Professional Documents
Culture Documents
تدبر2
تدبر2
أخي /أخيتي ) القارئ ,,القارئة ( نسألكم الدعاء في ظهر الغيب ولك بالمثل حين الدعاء
)"ومن أوتي علم القرآن فلم ينتفع ،وزجرته نواهيه فلم يرتدع ،وارتكب من الثم قبيحا ،ومن
الجرائم فضوحا؛ كان القرآن حجة عليه ،وخصما لديه ،قال صلى ال عليه وسلم" :القرآن حجة
لك أو عليك"] .القرطبي[
)"وصف ال تعالى نفسه بعد قوله} :رب العالمين{ بأنه} :الرحمن الرحيم{ لنه لما كان في
اتصافه بـ)رب العالمين( ترهيب ،قرنه بـ}الرحمن الرحيم{ لما تضمنه من الترغيب؛ ليجمع في
صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه ،فيكون أعون على طاعته وأمنع"] .القرطبي[
)"وإنك لتجد في بيت ال الحرام خمسين ألف بأيديهم المصاحف يقرؤون القرآن ،ولكنك ل تجد
خمسين منهم يفهمون معاني ما يقرؤون ،وإني ل أنكر أن لقارئ القرآن أجرا على كل حال؛ لكن
ال يقول} :أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها{ ]محمد [24:فمتى نكسر هذه القفال حتى
نفهم ما يقال؟" ]علي الطنطاوي[
انظر الفرق! كيف نسب ال -في سورة الكهف -الكلب إلى الفتية لنهم صالحين ،بينما في سورة
الفيل نسب أبرهة وجيشه إلى الفيل لحقارتهم عند ال(.
)ما أحوج الناس -في ظل غلء السعار -أن يقفوا مع اليات )] (157 – 155سورة البقرة[ في
تفسير السعدي رحمه ال(.
)"لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم ،كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم؛ لن شرف العلم بشرف
المعلوم" ]ابن الجوزي[
)قيل لعيسى بن وردان :ما غاية شهوتك من الدنيا؟ فبكى ،ثم قال :أشتهي أن ينفرج لي عن
صدري ،فأنظر إلى قلبي ماذا صنع القرآن فيه وما نكأ؟ ]المتمنون لبن أبي الدنيا[
فتأمل -يا مؤمن -كيف كان السلف يعتنون بالتفتيش عن أثر القرآن في قلوبهم؟ وقارنه بالواقع!(
)قال مزاحم بن زفر :صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ} :إياك نعبد وإياك نستعين{
بكى حتى انقطعت قراءته ،ثم عاد فقرأ} :الحمد ل{] .حلية الولياء[
)قال تعالى عن المنافقين} :ول يأتون الصلة إل وهم كسالى{ ]التوبة [54:لو لم يكن للنفاق آفة
إل أنه يورث الكسل عن العبادة ،لكفى به ذما ،فكيف ببقية آثاره السيئة؟!(
)قال بكر العابد :سمعت الفضيل بن عياض يقول في قول ال عز وجل} :وبدا لهم من ال ما لم
يكونوا يحتسبون{ ]الزمر [47:قال :أتوا بأعمال ظنوها حسنات فإذا هي سيئات! قال بكر :فرأيت
يحيى بن معين بكى! ]تاريخ بغداد[
)في قوله تعالى} :ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين{ ]النساء [69:تدرج من القلة إلى الكثرة ،ومن الفضل إلى الفاضل؛ إذ قدم
ذكر )ال( على )الرسول( ,ورتب السعداء من الخلق بحسب تفاضلهم ,كما تدرج من القلة إلى
الكثرة ،فبدأ بالنبيين وهم أقل الخلق ثم الصديقين وهم أكثر ,فكل صنف أكثر من الذي قبله.
]د.فاضل السامرائي[
)في قوله تعالى} :اقرأ باسم ربك الذي خلق{ إشارة إلى أن مركز القوة والحضارة والتقدم انتقل -
من خلل الرؤية السلمية -من القوة المالية والبدنية إلى العلم والمعرفة] .أ.د.عبدالكريم بكار[
)عن عمر بن الخطاب في قوله تعالى} :خافضة رافعة{ قال :الساعة خفضت أعداء ال إلى
النار ،ورفعت أولياء ال إلى الجنة] .الدر المنثور[
)اقرأ أول سورة "المؤمنون" بتدبر ،تجد أن من أهم صفات المؤمنين المفلحين :إتقان العمل،
والمداومة عليه ،وهذان المران هما سر النجاح وأساس الفلح ،فالخشوع في الصلة يشير إلى
ضرورة التقان ،والمحافظة على جميع الصلوات ل تكون إل بالمداومة والستمرار] .د.محمد
القحطاني[1
)}وما محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم] {...آل
عمران [144:لقد جمع النبي صلى ال عليه وسلم الناس حوله على أنه عبد ال ورسوله ،والذين
ارتبطوا به عرفوه كذلك ،فإذا مات عبد ال ،بقيت الصلة الكبرى بالحي الذي ل يموت؛ فأصحاب
العقائد الحقة أتباع مبادئ ل أتباع أشخاص] .محمد الغزالي[
)}فل تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون{ ]السجدة [17:قال الحسن
البصري" :أخفى قوم عملهم فأخفى ال لهم ما لم تر عين ،ولم يخطر على قلب بشر"(
)}إنا جعلنا ما على الرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عمل{ ] الكهف [7:لقد اغتر بزخرف
الدنيا وزينتها الذين نظروا إلى ظاهرها دون باطنها ،فصحبوا الدنيا صحبة البهائم ،وتمتعوا بها
تمتع السوائم ،همهم تناول الشهوات ،من أي وجه حصلت ،فهؤلء إذا حضر أحدهم الموت ،قلق
لخراب ذاته ،وفوات لذاته ،ل لما قدمت يداه من التفريط والسيئات] .ابن سعدي[
)يستفاد من قوله تعالى} :فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا{]الكهف [80:تهوين المصائب بفقد
الولد وإن كانوا قطعا من الكباد ،ومن سلم للقضاء أسفرت عاقبته عن اليد البيضاء] .القرطبي[
)ومن نظر في آيات القرآن الكريم وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلث آيات من كتاب ال
تعالى ،مع أن البيوت للزواج أو لوليائهن؛ وإنما حصلت هذه الضافة -وال أعلم -مراعاة
لستمرار لزوم النساء للبيوت ،فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به ،ل إضافة تمليك.
]بكر أبو زيد[
)من أخطر أسباب طغيان النسان :غناه وإقبال الدنيا عليه مع نسيانه ربه ولقائه .تأمل قول ربك:
}إن النسان ليطغى ,أن رآه استغنى ,إن إلى ربك الرجعى{]العلق ,[8-6:فمتى اجتمعت هذه
السباب على العبد ،فقد أحاط به الهلك من كل جانب إن لم يتداركه ربه برحمته وتوفيقه.
]د.محمد بن عبد ال القحطاني[
)النهيار الكبير في القتصاد الربوي الرأسمالي تجلت فيه آية عظمى }سنستدرجهم من حيث ل
يعلمون * وأملي لهم إن كيدي متين{ ]القلم [45 ،44:فالن أين دعاة الليبرالية الذين زخرفوا
للدول والشعوب اللهث خلف الدولر واقتصاد الغرب الغني؟ فأراهم ال بأبصارهم حقيقة }يمحق
ال الربا{ ]البقرة [276:وتأمل كلمة }يمحق{ إنه العجاز حتى في اللفظ! ]د.عصام العويد[
)لما ألهت الخيل سليمان بن داود عليهما السلم عن صلته ,دعا بتلك الخيل فجعل يقتلها،
ويضرب أعناقها وسوقها انتقاما من نفسه لنفسه؛ فانتقم من نفسه التي لهت بهذه الصافنات الجياد
عن ذكر ال }ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والعناق{]ص [33:فإذا رأيت شيئا من مالك
يصدك عن ذكر ال فتباعد عنه قدر استطاعتك ،قبل أن يبعدك عن ال] .ابن عثيمين[
)قال مطرف بن عبدال في قوله تعالى} :وأما الغلم فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما
طغيانا وكفرا{ ]الكهف" :[80:إنا لنعلم أنهما قد فرحا به يوم ولد ،وحزنا عليه يوم قتل ،ولو
عاش لكان فيه هلكهما ،فليرض رجل بما قسم ال له ،فإن قضاء ال للمؤمن خير من قضائه
لنفسه ،وقضاء ال لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب" ]الدر المنثور[
)قال تعالى في أول سورة النور} :سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات{]النور[1:
فهذه السورة فيها حجج التوحيد ،ودلئل الحكام ،والكل آيات بينات ،فحجج العقول ترشد إلى
مسائل التوحيد ،ودلئل الحكام ترشد إلى وجه الحق ،وترفع غمة الجهل ,وهذا هو شرف
السورة ،فيكون شرفا للنبي في الولية ،شرفا لنا في الهداية] .ابن العربي[
)فهم سياق اليات وتدبرها مما يعين على فهم المعنى -إذا اختلف فيه المفسرون -مثال ذلك :جزم
شيخ السلم ابن تيمية بأن امرأة العزيز هي التي قالت} :وما أبرئ نفسي إن النفس لمارة
بالسوء إل ما رحم ربي{]يوسف[53:؛ لن السياق متصل بكلمها ،وأتبع ذلك بقوله" :يدل القرآن
على ذلك دللة بينة ،ل يرتاب فيها من تدبر القرآن"(.
)"فما أولنا بتدبر كتابه الكريم تدبر من يريد العلم ,ومن هو مؤمن بهذا الكتاب العظيم ,وأنه كلم
ال حقا ،قاصدين معرفة مراد ربهم عز وجل ,والعمل بذلك ,عمل بقوله تعالى} :كتاب أنزلناه
إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو اللباب{]ص ,[29:مستشعرين قوله تعالى} :إن هذا
القرآن يهدي للتي هي أقوم{]السراء ،[9:وقوله} :قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء{]فصلت.[44:
]ابن باز[
)"عندما قال يوسف للسجينين} :إني تركت ملة قوم{ ]يوسف [37:لم يقل لهما :إنكما على دين
باطل ،فالمقام ليس مقام استفزاز ول حساب ،بل مقام بلغ ،والحق إذا تبين فليس بالضرورة أن
يشتم الباطل الذي يدين به الشخص المقابل" ]أ.د.ناصر العمر[
)عن الحسن في قوله} :ويدع النسان بالشر دعاءه بالخير وكان النسان عجول{]السراء[11:
قال :ذلك دعاء النسان بالشر على ولده وعلى امرأته ،يغضب أحدهم فيدعو عليه ،فيسب نفسه
ويسب زوجته وماله وولده ،فإن أعطاه ال ذلك شق عليه!! فيمنعه ال ذلك ،ثم يدعو بالخير
فيعطيه(.
)دل قوله تعالى} :وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها وتركوك قائما ،قل ما عند ال خير{
]الجمعة [11:على أنه ينبغي للعبد -المقبل على عبادة ال -وقت دواعي النفس لحضور اللهو
والتجارات والشهوات ,أن يذكرها بما عند ال من الخيرات ،وما لمؤثر رضاه على هواه] .ابن
سعدي[
) :قوله تعالى عن صاحب الجنتين} :ودخل جنته وهو ظالم لنفسه{ أفرد الجنة مع أنهما جنتان؛
لن قوله هذا لم يقله إل حين دخل إحداهما ،إذ ل يمكن دخوله فيهما معا في وقت واحد] .المين
الشنقيطي[
)}ول تستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي هي أحسن{]فصلت [34:سبحان ال! إنسان بينك
وبينه عداوة ،وأساء إليك ،فيقال لك :ادفع بالتي هي أحسن .فإذا استجبت لمر ال ودفعت بالتي
هي أحسن ،يأتيك الثواب} :فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم{ ،الذي يقوله من؟ هو ال
عز وجل مقلب القلوب ،ما من قلب من قلوب بني آدم إل بين أصبعين من أصابع الرحمن عز
وجل يصرفه كيف يشاء] .ابن عثيمين[
)}لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا{]البقرة [286:جاءت العبارة بـ)لها( في الحسنات؛ لنها
مما ينتفع العبد به ،وجاءت بـ)عليها( في السيئات؛ لنها مما يضر العبد] .ابن جزي[
)}سيجعل ال بعد عسر يسرا{]الطلق [7:ل ينقضي عجبك من مجيء هذه الية بعد تلك
الحوال الصعبة ،والمضائق التي يمر بها الزوجان من طلق ،ونزاع على رضاع ،وضيق في
الرزق ،فهي بشارة جلية ،وطمأنة إلهية ،فهل بعد هذا يسيطر اليأس أو القنوط على من قدر
عليهما الطلق؟ إنها آية تسكب المل ،وتبعث على الفأل ،فما على العبد إل أن يحسن الظن بربه،
ويفعل السباب ،ثم ليبشر] .د.عمر المقبل[
)}بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج{]ق [5:في وصف رأي الكفار فيما جاء به النبي
بأنه )مريج( دللة على أن رأيهم باطل ليس بصحيح؛ لن الجزم الصحيح ل يتغير ول يتبدل ,أما
هم فكان أمرهم مضطربا ,فهم كما قال ال} :إنكم لفي قول مختلف{]الذاريات ] .[8الرازي[
)}إنا كفيناك المستهزئين{ بك وبما جئت به ،وهذا وعد من ال لرسوله ،أن ل يضره
المستهزئون ،وأن يكفيه ال إياهم بما شاء من أنواع العقوبة ،وقد فعل تعالى؛ فإنه ما تظاهر أحد
بالستهزاء برسول ال صلى ال عليه وسلم وبما جاء به إل أهلكه ال وقتله شر قتلة] .ابن سعدي[
)المشروع أن يخطب يوم الجمعة قائما –خلفا لبعض من ابتدع الجلوس ،-واستدل الشافعي
رحمه ال على ذلك فقال" :قال ال جل ثناؤه} :وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك
قائما{ ]الجمعة ،[11:ولم أعلم مخالفا أنها نزلت في خطبة النبي صلى ال عليه وسلم يوم
الجمعة"(.
)يشتكي العالم اليوم من أزمات اقتصادية ،يقول الشيخ ابن عثيمين" :أفعال ال كلها خير وحكمة،
وتقدير ال لهذه الشرور له حكمة عظيمة ،وتأمل قوله تعالى} :ظهر الفساد في البر والبحر بما
كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون{ ]الروم ،[41:تجد أن هذا الفساد
الذي ظهر في البر والبحر كان لما يرجى به من العاقبة الحميدة ،وهي الرجوع إلى ال عز
وجل"(.
)نزل قوله تعالى} :ويل للمطففين{ في تطفيف المكاييل والموازين الحسية ،ويدخل في هذا
الوعيد التطفيف المعنوي ,كمن يعتذر لنفسه ول يعتذر لغيره ,ويمدح طائفة بشيء ل يمدح به
الخرى ,ول يذكر للفاضل إل العيوب والهفوات ،وهذا القياس تطبيق لقوله }ال الذي أنزل
الكتاب بالحق والميزان{]الشورى [17:فالقرآن توزن به المور ,ويقاس ما لم يذكر على ما ذكر.
]د.محمد الخضيري[
)من أجمل صفات المؤمنين :استعمال الدب مع ال تعالى حتى في ألفاظهم؛ فإن الخضر أضاف
عيب السفينة إلى نفسه بقوله} :فأردت أن أعيبها{]الكهف ,[79:وأما الخير فأضافه إلى ال بقوله:
}فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك{]الكهف ,[82:وقال إبراهيم عليه
السلم} :وإذا مرضت فهو يشفين{]الشعراء [80:فنسب المرض إليه والشفاء إلى ال ,وقالت
الجن} :وأنا ل ندري أشر أريد بمن في الرض أم أراد بهم ربهم رشدا{]الجن ،[10:مع أن الكل
بقضاء ال وقدره] .السعدي[
)ما فائدة تكرار قوله تعالى عن قوم عاد} :فكيف كان عذابي ونذر{]القمر [21-18:في ابتداء
القصة وفي آخرها؟
الجواب :أن الولى تخبر عن عذابهم في الدنيا ,والثانية عن عذابهم في الخرة؛ وذلك أن ال
اختص عادا بذكر عذابين لها في قوله تعالى }لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب
الخرة أخزى وهم ل ينصرون{]فصلت .[16:ويصح أن تكون الولى قبل وقوع العذاب,
والثانية بعد وقوعه؛ توبيخا لهم] .السكافي[
)لما جاءت سورة الرحمن بذكر نعم تجل عن الحاطة بالوصف ,ويعجز العارف بها عن شكرها,
تكرر قوله تعالى} :فبأي آلء ربكما تكذبان{ في عامة السورة ,وذلك أنها نعم ظاهرة مشاهدة لكل
مخلوق ,ول طمع لحد في نسبتها لغير ال تعالى ,فتتابع التكرار واشتد النكار على من كذب
بشيء من ذلك] .الغرناطي[
)قال تعالى عن المنافقين} :يوم يبعثهم ال جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم{]المجادلة[18:
وهذا يقتضي توغلهم في النفاق ورسوخه فيهم ,وأنه باق في أرواحهم بعد بعثهم؛ لن نفوسهم
خرجت من عالم الدنيا متخلقة به ،فإن النفوس إنما تكتسب تزكية أو خبثا في عالم التكليف] .ابن
عاشور[
)في قوله تعالى} :ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد
ومنهم سابق بالخيرات بإذن ال{]فاطر [32:قدم الظالم لكثرته ,ثم المقتصد وهو أقل ممن قبله ,ثم
السابقين وهم أقل ,فإن قلت:لم قدم الظالم ثم المقتصد ثم السابق؟ قلت :لليذان بكثرة الفاسقين
وغلبتهم ,وأن المقتصدين قليل بالضافة إليهم ,والسابقون أقل من القليل] .القرطبي[
)حين ترى غرور الكفار باقتصادهم بالمس وهلعهم من أزمتهم اليوم تذكر قوله تعالى} :ل
يغرنك تقلب الذين كفروا في البلد * متاع قليل{ ]آل عمران.[196:
قال السعدي :هذه الية المقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا ،وتنعمهم
فيها ،وتقلبهم في البلد بأنواع التجارات والمكاسب واللذات ،وأنواع العز ،والغلبة في بعض
الوقات ،فإن هذا كله }متاع قليل{ ليس له ثبوت ول بقاء ،بل يتمتعون به قليل ويعذبون عليه
طويل ،هذه أعلى حالة تكون للكافر(.
)بوب البخاري في كتاب العلم" :باب الخروج -أي الرحلة والسفر -في طلب العلم" وأورد قصة
موسى عليه السلم لما رحل إلى الخضر ،ليطلب العلم منه ،وكان الخضر بمكان يلتقي فيها
بحران} :وإذا قال موسى لفتاه ل أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا{ ]الكهف[60:
أي زمانا طويل بحثا عنه] .صحيح البخاري[
)الذي أوصي به أبنائي الطلب :تقوى ال في جميع الحوال ,والحرص على العلم ،والعناية
بالمقررات والمذاكرة فيما بينهم ,والصغاء للمدرسين ،والسؤال عما يشكل في الدرس بأسلوب
حسن ،ومن أهم أسباب التحصيل :إصلح النية وحفظ الوقت والعمل بما علم ،وفي بعض الثار:
)من عمل بما علم أورثه ال علم ما لم يعلم( وشاهده في كتاب ال} :والذين اهتدوا زادهم هدى
وآتاهم تقواهم{ ]محمد] .[17:ابن باز ،من وصية صدرت منه في مثل هذا اليوم عام ([1388
)}وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون{]الذاريات [56:أي :إل لمرهم بعبادتي فيعبدني من
وفقته منهم لعبادتي ,وأبتليهم وأختبرهم بالتكاليف ,ثم أجازيهم على أعمالهم ،إن خيرا فخير ,وإن
شرا فشر .وإنما قلنا إن هذا هو التحقيق في معنى الية؛ لنه تدل عليه آيات محكمات من كتاب
ال ،فقد صرح تعالى في آيات من كتابه أنه خلقهم ليبتليهم أيهم أحسن عمل ،وأنه خلقهم ليجزيهم
بأعمالهم] .الشنقيطي[
)}وما تشاءون إل أن يشاء ال{]النسان [30:إنما بين ال ذلك في كتابه من أجل أن ل يعتمد
النسان على نفسه وعلى مشيئته ,بل يعلم أنها مرتبطة بمشيئة ال ،حتى يلجأ إلى ال في سؤال
الهداية لما يحب ويرضى ,فل يقول النسان أنا حر ,أريد ما شئت ,وأتصرف كما شئت .نقول:
المر كذلك؛ لكنك مربوط بإرادة ال عز وجل] .ابن عثيمين[
)}قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أئنك لمن المصدقين ..اليات{ ]الصافات[52 ،51:
كثير من الباء ل يدركون خطورة القرناء على أبنائهم ،فل يتحققون من أفكارهم وتوجهاتهم ،بل
قد يكتفون بمظاهر قد تخدعهم ،أو أسباب قدرية للعلقة ل تنفعهم ،كالقرابة والزمالة والجوار،
وينسون أن الحمو الموت! فتدبر قصة هذا القرين} :قال تال إن كدت لتردين{ ] [56وتحقق من
قرناء ابنك قبل فوات الوان] .أ.د.ناصر العمر[
)}فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا{]القصص:
[25وصفها بالحياء في مشيها خصوصا فيه توجيه للمرأة المسلمة؛ فالمشي عند المرأة يدل على
شخصيتها ,بل يدل على عفافها من عدمه.
فانتبهي أختي الكريمة للمشي فهو ليس أمرا هامشيا في حياة المرأة بل هو أمر مهم ذكره ال
سبحانه وتعالى في كتابه] .د.عويض العطوي[
)}الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين{ ]الزخرف [76:إنها قاعدة مطردة في بيان
مصير أي نوع من العلقات ،فتخير أيها الطالب ويا أيتها الطالبة كيف تكون النهاية؟!
فتش في زملء الفصل ،وفيمن ينشئ العلقة أثناء الفسح ،ونهاية الدوام ،واختر اليوم صديقا ل
يعاديك يوم القيامة!
وتذكر أن صحبة التقوى ثمارها تمتد إلى عالم الخرة ،أل ما أجمل التقوى حين تزين علقاتنا،
بل حياتنا كلها] .د.عمر المقبل[
)}أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون{ ]المائدة [50:هاهم يبحثون عن
حلول الرض لعقوبات السماء! لقد فشل هؤلء في بناء نظام يحفظ هذا المال الذي يعبدونه،
والذي هو منتهى نظرهم ومدار فكرهم ،وتال! إنهم لفي بناء النظام الجتماعي والتربوي
والقانوني أفشل ،وهو درس لمن طلب هدايته من الضالين ،أو رأى مصلحته في غير شرع
الحكيم الخبير!(
)يبين إيمان المؤمن عند البتلء ،فهو يبالغ في الدعاء ول يرى أثرا للجابة ،ول يتغير أمله
ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس؛ لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه؛ أما سمعت قصة يعقوب عليه
السلم؟ بقي ثمانين سنة في البلء ,ورجاؤه ل يتغير ،فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير
أمله ,وقال} :عسى ال أن يأتيني بهم جميعا{]يوسف [83:فإياك أن تستطيل زمان البلء،
وتضجر من كثرة الدعاء ،فإنك مبتلى بالبلء ،متعبد بالصبر والدعاء ،ول تيأس من روح ال وإن
طال البلء] .ابن الجوزي[
)"ومن تدبر كتاب ال ،وأكثر من تلوته عرف صفات الرابحين ،وصفات الخاسرين على
التفصيل"] .ابن باز معلقا على سورة العصر[
)من تأملت أسرة تدبر :لما ختمت سورة الفرقان بذكر جملة من أوصاف عباد الرحمن ،كان من
مقدمة وخاتمة وصفهم "الدعاء"} :والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم{]} ،[65ربنا
هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما{] [74ثم ختم السورة ببيان حال من
ترك الدعاء ،وأن الرب ل يكترث به ول يبالي بأي واد هلك} :قل ما يعبؤ بكم ربي لول دعائكم{
].[77
)كثير من الناس يلجأ إلى النذر عند تأزم أمر ما عنده ،وقد ثبت في الحديث أنه ل يأتي بخير،
ومصداق ذلك في القرآن} :ومنهم من عاهد ال لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من
الصالحين ,فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ,فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم
يلقونه بما أخلفوا ال ما وعدوه وبما كانوا يكذبون{]التوبة] .[77-75:د.محمد الخضيري[
)قوله تعالى} :وكان أبوهما صالحا{]الكهف [82:فيه فوائد ,منها :أن العبد الصالح يحفظه ال في
نفسه وذريته وما يتعلق به ،ومنها :أن خدمة الصالحين وعمل مصالحهم أفضل من غيرهم؛ لنه
علل أفعاله بالجدار بقوله} :وكان أبوهما صالحا{] .السعدي[
)قدم العبادة على الستعانة في قوله تعالى} :إياك نعبد وإياك نستعين{]الفاتحة [5:لن العبادة قسم
الرب وحقه ,والستعانة مراد العبد ,ومن الطبيعي أن يقدم العبد ما يستوجب رضا الرب
ويستدعي إجابته قبل أن يطلب منه شيئا ,وهو هنا التذلل ل والخضوع بين يديه بالعبادة ,فكان
القيام بالعبادة مظنة استجابة طلب الستعانة] .ابن القيم[
)قال تعالى} :قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم ...أحب إليكم من ال ورسوله{ ]التوبة [24:حب ال
ورسوله موجود في قلب كل مؤمن ،ل يمكنه دفع ذلك من قلبه إذا كان مؤمنا ,وتظهر علمات
حبه ل ولرسوله إذا أخذ أحد يسب الرسول ويطعن عليه ،أو يسب ال ويذكره بما ل يليق به,
فالمؤمن يغضب لذلك أعظم مما يغضب لو سب أبوه وأمه] .ابن تيمية[
)في قوله تعالى} :إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا{]النسان [3:جمع بين الشاكر
والكفور ،ولم يقل :إما شكورا وإما كفورا ،مع اجتماعهما في صيغة المبالغة ،فنفى المبالغة في
الشكر ,وأثبتها في الكفر؛ لن شكر ال تعالى ل يؤدى مهما كثر ،فانتفت عنه المبالغة ،ولم تنتف
عن الكفر المبالغة ،فإن أقل الكفر مع كثرة النعم على العبد يكون جحودا عظيما لتلك النعم.
]القرطبي[
)عن الحسن أنه قرأ هذه الية} :إن ال يأمر بالعدل والحسان{]النحل [90:إلى آخرها ثم قال :إن
ال عز وجل جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة ،فوال ما ترك العدل والحسان من
طاعة ال شيئا إل جمعه ،ول ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية ال شيئا إل جمعه(.
)سورة طه تضمنت عددا من المقاصد ،أجلها ذكر أصول السعادة ،حيث ذكر في مفتتحها }طه,
ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى{] [2-1ثم ذكرت تفاصيل السعادة في تضاعيفها ،كتوحيد ال،
والدعوة إلى سبيله ،والكثار من ذكره ،ثم أجملت في آخرها} :فمن اتبع هداي فل يضل ول
يشقى ,ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى{].[124-123
]د.محمد الحمد[
)أهل الصلح يظهر عليهم صلحهم ,ويحبهم الناس وينجذبون إلى عدلهم وصدقهم ,فأهل البلد
من الكفار والفساق :الملك ,وخباز الملك ,وغيرهم ,لجئوا إلى يوسف عليه السلم} :إنا نراك من
المحسنين{]يوسف ,[36:فحالتك وسيرتك وهيئتك وأفعالك تخبر أنك المحسنين] .محمد المنجد[
)}ولكم في القصاص حياة يا أولي اللباب{]البقرة [179:في القصاص حياة ،والتنكير في )حياة(
للتعظيم ،وتلك الحياة العظيمة هي ما فيه من ارتداع الناس عن قتل النفوس؛ لن أشد ما تتوقاه
نفوس البشر من الحوادث :الموت ,فلو علم القاتل أنه يسلم من الموت لقدم على القتل مستخفا
بالعقوبات ,ولو ترك المر للثأر كما في الجاهلية لفرطوا في القتل وتسلسل المر ،فكان في
مشروعية القصاص حياة عظيمة من الجانبين] .ابن عاشور[
)}والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر{ ]التوبة:
[71وفي هذه الية دليل على أن وظيفة المر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست خاصة
بالرجال ،بل حتى النساء عليهن أن يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر ،في حقول النساء
ومجتمعات النساء ،في أيام العرس وفي أيام الدراسة وما أشبه ذلك] .ابن عثيمين[
)}والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا{]الفرقان [73:قال ابن العربي :قال
علماؤنا :يعني الذين إذا قرءوا القرآن قرأوه بقلوبهم قراءة فهم وتثبت ،ولم ينثروه نثر الدقل؛ فإن
المرور عليه بغير فهم ول تثبت صمم وعمى عن معاينة وعيده ووعده] .أحكام القرآن[
)}وأخي هارون هو أفصح مني لسانا{]القصص [34:فيه إشارة إلى أهمية العناية بالجانب
البياني والعلمي في باب دعوة الخرين ،مسلمين أو غيرهم ،وأنه ل يكفي مجرد صدق
الداعي ،بل يحسن مع ذلك أن يهتم بكل وسيلة تكون سببا في إبلغ دعوته ،والتأثير بها] .د.عمر
المقبل[
)}ل تخرجوهن من بيوتهن{ ]الطلق [1:أضاف البيت إلى المرأة ،وكما أن فيه دللة على قرار
المرأة ببيتها ،ففيه أهمية إعطائها مزيدا من الصلحية في تدبير أمور البيت واتخاذ القرارات فيه
في أثاث ومطبخ وزينة ،وهذا نوع من العدل ،إذ هو المتناسب مع المر بقرارها في البيت ،حتى
في حال طلقها طلقا رجعيا] .مشاركة من إحدى الخوات[
)}خلق النسان ,علمه البيان{]الرحمن [4-3:النسان بالمس نطفة ,واليوم هو في غاية البيان
وشدة الخصام ,يجادل في ربه ,وينكر قدرته على البعث ،فالمنافاة العظيمة التي بين النطفة وبين
البانة في الخصام- ،مع أن ال خلقه من نطفة وجعله خصيما مبينا -آية من آياته جل وعل ,دالة
على أنه المعبود وحده ،وأن البعث من القبور حق( .
)}الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين{]الزخرف [67:قال الحسن البصري :استكثروا
من الصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه ،فإذا رأى الكفار ذلك قالوا:
}فما لنا من شافعين ول صديق حميم{]الشعراء.[101-100:
)ورد ذكر القلب في القرآن أكثر من 130مرة ,وأضيف إليه أكثر من 36عمل ووصفا ،وكل
ذلك دال على عظيم محله ,وأنه ملك الجوارح ,ومع ذلك نرى إهمال العباد لقلوبهم فل يزكونها,
ول يتعلمون حق ال فيها ,وينشغلون عنها بأعمال الجوارح ,وهي الصل] .د.محمد الخضيري[
)هل يدرك الذين يسعون لربط أمتهم بغير الشهر القمرية والتاريخ الهجري أنهم يخالفون سنة
ربانية أزلية ،وينتهكون حرمات ال بإضاعة الشهر الحرم ،أو خفاء توقيتها بسبب غلبة التاريخ
بالميلدي ،فيرتكبون فيها ما حرم ال؟
قف! وتدبر }يسألونك عن الهلة ،هل هي مواقيت للناس والحج{ ]البقرة ،[189:مع }إن عدة
الشهور عند ال اثنا عشر شهرا ...منها أربعة حرم{ ]التوبة [36:تدرك أبعاد جريمة أولئك ،مع
ما في ذلك من تشبه وتبعية وخضوع! ]أ.د.ناصر العمر[
)منع ال كل ما يوصل إلى الزنا ويكون ذريعة له؛ فمنع المرأة أن تخرج وأن تتبرج ,إل لحاجة،
فقال} :وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية الولى{]الحزاب [33:فأفضل مكان للمرأة
أن تبقى في بيتها ول تخرج إل إذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى ذلك ،فهناك تخرج كما أمرها
الرسول –عليه الصلة والسلم– غير متطيبة ول متبرجة(.
)ما الفرق بين قوله تعالى} :وتلك حدود ال وللكافرين عذاب أليم{]المجادلة ,[4:وقوله بعدها:
}إن الذين يحادون ال ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم ..وللكافرين عذاب مهين{
]المجادلة[5:؟
الفرق أن الكافرين على نوعين :فالكافر غير المحاد ل ورسوله له عذاب أليم ,أما الكافر المحاد
والمعادي ل ورسوله فله مع العذاب الليم الكبت والذلل والقهر والخيبة في الدنيا والخرة,
فناسبت كل خاتمة ما ذكر قبلها] .السكافي[
)قول يوسف عليه السلم} :وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن
نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي{]يوسف ،[100:فيه الحفاظ على مشاعر الخرين وعدم جرحها،
فإنه ما قال :بعدما ظلمني إخوتي ،وبعدما ألقوني في الجب .بل أضاف ذلك إلى الشيطان ،وهذا
من مكارم الخلق ,وتلك أخلق النبياء] .محمد المنجد[
)قال تعالى ـ في شأن بلقيس ـ }وكشفت عن ساقيها{]النمل [44:ففيه دللة على أن ثوبها كان
طويل ساترا لساقيها ،وهي من؟! امرأة كافرة! في حين أن بعض المسلمات ـ وللسف الشديد ـ
يتنافسن في خلع جلباب الحشمة والحياء فيما يرتدينه من ملبس بل حياء ول خوف من ال!
أليس من المدمي أن تكون امرأة كافرة أكثر حشمة وتسترا من بعض نساء المسلمين؟! ]مشاركة
من إحدى الخوات[
)إن موسى عليه السلم سأل أجل الشياء فقال} :رب أرني أنظر إليك{]العراف ،[143:وسأل
أقل الشياء فقال} :رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير{]القصص[24:؛ فنحن أيضا نسأل ال
أجل الشياء وهي خيرات الخرة ،وأقلها وهو خيرات الدنيا فنقول} :ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الخرة حسنة{]البقرة ] .[201الرازي[
)إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلة ،وإيقاظهم لها -خصوصا صلة
الفجر -فتذكر قوله تعالى} :وأمر أهلك بالصلة واصطبر عليها{]طه [123:ففي ذلك أعظم دافع
للصبر والحتساب ،وطرد الملل ,وتذكر عاجل الجر ومآل الصبر بعد ذلك في الية} :ل نسألك
رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى{] .د.محمد الحمد[
)}وقالوا ل تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون{]التوبة [81:الكثير من الناس
ينفر في الحر ،لكن فرق كبير بين نافر في حر الصيف ليبحث عن نزوة ،ويقضي شهوة محرمة
هنا أو هناك ،لو دعي إلى خدمة دينه أو نفع أمته لعتذر بشدة الحر! وبين نافر في الحر ليبلغ
الخير وينفع المة! وسيعلم الفريقان عاقبة نفيرهم يوم قيام الشهاد(.
)}والذين ل يشهدون الزور{]الفرقان [72:كثيرون يحملون معنى هذه الية على الشهادة بالزور
فقط ،وهذا فهم قاصر؛ فالمعنى أعم من ذلك وأعظم ،فكل منكر زور ،فمن علم به ولم ينكره بل
عذر فقد افتقد صفة عظيمة من صفات "عباد الرحمن" ,وكفى بذلك خسرانا مبينا] .أ.د.ناصر
العمر[
)}فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا{]الحقاف [24:حكمة من ال عز
وجل ،لم تأتهم الريح مباشرة بالعذاب ،وإنما جاءتهم وهم يؤملون أنها غيث؛ ليكون وقعها أشد،
فكون العذاب يأتي في حال يتأمل فيها النسان كشف الضر يكون عليه أشد وأعظم] .ابن عثيمين[
)}فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا{]القصص:
,[25قالت} :إن أبي يدعوك{ ,ولم تقل :إننا نندعوك؛ لن هذا هو اللئق بالمؤمنة العفيفة حينما
تتحدث مع الرجال الغرباء] .د.عويض العطوي[
)}فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل ال فيه خيرا كثيرا{ ]النساء [19:أي:ينبغي
-أيها الزواج -أن تمسكوا زوجاتكم ولو مع الكراهة ،فإن في ذلك خيرا كثيرا .من ذلك:
- 1امتثال أمر ال ،وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والخرة.
- 2أن إجباره نفسه -مع عدم محبته لها -فيه مجاهدة النفس ،والتخلق بالخلق الجميلة.
- 4وربما رزق منها ولدا صالحا نفع والديه في الدنيا والخرة .وهذا كله مع المكان في المساك
وعدم المحذور] .السعدي[
قبل سنوات قليلة كتب فوكوياما -من أشهر مفكري أمريكا -كتابه )نهاية التاريخ( ،محتفل باندحار
الشيوعية أمام الحضارة الغربية ،فالعالم -بوهمه -أغلق باب التاريخ ولم يعد له سوى قوى
الغرب ،وعلى رأسها أمريكا بقيمها الليبرالية! فأسخن ال عينه عاجل بانهيار إلهه الذي ظل عليه
عاكفا ،فها هي الليبرالية تتفكك أخلقيا بكوبا وأبو غريب ،وبالتجسس حتى على الشعب المريكي
نفسه ،واقتصاديا بالكارثة المالية التي خرقوا لها حرية السوق وتأميم الشركات(.
