10 4 29

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1

‫اجلمعة ‪ 26‬جمادي االولي ‪1432‬هـ املوافق ‪ 29‬أبريل ‪2011‬م‬

‫‪10‬‬

‫سلطنة أوسا ‪..‬محطات تاريخية‬ ‫�أوىل الكلمات ‪:‬‬


‫وإحساسه مبسئوليته جتاه العفر املتواجدين في‬ ‫كانت تسعى إلنهاء وضع السلطنة ولكن السلطان‬ ‫أن أجهز على البقية الباقية من جيش اإلمام سلمان‬ ‫قبل نشوء احلدود اجلغرافية احلالية كان العفر‬
‫األقاليم اإلثيوبية األخ��رى وال سيما إقليم جتراي‬ ‫خاض حرب ًا طويلة األمد ضد القوات اإلثيوبية‪ ،‬وملا‬ ‫‪ ،‬ليعلن سلطنته التي ال تزال قائمة حتى يومنا هذا‬ ‫ي��ع��ي��ش��ون ف��ي ظ��ل س��ل��ط��ن��ات مستقلة ذات حدود‬
‫وتضمن مشروعه إنه ميكن أن يقبل احلكم الذاتي في‬ ‫اشتدت عليه الهجمات اإلثيوبية انسحب بقواته‬ ‫حتت زعامة السلطان علي مراح‪.‬‬ ‫جغرافية واضحة املعالم تنتقل فيها السلطة بالوراثة‬
‫إطار إثيوبيا بشرط أن يتم ضم العفر املوجودين في‬ ‫إلى حدود جيبوتي‪ ،‬ثم عاد إلى مقر سلطنته بعد‬ ‫وق��د عرفت السلطنة اجل��دي��دة التي قامت على‬ ‫‪ ،‬وكانت العالقات التي تسود بني هذه السلطنات‬
‫األقاليم اإلثيوبية األخرى في إقليم عفري واحد وهي‬ ‫عامني عندما مت الصلح بينه وب�ين هيلي سالسي‬ ‫أن��ق��اض إم���ارة بني سليمان ف��ي ب��ادئ األم��ر باسم‬ ‫تتأرجح بني التعاون والتشاور حين ًا وبني التنافس‬
‫أقاليم ولو وجتراي وشوا وهرر ويكون اإلقليم حتت‬ ‫ال��ذي خشي ع��واق��ب استمرار املواجهة م��ع العفر‬ ‫سلطنة إيداحيسو نسبة إل��ى اإلي��داح��ي��س الكبير‬ ‫والهيمنة لتشكل كل واحدة منها وحدة سياسية‬
‫إدارت���ه‪ ،‬وواف��ق��ت حكومة زي��ن��اوي على ه��ذا الشرط‬ ‫ونصت االتفاقية على بقاء السلطنة على ما كانت‬ ‫جد قيدافو وتعاقب على حكمها عدد من السالطني‬ ‫أوس��ع في إط��ار السلطنات ال��وراث��ي��ة حينا آخ��ر ‪،‬‬
‫ونفذت طلبه وضمت سائر أراضي العفر بسكانها‬ ‫عليه‪ ،‬على أن تظل على والءها الرمزي لإلمبراطورية‬ ‫األقوياء منهم كدافو يايو وكدافو محمدوايداحيس‬ ‫وهذه السلطنات هي ‪:‬سلطنة رحيتا‪،‬سلطنة تاجوره‪،‬‬
‫في إط��ار إقليم عفري واح��د بزعامة سلطنة أوسا‬ ‫اإلثيوبية ‪ ،‬وأن تكون للسلطان الصالحية املطلقة‬ ‫محمدوالسلطان حنفرى محمد الذي حكم السلطنة‬ ‫سلطنة قوبعد‪،‬سلطنة قريفو(بيرو)‪ ،‬سلطنة أوسا ‪.‬‬
‫وعاصمته مدينة اسعيتا التي هي عاصمة السلطنة‬ ‫في إدارة ب�لاده ‪ ،‬وظل هذا احل��ال حتى بداية عهد‬ ‫ستون عام ًا وتوفي عام ‪1863‬م‪.‬‬ ‫وت��ع��ت��ب��ر سلطنة أوس���ا ال��ت��ي ك���ان ع��ل��ى رأسها‬
‫في نفس الوقت ‪.‬‬ ‫منجستو هيلي ماريام الذي نقض اإلتفاقية وجتاهل‬ ‫ويعتبر سلطان أوسا تاريخيا سلطان عموم العفر‬ ‫السلطان على م��رح حنفري رح��م��ه ال��ل��ه م��ن أكبر‬
‫وفي مؤمتر املصاحلة الوطنية اإلثيوبية الذي‬ ‫استقاللية السلطنة ومكانة السلطان‪.‬‬ ‫والرئيس األعلى للعفر ‪ ،‬مما جعل له نفوذا كبير ًا‬ ‫السلطنات العفرية وأقواها على اإلطالق ‪ ،‬ويكفي أن‬
‫ضم كل األحزاب السياسية والشخصيات الوطنية‬ ‫وفي عهد منجستو شهدت السلطنة مجازر دموية‬ ‫عليهم وذلك ملوقع السلطنة العام وقتها العسكرية‬ ‫نشير إلى أن إمارة هرر كانت تابعة لها في وقت من‬
‫اإلثيوبية وال��ذي عقد في أدي��س أبابا ع��ام ‪1992‬م‬ ‫أحرقت فيها جميع القرى في سلطنة أوس��ا وجلا‬ ‫واإلقتصادية ‪.‬‬ ‫األوقات ‪ ،‬وتقع هذه السلطنة على ضفاف نهر أواشا‬
