المسودة+ا

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 15

‫المسودة األولى لرسالة الماجستير‬

‫هوية العمارة اإلسالمية في ظل الحداثة في مدينة تونس‬

‫بيرم بن أحمد بن حريز‬

‫إشراف ‪ :‬د‪ .‬نسيب حطيط‬

‫‪1‬‬
‫هوية العمارة اإلسالمية في ظل الحداثة في مدينة تونس‬

‫الفصل األول ‪ :‬العمارة ‪ ,‬العمارة اإلسالمية‬ ‫‪.1‬‬

‫تعريف العمارة‬ ‫‪1.1‬‬


‫تعريف العمارة اإلسالمية‬ ‫‪1.2‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تاريخ العمارة في مدينة تونس‬ ‫‪.2‬‬

‫قرطاج الفينيقية‬ ‫‪2.1‬‬


‫قرطاج الرومانية‬ ‫‪2.2‬‬
‫تأسيس المدينة‬ ‫‪2.2.1‬‬
‫أبرز معالمها‬ ‫‪2.2.2‬‬
‫تونس المدينة‬ ‫‪2.3‬‬
‫تأسيس المدينة‬ ‫‪2.3.1‬‬
‫العمارة الدينية اإلسالمية في مدينة تونس‬ ‫‪2.3.2‬‬
‫‪2‬‬
‫العمارة المدنية اإلسالمية في مدينة تونس‬ ‫‪2.3.3‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬الجمالية الفنية في مفردات العمارة اإلسالمية‬ ‫‪.3‬‬

‫مفهوم الجمالية و أثرها في المجتمع اإلسالمي‬ ‫‪3.1‬‬


‫المرجعيات التي شكلت الرؤية الجمالية للمجتمع‬ ‫‪3.2‬‬
‫المرجعية الدينية‬ ‫‪3.2.1‬‬
‫المرجعية البيئية‬ ‫‪3.2.2‬‬
‫مرجعية التواصل‪ 6‬الحضاري و الثقافي‬ ‫‪3.2.3‬‬
‫استكشاف جماليات مفردات العمارة اإلسالمية في مدينة تونس‬ ‫‪3.3‬‬
‫العناصر المعمارية الخارجية‬ ‫‪3.3.1‬‬
‫عناصر التصميم الداخلي‬ ‫‪3.3.2‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬العمارة الحديثة و العمارة اإلسالمية ‪ :‬التأثير و‬ ‫‪.4‬‬


‫التبادل‬

‫مالمح اسالمية في العمارة التونسية المعاصرة‬ ‫‪4.1‬‬


‫رؤية جديدة الستلهام مفردات العمارة التونسية اإلسالمية‬ ‫‪4.2‬‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬مستقبل العمارة التقليدية اإلسالمية في مدينة‬ ‫‪.5‬‬


‫تونس‬

‫‪3‬‬
‫اإلهداء‬

‫‪4‬‬
‫الشكر‬

‫‪5‬‬
‫الملخص‬

‫يتناول هذا البحث هوية العمارة اإلسالمية في ظل الحداثة في مدينة تونس ‪ ,‬أي انه يقوم بدرس ما‬

‫آلت إليه هذه العمارة في عصرنا هذا في تونس المدينة وفق‪ 6‬المتغيرات التي شهدتها البالد على‬

‫اختالفها أكانت تاريخية او إقتصادية ‪ ...‬و أيضا تتناول هذه الورقة البحثية كيفية أندماج مفردات‬

‫العمارة اإلسالمية في األبنية الحديثة ‪.‬‬

‫و بالتالي لدرس هوية العمارة اإلسالمية ‪ ,‬كان البد في البداية التعرض لمفهوم العمارة عموما ً و‬

‫من ثم التدقيق على مفهوم العمارة اإلسالمية خصوصا ً ‪.‬‬

‫وال يغفل لي في هذه الورقة البحثية التعرض لثالوث الماضي الحاضر و المستقبل أي بصيغة‬

‫أخرى ‪ ,‬التاريخ الواقع و الرؤيا المستقبلية للعمارة اإلسالمية ‪ .‬فبالنسبة للتاريخ ‪ ,‬القيت الضوء على‬

‫ابرز األحداث التاريخية للبالد لربطها بالمنتوج‪ 6‬المعماري‪ 6‬لمختلف الحقبات التي مرت على مدينة‬

‫تونس ‪.‬‬

‫و من جهة أخرى و في هذا السياق تضم هذه الورقة البحثية تحليل لجماليات مفردات العمارة‬

