Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 28

‫من أسباب دخول‬

‫الجنة‬
‫يي بن موسى الزهران‬
‫إمام الامع الكبي بتبوك‬

‫‪1‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫إن المد ل نمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده‬
‫ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن‬
‫ممدا عبده ورسوله أما بعد ‪:‬‬
‫فالنة غاية كل مؤمن ‪ ،‬ومن كل عبد ف هذه الياة الدنيا ‪ ،‬كل مسلم صادق يدرك أنه ل يبعث ول‬
‫يلق إل لتجريد التوحيد ل تعال ‪ ،‬فهو سبحانه الستحق بالعبادة دون سواه ‪ ،‬قال تعال ‪ " :‬وما‬
‫خلقت الن والنس إل ليعبدون " ‪ ،‬فالكمة من خلق اللق هي العبادة ل ‪ ،‬والنقياد له بالطاعة ‪،‬‬
‫ل ‪ ،‬بل خلقهم ليبلوهم أيهم‬
‫واللوص من الشرك وأهله ‪ ،‬فال سبحانه ل يلق العباد ويتركهم ه ً‬
‫أحسن عملً ‪ ،‬ث يرجعون إل ربم فيجازيهم على أعمالم ‪ ،‬والكل يدرك هذه القيقة ‪ ،‬ويعرف‬
‫تلك الكمة من خلقه ‪ ،‬فترى الناس يعملون جاهدين من أجل رضى الرحن سبحانه ‪ ،‬للفوز بنته‬
‫والنجاة من ناره ‪ ،‬ومن رحته سبحانه أنه ل يظلم مثقال ذرة من خي يعمله العبد ف هذه الياة الدنيا‬
‫‪ ،‬فكل عمل بر وخي يعمله الؤمن يده مسطرا يوم القيامة ف ديوانه ‪ ،‬فيعطى به من السنات ‪ ،‬بل‬
‫ويعطيه ربه أكثر ما عمل فهو سبحانه يعطي الكثي ويرضى بالقليل ‪ ،‬ولكن كما قال تعال ‪ " :‬وقليل‬
‫من عبادي الشكور " ‪ ،‬ولو أن ال سبحانه مع إغداقه على العبد بالنعم واليات ‪ ،‬يأخذه مع أول‬
‫هفوة ‪ ،‬وبداية كل زلة ‪ ،‬لكان ذلك من عدله سبحانه ‪ ،‬ولكنه رحيم رؤوف ‪ ،‬عفو غفور ‪ ،‬يتجاوز‬
‫عن السيئات ويد للعبد ف العمر لعله يتوب ويعود ويندم ويزن ‪ " ،‬ولو يؤاخذ ال الناس با كسبوا‬
‫ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إل أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن ال كان بعباده‬
‫بصيا " ‪ ،‬وقال تعال ‪ " :‬إن ال ل يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون " ‪ ،‬وأخرج مسلم‬
‫ف صحيحه من حديث َأبِي هُ َرْي َرةَ رضي ال عنه قَا َل ‪ُ :‬أتِيَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َيوْمًا‬
‫س مِ ْنهَا َن ْهسَ ًة َفقَا َل أَنَا سَيّ ُد النّاسِ َيوْ َم الْقِيَامَ ِة َوهَ ْل َتدْرُونَ‬
‫ت ُتعْجُِب ُه فََنهَ َ‬
‫ع وَكَانَ ْ‬
‫ح ٍم َفرُفِ َع ِإلَ ْيهِ الذّرَا ُ‬
‫بِلَ ْ‬
‫صرُ‬
‫صعِي ٍد وَا ِحدٍ فَُيسْ ِم ُع ُهمُ الدّاعِي َويَنْ ُف ُذهُ ُم الْبَ َ‬
‫ي وَالْآ ِخرِينَ فِي َ‬
‫جمَ ُع ال ّلهُ َيوْ َم اْلقِيَا َمةِ اْلأَ ّولِ َ‬
‫ِبمَ ذَاكَ ؟ يَ ْ‬
‫س فَيَبْلُ ُغ النّاسَ ِم َن الْ َغ ّم وَالْ َك ْربِ مَا لَا يُطِيقُونَ ‪ ،‬وَمَا لَا يَحْتَ ِملُونَ ‪ ،‬فََيقُو ُل َبعْضُ النّاسِ‬
‫‪ ،‬وََت ْدنُو الشّمْ ُ‬
‫لَِبعْضٍ ‪َ :‬ألَا َت َروْ َن مَا َأنُْتمْ فِيهِ ؟ َألَا َت َروْ َن مَا َقدْ بَلَ َغ ُكمْ ؟ َألَا تَنْ ُظرُونَ َم ْن َيشْفَ ُع َل ُكمْ ِإلَى َرّب ُكمْ ؟ فََيقُولُ‬
‫شرِ ‪ ،‬خَ َل َقكَ ال ّلهُ بَِي ِدهِ ‪،‬‬
‫ت َأبُو الَْب َ‬
‫ض ‪ :‬ائْتُوا آدَ َم ‪ ،‬فََي ْأتُونَ آ َد َم فََيقُولُونَ ‪ :‬يَا آ َد ُم أَنْ َ‬
‫َبعْضُ النّاسِ لَِبعْ ٍ‬
‫ح ُن فِيهِ ؟‬
‫جدُوا َلكَ ‪ ،‬ا ْشفَ ْع لَنَا ِإلَى َرّبكَ ‪ ،‬أَلَا َترَى ِإلَى مَا نَ ْ‬
‫خ فِيكَ مِنْ رُوحِ ِه ‪َ ،‬وأَ َم َر الْمَلَاِئ َكةَ َفسَ َ‬
‫وََنفَ َ‬

‫‪2‬‬
‫ب قَبْ َل ُه مِثْ َلهُ ‪َ ،‬وَلنْ َيغْضَبَ‬
‫ب الَْيوْمَ غَضَبًا َلمْ َيغْضَ ْ‬
‫َألَا َترَى ِإلَى مَا قَ ْد بَ َلغَنَا ؟ فََيقُولُ آدَ ُم ‪ :‬إِنّ َربّي غَضِ َ‬
‫ج َر ِة ‪َ ،‬فعَصَيُْتهُ ‪َ ،‬ن ْفسِي َن ْفسِي ‪ ،‬اذْهَبُوا ِإلَى غَ ْيرِي ‪ ،‬ا ْذهَبُوا إِلَى نُوحٍ ‪،‬‬
‫َبعْ َد ُه مِثْ َلهُ ‪َ ،‬وِإنّ ُه َنهَانِي َعنِ الشّ َ‬
‫ض ‪َ ،‬وسَمّاكَ ال ّلهُ عَ ْبدًا َشكُورًا ‪ ،‬اشْفَ ْع لَنَا‬
‫ح َأنْتَ َأ ّولُ الرّ ُس ِل إِلَى اْلأَرْ ِ‬
‫فََيأْتُو َن نُوحًا فََيقُولُو َن ‪ :‬يَا نُو ُ‬
‫ضبًا‬
‫ح ُن فِيهِ ؟ َألَا َترَى مَا َقدْ بَ َلغَنَا ؟ فََيقُو ُل َلهُ ْم ‪ :‬إِنّ َربّي َقدْ غَضِبَ الَْيوْمَ غَ َ‬
‫ك ‪َ ،‬ألَا َترَى مَا نَ ْ‬
‫ِإلَى َربّ َ‬
‫ت ِبهَا عَلَى َقوْمِي ‪،‬‬
‫ب َبعْ َد ُه مِثْ َلهُ ‪ ،‬وَِإّنهُ َقدْ كَانَتْ لِي دَ ْع َوةٌ َد َعوْ ُ‬
‫ب قَبْ َلهُ مِثْ َلهُ ‪َ ،‬وَلنْ َيغْضَ َ‬
‫َلمْ َيغْضَ ْ‬
‫َنفْسِي َن ْفسِي ‪ ،‬ا ْذهَبُوا إِلَى إِْبرَاهِيمَ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم ‪ ،‬فََي ْأتُو َن ِإْبرَاهِيمَ فََيقُولُو َن ‪َ :‬أنْتَ نَِب ّي اللّهِ‬
‫ح ُن فِيهِ ؟ َألَا َترَى ِإلَى مَا َقدْ بَ َلغَنَا ؟‬
‫ك ‪َ ،‬ألَا َترَى إِلَى مَا نَ ْ‬
‫ض ‪ ،‬اشْفَ ْع لَنَا ِإلَى َربّ َ‬
‫وَخَلِي ُل ُه ِمنْ َأ ْهلِ اْلأَرْ ِ‬
‫ب َب ْع َدهُ مِثْ َلهُ ‪،‬‬
‫ب قَبْ َل ُه مِثْ َلهُ ‪َ ،‬ولَا َيغْضَ ُ‬
‫ب الَْيوْمَ غَضَبًا َلمْ َيغْضَ ْ‬
‫فََيقُولُ َل ُهمْ إِْبرَاهِي ُم ‪ :‬إِنّ َربّي َقدْ غَضِ َ‬
‫َوذَكَرَ َك َذبَاِت ِه ‪ ،‬نَ ْفسِي َن ْفسِي ‪ ،‬ا ْذهَبُوا إِلَى غَ ْيرِي ‪ ،‬اذْهَبُوا ِإلَى مُوسَى ‪ ،‬فََي ْأتُونَ مُوسَى صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ‬
‫وَسَ ّل َم ‪ ،‬فََيقُولُو َن يَا مُوسَى ‪َ :‬أنْتَ َرسُولُ ال ّل ِه فَضّ َلكَ ال ّلهُ ِب ِرسَالَاِت ِه وَبَِتكْلِي ِمهِ عَلَى النّاسِ ‪ ،‬ا ْشفَ ْع لَنَا‬
‫ح ُن فِيهِ ؟ َألَا َترَى مَا َقدْ بَ َلغَنَا ؟ فََيقُو ُل َلهُ ْم مُوسَى صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ‬
‫ك ‪َ ،‬ألَا َترَى إِلَى مَا نَ ْ‬
‫ِإلَى َربّ َ‬
‫ت نَ ْفسًا لَمْ‬
‫ب َب ْع َدهُ مِثْ َل ُه ‪َ ،‬وإِنّي قَتَ ْل ُ‬
‫ب قَبْ َل ُه مِثْ َلهُ ‪َ ،‬وَلنْ يَغْضَ َ‬
‫ب الَْيوْمَ غَضَبًا َلمْ َيغْضَ ْ‬
‫‪ :‬إِنّ َربّي َقدْ غَضِ َ‬
‫صلّى اللّه عَلَ ْيهِ وَسَ ّلمَ ‪ ،‬فََي ْأتُونَ عِيسَى فََيقُولُو َن يَا‬
‫أُو َمرْ ِبقَتْ ِلهَا ‪َ ،‬ن ْفسِي َن ْفسِي ‪ ،‬اذْهَبُوا ِإلَى عِيسَى َ‬
‫ح مِ ْنهُ ‪،‬‬
‫س فِي الْ َم ْهدِ ‪ ،‬وَكَلِ َم ٌة مِ ْن ُه َألْقَاهَا ِإلَى َمرَْيمَ ‪ ،‬وَرُو ٌ‬
‫ت النّا َ‬
‫عِيسَى ‪ :‬أَنْتَ َرسُو ُل ال ّلهِ ‪ ،‬وَكَلّ ْم َ‬
‫حنُ فِيهِ ؟ أَلَا َترَى مَا َق ْد بَ َلغَنَا ؟ فََيقُولُ َل ُهمْ عِيسَى صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ‬
‫ك ! أَلَا َترَى مَا نَ ْ‬
‫فَا ْشفَ ْع لَنَا ِإلَى َرّب َ‬
‫ب َب ْع َدهُ مِثْ َل ُه ‪َ ،‬ولَ ْم َيذْ ُكرْ َلهُ‬
‫ب قَبْ َل ُه مِثْ َلهُ ‪َ ،‬وَلنْ َيغْضَ َ‬
‫ب الَْيوْمَ غَضَبًا َلمْ َيغْضَ ْ‬
‫وَسَ ّل َم ‪ :‬إِنّ َربّي َقدْ غَضِ َ‬
‫ح ّمدٍ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم ‪ ،‬فََيأْتُونّي فََيقُولُونَ‬
‫َذنْبًا ‪َ ،‬ن ْفسِي َنفْسِي ‪ ،‬ا ْذهَبُوا ِإلَى غَ ْيرِي ‪ ،‬اذْهَبُوا ِإلَى مُ َ‬
‫ك مَا َت َقدّ َم ِمنْ َذنِْبكَ َومَا َتَأ ّخرَ ‪ ،‬اشْفَ ْع لَنَا‬
‫ح ّمدُ ‪َ :‬أنْتَ َرسُو ُل اللّ ِه ‪َ ،‬وخَاَتمُ اْلأَنْبِيَا ِء ‪ ،‬وَ َغ َفرَ ال ّل ُه لَ َ‬
‫يَا مُ َ‬
‫ت اْل َعرْشِ ‪َ ،‬فَأقَ ُع سَا ِجدًا‬
‫ح ُن فِيهِ ؟ َألَا َترَى مَا َقدْ بَ َلغَنَا ؟ َفَأنْطَ ِلقُ فَآتِي تَحْ َ‬
‫ك ‪َ ،‬ألَا َترَى مَا نَ ْ‬
‫ِإلَى َربّ َ‬
‫ح ُه لَِأ َحدٍ قَبْلِي ‪ُ ،‬ثمّ‬
‫سنِ الثّنَاءِ عَلَ ْي ِه شَيْئًا لَ ْم َيفْتَ ْ‬
‫ح اللّهُ عَ َل ّي َويُلْهِمُنِي ِمنْ َمحَا ِم ِدهِ وَ ُح ْ‬
‫ِلرَبّي ‪ُ ،‬ث ّم َيفْتَ ُ‬
‫ب ُأمّتِي ُأمّتِي‬
‫ك ‪َ ،‬سلْ ُتعْ َطهِ ‪ ،‬ا ْشفَ ْع ُتشَفّ ْع ‪َ ،‬فأَ ْرفَعُ َرْأسِي ‪َ ،‬فَأقُولُ ‪ :‬يَا َر ّ‬
‫ُيقَالُ ‪ :‬يَا مُحَ ّمدُ ! ا ْرفَعْ َرْأسَ َ‬
‫ب الَْأيْ َم ِن ِمنْ َأْبوَابِ الْجَّنةِ ‪،‬‬
‫ك َمنْ لَا ِحسَابَ عَلَ ْي ِه ِمنَ الْبَا ِ‬
‫‪ ،‬فَُيقَالُ ‪ :‬يَا مُحَ ّم ُد َأدْ ِخ ِل الْجَّنةَ ِم ْن ُأمّتِ َ‬
‫صرَاعَ ْينِ‬
‫وَ ُه ْم شُرَكَا ُء النّاسِ فِيمَا ِسوَى َذِلكَ ِم َن الَْأْبوَابِ ‪ ،‬وَالّذِي َنفْسُ ُمحَ ّم ٍد بَِيدِ ِه ‪ ،‬إِ ّن مَا بَ ْي َن الْمِ ْ‬
‫ج ٍر ‪ ،‬أَوْ َكمَا بَ ْي َن َمكّ َة َوبُصْرَى " وكذبات ِإْبرَاهِيمَ عليه السلم‬
‫ِمنْ مَصَارِي ِع الْجَّنةِ لَكَمَا بَ ْينَ َم ّكةَ َوهَ َ‬
‫ي ُهمْ َهذَا ) و َقوْله ( ِإنّي سَقِيمٌ ) ‪.‬‬
‫‪ :‬قَا َل ( هَذَا َربّي ) و َقوْله لِآِلهَِتهِ ْم ( َبلْ َفعَ َلهُ كَبِ ُ‬

‫‪3‬‬
‫وإليكم عددا من اليات والحاديث الصحيحة ‪ ،‬الت ذُكرت فيها أعمال تكون سببا بفضل ال‬
‫لدخول فاعلها النة ‪ ،‬ولكن ل يعن أن هذه العمال تضمن لي إنسان يعملها دخول النة ‪ ،‬مهما‬
‫كان اعتقاده ‪ ،‬فالنة ل يدخلها إل مؤمن ‪ ،‬فلو قام أحد الكفار أو الشركي ببعض هذه العمال أو‬
‫جيعها فلن تنفعه ‪ ،‬ولن تدخله النة ‪ ،‬لن ال سبحانه وتعال يقول ‪ { :‬ولقد أوحي إليك وإل الذين‬
‫من قبلك لن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين } ‪ ،‬وقال تعال عن الكفار ‪ { :‬وقدمنا‬
‫إل ما عملوا من عمل فجعلناه هبا ًء منثورا } ‪ ،‬وقال تعال ‪ { :‬وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتم إل‬
‫أنم كفروا بال وبرسوله ول يأتون الصلة إل وهم كسال ول ينفقون إل وهم كارهون } ‪ ،‬لذلك‬
‫ل بد أن يكون العمل صالا مقبولً عند ال تعال ‪ ،‬ولكي يكون العمل مقبو ًل فهناك شروط لقبول‬
‫العمل عند ال تعال ‪ ،‬وهذه الشروط هي ‪:‬‬
‫الشرط الول ‪ /‬السلم ‪:‬‬
‫وهو أول الشروط اللزمة لقبول أي عمل ‪ ،‬لن السلم دين ال القائم إل يوم القيامة ‪ ،‬وهو الدين‬
‫الذي نسخ ال به جيع الديان السابقة ‪ ،‬قال تعال ‪ " :‬إن الدين عند ال السلم " ‪ ،‬وقال تعال ‪" :‬‬
‫ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من الاسرين " ‪.‬‬

‫الشرط الثان ‪ /‬الخلص ‪:‬‬


‫وهو الذي يب أن يصاحب أي عمل ليكون مقبولً عند ال تبارك وتعال ‪ ،‬فيجب أن يكون‬
‫الخلص ف العمل ل سبحانه وتعال ‪ ،‬أي أن الذي قام بالعمل يب أن يقصد به وجه ال تبارك‬
‫وتعال دون أن يشرك ف قصده أي ملوق آخر ‪ ،‬قال تعال ‪ " :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له‬
‫الدين حنفاء " ‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال تعال ل يقبل من العمل إل ما كان خالصا ‪،‬‬
‫وابتغي به وجهه " [ أخرجه النسائي ‪ ،‬صحيح الامع ‪. ] 1856‬‬

‫الشرط الثالث ‪ /‬متابعة الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫فأي عمل ليس عليه أمر ول أمر رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فهو رد ‪ ،‬يعن مردود على صاحبه ‪.‬‬
‫وحان أوان الشروع ف القصود ‪ ،‬وبيان السباب الؤدية إل جنة الرضوان ‪ ،‬وإليك السباب وبال‬
‫التوفيق وعليه التكلن ‪:‬‬