‫وأعلن السلطان علي مرح متسكه بوحدة إثيوبيا‬ ‫السلطان علي مرح إلى اململكة العربية السعودية‬ ‫وق���د ش��ه��دت السلطنة ف��ت��رات م��ن امل���د واجلزر‬ ‫‪ ،‬وهي مبثابة واحة في قلب الصحراء وحتتوي على‬
‫ضمن مشروعه السياسي الذي اشرنا إليه سابقا‪.‬‬ ‫عبر جيبوتي عام ‪1975‬م‪ ،‬حيث وقفت معه السعودية‬ ‫وال��ت��ح��ال��ف��ات م��ع اإلدارة الفرنسية والبريطانية‬ ‫أخصب األراضي الزراعية وتعود نشأتها إلى أواخر‬
‫وبهذا املوقف وجد التأييد واالحترام من كل القوى‬ ‫في نضاله ضد احلكومة اإلثيوبية حيث قام بتأسيس‬ ‫واإليطالية حتى مت االعتداء عليها بواسطة اجليش‬ ‫القرن السادس عشر امليالدي‪.‬‬
‫السياسية اإلثيوبية وأصبح موضع ثقة احلكومة‬ ‫جبهة التحرير العفرية برئاسته‪.‬‬ ‫اإلثيوبي ع��ل��م‪1943‬م ف��ي عهد هيلي سالسي راح‬ ‫وي��ع��ود الفضل ف��ي تأسيس ه��ذه السلطنة إلى‬
‫امل��رك��زي��ة اإلث��ي��وب��ي��ة ‪ ،‬ال��ت��ي أص��ب��ح��ت ت��رج��ع إليه‬
‫وتستأنس برأيه فيما يتعلق بأمور املسلمني في‬
‫وب��ع��د س��ق��وط ن��ظ��ام منجستو ب���دأت احل���وارات‬
‫بني اجلبهة الدميقراطية لشعوب إثيوبيا احلاكمة‬
‫ضحيته السلطان محمد يايو الذي وضع في سجن‬
‫ال��م بقا في أدي��س أبابا إل��ى أن لقي حتفه ليخلفه‬
‫ال��ف��ت��وح��ات الكبيرة واإلن��ت��ص��ارات ال��ب��اه��رة التي‬
‫حققها القائد العظيم (كيعو)من أح��ف��اد مودايلي‬ ‫نافذة على القرن االفريقي‬
‫إثيوبيا كلها وأصبح إن��ه حبيب رئيس احلكومة‬ ‫والسلطان علي م��رح وخيرته احلكومة االنتقالية‬ ‫السلطان علي م��رح حنفري ع��ام ‪1945‬م وه��و ابن‬ ‫ابراهيم على ق��وات اإلم��ام سلمان ال��ذي كان أمير ًا‬
‫اإلقليمية احمللية وشكل أو وزارة إقليمية في اسعيتا‬ ‫في االستقالل بسلطنته حلكم وضعيته السابقة‪،‬‬ ‫عم السلطان يايو‪ ،‬وفي عام ‪ 1952‬توترت عالقات‬ ‫على تلك ال��ب�لاد‪ ،‬مم��ه��د ًا ال��ط��ري��ق لسيطرة قبيلة‬
‫عاصمة اإلقليم ‪.‬‬ ‫ولكنه تقدم مبشروع بديل يؤكد بعد نظره السياسي‬ ‫السلطان على مرح بهيلي سالسي وحكومته التي‬ ‫موديتو بقيادة إيداحيس بن كدافو على البالد بعد‬ ‫ا�سبوعية ‪ ..‬متخ�ص�صة‬

‫السلطان علي مرح حنفري (سلطان أوسا) المعلم البارز في القرن اإلفريقي‬
‫مفاتيح‬

‫ال��ش��دي��د ال��ت��ي يعيشها نتيجة الرقابة‬ ‫‪ ‬كان السلطان علي مرح يخرج سنويا‬ ‫‪ ‬ومن جالئل أعماله أنه أهتم بالتعليم‬ ‫عن عمر يناهز الواحد والتسعون غيب‬
‫الدائمة من سلطات اإلمبراطور وعيونه ‪.‬‬ ‫في جولة تشمل األماكن املقدسة في مكة‬ ‫حيث ك��ان ي��رس��ل ب��ال��ط�لاب إل��ى اخلارج‬ ‫امل���وت ال��س��ل��ط��ان ع��ل��ى م���رح ح��ن��ف��ري في‬
‫‪  ‬أم��ا امل��رة الثانية للقاء به فقد كانت‬ ‫املكرمة واملدينة املنورة والقدس ‪ .‬ثم‬ ‫محاوال إزال��ة اجلهل املخيم على أبنائه‬ ‫العاصمة اإلثيوبية‬
‫في اخلرطوم في عام ‪1966‬م ‪ ،‬فقد حضر‬ ‫يتوجه إلى مصر بعد ذلك لزيارة األزهر‬ ‫منطلقا من رؤية واضحة بأن اجلهل هو‬ ‫أدي�����س أب���اب���ا يوم‬
‫إل��ى ال��س��ودان زائ��را وك��ان ينزل بالفندق‬ ‫الشريف ‪ ،‬وفي تلك الزيارات كان يقوم‬ ‫سبب ك��ل ب�لاء وإن املستقبل ه��و للعلم‬ ‫‪24‬اب���ري���ل اجل���اري‬
‫الكبير ‪ ،‬ومت االتصال به وحدد لنا موعدا‬ ‫باالتصاالت مبختلف الدوائر باإلضافة‬ ‫وامل��ت��ع��ل��م�ين ‪ .‬وب��األض��اف��ة للتعليم فإن‬ ‫ب��ع��د ص����راع طويل‬