‫اإلسالمية في مدينة تونس من خالل التعرض أوال الى مفهوم الجمال بشكل عام و من ثم حصرها‬

‫في المجتمعات األسالمية ‪ .‬و ال يغفل لنا أيضا التعرض للمرجعيات التي شكلت الرؤية الجمالية‬

‫للمجتمعات اإلسالمية ‪ ,‬و منها الى محاولة إلستكشاف أهم المفردات في العمارة اإلسالمية في مدينة‬

‫تونس القديمة ‪.‬‬

‫و في واقع هذه العمارة كان البد من التعرض لمتغيرات العصر الراهن ‪ ,‬و تأثير هذه المتغيرات‬

‫على صياغة المفردات المعمارية لهذه العمارة بتوجه آخر او استبدالها بعناصر‪ 6‬اخرى تالئم و‬

‫المتغيرات الراهنة ‪ ,‬و أيضا محاولة إستكشاف‪ 6‬بعض المالمح اإلسالمية في األبنية المعاصرة و‬

‫التطرق لآلثار السلبية التي ألحقتها منغيرات العصر بالعمارة اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أما في ما يتعلق بالمستقبل ‪ ,‬فمن خالل ثنائية التاريخ و الواقع ‪ ,‬يمكننا القاء النظر الى العنصر‬

‫الثالث من هذا الثالوث و هو مستقبل هذه العمارة ‪.‬‬

‫فهل العمارة اإلسالمية في مدينة تونس هي في طور اإلنقراض ‪ ,‬التطوير ؟ أم المحافظة عليها‬

‫كحضارة شعب البد من وجود تاريخ له للمضي في تطوره ؟‬

‫‪7‬‬
‫المقدمة‬

‫مع مطلع األلفية الثالثة ‪ ،‬تعددت أوجه التطور‪ 6‬الثقافي اإلجتماعي الديموغرافي‪ 6‬و ‪ ،‬لتشمل تطبيقاتها‪6‬‬

‫مختلف متطلبات حياتنا اليومية ‪ ،‬خاصة في مجتمعات البلدان المتقدمة‪.‬‬

‫أما بلدان المجتمعات النامية ‪ ،‬فقد تباين تأثر العمارة والعمران بهذه التطورات ‪ ،‬إما بسبب‬

‫الصعوبات االقتصادية ‪ ،‬أو الفنية الخاصة باستيعاب ما أستجد تحقيقه في مجاالت التطبيق ‪ ،‬وهو ما‬

‫كانت له انعكاساته أي ً‬
‫ضا على الصورة البصرية لهما‪ .‬وبذلك‪ 6‬فقد برز أهمية عامل مجال المحافظة‬

‫على اإلرث المعماري في إطار ما يشهده واقع العمارة والعمران من صعوبات‪ 6‬وسلبيات‪ ،‬وأصبح‬

‫من المحاورالدراسية الهامة التي يتزايد االهتمام بها‪ ،‬من قبل مجتمعات البلدان المتقدمة والنامية‬

‫على السواء ‪ ،‬منذ العقدين األخيرين من القرن العشرين وما بعده ‪ .‬وهو ما ستتطرق إليه محاور‬

‫ورقة البحث كما يلي ‪:‬‬

‫في الفصل األول تم التعرض الى مفهوم العمارة عموما ً و العمارة اإلسالمية خصوصاً‪ 6‬لفتح اآلفاق‬

‫امام القارئ للتعرف الى مفهوم هذه المصطلحات ‪.‬‬

‫أما في الفصل الثاني فيلقي الضوء على أبرز المعطيات التاريخية العمرانية التي مرت بها تونس‬

‫عموما ً و العاصمة خصوصاً‪ . 6‬و كانت هذه المعطيات التاريخية تقتصر‪ 6‬ابرز المراحل التاريخية‬

‫التي مرت بها تونس المدينة ‪ ,‬مع ذكر أبر اإلنتاجات المعمارية لهذه الحقبات ‪.‬‬

‫و في الفصل الثالث تمت دراسة جمالية مفردات العمارة اإلسالمية مع ذكر أبرز المرجعيات‪ 6‬التي‬

‫أثرت على الرؤية الجمالية للمجتمعات اإلسالمية ‪.‬‬

‫و في الفصل الذي يليه محاولة إستكشاف بعض المالمح اإلسالمية في األبنية المعاصرة و‬

