال‬ ‫الظ ّم ّ‬
‫ن لصدقه‪ ,‬ولو كانت العّلة ما ذكره المعترض مممن‬ ‫الظ ّ ّ‬
‫استحقاقه لمنصب القبممول بإسمملمه وإيمممانه وديممانته؛‬
‫لوجب قبول سيء الحفظ‪ ,‬وإن كان خطؤه أكممثر مممن‬
‫مممد ول إثممم ]عليممه[)‪ (2‬فممي ذلممك ول‬ ‫صوابه‪ ,‬لّنه لم يتع ّ‬
‫حرج باتفاق المسلمين‪.‬‬
‫ن علممماء الصممول عملمموا فممي‬ ‫سابع‪ :‬أ ّ‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫ن بإصمابته‬ ‫بماب الّترجيمح بتقمديم خمبر ممن قموي الظ ّم ّ‬
‫دموا خممبر مممن كممثر ثمموابه وعظمممت‬ ‫وصدقه‪ ,‬ولممم يق م ّ‬
‫منزلته عند الله تعالى‪ ,‬فمماعتبروا فممي الّترجيممح جممودة‬
‫ن‪ ,‬وموافقممة أهممل التقممان‪ ,‬ولممم‬ ‫الحفظ‪ ,‬وملزمة الف م ّ‬
‫يعتممبروا أسممباب عظممم المنزلممة عنممد اللممه مممن كممثرة‬
‫ذكر‪ ,‬وقد ضّعفوا ]جماعة[)‪ (3‬لكثرة‬ ‫صدقة وال ّ‬ ‫الجهاد وال ّ‬
‫اشتغالهم بالعبادة وانقطاعهم في الذكر‪ ,‬حت ّممى غفلمموا‬
‫عن الحديث وساء حفظهممم‪ ,‬وهممذا أوضممح دليممل علممى‬
‫ن ل باستحقاق منصب التعظيم‪.‬‬ ‫تعليل القبول بالظ ّ ّ‬
‫الوجه الّثامن‪ :‬أّنه يجممب علممى المجتهممد العمممل‬
‫ن في المعاني القرآنية اللفظّية ونحوها‪,‬‬ ‫بما ُيفيده الظ ّ ّ‬

‫‪ ( ) 1‬في )أ( و)ي(‪)) :‬ومرجح(( وأشار في هامش )ي( إلى أّنه‬


‫في نسخة ))يترجح(( وهو كذلك في )س(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )أ( و)ي(‪ :‬الئمة وهو خطأ‪ ,‬والمثبت من نسخة كما‬
‫((‬ ‫))‬

‫في هامش )ي(‪ ,‬و)س(‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫فيجب عليه تقديم دليل المنطوق على دليل المفهمموم‬
‫)‪(1‬‬
‫ن دليممل المنطمموق منصممب‬ ‫ونحو ذلك‪ ,‬وليس العّلة أ ّ‬
‫للتعظيممم‪ ,‬ودليممل المفهمموم منصممب للسممتهانة‪ ,‬وإّنممما‬
‫العّلة وجوب قبول الّراجممح وتقممديمه علممى المرجمموح‪,‬‬
‫ن العل ّممة‬
‫فيجب مثل ذلك في رواة الخبممار الّنبوّيمة‪ ,‬فممإ ّ‬
‫واحدة وهي حصول الظ ّ ّ‬
‫ن الّراجح‪.‬‬
‫قال المعخخترض‪ :‬يلخخزم وجخخوب قبخخول مخخن‬
‫الكلم على المصرحين‬
‫ن صدقه من المصّرحين بالمعاصي‪.‬‬ ‫ظ ّ‬ ‫بالمعاصي‬
‫ده‪,‬‬ ‫والجخخواب‪ :‬أن ّممه مخصمموص بالجممماع علممى ر ّ‬
‫وهذا ل يبطممل العل ّممة لن ّممه تخصمميص‪ ,‬وتخصمميص العل ّممة‬
‫جائز كما فممي تعليممل وجمموب القصماص بالقتممل العمممد‬
‫العدوان‪ ,‬مع أن ّممه يخممص مممن ذلممك الب إذا قتلممه ابنممه‬
‫عمدا ً عدوانًا‪ ,‬فإّنه ل يقتل به قصاصًا‪ ,‬وإن كممانت عل ّممة‬
‫صممه‪,‬‬ ‫دليل الممذي خ ّ‬ ‫وجوب القصاص قد وجدت فيممه لل م ّ‬
‫ن مممن عل ّممل‬ ‫ولبد ّ للمخممالف مممن تخصمميص العل ّممة‪ ,‬فممإ ّ‬
‫صص من العدول سيء الحفظ الذي خطؤه‬ ‫بالعدالة خ ّ‬
‫أكثر من صوابه‪.‬‬
‫ن قمموله تعممالى‪)) :‬أو آخران مخخن‬ ‫وقممد ذكرنمما أ ّ‬
‫جة ظاهرة علممى جممواز‬ ‫غيركم(( ]المائدة‪ [106/‬ح ّ‬
‫دين بمن‬ ‫شيخ العلمة عمّز الم ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫تخصيص العّلة‪ ,‬على أ ّ‬
‫سلم قد روى خلفا ً في قبول فاسممق الّتصممريح‬ ‫عبد ال ّ‬
‫المظنون صدقه‪ ,‬فروى عن المام العظم أبي حنيفة‬
‫صممدق‬ ‫ن فاسق الّتصريح مممتى كممان معروفما ً بال ّ‬ ‫‪ :--‬أ ّ‬
‫مشهورا ً بالنفة العظيمة من رذيلة الكذب‪ ,‬بحيث أنممه‬
‫اختبر فممي ذلممك وعمرف منمه أّنمه يجتنبممه كمما يجتنمب‬
‫المممؤمن الحممرام ُقبلممت شممهادته‪ ,‬ذكممره فممي كتمماب‬
‫))قواعممد الحكممام فممي مصممالح النممام(()‪ (2‬وبممه قممال‬
‫المنصور بالله مممن أئمممة الّزيدي ّممة‪ ,‬وشممرط فممي جممواز‬
‫قبوله خلوّ الرض –التي يقبممل فيهمما‪ -‬عممن وجممود أهممل‬
‫‪ ( )1‬في )أ( و)ي(‪)) :‬منصبا ً(( في الموضعين‪.‬‬
‫‪ ( )2‬بمعناه‪.(2/89) ,‬‬

‫‪228‬‬
‫العدالة؛ لّنه قاس ذلك على جممواز قبممول الكممافر فممي‬
‫سفر عند عدم المسلمين‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫واحتج سممائر أهممل العلممم علممى المنممع مممن قبممول‬
‫ن وازع المصّرح عن)‪ (1‬الكممذب إّنممما هممو‬ ‫المصّرحين‪ :‬بأ ّ‬
‫الحياء عن)‪ (2‬ظهور هذه الّرذيلة عليه والنفة من ذلك‪,‬‬
‫وهممذا المموازع وإن عظممم فممإّنه ‪/‬ل يقمموم مقممام وازع‬ ‫‪/100‬أ‬
‫ب‬‫ن خمموف العممار وح م ّ‬ ‫الّتقوى والمراقبة لله تعممالى‪ ,‬ل ّ‬
‫ن صمماحبه أن ّممه ل‬ ‫المحمممدة يضممعف فيممما يخفممى ويظ م ّ‬
‫ينكشف للّناس‪ ,‬والوازع الخروي‪ ,‬والحيمماء مممن اللممه‪,‬‬
‫والخمموف مممن غضممبه وعقمموبته مسممتو فممي البمماطن‬
‫ن‪,‬‬‫ظاهر‪ ,‬والفاسق المصّرح وإن حصممل بخممبره ظ م ّ‬ ‫وال ّ‬
‫ن بخبر الّثقة من أهل العدالة أقوى‪ ,‬ول يمنممع أن‬ ‫فالظ ّ ّ‬
‫ن فممي حقمموق اللممه‬ ‫ن دون ظ م ّ‬ ‫شممرع باعتبممار ظ م ّ‬ ‫يرد ال ّ‬
‫وة أحدهما على الخر‪ ,‬كما ورد باعتبممار‬ ‫تعالى لزيادة ق ّ‬
‫ذلك في حقوق المخلوقين لهذه العّلة‪ ,‬فوجب الحكممم‬
‫صممادر‬ ‫ن ال ّ‬‫ن الصادر عن شهادة عممدلين دون الظ ّم ّ‬ ‫بالظ ّ ّ‬
‫عن شهادة عدلتين‪ ,‬وكذلك حقوق الله تعالى فل يمنع‬
‫صممادر عممن العممدل دون غيممره‪,‬‬ ‫ن ال ّ‬‫وجوب قبممول الظ ّم ّ‬
‫ظاهر فل يصار إليه إل بدليل‪ ,‬وذلك‬ ‫ولكن هذا خلف ال ّ‬
‫دليل هو قوله تعالى‪)) :‬شهادة بينكخخم إذا حضخخر‬ ‫ال ّ‬
‫أحدكم المخخوت حيخخن الوصخخية اثنخخان ذوا عخخدل‬
‫مخخن‬ ‫منكخخم(( ]المخخائدة‪ ,[106/‬وقمموله تعممالى‪)) :‬م ّ‬
‫ترضخخون مخخن الشخخهداء(( ]البقخخرة‪ [282/‬ونحممو‬
‫سّنة الّنبوّية‪ ,‬فلهذا تركنمما الفاسممق‬ ‫ما ورد في ال ّ‬ ‫ذلك م ّ‬
‫والكافر المصّرحين‪.‬‬
‫ل‪ ,‬وقبممول‬ ‫ما الفرق بين الكممافر والفاسممق تممأوي ً‬ ‫وأ ّ‬ ‫وجه من لم يقبل‬
‫ن الّتأويل إن أث ّممر فمي‬ ‫الفاسق دون الكافر فضعيف؛ ل ّ‬ ‫الداعية إلى بدعته‬
‫صممدق اعتممبر فيهممما مع مًا‪ ,‬وإل لممم‬ ‫ن ال ّ‬ ‫القبول لعّلة ظ م ّ‬
‫دعاة منهم فله وجهان‪:‬‬ ‫ما من لم يقبل ال ّ‬ ‫يعتبر‪ ,‬وأ ّ‬
‫‪ ( )1‬في نسخة‪)) :‬من((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬من((‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫دة حرصممهم علممى‬ ‫أحخخدهما‪ :‬أّنهممم يّتهمممون لشمم ّ‬
‫ضممعفاء‬ ‫ي عن بعممض ال ّ‬ ‫دعاء إلى بدعتهم بتدليس خف ّ‬ ‫ال ّ‬
‫فيما ينصر مذهبهم‪ ,‬ونحو ذلمك‪ ,‬وهمذا يضمعف فيمما ل‬
‫يتعّلق بمذهبهم‪ ,‬ويوقف فيه فيممما يتعل ّممق بممذلك علممى‬
‫حسب القرائن‪.‬‬
‫طلبممة لهممم‬ ‫الوجه الّثاني‪ :‬للّزجر عن مخالطة ال ّ‬
‫طلبة من فتنتهم‪ ,‬وهذا نظر مصمملحي)‪ (1‬ل‬ ‫خوفا ً على ال ّ‬
‫يسقط بمثله وجوب العمل بالحديث الّراجح المظنون‬
‫حته‪ ,‬ول سيما وقد بلغنا ما رووه بعد موتهم أو فممي‬ ‫ص ّ‬
‫حياتهم من غير مخالطة لهم‪ ,‬ولم أقف للقائلين بذلك‬
‫على وجه‪ ,‬وإّنما تكّلفت هذين الوجهين لهم‪ ,‬والعجممب‬
‫من مصّنفي علوم الحممديث كيممف لممم يتعرضمموا لممذكر‬
‫داعية الّثقة ثابتة في‬ ‫ن الّرواية عن ال ّ‬‫وجه ذلك! على أ ّ‬
‫))الصحيح(( كرواية حممديث قتممادة مممع أن ّممه كممان قممدري ًّا‪,‬‬
‫ذهبي عنه في ))الت ّممذكرة(()‪ (2‬أن ّممه لممم يكممن يقنممع‬ ‫روى ال ّ‬
‫حّتى يصيح به صياحًا‪ ,‬رواه بصيغة الجزم عممن ضمممرة‬
‫بن ربيعة عن)‪ (3‬عبممد اللممه بممن شمموذب ثقممة عممن ثقممة‪,‬‬
‫سممكوا بممه‬ ‫ولنقتصر على هممذا القممدر مممن إيممراد ممما تم ّ‬
‫سك أقمموى مممما‬ ‫وبيان الجواب عليهم‪ ,‬فليس لهم متم ّ‬
‫ذكرناه‪.‬‬
‫صممهم‬ ‫الفائدة الّرابعة‪ :‬في ذكر ثلث طوائف خ ّ‬
‫بالذكر‪ ,‬وأورد في الحتجاج على جرحهم فممي الّروايممة‬
‫الكلم على‬ ‫ما لم يورد في غيرهم‪:‬‬
‫المجبرة‬ ‫طائفة الولى المجّبرة‪ :‬لكّنه أراد بهممم مممن‬ ‫ال ّ‬
‫ليس بجبريّ من الشعرية وأهل الحديث‪ ,‬وهذا لفظممه‬
‫ن الله تعالى يحوز‬ ‫ما المجّبرة فعندهم أ ّ‬ ‫قال‪ :‬أ ّ‬
‫أن يعخخاقب المطيخخع وأن يخخثيب العاصخخي فل‬
‫طاعخخخة‪ ,‬وأيضخخخا ً فعنخخخدهم أ ّ‬
‫ن‬ ‫فخخخائدة فخخخي ال ّ‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬مصطلحي((!‪.‬‬


‫‪.(1/124) ( )2‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪ :‬بن وهو تحريف‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪230‬‬
‫أفعخخالهم مخخن اللخخه تعخخالى‪ ,‬فالثابخخة عليهخخا‬
‫والعقاب ل معنخخى لخخه‪ ,‬فخخإن قخخالوا‪ :‬هخخذا مخخن‬
‫سخخمع أن ّخخه يخخدخل‬ ‫جهة العقل‪ ,‬لكخخن قخخد ورد ال ّ‬
‫المطيع الجّنة والعاصي الّنار‪ ,‬قلنخخا‪ :‬إن ّخخه إّنمخخا‬
‫وعخخد ذلخخك مقرون خا ً بمشخخيئته لقخخوله‪)) :‬يغفخخر‬
‫لمخخن يشخخاء ويعخخذب مخخن يشخخاء(( ]الفتخخح‪[14/‬‬
‫وهم ل يعلمون من الذين يشاء الله أن يغفخخر‬
‫لهم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬الجواب عليه من وجوه‪:/‬‬
‫‪/100‬ب‬
‫ن الشممعرية‬ ‫ول‪ :‬أّنا قد بي ّّنا غير م مّرة أ ّ‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫وأهل الحديث ل يقولون بالجبر‪ ,‬وبي ّّنا نصمموص أئمتهممم‬
‫طممابي‬ ‫على ثبوت الختيار ونفي الجبار كالجويني والخ ّ‬
‫دمنا ذكممره‪,‬‬ ‫من ق ّ‬ ‫والّنووي وابن الحاجب‪ ,‬وغير واحد م ّ‬
‫وهم أعرف بمذاهبهم من غيرهم‪ ,‬والّرجوع إليهم فممي‬
‫تفسير مقاصدهم في عباراتهم أولى من الّرجوع إلممى‬
‫مممن عممداهم؛ وإذا جمماز أن ُينسممب إليهممم ممما هممم‬
‫شمميعة‬ ‫مفصحون بالبراءة منه‪ ,‬جمماز أن ينسممب إلممى ال ّ‬
‫طراحممه والّرجمموع إلممى‬ ‫والمعتزلة مثل ذلممك‪ ,‬فمموجب ا ّ‬
‫العدل والنصاف‪ ,‬والحكم بما ظهر من أهل الخلف‪.‬‬
‫ن المعلوم ضرورة من مذهبهم‬ ‫الوجه الّثاني‪ :‬أ ّ‬
‫خلف ما ذكره‪ ,‬وإّنممما ألزمتهممم ذلممك المعتزلممة مجمّرد‬
‫إلزام‪ ,‬كما أّنهم ألزموا المعتزلة القول بأقبح من ذلمك‬
‫في كثير من مسائل الكلم‪ ,‬والفريقان أعقممل مممن أن‬
‫ضممرورة ممما ارتكبممه‬ ‫يرتكبمموا مممن الكممذب المعلمموم بال ّ‬
‫حة‬‫ذاب إّنممما غرضممه أن يعتقممد صم ّ‬ ‫المعترض‪ ,‬فإن الكم ّ‬
‫ضممرورة لممم‬ ‫باطله وصدق كذبه‪ ,‬فممإذا كممان معلومما ً بال ّ‬
‫يستفد بكذبه إل أن ُيعلم أن ّممه كمماذب‪ ,‬فممإن كممان الممذي‬
‫س مّنة‪,‬‬
‫جّرأه على هذا كراهيته للشعرية؛ فما أصمماب ال ّ‬
‫شممريعة‪ ,‬قممال اللممه تعممالى‪)) :‬ول‬ ‫ول عمل بمقتضى ال ّ‬
‫يجرمّنكم شنئان قوم على أل تعخخدلوا اعخخدلوا‬
‫هو أقرب للّتقوى(( ]المخخائدة‪ [8/‬وإن كممان قممال‬

‫‪231‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ذلك طمعا ً في الّتمويه على خصمه‪ ,‬فممأدنى العمموام‬
‫ن اللممه‬
‫يعرف أّنه ليممس فمي أهمل القبلممة ممن يعتقممد أ ّ‬
‫تعالى يعاقب المطيع ويثيب العاصي‪ ,‬بل ما علمنا في‬
‫شرك وعّباد الوثان من يعتقد ذلك في معبوده‪.‬‬ ‫ملل ال ّ‬
‫ن هذا الستدلل هممو المعممروف‬ ‫الوجه الّثالث‪ :‬أ ّ‬
‫فممي علممم المنطممق بالمغالطممة‪ ,‬قممال المنطقّيممون‪:‬‬
‫والمورد لها إن قابممل بهمما الحكيممم فهممو سوفسممطائي‪,‬‬
‫ي‪ .‬وإّنما قلممت ذلممك؛‬ ‫ي فهو مشاغب ّ‬ ‫وإن قابل بها الجدل ّ‬
‫دمات شممبيهة‬ ‫كب مممن مقمم ّ‬ ‫ن المغالطممة قيمماس يممتر ّ‬ ‫ل ّ‬
‫بممالحقّ تفسممد صممورته بممأل يكممون علممى هيئة منتجممة‬
‫لختلل شرط معتبر‪ ,‬وهذا حاصل في كلم المعترض‪,‬‬
‫وبيانه من وجهين‪:‬‬
‫ول‪ :‬قوله عندهم‪ :‬أّنه يجوز أن يعاقب‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫دمة باطلة تشبه‬ ‫الله المطيع ويثيب العاصي‪ ,‬فهذه مق ّ‬
‫ق‪.‬‬
‫الح ّ‬
‫ن ذلممك ل يجمموز‬ ‫ما بطلنها؛ فلّنهم مص مّرحون بممأ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫وز ذلممك يكفممر عنممدهم‬ ‫سمع القمماطع‪ ,‬بممل مجم ّ‬ ‫بدليل ال ّ‬
‫ضرورة‪.‬‬ ‫دين بال ّ‬ ‫كه فيما هو معلوم من ال ّ‬ ‫بش ّ‬
‫ن عبممارة بعممض الشممعرية‬ ‫ق؛ فل ّ‬ ‫ما شبهها بممالح ّ‬‫وأ ّ‬
‫ن ذلك عندهم جائز في العقممل‬ ‫في علم الكلم توهم أ ّ‬
‫فقط‪ ,‬وقد بّينا فيما مضى موضع الخلف بينهممم وبيممن‬
‫المعتزلة في التحسين والتقبيح‪ ,‬وأّنهم لم يخالفوا في‬
‫ن اللممه‬‫ن المستقبح بضممرورة العقممل صممفة نقممص‪ ,‬وأ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ن‬
‫تعالى منّزه عن صممفة الّنقممص‪ ,‬وإّنممما خممالفوا فممي أ ّ‬

‫صه‪:‬‬‫‪ ( )1‬في هامش )أ( و)ي( ما ن ّ‬


‫ط إمامنمما المتوكممل ‪)) :--‬الظ ّم ّ‬
‫ن أن ّممه أراد فممأدنى‬ ‫))مممن خ م ّ‬
‫ن ما قال‪ ,‬ويحتمل أّنه أراد ))العممموم(( أي‪ :‬عممموم‬ ‫العوام‪ ,‬والظ ّ ّ‬
‫الناس‪ ,‬مع ُبعده((‪.‬‬
‫ثم كتب‪ :‬قد قوبلت هذه النسخة على نسخة صممحيحة‪ ,‬فكممان‬
‫كما ظنه مولنا أميممر المممؤمنين‪ ,‬حفظممه اللممه‪ ,‬وأصمملحت فممي‬
‫هذه النسخة‪ ,‬ونسخة المام حفظه الله(( اهم‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫م والعقمماب بمجمّرد‬ ‫فاعممل صممفة الّنقممص يسممتحق المذ ّ ّ‬
‫ل تقدير فإّنهم يمنعون مما ذكممر أّنهممم‬ ‫العقل‪ ,‬وعلى ك ّ‬
‫ممما سمممعًا‪ ,‬ومنعهممم مممن‬ ‫ممما عقل ً وسمممعًا‪ ,‬وإ ّ‬ ‫يجيزون إ ّ‬
‫ذلك سمعا ً كاف في تحريم نسبة تجويز ذلك إليهم ‪,‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ن نكمماح‬ ‫شمميعة يقولممون بممأ ّ‬ ‫ن المعتزلممة وال ّ‬ ‫أل تممرى أ ّ‬


‫ل‪ ,‬لكّنه قبيممح شممرعًا‪ ,‬لممم‬ ‫مهات والخوات حسن عق ً‬ ‫ال ّ‬
‫يلزمهم تجويز ذلك على الطلق‪.‬‬
‫الخخوجه الّثخخاني‪ :‬فمممي بيمممان سممملوكه مسممملك‬
‫ن‬ ‫طاعة‪ ,‬فممإّنه أوهممم أ ّ‬ ‫المغالطة قوله‪ :‬فل فائدة في ال ّ‬
‫م له ما قصد من السممتدلل‬ ‫هذا من جملة مذهبهم ليت ّ‬ ‫‪/101‬أ‬
‫على تجّرئهم على الكذب‪ /‬على الله تعممالى ورسمموله‪,‬‬
‫فهذا باطل من هذا الوجه‪ ,‬وهو شبيه بالحقّ لّنه يوهم‬
‫ن مذهبهم في نفي التحسممين والتقبيممح عقل ً‬ ‫الجاهل أ ّ‬
‫يوجب ذهابهم إلى ذلك‪.‬‬
‫الوجه الّرابع)‪ :(2‬أّنهم لو ذهبوا إلى ذلك؛ لمموجب‬
‫شيعة إل أبا الهممذيل‪,‬‬ ‫تكفير المعتزلة والّزيدية وسائر ال ّ‬
‫ن فممي المعتزلممة والّزيديممة مممن ل يقممول‬ ‫وبيان ذلممك‪ :‬أ ّ‬
‫فممر الجبريممة‬ ‫فرون مممن لممم يك ّ‬ ‫بتكفيرهم‪ ,‬وبقّيتهم ل يك ّ‬
‫من شمميوخهم إل روايممة عممن أبممي الهممذيل‪ ,‬ولممو كممانوا‬
‫ن أبمما لهممب يكممون‬ ‫وزون تعذيب رسممول اللممه ‪ ,‬وأ ّ‬ ‫يج ّ‬
‫شفاعة يوم القيامممة؛ لكممان كفرهممم معلومما ً‬ ‫صاحب ال ّ‬
‫فرهم كذلك‪ ,‬وكممان‬ ‫دين وكفر من لم يك ّ‬ ‫من ضرورة ال ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫فممر]هممم[‬‫ما مممن ل يك ّ‬ ‫يلزم كفر المعتزلة والّزيدّية‪ ,‬أ ّ‬
‫سميد المممام المؤّيمد بمالله‪ ,‬والممام يحيممى بمن‬ ‫مثممل ال ّ‬
‫حمزة وغيرهما فظاهر لّنهم حينئذ يكونون بمنزلة من‬
‫‪ ( )1‬في )أ( و)ي( بعد هذه الكلمة بياض بمقدار ثلث كلمات‪,‬‬
‫ثم كتب في هامش النسختين إكمال ً للفراغ‪)) :‬على حد ّ ما لو‬
‫ل‪ .‬ظ(( ثم عُل ّممق بممما يممأتي‪)) :‬لممم نجممد فممي نسممخة‬
‫منعوه عق ً‬
‫صحيحة هذا البياض‪ ,‬ول التظنين(( وهو كذلك في )س(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬من الرد على المعترض في المجّبرة‪ ,‬انظر الثالث )ص‪/‬‬
‫‪.(507‬‬
‫‪ ( )3‬سقطت من )أ(‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫ممما‬
‫ك فممي كفممر المشممركين واليهممود‪ ,‬والنصممارى‪ ,‬وأ ّ‬ ‫ش ّ‬
‫فممرون أئمتهممم‬ ‫سممائر المعتزلممة والّزيديممة فلّنهممم ل يك ّ‬
‫وشيوخهم الذين منعوا من تكفير الشممعرية‪ ,‬ول شمم ّ‬
‫ك‬
‫ك في كفر عابد الصنام وجب تكفيره‪ ,‬ومن‬ ‫أن من ش ّ‬
‫دين‬ ‫ن كفره معلوم من ال ّ‬ ‫فره‪ ,‬ول عّلة لذلك إل أ ّ‬ ‫لم يك ّ‬
‫ن المعممترض كمماذب‬ ‫ضممرورة‪ ,‬فثبممت بهممذه الوجمموه أ ّ‬
‫(()‪(1‬‬ ‫))‬
‫ولت في الّرد ّ عليه فممي الصممل‬ ‫ضرورة‪ .‬وقد ط ّ‬ ‫بال ّ‬
‫على سبيل التوبيخ له‪ ,‬وإن كان مثل هممذا غيممر محتمماج‬
‫إلممى الجممواب‪ .‬وبقي ّممة كلمممه فممي المجب ّممرة علممى هممذا‬
‫السلوب كممما أوضممحته فممي ))الصممل(( ولممم يبممق فممي‬
‫كلمه ما يحسن إيضاح بطلنه إل قوله‪:‬‬
‫فإن قالوا هذا من جهة العقخخل‪ ,‬لكخخن قخخد‬
‫سخخخمع بخخخأّنه يخخخدخل المطيخخخع الجّنخخخة‬ ‫ورد ال ّ‬
‫والعاصخخي الّنخخار‪ .‬قلنخخا‪ :‬إّنخخه إّنمخخا وعخخد ذلخخك‬
‫مقرونا ً بمشخخيئته لقخخوله‪)) :‬يغفخخر لمخخن يشخخاء‬
‫ويعخخذب مخخن يشخخاء(( ]المخخائدة‪ [18/‬وهخخم ل‬
‫يعلمون من يشاء الله أن يغفر لهم‪.‬‬
‫ضممرورة‪ ,‬فممإّنهم‬ ‫والجخخواب عليخخه‪ :‬أّنممه جحممد لل ّ‬
‫ن الذين يشاء الله أن يغفر لهم هم من أهل‬ ‫يعلمون أ ّ‬
‫ن أهممل الكبممائر مممن أهممل‬ ‫السلم دون المشممركين‪ ,‬وأ ّ‬
‫ن وعيممد اللممه‬ ‫السمملم قممد توع ّممدهم اللممه بالعقمماب‪ ,‬وأ ّ‬
‫تعممالى لهممم صممادق‪ ,‬لكّنممه عممموم يجمموز تخصيصممه‬
‫بالمغفرة لبعضهم من غير تعيين‪ ,‬وبهذا يبقى الخمموف‬
‫ل مممؤمن‪ ,‬وهممذا مممذهبهم معلمموم‬ ‫والّرجمماء مممع كمم ّ‬
‫ضرورة‪ ,‬ل يمكن الّتشممكيك فيممه‪ ,‬واليممة وإن كممانت‬ ‫بال ّ‬
‫مجملة‪ ,‬فقد ورد بيانها‪ ,‬وقد أجمممع أهممل مل ّممة السمملم‬
‫ممما أن يقممول‬ ‫علممى وجمموب العمممل ببيممان المجمممل‪ ,‬فإ ّ‬
‫سمممع‪ ,‬أو‬ ‫المعترض‪ :‬إّنه لم يرد لهذه الية بيممان فممي ال ّ‬
‫ن ممذهبهم العمممل بالمجمممل وطمرح الممبّين‪,‬‬ ‫يقمول‪ :‬إ ّ‬
‫وأيّ هممذين ارتكممب لممم يممزد علممى أن ّممه ع مّرف خصمممه‬
‫‪.(2/276-290) ( )1‬‬

‫‪234‬‬
‫بجرأته على البهت‪ ,‬وقّلة حيائه من أهل العلم‪.‬‬
‫* فاختر وما فيهما حظ لمختار *‬
‫دال ّممة علممى إسممراف المعممترض‪,‬‬ ‫ومممن العجممائب ال ّ‬ ‫غلو المعترض‬
‫هون‬ ‫ن الجبرية ل يتنز ّ‬ ‫على الجبرية‬
‫ج بما ذكره على أ ّ‬ ‫وه‪ :‬أّنه احت ّ‬ ‫وغل ّ‬
‫عن الكذب‪ ,‬وقد قممال فممي البراهمممة‪ :‬إّنهممم يتحمّرزون‬
‫عن الكذب أشد ّ الّتحّرز‪ ,‬ويتنّزهون عنه أعظم الّتنممّزه‪,‬‬
‫ن البراهمممة يصمّرحون بتكممذيب جميممع كتممب اللممه‬ ‫مع أ ّ‬
‫المنّزلممة‪ ,‬ويفصممحون بتضممليل جميممع النبيمماء والّرسممل‬
‫سممحر وطلممب العيممش فممي‬ ‫الكرام‪ ,‬وينسبونهم إلممى ال ّ‬
‫دنيا بالكذب على الله تعالى‪ ,‬ويسخرون منهم سممخر‬ ‫ال ّ‬
‫الله منهم‪ ,‬ولهم عذاب أليم‪ ,‬ول يعتقدون ثبوت الّنممار‪,‬‬
‫ول يخافون العقماب علمى ذنمب ممن المذنوب‪ ,‬فهمؤلء‬
‫ص المعترض على تنزيههمم عمن الكممذب! وبمالغ فمي‬ ‫ن ّ‬
‫المنع من ذلك في حقّ من آمن بالله وملئكتممه وكتبممه‬
‫ورسله‪ ,‬وجميمع مما جماءوا بمه‪ ,‬وأقمام أركمان السملم‬
‫ل الحلل وح مّرم الحممرام!! فهممذا هممو الكلم علممى‬ ‫وأح ّ‬
‫ذكر‪,‬‬ ‫صممهم بال م ّ‬
‫طائفة الولى من المتممأّولين الممذين خ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫وتجاهل في رميهم بالجبر‪.‬‬
‫طائفة الثانية‪ :‬المممرجئة‪ ,‬وهممذا لفظممه فيهممم‬ ‫ال ّ‬
‫الكلم على‬ ‫ن المخخرجئة والمجب ّخخرة ل يرتخخدعون‬ ‫قممال‪)) :‬ول ّ‬
‫المرجئة‬
‫ما المرجئة‪:‬‬ ‫عن الكذب وغيره من المعاصي‪ ,‬أ ّ‬
‫ن اللخخه ل يخخدخل‬ ‫فعنخخدهم أّنهخخم مؤمنخخون‪ ,‬وأ ّ‬
‫الّنار من في قلبه مثقال حّبة من خردل مخخن‬
‫إيمان‪ ,‬وإن زنا وإن سرق‪ ,‬وإن قتل‪ ,‬والكذب‬
‫ف من ذلك‪.‬‬ ‫أخ ّ‬
‫‪/101‬ب‬
‫شخخبهة الخختي أوردهخخا‬ ‫ل هخخذه ال ّ‬ ‫أقخخول‪ :‬حخخ ّ‬
‫عر المسخخالك‪,‬‬ ‫المعترض ‪/‬في هذا الموضع متو ّ‬
‫شبهة عويصة‬ ‫بعيد الغخخوار‪ ,‬دقيخخق المأخخخذ‪ ,‬ولخخم يخخورد فخي‬
‫وحّلها‬
‫رسالته أعوص منها‪ ,‬وما أعدّ ما ألهمني اللخخه‬
‫تعالى إليه من الجواب فيها إل من الفتوحات‬
‫دمت هذا قبممل‬ ‫الّربانية واللطاف الخفّية‪ ,‬وإّنما ق ّ‬

‫‪235‬‬
‫سّني‬ ‫ذكر الجواب؛ لتكون معرفة الجواب عندك أّيها ال ّ‬
‫سِني)‪ , (1‬وإّنممما اسممتوعرت مسمملك الجممواب‬ ‫بالمحل ال ّ‬
‫ق‪ ,‬واستلزامه‬ ‫ن ما نسبه إليهم من المذهب ح ّ‬ ‫عنها؛ ل ّ‬
‫ق‪ ,‬ول يمي ّممز‬ ‫لعدم خوف الله تعالى أشممبه شمميء بممالح ّ‬
‫ده الله تعالى‬ ‫ق‪ ,‬وما يعظم شبهه به إل من أم ّ‬ ‫بين الح ّ‬
‫صممره مممن الح مقّ مطممالع أنممواره‪ .‬وتحريممر‬ ‫بألطافه‪ ,‬وب ّ‬
‫م بذكر وجوه‪:‬‬ ‫الجواب على ما ذكره يت ّ‬
‫ن قمممموله‪)) :‬إن المممممرجئة ل‬ ‫ول‪ :‬أ ّ‬ ‫الخخخخوجه ال ّ‬
‫يرتدعون عن الكذب وغيممره مممن المعاصممي(( مباهتممة‬
‫ن كلمنمما إّنممما هممو فيمممن‬ ‫ضرورة‪ ,‬فممإ ّ‬ ‫عظيمة وإنكار لل ّ‬
‫ديانمة والمانمة وأداء الواجبمات وتمرك‬ ‫عمرف منهمم بال ّ‬
‫ن في المممرجئة مممن‬ ‫ضرورة أ ّ‬ ‫المحّرمات‪ ,‬والمعلوم بال ّ‬
‫هممو مممن أهممل العبممادة والّزهممادة‪ ,‬والعلممم والفممادة‪,‬‬
‫شممريفة والخصممال الحميممدة‪ ,‬والمحافظممة‬ ‫والمراتب ال ّ‬
‫علمى الّنوافمل علمى مما همو أشمق ممن المفروضمات‪,‬‬
‫وأصممعب مممن تممرك المقّبحممات؛ مممن إطعممام الطعممام‪,‬‬
‫صلة والّناس نيام‪ ,‬والبكمماء العظيممم‬ ‫وسرد الصيام‪ ,‬وال ّ‬
‫من التقصير في حقّ الملك العلم‪ .‬فقممول المعممترض‪:‬‬
‫إّنهم ل يرتدعون عن الكذب وسممائر المعاصممي باطممل‬
‫ن فعمل المعاصمي يقمع‬ ‫دعي أ ّ‬ ‫ما أن يم ّ‬ ‫ضرورة؛ لّنه إ ّ‬ ‫بال ّ‬
‫من عّبادهم وثقاتهم في البمماطن قطع مًا‪ ,‬وإن أظهممروا‬
‫صلح فهذا من علم الغيممب المحجمموب عممن الخلممق‪,‬‬ ‫ال ّ‬
‫ورسول الله ‪ ‬ما علم هذا في حممق مممن عاصممره إل‬
‫بممالوحي فممي بعضممهم‪ ,‬والحكممم بهممذا حممرام بإجممماع‬
‫ول في الكلم عليه‪.‬‬ ‫المسلمين‪ ,‬فل نط ّ‬
‫طاعممة وتممرك المعصممية‬ ‫ن فعممل ال ّ‬ ‫دعي أ ّ‬ ‫ما أن ي ّ‬ ‫وإ ّ‬
‫غير واقع منهم ظاهرا ً لبطلن خوف العقوبة من اللممه‬
‫ح لمرين‪:‬‬ ‫تعالى؛ فذلك ل يص ّ‬
‫ل علممى بطلن أمممر معلمموم‬ ‫أحدهما‪ :‬أّنممه اسممتد ّ‬
‫طاعممة‬ ‫ن فعلهممم لل ّ‬ ‫ح‪ ,‬وبيممانه‪ :‬أ ّ‬ ‫ضرورة‪ ,‬وذلك ل يص م ّ‬ ‫بال ّ‬
‫سّني((‪.‬‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬بالمحمل ال ّ‬

‫‪236‬‬
‫ضممرورة‪ ,‬فالسممتدلل علممى أّنهممم ل يفعلممون‬ ‫معلوم بال ّ‬
‫ح‪.‬‬
‫طاعة ل يص ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬‫ممما يسمملم المعممترض أ ّ‬ ‫وثانيهمخخا‪ :‬أن نقممول‪ :‬إ ّ‬
‫طاعممة وتممرك المعصممية مقممدور لهممم أو ل‪ ,‬إن‬ ‫فعممل ال ّ‬
‫قال‪ :‬إّنه غير مقدور لهم‪ ,‬وجاز وقوعه منهم؛ فل وجممه‬
‫لقطعه بأّنهم ل يفعلون أحد الجائزين‪ .‬وهل ذكممر قمموله‬
‫وز‬ ‫في رسالته‪ :‬إّنه ل يجوز للنسان أن يخبر بخممبر يجمم ّ‬
‫أّنه كذب؟ فكيف أخممبر عممن جميممع المممرجئة بارتكمماب‬
‫)‪(1‬‬
‫الكذب وغيره من المعاصي!؟ وليممس يجمموز ]مثممل[‬
‫ساق المصّرحين إل فيممما شمموهد مممن‬ ‫هذا في حقّ الف ّ‬
‫صمملة‪ :‬إّنممه‬‫معاصيهم‪ ,‬فليس لك أن تقول في قاطع ال ّ‬
‫ب‪ ,‬ول فممي‬ ‫مممر ِ‬
‫يشممرب الخمممر‪ ,‬ول فممي الّزانممي‪ :‬إن ّممه ُ‬
‫المربي‪ :‬إّنه يقتل الّنفس التي حّرم الله‪ ,‬وأمثال ذلك‪,‬‬
‫فكيف قلت فيمممن أرجممأ ولممم يعممرف منممه إل معصممية‬
‫ن‬
‫الرجاء‪ :‬إّنه يفعل غيرها من المعاصي؟ وهل قلت‪ :‬إ ّ‬
‫ن بقيممامه بالواجبممات واجتنممابه‬ ‫قوله هممذا يضممعف الظ م ّ‬
‫للمحّرمممات حّتممى تجمماب بممما يجمماب بممه مممن أورد‬
‫ضرورات؟‬ ‫شبهات‪ ,‬وتمّيز نفسك عن منكري ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫والعجممب مممن المعممترض أن ّممه نمّزه البراهمممة عممن‬
‫شممرائع‬ ‫وات‪ ,‬وجحدهم لجميع ال ّ‬ ‫الكذب مع إنكارهم للنب ّ‬
‫دم تقرير هذا في آخر الجممواب عممما‬ ‫السلمية‪ ,‬وقد تق ّ‬
‫أورده في حقّ الجبرية‪ ,‬فهذا المموجه الول مممن وجمموه‬
‫الجواب عن المرجئة يصلح)‪ (2‬جوابا ً على ما أورده فممي‬
‫حقّ الجبرية فإّنه قال فيهم الجميع‪ :‬إّنهممم ل يرتممدعون‬
‫عن الكذب وسائر المعاصي‪.‬‬
‫الحامل على فعل‬ ‫ن الحامل على المحافظة‬ ‫الوجه الّثاني‪ :‬اعلم أ ّ‬
‫الخير أشياء‬ ‫علممى الخيممرات والمجانبممة للمكروهممات ليممس مج مّرد‬
‫ذنب‪ ,‬وإّنممما هممو‬ ‫ن الله تعالى يعمماقب علممى ال م ّ‬ ‫اعتقاد أ ّ‬
‫شرف في الّنفمموس وحيمماء فممي القلمموب مممن مبممارزة‬
‫‪/102‬أ‬
‫‪ ( )1‬زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬يصح((‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫ن أكممثر‬ ‫المنعممم ‪/‬بجميممع الّنعممم بالمعاصممي‪ ,‬ولهممذا فممإ ّ‬
‫الخلق محافظة على الخير ومجانبة للمكروه أشممدهم‬
‫ممما مجمّرد العتقمماد‬ ‫حياء من الله تعممالى وإجلل ً لممه‪ ,‬وأ ّ‬
‫فهممو واحممد ل يزيممد ول ينقممص؛ ولهممذا تجممد الوعيدي ّممة‬
‫مختلفيممن مممع اتحمماد معتقممدهم‪ ,‬ولكممن تفاضمملوا فممي‬
‫شرف الّنفوس وأنفتهمما مممن دنمماءة المعاصممي‪ ,‬ومذل ّممة‬
‫دة الحيمماء‬ ‫كفران المنعم)‪ , (1‬وتفاوتت مراتبهم فممي ش م ّ‬
‫ب الرباب‪ ,‬وتبمماينت هممهممم فممي‬ ‫من ملك الملوك ور ّ‬
‫ل شيء‬ ‫التعظيم والجلل لمن بيده الخير وهو على ك ّ‬
‫قدير‪ ,‬ولهذا فإن أقرب الخلق إلى اللممه أخمموفهم منممه‬
‫وآنسهم به وأطوعهم له‪.‬‬
‫ولهذا اشتد ّ خوف النبياء والولياء من الله تعممالى‬
‫وعظم أنسهم به‪ ,‬وكانوا أطوع خلقه لو وأرغبهم إليه‪,‬‬
‫صممالحين ل يرضممى أن يعبممد اللممه‬ ‫وقد كان كثير مممن ال ّ‬
‫تعالى خوفا ً من العذاب ول رغبة في الث ّممواب‪ .‬وقممالت‬
‫المعتزلممة)‪ : (2‬إن نمموى ذلممك بعبممادته لممم تصممح‪ ,‬ولهممذا‬
‫فار المنكرين للمعاد من المشركين‬ ‫اختلفت حال)‪ (3‬الك ّ‬
‫طخون بممالّرذائل‪ ,‬ومنهممم‬ ‫والفلسفة‪ :‬فكان منهم المتل ّ‬
‫ملممون لثقممال المكممارم والفضممائل‪ ,‬وكممان فيهممم‬ ‫المتح ّ‬
‫سمممادة والتبممماع‪ ,‬وكمممان فمممي سمممادتهم المخمممذول‬ ‫ال ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫صممبر علممى‬ ‫والمطمماع‪ ,‬علممى قممدر تفاضمملهم فممي ال ّ‬
‫المكمماره‪ ,‬واحتمممال مشمماقّ المكممارم‪ ,‬وقممالوا فممي‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬النعم((‪.‬‬


