Professional Documents
Culture Documents
من أسباب دخول الجنة
من أسباب دخول الجنة
الجنة
يي بن موسى الزهران
إمام الامع الكبي بتبوك
1
بسم ال الرحن الرحيم
إن المد ل نمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده
ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن
ممدا عبده ورسوله أما بعد :
فالنة غاية كل مؤمن ،ومن كل عبد ف هذه الياة الدنيا ،كل مسلم صادق يدرك أنه ل يبعث ول
يلق إل لتجريد التوحيد ل تعال ،فهو سبحانه الستحق بالعبادة دون سواه ،قال تعال " :وما
خلقت الن والنس إل ليعبدون " ،فالكمة من خلق اللق هي العبادة ل ،والنقياد له بالطاعة ،
ل ،بل خلقهم ليبلوهم أيهم
واللوص من الشرك وأهله ،فال سبحانه ل يلق العباد ويتركهم ه ً
أحسن عملً ،ث يرجعون إل ربم فيجازيهم على أعمالم ،والكل يدرك هذه القيقة ،ويعرف
تلك الكمة من خلقه ،فترى الناس يعملون جاهدين من أجل رضى الرحن سبحانه ،للفوز بنته
والنجاة من ناره ،ومن رحته سبحانه أنه ل يظلم مثقال ذرة من خي يعمله العبد ف هذه الياة الدنيا
،فكل عمل بر وخي يعمله الؤمن يده مسطرا يوم القيامة ف ديوانه ،فيعطى به من السنات ،بل
ويعطيه ربه أكثر ما عمل فهو سبحانه يعطي الكثي ويرضى بالقليل ،ولكن كما قال تعال " :وقليل
من عبادي الشكور " ،ولو أن ال سبحانه مع إغداقه على العبد بالنعم واليات ،يأخذه مع أول
هفوة ،وبداية كل زلة ،لكان ذلك من عدله سبحانه ،ولكنه رحيم رؤوف ،عفو غفور ،يتجاوز
عن السيئات ويد للعبد ف العمر لعله يتوب ويعود ويندم ويزن " ،ولو يؤاخذ ال الناس با كسبوا
ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إل أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن ال كان بعباده
بصيا " ،وقال تعال " :إن ال ل يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون " ،وأخرج مسلم
ف صحيحه من حديث َأبِي هُ َرْي َرةَ رضي ال عنه قَا َل ُ :أتِيَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َيوْمًا
س مِ ْنهَا َن ْهسَ ًة َفقَا َل أَنَا سَيّ ُد النّاسِ َيوْ َم الْقِيَامَ ِة َوهَ ْل َتدْرُونَ
ت ُتعْجُِب ُه فََنهَ َ
ع وَكَانَ ْ
ح ٍم َفرُفِ َع ِإلَ ْيهِ الذّرَا ُ
بِلَ ْ
صرُ
صعِي ٍد وَا ِحدٍ فَُيسْ ِم ُع ُهمُ الدّاعِي َويَنْ ُف ُذهُ ُم الْبَ َ
ي وَالْآ ِخرِينَ فِي َ
جمَ ُع ال ّلهُ َيوْ َم اْلقِيَا َمةِ اْلأَ ّولِ َ
ِبمَ ذَاكَ ؟ يَ ْ
س فَيَبْلُ ُغ النّاسَ ِم َن الْ َغ ّم وَالْ َك ْربِ مَا لَا يُطِيقُونَ ،وَمَا لَا يَحْتَ ِملُونَ ،فََيقُو ُل َبعْضُ النّاسِ
،وََت ْدنُو الشّمْ ُ
لَِبعْضٍ َ :ألَا َت َروْ َن مَا َأنُْتمْ فِيهِ ؟ َألَا َت َروْ َن مَا َقدْ بَلَ َغ ُكمْ ؟ َألَا تَنْ ُظرُونَ َم ْن َيشْفَ ُع َل ُكمْ ِإلَى َرّب ُكمْ ؟ فََيقُولُ
شرِ ،خَ َل َقكَ ال ّلهُ بَِي ِدهِ ،
ت َأبُو الَْب َ
ض :ائْتُوا آدَ َم ،فََي ْأتُونَ آ َد َم فََيقُولُونَ :يَا آ َد ُم أَنْ َ
َبعْضُ النّاسِ لَِبعْ ٍ
ح ُن فِيهِ ؟
جدُوا َلكَ ،ا ْشفَ ْع لَنَا ِإلَى َرّبكَ ،أَلَا َترَى ِإلَى مَا نَ ْ
خ فِيكَ مِنْ رُوحِ ِه َ ،وأَ َم َر الْمَلَاِئ َكةَ َفسَ َ
وََنفَ َ
2
ب قَبْ َل ُه مِثْ َلهُ َ ،وَلنْ َيغْضَبَ
ب الَْيوْمَ غَضَبًا َلمْ َيغْضَ ْ
َألَا َترَى ِإلَى مَا قَ ْد بَ َلغَنَا ؟ فََيقُولُ آدَ ُم :إِنّ َربّي غَضِ َ
ج َر ِة َ ،فعَصَيُْتهُ َ ،ن ْفسِي َن ْفسِي ،اذْهَبُوا ِإلَى غَ ْيرِي ،ا ْذهَبُوا إِلَى نُوحٍ ،
َبعْ َد ُه مِثْ َلهُ َ ،وِإنّ ُه َنهَانِي َعنِ الشّ َ
ض َ ،وسَمّاكَ ال ّلهُ عَ ْبدًا َشكُورًا ،اشْفَ ْع لَنَا
ح َأنْتَ َأ ّولُ الرّ ُس ِل إِلَى اْلأَرْ ِ
فََيأْتُو َن نُوحًا فََيقُولُو َن :يَا نُو ُ
ضبًا
ح ُن فِيهِ ؟ َألَا َترَى مَا َقدْ بَ َلغَنَا ؟ فََيقُو ُل َلهُ ْم :إِنّ َربّي َقدْ غَضِبَ الَْيوْمَ غَ َ
ك َ ،ألَا َترَى مَا نَ ْ
ِإلَى َربّ َ
ت ِبهَا عَلَى َقوْمِي ،
ب َبعْ َد ُه مِثْ َلهُ ،وَِإّنهُ َقدْ كَانَتْ لِي دَ ْع َوةٌ َد َعوْ ُ
ب قَبْ َلهُ مِثْ َلهُ َ ،وَلنْ َيغْضَ َ
َلمْ َيغْضَ ْ
َنفْسِي َن ْفسِي ،ا ْذهَبُوا إِلَى إِْبرَاهِيمَ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم ،فََي ْأتُو َن ِإْبرَاهِيمَ فََيقُولُو َن َ :أنْتَ نَِب ّي اللّهِ
ح ُن فِيهِ ؟ َألَا َترَى ِإلَى مَا َقدْ بَ َلغَنَا ؟
ك َ ،ألَا َترَى إِلَى مَا نَ ْ
ض ،اشْفَ ْع لَنَا ِإلَى َربّ َ
وَخَلِي ُل ُه ِمنْ َأ ْهلِ اْلأَرْ ِ
ب َب ْع َدهُ مِثْ َلهُ ،
ب قَبْ َل ُه مِثْ َلهُ َ ،ولَا َيغْضَ ُ
ب الَْيوْمَ غَضَبًا َلمْ َيغْضَ ْ
فََيقُولُ َل ُهمْ إِْبرَاهِي ُم :إِنّ َربّي َقدْ غَضِ َ
َوذَكَرَ َك َذبَاِت ِه ،نَ ْفسِي َن ْفسِي ،ا ْذهَبُوا إِلَى غَ ْيرِي ،اذْهَبُوا ِإلَى مُوسَى ،فََي ْأتُونَ مُوسَى صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ
وَسَ ّل َم ،فََيقُولُو َن يَا مُوسَى َ :أنْتَ َرسُولُ ال ّل ِه فَضّ َلكَ ال ّلهُ ِب ِرسَالَاِت ِه وَبَِتكْلِي ِمهِ عَلَى النّاسِ ،ا ْشفَ ْع لَنَا
ح ُن فِيهِ ؟ َألَا َترَى مَا َقدْ بَ َلغَنَا ؟ فََيقُو ُل َلهُ ْم مُوسَى صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ
ك َ ،ألَا َترَى إِلَى مَا نَ ْ
ِإلَى َربّ َ
ت نَ ْفسًا لَمْ
ب َب ْع َدهُ مِثْ َل ُه َ ،وإِنّي قَتَ ْل ُ
ب قَبْ َل ُه مِثْ َلهُ َ ،وَلنْ يَغْضَ َ
ب الَْيوْمَ غَضَبًا َلمْ َيغْضَ ْ
:إِنّ َربّي َقدْ غَضِ َ
صلّى اللّه عَلَ ْيهِ وَسَ ّلمَ ،فََي ْأتُونَ عِيسَى فََيقُولُو َن يَا
أُو َمرْ ِبقَتْ ِلهَا َ ،ن ْفسِي َن ْفسِي ،اذْهَبُوا ِإلَى عِيسَى َ
ح مِ ْنهُ ،
س فِي الْ َم ْهدِ ،وَكَلِ َم ٌة مِ ْن ُه َألْقَاهَا ِإلَى َمرَْيمَ ،وَرُو ٌ
ت النّا َ
عِيسَى :أَنْتَ َرسُو ُل ال ّلهِ ،وَكَلّ ْم َ
حنُ فِيهِ ؟ أَلَا َترَى مَا َق ْد بَ َلغَنَا ؟ فََيقُولُ َل ُهمْ عِيسَى صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ
ك ! أَلَا َترَى مَا نَ ْ
فَا ْشفَ ْع لَنَا ِإلَى َرّب َ
ب َب ْع َدهُ مِثْ َل ُه َ ،ولَ ْم َيذْ ُكرْ َلهُ
ب قَبْ َل ُه مِثْ َلهُ َ ،وَلنْ َيغْضَ َ
ب الَْيوْمَ غَضَبًا َلمْ َيغْضَ ْ
وَسَ ّل َم :إِنّ َربّي َقدْ غَضِ َ
ح ّمدٍ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم ،فََيأْتُونّي فََيقُولُونَ
َذنْبًا َ ،ن ْفسِي َنفْسِي ،ا ْذهَبُوا ِإلَى غَ ْيرِي ،اذْهَبُوا ِإلَى مُ َ
ك مَا َت َقدّ َم ِمنْ َذنِْبكَ َومَا َتَأ ّخرَ ،اشْفَ ْع لَنَا
ح ّمدُ َ :أنْتَ َرسُو ُل اللّ ِه َ ،وخَاَتمُ اْلأَنْبِيَا ِء ،وَ َغ َفرَ ال ّل ُه لَ َ
يَا مُ َ
ت اْل َعرْشِ َ ،فَأقَ ُع سَا ِجدًا
ح ُن فِيهِ ؟ َألَا َترَى مَا َقدْ بَ َلغَنَا ؟ َفَأنْطَ ِلقُ فَآتِي تَحْ َ
ك َ ،ألَا َترَى مَا نَ ْ
ِإلَى َربّ َ
ح ُه لَِأ َحدٍ قَبْلِي ُ ،ثمّ
سنِ الثّنَاءِ عَلَ ْي ِه شَيْئًا لَ ْم َيفْتَ ْ
ح اللّهُ عَ َل ّي َويُلْهِمُنِي ِمنْ َمحَا ِم ِدهِ وَ ُح ْ
ِلرَبّي ُ ،ث ّم َيفْتَ ُ
ب ُأمّتِي ُأمّتِي
ك َ ،سلْ ُتعْ َطهِ ،ا ْشفَ ْع ُتشَفّ ْع َ ،فأَ ْرفَعُ َرْأسِي َ ،فَأقُولُ :يَا َر ّ
ُيقَالُ :يَا مُحَ ّمدُ ! ا ْرفَعْ َرْأسَ َ
ب الَْأيْ َم ِن ِمنْ َأْبوَابِ الْجَّنةِ ،
ك َمنْ لَا ِحسَابَ عَلَ ْي ِه ِمنَ الْبَا ِ
،فَُيقَالُ :يَا مُحَ ّم ُد َأدْ ِخ ِل الْجَّنةَ ِم ْن ُأمّتِ َ
صرَاعَ ْينِ
وَ ُه ْم شُرَكَا ُء النّاسِ فِيمَا ِسوَى َذِلكَ ِم َن الَْأْبوَابِ ،وَالّذِي َنفْسُ ُمحَ ّم ٍد بَِيدِ ِه ،إِ ّن مَا بَ ْي َن الْمِ ْ
ج ٍر ،أَوْ َكمَا بَ ْي َن َمكّ َة َوبُصْرَى " وكذبات ِإْبرَاهِيمَ عليه السلم
ِمنْ مَصَارِي ِع الْجَّنةِ لَكَمَا بَ ْينَ َم ّكةَ َوهَ َ
ي ُهمْ َهذَا ) و َقوْله ( ِإنّي سَقِيمٌ ) .