‫التطرق الى كيفية محاولة دمجها في العمارة الحديثة بصيغة مختلفة ‪ .‬و ال يخفى عنا التطرق‪6‬‬

‫الى دراسة الوجه السلبي للحداثة و اآلثار السلبية التي ألحقتها منغيرات العصر بالعمارة اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫و اخيراً فإن الفصل األخير يفتح افاق جديدة حول مستقبل العمارة اإلسالمية في مدينة تونس وفق‬

‫معطيات واقعها و العناصر‪ 6‬المؤثرة عليها ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .1‬الفصل األول‬

‫العمارة ‪ ,‬العمارة التقليدية اإلسالمية‬

‫تعريف العمارة‬ ‫‪1.1‬‬

‫العمارة هي فن وعلم تشييد و تصميم المباني ‪ ,‬ليغطي بها اإلنسان احتياجات مادية كالسكن مثال‬

‫أو معنوية ‪ ,‬و ذلك باستخدام مواد و أساليب إنشائية مناسبة‪.1‬‬

‫و قد تعددت التعريفات لمفهوم العمارة ‪ ,‬بإختالف المدارس المعمارية و التوجهات المعتمدة ‪.‬‬

‫و من هذه التعريفات نذكر ‪:‬‬

‫" العمارة هي اللعب المتقن بالكتل المنظورة تحت الضوء " ‪ ,‬عند لوكوربيزييه ‪ .‬و من التعريفات‬

‫الشائعة ايضا ً أن العمارة هي بيت العلوم والفنون على مر العصور ‪ ,‬والعمارة هي السجل الموثق‪6‬‬

‫لتاريخ االنسان منذ نشأته على هذه األرض وحتى يوم بعثه ‪ .‬هي ذلك الفراغ من االبداع االنساني‬

‫الذي يؤطر‪ 6‬الذاكرة ويعطيها‪ 6‬شكال يحفظ ما اختزنته األجيال من صور‪ 6‬ومفاهيم وتجارب وما‬

‫أرادت التعبير عنه من مواقف‪ 6‬ومشاعر ومعتقدات‪ .‬و العمارة أيضا ً هي فن تكوين الحجوم‬

‫والفراغات المخصصة الحتضان الوظائف والنشاطات‪ 6‬االنسانية واالجتماعية بتنوعها وهي انطالقا‬

‫من ذلك تعكس في سماتها وأشكالها‪ 6‬االنجازات التقنية والحضارية والتطلعات‪ 6‬الجمالية والروحية‬

‫والقدرات المادية للمجتمع في بيئة ما وفترة تاريخية محددة‪.‬‬

‫و على ضوء ما تقدم ‪ ,‬نستطيع ان نستنتج أن العمارة هي الفن العلمي القامة أبنية تتوفر فيها‬

‫عناصر المنفعة والمتانة والجمال واالقتصاد‪ 6‬وتفي بحاجات الناس المادية والروحية ‪ ،‬في حدود‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬يحيى حسن وزيري – محاضر بكلية اآلثار – جامعة القاهرة‬
‫‪10‬‬
‫أوسع االمكانات وبأحسن الوسائل المتوفرة في العصر الذي تكون فيه ‪ ،‬وهي طريقة في العمل‬

‫وبتفكير ومنطق‪ 6‬سليم ‪.‬‬

‫تعريف العمارة اإلسالمية‬ ‫‪1.2‬‬

‫العمارة هي وعاء الحضارة ‪ ،‬وهي تمثل بالخالصة الهُوية الثقافية والمستوى‪ 6‬اإلبداعي والجمالي‬

‫لإلنسان ‪.‬‬

‫استطاعت العمارة اإلسالمية أن تنتقل من المضارب في البوادي إلى األكواخ في القرى‪ ،‬ثم‬

‫إلى المباني واألوابد‪ 6‬في المدن‪ ،‬حاملة مالمح أصيلة‪ ،‬منسجمة مع متطلبات اإلنسان ومع تقاليده‬

‫وبيئته ‪ ،‬و تتميز الفنون اإلسالمية بأن هناك وحدة عامة تجمعها بحيث يمكن أن تميز أي قطعة‬

‫أنتجت في ظل الحضارة اإلسالمية في أي قطر من أقطار العالم اإلسالمي ‪ ،‬ولعل هذا سر من‬

‫أسرار تفوق الحضارة اإلسالمية وقدرتها‪ 6‬الفنية على صبغ المنتجات الفنية في جميع األقطار‪ 6‬بصبغة‬