)}إنهم كانوا يسارعون في الخيرات{]النبياء [90:ولم يقل :يسارعون إلى الخيرات؛ لنهم الن
منهمكون في أعمال خيرة ،فهمهم المسارعة فيها ،والزدياد منها ،بخلف من يسارع إلى شيء،
فكأنه لم يكن فيه أصل ،فهو يسرع إليه ليكون فيه] .الشعراوي[
)}إن عدة الشهور عند ال اثنا عشر شهرا في كتاب ال ...منها أربعة حرم{ ]التوبة [36:ها هو
أول يوم في الشهر الحرم يدخل علينا ،وليس المسلم الحق بالذي تدخل عليه هذه الشهر -التي
عظم ال شأنها -وهو ل يبالي بما ينتهك فيها من المعاصي ،وتعدي حدود ال ،فإن ال تعالى قال
فيها} :فل تظلموا فيهن أنفسكم{! ]د.عمر المقبل[
)}أرسله معنا غدا يرتع ويلعب{]يوسف [12:لم ينكر والدهم ذلك بل أرسله معهم ،مما يدل على
مشروعية اللعب البريء ،وحاجة البناء إليه ،وهو يرسم منهج الوسطية بين الذين اتخذوا حياتهم
لهوا ولعبا ،واشتروا لهو الحديث ليضلوا عن سبيل ال ،وبين الذين تشددوا وغلوا ،وحرموا زينة
ال التي أخرج لعباده ،فل يجوز تحريم اللعب بإطلق ,أو تحليله دون ضابط] .أ.د.ناصر العمر[
)}ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم{]فصلت [34:هذا أثر حسن
الخلق مع الذي بينك وبينه عداوة ،فكيف يكون أثره مع من لم يكن بينك وبينه عداوة ،بل كيف
أثره مع من لك معه إلفة وعشرة كزوج وأخ؟ فليكن بذل الخلق الحسن بل الحسن سجية لنا في
مختلف أحوالنا(.
)من أعظم موانع الخشوع :كثرة اللغو ,والحديث الذي ل منفعة فيه؛ ولذلك ذكر من صفات
المؤمنين إعراضهم عن اللغو بعدما ذكر خشوعهم ,فقال} :قد أفلح المؤمنون ,الذين هم في
صلتهم خاشعون ,والذين هم عن اللغو معرضون{]المؤمنون] .[3-1:د.محمد الخضيري[
)لما ذكر ال قوامة الرجل على المرأة ،وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز ،ختم الية بقوله:
}إن ال كان عليا كبيرا{]النساء ,[34:فذكر بعلوه وكبريائه جل جلله ترهيبا للرجال؛ لئل يعتدوا
على النساء ،ويتعدوا حدود ال التي أمر بها(.
)قال تعالى} :ل تلهكم أموالكم{]المنافقون [9:ولم يقل :ل تشغلكم .فلماذا؟
الجواب :أن من الشغل ما هو محمود؛ وهو الشغل في الحق ,كما في الحديث) :إن في الصلة
لشغل( ,وكما في قوله تعالى }إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون{]يس [55:أما اللهاء
فهو الشتغال بما ل خير فيه ,وهو مذموم على وجه العموم ,فاختار ما هو أحق بالنهى.
]د.السامرائي[
)في قوله تعالى في ختام آية الوضوء} :ما يريد ال ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم{
]المائدة [6:دللة على أنه يعفى عن كل ما يشق التحرز منه من مبطلت الوضوء وموانع كمال
الطهارة] .د.إبراهيم الحميضي[
)في قوله تعالى} :يحسب أن ماله أخلده{]الهمزة [3:تصوير لشدة حبه للمال؛ حين يظن أن ل
حياة له بل مال ،فلذلك يحفظه من النقصان ليبقى حيا ,ومن كان كذلك استحق الوعيد بالويل في
أول السورة؛ لنه بهذا عبد للمال على الحقيقة ,وفي الحديث الصحيح) :تعس عبد الدينار(.
]الرازي[
وبهذا ينكشف لك سر من أسرار ما تتناقله الصحف بين الحين والخر من أخبار النتحار بسبب
الفقر أو الخسائر المالية(.
)في قوله تعالى} :يا أيها الناس كلوا مما في الرض حلل طيبا ول تتبعوا خطوات الشيطان{
]البقرة [168:إشارة إلى دور الشيطان في صرف الناس عن إطابة المطعم ،مع الشارة إلى أن
إطابة المطعم سبب في إجابة الدعاء ،فكم هي جناية الشيطان علينا حين يغرينا بأكل الحرام؟
]د.محمد السيد[
)في قوله تعالى} :وخلق النسان ضعيفا{]النساء [28:بيان لضعف النسان الجبلي ،وفيه إرشاد
له بأل يغرر بنفسه فيلقي بها في مواطن الشبهات والشهوات؛ ثقة بعلمه ودينه ،فمن حام حول
الحمى أوشك أن يرتع فيه(.
)في قوله تعالى} :على أن تجعل بيننا وبينهم سدا{]الكهف [94:دليل على اتخاذ السجون ،وحبس
أهل الفساد فيها ،ومنعهم من التصرف لما يريدونه ،ول يتركون على ما هم عليه ،بل يحبسون
حتى يعلم انكفاف شرهم ،ثم يطلقون] .القرطبي[
)بعض الناس كلما أراد أن يتقدم في حياته تذكر بعض زلته في الماضي ،فتراجع ،وهذا خطأ،
فالعبرة بكمال النهاية ،انظروا إلى موسى عليه السلم قتل نفسا لم يؤمر بقتلها ،ولم يمنعه هذا من
التصحيح بل قال} :رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين{ ]القصص ،[17:ونال
شرف الرسالة وقام بأعبائها ،فإياكم واليأس] .مشاركة من إحدى الخوات[
)}يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور{]الشورى [49:في العطية من ال قدمت النثى,
وحق لها -وال -أن تفتخر بهذا التكريم من ال عز وجل ,فالرزق بالبنات خير كبير يشكر عليه
ال عز وجل؛ لن ال سمى ذلك هبة ،ويكفي هذا في الرد على أولئك الجاهليين الذين ينزعجون
إذا بشر أحدهم بالثنى] .د.عويض العطوي[
)}وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا{ أي :يئسوا من نزوله }وينشر رحمته وهو الولي
الحميد{ ]الشورى.[28:
)}ومما رزقناهم ينفقون{]البقرة [3:اهتم القرآن الكريم بمدح المنفقين والحث على النفاق ,إذ
كان من أعظم الوسائل إلى رقي المم وسلمتها من كوارث شتى ،كالفقر ،والجهل ،والمراض
المتفشية ,فببذل المال تسد حاجات الفقراء ,وتشاد معاهد التعليم ,وتقام وسائل حفظ الصحة إلى ما
يشاكل هذا من جلئل العمال] .محمد الخضر حسين[
)}وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة{ ذكر ابن تيمية أن في هذه الية قولين:
-2أن خشوعها وعملها ونصبها كله في الخرة ،ثم رجح القول الثاني بسبعة أوجه ،منها السياق،
ومشابهتها ليات أخرى وغير ذلك ،فارجع لها في مجموع الفتاوى (.16/217
)}وأنفقوا في سبيل ال ول تلقوا بأيديكم إلى التهلكة{]البقرة [195:إذا بذل المسلمون وسعهم ولم
يفرطوا في شيء ,ثم نقصهم أمر بعد ذلك فال ناصرهم ومؤيدهم فيما ل قبل لهم بتحصيله ,ولقد
نصرهم ال ببدر وهم أذلة ،لكنهم يومئذ لم يقصروا في شيء ،فأما أقوام يتلفون أموال المسلمين
في شهواتهم ،ويفوتون الفرص وقت المن فل يستعدون لشيء ,ثم يطلبون بعد ذلك من ال النصر
والظفر ,فأولئك قوم مغرورون ،ولذلك يسلط ال عليهم أعداءهم بتفريطهم] .ابن عاشور[
)}من يعمل سوءا يجز به{ ]النساء [123:ربما رأى العاصي سلمة بدنه وماله فظن أن ل
عقوبة ،وغفلته عما عوقب به عقوبة! ،وربما كان العقاب العاجل معنويا ،كما روي أن بعض
أحبار بني إسرائيل قال :يا رب كم أعصيك ول تعاقبني؟ فقيل له :كم أعاقبك وأنت ل تدري!
أليس قد حرمتك حلوة مناجاتي؟ ]ابن الجوزي[
)}فترى الودق يخرج من خلله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون * وإن كانوا
من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين{ ]الروم.[48:
أشارت الية إلى سرعة تقلب قلوب البشر من اليأس إلى الستبشار ،وأعاد لفظة )من قبل – من
قبله( دللة على أن إبلسهم قبل المطر بزمن يسير ل كثير] .ابن عطية[
)}اقرأ{ أول كلمة نزلت ،تأمل في دللتها ،وحروفها :قراءة ،ورقي ،ورقية ،فالقراءة :بوابة
العلم .وهو رقي ورفعة} :يرفع ال الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات{]المجادلة,[11:
ويوم القيامة يقال" :اقرأ وارق" .وهو أيضا :رقية وشفاء .فما أعجب هذا القران! أربعة أحرف
حوت سعادة الدارين] .أ.د.ناصر العمر[
)}إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والخرة{ ]النور:
.[19
ومحبة إشاعة الفاحشة تنتظم جميع الوسائل القبيحة إلى هذه الفاحشة ،سواء كانت بالقول ،أم
بالفعل ،أم بالقرار ،أو ترويج أسبابها ،وهكذا ،وهذا الوعيد الشديد ينطبق على دعاة تحرير
المرأة في بلد السلم من الحجاب ،والتخلص من الوامر الشرعية الضابطة لها في عفتها،
وحشمتها وحيائها] .د.بكر أبو زيد[
)لما ذكر ال تعالى آيات الحجاب في سورة الحزاب في قوله تعالى} :يدنين عليهن من
جلبيبهن{] [59أعقبها بقوله} :لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون]{..
[60وهكذا تجد آيات الحجاب مصاحبة ليات التحذير من المنافقين ومرضى القلوب ،وقد تعدد
هذا في سورة الحزاب ،وسورة النور ،والواقع شاهد بذلك(.
)قال بعضهم :ما افتقر تقي قط ،قالوا :لم؟ قال :لن ال يقول} :ومن يتق ال يجعل له مخرجا *
ويرزقه من حيث ل يحتسب{]الطلق.[2:
والية اقتضت أن المتقي يرزق من حيث ل يحتسب ،ولم تدل على أن غير المتقي ل يرزق،
فالكفار قد يرزقون بأسباب محرمة ،وقد ل يرزقون إل بتكلف ،وأهل التقوى يرزقهم ال من حيث
ل يحتسبون ،ول يكون رزقهم بأسباب محرمة ،والتقي ل يحرم ما يحتاج إليه من الرزق ،وإنما
يحمى من فضول الدنيا ،رحمة به] .ابن تيمية[.
)قال النبي –صلى ال عليه وسلم) :-إذا رأيت ال يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب
فإنما هو استدراج(؛ ثم تل} :فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا
بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد ل رب العالمين{
]النعام] .[44:أحمد[
قال قتادة :بغت القوم أمر ال ،وما أخذ ال قوما قط إل عند سلوتهم ونعمتهم وغرتهم ..فل تغتروا
بال(.
)في الصحيح" :كل ميسر لما خلق له" فاكتشف مواهبك وقدراتك ،ونمها واستعملها في سبيل
دينك وأمتك وأسرتك ،ول تتكلف ما لم تعط فتكون كالمنبت :ل أرضا قطع ول ظهرا أبقى،
وتدبر} :قل كل يعمل على شاكلته{ ]السراء} ،[84:ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات{
]البقرة] ![148:أ.د.ناصر العمر[
)على مسلمي اليوم أن يتذكروا أن الستفزاز قديم ،وأن العاقبة للمتقين إن هم صبروا وصابروا
ورابطوا واتقوا رب العالمين ،واقرؤوا القرآن الكريم وستجدون فيما أوحي إلى محمد صلى ال
عليه وسلم قوله تعالى} :وإن كادوا ليستفزونك من الرض ليخرجوك منها وإذا ل يلبثون خلفك
إل قليل * سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ول تجد لسنتنا تحويل{ ]السراء.[77-76:
]أ.د.سليمان بن حمد العودة[
)شياطين النس في كل عصر إخوان شياطين الجن ،فإن ال لما ذكر عداوة الشيطان في سورة
العراف قال بعدها} :يا بني آدم ل يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما
لباسهما ليريهما سوءاتهما{] ،[27وهؤلء ينزعون لباس بني آدم في القنوات والرياضات،
وينزعون الححاب عن المسلمات ،في أماكن العمل والطرقات والتنزهات] .رسالة من مشترك[
)تحكيم كتاب ال وسنة رسوله أعظم وسائل الصلح ،لماذا؟ لنها أحكام صادرة من ربنا جل
وعل} :أل يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير{ ]الملك ،[14:وسواها أحكام ظالمة جائرة ،مهما
أراد أرباب القوانين الوضعية ومهما بذلوا قصارى جهدهم أن يوجدوا للخليقة أحكاما تعدل بينهم
فلن يستطيعوا لذلك سبيل ،أحكام متناقضة ،ونظم متباينة ،وليس أعدل من حكم ال] .سماحة
الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ[
)تأمل أخي وصف من حذرنا ال من التشبه بهم في قوله} :فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب
يأخذون عرض هذا الدنى{ أي :عرض الحياة الدنيا }ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله
يأخذوه] {...العراف [169:ثم تأمل ختم الية بقوله} :والدار الخرة خير للذين يتقون أفل
تعقلون{ فهل نعقل ما حذرنا ال منه وما أوصانا به؟ ]د.محمد الربيعة[
}- 1للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا] {...الحشر [8:هؤلء المهاجرون ،وهذه منزلة قد مضت.
}- 2والذين تبوءوا الدار واليمان من قبلهم [9]{..وهؤلء النصار وهذه منزلة قد مضت.
}- 3والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليمان ول تجعل في
قلوبنا غل للذين آمنوا{] [10فأحسن ما أنتم عليه كائنون ،أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت.
]سعد بن أبي وقاص[
)المرأة السفنجية :امرأة قلقة مضطربة؛ أرهقها الجري ،بعيدة عن الخشوع في الصلة والتذلل
ل ،محرومة من السعادة الحقة ،ترى وهم السعادة في دنيا زائفة ،أعرضت عن ذكر ال،
وأضاعت أوامره ،فهي كئيبة حزينة .تضحك والحزن يقطع كبدها ،تفرح وغيوم البؤس تحوم
حول عينها .تبحث عن ابتسامة زائفة وكلمة تلقى على قارعة الطريق.
إنها تبحث عن السعادة والحياة الطيبة؛ لكنها ضلت الطريق} :ومن أعرض عن ذكري فإن له
معيشة ضنكا{ ]طه] .[124:عبدالملك القاسم[
)العلم النافع إنما هو العلم المقرب إلى ال ،الباعث على مراقبة ال ،أما ترى سورة العلم )سورة
العلق( بدأت بالوسيلة }اقرأ{ ،وختمت بالغاية }واقترب{ ،وبينهما جاء الدواء لكل أنوع الجهل
}ألم يعلم بأن ال يرى{] .د.عصام العويد[
)إذا فتح ال لك باب رزق ،فل تعجبن بذكائك ،أو تظن أنك رزقت بحذقك ،بل تذكر أن ذلك من
فضل ال عليك.
تأمل}:فإذا قضيتم الصلة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل ال{ ]الجمعة [10:فإنما هو
فضل ال ورزقه!
)}ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها{
]الحقاف.[20:
أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام -وكان صائما-؛ فقال" :قتل مصعب بن عمير وهو خير مني،
كفن في بردة؛ إن غطي رأسه بدت رجله ،وإن غطي رجله بدا رأسه ،وقتل حمزة وهو خير
مني ،ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط! ،وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا" ،جعل يبكي حتى
ترك الطعام! ]البخاري[
)}ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد{ اقتران الحسد بالسحر هنا ،يشير إلى
وجود علقة بين كل من السحر والحسد ،وأقل ما يكون هو التأثير الخفي الذي يكون من الساحر
بالسحر ،ومن الحاسد بالحسد مع الشتراك في عموم الضرر ،فكلهما إيقاع ضرر في خفاء،
وكلهما منهي عنه] .عطية سالم[
)}ول يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا{ ]الحشر [9:أحسن ما قيل فيه :ل يحسدون إخوانهم
على فضل ما أعطاهم ال] .ابن كثير[
تأمل في هذا النموذج التطبيقي في حياة ابن عباس حين قال" :ما نزل غيث بأرض ،إل حمدت ال
وسررت بذلك ،وليس لي فيها شاة ول بعير .ول عرفت آية من كتاب ال ،إل وددت أن الناس
يعرفون منها ما أعرف."...
لما كان في الصبر – الذي هو حبس النفس عن الهوى – خشونة وتضييق ،جازاهم على ذلك
نعومة الحرير وسعة الجنة] .ابن القيم[
)}ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم أل ساء ما يزرون{
]النحل.[25:
بعض الباء؛ يدع قنوات السوء بأيدي أهله وبنيه ،كأن المر ل يعنيه ،وهو يعلم أنها تنوء
بالسوء ،وربما خادع نفسه بأنه يثق بهم! ،لقد لعن رسول ال -صلى ال عليه وسلم -في الربا:
الكل والمؤكل والكاتب ،وفي الرشوة :الراشي والمرتشي والرائش ،وبئس في تلك القنوات
جالبها والناظر إليها! ]رسالة من مشترك[
)
}جعل ال الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلئد{]المائدة [97:إنما
كانت الكعبة قياما للناس -وهم العرب -لنها كانت سبب هدايتهم إلى التوحيد ،واستبقت الحنيفية
في مدة جاهليتهم ،فلما جاء السلم كان الحج إليها من أفضل العمال ،وبه تكفر الذنوب ،فكانت
الكعبة –بهذا -قياما للناس في أمور أخراهم بمقدار تمسكهم بما جعلت الكعبة له قياما .وقد عطف
)الشهر الحرام( على )الكعبة( باعتبار كون الكعبة أريد بها ما يشمل علئقها وتوابعها ،فإن
الشهر الحرم ما اكتسبت الحرمة إل من حيث هي أشهر الحج والعمرة للكعبة] .ابن عاشور[
)}والبيت المعمور{ ]الطور [4:وهذا البيت هو كعبة أهل السماء ،ولهذا رأى نبينا محمد -صلى
ال عليه وسلم -نبي ال إبراهيم الخليل -عليه السلم -مسندا ظهره إلى البيت المعمور؛ لنه باني
الكعبة الرضية والجزاء من جنس العمل] .ابن كثير[
)المتأمل في آيات الحج يلحظ سمة التيسير في تشريعاته وأحكامه كلها؛ لكنه تيسير منضبط ل
عن هوى وتشهي ،والتيسير ل يعني عدم المشقة والتعب ،فقد ختم ال أحكام الحج في سورة الحج
بقوله} :وجاهدوا في ال حق جهاده{] [78وسماه النبي -صلى ال عليه وسلم -جهادا ،وأبان
الجر فيه على قدر النصب والتعب] .أ.د.ناصر العمر[
)في قوله تعالى }وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي ...الية{ ]البقرة [125:ذكر
التطهير ل يدل على أن البيت نجس ،بل المقصود تطهير التعبد ل إزالة النجاسة ،كما أن الجنب
يؤمر بالتطهر وليس بنجس بمجرد حدوث الجنابة] .المام القصاب[
)قال ابن العربي -في تفسيره لقوله تعالى} :ول على الناس حج البيت{ ]آل عمران" :-[97:قال
علماؤنا :هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب؛ فإذا قال العربي :لفلن علي كذا ،فقد وكده
وأوجبه ،وهكذا جاء في الحج؛ تأكيدا لحقه ،وتعظيما لحرمته ،وتقوية لفرضه"(.
)}كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون{
]السجدة.[20:
قال الفضيل بن عياض :وال ما طمعوا في الخروج؛ لن الرجل مقيدة واليدي موثقة ،ولكن
يرفعهم لهبها ,وتردهم مقامعها –نعوذ بال من النار] .-الدر المنثور[
)لب الحج هو الذكر ،فمن وفق له فهو الموفق ،واسمع برهان ذلك} :فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا
ال كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا{ ]البقرة} ،[200:واذكروا ال في أيام معدودات{]،[203
}ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم ال في أيام معلومات{ ]الحج ،[28:وفي الحديث) :أفضل الحج
العج والثج( والعج رفع الصوت بالتلبية] .د.محمد الخضيري[
)علقت القلوب على محبة الكعبة البيت الحرام ،حتى استطاب المحبون في الوصول إليها هجر
الوطان والحباب ،ولذ لهم فيها السفر الذي هو قطعة من العذاب ،فركبوا الخطار وجابوا
المفاوز والقفار ،واحتملوا في الوصول غاية المشاق ،ولو أمكنهم لسعوا إليها ولو على الحداق:
وسر هذه المحبة هي إضافة الرب سبحانه له إلى نفسه بقوله} :وطهر بيتي للطائفين{ ]الحج:
] .[26ابن القيم[
)عشر ذي الحجة من أعظم أيام الشهر الحرم} ..فل تظلموا فيهن أنفسكم{ ]التوبة [36:ومن
ظلم النفس :تضييعها في غير ما يقرب إلى ال ،قال الحسن البصري" :أدركت أقواما كانوا على
ساعاتهم أشفق منكم على دنانيركم ودراهمكم"] .ابن عجيبة الفاسي[
)سورة الحج من أعاجيب سور القرآن ،فيها :أول الحج )وأذن في الناس( ،وآخره )وليطوفوا(.
فيها :المكي والمدني ،والليلي والنهاري ،والسفري والحضري ،والحربي والسلمي ،والشتائي
والصيفي ،هي سورة عجب ،وأعجب منها حاج يقصد الحج ولم يتدبر سورة الحج! ]د.عصام
العويد[
)سورة الحج ..فيها من التوحيد والحكم والمواعظ على اختصارها ما هو بين لمن تدبره ،وفيها
ذكر الواجبات والمستحبات كلها :توحيدا وصلة وزكاة وصياما؛ قد تضمن ذلك قوله تعالى} :يا
أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون{] ...[77فهذه الية
والتي بعدها لم تترك خيرا إل جمعته ول شرا إل نفته] .ابن تيمية[
)}وليال عشر{ :هي ليال معلومة للسامعين موصوفة بأنها عشر ،ولم يقل )الليالي العشر( لن في
تنوينها تعظيما ،وليس في ليالي السنة عشر ليال متتابعة عظيمة مثل عشر ذي الحجة التي هي
وقت مناسك الحج ،ففيها غالبا الحرام ودخول مكة وأعمال الطواف ،وفي ثامنتها ليلة التروية،
وتاسعتها ليلة عرفة وعاشرتها ليلة النحر ،فتعين أنها الليالي المرادة بليال عشر] .ابن عاشور[
)من أعظم البراهين على منزلة أي عبادة من العبادات أن تراها مشروعة في جميع الشرائع،
وهكذا كان النحر }ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم ال على ما رزقهم من بهيمة النعام{...
]الحج [34:فهل يقدر المسلم هذه الشعيرة قدرها؟! ]د.عمر المقبل[
)تجد اقترانا لذكر آيات الجهاد مع آيات الحج ،تكرر هذا في سورة البقرة والتوبة والحج ،ولعل
من مناسبة ذلك أن الحج نوع جهاد ،بل هو جهاد كل ضعيف وامرأة(.
)السيئة قد تعظم فيعظم جزاؤها بسبب حرمة المكان؛ كقوله تعالى} :ومن يرد فيه بإلحاد بظلم
نذقه من عذاب أليم{ ]الحج [25:أو حرمة الزمان؛ كقوله تعالى في الشهر الحرام} :فل تظلموا
فيهن أنفسكم{ ]التوبة.[36:
أو بسبب عظم النسان المخالف؛ كقوله تعالى في نبينا صلى ال عليه وسلم} :ولول أن ثبتناك لقد
كدت تركن إليهم شيئا قليل * إذا لذقناك ضعف الحياة وضعف الممات{ ]السراء.[75-74:
]الشنقيطي[
)}يوم تشقق الرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير{ ]ق [44:جعل ال لهذا المنظر مثل
مقربا-مع بعد ما بين المثلين ،-فالحج مظهر مصغر ليوم الحشر ،يعيشه المرء فيدفعه للعمل
الصالح وينشطه في مجال الخير ويهزم باعث المعصية في نفسه ،ويبقى ذكر الموت وما بعده
بين عينيه ،وفي هذا من الثار العظيمة ما يلمسه كل حاج مع نفسه] .د.ناصر الحمد[
)}والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أمل{ ]الكهف} ،[46:والباقيات الصالحات
خير عند ربك ثوابا وخير مردا{]مريم.[76:
الباقيات الصالحات هن الكلمات المأثور فضلها :سبحان ال ،والحمد ل ،ول إله إل ال ،وال
أكبر ،فمن لم يقدر له بلوغ رحاب البيت العتيق ،لعرض أو لمرض ،فل تفته عشر ذي الحجة
المباركة فيعمل فيها أعمال هي أفضل من الجهاد في سبيل ال في غيرها] .د.سعود الشريم[
)}ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر{ ]النساء [95:فيه مخرج لذوي العذار
)إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسيرا ول قطعتم واديا إل كانوا معكم ،حبسهم العذر(:
يا راحلين إلى البيت العتيق لقد * سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عذر وعن قدر * ومن أقام على عذر كمن راحا] .القاسمي[
)يقول أحدهم :لقيت بمنى شابا غير عربي ،يحمل شيخا كبيرا فوق ظهره ،فأردت أن أشكره لبره،
فقلت:جزيت خيرا لبرك بأبيك ،فقال :لكنه ليس أبي ول من بلدي ،قلت :فمن إذن؟ قال :وجدته
بعرفة ليس معه أحد ،فحملته على ظهري إلى مزدلفة ،ومنها إلى منى ،قلت:لم فعلت ذلك؟ فقال:
سبحان ال }إنما المؤمنون إخوة{!.
)لما بين ال تعالى أن نحر بهيمة النعام من الشعائر المتفق عليها بين المم ،ختم الية بقوله:
}فإلهكم إله واحد فله أسلموا{ ]الحج [34:وهي إشارة واضحة إلى أن أعظم رابط يجمع المم هو
توحيد ال تعالى،وما يتفرع عنه من أخلق وأعمال ،دون ما سواه من الروابط الرضية] .د.عمر
المقبل[
)قال تعالى بعد ذكر المناسك} :واستغفروا ال إن ال غفور رحيم{ ]البقرة [199:كثيرا ما يأمر
ال بذكره بعد قضاء العبادات.
عن وهيب بن الورد أنه قرأ} :وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا{
]البقرة [127:ثم بكى وقال :يا خليل الرحمن! ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن ل يتقبل
منك؟ ]ابن كثير[
)في آيات الحج عالج القران خصائص الجاهلية وكيفية تنقية المجتمع المسلم منها بأسلوب يستثمر
المناسبة ويقتنصها ،ومن ذلك التكبر على الناس والتميز عنهم ،والفخر بالباء والتعصب لهم،
تدبر} :ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس{ ]البقرة [199:و}فاذكروا ال كذكركم آباءكم أو أشد
ذكرا{] [200فما أحوج الدعاة والمة جميعا لمثل هذا السلوب ،ولذلك النقاء] .أ.د.ناصر العمر[.
)تدبر }ليشهدوا منافع لهم{ ]الحج [28:وقف متأمل لقوله} :لهم{ لتدرك أن كل عمل من أعمال
الحج يعود عليك بنفع عظيم ،خلفا لما يتصوره الكثيرون من أن الحج مجرد أعمال تعبدية ل
يدركون أثرها ،وهذا يفسر التسابق للبحث عن الترخص والتخلص من كثير من واجباته وأركانه،
ولو أدركوا نفعه المباشر لهم لما فعلوا!! ]أ.د.ناصر العمر[
الغرض الول :المر بالتزود للحج؛ إبطال لما كانوا يفعلونه من ترك التزود للحج ،وقطعا لتعلق
القلب بالخلق عن الخالق ،ويؤيد هذا سبب النزول من قول ابن عباس) :كان أهل اليمن يحجون
ول يتزودون ،ويقولون :نحن المتوكلون ،فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل ال تعالى} :وتزودوا
فإن خير الزاد التقوى{.
والغرض الثاني لقوله تعالى} :وتزودوا فإن خير الزاد التقوى{ ]البقرة :[197:الحث على التزود
من الطاعات للخرة ،وهو إشارة إلى استغلل موسم الحج بالطاعة فيه.
ويؤيد هذا الغرض تعقيب الجملة بقوله تعالى} :فإن خير الزاد التقوى{.
)ما أحسن العبد -وهو ذاهب لداء نسكه -أن يستشعر هذه الية} :آمين البيت الحرام يبتغون
ل من ربهم ورضوانًا{ ]المائدة [2:لعل ذلك يحدوه إلى امتثالها ،ودعاء ال بتحقيقها(.
فض ً
)قال رجل من اليهود لعمر :يا أمير المؤمنين ،لو أن علينا نزلت هذه الية} :اليوم أكملت لكم
دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا{ ]المائدة [3:لتخذنا ذلك اليوم عيدا ،فقال
عمر :إني لعلم أي يوم نزلت هذه الية ،نزلت يوم عرفة ،في يوم جمعة ،متفق عليه.
والسؤال :كم هم المسلمون الذين يعرفون من قيمة هذه الية ما عرفه هذا اليهودي؟!(
)}وأتموا الحج والعمرة ل{ ]البقرة [96:ففي قوله}:ل{ تنصيص على أهمية الخلص في
هاتين العبادتين] .السعدي[
دعاهم فلبوه رضا ومحبة ...فلما دعوه كان أقرب منهم! ]ابن القيم[
من منافع الحج العظيمة التي تشملها الية:أن يتعلم الحجاج ما به منفعتهم في الخرة.
أما منفعة الدنيا فالناس أساتذة ذلك ،لكن منفعة الخرة الناس اليوم بأشد الحاجة إليه ،وإذا كان
زمن الحج قصيرا ،فالواجب أن يكثف الجهد في الحج لتعليم الجاهل وتبصير الغافل ،فأوصي كل
من يذهب إلى الحج وله فضل علم أن يبلغه؛ لن النبي نادى بعرفة فقال) :اللهم هل بلغت اللهم
فاشهد(] .صالح آل الشيخ[
)}اقرأ باسم ربك الذي خلق ،خلق النسان من علق ،اقرأ وربك الكرم ،الذي علم بالقلم ،علم
النسان ما لم يعلم{.
في هذه اليات الخمس تسع مسائل مرتبطة ببعضها ،ارتباط السبب بالمسبب ،والعام بالخاص،
والدليل بالمدلول عليه ،وكلها من منهج هذا الكتاب المبارك ،وكلها مسائل عظيمة الدللة.
وأشار ابن تيمية أنها وأمثالها من السور التي فيها العجائب ،لما جاء فيها من افتتاح الرسالة.
]عطية سالم[
النحر أفضل من الصدقة التي في يوم الفطر؛ ولهذا أمر ال نبيه صلى ال عليه وسلم أن يشكر
نعمته عليه بإعطائه الكوثر ،بالصلة له والنحر ،كما شرع ذلك لبراهيم خليله عليه السلم عند
أمره بذبح ولده وافتدائه بذبح عظيم] .ابن رجب[
)ل أرى أن نسمي هذه الجازة عطلة؛ لنه ليس في أيام النسان المسلم المؤمن عطلة ،بل ول
غير المؤمن ،كل يعمل ،قال تعالى} :يا أيها النسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملقيه{]النشقاق:
[6نعم هي عطلة من الدراسة النظامية؛ لكن لو سميت بدل من العطلة إجازة فهذا جيد] .ابن
عثيمين[
)قال تعالى} :وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما
قضي ولوا إلى قومهم منذرين{]الحقاف ,[29:وقال }قل أوحي إليه أنه استمع نفر من الجن
فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا{]الجن ,[1:حين تقرأ كلم أولئك الجن عن القرآن يتملكك العجب!
أفي جلسة واحدة صنع بهم القرآن كل هذا؟ مع أنهم يقينا لم يسمعوا إل شيئا يسيرا من القرآن! إنك
-لو تأملت -لنكشف لك سر هذا :إنه استماعهم الواعي وتدبرهم لما سمعوه ،وشعورهم أنهم
معنيون بتلك اليات ،فهل قال أحد منا :إنا سمعنا قرآنا عجبا؟ ]د.عمر المقبل[
)في قوله تعالى} :خافضة رافعة{]الواقعة [3:تعظيم لشأن يوم القيامة ،وترغيب وترهيب؛
ليخاف الناس في الدنيا من أسباب الخفض في الخرة ,ويرغبوا في أسباب الرفع فيها ،فيطيعوا
ال؛ فيا مغترا برفعته في الدنيا احذر الخفض الذي ل رفع بعده(.
)}وبشر المخبتين * الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبهم {...الية ]الحج [35:لما بين ابن عطية أن
الخبات معناه التواضع والخشوع ،قال رحمه ال :وهذا مثال شريف من خلق المؤمن الهين
اللين(.
كأنك ذهبت للمسجد لتأخذ شحنة إيمانية تعينك وتسيطر على كل حواسك في حركتك في التجارة،
وفي النتاج ،وفي الستهلك ،وفي كل ما ينفعك وينمي حياتك .وحين يأمرك ربك أن تفرغ لداء
الصلة ل يريد من هذا الفراغ أن يعطل لك حركة الحياة ،إنما ليعطيك الوقود اللزم لتصبح
حركة حياتك على وفق ما أراده ال] .الشعراوي[
)}إنه لقرآن كريم{]الواقعة [77:وصف القرآن بأنه كريم ،لن الكلم إذا قرئ وتردد كثيرا يهون
في العين والذان؛ ولهذا من قال شيئا في مجلس الملوك ل يكرره ثانيا ,وأما القرآن فل يهون
بكثرة التلوة ,بل يبقى أبد الدهر كالكلم الغض والحديث الطري] .الرازي[ وفي مثل هذا قال
بعض الشعراء :آياته كلما طال المدى جدد ،يزينهن جلل العتق والقدم(.
)قال ابن تيمية رحمه ال :تأملت أنفع الدعاء ,فإذا هو سؤال العون على مرضاته تعالى ,ثم رأيته
في الفاتحة} :إياك نعبد وإياك نستعين{] .[5ويشهد لقول ابن تيمية :الدعاء الذي أوصى نبينا
معاذا أن يقوله دبر كل صلة) :اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك( ،فليتدبر المؤمن
هذه الية العظيمة وذلك الدعاء(.
)في قوله تعالى} :لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا{]الكهف [62:دليل على جواز الخبار بما يجده
النسان من اللم والمراض ،وأن ذلك ل يقدح في الرضا ،ول في التسليم للقضاء ,لكن إذا لم
يصدر ذلك عن ضجر ول سخط] .القرطبي[
)سورة الطلق -على قصرها -تكرر فيها ذكر التقوى وثمراتها والتخويف من ال مرارًا كثيرة،
لن أحكام الطلق وضبط العدة من أحق الشياء بالمراعاة وتأكيد الوصية؛ لكثرة ما فيها من
النتصار للنفس ,وقصد الضرار ,وتعدي حدود ال تعالى] .السكافي[ فعلى الزوجين وأهليهما
أن يراقبوا ال حال الطلق وكل حال ،لئل يتعدوا حقه وحق عباده( .
)}يوم ل ينفع مال ول بنون * إل من أتى ال بقلب سليم{]الشعراء [89-88:ل يكون القلب سليما
إذا كان حقودا حسودا ،معجبا متكبرا ،وقد شرط النبي صلى ال عليه وسلم في اليمان أن يحب
لخيه ما يحب لنفسه ,وال الموفق برحمته] .ابن العربي[ فالن :ليعلنها المسلم طهارة لقلبه من
كل دغل يخدش سلمة قلبه على أخيه(.
)}هم العدو فاحذرهم{]المنافقون [4:يتعجب المرء لول وهلة من هذا الوصف! فكأنه ل عدو
سواهم! مع أنهم يصلون ويصومون ويحجون وقد يتصدقون ،ويزول التعجب إذا عرفت حقيقتهم،
فقلوبهم انطوت على حقد وبغض لهذا الدين وأهله ،وحب لعدائه ،يدرك ذلك بكرههم للجهاد
ولمزهم للعلماء والمصلحين ،مع إعجاب وإشادة برؤوس الضلل والمنافقين} :وإذا قيل لهم ل
تفسدوا في الرض قالوا إنما نحن مصلحون ,أل إنهم هم المفسدون{]البقرة] .[12-11:أ.د.ناصر
العمر[
)}كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا اللباب{]ص [29:سئل ابن باز :هل
هناك فرق في الجر بين قراءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب؟ فأجاب :ل أعلم دليل
يفرق بينهما ،وإنما المشروع التدبر وإحضار القلب ،فإذا كانت القراءة عن ظهر قلب أخشع لقلبه,
وأقرب إلى تدبر القرآن فهي أفضل ،وإن كانت القراءة من المصحف أخشع لقلبه ،وأكمل في
تدبره كانت أفضل.
فتأمل -وفقك ال -كيف دار جواب الشيخ على حضور القلب والتدبر ،فليتنا نتدبر هذا الجواب،
لنتدبر أعظم كتاب(
)وصف سبحانه رمضان فقال} :أياما معدودات{ ]البقرة [184:كناية عن قلة أيامه ويسرها،
فالمغبون من فرط في تلك اليام دون جد أو تحصيل ،وسيدرك غبنه حين يقول} :يا حسرتا على
ما فرطت في جنب ال{ ]الزمر [56:و}ذلك يوم التغابن{ ]التغابن] ![9:ا.د.ناصر العمر[
)عن السدي في قوله تعالى} :فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم{ ]إبراهيم [37:قال :خذ بقلوب
الناس إليهم ،فإنه حيث يهوي القلب يذهب الجسد ،فلذلك ليس من مؤمن إل وقلبه معلق بحب
الكعبة] .الدر المنثور[
)رمضان بإطللته المباركة فرصة ومنحة ،لن يطهر المسلم نفسه بالنهار ليعدها لتلقي هدايات
القرآن في قيام الليل} :إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيل{ ]المزمل [6:وناشئة الليل:
ساعاته ،فهي أجمع للقلب على التلوة ،فكأن الصيام في النهار تخلية ،والقيام بالقرآن في الليل
تحلية] .د.سعود الشريم[
)}يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس{]البقرة [189:قال قتادة :سألوا نبي ال صلى ال
عليه وسلم :لم جعلت هذه الهلة؟ فأنزل ال فيها ما تسمعون ,فجعلها لصوم المسلمين ولفطارهم،
ولمناسكهم وحجهم ،ولعدة نسائهم ومحل دينهم في أشياء ،وال أعلم بما يصلح خلقه] .تفسير
الطبري[.