‫السبب الول والثان ‪ /‬اليان والعمل الصال ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫جاء ف القرآن الكري اليان كأهم السباب الوصلة إل النة بإذن ال تبارك و تعال ‪ ،‬ولكنه دائما‬
‫يأت مقرونا بالعمل الصال لذلك ل تكاد تد موضع فيه ذكر لليان وأنه سببا لدخول النة إل وهو‬
‫مقرون بالعمل الصال ‪ ،‬وباب العمال الصالة والمد ل واسع وكبي وطرق كسب الثواب‬
‫عظيمة ومتعددة ل يصيها إل ال سبحانه وتعال ‪ ،‬قال تبارك وتعال ‪ { :‬والذين آمنوا وعملوا‬
‫الصالات أولئك أصحاب النة هم فيها خالدون } ‪ ،‬وقال تعال ‪ " :‬إن الذين آمنوا وعملوا‬
‫الصالات كانت لم جنات الفردوس نز ًل * خالدين فيها ل يبغون عنها حولً " ‪.‬‬
‫واليات والحاديث الصحيحة ف هذا العن كثية جدا يصعب إحصائها على سبيل الثال ل الصر‬
‫أنظر ‪:‬سورة البقرة اليات ‪ - 82، 25 :‬سورة لقمان الية ‪ ،8‬سورة الكهف ‪ :‬آية ‪ ، 107‬سورة الج‬
‫‪9‬‬ ‫آليات ‪_56 ، 23 ، 14‬سورة الفتح الية ‪ _ 5‬سورة الديد اليتان ‪ _21 ، 12 :‬سورة التغابن الية‬
‫‪1،‬‬ ‫_ سورة الطلق الية ‪ _ 11‬سورة البوج الية ‪ _11‬سورة البينة الية ‪ _ 7‬سورة الؤمنون اليات‬
‫‪ _11‬سورة العنكبوت الية ‪.57‬‬
‫السبب الثالث ‪ /‬التقوى ‪:‬‬
‫التقوى هي ‪ :‬الوف من الليل ‪ ،‬والعمل بالتنيل ‪ ،‬والقناعة بالقليل ‪ ،‬والستعداد ليوم الرحيل ‪،‬‬
‫وقيل بأن التقوى ‪ :‬أن تعل بينك وبي عذاب ال وقاية ‪ ،‬بفعل الطاعات ‪ ،‬وترك الحرمات ‪ ،‬ومن‬
‫تعريفات التقوى أيضا هو ‪ :‬أن تعمل بطاعة ال على نور من ال ( أي كما جاء ف كتاب ال وسنة‬
‫نبيه صلى ال عليه وسلم ) ترجو ثواب ال ‪ ،‬وأن تترك معصية ال على نور من ال تاف عقاب‬
‫ال ‪ ،‬قال تبارك وتعال { إن التقي ف جنات وعيون } ‪ ،‬وقال تعال ‪ " :‬إن التقي ف جنات ونر *‬
‫ف مقعد صدق عند مليك مقتدر " ‪.‬‬
‫لقد أعد ال النة لعباده التقي ‪ ،‬قال تبارك وتعال ‪ { :‬وسارعوا إل مغفرة من ربكم وجنة عرضها‬
‫السموات والرض أعدت للمتقي } ‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أكثر ما يدخل الناس النة‬
‫التقوى وحسن اللق ‪ ،‬وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج " [ أخرجه الترمذي وابن ماجة‬
‫وأحد سلسلة الحاديث الصحيحة ‪. ] 977‬‬

‫السبب الرابع ‪ /‬طاعة ال تبارك وتعال وطاعة رسوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫قال تبارك وتعال ‪ { :‬ومن يطع ال ورسوله يدخله جنات تري من تتها النار ‪ ،‬ومن يتول يعذبه‬
‫عذابا أليما } ‪ ،‬وف صحيح البخاري عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬كل‬
‫‪5‬‬
‫أمت يدخلون النة إل من أب " ‪ ،‬قالوا يا رسول ال ومن يأب ؟ قال ‪ " :‬من أطاعن دخل النة ومن‬
‫عصان فقد أب " [ فتح الباري بشرح صحيح البخاري ‪. ] 249/ 13‬‬

‫السبب الامس ‪ /‬الهاد ف سبيل ال ‪:‬‬


‫الهاد ف سبيل ال من أعظم القربات ‪ ،‬وأفضل الطاعات ‪ ،‬وصاحبه بأعلى النازل ‪ ،‬وأفضل‬
‫الدرجات ‪ ،‬ويكون الهاد ف سبيل ال بالقتال بالنفس والال ‪ ،‬قال ال تبارك وتعال ‪ { :‬إن ال‬
‫اشترى من الؤمني أنفسهم وأموالم بأن لم النة يقاتلون ف سبيل ال فيقتلون ويقتلون وعدا عليه‬
‫حقا ف التوراة والنيل والقرآن } ‪ ،‬وقال تعال ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تارة‬
‫تنجيكم من عذاب أليم ‪ .‬تؤمنون بال ورسوله وتاهدون ف سبيل ال بأموالكم وأنفسكم ذلكم خي‬
‫لكم إن كنتم تعلمون ‪ .‬يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تري من تتها النهار ومساكن طيبة ف‬
‫جنات عدن ذلك الفوز العظيم } ‪.‬‬
‫ج فِي‬
‫عن َأبَي ُهرَْي َرةَ رضي ال عنه ‪َ :‬ع ِن النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ قَالَ ‪ " :‬انَْت َدبَ ال ّلهُ لِ َم ْن َخرَ َ‬
‫خرِ ُج ُه ِإلّا إِيَانٌ بِي ‪َ ،‬وتَصْدِيقٌ ِب ُرسُلِي ‪ ،‬أَ ْن أُ ْرجِ َعهُ بِمَا نَالَ ِم ْن أَ ْج ٍر أَوْ غَنِي َم ٍة ‪ ،‬أَ ْو ُأدْخِ َلهُ‬
‫سَبِي ِلهِ ‪ ،‬لَا يُ ْ‬
‫ت َأنّي ُأقْتَ ُل فِي سَبِي ِل اللّ ِه ‪ُ ،‬ثمّ ُأحْيَا‬
‫الْجَّنةَ ‪َ ،‬وَلوْلَا أَنْ َأ ُشقّ عَلَى ُأمّتِي مَا َقعَ ْدتُ خَلْفَ َس ِريّ ٍة ‪َ ،‬ولَ َو ِددْ ُ‬
‫ُثمّ ُأقَْتلُ ‪ُ ،‬ث ّم ُأحْيَا ُثمّ ُأقَْتلُ " [ أخرجه البخاري ] ‪ ،‬وأجر الشهيد أعظم الجور ‪ ،‬ومنلته أعلى‬
‫النازل ‪ ،‬ومكانته أرفع الماكن ف النة ‪ ،‬كيف ل ‪ ،‬وقد قدم روحه فداءً ف سبيل ال تعال ‪ ،‬قدم‬
‫ججمته لتضرب ف سبيل ال عز وجل ‪ ،‬من أجل إعلء كلمة التوحيد خفاقة عالية ‪ ،‬رجاء ثواب‬
‫س ْب َن مَاِلكٍ َرضِي اللّه عَنْه ‪َ ،‬ع ِن النّبِيّ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ‬
‫الخرة ‪ ،‬وكرامة ال للمجاهدين ‪ ،‬وعن أَنَ َ‬
‫ض ِم ْن شَيْ ٍء ‪ِ ،‬إلّا‬
‫ب أَنْ يَ ْرجِ َع ِإلَى ال ّدنْيَا ‪َ ،‬وَلهُ مَا عَلَى الْأَرْ ِ‬
‫ح ّ‬
‫وَسَ ّل َم قَا َل ‪ " :‬مَا َأحَ ٌد َيدْ ُخلُ الْجَّن َة ‪ ،‬يُ ِ‬
‫ت ‪ ،‬لِمَا َيرَى ِم َن الْ َكرَا َمةِ " [ أخرجه البخاري ]‬
‫شرَ َمرّا ٍ‬
‫شهِيدُ يََتمَنّى أَ ْن َي ْرجِعَ إِلَى ال ّدنْيَا ‪ ،‬فَُيقَْتلَ َع ْ‬
‫ال ّ‬
‫شهِيدِ‬
‫‪ ،‬و َعنِ الْ ِم ْقدَا ِم ْبنِ َم ْعدِي َك ِربَ رضي ال عنه قَا َل ‪ :‬قَالَ َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ لِل ّ‬
‫ت خِصَا ٍل ‪ُ :‬يغْ َفرُ لَ ُه فِي َأ ّولِ َد ْفعَةٍ ـ يعن دفعة من دمه ـ َويَرَى َمقْ َع َدهُ مِ َن الْجَّنةِ ‪،‬‬
‫عِ ْن َد اللّ ِه سِ ّ‬
‫ضعُ عَلَى‬
‫ع اْلأَكَْبرِ ـ يعن يوم البعث من القبور ـ َويُو َ‬
‫ب اْلقَبْ ِر ‪َ ،‬ويَ ْأ َمنُ ِم َن الْ َفزَ ِ‬
‫وَيُجَا ُر ِمنْ َعذَا ِ‬
‫َرْأسِ ِه تَاجُ اْل َوقَا ِر ‪ ،‬الْيَاقُوتَ ُة مِ ْنهَا خَ ْيرٌ ِم َن ال ّدنْيَا َومَا فِيهَا ‪َ ،‬ويُ َزوّجُ اثْنَتَ ْي ِن َوسَبْعِيَ َزوْ َجةً ِم َن الْحُورِ‬
‫ي ِمنْ َأقَا ِربِ ِه [ أخرجه الترمذي وأحد ] ‪ ،‬عن َأبَي ُهرَْي َرةَ رضي ال عنه قَالَ ‪:‬‬
‫شفّعُ فِي سَ ْبعِ َ‬
‫ي ‪َ ،‬وُي َ‬
‫الْعِ ِ‬
‫سَ ِمعْتُ َرسُولَ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َيقُولُ ‪ " :‬مََث ُل الْمُجَاهِ ِد فِي سَبِي ِل اللّ ِه ‪ ،‬وَال ّل ُه أَعْ َل ُم بِ َمنْ‬

‫‪6‬‬
‫يُجَاهِ ُد فِي سَبِي ِلهِ ‪ ،‬كَمََث ِل الصّاِئمِ اْلقَاِئ ِم ‪ ،‬وََتوَ ّكلَ ال ّل ُه لِلْمُجَا ِهدِ فِي سَبِي ِل ِه ِبأَنْ يَتَ َوفّاهُ ‪ ،‬أَ ْن ُي ْدخِلَهُ‬
‫س ْب ُن مَاِلكٍ رضي ال عنه ‪ ،‬أَ ّن أُ ّم ال ّربَيّ ِع بِنْتَ‬
‫الْجَّنةَ ‪َ ،‬أ ْو َيرْ ِجعَ ُه سَالِمًا مَ َع َأجْ ٍر َأوْ غَنِي َم ٍة " ‪ ،‬وقال أَنَ ُ‬
‫ح ّدثُنِي‬
‫ت ‪ :‬يَا نَِبيّ ال ّل ِه ! َألَا تُ َ‬
‫ت النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم َفقَالَ ْ‬
‫الْبَرَا ِء ‪َ ،‬وهِ َي أُ ّم حَارَِث َة ْبنِ ُسرَا َق َة ‪ ،‬أَتَ ِ‬
‫ب ‪َ ،‬فإِنْ كَا َن فِي الْجَّنةِ صََب ْرتُ ‪َ ،‬وإِنْ كَانَ غَ ْي َر َذِلكَ‬
‫َع ْن حَارَِث َة ‪ ،‬وَكَانَ قُِت َل َيوْ َم َبدْرٍ أَصَاَبهُ َس ْهمٌ َغرْ ٌ‬
‫ب الْ ِف ْر َدوْسَ‬
‫ك أَصَا َ‬
‫‪ ،‬اجَْت َهدْتُ عَلَ ْي ِه فِي الُْبكَا ِء ‪ ،‬قَا َل ‪ " :‬يَا أُ ّم حَا ِرثَ َة ! ِإّنهَا جِنَانٌ فِي الْجَّن ِة ‪َ ،‬وإِ ّن ابْنَ ِ‬
‫صلّى اللّه عَلَ ْيهِ وَسَ ّلمَ قَالَ ‪:‬‬
‫الْأَعْلَى " ‪ ،‬وعن عَ ْبدُال ّل ِه ْبنُ َأبِي َأ ْوفَى رَضِي اللّه عَنْهمَا ‪ ،‬أَنّ َرسُو َل ال ّلهِ َ‬
‫ف " ‪ ،‬وعن جَاِبرَ ْبنَ عَ ْبدِاللّهِ َرضِي اللّه عَنْهمَا قَالَ ‪ :‬قَالَ‬
‫" وَاعْ َلمُوا أَ ّن الْجَّنةَ تَحْتَ ظِلَا ِل السّيُو ِ‬
‫ت َفَأْينَ َأنَا ؟ قَا َل ‪ " :‬فِي الْجَّن ِة " ‪َ ،‬فأَْلقَى‬
‫ت إِ ْن قُتِلْ ُ‬
‫َر ُجلٌ لِلنِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َيوْ َم أُ ُح ٍد ‪ :‬أَ َرأَيْ َ‬
‫ت فِي َي ِدهِ ُث ّم قَاَت َل حَتّى قُِتلَ " [ أخرجها البخاري ] ‪.‬‬
‫تَ َمرَا ٍ‬

‫السبب السادس ‪ /‬التوبة ‪:‬‬


‫فالتوبة تب ما قبلها ‪ ،‬أي أنا تحو الطايا ‪ ،‬وتزيل الرزايا ‪ ،‬ل سيما إذا تققن فيها شروطها‬
‫المسة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الخلص ل ف التوبة ‪ .‬فل تكون التوبة لجرد أن يرى الناس أن فلنا تاب ‪ ،‬من باب الظاهر‬
‫دون الباطل ‪ ،‬ومن فعل ذلك فقد أقحم نفسه النار على بصية ‪ ،‬لن ال تعال يقول ف مكم التنيل‬
‫‪ " :‬وقدمنا إل ما عملوا من عمل فجعلناه هبا ًء منثورا " ‪ ،‬وقال تعال ‪ " :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال‬
‫ملصي له الدين حنفاء " ‪ ،‬و َعنْ َأبِي ُه َريْ َرةَ رضي ال عنه قَالَ ‪ :‬قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ‬
‫شرْ ِك ‪َ ،‬منْ عَ ِملَ َعمَلًا َأ ْشرَ َك فِيهِ َمعِي‬
‫شرَكَاءِ َع ِن ال ّ‬
‫وَسَ ّل َم ‪ :‬قَالَ ال ّل ُه تَبَارَ َك وََتعَالَى ‪ " :‬أَنَا أَغْنَى ال ّ‬
‫غَ ْيرِي ‪َ ،‬ترَكُْتهُ َو ِشرْكَ ُه " [ أخرجه مسلم ] ‪.‬‬
‫‪ -2‬القلع عن الذنب ‪.‬‬
‫‪ -3‬الندم على ما فات ‪.‬‬
‫‪ -4‬العزم على عدم العودة للذنب ‪.‬‬
‫‪ -5‬الصدق ف التوبة ‪ ،‬وذلك بأن يعلن التوبة ل تعال صادقا من قلبه ‪ ،‬خاشعا ل متذللً ل سبحانه‬
‫وتعال ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وكما قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬التائب من الذنب كمن ل ذنب له " [ رواه ابن ماجة وغيه ‪،‬‬
‫صحيح الامع ‪ ، ]3008‬وقال تبارك وتعال ‪ { :‬إل من تاب وآمن وعمل صالا فأولئك يدخلون‬
‫النة ول يظلون شيئا } ‪.‬‬

‫السبب السابع ‪ /‬الستقامة على دين ال ‪:‬‬


‫قال تبارك وتعال ‪ { :‬إن الذين قالوا ربنا ال ث استقاموا فل خوف عليهم ولهم يزنون ‪ .‬أولئك‬
‫أصحاب النة خالدين فيها جزاءا با كانوا يعملون } ‪ ،‬وعن سفيان بن عبد ال الثقفي قال ‪ :‬قلت يا‬
‫رسول ال قل ل ف السلم قول ل أسأل عنه أحدا بعدك ‪ .‬قال ( قل آمنت بال ث استقم ) [رواه‬
‫مسلم شرح صحيح مسلم لنووي ‪. ]2/367 :‬‬

‫السبب الثامن ‪ /‬طلب العلم الشرعي ابتغاء وجه ال تبارك وتعال ‪:‬‬
‫ف صحيح مسلم عن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪... ( :‬ومن‬
‫سلك طريقا يلتمس فيه علما ‪ ،‬سهل ال له به طريقا إل النة ‪،‬و ما اجتمع قوم ف بيت من بيوت ال‬
‫يتلون كتاب ال ويتدارسونه إل نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحة وحفتهم اللئكة وذكرهم‬
‫ال فيمن عنده ‪ ،‬ومن بطأ به عمله ل يسرع به نسبه ) [ شرح صحيح مسلم لنووي ‪. ]17/24‬‬

‫السبب التاسع ‪ /‬بناء الساجد ‪:‬‬


‫ف صحيح البخاري عن عثمان بن عفان رضي ال عنه أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫‪ " :‬من بن مسجدا يبتغي به وجه ال بن ال له مثله ف النة " [ فتح الباري ‪. ] 1/544‬‬

‫السبب العاشر ‪ /‬حسن اللق ‪:‬‬


‫َع ْن َأنَسِ ْب ِن مَاِلكٍ رضي ال عنه قَا َل ‪ :‬قَالَ َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه َعلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ ‪َ " :‬م ْن َترَكَ اْل َكذِبَ‬
‫ح ّق بُِنيَ َل ُه فِي َوسَ ِطهَا ‪َ ،‬ومَ ْن َحسّ َن خُ ُلقَهُ‬
‫ض الْجَّن ِة ‪َ ،‬ومَ ْن َترَكَ الْ ِمرَا َء َوهُ َو مُ ِ‬
‫وَ ُهوَ بَا ِط ٌل بُِنيَ َل ُه فِي َربَ ِ‬
‫بُنِ َي َلهُ فِي أَعْلَاهَا " [ أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجة ‪ ،‬انظر صحيح الامع ‪ ، ] 1464‬و َعنْ‬
‫َأبِي هُ َرْي َرةَ رضي ال عنه قَا َل ‪ :‬سُِئلَ َرسُو ُل ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ َع ْن أَكَْثرِ مَا ُيدْ ِخلُ النّاسَ‬
‫س النّارَ ؟ َفقَالَ ‪ " :‬اْل َفمُ‬
‫سنُ الْخُ ُل ِق " ‪َ ،‬وسُئِلَ َع ْن أَكَْث ِر مَا ُي ْدخِ ُل النّا َ‬
‫الْجَّنةَ ؟ َفقَالَ ‪َ " :‬ت ْقوَى ال ّلهِ وَ ُح ْ‬
‫وَاْل َفرْجُ " [ أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحد ] ‪ ،‬و َعنْ َس ْعدِ ْب ِن ِهشَا ٍم قَالَ ‪َ :‬سَألْتُ عَاِئشَةَ رضي‬

‫‪8‬‬
‫ت ‪ :‬أَخِْبرِينِي َع ْن خُ ُلقِ َرسُولِ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّمَ ؟ َفقَالَتْ ‪ " :‬كَانَ خُلُ ُقهُ اْل ُقرْآنَ‬
‫ال عنها َفقُلْ ُ‬
‫" [ أخرجه أحد ] ‪ ،‬ورسولنا صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬هو قدوتنا وقد امتدحه تبارك وتعال بقوله ‪:‬‬
‫{ وإنك لعلى خلق عظيم } ‪ ،‬فلننظر ف كتاب ال تبارك وتعال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم‬
‫وسيته وسية أصحابه رضي ال عنهم لنتعلم ما هو اللق السن وكيف نكتسبه ‪ .‬ومن أفضل‬
‫الكتب الت تدثت عن شائل النب صلى ال عليه وسلم وأخلقه كتاب ‪ ( :‬متصر الشمائل‬
‫الحمدية ) للمام الترمذي رحه ال ‪ ،‬اختصار وتقيق الشيخ ممد ناصر الدين اللبان ‪.‬‬

‫السبب الادي عشر ‪ /‬ترك الراء ‪:‬‬


‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أنا زعيم بيت ف ربض النة ‪ ،‬لن ترك الراء وإن كان مقا ‪" ...‬‬
‫[ تقدم تريه ] ‪ .‬ومعن ربض ‪ :‬أي أدناها وأسفلها ‪ ،‬أو ما حولا خارجا عنها ‪.‬‬

