Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 108

‫السلم عليكم ورحمة ال وبركاته‬

‫أخي ‪ /‬أخيتي ) القارئ ‪ ,,‬القارئة ( نسألكم الدعاء في ظهر الغيب ولك بالمثل حين الدعاء‬
‫)"ومن أوتي علم القرآن فلم ينتفع‪ ،‬وزجرته نواهيه فلم يرتدع‪ ،‬وارتكب من الثم قبيحا‪ ،‬ومن‬
‫الجرائم فضوحا؛ كان القرآن حجة عليه‪ ،‬وخصما لديه‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪" :‬القرآن حجة‬
‫لك أو عليك"‪] .‬القرطبي[‬

‫)"وصف ال تعالى نفسه بعد قوله‪} :‬رب العالمين{ بأنه‪} :‬الرحمن الرحيم{ لنه لما كان في‬
‫اتصافه بـ)رب العالمين( ترهيب‪ ،‬قرنه بـ}الرحمن الرحيم{ لما تضمنه من الترغيب؛ ليجمع في‬
‫صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه‪ ،‬فيكون أعون على طاعته وأمنع"‪] .‬القرطبي[‬

‫)"وإنك لتجد في بيت ال الحرام خمسين ألف بأيديهم المصاحف يقرؤون القرآن‪ ،‬ولكنك ل تجد‬
‫خمسين منهم يفهمون معاني ما يقرؤون‪ ،‬وإني ل أنكر أن لقارئ القرآن أجرا على كل حال؛ لكن‬
‫ال يقول‪} :‬أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها{ ]محمد‪ [24:‬فمتى نكسر هذه القفال حتى‬
‫نفهم ما يقال؟" ]علي الطنطاوي[‬

‫)من ثمرات تدبر المشتركين‪:‬‬

‫انظر الفرق! كيف نسب ال ‪ -‬في سورة الكهف ‪ -‬الكلب إلى الفتية لنهم صالحين‪ ،‬بينما في سورة‬
‫الفيل نسب أبرهة وجيشه إلى الفيل لحقارتهم عند ال‪(.‬‬

‫)ما أحوج الناس ‪ -‬في ظل غلء السعار ‪ -‬أن يقفوا مع اليات )‪] (157 – 155‬سورة البقرة[ في‬
‫تفسير السعدي رحمه ال‪(.‬‬

‫)"لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم‪ ،‬كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم؛ لن شرف العلم بشرف‬
‫المعلوم" ]ابن الجوزي[‬

‫)قيل لعيسى بن وردان‪ :‬ما غاية شهوتك من الدنيا؟ فبكى‪ ،‬ثم قال‪ :‬أشتهي أن ينفرج لي عن‬
‫صدري‪ ،‬فأنظر إلى قلبي ماذا صنع القرآن فيه وما نكأ؟ ]المتمنون لبن أبي الدنيا[‬

‫فتأمل ‪ -‬يا مؤمن ‪ -‬كيف كان السلف يعتنون بالتفتيش عن أثر القرآن في قلوبهم؟ وقارنه بالواقع!(‬

‫)قال مزاحم بن زفر‪ :‬صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ‪} :‬إياك نعبد وإياك نستعين{‬
‫بكى حتى انقطعت قراءته‪ ،‬ثم عاد فقرأ‪} :‬الحمد ل{‪] .‬حلية الولياء[‬

‫)قال تعالى عن المنافقين‪} :‬ول يأتون الصلة إل وهم كسالى{ ]التوبة‪ [54:‬لو لم يكن للنفاق آفة‬
‫إل أنه يورث الكسل عن العبادة‪ ،‬لكفى به ذما‪ ،‬فكيف ببقية آثاره السيئة؟!(‬

‫)قال بكر العابد‪ :‬سمعت الفضيل بن عياض يقول في قول ال عز وجل‪} :‬وبدا لهم من ال ما لم‬
‫يكونوا يحتسبون{ ]الزمر‪ [47:‬قال‪ :‬أتوا بأعمال ظنوها حسنات فإذا هي سيئات! قال بكر‪ :‬فرأيت‬
‫يحيى بن معين بكى! ]تاريخ بغداد[‬

‫والسؤال‪ :‬كم مرة بكينا عند هذه الية وأمثالها؟!(‬


‫)قال ابن تيمية‪" :‬ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلح قلبه‪ ،‬تنقص رغبته في سماع‬
‫القرآن حتى ربما كرهه" ]اقتضاء الصراط المستقيم[‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين‬
‫والشهداء والصالحين{ ]النساء‪ [69:‬تدرج من القلة إلى الكثرة‪ ،‬ومن الفضل إلى الفاضل؛ إذ قدم‬
‫ذكر )ال( على )الرسول(‪ ,‬ورتب السعداء من الخلق بحسب تفاضلهم‪ ,‬كما تدرج من القلة إلى‬
‫الكثرة‪ ،‬فبدأ بالنبيين وهم أقل الخلق ثم الصديقين وهم أكثر‪ ,‬فكل صنف أكثر من الذي قبله‪.‬‬
‫]د‪.‬فاضل السامرائي[‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬اقرأ باسم ربك الذي خلق{ إشارة إلى أن مركز القوة والحضارة والتقدم انتقل ‪-‬‬
‫من خلل الرؤية السلمية ‪ -‬من القوة المالية والبدنية إلى العلم والمعرفة‪] .‬أ‪.‬د‪.‬عبدالكريم بكار[‬

‫)عن عمر بن الخطاب في قوله تعالى‪} :‬خافضة رافعة{ قال‪ :‬الساعة خفضت أعداء ال إلى‬
‫النار‪ ،‬ورفعت أولياء ال إلى الجنة‪] .‬الدر المنثور[‬

‫)اقرأ أول سورة "المؤمنون" بتدبر‪ ،‬تجد أن من أهم صفات المؤمنين المفلحين‪ :‬إتقان العمل‪،‬‬
‫والمداومة عليه‪ ،‬وهذان المران هما سر النجاح وأساس الفلح‪ ،‬فالخشوع في الصلة يشير إلى‬
‫ضرورة التقان‪ ،‬والمحافظة على جميع الصلوات ل تكون إل بالمداومة والستمرار‪] .‬د‪.‬محمد‬
‫القحطاني[‪1‬‬

‫)}وما محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم‪] {...‬آل‬
‫عمران‪ [144:‬لقد جمع النبي صلى ال عليه وسلم الناس حوله على أنه عبد ال ورسوله‪ ،‬والذين‬
‫ارتبطوا به عرفوه كذلك‪ ،‬فإذا مات عبد ال‪ ،‬بقيت الصلة الكبرى بالحي الذي ل يموت؛ فأصحاب‬
‫العقائد الحقة أتباع مبادئ ل أتباع أشخاص‪] .‬محمد الغزالي[‬

‫)}فل تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون{ ]السجدة‪ [17:‬قال الحسن‬
‫البصري‪" :‬أخفى قوم عملهم فأخفى ال لهم ما لم تر عين‪ ،‬ولم يخطر على قلب بشر"(‬

‫)}إنا جعلنا ما على الرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عمل{ ] الكهف‪ [7:‬لقد اغتر بزخرف‬
‫الدنيا وزينتها الذين نظروا إلى ظاهرها دون باطنها‪ ،‬فصحبوا الدنيا صحبة البهائم‪ ،‬وتمتعوا بها‬
‫تمتع السوائم‪ ،‬همهم تناول الشهوات‪ ،‬من أي وجه حصلت‪ ،‬فهؤلء إذا حضر أحدهم الموت‪ ،‬قلق‬
‫لخراب ذاته‪ ،‬وفوات لذاته‪ ،‬ل لما قدمت يداه من التفريط والسيئات‪] .‬ابن سعدي[‬

‫)يستفاد من قوله تعالى‪} :‬فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا{]الكهف‪ [80:‬تهوين المصائب بفقد‬
‫الولد وإن كانوا قطعا من الكباد‪ ،‬ومن سلم للقضاء أسفرت عاقبته عن اليد البيضاء‪] .‬القرطبي[‬

‫)ومن نظر في آيات القرآن الكريم وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلث آيات من كتاب ال‬
‫تعالى‪ ،‬مع أن البيوت للزواج أو لوليائهن؛ وإنما حصلت هذه الضافة ‪-‬وال أعلم‪ -‬مراعاة‬
‫لستمرار لزوم النساء للبيوت‪ ،‬فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به‪ ،‬ل إضافة تمليك‪.‬‬
‫]بكر أبو زيد[‬

‫)من أخطر أسباب طغيان النسان‪ :‬غناه وإقبال الدنيا عليه مع نسيانه ربه ولقائه‪ .‬تأمل قول ربك‪:‬‬
‫}إن النسان ليطغى‪ ,‬أن رآه استغنى‪ ,‬إن إلى ربك الرجعى{]العلق‪ ,[8-6:‬فمتى اجتمعت هذه‬
‫السباب على العبد‪ ،‬فقد أحاط به الهلك من كل جانب إن لم يتداركه ربه برحمته وتوفيقه‪.‬‬
‫]د‪.‬محمد بن عبد ال القحطاني[‬

‫)النهيار الكبير في القتصاد الربوي الرأسمالي تجلت فيه آية عظمى }سنستدرجهم من حيث ل‬
‫يعلمون * وأملي لهم إن كيدي متين{ ]القلم‪ [45 ،44:‬فالن أين دعاة الليبرالية الذين زخرفوا‬
‫للدول والشعوب اللهث خلف الدولر واقتصاد الغرب الغني؟ فأراهم ال بأبصارهم حقيقة }يمحق‬
‫ال الربا{ ]البقرة‪ [276:‬وتأمل كلمة }يمحق{ إنه العجاز حتى في اللفظ! ]د‪.‬عصام العويد[‬

‫)لما ألهت الخيل سليمان بن داود عليهما السلم عن صلته‪ ,‬دعا بتلك الخيل فجعل يقتلها‪،‬‬
‫ويضرب أعناقها وسوقها انتقاما من نفسه لنفسه؛ فانتقم من نفسه التي لهت بهذه الصافنات الجياد‬
‫عن ذكر ال }ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والعناق{]ص‪ [33:‬فإذا رأيت شيئا من مالك‬
‫يصدك عن ذكر ال فتباعد عنه قدر استطاعتك‪ ،‬قبل أن يبعدك عن ال‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)قال مطرف بن عبدال في قوله تعالى‪} :‬وأما الغلم فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما‬
‫طغيانا وكفرا{ ]الكهف‪" :[80:‬إنا لنعلم أنهما قد فرحا به يوم ولد‪ ،‬وحزنا عليه يوم قتل‪ ،‬ولو‬
‫عاش لكان فيه هلكهما‪ ،‬فليرض رجل بما قسم ال له‪ ،‬فإن قضاء ال للمؤمن خير من قضائه‬
‫لنفسه‪ ،‬وقضاء ال لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب" ]الدر المنثور[‬

‫)قال تعالى في أول سورة النور‪} :‬سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات{]النور‪[1:‬‬
‫فهذه السورة فيها حجج التوحيد‪ ،‬ودلئل الحكام‪ ،‬والكل آيات بينات‪ ،‬فحجج العقول ترشد إلى‬
‫مسائل التوحيد‪ ،‬ودلئل الحكام ترشد إلى وجه الحق‪ ،‬وترفع غمة الجهل‪ ,‬وهذا هو شرف‬
‫السورة‪ ،‬فيكون شرفا للنبي في الولية‪ ،‬شرفا لنا في الهداية‪] .‬ابن العربي[‬

‫)فهم سياق اليات وتدبرها مما يعين على فهم المعنى ‪-‬إذا اختلف فيه المفسرون‪ -‬مثال ذلك‪ :‬جزم‬
‫شيخ السلم ابن تيمية بأن امرأة العزيز هي التي قالت‪} :‬وما أبرئ نفسي إن النفس لمارة‬
‫بالسوء إل ما رحم ربي{]يوسف‪[53:‬؛ لن السياق متصل بكلمها‪ ،‬وأتبع ذلك بقوله‪" :‬يدل القرآن‬
‫على ذلك دللة بينة‪ ،‬ل يرتاب فيها من تدبر القرآن"‪(.‬‬

‫)"فما أولنا بتدبر كتابه الكريم تدبر من يريد العلم‪ ,‬ومن هو مؤمن بهذا الكتاب العظيم‪ ,‬وأنه كلم‬
‫ال حقا‪ ،‬قاصدين معرفة مراد ربهم عز وجل‪ ,‬والعمل بذلك‪ ,‬عمل بقوله تعالى‪} :‬كتاب أنزلناه‬
‫إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو اللباب{]ص‪ ,[29:‬مستشعرين قوله تعالى‪} :‬إن هذا‬
‫القرآن يهدي للتي هي أقوم{]السراء‪ ،[9:‬وقوله‪} :‬قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء{]فصلت‪.[44:‬‬
‫]ابن باز[‬

‫)"عندما قال يوسف للسجينين‪} :‬إني تركت ملة قوم{ ]يوسف‪ [37:‬لم يقل لهما‪ :‬إنكما على دين‬
‫باطل‪ ،‬فالمقام ليس مقام استفزاز ول حساب‪ ،‬بل مقام بلغ‪ ،‬والحق إذا تبين فليس بالضرورة أن‬
‫يشتم الباطل الذي يدين به الشخص المقابل" ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)عن الحسن في قوله‪} :‬ويدع النسان بالشر دعاءه بالخير وكان النسان عجول{]السراء‪[11:‬‬
‫قال‪ :‬ذلك دعاء النسان بالشر على ولده وعلى امرأته‪ ،‬يغضب أحدهم فيدعو عليه‪ ،‬فيسب نفسه‬
‫ويسب زوجته وماله وولده‪ ،‬فإن أعطاه ال ذلك شق عليه!! فيمنعه ال ذلك‪ ،‬ثم يدعو بالخير‬
‫فيعطيه‪(.‬‬
‫)دل قوله تعالى‪} :‬وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها وتركوك قائما‪ ،‬قل ما عند ال خير{‬
‫]الجمعة‪ [11:‬على أنه ينبغي للعبد ‪ -‬المقبل على عبادة ال ‪ -‬وقت دواعي النفس لحضور اللهو‬
‫والتجارات والشهوات‪ ,‬أن يذكرها بما عند ال من الخيرات‪ ،‬وما لمؤثر رضاه على هواه‪] .‬ابن‬
‫سعدي[‬

‫)‪ :‬قوله تعالى عن صاحب الجنتين‪} :‬ودخل جنته وهو ظالم لنفسه{ أفرد الجنة مع أنهما جنتان؛‬
‫لن قوله هذا لم يقله إل حين دخل إحداهما‪ ،‬إذ ل يمكن دخوله فيهما معا في وقت واحد‪] .‬المين‬
‫الشنقيطي[‬

‫)}ول تستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي هي أحسن{]فصلت‪ [34:‬سبحان ال! إنسان بينك‬
‫وبينه عداوة‪ ،‬وأساء إليك‪ ،‬فيقال لك‪ :‬ادفع بالتي هي أحسن‪ .‬فإذا استجبت لمر ال ودفعت بالتي‬
‫هي أحسن‪ ،‬يأتيك الثواب‪} :‬فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم{‪ ،‬الذي يقوله من؟ هو ال‬
‫عز وجل مقلب القلوب‪ ،‬ما من قلب من قلوب بني آدم إل بين أصبعين من أصابع الرحمن عز‬
‫وجل يصرفه كيف يشاء‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)}لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا{]البقرة‪ [286:‬جاءت العبارة بـ)لها( في الحسنات؛ لنها‬
‫مما ينتفع العبد به‪ ،‬وجاءت بـ)عليها( في السيئات؛ لنها مما يضر العبد‪] .‬ابن جزي[‬

‫)}سيجعل ال بعد عسر يسرا{]الطلق‪ [7:‬ل ينقضي عجبك من مجيء هذه الية بعد تلك‬
‫الحوال الصعبة‪ ،‬والمضائق التي يمر بها الزوجان من طلق‪ ،‬ونزاع على رضاع‪ ،‬وضيق في‬
‫الرزق‪ ،‬فهي بشارة جلية‪ ،‬وطمأنة إلهية‪ ،‬فهل بعد هذا يسيطر اليأس أو القنوط على من قدر‬
‫عليهما الطلق؟ إنها آية تسكب المل‪ ،‬وتبعث على الفأل‪ ،‬فما على العبد إل أن يحسن الظن بربه‪،‬‬
‫ويفعل السباب‪ ،‬ثم ليبشر‪] .‬د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)}بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج{]ق‪ [5:‬في وصف رأي الكفار فيما جاء به النبي‬
‫بأنه )مريج( دللة على أن رأيهم باطل ليس بصحيح؛ لن الجزم الصحيح ل يتغير ول يتبدل‪ ,‬أما‬
‫هم فكان أمرهم مضطربا‪ ,‬فهم كما قال ال‪} :‬إنكم لفي قول مختلف{]الذاريات ‪] .[8‬الرازي[‬

‫)}إنا كفيناك المستهزئين{ بك وبما جئت به‪ ،‬وهذا وعد من ال لرسوله‪ ،‬أن ل يضره‬
‫المستهزئون‪ ،‬وأن يكفيه ال إياهم بما شاء من أنواع العقوبة‪ ،‬وقد فعل تعالى؛ فإنه ما تظاهر أحد‬
‫بالستهزاء برسول ال صلى ال عليه وسلم وبما جاء به إل أهلكه ال وقتله شر قتلة‪] .‬ابن سعدي[‬

‫)المشروع أن يخطب يوم الجمعة قائما –خلفا لبعض من ابتدع الجلوس‪ ،-‬واستدل الشافعي‬
‫رحمه ال على ذلك فقال‪" :‬قال ال جل ثناؤه‪} :‬وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك‬
‫قائما{ ]الجمعة‪ ،[11:‬ولم أعلم مخالفا أنها نزلت في خطبة النبي صلى ال عليه وسلم يوم‬
‫الجمعة"‪(.‬‬

‫)يشتكي العالم اليوم من أزمات اقتصادية‪ ،‬يقول الشيخ ابن عثيمين‪" :‬أفعال ال كلها خير وحكمة‪،‬‬
‫وتقدير ال لهذه الشرور له حكمة عظيمة‪ ،‬وتأمل قوله تعالى‪} :‬ظهر الفساد في البر والبحر بما‬
‫كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون{ ]الروم‪ ،[41:‬تجد أن هذا الفساد‬
‫الذي ظهر في البر والبحر كان لما يرجى به من العاقبة الحميدة‪ ،‬وهي الرجوع إلى ال عز‬
‫وجل"‪(.‬‬
‫)نزل قوله تعالى‪} :‬ويل للمطففين{ في تطفيف المكاييل والموازين الحسية‪ ،‬ويدخل في هذا‬
‫الوعيد التطفيف المعنوي‪ ,‬كمن يعتذر لنفسه ول يعتذر لغيره‪ ,‬ويمدح طائفة بشيء ل يمدح به‬
‫الخرى‪ ,‬ول يذكر للفاضل إل العيوب والهفوات‪ ،‬وهذا القياس تطبيق لقوله }ال الذي أنزل‬
‫الكتاب بالحق والميزان{]الشورى‪ [17:‬فالقرآن توزن به المور‪ ,‬ويقاس ما لم يذكر على ما ذكر‪.‬‬
‫]د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)من أجمل صفات المؤمنين‪ :‬استعمال الدب مع ال تعالى حتى في ألفاظهم؛ فإن الخضر أضاف‬
‫عيب السفينة إلى نفسه بقوله‪} :‬فأردت أن أعيبها{]الكهف‪ ,[79:‬وأما الخير فأضافه إلى ال بقوله‪:‬‬
‫}فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك{]الكهف‪ ,[82:‬وقال إبراهيم عليه‬
‫السلم‪} :‬وإذا مرضت فهو يشفين{]الشعراء‪ [80:‬فنسب المرض إليه والشفاء إلى ال‪ ,‬وقالت‬
‫الجن‪} :‬وأنا ل ندري أشر أريد بمن في الرض أم أراد بهم ربهم رشدا{]الجن‪ ،[10:‬مع أن الكل‬
‫بقضاء ال وقدره‪] .‬السعدي[‬

‫)ما فائدة تكرار قوله تعالى عن قوم عاد‪} :‬فكيف كان عذابي ونذر{]القمر‪ [21-18:‬في ابتداء‬
‫القصة وفي آخرها؟‬

‫الجواب‪ :‬أن الولى تخبر عن عذابهم في الدنيا‪ ,‬والثانية عن عذابهم في الخرة؛ وذلك أن ال‬
‫اختص عادا بذكر عذابين لها في قوله تعالى }لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب‬
‫الخرة أخزى وهم ل ينصرون{]فصلت‪ .[16:‬ويصح أن تكون الولى قبل وقوع العذاب‪,‬‬
‫والثانية بعد وقوعه؛ توبيخا لهم‪] .‬السكافي[‬

‫)لما جاءت سورة الرحمن بذكر نعم تجل عن الحاطة بالوصف‪ ,‬ويعجز العارف بها عن شكرها‪,‬‬
‫تكرر قوله تعالى‪} :‬فبأي آلء ربكما تكذبان{ في عامة السورة‪ ,‬وذلك أنها نعم ظاهرة مشاهدة لكل‬
‫مخلوق‪ ,‬ول طمع لحد في نسبتها لغير ال تعالى‪ ,‬فتتابع التكرار واشتد النكار على من كذب‬
‫بشيء من ذلك‪] .‬الغرناطي[‬

‫)قال تعالى عن المنافقين‪} :‬يوم يبعثهم ال جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم{]المجادلة‪[18:‬‬
‫وهذا يقتضي توغلهم في النفاق ورسوخه فيهم‪ ,‬وأنه باق في أرواحهم بعد بعثهم؛ لن نفوسهم‬
‫خرجت من عالم الدنيا متخلقة به‪ ،‬فإن النفوس إنما تكتسب تزكية أو خبثا في عالم التكليف‪] .‬ابن‬
‫عاشور[‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد‬
‫ومنهم سابق بالخيرات بإذن ال{]فاطر‪ [32:‬قدم الظالم لكثرته‪ ,‬ثم المقتصد وهو أقل ممن قبله‪ ,‬ثم‬
‫السابقين وهم أقل‪ ,‬فإن قلت‪:‬لم قدم الظالم ثم المقتصد ثم السابق؟ قلت‪ :‬لليذان بكثرة الفاسقين‬
‫وغلبتهم‪ ,‬وأن المقتصدين قليل بالضافة إليهم‪ ,‬والسابقون أقل من القليل‪] .‬القرطبي[‬

‫)حين ترى غرور الكفار باقتصادهم بالمس وهلعهم من أزمتهم اليوم تذكر قوله تعالى‪} :‬ل‬
‫يغرنك تقلب الذين كفروا في البلد * متاع قليل{ ]آل عمران‪.[196:‬‬

‫قال السعدي‪ :‬هذه الية المقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا‪ ،‬وتنعمهم‬
‫فيها‪ ،‬وتقلبهم في البلد بأنواع التجارات والمكاسب واللذات‪ ،‬وأنواع العز‪ ،‬والغلبة في بعض‬
‫الوقات‪ ،‬فإن هذا كله }متاع قليل{ ليس له ثبوت ول بقاء‪ ،‬بل يتمتعون به قليل ويعذبون عليه‬
‫طويل‪ ،‬هذه أعلى حالة تكون للكافر‪(.‬‬
‫)بوب البخاري في كتاب العلم‪" :‬باب الخروج ‪-‬أي الرحلة والسفر‪ -‬في طلب العلم" وأورد قصة‬
‫موسى عليه السلم لما رحل إلى الخضر‪ ،‬ليطلب العلم منه‪ ،‬وكان الخضر بمكان يلتقي فيها‬
‫بحران‪} :‬وإذا قال موسى لفتاه ل أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا{ ]الكهف‪[60:‬‬
‫أي زمانا طويل بحثا عنه‪] .‬صحيح البخاري[‬

‫)الذي أوصي به أبنائي الطلب‪ :‬تقوى ال في جميع الحوال‪ ,‬والحرص على العلم‪ ،‬والعناية‬
‫بالمقررات والمذاكرة فيما بينهم‪ ,‬والصغاء للمدرسين‪ ،‬والسؤال عما يشكل في الدرس بأسلوب‬
‫حسن‪ ،‬ومن أهم أسباب التحصيل‪ :‬إصلح النية وحفظ الوقت والعمل بما علم‪ ،‬وفي بعض الثار‪:‬‬
‫)من عمل بما علم أورثه ال علم ما لم يعلم( وشاهده في كتاب ال‪} :‬والذين اهتدوا زادهم هدى‬
‫وآتاهم تقواهم{ ]محمد‪] .[17:‬ابن باز‪ ،‬من وصية صدرت منه في مثل هذا اليوم عام ‪([1388‬‬

‫)}وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون{]الذاريات‪ [56:‬أي‪ :‬إل لمرهم بعبادتي فيعبدني من‬
‫وفقته منهم لعبادتي‪ ,‬وأبتليهم وأختبرهم بالتكاليف‪ ,‬ثم أجازيهم على أعمالهم‪ ،‬إن خيرا فخير‪ ,‬وإن‬
‫شرا فشر‪ .‬وإنما قلنا إن هذا هو التحقيق في معنى الية؛ لنه تدل عليه آيات محكمات من كتاب‬
‫ال‪ ،‬فقد صرح تعالى في آيات من كتابه أنه خلقهم ليبتليهم أيهم أحسن عمل‪ ،‬وأنه خلقهم ليجزيهم‬
‫بأعمالهم‪] .‬الشنقيطي[‬

‫)}وما تشاءون إل أن يشاء ال{]النسان‪ [30:‬إنما بين ال ذلك في كتابه من أجل أن ل يعتمد‬
‫النسان على نفسه وعلى مشيئته‪ ,‬بل يعلم أنها مرتبطة بمشيئة ال‪ ،‬حتى يلجأ إلى ال في سؤال‬
‫الهداية لما يحب ويرضى‪ ,‬فل يقول النسان أنا حر‪ ,‬أريد ما شئت‪ ,‬وأتصرف كما شئت‪ .‬نقول‪:‬‬
‫المر كذلك؛ لكنك مربوط بإرادة ال عز وجل‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)}قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أئنك لمن المصدقين‪ ..‬اليات{ ]الصافات‪[52 ،51:‬‬
‫كثير من الباء ل يدركون خطورة القرناء على أبنائهم‪ ،‬فل يتحققون من أفكارهم وتوجهاتهم‪ ،‬بل‬
‫قد يكتفون بمظاهر قد تخدعهم‪ ،‬أو أسباب قدرية للعلقة ل تنفعهم‪ ،‬كالقرابة والزمالة والجوار‪،‬‬
‫وينسون أن الحمو الموت! فتدبر قصة هذا القرين‪} :‬قال تال إن كدت لتردين{ ]‪ [56‬وتحقق من‬
‫قرناء ابنك قبل فوات الوان‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)}فقتله فأصبح من الخاسرين{]المائدة‪} ،[30:‬فعقروها فأصبحوا نادمين{]الشعراء‪ [157:‬لم يكن‬


‫بين قوة الدافع لرتكاب الجريمة والنتقام‪ ،‬وطغيان الشعور بالزهو والنتصار‪ ،‬وبين الندم‬
‫والخسران والبؤس والكآبة‪ ،‬سوى لحظات فعل الجريمة وتنفيذها‪ ،‬فيا طول حسرة المتعجلين!‬
‫]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)}فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا{]القصص‪:‬‬
‫‪ [25‬وصفها بالحياء في مشيها خصوصا فيه توجيه للمرأة المسلمة؛ فالمشي عند المرأة يدل على‬
‫شخصيتها‪ ,‬بل يدل على عفافها من عدمه‪.‬‬

‫فانتبهي أختي الكريمة للمشي فهو ليس أمرا هامشيا في حياة المرأة بل هو أمر مهم ذكره ال‬
‫سبحانه وتعالى في كتابه‪] .‬د‪.‬عويض العطوي[‬

‫)}الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين{ ]الزخرف‪ [76:‬إنها قاعدة مطردة في بيان‬
‫مصير أي نوع من العلقات‪ ،‬فتخير أيها الطالب ويا أيتها الطالبة كيف تكون النهاية؟!‬
‫فتش في زملء الفصل‪ ،‬وفيمن ينشئ العلقة أثناء الفسح‪ ،‬ونهاية الدوام‪ ،‬واختر اليوم صديقا ل‬
‫يعاديك يوم القيامة!‬

‫وتذكر أن صحبة التقوى ثمارها تمتد إلى عالم الخرة‪ ،‬أل ما أجمل التقوى حين تزين علقاتنا‪،‬‬
‫بل حياتنا كلها‪] .‬د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)}أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون{ ]المائدة‪ [50:‬هاهم يبحثون عن‬
‫حلول الرض لعقوبات السماء! لقد فشل هؤلء في بناء نظام يحفظ هذا المال الذي يعبدونه‪،‬‬
‫والذي هو منتهى نظرهم ومدار فكرهم‪ ،‬وتال! إنهم لفي بناء النظام الجتماعي والتربوي‬
‫والقانوني أفشل‪ ،‬وهو درس لمن طلب هدايته من الضالين‪ ،‬أو رأى مصلحته في غير شرع‬
‫الحكيم الخبير!(‬

‫)يبين إيمان المؤمن عند البتلء‪ ،‬فهو يبالغ في الدعاء ول يرى أثرا للجابة‪ ،‬ول يتغير أمله‬
‫ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس؛ لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه؛ أما سمعت قصة يعقوب عليه‬
‫السلم؟ بقي ثمانين سنة في البلء‪ ,‬ورجاؤه ل يتغير‪ ،‬فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير‬
‫أمله‪ ,‬وقال‪} :‬عسى ال أن يأتيني بهم جميعا{]يوسف‪ [83:‬فإياك أن تستطيل زمان البلء‪،‬‬
‫وتضجر من كثرة الدعاء‪ ،‬فإنك مبتلى بالبلء‪ ،‬متعبد بالصبر والدعاء‪ ،‬ول تيأس من روح ال وإن‬
‫طال البلء‪] .‬ابن الجوزي[‬

‫)"ومن تدبر كتاب ال‪ ،‬وأكثر من تلوته عرف صفات الرابحين‪ ،‬وصفات الخاسرين على‬
‫التفصيل"‪] .‬ابن باز معلقا على سورة العصر[‬

‫)من تأملت أسرة تدبر‪ :‬لما ختمت سورة الفرقان بذكر جملة من أوصاف عباد الرحمن‪ ،‬كان من‬
‫مقدمة وخاتمة وصفهم "الدعاء"‪} :‬والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم{]‪} ،[65‬ربنا‬
‫هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما{]‪ [74‬ثم ختم السورة ببيان حال من‬
‫ترك الدعاء‪ ،‬وأن الرب ل يكترث به ول يبالي بأي واد هلك‪} :‬قل ما يعبؤ بكم ربي لول دعائكم{‬
‫]‪.[77‬‬

‫)كثير من الناس يلجأ إلى النذر عند تأزم أمر ما عنده‪ ،‬وقد ثبت في الحديث أنه ل يأتي بخير‪،‬‬
‫ومصداق ذلك في القرآن‪} :‬ومنهم من عاهد ال لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من‬
‫الصالحين‪ ,‬فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون‪ ,‬فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم‬
‫يلقونه بما أخلفوا ال ما وعدوه وبما كانوا يكذبون{]التوبة‪] .[77-75:‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)قوله تعالى‪} :‬وكان أبوهما صالحا{]الكهف‪ [82:‬فيه فوائد‪ ,‬منها‪ :‬أن العبد الصالح يحفظه ال في‬
‫نفسه وذريته وما يتعلق به‪ ،‬ومنها‪ :‬أن خدمة الصالحين وعمل مصالحهم أفضل من غيرهم؛ لنه‬
‫علل أفعاله بالجدار بقوله‪} :‬وكان أبوهما صالحا{‪] .‬السعدي[‬

‫)قدم العبادة على الستعانة في قوله تعالى‪} :‬إياك نعبد وإياك نستعين{]الفاتحة‪ [5:‬لن العبادة قسم‬
‫الرب وحقه‪ ,‬والستعانة مراد العبد‪ ,‬ومن الطبيعي أن يقدم العبد ما يستوجب رضا الرب‬
‫ويستدعي إجابته قبل أن يطلب منه شيئا‪ ,‬وهو هنا التذلل ل والخضوع بين يديه بالعبادة‪ ,‬فكان‬
‫القيام بالعبادة مظنة استجابة طلب الستعانة‪] .‬ابن القيم[‬
‫)قال تعالى‪} :‬قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم‪ ...‬أحب إليكم من ال ورسوله{ ]التوبة‪ [24:‬حب ال‬
‫ورسوله موجود في قلب كل مؤمن‪ ،‬ل يمكنه دفع ذلك من قلبه إذا كان مؤمنا‪ ,‬وتظهر علمات‬
‫حبه ل ولرسوله إذا أخذ أحد يسب الرسول ويطعن عليه‪ ،‬أو يسب ال ويذكره بما ل يليق به‪,‬‬
‫فالمؤمن يغضب لذلك أعظم مما يغضب لو سب أبوه وأمه‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا{]النسان‪ [3:‬جمع بين الشاكر‬
‫والكفور‪ ،‬ولم يقل‪ :‬إما شكورا وإما كفورا‪ ،‬مع اجتماعهما في صيغة المبالغة‪ ،‬فنفى المبالغة في‬
‫الشكر‪ ,‬وأثبتها في الكفر؛ لن شكر ال تعالى ل يؤدى مهما كثر‪ ،‬فانتفت عنه المبالغة‪ ،‬ولم تنتف‬
‫عن الكفر المبالغة‪ ،‬فإن أقل الكفر مع كثرة النعم على العبد يكون جحودا عظيما لتلك النعم‪.‬‬
‫]القرطبي[‬

‫)عن الحسن أنه قرأ هذه الية‪} :‬إن ال يأمر بالعدل والحسان{]النحل‪ [90:‬إلى آخرها ثم قال‪ :‬إن‬
‫ال عز وجل جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة‪ ،‬فوال ما ترك العدل والحسان من‬
‫طاعة ال شيئا إل جمعه‪ ،‬ول ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية ال شيئا إل جمعه‪(.‬‬

‫)سورة طه تضمنت عددا من المقاصد‪ ،‬أجلها ذكر أصول السعادة‪ ،‬حيث ذكر في مفتتحها }طه‪,‬‬
‫ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى{]‪ [2-1‬ثم ذكرت تفاصيل السعادة في تضاعيفها‪ ،‬كتوحيد ال‪،‬‬
‫والدعوة إلى سبيله‪ ،‬والكثار من ذكره‪ ،‬ثم أجملت في آخرها‪} :‬فمن اتبع هداي فل يضل ول‬
‫يشقى‪ ,‬ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى{]‪.[124-123‬‬
‫]د‪.‬محمد الحمد[‬

‫)أهل الصلح يظهر عليهم صلحهم‪ ,‬ويحبهم الناس وينجذبون إلى عدلهم وصدقهم‪ ,‬فأهل البلد‬
‫من الكفار والفساق‪ :‬الملك‪ ,‬وخباز الملك‪ ,‬وغيرهم‪ ,‬لجئوا إلى يوسف عليه السلم‪} :‬إنا نراك من‬
‫المحسنين{]يوسف‪ ,[36:‬فحالتك وسيرتك وهيئتك وأفعالك تخبر أنك المحسنين‪] .‬محمد المنجد[‬

‫)}ولكم في القصاص حياة يا أولي اللباب{]البقرة‪ [179:‬في القصاص حياة‪ ،‬والتنكير في )حياة(‬
‫للتعظيم‪ ،‬وتلك الحياة العظيمة هي ما فيه من ارتداع الناس عن قتل النفوس؛ لن أشد ما تتوقاه‬
‫نفوس البشر من الحوادث‪ :‬الموت‪ ,‬فلو علم القاتل أنه يسلم من الموت لقدم على القتل مستخفا‬
‫بالعقوبات‪ ,‬ولو ترك المر للثأر كما في الجاهلية لفرطوا في القتل وتسلسل المر‪ ،‬فكان في‬
‫مشروعية القصاص حياة عظيمة من الجانبين‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)}والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر{ ]التوبة‪:‬‬
‫‪ [71‬وفي هذه الية دليل على أن وظيفة المر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست خاصة‬
‫بالرجال‪ ،‬بل حتى النساء عليهن أن يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر‪ ،‬في حقول النساء‬
‫ومجتمعات النساء‪ ،‬في أيام العرس وفي أيام الدراسة وما أشبه ذلك‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)}والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا{]الفرقان‪ [73:‬قال ابن العربي‪ :‬قال‬
‫علماؤنا‪ :‬يعني الذين إذا قرءوا القرآن قرأوه بقلوبهم قراءة فهم وتثبت‪ ،‬ولم ينثروه نثر الدقل؛ فإن‬
‫المرور عليه بغير فهم ول تثبت صمم وعمى عن معاينة وعيده ووعده‪] .‬أحكام القرآن[‬

‫)}وأخي هارون هو أفصح مني لسانا{]القصص‪ [34:‬فيه إشارة إلى أهمية العناية بالجانب‬
‫البياني والعلمي في باب دعوة الخرين‪ ،‬مسلمين أو غيرهم‪ ،‬وأنه ل يكفي مجرد صدق‬
‫الداعي‪ ،‬بل يحسن مع ذلك أن يهتم بكل وسيلة تكون سببا في إبلغ دعوته‪ ،‬والتأثير بها‪] .‬د‪.‬عمر‬
‫المقبل[‬

‫)}ل تخرجوهن من بيوتهن{ ]الطلق‪ [1:‬أضاف البيت إلى المرأة‪ ،‬وكما أن فيه دللة على قرار‬
‫المرأة ببيتها‪ ،‬ففيه أهمية إعطائها مزيدا من الصلحية في تدبير أمور البيت واتخاذ القرارات فيه‬
‫في أثاث ومطبخ وزينة‪ ،‬وهذا نوع من العدل‪ ،‬إذ هو المتناسب مع المر بقرارها في البيت‪ ،‬حتى‬
‫في حال طلقها طلقا رجعيا‪] .‬مشاركة من إحدى الخوات[‬

‫)}خلق النسان‪ ,‬علمه البيان{]الرحمن‪ [4-3:‬النسان بالمس نطفة‪ ,‬واليوم هو في غاية البيان‬
‫وشدة الخصام‪ ,‬يجادل في ربه‪ ,‬وينكر قدرته على البعث‪ ،‬فالمنافاة العظيمة التي بين النطفة وبين‬
‫البانة في الخصام‪- ،‬مع أن ال خلقه من نطفة وجعله خصيما مبينا‪ -‬آية من آياته جل وعل‪ ,‬دالة‬
‫على أنه المعبود وحده‪ ،‬وأن البعث من القبور حق‪( .‬‬

‫)}الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين{]الزخرف‪ [67:‬قال الحسن البصري‪ :‬استكثروا‬
‫من الصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه‪ ،‬فإذا رأى الكفار ذلك قالوا‪:‬‬
‫}فما لنا من شافعين ول صديق حميم{]الشعراء‪.[101-100:‬‬

‫)ورد ذكر القلب في القرآن أكثر من ‪ 130‬مرة‪ ,‬وأضيف إليه أكثر من ‪ 36‬عمل ووصفا‪ ،‬وكل‬
‫ذلك دال على عظيم محله‪ ,‬وأنه ملك الجوارح‪ ,‬ومع ذلك نرى إهمال العباد لقلوبهم فل يزكونها‪,‬‬
‫ول يتعلمون حق ال فيها‪ ,‬وينشغلون عنها بأعمال الجوارح‪ ,‬وهي الصل‪] .‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)هل يدرك الذين يسعون لربط أمتهم بغير الشهر القمرية والتاريخ الهجري أنهم يخالفون سنة‬
‫ربانية أزلية‪ ،‬وينتهكون حرمات ال بإضاعة الشهر الحرم‪ ،‬أو خفاء توقيتها بسبب غلبة التاريخ‬
‫بالميلدي‪ ،‬فيرتكبون فيها ما حرم ال؟‬

‫قف! وتدبر }يسألونك عن الهلة‪ ،‬هل هي مواقيت للناس والحج{ ]البقرة‪ ،[189:‬مع }إن عدة‬
‫الشهور عند ال اثنا عشر شهرا‪ ...‬منها أربعة حرم{ ]التوبة‪ [36:‬تدرك أبعاد جريمة أولئك‪ ،‬مع‬
‫ما في ذلك من تشبه وتبعية وخضوع! ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)منع ال كل ما يوصل إلى الزنا ويكون ذريعة له؛ فمنع المرأة أن تخرج وأن تتبرج‪ ,‬إل لحاجة‪،‬‬
‫فقال‪} :‬وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية الولى{]الحزاب‪ [33:‬فأفضل مكان للمرأة‬
‫أن تبقى في بيتها ول تخرج إل إذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى ذلك‪ ،‬فهناك تخرج كما أمرها‬
‫الرسول –عليه الصلة والسلم– غير متطيبة ول متبرجة‪(.‬‬

‫)ما الفرق بين قوله تعالى‪} :‬وتلك حدود ال وللكافرين عذاب أليم{]المجادلة‪ ,[4:‬وقوله بعدها‪:‬‬
‫}إن الذين يحادون ال ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم‪ ..‬وللكافرين عذاب مهين{‬
‫]المجادلة‪[5:‬؟‬

‫الفرق أن الكافرين على نوعين‪ :‬فالكافر غير المحاد ل ورسوله له عذاب أليم‪ ,‬أما الكافر المحاد‬
‫والمعادي ل ورسوله فله مع العذاب الليم الكبت والذلل والقهر والخيبة في الدنيا والخرة‪,‬‬
‫فناسبت كل خاتمة ما ذكر قبلها‪] .‬السكافي[‬
‫)قول يوسف عليه السلم‪} :‬وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن‬
‫نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي{]يوسف‪ ،[100:‬فيه الحفاظ على مشاعر الخرين وعدم جرحها‪،‬‬
‫فإنه ما قال‪ :‬بعدما ظلمني إخوتي‪ ،‬وبعدما ألقوني في الجب‪ .‬بل أضاف ذلك إلى الشيطان‪ ،‬وهذا‬
‫من مكارم الخلق‪ ,‬وتلك أخلق النبياء‪] .‬محمد المنجد[‬

‫)قال تعالى ـ في شأن بلقيس ـ }وكشفت عن ساقيها{]النمل‪ [44:‬ففيه دللة على أن ثوبها كان‬
‫طويل ساترا لساقيها‪ ،‬وهي من؟! امرأة كافرة! في حين أن بعض المسلمات ـ وللسف الشديد ـ‬
‫يتنافسن في خلع جلباب الحشمة والحياء فيما يرتدينه من ملبس بل حياء ول خوف من ال!‬

‫أليس من المدمي أن تكون امرأة كافرة أكثر حشمة وتسترا من بعض نساء المسلمين؟! ]مشاركة‬
‫من إحدى الخوات[‬

‫)إن موسى عليه السلم سأل أجل الشياء فقال‪} :‬رب أرني أنظر إليك{]العراف‪ ،[143:‬وسأل‬
‫أقل الشياء فقال‪} :‬رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير{]القصص‪[24:‬؛ فنحن أيضا نسأل ال‬
‫أجل الشياء وهي خيرات الخرة‪ ،‬وأقلها وهو خيرات الدنيا فنقول‪} :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة‬
‫وفي الخرة حسنة{]البقرة ‪] .[201‬الرازي[‬

‫)إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلة‪ ،‬وإيقاظهم لها ‪-‬خصوصا صلة‬
‫الفجر‪ -‬فتذكر قوله تعالى‪} :‬وأمر أهلك بالصلة واصطبر عليها{]طه‪ [123:‬ففي ذلك أعظم دافع‬
‫للصبر والحتساب‪ ،‬وطرد الملل‪ ,‬وتذكر عاجل الجر ومآل الصبر بعد ذلك في الية‪} :‬ل نسألك‬
‫رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى{‪] .‬د‪.‬محمد الحمد[‬

‫)}وقالوا ل تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون{]التوبة‪ [81:‬الكثير من الناس‬
‫ينفر في الحر‪ ،‬لكن فرق كبير بين نافر في حر الصيف ليبحث عن نزوة‪ ،‬ويقضي شهوة محرمة‬
‫هنا أو هناك‪ ،‬لو دعي إلى خدمة دينه أو نفع أمته لعتذر بشدة الحر! وبين نافر في الحر ليبلغ‬
‫الخير وينفع المة! وسيعلم الفريقان عاقبة نفيرهم يوم قيام الشهاد‪(.‬‬

‫)}والذين ل يشهدون الزور{]الفرقان‪ [72:‬كثيرون يحملون معنى هذه الية على الشهادة بالزور‬
‫فقط‪ ،‬وهذا فهم قاصر؛ فالمعنى أعم من ذلك وأعظم‪ ،‬فكل منكر زور‪ ،‬فمن علم به ولم ينكره بل‬
‫عذر فقد افتقد صفة عظيمة من صفات "عباد الرحمن"‪ ,‬وكفى بذلك خسرانا مبينا‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر‬
‫العمر[‬

‫)}فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا{]الحقاف‪ [24:‬حكمة من ال عز‬
‫وجل‪ ،‬لم تأتهم الريح مباشرة بالعذاب‪ ،‬وإنما جاءتهم وهم يؤملون أنها غيث؛ ليكون وقعها أشد‪،‬‬
‫فكون العذاب يأتي في حال يتأمل فيها النسان كشف الضر يكون عليه أشد وأعظم‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)}فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا{]القصص‪:‬‬
‫‪ ,[25‬قالت‪} :‬إن أبي يدعوك{‪ ,‬ولم تقل‪ :‬إننا نندعوك؛ لن هذا هو اللئق بالمؤمنة العفيفة حينما‬
‫تتحدث مع الرجال الغرباء‪] .‬د‪.‬عويض العطوي[‬

‫)}فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل ال فيه خيرا كثيرا{ ]النساء‪ [19:‬أي‪:‬ينبغي‬
‫‪-‬أيها الزواج‪ -‬أن تمسكوا زوجاتكم ولو مع الكراهة‪ ،‬فإن في ذلك خيرا كثيرا‪ .‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ - 1‬امتثال أمر ال‪ ،‬وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪ - 2‬أن إجباره نفسه ‪-‬مع عدم محبته لها‪ -‬فيه مجاهدة النفس‪ ،‬والتخلق بالخلق الجميلة‪.‬‬

‫‪ - 3‬وربما أن الكراهة تزول وتخلفها المحبة‪ ،‬كما هو الواقع في ذلك‪.‬‬

‫‪ - 4‬وربما رزق منها ولدا صالحا نفع والديه في الدنيا والخرة‪ .‬وهذا كله مع المكان في المساك‬
‫وعدم المحذور‪] .‬السعدي[‬

‫)}أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال{ ]إبراهيم‪![44:‬‬

‫قبل سنوات قليلة كتب فوكوياما ‪-‬من أشهر مفكري أمريكا‪ -‬كتابه )نهاية التاريخ(‪ ،‬محتفل باندحار‬
‫الشيوعية أمام الحضارة الغربية‪ ،‬فالعالم ‪-‬بوهمه‪ -‬أغلق باب التاريخ ولم يعد له سوى قوى‬
‫الغرب‪ ،‬وعلى رأسها أمريكا بقيمها الليبرالية! فأسخن ال عينه عاجل بانهيار إلهه الذي ظل عليه‬
‫عاكفا‪ ،‬فها هي الليبرالية تتفكك أخلقيا بكوبا وأبو غريب‪ ،‬وبالتجسس حتى على الشعب المريكي‬
‫نفسه‪ ،‬واقتصاديا بالكارثة المالية التي خرقوا لها حرية السوق وتأميم الشركات‪(.‬‬

‫)}إنهم كانوا يسارعون في الخيرات{]النبياء‪ [90:‬ولم يقل‪ :‬يسارعون إلى الخيرات؛ لنهم الن‬
‫منهمكون في أعمال خيرة‪ ،‬فهمهم المسارعة فيها‪ ،‬والزدياد منها‪ ،‬بخلف من يسارع إلى شيء‪،‬‬
‫فكأنه لم يكن فيه أصل‪ ،‬فهو يسرع إليه ليكون فيه‪] .‬الشعراوي[‬

‫)}إن عدة الشهور عند ال اثنا عشر شهرا في كتاب ال‪ ...‬منها أربعة حرم{ ]التوبة‪ [36:‬ها هو‬
‫أول يوم في الشهر الحرم يدخل علينا‪ ،‬وليس المسلم الحق بالذي تدخل عليه هذه الشهر ‪-‬التي‬
‫عظم ال شأنها‪ -‬وهو ل يبالي بما ينتهك فيها من المعاصي‪ ،‬وتعدي حدود ال‪ ،‬فإن ال تعالى قال‬
‫فيها‪} :‬فل تظلموا فيهن أنفسكم{! ]د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)}أرسله معنا غدا يرتع ويلعب{]يوسف‪ [12:‬لم ينكر والدهم ذلك بل أرسله معهم‪ ،‬مما يدل على‬
‫مشروعية اللعب البريء‪ ،‬وحاجة البناء إليه‪ ،‬وهو يرسم منهج الوسطية بين الذين اتخذوا حياتهم‬
‫لهوا ولعبا‪ ،‬واشتروا لهو الحديث ليضلوا عن سبيل ال‪ ،‬وبين الذين تشددوا وغلوا‪ ،‬وحرموا زينة‬
‫ال التي أخرج لعباده‪ ،‬فل يجوز تحريم اللعب بإطلق‪ ,‬أو تحليله دون ضابط‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)}ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم{]فصلت‪ [34:‬هذا أثر حسن‬
‫الخلق مع الذي بينك وبينه عداوة‪ ،‬فكيف يكون أثره مع من لم يكن بينك وبينه عداوة‪ ،‬بل كيف‬
‫أثره مع من لك معه إلفة وعشرة كزوج وأخ؟ فليكن بذل الخلق الحسن بل الحسن سجية لنا في‬
‫مختلف أحوالنا‪(.‬‬

‫)من أعظم موانع الخشوع‪ :‬كثرة اللغو‪ ,‬والحديث الذي ل منفعة فيه؛ ولذلك ذكر من صفات‬
‫المؤمنين إعراضهم عن اللغو بعدما ذكر خشوعهم‪ ,‬فقال‪} :‬قد أفلح المؤمنون‪ ,‬الذين هم في‬
‫صلتهم خاشعون‪ ,‬والذين هم عن اللغو معرضون{]المؤمنون‪] .[3-1:‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)لما ذكر ال قوامة الرجل على المرأة‪ ،‬وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز‪ ،‬ختم الية بقوله‪:‬‬
‫}إن ال كان عليا كبيرا{]النساء‪ ,[34:‬فذكر بعلوه وكبريائه جل جلله ترهيبا للرجال؛ لئل يعتدوا‬
‫على النساء‪ ،‬ويتعدوا حدود ال التي أمر بها‪(.‬‬
‫)قال تعالى‪} :‬ل تلهكم أموالكم{]المنافقون‪ [9:‬ولم يقل‪ :‬ل تشغلكم‪ .‬فلماذا؟‬

‫الجواب‪ :‬أن من الشغل ما هو محمود؛ وهو الشغل في الحق‪ ,‬كما في الحديث‪) :‬إن في الصلة‬
‫لشغل(‪ ,‬وكما في قوله تعالى }إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون{]يس‪ [55:‬أما اللهاء‬
‫فهو الشتغال بما ل خير فيه‪ ,‬وهو مذموم على وجه العموم‪ ,‬فاختار ما هو أحق بالنهى‪.‬‬
‫]د‪.‬السامرائي[‬

‫)في قوله تعالى في ختام آية الوضوء‪} :‬ما يريد ال ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم{‬
‫]المائدة‪ [6:‬دللة على أنه يعفى عن كل ما يشق التحرز منه من مبطلت الوضوء وموانع كمال‬
‫الطهارة‪] .‬د‪.‬إبراهيم الحميضي[‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬يحسب أن ماله أخلده{]الهمزة‪ [3:‬تصوير لشدة حبه للمال؛ حين يظن أن ل‬
‫حياة له بل مال‪ ،‬فلذلك يحفظه من النقصان ليبقى حيا‪ ,‬ومن كان كذلك استحق الوعيد بالويل في‬
‫أول السورة؛ لنه بهذا عبد للمال على الحقيقة‪ ,‬وفي الحديث الصحيح‪) :‬تعس عبد الدينار(‪.‬‬
‫]الرازي[‬