)}وترى الرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتز وربت{ ]الحج [5:تذكرت هذه الية ،وأنا
أنظر إلى المسلمين ،كيف تغير دولب حياتهم من حين دخل رمضان ،لقد انصهروا من جديد!،
فما أسهل صياغة الحياة عبر نظام السلم إذا صدقت النوايا ،وخلي بين الناس وبين الخير!(
)}شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان{]البقرة,[185:
من فضائل شهر الصيام أن ال تعالى مدحه من بين سائر الشهور ،بأن اختاره لنزال القرآن
العظيم فيه ،واختصه بذلك ،ثم مدح هذا القرآن الذي أنزله ال فقال) :هدى( لقلوب من آمن به,
)وبينات( لمن تدبرها على صحة ما جاء به ,ومفرقا بين الحق والباطل والحلل والحرام] .ابن
كثير[.
)كثيرا ما ترد في سورة قضية مجملة ثم تفصل في التي تليها ،فذكر في الفاتحة المغضوب عليهم
والضالون ،وجاء التفصيل في البقرة وآل عمران ،وذكرت القرون المكذبة إجمال في النعام
والفرقان ويس ،وجاء التفصيل فيما يليهن العراف والشعراء والصافات] .د.محمد الخضيري[
)فائدة:
من تأمل موضوعات القرآن وطريقة عرضها ،ثم نظر في نفائس أشعار العرب -كالمعلقات التي
ل تعدو أن تكون تجارب شخصية للشاعر كالفخر بالذات أو القبيلة -تبين له شيء مما أحدثه
القرآن من تغيير في نفوس العرب! ]د.مساعد الطيار[
)}ول تعجبك أموالهم وأولدهم إنما يريد ال أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم{ ]التوبة[85:
سبحان ال! العاصي يتعذب بمعاصيه التي يحسده أناس عليها ،شوقا لها ،وحسدا لغيره عليها،
وسعيا في تحصيلها ،وخوفا من نظر الناس ،ثم إذا نالها تعذب خشية الفوت ،ثم حسرة على الفقد،
ثم العذاب الكبر يوم القيامة إن لم يرحمه ل ،يا للعذاب! لكن الشيطان سول لهم وأملى لهم!(
)}ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب{ ]البقرة [105:ولم يقل )ما يود أهل الكتاب( ففيه تنبيه إلى
أنهم قد كفروا بكتبهم؛ لنهم لو كانوا مؤمنين بها لصدقوا محمدا صلى ال عليه وسلم الذي أمرتهم
كتبهم بتصديقه واتباعه] .ابن عاشور[
)}ما فرطنا في الكتاب من شيء{ ]النعام [38:اشتمل القرآن على كل شيء ،أما أنواع العلوم
فليس مسألة إل وفي القرآن ما يدل عليها ،وفيه علم عجائب المخلوقات ،وملكوت السموات
والرض ،وما في الفق العلى ،وما تحت الثرى ،وأسماء مشاهير الرسل والملئكة ،وأخبار
المم ،وفيه بدء خلق النسان إلى موته ،وكيفية قبض الروح وما يفعل بها ،وعذاب القبر والسؤال
فيه ،ومقر الرواح ،وأشراط الساعة]..السيوطي[
)}الذين كفروا من أهل الكتاب{ لم يقل )أهل الكتاب( وفيه تنبيه إلى أنهم قد كفروا بكتبهم؛ لنهم
لو كانوا مؤمنين بها لصدقوا محمدا صلى ال عليه وسلم الذي أمرتهم كتبهم بتصديقه واتباعه.
]ابن عاشور[
)من عمق علم السلف بكتاب ال ،تنصيصهم على أن حضور أعياد الكفار من جملة الزور الذي
مدح ال عباد الرحمن بعدم شهوده ،كما قال تعالى} :والذين ل يشهدون الزور{ ]الفرقان[72:؛
لن الزور هو كل باطل من قول أو فعل.
فهل يدرك الذين يشهدون أعياد الكفار -من أبناء المسلمين -أن ذلك إثم ونقص في عبوديتهم؟(
)قال جمهور الئمة :ل يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم :ل لحما ول
ثوبا ،ول يعارون دابة ،ول يعاونون على شيء من دينهم؛ لن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم
على كفرهم ،وينبغي للسلطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك؛ لن ال تعالى يقول} :وتعاونوا على
البر والتقوى ول تعاونوا على الثم والعدوان{ ]المائدة] .[2:ابن تيمية[
)في سورة البقرة ذكره بالتنكير )بلدا( أي اجعل هذه البقعة بلدا آمنا ،وناسب هذا لنه قبل بناء
الكعبة.
وأما في سورة إبراهيم فذكره بالتعريف )البلد(؛ لنه كأنه وقع دعاء مرة ثانية بعد بناء البيت
واستقرار أهله به ،وبعد مولد إسحاق الذي ولد بعد إسماعيل بـ)13سنة( ،ولذا قال آخر الدعاء
}الحمد ل الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق{]] .[39ابن كثير[
)إذا قال أحد قول ولم ينكره من عنده ،فإنه يعزى للجميع؛ لنه دليل رضاهم به ،وهذه قاعدة فيما
ذكر ال تعالى عن بني إسرائيل الذين كانوا في العهد النبوي ،حيث وبخهم ال على أفعال
أسلفهم ،كما في قوله تعالى} :وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى ال جهرة{]البقرة[55:
وغيرها من اليات ،ومعلوم أن اليهود في عصر النبوة ليسوا هم الذين قالوا ذلك] .ابن عثيمين[
)}إذ يقول لصاحبه ل تحزن إن ال معنا{ ]التوبة [40:أل ترى كيف قال) :ل تحزن( ولم يقل ل
تخف؛ لن حزنه على رسول ال –صلى ال عليه وسلم -شغله عن خوفه على نفسه] .السهيلي[
)} وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى{ ]النازعات-40:
[41أتظن أن المسلم وهو يغالب شهواته ،ويجاهد نفسه على الطهر والعفاف ل يجيش في نفسه
الهوى؟ كل؛ بل يتحرك في نفسه من النوازع مثل ما في نفوس الفجار أو أشد ،ولكنه يخاف مقام
ربه ،فينهى النفس عن الهوى] .د.سلمان العودة[
)تناقلت بعض وسائل العلم خبر موجة الجفاف والمسغبة التي أصابت المسلمين في بعض
جهات أفريقيا )أثيوبيا والصومال وتشاد(.
إنها داعية لحق الخوة بالهتمام والدعاء ،وفي جوع الصائم ذكرى بإخوانه ،وهي فرصة للكرام
المقتدين بخير النام في شهر الصيام ،فيكونوا )أجود بالخير من الريح المرسلة( ويكونوا كما كان
أسلفهم }رحماء بينهم{] .د.محمد الخضيري[
)}يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا{ ]التحريم [6:جاءت كلمة )نارا( منكرة دللة على
عظمها وفظاعتها ،كونها نارا كاف للخوف منها؛ لكنها مع ذلك وصفت بوصفين عظيمين:
}وقودها الناس والحجارة{} ،عليها ملئكة غلظ شداد{ ،أل ما أشد هذا الوصف وما أفظعه!
حتى قيل أنه أعظم وصف للنار فيما يتعلق بالمؤمنين] .د.عويض العطوي[
)}فذكر بالقرآن من يخاف وعيد{ ]ق [45:دعاء القنوت ل ينبغي الطالة فيه ،وجعله موعظة،
في سجع متكلف ،وترنيم وتطريب ،يستثير به عواطف الناس ،ويستدعي بكاءهم ،بما ل تجد
معشاره أثناء قراءة القرآن! ،والقرآن أعظم واعظ] .علوي السقاف[
)}شهر رمضان الذي أنزل فيها القرآن{ الصيام له ارتباط بالقرآن ،من جهة أنه سبب لرتفاع
القلب من التصال بالعلئق البشرية ،إلى التعلق بال تعالى ،كما أن الصيام سبب لصفاء الفكر
ورقة القلب التي هي سبب النتفاع بالقرآن] .د.محمد الربيعة[
)}تساقط عليك رطبا جنيا{ ]مريم [25:الرطب الجني الغض قريب التناول ،قال غير واحد من
السلف :ما من شيء خير للنفساء من الرطب ،ولو كان لطعمه ال مريم وقت نفاسها بعيسى.
]انظر:تفسير ابن كثير[.
ومثلها :الصائم المنهك ،فإنه يفطر على رطب ،فهو أصلح شيء له ،ودلت السنة عليه ،قبل أن
يعرفه الطب الحديث(.
)}الذين يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهم{ ]آل عمران [191:فيه الذكر على كل حال،
فيستفاد منه جواز قراءة القرآن للحائض ،وهو مذهب مالك وقول لحمد والشافعي وكثير من
المحققين ،وأما حديث) :ل تقرأ الحائض والجنب شيئا من القرآن( فمعلول باتفاق أهل الشأن ،وفي
منعها من القرآن وتدبره فوات خير كثير ،خاصة وأن حيضتها ليست بيدها] .ابن القيم[
)المال غاد ورائح ،فرحم ال عبدا كسب فتطهر ،واقتصد فاعتدل ،ورزق فأنفق ،ولم ينس نصيبه
من الدنيا ،ويا خيبة من طغى عليه ماله ،وأضاع دينه وكرامته! وكان من الذين قال ال فيهم:
}وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما{ ]الجمعة] .[11:د.سعود الشريم[
)"إنما حسن طول العمر ونفع؛ ليحصل التذكر والستدراك ،واغتنام الفرص ،والتوبة النصوح،
كما قال تعالى} :أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر{ ]فاطر [37:فمن لم يورثه التعمير ،وطول
البقاء ،إصلح معائبه ،واغتنام بقية أنفاسه ،فيعمل على حياة قلبه ،وحصول النعيم المقيم ،وإل فل
خير له في حياته"] .ابن القيم[
لعل من أسرار ذلك ما نبه عليه مجاهد بقوله :حببت -بفتح الحاء -إليهم الخطيئة طول العمر!(
فقوم هذا تاريخهم ل يستغرب منهم ما يفعلونه بإخواننا في غزة! إنما الغرابة والعجب أن يوثق
بعهود من نقضوا عهودهم ومواثيقهم مع رب العالمين! وأن يؤتمن قتلة المرسلين!(
دلت الية أن الواجب تعليق أحكام العبادات وغيرها بالشهور والسنين التي تعرفها العرب ،دون
شهور العجم والروم وإن لم تزد على اثني عشر شهرا ،لقوله ) :منها أربعة حرم( وهي خاصة
بشهور العرب] .القرطبي[
)}إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم{ ]النفال [9:ما أحرانا أن نتحلى بهذه الحال ونحن ندعو
لخواننا في غزة؛ فإننا إن حققنا }إذ تستغيثون ربكم{ فإننا لنرجو أن يقال لنا} :فاستجاب لكم{.
فأين النفس المنكسرة ،والقلوب المستغيثة ،والدعوات الصاعدة فإن كرب إخواننا شديد؟!
)ما نراه في غزة أمر يجسد كل صور اللم الجسدي والنفسي؛ لكن عزاؤنا أن ربنا أخبرنا أن
اللم متبادل} :إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من ال ما ل يرجون{
]النساء [104:فعلى المؤمنين أن يقووا رجاءهم بربهم ،فهو ما يميزهم عن غيرهم] .د.عويض
العطوي[
)}لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا{ ]المائدة [82:هذا خبر مطلق،
منسحب على الزمن كله ،وهكذا هو المر حتى الن ،فاليهود مرنوا على تكذيب النبياء وقتلهم،
وألفوا العتو والمعاصي ،ومردوا على استشعار اللعنة ،وضرب الذلة والمسكنة ،فهم قد لجت
عداوتهم وكثر حسدهم فهم أشد الناس عداوة للمؤمنين] .ابن عطية[
)تأمل في وصف ال لحال المسلمين في غزوة الحزاب} :إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم
وإذ زاغت البصار وبلغت القلوب الحناجر{] ،[10ثم تأمل كيف قابلوا هذه الحال} :ولما رأى
المؤمنون الحزاب قالوا هذا ما وعدنا ال ورسوله وصدق ال ورسوله وما زادهم إل إيمانا
وتسليما{] ،[22ثم انظر النتيجة} :ورد ال الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى ال المؤمنين
القتال {..اليات ]] .[27-25الشنقيطي[
)قد يتعجب بعضهم ويتساءل :لماذا ل ينتقم ال لوليائه الذين يعذبون ويقتلون بأيدي أعدائه في
هذه الدنيا؟
والجواب :أن ال تعالى لم يجعل الدنيا دار جزاء لوليائه ،فقد يدركون انتقام ال لهم ،وقد ل
يدركه إل من يأتي بعدهم ،والنصر الحقيقي هو انتصار المبادئ ،ولو فنيت البدان ،ومن تدبر
قصة تحريق أصحاب الخدود -الموحدين -تبين له الجواب جليا(.
)ذم ال قوًما تسخطوا القدر ،واعترضوا على قضاء ال في حق المجاهدين ،وخذلوا بكلمهم
فقالوا} :لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل ال ذلك حسرة في قلوبهم{ ]آل عمران.[156:
)لما أراد ال إكرام نبيه بالشهادة ،ظهر أثر سم اليهودية ،وظهر سر قوله تعالى لعدائه من
اليهود} :أو كلما جاءكم رسول بما ل تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون{ ]البقرة:
[87فجاء بلفظ "كذبتم" بالماضي الذي قد وقع وتحقق ،وجاء بلفظ "تقتلون" بالمستقبل الذي
يتوقعونه وينتظرونه] .ابن القيم[
)تأمل أول القصص في وصف بشاعة ما كان يعمله فرعون وملؤه ،ثم جاءت ولدة موسى
وتربيته وبعثته ،وبعد أكثر من أربعين سنة من العمل الدؤوب يأتي النصر العظيم} :ودمرنا ما
كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون{ ]العراف [137:فأين التخطيط والعمل الجاد
لتحقيق النصر ولو بعد حين؟ ]أ.د.ناصر العمر[
)اليقين بلقاء ال ومعيته ،زادان ضروريان ،حين يبدو للعيان انتصار العداء وغلبتهم ،لئل
تحصل الهزيمة النفسية ،فيحدث اليأس والخذلن} :قال الذين يظنون أنهم ملقو ال كم من فئة
قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن ال وال مع الصابرين{ ]البقرة] .[249:أ.د.إبتسام الجابري[
كان صلى ال عليه وسلم )إذا حزبه أمر فزع إلى الصلة( ،الن هجوم بري شامل على غزة،
لنفزع للصلة والدعاء ،خاصة آخر الليل(.
)}وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر ال{ ]البقرة.[214:
ال سبحانه وتعالى إنما يفرج عن أنبيائه ومن معهم بعد انقطاع أسبابهم ممن سواه؛ ليمتحن قلوبهم
للتقوى ،فتتقدس سرائرهم من الركون لشيء من الخلق ،وتتعلق ضمائرهم بال تعالى وحده.
]البقاعي[
)}وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليل ويقللكم في أعينهم ليقضي ال أمرا كان مفعول{
]النفال.[44:
وهذا من بديع صنع ال تعالى ،إذ جعل للشيء الواحد أثرين مختلفين ،فكان تخيل المسلمين قلة
المشركين مقويا لقلوبهم ،ومزيل للرعب عنهم ،فعظم بذلك بأسهم عند اللقاء ،وكان تخيل
المشركين قلة المسلمين ،غارا إياهم بأنهم سينالون التغلب عليهم بأدنى قتال ،ففجأهم بأس
المسلمين] .ابن عاشور[
)}إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين{ ]النفال [65:لم أشعر بحقيقة معنى هذه الية
كما شعرت بها وأنا في خندقي ،أنتظر بشغف ملقاة وحدات العدو ،وإني أقسم بالذي رفع السماء
بل عمد ،لو علموا كيف تحلق أرواحنا لقتالهم؛ لغاصت أقدامهم ارتعادا وخوفا من بأسنا"] .أحد
المدافعين عن غزة[
)}يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا بطانة من دونكم ل يألونكم خبال ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء
من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ،قد بينا اليات لقوم يعقلون{ ]آل عمران.[118:
يستخفي المنافقون ببغضهم وكيدهم للمؤمنين ،فتفضحهم عثرات ألسنتهم ،وما ظهر من مكرهم،
وليس كالتقوى والصبر دافعا لذاهم} :وإن تصبروا وتتقوا ل يضركم كيدهم شيئا{].[120
]د.عبدال السكاكر[
)}ومن أظلم ممن منع مساجد ال أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن
يدخلوها إل خائفين ،لهم في الدنيا خزي ،ولهم في الخرة عذاب عظيم{ ]البقرة.[114:
اللهم إنك تعلم أنهم ارتكبوا الجريمتين :فمنعوا من ذكرك في مساجدك وخربوها ،وقتلوا عبادك
وآذوهم ،فاللهم عجل بخزيهم وعذابهم(.
)}ذلك ولو يشاء ال لنتصر منهم ،ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل ال فلن
يضل أعمالهم{ ]محمد.[4:
ما أعظم ما تسكبه هذه الية في قلب المتدبر لها من طمأنينة ،ويقين بحكمة ال وعلمه ،وأنه
سبحانه ل يعجل لعجلة عباده ،وأن من وراء ما يحصل حكما بالغة ،تتقاصر دونها عقول البشر
وأفهامهم] .د.عمر المقبل[
)}حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم{ ]النمل.[18:
نملة هنا نكرة ،لم يقل )النملة( ،فهي نملة نكرة حملت هم أمة فأنقذتها ،أليس الخطر الذي يهدد
أمتنا أعظم من الخطر الذي هدد نمل سليمان؟ كم منا من يحس بإحساس النملة ،ويسعى منقذا
لمته؟ ]أ.د.ناصر العمر[
)يحتفل النصارى بميلد المسيح في الشتاء ،وفي القرآن إشارة إلى خطئهم في هذا التوقيت!
تأمل قوله تعالى} :وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا{ ]مريم [25:أليس الرطب
مما ينضج في الصيف؟ فكيف يحتفلون بميلد المسيح في الشتاء؟! ]د.عويض العطوي[
البلد والعباد} :كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال ويسعون في الرض فسادا{.
)الدعاء الصادق ،من قلب مخبت ،سلح نافذ بإذن ال} :إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم{
]النفال [9:قال ابن تيمية -رحمه ال" :-القلوب الصادقة والدعية الصالحة هي العسكر الذي ل
يغلب"(.
)}إنما المؤمنون أخوة{ ]الحجرات [10:ذكر لبي عمر المقدسي –وهو أخو ابن قدامة -أن
الكفار حاصروا بتنين –قريبة بسمرقند -وكان قائما ،فغشي عليه من شفقته على المسلمين وحزنه
عليهم!(
)"طريق الجنة إنما هو الصبر على البلء" ،اقرأ إن شئت} :أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم
مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه
متى نصر ال أل إن نصر ال قريب{ ]البقرة] .[214:ابن الجوزي[
)تأمل! }حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا{ ]يوسف ،[110:وقوله} :مستهم البأساء
والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر ال{ ]البقرة.[214:
فأي دللة على شدة الكرب وعظم الخطب أبلغ من هذا!؟ وأنه بلغ مبلغا كبيرا ،ظهر أثره على
خيرة الخلق وهم الرسل ،فجاء بعد ذلك النصر} :جاءهم نصرنا{} ،أل إن نصر ال قريب{.
]أ.د.ابتسام الجابري[
)}وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم ال علي إذ لم أكن معهم شهيدا * ولئن
أصابكم فضل من ال ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما{
]النساء.[73 ،72:
فهؤلء المبطئون لم يحبوا لخوانهم المؤمنين ما يحبون لنفسهم ،بل إن أصابتهم مصيبة فرحوا
باختصاصهم ،وإن أصابتهم نعمة لم يفرحوا لهم بها ،فهم ل يفرحون إل بدنيا تحصل لهم ،أو شر
دنيوي ينصرف عنهم ،ومن لم يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوء المؤمنين فليس منهم.
]ابن تيمية[
تنتهي إذا رفعنا شعار} :كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن ال وال مع الصابرين{! ]البقرة:
] .[249أ.د.ناصر العمر[
)}ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فإن حزب ال هم الغالبون{ ]المائدة [56:هذه بشارة
عظيمة لمن قام بأمر ال وصار من حزبه وجنده ،أن له الغلبة ،وإن أديل عليه في بعض الحيان
-لحكمة يريدها ال تعالى -فآخر أمره الغلبة والنتصار ،ومن أصدق من ال قيل؟ ]السعدي[
)}وما لكم ل تقاتلون في سبيل ال والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا
أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا{ ]النساء:
.[75
ذكر الولدان تكميل للستعطاف ،وتنبيها على تناهى ظلم المشركين بحيث بلغ أذاهم للصبيان،
وفيه دللة على إجابة دعائهم ،واقتراب الخلص؛ لما فيه من التضرع ل] .أبو السعود[
)}ول تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون{ ]النساء [104:هذا
تشجيع لنفوس المؤمنين ،وتحقير لمر الكفرة ،ولما استووا في هذا المر أكد التشجيع بقوله:
}وترجون من ال ما ل يرجون{ وهذا برهان بين ينبغي بحسبه أن تقوى نفوس المؤمنين.
]الثعالبي[
)}ول تحسبن ال غافل عما يعمل الظالمون * إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه البصار{
]إبراهيم.[42:
هذا إذا مصيرهم ،وبئس المصير ،هذه عدالة ال العظيم ،فلتهدأ النفوس ،ولتسكن القلوب،
ولتتجاوز ضيق اللحظة الحاضرة إلى أفق المستقبل الفسيح] .د.سلمان العودة[
)}وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته{ ]الشورى [28:ومناسبة ختم الية
بهذين السمين الكريمين) :الولي ،الحميد( دون غيرهما؛ لمناسبتهما للغاثة؛ لن الولي يحسن
إلى مواليه ،والحميد يعطي ما يحمد عليه] .ابن عاشور[
)
}سنة ال في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة ال تبديل {] [62هذه الية في سورة الحزاب،
واللطيف أن يوم الحزاب يشبه أحداث غزة من وجوه:
ومن اللطيف أن ابن تيمية عقد مقارنة بين يوم الحزاب وبين ما وقع في عهده من أحداث،
ضمنها كثيرا من تدبراته] .الفتاوى [28/440
)}قتل أصحاب الخدود * النار ذات الوقود{ ]البروج [5 ،4:الذين أحرقوا المؤمنين في الخدود
سيحرقون ،ولكن أين؟ في جهنم!
}إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق{ ][10
أحرقوا المؤمنين في الدنيا فأحرقوا في الخرة ،وما أعظم الفرق بين حريق وحريق!
]د.عبدالوهاب الطريري[
ل نقول ربحنا أو خسرنا؛ فالربح والخسارة من مفردات قاموس التجار ،أما الجهاد الذي غايته
تثبيت الحقائق اللهية في الرض ،وغرس البذور الروحية في الوجود ،فلغته سماوية ل تحمل
معنى التراب ،متسامية ل تسف إلى ما تحت السحاب ،فهي أرباح مستمرة] .محمد البشير
البراهيمي[
العلون فيما تدافعون عنه ،فإنكم على الحق ،وهم على الباطل،
العلون فيما لكم ،فقتلكم في الجنة ،وقتلهم في النار! ]ابن عجيبة الفاسي[
)تأمل سورة الحزاب ،فقد ذكر ال فيها أنواعا من )الحزاب( التي اجتمعت لعداوة المسلمين،
فذكر فيها :الكافرين والمنافقين وأهل الكتاب والذين في قلوبهم مرض والمرجفين والمعوقين
وأهل الجبن والبخل عن نصر ال وغيرهم؛ لكن لما استمسك المؤمنون بربهم ،كانت النتيجة:
}ورد ال الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ،وكفى ال المؤمنين القتال ،وكان ال قويا عزيزا{!
)كما أنه مستقر في الذهان أن ال يمحق الربا }يمحق ال الربا{ ]البقرة [276:فهو كذلك يمحق
الكفرين }وليمحص ال الذين آمنوا ويمحق الكافرين{ ]آل عمران [141:فكيف إذا اجتمع كفر
وتعامل بالربا؟!
ومن العجيب أنه لم يرد في القرآن كله لفظة )يمحق( إل في هذين الموضعين] .من مشترك[
)سمعته يلوم المقاومة ويتهكم بها بأنهم لو كانوا عقلء وسمعوا نصيحتنا والتزموا الصمت لما
وقع عليهم القتل والذبح ،فظننت أن مثل هذه المواقف إنما هي من النتكاسات المعاصرة التي ل
سابق لها ،حتى قرأت قوله تعالى} :يا أيها الذين آمنوا ل تكونوا كالذين كفروا وقالوا لخوانهم إذا
ضربوا في الرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا{ ]آل عمران.[156:
]إبراهيم السكران[
)}إن ال يدافع عن الذين آمنوا{ ]الحج [38:ل يبعد أن يكون المعنى :أن الكفار يستعملون كل ما
في إمكانهم لضرار المؤمنين ،فيدفع ال كيدهم عن المؤمنين ،فكان دفعه سبحانه لقوة عظيمة،
أهلها في طغيان شديد ،يحاولون إلحاق الضرر بالمؤمنين ،وبهذا العتبار كان التعبير بالمفاعلة،
في قوله :يدافع ،وإن كان جل وعل قادرا على إهلكهم ،ودفع شرهم عن عباده المؤمنين.
]الشنقيطي[
)إذا رأيت تكالب العداء على أمة السلم فتذكر قول ربك} :يريدون أن يطفئوا نور ال بأفواههم
ويأبى ال إل أن يتم نوره ولو كره الكافرون{ ]التوبة.[32:
"فمثلهم في ذلك ،كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس أو نور القمر بنفخه ،وهذا ل سبيل إليه،
فكذلك ما أرسل به الرسول -صلى ال عليه وسلم -لبد أن يتم ويظهر"] .ابن كثير[
)من تدبر سورة الحزاب وجد طائفة من صفات مرضى القلوب ،والتي تبرز عند ضعف
المسلمين وقدوم الحزاب عليهم ،فمنها:
)}ل تنفقوا على من عند رسول ال حتى ينفضوا{ ]المنافقون [7:ظنوا أنهم لول أموالهم لما
اجتمع المسلمون لنصر دين ال! فمن أعجب العجب ،أن يدعي أحرص الناس على خذلن الدين
مثل هذه الدعوى ،ول يروج هذا إل على من ل يعلم له بحقائق المور} :ول خزائن السماوات
والرض ولكن المنافقين ل يفقهون{] .السعدي[
)حين ترى حقا أبلق ,وعمى مطبقا ،فتذكر قول الحق} :ومن يرد ال فتنته فلن تملك له من ال
شيئا ،أولئك الذين لم يرد ال أن يطهر قلوبهم{ ]المائدة] .[41:د.عبدال السكاكر[
)مر كعب الحبار -قبل أن يسلم -بقارئ يقرأ قراءة حزينة ،قول ال تعالى} :يا أيها الذين أوتوا
الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم
كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر ال مفعول{ ]النساء [47:فقال كعب :يا رب أسلمت!
مخافة أن تصيبه الية ،ثم رجع فأتى أهله باليمن ،ثم جاء بهم مسلمين(.
)كنت أعاني من طلب ثناء الناس كثيرا في عبادتي ،حتى قرأت قول ال تعالى} :ال الذي خلقكم
ثم رزقكم ...هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء{؟ ]الروم [40:فكررت} :هل من
شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء{؟ ل وال! فيا له من حرمان أن يترك المرء طلب ثناء
موله -الذي خلقه ثم رزقه ثم يميته ثم يحييه -إلى طلب ثناء مخلوق مثله! ]من مشترك[
)كما أن السماوات والرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا ،كما قال تعالى} :لو كان
فيهما آلهة إل ال لفسدتا{ ]النبياء [22:فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير ال تعالى فسد فسادا
ل يرجى صلحه؛ إل بأن يخرج ذلك المعبود منه ،ويكون ال تعالى وحده إلهه ومعبوده الذي
يحبه ويرجوه ويخافه ،ويتوكل عليه وينيب إليه] .ابن القيم[
)قص ال سبحانه في كتابه نصره لرسله ولعباده المؤمنين على الكفار ،في قصة نوح ،وهود،
وصالح ،وشعيب ،ولوط ،وفرعون ،وغير ذلك ،وحصول النصر -وغيره من أنواع النعيم-
لطائفة أو شخص ل ينافي ما يقع في خلل ذلك من قتل بعضهم وجرحه ،فمن عد القتل في سبيل
ال مصيبة مختصة بالجهاد ،كان من أجهل الناس! ]ابن تيمية[
)تدبر مصارع المم في كتاب ال تجد أن ال لم يهلك أمة إل وهي في حال قوتها وجبروتها!
أهلك ال عادا وهي ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلد ،حتى قالوا :من أشد منا قوة،
وأهلك ثمود الذين جابوا الصخر بالواد ،فنحتوا الجبال وبنوا المصانع،
وأهلك فرعون ذا الوتاد الذي قال :أنا ربكم العلى ،وأراد صرحا يبلغ به السماء،
)}إن فرعون عل في الرض وجعل أهلها شيعا ...يذبح أبناءهم{ ]القصص [4:انظروا العبر!
كيف كان فرعون يقتل البناء خوفا من موسى! فتربى موسى في بيته! ]ابن عثيمين[
)كثيرا ما يستعجل المام أو يغفل المأموم عن تدبر سورة الفاتحة ،خاصة مع تكررها في مثل
التراويح ،طلبا لتدبر ما بعدها من تلوة وربما لتدبر قنوت!! مع أن الفاتحة أولى السور بالتدبر؛
لنها أعظم سورة ،وال تعالى يقول} :ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم{ ]الحجر[87:
والفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم] .باسل الرشود[
-1افتح صفحات القلب مع فتحك أوراق المصحف ،هذا ركن التدبر الكبر.
-3كثير من السور لها فضائل وخصائص ومقاصد ،فمثل :قبل قراءة سورة النعام قف طويل
في معنى الثار الواردة في فضلها.
-5بعد القراءة انظر إلى الثر ،فإن وجدت أثرا في قلبك وإل فعد رتلها ثانية وثالثة].عصام
العويد[
)"تفقدوا الحلوة في ثلث :في الصلة ،وفي القرآن ،وفي الذكر ،فإن وجدتموها فامضوا
وأبشروا ،فإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق!"] .الحسن البصري[
فهل توبة واستغفار ،ودعاء الغفار :أن يتوب ،ويزيل الران عن القلوب؟(
)تأمل كم في آية الصيام من ترغيب في الصوم ،بدأها بالنداء المحبب }يا أيها الذين آمنوا{ ،وبين
أنه فريضة ل مندوحة في تركه }كتب عليكم الصيام{ ،وأنه ليس خاصا بنا بل هو للمم كلها
}كما كتب على الذين من قبلكم{ وبين ثمرته }لعلكم تتقون{ وقلله }أياما معدوات{.
]د.عبدالمحسن المطيري[
)انظر :لما شرع ال الصوم بغير بدل –مع ما فيه من المشقة المعروفة -قال بعدها} :يريد ال بكم
اليسر ول يريد بكم العسر ولتكملوا العدة{ ]البقرة [185:فاليسر هو ما جاء عن ال تعالى ،ل أن
يكون التيسير شماعة تغير بها شرائع الصوم والحج والعياد(
)}شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن{]البقرة [185:نزول القرآن في هذا الشهر سابق على
فرض الصيام فيه ،فهو شهر قرآن قبل أن يكون شهر صيام ،فاجتمعت ميزتان ،وقد فقه السلف
هذا ،فصاموه ،وعمروا ليله ونهاره بالقرآن تلوة وتدبرا ،تحقيقا للسم والمسمى ،وتركوا ما
سواه] .أ.د.ناصر العمر[
)وصف ال شهر رمضان بأنه} :الذي أنزل فيه القرآن{ لتتأكد العناية به فيه ،فلنشتغل بالقرآن:
نقرأه وحدنا ومع أهلنا ،ونمل به وقتنا ،منتفعين بالتقنية الحديثة من إذاعات وقنوات وعبر ملفات
حاسوب وجوال ،ويتهادى المسلم مع إخوانه المقاطع المؤثرة والتلوات المرققة ،ليكون شهر
القرآن! ] مشترك[
)نمد اليدي في كل يوم لنعاهد ال }إياك نعبد وإياك نستعين{ ،وهذا يعني أن تكون حياتنا كلها
تمتد بين }الحمد ل{ وحتى }آمين{ ،لبد للوفاء بالعهد من قلب يطرب أنسا بسماع }الرحمن
الرحيم{ ،ويقف إجلل مع }مالك يوم الدين{ ،وينكسر راجيا }اهدنا الصراط المستقيم{ ،ويرتعد
خوفا من سبيل }المغضوب عليهم ول الضالين{ ،إنه أعظم عهد في أعظم سورة.
حاولت أن أتدبر فأخذت تفسير السعدي ،وبدأت أرتل وأكرر وأفهم ،فأحسست بانفتاح وراحة
عجيبة ،ثم صليت الضحى ،وبدأت أتأمل في اليات والدعية ،ولو أقسمت ما حنثت :أني ل أذكر
صلة صليتها أسكن وألذ منها ،فكيف أضعنا تلك الفرص العظيمة؟ ] مشترك[
)اعتبر حال أهل الدنيا في قوله تعالى عن أهل الجنة} :ل يبغون عنها حول{ ]الكهف [108:فتجد
النسان يتمنى )شقة(..
أما أهل الجنة فقد اكتملت لهم السكنى في الجنة ،فل يريدون أن يتحولوا عما هم فيه! ]د.مساعد
الطيار[
)إذا رأينا للشيطان علينا غلبة وسلطانا ،فلنتحقق من عبوديتنا ل تعالى ،فإن ال يقول} :إن عبادي
ليس لك عليهم سلطان ،وكفى بربك وكيل{ ]السراء] .[65:أنس العمر[
)}وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط السود من الفجر{ ]البقرة [187:هذا
غاية للكل والشرب والجماع ،وفيه أنه إذا أكل ونحوه شاكا في طلوع الفجر فل بأس عليه ،وفيه
دليل على استحباب السحور ،وأنه يستحب تأخيره؛ أخذا من معنى رخصة ال وتسهيله على
العباد] .السعدي[.
معرفة معنى الكلمات الغريبة ،فهي مفتاح لفهم المراد ،ولتحقيق ذلك:
)كان السلف لعظم خوفهم من ال ،وشدة قلقهم من لحظة وقوفهم أمام ال جل جلله ،يتمنون أنهم
لنسان حين من لم يخلقوا ،كما قال الفاروق رضي ال عنه لما سمع رجل يقرأ} :هل أتى على ا ِ
الدهر لم يكن شيئا مذكورا{ فقال عمر :ليتها تمت ،أي :ليتني لم أكن شيئا مذكورا.
)}والخرة خير ،وأبقى{! ]العلى [17:لو كانت الدنيا من ذهب يفنى ،والخرة من خزف يبقى،
لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى ،على ذهب يفنى ،فكيف والخرة من ذهب يبقى ،والدنيا من
خزف يفنى؟! ]مالك بن دينار[
)}فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف{ ]قريش [4 ،3:الكريم
يأسره المعروف ،ويشكر الحسان ،ولذا قرن سبحانه المر بعبادته؛ بذكره لنعمه ،لتنقاد لذلك
نفوس عباده] .د.عبدال السكاكر[
)}إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون{ ]الحجر [9:ال عز وجل وفر دواعي المة للذب عن
الشريعة ،والمناضلة عنها ،أما القرآن الكريم فقد قيض ال له حفظة ،بحيث لو زيد فيه حرف
واحد لخرجه آلف من الطفال الصاغر فضل عن القراء الكابر! ]الشاطبي[
)لما رغب ال تعالى في الجنة قال} :وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة{ }سابقوا ،{..ولما أباح
طلب الدنيا قال} :فامشوا في مناكبها{ ،فل يصلح أن يكون العكس؛ فيكون السراع والمسابقة
للدنيا ،ومشي الهوينا للخرة! والحزم كله في قوله تعالى} :ففروا إلى ال{! وهذا الشهر فأين
المشمرين؟ ]أ.د.ناصر العمر[
)قال حميد بن هشام :قلت لبي سليمان ابن عطية :يا عم! ،لم تشدد علينا وقد قال ال} :قل يا
عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال{..؟ فقال :اقرأ بقية اليات ،فقرأت:
}وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب {..قال :اقرأ ،فقرأت} :واتبعوا أحسن ما
أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب {...اليات ]الزمر ،[55-53:فمسح رأسي وقال :يا
بني ،اتق ال وخفه وارجه(.
)تأمل في استسقاء موسى لقومه ،ودعاء إبراهيم لهل مكة بالمن والرزق ،وعلج عيسى للكمه
والبرص..؛ أل يدلك هذا أن على الدعاة وطلبة العلم أن يحرصوا على إصلح دنيا الناس مع
حرصهم على دينهم؟ ففيها معاشهم وقوام عبادتهم ،وهذا داع إلى خلطتهم أيضا] .د.محمد السيد[
)العبادات التي كان نبينا يحرص عليها في رمضان؛ كلها مذكورة في آيات الصيام في سورة
البقرة ] :[187-183الصدقة }فدية طعام مسكين{ ،تلوة القرآن }شهر رمضان الذي أنزل فيه
القرآن{ ،الدعاء }فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان{ ،والعتكاف }وأنتم عاكفون في
المساجد{ ،والتكبير للعيد }ولتكبروا ال على ما هداكم{] .د.محمد الخضيري[
)أعظم ما ينبغي أن يتحلى به المصلحون -وهو سر تأثيرهم وعظم أجرهم :-إصلحهم لنفسهم
أول ولغيرهم ثانيا :بالقرآن والصلة ..تدبر} :والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلة إنا ل
نضيع أجر المصلحين{ ]العراف) ،[170:يمسكون( قرئت بالتخفيف أي هم أنفسهم يمسكون،
وبالتشديد أي يمسكون غيرهم] .محمدالربيعة[
إذا أخذت في تلوة أو استماع حزب المفصل )ق-الناس( فتنبه فإنه مسك ختامه ،وأفضل أحزابه،
قال ابن مسعود فيه" :هو لباب القرآن" وسماه ابن عباس "المحكم" لندرة متشابهه ،ول يزهدنك
فيه قصر سوره ،فالمعوذتان أحب إلى ال من سورتي هود ويوسف بالنص الثابت عن رسوله،
وقد تواتر أن غالب قراءته صلى ال عليه وسلم في الفريضة كانت من المفصل.