‫السبب الثان عشر ‪ /‬ترك الكذب ولو مازحا ‪:‬‬


‫َع ْن َأبِي ُأمَا َمةَ رضي ال عنه قَا َل ‪ :‬قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم ‪َ " :‬أنَا َزعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي َربَضِ‬
‫ت فِي َوسَطِ‬
‫حقّا ‪َ ،‬وبِبَيْ ٍ‬
‫الْجَّنةِ ـ أدناها أو ما حولا ـ لِ َم ْن َترَكَ الْ ِمرَا َء ـ الدال ـ َوإِنْ كَا َن مُ ِ‬
‫س َن خُلُ َقهُ " [ أخرجه أبو‬
‫ت فِي أَعْلَى الْجَّن ِة لِ َمنْ َح ّ‬
‫ب َوإِنْ كَانَ مَا ِزحًا ‪َ ،‬وبِبَيْ ٍ‬
‫الْجَّنةِ لِ َم ْن َترَ َك الْ َكذِ َ‬
‫داود وابن ماجة ] ‪ ،‬فالكذب صفة ذميمة ‪ ،‬وخصلة سيئة ‪ ،‬من اتصف با أصبح ف عداد النافقي ‪،‬‬
‫َعنْ عَ ْبدِال ّلهِ ْبنِ عَ ْمرٍو رضي ال عنهما ‪ ،‬أَ ّن النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ قَالَ ‪ " :‬أَ ْربَعٌ مَنْ ُك ّن فِيهِ‬
‫ق حَتّى َيدَ َعهَا ‪ِ :‬إذَا‬
‫ت فِي ِه خَصْ َلةٌ ِمنَ الّنفَا ِ‬
‫ت فِيهِ خَصْلَ ٌة مِ ْن ُهنّ ‪ ،‬كَانَ ْ‬
‫كَا َن مُنَا ِفقًا خَالِصًا ‪َ ،‬و َمنْ كَانَ ْ‬
‫جرَ " [ أخرجه البخاري‬
‫صمَ َف َ‬
‫ا ْؤتُ ِم َن خَا َن ‪َ ،‬وِإذَا َحدّثَ َك َذبَ ‪َ ،‬وِإذَا عَا َهدَ َغدَرَ ‪َ ،‬وِإذَا خَا َ‬
‫ومسلم ] ‪ ،‬فأمر الكذب عظيم ‪ ،‬وخطره كبي ‪ ،‬لنه صفة من صفات النافقي الذين قال ال فيهم ‪:‬‬
‫" إن النافقي ف الدرك السفل من النار ولن تد لم نصيا " ‪ ،‬ولقد لعن ال تعال الكاذبي ‪ ،‬فقال‬
‫سبحانه ‪ " :‬ث نبتهل فنجعل لعنت ال على الكاذبي " ‪ ،‬الكذب سبب للتفريق بي السر ‪،‬‬
‫واللن ‪ ،‬وسبب لدوث الفت والحن بي الدول والشعوب ‪ ،‬وإثارة فتيل الروب ‪.‬‬
‫وهناك من الناس من استهان بأمر الكذب حت أصبح سائغا على لسانه ‪ ،‬وسهلً ف ميزانه ‪ ،‬ول‬
‫شك أن ذلك ناجم عن جهل بالدين ‪ ،‬واستهزاء بأوامره ‪ ،‬حت أصبح يتلق الكاذيب ل سيما‬
‫ليضحك به الناس ‪ ،‬ولقد جاء الوعيد الشديد لن فعل ذلك ‪ ،‬فعن َبهْ ِز ْبنِ حَكِيمٍ ‪َ ،‬عنْ أَبِيهِ ‪َ ،‬عنْ‬
‫حكَ‬
‫ب لِيُضْ ِ‬
‫ح ّدثُ فََي ْكذِ ُ‬
‫جَ ّد ِه قَا َل ‪ :‬سَ ِمعْتُ َرسُولَ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َيقُولُ ‪ " :‬وَْي ٌل لِ ّلذِي يُ َ‬
‫‪9‬‬
‫ِبهِ اْلقَوْ َم ‪َ ،‬وْيلٌ َل ُه ‪ ،‬وَْي ٌل َلهُ " [ أخرجه الترمذي وأبو داود وأحد والدارمي وغيهم ] ‪ ،‬بل أعظم‬
‫من ذلك الديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث َأبِي ُهرَْي َرةَ رضي ال عنه أنه سَمِعَ َرسُولَ‬
‫اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ َيقُو ُل ‪ " :‬إِنّ اْلعَ ْبدَ لَيََتكَ ّل ُم بِاْلكَلِ َمةِ ‪ ،‬مَا يَتَبَّينُ فِيهَا ‪َ ،‬يزِ ّل ِبهَا فِي النّا ِر أَْب َعدَ‬
‫ق والغرب " ‪.‬‬
‫شرِ ِ‬
‫مِمّا بَ ْي َن الْ َم ْ‬
‫فيجب على السلم ترك الكذب ولو كان مازحا ‪ ،‬طاعة ل ولرسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وخوفا‬
‫من عقاب ال تعال ‪ ،‬ومن ترك الكذب وابتعد عنه مبتغيا وجه ال تعال ‪ ،‬كان جزاؤه جنة اللد ‪،‬‬
‫وكان منله ف ربضها ‪ ،‬يعن ف أسفلها وحولا ‪ ،‬وف لفظ ‪ :‬أنه له بيت ف وسط النة ‪.‬‬
‫ت َيزِيدَ رضي ال عنها‬
‫وقد رخص الشرع ف بعض الكذب لا فيه من مصلحة راجحة ‪َ ،‬عنْ َأسْمَا َء بِنْ ِ‬
‫حمِ ُلكُمْ عَلَى أَنْ‬
‫س مَا يَ ْ‬
‫ب َيقُو ُل ‪َ " :‬أيّهَا النّا ُ‬
‫َأنّهَا سَ ِمعَتْ َرسُولَ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم يَخْطُ ُ‬
‫ث خِصَالٍ‬
‫تَتَاَبعُوا فِي الْ َك ِذبِ ‪َ ،‬كمَا يَتَتَابَ ُع اْلفَرَاشُ فِي النّارِ ‪ُ ،‬ك ّل اْلكَ ِذبِ ُيكْتَبُ عَلَى ابْنِ آ َد َم ِإلّا ثَلَا َ‬
‫ب ‪َ ،‬أوْ َر ُجلٌ َك َذبَ بَ ْي َن امْ َرَأيْنِ‬
‫‪َ :‬ر ُجلٌ َك َذبَ عَلَى ا ْم َرَأتِ ِه لُِيرْضَِيهَا ‪َ ،‬أوْ َرجُلٌ َك َذبَ فِي خَدِيعَ ِة َحرْ ٍ‬
‫ح بَيَْنهُمَا " [ أخرجه أحد ] ‪ ،‬وف لفظ آخر عند المام أحد رحه ال ف مسنده ‪َ ،‬عنْ‬
‫ُمسْلِمَ ْينِ لِيُصْلِ َ‬
‫ب ِإلّا فِي‬
‫ح الْ َكذِ ُ‬
‫ت َيزِيدَ رضي ال عنها ‪َ ،‬عنِ النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم قَا َل ‪ " :‬لَا يَصْ ُل ُ‬
‫أَسْمَا َء بِنْ ِ‬
‫ح ْربَ ُخدْ َع ٌة ‪ ،‬أَوْ َك ِذبٌ‬
‫ب َفإِنّ الْ َ‬
‫ح ْر ِ‬
‫ثَلَاثٍ ‪َ :‬ك ِذبُ الرّ ُجلِ مَ َع امْ َرَأتِ ِه لَِترْضَى عَ ْنهُ ‪َ ،‬أوْ َك ِذبٌ فِي الْ َ‬
‫ح بَ ْينَ النّاسِ " ‪.‬‬
‫فِي إِصْلَا ٍ‬

‫السبب الثالث عشر ‪ /‬الداومة على التطهر عند كل حدث ‪ ،‬وصلة ركعتي بعد الذان ‪:‬‬
‫ج ِر ‪ :‬يَا‬
‫َع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ رَضِي اللّه عَنْه ‪ :‬أَ ّن النّبِيّ صَلّى اللّه َعلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِ ْندَ صَلَاةِ اْلفَ ْ‬
‫ي فِي الْجَّنةِ ‪ ،‬قَالَ ‪:‬‬
‫ك بَ ْينَ َيدَ ّ‬
‫بِلَا ُل ! حَ ّدثْنِي ِبأَ ْرجَى عَ َملٍ عَمِلَْت ُه فِي اْلإِسْلَا ِم ‪َ ،‬فِإنّي سَ ِمعْتُ دَفّ نَعْلَ ْي َ‬
‫" مَا َعمِلْتُ عَمَلًا أَ ْرجَى عِ ْندِي ‪َ ،‬أنّي لَ ْم َأتَ َط ّهرْ َطهُورًا فِي سَا َعةِ لَ ْي ٍل َأوْ َنهَا ٍر إِلّا صَلّيْتُ بِ َذِلكَ ال ّطهُورِ‬
‫ب لِي أَ ْن أُصَ ّليَ " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ‪ ،‬وأخرج الترمذي ف سننه ‪ ،‬والاكم ف‬
‫مَا كُِت َ‬
‫مستدركه ‪ ،‬وأحد ف مسنده ‪ ،‬وابن خزية ف صحيحه ‪ ،‬عن عَ ْب ُد ال ّلهِ ْب ُن ُبرَْي َد َة قَا َل ‪ :‬حَ ّدثَنِي َأبِي‬
‫صبَحَ َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ َفدَعَا بِلَالًا ‪َ ،‬فقَالَ ‪ :‬يَا بِلَا ُل ! ِبمَ سََبقْتَنِي ِإلَى‬
‫ُبرَْي َدةَ قَالَ ‪ :‬أَ ْ‬
‫ت الْبَا ِر َحةَ الْجَّن َة َفسَ ِمعْتُ‬
‫ك َأمَامِي ‪َ ،‬دخَلْ ُ‬
‫خشَتَ َ‬
‫ت َخشْ َ‬
‫ط ِإلّا سَ ِمعْ ُ‬
‫ت الْجَّنةَ َق ّ‬
‫الْجَّنةِ ؟ مَا َدخَلْ ُ‬
‫صرُ ؟ َفقَالُوا ‪:‬‬
‫ب ‪َ ،‬فقُلْتُ ‪ :‬لِ َمنْ َهذَا اْلقَ ْ‬
‫شرِفٍ مِ ْن َذهَ ٍ‬
‫صرٍ ُم َربّ ٍع ُم ْ‬
‫ك َأمَامِي ‪َ ،‬فَأتَيْتُ عَلَى قَ ْ‬
‫خشَتَ َ‬
‫َخشْ َ‬
‫ت ‪َ :‬أنَا ُق َرشِيّ‬
‫ش ‪ ،‬قُلْ ُ‬
‫صرُ ؟ قَالُوا ‪ِ :‬ل َرجُ ٍل ِمنْ ُق َريْ ٍ‬
‫ت ‪َ :‬أنَا َعرَِبيّ ‪ ،‬لِ َمنْ َهذَا اْلقَ ْ‬
‫ِلرَ ُجلٍ ِم َن الْ َع َربِ ‪َ ،‬فقُلْ ُ‬

‫‪10‬‬
‫ح ّمدٌ ‪ ،‬لِ َم ْن َهذَا اْلقَصْرُ ؟ قَالُوا ‪:‬‬
‫ت ‪َ :‬أنَا مُ َ‬
‫صرُ ؟ قَالُوا ‪ِ :‬ل َر ُجلٍ ِم ْن أُ ّم ِة مُحَ ّم ٍد ‪ ،‬قُلْ ُ‬
‫‪ ،‬لِ َمنْ هَذَا اْلقَ ْ‬
‫ط ِإلّا صَلّيْتُ رَ ْكعَتَ ْي ِن ‪َ ،‬ومَا أَصَابَنِي َحدَثٌ‬
‫ت قَ ّ‬
‫ب ‪َ ،‬فقَالَ بِلَالٌ ‪ :‬يَا َرسُو َل اللّ ِه مَا َأ ّذنْ ُ‬
‫ِلعُ َمرَ ْب ِن الْخَطّا ِ‬
‫ت أَ ّن لِ ّلهِ عَ َليّ َر ْكعَتَ ْينِ ‪َ ،‬فقَالَ َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ ‪" :‬‬
‫ضأْتُ عِ ْن َدهَا ‪ ،‬وَ َرَأيْ ُ‬
‫ط ِإلّا َتوَ ّ‬
‫قَ ّ‬
‫ِبهِمَا " [ صحيح الترغيب والترهيب ‪. ] 194‬‬

‫السبب الرابع عشر ‪ /‬الذهاب إل السجد والعودة منه لداء الصلوات ‪:‬‬
‫أخرج البخاري ومسلم ف صحيحهما ‪َ ،‬عنْ َأبِي ُه َرْيرَةَ رضي ال عنه ‪َ ،‬عنِ النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ‬
‫ح ‪ ،‬أَ َع ّد اللّ ُه َلهُ ُن ُزَلهُ ِم َن الْجَّنةِ كُلّمَا َغدَا َأوْ رَاحَ " [ شرح‬
‫جدِ وَرَا َ‬
‫وَسَ ّل َم قَا َل ‪َ " :‬منْ َغدَا ِإلَى الْ َمسْ ِ‬
‫صحيح مسلم للنووي ‪ ، ]5/176‬ويقول المام النووي رحه ال ف شرح هذا الديث ‪ " :‬قوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ :‬أعد ال له ف النة نزل ‪ ،‬النل ما يهيأ للضيف عند قدومه " ‪.‬‬

‫السبب الامس عشر ‪ /‬الكثار من السجود ل تبارك وتعال ‪:‬‬


‫ت مَعَ َرسُولِ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ ‪،‬‬
‫ت َأبِي ُ‬
‫ب الَْأسْلَ ِميّ رضي ال عنه قَالَ ‪ :‬كُنْ ُ‬
‫عن َربِي َعةُ ْبنُ َكعْ ٍ‬
‫ك ُمرَا َفقََتكَ فِي الْجَّن ِة ‪ ،‬قَالَ ‪َ :‬أوْ غَ ْي َر َذلِكَ ؟‬
‫ت ‪َ :‬أسَْألُ َ‬
‫َفأَتَيُْت ُه بِوَضُوِئهِ َوحَاجَِتهِ ‪َ ،‬فقَا َل لِي ‪َ :‬سلْ ؟ َفقُلْ ُ‬
‫ك ِبكَ ْثرَ ِة السّجُو ِد " [ أخرجه مسلم وغيه ] ‪.‬‬
‫ت ‪ُ :‬هوَ ذَا َك ‪ ،‬قَا َل ‪َ " :‬فأَعِنّي عَلَى َن ْفسِ َ‬
‫قُلْ ُ‬

‫السبب السادس عشر ‪ /‬الج البور ‪:‬‬


‫ت ‪ ،‬فَ َلمْ‬
‫ج َهذَا الْبَيْ َ‬
‫َع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ رَضِي اللّه عَنْه قَا َل ‪ :‬قَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ ‪َ " :‬م ْن حَ ّ‬
‫سقْ ‪َ ،‬رجَعَ كََيوْ ِم وََل َدتْ ُه ُأ ّمهُ " [ متفق عليه ] ‪ ،‬و َع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ رَضِي اللّه عَنْه أَنّ‬
‫ث ‪َ ،‬وَلمْ َي ْف ُ‬
‫َيرْفُ ْ‬
‫ج الْمَ ْبرُورُ لَيْسَ‬
‫َرسُولَ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم قَا َل ‪ " :‬اْلعُ ْم َرةُ ِإلَى اْلعُ ْم َرةِ َكفّا َر ٌة لِمَا بَيَْنهُمَا ‪ ،‬وَالْحَ ّ‬
‫َلهُ َجزَاءٌ إِلّا الْجَّنةُ " [ متفق عليه ] ‪.‬‬

‫السبب السابع عشر ‪ /‬قراءة آية الكرسي دبر كل صلة مكتوبة ‪:‬‬
‫عن أب أمامة الباهلي رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من قرأ آية‬
‫الكرسي ف دبر كل صلة ل يل بينه وبي دخول النة إل الوت ) [ أخرجه النسائي وابن السن‬
‫وغيها _ السلسلة الصحيحة ‪. ]972‬‬

‫‪11‬‬
‫كما أن هناك أذكار أخرى وعد من قالا موقنا با النة على سبيل الثال ف صحيح البخاري عن‬
‫شداد بن أوس _ رضي ال عنه _عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬سيد الستغفار‪ :‬أن يقول ‪:‬‬
‫اللهم أنت رب ل إله إل أنت ‪ ،‬خلقتن وأنا عبدك ‪ ،‬وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ‪ ،‬أعوذ‬
‫بك من شر ما صنعت ‪ ،‬أبو لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنب ‪ ،‬اغفر ل ‪ ،‬فإنه ل يغفر الذنوب إل‬
‫أنت ) قال‪ :‬ومن قالا ف النهار موقنا با فمات من يومه قبل أن يسي فهو من أهل النة ‪ ،‬ومن قالا‬
‫من الليل وهو موقن با فمات قبل أن يصبح فهو من أهل النة ) [ فتح الباري ‪. ]11/97‬‬

‫السبب الثامن عشر ‪ /‬صلة اثنت عشرة ركعة كل يوم وليلة تطوعا ل تعال ‪:‬‬
‫عن أم حبيبة رضي ال عنها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ( من صلى ف يوم وليلة اثنتي‬
‫عشرة ركعة بن له بيت ف النة ‪ :‬أربعا قبل الظهر ‪ ،‬وركعتي بعدها ‪ ،‬وركعتي بعد الغرب ‪،‬‬
‫وركعتي بعد العشاء ‪ ،‬وركعتي قبل صلة الغداة [ الفجر ] ) [ رواه الترمذي ‪ ،‬صحيح الامع‬
‫‪. ]6362‬‬

‫السبب التاسع عشر ‪ /‬إفشاء السلم ‪ ،‬وإطعام الطعام ‪ ،‬وصلة الرحام ‪ ،‬والصلة بالليل ‪:‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ( يا أيها الناس ‪ :‬أفشوا السلم ‪ ،‬وأطعموا الطعام ‪ ،‬وصلوا بالليل والناس‬
‫نيام ‪ ،‬تدخلوا النة بسلم ) [ رواه ابن ماجة وغيه ‪ .‬صحيح سنن ابن ماجة ‪. ]1097‬‬

‫السبب العشرون ‪ /‬الصدق ف الديث ‪ ،‬والوفاء بالعهد ‪ ،‬وأداء المانة ‪ ،‬وحفظ الفرج ‪،‬‬
‫وغض البصر ‪ ،‬وكف اليد ‪:‬‬
‫عن عبادة بن الصامت عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اضمنوا ل ستا من أنفسكم اضمن لكم‬
‫النة ‪ ،‬اصدقوا إذا حدثتم ‪ ،‬وأوفوا إذا وعدت ‪ ،‬وأدوا إذا ائتمنتم ‪ ،‬واحفظوا فروجكم وغضوا‬
‫أبصاركم ‪ ،‬وكفوا أيديكم ) ‪ [ .‬رواه ابن خزية وابن حبان والاكم وغيهم وحسنه اللبان ف‬
‫السلسلة الصحيحة برقم ‪َ ، ]1470‬عنْ عَ ْبدِال ّلهِ رَضِي اللّه عَنْه ‪َ ،‬ع ِن النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم قَالَ‬
‫ق حَتّى َيكُونَ‬
‫صدُ ُ‬
‫ق َي ْهدِي ِإلَى الِْبرّ ‪َ ،‬وإِ ّن الِْبرّ َي ْهدِي ِإلَى الْجَّن ِة ‪َ ،‬وإِنّ الرّ ُج َل لَيَ ْ‬
‫صدْ َ‬
‫‪ " :‬إِنّ ال ّ‬
‫صدّيقًا ‪َ ،‬وإِنّ اْلكَ ِذبَ َي ْهدِي ِإلَى اْلفُجُو ِر ‪ ،‬وَإِ ّن اْلفُجُورَ َي ْهدِي ِإلَى النّا ِر ‪ ،‬وَإِ ّن الرّ ُج َل لَيَ ْك ِذبُ حَتّى‬
‫ِ‬
‫يُكْتَبَ عِ ْندَ ال ّلهِ َكذّابًا " [ أخرجه البخاري ] ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫السبب الادي والعشرون ‪ /‬وهو خاص بالنساء ‪ ،‬أداء الصلوات المس كما أمر‬
‫ال تبارك وتعال ‪ ،‬وصيام رمضان ‪ ،‬وإحصان الفرج ‪ ،‬وطاعة الزوج ‪:‬‬
‫روى ابن حبان ف صحيحه عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( إذا صلت الرأة خسها ‪ ،‬وصامت شهرها ‪ ،‬وحصنت فرجها ‪ ،‬وأطاعت زوجها ‪ ،‬قيل لا‪ :‬أدخلي‬
‫النة من أي أبواب النة شئت ) [ صحيح الامع ‪. ]660‬‬

‫السبب الثان والعشرون ‪ /‬القيام بتربية وإعالة البنات والخوات ‪:‬‬


‫أخرج أبو يعلى ف "مسنده" عن أنس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كن له ثلث‬
‫بنات ‪،‬أو ثلث أخوات‪،‬فاتقى ال وأقام عليهن كان معي ف النة هكذا‪،‬وأومأ بالسبابة والوسطى)‬
‫[سلسلة الحاديث الصحيحة ‪0 ]295‬وف صحيح مسلم وسنن الترمذي (‪ )281 / 4‬واللفظ له‪ ،‬قال‬
‫صلى ال عليه وسلم ( من عال جارية دخلت أنا وهو النة كهاتي وأشار بإصبعيه " ‪.‬‬