‫وبهذا ينكشف لك سر من أسرار ما تتناقله الصحف بين الحين والخر من أخبار النتحار بسبب‬
‫الفقر أو الخسائر المالية‪(.‬‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬يا أيها الناس كلوا مما في الرض حلل طيبا ول تتبعوا خطوات الشيطان{‬
‫]البقرة‪ [168:‬إشارة إلى دور الشيطان في صرف الناس عن إطابة المطعم‪ ،‬مع الشارة إلى أن‬
‫إطابة المطعم سبب في إجابة الدعاء‪ ،‬فكم هي جناية الشيطان علينا حين يغرينا بأكل الحرام؟‬
‫]د‪.‬محمد السيد[‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬وخلق النسان ضعيفا{]النساء‪ [28:‬بيان لضعف النسان الجبلي‪ ،‬وفيه إرشاد‬
‫له بأل يغرر بنفسه فيلقي بها في مواطن الشبهات والشهوات؛ ثقة بعلمه ودينه‪ ،‬فمن حام حول‬
‫الحمى أوشك أن يرتع فيه‪(.‬‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬على أن تجعل بيننا وبينهم سدا{]الكهف‪ [94:‬دليل على اتخاذ السجون‪ ،‬وحبس‬
‫أهل الفساد فيها‪ ،‬ومنعهم من التصرف لما يريدونه‪ ،‬ول يتركون على ما هم عليه‪ ،‬بل يحبسون‬
‫حتى يعلم انكفاف شرهم‪ ،‬ثم يطلقون‪] .‬القرطبي[‬

‫)بعض الناس كلما أراد أن يتقدم في حياته تذكر بعض زلته في الماضي‪ ،‬فتراجع‪ ،‬وهذا خطأ‪،‬‬
‫فالعبرة بكمال النهاية‪ ،‬انظروا إلى موسى عليه السلم قتل نفسا لم يؤمر بقتلها‪ ،‬ولم يمنعه هذا من‬
‫التصحيح بل قال‪} :‬رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين{ ]القصص‪ ،[17:‬ونال‬
‫شرف الرسالة وقام بأعبائها‪ ،‬فإياكم واليأس‪] .‬مشاركة من إحدى الخوات[‬

‫)}يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور{]الشورى‪ [49:‬في العطية من ال قدمت النثى‪,‬‬
‫وحق لها ‪-‬وال‪ -‬أن تفتخر بهذا التكريم من ال عز وجل‪ ,‬فالرزق بالبنات خير كبير يشكر عليه‬
‫ال عز وجل؛ لن ال سمى ذلك هبة‪ ،‬ويكفي هذا في الرد على أولئك الجاهليين الذين ينزعجون‬
‫إذا بشر أحدهم بالثنى‪] .‬د‪.‬عويض العطوي[‬
‫)}وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا{ أي‪ :‬يئسوا من نزوله }وينشر رحمته وهو الولي‬
‫الحميد{ ]الشورى‪.[28:‬‬

‫لنقف وقفة تدبر‪ ،‬ولنتذكر حالنا في العام الماضي حين قل المطر!‬

‫وال لول ربنا ومولنا ما نزلت قطرة واحدة من السماء‪.‬‬

‫إنها وقفة تورث ذل‪ ،‬وافتقارا‪ ،‬وإخباتا للملك الرزاق الكبير!(‬

‫)}ومما رزقناهم ينفقون{]البقرة‪ [3:‬اهتم القرآن الكريم بمدح المنفقين والحث على النفاق‪ ,‬إذ‬
‫كان من أعظم الوسائل إلى رقي المم وسلمتها من كوارث شتى‪ ،‬كالفقر‪ ،‬والجهل‪ ،‬والمراض‬
‫المتفشية‪ ,‬فببذل المال تسد حاجات الفقراء‪ ,‬وتشاد معاهد التعليم‪ ,‬وتقام وسائل حفظ الصحة إلى ما‬
‫يشاكل هذا من جلئل العمال‪] .‬محمد الخضر حسين[‬

‫)}وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة{ ذكر ابن تيمية أن في هذه الية قولين‪:‬‬

‫‪ -1‬أنها خاشعة عاملة ناصبة في الدنيا‪ ،‬وتصلى نارًا حامية في الخرة‪.‬‬

‫‪ -2‬أن خشوعها وعملها ونصبها كله في الخرة‪ ،‬ثم رجح القول الثاني بسبعة أوجه‪ ،‬منها السياق‪،‬‬
‫ومشابهتها ليات أخرى وغير ذلك‪ ،‬فارجع لها في مجموع الفتاوى ‪(.16/217‬‬

‫)}وأنفقوا في سبيل ال ول تلقوا بأيديكم إلى التهلكة{]البقرة‪ [195:‬إذا بذل المسلمون وسعهم ولم‬
‫يفرطوا في شيء‪ ,‬ثم نقصهم أمر بعد ذلك فال ناصرهم ومؤيدهم فيما ل قبل لهم بتحصيله‪ ,‬ولقد‬
‫نصرهم ال ببدر وهم أذلة‪ ،‬لكنهم يومئذ لم يقصروا في شيء‪ ،‬فأما أقوام يتلفون أموال المسلمين‬
‫في شهواتهم‪ ،‬ويفوتون الفرص وقت المن فل يستعدون لشيء‪ ,‬ثم يطلبون بعد ذلك من ال النصر‬
‫والظفر‪ ,‬فأولئك قوم مغرورون‪ ،‬ولذلك يسلط ال عليهم أعداءهم بتفريطهم‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)}من يعمل سوءا يجز به{ ]النساء‪ [123:‬ربما رأى العاصي سلمة بدنه وماله فظن أن ل‬
‫عقوبة‪ ،‬وغفلته عما عوقب به عقوبة!‪ ،‬وربما كان العقاب العاجل معنويا‪ ،‬كما روي أن بعض‬
‫أحبار بني إسرائيل قال‪ :‬يا رب كم أعصيك ول تعاقبني؟ فقيل له‪ :‬كم أعاقبك وأنت ل تدري!‬
‫أليس قد حرمتك حلوة مناجاتي؟ ]ابن الجوزي[‬

‫)}فترى الودق يخرج من خلله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون * وإن كانوا‬
‫من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين{ ]الروم‪.[48:‬‬

‫أشارت الية إلى سرعة تقلب قلوب البشر من اليأس إلى الستبشار‪ ،‬وأعاد لفظة )من قبل – من‬
‫قبله( دللة على أن إبلسهم قبل المطر بزمن يسير ل كثير‪] .‬ابن عطية[‬

‫)}اقرأ{ أول كلمة نزلت‪ ،‬تأمل في دللتها‪ ،‬وحروفها‪ :‬قراءة‪ ،‬ورقي‪ ،‬ورقية‪ ،‬فالقراءة‪ :‬بوابة‬
‫العلم‪ .‬وهو رقي ورفعة‪} :‬يرفع ال الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات{]المجادلة‪,[11:‬‬
‫ويوم القيامة يقال‪" :‬اقرأ وارق"‪ .‬وهو أيضا‪ :‬رقية وشفاء‪ .‬فما أعجب هذا القران! أربعة أحرف‬
‫حوت سعادة الدارين‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬
‫)}إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والخرة{ ]النور‪:‬‬
‫‪.[19‬‬

‫ومحبة إشاعة الفاحشة تنتظم جميع الوسائل القبيحة إلى هذه الفاحشة‪ ،‬سواء كانت بالقول‪ ،‬أم‬
‫بالفعل‪ ،‬أم بالقرار‪ ،‬أو ترويج أسبابها‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وهذا الوعيد الشديد ينطبق على دعاة تحرير‬
‫المرأة في بلد السلم من الحجاب‪ ،‬والتخلص من الوامر الشرعية الضابطة لها في عفتها‪،‬‬
‫وحشمتها وحيائها‪] .‬د‪.‬بكر أبو زيد[‬

‫)لما ذكر ال تعالى آيات الحجاب في سورة الحزاب في قوله تعالى‪} :‬يدنين عليهن من‬
‫جلبيبهن{]‪ [59‬أعقبها بقوله‪} :‬لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون‪]{..‬‬
‫‪ [60‬وهكذا تجد آيات الحجاب مصاحبة ليات التحذير من المنافقين ومرضى القلوب‪ ،‬وقد تعدد‬
‫هذا في سورة الحزاب‪ ،‬وسورة النور‪ ،‬والواقع شاهد بذلك‪(.‬‬

‫)قال بعضهم‪ :‬ما افتقر تقي قط‪ ،‬قالوا‪ :‬لم؟ قال‪ :‬لن ال يقول‪} :‬ومن يتق ال يجعل له مخرجا *‬
‫ويرزقه من حيث ل يحتسب{]الطلق‪.[2:‬‬

‫والية اقتضت أن المتقي يرزق من حيث ل يحتسب‪ ،‬ولم تدل على أن غير المتقي ل يرزق‪،‬‬
‫فالكفار قد يرزقون بأسباب محرمة‪ ،‬وقد ل يرزقون إل بتكلف‪ ،‬وأهل التقوى يرزقهم ال من حيث‬
‫ل يحتسبون‪ ،‬ول يكون رزقهم بأسباب محرمة‪ ،‬والتقي ل يحرم ما يحتاج إليه من الرزق‪ ،‬وإنما‬
‫يحمى من فضول الدنيا‪ ،‬رحمة به‪] .‬ابن تيمية[‪.‬‬

‫)قال النبي –صلى ال عليه وسلم‪) :-‬إذا رأيت ال يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب‬
‫فإنما هو استدراج(؛ ثم تل‪} :‬فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا‬
‫بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد ل رب العالمين{‬
‫]النعام‪] .[44:‬أحمد[‬

‫قال قتادة‪ :‬بغت القوم أمر ال‪ ،‬وما أخذ ال قوما قط إل عند سلوتهم ونعمتهم وغرتهم‪ ..‬فل تغتروا‬
‫بال‪(.‬‬

‫)في الصحيح‪" :‬كل ميسر لما خلق له" فاكتشف مواهبك وقدراتك‪ ،‬ونمها واستعملها في سبيل‬
‫دينك وأمتك وأسرتك‪ ،‬ول تتكلف ما لم تعط فتكون كالمنبت‪ :‬ل أرضا قطع ول ظهرا أبقى‪،‬‬
‫وتدبر‪} :‬قل كل يعمل على شاكلته{ ]السراء‪} ،[84:‬ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات{‬
‫]البقرة‪] ![148:‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)على مسلمي اليوم أن يتذكروا أن الستفزاز قديم‪ ،‬وأن العاقبة للمتقين إن هم صبروا وصابروا‬
‫ورابطوا واتقوا رب العالمين‪ ،‬واقرؤوا القرآن الكريم وستجدون فيما أوحي إلى محمد صلى ال‬
‫عليه وسلم قوله تعالى‪} :‬وإن كادوا ليستفزونك من الرض ليخرجوك منها وإذا ل يلبثون خلفك‬
‫إل قليل * سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ول تجد لسنتنا تحويل{ ]السراء‪.[77-76:‬‬
‫]أ‪.‬د‪.‬سليمان بن حمد العودة[‬

‫)شياطين النس في كل عصر إخوان شياطين الجن‪ ،‬فإن ال لما ذكر عداوة الشيطان في سورة‬
‫العراف قال بعدها‪} :‬يا بني آدم ل يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما‬
‫لباسهما ليريهما سوءاتهما{]‪ ،[27‬وهؤلء ينزعون لباس بني آدم في القنوات والرياضات‪،‬‬
‫وينزعون الححاب عن المسلمات‪ ،‬في أماكن العمل والطرقات والتنزهات‪] .‬رسالة من مشترك[‬

‫)تحكيم كتاب ال وسنة رسوله أعظم وسائل الصلح‪ ،‬لماذا؟ لنها أحكام صادرة من ربنا جل‬
‫وعل‪} :‬أل يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير{ ]الملك‪ ،[14:‬وسواها أحكام ظالمة جائرة‪ ،‬مهما‬
‫أراد أرباب القوانين الوضعية ومهما بذلوا قصارى جهدهم أن يوجدوا للخليقة أحكاما تعدل بينهم‬
‫فلن يستطيعوا لذلك سبيل‪ ،‬أحكام متناقضة‪ ،‬ونظم متباينة‪ ،‬وليس أعدل من حكم ال‪] .‬سماحة‬
‫الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ[‬

‫)تأمل أخي وصف من حذرنا ال من التشبه بهم في قوله‪} :‬فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب‬
‫يأخذون عرض هذا الدنى{ أي‪ :‬عرض الحياة الدنيا }ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله‬
‫يأخذوه‪] {...‬العراف‪ [169:‬ثم تأمل ختم الية بقوله‪} :‬والدار الخرة خير للذين يتقون أفل‬
‫تعقلون{ فهل نعقل ما حذرنا ال منه وما أوصانا به؟ ]د‪.‬محمد الربيعة[‬

‫)الناس على ثلث منازل فمضت منزلتان وبقيت واحدة‪:‬‬

‫‪}- 1‬للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا‪] {...‬الحشر‪ [8:‬هؤلء المهاجرون‪ ،‬وهذه منزلة قد مضت‪.‬‬

‫‪}- 2‬والذين تبوءوا الدار واليمان من قبلهم‪ [9]{..‬وهؤلء النصار وهذه منزلة قد مضت‪.‬‬

‫‪}- 3‬والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليمان ول تجعل في‬
‫قلوبنا غل للذين آمنوا{]‪ [10‬فأحسن ما أنتم عليه كائنون‪ ،‬أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت‪.‬‬
‫]سعد بن أبي وقاص[‬

‫)المرأة السفنجية‪ :‬امرأة قلقة مضطربة؛ أرهقها الجري‪ ،‬بعيدة عن الخشوع في الصلة والتذلل‬
‫ل‪ ،‬محرومة من السعادة الحقة‪ ،‬ترى وهم السعادة في دنيا زائفة‪ ،‬أعرضت عن ذكر ال‪،‬‬
‫وأضاعت أوامره‪ ،‬فهي كئيبة حزينة‪ .‬تضحك والحزن يقطع كبدها‪ ،‬تفرح وغيوم البؤس تحوم‬
‫حول عينها‪ .‬تبحث عن ابتسامة زائفة وكلمة تلقى على قارعة الطريق‪.‬‬

‫إنها تبحث عن السعادة والحياة الطيبة؛ لكنها ضلت الطريق‪} :‬ومن أعرض عن ذكري فإن له‬
‫معيشة ضنكا{ ]طه‪] .[124:‬عبدالملك القاسم[‬

‫)العلم النافع إنما هو العلم المقرب إلى ال‪ ،‬الباعث على مراقبة ال‪ ،‬أما ترى سورة العلم )سورة‬
‫العلق( بدأت بالوسيلة }اقرأ{‪ ،‬وختمت بالغاية }واقترب{‪ ،‬وبينهما جاء الدواء لكل أنوع الجهل‬
‫}ألم يعلم بأن ال يرى{‪] .‬د‪.‬عصام العويد[‬

‫)إذا فتح ال لك باب رزق‪ ،‬فل تعجبن بذكائك‪ ،‬أو تظن أنك رزقت بحذقك‪ ،‬بل تذكر أن ذلك من‬
‫فضل ال عليك‪.‬‬

‫تأمل‪}:‬فإذا قضيتم الصلة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل ال{ ]الجمعة‪ [10:‬فإنما هو‬
‫فضل ال ورزقه!‬

‫وكم من بليد رزق من حيث ل يحتسب!‬


‫وذكي جنى عليه ذكاؤه!())))‬

‫)}ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها{‬
‫]الحقاف‪.[20:‬‬

‫أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام ‪-‬وكان صائما‪-‬؛ فقال‪" :‬قتل مصعب بن عمير وهو خير مني‪،‬‬
‫كفن في بردة؛ إن غطي رأسه بدت رجله‪ ،‬وإن غطي رجله بدا رأسه‪ ،‬وقتل حمزة وهو خير‬
‫مني‪ ،‬ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط!‪ ،‬وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا"‪ ،‬جعل يبكي حتى‬
‫ترك الطعام! ]البخاري[‬

‫وابن عوف من العشرة المبشرين بالجنة لكن المؤمن يهضم نفسه‪(.‬‬

‫)}ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد{ اقتران الحسد بالسحر هنا‪ ،‬يشير إلى‬
‫وجود علقة بين كل من السحر والحسد‪ ،‬وأقل ما يكون هو التأثير الخفي الذي يكون من الساحر‬
‫بالسحر‪ ،‬ومن الحاسد بالحسد مع الشتراك في عموم الضرر‪ ،‬فكلهما إيقاع ضرر في خفاء‪،‬‬
‫وكلهما منهي عنه‪] .‬عطية سالم[‬

‫)}ول يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا{ ]الحشر‪ [9:‬أحسن ما قيل فيه‪ :‬ل يحسدون إخوانهم‬
‫على فضل ما أعطاهم ال‪] .‬ابن كثير[‬

‫تأمل في هذا النموذج التطبيقي في حياة ابن عباس حين قال‪" :‬ما نزل غيث بأرض‪ ،‬إل حمدت ال‬
‫وسررت بذلك‪ ،‬وليس لي فيها شاة ول بعير‪ .‬ول عرفت آية من كتاب ال‪ ،‬إل وددت أن الناس‬
‫يعرفون منها ما أعرف‪."...‬‬

‫إنه حب الخير للناس‪ ،‬وسلمة الصدر لهم‪ ،‬والنصح كل النصح للخليقة‪(.‬‬

‫)}وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا{ ]النسان‪[12:‬‬

‫لما كان في الصبر – الذي هو حبس النفس عن الهوى – خشونة وتضييق‪ ،‬جازاهم على ذلك‬
‫نعومة الحرير وسعة الجنة‪] .‬ابن القيم[‬

‫)}ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم أل ساء ما يزرون{‬
‫]النحل‪.[25:‬‬

‫بعض الباء؛ يدع قنوات السوء بأيدي أهله وبنيه‪ ،‬كأن المر ل يعنيه‪ ،‬وهو يعلم أنها تنوء‬
‫بالسوء‪ ،‬وربما خادع نفسه بأنه يثق بهم!‪ ،‬لقد لعن رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬في الربا‪:‬‬
‫الكل والمؤكل والكاتب‪ ،‬وفي الرشوة‪ :‬الراشي والمرتشي والرائش‪ ،‬وبئس في تلك القنوات‬
‫جالبها والناظر إليها! ]رسالة من مشترك[‬

‫)}قل ما عند ال خير من اللهو ومن التجارة{ ]الجمعة‪[11:‬‬


‫أطلق العنان لخيالك‪ ،‬واستعرض ما شئت من أنواع اللهو والتجارة التي ملت دنيا الناس اليوم‪..‬‬
‫كلها ‪-‬وال‪ -‬ل تساوي شيئا أمام هبة إلهية‪ ،‬أو منحة ربانية تمل قلب العبد سكينة وطمأنينة بطاعة‬
‫ال‪ ،‬أو قناعة ورضا بمقدور ال‪ ،‬هذا في الدنيا‪ ،‬وأما ما عند ال في الخرة فأعظم من أن تحيط به‬
‫عبارة‪] .‬د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)‬

‫}جعل ال الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلئد{]المائدة‪ [97:‬إنما‬
‫كانت الكعبة قياما للناس ‪-‬وهم العرب‪ -‬لنها كانت سبب هدايتهم إلى التوحيد‪ ،‬واستبقت الحنيفية‬
‫في مدة جاهليتهم‪ ،‬فلما جاء السلم كان الحج إليها من أفضل العمال‪ ،‬وبه تكفر الذنوب ‪ ،‬فكانت‬
‫الكعبة –بهذا‪ -‬قياما للناس في أمور أخراهم بمقدار تمسكهم بما جعلت الكعبة له قياما‪ .‬وقد عطف‬
‫)الشهر الحرام( على )الكعبة( باعتبار كون الكعبة أريد بها ما يشمل علئقها وتوابعها‪ ،‬فإن‬
‫الشهر الحرم ما اكتسبت الحرمة إل من حيث هي أشهر الحج والعمرة للكعبة‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)}والبيت المعمور{ ]الطور‪ [4:‬وهذا البيت هو كعبة أهل السماء‪ ،‬ولهذا رأى نبينا محمد ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ -‬نبي ال إبراهيم الخليل ‪-‬عليه السلم‪ -‬مسندا ظهره إلى البيت المعمور؛ لنه باني‬
‫الكعبة الرضية والجزاء من جنس العمل‪] .‬ابن كثير[‬

‫)المتأمل في آيات الحج يلحظ سمة التيسير في تشريعاته وأحكامه كلها؛ لكنه تيسير منضبط ل‬
‫عن هوى وتشهي‪ ،‬والتيسير ل يعني عدم المشقة والتعب‪ ،‬فقد ختم ال أحكام الحج في سورة الحج‬
‫بقوله‪} :‬وجاهدوا في ال حق جهاده{]‪ [78‬وسماه النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬جهادا‪ ،‬وأبان‬
‫الجر فيه على قدر النصب والتعب‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)في قوله تعالى }وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي‪ ...‬الية{ ]البقرة‪ [125:‬ذكر‬
‫التطهير ل يدل على أن البيت نجس‪ ،‬بل المقصود تطهير التعبد ل إزالة النجاسة‪ ،‬كما أن الجنب‬
‫يؤمر بالتطهر وليس بنجس بمجرد حدوث الجنابة‪] .‬المام القصاب[‬

‫)قال ابن العربي ‪ -‬في تفسيره لقوله تعالى‪} :‬ول على الناس حج البيت{ ]آل عمران‪" :-[97:‬قال‬
‫علماؤنا‪ :‬هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب؛ فإذا قال العربي‪ :‬لفلن علي كذا‪ ،‬فقد وكده‬
‫وأوجبه‪ ،‬وهكذا جاء في الحج؛ تأكيدا لحقه‪ ،‬وتعظيما لحرمته‪ ،‬وتقوية لفرضه"‪(.‬‬

‫)}كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون{‬
‫]السجدة‪.[20:‬‬

‫قال الفضيل بن عياض‪ :‬وال ما طمعوا في الخروج؛ لن الرجل مقيدة واليدي موثقة‪ ،‬ولكن‬
‫يرفعهم لهبها‪ ,‬وتردهم مقامعها –نعوذ بال من النار‪] .-‬الدر المنثور[‬

‫)لب الحج هو الذكر‪ ،‬فمن وفق له فهو الموفق‪ ،‬واسمع برهان ذلك‪} :‬فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا‬
‫ال كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا{ ]البقرة‪} ،[200:‬واذكروا ال في أيام معدودات{]‪،[203‬‬
‫}ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم ال في أيام معلومات{ ]الحج‪ ،[28:‬وفي الحديث‪) :‬أفضل الحج‬
‫العج والثج( والعج رفع الصوت بالتلبية‪] .‬د‪.‬محمد الخضيري[‬
‫)علقت القلوب على محبة الكعبة البيت الحرام‪ ،‬حتى استطاب المحبون في الوصول إليها هجر‬
‫الوطان والحباب‪ ،‬ولذ لهم فيها السفر الذي هو قطعة من العذاب‪ ،‬فركبوا الخطار وجابوا‬
‫المفاوز والقفار‪ ،‬واحتملوا في الوصول غاية المشاق‪ ،‬ولو أمكنهم لسعوا إليها ولو على الحداق‪:‬‬

‫نعم أسعى إليك على جفوني * وإن بعدت لمسراك الطريق!‬

‫وسر هذه المحبة هي إضافة الرب سبحانه له إلى نفسه بقوله‪} :‬وطهر بيتي للطائفين{ ]الحج‪:‬‬
‫‪] .[26‬ابن القيم[‬

‫)عشر ذي الحجة من أعظم أيام الشهر الحرم‪} ..‬فل تظلموا فيهن أنفسكم{ ]التوبة‪ [36:‬ومن‬
‫ظلم النفس‪ :‬تضييعها في غير ما يقرب إلى ال‪ ،‬قال الحسن البصري‪" :‬أدركت أقواما كانوا على‬
‫ساعاتهم أشفق منكم على دنانيركم ودراهمكم"‪] .‬ابن عجيبة الفاسي[‬

‫)سورة الحج من أعاجيب سور القرآن‪ ،‬فيها‪ :‬أول الحج )وأذن في الناس(‪ ،‬وآخره )وليطوفوا(‪.‬‬

‫فيها‪ :‬الساعة والتوحيد‪ ،‬والصلة والخبات‪ ،‬والمواعظ والداب‪.‬‬

‫فيها‪ :‬المكي والمدني‪ ،‬والليلي والنهاري‪ ،‬والسفري والحضري‪ ،‬والحربي والسلمي‪ ،‬والشتائي‬
‫والصيفي‪ ،‬هي سورة عجب‪ ،‬وأعجب منها حاج يقصد الحج ولم يتدبر سورة الحج! ]د‪.‬عصام‬
‫العويد[‬

‫)سورة الحج‪ ..‬فيها من التوحيد والحكم والمواعظ على اختصارها ما هو بين لمن تدبره‪ ،‬وفيها‬
‫ذكر الواجبات والمستحبات كلها‪ :‬توحيدا وصلة وزكاة وصياما؛ قد تضمن ذلك قوله تعالى‪} :‬يا‬
‫أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون{]‪ ...[77‬فهذه الية‬
‫والتي بعدها لم تترك خيرا إل جمعته ول شرا إل نفته‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)}وليال عشر{‪ :‬هي ليال معلومة للسامعين موصوفة بأنها عشر‪ ،‬ولم يقل )الليالي العشر( لن في‬
‫تنوينها تعظيما‪ ،‬وليس في ليالي السنة عشر ليال متتابعة عظيمة مثل عشر ذي الحجة التي هي‬
‫وقت مناسك الحج‪ ،‬ففيها غالبا الحرام ودخول مكة وأعمال الطواف‪ ،‬وفي ثامنتها ليلة التروية‪،‬‬
‫وتاسعتها ليلة عرفة وعاشرتها ليلة النحر‪ ،‬فتعين أنها الليالي المرادة بليال عشر‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)من أعظم البراهين على منزلة أي عبادة من العبادات أن تراها مشروعة في جميع الشرائع‪،‬‬
‫وهكذا كان النحر }ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم ال على ما رزقهم من بهيمة النعام‪{...‬‬
‫]الحج‪ [34:‬فهل يقدر المسلم هذه الشعيرة قدرها؟! ]د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)تجد اقترانا لذكر آيات الجهاد مع آيات الحج‪ ،‬تكرر هذا في سورة البقرة والتوبة والحج‪ ،‬ولعل‬
‫من مناسبة ذلك أن الحج نوع جهاد‪ ،‬بل هو جهاد كل ضعيف وامرأة‪(.‬‬

‫)السيئة قد تعظم فيعظم جزاؤها بسبب حرمة المكان؛ كقوله تعالى‪} :‬ومن يرد فيه بإلحاد بظلم‬
‫نذقه من عذاب أليم{ ]الحج‪ [25:‬أو حرمة الزمان؛ كقوله تعالى في الشهر الحرام‪} :‬فل تظلموا‬
‫فيهن أنفسكم{ ]التوبة‪.[36:‬‬
‫أو بسبب عظم النسان المخالف؛ كقوله تعالى في نبينا صلى ال عليه وسلم‪} :‬ولول أن ثبتناك لقد‬
‫كدت تركن إليهم شيئا قليل * إذا لذقناك ضعف الحياة وضعف الممات{ ]السراء‪.[75-74:‬‬
‫]الشنقيطي[‬

‫)}يوم تشقق الرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير{ ]ق‪ [44:‬جعل ال لهذا المنظر مثل‬
‫مقربا‪-‬مع بعد ما بين المثلين‪ ،-‬فالحج مظهر مصغر ليوم الحشر‪ ،‬يعيشه المرء فيدفعه للعمل‬
‫الصالح وينشطه في مجال الخير ويهزم باعث المعصية في نفسه‪ ،‬ويبقى ذكر الموت وما بعده‬
‫بين عينيه‪ ،‬وفي هذا من الثار العظيمة ما يلمسه كل حاج مع نفسه‪] .‬د‪.‬ناصر الحمد[‬

‫)}والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أمل{ ]الكهف‪} ،[46:‬والباقيات الصالحات‬
‫خير عند ربك ثوابا وخير مردا{]مريم‪.[76:‬‬

‫الباقيات الصالحات هن الكلمات المأثور فضلها‪ :‬سبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬وال‬
‫أكبر‪ ،‬فمن لم يقدر له بلوغ رحاب البيت العتيق‪ ،‬لعرض أو لمرض‪ ،‬فل تفته عشر ذي الحجة‬
‫المباركة فيعمل فيها أعمال هي أفضل من الجهاد في سبيل ال في غيرها‪] .‬د‪.‬سعود الشريم[‬

‫)}ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر{ ]النساء‪ [95:‬فيه مخرج لذوي العذار‬
‫)إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسيرا ول قطعتم واديا إل كانوا معكم‪ ،‬حبسهم العذر(‪:‬‬

‫يا راحلين إلى البيت العتيق لقد * سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا‬

‫إنا أقمنا على عذر وعن قدر * ومن أقام على عذر كمن راحا‪] .‬القاسمي[‬

‫)يقول أحدهم‪ :‬لقيت بمنى شابا غير عربي‪ ،‬يحمل شيخا كبيرا فوق ظهره‪ ،‬فأردت أن أشكره لبره‪،‬‬
‫فقلت‪:‬جزيت خيرا لبرك بأبيك‪ ،‬فقال‪ :‬لكنه ليس أبي ول من بلدي‪ ،‬قلت‪ :‬فمن إذن؟ قال‪ :‬وجدته‬
‫بعرفة ليس معه أحد‪ ،‬فحملته على ظهري إلى مزدلفة‪ ،‬ومنها إلى منى‪ ،‬قلت‪:‬لم فعلت ذلك؟ فقال‪:‬‬
‫سبحان ال }إنما المؤمنون إخوة{!‪.‬‬

‫)لما بين ال تعالى أن نحر بهيمة النعام من الشعائر المتفق عليها بين المم‪ ،‬ختم الية بقوله‪:‬‬
‫}فإلهكم إله واحد فله أسلموا{ ]الحج‪ [34:‬وهي إشارة واضحة إلى أن أعظم رابط يجمع المم هو‬
‫توحيد ال تعالى‪،‬وما يتفرع عنه من أخلق وأعمال‪ ،‬دون ما سواه من الروابط الرضية‪] .‬د‪.‬عمر‬
‫المقبل[‬

‫)قال تعالى بعد ذكر المناسك‪} :‬واستغفروا ال إن ال غفور رحيم{ ]البقرة‪ [199:‬كثيرا ما يأمر‬
‫ال بذكره بعد قضاء العبادات‪.‬‬

‫عن وهيب بن الورد أنه قرأ‪} :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا{‬
‫]البقرة‪ [127:‬ثم بكى وقال‪ :‬يا خليل الرحمن! ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن ل يتقبل‬
‫منك؟ ]ابن كثير[‬

‫)في آيات الحج عالج القران خصائص الجاهلية وكيفية تنقية المجتمع المسلم منها بأسلوب يستثمر‬
‫المناسبة ويقتنصها‪ ،‬ومن ذلك التكبر على الناس والتميز عنهم‪ ،‬والفخر بالباء والتعصب لهم‪،‬‬
‫تدبر‪} :‬ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس{ ]البقرة‪ [199:‬و}فاذكروا ال كذكركم آباءكم أو أشد‬
‫ذكرا{]‪ [200‬فما أحوج الدعاة والمة جميعا لمثل هذا السلوب‪ ،‬ولذلك النقاء‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‪.‬‬

‫)تدبر }ليشهدوا منافع لهم{ ]الحج‪ [28:‬وقف متأمل لقوله‪} :‬لهم{ لتدرك أن كل عمل من أعمال‬
‫الحج يعود عليك بنفع عظيم‪ ،‬خلفا لما يتصوره الكثيرون من أن الحج مجرد أعمال تعبدية ل‬
‫يدركون أثرها‪ ،‬وهذا يفسر التسابق للبحث عن الترخص والتخلص من كثير من واجباته وأركانه‪،‬‬
‫ولو أدركوا نفعه المباشر لهم لما فعلوا!! ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)}وتزودوا فإن خير الزاد التقوى{ ]البقرة‪ [197:‬الجملة تتضمن غرضين‪:‬‬

‫الغرض الول‪ :‬المر بالتزود للحج؛ إبطال لما كانوا يفعلونه من ترك التزود للحج‪ ،‬وقطعا لتعلق‬
‫القلب بالخلق عن الخالق‪ ،‬ويؤيد هذا سبب النزول من قول ابن عباس‪) :‬كان أهل اليمن يحجون‬
‫ول يتزودون‪ ،‬ويقولون‪ :‬نحن المتوكلون‪ ،‬فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل ال تعالى‪} :‬وتزودوا‬
‫فإن خير الزاد التقوى{‪.‬‬
‫والغرض الثاني لقوله تعالى‪} :‬وتزودوا فإن خير الزاد التقوى{ ]البقرة‪ :[197:‬الحث على التزود‬
‫من الطاعات للخرة‪ ،‬وهو إشارة إلى استغلل موسم الحج بالطاعة فيه‪.‬‬

‫ويؤيد هذا الغرض تعقيب الجملة بقوله تعالى‪} :‬فإن خير الزاد التقوى{‪.‬‬

‫)ما أحسن العبد ‪-‬وهو ذاهب لداء نسكه‪ -‬أن يستشعر هذه الية‪} :‬آمين البيت الحرام يبتغون‬
‫ل من ربهم ورضوانًا{ ]المائدة‪ [2:‬لعل ذلك يحدوه إلى امتثالها‪ ،‬ودعاء ال بتحقيقها‪(.‬‬
‫فض ً‬

‫)قال رجل من اليهود لعمر‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬لو أن علينا نزلت هذه الية‪} :‬اليوم أكملت لكم‬
‫دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا{ ]المائدة‪ [3:‬لتخذنا ذلك اليوم عيدا‪ ،‬فقال‬
‫عمر‪ :‬إني لعلم أي يوم نزلت هذه الية‪ ،‬نزلت يوم عرفة‪ ،‬في يوم جمعة‪ ،‬متفق عليه‪.‬‬

‫والسؤال‪ :‬كم هم المسلمون الذين يعرفون من قيمة هذه الية ما عرفه هذا اليهودي؟!(‬

‫)}وأتموا الحج والعمرة ل{ ]البقرة‪ [96:‬ففي قوله‪}:‬ل{ تنصيص على أهمية الخلص في‬
‫هاتين العبادتين‪] .‬السعدي[‬

‫يسيرون من أقطارها وفجاجها ‪ ...‬رجال وركبانا ول أسلموا‬

‫دعاهم فلبوه رضا ومحبة ‪ ...‬فلما دعوه كان أقرب منهم! ]ابن القيم[‬

‫)}ليشهدوا منافع لهم{ ]الحج‪[28:‬‬

‫من منافع الحج العظيمة التي تشملها الية‪:‬أن يتعلم الحجاج ما به منفعتهم في الخرة‪.‬‬

‫أما منفعة الدنيا فالناس أساتذة ذلك‪ ،‬لكن منفعة الخرة الناس اليوم بأشد الحاجة إليه‪ ،‬وإذا كان‬
‫زمن الحج قصيرا‪ ،‬فالواجب أن يكثف الجهد في الحج لتعليم الجاهل وتبصير الغافل‪ ،‬فأوصي كل‬
‫من يذهب إلى الحج وله فضل علم أن يبلغه؛ لن النبي نادى بعرفة فقال‪) :‬اللهم هل بلغت اللهم‬
‫فاشهد(‪] .‬صالح آل الشيخ[‬
‫)}اقرأ باسم ربك الذي خلق‪ ،‬خلق النسان من علق‪ ،‬اقرأ وربك الكرم‪ ،‬الذي علم بالقلم‪ ،‬علم‬
‫النسان ما لم يعلم{‪.‬‬

‫في هذه اليات الخمس تسع مسائل مرتبطة ببعضها‪ ،‬ارتباط السبب بالمسبب‪ ،‬والعام بالخاص‪،‬‬
‫والدليل بالمدلول عليه‪ ،‬وكلها من منهج هذا الكتاب المبارك‪ ،‬وكلها مسائل عظيمة الدللة‪.‬‬

‫وأشار ابن تيمية أنها وأمثالها من السور التي فيها العجائب‪ ،‬لما جاء فيها من افتتاح الرسالة‪.‬‬
‫]عطية سالم[‬

‫)}إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر{‪.‬‬

‫النحر أفضل من الصدقة التي في يوم الفطر؛ ولهذا أمر ال نبيه صلى ال عليه وسلم أن يشكر‬
‫نعمته عليه بإعطائه الكوثر‪ ،‬بالصلة له والنحر‪ ،‬كما شرع ذلك لبراهيم خليله عليه السلم عند‬
‫أمره بذبح ولده وافتدائه بذبح عظيم‪] .‬ابن رجب[‬

‫)ل أرى أن نسمي هذه الجازة عطلة؛ لنه ليس في أيام النسان المسلم المؤمن عطلة‪ ،‬بل ول‬
‫غير المؤمن‪ ،‬كل يعمل‪ ،‬قال تعالى‪} :‬يا أيها النسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملقيه{]النشقاق‪:‬‬
‫‪ [6‬نعم هي عطلة من الدراسة النظامية؛ لكن لو سميت بدل من العطلة إجازة فهذا جيد‪] .‬ابن‬
‫عثيمين[‬

‫)قال تعالى‪} :‬وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما‬
‫قضي ولوا إلى قومهم منذرين{]الحقاف‪ ,[29:‬وقال }قل أوحي إليه أنه استمع نفر من الجن‬
‫فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا{]الجن‪ ,[1:‬حين تقرأ كلم أولئك الجن عن القرآن يتملكك العجب!‬
‫أفي جلسة واحدة صنع بهم القرآن كل هذا؟ مع أنهم يقينا لم يسمعوا إل شيئا يسيرا من القرآن! إنك‬
‫‪-‬لو تأملت‪ -‬لنكشف لك سر هذا‪ :‬إنه استماعهم الواعي وتدبرهم لما سمعوه‪ ،‬وشعورهم أنهم‬
‫معنيون بتلك اليات‪ ،‬فهل قال أحد منا‪ :‬إنا سمعنا قرآنا عجبا؟ ]د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬خافضة رافعة{]الواقعة‪ [3:‬تعظيم لشأن يوم القيامة‪ ،‬وترغيب وترهيب؛‬
‫ليخاف الناس في الدنيا من أسباب الخفض في الخرة‪ ,‬ويرغبوا في أسباب الرفع فيها‪ ،‬فيطيعوا‬
‫ال؛ فيا مغترا برفعته في الدنيا احذر الخفض الذي ل رفع بعده‪(.‬‬

‫)}وبشر المخبتين * الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبهم‪ {...‬الية ]الحج‪ [35:‬لما بين ابن عطية أن‬
‫الخبات معناه التواضع والخشوع‪ ،‬قال رحمه ال‪ :‬وهذا مثال شريف من خلق المؤمن الهين‬
‫اللين‪(.‬‬

‫)}فإذا قضيت الصلة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل ال{]الجمعة‪.[10:‬‬

‫كأنك ذهبت للمسجد لتأخذ شحنة إيمانية تعينك وتسيطر على كل حواسك في حركتك في التجارة‪،‬‬
‫وفي النتاج‪ ،‬وفي الستهلك‪ ،‬وفي كل ما ينفعك وينمي حياتك‪ .‬وحين يأمرك ربك أن تفرغ لداء‬
‫الصلة ل يريد من هذا الفراغ أن يعطل لك حركة الحياة‪ ،‬إنما ليعطيك الوقود اللزم لتصبح‬
‫حركة حياتك على وفق ما أراده ال‪] .‬الشعراوي[‬
‫)}إنه لقرآن كريم{]الواقعة‪ [77:‬وصف القرآن بأنه كريم‪ ،‬لن الكلم إذا قرئ وتردد كثيرا يهون‬
‫في العين والذان؛ ولهذا من قال شيئا في مجلس الملوك ل يكرره ثانيا‪ ,‬وأما القرآن فل يهون‬
‫بكثرة التلوة‪ ,‬بل يبقى أبد الدهر كالكلم الغض والحديث الطري‪] .‬الرازي[ وفي مثل هذا قال‬
‫بعض الشعراء‪ :‬آياته كلما طال المدى جدد‪ ،‬يزينهن جلل العتق والقدم‪(.‬‬

‫)قال ابن تيمية رحمه ال‪ :‬تأملت أنفع الدعاء‪ ,‬فإذا هو سؤال العون على مرضاته تعالى‪ ,‬ثم رأيته‬
‫في الفاتحة‪} :‬إياك نعبد وإياك نستعين{]‪ .[5‬ويشهد لقول ابن تيمية‪ :‬الدعاء الذي أوصى نبينا‬
‫معاذا أن يقوله دبر كل صلة‪) :‬اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك(‪ ،‬فليتدبر المؤمن‬
‫هذه الية العظيمة وذلك الدعاء‪(.‬‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا{]الكهف‪ [62:‬دليل على جواز الخبار بما يجده‬
‫النسان من اللم والمراض‪ ،‬وأن ذلك ل يقدح في الرضا‪ ،‬ول في التسليم للقضاء‪ ,‬لكن إذا لم‬
‫يصدر ذلك عن ضجر ول سخط‪] .‬القرطبي[‬

‫)سورة الطلق ‪-‬على قصرها‪ -‬تكرر فيها ذكر التقوى وثمراتها والتخويف من ال مرارًا كثيرة‪،‬‬
‫لن أحكام الطلق وضبط العدة من أحق الشياء بالمراعاة وتأكيد الوصية؛ لكثرة ما فيها من‬
‫النتصار للنفس‪ ,‬وقصد الضرار‪ ,‬وتعدي حدود ال تعالى‪] .‬السكافي[ فعلى الزوجين وأهليهما‬
‫أن يراقبوا ال حال الطلق وكل حال‪ ،‬لئل يتعدوا حقه وحق عباده‪( .‬‬

‫)}يوم ل ينفع مال ول بنون * إل من أتى ال بقلب سليم{]الشعراء‪ [89-88:‬ل يكون القلب سليما‬
‫إذا كان حقودا حسودا‪ ،‬معجبا متكبرا‪ ،‬وقد شرط النبي صلى ال عليه وسلم في اليمان أن يحب‬
‫لخيه ما يحب لنفسه‪ ,‬وال الموفق برحمته‪] .‬ابن العربي[ فالن‪ :‬ليعلنها المسلم طهارة لقلبه من‬
‫كل دغل يخدش سلمة قلبه على أخيه‪(.‬‬

‫)}هم العدو فاحذرهم{]المنافقون‪ [4:‬يتعجب المرء لول وهلة من هذا الوصف! فكأنه ل عدو‬
‫سواهم! مع أنهم يصلون ويصومون ويحجون وقد يتصدقون‪ ،‬ويزول التعجب إذا عرفت حقيقتهم‪،‬‬
‫فقلوبهم انطوت على حقد وبغض لهذا الدين وأهله‪ ،‬وحب لعدائه‪ ،‬يدرك ذلك بكرههم للجهاد‬
‫ولمزهم للعلماء والمصلحين‪ ،‬مع إعجاب وإشادة برؤوس الضلل والمنافقين‪} :‬وإذا قيل لهم ل‬
‫تفسدوا في الرض قالوا إنما نحن مصلحون‪ ,‬أل إنهم هم المفسدون{]البقرة‪] .[12-11:‬أ‪.‬د‪.‬ناصر‬
‫العمر[‬

‫)}كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا اللباب{]ص‪ [29:‬سئل ابن باز‪ :‬هل‬
‫هناك فرق في الجر بين قراءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب؟ فأجاب‪ :‬ل أعلم دليل‬
‫يفرق بينهما‪ ،‬وإنما المشروع التدبر وإحضار القلب‪ ،‬فإذا كانت القراءة عن ظهر قلب أخشع لقلبه‪,‬‬
‫وأقرب إلى تدبر القرآن فهي أفضل‪ ،‬وإن كانت القراءة من المصحف أخشع لقلبه‪ ،‬وأكمل في‬
‫تدبره كانت أفضل‪.‬‬

‫فتأمل ‪-‬وفقك ال‪ -‬كيف دار جواب الشيخ على حضور القلب والتدبر‪ ،‬فليتنا نتدبر هذا الجواب‪،‬‬
‫لنتدبر أعظم كتاب(‬

‫)وصف سبحانه رمضان فقال‪} :‬أياما معدودات{ ]البقرة‪ [184:‬كناية عن قلة أيامه ويسرها‪،‬‬
‫فالمغبون من فرط في تلك اليام دون جد أو تحصيل‪ ،‬وسيدرك غبنه حين يقول‪} :‬يا حسرتا على‬
‫ما فرطت في جنب ال{ ]الزمر‪ [56:‬و}ذلك يوم التغابن{ ]التغابن‪] ![9:‬ا‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬
‫)عن السدي في قوله تعالى‪} :‬فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم{ ]إبراهيم‪ [37:‬قال‪ :‬خذ بقلوب‬
‫الناس إليهم‪ ،‬فإنه حيث يهوي القلب يذهب الجسد‪ ،‬فلذلك ليس من مؤمن إل وقلبه معلق بحب‬
‫الكعبة‪] .‬الدر المنثور[‬

‫)رمضان بإطللته المباركة فرصة ومنحة‪ ،‬لن يطهر المسلم نفسه بالنهار ليعدها لتلقي هدايات‬
‫القرآن في قيام الليل‪} :‬إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيل{ ]المزمل‪ [6:‬وناشئة الليل‪:‬‬
‫ساعاته‪ ،‬فهي أجمع للقلب على التلوة‪ ،‬فكأن الصيام في النهار تخلية‪ ،‬والقيام بالقرآن في الليل‬
‫تحلية‪] .‬د‪.‬سعود الشريم[‬

‫)}يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس{]البقرة‪ [189:‬قال قتادة‪ :‬سألوا نبي ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬لم جعلت هذه الهلة؟ فأنزل ال فيها ما تسمعون‪ ,‬فجعلها لصوم المسلمين ولفطارهم‪،‬‬
‫ولمناسكهم وحجهم‪ ،‬ولعدة نسائهم ومحل دينهم في أشياء‪ ،‬وال أعلم بما يصلح خلقه‪] .‬تفسير‬
‫الطبري[‪.‬‬

‫)}وترى الرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتز وربت{ ]الحج‪ [5:‬تذكرت هذه الية‪ ،‬وأنا‬
‫أنظر إلى المسلمين‪ ،‬كيف تغير دولب حياتهم من حين دخل رمضان‪ ،‬لقد انصهروا من جديد!‪،‬‬
‫فما أسهل صياغة الحياة عبر نظام السلم إذا صدقت النوايا‪ ،‬وخلي بين الناس وبين الخير!(‬

‫)}شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان{]البقرة‪,[185:‬‬
‫من فضائل شهر الصيام أن ال تعالى مدحه من بين سائر الشهور‪ ،‬بأن اختاره لنزال القرآن‬
‫العظيم فيه‪ ،‬واختصه بذلك‪ ،‬ثم مدح هذا القرآن الذي أنزله ال فقال‪) :‬هدى( لقلوب من آمن به‪,‬‬
‫)وبينات( لمن تدبرها على صحة ما جاء به‪ ,‬ومفرقا بين الحق والباطل والحلل والحرام‪] .‬ابن‬
‫كثير[‪.‬‬

‫)كثيرا ما ترد في سورة قضية مجملة ثم تفصل في التي تليها‪ ،‬فذكر في الفاتحة المغضوب عليهم‬
‫والضالون‪ ،‬وجاء التفصيل في البقرة وآل عمران‪ ،‬وذكرت القرون المكذبة إجمال في النعام‬
‫والفرقان ويس‪ ،‬وجاء التفصيل فيما يليهن العراف والشعراء والصافات‪] .‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)فائدة‪:‬‬

‫من تأمل موضوعات القرآن وطريقة عرضها‪ ،‬ثم نظر في نفائس أشعار العرب ‪-‬كالمعلقات التي‬
‫ل تعدو أن تكون تجارب شخصية للشاعر كالفخر بالذات أو القبيلة‪ -‬تبين له شيء مما أحدثه‬
‫القرآن من تغيير في نفوس العرب! ]د‪.‬مساعد الطيار[‬

‫)}ول تعجبك أموالهم وأولدهم إنما يريد ال أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم{ ]التوبة‪[85:‬‬
‫سبحان ال! العاصي يتعذب بمعاصيه التي يحسده أناس عليها‪ ،‬شوقا لها‪ ،‬وحسدا لغيره عليها‪،‬‬
‫وسعيا في تحصيلها‪ ،‬وخوفا من نظر الناس‪ ،‬ثم إذا نالها تعذب خشية الفوت‪ ،‬ثم حسرة على الفقد‪،‬‬
‫ثم العذاب الكبر يوم القيامة إن لم يرحمه ل‪ ،‬يا للعذاب! لكن الشيطان سول لهم وأملى لهم!(‬

‫)}ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب{ ]البقرة‪ [105:‬ولم يقل )ما يود أهل الكتاب( ففيه تنبيه إلى‬
‫أنهم قد كفروا بكتبهم؛ لنهم لو كانوا مؤمنين بها لصدقوا محمدا صلى ال عليه وسلم الذي أمرتهم‬
‫كتبهم بتصديقه واتباعه‪] .‬ابن عاشور[‬
‫)}ما فرطنا في الكتاب من شيء{ ]النعام‪ [38:‬اشتمل القرآن على كل شيء‪ ،‬أما أنواع العلوم‬
‫فليس مسألة إل وفي القرآن ما يدل عليها‪ ،‬وفيه علم عجائب المخلوقات‪ ،‬وملكوت السموات‬
‫والرض‪ ،‬وما في الفق العلى‪ ،‬وما تحت الثرى‪ ،‬وأسماء مشاهير الرسل والملئكة‪ ،‬وأخبار‬
‫المم‪ ،‬وفيه بدء خلق النسان إلى موته‪ ،‬وكيفية قبض الروح وما يفعل بها‪ ،‬وعذاب القبر والسؤال‬
‫فيه‪ ،‬ومقر الرواح‪ ،‬وأشراط الساعة‪]..‬السيوطي[‬

‫واستطرد بعدها طويل في تعداد العلوم‪(.‬‬

‫)}الذين كفروا من أهل الكتاب{ لم يقل )أهل الكتاب( وفيه تنبيه إلى أنهم قد كفروا بكتبهم؛ لنهم‬
‫لو كانوا مؤمنين بها لصدقوا محمدا صلى ال عليه وسلم الذي أمرتهم كتبهم بتصديقه واتباعه‪.‬‬
‫]ابن عاشور[‬

‫)من عمق علم السلف بكتاب ال‪ ،‬تنصيصهم على أن حضور أعياد الكفار من جملة الزور الذي‬
‫مدح ال عباد الرحمن بعدم شهوده‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬والذين ل يشهدون الزور{ ]الفرقان‪[72:‬؛‬
‫لن الزور هو كل باطل من قول أو فعل‪.‬‬

‫فهل يدرك الذين يشهدون أعياد الكفار ‪-‬من أبناء المسلمين‪ -‬أن ذلك إثم ونقص في عبوديتهم؟(‬

‫)قال جمهور الئمة‪ :‬ل يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم‪ :‬ل لحما ول‬
‫ثوبا‪ ،‬ول يعارون دابة‪ ،‬ول يعاونون على شيء من دينهم؛ لن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم‬
‫على كفرهم‪ ،‬وينبغي للسلطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك؛ لن ال تعالى يقول‪} :‬وتعاونوا على‬
‫البر والتقوى ول تعاونوا على الثم والعدوان{ ]المائدة‪] .[2:‬ابن تيمية[‬

‫)في سورة البقرة ذكره بالتنكير )بلدا( أي اجعل هذه البقعة بلدا آمنا‪ ،‬وناسب هذا لنه قبل بناء‬
‫الكعبة‪.‬‬

‫وأما في سورة إبراهيم فذكره بالتعريف )البلد(؛ لنه كأنه وقع دعاء مرة ثانية بعد بناء البيت‬
‫واستقرار أهله به‪ ،‬وبعد مولد إسحاق الذي ولد بعد إسماعيل بـ)‪13‬سنة(‪ ،‬ولذا قال آخر الدعاء‬
‫}الحمد ل الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق{]‪] .[39‬ابن كثير[‬