‫صه‪:‬‬‫‪ ( )2‬في هامش )أ( و)ي( ما ن ّ‬
‫))في شمرح ابمن النحموي ))للمنهماج(( فمي بماب صمفة الصملة‪:‬‬
‫))فرع منقول عن المام فخر الدين المّرازي‪ ,‬عممن المتكّلميممن‬
‫أّنه ل يصح عبادة‪ ,‬ولم يخص بالمعتزلة فينظر‪ .‬تمت من خمم ّ‬
‫ط‬
‫القاضي العلمة محمد بن عبد الملك –رحمه الله‪.((-‬‬
‫‪ ( )3‬في نسخة‪)) :‬أحوال(( كذا في هامش )أ( و)ي( وهو كممذلك‬
‫في )س(‪.‬‬
‫‪ ( )4‬سقطت مممن )س(‪ ,‬وفممي )أ( و)ي(‪)) :‬وعلممى قممدر‪((....‬‬
‫والصواب حذف الواو‪ .‬وهو كذلك في ))العواصم((‪.(2/267) :‬‬

‫‪238‬‬
‫أمثالهم‪)) :‬تجوع الح ّرة ول تأكل بثدييها(( ) ‪ (1‬وقممالت‬
‫هند‪ :‬أو تزني الح ّرة ) ‪ (2‬؟ وقال‬
‫حاتم)‪: (3‬‬
‫وفممرجك نمال‬ ‫وإّنك إن أعطيت بطنك سممممؤله‬
‫م أجمعا‬ ‫منتهى الذ ّ ّ‬
‫وهذا كّله من غير خوف العقاب ول رجاء الّثواب‪,‬‬
‫ن مممن لممم يخممف العقمماب قممال المّزور‬ ‫فكيممف يقممال‪ :‬إ ّ‬
‫مممل‪ ,‬فقممد علمنمما‬‫وارتكب الفجور؟ هذا كلم من لم يتأ ّ‬
‫ن فممي المممرجئة عب ّممادا ً خاشممعين ورهبان ما ً‬ ‫ضممرورة أ ّ‬ ‫بال ّ‬
‫ّ‬
‫خاضعين‪ ,‬وكثير مّنا إذا تأملنا وأنصفنا يقصر عن كممثير‬
‫منهم في العمال ل في العقيدة ولله الحمممد والمّنممة‪,‬‬
‫طاعممات وتممرك‬ ‫ن مممن صممبر علممى مشمماقّ ال ّ‬ ‫وذلممك ل ّ‬
‫شهوات من غير خوف العذاب؛ فهو شريف الّنفس‪,‬‬ ‫ال ّ‬
‫مة‪ ,‬عظيم المروءة‪ ,‬كثير الحياء‬ ‫طبيعة‪ ,‬عزيز اله ّ‬ ‫حّر ال ّ‬
‫طاعة حّتمى يخماف‬ ‫من الله تعالى‪ ,‬ومن ل يقوم إلى ال ّ‬
‫العذاب من الّنار؛ فطبعه طبع شرار العبيممد وخسمماس‬
‫الهمم‪ ,‬وما أحسن قول ابن دريد)‪ (4‬في هذا المعنى‪:‬‬

‫‪)) ( )1‬مجمع المثال((‪ ,(1/251) :‬وأّول من قال ذلك‪ :‬الحارث‬


‫صة له‪.‬‬
‫بن سليل السدي في ق ّ‬
‫صة مبايعة النبي ‪ ‬للنساء‪ ,‬أخرجه ابن جرير فممي‬ ‫‪ ( )2‬في ق ّ‬
‫))تفسيره((‪ ,(12/74) :‬وابن مردويه كما في ))الممدر المنثممور((‪) :‬‬
‫‪ (6/312‬عن ابن عّباس –رضي الله عنهما‪.-‬‬
‫ً‬
‫وأخرجه سعيد بن منصور‪ ,‬وابن سعد عن الشعبي مرسل كما‬
‫في ))الد ّّر((‪.(6/312) :‬‬
‫شاف(( ولم يتكل ّممم فيممه‬ ‫وذكره الزيلعي في ))تخريج أحاديث الك ّ‬
‫بشيء! وكذا الحافظ في ))الكافي الشاف((‪.(4/169) :‬‬
‫=‬
‫= أقول‪ :‬وسند ابن جرير مسلسل بالعوفيين؛ من محمممد بممن‬
‫سعد بن محمد إلى عطية العوفي‪ .‬وليس فيهم إل ضممعيف أو‬
‫متكّلم فيه‪.‬‬
‫‪)) ( )3‬ديوانه((‪) :‬ص‪.(69/‬‬
‫‪)) ( )4‬ديوانه((‪) :‬ص‪.(133/‬‬

‫‪239‬‬
‫والعبمممد ل‬ ‫والّلممممممموم للحمممّر ممممممممقيم رادع‬
‫تردعمممه إل العصممما‬
‫ن كثيرا ً من المتحاّبين من المخلوقين ل يعصي‬ ‫وإ ّ‬
‫محبمموبه ول يغضممبه‪ ,‬وإن كممان ل يخمماف منممه مض مّرة‪,‬‬
‫ظرفاء في المعنى‪:‬‬ ‫ولهذا قال بعض ال ّ‬
‫ي ولكن ملممء‬ ‫عمل ّ‬ ‫أهابك إجلل ً ومممما بك قدرة‬
‫)‪(1‬‬
‫عين حبيبها‬
‫فإن كممان هممذا ممما بيممن الحبمماب مممن عبيممد اللممه؛‬
‫فالذين آمنوا أشد ّ حب ّما ً للممه‪ ,‬وفممي الحممديث المرفمموع‪:‬‬
‫))ِنعخخم العبخخد صخخهيب‪ ,‬لخخو لخخم يخخخف اللخخه لخخم‬
‫يعصه(()‪ (2‬وفي هذا الجممواب موعظممة لهممل الحقممائق‬
‫والحوال‪ .‬وقد أجاد من قال)‪: (3‬‬
‫هممممذا محممال‬ ‫تمعصي الله وأنمت تظهممر حب ّممه‬
‫‪/102‬ب‬ ‫في العقممول بممديع‬
‫ب‬‫ن المح م ّ‬ ‫إ ّ‬ ‫‪/‬لممممو كنممت تضمممر حب ّممه لطعتممه‬
‫)‪(4‬‬
‫ب مطيع‬ ‫لمممن يحممم ّ‬
‫ن من لم يكن من أهل مقام‬ ‫ن المعترض أ ّ‬ ‫وقد ظ ّ‬
‫طاعة‪ ,‬ولم يعرف المسممكين‬ ‫الخوف فليس من أهل ال ّ‬
‫ن مقام المحّبة فمموق مقممام الخمموف عنممد العممارفين‪,‬‬ ‫أ ّ‬

‫‪ ( )1‬اختلف في نسبته‪ ,‬فقيل‪ :‬لنصيب بن رباح الكبر‪ ,‬وقيممل‪:‬‬


‫لمجنون بني عامر‪.‬‬
‫‪ ( )2‬قممال السممخاوي فممي المقاصممد الحسممنة ‪) :‬ص‪:(449/‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫))اشممتهر فممي كلم الصمموليين‪ ,‬وأصممحاب المعمماني‪ ,‬وأهممل‬


‫العربية من حديث عمر‪ ,‬وذكر البهاء السبكي أنه لم يظفر بممه‬
‫في شيء من الكتب‪ ...‬ثم رأيت بخط شيخنا أنه ظفر به فممي‬
‫))مشكل الحديث(( لبي محمد بن قتيبة‪ ,‬لكن لم يممذكر لممه ابممن‬
‫قتيبة إسنادًا(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬من نظم هذا المعنممى فقممال((‪ ,‬وهممو كممذلك‬
‫في نسخة كما في هامش )أ( و)ي(‪.‬‬
‫‪ ( )4‬البيتان لمحمود بن حسن الوّراق المتمموفى نحممو )‪,(225‬‬
‫انظر ))بهجة المجالس((‪.(1/395) :‬‬

‫‪240‬‬
‫شيخ أبو عمممر بممن الفممارض)‪– (1‬وممما أنفممع‬ ‫ولهذا قال ال ّ‬
‫قوله هذا لهل القلوب‪:-‬‬
‫ب وادع غممميره‬‫فدع عنك دعمموى الممح ّ‬
‫فؤادك وادفمممع عمممممنك‬
‫غّيك بالمممتي‬
‫وجانب جناب الوصل هيهات لم يممممكن‬
‫ي إن تكن‬ ‫وهممما أنمت ح ّ‬
‫صادقا ً ممممت‬
‫ولهذا قالت الحكماء‪ :‬المرء أسير أكممبر)‪ (2‬ممما فممي‬
‫ن أكثر ما في القلممب هممو المحبمموب ل‬ ‫كأ ّ‬ ‫قلبه‪ ,‬ول ش ّ‬
‫المخوف‪ ,‬فإن المخوف قد يكون عممدوّا ً بغيض ما ً بخلف‬
‫المحبوب‪ ,‬وقد نظم ابن الفممارض هممذا المعنممى فقممال‬
‫)‪(3‬‬
‫وأجاد‪:‬‬
‫فاختر لنفسك فممي‬ ‫أنممت القممتيل بأيّ من أحببته‬
‫الهوى من تصطفي‬
‫الوجه الث ّخخالث‪ :‬أن نقممول‪ :‬ممما سممبب تخصمميص‬
‫المرجئة بالذكر؟ هل تجويزهم لدخول أهل الكبائر من‬
‫المسمملمين الجن ّممة‪ ,‬وتجممويزهم لنجمماتهم مممن الن ّممار‪ ,‬أو‬
‫قطعهم بذلك؟ الّثاني‪ :‬وهو القطع بذلك ممنوع‪ ,‬لّنهم‬
‫وزون أن يممموت صمماحب الكممبيرة المسمملم كممافرًا‪,‬‬ ‫يجم ّ‬
‫ذنوب أن يكممون ارتكابهمما سممببا ً‬ ‫ويخافون من كبممائر ال م ّ‬
‫مما‬ ‫للوقوع في ذنب الكفر الذي ل يغفمر إل بالّتوبمة‪ ,‬وأ ّ‬
‫الّول وهمممو‪ :‬تجمممويزهم لمممدخول أهمممل الكبمممائر ممممن‬
‫المسلمين الجّنة‪ ,‬فقد شاركهم في ذلك سائر الفرق‪,‬‬
‫وز ذلك بشرط الّتوبة أو المغفرة‪.‬‬ ‫ن المعتزلي يج ّ‬ ‫ولك ّ‬
‫ن مممن مممات‬ ‫ن المرجىممء يقطممع بممأ ّ‬ ‫فممإن قلممت‪ :‬إ ّ‬
‫ذبه اللممه تعممالى‪,‬‬ ‫مسلما ً وهو مصّر على الفسق لم يع م ّ‬
‫المعتزلة فريقان في‬
‫‪)) ( )1‬ديوانه((‪) :‬ص‪.(29/‬‬ ‫إيجاب الصلح‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬أثير أكثر((‪.‬‬
‫‪)) ( )3‬ديوانه((‪) :‬ص‪.(90/‬‬

‫‪241‬‬
‫سّني والمعتزلي ل يقولن بذلك‪.‬‬ ‫وال ّ‬
‫قلممت‪ :‬ذلممك مسمّلم؛ ولكن ّممه ل يقطممع بممأّنه يممموت‬
‫ن المعتزلي ل يقطع بممأّنه يممموت تائب مًا‪,‬‬ ‫مسلما ً مثلما أ ّ‬
‫بل هذا الشكال ل يلزم المعتزلممة ول يلممزم المممرجئة‪,‬‬
‫ن المعتزلة فريقان‪:‬‬ ‫وذلك ل ّ‬
‫دى فيممه‬ ‫ن من مضى له وقت أ ّ‬ ‫أحدهما يقول‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫جميع ما كّلفه الله تعالى علم أّنه من أهل الجّنممة؛ ل ّ‬
‫الله تعالى لو علم أّنه يموت علممى حممال يسممتحق فيممه‬
‫الّنار؛ لقبح منه تبقيته‪ ,‬ووجب عليه أن يميته في ذلممك‬
‫طاعممة‪ ,‬وهممذا هممو قممول مممن‬ ‫الوقت الذي أتممى فيممه بال ّ‬
‫ي‬‫يوجب الصلح على الله تعالى‪ ,‬كأبي القاسممم الكعممب ّ‬
‫إمام البغدادية من المعتزلة ومن يقممول بقمموله‪ ,‬وهممذا‬
‫الشكال يّتجه عليهم أكثر من المرجئة لّنهممم يجيممزون‬
‫أن يأتي المكّلف في بعض الوقات بجميع تكليف ذلك‬
‫الوقت‪ ,‬وأن يعلم المكّلف إتيممانه بممذلك‪ ,‬وحينئذ يقطممع‬
‫بأّنه من أهل الجّنة‪.‬‬
‫ما الفرقة الّثانيخخة‪ :‬وهممم الممذين ل يوجبممون‬ ‫وأ ّ‬
‫على الله الصمملح للعبممد فممإّنهم يوجبممون علممى اللممه –‬
‫سبحانه‪ -‬أن يبقى العاصي بعد المعصممية وقت ما ً يتمك ّممن‬
‫ي‬
‫فيه من الّتوبممة‪ ,‬وبهممذا قممال شمميخ الغممتزال أبممو علم ّ‬
‫ي–‬ ‫جّبائي وأصحابه‪ ,‬ووافقه عليه أبو القاسممم الكعممب ّ‬ ‫ال ُ‬
‫أيضا‪ -‬فلو كان ما ذكره المعممترض فممي ح مقّ المممرجئة‬ ‫ً‬
‫ل على الكذب في الحديث‪ ,‬لدّلت مذاهب المعتزلة‬ ‫يد ّ‬
‫هذه على مثل ذلك‪ ,‬فيقول من يمموجب الصمملح للعبممد‬
‫على الله تعالى‪ :‬المعاصي ل تضّرني لعلمي أن ّممي مممن‬
‫‪/103‬أ‬
‫أهل الجّنة بسبب طاعتي لله تعالى يوم ما ً أو سمماعة أو‬
‫لحظة‪/ ,‬ويقول من ل يرى ذلك‪ :‬أنمما أقممدم علممى هممذه‬
‫المعصية وأتوب عقيبها‪ ,‬ول أخشممى)‪ (1‬مفاجممأة الممموت‬
‫كن من الّتوبة‪.‬‬ ‫قبل التم ّ‬
‫ولكن ليس وقوع المعاصي على حسب العتقمماد‪,‬‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬أخاف((‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫طباع‪ ,‬وارتفاع الهمممم‪,‬‬ ‫وإّنما ذلك على حسب شرف ال ّ‬
‫وشهامة الّنفوس‪ ,‬كممما قممدمنا فممي المموجه الّول‪ ,‬ولممو‬
‫كان السبب في العصيان هو تجويز الّنجاة من عممذاب‬
‫ما اتكال ً على التوبة أو اتكال ً علممى الّرحممة‪ ,‬لمم‬ ‫الله؛ إ ّ‬
‫توجممد فرقممة مممن فممرق السمملم إل وهممي مجروحممة‪,‬‬
‫ن اللمه ل يقبمل الّتوبمة ول‬ ‫ولكمان العمدل ممن اعتقمد أ ّ‬
‫ذاهب إلى هممذا‬ ‫يقيل العثرة‪ ,‬ول يغفر الخطيئة‪ ,‬لكن ال ّ‬
‫كافر بالجماع‪ ,‬خارج عن مّلة السلم‪.‬‬
‫ن اللممه تعممالى‬ ‫ن مممن اعتقممد أ ّ‬ ‫الخخوجه الّرابخخع‪ :‬أ ّ‬
‫ذنوب مممن‬ ‫ضل على أهل السلم بمغفرة جميممع ال م ّ‬ ‫يتف ّ‬
‫مد الكذب على الله‬ ‫غير توبة‪ ,‬لم يلزم من ذلك أن يتع ّ‬
‫تعالى ويجاهر بجميع المعاصي‪ ,‬ودليل ذلممك‪ :‬أن عبممدا ً‬
‫من عبيد المخلوقين لو اعتقد في سيده أّنه فممي غايممة‬
‫ل ذلممك علممى‬ ‫الحلم‪ ,‬ونهاية الجود والسماحة)‪ , (1‬لم يد ّ‬
‫أنه كثير العصيان لسّيده والكذب عليه‪ ,‬بمل قمد يكمون‬
‫طاعة له‪ ,‬مع اعتقاد حلمممه‬ ‫في غاية الجلل لسّيده وال ّ‬
‫ومسامحته والمممان مممن عقمموبته‪ ,‬محبممة منممه لسمّيده‬
‫ورغبة في شكر نعمة وارتفاع المنزلممة عنممده‪ ,‬وكممذلك‬
‫عمل الّناس مع إخوانهم وأهممل الحلمم والكممرم منهممم‪,‬‬
‫ولم يكن أصحاب الحنف وعشيرته يعصونه ويكممذبون‬
‫فممون رحمممه لجممل حلمممه‪ ,‬وكممم مممن مهيممب‬ ‫عليممه ويع ّ‬
‫مل عقوبته لجل بغضه ومساوىء أخلقه!‬ ‫يعصى وتتح ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫وكم من حليم يطمماع وكريممم يمتثممل وتفنممى الممموال‬
‫ن المممرجئة‬ ‫والرواح في طاعته! فمن أين للمعترض أ ّ‬
‫ن الله تعالى يغفر لهل السلم استهانوا‬ ‫لما اعتقدوا أ ّ‬
‫بجلل الله وانهمكمموا فممي معاصممي اللممه وصممار دأبهممم‬
‫الكذب على الله وعلى رسول الله ‪‬؟ ولقد رأينا في‬
‫صالحين من يزداد عمل ً ونشاطا ً مع الّرجمماء‪ ,‬ويممزداد‬ ‫ال ّ‬
‫ضعفا ً وفتممورا ً مممع الخمموف‪ ,‬وهممذا معممروف عنممد أهممل‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬المسامحة((‪.‬‬


‫‪ ( )2‬هكذا استظهرت قراءتها‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫ذوق‪ ,‬وأنشدوا في ذلك‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫وممممممن أياديممك‬ ‫لها بوجمهك نور يسمممممتضاء بممه‬
‫في أعقابها حادي‬
‫عمممممن المنممام‬ ‫لها أحاديث مممن ذكممراك تشممغلها‬
‫وتلممهيها عمممن الّزاد‬
‫ن القممول بالرجمماء وإن كممان‬ ‫الوجه الخامس‪ :‬أ ّ‬
‫بدعية القول ل‬
‫ل بدعة محّرمة تممأّول‬ ‫حراما ً فليس بكفر ول فسق‪ ,‬وك ّ‬
‫يلزم منها تبديع‬
‫القائل‬ ‫فيهمما صمماحبها‪ ,‬ولممم تكممن كفممرًا‪ ,‬ول فسممقا ً فصمماحبها‬
‫ن الرجاء ليس بكفر ول فسممق؛‬ ‫ما أ ّ‬ ‫مقبول بالجماع‪ .‬أ ّ‬
‫دليل‪ ,‬ومذهب أصحاب الخصم‪.‬‬ ‫فذلك مقتضى ال ّ‬
‫ن الّتكفيممر والّتفسمميق يحتمماج إلممى‬ ‫دليل‪ :‬فل ّ‬ ‫ما الم ّ‬
‫أ ّ‬
‫دليل سمعي وهو مفقود‪ ,‬ومخالفتهم للّنصمموص تممأويل ً‬
‫ن ابممن الحمماجب اختممار‬ ‫ل يكفي في ]الكفر[)‪ , (1‬على أ ّ‬
‫عدم الّتأثيم لمن خالف القطعممي مجتهممدا ً وهممو قمموي‪,‬‬
‫والموضع يضيق عن ذكر الحجج في المسألة‪.‬‬
‫ذهبي في ))الميزان(()‪ (2‬ما معنمماه‪)) :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫وقد ذكر ال ّ‬
‫بدعة الرجاء ليست بكبيرة((‪.‬‬
‫ما الحديث الذي فيه‪)) :‬ليس للمخخرجئة فخخي‬ ‫وأ ّ‬
‫)‪(4) (3‬‬
‫السلم نصيب ((‬

‫‪ ( )1‬في )أ( و)ي(‪)) :‬الكير((! والمثبت من )س(‪.‬‬


‫‪ .(4/224) ( )2‬لعله ما ذكره في هذا الموضممع فممي ترجمممة‪:‬‬
‫مشعر بن كدام‪.‬‬
‫ّ‬
‫فقممال‪)) :‬الرجمماء مممذهب لعممدة مممن جلممة العلممماء‪ ,‬ل ينبغممي‬
‫التحامل على قائله(( اهم‬
‫أي‪ :‬من حيث قبول روايته‪.‬‬
‫‪ ( )3‬الحديث أخرجه الترمذي‪ ,(4/395) :‬وابن ماجه‪(1/24) :‬‬
‫من ابن عباس –رضي اللممه عنهممما‪ -‬قممال الترمممذي‪)) :‬حممديث‬
‫حسممن غريممب(( كممما فممي تحفممة الشممراف‪ ,(5/169) :‬وفممي‬
‫المطبوعة‪)) :‬غريب حسن صحيح((‪.‬‬
‫والحديث جاء من رواية جماعة مممن الصممحابة ل تخلممو طرقممه‬
‫من كلم‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫ص عليمه القاضمي‬ ‫مما ممذهب الخصمم‪ :‬فقمد نم ّ‬ ‫]وأ ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫شرف الدين في تذكرته ‪ ,‬وذكر معنى ذلك القاضممي‬
‫)‪2‬الممدواري فممي‬ ‫)‪(1‬‬
‫العلمة عبممد اللممه بممن حسممن[‬
‫((‬
‫))تعليممق الخلصممة((‪ ,‬والحمماكم فممي شممرح العيممون‬
‫))‬

‫وغيرهم‪.‬‬
‫ممما دعمموى الجممماع‪ :‬فممذكرها الميممر علممي بممن‬ ‫وأ ّ‬
‫‪(2‬‬ ‫((‬ ‫))‬
‫الحسين في اللمع الذي ‪/‬هو مدرسهم ‪.‬‬
‫‪/103‬ب‬
‫سممنن‬‫ب عممن ال ّ‬ ‫وفممي هممذا القممدر كفايممة فممي ال مذ ّ ّ‬
‫صحيحة المنقولممة عممن ثقممات المممرجئة‪ ,‬وقممد تركممت‬ ‫ال ّ‬ ‫تنبيه ودفع توّهم‬
‫((‬ ‫))‬
‫بعض ما في الصممل مممن الّتطويممل فممي ذلممك‪ ,‬وقممد‬
‫ن صممدقهم وقبممول روايتهمم‪,‬‬ ‫أكثرت ممن النتصمار لظم ّ‬
‫هم بعض الضعفاء أني أميل رأيهم‪ ,‬ومعاذ‬ ‫حّتى ربما تو ّ‬
‫س مّنة أصممح مبمماني‬ ‫الله تعالى من ذلك‪ ,‬فعقيدة أهل ال ّ‬
‫واوضح معاني‪ ,‬وحسبك أّنها جامعة لمحاسن العقممائد؛‬
‫ن بالله ورجاء مغفرته مع خوف عذابه‪,‬‬ ‫من حسن الظ ّ ّ‬
‫والحذر من غضمبه‪ ,‬وإن ممات العاصمي علمى السملم‬
‫فلبد ّ من الخوف والّرجاء لذي الجلل والكممرام‪ ,‬فقممد‬
‫قال الله تعالى في الملئكممة مممع أمممانهم مممن الممموت‬
‫عن الكفر‪ ,‬ومن ارتكاب الكبممائر‪)) :‬يخافون رّبهخخم‬
‫من فوقهم(( ]النحل‪ [50/‬وقال فيهم‪)) :‬هخخم‬
‫من خشية رّبهم مشفقون(( ]المؤمنخخون‪[57/‬‬
‫فإذا كان هذا حال الملئكممة –عليهممم السمملم‪ ,-‬فكيممف‬
‫صممحيح(()‪ (3‬عممن رسممول‬ ‫))‬
‫بحال العبد العاصي!! وفممي ال ّ‬
‫اللممه ‪)) :‬لو تعلمخخون مخخا أعلخخم لبكيتخخم كخخثيرا ً‬
‫سمملمة‪ ,‬وأن يجعلنمما‬ ‫وضحكتم قليل ً(( فنسأل الله ال ّ‬
‫من يشفق من ذنبه‪ ,‬بل يحذر الخممرة ويرجممو رحمممة‬ ‫م ّ‬
‫ل المؤّلف أراد أن‬‫‪ ( )4‬كذا في الصول! والكلم مبتور‪ ,‬ولع ّ‬
‫يتكّلم على الحديث‪.‬‬
‫‪ ( )1‬ما بين المعقوفين ساقط مممن الصممول‪ ,‬واسممتدركه مممن‬
‫سياق الكلم في ))العواصم((‪.(2/275) :‬‬
‫‪ ( )2‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬
‫دم تخريجه‪.‬‬‫‪ ( )3‬تق ّ‬

‫‪245‬‬
‫رّبه‪ ,‬آمين آمين‪.‬‬
‫طائفة الّثالثة‪ :‬معاوية والمغيممرة وعمممرة بممن‬ ‫ال ّ‬
‫الكلم على معاوية‬
‫والمغيرة وعمرو‬ ‫ن كممثيرا ً مممن‬ ‫دم ذكره في الوهام‪ ,‬فممإ ّ‬ ‫العاص‪ ,‬ومن تق ّ‬
‫ابن العاص –رضي‬ ‫شيعة ذكروا أّنها ظهرت علممى هممؤلء الّثلثممة قممرائن‬ ‫ال ّ‬
‫ال عنهم‪-‬‬ ‫تد ّ‬
‫ل على الّتأويل‪ ,‬وقدحوا بتصحيح حديثهم في حديث‬
‫صحاح كالبخاري ومسلم‪.‬‬ ‫الكتب ال ّ‬
‫ما أهل الحديث فمذهبهم أّنهم من أهل الّتأويممل‬ ‫وأ ّ‬
‫صممدق‪ ,‬لكممونهم أظهممروا الّتأويممل فيممما‬ ‫والجتهمماد وال ّ‬
‫يحتمله‪ ,‬وعلم البممواطن محجمموب عممن الجميممع‪ ,‬وبيممن‬
‫الفريقيممن فممي هممذا مممال يتسممع لممه هممذا ))المختصممر((‪,‬‬
‫ب عنممه‬ ‫صحيح‪ ,‬والممذ ّ ّ‬ ‫والقصد‪ :‬مجّرد تصحيح الحديث ال ّ‬
‫ل غيره فيممما)‪ (1‬بيممن أهممل المممذهبين‪ ,‬وقد اجتهخخدت‬
‫صخخحيح‬ ‫في هذا الكتاب فخخي نصخخرة الحخخديث ال ّ‬
‫حتها أو‬ ‫طرق التي يّتفق الفريقان على ص خ ّ‬ ‫بال ّ‬
‫حتها‪ ,‬كمخخا‬ ‫يّتفقخخون علخخى قواعخخد تسخختلزم صخ ّ‬
‫مل هذا الكتاب كّله‪ ,‬وفي هممذا‬ ‫يعرف ذلك من تأ ّ‬
‫الموضع لم أجد طريقا ً قريبة مجمعا ً عليهمما إل طريق ما ً‬
‫واحممدة‪ ,‬وهممي‪ :‬بيممان صممدق هممؤلء المممذكورين فممي‬
‫صممحابة‬ ‫شمميعة مممن ال ّ‬ ‫روايتهم بشهادة من لم تجرحه ال ّ‬
‫صة‬‫ل حديث على الّتعيين‪ ,‬خا ّ‬ ‫صحة الّرواية في ك ّ‬ ‫لهم ب ّ‬
‫فممي أحمماديث الحكممام المعتمممدة فممي معرفممة الحلل‬
‫والحرام‪.‬‬
‫ما أبو موسى الشعري وعبد الله بن عمرو بممن‬ ‫فأ ّ‬
‫ح عنممه حممرب لعلممي ‪--‬‬ ‫من لم يص ّ‬‫العاص ونحوهم م ّ‬
‫ما ذكر المعترض فيهم‪.‬‬ ‫دم الجواب ع ّ‬ ‫ب؛ فقد تق ّ‬ ‫ول س ّ‬
‫ما هؤلء الثلثة المذكورون فهم الذين أذكر هنا‬ ‫وأ ّ‬
‫حة حممديثهم‪ ,‬وأقتصممر علممى ممما يتعلممق‬ ‫ل على ص ّ‬ ‫ما يد ّ‬
‫م بذكر ما لهم من‬ ‫بالحكام من ذلك اختصارًا‪ ,‬وذلك يت ّ‬
‫الحمماديث المتعّلقممة بالحكممام وممما لحمماديثهم مممن‬

‫‪ ( )1‬في )ي(‪)) :‬ل غير فيما((‪ ,‬وفي )س(‪)) :‬مما((‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫شواهد المروّية عن النبي ‪ ,‬ونشير إلى ذلك علممى‬ ‫ال ّ‬
‫أقممل ممما يكممون مممن الختصممار المفيممد –إن شمماء اللممه‬
‫تعالى‪ -‬فنقول‪:‬‬
‫سّتة من طريق معاوية فممي‬ ‫المرويّ في الكتب ال ّ‬
‫الحكام ثلثون حديثًا‪.‬‬
‫ول‪ :‬حديث تحريم الوصل في شعور الّنسمماء‪,‬‬ ‫ال ّ‬ ‫أحاديث معاوية‬
‫)‪(1‬‬
‫حته‬‫رواه عنه البخاري ومسلم وغيرهما‪ ,‬ويشهد لصمم ّ‬
‫رواية أسماء لذلك وعائشة وجابر‬
‫ممما حممديث أسممماء فخّرجممه البخمماري ومسمملم‬ ‫‪/‬أ ّ‬ ‫‪/104‬أ‬
‫)‪(2‬‬
‫والّنسائي ‪.‬‬
‫ممما حممديث عائشممة فخّرجممه البخمماري ومسمملم‬ ‫وأ ّ‬
‫والّنسائي)‪ (3‬أيضا‪ً.‬‬
‫ما حديث جابر فخّرجه مسلم)‪. (4‬‬ ‫وأ ّ‬
‫مخخختي‬ ‫الث ّخخخاني‪)) :‬ل تخخخزال طائفخخخة مخخخن أ ّ‬
‫ي‬
‫ق(( أخرجممه عنممه البخممار ّ‬ ‫ظخخاهرين علخخى الحخخ ّ‬
‫ومسلم)‪. (5‬‬
‫وقد رواه مسلم عن سعد بن أبي وّقاص)‪. (6‬‬
‫ورواه مسلم وأبو داود والترمذي عن ثوبان)‪. (7‬‬
‫ورواه الترمذي عن معاوية بن قّرة)‪. (8‬‬

‫‪)) ( )1‬الفتح((‪ ,(6/591) :‬ومسلم برقم )‪.(2127‬‬


‫‪)) ( )2‬الفتح((‪ ,(10/387) :‬ومسلم برقم )‪ ,(2122‬والّنسائي‪) :‬‬
‫‪.(8/145‬‬
‫‪)) ( )3‬الفتح ‪ ,(9/215) :‬ومسلم برقم )‪ ,(2123‬والّنسائي‪) :‬‬
‫((‬

‫‪.(8/146‬‬
‫‪ ( )4‬برقم )‪.(2126‬‬
‫‪)) ( )5‬الفتح((‪ ,(6/731) :‬ومسلم‪ ,‬كتاب المارة‪ ,‬حديث )‪.(174‬‬
‫‪ ( )6‬برقم )‪.(1925‬‬
‫‪ ( )7‬مسلم برقم )‪ ,(1920‬والترمذي‪ ,(4/437) :‬ولم يخرجه‬
‫أبو داود‪ ,‬كما في ))تحفممة الشممراف((‪ ,(2/135) :‬وأخرجممه ابممن‬
‫ماجه في ))المقدمة((‪.‬‬
‫‪)) ( )8‬الجامع((‪.(4/420) :‬‬

‫‪247‬‬
‫ورواه أبو داود عن عمران بن حصين)‪. (1‬‬
‫الّثالث‪ :‬حديث الّنهمي عمن الّركعمتين بعمد العصمر‪,‬‬
‫رواه البخاري عنه)‪.(2‬‬
‫وقد رواه البخمماري ومسمملم وأبممو داود والّنسممائي‬
‫م سلمة)‪. (3‬‬‫م المؤمنين أ ّ‬ ‫عن أ ّ‬
‫وروى مسلم)‪ (4‬عممن عمممر بممن الخط ّمماب ‪ --‬أن ّممه‬
‫كان يضرب من يفعل ذلك‪ ,‬ولم ينكر ذلممك مممن فعلممه‬
‫فجرى مجرى الجمماع‪ ,‬وهممو قمول طموائف ممن أهممل‬
‫العلم‪.‬‬
‫الّرابع‪ :‬حديث الّنهي عن اللحاف فممي المسممألة‬
‫رواه عنه مسلم)‪. (5‬‬
‫ورواه البخاري ومسلم والنسائي عن عبد الله بن‬
‫عمر)‪. (6‬‬
‫وأبممو داود والترمممذي والّنسممائي عممن سمممرة بممن‬
‫جندب)‪. (7‬‬
‫والّنسائي عن عائد بن عمرو)‪. (8‬‬
‫وام)‪. (9‬‬‫والبخاري عن الزبير بن الع ّ‬

‫‪)) ( )1‬السنن((‪.(3/11) :‬‬


‫‪)) ( )2‬الفتح((‪.(2/73) :‬‬
‫‪)) ( )3‬الفتح((‪ ,(3/126) :‬ومسمملم برقممم )‪ ,(834‬وأبممو داود‪) :‬‬
‫‪.(2/54‬‬
‫وعممزاه المصممّنف للنسممائي‪ .‬وليممس فيممه كممما فممي تحفممة‬
‫))‬

‫الشراف((‪.(13/29) :‬‬
‫‪ ( )4‬برقم )‪ ,(834‬وهو كذلك في البخاري ))الفتح((‪.(3/126) :‬‬
‫‪ ( )5‬برقم )‪.(1038‬‬
‫‪)) ( )6‬الفتح((‪ ,(3/396) :‬ومسلم برقم )‪ ,(1040‬والنسائي‪) :‬‬
‫‪.(5/94‬‬
‫‪ ( )7‬أبممو داود‪ ,(2/290) :‬والترمممذي‪ ,(3/65) :‬والنسممائي‪) :‬‬
‫‪.(5/100‬‬
‫‪.(5/94-95) ( )8‬‬
‫‪)) ( )9‬الفتح((‪.(3/393) :‬‬

‫‪248‬‬
‫والبخاري ومسلم ومالك في ))الموطأ(( والّترمذي‬
‫والّنسائي عن أبي هريرة)‪. (1‬‬
‫وأبو داود والّنسائي عن ثوبان)‪. (2‬‬
‫ومالك في ))الموطأ(( عن عبد الله بن أبي بكر)‪. (3‬‬
‫والبخاري ومسلم والترمذي والّنسائي عن حكيممم‬
‫بن حزام)‪. (4‬‬
‫ي عن أبيه)‪. (5‬‬ ‫وأبو داود والنسائي عن ابن الفراس ّ‬
‫ن هخخذا المخخر ل يخخزال فخخي‬ ‫الخخخامس‪)) :‬إ ّ‬
‫قريش(( رواه عنه البخاري)‪.(6‬‬
‫ورواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر)‪. (7‬‬
‫وروى مسلم نحوه عن جابر بن عبد الله)‪. (8‬‬
‫ورواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة)‪. (9‬‬
‫سادس‪ :‬حديث جلد شارب الخمممر وقتلممه فممي‬ ‫ال ّ‬
‫)‪(10‬‬
‫الّرابعة‪ ,‬رواه عنه أبو داود والّترمذي ‪.‬‬
‫دين ضرورة‪ ,‬والحمماديث‬ ‫ما جلده فمعلوم من ال ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫ممما قتلممه فممي الّرابعممة فممرواه‬ ‫فيممه كممثيرة مممأثورة‪ ,‬وأ ّ‬
‫الّترمذي وأبو داود عن أبي هريرة)‪. (11‬‬

‫‪)) ()1‬الفتح((‪ ,(3/392) :‬ومسلم برقممم )‪ ,(1042‬و))الموطممأ((‪) :‬‬


‫‪ ,(2/998‬والترمذي‪ ,(3/64) :‬والنسائي‪.(5/93) :‬‬
‫‪ ( )2‬أبو داود‪ ,(2/295) :‬والنسائي‪.(5/96) :‬‬
‫‪)) ( )3‬الموطأ((‪ (2/1000) :‬عن أبيه مرس ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪)) ()4‬الفتح((‪ ,(3/393) :‬ومسلم برقممم )‪ ,(1035‬والترمممذي‪) :‬‬
‫‪ ,(4/553‬والنسائي‪.(5/101) :‬‬
‫‪ ( )5‬أبو داود‪ ,(2/296) :‬والنسائي‪.(5/95) :‬‬
‫‪)) ( )6‬الفتح((‪.(6/616) :‬‬
‫‪)) ( )7‬الفتح((‪ ,(6/616) :‬ومسلم برقم )‪.(1820‬‬
‫‪ ( )8‬رقم )‪.(1819‬‬
‫‪)) ( )9‬الفتح((‪ ,(6/608) :‬ومسلم برقم )‪.(1818‬‬
‫‪ ( )10‬أبو داود‪ ,(4/623) :‬والترمذي‪.(4/39) :‬‬
‫‪ ( )11‬الترمذي‪ ,(4/39) :‬معّلقا ً إلى ابمن جريممج ومعممر‪ ,‬وأبمو‬
‫داود‪.(4/624) :‬‬

‫‪249‬‬
‫ورواه أبو داود)‪ (1‬عن قبيصة بن ذؤيب‪ ,‬وعممن نفممر‬
‫من الصحابة –رضي الله عنهم‪.-‬‬
‫ورواه المام الهادي يحيى بن الحسين في ))كتاب‬
‫الحكام(( ولكن هذا الحكم منسوخ عند كثير مممن أهممل‬
‫العلم‪.‬‬
‫سابع‪ :‬حديث ))الّنهي عخخن لبخخاس الحريخخر‬ ‫ال ّ‬
‫سخخباع(( رواه عنممه أبممو داود‬ ‫ذهب‪ ,‬وجلخخود ال ّ‬ ‫والخخ ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ما شواهد‬ ‫والّنسائي‪ ,‬والترمذي بعضه بغير لفظه ‪ ,‬فأ ّ‬
‫ذهب فأشهر من أن تذكر‪.‬‬ ‫تحريم لباس الحرير وال ّ‬
‫سممباع؛ فلممه عليممه شمماهد عممن أبممي‬ ‫ممما جلممود ال ّ‬
‫وأ ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫المليح خّرجه الّترمذي وأبو داود والّنسائي ‪.‬‬
‫الّثامن‪ :‬حديث افتراق ال ّ‬
‫مة إلممى ني ّممف وسممبعين‬
‫فرقة‪ ,‬رواه عنه أبو داود)‪. (4‬‬
‫وروى الترمذي )‪5‬مثله عن ابن عمرو)‪. (6‬‬
‫وروى الترمممذي ‪ (2‬وأبممو داود مثلممه عممن أبممي‬
‫هريرة)‪. (7‬‬
‫الّتاسخخع‪ :‬الّنهممي عممن سممبق المممام بممالّركوع‬
‫سجود‪ ,‬رواه عنه أبو داود)‪ (8‬و]ابن ماجه[)‪. (9‬‬ ‫وال ّ‬
‫‪)) ( )1‬السنن((‪.(4/625) :‬‬
‫‪ ( )2‬أبممو داود‪ ,(4/373) :‬والنسممائي‪ (7/176) :‬ولممم يممذكر‬
‫المزي في ))التحفة((‪ (8/438) :‬الترمذي فيمن أخرجه‪.‬‬
‫‪ ( )3‬الترمذي‪ ,(4/212) :‬وأبممو داود‪ ,(4/374) :‬والّنسممائي‪) :‬‬
‫‪.(7/176‬‬
‫‪)) ( )4‬السنن ‪.(5/5) :‬‬
‫((‬