‫السبب الثالث والعشرون ‪ /‬ا لحتساب والصب على موت الولد والصفياء ‪:‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من احتسب ثلثة من صلبه ‪ ،‬دخل النة قالت امرأة ‪:‬واثنان ؟قال ‪:‬‬
‫واثنان " [ رواه النسائي وابن حبان ‪ ،‬صحيح الامع ‪ ، ] 5969‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما من‬
‫مسلمي يوت لما ثلثة من الولد ‪ ،‬ل يبلغوا حنثا ‪ ،‬إل أدخلهما ال النة بفضل رحته إياهم "‬
‫[ رواه المام احد والنسائي وابن حبان ‪ ،‬صحيح الامع ‪َ ، ] 5781‬ع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ رضي ال عنه ‪،‬‬
‫أَنّ َرسُولَ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم قَا َل ‪َ :‬يقُولُ ال ّل ُه تَعَالَى ‪ :‬مَا ِلعَ ْبدِي الْ ُم ْؤ ِمنِ ِع ْندِي َجزَا ٌء ِإذَا‬
‫صفِّي ُه ِمنْ َأ ْهلِ ال ّدنْيَا ُثمّ احَْتسََبهُ ِإلّا الْجَّن ُة " [ أخرجه البخاري ] ‪َ ،‬عنْ َأنَسٍ رَضِي اللّه عَنْه‬
‫قَبَضْتُ َ‬
‫ث ‪َ ،‬لمْ يَبْ ُلغُوا الْحِنْثَ‬
‫قَا َل ‪ :‬قَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ ‪ " :‬مَا مِ َن النّاسِ ِم ْن ُمسْلِ ٍم يَُت َوفّى لَ ُه ثَلَا ٌ‬
‫ضلِ َرحْمَِتهِ ِإيّا ُهمْ " [ أخرجه البخاري ] ‪.‬‬
‫ِإلّا َأدْخَ َلهُ ال ّل ُه الْجَّنةَ ِبفَ ْ‬

‫السبب الرابع والعشرون ‪ /‬كفالة اليتيم ‪:‬‬


‫روى المام البخاري ف صحيحه عن سهل بن سعد عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أنا‬
‫وكافل اليتيم ف النة هكذا ‪ ،‬وقال بإصبعيه السبابة والوسطى " [ فتح الباري ‪. ]10/436‬‬

‫السبب الامس والعشرون ‪ /‬عيادة الريض أو زيارة أخ ف ال ‪:‬‬


‫‪13‬‬
‫عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من عاد مريضا ‪ ،‬أو زار أخا له ف ال ‪ ،‬ناداه‬
‫مناد ‪ :‬أن طبت وطاب مشاك ‪ ،‬وتبوأت من النة منل " [ رواه الترمذي وابن ماجة وحسنه اللبان‬
‫ف صحيح الامع ‪ ، ] 6387‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من عاد مريضا ل يزل ف خرفة النة حت‬
‫يرجع " [ رواه مسلم ‪،‬النووي ‪. ]16/361‬‬

‫السبب السادس والعشرون ‪ /‬الحافظة على خصلتي ‪:‬‬


‫عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬خصلتان أو خلتان ل‬
‫يافظ عليهما عبد مسلم ‪ ،‬إل دخل النة ‪ ،‬ها يسي ومن يعمل بما قليل ‪ ،‬يسبح ف دبر كل صلة‬
‫عشرا ‪ ،‬ويمد عشرا ‪ ،‬ويكب عشرا ‪ ،‬فذلك خسون ومائة باللسان ‪ ،‬وألف وخسمائة ف اليزان ‪،‬‬
‫يكب أربعا وثلثي إذا أخذ مضجعه ‪ ،‬ويمد ثلثا وثلثي ‪ ،‬ويسبح ثلثا وثلثي ‪ ،‬فتلك مائة‬
‫باللسان ‪ ،‬وألف ف اليزان " ‪ ،‬فلقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يعقدها ‪ ،‬بيده ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول ال !كيف " ها يسي ‪ ،‬ومن يعمل بما قليل " ؟ قال يأت أحدكم ( يعن ) الشيطان ف منامه‬
‫فينومه قبل أن يقوله ويأتيه ف صلته فيذكره حاجة قبل أن يقولا " [ رواه أبو داود والترمذي وقال‬
‫( حديث حسن صحيح ) والنسائي وابن حبان ف صحيحه ( صحيح الترغيب ‪. ]603‬‬

‫السبب السابع والعشرون ‪ /‬السماحة ف البيع والشراء ‪:‬‬


‫روى المام البخاري ف ( التاريخ الكبي ) والنسائي وغيها عن عثمان بن عفان رضي ال عنه قال‬
‫ل مشتريا وبائعا ‪ ،‬وقاضيا‬
‫‪ :‬قال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أدخل ال عز وجل النة رجلً كان سه ً‬
‫ومقتضيا " [ سلسلة الحاديث الصحيحة برقم ‪. ]1181‬‬

‫السبب الثامن والعشرون ‪ /‬التجاوز عن العسر ‪:‬‬


‫روى المام مسلم رحه ال ف صحيحه ‪ ،‬عن حذيفة عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أن رجلً‬
‫مات فدخل النة ‪ ،‬فقيل له ما كنت تعمل ؟ " فقال ‪ :‬إن كنت أبايع الناس فكنت أنظر العسر‬
‫وأتوز ف السكة أو ف النقد فغفر له " [شرح صحيح مسلم للنووي ‪ ، ]483 / 10‬وف صحيح‬
‫مسلم أيضا عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬كان رجل يداين‬

‫‪14‬‬
‫الناس فكان يقول لفتاه ‪ ،‬إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه ‪ ،‬لعل ال يتجاوز عنا ‪ ،‬فلقي ال فتجاوز عنه‬
‫" [ شرح صحيح مسلم للنووي ‪. ]485 /10‬‬

‫السبب التاسع والعشرون ‪ /‬مموعة أعمال صالة إذا اجتمعت ف السلم ف يوم‬
‫دخل النة بفضل ال ‪:‬‬
‫روى المام مسلم ف صحيحه عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من‬
‫أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر ‪ :‬أنا ‪ ،‬قال ‪ :‬فمن تبع منكم جنازة ؟ قال أبو بكر ‪ :‬أنا ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر ‪ :‬أنا ‪ ،‬قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ فقال‬
‫أبو بكر ‪ :‬أنا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما اجتمعن ف امرئ إل دخل النة " [ شرح‬
‫صحيح مسلم للنووي ‪. ] 164 / 15‬‬

‫السبب الثلثون ‪ /‬الصب على فقد نعمة البصر ‪:‬‬


‫ت النّبِيّ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ َيقُو ُل ‪ " :‬إِنّ ال ّل َه قَالَ ‪:‬‬
‫َع ْن َأنَسِ ْب ِن مَاِلكٍ رَضِي اللّه عَنْه قَا َل ‪ :‬سَ ِمعْ ُ‬
‫ِإذَا ابْتَلَيْتُ عَ ْبدِي بِحَبِيبَتَ ْي ِه فَصََبرَ ‪َ ،‬عوّضُْت ُه مِ ْنهُمَا الْجَّن َة ‪ُ ،‬يرِيدُ عَيَْن ْيهِ " [ أخرجه البخاري ] ‪ ،‬وعن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم ؛ ( يقول ال تعال ‪ :‬من أذهبت حبيبتيه فصب‬
‫واحتسب ل أرض له ثوابا دون النة ) [ رواه الترمذي ‪ ،‬صحيح الامع ‪. ]8140‬‬

‫السبب الواحد الثلثون ‪ /‬ف كل ذات كبد أجر ‪:‬‬


‫يدخل ف ذات الكبد النسان واليوان والطي ‪ ،‬فمن عمل معروفا ‪ ،‬وأغاث ملهوفا ‪ ،‬أو أعان دابة‬
‫فسقاها وأطعمها ‪ ،‬كان له أجر عظيم ‪ ،‬وكان عمله ذلك سببا ف دخوله النة ‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ‬
‫رضي ال عنه ‪َ :‬ع ِن النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم ‪ ،‬أَنّ َرجُلًا َرأَى كَلْبًا َيأْ ُكلُ الّثرَى مِ َن اْلعَطَشِ ‪َ ،‬فَأ َخذَ‬
‫ش َكرَ ال ّلهُ َل ُه ‪َ ،‬فأَ ْدخَ َلهُ الْجَّنةَ " ‪ ،‬وعلى النقيض من‬
‫ف َلهُ بِ ِه ‪ ،‬حَتّى أَ ْروَاهُ ‪َ ،‬ف َ‬
‫ج َع َل َيغْرِ ُ‬
‫ال ّر ُجلُ ُخفّ ُه ‪ ،‬فَ َ‬
‫ذلك فالساءة إل اليوان بل مبر عقوبته وخيمة ‪ ،‬فهو ملوق له حق الياة ‪ ،‬وإل فلم خلقه ال ؟‬
‫أيلقه عبثا دونا سبب ؟ تعال ال عن ذلك علوا كبيا ‪ ،‬بل قال ال تعال ‪ " :‬وإن من شيء إل‬
‫يسبح بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم " ‪ ،‬ولول هذه البهائم واليوانات والطيور والدواب ‪ ،‬مع‬
‫كثرة العاصي وانتشار الذنوب لا نزل الغيث ‪ ،‬ولكن بم يرزقنا ال تعال ‪ ،‬فالرجل سقى كلبا‬

‫‪15‬‬
‫صدّيقِ َرضِي اللّه عَنْهمَا‬
‫ودخل النة ‪ ،‬وامرأة حبست هرة فدخلت النار ‪َ ،‬ع ْن أَسْمَا َء بِنْتِ أَبِي َب ْكرٍ ال ّ‬
‫ف ‪َ ،‬فقَا َم َفأَطَالَ اْلقِيَا َم ‪ ،‬ثُمّ رَ َك َع َفأَطَالَ‬
‫‪ ،‬أَنّ النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّمَ ‪ ،‬صَلّى صَلَا َة الْ ُكسُو ِ‬
‫جدَ َفأَطَالَ السّجُودَ ‪ُ ،‬ثمّ َرفَعَ‬
‫ع ‪ُ ،‬ثمّ َرفَ َع ُث ّم سَ َ‬
‫ع ‪ُ ،‬ثمّ قَا َم َفأَطَالَ اْلقِيَا َم ‪ُ ،‬ثمّ رَ َك َع َفأَطَا َل الرّكُو َ‬
‫الرّكُو َ‬
‫ع ‪ُ ،‬ثمّ َرفَ َع َفأَطَالَ اْلقِيَا َم ‪ُ ،‬ثمّ‬
‫ج َد َفأَطَا َل السّجُو َد ‪ُ ،‬ثمّ قَا َم َفأَطَالَ اْلقِيَامَ ‪ ،‬ثُمّ رَ َك َع َفأَطَا َل الرّكُو َ‬
‫ُثمّ سَ َ‬
‫جدَ فَأَطَالَ السّجُو َد ‪ ،‬ثُمّ‬
‫جدَ فَأَطَالَ السّجُو َد ‪ ،‬ثُمّ َرفَ َع ُث ّم سَ َ‬
‫ع ‪ُ ،‬ثمّ َرفَ َع َفسَ َ‬
‫رَكَعَ فَأَطَالَ الرّكُو َ‬
‫ف ِمنْ قِطَا ِفهَا ‪،‬‬
‫ت مِنّي الْجَّن ُة ‪ ،‬حَتّى َلوِ اجَْت َرأْتُ عَلَ ْيهَا لَجِئُْت ُكمْ ِبقِطَا ٍ‬
‫ف ‪َ ،‬فقَا َل ‪َ " :‬قدْ َدنَ ْ‬
‫انْصَرَ َ‬
‫ت مَا َشأْنُ َه ِذهِ ؟ قَالُوا ‪ :‬حََبسَ ْتهَا‬
‫خ ِد ُشهَا ِه ّرةٌ ‪ ،‬قُلْ ُ‬
‫ت َأّنهُ قَالَ تَ ْ‬
‫ت مِنّي النّا ُر ‪َ ،‬فإِذَا ا ْم َرَأةٌ َحسِبْ ُ‬
‫َودَنَ ْ‬
‫ش الْأَرْضِ " [ أخرجه البخاري ] ‪.‬‬
‫ت جُوعًا ‪ ،‬لَا أَ ْطعَمَ ْتهَا َولَا أَ ْرسَلَ ْتهَا َتأْ ُك ُل َخشَا ِ‬
‫حَتّى مَاتَ ْ‬

‫السبب الثان والثلثون ‪ /‬حب سورة الخلص ‪:‬‬


‫بوب البخاري رحه ال ف صحيحة فقال ‪ :‬بَاب الْجَ ْم ِع بَ ْينَ السّو َرتَ ْي ِن فِي الرّكْ َع ِة ‪ ،‬وَاْل ِقرَا َءةِ‬
‫ب قال ‪َ :‬قرََأ النّبِيّ‬
‫خوَاتِي ِم ‪َ ،‬وبِسُو َر ٍة قَ ْبلَ سُو َر ٍة ‪ ،‬وَِبَأوّ ِل سُو َر ٍة ‪َ ،‬ويُذْ َكرُ َعنْ عَ ْبدِال ّلهِ ْب ِن السّائِ ِ‬
‫بِالْ َ‬
‫ح ‪ ،‬حَتّى ِإذَا جَا َء ذِ ْك ُر مُوسَى َوهَارُو َن ‪َ ،‬أوْ ذِ ْكرُ عِيسَى ‪،‬‬
‫صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم ‪ ،‬الْ ُمؤْمِنُو َن فِي الصّبْ ِ‬
‫شرِينَ آَي ًة ِم َن الْبَ َق َرةِ ‪ ،‬وَفِي الثّانِيَةِ‬
‫أَ َخ َذتْ ُه َسعْلَ ٌة ‪َ ،‬فرَكَ َع ‪َ ،‬و َقرَأَ ُع َمرُ فِي الرّ ْك َعةِ اْلأُولَى بِمِاَئةٍ وَ ِع ْ‬
‫س ‪َ ،‬وذَ َكرَ َأّنهُ‬
‫ف فِي اْلأُولَى ‪َ ،‬وفِي الثّانَِي ِة بِيُوسُفَ أَ ْو يُونُ َ‬
‫ف بِاْلكَهْ ِ‬
‫ِبسُو َر ٍة ِمنَ الْمَثَانِي ‪َ ،‬و َقرََأ الَْأحْنَ ُ‬
‫سعُو ٍد ِبأَ ْربَعِيَ آَي ًة ِمنَ اْلَأنْفَالِ ‪َ ،‬وفِي الثّانَِيةِ‬
‫ح ِبهِمَا ‪َ ،‬و َق َرأَ اْبنُ َم ْ‬
‫صَلّى مَعَ ُع َمرَ رَضِي اللّه عَنْه الصّبْ َ‬
‫ص ِل ‪َ ،‬وقَالَ قَتَا َدةُ فِي َمنْ يَ ْق َرأُ سُو َر ًة وَا ِحدَ ًة فِي رَ ْكعَتَ ْينِ ‪َ ،‬أ ْو ُيرَ ّد ُد سُو َر ًة وَا ِح َدةً فِي‬
‫ِبسُو َر ٍة ِمنَ الْ ُمفَ ّ‬
‫رَ ْكعَتَ ْينِ ‪ُ :‬كلّ كِتَابُ ال ّلهِ ‪َ ،‬وقَالَ عُبَ ْيدُال ّلهِ َعنْ ثَابِتٍ َع ْن َأنَسِ بْ ِن مَالِكٍ رَضِي اللّه عَنْه ‪ :‬كَانَ َر ُجلٌ‬
‫ح سُو َر ًة يَ ْق َرأُ ِبهَا َلهُ ْم فِي الصّلَاةِ مِمّا َي ْقرَُأ ِبهِ ‪،‬‬
‫جدِ قُبَا ٍء ‪ ،‬وَكَانَ كُلّمَا افْتَتَ َ‬
‫ِمنَ اْلأَنْصَا ِر َيؤُ ّم ُهمْ فِي َمسْ ِ‬
‫ك فِي‬
‫غ مِ ْنهَا ‪ ،‬ثُ ّم َي ْقرَُأ سُو َر ًة ُأخْرَى َم َعهَا ‪ ،‬وَكَانَ يَصَْن ُع َذلِ َ‬
‫ح بـ ُقلْ ُهوَ ال ّل ُه أَ َحدٌ ‪ ،‬حَتّى َيفْرُ َ‬
‫افْتَتَ َ‬
‫جزُِئكَ حَتّى َتقْ َرأَ‬
‫ح ِب َه ِذهِ السّو َرةِ ‪ُ ،‬ث ّم لَا َترَى أَّنهَا ُت ْ‬
‫ُكلّ رَ ْك َعةٍ ‪َ ،‬فكَلّ َم ُه أَصْحَاُبهُ َفقَالُوا ‪ِ :‬إّنكَ َتفْتَتِ ُ‬
‫ِبأُ ْخرَى ‪َ ،‬فِإمّا أن َت ْقرَُأ ِبهَا ‪َ ،‬وإِمّا أَ ْن تَدَ َعهَا َوتَ ْق َرأَ ِبُأخْرَى ‪َ ،‬فقَالَ ‪ :‬مَا َأنَا بِتَارِ ِكهَا ‪ ،‬إِ ْن َأحْبَبُْتمْ أَنْ‬
‫ت ‪َ ،‬وإِنْ َك ِرهُْتمْ َترَكُْتكُ ْم ‪ ،‬وَكَانُوا َي َروْ َن َأنّ ُه ِمنْ َأفْضَ ِل ِهمْ ‪ ،‬وَ َك ِرهُوا أَ ْن يَ ُؤ ّم ُهمْ َغ ْي ُرهُ‬
‫أَ ُؤ ّمكُ ْم ِبذَِلكَ َفعَلْ ُ‬
‫‪ ،‬فَلَمّا أَتَاهُ ُم النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ َأخَْبرُو ُه الْخََب َر ‪َ ،‬فقَالَ ‪ :‬يَا فُلَانُ ‪ ،‬مَا يَمَْن ُعكَ أَ ْن َت ْفعَ َل مَا‬

‫‪16‬‬
‫صحَاُبكَ ‪ ،‬وَمَا يَحْمِ ُلكَ عَلَى ُلزُو ِم َه ِذهِ السّو َرةِ فِي ُكلّ رَ ْك َعةٍ ‪َ ،‬فقَا َل ‪ِ " :‬إنّي ُأحِبّهَا َفقَالَ‬
‫َيأْ ُمرُ َك ِبهِ أَ ْ‬
‫ك الْجَّنةَ " [ أخرجه البخاري ] ‪.‬‬
‫ك ِإيّاهَا َأ ْدخَلَ َ‬
‫حُبّ َ‬
‫لكن ل يأت اليوم أحد ويقرأ بالخلص ف كل ركعة ‪ ،‬ويقرأ بعدها سورة أخرى ‪ ،‬لن الصحاب‬
‫رضي ال عنه ربا فهم أن حبه لذه السورة أن يقرأ با ف كل ركعة ‪ ،‬والصحيح أن حب هذه‬
‫السورة الدخل إل النة ‪ ،‬يكون بالعمل با ‪ ،‬وتقيق ما تتضمنه من عقيدة وتوحيد وإخلص ل تعال‬
‫‪.‬‬