:قَا َل ( هَذَا َربّي ) و َقوْله لِآِلهَِتهِ ْم ( َبلْ َفعَ َلهُ كَبِ ُ
3
وإليكم عددا من اليات والحاديث الصحيحة ،الت ذُكرت فيها أعمال تكون سببا بفضل ال
لدخول فاعلها النة ،ولكن ل يعن أن هذه العمال تضمن لي إنسان يعملها دخول النة ،مهما
كان اعتقاده ،فالنة ل يدخلها إل مؤمن ،فلو قام أحد الكفار أو الشركي ببعض هذه العمال أو
جيعها فلن تنفعه ،ولن تدخله النة ،لن ال سبحانه وتعال يقول { :ولقد أوحي إليك وإل الذين
من قبلك لن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين } ،وقال تعال عن الكفار { :وقدمنا
إل ما عملوا من عمل فجعلناه هبا ًء منثورا } ،وقال تعال { :وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتم إل
أنم كفروا بال وبرسوله ول يأتون الصلة إل وهم كسال ول ينفقون إل وهم كارهون } ،لذلك
ل بد أن يكون العمل صالا مقبولً عند ال تعال ،ولكي يكون العمل مقبو ًل فهناك شروط لقبول
العمل عند ال تعال ،وهذه الشروط هي :
الشرط الول /السلم :
وهو أول الشروط اللزمة لقبول أي عمل ،لن السلم دين ال القائم إل يوم القيامة ،وهو الدين
الذي نسخ ال به جيع الديان السابقة ،قال تعال " :إن الدين عند ال السلم " ،وقال تعال " :
ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من الاسرين " .
4
جاء ف القرآن الكري اليان كأهم السباب الوصلة إل النة بإذن ال تبارك و تعال ،ولكنه دائما
يأت مقرونا بالعمل الصال لذلك ل تكاد تد موضع فيه ذكر لليان وأنه سببا لدخول النة إل وهو
مقرون بالعمل الصال ،وباب العمال الصالة والمد ل واسع وكبي وطرق كسب الثواب
عظيمة ومتعددة ل يصيها إل ال سبحانه وتعال ،قال تبارك وتعال { :والذين آمنوا وعملوا
الصالات أولئك أصحاب النة هم فيها خالدون } ،وقال تعال " :إن الذين آمنوا وعملوا
الصالات كانت لم جنات الفردوس نز ًل * خالدين فيها ل يبغون عنها حولً " .
واليات والحاديث الصحيحة ف هذا العن كثية جدا يصعب إحصائها على سبيل الثال ل الصر
أنظر :سورة البقرة اليات - 82، 25 :سورة لقمان الية ،8سورة الكهف :آية ، 107سورة الج
9 آليات _56 ، 23 ، 14سورة الفتح الية _ 5سورة الديد اليتان _21 ، 12 :سورة التغابن الية
1، _ سورة الطلق الية _ 11سورة البوج الية _11سورة البينة الية _ 7سورة الؤمنون اليات
_11سورة العنكبوت الية .57
السبب الثالث /التقوى :
التقوى هي :الوف من الليل ،والعمل بالتنيل ،والقناعة بالقليل ،والستعداد ليوم الرحيل ،
وقيل بأن التقوى :أن تعل بينك وبي عذاب ال وقاية ،بفعل الطاعات ،وترك الحرمات ،ومن
تعريفات التقوى أيضا هو :أن تعمل بطاعة ال على نور من ال ( أي كما جاء ف كتاب ال وسنة
نبيه صلى ال عليه وسلم ) ترجو ثواب ال ،وأن تترك معصية ال على نور من ال تاف عقاب
ال ،قال تبارك وتعال { إن التقي ف جنات وعيون } ،وقال تعال " :إن التقي ف جنات ونر *
ف مقعد صدق عند مليك مقتدر " .
لقد أعد ال النة لعباده التقي ،قال تبارك وتعال { :وسارعوا إل مغفرة من ربكم وجنة عرضها
السموات والرض أعدت للمتقي } ،وقال صلى ال عليه وسلم " :أكثر ما يدخل الناس النة
التقوى وحسن اللق ،وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج " [ أخرجه الترمذي وابن ماجة
وأحد سلسلة الحاديث الصحيحة . ] 977
السبب الرابع /طاعة ال تبارك وتعال وطاعة رسوله صلى ال عليه وسلم :
قال تبارك وتعال { :ومن يطع ال ورسوله يدخله جنات تري من تتها النار ،ومن يتول يعذبه
عذابا أليما } ،وف صحيح البخاري عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :كل
5
أمت يدخلون النة إل من أب " ،قالوا يا رسول ال ومن يأب ؟ قال " :من أطاعن دخل النة ومن
عصان فقد أب " [ فتح الباري بشرح صحيح البخاري . ] 249/ 13
6
يُجَاهِ ُد فِي سَبِي ِلهِ ،كَمََث ِل الصّاِئمِ اْلقَاِئ ِم ،وََتوَ ّكلَ ال ّل ُه لِلْمُجَا ِهدِ فِي سَبِي ِل ِه ِبأَنْ يَتَ َوفّاهُ ،أَ ْن ُي ْدخِلَهُ
س ْب ُن مَاِلكٍ رضي ال عنه ،أَ ّن أُ ّم ال ّربَيّ ِع بِنْتَ
الْجَّنةَ َ ،أ ْو َيرْ ِجعَ ُه سَالِمًا مَ َع َأجْ ٍر َأوْ غَنِي َم ٍة " ،وقال أَنَ ُ
ح ّدثُنِي
ت :يَا نَِبيّ ال ّل ِه ! َألَا تُ َ
ت النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم َفقَالَ ْ
الْبَرَا ِء َ ،وهِ َي أُ ّم حَارَِث َة ْبنِ ُسرَا َق َة ،أَتَ ِ
ب َ ،فإِنْ كَا َن فِي الْجَّنةِ صََب ْرتُ َ ،وإِنْ كَانَ غَ ْي َر َذِلكَ
َع ْن حَارَِث َة ،وَكَانَ قُِت َل َيوْ َم َبدْرٍ أَصَاَبهُ َس ْهمٌ َغرْ ٌ
ب الْ ِف ْر َدوْسَ
ك أَصَا َ
،اجَْت َهدْتُ عَلَ ْي ِه فِي الُْبكَا ِء ،قَا َل " :يَا أُ ّم حَا ِرثَ َة ! ِإّنهَا جِنَانٌ فِي الْجَّن ِة َ ،وإِ ّن ابْنَ ِ
صلّى اللّه عَلَ ْيهِ وَسَ ّلمَ قَالَ :
الْأَعْلَى " ،وعن عَ ْبدُال ّل ِه ْبنُ َأبِي َأ ْوفَى رَضِي اللّه عَنْهمَا ،أَنّ َرسُو َل ال ّلهِ َ
ف " ،وعن جَاِبرَ ْبنَ عَ ْبدِاللّهِ َرضِي اللّه عَنْهمَا قَالَ :قَالَ
" وَاعْ َلمُوا أَ ّن الْجَّنةَ تَحْتَ ظِلَا ِل السّيُو ِ
ت َفَأْينَ َأنَا ؟ قَا َل " :فِي الْجَّن ِة " َ ،فأَْلقَى
ت إِ ْن قُتِلْ ُ
َر ُجلٌ لِلنِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َيوْ َم أُ ُح ٍد :أَ َرأَيْ َ
ت فِي َي ِدهِ ُث ّم قَاَت َل حَتّى قُِتلَ " [ أخرجها البخاري ] .
تَ َمرَا ٍ
7
وكما قال صلى ال عليه وسلم " :التائب من الذنب كمن ل ذنب له " [ رواه ابن ماجة وغيه ،
صحيح الامع ، ]3008وقال تبارك وتعال { :إل من تاب وآمن وعمل صالا فأولئك يدخلون
النة ول يظلون شيئا } .
السبب الثامن /طلب العلم الشرعي ابتغاء وجه ال تبارك وتعال :
ف صحيح مسلم عن أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ... ( :ومن
سلك طريقا يلتمس فيه علما ،سهل ال له به طريقا إل النة ،و ما اجتمع قوم ف بيت من بيوت ال
يتلون كتاب ال ويتدارسونه إل نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحة وحفتهم اللئكة وذكرهم
ال فيمن عنده ،ومن بطأ به عمله ل يسرع به نسبه ) [ شرح صحيح مسلم لنووي . ]17/24
8
ت :أَخِْبرِينِي َع ْن خُ ُلقِ َرسُولِ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّمَ ؟ َفقَالَتْ " :كَانَ خُلُ ُقهُ اْل ُقرْآنَ
ال عنها َفقُلْ ُ
" [ أخرجه أحد ] ،ورسولنا صلى ال عليه وسلم ،هو قدوتنا وقد امتدحه تبارك وتعال بقوله :
{ وإنك لعلى خلق عظيم } ،فلننظر ف كتاب ال تبارك وتعال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم
وسيته وسية أصحابه رضي ال عنهم لنتعلم ما هو اللق السن وكيف نكتسبه .ومن أفضل
الكتب الت تدثت عن شائل النب صلى ال عليه وسلم وأخلقه كتاب ( :متصر الشمائل
الحمدية ) للمام الترمذي رحه ال ،اختصار وتقيق الشيخ ممد ناصر الدين اللبان .