‫‪ ( )5‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬


‫‪)) ( )6‬الجامع((‪ ,(5/26) :‬ووقع في )أ( و)ي(‪ :‬عمر ‪ ,‬والتصويب‬
‫((‬ ‫))‬

‫من ))الجامع((‪.‬‬
‫‪ ( )7‬الترمذي‪ ,(5/25) :‬وأبو داود‪.(5/4) :‬‬
‫‪)) ( )8‬السنن((‪.(1/411) :‬‬
‫‪ ( )9‬في ))الصول((‪)) :‬النسائي((‪ ,‬ثم كتب في هممامش )أ( و)ي(‪:‬‬
‫))فممي نسممخة )ق( بممدل النسممائي‪ ,‬وهممو الممذي فممي ))أطممراف‬
‫المزي(( ولممم يممذكر النسممائي تمممت مممن خممط القاضممي محمممد‬

‫‪250‬‬
‫ي‬
‫وقد رواه البخمماريّ ومسمملم وأبممو داود والترمممذ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫والنسائي عن أبي هريرة‪ ,‬ومالك في ))الموطأ(( عنه‬
‫–أيضًا‪.-‬‬
‫ومسلم والّنسائي عن أنس)‪. (2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫شغار‪ ,‬رواه عنه أبو داود‬ ‫العاشر‪ :‬الّنهي عن ال ّ‬
‫‪.‬‬
‫وقد رواه البخاري ومسلم عن ابممن عمممر)‪ ,(4‬وهممو‬
‫صممحابة‪ ,‬ومجمممع علممى‬ ‫مشهور عممن غيممر واحممد مممن ال ّ‬
‫القول بمقتضاه‪.‬‬
‫ضأ كوضوه رسول اللممه ‪‬‬ ‫الحادي عشر‪ :‬أّنه تو ّ‬
‫رواه أبو داود)‪ ,(5‬وليس فيممه ممما يحتمماج إلممى شمماهد إل‬
‫ب الماء على الّناصية والوجه‪.‬‬ ‫زيادة ص ّ‬
‫وقد رواه أبو داود)‪ (6‬عن علي ‪.--‬‬
‫‪/‬الّثاني عشر‪ :‬الّنهي عن الّنوح‪ ,‬رواه عنممه ابممن‬ ‫‪/104‬ب‬
‫ماجه)‪ ,(7‬وهو أشهرمن أن يحتاج إلى ذكر شواهده‪.‬‬
‫الّثالث عشر‪ :‬الّنهممي عممن الّرضمما بالقيممام‪ ,‬رواه‬
‫)‪(9‬‬
‫عنه الترمذي وأبو داود)‪ , (8‬وله شواهد‪ :‬في الترمذي‬

‫النسي –رحمه الله‪.((-‬‬


‫أقول‪ :‬وهو الّثابت في العواصم ‪.(2/172) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫والحديث في ))سنن ابن ماجه((‪.(1/309) :‬‬


‫‪)) ( )1‬الفتح((‪ ,(2/214) :‬ومسمملم برقممم )‪ ,(427‬وأبممو داود‪) :‬‬
‫‪ ,(1/413‬والترمممذي‪ ,(2/476) :‬والنسممائي‪ ,(2/96) :‬ومالممك‬
‫في ))الموطأ((‪ (1/92) :‬موقوفا ً على أبي هريرة‪.‬‬
‫‪ ( )2‬مسلم برقم )‪ ,(426‬والنسائي‪.(3/83) :‬‬
‫‪)) ( )3‬السنن((‪.(2/561) :‬‬
‫‪)) ( )4‬الفتح((‪ ,(9/66) :‬ومسلم برقم )‪.(1415‬‬
‫‪)) ( )5‬السنن((‪.(1/89) :‬‬
‫‪)) ( )6‬السنن((‪.(82-1/81) :‬‬
‫‪)) ( )7‬السنن((‪.(1/503) :‬‬
‫‪ ( )8‬الترمذي‪ ,(5/84) :‬وأبو داود‪.(5/398) :‬‬
‫‪.(5/84) ( )9‬‬

‫‪251‬‬
‫عن أنس‪ ,‬وفي ))سنن أبي داود(()‪ (1‬عن أبي أمامة‪.‬‬
‫وفي كتاب ))]الترخيص[)‪ (2‬فممي القيممام(()‪ (3‬للن ّممووي‬
‫حح حديث أنس‪.‬‬ ‫عنهما‪ ,‬وعن أبي بكرة‪ ,‬وص ّ‬
‫الّرابع عشر‪ :‬الّنهي عن الّتمادح‪ ,‬رواه عنه ابممن‬
‫ماجه)‪.(4‬‬
‫وقممد رواه البخمماري ومسمملم وأبممو داود عممن أبممي‬
‫بكرة)‪.(5‬‬
‫والبخاري ومسلم عن أبي موسى)‪.(6‬‬
‫ومسمملم والّترمممذي وأبممو داود عممن عبممد اللممه بمن‬
‫سخرة ]عن المقداد بن السود[)‪.(7‬‬
‫والّترمذي عن أبي هريرة)‪.(8‬‬
‫ل مسممكر‪ ,‬رواه عنممه‬ ‫الخامس عشر‪ :‬تحريممم كم ّ‬
‫ابن ممماجه)‪ ,(9‬ورواه الجماعممة إل ابممن ممماجه عممن ابممن‬
‫عمر)‪ ,(10‬ومسلم والّنسائي عن جابر)‪ (11‬وأبو داود عممن‬

‫‪.(5/398) ( )1‬‬
‫‪ ( )2‬في جميع الصول‪ :‬التخليص ! وهو خطممأ‪ ,‬والصممواب ممما‬
‫((‬ ‫))‬

‫أثبته‪.‬‬
‫‪) ( )3‬ص‪-64/‬فما بعدها(‪.‬‬
‫‪)) ( )4‬السنن((‪.(2/1232) :‬‬
‫‪)) ( )5‬الفتح((‪ ,(5/324) :‬ومسلم برقم )‪ ,(3000‬وأبممو داود‪) :‬‬
‫‪.(5/154‬‬
‫ووقممع فممي )ي(‪)) :‬وقممد رواه‪ ...‬عممت أبممي هريممرة وعممن أبممي‬
‫بكرة(( وهو وهم‪.‬‬
‫‪)) ( )6‬الفتح((‪ ,(5/326) :‬ومسلم برقم )‪.(3001‬‬
‫ن عبد الله بن سخبرة تابعي‪ ,‬يروي هممذا‬ ‫‪ ( )7‬زيادة متعينة؛ ل ّ‬
‫الحديث عن المقداد‪ ,‬وكنيته أبو معمر‪.‬‬
‫والحديث أخرجممه مسمملم برقممم ) ‪ ,(3002‬والترمممذي‪,(4/518) :‬‬
‫وأبو داود‪.(5/153 ) :‬‬
‫‪)) ( )8‬الجامع((‪ .(4/518) :‬وقال‪)) :‬هذا حديث غريب من حديث‬
‫أبي هريرة(( اهم‪.‬‬
‫‪)) ( )9‬السنن((‪.(2/1124) :‬‬

‫‪252‬‬
‫ابن عّباس‪ ,‬والّنسائي عنه أيضا ً)‪.(1‬‬
‫صمملة‪,‬‬ ‫سادس عشر‪ :‬حكممم مممن سممها فممي ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫(()‪(3‬‬
‫رواه عنه الّنسائي)‪ (2‬وله شاهد في ))سنن أبي داود‬
‫عن ثوبان‪.‬‬
‫سابع عشخخر‪ :‬الّنهممي عممن القممران بيممن الحممج‬ ‫ال ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫والعمرة‪ ,‬رواه عنه أبممو داود ‪ ,‬ولممه شمماهد عممن ابممن‬
‫عمر رواه مالك في ))الموطأ(()‪ (5‬مرفوع مًا‪ ,‬وعممن عمممر‬
‫وعثمان رواه مسلم)‪ (6‬موقوفا ً عليهما‪.‬‬
‫الّثامن عشر‪ :‬أّنه قصر للنبي ‪ ‬بمشممقص بعممد‬
‫جممه‪ ,‬رواه عنممه البخمماري ومسمملم‬ ‫عمرته ‪ ,‬وبعد)‪ (7‬ح ّ‬
‫)‪(8‬‬
‫ي خّرجممه‬ ‫وأبو دواد والّنسائي ‪ ,‬وله شممواهد عممن عل م ّ‬
‫مسلم‪ ,‬وعن عثممان ‪ --‬فمي مسملم أيضما ً)‪ , (9‬وعمن‬
‫((‬
‫سممعد بممن أبممي وّقمماص رواه مالممك فممي ))الموطممأ‬
‫ححه)‪ , (10‬رواه الّنسممائي عممن‬ ‫والّنسائي والّترمذي وص م ّ‬

‫‪ ( )10‬أخرجممه مسمملم برقممم )‪ ,(2003‬وأبممو داود‪,(4/85) :‬‬


‫والنسائي‪ ,(8/296) :‬والترمذي‪.(4/256) :‬‬
‫ووهم المصنف في عزوه للبخاري‪ .‬انظر‪ :‬تحفة الشراف ‪) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(6/63‬‬
‫‪ ( )11‬مسلم برقم )‪ ,(2002‬والنسائي‪.(8/327) :‬‬
‫‪ ( )1‬أبو داود‪ ,(4/86) :‬والنسائي‪.(8/300) :‬‬
‫=‬
‫= أقول‪ :‬وهو في البخاري الفتح ‪.(10/65) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪)) ( )2‬السنن((‪.(3/33) :‬‬


‫‪.(1/630) ( )3‬‬
‫‪)) ( )4‬السنن((‪.(2/390) :‬‬
‫‪ ( )5‬ليس في ))الموطأ(( رواية يحيى الليثي‪.‬‬
‫‪)) ( )6‬الصحيح(( برقم )‪.(1223 ,1222‬‬
‫‪ ( )7‬كذا في النسخ‪ ,‬وفي ))العواصم((‪)) :(3/180) :‬وقيل(( ولعله‬
‫الصواب‪ ,‬للختلف في ذلك‪.‬‬
‫‪ ( )8‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح ‪ ,(3/656) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫((‬

‫‪ ,(1246‬وأبو داود‪ (2/396) :‬والنسائي‪.(5/244) :‬‬


‫‪ ( )9‬برقم )‪.(1223‬‬

‫‪253‬‬
‫ابن عّباس عن عمر)‪ , (1‬والّترمممذي عممن ابممن عمممر)‪, (2‬‬
‫والبخاري ومسلم عن عمران بن الحصين)‪. (3‬‬
‫ن معاويممة لممما روى‬ ‫وروى الّترمممذي والّنسممائي‪ :‬أ ّ‬
‫هذا الحديث‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬هذه على معاويممة؛ لّنممه‬
‫ينهى عن المتعة)‪. (4‬‬
‫م الممؤمنين‬ ‫الّتاسع عشر‪ :‬مما روى عمن أختمه أ ّ‬
‫ن رسول اللخخه ‪ ‬كخخان يصخّلي‬ ‫م حبيبممة ‪)) --‬أ ّ‬
‫أ ّ‬
‫في الّثوب الذي يجامعها فيه‪ ,‬ما لخخم يخخر فيخخه‬
‫أذى(( رواه أبممو داود والّنسممائي)‪ , (5‬ويشممهد لمعنمماه‬
‫ن رسممول اللممه ‪)) :‬كخخان‬ ‫أحمماديث كممثيرة‪ ,‬منهمما‪ :‬أ ّ‬
‫يصّلي فخخي نعليخخه مخخا لخخم يخخر بهمخخا أذى(( رواه‬
‫البخاري ومسلم عن سعيد بن ]يزيد[)‪ (6‬ورواه أبو داود‬
‫عن أبي سعيد الخدري)‪.(7‬‬
‫ن حّتى يجد‬ ‫ويشهد لذلك حديث‪)) :‬فل ينصرف ّ‬
‫ريحا ً أو يسمع صوتا ً(( وهو متفممق علمى صممحته ‪,‬‬
‫)‪(8‬‬

‫‪)) ( )10‬الموطأ((‪ ,(1/344) :‬والنسائي‪ ,(5/152) :‬والترمذي‪) :‬‬


‫‪.(3/185‬‬
‫أقول‪ :‬وهو في مسلم برقم )‪.(1225‬‬
‫‪)) ( )1‬السنن((‪.(5/153) :‬‬
‫‪)) ( )2‬الجامع((‪.(3/185) :‬‬
‫‪)) ( )3‬الفتح((‪ ,(3/505) :‬ومسلم برقم )‪.(1226‬‬
‫‪ ( )4‬النسائي‪ ,(5/154) :‬وعزو المصنف ذلك للترمذي وهممم!‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫‪ ( )5‬أبو داود‪ ,(1/257) :‬والنسائي‪.(1/155) :‬‬
‫‪ ( )6‬تحّرفت في الصول إلى ))زيد(( والصواب‪ :‬سعيد بن يزيممد‬
‫الزدي أبو مسلمة‪ ,‬ثقة من التابعين‪ ,‬يروي هذا الحممديث عممن‬
‫أنس بن مالك ‪ --‬قال‪ :‬سألت أنس ابن مالمك‪ :‬أكممان النمبي‬
‫يصلي في نعليه؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ))الفتح((‪ ,(1/589) :‬ومسلم برقم )‪.(555‬‬
‫‪)) ( )7‬السنن((‪.(1/426) :‬‬
‫‪ ( )8‬البخاري ))الفتممح((‪ ,(1/285) :‬ومسمملم برقممم )‪ (361‬مممن‬
‫حديث عبد الله بن زيد النصاري ‪.--‬‬

‫‪254‬‬
‫ل علممى جممواز الحتجمماج‬ ‫إلممى أشممباه لممذلك كممثيرة تممد ّ‬
‫دم‪ ,‬وعلممى ذلممك عمممل‬ ‫بالستصممحاب للحكممم المتقمم ّ‬
‫ك من آخمر شمعبان‪ ,‬وصموم‬ ‫ش ّ‬
‫العلماء في فطر يوم ال ّ‬
‫ك من آخر رمضان‪.‬‬ ‫ش ّ‬
‫يوم ال ّ‬
‫في عشرين حخخديثًا‪)) :‬نهخخي مخخن أكخخل‬ ‫المو ّ‬
‫الّثوم أو البصل عن دخول مسجد رسول الله‬
‫‪ ((‬وهو من روايته عن أبيه)‪ , (1‬ولممه شممواهد كممثيرة‪,‬‬
‫فرواه البخاري ومسلم)‪ (2‬ومالك في ))الموطممأ(()‪ (3‬عممن‬
‫جابر بن عبممد اللممه‪ ,‬والبخمماري ومسمملم عممن أنممس)‪, (4‬‬
‫ومسلم)‪ (5‬ومالك في ))الموطأ(()‪ (6‬عن أبي هريرة‪ ,‬وأبو‬
‫داود عن حذيفة والمغيرة)‪ , (7‬والبخمماريّ ومسمملم وأبممو‬
‫داود عن ابن عمر)‪ , (8‬والّنسائي عممن عمممر)‪ , (9‬مسمملم‬
‫وأبو داود عن أبي سعيد)‪.(10‬‬
‫شجرتين مطلقا ً مممن غيممر‬ ‫ما الّنهي عن هاتين ال ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫تقييده بدخول المسجد‪ ,‬فرواه البخمماري ومسمملم عممن‬
‫)‪(11‬‬
‫ي‬
‫جابر بن عبد الله ‪ ,‬وأبممو داود والّترمممذي عممن علم ّ‬
‫‪ ( )1‬هذا وهم من المصّنف! فمعاوية في هممذا الحممديث ليممس‬
‫هو معاوية بن أبي سفيان‪ ,‬بل هو معاوية بممن قممرة بممن إيمماس‬
‫المزني يرويه عن أبيه قّرة بن إياس‪ ,‬وحديثه أخرجه أبممو داود‬
‫في ))سننه((‪.(4/172) :‬‬
‫‪ ( )2‬البخاري ))الفتح((‪ ,(2/394) :‬ومسلم برقم )‪.(564‬‬
‫‪ ( )3‬لم أجده في ))الموطأ(( برواية يحيى الليثي‪.‬‬
‫‪)) ( )4‬الفتح((‪ ,(2/395) :‬ومسلم برقم )‪.(562‬‬
‫‪ ( )5‬برقم )‪.(563‬‬
‫‪ ( )6‬ليس في ))الموطمأ إل مرسممل سمعيد بمن المسمميب فمي‬
‫((‬

‫النهي عن أكممل الثمموم والبصممل‪ .‬وانظممر‪)) :‬التمهيممد((‪(6/412) :‬‬


‫لبن عبد البّر‪.‬‬
‫‪)) ( )7‬السنن((‪.(172-4/171) :‬‬
‫‪)) ( )8‬الفتح((‪ ,(2/394) :‬ومسمملم برقممم )‪ ,(561‬وأبممو داود‪) :‬‬
‫‪.(4/172‬‬
‫‪)) ( )9‬السنن ‪.(2/43) :‬‬
‫((‬

‫‪ ( )10‬مسلم برقم )‪ ,(565‬وأبو داود‪.(4/171) :‬‬


‫‪ ( )11‬البخاري ))الفتح((‪ ,(2/395) :‬ومسلم برقم )‪.(564‬‬

‫‪255‬‬
‫بن أبي طالب)‪.-- (1‬‬
‫الحخخادي والعشخخرون‪ :‬حممديث‪)) :‬هخخذا يخخوم‬
‫عاشوراء لم يكتخخب عليكخخم(( رواه عنممه البخمماري‬
‫ومسلم ومالك والّنسائي)‪. (2‬‬
‫وقد روى البخاري ومسلم)‪ (3‬عممن ابممن عب ّمماس ممما‬
‫يشهد لصحة معناه‪ ,‬وهو قوله ‪ ‬في الحديث المشار‬
‫إليه‪ ,‬بعد سؤاله عن سممبب صمموم اليهممود لممه‪)) :‬فأنخخا‬
‫ق بموسخخى(( وقمموله ‪)) :‬فنحخخن نصخخومه‬ ‫أحخخ ّ‬
‫ً‬
‫تعظيما له((‪.‬‬
‫الثخخاني والعشخخرون‪ :‬حمممديث‪)) :‬ل تنقطخخع‬
‫الهجرة(( رواه عنه أبو داود)‪ , (4‬ولم يصممح عنممه‪ ,‬قممال‬
‫طابي)‪)) :(5‬فمي إسمناده مقمال((‪ ,‬ولمه شماهد رواه‬ ‫الخ ّ‬
‫سعدي)‪.(6‬‬ ‫النسائي عن عبد الله بن ال ّ‬
‫الّثالث والعشرون‪ :‬حممديث الّنهممي عممن لبمماس‬
‫طعما ً رواه عنممه أبمو داود)‪ , (7‬ولممه شمماهد‪/‬‬
‫ذهب إل مق ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫‪/105‬أ‬
‫عن جمع من أصحاب رسول الله ‪ ‬رواه الّنسائي ‪.‬‬
‫)‪(8‬‬

‫الّرابع والعشرون‪ :‬الّنهي عممن المغلوطممات)‪, (9‬‬


‫طابي)‪ : (10‬الغلوطات‪.‬‬ ‫قال الخ ّ‬

‫‪ ( )1‬أبو داود‪ ,(4/173) :‬والترمذي‪.(4/230) :‬‬


‫‪ ( )2‬البخمماري ))الفتممح((‪ ,(4/287) :‬ومسمملم برقممم )‪,(1129‬‬
‫ومالك في ))الموطممأ((‪ ,(1/299) :‬والنسممائي فممي ))الكممبرى((‪) :‬‬
‫‪.(2/161‬‬
‫‪ ( )3‬البخاري الفتح ‪ ,(4/287) :‬ومسلم برقم )‪.(1130‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪)) ( )4‬السنن((‪.(3/7) :‬‬


‫‪)) ( )5‬معالم السنن((‪ ,(3/352) :‬مع ))مختصر المنذري((‪.‬‬
‫ذهبي في ))الميزان((‪:‬‬ ‫أقول‪ :‬في إسناده أبو هند البجلي‪ ,‬قال ال ّ‬
‫))ل يعرف(( وقال الحافظ في ))التقريب((‪)) :‬مقبول((‪.‬‬
‫‪ ( )6‬النسائي‪ ,(7/146) :‬وسنده صحيح‪.‬‬
‫‪)) ( )7‬السنن((‪.(4/437) :‬‬
‫‪)) ( )8‬السنن((‪.(163-8/162) :‬‬
‫‪ ( )9‬أخرجه أبو داود‪ ,(4/65) :‬وأحمد‪.(5/435) :‬‬

‫‪256‬‬
‫ولم يصح عنه‪ ,‬في إسناده مجهول)‪ ,(11‬مممع أ ّ‬
‫ن أبمما‬
‫سعادات ابن الثير‪ ,‬روى في ))جامع الصممول(()‪ (12‬لممه‬ ‫ال ّ‬
‫شاهدا ً عن أبي هريممرة‪ ,‬وفممي البخمماري عممن أنممس‪:‬‬
‫)‪(13‬‬

‫))نهينا عن الّتكّلف((‪ ,‬وهذا يشهد لمعناه‪.‬‬


‫الخخخامس والعشخخرون‪ :‬حممديث الفصممل بيممن‬
‫الجمعة والنافلة بعممدها بممالكلم أو الخممروج‪ ,‬رواه عنممه‬
‫مسلم)‪ ,(4‬وله شاهد في البخمماري ومسمملم)‪ (5‬عممن ابممن‬
‫عمر من فعل رسول الله ‪ ,‬وروى أبو داود عن أبممي‬
‫مسعود الّزرقي)‪ (6‬نحو ذلك في حقّ المام)‪.(7‬‬
‫صمه‪:‬‬‫‪)) ( )10‬معالم السنن((‪ (5/250) :‬مع ))مختصر المنذري(( ون ّ‬
‫))وقد روي أّنه نهممى عممن الغلوطممات((‪ ....‬و))الغلوطممات((‪:‬‬
‫واحممدها أغلوطممة‪ ,‬وزنهمما أفعمموله مممن الغلممط كالحموقممة مممن‬
‫الحمق‪...‬‬
‫فأما الغلوطممات‪ :‬فواحممدتها غلوطممة‪ ,‬اسممم مبنممي مممن الغلممط‬
‫كالحلوبة والّركوبة‪ ,‬من الحليب والركوب‪.‬‬
‫والمعنى‪ :‬أّنه نهى أن يعترض العلماء بصممعاب المسممائل الممتي‬
‫يكثر فيها الغلط ليستزلوا بها‪ ,‬ويستسقط رأيهم فيها(( اهم‪.‬‬
‫وانظر‪)) :‬غريب الحديث((‪ (1/354) :‬للخ ّ‬
‫طابي‪.‬‬
‫‪ ( )11‬وهو عبد الله بن سعد‪.‬‬
‫‪.(5/57) ( )12‬‬
‫‪)) ( )13‬الفتح((‪ (13/279) :‬يرويه أنس عن عمر ‪.--‬‬
‫‪)) ( )4‬الصحيح(( برقم )‪.(883‬‬
‫‪)) ( )5‬الفتح((‪ ,(2/492) :‬ومسلم برقم )‪.(882‬‬
‫ي ‪ --‬وهمو‪:‬‬ ‫‪ ( )6‬أبو مسعود الّزرفمي‪ ,‬تمابعي‪ ,‬روى عمن علم ّ‬
‫))مجهول((‪ .‬انظر‪)) :‬تهذيب التهذيب((‪ ,(12/234) :‬و))التقريب ‪.‬‬
‫((‬

‫وليس له في ))سممنن أبممي داود((‪ ,(1/371) :‬إل حممديث واحمد ل‬


‫علقة له بما ذكر المؤلف‪ .‬فالذي يظهر أنه وهم في ذلك‪ .‬اما‬
‫أبو مسعود النصاري الصحابي‪ ,‬فليس له في هذا البمماب فممي‬
‫))سنن أبي داود(( شيء‪.‬‬
‫صه‪:‬‬‫‪ ( )7‬في هامش الصول ما ن ّ‬
‫))سقط السادس والعشرون من الم‪ ,‬ولم يبيض له‪ ,‬وهو في‬
‫ب النصممار‪,‬‬ ‫))العواصم((‪ .‬قال‪)) :‬السادس والعشرون‪ :‬فضل ح م ّ‬
‫رواه عنممه الّنسممائي‪ ,‬وفضمملهم مشممهور‪ ,‬بممل قرآنممي معلمموم((‬
‫انتهى(( اهم‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫ل ذنخخب‬ ‫سخخابع والعشخخرون‪ :‬حممديث‪)) :‬كخخ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شرك بخخالله وقتخخل‬ ‫عسى الله أن يغفره‪ ,‬إل ال ّ‬
‫المؤمن(( رواه عنه الّنسائي)‪ , (1‬وله شاهد عممن أبممي‬
‫الدرداء )‪2‬رواه أبو داود‪ ,(3) (2‬وله شاهد في كتمماب اللممه‬
‫تعالى)‪. (4‬‬
‫)‪(5‬‬
‫الّثخخامن والعشخخرون‪ :‬رواه عنمممه أبمممو داود‬
‫حديث‪)) :‬اشفعوا تؤجروا(( وهممو حممديث معممروف‪,‬‬
‫رواه البخاري ومسلم)‪ (6‬عن أبي موسى‪ ,‬وفي القممرآن‬
‫ما يشهد لمعناه‪ ,‬وهو مجمع على مقتضاه‪.‬‬
‫الّتاسخخع والعشخخرون‪ :‬كراهمممة تتب ّمممع عمممورات‬
‫الّنمماس‪ ,‬رواه عنممه أبممو داود)‪ , (7‬ولممه شممواهد‪ ,‬فممي‬

‫أقول‪ :‬وقد نقل الصنعاني في ))توضيح الفكار((‪ (2/457) :‬هممذا‬


‫سادس والعشرون‪)) :‬فضل حممب‬ ‫الّنص من ))الروض(( وكتب‪ :‬ال ّ‬
‫ظاهر أّنه اجتهد‬ ‫النصار‪ ,‬ولم يشر إلى سقط في النسخة! وال ّ‬
‫ن السقط في جميع الّنسخ‪.‬‬ ‫في تسديد هذا السقط؛ ل ّ‬
‫أقول‪ :‬وما ذكره ليس بصحيح! لن في العواصممم ‪:(3/188) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫ب النصممار‪ ((...‬وليممس ))السممادس‬ ‫))السممادس‪ :‬فضممل حمم ّ‬


‫والعشرون((‪ .‬وهو السادس مممن قسممم الحمماديث المشممهورة‬
‫عن غيره‪.‬‬
‫سه((‪.‬‬‫جح أن يكون الساقط هو حديث‪)) :‬العين وكاء ال ّ‬ ‫وأر ّ‬
‫رواه أحمد‪ (4/97) :‬وغيره‪ .‬وهو في ))العواصم((‪.(3/192) :‬‬
‫ويلحظ أن ترتيب المصّنف للحاديث هنا غير ترتيبممه لهمما فممي‬
‫سمممها هنماك إلمى خمسممة أقسمام‪ ,‬وتحمت كممل‬ ‫))العواصم((‪ ,‬فق ّ‬
‫قسم عدة أحاديث‪.‬‬
‫‪)) ( )1‬السنن((‪.(7/81) :‬‬
‫‪ ( )2‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬
‫‪)) ( )3‬السنن((‪.(4/463) :‬‬
‫ن الله ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون‬ ‫‪ ( )4‬قال تعالى‪)) :‬إ ّ‬
‫ذلك لمن يشاء(( ]النساء‪.[48/‬‬
‫‪)) ( )5‬السنن((‪.(5/347) :‬‬
‫‪)) ( )6‬الفتح((‪ ,(3/351) :‬ومسلم برقم )‪.(2627‬‬
‫‪.(5/199) ( )7‬‬

‫‪258‬‬
‫سممنه‪ ,‬وفممي ))سممنن أبممي‬ ‫)‪(1‬‬
‫الترمذي عن ابممن عمممر وح ّ‬
‫داود(()‪ (2‬عن أبي برزة السلمي‪ ,‬وعقبة بن عامر‪ ,‬وزيد‬
‫بن وهب‪ ,‬وفي ))صحيح مسلم(()‪ (3‬عن أبي هريرة‪.‬‬
‫في ثلثيخخن حخخديثًا‪ :‬حممديث‪)) :‬مخخن يخخرد‬ ‫المو ّ‬
‫دين(( رواه عنممه‬ ‫قهخخه فخخي ال خ ّ‬ ‫اللخخه بخخه خيخخرا ً يف ّ‬
‫البخاري)‪ , (4‬وله شاهدان عن ابن عّباس وأبممي هريممرة‬
‫حح حممديث ابممن‬ ‫ذكرهما الّترمذي في ))الجممامع(()‪ (5‬وص م ّ‬
‫عباس‪.‬‬
‫مة أحاديث معاوية التي هي صريحة فممي‬ ‫فهذه عا ّ‬
‫الحكام أو يستنبط منها حكم‪ ,‬وهممي موافقممة لمممذهب‬
‫شمميعة والفقهمماء‪ ,‬وليممس فيهمما ممما لممم يممذهب إليممه‬ ‫ال ّ‬
‫جماهير العلماء‪ ,‬إل قتممل شممارب الخمممر فممي الّرابعممة‬
‫دمنا‪ ,‬وقممد‬‫لجل الّنسخ‪ ,‬وقد رواه إمام الّزيدية كممما ق م ّ‬
‫صحابة فيما روى‪.‬‬ ‫وافقه ثقات ال ّ‬
‫صحاح برواية هذه‬ ‫فاعجب لمن يشّنع على أهل ال ّ‬
‫صحيح!!‪.‬‬
‫الحاديث‪ ,‬وإدخالها في ال ّ‬
‫وله غير هذه أحاديث يسيرة شهيرة تركنا إيرادها‬
‫أحاديثه في غير‬ ‫وإيراد شواهدها اختصارًا‪ ,‬ونشير إليهمما إشممارة لطيفممة‬
‫الحكام‬
‫ليعرف ما هي‪ ,‬وذلك حممديثه فممي فضممل المممؤ ّ‬
‫ذنين)‪, (6‬‬
‫ذكر)‪ , (8‬وليلممة‬‫ذن)‪ , (7‬وفضل حلق ال م ّ‬ ‫وفضل إجابة المؤ ّ‬

‫‪)) ( )1‬الجامع((‪ ,(4/331) :‬وقال‪)) :‬هذا حديث حسن غريب‪ ,‬ل‬


‫نعرفه إلمن حديث الحسين بن واقد(( اهم‪.‬‬
‫‪ (200 ,201 ,5/194) ( )2‬على التوالي‪.‬‬
‫‪ ( )3‬برقم )‪.(2563‬‬
‫‪)) ( )4‬الفتح((‪ ,(1/197) :‬وأخرجه مسلم برقم )‪.(1037‬‬
‫‪ ,(5/28) ( )5‬وقال عن حديث ابن عباس‪)) :‬حسن صحيح((‪,‬‬
‫ولم يسق حديث أبممي هريممرة بممل أشممار إليممه بقمموله‪)) :‬وفممي‬
‫الباب‪.((....‬‬
‫‪ ( )6‬رواه مسلم برقم )‪.(387‬‬
‫‪ ( )7‬رواه البخاري ))الفتح((‪ ,(2/108) :‬ومسلم برقم )‪.(1129‬‬
‫‪ ( )8‬رواه مسلم برقم )‪.(2701‬‬

‫‪259‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ب النصممار‬ ‫القدر ليلة سبع وعشممرين)‪ , (1‬وفضممل ح م ّ‬
‫وفضل طلحة)‪ , (3‬وتاريخ وفاة رسول الله ‪ ‬وهو ابممن‬
‫ثلث وستين سنة)‪. (4‬‬
‫وحممديث‪)) :‬الّلهخخم ل مخخانع لمخخا أعطيخخت ول‬
‫)‪(6‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫ي‬
‫معطي لما منعت(( وقد رواه مسلم عممن علمم ّ‬
‫رضي الله تعالى عنه‪.‬‬
‫)‪(7‬‬
‫ر لجاجخخة((‬ ‫وحممديث‪)) :‬الخيخخر عخخادة وال ّ‬
‫شخ ّ‬
‫و))لم يبق في الدنيا إل بلء وفتنخخة(()‪ (8‬و))إّنمخخا‬
‫العمخخال كالوعخخاء إذا طخخاب أسخخفله طخخاب‬
‫أعله(()‪.(9‬‬
‫ذهب‬ ‫وفيممممن نمممزل‪)) :‬والخخذين يكنخخزون الخخ ّ‬

‫‪ ( )1‬رواه أبو داود‪.(2/111) :‬‬


‫‪ ( )2‬رواه النسائي في ))الكبرى ‪.(6/534) :‬‬
‫((‬

‫‪ ( )3‬رواه الترمذي‪ ,(5/326) :‬وابن ماجه‪.(1/46) :‬‬


‫‪ ( )4‬رواه مسلم برقم )‪.(2353‬‬
‫‪ ( )5‬لفممظ حممديث معاويممة فممي مسمملم )‪)) :(1037‬سمممعت‬
‫رسول الله ‪ ‬يقول‪)) :‬إّنما أنا خازن‪ ,‬فمن أعطيته عن‬
‫طيخخب نفخخس‪ ,‬فيبخخارك لخخه فيخخه‪ ,‬ومخخن أعطيتخخه عخخن‬
‫مسألة وشخخره‪ ,‬كخخان كالخخذي يأكخخل ول يشخخبع(( ورواه‬
‫البخاري‪.(1/197) :‬‬
‫وانظر‪)) :‬العواصم((‪.(3/199) :‬‬
‫‪ ( )6‬برقم )‪ ,(771‬وليممس هممو بهممذا اللفممظ‪ ,‬بممل هممو بمعنمماه‪,‬‬
‫ضمن حديث طويل‪.‬‬
‫‪ ( )7‬رواه ابن ماجه‪.(1/80) :‬‬
‫قال البوصيري في ))الزوائد((‪)) :(1/73) :‬رواه ابممن حبممان فممي‬
‫))صحيحه(( من طريق هشام بن عمار‪ ,‬فممذكره بإسممناده ومتنممه‬
‫سواء(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )8‬رواه ابن ماجه‪.(2/1339) :‬‬
‫قممال فممي ))الممزوائد((‪)) :(2/305) :‬هممذا إسممناد صممحيح‪ ,‬رجمماله‬
‫ثقات(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )9‬رواه ابن ماجه‪.(2/1404) :‬‬
‫قال في ))الزوائد((‪)) :(2/338) :‬هذا إسناد فيه مقال‪ ((...‬اهم‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫ضة(()‪] (1‬التوبة‪.[34/‬‬ ‫والف ّ‬
‫وأثران موقوفان عليه؛ في ذكممر كعممب الحبممار)‪,(2‬‬
‫وفي تقبيل الركان كّلها)‪. (3‬‬
‫فهممذا جملممة ممما لممه فممي جميممع دواويممن السمملم‬
‫دلئل صدق‬
‫معاوية وأمانته‬ ‫سّتة‪ ,‬ل يشذ ّ عّني مممن ذلممك شمميء‪ ,‬إل ممما ل ُيعصممم‬ ‫ال ّ‬
‫سهو‪ .‬وليس في حديثه ما ينكر ق م ّ‬
‫ط‪,‬‬ ‫عنه البشر من ال ّ‬
‫حته عنممه‬ ‫ح عنممه أو ممما فممي ص م ّ‬ ‫ن فيها ما لم يص ّ‬ ‫على أ ّ‬
‫ّ‬
‫حته عنه منها كلها فممي‬ ‫خلف‪ ,‬وجملة ما اّتفق على ص ّ‬
‫‪/105‬ب‬ ‫الفضائل والحكام‪ :‬ثلثة عشممر حممديثًا؛ اتفممق البخمماري‬
‫ومسمملم منهمما علممى أربعممة‪ /‬وانفممرد البخمماري بأربعممة‬
‫ومسلم بخمسة‪ ,‬وهذا دليل صدق أهممل ذلممك العصممر‪,‬‬
‫ذابين خممذلهم اللممه‬ ‫وعدم انحطمماطهم إلممى مرتبممة الك م ّ‬
‫ن معاويممة لممم يممرو‬ ‫ل علممى ذلممك إل أ ّ‬ ‫تعالى‪ ,‬ولو لم يد ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫ي ‪ ,--‬ول في استحلل حربممه‬ ‫م عل ّ‬‫ط في ذ ّ‬ ‫شيئا ً ق ّ‬
‫م القممائمين عليممه‪,‬‬ ‫‪ ,‬ول في فضائل عثمممان‪ ,‬ول فممي ذ ّ‬
‫مع تصديق جنده له‪ ,‬وحاجته إلى تنشيطهم بذلك فلممم‬
‫دة‪ ,‬ل في حياة‬ ‫يكن منه في ذلك شيء على طول الم ّ‬
‫ي ول بعد وفاته‪ ,‬ول تفّرد برواية ما يخالف السمملم‬ ‫عل ّ‬
‫ويهدم القواعد‪ ,‬ولهذا روى عن معاوية غير واحممد مممن‬
‫صحابة والّتابعين؛ كعبد الله بمن عب ّمماس‪ ,‬وأبممي‬ ‫أعيان ال ّ‬
‫ي‪ ,‬وعبممد اللممه بممن الّزبيممر‪ ,‬وسممعيد بممن‬ ‫سممعيد الخممدر ّ‬
‫مان‪ ,‬وأبمممي إدريمممس‬ ‫سممم ّ‬
‫المسممميب‪ ,‬وأبمممي صمممالح ال ّ‬
‫الخولني‪ ,‬وأبي سلمة بممن عبممد الّرحمممن‪ ,‬وعممروة بممن‬
‫الّزبير‪ ,‬وسالم بن عبد الله‪ ,‬ومحمد بن سيرين‪ ,‬وخلق‬
‫كثير‪.‬‬

‫‪ ( )1‬رواه البخاري ))الفتح((‪.(3/319) :‬‬


‫‪ ( )2‬عّلقه البخاري ))الفتح((‪ ,(13/345) :‬وانظممر كلم الحممافظ‬
‫هناك‪.‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجممه أحمممد‪ ,(1/332) :‬والّترمممذي‪ (3/213) :‬وقممال‬
‫الترمذي‪)) :‬حديث حسن صحيح((‪.‬‬
‫‪ ( )4‬في )س(‪)) :‬حرمته((‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫وروى عن هؤلء عنه أمثممالهم‪ ,‬وإّنممما ذكممرت هممذا‬
‫ن‬
‫صمموا بروايممة حممديثه‪ ,‬فممإ ّ‬‫دثين لم يخت ّ‬ ‫ن المح ّ‬
‫ليعرف أ ّ‬
‫من المعلوم أّنهم ل يقبلون من الحممديث إل مما اّتصممل‬
‫ل عصممر‬ ‫إسناده برواية الّثقات‪ ,‬فلممول روايممة ثقممات ك م ّ‬
‫دثين أّنه حديثه‪ ,‬ولممو‬ ‫ح للمح ّ‬ ‫لحديثه عن أمثالهم لم يص ّ‬
‫ح لهممم أن ّممه حممديثه لممم يممرووه عنممه فممي الكتممب‬ ‫لم يص ّ‬
‫صحيحة‪ ,‬وإّنما ذكرت هممذا علممى سممبيل السممتئناس‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫دمته‪ ,‬واللممه سممبحانه وتعممالى‬ ‫جة ما ق ّ‬‫والعمدة في الح ّ‬
‫أعلم‪.‬‬
‫شيعة والمعتزلممة ممما هممو أعظممم مممن‬ ‫وقد قبلت ال ّ‬
‫قبوله على أصولهم وهو مرسممل الّثقممة‪ ,‬فممإّنه مقبممول‬
‫عندهم علممى الطلق‪ ,‬فقبلمموا بممذلك أحمماديث معاويممة‬
‫وهم ل يشعرون! بل فقبلوا موضمموعات كممثيرة رواهمما‬
‫بعض ثقاتهم بسلمة صدر عممن بعممض مممن لممم يعممرف‬
‫من المجاهيل‪ ,‬أو)‪ (1‬طبقات المجروحين‪.‬‬
‫ومن قبل مرسل الّثقة علممى الطلق دخممل ذلممك‬
‫ن مممن الّثقممات مممن يقبممل‬ ‫عليه من حيث ل يممدري‪ ,‬فممإ ّ‬
‫فار الّتأويممل‪ ,‬وفيهممم مممن‬ ‫المجاهيل‪ ,‬وفيهم من يقبل ك ّ‬
‫شمميعة‪ ,‬وفيهممم‬ ‫هو كافر تأويل عند جمهور المعتزلة وال ّ‬
‫صممدق والنفممة‬ ‫من يقبل الفاسق المصّرح إذا عرف بال ّ‬
‫من الكذب‪ ,‬ولقد روي هممذا عممن المممام العظممم أبممي‬
‫دمنا ذكر ذلك‪.‬‬ ‫حنيفة ‪ --‬كما ق ّ‬
‫صفة‪ ,‬أعظم مفسدة‬ ‫وقبول المرسل على هذه ال ّ‬
‫وأدخممل فممي قبممول الكمماذيب علممى رسممول اللممه ‪,‬‬
‫فينبغممي للعاقممل أن ينظممر فممي عيممب القريممب وعيممب‬
‫صديق‪ ,‬كما ينظر في عيب الخصممم والبعيممد‪ ,‬نسممأل‬ ‫ال ّ‬
‫الله الّتوفيق لذلك آمين آمين‪.‬‬
‫أحاديث عمر بن العاص‬ ‫مخخا حخخديث عمخخرو بخخن العخخاص فلممه فممي‬ ‫وأ ّ‬
‫‪ ( )1‬في )أ(‪)) :‬أو الديان المغفلين((! وفممي )ي(‪)) :‬والديممان‬
‫المغفلين((! وكتب فوق كلمة ))الديان((‪ :‬كذا!! والمثبت ممن‬
‫)س(‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫الحكام عشرة أحاديث‪:‬‬
‫الول‪ :‬في الّنهي عن صيام أّيام الّتشممريق‪ ,‬رواه‬
‫عنه أبو داود)‪ (1‬وله شواهد؛ فرواه أبممو داود والترمممذي‬
‫والّنسائي عن عقبة بن عامر)‪ , (2‬ومسمملم عممن نبيشممة‬
‫الهذلي)‪ , (3‬ومسلم)‪ (4‬ومالك في ))الموطأ(()‪ (5‬عممن عبممد‬
‫اللممه بممن حذافممة‪ ,‬والّنسممائي)‪ (6‬عممن بشممر بممن سممحيم‪,‬‬
‫(()‪(8‬‬
‫ومسلم)‪ (7‬عن كعب بن مالك‪ ,‬ومالك في ))الموطممأ‬
‫عن سليمان بممن يسممار مرسم ً‬
‫ل‪ ,‬والبخمماري)‪ (9‬عممن ابممن‬
‫خص في صخخومها إل‬ ‫عمر وعائشة بلفظ‪)) :‬لم ير ّ‬
‫لمن ل يجد الهدي((‪.‬‬
‫الّثاني‪ :‬الّتكبير في صلة عيد الفطممر سممبعا ً فممي‬
‫الولى‪ ,‬وخمسا ً فممي الّثانيممة‪ ,‬رواه أبممو داود)‪ , (10‬وفممي‬
‫حة حممديثه خلف‪,‬‬ ‫سنده عمممرو بممن شممعيب‪ ,‬وفممي ص م ّ‬
‫حته‪ ,‬وقد رواه أبو داود و]ابن‬ ‫خرين على ص ّ‬ ‫وأكثر المتأ ّ‬
‫ماجه[)‪ (11‬عن عائشة ‪ ,‬والترمذي عن عمممرو بممن‬
‫)‪(13‬‬ ‫)‪(12‬‬