‫للقاء به ‪ .‬وعند حضورنا إلى بهو الفندق‬ ‫إلى البحث عن املنح الدراسية لتعليم‬ ‫السلطان علي م��رح ك��ان يلعب بجدارة‬ ‫م���ن امل����رض ليدفن‬
‫جمال همد‬ ‫انتظرنا أح��د مساعديه واق��ف��ا وأخذنا‬ ‫أبناء سلطنته وغيرهم ‪ ،‬وتعبئة أتباعه‬ ‫دور املصلح االجتماعي في حاالت كثيرة‬ ‫في منطقة أسعيتا‬
‫إل��ى غرفته بالطابق األرض��ي ‪ ،‬وأخبرنا‬ ‫وتوحيدهم ‪.‬‬ ‫وأب��رزه��ا فض املنازعات ـ أن حدثت بني‬ ‫وش����������������ارك ف���ي‬
‫أن السلطان كان في انتظارنا حيث نزل‬ ‫وك���ان اإلم��ب��راط��ور هيلي سيالسي‬ ‫املجموعات السكانية ـ ول��م يكن يسمح‬ ‫مراسم الدف اآلالف‬
‫تصريحات القيادة اإلثيوبية ‪...‬‬ ‫بالطابق العلوي ‪ ،‬ولكن السفير األثيوبي‬ ‫ينظر بعني الريبة وال��ش��ك لتحركاته‬ ‫للتناقضات الثانوية الصغيرة أن تنفجر‬ ‫م�������ن امل�����واط�����ن��ي��ن‬
‫حضر دون حتديد موعد وهو جالس معه‬ ‫‪ ،‬وق����د ت���ط���وع ال���وش���اة وجواسيس‬ ‫‪ .‬وفي كل مكان في العالم معروفة بنفورها‬ ‫ال���ع���ف���ري�ي�ن وكبار‬
‫‪ .‬وطلب منا االنتظار ريثما يخرج السفير‬ ‫اإلمبراطور ‪ ‬بزرع الشك في قلبه بأن‬ ‫من امل��دارس والتعليم فإن السلطان علي‬ ‫امل����س����ئ����ول��ي�ن في‬
‫وأوضاع المعارضة اإلريترية‬ ‫األثيوبي وميكن بعد ذلك اللقاء به ‪ .‬وطال‬ ‫السلطان علي م��رح ي���أوي الوطنيني‬ ‫مرح كان يقدم املغريات حتى املالية منها‬ ‫بقلم ‪:‬محمد سعيد ناود‪  ‬احلكومة اإلثيوبية‬
‫انتظارنا بينما كان ذلك الشخص يذهب‬ ‫اإلرت��ري�ين ويحميهم ‪ .‬ولكن السلطان‬ ‫آلباء الطالب الذين يأخذهم إلى اخلارج‬ ‫واجل�����ي�����ب�����وت�����ي�����ة‬
‫من حني آلخر إلى جناح السلطان ويعود‬ ‫علي مرح كان يلعب لعبة ( األستغماية‬ ‫من أجل التعليم ‪ ،‬كان هذا رأيه في املاضي‬ ‫ي��ت��ق��دم��ه��م رئيس‬
‫التصريحات التي أطلقها رئيس ال���وزراء اإلثيوبي ملس‬ ‫إلينا قائال ‪ :‬أن السفير الزال جالسا ‪.‬‬ ‫) مع اإلمبراطور ‪ ‬ويعرف عقليته ككاهن‬ ‫والي����زال ع��ل��ى ن��ف��س ال��ط��ري��ق ف��ي الوقت‬ ‫وزراء جيبوتي دليتا محمد دليتا على‬
‫زيناوي ونائبه ووزير خارجيته هيالمريام دسالني ‪ ،‬وضعت‬ ‫وبعدها اجتمعنا باثنني م��ن مساعديه‬ ‫مكار ‪.‬‬ ‫الراهن ‪.‬‬ ‫رأس وفد جيبوتي كبير ضم نحو سبعة‬
‫املواطن االريتري في الداخل واخلارج أمام عدد من التساؤالت لم‬ ‫السلطان علي مرح حنفري‬
‫حيث شرحنا لهما التطورات اجلارية في‬ ‫‪ ‬فعندما طلبه اإلم��ب��راط��ور لسؤاله‬ ‫‪ ‬موقفه من قضية إرتريا ‪:‬‬ ‫من الوزراء في احلكومة وسلطان كل من‬
‫يجد لها إجابات يقينية ولم يجد اجلهة التي تطمئنه ويفترض‬ ‫إرتريا وطلبنا منهما أبالغ ذلك للسلطان‬ ‫عن سفرياته السنوية إلى اخلارج وعن‬ ‫بحركة حترير إرتريا بل ومن قيادتها في‬ ‫‪ ‬منذ وق��ت مبكر أب��دى السلطان علي‬ ‫تاجورا وارحيتا في جيبوتي‪ ،‬شارك في‬
‫انها املعارضة ‪ ،‬بل نهضت أمامه عدد من االسئلة‪ ،‬وزادت من‬ ‫مع اعتذارنا لالنصراف ‪.‬‬ ‫إيوائه للعناصر الوطنية اإلرت��ري��ة التي‬ ‫أسمرا‪ .  ‬وقد تعرض لالعتقال ثم التعذيب‬ ‫مرح موقفا متعاطفا مع الشعب اإلرتري‬ ‫مراسيم الدفن من اجلانب اإلثيوبي وزير‬
‫قلقه املقيم منذ سنوات ‪ ،‬حول مستقبله ومستقبل بالده ‪.‬‬ ‫‪ ‬واللقاء الثالث كان في جدة باململكة‬ ‫تهرب إلى سلطنته ويقوم بإيوائها فإنه لم‬ ‫في أسمرا ‪ .‬وبعدها نقل مع الكثيرين من‬ ‫وقضيته ال��ع��ادل��ة ‪ .‬ف��ف��ي اخلمسينيات‬ ‫احل��ك��وم��ة ال��ف��ي��درال��ي��ة اإلث��ي��وب��ي��ة ووزير‬