‫واحدة ‪.‬‬

‫هناك مجاالن رئيسيان للتعرف على ماهية العمارة االسالمية ‪:‬‬

‫• المجال األول ‪ :‬معماري تاريخي وعاطفي ‪ ،‬يعتمد على ثالثة محاور تنظيرية في تعريف‬

‫الحضارة االسالمية‪ ،‬األول هو المحور‪ 6‬الشكلي الذي يختزل العمارة االسالمية في اشكالها االكثر‬

‫رواجا ً كاألقواس والقباب والباحات الداخلية واألواوين والمشربيات‪ 6‬والشادروانات‪ ،‬ويعطي لهذه‬

‫االشكال وظائف خصوصية إسالمية نجد مرتكزاتها‪ 6‬في فكر‪ 6‬اسالمي موحد الجذور‪ 6‬والمظاهر‬

‫والمآرب وفي مناخ ديني واجتماعي مشترك‪.‬‬

‫أما المحور الثاني فهو المحور الروحاني‪ 6‬الصوفي‪ 6‬الذي يرى في التاريخ المعماري‪ 6‬االسالمي‪6‬‬

‫انعكاسا ً مباشراً لنظريات تصوفية تعود العمال الصوفيين العظام من القرون الوسطى كابن العربي‬

‫‪11‬‬
‫وجالل الدين الرومي‪ 6‬دون اي إثبات تاريخي‪ 6‬على أن األفكار والمبادئ‪ 6‬واإلرهاصات‪ 6‬الصوفية قد‬

‫أثرت في شكل العمارة ومضمونها‪ 6‬وزخرفها‪.‬‬

‫المحور البيئي هو المحور الثالث الذي يرى في االبداعات االسالمية ‪ -‬الشعبية والريفية خصوصاً‪- 6‬‬

‫ارتباطا ً ببيئتها وردود فعل خالقة لمعطيات هذه البيئة من حرارة زائدة وطقس جاف وندرة في الماء‬

‫والخضرة‪ ،‬وعلى الرغم من أن السمة المناخية سائدة في غالبية مناطق العالم االسالمي إال أنها‬

‫ليست مطلقة‪.‬‬

‫تتقاطع هذه المحاور الثالثة لتعطي التعريف‪ 6‬االكثر رواجاً‪ 6‬في الوقت الحاضر للعمارة االسالمية‬

‫الذي يركز على االشكال المميزة للنماذج التاريخية وعلى البعد الروحاني‪ 6‬الصوفي‪ 6‬وعلى استجابة‬

‫بيئية عضوية للمناخ الصحراوي الحار والجاف تحديداً‪.‬‬

‫• المجال الثاني ‪ :‬فهو أكاديمي محايد يعتمد على البعدين التاريخي والجغرافي‪ ،‬فتاريخ العمارة‬

‫االسالمية يمتد ما بين القرن السابع وبداية القرن التاسع عشر الميالدي منذ ظهور اإلسالم وحتى‬

‫عصر الغزو األوروبي لمعظم األراضي‪ 6‬اإلسالمية وهيمنة الحضارة الغربية الحديثة على أوجه‬

‫اإلنتاج الفني والثقافي‪ 6‬كافة بعد زوال االستعمار‪ 6‬في أواخر‪ 6‬عصر التحرر الوطني ‪..‬‬

‫أما البعد الجغرافي فيرى أن العمارة االسالمية هي مجمل المباني والمنشآت التي تحفل بها مدن‬

‫العالم االسالمي ومناطقه بما فيها تلك التي شكلت يوما ً ما جزءاً منه ثم انتزعتها حضارات أخرى‬
‫كاألندلس وصقلية‪ ،‬أو تلك التي ضمت اليه اخيراً كتركيا‪ 6‬والبوسنة مثالً‪ ،‬أو تلك التي لم تكن مكونا ً‬

‫سياسيا ً في دار اإلسالم حتى العصر الحديث ولكنها دارت في فلكه الثقافي أو التجاري قبل أن‬
‫تصبح‬

‫جزءاً منه مثل ماليزيا وجنوب الفلبين وبعض المناطق‪ 6‬الصينية واالفريقية جنوب الصحراء الكبرى‪.‬‬

‫وبدأ اإلهتمام بالنتاج الثقافي وال سيما المعماري‪ 6‬لإلسالم إبان ما دعي ( الصحوة اإلسالمية) في‬

‫‪12‬‬
‫ثمانينات القرن العشرين والتي أختلف مفهومها‪ 6.‬وكان شوطها يمتد بين السطحية ودرجات‪ 6‬العمق‬