فأحضر قلبك وتدبر تجد )عجبا يهدي إلى الرشد(] .د.عصام العويد[
)لما ذكر ال تعالى المنهيات في الصيام والعتكاف أعقبها بقوله} :تلك حدود ال فل تقربوها{
و"ل تقربوها" أبلغ من" :ل تفعلوها"؛ لن القربان يشمل النهي عن فعل المحرم بنفسه ،والنهي
عن وسائله الموصلة إليه] .السعدي[
)خص ال تعالى ليلة القدر بالتسمية ،وأفردها بسورة كاملة ،وذكر فيها خمس فضائل لها ،أل
يستحق ذلك منا أن نفردها أيضا بعبادتنا فنتفرغ من أشغالنا وأسواقنا ولهو العيد؟ هي ليلة ،فاحذر
أن تتحسر ،فقريبا }مطلع الفجر{!
)استدل بعضهم على أن ليلة القدر هي )ليلة (27بأن كلمة }هي{ في سورة القدر تعد الكلمة )رقم
،(27وهذا خطأ؛ ولو كان لما خفي على نبي المة وأصحابه وسلفه ،وليس هو بمعهود العرب،
ويخالف أدلة أخرى ،وقد انتقده بعض العلماء كابن حزم رحمه ال(.
)}ليلة القدر خير من ألف شهر{ دلت هذه الية على فضل ليلة القدر ،وفقه هذه الية أن يبذل
العبد لتحصيل فضل الليلة ما ل يبذله للف شهر! ولكن من رحمة ال أن تحصل فضيلة عبادة
ثمانين سنة بل أكثر ،ببضع عشرة ساعة بل أقل!(
)}ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر ال وما نزل من الحق ول يكونوا كالذين أوتوا الكتاب
من قبل فطال عليهم المد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون{ ]الحديد.[16:
قال ابن مسعود رضي ال عنه :ما كان بين إسلمنا وبين أن عاتبنا ال بهذه الية إل أربع سنين!
]مسلم[
)للمعتكف التنقل في أنحاء المسجد ،لعموم} :وأنتم عاكفون في المساجد{ ]البقرة ،[187:وأما
الخروج منه فهو أقسام:
/3لمر ل ينافي العتكاف ،لكن ليس لزما ،كتشييع جنازة وزيارة قريب ،فل يفعل ،وبعضهم
يجيز ذلك باشتراطه] .ابن عثيمين[
)عجبت من رجل يرائي بعمله الناس وهم خلق مثله! ومن رجل بقي له مال و رب العزة
يستقرضه! ورجل رغب في صحبة مخلوق وال يدعوه إلى محبته! ثم تل قوله تعالى} :وال
يدعو إلى دار السلم{ ]يونس] ![25:يحيى بن معاذ الرازي[
)الفقهاء المصنفون يتبعون كتاب الصيام بكتاب العتكاف ،اقتداء بالقرآن العظيم ،فإنه نبه على
ذكر العتكاف بعد ذكر الصوم .وفي ذلك إرشاد وتنبيه على العتكاف في الصيام ،أو في آخر
شهر الصيام ،كما ثبتت السنة] .ابن كثير[
)}والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليمان ول تجعل في
قلوبنا غل للذين آمنوا{ ]الحشر [10:سبحان ال! أخوة اليمان تبقى حتى بعد الوفاة ،فتذكر
أموات المسلمين بالخير فتترحم عليهم ،وترجو لمحسنهم ،وتدعو لمسيئهم أن يشمله ال بعفوه،
ومن تدبر القرآن وجده يهدي إلى هذه المحبة] .محمد المختار الشنقيطي[
قال كعب :رب قائم مشكور له ،ونائم مغفور له ،وذلك أن الرجلين يتحابان في ال ،فقام أحدهما
يصلي ،فرضي ال صلته ودعاءه ،فلم يرد من دعائه شيئا ،فذكر أخاه في دعائه من الليل فقال:
رب! أخي فلن اغفر له؛ فغفر ال له وهو نائم] .حلية الولياء[
)}إن الذين يكفرون بآيات ال ويقتلون النبيين بغير حق ،ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس
فبشرهم بعذاب أليم{ ]آل عمران [21:هذه الية من أظهر الدلة على بيان منزلة العلماء –
المرين بالمعروف -حيث قرن ال قتلهم بقتل النبياء؛ لن العلماء هم ورثة النبياء] .ابن رجب[
)قال ابن مسعود :ما في القرآن آية أعظم فرجا من آية في سورة الغرف –أي الزمر} :-قل يا
عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال إن ال يغفر الذنوب جميعا إنه هو
الغفور الرحيم{ ].[53
يقول أحدهم :كلما ضاقت بي الدنيا صليت وقرأت هذه الية فاتسع كل ضيق ،وانفرج كل
مضيق(.
)رمضان أعظم ميدان للتنافس ،وبلوغ الغايات على قدر التضحيات؛ قال تعالى} :والذين جاهدوا
فينا لنهدينهم سبلنا{ ]العنكبوت.[69:
ومن رام العل من غير كد * أضاع العمر في طلب المحال! ]د.عبدالمحسن المطيري[
)الصيام كان في المم السابقة }كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم{ ]البقرة،[183:
والعتكاف والقيام كذلك} :وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين
والركع السجود{ ]البقرة ،[125:وفي هذا إلهاب لعزائم هذه المة أل تقصر عمن قبلها في تلك
العبادات ،فإنا الخرون السابقون] .د.عبدالمحسن العسكر[
)}وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا{ ]مريم [26:أمر ال مريم المرأة الضعيفة
النفساء؛ بهز جذع النخلة التي تثقل الرجال! وال قادر أن يكرمها برزق –كما في سورة آل
عمران ،-ليعلم الناس أهمية بذل السبب:
ولو شاء أن تجنيه من غير هزة * جنته ولكن كل شيء له سبب! ]الشنقيطي[
)}وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود{ ]البقرة:
[125انظر كيف أمر ال أفضل رجلين في ذلك الزمان –وهما نبيان رسولن -بإعانة العاكفين،
فعلى أهل الحسان إعانة المعتكفين ،من القيام بطعامهم وحاجتهم من أمتعة ولباس وغيرها] .من
مشارك[
)) (79تسعة وسبعون آية تتحدث عن "استماع" الوحي كيف يجب أن يكون؟ جاء فيها السماع
على أنواع ثلثة:
- 3وسماع استجابة وهو للقلب والجوارح .فالولن وسيلة والخير هو المنجي فقط ،ولم أرها
مجموعة إل في النفال ].[23-19
)من السنة قراءة سورة )ق( في صلة العيد ،ومناسبة ذلك قوله تعالى فيها} :ذلك يوم الخروج{,
وقوله} :كذلك الخروج{ وقوله} :ذلك حشر علينا يسير{ ,فخروج المرء للعيد يوم الزينة ينبغي
أن ل ينسيه خروجه إلى عرصات الحساب ،ول يكون في ذلك اليوم بطرا فخورا ،ول يرتكب
فسقا ول فجورا] .الرازي[
)مشاركة لحدى الخوات} :وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم{]إبراهيم} [45:رب فل
تجعلني في القوم الظالمين{]المؤمنون [94:المسلمة -كالمسلم -تجتنب الجلوس في المكنة التي
تظهر فيها المعصية ،من غناء واختلط وتبرج ،سواء كان ملهى أو مجتمع عيد أو غيره ،لنها
تحب أن تعتاض عن ذلك بمنتزه }إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر{
]القمر.[55 ،54:
)لما ذكر سبحانه في سورة هود عقوبات المم المكذبين للرسل ،وما حل بهم في الدنيا من
الخزي ،قال بعد ذلك} :إن في ذلك لية لمن خاف عذاب الخرة{ ]هود [103:فأخبر أن عقوباته
للمكذبين عبرة لمن خاف عذاب الخرة ،وأما من ل يؤمن بها ول يخاف عذابها فل يكون ذلك
عبرة وآية في حقه ،فإنه إذا سمع ذلك قال" :لم يزل في الدهر الخير والشر والنعيم والبؤس
والسعادة والشقاوة"! ،وربما أحال ذلك على أسباب فلكية ،وقوى نفسانية] .ابن القيم[
)لما أثنى ال على أصحاب رسوله في خاتمة سورة الفتح جعل سورة الحجرات في تكميل إيمانهم
وتأديبهم ،فبدأ بالدب مع ال ثم مع رسوله ثم مع المؤمنين؛ سواء من حضر منهم ،ومن غاب،
ومن تلبس بفسق] .د.محمد الخضيري[
)قال الهدهد لسليمان عليه السلم ،وهو يتحدث عن بلقيس}:وجدتها وقومها يسجدون للشمس من
دون ال وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم ل يهتدون * أل يسجدوا ل الذي
يخرج الخبء في السماوات والرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون!؟ * ال ل إله إل هو رب
العرش العظيم{ ]النمل .[25 ،24:ل يكن الهدهد أغير منك على التوحيد ،ومسكين من كان
الهدهد خيرا منه! ]أبو معاذ الرازي[
)قال ابن عباس :حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلل شوال أن يكبروا ال حتى يفرغوا من
عيدهم؛ لن ال تعالى ذكره يقول} :ولتكملوا العدة ولتكبروا ال على ما هداكم{ ]البقرة.[185:
]تفسير الطبري[
)سئل أبو الحسن البوشنجي عن الفتوة؟ -أي الرجولة التي يتفاخر بها بعض الناس ،-فقال :الفتوة
عندي في آية من كتاب ال ،وخبر عن النبي -صلى ال عليه وسلم -فالية قوله تعالى} :يحبون
من هاجر إليهم ول يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة{ ]الحشر .[9:والخبر) :ل يؤمن العبد حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه( .فمن اجتمعتا
فيه فله الفتوة(.
)تجد القرآن الكريم عندما يقص أخبار الماضين فإنما ينفخ فيها روح الحياة ،فإذا هي حية تسعى،
نسمع فيها ضجيج العراك بين المحقين والمبطلين! إن قصص القرآن قطع من الحياة الماضية،
استرجعها الوحي العلى للتعليم والعتبار] .محمد الغزالي[
)الكريم يتغافل عن تقصير أهله وصحبه ،ول يستقصي حقوقه ،قال الحسن البصري رحمه ال:
"ما استقصى كريم قط! قال ال تعالى عن نبينا صلى ال عليه وسلم -لما أخطأت بعض أزواجه:-
}عرف بعضه وأعرض عن بعض{ ]التحريم"![3:
)}ويضع عنهم إصرهم والغلل التي كانت عليهم{ ]العراف [157:تقول عائشة رضي ال
عنها :كان الحبشة يلعبون بحراب لهم ،فكنت أنظر من بين أذني رسول ال وعاتقه ،وقال يومئذ:
)لتعلم يهود أن في ديننا فسحة؛ إني أرسلت بحنيفية سمحة(] .كما في مسند أحمد وغيره[
)}ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم
المفلحون * ول تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب
عظيم{ ]آل عمران [105 ،104:النهي عن التفرق بعد ذكر المر بالمعروف والنهي عن المنكر،
يدل على أن تركه هو سبب للتفرق ،ل أنه هو سبب التفرق! ]ابن عثيمين[.
)}والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم{ ]محمد [17:مثال تولد الطاعة ,كمثل نواة غرستها,
فصارت شجرة ,ثم أثمرت فأكلت ثمارها ,وغرست نواها ,فكلما أثمر منها شيء ,جنيت ثمره,
وغرست نواه .وكذلك تداعي المعاصي ,فليتدبر اللبيب هذا المثال .فمن ثواب الحسنة الحسنة
بعدها ,ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها] .ابن القيم[
)}لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال{ ]الحشر [21:فهذا حال
جبال الحجارة الصلبة ،وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلل ربها ،فيا عجبا من مضغة لحم
أقسى من هذه الجبال! تسمع فل تلين! ومن لم يلن ل في هذه الدار قلبه فليستمتع قليل ،فإن أمامه
الملين العظم -النار عياذا بال منها] !-ابن القيم[
)}قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى{ ]العلى [15 ،14:استنبط بعضهم زكاة الفطر
والتكبير والصلة من هذه الية ،قال السعدي رحمه ال في هذا" :إنه وإن كان داخل في اللفظ
وبعض جزئياته ،فليس هو المعنى وحده"(.
)}ففروا إلى ال إني لكم منه نذير مبين{ ]الذاريات [50:كل شيء تخاف منه فإنك تفر عنه ،إل
ال؛ فإنك تخاف منه فتفر إليه! ]السعدي[
)}الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ول تأخذكم بهما رأفة في دين ال{]النور[2:
نهى عن التهاون في إقامة العقوبات عموما والفواحش خصوصا؛ لن مبناها على المحبة
والشهوة ،فيزين الشيطان انعطاف القلوب على أهلها ،حتى يدخل كثير من الناس في الدياثة وقلة
الغيرة ،وربما ظن أن هذا رحمة ولين جانب ،وإنما ذلك مهانة وضعف إيمان ،وإعانة على الثم
والعدوان ،وترك للتناهي عن الفحشاء والمنكر] .ابن تيمية[
)} ...ويتفكرون في خلق السماوات والرض ربنا ما خلقت هذا باطل ،سبحانك! فقنا عذاب
النار{ ]آل عمران [191:وهذا دليل على أن التوسل بأفعال ال تعالى وربوبيته من أسباب إجابة
الدعاء ،فإنه قال بعد ذلك} :فاستجاب لهم ربهم{] .ابن عثيمين[
)نذكر الباء بأنه يجب عليهم مراعاة أولدهم وأهلهم عند ابتداء الدراسة ،في تهيئة ما يحتاجون
إليه من أدوات مكتبية أو غيرها؛ لن ذلك من النفاق عليهم} :وعلى المولود له رزقهن
وكسوتهن بالمعروف{ ثم قال} :وعلى الوارث مثل ذلك{ ]البقرة [233:ويعطي كل واحد منهم
ما يحتاج إليه ،سواء كان بقدر ما أعطى الخر أو أقل أو أكثر ،فمن دراسته في الثانوي يحتاج
من الدوات المدرسية أكثر مما يحتاجه من هو دونهم] .ابن عثيمين[
)كان عند ميمون بن مهران ضيف فاستعجل جاريته بالعشاء ،فجاءت مسرعة ومعها إناء فعثرت
وأراقته على رأس سيدها ،فقال :يا جارية أحرقتني ،قالت :يا معلم الخير ارجع إلى ما قال ال
تعالى ،قال :وما قال؟
)قوله تعالى} :وأوفوا الكيل إذا كلتم{ ]السراء [35:ما فائدة قوله) :إذا كلتم( وظاهر في أنه ل
يكون ذلك إل إذا كال؟
ج" :لتخصيص المر باليفاء إذا كال المسلم لغيره؛ لنه قد يبخسه حقه ،بخلف إذا اكتال لنفسه
من غيره؛ فإنه حينئذ مأمور بالتسامح والترك ،ويتضح هذا المعنى في قوله تعالى} :وإذا كالوهم
أو وزنوهم يخسرون{
)قوله تعالى} :وإذا مس النسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن
لم يدعنا إلى ضر مسه{ ]يونس [12:تأمل التعبير بقوله )مر( ،وما يوحي به من سرعة نسيان
العبد لفضل ال عليه! ]د.محمد الخضيري[
)قوله تعالى} :كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون{ ]آل عمران" [79:دّلت
الية على أن العلم والتعليم والدراسة توجب كون النسان ربانيا؛ فمن اشتغل بذلك ل لهذا المقصد
ضاع سعيه وخاب عمله"] .الرازي[
)قال مالك لتلميذه الشافعي -أول ما لقيه" :-إني أرى ال قد ألقى على قلبك نورا ،فل تطفئه بظلمة
المعصية".
وهذا المعنى الذي نبه عليه المام مالك مأخوذ من قوله تعالى} :يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا ال
يجعل لكم فرقانا{]النفال.[29:
يقول ابن القيم" :ومن الفرقان :النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل ،وكلما كان قلبه أقرب
إلى ال كان فرقانه أتم ،وبال التوفيق"(.
)عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه قال :لما قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم أنكرنا
أنفسنا وكيف ل ننكر أنفسنا وال تعالى يقول} :واعلموا أن فيكم رسول ال لو يطيعكم في كثير
من المر لعنتم{ ]الحجرات] .[7:الدر المنثور[
"وقد اجتمع عليهم ذلك كله ،أصابهم عذاب يوم الظلة وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نار
ولهب ووهج عظيم ،ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الرض شديدة من أسفل منهم،
فزهقت الرواح منه"] .ابن كثير[
)ذكر ال المأمورين بالحسان إليهم وقال} :والصاحب بالجنب{ ]النساء [36:وهذا يعم كل
مصاحب ،وفسره طائفة بالرفيق في السفر ،ولم يريدوا إخراج الصاحب الملزم في الحضر،
وإنما أرادوا أن مجرد صحبة السفر -على قصرها -تكفي؛ فالصحبة الدائمة في الحضر أولى.
]ابن رجب[
فلنتفقد أحوالنا مع صاحب الدراسة والوظيفة والحلقة ،وأعظم من ذلك :صحبة البيت من والدين
وزوجة وقربى(.
)أما أثر المعاصي في الحرمان من العلم النافع فمعلوم بالنص والواقع كما قال ال سبحانه} :وما
أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير{ ]الشورى [30:ول ريب أن حرمان العلم
النافع من أعظم المصائب] .ابن باز[
)"استطلعات الرأي" تعمل في أي مجتمع كعلمات طريق ترشد وتلفت نظر المسؤولين للصالح
العام ..وفي المقابل يؤدي فقدها إلى انتشار العشوائية في المجتمع ،والفرق بين الطريقتين يمثله
قوله تعالى} :أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم{ ]الملك:
] .[22الكاتب فهد الحمدي[
)}ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل ال بغير علم{ ]لقمان [6:أفتى أحد العلماء
بحرمة المعازف لدخولها في هذه الية –كما نص عليه أكابر المفسرين ،-فقال له أحدهم :إنما قال
)ليضل عن سبيل ال( وأنا ل أفعلها لذلك ،فقال له العالم :ألم تسمع بقية الية) :بغير علم( فأنت
تضل ولكن بغير علم! ]رسالة من مشترك[
قال ابن عيينة :ما في الرض آدمي إل وفيه شبه من بعض البهائم ،فمنهم من يقدم كالسد ،ومنهم
من يعدو كالذئب ،ومنهم من ينبح كالكلب ،ومنهم من يتطوس كالطاوس ،ومنهم من يشبه الخنزير
فإنه لو ألقي إليه الطعام الطيب تركه ،وإذا رأى القذر ولغ فيه! ،فكذلك نجد من الدميين من لو
سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها ،فإن أخطأت مرة واحدة حفظها ،ولم يجلس مجلسا إل
رواه عنه!
واستحسنه الخطابي وقال :فإنك إنما تعاشر البهائم والسباع ،فبالغ في الحذار والحتراز(.
)}وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلول نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين{ ]التوبة:
[122
في هذه الية إرشاد لطيف لفائدة مهمة ،وهي :أنه ينبغي للمسلمين أن يعدوا لكل مصلحة من
مصالحهم العامة من يقوم بها ،ويوفر وقته عليها ،ويجتهد فيها ،ول يلتفت إلى غيرها ،لتقوم
مصالحهم ،ولتكون وجهة جميعهم ،ونهاية ما يقصدون قصدا واحدا ،وهو قيام مصلحة دينهم
ودنياهم ،ولو تفرقت الطرق وتعددت المشارب ،وهذه من الحكمة العامة النافعة في جميع المور.
]السعدي[
)}وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت{ ]لقمان [34:كان البخاري
ينشد:
وهكذا كان البخاري رحمه ال؛ فقد كان من أهل الركوع ،وكان موته ليلة عيد الفطر بغتة!..
]انظر مقدمة الفتح[
)}ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات{ ]البقرة {148:إشارة إلى تنوع الناس في أعمالهم
وعباداتهم ،ما بين صلوات وتعليم ودعوة وإغاثة ،وكل ميسر لما خلق له؛ لكن المهم أن يكون
المرء سابقا في المجال الذي يذهب إليه مع مراعاة أنه محاسب ،وهنا يربينا القرآن لنكون الوائل
دائما] .د.محمد السيد[
)المس( هو الصابة الخفيفة ،و)النفحة( القليل من الشيء ،و)من( دالة على التبعيض ،و)العذاب(
أخف من النكال ،و)ربك( هذا يدل على الشفقة.
إن من سيكون هذا واقعه عند أول نفحة تمسه من بعض عذاب رب رحيم ،كيف سيصبر على
أنكال لدى الجبار؟! إنه لحري أن يبادر بالنجاة منه] .د.صالح العايد[
)}تعلمونهن مما علمكم ال{ ]المائدة [4:فيه دليل على أن كل آخذ علما عليه أل يأخذه إل من أتقن
أهله علما ،وأنحرهم دراية ،وأغوصهم على لطائفه وحقائقه ،وإن احتاج إلى أن يضرب إليه أكباد
البل ،فكم من آخذ من غير متقن قد ضيع أيامه ،وعض عند لقاء النحارير إبهامه! ]النسفي[
)ومن نظر إلى الخيل والبهائم والشجار على وجه استحسان الدنيا والرئاسة والمال فهو مذموم
لقوله تعالى} :ول تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه{ ]طه:
،[131وأما إن كان على وجه ل ينقص الدين ،وإنما فيه راحة النفس فقط كالنظر إلى الزهار
فهذا من الباطل الذي ]قد[ يستعان به على الحق] .ابن تيمية[
)ل فرق بين عبادة القبر ومن فيه ،وعبادة الصنم ،وتأمل قول ال تعالى عن نبيه يوسف بن
يعقوب حيت قال} :واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بال من
شيء{ ]يوسف ،[38:فقوله )من شيء( نكرة في سياق النفي تعم كل شرك] .عبدالرحمن بن
حسن[
)قال تعالى} :يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت{ ]الحج [2:فإن قلت :لم قيل :مرضعة
دون مرضع؟ فالجواب –عن الزمخشري:-
المرضعة التي هي في حال الرضاع ملقمة ثديها الصبي .والمرضع :التي شأنها أن ترضع ،وإن
لم تباشر الرضاع في حال وصفها به ،فقيل :مرضعة ،ليدل على أن ذلك الهول ،إذا فوجئت به
هذه ،وقد ألقمت الرضيع ثديها :نزعته عن فيه ،لما يلحقها من الدهشة( .
)في قوله تعالى} :وكذلك مكنا ليوسف في الرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء
ول نضيع أجر المحسنين{ ]يوسف [56:عدة فوائد ،منها :إطلق الكل وإرادة البعض ،فيوسف لم
يمكن له في جميع الرض ،بل مكن له في أرض مصر ونواحيها ،ومنها :أن الطاعة تثمر الرزق
في الدنيا ،ويعطى المؤمن الجر عليها ،ول ينقص ذلك من ثوابه في الخرة] .القصاب الكرجي[
)عن سفيان بن عيينة أنه قال :ليس مثل من أمثال العرب إل وأصله في كتاب ال تعالى .قيل له:
فأين قول الناس :أعط أخاك تمرة فإن أبى فجمرة؟
فقال :في قوله} :ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين{ ]الزخرف.[36:
)عن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم :-يقول ال تعالى:
)أعددت لعبادي الصالحين ما ل عين رأت ،ول أذن سمعت ،ول خطر على قلب بشر ،ذخرا ،بله
ما أطلعتم عليه( ]أي مدخرا لهم فوق النعيم الذي أخبرتم به[ .قال :اقرأوا إن شئتم }فل تعلم نفس
ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون{ ]السجدة [17:متفق عليه.
)ذكر سبحانه رسوله بالعبودية في أشرف مقاماته ،فقال في التحدي} :وإن كنتم في ريب مما
نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة{ ]البقرة [23:وفي مقام السراء} :سبحان الذي أسرى بعبده ليل{
]السراء [1:وفي مقام الدعوة} :وأنه لما قام عبدال يدعوه{ ]الجن [19:فأشرف صفات العبد
صفة العبودية وأحب أسمائه إلى ال اسم العبودية] .ابن القيم[
)تأمل قوله تعالى} :الرحمن * علم القرآن * خلق النسان * علمه البيان{ كيف جعل الخلق
والتعليم ناشئا عن صفة الرحمة متعلقا باسم الرحمن ،وجعل معاني السورة مرتبطة بهذا السم،
وختمها بقوله} :تبارك اسم ربك ذي الجلل والكرام{ فالسم الذي تبارك هو السم الذي افتتح
به السورة إذ مجيء البركة كلها منه وضعت البركة في كل مبارك ،فكل ما ذكر عليه بورك فيه،
وكل ما أخلى منه نزعت منه البركة] .ابن القيم[
)تأمل قول ال جل وعل مخبرا عن دعاء إبراهيم} :واجنبني وبني أن نعبد الصنام{]إبراهيم:
[35هذا إبراهيم خليل ال ،الذي حقق التوحيد ،وحطم الصنام بيده ،خاف على نفسه عبادة
الصنام وخاف على بنيه ،قال إبراهيم التيمي في تفسيرها :ومن يأمن البلء بعد إبراهيم؟ وبهذا
تعلم أن قولهم) :التوحيد فهمناه( من أكبر مكايد الشيطان] .عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب[
)إن قيل :لم قال }كلهم أجمعون{ وقد حصل المقصود بقوله :فسجد الملئكة؟
ذكر المبرد :أن قوله }فسجد الملئكة{ كان من المحتمل أنه سجد بعضهم فذكر "كلهم" ليزول
هذا الشكال ،ثم كان يحتمل أنهم سجدوا في أوقات مختلفة ،فزال ذلك الشكال بقوله "أجمعون".
]تفسير البغوي[
)}وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا{ ]الفرقان [62:قال
البخاري رحمه ال)" :خلفة( ،من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار ،أو فاته بالنهار أدركه
بالليل".
وشاهد هذا حديث عمر )عند مسلم مرفوعا(" :من نام عن حزبه -أي قيام الليل ،-أو عن شيء
منه ،فقرأه فيما بين صلة الفجر وصلة الظهر ،كتب له كأنما قرأه من الليل"(.
)}ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها
وكفى بنا حاسبين{]النبياء [47:من هذا قطعا تعلم أن شأن المعاملة مع ال ومع خلقه عظيم
عظما ل يعرف قدره إل الرجل العاقل ،فإن عليها يترتب غضب ال وعقابه ،أو رضاه والنعيم
المقيم ،وشيء هذا قدره ل يتوقف ول يتردد في بذل العناية به رجل بصير] .عبدالعزيز السلمان (
)}ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * ل
تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم{ ]التوبة.[65:
قال ابن تيمية رحمه ال" :وهذا نص في أن الستهزاء بال وآياته وبرسوله كفر ،فالسب المقصود
بطريق الولى"(.
)}كمثل الحمار يحمل أسفارا{ ]الجمعة [5:الحمار ل ينتفع بالسفار ولو نشرت بين عينيه ،وفيه
إشارة إلى أن من موجبات نقل النبوة عن بني إسرائيل كلية أنهم وصلوا إلى حد الياس من
انتفاعهم بأمانة التبليغ والعمل ،فنقلها ال إلى قوم أحق بها وبالقيام بها] .عطية سالم[
)}كل إن النسان ليطغى * أن رآه استغنى{ ]العلق [6:ومن الطغيان طغيان العلم ،فالمرء قد
يزداد عنده العلم حتى تكسبه تلك الزيادة طغيانا فيتعدى على غيره ،ول يسلك مع الناس سبيل
الشرع في العدل في اللفظ؛ لن من أراد أن يقيم القوال فهو قاض ،والقاضي يجب عليه أن يحكم
بالعدل ل أن يحكم بالهوى] .صالح آل الشيخ[
)}فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا{ ]الكهف[16:
من ثمرة اليمان أن أصبح الكهف الضيق الذي ل يعد لسكنى :منشورا بالرحمة والتهيئة
والرتفاق!
فاعلم أن المر كله ل ،وأن المور بحقائقها ،ل بما يراه أهل الدنيا منها( .
)}أولئك الذين أنعم ال عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم
وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا{ ]مريم [58:قرأ
عمر بن الخطاب سورة مريم فسجد عند هذه الية ثم قال :هذا السجود ،فأين البكاء؟ ]تفسير
الطبري[
)}إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال{ ]الجمعة [9:قال الشافعي" :نقول:
السعي في هذا الموضع :العمل ،ل السعي على القدام -أي السراع ،-قال ال عز وجل} :إن
سعيكم لشتى{ وقال} :ومن أراد الخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن{ وقال} :وكان سعيكم
مشكورا{ وقال} :وأن ليس للنسان إل ما سعى{ وقال} :وإذا تولى سعى في الرض ليفسد
فيها{."..
)ينبغي للمفتي -إذا أراد أن يصدر حكما قد تستغربه النفوس بسبب إلف ما يخالفه -أن يهيئ قبله
ما يكون مؤذنا به؛ فتأمل ذكره سبحانه قصة زكريا وإخراج الولد منه بعد انصرام عصر الشيبة
وبلوغه السن الذي ل يولد فيه لمثله في العادة ،فذكر قصته مقدمة بين يدي قصة المسيح وولدته
من غير أب ،فإن النفوس لما أنست بولد بين شيخين كبيرين ل يولد لهما عادة سهل عليها
التصديق بولدة ولد من غير أب بأمر ال] .ابن القيم[
)وصف ال سبحانه و تعالى شدة الموت في أربع آيات :الولى} :وجاءت سكرة الموت بالحق{
]ق ،[19:الثانية} :ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت{ ]النعام ،[93:الثالثة} :فلول إذا
بلغت الحلقوم{ ]الواقعة ،[83:الرابعة} :كل إذا بلغت التراقي{ ]القيامة] [26:القرطبي[.
فهل من معتبر؟ (
)كنت قبل رمضان مدمنا على مشاهدة الفلم ،ومع رمضان تبت الى ال تعالى ،وكنت أجد لذة
لتوبتي وأنا استمع للقرآن في التراويح والقيام ،وبعد رمضان كلما وجدت من نفسي ضعفا ألجأ
للقرآن ،فأجد لذة أعظم وأطول وأعمق من تلك التي أجدها في الفلم(.
)مناسبة العزة والحكمة لبعث الرسول ظاهرة جدًا؛ لن ما يجيء به الرسول كله حكمة ،وفيه
العزة} :ول العزة ولرسوله وللمؤمنين{ ]المنافقون[8:؛ للمؤمنين عربا وعجما ،فمن كان مؤمنا
فله العزة؛ ومن لم يكن كذلك فاته من العزة بقدر ما أخل به من اليمان] .ابن عثيمين[
)من ضعيف حجج المل وغريبها ،قولهم لقوامهم -تكذيبا للرسل} :-ولئن أطعتم بشرا مثلكم{
]المؤمنون.[34:
فيقال لهم :فإن اتبعوكم في تحذيركم هذا هل سيخرجون عن أن يتبعوا بشرا مثلهم؟!] .د.مساعد
الطيار[
)قوله تعالى في وصف المنافقين} :في قلوبهم مرض فزادهم ال مرضا{ ]البقرة :[10:المريض
يجد طعم الطعام على خلف ما هو عليه ،فيرى الحامض حلوا ،والحلو مرا .وكذلك هؤلء
ل ،والباطل حقا] .ابن هبيرة[.
المنافقون؛ يرون الحق باط ً
)في قصة موسى والخضر جاء وصف رجوع الحوت إلى البحر في سياق إخبار ال )سربا(،
وفي وصف الفتى) :عجبا( ،لعل ذلك لن الوصف الول هو وصف ال سبحانه للمر ،وخروج
السمكة حية بعد أن كانت ميتة ،ودخولها في البحر :أمر هين ويسير على الخالق ،أما بالنسبة
لمخلوق كغلم موسى فإنه أمر في غاية العجب لذلك قال} :واتخذ سبيله في البحر عجبا{.
]د.عويض العطوي[
)سئل سفيان بن عيينة :أيسلب العبد العلم بالذنب يصيبه؟ قال :ألم تسمع قوله تعالى} :فبما نقضهم
ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به{
]المائدة[13:؟ وهو كتاب ال ،وهو أعظم العلم ،وهو حظهم الكبر الذي صار لهم واختصوا به
وصار حجة عليهم!(
)تنبه يا مؤمن!
وتأمل قول ربك لعدونا إبليس} :واستفزز من استطعت منهم بصوتك{ ]السراء [64:ويدخل في
هذا كل داع إلى المعصية} ،وأجلب عليهم بخيلك ورجلك{ ويدخل فيه كل راكب وماش في
معصية ال ،فهو من خيل الشيطان ورجله] .السعدي[
)تأمل كيف يكون الجزاء من جنس العمل في أمرين عظيمين يغفل عنهما أكثر الخلق :الزيغ
والهتداء .قال تعالى} :والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم{ ]محمد [18:وقال} :فلما زاغوا
أزاغ ال قلوبهم وال ل يهدي القوم الفاسقين{ ]الصف] .[5:د.محمد الخضيري[
)النظام الرأسمالي السائد في عالم اليوم ،انهارت بعض أعمدته وبدأت أخرى تهتز ،وإذا لم
يعرفوا الرأسمالية إل في صورتها عند )سميث(" :دعه يعمل دعه يمر" ،فإننا نعلم من القرآن أنها
نظرية قديمة من أهل مدين إذ قالوا} :يا شعيب أصلتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل
في أموالنا ما نشاء{ ]هود ،![87:ونبيهم يدعوهم} :إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم
محيط{] ![84وفي ذا عبرة للمسلمين ثقة بتعاليم ربهم ]أ.د.جعفر شيخ إدريس[.
)الزهد المشروع هو ترك كل شيء ل ينفع في الدار الخرة ،وثقة القلب بما عند ال ،وفي الثر:
"الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلل ول إضاعة المال ،ولكن الزهادة في الدنيا أن ل تكون بما
في يديك أوثق مما في يدي ال ،وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو
أنها أبقيت لك"؛ لن ال تعالى يقول} :لكيل ل تأسوا على ما فاتكم ول تفرحوا بما آتاكم{
]الحديد] .[23:ابن تيمية[
)الداعية إلى ال والمر بالمعروف والناهي عن المنكر :ل بد أن يصيبه أذى ،فهو محتاج إلى
الصبر على ما يصيبه من أذية الناس له بالقول أو بالفعل ،وقد جمع ل بين المر والنهي وبين
الصبر ،في وصية لقمان لبنه } :يا بني أقم الصلة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر
على ما أصابك{ ]لقمان] .[17:ش.عبدالعزيز الراجحي[
)}يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها{ ...إلى قوله:
}وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم وال بما تعملون عليم{ ]النور.[28-27:
قال بعض المهاجرين :لقد طلبت عمري كله هذه الية فما أدركتها :أن أستأذن على بعض
إخواني ،فيقول لي" :ارجع" ،فأرجع وأنا مغتبط ،لقوله) :هو أزكى لكم(] .تفسير ابن كثير[
)}فل تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض{ ]الحزاب [32:إذا كان هذا الطمع في أمهات
المؤمنين فل بد أن يكون في غيرهن بطريق الولى ،فإن ال اختار لنبيه أفضل النساء وأعفهن،
ومع ذلك أمرهن بالحجاب ونهاهن عن الخضوع بالقول صيانة لهن؛ فغيرهن أولى بالصيانة
والتحفظ والبعد عن أسباب العهر والفتنة] .ابن جبرين[
)}إن في خلق السماوات والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب{]آل عمران:
[190في إيجاد السموات والرض آيات ،وفي اختلف الليل والنهار :طول وقصرا ،وحرارة
وبرودة ،وخوفا وأمنا ،وشدة ورخاء ،وعزا وذل ،وملكا وخلعا ،وغير ذلك من أنواع الختلف،
كل ذلك فيه آيات تدل على عظمة الرب عز وجل ،وأن له الملك المطلق والتدبير المطلق] .ابن
عثيمين[
)وأما وقيعة الفساق في أهل الفضل والدين ،فعلى شبه ممن قال ال فيهم} :وإذا تتلى عليهم آياتنا
بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا{..الية
]الحج .[72:واستخفاف هؤلء بالدين يحملهم على إشاعة أشياء عن العلماء -والدعاة منهم-
ورجال الحسبة فيهم ،بقصد الشناعة عليهم] .د.بكر أبوزيد[
قال أحدهم :كنت مع ابنتي ) 7سنوات( فسمعت قارئا عبر الذاعة يتلو} :لقد سمع ال قول الذين
قالوا إن ال فقير ونحن أغنياء{ ]آل عمران ،[181:فسألت ببراءة :إذا كان ال فقيرا وهم أغنياء،
فمن الذي أغناهم؟! (
أسلم وجهه،
وآمن،
وأحسن،
واتبع الهدى،
وعمل صالحا،
واتقى،
وأصلح،
وأقام الصلة،
وأنفق في سبيل ال سرا وعلنية بالليل والنهار بل من ول أذى .وهذا هو ولي ال }أل إن أولياء
ال ل خوف عليهم ول هم يحزنون{)يونس] .(62:د.محمد الخضيري[
)من القواعد العامة )التخلية قبل التحلية( وقد وردت في القرآن كثيرا في مثل قوله تعالى:
}ووضعنا عن وزرك * الذي أنقض ظهرك{ ]الشرح [3 ،2:وهذا مقام التخلية ،فلما خله بوضع
الوزر عنه حله برفع الذكر) :ورفعنا لك ذكرك( واعتبر هذا في القرآن في كلمة التوحيد وغيرها
تجده كثير الوقوع في القرآن] .د.مساعد الطيار[
)ما قرأ العبد اليات ،حاضر القلب متفكرا متأمل ،إل وجدت العين تدمع والقلب يخشع ،والنفس
تتوهج إيمانا تريد المسير إلى ال ،وإذا بأرض القلب تنقلب خصبة طرية ،قد اقشعر جلده وقلبه
من خشية ال تعالى} :كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم
وقلوبهم إلى ذكر ال ذلك هدى ال يهدي به من يشاء ومن يضلل ال فما له من هاد{]الزمر.[23:
]محمد المختار الشنقيطي[
)كلما أوقدت نارا تتدفأ بها فتذكر قوله تعالى} :نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين{ ]الواقعة:
.[73
قال الشنقيطي" :أي أن في دار الدنيا إذا أحسوا شدة حرارتها تذكروا بها نار الخرة التي هي أشد
منها حرا ،لينزجروا عن العمال المقتضية لدخول النار"(.