‫السبب الثالث والثلثون ‪ /‬الحافظة على صلت العصر والفجر ‪:‬‬


‫َع ْن َأبِي بَ ْك ِر ْبنِ َأبِي مُوسَى َع ْن َأبِيهِ رضي ال عنه ‪ ،‬أَنّ َرسُو َل ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ قَالَ ‪ " :‬مَنْ‬
‫صَلّى الْبَ ْر َدْينِ ‪َ ،‬د َخلَ الْجَّن َة " [ أخرجه البخاري ] ‪ ،‬وعن ُعمَا َرةَ بْنِ ُر َؤيَْبةَ َعنْ َأبِيهِ رضي ال عنه‬
‫ج النّارَ َأ َحدٌ صَلّى قَ ْبلَ ُطلُوعِ‬
‫قَا َل ‪ :‬سَ ِمعْتُ َرسُولَ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َيقُولُ ‪َ " :‬ل ْن يَلِ َ‬
‫صرَ " [ أخرجه مسلم ] ‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ج َر وَاْلعَ ْ‬
‫س َوقَ ْبلَ ُغرُوبِهَا ‪ ،‬يَعْنِي اْلفَ ْ‬
‫الشّمْ ِ‬
‫من صلى الصبح فهو ف ذمة ال ‪ ،‬وحسابه على ال " [ أخرجه الطبان وحسنه اللبان رحه ال ] ‪،‬‬
‫واليوم نرى الكثي من السلمي أهلوا صلة الفجر ‪ ،‬وأخرجوها من قواميسهم ‪ ،‬ومن جداول‬
‫أعمالم ‪ ،‬مع أنا هي الحك الرئيسي لقوة اليان ‪ ،‬ودليل على مبة الرحن ‪َ ،‬ع ْن ُبرَْي َدةَ اْلأَسْلَ ِميّ‬
‫ي فِي الظّ َلمِ ِإلَى الْ َمسَا ِجدِ ‪،‬‬
‫رضي ال عنه ‪َ ،‬ع ِن النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم قَا َل ‪َ " :‬بشّ ِر الْ َمشّائِ َ‬
‫بِالنّورِ التّا ّم َيوْ َم الْقِيَا َمةِ " [ أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجة ] ‪ ،‬ولقد حذر النب صلى ال عليه‬
‫وسلم من ترك صلة الفجر أو الهال ف إتيانا والتكاسل عنها ‪ ،‬ففي حديث سرة بن جندب‬
‫الطويل ف صحيح البخاري ‪ ،‬فعن سَ ُم َر ُة ْبنُ جُ ْندُبٍ رَضِي اللّه عَنْه قَالَ ‪ :‬كَانَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه‬
‫عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم ‪ ،‬مِمّا يُكِْث ُر أَ ْن يَقُولَ ِلأَصْحَاِبهِ ‪َ :‬هلْ َرأَى أَ َحدٌ مِ ْن ُكمْ ِمنْ ُر ْؤيَا ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬فََيقُصّ عَلَ ْي ِه َمنْ‬
‫ص ‪َ ،‬وإِّن ُه قَا َل ذَاتَ َغدَاةٍ ‪ِ :‬إّنهُ َأتَانِي اللّيْ َلةَ آتِيَا ِن ‪َ ،‬وإِّنهُمَا ابْتَعَثَانِي ‪َ ،‬وإِّنهُمَا قَالَا لِي‬
‫شَا َء ال ّلهُ أَنْ َيقُ ّ‬
‫خ َر ٍة ‪َ ،‬وِإذَا‬
‫ج ٍع ‪ ،‬وَِإذَا آ َخ ُر قَائِمٌ عَلَ ْي ِه بِصَ ْ‬
‫ت َم َعهُمَا ‪َ ،‬وِإنّا َأتَيْنَا عَلَى َر ُج ٍل مُضْطَ ِ‬
‫انْطَ ِلقْ ‪َ ،‬وِإنّي انْطَ َلقْ ُ‬
‫ج َر فََيأْ ُخ ُذ ُه ‪ ،‬فَلَا َي ْرجِعُ‬
‫ج ُر هَاهُنَا ‪ ،‬فَيَتَْب ُع الْحَ َ‬
‫خ َر ِة ِل َرأْ ِسهِ ‪ ،‬فَيَثْلَغُ َرْأ َسهُ ‪ ،‬فَيََت َه ْدهَ ُد الْحَ َ‬
‫هُ َو َيهْوِي بِالصّ ْ‬
‫ت َلهُمَا‬
‫ِإلَيْ ِه حَتّى يَصِحّ َرْأ ُسهُ كَمَا كَا َن ‪ُ ،‬ثمّ َيعُودُ عَلَ ْي ِه فََي ْف َعلُ ِبهِ مِ ْثلَ مَا فَ َع َل الْ َم ّرةَ اْلأُولَى ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬قُلْ ُ‬
‫‪ :‬سُبْحَانَ ال ّل ِه ! مَا َهذَانِ ؟ قَا َل قَالَا لِي ‪ :‬انْطَ ِلقِ انْطَ ِل ْق ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَانْطَ َلقْنَا َفأَتَيْنَا عَلَى َر ُجلٍ ُمسْتَ ْل ٍق لِ َقفَاهُ‬
‫شرْ ِشرُ ِش ْدقَ ُه ِإلَى‬
‫ب ِمنْ َحدِي ٍد ‪َ ،‬وإِذَا هُ َو َيأْتِي َأ َحدَ ِشقّ ْي َوجْ ِه ِه ‪ ،‬فَُي َ‬
‫‪ ،‬وَِإذَا آ َخ ُر قَائِمٌ عَ َل ْيهِ ِبكَلّو ٍ‬

‫‪17‬‬
‫ب الْآ َخرِ ‪ ،‬فََيفْ َعلُ بِ ِه مِ ْثلَ مَا َف َعلَ‬
‫حوّ ُل ِإلَى الْجَانِ ِ‬
‫خ َرهُ ِإلَى َقفَاهُ ‪ ،‬وَعَيَْن ُه ِإلَى َقفَاهُ ‪ُ ،‬ث ّم يَتَ َ‬
‫َقفَا ُه ‪َ ،‬ومَنْ ِ‬
‫ك الْجَانِبُ َكمَا كَانَ ‪ُ ،‬ث ّم َيعُودُ عَلَ ْيهِ ‪،‬‬
‫ح َذلِ َ‬
‫صّ‬‫ب حَتّى يَ ِ‬
‫ك الْجَانِ ِ‬
‫غ ِم ْن َذلِ َ‬
‫ب الَْأوّ ِل ‪ ،‬فَمَا َيفْرُ ُ‬
‫بِالْجَانِ ِ‬
‫ت ‪ :‬سُبْحَا َن ال ّلهِ مَا َهذَانِ ؟ قَالَ قَالَا لِي ‪ :‬انْطَ ِل ِق انْطَ ِلقْ ‪،‬‬
‫فََيفْ َع ُل مِ ْثلَ مَا َفعَ َل الْ َم ّرةَ اْلأُولَى ‪ ،‬قَالَ قُلْ ُ‬
‫صوَاتٌ ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬فَاطّ َلعْنَا فِيهِ ‪َ ،‬فِإذَا فِيهِ ِرجَا ٌل وَِنسَاءٌ‬
‫ط َوأَ ْ‬
‫فَانْطَ َلقْنَا فََأتَيْنَا عَلَى مِ ْثلِ التّنّورِ ‪َ ،‬فِإذَا فِي ِه َلغَ ٌ‬
‫ت َلهُمَا ‪ :‬مَا‬
‫ضوْا ‪ ،‬قَا َل قُلْ ُ‬
‫ضوْ َ‬
‫ب ِمنْ َأ ْسفَ َل مِ ْن ُهمْ ‪َ ،‬فِإذَا َأتَا ُهمْ ذَِلكَ ال ّلهَبُ َ‬
‫ُعرَاةٌ ‪َ ،‬وِإذَا ُهمْ يَ ْأتِي ِهمْ َلهَ ٌ‬
‫ت َأنّهُ كَا َن َيقُو ُل أَحْ َم َر مِ ْثلِ الدّمِ‬
‫هَ ُؤلَاءِ ؟ قَالَ قَالَا لِي ‪ :‬انْطَ ِل ِق انْطَ ِلقْ ‪ ،‬فَانْطَ َلقْنَا َفَأتَيْنَا عَلَى َن َهرٍ ‪َ ،‬حسِبْ ُ‬
‫ي ًة ‪َ ،‬وِإذَا‬
‫ح ‪ ،‬وَِإذَا عَلَى شَطّ الّن َهرِ َرجُ ٌل َقدْ جَمَعَ عِ ْن َد ُه حِجَا َرةً كَثِ َ‬
‫ح َيسْبَ ُ‬
‫‪ ،‬وَِإذَا فِي النّ َهرِ َر ُجلٌ سَابِ ٌ‬
‫ح ‪ُ ،‬ث ّم َيأْتِي َذِلكَ اّلذِي َق ْد جَمَعَ ِع ْن َدهُ الْحِجَا َر َة ‪ ،‬فََي ْف َغرُ َل ُه فَا ُه ‪ ،‬فَيُ ْلقِ ُمهُ‬
‫ح مَا َيسْبَ ُ‬
‫ح َيسْبَ ُ‬
‫ك السّابِ ُ‬
‫َذلِ َ‬
‫ت َلهُمَا ‪ :‬مَا‬
‫جرًا ‪ ،‬قَالَ قُلْ ُ‬
‫ح ُث ّم َيرْجِ ُع ِإلَ ْيهِ ‪ ،‬كُلّمَا َرجَ َع ِإلَيْ ِه َف َغرَ َلهُ فَا ُه َفَألْقَ َم ُه حَ َ‬
‫جرًا ‪ ،‬فَيَنْطَ ِل ُق َيسْبَ ُ‬
‫حَ َ‬
‫هَذَانِ ؟ قَالَ قَالَا لِي ‪ :‬انْطَ ِل ِق انْطَ ِلقْ ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬فَانْطَ َلقْنَا َفَأتَيْنَا َعلَى َر ُجلٍ َكرِي ِه الْ َمرْآةِ ‪َ ،‬كأَ ْك َرهِ مَا َأنْتَ‬
‫ت َلهُمَا ‪ :‬مَا َهذَا ؟ قَالَ قَالَا لِي ‪:‬‬
‫شهَا َوَيسْعَى حَ ْوَلهَا ‪ ،‬قَا َل قُلْ ُ‬
‫حّ‬‫رَاءٍ َرجُلًا مَرْآ ًة ‪َ ،‬وِإذَا ِع ْن َدهُ نَا ٌر يَ ُ‬
‫ضةِ‬
‫ضةٍ ُمعْتَ ّم ٍة فِيهَا ِمنْ ُك ّل لَوْ ِن الرّبِي ِع ‪َ ،‬وِإذَا بَ ْينَ َظ ْهرَيِ ال ّروْ َ‬
‫انْطَ ِلقِ انْطَ ِلقْ ‪ ،‬فَانْطَ َلقْنَا َفَأتَيْنَا عَلَى َروْ َ‬
‫َر ُجلٌ َطوِي ٌل ‪ ،‬لَا أَكَادُ أَرَى َرْأ َسهُ طُولًا فِي السّمَا ِء ‪َ ،‬وإِذَا حَ ْولَ الرّ ُج ِل ِمنْ أَكَْث ِر ِولْدَانٍ َرَأيُْتهُ ْم قَطّ ‪،‬‬
‫ضةٍ‬
‫ت َلهُمَا ‪ :‬مَا َهذَا ؟ مَا هَ ُؤلَاءِ ؟ قَالَ قَالَا لِي ‪ :‬انْطَ ِل ِق انْطَ ِلقْ ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬فَانْطَ َلقْنَا فَانْتَهَيْنَا ِإلَى َروْ َ‬
‫قَا َل قُلْ ُ‬
‫ق فِيهَا ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَارَْتقَيْنَا فِيهَا‬
‫ط أَعْ َظ َم مِ ْنهَا ‪َ ،‬ولَا َأ ْحسَ َن ‪ ،‬قَا َل قَالَا لِي ‪ :‬ارْ َ‬
‫ضةً قَ ّ‬
‫عَظِي َمةٍ ‪َ ،‬ل ْم أَرَ َروْ َ‬
‫ح لَنَا َف َدخَلْنَاهَا ‪،‬‬
‫ب الْ َمدِيَن ِة ‪ ،‬فَاسَْتفْتَحْنَا َففُتِ َ‬
‫ض ٍة ‪َ ،‬فَأتَيْنَا بَا َ‬
‫ب ‪َ ،‬ولَِبنِ فِ ّ‬
‫فَانَْتهَيْنَا إِلَى َمدِيَنةٍ مَبْنِّي ٍة بِلَِب ِن ذَهَ ٍ‬
‫ح مَا َأنْتَ رَا ٍء ‪ ،‬قَالَ قَالَا َل ُهمُ ‪:‬‬
‫سنِ مَا َأنْتَ رَا ٍء ‪ ،‬وَشَ ْطرٌ َكَأقْبَ ِ‬
‫فَتَ َلقّانَا فِيهَا ِرجَا ٌل شَ ْطرٌ ِم ْن خَلْ ِق ِهمْ َكأَ ْح َ‬
‫ض ‪َ ،‬ف َذهَبُوا‬
‫ض فِي الْبَيَا ِ‬
‫جرِي َكأَ ّن مَا َء ُه الْمَحْ ُ‬
‫ك الّنهَ ِر ‪ ،‬قَا َل ‪َ :‬وإِذَا َنهَ ٌر ُمعَْترِضٌ يَ ْ‬
‫اذْهَبُوا َف َقعُوا فِي َذلِ َ‬
‫سنِ صُو َرةٍ ‪ ،‬قَالَ قَالَا لِي ‪:‬‬
‫ك السّوءُ َع ْنهُ ْم ‪ ،‬فَصَارُوا فِي َأ ْح َ‬
‫ب َذلِ َ‬
‫َفوَ َقعُوا فِيهِ ‪ُ ،‬ثمّ َر َجعُوا ِإلَيْنَا َقدْ َذهَ َ‬
‫صرٌ مِ ْث ُل ال ّربَاَب ِة الْبَيْضَا ِء ‪ ،‬قَالَ‬
‫صعُدًا ‪َ ،‬فإِذَا قَ ْ‬
‫صرِي ُ‬
‫هَ ِذ ِه جَّنةُ َعدْنٍ ‪ ،‬وَ َهذَاكَ مَ ْن ِزُلكَ ‪ ،‬قَالَ ‪َ :‬فسَمَا بَ َ‬
‫ت َلهُمَا ‪ :‬بَارَ َك ال ّلهُ فِيكُمَا ذَرَانِي َفأَ ْدخُ َلهُ ‪ ،‬قَالَا َأمّا الْآنَ فَلَا ‪َ ،‬وأَنْتَ‬
‫ك ‪ ،‬قَا َل قُلْ ُ‬
‫قَالَا لِي ‪َ :‬هذَا َك مَ ْن ِزلُ َ‬
‫ت مُ ْنذُ اللّيْ َلةِ َعجَبًا ‪ ،‬فَمَا َهذَا اّلذِي َرأَيْتُ ؟ قَا َل قَالَا لِي َأمَا ِإنّا‬
‫ت َلهُمَا ‪َ :‬فِإنّي َقدْ َرَأيْ ُ‬
‫دَاخِ َلهُ ‪ ،‬قَالَ قُ ْل ُ‬
‫ج ِر ‪َ ،‬فإِّنهُ ال ّرجُ ُل َيأْ ُخذُ اْل ُقرْآنَ‬
‫حَ‬‫سَنُخِْبرُ َك ‪َ :‬أمّا الرّ ُجلُ اْلأَ ّولُ اّلذِي أَتَيْتَ عَلَ ْيهِ يُثْلَغُ َرْأسُ ُه بِالْ َ‬
‫شرْ َش ُر شِ ْد ُقهُ ِإلَى َقفَاهُ ‪،‬‬
‫فََي ْرفُضُ ُه ‪َ ،‬ويَنَامُ َعنِ الصّلَا ِة الْمَكْتُوبَ ِة ‪َ ،‬وأَمّا ال ّرجُ ُل اّلذِي َأتَيْتَ عَلَ ْي ِه ُي َ‬
‫ق ‪َ ،‬وأَمّا‬
‫خ ُر ُه ِإلَى َقفَاهُ ‪ ،‬وَعَيُْن ُه ِإلَى َقفَا ُه ‪َ ،‬فِإنّ ُه ال ّر ُجلُ َي ْغدُو ِمنْ بَيِْت ِه فََي ْكذِبُ ‪ ،‬اْل َكذَْبةَ تَبْلُ ُغ الْآفَا َ‬
‫وَمَنْ ِ‬
‫ال ّرجَالُ وَالّنسَاءُ اْل ُعرَا ُة ‪ ،‬الّذِينَ فِي مِ ْثلِ بِنَا ِء التّنّو ِر ‪َ ،‬فإِّن ُهمُ الزّنَا ُة وَالزّوَانِي ‪َ ،‬وأَمّا ال ّرجُ ُل الّذِي َأتَيْتَ‬

‫‪18‬‬
‫ج َر ‪َ ،‬فِإنّهُ آ ِكلُ ال ّربَا ‪َ ،‬وأَمّا ال ّرجُ ُل الْ َكرِي ُه الْ َمرْآ ِة الّذِي عِ ْن َد النّارِ‬
‫ح فِي الّن َهرِ َويُ ْل َقمُ الْحَ َ‬
‫عَلَ ْي ِه َيسْبَ ُ‬
‫ضةِ فَِإّنهُ ِإْبرَاهِيمُ‬
‫شهَا َوَيسْعَى َح ْولَهَا ‪َ ،‬فإِّنهُ مَاِلكٌ خَازِ ُن جَهَّن َم ‪َ ،‬وأَمّا ال ّرجُ ُل الطّوِيلُ اّلذِي فِي ال ّروْ َ‬
‫حّ‬‫يَ ُ‬
‫صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم ‪َ ،‬وأَمّا الْ ِولْدَا ُن الّذِينَ َح ْولَ ُه ‪َ ،‬فكُ ّل َموْلُودٍ مَاتَ عَلَى اْلفِ ْط َرةِ ‪ ،‬قَالَ َفقَا َل َبعْضُ‬
‫ي ‪َ ،‬فقَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم وََأ ْولَادُ‬
‫شرِ ِك َ‬
‫ي ‪ :‬يَا َرسُولَ ال ّل ِه ‪ ،‬وََأ ْولَادُ الْ ُم ْ‬
‫الْ ُمسْلِمِ َ‬
‫ي ‪ ،‬وََأمّا اْلقَوْ ُم اّلذِينَ كَانُوا شَ ْطرٌ مِ ْن ُهمْ حَسَنًا ‪ ،‬وَشَ ْط ٌر قَبِيحًا ‪َ ،‬فإِّن ُهمْ َقوْ ٌم خَلَطُوا عَمَلًا‬
‫الْ ُمشْرِ ِك َ‬
‫صَالِحًا وَآخَ َر سَيّئًا تَجَاوَ َز اللّهُ عَ ْن ُه ْم " ‪ ،‬فهذا الديث العظيم حوى عددا من كبائر الذنوب ‪،‬‬
‫وعظائم العاصي ‪ ،‬وما يترتب على كل واحدة منها من العذاب ف القب ‪ ،‬وأما ف الخرة فال تعال‬
‫يقول ‪ " :‬ولعذاب الخرة أشد وأبقى " ‪ ،‬وما يهمنا ف هذا الديث هو الرجل الذي ينام عن الصلة‬
‫الكتوبة ‪ ،‬وربا وضع الساعة على وقت العمل ول يهتم بأمر الصلة ‪ ،‬فهذا معاقب ل مالة ‪ ،‬ما ل‬
‫يتداركه ال بتوبة قبل الوت ‪ ،‬فصلة الفجر بثابة الختبارات للطلب ‪ ،‬فأي طالب مد ومتهد‬
‫وحاز بالدرجات ‪ ،‬وفاز بالعلمات ‪ ،‬ث ل يضر الختبار فهو راسب ‪ ،‬وكذلك من ل يضر صلة‬
‫الفجر فهو راسب ف يومه وليلته ‪ ،‬ساقط من عين ربه ‪ ،‬ولقد كان النب صلى ال عليه وسلم يتفقد‬
‫أصحابه ف صلة الفجر ‪ ،‬ويقول ‪ :‬أشاهد فلن ؟ أشاهد فلن ؟ ‪ ،‬فإذا ل يوجد الرجل أساء‬
‫ح َف ُهوَ فِي ِذمّ ِة اللّ ِه ‪ ،‬فَلَا‬
‫الصحابة به الظن ‪ ،‬قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم ‪َ " :‬منْ صَلّى الصّبْ َ‬
‫يَطْلُبَّنكُ ُم ال ّلهُ ِم ْن ِذمّتِ ِه ِبشَيْ ٍء ‪ ،‬فَُيدْرِ َك ُه فََيكُّبهُ فِي نَا ِر َجهَّنمَ " [ أخرجه مسلم ] ‪ ،‬ومعن الديث ‪:‬‬
‫أن من ل يافظ على صلة الصبح فليس ف ذمة ال ‪ ،‬وليس له قدر عند ال ‪ ،‬فإن تركها متعمدا‬
‫لتركها ‪ ،‬مهملً ف أدائها ‪ ،‬فإن مات كان حقا على ال أن يدخله النار والعياذ بال ‪ ،‬فليحذر من‬
‫يوقت ساعته على وقت العمل ويتعد ف ترك صلة الفجر ‪.‬‬
‫وأما بالنسبة لصلة العصر ‪ ،‬فهي الصلة الوسطى الت أمر ال بالهتمام با والرص على أدائها ف‬
‫ص َرةَ‬
‫جاعة ‪ ،‬قال تعال ‪ " :‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتي " ‪ ،‬و َع ْن َأبِي بَ ْ‬
‫صرَ " بِالْمُخَمّصِ ـ‬
‫صلّى اللّه عَلَ ْيهِ وَسَ ّلمَ " اْلعَ ْ‬
‫الْ ِغفَارِيّ رضي ال عنه قَالَ ‪ :‬صَلّى بِنَا َرسُو ُل ال ّلهِ َ‬
‫موضع طريق ـ َفقَالَ ‪ " :‬إِ ّن َه ِذهِ الصّلَاةَ ‪ُ ،‬عرِضَتْ عَلَى َمنْ كَا َن قَبْ َل ُكمْ فَضَّيعُوهَا ‪ ،‬فَ َمنْ حَافَظَ‬
‫جمُ " [ أخرجه مسلم‬
‫صلَاةَ َب ْعدَهَا حَتّى يَطْلُ َع الشّا ِهدُ ‪ ،‬وَالشّاهِ ُد النّ ْ‬
‫عَلَ ْيهَا كَا َن َلهُ َأ ْج ُرهُ َم ّرتَ ْينِ ‪َ ،‬ولَا َ‬
‫وغيه ] ‪ ،‬صلة الفجر والعصر مشهودة ‪ ،‬تشهدها ملئكة الليل والنهار ‪َ ،‬ع ْن َأبِي هُ َرْي َرةَ رضي ال‬
‫عنه ‪ :‬أَنّ َرسُولَ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ قَالَ ‪ " :‬يََتعَاقَبُو َن فِيكُ ْم مَلَائِ َكةٌ بِاللّ ْيلِ ‪َ ،‬ومَلَاِئ َكةٌ بِالّنهَارِ ‪،‬‬
‫سَألُ ُه ْم وَ ُهوَ أَعْ َلمُ ِب ِهمْ كَيْفَ‬
‫صرِ ‪ ،‬ثُ ّم َي ْعرُجُ اّلذِي َن بَاتُوا فِي ُكمْ فََي ْ‬
‫ج ِر وَصَلَاةِ اْلعَ ْ‬
‫وَيَجَْت ِمعُونَ فِي صَلَا ِة الْفَ ْ‬