‫المختلفة‪ ،‬بما يناسب مستوي‪ 6‬وعي الفرقاء‪ ،‬فهو من سطحيتها المتعلق بمعالجة الواجهات‪ ،‬إلي ما‬

‫يتعلق بالفكر اإلسالمي الموجه المتضمن للفكر والفلسفة اإلسالمية‪.‬مع طرق‪ 6‬جوهري للجانب‬

‫األخالقي المتداخل مع الجانب الجمالي والنفعي للعمارة‪.‬‬

‫ويجدر االنتباه إلي أن عمارة المسلمين كانت نتاج لحاجاتهم البيئية واالجتماعية‪ ،‬ممتزجة مع الفكر‬

‫الذي يحرك السجايا ويتطور مع الزمن بحسب المتغيرات‪ ،‬واليرسي علي ثبوت‪ ،‬وال يمكث في عالم‬

‫المحنطات ويبقي قابعا‪ 6‬في التاريخ‪ .‬وهذا يشكل التباين بين مفهومي العمارة اإلسالمية كفكر وفلسفة‬

‫وعمارة المسلمين كنتاج وأشكال‪ .‬أنكب بعض المستشرقين علي دراسة التراث اإلسالمي عن كثب‬

‫من خالل قراءة المدونات التي أسهبت بذكر المعالم وصفيا ومنها التواريخ وسير الملوك ووصف‪6‬‬

‫الرحالة ‪ .‬وقد توج ذلك بتحديد مواقع بعضها‪ ،‬ثم تال ذلك مرحلة إسقاط الموصوفات علي الورق‪ 6‬من‬

‫خالل تفسير وتصنيف‪ 6‬المعلومات وتجسيدها في مخططات‪ ،‬كما حدث مع الفرنسي جورج مارسيه‬

‫(‪ 1876‬ــ ‪ )1962‬بما يخص الشام والمغرب العربي‪ ،‬واألنكليزي‪ 6‬كريزويل (‪ 1879‬ــ ‪)1974‬‬

‫والعراقي‪ 6‬مصطفي جواد (‪ 1904‬ــ ‪ .)1969‬والتزال تثار الشكوك حول مفهوم العمارة اإلسالمية‪،‬‬

‫ويطرح تساؤل فحواه هل لإلسالم عمارة تخصه أو هي في حقيقتها تطور لطرز‪ 6‬عمارات إقليمية‪،‬‬

‫تمتد بجذورها في تراث تلك الثقافات والسيما ذات الباع الكبير منها في الشرق القديم‪.‬‬

‫وقد وردت عدة مصطلحات للداللة علي عمارة اإلسالم‪ ،‬حيث لم يكن مفهومها محدد المعالم‪،‬‬
‫واختلف القوم‪ A‬حتي في تسميتها ومن هذه المصطلحات ‪:‬‬

‫‪ 1‬ــ العمارة الساراسينية ‪ :‬فقد أستعملها (الن بول ‪ ) Lane-Pooles‬ونجدها في كتابه (ملزمة‬

‫الفنون السراسينية ‪ ) Handbook of Sarascenic Art -‬أو (الفن السراسيني‪ 6‬في مصر)‬

‫لعام‪ .1886 ،‬وينحدر هذا المصطلح من اليونانية القديمة واستعمله المؤرخ بطليموس محددا هوية‬

‫‪13‬‬
‫العرب األنباط الذين يقطنون منطقة البتراء‪ .‬ثم استعمله الرومان للداللة أهل البادية الذين يقطنون‬

‫الجزيرة الفراتية‪ .‬وهكذا تم تحديد ذلك بالعرب دون سواهم خالل الحقب البيزنطية والتوسع‪ 6‬في‬

‫الحروب الصليبية وشاع في القرن السابع عشر‪ ،‬وتوسع‪ 6‬معناه ليشمل القراصنة في البحرالمتوسط ‪.‬‬

‫و أطلق علي المسلمين عموما‪ .‬ويعزي البعض أنها محرفة من (شرقيين) أو (شرسين) أو‬

‫(قراصين) الخ ‪...‬‬

‫ويذهب البعض إلي أنها مركبة وتعني‪( 6‬عبيد سارة) أو أوالد إسماعيل‪ ،‬وهو ابن السيدة هاجر‪،‬خادمة‬