)كثيرا ما تختم اليات بقوله} :إن كنتم تعلمون{ وفي ذلك دعوة للعلم الذي يبعث على العمل،
وهذا يبين أهمية العلم بفضائل العمال ،وأنه أعظم دافع للعمل والمتثال ،وهو منهج قرآني
عظيم] .د.محمد الربيعة[
)في سورة الجمعة مثال لقاعدة شرعية وهي) :الوسائل لها أحكام المقاصد( أي :إنه قد يمنع من
المباح إذا كان يفضي لترك واجب أو فعل محرم.
مثاله :قوله تعالى} :يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال
وذروا البيع{ ]الجمعة] .[9:السعدي[
)في بعض المكنة والزمنة :كان القرآن يقرأ على الموات دون الحياء! ،ويعد تفسيره خطيئة،
إذ ساد عند بعضهم أن تفسير القرآن صوابه خطأ وخطأه كفر! ،فالقارئ يقرأ} :وأن المساجد ل
فل تدعوا مع ال أحدا{ ]الجن [18:والناس حول ضريح الولي المدفون في ناحية المسجد يدعون
بأعلى أصواتهم :يا سيدي مدد! }أفل يتدبرون القرآن{؟ ]أبو بكر الجزائري[
)حين تتذكر أن هذا يوم نجى ال فيه نبيه موسى عليه السلم ،وقتل فيه سبط نبينا صلى ال عليه
وسلم )الحسين رضي ال عنه( كما أنه اليوم ذاته الذي أغرق فيه فرعون ،وتسلط فيه الشقي قاتل
الحسين ،أيقنت أن }المر كله ل{ ]آل عمران ،[154:وأنه ليس للخلق من المر شيء فلم يبق
إل الشكر على نجاة أنبيائه وهلك أعدائه ،والصبر على مصائبنا في أوليائه(.
)جمع ال في آيات النحل بين المساكن والملبس ،لن المساكن من جنس الملبس ،كلهما جعل
في الصل للوقاية ،ودفع الضرر .كما جعل الكل والشرب لجلب المنفعة ،فاللباس يتقي النسان
به الحر والبرد ،ويتقي به سلح العدو ،وكذلك المساكن يتقي بها الحر والبرد ،ويتقي بها العدو.
]ابن تيمية[
)تأمل في سر التعبير بقوله} :بربك{ دون قوله) :بال( في قوله سبحانه} :يا أيها النسان ما
غرك بربك الكريم ,الذي خلقك فسواك فعدلك{]النفطار [7-6:فإن في هذه اللفظة من معاني
الملك والرعاية والرفق ،التي تناسب تذكر النسان بنعم ال عليه ،وتذكير باستحقاقه تعالى لطاعة
مربوبيه] .ابن عاشور[
)انظر إلى الهدهد يقول لنبي} :أحطت بما لم تحط به] {..النمل.[22:
هذا هو الهدهد المخلوق القل من سليمان عليه السلم يقول له :عرفت ما لم تعرفه ،وكأن هذا
القول جاء ليعلمنا حسن الدب مع من هو دوننا ،فهو يهب لمن دوننا ما لم يعلمه لنا ،ألم يعلمنا
الغراب كيف نواري سوأة الميت؟ }فبعث ال غرابا يبحث في الرض] {..المائدة.[31:
]الشعراوي[
)انظر إضافة النبي باسم العبودية إلى ال في قوله} :وأنه لما قام عبد ال يدعوه{ }سبحان الذي
أسرى بعبده{ }تبارك الذي نزل الفرقان على عبده{ }وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا{
لنه كل ما نسب إلى المحبوب فهو محبوب :لما انتسبت إليك صرت معظما ،،،وعلوت قدرا
دون من لم ينسب! ]ابن القيم[
في يوم عاشوراء ،تذكر أن البحر الذي حفظ ال تعالى موسى فيه صبيا ،هو من جنس البحر الذي
أغرق فيه فرعون ،وأن النهار التي افتخر فرعون أنها تجري من تحته ،هي من جنس النهار
التي أصبحت تجري من فوقه!(
- 1أن "يوسف عليه الصلة والسلم لم يدخل في رق قط" ،وإنما اشتري ظلما.
" - 2لن المسلم ل يملك وهو السيد" ،ول تكون السيادة للكافر على المسلم] .البقاعي[
)}ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ول المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم{ ]البقرة:
.[105
حتى الخير ل يودون أن يأتينا من ربنا فكيف يودون أن يأتينا منهم أو يفعلون؟! ولكن }فإنها ل
تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور{ ]الحج] .[46:أ.د.ناصر العمر[
)}لهم في الدنيا خزي ولهم في الخرة عذاب عظيم{ ]البقرة [114:قلما تجبر متجبر في الرض
إل أهانه ال قبل موته ،فسخر به الصغير والكبير ،وأضحى حديث مجالس ،قال ابن كثير :لما
استكبروا لقاهم ال المذلة في الدنيا قبل الخرة!(
)يقول تعالى عن عالم السوء الذي ترك الهدى بسبب الهوى} :فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه
يلهث أو تتركه يلهث{ )العراف.(176:
قال ابن جريج" :الكلب منقطع الفؤاد ل فؤاد له ،إن تحمل عليه يلهث ،أو تتركه يلهث ،فهو مثل
الذي يترك الهدى ل فؤاد له إنما فؤاده ينقطع".
علق ابن القيم على كلم ابن جريج السابق:
"قلت :مراده بانقطاع فؤاده أنه ليس له فؤاد يحمله على الصبر وترك اللهث ،وهكذا الذي انسلخ
من آيات ال لم يبق معه فؤاد يحمله على الصبر عن الدنيا ،وترك اللهث عليها ... ،فالكلب من
أشد الحيوانات لهثا ،يلهث قائما وقاعدا وماشيا وواقفا؛ لشدة حرصه"(.
)نعت ال المؤمنين في القرآن بأحسن نعت فقال} :وعباد الرحمن الذين يمشون على الرض هونا
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما{ ]الفرقان [63:حلماء ل يجهلون ،وإذا جهل عليهم حلموا ،ثم
ذكر ليلهم خير ليل فقال} :والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما{ تجري دموعهم على خدودهم؛ خوفا
من ربهم ،لمر ما سهروا ليلهم ،لمر ما خشعوا نهارهم! ]الحسن البصري[
)لما قال ال تعالى لبراهيم عليه السلم} :إني جاعلك للناس إماما{ قال} :ومن ذريتي؟ قال ل
ينال عهدي الظالمين{ )البقرة (124:فأراد الخير لذريته وهو قوله} :واجنبني وبني أن نعبد
الصنام{ )إبراهيم (35:فصلح الولد صلح للوالد) :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث:
صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له(] .ابن كثير[
)لم أستغرب أن ينهج العداء عداوة السلم؛ لن هذا من بدهيات معرفة حقيقة اليهود
والنصارى ،كما بين ال في كتابه ،وإنما مكمن الستغراب أن يتجاوز بعض أفراد المة هذه
الحقيقة! }ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم اليات
إن كنتم تعقلون{ )آل عمران.] (118:أ.د.ناصر العمر[
فأجاب :أعظم كتب العقيدة وأنفعها :كتاب ال القرآن ،فيه الهدى والنور ،فنوصي الجميع رجال
ونساء كبارا وصغارا ،أن يعتنوا به فهو كتاب العقيدة والهدى} :إن هذا القرآن يهدي للتي هي
أقوم{ ]السراء.[9:
)ثم أشار إلى بعض كتب أهل السنة ،فانظر إلى هذه اللفتة التي تخرج من قلب متدبر(.
)رتب ال أتباع الرسول في الذكر على مراتبهم في الفضل ،تأمل} :هو الذي بعث في المين
رسول منهم {..هذا في الصحابة ،ثم قال في التابعين} :وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) {..الجمعة
،(4-2وهذا كقوله تعالى} :والسابقون الولون من المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم
بإحسان{ )التوبة] .(100:حافظ الحكمي[
)تدبر} :ألم تر أن ال يسجد له من في السماوات ومن في الرض والشمس والقمر والنجوم
والجبال والشجر والدوآب وكثير من الناس ،وكثير حق عليه العذاب) {...الحج(18:
كل الجمادات والنباتات والحيوانات تسجد ل ..بكثرتها ..بعظمتها ..إل بعضا من مخلوق ضعيف
شذ عن منظومة التسبيح في الكون(!..
)تأمل قول ال تعالى} :ل يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين{ )الحجر ،(48:وقارن بينه
وبين قول ال تعالى} :لقد خلقنا النسان في كبد{ )البلد (4:تجد أن مما رغب ال تعالى به في
الدار الخرة ،أن بين أن الحياة الدنيا مليئة بالتعب ،وبين مقابل ذلك أن الجنة ل تعب فيها] .محمد
المنجد[
)بون شاسع بين استعلء فرعون وجبروته وطغيانه ،وضعف قوم موسى وذلتهم وقلة حيلتهم،
وبرغم ذلك قال ال عز وجل لموسى وهارون ومن معهما} :بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون{
)القصص ،(35:أي بحجتنا ،وهذه هي حقيقة النتصار] .أ.د.ناصر العمر[
)الحكمة تقتضي النظر في متدرجات أمور الدعوة ،لخذ الناس بها ،فالعقيدة أول ،فهي إن لم
تصح فلن يجدي العمل} :قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال*الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم
يحسبون أنهم يحسنون صنعا*أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فل نقيم لهم
يوم القيامة وزنا{ )الكهف] .(105-103:د.صالح بن حميد[
)التشاؤم ليس معتقدا اختص به أهل الجاهلية في شهر صفر وغيره ،بل هو معتقد تتابع عليه
أعداء الرسل ،فتأمل كيف سجل القرآن هذا الخلق السيئ على قوم صالح )النمل ،(47:وقوم
موسى )العراف ،(131:وأصحاب القرية )يس ،(18:وعلى كفار قريش مع نبينا صلى ال عليه
وسلم )النساء.(78:
)}ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون{ )الشعراء (14:خاف موسى أن يقتلوه به ،فدل على أن
الخوف قد يصحب النبياء والفضلء والولياء مع معرفتهم بال وأن ل فاعل إل هو ،إذ قد يسلط
من شاء على من شاء ،ولكن هذا خوف طبيعي يدفع بالتوكل والعزم] .القرطبي[
)}وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند ال ،وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك{ )النساء:
.(78
هكذا قال المنافقون عن الرسول صلى ال عليه وسلم ،وهذا يتناول كل من جعل طاعة الرسول،
وفعل ما بعث به مسببا لشر أصابه ،إما من السماء وإما من آدمي ،وهؤلء كثيرون] .ابن تيمية[
)}هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا{ )الكهف (66:فيها دليل على أن المتعلم تبع للعالم،
ولو تفاوتت المراتب] .ابن العربي[
أين هذا الدب من بعض الطلبة والسائلين الذين يظهرون ترفعا واستغناء عمن يسألونه ،بسبب
تقارب السن ،أو القرابة ،أو لغير ذلك من السباب؟ (
)}فذكر إن نفعت الذكرى{ )العلى (9:من مفهوم هذا أنها إن ضرت فترك التذكير الموجب
للضرر الكثير هو المتعين] .السعدي[
)}ال أعلم حيث يجعل رسالته{ )النعام ،(124:ل تعالى حكم بالغة أن اختار لهذه الرسالة رجل
عربيا ،فهو بحكم الضرورة يتكلم بلسان العرب ،فلزم أن يكون المتلقون منه الشريعة في البدء
عربا ،فالعرب حملة شريعة السلم إلى سائر الناس ،اختارهم ال لهذه المانة ،فوجب عليهم
القيام بها] .ابن عاشور[
)]مراجعة الهتمامات[
"من أكثر من سماع القصائد لطلب صلح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن ... ،ومن أدمن أخذ
الحكمة والداب من كلم فارس والروم ل يبقى لحكمة السلم وآدابه في قلبه ذاك الموقع ،ومن
أدمن قصص الملوك وسيرهم ل يبقى لقصص النبياء وسيرهم في قلبه ذاك الهتمام ،ونظير
هذا كثير"(.
)من كف أذاه من الكفار ،فإن المسلمين يقابلونه بالحسان والعدل ،ول يحبونه بقلوبهم؛ لن ال
قال} :أن تبروهم وتقسطوا إليهم{)الممتحنة ،(8:ولم يقل توالونهم وتحبونهم ،بل قال ال تعالى:
}ل تجد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم{
)المجادلة.(22:
)من عيوب النفس أن تسترسل مع الخواطر السيئة التي تمر بذهنها ،فتترسخ فيها.
ودواء ذلك أن يرد تلك الخواطر في البتداء ،ويدفعها بالذكر الدائم ،ويتذكر أن ال مطلع
سريرته ،وأن يعيش مع قول ال} :وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون{)القصص،(69:
}وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى{)طه] .(7:عبدالعزيز السلمان[
)من أعظم أسباب العشق إعراض القلب عن ال؛ والنسان ل يترك محبوبا إل بمحبوب آخر
يكون أحب إليه منه ،أو خوفا من مكروه؛ والقلب إذا ذاق طعم عبادة ال ،والخلص له لم يكن
عنده شيء قط أحلى من ذلك ،ول ألذ ،ول أمتع ،ول أطيب ،فتدبر} :كذلك لنصرف عنه السوء
والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين{)يوسف] .(24:ابن تيمية[
)ليحذر كل الحذر من طغيان) :أنا ،ولي ،وعندي( ،فإن هذه اللفاظ الثلثة ابتلي بها )إبليس،
وفرعون ،وقارون(:
)في أواخر سورة المائدة ذكر ال جل وعل التحريف في الوصية} :فإن عثر على أنهما استحقا
إثما فآخران يقومان مقامهما ..الية{) (107ثم أتبعه بتحريف من نوع آخر ،وهو تحريف
النصارى لوصية عيسى بالتوحيد} :وإذ قال ال يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني
وأمي إلهين من دون ال قال سبحانك ..الية{)] .(116من مشترك[
)أيها الطالب! إن أوتيت حفظا وذكاء ،فانتبه! فقد قال قارون} :إنما أوتيته على علم عندي{
)القصص (78:فخسف به ،والمؤمن حقا حاله حال المعترفين بالنعمة كما قال صاحب الجنة:
}ولول إذ دخلت جنتك قلت ما شاء ال ل قوة إل بال{)الكهف (39:قال بعض السلف :من أعجبه
شيء من حاله أو ماله أو ولده ,فليقل :ما شاء ال ل قوة إل بال(.
)التسابق للحصول على أعلى الدرجات في المتحانات ،واستغلل الوقات ،وحفز الهمم لبلوغ
أعلى المناصب والمراتب ،لبد أن يدفعنا لتنافس أكبر لنيل درجات أعظم ثمرتها ليست شهادة
على ورق ،بل جنة عرضها السماوات والرض ،بل ل ينبغي أن تقف آمالنا إل عند الفردوس
العلى ،تأمل}هم درجات عند ال{)آل عمران] .(163:أ.د.إبتسام الجابري[
وتارة :يخبر أن الجنة لهله} :إل عباد ال المخلصين * أولئك لهم رزق معلوم{)الصافات،(41:
وتارة :يخبر أنه لن ينجو من شرك إبليس إل من كان مخلصا ل} :ولغوينهم أجمعين * إل
عبادك منهم المخلصين{)الحجر] .(40:د.خالد السبت[
)}وما شهدنا إل بما علمنا{)يوسف (81:الكلم في الشياء شهادة ،فالشيء الذي ل تعرف حقيقته
ل تخض فيه] .د.محمد المختار الشنقيطي[
تأمل في حال كثير من المجالس أو المنابر العلمية لتدرك كم هم المخالفون لهذا الهدي القرآني؟
سواء في المسائل الشرعية أو غيرها!(
)}وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا{)الفرقان(31:
تأمل ما في هذه الية من سنة المدافعة ،..نعم :ادع الناس ،لكن ل تتصور أن الدنيا ستستقيم
بدعوتك! فوال لو أقام صالح في رأس جبل لقيض ال له من يعاديه في رأس الجبل! ]د.عائض
القرني[.
)}وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي المر وهم في غفلة وهم ل يؤمنون{)مريم (39:يوم حسرتهم
وندمهم على ما فرطوا في جنب ال ،وحسرتهم يوم أورثت مساكنهم من الجنة أهل اليمان بال
والطاعة له ،وحسرتهم يوم أدخلوا من النار ،وأيقن الفريقان بالخلود الدائم ،والحياة التي ل موت
بعدها ،فيا لها حسرة وندامة! ]الطبري[
)}والقواعد من النساء اللتي ل يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات
بزينة وأن يستعففن خير لهن{)النور (60:ظهر بذلك فضل التحجب والتستر ولو من العجائز،
وأنه خير لهن من وضع الثياب .فوجب أن يكون خيرا للشباب من باب أولى ،وأبعد لهن عن
أسباب الفتنة] .ابن باز[
)}قال للمل حوله إن هذا لساحر عليم*يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون(
)الشعراء (٣٥ ،٣٤:من هنا أعلن فرعون هزيمته وضعفه فبعد أن كان شعاره} :ما أريكم إل ما
أرى{ صار يستشير ويسأل قومه ،ليستميلهم ضد موسى ،ولنه رأى تأثرهم بما رأوا من موسى،
فخاف أن ينقلبوا عليه] .د.محمد الخضيري[
ال خلق النفوس ويعلم حبها للمال ،فلم يوكل توزيعها لحد ،وإنما تولى الرب جل وعل
مصارفها ،كما تولى قسمة المواريث} :يوصيكم ال في أولدكم للذكر مثل حظ النثيين{...
)النساء] .(11:صالح المغامسي[
)}إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والخرة وال يعلم
وأنتم ل تعلمون{)النور (19:يدخل في ذلك دعوات ساقطة لخراج المرأة من خدرها ،وقد ينطلي
على بعض ممن في قلبه إيمان ،فيرى مع كثرة الدعوات الثمة أن ل بأس بمزاولة المرأة أعمال
يراها الرائي لول وهلة ل ضير فيها ،وهي عند العارفين ذرائع للفاحشة وإشاعة لها] .عبدالعزيز
آل الشيخ[
) يوسف عليه السلم ..آذاه إخوانه ،وألقوه في بئر حتى سيق مملوكا بثمن بخس ،وسجن سنين،
ثم بعد ذلك يصبح عزيز مصر ،قال إخوته} :إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل{ ،يقصدون
يوسف! فماذا فعل؟ انظروا إلى ضبط النفس} :فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر
مكانا{)يوسف (77:حتى إنه لم يرد جرح مشاعرهم بهذه الكلمة ،فقالها سرا في نفسه! ]أ.د.ناصر
العمر[
)يقف المؤمن خاضعا ،والقلب مستكينا وهو يتفكر في قدرة ربه القوي العظيم في تقليب الجو:
برودة ودفئا ،وصحوا وغيما ،وصفاء وقترة ،كل ذلك في فترات قصيرة! يغشاه ذلك وهو يتدبر
قول ربه} :يقلب ال الليل والنهار ،إن في ذلك لعبرة لولي البصار{)النور.(44:
)هنا أشجار ..وهناك نجوم ..هذه شمس ،وهذا قمر ..وتلك جبال ..هنا وهناك دواب كبار وصغار!
فإذا اجتمعت لك –كلها أو بعضها -وأنت في البرية ،أو تسير في طريق ،فتذكر أنها كلها تسجد
ل ،تأمل} :ألم تر أن ال يسجد له من في السماوات ومن في الرض ،والشمس والقمر والنجوم
والجبال والشجر والدواب{..الية )الحج.(18:
)كنت واقفا عند إشارة مرورية بجوار برج من أشهر البراج الشاهقة في منطقة الخليج ،فحدثتني
نفسي :لو أن هذا البرج بما فيه لك ،ماذا أنت صانع؟!
فما هي إل ثوان معدودة ،وقبل أن ينبعث الضوء الخضر عرضت لي آية في كتاب ال ،هي وال
أحب إلى قلبي من ملء الرض ذهبا وأبراجا:
}تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها النهار ويجعل لك قصورا{
)الفرقان] .(10:من مشترك[
)كلما كان النسان موحدا مخلصا ل؛ كان أكثر اطمئنانا وسعادة ،وكلما كان بعيدا عن ال كان
أكثر حيرة وضلل ،اقرأ إن شئت} :قل أندعو من دون ال ما ل ينفعنا ول يضرنا ونرد على
أعقابنا بعد إذ هدانا ال كالذي استهوته الشياطين في الرض حيران{ )النعام] .(71:د.إبراهيم
الدويش[
)قسمات وجوه الطلب بعد تسليم ورقة الختبار تشعرك بما تكنه صدورهم ،وهو شيئ مؤقت..
فما ظنك بالوجوه حين تؤخذ الكتب -يوم القيامة -باليمين والشمال؟ إما وجوه }مسفرة*ضاحكة
مستبشرة{ أو }عليها غبرة*ترهقها قترة{ وما بعد ذلك :نعيم ل ينفد أو عذاب مؤبد ،فهل من
معتبر؟
)في أول سورة "النساء" قال تعالى }وخلق منها زوجها{ وفسرها الحديث الصحيح )إن المرأة
خلقت من ضلع( وهو ضلع الصدر ،وهذا فيه إشارة ظاهرة إلى طبيعة التكامل بين الرجل
والمرأة ،فالمرأة خلقت من الرجل ومن ضلعه تحديدا ل ليخنقها؛ بل ليعطف عليها بجناحه حبا
وحماية لها كما يفعل بأضلع صدره ،وهي كذلك لتبقى في محلها ،فإن نشوز عظم الصدر مؤلم ،
بل ترق وتلين له كما الضلع في رقته ولينه] .د.عصام العويد[
)في آخر يوم من الختبارات كنت أفكر بما سأفعله في الجازة -من نوم وراحة زائدة -فلم يقطع
هذه الفكار إل صوت المام وهو يقرأ في صلة المغرب} :فإذا فرغت فانصب¤وإلى ربك
فارغب{)الشرح (8 ،7:فعلمت أن المؤمن ل عطلة له عن طاعة ال ،بل يتنقل من طاعة إلى
طاعة(.
)خرج المنذر بن سعد البلوطي -أحد علماء الندلس -ليستسقي ،فلما رأى حال الناس بكى ونشج،
فسلم عليهم ،ثم سكت متحسرا -ولم تكن من عادته -فاندفع قارئا قول ال} :سلم عليكم ،كتب
ربكم على نفسه الرحمة){...النعام (54:وحث الناس على التوبة والستغفار ،فضجوا بالبكاء ،ثم
سقوا.
كم نحن بحاجة إلى حسن الظن بال وإن وجد منا تقصير ،فليس لنا رب سوى ال!(
)إن قيل :كيف سمى ال أيوب صابرا ،وقد أظهر الشكوى بقوله} :مسني الضر{)النبياء(83:
وقوله} :مسني الشيطان بنصب وعذاب{)ص(41:؟ قلت :ليس هذا شكاية وإنما هو دعاء بدليل
قوله في الية الخرى} :فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر{)النبياء] .(84:الخازن[
)الحب في قاموس أهل القرآن ل يضاهيه أي حب! إنه حب يتصل بالملكوت العلى} :فسوف
يأتي ال بقوم يحبهم ويحبونه{)المائدة (54:وإمامهم فيه محمد صلى ال عليه وسلم} :إن كنتم
تحبون ال فاتبعوني يحببكم ال{)آل عمران (31:فل ينقضي عجبك حين يغفل بعض المسلمين
عن هذا الحب -الذي ل ينقطع لحظة واحدة -وينشطون لحب يتذاكرونه مرة كل سنة! وإمامهم
فيه قسيس نصراني يدعى )فلنتاين(! }أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير{)البقرة(61:؟
]د.عمر المقبل[
)التفت حولك! هل ترى نملة أو حشرة صغيرة تحمل رزقها على ظهرها؟ بل ربما دفعته بمقدمة
رأسها لعجزها عن حمله!
أي هم حملته هذه الدويبة الصغيرة لرزقها؟ وهل كان معها خرائط تهتدي بها؟
كل ..إنها هداية ال الذي قدر فهدى ،والذي قال} :وكأين من دابة ل تحمل رزقها ،ال يرزقها
وإياكم{)العنكبوت.(60:
)البون الشاسع بين الطلب في الدرجات والمعدلت ما هو إل معيار من معايير التفاضل في أمر
الدنيا ،وقد جاء التوجيه القرآني بالحث -عند النشغال بالتفاضل الدنيوي -على تذكر التفاضل
الخروي ،الذي هو أكبر وأعظم!
والمؤمن الموفق له في كل شيء عبرة! }انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللخرة أكبر
درجات وأكبر تفضيل{)السراء.(21:
)السلم لم يهذب الحب ويزكيه فحسب ،بل جعله عبادة يتعبد بها المؤمن ،ويستشعر لذتها،
ويرجو بها رضوان ربه ،فما أسوأ أن تزول هذه المعاني العظيمة ،وتختزل هذه المحبة في وردة
حمراء سرعان ما تذبل ،ويختصر زمن التعبير عنها في يوم واحد! تأمل في خلود حب المتقين:
}الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين{)الزخرف] .(67:أ.د.إبتسام الجابري[
قال مسروق رحمه ال :ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إل علمه في القرآن ،إل أن علمنا
يقصر عنه(.
لم يقل :لو نشاء لم ننزل؛ لن حسرة النسان على ماء بين يديه ولكن ل يستطيعه ول يستسيغه
أشد من حسرته على ماء مفقود] .ابن عثيمين[
)}آتنا غداءنا{)الكهف (62:تدبر قصة موسى مع فتاه وخادمه؛ تجد كرم الخلق ولطافة المعاملة
وحسن الصحبة :يخبره بتفاصيل مسيره ،ويشركه في طعامه ،ويعذره في خطئه ،بل يدخل
السرور على نفسه إذهابا لروعه }ذلك ما كنا نبغ{) (64وتأمل واقع كثير من الناس مع خدمهم،
بل مع أبنائهم وطلبهم تدرك أين هم من أخلق النبوة!؟ ]أ.د.ناصر العمر[
)الموفق من الناس من يجتمع له التفكر في آيات ال الكونية ،وتدبر آيات القرآن ،فالخارج للبر –
مثل -يحصل له ذلك حين يرى آثار رحمة ال بإحياء الرض بعد موتها ،فيذكره بقدرة ال على
إحياء الموتى ،فيعتبر عندها بقوله سبحانه} :فانظر إلى آثار رحمة ال كيف يحيي الرض بعد
موتها ،إن ذلك لمحيي الموتى ،وهو على كل شيء قدير{)الروم( .(50:
)إن علما ل يبعدك اليوم عن المعاصي ،ول يحملك على الطاعة ،لن يبعدك غدا عن نار جهنم،
وإذا لم تعمل اليوم ،ولم تتدارك أيامك الماضية ،فستقول غدا يوم القيامة} :فارجعنا نعمل صالحا{
)السجدة (12:فسيقال لك :يا أحمق! أنت قد جئت من هناك!! ]أبو حامد الغزالي[
)"أجمع عقلء كل ملة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه" ومصداق ذلك في القرآن} :ما
أصاب من مصيبة إل بإذن ال ومن يؤمن بال يهد قلبه{)التغابن] .(11:إبراهيم الحربي-من
تلميذ المام أحمد[-
تأمل كيف نفت هذه الية كل سبب يمكن أن يكون للنسان يوم القيامة ،فإنه نفى القوة وهي ما عند
النسان من داخله ،ونفى الناصر وهو ما له من خارجه(.
/1أن في ضمن شقاء الرجل شقاء أهله ,كما أن في سعادته سعادتهم؛ لنه القيم عليهم.
/2من الشقاء التعب في طلب القوت وذلك على الرجل دون المرأة؛ لن الرجل هو الساعي على
زوجته] .الخازن[
)}إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم){..يس ،(12:تدبر كلمة) :وآثارهم( تجد أن
للعمال أثرا بعد موت صاحبها حسنة كانت أم سيئة ،وستكون ظاهرة له يوم القيامة ،فاحرص أن
يكون لك أثر في دنياك ترى نفعه يوم القيامة] .د.عبدالمحسن المطيري[
)قال تعالى} :عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة{ لما ذكر تعالى زينة
الظاهر بالحرير والحلي ،قال بعده} :وسقاهم ربهم شرابا طهورا{)النسان (21:أي طهر
بواطنهم من الحسد والحقد والغل والذى وسائر الخلق الرديئة ،فحلى الظاهر والباطن] .ابن
كثير[
)فما أشدها من حسرة وما أعظمها من غبنة على من أفنى أوقاته في طلب العلم ،ثم يخرج من
الدنيا وما فهم حقائق القرآن ،ول باشر قلبه أسراره ومعانيه! فال المستعان] .ابن القيم[
)المشرك يخاف المخلوقين ويرجوهم فيحصل له رعب} :سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب
بما أشركوا بال ما لم ينزل به سلطانا{)آل عمران.(151:
والخالص من الشرك يحصل له المن} :الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم المن وهم
مهتدون{)النعام] .(82:ابن تيمية[
أليس التكشف هو المادة الولى في قانون إبليس؟! لقد كانت طالبات البتدائي عندنا بدمشق
يخرجن بالحجاب الكامل ،وعلى وجوههن النقاب ،وأذكر أن دمشق أضربت مرة ،وأغلقت
أسواقها كلها ،وخرجت المظاهرات تمشي في جاداتها؛ لن وكيلة مدرسة خرجت كاشفة وجهها!
]علي الطنطاوي[
)}ول تؤتوا السفهاء أموالكم{)النساء (5:إن أمة تنفق مئات المليين في الشهر على اللهو
والدخان ،وتنفق مثلها على المحرمات ،وتنفق مثلها على البدع الضارة ،وتنفق أمثال ذلك كله
على الكماليات التي تنقص الحياة ،ول تزيد فيها ،ثم تدعي الفقر إذا دعاها الداعي لما يحيها :لمة
كاذبة على ال ،سفيهة في تصرفاتها] .محمد البشير البراهيمي[
)}فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم{]النحل [98:وفائدة الستعاذة :ليكون
الشيطان بعيدا عن قلب المرء -وهو يتلو كتاب ال -حتى يحصل له بذلك تدبر القرآن وتفهم
ع بالقرآن
معانيه ،والنتفاع به؛ لنك إذا قرأته وقلبك حاضر حصل لك من معرفة المعاني والنتفا ِ
ما لم يحصل لك إذا قرأته وأنت غافل ،وجرب تجد] .ابن عثمين[
)}الحمد ل رب العالمين{ يؤخذ من سورة الفاتحة ،إيجاز المقدمة مع بلغتها؛ لئل تمل نفوس
السامعين بطول انتظار المقصود ،وهذا سنة للخطباء أل يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي ،فإنه
بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض ،ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها
سورة قصيرة] .ابن عاشور[
) }الحمد ل رب العالمين{
الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام ،وهذا مناسب جدا للوصف الذي جاء بعد
الحمد) :رب العالمين =الربوبية( فإذا كان ال هو من ربى العبد وجب عليه أن يحبه ،وإذا كان
هو القادر على ذلك وجب عليه تعظيمه (
)}اهدنا الصراط المستقيم{ من أدب الدعاء أن يكون ذلك بعد الثناء ،وفي قوله} :الحمد ل رب
العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين{ ثناء ،وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء }اهدنا{.
]ينظر :تفسير ابن كثير[
)
}مالك يوم الدين{
- 1إثبات المعاد.
)مبنى الفاتحة على العبودية ،فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف ،و}الحمد ل {..محبة،
و}الرحمن الرحيم {..رجاء ،و}مالك يوم الدين {..خوف! وهذه هي أصول العبادة ،فرحم ال
عبدا استشعرها ،وأثرت في قلبه ،وحياته (
)من أعظم ما يذكر به المتكبر والجاحد للنعم :تنبيهه على أصل خلقته ،التي يستوي فيها الغنياء
والفقراء ،والملوك والسوقة ،وهذا ما سلكه الرجل المؤمن -وهو يحاور صاحبه المتكبر:-
}أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجل{؟)الكهف] .(37:عمر المقبل[
)ومن الناس من تعلم القرآن لكنه أهمل تلوته ،وهذا هجران للقرآن وحرمان للنفس من أجر
عظيم ،وسبب لنسيانه ،وقد يدخل في قوله تعالى} :ومن أعرض عن ذكري{)طه ،(124:فإن
العراض عن تلوة القرآن وتعريضه للنسيان خسارة كبيرة ،وسبب لتسلط الشيطان على العبد،
وسبب لقسوة القلب] .د.صالح الفوزان[
)مظاهر الضعف في المة ينبغي أل تعميها عما لها من عناصر القوة ،وأقواها :علو مبادئها
ومعية ال} :فل تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم العلون وال معكم{)محمد ،(35:وهذا ما أدركه
أعداؤها على أرض الواقع في ميادين الجهاد مما جعلهم يسعون للحوار بزخم غير مسبوق ،وما
ذاك إل ليحصلوا في ميدان الحوار ما عجزوا عنه في ميدان القتال] .أ.د.ناصر العمر[
)"قال تعالى في سورة فاطر} :إنما يخشى ال من عباده العلماء{) (28وقال في سورة البينة:
}أولئك هم خير البرية{ إلى قوله} :لمن خشي ربه{) (8-7فاقتضت اليتان أن العلماء هم الذين
يخشون ال تعالى ،وأن الذين يخشون ال تعالى هم خير البرية؛ فينتج :أن العلماء هم خير
البرية"] .ابن جماعة[
)أيها القلب الحزين :إياك أن تنسى العلي ،كن مثل كليم الرحمن؛ خرج خائفا ،سافر راجل،
اخضر جوعا ،فنادى منكسرا }رب{ فحذف ياء النداء }إني{ لتأكيد المسكنة ولم يقل :أنا} ،لما{
لي شيء }أنزلت إلي{ بصيغة الماضي لشدة يقينه بالجابة فكأنها تحققت} ،من خير فقير{
)القصص ،(24:فكان جزاء هذا النكسار التام :أهل ومال ،ونبوة وحفظا] .د.عصام العويد[
قال بعضهم :هذا من التشبيه العجيب؛ لن اللؤلؤ إذا كان متفرقا كان أحسن في المنظر لوقوع
شعاع بعضه على بعض] .ينظر :تفسير الثعالبي[
)ما أدق وصف ال للشعراء ،تأمل} :ألم تر أنهم{ لغوايتهم }في كل واد{ من أودية الشعر،
}يهيمون{)الشعراء (225:فتارة في مدح ،وتارة في قدح ،وتارة في صدق ،وتارة في كذب،
وتارة يتغزلون ،وأخرى يسخرون ،ومرة يمرحون ،وآونة يحزنون ،فل يستقر لهم قرار ،ول
يثبتون على حال من الحوال }إل الذين آمنوا{)] .(227السعدي[
/4وفيه أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها] .باسل الرشود[
)
فـ"إياك نعبد" الغاية ،و"إياك نستعين" الوسيلة ،فلن تستطيع أن تعبد ال إل بال ،فالبداية من ال
والنهاية إلى ال! فإنا ل وإنا إليه راجعون] .ينظر :العبودية لبن تيمية[
)
إذا أردت النتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلوته وسماعه ،وألق سمعك ،واحضر حضور من
يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ،فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله –صلى ال عليه
وسلم] .-ابن القيم[
)}وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ¤لقد جئتم إدا ¤تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتخر
الجبال هدا{)مريم (90-88:فإذا كانت الجبال تنهد غيرة على التوحيد واليمان ،فكيف بقلب
المؤمن الذي يخاف ال ويرجو رحمته ،فإنه أولى وأحرى] .د.محمد المختار الشنقيطي[
)}صراط الذين أنعمت عليهم{ فيها إشارة وبشارة للمهتدي أنه ليس وحده على هذا الطريق ،وأنه
وإن كان غريبا بين العابثين من البشر فإن طريقه مليء بالصالحين ،الذين حازوا أعلى نعمة،
فليأنس بذلك(.