‫)إذا قال أحد قول ولم ينكره من عنده‪ ،‬فإنه يعزى للجميع؛ لنه دليل رضاهم به‪ ،‬وهذه قاعدة فيما‬
‫ذكر ال تعالى عن بني إسرائيل الذين كانوا في العهد النبوي‪ ،‬حيث وبخهم ال على أفعال‬
‫أسلفهم‪ ،‬كما في قوله تعالى‪} :‬وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى ال جهرة{]البقرة‪[55:‬‬
‫وغيرها من اليات‪ ،‬ومعلوم أن اليهود في عصر النبوة ليسوا هم الذين قالوا ذلك‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)}إذ يقول لصاحبه ل تحزن إن ال معنا{ ]التوبة‪ [40:‬أل ترى كيف قال‪) :‬ل تحزن( ولم يقل ل‬
‫تخف؛ لن حزنه على رسول ال –صلى ال عليه وسلم‪ -‬شغله عن خوفه على نفسه‪] .‬السهيلي[‬

‫)} وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى{ ]النازعات‪-40:‬‬
‫‪ [41‬أتظن أن المسلم وهو يغالب شهواته‪ ،‬ويجاهد نفسه على الطهر والعفاف ل يجيش في نفسه‬
‫الهوى؟ كل؛ بل يتحرك في نفسه من النوازع مثل ما في نفوس الفجار أو أشد‪ ،‬ولكنه يخاف مقام‬
‫ربه‪ ،‬فينهى النفس عن الهوى‪] .‬د‪.‬سلمان العودة[‬
‫)تناقلت بعض وسائل العلم خبر موجة الجفاف والمسغبة التي أصابت المسلمين في بعض‬
‫جهات أفريقيا )أثيوبيا والصومال وتشاد(‪.‬‬

‫إنها داعية لحق الخوة بالهتمام والدعاء‪ ،‬وفي جوع الصائم ذكرى بإخوانه‪ ،‬وهي فرصة للكرام‬
‫المقتدين بخير النام في شهر الصيام‪ ،‬فيكونوا )أجود بالخير من الريح المرسلة( ويكونوا كما كان‬
‫أسلفهم }رحماء بينهم{‪] .‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)}يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا{ ]التحريم‪ [6:‬جاءت كلمة )نارا( منكرة دللة على‬
‫عظمها وفظاعتها‪ ،‬كونها نارا كاف للخوف منها؛ لكنها مع ذلك وصفت بوصفين عظيمين‪:‬‬
‫}وقودها الناس والحجارة{‪} ،‬عليها ملئكة غلظ شداد{‪ ،‬أل ما أشد هذا الوصف وما أفظعه!‬
‫حتى قيل أنه أعظم وصف للنار فيما يتعلق بالمؤمنين‪] .‬د‪.‬عويض العطوي[‬

‫)}فذكر بالقرآن من يخاف وعيد{ ]ق‪ [45:‬دعاء القنوت ل ينبغي الطالة فيه‪ ،‬وجعله موعظة‪،‬‬
‫في سجع متكلف‪ ،‬وترنيم وتطريب‪ ،‬يستثير به عواطف الناس‪ ،‬ويستدعي بكاءهم‪ ،‬بما ل تجد‬
‫معشاره أثناء قراءة القرآن!‪ ،‬والقرآن أعظم واعظ‪] .‬علوي السقاف[‬

‫)}شهر رمضان الذي أنزل فيها القرآن{ الصيام له ارتباط بالقرآن‪ ،‬من جهة أنه سبب لرتفاع‬
‫القلب من التصال بالعلئق البشرية‪ ،‬إلى التعلق بال تعالى‪ ،‬كما أن الصيام سبب لصفاء الفكر‬
‫ورقة القلب التي هي سبب النتفاع بالقرآن‪] .‬د‪.‬محمد الربيعة[‬

‫)}تساقط عليك رطبا جنيا{ ]مريم‪ [25:‬الرطب الجني الغض قريب التناول‪ ،‬قال غير واحد من‬
‫السلف‪ :‬ما من شيء خير للنفساء من الرطب‪ ،‬ولو كان لطعمه ال مريم وقت نفاسها بعيسى‪.‬‬
‫]انظر‪:‬تفسير ابن كثير[‪.‬‬

‫ومثلها‪ :‬الصائم المنهك‪ ،‬فإنه يفطر على رطب‪ ،‬فهو أصلح شيء له‪ ،‬ودلت السنة عليه‪ ،‬قبل أن‬
‫يعرفه الطب الحديث‪(.‬‬

‫)}الذين يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهم{ ]آل عمران‪ [191:‬فيه الذكر على كل حال‪،‬‬
‫فيستفاد منه جواز قراءة القرآن للحائض‪ ،‬وهو مذهب مالك وقول لحمد والشافعي وكثير من‬
‫المحققين‪ ،‬وأما حديث‪) :‬ل تقرأ الحائض والجنب شيئا من القرآن( فمعلول باتفاق أهل الشأن‪ ،‬وفي‬
‫منعها من القرآن وتدبره فوات خير كثير‪ ،‬خاصة وأن حيضتها ليست بيدها‪] .‬ابن القيم[‬

‫)المال غاد ورائح‪ ،‬فرحم ال عبدا كسب فتطهر‪ ،‬واقتصد فاعتدل‪ ،‬ورزق فأنفق‪ ،‬ولم ينس نصيبه‬
‫من الدنيا‪ ،‬ويا خيبة من طغى عليه ماله‪ ،‬وأضاع دينه وكرامته! وكان من الذين قال ال فيهم‪:‬‬
‫}وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما{ ]الجمعة‪] .[11:‬د‪.‬سعود الشريم[‬

‫)"إنما حسن طول العمر ونفع؛ ليحصل التذكر والستدراك‪ ،‬واغتنام الفرص‪ ،‬والتوبة النصوح‪،‬‬
‫كما قال تعالى‪} :‬أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر{ ]فاطر‪ [37:‬فمن لم يورثه التعمير‪ ،‬وطول‬
‫البقاء‪ ،‬إصلح معائبه‪ ،‬واغتنام بقية أنفاسه‪ ،‬فيعمل على حياة قلبه‪ ،‬وحصول النعيم المقيم‪ ،‬وإل فل‬
‫خير له في حياته"‪] .‬ابن القيم[‬

‫)}يود أحدهم لو يعمر ألف سنة{ ]البقرة‪.[96:‬‬


‫كذا أخبرنا ربنا عن أماني بعض اليهود‪ ،‬فما سر ذلك؟‬

‫لعل من أسرار ذلك ما نبه عليه مجاهد بقوله‪ :‬حببت ‪-‬بفتح الحاء‪ -‬إليهم الخطيئة طول العمر!(‬

‫)}فبما نقضهم ميثاقهم‪،‬‬

‫وكفرهم بآيات ال‪،‬‬

‫وقتلهم النباء بغير حق‪،‬‬

‫وقولهم قلوبنا غلف‪،‬‬

‫بل لعنهم ال بكفرهم{! ]النساء‪.[155:‬‬

‫فقوم هذا تاريخهم ل يستغرب منهم ما يفعلونه بإخواننا في غزة! إنما الغرابة والعجب أن يوثق‬
‫بعهود من نقضوا عهودهم ومواثيقهم مع رب العالمين! وأن يؤتمن قتلة المرسلين!(‬

‫)}إن عدة الشهور عند ال اثنا عشر شهرا{ ]التوبة‪[36:‬‬

‫دلت الية أن الواجب تعليق أحكام العبادات وغيرها بالشهور والسنين التي تعرفها العرب‪ ،‬دون‬
‫شهور العجم والروم وإن لم تزد على اثني عشر شهرا‪ ،‬لقوله ‪) :‬منها أربعة حرم( وهي خاصة‬
‫بشهور العرب‪] .‬القرطبي[‬

‫)}إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم{ ]النفال‪ [9:‬ما أحرانا أن نتحلى بهذه الحال ونحن ندعو‬
‫لخواننا في غزة؛ فإننا إن حققنا }إذ تستغيثون ربكم{ فإننا لنرجو أن يقال لنا‪} :‬فاستجاب لكم{‪.‬‬

‫فأين النفس المنكسرة‪ ،‬والقلوب المستغيثة‪ ،‬والدعوات الصاعدة فإن كرب إخواننا شديد؟!‬

‫)ما نراه في غزة أمر يجسد كل صور اللم الجسدي والنفسي؛ لكن عزاؤنا أن ربنا أخبرنا أن‬
‫اللم متبادل‪} :‬إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من ال ما ل يرجون{‬
‫]النساء‪ [104:‬فعلى المؤمنين أن يقووا رجاءهم بربهم‪ ،‬فهو ما يميزهم عن غيرهم‪] .‬د‪.‬عويض‬
‫العطوي[‬

‫)}لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا{ ]المائدة‪ [82:‬هذا خبر مطلق‪،‬‬
‫منسحب على الزمن كله‪ ،‬وهكذا هو المر حتى الن‪ ،‬فاليهود مرنوا على تكذيب النبياء وقتلهم‪،‬‬
‫وألفوا العتو والمعاصي‪ ،‬ومردوا على استشعار اللعنة‪ ،‬وضرب الذلة والمسكنة‪ ،‬فهم قد لجت‬
‫عداوتهم وكثر حسدهم فهم أشد الناس عداوة للمؤمنين‪] .‬ابن عطية[‬

‫)}إن ال اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة{ ]التوبة‪.[111:‬‬

‫"العاقل ل يرى لنفسه ثمنا دون الجنة"‪] .‬ابن حزم[‬


‫والرض المقدسة أولى ما أنفق فيها مؤمن‪(.‬‬

‫)تأمل في وصف ال لحال المسلمين في غزوة الحزاب‪} :‬إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم‬
‫وإذ زاغت البصار وبلغت القلوب الحناجر{]‪ ،[10‬ثم تأمل كيف قابلوا هذه الحال‪} :‬ولما رأى‬
‫المؤمنون الحزاب قالوا هذا ما وعدنا ال ورسوله وصدق ال ورسوله وما زادهم إل إيمانا‬
‫وتسليما{]‪ ،[22‬ثم انظر النتيجة‪} :‬ورد ال الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى ال المؤمنين‬
‫القتال‪ {..‬اليات ]‪] .[27-25‬الشنقيطي[‬

‫)قد يتعجب بعضهم ويتساءل‪ :‬لماذا ل ينتقم ال لوليائه الذين يعذبون ويقتلون بأيدي أعدائه في‬
‫هذه الدنيا؟‬

‫والجواب‪ :‬أن ال تعالى لم يجعل الدنيا دار جزاء لوليائه‪ ،‬فقد يدركون انتقام ال لهم‪ ،‬وقد ل‬
‫يدركه إل من يأتي بعدهم‪ ،‬والنصر الحقيقي هو انتصار المبادئ‪ ،‬ولو فنيت البدان‪ ،‬ومن تدبر‬
‫قصة تحريق أصحاب الخدود ‪-‬الموحدين‪ -‬تبين له الجواب جليا‪(.‬‬

‫)ذم ال قوًما تسخطوا القدر‪ ،‬واعترضوا على قضاء ال في حق المجاهدين‪ ،‬وخذلوا بكلمهم‬
‫فقالوا‪} :‬لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل ال ذلك حسرة في قلوبهم{ ]آل عمران‪.[156:‬‬

‫وها نحن نسمع من يقول مثل هذا القول في حق إخوتنا في غزة!!(‬

‫)لما أراد ال إكرام نبيه بالشهادة‪ ،‬ظهر أثر سم اليهودية‪ ،‬وظهر سر قوله تعالى لعدائه من‬
‫اليهود‪} :‬أو كلما جاءكم رسول بما ل تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون{ ]البقرة‪:‬‬
‫‪ [87‬فجاء بلفظ "كذبتم" بالماضي الذي قد وقع وتحقق‪ ،‬وجاء بلفظ "تقتلون" بالمستقبل الذي‬
‫يتوقعونه وينتظرونه‪] .‬ابن القيم[‬

‫)تأمل أول القصص في وصف بشاعة ما كان يعمله فرعون وملؤه‪ ،‬ثم جاءت ولدة موسى‬
‫وتربيته وبعثته‪ ،‬وبعد أكثر من أربعين سنة من العمل الدؤوب يأتي النصر العظيم‪} :‬ودمرنا ما‬
‫كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون{ ]العراف‪ [137:‬فأين التخطيط والعمل الجاد‬
‫لتحقيق النصر ولو بعد حين؟ ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)اليقين بلقاء ال ومعيته‪ ،‬زادان ضروريان‪ ،‬حين يبدو للعيان انتصار العداء وغلبتهم‪ ،‬لئل‬
‫تحصل الهزيمة النفسية‪ ،‬فيحدث اليأس والخذلن‪} :‬قال الذين يظنون أنهم ملقو ال كم من فئة‬
‫قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن ال وال مع الصابرين{ ]البقرة‪] .[249:‬أ‪.‬د‪.‬إبتسام الجابري[‬

‫)}يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلة{ ]البقرة‪.[153:‬‬

‫كان صلى ال عليه وسلم )إذا حزبه أمر فزع إلى الصلة(‪ ،‬الن هجوم بري شامل على غزة‪،‬‬
‫لنفزع للصلة والدعاء‪ ،‬خاصة آخر الليل‪(.‬‬

‫)}وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر ال{ ]البقرة‪.[214:‬‬
‫ال سبحانه وتعالى إنما يفرج عن أنبيائه ومن معهم بعد انقطاع أسبابهم ممن سواه؛ ليمتحن قلوبهم‬
‫للتقوى‪ ،‬فتتقدس سرائرهم من الركون لشيء من الخلق‪ ،‬وتتعلق ضمائرهم بال تعالى وحده‪.‬‬
‫]البقاعي[‬

‫)}وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليل ويقللكم في أعينهم ليقضي ال أمرا كان مفعول{‬
‫]النفال‪.[44:‬‬

‫وهذا من بديع صنع ال تعالى‪ ،‬إذ جعل للشيء الواحد أثرين مختلفين‪ ،‬فكان تخيل المسلمين قلة‬
‫المشركين مقويا لقلوبهم‪ ،‬ومزيل للرعب عنهم‪ ،‬فعظم بذلك بأسهم عند اللقاء‪ ،‬وكان تخيل‬
‫المشركين قلة المسلمين‪ ،‬غارا إياهم بأنهم سينالون التغلب عليهم بأدنى قتال‪ ،‬ففجأهم بأس‬
‫المسلمين‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)}إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين{ ]النفال‪ [65:‬لم أشعر بحقيقة معنى هذه الية‬
‫كما شعرت بها وأنا في خندقي‪ ،‬أنتظر بشغف ملقاة وحدات العدو‪ ،‬وإني أقسم بالذي رفع السماء‬
‫بل عمد‪ ،‬لو علموا كيف تحلق أرواحنا لقتالهم؛ لغاصت أقدامهم ارتعادا وخوفا من بأسنا"‪] .‬أحد‬
‫المدافعين عن غزة[‬

‫)}يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا بطانة من دونكم ل يألونكم خبال ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء‬
‫من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر‪ ،‬قد بينا اليات لقوم يعقلون{ ]آل عمران‪.[118:‬‬

‫يستخفي المنافقون ببغضهم وكيدهم للمؤمنين‪ ،‬فتفضحهم عثرات ألسنتهم‪ ،‬وما ظهر من مكرهم‪،‬‬
‫وليس كالتقوى والصبر دافعا لذاهم‪} :‬وإن تصبروا وتتقوا ل يضركم كيدهم شيئا{]‪.[120‬‬
‫]د‪.‬عبدال السكاكر[‬

‫)}ومن أظلم ممن منع مساجد ال أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن‬
‫يدخلوها إل خائفين‪ ،‬لهم في الدنيا خزي‪ ،‬ولهم في الخرة عذاب عظيم{ ]البقرة‪.[114:‬‬

‫اللهم إنك تعلم أنهم ارتكبوا الجريمتين‪ :‬فمنعوا من ذكرك في مساجدك وخربوها‪ ،‬وقتلوا عبادك‬
‫وآذوهم‪ ،‬فاللهم عجل بخزيهم وعذابهم‪(.‬‬

‫)}ذلك ولو يشاء ال لنتصر منهم‪ ،‬ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل ال فلن‬
‫يضل أعمالهم{ ]محمد‪.[4:‬‬

‫ما أعظم ما تسكبه هذه الية في قلب المتدبر لها من طمأنينة‪ ،‬ويقين بحكمة ال وعلمه‪ ،‬وأنه‬
‫سبحانه ل يعجل لعجلة عباده‪ ،‬وأن من وراء ما يحصل حكما بالغة‪ ،‬تتقاصر دونها عقول البشر‬
‫وأفهامهم‪] .‬د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)}حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم{ ]النمل‪.[18:‬‬

‫نملة هنا نكرة‪ ،‬لم يقل )النملة(‪ ،‬فهي نملة نكرة حملت هم أمة فأنقذتها‪ ،‬أليس الخطر الذي يهدد‬
‫أمتنا أعظم من الخطر الذي هدد نمل سليمان؟ كم منا من يحس بإحساس النملة‪ ،‬ويسعى منقذا‬
‫لمته؟ ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬
‫)يحتفل النصارى بميلد المسيح في الشتاء‪ ،‬وفي القرآن إشارة إلى خطئهم في هذا التوقيت!‬

‫تأمل قوله تعالى‪} :‬وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا{ ]مريم‪ [25:‬أليس الرطب‬
‫مما ينضج في الصيف؟ فكيف يحتفلون بميلد المسيح في الشتاء؟! ]د‪.‬عويض العطوي[‬

‫)تدبر كم في القرآن من ذكر لجرائم اليهود‪:‬‬

‫في حق ال‪} :‬وقالت اليهود يد ال مغلولة{‬

‫وملئكته‪} :‬من كان عدوا لجبريل{‬

‫وكتبه‪} :‬يحرفون الكلم عن مواضعه{‬

‫ورسله‪} :‬فريقا كذبتم وفريقا تقتلون{‬

‫والمؤمنين‪} :‬لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود{‬

‫البلد والعباد‪} :‬كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال ويسعون في الرض فسادا{‪.‬‬

‫أليسوا هم بذلك رؤوس الرهاب بل ارتياب؟(‬

‫)الدعاء الصادق‪ ،‬من قلب مخبت‪ ،‬سلح نافذ بإذن ال‪} :‬إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم{‬
‫]النفال‪ [9:‬قال ابن تيمية ‪-‬رحمه ال‪" :-‬القلوب الصادقة والدعية الصالحة هي العسكر الذي ل‬
‫يغلب"‪(.‬‬

‫)}إنما المؤمنون أخوة{ ]الحجرات‪ [10:‬ذكر لبي عمر المقدسي –وهو أخو ابن قدامة‪ -‬أن‬
‫الكفار حاصروا بتنين –قريبة بسمرقند‪ -‬وكان قائما‪ ،‬فغشي عليه من شفقته على المسلمين وحزنه‬
‫عليهم!(‬

‫)"طريق الجنة إنما هو الصبر على البلء"‪ ،‬اقرأ إن شئت‪} :‬أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم‬
‫مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه‬
‫متى نصر ال أل إن نصر ال قريب{ ]البقرة‪] .[214:‬ابن الجوزي[‬

‫)تأمل! }حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا{ ]يوسف‪ ،[110:‬وقوله‪} :‬مستهم البأساء‬
‫والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر ال{ ]البقرة‪.[214:‬‬

‫فأي دللة على شدة الكرب وعظم الخطب أبلغ من هذا!؟ وأنه بلغ مبلغا كبيرا‪ ،‬ظهر أثره على‬
‫خيرة الخلق وهم الرسل‪ ،‬فجاء بعد ذلك النصر‪} :‬جاءهم نصرنا{‪} ،‬أل إن نصر ال قريب{‪.‬‬
‫]أ‪.‬د‪.‬ابتسام الجابري[‬

‫)}وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم ال علي إذ لم أكن معهم شهيدا * ولئن‬
‫أصابكم فضل من ال ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما{‬
‫]النساء‪.[73 ،72:‬‬
‫فهؤلء المبطئون لم يحبوا لخوانهم المؤمنين ما يحبون لنفسهم‪ ،‬بل إن أصابتهم مصيبة فرحوا‬
‫باختصاصهم‪ ،‬وإن أصابتهم نعمة لم يفرحوا لهم بها‪ ،‬فهم ل يفرحون إل بدنيا تحصل لهم‪ ،‬أو شر‬
‫دنيوي ينصرف عنهم‪ ،‬ومن لم يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوء المؤمنين فليس منهم‪.‬‬
‫]ابن تيمية[‬

‫)متى تنتهي لغة‪} :‬ل طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده{؟‬

‫تنتهي إذا رفعنا شعار‪} :‬كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن ال وال مع الصابرين{! ]البقرة‪:‬‬
‫‪] .[249‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)}ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فإن حزب ال هم الغالبون{ ]المائدة‪ [56:‬هذه بشارة‬
‫عظيمة لمن قام بأمر ال وصار من حزبه وجنده‪ ،‬أن له الغلبة‪ ،‬وإن أديل عليه في بعض الحيان‬
‫‪-‬لحكمة يريدها ال تعالى‪ -‬فآخر أمره الغلبة والنتصار‪ ،‬ومن أصدق من ال قيل؟ ]السعدي[‬

‫)}وما لكم ل تقاتلون في سبيل ال والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا‬
‫أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا{ ]النساء‪:‬‬
‫‪.[75‬‬

‫ذكر الولدان تكميل للستعطاف‪ ،‬وتنبيها على تناهى ظلم المشركين بحيث بلغ أذاهم للصبيان‪،‬‬
‫وفيه دللة على إجابة دعائهم‪ ،‬واقتراب الخلص؛ لما فيه من التضرع ل‪] .‬أبو السعود[‬

‫)}ول تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون{ ]النساء‪ [104:‬هذا‬
‫تشجيع لنفوس المؤمنين‪ ،‬وتحقير لمر الكفرة‪ ،‬ولما استووا في هذا المر أكد التشجيع بقوله‪:‬‬
‫}وترجون من ال ما ل يرجون{ وهذا برهان بين ينبغي بحسبه أن تقوى نفوس المؤمنين‪.‬‬
‫]الثعالبي[‬

‫)}ول تحسبن ال غافل عما يعمل الظالمون * إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه البصار{‬
‫]إبراهيم‪.[42:‬‬

‫هذا إذا مصيرهم‪ ،‬وبئس المصير‪ ،‬هذه عدالة ال العظيم‪ ،‬فلتهدأ النفوس‪ ،‬ولتسكن القلوب‪،‬‬
‫ولتتجاوز ضيق اللحظة الحاضرة إلى أفق المستقبل الفسيح‪] .‬د‪.‬سلمان العودة[‬

‫)}وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته{ ]الشورى‪ [28:‬ومناسبة ختم الية‬
‫بهذين السمين الكريمين‪) :‬الولي‪ ،‬الحميد( دون غيرهما؛ لمناسبتهما للغاثة؛ لن الولي يحسن‬
‫إلى مواليه‪ ،‬والحميد يعطي ما يحمد عليه‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)‬
‫}سنة ال في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة ال تبديل {]‪ [62‬هذه الية في سورة الحزاب‪،‬‬
‫واللطيف أن يوم الحزاب يشبه أحداث غزة من وجوه‪:‬‬

‫‪ - 1‬كلهما في برد شديد‪،‬‬


‫‪ - 2‬وحصار ومجاعة‪،‬‬

‫‪ - 3‬ونقض فيهما اليهود العهد‪،‬‬

‫‪ - 4‬ولم يستطع اليهود المواجهة إل بالحلف‪،‬‬

‫ومن وجوه الشبه بين يوم الحزاب وغزة‪:‬‬

‫‪ - 5‬ضجيج مرضى القلوب تكذيبا وتخذيل وسوء ظن‪.‬‬

‫‪ - 6‬ونحن نستبشر أن في كليهما انتصارا للمؤمنين‪.‬‬

‫ومن اللطيف أن ابن تيمية عقد مقارنة بين يوم الحزاب وبين ما وقع في عهده من أحداث‪،‬‬
‫ضمنها كثيرا من تدبراته‪] .‬الفتاوى ‪[28/440‬‬

‫)}قتل أصحاب الخدود * النار ذات الوقود{ ]البروج‪ [5 ،4:‬الذين أحرقوا المؤمنين في الخدود‬
‫سيحرقون‪ ،‬ولكن أين؟ في جهنم!‬

‫}إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق{ ]‪[10‬‬
‫أحرقوا المؤمنين في الدنيا فأحرقوا في الخرة‪ ،‬وما أعظم الفرق بين حريق وحريق!‬
‫]د‪.‬عبدالوهاب الطريري[‬

‫)}ول تقولوا لمن يقتل في سبيل ال أموات{ ]البقرة‪.[154:‬‬

‫ل نقول ربحنا أو خسرنا؛ فالربح والخسارة من مفردات قاموس التجار‪ ،‬أما الجهاد الذي غايته‬
‫تثبيت الحقائق اللهية في الرض‪ ،‬وغرس البذور الروحية في الوجود‪ ،‬فلغته سماوية ل تحمل‬
‫معنى التراب‪ ،‬متسامية ل تسف إلى ما تحت السحاب‪ ،‬فهي أرباح مستمرة‪] .‬محمد البشير‬
‫البراهيمي[‬

‫)}ول تهنوا ول تحزنوا وأنتم العلون{ ]آل عمران‪[139:‬‬

‫العلون فيما تدافعون عنه‪ ،‬فإنكم على الحق‪ ،‬وهم على الباطل‪،‬‬

‫العلون لمن تدافعون عنه‪ ،‬فقتالكم ل‪ ،‬وقتالهم للشيطان‪،‬‬

‫العلون فيما لكم‪ ،‬فقتلكم في الجنة‪ ،‬وقتلهم في النار! ]ابن عجيبة الفاسي[‬

‫)تأمل سورة الحزاب‪ ،‬فقد ذكر ال فيها أنواعا من )الحزاب( التي اجتمعت لعداوة المسلمين‪،‬‬
‫فذكر فيها‪ :‬الكافرين والمنافقين وأهل الكتاب والذين في قلوبهم مرض والمرجفين والمعوقين‬
‫وأهل الجبن والبخل عن نصر ال وغيرهم؛ لكن لما استمسك المؤمنون بربهم‪ ،‬كانت النتيجة‪:‬‬
‫}ورد ال الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا‪ ،‬وكفى ال المؤمنين القتال‪ ،‬وكان ال قويا عزيزا{!‬
‫)كما أنه مستقر في الذهان أن ال يمحق الربا }يمحق ال الربا{ ]البقرة‪ [276:‬فهو كذلك يمحق‬
‫الكفرين }وليمحص ال الذين آمنوا ويمحق الكافرين{ ]آل عمران‪ [141:‬فكيف إذا اجتمع كفر‬
‫وتعامل بالربا؟!‬

‫ومن العجيب أنه لم يرد في القرآن كله لفظة )يمحق( إل في هذين الموضعين‪] .‬من مشترك[‬

‫)سمعته يلوم المقاومة ويتهكم بها بأنهم لو كانوا عقلء وسمعوا نصيحتنا والتزموا الصمت لما‬
‫وقع عليهم القتل والذبح‪ ،‬فظننت أن مثل هذه المواقف إنما هي من النتكاسات المعاصرة التي ل‬
‫سابق لها‪ ،‬حتى قرأت قوله تعالى‪} :‬يا أيها الذين آمنوا ل تكونوا كالذين كفروا وقالوا لخوانهم إذا‬
‫ضربوا في الرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا{ ]آل عمران‪.[156:‬‬
‫]إبراهيم السكران[‬

‫)}إن ال يدافع عن الذين آمنوا{ ]الحج‪ [38:‬ل يبعد أن يكون المعنى‪ :‬أن الكفار يستعملون كل ما‬
‫في إمكانهم لضرار المؤمنين‪ ،‬فيدفع ال كيدهم عن المؤمنين‪ ،‬فكان دفعه سبحانه لقوة عظيمة‪،‬‬
‫أهلها في طغيان شديد‪ ،‬يحاولون إلحاق الضرر بالمؤمنين‪ ،‬وبهذا العتبار كان التعبير بالمفاعلة‪،‬‬
‫في قوله‪ :‬يدافع‪ ،‬وإن كان جل وعل قادرا على إهلكهم‪ ،‬ودفع شرهم عن عباده المؤمنين‪.‬‬
‫]الشنقيطي[‬

‫)إذا رأيت تكالب العداء على أمة السلم فتذكر قول ربك‪} :‬يريدون أن يطفئوا نور ال بأفواههم‬
‫ويأبى ال إل أن يتم نوره ولو كره الكافرون{ ]التوبة‪.[32:‬‬

‫"فمثلهم في ذلك‪ ،‬كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس أو نور القمر بنفخه‪ ،‬وهذا ل سبيل إليه‪،‬‬
‫فكذلك ما أرسل به الرسول ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬لبد أن يتم ويظهر"‪] .‬ابن كثير[‬

‫)من تدبر سورة الحزاب وجد طائفة من صفات مرضى القلوب‪ ،‬والتي تبرز عند ضعف‬
‫المسلمين وقدوم الحزاب عليهم‪ ،‬فمنها‪:‬‬

‫التكذيب‪} :‬ما وعدنا ال ورسوله إل غرورا{‪،‬‬

‫التخذيل‪} :‬يا أهل يثرب ل مقام لكم{‪،‬‬

‫الخوف‪} :‬تدور أعينهم{‪،‬‬

‫البخل‪} :‬أشحة عليكم{‪،‬‬

‫اتهام المسلمين بأنهم سبب المشكلة‪} :‬سلقوكم بألسنة حداد{‪.‬‬

‫)}ل تنفقوا على من عند رسول ال حتى ينفضوا{ ]المنافقون‪ [7:‬ظنوا أنهم لول أموالهم لما‬
‫اجتمع المسلمون لنصر دين ال! فمن أعجب العجب‪ ،‬أن يدعي أحرص الناس على خذلن الدين‬
‫مثل هذه الدعوى‪ ،‬ول يروج هذا إل على من ل يعلم له بحقائق المور‪} :‬ول خزائن السماوات‬
‫والرض ولكن المنافقين ل يفقهون{‪] .‬السعدي[‬
‫)حين ترى حقا أبلق‪ ,‬وعمى مطبقا‪ ،‬فتذكر قول الحق‪} :‬ومن يرد ال فتنته فلن تملك له من ال‬
‫شيئا‪ ،‬أولئك الذين لم يرد ال أن يطهر قلوبهم{ ]المائدة‪] .[41:‬د‪.‬عبدال السكاكر[‬

‫)مر كعب الحبار ‪-‬قبل أن يسلم‪ -‬بقارئ يقرأ قراءة حزينة‪ ،‬قول ال تعالى‪} :‬يا أيها الذين أوتوا‬
‫الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم‬
‫كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر ال مفعول{ ]النساء‪ [47:‬فقال كعب‪ :‬يا رب أسلمت!‬

‫مخافة أن تصيبه الية‪ ،‬ثم رجع فأتى أهله باليمن‪ ،‬ثم جاء بهم مسلمين‪(.‬‬

‫)كنت أعاني من طلب ثناء الناس كثيرا في عبادتي‪ ،‬حتى قرأت قول ال تعالى‪} :‬ال الذي خلقكم‬
‫ثم رزقكم‪ ...‬هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء{؟ ]الروم‪ [40:‬فكررت‪} :‬هل من‬
‫شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء{؟ ل وال! فيا له من حرمان أن يترك المرء طلب ثناء‬
‫موله ‪-‬الذي خلقه ثم رزقه ثم يميته ثم يحييه‪ -‬إلى طلب ثناء مخلوق مثله! ]من مشترك[‬

‫)كما أن السماوات والرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬لو كان‬
‫فيهما آلهة إل ال لفسدتا{ ]النبياء‪ [22:‬فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير ال تعالى فسد فسادا‬
‫ل يرجى صلحه؛ إل بأن يخرج ذلك المعبود منه‪ ،‬ويكون ال تعالى وحده إلهه ومعبوده الذي‬
‫يحبه ويرجوه ويخافه‪ ،‬ويتوكل عليه وينيب إليه‪] .‬ابن القيم[‬

‫)قص ال سبحانه في كتابه نصره لرسله ولعباده المؤمنين على الكفار‪ ،‬في قصة نوح‪ ،‬وهود‪،‬‬
‫وصالح‪ ،‬وشعيب‪ ،‬ولوط‪ ،‬وفرعون‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وحصول النصر ‪-‬وغيره من أنواع النعيم‪-‬‬
‫لطائفة أو شخص ل ينافي ما يقع في خلل ذلك من قتل بعضهم وجرحه‪ ،‬فمن عد القتل في سبيل‬
‫ال مصيبة مختصة بالجهاد‪ ،‬كان من أجهل الناس! ]ابن تيمية[‬

‫)تدبر مصارع المم في كتاب ال تجد أن ال لم يهلك أمة إل وهي في حال قوتها وجبروتها!‬

‫فهل تستطيع أن تورد أمثلة على ذلك من كتاب ال تعالى؟‬

‫أهلك ال عادا وهي ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلد‪ ،‬حتى قالوا‪ :‬من أشد منا قوة‪،‬‬

‫وأهلك ثمود الذين جابوا الصخر بالواد‪ ،‬فنحتوا الجبال وبنوا المصانع‪،‬‬

‫وأهلك فرعون ذا الوتاد الذي قال‪ :‬أنا ربكم العلى‪ ،‬وأراد صرحا يبلغ به السماء‪،‬‬

‫وكل هؤلء دمرهم ال في قمة قوتهم وجبروتهم! ]د‪.‬سفر الحوالي[‬

‫)}إن فرعون عل في الرض وجعل أهلها شيعا‪ ...‬يذبح أبناءهم{ ]القصص‪ [4:‬انظروا العبر!‬
‫كيف كان فرعون يقتل البناء خوفا من موسى! فتربى موسى في بيته! ]ابن عثيمين[‬

‫)كثيرا ما يستعجل المام أو يغفل المأموم عن تدبر سورة الفاتحة‪ ،‬خاصة مع تكررها في مثل‬
‫التراويح‪ ،‬طلبا لتدبر ما بعدها من تلوة وربما لتدبر قنوت!! مع أن الفاتحة أولى السور بالتدبر؛‬
‫لنها أعظم سورة‪ ،‬وال تعالى يقول‪} :‬ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم{ ]الحجر‪[87:‬‬
‫والفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم‪] .‬باسل الرشود[‬

‫)خمس خطوات عملية لتدبر القرآن‪:‬‬

‫‪ -1‬افتح صفحات القلب مع فتحك أوراق المصحف‪ ،‬هذا ركن التدبر الكبر‪.‬‬

‫‪ -2‬ليكن بين يديك كتاب مختصر في التفسير كالمصباح المنير‪.‬‬

‫‪ -3‬كثير من السور لها فضائل وخصائص ومقاصد‪ ،‬فمثل‪ :‬قبل قراءة سورة النعام قف طويل‬
‫في معنى الثار الواردة في فضلها‪.‬‬

‫‪ -4‬اقرأ على مكث‪ ،‬رتل ول تعجل‪.‬‬

‫‪ -5‬بعد القراءة انظر إلى الثر‪ ،‬فإن وجدت أثرا في قلبك وإل فعد رتلها ثانية وثالثة‪].‬عصام‬
‫العويد[‬

‫)"تفقدوا الحلوة في ثلث‪ :‬في الصلة‪ ،‬وفي القرآن‪ ،‬وفي الذكر‪ ،‬فإن وجدتموها فامضوا‬
‫وأبشروا‪ ،‬فإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق!"‪] .‬الحسن البصري[‬

‫فهل توبة واستغفار‪ ،‬ودعاء الغفار‪ :‬أن يتوب‪ ،‬ويزيل الران عن القلوب؟(‬

‫)تأمل كم في آية الصيام من ترغيب في الصوم‪ ،‬بدأها بالنداء المحبب }يا أيها الذين آمنوا{‪ ،‬وبين‬
‫أنه فريضة ل مندوحة في تركه }كتب عليكم الصيام{‪ ،‬وأنه ليس خاصا بنا بل هو للمم كلها‬
‫}كما كتب على الذين من قبلكم{ وبين ثمرته }لعلكم تتقون{ وقلله }أياما معدوات{‪.‬‬
‫]د‪.‬عبدالمحسن المطيري[‬

‫)انظر‪ :‬لما شرع ال الصوم بغير بدل –مع ما فيه من المشقة المعروفة‪ -‬قال بعدها‪} :‬يريد ال بكم‬
‫اليسر ول يريد بكم العسر ولتكملوا العدة{ ]البقرة‪ [185:‬فاليسر هو ما جاء عن ال تعالى‪ ،‬ل أن‬
‫يكون التيسير شماعة تغير بها شرائع الصوم والحج والعياد(‬

‫)}شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن{]البقرة‪ [185:‬نزول القرآن في هذا الشهر سابق على‬
‫فرض الصيام فيه‪ ،‬فهو شهر قرآن قبل أن يكون شهر صيام‪ ،‬فاجتمعت ميزتان‪ ،‬وقد فقه السلف‬
‫هذا‪ ،‬فصاموه‪ ،‬وعمروا ليله ونهاره بالقرآن تلوة وتدبرا‪ ،‬تحقيقا للسم والمسمى‪ ،‬وتركوا ما‬
‫سواه‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)وصف ال شهر رمضان بأنه‪} :‬الذي أنزل فيه القرآن{ لتتأكد العناية به فيه‪ ،‬فلنشتغل بالقرآن‪:‬‬
‫نقرأه وحدنا ومع أهلنا‪ ،‬ونمل به وقتنا‪ ،‬منتفعين بالتقنية الحديثة من إذاعات وقنوات وعبر ملفات‬
‫حاسوب وجوال‪ ،‬ويتهادى المسلم مع إخوانه المقاطع المؤثرة والتلوات المرققة‪ ،‬ليكون شهر‬
‫القرآن! ] مشترك[‬

‫)نمد اليدي في كل يوم لنعاهد ال }إياك نعبد وإياك نستعين{‪ ،‬وهذا يعني أن تكون حياتنا كلها‬
‫تمتد بين }الحمد ل{ وحتى }آمين{‪ ،‬لبد للوفاء بالعهد من قلب يطرب أنسا بسماع }الرحمن‬
‫الرحيم{‪ ،‬ويقف إجلل مع }مالك يوم الدين{‪ ،‬وينكسر راجيا }اهدنا الصراط المستقيم{‪ ،‬ويرتعد‬
‫خوفا من سبيل }المغضوب عليهم ول الضالين{‪ ،‬إنه أعظم عهد في أعظم سورة‪.‬‬

‫فهل وعت قلوبنا لوازم ذلك العهد؟ ]عصام العويد[‬

‫)من ثمار المجاهدة‪:‬‬

‫حاولت أن أتدبر فأخذت تفسير السعدي‪ ،‬وبدأت أرتل وأكرر وأفهم‪ ،‬فأحسست بانفتاح وراحة‬
‫عجيبة‪ ،‬ثم صليت الضحى‪ ،‬وبدأت أتأمل في اليات والدعية‪ ،‬ولو أقسمت ما حنثت‪ :‬أني ل أذكر‬
‫صلة صليتها أسكن وألذ منها‪ ،‬فكيف أضعنا تلك الفرص العظيمة؟ ] مشترك[‬

‫)اعتبر حال أهل الدنيا في قوله تعالى عن أهل الجنة‪} :‬ل يبغون عنها حول{ ]الكهف‪ [108:‬فتجد‬
‫النسان يتمنى )شقة(‪..‬‬

‫فإذا ملكها تمنى )بيتا(‪..‬‬

‫فإذا ملكها تمنى )قصرا(‪ ،‬وهكذا‪..‬‬

‫أما أهل الجنة فقد اكتملت لهم السكنى في الجنة‪ ،‬فل يريدون أن يتحولوا عما هم فيه! ]د‪.‬مساعد‬
‫الطيار[‬

‫)إذا رأينا للشيطان علينا غلبة وسلطانا‪ ،‬فلنتحقق من عبوديتنا ل تعالى‪ ،‬فإن ال يقول‪} :‬إن عبادي‬
‫ليس لك عليهم سلطان‪ ،‬وكفى بربك وكيل{ ]السراء‪] .[65:‬أنس العمر[‬

‫)}وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط السود من الفجر{ ]البقرة‪ [187:‬هذا‬
‫غاية للكل والشرب والجماع‪ ،‬وفيه أنه إذا أكل ونحوه شاكا في طلوع الفجر فل بأس عليه‪ ،‬وفيه‬
‫دليل على استحباب السحور‪ ،‬وأنه يستحب تأخيره؛ أخذا من معنى رخصة ال وتسهيله على‬
‫العباد‪] .‬السعدي[‪.‬‬

‫)من أهم وأول وسائل تدبر اليات‪:‬‬

‫معرفة معنى الكلمات الغريبة‪ ،‬فهي مفتاح لفهم المراد‪ ،‬ولتحقيق ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬احرص على القراءة في مصحف وضع معه تفسير لغريب القرآن‪.‬‬

‫‪ -2‬ل تتجاوز آية إل إذا أدركت مفرداتها‪] .‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)كان السلف لعظم خوفهم من ال‪ ،‬وشدة قلقهم من لحظة وقوفهم أمام ال جل جلله‪ ،‬يتمنون أنهم‬
‫لنسان حين من‬ ‫لم يخلقوا‪ ،‬كما قال الفاروق رضي ال عنه لما سمع رجل يقرأ‪} :‬هل أتى على ا ِ‬
‫الدهر لم يكن شيئا مذكورا{ فقال عمر‪ :‬ليتها تمت‪ ،‬أي‪ :‬ليتني لم أكن شيئا مذكورا‪.‬‬

‫فهل مّر بك هذا الشعور أخي وأنت تقرأ هذه الية؟(‬


‫)إن المسلم لتأخذ الدهشة بلبه كل مأخذ‪ ،‬حين يرى مواقف الكثير من كتاب ربهم‪ ،‬أحاط بهم ظلم‪،‬‬
‫وادلهمت عليهم خطوب‪ ،‬ثم هم يتخبطون خبط عشواء‪ ،‬أفلست النظم‪ ،‬وتدهورت القوميات‪،‬‬
‫وهشت العولميات‪ ،‬فلله العجب! النور بأيدينا فكيف نلهث خلف ركاب غيرنا؟! ]د‪.‬سعود الشريم[‬

‫)}والخرة خير‪ ،‬وأبقى{! ]العلى‪ [17:‬لو كانت الدنيا من ذهب يفنى‪ ،‬والخرة من خزف يبقى‪،‬‬
‫لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى‪ ،‬على ذهب يفنى‪ ،‬فكيف والخرة من ذهب يبقى‪ ،‬والدنيا من‬
‫خزف يفنى؟! ]مالك بن دينار[‬

‫)}فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف{ ]قريش‪ [4 ،3:‬الكريم‬
‫يأسره المعروف‪ ،‬ويشكر الحسان‪ ،‬ولذا قرن سبحانه المر بعبادته؛ بذكره لنعمه‪ ،‬لتنقاد لذلك‬
‫نفوس عباده‪] .‬د‪.‬عبدال السكاكر[‬

‫)}إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون{ ]الحجر‪ [9:‬ال عز وجل وفر دواعي المة للذب عن‬
‫الشريعة‪ ،‬والمناضلة عنها‪ ،‬أما القرآن الكريم فقد قيض ال له حفظة‪ ،‬بحيث لو زيد فيه حرف‬
‫واحد لخرجه آلف من الطفال الصاغر فضل عن القراء الكابر! ]الشاطبي[‬

‫)لما رغب ال تعالى في الجنة قال‪} :‬وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة{ }سابقوا‪ ،{..‬ولما أباح‬
‫طلب الدنيا قال‪} :‬فامشوا في مناكبها{‪ ،‬فل يصلح أن يكون العكس؛ فيكون السراع والمسابقة‬
‫للدنيا‪ ،‬ومشي الهوينا للخرة! والحزم كله في قوله تعالى‪} :‬ففروا إلى ال{! وهذا الشهر فأين‬
‫المشمرين؟ ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)قال حميد بن هشام‪ :‬قلت لبي سليمان ابن عطية‪ :‬يا عم!‪ ،‬لم تشدد علينا وقد قال ال‪} :‬قل يا‬
‫عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال‪{..‬؟ فقال‪ :‬اقرأ بقية اليات‪ ،‬فقرأت‪:‬‬
‫}وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب‪ {..‬قال‪ :‬اقرأ‪ ،‬فقرأت‪} :‬واتبعوا أحسن ما‬
‫أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب‪ {...‬اليات ]الزمر‪ ،[55-53:‬فمسح رأسي وقال‪ :‬يا‬
‫بني‪ ،‬اتق ال وخفه وارجه‪(.‬‬

‫)تأمل في استسقاء موسى لقومه‪ ،‬ودعاء إبراهيم لهل مكة بالمن والرزق‪ ،‬وعلج عيسى للكمه‬
‫والبرص‪..‬؛ أل يدلك هذا أن على الدعاة وطلبة العلم أن يحرصوا على إصلح دنيا الناس مع‬
‫حرصهم على دينهم؟ ففيها معاشهم وقوام عبادتهم‪ ،‬وهذا داع إلى خلطتهم أيضا‪] .‬د‪.‬محمد السيد[‬

‫)العبادات التي كان نبينا يحرص عليها في رمضان؛ كلها مذكورة في آيات الصيام في سورة‬
‫البقرة ]‪ :[187-183‬الصدقة }فدية طعام مسكين{‪ ،‬تلوة القرآن }شهر رمضان الذي أنزل فيه‬
‫القرآن{‪ ،‬الدعاء }فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان{‪ ،‬والعتكاف }وأنتم عاكفون في‬
‫المساجد{‪ ،‬والتكبير للعيد }ولتكبروا ال على ما هداكم{‪] .‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)أعظم ما ينبغي أن يتحلى به المصلحون ‪-‬وهو سر تأثيرهم وعظم أجرهم‪ :-‬إصلحهم لنفسهم‬
‫أول ولغيرهم ثانيا‪ :‬بالقرآن والصلة‪ ..‬تدبر‪} :‬والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلة إنا ل‬
‫نضيع أجر المصلحين{ ]العراف‪) ،[170:‬يمسكون( قرئت بالتخفيف أي هم أنفسهم يمسكون‪،‬‬
‫وبالتشديد أي يمسكون غيرهم‪] .‬محمدالربيعة[‬

‫)}أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر{ ]فاطر‪[37:‬؟‬


‫قال ابن الجوزي‪ :‬انتصف شهر رمضان‪ ،‬ذهب نصف البضاعة في التفريط والضاعة‪،‬‬
‫والتسويف يمحق ساعة بعد ساعة‪ ،‬والشمس والقمر بحسبان‪} ،‬شهر رمضان الذي أنزل فيه‬
‫القرآن{ يا واقفا في مقام التحير‪ ،‬هل أنت على عزم التغير؟ إلى متى ترضى بالنزول في منزل‬
‫الهوان‪ ،‬و}شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن{‪.‬‬

‫)يا صاحب القرآن‪:‬‬

‫إذا أخذت في تلوة أو استماع حزب المفصل )ق‪-‬الناس( فتنبه فإنه مسك ختامه‪ ،‬وأفضل أحزابه‪،‬‬
‫قال ابن مسعود فيه‪" :‬هو لباب القرآن" وسماه ابن عباس "المحكم" لندرة متشابهه‪ ،‬ول يزهدنك‬
‫فيه قصر سوره‪ ،‬فالمعوذتان أحب إلى ال من سورتي هود ويوسف بالنص الثابت عن رسوله‪،‬‬
‫وقد تواتر أن غالب قراءته صلى ال عليه وسلم في الفريضة كانت من المفصل‪.‬‬

‫فأحضر قلبك وتدبر تجد )عجبا يهدي إلى الرشد(‪] .‬د‪.‬عصام العويد[‬

‫)لما ذكر ال تعالى المنهيات في الصيام والعتكاف أعقبها بقوله‪} :‬تلك حدود ال فل تقربوها{‬
‫و"ل تقربوها" أبلغ من‪" :‬ل تفعلوها"؛ لن القربان يشمل النهي عن فعل المحرم بنفسه‪ ،‬والنهي‬
‫عن وسائله الموصلة إليه‪] .‬السعدي[‬

‫)خص ال تعالى ليلة القدر بالتسمية‪ ،‬وأفردها بسورة كاملة‪ ،‬وذكر فيها خمس فضائل لها‪ ،‬أل‬
‫يستحق ذلك منا أن نفردها أيضا بعبادتنا فنتفرغ من أشغالنا وأسواقنا ولهو العيد؟ هي ليلة‪ ،‬فاحذر‬
‫أن تتحسر‪ ،‬فقريبا }مطلع الفجر{!‬

‫)استدل بعضهم على أن ليلة القدر هي )ليلة ‪ (27‬بأن كلمة }هي{ في سورة القدر تعد الكلمة )رقم‬
‫‪ ،(27‬وهذا خطأ؛ ولو كان لما خفي على نبي المة وأصحابه وسلفه‪ ،‬وليس هو بمعهود العرب‪،‬‬
‫ويخالف أدلة أخرى‪ ،‬وقد انتقده بعض العلماء كابن حزم رحمه ال‪(.‬‬

‫)}ليلة القدر خير من ألف شهر{ دلت هذه الية على فضل ليلة القدر‪ ،‬وفقه هذه الية أن يبذل‬
‫العبد لتحصيل فضل الليلة ما ل يبذله للف شهر! ولكن من رحمة ال أن تحصل فضيلة عبادة‬
‫ثمانين سنة بل أكثر‪ ،‬ببضع عشرة ساعة بل أقل!(‬

‫)}ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر ال وما نزل من الحق ول يكونوا كالذين أوتوا الكتاب‬
‫من قبل فطال عليهم المد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون{ ]الحديد‪.[16:‬‬

‫قال ابن مسعود رضي ال عنه‪ :‬ما كان بين إسلمنا وبين أن عاتبنا ال بهذه الية إل أربع سنين!‬
‫]مسلم[‬

‫فكم سنة لنا في السلم‪ ،‬وربما في الستقامة؟!(‬

‫)للمعتكف التنقل في أنحاء المسجد‪ ،‬لعموم‪} :‬وأنتم عاكفون في المساجد{ ]البقرة‪ ،[187:‬وأما‬
‫الخروج منه فهو أقسام‪:‬‬

‫‪ /1‬لمر مناف للعتكاف كالوطء والبيع فإنه يبطل‪.‬‬


‫‪ /2‬لمر معتاد ل بد منه كالخلء‪ ،‬وأكل ل يأتي به أحد‪ ،‬واغتسال لزالة رائحة فجائز‪.‬‬

‫‪ /3‬لمر ل ينافي العتكاف‪ ،‬لكن ليس لزما‪ ،‬كتشييع جنازة وزيارة قريب‪ ،‬فل يفعل‪ ،‬وبعضهم‬
‫يجيز ذلك باشتراطه‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)عجبت من رجل يرائي بعمله الناس وهم خلق مثله! ومن رجل بقي له مال و رب العزة‬
‫يستقرضه! ورجل رغب في صحبة مخلوق وال يدعوه إلى محبته! ثم تل قوله تعالى‪} :‬وال‬
‫يدعو إلى دار السلم{ ]يونس‪] ![25:‬يحيى بن معاذ الرازي[‬

‫)الفقهاء المصنفون يتبعون كتاب الصيام بكتاب العتكاف‪ ،‬اقتداء بالقرآن العظيم‪ ،‬فإنه نبه على‬
‫ذكر العتكاف بعد ذكر الصوم‪ .‬وفي ذلك إرشاد وتنبيه على العتكاف في الصيام‪ ،‬أو في آخر‬
‫شهر الصيام‪ ،‬كما ثبتت السنة‪] .‬ابن كثير[‬

‫)}والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليمان ول تجعل في‬
‫قلوبنا غل للذين آمنوا{ ]الحشر‪ [10:‬سبحان ال! أخوة اليمان تبقى حتى بعد الوفاة‪ ،‬فتذكر‬
‫أموات المسلمين بالخير فتترحم عليهم‪ ،‬وترجو لمحسنهم‪ ،‬وتدعو لمسيئهم أن يشمله ال بعفوه‪،‬‬
‫ومن تدبر القرآن وجده يهدي إلى هذه المحبة‪] .‬محمد المختار الشنقيطي[‬