السبب الثالث عشر /الداومة على التطهر عند كل حدث ،وصلة ركعتي بعد الذان :
ج ِر :يَا
َع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ رَضِي اللّه عَنْه :أَ ّن النّبِيّ صَلّى اللّه َعلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِ ْندَ صَلَاةِ اْلفَ ْ
ي فِي الْجَّنةِ ،قَالَ :
ك بَ ْينَ َيدَ ّ
بِلَا ُل ! حَ ّدثْنِي ِبأَ ْرجَى عَ َملٍ عَمِلَْت ُه فِي اْلإِسْلَا ِم َ ،فِإنّي سَ ِمعْتُ دَفّ نَعْلَ ْي َ
" مَا َعمِلْتُ عَمَلًا أَ ْرجَى عِ ْندِي َ ،أنّي لَ ْم َأتَ َط ّهرْ َطهُورًا فِي سَا َعةِ لَ ْي ٍل َأوْ َنهَا ٍر إِلّا صَلّيْتُ بِ َذِلكَ ال ّطهُورِ
ب لِي أَ ْن أُصَ ّليَ " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ،وأخرج الترمذي ف سننه ،والاكم ف
مَا كُِت َ
مستدركه ،وأحد ف مسنده ،وابن خزية ف صحيحه ،عن عَ ْب ُد ال ّلهِ ْب ُن ُبرَْي َد َة قَا َل :حَ ّدثَنِي َأبِي
صبَحَ َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ َفدَعَا بِلَالًا َ ،فقَالَ :يَا بِلَا ُل ! ِبمَ سََبقْتَنِي ِإلَى
ُبرَْي َدةَ قَالَ :أَ ْ
ت الْبَا ِر َحةَ الْجَّن َة َفسَ ِمعْتُ
ك َأمَامِي َ ،دخَلْ ُ
خشَتَ َ
ت َخشْ َ
ط ِإلّا سَ ِمعْ ُ
ت الْجَّنةَ َق ّ
الْجَّنةِ ؟ مَا َدخَلْ ُ
صرُ ؟ َفقَالُوا :
ب َ ،فقُلْتُ :لِ َمنْ َهذَا اْلقَ ْ
شرِفٍ مِ ْن َذهَ ٍ
صرٍ ُم َربّ ٍع ُم ْ
ك َأمَامِي َ ،فَأتَيْتُ عَلَى قَ ْ
خشَتَ َ
َخشْ َ
ت َ :أنَا ُق َرشِيّ
ش ،قُلْ ُ
صرُ ؟ قَالُوا ِ :ل َرجُ ٍل ِمنْ ُق َريْ ٍ
ت َ :أنَا َعرَِبيّ ،لِ َمنْ َهذَا اْلقَ ْ
ِلرَ ُجلٍ ِم َن الْ َع َربِ َ ،فقُلْ ُ
10
ح ّمدٌ ،لِ َم ْن َهذَا اْلقَصْرُ ؟ قَالُوا :
ت َ :أنَا مُ َ
صرُ ؟ قَالُوا ِ :ل َر ُجلٍ ِم ْن أُ ّم ِة مُحَ ّم ٍد ،قُلْ ُ
،لِ َمنْ هَذَا اْلقَ ْ
ط ِإلّا صَلّيْتُ رَ ْكعَتَ ْي ِن َ ،ومَا أَصَابَنِي َحدَثٌ
ت قَ ّ
ب َ ،فقَالَ بِلَالٌ :يَا َرسُو َل اللّ ِه مَا َأ ّذنْ ُ
ِلعُ َمرَ ْب ِن الْخَطّا ِ
ت أَ ّن لِ ّلهِ عَ َليّ َر ْكعَتَ ْينِ َ ،فقَالَ َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ " :
ضأْتُ عِ ْن َدهَا ،وَ َرَأيْ ُ
ط ِإلّا َتوَ ّ
قَ ّ
ِبهِمَا " [ صحيح الترغيب والترهيب . ] 194
السبب الرابع عشر /الذهاب إل السجد والعودة منه لداء الصلوات :
أخرج البخاري ومسلم ف صحيحهما َ ،عنْ َأبِي ُه َرْيرَةَ رضي ال عنه َ ،عنِ النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ
ح ،أَ َع ّد اللّ ُه َلهُ ُن ُزَلهُ ِم َن الْجَّنةِ كُلّمَا َغدَا َأوْ رَاحَ " [ شرح
جدِ وَرَا َ
وَسَ ّل َم قَا َل َ " :منْ َغدَا ِإلَى الْ َمسْ ِ
صحيح مسلم للنووي ، ]5/176ويقول المام النووي رحه ال ف شرح هذا الديث " :قوله صلى
ال عليه وسلم :أعد ال له ف النة نزل ،النل ما يهيأ للضيف عند قدومه " .
السبب السابع عشر /قراءة آية الكرسي دبر كل صلة مكتوبة :
عن أب أمامة الباهلي رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من قرأ آية
الكرسي ف دبر كل صلة ل يل بينه وبي دخول النة إل الوت ) [ أخرجه النسائي وابن السن
وغيها _ السلسلة الصحيحة . ]972
11
كما أن هناك أذكار أخرى وعد من قالا موقنا با النة على سبيل الثال ف صحيح البخاري عن
شداد بن أوس _ رضي ال عنه _عن النب صلى ال عليه وسلم ( :سيد الستغفار :أن يقول :
اللهم أنت رب ل إله إل أنت ،خلقتن وأنا عبدك ،وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ
بك من شر ما صنعت ،أبو لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنب ،اغفر ل ،فإنه ل يغفر الذنوب إل
أنت ) قال :ومن قالا ف النهار موقنا با فمات من يومه قبل أن يسي فهو من أهل النة ،ومن قالا
من الليل وهو موقن با فمات قبل أن يصبح فهو من أهل النة ) [ فتح الباري . ]11/97
السبب الثامن عشر /صلة اثنت عشرة ركعة كل يوم وليلة تطوعا ل تعال :
عن أم حبيبة رضي ال عنها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ( من صلى ف يوم وليلة اثنتي
عشرة ركعة بن له بيت ف النة :أربعا قبل الظهر ،وركعتي بعدها ،وركعتي بعد الغرب ،
وركعتي بعد العشاء ،وركعتي قبل صلة الغداة [ الفجر ] ) [ رواه الترمذي ،صحيح الامع
. ]6362
السبب التاسع عشر /إفشاء السلم ،وإطعام الطعام ،وصلة الرحام ،والصلة بالليل :
قال صلى ال عليه وسلم ( يا أيها الناس :أفشوا السلم ،وأطعموا الطعام ،وصلوا بالليل والناس
نيام ،تدخلوا النة بسلم ) [ رواه ابن ماجة وغيه .صحيح سنن ابن ماجة . ]1097
السبب العشرون /الصدق ف الديث ،والوفاء بالعهد ،وأداء المانة ،وحفظ الفرج ،
وغض البصر ،وكف اليد :
عن عبادة بن الصامت عن النب صلى ال عليه وسلم ( :اضمنوا ل ستا من أنفسكم اضمن لكم
النة ،اصدقوا إذا حدثتم ،وأوفوا إذا وعدت ،وأدوا إذا ائتمنتم ،واحفظوا فروجكم وغضوا
أبصاركم ،وكفوا أيديكم ) [ .رواه ابن خزية وابن حبان والاكم وغيهم وحسنه اللبان ف
السلسلة الصحيحة برقم َ ، ]1470عنْ عَ ْبدِال ّلهِ رَضِي اللّه عَنْه َ ،ع ِن النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم قَالَ
ق حَتّى َيكُونَ
صدُ ُ
ق َي ْهدِي ِإلَى الِْبرّ َ ،وإِ ّن الِْبرّ َي ْهدِي ِإلَى الْجَّن ِة َ ،وإِنّ الرّ ُج َل لَيَ ْ
صدْ َ
" :إِنّ ال ّ
صدّيقًا َ ،وإِنّ اْلكَ ِذبَ َي ْهدِي ِإلَى اْلفُجُو ِر ،وَإِ ّن اْلفُجُورَ َي ْهدِي ِإلَى النّا ِر ،وَإِ ّن الرّ ُج َل لَيَ ْك ِذبُ حَتّى
ِ
يُكْتَبَ عِ ْندَ ال ّلهِ َكذّابًا " [ أخرجه البخاري ] .
12
السبب الادي والعشرون /وهو خاص بالنساء ،أداء الصلوات المس كما أمر
ال تبارك وتعال ،وصيام رمضان ،وإحصان الفرج ،وطاعة الزوج :
روى ابن حبان ف صحيحه عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :
( إذا صلت الرأة خسها ،وصامت شهرها ،وحصنت فرجها ،وأطاعت زوجها ،قيل لا :أدخلي
النة من أي أبواب النة شئت ) [ صحيح الامع . ]660
السبب الثالث والعشرون /ا لحتساب والصب على موت الولد والصفياء :
قال صلى ال عليه وسلم " :من احتسب ثلثة من صلبه ،دخل النة قالت امرأة :واثنان ؟قال :
واثنان " [ رواه النسائي وابن حبان ،صحيح الامع ، ] 5969وقال صلى ال عليه وسلم " :ما من
مسلمي يوت لما ثلثة من الولد ،ل يبلغوا حنثا ،إل أدخلهما ال النة بفضل رحته إياهم "
[ رواه المام احد والنسائي وابن حبان ،صحيح الامع َ ، ] 5781ع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ رضي ال عنه ،
أَنّ َرسُولَ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم قَا َل َ :يقُولُ ال ّل ُه تَعَالَى :مَا ِلعَ ْبدِي الْ ُم ْؤ ِمنِ ِع ْندِي َجزَا ٌء ِإذَا
صفِّي ُه ِمنْ َأ ْهلِ ال ّدنْيَا ُثمّ احَْتسََبهُ ِإلّا الْجَّن ُة " [ أخرجه البخاري ] َ ،عنْ َأنَسٍ رَضِي اللّه عَنْه
قَبَضْتُ َ
ث َ ،لمْ يَبْ ُلغُوا الْحِنْثَ
قَا َل :قَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ " :مَا مِ َن النّاسِ ِم ْن ُمسْلِ ٍم يَُت َوفّى لَ ُه ثَلَا ٌ
ضلِ َرحْمَِتهِ ِإيّا ُهمْ " [ أخرجه البخاري ] .
ِإلّا َأدْخَ َلهُ ال ّل ُه الْجَّنةَ ِبفَ ْ
14
الناس فكان يقول لفتاه ،إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه ،لعل ال يتجاوز عنا ،فلقي ال فتجاوز عنه
" [ شرح صحيح مسلم للنووي . ]485 /10
السبب التاسع والعشرون /مموعة أعمال صالة إذا اجتمعت ف السلم ف يوم
دخل النة بفضل ال :
روى المام مسلم ف صحيحه عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من
أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر :أنا ،قال :فمن تبع منكم جنازة ؟ قال أبو بكر :أنا ،
قال :فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر :أنا ،قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ فقال
أبو بكر :أنا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ما اجتمعن ف امرئ إل دخل النة " [ شرح
صحيح مسلم للنووي . ] 164 / 15
15
صدّيقِ َرضِي اللّه عَنْهمَا
ودخل النة ،وامرأة حبست هرة فدخلت النار َ ،ع ْن أَسْمَا َء بِنْتِ أَبِي َب ْكرٍ ال ّ
ف َ ،فقَا َم َفأَطَالَ اْلقِيَا َم ،ثُمّ رَ َك َع َفأَطَالَ
،أَنّ النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّمَ ،صَلّى صَلَا َة الْ ُكسُو ِ
جدَ َفأَطَالَ السّجُودَ ُ ،ثمّ َرفَعَ
ع ُ ،ثمّ َرفَ َع ُث ّم سَ َ
ع ُ ،ثمّ قَا َم َفأَطَالَ اْلقِيَا َم ُ ،ثمّ رَ َك َع َفأَطَا َل الرّكُو َ
الرّكُو َ
ع ُ ،ثمّ َرفَ َع َفأَطَالَ اْلقِيَا َم ُ ،ثمّ
ج َد َفأَطَا َل السّجُو َد ُ ،ثمّ قَا َم َفأَطَالَ اْلقِيَامَ ،ثُمّ رَ َك َع َفأَطَا َل الرّكُو َ
ُثمّ سَ َ
جدَ فَأَطَالَ السّجُو َد ،ثُمّ
جدَ فَأَطَالَ السّجُو َد ،ثُمّ َرفَ َع ُث ّم سَ َ
ع ُ ،ثمّ َرفَ َع َفسَ َ
رَكَعَ فَأَطَالَ الرّكُو َ
ف ِمنْ قِطَا ِفهَا ،
ت مِنّي الْجَّن ُة ،حَتّى َلوِ اجَْت َرأْتُ عَلَ ْيهَا لَجِئُْت ُكمْ ِبقِطَا ٍ
ف َ ،فقَا َل َ " :قدْ َدنَ ْ
انْصَرَ َ
ت مَا َشأْنُ َه ِذهِ ؟ قَالُوا :حََبسَ ْتهَا
خ ِد ُشهَا ِه ّرةٌ ،قُلْ ُ
ت َأّنهُ قَالَ تَ ْ
ت مِنّي النّا ُر َ ،فإِذَا ا ْم َرَأةٌ َحسِبْ ُ
َودَنَ ْ
ش الْأَرْضِ " [ أخرجه البخاري ] .