‫السيدة سارة ‪ ،‬مستندين في ذلك علي مقتطف من (رسالة بولص الي أهل غالطية) ‪.‬‬

‫‪ 2‬ــ العمارة المحمدية ‪ Mohammadan Architecture :‬وقد شاع إستعمالها‪ 6‬منذ أواسط‬

‫القرن التاسع عشر‪ ،‬ووردت لدي (مارتين بريكس ‪ )Martin S. Briggs‬في كتابه (العمارة‬

‫المحمدية في مصر وفلسطين) الذي كتبه العام ‪.1882‬‬

‫‪ 3‬ــ العمارة العربية أو (عمارة العرب) ‪ : Arab Architecture‬بسبب ذلك التداخل بين اإلسالم‬

‫والعرب‪.‬وقد‪ 6‬أستعمله المستشرقون‪ ،‬ومنهم كوستاف‪ 6‬لوبون الذي كتب (حضارة العرب) متضمن‬

‫كل نتاجها ومنها المعماري‪ .‬وقد أنتقد ذلك (الن بوليس وسبيرس وفيركوسون وكذلك ريفويرا)‪ ،‬لما‬

‫يعنيه من تحديد صفة العروبة بمن سكن الجزيرة العربية وأطرافه‪ ،‬ومن نطق بها من المغرب حتي‬

‫العراق‪ ،‬غير متضمن لعمارة الفرس والهنود‪ 6‬والصينيين وغيرهم‪.‬‬

‫‪ 4‬ــ العمارة اإلسالمية أو المسلمانية ( ‪: )Muslim- architecture -Islamic -Musulman‬‬

‫وتحكم في هذا المصطلح الجانب اللغوي الي حد ما‪ .‬ويمكن أعتبار ذلك المفهوم هو االقرب الي‬

‫الصواب ‪ .‬ومن أوائل من كتب بهذا المصطلح بالفرنسية (م‪ .‬صالح الدين ‪ )M. Saladin‬في‬

‫كتابه الذي أصدره عام ‪ 1907‬تحت عنوان (ملزمة الفن اإلسالمي ‪Manuel d L art‬‬

‫‪ ، )Musulman‬وقد‪ 6‬عاضده في هذه التسمية ريفويرا‪ Rivoira 6‬وكذلك سبيرس ‪ ،Spiers‬مع‬

‫تحفضهم على مشاركة معماريين او عمال مهرة من النصاري‪ 6‬العرب واألجانب في بعض المعالم‬

‫‪14‬‬
‫المعمارية المنسوبة للحضارة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 5‬ــ العمارة المورية (‪ : )Moorish arch‬الذي أطلقها األسبان علي المغاربة ‪ ،‬ثم حدث أن‬

‫انتقلت لتدل علي المسلمين تحديدا وتوسعت حتي سمي بها مسلمي الفليبين وجزرالمحيط الهادي ‪.‬‬

‫وقد أنتقلت الطرز (المورية) اإلسالمية الي أمريكا الالتينية ‪ ،‬وجزر‪ 6‬المحيط الهادي خالل القرن‬

‫السادس عشر الميالدي ‪.‬‬

‫و أخيراً نستطيع ان نحدد مفهوم العمارة التقليدية اإلسالمية بأنها الخصائص البنائية التي استعملها‬

‫المسلمون لتكون هوية لهم ‪ ،‬وقد نشأت تلك العمارة بفضل اإلسالم وذلك في المناطق التي وصلها‪6‬‬

‫كشبه الجزيرة العربية ومصر وبالد الشام والمغرب العربي وتركيا‪ 6‬ووإيران وغيرها باإلضافة إلى‬

‫المناطق التي حكمها لمدد طويلة مثل األندلس (أسبانيا حاليا) والهند ‪ .‬وتأثرت خصائص العمارة‬

‫اإلسالمية وصفاتها‪ 6‬بشكل كبير بالدين اإلسالمي والنهضة العلمية التي تبعته ‪ .‬وتختلف من منطقة‬

‫ألخرى تبعا للطقس ولإلرث المعماري‪ 6‬والحضاري‪ 6‬السابق في المنطقة ‪ ,‬حيث ينتشر‪ 6‬الصحن‬

‫المفتوح في الشام والعراق والجزيرة العربية بينما اختفى في تركيا نتيجة للجو البارد وفي اليمن‬

‫بسبب اإلرث المعماري ‪ .‬وكذلك نرى تطور الشكل والوظيفة عبر الزمن وبتغير‪ 6‬الظروف السياسية‬

‫والمعيشية والثقافية للسكان ‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like