)يثير البعض جدل حول صحة الثر" :ما نزل بلء إل بذنب ،وما رفع إل بتوبة" ،ومهما تكلم في
سنده ،فمعناه صحيح قطعا ،ألم يتدبر هؤلء قوله تعالى} :وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت
أيديكم ،ويعفو عن كثير{؟)الشورى} (30:وما كان ال معذبهم وهم يستغفرون{)النفال.(33:
]أ.د.ناصر العمر[
)من أحسن ما يفتح لك باب فهم الفاتحة قوله تعالى-في الحديث القدسي" :-قسمت الصلة بيني
وبين عبدي نصفين ،ولعبدي ما سأل ،فإذا قال العبد} :الحمد ل رب العالمين{ قال ال :حمدني
عبدي ,وإذا قال} :مالك يوم الدين{ قال ال :مجدني عبدي ,فإذا قال} :إياك نعبد وإياك نستعين{
قال ال :هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ,فإذا قال} :اهدنا الصراط المستقيم{ -إلى قوله:-
}ول الضالين{ قال ال :هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"،
فإذا تأمل العبد هذا ,وعلم أنها نصفان :نصف ل ,ووصف للعبد ،وتأمل أن الذي علمه هذا هو ال,
وأمره أن يدعو به ويكرره في كل ركعة ,وأنه سبحانه ضمن إجابة هذا الدعاء -إذا دعاه بإخلص
وحضور قلب -تبين له ما أضاع أكثر الناس] .محمد بن عبدالوهاب[
)كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون ,ظن أن ذلك
مخصوص بهم ,مع أن ال أمر بقراءة الفاتحة كل صلة ,فيا سبحان ال كيف يأمره ال أن يستعيذ
من شيء ل حذر عليه منه ,ول يتصور أنه يفعله؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل
بعلمه ،وفي الضالين العاملون بل علم] .محمد بن عبدالوهاب[
)حقيقة الصراط المستقيم هو :معرفة الحق والعمل به؛ لن ال لما ذكره في الفاتحة بين من
انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم ،الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به ،والنصارى الذين
ضلوا عن الحق وعملوا بغيره] .د.محمد الخضيري[
قيل :نزلت في النضر بن الحارث ،كان يشتري أخبار العاجم كـ)رستم واسفنديار( -بعض ملوك
فارس -ويحدث بها قريشا ليستملحوا حديثه ،ويتركوا استماع القرآن] .تفسير الطبري[
ما أشبه الليلة بالبارحة ،فالنضر بن الحارث استبدله بعضهم بدور تنشر كتبا وروايات تفسد
الخلق والعقائد ،وتزهد في نصوص الوحي! (
)من طرق التدبر :تدارس القرآن ،والتدارس ل يكون إل طرفين فأكثر ،فينظرون في آية أو في
سورة أو في موضوع ،ويتبادلون الحديث ،ويرجعون للكتب ،ويسألون أهل العلم ،بحثا عن النفع،
بغير تغالب أو مماراة] .د.عويض العطوي[
/2أن يقرع أسماع الناس التحذير من المنافقين كل جمعة؛ لن ال قال فيها عن المنافقين} :هم
العدو فاحذرهم{ )المنافقون] .(4:ابن عثيمين[
)تأمل في نفرة كثير من غلة المدنية من نصوص القرآن والسنة ،وابتهاجهم بذكر العلم
والمفاهيم الغربية وقارنها بقوله تعالى في سورة الزمر} :وإذا ذكر ال وحده اشمأزت قلوب الذين
ل يؤمنون بالخرة وإذا ُذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون{!)الزمر] .(45:إبراهيم السكران[
)آية الكرسي أعظم آية ،وتدبرها أولى ما يكون ،وقد شرعت قراءتها في مواضع كثيرة" ،ويحق
لمن قرأها متدبرا متفقها ،أن يمتلئ قلبه من اليقين والعرفان واليمان ،وأن يكون بذلك محفوظا
من شرور الشيطان"] .السعدي[
)}ل إله إل هو{ ..فيها نفي وإثبات؛ نفي اللوهية وإثباتها ل وحده ،وهذا من التخلية قبل التحلية،
وقد فصل هذا أيضا في الية التي تليها }فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال فقد استمسك بالعروة
الوثقى ل انفصام لها{)البقرة] .(256:ينظر :تفسير أضواء البيان[
)}ثم لتسألن يومئذ عن النعيم{)التكاثر ,(8:لما اشتغل الكفار بالتكاثر بنعيم الدنيا ولذاتها عن طاعة
ال وشكره ،سألهم عن هذا النعيم يوم القيامة؛ ليبين لهم أن ما ظنوه سببا لسعادتهم هو من أعظم
أسباب شقائهم في الخرة!(
)لما ذكر ال لنفسه صفة الحياة} :الحي القيوم{ ذكر بعدها }ل تأخذه سنة ول نوم{ وفيه معنى
لطيف وهو أن النوم هو الموتة الصغرى ،فنفى عن نفسه السنة والنوم بعد أن أثبت لنفسه كمال
الحياة] .ينظر :تفسير السعدي[
)ل تجزع من اللم ،ول تخف من المعاناة ،فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين ،فإنك إن تعش
مشبوب الفؤاد ،محروق الجوى ،ملذوع النفس ،أرق وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر ،فاتر
ل انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين{)التوبة:
الهمة ،خامد النفس ،وتأمل} :ولكن كره ا ّ
] .(46يوسف المهوس[
)قال ابن عقيل –جوابا لمن سأل عن هدم الجبال وتسوية الرض يوم القيامة :-إنما بني لهم الدار
للسكنى والتمتع ،وجعلها وجعل ما فيها للعتبار والتفكر ،والستدلل عليه بحسن التأمل والتذكر،
فلما انقضت مدة السكنى وأجلهم من الدار خربها لنتقال الساكن منها(.
)ما قال تعالى} :ال ل إله إل هو{ قال بعدها :الحي القيوم ،فبعد أن ذكر استحقاقه للعبودية ذكر
سبب ذلك وهو كماله في نفسه ولغيره ،فل تصلح العبادة إل لمن هذه شأنه} :وتوكل على الحي
الذي ل يموت{)الفرقان" ،(58:ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل يموت"! ]ينظر العبودية لبن
تيمية[
)إن ال ل يهب الحكمة إل إنسانا تعود الحسان في شؤونه ،وتمكن من ضبط نفسه وإحكام أمره
وتسديد خطاه ،ومشى على الصراط المستقيم ،ل تهزمه وساوس الشر ول ترده عن غايته
همزات الشياطين .يقول ال في عبده الصالح يوسف} :ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذالك
نجزي المحسنين{)يوسف] .(22:محمد الغزالي[
)}ل تأخذه سنة ول نوم{ السنة هي النعاس ،وفي نفي النوم بعد نفي السنة :تدرج من نفي العلى
بعد الدنى ،فكأنه قال :ل تأخذه سنة فكيف بالنوم؟ وهذا من بلغة التأكيد] .ينظر:تفسير البقرة
لبن عثيمين[
فإن أي ملك من ملوك الدنيا -مهما كان حرصه على ملكه -ل يمكن أن يبقى بضعة أيام بل نوم!
فسبحان الحي القيوم! (
)من مناسبة قوله تعالى} :له ما في السموات وما في الرض{ بعد التوحيد }ل إله إل هو{ أن
قوله "ما" عام ،فكل ما في السموات والرض ل ،مملوك من مماليكه وعبد من عبيده ،فكيف
يعبد العبد عبدا ول يعبد مالكه؟! ]ينظر :التحرير والتنوير[
)لما قال تعالى} :ال ل إله إل هو{ قال بعدها} :له ما في السموات وما في الرض{ ومن مناسبة
هذا أن القلوب متعلقة بمن يرزقها كما في قول إبراهيم} :إن الذين تعبدون من دون ال ل يملكون
لكم رزقا فابتغوا عند ال الرزق{)العنكبوت ،(17:فدلهم على العبودية من الباب الذي يرغبونه.
]ينظر :أيسر التفاسير للجزائري[
)قال تعالى في عرض النار على الكفار} :وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا{ )الكهف:
.(100
وقال تعالى في عرض الكفار على النار} :ويوم يعرض الذين كفروا على النار) {...الحقاف:
.(20
فهي تقرب إليهم وهم –أيضا -يقربون إليها ،وذلك من زيادة العذاب عياذا بال] .الشنقيطي[
)صفة التدبر أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به ،ويتأمل الوامر والنواهي ،فإن كان مما
قصر عنه فيما مضى استغفر ،وإذا مر بآية رحمة سأل واستبشر ،أو عذاب أشفق وتعوذ ،أو
تنزيه نزه وعظم ،أو دعاء تضرع وطلب] .السيوطي[
)إن أعظم المهام التي تتولها المرأة :المومة ،وقد رعى القرآن حق هذه القائدة الم ،فكرر
ذكرها في سوره المكية والمدنية ،وتدبر جيدا حديثه عن حملها ورضاعها ووهنها وشفقتها،
والمر ببرها ورعايتها ،وتأمل كيف جسد القرآن البر الحقيقي بها ،من غير ربط لذلك بيوم في
العام ،فالم في نفوس أهل القرآن ملء السمع والبصر] .أ.د.إبتسام الجابري[
تأمل كيف قال} :بشيء{ فهو شيء يسير ،لنه ابتلء تمحيص ل ابتلء إهلك] .د.عبدالمحسن
المطيري[
)}وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون{)النحل(68:
تأمل كمال طاعة النحل لربها فل يرى للنحل بيت غير هذه الثلثة البتة ،فالنسان أولى بالطاعة
لربه! ]ابن القيم[
)}يسمع آيات ال تتلى عليه ،ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها{)الجاثية (8:وهذه الصورة
البغيضة -مع أنها صورة فريق من المشركين في مكة -إل أنها تتكرر في كل عصر ،فكم في
الناس من يسمع آيات ال تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها؟! لنها ل توافق هواه ،ول
تسير مع مألوفه ،ول تتمشى له مع اتجاه!(
)}ول يحيطون بشيء من علمه{ لم يقل بعلمه ،فهم ل يحيطون بعلمه ،ول بشيء من علمه ،بل
هم إن علموه فإنما يعلمونه من وجه دون وجه بغير إحاطة] .ينظر :التسهيل لعلوم التنزيل[
)
}وسع كرسيه السماوات والرض{ والكرسي ليس أكبر مخلوقات ال تعالى ،بل هناك ما هو
أعظم منه وهو العرش ،وما ل يعلمه إل هو ،وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الفكار وتكل
البصار ،وتقلقل الجبال ،فكيف بعظمة خالقها ومبدعها ،والذي قد أمسك السماوات والرض أن
تزول من غير تعب ول نصب ،فلهذا قال} :ول يؤوده حفظهما{] .السعدي[
)}له ما في السماوات وما في الرض{ تأمل في أعظم مساحة يملكها تاجر أو حاكم؛ إنها ذرة في
هذا الكون الفسيح! وهي تشير -أيضا -إلى أن ما في أيدي الخلق فمآله إليه!
فتبارك من وسع ملكه وسلطانه السماوات والرض والدنيا والخرة! ]د.عمر المقبل[
)}ففروا إلى ال{)الذاريات (50:هكذا يطمئن المؤمن ،لنه يعرف إلى أين يفر حين تصيبه
مصيبة ،أو يداهمه هم ،فأما في عالم الشقياء فهم يهربون إلى المخدرات ،فل يجدون إل الوبال،
وإلى الشهوات المحرمة ،فل ينالون إل الوبئة التي حرمتهم الشهوات! فأين يذهبون؟! هم وال ل
يدرون! ]د.سفر الحوالي[
)لما احتج قوم عاد بقولهم} :من أشد منا قوة{ قيل لهم} :أولم يروا أن ال الذي خلقهم هو أشد
منهم قوة{)فصلت.(15:
وهكذا كل ما في المخلوقات من قوة وشدة تدل على أن ال أقوى وأشد ،وما فيها من علم يدل على
أن ال أعلم ،وما فيها من علم وحياة يدل على أن ال أولى بالعلم والحياة ،فمن تمام الحجة
الستدلل بالثر على المؤثر] .ابن تيمية[
)قال سفيان الثوري :من أبكاه علمه فهو العالم؛ فإن ال تعالى يقول} :إن الذين أوتوا العلم من قبله
إذا يتلى عليهم يخرون للذقان سجدا{)السراء ،(108:و قال تعالى} :إذا تتلى عليهم آيات
الرحمن خروا سجدًا وبكيا{)مريم.(58:
)في سورة الكهف ضرب ال مثل برجلين جعل لحدهما جنتين ,فتكبر ،فكان عاقبته كبره
الخسار ،ومن اللطائف أن هذه القصة جاءت بعد أمر ال تعالى لنبيه أن يصبر نفسه مع ضعفاء
المؤمنين ،خلفا لكبراء قريش ،الذين تكبروا عن الجلوس معهم ،فكان عاقبتهم الخسار كما كان
عاقبة صاحب الجنتين] .ابن كثير[
)عن أبي حمزة رحمه ال قال :قلت لبن عباس رضي ال عنه :إني سريع القراءة ،إني أقرأ
القرآن في ثلث ،فقال :لن اقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها ،أحب إلي أن أقرأها كما تقرأ.
]رواه البيهقي[
)
}وهو العلي العظيم{ مثل هذه الجملة التي طرفاها معرفتان تفيد الحصر؛ فهو وحده العلي؛ أي
ذو العلو المطلق ،وهو الرتفاع فوق كل شيء؛ و}العظيم{ أي :ذو العظمة في ذاته ،وسلطانه،
وصفاته] .ابن عثيمين[
))هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إل اليوم ..هذا ملك نزل إلى الرض لم ينزل قط إل
اليوم فسلم وقال :أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك :فاتحة الكتاب وخواتيم سورة
البقرة] .(..مسلم[
)من أهم أسباب التحصيل :تقوى ال والحذر من المعاصي ،قال ال سبحانه} :ومن يتق ال يجعل
له مخرجا¤ويرزقه من حيث ل يحتسب{)الطلق.(3:
والمخرج من الجهل من أهم المخارج المطلوبة ،كما أن العلم من أفضل الرزق الذي ينتج عن
التقوى] .ابن باز[
)لما نزلت }وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به ال{ اشتد ذلك على الصحابة فقالوا :قد
أنزلت عليك هذه الية ول نطيقها ،فقال صلى ال عليه وسلم) :أتريدون أن تقولوا كما قال أهل
الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا( فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم،
)فنسخها ال( وأنزل ال في إثرها }آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون{ ]مسلم[.
فتأمل أثر التدبر في وجل الصحابة ،وتأمل بركة تسليمهم لمر ال! (
)
قال الزجاج :لما ذكر ال في سورة البقرة أحكاما كثيرة ،وقصصا ،ختمها بقوله} :آمن الرسول
بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون{ تعظيما لنبيه صلى ال عليه وسلم وأتباعه ،وتأكيدا لجميع ذلك
المذكور من قبل ،وأنهم آمنوا بأخباره وعملوا بأحكامه(.
)شهدت عددا من الكتاب الشباب لزالت خصومتهم مع المتدينين تتمادى بهم ،حتى تورطوا
بمقالت محادة للوحي ،كل ذلك بدافع النكاية بالمتدينين وإغاظتهم فقط! وكنت أظنها صرعة
جديدة حتى قرأت قوله تعالى} :إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا ¤ ...فاتخذتموهم
سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون{! )المؤمنون] .(110-109:إبراهيم السكران[
فيه دليل على تفقد المام أحوال رعيته ،والمحافظة عليهم ،فانظر إلى الهدهد مع صغره :كيف لم
يخف حاله على سليمان ،فكيف بما هو أعظم؟ ويرحم ال عمر فإنه كان على سيرته ،قال :لو أن
سخلة على شاطئ الفرات أخذها الذئب ليسألن عنها عمر] .القرطبي[
)}الرحمن الرحيم{
قال أهل العلم :هذا السمان يفتحان -لمن عقل -أوسع أبواب المحبة ل ،والرجاء فيه ،وتنويع
السمين -مع أن المصدر واحد وهو الرحمة -دليل سعتها ،وفي الحديث القدسي" :أنا عند ظن
عبدي بي"] .صالح آل الشيخ[
)سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه ال ،وهو يعلق على قوله تعالى} :ما عندكم ينفد وما عند ال
باق{)النحل (96:فيقول :كثير من الناس ل ينصرف ذهنه عند قراءة هذه الية إل للمال أو الطعام
ونحوه ،والحق أنها تشمل السمع والبصر وسائر ما عند العباد من أمور حسية ومعنوية] .د.عمر
المقبل[
)جعل ال النار تذكرة للموقين أي المسافرين ،مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين تنبيها
لعباده -وال أعلم -على أنهم كلهم مسافرون ،وأنهم في هذه الدار على جناح سفر ،ليسوا مقيمين
ول مستوطنين] .ابن القيم[
)أمر ال أن نكون مع الصادقين في كل الوقات فقال} :يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وكونوا مع
الصادقين{)التوبة (119:فكم يخسر هذه الية من يتشبه بالكافرين فيما يسمى بـ)كذبة إبريل(؟
ناهيك عن كون الكذب محرما في كل وقت ،فما أشده من خذلن! ]د.محمد الخضيري[
)
}وقالوا سمعنا وأطعنا{ هذه المة أمة اتباع ،فإذا آتاها ال العقل الدال على صدق رسوله وصحة
كتابه :فإنها ل تعارض أفراد الدلة بعقولها ،بل هي تسمع لها وتطيع] .ينظر :فتاوى ابن باز[
هذه من براهين البعث ،لن من لم يعي بخلق الناس ولم يعجز عن إيجادهم الول ل شك في
قدرته على إعادتهم وخلقهم مرة أخرى ،لن العادة ل يمكن أن تكون أصعب من البدء.
]الشنقيطي[
)}آمن الرسول بما أنزل إليه من ربنا والمؤمنون{ ثم قال} :وقالوا سمعنا وأطعنا{ دل أن اليمان
الصحيح يقود إلى العمل ،فهو ليس مجرد معرفة قلبية ،وتصورات ذهنية(.
)
من ارتباط أول سورة البقرة بآخرها مدح ال تعالى في أولها للمتقين الذي يؤمنون بالغيب ،ثم
فصل صفتهم في آخرها بأنهم الرسول ومن معه إذ آمنوا بالغيب من مثل أركان اليمان ،وسمعوا
وأطاعوا.
وذكر في أولها أنهم بالخرة هم يوقنون ،وفي آخرها قالوا} :وإليك المصير{
)
من أول ما يعين على التدبر ،أن يعلم القارئ أنه المقصود بالتلوة ،فإن من تلوة القرآن حق
تلوته :التدبر ،لنه طريق اليمان ،ألم يقل ال تعالى} :الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته
أولئك يؤمنون به{)البقرة] .(121:د.محمد السيد[
)من أول ما نزل بعد )اقرأ( قوله سبحانه} :يا أيها المدثر * قم فأنذر{ ،فانظر كيف قدم ذلك على
تشريع أشياء كثيرة من العبادات وغيرها ،فقف عندها ثم قف ثم قف ،ترى العجب العجيب،
ويتبين لك ما أضاع الناس من أصل الصول ،وهو التوحيد والدعوة إليه] .محمد بن عبدالوهاب[
)قوله تعالى} :ل يكلف ال نفسا إل وسعها{ يستدل بها بعضهم على الترخص ،مع أنها تدل على
العزيمة أيضا ،فيقال :إن ال تعالى لم يكلف نفسا فوق وسعها ،فمعناه أن كل ما كان في وسعه فهو
داخل في التكليف] .ينظر :فتاوى ابن عثيمين[
)}وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند ال وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك{)النساء(78:
هكذا قال المنافقون عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وهذا يتناول كل من جعل طاعة الرسول،
وفعل ما بعث به مسببا لشر أصابه ،إما من السماء وإما من آدمى ،وهؤلء كثيرون] .ابن تيمية[
)}لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت{ فرق بين "الكسب" و"الكتساب" ،فالكسب هو ما حصله
النسان من عمله المباشر وغيره ،فالعبد يعمل الحسنة الواحدة ويجزى عليها عشرا ،وأما
الكتساب فهو ما باشره فحسب ،فلو عمل سيئة لم تكتب عليه إل واحدة ،وذلك من فضل ال
ورحمته] .ينظر :محاسن التأويل[
)ما من اختراع يخطر ببالك من المخترعات الحديثة -كالمركبات ووسائل التصال وغيرها -إل
وقد أشار إليه القرآن ،تأمل قوله تعالى} :ويخلق ما ل تعلمون{)النحل.(8:
وبفهم هذه العمومات يدرك المتدبر سعة معاني كلم ال تعالى ،وكيف تدخل آلف الشياء
والمعاني في جملة قصيرة] .ينظر :تعليق السعدي على الية[
أمر ال نبيه بالتشاور ،فوال ما تشاور قوم بينهم إل هداهم ال لفضل ما بحضرتهم] .الحسن
البصري[
)
}واعف عنا واغفر لنا وارحمنا{ في الحديث القدسي أن ال تعالى قال) :قد فعلت(.
وانظر إلى ترتبها :فالعفو طلب إسقاط العقوبة ،ثم تدرج منه إلى المغفرة ،وهي طلب الستر )وقد
تسقط العقوبة ول يستر الذنب( ،ثم تدرج منه إلى الرحمة ،وهي كلمة جامعة لنواع من الخير
والحسان ،فالحمد ل الذي ل أعظم من رحمته(.
)
}ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا{
جمع ال في هذه الية بين ترك المر وارتكاب النهي؛ لن المراد بالنسيان هنا :الترك؛ فالنسيان
أن يترك الفعل لتأويل فاسد ،والمراد بالخطأ :أن يفعل الفعل لتأويل فاسد.
قال الفضيل بن عياض" :الكنود الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة ،ويعامل ال على عقد
عوض".
)
}أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين{.
يا لها من كلمة تبعث في نفس المؤمن القوة والسعي في الخذ بالسباب في دفاع الكفار الذين ما
فتئوا يحاربون المسلمين في عقائدهم وأخلقهم وأموالهم وديارهم ،فمهما عظمت جنودهم فال
مولنا ول مولى لهم!(
)
كرر الية التي تجد قلبك قد انفتح لها ،وخشع معها ،فقد قام نبيك صلى ال عليه وسلم بآية واحدة
حتى أصبح} :إن تعذبهم فإنهم عبادك ...الية{)المائدة.(118:
وكان أحد العامة ،يقرأ قوله تعالى} :أفي ال شك فاطر السماوات والرض{؟)إبراهيم (10:فما
زال يرددها كثيرا ،وكلما قرأها قال :ل وال يا رب ما فيك شك! فبكى وأبكى من كان يسمعه(.
)
في الحديث أنه عليه الصلة والسلم بكى حتى بل لحيته وبل الرض! وقال :لقد أنزلت علي
الليلة آية ،ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها! }إن في خلق السماوات والرض…{
)
الحاطة بمقصود سورة البقرة كنز ،وهو مضمن في الكنزين العظيمين في آخرها ،فالسورة كلها
في )الوحي وموقف الناس منه( وأول اليتين الخيرتين :في الصول الخمسة التي تتابع عليها
وحي السماء ،وموقف أهل اليمان منها ،وأما آخرهما :فهي في الوحي المحمدي وما خصنا
الكريم به] .د,عصام العويد[
)}يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة{)الحجرات.(6:
في هذا الية قاعدة من قواعد تدقيق الخبار ،ومن أولى ما يكون تبين ما تنشره بعض وسائل
العلم عن أهل الحسبة ،فمع إمكانية وقوع الخطأ من كل أحد ،أل ينبغي التبين في أخبار تلك
الوسائل:
)
}ويتفكرون في خلق السموات والرض{)آل عمران.(191:
تأمل كيف جاء الثناء عليهم بصيغة الفعل المضارع )يتفكرون( التي تدل على الستمرار ،فالتفكر
ديدنهم ،وليس أمرا عارضا.
بهذه الية وأمثالها -التي تدل على أن الغيب ل يعلمه إل ال -أغلق القرآن جميع الطرق التي يراد
بها التوصل إلى شيء من علم الغيب غير الوحي ،وأن ذلك ضلل مبين ،وبعضها قد يكون
كفرا"] .الشنقيطي[
يقول عامر بن عبد قيس :سمعت غير واحد من الصحابة يقولون" :إن نور اليمان في التفكر".
ومع أنها وسيلتنا العظم لمعرفة الرب إل أن إعراضنا عنها عجب ،وهذا مصداق خبر ال حين
خص فقال} :ليات لولي اللباب{] .د.عصام العويد[
)قال سلمان الفارسي رضي ال عنه" :الصلة مكيال من وفى وفي له ،ومن طفف فقد علمتم ما
قال ال في المطففين"!
وهذا من عمق علم السلف بالقرآن ،حيث عمم معنى الوعيد الوارد في قوله تعالى} :ويل
للمطففين{! ولم يقصره على التطفيف في البيع والشراء فحسب(.
)قارن :كيف ذم ال تعالى من ل يعتبر بمخلوقاته الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدره وآياته:
}وكأين من آية في السماوات والرض يمرون عليها وهم عنها معرضون{)يوسف (105:ومدح
عباده المؤمنين} :لولي اللباب الذين يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق
السماوات والرض{ قائلين} :ربنا ما خلقت هذا باطل{] .ابن كثير[
)طلب بعض الولة رجل ،فأفلت منه ،فأخذ أخاه وقال له :إن جئت بأخيك وإل ضربت عنقك ،قال
الرجل :أرأيت إن جئت بكتاب من أمير المؤمنين ،تخلي سبيلي؟ قال الوالي :نعم ،قال الرجل :فأنا
آتيك بكتاب من العزيز الرحيم ،وأقيم عليه شاهدين :موسى وإبراهيم!} :أم لم ينبأ بما في صحف
موسى ¤وإبراهيم الذي وفى ¤أل تزر وازرة وزر أخرى{)النجم (28-36:قال الوالي :خلوا
سبيله ..هذا رجل لقن حجته! ]ينظر :الوافي بالوفيات[
)إلى الباحثين عن ميادين الجهاد ،إليكم ميدانا ل تتوقف فيه هذه العبادة ما دام في الرض حق
وباطل ،إنه جهاد أهل الباطل بالقرآن} :وجاهدهم به جهادا كبيرا{)الفرقان.(52:
يقول العلمة السعدي" :فهذا فرض عين على كل مسلم أن يقوم بما يقدر عليه ويعلمه ،وعلى أهل
العلم من ذلك ما ليس على غيرهم"(.
)
}الذين يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهم{
"وإذا كان هذا في الذكر الذي هو مقصود في التعظيم؛ فالفتوى جالسا أو مضجعا لحاجة الناس
من باب أولى"] .د.عبدالكريم الخضير[
)نشرت الصحف اليوم تقريرا حديثا يفيد عن وجود حالة انتحار كل ٤٠ثانية!
وأهل القرآن ل يحتارون في تفسير مثل هذه الظاهرة ،فقد أيقنوا بقول ربهم} :ومن أعرض عن
ذكري فإن له معيشة ضنكا{)طه ،(124:وتدبروا قول من أسباب السعادة كلها بيده} :ومن يرد
أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء{)النعام.(125:
)قوله تعالى} :ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب النار{ فيه تعليم العباد كيفية الدعاء
وآدابه ,وذلك أن من أراد الدعاء فليقدم الثناء ,ثم يذكر بعده الدعاء ,كهذه الية] .ابن عادل
الحنبلي[
)
على متدبر كتاب ال أن يبحث في معاني الكلمات الواردة فيه بحثا لغويا ،وكيف استعملها العرب،
وكيف استعملت وقت نزول القرآن ،ل وفق ما تطورت إليه الكلمة بعد انقطاع الوحي ،فإن ذلك
من شأنه أن يساعد -بتوفيق ال -على فهم المعنى ،وأن يكون تدبره أقرب إلى الصواب.
]عبدالرحمن الميداني[
)إن فيما عاناه موسى من الدأب والسفر والصبر على العلم ،مع محل موسى من ال وموضعه من
كرامته وشرف نبوته :دللة على ارتفاع قدر العلم ،وعلو منزلة أهله ،وحسن التواضع لمن
يلتمس منه] .الخطيب البغدادي[
)}قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول{)هود} ،(51:وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي
آذانهم وقرا{)النعام.(25:
تدبر ما ذكره ال عن أعداء الرسل من نفي فقههم وتكذيبهم ،تجد بعض ذلك فيمن أعرض عن
ذكر ال ،وعن تدبر كتابه واتبع ما تتلوه الشياطين وما توحيه إلى أوليائها] .ابن تيمية[
)
}ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته{
ليس الخزي أن تدعو ،وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر فل يستجاب لك ،أو ترد دعوتك ،أو تهان
أمام عشرة أو مائة ،بل الخزي هو الغضب من أعظم عظيم ،والعذاب الليم ،أمام جميع العالمين
من الولين والخرين(.
)
}فاستجاب لهم ربهم{ جاءت هذه الية بعد أن دعوا ربهم بخمس دعوات عظيمات ،قال الحسن:
"ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم".
وكم يربح ويسعد من فتح له باب الدعاء ،ومناجاة موله الذي يحب الملحين في الدعاء!
]ينظر :القرطبي[
)
}ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي لليمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا {..فيها فوائد:
/4التوسل إلى ال بالعمال الصالحة ،وأعظمها :اليمان به ،وذلك من أدب الدعاء.
)في قوله تعالى} :إن هو إل ذكر للعالمين ,لمن شاء منكم أن يستقيم{)التكوير (28-27:إشارة إلى
أن الذين لم يتذكروا بالقرآن ما حال بينهم وبين التذكر به إل أنهم لم يشاءوا أن يستقيموا ،بل
رضوا لنفسهم النحراف ،ومن رضي لنفسه الضلل حرم من الهداية} :فلما زاغوا أزاغ ال
قلوبهم وال ل يهدي القوم الفاسقين{)الصف] .(5:ابن عاشور[
)
عن أبي الدرداء قال :ما من مؤمن إل الموت خير له وما من كافر إل الموت خير له ،فمن لم
يصدقني فإن ال يقول} :وما عند ال خير للبرار{ ويقول} :ول يحسبن الذين كفروا أنما نملي
لهم خير لنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين{ ]الدر المنثور[.
)عقلء الغرب يعترفون بأهمية النظام المصرفي السلمي وبعض أبناء المسلمين ممن يدير دفة
القتصاد يرى النظام الرأسمالي الربوي كالدم لجسم النسان ،فأذهبوا أموالهم وأموال المسلمين،
فتدبر} :الم تر إلى الذين بدلوا نعمة ال كفرا وأحلوا قومهم دار البوار{؟! )إبراهيم.(28:
]أ.د.ناصر العمر[
)}ثوابا من عند ال{ أضافه إليه ونسبه إليه ليدل على أنه عظيم؛ لن العظيم الكريم ل يعطي إل
جزيل كثيرا] .ابن كثير[
}أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم
ومماتهم ساء ما يحكمون{)الجاثية.(21:
كان الفضيل بن عياض -إذا قرأ هذه الية -يقول لنفسه :ليت شعري! من أي الفريقين أنت؟!
)ما أروع القرآن حين يكون مؤثرا في حياتنا كلها ،ومفزعا لحل مشاكلنا!
شكى مسؤول للشيخ ابن باز -رحمه ال -عقبات يجدها في عمله ،فأخذ الشيخ بيده وعقد أصابعه
واحدا واحدا عند كل أمر من هذه الوامر التي ختمت بها السورة} :يا أيها الذين آمنوا اصبروا،
وصابروا،
ورابطوا،
)ذكر ال ضعف الكفار في الدنيا }ل يغرنك تقلب الذين كفروا في البلد ¤متاع قليل{ ومصيرهم
في الخرة} :ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد{ ثم عقبه بقوله} :لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات
تجري من تحتها النهار خالدين فيها نزل من عند ال وما عند ال خير للبرار{ لتختار أي
الفريقين! ]ابن كثير[
)دقتك في الجواب على السؤال التالي له أثر بالغ في النتفاع بهذا المفتاح من مفاتيح التدبر!
يقول ابن القيم:
"فانظر محبة القرآن من قلبك ،والتذاذك بسماعه أهي أعظم من التذاذ أصحاب الملهي والغناء
المطرب بسماعهم؟ فإن من المعلوم أن من أحب محبوبا كان كلمه وحديثه أحب شيء إليه"(.
)الضلل يكون من غير قصد من النسان إليه ،والغي كأنه شيء يكتسبه النسان ويريده ،فنفى
ال تعالى عن نبيه صلى ال عليه وسلم هذين الحالين ،فل هو ضل عن جهل ،ول غوى عن
قصد ،تأمل} :ما ضل صاحبكم وما غوى{)النجم] .(2:ابن عطية[
)الحتراز عن المور الضارة ،وكتمان السر الذي تضر إذاعته ضررا عاما أو خاصا ،كل ذلك
من كمال العقل ،تأمل قوله جل وعل} :فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ...وليتلطف ول
يشعرن بكم أحدا{)الكهف] .(19:ينظر :السعدي[
)كان نبينا يقرن بين سورة الكافرون والخلص في مواضع ،ففي سورة الخلص التوحيد
القولي العلمي ،وفي سورة الكافرون التوحيد القصدي العملي} :ل أعبد ما تعبدون{ .وبهذا يتميز
من يعبد ال ممن يعبد غيره وإن كان كلهما يقر بأن ال رب كل شيء] .ابن تيمية[
)شرعيتنا مبرهنة ،ففي كل جزئية من جزئياتها تتبعها الحجة ،ودليل من كتاب أو سنة ،ل نقول:
اعتقد وأنت أعمى ،لما قال اليهود والنصارى كما حكى ال عنهم في سورة البقرة} :وقالوا لن
يدخل الجنة إل من كان هودا أو نصارى{ قال ال} :قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين{)البقرة:
] .(111د.عمر العيد[
)تتابع العقوبات واليات على الكافرين في ديارهم أو حولها جزاء بما كسبوا وإنذارا وتخويفا
لغيرهم من الناس :فأوبئة ،وأعاصير ،وزلزل ،وخسائر مالية ،وصدق ربنا} :ول يزال الذين
كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد ال{)الرعد،(31:
ولكن} :وما تغني اليات والنذر عن قوم ل يؤمنون{!!)يونس] .(101:د.محمد الخضيري[
)إذا أردت أن تعرف قيمة عمل القلب ،ومنزلته عند ال ،فتأمل هذه الية} :لقد رضي ال عن
المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم{ فماذا ترتب على صدقهم وإخلصهم؟
)
}يا أيها الكافرون{ فيه تصريح بكفرهم وتسميتهم بتسمية ال لهم ،وبعضهم يتخاذل فل يستطيع
أن يسميهم إل لقب )الخر(!
)}ول أنا عابد ما عبدتم ¤ول أنتم عابدون ما أعبد ¤لكم دينكم ولي دين{.
فل تلفيق ول ترقيع ،فالمادة الولى :الصفاء وتوحيد المنهج ،وإل فلن يعجز نبينا -صلى ال عليه
وسلم -عن جمع العرب بفكرة اقتصادية أو أدبية أو فكرية ،أو حزب شعبي أو طموح أرضي.
]د.عائض القرني[
)
من طرق التدبر أن تقرأ القرآن آية آية ،ثم ترجع للية كلمة كلمة ،وما يشكل معناه من اللفاظ
تبحث عنه في كتب التفاسير الموثوقة ،أو كتب غريب القرآن لنها أيسر ،فتحلل معناها تحليل
لفظيا؛ لتفهم المعنى ،ثم بعد ذلك تنظر في معاني الية الكلية] .د.عبدالكريم الخضير[
)لما احتضر أبو بكر رضي ال عنه ،تمثلت عائشة -رضي ال عنها -ببيت من الشعر ،فكشف أبو
بكر عن وجهه وقال :ليس كذا ،ولكن قولي} :وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه
تحيد{)ق!(19:
إنها لعبرة ..في سكرات الموت ل يتحدث النسان إل بما امتل به قلبه ،فتفقد قلبك يا عبدال!(
)سورة الكافرون تضمنت نفي العبودية للطاغوت من معبودات الكفار ،فتضمن معنى النفي في
)ل إله( ،وسورة الخلص تضمنت توحيد ال تعالى فتضمنت معنى الثبات )إل ال(.
]د.عبدالعزيز قاري[
)سورة الخلص ثلث القرآن كما صح الحديث؛ لن علوم القرآن ثلثة :توحيد وأحكام وقصص،
وقد اشتملت هذه السورة على تقرير التوحيد تمام التقرير فهي ثلث القرآن] .ابن جزي[
)انتبه!
ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب ،ليس بعمل صالح كما قال تعالى} :يقولون بألسنتهم ما
ليس في قلوبهم{)الفتح] ,(11:محمد بن عبدالوهاب ،في معرض حديثه عن خطورة قراءة الفاتحة
من غير حضور قلب[
)}ل أعبد ما تعبدون{ في حالتي هذه} ،ول أنا عابد ما عبدتم{ في المستقبل ،ففيه من قوة العبارة
والثقة ما يقطع محاولتهم بأن يتنازل عند دينه] .ينظر :تفسير ابن كثير[
)رأيت الخلق يقتدون أهواءهم ،ويبادرون إلى مرادات أنفسهم ،فتأملت قوله تعالى} :وأما من
خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ¤فإن الجنة هي المأوى{ )النازعات (40،41:وتيقنت أن
القرآن حق صادق ،فبادرت إلى خلف نفسي وتشمرت بمجاهدتها ،وما متعتها بهواها ،حتى
ارتاضت بطاعة ال تعالى وانقادت] .حاتم الصم[
قال شوقي:
ويكثر هذا في :أماكن العمل المختلطة حسا أو معنى :كالمستشفيات ،وبعض المنتديات ومواقع
الشبكات.
ومن أعظم ما يقطع هذه الخطى الشيطانية تذكر} :ولمن خاف مقام ربه جنتان{)الرحمن(.(46:
)
}لم يلد ولم يولد{
فيها رد على أكثر فرق الضللة ،وعلى رأسهم اليهود الذين يقولون :عزير ابن ال ،والنصارى
الذين يقولون :المسيح ابن ال ،وغيرهم من فرق الضلل] .ينظر :مجموع الفتاوى لبن تيمية[
)}قل هو ال أحد{
لم يخبر أنه أحد في أي شيء؟ فدل على العموم :فهو أحد في ربوبيته ،فل أحد يخلق ويرزق
ويملك غيره ،وأحد في ألوهيته فل يجوز أن يعبد أحد غيره ،وأحد في صفاته المنفرد بالكمال،
الذي له السماء الحسنى ،والصفات الكاملة العليا ،والفعال المقدسة] .ينظر :تفسير السعدي[
)
}قال هو ال أحد ¤ال الصمد{ ربما ظن بعضهم أن السياق أن يقول) :هو ال الحد الصمد(،
ولكنها فصلت عن التي قبلها؛ لن هذه الجملة مسوقة لتستقر في النفوس ،ولتعظم ،فكانت جديرة
بأن تكون كل جملة مستقلة بذاتها] .ابن عاشور[
يقول أحدهم-وهو من أغنياء الرياض:-ل زلت أذكر ضعفاء الناس منذ أكثر من ثلثين سنة
يقولون:التعليم الديني ليس له مستقبل ول وظائف ،يتألون على ال ،وقد تخرجت من كلية شرعية
وترقيت بحمد ال ،وما ما زلنا نرى الناس كذلك ،ومن لم يجد وظيفة فكم ممن له تخصص دنيوي
لم يجد كذلك ،فالرزق بيد ال ،وكل يدخل ما هو أنسب له(.
)ذكر ال التجارة في معرض الحط من شأنها حيث شغلت عن طاعة} :وإذا رأوا تجارة أو لهوا
انفضوا إليها وتركوك قائما{)الجمعة (11:ولما أخذوا بأدب الشريعة في إيثار الواجبات الدينية،
ذكرها ولم يهضم من حقها شيئا ،فقال سبحانه} :رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال{
)النور] .(37:محمد الخضر حسين[
بعض الصحف نشرت اليوم خبرا عن بعض الهزات الرضية التي أصابت منطقة المدينة
النبوية ,ودعت المواطنين لخذ أسباب الحذر.
وللسف ففوق هذا الخبر مباشرة خبر آخر يتضمن صور نساء متبرجات!
)النسان إذا أحس بالمانة التي يتحملها ،وبجسامة التوقيع عن رب العالمين ،أحس بخطر
الفتوى ،ولم يلق الكلم على عواهنه ،فإن ال تعالى يقول} :قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر
منها وما بطن والثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بال ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على
ال ما ل تعلمون{)العراف] .(33:محمد الحسن الددو[
)إنك قد ل تتعجب أن يدعي الغيب بعض السحرة ،أو من ينتسب إلى مذهب ضال يتكسب من
ورائه ،وربما غلف دعواه تلك باسم الدين ،لكن تتعجب ممن يصدق هؤلء في كذبهم ،وهم
يقرؤون قول ربهم} :عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحدا ¤إل من ارتضى من رسول{)الجن:
} (27 ،26أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها{؟
)}يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولدكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا
فإن ال غفور رحيم{)التغابن.(14:
في الية عزاء لمن بلي بزوج مؤذ أو ولد عاق فصبر على أذاهما ،وعفا وصفح عن زلتهما،
وفي موعود ال من الغفران ما يهون عليه ذلك] .القصاب[
فهل لنا أن يكون ال تعالى –الذي ل مثل له -أول من نلتفت إليه في كل حاجة نحتاجها في شدة أو
رخاء أو رغبة أو رهبة؟ (
)من أراد حسن التدبر فليكن له عناية بأسباب النزول وبالسيرة والتاريخ ،فإن فيها عيشا مع
القرآن.