‫‪19‬‬
‫َترَكُْتمْ ِعبَادِي ؟ فََيقُولُو َن ‪َ :‬ترَكْنَا ُه ْم وَ ُه ْم يُصَلّونَ َوَأتَيْنَا ُهمْ َو ُهمْ يُصَلّو َن " [ أخرجه البخاري ومسلم‬
‫] ‪ ،‬فاحذر أيها السلم ‪ ،‬واحذري أيتها السلمة أن ترفع أساء الحافظي على صلت الفجر والعصر‬
‫إل ال تعال ‪ ،‬ول يكن اسك معهم ‪ ،‬بل كنت نائما مستغرقا ‪ ،‬آثرت الفراش والنوم على داعي ال‬
‫القائل ‪ :‬الصلة خي من النوم ‪َ ،‬ع ِن ابْنِ ُع َمرَ رضي ال عنهما قَا َل ‪ :‬قَالَ َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ‬
‫وَسَ ّل َم ‪َ " :‬منْ فَاتَتْهُ صَلَا ُة اْلعَصْ ِر ‪َ ،‬فكََأنّمَا وُِت َر َأهْلَ ُه َومَاَلهُ " [ متفق عليه ] ‪ ،‬وعن ُب َريْ َدةَ رضي ال‬
‫صرِ فَ َق ْد حَبِطَ َعمَ ُلهُ " [ أخرجه‬
‫عنه َقَا َل ‪ :‬قَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه َعلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ ‪َ " :‬م ْن َترَكَ صَلَاةَ اْلعَ ْ‬
‫البخاري والنسائي ] ‪.‬‬

‫السبب الرابع والثلثون ‪ /‬الذكر السن ف الدنيا ‪:‬‬


‫كل إنسان موقن بلقاء ال تعال ‪ ،‬والوقوف بي يديه يوم القيامة ‪ ،‬يدرك خطورة هذا المر‬
‫وصعوبته ‪ ،‬لنه سيلقى من ل تفى عليه خافية ‪ ،‬سيلقى من السر لديه علنية ‪ ،‬سيجد سجلت‬
‫أعماله منشورة ‪ " ،‬وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا *‬
‫اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " ‪ ،‬ووضع الكتاب فترى الجرمي مشفقي ما فيه‬
‫ويقولون ياوليتنا ما لذا الكتاب ل يغادر صغية ول كبية إل أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا‬
‫ول يظلم ربك أحدا " ‪ ،‬فأمر لقاء الول جل وعل أمر عسي ‪ ،‬يشفق منه الصالون والعلماء‬
‫وغيهم ‪ ،‬فكيف بالذنب والقصر ‪ ،‬فعلى النسان أن يسعى جاهدا ف هذه الياة الدنيا كي يكون‬
‫حسن الخلق ‪ ،‬وحسن السية بي الناس ‪ ،‬لنم شهود عليه ف الدنيا ‪ ،‬فإن شهدوا له بي فهو‬
‫س ْبنَ مَالِكٍ َرضِي اللّه عَنْه قال ‪:‬‬
‫على خي ‪ ،‬وإن شهدوا بغي ذلك فل يلومن إل نفسه ‪ ،‬عن َأنَ َ‬
‫ت ‪ ،‬ثُ ّم َمرّوا ِبأُ ْخرَى ‪َ ،‬فَأثَْنوْا‬
‫َمرّوا ِبجَنَا َزةٍ َفَأثَْنوْا عَلَ ْيهَا خَ ْيرًا ‪َ ،‬فقَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ َوجَبَ ْ‬
‫ت ‪َ ،‬فقَالَ عُ َم ُر ْبنُ الْخَطّابِ رَضِي اللّه عَنْه ‪ :‬مَا وَجَبَتْ ؟ قَالَ ‪ :‬هَذَا أَثْنَيُْتمْ‬
‫عَلَ ْيهَا شَرّا ‪َ ،‬فقَالَ َوجَبَ ْ‬
‫ت َلهُ النّارُ ‪َ ،‬أنُْت ْم شُ َهدَا ُء اللّ ِه فِي اْلأَرْضِ‬
‫ت َل ُه الْجَّنةُ ‪َ ،‬و َهذَا َأثْنَيُْتمْ عَلَ ْيهِ َشرّا َف َوجَبَ ْ‬
‫عَلَ ْي ِه خَ ْيرًا َفوَجَبَ ْ‬
‫" [ أخرجه البخاري ] ‪ ،‬قَالَ النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم ‪ " :‬أَيّمَا ُمسْ ِلمٍ َش ِهدَ َل ُه أَ ْربَ َع ٌة بِخَ ْي ٍر َأدْخَ َلهُ‬
‫اللّ ُه الْجَّنةَ ‪َ ،‬فقُلْنَا َوثَلَاَثةٌ ؟ قَا َل ‪ :‬وَثَلَاَثةٌ ‪َ ،‬فقُلْنَا وَاثْنَانِ ؟ قَا َل ‪ :‬وَاثْنَا ِن ‪ُ ،‬ثمّ َل ْم َنسَْأْلهُ َعنِ اْلوَا ِحدِ "‬
‫[ أخرجه البخاري ] ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫السبب الامس والثلثون ‪ /‬الحافظة على أركان السلم ‪:‬‬
‫ويب أن يلحظ العبد قولنا ‪ :‬الحافظة ‪ ،‬فهناك من السلمي من يصلي ‪ ،‬لكنه ل يافظ على‬
‫صلته ‪ ،‬بل ربا صلى فرضا وقطع آخر ‪ ،‬أو ربا صلى يوما وترك آخر ‪ ،‬وكذلك الزكاة فلربا أدى‬
‫زكاة ماله هذا العام وتركها عاما أو أعواما ‪ ،‬وهكذا الصيام ‪ ،‬فربا صام أمام الناس ‪ ،‬وإذا خل‬
‫بنفسه أفطر ‪ ،‬وربا قصر ف صيامه فلم يفظه من النقصان أو البطلن ‪ ،‬وقد يكون هناك من يعبد ال‬
‫تعال ويعبد معه غيه ‪ ،‬فتراه طوافا حول القبور والضرحة ‪ ،‬أو داعيا غي ال تعال ‪ ،‬أو حالفا بغي‬
‫ال عز وجل ‪ ،‬وربا رأيته مشتركا ف أمور شركية بدعية ‪ ،‬كالحتفال بالواليد النبوية ‪ ،‬واحتفالت‬
‫رأس السنة وغيها ‪ ،‬فأولئك ل يكونوا مافظي على شعائر السلم ‪ ،‬بل مفرطي مضيعي لا ‪ ،‬فهم‬
‫على خطر عظيم ‪ ،‬فالحافظة على أركان السلم سبب لدخول النان ‪َ ،‬عنْ َأبِي ُه َرْيرَةَ َرضِي اللّه‬
‫ت الْجَّنةَ ؟‬
‫عَنْه ‪ ،‬أَ ّن أَ ْعرَابِيّا َأتَى النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َفقَا َل ‪ُ :‬دلّنِي عَلَى عَ َم ٍل ِإذَا عَمِلُْت ُه َدخَلْ ُ‬
‫ضةَ ‪َ ،‬وتَصُومُ‬
‫شرِ ُك ِبهِ شَيْئًا ‪َ ،‬وتُقِيمُ الصّلَا َة الْمَكْتُوبَ َة ‪َ ،‬وتُ َؤدّي الزّكَاةَ الْ َم ْفرُو َ‬
‫قَا َل ‪َ " :‬تعْبُ ُد اللّ َه لَا ُت ْ‬
‫َرمَضَانَ " ‪ ،‬قَالَ وَاّلذِي َن ْفسِي بَِي ِدهِ ‪ :‬لَا أَزِيدُ عَلَى َهذَا ‪ ،‬فَلَمّا َولّى ‪ ،‬قَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ‬
‫ح َة ْبنِ‬
‫‪َ " :‬منْ َس ّرهُ أَ ْن يَنْ ُظ َر ِإلَى َر ُجلٍ مِ ْن َأ ْهلِ الْجَّن ِة فَلْيَنْ ُظ ْر ِإلَى هَذَا " [ أخرجه البخاري ] ‪َ ،‬عنْ طَلْ َ‬
‫س ‪َ ،‬فقَالَ يَا‬
‫عُبَ ْيدِاللّهِ رضي ال عنه ‪ ،‬أَ ّن أَ ْعرَابِيّا جَا َء ِإلَى َرسُو ِل اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ ثَائِ َر الرّأْ ِ‬
‫س ِإلّا أَ ْن تَ ّطوّعَ‬
‫ت الْخَمْ َ‬
‫َرسُولَ ال ّل ِه ‪ :‬أَخِْب ْرنِي مَاذَا َفرَضَ ال ّلهُ عَ َل ّي ِمنَ الصّلَاةِ ؟ َفقَالَ ‪ :‬الصّ َلوَا ِ‬
‫ع شَيْئًا ‪َ ،‬فقَالَ ‪:‬‬
‫ض ال ّلهُ عَ َليّ ِم َن الصّيَامِ ؟ َفقَا َل ‪َ :‬شهْرَ َرمَضَا َن ِإلّا أَ ْن تَ ّطوّ َ‬
‫شَيْئًا ‪َ ،‬فقَا َل أَخِْب ْرنِي مَا َفرَ َ‬
‫أَخِْب ْرنِي بِمَا َفرَضَ ال ّلهُ عَ َل ّي ِمنَ الزّكَاةِ ‪َ ،‬فقَا َل ‪َ :‬فأَخَْب َرهُ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َشرَائِعَ‬
‫ض ال ّلهُ عَ َليّ شَيْئًا ‪َ ،‬فقَالَ َرسُولُ‬
‫ع شَيْئًا ‪َ ،‬ولَا َأْنقُصُ مِمّا َفرَ َ‬
‫ك لَا َأتَ َطوّ ُ‬
‫الِْإسْلَا ِم ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬وَاّلذِي أَ ْك َرمَ َ‬
‫ق " [ أخرجه البخاري ] ‪.‬‬
‫صدَ َ‬
‫ق ‪ ،‬أَ ْو َدخَ َل الْجَّن َة إِنْ َ‬
‫ص َد َ‬
‫ح إِنْ َ‬
‫اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ ‪َ " :‬أفْلَ َ‬

‫السبب السادس والثلثون ‪ /‬منيحة العن ‪:‬‬


‫منيحة العن من السباب الؤدية إل جنة اللد وملك ل يبلى ‪ ،‬ومعن منيحة العن ‪ :‬أي أن تقدم عنا‬
‫أو ناقة أو بقرة أو جاموسة ‪ ،‬لفقي كي يستفيد من لبنها وصوفها ‪ ،‬ث يردها إليك ‪ ،‬وقد جاء الشرع‬
‫الطهر بثل هذا التكافل الجتماعي بي أفراد المة السلمة ‪ ،‬فكانت منيحة العن بابا إل النة ‪ ،‬عن‬
‫عَ ْبدَاللّ ِه ْبنَ عَ ْمرٍو رَضِي اللّه عَنْهمَا قَا َل ‪ :‬قَالَ َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ ‪ " :‬أَ ْرَبعُونَ خَصْ َلةً ‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫ح ُة الْعَ ْن ِز ‪ ،‬مَا ِمنْ عَا ِملٍ َيعْ َم ُل بِخَصْ َل ٍة مِ ْنهَا ‪َ ،‬رجَا َء َثوَاِبهَا ‪َ ،‬وتَصْدِيقَ َموْعُودِهَا ‪ ،‬إِلّا َأدْخَ َلهُ‬
‫أَعْلَاهُ ّن مَنِي َ‬
‫اللّ ُه ِبهَا الْجَّنةَ " [ أخرجه البخاري ] ‪.‬‬
‫ومعن منيحة العن ‪ :‬أن تقدم لفقي عنا يلبها ويستفيد من لبنها وصوفها ‪ ،‬ث يعيدها إليك ‪ ،‬ويدخل‬
‫ف ذلك كل أنثى من بيمة النعام ‪.‬‬

‫السبب السابع والثلثون ‪ /‬حفظ أساء ال السن ‪:‬‬


‫هذا السبب من أسهل السباب الؤدية إل النة ‪ ،‬لكن ليس الفظ فقط هو السبب ف دخول‬
‫النة ‪ ،‬بل العمل بقتضى كل اسم من أساء ال تعال ‪ ،‬فتحقق معن كل اسم من أسائه سبحانه ‪،‬‬
‫عند ذلك يفوز العبد برضى ربه ‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ رَضِي اللّه عَنْه ‪ ،‬أَنّ َرسُو َل اللّهِ صَلّى اللّه َعلَ ْيهِ‬
‫[ أخرجه‬ ‫ي اسْمًا ‪ ،‬مِاَئةً ِإلّا وَاحِدًا ‪ ،‬مَ ْن َأحْصَاهَا َد َخلَ الْجَّنةَ "‬
‫سعَ ًة َوِتسْعِ َ‬
‫وَسَ ّل َم قَا َل ‪ " :‬إِ ّن لِلّ ِه ِت ْ‬
‫البخاري ] ‪.‬‬

‫السبب الثامن والثلثون ‪ /‬الصيام إيانا واحتسابا ‪:‬‬


‫َع ْن َسهْ ِل ْبنِ َس ْعدٍ رَضِي اللّه عَنْه ‪َ ،‬ع ِن النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ قَالَ ‪ " :‬فِي الْجَّنةِ ثَمَانَِيةُ َأْبوَابٍ ‪،‬‬
‫ب ُيسَمّى ال ّريّا َن ‪ ،‬لَا َي ْدخُ ُلهُ ِإلّا الصّائِمُو َن " [ أخرجه البخاري ] ‪ ،‬ول يكون هذا الجر‬
‫فِيهَا بَا ٌ‬
‫ودخول النة ‪ ،‬إل لن صام إيانا واحتسابا رجاء ثواب ال ‪ ،‬وتصديقا بوعده سبحانه ‪ ،‬أما من صام‬
‫عادة ‪ ،‬أو ريا ًء وسعة ‪ ،‬فهذا ل أجر له ‪ ،‬أو أجره ناقص ‪ ،‬ولذا جاء ف الديث َع ْن َأبِي هُ َرْي َرةَ‬
‫صلّى اللّه عَلَ ْيهِ وَسَ ّلمَ ‪َ " :‬منْ صَامَ َرمَضَانَ إِيَانًا وَاحِْتسَابًا ‪ُ ،‬غ ِفرَ‬
‫رضي ال عنه قَالَ ‪ :‬قَالَ َرسُو ُل ال ّلهِ َ‬
‫َلهُ مَا تَ َقدّ َم ِمنْ ذَنِْبهِ " [ متفق عليه ] ‪ ،‬ويصدق ذلك قول ال جل وعل ‪ " :‬إنا يوف الصابرون‬
‫أجرهم بغي حساب " ‪.‬‬

‫السبب التاسع والثلثون ‪ /‬الصب ف فتنة الدجال ‪:‬‬


‫الدجال من أعظم الفت الت تعرض على الناس منذ خلق آدم عليه السلم إل أن يرث ال الرض‬
‫ومن عليها ‪ ،‬فمن صب ف فتنة الدجال ‪ ،‬وصب على خوارقه الت يؤيده ال با ‪ ،‬امتحانا للناس‬
‫واختبارا لم ‪ ،‬فهو من أهل النة حينذاك ‪َ ،‬ع ْن ُحذَْي َفةَ قَالَ ‪ :‬قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ ‪:‬‬
‫ش َعرِ ـ كثي الشعر ـ َمعَ ُه جَّنةٌ َونَارٌ ‪ ،‬فَنَا ُر ُه جَّنةٌ ‪َ ،‬وجَنُّتهُ‬
‫سرَى ‪ُ ،‬جفَالُ ال ّ‬
‫" ال ّدجّالُ أَ ْعوَ ُر اْلعَ ْينِ الُْي ْ‬
‫نَارٌ " [ أخرجه مسلم ] ‪ ،‬و َع ْن َأبِي ُأمَا َمةَ الْبَاهِلِيّ رضي ال عنه قَالَ ‪ :‬خَطَبَنَا َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه‬