‫)}قال رب اغفر ولخي{]العراف‪.[151:‬‬

‫قال كعب‪ :‬رب قائم مشكور له‪ ،‬ونائم مغفور له‪ ،‬وذلك أن الرجلين يتحابان في ال‪ ،‬فقام أحدهما‬
‫يصلي‪ ،‬فرضي ال صلته ودعاءه‪ ،‬فلم يرد من دعائه شيئا‪ ،‬فذكر أخاه في دعائه من الليل فقال‪:‬‬
‫رب! أخي فلن اغفر له؛ فغفر ال له وهو نائم‪] .‬حلية الولياء[‬

‫)}إن الذين يكفرون بآيات ال ويقتلون النبيين بغير حق‪ ،‬ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس‬
‫فبشرهم بعذاب أليم{ ]آل عمران‪ [21:‬هذه الية من أظهر الدلة على بيان منزلة العلماء –‬
‫المرين بالمعروف‪ -‬حيث قرن ال قتلهم بقتل النبياء؛ لن العلماء هم ورثة النبياء‪] .‬ابن رجب[‬

‫)قال ابن مسعود‪ :‬ما في القرآن آية أعظم فرجا من آية في سورة الغرف –أي الزمر‪} :-‬قل يا‬
‫عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال إن ال يغفر الذنوب جميعا إنه هو‬
‫الغفور الرحيم{ ]‪.[53‬‬

‫يقول أحدهم‪ :‬كلما ضاقت بي الدنيا صليت وقرأت هذه الية فاتسع كل ضيق‪ ،‬وانفرج كل‬
‫مضيق‪(.‬‬

‫)رمضان أعظم ميدان للتنافس‪ ،‬وبلوغ الغايات على قدر التضحيات؛ قال تعالى‪} :‬والذين جاهدوا‬
‫فينا لنهدينهم سبلنا{ ]العنكبوت‪.[69:‬‬

‫ومن رام العل من غير كد * أضاع العمر في طلب المحال! ]د‪.‬عبدالمحسن المطيري[‬

‫)الصيام كان في المم السابقة }كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم{ ]البقرة‪،[183:‬‬
‫والعتكاف والقيام كذلك‪} :‬وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين‬
‫والركع السجود{ ]البقرة‪ ،[125:‬وفي هذا إلهاب لعزائم هذه المة أل تقصر عمن قبلها في تلك‬
‫العبادات‪ ،‬فإنا الخرون السابقون‪] .‬د‪.‬عبدالمحسن العسكر[‬

‫)}وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا{ ]مريم‪ [26:‬أمر ال مريم المرأة الضعيفة‬
‫النفساء؛ بهز جذع النخلة التي تثقل الرجال! وال قادر أن يكرمها برزق –كما في سورة آل‬
‫عمران‪ ،-‬ليعلم الناس أهمية بذل السبب‪:‬‬

‫ولو شاء أن تجنيه من غير هزة * جنته ولكن كل شيء له سبب! ]الشنقيطي[‬

‫)}وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود{ ]البقرة‪:‬‬
‫‪ [125‬انظر كيف أمر ال أفضل رجلين في ذلك الزمان –وهما نبيان رسولن‪ -‬بإعانة العاكفين‪،‬‬
‫فعلى أهل الحسان إعانة المعتكفين‪ ،‬من القيام بطعامهم وحاجتهم من أمتعة ولباس وغيرها‪] .‬من‬
‫مشارك[‬

‫))‪ (79‬تسعة وسبعون آية تتحدث عن "استماع" الوحي كيف يجب أن يكون؟ جاء فيها السماع‬
‫على أنواع ثلثة‪:‬‬

‫‪ - 1‬سماع صوت وهو للذن‪.‬‬

‫‪ - 2‬وسماع فهم وهو للذهن‪.‬‬

‫‪ - 3‬وسماع استجابة وهو للقلب والجوارح‪ .‬فالولن وسيلة والخير هو المنجي فقط‪ ،‬ولم أرها‬
‫مجموعة إل في النفال ]‪.[23-19‬‬

‫نحن في أيام سماع فل تحرم "قلبك" سماع القرآن‪] .‬د‪.‬عصام العويد[‬

‫)من السنة قراءة سورة )ق( في صلة العيد‪ ،‬ومناسبة ذلك قوله تعالى فيها‪} :‬ذلك يوم الخروج{‪,‬‬
‫وقوله‪} :‬كذلك الخروج{ وقوله‪} :‬ذلك حشر علينا يسير{‪ ,‬فخروج المرء للعيد يوم الزينة ينبغي‬
‫أن ل ينسيه خروجه إلى عرصات الحساب‪ ،‬ول يكون في ذلك اليوم بطرا فخورا‪ ،‬ول يرتكب‬
‫فسقا ول فجورا‪] .‬الرازي[‬

‫)مشاركة لحدى الخوات‪} :‬وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم{]إبراهيم‪} [45:‬رب فل‬
‫تجعلني في القوم الظالمين{]المؤمنون‪ [94:‬المسلمة ‪-‬كالمسلم‪ -‬تجتنب الجلوس في المكنة التي‬
‫تظهر فيها المعصية‪ ،‬من غناء واختلط وتبرج‪ ،‬سواء كان ملهى أو مجتمع عيد أو غيره‪ ،‬لنها‬
‫تحب أن تعتاض عن ذلك بمنتزه }إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر{‬
‫]القمر‪.[55 ،54:‬‬

‫)لما ذكر سبحانه في سورة هود عقوبات المم المكذبين للرسل‪ ،‬وما حل بهم في الدنيا من‬
‫الخزي‪ ،‬قال بعد ذلك‪} :‬إن في ذلك لية لمن خاف عذاب الخرة{ ]هود‪ [103:‬فأخبر أن عقوباته‬
‫للمكذبين عبرة لمن خاف عذاب الخرة‪ ،‬وأما من ل يؤمن بها ول يخاف عذابها فل يكون ذلك‬
‫عبرة وآية في حقه‪ ،‬فإنه إذا سمع ذلك قال‪" :‬لم يزل في الدهر الخير والشر والنعيم والبؤس‬
‫والسعادة والشقاوة"!‪ ،‬وربما أحال ذلك على أسباب فلكية‪ ،‬وقوى نفسانية‪] .‬ابن القيم[‬
‫)لما أثنى ال على أصحاب رسوله في خاتمة سورة الفتح جعل سورة الحجرات في تكميل إيمانهم‬
‫وتأديبهم‪ ،‬فبدأ بالدب مع ال ثم مع رسوله ثم مع المؤمنين؛ سواء من حضر منهم‪ ،‬ومن غاب‪،‬‬
‫ومن تلبس بفسق‪] .‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)قال الهدهد لسليمان عليه السلم‪ ،‬وهو يتحدث عن بلقيس‪}:‬وجدتها وقومها يسجدون للشمس من‬
‫دون ال وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم ل يهتدون * أل يسجدوا ل الذي‬
‫يخرج الخبء في السماوات والرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون!؟ * ال ل إله إل هو رب‬
‫العرش العظيم{ ]النمل‪ .[25 ،24:‬ل يكن الهدهد أغير منك على التوحيد‪ ،‬ومسكين من كان‬
‫الهدهد خيرا منه! ]أبو معاذ الرازي[‬

‫)قال ابن عباس‪ :‬حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلل شوال أن يكبروا ال حتى يفرغوا من‬
‫عيدهم؛ لن ال تعالى ذكره يقول‪} :‬ولتكملوا العدة ولتكبروا ال على ما هداكم{ ]البقرة‪.[185:‬‬
‫]تفسير الطبري[‬

‫فليكن التكبير شعارا يمل المساجد والبيوت والسواق‪(.‬‬

‫)سئل أبو الحسن البوشنجي عن الفتوة؟ ‪-‬أي الرجولة التي يتفاخر بها بعض الناس‪ ،-‬فقال‪ :‬الفتوة‬
‫عندي في آية من كتاب ال‪ ،‬وخبر عن النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬فالية قوله تعالى‪} :‬يحبون‬
‫من هاجر إليهم ول يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم‬
‫خصاصة{ ]الحشر‪ .[9:‬والخبر‪) :‬ل يؤمن العبد حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه(‪ .‬فمن اجتمعتا‬
‫فيه فله الفتوة‪(.‬‬

‫)حفظ القرآن وفهمه والعمل به‪ ،‬جاء في آية واحدة!]البقرة‪:[129:‬‬

‫"}يتلو عليهم آياتك{ لفظا وحفظا وتحفيظا‪.‬‬

‫}ويعلمهم الكتاب والحكمة{ معنى‪.‬‬

‫}ويزكيهم{ بالتربية على العمال الصالحة‪ ،‬والتبرؤ من العمال الرديئة"‪] .‬السعدي[‬

‫)تجد القرآن الكريم عندما يقص أخبار الماضين فإنما ينفخ فيها روح الحياة‪ ،‬فإذا هي حية تسعى‪،‬‬
‫نسمع فيها ضجيج العراك بين المحقين والمبطلين! إن قصص القرآن قطع من الحياة الماضية‪،‬‬
‫استرجعها الوحي العلى للتعليم والعتبار‪] .‬محمد الغزالي[‬

‫)الكريم يتغافل عن تقصير أهله وصحبه‪ ،‬ول يستقصي حقوقه‪ ،‬قال الحسن البصري رحمه ال‪:‬‬
‫"ما استقصى كريم قط! قال ال تعالى عن نبينا صلى ال عليه وسلم ‪-‬لما أخطأت بعض أزواجه‪:-‬‬
‫}عرف بعضه وأعرض عن بعض{ ]التحريم‪"![3:‬‬

‫)}ويضع عنهم إصرهم والغلل التي كانت عليهم{ ]العراف‪ [157:‬تقول عائشة رضي ال‬
‫عنها‪ :‬كان الحبشة يلعبون بحراب لهم‪ ،‬فكنت أنظر من بين أذني رسول ال وعاتقه‪ ،‬وقال يومئذ‪:‬‬
‫)لتعلم يهود أن في ديننا فسحة؛ إني أرسلت بحنيفية سمحة(‪] .‬كما في مسند أحمد وغيره[‬
‫)}ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم‬
‫المفلحون * ول تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب‬
‫عظيم{ ]آل عمران‪ [105 ،104:‬النهي عن التفرق بعد ذكر المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪،‬‬
‫يدل على أن تركه هو سبب للتفرق‪ ،‬ل أنه هو سبب التفرق! ]ابن عثيمين[‪.‬‬

‫)}والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم{ ]محمد‪ [17:‬مثال تولد الطاعة‪ ,‬كمثل نواة غرستها‪,‬‬
‫فصارت شجرة‪ ,‬ثم أثمرت فأكلت ثمارها‪ ,‬وغرست نواها‪ ,‬فكلما أثمر منها شيء‪ ,‬جنيت ثمره‪,‬‬
‫وغرست نواه‪ .‬وكذلك تداعي المعاصي‪ ,‬فليتدبر اللبيب هذا المثال‪ .‬فمن ثواب الحسنة الحسنة‬
‫بعدها‪ ,‬ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها‪] .‬ابن القيم[‬

‫وخير بشارة بقبول رمضان أن نكون بعده أحسن منا قبله (‬

‫)}لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال{ ]الحشر‪ [21:‬فهذا حال‬
‫جبال الحجارة الصلبة‪ ،‬وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلل ربها‪ ،‬فيا عجبا من مضغة لحم‬
‫أقسى من هذه الجبال! تسمع فل تلين! ومن لم يلن ل في هذه الدار قلبه فليستمتع قليل‪ ،‬فإن أمامه‬
‫الملين العظم ‪-‬النار عياذا بال منها‪] !-‬ابن القيم[‬

‫)}قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى{ ]العلى‪ [15 ،14:‬استنبط بعضهم زكاة الفطر‬
‫والتكبير والصلة من هذه الية‪ ،‬قال السعدي رحمه ال في هذا‪" :‬إنه وإن كان داخل في اللفظ‬
‫وبعض جزئياته‪ ،‬فليس هو المعنى وحده"‪(.‬‬

‫)}ففروا إلى ال إني لكم منه نذير مبين{ ]الذاريات‪ [50:‬كل شيء تخاف منه فإنك تفر عنه‪ ،‬إل‬
‫ال؛ فإنك تخاف منه فتفر إليه! ]السعدي[‬

‫أفر إليك منك وأين إل * إليك يفر منك المستجير‪(.‬‬

‫)}الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ول تأخذكم بهما رأفة في دين ال{]النور‪[2:‬‬
‫نهى عن التهاون في إقامة العقوبات عموما والفواحش خصوصا؛ لن مبناها على المحبة‬
‫والشهوة‪ ،‬فيزين الشيطان انعطاف القلوب على أهلها‪ ،‬حتى يدخل كثير من الناس في الدياثة وقلة‬
‫الغيرة‪ ،‬وربما ظن أن هذا رحمة ولين جانب‪ ،‬وإنما ذلك مهانة وضعف إيمان‪ ،‬وإعانة على الثم‬
‫والعدوان‪ ،‬وترك للتناهي عن الفحشاء والمنكر‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)}‪ ...‬ويتفكرون في خلق السماوات والرض ربنا ما خلقت هذا باطل‪ ،‬سبحانك! فقنا عذاب‬
‫النار{ ]آل عمران‪ [191:‬وهذا دليل على أن التوسل بأفعال ال تعالى وربوبيته من أسباب إجابة‬
‫الدعاء‪ ،‬فإنه قال بعد ذلك‪} :‬فاستجاب لهم ربهم{‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)نذكر الباء بأنه يجب عليهم مراعاة أولدهم وأهلهم عند ابتداء الدراسة‪ ،‬في تهيئة ما يحتاجون‬
‫إليه من أدوات مكتبية أو غيرها؛ لن ذلك من النفاق عليهم‪} :‬وعلى المولود له رزقهن‬
‫وكسوتهن بالمعروف{ ثم قال‪} :‬وعلى الوارث مثل ذلك{ ]البقرة‪ [233:‬ويعطي كل واحد منهم‬
‫ما يحتاج إليه‪ ،‬سواء كان بقدر ما أعطى الخر أو أقل أو أكثر‪ ،‬فمن دراسته في الثانوي يحتاج‬
‫من الدوات المدرسية أكثر مما يحتاجه من هو دونهم‪] .‬ابن عثيمين[‬
‫)كان عند ميمون بن مهران ضيف فاستعجل جاريته بالعشاء‪ ،‬فجاءت مسرعة ومعها إناء فعثرت‬
‫وأراقته على رأس سيدها‪ ،‬فقال‪ :‬يا جارية أحرقتني‪ ،‬قالت‪ :‬يا معلم الخير ارجع إلى ما قال ال‬
‫تعالى‪ ،‬قال‪ :‬وما قال؟‬

‫قالت‪ :‬قال‪} :‬والكاظمين الغيظ{ قال‪ :‬كظمت غيظي‪،‬‬

‫قالت‪} :‬والعافين عن الناس{ قال‪ :‬عفوت عنك‪،‬‬

‫قالت‪} :‬وال يحب المحسنين{)آل عمران‪ (134:‬قال‪ :‬اذهبي فأنت حرة! (‬

‫)قوله تعالى‪} :‬وأوفوا الكيل إذا كلتم{ ]السراء‪ [35:‬ما فائدة قوله‪) :‬إذا كلتم( وظاهر في أنه ل‬
‫يكون ذلك إل إذا كال؟‬

‫ج‪" :‬لتخصيص المر باليفاء إذا كال المسلم لغيره؛ لنه قد يبخسه حقه‪ ،‬بخلف إذا اكتال لنفسه‬
‫من غيره؛ فإنه حينئذ مأمور بالتسامح والترك‪ ،‬ويتضح هذا المعنى في قوله تعالى‪} :‬وإذا كالوهم‬
‫أو وزنوهم يخسرون{‬

‫)قوله تعالى‪} :‬وإذا مس النسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن‬
‫لم يدعنا إلى ضر مسه{ ]يونس‪ [12:‬تأمل التعبير بقوله )مر(‪ ،‬وما يوحي به من سرعة نسيان‬
‫العبد لفضل ال عليه! ]د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)قوله تعالى‪} :‬كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون{ ]آل عمران‪" [79:‬دّلت‬
‫الية على أن العلم والتعليم والدراسة توجب كون النسان ربانيا؛ فمن اشتغل بذلك ل لهذا المقصد‬
‫ضاع سعيه وخاب عمله"‪] .‬الرازي[‬

‫)قال مالك لتلميذه الشافعي ‪-‬أول ما لقيه‪" :-‬إني أرى ال قد ألقى على قلبك نورا‪ ،‬فل تطفئه بظلمة‬
‫المعصية"‪.‬‬

‫وهذا المعنى الذي نبه عليه المام مالك مأخوذ من قوله تعالى‪} :‬يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا ال‬
‫يجعل لكم فرقانا{]النفال‪.[29:‬‬

‫يقول ابن القيم‪" :‬ومن الفرقان‪ :‬النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل‪ ،‬وكلما كان قلبه أقرب‬
‫إلى ال كان فرقانه أتم‪ ،‬وبال التوفيق"‪(.‬‬

‫)عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه قال‪ :‬لما قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم أنكرنا‬
‫أنفسنا وكيف ل ننكر أنفسنا وال تعالى يقول‪} :‬واعلموا أن فيكم رسول ال لو يطيعكم في كثير‬
‫من المر لعنتم{ ]الحجرات‪] .[7:‬الدر المنثور[‬

‫)ذكر ال هلك قوم شعيب بالرجفة‪ ،‬والصيحة‪ ،‬والظلة‪.‬‬

‫"وقد اجتمع عليهم ذلك كله‪ ،‬أصابهم عذاب يوم الظلة وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نار‬
‫ولهب ووهج عظيم‪ ،‬ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الرض شديدة من أسفل منهم‪،‬‬
‫فزهقت الرواح منه"‪] .‬ابن كثير[‬
‫)ذكر ال المأمورين بالحسان إليهم وقال‪} :‬والصاحب بالجنب{ ]النساء‪ [36:‬وهذا يعم كل‬
‫مصاحب‪ ،‬وفسره طائفة بالرفيق في السفر‪ ،‬ولم يريدوا إخراج الصاحب الملزم في الحضر‪،‬‬
‫وإنما أرادوا أن مجرد صحبة السفر ‪-‬على قصرها‪ -‬تكفي؛ فالصحبة الدائمة في الحضر أولى‪.‬‬
‫]ابن رجب[‬

‫فلنتفقد أحوالنا مع صاحب الدراسة والوظيفة والحلقة‪ ،‬وأعظم من ذلك‪ :‬صحبة البيت من والدين‬
‫وزوجة وقربى‪(.‬‬

‫)أما أثر المعاصي في الحرمان من العلم النافع فمعلوم بالنص والواقع كما قال ال سبحانه‪} :‬وما‬
‫أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير{ ]الشورى‪ [30:‬ول ريب أن حرمان العلم‬
‫النافع من أعظم المصائب‪] .‬ابن باز[‬

‫)"استطلعات الرأي" تعمل في أي مجتمع كعلمات طريق ترشد وتلفت نظر المسؤولين للصالح‬
‫العام‪ ..‬وفي المقابل يؤدي فقدها إلى انتشار العشوائية في المجتمع‪ ،‬والفرق بين الطريقتين يمثله‬
‫قوله تعالى‪} :‬أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم{ ]الملك‪:‬‬
‫‪] .[22‬الكاتب فهد الحمدي[‬

‫)}ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل ال بغير علم{ ]لقمان‪ [6:‬أفتى أحد العلماء‬
‫بحرمة المعازف لدخولها في هذه الية –كما نص عليه أكابر المفسرين‪ ،-‬فقال له أحدهم‪ :‬إنما قال‬
‫)ليضل عن سبيل ال( وأنا ل أفعلها لذلك‪ ،‬فقال له العالم‪ :‬ألم تسمع بقية الية‪) :‬بغير علم( فأنت‬
‫تضل ولكن بغير علم! ]رسالة من مشترك[‬

‫)}وما من دابة في الرض ول طائر يطير بجناحيه إل أمم أمثالكم{ ]النعام‪.[38:‬‬

‫قال ابن عيينة‪ :‬ما في الرض آدمي إل وفيه شبه من بعض البهائم‪ ،‬فمنهم من يقدم كالسد‪ ،‬ومنهم‬
‫من يعدو كالذئب‪ ،‬ومنهم من ينبح كالكلب‪ ،‬ومنهم من يتطوس كالطاوس‪ ،‬ومنهم من يشبه الخنزير‬
‫فإنه لو ألقي إليه الطعام الطيب تركه‪ ،‬وإذا رأى القذر ولغ فيه!‪ ،‬فكذلك نجد من الدميين من لو‬
‫سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها‪ ،‬فإن أخطأت مرة واحدة حفظها‪ ،‬ولم يجلس مجلسا إل‬
‫رواه عنه!‬

‫واستحسنه الخطابي وقال‪ :‬فإنك إنما تعاشر البهائم والسباع‪ ،‬فبالغ في الحذار والحتراز‪(.‬‬

‫)}وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلول نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين{ ]التوبة‪:‬‬
‫‪[122‬‬

‫في هذه الية إرشاد لطيف لفائدة مهمة‪ ،‬وهي‪ :‬أنه ينبغي للمسلمين أن يعدوا لكل مصلحة من‬
‫مصالحهم العامة من يقوم بها‪ ،‬ويوفر وقته عليها‪ ،‬ويجتهد فيها‪ ،‬ول يلتفت إلى غيرها‪ ،‬لتقوم‬
‫مصالحهم‪ ،‬ولتكون وجهة جميعهم‪ ،‬ونهاية ما يقصدون قصدا واحدا‪ ،‬وهو قيام مصلحة دينهم‬
‫ودنياهم‪ ،‬ولو تفرقت الطرق وتعددت المشارب‪ ،‬وهذه من الحكمة العامة النافعة في جميع المور‪.‬‬
‫]السعدي[‬
‫)}وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت{ ]لقمان‪ [34:‬كان البخاري‬
‫ينشد‪:‬‬

‫"اغتنم في الفراغ فضل ركوع*فعسى أن يكون موتك بغتْة‪.‬‬

‫كم صحيح رأيت من غير سقم*ذهبت نفسه الصحيحة فلتْة"‬

‫وهكذا كان البخاري رحمه ال؛ فقد كان من أهل الركوع‪ ،‬وكان موته ليلة عيد الفطر بغتة‪!..‬‬
‫]انظر مقدمة الفتح[‬

‫)}ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات{ ]البقرة‪ {148:‬إشارة إلى تنوع الناس في أعمالهم‬
‫وعباداتهم‪ ،‬ما بين صلوات وتعليم ودعوة وإغاثة‪ ،‬وكل ميسر لما خلق له؛ لكن المهم أن يكون‬
‫المرء سابقا في المجال الذي يذهب إليه مع مراعاة أنه محاسب‪ ،‬وهنا يربينا القرآن لنكون الوائل‬
‫دائما‪] .‬د‪.‬محمد السيد[‬

‫)}ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا{ ]النبياء‪[46:‬‬

‫تأمل هذا التهديد والوعيد بأسلوب بديع‪:‬‬

‫)المس( هو الصابة الخفيفة‪ ،‬و)النفحة( القليل من الشيء‪ ،‬و)من( دالة على التبعيض‪ ،‬و)العذاب(‬
‫أخف من النكال‪ ،‬و)ربك( هذا يدل على الشفقة‪.‬‬

‫إن من سيكون هذا واقعه عند أول نفحة تمسه من بعض عذاب رب رحيم‪ ،‬كيف سيصبر على‬
‫أنكال لدى الجبار؟! إنه لحري أن يبادر بالنجاة منه‪] .‬د‪.‬صالح العايد[‬

‫)}تعلمونهن مما علمكم ال{ ]المائدة‪ [4:‬فيه دليل على أن كل آخذ علما عليه أل يأخذه إل من أتقن‬
‫أهله علما‪ ،‬وأنحرهم دراية‪ ،‬وأغوصهم على لطائفه وحقائقه‪ ،‬وإن احتاج إلى أن يضرب إليه أكباد‬
‫البل‪ ،‬فكم من آخذ من غير متقن قد ضيع أيامه‪ ،‬وعض عند لقاء النحارير إبهامه! ]النسفي[‬

‫)ومن نظر إلى الخيل والبهائم والشجار على وجه استحسان الدنيا والرئاسة والمال فهو مذموم‬
‫لقوله تعالى‪} :‬ول تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه{ ]طه‪:‬‬
‫‪ ،[131‬وأما إن كان على وجه ل ينقص الدين‪ ،‬وإنما فيه راحة النفس فقط كالنظر إلى الزهار‬
‫فهذا من الباطل الذي ]قد[ يستعان به على الحق‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)ل فرق بين عبادة القبر ومن فيه‪ ،‬وعبادة الصنم‪ ،‬وتأمل قول ال تعالى عن نبيه يوسف بن‬
‫يعقوب حيت قال‪} :‬واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بال من‬
‫شيء{ ]يوسف‪ ،[38:‬فقوله )من شيء( نكرة في سياق النفي تعم كل شرك‪] .‬عبدالرحمن بن‬
‫حسن[‬

‫)قال تعالى‪} :‬يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت{ ]الحج‪ [2:‬فإن قلت‪ :‬لم قيل‪ :‬مرضعة‬
‫دون مرضع؟ فالجواب –عن الزمخشري‪:-‬‬
‫المرضعة التي هي في حال الرضاع ملقمة ثديها الصبي‪ .‬والمرضع‪ :‬التي شأنها أن ترضع‪ ،‬وإن‬
‫لم تباشر الرضاع في حال وصفها به‪ ،‬فقيل‪ :‬مرضعة‪ ،‬ليدل على أن ذلك الهول‪ ،‬إذا فوجئت به‬
‫هذه‪ ،‬وقد ألقمت الرضيع ثديها‪ :‬نزعته عن فيه‪ ،‬لما يلحقها من الدهشة‪( .‬‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬وكذلك مكنا ليوسف في الرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء‬
‫ول نضيع أجر المحسنين{ ]يوسف‪ [56:‬عدة فوائد‪ ،‬منها‪ :‬إطلق الكل وإرادة البعض‪ ،‬فيوسف لم‬
‫يمكن له في جميع الرض‪ ،‬بل مكن له في أرض مصر ونواحيها‪ ،‬ومنها‪ :‬أن الطاعة تثمر الرزق‬
‫في الدنيا‪ ،‬ويعطى المؤمن الجر عليها‪ ،‬ول ينقص ذلك من ثوابه في الخرة‪] .‬القصاب الكرجي[‬

‫)عن سفيان بن عيينة أنه قال‪ :‬ليس مثل من أمثال العرب إل وأصله في كتاب ال تعالى‪ .‬قيل له‪:‬‬
‫فأين قول الناس‪ :‬أعط أخاك تمرة فإن أبى فجمرة؟‬

‫فقال‪ :‬في قوله‪} :‬ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين{ ]الزخرف‪.[36:‬‬

‫)عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ :-‬يقول ال تعالى‪:‬‬
‫)أعددت لعبادي الصالحين ما ل عين رأت‪ ،‬ول أذن سمعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشر‪ ،‬ذخرا‪ ،‬بله‬
‫ما أطلعتم عليه( ]أي مدخرا لهم فوق النعيم الذي أخبرتم به[‪ .‬قال‪ :‬اقرأوا إن شئتم }فل تعلم نفس‬
‫ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون{ ]السجدة‪ [17:‬متفق عليه‪.‬‬

‫)ذكر سبحانه رسوله بالعبودية في أشرف مقاماته‪ ،‬فقال في التحدي‪} :‬وإن كنتم في ريب مما‬
‫نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة{ ]البقرة‪ [23:‬وفي مقام السراء‪} :‬سبحان الذي أسرى بعبده ليل{‬
‫]السراء‪ [1:‬وفي مقام الدعوة‪} :‬وأنه لما قام عبدال يدعوه{ ]الجن‪ [19:‬فأشرف صفات العبد‬
‫صفة العبودية وأحب أسمائه إلى ال اسم العبودية‪] .‬ابن القيم[‬

‫)تأمل قوله تعالى‪} :‬الرحمن * علم القرآن * خلق النسان * علمه البيان{ كيف جعل الخلق‬
‫والتعليم ناشئا عن صفة الرحمة متعلقا باسم الرحمن‪ ،‬وجعل معاني السورة مرتبطة بهذا السم‪،‬‬
‫وختمها بقوله‪} :‬تبارك اسم ربك ذي الجلل والكرام{ فالسم الذي تبارك هو السم الذي افتتح‬
‫به السورة إذ مجيء البركة كلها منه وضعت البركة في كل مبارك‪ ،‬فكل ما ذكر عليه بورك فيه‪،‬‬
‫وكل ما أخلى منه نزعت منه البركة‪] .‬ابن القيم[‬

‫)تأمل قول ال جل وعل مخبرا عن دعاء إبراهيم‪} :‬واجنبني وبني أن نعبد الصنام{]إبراهيم‪:‬‬
‫‪ [35‬هذا إبراهيم خليل ال‪ ،‬الذي حقق التوحيد‪ ،‬وحطم الصنام بيده‪ ،‬خاف على نفسه عبادة‬
‫الصنام وخاف على بنيه‪ ،‬قال إبراهيم التيمي في تفسيرها‪ :‬ومن يأمن البلء بعد إبراهيم؟ وبهذا‬
‫تعلم أن قولهم‪) :‬التوحيد فهمناه( من أكبر مكايد الشيطان‪] .‬عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب[‬

‫)إن قيل‪ :‬لم قال }كلهم أجمعون{ وقد حصل المقصود بقوله‪ :‬فسجد الملئكة؟‬

‫ذكر المبرد‪ :‬أن قوله }فسجد الملئكة{ كان من المحتمل أنه سجد بعضهم فذكر "كلهم" ليزول‬
‫هذا الشكال‪ ،‬ثم كان يحتمل أنهم سجدوا في أوقات مختلفة‪ ،‬فزال ذلك الشكال بقوله "أجمعون"‪.‬‬
‫]تفسير البغوي[‬
‫)}وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا{ ]الفرقان‪ [62:‬قال‬
‫البخاري رحمه ال‪)" :‬خلفة(‪ ،‬من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار‪ ،‬أو فاته بالنهار أدركه‬
‫بالليل"‪.‬‬

‫وشاهد هذا حديث عمر )عند مسلم مرفوعا(‪" :‬من نام عن حزبه ‪-‬أي قيام الليل‪ ،-‬أو عن شيء‬
‫منه‪ ،‬فقرأه فيما بين صلة الفجر وصلة الظهر‪ ،‬كتب له كأنما قرأه من الليل"‪(.‬‬

‫)}ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها‬
‫وكفى بنا حاسبين{]النبياء‪ [47:‬من هذا قطعا تعلم أن شأن المعاملة مع ال ومع خلقه عظيم‬
‫عظما ل يعرف قدره إل الرجل العاقل‪ ،‬فإن عليها يترتب غضب ال وعقابه‪ ،‬أو رضاه والنعيم‬
‫المقيم‪ ،‬وشيء هذا قدره ل يتوقف ول يتردد في بذل العناية به رجل بصير‪] .‬عبدالعزيز السلمان (‬

‫)}ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * ل‬
‫تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم{ ]التوبة‪.[65:‬‬

‫قال ابن تيمية رحمه ال‪" :‬وهذا نص في أن الستهزاء بال وآياته وبرسوله كفر‪ ،‬فالسب المقصود‬
‫بطريق الولى"‪(.‬‬

‫)}كمثل الحمار يحمل أسفارا{ ]الجمعة‪ [5:‬الحمار ل ينتفع بالسفار ولو نشرت بين عينيه‪ ،‬وفيه‬
‫إشارة إلى أن من موجبات نقل النبوة عن بني إسرائيل كلية أنهم وصلوا إلى حد الياس من‬
‫انتفاعهم بأمانة التبليغ والعمل‪ ،‬فنقلها ال إلى قوم أحق بها وبالقيام بها‪] .‬عطية سالم[‬

‫)}كل إن النسان ليطغى * أن رآه استغنى{ ]العلق‪ [6:‬ومن الطغيان طغيان العلم‪ ،‬فالمرء قد‬
‫يزداد عنده العلم حتى تكسبه تلك الزيادة طغيانا فيتعدى على غيره‪ ،‬ول يسلك مع الناس سبيل‬
‫الشرع في العدل في اللفظ؛ لن من أراد أن يقيم القوال فهو قاض‪ ،‬والقاضي يجب عليه أن يحكم‬
‫بالعدل ل أن يحكم بالهوى‪] .‬صالح آل الشيخ[‬

‫)}فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا{ ]الكهف‪[16:‬‬

‫من ثمرة اليمان أن أصبح الكهف الضيق الذي ل يعد لسكنى‪ :‬منشورا بالرحمة والتهيئة‬
‫والرتفاق!‬

‫فاعلم أن المر كله ل‪ ،‬وأن المور بحقائقها‪ ،‬ل بما يراه أهل الدنيا منها‪( .‬‬

‫)}أولئك الذين أنعم ال عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم‬
‫وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا{ ]مريم‪ [58:‬قرأ‬
‫عمر بن الخطاب سورة مريم فسجد عند هذه الية ثم قال‪ :‬هذا السجود‪ ،‬فأين البكاء؟ ]تفسير‬
‫الطبري[‬

‫)}إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال{ ]الجمعة‪ [9:‬قال الشافعي‪" :‬نقول‪:‬‬
‫السعي في هذا الموضع‪ :‬العمل‪ ،‬ل السعي على القدام ‪-‬أي السراع‪ ،-‬قال ال عز وجل‪} :‬إن‬
‫سعيكم لشتى{ وقال‪} :‬ومن أراد الخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن{ وقال‪} :‬وكان سعيكم‬
‫مشكورا{ وقال‪} :‬وأن ليس للنسان إل ما سعى{ وقال‪} :‬وإذا تولى سعى في الرض ليفسد‬
‫فيها{‪."..‬‬

‫فانظر لحسن استحضار هذا المام لليات وتدبره للمعنى‪(.‬‬

‫)ينبغي للمفتي ‪-‬إذا أراد أن يصدر حكما قد تستغربه النفوس بسبب إلف ما يخالفه‪ -‬أن يهيئ قبله‬
‫ما يكون مؤذنا به؛ فتأمل ذكره سبحانه قصة زكريا وإخراج الولد منه بعد انصرام عصر الشيبة‬
‫وبلوغه السن الذي ل يولد فيه لمثله في العادة‪ ،‬فذكر قصته مقدمة بين يدي قصة المسيح وولدته‬
‫من غير أب‪ ،‬فإن النفوس لما أنست بولد بين شيخين كبيرين ل يولد لهما عادة سهل عليها‬
‫التصديق بولدة ولد من غير أب بأمر ال‪] .‬ابن القيم[‬

‫)وصف ال سبحانه و تعالى شدة الموت في أربع آيات‪ :‬الولى‪} :‬وجاءت سكرة الموت بالحق{‬
‫]ق‪ ،[19:‬الثانية‪} :‬ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت{ ]النعام‪ ،[93:‬الثالثة‪} :‬فلول إذا‬
‫بلغت الحلقوم{ ]الواقعة‪ ،[83:‬الرابعة‪} :‬كل إذا بلغت التراقي{ ]القيامة‪] [26:‬القرطبي[‪.‬‬

‫فهل من معتبر؟ (‬

‫)وتستمر قوافل العائدين إلى القرآن‪ ..‬فهذا أحد الخوة يقول‪:‬‬

‫)كنت قبل رمضان مدمنا على مشاهدة الفلم‪ ،‬ومع رمضان تبت الى ال تعالى‪ ،‬وكنت أجد لذة‬
‫لتوبتي وأنا استمع للقرآن في التراويح والقيام‪ ،‬وبعد رمضان كلما وجدت من نفسي ضعفا ألجأ‬
‫للقرآن‪ ،‬فأجد لذة أعظم وأطول وأعمق من تلك التي أجدها في الفلم(‪.‬‬

‫)مناسبة العزة والحكمة لبعث الرسول ظاهرة جدًا؛ لن ما يجيء به الرسول كله حكمة‪ ،‬وفيه‬
‫العزة‪} :‬ول العزة ولرسوله وللمؤمنين{ ]المنافقون‪[8:‬؛ للمؤمنين عربا وعجما‪ ،‬فمن كان مؤمنا‬
‫فله العزة؛ ومن لم يكن كذلك فاته من العزة بقدر ما أخل به من اليمان‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)من ضعيف حجج المل وغريبها‪ ،‬قولهم لقوامهم ‪-‬تكذيبا للرسل‪} :-‬ولئن أطعتم بشرا مثلكم{‬
‫]المؤمنون‪.[34:‬‬

‫فيقال لهم‪ :‬فإن اتبعوكم في تحذيركم هذا هل سيخرجون عن أن يتبعوا بشرا مثلهم؟!‪] .‬د‪.‬مساعد‬
‫الطيار[‬

‫)قوله تعالى في وصف المنافقين‪} :‬في قلوبهم مرض فزادهم ال مرضا{ ]البقرة‪ :[10:‬المريض‬
‫يجد طعم الطعام على خلف ما هو عليه‪ ،‬فيرى الحامض حلوا‪ ،‬والحلو مرا‪ .‬وكذلك هؤلء‬
‫ل‪ ،‬والباطل حقا‪] .‬ابن هبيرة[‪.‬‬
‫المنافقون؛ يرون الحق باط ً‬

‫)في قصة موسى والخضر جاء وصف رجوع الحوت إلى البحر في سياق إخبار ال )سربا(‪،‬‬
‫وفي وصف الفتى‪) :‬عجبا(‪ ،‬لعل ذلك لن الوصف الول هو وصف ال سبحانه للمر‪ ،‬وخروج‬
‫السمكة حية بعد أن كانت ميتة‪ ،‬ودخولها في البحر‪ :‬أمر هين ويسير على الخالق‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لمخلوق كغلم موسى فإنه أمر في غاية العجب لذلك قال‪} :‬واتخذ سبيله في البحر عجبا{‪.‬‬
‫]د‪.‬عويض العطوي[‬
‫)سئل سفيان بن عيينة‪ :‬أيسلب العبد العلم بالذنب يصيبه؟ قال‪ :‬ألم تسمع قوله تعالى‪} :‬فبما نقضهم‬
‫ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به{‬
‫]المائدة‪[13:‬؟ وهو كتاب ال‪ ،‬وهو أعظم العلم‪ ،‬وهو حظهم الكبر الذي صار لهم واختصوا به‬
‫وصار حجة عليهم!(‬

‫)تنبه يا مؤمن!‬

‫وتأمل قول ربك لعدونا إبليس‪} :‬واستفزز من استطعت منهم بصوتك{ ]السراء‪ [64:‬ويدخل في‬
‫هذا كل داع إلى المعصية‪} ،‬وأجلب عليهم بخيلك ورجلك{ ويدخل فيه كل راكب وماش في‬
‫معصية ال‪ ،‬فهو من خيل الشيطان ورجله‪] .‬السعدي[‬

‫)تأمل كيف يكون الجزاء من جنس العمل في أمرين عظيمين يغفل عنهما أكثر الخلق‪ :‬الزيغ‬
‫والهتداء‪ .‬قال تعالى‪} :‬والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم{ ]محمد‪ [18:‬وقال‪} :‬فلما زاغوا‬
‫أزاغ ال قلوبهم وال ل يهدي القوم الفاسقين{ ]الصف‪] .[5:‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)النظام الرأسمالي السائد في عالم اليوم‪ ،‬انهارت بعض أعمدته وبدأت أخرى تهتز‪ ،‬وإذا لم‬
‫يعرفوا الرأسمالية إل في صورتها عند )سميث(‪" :‬دعه يعمل دعه يمر"‪ ،‬فإننا نعلم من القرآن أنها‬
‫نظرية قديمة من أهل مدين إذ قالوا‪} :‬يا شعيب أصلتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل‬
‫في أموالنا ما نشاء{ ]هود‪ ،![87:‬ونبيهم يدعوهم‪} :‬إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم‬
‫محيط{]‪ ![84‬وفي ذا عبرة للمسلمين ثقة بتعاليم ربهم ]أ‪.‬د‪.‬جعفر شيخ إدريس[‪.‬‬

‫)الزهد المشروع هو ترك كل شيء ل ينفع في الدار الخرة‪ ،‬وثقة القلب بما عند ال‪ ،‬وفي الثر‪:‬‬
‫"الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلل ول إضاعة المال‪ ،‬ولكن الزهادة في الدنيا أن ل تكون بما‬
‫في يديك أوثق مما في يدي ال‪ ،‬وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو‬
‫أنها أبقيت لك"؛ لن ال تعالى يقول‪} :‬لكيل ل تأسوا على ما فاتكم ول تفرحوا بما آتاكم{‬
‫]الحديد‪] .[23:‬ابن تيمية[‬

‫)الداعية إلى ال والمر بالمعروف والناهي عن المنكر‪ :‬ل بد أن يصيبه أذى‪ ،‬فهو محتاج إلى‬
‫الصبر على ما يصيبه من أذية الناس له بالقول أو بالفعل‪ ،‬وقد جمع ل بين المر والنهي وبين‬
‫الصبر‪ ،‬في وصية لقمان لبنه ‪} :‬يا بني أقم الصلة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر‬
‫على ما أصابك{ ]لقمان‪] .[17:‬ش‪.‬عبدالعزيز الراجحي[‬

‫)}يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها{‪ ...‬إلى قوله‪:‬‬
‫}وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم وال بما تعملون عليم{ ]النور‪.[28-27:‬‬

‫قال بعض المهاجرين‪ :‬لقد طلبت عمري كله هذه الية فما أدركتها‪ :‬أن أستأذن على بعض‬
‫إخواني‪ ،‬فيقول لي‪" :‬ارجع"‪ ،‬فأرجع وأنا مغتبط‪ ،‬لقوله‪) :‬هو أزكى لكم(‪] .‬تفسير ابن كثير[‬

‫)}وتفقد الطير فقال ما لي ل أرى الهدهد{ ]النمل‪[20:‬‬

‫فيه استحباب تفقد الملك أحوال رعيته‪.‬‬

‫وأخذ منه بعضهم تفقد الخوان‪ ،‬فأنشد‪:‬‬


‫تفقد الخوان مستحسن * فمن بداه فنعما بدا‬

‫سن سليمان لنا سنة * وكان فيما سنه مقتدى‬

‫تفقد الطير على ملكه * فقال‪ :‬مالي ل أر الهدهدا ]القاسمي[‬

‫)}فل تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض{ ]الحزاب‪ [32:‬إذا كان هذا الطمع في أمهات‬
‫المؤمنين فل بد أن يكون في غيرهن بطريق الولى‪ ،‬فإن ال اختار لنبيه أفضل النساء وأعفهن‪،‬‬
‫ومع ذلك أمرهن بالحجاب ونهاهن عن الخضوع بالقول صيانة لهن؛ فغيرهن أولى بالصيانة‬
‫والتحفظ والبعد عن أسباب العهر والفتنة‪] .‬ابن جبرين[‬

‫)}إن في خلق السماوات والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب{]آل عمران‪:‬‬
‫‪ [190‬في إيجاد السموات والرض آيات‪ ،‬وفي اختلف الليل والنهار‪ :‬طول وقصرا‪ ،‬وحرارة‬
‫وبرودة‪ ،‬وخوفا وأمنا‪ ،‬وشدة ورخاء‪ ،‬وعزا وذل‪ ،‬وملكا وخلعا‪ ،‬وغير ذلك من أنواع الختلف‪،‬‬
‫كل ذلك فيه آيات تدل على عظمة الرب عز وجل‪ ،‬وأن له الملك المطلق والتدبير المطلق‪] .‬ابن‬
‫عثيمين[‬

‫)وأما وقيعة الفساق في أهل الفضل والدين‪ ،‬فعلى شبه ممن قال ال فيهم‪} :‬وإذا تتلى عليهم آياتنا‬
‫بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا‪{..‬الية‬
‫]الحج‪ .[72:‬واستخفاف هؤلء بالدين يحملهم على إشاعة أشياء عن العلماء ‪-‬والدعاة منهم‪-‬‬
‫ورجال الحسبة فيهم‪ ،‬بقصد الشناعة عليهم‪] .‬د‪.‬بكر أبوزيد[‬

‫)هل سمعت بطفل يتدبر القرآن؟‬

‫قال أحدهم‪ :‬كنت مع ابنتي )‪ 7‬سنوات( فسمعت قارئا عبر الذاعة يتلو‪} :‬لقد سمع ال قول الذين‬
‫قالوا إن ال فقير ونحن أغنياء{ ]آل عمران‪ ،[181:‬فسألت ببراءة‪ :‬إذا كان ال فقيرا وهم أغنياء‪،‬‬
‫فمن الذي أغناهم؟! (‬

‫)من جمع تسعا أمنه ال يوم القيامة فل خوف عليه ول هو يحزن‪:‬‬

‫أسلم وجهه‪،‬‬

‫وآمن‪،‬‬

‫وأحسن‪،‬‬

‫واتبع الهدى‪،‬‬

‫وعمل صالحا‪،‬‬

‫واتقى‪،‬‬
‫وأصلح‪،‬‬

‫وأقام الصلة‪،‬‬

‫وأنفق في سبيل ال سرا وعلنية بالليل والنهار بل من ول أذى‪ .‬وهذا هو ولي ال }أل إن أولياء‬
‫ال ل خوف عليهم ول هم يحزنون{)يونس‪] .(62:‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)من القواعد العامة )التخلية قبل التحلية( وقد وردت في القرآن كثيرا في مثل قوله تعالى‪:‬‬
‫}ووضعنا عن وزرك * الذي أنقض ظهرك{ ]الشرح‪ [3 ،2:‬وهذا مقام التخلية‪ ،‬فلما خله بوضع‬
‫الوزر عنه حله برفع الذكر‪) :‬ورفعنا لك ذكرك( واعتبر هذا في القرآن في كلمة التوحيد وغيرها‬
‫تجده كثير الوقوع في القرآن‪] .‬د‪.‬مساعد الطيار[‬

‫)ما قرأ العبد اليات‪ ،‬حاضر القلب متفكرا متأمل‪ ،‬إل وجدت العين تدمع والقلب يخشع‪ ،‬والنفس‬
‫تتوهج إيمانا تريد المسير إلى ال‪ ،‬وإذا بأرض القلب تنقلب خصبة طرية‪ ،‬قد اقشعر جلده وقلبه‬
‫من خشية ال تعالى‪} :‬كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم‬
‫وقلوبهم إلى ذكر ال ذلك هدى ال يهدي به من يشاء ومن يضلل ال فما له من هاد{]الزمر‪.[23:‬‬
‫]محمد المختار الشنقيطي[‬

‫)كلما أوقدت نارا تتدفأ بها فتذكر قوله تعالى‪} :‬نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين{ ]الواقعة‪:‬‬
‫‪.[73‬‬

‫قال الشنقيطي‪" :‬أي أن في دار الدنيا إذا أحسوا شدة حرارتها تذكروا بها نار الخرة التي هي أشد‬
‫منها حرا‪ ،‬لينزجروا عن العمال المقتضية لدخول النار"‪(.‬‬

‫)كثيرا ما تختم اليات بقوله‪} :‬إن كنتم تعلمون{ وفي ذلك دعوة للعلم الذي يبعث على العمل‪،‬‬
‫وهذا يبين أهمية العلم بفضائل العمال‪ ،‬وأنه أعظم دافع للعمل والمتثال‪ ،‬وهو منهج قرآني‬
‫عظيم‪] .‬د‪.‬محمد الربيعة[‬

‫)في سورة الجمعة مثال لقاعدة شرعية وهي‪) :‬الوسائل لها أحكام المقاصد( أي‪ :‬إنه قد يمنع من‬
‫المباح إذا كان يفضي لترك واجب أو فعل محرم‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬قوله تعالى‪} :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال‬
‫وذروا البيع{ ]الجمعة‪] .[9:‬السعدي[‬

‫)في بعض المكنة والزمنة‪ :‬كان القرآن يقرأ على الموات دون الحياء!‪ ،‬ويعد تفسيره خطيئة‪،‬‬
‫إذ ساد عند بعضهم أن تفسير القرآن صوابه خطأ وخطأه كفر!‪ ،‬فالقارئ يقرأ‪} :‬وأن المساجد ل‬
‫فل تدعوا مع ال أحدا{ ]الجن‪ [18:‬والناس حول ضريح الولي المدفون في ناحية المسجد يدعون‬
‫بأعلى أصواتهم‪ :‬يا سيدي مدد! }أفل يتدبرون القرآن{؟ ]أبو بكر الجزائري[‬

‫)حين تتذكر أن هذا يوم نجى ال فيه نبيه موسى عليه السلم‪ ،‬وقتل فيه سبط نبينا صلى ال عليه‬
‫وسلم )الحسين رضي ال عنه( كما أنه اليوم ذاته الذي أغرق فيه فرعون‪ ،‬وتسلط فيه الشقي قاتل‬
‫الحسين‪ ،‬أيقنت أن }المر كله ل{ ]آل عمران‪ ،[154:‬وأنه ليس للخلق من المر شيء فلم يبق‬
‫إل الشكر على نجاة أنبيائه وهلك أعدائه‪ ،‬والصبر على مصائبنا في أوليائه‪(.‬‬
‫)جمع ال في آيات النحل بين المساكن والملبس‪ ،‬لن المساكن من جنس الملبس‪ ،‬كلهما جعل‬
‫في الصل للوقاية‪ ،‬ودفع الضرر‪ .‬كما جعل الكل والشرب لجلب المنفعة‪ ،‬فاللباس يتقي النسان‬
‫به الحر والبرد‪ ،‬ويتقي به سلح العدو‪ ،‬وكذلك المساكن يتقي بها الحر والبرد‪ ،‬ويتقي بها العدو‪.‬‬
‫]ابن تيمية[‬

‫)تأمل في سر التعبير بقوله‪} :‬بربك{ دون قوله‪) :‬بال( في قوله سبحانه‪} :‬يا أيها النسان ما‬
‫غرك بربك الكريم‪ ,‬الذي خلقك فسواك فعدلك{]النفطار‪ [7-6:‬فإن في هذه اللفظة من معاني‬
‫الملك والرعاية والرفق‪ ،‬التي تناسب تذكر النسان بنعم ال عليه‪ ،‬وتذكير باستحقاقه تعالى لطاعة‬
‫مربوبيه‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)انظر إلى الهدهد يقول لنبي‪} :‬أحطت بما لم تحط به‪] {..‬النمل‪.[22:‬‬

‫هذا هو الهدهد المخلوق القل من سليمان عليه السلم يقول له‪ :‬عرفت ما لم تعرفه‪ ،‬وكأن هذا‬
‫القول جاء ليعلمنا حسن الدب مع من هو دوننا‪ ،‬فهو يهب لمن دوننا ما لم يعلمه لنا‪ ،‬ألم يعلمنا‬
‫الغراب كيف نواري سوأة الميت؟ }فبعث ال غرابا يبحث في الرض‪] {..‬المائدة‪.[31:‬‬
‫]الشعراوي[‬

‫)انظر إضافة النبي باسم العبودية إلى ال في قوله‪} :‬وأنه لما قام عبد ال يدعوه{ }سبحان الذي‬
‫أسرى بعبده{ }تبارك الذي نزل الفرقان على عبده{ }وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا{‬
‫لنه كل ما نسب إلى المحبوب فهو محبوب‪ :‬لما انتسبت إليك صرت معظما ‪ ،،،‬وعلوت قدرا‬
‫دون من لم ينسب! ]ابن القيم[‬

‫)}وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون{ ]البقرة ‪.[50‬‬

‫في يوم عاشوراء‪ ،‬تذكر أن البحر الذي حفظ ال تعالى موسى فيه صبيا‪ ،‬هو من جنس البحر الذي‬
‫أغرق فيه فرعون‪ ،‬وأن النهار التي افتخر فرعون أنها تجري من تحته‪ ،‬هي من جنس النهار‬
‫التي أصبحت تجري من فوقه!(‬