ت جُوعًا ،لَا أَ ْطعَمَ ْتهَا َولَا أَ ْرسَلَ ْتهَا َتأْ ُك ُل َخشَا ِ
حَتّى مَاتَ ْ
16
صحَاُبكَ ،وَمَا يَحْمِ ُلكَ عَلَى ُلزُو ِم َه ِذهِ السّو َرةِ فِي ُكلّ رَ ْك َعةٍ َ ،فقَا َل ِ " :إنّي ُأحِبّهَا َفقَالَ
َيأْ ُمرُ َك ِبهِ أَ ْ
ك الْجَّنةَ " [ أخرجه البخاري ] .
ك ِإيّاهَا َأ ْدخَلَ َ
حُبّ َ
لكن ل يأت اليوم أحد ويقرأ بالخلص ف كل ركعة ،ويقرأ بعدها سورة أخرى ،لن الصحاب
رضي ال عنه ربا فهم أن حبه لذه السورة أن يقرأ با ف كل ركعة ،والصحيح أن حب هذه
السورة الدخل إل النة ،يكون بالعمل با ،وتقيق ما تتضمنه من عقيدة وتوحيد وإخلص ل تعال
.
17
ب الْآ َخرِ ،فََيفْ َعلُ بِ ِه مِ ْثلَ مَا َف َعلَ
حوّ ُل ِإلَى الْجَانِ ِ
خ َرهُ ِإلَى َقفَاهُ ،وَعَيَْن ُه ِإلَى َقفَاهُ ُ ،ث ّم يَتَ َ
َقفَا ُه َ ،ومَنْ ِ
ك الْجَانِبُ َكمَا كَانَ ُ ،ث ّم َيعُودُ عَلَ ْيهِ ،
ح َذلِ َ
صّب حَتّى يَ ِ
ك الْجَانِ ِ
غ ِم ْن َذلِ َ
ب الَْأوّ ِل ،فَمَا َيفْرُ ُ
بِالْجَانِ ِ
ت :سُبْحَا َن ال ّلهِ مَا َهذَانِ ؟ قَالَ قَالَا لِي :انْطَ ِل ِق انْطَ ِلقْ ،
فََيفْ َع ُل مِ ْثلَ مَا َفعَ َل الْ َم ّرةَ اْلأُولَى ،قَالَ قُلْ ُ
صوَاتٌ ،قَالَ :فَاطّ َلعْنَا فِيهِ َ ،فِإذَا فِيهِ ِرجَا ٌل وَِنسَاءٌ
ط َوأَ ْ
فَانْطَ َلقْنَا فََأتَيْنَا عَلَى مِ ْثلِ التّنّورِ َ ،فِإذَا فِي ِه َلغَ ٌ
ت َلهُمَا :مَا
ضوْا ،قَا َل قُلْ ُ
ضوْ َ
ب ِمنْ َأ ْسفَ َل مِ ْن ُهمْ َ ،فِإذَا َأتَا ُهمْ ذَِلكَ ال ّلهَبُ َ
ُعرَاةٌ َ ،وِإذَا ُهمْ يَ ْأتِي ِهمْ َلهَ ٌ
ت َأنّهُ كَا َن َيقُو ُل أَحْ َم َر مِ ْثلِ الدّمِ
هَ ُؤلَاءِ ؟ قَالَ قَالَا لِي :انْطَ ِل ِق انْطَ ِلقْ ،فَانْطَ َلقْنَا َفَأتَيْنَا عَلَى َن َهرٍ َ ،حسِبْ ُ
ي ًة َ ،وِإذَا
ح ،وَِإذَا عَلَى شَطّ الّن َهرِ َرجُ ٌل َقدْ جَمَعَ عِ ْن َد ُه حِجَا َرةً كَثِ َ
ح َيسْبَ ُ
،وَِإذَا فِي النّ َهرِ َر ُجلٌ سَابِ ٌ
ح ُ ،ث ّم َيأْتِي َذِلكَ اّلذِي َق ْد جَمَعَ ِع ْن َدهُ الْحِجَا َر َة ،فََي ْف َغرُ َل ُه فَا ُه ،فَيُ ْلقِ ُمهُ
ح مَا َيسْبَ ُ
ح َيسْبَ ُ
ك السّابِ ُ
َذلِ َ
ت َلهُمَا :مَا
جرًا ،قَالَ قُلْ ُ
ح ُث ّم َيرْجِ ُع ِإلَ ْيهِ ،كُلّمَا َرجَ َع ِإلَيْ ِه َف َغرَ َلهُ فَا ُه َفَألْقَ َم ُه حَ َ
جرًا ،فَيَنْطَ ِل ُق َيسْبَ ُ
حَ َ
هَذَانِ ؟ قَالَ قَالَا لِي :انْطَ ِل ِق انْطَ ِلقْ ،قَالَ :فَانْطَ َلقْنَا َفَأتَيْنَا َعلَى َر ُجلٍ َكرِي ِه الْ َمرْآةِ َ ،كأَ ْك َرهِ مَا َأنْتَ
ت َلهُمَا :مَا َهذَا ؟ قَالَ قَالَا لِي :
شهَا َوَيسْعَى حَ ْوَلهَا ،قَا َل قُلْ ُ
حّرَاءٍ َرجُلًا مَرْآ ًة َ ،وِإذَا ِع ْن َدهُ نَا ٌر يَ ُ
ضةِ
ضةٍ ُمعْتَ ّم ٍة فِيهَا ِمنْ ُك ّل لَوْ ِن الرّبِي ِع َ ،وِإذَا بَ ْينَ َظ ْهرَيِ ال ّروْ َ
انْطَ ِلقِ انْطَ ِلقْ ،فَانْطَ َلقْنَا َفَأتَيْنَا عَلَى َروْ َ
َر ُجلٌ َطوِي ٌل ،لَا أَكَادُ أَرَى َرْأ َسهُ طُولًا فِي السّمَا ِء َ ،وإِذَا حَ ْولَ الرّ ُج ِل ِمنْ أَكَْث ِر ِولْدَانٍ َرَأيُْتهُ ْم قَطّ ،
ضةٍ
ت َلهُمَا :مَا َهذَا ؟ مَا هَ ُؤلَاءِ ؟ قَالَ قَالَا لِي :انْطَ ِل ِق انْطَ ِلقْ ،قَالَ :فَانْطَ َلقْنَا فَانْتَهَيْنَا ِإلَى َروْ َ
قَا َل قُلْ ُ
ق فِيهَا ،قَا َل :فَارَْتقَيْنَا فِيهَا
ط أَعْ َظ َم مِ ْنهَا َ ،ولَا َأ ْحسَ َن ،قَا َل قَالَا لِي :ارْ َ
ضةً قَ ّ
عَظِي َمةٍ َ ،ل ْم أَرَ َروْ َ
ح لَنَا َف َدخَلْنَاهَا ،
ب الْ َمدِيَن ِة ،فَاسَْتفْتَحْنَا َففُتِ َ
ض ٍة َ ،فَأتَيْنَا بَا َ
ب َ ،ولَِبنِ فِ ّ
فَانَْتهَيْنَا إِلَى َمدِيَنةٍ مَبْنِّي ٍة بِلَِب ِن ذَهَ ٍ
ح مَا َأنْتَ رَا ٍء ،قَالَ قَالَا َل ُهمُ :
سنِ مَا َأنْتَ رَا ٍء ،وَشَ ْطرٌ َكَأقْبَ ِ
فَتَ َلقّانَا فِيهَا ِرجَا ٌل شَ ْطرٌ ِم ْن خَلْ ِق ِهمْ َكأَ ْح َ
ض َ ،ف َذهَبُوا
ض فِي الْبَيَا ِ
جرِي َكأَ ّن مَا َء ُه الْمَحْ ُ
ك الّنهَ ِر ،قَا َل َ :وإِذَا َنهَ ٌر ُمعَْترِضٌ يَ ْ
اذْهَبُوا َف َقعُوا فِي َذلِ َ
سنِ صُو َرةٍ ،قَالَ قَالَا لِي :
ك السّوءُ َع ْنهُ ْم ،فَصَارُوا فِي َأ ْح َ
ب َذلِ َ
َفوَ َقعُوا فِيهِ ُ ،ثمّ َر َجعُوا ِإلَيْنَا َقدْ َذهَ َ
صرٌ مِ ْث ُل ال ّربَاَب ِة الْبَيْضَا ِء ،قَالَ
صعُدًا َ ،فإِذَا قَ ْ
صرِي ُ
هَ ِذ ِه جَّنةُ َعدْنٍ ،وَ َهذَاكَ مَ ْن ِزُلكَ ،قَالَ َ :فسَمَا بَ َ
ت َلهُمَا :بَارَ َك ال ّلهُ فِيكُمَا ذَرَانِي َفأَ ْدخُ َلهُ ،قَالَا َأمّا الْآنَ فَلَا َ ،وأَنْتَ
ك ،قَا َل قُلْ ُ
قَالَا لِي َ :هذَا َك مَ ْن ِزلُ َ
ت مُ ْنذُ اللّيْ َلةِ َعجَبًا ،فَمَا َهذَا اّلذِي َرأَيْتُ ؟ قَا َل قَالَا لِي َأمَا ِإنّا
ت َلهُمَا َ :فِإنّي َقدْ َرَأيْ ُ
دَاخِ َلهُ ،قَالَ قُ ْل ُ
ج ِر َ ،فإِّنهُ ال ّرجُ ُل َيأْ ُخذُ اْل ُقرْآنَ
حَسَنُخِْبرُ َك َ :أمّا الرّ ُجلُ اْلأَ ّولُ اّلذِي أَتَيْتَ عَلَ ْيهِ يُثْلَغُ َرْأسُ ُه بِالْ َ
شرْ َش ُر شِ ْد ُقهُ ِإلَى َقفَاهُ ،
فََي ْرفُضُ ُه َ ،ويَنَامُ َعنِ الصّلَا ِة الْمَكْتُوبَ ِة َ ،وأَمّا ال ّرجُ ُل اّلذِي َأتَيْتَ عَلَ ْي ِه ُي َ
ق َ ،وأَمّا
خ ُر ُه ِإلَى َقفَاهُ ،وَعَيُْن ُه ِإلَى َقفَا ُه َ ،فِإنّ ُه ال ّر ُجلُ َي ْغدُو ِمنْ بَيِْت ِه فََي ْكذِبُ ،اْل َكذَْبةَ تَبْلُ ُغ الْآفَا َ
وَمَنْ ِ
ال ّرجَالُ وَالّنسَاءُ اْل ُعرَا ُة ،الّذِينَ فِي مِ ْثلِ بِنَا ِء التّنّو ِر َ ،فإِّن ُهمُ الزّنَا ُة وَالزّوَانِي َ ،وأَمّا ال ّرجُ ُل الّذِي َأتَيْتَ
18
ج َر َ ،فِإنّهُ آ ِكلُ ال ّربَا َ ،وأَمّا ال ّرجُ ُل الْ َكرِي ُه الْ َمرْآ ِة الّذِي عِ ْن َد النّارِ
ح فِي الّن َهرِ َويُ ْل َقمُ الْحَ َ
عَلَ ْي ِه َيسْبَ ُ
ضةِ فَِإّنهُ ِإْبرَاهِيمُ
شهَا َوَيسْعَى َح ْولَهَا َ ،فإِّنهُ مَاِلكٌ خَازِ ُن جَهَّن َم َ ،وأَمّا ال ّرجُ ُل الطّوِيلُ اّلذِي فِي ال ّروْ َ
حّيَ ُ
صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َ ،وأَمّا الْ ِولْدَا ُن الّذِينَ َح ْولَ ُه َ ،فكُ ّل َموْلُودٍ مَاتَ عَلَى اْلفِ ْط َرةِ ،قَالَ َفقَا َل َبعْضُ
ي َ ،فقَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم وََأ ْولَادُ
شرِ ِك َ
ي :يَا َرسُولَ ال ّل ِه ،وََأ ْولَادُ الْ ُم ْ
الْ ُمسْلِمِ َ
ي ،وََأمّا اْلقَوْ ُم اّلذِينَ كَانُوا شَ ْطرٌ مِ ْن ُهمْ حَسَنًا ،وَشَ ْط ٌر قَبِيحًا َ ،فإِّن ُهمْ َقوْ ٌم خَلَطُوا عَمَلًا
الْ ُمشْرِ ِك َ