‫‪)) ( )1‬السممنن((‪ ,(2/803) :‬والنسممائي فممي ))الكممبرى(( كممما فممي‬


‫))التحفة((‪.(8/152) :‬‬
‫‪ ( )2‬أبو داود‪ ,(2/804) :‬والترمممذي‪ ,(3/143) :‬والنسممائي‪) :‬‬
‫‪ ,(5/252‬وقال الترمذي‪)) :‬حديث حسن صحيح((‪.‬‬
‫‪)) ( )3‬الصحيح(( برقم )‪.(1141‬‬
‫‪ ( )4‬ليس في نسخ الصحيح المشهورة‪ ,‬وذكر خلف الواسطي‬
‫أن مسلما ً أخرجه‪ .‬انظر ))تحفة الشراف((‪.(312-4/311) :‬‬
‫‪ ( )5‬ليس هو في ))الموطأ(( من رواية عبد الله بن حذافة‪ .‬وهو‬
‫فيه‪ (2/484) :‬من طريق عبد الله بن واقد مرس ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪)) ( )6‬السنن((‪.(8/104) :‬‬
‫‪)) ( )7‬الصحيح(( برقم )‪ (1142‬عن كعب بن مالك‪ ,‬عن أبيه‪.‬‬
‫‪ ( )8‬لم أجده في ))الموطأ((‪.‬‬
‫‪)) ( )9‬الفتح((‪.(4/284) :‬‬
‫‪)) ( )10‬السنن((‪.(1/681) :‬‬
‫‪ ( )11‬في )أ( و)ي(‪)) :‬والترمذي((‪ ,‬والتصويب من إحدى النسخ‪,‬‬
‫أشار إليها في هامش النسختين‪ ,‬وهي كذلك في )س(‪.‬‬
‫‪ ( )12‬أبو داود‪ ,(1/680) :‬وابن ماجه‪.(1/407) :‬‬
‫‪)) ( )13‬الجامع((‪.(2/416) :‬‬

‫‪263‬‬
‫عوف)‪ , (1‬وقال ابن الّنحوي‪ :‬في الباب أحاديث كممثيرة‬
‫أخر‪ ,‬والله أعلم‬
‫الّثالث‪ :‬حديث أن الّنبي ‪ ‬أقرأه خمس عشممرة‬
‫صمل‪ ,‬وفمي‬ ‫سجدة ممن القمرآن‪ ,‬منهما‪ :‬ثلث ممن المف ّ‬
‫ج سجدتان‪ ,‬رواه عنه أبممو داود وابممن ممماجه‬ ‫سورة الح ّ‬
‫القزويني)‪ , (2‬وفي إسناده ابن ماجه ابن لهيعة وضعفه‬
‫مشهور‪.‬‬
‫وهممذا الحممديث لممم يصممح عممن عمممرو قمماله ابممن‬
‫طان وابن الجوزي)‪ , (3‬ومع‬ ‫الّنحوي‪ ,‬وعزاه إلى ابن الق ّ‬
‫ممما‬
‫صمة‪ :‬فأ ّ‬‫ذلك فلهذا الحديث شاهد عممام وشممواهد خا ّ‬
‫م‪ ,‬فروى البخاري ومسمملم وأبممو داود عممن‬ ‫شاهد العا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫‪/106‬أ‬ ‫سجود مشممروع‬ ‫ن ال ّ‬‫ل على أ ّ‬ ‫عبد الله بن عمر ‪/‬ما يد ّ‬
‫)‪(4‬‬

‫ل موضع سممجدة فممي كتمماب اللممه تعممالى‪ ,‬قممال‪:‬‬ ‫في ك ّ‬


‫ولكّنا منعنا ما زاد على الخمس عشرة للجممماع علممى‬
‫المنممع مممن الّزيممادة علممى ذلممك‪ ,‬رواه أبممو محمممد بممن‬
‫حزم)‪ (5‬وغيره‪.‬‬
‫صممة‪ :‬فمماعلم أن ّممه ل نممزاع بيممن‬
‫شممواهد الخا ّ‬‫ما ال ّ‬‫وأ ّ‬
‫مة على قول ابن حزم‪ ,‬وبين الجممماهير علممى قممول‬ ‫ال ّ‬
‫صممل‪,‬‬ ‫غيره إل في خمس سجدات هي‪ :‬ثلث في المف ّ‬
‫ج‪.‬‬‫وسجدة في )ص(‪ ,‬والسجدة الّثانية من سورة الح ّ‬

‫ده((!‬ ‫‪ ( )1‬في الصول‪)) :‬عن عمرو بن عوف عن أبيه عن ج ّ‬


‫وهو سبق قلم‪ ,‬فعمرو بن عوف المزني صممحابي‪ ,‬وهممو راوي‬
‫الحديث يرويه‪ :‬كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيممه‬
‫ده‪.‬‬
‫عن ج ّ‬
‫‪ ( )2‬أبو داود‪ ,(2/120) :‬وابن ماجه‪.(1/335) :‬‬
‫سنه المنذري والّنمووي وفمي‬ ‫‪ ( )3‬وضعفه أيضا ً عبد الحق‪ ,‬وح ّ‬
‫إسناده مجهولن؛ عبد الله بن منين‪ ,‬والراوي عنه الحارث بن‬
‫سعيد العتقي‪ .‬انظر‪)) :‬التخليص الحبير((‪.(10-2/9) :‬‬
‫‪ ( )4‬البخاري ))الفتح((‪ ,(2/647) :‬ومسمملم برقممم )‪ ,(575‬وأبممو‬
‫داود‪.(2/125) :‬‬
‫‪ ( )5‬لممم أجممده فممي المحلممى ‪ (5/105) :‬والممذي فيممه أن‬
‫((‬ ‫))‬

‫السجدات أربع عشرة‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫ن فممي )الّنجممم(‬
‫صممل فإحممداه ّ‬ ‫ممما سممجدات المف ّ‬‫فأ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫رواها البخاري والّترمممذي مممن حممديث ابممن عب ّمماس ‪,‬‬
‫وأبو داود عن ابن مسعود)‪ , (2‬والّنسائي عممن المطلممب‬
‫بن أبي وداعة)‪ , (3‬والبخاري عن ابممن عمممر)‪ , (4‬ومالممك‬
‫في ))الموطأ(()‪ (5‬عن عمر‪ ,‬والبخاري ومسلم والّترمذي‬
‫وأبو داود والّنسائي عن زيد بن ثابت)‪. (6‬‬
‫سممجدة الّثانيممة‪ :‬فممي )انشممقت( وقممد رواهمما‬ ‫وال ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫البخمماري ومسمملم ومالممك فممي الموطممأ وأبممو داود‬
‫والّنسائي عن أبي هريرة)‪. (7‬‬
‫سجدة الّثالثة‪ :‬فممي سممورة )اقممرأ( وقممد رواهمما‬‫وال ّ‬
‫مسمملم وأبممو داود والّترمممذي والّنسممائي عممن أبممي‬
‫هريرة)‪. (8‬‬
‫)‪9‬‬
‫ما سجدة )ص( فقد رواهمما أبممو داود عممن أبممي‬ ‫وأ ّ‬
‫سممعيد الخممدري)‪ ,(10‬والبخمماري والترمممذي وأبممو داود‬
‫والّنسائي عن ابن عباس)‪.(2(11‬‬
‫‪ ( )1‬البخاري ))الفتح((‪ ,(2/644) :‬والترمذي‪.(4/464) :‬‬
‫‪)) ( )2‬السنن((‪ ,(2/122) :‬وهو في البخاري ))الفتممح((‪-2/643) :‬‬
‫‪.(644‬‬
‫‪.(2/160) ( )3‬‬
‫‪ ( )4‬لم أجده في البخاري! والظاهر أنه وهم من المؤلف‪.‬‬
‫‪ (1/206) ( )5‬من فعل عمر ‪.--‬‬
‫‪ ( )6‬البخاري ))الفتح((‪ ,(2/645) :‬ومسمملم برقممم )‪ ,(577‬وأبممو‬
‫داود‪ ,(2/121) :‬والنسائي‪.(2/160) :‬‬
‫‪ ( )7‬البخاري ))الفتح((‪ ,(2/647) :‬ومسلم برقم )‪ ,(578‬ومالك‬
‫فممي ))الموط ّممأ((‪ ,(1/205) :‬وأبممو داود‪ ,(2/123) :‬والنسممائي‪) :‬‬
‫‪.(2/161‬‬
‫‪ ( )8‬مسمممملم برقممممم )‪ ,(578/108‬وأبممممو داود‪,(2/123) :‬‬
‫والترمذي‪ ,(2/462) :‬والنسائي‪.(2/161) :‬‬
‫دم علممى السممجدة الثالثممة‪,‬‬‫‪ ( )9‬ممما بينهممما فممي )أ( و)ي( مق م ّ‬
‫والصواب تأخيره‪ ,‬كما في )س(‪.‬‬
‫‪)) ( )10‬السنن((‪.(2/124) :‬‬
‫‪ ( )11‬البخاري ))الفتممح((‪ ,(2/643) :‬والترمممذي‪ ,(2/469) :‬وأبممو‬
‫داود‪ ,(2/124) :‬والنسائي‪.(2/159) :‬‬

‫‪265‬‬
‫ج‪ :‬فقد رواها أبممو داود‬ ‫سجدة الثانية في الح ّ‬ ‫ما ال ّ‬‫وأ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫والّترمذي عممن عقبممة بممن عممامر ‪ ,‬ورواهمما مالممك فممي‬
‫طأ(()‪ (2‬عن عمممر بممن الخط ّمماب وولممده عبممد اللممه‪,‬‬ ‫))المو ّ‬
‫ولكن موقوفا ً عليهما‪.‬‬
‫سجدات المختلف فيهمما قممد تممابعه‬ ‫فهذه الخمس ال ّ‬
‫ممما العشممر البممواقي‬ ‫ل واحدة منها مممن ذكرنمما‪ ,‬وأ ّ‬ ‫في ك ّ‬
‫مممة علممى‬ ‫دعممى إجممماع ال ّ‬ ‫ن أبمما محمممد بممن حممزم ا ّ‬ ‫فممإ ّ‬
‫)‪(4‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫سجود فيهمما ‪ ,‬وذكممر ابممن هممبيرة أّنمه قممول فقهمماء‬ ‫ال ّ‬
‫مة الربعة وأتباعهم‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫قلت‪ :‬وهو قول الّزيدية)‪ ,(5‬بل)‪ (6‬مذهب الّزيدية أ ّ‬
‫ن‬
‫سممجدات خمممس عشممرة علممى ممما روى عمممرو بممن‬ ‫ال ّ‬
‫العاص وهو مذهب أحمد ابممن حنبممل وغيممره مممن أهممل‬
‫ن الفقيه جمال الدين الّريمي ذكر في كتابه‬ ‫العلم‪ ,‬إل أ ّ‬
‫(()‪(7‬‬ ‫))‬
‫ن الجممماع لممم‬ ‫مممة فممي إجممماع الئمممة ‪ :‬أ ّ‬ ‫عمممدة ال ّ‬
‫ينعقممد علممى عشممر سممجدات وإّنممما انعقممد علممى أربممع‪,‬‬
‫طلع‪ ,‬ووجود‬ ‫م ّ‬‫صواب قبول رواية ابن حزم فإّنه ثقة ُ‬ ‫وال ّ‬
‫شاذ ّ ل يقممدح فممي روايممة ثقممات العلممماء فممي‬ ‫الخلف ال ّ‬
‫‪ ( )1‬أبو داود‪ ,(2/121) :‬والترمذي‪.(2/470) :‬‬
‫‪.(1/205-206) ( )2‬‬
‫‪)) ( )3‬مراتب الجماع ‪) :‬ص‪.(31/‬‬
‫((‬

‫‪)) ( )4‬الفصاح((‪.(1/146) :‬‬


‫وابن هبيرة هو‪ :‬الوزير يحيى بن محمد بن هبيرة‪ ,‬عون الممدين‬
‫ل‪ ,‬عالم ما ً عممام ً‬
‫ل‪ ,‬لممه‬ ‫أبممو المظفممر الحنبلممي‪ ,‬كممان وزيممرا ً عمماد ً‬
‫=‬ ‫تواليف‪ .‬ت )‪.(560‬‬
‫= انظمممر‪)) :‬المممذيل علمممى طبقمممات الحنابلمممة ‪ ,(1/251) :‬و‬
‫((‬

‫))السيرة((‪.(20/426) :‬‬
‫‪)) ( )5‬البحر الزخار((‪.(1/342) :‬‬
‫ن((‪.‬‬‫‪ ( )6‬في )س(‪)) :‬فإ ّ‬
‫‪ ( )7‬منممه نسممخة فممي الجممامع الكممبير برقممم )‪2355‬؛ فقممه(‪,‬‬
‫وأخرى في مكتبة عبد اللممه بممن إسممماعيل غمضممان الخاصممة‪.‬‬
‫انظر‪)) :‬فهرس مخطوطات المكتبممات الخاصممة بمماليمن((‪) :‬ص‪/‬‬
‫حبشي‪ .‬وهذه النسخة عليها تعاليق بخممط العلمممة ابممن‬ ‫‪ (51‬لل ِ‬
‫الوزير –رحمه الله‪.-‬‬

‫‪266‬‬
‫دعوا إجماع أهممل عصممر مممن‬ ‫الجماع؛ لّنه يمكن أّنهم ا ّ‬
‫خر عنممه‬ ‫دم الجماع أو تممأ ّ‬ ‫ن ذلك الخلف تق ّ‬ ‫العصار‪ ,‬وأ ّ‬
‫ح له الجماع‪.‬‬ ‫من لم يص ّ‬ ‫م ّ‬
‫درداء في سجوده مممع الن ّممبي ‪‬‬ ‫ما حديث أبي ال ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫إحدى عشرة سجدة فقممد رواه أبممو داود والّترمممذي ‪,‬‬
‫ه((‪.‬‬
‫ولكن قال أبو داود‪)) :‬إسناده وا ٍ‬
‫ن الن ّخخبي ‪ ‬لخخم‬ ‫ممما حممديث ابممن عبمماس‪)) :‬أ ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫صل بعد هجرته إلى المدينخخة((‬ ‫يسجد في المف ّ‬
‫ح منه من حديث غيره‪,‬‬ ‫)‪ (2‬فضعيف ومعارض بما هو أص ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫صممل مممع‬ ‫ح عن أبي هريرة أّنه سجد فممي المف ّ‬ ‫فقد ص ّ‬
‫رسول الله ‪ ‬ولم يسلم أبممو هريممرة إل بعممد الهجممرة‪,‬‬
‫ن المثبممت أولممى مممن‬ ‫حة إسممناده‪ ,‬ول ّ‬ ‫وهممذا أولممى لص م ّ‬
‫الّنافي‪ ,‬وابن عباس إّنما قال إّنه لم يسجد‪ ,‬وهذا نفي‪,‬‬
‫ولعّله سجد ولم يعلم ابن عبمماس‪ ,‬فيقبممل المثبممت لممما‬
‫سلمة‪.‬‬‫في ذلك من حمل الجميع على ال ّ‬
‫سجدات العشممر فممي‪ :‬العممراف‪ ,‬والّرعممد‪,‬‬ ‫وهذه ال ّ‬
‫ج‪,‬‬‫والّنحمممل‪ ,‬وسمممبحان‪ ,‬ومريمممم‪ ,‬والولمممى ممممن الحممم ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫سجدة‪.‬‬ ‫والفرقان‪ ,‬والّنمل‪ ,‬والجرز ‪ ,‬وال ّ‬
‫الحديث الّرابع‪ :‬حديث تقريمره ‪ ‬لعممرو علممى‬
‫ل أّنه خاف على نفسه الممموت‬ ‫ج بما يد ّ‬ ‫مم حين احت ّ‬ ‫التي ّ‬
‫)‪(5‬‬
‫دة الممبرد وهممو قمموله تعممالى‪)) :‬ول تقتلخوا‬ ‫مممن ش م ّ‬
‫)‪(6‬‬
‫ن الله كان بكم رحيما(( ]النساء‪2/‬‬ ‫أنفسكم إ ّ‬
‫‪/106‬ب‬
‫‪ ( )1‬ذكره أبو داود‪ ,(2/120) :‬ولم يسقه بالسناد‪ ,‬والترمذي‪:‬‬
‫)‪ ,(2/457‬وأشار إلى ضعفه‪.‬‬
‫‪ ( )2‬أخرجممه أبممو داود‪ ,(2/121) :‬وسممنده ضممعيف كممما ذكممر‬
‫المؤّلف‪ ,‬فيه‪ :‬أبو قدامة الحارث بن عبيد‪ ,‬ومطر الوّراق‪.‬‬
‫دمت بعض أحاديثه قبل قليل‪.‬‬ ‫‪ ( )3‬تق ّ‬
‫صلت(‬ ‫‪ ( )4‬كذا في الصول‪ ,‬والذي بقي من العشر‪ :‬سورة )ف ّ‬
‫فهي سجدة بالتفاق‪.‬‬
‫‪ ( )5‬سقطت من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )6‬أخرجممه أبممو داود‪ ,(1/238) :‬وعّلقممه البخمماري الفتممح ‪) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪ ,(1/541‬وقال الحافظ‪)) :‬إسناده قمموي‪ ,‬لكنممه –أي البخمماري‪-‬‬

‫‪267‬‬
‫‪ [9‬وله شاهد علممى ذلممك‪ ,‬وهممو الجممماع‪ /‬أول ً)‪ , (1‬وممما‬
‫أخرجه أبو داود عن ابن عّباس)‪ (2‬ثانيًا‪.‬‬
‫الحديث الخامس‪ :‬حديث‪)) :‬إذا حكم الحاكم‬
‫فاجتهخخد فأصخخاب فلخخه أجخخران(( الحممديث رواه‬
‫البخاري ومسلم وأبو داود والّنسائي و]ابممن ممماجه[)‪, (3‬‬
‫وقد رواه الّترمذي‪ ,‬والّنسائي عن أبي هريرة)‪. (4‬‬
‫سحور‪ ,‬لكونه‬ ‫ث على ال ّ‬ ‫سادس‪ :‬حديثه في الح ّ‬ ‫ال ّ‬
‫فصل ً بين صيامنا وصيام أهل الكتاب‪ ,‬رواه عنه مسمملم‬
‫سنن)‪ (5‬إل ابن ماجه‪.‬‬
‫وأهل ال ّ‬
‫ث علممى ذلممك أحمماديث؛ فممرواه‬ ‫وقد وردت في الح ّ‬
‫)‪(6‬‬
‫البخمماري ومسمملم والترمممذي والّنسممائي عممن أنممس‪,‬‬
‫ورواه الّنسائي وأبممو داود عممن عربمماض بممن سممارية)‪, (7‬‬
‫ورواه الّنسائي عن المقدام بن معدي‪ ,‬وعن خالممد بممن‬

‫عّلقه بصيغة التمريض لكونه اختصره(( اهم‪.‬‬


‫‪ ( )1‬حكاه ابن حزم في ))مراتب الجماع((‪) :‬ص‪.(18/‬‬
‫‪ ( )2‬أخرجه أبو داود‪ ,(1/240) :‬وكذا من حديث جابر‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )أ( و)ي(‪)) :‬والترمذي((‪ ,‬ثم أشار في هامش النسختين‬
‫إلى أّنه في نسخة و ))ابن ماجه((‪ .‬وهممو كممذلك فممي )س(‪ ,‬وهممو‬
‫الصواب كما في ))التحفة((‪.(8/156) :‬‬
‫والحديث أخرجه البخاري ))الفتح((‪ ,(3/330) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ ,(1716‬وأبو داود‪ ,(4/6) :‬والنسائي في ))الكبرى((‪,(3/461) :‬‬
‫وابن ماجه‪.(2/776) :‬‬
‫‪ ( )4‬الترمذي‪ ,(3/615) :‬والنسائي‪.(8/224) :‬‬
‫قال أبو عيسى‪)) :‬حديث أبي هريرة حديث حسن غريب مممن‬
‫هذا الوجه‪ ,‬ل نعرفه من حديث سفيان الثوري‪ ,‬عن يحيى بممن‬
‫سعيد‪ ,‬إل مممن حممديث عبممد الممرزاق عممن معمممر‪ ,‬عممن سممفيان‬
‫الثوري(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )5‬أخرجممه مسمملم برقممم )‪ ,(1096‬وأبممو داود‪,(2/757) :‬‬
‫والنسائي‪ ,(4/146) :‬والترمذي‪.(3/89) :‬‬
‫‪ ( )6‬رواه البخاري ))الفتح((‪ ,(4/165) :‬ومسلم برقم )‪,(1095‬‬
‫والترمذي‪ ,(3/88) :‬والنسائي‪.(4/141) :‬‬
‫‪ ( )7‬أخرجه أبو داود‪ ,(2/758) :‬والنسائي‪.(4/145) :‬‬

‫‪268‬‬
‫معدان)‪ , (1‬ورواه أبو داود عن أبي هريرة)‪. (2‬‬
‫ن الّنخخبي ‪ ‬نهانخخا أن‬ ‫سخخابع‪ :‬حمممديث‪)) :‬أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن(( رواه‬ ‫ندخل علخى الّنسخاء بغيخر إذن أزواجهخ ّ‬
‫سممنه)‪ , (3‬ولممه شمماهد عممن عمممرو بممن‬‫عنه الّترمممذي وح ّ‬
‫قكخخم‬‫الحوص رواه الترمذي وصححه ‪ ,‬وفيممه‪)) :‬فح ّ‬
‫)‪(4‬‬

‫ن أل يوطئن فرشخخكم مخخن تكرهخخون‪ ,‬ول‬ ‫عليه ّ‬


‫يأذن في بيوتكم لمن تكرهون((‪.‬‬
‫وفي ))صحيح مسلم(()‪ (5‬عن عبد الله بن عمرو بممن‬
‫العاص مرفوعًا‪)) :‬ل يدخل رجل بعخخد يخخومي هخخذا‬
‫را ً علخخى مغيبخخة إل ومعخخه رجخخل أو اثنخخان((‬ ‫سخ ّ‬
‫ً((‬ ‫))‬
‫فقوله‪ :‬سّرا تقييد يقتضممي إباحممة ذلممك بممإذن المّزوج‬
‫سّر‪ ,‬وإّنما يذكر إذن الّزوج في هذا‬ ‫لّنه يخرج به عن ال ّ‬
‫الحديث؛ لّنه في المغيبة‪ ,‬وحديث عمرو بن الحمموص‪,‬‬
‫وعمرو بن العاص في الحاضر زوجها‪ ,‬فهذان شمماهدان‬
‫ممما تحريممم‬
‫دخول إل بممإذن الممّزوج‪ ,‬وأ ّ‬ ‫علممى تحريممم المم ّ‬
‫شماهدين الممذكورين‪:‬‬ ‫دخول مطلقا ً فيشهد لمه ممع ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫حممديث عقبممة بممن عممامر خّرجممه البخمماري ومسمملم‬
‫والترمذي)‪ .(6‬وحممديث جممابر خّرجممه مسمملم)‪ .(7‬وحممديث‬
‫ابن عّبماس خّرجمه البخماري ومسملم)‪ ,(8‬فهمذه خمسمة‬
‫‪)) ( )1‬السنن((‪.(4/146) :‬‬
‫‪)) ( )2‬السنن((‪.(761 ,2/758) :‬‬
‫‪)) ( )3‬الجامع((‪ ,(5/95) :‬وقال‪)) :‬هذا حممديث حسممن صممحيح((‬
‫اهم‪.‬‬
‫‪ ( )4‬الجامع ‪ ,(3/467) :‬وقال‪)) :‬هذا حديث حسن صممحيح((‬‫((‬ ‫))‬

‫اهم‪.‬‬
‫ن رجخخل‬ ‫‪ ( )5‬برقم )‪ ,(2173‬ولفظه في مسمملم‪)) :‬ل يدخل ّ‬
‫بعد يومي هذا على مغيبة إل ومعه رجخخل أو اثنخخان((‬
‫بدون قوله‪)) :‬سّرا ً((!‪.‬‬
‫‪ ( )6‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(9/242) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ ,(2172‬والترمممذي‪ ,(3/474) :‬والنسممائي فممي ))الكممبرى((‪.‬‬
‫انظر‪)) :‬التحفة((‪.(7/320) :‬‬
‫‪ ( )7‬برقم )‪.(2171‬‬
‫‪ ( )8‬البخاري ))الفتح((‪ ,(6/242) :‬ومسلم برقم )‪.(1342‬‬

‫‪269‬‬
‫شواهد على أصل الّنهي وعمممومه‪ ,‬واثنممان علممى بيممانه‬
‫وخصوصه‪.‬‬
‫ج والهجرة‬ ‫الّثامن‪ :‬حديثه في تكفير السلم والح ّ‬
‫لما قبلها رواه عنه مسلم)‪. (1‬‬
‫شممواهد‬ ‫ما تكفير السلم لما قبلممه؛ فإجممماع‪ ,‬وال ّ‬ ‫فأ ّ‬
‫عليه كثيرة‪.‬‬
‫ج لما قبله؛ فله شاهد في الّترمذي‬ ‫ما تكفير الح ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫والّنسائي عن ابن مسعود ‪ ,‬ورواه الّنسائي عممن ابممن‬
‫عباس)‪ ,(3‬ورواه البخاري ومسلم والّترمممذي والّنسممائي‬
‫ومالك عن أبي هريرة)‪. (4‬‬
‫ما تكفير الهجرة ما قبلها؛ ففمي الّنسمائي)‪ (5‬عمن‬ ‫وأ ّ‬
‫فضالة بن عبيممد ممما يشممهد لمعنممى ذلممك‪ ,‬لكممن بزيممادة‬
‫اليمان والسلم‪ ,‬وهذه الّزيادة في حكم المذكورة في‬
‫حممديث عمممرو‪ ,‬إذ ل عممبرة بهجممرة الكممافر إجماعما ً بممل‬
‫ورة)‪ , (6‬كصممملته وسمممائر قربممماته‬ ‫حتها غيمممر متصممم ّ‬ ‫صممم ّ‬
‫ممة ممن القمرآن‬ ‫شمواهد العا ّ‬‫شرعية‪ ,‬مع مماله ممن ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن الحسخخنات يخخذهبن‬ ‫سممنة كقمموله تعممالى‪)) :‬إ ّ‬ ‫وال ّ‬
‫سخخيئات(( ]هخخود‪ ,[114/‬وقمموله ‪)) :‬واتبخخع‬ ‫ال ّ‬
‫))‬
‫سيئة الحسنة تمحها(( رواه الّنمووي فممي مبماني‬ ‫ال ّ‬
‫(()‪(7‬‬
‫السلم ‪.‬‬
‫ي‬
‫الّتاسع‪ :‬حممديث‪)) :‬قلت يخخا رسخخول اللخخه أ ّ‬
‫‪ ( )1‬برقم )‪.(121‬‬
‫‪ ( )2‬أخرجه الترمذي‪ ,(3/175) :‬والنسائي‪.(5/115) :‬‬
‫‪)) ( )3‬السنن((‪.(5/115) :‬‬
‫‪ ( )4‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(3/446) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ ,(1350‬والترممممذي‪ ,(3/176) :‬والنسمممائي‪ .(5/114) :‬ولمممم‬
‫أجده في ))الموطأ((!‪.‬‬
‫‪)) ( )5‬السنن((‪.(6/21) :‬‬
‫‪ ( )6‬في نسخة‪)) :‬منظورة(( كذا في هامش )أ( و)ي(‪.‬‬
‫‪ ( )7‬يعني ))الربعين النووية(( انظر‪)) :‬جممامع العلمموم والحكممم((‪) :‬‬
‫‪ .(1/395‬وهممذا الحممديث أخرجممه الترمممذي‪,(313-4/312) :‬‬
‫وانظر في الكلم عليه‪)) :‬جامع العلوم((‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫ب إليخخك؟ قخخال‪ :‬عائشخخة‪ .‬قلخخت‪ :‬مخخن‬ ‫الّناس أح ّ‬
‫ص عائشممة مممن‬ ‫ما ممما يخ م ّ‬
‫الّرجال؟ قال‪ :‬أبوها(( فأ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫هذا فممرواه عنممه مسمملم والّترمممذي والّنسممائي ‪ ,‬ولممه‬
‫)‪(2‬‬
‫ممما فممي حّبهمما فعممن أبممي موسممى بلفممظ‬ ‫]شممواهد[ ‪ ,‬أ ّ‬
‫)‪(4‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫ممما فممي تفضمميلها‬
‫حممديث عمممرو رواه الّترمممذي ‪ ,‬وأ ّ‬
‫على الّنسمماء فلممه شمماهدان‪ :‬أحممدهما‪ :‬عممن أنممس رواه‬
‫البخمماري ومسمملم والّترمممذي)‪ , (5‬وثانيهممما‪ :‬عممن أبممي‬
‫موسى رواه البخاري ومسلم والّترمذي والّنسائي)‪. (6‬‬
‫ديق ‪ --‬مممن هممذا‬ ‫صم ّ‬
‫ص أبمما بكممر ال ّ‬‫ممما ممما يخ م ّ‬
‫وأ ّ‬
‫)‪(7‬‬
‫الحديث فرواه عن عمرو‪ :‬الّترمذي والّنسممائي ‪ ,‬ولممه‬
‫شاهد)‪ (8‬بمعناه‪ ,‬وهو قول رسول الله ‪ ‬فممي أحمماديث‬
‫كثيرة‪)) :‬لو كنخت مّتخخذا ً خليل ً لّتخخخذت أبخخا بكخر‬
‫خليل ً(( رواه البخاري)‪ / (9‬من حديث ابممن مسممعود)‪, (10‬‬ ‫‪/107‬أ‬

‫‪ ( )1‬أخرجممه مسمملم برقممم )‪ ,(2384‬والترمممذي‪,(5/663) :‬‬


‫والنسممائي فممي ))الكممبرى((‪ .(5/36) :‬أقممول‪ :‬وأخرجممه البخمماري‬
‫))الفتح((‪.(7/22) :‬‬
‫‪ ( )2‬في )أ( و)ي(‪)) :‬شاهد(( وفي هامش )ي( كتب‪)) :‬في نسخة‬
‫شواهد(( وهو كذلك في )س(‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )أ( و)س(‪)) :‬ورواه(( والتصويب من )ي(‪.‬‬
‫‪ ( )4‬الذي في ))جامع الترمذي((‪ (665-5/664) :‬بلفممظ حممديث‬
‫عمرو‪ ,‬هو من حديث أنس بن مالك‪ ,‬وليممس مممن حممديث أبممي‬
‫موسى‪ .‬فهذا وهم من المصنف! وقال الترمذي عقبه‪)) :‬هممذا‬
‫حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث أنس(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )5‬رواه البخاري ))الفتح((‪ ,(7/133) :‬ومسلم برقم )‪,(2446‬‬
‫والترمذي‪.(5/664) :‬‬
‫‪ ( )6‬رواه البخاري ))الفتح ‪ ,(7/133) :‬ومسلم برقم )‪,(2431‬‬
‫((‬

‫والترمذي‪ ,(4/242) :‬والنسائي في ))الكبرى((‪.(5/102) :‬‬


‫‪ ( )7‬رواه قبلهما البخمماري ))الفتممح((‪ ,(7/22) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ ,(2384‬وأخرجممممه الترمممممذي‪ ,(5/663) :‬والنسممممائي فممممي‬
‫))الكبرى((‪.(5/36) :‬‬
‫‪ ( )8‬في )س(‪)) :‬شواهد((‪.‬‬
‫‪)) ( )9‬الفتح((‪.(7/21) :‬‬
‫‪ ( )10‬أخرجه مسلم برقم )‪ ,(2383‬والترمذي‪.(5/566) :‬‬

‫‪271‬‬
‫ورواه مسلم من حديث جنممدب بممن عبممد اللممه)‪ , (1‬ولممه‬
‫طاب ‪ - -‬رواه‬ ‫شاهد أيضا ً موقوف على عمر بن الخ ّ‬
‫الّترمذي)‪. (2‬‬
‫دة المتمموّفى عنهمما‪)) :‬إّنها‬ ‫العاشر‪ :‬قوله فممي ع م ّ‬
‫م ولممد‪ ,‬رواه‬ ‫أربعة أشهر وعشر(( يعني وإن كانت أ ّ‬
‫أبممو داود وابممن ممماجه)‪ (3‬وهممو موقمموف عليممه‪ ,‬وعممموم‬
‫جة لقوله‪.‬‬ ‫القرآن ح ّ‬
‫سّتة‬
‫فهذه جملة ما لعمرو بن العاص في الكتب ال ّ‬
‫مما فيه حكممم ظمماهر‪ ,‬أو يمكممن اسممتخراج حكممم منممه‪,‬‬
‫ن فيما ذكرته من أحاديثه ممما يمكممن القممدح فممي‬ ‫على أ ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫حته عنه‪ ,‬فالذي في الصحيحين لممه سممتة أحمماديث‬ ‫ص ّ‬
‫ً‬
‫اّتفاق ما علممى ثلثممة‪ ,‬وانفممرد البخمماري بحممديث ومسمملم‬
‫بحديثين‪ ,‬والذي بقي من حديثه شيء قليل ل يتعّلق به‬
‫ل الثلثة حممديثًا‪ ,‬وفيممما بقممي حممديثان لممم‬ ‫حكم‪ ,‬وهو أق ّ‬
‫أعرف ما فيهما‪:‬‬
‫ج أو‬ ‫أحدهما‪ :‬حديث‪)) :‬كّنا مع عمخخرو فخخي ح خ ّ‬
‫ظهران إذا نحن بخخامرأة‬ ‫ما كان بمّر ال ّ‬ ‫عمرة فل ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫في هودجها(( ‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬حممديث‪)) :‬فممزع الن ّمماس بالمدينممة فرأيممت‬
‫سممالما ً احتممبى بسمميفه وجلممس فممي المسممجد(()‪ (5‬لممم‬
‫ي؟ وهل لممه‬ ‫أعرف تمامها‪ ,‬يبحث هل فيهما حكم شرع ّ‬
‫‪ ( )1‬برقم )‪.(532‬‬
‫‪)) ( )2‬الجامع((‪.(5/566) :‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجه أبو داود‪ ,(2/730) :‬وابن ماجه‪ ,(2/673) :‬وفممي‬
‫سنده مقال‪ .‬وفي هامش )أ( و)ي(‪)) :‬والنسائي(( بممدل ً ممن ابمن‬
‫ماجه‪ .‬وليس كذلك!‪.‬‬
‫‪ ( )4‬أخرجمممه النسمممائي فمممي الكمممبرى ‪ (5/400) :‬وتممممامه‪:‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫شممعب‪ ,‬ودخلنمما‬‫))واضعة يدها على هودجها‪ ,‬فلما نزل دخممل ال ّ‬


‫معه‪ ,‬فقال‪ :‬كنا مع رسول الله ‪ ‬في هذا المكان‪ ,‬فإذا نحممن‬
‫بغربان كثير فيها غراب أعصم‪ ,‬أحمر المنقار والرجلين‪ ,‬فقال‬
‫رسول الله ‪)) :‬ل يدخل الجّنة مخخن الّنسخخاء إل كقخخدر‬
‫هذا الغراب مع هذه الغربان(( اهم‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫شاهد؟ وُيلحق ذلك‪.‬‬
‫ما حديث المغيرة‪ :‬فله –فيما يتعّلق بممالحلل‬ ‫وأ ّ‬ ‫أحاديث المغرة‬
‫والحرام‪ -‬ثلثة وعشرون حديثا ً أو أقل‪:‬‬ ‫ابن شعبة ‪--‬‬
‫فين‪ ,‬وهو حديث‬ ‫ول‪ :‬حديث)‪ (1‬المسح على الخ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شمميعة أن ّممه‬‫دعممى بعممض ال ّ‬ ‫حته‪ ,‬لكممن ا ّ‬
‫مجمممع علممى ص م ّ‬
‫منسمموخ‪ ,‬لنممزول المممائدة بعممده وفيهمما المممر بالغسممل‪,‬‬
‫ن المسح كان قبل المائدة وبعدها كممما‬ ‫وقال الفقهاء‪ :‬إ ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫حته ‪ ,‬وهذا‬ ‫ثبت ذلك في حديث جرير المتفق على ص ّ‬
‫الحكم مممع صممحته)‪ (3‬مممرويّ مممن طممرق كممثيرة‪ :‬فممرواه‬
‫البخاري ومسمملم وأبممو داود والّترمممذي والّنسممائي عممن‬
‫جريممر بممن عبممد اللممه)‪ , (4‬ورواه البخمماري ومالممك وأبممو‬
‫داود)‪ (5‬والّنسائي عممن سممعد بممن أبممي وقّمماص)‪ , (6‬ورواه‬
‫مسمملم وأبممو داود والّترمممذي والّنسممائي عممن بلل)‪, (7‬‬

‫‪ ( )5‬وتمامه‪)) :‬فلما رأيت ذلك‪ ,‬فعلت مثل الذي فعل‪ ,‬فخرج‬


‫رسول اللممه ‪ ‬فرآنممي وسممالمًا‪ ,‬وأتممى الن ّمماس فقممال‪)) :‬أّيها‬
‫الّنخخاس! أل كخخان مفزعكخخم إلخخى اللخخه ورسخخوله! ال‬
‫فعلتم كما فعل هذان الّرجلن المؤمنان!(( اهم‬
‫أخرجه النسائي في ))الكبرى((‪.(82-5/81) :‬‬
‫أقول‪ :‬وهذان الحديثان ليسا من أحاديث الحكام‪.‬‬
‫‪ ( )1‬فممي )س(‪)) :‬لمسمملم حممديث‪ ((...‬والحممديث ليممس فممي‬
‫مسمملم فقممط‪ ,‬بممل فممي البخمماري ))الفتممح((‪ ,(1/367) :‬ومسمملم‬
‫برقم )‪.(273‬‬
‫دم تخريجه‪ ,‬ويأتي‪.‬‬‫‪ ( )2‬تق ّ‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬مع الجماع علممى صممحته‪ ((....‬وكممان كممذلك‬
‫م ضرب على قوله‪)) :‬الجماع على((‪.‬‬ ‫في )أ( و)ي( ث ّ‬
‫‪ ( )4‬أخرجه البخاري الفتح ‪ ,(1/589) :‬ومسلم برقم )‪,(272‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫وأبمممو داود‪ ,(1/107) :‬والترممممذي‪ ,(1/155) :‬والنسمممائي‪) :‬‬


‫‪.(1/81‬‬
‫‪ ( )5‬وقع في )أ( و)ي( عزوه لبي داود‪ ,‬والحمديث ليمس فيمه‪ .‬انظمر‪:‬‬
‫))تحفة الشراف((‪.(3/301 ) :‬‬
‫‪ ( )6‬أخرجه البخاري ))الفتح((‪ ,(1/365) :‬ومالك في ))الموطأ((‪) :‬‬
‫‪ ,(1/36‬والنسائي‪.(1/82) :‬‬

‫‪273‬‬
‫ورواه الّترمممذي عممن جممابر بممن عبممد اللممه)‪ , (1‬ورواه‬
‫البخاري والّنسائي عممن عمممرو بممن أمي ّممة)‪ , (2‬ورواه أبممو‬
‫)‪(3‬‬
‫ي‬
‫داود والّترمذي عن بريممدة ‪ ,‬ورواه الحسممن البصممر ّ‬
‫عن سبعين صحابي ّا ً)‪. (4‬‬
‫ما المسح على الجوربين فلم يصح عن المغيرة‬ ‫وأ ّ‬
‫كما قاله الحافظ الكبير عبد الّرحمن بن مهدي)‪ , (5‬ومع‬
‫ذلممك فلممه شمماهد عممن أبممي موسممى)‪ , (6‬وكممذلك مسممح‬
‫ف فإّنه لم يصح عن المغيرة)‪. (7‬‬ ‫أسفل الخ ّ‬
‫وقال أبو عيسى الّترمذي)‪ : (8‬هذا حممديث معلممول‪,‬‬
‫قال‪ :‬وسألت أبا زرعة ومحمممدا ً –يعنممي البخمماري‪ -‬عممن‬
‫ل‪ :‬ليس بصحيح‪.‬‬ ‫هذا الحديث فقا ً‬
‫صمملة علممى ال ّ‬
‫طفممل)‪ (9‬ولممه‬ ‫الّثاني‪ :‬حممديثه فممي ال ّ‬
‫شواهد‪ ,‬فرواه أبو داود)‪ (10‬عن عبممد اللممه البهممي مممولى‬
‫ل‪ ,‬ورواه‬‫مصممعب بممن الّزبيممر‪ ,‬ورواه عممن عطمماء مرسم ً‬