‫فحسب ما أوردته وكالة رويترز في ‪21‬أبريل اجلاري ‪:‬‬ ‫العربية السعودية في عام ‪1975‬م وفي‬ ‫ينكر التهمتني ‪ .‬فبالنسبة للتهمة األولى‬ ‫املعتقلني من أعضاء حركة حترير إرتريا‪ ‬‬ ‫والستينيات م��ن ال��ق��رن امل��اض��ي عرفت‬ ‫ال��ث��ق��اف��ة وال��س��ي��اح��ة وح��اك��م إق��ل��ي��م عفر‪.‬‬
‫(اتهم وزير اخلارجية االثيوبي هيالمريام دسالني أسمرة‬ ‫فندق العطاس بعد أن جلأ السلطان علي‬ ‫أجاب ‪ ( :‬باعتبارك متدين لدرجة القداسة‬ ‫إلى سجن ( ألم بقا ) في أديس أبابا الذي‬ ‫س��ل��ط��ن��ة أوس�����ا االزده��������ار االقتصادي‬ ‫كما نعي رسميا رئيس ال��وزراء اإلثيوبي‬
‫بالعمل على زعزعة استقرار ب�لاده واالطاحة بحكومة أديس‬ ‫مرح إليها بعد اجتياح ال��درق لسلطنته‬ ‫تعرف أنني مثلك ولو كنت مسلما فإنني‬ ‫قضى ب��ه أك��ث��ر م��ن ع��ام ‪ .‬وع��ن��د اإلف���راج‬ ‫وبالذات في الزراعة وزراع��ة القطن على‬ ‫مليس زي��ن��اوي وع��دد مآثر ال��راح��ل مرح‬
‫أبابا ) وقال «شرعنا في رد فعل مماثل ‪ ..‬وهو تغيير النظام (في‬ ‫‪ .‬فقد أجتاحها ال���درق بحجة التقدمية‬ ‫أذهب سنويا لألماكن املقدسة اإلسالمية‬ ‫عنه توجه إلى سلطنة أوسا ألنه لم يكن‬ ‫وجه اخلصوص على ضفاف نهر‬ ‫وقال أنه كان رسول السالم ووصفه بأحد‬
‫اريتريا )» وأضاف (تغيير النظام لن يكون بغزو اريتريا وامنا‬ ‫ومحاربة الرجعية ‪ .‬وعندها فإن اجلالية‬ ‫من أجل احلج والعيادة والتبرك بها ‪.‬‬ ‫مبقدوره أن يعيش بسالم في أديس أبابا‬ ‫‪ « ‬أواش « ‪ .‬ول���ه���ذه الغاية‪  ‬ب���دأت‬ ‫حكما إثيوبيا‪.‬‬
‫بدعم الشعب واجلماعات االريترية الراغبة في تفكيك النظام‪.‬‬ ‫اإلرترية هناك تعرضت ألهوال ال حصر لها‬ ‫أما بالنسبة للوطنيني اإلرتريني فإنني‬ ‫أو في إرتريا فما كان من السلطان علي‬ ‫بعض الشركات األورب��ي��ة تنقل ج��زء من‬ ‫كما نعت جيبوتي الراحل سلطان على‬
‫نحن منخرطون بشكل كامل في عمل ذلك ) ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وخلسائر فادحة في األرواح واملمتلكات‬ ‫حقا أق��وم بإيوائهم ملصلحتك ألنني لو‬ ‫مرح إال أن عينه مستشارا له ‪.‬‬ ‫أنشطتها االق��ت��ص��ادي��ة إل��ي��ه��ا ‪ .‬وعندما‬ ‫م��رح وأش���اد ب���دوره ف��ي حتقيق السالم‬
‫وفي وقت سابق كان رئيس الوزارء اإلثيوبي ميليس زيناوي‬ ‫مثلها مثل السلطان علي مرح وتبعثرت‬ ‫أغلقت الباب عليهم فإنه سيكون أمامهم‬ ‫‪ ‬وعضو حركة حترير إرت��ري��ا الشهيد‬ ‫ض���اق���ت امل��ع��ي��ش��ة ب��ش��ع��ب��ن��ا ف���ي إرتريا‬ ‫في املنطقة وعبرت عن بالغ عن وجزنها‬
‫قد حذر كال من اريتريا ومصر من محاولة «زعزعة استقرار»‬ ‫وجلأت ‪.‬‬ ‫خيار وحيد وهو العودة إلى إرتريا وحمل‬ ‫محمد سعيد شمسي وص��ال��ح إبراهيم‬ ‫نتيجة التخريب االقتصادي الذي مارسه‬ ‫وم��ؤاس��ات��ه��ا ل��رح��ل واع��ت��ب��ر ف��ق��د جلل‪،‬‬
‫اثيوبيا التي لن تكتفي بالدفاع «السلبي ام��ام االعتداءات»‬ ‫‪  ‬في ذلك اللقاء مع السلطان علي مرح‬ ‫السالح ‪ ،‬فأظهر اإلمبراطور اقتناعه بهذا‬ ‫وعندما أخفقت عملية خ��روج البوليس‬ ‫احملتلون األثيوبيون ‪ ،‬وبدأت الهجرة إلى‬ ‫وجاء ذلك في نعي الذي أصدره الرئيس‬
‫وس��ت��س��اع��د ال��ش��ع��ب االري���ت���ري ع��ل��ى ال��ت��خ��ل��ص م��ن «النظام‬ ‫استعرضنا م����ادار بيننا ف��ي اللقاءين‬ ‫الرد ‪ .‬وحتى آخر أيامه لم مينع السلطان‬ ‫من مصوع في عام ‪1962‬م وبدأت مطاردة‬ ‫اخل���ارج بحثا ع��ن العمل واملعيشة فإن‬ ‫اجل��ي��ب��وت��ي إس��م��اع��ي��ل ع��م��ر جيلة الذي‬