‫‪22‬‬
‫عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم ‪َ ،‬فكَا َن أَكَْث ُر خُطْبَِتهِ َحدِيثًا َحدّثَنَاهُ َع ِن ال ّدجّالِ وَ َحذّ َرنَا ُه ‪َ ،‬فكَا َن ِمنْ َق ْوِلهِ أَ ْن قَالَ ‪ِ " :‬إّنهُ‬
‫ث نَبِيّا ِإلّا‬
‫ض مُ ْنذُ ذَ َرَأ اللّ ُه ذُ ّرّيةَ آ َد َم ‪ ،‬أَعْ َظ َم ِمنْ فِتَْن ِة الدّجّا ِل ‪َ ،‬وإِنّ ال ّلهَ َل ْم يَ ْبعَ ْ‬
‫َلمْ َت ُكنْ فِتَْن ٌة فِي اْلأَرْ ِ‬
‫خرُجْ‬
‫ج فِيكُ ْم لَا مَحَاَلةَ ‪َ ،‬وإِ ْن يَ ْ‬
‫حَذّ َر ُأمَّتهُ الدّجّا َل ‪َ ،‬وأَنَا آ ِخرُ اْلَأنْبِيَا ِء ‪َ ،‬وَأنُْتمْ آ ِخ ُر الُْأ َممِ ‪َ ،‬و ُهوَ خَارِ ٌ‬
‫ج َن ْفسِهِ ‪،‬‬
‫ج ِمنْ َب ْعدِي ‪َ ،‬ف ُكلّ ا ْمرِئٍ حَجِي ُ‬
‫خرُ ْ‬
‫ج ِلكُ ّل ُمسْ ِلمٍ ‪َ ،‬وإِ ْن يَ ْ‬
‫وََأنَا بَ ْينَ َظ ْهرَانَيْ ُكمْ ‪ ،‬فََأنَا حَجِي ٌ‬
‫ث يَمِينًا وََيعِيثُ‬
‫ق ‪ ،‬فََيعِي ُ‬
‫خرُجُ مِ ْن خَ ّلةٍ بَ ْي َن الشّا ِم وَالْ ِعرَا ِ‬
‫وَال ّلهُ خَلِيفَتِي عَلَى ُكلّ ُمسْ ِل ٍم ‪َ ،‬وإِّنهُ َي ْ‬
‫ص ْفهَا ِإيّاهُ نَِب ّي قَبْلِي ‪ِ :‬إّنهُ يَ ْب َدأُ فََيقُو ُل َأنَا نَِبيّ‬
‫صفَ ًة َلمْ يَ ِ‬
‫ص ُفهُ َل ُكمْ ِ‬
‫شِمَالًا ‪ ،‬يَا عِبَا َد ال ّلهِ فَاثْبُتُوا ‪َ ،‬فإِنّي َسأَ ِ‬
‫وَلَا نَبِ ّي َب ْعدِي ‪ُ ،‬ثمّ يُثْنّي فََيقُولُ أَنَا َربّ ُك ْم وَلَا َترَوْنَ َرّبكُ ْم حَتّى تَمُوتُوا ‪َ ،‬وإِّنهُ أَ ْعوَ ُر َوإِنّ َرّبكُ ْم لَيْسَ‬
‫ب ‪َ ،‬وإِ ّن ِمنْ فِتْنَِت ِه أَ ّن َمعَهُ‬
‫ب َأوْ غَ ْيرِ كَاتِ ٍ‬
‫ِبأَعْوَ َر ‪َ ،‬وِإنّ ُه َمكْتُوبٌ بَ ْينَ عَيْنَ ْيهِ كَا ِف ٌر ‪ ،‬يَ ْق َر ُؤهُ ُك ّل ُم ْؤمِنٍ كَاتِ ٍ‬
‫ح اْلكَهْفِ ‪،‬‬
‫ث بِال ّل ِه وَلَْي ْق َرأْ َفوَاتِ َ‬
‫جَنّ ًة َونَارًا ‪ ،‬فَنَا ُرهُ جَنّ ٌة ‪ ،‬وَجَنُّت ُه نَارٌ ‪َ ،‬ف َمنِ ابْتُ ِليَ بِنَا ِر ِه ‪ ،‬فَلَْيسَْتغِ ْ‬
‫ت إِنْ‬
‫فََتكُونَ عَلَ ْي ِه َب ْردًا َوسَلَامًا َكمَا كَانَتِ النّارُ عَلَى ِإبْرَاهِي َم ‪َ ،‬وإِنّ ِم ْن فِتْنَِت ِه أَنْ يَقُو َل ِلأَ ْعرَاِبيّ ‪ :‬أَ َرَأيْ َ‬
‫ش َهدُ َأنّي َرّبكَ ‪ ،‬فََيقُولُ ‪َ :‬ن َعمْ ‪ ،‬فَيََتمَّثلُ َل ُه شَيْطَانَا ِن فِي صُو َرةِ َأبِيهِ َوُأ ّمهِ ‪،‬‬
‫ك َأبَا َك َوأُ ّمكَ ‪ ،‬أََت ْ‬
‫َبعَثْتُ َل َ‬
‫شرَهَا‬
‫س وَا ِحدَ ٍة فََيقْتُ َلهَا َويَ ْن ُ‬
‫فََيقُولَانِ ‪ :‬يَا بَُنيّ اتِّبعْ ُه َفِإنّهُ َرّبكَ ‪َ ،‬وإِ ّن ِمنْ فِتْنَِت ِه أَ ْن ُيسَلّطَ عَلَى َنفْ ٍ‬
‫بِالْمِ ْنشَا ِر ‪ ،‬حَتّى يُ ْلقَى ِشقّتَ ْينِ ُث ّم يَقُولَ انْ ُظرُوا ِإلَى عَ ْبدِي هَذَا ‪َ ،‬فإِنّي َأْبعَُثهُ الْآنَ ‪ُ ،‬ث ّم َيزْ ُعمُ أَ ّن َلهُ َربّا‬
‫ث َمنْ َرّبكَ ؟ فََيقُولُ ‪َ :‬رّب َي اللّ ُه ‪َ ،‬وأَنْتَ َع ُد ّو اللّ ِه ‪َ ،‬أنْتَ‬
‫غَ ْيرِي ‪ ،‬فَيَ ْبعَُثهُ ال ّلهُ َوَيقُولُ لَ ُه الْخَبِي ُ‬
‫ي ًة ِبكَ مِنّي الْيَوْمَ " [ أخرجه ابن ماجة ] و َع ْن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ‬
‫ت َب ْعدُ َأ َشدّ بَصِ َ‬
‫ال ّدجّالُ ‪ ،‬وَال ّلهِ مَا كُنْ ُ‬
‫ك الرّ ُجلُ أَ ْرفَعُ أُمّتِي دَرَ َج ًة فِي الْجَّن ِة " وَإِ ّن ِم ْن فِتْنَِتهِ‬
‫‪ :‬قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم ‪َ " :‬ذلِ َ‬
‫ت فَتُنْبِتَ ‪ ،‬وَإِ ّن ِمنْ فِتْنَِتهِ أَ ْن يَ ُم ّر بِالْحَيّ‬
‫ض أَ ْن تُنْبِ َ‬
‫أَ ْن يَ ْأ ُمرَ السّمَا َء أَ ْن تُمْ ِط َر فَتُمْ ِط َر ‪َ ،‬وَيأْ ُمرَ اْلأَرْ َ‬
‫ص ّدقُوَنهُ فََي ْأ ُمرَ السّمَا َء أَنْ‬
‫حيّ فَيُ َ‬
‫ت ‪ ،‬وَإِ ّن ِم ْن فِتْنَِتهِ أَ ْن يَ ُم ّر بِالْ َ‬
‫فَُيكَ ّذبُوَنهُ فَلَا تَ ْبقَى َل ُهمْ سَائِ َم ٌة ِإلّا هَ َلكَ ْ‬
‫ح مَوَاشِي ِه ْم ِمنْ َي ْومِ ِهمْ ذَِلكَ أَسْ َم َن مَا كَانَتْ‬
‫ت حَتّى َترُو َ‬
‫ت فَتُنْبِ َ‬
‫ض أَ ْن تُنْبِ َ‬
‫تُمْ ِط َر فَتُمْ ِط َر ‪َ ،‬ويَ ْأ ُمرَ اْلأَرْ َ‬
‫ضرُوعًا ‪َ ،‬وإِّن ُه لَا يَ ْبقَى َشيْءٌ مِ َن اْلأَرْضِ إِلّا وَطَِئهُ وَ َظ َهرَ عَ َل ْيهِ ‪ِ ،‬إلّا‬
‫ص َر ‪َ ،‬وَأدَ ّرهُ ُ‬
‫وَأَعْ َظ َمهُ ‪ ،‬وََأ َم ّدهُ َخوَا ِ‬
‫مَ ّك َة وَالْ َمدِينَ َة لَا َي ْأتِيهِمَا ِم ْن َنقْبٍ مِ ْن ِنقَاِبهِمَا إِلّا لَقِيَ ْت ُه الْمَلَاِئ َكةُ بِالسّيُوفِ صَ ْلَتةً ‪ ،‬حَتّى يَ ْن ِزلَ عِ ْندَ‬
‫خةِ ‪ ،‬فََت ْرجُفُ الْ َمدِيَنةُ ِبَأهْ ِلهَا ثَلَاثَ َر َجفَاتٍ ‪ ،‬فَلَا يَ ْبقَى مُنَافِ ٌق َولَا‬
‫ب الَْأحْ َمرِ عِ ْن َد مُ ْنقَطَ ِع السّبَ َ‬
‫الظّ َريْ ِ‬
‫حدِي ِد ‪َ ،‬ويُدْعَى َذلِكَ الَْيوْ ُم َيوْمَ‬
‫ث الْ َ‬
‫ي خَبَ َ‬
‫ث مِ ْنهَا كَمَا يَ ْنفِي الْكِ ُ‬
‫ج ِإلَيْ ِه ‪ ،‬فَتَ ْنفِي الْخَبَ َ‬
‫مُنَا ِف َقةٌ ِإلّا َخرَ َ‬
‫ب يَ ْومَِئذٍ ؟ قَا َل ُهمْ َي ْومَئِ ٍذ قَلِيلٌ‬
‫ت َأبِي الْ َعكَ ِر ‪ :‬يَا َرسُولَ ال ّلهِ َفَأْينَ اْل َعرَ ُ‬
‫ك بِنْ ُ‬
‫ت أُ ّم َشرِي ٍ‬
‫ص ‪َ ،‬فقَالَ ْ‬
‫الْخَلَا ِ‬
‫ح ‪ِ ،‬إذْ َن َزلَ‬
‫ح ‪ ،‬فَبَيْنَمَا ِإمَا ُم ُهمْ َق ْد َتقَدّ َم يُصَلّي ِبهِ ُم الصّبْ َ‬
‫‪ ،‬وَجُ ّل ُهمْ بِبَيْتِ الْ َم ْقدِسِ ‪ ،‬وَِإمَا ُم ُهمْ َر ُجلٌ صَالِ ٌ‬
‫ك اْلإِمَا ُم يَ ْنكُصُ يَ ْمشِي الْ َق ْهقَرَى ‪ ،‬لِيََت َقدّمَ عِيسَى يُصَلّي‬
‫عَلَ ْي ِهمْ عِيسَى اْب ُن َمرَْيمَ الصّبْحَ َفرَجَ َع َذلِ َ‬

‫‪23‬‬
‫ت ‪ ،‬فَيُصَلّي ِب ِهمْ‬
‫ك ُأقِيمَ ْ‬
‫ص ّل ‪َ ،‬فإِّنهَا َل َ‬
‫ضعُ عِيسَى َيدَ ُه بَ ْينَ كَِتفَ ْيهِ ‪ُ ،‬ث ّم َيقُولُ َل ُه ‪َ :‬تقَدّ ْم فَ َ‬
‫بِالنّاسِ ‪ ،‬فَيَ َ‬
‫ح وَوَرَا َء ُه الدّجّا ُل َمعَ ُه سَ ْبعُونَ‬
‫ب ‪ ،‬فَُيفْتَ ُ‬
‫ف ‪ ،‬قَالَ عِيسَى َعلَ ْيهِ السّلَام ‪ :‬افْتَحُوا الْبَا َ‬
‫ِإمَا ُمهُ ْم ‪َ ،‬فِإذَا انْصَرَ َ‬
‫ح فِي‬
‫ب الْمِلْ ُ‬
‫ف مُحَلّى َوسَاجٍ ‪َ ،‬فِإذَا نَ َظ َر ِإلَ ْيهِ الدّجّا ُل ذَابَ كَمَا َيذُو ُ‬
‫َألْفَ َيهُودِيّ ‪ ،‬كُ ّل ُه ْم ذُو سَيْ ٍ‬
‫ض ْرَبةً َل ْن َتسِْبقَنِي ِبهَا ‪ ،‬فَُيدْرِ ُكهُ عِ ْندَ‬
‫الْمَاءِ ‪ ،‬وَيَنْطَ ِل ُق هَا ِربًا ‪َ ،‬ويَقُولُ عِيسَى عَلَ ْي ِه السّلَام ‪ :‬إِ ّن لِي فِيكَ َ‬
‫ي ِإلّا‬
‫ش ْرقِ ّي ‪ ،‬فََيقْتُ ُلهُ فََي ْهزِ ُم ال ّلهُ الَْيهُو َد ‪ ،‬فَلَا يَ ْبقَى شَيْ ٌء مِمّا خَ َلقَ ال ّلهُ يََتوَارَى بِ ِه َيهُودِ ّ‬
‫بَابِ الّل ّد ال ّ‬
‫ج ِرهِ ْم لَا‬
‫ط وَلَا دَاّبةَ إِلّا اْل َغ ْرقَ َد َة َفإِّنهَا ِم ْن شَ َ‬
‫جرَ َولَا حَائِ َ‬
‫جرَ وَلَا شَ َ‬
‫َأنْطَ َق ال ّلهُ َذِلكَ الشّيْ َء ‪ ،‬لَا حَ َ‬
‫تَنْ ِطقُ ‪ِ ،‬إلّا قَالَ ‪ :‬يَا عَ ْب َد ال ّلهِ الْ ُمسْ ِل َم ‪ ،‬هَذَا َيهُودِيّ فََتعَالَ اقْتُ ْلهُ ‪ ،‬قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ‬
‫ش ْهرُ كَالْجُ ُم َع ِة ‪ ،‬وَآ ِخرُ‬
‫ف السَّنةِ ‪ ،‬وَالسّنَةُ كَالشّ ْه ِر ‪ ،‬وَال ّ‬
‫وَسَ ّل َم ‪ :‬وَإِ ّن َأيّا َمهُ أَ ْربَعُونَ سَنَ ًة ‪ ،‬السّنَةُ كَنِصْ ِ‬
‫سيَ ‪ ،‬فَقِي َل َلهُ يَا‬
‫ح أَ َحدُ ُكمْ عَلَى بَابِ الْ َمدِيَنةِ ‪ ،‬فَلَا يَبْلُ ُغ بَابَهَا الْآخَ َر ‪ ،‬حَتّى يُ ْم ِ‬
‫شرَ َرةِ ‪ ،‬يُصِْب ُ‬
‫َأيّا ِمهِ كَال ّ‬
‫ف نُصَلّي فِي تِ ْلكَ اْلأَيّا ِم الْقِصَارِ ؟ قَالَ ‪َ " :‬ت ْقدُرُونَ فِيهَا الصّلَاةَ ‪ ،‬كَمَا َت ْقدُرُوَنهَا فِي‬
‫َرسُولَ ال ّلهِ ‪ :‬كَيْ َ‬
‫هَ ِذ ِه الَْأيّا ِم الطّوَالِ ‪ُ ،‬ثمّ صَلّوا " ‪ ،‬قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم ‪ ،‬فَيَكُونُ عِيسَى اْب ُن َمرَْيمَ‬
‫ح الْخِ ْنزِيرَ ‪َ ،‬ويَضَعُ‬
‫ب ‪َ ،‬ويَ ْذبَ ُ‬
‫ق الصّلِي َ‬
‫عَلَ ْي ِه السّلَام فِي ُأمّتِي حَكَمًا َع ْدلًا ‪َ ،‬وِإمَامًا ُم ْقسِطًا ‪َ ،‬يدُ ّ‬
‫ع حُ َمةُ ُكلّ‬
‫ض ‪َ ،‬وتُ ْنزَ ُ‬
‫ي ‪َ ،‬وتُ ْرفَ ُع الشّحْنَا ُء وَالتّبَاغُ ُ‬
‫سعَى عَلَى شَاةٍ َولَا َبعِ ٍ‬
‫صدَ َق َة فَلَا ُي ْ‬
‫جزَْي َة ‪ ،‬وَيَ ْترُ ُك ال ّ‬
‫الْ ِ‬
‫ض ّرهَا ‪َ ،‬ويَكُونَ‬
‫ض ّرهُ ‪َ ،‬وُتفِ ّر الْ َولِي َدةُ اْلأَ َسدَ فَلَا يَ ُ‬
‫ت حُ َمةٍ ‪ ،‬حَتّى ُي ْد ِخلَ اْلوَلِيدُ يَ َد ُه فِي فِي الْحَّي ِة فَلَا تَ ُ‬
‫ذَا ِ‬
‫ض ِمنَ السّ ْلمِ كَمَا يُمْ َلأُ اْلِإنَا ُء ِم َن الْمَا ِء ‪ ،‬وََتكُو ُن اْلكَلِ َمةُ‬
‫ب فِي اْلغَنَمِ َكَأّنهُ كَلُْبهَا ‪َ ،‬وتُمْ َلأُ اْلأَرْ ُ‬
‫ال ّذئْ ُ‬
‫ب ُق َريْشٌ مُلْ َكهَا ‪َ ،‬وَتكُو ُن الْأَرْضُ َكفَاثُورِ‬
‫ب َأوْزَارَهَا ‪ ،‬وَُتسْلَ ُ‬
‫حرْ ُ‬
‫وَا ِح َدةً ‪ ،‬فَلَا ُيعْبَ ُد ِإلّا ال ّلهُ ‪َ ،‬وتَضَ ُع الْ َ‬
‫ب فَُيشِْب َعهُ ْم ‪َ ،‬ويَجْتَمِعَ الّن َفرُ‬
‫ف ِمنَ اْلعِنَ ِ‬
‫ت نَبَاَتهَا ِب َع ْهدِ آ َد َم حَتّى يَجْتَ ِم َع الّنفَرُ عَلَى الْقِطْ ِ‬
‫ضةِ ‪ ،‬تُنْبِ ُ‬
‫الْفِ ّ‬
‫ت ‪ ،‬قَالُوا يَا‬
‫س بِالدّ َرْيهِمَا ِ‬
‫عَلَى ال ّرمّاَنةِ فَُتشْبِ َع ُهمْ ‪َ ،‬وَيكُو َن الّثوْرُ ِب َكذَا وَ َكذَا ِمنَ الْمَالِ ‪َ ،‬وَتكُو َن اْلفَرَ ُ‬
‫ح َرثُ اْلأَرْضُ‬
‫ح ْربٍ َأَبدًا قِي َل َلهُ فَمَا ُيغْلِي الثّوْ َر قَالَ تُ ْ‬
‫ب لِ َ‬
‫ص الْ َفرَسَ قَالَ لَا ُترْكَ ُ‬
‫َرسُولَ ال ّل ِه وَمَا ُيرْخِ ُ‬
‫ع شَدِيدٌ َي ْأ ُمرُ ال ّلهُ السّمَاءَ‬
‫س فِيهَا جُو ٌ‬
‫ب النّا َ‬
‫ت ِشدَادٍ يُصِي ُ‬
‫ج ال ّدجّالِ ثَلَاثَ سََنوَا ٍ‬
‫كُ ّلهَا َوإِ ّن قَ ْب َل خُرُو ِ‬
‫ث نَبَاِتهَا ُث ّم َيأْ ُمرُ السّمَا َء فِي الثّانَِيةِ‬
‫س ثُلُ َ‬
‫ض فَتَحِْب ُ‬
‫ث مَ َط ِرهَا َوَيأْ ُمرُ اْلأَرْ َ‬
‫س ثُلُ َ‬
‫فِي السّنَ ِة اْلأُولَى أَ ْن تَحْبِ َ‬
‫س ثُلَُثيْ نَبَاِتهَا ُث ّم يَ ْأ ُمرُ ال ّلهُ السّمَا َء فِي السَّنةِ الثّالَِثةِ فَتَحِْبسُ‬
‫س ثُلَُث ْي مَ َطرِهَا وََي ْأمُ ُر اْلأَرْضَ فَتَحْبِ ُ‬
‫فَتَحْبِ ُ‬
‫ف ِإلّا‬
‫ضرَاءَ فَلَا تَ ْبقَى ذَاتُ ظِلْ ٍ‬
‫ت خَ ْ‬
‫س نَبَاَتهَا ُك ّلهُ فَلَا تُنْبِ ُ‬
‫ض فَتَحِْب ُ‬
‫مَ َطرَهَا كُ ّل ُه فَلَا ُتقْ ِطرُ قَ ْط َرةً َوَيأْ ُمرُ اْلأَرْ َ‬
‫ي وَالّتسْبِيحُ‬
‫س فِي َذِلكَ الزّمَا ِن قَا َل التّهْلِي ُل وَالّتكْبِ ُ‬
‫ش النّا ُ‬
‫ت ِإلّا مَا شَا َء ال ّلهُ قِيلَ فَمَا ُيعِي ُ‬
‫هَلَكَ ْ‬
‫جرَى ال ّطعَا ِم " [ أخرجه ابن ماجة ] قَالَ عَ ْبدَ ال ّرحْ َمنِ الْمُحَا ِرِبيّ ‪:‬‬
‫جرَى َذلِكَ عَلَ ْي ِه ْم مُ ْ‬
‫وَالتّحْمِيدُ َويُ ْ‬
‫ث ِإلَى الْ ُم َؤ ّدبِ حَتّى ُيعَلّ َم ُه الصّبْيَانَ فِي الْكُتّابِ ‪.‬‬
‫حدِي ُ‬
‫يَنَْبغِي أَ ْن ُيدْفَ َع َهذَا الْ َ‬