‫)}وألفيا سيدها لدى الباب{ ولم يقل‪:‬سيدهما‪ ،‬لوجهين‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن "يوسف عليه الصلة والسلم لم يدخل في رق قط"‪ ،‬وإنما اشتري ظلما‪.‬‬

‫‪" - 2‬لن المسلم ل يملك وهو السيد"‪ ،‬ول تكون السيادة للكافر على المسلم‪] .‬البقاعي[‬

‫)}ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ول المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم{ ]البقرة‪:‬‬
‫‪.[105‬‬

‫حتى الخير ل يودون أن يأتينا من ربنا فكيف يودون أن يأتينا منهم أو يفعلون؟! ولكن }فإنها ل‬
‫تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور{ ]الحج‪] .[46:‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬
‫)}لهم في الدنيا خزي ولهم في الخرة عذاب عظيم{ ]البقرة‪ [114:‬قلما تجبر متجبر في الرض‬
‫إل أهانه ال قبل موته‪ ،‬فسخر به الصغير والكبير‪ ،‬وأضحى حديث مجالس‪ ،‬قال ابن كثير‪ :‬لما‬
‫استكبروا لقاهم ال المذلة في الدنيا قبل الخرة!(‬

‫)يقول تعالى عن عالم السوء الذي ترك الهدى بسبب الهوى‪} :‬فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه‬
‫يلهث أو تتركه يلهث{ )العراف‪.(176:‬‬

‫قال ابن جريج‪" :‬الكلب منقطع الفؤاد ل فؤاد له‪ ،‬إن تحمل عليه يلهث‪ ،‬أو تتركه يلهث‪ ،‬فهو مثل‬
‫الذي يترك الهدى ل فؤاد له إنما فؤاده ينقطع"‪.‬‬
‫علق ابن القيم على كلم ابن جريج السابق‪:‬‬

‫"قلت‪ :‬مراده بانقطاع فؤاده أنه ليس له فؤاد يحمله على الصبر وترك اللهث‪ ،‬وهكذا الذي انسلخ‬
‫من آيات ال لم يبق معه فؤاد يحمله على الصبر عن الدنيا‪ ،‬وترك اللهث عليها‪ ... ،‬فالكلب من‬
‫أشد الحيوانات لهثا‪ ،‬يلهث قائما وقاعدا وماشيا وواقفا؛ لشدة حرصه"‪(.‬‬

‫)نعت ال المؤمنين في القرآن بأحسن نعت فقال‪} :‬وعباد الرحمن الذين يمشون على الرض هونا‬
‫وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما{ ]الفرقان‪ [63:‬حلماء ل يجهلون‪ ،‬وإذا جهل عليهم حلموا‪ ،‬ثم‬
‫ذكر ليلهم خير ليل فقال‪} :‬والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما{ تجري دموعهم على خدودهم؛ خوفا‬
‫من ربهم‪ ،‬لمر ما سهروا ليلهم‪ ،‬لمر ما خشعوا نهارهم! ]الحسن البصري[‬

‫)لما قال ال تعالى لبراهيم عليه السلم‪} :‬إني جاعلك للناس إماما{ قال‪} :‬ومن ذريتي؟ قال ل‬
‫ينال عهدي الظالمين{ )البقرة‪ (124:‬فأراد الخير لذريته وهو قوله‪} :‬واجنبني وبني أن نعبد‬
‫الصنام{ )إبراهيم‪ (35:‬فصلح الولد صلح للوالد‪) :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث‪:‬‬
‫صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له(‪] .‬ابن كثير[‬

‫)لم أستغرب أن ينهج العداء عداوة السلم؛ لن هذا من بدهيات معرفة حقيقة اليهود‬
‫والنصارى‪ ،‬كما بين ال في كتابه‪ ،‬وإنما مكمن الستغراب أن يتجاوز بعض أفراد المة هذه‬
‫الحقيقة! }ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم اليات‬
‫إن كنتم تعقلون{ )آل عمران‪.] (118:‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)سئل ابن باز‪ :‬ما كتب العقيدة التي تنصحون بها؟‬

‫فأجاب‪ :‬أعظم كتب العقيدة وأنفعها‪ :‬كتاب ال القرآن‪ ،‬فيه الهدى والنور‪ ،‬فنوصي الجميع رجال‬
‫ونساء كبارا وصغارا‪ ،‬أن يعتنوا به فهو كتاب العقيدة والهدى‪} :‬إن هذا القرآن يهدي للتي هي‬
‫أقوم{ ]السراء‪.[9:‬‬

‫)ثم أشار إلى بعض كتب أهل السنة‪ ،‬فانظر إلى هذه اللفتة التي تخرج من قلب متدبر(‪.‬‬

‫)رتب ال أتباع الرسول في الذكر على مراتبهم في الفضل‪ ،‬تأمل‪} :‬هو الذي بعث في المين‬
‫رسول منهم‪ {..‬هذا في الصحابة‪ ،‬ثم قال في التابعين‪} :‬وآخرين منهم لما يلحقوا بهم‪) {..‬الجمعة‬
‫‪ ،(4-2‬وهذا كقوله تعالى‪} :‬والسابقون الولون من المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم‬
‫بإحسان{ )التوبة‪] .(100:‬حافظ الحكمي[‬
‫)تدبر‪} :‬ألم تر أن ال يسجد له من في السماوات ومن في الرض والشمس والقمر والنجوم‬
‫والجبال والشجر والدوآب وكثير من الناس‪ ،‬وكثير حق عليه العذاب‪) {...‬الحج‪(18:‬‬

‫كل الجمادات والنباتات والحيوانات تسجد ل‪ ..‬بكثرتها‪ ..‬بعظمتها‪ ..‬إل بعضا من مخلوق ضعيف‬
‫شذ عن منظومة التسبيح في الكون‪(!..‬‬

‫)تأمل قول ال تعالى‪} :‬ل يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين{ )الحجر‪ ،(48:‬وقارن بينه‬
‫وبين قول ال تعالى‪} :‬لقد خلقنا النسان في كبد{ )البلد‪ (4:‬تجد أن مما رغب ال تعالى به في‬
‫الدار الخرة‪ ،‬أن بين أن الحياة الدنيا مليئة بالتعب‪ ،‬وبين مقابل ذلك أن الجنة ل تعب فيها‪] .‬محمد‬
‫المنجد[‬

‫)بون شاسع بين استعلء فرعون وجبروته وطغيانه‪ ،‬وضعف قوم موسى وذلتهم وقلة حيلتهم‪،‬‬
‫وبرغم ذلك قال ال عز وجل لموسى وهارون ومن معهما‪} :‬بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون{‬
‫)القصص‪ ،(35:‬أي بحجتنا‪ ،‬وهذه هي حقيقة النتصار‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)الحكمة تقتضي النظر في متدرجات أمور الدعوة‪ ،‬لخذ الناس بها‪ ،‬فالعقيدة أول‪ ،‬فهي إن لم‬
‫تصح فلن يجدي العمل‪} :‬قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال*الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم‬
‫يحسبون أنهم يحسنون صنعا*أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فل نقيم لهم‬
‫يوم القيامة وزنا{ )الكهف‪] .(105-103:‬د‪.‬صالح بن حميد[‬

‫)التشاؤم ليس معتقدا اختص به أهل الجاهلية في شهر صفر وغيره‪ ،‬بل هو معتقد تتابع عليه‬
‫أعداء الرسل‪ ،‬فتأمل كيف سجل القرآن هذا الخلق السيئ على قوم صالح )النمل‪ ،(47:‬وقوم‬
‫موسى )العراف‪ ،(131:‬وأصحاب القرية )يس‪ ،(18:‬وعلى كفار قريش مع نبينا صلى ال عليه‬
‫وسلم )النساء‪.(78:‬‬

‫)}ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون{ )الشعراء‪ (14:‬خاف موسى أن يقتلوه به‪ ،‬فدل على أن‬
‫الخوف قد يصحب النبياء والفضلء والولياء مع معرفتهم بال وأن ل فاعل إل هو‪ ،‬إذ قد يسلط‬
‫من شاء على من شاء‪ ،‬ولكن هذا خوف طبيعي يدفع بالتوكل والعزم‪] .‬القرطبي[‬

‫)}وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند ال‪ ،‬وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك{ )النساء‪:‬‬
‫‪.(78‬‬

‫هكذا قال المنافقون عن الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهذا يتناول كل من جعل طاعة الرسول‪،‬‬
‫وفعل ما بعث به مسببا لشر أصابه‪ ،‬إما من السماء وإما من آدمي‪ ،‬وهؤلء كثيرون‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)}هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا{ )الكهف‪ (66:‬فيها دليل على أن المتعلم تبع للعالم‪،‬‬
‫ولو تفاوتت المراتب‪] .‬ابن العربي[‬

‫أين هذا الدب من بعض الطلبة والسائلين الذين يظهرون ترفعا واستغناء عمن يسألونه‪ ،‬بسبب‬
‫تقارب السن‪ ،‬أو القرابة‪ ،‬أو لغير ذلك من السباب؟ (‬

‫)}فل تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا{)‪.(52‬‬


‫هذه الية في سورة الفرقان وهي مكية‪ ،‬ولم يشرع الجهاد بالسيف وقتها‪ ،‬فدل أن طلب العلم من‬
‫سبيل ال؛ لن به قوام السلم كما أن قوامه بالجهاد فقوام الدين بالعلم والجهاد‪] .‬ابن القيم[‬

‫)}فذكر إن نفعت الذكرى{ )العلى‪ (9:‬من مفهوم هذا أنها إن ضرت فترك التذكير الموجب‬
‫للضرر الكثير هو المتعين‪] .‬السعدي[‬

‫)}ال أعلم حيث يجعل رسالته{ )النعام‪ ،(124:‬ل تعالى حكم بالغة أن اختار لهذه الرسالة رجل‬
‫عربيا‪ ،‬فهو بحكم الضرورة يتكلم بلسان العرب‪ ،‬فلزم أن يكون المتلقون منه الشريعة في البدء‬
‫عربا‪ ،‬فالعرب حملة شريعة السلم إلى سائر الناس‪ ،‬اختارهم ال لهذه المانة‪ ،‬فوجب عليهم‬
‫القيام بها‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)]مراجعة الهتمامات[‬

‫يقول ابن تيمية‪:‬‬

‫"من أكثر من سماع القصائد لطلب صلح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن‪ ... ،‬ومن أدمن أخذ‬
‫الحكمة والداب من كلم فارس والروم ل يبقى لحكمة السلم وآدابه في قلبه ذاك الموقع‪ ،‬ومن‬
‫أدمن قصص الملوك وسيرهم ل يبقى لقصص النبياء وسيرهم في قلبه ذاك الهتمام‪ ،‬ونظير‬
‫هذا كثير"‪(.‬‬

‫)من كف أذاه من الكفار‪ ،‬فإن المسلمين يقابلونه بالحسان والعدل‪ ،‬ول يحبونه بقلوبهم؛ لن ال‬
‫قال‪} :‬أن تبروهم وتقسطوا إليهم{)الممتحنة‪ ،(8:‬ولم يقل توالونهم وتحبونهم‪ ،‬بل قال ال تعالى‪:‬‬
‫}ل تجد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم{‬
‫)المجادلة‪.(22:‬‬

‫فالصلة الدنيوية شيء‪ ،‬والمودة شيء أخر‪] .‬د‪.‬صالح الفوزان[‬

‫)من عيوب النفس أن تسترسل مع الخواطر السيئة التي تمر بذهنها‪ ،‬فتترسخ فيها‪.‬‬

‫ودواء ذلك أن يرد تلك الخواطر في البتداء‪ ،‬ويدفعها بالذكر الدائم‪ ،‬ويتذكر أن ال مطلع‬
‫سريرته‪ ،‬وأن يعيش مع قول ال‪} :‬وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون{)القصص‪،(69:‬‬
‫}وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى{)طه‪] .(7:‬عبدالعزيز السلمان[‬

‫)من أعظم أسباب العشق إعراض القلب عن ال؛ والنسان ل يترك محبوبا إل بمحبوب آخر‬
‫يكون أحب إليه منه‪ ،‬أو خوفا من مكروه؛ والقلب إذا ذاق طعم عبادة ال‪ ،‬والخلص له لم يكن‬
‫عنده شيء قط أحلى من ذلك‪ ،‬ول ألذ‪ ،‬ول أمتع‪ ،‬ول أطيب‪ ،‬فتدبر‪} :‬كذلك لنصرف عنه السوء‬
‫والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين{)يوسف‪] .(24:‬ابن تيمية[‬

‫)ليحذر كل الحذر من طغيان‪) :‬أنا‪ ،‬ولي‪ ،‬وعندي(‪ ،‬فإن هذه اللفاظ الثلثة ابتلي بها )إبليس‪،‬‬
‫وفرعون‪ ،‬وقارون(‪:‬‬

‫}أنا خير منه{)ص‪ (76:‬لبليس‪،‬‬


‫و}لي ملك مصر{)الزخرف‪ (51:‬لفرعون‪،‬‬

‫و}إنما أوتيته على علم عندي{)القصص‪ (78:‬لقارون‪] .‬ابن القيم[‬

‫)في أواخر سورة المائدة ذكر ال جل وعل التحريف في الوصية‪} :‬فإن عثر على أنهما استحقا‬
‫إثما فآخران يقومان مقامهما‪ ..‬الية{)‪ (107‬ثم أتبعه بتحريف من نوع آخر‪ ،‬وهو تحريف‬
‫النصارى لوصية عيسى بالتوحيد‪} :‬وإذ قال ال يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني‬
‫وأمي إلهين من دون ال قال سبحانك‪ ..‬الية{)‪] .(116‬من مشترك[‬

‫)أيها الطالب! إن أوتيت حفظا وذكاء‪ ،‬فانتبه! فقد قال قارون‪} :‬إنما أوتيته على علم عندي{‬
‫)القصص‪ (78:‬فخسف به‪ ،‬والمؤمن حقا حاله حال المعترفين بالنعمة كما قال صاحب الجنة‪:‬‬
‫}ولول إذ دخلت جنتك قلت ما شاء ال ل قوة إل بال{)الكهف‪ (39:‬قال بعض السلف‪ :‬من أعجبه‬
‫شيء من حاله أو ماله أو ولده‪ ,‬فليقل‪ :‬ما شاء ال ل قوة إل بال‪(.‬‬

‫)التسابق للحصول على أعلى الدرجات في المتحانات‪ ،‬واستغلل الوقات‪ ،‬وحفز الهمم لبلوغ‬
‫أعلى المناصب والمراتب‪ ،‬لبد أن يدفعنا لتنافس أكبر لنيل درجات أعظم ثمرتها ليست شهادة‬
‫على ورق‪ ،‬بل جنة عرضها السماوات والرض‪ ،‬بل ل ينبغي أن تقف آمالنا إل عند الفردوس‬
‫العلى‪ ،‬تأمل}هم درجات عند ال{)آل عمران‪] .(163:‬أ‪.‬د‪.‬إبتسام الجابري[‬

‫)الخلص يذكر في كتاب ال عز وجل كثيرا‪:‬‬

‫تارة يأمر ال تعالى به‪} :‬فادعوه مخلصين له الدين{)غافر‪،(65:‬‬

‫وتارة‪ :‬يخبر أن الجنة لهله‪} :‬إل عباد ال المخلصين * أولئك لهم رزق معلوم{)الصافات‪،(41:‬‬

‫وتارة‪ :‬يخبر أنه لن ينجو من شرك إبليس إل من كان مخلصا ل‪} :‬ولغوينهم أجمعين * إل‬
‫عبادك منهم المخلصين{)الحجر‪] .(40:‬د‪.‬خالد السبت[‬

‫)}وما شهدنا إل بما علمنا{)يوسف‪ (81:‬الكلم في الشياء شهادة‪ ،‬فالشيء الذي ل تعرف حقيقته‬
‫ل تخض فيه‪] .‬د‪.‬محمد المختار الشنقيطي[‬

‫تأمل في حال كثير من المجالس أو المنابر العلمية لتدرك كم هم المخالفون لهذا الهدي القرآني؟‬
‫سواء في المسائل الشرعية أو غيرها!(‬

‫)}ول تسبوا الذين يدعون من دون ال فيسبوا ال عدوا{)النعام‪ (108:‬تتعجب من أناس‬


‫يستشهدون بهذه الية بمناسبة وبدونها على السكوت عن أعداء ال خوفا من مفسدة أعظم –‬
‫زعموا‪ ،-‬لكنهم ل يراعون هذه القاعدة العظيمة عند حديثهم عن العلماء والمصلحين وأهل‬
‫المقاومة! ويحتجون بأنه ل عصمة لحد بعد رسول ال‪ ،‬ويتناسون أنهم يقدمون دعما عظيما‬
‫للعداء في حربهم لولياء ال ورسوله‪} ..‬فويل للمطففين{‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)}وكفلها زكريا{)آل عمران‪(37:‬‬


‫هذا من فضائل مريم‪ ،‬ومن جملة ما يزيد فضلها؛ لن المتربي يكتسب خلقه وصلحه ممن يربيه‪.‬‬
‫]ابن عاشور[‬

‫)}وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا{)الفرقان‪(31:‬‬

‫تأمل ما في هذه الية من سنة المدافعة‪ ،..‬نعم‪ :‬ادع الناس‪ ،‬لكن ل تتصور أن الدنيا ستستقيم‬
‫بدعوتك! فوال لو أقام صالح في رأس جبل لقيض ال له من يعاديه في رأس الجبل! ]د‪.‬عائض‬
‫القرني[‪.‬‬

‫)}وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي المر وهم في غفلة وهم ل يؤمنون{)مريم‪ (39:‬يوم حسرتهم‬
‫وندمهم على ما فرطوا في جنب ال‪ ،‬وحسرتهم يوم أورثت مساكنهم من الجنة أهل اليمان بال‬
‫والطاعة له‪ ،‬وحسرتهم يوم أدخلوا من النار‪ ،‬وأيقن الفريقان بالخلود الدائم‪ ،‬والحياة التي ل موت‬
‫بعدها‪ ،‬فيا لها حسرة وندامة! ]الطبري[‬

‫)}والقواعد من النساء اللتي ل يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات‬
‫بزينة وأن يستعففن خير لهن{)النور‪ (60:‬ظهر بذلك فضل التحجب والتستر ولو من العجائز‪،‬‬
‫وأنه خير لهن من وضع الثياب‪ .‬فوجب أن يكون خيرا للشباب من باب أولى‪ ،‬وأبعد لهن عن‬
‫أسباب الفتنة‪] .‬ابن باز[‬

‫)}قال للمل حوله إن هذا لساحر عليم*يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون(‬
‫)الشعراء‪ (٣٥ ،٣٤:‬من هنا أعلن فرعون هزيمته وضعفه فبعد أن كان شعاره‪} :‬ما أريكم إل ما‬
‫أرى{ صار يستشير ويسأل قومه‪ ،‬ليستميلهم ضد موسى‪ ،‬ولنه رأى تأثرهم بما رأوا من موسى‪،‬‬
‫فخاف أن ينقلبوا عليه‪] .‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)}إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم‪){..‬التوبة‪.(60:‬‬

‫ال خلق النفوس ويعلم حبها للمال‪ ،‬فلم يوكل توزيعها لحد‪ ،‬وإنما تولى الرب جل وعل‬
‫مصارفها‪ ،‬كما تولى قسمة المواريث‪} :‬يوصيكم ال في أولدكم للذكر مثل حظ النثيين‪{...‬‬
‫)النساء‪] .(11:‬صالح المغامسي[‬

‫)}إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والخرة وال يعلم‬
‫وأنتم ل تعلمون{)النور‪ (19:‬يدخل في ذلك دعوات ساقطة لخراج المرأة من خدرها‪ ،‬وقد ينطلي‬
‫على بعض ممن في قلبه إيمان‪ ،‬فيرى مع كثرة الدعوات الثمة أن ل بأس بمزاولة المرأة أعمال‬
‫يراها الرائي لول وهلة ل ضير فيها‪ ،‬وهي عند العارفين ذرائع للفاحشة وإشاعة لها‪] .‬عبدالعزيز‬
‫آل الشيخ[‬

‫)}ادعو ربكم تضرعا وخفية{)العراف‪} (55:‬وقال ربكم ادعوني أستجب لكم{)غافر‪(60:‬‬


‫دعاء ال تعالى عبادة‪ ،‬فلو قال الطالب وهو في أيام المتحان‪ :‬اللهم ارزقني نجاحا بامتياز‪ ،‬فهو‬
‫دعاء يخاطب ال فيه‪ ،‬فاحرص على الدعاء‪ ،‬وخاصة في السجود‪ ،‬فأقرب ما يكون العبد من ربه‬
‫وهو ساجد‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫) يوسف عليه السلم‪ ..‬آذاه إخوانه‪ ،‬وألقوه في بئر حتى سيق مملوكا بثمن بخس‪ ،‬وسجن سنين‪،‬‬
‫ثم بعد ذلك يصبح عزيز مصر‪ ،‬قال إخوته‪} :‬إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل{‪ ،‬يقصدون‬
‫يوسف! فماذا فعل؟ انظروا إلى ضبط النفس‪} :‬فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر‬
‫مكانا{)يوسف‪ (77:‬حتى إنه لم يرد جرح مشاعرهم بهذه الكلمة‪ ،‬فقالها سرا في نفسه! ]أ‪.‬د‪.‬ناصر‬
‫العمر[‬

‫)يقف المؤمن خاضعا‪ ،‬والقلب مستكينا وهو يتفكر في قدرة ربه القوي العظيم في تقليب الجو‪:‬‬
‫برودة ودفئا‪ ،‬وصحوا وغيما‪ ،‬وصفاء وقترة‪ ،‬كل ذلك في فترات قصيرة! يغشاه ذلك وهو يتدبر‬
‫قول ربه‪} :‬يقلب ال الليل والنهار‪ ،‬إن في ذلك لعبرة لولي البصار{)النور‪.(44:‬‬

‫)هنا أشجار‪ ..‬وهناك نجوم‪ ..‬هذه شمس‪ ،‬وهذا قمر‪ ..‬وتلك جبال‪ ..‬هنا وهناك دواب كبار وصغار!‬
‫فإذا اجتمعت لك –كلها أو بعضها‪ -‬وأنت في البرية‪ ،‬أو تسير في طريق‪ ،‬فتذكر أنها كلها تسجد‬
‫ل‪ ،‬تأمل‪} :‬ألم تر أن ال يسجد له من في السماوات ومن في الرض‪ ،‬والشمس والقمر والنجوم‬
‫والجبال والشجر والدواب‪{..‬الية )الحج‪.(18:‬‬

‫)كنت واقفا عند إشارة مرورية بجوار برج من أشهر البراج الشاهقة في منطقة الخليج‪ ،‬فحدثتني‬
‫نفسي‪ :‬لو أن هذا البرج بما فيه لك‪ ،‬ماذا أنت صانع؟!‬

‫فما هي إل ثوان معدودة‪ ،‬وقبل أن ينبعث الضوء الخضر عرضت لي آية في كتاب ال‪ ،‬هي وال‬
‫أحب إلى قلبي من ملء الرض ذهبا وأبراجا‪:‬‬

‫}تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها النهار ويجعل لك قصورا{‬
‫)الفرقان‪] .(10:‬من مشترك[‬

‫)كلما كان النسان موحدا مخلصا ل؛ كان أكثر اطمئنانا وسعادة‪ ،‬وكلما كان بعيدا عن ال كان‬
‫أكثر حيرة وضلل‪ ،‬اقرأ إن شئت‪} :‬قل أندعو من دون ال ما ل ينفعنا ول يضرنا ونرد على‬
‫أعقابنا بعد إذ هدانا ال كالذي استهوته الشياطين في الرض حيران{ )النعام‪] .(71:‬د‪.‬إبراهيم‬
‫الدويش[‬

‫)قسمات وجوه الطلب بعد تسليم ورقة الختبار تشعرك بما تكنه صدورهم‪ ،‬وهو شيئ مؤقت‪..‬‬

‫فما ظنك بالوجوه حين تؤخذ الكتب ‪-‬يوم القيامة‪ -‬باليمين والشمال؟ إما وجوه }مسفرة*ضاحكة‬
‫مستبشرة{ أو }عليها غبرة*ترهقها قترة{ وما بعد ذلك‪ :‬نعيم ل ينفد أو عذاب مؤبد‪ ،‬فهل من‬
‫معتبر؟‬

‫)في أول سورة "النساء" قال تعالى }وخلق منها زوجها{ وفسرها الحديث الصحيح )إن المرأة‬
‫خلقت من ضلع( وهو ضلع الصدر‪ ،‬وهذا فيه إشارة ظاهرة إلى طبيعة التكامل بين الرجل‬
‫والمرأة‪ ،‬فالمرأة خلقت من الرجل ومن ضلعه تحديدا ل ليخنقها؛ بل ليعطف عليها بجناحه حبا‬
‫وحماية لها كما يفعل بأضلع صدره‪ ،‬وهي كذلك لتبقى في محلها‪ ،‬فإن نشوز عظم الصدر مؤلم ‪،‬‬
‫بل ترق وتلين له كما الضلع في رقته ولينه‪] .‬د‪.‬عصام العويد[‬

‫)في آخر يوم من الختبارات كنت أفكر بما سأفعله في الجازة ‪-‬من نوم وراحة زائدة‪ -‬فلم يقطع‬
‫هذه الفكار إل صوت المام وهو يقرأ في صلة المغرب‪} :‬فإذا فرغت فانصب‪¤‬وإلى ربك‬
‫فارغب{)الشرح‪ (8 ،7:‬فعلمت أن المؤمن ل عطلة له عن طاعة ال‪ ،‬بل يتنقل من طاعة إلى‬
‫طاعة‪(.‬‬
‫)خرج المنذر بن سعد البلوطي ‪-‬أحد علماء الندلس‪ -‬ليستسقي‪ ،‬فلما رأى حال الناس بكى ونشج‪،‬‬
‫فسلم عليهم‪ ،‬ثم سكت متحسرا ‪-‬ولم تكن من عادته‪ -‬فاندفع قارئا قول ال‪} :‬سلم عليكم‪ ،‬كتب‬
‫ربكم على نفسه الرحمة‪){...‬النعام‪ (54:‬وحث الناس على التوبة والستغفار‪ ،‬فضجوا بالبكاء‪ ،‬ثم‬
‫سقوا‪.‬‬

‫كم نحن بحاجة إلى حسن الظن بال وإن وجد منا تقصير‪ ،‬فليس لنا رب سوى ال!(‬

‫)إن قيل‪ :‬كيف سمى ال أيوب صابرا‪ ،‬وقد أظهر الشكوى بقوله‪} :‬مسني الضر{)النبياء‪(83:‬‬
‫وقوله‪} :‬مسني الشيطان بنصب وعذاب{)ص‪(41:‬؟ قلت‪ :‬ليس هذا شكاية وإنما هو دعاء بدليل‬
‫قوله في الية الخرى‪} :‬فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر{)النبياء‪] .(84:‬الخازن[‬

‫)الحب في قاموس أهل القرآن ل يضاهيه أي حب! إنه حب يتصل بالملكوت العلى‪} :‬فسوف‬
‫يأتي ال بقوم يحبهم ويحبونه{)المائدة‪ (54:‬وإمامهم فيه محمد صلى ال عليه وسلم‪} :‬إن كنتم‬
‫تحبون ال فاتبعوني يحببكم ال{)آل عمران‪ (31:‬فل ينقضي عجبك حين يغفل بعض المسلمين‬
‫عن هذا الحب ‪-‬الذي ل ينقطع لحظة واحدة ‪ -‬وينشطون لحب يتذاكرونه مرة كل سنة! وإمامهم‬
‫فيه قسيس نصراني يدعى )فلنتاين(! }أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير{)البقرة‪(61:‬؟‬
‫]د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)التفت حولك! هل ترى نملة أو حشرة صغيرة تحمل رزقها على ظهرها؟ بل ربما دفعته بمقدمة‬
‫رأسها لعجزها عن حمله!‬

‫أي هم حملته هذه الدويبة الصغيرة لرزقها؟ وهل كان معها خرائط تهتدي بها؟‬

‫كل‪ ..‬إنها هداية ال الذي قدر فهدى‪ ،‬والذي قال‪} :‬وكأين من دابة ل تحمل رزقها‪ ،‬ال يرزقها‬
‫وإياكم{)العنكبوت‪.(60:‬‬

‫فكيف يقلق عبد ‪-‬في شأن رزقه‪ -‬وهذا كلم ربه؟ (‬

‫)البون الشاسع بين الطلب في الدرجات والمعدلت ما هو إل معيار من معايير التفاضل في أمر‬
‫الدنيا‪ ،‬وقد جاء التوجيه القرآني بالحث ‪-‬عند النشغال بالتفاضل الدنيوي‪ -‬على تذكر التفاضل‬
‫الخروي‪ ،‬الذي هو أكبر وأعظم!‬

‫والمؤمن الموفق له في كل شيء عبرة! }انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللخرة أكبر‬
‫درجات وأكبر تفضيل{)السراء‪.(21:‬‬

‫)السلم لم يهذب الحب ويزكيه فحسب‪ ،‬بل جعله عبادة يتعبد بها المؤمن‪ ،‬ويستشعر لذتها‪،‬‬
‫ويرجو بها رضوان ربه‪ ،‬فما أسوأ أن تزول هذه المعاني العظيمة‪ ،‬وتختزل هذه المحبة في وردة‬
‫حمراء سرعان ما تذبل‪ ،‬ويختصر زمن التعبير عنها في يوم واحد! تأمل في خلود حب المتقين‪:‬‬
‫}الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين{)الزخرف‪] .(67:‬أ‪.‬د‪.‬إبتسام الجابري[‬

‫)}ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبين{)الجمعة‪.(2:‬‬


‫هذه المة‪ :‬حرر القرآن أرواحها من العبودية للوثان الحجرية والبشرية‪ ،‬وحرر أبدانها من‬
‫الخضوع لجبروت الكسروية القيصرية‪ ،‬وجل عقولها على النور اللهي‪ ،‬وطهر نفوسها من‬
‫أدران السفاف‪] .‬محمد البشير البراهيمي[‬

‫)}ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء{)النحل‪.(89:‬‬

‫قال مسروق رحمه ال‪ :‬ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إل علمه في القرآن‪ ،‬إل أن علمنا‬
‫يقصر عنه‪(.‬‬

‫)}لو نشاء جعلناه أجاجا{)الواقعة‪.(70 ،69:‬‬

‫لم يقل‪ :‬لو نشاء لم ننزل؛ لن حسرة النسان على ماء بين يديه ولكن ل يستطيعه ول يستسيغه‬
‫أشد من حسرته على ماء مفقود‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)}آتنا غداءنا{)الكهف‪ (62:‬تدبر قصة موسى مع فتاه وخادمه؛ تجد كرم الخلق ولطافة المعاملة‬
‫وحسن الصحبة‪ :‬يخبره بتفاصيل مسيره‪ ،‬ويشركه في طعامه‪ ،‬ويعذره في خطئه‪ ،‬بل يدخل‬
‫السرور على نفسه إذهابا لروعه }ذلك ما كنا نبغ{)‪ (64‬وتأمل واقع كثير من الناس مع خدمهم‪،‬‬
‫بل مع أبنائهم وطلبهم تدرك أين هم من أخلق النبوة!؟ ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)الموفق من الناس من يجتمع له التفكر في آيات ال الكونية‪ ،‬وتدبر آيات القرآن‪ ،‬فالخارج للبر –‬
‫مثل‪ -‬يحصل له ذلك حين يرى آثار رحمة ال بإحياء الرض بعد موتها‪ ،‬فيذكره بقدرة ال على‬
‫إحياء الموتى‪ ،‬فيعتبر عندها بقوله سبحانه‪} :‬فانظر إلى آثار رحمة ال كيف يحيي الرض بعد‬
‫موتها‪ ،‬إن ذلك لمحيي الموتى‪ ،‬وهو على كل شيء قدير{)الروم‪( .(50:‬‬

‫)إن علما ل يبعدك اليوم عن المعاصي‪ ،‬ول يحملك على الطاعة‪ ،‬لن يبعدك غدا عن نار جهنم‪،‬‬
‫وإذا لم تعمل اليوم‪ ،‬ولم تتدارك أيامك الماضية‪ ،‬فستقول غدا يوم القيامة‪} :‬فارجعنا نعمل صالحا{‬
‫)السجدة‪ (12:‬فسيقال لك‪ :‬يا أحمق! أنت قد جئت من هناك!! ]أبو حامد الغزالي[‬

‫)"أجمع عقلء كل ملة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه" ومصداق ذلك في القرآن‪} :‬ما‬
‫أصاب من مصيبة إل بإذن ال ومن يؤمن بال يهد قلبه{)التغابن‪] .(11:‬إبراهيم الحربي‪-‬من‬
‫تلميذ المام أحمد‪[-‬‬

‫)}فما له من قوة ول ناصر{)الطارق‪.(10:‬‬

‫تأمل كيف نفت هذه الية كل سبب يمكن أن يكون للنسان يوم القيامة‪ ،‬فإنه نفى القوة وهي ما عند‬
‫النسان من داخله‪ ،‬ونفى الناصر وهو ما له من خارجه‪(.‬‬

‫)}فل يخرجنكما من الجنة فتشقى{)طه‪.(117:‬‬

‫أسند الشقاء إلى آدم دون حواء‪ ،‬لوجهين‪:‬‬

‫‪ /1‬أن في ضمن شقاء الرجل شقاء أهله‪ ,‬كما أن في سعادته سعادتهم؛ لنه القيم عليهم‪.‬‬
‫‪ /2‬من الشقاء التعب في طلب القوت وذلك على الرجل دون المرأة؛ لن الرجل هو الساعي على‬
‫زوجته‪] .‬الخازن[‬

‫)}إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم‪){..‬يس‪ ،(12:‬تدبر كلمة‪) :‬وآثارهم( تجد أن‬
‫للعمال أثرا بعد موت صاحبها حسنة كانت أم سيئة‪ ،‬وستكون ظاهرة له يوم القيامة‪ ،‬فاحرص أن‬
‫يكون لك أثر في دنياك ترى نفعه يوم القيامة‪] .‬د‪.‬عبدالمحسن المطيري[‬

‫)قال تعالى‪} :‬عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة{ لما ذكر تعالى زينة‬
‫الظاهر بالحرير والحلي‪ ،‬قال بعده‪} :‬وسقاهم ربهم شرابا طهورا{)النسان‪ (21:‬أي طهر‬
‫بواطنهم من الحسد والحقد والغل والذى وسائر الخلق الرديئة‪ ،‬فحلى الظاهر والباطن‪] .‬ابن‬
‫كثير[‬

‫)فما أشدها من حسرة وما أعظمها من غبنة على من أفنى أوقاته في طلب العلم‪ ،‬ثم يخرج من‬
‫الدنيا وما فهم حقائق القرآن‪ ،‬ول باشر قلبه أسراره ومعانيه! فال المستعان‪] .‬ابن القيم[‬

‫)المشرك يخاف المخلوقين ويرجوهم فيحصل له رعب‪} :‬سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب‬
‫بما أشركوا بال ما لم ينزل به سلطانا{)آل عمران‪.(151:‬‬

‫والخالص من الشرك يحصل له المن‪} :‬الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم المن وهم‬
‫مهتدون{)النعام‪] .(82:‬ابن تيمية[‬

‫)}ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما{)العراف‪(27:‬‬

‫أليس التكشف هو المادة الولى في قانون إبليس؟! لقد كانت طالبات البتدائي عندنا بدمشق‬
‫يخرجن بالحجاب الكامل‪ ،‬وعلى وجوههن النقاب‪ ،‬وأذكر أن دمشق أضربت مرة‪ ،‬وأغلقت‬
‫أسواقها كلها‪ ،‬وخرجت المظاهرات تمشي في جاداتها؛ لن وكيلة مدرسة خرجت كاشفة وجهها!‬
‫]علي الطنطاوي[‬

‫)}ول تؤتوا السفهاء أموالكم{)النساء‪ (5:‬إن أمة تنفق مئات المليين في الشهر على اللهو‬
‫والدخان‪ ،‬وتنفق مثلها على المحرمات‪ ،‬وتنفق مثلها على البدع الضارة‪ ،‬وتنفق أمثال ذلك كله‬
‫على الكماليات التي تنقص الحياة‪ ،‬ول تزيد فيها‪ ،‬ثم تدعي الفقر إذا دعاها الداعي لما يحيها‪ :‬لمة‬
‫كاذبة على ال‪ ،‬سفيهة في تصرفاتها‪] .‬محمد البشير البراهيمي[‬

‫)}فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم{]النحل‪ [98:‬وفائدة الستعاذة‪ :‬ليكون‬
‫الشيطان بعيدا عن قلب المرء ‪-‬وهو يتلو كتاب ال‪ -‬حتى يحصل له بذلك تدبر القرآن وتفهم‬
‫ع بالقرآن‬
‫معانيه‪ ،‬والنتفاع به؛ لنك إذا قرأته وقلبك حاضر حصل لك من معرفة المعاني والنتفا ِ‬
‫ما لم يحصل لك إذا قرأته وأنت غافل‪ ،‬وجرب تجد‪] .‬ابن عثمين[‬

‫)}الحمد ل رب العالمين{ يؤخذ من سورة الفاتحة‪ ،‬إيجاز المقدمة مع بلغتها؛ لئل تمل نفوس‬
‫السامعين بطول انتظار المقصود‪ ،‬وهذا سنة للخطباء أل يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي‪ ،‬فإنه‬
‫بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض‪ ،‬ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها‬
‫سورة قصيرة‪] .‬ابن عاشور[‬
‫) }الحمد ل رب العالمين{‬

‫الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام‪ ،‬وهذا مناسب جدا للوصف الذي جاء بعد‬
‫الحمد‪) :‬رب العالمين =الربوبية( فإذا كان ال هو من ربى العبد وجب عليه أن يحبه‪ ،‬وإذا كان‬
‫هو القادر على ذلك وجب عليه تعظيمه (‬

‫)}اهدنا الصراط المستقيم{ من أدب الدعاء أن يكون ذلك بعد الثناء‪ ،‬وفي قوله‪} :‬الحمد ل رب‬
‫العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين{ ثناء‪ ،‬وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء }اهدنا{‪.‬‬
‫]ينظر‪ :‬تفسير ابن كثير[‬

‫)‬
‫}مالك يوم الدين{‬

‫تأمل كيف تضمنت هذه الية‪:‬‬

‫‪ - 1‬إثبات المعاد‪.‬‬

‫‪ - 2‬جزاء العباد بأعمالهم ‪-‬حسنها وسيئها‪.-‬‬

‫‪ - 3‬تفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلئق‪.‬‬

‫‪ - 4‬كون حكمه تعالى بالعدل‪] .‬ابن القيم[‬

‫)مبنى الفاتحة على العبودية‪ ،‬فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف‪ ،‬و}الحمد ل‪ {..‬محبة‪،‬‬
‫و}الرحمن الرحيم‪ {..‬رجاء‪ ،‬و}مالك يوم الدين‪ {..‬خوف! وهذه هي أصول العبادة‪ ،‬فرحم ال‬
‫عبدا استشعرها‪ ،‬وأثرت في قلبه‪ ،‬وحياته (‬

‫)من أعظم ما يذكر به المتكبر والجاحد للنعم‪ :‬تنبيهه على أصل خلقته‪ ،‬التي يستوي فيها الغنياء‬
‫والفقراء‪ ،‬والملوك والسوقة‪ ،‬وهذا ما سلكه الرجل المؤمن ‪-‬وهو يحاور صاحبه المتكبر‪:-‬‬
‫}أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجل{؟)الكهف‪] .(37:‬عمر المقبل[‬

‫)ومن الناس من تعلم القرآن لكنه أهمل تلوته‪ ،‬وهذا هجران للقرآن وحرمان للنفس من أجر‬
‫عظيم‪ ،‬وسبب لنسيانه‪ ،‬وقد يدخل في قوله تعالى‪} :‬ومن أعرض عن ذكري{)طه‪ ،(124:‬فإن‬
‫العراض عن تلوة القرآن وتعريضه للنسيان خسارة كبيرة‪ ،‬وسبب لتسلط الشيطان على العبد‪،‬‬
‫وسبب لقسوة القلب‪] .‬د‪.‬صالح الفوزان[‬

‫)مظاهر الضعف في المة ينبغي أل تعميها عما لها من عناصر القوة‪ ،‬وأقواها‪ :‬علو مبادئها‬
‫ومعية ال‪} :‬فل تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم العلون وال معكم{)محمد‪ ،(35:‬وهذا ما أدركه‬
‫أعداؤها على أرض الواقع في ميادين الجهاد مما جعلهم يسعون للحوار بزخم غير مسبوق‪ ،‬وما‬
‫ذاك إل ليحصلوا في ميدان الحوار ما عجزوا عنه في ميدان القتال‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)"قال تعالى في سورة فاطر‪} :‬إنما يخشى ال من عباده العلماء{)‪ (28‬وقال في سورة البينة‪:‬‬
‫}أولئك هم خير البرية{ إلى قوله‪} :‬لمن خشي ربه{)‪ (8-7‬فاقتضت اليتان أن العلماء هم الذين‬
‫يخشون ال تعالى‪ ،‬وأن الذين يخشون ال تعالى هم خير البرية؛ فينتج‪ :‬أن العلماء هم خير‬
‫البرية"‪] .‬ابن جماعة[‬

‫)أيها القلب الحزين‪ :‬إياك أن تنسى العلي‪ ،‬كن مثل كليم الرحمن؛ خرج خائفا‪ ،‬سافر راجل‪،‬‬
‫اخضر جوعا‪ ،‬فنادى منكسرا }رب{ فحذف ياء النداء }إني{ لتأكيد المسكنة ولم يقل‪ :‬أنا‪} ،‬لما{‬
‫لي شيء }أنزلت إلي{ بصيغة الماضي لشدة يقينه بالجابة فكأنها تحققت‪} ،‬من خير فقير{‬
‫)القصص‪ ،(24:‬فكان جزاء هذا النكسار التام‪ :‬أهل ومال‪ ،‬ونبوة وحفظا‪] .‬د‪.‬عصام العويد[‬

‫)}وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى‪¤‬فإن الجنة هي المأوى{)النازعات‪(41-40:‬‬


‫يحتاج المسلم إلى أن يخاف ال وينهى النفس عن الهوى‪ ،‬ونفس الهوى والشهوة ل يعاقب عليه‬
‫‪-‬إذا لم يتسبب فيها‪ -‬بل على اتباعه والعمل به‪ ،‬فإذا كانت النفس تهوى وهو ينهاها‪ ،‬كان نهيه‬
‫عبادة ل وعمل صالحا‪،‬‬

‫و)مقام ربه( أي قيامه بين يديه تعالى للجزاء‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)}إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا{)النسان‪.(19:‬‬

‫قال بعضهم‪ :‬هذا من التشبيه العجيب؛ لن اللؤلؤ إذا كان متفرقا كان أحسن في المنظر لوقوع‬
‫شعاع بعضه على بعض‪] .‬ينظر‪ :‬تفسير الثعالبي[‬

‫)ما أدق وصف ال للشعراء‪ ،‬تأمل‪} :‬ألم تر أنهم{ لغوايتهم }في كل واد{ من أودية الشعر‪،‬‬
‫}يهيمون{)الشعراء‪ (225:‬فتارة في مدح‪ ،‬وتارة في قدح‪ ،‬وتارة في صدق‪ ،‬وتارة في كذب‪،‬‬
‫وتارة يتغزلون‪ ،‬وأخرى يسخرون‪ ،‬ومرة يمرحون‪ ،‬وآونة يحزنون‪ ،‬فل يستقر لهم قرار‪ ،‬ول‬
‫يثبتون على حال من الحوال }إل الذين آمنوا{)‪] .(227‬السعدي[‬

‫)في لفظة )أنعمت( فوائد‪:‬‬

‫‪ /1‬أن الصراط المستقيم نعمة من أعظم النعم‪.‬‬

‫‪ /2‬أن الهداية ل بعمل العبد‪ ،‬بل نعمة من غيره أسديت إليه‪.‬‬

‫‪ /3‬أن المنعم بالهداية هو ال وحده‪.‬‬

‫‪ /4‬وفيه أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها‪] .‬باسل الرشود[‬

‫)‬
‫فـ"إياك نعبد" الغاية‪ ،‬و"إياك نستعين" الوسيلة‪ ،‬فلن تستطيع أن تعبد ال إل بال‪ ،‬فالبداية من ال‬
‫والنهاية إلى ال! فإنا ل وإنا إليه راجعون‪] .‬ينظر‪ :‬العبودية لبن تيمية[‬

‫)‬
‫إذا أردت النتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلوته وسماعه‪ ،‬وألق سمعك‪ ،‬واحضر حضور من‬
‫يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه‪ ،‬فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله –صلى ال عليه‬
‫وسلم‪] .-‬ابن القيم[‬
‫)}وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ‪ ¤‬لقد جئتم إدا ‪ ¤‬تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتخر‬
‫الجبال هدا{)مريم‪ (90-88:‬فإذا كانت الجبال تنهد غيرة على التوحيد واليمان‪ ،‬فكيف بقلب‬
‫المؤمن الذي يخاف ال ويرجو رحمته‪ ،‬فإنه أولى وأحرى‪] .‬د‪.‬محمد المختار الشنقيطي[‬

‫)}صراط الذين أنعمت عليهم{ فيها إشارة وبشارة للمهتدي أنه ليس وحده على هذا الطريق‪ ،‬وأنه‬
‫وإن كان غريبا بين العابثين من البشر فإن طريقه مليء بالصالحين‪ ،‬الذين حازوا أعلى نعمة‪،‬‬
‫فليأنس بذلك‪(.‬‬

‫)يثير البعض جدل حول صحة الثر‪" :‬ما نزل بلء إل بذنب‪ ،‬وما رفع إل بتوبة"‪ ،‬ومهما تكلم في‬
‫سنده‪ ،‬فمعناه صحيح قطعا‪ ،‬ألم يتدبر هؤلء قوله تعالى‪} :‬وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت‬
‫أيديكم‪ ،‬ويعفو عن كثير{؟)الشورى‪} (30:‬وما كان ال معذبهم وهم يستغفرون{)النفال‪.(33:‬‬
‫]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)من أحسن ما يفتح لك باب فهم الفاتحة قوله تعالى‪-‬في الحديث القدسي‪" :-‬قسمت الصلة بيني‬
‫وبين عبدي نصفين‪ ،‬ولعبدي ما سأل‪ ،‬فإذا قال العبد‪} :‬الحمد ل رب العالمين{ قال ال‪ :‬حمدني‬
‫عبدي‪ ,‬وإذا قال‪} :‬مالك يوم الدين{ قال ال‪ :‬مجدني عبدي‪ ,‬فإذا قال‪} :‬إياك نعبد وإياك نستعين{‬
‫قال ال‪ :‬هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل‪ ,‬فإذا قال‪} :‬اهدنا الصراط المستقيم{ ‪-‬إلى قوله‪:-‬‬
‫}ول الضالين{ قال ال‪ :‬هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"‪،‬‬
‫فإذا تأمل العبد هذا‪ ,‬وعلم أنها نصفان‪ :‬نصف ل‪ ,‬ووصف للعبد‪ ،‬وتأمل أن الذي علمه هذا هو ال‪,‬‬
‫وأمره أن يدعو به ويكرره في كل ركعة‪ ,‬وأنه سبحانه ضمن إجابة هذا الدعاء ‪-‬إذا دعاه بإخلص‬
‫وحضور قلب‪ -‬تبين له ما أضاع أكثر الناس‪] .‬محمد بن عبدالوهاب[‬

‫)كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون‪ ,‬ظن أن ذلك‬
‫مخصوص بهم‪ ,‬مع أن ال أمر بقراءة الفاتحة كل صلة‪ ,‬فيا سبحان ال كيف يأمره ال أن يستعيذ‬
‫من شيء ل حذر عليه منه‪ ,‬ول يتصور أنه يفعله؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل‬
‫بعلمه‪ ،‬وفي الضالين العاملون بل علم‪] .‬محمد بن عبدالوهاب[‬

‫)حقيقة الصراط المستقيم هو‪ :‬معرفة الحق والعمل به؛ لن ال لما ذكره في الفاتحة بين من‬
‫انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم‪ ،‬الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به‪ ،‬والنصارى الذين‬
‫ضلوا عن الحق وعملوا بغيره‪] .‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)}ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل ال{)لقمان‪.(6:‬‬

‫قيل‪ :‬نزلت في النضر بن الحارث‪ ،‬كان يشتري أخبار العاجم كـ)رستم واسفنديار( ‪-‬بعض ملوك‬
‫فارس‪ -‬ويحدث بها قريشا ليستملحوا حديثه‪ ،‬ويتركوا استماع القرآن‪] .‬تفسير الطبري[‬

‫ما أشبه الليلة بالبارحة‪ ،‬فالنضر بن الحارث استبدله بعضهم بدور تنشر كتبا وروايات تفسد‬
‫الخلق والعقائد‪ ،‬وتزهد في نصوص الوحي! (‬

‫)}وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون{؟)الجاثية‪(5:‬‬


‫أل إن العاقل حقا إذا شاهد قدرة ال في تصريف هذه الرياح وتقليبها شمال وجنوبا‪ ،‬وليل ونهارا‪،‬‬
‫وما تحمله من أمطار وأخطار‪ ،‬أورثه ذلك تعظيما ل وخوفا من عذابه‪ ،‬ولم يأمن مكر ال‪:‬‬
‫}أأمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا؟ فستعلمون كيف نذير{! ]د‪.‬عبدال الغفيلي[‬

‫)من طرق التدبر‪ :‬تدارس القرآن‪ ،‬والتدارس ل يكون إل طرفين فأكثر‪ ،‬فينظرون في آية أو في‬
‫سورة أو في موضوع‪ ،‬ويتبادلون الحديث‪ ،‬ويرجعون للكتب‪ ،‬ويسألون أهل العلم‪ ،‬بحثا عن النفع‪،‬‬
‫بغير تغالب أو مماراة‪] .‬د‪.‬عويض العطوي[‬

‫)ما الحكمة من قراءة سورة "المنافقون" في الجمعة؟‬

‫مناسبتها ظاهرة‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ /1‬أن يصحح الناس قلوبهم ومسارهم إلى ال تعالى كل أسبوع‪.‬‬

‫‪ /2‬أن يقرع أسماع الناس التحذير من المنافقين كل جمعة؛ لن ال قال فيها عن المنافقين‪} :‬هم‬
‫العدو فاحذرهم{ )المنافقون‪] .(4:‬ابن عثيمين[‬

‫)تأمل في نفرة كثير من غلة المدنية من نصوص القرآن والسنة‪ ،‬وابتهاجهم بذكر العلم‬
‫والمفاهيم الغربية وقارنها بقوله تعالى في سورة الزمر‪} :‬وإذا ذكر ال وحده اشمأزت قلوب الذين‬
‫ل يؤمنون بالخرة وإذا ُذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون{!)الزمر‪] .(45:‬إبراهيم السكران[‬

‫)آية الكرسي أعظم آية‪ ،‬وتدبرها أولى ما يكون‪ ،‬وقد شرعت قراءتها في مواضع كثيرة‪" ،‬ويحق‬
‫لمن قرأها متدبرا متفقها‪ ،‬أن يمتلئ قلبه من اليقين والعرفان واليمان‪ ،‬وأن يكون بذلك محفوظا‬
‫من شرور الشيطان"‪] .‬السعدي[‬

‫)}ل إله إل هو{‪ ..‬فيها نفي وإثبات؛ نفي اللوهية وإثباتها ل وحده‪ ،‬وهذا من التخلية قبل التحلية‪،‬‬
‫وقد فصل هذا أيضا في الية التي تليها }فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال فقد استمسك بالعروة‬
‫الوثقى ل انفصام لها{)البقرة‪] .(256:‬ينظر‪ :‬تفسير أضواء البيان[‬

‫)}ثم لتسألن يومئذ عن النعيم{)التكاثر‪ ,(8:‬لما اشتغل الكفار بالتكاثر بنعيم الدنيا ولذاتها عن طاعة‬
‫ال وشكره‪ ،‬سألهم عن هذا النعيم يوم القيامة؛ ليبين لهم أن ما ظنوه سببا لسعادتهم هو من أعظم‬
‫أسباب شقائهم في الخرة!(‬