‫ال��دك��ت��ات��وري» ف��ي اس��م��را‪ .‬حسب تعبيره وذل��ك أم��ام البرملان‬ ‫ال��س��اب��ق�ين ‪ ،‬وأك���د ال��س��ل��ط��ان ع��ل��ي مرح‬ ‫علي مرح من جوالته السنوية اخلارجية‬ ‫القوات األثيوبية لهم فإنهم أخذا طريقهما‬ ‫أع��دادا من اإلرت��ري�ين أخ��ذت طريقها إلى‬ ‫ارت��ب��ط بعالقات وثيقة م��ع ال��راح��ل على‬
‫اإلثيوبي وأوضح ان بالده سوف التكتفي بالدفاع السلبي الذي‬ ‫مجددا عن تأييده املطلق للقضية اإلرترية‬ ‫لقاءاتي مع السلطان علي مرح ‪:‬‬ ‫عبر دنكاليا وجتراي إلى سلطنة أوسا ‪.‬‬ ‫سلطنة أوس��ا ‪  .‬وقد كان السلطان علي‬ ‫مدى عقود مضت‪ .. ‬وبهذه املناسبة ننشر‬
‫ال يشكل «البديل الوحيد»‪ .‬بل مساعدة الشعب اإلريتري على‬ ‫العادلة واس��ت��ع��داده للتأييد املعلن لها‬ ‫‪ ‬إن ماكتبته في األسطر القالئل املاضية‬ ‫فأستقبلهما أعضاء احلركة هناك وسهال‬ ‫مرح كرميا معهم كعادته ‪ .‬فكل اإلرتريني‬ ‫مقال الراحل محمد سعيد ناود الذي كتب‬
‫بعد سقوط اإلمبراطور هيلي سيالسي‬ ‫عن السلطان علي مرح كان نتيجة اتصال‬ ‫لهما املرور إلى جيبوتي ثم اليمن ‪.‬‬ ‫الذين كانوا يلجأون إلى‪  ‬سلطنته طلبا‬ ‫قبل عامني والذي يتحدث فيه عن لقاءاته‬
‫اإلطاحة بنظام الرئيس أفورقي ‪ .‬موضحا «ال ننوي اجتياح هذا‬
‫واستيالء الدرق على السلطة ‪.‬‬ ‫ومعرفة مباشرة ب��ه ‪ ،‬ف���أول ل��ق��اء ‪ ‬بيني‬ ‫‪ ‬أيضا امل��ن��اض��ل ط��ه م��وس��ى الدنكلي‬ ‫للعيش الكرمي لم يقصر معهم في أعطائهم‬ ‫مع السلطان علي مرح‪..‬‬
‫البلد لكن يجب ان نوسع نفوذنا فيه»‪.‬‬ ‫‪ ‬أما ال��ل��ق��اء األخ��ي��ر فقد ك��ان ف��ي مكة‬ ‫وبينه مت في عام ‪1965‬م ‪ ،‬فأثناء وجودي‬ ‫األراضي الزراعية الستثمارها والسماح‬ ‫احملرر‬
‫والسؤال كيف سيتم توسيع النفوذ اإلثيوبي في إريتريا ؟‬ ‫وال��ذي كان من العناصر األساسية التي‬
‫املكرمة وف��ي داره في ع��ام ‪1992‬م وبعد‬ ‫في القاهرة علمت بوصوله إليها ‪ ،‬فكلفت‬ ‫ق��ام��ت ب��ب��ن��اء ف���رع ح��رك��ة حت��ري��ر إرتريا‬ ‫لهم بالرخص التجارية إلقامة الدكاكني‬ ‫السلطان علي‪  ‬مرح حنفري سلطان (‬
‫ال منلك األجابة القاطعة على هذا السؤال ولكن نتوجه بدورنا‬ ‫التحرير وقبل أج��راء االستفتاء وإعالن‬ ‫محمد أبوبكر لوممبا عضو حركة حترير‬ ‫واملطاعم واملقاهي ‪.‬‬ ‫أوسا ) يعتبر معلما بارزا ليس في‪  ‬إطار‬
‫باململكة العربية السعودية ‪ ،‬كانت قيادة‬
‫للمعارضة اإلريترية التي تتخذ من العاصمة اإلثيوبية مقرا لها‬ ‫اس��ت��ق�لال إرت���ري���ا ‪ .‬وق���د ك���ان موضوع‬ ‫إرتريا الذي كان يدرس مبصر أن يحدد لي‬ ‫‪ ‬وعندما ق���ام���ت س��ل��ط��ات االح���ت�ل�ال‬ ‫سلطنته وح��س��ب ب��ل ف��ي منطقة القرن‬
‫احل��رك��ة ق��د كلفته بالتوجه إل��ى منطقة‬
‫‪ ،‬فهل تعرف ماهية النفوذ اإلثيوبي املقصود؟ وما عالقة هذا‬ ‫نقاشنا ه��و احمل��اف��ظ��ة ع��ل��ى ال��س�لام في‬ ‫موعدا معه ‪ ،‬كان رد السلطان أنه مستعد‬ ‫دنكاليا ليقوم بتوسيع عمل احلركة هناك‬ ‫األثيوبي في إرتريا باالعتقاالت االعتباطية‬ ‫اإلفريقي ‪ .‬ورغم ماميثله من زعامة دينية‬
‫النفوذ باالستراتيجية العامة للتحالف؟وما هي طبيعة عالقة‬ ‫إرت��ري��ا وتأييد االستفتاء ال��ذي سيسفر‬ ‫ل�لاج��ت��م��اع ب��ي ول��ك��ن ل��ي��س ف��ي القاهرة‬ ‫‪ ،‬وبالفعل قام بتنفيذ قرار قيادة احلركة‬ ‫واملطاردات للوطنيني وممارسة التعذيب‬ ‫ل��دى قبائل العفر املنتشرة في جيبوتي‬