‫‪ ( )7‬أخرجممه مسمملم برقممم )‪ ,(275‬والترمممذي‪,(1/172) :‬‬


‫والنسائي‪ ,(1/76) :‬وابن ماجه‪ ,(1/186) :‬وعممزوه لبممي داود‬
‫وهم من المصّنف‪ .‬وانظر‪)) :‬تحفة الشراف((‪.(2/112) :‬‬
‫‪)) ( )1‬الجامع((‪ .(173-1/172) :‬وصححه أحمد شاكر‪.‬‬
‫‪ ( )2‬أخرجه البخاري ))الفتح((‪ ,(1/368) :‬والنسائي‪.(1/81) :‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجه أبممو داود‪ ,(1/108) :‬والترمممذي‪,(115-5/114) :‬‬
‫وقال‪)) :‬هذا حديث حسن(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )4‬انظر‪)) :‬نصب الراية((‪.(1/84) :‬‬
‫‪ ( )5‬نقلممه عنممه أبممو داود‪ ,(1/113) :‬والممبيهقي فممي ))السممنن‬
‫الكممبرى((‪ (1/284) :‬وغيرهممم‪ .‬وهممو قممول جهابممذة الحممديث‬
‫وأعلمة‪.‬‬
‫‪ ( )6‬أشار إليه أبو داود‪ ,(1/113) :‬وقال‪)) :‬وليممس بالمتصممل‬
‫ول بالقوي(( اهم‪ .‬وأخرجه البيهقي في ))الكبرى((‪.(1/285) :‬‬
‫‪ ( )7‬أخرجه أبممو داود‪ ,(1/116) :‬والترمممذي‪ ,(1/162) :‬وابممن‬
‫ماجه‪.(1/182) :‬‬
‫‪)) ( )8‬الجامع((‪.(1/163) :‬‬
‫‪ ( )9‬أخرجمممه أبمممو داود‪ ,(3/523) :‬والترممممذي‪,(3/350) :‬‬
‫والنسائي‪ ,(4/56) :‬وابن ماجه‪.(1/483) :‬‬
‫‪)) ( )10‬السنن((‪.(3/529) :‬‬

‫‪274‬‬
‫الّترمذي)‪ (1‬عممن جممابر بشممرط السممتهلل‪ .‬ورواه مالممك‬
‫طأ(()‪ (2‬عن سعيد بن المسّيب عن أبي هريرة‬ ‫في ))المو ّ‬
‫موقوفًا‪ .‬ورواه البخاري)‪ (3‬عن الحسن البصريّ موقوفا ً‬
‫عليه‪.‬‬
‫ما ما رواه أبو داود)‪ (4‬عن عائشممة‪)) :‬أ ّ‬
‫ن الن ّخخبي‬ ‫وأ ّ‬
‫ل على ابنه إبراهيم(( فمعارض بروايممة‬ ‫‪ ‬لم يص ّ‬
‫عطاء وعبد اللمه البهمي أّنمه ‪ ‬صمّلى عليممه‪ ,‬والمثبمت‬
‫أولى)‪ , (5‬ويعتضمد حكمم روايتهمما بعمموم حمديث جمابر‬
‫جح علممى حسممب‬ ‫دم‪ ,‬وفي رفعه ووقفه خلف يتر ّ‬ ‫المتق ّ‬
‫القواعد‪.‬‬
‫‪/107‬ب‬ ‫‪/‬الّثالث‪ :‬حديث ))بعث عمر الّناس في أفناء‬
‫ن المغيخخرة‬ ‫المصار(( أخرجه البخمماري)‪ , (6‬وفيممه ))أ ّ‬
‫ن نبّينا ‪ ‬أمرنخا أن نقخاتلكم‬ ‫قال لكسرى)‪ : (7‬إ ّ‬
‫دوا الجزية((‪ ,‬وهممذا‬ ‫حّتى تعبدوا الله وحده أو تؤ ّ‬
‫يشهد له حديث عبد الّرحمن بن عوف فممي المجمموس‪:‬‬
‫‪)) ( )1‬الجامع((‪.(3/350) :‬‬
‫‪.(1/228) ( )2‬‬
‫‪)) ( )3‬الفتح((‪.(3/258) :‬‬
‫‪)) ( )4‬السنن((‪.(3/528) :‬‬
‫‪ ( )5‬قال الممبيهقي فممي ))الكممبرى((‪ (4/9) :‬بعممد ذكممره لمرسممل‬
‫ي وعطاء‪)) :‬فهذه الثار وإن كممانت مراسمميل‪ ,‬فهممي تشممد‬ ‫البه ّ‬
‫ً‬
‫الموصول قبله‪ ,‬وبعضها يشد ّ بعضا‪ ,‬وقممد أثبتمموا صمملة رسممول‬
‫الله ‪ ‬على ابنه إبراهيم‪ ,‬وذلك أولى من رواية من روى أنممه‬
‫ل عليه(( اهم‪.‬‬‫لم يص ّ‬
‫ّ‬
‫وعنا بالموصول‪ :‬حديث البراء بن عازب‪ ,‬قممال‪ :‬صملى رسممول‬
‫الله ‪ ‬على ابنه إبراهيم‪ ,‬ومات وهو ابن سممتة عشممر شممهرًا‪,‬‬
‫ن لخخه فخخي الجن ّخخة مخخن يتخخم رضخخاعه‪ ,‬وهخخو‬ ‫وقممال‪)) :‬إ ّ‬
‫صديق(( وفي سنده جابر الجعفي‪ ,‬وهو ضعيف‪.‬‬
‫وفيما ذكره البيهقي من العتضمماد‪ ,‬نظممر‪ ,‬قممال المنممذري فممي‬
‫))مختصره((‪.(4/324) :‬‬
‫‪)) ( )6‬الفتح((‪.(6/298) :‬‬
‫مي فممي‬ ‫‪ ( )7‬خطاب المغيرة ‪ --‬كان مع عامل كسرى‪ ,‬س م ّ‬
‫بعض الروايات )بندار(‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫))سّنوا بهم سّنة أهل الكتخخاب(()‪ , (1‬وهممو صممحيح‪,‬‬
‫ي‪ ,‬فحممديث عبممد‬ ‫ن كسممرى مجوسم ّ‬ ‫وإّنما قلممت ذلممك ل ّ‬
‫الّرحمن يشهد لحديث المغيرة هذا‪.‬‬
‫الّرابع‪ :‬للّنسائي وابن ماجه)‪ (2‬حممديث الّنهممي عممن‬
‫إسممبال الزار‪ ,‬وقممد رواه البخمماري ومسمملم وأبممو داود‬
‫)‪(4‬‬
‫والّنسائي عن ابن عمر)‪ , (3‬والّنسائي عن ابن عب ّمماس‬
‫‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬لمسلم والّنسائي والّترمذي وأبي داود‬
‫حديث المسح على العمامة)‪ , (5‬وقد رواه أبو داود عممن‬
‫ثوبممان وأنممس)‪ , (6‬ورواه أحمممد وأبممو داود وسممعيد بممن‬
‫(()‪(8‬‬
‫منصور عن بلل)‪ , (7‬ذكره عبد السلم في ))المنتقى‬
‫‪.‬‬
‫سادس‪ :‬لبي داود)‪ (9‬حديث تحريم بيممع الخمممر‪,‬‬ ‫ال ّ‬
‫وشواهده أكثر من أن تذكر‪.‬‬
‫سخخخابع‪ :‬للبخمممماري ومسمممملم والّنسممممائي)‪:(10‬‬‫ال ّ‬
‫دم تخريجه‪.‬‬ ‫‪ ( )1‬تق ّ‬
‫‪ ( )2‬أخرجه النسائي في الكبرى ‪ ,(5/488) :‬وابممن ممماجه‪) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(2/1183‬‬
‫قال البوصيري في مصباح الزجاجة ‪)) :(2/230) :‬هذا إسممناد‬
‫((‬ ‫))‬

‫صحيح‪ ,‬رجمماله ثقممات‪ ...‬ورواه ابممن حبممان فممي صممحيحه‪ ,‬ولممه‬


‫شاهد من حديث حذيفة وغيره رواه الترمذي والّنسائي(( اهم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬في سنده شريك القاضي‪ ,‬اختلط بعد توليه القضاء‪.‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(10/266) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ ,(2085‬وأبو داود‪ ,(4/345) :‬والنسائي‪.(8/208) :‬‬
‫‪)) ( )4‬السنن((‪.(8/208) :‬‬
‫‪ ( )5‬أخرجممه مسمملم برقممم )‪ ,(274/82‬والنسممائي‪,(1/76) :‬‬
‫والترمذي‪ ,(1/170) :‬وأبو داود‪.(1/104) :‬‬
‫‪)) ( )6‬السنن((‪.(102-1/101) :‬‬
‫‪ ( )7‬أخرجه أحمد‪ ,(6/12) :‬وأبو داود‪.(1/106) :‬‬
‫‪ ( )8‬مع ))نيل الوطار((‪.(1/213) :‬‬
‫‪)) ( )9‬السنن((‪.(759-3/758) :‬‬
‫‪ ( )10‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(2/612) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ ,(915‬والنسائي في ))الكبرى((‪.(1/567) :‬‬

‫‪276‬‬
‫ممما‬‫شمس يخخوم مخخوت إبراهيخخم((‪ ,‬فأ ّ‬ ‫))كسفت ال ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫تاريخ الكسوف بيوم مات ؛ فممرواه مسمملم وأبممو داود‬
‫ما بقّية الحديث الممذي يتعّلممق‬ ‫)‪(2‬‬
‫والّنسائي عن جابر ‪ ,‬وأ ّ‬
‫به الحكم فهو أشهر من أن تذكر شواهده‪.‬‬
‫الّثخخامن‪ :‬لبممي داود والّترمممذي)‪ (3‬حممديث‪ :‬تممرك‬
‫سهو لنسيانه‪ ,‬وله شاهد من‬ ‫الّتشّهد الوسط وسجود ال ّ‬
‫حممديث عبممد اللممه بممن بحينممة خرجممه البخمماري ومسمملم‬
‫سنن إل ابن ماجه)‪. (4‬‬ ‫ومالك وأهل ال ّ‬
‫سهو قبممل الّتسممليم فلممه‬ ‫ما روايته فيه لسجود ال ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫دم‬ ‫دم خرجه من تق ّ‬ ‫شواهد‪ :‬منها حديث ابن بحينة المق ّ‬
‫)‪(5‬‬
‫ذكره‪ ,‬وخّرجه الّترمذي عن عمران بن حصين ‪ ,‬وأبممو‬
‫داود عممن ابممن مسممعود)‪ , (6‬ومسمملم ومالممك والنسممائي‬
‫والّترمممذي وأبممو داود عممن أبممي سممعيد الخممدري)‪, (7‬‬
‫والّترمذي عن عبد الّرحمن بن عوف وأبي هريرة)‪. (8‬‬
‫وقممال أبممو داود)‪– (9‬بعممد روايممة حممديث المغيممرة‪:-‬‬
‫))وفعل مثل ما فعل المغيرة‪ :‬سممعد بممن أبممي وقّمماص‪,‬‬
‫حاك‪ ,‬ومعاوية‪ ,‬وأفتى به ابن‬ ‫ض ّ‬‫وعمران بن حصين‪ ,‬وال ّ‬
‫‪ ( )1‬في )ي( و)س( زيادة ))إبراهيم((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬أخرجمممه مسممملم برقمممم )‪ ,(904‬وأبمممو داود‪,(2/696) :‬‬
‫والنسائي في ))الكبرى((‪.(573-1/572) :‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجه أبو داود‪ ,(1/629) :‬والترمممذي )‪ .(2/201‬وقممال‪:‬‬
‫))هذا حديث حسن صحيح(( اهم‪.‬‬
‫‪ ( )4‬أخرجه البخاري ))الفتح((‪ ,(3/111) :‬ومسلم برقم )‪,(570‬‬
‫وأبمممو داود‪ ,(1/626) :‬والترممممذي‪ ,(2/235) :‬والنسمممائي‪) :‬‬
‫‪ ,(3/19‬وابن ماجه‪ .(1/381) :‬فقول المصنف‪ :‬إل ابن ماجه‪,‬‬
‫وهم‪ ,‬والله أعلم‪ .‬وأخرجه مالك في ))الموطأ((‪.(1/96) :‬‬
‫‪)) ( )5‬الجامع((‪ ,(241-2/240) :‬وكذا أبو داود‪.(1/630) :‬‬
‫‪)) ( )6‬السنن((‪.(1/623) :‬‬
‫‪ ( )7‬أخرجمممه مسممملم برقمممم )‪ ,(571‬والنسمممائي‪,(3/27) :‬‬
‫والترمممذي‪ ,(2/243) :‬وأبممو داود‪ .(1/621) :‬ولممم أجممده فممي‬
‫))الموطأ(( رواية الليثي‪.‬‬
‫‪)) ( )8‬الجامع((‪.(245-2/244) :‬‬
‫‪)) ( )9‬السنن((‪.(1/630) :‬‬

‫‪277‬‬
‫عّباس‪ ,‬وعمر بن عبد العزيز((‪.‬‬
‫الّتاسع‪ (1):‬حديث‪)) :‬ل تسّبوا الموات((‪ ,‬فقممد‬
‫رواه البخاريّ وأبو داود والّنسائي عن عائشممة)‪ , (2‬وأبممو‬
‫داود والّترمذي عن ابن عمر)‪. (3‬‬
‫ن رسخخول‬ ‫العاشر‪] :‬لبممن ممماجه[)‪ (4‬حممديث‪)) :‬أ ّ‬
‫الله ‪ ‬أتى سخخباطة قخخوم فبخخال قائمخا ً((‪ ,‬وقممد‬
‫رواه البخاري ومسمملم وأبمو داود والّترمممذي والّنسممائي‬
‫عن حذيفة)‪. (5‬‬
‫)‪(6‬‬
‫رة((‬ ‫الحادي عشر‪ :‬حديث‪)) :‬دية الجنين غخخ ّ‬
‫)‪ ,(7‬وقممد رواه البخمماري ومسمملم والّترمممذي عممن أبممي‬
‫هريرة)‪. (8‬‬
‫الّثاني عشر‪ :‬لبي داود وابن ماجه حممديث‪)) :‬ل‬
‫يصّلي المخخام فخخي الموضخخع الخخذي صخّلى فيخخه‬
‫ول((‪ ,‬رواه عنه أبو داود وابن ماجه)‪ , (9‬وقد‬ ‫حّتى يتح ّ‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬لبن ماجه((! وهو خطأ فلم يخممرج ابممن ممماجه‬
‫هذا الحديث إّنما أخرجممه الّترمممذي‪ ,(4/310) :‬وانظممر‪)) :‬تحفممة‬
‫الشراف((‪.(478-8/477) :‬‬
‫‪ ( )2‬أخرجه البخاري ))الفتممح((‪ ,(3/304) :‬والنسممائي‪,(4/53) :‬‬
‫ولم يخرجه أبو داود‪ ,‬كما في في ))التحفة((‪.(12/293) :‬‬
‫‪ ( )3‬لم أجده‪ ,‬ولعله وهم من المصنف‪.‬‬
‫‪ ( )4‬زيادة من )س(‪ .‬والحديث فيه‪.(1/111) :‬‬
‫‪ ( )5‬أخرجه البخاري ))الفتح((‪ ,(1/391) :‬ومسلم برقم )‪,(273‬‬
‫وأبو داود‪ ,(1/27) :‬والترمممذي‪ ,(1/19) :‬والنسممائي‪,(1/25) :‬‬
‫ابن ماجه‪.(1/111) :‬‬
‫‪ ( )6‬في )س(‪)) :‬للبخاري وأبي داود((! والحممديث ليممس فممي‬
‫البخاري! والذي في البخاري وأبي داود هو سؤال عمممر عممن‪:‬‬
‫إملص المرأة‪ ,‬فقال المغيرة‪ :‬قضى فيه النبي ‪ ‬بغّرة‪.‬‬
‫‪ ( )7‬أخرجممه مسمملم برقممم )‪ ,(1682‬وأبممو داود‪(4/697) :‬‬
‫والترممممذي‪ ,(4/17) :‬والنسمممائي‪ ,(8/49) :‬وابمممن مممماجه‪) :‬‬
‫‪.(2/882‬‬
‫‪ ( )8‬أخرجممه البخمماري الفتممح ‪ ,(12/257) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪ ,(1681‬والترمذي‪.(4/16) :‬‬
‫‪ ( )9‬أخرجه أبو داود‪ ,(410-1/409) :‬وابن ماجه‪.(1/459) :‬‬

‫‪278‬‬
‫رواه أبو داود عن أبي هريرة)‪. (1‬‬
‫الّثالث عشر‪ :‬للّترمممذي والّنسممائي وابممن ممماجه‬
‫حديث‪)) :‬من اكتوى ]أو[ اسخخترقى فقخخد برىخخء‬
‫من الّتوك ّخخل((‪ ,‬رواه عنممه الّترمممذي والّنسممائي وابممن‬
‫ماجه)‪ , (2‬وقد رواه أو معناه أبو داود)‪ (3‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو بن العاص‪ ,‬وجابر بن عبممد اللممه‪ ,‬وعبممد اللممه بممن‬
‫عكيم‪ ,‬ورواه عممن ابممن عمممر‪ ,‬ورواه البخمماري ومسمملم‬
‫والّترمذي عن ابن عّباس)‪ , (4‬ورواه مسلم عن عمممران‬
‫بن الحصين)‪. (5‬‬
‫ي‬
‫الّرابخخع عشخخر‪ :‬حممديث‪)) :‬مخخن كخخذب علخخ ّ‬
‫وأ مقعخخده مخن الّنخار((‪ ,‬رواه عنممه‬ ‫مخدا ً فليتبخ ّ‬
‫متع ّ‬
‫)‪(6‬‬
‫البخمماري ومسمملم والّترمممذي ‪ ,‬وهممو حممديث متممواتر‬
‫مستغن عن ذكر ال ّ‬
‫شواهد‪.‬‬
‫الخامس عشر‪ :‬حديث‪)) :‬من نيح عليه فهخخو‬
‫ذب بما نيح عليه((‪ ,‬وهو طرف من الحديث قبله‪,‬‬ ‫يع ّ‬
‫وله شواهد كثيرة‪ :‬فرواه البخمماري ومسمملم والّترمممذي‬
‫طاب)‪ , (7‬ورواه الّنسائي عن‬ ‫والّنسائي عن عمر بن الخ ّ‬
‫عمممران ابممن حصممين)‪ , (8‬ورواه الّترمممذي عممن أبممي‬
‫‪/108‬أ‬

‫‪ ( )1‬أخرجه أبو داود‪ ,(1/611) :‬وابن ماجه‪.(1/458) :‬‬


‫‪ ( )2‬أخرجه الترمممذي‪ ,(4/344) :‬والنسممائي فممي ))الكممبرى((‪) :‬‬
‫‪ .(4/378‬وابممن ممماجه‪ .(2/1154) :‬وقممال الترمممذي‪)) :‬هممذا‬
‫حديث حسن صحيح(( اهم‪.‬‬
‫‪)) ( )3‬السنن((‪.(224-4/213) :‬‬
‫‪ ( )4‬أخرجه البخاري ))الفتممح((‪ ,(10/222 ) :‬ومسمملم برقممم ) ‪(220‬‬
‫والترمذي‪.(4/544 ) :‬‬
‫‪ ( )5‬برقم )‪.(218‬‬
‫‪ ( )6‬أخرجه البخاري الفتح ‪ ,(3/191) :‬ومسلم برقم )‪,(933‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫والترمذي‪.(3/325) :‬‬
‫‪ ( )7‬أخرجه البخاري ))الفتح ‪ ,(3/191) :‬ومسلم برقم )‪,(927‬‬
‫((‬

‫والترمذي‪ ,(3/326) :‬والنسائي‪.(4/16) :‬‬


‫‪)) ( )8‬السنن((‪.(4/17) :‬‬

‫‪279‬‬
‫موسى)‪/ , (1‬وله شواهد غير هذه‪ ,‬وقد ذكرنا وجهه فيما‬
‫دم‪.‬‬‫تق ّ‬
‫دة‬ ‫سخخادس عشخخر‪ :‬حممديث‪)) :‬فخخرض الجخخ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سدس((‪ ,‬وقممد رواه محمممد بممن مسمملمة رواه عنممه‬ ‫ال ّ‬
‫)‪(4‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫البخمماري وأبممو داود والّترمممذي ‪ ,‬ورواه الّترمممذي‬
‫عممن ابممن مسممعود)‪ , (5‬وأبممو داود عممن ُبريممدة)‪ , (6‬وهممو‬
‫إجماع‪.‬‬
‫سابع عشر‪] :‬للبخاري ومسخخلم[)‪ (7‬حممديث‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫جال أكخخثر‬ ‫))ما سأل أحد رسول الله ‪ ‬عن الدّ ّ‬
‫ن معخخه جّنخخة ونخخارًا‪,‬‬ ‫مخخا سخخألته‪ ,‬يقولخخون‪ :‬إ ّ‬ ‫م ّ‬
‫)‪(8‬‬
‫فقال‪ :‬هو أهون علخخى اللخخه مخخن ذلخخك ((‪ ,‬ولممه‬
‫همهمما‬ ‫ن مممن الن ّمماس مممن يتو ّ‬ ‫شممواهد‪ ,‬ومممن العجممب أ ّ‬
‫ن[ جميمممع مممما ورد فمممي‬ ‫معارضمممات لمممه‪ ,‬وذلمممك ]أ ّ‬
‫))الصحيحين(( وغيرهما مممن دواويممن السمملم عممن غيممر‬
‫ن رسمول اللمه ‪‬‬ ‫صحابة رضي الله عنهم أ ّ‬ ‫واحد من ال ّ‬
‫)‪(9‬‬
‫ن ناره جن ّخخة ومخخاءه نخخار(( وهممذا يعضممد‬ ‫قممال‪)) :‬إ ّ‬
‫حديث المغيرة فإّنهما مّتفقمة علمى نفمي أن يكمون ممع‬
‫‪)) ( )1‬الجامع((‪.(3/326) :‬‬
‫‪ ( )2‬كذا في )الصول(! وهو وهم‪ ,‬وانظر‪)) :‬تحفة الشراف((‪) :‬‬
‫‪.(8/488‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجمممه أبمممو داود‪ ,(3/316) :‬والترممممذي‪,(4/366) :‬‬
‫وأخرجه أيضا ً النسائي فممي ))الكممبرى((‪ (4/73) :‬وابممن ممماجه‪) :‬‬
‫‪.(2/910‬‬
‫‪)) ( )4‬ورواه الترمذي سقطت من )س(‪.‬‬
‫((‬

‫‪)) ( )5‬الجامع((‪.(4/367) :‬‬


‫‪)) ( )6‬السنن((‪.(3/317) :‬‬
‫‪ ( )7‬زيادة من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )8‬أخرجممه البخمماري الفتممح ‪ ,(13/96) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(2939‬‬
‫‪ ( )9‬في )س(‪ :‬وجّنته ‪ ,‬وهو الولى‪ ,‬فلو اختار المؤلف لفممظ‪:‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫ن ناره مخخاء‪ ,‬ومخخاءه‬ ‫ن ناره جّنة‪ ,‬وجّنته نار(( أو ))إ ّ‬ ‫))إ ّ‬


‫نار(( لكممان أولممى‪ .‬فقممد جمماء الحممديث بمماللفظين معمًا‪ .‬انظممر‬
‫))الفتح((‪ ,(13/97) :‬ومسلم برقم )‪.(2934‬‬

‫‪280‬‬
‫دجال جن ّممة ونممار علممى الحقيقممة‪ ,‬وإّنممما أوردت هممذا‬ ‫ال م ّ‬
‫الحديث وإن لم يكن تحته شيء مممن الحكممام‪ ,‬للتنممبيه‬
‫على هذه الّنكتة اللطيفة‪ ,‬ففيها جمع بين الحمماديث)‪, (1‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫الّثامن عشر‪] :‬لمسلم والبخاري[)‪ (2‬حديث‪)) :‬ل‬
‫ق‬
‫مختي ظخاهرين علخى الحخ ّ‬ ‫يخزال أنخاس مخن أ ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫حّتى يأتيهم أمخر اللخه وهخم ظخاهرون (( وقممد‬
‫وقد مرت شواهده في أحاديث معاوية)‪. (4‬‬
‫ن المخخرأة يعقخخل‬ ‫الّتاسخخع عشخخر‪ :‬حممديث‪)) :‬إ ّ‬
‫)‪(5‬‬
‫عنها عصبتها ويرثها بنوها(( رواه عنه أبو داود ‪,‬‬
‫وله شواهد منها‪ :‬عن أبي هريرة رواه الجماعة إل ابممن‬
‫ديممة فيممه‬ ‫ماجه)‪ , (6‬وهو مثممل حممديث المغيممرة‪ ,‬وذكممر ال ّ‬
‫ّ ((‬
‫دم من حديث أبي هريرة‪ ,‬وفي ))الموطأ‬ ‫فقط فيما تق ّ‬
‫)‪ (7‬والّنسائي)‪ (8‬عن ابن المسّيب مرسممل‪ .‬وفممي سممنن‬
‫))‬

‫أبي داود(( والّنسائي عن ابن عّباس)‪. (9‬‬


‫في عشخخرين‪ :‬حممديث‪)) :‬تخخرك الوضخخوء‬ ‫المخخو ّ‬
‫سخخت الّنخخار(( رواه عنممه مسمملم وأبممو داود‬ ‫ممخخا م ّ‬
‫)‪(10‬‬
‫والّنسممائي ‪ ,‬ولممه شممواهد‪ :‬فممرواه البخمماري ومسمملم‬

‫‪ ( )1‬وانظر ))الفتح((‪.(100-13/99) :‬‬


‫‪ ( )2‬زيادة من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )3‬أخرجممه البخمماري الفتممح ‪ ,(13/306) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(1921‬‬
‫‪) ( )4‬ص‪.(525-524/‬‬
‫‪)) ( )5‬المراسيل((‪) :‬ص‪.(159/‬‬
‫‪ ( )6‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ,(12/263) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪ ,(1681‬وأبمممممممو داود‪ ,(4/703) :‬والترممممممممذي‪,(4/371) :‬‬
‫والنسائي‪.(8/47) :‬‬
‫‪.(2/854) ( )7‬‬
‫‪)) ( )8‬السنن((‪.(8/49) :‬‬
‫‪ ( )9‬أخرجه أبممو داود‪ ,(4/698) :‬والنسممائي فممي ))الكممبرى((‪) :‬‬
‫‪.(219-4/218‬‬

‫‪281‬‬
‫وغيرهممما عممن ابممن عّبمماس)‪ , (1‬وعمممرو بممن أمّيممة)‪, (2‬‬
‫وميمونة)‪ . (3‬ورواه مسلم عن أبي رافع)‪ , (4‬ومالك فممي‬
‫طأ(()‪ , (5‬وأبو داود والّترمذي عن جابر)‪. (6‬‬ ‫))المو ّ‬
‫)‪(7‬‬
‫الحخخادي والعشخخرون‪] :‬للبخمماري ومسمملم[‬
‫حديث سعد بن عبادة وفيه‪)) :‬أتعجبخخون مخخن غيخخرة‬
‫سعد؟ إّنخه لغيخخور(( وفيممه‪)) :‬مخخا أحخخد أغيخخر مخخن‬
‫فات‬ ‫الله)‪ ,(((8‬ولهممذا المعنممى المتعل ّممق بأحمماديث الص م ّ‬
‫صحيحين(( عن عائشة)‪. (9‬‬ ‫))‬
‫شاهد في ال ّ‬
‫الّثاني والعشرون‪ :‬حديث‪ :‬نهي آكل الّثوم مممن‬
‫دخول المسجد)‪ , (10‬وقد م مّرت شممواهده فممي أحمماديث‬
‫معاوية)‪. (11‬‬
‫الث ّخخالث والعشخخرون‪ :‬حممديث‪ :‬مشممي الّراكممب‬

‫‪ ( )10‬أخرجه أبو داود‪ ,(1/132) :‬والنسممائي فممي ))الكممبرى((‪) :‬‬


‫‪.(4/153‬‬
‫وقول المصنف‪ :‬أخرجه مسلم وهم‪ ,‬انظر تحفة الشراف ‪) :‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(8/492‬‬
‫‪ ( )1‬أخرجه البخاري الفتح ‪ ,(1/371) :‬ومسلم برقم )‪.(354‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪ ( )2‬أخرجه البخاري ))الفتح((‪ ,(1/372) :‬ومسلم برقم )‪.(355‬‬


‫‪ ( )3‬أخرجه البخاري ))الفتح((‪ ,(1/373) :‬ومسلم برقم )‪.(356‬‬
‫‪ ( )4‬برقم )‪.(357‬‬
‫‪.(1/27) ( )5‬‬
‫‪ ( )6‬أخرجه أبو داود‪ ,(1/133) :‬والترمذي‪.(1/116) :‬‬
‫‪ ( )7‬زيادة من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )8‬أخرجممه البخمماري الفتممح ‪ ,(12/181) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪.(1498‬‬
‫‪ ( )9‬مثل حديث الرجل الذي كان يختم صلته بممم ))قل هخخو‬
‫ي شخخيء يصخخنع‬ ‫الله أحد(( فقممال النممبي ‪)) :‬سخخلوه ل ّ‬
‫ذلك((؟ فسممألوه فقممال‪ :‬لّنهمما صممفة الرحمممن‪ ((...‬الحممديث‪,‬‬
‫أخرجممه البخمماري فممي ))الفتممح((‪ ,(13/360) :‬ومسمملم برقممم )‬
‫‪.(813‬‬
‫‪ ( )10‬أخرجه أبو داود‪.(4/172) :‬‬
‫‪) ( )11‬ص‪.(534/‬‬

‫‪282‬‬
‫خلممف الجنممازة والماشممي حيممث شمماء منهمما)‪ , (1‬وفيهمما‬
‫وجهان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أّنه مممما ل يتعل ّممق بممه تحليممل محمّرم ول‬
‫تحريم محّلل‪ ,‬وإّنما هو في آداب المشّيع للجنازة‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أّنه مما لم يصححه إل بعضهم كالحاكم‬
‫سكن‪ ,‬وقد ضّعفه غير واحد من أهل الّنقد‪ ,‬ولم‬ ‫وابن ال ّ‬
‫يصححوه عن المغيرة‪.‬‬
‫فقال المام المجتهد أبو الوليد المالكي في كتممابه‬
‫))نهاية المجتهد(()‪ . (2‬وقد ذكر هذا الحممديث وغيممره مممن‬
‫أحمماديث المشممي خلممف الجنممازة ممما لفظممه‪)) :‬وهممي‬
‫ححونها –يعنممي أهممل الكوفممة‪ -‬ويضممّعفها‬ ‫أحمماديث يصمم ّ‬
‫غيرهم((‪.‬‬
‫وقد أشار إلى تضمعيفه المممام أبممو عمممر بمن عبممد‬
‫البّر)‪ , (3‬والقاضي ابن العربي)‪ (4‬المالكّيان فإّنهما أشممارا‬
‫إلى ضعف أحاديث الباب كّله إل حديث ابممن عمممر مممع‬
‫صممحيح عنممد‬ ‫أّنه مرسل من مراسمميل الّزهممري علممى ال ّ‬
‫فاظ‪ ,‬فإذا كان أصحها مع تعليله بالرسال فممما‬ ‫أكثر الح ّ‬
‫ظّنك بغيره؟‬
‫شمميخان تخريممج شمميء مممن هممذه‬ ‫ولهممذا تممرك ال ّ‬
‫ممما يقمموم‬
‫الحاديث فممي كتابيهممما‪ ,‬مممع خلموّ كتابيهممما ع ّ‬
‫حة عممن‬ ‫صم ّ‬
‫مقامهمما‪ ,‬وذلممك نمادر فيهممما‪ ,‬ومممع عممدم ال ّ‬
‫شواهد في رعاية ما قصدته من‬ ‫المغيرة ل يلزم ذكر ال ّ‬
‫سنة عليه‪ ,‬من وجمموب‬ ‫شيعة وأهل ال ّ‬ ‫مراعاة ما يتفق ال ّ‬
‫حته‬‫العمل بأحاديث ))الصحيحين وما حكممم الئمممة بصم ّ‬
‫((‬

‫سّتة‪.‬‬
‫من أحاديث دواوين السلم ال ّ‬
‫‪ ( )1‬وهو قطعة من الحديث الثاني من أحمماديث المغيممر ‪--‬‬
‫دم تخريجه )ص‪.(558/‬‬ ‫تق ّ‬
‫‪ ,(1/274) ( )2‬واسمممم الكتممماب‪ :‬بدايمممة المجتهمممد ونهايمممة‬
‫))‬

‫المقتصد((‪.‬‬
‫‪ ( )3‬انظر ))التمهيد((‪.(100-12/83) :‬‬
‫‪)) ( )4‬القبس((‪ .(2/443) :‬في شرح الموطأ لبن العربي‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫حح لحممديث‬ ‫ن الحمماكم هممو المصمم ّ‬ ‫ومممن العجممب أ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫المغيرة هذا على تشّيعه ‪ ,‬وكلمنا إّنما هممو فممي دفممع‬
‫شيعة‪ ,‬فهذا شاهد على المعترض من‬ ‫اعتراض بعض ال ّ‬
‫صوا بذلك‪.‬‬ ‫سنة لم ‪/‬يخت ّ‬ ‫ن أهل ال ّ‬ ‫أصحابه ودليل على أ ّ‬
‫‪/108‬ب‬
‫الّرابع العشخخرون‪ :‬حممديث‪)) :‬كخخان إذا ذهخخب‬
‫سممنن(()‪ (2‬إل ابممن‬ ‫))‬
‫المذهب أبعد((‪ .‬رواه عنممه أهممل ال ّ‬
‫ماجه‪ ,‬وقد رواه الّنسممائي عممن عبممد الّرحمممن بممن أبممي‬
‫ن هممذا الحممديث وحممديثا ً نحمموه مممن‬ ‫قراد)‪ , (3‬والعجممب أ ّ‬
‫روايممة المغيممرة أيضما ً هممما أّول ممما فممي كتمماب ))شممفاء‬
‫الوام(()‪ (4‬من كتب الّزيدية أوردهما مصّنفه ناسممبا ً لهممما‬
‫ج بهما من غيممر ذكممر غيرهممما‪ ,‬وهممم‬ ‫إلى المغيرة‪ ,‬واحت ّ‬
‫دثين مثل ذلك!!‬ ‫ينكرون على المح ّ‬
‫وهذا آخمر مما عرفممت ممن أحماديث المغيمرة ممما‬
‫يتعّلق بالّتحليل والّتحريم‪ ,‬ولم يبق من حديثه إل القليل‬
‫ن فيهمما ممما يمكممن القممدح فممي‬ ‫مما يتعّلق بذلك‪ .‬علممى أ ّ‬
‫((‬
‫حته عنه‪ :‬فالممذي فممي ))صممحيحي البخمماري وملسممم‬ ‫ص ّ‬
‫منها اثنا عشر حديثا ً اّتفقا على تسعة وانفممرد البخممار ّ‬
‫ي‬
‫بحديث)‪ (5‬ومسلم بحديثين‪.‬‬
‫همه‬‫وقممد عرفممت بهممذه الجملممة بطلن ممما تممو ّ‬
‫المعترض مممن دعمموى بطلن أحمماديثهم‪ ,‬وسممقط قمموله‬

‫‪ ( )1‬انظر‪)) :‬المستدرك((‪ ,(1/363) :‬قال‪)) :‬هذا حديث صممحيح‬


‫السناد على شرط البخاري‪ ((....‬اهم‪.‬‬
‫‪ ( )2‬أخرجه أبو داود‪ ,(1/14) :‬والترمذي‪ ,(1/31) :‬والنسائي‪:‬‬
‫)‪ ,(1/18‬وابن ماجه‪.(1/120) :‬‬
‫=‬
‫= قال الترمممذي‪)) :‬هممذا حممديث حسممن صممحيح(( اهممم‪ .‬فقممول‬
‫المصممنف‪ :‬إل ابممن ممماجه‪ ,‬وهممم واللممه أعلممم‪ ,‬وانظممر‪)) :‬تحفممة‬
‫الشراف((‪.(8/499) :‬‬
‫‪)) ( )3‬السنن((‪.(18-1/17) :‬‬
‫ووقع في )س(‪)) :‬قرادة(( وهو خطأ‪.‬‬
‫دم التعريف به‪.‬‬‫‪ ( )4‬تق ّ‬
‫‪ ( )5‬في )س(‪ :‬بتسعة ! وهو تحريف غريب‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪284‬‬
‫حت أحاديثهم ]هذه[)‪ (1‬علممى وجممه‬ ‫ل مذهب‪ ,‬وص ّ‬ ‫على ك ّ‬
‫ل شبهة فيه على قواعد الخصوم‪ ,‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫قال المعترض‪ :‬ويقال‪ :‬ما تقول إذا وردت‬
‫شخخخبهات الملحخخخدين ومشخخخكلت المشخخخّبهة‬
‫والمجّبرة المتمّردين‪ ,‬وقد ساعدك الّناس إلى‬
‫إهمال الّنظر فخخي علخخم الكلم؟ وهخخل هخخذا إل‬
‫مكيدة لّلدين؟ إلى آخر ما ذكره‪.‬‬
‫ما أن يطممالبوا)‪ (2‬من ّمما أدّلتنمما‬
‫أقول‪ :‬ل يخلو الكفرة إ ّ‬
‫حّتممى يسمملموا أو يمموردوا علينمما شممبههم حّتممى نممترك‬ ‫النقض على‬
‫المعترض في‬
‫السلم‪ ,‬فهاتان مسألتان‪.‬‬ ‫حثه على تعّلم‬
‫ما المسخخألة الولخخى‪ :‬وهممي إذا سممألونا أدّلتنمما‬ ‫أ ّ‬ ‫علم الكلم‬
‫حّتى يسلموا‪ ,‬فالجواب من وجوه‪:‬‬
‫ول‪ :‬أن نقول لهل الكلم‪ :‬ما تقولممون‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫ن أدّلتكممم ]المح مّررة[ فممي علممم‬
‫)‪(3‬‬
‫للكفممرة إذا قممالوا‪ :‬إ ّ‬
‫الكلم شبهه ضعيفة وخيالت باردة‪ ,‬كما قد قالوا ذلممك‬
‫وأمثاله‪ ,‬فما أجبتم به عليهم بعممد السممتدلل)‪ (4‬والن ّممزاع‬
‫والخصومة؛ فهو جوابنا عليهم قبل ذلك كّله‪.‬‬
‫فإن قالوا‪ :‬إّنه يحسممن منمما بعممد)‪ (5‬إقامممة الممبراهين‬
‫العقلّية)‪ (6‬أن نحكم عليهم بالعناد ونرجع إلمى العمراض‬
‫ما أنتم فإّنه يقبح منكم ذلك قبممل‬ ‫عنهم وإلى الجهاد‪ ,‬وأ ّ‬
‫إقامة البراهين‪.‬‬
‫ن الحجة لله تعمالى عليهممم قممد تممت –‬ ‫قلنا لهم‪ :‬إ ّ‬
‫قبل أن تذكروا لهم تلك البراهين‪ -‬بما خلق الله تعممالى‬

‫‪ ( )1‬زيادة من )ي( و)س(‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬يطلبوا((‪ ,‬وهو كذلك في نسخة كما في هامش‬
‫)أ( و)ي(‪.‬‬
‫‪ ( )3‬زيادة من )ي(‪ ,‬ووقع في )س(‪ :‬المحّبرة ‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪ ( )4‬في )أ( و)ي(‪)) :‬بعممد السممتدلل والقممول‪ ((....‬ثممم وضممع‬


‫الناسخ على كلمة ))القول(( علمة الحذف‪.‬‬
‫‪ ( )5‬سقطت من )س(‪.‬‬
‫‪ ( )6‬في )س(‪)) :‬قبل((‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫لهم من العقول‪ ,‬وأرسل إليهم من الّرسل‪ ,‬فكما أّنهممم‬
‫لو ماتوا على كفرهم قبل منمماظرتكم لهممم حسممن مممن‬
‫ذبهم بالن ّممار‪ ,‬فكممذلك يحسممن من ّمما أن‬ ‫الله تعممالى أن يعم ّ‬
‫جة عليكم وعّرفكم صحة ما‬ ‫نقول لهم قد أقام الله الح ّ‬
‫أن‬ ‫)‪1‬‬
‫أمركم بالقرار بمه ممن السمملم‪ ,‬وإّنممما كّلفنما‬
‫‪(1‬‬
‫نممدعوكم إلممى القممرار مممما قممد عّرفكممم بممه وكّلفنمما‬
‫بجهادكم إن لم تجيبوا إلى ذلك‪ ,‬وكممذلك فعممل رسممول‬
‫مما‬‫الله ‪ ,‬ولنا فيه أسموة حسمنة فمي فعلمه وقموله؛ أ ّ‬
‫دين ضمرورة أّنمه كمان‬ ‫فعله فظاهر فإّنه معلوم ممن الم ّ‬
‫فار قبل المناظرة بالدّلة‪ ,‬وإّنممما اختلممف فممي‬ ‫يقاتل الك ّ‬
‫دعوة‪,‬‬ ‫ح أّنه ‪ ‬قمماتلهم قبممل ال م ّ‬ ‫دعوة وص ّ‬ ‫قتالهم قبل ال ّ‬
‫في آخر المر‪.‬‬
‫ما قوله‪ :‬فإّنه ثبت عنه ‪ ‬أّنه قال‪)) :‬أمرت أن‬ ‫وأ ّ‬
‫تى يشهدوا أن ل إله إل اللخخه((‬ ‫أقاتل الّناس ح ّ‬
‫)‪ (2‬الحديث‪ ,‬ولم يقل فيه‪ :‬أمرت أن أجادل الّناس حّتى‬
‫يقولمموا ذلممك‪ ,‬وكممذلك قممال اللممه تعممالى‪)) :‬إّنما أنت‬
‫ل قوم هاد(( ]الرعد‪ [7/‬وقالت الرسممل‬ ‫منذر ولك ّ‬
‫الكمممرام عليهمممم السممملم‪)) :‬ومخخا علينخخا إل البلغ‬
‫المبين(( ]يس‪.[17/‬‬
‫ممما أن‬ ‫ن أهممل الكلم إ ّ‬ ‫وتحقيق هذا الجخخواب‪ :‬أ ّ‬
‫فار قبل المناظرة وفممي خللهمما بممأّنهم‬ ‫يحكموا على الك ّ‬
‫معذورون ل إثممم عليهممم فممي الكفممر‪ ,‬أو ل‪ ,‬فممإن قممالوا‬
‫دين وإجمماع‬ ‫بمالّول‪ ,‬خممالفوا المعلموم ممن ضمرورة الم ّ‬
‫المسلمين‪ ,‬وإن قالوا بالّثاني قلنا‪ /‬لهم‪ :‬فممالحكم الممذي‬
‫‪/109‬أ‬
‫حكمتهم عليهم به بعد المناظرة قد كان حاص مل ً قبلهمما‪,‬‬
‫فإن كان قصدكم بالمناظرة العلم بعنادهم فهو معلمموم‬
‫قبلها‪ ,‬إذ لو لممم يكونمموا معانممدين كممانوا معممذورين غيممر‬
‫ن الّتكليف بممما ل يعلممم‬ ‫ذبين عند الله ول ملومين‪ ,‬ل ّ‬ ‫مع ّ‬
‫ول يمكن غير جائز ول واقممع‪ ,‬علمى مما همو مقمّرر فممي‬