قال الحسن البصري" :وال ما أنزل ال آية إل أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها".
)ما أنعم ال على عبد نعمة ،فانتزعها منه ،فعاضه من ذلك الصبر إل كان ما عاضه ال أفضل
مما انتزع منه ،ثم قرأ} :إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب{)الزمر] .(10:عمر بن
عبدالعزيز[
)تدبر :كيف أن الرجل الصالح قد يصل إلى درجة الظالمين ،عندما يطرد الصالحين من مجلسه
أو يؤذيهم؟ }ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه- {...إلى أن قال:-
}فتطردهم فتكون من الظالمين{)النعام] .(52:المام محمد بن عبدالوهاب[
)اليمان والعمل الصالح من أعظم ما يضبط مسار المعاملت المالية ،ألم يقل ال تعالى} :وإن
كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات{)ص (24:فأين
دعاة الفصل بين الدين والحياة؟ ]د.عمر المقبل[
)اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوق قائمة ،والثمن موجود ،والبضائع رخيصة ،وسيأتي على تلك
السوق والبضائع يوم ل تصل فيه إلى قليل ،ول كثير }ذلك يوم التغابن{)التغابن ،(9:وذلك يوم
}يعض الظالم على يديه{)الفرقان] .(27:ابن القيم[
سألت هذه المرأة الصالحة أن يكون البيت عند ربها قبل أن تسأله أن يكون في الجنة ،أو أن
تقتصر عليه ،وقد جعلها ال مثل للمؤمنين ،وشهد لها نبينا بالكمال ،وأنها من خير نساء العالمين،
فهل دعونا بمثل ذلك؟ ]أ.د.ناصر العمر[
المخلص ل ذاق من حلوة عبوديته ما يمنعه من محبة غيره؛ إذ ليس عند القلب السليم أحلى ول
ألذ ،ول أطيب ول أسر ،ول أنعم :من حلوة اليمان المتضمن عبوديته ل ،وذلك يقتضي انجذاب
القلب إلى ال ،فيصير القلب منيبا إلى ال ،خائفا منه ،راغبا ،راهبا ،كما قال تعالى} :كذلك
لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين{)يوسف.(24:
)كم من شخص يتشوف إلى الدرجات العالية التي ل يقدر أن يقوم بحقوقها؛ فيكون وصوله إليها
وبال في حقه -وهذا في أمر الدنيا -كما قال تعالى} :ومنهم من عاهد ال لئن آتانا من فضله
لنصدقن ولنكونن من الصالحين ¤فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ¤فأعقبهم
نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه{)التوبة] .(76 ،75:ابن تيمية[
)رأيت الناس يذم بعضهم بعضا ،ويغتاب بعضهم بعضا ،فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال
والجاه والعلم ،فتأملت في قوله تعالى} :نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا{)الزخرف:
(32فعلمت أن القسمة كانت من ال في الزل ،فما حسدت أحدا ،ورضيت بقسمة ال تعالى.
]حاتم الصم[
)المنافق يخوف بالناس ،والمؤمن يخوف بال ،تأمل} :لنتم أشد رهبة في صدورهم من ال{
)الحشر] .(13:القصاب[
)إذا ضممت قوله تعالى} :قال يا ابن أم ل تأخذ بلحيتي ول برأسي{)طه (94:إلى قوله سبحانه
-لما ذكر جملة من النبياء ومنهم هارون} :-أولئك الذين هدى ال فبهداهم اقتده{)النعام(90:
تبين لزوم إعفاء اللحية ،وعدم حلقها؛ لن هارون من النبياء الذين أمر نبينا -صلى ال عليه
وسلم -بالقتداء بهم ،وأمره -صلى ال عليه وسلم -بذلك أمر لنا] .الشنقيطي[
هذا تأديب عجيب ،أي :ل تعرض عنهم إعراض مستهين عن ظهر الغنى والقدرة فتحرمهم،
وإنما يجوز أن تعرض عنهم عند عجز يعرض وعائق يعوق ،وأنت عند ذلك ترجو من ال فتح
باب الخير لتتوصل به إلى مواساة السائل ،فإن قعد بك الحال }فقل لهم قول ميسورا{] .القرطبي[
)من العجاز اللفظي في القرآن} :وإن يمسسك ال بضر فل كاشف له إل هو ،وإن يردك بخير
فل راد لفضله{)يونس.(107:
ففي الضر قال) :يمسسك( بينما قال في الخير) :وإن يردك(؛ لن الشياء المكروهة ل تنسب إلى
إرادة ال؛ ولن الضرر عند ال ليس مرادا لذاته بل لغيره؛ ولما يترتب عليه من المصالح ،بينما
الخير مراد ل بذاته ،ومفعول له] .ابن عثيمين[
)"المطربة القديرة فلنة تحكي تجربتها ،..مسرحية من بطولة الفنان ،..الفلم العالمي"..
عناوين براقة يطالعنا بها العلم ،تفتشها فل تجد شيئا ،فأي مقدار وأي بطولة؟ وصدق ال:
}يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا{)النعام.(112:
)
التدبر مهارة ،يمكن التدرب عليها إذا تخيلت نفسك طالبا والستاذ يقول لك :استنبط من الية
عشر فوائد بدون الرجوع إلى أحد] .د.عبدال السكاكر[
)
اشتملت سورتا الفلق والناس على ثلثة أصول للستعاذة/1 :نفس الستعاذة،
/2المستعاذ به،
/3المستعاذ منه،
فبمعرفة ذلك تعرف شدة الضرورة إلى هاتين السورتين ،وأن حاجة العبد إليهما أعظم من حاجته
إلى النفس والطعام والشراب واللباس] .ابن القيم[
)
}قل أعوذ برب الفلق{ في الستعاذة بهذه الصفة تفاؤل ،وتذكير بالنور بعد الظلمة ،والسعة بعد
الضيق ،والفرج بعد النغلق ،والفلق كل ما يفلقه ال تعالى ،كالنبات من الرض والجبال عن
العيون ،والسحاب عن المطر ،والرحام عن الولد ،والحب والنوى وغير ذلك ،وكله مما يوحي
بالفرج المشرق العجيب] .أبو السعود العمادي[
)}إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد{)ق (17:أي الملكين الذين يكتبان الحسنات
والسيئات ،وفي بعض الثار :أنت تجري في معصية ال وفيما ل يعنيك ،أل تستحي من ال ول
منهما؟! ]ابن عجيبة الفاسي[
)ما يحدث في بعض مدن وقرى منطقة المدينة وما حولها من زلزل ،إنما هي بقدر ال ،ومن
أعظم ما يسلي المؤمن -وهو يعيش هذه المصيبة أو يسمع عنها -علمه ويقينه بذلك ،فإن هذا مما
يطمئن القلب ،كما قال تعالى} :ما أصاب من مصيبة إل بإذن ال ،ومن يؤمن بال يهد قلبه{
)التغابن (11:قال بعضهم :يهد قلبه ،ويهدأ قلبه(.
)لم يرد في القرآن تحريم لحم حيوان باسمه إل الخنزير ،مع أنه لم يكن كثيرا بأرض العرب،
أليس هذا غريبا؟
إن الغرابة تزول حين نعلم أن الخنزير اليوم من أكثر الطعمة انتشارا في الرض..
)تأمل خلق الرض حين خلقت ساكنة؛ ليتمكن الخلق من السعي عليها ،والجلوس لراحتهم
ونومهم ،والقيام بأعمالهم ،ولو كانت رجراجة لم يستطيعوا على ظهرها قرارا ،ول ثبت لهم
عليها بناء ،ول أمكنهم عليها صناعة ول تجارة ول حراثة ،واعتبر ذلك بما يصيبهم من الزلزل،
كيف تصيرهم إلى ترك منازلهم والهرب عنها ،وقد نبه ال على ذلك بقوله} :وألقى في الرض
رواسي أن تميد بكم{)النحل] .(15:ابن القيم[
)
}ومن شر غاسق إذا وقب{ أي الليل إذا دخل ،ومن تأمل أنواع الشرور وجد أكثرها في الليل،
وفيه انتشار الشياطين ،وأهل الغفلة والبطالة ،فحري بالمسلم اغتنامه بالعبادة ،وتجنب السهر فيما
ل ينفع ،وخصوصا في السواق ونحوها] .ينظر :تتمة أضواء البيان[
)
}قل أعوذ برب الفلق ¤من شر ما خلق{ هل رأيت شيئا يبعث الطمأنينة والمن من الشرور مثل
هذا؟ إنك ل تستعيذ من شيء بشيء أعظم ممن خلقه!(
)}فإنه رجس{)النعام.(145:
الخنزير مرتع خصب لكثر من أربعمائة وخمسين مرضًا وبائيًا ،و هو يقوم بمهمة الوسيط في
نقل سبعة وخمسين منها إلى النسان ،وأصيبت أوروبا بسببه سنة )1918م( بوباء مشابه سمي:
)النفلونزا السبانية( قتل قريبا من مائة مليون ،وتأثرت بعض بلدنا ومات كثير حتى سميت تلك
سنة الرحمة )سنة 1337هـ(.
)يحزنك أن بعض المتحدثين في العلم يسعى لتهوين أمر الزلزل بربطه بعوامل جيولوجية
وأسباب المادية ،في تهميش غريب للسبب الشرعي الذي دل عليه قول مرسل هذه اليات} :وما
نرسل باليات إل تخويفا{)السراء (59:فأين هؤلء من هذا الحصر) :إل تخويفا(؟
إنها آية لم يشهد بلدنا مثلها ،حيث بلغت الهزة 5.7درجات ،وأوقفت الدراسة في عدد من
المدارس ،ومؤشرات عن ثوران بركان جبل أبو نار ،فمتى نعتبر؟ (
)منذ شهر تقريبا وربنا يستعتبنا بهذه الزلزل التي تزداد شيئا فشيئا؛ ولم نؤخذ على حين غرة؛
لعلنا نتوب ونستغفر}:وما كان ال معذبهم وهم يستغفرون{)النفال .(33
هذا وقت تضرع والتجاء،فإن ال يقول}:ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء
لعلهم يتضرعون ،فلول إذجاءهم بأسنا تضرعوا{ ولنحذر من تتمتها} :ولكن قست قلوبهم وزين
لهم الشيطان ماكانوا يعملون{)النعام ] .(43-42د.محمد العواجي[
)
مما يعين على التدبر :أن يربط النسان الحداث التي تمر به بكتاب ال.
مثال :في الهزات الرضية التي أصابت إخواننا :اجمع اليات التي حوت لفظ )الزلرلة ،الرجفة،
البأساء ،البتلء (..ونحوها ،واقرأها في ضوء الواقع ،تجد لها معاني لم تنكشف لك وقت المن.
ولقد أبدع العلمة الشنقيطي في تفسيره لقوله تعالى} :والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان
بين ذلك قواما{)الفرقان ،(67:حيث ذكر الصول الربعة للقتصاد ،واستدل لكل أصل من
القرآن ،فراجعها وفقك ال (
هذا جواب لقريش عندما سألوا عن ذي القرنين فأجابهم أنه سيقتصر على ما تمس الحاجة إليه،
مما يكون به التذكر والعبرة ،دون الخوض في تفاصل ل داعي لها أو فائدتها قليلة ،فهل يعي ذلك
كثير من الدعاة والخطباء حيث تجد الحشو الممل والستطرادات الخارجة عن الموضوع؟
]أ.د.ناصر العمر[
)ما أعظم الستعاذة بهذه الصفة العظيمة )رب الفلق( وما تشتمل عليه من قوة وغلبة وسلطان
على ظلمات الشرور والسحرة والحاسدين.
وتأمل لفظة الفلق ،وما يقابلها من انغلق الليل ،وانغلق عقد السحرة ،وانغلق قلوب الحاسدين(.
)في سورة الفلق يستعيذ القارئ بصفة الربوبية مرة واحدة من أربعة أشياء ،بينما يستعيذ في
سورة الناس بثلث صفات ل جل وعل من شر شيء واحد -وهو الشيطان -وما ذاك إل لشدة
خطر الشيطان ،فهل استشعرنا عظمة صفات ربنا ونحن نستعيذ به من عدونا؟ ]ينظر :تفسير ابن
كثير[
)ذكر ال تعالى في سورة الناس صفة اللوهية والربوبية والملك ،كما ذكرها في سورة الفاتحة:
}الحمد ل رب العالمين ..مالك يوم الدين{ ومن اللطائف أنهما أول سورة وآخر سورة ،فينبغي
لمن نصح نفسه أن يعتني بمعاني هذه الصفات] .محمد بن عبدالوهاب[
)تفخر أكبر مراكز الحصاء العالمية بجمع المعلومات في جانب معين ،ويفوتها أنواع كثيرة من
المعرفة ،ول تتجاوز بضعة قرون من الزمن ،وربما بنت معلوماتها المستقبلية على توقعات
تصيب وتخطئ ،وكل هذا يتضاءل جدا حين يقرأ المؤمن كلم ربه الذي أثنى على نفسه فقال:
}وأحاط بما لديهم ،وأحصى كل شيء عددا{)الجن ،(28:فل ماض ول حاضر ول مستقبل
يخرج عن هذه الية] .د.عمر المقبل[
)اقترن الحاسد و الساحر في السورة؛ لن مقصد هما الشر للناس ،والشيطان يقارن الساحر
والحاسد ويحادثهما ويصاحبهما ،ولكن الحاسد تعينه الشياطين بل استدعاء منه للشيطان ،وأما
الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه؛ فلهذا وال أعلم قرن في السورة بين شر
الحاسد وشر الساحر.
قرن في السورة بين شر الحاسد وشر الساحر؛ لن الستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من
شياطين النس والجن ،فالحسد من شياطين النس والجن والسحر من النوعين ،وبقي قسم ينفرد
به شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب فذكره في سورة الناس(.
)}ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون{)المؤمنون (76:هذا نموذج لصنف
من الناس الذين تصيبهم المصائب والنكبات والعذاب ،ولكن قلوبهم قاسية ل تتأثر ،نسأل ال
العافية] .ابن عثيمين[
)}الذي يوسوس في صدور الناس{ علق الوسوسة هنا بالصدر ،الذي هو موضع القلب ،وهو
محل العقل والتقوى والصلح والفساد ،فحري بالعبد أن يطهر قلبه ،وما تطهرت القلوب بمثل
ذكر ال وتدبر كتابه والخلص له والتوبة إليه] .عطية سالم[
)قال سليمان عليه السلم} :رب اغفر لي وهب لي ملكا ل ينبغي لحد من بعدي{)ص.(35:
فبدأ بطلب المغفرة قبل طلب الملك العظيم؛ وذلك لن زوال أثر الذنوب هو الذي يحصل به
المقصود ،فالذنوب تتراكم على القلب ،وتمنعه كثيرا من المصالح ،فعلى المؤمن أن يسأل ربه
التخلص من هذه الذنوب قبل أن يسأل ما يريد] .ابن عثيمين[
)عدد أحرف سورتي الفلق والناس ) (153حرفا فقط ،وعدد أحرف سورتي هود ويوسف )
(14781حرفا ،ومع هذا فالمعوذتان أفضل بنص الحديث الصحيح ،كتاب ربنا كتاب معاني،
ومع هذا ما زال بعضنا يركض في حفظه وتلوته يستكثر الحسنات في غفلة عن المعاني
العظيمات! ]د.عصام العويد[
فيها دليل على أن المتعلم تبع للعالم ،ولو تفاوتت المراتب] .ابن العربي[.
أين هذا الدب من بعض الطلبة والسائلين الذين يظهرون ترفعا واستغناء عمن يسألونه ،بسبب
تقارب السن ،أو القرابة ،أو لغير ذلك من السباب؟(
)}كل نفس ذائقة الموت{)آل عمران.(185:
فإذا كانت هذه نهاية الجميع فطوبى لمن لقي ربه وقد أمضى حياته فيما يستطيعه من تعبد ،ودعوة
إلى ال ،ونفع للخلق(.
)
}الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس{ بين ال تعالى نوع الموسوس ،بأنهم من
الجنة والناس؛ لن ربما غاب عن البال أن من الوسواس ما هو شر من وسواس الشياطين ،وهو
وسوسة الناس ،وهو أشد خطرا وهم بالتعوذ منهم أجدر ،لنهم منهم أقرب وهو عليهم أخطر،
وأنهم في وسائل الضر أدخل وأقدر] .ابن عاشور[
) 40عامًا عشتها مع المخدرات ،لم أعرف فيها للحياة طعما ،وتقطعت حبالي بيني وبين ربي،
وبين أكثر عباده ،ولم يردني إلى ال إل آية واحدة سمعتها ،فوقرت في قلبي ،فشعرت أنها
تختصر معاناتي طوال هذه السنين كلها ،إنها قول العليم الخبير} :نسوا ال فأنساهم أنفسهم{!
)الحشر] .(19:أحد التائبين من المخدرات[
)من طرق التدبر أن يجعل لنفسه في كل وقت آية يتأملها بخصوصها ،ويمكن أن يعلق في ورقة
ليراها طول اليوم ،وبجانبها ورقة ،فكلما طرأ له معنى كتبه فيها(.
)لن نتقدم مرة أخرى إل إذا استعدنا ثقتنا بأنفسنا ،ولن نصل إلى هذا الهدف بتدمير نظمنا
الجتماعية وتقليد حضارة أجنبية ،أجنبية عن ديننا وليس عن محيطنا التاريخي والجغرافي
فحسب ،وقد بين ال لنا الطريق في كتابه المبين }لقد كان لكم في رسول ال أسوة حسنة لمن كان
يرجو ال واليوم الخر{)الحزاب] .(21:د.صالح الحصين[
)
}وامرأته حمالة الحطب{
كانت تحمل الحطب والشوك فتضعه في طريق النبي صلى ال عليه وسلم ،فلما حصل لبي لهب
وعيد مقتبس من كنيته ،جعل لمرأته وعيد اقتبس لفظه من فعلها! ]ينظر :التحرير والتنوير[
هذه الية ومثيلتها دالة دللة صريحة على أن ما يصيبنا من كوارث إنما هو بسبب خطايانا.
ومحاولة بعض الناس الهرب عن معاني مثل هذه اليات والتشكيك فيها إنما هو مصادمة لصريح
القرآن ،وغفلة عن تدبر معانيه والنتفاع بها ،وتطمين للمذنبين ،وادعاء للكمال في النفس
والمجتمع ،وهو علمة على قسوة القلب }فلول إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم{
)النعام] .(43:فهد العيبان[
فسبحان ال!
)من أعظم طرق الشيطان في إغواء بني آدم :كشف العورات ،كما قال تعالى} :ليريهما
سوآتهما{)العراف (27:وهكذا شياطين النس اليوم ،في قنوات ماكرة وشبكات فاجرة؛ لنه
متى استمرأت السرة ذلك انحلت أخلقها ،وانحل بعد ذلك دينها] .صالح المغامسي[
)مجتمعات تعيش في الشقاء وأخرى تتقلب في النعيم ،فالولى تبحث عن الخلص وهو بين
يديها} :إن ال ل يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{)الرعد،(11:
والخرى تخاف تغير الحال ،والمان أمام ناظريها} :ذلك بأن ال لم يك مغيرا نعمة أنعمها على
قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{)لنفال] .(53:أ.د.ناصر العمر[
)في هذه السورة دليل على النبوة ،فإنه نزل قوله تعالى} :سيصلى نارا ذات لهب وامرأته{ فأخبر
عنهما بالشقاء وعدم اليمان ،ل ظاهرا ول باطنا ،ول سرا ول علنا ،فكان هذا من أقوى الدلة
الباهرة على النبوة الظاهرة] .ينظر:تفسير ابن كثير[.
وقد كان تأمل هذا المعنى سببا في إسلم أحد العلماء المريكان(.
)روي أن أم جميل امرأة أبي لهب باعت "عقدا" لها ثمنه 10000درهم أنفقتها في الباطل ،فكان
الجزاء )حبل من مسد( في جيدها أي في نفس موضع العقد!
فالذي يهدي نار السجائر للناس من حوله أما فكر لحظة في نوع الهدية التي يتلقاها فمه يوم
القيامة؟! ]د.عصام العويد[
)}ول تستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي
حميم{)فصلت.(34:
تأملوا أيها العارفون باللغة العربية كيف جاءت النتيجة بإذا الفجائية؛ لن )إذا( الفجائية تدل على
الحدوث الفوري في نتيجتها ,ولكن ليس كل أحد يوفق لذلك} :وما يلقاها إل الذين صبروا وما
يلقاها إل ذو حظ عظيم{)فصلت] .(35:ابن عثيمين[
)
}وامرأته حمالة الحطب{
إنها المرأة حين تعين زوجها على كفره وعناده؛ ولذا ستكون عونا عليه في عذابه في نار جهنم!
قارن هذا بحال خديجة رضي ال عنها ،فإنها لما هيأت بيتا هادئا هانئا لزوجها صلى ال عليه
وسلم بشرت ببيت في الجنة ل صخب فيه ول نصب ،فما أعظم أثر المرأة في حياة زوجها!
]ينظر :ابن كثير[
)فسر به بعض الصحابة من جلساء عمر ،رضي ال عنهم أجمعين ،من أنه قد أمرنا إذا فتح ال
علينا المدائن والحصون أن نحمد ال ونشكره ونسبحه ،يعني نصلي ونستغفره ،وهو معنى مليح
صحيح ،وثبت له شاهد من صلة النبي صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة وقت الضحى ثماني
ركعات] .ابن كثير[
)دعا حاخام أمريكي لبادة العرب ومقدساتهم ،وذلك في العدد الخير من مجلة "مومنت"
المريكية ]يونيو [2009في زاوية "اسألوا الحاخامات".
وأضاف فريدمان ،الحاخام بمعهد "بياس تشانا" للدراسات اليهودية" :الطريقة الوحيدة لخوض
حرب أخلقية هي الطريقة اليهودية :دمروا مقدساتهم ،واقتلوا رجالهم ونساءهم وأطفالهم
ومواشيهم ...فعند تدمير مقدساتهم سوف يتوقفون عن العتقاد بأن الرب إلى جانبهم".
)تأمل في قول ال -في قصة سليمان} :-ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر{)سبأ.(12:
ولم يقل :غدوها ورواحها شهران..؟
لعل السر في ذلك -وال أعلم -أن في هذا تحديدا لمدة سيرها من أول النهار إلى منتصفه ،ومن
منتصفه إلى نهايته ،بينما لو قيل :غدوها ورواحها شهران ،لم يتضح هذا الفرق الدقيق] .ينظر:
أضواء البيان[
)
الوقوف على أقوال السلف بالذات في تفسير الية ،والتأمل في مضامينها -خاصة إذا تنوعت
عباراتهم والمقصود واحد -مما يعين على التدبر ،والتفكر في معان أكثر للية.
مثال :تنوع عباراتهم في تفسير )الفتنة( في قوله تعالى} :فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن
تصيبهم فتنة ){...النور.(63:
)}هؤلء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لول يأتون عليهم بسلطان بين{)الكهف.(15:
لم اشترطت الية برهانا واضحا على ما ل برهان له أصل ،بل البراهين كلها تدل على بطلنه؟
ذلك أن مراجعة القناعات السابقة صعب ،وتحتاج تدقيقا من النفس التي قد تنخدع بالرضا عن
قناعاتها بشبهات التقليد وتبرير صعوبة العتراف بالخطأ ،فل يصل إلى الحقيقة بسبب أوهام
البراهين التي لديه ،فإذا دقق في محاكمتها ،تبين له بطلنها؛ ولذا طولبوا بالبرهان الواضح،
ليقودهم ذلك إلى اكتشاف عدم وجود أي برهان! وهذا كله يدعونا إلى الرفق في مجادلة أصحاب
القناعات الباطلة ،فإن بينهم وبين الهداية أسوارا من أوهام البراهين غير البينة ،ومن خير ما
يكشف حقيقتها لديهم أن يحاولوا هم أنفسهم التثبت من قوتها ،ومن صحة الستدلل بها] .د.حاتم
العوني[
)وجه استنباط ابن عباس من أن سورة النصر فيها إشارة إلى أجل النبي صلى ال عليه وسلم :أن
حياته فاضلة ،وقد عهد أن المور الفاضلة تختم بالستغفار كالصلة والحج ،فأمر ال لرسوله
بالحمد والستغفار -في هذه الحال -إشارة إلى أن أجله قد انتهى؛ لذا كان صلى ال عليه وسلم
يكثر من التسبيح والحمد في صلته] .السعدي[
)منذ أسبوع وخبر تحطم الطائرة الفرنسية فوق الطلسي يتردد في نشرات الخبار.
تصور جسما بحجم الطائرة يختفي فجأة ،ويبقى البحث عنه أياما!
وأين الرادارات؟
ويريهم -أيضا -آية من آيات عظمته في مثل قوله} :وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في
الرض ول في السماء ،ول أصغر من ذلك ول أكبر إل في كتاب مبين{)يونس.(61:
)الزمات والشدائد من أخصب ميادين تخريج القادة والعظماء والمصلحين ،تأمل في المعاناة التي
مر بها يوسف قبل أن يصبح عزيز مصر ،والشدائد التي عانى منها موسى قبل بعثه لعظم
طاغية من البشر ،بل تدبر سورة الضحى لتعلم من هو محمد صلى عليهم ربي وسلم] .أ.د.ناصر
العمر[
معناه كثير ولفظه قليل؛ لن معناه أن النسان إذا علم أنه متى قتل اقتصوا منه كان داعيا أل يقدم
على القتل ،فارتفع كثير من قتل الناس بعضهم لبعض ،وكان ارتفاع القتل حياة لهم] .السيوطي[
عن عائشة رضي ال عنها قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه
وسجوده" :سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ،اللهم اغفر لي" يتأول القرآن] .متفق عليه[.
)ومن أبلغ ما يعين على التدبر أن يعرض المؤمن نفسه على كتاب ربه ،فهو يتصفح القرآن
ليؤدب به نفسه وهمته،
)
ل يزهد في الدنيا شيء مثل تذكر نعيم ال تعالى ،فأي شيء في الدنيا يستعاض به عن الكوثر؟ (
)}من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة{)النحل.(97:
إن الحياة بل سعادة اليمان قدر مشترك بين البشر وبين النمل على ضعفه ،والحمار على ذله
وخسفه ،والجمل على إذلله وتسخيره؛ فإذا كانوا اليوم يسمون أحياء فمن هذا النوع] .محمد
البشير البراهيمي[
هذه الجملة القصيرة تمثل لك مقدار ما أصابهم من الحيرة ،وتريك صورة شاهد الزور إذا شعر
بحرج موقفه :كيف يتقلب ذات اليمين وذات الشمال ،وكيف تتفرق به السبل في تصحيح ما
يحاوله من محال} :انظر كيف ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون سبيل{)السراء.(48:
]د.محمد دراز[
)}إنك لن تستطيع معي صبرا{)الكهف.(67:
حكم عليه بعادة الخلق في عدم الصبر عما يخرج من العتياد ،وهو أصل في الحكم بالعادة] .ابن
العربي[
)
لما كانت الصلة والنحر أكثر العبادات التي يصرفها المشركون لوثانهم ،خصتا بالذكر في قوله:
}فصل لربك وانحر{ وأبرز مقصودهما وغايتهما} :لربك{ ،ولذا لم يقل :فصل وانحر ،ليستقر
المعنى وهو :فصل لربك وانحر لربك وحده ل شريك له ،مراغما المشركين الذين جعلوا صلتهم
ونحرهم لغير ال] .ينظر :التحرير والتنوير[
)
لما ال ذكر منته على نبيه }إنا أعطيناك الكوثر{،
العمل :عمل القلب وعمل الجوارح }اعملوا آل داود شكرا{] .مجموع فتاوى ابن تيمية[
)إذا أردت أن تستشعر شيئا من معاني قوله تعالى} :قل بفضل ال وبرحمته فبذلك فليفرحوا ،هو
خير مما يجمعون{ وفي قراءة} :تجمعون{)يونس!(58:
فتخيل أنك ملكت كل أرصدة بنوك الدنيا ،وحزت ما جمعه الناس من عقار وأثاث ومراكب،
وغيرها..
إنها -بنص هذه الية -ل تعادل فرح المؤمن بنعيم القرآن وحلوته ،فهل نحن نعيش هذا الشعور؟
]د.عمر المقبل[
)أتي هشام بن عبدالملك برجل بلغه عنه أمر فلما أقيم بين يديه جعل يتكلم بحجته،
فقال الرجل :يا أمير المؤمنين! قال ال عز وجل} :يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها{)النحل:
(111أفيجادلون ال تعالى ول نتكلم بين يديك كلما؟
)}فصل لربك وانحر{ خص هاتين العبادتين بالذكر؛ لنهما من أفضل العبادات ،ولن الصلة
تتضمن الخضوع في القلب والجوارح ل ،وتنقلها في أنواع العبودية ،وفي النحر تقرب إلى ال
بأفضل ما عند العبد من النحائر ،وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.
]السعدي[
)}فإنها ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب{)الحج.(٤٦:
قال قتادة :البصر الظاهر :بلغة ومتعة ،وبصر القلب :هو البصر النافع] .تفسير
البغوي[((((((((((((((((((((((((((
)ما أجمل أن ينطلق اللسان بالعتراف بالذنب ،وإن كان صاحبه نادما في قلبه!
تأمل قول أصحاب الجنة الذي أقسموا على حرمان حق الفقراء} :قال أوسطهم ألم أقل لكم لول
تسبحون * قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين{)القلم] .(29 ،28:ينظر :نكت القرآن للقصاب[
)قال مسروق :من أراد أن يعلم نبأ الولين والخرين ،ونبأ أهل الجنة ،ونبأ أهل النار ،ونبأ أهل
الدنيا ،ونبأ أهل الخرة،
)أبانت سورة الكوثر –مع اختصارها -عن حقيقة الخير الكثير الذي ل يتحقق إل بأمرين:
/1تتابع العطاء.
/2دفع المنغصات.
فالعاقل ل ينشغل في دينه أو دنياه بطلب الول دون الثاني] .د.عصام العويد[
المؤمن يتذكر الخرة ،فإذا رأى حر الدنيا تذكر نار الخرة ،وإذا سمع باختبار الدنيا تذكر اختبار
الخرة ،وهكذا شأن الخيار }إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار{! )ص.(46:
قال محمد بن مناذر :كنت أمشي مع الخليل بن أحمد ،فانقطع نعلي ،فمشيت حافيا،
ولم يقل :إن شانئك أبتر ،بل أبرز الضمير )هو( لفادة الحصرر ،فكأنه ل مقطوع ول مذموم
سواه.
وإذا كان شانئه صلى ال عليه وسلم داخل في الية دخول أوليا ،فإن شانئ سنته والداعين إليها له
من ذلك نصيب بقدر بغضه وكرهه(.
)من طرق التدبر :التفاعل مع اليات بالسؤال والتعوذ والستغفار ونحوه عند مناسبة ذلك ،فهو
دال على التفاعل الحي وأن القارئ حاضر القلب مع التلوة ،وهو من أظهر صفات التفاعل الدالة
على التدبر ،وقد كان هذا هو الهدي النبوي وهدي السلف الصالح] .د.محمد الربيعة[
)الصلة فيها دفع مكروه -وهو الفحشاء والمنكر -وفيها تحصيل محبوب ،وهو ذكر ال ،وحصول
هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه؛ فإن ذكر ال عبادة ،وعبادة القلب مقصودة لذاتها ،وأما
اندفاع الشر فهو مقصود لغيره على سبيل التبع ،ولهذا قال سبحانه} :إن الصلة تنهى عن
الفحشاء والمنكر ولذكر ال أكبر{ )العنكبوت] .(45:ابن تيمية[
تعلم اللغة التي يدعى بها إلى السلم فرض كفاية ،كما أن الدعوة إلى السلم فرض كفاية ،وهل
يمكن الن أن أجلس بين عشرة من غير العرب وأتكلم بأرقى الفصاحة والبيان باللغة العربية ماذا
يفهمون؟ ل شيء] .ابن عثيمين[
)}ل خير في كثير من نجواهم إل من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بين الناس{)النساء:
.(114
تدبر هذه الية تلحظ أن الصل في هذه الثلثة الخفاء ،فذلك أقوى أثرا وأعظم أجرا ،وأرجى في
تحقيق المراد ،وأما العلنية فيها فهي الستثناء إذا وجد لذلك سبب معتبر] .أ.د.ناصر العمر[
سماهم مصلين ،لكنهم ساهون عن فعلها ،أو عن وقتها ،أو عن أدائها بأركانها وشروطها ،أو عن
الخشوع وتدبر معانيها ،فاللفظ يشمل هذا كله ،من اتصف بشيء من ذلك فله قسط من هذه الية،
ومن اتصف بجميع ذلك ،فقد تم نصيبه منها ،وكمل له النفاق العملي] .ابن كثير[
)
}أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم{
هذا إيذان بأن اليمان بالبعث والجزاء هو الوازع الحق الذي يغرس في النفس جذور القبال على
العمال الصالحة ،حتى يصير ذلك لها خلقا إذا شبت عليه ،فزكت وانساقت إلى الخير بدون كلفة
ول احتياج إلى آمر ،ول إلى مخافة ممن يقيم عليه العقوبات ،حتى إذا اختلى بنفسه وآمن الرقباء
جاء بالفحشاء والعمال النكراء! ]ابن عاشور[
)قوله تعالى} :فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا
إمرا {)الكهف.(71:
فيه دللة على أن قلوب المؤمنين مجبولة على إنكار المنكر ،وغير مالكة للصبر على احتماله؛
لن موسى عليه السلم وعد الخضر أن يصبر على ما يراه منه ،فلما رأى ما رأى أنكره عليه.
]القصاب[
)قال عكرمة :جئت ابن عباس يوما وهو يبكي والمصحف في حجره فقلت :ما يبكيك؟
قال :هؤلء الورقات ،وإذا سورة العراف ،فذكر قصة اليهود لما عدوا يوم السبت على الحيتان،
قال :فعدت طائفة بأنفسها ،واعتزلت طائفة ذات اليمين وأنكرت ،واعتزلت طائفة ذات اليسار
وسكتت...ثم قرأ ابن عباس} :فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين
ظلموا بعذاب بئيس{)العراف..(165:
قال :فأرى الذين نهوا قد نجوا ،ول أرى الخرين ذكروا ونحن نرى أشياء ننكرها ول نقول فيها.
]الدر المنثور [3/589
)إن البعض يتعامل مع أخبار المراض والدواء والحداث ،في حدودية الزمان والمكان ،فنظرته
إليها نظرة الغافل المتجافي ،فكأنه ماض كان ،أو مستقبل لن يكون في زمانه ومكانه ،وقد أمر ال
بالتأمل والعتبار بما كان ،رغم تباعد الزمان والمكان بقوله} :قل سيروا في الرض فانظروا
كيف كان عاقبة المجرمين{)النمل] .(69:أ.د .ابتسام الجابري[
نعم ..ستراه حين ينتهك حرمة زمان نهاه ربه عن أن يظلم فيه نفسه!
رجب هو الشهر الفرد من الشهر الحرم التي قيل لنا فيها} :فل تظلموا فيهن أنفسكم{!
ورجب هذه السنة يوافق إجازة :فكم حافظ لحرمته بطلب العلم وبر وعبادة ونفع للخلق!
ومن كان كذلك فإنه ل يضر ال شيئا ،بل ل يضر ول يظلم إل نفسه(.
)}ويمنعون الماعون{
يمنعون الناس منافع ما عندهم ،من القليل والكثير ،وإذا أريد بالماعون الناء ،فهم لما هو أعظم
منه أشد منعا] .ينظر :تفسير الطبري[
)}الذين هم يراءون{!
ولو فتشت لوجدت أن أقل الناس عمل مثمرا لهم نصيب وافر من هذه الصفات أو بعضها.
]ينظر :التحرير والتنوير[
)ليس من شأننا أن نسمع الصم أو نهدي العمي ،ول الذين يجعلون أصابعهم في آذانهم فإذا هم ل
يسمعون ،أو يضعون أكفهم على أعينهم فإذا الشمس الطالعة ليست بطالعة} :ومن يرد ال فتنته
فلن تملك له من ال شيئا{)المائدة (41:وإنما سبيلنا أن ننصب الحجة لجاهلها من طلب الحق،
ونوضح الطريق لسابلها من رواد اليقين] .د.محمد دراز[
)كلما رأيت إصرار أصحاب مشاريع إفساد المجتمع على تحقيق مشاريعهم –رغم العقبات التي
في طريقهم -تعجبت!
فأثمرتا الصرار:
)خرج عمر رضي ال عنه يعس المدينة ذات ليلة ،فمر بدار رجل من المسلمين ،فوافقه قائما
يصلي ،فوقف يسمع قراءته ،فقرأ} :والطور{ حتى بلغ} :إن عذاب ربك لواقع{)الطور(4-1:
قال :قسم ورب الكعبة حق ،فنزل عن حماره ،فاستند إلى حائط ،فمكث مليا ،ثم رجع إلى منزله،
فمرض شهرا يعوده الناس ،ل يدرون ما مرضه(.
)}ليلف قريش{
فيه فضيلة لقريش -وهم أولد فهر بن مالك أحد أجداد النبي صلى ال عليه وسلم ،-إذ كانوا أهل
البيت وفيهم كانت النبوة ،ومن ال عليهم بنعم دينية ودنيوية ،ولكن ل فضيلة ما لم يقوموا بشكرها
وعبادة من أنعم عليهم بها] .ينظر :أضواء البيان[
)}فليعبدوا رب هذا البيت{ ولم يقل :فليعبدوا ال؛ لما يومئ إليه لفظ }رب{ من استحقاقه الفراد
بالعبادة دون شريك.