‫التحالف الدميقراطي اإلريتري بالنظام القائم في إثيوبيا ؟‬ ‫عنه االستقالل ‪.‬‬ ‫نتيجة للطوق الذي تضربه عليه السفارة‬ ‫وتوجه من جدة إلى بور تسودان ‪ .‬ومن‬ ‫ف��إن أع����دادا م��ن ه���ؤالء ب���دأت ت��ه��رب إلى‬ ‫وإرت���ري���ا وأث��ي��وب��ي��ا إال أن���ه وف���ي الوقت‬
‫أسئلة كثيرة حتتاج إلجابات من قوى املعارضة اإلريترية داخل‬ ‫‪ ‬وأجاب السلطان علي مرح بكل وضوح‬ ‫األثيوبية في القاهرة حيث أن عناصرها‬ ‫ب���ور ت���س���ودان ت��وج��ه بسنابيك أعضاء‬ ‫سلطنة ( أوس��ا ) ‪ .‬وك��ان السلطان علي‬ ‫ذات��ه ظ��ل يتمتع بهذه الزعامة الروحية‬
‫التحالف وخارجة ‪.‬‬ ‫بأنه م��ع االستفتاء ‪ ،‬وأن��ه م��ع استقالل‬ ‫التفارقه طوال النهار والليل ‪ ،‬ويتابعون‬ ‫احلركة من أبناء العفر إلى دنكاليا ‪.‬‬ ‫مرح يستقبلهم بالترحاب ويكرمهم ويوفر‬ ‫ل��دى قطاع واس��ع م��ن مسلمي أثيوبيا ‪.‬‬
‫وم��ا يقلق في األم��ر أكثر وج��ود تنظيمات داخ��ل التحالف‬ ‫إرتريا ونشر السالم في ربوعها ‪.‬‬ ‫كل لقاءاته ‪ ،‬وعليه حدد لي موعدا باليوم‬ ‫‪ ‬ومن ه��ن��اك ت��وج��ه إل��ى سلطنة أوسا‬ ‫أمامهم سبل العيش الشريف ‪ .‬ب��ل كان‬ ‫كما أن السلطان علي مرح حنفري عرف‬
‫وخ��ارج��ه يقوم برنامجها على مبدأ حق تقرير املصير حتى‬ ‫‪ ‬كانت هذه هي لقاءاتي بالسلطان علي‬ ‫والساعة واملكان في اإلسكندرية ‪ .‬وذهبت‬ ‫حيث جعلها م��رك��زه للتحرك وه��و آمن‬ ‫يذهب إل��ى أبعد من ذل��ك حيث ك��ان يعني‬ ‫باحلكمة واحلنكة السياسية األمر‪  ‬الذي‬
‫اإلنفصال وبدعم إثيوبي وبرعاية كاملة من مكتب اجلنرال‬ ‫مرح وكان ذلك موقفه الثابت إلى جانب‬ ‫ل��ذل��ك امل��وع��د برفقة األخ محمد أبوبكر‬ ‫ومطمئن‪ .  ‬وم��ث��ل ه��ذا العمل وف��ي تلك‬ ‫املقتدرين منهم كمستشارين له في تسيير‬ ‫مكنه من احملافظة على االستقالل الداخلي‬
‫مسفن حلقة الوصل الرئيسية بني القيادة اإلثيوبية واملعارضة‬ ‫القضية اإلرترية منذ اللقاء األول وحتى‬ ‫لوممبا حيث وجدت السلطان وحيدا في‬ ‫املرحلة املظلمة ل��م يكن عمال ع��ادي��ا بل‬ ‫أعمال السلطة ‪ .‬وكمثال وليس للحصر‬ ‫لسلطنته نتيجة حلنكته وبراعته حيث‬
‫اإلريترية ‪ ،‬وعالقة غير واضحة تربطها مع ق��وى املعارضة‬ ‫اللقاء األخير ‪ .‬ويفرض علينا االعتراف‬ ‫انتظارنا ‪ .‬ورغ��م أنها كانت امل��رة األولى‬ ‫كان ميثل شجاعة كان باإلمكان أن تعرض‬ ‫أذكر من هؤالء املستشارين املهندس عبده‬ ‫ل��م ميكن اإلم��ب��راط��ور هيالسيالسى من‬
‫األخرى ‪.‬‬ ‫باجلميل أن نذكر موقف السلطان معنا‬ ‫للقاء به حيث شرحت له قضية إرتريا إال‬ ‫السلطان وسلطنته ملخاطر جمة ‪.‬‬ ‫كرار ‪ ،‬األستاذ فاقر حجي محمود ‪ ،‬علي‬ ‫ابتالعها مثل باقي السلطنات األخرى‬
‫نتفهم وج����ود م��ص��ال��ح م��ش��ت��رك��ة ب�ين ال��ش��ع��ب�ين اإلريتري‬ ‫في مرحلة كنا فيها في أمس احلاجة ملن‬ ‫إنه وبدون حتفظ عبر لي عن تأييده لنا ‪.‬‬ ‫اإلمبراطور هيلي سيالسي والسلطان‬ ‫ج��اس��ر وآخ����رون مم��ن ال أذك���ر أسمائهم‬ ‫التي كانت قائمة وأزالها اإلمبراطور من‬
‫واإلثيوبي ‪ ،‬ونتفهم أيضا ان تكون عالقات البلدين قائمة على‬ ‫يؤيدنا سواء كان بالسراء والضراء ‪.‬‬ ‫وف��ي الوقت ذات��ه ش��رح لي أج��واء احلذر‬ ‫علي مرح ‪:‬‬ ‫‪ .‬ف��األول املهندس عبده ك��رار كان عضوا‬ ‫الوجود ‪.‬‬