صَالِحًا وَآخَ َر سَيّئًا تَجَاوَ َز اللّهُ عَ ْن ُه ْم " ،فهذا الديث العظيم حوى عددا من كبائر الذنوب ،
وعظائم العاصي ،وما يترتب على كل واحدة منها من العذاب ف القب ،وأما ف الخرة فال تعال
يقول " :ولعذاب الخرة أشد وأبقى " ،وما يهمنا ف هذا الديث هو الرجل الذي ينام عن الصلة
الكتوبة ،وربا وضع الساعة على وقت العمل ول يهتم بأمر الصلة ،فهذا معاقب ل مالة ،ما ل
يتداركه ال بتوبة قبل الوت ،فصلة الفجر بثابة الختبارات للطلب ،فأي طالب مد ومتهد
وحاز بالدرجات ،وفاز بالعلمات ،ث ل يضر الختبار فهو راسب ،وكذلك من ل يضر صلة
الفجر فهو راسب ف يومه وليلته ،ساقط من عين ربه ،ولقد كان النب صلى ال عليه وسلم يتفقد
أصحابه ف صلة الفجر ،ويقول :أشاهد فلن ؟ أشاهد فلن ؟ ،فإذا ل يوجد الرجل أساء
ح َف ُهوَ فِي ِذمّ ِة اللّ ِه ،فَلَا
الصحابة به الظن ،قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم َ " :منْ صَلّى الصّبْ َ
يَطْلُبَّنكُ ُم ال ّلهُ ِم ْن ِذمّتِ ِه ِبشَيْ ٍء ،فَُيدْرِ َك ُه فََيكُّبهُ فِي نَا ِر َجهَّنمَ " [ أخرجه مسلم ] ،ومعن الديث :
أن من ل يافظ على صلة الصبح فليس ف ذمة ال ،وليس له قدر عند ال ،فإن تركها متعمدا
لتركها ،مهملً ف أدائها ،فإن مات كان حقا على ال أن يدخله النار والعياذ بال ،فليحذر من
يوقت ساعته على وقت العمل ويتعد ف ترك صلة الفجر .
وأما بالنسبة لصلة العصر ،فهي الصلة الوسطى الت أمر ال بالهتمام با والرص على أدائها ف
ص َرةَ
جاعة ،قال تعال " :حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتي " ،و َع ْن َأبِي بَ ْ
صرَ " بِالْمُخَمّصِ ـ
صلّى اللّه عَلَ ْيهِ وَسَ ّلمَ " اْلعَ ْ
الْ ِغفَارِيّ رضي ال عنه قَالَ :صَلّى بِنَا َرسُو ُل ال ّلهِ َ
موضع طريق ـ َفقَالَ " :إِ ّن َه ِذهِ الصّلَاةَ ُ ،عرِضَتْ عَلَى َمنْ كَا َن قَبْ َل ُكمْ فَضَّيعُوهَا ،فَ َمنْ حَافَظَ
جمُ " [ أخرجه مسلم
صلَاةَ َب ْعدَهَا حَتّى يَطْلُ َع الشّا ِهدُ ،وَالشّاهِ ُد النّ ْ
عَلَ ْيهَا كَا َن َلهُ َأ ْج ُرهُ َم ّرتَ ْينِ َ ،ولَا َ
وغيه ] ،صلة الفجر والعصر مشهودة ،تشهدها ملئكة الليل والنهار َ ،ع ْن َأبِي هُ َرْي َرةَ رضي ال
عنه :أَنّ َرسُولَ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ قَالَ " :يََتعَاقَبُو َن فِيكُ ْم مَلَائِ َكةٌ بِاللّ ْيلِ َ ،ومَلَاِئ َكةٌ بِالّنهَارِ ،
سَألُ ُه ْم وَ ُهوَ أَعْ َلمُ ِب ِهمْ كَيْفَ
صرِ ،ثُ ّم َي ْعرُجُ اّلذِي َن بَاتُوا فِي ُكمْ فََي ْ
ج ِر وَصَلَاةِ اْلعَ ْ
وَيَجَْت ِمعُونَ فِي صَلَا ِة الْفَ ْ
19
َترَكُْتمْ ِعبَادِي ؟ فََيقُولُو َن َ :ترَكْنَا ُه ْم وَ ُه ْم يُصَلّونَ َوَأتَيْنَا ُهمْ َو ُهمْ يُصَلّو َن " [ أخرجه البخاري ومسلم
] ،فاحذر أيها السلم ،واحذري أيتها السلمة أن ترفع أساء الحافظي على صلت الفجر والعصر
إل ال تعال ،ول يكن اسك معهم ،بل كنت نائما مستغرقا ،آثرت الفراش والنوم على داعي ال
القائل :الصلة خي من النوم َ ،ع ِن ابْنِ ُع َمرَ رضي ال عنهما قَا َل :قَالَ َرسُو ُل اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ
وَسَ ّل َم َ " :منْ فَاتَتْهُ صَلَا ُة اْلعَصْ ِر َ ،فكََأنّمَا وُِت َر َأهْلَ ُه َومَاَلهُ " [ متفق عليه ] ،وعن ُب َريْ َدةَ رضي ال
صرِ فَ َق ْد حَبِطَ َعمَ ُلهُ " [ أخرجه
عنه َقَا َل :قَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه َعلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ َ " :م ْن َترَكَ صَلَاةَ اْلعَ ْ
البخاري والنسائي ] .
20
السبب الامس والثلثون /الحافظة على أركان السلم :
ويب أن يلحظ العبد قولنا :الحافظة ،فهناك من السلمي من يصلي ،لكنه ل يافظ على
صلته ،بل ربا صلى فرضا وقطع آخر ،أو ربا صلى يوما وترك آخر ،وكذلك الزكاة فلربا أدى
زكاة ماله هذا العام وتركها عاما أو أعواما ،وهكذا الصيام ،فربا صام أمام الناس ،وإذا خل
بنفسه أفطر ،وربا قصر ف صيامه فلم يفظه من النقصان أو البطلن ،وقد يكون هناك من يعبد ال
تعال ويعبد معه غيه ،فتراه طوافا حول القبور والضرحة ،أو داعيا غي ال تعال ،أو حالفا بغي
ال عز وجل ،وربا رأيته مشتركا ف أمور شركية بدعية ،كالحتفال بالواليد النبوية ،واحتفالت
رأس السنة وغيها ،فأولئك ل يكونوا مافظي على شعائر السلم ،بل مفرطي مضيعي لا ،فهم
على خطر عظيم ،فالحافظة على أركان السلم سبب لدخول النان َ ،عنْ َأبِي ُه َرْيرَةَ َرضِي اللّه
ت الْجَّنةَ ؟
عَنْه ،أَ ّن أَ ْعرَابِيّا َأتَى النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َفقَا َل ُ :دلّنِي عَلَى عَ َم ٍل ِإذَا عَمِلُْت ُه َدخَلْ ُ
ضةَ َ ،وتَصُومُ
شرِ ُك ِبهِ شَيْئًا َ ،وتُقِيمُ الصّلَا َة الْمَكْتُوبَ َة َ ،وتُ َؤدّي الزّكَاةَ الْ َم ْفرُو َ
قَا َل َ " :تعْبُ ُد اللّ َه لَا ُت ْ
َرمَضَانَ " ،قَالَ وَاّلذِي َن ْفسِي بَِي ِدهِ :لَا أَزِيدُ عَلَى َهذَا ،فَلَمّا َولّى ،قَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ
ح َة ْبنِ
َ " :منْ َس ّرهُ أَ ْن يَنْ ُظ َر ِإلَى َر ُجلٍ مِ ْن َأ ْهلِ الْجَّن ِة فَلْيَنْ ُظ ْر ِإلَى هَذَا " [ أخرجه البخاري ] َ ،عنْ طَلْ َ
س َ ،فقَالَ يَا
عُبَ ْيدِاللّهِ رضي ال عنه ،أَ ّن أَ ْعرَابِيّا جَا َء ِإلَى َرسُو ِل اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ ثَائِ َر الرّأْ ِ
س ِإلّا أَ ْن تَ ّطوّعَ
ت الْخَمْ َ
َرسُولَ ال ّل ِه :أَخِْب ْرنِي مَاذَا َفرَضَ ال ّلهُ عَ َل ّي ِمنَ الصّلَاةِ ؟ َفقَالَ :الصّ َلوَا ِ
ع شَيْئًا َ ،فقَالَ :
ض ال ّلهُ عَ َليّ ِم َن الصّيَامِ ؟ َفقَا َل َ :شهْرَ َرمَضَا َن ِإلّا أَ ْن تَ ّطوّ َ
شَيْئًا َ ،فقَا َل أَخِْب ْرنِي مَا َفرَ َ
أَخِْب ْرنِي بِمَا َفرَضَ ال ّلهُ عَ َل ّي ِمنَ الزّكَاةِ َ ،فقَا َل َ :فأَخَْب َرهُ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َشرَائِعَ
ض ال ّلهُ عَ َليّ شَيْئًا َ ،فقَالَ َرسُولُ
ع شَيْئًا َ ،ولَا َأْنقُصُ مِمّا َفرَ َ
ك لَا َأتَ َطوّ ُ
الِْإسْلَا ِم ،قَالَ :وَاّلذِي أَ ْك َرمَ َ
ق " [ أخرجه البخاري ] .
صدَ َ
ق ،أَ ْو َدخَ َل الْجَّن َة إِنْ َ
ص َد َ
ح إِنْ َ
اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ َ " :أفْلَ َ
21
ح ُة الْعَ ْن ِز ،مَا ِمنْ عَا ِملٍ َيعْ َم ُل بِخَصْ َل ٍة مِ ْنهَا َ ،رجَا َء َثوَاِبهَا َ ،وتَصْدِيقَ َموْعُودِهَا ،إِلّا َأدْخَ َلهُ
أَعْلَاهُ ّن مَنِي َ
اللّ ُه ِبهَا الْجَّنةَ " [ أخرجه البخاري ] .