‫‪24‬‬
‫السبب الربعون ‪ /‬الصب على المراض والبتلءات ‪:‬‬
‫قال عَطَا ُء ْب ُن َأبِي َربَاحٍ رحه ال قَالَ ‪ :‬قَالَ لِي اْبنُ عَبّاسٍ رضي ال عنهما ‪َ ،‬ألَا أُرِيكَ ا ْم َرَأةً ِم ْن أَ ْهلِ‬
‫ت النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ ‪َ ،‬فقَالَتْ ‪ِ :‬إنّي‬
‫س ْودَا ُء ‪َ ،‬أتَ ِ‬
‫ت ‪ :‬بَلَى ‪ ،‬قَالَ ‪َ :‬ه ِذهِ الْ َم ْرَأةُ ال ّ‬
‫الْجَّنةِ ؟ قُلْ ُ‬
‫ت دَ َعوْتُ‬
‫ك الْجَّنةُ ‪َ ،‬وإِ ْن شِئْ ِ‬
‫ت َولَ ِ‬
‫صَبرْ ِ‬
‫ع اللّ َه لِي ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬إِ ْن شِئْتِ َ‬
‫ع ‪َ ،‬وإِنّي َأَت َكشّفُ ‪ ،‬فَادْ ُ‬
‫صرَ ُ‬
‫أُ ْ‬
‫ف فَادْعُ ال ّل َه لِي أَ ْن لَا َأَت َكشّفَ ‪َ ،‬فدَعَا َلهَا‬
‫ت ‪ِ :‬إنّي َأَتكَشّ ُ‬
‫ت ‪ :‬أَصِْب ُر ‪َ ،‬فقَالَ ْ‬
‫اللّ َه أَ ْن ُيعَافَِيكِ " َفقَالَ ْ‬
‫" [ أخرجه البخاري ] ‪.‬‬
‫وقسم العلماء الصب إل ثلثة أقسام ‪:‬‬
‫‪ -1‬صب على طاعة ال ‪.‬‬
‫‪ -2‬صب عن مارم ال ‪.‬‬
‫‪ -3‬صب على أقدار ال بقسميها ‪ :‬الؤلة ‪ ،‬واللئمة ‪.‬‬
‫الصب منلة ل يؤتاها إل من منّ ال عليه بالتقوى والوف منه سبحانه ‪ ،‬وإل فهي منلة النبياء‬
‫والرسل ‪ ،‬والعلماء والصلحاء ‪.‬‬
‫ومن ذلك الصب على المراض العضوية والغي عضوية ‪ ،‬بيث يتسب النسان الجر عند ال تعال‬
‫‪ ،‬ل سيما إذا كانت هذه المراض ما سنذكر علجه ف الديث الذي سيأت ‪ ،‬فهذه العلجات من‬
‫صب على أمراضها ‪ ،‬وأسقامها ‪ ،‬وأدوائها ‪ ،‬نال مكانة عظيمة ‪ ،‬وتبوء منلة رفيعة ‪َ ،‬ع ْن ابْنُ عَبّاسٍ‬
‫رضي ال عنهما قَالَ ‪ :‬قَالَ النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ ‪ُ " :‬عرِضَتْ عَ َليّ اْلُأمَ ُم ‪َ ،‬فأَ َخذَ النِّب ّي يَ ُمرّ َم َعهُ‬
‫س ُة ‪ ،‬وَالنِّب ّي يَ ُم ّر وَ ْح َدهُ‬
‫الُْأ ّمةُ ‪ ،‬وَالنّبِ ّي يَ ُم ّر مَ َع ُه النّ َف ُر ‪ ،‬وَالنِّبيّ يَ ُم ّر َم َعهُ اْل َعشَ َر ُة ‪ ،‬وَالنِّبيّ يَ ُم ّر َم َعهُ الْخَ ْم َ‬
‫ت يَا جِ ْبرِيلُ ‪ :‬هَ ُؤلَاءِ أُمّتِي ؟ قَا َل ‪ :‬لَا ‪َ ،‬وَلكِ ِن انْ ُظرْ ِإلَى اْلُأفُقِ !‬
‫ي ‪ ،‬قُلْ ُ‬
‫ت َفِإذَا َسوَادٌ كَثِ ٌ‬
‫‪ ،‬فَنَ َظرْ ُ‬
‫ي ‪ ،‬قَالَ ‪َ :‬هؤُلَا ِء ُأمُّتكَ ‪َ ،‬وهَ ُؤلَا ِء سَبْعُو َن َألْفًا قُدّا َمهُ ْم ‪ ،‬لَا ِحسَابَ عَلَ ْي ِه ْم ‪َ ،‬ولَا‬
‫ت َفِإذَا َسوَادٌ كَثِ ٌ‬
‫فَنَ َظرْ ُ‬
‫ت ‪َ :‬وِلمَ ؟ قَالَ ‪ :‬كَانُوا لَا َيكْتَوُونَ ‪ ،‬وَلَا َيسْتَ ْرقُونَ ‪َ ،‬ولَا يَتَطَّيرُو َن ‪ ،‬وَعَلَى َرّبهِ ْم يََتوَكّلُونَ‬
‫ب ‪ ،‬قُلْ ُ‬
‫َعذَا َ‬
‫جعَلَنِي مِ ْن ُهمْ ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬ال ّلهُ ّم اجْعَ ْل ُه مِ ْنهُ ْم " ُثمّ‬
‫ع ال ّلهَ أَ ْن يَ ْ‬
‫ص ٍن ‪َ ،‬فقَالَ ‪ :‬ادْ ُ‬
‫" َفقَا َم ِإلَ ْيهِ ُعكّا َشةُ ْب ُن مِحْ َ‬
‫ك ِبهَا ُعكّا َشةُ " [ متفق عليه‬
‫جعَلَنِي مِ ْنهُ ْم ‪ ،‬قَا َل ‪ " :‬سََبقَ َ‬
‫ع ال ّلهَ أَ ْن يَ ْ‬
‫قَا َم إِلَ ْيهِ َر ُجلٌ آ َخ ُر قَا َل ‪ :‬ادْ ُ‬
‫واللفظ للبخاري ] ‪.‬‬
‫فأولئك السبعون ألفا يدخلون النة بغي حساب ول عذاب ‪ ،‬لنم صبوا ف ذات ال ‪ ،‬وتتعوا‬
‫بنعيم النة ‪ ،‬بل وأعظم من ذلك أنم فرحوا بتجاوز الصراط بل عذاب ‪ ،‬ول حساب ‪ ،‬لن من‬

‫‪25‬‬
‫نوقش الساب عُذب ‪ ،‬وربا كان العذاب نفسيا لشدته على نفسه ‪ ،‬وربا كان حقيقيا واقع على‬
‫السد والروح ‪ ،‬فنسأل ال تعال أن يعلنا من أولئك السبعي ألفا الذين يدخلون النة بغي حساب‬
‫ول عذاب ‪ ،‬فرحة ال تعال وسعت كل شيء ‪ ،‬ورحته سبقت غضبه سبحانه ‪.‬‬
‫وأبشر السلمي والسلمات بأنه ورد ف أحاديث أخر ‪ ،‬أن مع كل ألف سبعي ألفا ‪ ،‬فيكون‬
‫الجموع ‪ [ 70.000.000‬سبعون مليونا ] ‪ ،‬أما البقية فسوف يُحاسبون وربا يُعذبون ‪ ،‬فنسأل ال‬
‫تعال أن يدخلنا النة بغي حساب ول عذاب ‪ ،‬فعن َأبَي ُأمَا َمةَ رضي ال عنه قال ‪ :‬سَ ِمعْتُ َرسُولَ‬
‫ي َأْلفًا ‪ ،‬لَا حِسَابَ‬
‫اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ َيقُو ُل ‪ " :‬وَ َعدَنِي َربّي أَ ْن ُيدْ ِخلَ الْجَّن َة ِم ْن أُمّتِي سَبْعِ َ‬
‫ت ِمنْ حَثَيَاِتهِ " [ أخرجه الترمذي وابن‬
‫ث حَثَيَا ٍ‬
‫ب ‪ ،‬مَعَ ُك ّل َألْفٍ ‪ ،‬سَبْعُو َن أَْلفًا ‪َ ،‬وثَلَا ُ‬
‫عَلَ ْي ِه ْم وَلَا َعذَا َ‬
‫ماجة وأحد بإسناد صحيح ‪ ،‬انظر مشكاة الصابيح ‪ ، ] 1541 / 3‬والثيات ‪ :‬كناية عن الكثرة ‪ ،‬فال‬
‫جل وعل ل تضره معصية العاصي ‪ ،‬ول تنفعه طاعة الطيع ‪ ،‬ولكنه سبحانه خلق اللق كما سبحانه‬
‫‪ " :‬ليبلوكم أيكم أحسن عملً " ‪.‬‬
‫ول شك أن العدد قليل مقارنة بعدد السلمي منذ بزوغ فجر السلم حت يرث ال الرض ومن‬
‫ل وعدد السلمي اليوم يتجاوز الليار وثلثائة مليون مسلم ‪ ،‬لكن هذا‬
‫عليها ‪ ،‬كيف ل يكون قلي ً‬
‫يعلنا نتنافس على تلك القاعد ف النة ‪ ،‬بغي حساب ول عذاب ‪ ،‬فهل من مشمر ؟ وهل من عائد‬
‫إل ال تعال ‪ ،‬يرجو رحة ربه ‪ ،‬وياف عذابه ؟ وهل من متبع للكتاب العزيز ‪ ،‬ومتقص للسنة‬
‫الشريفة ؟ فأعرض نفسك على كتاب ال تعال ‪ ،‬وسنة نبيه كي ترى ءأنت من الناجي ؟ أم من‬
‫العاقبي ؟ ‪.‬‬
‫فالصب على المراض رجاء ثواب ال تعال ‪ ،‬سبب لدخول النة ‪ ،‬وليس الدخول فحسب ‪ ،‬بل‬
‫الدخول بل حساب ول عذاب ‪ ،‬فيصب العبد على لوائه وشدته ‪ ،‬ول يتعرض للرقية ول الكي ‪،‬‬
‫لن الكي آخر العلج ‪ ،‬بل ربا نى عنه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقد أخرج البخاري ف صحيحه من‬
‫شفَا ُء فِي ثَلَاَثةٍ ‪ :‬فِي‬
‫حديث ابْنِ عَبّاسٍ رضي ال عنهما ‪َ ،‬ع ِن النّبِيّ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ قَالَ ‪ " :‬ال ّ‬
‫سلٍ ‪َ ،‬أوْ كَّي ٍة بِنَارٍ ‪َ ،‬وَأنَا َأْنهَى ُأمّتِي َع ِن الْ َكيّ " ‪ ،‬وقد ورد ف الديث‬
‫جمٍ ‪َ ،‬أ ْو شَ ْرَبةِ َع َ‬
‫حَ‬‫شَرْ َط ِة مِ ْ‬
‫السابق ‪ :‬أن من يدخلون النة بغي حساب ول عذاب قال ‪ " :‬ول يكتوون " ‪ ،‬وهنا حث النب‬
‫صلى ل عليه وسلم على الكي ‪ ،‬ونى عنه ‪ ،‬فكيف نمع بي ذلك كله ؟ يعن هل الكي مفيد ؟ أم‬
‫منهي عنه ؟‬

‫‪26‬‬
‫والصحيح أنه مكروه لا يسببه من أل ‪ ،‬وربا احتمل أن يكون معه خطر على حياة النسان ‪ ،‬ولذا‬
‫كان العرب يقولون ‪ " :‬آخر الدواء الكي " ‪.‬‬
‫وقال ابن حجر رحه ال جعا بي الدلة ‪ :‬يعن بي كراهة النب صلى ال عليه وسلم له ‪ ،‬وبي‬
‫استعماله له ‪ :‬أنه ل يترك مطلقا ‪ ،‬ول يستعمل مطلقا ‪ ،‬لنه ربا كانت هناك أمراض ل ينفع فيها إل‬
‫الكي ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أن جانب الطر فيه أغلب ‪ ،‬وربا كان ذلك من قبيل كراهته صلى ال عليه وسلم‬
‫لكل الضب ‪ ،‬مع أنه حلل ‪ ،‬وقد يكون الكي من قبيل تري الول جل وعل للخمر ‪ ،‬مع أن فيها‬
‫منافع ‪ ،‬وفيها مضار ‪ ،‬لكن لا طغت مضارها على منافعها حرمها ال تعال ‪ ،‬لكن الصحيح أن الكي‬
‫ليس مرما ‪ ،‬بل مكروها ما ل تدع الاجة الاسة إليه ‪ ،‬وإل فل ‪ ،‬فهو جائز للحاجة ‪ ،‬والول‬
‫‪191‬‬ ‫تركه ‪ ،‬حت يكون من يدخلون النة بغي حساب ول عذاب ‪ [ .‬فتح الباري ‪، 169 / 10‬‬
‫بتصرف ] ‪.‬‬
‫وما ورد الديث بالنع منه ‪ ،‬الطية ‪ :‬وهي التشاؤم ‪ ،‬فالؤمن ل يتشاءم ‪ ،‬بقدر ما يكون متفائلً‬
‫دائما ‪ ،‬قَا َل َأحْ َمدُ اْلقُ َرشِ ّي ذُ ِك َرتِ الطَّي َرةُ عِ ْن َد النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ َفقَا َل ‪ " :‬أَ ْحسَُنهَا اْل َفأْلُ ‪،‬‬
‫ت ‪َ ،‬ولَا َي ْدفَعُ‬
‫حسَنَاتِ ِإلّا َأنْ َ‬
‫وَلَا َترُ ّد ُمسْلِمًا ‪َ ،‬فإِذَا َرأَى َأ َحدُ ُكمْ مَا يَ ْك َرهُ فَلَْي ُق ِل ‪ :‬ال ّلهُ ّم لَا َي ْأتِي بِالْ َ‬
‫ت ‪َ ،‬ولَا َحوْ َل وَلَا ُقوّ َة ِإلّا ِبكَ " [ أخرجه أبو داود ] ‪ ،‬و َع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ رَضِي اللّه عَنْه‬
‫السّيّئَاتِ ِإلّا َأنْ َ‬
‫قَا َل ‪ :‬قَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ ‪ " :‬لَا طَِي َر َة ‪ ،‬وَخَ ْي ُرهَا اْلفَ ْألُ " قَالَ ‪َ :‬ومَا اْلفَ ْألُ يَا َرسُو َل اللّهِ ؟‬
‫ح ُة َيسْ َمعُهَا أَ َحدُ ُكمْ " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ‪ ،‬لكن الطية أو التشاؤم‬
‫قَا َل ‪ " :‬الْكَلِ َم ُة الصّالِ َ‬
‫قد يكون جائزا ف ثلث ‪َ ،‬ع ْن َسعْ ِد ْبنِ مَالِكٍ رضي ال عنه ‪ ،‬أَنّ َرسُو َل ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ‬
‫س وَالْ َم ْرَأةِ‬
‫كَا َن َيقُولُ ‪ " :‬لَا هَا َمةَ ‪َ ،‬ولَا َعدْوَى ‪َ ،‬ولَا طَِي َر َة ‪َ ،‬وإِ ْن تَ ُك ِن الطَّيرَ ُة فِي َشيْ ٍء ‪َ ،‬ففِي الْ َفرَ ِ‬
‫وَالدّارِ " [ أخرجه أبو داود ‪ ،‬وصححه اللبان رحه ال ‪ ، ] 477 / 2‬يعن هذه الثلث ل جناح على‬
‫من تشاءم منها ‪ ،‬فربا يتشاءم النسان من ضيق بيته ‪ ،‬أو كثرة الشاكل الت تأتيه ف هذا البيت ‪ ،‬أو‬
‫ربا يشعر بضيق ف صدره كلما دخل البيت ‪ ،‬ويذهب ذلك عنه إذا خرج من منله ‪ ،‬فهذا ل شيء‬
‫عليه ف التشاؤم من هذا البيت ‪ ،‬وله أن يستبدله بآخر ‪ ،‬وكذلك الرأة ‪ ،‬فلربا كانت سليطة اللسان‬
‫‪ ،‬أو غي مطيعة لزوجها ‪ ،‬فله أن يطلقها ويتزوج غيها ‪ ،‬وكذلك الدابة أو السيارة فقد تكون كثية‬
‫الطلبات ‪ ،‬أو كثية الوادث ‪ ،‬وكل ذلك قد يكون بسبب العي أو السد ‪ ،‬فله أن يبيعها ويشتري‬
‫غيها ‪ ،‬فهذه الثلث ‪ ،‬ل تدخل ف التشاؤم المنوع ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫السبب الواحد والربعون ‪ /‬الحافظة على دعاء سيد الستغفار ‪:‬‬
‫عن َشدّادُ بْ ُن َأوْسٍ َرضِي اللّه عَنْه ‪َ ،‬ع ِن النّبِيّ صَلّى اللّه َعلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ ‪ :‬سَّيدُ الِاسْتِ ْغفَارِ أَ ْن َتقُولَ ‪" :‬‬
‫ك ِمنْ‬
‫ت أَعُوذُ بِ َ‬
‫ت خَ َلقْتَنِي َوأَنَا عَ ْبدُ َك َوأَنَا عَلَى َع ْهدِ َك وَوَ ْعدِ َك مَا اسْتَ َطعْ ُ‬
‫اللّ ُه ّم أَنْتَ َربّي لَا ِإَلهَ ِإلّا َأنْ َ‬
‫ت قَالَ‬
‫ت َأبُو ُء َلكَ بِنِعْمَِتكَ عَ َل ّي َوأَبُو ُء َلكَ ِب َذنْبِي فَا ْغ ِفرْ لِي َفِإّنهُ لَا يَ ْغ ِفرُ ال ّذنُوبَ ِإلّا َأنْ َ‬
‫شَ ّر مَا صََنعْ ُ‬
‫سيَ َف ُه َو ِمنْ َأ ْهلِ الْجَّن ِة َومَ ْن قَاَلهَا ِم َن اللّ ْيلِ‬
‫وَ َم ْن قَاَلهَا ِم َن الّنهَا ِر مُوقِنًا ِبهَا فَمَاتَ ِم ْن َيوْ ِمهِ قَ ْب َل أَ ْن يُ ْم ِ‬
‫ح َفهُ َو ِمنْ َأ ْهلِ الْجَّن ِة " [ أخرجه البخاري ] ‪.‬‬
‫ت قَ ْبلَ أَنْ يُصِْب َ‬
‫وَ ُهوَ مُو ِقنٌ ِبهَا فَمَا َ‬
‫وأسأل ال جلت قدرته ‪ ،‬وتقدست أساؤه ‪ ،‬أن يعلنا من أهل النة ‪ ،‬وأن ندخلها بغي حساب ول‬
‫عذاب ‪ ،‬وأن يتجاوز عن سيئاتنا ‪ ،‬وأن يعفو عن زلتنا ‪ ،‬وأن يغفر لنا تقصينا وهفواتنا ‪ ،‬إن سبحانه‬
‫ول ذلك والقادر عليه ‪ ،‬والمد ل رب العالي ‪ ،‬وصلى ال وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا‬
‫ممد ‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أجعي ‪.‬‬

‫المؤلف من يرجو فضل ربه وعفوه‬


‫يحيى بن موسى الزهراني‬
‫إمام الجامع الكبير بتبوك‬
‫والكاتب بموقع زاد المعاد‬
‫لمراسلة الشيخ على أميل مشرف زاد المعاد‬
‫ونرجو لمن لديه تعقيب او أي ملحظة بيان ذلك لنا وجزيتم خيرا‬

‫تم النشر بواسطة موقع زاد المعاد الذي سيفتتح قريبا‬


‫‪www.zadalmaad.com‬‬
‫‪www.zadalmaad.ws‬‬
‫‪shsh909@hotmail.com‬‬
‫المشرف العام اخوكم محبكم في ال‬
‫ابو يزيد شايم العنزي‬
‫انتظروا الموقع قريبا دعواتكم‬

‫‪28‬‬

You might also like