‫‪ ( )1‬ما بينهما ساقط من )س(‪.‬‬


‫دم‪.‬‬
‫‪ ( )2‬تق ّ‬

‫‪286‬‬
‫مواضعه‪ ,‬وإن كممان قصممدكم بالمنمماظرة تمكينهممم مممن‬
‫كنهم الله تعالى ممن ذلمك وهمو غيمر‬ ‫معرفة الله فقد م ّ‬
‫جة وقطع العذر‪.‬‬ ‫مّتهم في إقامة الح ّ‬
‫وفي ))صحيح البخاري(()‪ (1‬مرفوعًا‪)) :‬ما أحد أحب‬
‫إليخخه العخخذر مخخن اللخخه‪ ,‬مخخن أجخخل ذلخخك أرسخخل‬
‫الّرسل((‪.‬‬ ‫قيام الحجة بدون‬
‫دليل‬ ‫فممار مممتى سممألونا ال م ّ‬ ‫الوجه الّثخاني‪ :‬أ ّ‬
‫ن الك ّ‬ ‫علم الكلم‬
‫على ثبمموت السمملم‪ ,‬قلنمما لهممم‪ :‬انظممروا فممي ملكمموت‬
‫سماوات والرض ومعجزات النبيمماء ونحممو ذلممك مممن‬ ‫ال ّ‬
‫أدّلة السلم على النصاف وطلب معرفة الحممق‪ ,‬فممإ ّ‬
‫ن‬
‫نظرنا لنفسنا ل يوّلد العلم لكم)‪ , (2‬وذكرنا للدّلة الممتي‬
‫ن ذكرها لكم مممن‬ ‫حتها ل ينفعكم أيضًا‪ ,‬فإ ّ‬ ‫نظرنا في ص ّ‬
‫حتها ل يول ّممد العلممم لكممم‪ ,‬وعلممى‬ ‫غير أن تنظروا في ص ّ‬
‫فمار‬‫الجملة؛ فإيجاد العلم بصحة السلم في قلموب الك ّ‬
‫غيمممر مقمممدور للمسممملمين ل بأدلمممة الكلم‪ ,‬ول بأدل ّمممة‬
‫فمار‬ ‫ما على نظممر الك ّ‬ ‫ن وجود العلم متوقف إ ّ‬ ‫سلف‪ .‬ل ّ‬‫ال ّ‬
‫صممحيح أو علممى خلممق اللممه تعممالى لممه‪,‬‬ ‫علممى المموجه ال ّ‬
‫وكلهما غير مقدور لنما‪ ,‬فلمم يبمق إل أنما نمأمرهم بمأن‬
‫ينظروا فيما نظرنا فيه على مقتضى ما خلق الله فممي‬
‫سليمة‪ ,‬ومقتضى ما عّلمهم الله على ألسنة‬ ‫عقولهم ال ّ‬
‫سلم‪ ,‬فبمجموع العقممل‬ ‫صلة وال ّ‬ ‫أنبيائه الكرام عليهم ال ّ‬
‫جة عليهم بإجماع المسلمين بل‬ ‫مت الح ّ‬ ‫وبعثة الّرسل ت ّ‬
‫إجممماع العقلء المنصممفين‪ ,‬قممال اللممه تعممالى‪)) :‬لئل‬
‫جخة بعخخد الّرسخل((‬ ‫يكخخون للّنخاس علخخى اللخه ح ّ‬
‫جممة اللممه‬ ‫]النساء‪ [165/‬وأمثممال ذلممك‪ ,‬وإذا كممانت ح ّ‬
‫علينا وعليهم إّنممما هممي العقممل‪ ,‬وبعثممة الّرسممل‪ ,‬ونحممن‬
‫جممة‪,‬‬ ‫فيهما على سممواء فممي القممدر الممذي تقمموم بممه الح ّ‬
‫كن من السمملم‪ ,‬لممم يجممب علينمما أن‬ ‫ويحصل معه الّتم ّ‬

‫‪)) ( )1‬الفتح((‪ ,(13/411) :‬ومسلم برقم )‪ (1499‬مممن حممديث‬


‫‪--‬‬ ‫المغيرة بن شعبة‬
‫‪ ( )2‬سقطت من )س(‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫كن من معرفته بغيممر‬ ‫نعّرفهم بأمر قد شاركونا في الّتم ّ‬
‫علم مّنا‪.‬‬
‫ي‬
‫م ّ‬‫ألم تر أّنه لم يجب على المفتي أن يفممتي العمما ّ‬
‫في حضرة الّرسول‪ ,‬فكمذلك ل يجمب علينما أن نعمّرف‬
‫فار بمقتضى العقول مع وجممود العقممول‪ ,‬فممإن قممال‬ ‫الك ّ‬
‫الكافر‪ :‬إّني قد نظرت في جميع ما ذكرتم بجهدي فلم‬
‫ل علممى السمملم‪ ,‬فإنمما نقطممع‬ ‫ما ذكرتممم يممد ّ‬ ‫أجد شيئا ً م ّ‬
‫ن المتكّلميمن يقطعمون‬ ‫على أّنه كماذب معانمد‪ ,‬مثلمما أ ّ‬
‫على ذلك بعد المناظرة‪ ,‬فإّنما علمنا أّنهم معاندون في‬
‫ن اللممه‬‫ذلك –مع أّنه غيب ل سبيل لنما إلممى معرفتممه‪ -‬ل ّ‬
‫جخخة‬‫تعالى أخبرنا بذلك حيث يقممول‪)) :‬قل فللخخه الح ّ‬
‫البالغة(( ]النعام‪ [149/‬وغير هممذه اليممة الكريمممة‪.‬‬
‫وبمعنى همذا الجمواب جماء القمرآن صمريحًا‪ ,‬قمال اللمه‬
‫دين عند الله السلم وما اختلف‬ ‫ن ال ّ‬ ‫تعالى‪)) :‬إ ّ‬
‫الذين أوتوا الكتاب إل من بعد ما جاءهم العلم‬
‫بغيا ً بينهخم ومخن يكفخر بآيخات اللخه فخإن اللخه‬
‫جوك فقخخل أسخخلمت‬ ‫سريع الحسخخاب‪ ,‬فخخإن حخخا ّ‬
‫وجهخخي للخخه ومخخن اّتبعخخن وقخخل للخخذين أوتخخوا‬
‫ميين أأسخخلمتم فخخإن أسخخلموا فقخخد‬ ‫الكتاب وال ّ‬
‫اهتخخدوا وإن توّلخخوا فإّنمخخا عليخخك البلغ واللخخه‬
‫بصير بالعباد(( ]آل عمران‪ [20-19/‬فممما تركممت‬
‫هذه الية شيئا ً مما ذكرناه والحمد لله‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬قمد يكمون فمي الّنماس ممن همو بليمد ل‬
‫يستطيع أن ينظر وحده‪ ,‬ول يعممرف الدل ّممة إل بممالّتعليم‬
‫فيجب تعليمه‪.‬‬
‫والجواب‪ /‬من وجوه‪:‬‬ ‫‪/109‬ب‬

‫ول‪ :‬ل سبيل على قواعدكم إلى العلم القاطع‬ ‫ال ّ‬


‫ن الله تعالى حين يعلم‬ ‫بوجود من هو كذلك‪ .‬سّلمنا‪ ,‬فإ ّ‬
‫كنممه ل محالممة‪.‬‬ ‫منممه الّنظممر وطلممب الحممقّ يلهمممه ويم ّ‬
‫كنه من ذلك لبلدته‪ ,‬فمممن‬ ‫ن الله تعالى لم يم ّ‬ ‫وسلمنا أ ّ‬
‫أين أّنه مكّلف بالعلم؟ وما المانع من أن ّممه غيممر مكل ّممف‬

‫‪288‬‬
‫عند ممن ل يجيمز الّتقليممد فممي هممذه المعمارف‪ ,‬ويكمون‬
‫ضممرورية؟‬ ‫صبيان الممّيزين العارفين بالعلوم ال ّ‬ ‫لحقا ً بال ّ‬
‫أو يكون مكّلفا ً بالتقليد أو ما يقمموم مقممامه مممن الظ ّم ّ‬
‫ن‬
‫عند من يجيز ذلك‪ ,‬كأبي القاسم الكعبي من المعتزلة‪,‬‬
‫سنة‪.‬‬ ‫والمؤّيد من الّزيدية‪ ,‬وغير واحد من أهل ال ّ‬
‫الوجه الّثاني‪ :‬أن نقول‪ :‬قممد يكممون فممي الن ّمماس‬
‫دة‬‫ققممة بممالتعليم –أيضمًا‪ -‬لشم ّ‬ ‫مممن ل يفهممم الدل ّممة المح ّ‬
‫بلدته‪ ,‬فما أجبتم به)‪ (1‬فهممو جوابنمما‪ .‬فممإن قلتممم‪ :‬الدل ّممة‬
‫تمنع وجود مثل هذا‪ ,‬فإن وجد فغير مكّلف‪ ,‬قلنا‪ :‬ونحن‬
‫كمن ممن معرفمة السملم‬ ‫نقول بمثل همذا فيممن ل يتم ّ‬
‫بمجّرد خلق العقل وبعثة الّرسل‪.‬‬
‫ن الذي يعرفه أهممل الجهممل مممن‬ ‫الوجه الّثالث‪ :‬أ ّ‬
‫فممار‪ ,‬فممإّنه ل‬ ‫المسمملمين يكفممي أهممل البلدة مممن الك ّ‬
‫دقيقممة –الممتي ل يعرفهمما إل علممماء‬ ‫يطممالب بالدّلممة ال ّ‬
‫ذكاء منهممم‬ ‫فار‪ ,‬وأهممل ال م ّ‬ ‫ذكاء من الك ّ‬ ‫الكلم‪ -‬إل أهل ال ّ‬
‫كنهم اللممه مممن المعرفممة‪ ,‬ول‬ ‫جة وم ّ‬ ‫مت عليهم الح ّ‬ ‫قد ت ّ‬
‫كنون مممن معرفتممه مممن‬ ‫يجب علينا تعريفهم بما هم مم ّ‬
‫دم‪.‬‬ ‫غير تعريفنا كما تق ّ‬
‫ل مسمملم‬ ‫ن)‪ (3‬ك م ّ‬‫الوجه الّرابع‪ :‬مممن )الصممل()‪ (2‬أ ّ‬
‫دعاء الكفار‬
‫إلى السلم‬
‫دليل‬ ‫فممار إلممى اللممه تعممالى بال م ّ‬ ‫يبذل جهده في دعاء الك ّ‬
‫وة عقلممه وبلغممة منطقممه‪ ,‬مممن‬ ‫والموعظة‪ ,‬على قدر ق ّ‬
‫ّ‬
‫ي‪ ,‬ول يجب تعلم الكلم لذلك‪,‬‬ ‫م ّ‬ ‫دث أو عا ّ‬ ‫متكّلم أو مح ّ‬
‫كمن مممن تمييممل القلمموب‬ ‫ل مممن قممرأ الكلم تم ّ‬ ‫فليس ك ّ‬
‫كن من ذلك‬ ‫المصّرة على الكفر إلى السلم‪ ,‬وإّنما يتم ّ‬
‫ذهن‪,‬‬ ‫مممن أهممل الكلم مممن آتمماه اللممه تعممالى صممفاء الم ّ‬
‫وحسممن الفهممم‪ ,‬والبراعممة فممي تعليممم غمموامض العلممم‪,‬‬

‫‪ ( )1‬في )ي(‪)) :‬فيه(( وفي هامش )أ( إشارة إلممى أن ذلممك فممي‬
‫نسخة‪.‬‬
‫‪ ( )2‬أي‪ :‬من تحقيق الجواب عن المعممترض انظممر )ص‪,570/‬‬
‫‪.(572‬‬
‫‪ ( )3‬سقطت من )س(‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫صفة العزيزة قليممل ممن المتكّلميممن وغيممر‬ ‫وأهل هذه ال ّ‬
‫محتاجين إلى تعلم الكلم‪ ,‬بل في فطرهم ما يكفيهممم‪,‬‬
‫كما كان الذين ابتكروا علم الكلم وسبقوا إليه‪.‬‬
‫الوجه الخخخامس‪ :‬س مّلمنا أن ّممه مممن عممرف علممم‬
‫فار وإفحممامهم دون غيممره‪,‬‬ ‫جة الك ّ‬ ‫كن من محا ّ‬ ‫الكلم تم ّ‬
‫ما أّنه ل يجممب فلعممدم‬ ‫ولكن ذلك ل يجب ول يستحب‪ ,‬أ ّ‬
‫مما أّنمه ل يسمتحب فلمما يخماف‬ ‫ل على وجوبه‪ ,‬وأ ّ‬ ‫ما يد ّ‬
‫دم تحقيممق ذلممك‬ ‫من المضّرة الحاصلة بمعرفته كما تق م ّ‬
‫في )الوهم الّثاني عشر()‪. (1‬‬
‫ل على وجمموب‬ ‫سمع ما يد ّ‬ ‫فإن قيل‪ :‬قد ورد في ال ّ‬
‫البيان على العلماء؛ فالجواب من وجوه‪:‬‬
‫ن المراد بذلك بيان ممما لممم يممبّينه‬ ‫ول‪ :‬أ ّ‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫ما يجب على‬
‫العلماء بيانه‬ ‫شمريعة‪ ,‬مممن‬ ‫ممة إل بواسممطة علممماء ال ّ‬ ‫الله تعمالى للعا ّ‬
‫ممما العلمموم العقليممة‬ ‫شممريعة‪ ,‬وأ ّ‬ ‫أحكام الفروع وأركان ال ّ‬
‫الممتي سمماوى اللممه تعممالى بيممن الجميممع فيهمما فل يجممب‬
‫ن ما لم يتعّلق بالسلم من ذلممك لممم)‪ (2‬يجممب‬ ‫تعليمها ل ّ‬
‫إجماعًا‪ ,‬وما يتعّلق بالسلم منه فقد بينممه اللممه تعممالى‪,‬‬
‫ن ممما بّينممه‬‫وما بينه الله لم تجب إعادة البيان‪ ,‬أل ترى أ ّ‬
‫ن أّنه‬ ‫بعض العلماء لم تجب إعادة بيانه‪ ,‬مع أّنه ربما ظ ّ‬
‫حة مما ذكمره‪,‬‬ ‫قد بّيمن للخصممم ولممم يتمبّين للخصممم صم ّ‬
‫فممأولى وأحممرى أن ل تجممب إعممادة بيممان ممما بينممه اللممه‬
‫جممة‪,‬‬ ‫تعالى‪ ,‬لّنه يعلم البواطن ويعلم أن ّممه قممد أقممام الح ّ‬
‫جممة علممى‬ ‫وقد أعلمنا بذلك فعلمنا بخممبره لنمما قيممام الح ّ‬
‫م من مناظرتنا لهم‪ ,‬غايممة ممما فممي‬ ‫فار‪ ,‬وكان ذلك أت ّ‬ ‫الك ّ‬
‫)‪(3‬‬ ‫ّ‬
‫ن هممذا تخصمميص للعمومممات الموجبممة لتعلممم‬ ‫المممر أ ّ‬
‫الجاهل‪ ,‬فهو تخصمميص صممحيح لن ّممه تخصمميص بالعقممل‪,‬‬
‫وتخصيص العموم جائز عند جماهير)‪ (4‬العلماء بالقيمماس‬

‫)ص‪.(326/‬‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬


‫في )س(‪)) :‬ل ‪.‬‬
‫((‬
‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫في )س(‪)) :‬لتعليم((‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫سقطت من )س(‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪290‬‬
‫دليل العقلي!‪.‬‬ ‫الظ ّّني‪ ,‬كيف بال ّ‬
‫صص تلك العمومات بفعممل‬ ‫الوجه الّثاني‪ :‬أّنا نخ ّ‬ ‫لم يشتغل النبي ‪ ‬بعلم‬
‫رسول الله ‪ ,‬فإّنه ‪ --‬لم يشتغل ببيان كيفية الّنظر‬ ‫الكلم ول بتعليمه‬
‫وتعليممم العقلء ذلممك‪ ,‬بممل دعمما الن ّمماس إلممى السمملم‪,‬‬
‫وقاتلهم عليه وبّلغ ما أوحي إليه‪ ,‬والعلممماء ليسمموا أبلمغ‬
‫‪/110‬أ‬
‫مممن النبيمماء‪ ,‬وقممال تعممالى فممي ح مقّ النبيمماء‪)) :‬ومخخا‬
‫علينا‪/‬إل البلغ المبين(( ]يس‪ [17/‬كذلك العلماء‬
‫ق‬
‫سممنة قممد قمماموا بح م ّ‬ ‫فإّنما هم ورثة النبيمماء‪ ,‬وأهممل ال ّ‬
‫ن رسول الله ‪ ‬لممم‬ ‫الوراثة للعلم الّنبوي‪ ,‬وقد علمنا أ ّ‬
‫دعاء‬ ‫فار‪ ,‬وإّنما أمرنا بالمم ّ‬‫يأمرنا بالمناظرة قبل قتال الك ّ‬
‫دعوة النبويممة وقاتممل ‪--‬‬ ‫قبل القتال حّتى اشتهرت الم ّ‬
‫دعوة‪.‬‬
‫قبل ال ّ‬
‫شبه وجاءوا‬ ‫فار لو اعتذروا بال ّ‬ ‫ن الك ّ‬
‫ومن المعلوم أ ّ‬
‫بفيلسوف يجممادل عنهممم‪ ,‬وطلبمموا مممن الن ّممبي ‪ ‬تممرك‬
‫الجهاد حّتى يتعّلموا أدّلة علم الكلم‪ ،‬ويجيب الّنممبي ‪‬‬
‫شبه الفلسفة القادحممة فممي العلممم حت ّممى‬ ‫على)‪ (1‬جميع ُ‬
‫يؤمنوا على يقين‪ ،‬ما عذرهم الّنبي ‪ ‬في الكفر يوممما ً‬
‫واحمدًا‪ ،‬وكيمف يمهلهمم ويمترك جهمادهم حّتمى يتعّلمموا‬
‫ي لم يحصل لهممل‬ ‫ذلك! وتعّلم ذلك على الوجه المرض ّ‬
‫دة طويلممة‪ ،‬وإذا جممازت‬ ‫اّلدربممة فممي الّنظممر إل فممي م م ّ‬
‫دة الّنظر حّتى يحصممل للن ّمماظر العلممم بممما‬ ‫المهلة في م ّ‬
‫دة المهلممة‬ ‫ذكره المعتزلة‪ ،‬وجب الّرجوع في معرفة م م ّ‬
‫سممرعة حصممول‬ ‫ن الّناس يختلفممون فممي ُ‬ ‫إلى الّناظر‪ ،‬ل ّ‬
‫العلممم بممالّنظر علممى حسممب فطنهممم‪ ،‬ومعرفممة ذلممك‬
‫بالوحي بعد انقطاعه غير ممكنة‪ ،‬فلزم الخصممم أمهمال‬
‫من اعتذر بذلك حّتى يقّر بحصول العلم له وأّنه معاند‪،‬‬
‫دعاء‬ ‫أو الّرجوع إلممى ممما بممدأ بممه أهممل الحممديث مممن الم ّ‬
‫والجهاد والكتفاء ببيان الله تعالى‪.‬‬
‫الخخوجه الخخخامس‪ :‬أّنهمما وردت نصمموص تقتضممي‬
‫ن الخمموض فممي الكلم علممى وجممه‬ ‫نأ ّ‬‫ظمم ّ‬‫العلممم أو ال ّ‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬عن((‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫التحكيم للدّلة العقلية في المحارات الخفّية‪ ،‬وتقديمها‬
‫سمعية مضّرة عظيمة‪ ،‬ودفع المض مّرة‬ ‫على الّنصوص ال ّ‬
‫المظنونة واجب عقل ً بإجماع الخصوم ودليل المعقول‪.‬‬
‫فإن قالوا‪ :‬وفممي تممرك علممم الكلم خمموف مض مّرة‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫ن تسمية المرجوح خوفما ً غيمُر مسمّلم‪،‬‬ ‫فالجواب‪ :‬أ ّ‬
‫صممحيحة‬‫مينا خائفين لسقوط البنيممة القائمممة ال ّ‬ ‫وإل ّ ل ُ‬
‫س ّ‬
‫علينا‪.‬‬
‫مى خوفممًا‪ .‬لكممن دفممع المضممّرة‬ ‫وسممّلمنا أنممه يسمم ّ‬
‫وزة ل يجب‪ ،‬ل سيما إذا لم يندفع إل‬ ‫الموهومة أو المج ّ‬
‫ن ذلممك قبيممح‬ ‫بارتكمماب ممما فيممه مضممّرة مظنونممة فممإ ّ‬
‫ضرورة مع تساوي المضّرتين أو احتمال تساويهما‪.‬‬ ‫بال ّ‬
‫سادس‪ :‬مممن قبيممل المعارضممة لبعممض‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫ن فممي المتكّلميممن مممن المعتزلممة‬ ‫المتكّلميممن‪ ،‬وذلممك أ ّ‬
‫طائفتين عظيمتين ل توجبان الّنظر‪:‬‬
‫دين مثممل‬ ‫أحدهما‪ :‬من ُيجيز التقليد في أصول ال م ّ‬
‫شميخ البغداديمة أبمي القاسمم الكعمبى وأتبماعه‪ ،‬وإممام‬
‫الّزيدية المؤّيد بالله وأتباعه‪.‬‬
‫ن المعممارف ضمرورية ممن‬ ‫ثانيهما‪ :‬من يقول‪ :‬بمأ ّ‬
‫المعتزلمة وعلمماء الّزيديمة‪ ،‬والمعتزلمة مطبقمون علمى‬
‫تعظيممم همماتين الط ّممائفتين منهممم‪ ،‬وإن قطعمموا ببطلن‬
‫دثين علممى أهممل‬ ‫ماقمماله فنقممول لهممم‪ :‬جممواب المحمم ّ‬
‫طائفتين وقد قممال‬ ‫الفلسفة والكفر مثل جواب هاتين ال ّ‬
‫ظمار المتحمذلقين)‪ (2‬الكبمار‪،‬‬ ‫بهما جّلة من شيوخهم)‪ (1‬الن ّ‬
‫فل تسرفوا في التشنيع على أهل الثر‪ ،‬فقممد شمماركهم‬
‫في ذلك جماعة من أهل )‪ (3‬الّنظر‪.‬‬
‫ث وجوابه تركتهما اختصارًا‪.‬‬ ‫ويتعّلق بهذا بح ٌ‬
‫‪/110‬ب‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬قال بها جملة شيوخهم‬
‫((‬

‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬المتحزلقين((!‪.‬‬


‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬من أئمة علم((‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫ما المسألة الّثانية‪ :‬وهممي قممولهم‪ :‬ممما يصممنع‬ ‫وأ ّ‬
‫دقيقممة مممن الفلسممفة‬ ‫دثون‪ /‬عنممد ورود ال ّ‬
‫شممبه ال ّ‬ ‫المح م ّ‬
‫وغيرهم‪ ،‬وذكرهم لحكايممة ملممك المّروم‪ ،‬وإرسمماله إلممى‬ ‫شبهة ضعيفة في‬
‫دث‬ ‫ن الرشميد أممر بمحم ّ‬ ‫الّرشمميد يطلممب المنمماظرة‪ ،‬وإ ّ‬ ‫الحث على علم الكلم‬
‫ونقضها‬
‫ج عليهممم‬ ‫صممانع فاحت م ّ‬
‫دليل على ثبمموت ال ّ‬ ‫فسألوه عن ال ّ‬
‫بقممول الّنممبي ‪)) :‬بنخخي السخخلم علخخى خمخخس‬
‫دعخخائم(()‪ (1‬الحممديث فكتبمموا إلممى الّرشمميد فممي ذلممك‬
‫)‪(2‬‬
‫وطلبوا غيره‪ ،‬فأرسل بمتكّلم فدسوا عليه من فّهمه‬
‫موه قبممل‬ ‫فممي طريقممه فوجممدوه كممما يحممذرون‪ ،‬فسمم ّ‬
‫الوصول إليهم‪.‬‬
‫والجواب على ذلك من وجهين‪:‬‬
‫ول‪ :‬معارضة وهي أن نقول‪ :‬أخبرنا ما‬ ‫الوجه ال ّ‬
‫صحابة والتممابعون ومممن أجمماز التقليممد فممي‬ ‫كان يصنع ال ّ‬
‫ضممرورية‬ ‫ّ‬
‫الصممول مممن المتكلميممن وأهممل المعممارف ال ّ‬
‫منهم‪ ،‬وأّول من ابتكر علم الكلم‪ ،‬فإّنه ل يمكن مممن ل‬
‫يعرف الكلم أن يصنع مثلهم)‪(3‬؟ فإن قالوا‪ :‬إّنه كان في‬
‫كن من ذلك مممن غيممر‬ ‫كل من ذكرتم من يتم ّ‬ ‫صحابة و ّ‬ ‫ال ّ‬
‫تعليممم ول رياضممة فممي الكلم لفممرط ذكممائه‪ ،‬قلنمما‪ :‬ممما‬
‫كل عصر من هو كذلك مثل أوائل‬ ‫المانع أن يكون في ّ‬
‫مشايخ الكلم‪ ،‬بل أوائل أهل الفلسفة والبراهمممة‪ ،‬بممل‬
‫شبه مممن أهممل الكلم وهممو مممن‬ ‫ل ال ّ‬ ‫كن من ح ّ‬ ‫الذي يتم ّ‬
‫صه الله تعالى بالذكاء والفطنة‪ ،‬وليس كمل ممن قممرأ‬ ‫خ ّ‬
‫دين ومناظرة الملحممدين‪ ،‬وإذا‬ ‫ب عن ال ّ‬ ‫الكلم صلح للذ ّ ّ‬
‫ذكاء‬ ‫صمملحية لممذلك لممذلك موقوفممة علممى المم ّ‬ ‫كممانت ال ّ‬
‫وحسن اليراد والصدار‪ ،‬فذلك موجود فممي المتكّلميممن‬
‫صممحابة مممن‬ ‫وغيرهم كما أقّر المتكّلمون أنه كان في ال ّ‬
‫يعرف ذلممك ويتمكممن منممه مممن غيممر رياضممة فممي تعل ّممم‬

‫‪ ( )1‬أخرجممه البخمماري ))الفتممح((‪ ،(1/64) :‬ومسمملم برقممم )‪(16‬‬


‫وجاء التصريح بقوله‪)) :‬دعائم(( في رواية عبد الرزاق‪.‬‬
‫‪ ( )2‬كذا في الصول‪.‬‬
‫‪ ( )3‬في )س(‪)) :‬مثله ‪.‬‬
‫((‬

‫‪293‬‬
‫الكلم‪ ،‬وإذا اتفممق لبعممض أهممل الحممديث البلممداء مممال‬
‫يخفى على الذكياء ضممعفه‪ ،‬فممذلك)‪ (1‬قممد يّتفممق لبعممض‬
‫أهل الكلم من الختيارات الّركيكة مال يخفى الذكيمماء‬
‫دمنا في )الوهم الّثاني عشر()‪. (2‬‬ ‫ضعفه كما ق ّ‬
‫الوجه الّثاني‪ :‬أن أصولكم تقتضي عدم الخمموف‬
‫النظر الباطل‬
‫ن الّنظممر واجممب علممى العبممد‪،‬‬ ‫ن عنممدكم أ ّ‬ ‫مممن ذلممك‪ ،‬ل ّ‬ ‫والنظر الصحيح‬
‫والبيان والّلطف واجبمان علمى اللمه تعمالى‪ ،‬فنقمول‪ :‬ل‬
‫حاجة على همذا إلمى تعّلمم الكلم بمل نقمف حّتمى تمرد‬
‫دليل لم تمموجب‬ ‫شبهة‪ ،‬فإن لم تقدح في أحد أركان ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫كا ول تستحق جوابًا‪ ،‬وإن قدحت فعلنا ما يجب علينا‬ ‫ش ّ‬
‫وهو الّنظر عند المعتزلة‪ ،‬والله تعالى يفعل عندهم ممما‬
‫يجممب فممي حكمتممه وهمو البيممان لنما والهدايمة واللطمف‬
‫درايممة‪ ،‬ومممع ذلممك تجل ّممى لنمما‬ ‫المطلممع علممى أسممباب ال ّ‬
‫شبهات‪.‬‬ ‫المشكلت‪ ،‬ونسلم من مداحض ال ّ‬
‫فإن قيل‪ :‬فهل تقولون بقبح الّنظر؟ فقممد أبطلتممم‬
‫ن أدّلتكم هممذه نظريممة وهممذا‬ ‫ل الّنظر ببعض الّنظر‪ ،‬ل ّ‬ ‫ك ّ‬
‫متناقض‪.‬‬
‫والجواب أّنا ل نقّبح الّنظر‪ ،‬وكيممف وقممد أمممر اللممه‬
‫سنة‪ ،‬ولكّنمما‬ ‫تعالى به! ونحن إّنما دفاعنا عن الكتاب وال ّ‬
‫ل مبتدع الّنظر بمسنونه‪ ،‬فنبطممل مممن النظممار ممما‬ ‫نبط ُ‬
‫صممحابة ‪ --‬وإلممى تفكيممر‬ ‫دى إلممى القممدح علممى ال ّ‬ ‫أ ّ‬
‫المسلمين‪ ،‬وإلى القطع في صممفات اللممه تعممالى بغيممر‬
‫تقدير ول هدى ول كتمماب منيممر‪ ،‬وقممد بي ّن ّمما فممي )المموهم‬
‫سممنة مممن الّنظممر‬ ‫ن الذي يبطله أهل ال ّ‬ ‫الّثاني عشر()‪ (3‬أ ّ‬
‫نوعان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬مما كمان متوقفما ً علمى الممراء والّلجماج‬
‫الذي ل يفيد اليقين‪ ،‬ويثير ال ّ‬
‫شّر‪.‬‬
‫وثانيهمخخا‪ :‬النتصممار للح مقّ بممالخوض فممي أمممور‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬فكذلك((‪.‬‬
‫‪) ( )2‬ص‪.(326/‬‬
‫‪) ( )3‬ص‪.(236/‬‬

‫‪/111‬أ‬
‫‪294‬‬
‫يستلزم الخوض فيهما الشمكوك والحيمرة والبدعمة لمما‬
‫في تلك المور من الكلم بغير علم في محمار العقمول‬
‫ومواقفها‪ ،‬وقد أوضحت ذلك في )الوهم الثاني عشممر(‬
‫وذكرت أقوال فحول المتكّلمين فيه واعممترافهم بممذلك‬
‫فخذه من هنالك‪ ،‬فقد أبطل أهل الحديث بعض الّنظممر‬
‫ببعضممه كممما فعممل أهممل الكلم فممي إبطممال أنظممار‬
‫خصومهم بأنظارهم‪ ،‬وهذا صحيح عند‪ /‬الجميع‪.‬‬
‫حكاية باردة‬
‫ممما الحكايممة النممي شممّنع بهمما أهممل الكلم علممى‬ ‫وأ ّ‬
‫ونقضها‬ ‫دثين من إرسال ملك الّروم إلممى هممارون الّرشمميد‬ ‫المح ّ‬
‫دث عنهمما وسممخرية أولئك‬ ‫وطلب المناظرة وعجز المح ّ‬
‫جح بممذلك وبحكايممة‬ ‫الفلسفة به فقد كثر الكلم في التب ّ‬
‫أخرى تشبهها‪.‬‬
‫ب عليهخخم فخخي ذلخخك‪ :‬أّنهممم إن أرادوا‬ ‫والجخخوا ُ‬
‫ّ‬
‫دثين‪ ،‬فذلك مسلم‬ ‫الستدلل على أّنهم أجدل من المح ّ‬
‫لهم‪ ،‬بل مسّلم لهم أنهممم أجممدل مممن رسممول اللممه ‪،‬‬
‫وإن أرادوا بممذلك أّنهممم أعلممم بممالله وأفضممل عنممد اللممه‬
‫ل عارف أّنه لممم‬ ‫ل على هذا‪ ،‬لّنا نعلم وك ّ‬ ‫فليس ذلك يد ّ‬
‫يصدر شيء من الكلم ومجادلة الفلسفة مممن رسممول‬
‫اللمممه ‪ ‬ول ممممن جميمممع أصمممحابه ‪ --‬ول اشمممتغلوا‬
‫بممارسممتهم لمممماراة أهممل اللجمماج‪ ،‬وارتياضممهم علممى‬
‫الّنظر في شبه أهل الباطل‪ ،‬وليس يلزم من ذلك أّنهم‬
‫ل معرفة بالله‪ ،‬ول أقل نصرة لدين الله‪ ,‬ولممو أحبمموا‬ ‫أق ّ‬
‫الخوض في الكلم واشتغلوا بتعلمه وتعليمه لبلغوا فيه‬
‫ما أرادوا‪ ،‬وعرفوا ما عرف المتكّلمون وزادوا‪ ،‬وكممذلك‬
‫سممنة وسممائر مممن اشممتغل‬ ‫من اقتدى بهممم مممن أهممل ال ّ‬
‫ن‬
‫بالعبممادة أو الجهمماد‪ ،‬ولكّنهممم أعرضمموا عممن هممذا الف م ّ‬
‫إعراض مستغن عنه فارغ القلب)‪ (1‬منه‪ ،‬ل يعرفون لممه‬
‫مراسا ً ول رفعوا إليه رأسًا‪.‬‬
‫وقممد عرضممت لرسممول اللممه ‪ ‬أسممباب تقتضممي‬
‫الخوض في ذلك‪ ،‬كذلك أصحابه رضي الله عنهممم فلممم‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬الطلب((‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫يخض أحد منهم فممي ذلممك علممى أسماليب أهممل الكلم‪،‬‬
‫وقممد كممان رسممول ‪ ‬أعلممم بممالله وأحممب للممدعاء‬
‫بالحكمة)‪ (1‬إلى الله‪ ،‬فأعرض عمن خاض بالباطممل فممي‬
‫آيات الله ولم يزدهم على تبليغ آيات الله‪.‬‬
‫كما فعل مممع ابممن الّزبعممرى فممإّنه لممما نممزل قمموله‬
‫ب‬‫تعالى‪) :‬إنكم وما تعبدون من دون اللخخه حصخخ ُ‬
‫جهن ّخخم( ]النبيخخاء‪ [98/‬تعممّرض المخممذول للجممدال‬
‫سمملم‪ -‬ممممن‬ ‫ن المسمميح والملئكممة‪-‬عليهممم ال ّ‬ ‫وزعممم أ ّ‬
‫ذبون‪ ،‬فأعرض عنممه‬ ‫يعبدون وأنه يلزم من ذلك أّنهم مع ّ‬
‫رسول الله ‪ ،‬ولم يجب عليه بشيء حّتى نزل قمموله‬
‫من ّخخا الحسخخنى‬ ‫ن الخخذين سخخبقت لهخخم ّ‬ ‫تعممالى‪) :‬إ ّ‬
‫أولئك عنها مبعدون(‪.‬‬
‫ن رسممول اللممه ‪ ‬أمممره أن‬ ‫وكذلك أبو سفيان فممإ ّ‬
‫مما همذه ففمي الّنفمس منهما‬ ‫وة فقمال‪ :‬أ ّ‬
‫يشهد لمه بمالّنب ّ‬
‫شيء حّتى الن‪ ،‬فسكت عنه رسول اللممه ‪ ‬وأراد أن‬
‫شهادتين‪.‬‬ ‫يضرب عنقه فشهد ال ّ‬
‫وكذلك الوليد بن المغيرة فإّنه كّلم رسول الله ‪‬‬
‫وة‪ ،‬وعممرض عليممه المممال والّرياسممة‪ ،‬فلممم‬ ‫في ترك الّنب ّ‬
‫سممجدة‪ ،‬وكممذلك نصممارى‬ ‫يجب عليه إل بتلوة سممورة ال ّ‬
‫نجران الذين نزلت فيهم آية المباهلة تعّرضوا لمبماهلته‬
‫ن عيسممى ابممن اللممه‪،‬‬ ‫–عليممه)‪ (2‬الصمملة والسمملم‪ -‬فممي أ ّ‬
‫وا كبيرًا‪ ،‬فلم يخممض‬ ‫ظالمون عل ّ‬ ‫ما يقول ال ّ‬ ‫تعالى الله ع ّ‬
‫معهم في شيء من أساليب المتكّلميممن ودعمماهم إلممى‬
‫المباهلة كما ذلك معروف في مواضعه‪ ،‬وهممذه المممور‬
‫وإن نقممل بعضممها أو كّلهمما آحمماد فمعناهمما فممي الجملممة‬
‫سممير والخبممار‪ ،‬وكممذلك‬ ‫ضرورة لمن طممالع ال ّ‬ ‫معلوم بال ّ‬
‫صة جعفر بممن‬ ‫أصحابه –رضي الله عنهم‪ -‬أل ترى إلى ق ّ‬
‫أبي طالب‪ ،‬ومهاجرة الحبشة مع الّنجاشي‪ ،‬وما راجعه‬
‫بممه خطيبهممم جعفممر بممن أبممي طممالب ‪ --‬حيممن قيممل‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬بالحكم((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬فعرضوا المباهلة عليه ‪.!((... ‬‬

‫‪296‬‬
‫للنجاشممي‪ :‬إّنهممم يقولممون فممي عيسممى قممول ً عظيم مًا‪،‬‬
‫وكانت الّنصارى يعبدون عيسمى‪ ،‬ويسمتعظمون القمول‬
‫ممما سممألهم الّنجاشممي عممن‬ ‫بأنه عبد ً مممن عبيممد اللممه‪ ،‬فل ّ‬
‫حة‬ ‫جموا بمه علمى صم ّ‬ ‫ذلك؟ أجابوا بكلم الله تعالى واحت ّ‬
‫عقيدتهم‪ ،‬وتل جعفر على النجاشي صدر سورة مريمم‪،‬‬
‫حّتى بكى الّنجاشي وأصحابه‪ ،‬وكان ذلك سممبب إسمملم‬
‫جممات الممتي أشممرنا إليهمما ل‬ ‫ل هممذه المحا ّ‬ ‫الّنجاشي‪ ،‬وك م ّ‬
‫ح علممى قواعممد المتكّلميممن‪ ،‬ول تنفممق فممي سمموق‬ ‫تص م ّ‬
‫الجدليين‪ ،‬فممإّنه ل يصممح عنممدهم الحتجمماج بممالقرآن ول‬
‫ح لممه وجممود البمماري تعممالى‪،‬‬ ‫بالمعجز إل ّ على من قد ص ّ‬
‫ققممة‬ ‫وأّنه عالم قادر‪ ،‬عدل حكيممم صممادق‪ ،‬بالدل ّممة المح ّ‬
‫فممي علممم الكلم‪ ،‬علممى ماذلممك مقممّرًر بممأدلته فممي‬
‫مصّنفاتهم‪.‬‬
‫دث الذي أرسممله‬ ‫والعجب من تشنيعهم على المح ّ‬
‫هارون إلى الّروم فبلغهم ما عنممده مممن دعمموة رسممول‬
‫الله ‪ ،‬وليت شعري ما الذي أنكروه من ذلممك؟ فممإن‬
‫كان المنكر عندهم هو تبليممغ كلم رسممول اللممه ‪ ،‬فل‬
‫‪ /111‬ب‬
‫نكارة في هذا‪ ،‬فقد كان رسول الله ‪/‬يبّلمغ عممن اللممه‬
‫تعالى من غير زيادة اسممتدلل ول تجديممد احتجمماج‪ ،‬وإن‬
‫جمة العقليمة‬ ‫كان المنكر عندهم كمونهم طلبموا منمه الح ّ‬
‫فلم يأت وعدل إلى ذكر أركان السلم‪ ،‬فغير مسممتنكر‬
‫أيضًا‪ ،‬فقد أمر الله رسوله ‪ ‬بمثل ذلك فقال تعممالى‪:‬‬
‫جوك فقل أسخلمت وجهخي للخه ومخن‬ ‫)فإن حآ ّ‬
‫اّتبعن( ]آل عمران‪ [20/‬وأما قممولهم‪ :‬كيممف يحتممج‬
‫على الخصوم بقول رسممول اللممه ‪ ‬ولممم يس مّلموا لممه‬
‫صحة نبوته؟ فمذلك جهمل منهمم‪ ،‬فمإنه يصمح الحتجماج‬
‫جمة بمذلك وإن‬ ‫ن الله تعالى قد أقام عليهمم الح ّ‬ ‫بذلك ل ّ‬
‫ذين أوتخخوا‬ ‫جحدوه كما قال تعالى‪)) :‬وما اختلف ال ّ‬
‫الكتخخاب إل ّ مخخن بعخخد مخخا جخخآءهم العلخخم بغيخخا‬
‫بينهخم(( ]آل عمخران‪ [19/‬وقممال‪)) :‬وإن توّلخوا‬
‫فإّنما عليخخك البلغ واللخخه بصخخير بالعبخخاد(( ]آل‬