ومعن منيحة العن :أن تقدم لفقي عنا يلبها ويستفيد من لبنها وصوفها ،ث يعيدها إليك ،ويدخل
ف ذلك كل أنثى من بيمة النعام .
22
عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َ ،فكَا َن أَكَْث ُر خُطْبَِتهِ َحدِيثًا َحدّثَنَاهُ َع ِن ال ّدجّالِ وَ َحذّ َرنَا ُه َ ،فكَا َن ِمنْ َق ْوِلهِ أَ ْن قَالَ ِ " :إّنهُ
ث نَبِيّا ِإلّا
ض مُ ْنذُ ذَ َرَأ اللّ ُه ذُ ّرّيةَ آ َد َم ،أَعْ َظ َم ِمنْ فِتَْن ِة الدّجّا ِل َ ،وإِنّ ال ّلهَ َل ْم يَ ْبعَ ْ
َلمْ َت ُكنْ فِتَْن ٌة فِي اْلأَرْ ِ
خرُجْ
ج فِيكُ ْم لَا مَحَاَلةَ َ ،وإِ ْن يَ ْ
حَذّ َر ُأمَّتهُ الدّجّا َل َ ،وأَنَا آ ِخرُ اْلَأنْبِيَا ِء َ ،وَأنُْتمْ آ ِخ ُر الُْأ َممِ َ ،و ُهوَ خَارِ ٌ
ج َن ْفسِهِ ،
ج ِمنْ َب ْعدِي َ ،ف ُكلّ ا ْمرِئٍ حَجِي ُ
خرُ ْ
ج ِلكُ ّل ُمسْ ِلمٍ َ ،وإِ ْن يَ ْ
وََأنَا بَ ْينَ َظ ْهرَانَيْ ُكمْ ،فََأنَا حَجِي ٌ
ث يَمِينًا وََيعِيثُ
ق ،فََيعِي ُ
خرُجُ مِ ْن خَ ّلةٍ بَ ْي َن الشّا ِم وَالْ ِعرَا ِ
وَال ّلهُ خَلِيفَتِي عَلَى ُكلّ ُمسْ ِل ٍم َ ،وإِّنهُ َي ْ
ص ْفهَا ِإيّاهُ نَِب ّي قَبْلِي ِ :إّنهُ يَ ْب َدأُ فََيقُو ُل َأنَا نَِبيّ
صفَ ًة َلمْ يَ ِ
ص ُفهُ َل ُكمْ ِ
شِمَالًا ،يَا عِبَا َد ال ّلهِ فَاثْبُتُوا َ ،فإِنّي َسأَ ِ
وَلَا نَبِ ّي َب ْعدِي ُ ،ثمّ يُثْنّي فََيقُولُ أَنَا َربّ ُك ْم وَلَا َترَوْنَ َرّبكُ ْم حَتّى تَمُوتُوا َ ،وإِّنهُ أَ ْعوَ ُر َوإِنّ َرّبكُ ْم لَيْسَ
ب َ ،وإِ ّن ِمنْ فِتْنَِت ِه أَ ّن َمعَهُ
ب َأوْ غَ ْيرِ كَاتِ ٍ
ِبأَعْوَ َر َ ،وِإنّ ُه َمكْتُوبٌ بَ ْينَ عَيْنَ ْيهِ كَا ِف ٌر ،يَ ْق َر ُؤهُ ُك ّل ُم ْؤمِنٍ كَاتِ ٍ
ح اْلكَهْفِ ،
ث بِال ّل ِه وَلَْي ْق َرأْ َفوَاتِ َ
جَنّ ًة َونَارًا ،فَنَا ُرهُ جَنّ ٌة ،وَجَنُّت ُه نَارٌ َ ،ف َمنِ ابْتُ ِليَ بِنَا ِر ِه ،فَلَْيسَْتغِ ْ
ت إِنْ
فََتكُونَ عَلَ ْي ِه َب ْردًا َوسَلَامًا َكمَا كَانَتِ النّارُ عَلَى ِإبْرَاهِي َم َ ،وإِنّ ِم ْن فِتْنَِت ِه أَنْ يَقُو َل ِلأَ ْعرَاِبيّ :أَ َرَأيْ َ
ش َهدُ َأنّي َرّبكَ ،فََيقُولُ َ :ن َعمْ ،فَيََتمَّثلُ َل ُه شَيْطَانَا ِن فِي صُو َرةِ َأبِيهِ َوُأ ّمهِ ،
ك َأبَا َك َوأُ ّمكَ ،أََت ْ
َبعَثْتُ َل َ
شرَهَا
س وَا ِحدَ ٍة فََيقْتُ َلهَا َويَ ْن ُ
فََيقُولَانِ :يَا بَُنيّ اتِّبعْ ُه َفِإنّهُ َرّبكَ َ ،وإِ ّن ِمنْ فِتْنَِت ِه أَ ْن ُيسَلّطَ عَلَى َنفْ ٍ
بِالْمِ ْنشَا ِر ،حَتّى يُ ْلقَى ِشقّتَ ْينِ ُث ّم يَقُولَ انْ ُظرُوا ِإلَى عَ ْبدِي هَذَا َ ،فإِنّي َأْبعَُثهُ الْآنَ ُ ،ث ّم َيزْ ُعمُ أَ ّن َلهُ َربّا
ث َمنْ َرّبكَ ؟ فََيقُولُ َ :رّب َي اللّ ُه َ ،وأَنْتَ َع ُد ّو اللّ ِه َ ،أنْتَ
غَ ْيرِي ،فَيَ ْبعَُثهُ ال ّلهُ َوَيقُولُ لَ ُه الْخَبِي ُ
ي ًة ِبكَ مِنّي الْيَوْمَ " [ أخرجه ابن ماجة ] و َع ْن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ
ت َب ْعدُ َأ َشدّ بَصِ َ
ال ّدجّالُ ،وَال ّلهِ مَا كُنْ ُ
ك الرّ ُجلُ أَ ْرفَعُ أُمّتِي دَرَ َج ًة فِي الْجَّن ِة " وَإِ ّن ِم ْن فِتْنَِتهِ
:قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم َ " :ذلِ َ
ت فَتُنْبِتَ ،وَإِ ّن ِمنْ فِتْنَِتهِ أَ ْن يَ ُم ّر بِالْحَيّ
ض أَ ْن تُنْبِ َ
أَ ْن يَ ْأ ُمرَ السّمَا َء أَ ْن تُمْ ِط َر فَتُمْ ِط َر َ ،وَيأْ ُمرَ اْلأَرْ َ
ص ّدقُوَنهُ فََي ْأ ُمرَ السّمَا َء أَنْ
حيّ فَيُ َ
ت ،وَإِ ّن ِم ْن فِتْنَِتهِ أَ ْن يَ ُم ّر بِالْ َ
فَُيكَ ّذبُوَنهُ فَلَا تَ ْبقَى َل ُهمْ سَائِ َم ٌة ِإلّا هَ َلكَ ْ
ح مَوَاشِي ِه ْم ِمنْ َي ْومِ ِهمْ ذَِلكَ أَسْ َم َن مَا كَانَتْ
ت حَتّى َترُو َ
ت فَتُنْبِ َ
ض أَ ْن تُنْبِ َ
تُمْ ِط َر فَتُمْ ِط َر َ ،ويَ ْأ ُمرَ اْلأَرْ َ
ضرُوعًا َ ،وإِّن ُه لَا يَ ْبقَى َشيْءٌ مِ َن اْلأَرْضِ إِلّا وَطَِئهُ وَ َظ َهرَ عَ َل ْيهِ ِ ،إلّا
ص َر َ ،وَأدَ ّرهُ ُ
وَأَعْ َظ َمهُ ،وََأ َم ّدهُ َخوَا ِ
مَ ّك َة وَالْ َمدِينَ َة لَا َي ْأتِيهِمَا ِم ْن َنقْبٍ مِ ْن ِنقَاِبهِمَا إِلّا لَقِيَ ْت ُه الْمَلَاِئ َكةُ بِالسّيُوفِ صَ ْلَتةً ،حَتّى يَ ْن ِزلَ عِ ْندَ
خةِ ،فََت ْرجُفُ الْ َمدِيَنةُ ِبَأهْ ِلهَا ثَلَاثَ َر َجفَاتٍ ،فَلَا يَ ْبقَى مُنَافِ ٌق َولَا
ب الَْأحْ َمرِ عِ ْن َد مُ ْنقَطَ ِع السّبَ َ
الظّ َريْ ِ
حدِي ِد َ ،ويُدْعَى َذلِكَ الَْيوْ ُم َيوْمَ
ث الْ َ
ي خَبَ َ
ث مِ ْنهَا كَمَا يَ ْنفِي الْكِ ُ
ج ِإلَيْ ِه ،فَتَ ْنفِي الْخَبَ َ
مُنَا ِف َقةٌ ِإلّا َخرَ َ
ب يَ ْومَِئذٍ ؟ قَا َل ُهمْ َي ْومَئِ ٍذ قَلِيلٌ
ت َأبِي الْ َعكَ ِر :يَا َرسُولَ ال ّلهِ َفَأْينَ اْل َعرَ ُ
ك بِنْ ُ
ت أُ ّم َشرِي ٍ
ص َ ،فقَالَ ْ
الْخَلَا ِ
ح ِ ،إذْ َن َزلَ
ح ،فَبَيْنَمَا ِإمَا ُم ُهمْ َق ْد َتقَدّ َم يُصَلّي ِبهِ ُم الصّبْ َ
،وَجُ ّل ُهمْ بِبَيْتِ الْ َم ْقدِسِ ،وَِإمَا ُم ُهمْ َر ُجلٌ صَالِ ٌ
ك اْلإِمَا ُم يَ ْنكُصُ يَ ْمشِي الْ َق ْهقَرَى ،لِيََت َقدّمَ عِيسَى يُصَلّي
عَلَ ْي ِهمْ عِيسَى اْب ُن َمرَْيمَ الصّبْحَ َفرَجَ َع َذلِ َ
23
ت ،فَيُصَلّي ِب ِهمْ
ك ُأقِيمَ ْ
ص ّل َ ،فإِّنهَا َل َ
ضعُ عِيسَى َيدَ ُه بَ ْينَ كَِتفَ ْيهِ ُ ،ث ّم َيقُولُ َل ُه َ :تقَدّ ْم فَ َ
بِالنّاسِ ،فَيَ َ
ح وَوَرَا َء ُه الدّجّا ُل َمعَ ُه سَ ْبعُونَ
ب ،فَُيفْتَ ُ
ف ،قَالَ عِيسَى َعلَ ْيهِ السّلَام :افْتَحُوا الْبَا َ
ِإمَا ُمهُ ْم َ ،فِإذَا انْصَرَ َ
ح فِي
ب الْمِلْ ُ
ف مُحَلّى َوسَاجٍ َ ،فِإذَا نَ َظ َر ِإلَ ْيهِ الدّجّا ُل ذَابَ كَمَا َيذُو ُ
َألْفَ َيهُودِيّ ،كُ ّل ُه ْم ذُو سَيْ ٍ
ض ْرَبةً َل ْن َتسِْبقَنِي ِبهَا ،فَُيدْرِ ُكهُ عِ ْندَ
الْمَاءِ ،وَيَنْطَ ِل ُق هَا ِربًا َ ،ويَقُولُ عِيسَى عَلَ ْي ِه السّلَام :إِ ّن لِي فِيكَ َ
ي ِإلّا