‫التعاون التعاضد وع��دم اإلي��ذاء‪ ،‬ونتفهم معاناة أدي��س أبابا‬

‫تاريخ فوتغرافي‬
‫جراء السياسات اإلقليمية ألسمرا ولكن ما لم نفهمه أبدا أن‬
‫يكون لطرف ما نفوذ أو وصاية على الطرف الثاني ‪ ،‬ألن هذا‬
‫يعني إنتقاص من السيادة الوطنية و تكرار لتجارب وعالئق‬
‫فاشلة في العالقات الدولية ودونكم عالقة سوريا ولبنان ‪.‬‬
‫رحيل السلطان الصالح علي مرح حنفري‬
‫ونرجو أن ال يكون املقصود هذا النوع من العالقات‪ ،‬خاصة‬ ‫بالشفاء وفي قطاع العسكري و األمني عمنا‬ ‫بقلم ‪ /‬عمر عثمان ديهيشي‪  ‬‬
‫ان القيادة اإلثيوبية قد اعلنت أكثر من مرة إحترامها خليارات‬ ‫‪ /‬احمد علي و األخ ‪ /‬احمد دين احمد رحمهم‬ ‫ف��ق��دت اآلم���ة اإلس�لام��ي��ة ع��م��وم��ا و القرن‬
‫الشعب اإلريتري وقدمت دعمها وفق ذلك ‪ ،‬وهنا نعلن ترحيبنا‬ ‫ال��ل��ه ‪ .‬سلطنة اوس����ا ك��ان��ت إح����دى مناطق‬ ‫اإلفريقي خصوصا و الشعب العفري على‬
‫بالدعم اإلثيوبي املعلن وال��س��ؤال هل املعارضة اإلريترية‬ ‫اللجوء اإلرتري خاصة املسلمني ‪ ,‬فقد أحسن‬ ‫وجه أخص ومعه الشعبني اإلثيوبي واإلرتري‬
‫وخ��اص��ة التحالف ال��دمي��ق��راط��ي اإلري���ت���ري ‪ ،‬ه��ل ه��و مؤهل‬ ‫السلطان استقبالهم و أحاطهم برعايته و‬ ‫ابرز رموزه التاريخية و زعاماته السياسية‬
‫لإلستفادة من هذا الدعم املأمول ؟ اإلجابة قطعا بالنفي ‪ ،‬ألن‬ ‫منحهم أراضي لزراعة القطن و زاولوا العمل‬ ‫و الدينية الشامخة وهو السلطان علي مرح‬
‫التحالف الدميقراطي بوضعه احلالي ال يستطيع ذلك فقد أضاع‬ ‫التجاري بكل أنواعه فضال عن تامني سالمة‬ ‫حنفري الذي انتقل إلى جوار ربه في ‪ 24‬ابريل‬
‫فرص ذهبية أقليمية وقارية‪ ،‬وكل األسباب التي أهدرت منه أو‬ ‫بعض املناضلني الذين يصلون إلى سلطنته ‪.‬‬ ‫‪2011‬م ف��ي أدي��س أب��اب��ا و دف��ن ف��ي عاصمة‬
‫أه��در بسببها تلك الفرصة قائمة ان لم نقل قد تفاقمت اآلن‪،‬‬ ‫ك��ان السلطان علي م��رح رحمه الله شديد‬ ‫سلطنته (أيسعيتا) بعد عمر امتدا ألكثر من‬
‫فابتداءا من بعض من مكوناته التي تعيش صراعات داخلية‬ ‫احل���ب للعلم و ال��ع��ل��م��اء وال يخلو مجلسه‬ ‫تسعني عاما كانت حافلة باجنازات عظيمة‬
‫وإتيحت لها الفرص ولم حتسم الكثير من مشكالتها ( الغير‬ ‫من عالم مما دفعه إلى إقامة مصاهرات مع‬ ‫في كل األصعدة السياسية و االقتصادية و‬
‫الرموز و الزعامات الدينية في إرتريا ‪ ,‬فقد‬ ‫الدعوية ‪ .‬و السلطان علي م��رح ه��و سليل‬
‫سياسية ) وكذلك عدم قدرتها على مغادرة احلالة التي صممت‬
‫تزوج السلطان بنت الشيخ اجلليل ‪ /‬جمال‬ ‫أس��رة (ايداحيسو) الذين هم حكام سلطنة‬
‫من أجلها قبل أكثر من ثالثة عقود وإنتهاءا باإلصطراع داخل‬ ‫ال��دي��ن إبراهيم خليل رحمه الله وم��ن ثمار‬ ‫اوس��ا و كانت تربطه عالقة مميزة بوالدي‬
‫التحالف ‪.‬‬ ‫تلك املصاهرة املباركة األخ‪ /‬عمر علي مرح‬ ‫رحمهم الله ‪.‬‬
‫واملوضوع األهم ان املعارضة لم تستطع ان تقدم نفسها حتى‬ ‫و أخ��وات��ه ‪ ,‬كما زوج السلطان ابنه محمد‬ ‫لقد متيز عصر السلطان علي مرح باالنفتاح‬
‫اآلن كبديل مقنع للشارع اإلريتري دعك من إقناع الدول اإلقليمية‬ ‫رحمه الله كبرى بنات سماحة مفتي الديار‬ ‫و توطني الدعاة و املرشدين في مدن السلطنة‬ ‫و التطوير في كل مرافق السلطنة في حدود ما‬
‫والعاملية ‪ ،‬كما وأنها في أشد حاالت ضعفها‪.‬‬ ‫اإلرت��ري��ة السابق الشيخ ‪ /‬إبراهيم مختار‬ ‫حملاربة البدع و العادات البالية‪ .‬واستعان‬ ‫توفرت له من موارد‪ .‬فعلى الصعيد السياسي‬