‫)لما ذكر ال لنفسه صفة الحياة‪} :‬الحي القيوم{ ذكر بعدها }ل تأخذه سنة ول نوم{ وفيه معنى‬
‫لطيف وهو أن النوم هو الموتة الصغرى‪ ،‬فنفى عن نفسه السنة والنوم بعد أن أثبت لنفسه كمال‬
‫الحياة‪] .‬ينظر‪ :‬تفسير السعدي[‬

‫)ل تجزع من اللم‪ ،‬ول تخف من المعاناة ‪ ،‬فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين‪ ،‬فإنك إن تعش‬
‫مشبوب الفؤاد‪ ،‬محروق الجوى‪ ،‬ملذوع النفس‪ ،‬أرق وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر‪ ،‬فاتر‬
‫ل انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين{)التوبة‪:‬‬
‫الهمة‪ ،‬خامد النفس‪ ،‬وتأمل‪} :‬ولكن كره ا ّ‬
‫‪] .(46‬يوسف المهوس[‬
‫)قال ابن عقيل –جوابا لمن سأل عن هدم الجبال وتسوية الرض يوم القيامة‪ :-‬إنما بني لهم الدار‬
‫للسكنى والتمتع‪ ،‬وجعلها وجعل ما فيها للعتبار والتفكر‪ ،‬والستدلل عليه بحسن التأمل والتذكر‪،‬‬
‫فلما انقضت مدة السكنى وأجلهم من الدار خربها لنتقال الساكن منها‪(.‬‬

‫)ما قال تعالى‪} :‬ال ل إله إل هو{ قال بعدها‪ :‬الحي القيوم‪ ،‬فبعد أن ذكر استحقاقه للعبودية ذكر‬
‫سبب ذلك وهو كماله في نفسه ولغيره‪ ،‬فل تصلح العبادة إل لمن هذه شأنه‪} :‬وتوكل على الحي‬
‫الذي ل يموت{)الفرقان‪" ،(58:‬ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل يموت"! ]ينظر العبودية لبن‬
‫تيمية[‬

‫)إن ال ل يهب الحكمة إل إنسانا تعود الحسان في شؤونه‪ ،‬وتمكن من ضبط نفسه وإحكام أمره‬
‫وتسديد خطاه‪ ،‬ومشى على الصراط المستقيم‪ ،‬ل تهزمه وساوس الشر ول ترده عن غايته‬
‫همزات الشياطين‪ .‬يقول ال في عبده الصالح يوسف‪} :‬ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذالك‬
‫نجزي المحسنين{)يوسف‪] .(22:‬محمد الغزالي[‬

‫)}ل تأخذه سنة ول نوم{ السنة هي النعاس‪ ،‬وفي نفي النوم بعد نفي السنة‪ :‬تدرج من نفي العلى‬
‫بعد الدنى‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬ل تأخذه سنة فكيف بالنوم؟ وهذا من بلغة التأكيد‪] .‬ينظر‪:‬تفسير البقرة‬
‫لبن عثيمين[‬

‫فتأمل أيها المعظم لربه!‬

‫فإن أي ملك من ملوك الدنيا ‪-‬مهما كان حرصه على ملكه‪ -‬ل يمكن أن يبقى بضعة أيام بل نوم!‬
‫فسبحان الحي القيوم! (‬

‫)من مناسبة قوله تعالى‪} :‬له ما في السموات وما في الرض{ بعد التوحيد }ل إله إل هو{ أن‬
‫قوله "ما" عام‪ ،‬فكل ما في السموات والرض ل‪ ،‬مملوك من مماليكه وعبد من عبيده‪ ،‬فكيف‬
‫يعبد العبد عبدا ول يعبد مالكه؟! ]ينظر‪ :‬التحرير والتنوير[‬

‫)لما قال تعالى‪} :‬ال ل إله إل هو{ قال بعدها‪} :‬له ما في السموات وما في الرض{ ومن مناسبة‬
‫هذا أن القلوب متعلقة بمن يرزقها كما في قول إبراهيم‪} :‬إن الذين تعبدون من دون ال ل يملكون‬
‫لكم رزقا فابتغوا عند ال الرزق{)العنكبوت‪ ،(17:‬فدلهم على العبودية من الباب الذي يرغبونه‪.‬‬
‫]ينظر‪ :‬أيسر التفاسير للجزائري[‬

‫)قال تعالى في عرض النار على الكفار‪} :‬وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا{ )الكهف‪:‬‬
‫‪.(100‬‬

‫وقال تعالى في عرض الكفار على النار‪} :‬ويوم يعرض الذين كفروا على النار‪) {...‬الحقاف‪:‬‬
‫‪.(20‬‬

‫فهي تقرب إليهم وهم –أيضا‪ -‬يقربون إليها‪ ،‬وذلك من زيادة العذاب عياذا بال‪] .‬الشنقيطي[‬

‫)صفة التدبر أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به‪ ،‬ويتأمل الوامر والنواهي‪ ،‬فإن كان مما‬
‫قصر عنه فيما مضى استغفر‪ ،‬وإذا مر بآية رحمة سأل واستبشر‪ ،‬أو عذاب أشفق وتعوذ‪ ،‬أو‬
‫تنزيه نزه وعظم‪ ،‬أو دعاء تضرع وطلب‪] .‬السيوطي[‬
‫)إن أعظم المهام التي تتولها المرأة‪ :‬المومة‪ ،‬وقد رعى القرآن حق هذه القائدة الم‪ ،‬فكرر‬
‫ذكرها في سوره المكية والمدنية‪ ،‬وتدبر جيدا حديثه عن حملها ورضاعها ووهنها وشفقتها‪،‬‬
‫والمر ببرها ورعايتها‪ ،‬وتأمل كيف جسد القرآن البر الحقيقي بها‪ ،‬من غير ربط لذلك بيوم في‬
‫العام‪ ،‬فالم في نفوس أهل القرآن ملء السمع والبصر‪] .‬أ‪.‬د‪.‬إبتسام الجابري[‬

‫)}ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الموال والنفس والثمرات‪){..‬البقرة‪.(155:‬‬

‫تأمل كيف قال‪} :‬بشيء{ فهو شيء يسير‪ ،‬لنه ابتلء تمحيص ل ابتلء إهلك‪] .‬د‪.‬عبدالمحسن‬
‫المطيري[‬

‫)}وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون{)النحل‪(68:‬‬
‫تأمل كمال طاعة النحل لربها فل يرى للنحل بيت غير هذه الثلثة البتة‪ ،‬فالنسان أولى بالطاعة‬
‫لربه! ]ابن القيم[‬

‫)}يسمع آيات ال تتلى عليه‪ ،‬ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها{)الجاثية‪ (8:‬وهذه الصورة‬
‫البغيضة ‪-‬مع أنها صورة فريق من المشركين في مكة‪ -‬إل أنها تتكرر في كل عصر‪ ،‬فكم في‬
‫الناس من يسمع آيات ال تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها؟! لنها ل توافق هواه‪ ،‬ول‬
‫تسير مع مألوفه‪ ،‬ول تتمشى له مع اتجاه!(‬

‫)}ول يحيطون بشيء من علمه{ لم يقل بعلمه‪ ،‬فهم ل يحيطون بعلمه‪ ،‬ول بشيء من علمه‪ ،‬بل‬
‫هم إن علموه فإنما يعلمونه من وجه دون وجه بغير إحاطة‪] .‬ينظر‪ :‬التسهيل لعلوم التنزيل[‬

‫)‬
‫}وسع كرسيه السماوات والرض{ والكرسي ليس أكبر مخلوقات ال تعالى‪ ،‬بل هناك ما هو‬
‫أعظم منه وهو العرش‪ ،‬وما ل يعلمه إل هو‪ ،‬وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الفكار وتكل‬
‫البصار‪ ،‬وتقلقل الجبال‪ ،‬فكيف بعظمة خالقها ومبدعها‪ ،‬والذي قد أمسك السماوات والرض أن‬
‫تزول من غير تعب ول نصب‪ ،‬فلهذا قال‪} :‬ول يؤوده حفظهما{‪] .‬السعدي[‬

‫)}له ما في السماوات وما في الرض{ تأمل في أعظم مساحة يملكها تاجر أو حاكم؛ إنها ذرة في‬
‫هذا الكون الفسيح! وهي تشير ‪-‬أيضا‪ -‬إلى أن ما في أيدي الخلق فمآله إليه!‬

‫فتبارك من وسع ملكه وسلطانه السماوات والرض والدنيا والخرة! ]د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)}ففروا إلى ال{)الذاريات‪ (50:‬هكذا يطمئن المؤمن‪ ،‬لنه يعرف إلى أين يفر حين تصيبه‬
‫مصيبة‪ ،‬أو يداهمه هم‪ ،‬فأما في عالم الشقياء فهم يهربون إلى المخدرات‪ ،‬فل يجدون إل الوبال‪،‬‬
‫وإلى الشهوات المحرمة‪ ،‬فل ينالون إل الوبئة التي حرمتهم الشهوات! فأين يذهبون؟! هم وال ل‬
‫يدرون! ]د‪.‬سفر الحوالي[‬

‫)لما احتج قوم عاد بقولهم‪} :‬من أشد منا قوة{ قيل لهم‪} :‬أولم يروا أن ال الذي خلقهم هو أشد‬
‫منهم قوة{)فصلت‪.(15:‬‬
‫وهكذا كل ما في المخلوقات من قوة وشدة تدل على أن ال أقوى وأشد‪ ،‬وما فيها من علم يدل على‬
‫أن ال أعلم‪ ،‬وما فيها من علم وحياة يدل على أن ال أولى بالعلم والحياة‪ ،‬فمن تمام الحجة‬
‫الستدلل بالثر على المؤثر‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)قال سفيان الثوري‪ :‬من أبكاه علمه فهو العالم؛ فإن ال تعالى يقول‪} :‬إن الذين أوتوا العلم من قبله‬
‫إذا يتلى عليهم يخرون للذقان سجدا{)السراء‪ ،(108:‬و قال تعالى‪} :‬إذا تتلى عليهم آيات‬
‫الرحمن خروا سجدًا وبكيا{)مريم‪.(58:‬‬

‫)في سورة الكهف ضرب ال مثل برجلين جعل لحدهما جنتين‪ ,‬فتكبر‪ ،‬فكان عاقبته كبره‬
‫الخسار‪ ،‬ومن اللطائف أن هذه القصة جاءت بعد أمر ال تعالى لنبيه أن يصبر نفسه مع ضعفاء‬
‫المؤمنين‪ ،‬خلفا لكبراء قريش‪ ،‬الذين تكبروا عن الجلوس معهم‪ ،‬فكان عاقبتهم الخسار كما كان‬
‫عاقبة صاحب الجنتين‪] .‬ابن كثير[‬

‫)عن أبي حمزة رحمه ال قال‪ :‬قلت لبن عباس رضي ال عنه‪ :‬إني سريع القراءة‪ ،‬إني أقرأ‬
‫القرآن في ثلث‪ ،‬فقال‪ :‬لن اقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها‪ ،‬أحب إلي أن أقرأها كما تقرأ‪.‬‬
‫]رواه البيهقي[‬

‫)‬
‫}وهو العلي العظيم{ مثل هذه الجملة التي طرفاها معرفتان تفيد الحصر؛ فهو وحده العلي؛ أي‬
‫ذو العلو المطلق‪ ،‬وهو الرتفاع فوق كل شيء؛ و}العظيم{ أي‪ :‬ذو العظمة في ذاته‪ ،‬وسلطانه‪،‬‬
‫وصفاته‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫))هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إل اليوم‪ ..‬هذا ملك نزل إلى الرض لم ينزل قط إل‬
‫اليوم فسلم وقال‪ :‬أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك‪ :‬فاتحة الكتاب وخواتيم سورة‬
‫البقرة‪] .(..‬مسلم[‬

‫)من أهم أسباب التحصيل‪ :‬تقوى ال والحذر من المعاصي‪ ،‬قال ال سبحانه‪} :‬ومن يتق ال يجعل‬
‫له مخرجا‪¤‬ويرزقه من حيث ل يحتسب{)الطلق‪.(3:‬‬

‫والمخرج من الجهل من أهم المخارج المطلوبة‪ ،‬كما أن العلم من أفضل الرزق الذي ينتج عن‬
‫التقوى‪] .‬ابن باز[‬

‫)لما نزلت }وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به ال{ اشتد ذلك على الصحابة فقالوا‪ :‬قد‬
‫أنزلت عليك هذه الية ول نطيقها‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم‪) :‬أتريدون أن تقولوا كما قال أهل‬
‫الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا( فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم‪،‬‬
‫)فنسخها ال( وأنزل ال في إثرها }آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون{ ]مسلم[‪.‬‬

‫فتأمل أثر التدبر في وجل الصحابة‪ ،‬وتأمل بركة تسليمهم لمر ال! (‬

‫)‬
‫قال الزجاج‪ :‬لما ذكر ال في سورة البقرة أحكاما كثيرة‪ ،‬وقصصا‪ ،‬ختمها بقوله‪} :‬آمن الرسول‬
‫بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون{ تعظيما لنبيه صلى ال عليه وسلم وأتباعه‪ ،‬وتأكيدا لجميع ذلك‬
‫المذكور من قبل‪ ،‬وأنهم آمنوا بأخباره وعملوا بأحكامه‪(.‬‬
‫)شهدت عددا من الكتاب الشباب لزالت خصومتهم مع المتدينين تتمادى بهم‪ ،‬حتى تورطوا‬
‫بمقالت محادة للوحي‪ ،‬كل ذلك بدافع النكاية بالمتدينين وإغاظتهم فقط! وكنت أظنها صرعة‬
‫جديدة حتى قرأت قوله تعالى‪} :‬إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا‪ ¤ ...‬فاتخذتموهم‬
‫سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون{! )المؤمنون‪] .(110-109:‬إبراهيم السكران[‬

‫)}وتفقد الطير فقال ما لي ل أرى الهدهد{)النمل‪(20:‬‬

‫فيه دليل على تفقد المام أحوال رعيته‪ ،‬والمحافظة عليهم‪ ،‬فانظر إلى الهدهد مع صغره‪ :‬كيف لم‬
‫يخف حاله على سليمان‪ ،‬فكيف بما هو أعظم؟ ويرحم ال عمر فإنه كان على سيرته‪ ،‬قال‪ :‬لو أن‬
‫سخلة على شاطئ الفرات أخذها الذئب ليسألن عنها عمر‪] .‬القرطبي[‬

‫)}الرحمن الرحيم{‬

‫قال أهل العلم‪ :‬هذا السمان يفتحان ‪-‬لمن عقل‪ -‬أوسع أبواب المحبة ل‪ ،‬والرجاء فيه‪ ،‬وتنويع‬
‫السمين ‪-‬مع أن المصدر واحد وهو الرحمة‪ -‬دليل سعتها‪ ،‬وفي الحديث القدسي‪" :‬أنا عند ظن‬
‫عبدي بي"‪] .‬صالح آل الشيخ[‬

‫)سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه ال‪ ،‬وهو يعلق على قوله تعالى‪} :‬ما عندكم ينفد وما عند ال‬
‫باق{)النحل‪ (96:‬فيقول‪ :‬كثير من الناس ل ينصرف ذهنه عند قراءة هذه الية إل للمال أو الطعام‬
‫ونحوه‪ ،‬والحق أنها تشمل السمع والبصر وسائر ما عند العباد من أمور حسية ومعنوية‪] .‬د‪.‬عمر‬
‫المقبل[‬

‫)جعل ال النار تذكرة للموقين أي المسافرين‪ ،‬مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين تنبيها‬
‫لعباده ‪-‬وال أعلم ‪ -‬على أنهم كلهم مسافرون‪ ،‬وأنهم في هذه الدار على جناح سفر‪ ،‬ليسوا مقيمين‬
‫ول مستوطنين‪] .‬ابن القيم[‬

‫)أمر ال أن نكون مع الصادقين في كل الوقات فقال‪} :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وكونوا مع‬
‫الصادقين{)التوبة‪ (119:‬فكم يخسر هذه الية من يتشبه بالكافرين فيما يسمى بـ)كذبة إبريل(؟‬
‫ناهيك عن كون الكذب محرما في كل وقت‪ ،‬فما أشده من خذلن! ]د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)‬
‫}وقالوا سمعنا وأطعنا{ هذه المة أمة اتباع‪ ،‬فإذا آتاها ال العقل الدال على صدق رسوله وصحة‬
‫كتابه‪ :‬فإنها ل تعارض أفراد الدلة بعقولها‪ ،‬بل هي تسمع لها وتطيع‪] .‬ينظر‪ :‬فتاوى ابن باز[‬

‫)}أفعيينا بالخلق الول{؟)ق‪.(15:‬‬

‫هذه من براهين البعث‪ ،‬لن من لم يعي بخلق الناس ولم يعجز عن إيجادهم الول ل شك في‬
‫قدرته على إعادتهم وخلقهم مرة أخرى‪ ،‬لن العادة ل يمكن أن تكون أصعب من البدء‪.‬‬
‫]الشنقيطي[‬

‫)}آمن الرسول بما أنزل إليه من ربنا والمؤمنون{ ثم قال‪} :‬وقالوا سمعنا وأطعنا{ دل أن اليمان‬
‫الصحيح يقود إلى العمل‪ ،‬فهو ليس مجرد معرفة قلبية‪ ،‬وتصورات ذهنية‪(.‬‬
‫)‬
‫من ارتباط أول سورة البقرة بآخرها مدح ال تعالى في أولها للمتقين الذي يؤمنون بالغيب‪ ،‬ثم‬
‫فصل صفتهم في آخرها بأنهم الرسول ومن معه إذ آمنوا بالغيب من مثل أركان اليمان‪ ،‬وسمعوا‬
‫وأطاعوا‪.‬‬

‫وذكر في أولها أنهم بالخرة هم يوقنون‪ ،‬وفي آخرها قالوا‪} :‬وإليك المصير{‬

‫)‬
‫من أول ما يعين على التدبر‪ ،‬أن يعلم القارئ أنه المقصود بالتلوة‪ ،‬فإن من تلوة القرآن حق‬
‫تلوته‪ :‬التدبر‪ ،‬لنه طريق اليمان‪ ،‬ألم يقل ال تعالى‪} :‬الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته‬
‫أولئك يؤمنون به{)البقرة‪] .(121:‬د‪.‬محمد السيد[‬

‫)من أول ما نزل بعد )اقرأ( قوله سبحانه‪} :‬يا أيها المدثر * قم فأنذر{‪ ،‬فانظر كيف قدم ذلك على‬
‫تشريع أشياء كثيرة من العبادات وغيرها‪ ،‬فقف عندها ثم قف ثم قف‪ ،‬ترى العجب العجيب‪،‬‬
‫ويتبين لك ما أضاع الناس من أصل الصول‪ ،‬وهو التوحيد والدعوة إليه‪] .‬محمد بن عبدالوهاب[‬

‫)قوله تعالى‪} :‬ل يكلف ال نفسا إل وسعها{ يستدل بها بعضهم على الترخص‪ ،‬مع أنها تدل على‬
‫العزيمة أيضا‪ ،‬فيقال‪ :‬إن ال تعالى لم يكلف نفسا فوق وسعها‪ ،‬فمعناه أن كل ما كان في وسعه فهو‬
‫داخل في التكليف‪] .‬ينظر‪ :‬فتاوى ابن عثيمين[‬

‫)}وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند ال وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك{)النساء‪(78:‬‬
‫هكذا قال المنافقون عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهذا يتناول كل من جعل طاعة الرسول‪،‬‬
‫وفعل ما بعث به مسببا لشر أصابه‪ ،‬إما من السماء وإما من آدمى‪ ،‬وهؤلء كثيرون‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)}لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت{ فرق بين "الكسب" و"الكتساب"‪ ،‬فالكسب هو ما حصله‬
‫النسان من عمله المباشر وغيره‪ ،‬فالعبد يعمل الحسنة الواحدة ويجزى عليها عشرا‪ ،‬وأما‬
‫الكتساب فهو ما باشره فحسب‪ ،‬فلو عمل سيئة لم تكتب عليه إل واحدة‪ ،‬وذلك من فضل ال‬
‫ورحمته‪] .‬ينظر‪ :‬محاسن التأويل[‬

‫)ما من اختراع يخطر ببالك من المخترعات الحديثة ‪-‬كالمركبات ووسائل التصال وغيرها‪ -‬إل‬
‫وقد أشار إليه القرآن‪ ،‬تأمل قوله تعالى‪} :‬ويخلق ما ل تعلمون{)النحل‪.(8:‬‬

‫وبفهم هذه العمومات يدرك المتدبر سعة معاني كلم ال تعالى‪ ،‬وكيف تدخل آلف الشياء‬
‫والمعاني في جملة قصيرة‪] .‬ينظر‪ :‬تعليق السعدي على الية[‬

‫)}وشاورهم في المر{)آل عمران‪.(159:‬‬

‫أمر ال نبيه بالتشاور‪ ،‬فوال ما تشاور قوم بينهم إل هداهم ال لفضل ما بحضرتهم‪] .‬الحسن‬
‫البصري[‬

‫)‬
‫}واعف عنا واغفر لنا وارحمنا{ في الحديث القدسي أن ال تعالى قال‪) :‬قد فعلت(‪.‬‬
‫وانظر إلى ترتبها‪ :‬فالعفو طلب إسقاط العقوبة‪ ،‬ثم تدرج منه إلى المغفرة‪ ،‬وهي طلب الستر )وقد‬
‫تسقط العقوبة ول يستر الذنب(‪ ،‬ثم تدرج منه إلى الرحمة‪ ،‬وهي كلمة جامعة لنواع من الخير‬
‫والحسان‪ ،‬فالحمد ل الذي ل أعظم من رحمته‪(.‬‬

‫)‬
‫}ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا{‬

‫جمع ال في هذه الية بين ترك المر وارتكاب النهي؛ لن المراد بالنسيان هنا‪ :‬الترك؛ فالنسيان‬
‫أن يترك الفعل لتأويل فاسد‪ ،‬والمراد بالخطأ‪ :‬أن يفعل الفعل لتأويل فاسد‪.‬‬

‫فدعوا ال أن يعفو عنهم هذا وهذا‪] .‬ابن عادل الحنبلي[‬

‫)}إن النسان لربه لكنود{)العاديات‪.(6:‬‬

‫قال الفضيل بن عياض‪" :‬الكنود الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة‪ ،‬ويعامل ال على عقد‬
‫عوض"‪.‬‬

‫تأمل! كم هم الذين ينطبق عليهم هذا الوصف؟!(‬

‫)‬
‫}أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين{‪.‬‬

‫يا لها من كلمة تبعث في نفس المؤمن القوة والسعي في الخذ بالسباب في دفاع الكفار الذين ما‬
‫فتئوا يحاربون المسلمين في عقائدهم وأخلقهم وأموالهم وديارهم‪ ،‬فمهما عظمت جنودهم فال‬
‫مولنا ول مولى لهم!(‬

‫)‬
‫كرر الية التي تجد قلبك قد انفتح لها‪ ،‬وخشع معها‪ ،‬فقد قام نبيك صلى ال عليه وسلم بآية واحدة‬
‫حتى أصبح‪} :‬إن تعذبهم فإنهم عبادك‪ ...‬الية{)المائدة‪.(118:‬‬

‫وكان أحد العامة‪ ،‬يقرأ قوله تعالى‪} :‬أفي ال شك فاطر السماوات والرض{؟)إبراهيم‪ (10:‬فما‬
‫زال يرددها كثيرا‪ ،‬وكلما قرأها قال‪ :‬ل وال يا رب ما فيك شك! فبكى وأبكى من كان يسمعه‪(.‬‬

‫)‬
‫في الحديث أنه عليه الصلة والسلم بكى حتى بل لحيته وبل الرض! وقال‪ :‬لقد أنزلت علي‬
‫الليلة آية‪ ،‬ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها! }إن في خلق السماوات والرض…{‬

‫)‬
‫الحاطة بمقصود سورة البقرة كنز‪ ،‬وهو مضمن في الكنزين العظيمين في آخرها‪ ،‬فالسورة كلها‬
‫في )الوحي وموقف الناس منه( وأول اليتين الخيرتين‪ :‬في الصول الخمسة التي تتابع عليها‬
‫وحي السماء‪ ،‬وموقف أهل اليمان منها‪ ،‬وأما آخرهما ‪ :‬فهي في الوحي المحمدي وما خصنا‬
‫الكريم به‪] .‬د‪,‬عصام العويد[‬
‫)}يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة{)الحجرات‪.(6:‬‬

‫في هذا الية قاعدة من قواعد تدقيق الخبار‪ ،‬ومن أولى ما يكون تبين ما تنشره بعض وسائل‬
‫العلم عن أهل الحسبة‪ ،‬فمع إمكانية وقوع الخطأ من كل أحد‪ ،‬أل ينبغي التبين في أخبار تلك‬
‫الوسائل‪:‬‬

‫‪/1‬لتلبس كثير منها بالفسق الفكري والخلقي‪،‬‬

‫‪/2‬لعداوتها الظاهرة لهم ول تقبل شهادة عدو‪،‬‬

‫‪/3‬لثبوت الكذب والتحريف في كثير من مواقفها تجاههم‪(.‬‬

‫)‬
‫}ويتفكرون في خلق السموات والرض{)آل عمران‪.(191:‬‬

‫تأمل كيف جاء الثناء عليهم بصيغة الفعل المضارع )يتفكرون( التي تدل على الستمرار‪ ،‬فالتفكر‬
‫ديدنهم‪ ،‬وليس أمرا عارضا‪.‬‬

‫قال أبو الدرداء‪ :‬فكرة ساعة خير من قيام ليلة!‬

‫وكلم السلف في تعظيم عبادة التفكر كثير‪ ،‬فكم هو نصيبنا منها؟(‬

‫)}وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو{)النعام‪.(59:‬‬

‫بهذه الية وأمثالها ‪-‬التي تدل على أن الغيب ل يعلمه إل ال‪ -‬أغلق القرآن جميع الطرق التي يراد‬
‫بها التوصل إلى شيء من علم الغيب غير الوحي‪ ،‬وأن ذلك ضلل مبين‪ ،‬وبعضها قد يكون‬
‫كفرا"‪] .‬الشنقيطي[‬

‫فهل يتدبر ذلك من طلب الغيب عبر البراج وقنوات الشعوذة؟(‬

‫)وال لن تنور هذه القلوب إل بالتفكر‪ ،‬عبادة النبياء والولياء في كل زمن‪.‬‬

‫يقول عامر بن عبد قيس‪ :‬سمعت غير واحد من الصحابة يقولون‪" :‬إن نور اليمان في التفكر"‪.‬‬

‫ومع أنها وسيلتنا العظم لمعرفة الرب إل أن إعراضنا عنها عجب‪ ،‬وهذا مصداق خبر ال حين‬
‫خص فقال‪} :‬ليات لولي اللباب{‪] .‬د‪.‬عصام العويد[‬

‫)قال سلمان الفارسي رضي ال عنه‪" :‬الصلة مكيال من وفى وفي له‪ ،‬ومن طفف فقد علمتم ما‬
‫قال ال في المطففين"!‬

‫وهذا من عمق علم السلف بالقرآن‪ ،‬حيث عمم معنى الوعيد الوارد في قوله تعالى‪} :‬ويل‬
‫للمطففين{! ولم يقصره على التطفيف في البيع والشراء فحسب‪(.‬‬
‫)قارن‪ :‬كيف ذم ال تعالى من ل يعتبر بمخلوقاته الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدره وآياته‪:‬‬
‫}وكأين من آية في السماوات والرض يمرون عليها وهم عنها معرضون{)يوسف‪ (105:‬ومدح‬
‫عباده المؤمنين‪} :‬لولي اللباب الذين يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق‬
‫السماوات والرض{ قائلين‪} :‬ربنا ما خلقت هذا باطل{‪] .‬ابن كثير[‬

‫)طلب بعض الولة رجل‪ ،‬فأفلت منه‪ ،‬فأخذ أخاه وقال له‪ :‬إن جئت بأخيك وإل ضربت عنقك‪ ،‬قال‬
‫الرجل‪ :‬أرأيت إن جئت بكتاب من أمير المؤمنين‪ ،‬تخلي سبيلي؟ قال الوالي‪ :‬نعم‪ ،‬قال الرجل‪ :‬فأنا‬
‫آتيك بكتاب من العزيز الرحيم‪ ،‬وأقيم عليه شاهدين‪ :‬موسى وإبراهيم!‪} :‬أم لم ينبأ بما في صحف‬
‫موسى ‪ ¤‬وإبراهيم الذي وفى ‪ ¤‬أل تزر وازرة وزر أخرى{)النجم‪ (28-36:‬قال الوالي‪ :‬خلوا‬
‫سبيله‪ ..‬هذا رجل لقن حجته! ]ينظر‪ :‬الوافي بالوفيات[‬

‫)إلى الباحثين عن ميادين الجهاد‪ ،‬إليكم ميدانا ل تتوقف فيه هذه العبادة ما دام في الرض حق‬
‫وباطل‪ ،‬إنه جهاد أهل الباطل بالقرآن‪} :‬وجاهدهم به جهادا كبيرا{)الفرقان‪.(52:‬‬

‫يقول العلمة السعدي‪" :‬فهذا فرض عين على كل مسلم أن يقوم بما يقدر عليه ويعلمه‪ ،‬وعلى أهل‬
‫العلم من ذلك ما ليس على غيرهم"‪(.‬‬

‫)‬
‫}الذين يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهم{‬

‫"وإذا كان هذا في الذكر الذي هو مقصود في التعظيم؛ فالفتوى جالسا أو مضجعا لحاجة الناس‬
‫من باب أولى"‪] .‬د‪.‬عبدالكريم الخضير[‬

‫)نشرت الصحف اليوم تقريرا حديثا يفيد عن وجود حالة انتحار كل ‪ ٤٠‬ثانية!‬

‫وأهل القرآن ل يحتارون في تفسير مثل هذه الظاهرة‪ ،‬فقد أيقنوا بقول ربهم‪} :‬ومن أعرض عن‬
‫ذكري فإن له معيشة ضنكا{)طه‪ ،(124:‬وتدبروا قول من أسباب السعادة كلها بيده‪} :‬ومن يرد‬
‫أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء{)النعام‪.(125:‬‬

‫)قوله تعالى‪} :‬ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب النار{ فيه تعليم العباد كيفية الدعاء‬
‫وآدابه‪ ,‬وذلك أن من أراد الدعاء فليقدم الثناء‪ ,‬ثم يذكر بعده الدعاء‪ ,‬كهذه الية‪] .‬ابن عادل‬
‫الحنبلي[‬

‫)‬
‫على متدبر كتاب ال أن يبحث في معاني الكلمات الواردة فيه بحثا لغويا‪ ،‬وكيف استعملها العرب‪،‬‬
‫وكيف استعملت وقت نزول القرآن‪ ،‬ل وفق ما تطورت إليه الكلمة بعد انقطاع الوحي‪ ،‬فإن ذلك‬
‫من شأنه أن يساعد ‪-‬بتوفيق ال‪ -‬على فهم المعنى‪ ،‬وأن يكون تدبره أقرب إلى الصواب‪.‬‬
‫]عبدالرحمن الميداني[‬

‫)إن فيما عاناه موسى من الدأب والسفر والصبر على العلم‪ ،‬مع محل موسى من ال وموضعه من‬
‫كرامته وشرف نبوته‪ :‬دللة على ارتفاع قدر العلم‪ ،‬وعلو منزلة أهله‪ ،‬وحسن التواضع لمن‬
‫يلتمس منه‪] .‬الخطيب البغدادي[‬
‫)}قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول{)هود‪} ،(51:‬وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي‬
‫آذانهم وقرا{)النعام‪.(25:‬‬

‫تدبر ما ذكره ال عن أعداء الرسل من نفي فقههم وتكذيبهم‪ ،‬تجد بعض ذلك فيمن أعرض عن‬
‫ذكر ال‪ ،‬وعن تدبر كتابه واتبع ما تتلوه الشياطين وما توحيه إلى أوليائها‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)‬
‫}ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته{‬

‫ليس الخزي أن تدعو‪ ،‬وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر فل يستجاب لك‪ ،‬أو ترد دعوتك‪ ،‬أو تهان‬
‫أمام عشرة أو مائة‪ ،‬بل الخزي هو الغضب من أعظم عظيم‪ ،‬والعذاب الليم‪ ،‬أمام جميع العالمين‬
‫من الولين والخرين‪(.‬‬

‫)‬
‫}فاستجاب لهم ربهم{ جاءت هذه الية بعد أن دعوا ربهم بخمس دعوات عظيمات‪ ،‬قال الحسن‪:‬‬
‫"ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم"‪.‬‬

‫فكم يخسر المقصرون في عبادة الدعاء‪ ،‬والمتعجلون في رؤية ثمرته؟!‬

‫وكم يربح ويسعد من فتح له باب الدعاء‪ ،‬ومناجاة موله الذي يحب الملحين في الدعاء!‬

‫]ينظر‪ :‬القرطبي[‬

‫)‬
‫}ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي لليمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا‪ {..‬فيها فوائد‪:‬‬

‫‪/1‬اليمان بالمرسل‪ ،‬وبصدق الرسول‪.‬‬

‫‪/2‬تزكية الرسل بأنهم بلغوا عن ال‪.‬‬

‫‪/3‬ربوبية ال سبب عقلي موجب لليمان به‪.‬‬

‫‪/4‬التوسل إلى ال بالعمال الصالحة‪ ،‬وأعظمها‪ :‬اليمان به‪ ،‬وذلك من أدب الدعاء‪.‬‬

‫‪/5‬أن من أعظم ما يطلب‪ :‬مغفرة الذنوب‪.‬‬

‫]ينظر‪ :‬حادي الرواح لبن القيم[‬

‫)في قوله تعالى‪} :‬إن هو إل ذكر للعالمين‪ ,‬لمن شاء منكم أن يستقيم{)التكوير‪ (28-27:‬إشارة إلى‬
‫أن الذين لم يتذكروا بالقرآن ما حال بينهم وبين التذكر به إل أنهم لم يشاءوا أن يستقيموا‪ ،‬بل‬
‫رضوا لنفسهم النحراف‪ ،‬ومن رضي لنفسه الضلل حرم من الهداية‪} :‬فلما زاغوا أزاغ ال‬
‫قلوبهم وال ل يهدي القوم الفاسقين{)الصف‪] .(5:‬ابن عاشور[‬
‫)‬
‫عن أبي الدرداء قال‪ :‬ما من مؤمن إل الموت خير له وما من كافر إل الموت خير له‪ ،‬فمن لم‬
‫يصدقني فإن ال يقول‪} :‬وما عند ال خير للبرار{ ويقول‪} :‬ول يحسبن الذين كفروا أنما نملي‬
‫لهم خير لنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين{ ]الدر المنثور[‪.‬‬

‫)عقلء الغرب يعترفون بأهمية النظام المصرفي السلمي وبعض أبناء المسلمين ممن يدير دفة‬
‫القتصاد يرى النظام الرأسمالي الربوي كالدم لجسم النسان‪ ،‬فأذهبوا أموالهم وأموال المسلمين‪،‬‬
‫فتدبر‪} :‬الم تر إلى الذين بدلوا نعمة ال كفرا وأحلوا قومهم دار البوار{؟! )إبراهيم‪.(28:‬‬
‫]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)}ثوابا من عند ال{ أضافه إليه ونسبه إليه ليدل على أنه عظيم؛ لن العظيم الكريم ل يعطي إل‬
‫جزيل كثيرا‪] .‬ابن كثير[‬

‫)هل تعرف الية التي تسمى مبكاة العابدين؟‬

‫}أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم‬
‫ومماتهم ساء ما يحكمون{)الجاثية‪.(21:‬‬

‫"هذه الية تسمى مبكاة العابدين"! ]الثعلبي[‬

‫كان الفضيل بن عياض ‪-‬إذا قرأ هذه الية‪ -‬يقول لنفسه‪ :‬ليت شعري! من أي الفريقين أنت؟!‬

‫فما يقول أمثالنا؟(‬

‫)ما أروع القرآن حين يكون مؤثرا في حياتنا كلها‪ ،‬ومفزعا لحل مشاكلنا!‬

‫شكى مسؤول للشيخ ابن باز ‪-‬رحمه ال‪ -‬عقبات يجدها في عمله‪ ،‬فأخذ الشيخ بيده وعقد أصابعه‬
‫واحدا واحدا عند كل أمر من هذه الوامر التي ختمت بها السورة‪} :‬يا أيها الذين آمنوا اصبروا‪،‬‬

‫وصابروا‪،‬‬

‫ورابطوا‪،‬‬

‫واتقوا ال لعلكم تفلحون{‪.‬‬

‫)ذكر ال ضعف الكفار في الدنيا }ل يغرنك تقلب الذين كفروا في البلد ‪ ¤‬متاع قليل{ ومصيرهم‬
‫في الخرة‪} :‬ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد{ ثم عقبه بقوله‪} :‬لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات‬
‫تجري من تحتها النهار خالدين فيها نزل من عند ال وما عند ال خير للبرار{ لتختار أي‬
‫الفريقين! ]ابن كثير[‬

‫)دقتك في الجواب على السؤال التالي له أثر بالغ في النتفاع بهذا المفتاح من مفاتيح التدبر!‬
‫يقول ابن القيم‪:‬‬

‫"فانظر محبة القرآن من قلبك‪ ،‬والتذاذك بسماعه أهي أعظم من التذاذ أصحاب الملهي والغناء‬
‫المطرب بسماعهم؟ فإن من المعلوم أن من أحب محبوبا كان كلمه وحديثه أحب شيء إليه"‪(.‬‬

‫)الضلل يكون من غير قصد من النسان إليه‪ ،‬والغي كأنه شيء يكتسبه النسان ويريده‪ ،‬فنفى‬
‫ال تعالى عن نبيه صلى ال عليه وسلم هذين الحالين‪ ،‬فل هو ضل عن جهل‪ ،‬ول غوى عن‬
‫قصد‪ ،‬تأمل‪} :‬ما ضل صاحبكم وما غوى{)النجم‪] .(2:‬ابن عطية[‬

‫)الحتراز عن المور الضارة‪ ،‬وكتمان السر الذي تضر إذاعته ضررا عاما أو خاصا‪ ،‬كل ذلك‬
‫من كمال العقل‪ ،‬تأمل قوله جل وعل‪} :‬فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة‪ ...‬وليتلطف ول‬
‫يشعرن بكم أحدا{)الكهف‪] .(19:‬ينظر‪ :‬السعدي[‬

‫)كان نبينا يقرن بين سورة الكافرون والخلص في مواضع‪ ،‬ففي سورة الخلص التوحيد‬
‫القولي العلمي‪ ،‬وفي سورة الكافرون التوحيد القصدي العملي‪} :‬ل أعبد ما تعبدون{‪ .‬وبهذا يتميز‬
‫من يعبد ال ممن يعبد غيره وإن كان كلهما يقر بأن ال رب كل شيء‪] .‬ابن تيمية[‬

‫)شرعيتنا مبرهنة‪ ،‬ففي كل جزئية من جزئياتها تتبعها الحجة‪ ،‬ودليل من كتاب أو سنة‪ ،‬ل نقول‪:‬‬
‫اعتقد وأنت أعمى‪ ،‬لما قال اليهود والنصارى كما حكى ال عنهم في سورة البقرة‪} :‬وقالوا لن‬
‫يدخل الجنة إل من كان هودا أو نصارى{ قال ال‪} :‬قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين{)البقرة‪:‬‬
‫‪] .(111‬د‪.‬عمر العيد[‬

‫)تتابع العقوبات واليات على الكافرين في ديارهم أو حولها جزاء بما كسبوا وإنذارا وتخويفا‬
‫لغيرهم من الناس‪ :‬فأوبئة‪ ،‬وأعاصير‪ ،‬وزلزل‪ ،‬وخسائر مالية‪ ،‬وصدق ربنا‪} :‬ول يزال الذين‬
‫كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد ال{)الرعد‪،(31:‬‬
‫ولكن‪} :‬وما تغني اليات والنذر عن قوم ل يؤمنون{!!)يونس‪] .(101:‬د‪.‬محمد الخضيري[‬

‫)إذا أردت أن تعرف قيمة عمل القلب‪ ،‬ومنزلته عند ال‪ ،‬فتأمل هذه الية‪} :‬لقد رضي ال عن‬
‫المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم{ فماذا ترتب على صدقهم وإخلصهم؟‬

‫}فأنزل السكينة عليهم‪،‬‬

‫وأثابهم فتحا قريبا‪،‬‬

‫ومغانم كثيرة يأخذنوها{)الفتح‪.(19-18:‬‬

‫فما أحوجنا لتفقد قلوبنا! ]د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)‬
‫}يا أيها الكافرون{ فيه تصريح بكفرهم وتسميتهم بتسمية ال لهم‪ ،‬وبعضهم يتخاذل فل يستطيع‬
‫أن يسميهم إل لقب )الخر(!‬

‫)}ول أنا عابد ما عبدتم ‪ ¤‬ول أنتم عابدون ما أعبد ‪ ¤‬لكم دينكم ولي دين{‪.‬‬
‫فل تلفيق ول ترقيع‪ ،‬فالمادة الولى‪ :‬الصفاء وتوحيد المنهج‪ ،‬وإل فلن يعجز نبينا ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ -‬عن جمع العرب بفكرة اقتصادية أو أدبية أو فكرية‪ ،‬أو حزب شعبي أو طموح أرضي‪.‬‬
‫]د‪.‬عائض القرني[‬

‫)‬
‫من طرق التدبر أن تقرأ القرآن آية آية‪ ،‬ثم ترجع للية كلمة كلمة‪ ،‬وما يشكل معناه من اللفاظ‬
‫تبحث عنه في كتب التفاسير الموثوقة‪ ،‬أو كتب غريب القرآن لنها أيسر‪ ،‬فتحلل معناها تحليل‬
‫لفظيا؛ لتفهم المعنى‪ ،‬ثم بعد ذلك تنظر في معاني الية الكلية‪] .‬د‪.‬عبدالكريم الخضير[‬

‫)لما احتضر أبو بكر رضي ال عنه‪ ،‬تمثلت عائشة ‪-‬رضي ال عنها‪ -‬ببيت من الشعر‪ ،‬فكشف أبو‬
‫بكر عن وجهه وقال‪ :‬ليس كذا‪ ،‬ولكن قولي‪} :‬وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه‬
‫تحيد{)ق‪!(19:‬‬

‫إنها لعبرة‪ ..‬في سكرات الموت ل يتحدث النسان إل بما امتل به قلبه‪ ،‬فتفقد قلبك يا عبدال!(‬

‫)سورة الكافرون تضمنت نفي العبودية للطاغوت من معبودات الكفار‪ ،‬فتضمن معنى النفي في‬
‫)ل إله(‪ ،‬وسورة الخلص تضمنت توحيد ال تعالى فتضمنت معنى الثبات )إل ال(‪.‬‬
‫]د‪.‬عبدالعزيز قاري[‬

‫)سورة الخلص ثلث القرآن كما صح الحديث؛ لن علوم القرآن ثلثة‪ :‬توحيد وأحكام وقصص‪،‬‬
‫وقد اشتملت هذه السورة على تقرير التوحيد تمام التقرير فهي ثلث القرآن‪] .‬ابن جزي[‬

‫)انتبه!‬

‫ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب‪ ،‬ليس بعمل صالح كما قال تعالى‪} :‬يقولون بألسنتهم ما‬
‫ليس في قلوبهم{)الفتح‪] ,(11:‬محمد بن عبدالوهاب‪ ،‬في معرض حديثه عن خطورة قراءة الفاتحة‬
‫من غير حضور قلب[‬

‫)}ل أعبد ما تعبدون{ في حالتي هذه‪} ،‬ول أنا عابد ما عبدتم{ في المستقبل‪ ،‬ففيه من قوة العبارة‬
‫والثقة ما يقطع محاولتهم بأن يتنازل عند دينه‪] .‬ينظر‪ :‬تفسير ابن كثير[‬

‫)رأيت الخلق يقتدون أهواءهم‪ ،‬ويبادرون إلى مرادات أنفسهم‪ ،‬فتأملت قوله تعالى‪} :‬وأما من‬
‫خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ‪ ¤‬فإن الجنة هي المأوى{ )النازعات‪ (40،41:‬وتيقنت أن‬
‫القرآن حق صادق‪ ،‬فبادرت إلى خلف نفسي وتشمرت بمجاهدتها‪ ،‬وما متعتها بهواها‪ ،‬حتى‬
‫ارتاضت بطاعة ال تعالى وانقادت‪] .‬حاتم الصم[‬

‫)}يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان{)النور‪.(21:‬‬

‫قال شوقي‪:‬‬

‫نظرة فابتسامة فسلم‬


‫**‬

‫فكلم فموعد فلقاء‪..‬‬

‫ويكثر هذا في‪ :‬أماكن العمل المختلطة حسا أو معنى‪ :‬كالمستشفيات‪ ،‬وبعض المنتديات ومواقع‬
‫الشبكات‪.‬‬

‫ومن أعظم ما يقطع هذه الخطى الشيطانية تذكر‪} :‬ولمن خاف مقام ربه جنتان{)الرحمن‪(.(46:‬‬

‫)‬
‫}لم يلد ولم يولد{‬

‫فيها رد على أكثر فرق الضللة‪ ،‬وعلى رأسهم اليهود الذين يقولون‪ :‬عزير ابن ال‪ ،‬والنصارى‬
‫الذين يقولون‪ :‬المسيح ابن ال‪ ،‬وغيرهم من فرق الضلل‪] .‬ينظر‪ :‬مجموع الفتاوى لبن تيمية[‬

‫)}قل هو ال أحد{‬

‫لم يخبر أنه أحد في أي شيء؟ فدل على العموم‪ :‬فهو أحد في ربوبيته‪ ،‬فل أحد يخلق ويرزق‬
‫ويملك غيره‪ ،‬وأحد في ألوهيته فل يجوز أن يعبد أحد غيره‪ ،‬وأحد في صفاته المنفرد بالكمال‪،‬‬
‫الذي له السماء الحسنى‪ ،‬والصفات الكاملة العليا‪ ،‬والفعال المقدسة‪] .‬ينظر‪ :‬تفسير السعدي[‬

‫)‬
‫}قال هو ال أحد ‪ ¤‬ال الصمد{ ربما ظن بعضهم أن السياق أن يقول‪) :‬هو ال الحد الصمد(‪،‬‬
‫ولكنها فصلت عن التي قبلها؛ لن هذه الجملة مسوقة لتستقر في النفوس‪ ،‬ولتعظم‪ ،‬فكانت جديرة‬
‫بأن تكون كل جملة مستقلة بذاتها‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)}الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء{)البقرة‪.(268:‬‬

‫يقول أحدهم‪-‬وهو من أغنياء الرياض‪:-‬ل زلت أذكر ضعفاء الناس منذ أكثر من ثلثين سنة‬
‫يقولون‪:‬التعليم الديني ليس له مستقبل ول وظائف‪ ،‬يتألون على ال‪ ،‬وقد تخرجت من كلية شرعية‬
‫وترقيت بحمد ال‪ ،‬وما ما زلنا نرى الناس كذلك‪ ،‬ومن لم يجد وظيفة فكم ممن له تخصص دنيوي‬
‫لم يجد كذلك‪ ،‬فالرزق بيد ال‪ ،‬وكل يدخل ما هو أنسب له‪(.‬‬

‫)ذكر ال التجارة في معرض الحط من شأنها حيث شغلت عن طاعة‪} :‬وإذا رأوا تجارة أو لهوا‬
‫انفضوا إليها وتركوك قائما{)الجمعة‪ (11:‬ولما أخذوا بأدب الشريعة في إيثار الواجبات الدينية‪،‬‬
‫ذكرها ولم يهضم من حقها شيئا‪ ،‬فقال سبحانه‪} :‬رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال{‬
‫)النور‪] .(37:‬محمد الخضر حسين[‬

‫)الزلزل آية }وما نرسل باليات إل تخويفا{)السراء‪.(59:‬‬

‫بعض الصحف نشرت اليوم خبرا عن بعض الهزات الرضية التي أصابت منطقة المدينة‬
‫النبوية‪ ,‬ودعت المواطنين لخذ أسباب الحذر‪.‬‬
‫وللسف ففوق هذا الخبر مباشرة خبر آخر يتضمن صور نساء متبرجات!‬

‫هل من الدين ‪-‬بل العقل‪ -‬أن يخوفنا ال تعالى فل نخاف؟ (‬

‫)النسان إذا أحس بالمانة التي يتحملها‪ ،‬وبجسامة التوقيع عن رب العالمين‪ ،‬أحس بخطر‬
‫الفتوى‪ ،‬ولم يلق الكلم على عواهنه‪ ،‬فإن ال تعالى يقول‪} :‬قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر‬
‫منها وما بطن والثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بال ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على‬
‫ال ما ل تعلمون{)العراف‪] .(33:‬محمد الحسن الددو[‬

‫)إنك قد ل تتعجب أن يدعي الغيب بعض السحرة‪ ،‬أو من ينتسب إلى مذهب ضال يتكسب من‬
‫ورائه‪ ،‬وربما غلف دعواه تلك باسم الدين‪ ،‬لكن تتعجب ممن يصدق هؤلء في كذبهم‪ ،‬وهم‬
‫يقرؤون قول ربهم‪} :‬عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحدا ‪ ¤‬إل من ارتضى من رسول{)الجن‪:‬‬
‫‪} (27 ،26‬أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها{؟‬

‫)}يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولدكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا‬
‫فإن ال غفور رحيم{)التغابن‪.(14:‬‬

‫في الية عزاء لمن بلي بزوج مؤذ أو ولد عاق فصبر على أذاهما‪ ،‬وعفا وصفح عن زلتهما‪،‬‬
‫وفي موعود ال من الغفران ما يهون عليه ذلك‪] .‬القصاب[‬

‫)}ال الصمد{ أي الذي يصمد إليه في المور ويستقل بها‬

‫}ولم يكن له كفوا أحد{ أي ل مثل له‪] .‬ينظر‪ :‬تفسير الطبري[‬

‫فهل لنا أن يكون ال تعالى –الذي ل مثل له‪ -‬أول من نلتفت إليه في كل حاجة نحتاجها في شدة أو‬
‫رخاء أو رغبة أو رهبة؟ (‬

‫)من أراد حسن التدبر فليكن له عناية بأسباب النزول وبالسيرة والتاريخ‪ ،‬فإن فيها عيشا مع‬
‫القرآن‪.‬‬

‫قال الحسن البصري‪" :‬وال ما أنزل ال آية إل أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها"‪.‬‬

‫والسؤال‪ :‬كم أعطينا القرآن من وقتنا لتحقيق هذه الغاية؟ (‬

‫)ما أنعم ال على عبد نعمة‪ ،‬فانتزعها منه‪ ،‬فعاضه من ذلك الصبر إل كان ما عاضه ال أفضل‬
‫مما انتزع منه‪ ،‬ثم قرأ‪} :‬إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب{)الزمر‪] .(10:‬عمر بن‬
‫عبدالعزيز[‬

‫)تدبر‪ :‬كيف أن الرجل الصالح قد يصل إلى درجة الظالمين‪ ،‬عندما يطرد الصالحين من مجلسه‬
‫أو يؤذيهم؟ }ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه‪- {...‬إلى أن قال‪:-‬‬
‫}فتطردهم فتكون من الظالمين{)النعام‪] .(52:‬المام محمد بن عبدالوهاب[‬
‫)اليمان والعمل الصالح من أعظم ما يضبط مسار المعاملت المالية‪ ،‬ألم يقل ال تعالى‪} :‬وإن‬
‫كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات{)ص‪ (24:‬فأين‬
‫دعاة الفصل بين الدين والحياة؟ ]د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوق قائمة‪ ،‬والثمن موجود‪ ،‬والبضائع رخيصة‪ ،‬وسيأتي على تلك‬
‫السوق والبضائع يوم ل تصل فيه إلى قليل‪ ،‬ول كثير }ذلك يوم التغابن{)التغابن‪ ،(9:‬وذلك يوم‬
‫}يعض الظالم على يديه{)الفرقان‪] .(27:‬ابن القيم[‬