ش ْرقِ ّي ،فََيقْتُ ُلهُ فََي ْهزِ ُم ال ّلهُ الَْيهُو َد ،فَلَا يَ ْبقَى شَيْ ٌء مِمّا خَ َلقَ ال ّلهُ يََتوَارَى بِ ِه َيهُودِ ّ
بَابِ الّل ّد ال ّ
ج ِرهِ ْم لَا
ط وَلَا دَاّبةَ إِلّا اْل َغ ْرقَ َد َة َفإِّنهَا ِم ْن شَ َ
جرَ َولَا حَائِ َ
جرَ وَلَا شَ َ
َأنْطَ َق ال ّلهُ َذِلكَ الشّيْ َء ،لَا حَ َ
تَنْ ِطقُ ِ ،إلّا قَالَ :يَا عَ ْب َد ال ّلهِ الْ ُمسْ ِل َم ،هَذَا َيهُودِيّ فََتعَالَ اقْتُ ْلهُ ،قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ
ش ْهرُ كَالْجُ ُم َع ِة ،وَآ ِخرُ
ف السَّنةِ ،وَالسّنَةُ كَالشّ ْه ِر ،وَال ّ
وَسَ ّل َم :وَإِ ّن َأيّا َمهُ أَ ْربَعُونَ سَنَ ًة ،السّنَةُ كَنِصْ ِ
سيَ ،فَقِي َل َلهُ يَا
ح أَ َحدُ ُكمْ عَلَى بَابِ الْ َمدِيَنةِ ،فَلَا يَبْلُ ُغ بَابَهَا الْآخَ َر ،حَتّى يُ ْم ِ
شرَ َرةِ ،يُصِْب ُ
َأيّا ِمهِ كَال ّ
ف نُصَلّي فِي تِ ْلكَ اْلأَيّا ِم الْقِصَارِ ؟ قَالَ َ " :ت ْقدُرُونَ فِيهَا الصّلَاةَ ،كَمَا َت ْقدُرُوَنهَا فِي
َرسُولَ ال ّلهِ :كَيْ َ
هَ ِذ ِه الَْأيّا ِم الطّوَالِ ُ ،ثمّ صَلّوا " ،قَالَ َرسُولُ ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّل َم ،فَيَكُونُ عِيسَى اْب ُن َمرَْيمَ
ح الْخِ ْنزِيرَ َ ،ويَضَعُ
ب َ ،ويَ ْذبَ ُ
ق الصّلِي َ
عَلَ ْي ِه السّلَام فِي ُأمّتِي حَكَمًا َع ْدلًا َ ،وِإمَامًا ُم ْقسِطًا َ ،يدُ ّ
ع حُ َمةُ ُكلّ
ض َ ،وتُ ْنزَ ُ
ي َ ،وتُ ْرفَ ُع الشّحْنَا ُء وَالتّبَاغُ ُ
سعَى عَلَى شَاةٍ َولَا َبعِ ٍ
صدَ َق َة فَلَا ُي ْ
جزَْي َة ،وَيَ ْترُ ُك ال ّ
الْ ِ
ض ّرهَا َ ،ويَكُونَ
ض ّرهُ َ ،وُتفِ ّر الْ َولِي َدةُ اْلأَ َسدَ فَلَا يَ ُ
ت حُ َمةٍ ،حَتّى ُي ْد ِخلَ اْلوَلِيدُ يَ َد ُه فِي فِي الْحَّي ِة فَلَا تَ ُ
ذَا ِ
ض ِمنَ السّ ْلمِ كَمَا يُمْ َلأُ اْلِإنَا ُء ِم َن الْمَا ِء ،وََتكُو ُن اْلكَلِ َمةُ
ب فِي اْلغَنَمِ َكَأّنهُ كَلُْبهَا َ ،وتُمْ َلأُ اْلأَرْ ُ
ال ّذئْ ُ
ب ُق َريْشٌ مُلْ َكهَا َ ،وَتكُو ُن الْأَرْضُ َكفَاثُورِ
ب َأوْزَارَهَا ،وَُتسْلَ ُ
حرْ ُ
وَا ِح َدةً ،فَلَا ُيعْبَ ُد ِإلّا ال ّلهُ َ ،وتَضَ ُع الْ َ
ب فَُيشِْب َعهُ ْم َ ،ويَجْتَمِعَ الّن َفرُ
ف ِمنَ اْلعِنَ ِ
ت نَبَاَتهَا ِب َع ْهدِ آ َد َم حَتّى يَجْتَ ِم َع الّنفَرُ عَلَى الْقِطْ ِ
ضةِ ،تُنْبِ ُ
الْفِ ّ
ت ،قَالُوا يَا
س بِالدّ َرْيهِمَا ِ
عَلَى ال ّرمّاَنةِ فَُتشْبِ َع ُهمْ َ ،وَيكُو َن الّثوْرُ ِب َكذَا وَ َكذَا ِمنَ الْمَالِ َ ،وَتكُو َن اْلفَرَ ُ
ح َرثُ اْلأَرْضُ
ح ْربٍ َأَبدًا قِي َل َلهُ فَمَا ُيغْلِي الثّوْ َر قَالَ تُ ْ
ب لِ َ
ص الْ َفرَسَ قَالَ لَا ُترْكَ ُ
َرسُولَ ال ّل ِه وَمَا ُيرْخِ ُ
ع شَدِيدٌ َي ْأ ُمرُ ال ّلهُ السّمَاءَ
س فِيهَا جُو ٌ
ب النّا َ
ت ِشدَادٍ يُصِي ُ
ج ال ّدجّالِ ثَلَاثَ سََنوَا ٍ
كُ ّلهَا َوإِ ّن قَ ْب َل خُرُو ِ
ث نَبَاِتهَا ُث ّم َيأْ ُمرُ السّمَا َء فِي الثّانَِيةِ
س ثُلُ َ
ض فَتَحِْب ُ
ث مَ َط ِرهَا َوَيأْ ُمرُ اْلأَرْ َ
س ثُلُ َ
فِي السّنَ ِة اْلأُولَى أَ ْن تَحْبِ َ
س ثُلَُثيْ نَبَاِتهَا ُث ّم يَ ْأ ُمرُ ال ّلهُ السّمَا َء فِي السَّنةِ الثّالَِثةِ فَتَحِْبسُ
س ثُلَُث ْي مَ َطرِهَا وََي ْأمُ ُر اْلأَرْضَ فَتَحْبِ ُ
فَتَحْبِ ُ
ف ِإلّا
ضرَاءَ فَلَا تَ ْبقَى ذَاتُ ظِلْ ٍ
ت خَ ْ
س نَبَاَتهَا ُك ّلهُ فَلَا تُنْبِ ُ
ض فَتَحِْب ُ
مَ َطرَهَا كُ ّل ُه فَلَا ُتقْ ِطرُ قَ ْط َرةً َوَيأْ ُمرُ اْلأَرْ َ
ي وَالّتسْبِيحُ
س فِي َذِلكَ الزّمَا ِن قَا َل التّهْلِي ُل وَالّتكْبِ ُ
ش النّا ُ
ت ِإلّا مَا شَا َء ال ّلهُ قِيلَ فَمَا ُيعِي ُ
هَلَكَ ْ
جرَى ال ّطعَا ِم " [ أخرجه ابن ماجة ] قَالَ عَ ْبدَ ال ّرحْ َمنِ الْمُحَا ِرِبيّ :
جرَى َذلِكَ عَلَ ْي ِه ْم مُ ْ
وَالتّحْمِيدُ َويُ ْ
ث ِإلَى الْ ُم َؤ ّدبِ حَتّى ُيعَلّ َم ُه الصّبْيَانَ فِي الْكُتّابِ .
حدِي ُ
يَنَْبغِي أَ ْن ُيدْفَ َع َهذَا الْ َ
24
السبب الربعون /الصب على المراض والبتلءات :
قال عَطَا ُء ْب ُن َأبِي َربَاحٍ رحه ال قَالَ :قَالَ لِي اْبنُ عَبّاسٍ رضي ال عنهما َ ،ألَا أُرِيكَ ا ْم َرَأةً ِم ْن أَ ْهلِ
ت النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ َ ،فقَالَتْ ِ :إنّي
س ْودَا ُء َ ،أتَ ِ
ت :بَلَى ،قَالَ َ :ه ِذهِ الْ َم ْرَأةُ ال ّ
الْجَّنةِ ؟ قُلْ ُ
ت دَ َعوْتُ
ك الْجَّنةُ َ ،وإِ ْن شِئْ ِ
ت َولَ ِ
صَبرْ ِ
ع اللّ َه لِي ،قَالَ :إِ ْن شِئْتِ َ
ع َ ،وإِنّي َأَت َكشّفُ ،فَادْ ُ
صرَ ُ
أُ ْ
ف فَادْعُ ال ّل َه لِي أَ ْن لَا َأَت َكشّفَ َ ،فدَعَا َلهَا
ت ِ :إنّي َأَتكَشّ ُ
ت :أَصِْب ُر َ ،فقَالَ ْ
اللّ َه أَ ْن ُيعَافَِيكِ " َفقَالَ ْ
" [ أخرجه البخاري ] .
وقسم العلماء الصب إل ثلثة أقسام :
-1صب على طاعة ال .
-2صب عن مارم ال .
-3صب على أقدار ال بقسميها :الؤلة ،واللئمة .
الصب منلة ل يؤتاها إل من منّ ال عليه بالتقوى والوف منه سبحانه ،وإل فهي منلة النبياء
والرسل ،والعلماء والصلحاء .
ومن ذلك الصب على المراض العضوية والغي عضوية ،بيث يتسب النسان الجر عند ال تعال
،ل سيما إذا كانت هذه المراض ما سنذكر علجه ف الديث الذي سيأت ،فهذه العلجات من
صب على أمراضها ،وأسقامها ،وأدوائها ،نال مكانة عظيمة ،وتبوء منلة رفيعة َ ،ع ْن ابْنُ عَبّاسٍ
رضي ال عنهما قَالَ :قَالَ النِّبيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ ُ " :عرِضَتْ عَ َليّ اْلُأمَ ُم َ ،فأَ َخذَ النِّب ّي يَ ُمرّ َم َعهُ
س ُة ،وَالنِّب ّي يَ ُم ّر وَ ْح َدهُ
الُْأ ّمةُ ،وَالنّبِ ّي يَ ُم ّر مَ َع ُه النّ َف ُر ،وَالنِّبيّ يَ ُم ّر َم َعهُ اْل َعشَ َر ُة ،وَالنِّبيّ يَ ُم ّر َم َعهُ الْخَ ْم َ
ت يَا جِ ْبرِيلُ :هَ ُؤلَاءِ أُمّتِي ؟ قَا َل :لَا َ ،وَلكِ ِن انْ ُظرْ ِإلَى اْلُأفُقِ !