‫املطلوب اآلن ه��و سرعة حت��رك ملراجعة أوض���اع التحالف‬ ‫رحمه الله ومن ثمار تلك املصاهرة امليمونة‬ ‫بالوافدين إلى سلطنته من اإلرتريني في فتح‬ ‫استطاع السلطان بحنكته أن يرسي دعائم‬
‫وأوضاع مكوناته وحتالفاتها وإعادة هيكلته وحتديث خطابه‬ ‫أحفاد للسلطان و املفتي جعلهم الله جميعا‬ ‫و إدارة املعهد اإلسالمي في ايسعيتا الذي‬ ‫االستقرار و السالم وعاش مع شعبه في سالم‬
‫السياسي ورؤي��ت��ه اإلستراتيجية وقبوله علنا بكل املواثيق‬ ‫خير خلف خلير سلف ‪ .‬هذا و للشعب العفري‬ ‫كنت احد طالبه عندما كان مديره األستاذ‪/‬‬ ‫ووئام يحيطهم برعايته و يحيطونه بحبهم‬
‫الدولية إب��ت��داءا من االع�لان العاملي حلقوق االن��س��ان والعهد‬ ‫سلطنات كثيرة (سلطنة اوسا ‪ ,‬سلطنة ببدو‬ ‫م��ح��م��د س��ع��ي��د ( أب���و ع��ي��س��ى) و ك��وك��ب��ة من‬ ‫إلى أن جاءت الثورة الشيوعية في إثيوبيا‬
‫الدولي وإنتهاءا بكل ملحقاتهما ‪ ،‬نقول ذلك الن هنالك الكثير‬ ‫وال��ت��ي م��ن اح���د أب��ن��اء سالطينها املناضل‬ ‫املدرسني األزهريني منهم األستاذ‪ /‬محمد علي‬ ‫و خ��رج يجاهد مع شعبه حملاربة امللحدين‬
‫من املمارسات التي تتصادم وذلك ‪ .‬والتغيير ال ريب قادم ومن‬ ‫الكبير‪ /‬احمد محمد اح��و‪ ,‬سلطنة رحيتا ‪,‬‬ ‫الذي توفي في جيبوتي رحمه الله و األستاذ‪/‬‬ ‫حتى اقر الله عينه باسترداد سلطنة أبائه و‬
‫ينتظره وهو بحالته هذه قد كتب لنفسه شهادة عدم صالحية ‪،‬‬ ‫سلطنة قوبعد ‪ ,‬سلطنة جتورا ) في ثالثة دول‬ ‫عبد ال��ل��ه ص��ال��ح و الشيخ عثمان سليمان‬ ‫أجداده و دفن في عاصمتها ‪ .‬فعلى الصعيد‬
‫علما بأن التحالف ليس هو اجلهة الوحيدة التي ستشكل البديل‬ ‫إثيوبيا ‪ ,‬إرتريا و جيبوتي ‪.‬‬ ‫يرحمهم الله و األس��ت��اذ‪/‬إب��راه��ي��م عبد الله‬ ‫االقتصادي اهتم السلطان على تطوير البنية‬
‫أت��وج��ه بالتعزية إل��ى األم���ة اإلس�لام��ي��ة و‬ ‫املقيم في جدة أمد الله في عمره على طاعته‬ ‫التحتية للسلطنة و تطوير ال��زراع��ة عموما‬
‫الدميقراطي للوضع القائم في اريتريا ‪ ،‬وال التنظيمات القائمة‬
‫الشعب العفري ف��ي ك��ل مناطقه و الشعبني‬ ‫‪ .‬و من اإلرتريني من عمل في إدارات و مواقع‬ ‫و زراع��ة القطن خصوصا على ضفاف نهر‬
‫اآلن هي أحزاب الغد بالضرورة ‪.‬‬ ‫مختلفة للسلطنة اذك��ر منهم ما تسعفني به‬
‫* تنويه وإعتذار ‪:‬‬ ‫اإلثيوبي و اإلرتري و أسرة ايداحيسو و أبناء‬ ‫(أواش) و ذلك مبوجب اتفاقيات مع شركات‬
‫السلطان و أحفاده ‪ ‬سائال الله أن يتغمد فقيد‬ ‫ذاكرتي و ليس من باب احلصر‪ ,‬عمنا احلاج‬ ‫غربية و محلية مع نشاط جتاري و اسع بني‬
‫س��ق��ط أس���م ال��زم��ي��ل محمد إدري����س ع��ب��د ال��ل��ه ع��ن مقاله‬ ‫علي جاسر ‪ ,‬املهندس ‪ /‬عبده كرار ‪ ,‬األستاذ‪/‬‬
‫(املمتطون نعوشهم ) من مفاتيح االسبوع املاضي فله العذر‬ ‫األمة بواسع رحمته وينزله منازل الصديقني‬ ‫السلطنة و أقاليم إثيوبيا خاصة إقليم (ولو)‬ ‫تاريخ فوتوغرافي السلطان علي مرح حنفري سلطان‬
‫و الشهداء و الصاحلني و حسن أولئك رفيقا‬ ‫ص��ال��ح ص��ب��ري و الشيخ علي ش��وم يوسف‬ ‫و كذلك مع جيبوتي ‪ .‬و في مجال التعليم و‬
‫حتى يرضي ‪.‬‬ ‫و األستاذ ‪ /‬فاقر حاج محمود عجل الله له‬
‫إنا لله و إنا إليه راجعون ‪.‬‬ ‫الدعوة اإلسالمية قام السلطان ببناء املساجد‬ ‫أوسا توفي يوم ‪24‬ابريل ‪2011‬م‬

You might also like