‫)}رب ابن لي عندك بيتا في الجنة{)التحريم‪.(11:‬‬

‫كم قرأت هذه الية وسمعتها؟‬

‫هل استوقفك فيها أمر قل أن نتدبره؟‬

‫سألت هذه المرأة الصالحة أن يكون البيت عند ربها قبل أن تسأله أن يكون في الجنة‪ ،‬أو أن‬
‫تقتصر عليه‪ ،‬وقد جعلها ال مثل للمؤمنين‪ ،‬وشهد لها نبينا بالكمال‪ ،‬وأنها من خير نساء العالمين‪،‬‬
‫فهل دعونا بمثل ذلك؟ ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)هل ذقت حلوة الخلص؟‬

‫يقول ابن تيمية‪:‬‬

‫المخلص ل ذاق من حلوة عبوديته ما يمنعه من محبة غيره؛ إذ ليس عند القلب السليم أحلى ول‬
‫ألذ‪ ،‬ول أطيب ول أسر‪ ،‬ول أنعم‪ :‬من حلوة اليمان المتضمن عبوديته ل‪ ،‬وذلك يقتضي انجذاب‬
‫القلب إلى ال‪ ،‬فيصير القلب منيبا إلى ال‪ ،‬خائفا منه‪ ،‬راغبا‪ ،‬راهبا‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬كذلك‬
‫لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين{)يوسف‪.(24:‬‬

‫)كم من شخص يتشوف إلى الدرجات العالية التي ل يقدر أن يقوم بحقوقها؛ فيكون وصوله إليها‬
‫وبال في حقه ‪-‬وهذا في أمر الدنيا‪ -‬كما قال تعالى‪} :‬ومنهم من عاهد ال لئن آتانا من فضله‬
‫لنصدقن ولنكونن من الصالحين ‪ ¤‬فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ‪ ¤‬فأعقبهم‬
‫نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه{)التوبة‪] .(76 ،75:‬ابن تيمية[‬

‫)رأيت الناس يذم بعضهم بعضا‪ ،‬ويغتاب بعضهم بعضا‪ ،‬فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال‬
‫والجاه والعلم‪ ،‬فتأملت في قوله تعالى‪} :‬نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا{)الزخرف‪:‬‬
‫‪ (32‬فعلمت أن القسمة كانت من ال في الزل‪ ،‬فما حسدت أحدا‪ ،‬ورضيت بقسمة ال تعالى‪.‬‬
‫]حاتم الصم[‬

‫)المنافق يخوف بالناس‪ ،‬والمؤمن يخوف بال‪ ،‬تأمل‪} :‬لنتم أشد رهبة في صدورهم من ال{‬
‫)الحشر‪] .(13:‬القصاب[‬

‫)إذا ضممت قوله تعالى‪} :‬قال يا ابن أم ل تأخذ بلحيتي ول برأسي{)طه‪ (94:‬إلى قوله سبحانه‬
‫‪-‬لما ذكر جملة من النبياء ومنهم هارون‪} :-‬أولئك الذين هدى ال فبهداهم اقتده{)النعام‪(90:‬‬
‫تبين لزوم إعفاء اللحية‪ ،‬وعدم حلقها؛ لن هارون من النبياء الذين أمر نبينا ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ -‬بالقتداء بهم‪ ،‬وأمره ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬بذلك أمر لنا‪] .‬الشنقيطي[‬

‫)}وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها{)السراء‪.(28:‬‬

‫هذا تأديب عجيب‪ ،‬أي‪ :‬ل تعرض عنهم إعراض مستهين عن ظهر الغنى والقدرة فتحرمهم‪،‬‬
‫وإنما يجوز أن تعرض عنهم عند عجز يعرض وعائق يعوق‪ ،‬وأنت عند ذلك ترجو من ال فتح‬
‫باب الخير لتتوصل به إلى مواساة السائل‪ ،‬فإن قعد بك الحال }فقل لهم قول ميسورا{‪] .‬القرطبي[‬

‫)من العجاز اللفظي في القرآن‪} :‬وإن يمسسك ال بضر فل كاشف له إل هو‪ ،‬وإن يردك بخير‬
‫فل راد لفضله{)يونس‪.(107:‬‬

‫ففي الضر قال‪) :‬يمسسك( بينما قال في الخير‪) :‬وإن يردك(؛ لن الشياء المكروهة ل تنسب إلى‬
‫إرادة ال؛ ولن الضرر عند ال ليس مرادا لذاته بل لغيره؛ ولما يترتب عليه من المصالح‪ ،‬بينما‬
‫الخير مراد ل بذاته‪ ،‬ومفعول له‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)"المطربة القديرة فلنة تحكي تجربتها‪ ،..‬مسرحية من بطولة الفنان‪ ،..‬الفلم العالمي‪"..‬‬

‫عناوين براقة يطالعنا بها العلم‪ ،‬تفتشها فل تجد شيئا‪ ،‬فأي مقدار وأي بطولة؟ وصدق ال‪:‬‬
‫}يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا{)النعام‪.(112:‬‬

‫)‬
‫التدبر مهارة‪ ،‬يمكن التدرب عليها إذا تخيلت نفسك طالبا والستاذ يقول لك‪ :‬استنبط من الية‬
‫عشر فوائد بدون الرجوع إلى أحد‪] .‬د‪.‬عبدال السكاكر[‬

‫)‬
‫اشتملت سورتا الفلق والناس على ثلثة أصول للستعاذة‪/1 :‬نفس الستعاذة‪،‬‬

‫‪/2‬المستعاذ به‪،‬‬

‫‪/3‬المستعاذ منه‪،‬‬

‫فبمعرفة ذلك تعرف شدة الضرورة إلى هاتين السورتين‪ ،‬وأن حاجة العبد إليهما أعظم من حاجته‬
‫إلى النفس والطعام والشراب واللباس‪] .‬ابن القيم[‬

‫)‬
‫}قل أعوذ برب الفلق{ في الستعاذة بهذه الصفة تفاؤل‪ ،‬وتذكير بالنور بعد الظلمة‪ ،‬والسعة بعد‬
‫الضيق‪ ،‬والفرج بعد النغلق‪ ،‬والفلق كل ما يفلقه ال تعالى‪ ،‬كالنبات من الرض والجبال عن‬
‫العيون‪ ،‬والسحاب عن المطر‪ ،‬والرحام عن الولد‪ ،‬والحب والنوى وغير ذلك‪ ،‬وكله مما يوحي‬
‫بالفرج المشرق العجيب‪] .‬أبو السعود العمادي[‬
‫)}إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد{)ق‪ (17:‬أي الملكين الذين يكتبان الحسنات‬
‫والسيئات‪ ،‬وفي بعض الثار‪ :‬أنت تجري في معصية ال وفيما ل يعنيك‪ ،‬أل تستحي من ال ول‬
‫منهما؟! ]ابن عجيبة الفاسي[‬

‫)ما يحدث في بعض مدن وقرى منطقة المدينة وما حولها من زلزل‪ ،‬إنما هي بقدر ال‪ ،‬ومن‬
‫أعظم ما يسلي المؤمن ‪-‬وهو يعيش هذه المصيبة أو يسمع عنها‪ -‬علمه ويقينه بذلك‪ ،‬فإن هذا مما‬
‫يطمئن القلب‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬ما أصاب من مصيبة إل بإذن ال‪ ،‬ومن يؤمن بال يهد قلبه{‬
‫)التغابن‪ (11:‬قال بعضهم‪ :‬يهد قلبه‪ ،‬ويهدأ قلبه‪(.‬‬

‫)لم يرد في القرآن تحريم لحم حيوان باسمه إل الخنزير‪ ،‬مع أنه لم يكن كثيرا بأرض العرب‪،‬‬
‫أليس هذا غريبا؟‬

‫إن الغرابة تزول حين نعلم أن الخنزير اليوم من أكثر الطعمة انتشارا في الرض‪..‬‬

‫إنها عالمية القرآن‪(.‬‬

‫)تأمل خلق الرض حين خلقت ساكنة؛ ليتمكن الخلق من السعي عليها‪ ،‬والجلوس لراحتهم‬
‫ونومهم‪ ،‬والقيام بأعمالهم‪ ،‬ولو كانت رجراجة لم يستطيعوا على ظهرها قرارا‪ ،‬ول ثبت لهم‬
‫عليها بناء‪ ،‬ول أمكنهم عليها صناعة ول تجارة ول حراثة‪ ،‬واعتبر ذلك بما يصيبهم من الزلزل‪،‬‬
‫كيف تصيرهم إلى ترك منازلهم والهرب عنها‪ ،‬وقد نبه ال على ذلك بقوله‪} :‬وألقى في الرض‬
‫رواسي أن تميد بكم{)النحل‪] .(15:‬ابن القيم[‬

‫)‬
‫}ومن شر غاسق إذا وقب{ أي الليل إذا دخل‪ ،‬ومن تأمل أنواع الشرور وجد أكثرها في الليل‪،‬‬
‫وفيه انتشار الشياطين‪ ،‬وأهل الغفلة والبطالة‪ ،‬فحري بالمسلم اغتنامه بالعبادة‪ ،‬وتجنب السهر فيما‬
‫ل ينفع‪ ،‬وخصوصا في السواق ونحوها‪] .‬ينظر‪ :‬تتمة أضواء البيان[‬

‫)‬
‫}قل أعوذ برب الفلق ‪ ¤‬من شر ما خلق{ هل رأيت شيئا يبعث الطمأنينة والمن من الشرور مثل‬
‫هذا؟ إنك ل تستعيذ من شيء بشيء أعظم ممن خلقه!(‬

‫)}فإنه رجس{)النعام‪.(145:‬‬

‫الخنزير مرتع خصب لكثر من أربعمائة وخمسين مرضًا وبائيًا‪ ،‬و هو يقوم بمهمة الوسيط في‬
‫نقل سبعة وخمسين منها إلى النسان‪ ،‬وأصيبت أوروبا بسببه سنة )‪1918‬م( بوباء مشابه سمي‪:‬‬
‫)النفلونزا السبانية( قتل قريبا من مائة مليون‪ ،‬وتأثرت بعض بلدنا ومات كثير حتى سميت تلك‬
‫سنة الرحمة )سنة ‪1337‬هـ(‪.‬‬

‫)يحزنك أن بعض المتحدثين في العلم يسعى لتهوين أمر الزلزل بربطه بعوامل جيولوجية‬
‫وأسباب المادية‪ ،‬في تهميش غريب للسبب الشرعي الذي دل عليه قول مرسل هذه اليات‪} :‬وما‬
‫نرسل باليات إل تخويفا{)السراء‪ (59:‬فأين هؤلء من هذا الحصر‪) :‬إل تخويفا(؟‬
‫إنها آية لم يشهد بلدنا مثلها‪ ،‬حيث بلغت الهزة ‪ 5.7‬درجات‪ ،‬وأوقفت الدراسة في عدد من‬
‫المدارس‪ ،‬ومؤشرات عن ثوران بركان جبل أبو نار‪ ،‬فمتى نعتبر؟ (‬

‫)منذ شهر تقريبا وربنا يستعتبنا بهذه الزلزل التي تزداد شيئا فشيئا؛ ولم نؤخذ على حين غرة؛‬
‫لعلنا نتوب ونستغفر‪}:‬وما كان ال معذبهم وهم يستغفرون{)النفال ‪.(33‬‬

‫هذا وقت تضرع والتجاء‪،‬فإن ال يقول‪}:‬ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء‬
‫لعلهم يتضرعون‪ ،‬فلول إذجاءهم بأسنا تضرعوا{ ولنحذر من تتمتها‪} :‬ولكن قست قلوبهم وزين‬
‫لهم الشيطان ماكانوا يعملون{)النعام ‪] .(43-42‬د‪.‬محمد العواجي[‬

‫)‬
‫مما يعين على التدبر‪ :‬أن يربط النسان الحداث التي تمر به بكتاب ال‪.‬‬

‫مثال‪ :‬في الهزات الرضية التي أصابت إخواننا‪ :‬اجمع اليات التي حوت لفظ )الزلرلة‪ ،‬الرجفة‪،‬‬
‫البأساء‪ ،‬البتلء‪ (..‬ونحوها‪ ،‬واقرأها في ضوء الواقع‪ ،‬تجد لها معاني لم تنكشف لك وقت المن‪.‬‬

‫إنها عظمة القرآن! (‬

‫)أكثر من ‪ ٩٠٠‬بنك أمريكي معرض لخسارة ‪ ٢٠٠‬مليار دولر!‬

‫إنها ضريبة الحيدة عن منهج ال في المال‪..‬‬

‫ولقد أبدع العلمة الشنقيطي في تفسيره لقوله تعالى‪} :‬والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان‬
‫بين ذلك قواما{)الفرقان‪ ،(67:‬حيث ذكر الصول الربعة للقتصاد‪ ،‬واستدل لكل أصل من‬
‫القرآن‪ ،‬فراجعها وفقك ال (‬

‫)}قل سأتلو عليكم منه ذكرا{)الكهف‪.(83:‬‬

‫هذا جواب لقريش عندما سألوا عن ذي القرنين فأجابهم أنه سيقتصر على ما تمس الحاجة إليه‪،‬‬
‫مما يكون به التذكر والعبرة‪ ،‬دون الخوض في تفاصل ل داعي لها أو فائدتها قليلة‪ ،‬فهل يعي ذلك‬
‫كثير من الدعاة والخطباء حيث تجد الحشو الممل والستطرادات الخارجة عن الموضوع؟‬
‫]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)ما أعظم الستعاذة بهذه الصفة العظيمة )رب الفلق( وما تشتمل عليه من قوة وغلبة وسلطان‬
‫على ظلمات الشرور والسحرة والحاسدين‪.‬‬

‫وتأمل لفظة الفلق‪ ،‬وما يقابلها من انغلق الليل‪ ،‬وانغلق عقد السحرة‪ ،‬وانغلق قلوب الحاسدين‪(.‬‬

‫)في سورة الفلق يستعيذ القارئ بصفة الربوبية مرة واحدة من أربعة أشياء‪ ،‬بينما يستعيذ في‬
‫سورة الناس بثلث صفات ل جل وعل من شر شيء واحد ‪-‬وهو الشيطان‪ -‬وما ذاك إل لشدة‬
‫خطر الشيطان‪ ،‬فهل استشعرنا عظمة صفات ربنا ونحن نستعيذ به من عدونا؟ ]ينظر‪ :‬تفسير ابن‬
‫كثير[‬
‫)ذكر ال تعالى في سورة الناس صفة اللوهية والربوبية والملك‪ ،‬كما ذكرها في سورة الفاتحة‪:‬‬
‫}الحمد ل رب العالمين‪ ..‬مالك يوم الدين{ ومن اللطائف أنهما أول سورة وآخر سورة‪ ،‬فينبغي‬
‫لمن نصح نفسه أن يعتني بمعاني هذه الصفات‪] .‬محمد بن عبدالوهاب[‬

‫)تفخر أكبر مراكز الحصاء العالمية بجمع المعلومات في جانب معين‪ ،‬ويفوتها أنواع كثيرة من‬
‫المعرفة‪ ،‬ول تتجاوز بضعة قرون من الزمن‪ ،‬وربما بنت معلوماتها المستقبلية على توقعات‬
‫تصيب وتخطئ‪ ،‬وكل هذا يتضاءل جدا حين يقرأ المؤمن كلم ربه الذي أثنى على نفسه فقال‪:‬‬
‫}وأحاط بما لديهم‪ ،‬وأحصى كل شيء عددا{)الجن‪ ،(28:‬فل ماض ول حاضر ول مستقبل‬
‫يخرج عن هذه الية‪] .‬د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)اقترن الحاسد و الساحر في السورة؛ لن مقصد هما الشر للناس‪ ،‬والشيطان يقارن الساحر‬
‫والحاسد ويحادثهما ويصاحبهما‪ ،‬ولكن الحاسد تعينه الشياطين بل استدعاء منه للشيطان‪ ،‬وأما‬
‫الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه؛ فلهذا وال أعلم قرن في السورة بين شر‬
‫الحاسد وشر الساحر‪.‬‬
‫قرن في السورة بين شر الحاسد وشر الساحر؛ لن الستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من‬
‫شياطين النس والجن‪ ،‬فالحسد من شياطين النس والجن والسحر من النوعين‪ ،‬وبقي قسم ينفرد‬
‫به شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب فذكره في سورة الناس‪(.‬‬

‫)}ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون{)المؤمنون‪ (76:‬هذا نموذج لصنف‬
‫من الناس الذين تصيبهم المصائب والنكبات والعذاب‪ ،‬ولكن قلوبهم قاسية ل تتأثر‪ ،‬نسأل ال‬
‫العافية‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)}الذي يوسوس في صدور الناس{ علق الوسوسة هنا بالصدر‪ ،‬الذي هو موضع القلب‪ ،‬وهو‬
‫محل العقل والتقوى والصلح والفساد‪ ،‬فحري بالعبد أن يطهر قلبه‪ ،‬وما تطهرت القلوب بمثل‬
‫ذكر ال وتدبر كتابه والخلص له والتوبة إليه‪] .‬عطية سالم[‬

‫)قال سليمان عليه السلم‪} :‬رب اغفر لي وهب لي ملكا ل ينبغي لحد من بعدي{)ص‪.(35:‬‬

‫فبدأ بطلب المغفرة قبل طلب الملك العظيم؛ وذلك لن زوال أثر الذنوب هو الذي يحصل به‬
‫المقصود‪ ،‬فالذنوب تتراكم على القلب‪ ،‬وتمنعه كثيرا من المصالح‪ ،‬فعلى المؤمن أن يسأل ربه‬
‫التخلص من هذه الذنوب قبل أن يسأل ما يريد‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)عدد أحرف سورتي الفلق والناس )‪ (153‬حرفا فقط‪ ،‬وعدد أحرف سورتي هود ويوسف )‬
‫‪ (14781‬حرفا‪ ،‬ومع هذا فالمعوذتان أفضل بنص الحديث الصحيح‪ ،‬كتاب ربنا كتاب معاني‪،‬‬
‫ومع هذا ما زال بعضنا يركض في حفظه وتلوته يستكثر الحسنات في غفلة عن المعاني‬
‫العظيمات! ]د‪.‬عصام العويد[‬

‫)}هل أتبعك على أن تعلمن‪){...‬الكهف‪.(66:‬‬

‫فيها دليل على أن المتعلم تبع للعالم‪ ،‬ولو تفاوتت المراتب‪] .‬ابن العربي[‪.‬‬

‫أين هذا الدب من بعض الطلبة والسائلين الذين يظهرون ترفعا واستغناء عمن يسألونه‪ ،‬بسبب‬
‫تقارب السن‪ ،‬أو القرابة‪ ،‬أو لغير ذلك من السباب؟(‬
‫)}كل نفس ذائقة الموت{)آل عمران‪.(185:‬‬

‫كلهم سيذوقونه‪ :‬المحسن والمسيء‪ ،‬الغني والفقير‪ ،‬المتواضع والمتكبر‪..‬‬

‫فإذا كانت هذه نهاية الجميع فطوبى لمن لقي ربه وقد أمضى حياته فيما يستطيعه من تعبد‪ ،‬ودعوة‬
‫إلى ال‪ ،‬ونفع للخلق‪(.‬‬

‫)‬
‫}الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس{ بين ال تعالى نوع الموسوس‪ ،‬بأنهم من‬
‫الجنة والناس؛ لن ربما غاب عن البال أن من الوسواس ما هو شر من وسواس الشياطين‪ ،‬وهو‬
‫وسوسة الناس‪ ،‬وهو أشد خطرا وهم بالتعوذ منهم أجدر‪ ،‬لنهم منهم أقرب وهو عليهم أخطر‪،‬‬
‫وأنهم في وسائل الضر أدخل وأقدر‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)‪ 40‬عامًا عشتها مع المخدرات‪ ،‬لم أعرف فيها للحياة طعما‪ ،‬وتقطعت حبالي بيني وبين ربي‪،‬‬
‫وبين أكثر عباده‪ ،‬ولم يردني إلى ال إل آية واحدة سمعتها‪ ،‬فوقرت في قلبي‪ ،‬فشعرت أنها‬
‫تختصر معاناتي طوال هذه السنين كلها‪ ،‬إنها قول العليم الخبير‪} :‬نسوا ال فأنساهم أنفسهم{!‬
‫)الحشر‪] .(19:‬أحد التائبين من المخدرات[‬

‫)من طرق التدبر أن يجعل لنفسه في كل وقت آية يتأملها بخصوصها‪ ،‬ويمكن أن يعلق في ورقة‬
‫ليراها طول اليوم‪ ،‬وبجانبها ورقة‪ ،‬فكلما طرأ له معنى كتبه فيها‪(.‬‬

‫)لن نتقدم مرة أخرى إل إذا استعدنا ثقتنا بأنفسنا‪ ،‬ولن نصل إلى هذا الهدف بتدمير نظمنا‬
‫الجتماعية وتقليد حضارة أجنبية‪ ،‬أجنبية عن ديننا وليس عن محيطنا التاريخي والجغرافي‬
‫فحسب‪ ،‬وقد بين ال لنا الطريق في كتابه المبين }لقد كان لكم في رسول ال أسوة حسنة لمن كان‬
‫يرجو ال واليوم الخر{)الحزاب‪] .(21:‬د‪.‬صالح الحصين[‬

‫)‬
‫}وامرأته حمالة الحطب{‬

‫كانت تحمل الحطب والشوك فتضعه في طريق النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلما حصل لبي لهب‬
‫وعيد مقتبس من كنيته‪ ،‬جعل لمرأته وعيد اقتبس لفظه من فعلها! ]ينظر‪ :‬التحرير والتنوير[‬

‫)}مما خطيئاتهم أغرقوا{)نوح‪.(25:‬‬

‫هذه الية ومثيلتها دالة دللة صريحة على أن ما يصيبنا من كوارث إنما هو بسبب خطايانا‪.‬‬

‫ومحاولة بعض الناس الهرب عن معاني مثل هذه اليات والتشكيك فيها إنما هو مصادمة لصريح‬
‫القرآن‪ ،‬وغفلة عن تدبر معانيه والنتفاع بها‪ ،‬وتطمين للمذنبين‪ ،‬وادعاء للكمال في النفس‬
‫والمجتمع‪ ،‬وهو علمة على قسوة القلب }فلول إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم{‬
‫)النعام‪] .(43:‬فهد العيبان[‬

‫)}ما أغنى عنه ماله وما كسب{‬


‫قيلت هذه الية لما ادعى أبو لهب أنه سيفتدي من العذاب بماله وولده‪ ،‬كما قال ابن عمه‪} :‬لوتين‬
‫مال وولدا{)مريم‪ ،(77:‬فقيل له‪} :‬ونرثه ما يقول ويأتينا فردا{)مريم‪.(80:‬‬

‫فسبحان ال!‬

‫تأمل كيف تشابهت قلوب أعداء الرسل في اغترارهم بأموالهم وأولدهم! (‬

‫)}تبت يدا أبي لهب‪ ...‬سيصلى نارا ذات لهب{‬

‫حصل لبي لهب وعيد مقتبس من كنيته! ]ابن عاشور[‬

‫)من أعظم طرق الشيطان في إغواء بني آدم‪ :‬كشف العورات‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬ليريهما‬
‫سوآتهما{)العراف‪ (27:‬وهكذا شياطين النس اليوم‪ ،‬في قنوات ماكرة وشبكات فاجرة؛ لنه‬
‫متى استمرأت السرة ذلك انحلت أخلقها‪ ،‬وانحل بعد ذلك دينها‪] .‬صالح المغامسي[‬

‫)مجتمعات تعيش في الشقاء وأخرى تتقلب في النعيم‪ ،‬فالولى تبحث عن الخلص وهو بين‬
‫يديها‪} :‬إن ال ل يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{)الرعد‪،(11:‬‬

‫والخرى تخاف تغير الحال‪ ،‬والمان أمام ناظريها‪} :‬ذلك بأن ال لم يك مغيرا نعمة أنعمها على‬
‫قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{)لنفال‪] .(53:‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)في هذه السورة دليل على النبوة‪ ،‬فإنه نزل قوله تعالى‪} :‬سيصلى نارا ذات لهب وامرأته{ فأخبر‬
‫عنهما بالشقاء وعدم اليمان‪ ،‬ل ظاهرا ول باطنا‪ ،‬ول سرا ول علنا‪ ،‬فكان هذا من أقوى الدلة‬
‫الباهرة على النبوة الظاهرة‪] .‬ينظر‪:‬تفسير ابن كثير[‪.‬‬

‫وقد كان تأمل هذا المعنى سببا في إسلم أحد العلماء المريكان‪(.‬‬

‫)روي أن أم جميل امرأة أبي لهب باعت "عقدا" لها ثمنه ‪ 10000‬درهم أنفقتها في الباطل‪ ،‬فكان‬
‫الجزاء )حبل من مسد( في جيدها أي في نفس موضع العقد!‬

‫فالذي يهدي نار السجائر للناس من حوله أما فكر لحظة في نوع الهدية التي يتلقاها فمه يوم‬
‫القيامة؟! ]د‪.‬عصام العويد[‬

‫)}ول تستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي‬
‫حميم{)فصلت‪.(34:‬‬

‫تأملوا أيها العارفون باللغة العربية كيف جاءت النتيجة بإذا الفجائية؛ لن )إذا( الفجائية تدل على‬
‫الحدوث الفوري في نتيجتها‪ ,‬ولكن ليس كل أحد يوفق لذلك‪} :‬وما يلقاها إل الذين صبروا وما‬
‫يلقاها إل ذو حظ عظيم{)فصلت‪] .(35:‬ابن عثيمين[‬

‫)‬
‫}وامرأته حمالة الحطب{‬
‫إنها المرأة حين تعين زوجها على كفره وعناده؛ ولذا ستكون عونا عليه في عذابه في نار جهنم!‬

‫قارن هذا بحال خديجة رضي ال عنها‪ ،‬فإنها لما هيأت بيتا هادئا هانئا لزوجها صلى ال عليه‬
‫وسلم بشرت ببيت في الجنة ل صخب فيه ول نصب‪ ،‬فما أعظم أثر المرأة في حياة زوجها!‬
‫]ينظر‪ :‬ابن كثير[‬

‫) كم بين قوله تعالى‪} :‬لعلك باخع نفسك أل يكونوا مؤمنين{‬

‫وقوله‪} :‬ورأيت الناس يدخلون في دين ال أفواجا{؟‬

‫إنها سنوات قليلة ل تساوي شيئا في أعمار الجيال! (‬

‫)فسر به بعض الصحابة من جلساء عمر‪ ،‬رضي ال عنهم أجمعين‪ ،‬من أنه قد أمرنا إذا فتح ال‬
‫علينا المدائن والحصون أن نحمد ال ونشكره ونسبحه‪ ،‬يعني نصلي ونستغفره‪ ،‬وهو معنى مليح‬
‫صحيح‪ ،‬وثبت له شاهد من صلة النبي صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة وقت الضحى ثماني‬
‫ركعات‪] .‬ابن كثير[‬

‫)دعا حاخام أمريكي لبادة العرب ومقدساتهم‪ ،‬وذلك في العدد الخير من مجلة "مومنت"‬
‫المريكية ]يونيو ‪ [2009‬في زاوية "اسألوا الحاخامات"‪.‬‬

‫وأضاف فريدمان‪ ،‬الحاخام بمعهد "بياس تشانا" للدراسات اليهودية‪" :‬الطريقة الوحيدة لخوض‬
‫حرب أخلقية هي الطريقة اليهودية‪ :‬دمروا مقدساتهم‪ ،‬واقتلوا رجالهم ونساءهم وأطفالهم‬
‫ومواشيهم‪ ...‬فعند تدمير مقدساتهم سوف يتوقفون عن العتقاد بأن الرب إلى جانبهم"‪.‬‬

‫وصدق ال‪} :‬لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود{)المائدة‪.(82:‬‬

‫)تأمل في قول ال ‪-‬في قصة سليمان‪} :-‬ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر{)سبأ‪.(12:‬‬
‫ولم يقل‪ :‬غدوها ورواحها شهران‪..‬؟‬

‫لعل السر في ذلك ‪-‬وال أعلم‪ -‬أن في هذا تحديدا لمدة سيرها من أول النهار إلى منتصفه‪ ،‬ومن‬
‫منتصفه إلى نهايته‪ ،‬بينما لو قيل‪ :‬غدوها ورواحها شهران‪ ،‬لم يتضح هذا الفرق الدقيق‪] .‬ينظر‪:‬‬
‫أضواء البيان[‬

‫)‬
‫الوقوف على أقوال السلف بالذات في تفسير الية‪ ،‬والتأمل في مضامينها ‪-‬خاصة إذا تنوعت‬
‫عباراتهم والمقصود واحد‪ -‬مما يعين على التدبر‪ ،‬والتفكر في معان أكثر للية‪.‬‬

‫مثال‪ :‬تنوع عباراتهم في تفسير )الفتنة( في قوله تعالى‪} :‬فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن‬
‫تصيبهم فتنة ‪){...‬النور‪.(63:‬‬

‫)}هؤلء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لول يأتون عليهم بسلطان بين{)الكهف‪.(15:‬‬
‫لم اشترطت الية برهانا واضحا على ما ل برهان له أصل‪ ،‬بل البراهين كلها تدل على بطلنه؟‬

‫ذلك أن مراجعة القناعات السابقة صعب‪ ،‬وتحتاج تدقيقا من النفس التي قد تنخدع بالرضا عن‬
‫قناعاتها بشبهات التقليد وتبرير صعوبة العتراف بالخطأ‪ ،‬فل يصل إلى الحقيقة بسبب أوهام‬
‫البراهين التي لديه‪ ،‬فإذا دقق في محاكمتها‪ ،‬تبين له بطلنها؛ ولذا طولبوا بالبرهان الواضح‪،‬‬
‫ليقودهم ذلك إلى اكتشاف عدم وجود أي برهان! وهذا كله يدعونا إلى الرفق في مجادلة أصحاب‬
‫القناعات الباطلة‪ ،‬فإن بينهم وبين الهداية أسوارا من أوهام البراهين غير البينة‪ ،‬ومن خير ما‬
‫يكشف حقيقتها لديهم أن يحاولوا هم أنفسهم التثبت من قوتها‪ ،‬ومن صحة الستدلل بها‪] .‬د‪.‬حاتم‬
‫العوني[‬

‫)وجه استنباط ابن عباس من أن سورة النصر فيها إشارة إلى أجل النبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬أن‬
‫حياته فاضلة‪ ،‬وقد عهد أن المور الفاضلة تختم بالستغفار كالصلة والحج‪ ،‬فأمر ال لرسوله‬
‫بالحمد والستغفار ‪-‬في هذه الحال‪ -‬إشارة إلى أن أجله قد انتهى؛ لذا كان صلى ال عليه وسلم‬
‫يكثر من التسبيح والحمد في صلته‪] .‬السعدي[‬

‫)منذ أسبوع وخبر تحطم الطائرة الفرنسية فوق الطلسي يتردد في نشرات الخبار‪.‬‬

‫تصور جسما بحجم الطائرة يختفي فجأة‪ ،‬ويبقى البحث عنه أياما!‬

‫فأين القمار الصناعية؟‬

‫وأين الرادارات؟‬

‫إنهم البشر مهما بلغوا من التقان والحذق!‬

‫يريهم ال ضعفهم وقصورهم‪.‬‬

‫ويريهم ‪-‬أيضا‪ -‬آية من آيات عظمته في مثل قوله‪} :‬وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في‬
‫الرض ول في السماء‪ ،‬ول أصغر من ذلك ول أكبر إل في كتاب مبين{)يونس‪.(61:‬‬

‫)الزمات والشدائد من أخصب ميادين تخريج القادة والعظماء والمصلحين‪ ،‬تأمل في المعاناة التي‬
‫مر بها يوسف قبل أن يصبح عزيز مصر‪ ،‬والشدائد التي عانى منها موسى قبل بعثه لعظم‬
‫طاغية من البشر‪ ،‬بل تدبر سورة الضحى لتعلم من هو محمد صلى عليهم ربي وسلم‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر‬
‫العمر[‬

‫)}ولكم في القصاص حياة{)البقرة‪.(179:‬‬

‫معناه كثير ولفظه قليل؛ لن معناه أن النسان إذا علم أنه متى قتل اقتصوا منه كان داعيا أل يقدم‬
‫على القتل‪ ،‬فارتفع كثير من قتل الناس بعضهم لبعض‪ ،‬وكان ارتفاع القتل حياة لهم‪] .‬السيوطي[‬

‫)}فسبح بحمد ربك واستغفره{‬


‫جمع بين التسبيح والستغفار‪ ،‬إذ في الستغفار محو الذنوب‪ ،‬وفي التسبيح طلب الكمال‪] .‬ينظر‬
‫الوابل الصيب[‬

‫)}فسبح بحمد ربك واستغفره{‬

‫عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه‬
‫وسجوده‪" :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر لي" يتأول القرآن‪] .‬متفق عليه[‪.‬‬

‫أي يفعل ما أمره القرآن‪ ،‬وهذا من التدبر العملي‪( .‬‬

‫)ومن أبلغ ما يعين على التدبر أن يعرض المؤمن نفسه على كتاب ربه‪ ،‬فهو يتصفح القرآن‬
‫ليؤدب به نفسه وهمته‪،‬‬

‫متى أكون من المتقين؟‬

‫متى أكون من الخاشعين؟‬

‫متى أكون من الصابرين؟‬

‫متى أزهد في الدنيا؟‬

‫متى أنهى نفسي عن الهوى؟ ]الجري[‬

‫)‬
‫ل يزهد في الدنيا شيء مثل تذكر نعيم ال تعالى‪ ،‬فأي شيء في الدنيا يستعاض به عن الكوثر؟ (‬

‫)}ول تهنوا ول تحزنوا وأنتم العلون{)آل عمران‪.(139:‬‬

‫للعبد من العلو بحسب ما معه من اليمان! ]ابن القيم[‬

‫)}من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة{)النحل‪.(97:‬‬

‫إن الحياة بل سعادة اليمان قدر مشترك بين البشر وبين النمل على ضعفه‪ ،‬والحمار على ذله‬
‫وخسفه‪ ،‬والجمل على إذلله وتسخيره؛ فإذا كانوا اليوم يسمون أحياء فمن هذا النوع‪] .‬محمد‬
‫البشير البراهيمي[‬

‫)}بل قالوا أضغاث أحلم بل افتراه بل هو شاعر{)النبياء‪.(5:‬‬

‫هذه الجملة القصيرة تمثل لك مقدار ما أصابهم من الحيرة‪ ،‬وتريك صورة شاهد الزور إذا شعر‬
‫بحرج موقفه‪ :‬كيف يتقلب ذات اليمين وذات الشمال‪ ،‬وكيف تتفرق به السبل في تصحيح ما‬
‫يحاوله من محال‪} :‬انظر كيف ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون سبيل{)السراء‪.(48:‬‬
‫]د‪.‬محمد دراز[‬
‫)}إنك لن تستطيع معي صبرا{)الكهف‪.(67:‬‬

‫حكم عليه بعادة الخلق في عدم الصبر عما يخرج من العتياد‪ ،‬وهو أصل في الحكم بالعادة‪] .‬ابن‬
‫العربي[‬

‫)‬
‫لما كانت الصلة والنحر أكثر العبادات التي يصرفها المشركون لوثانهم‪ ،‬خصتا بالذكر في قوله‪:‬‬
‫}فصل لربك وانحر{ وأبرز مقصودهما وغايتهما‪} :‬لربك{‪ ،‬ولذا لم يقل‪ :‬فصل وانحر‪ ،‬ليستقر‬
‫المعنى وهو‪ :‬فصل لربك وانحر لربك وحده ل شريك له‪ ،‬مراغما المشركين الذين جعلوا صلتهم‬
‫ونحرهم لغير ال‪] .‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير[‬

‫)‬
‫لما ال ذكر منته على نبيه }إنا أعطيناك الكوثر{‪،‬‬

‫أمره بشكرها فقال‪} :‬فصل لربك وانحر{‪،‬‬

‫وهو دليل على أن من أعظم صور الشكر‪:‬‬

‫العمل‪ :‬عمل القلب وعمل الجوارح }اعملوا آل داود شكرا{‪] .‬مجموع فتاوى ابن تيمية[‬

‫)إذا أردت أن تستشعر شيئا من معاني قوله تعالى‪} :‬قل بفضل ال وبرحمته فبذلك فليفرحوا‪ ،‬هو‬
‫خير مما يجمعون{ وفي قراءة‪} :‬تجمعون{)يونس‪!(58:‬‬

‫فتخيل أنك ملكت كل أرصدة بنوك الدنيا‪ ،‬وحزت ما جمعه الناس من عقار وأثاث ومراكب‪،‬‬
‫وغيرها‪..‬‬

‫إنها ‪-‬بنص هذه الية‪ -‬ل تعادل فرح المؤمن بنعيم القرآن وحلوته‪ ،‬فهل نحن نعيش هذا الشعور؟‬
‫]د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)أتي هشام بن عبدالملك برجل بلغه عنه أمر فلما أقيم بين يديه جعل يتكلم بحجته‪،‬‬

‫فقال له هشام‪ :‬وتتكلم أيضا؟‬

‫فقال الرجل‪ :‬يا أمير المؤمنين! قال ال عز وجل‪} :‬يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها{)النحل‪:‬‬
‫‪ (111‬أفيجادلون ال تعالى ول نتكلم بين يديك كلما؟‬

‫قال هشام‪ :‬بلى‪ ،‬ويحك تكلم! (‬

‫)}فصل لربك وانحر{ خص هاتين العبادتين بالذكر؛ لنهما من أفضل العبادات‪ ،‬ولن الصلة‬
‫تتضمن الخضوع في القلب والجوارح ل‪ ،‬وتنقلها في أنواع العبودية‪ ،‬وفي النحر تقرب إلى ال‬
‫بأفضل ما عند العبد من النحائر‪ ،‬وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به‪.‬‬
‫]السعدي[‬
‫)}فإنها ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب{)الحج‪.(٤٦:‬‬

‫قال قتادة‪ :‬البصر الظاهر‪ :‬بلغة ومتعة‪ ،‬وبصر القلب‪ :‬هو البصر النافع‪] .‬تفسير‬
‫البغوي[((((((((((((((((((((((((((‬

‫)ما أجمل أن ينطلق اللسان بالعتراف بالذنب‪ ،‬وإن كان صاحبه نادما في قلبه!‬

‫تأمل قول أصحاب الجنة الذي أقسموا على حرمان حق الفقراء‪} :‬قال أوسطهم ألم أقل لكم لول‬
‫تسبحون * قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين{)القلم‪] .(29 ،28:‬ينظر‪ :‬نكت القرآن للقصاب[‬

‫)قال مسروق‪ :‬من أراد أن يعلم نبأ الولين والخرين‪ ،‬ونبأ أهل الجنة‪ ،‬ونبأ أهل النار‪ ،‬ونبأ أهل‬
‫الدنيا‪ ،‬ونبأ أهل الخرة‪،‬‬

‫فليقرأ سورة الواقعة‪] .‬تفسير القرطبي[‬

‫)أبانت سورة الكوثر –مع اختصارها‪ -‬عن حقيقة الخير الكثير الذي ل يتحقق إل بأمرين‪:‬‬

‫‪/1‬تتابع العطاء‪.‬‬

‫‪/2‬دفع المنغصات‪.‬‬

‫فالعاقل ل ينشغل في دينه أو دنياه بطلب الول دون الثاني‪] .‬د‪.‬عصام العويد[‬

‫)}فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم{)السجدة‪.(14:‬‬

‫المؤمن يتذكر الخرة‪ ،‬فإذا رأى حر الدنيا تذكر نار الخرة‪ ،‬وإذا سمع باختبار الدنيا تذكر اختبار‬
‫الخرة‪ ،‬وهكذا شأن الخيار }إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار{! )ص‪.(46:‬‬

‫)}إنما المؤمنون إخوة{)الحجرات‪.(10:‬‬

‫قال محمد بن مناذر‪ :‬كنت أمشي مع الخليل بن أحمد‪ ،‬فانقطع نعلي‪ ،‬فمشيت حافيا‪،‬‬

‫فخلع نعليه وحملها يمشي معي‪،‬‬

‫فقلت له‪ :‬ماذا تصنع؟‬

‫فقال‪ :‬أواسيك في الحفاء! (‬

‫)}إن شانئك هو البتر{‬

‫ولم يقل‪ :‬إن شانئك أبتر‪ ،‬بل أبرز الضمير )هو( لفادة الحصرر‪ ،‬فكأنه ل مقطوع ول مذموم‬
‫سواه‪.‬‬
‫وإذا كان شانئه صلى ال عليه وسلم داخل في الية دخول أوليا‪ ،‬فإن شانئ سنته والداعين إليها له‬
‫من ذلك نصيب بقدر بغضه وكرهه‪(.‬‬

‫)من طرق التدبر‪ :‬التفاعل مع اليات بالسؤال والتعوذ والستغفار ونحوه عند مناسبة ذلك‪ ،‬فهو‬
‫دال على التفاعل الحي وأن القارئ حاضر القلب مع التلوة‪ ،‬وهو من أظهر صفات التفاعل الدالة‬
‫على التدبر‪ ،‬وقد كان هذا هو الهدي النبوي وهدي السلف الصالح‪] .‬د‪.‬محمد الربيعة[‬

‫)الصلة فيها دفع مكروه ‪-‬وهو الفحشاء والمنكر‪ -‬وفيها تحصيل محبوب‪ ،‬وهو ذكر ال‪ ،‬وحصول‬
‫هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه؛ فإن ذكر ال عبادة‪ ،‬وعبادة القلب مقصودة لذاتها‪ ،‬وأما‬
‫اندفاع الشر فهو مقصود لغيره على سبيل التبع‪ ،‬ولهذا قال سبحانه‪} :‬إن الصلة تنهى عن‬
‫الفحشاء والمنكر ولذكر ال أكبر{ )العنكبوت‪] .(45:‬ابن تيمية[‬

‫)}وما أرسلنا من رسول إل بلسان قومه ليبين لهم{)إبراهيم‪.(4:‬‬

‫تعلم اللغة التي يدعى بها إلى السلم فرض كفاية‪ ،‬كما أن الدعوة إلى السلم فرض كفاية‪ ،‬وهل‬
‫يمكن الن أن أجلس بين عشرة من غير العرب وأتكلم بأرقى الفصاحة والبيان باللغة العربية ماذا‬
‫يفهمون؟ ل شيء‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)}ل خير في كثير من نجواهم إل من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بين الناس{)النساء‪:‬‬
‫‪.(114‬‬

‫تدبر هذه الية تلحظ أن الصل في هذه الثلثة الخفاء‪ ،‬فذلك أقوى أثرا وأعظم أجرا‪ ،‬وأرجى في‬
‫تحقيق المراد‪ ،‬وأما العلنية فيها فهي الستثناء إذا وجد لذلك سبب معتبر‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)}فويل للمصلين الذين هم عن صلتهم ساهون{‬

‫سماهم مصلين‪ ،‬لكنهم ساهون عن فعلها‪ ،‬أو عن وقتها‪ ،‬أو عن أدائها بأركانها وشروطها‪ ،‬أو عن‬
‫الخشوع وتدبر معانيها‪ ،‬فاللفظ يشمل هذا كله‪ ،‬من اتصف بشيء من ذلك فله قسط من هذه الية‪،‬‬
‫ومن اتصف بجميع ذلك‪ ،‬فقد تم نصيبه منها‪ ،‬وكمل له النفاق العملي‪] .‬ابن كثير[‬

‫)‬
‫}أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم{‬

‫هذا إيذان بأن اليمان بالبعث والجزاء هو الوازع الحق الذي يغرس في النفس جذور القبال على‬
‫العمال الصالحة‪ ،‬حتى يصير ذلك لها خلقا إذا شبت عليه‪ ،‬فزكت وانساقت إلى الخير بدون كلفة‬
‫ول احتياج إلى آمر‪ ،‬ول إلى مخافة ممن يقيم عليه العقوبات‪ ،‬حتى إذا اختلى بنفسه وآمن الرقباء‬
‫جاء بالفحشاء والعمال النكراء! ]ابن عاشور[‬

‫)قوله تعالى‪} :‬فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا‬
‫إمرا {)الكهف‪.(71:‬‬
‫فيه دللة على أن قلوب المؤمنين مجبولة على إنكار المنكر‪ ،‬وغير مالكة للصبر على احتماله؛‬
‫لن موسى عليه السلم وعد الخضر أن يصبر على ما يراه منه‪ ،‬فلما رأى ما رأى أنكره عليه‪.‬‬
‫]القصاب[‬

‫)قال عكرمة‪ :‬جئت ابن عباس يوما وهو يبكي والمصحف في حجره فقلت‪ :‬ما يبكيك؟‬

‫قال‪ :‬هؤلء الورقات‪ ،‬وإذا سورة العراف‪ ،‬فذكر قصة اليهود لما عدوا يوم السبت على الحيتان‪،‬‬

‫قال‪ :‬فعدت طائفة بأنفسها‪ ،‬واعتزلت طائفة ذات اليمين وأنكرت‪ ،‬واعتزلت طائفة ذات اليسار‬
‫وسكتت‪...‬ثم قرأ ابن عباس‪} :‬فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين‬
‫ظلموا بعذاب بئيس{)العراف‪..(165:‬‬

‫قال‪ :‬فأرى الذين نهوا قد نجوا‪ ،‬ول أرى الخرين ذكروا ونحن نرى أشياء ننكرها ول نقول فيها‪.‬‬
‫]الدر المنثور ‪[3/589‬‬

‫)إن البعض يتعامل مع أخبار المراض والدواء والحداث‪ ،‬في حدودية الزمان والمكان‪ ،‬فنظرته‬
‫إليها نظرة الغافل المتجافي‪ ،‬فكأنه ماض كان‪ ،‬أو مستقبل لن يكون في زمانه ومكانه‪ ،‬وقد أمر ال‬
‫بالتأمل والعتبار بما كان‪ ،‬رغم تباعد الزمان والمكان بقوله‪} :‬قل سيروا في الرض فانظروا‬
‫كيف كان عاقبة المجرمين{)النمل‪] .(69:‬أ‪.‬د‪ .‬ابتسام الجابري[‬

‫)أرأيت إنسانا يظلم نفسه؟‬

‫نعم‪ ..‬ستراه حين ينتهك حرمة زمان نهاه ربه عن أن يظلم فيه نفسه!‬

‫رجب هو الشهر الفرد من الشهر الحرم التي قيل لنا فيها‪} :‬فل تظلموا فيهن أنفسكم{!‬

‫ورجب هذه السنة يوافق إجازة‪ :‬فكم حافظ لحرمته بطلب العلم وبر وعبادة ونفع للخلق!‬

‫وكم من غافل‪ ،‬هاتك حرمته بعصيان حضرا وسفرا!‬

‫ومن كان كذلك فإنه ل يضر ال شيئا‪ ،‬بل ل يضر ول يظلم إل نفسه‪(.‬‬

‫)}ويمنعون الماعون{‬

‫يمنعون الناس منافع ما عندهم‪ ،‬من القليل والكثير‪ ،‬وإذا أريد بالماعون الناء‪ ،‬فهم لما هو أعظم‬
‫منه أشد منعا‪] .‬ينظر‪ :‬تفسير الطبري[‬

‫)}الذين هم يراءون{!‬

‫جمع هؤلء تكذيبا بالبعث ‪..‬‬

‫وانتقاصا لحقوق ضعفة الخلق ‪..‬‬


‫وتفريطا في الصلة ‪..‬‬

‫وشغفا بالدنيا جعلتهم يتعلقون بحقير الواني ‪..‬‬

‫وهم ‪-‬مع هذا‪ -‬يراءون!‬

‫ولو فتشت لوجدت أن أقل الناس عمل مثمرا لهم نصيب وافر من هذه الصفات أو بعضها‪.‬‬
‫]ينظر‪ :‬التحرير والتنوير[‬

‫)ليس من شأننا أن نسمع الصم أو نهدي العمي‪ ،‬ول الذين يجعلون أصابعهم في آذانهم فإذا هم ل‬
‫يسمعون‪ ،‬أو يضعون أكفهم على أعينهم فإذا الشمس الطالعة ليست بطالعة‪} :‬ومن يرد ال فتنته‬
‫فلن تملك له من ال شيئا{)المائدة‪ (41:‬وإنما سبيلنا أن ننصب الحجة لجاهلها من طلب الحق‪،‬‬
‫ونوضح الطريق لسابلها من رواد اليقين‪] .‬د‪.‬محمد دراز[‬

‫)كلما رأيت إصرار أصحاب مشاريع إفساد المجتمع على تحقيق مشاريعهم –رغم العقبات التي‬
‫في طريقهم‪ -‬تعجبت!‬

‫لكن آيتين كشفتا سر ذلك‪:‬‬

‫}ويريد الذين يتبعون الشهوات‪){..‬النساء‪.(27:‬‬

‫}إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة‪){..‬النور‪.(19:‬‬

‫فحققوا )المحبة( الدافعة لـ)قوة الرادة(‬

‫فأثمرتا الصرار‪:‬‬

‫}امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد{)ص‪.(6:‬‬

‫فأين المصلحون من ذلك؟ ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)خرج عمر رضي ال عنه يعس المدينة ذات ليلة‪ ،‬فمر بدار رجل من المسلمين‪ ،‬فوافقه قائما‬
‫يصلي‪ ،‬فوقف يسمع قراءته‪ ،‬فقرأ‪} :‬والطور{ حتى بلغ‪} :‬إن عذاب ربك لواقع{)الطور‪(4-1:‬‬
‫قال‪ :‬قسم ورب الكعبة حق‪ ،‬فنزل عن حماره‪ ،‬فاستند إلى حائط‪ ،‬فمكث مليا‪ ،‬ثم رجع إلى منزله‪،‬‬
‫فمرض شهرا يعوده الناس‪ ،‬ل يدرون ما مرضه‪(.‬‬

‫)}ليلف قريش{‬

‫فيه فضيلة لقريش ‪-‬وهم أولد فهر بن مالك أحد أجداد النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬إذ كانوا أهل‬
‫البيت وفيهم كانت النبوة‪ ،‬ومن ال عليهم بنعم دينية ودنيوية‪ ،‬ولكن ل فضيلة ما لم يقوموا بشكرها‬
‫وعبادة من أنعم عليهم بها‪] .‬ينظر‪ :‬أضواء البيان[‬

‫)}ليلف قريش{ ما سر تقديم ال تعالى تأليفه قريشا لرحلتي الشتاء والصيف؟‬


‫قال أهل العلم‪ :‬إنما قدم للهتمام به‪ ،‬إذ هو من أسباب أمرهم بعبادة ال‪ ،‬وشكره على نعمه الكثيرة‬
‫عليهم‪] .‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير[‪.‬‬

‫)}فليعبدوا رب هذا البيت{ ولم يقل‪ :‬فليعبدوا ال؛ لما يومئ إليه لفظ }رب{ من استحقاقه الفراد‬
‫بالعبادة دون شريك‪.‬‬

‫وأضيف }رب{ إلى }هذا البيت{ دون أن يقال‪) :‬ربهم( لليماء إلى أن البيت هو أصل نعمة‬
‫اليلف بأن أمر إبراهيم ببناء البيت الحرام فكان سببا لرفعة شأنهم بين العرب‪] .‬ابن عاشور[‬

‫)إغلق المحلت وقت الصلة ‪-‬تعظيما لهذه الشعيرة وحفزا للجماعة– أمر معروف في زمان‬
‫السلف‪ ،‬بل استنبطه ابن عمر رضي ال عنهما من القرآن‪ ،‬فقد كان مرة في السوق‪ ،‬فأقيمت‬
‫الصلة‪ ,‬فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد‪ ،‬فقال‪ :‬فيهم نزلت‪} :‬رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن‬
‫ذكر ال‪ ،‬وإقام الصلة‪){...‬النور‪] .(37:‬تفسير عبدالرزاق[‬

‫)قوله تعالى‪} :‬ول تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله{)البقرة‪ (282:‬فيه العناية التامة‬
‫بمصالح المسلم‪ ،‬وذلك يدل على أن اللطيف الخبير ل يضيعه يوم القيامة عند اشتداد الهول‪ ،‬وشدة‬
‫حاجته إلى ربه‪] .‬ينظر‪ :‬أضواء البيان[‬