ي ،قُلْ ُ
ت َفِإذَا َسوَادٌ كَثِ ٌ
،فَنَ َظرْ ُ
ي ،قَالَ َ :هؤُلَا ِء ُأمُّتكَ َ ،وهَ ُؤلَا ِء سَبْعُو َن َألْفًا قُدّا َمهُ ْم ،لَا ِحسَابَ عَلَ ْي ِه ْم َ ،ولَا
ت َفِإذَا َسوَادٌ كَثِ ٌ
فَنَ َظرْ ُ
ت َ :وِلمَ ؟ قَالَ :كَانُوا لَا َيكْتَوُونَ ،وَلَا َيسْتَ ْرقُونَ َ ،ولَا يَتَطَّيرُو َن ،وَعَلَى َرّبهِ ْم يََتوَكّلُونَ
ب ،قُلْ ُ
َعذَا َ
جعَلَنِي مِ ْن ُهمْ ،قَالَ :ال ّلهُ ّم اجْعَ ْل ُه مِ ْنهُ ْم " ُثمّ
ع ال ّلهَ أَ ْن يَ ْ
ص ٍن َ ،فقَالَ :ادْ ُ
" َفقَا َم ِإلَ ْيهِ ُعكّا َشةُ ْب ُن مِحْ َ
ك ِبهَا ُعكّا َشةُ " [ متفق عليه
جعَلَنِي مِ ْنهُ ْم ،قَا َل " :سََبقَ َ
ع ال ّلهَ أَ ْن يَ ْ
قَا َم إِلَ ْيهِ َر ُجلٌ آ َخ ُر قَا َل :ادْ ُ
واللفظ للبخاري ] .
فأولئك السبعون ألفا يدخلون النة بغي حساب ول عذاب ،لنم صبوا ف ذات ال ،وتتعوا
بنعيم النة ،بل وأعظم من ذلك أنم فرحوا بتجاوز الصراط بل عذاب ،ول حساب ،لن من
25
نوقش الساب عُذب ،وربا كان العذاب نفسيا لشدته على نفسه ،وربا كان حقيقيا واقع على
السد والروح ،فنسأل ال تعال أن يعلنا من أولئك السبعي ألفا الذين يدخلون النة بغي حساب
ول عذاب ،فرحة ال تعال وسعت كل شيء ،ورحته سبقت غضبه سبحانه .
وأبشر السلمي والسلمات بأنه ورد ف أحاديث أخر ،أن مع كل ألف سبعي ألفا ،فيكون
الجموع [ 70.000.000سبعون مليونا ] ،أما البقية فسوف يُحاسبون وربا يُعذبون ،فنسأل ال
تعال أن يدخلنا النة بغي حساب ول عذاب ،فعن َأبَي ُأمَا َمةَ رضي ال عنه قال :سَ ِمعْتُ َرسُولَ
ي َأْلفًا ،لَا حِسَابَ
اللّهِ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ َيقُو ُل " :وَ َعدَنِي َربّي أَ ْن ُيدْ ِخلَ الْجَّن َة ِم ْن أُمّتِي سَبْعِ َ
ت ِمنْ حَثَيَاِتهِ " [ أخرجه الترمذي وابن
ث حَثَيَا ٍ
ب ،مَعَ ُك ّل َألْفٍ ،سَبْعُو َن أَْلفًا َ ،وثَلَا ُ
عَلَ ْي ِه ْم وَلَا َعذَا َ
ماجة وأحد بإسناد صحيح ،انظر مشكاة الصابيح ، ] 1541 / 3والثيات :كناية عن الكثرة ،فال
جل وعل ل تضره معصية العاصي ،ول تنفعه طاعة الطيع ،ولكنه سبحانه خلق اللق كما سبحانه
" :ليبلوكم أيكم أحسن عملً " .
ول شك أن العدد قليل مقارنة بعدد السلمي منذ بزوغ فجر السلم حت يرث ال الرض ومن
ل وعدد السلمي اليوم يتجاوز الليار وثلثائة مليون مسلم ،لكن هذا
عليها ،كيف ل يكون قلي ً
يعلنا نتنافس على تلك القاعد ف النة ،بغي حساب ول عذاب ،فهل من مشمر ؟ وهل من عائد
إل ال تعال ،يرجو رحة ربه ،وياف عذابه ؟ وهل من متبع للكتاب العزيز ،ومتقص للسنة
الشريفة ؟ فأعرض نفسك على كتاب ال تعال ،وسنة نبيه كي ترى ءأنت من الناجي ؟ أم من
العاقبي ؟ .
فالصب على المراض رجاء ثواب ال تعال ،سبب لدخول النة ،وليس الدخول فحسب ،بل
الدخول بل حساب ول عذاب ،فيصب العبد على لوائه وشدته ،ول يتعرض للرقية ول الكي ،
لن الكي آخر العلج ،بل ربا نى عنه صلى ال عليه وسلم ،فقد أخرج البخاري ف صحيحه من
شفَا ُء فِي ثَلَاَثةٍ :فِي
حديث ابْنِ عَبّاسٍ رضي ال عنهما َ ،ع ِن النّبِيّ صَلّى اللّه عَ َل ْيهِ َوسَ ّلمَ قَالَ " :ال ّ
سلٍ َ ،أوْ كَّي ٍة بِنَارٍ َ ،وَأنَا َأْنهَى ُأمّتِي َع ِن الْ َكيّ " ،وقد ورد ف الديث
جمٍ َ ،أ ْو شَ ْرَبةِ َع َ
حَشَرْ َط ِة مِ ْ
السابق :أن من يدخلون النة بغي حساب ول عذاب قال " :ول يكتوون " ،وهنا حث النب
صلى ل عليه وسلم على الكي ،ونى عنه ،فكيف نمع بي ذلك كله ؟ يعن هل الكي مفيد ؟ أم
منهي عنه ؟
26
والصحيح أنه مكروه لا يسببه من أل ،وربا احتمل أن يكون معه خطر على حياة النسان ،ولذا
كان العرب يقولون " :آخر الدواء الكي " .
وقال ابن حجر رحه ال جعا بي الدلة :يعن بي كراهة النب صلى ال عليه وسلم له ،وبي
استعماله له :أنه ل يترك مطلقا ،ول يستعمل مطلقا ،لنه ربا كانت هناك أمراض ل ينفع فيها إل
الكي ،وقيل :أن جانب الطر فيه أغلب ،وربا كان ذلك من قبيل كراهته صلى ال عليه وسلم
لكل الضب ،مع أنه حلل ،وقد يكون الكي من قبيل تري الول جل وعل للخمر ،مع أن فيها
منافع ،وفيها مضار ،لكن لا طغت مضارها على منافعها حرمها ال تعال ،لكن الصحيح أن الكي
ليس مرما ،بل مكروها ما ل تدع الاجة الاسة إليه ،وإل فل ،فهو جائز للحاجة ،والول
191 تركه ،حت يكون من يدخلون النة بغي حساب ول عذاب [ .فتح الباري ، 169 / 10
بتصرف ] .
وما ورد الديث بالنع منه ،الطية :وهي التشاؤم ،فالؤمن ل يتشاءم ،بقدر ما يكون متفائلً
دائما ،قَا َل َأحْ َمدُ اْلقُ َرشِ ّي ذُ ِك َرتِ الطَّي َرةُ عِ ْن َد النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ َفقَا َل " :أَ ْحسَُنهَا اْل َفأْلُ ،
ت َ ،ولَا َي ْدفَعُ
حسَنَاتِ ِإلّا َأنْ َ
وَلَا َترُ ّد ُمسْلِمًا َ ،فإِذَا َرأَى َأ َحدُ ُكمْ مَا يَ ْك َرهُ فَلَْي ُق ِل :ال ّلهُ ّم لَا َي ْأتِي بِالْ َ
ت َ ،ولَا َحوْ َل وَلَا ُقوّ َة ِإلّا ِبكَ " [ أخرجه أبو داود ] ،و َع ْن َأبِي ُهرَْي َرةَ رَضِي اللّه عَنْه
السّيّئَاتِ ِإلّا َأنْ َ
قَا َل :قَا َل النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه َوسَ ّلمَ " :لَا طَِي َر َة ،وَخَ ْي ُرهَا اْلفَ ْألُ " قَالَ َ :ومَا اْلفَ ْألُ يَا َرسُو َل اللّهِ ؟
ح ُة َيسْ َمعُهَا أَ َحدُ ُكمْ " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ،لكن الطية أو التشاؤم
قَا َل " :الْكَلِ َم ُة الصّالِ َ
قد يكون جائزا ف ثلث َ ،ع ْن َسعْ ِد ْبنِ مَالِكٍ رضي ال عنه ،أَنّ َرسُو َل ال ّلهِ صَلّى اللّه عَلَ ْي ِه وَسَ ّلمَ
س وَالْ َم ْرَأةِ
كَا َن َيقُولُ " :لَا هَا َمةَ َ ،ولَا َعدْوَى َ ،ولَا طَِي َر َة َ ،وإِ ْن تَ ُك ِن الطَّيرَ ُة فِي َشيْ ٍء َ ،ففِي الْ َفرَ ِ
وَالدّارِ " [ أخرجه أبو داود ،وصححه اللبان رحه ال ، ] 477 / 2يعن هذه الثلث ل جناح على
من تشاءم منها ،فربا يتشاءم النسان من ضيق بيته ،أو كثرة الشاكل الت تأتيه ف هذا البيت ،أو
ربا يشعر بضيق ف صدره كلما دخل البيت ،ويذهب ذلك عنه إذا خرج من منله ،فهذا ل شيء
عليه ف التشاؤم من هذا البيت ،وله أن يستبدله بآخر ،وكذلك الرأة ،فلربا كانت سليطة اللسان
،أو غي مطيعة لزوجها ،فله أن يطلقها ويتزوج غيها ،وكذلك الدابة أو السيارة فقد تكون كثية
الطلبات ،أو كثية الوادث ،وكل ذلك قد يكون بسبب العي أو السد ،فله أن يبيعها ويشتري
غيها ،فهذه الثلث ،ل تدخل ف التشاؤم المنوع .
27
السبب الواحد والربعون /الحافظة على دعاء سيد الستغفار :
عن َشدّادُ بْ ُن َأوْسٍ َرضِي اللّه عَنْه َ ،ع ِن النّبِيّ صَلّى اللّه َعلَ ْيهِ َوسَ ّلمَ :سَّيدُ الِاسْتِ ْغفَارِ أَ ْن َتقُولَ " :
ك ِمنْ
ت أَعُوذُ بِ َ
ت خَ َلقْتَنِي َوأَنَا عَ ْبدُ َك َوأَنَا عَلَى َع ْهدِ َك وَوَ ْعدِ َك مَا اسْتَ َطعْ ُ
اللّ ُه ّم أَنْتَ َربّي لَا ِإَلهَ ِإلّا َأنْ َ
ت قَالَ
ت َأبُو ُء َلكَ بِنِعْمَِتكَ عَ َل ّي َوأَبُو ُء َلكَ ِب َذنْبِي فَا ْغ ِفرْ لِي َفِإّنهُ لَا يَ ْغ ِفرُ ال ّذنُوبَ ِإلّا َأنْ َ
شَ ّر مَا صََنعْ ُ
سيَ َف ُه َو ِمنْ َأ ْهلِ الْجَّن ِة َومَ ْن قَاَلهَا ِم َن اللّ ْيلِ
وَ َم ْن قَاَلهَا ِم َن الّنهَا ِر مُوقِنًا ِبهَا فَمَاتَ ِم ْن َيوْ ِمهِ قَ ْب َل أَ ْن يُ ْم ِ
ح َفهُ َو ِمنْ َأ ْهلِ الْجَّن ِة " [ أخرجه البخاري ] .
ت قَ ْبلَ أَنْ يُصِْب َ
وَ ُهوَ مُو ِقنٌ ِبهَا فَمَا َ
وأسأل ال جلت قدرته ،وتقدست أساؤه ،أن يعلنا من أهل النة ،وأن ندخلها بغي حساب ول
عذاب ،وأن يتجاوز عن سيئاتنا ،وأن يعفو عن زلتنا ،وأن يغفر لنا تقصينا وهفواتنا ،إن سبحانه
ول ذلك والقادر عليه ،والمد ل رب العالي ،وصلى ال وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا
ممد ،وعلى آله وأصحابه أجعي .
28