‫‪297‬‬
‫عمخخران‪ [20/‬وقممد ثبممت فممي فعممل رسممول اللممه ‪‬‬
‫المعلوم في الجملة ما يرد ّ عليهم‪ ,‬فإّنه ‪ ‬أرسل إلممى‬
‫دث الممذي‬ ‫هرقل عظيم الّروم من كان في صفة المحمم ّ‬
‫أرسله هارون وهو دحية بن خليفة الكلممبي ولممم يعلمممه‬
‫ما يجيب به عليهم إن أوردوا عليه ما يدقّ من شبههم‪,‬‬
‫دقائق‬ ‫ي وسممائر الم ّ‬ ‫ن المنطقم ّ‬ ‫فممإّنهم اليونممان أهممل الفم ّ‬
‫الّنظريممة‪ ,‬وكممذلك سممائر رسممله ‪ --‬فممإّنه بعممث إلممى‬
‫النجاشمي صماحب الحبشمة‪ ,‬وإلمى المقموقس صماحب‬
‫السممكندرية‪ ,‬وبعممث أبمما عبيممدة إلممى البحريممن يعّلمهممم‬
‫السلم‪ ,‬وبعث علّيما ً ومعماذا ً وأبما موسمى إلمى اليممن‪,‬‬
‫وبعث إلى سائر الملوك‪ ,‬وكذلك كتب رسممول اللممه ‪‬‬
‫دعاء إلى السلم لممم‬ ‫التي أنفذها إلى الفاق البعيدة لل ّ‬
‫منها شيئا ً من ذلك مع أّنه موضعه‪ ,‬مثل كتابه إلى‬
‫)‪(1‬‬
‫يض ّ‬
‫خرقل‪ ,‬وإلى كسرى‪ ,‬وإلى جهينة‪.‬‬
‫ن أهممل الحممديث أشممبه‬ ‫وبالجملة؛ فالعلم حاصل بأ ّ‬ ‫أهل الحديث أشبه‬
‫برسممول اللممه ‪ ‬وأصممحابه مممن أهممل الكلم فممي أمممر‬ ‫برسول ال ‪‬‬
‫ك في ذلك‬ ‫سّنة‪ ,‬ل يش ّ‬‫العقيدة والّرجوع إلى القرآن وال ّ‬
‫إل مممن قصممرت معرفتممه بممالحوال الّنبويممة والثممار‬
‫صحابية‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫فإن قيل‪ :‬أليس قد أمر اللممه رسمموله ‪ ‬بالجممدال‬
‫الجدال والكلم‬ ‫في قوله تعالى‪)) :‬وجادلهم بالتي هخي أحسخن((‬
‫عليه‬
‫]النحل‪ [125/‬فالجواب من وجهين‪:‬‬
‫ن اللممه تعممالى قي ّممد ذلممك بممالتي هممي‬ ‫أحخخدهما‪ :‬أ ّ‬
‫أحسن‪ ,‬ولم يأمره بمطلممق الجممدال والنممزاع‪ ,‬إّنممما هممو‬
‫جممة‬
‫فممي كيفيممة ذلممك وتفسممير الممتي هممي أحسممن‪ .‬وح ّ‬
‫ن رسمول اللمه ‪ ‬قمد‬ ‫دثين فيمه واضمحة‪ ,‬وذلمك أ ّ‬ ‫المح ّ‬
‫امتثل ما أمر به من الجدال في هذه اليممة‪ ,‬ومممع ذلممك‬
‫فلم ينقممل عنممه أن ّممه جممادل بأسمماليب المتكّلميممن وهممذا‬
‫واضح‪ ,‬وكذلك جميع ما أخبر الله تعالى به عن النبيمماء‬
‫فار والحتجمماج عليهممم‪,‬‬ ‫سلم‪ -‬من مجادلة الك ّ‬ ‫‪-‬عليهم ال ّ‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬كتابه((‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫دث ول يطابق أسمماليب أهممل‬ ‫فإّنه ل يعجز عن مثله مح ّ‬
‫الكلم‪ ,‬مثل ما حكى الله تعالى عن خليله إبراهيم ‪-‬‬
‫ن اللخخه‬‫جه في اللممه تعممالى‪)) :‬فإ ّ‬ ‫‪ -‬في قوله للذي حا ّ‬
‫شخخمس مخخن المشخخرق فخخأت بهخخا مخخن‬ ‫يخخأتي بال ّ‬
‫المغرب(( ]البقرة‪ [258/‬ومثل ما علم الله رسوله‬
‫جهم بممه فممي قمموله تعممالى‪)) :‬قخخل إّنمخخا‬ ‫‪ ‬أن يحمما ّ‬
‫أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنخخى وفخخرادى‬
‫كروا مخخا بصخخاحبكم مخخن جن ّخخة إن هخخو إل‬ ‫ثم تتف ّ‬
‫نخخذير لكخخم بيخخن يخخدي عخخذاب شخخديد‪ ,‬قخخل مخخا‬
‫سألتكم من أجر فهو لكخخم إن أجخخري إل علخخى‬
‫ل شيء شهيد(( ]سبأ‪47-46/‬‬ ‫الله وهو على ك ّ‬
‫[‪.‬‬
‫ومثل ما ثبت عنه ‪ ‬من ذلك؛ ففي ال ّ‬
‫((‬ ‫))‬
‫صممحيحين‬
‫)‪ (1‬مممن حممديث ابممن عبمماس ))لممما نزلممت‪)) :‬وأنخخذر‬
‫صممفا فجعممل‬ ‫عشيرتك القربين(( صممعد ‪ ‬علممى ال ّ‬
‫ي!(( –لبطممون‬ ‫ينادي‪)) :‬يا بني فهخخر! يخخا بنخخي عخخد ّ‬
‫قريش‪ -‬حّتى اجتمعوا فقال‪)) :‬أرأيتكم لو أخخخبرتكم‬
‫ن خيل ً بخخالوادي تريخخد أن تغيخخر عليكخخم كنتخخم‬ ‫أ ّ‬
‫ي؟(( قممالوا‪ :‬نعممم‪ ,‬ممما جّربنمما عليممك إل صممدقًا‪,‬‬ ‫دق ّ‬‫مص ّ‬
‫قال‪)) :‬فإّني نذير لكم بين يدي عذاب شديد((‪.‬‬
‫صحيحين(()‪ (2‬عن أبي موسى عن الّنبي ‪‬‬ ‫))‬
‫وفي ال ّ‬
‫‪)) /:‬إّنما مثلي ومثل ما بعثنخخي اللخخه بخخه كمثخخل‬
‫رجل أتى قخومه فقخال‪ :‬يخا قخوم إّنخي)‪ (3‬رأيخت‬
‫عريخخان‬ ‫ي‪ ,‬وإّنخخي أنخخا الّنخخذير ال ُ‬ ‫الجيخخش بعينخخ ّ‬
‫]فالّنجاء[‪ ,‬فأطاعه طائفة من قخخومه فخخأدلجوا‬

‫‪ ( )1‬البخاري ))الفتح((‪ ,(8/400) :‬ومسلم برقم )‪ .(208‬واتفقما‬


‫عليه –أيضًا‪ -‬من حديث أبي هريرة‬
‫‪ ( )2‬البخاري ))الفتح((‪ ,(13/264) :‬ومسلم برقم )‪.(2283‬‬
‫‪ ( )3‬في )أ(‪ :‬زيادة‪)) :‬قد((‪ .‬وضرب عليها في )ي(‪ ,‬وليست فممي‬
‫صحيح((‪.‬‬‫)س(‪ ,‬ول في ))ال ّ‬

‫‪299‬‬
‫ذبت طائفة منهم‬ ‫فانطلقوا على مهلهم)‪ ,(1‬وك ّ‬
‫فأصبحوا مكانهم وصّبحهم الجيخخش فخخأهلكهم‬
‫واجتاحهم(( الحديث‪ ,‬وأمثال ذلممك مممما فممي القممرآن‬
‫سممني يفهممم مثممل هممذا‬‫صممحيح معلمموم‪ ,‬فال ّ‬ ‫والحممديث ال ّ‬
‫ويهتدي إلى الحتجاج به على قدر فهمه وذكائه‪ ,‬وفهممم‬
‫مثل هذا ل يحتاج إلى خوض في لطيممف الكلم‪ ,‬وأهممل‬
‫سنة ل يكادون يفهمممون‬ ‫البلدة من أهل الكلم وأهل ال ّ‬
‫سمع والعقل‪ ,‬ولهم مممن الفهممم ممما تقمموم‬ ‫ما دقّ من ال ّ‬
‫جة ويلزمهم معه الّتكليف‪ ,‬وقد ذكممر اللممه‬ ‫عليهم به الح ّ‬
‫جة النبياء وجممدالهم‪ ,‬ممما‬ ‫تعالى في سورة هود في محا ّ‬
‫جمة إبراهيممم‬‫معرفته مغن)‪ (2‬عن ذكمره‪ ,‬وكمذا ذكمر محا ّ‬
‫سممجن‪ ,‬ونحممو ذلممك‬ ‫جة يوسف لصاحبي ال ّ‬ ‫لقومه‪ ,‬ومحا ّ‬
‫مما يطول ذكره‪.‬‬
‫ن اللممه تعممالى أجمممل كيفيممة‬ ‫الخخوجه الّثخخاني‪ :‬أ ّ‬
‫الجدال بمالتي همي أحسمن فمي تلمك اليمة وبمبّينه فمي‬
‫غيرهمما بتعليمممه فممي القممرآن العظيممم لنممبيه ‪ ‬فقممال‬
‫دين عند الله السلم وما اختلف‬ ‫ن ال ّ‬ ‫تعالى‪)) :‬إ ّ‬
‫الذين أوتوا الكتاب إل من بعد ما جاءهم العلم‬
‫ن اللخه‬ ‫بغيا ً بينهخم ومخن يكفخر بآيخات اللخه فخإ ّ‬
‫جوك فقخخل أسخخلمت‬ ‫سريع الحسخخاب‪ ,‬فخخإن حخخا ّ‬
‫وجهخخي للخخه ومخخن اّتبعخخن وقخخل لل ّخخذين أوتخخوا‬
‫ميين ءأسلمتم فخخإن أسخخلموا فقخخد‬ ‫الكتاب وال ّ‬
‫اهتخخدوا وإن توّلخخوا فإّنمخخا عليخخك البلغ واللخخه‬
‫بصير بالعباد(( ]آل عمران‪ [20-19/‬فهممذه اليممة‬
‫‪ ( )1‬كذا في رواية البخاري‪)) :‬مهلهممم((‪ ,‬وضممبطها الحممافظ فممي‬
‫))الفتح((‪ :(11/324) :‬بفتحتين والمرادبه‪ :‬الهينة والسكون‪.‬‬
‫طأ الحافظ ضبطها بسكون الهاء‪ ,‬من المهال‪ ,‬وقممال‪ :‬إّنممه‬ ‫وخ ّ‬
‫ليس مرادا ً هنا‪.‬‬
‫غير أّنه وقع بهذا الضبط في النسخة اليونينية!‪.‬‬
‫وفي مسلم ))مهلتهم(( بضم أولممه وسممكون الهمماء‪ .‬وكممذا ضممبطه‬
‫النووي‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )س(‪ :‬تغني ‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪300‬‬
‫دللة علممى‬ ‫سني في وضوح ال ّ‬ ‫الكريمة على ما يتمّناه ال ّ‬
‫ن ما‬ ‫صريح على أ ّ‬ ‫ص ال ّ‬
‫المقصود في هذا الباب‪ ,‬من الن ّ ّ‬
‫دين‪ ,‬هممو الممذي‬ ‫ذهبوا إليه وأجابوا به أهل الّلجاج في ال ّ‬
‫دعاء‬ ‫أمر الله به رسوله ‪ ‬من القتصار على مجّرد ال م ّ‬
‫جمة علمى مما قمد‬ ‫إلى السلم‪ ,‬والّتكال في إيضماح الح ّ‬
‫فعله الله تعالى لهم من خلق العقول‪ ,‬وبعثة الّرسول‪,‬‬
‫وإنممزال اليممات‪ ,‬وظهممور)‪ (1‬المعجممزات وتكممثير مممواد ّ‬
‫البّينات‪ ,‬كما قال سبحانه وتعالى في تمثيل نور هدايته‬
‫سخماوات‬ ‫ق‪)) :‬اللخه نخور ال ّ‬ ‫للخلق إلى معرفممة الح م ّ‬
‫والرض مثخخل نخخوره كمشخخكاة فيهخخا مصخخباح‬
‫المصخخباح فخخي زجاجخخة الّزجاجخخة كأنهخخا كخخوكب‬
‫ي يوقد من شجرة مباركة زيتونة ل شرقية‬ ‫دّر ّ‬
‫ول غربية يكاد زيتها يضخيء ولخو لخم تمسسخه‬
‫نار نور على نور يهدي اللخخه لنخخوره مخخن يشخخاء‬
‫ويضرب الله المثال للناس واللخه بكخل شخيء‬
‫دعممى عممدم بيممان أدل ّممة‬ ‫عليخم(( ]النخور‪ [35/‬فمممن ا ّ‬
‫ص‬ ‫السلم بعد هذا لم يقبل منه ول يلتفت إليه‪ ,‬وقد نمم ّ‬
‫ذب القائل لذلك فممي قمموله تعممالى فممي‬ ‫الله على ما يك ّ‬
‫دمة‪)) :‬وما اختلف الذين أوتوا الكتخخاب‬ ‫الية المتق ّ‬
‫إل من بعد ما جاءهم العلخخم بغيخا ً بينهخخم(( ]آل‬
‫عمران‪ [19/‬في العلممم ببممواطنهم‪ ,‬وممما أقممام عليهممم‬
‫جة حّتى استوجبوا العقوبة والغضممب مممن اللممه‬ ‫من الح ّ‬
‫طمممع‬ ‫ما الخوض مع أهل المراء والّلجمماج‪ ,‬وال ّ‬ ‫تعالى‪ ,‬فأ ّ‬
‫في هدايتهم بالجدال والحجاج‪ ,‬فذلك مما ل يطممع فيمه‬
‫بصير‪ ,‬ول جاء به كتاب منيممر‪ ,‬وكيممف تطمممع فممي أهممل‬
‫الّزيغ وقد حكى الله تعالى عنهممم)‪ (2‬أّنهممم جممادلوه يمموم‬
‫القيامة)‪ (3‬وأنكممروا ممما صممنعوا مممن معاصمميه –سممبحانه‪-‬‬
‫حّتى شهدت عليهم أيديهم وأرجلهم‪ ,‬وبعممد أن شممهدت‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬وإظهار((‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في )ي(‪)) :‬أنهم(( وهو سبق قلم‪.‬‬
‫‪ ( )3‬سورة فصلت‪ ,‬اليات‪.(22-19) :‬‬

‫‪301‬‬
‫عليهم لم يكل حد ّ حجاجهم ول خمممد شممواظ جممدالهم‪,‬‬
‫بل قالوا لعضائهم‪ :‬لممم شمهدتم علينمما؟ قممالوا‪ :‬أنطقنمما‬
‫ل شيء‪ .‬فمن بلممغ فممي الّلجمماج إلممى‬ ‫الله الذي أنطق ك ّ‬
‫س مّني أو الجممدلي أن يفحمممه‬ ‫د‪ ,‬كيممف يطمممع ال ّ‬‫هذا الح ّ‬
‫سبيل؟! هيهممات أن يكممون‬ ‫‪/112‬ب‬
‫دليل ويهديه إلى‪ /‬سواء ال ّ‬ ‫بال ّ‬
‫ذلك أبدًا‪ ,‬وكان النسان أكثر شيء جد ً‬
‫ل!‪.‬‬
‫فممار يمموم‬
‫وقد تأّول هذه الية المصرحة بجممدال الك ّ‬
‫القيامة بعض أهل الكلم فلم يأت بما يساوي سماعه‪,‬‬
‫والله الذي خلق الخلق هو أعلم منهممم بطبمماعهم وهممو‬
‫دوا لعممادوا لممما نهمموا‬ ‫الذي أخبر عنهم بذلك وبأّنهم لو ر ّ‬
‫ق‬
‫عنه‪ ,‬والحكيم من اكتفى بحكمة اللممه وبيممانه فممي ح م ّ‬
‫هؤلء الذين ل يعرف طباعهم سواه ول يعلممم غلظهممم‬
‫غيره‪ ,‬ولهذا وعد الله تعالى بالفصل بينهم يوم القياممة‬
‫ن أّنه يفصممل‬ ‫فل يظ ّ‬ ‫ي مغ ّ‬‫ماه يوم الفصل‪ ,‬فأي جدل ّ‬ ‫وس ّ‬
‫بجدله بين الخلق قبل يوم القيامة؟ والحكيم الخبير قد‬
‫وهم وإصرارهم على الباطل بممما لممم نكممن‬ ‫أنبأنا من عت ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫نعرفممه إل بتعريفممه سممبحانه وتعممالى فقممال‪)) :‬ولخخو‬
‫سخخماء فظل ّخخوا فيخخه‬ ‫فتحنخخا عليهخخم باب خا ً مخخن ال ّ‬
‫كرت أبصارنا بخخل نحخخن‬ ‫يعرجون‪ ,‬لقالوا إّنما س ّ‬
‫قوم مسخخحورون(( ]الحجخخر‪ [14/‬وقممال سممبحانه‬
‫وتعالى‪)) :‬ولو أننا نّزلنا إليهم الملئكة وكّلمهم‬
‫ل شخخيء قبل ً مخخا‬ ‫المخخوتى وحشخخرنا عليهخخم ك خ ّ‬
‫كانوا ليؤمنوا إل أن يشاء الله(( ]النعام‪[111/‬‬
‫فكيف تنفع المناظرة من لم تنفعه مثل)‪ (2‬هممذه اليممات‬
‫الباهرة‪ ,‬وإّنما الحكمة أن يوكلمموا إلممى الممذي قممال فممي‬
‫بيان القممدرة علممى هممدايتهم بممما هممو أعظممم مممن تلممك‬
‫اليات من ألطافه التي ليسوا لهمما أهل‪)) :‬ولخو شخئنا‬
‫ل نفس هداها(( ]السجدة‪)) :[13/‬ولخخو‬ ‫لتينا ك ّ‬
‫شاء رّبك لمن من في الرض كّلهخخم جميع خًا((‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬لول تعريفه((‪.‬‬


‫‪ ( )2‬في )س(‪)) :‬قبل((!‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫]يونس‪ [99/‬وقال تعالى في بيممان علمممه ببممواطنهم‪,‬‬
‫وحكمته في ترك هداية غواتهم)‪)) :(1‬ولو علخخم اللخخه‬
‫فيهخخم خيخخرا ً لسخخمعهم ولخخو أسخخمعهم لتول ّخخوا‬
‫وهعم معرضون(( ]النفال‪ [23/‬وقال تعالى في‬
‫جممة عليهممم بخلممق العقممول وبعثممة الّرسممول‪:‬‬ ‫إقامممة الح ّ‬
‫ما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى علخخى‬ ‫))وأ ّ‬
‫الهدى(( ]فصلت‪ [17/‬وقال تعالى‪)) :‬وما كّنخخا‬
‫ل(( ]السخخراء‪[15/‬‬ ‫معخخذبين حخختى نبعخخث رسخخو ً‬
‫وقخال تعخالى‪)) :‬لئل يكخون للّنخاس علخى اللخه‬
‫جة بعد الّرسل(( ]النساء‪.[165/‬‬ ‫ح ّ‬
‫س مّني قيممام‬
‫فهذه اليات الكريمة وأمثالها تعّرف ال ّ‬
‫ق‪,‬‬
‫جة الله تعالى على الخلق في إيضمماح سممبيل الح م ّ‬ ‫ح ّ‬
‫فيدعوهم إلى الله تعالى مقتديا ً برسله الكرام –عليهم‬
‫سمملم‪ -‬مكتفي ما ً مممن البيممان بممما فممي‬
‫صمملة وال ّ‬ ‫أفضل ال ّ‬
‫القممرآن‪ ,‬مقتصممرا ً فممي الفممرق بيممن الحممقّ والباطممل‬
‫بالفرقان‪ ,‬يستصبح بنوره في ظلممم الحيممرات‪ ,‬ويمتثممل‬
‫مطاع أمره في‪)) :‬فاستبقوا الخيرات(( ]البقرة‪/‬‬
‫دى حممدود نصممحه فممي العممراض عممن‬ ‫‪ [148‬ول يتعمم ّ‬
‫ب العالمين‪.‬‬ ‫الجاهلين والمجانبة للخائضين في آيات ر ّ‬
‫فنكم الذين ل يوقنخخون‪,‬‬ ‫إخواني! فل يستخ ّ‬
‫مون المخخخؤمنين‬ ‫ول يسخخختهويّنكم الخخخذين يسخخخ ّ‬ ‫حث المؤّلف‬
‫على الهتمام‬
‫سخخفهاء ولكخخن ل‬ ‫سخخفهاء أل إّنهخخم هخخم ال ّ‬ ‫بال ّ‬ ‫بالقرآن وتدبيره‬
‫ن)‪ (2‬وقخخخخاركم الخخخخذين‬ ‫يعلمخخخخون‪ ,‬ول يطيشخخخخ ّ‬
‫يسخرون منكم‪ ,‬سخر الله منهم ولهخخم عخخذاب‬
‫أليخخم‪ ,‬فقخخد اسخختهزأوا قبلكخخم بجميخخع النبيخخاء‬
‫والمرسلين وسائر المؤمنين‪ ,‬وقد حكخخى اللخخه‬
‫عنهم أّنهم‪)) :‬كانوا من الذين آمنوا يضحكون‪,‬‬
‫وإذا م خّروا بهخخم يتغخخامزون‪ ,‬وإذا انقلبخخوا إلخخى‬
‫ن‬
‫أهلهم انقلبوا فكهيخخن‪ ,‬وإذا رأوهخخم قخخالوا إ ّ‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬غوايتهم((!‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )ي( و)س(‪)) :‬يطيش((‪.‬‬

‫‪/113‬أ‬

‫‪303‬‬
‫سخوا‬ ‫هؤلء لضآّلون(( ]المطففين‪ [32-29/‬فتأ ّ‬
‫دم مخن المخؤمنين فخي‬ ‫رحمكخم اللخه بمخن تقخ ّ‬
‫العراض عخخن المسخختهزئين‪)) :‬اللخخه يسخختهزئ‬
‫دهم فخخي طغيخخانهم يعمهخخون‪ ,‬أولئك‬ ‫بهم ويم خ ّ‬
‫الخخذين اشخختروا الضخخللة بالهخخدى فمخخا ربحخخت‬
‫تجارتهم وما كانوا مهتدين(( ]البقرة‪[16-15/‬‬
‫طممبيب السممي‪ ,‬والكريممم‬ ‫وعليكممم بممالقرآن فممإّنه ال ّ‬
‫المواسي‪ ,‬ارتعوا في رياض ))حواميمه(( وانتفعمموا ببيمان‬
‫))طواسيمه((‪ ,‬اقتدوا بأنوار مصابيحه‪ ,‬واستسقوا بممأنواء‬
‫مجاديحه‪ /‬فإّنه المعجز الذي ل تتنمماوله طاقممات العبمماد‪,‬‬
‫جة البالغة على أهل العناد‪ ,‬والجديد الذي ل يخلق‬ ‫والح ّ‬
‫على طول الّترداد‪ ,‬ول يبلى علممى مممرور البمماد‪ ,‬قممرآن‬
‫بلي قشيب الّزمان وإعجازه جديد‪ ,‬وهرم شباب اليممام‬
‫ورونقه إلى مزيممد‪ ,‬قممد خممالف)‪ (1‬المعجممزات باسممتحالة‬
‫قه‪ ,‬وسطوع نور الحقّ من مشكاة بلغته‬ ‫سحر في ح ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن إعجممازه فممي أمممور كممثيرة‪ ,‬ووجمموه‬ ‫وصدقه‪ ,‬وذلك ل ّ‬
‫حججه)‪ (2‬منيره‪:‬‬
‫منهمما‪ :‬حسمن تركيبممه وإحكمام ترصمميفه‪ ,‬ومطابقمة‬
‫وجوه إعجاز‬
‫القرآن‬ ‫أفممانينه للطيممف حممالتي القبممض والبسممط‪ ,‬وموافقممة‬
‫أساليبه لدقيق شممأني القطممع والّربممط‪ ,‬فوعيممده يبكممي‬
‫شمؤون)‪ ,(3‬وتقشممعّر لممه الجلممود‪,‬‬ ‫العيممون‪ ,‬ويسممتحلب ال ّ‬
‫ويقطممع نيمماط القلمموب ويمنممع الهجممود‪ ,‬ووعممده يممثير‬
‫الّنشمماط ويبعممث داعيممة النبسمماط‪ ,‬وأقاصيصممه تثب ّممت‬
‫اليممان فمي القلموب‪ ,‬وتجلمي عنهما غيماهب الكمروب‪,‬‬
‫وتزيممد فممي اليمممان وتهممدي إلممى الحسممان‪ ,‬وهممذا ل‬
‫سمممع‬ ‫سممحرة والمشممعوذون‪ ,‬إّنهممم عممن ال ّ‬ ‫يسممتطيعه ال ّ‬
‫وز مثممل‬ ‫وزات لج م ّ‬‫لمعزولون‪ ,‬ولو كان ذلممك مممن المج م ّ‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬فارق(( وهو كذلك في نسخة كما في هامش‬


‫)أ( و)ي(‪.‬‬
‫‪ ( )2‬ليست في )س(‪.‬‬
‫دمع‪ .‬انظر الساس ‪) :‬ص‪.(227/‬‬
‫((‬ ‫))‬
‫‪ ( )3‬الشؤون‪ :‬عروق ال ّ‬

‫‪304‬‬
‫ذلك على جميممع الشمعار الممدّونات‪ ,‬ولكّنما إذا سممعنا‬
‫كلما ً بليغا ً ونظاما ً بديعًا‪ ,‬قد وشيت بعلوم البيان بردته‪,‬‬
‫وحكيت في أفانين المعاني لحمتممه‪ ,‬وقمعممت بطممرائف‬
‫المثال أسمماليبه‪ ,‬وط مّرزت بمطابقممة الحمموال أفممانينه‪.‬‬
‫وزنا أّنه من طمطمة العجوم‪ ,‬وهمهمة علوم الّروم!!‬ ‫ج ّ‬
‫وزنا أّنها‬‫ومتى سمعنا رطن العاجم وأصوات البهائم ج ّ‬
‫منة لعلموم البمديع! ولمو كمانت‬ ‫من رسائل البديع المضم ّ‬
‫ذاقهم‬ ‫سممحرة‪ ,‬وحيممل حمم ّ‬‫الفصمماحة مممن مقممدورات ال ّ‬
‫المهرة لقدروا بذلك على معارضة القرآن‪ ,‬فكيف وقممد‬
‫عجزوا عن يسير البيان! فممأكثرهم ل يعممرف وزن بيممت‬
‫مممن أيّ الوزان‪ ,‬ول يممدري كيممف الجممولن فممي هممذا‬
‫الميدان! فانظروا في هذه المعجممزة العظيمممة الباقيممة‬
‫دهور الطويلة‪ ,‬الممتي أخرسممت مهممرة الكلم‬ ‫على مّر ال ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ممممن العمممرب وأسمممكنتهم وأردت فرسمممان البلغمممة‬
‫فنكستهم‪ ,‬أظهر الله بممه عجزهممم‪ ,‬وأبطممل بممه عزاهممم‬ ‫‪/113‬ب‬
‫وعّزهم‪ ,‬وقد مّر اليوم نّيف علممى ثمممان مئة سممنة مممن‬
‫سمملم‬ ‫صمملة وال ّ‬‫الهجرة الّنبوية علممى صمماحبها أفضممل ال ّ‬
‫ولم يقدر على معارضته إنسان‪ ,‬ول نطق بمثل سمموره‬
‫طويلة مّرت على سممحرة‬ ‫دة ال ّ‬ ‫ن هذه الم ّ‬ ‫لسان‪ ,‬على أ ّ‬
‫الكتابممة والخطابممة‪ ,‬ومهممرة اليراعممة والبراعممة‪ ,‬أسمماة‬
‫ل‪ ,/‬وبنمماة أساسممات البيممان إذا‬ ‫أسمماليب الكلم إذا اعت م ّ‬
‫اختل‪.‬‬
‫وحممممي‬ ‫طمموال وتمممارة‬‫يممممرمون بالخطمممب ال ّ‬
‫الملحظ خمميفة الّرقبماء‬
‫فسبحان من أخممرس أمممراء البيممان عممن معارضممة‬
‫هذا القرآن! وجعلممه عصمممة لهممل اليمممان فممي جميممع‬
‫ن علخى‬ ‫الزمان‪)) :‬قل لئن اجتمعت النس والج ّ‬
‫أن يأتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثلخخه ولخخو‬
‫كخان بعضخهم لبعخض ظهيخرًا(( ]السخراء‪.[88/‬‬
‫فاستنصحوا القرآن واستهدوه واستخبروه واستشفوه‪,‬‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬بلغائهم(( وكذلك في نسخة‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫ل‪,‬‬‫فممإّنه الّناصممح الممذي ل يغممش‪ ,‬والهممادي الممذي ل يضم ّ‬
‫دث الممذي ل يكممذب‪ ,‬الط ّممبيب الممذي ل يخطىممء‪.‬‬ ‫والمح ّ‬
‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫فاّتهموا فيممه آراءكممم‪ ,‬واستغشمموا ]فيممه[ أهممواءكم‪,‬‬
‫واستغنوا بمنطق القرآن عن منطق اليونممان‪ ,‬وانظممروا‬
‫فيممما أمركممم بممالّنظر فيممه‪ ,‬مّتبعيممن فممي كيفيممة الّنظممر‬
‫لرسمموله الممذي أثنممى علممى مّتبعيممه‪ ,‬فسممّرحوا أبصممار‬
‫بصائركم وأفكار ضمائركم في سماء مرفوعممة‪ ,‬وأرض‬
‫درات منازلهمما سمّيارة‪ ,‬وعلممى‬ ‫موضوعة‪ ,‬ونجوم في مق ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫محكممممات أفلكهممما دّوارة ‪ ,‬زينمممة تجتليهممما أعيمممن‬
‫كريممن‪ ,‬منهمما‬ ‫المعتبرين‪ ,‬ومصابيح تتوهّممج أنوارهمما للمتف ّ‬
‫وارة وبحممار‬ ‫ثواقب وثوابت‪ ,‬ومعالم ورواجم‪ ,‬وأقمممار ن م ّ‬
‫فاقة‪ ,‬وأنهممار دّفاقممة‪ ,‬وسممحائب ثقممال‬ ‫وارة‪ ,‬وأرواح خ ّ‬ ‫م ّ‬
‫)‪(4‬‬
‫طارة‪ ,‬وأودية غيممر منسممدة‬ ‫طارة‪ ,‬وعيون سّيالة وق ّ‬ ‫م ّ‬
‫المهارق‪ ,‬نافمذة فمي المغمارب والمشمارق‪ ,‬وحيوانمات‬
‫ساسة منها في الجواء طّيارة‪ ,‬ومنهمما علممى القممدام‬ ‫ح ّ‬
‫خرة‪ ,‬ولكم ّ‬
‫ل‬ ‫سّيارة‪ ,‬ومنها أمم مكّلفة ومنها أخرى مس م ّ‬
‫درة‪ ,‬وأحمموال مق مّررة‪ ,‬ونعممم ونقممم وعممبرة‬ ‫أرزاق مق م ّ‬
‫وعبر‪ ,‬وفيهممم المهن ّممى والمعمّزى والمعممافى والمممرزى‪,‬‬
‫شماكي‪ ,‬ورسمل اللمه‬ ‫ضاحك والباكي‪ ,‬والمغبموط وال ّ‬ ‫وال ّ‬
‫تعالى في خلل ذلك تترى‪ ,‬وكتبه سبحانه ل تزال تقرأ‪.‬‬
‫فسبحانك اللهممم ممما أعظممم ممما يممرى مممن خلقممك وممما‬
‫ل ممما نشمماهده مممن‬ ‫أصغره في جنب قممدرتك‪ ,‬وممما أجم ّ‬
‫سلطانك وما أحقر ذلك فممي جنممب ممما غمماب عن ّمما فممي‬
‫ملكوتك‪ ,‬وممما أصممدق ممما قلممت فممي كتابممك المممبين يمما‬
‫أصممدق القممائلين‪)) :‬ولخخو أّنمخخا فخخي الرض مخخن‬
‫ده من بعده سبعة أبحر‬ ‫شجرة أقلم والبحر يم ّ‬
‫ن اللخخه عزيخخز حكيخخم((‬ ‫ما نفدت كلمخخات اللخخه إ ّ‬
‫]لقمان‪.[27/‬‬
‫)س(‪)) :‬عليه((‪.‬‬ ‫في‬ ‫(‬ ‫‪)1‬‬
‫)أ(‪)) :‬عليه(( والمثبت من )ي( و)س(‪.‬‬ ‫في‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬
‫وارة((!‪.‬‬‫)س(‪)) :‬ط ّ‬ ‫في‬ ‫(‬ ‫‪)3‬‬
‫)س(‪)) :‬مفسدة((‪.‬‬ ‫في‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫‪306‬‬
‫وهذا آخر ما وّفق الله من هممذا )المختصممر(‪ ,‬وقممد‬ ‫خاتمة الكتاب في‬
‫)‪(1‬‬
‫رأيت أن أختمه بما بدأت به‪ ,‬بذكر شيء من البيات‬ ‫الثناء على الحديث‬
‫وأهله‬
‫مممق والبتممداع‪,‬‬‫ث على التباع وتممرك الّتع ّ‬ ‫منة للح ّ‬‫المتض ّ‬
‫فمن ذلك قولي في هذا المعنى‪:‬‬
‫مممنمممممطق‬ ‫‪/‬ممنطمممممق الولمممممياء والديمممممان‬ ‫‪/114‬أ‬
‫النممبميماء والممقمرآن‬
‫ممنمطمممممق‬ ‫)‪(2‬‬
‫ولهممممل الّلجممماج عنمممد الّتمممماري‬
‫الذكممياء والمميونممان‬
‫فمممإذا ممما جمعمممت عممملم الفمممريقين )م( فمممممكن‬
‫مممائممل ً إلى المفمرقمممان‬
‫كممممان عممملم‬ ‫وإذا ممممما اكتفيممت يمومم ما ً بعلممممم‬
‫دث المّرّبمانمي‬‫الممح ّ‬
‫ورثمممموا هممممدي‬ ‫ن عمملم الحديمث علمم رجممال‬ ‫إ ّ‬
‫ناسممخ الديممان‬
‫ورووا بممممعده‬ ‫جمعمموا طممرق ممما تمممواتر عنممه‬
‫صحمميمح المممباني‬
‫هممموا ممما دون‬
‫ورووا بعمده حسان الحمماديث )م( وو ّ‬
‫شممرط الحسممان‬
‫)‪( 3‬‬
‫فممي دعممماوى‬ ‫واعتنوا بالّنفيس من غيممر خبممط‬
‫معمنى بمغميمر بميممان‬
‫يكشمممممف‬ ‫وأبممانممممموا نقمممممد المممّرواة بيممممممانا َ‬
‫الغممامضات للعميمممان‬
‫(()‪( 4‬‬ ‫))‬
‫وكتمماب‬ ‫ي‬
‫فممانظروا فممي مصممّنف ابممن عممد ّ‬
‫(()‪(6‬‬
‫))التكميل(()‪ (5‬و))الميزان‬
‫تعلموا أّنهم قد اعتمدوا الّنصح )م( وصممحمموا عممن‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬اليات((‪.‬‬
‫‪ ( )2‬في )أ(‪)) :‬التمادي((‪.‬‬
‫‪ ( )3‬تحممرف فممي )س( إلممى‪)) :‬واعتنمموا بالتفسممير مممن غيممر‬
‫ضبط((‪.‬‬
‫‪ ( )4‬يعني كتاب الكامل في ضعفاء الّرجال ‪.‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫‪307‬‬
‫عمّلة الذهممان‬
‫في تممفمماريممع‬ ‫واسممتدّلوا بالمسندات العوالي‬
‫دينممهمم والمبمماني‬
‫بماعتقممممماد‬ ‫عممممممل ً بممالمظنون منممممها وقطعم ما ً‬
‫المعلممموم في الديممان‬
‫)‪(1‬‬
‫شممممت هممدي‬ ‫فمممممإذا جئتهممم تممممريدن مممممراء‬
‫المبعموث من عدنان‬
‫بهممممدي أهممممل‬ ‫ي‬
‫قمد رضمموا مما رمماهم منطق م ّ‬
‫بميمعمة الّرضمموان‬
‫وهمممواهمممممم‬ ‫ل الممماني‬ ‫فمملقمممماهم عنممدي أجممم ّ‬
‫عمملمممة اليمممان‬
‫ومما قلت في هذا المعنى‪:‬‬
‫تجمد عنمدهم كمم ّ‬
‫ل‬ ‫عليك بأصحاب الحديث الفاضل‬
‫الهدى والفضائل‬
‫وأدعوا إليهممم فممي‬ ‫أحمن إليمهم كّلما هّبمت ال ّ‬
‫صبما‬
‫ضحى والصائل‬ ‫ال ّ‬
‫سمممخت‬ ‫حت الّيممام فممي الجمممع بيننمما‬ ‫لئن شمم ّ‬
‫بالّتوالمي بيننا والّرسممائل‬
‫عممملى الجمممع‬ ‫وقممد تلتقممي الرواح والبممون نممازح‬
‫للشباح ذات الهياكل‬
‫ممتى نملتقي بعممد‬ ‫فميالميت شعري والمماني ضلة‬
‫الّنموى المتطمماول‬
‫متمقمى وبمممدور‬ ‫شيوخ حديث المصطفى ومعادن الم‬
‫نممورهم غمير آفل‬
‫وقد لبسمموا منه‬ ‫شفوا علل الكباد منه فأصبحوا‬

‫‪ ( )5‬للحممافظ ابممن كممثير‪ ,‬جمممع فيممه بيممن ))تهممذيب الكمممال‬


‫((‬

‫و))الميزان(( منه قطعة في دار الكتب‪.‬‬


‫‪ ( )6‬لل ّ‬
‫ذهبي‪.‬‬
‫ً((‬
‫‪ ( )1‬في )س(‪ :‬أمرا ‪.‬‬
‫))‬

‫‪308‬‬
‫نفيمس المغمملئل‬
‫)‪(1‬‬
‫معارفمممه فممي‬ ‫صمحيح وبّينموا‬ ‫قحموا منمه ال ّ‬ ‫همم ن ّ‬
‫الممممتمعمات الحمموافل‬
‫وهمممم فممي‬ ‫ل منيفممة‬ ‫فممممهم فممي مممممبانيهم جمممبا ّ‬
‫مغمانيهم شمموس المحافل‬
‫بألسمممنة مثممممل‬ ‫ي محمد‬ ‫يممذّبون عممن ديممن الّنب ّ‬
‫سمميوف الفواصل‬ ‫ال ّ‬
‫وذلممك يممموم‬ ‫دليملمهممممم قممول الّرسمممول وفعلممه‬
‫دلئل‬ ‫الفصل أقموى ال ّ‬
‫لقمممع بممرهممممان‬ ‫ومدرسممهم آي الكتممماب وإن ّممه‬
‫ل منماضل‬ ‫لممكمم ّ‬
‫دمممماغ ألمد ّ فمي‬ ‫جة السلم ل ما يطيش من‬ ‫هما ح ّ‬
‫الخصممام مجممممادل‬
‫مممن العملم فممي‬ ‫ولممولهما كان ابن سمينا منّزل ً‬
‫أعلى بروج المنازل‬
‫صحب فمي‬ ‫من ال ّ‬ ‫وكان ابن مسعود وأعلم عصره‬
‫وى من الجهل نازل‬ ‫مه ّ‬
‫لهمممم ممنمممهجا ً‬ ‫مممموا‬ ‫فممممل تممممقتدوا إل بمممهم وتي ّ‬
‫كممالقدح ليس بمائل‬
‫ممولميمممد‬ ‫ن المصممطفى يمموم جمماءه الممم‬ ‫ألممم تممر أ ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫بقول الحوذيّ المجادل‬
‫سممجدة‬ ‫مممن ال ّ‬ ‫تجّنممب مممممنهاج المممرا وتممممل لمممه‬
‫اليات ذات الفواصل‬