‫)حمل رسالة السلم ل يسلم من تهديدات القوى الدنيوية‪:‬‬

‫}الذين يبلغون رسالت ال‪ ،‬ويخشونه ول يخشون أحدا إل ال{)الحزاب‪] .(39:‬إبراهيم‬


‫السكران[‬

‫)قال تعالى في سورة النمل‪} :‬رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء{)‪ ،(91‬وقال هنا‪:‬‬
‫}فليعبدوا رب هذا البيت{ لن السياق هنا لبيان عظمة البيت‪ ،‬بينما في "النمل" المقام مقام بيان‬
‫عموم ملكه؛ لئل يدعي المشركون أنه رب البلدة فقط‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)قال إبراهيم بن آزر‪ :‬حضرت أحمد بن حنبل‪ ،‬وسأله رجل عما جرى بين علي ومعاوية –رضي‬
‫ال عنهما‪-‬؟ فأعرض عنه‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا أبا عبد ال‪ ،‬هو رجل من بني هاشم‪.‬‬

‫فأقبل عليه فقال‪ :‬اقرأ‪} :‬تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ول تسألون عما كانوا‬
‫يعملون{)البقرة‪.(134:‬‬

‫)تأمل كيف ربط بين السبب والمسبب في قوله‪} :‬فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم‪{...‬‬
‫وهذا ظاهر في أول آية في المصحف‪} :‬الحمد ل رب العالمين{‪ ،‬والمعنى‪ :‬أنه سبحانه مستحق‬
‫للحمد لنه رب العالمين وخالقهم ورازقهم‪ ،‬وقرر هذا في أول نداء في المصحف‪} :‬يا أيها الناس‬
‫اعبدوا ربكم{‪ ،‬ثم بين السبب بقوله‪} :‬الذي خلقكم‪){...‬البقرة‪] .(21:‬عطية سالم[‬

‫)ناظر أحد العلماء يهوديا شهرا كامل‪ ،‬فأبى أن يذعن‪ ،‬فجاء اليهودي يوما وقت الصبح‪ ،‬وكان‬
‫ذلك العالم مشتغل بتلوة القرآن‪ ،‬فلما دخل الباب وسمع القرآن أثر في قلبه تأثيرا بليغا‪ ،‬فأعلن‬
‫اليهودي إسلمه‪ ،‬فسأله ذلك العالم عن السبب؟ فقال‪ :‬لما وصلت إلى الباب سمعت منك القرآن‬
‫‪-‬رغم قبح صوتك ‪ ،-‬فأثر بي تأثيرا بليغا فعلمت أنه وحي‪(.‬‬
‫)لم يتكرر في القرآن ذكر إهلك أصحاب الفيل كبقية قصص المم؛ لوجهين‪:‬‬

‫‪ (1‬أن هلك أصحاب الفيل لم يكن لجل تكذيب رسول من ال‪.‬‬

‫‪ (2‬أن ل يتخذ منه المشركون غرورا بمكانة لهم عند ال كغرورهم بقولهم المحكي في قوله‬
‫تعالى‪} :‬أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بال واليوم الخر{)التوبة‪.(19:‬‬
‫]ابن عاشور[‬

‫)قوله تعالى‪} :‬إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم ل‬
‫يستكبرون{)السجدة‪.(15:‬‬

‫من وعظ بال كان من تمام اتعاظه إتراب جبينه بالسجود ل تواضعا له‪ ،‬وتذلل لجلله‪ ،‬وهو‬
‫مندوب إليه بهذه الية ‪-‬وال أعلم‪ -‬خلفا على الجبابرة والكفار‪ ،‬ومن تأخذه العزة بالثم‪.‬‬
‫]القصاب[‬

‫)سئل مالك عن مسألة فقال‪ :‬ل أدري‪ ،‬فقال له السائل‪ :‬إنها مسألة خفيفة سهلة‪ ،‬وإنما أردت أن‬
‫أعلم بها المير‪ ،‬وكان السائل ذا قدر؛ فغضب مالك وقال‪ :‬مسألة خفيفة سهلة؟ ليس في العلم شيء‬
‫خفيف‪ ،‬أما سمعت قول ال تعالى‪} :‬إنا سنلقي عليك قول ثقيل{)المزمل‪.(5:‬‬

‫)إذا تدبرت سياق قصة أصحاب الفيل أدركت أن من أعظم الحكم في تولي ال الدفاع عن بيته‬
‫حتى ل تكون للمشركين يد على بيته‪ ،‬ول سابقة في حمايته‪ ،‬بحميتهم الجاهلية‪ ،‬حتى إذا ما دعاهم‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم لم يكن لهم سبب للعتزاز بحماية بيت ال‪ ،‬ولذا ستفهم التعجب الذي‬
‫بدئت به السورة }ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل{‪] .‬ينظر‪ :‬تفسير ابن كثير[‬

‫)}وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلل مبين{)سبأ‪ (24:‬فاستعملت "على" في جانب الحق‪،‬‬
‫و"في" في جانب الباطل؛ لن صاحب الحق كأنه مستعل يرقب نظره كيف شاء‪ ،‬ظاهرة له‬
‫الشياء‪ ،‬وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلم‪ ،‬ول يدرى أين توجه! ]البرهان للزركشي[‬

‫)هذه السورة رد على الملحدين‪ ،‬كيف؟‬

‫"لن الملحدين ذكروا في الزلزل والرياح والصاعق ‪-‬وسائر الشياء التي عذب ال تعالى بها‬
‫المم‪ -‬أعذارا ضعيفة‪ ،‬أما هذه الواقعة فل تجرى فيها تلك العذار؛ لنه ليس في شيء من‬
‫الطبائع والحيل أن تقبل طير معها حجارة‪ ،‬فتقصد قوما دون قوم فتقتلهم‪] .‬مفاتيح الغيب[‬

‫)ما الحكمة من إهلك أصحاب الفيل‪ ،‬وعدم إهلك من يقصد الكعبة في آخر الزمان؟‬

‫"لن قصة أصحاب الفيل مقدمة لبعثة الرسول صلى ال عليه وسلم التي يكون فيها تعظيم البيت‪،‬‬
‫أما في آخر الزمان فإن أهل البيت إذا أهانوه‪ ،‬ولم يعرفوا قدره‪ ،‬حينئذ يسلط ال عليهم من يهدمه‬
‫حتى ل يبقى على وجه الرض"‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)كم في هذه السورة من دللة على قدرة ال وعظمته!‬


‫طيور صغيرة ألقت حجارة بحجم الحمصة‪ ،‬على رجال‪ ،‬وأفيال عظيمة‪ ،‬فصارت إلى ما قاله ال‪:‬‬
‫}فجعلهم كعصف مأكول{ أي‪ :‬كزرع أكلته الدواب‪ ،‬ووطئته بأقدامها حتى تفتت!(‬

‫)قال الليث‪ :‬يقال‪ :‬ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن؛ لقول ال جل ذكره‪} :‬وإذا‬
‫قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون{)العراف‪..(204:‬‬

‫ولعل من ال سبحانه وتعالى واجبة‪] .‬لمحات النوار للغافقي[‬

‫)حكي أن أعرابيا سمع قارئا يقرأ‪} :‬فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات{)البقرة‪ (209:‬فاعلموا‬
‫أن ال غفور رحيم‪ ،‬ولم يكن العرابي من القراء‪ ،‬فقال‪ :‬إن كان هذا كلم ال فل يقول كذا‪ ،‬ومر‬
‫بهما رجل فقال‪ :‬كيف تقرأ هذه الية‪ ،‬فقال الرجل‪} :‬فاعلموا أن ال عزيز حكيم{ فقال هكذا‬
‫ينبغي‪ ،‬الحكيم ل يذكر الغفران عند الزلل؛ لنه إغراء عليه‪] .‬التقان للسيوطي[‬

‫)}يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا ال ينصركم ويثبت أقدامكم{)محمد‪.(7:‬‬

‫دليل على أن من استشعر التقوى في مقاصده‪ ،‬وأخلص النية ل في أعماله‪ ،‬لم يسلمه ال إلى‬
‫عدوه‪ ،‬ولم يعله عليه‪ ،‬وكان الظفر له على من ناوأه‪] .‬القصاب[‬

‫)من مظاهر العجاز البلغي في القرآن إيثار لفظ بدل آخر‪ ،‬فتأمل –مثل‪} :-‬اليوم أكملت لكم‬
‫دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا{ فما السر في التعبير عن الدين بالكمال‪،‬‬
‫وعن النعمة بالتمام؟سر ‪-‬وال أعلم‪ -‬أن الكمال ل زيادة عليه‪ ،‬ومن هنا يعلم أنه ل زيادة في الدين؛‬
‫لنه اكتمل‪ ،‬أما النعمة فعبر عنها بالتمام؛ لن التمام يقبل الزيادة ليصل إلى الكمال‪ ،‬ودليل ذلك أن‬
‫النعم تختلف من زمن إلى آخر‪ ،‬فما يتنعم به بعض الفقراء اليوم لم يكن يحلم به هارون الرشيد في‬
‫زمنه‪] .‬أ‪.‬د‪.‬محمد الصامل[‬

‫)كانت بداية رحلتي مع القرآن من قوله تعالى‪} :‬وإذ قال ربك للملئكة إني جاعل في الرض‬
‫خليفة‪ ...‬الية{)البقرة‪ (30:‬فقد رسمت لي منهجا ل يحتاج إلى تفاصيل كثيرة‪ ،‬وجعلتني ل أكره‬
‫شيئا من مخلوقاته أكثر من إبليس‪ ،‬وجعلتني أبحث عن صفات ال تعالى بتمعن‪ ،‬لحسن الخلفة‬
‫في الرض‪] .‬من أحد المشتركين[‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن )‪:(1‬‬

‫من تأمل القرآن علم أن كلمة )السكن( هي سر الكون الذي هدى إليه القرآن في العلقة بين الرجل‬
‫والمرأة }لتسكنوا إليها{‪ ،‬ولذا كان الهدف الرئيس للمرأة في الحياة ‪-‬بعد حق ال‪ -‬أن تتعلم كيف‬
‫تكون سكنا لزوجها وأسرتها‪( .‬‬

‫)}ول يحيق المكر السيئ إل بأهله{)فاطر‪.(43:‬‬

‫قال ابن القيم‪" :‬وقد شاهد الناس عيانا أن من عاش بالمكر مات بالفقر"‪..‬‬

‫ثم ذكر أمثلة كثيرة‪ ،‬ومهمة كأنها تحكي واقع الناس اليوم‪ ،‬تحسن مراجعتها في أواخر المجلد‬
‫الول من إغاثة اللهفان‪(.‬‬
‫)}وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي المر واستوت على الجودي‬
‫وقيل بعدا للقوم الظالمين{)هود‪.(44:‬‬

‫أمر فيها ونهى‪ ،‬وأخبر ونادى‪ ،‬ونعت وسمى‪ ،‬وأهلك وأبقى‪ ،‬وأسعد وأشقى‪ ،‬وقص من النباء ما‬
‫لو شرح ما اندرج في هذه الجملة من بديع اللفظ والبلغة واليجاز والبيان لجفت القلم‪.‬‬
‫]السيوطي[‬

‫)}وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لول أخرتني إلى أجل قريب‬
‫فأصدق‪ ...‬الية{)المنافقون‪.(10:‬‬

‫فيها دليل على أن المرء ممنوع من ماله عند حضور أجله‪ ،‬وغير مسلط على إنفاذ إرادته فيه‪،‬‬
‫كهيئة ما كان في صحته‪ ،‬وأن ل سبيل له على أكثر من ثلثه الذي أباح ال له على لسان رسوله‪.‬‬
‫]ينظر‪ :‬نكت القرآن[‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن )‪:(2‬‬

‫}فالصالحات قانتات{ القنوت هنا هو المداومة على طاعة الزوج‪ ،‬فالسياق كله في العلقة بين‬
‫الخليلين الزوج والزوجة‪ ،‬ومن سبر واقع حياة الناس وجد أن أسعد النساء قلبا هي الطيعة السهلة‪،‬‬
‫وأنكدهن عيشا هي الشرسة المعاندة‪( .‬‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن )‪:(3‬‬

‫}تمشي على استحياء{ ما أجمله من وصف! فهي كأنها من شدة حيائها لم تمش على قدميها‪ ،‬بل‬
‫)على حيائها(‪ ،‬الحياء في الكلمة والنظرة والحركة بالنسبة للمرأة خصوصا‪ ،‬هو لحاؤها الذي ل‬
‫تزهر أغصان الورد بدونه‪( .‬‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن)‪:(4‬‬

‫}عربا أترابا{ قال ابن عباس‪ :‬العروب هي العاشقة المتعشقة لزوجها‪ ،‬الغنجات حسنات الكلم‬
‫مع أزواجهن على الفراش‪.‬‬

‫فالصالحة تجمع ولبد صفتين وهما‪ :‬تمام الحياء عند غير زوجها‪ ،‬وكمال اللعب والتكسر والتغنج‬
‫والتعشق والخضوع إذا خلت ببعلها‪(.‬‬

‫)}ولول فضل ال عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا{ )النور‪.(21:‬‬

‫فلول أن ال تفضل بحماية أهل اليمان‪ ،‬وتسديدهم وتوفيقهم للحق‪ ،‬وبيان الحق لهم حتى يصلوا‬
‫إليه‪ ،‬ويسيروا عليه؛ لضلوا ولتاهوا‪] .‬ابن جبرين[‬

‫)}وعجلت إليك رب لترضى{)طه‪.(84:‬‬


‫قال ابن القيم‪ :‬وظاهر الية أن الحامل لموسى على العجلة هو طلب رضى ربه‪ ،‬وأن رضاه في‬
‫المبادرة إلى أوامره والعجلة إليها‪ ،‬ولهذا احتج السلف بهذه الية على أن الصلة في أول الوقت‬
‫أفضل‪ ،‬سمعت شيخ السلم ابن تيمية يذكر ذلك‪ ،‬قال‪ :‬إن رضى الرب في العجلة إلى أوامره‪( .‬‬

‫)}فنادى في الظلمات أن ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين{)النبياء‪.(87:‬‬

‫فالتهليل والتسبيح يجليان الغموم‪ ،‬وينجيان من الكرب والمصائب‪ ،‬فحقيق على من آمن بكتاب ال‬
‫أن يجعلها ملجأ في شدائده‪ ،‬ومطية في رخائه ثقة بما وعد ال المؤمنين من إلحاقهم بذي النون في‬
‫ذلك حيث يقول‪} :‬فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين{)النبياء‪] .(88:‬القصاب[‬

‫)يجوز تسمية المولود قبل ولدته‪ ،‬وفي القرآن خمسة سموا قبل أن يكونوا فهل تستطيع ذكر‬
‫بعضهم؟قال عمرو بن مرة‪ :‬خمسة سموا قبل أن يكونوا‪ :‬محمد }ومبشرا برسول يأتي من بعدي‬
‫اسمه أحمد{)الصف‪ ،(6:‬ويحيى }إنا نبشرك بغلم اسمه يحيى{)مريم‪ ،(7:‬وعيسى }إن ال‬
‫يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى{)آل عمران‪ ،(45:‬وإسحاق ويعقوب }فبشرناها بإسحاق‬
‫ومن وراء إسحاق يعقوب{)هود‪.(71:‬‬

‫)مر الفاروق رضي ال عنه براهب فوقف‪ ،‬ونودي الراهب فقيل له‪ :‬هذا أمير المؤمنين‪ ،‬فاطلع‬
‫فإذا بالراهب من الضر والجتهاد وترك الدنيا شيء عظيم‪ ،‬فلما رآه عمر بكى!‬

‫فقيل له‪ :‬إنه نصراني‪،‬‬

‫فقال‪ :‬قد علمت ولكني رحمته‪ ،‬ذكرت قوله ال‪} :‬عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية{)الغاشية‪:‬‬
‫‪ (3،4‬فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار‪] .‬الدر المنثور[‬

‫)‬
‫عن سليمان التيمي رحمه ال أنه قرأ قوله تعالى‪} :‬إن لدينا أنكال وجحيما{)المزمل‪ (12:‬فقال‪:‬‬
‫قيودا وال ثقال ل تفك أبدا! ثم بكى‪( .‬‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن)‪:(5‬‬

‫}ل تخرجوهن من بيوتهن ول يخرجن{ إن الذي يجري حين الغضب من خروج المرأة من بيتها‬
‫أو إخراجها من قبل زوجها؛ مخالفة سافرة لهذا المر اللهي‪ ،‬قد يقول الزوج أو الزوجة‪ :‬كيف‬
‫نجتمع في بيت واحد وقد جرحت وأهنت؟ فالجواب‪} :‬ل تدرى لعل ال يحدث بعد ذلك أمرا{‬
‫)الطلق‪.(1:‬‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن )‪:(6‬‬

‫طبيعة العلقة بين الرجل والمرأة في السلم هي علقة تكاملية ل تنافسية‪ ،‬فحواء لم تخلق كما‬
‫خلق آدم‪ ،‬بل خلقت منه }وخلق منها زوجها{‪ ،‬فإن ظلمها فإنما يظلم قلبه‪ ،‬وإن نشزت واسترجلت‬
‫فما أبشعه من منظر!!(‬

‫)}والبيت المعمور{)الطور‪.(4:‬‬
‫إذا قرأت هذه الية وعلمت أن ال يقسم بهذا البيت الذي في السماء السابعة‪ ،‬ويدخله كل يوم‬
‫سبعون ألف ملك‪ ،‬تيقنت أن في السماء والرض عباد غيرك يعبدون ال‪ ،‬لكن ليس لك ول لغيرك‬
‫إل ال‪ ،‬وأن سبحانه غني عن كل خلقه‪ ،‬وكل خلقه ‪-‬بل استثناء‪ -‬فقير إليه‪ ،‬شاء أم أبى‪ ،‬وهذا الذي‬
‫يتركه أثر القرآن في نفوسنا إذا تلوناه وتدبرناه‪) .‬صالح المغامسي(‬

‫)كثيرا ما يصف الناس الرجل الماهر في جمع حطام الدنيا بالذكاء‪ ،‬ورجاحة العقل‪ ،‬بخلف‬
‫الرجل الذي يجتهد في تحصيل أجور الخرة بالعمل الصالح‪.‬‬

‫وال سبحانه وصف المتقين والمتذكرين والعاملين والمهتدين بأنهم هم أصحاب العقول حقا‪:‬‬
‫}الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم ال وأولئك هم أولوا اللباب{)الزمر‪:‬‬
‫‪] .(18‬فهد العيبان[‬

‫)قال صالح بن أحمد بن حنبل‪ :‬كان أبي إذا خرجت الدلو ملى‪ ،‬قال‪ :‬الحمد ل‪ ،‬قلت‪ :‬يا أبة‪ ،‬أي‬
‫شيء الفائدة في هذا؟ فقال‪ :‬يا بني‪ ،‬أما سمعت ال تعالى يقول‪} :‬قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا‬
‫فمن يأتيكم بماء معين{)الملك‪] .(30:‬مناقب المام أحمد لبن الجوزي[‬

‫)الشقاق بين أهل الكتاب والمسلمين أمر قدري؛ فل يمكن أن يتفق المسلمون وأهل الكتاب؛ فتبطل‬
‫دعوة أهل الضلل الداعين إلى توحيد الديان؛ لقوله تعالى‪} :‬فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد‬
‫اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق{)البقرة‪(137:‬؛ فلما لم يؤمنوا صاروا معنا في شقاق؛ وهذا‬
‫الشقاق ل بد أن يؤدي إلى عداوة وبغضاء؛ وبالتالي إلى مدافعة؛ وهكذا وقع‪] .‬ابن عثيمين[‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن )‪:(7‬‬

‫}وعاشروهن بالمعروف{ إن من أعظم المعروف كلمة حلوة تنفذ إلى قلب المرأة فتروي عطشه‪،‬‬
‫ولكن المحروم منا ‪-‬معاشر الزواج‪ -‬من يصاب بجفاف الريق بسبب هبوط نسبة )السكر( لديه‪،‬‬
‫فما يلفظ إل قوالب الثلج!(‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن)‪:(9‬‬

‫إن وضع الزوج لرأسه تارة على صدر زوجته‪ ،‬وأخرى في حجرها؛ ليجد في دفئها ما يمتص‬
‫هموم الحياة‪ ،‬كما كان يفعل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬هو جزء من الفهم العميق منهما لقوله تعالى‪:‬‬
‫}ليسكن إليها{‪.‬‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن )‪:(8‬‬

‫كم هدمت الظنون السيئة من بيت؟‬

‫وكم حطمت من قلب؟‬

‫يعمد الواحد منا عند وجود أدنى شك بالتجسس أو الختبار برسالة جوال أو بتدبير اتصال‪،‬‬

‫وهذا كله بنص القرآن محرم }ول تجسسوا{‬


‫وفي الحديث )ول تحسسوا(‪.‬‬

‫)لما نزل قوله تعالى‪} :‬وإن منكم إل واردها{ ذهب عبدال بن رواحة إلى بيته فبكى‪ ،‬فبكى أهل‬
‫بيته لبكائه‪ ،‬فلما انقطعت عبرته قال‪ :‬يا أهله! ما الذي أبكاكم؟ قالوا‪ :‬ل ندري! ولكن رأيناك‬
‫بكيت فبكينا! قال‪ :‬لقد أنزلت على رسول ال آية ينبئني فيها ربي أني وارد النار‪ ،‬ولم ينبئني أني‬
‫صادر عنها‪ ،‬فذلك الذي أبكاني! ]الزهد‪ ،‬لبن المبارك[‬

‫)كتب عمر إلى عامل له‪ :‬أما بعد؛ فلتجف يداك من دماء المسلمين‪ ،‬وبطنك من أموالهم‪ ،‬ولسانك‬
‫عن أعراضهم‪ ،‬فإذا فعلت ذلك فليس عليك سبيل‪} ،‬إنما السبيل على الذين يظلمون الناس{‬
‫)الشورى‪.(42:‬‬

‫)قال خلف بن هشام‪ :‬أتيت سليم بن عيسى لقرأ عليه‪ ،‬فكنت أقرأ عليه حتى بلغت يوما سورة‬
‫غافر‪ ،‬فلما بلغت إلى قوله تعالى‪} :‬ويستغفرون للذين آمنوا{)غافر‪ (7:‬بكى بكاء شديدا ثم قال لي‪:‬‬
‫يا خلف أل ترى ما أعظم حق المؤمن؟ تراه نائما على فراشه والملئكة يستغفرون له! (‬

‫)الحياة الزوجية في القرآن )‪:(10‬‬

‫وصف ال ميثاق زوجتك عليك فقال‪} :‬وأخذن منكم ميثاقا غليظا{‪،‬‬

‫وقال عن ميثاقه مع رسله‪) :‬وأخذنا منهم ميثاقا غليظا(‪،‬‬

‫فسبحان ال كيف تشابها في الوصف؟‬

‫أيها الرجل‪ :‬إياك ل تعبث بالنار!! (‬

‫)}يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ل يحطمنكم سليمان وجنوده وهم ل يشعرون{)النمل‪.(18:‬‬

‫جمعت النملة في هذه الجملة )‪ 11‬نوعا( من فنون الكلم‪ :‬نادت‪ ،‬وكنت‪ ،‬ونبهت‪ ،‬وسمت‪،‬‬
‫وأمرت‪ ،‬وقصت‪ ،‬وحذرت‪ ،‬وخصت‪ ،‬وعمت‪ ،‬وأشارت‪ ،‬وعذرت! النواع الـ)‪ (11‬في آية‪(18):‬‬
‫من سورة النمل‪:‬‬

‫النداء‪" :‬يا"‪ ،‬والكناية "أي"‪ ،‬والتنبيه‪" :‬ها"‪ ،‬والتسمية‪" :‬النمل"‪ ،‬والمر‪" :‬ادخلوا"‪ ،‬والقصص‪:‬‬
‫"مساكنكم"‪ ،‬والتحذير‪" :‬ل يحطمنكم"‪ ،‬والتخصيص‪" :‬سليمان"‪ ،‬التعميم‪" :‬جنوده"‪ ،‬والشارة‪:‬‬
‫"وهم "‪ ،‬والعذر‪" :‬ل يشعرون"‪] .‬التقان[‬

‫)}وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا{)النسان‪.(12:‬‬

‫دخل في ذلك الصبر على كل مصيبة ورزية‪ ،‬بفقد مال‪ ،‬وموت حميم وقريب‪ ،‬ومضض الفقر‪،‬‬
‫والوجاع والمراض‪ ،‬وأشباه ذلك إذا جرع غصصه‪ ،‬وصبر على آلمه‪ ،‬وسلم فيها لحكم ربه‪.‬‬
‫]القصاب[‬

‫)هو قرآن واحد يراه البلغاء أوفى كلم بلطائف التعبير‪ ،‬ويراه العامة أحسن كلم وأقربه إلى‬
‫عقولهم‪ ،‬ل يلتوي على أفهامهم‪ ،‬ول يحتاجون فيه إلى ترجمان وراء وضع اللغة‪ ،‬فهو متعة‬
‫العامة والخاصة على السواء‪ .‬ميسر لكل من أراد }ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر{‬
‫)القمر‪] .(17:‬د‪.‬محمد دراز[‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(1‬‬

‫سبقت القصة بما يحدد مكانها وأشخاصها‪ ،‬بل وخصائصهم‪:‬‬

‫}وقال الذي اشتراه من مصر لمرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا{ فالمكان }من‬
‫مصر{‪ ،‬والمشتري من ذوي المكانة‪} :‬وكذلك مكنا ليوسف في الرض{‪ ،‬وأن يوسف كان إذ‬
‫ذاك صبيا‪} :‬نتخذه ولدا{‪.‬‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(3‬‬

‫}التي هو في بيتها{ ذكرت المرأة بالسم الموصول )التي( دون اسمها‪ ،‬أو الضافة )امرأة‬
‫العزيز(‪ ،‬للمحافظة على السر‪ ،‬أو لستهجان ذكره؛ ولظهار كمال نزاهته‪ ،‬فإن عدم ميله إليها مع‬
‫دوام مشاهدته لمحاسنها‪ ،‬واستعصاءه عليها مع كونه تحت ملكتها ينادي بكونه عليه السلم في‬
‫أعلى معارج العفة والنزاهة‪(.‬‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(2‬‬

‫أول ما يواجهنا في القصة تلك الكلمة التي تختصر الحدث كله‪}:‬وراودته{‪ ،‬فهي تصور من أول‬
‫لحظة العجاب الشديد من امرأة العزيز بيوسف‪ ،‬حتى طلبت فعل المنكر‪ ،‬كما تدل عليه صيغة‬
‫الفعل الماضي‪}:‬وراودته{‪ ،‬وأنها بذلت قصارى جهدها في التحايل لن المراودة دالة على رفق‬
‫في الطلب ومجيء وذهاب‪ ،‬وصيغة المفاعلة )وهي المراودة هنا( تدل على التكرار‪(.‬‬

‫)الولية تزيد الخير والشر‪ ،‬قال تعالى ‪-‬في الخير‪} :-‬إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا‬
‫أول المؤمنين{)الشعراء‪،(51 :‬‬

‫وقال ‪-‬في الشر‪} :-‬ول تكونوا أول كافر به{)البقرة‪.(41 :‬‬

‫واستيعاب هذا المبدأ القرآني يثمر للنسان معرفة فضل الرواد في الخير‪ ،‬وخبث الرواد في الشر‪.‬‬
‫]إبراهيم السكران[‬

‫)}وقولوا للناس حسنا{)البقرة‪.(83:‬‬

‫تأمل }للناس{!‬

‫دون تفريق بين جنس ولون ودين‪ ،‬فالعبرة بنوع الخطاب ل للمخاطب‪] .‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)عن أبي عروة قال‪ :‬كنا عند مالك بن أنس‪ ،‬فذكروا رجل ينتقص الصحابة‪ ،‬فقرأ مالك هذه الية‪:‬‬
‫}محمد رسول ال والذين معه أشداء{ حتى بلغ‪} :‬يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار{)الفتح‪.(29:‬‬
‫فقال مالك‪ :‬من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم فقد أصابته‬
‫الية‪] .‬حلية الولياء[‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(4‬‬

‫}وراودته التي هو في بيتها عن نفسه{ في تعدية الفعل )راود( بحرف الجر )عن( سر‪ ،‬فإنه لما‬
‫كانت المراودة تدل على الحركة‪ ،‬وكان حرف )عن( يدل على المجاوزة‪ ،‬فكأنها أرادت بكل حيلها‬
‫وأنوثتها تجريده من نفسه هو؛ ليكون لها وحدها!(‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(6‬‬

‫}وغلقت البواب وقالت هيت لك{ يلفت النظر هنا اليجاز الشديد في ذكر هاتين الخطوتين‬
‫)التغليق‪ ،‬والقول( ففيه إشارة إلى ضرورة الختصار في كل ما يتعلق بهذه القضية‪ ،‬وعدم‬
‫التطويل في سرد التفاصيل المحركة للغرائز‪(.‬‬

‫)التقدم حقيقة بالسلم‪ ،‬والرجعية حقيقة بمخالفة السلم؛ لقوله تعالى‪} :‬وما جعلنا القبلة التي كنت‬
‫عليها إل لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه{)البقرة‪(143:‬؛ فإن هذا حقيقة الرجوع‬
‫على غير هدى؛ لن الذي ينقلب على عقبيه ل يبصر ما وراءه؛ فمن قال للمتمسكين بكتاب ال‬
‫وسنة رسوله رجعيون‪ ،‬قلنا له‪ :‬بل أنت الرجعي حقيقة! ]ابن عثيمين[‬

‫)}إلى ربك يومئذ المساق {)القيامة‪.(30:‬‬

‫من لك إذا ألم اللم وسكت الصوت‪ ،‬وتمكن الندم‪ ،‬ووقع الفوت‪ ,‬وأقبل لخذ الروح ملك الموت‪,‬‬
‫وجاءت جنوده وقيل‪ :‬من راق‪ ،‬ونزلت منزل ليس بمسكون! وتعوضت بعد الحركات السكون!‬
‫فيا أسفا لك كيف تكون؟ وأهوال القبر ل تطاق! أكثر عمرك قد مضى‪ ,‬وأعظم زمانك قد انقضى‪,‬‬
‫أفي أفعالك ما يصلح للرضا إذا التقينا يوم التلق؟ ] ابن الجوزي[‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(5‬‬

‫}وغلقت البواب وقالت هيت لك{ هذه أول خطوة قامت بها امرأة العزيز في سبيل رغبتها‪،‬‬
‫وهي خطوة ذات شقين فعلي‪} :‬وغلقت البواب{‪ ،‬وقولي‪} :‬هيت لك{‪ ،‬وتشير كلمة }غلقت{ إلى‬
‫إحكام الغلق‪ ،‬وإلى كثرة البواب‪ ،‬تهيئة لفعل مرادها‪(.‬‬

‫)من خاف ال في الدنيا‪ ،‬وأخذ أهبته من طاعة ربه‪ ،‬أمنه من أهوال يوم القيامة‪ ،‬ووقاه الفزع‬
‫الكبر‪ ،‬تأمل قوله سبحانه عن طائفة من عباده المحسنين في سورة النسان‪} :‬فوقاهم ال شر ذلك‬
‫اليوم{)النسان‪] .(10:‬القصاب[‬

‫)في وصفه تعالى للجنة بقوله‪} :‬ل تسمع فيها لغية{ دللة على أن نقاء الجو الذي يعيش المرء‬
‫فيه من العبارات الخادشة والقبيحة من أنواع النعيم‪ ،‬فينبغي على المسلم أن ينزه لسانه وسمعه عن‬
‫اللغو ويربي نفسه وأهله على الطيب من القول‪] .‬د‪.‬عبدالرحمن الشهري[‬
‫)فسر الشيخ الشنقيطي رحمه ال آية‪ ،‬ثم ذكر أنه لم ينص أحد من المفسرين على ما ذكره مع‬
‫احتمال الية له‪ ،‬ثم قال‪" :‬لكن كتاب ال ل تزال تظهر غرائبه وعجائبه متجددة على مر الليالي‬
‫واليام‪ ،‬ففي كل حين تفهم منه أشياء لم تكن مفهومة من قبل"‪ ،‬فأين المتدبرون؟ ]أضواء البيان[‬

‫)عن عبد الرحمن بن عمر قال‪ :‬ذكر عند عبد الرحمن بن مهدي قوم من أهل البدع‪ ،‬واجتهادهم‬
‫في العبادة‪ .‬فقال‪ :‬ل يقبل ال إل ما كان على المر والسنة؛ ثم قرأ‪} :‬ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها‬
‫عليهم{)الحديد‪ (27:‬فلم يقبل ذلك منهم‪ ،‬ووبخهم عليه؛ ثم قال‪ :‬الزم الطريق والسنة‪].‬حلية‬
‫الولياء[‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(7‬‬

‫}قال معاذ ال{ في إظهار قول يوسف عناية بإبراز ماتفوه به في تلك اللحظة مقابل ما تفوهت به‪،‬‬
‫ليتضح الفرق بين لغة الشهوة والخيانة‪ ،‬ولغة العفة والوفاء!‬

‫وفي سبق التعوذ إلى لسانه دليل على عظم صلته بربه وقربه منه‪ ،‬وإل فإنه ل يوفق لمثل هذا كل‬
‫أحد!(‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(8‬‬

‫}إنه ربي{ فذكر عنوان الربوبية هنا دون السيادة؛ لما فيه من العتراف بالمعروف والفضل‪،‬‬
‫وهذا دليل على أن من المروءة ورفيع الخلق أن يحفظ النسان حق من أحسن إليه‪ ،‬فضل عن‬
‫أن يخونه‪ ،‬والسياق دال على أن المراد هو من رباه وقال‪ :‬أكرمي مثواه‪ ،‬ل خالقه‪ ،‬لنه المتبادر‬
‫إلى مفهوم المرأة المتلقية للخطاب‪(.‬‬

‫)عن مالك بن مغول قال‪ :‬شكى أبو معشر أحد أبنائه إلى طلحة بن مصرف‪ ،‬فقال‪ :‬استعن عليه‬
‫بهذه الية‪} :‬رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا‬
‫ترضاه وأصلح لي في ذريتي{)الحقاف‪] .(15:‬حلية الولياء[‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(11‬‬

‫}واستبقا الباب{ ولم يقل‪ :‬واستبقا )إلى( الباب‪:‬‬

‫‪(1‬لن الستباق ليس مقصودا لذاته بل هو وسيلة‪ ،‬والمقصود هو الباب‪ ،‬ولو قيل‪ :‬استبقا إلى‬
‫الباب‪ ،‬لكان الباب منتهى السباق‪ ،‬لنه بتجاوز الباب يتغير المكان‪ ،‬والموقف كله‪ ،‬لذا كانت‬
‫حريصة على منعه من ذلك‪.‬‬

‫‪(2‬وليشير إلى سرعة الوصول‪ ،‬حتى لكأنهما في لحظة قد وصل الباب‪(.‬‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(10‬‬

‫}كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين{ شهد ال في هذه الية على‬
‫طهارة يوسف أربع مرات‪:‬‬
‫‪} (1‬لنصرف عنه السوء{ واللم للتأكيد والمبالغة‪،‬وأن السوء صرف عنه‪ ،‬وهذا أبلغ من أن‬
‫يصرف هو عن السوء‪.‬‬

‫‪} (2‬والفحشاء{ فصرف عنه السوء والفحشاء‪.‬‬

‫‪} (3‬إنه من عبادنا{ فأضافه إليه‪.‬‬

‫‪} (4‬المخلصين{ وقرئت بفتح اللم وكسرها‪(.‬‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(9‬‬

‫}ولقد همت به وهم بها لول أن رأى برهان ربه{‬

‫صدر الول بما يقرر وجوده من التوكيد القسمي }ولقد{‪ ،‬وعقب الثاني بما يعفو أثره من قوله‬
‫عز وجل‪} :‬لول أن رأى برهان ربه{ الدال على قبح الزنا‪ ،‬وبما أن برهان ربه قد وجد‪ ،‬فالهم لم‬
‫يوجد‪(.‬‬

‫)المر بالمعروف لن يعدم من يكابره على الحق ويجادله‪ ،‬فليعرض عنه‪ ،‬كما فعل سالم بن عبدال‬
‫بن عمر –وهو من كبار الفقهاء‪ -‬حينما مر على قافلة فيها جرس‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذا ينهى عنه! فقالوا‪:‬‬
‫نحن أعلم منك! إنما يكره الجلجل الكبير‪ ،‬وأما هذا فل بأس به!‬

‫فبكى سالم وقال‪} :‬وأعرض عن الجاهلين{‪].‬الدر المنثور[‬

‫)}الذين خسروا أنفسهم فهم ل يؤمنون{)النعام‪ (12:‬ظاهر الية‪ :‬أن عدم اليمان هو نتيجة‬
‫لخسارة النفس‪ ,‬والمتوقع العكس‪ :‬وهو أن خسارة النفس هي نتيجة عدم اليمان! لكن الية جاءت‬
‫لتبين حقيقة يغفل الناس عنها‪ :‬وهي أن قرار عدم اليمان ل يقع إل ممن قرر أن يخسر نفسه‪,‬‬
‫فالكفر يعني اختيار حياة البؤس واللم‪ ,‬وليس العكس‪ ،‬ومن اختار هذا في الدنيا‪ ,‬فمن العدل أن‬
‫يعيشه في الخرة‪] .‬د‪.‬الشريف حاتم العوني[‬

‫)ذكرت صيدلية نصرانية أن من أسباب إسلمها‪ ،‬هو سماعها لقول ال تعالى ‪-‬في سورة المائدة )‬
‫‪} :-(17‬لقد كفر الذين قالوا إن ال هو المسيح ابن مريم{ وتقول‪ :‬ل أستطيع وصف شعوري‬
‫حينها‪ ،‬فكل حياتي الماضية هدمت أمامي؛ لنها حياة كفر وهنا أعلنت إسلمي‪(.‬‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(12‬‬

‫}وقدت قميصه من دبر{ وفي ذكر قد القميص‪ ،‬وتحديد مكان القد إشارة إلى أن يوسف هو‬
‫السبق إلى الباب‪ ،‬وهذا يعني أنه هو الهارب وهي المطاردة‪.‬‬

‫وفي ذكر مادة )القد( دون )الشق( لن القد ل يكون إل طول‪ ،‬وهذا أكثر مطابقة للواقع‪(.‬‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(13‬‬


‫}ما جزاء من أراد بأهلك سوء{ ولم تقل‪ :‬ما جزاء يوسف؛ فكأنها ل تريد أن يصيب معشوقها‬
‫مكروه مقصود يؤذيه هو بعينه‪ ،‬لذا أخفت اسمه عند لحظة المواجهة‪ ،‬كما أن في ذلك تخفيفا من‬
‫رد يوسف عليها‪ ،‬إذ لو أشارت إليه أو نسبت المر بصراحة إليه لربما حدث أمر آخر‪(.‬‬

‫)تأملت ثبات الفتية‪ ،‬وتساءلت عن السبب؟ فإذا هو العتصام بال وأخذ السباب المنجبة في أمثال‬
‫قوله تعالى‪} :‬لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا{)الكهف‪} (14:‬وإذ اعتزلتموهم وما‬
‫يعبدون إل ال فأووا إلى الكهف{)‪ ،(16‬فاحفظ ال يحفظك! ]أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)الشعراء يسعون إلى استثارة وجدانك‪ ،‬وتحريك أوتار الشعور حقيقة من نفسك‪ ،‬فل يبالون بما‬
‫صوروه لك أن يكون غيا أو رشدا‪ ،‬وأن يكون حقيقة أو تخيل‪ ،‬فتراهم جادين وهم هازلون‪.‬‬
‫يستبكون وإن كانوا ل يبكون‪ ،‬ويطربون وإن كانوا ل يطربون }والشعراء يتبعهم الغاوون* ألم‬
‫تر أنهم في كل واد يهيمون* وأنهم يقولون ما ل يفعلون{)الشعراء‪] .(226-224:‬النبأ العظيم‪،‬‬
‫ص‪[144:‬‬

‫)}وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا{)النفال‪.(2:‬‬

‫"وهذا أمر يجده المؤمن إذا تليت عليه اليات زاد في قلبه‪ :‬بفهم القرآن‪،‬ومعرفة معانيه من علم‬
‫اليمان ما لم يكن؛ حتى كأنه لم يسمع الية إل حينئذ‪ ،‬ويحصل في قلبه من الرغبة في الخير‬
‫والرهبة من الشر ما لم يكن"‪] .‬ابن تيمية[‬

‫والسؤال‪ :‬كم هي المرات التي نسمع فيها آيات ال ول تحصل لنا هذه الثمرات؟(‬

‫)من أعظم حواجب الرحمة‪ :‬عدم القيام بحقوق المؤمنين‪ ،‬قال تعالى‪} :‬إنما المؤمنون إخوة‬
‫فأصلحوا بين أخويكم واتقوا ال لعلكم ترحمون{ )الحجرات‪] .(10 :‬السعدي[‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪ :(16‬التعبير بـ}أن يسجن{ ل يدل على الحبس الدائم‪ ،‬بل المراد‬
‫سجنه يوما أو أقل على سبيل التخفيف‪ ،‬ولو أراد الحبس الدائم لقال‪ :‬يجب أن يجعل من‬
‫المسجونين‪ ،‬كما قال فرعون حين تهدد موسى عليه السلم في قوله‪} :‬لئن اتخذت إله غيري‬
‫لجعلنك من المسجونين{‪) .‬الشعراء‪.(29 :‬‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(14‬‬

‫في قولها‪} :‬بأهلك{ بدل من قولها‪) :‬بي( فائدة‪ ،‬وهي‪ :‬إضافة نفسها إلى العزيز؛ لتثير عاطفته‬
‫نحوها‪ ،‬ولتغريه بهذا الذي اعتدى على العزيز في أهله‪ ،‬وفي اختيار )الهل( دون )الزوجة( ما‬
‫يوحي بالستقرار والراحة‪ ،‬كل هذا لتحفز زوجها على نصرته لها‪ ،‬وترويض خصمها‪ ،‬فهي‬
‫تقيس هنا مجموعة مشاعر مختلفة‪ ،‬بين استغراب‪ ،‬وسؤال‪ ،‬ورهبة‪ ،‬وعشق‪ ،‬كل ذلك استطاعت‬
‫استيعابه بخطاب شامل يدل على قدرة فائقة في ذلك‪(.‬‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪:(15‬‬

‫}إل أن يسجن أو عذاب أليم{ سبق السجن بـ)أن والفعل(‪ ،‬بينما جاء "العذاب" صريحا موصوفا‪،‬‬
‫ولم يقل‪) :‬أن يعذب(؛ لن لفظ السجن يطلق على البيت الذي يوضع فيه المسجون‪ ،‬ويطلق على‬
‫مصدر سجن‪ ،‬فحتى ل يتبادر إلى الذهن الموضع فقط‪ ،‬ذكر الفعل مسبوقا بـ)أن( ليتحقق معنى‬
‫الفعل‪ ،‬لنه الذي فيه النكاية‪(.‬‬

‫)العداد للعمل علمة توفيق‪ ،‬وأمارة صدق في القصد‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬ولو أرادوا الخروج‬
‫لعدوا له عدة{)التوبة‪ ،(46:‬والطاعة لبد أن يمهد لها‪ ،‬حتى تؤتي أكلها‪ ،‬ويجتنى جناها‪ ،‬خاصة‬
‫في رمضان حيث تتنوع العمال‪ ،‬فاصدق عزمك من الن على فعل الطاعات‪ ،‬وأن تجعله‬
‫صفحة بيضاء نقية‪ ،‬مليئة بالصالحات‪ ،‬قال الفضيل‪" :‬إنما يريد ال منك نيتك وإرادتك"‪] .‬د‪.‬محمد‬
‫العواجي[‬

‫)}ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميل عظيما{ ]النساء‪ [27 :‬هذا بيان صريح من الذي‬
‫يعلم السر وأخفى –سبحانه‪ -‬أن هذا الصنف من الناس ‪-‬سواء كانوا صحفيين أو كتابا أو روائيين‬
‫أو أصحاب قنوات هابطة‪ -‬يريدون يميلوا بالمة ميل‪ ،‬وأكد هذا الميل بأنه عظيم‪ ،‬إذ ل تكفيهم‬
‫مشاريع الغواء الصغيرة‪] .‬د‪.‬عبدالمحسن المطيري[‬

‫)يقول الفيروز أبادي ‪-‬رحمه ال‪ :-‬وقد أمر ال بالتوكل في خمسة عشر موضعا من القرآن‪،‬‬
‫فساقها سياقا بديعا‪ ،‬محلى بتعليقات مليحة‪ ،‬من المستحسن مراجعتها في كتابه‪) :‬بصائر ذوي‬
‫التمييز‪.(2/313،‬‬

‫)كثير من أبناء السلم يرى أنه ل يصلح لخدمة الدين إل العلماء والدعاة الذين لهم باع طويل في‬
‫العلم والدعوة‪ ،‬فإذا قارن حاله بحالهم وجد مسافة بعيدة فل يلبث أن يضعف عزمه‪ ،‬وتفتر همته‪،‬‬
‫فيعيش سلبيا ل يقدم لدينه! ل‪ ،‬بل كل فرد مهما كانت حاله يصلح لنصرة دينه إذا سلك الطريق‬
‫الصحيح في ذلك‪ .‬قال تعالى‪} :‬وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين{‬
‫اليات‪ ..‬فاعتبر! ]د‪.‬محمدالعواجي[‬

‫)في قصة الخضر لما كان المقصود عيب السفينة قال‪} :‬أردت{ فأضاف إرادة العيب لنفسه ل‬
‫إلى ال تأدبا معه‪ ،‬ولن نفس العيب مفسدة‪ ،‬ولما قتل الغلم قال‪} :‬أردنا{ بلفظ الجمع‪ ،‬تنبيها على‬
‫أن القتل كان منه بأمر ال‪ ،‬وله حكمة مستقبلية‪ ،‬ولنه مصلحة مشوبة بمفسدة‪ ،‬ولما ذكر السعي‬
‫في مصلحة اليتيمين قال }أراد ربك{ فنسب النعمة ل لنها منه‪ ،‬ولنها مصلحة خالصة‪] .‬تفسير‬
‫الخازن[‬

‫)تدبرات في قصة المراودة )‪} :(18‬وشهد شاهد{ تلحظ العناية بشأن الشهادة‪ ،‬حيث ذكرت في‬
‫لفظين متجاورين‪ ،‬فـ)شهد( يمثل القيام بالفعل ‪-‬وهو الشهادة‪ -‬و)شاهد( يبين أن الذي قام بالفعل من‬
‫أبرز صفاته‪ :‬الشهادة‪ ،‬ولول هذا المعنى لقيل‪ :‬وشهد بعض أهلها‪ ،‬وتقييد الشاهد بكونه )من أهلها(‬
‫فيه دللة على قوة شهادته إذا شهد عليها؛ لن المتوقع في مثل هذه الحالة أن يشهد لها‪ ،‬ل عليها؛‬
‫بسبب الحمية‪(.‬‬

‫)تأمل كيف أن زكريا عليه السلم لم يكتف بطلب الولد بل قال‪} :‬رب هب لي من لدنك ذرية‬
‫طيبة{)آل عمران‪ ،(38:‬وقال‪} :‬واجعله رب رضيا{ )مريم‪،(6:‬‬

‫"والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والخرة‪ ،‬وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد‬
‫المسرة والنعمة"‪] .‬القرطبي[‬
‫)الجازة والفراغ‪ ،‬وقرب رمضان من أعظم ما يبعث على اغتنام هذه الفرصة الثمينة بالرغبة‬
‫إلى ال‪ ،‬امتثال لمره تعالى‪} :‬فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب{ خاصة وقد أخذ‬
‫الكثيرون نصيبا من الجازة قبل رمضان‪ ،‬فلنجعله شهر رغبة فيما عند ال‪ ،‬وشهر نصب‬
‫واجتهاد في أنواع القربات‪] .‬د‪.‬محمد الربيعة[‬

‫)}وأمرهم شورى بينهم{)الشورى‪.(38:‬‬

‫كيف يتسنى للمبتعد عن الجماعة في ناحية أن يعرض عليهم آراءه‪ ،‬أو يستطلع منهم أمثالها؟‬
‫فضل عما تقتضيه الشورى من مناقشة الراء؟ ]محمد الخضر حسين[‬

‫)}فتبارك ال أحسن الخالقين{)المؤمنون‪ (14:‬جاء لفظ }تبارك{ في القرآن عدة مرات‪ ،‬وكلها‬
‫مسندة إلى ال جل وعل‪ ،‬ولم تأت مسندة لمخلوق أبدا‪ ،‬لن المخلوق ل يوجدها‪ ،‬ولكن قد يكون‬
‫سببا في حدوثها‪ ،‬وبهذا يتبين خطأ القول الشائع كـ‪ :‬تبارك المنزل‪ ،‬وتباركت السيارة ونحوهما ‪-‬‬
‫مع حسن قصد قائلها ‪] .-‬أ‪.‬د‪.‬ناصر العمر[‬

‫)مهر الجنة‪} :‬فأما من خاف مقام ربه‪ ،‬ونهى النفس عن الهوى‪ ،‬فإن الجنة هي المأوى{‬
‫)النازعات‪ (41 ،40:‬إلى صاحب القلب القاسي! إلى متى وأنت تعبد هواك؟ تعبد الدرهم‬
‫والدينار؟ فمتى يصفو لك توحيد؟ سارع قبل فجأة الموت! ]صالح المغامسي[‬

‫)حينما تهم بالنفقة‪ ،‬ثم تغل يدك خشية الفقر؛ فاعلم أن الشيطان قد نفذ المهمة‪} :‬الشيطان يعدكم‬
‫الفقر{)البقرة‪] .(268:‬إبراهيم السكران[‬

‫)إنزال الناس منازلهم‪ ،‬ومراعاة مراتبهم في الفضل منهج قرآني‪ ،‬تأمل‪} :‬ل يستوي منكم من أنفق‬
‫من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا{)الحديد‪ (10:‬فليحذر‬
‫أولئك الذين يتجاوزون من لهم سابقة في علم‪ ،‬أو دعوة بحجة أنهم بشر‪ ،‬وأنهم غير‬
‫معصومين‪ ...،‬الخ تلك الدعاوى‪ ،‬التي نهايتها أن ل يبقى للمة أئمة يقتدى بهم‪] .‬د‪.‬عمر المقبل[‬

‫)}يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار ال{)الصف‪ (14:‬هذه الية حجة واضحة في وجوب المر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬إذ ل يشك أحد أن نصر ال إنما هو نصر دينه‪ ،‬ول يكون نصره‬
‫إل بالمعونة على إقامة أمره ونهيه وعلوهما‪ ،‬والخذ على يدي من يريد ذله وإهانته‪] .‬القصاب[‬

‫)}والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما{)الفرقان‪ .(65:‬قال الحسن‬
‫البصري‪" :‬كل شيء يصيب ابن آدم لم يدم عليه فليس بغرام‪ ،‬إنما الغرام اللزم له ما دامت‬
‫السموات والرض‪ ،‬فيا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة!"‪] .‬الدر المنثور[‬

‫)}أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو‪ ،‬بئس للظالمين بدل{)الكهف‪ .(50:‬أي بدل‬
‫ولية ل عز وجل بولية إبليس وذريته‪ ،‬وذلك هو التعوض من الجن بالباطل‪ ،‬وهذا هو نفس‬
‫الظلم لنه وضع الشيء في غير موضعه‪] .‬ابن عطية[‬

‫)}قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس‪ ،‬لقد جئت شيئا نكرا{)الكهف‪ .(74:‬استدل بهذه الية طائفة من‬
‫العلماء على أن الغلم كان بالغا‪ ،‬واستدل آخرون بنفس الية على أنه لم يكن بالغا الذين قالوا‪ :‬إنه‬
‫لم يبلغ‪ ،‬فاستدلوا بوصف النفس بأنها‪} :‬زكية{ أي‪ :‬لم تذنب‪ ،‬واحتج من قال‪ :‬إنه بالغ‪ ،‬بقوله‪:‬‬
‫}بغير نفس{ فهذا يقتضي أنه لو كان عن قتل نفس لم يكن به بأس‪ ،‬وهذا يدل على أنه بالغ‪ ،‬وإل‬
‫فلو كان لم يحتلم لم يجب قتله بنفس ول بغير نفس‪] .‬ابن عطية[‬

‫والحمد ل الذي بنعمته تتم الصالحات‬

You might also like