وأضيف }رب{ إلى }هذا البيت{ دون أن يقال) :ربهم( لليماء إلى أن البيت هو أصل نعمة
اليلف بأن أمر إبراهيم ببناء البيت الحرام فكان سببا لرفعة شأنهم بين العرب] .ابن عاشور[
)إغلق المحلت وقت الصلة -تعظيما لهذه الشعيرة وحفزا للجماعة– أمر معروف في زمان
السلف ،بل استنبطه ابن عمر رضي ال عنهما من القرآن ،فقد كان مرة في السوق ،فأقيمت
الصلة ,فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد ،فقال :فيهم نزلت} :رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن
ذكر ال ،وإقام الصلة){...النور] .(37:تفسير عبدالرزاق[
)قوله تعالى} :ول تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله{)البقرة (282:فيه العناية التامة
بمصالح المسلم ،وذلك يدل على أن اللطيف الخبير ل يضيعه يوم القيامة عند اشتداد الهول ،وشدة
حاجته إلى ربه] .ينظر :أضواء البيان[
)قال تعالى في سورة النمل} :رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء{) ،(91وقال هنا:
}فليعبدوا رب هذا البيت{ لن السياق هنا لبيان عظمة البيت ،بينما في "النمل" المقام مقام بيان
عموم ملكه؛ لئل يدعي المشركون أنه رب البلدة فقط] .ابن عثيمين[
)قال إبراهيم بن آزر :حضرت أحمد بن حنبل ،وسأله رجل عما جرى بين علي ومعاوية –رضي
ال عنهما-؟ فأعرض عنه ،فقيل له :يا أبا عبد ال ،هو رجل من بني هاشم.
فأقبل عليه فقال :اقرأ} :تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ول تسألون عما كانوا
يعملون{)البقرة.(134:
)تأمل كيف ربط بين السبب والمسبب في قوله} :فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم{...
وهذا ظاهر في أول آية في المصحف} :الحمد ل رب العالمين{ ،والمعنى :أنه سبحانه مستحق
للحمد لنه رب العالمين وخالقهم ورازقهم ،وقرر هذا في أول نداء في المصحف} :يا أيها الناس
اعبدوا ربكم{ ،ثم بين السبب بقوله} :الذي خلقكم){...البقرة] .(21:عطية سالم[
)ناظر أحد العلماء يهوديا شهرا كامل ،فأبى أن يذعن ،فجاء اليهودي يوما وقت الصبح ،وكان
ذلك العالم مشتغل بتلوة القرآن ،فلما دخل الباب وسمع القرآن أثر في قلبه تأثيرا بليغا ،فأعلن
اليهودي إسلمه ،فسأله ذلك العالم عن السبب؟ فقال :لما وصلت إلى الباب سمعت منك القرآن
-رغم قبح صوتك ،-فأثر بي تأثيرا بليغا فعلمت أنه وحي(.
)لم يتكرر في القرآن ذكر إهلك أصحاب الفيل كبقية قصص المم؛ لوجهين:
(2أن ل يتخذ منه المشركون غرورا بمكانة لهم عند ال كغرورهم بقولهم المحكي في قوله
تعالى} :أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بال واليوم الخر{)التوبة.(19:
]ابن عاشور[
)قوله تعالى} :إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم ل
يستكبرون{)السجدة.(15:
من وعظ بال كان من تمام اتعاظه إتراب جبينه بالسجود ل تواضعا له ،وتذلل لجلله ،وهو
مندوب إليه بهذه الية -وال أعلم -خلفا على الجبابرة والكفار ،ومن تأخذه العزة بالثم.
]القصاب[
)سئل مالك عن مسألة فقال :ل أدري ،فقال له السائل :إنها مسألة خفيفة سهلة ،وإنما أردت أن
أعلم بها المير ،وكان السائل ذا قدر؛ فغضب مالك وقال :مسألة خفيفة سهلة؟ ليس في العلم شيء
خفيف ،أما سمعت قول ال تعالى} :إنا سنلقي عليك قول ثقيل{)المزمل.(5:
)إذا تدبرت سياق قصة أصحاب الفيل أدركت أن من أعظم الحكم في تولي ال الدفاع عن بيته
حتى ل تكون للمشركين يد على بيته ،ول سابقة في حمايته ،بحميتهم الجاهلية ،حتى إذا ما دعاهم
النبي صلى ال عليه وسلم لم يكن لهم سبب للعتزاز بحماية بيت ال ،ولذا ستفهم التعجب الذي
بدئت به السورة }ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل{] .ينظر :تفسير ابن كثير[
)}وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلل مبين{)سبأ (24:فاستعملت "على" في جانب الحق،
و"في" في جانب الباطل؛ لن صاحب الحق كأنه مستعل يرقب نظره كيف شاء ،ظاهرة له
الشياء ،وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلم ،ول يدرى أين توجه! ]البرهان للزركشي[
"لن الملحدين ذكروا في الزلزل والرياح والصاعق -وسائر الشياء التي عذب ال تعالى بها
المم -أعذارا ضعيفة ،أما هذه الواقعة فل تجرى فيها تلك العذار؛ لنه ليس في شيء من
الطبائع والحيل أن تقبل طير معها حجارة ،فتقصد قوما دون قوم فتقتلهم] .مفاتيح الغيب[
)ما الحكمة من إهلك أصحاب الفيل ،وعدم إهلك من يقصد الكعبة في آخر الزمان؟
"لن قصة أصحاب الفيل مقدمة لبعثة الرسول صلى ال عليه وسلم التي يكون فيها تعظيم البيت،
أما في آخر الزمان فإن أهل البيت إذا أهانوه ،ولم يعرفوا قدره ،حينئذ يسلط ال عليهم من يهدمه
حتى ل يبقى على وجه الرض"] .ابن عثيمين[
)قال الليث :يقال :ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن؛ لقول ال جل ذكره} :وإذا
قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون{)العراف..(204:
)حكي أن أعرابيا سمع قارئا يقرأ} :فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات{)البقرة (209:فاعلموا
أن ال غفور رحيم ،ولم يكن العرابي من القراء ،فقال :إن كان هذا كلم ال فل يقول كذا ،ومر
بهما رجل فقال :كيف تقرأ هذه الية ،فقال الرجل} :فاعلموا أن ال عزيز حكيم{ فقال هكذا
ينبغي ،الحكيم ل يذكر الغفران عند الزلل؛ لنه إغراء عليه] .التقان للسيوطي[
دليل على أن من استشعر التقوى في مقاصده ،وأخلص النية ل في أعماله ،لم يسلمه ال إلى
عدوه ،ولم يعله عليه ،وكان الظفر له على من ناوأه] .القصاب[
)من مظاهر العجاز البلغي في القرآن إيثار لفظ بدل آخر ،فتأمل –مثل} :-اليوم أكملت لكم
دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا{ فما السر في التعبير عن الدين بالكمال،
وعن النعمة بالتمام؟سر -وال أعلم -أن الكمال ل زيادة عليه ،ومن هنا يعلم أنه ل زيادة في الدين؛
لنه اكتمل ،أما النعمة فعبر عنها بالتمام؛ لن التمام يقبل الزيادة ليصل إلى الكمال ،ودليل ذلك أن
النعم تختلف من زمن إلى آخر ،فما يتنعم به بعض الفقراء اليوم لم يكن يحلم به هارون الرشيد في
زمنه] .أ.د.محمد الصامل[
)كانت بداية رحلتي مع القرآن من قوله تعالى} :وإذ قال ربك للملئكة إني جاعل في الرض
خليفة ...الية{)البقرة (30:فقد رسمت لي منهجا ل يحتاج إلى تفاصيل كثيرة ،وجعلتني ل أكره
شيئا من مخلوقاته أكثر من إبليس ،وجعلتني أبحث عن صفات ال تعالى بتمعن ،لحسن الخلفة
في الرض] .من أحد المشتركين[
من تأمل القرآن علم أن كلمة )السكن( هي سر الكون الذي هدى إليه القرآن في العلقة بين الرجل
والمرأة }لتسكنوا إليها{ ،ولذا كان الهدف الرئيس للمرأة في الحياة -بعد حق ال -أن تتعلم كيف
تكون سكنا لزوجها وأسرتها( .
قال ابن القيم" :وقد شاهد الناس عيانا أن من عاش بالمكر مات بالفقر"..
ثم ذكر أمثلة كثيرة ،ومهمة كأنها تحكي واقع الناس اليوم ،تحسن مراجعتها في أواخر المجلد
الول من إغاثة اللهفان(.
)}وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي المر واستوت على الجودي
وقيل بعدا للقوم الظالمين{)هود.(44:
أمر فيها ونهى ،وأخبر ونادى ،ونعت وسمى ،وأهلك وأبقى ،وأسعد وأشقى ،وقص من النباء ما
لو شرح ما اندرج في هذه الجملة من بديع اللفظ والبلغة واليجاز والبيان لجفت القلم.
]السيوطي[
)}وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لول أخرتني إلى أجل قريب
فأصدق ...الية{)المنافقون.(10:
فيها دليل على أن المرء ممنوع من ماله عند حضور أجله ،وغير مسلط على إنفاذ إرادته فيه،
كهيئة ما كان في صحته ،وأن ل سبيل له على أكثر من ثلثه الذي أباح ال له على لسان رسوله.
]ينظر :نكت القرآن[
}فالصالحات قانتات{ القنوت هنا هو المداومة على طاعة الزوج ،فالسياق كله في العلقة بين
الخليلين الزوج والزوجة ،ومن سبر واقع حياة الناس وجد أن أسعد النساء قلبا هي الطيعة السهلة،
وأنكدهن عيشا هي الشرسة المعاندة( .
}تمشي على استحياء{ ما أجمله من وصف! فهي كأنها من شدة حيائها لم تمش على قدميها ،بل
)على حيائها( ،الحياء في الكلمة والنظرة والحركة بالنسبة للمرأة خصوصا ،هو لحاؤها الذي ل
تزهر أغصان الورد بدونه( .
}عربا أترابا{ قال ابن عباس :العروب هي العاشقة المتعشقة لزوجها ،الغنجات حسنات الكلم
مع أزواجهن على الفراش.
فالصالحة تجمع ولبد صفتين وهما :تمام الحياء عند غير زوجها ،وكمال اللعب والتكسر والتغنج
والتعشق والخضوع إذا خلت ببعلها(.
فلول أن ال تفضل بحماية أهل اليمان ،وتسديدهم وتوفيقهم للحق ،وبيان الحق لهم حتى يصلوا
إليه ،ويسيروا عليه؛ لضلوا ولتاهوا] .ابن جبرين[
فالتهليل والتسبيح يجليان الغموم ،وينجيان من الكرب والمصائب ،فحقيق على من آمن بكتاب ال
أن يجعلها ملجأ في شدائده ،ومطية في رخائه ثقة بما وعد ال المؤمنين من إلحاقهم بذي النون في
ذلك حيث يقول} :فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين{)النبياء] .(88:القصاب[
)يجوز تسمية المولود قبل ولدته ،وفي القرآن خمسة سموا قبل أن يكونوا فهل تستطيع ذكر
بعضهم؟قال عمرو بن مرة :خمسة سموا قبل أن يكونوا :محمد }ومبشرا برسول يأتي من بعدي
اسمه أحمد{)الصف ،(6:ويحيى }إنا نبشرك بغلم اسمه يحيى{)مريم ،(7:وعيسى }إن ال
يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى{)آل عمران ،(45:وإسحاق ويعقوب }فبشرناها بإسحاق
ومن وراء إسحاق يعقوب{)هود.(71:
)مر الفاروق رضي ال عنه براهب فوقف ،ونودي الراهب فقيل له :هذا أمير المؤمنين ،فاطلع
فإذا بالراهب من الضر والجتهاد وترك الدنيا شيء عظيم ،فلما رآه عمر بكى!
فقال :قد علمت ولكني رحمته ،ذكرت قوله ال} :عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية{)الغاشية:
(3،4فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار] .الدر المنثور[
)
عن سليمان التيمي رحمه ال أنه قرأ قوله تعالى} :إن لدينا أنكال وجحيما{)المزمل (12:فقال:
قيودا وال ثقال ل تفك أبدا! ثم بكى( .
}ل تخرجوهن من بيوتهن ول يخرجن{ إن الذي يجري حين الغضب من خروج المرأة من بيتها
أو إخراجها من قبل زوجها؛ مخالفة سافرة لهذا المر اللهي ،قد يقول الزوج أو الزوجة :كيف
نجتمع في بيت واحد وقد جرحت وأهنت؟ فالجواب} :ل تدرى لعل ال يحدث بعد ذلك أمرا{
)الطلق.(1:
طبيعة العلقة بين الرجل والمرأة في السلم هي علقة تكاملية ل تنافسية ،فحواء لم تخلق كما
خلق آدم ،بل خلقت منه }وخلق منها زوجها{ ،فإن ظلمها فإنما يظلم قلبه ،وإن نشزت واسترجلت
فما أبشعه من منظر!!(
)}والبيت المعمور{)الطور.(4:
إذا قرأت هذه الية وعلمت أن ال يقسم بهذا البيت الذي في السماء السابعة ،ويدخله كل يوم
سبعون ألف ملك ،تيقنت أن في السماء والرض عباد غيرك يعبدون ال ،لكن ليس لك ول لغيرك
إل ال ،وأن سبحانه غني عن كل خلقه ،وكل خلقه -بل استثناء -فقير إليه ،شاء أم أبى ،وهذا الذي
يتركه أثر القرآن في نفوسنا إذا تلوناه وتدبرناه) .صالح المغامسي(
)كثيرا ما يصف الناس الرجل الماهر في جمع حطام الدنيا بالذكاء ،ورجاحة العقل ،بخلف
الرجل الذي يجتهد في تحصيل أجور الخرة بالعمل الصالح.
وال سبحانه وصف المتقين والمتذكرين والعاملين والمهتدين بأنهم هم أصحاب العقول حقا:
}الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم ال وأولئك هم أولوا اللباب{)الزمر:
] .(18فهد العيبان[
)قال صالح بن أحمد بن حنبل :كان أبي إذا خرجت الدلو ملى ،قال :الحمد ل ،قلت :يا أبة ،أي
شيء الفائدة في هذا؟ فقال :يا بني ،أما سمعت ال تعالى يقول} :قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا
فمن يأتيكم بماء معين{)الملك] .(30:مناقب المام أحمد لبن الجوزي[
)الشقاق بين أهل الكتاب والمسلمين أمر قدري؛ فل يمكن أن يتفق المسلمون وأهل الكتاب؛ فتبطل
دعوة أهل الضلل الداعين إلى توحيد الديان؛ لقوله تعالى} :فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد
اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق{)البقرة(137:؛ فلما لم يؤمنوا صاروا معنا في شقاق؛ وهذا
الشقاق ل بد أن يؤدي إلى عداوة وبغضاء؛ وبالتالي إلى مدافعة؛ وهكذا وقع] .ابن عثيمين[
}وعاشروهن بالمعروف{ إن من أعظم المعروف كلمة حلوة تنفذ إلى قلب المرأة فتروي عطشه،
ولكن المحروم منا -معاشر الزواج -من يصاب بجفاف الريق بسبب هبوط نسبة )السكر( لديه،
فما يلفظ إل قوالب الثلج!(
إن وضع الزوج لرأسه تارة على صدر زوجته ،وأخرى في حجرها؛ ليجد في دفئها ما يمتص
هموم الحياة ،كما كان يفعل صلى ال عليه وسلم ،هو جزء من الفهم العميق منهما لقوله تعالى:
}ليسكن إليها{.
يعمد الواحد منا عند وجود أدنى شك بالتجسس أو الختبار برسالة جوال أو بتدبير اتصال،
)لما نزل قوله تعالى} :وإن منكم إل واردها{ ذهب عبدال بن رواحة إلى بيته فبكى ،فبكى أهل
بيته لبكائه ،فلما انقطعت عبرته قال :يا أهله! ما الذي أبكاكم؟ قالوا :ل ندري! ولكن رأيناك
بكيت فبكينا! قال :لقد أنزلت على رسول ال آية ينبئني فيها ربي أني وارد النار ،ولم ينبئني أني
صادر عنها ،فذلك الذي أبكاني! ]الزهد ،لبن المبارك[
)كتب عمر إلى عامل له :أما بعد؛ فلتجف يداك من دماء المسلمين ،وبطنك من أموالهم ،ولسانك
عن أعراضهم ،فإذا فعلت ذلك فليس عليك سبيل} ،إنما السبيل على الذين يظلمون الناس{
)الشورى.(42:
)قال خلف بن هشام :أتيت سليم بن عيسى لقرأ عليه ،فكنت أقرأ عليه حتى بلغت يوما سورة
غافر ،فلما بلغت إلى قوله تعالى} :ويستغفرون للذين آمنوا{)غافر (7:بكى بكاء شديدا ثم قال لي:
يا خلف أل ترى ما أعظم حق المؤمن؟ تراه نائما على فراشه والملئكة يستغفرون له! (
)}يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ل يحطمنكم سليمان وجنوده وهم ل يشعرون{)النمل.(18:
جمعت النملة في هذه الجملة ) 11نوعا( من فنون الكلم :نادت ،وكنت ،ونبهت ،وسمت،
وأمرت ،وقصت ،وحذرت ،وخصت ،وعمت ،وأشارت ،وعذرت! النواع الـ) (11في آية(18):
من سورة النمل:
النداء" :يا" ،والكناية "أي" ،والتنبيه" :ها" ،والتسمية" :النمل" ،والمر" :ادخلوا" ،والقصص:
"مساكنكم" ،والتحذير" :ل يحطمنكم" ،والتخصيص" :سليمان" ،التعميم" :جنوده" ،والشارة:
"وهم " ،والعذر" :ل يشعرون"] .التقان[
دخل في ذلك الصبر على كل مصيبة ورزية ،بفقد مال ،وموت حميم وقريب ،ومضض الفقر،
والوجاع والمراض ،وأشباه ذلك إذا جرع غصصه ،وصبر على آلمه ،وسلم فيها لحكم ربه.
]القصاب[
)هو قرآن واحد يراه البلغاء أوفى كلم بلطائف التعبير ،ويراه العامة أحسن كلم وأقربه إلى
عقولهم ،ل يلتوي على أفهامهم ،ول يحتاجون فيه إلى ترجمان وراء وضع اللغة ،فهو متعة
العامة والخاصة على السواء .ميسر لكل من أراد }ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر{
)القمر] .(17:د.محمد دراز[
}وقال الذي اشتراه من مصر لمرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا{ فالمكان }من
مصر{ ،والمشتري من ذوي المكانة} :وكذلك مكنا ليوسف في الرض{ ،وأن يوسف كان إذ
ذاك صبيا} :نتخذه ولدا{.
}التي هو في بيتها{ ذكرت المرأة بالسم الموصول )التي( دون اسمها ،أو الضافة )امرأة
العزيز( ،للمحافظة على السر ،أو لستهجان ذكره؛ ولظهار كمال نزاهته ،فإن عدم ميله إليها مع
دوام مشاهدته لمحاسنها ،واستعصاءه عليها مع كونه تحت ملكتها ينادي بكونه عليه السلم في
أعلى معارج العفة والنزاهة(.
أول ما يواجهنا في القصة تلك الكلمة التي تختصر الحدث كله}:وراودته{ ،فهي تصور من أول
لحظة العجاب الشديد من امرأة العزيز بيوسف ،حتى طلبت فعل المنكر ،كما تدل عليه صيغة
الفعل الماضي}:وراودته{ ،وأنها بذلت قصارى جهدها في التحايل لن المراودة دالة على رفق
في الطلب ومجيء وذهاب ،وصيغة المفاعلة )وهي المراودة هنا( تدل على التكرار(.
)الولية تزيد الخير والشر ،قال تعالى -في الخير} :-إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا
أول المؤمنين{)الشعراء،(51 :
واستيعاب هذا المبدأ القرآني يثمر للنسان معرفة فضل الرواد في الخير ،وخبث الرواد في الشر.
]إبراهيم السكران[
تأمل }للناس{!
دون تفريق بين جنس ولون ودين ،فالعبرة بنوع الخطاب ل للمخاطب] .أ.د.ناصر العمر[
)عن أبي عروة قال :كنا عند مالك بن أنس ،فذكروا رجل ينتقص الصحابة ،فقرأ مالك هذه الية:
}محمد رسول ال والذين معه أشداء{ حتى بلغ} :يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار{)الفتح.(29:
فقال مالك :من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم فقد أصابته
الية] .حلية الولياء[
}وراودته التي هو في بيتها عن نفسه{ في تعدية الفعل )راود( بحرف الجر )عن( سر ،فإنه لما
كانت المراودة تدل على الحركة ،وكان حرف )عن( يدل على المجاوزة ،فكأنها أرادت بكل حيلها
وأنوثتها تجريده من نفسه هو؛ ليكون لها وحدها!(
}وغلقت البواب وقالت هيت لك{ يلفت النظر هنا اليجاز الشديد في ذكر هاتين الخطوتين
)التغليق ،والقول( ففيه إشارة إلى ضرورة الختصار في كل ما يتعلق بهذه القضية ،وعدم
التطويل في سرد التفاصيل المحركة للغرائز(.
)التقدم حقيقة بالسلم ،والرجعية حقيقة بمخالفة السلم؛ لقوله تعالى} :وما جعلنا القبلة التي كنت
عليها إل لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه{)البقرة(143:؛ فإن هذا حقيقة الرجوع
على غير هدى؛ لن الذي ينقلب على عقبيه ل يبصر ما وراءه؛ فمن قال للمتمسكين بكتاب ال
وسنة رسوله رجعيون ،قلنا له :بل أنت الرجعي حقيقة! ]ابن عثيمين[
من لك إذا ألم اللم وسكت الصوت ،وتمكن الندم ،ووقع الفوت ,وأقبل لخذ الروح ملك الموت,
وجاءت جنوده وقيل :من راق ،ونزلت منزل ليس بمسكون! وتعوضت بعد الحركات السكون!
فيا أسفا لك كيف تكون؟ وأهوال القبر ل تطاق! أكثر عمرك قد مضى ,وأعظم زمانك قد انقضى,
أفي أفعالك ما يصلح للرضا إذا التقينا يوم التلق؟ ] ابن الجوزي[
}وغلقت البواب وقالت هيت لك{ هذه أول خطوة قامت بها امرأة العزيز في سبيل رغبتها،
وهي خطوة ذات شقين فعلي} :وغلقت البواب{ ،وقولي} :هيت لك{ ،وتشير كلمة }غلقت{ إلى
إحكام الغلق ،وإلى كثرة البواب ،تهيئة لفعل مرادها(.
)من خاف ال في الدنيا ،وأخذ أهبته من طاعة ربه ،أمنه من أهوال يوم القيامة ،ووقاه الفزع
الكبر ،تأمل قوله سبحانه عن طائفة من عباده المحسنين في سورة النسان} :فوقاهم ال شر ذلك
اليوم{)النسان] .(10:القصاب[
)في وصفه تعالى للجنة بقوله} :ل تسمع فيها لغية{ دللة على أن نقاء الجو الذي يعيش المرء
فيه من العبارات الخادشة والقبيحة من أنواع النعيم ،فينبغي على المسلم أن ينزه لسانه وسمعه عن
اللغو ويربي نفسه وأهله على الطيب من القول] .د.عبدالرحمن الشهري[
)فسر الشيخ الشنقيطي رحمه ال آية ،ثم ذكر أنه لم ينص أحد من المفسرين على ما ذكره مع
احتمال الية له ،ثم قال" :لكن كتاب ال ل تزال تظهر غرائبه وعجائبه متجددة على مر الليالي
واليام ،ففي كل حين تفهم منه أشياء لم تكن مفهومة من قبل" ،فأين المتدبرون؟ ]أضواء البيان[
)عن عبد الرحمن بن عمر قال :ذكر عند عبد الرحمن بن مهدي قوم من أهل البدع ،واجتهادهم
في العبادة .فقال :ل يقبل ال إل ما كان على المر والسنة؛ ثم قرأ} :ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها
عليهم{)الحديد (27:فلم يقبل ذلك منهم ،ووبخهم عليه؛ ثم قال :الزم الطريق والسنة].حلية
الولياء[
}قال معاذ ال{ في إظهار قول يوسف عناية بإبراز ماتفوه به في تلك اللحظة مقابل ما تفوهت به،
ليتضح الفرق بين لغة الشهوة والخيانة ،ولغة العفة والوفاء!
وفي سبق التعوذ إلى لسانه دليل على عظم صلته بربه وقربه منه ،وإل فإنه ل يوفق لمثل هذا كل
أحد!(
}إنه ربي{ فذكر عنوان الربوبية هنا دون السيادة؛ لما فيه من العتراف بالمعروف والفضل،
وهذا دليل على أن من المروءة ورفيع الخلق أن يحفظ النسان حق من أحسن إليه ،فضل عن
أن يخونه ،والسياق دال على أن المراد هو من رباه وقال :أكرمي مثواه ،ل خالقه ،لنه المتبادر
إلى مفهوم المرأة المتلقية للخطاب(.
)عن مالك بن مغول قال :شكى أبو معشر أحد أبنائه إلى طلحة بن مصرف ،فقال :استعن عليه
بهذه الية} :رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا
ترضاه وأصلح لي في ذريتي{)الحقاف] .(15:حلية الولياء[
(1لن الستباق ليس مقصودا لذاته بل هو وسيلة ،والمقصود هو الباب ،ولو قيل :استبقا إلى
الباب ،لكان الباب منتهى السباق ،لنه بتجاوز الباب يتغير المكان ،والموقف كله ،لذا كانت
حريصة على منعه من ذلك.
}كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين{ شهد ال في هذه الية على
طهارة يوسف أربع مرات:
} (1لنصرف عنه السوء{ واللم للتأكيد والمبالغة،وأن السوء صرف عنه ،وهذا أبلغ من أن
يصرف هو عن السوء.
صدر الول بما يقرر وجوده من التوكيد القسمي }ولقد{ ،وعقب الثاني بما يعفو أثره من قوله
عز وجل} :لول أن رأى برهان ربه{ الدال على قبح الزنا ،وبما أن برهان ربه قد وجد ،فالهم لم
يوجد(.
)المر بالمعروف لن يعدم من يكابره على الحق ويجادله ،فليعرض عنه ،كما فعل سالم بن عبدال
بن عمر –وهو من كبار الفقهاء -حينما مر على قافلة فيها جرس ،فقال :إن هذا ينهى عنه! فقالوا:
نحن أعلم منك! إنما يكره الجلجل الكبير ،وأما هذا فل بأس به!
)}الذين خسروا أنفسهم فهم ل يؤمنون{)النعام (12:ظاهر الية :أن عدم اليمان هو نتيجة
لخسارة النفس ,والمتوقع العكس :وهو أن خسارة النفس هي نتيجة عدم اليمان! لكن الية جاءت
لتبين حقيقة يغفل الناس عنها :وهي أن قرار عدم اليمان ل يقع إل ممن قرر أن يخسر نفسه,
فالكفر يعني اختيار حياة البؤس واللم ,وليس العكس ،ومن اختار هذا في الدنيا ,فمن العدل أن
يعيشه في الخرة] .د.الشريف حاتم العوني[
)ذكرت صيدلية نصرانية أن من أسباب إسلمها ،هو سماعها لقول ال تعالى -في سورة المائدة )
} :-(17لقد كفر الذين قالوا إن ال هو المسيح ابن مريم{ وتقول :ل أستطيع وصف شعوري
حينها ،فكل حياتي الماضية هدمت أمامي؛ لنها حياة كفر وهنا أعلنت إسلمي(.
}وقدت قميصه من دبر{ وفي ذكر قد القميص ،وتحديد مكان القد إشارة إلى أن يوسف هو
السبق إلى الباب ،وهذا يعني أنه هو الهارب وهي المطاردة.
وفي ذكر مادة )القد( دون )الشق( لن القد ل يكون إل طول ،وهذا أكثر مطابقة للواقع(.
)تأملت ثبات الفتية ،وتساءلت عن السبب؟ فإذا هو العتصام بال وأخذ السباب المنجبة في أمثال
قوله تعالى} :لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا{)الكهف} (14:وإذ اعتزلتموهم وما
يعبدون إل ال فأووا إلى الكهف{) ،(16فاحفظ ال يحفظك! ]أ.د.ناصر العمر[
)الشعراء يسعون إلى استثارة وجدانك ،وتحريك أوتار الشعور حقيقة من نفسك ،فل يبالون بما
صوروه لك أن يكون غيا أو رشدا ،وأن يكون حقيقة أو تخيل ،فتراهم جادين وهم هازلون.
يستبكون وإن كانوا ل يبكون ،ويطربون وإن كانوا ل يطربون }والشعراء يتبعهم الغاوون* ألم
تر أنهم في كل واد يهيمون* وأنهم يقولون ما ل يفعلون{)الشعراء] .(226-224:النبأ العظيم،
ص[144:
"وهذا أمر يجده المؤمن إذا تليت عليه اليات زاد في قلبه :بفهم القرآن،ومعرفة معانيه من علم
اليمان ما لم يكن؛ حتى كأنه لم يسمع الية إل حينئذ ،ويحصل في قلبه من الرغبة في الخير
والرهبة من الشر ما لم يكن"] .ابن تيمية[
والسؤال :كم هي المرات التي نسمع فيها آيات ال ول تحصل لنا هذه الثمرات؟(
)من أعظم حواجب الرحمة :عدم القيام بحقوق المؤمنين ،قال تعالى} :إنما المؤمنون إخوة
فأصلحوا بين أخويكم واتقوا ال لعلكم ترحمون{ )الحجرات] .(10 :السعدي[
)تدبرات في قصة المراودة ) :(16التعبير بـ}أن يسجن{ ل يدل على الحبس الدائم ،بل المراد
سجنه يوما أو أقل على سبيل التخفيف ،ولو أراد الحبس الدائم لقال :يجب أن يجعل من
المسجونين ،كما قال فرعون حين تهدد موسى عليه السلم في قوله} :لئن اتخذت إله غيري
لجعلنك من المسجونين{) .الشعراء.(29 :
في قولها} :بأهلك{ بدل من قولها) :بي( فائدة ،وهي :إضافة نفسها إلى العزيز؛ لتثير عاطفته
نحوها ،ولتغريه بهذا الذي اعتدى على العزيز في أهله ،وفي اختيار )الهل( دون )الزوجة( ما
يوحي بالستقرار والراحة ،كل هذا لتحفز زوجها على نصرته لها ،وترويض خصمها ،فهي
تقيس هنا مجموعة مشاعر مختلفة ،بين استغراب ،وسؤال ،ورهبة ،وعشق ،كل ذلك استطاعت
استيعابه بخطاب شامل يدل على قدرة فائقة في ذلك(.
}إل أن يسجن أو عذاب أليم{ سبق السجن بـ)أن والفعل( ،بينما جاء "العذاب" صريحا موصوفا،
ولم يقل) :أن يعذب(؛ لن لفظ السجن يطلق على البيت الذي يوضع فيه المسجون ،ويطلق على
مصدر سجن ،فحتى ل يتبادر إلى الذهن الموضع فقط ،ذكر الفعل مسبوقا بـ)أن( ليتحقق معنى
الفعل ،لنه الذي فيه النكاية(.
)العداد للعمل علمة توفيق ،وأمارة صدق في القصد ،كما قال تعالى} :ولو أرادوا الخروج
لعدوا له عدة{)التوبة ،(46:والطاعة لبد أن يمهد لها ،حتى تؤتي أكلها ،ويجتنى جناها ،خاصة
في رمضان حيث تتنوع العمال ،فاصدق عزمك من الن على فعل الطاعات ،وأن تجعله
صفحة بيضاء نقية ،مليئة بالصالحات ،قال الفضيل" :إنما يريد ال منك نيتك وإرادتك"] .د.محمد
العواجي[
)}ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميل عظيما{ ]النساء [27 :هذا بيان صريح من الذي
يعلم السر وأخفى –سبحانه -أن هذا الصنف من الناس -سواء كانوا صحفيين أو كتابا أو روائيين
أو أصحاب قنوات هابطة -يريدون يميلوا بالمة ميل ،وأكد هذا الميل بأنه عظيم ،إذ ل تكفيهم
مشاريع الغواء الصغيرة] .د.عبدالمحسن المطيري[
)يقول الفيروز أبادي -رحمه ال :-وقد أمر ال بالتوكل في خمسة عشر موضعا من القرآن،
فساقها سياقا بديعا ،محلى بتعليقات مليحة ،من المستحسن مراجعتها في كتابه) :بصائر ذوي
التمييز.(2/313،
)كثير من أبناء السلم يرى أنه ل يصلح لخدمة الدين إل العلماء والدعاة الذين لهم باع طويل في
العلم والدعوة ،فإذا قارن حاله بحالهم وجد مسافة بعيدة فل يلبث أن يضعف عزمه ،وتفتر همته،
فيعيش سلبيا ل يقدم لدينه! ل ،بل كل فرد مهما كانت حاله يصلح لنصرة دينه إذا سلك الطريق
الصحيح في ذلك .قال تعالى} :وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين{
اليات ..فاعتبر! ]د.محمدالعواجي[
)في قصة الخضر لما كان المقصود عيب السفينة قال} :أردت{ فأضاف إرادة العيب لنفسه ل
إلى ال تأدبا معه ،ولن نفس العيب مفسدة ،ولما قتل الغلم قال} :أردنا{ بلفظ الجمع ،تنبيها على
أن القتل كان منه بأمر ال ،وله حكمة مستقبلية ،ولنه مصلحة مشوبة بمفسدة ،ولما ذكر السعي
في مصلحة اليتيمين قال }أراد ربك{ فنسب النعمة ل لنها منه ،ولنها مصلحة خالصة] .تفسير
الخازن[
)تدبرات في قصة المراودة )} :(18وشهد شاهد{ تلحظ العناية بشأن الشهادة ،حيث ذكرت في
لفظين متجاورين ،فـ)شهد( يمثل القيام بالفعل -وهو الشهادة -و)شاهد( يبين أن الذي قام بالفعل من
أبرز صفاته :الشهادة ،ولول هذا المعنى لقيل :وشهد بعض أهلها ،وتقييد الشاهد بكونه )من أهلها(
فيه دللة على قوة شهادته إذا شهد عليها؛ لن المتوقع في مثل هذه الحالة أن يشهد لها ،ل عليها؛
بسبب الحمية(.
)تأمل كيف أن زكريا عليه السلم لم يكتف بطلب الولد بل قال} :رب هب لي من لدنك ذرية
طيبة{)آل عمران ،(38:وقال} :واجعله رب رضيا{ )مريم،(6:
"والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والخرة ،وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد
المسرة والنعمة"] .القرطبي[
)الجازة والفراغ ،وقرب رمضان من أعظم ما يبعث على اغتنام هذه الفرصة الثمينة بالرغبة
إلى ال ،امتثال لمره تعالى} :فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب{ خاصة وقد أخذ
الكثيرون نصيبا من الجازة قبل رمضان ،فلنجعله شهر رغبة فيما عند ال ،وشهر نصب
واجتهاد في أنواع القربات] .د.محمد الربيعة[
كيف يتسنى للمبتعد عن الجماعة في ناحية أن يعرض عليهم آراءه ،أو يستطلع منهم أمثالها؟
فضل عما تقتضيه الشورى من مناقشة الراء؟ ]محمد الخضر حسين[
)}فتبارك ال أحسن الخالقين{)المؤمنون (14:جاء لفظ }تبارك{ في القرآن عدة مرات ،وكلها
مسندة إلى ال جل وعل ،ولم تأت مسندة لمخلوق أبدا ،لن المخلوق ل يوجدها ،ولكن قد يكون
سببا في حدوثها ،وبهذا يتبين خطأ القول الشائع كـ :تبارك المنزل ،وتباركت السيارة ونحوهما -
مع حسن قصد قائلها ] .-أ.د.ناصر العمر[
)مهر الجنة} :فأما من خاف مقام ربه ،ونهى النفس عن الهوى ،فإن الجنة هي المأوى{
)النازعات (41 ،40:إلى صاحب القلب القاسي! إلى متى وأنت تعبد هواك؟ تعبد الدرهم
والدينار؟ فمتى يصفو لك توحيد؟ سارع قبل فجأة الموت! ]صالح المغامسي[
)حينما تهم بالنفقة ،ثم تغل يدك خشية الفقر؛ فاعلم أن الشيطان قد نفذ المهمة} :الشيطان يعدكم
الفقر{)البقرة] .(268:إبراهيم السكران[
)إنزال الناس منازلهم ،ومراعاة مراتبهم في الفضل منهج قرآني ،تأمل} :ل يستوي منكم من أنفق
من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا{)الحديد (10:فليحذر
أولئك الذين يتجاوزون من لهم سابقة في علم ،أو دعوة بحجة أنهم بشر ،وأنهم غير
معصومين ...،الخ تلك الدعاوى ،التي نهايتها أن ل يبقى للمة أئمة يقتدى بهم] .د.عمر المقبل[
)}يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار ال{)الصف (14:هذه الية حجة واضحة في وجوب المر
بالمعروف والنهي عن المنكر ،إذ ل يشك أحد أن نصر ال إنما هو نصر دينه ،ول يكون نصره
إل بالمعونة على إقامة أمره ونهيه وعلوهما ،والخذ على يدي من يريد ذله وإهانته] .القصاب[
)}والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما{)الفرقان .(65:قال الحسن
البصري" :كل شيء يصيب ابن آدم لم يدم عليه فليس بغرام ،إنما الغرام اللزم له ما دامت
السموات والرض ،فيا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة!"] .الدر المنثور[
)}أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو ،بئس للظالمين بدل{)الكهف .(50:أي بدل
ولية ل عز وجل بولية إبليس وذريته ،وذلك هو التعوض من الجن بالباطل ،وهذا هو نفس
الظلم لنه وضع الشيء في غير موضعه] .ابن عطية[
)}قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس ،لقد جئت شيئا نكرا{)الكهف .(74:استدل بهذه الية طائفة من
العلماء على أن الغلم كان بالغا ،واستدل آخرون بنفس الية على أنه لم يكن بالغا الذين قالوا :إنه
لم يبلغ ،فاستدلوا بوصف النفس بأنها} :زكية{ أي :لم تذنب ،واحتج من قال :إنه بالغ ،بقوله:
}بغير نفس{ فهذا يقتضي أنه لو كان عن قتل نفس لم يكن به بأس ،وهذا يدل على أنه بالغ ،وإل
فلو كان لم يحتلم لم يجب قتله بنفس ول بغير نفس] .ابن عطية[