‫‪ ( )1‬في )س(‪)) :‬نصحوا فيها((‪.‬‬


‫صه‪:‬‬‫‪ ( )2‬في هامش )أ( و)ي( ما ن ّ‬
‫))في هذا البيت إشارة إلى كلم الوليد بممن المغيممرة لرسممول‬
‫اللممه ‪ ‬حيممن عممرض عليممه المممال والرياسممة‪ ,‬ويممترك دعمموى‬
‫النبوة‪ ,‬فلم يجب عليه رسول الله ‪ ‬إل بتلوة آيممة السممجدة‪,‬‬
‫وعلى هذا كان أصحابه الراشدين –رضي الله عنهممم‪ -‬تمممت((‬
‫للعلمة محمد بن عبد الملك النسي‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫إذا لمم تمقمدممممه‬ ‫دق‬‫ولمم يجعل القرآن غير ممص ّ‬
‫دروس الوائمممل‬
‫لصممحمة بيممن‬ ‫كممذا فعممممل الط ّي ّممار يمموم خطابمممه‬
‫الخصمموم المقمممماول‬
‫بممممها بشمممممهادات‬ ‫تمممل لهم آي الكتمماب فأيقنوا‬
‫دمموع الهواطل‬ ‫ال ّ‬
‫وعممممادوا إليممه‬ ‫إلى ذاك صار الذكيمماء مممن الممورى‬
‫بمعمد ُبمعمد المممراحل‬
‫ي‬
‫إمممام الجمممموين ّ‬ ‫أبو حامد وابن الخطيب وهكذا الم‬
‫الممذي لممم يمماثل‬
‫غممممدا وهممممو‬ ‫كمممذا ابممن عقيممل وهممو أبممرع عاقممل‬
‫معقول كبعض العقائل‬
‫عمممن الخمموض‬ ‫جمة البحمر وابعمدوا‬ ‫فل تسبحوا في ل ّ‬
‫سواحل‬ ‫فيه واكتفوا بال ّ‬
‫مممواردكم‬ ‫فممإن لممم يكممن بمد ّ مممن الخمموض فمماجعلوا‬
‫مسمممتعممذبات المنممماهل‬
‫وما عمممماقل)‪,(1‬‬ ‫عليكم بقول المصطفى فهو عصمة‬
‫مما يمقول بعادل‬ ‫عمم ّ‬
‫‪ ( )1‬في )أ(‪)) :‬عادل((!‪.‬‬
‫كتب فممي آخممر نسممخة )أ( ممما صممورته‪)) :‬انتهممى تحصمميل هممذا‬
‫هاب ولطفه ومن ّممه‪ ,‬فلممه الحمممد كممثيرا ً‬ ‫الكتاب بعون الملك الو ّ‬
‫ّ‬
‫ل‪ ,‬والحمد لله علمى كمل حممال وصمملى اللممه وسمملم‬ ‫بكرة وأصي ً‬
‫على سيدنا محمد وآله خير آل‪.‬‬
‫كان الفراغ من رقمه ليلممة الثنيممن المبممارك‪ ,‬أحممد أيممام شممهر‬
‫]ذي[ القعدة الحرام سنة )‪1179‬هم( هتمت بخير‪.‬‬
‫=‬
‫= ثممم كتممب‪)) :‬بلممغ مقابلممة علممى أصممله مممع )عنايممة( حسممب‬
‫المكان‪ ,‬وذلك يوم الحد لعله سابع شهر محّرم الحرام سممنة‬
‫)‪1180‬هم( )وقع في الصل )‪1108‬هم( وهو وهم(‪.‬‬
‫وكتب الفقير إلى رحمة الله ربه لطف الباري بن أحمد عفممى‬
‫الله عنه وغفممر لممه ولوالممديه‪ ,‬ولمسممامحه ولجميممع المممؤمنين‬
‫آمين((‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫كممما شممممقيت‬ ‫سممعدت بمذّبي عن حممماه وحب ّممه‬
‫صد ّ عنمه عواذلي‪.‬‬
‫بال ّ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫وكتب في آخر نسخة )ي( ممما صممورته‪)) :‬انتهممى تحصمميل هممذا‬


‫الكتاب المبارك بعون الله الملك الوهاب ولطفممه ومنممه‪ ,‬فلممه‬
‫ل‪ ,‬وصمملى اللممه علممى سمميدنا محمممد‬ ‫الحمد كممثيرا ً بكممرة وأصممي ً‬
‫المين‪ ,‬وآله خير آل‪ ,‬وأصحابه الراشممدين‪ ,‬والحمممد للممه علممى‬
‫ل حال‪.‬‬ ‫ك ّ‬
‫حّرر صبح الجمعة المبارك أحد أيام ذي القعممدة الحممرام سممنة‬
‫ت وثلثين وثلث مائة وألف ختمت بخير وما بعدها إن شاء‬ ‫س ّ‬
‫الله((‪.‬‬
‫ثم كتب‪)) :‬بلغ بحمد الله تعالى مقابلة هذه النسخة ليلممة )‪(3‬‬
‫)‪1340‬هم(‪ ,‬والحمد لله حمدا ً كثيرا ً طيبا ً‬ ‫رمضان الكريم‬
‫ب رّبنا ويرضى((‪.‬‬ ‫مباركا ً فيه كما يح ّ‬
‫وكتب أيضًا‪)) :‬قممال القاضممي العلمممة محمممد بممن عبممد الملممك‬
‫النسي –رحمه الله‪ -‬في آخر النسخة التي بقلمه الممتي قابلنمما‬
‫هذه النسخة عليها‪ ,‬بخط سيدي العلمة إسحاق ابن يوسف –‬
‫رحمممه اللممه‪ -‬فممي آخممر نسممخته فممي هممذا الت ّمماليف ممما لفظممه‪:‬‬
‫سفر الجليل الذي هو بّرؤ‬ ‫))انتهى ما أردت من مطالعة هذا ال ّ‬
‫العليممل‪ ,‬وشممفاء الغليممل‪ ,‬فرحممم اللممه مممؤلفه رحمممة واسممعة‪,‬‬
‫وحشممره فممي زمممرة حممبيبه الشممفيع‪ ,‬وحممّرر فممي رمضممان )‬
‫‪1137‬هم( انتهى((‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫مقدمممممممممممممممممممممممممممة التحقيممممممممممممممممممممممممممق‪,‬‬
‫وفيها‪5............................................... :‬‬
‫المممممممرد علمممممممى المخمممممممالف‪ ,‬وأنمممممممه بممممممماب‬
‫جهادي ‪5.................................‬‬
‫هممممممممذا الكتمممممممماب إحممممممممدى ثمممممممممار هممممممممذه‬
‫المهمة ‪6..................................‬‬
‫ثبمممممممممممات المؤلمممممممممممف ضمممممممممممد ممممممممممممن‬
‫خالفه ‪6-5.......................................‬‬
‫ذكمممممممممممممممممممر أصمممممممممممممممممممل همممممممممممممممممممذا‬
‫الكتاب ‪8-7............................................‬‬
‫عدم العتماد على طبعات الكتاب السممابقة‪ ,‬ودواعممي‬
‫تحقيقه ‪8.........‬‬
‫وقبل تحقيقه قدمنا أمرين‪:‬‬
‫‪-1‬ترجمة المؤلف )لحفيممد أخيممه محمممد بممن عبممد اللممه‬
‫الوزير( ‪10.............‬‬
‫تمهيد‪ :‬وفيه بيممان أهميممة دراسممة المممام ابممن المموزير‪,‬‬
‫وأهمية هذه‬
‫الدراسممممممممممممممممممممممممممممة فممممممممممممممممممممممممممممي‬
‫جانبين‪10................................................. :‬‬
‫‪-‬الممممممممممممممممثروة العلميممممممممممممممممة الممممممممممممممممتي‬
‫خّلفها ‪10.........................................‬‬
‫‪-‬المدرسمممممممممممممة الممتمممممممممممممدة لفكمممممممممممممرة‬
‫الصلحي ‪13.................................‬‬
‫لم يحظ ابن الوزير بالترجمة ل من معاصريه‪ ,‬ول من‬
‫بعدهم‪,‬‬
‫واسممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممتعراض‬
‫ذلك ‪15....................................................‬‬

‫‪312‬‬
‫انتصمماب أهممل بلممده لعممدواته‪ ,‬وهممذه عممادتهم مممع‬
‫فضلئهم ‪16.............‬‬
‫‪-‬سممممممممممممممممبب نشممممممممممممممممر الترجمممممممممممممممممة‬
‫المخطوطة ‪19.......................................‬‬
‫‪-‬ترجمة محمد بممن عبممد اللممه بممن الهممادي مممن ))هجممر‬
‫العلم(( ‪19.............‬‬
‫‪-‬النسممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممخة‬
‫الصلية ‪20...................................................‬‬
‫نممممممممممممممممممممممممممممص الترجمممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫المخطوطة ‪21..............................................‬‬
‫‪-‬اسمممممممممممممممممممممممممممممه والثنمممممممممممممممممممممممممممماء‬
‫عليه ‪23.................................................‬‬
‫‪-‬‬
‫مولده ‪..........................................................‬‬
‫‪24...‬‬
‫‪-‬مؤلفمممممممممممممممممممممممممماته وبعممممممممممممممممممممممممممض‬
‫شعره ‪25.............................................‬‬
‫تكميمممل فمممي ذكمممر بقيمممة كتبمممه‪ ,‬وأمممماكن وجودهممما‬
‫)ت( ‪39-35...............‬‬
‫‪-‬ذكممممر شمممميوخه ورحلتممممه فممممي طلممممب العلممممم‬
‫ورسوخه ‪39.....................‬‬
‫‪-‬تزهّمممممممممممممممممممممممممممد المصمممممممممممممممممممممممممممنف‬
‫واعتزاله ‪45............................................‬‬
‫فصمممل فمممي ذكمممر مممما سمممنح ممممن أشمممعاره منمممه‬
‫وإليه ‪47..........................‬‬
‫ذكمممممممممممممممممر وفممممممممممممممممماته –رحممممممممممممممممممه‬
‫الله‪50.............................................. -‬‬
‫ثانيخخخخخخخخخخخًا‪ :‬التعريخخخخخخخخخخخف بالكتخخخخخخخخخخخاب‪,‬‬
‫وفيه‪53...................................... :‬‬

‫‪313‬‬
‫‪-‬اسممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم‬
‫الكتممماب ‪.......................................................‬‬
‫‪55‬‬
‫‪-‬إثبممممممممممات نسممممممممممبة الكتمممممممممماب إلممممممممممى‬
‫مؤّلفه ‪56......................................‬‬
‫‪-‬تاريمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممخ‬
‫تمممممأليفه ‪.......................................................‬‬
‫‪58‬‬
‫‪-‬سممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممبب‬
‫تمممممأليفه ‪.......................................................‬‬
‫‪60‬‬
‫‪-‬‬
‫موارده ‪.........................................................‬‬
‫‪62...‬‬
‫‪-‬الثنمممممممممممممممماء علممممممممممممممممى الكتمممممممممممممممماب‬
‫وعكسه ‪70.......................................‬‬
‫‪-‬علقة المختصر بالصل‪ ,‬وأوجه المغايرة‪ ,‬وامتيممازات‬
‫المختصر ‪75.....‬‬
‫‪-‬غرضمممممممممممممممه منمممممممممممممممه‪ ,‬ومنهجمممممممممممممممه‬
‫فيه ‪79...........................................‬‬
‫‪-‬التنممممممممبيه علممممممممى أمممممممممور لهمممممممما علقممممممممة‬
‫بالمنهج ‪84.................................‬‬
‫‪-‬طبعممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممات‬
‫الكتاب ‪89...................................................‬‬
‫‪-‬مخطوطممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممات‬
‫الكتاب ‪92................................................‬‬
‫‪-‬تراجم العلممماء الممذين أثبتنمما تعليقمماتهم فممي همموامش‬
‫الكتاب ‪94..........‬‬
‫‪-‬خطمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬

‫‪314‬‬
‫العمممممل ‪.......................................................‬‬
‫‪99‬‬
‫‪-‬نمممممممممممممممممماذج ممممممممممممممممممن النسمممممممممممممممممخ‬
‫الخطية ‪101..........................................‬‬
‫قق‬ ‫ص المح ّ‬ ‫‪-‬الن ّ ّ‬
‫مقدمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫المؤلف ‪........................................................‬‬
‫‪3‬‬
‫الرسمممممممممممممممممممممممممممول وتبليمممممممممممممممممممممممممممغ‬
‫الرسالة ‪4...............................................‬‬
‫حممممديث المؤلممممف عممممن نفسممممه‪ ,‬وبيممممانه لمكانممممة‬
‫السنة ‪9-6......................‬‬
‫نبمممذة ممممن الشمممعار فمممي الثنممماء علمممى الحمممديث‬
‫وأهله ‪13-9...................‬‬
‫ذكممممممممر رسممممممممالة المعممممممممترض ))المممممممممردود‬
‫عليها(( ‪13..............................‬‬
‫مممممممممممما اشمممممممممممتملت عليمممممممممممه رسمممممممممممالة‬
‫المعترض ‪15-14..............................‬‬
‫الجمممواب علمممى المعمممترض كمممان باختصمممار‪ ,‬وسمممبب‬
‫ذلك ‪15.................‬‬
‫نبممممممممممممذة عممممممممممممن أصممممممممممممل هممممممممممممذا‬
‫المختصر ‪18........................................‬‬
‫سممممممممممممممبب الختصممممممممممممممار والغممممممممممممممرض‬
‫منه ‪19......................................‬‬
‫كلم المعممترض علممى عدالممة الممرواة‪ ,‬وأن معرفتهمما‬
‫سرة أو متعذرة ‪19..‬‬ ‫متع ّ‬
‫الجواب من وجوه‪:‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الول‪....................................................... :‬‬

‫‪315‬‬
‫‪20‬‬
‫اعممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممتراض‬
‫ودفعه ‪22.....................................................‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الثممماني‪....................................................... :‬‬
‫‪26‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الثممممالث‪...................................................... :‬‬
‫‪27‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الرابممممع‪....................................................... :‬‬
‫‪27‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الخممامس‪..................................................... :‬‬
‫‪29‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫السمممادس‪.................................................... :‬‬
‫‪30‬‬
‫اعممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممتراض‬
‫ودفعه ‪36.....................................................‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫السمممابع‪...................................................... :‬‬
‫‪36‬‬
‫حجمممممممممممممممج قبمممممممممممممممول المجهمممممممممممممممول‬
‫الثرية ‪46-38....................................‬‬
‫حجمممممممممممممممج قبمممممممممممممممول المجهمممممممممممممممول‬
‫النظرية ‪51-47...................................‬‬
‫الدلة الثرية والنظرية على أنه ليس كل من وقع منه‬
‫ذنب‬

‫‪316‬‬
‫فممممممممممممممممممممممممممممممإنه ليممممممممممممممممممممممممممممممس‬
‫بعدل ‪60-52...............................................‬‬
‫كلم أصممممممممممممحاب المعممممممممممممترض فممممممممممممي‬
‫العدل ‪56..................................‬‬
‫ممما نقممل عممن بعممض فضمملء السمملف مممن هضمممهم‬
‫لنفسهم ‪60-56.......‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الثممممامن‪...................................................... :‬‬
‫‪60‬‬
‫تشكيكات المعترض في الرجوع إلى الكتمماب والسممنة‬
‫وغيرها ‪63-62....‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫التاسممممع‪...................................................... :‬‬
‫‪64‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫العاشمممر‪...................................................... :‬‬
‫‪66‬‬
‫المممممممممممممممممممممممممممموجه الحممممممممممممممممممممممممممممادي‬
‫عشر‪73................................................ :‬‬
‫المممممممممممممممممممممممممممموجه الثمممممممممممممممممممممممممممماني‬
‫عشر‪76................................................. :‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫التنمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممبيه‬
‫الول‪....................................................... :‬‬
‫‪78‬‬
‫التنمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممبيه‬
‫الثممماني‪....................................................... :‬‬
‫‪82‬‬
‫التنمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممبيه‬

‫‪317‬‬
‫الثممممالث‪...................................................... :‬‬
‫‪83‬‬
‫مبحثان في فيما يتعّلق بإبطال الطريق إلخخى‬
‫معرفة الحديث‬
‫المبحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫الول‪84...................................................... :‬‬
‫المبحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫الثمممماني‪...................................................... :‬‬
‫‪85‬‬
‫دلي حملممممة العلممممم‬ ‫كلم المعممممترض علممممى معمممم ّ‬
‫النبوي ‪85.......................‬‬
‫الجواب‪..................................................... :‬‬
‫‪85.......‬‬
‫سممر اتصممال الّروايممة بكتممب‬ ‫كلم المعممترض علممى تع ّ‬
‫الجرح والتعديل‪87... :‬‬
‫الجواب‪...................................................... :‬‬
‫‪87......‬‬
‫مسمممممألة قبمممممول الجمممممرح والتعمممممديل والقممممموال‬
‫فيها ‪89.........................‬‬
‫الجواب على المعترض من وجوه‪:‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الول‪....................................................... :‬‬
‫‪89‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الثممماني‪....................................................... :‬‬
‫‪90‬‬
‫كلم المعمممممممممممممترض علمممممممممممممى عدالمممممممممممممة‬
‫الصحابة ‪95-94............................‬‬
‫الجواب عليه‪ :‬وفيه مسائل‬

‫‪318‬‬
‫المسممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممألة‬
‫الولمممى‪....................................................... :‬‬
‫‪95‬‬
‫الدلة على مخخا ذهخخب إليخخه أهخخل الحخخديث مخخن‬
‫قبول الصحابة‪:‬‬
‫الدلمممممممممممممممممة ممممممممممممممممممن القمممممممممممممممممرآن‬
‫والثر ‪104...........................................‬‬
‫الدلممممممممممممممممممممممممممممممة مممممممممممممممممممممممممممممممن‬
‫النظر ‪109...................................................‬‬
‫شمممممممممواهد علمممممممممى تقممممممممموى الصمممممممممحابة‬
‫وصدقهم ‪110............................‬‬
‫المسمممممممممممممممألة الثانيمممممممممممممممة‪ :‬وفيهممممممممممممممما‬
‫فصلن ‪114.......................................‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الول‪115.................................................... :‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الثممممماني‪..................................................... :‬‬
‫‪119‬‬
‫مسممممممممألتان مممممممممما اشممممممممتمل عليممممممممه كلم‬
‫المعترض ‪120............................‬‬
‫احتخخج المعخخترض علخخى نفخخي عدالخخة الصخخحابة‬
‫بأمور‪:‬‬
‫الحجممممممممممة الولممممممممممى‪ :‬وجوابهمممممممممما مممممممممممن‬
‫وجوه ‪121.................................‬‬
‫الحجممممممممممة الثانيممممممممممة‪ :‬وجوابهمممممممممما مممممممممممن‬
‫وجوه ‪125..................................‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممة الثالثمممممممممممممممممممممممممممة‪:‬‬
‫وجوابها ‪129............................................‬‬
‫قول المعممترض بممأن أصممحاب الصممحاح قصممدوا حصممر‬

‫‪319‬‬
‫الصحيح‬
‫والممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممرد‬
‫عليممممه ‪.........................................................‬‬
‫‪142‬‬
‫دعوى المؤلف على ابن الصلح بخخأن مخخا فخخي‬
‫الكتب الستة صحيح‪,‬‬
‫والجخخخخخخخخواب عنخخخخخخخخه وهمممممممممو البحمممممممممث‬
‫الول‪145................................. :‬‬
‫البحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫الثممممممماني‪.................................................... :‬‬
‫‪146‬‬
‫البحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫الثالث‪146................................................... :‬‬
‫البحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫الرابمممممممع‪.................................................... :‬‬
‫‪147‬‬
‫البحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫السممممممادس‪................................................. :‬‬
‫‪147‬‬
‫البحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫السمممممممابع‪................................................... :‬‬
‫‪148‬‬
‫البحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫الثامن‪148................................................... :‬‬
‫البحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫التاسمممممممع‪................................................... :‬‬
‫‪148‬‬
‫البحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممث‬
‫العاشممممممر‪................................................... :‬‬
‫‪149‬‬

‫‪320‬‬
‫البحمممممممممممممممممممممممممممث الحمممممممممممممممممممممممممممادي‬
‫عشر‪153............................................. :‬‬
‫بيان أقسام الحديث فخخي كتخخب السخخنة‪ ,‬ثلثخخة‬
‫أقسام‪155................... :‬‬
‫أحممممممممممممممممممدها‪ :‬ممممممممممممممممممما بينمممممممممممممممممموا‬
‫صحته‪155........................................... :‬‬
‫ثانيهممممممممممممممممما‪ :‬مممممممممممممممممما اختلفممممممممممممممممموا‬
‫فيه‪155............................................. :‬‬
‫ثالثهمممممممممممما‪ :‬ممممممممممممما نصمممممممممممموا علممممممممممممى‬
‫ضعفه ‪157-155.................................‬‬
‫الحمممممممممماديث المتكلممممممممممم فيهمممممممممما فممممممممممي‬
‫الصحيحين ‪158.............................‬‬
‫ينحصر الكلم في تلك الحاديث في نوعين‬
‫النمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموع‬
‫الول‪...................................................... :‬‬
‫‪160‬‬
‫النمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموع‬
‫الثمممماني‪...................................................... :‬‬
‫‪164‬‬
‫كلم المعخخترض علخخى التصخخحيح والتضخخعيف‪,‬‬
‫والجواب عليه من وجوه‪.‬‬
‫‪-1‬الوجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموه‬
‫الجملية‪174............................................... :‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الول‪..................................................... :‬‬
‫‪174‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الثممممماني‪..................................................... :‬‬
‫‪175‬‬

‫‪321‬‬
‫‪-2‬الوجوه التفصيلية‪ ,‬واشتمل كلمه على مسائل‪:‬‬
‫المسممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممألة‬
‫الولمممممى‪..................................................... :‬‬
‫‪182‬‬
‫المسممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممألة‬
‫الثانيمممممة‪..................................................... :‬‬
‫‪185‬‬
‫المسممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممألة‬
‫الثالثمممممة‪..................................................... :‬‬
‫‪191‬‬
‫كلم المعخخخخخخخخخترض علخخخخخخخخخى عدالخخخخخخخخخة‬
‫الرواة ‪195..................................‬‬
‫والجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممواب‬
‫عليه ‪195.....................................................‬‬
‫كلم المعترض على علخخم الناسخخخ والمنسخخوخ‬
‫ودعوى صعوبته ‪200.......‬‬
‫والجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممواب‬
‫عنه‪200..................................................... :‬‬
‫مسالتان‪:‬‬
‫الولى‪ :‬في وجوب الترجيح أو جوازه في حق المميممز‬
‫من طلبة‬
‫العلم ‪...........................................................‬‬
‫‪207...‬‬
‫شمممرح كلممممة الشمممافعي‪ :‬إذا صمممح الحمممديث فهمممو‬
‫مذهبي ‪208................‬‬
‫الثانيمممممممممة‪ :‬تجمممممممممزؤ الجتهممممممممماد والراجمممممممممح‬
‫فيه ‪216................................‬‬
‫كلم المعخخترض علخخى مسخخائل فخخي الجتهخخاد‬
‫والتقليد‪ ,‬وفيه أنظار ‪220......‬‬

‫‪322‬‬
‫النظمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممر‬
‫الول‪...................................................... :‬‬
‫‪221‬‬
‫النظمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممر‬
‫الثمممماني‪...................................................... :‬‬
‫‪224‬‬
‫النظمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممر‬
‫الثمممممالث‪..................................................... :‬‬
‫‪225‬‬
‫النظمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممر‬
‫الرابمممممع‪...................................................... :‬‬
‫‪226‬‬
‫النظمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممر‬
‫الخمممامس‪.................................................... :‬‬
‫‪227‬‬
‫بقيممممممممة كلم المعممممممممترض علممممممممى مسممممممممائل‬
‫الجتهاد ‪228..........................‬‬
‫والجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممواب‬
‫عليه ‪228.....................................................‬‬
‫كلم المعترض علخخى أحخخاديث كتخخب الصخخحاح‪,‬‬
‫ووهم في هذا الفصل‬
‫عخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخدة‬
‫أوهام ‪.........................................................‬‬
‫‪229‬‬
‫المممممممموهم الول‪ :‬جممممممممواز الكبممممممممائر علممممممممى‬
‫النبياء ‪230..........................‬‬
‫وقمممموع المعممممترض فممممي هممممذا المممموهم لسممممببين‪:‬‬
‫الول‪233..................... :‬‬
‫الثاني‪......................................................... :‬‬
‫‪241...‬‬

‫‪323‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموهم‬
‫الثممممماني‪..................................................... :‬‬
‫‪244‬‬
‫الكلم علمممممممممممممممى الوليمممممممممممممممد بمممممممممممممممن‬
‫عقبة ‪246.......................................‬‬
‫الكلم علممممى ُبسممممر بممممن أرطممممأة‪ ,‬وممممماله مممممن‬
‫الفعال ‪252.....................‬‬
‫الوهم الثالث‪ :‬الكلم على مروان بممن الحكممم‪ ,‬وأخطممأ‬
‫في مواضع ‪268..‬‬
‫الموضممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممع‬
‫الول‪268.................................................... :‬‬
‫الموضممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممع‬
‫الثممممممماني‪.................................................... :‬‬
‫‪270‬‬
‫الموضممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممع‬
‫الثالث‪270................................................... :‬‬
‫الموضممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممع‬
‫الرابمممممممع‪.................................................... :‬‬
‫‪271‬‬
‫الممممممممممموهم الرابمممممممممممع‪ :‬كلممممممممممممه فمممممممممممي‬
‫المغيرة‪284.................................... :‬‬
‫الجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممواب‬
‫عنه‪284...................................................... :‬‬
‫الممممممممممممموهم الخمممممممممممممامس‪ ,‬والجمممممممممممممواب‬
‫عنه‪285.................................... :‬‬
‫المموهم السممادس‪ :‬تمموهم أن الشممهود إن لممم يكونمموا‬
‫قاذفين‬
‫فمممممممممممممممممممممممممالمغيرة مجمممممممممممممممممممممممممروح‪,‬‬
‫والجواب ‪287.........................................‬‬

‫‪324‬‬
‫الممممممممموهم السمممممممممابع‪ :‬الكلم فمممممممممي أبمممممممممي‬
‫بكرة ‪288................................‬‬
‫والجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممواب‬
‫عنه ‪289......................................................‬‬
‫المممممموهم الثممممممامن‪ :‬قممممممدح المعممممممترض فممممممي‬
‫الصحابة ‪294..........................‬‬
‫الجواب‪....................................................... :‬‬
‫‪294....‬‬
‫الممموهم التاسمممع‪ :‬التشمممبيه‪ ,‬وتهممممة الممممام أحممممد‬
‫به ‪295......................‬‬
‫الجمممممممممممواب عنمممممممممممه ممممممممممممن وجممممممممممموه‪:‬‬
‫الول‪295.................................... :‬‬
‫الثاني‪......................................................... :‬‬
‫‪295...‬‬
‫الثالث‪......................................................... :‬‬
‫‪296..‬‬
‫الممممممممممممموهم العاشمممممممممممممر‪ :‬الكلم علمممممممممممممى‬
‫الشافعي ‪304..............................‬‬
‫الجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممواب‬
‫عنه‪305...................................................... :‬‬
‫الممممموهم الحمممممادي عشمممممر‪ :‬الكلم علمممممى أبمممممي‬
‫حنيفة ‪307.......................‬‬
‫الجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممواب‬
‫عنه‪308...................................................... :‬‬
‫بيمممممان أنمممممه ممممممن أئممممممة الجتهممممماد والمممممدين‬
‫والورع ‪312-308..................‬‬
‫الجممممواب عممممما أورد عليممممه مممممن ضممممعفه فممممي‬
‫اللغة ‪312........................‬‬
‫الجمممممواب عمممممن قمممممول أبمممممي حنيفمممممة‪)) :‬أبممممما‬

‫‪325‬‬
‫قبيس(( ‪315........................‬‬
‫القدح على أبخخي حنيفخخة بالروايخخة المضخخعفين‬
‫والجواب عن ذلك‬
‫بمحامل ‪......................................................‬‬
‫‪316......‬‬
‫المحمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الول‪..................................................... :‬‬
‫‪316‬‬
‫المحمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الثمممماني‪...................................................... :‬‬
‫‪318‬‬
‫المحمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الثمممممالث‪..................................................... :‬‬
‫‪320‬‬
‫المحمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الرابممممممع‪..................................................... :‬‬
‫‪323‬‬
‫المحمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الخممممامس‪................................................... :‬‬
‫‪324‬‬
‫الوهم الثاني عشر‪ :‬ثناء المعترض على المعتزلممة‪ ,‬وذم‬
‫أهل الحديث ‪326..‬‬
‫الجواب بذكر تفريعات‪:‬‬
‫الول‪.......................................................... :‬‬
‫‪327..‬‬
‫الثاني‪......................................................... :‬‬
‫‪328...‬‬
‫الثالث‪......................................................... :‬‬
‫‪330..‬‬

‫‪326‬‬
‫الرابع‪......................................................... :‬‬
‫‪330...‬‬
‫الخامس‪...................................................... :‬‬
‫‪331....‬‬
‫السممادس‪..................................................... :‬‬
‫‪332....‬‬
‫السابع‪........................................................ :‬‬
‫‪334....‬‬
‫الثامن‪......................................................... :‬‬
‫‪339...‬‬
‫التاسع‪........................................................ :‬‬
‫‪340....‬‬
‫العاشر‪........................................................ :‬‬
‫‪340...‬‬
‫الحمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممادي‬
‫عشممممممر‪..................................................... :‬‬
‫‪340‬‬
‫الثممممممماني عشمممممممر‪ :‬المممممممذب عمممممممن الممممممممام‬
‫مالك ‪341..............................‬‬
‫الثممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممالث‬
‫عشمممممر‪...................................................... :‬‬
‫‪343‬‬
‫الرابمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممع‬
‫عشممممر‪....................................................... :‬‬
‫‪349‬‬
‫الممممموهم الثمممممالث عشمممممر‪ :‬الكلم فمممممي أفعمممممال‬
‫العباد ‪354........................‬‬
‫الجمممواب‪ :‬وفيمممه المممذب عمممن أهمممل الحمممديث‪ ,‬ولمممه‬
‫طريقان ‪354...............‬‬

‫‪327‬‬
‫الطريممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممق‬
‫الولممممممى‪.................................................... :‬‬
‫‪354‬‬
‫الطريممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممق‬
‫الثانيمممممممة‪.................................................... :‬‬
‫‪356‬‬
‫بيان فرق الشعرية‪:‬‬
‫الفرقممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الولمممممى‪..................................................... :‬‬
‫‪356‬‬
‫الفرقممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الثانيممممة‪...................................................... :‬‬
‫‪359‬‬
‫الفرقممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الثالثممممة‪...................................................... :‬‬
‫‪362‬‬
‫الفرقممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الرابعممممة‪..................................................... :‬‬
‫‪363‬‬
‫المممممممممممممممممممممممممممموهم الرابممممممممممممممممممممممممممممع‬
‫عشر‪366................................................ :‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممموهم الخمممممممممممممممممممممممممممامس‬
‫عشر‪367.............................................. :‬‬
‫المممممممممممممممممممممممممموهم السممممممممممممممممممممممممممادس‬
‫عشر‪368............................................. :‬‬
‫المممممممممممممممممممممممممممموهم السممممممممممممممممممممممممممممابع‬
‫عشر‪379............................................... :‬‬
‫والجممممممممممممممممواب عليممممممممممممممممه فيممممممممممممممممه‬
‫فصول ‪379..........................................‬‬

‫‪328‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الول‪380.................................................... :‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الثممممممماني‪.................................................... :‬‬
‫‪381‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الثممممممالث‪.................................................... :‬‬
‫‪401‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الرابمممممممع‪.................................................... :‬‬
‫‪405‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الخمممممامس‪.................................................. :‬‬
‫‪407‬‬
‫المممممممممممممممممممممممممممموهم الثممممممممممممممممممممممممممممامن‬
‫عشر‪411............................................... :‬‬
‫المممممممممممممممممذب عمممممممممممممممممن الممممممممممممممممممام‬
‫الزهري ‪411..........................................‬‬
‫المممممموهم التاسممممممع عشممممممر‪ :‬قصممممممة تافهممممممة‬
‫مكذوبة ‪413...........................‬‬
‫اعتراض صاحب الرسالة على أخبار كتب السممنة‪ ,‬وأن‬
‫فيها‬
‫ممممما يثبممممت التجسمممميم والجممممبر‪ ...‬وأنممممه يجممممب‬
‫تكذيبها!! ‪415..................‬‬
‫الجمممممممممواب عليمممممممممه‪ ,‬وفيمممممممممه مقمممممممممدمات‬
‫ومراتب ‪415..............................‬‬
‫المقدممممممممممممممممة الولمممممممممممممممى‪ :‬وفيمممممممممممممممه‬
‫تنبيهان‪416....................................... :‬‬
‫التنمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممبيه‬

‫‪329‬‬
‫الول‪...................................................... :‬‬
‫‪416‬‬
‫التنمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممبيه‬
‫الثمممماني‪...................................................... :‬‬
‫‪416‬‬
‫المقدممممممممممممممممة الثانيمممممممممممممممة‪ :‬وفيمممممممممممممممه‬
‫تنبيهان‪416....................................... :‬‬
‫التنمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممبيه‬
‫الول‪...................................................... :‬‬
‫‪416‬‬
‫التنمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممبيه‬
‫الثمممماني‪...................................................... :‬‬
‫‪416‬‬
‫المقدمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الثالثمممممة‪..................................................... :‬‬
‫‪419‬‬
‫المقدمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الرابعمممممة‪.................................................... :‬‬
‫‪420‬‬
‫المقدمممة الخامسممة‪ :‬ترجيممح التأويممل علممى التكممذيب‬
‫تنّزل ً ‪425..............‬‬
‫المرجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممح‬
‫الول‪425.................................................... :‬‬
‫المرجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممح‬
‫الثممممماني‪..................................................... :‬‬
‫‪425‬‬
‫المرجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممح‬
‫الثممممممالث‪.................................................... :‬‬
‫‪425‬‬
‫المرجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممح‬

‫‪330‬‬
‫الرابمممممممع‪.................................................... :‬‬
‫‪426‬‬
‫المرجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممح‬
‫الخمممممامس‪.................................................. :‬‬
‫‪426‬‬
‫المقدممممممممة السادسمممممممة‪ :‬مراتمممممممب التأويمممممممل‬
‫والتصديق ‪426.......................‬‬
‫المرتبممممممممة الولممممممممى‪ :‬حمممممممممل الكلم علممممممممى‬
‫التخيل ‪427............................‬‬
‫المرتبممممة الثانيممممة‪ :‬حمممممل الكلم علممممى المجمممماز‬
‫اللغوي ‪431......................‬‬
‫المرتبمممة الثالثمممة‪ :‬الحكمممم بمممالوهم لمممدليل يممموجب‬
‫ذلك ‪441...................‬‬
‫بداية الجواب على المعترض فيما يتعلق بأخبممار كتممب‬
‫السنة‪.‬‬
‫وفيمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممه‬
‫فصممملن‪...................................................... :‬‬
‫‪446‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممل الول‪ :‬الجممممممممممممممممممممممواب‬
‫الجملي ‪446....................................‬‬
‫الفصممممممممل الثمممممممماني‪ :‬المعارضممممممممات وهممممممممو‬
‫نوعان ‪447............................‬‬
‫الول‪ :‬معارضممة الخصممم بتممأويلت أصممحابه عممما هممو‬
‫أصعب تأويل ً‬
‫ممممممممممممن تلمممممممممممك الحممممممممممماديث المممممممممممتي‬
‫أوردها ‪447...................................‬‬
‫الثاني‪ :‬إيراد شواهد ما زعم عدم إمكممان تممأويله‪ ,‬مممن‬
‫القرآن‬
‫العظيم‪ ,‬فمن أقّر بصحة تلك التممأويلت لزمممه القممرار‬

‫‪331‬‬
‫بصحة‬
‫تأويممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الحمممممماديث ‪..................................................‬‬
‫‪448‬‬
‫الحديث الول‪ :‬الحديث الطويل الوارد في صفة القياممة‪,‬‬
‫والشفاعة ‪448.....‬‬
‫ذكر ثلثة أمور وردت في الحديث ليست في القممرآن‪,‬‬
‫مع تخريجها‪453....‬‬
‫تضمن الحديث الول حديثين بنحوه‬
‫الحممديث الرابممع‪ :‬حممديث خممروج أهممل التوحيممد مممن‬
‫النار ‪460.............‬‬
‫وفيه فائدتان‪:‬‬
‫الولى‪......................................................... :‬‬
‫‪460...‬‬
‫الثانية‪......................................................... :‬‬
‫‪463...‬‬
‫الحمممممممممممديث الخمممممممممممامس‪ :‬محاجمممممممممممة آدم‬
‫وموسى ‪464..............................‬‬
‫وفيمممممممممممممممممه تمهيمممممممممممممممممد قاعمممممممممممممممممدة‬
‫مهمة ‪465............................................‬‬
‫وفيه فصول ثلثة‪:‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الول‪465.................................................... :‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الثممممماني‪..................................................... :‬‬
‫‪468‬‬
‫الفصممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل‬
‫الثممممممالث‪.................................................... :‬‬
‫‪471‬‬

‫‪332‬‬
‫الحممممديث السممممادس‪ :‬حممممديث موسممممى وملممممك‬
‫الموت ‪476....................‬‬
‫وعنه جوابان معارضة وتحقيق‬
‫أمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممما‬
‫المعارضة‪.................................................... :‬‬
‫‪476..‬‬
‫وأممممممممممممممممما التحقيممممممممممممممممق‪ :‬وفيممممممممممممممممه‬
‫وجهان‪477....................................... :‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الول‪..................................................... :‬‬
‫‪477‬‬
‫الممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموجه‬
‫الثممممماني‪..................................................... :‬‬
‫‪479‬‬
‫سممممممماق‬ ‫كلم المعمممممممترض علمممممممى كفمممممممار وف ّ‬
‫التأويل ‪481..........................‬‬
‫والكلم فيها يشتمل على فوائد‪:‬‬
‫الفمممممائدة الولمممممى‪ :‬مخالفمممممة المعمممممترض لهمممممل‬
‫مذهبه ‪481.......................‬‬
‫ذكر ثمانية طرق للزيدية لثبات قبولهم فساق التأويل‬
‫وكفاره ‪483.....‬‬
‫الفمممممائدة الثانيمممممة‪ :‬بيمممممان كلم أئممممممة الحمممممديث‬
‫فيهم ‪483.......................‬‬
‫الفممممممائدة الثالثممممممة‪ :‬حجممممممج القممممممابلين لهممممممم‬
‫والرادين ‪485........................‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الولمممممى‪..................................................... :‬‬
‫‪485‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬

‫‪333‬‬
‫الثانيممممة‪...................................................... :‬‬
‫‪488‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الثالثممممة‪...................................................... :‬‬
‫‪489‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الرابعممممة‪..................................................... :‬‬
‫‪489‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الخامسممممة‪................................................... :‬‬
‫‪490‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫السادسمممة‪................................................... :‬‬
‫‪490‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫السممممابعة‪.................................................... :‬‬
‫‪491‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫الثامنمممممة‪..................................................... :‬‬
‫‪491‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫التاسممممعة‪.................................................... :‬‬
‫‪491‬‬
‫الحجمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة‬
‫العاشممممرة‪................................................... :‬‬
‫‪493‬‬
‫حجج الّرادين‪:‬‬
‫الحجممممممممممممممة الولممممممممممممممى‪ :‬والجممممممممممممممواب‬
‫عليها ‪494.....................................‬‬
‫الحجممممممممممممممة الثانيممممممممممممممة‪ :‬والجممممممممممممممواب‬

‫‪334‬‬
‫عليها ‪499.....................................‬‬
‫ن صدقهم‪ ,‬وحكممم‬ ‫مسألة المصرحين بالمعاصي إذا ظ ّ‬
‫قبول روايتهم‪503.‬‬
‫الفمممممممممائدة الرابعمممممممممة‪ :‬فمممممممممي ذكمممممممممر ثلث‬
‫طوائف ‪505.............................‬‬
‫الطائفممممممممممممممممممممممممممة الولممممممممممممممممممممممممممى‪:‬‬
‫المجّبرة ‪505..............................................‬‬
‫الطائفممممممممممممممممممممممممممة الثانيممممممممممممممممممممممممممة‪:‬‬
‫المرجئة ‪511.............................................‬‬
‫وجمممواب المؤلمممف عليمممه‪ ,‬وهمممو ممممن الفتوحمممات‬
‫الربانية ‪522-512..........‬‬
‫الطائفمممة الثالثمممة‪ :‬معاويمممة والمغيمممرة وعممممرو بمممن‬
‫العاص ‪523.................‬‬
‫سرد أحاديث معاوية في الكتب الستة مممما لممه تعلممق‬
‫بالحكام‬
‫ممممممممع ذكمممممممر شمممممممواهدها ))ولمممممممه ثلثمممممممون‬
‫حديثًا(( ‪539-524...................‬‬
‫أحاديثه في غير الحكام ‪....................................‬‬
‫‪540-539‬‬
‫سرد أحاديث عمرو بن العاص مما له تعل ّممق بالحكممام‬
‫مع ذكر‬
‫شمممممممممممممممواهدها ))ولمممممممممممممممه عشمممممممممممممممرة‬
‫أحاديث(( ‪555-541..........................‬‬
‫سممممرد أحمماديث المغيممرة بممن شممعبة مممما لممه تعّلممق‬
‫بالحكام مع ذكر‬
‫شممممممممواهدها ))ولممممممممه ثلثممممممممة وعشممممممممرون‬
‫حديثًا(( ‪569-556...................‬‬
‫ث المعممممممممممترض علممممممممممى تعّلممممممممممم‬ ‫حمممممممممم ّ‬
‫الكلم ‪570..................................‬‬

‫‪335‬‬
‫النقص عليه‪ ,‬وفيه مسألتان‬
‫الولى‪......................................................... :‬‬
‫‪570...‬‬
‫الثانية‪......................................................... :‬‬
‫‪578....‬‬
‫نصممممميحة المؤلمممممف فمممممي الهتممممممام بمممممالقرآن‬
‫العظيم ‪590........................‬‬
‫خاتمة الكتاب وفيها ذكر نبذ من الشعار الحاثممة علممى‬
‫التباع‬
‫الناهيمممممممممممممممممممممممممممممة عمممممممممممممممممممممممممممممن‬
‫البتداع ‪594................................................‬‬

‫‪336‬‬

You might also like