المسؤولية الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطـة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫‪ .

‬االسم واللقب ‪ /‬ناديــة بن ميسيــــة‬

‫‪ .‬المؤهل العلمي ‪ /‬ماجستير علوم قانونية وإدارية‬

‫‪ .‬التخصص ‪ /‬قانــــون أعمـــــال‬

‫‪-‬الوظيفـة ‪ /‬أستـــاذة مساعدة قسم‪ -‬ب‬

‫– المؤسســة ‪ /‬جامعة فرحات ع ّباس– سطيف‬

‫‪ .‬الكلية ‪ /‬العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫‪ / nadia.benmicia@gmail.com‬البريد االلكتروني‬

‫‪ .‬محور المداخلــــة ‪ /‬المسؤولية االجتماعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ .‬عنوان المداخلــــة ‪ /‬المسؤولية الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطـة‬

‫‪ -‬دراسة في التشريع الجزائري ‪                                   -‬‬

‫ّ‬
‫ملخـص المداخلـة‬

‫تعـدّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة شكل من أشكال التنظيم االقتصادي ‪     ‬‬


‫الحديث الذي يرمي إلى زيادة فعالية النمو االقتصادي ‪ ،‬وحل جزء من أزمة‬
‫‪ .‬البطالة ‪ ،‬كونها قادرة على خلق فرص عمل جديدة‬

‫وألجـل ضبط هذا التنظيم االقتصادي ‪ ،‬وتحديد الضوابط القانونية التي ‪   ‬‬
‫ينبغي أن ت ُم ارس في ظله هذه األخيرة نشاطها فقد وضع المشرع منظومة‬
‫تشج ع إنشاءها بوصفها شخصا معنويا يرمي إلى تحقيق أهداف ربحية في‬ ‫ّ‬ ‫قانوينة‬
‫إطار القيود التي يفرضها المجتمع كونها مضبوطة بضوابط أخالقية أهمها‬
‫تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة فيها كشكل من أشكال المسؤولية‬
‫‪ .‬االجتماعية‬

‫هـذه المسؤولية االجتماعية يمكن النظر إليها من الناحية االقتصادية‪     ‬‬


‫على أنها آداة لخلق ميزة تنافسية بين المؤسسات ‪ ،‬أما من الناحية‬
‫القانونية فيمكن القول أ ّنها اعتراف من المشرع بمسؤوليتها الجزائية في‬
‫حال إخاللها بالمبادئ السابقة ؛ األمر الذي يطرح التساؤل حول نطاق هذه‬
‫المساءلة الجزائية ؟ وهل م ّيز المشرع بشأن هذه المؤسسات بين كونها عا ّمة‬
‫أو خاصة إلقرار مسؤوليتها ؟ وهل يمكن اعتبار هذه المساءلة قيدا على‬
‫‪ .‬ممارسة نشاطها وتحقيق أهدافها ؟‬

‫‪Summary of the interference :‬‬

‫‪ The small and average companies and associations are considered as‬‬
‫‪anew  way of the economic organization whose purpose is the‬‬
‫‪efficiency of the economic progress and the solution of the issue of‬‬
‫‪the unemployment ,owing to its ability to produce new  working‬‬
‫‪opportunities .‬‬

‫‪  The legislator has already put a set of principles which encourage‬‬
‫‪these economic organizations in order to realize some purposes‬‬
‫‪respecting  the social and ethical guidelines among which : improving‬‬
‫‪the standards of living of the working class .‬‬

‫‪  This social responsibility from an economic point of view is a‬‬


‫‪means of creating competition between these companies and‬‬
‫‪associations.‬‬

‫‪     However from a legislative point of view its considered to be‬‬


‫‪responsible in the case of an illegal practice .         The question‬‬
‫‪to be asked is  :to which extent these companies and associations are‬‬
‫‪responsible  ? is there any distinction between the private and public‬‬
‫‪ones for being responsible ?can we consider this responsibility as an‬‬
‫‪obstacle against  its practices and activities ?.‬‬

‫سسـات الصغيـرة والمتوسطـة‬


‫المسؤوليـة الجزائيـة للمؤ ّ‬

‫‪ -‬دراسـة في التشريـع الجزائـري ‪-‬‬

‫عـرف االقتصاد الجزائري منذ مطلع الثمانيات تغيرات جذرية على كل ‪       ‬‬
‫المستويات كان أبرزها فسح المجال أمام القطاع االقتصادي ليكون شريكا‬
‫‪ .‬أساسيا في دفع عجلة التنمية‬

‫هـذا التدخل اتخذ أنماطا عدة ‪ ،‬كان أبرزها فسح المجال أمام تكوين ‪   ‬‬
‫مؤسسات فاعلة في الميدان االقتصادي اتخذت أنماطا مختلفة اختلفت أشكالها‬
‫باختالف األهداف المسطرة من طرف الدولة لتجسيد سياستها في المجال‬
‫‪ .‬االقتصادي بعدما فسحت المجال أمام القطاع الخاص واكتفت بدور الضبط فقط‬

‫كـان أبرز هذه األشكال ما أصبح ُيعرف في األدبيات االقتصادية ‪   ‬‬


‫الحديثة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة كشكل من أشكال التنظيم االقتصادي‬
‫‪ :‬يرمي إلى تحقيق هدفيبن أساسسين هما‬

‫‪ .‬تحقيق وزيادة فعالية النمو االقتصادي ليصبح اقتصادا قويا ومتينا‬


‫حل جزء من أزمة البطالة ‪ ،‬خاصة وأنها قادرة على خلق فرص عمل جديدة‬
‫المسرحة من مؤسسات القطاع العمومي‬ ‫ّ‬ ‫‪ .‬وامتصاص حجم العمالة المنتجة‬
‫وألجـل ضبط هذا التنظيم االقتصادي ‪ ،‬وتحديد الضوابط القانونية التي ‪   ‬‬
‫ينبغي أن تمارس في ظله هذه األخيرة نشاطها وتحقيق األهداف السابقة ‪ ،‬فقد‬
‫تدخل المشرع بوضع منظومة قانوينة تشجع إنشاء هذا النوع من المؤسسات‬

‫التي تعد من الناحية القانونية شخص من األشخاص المعنوية التي ترمي إلى‬
‫تحقيق أهداف ربحية في إطار القيود التي يفرضها المجتمع كونها مضبوطة‬
‫بضوابط أخالقية أهمها تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة فيها‬
‫كشكل من أشكال المسؤولية االجتماعية التي ينبغي أن تخضع لها هذه المؤسسات‬
‫في ممارسة نشاطها ‪ ،‬وهو التوجه الذي أعلن عنه االتفاق العالمي للمسؤولية‬
‫االجتماعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنعقد بنيويورك في ‪ 26‬حزيران‬
‫والذي ش ّد د من الرقابة عليها ألجل المحافظة على البيئة االجتماعية ‪2004‬‬
‫مرتبط بنتائج ‪iso‬ومحاربة كل ّ أشكال الفساد إلى حد جعل منح شهادة اإليزو‬
‫‪ .‬تصرفاتها‬

‫هـذه المسؤولية االجتماعية يمكن النظر إليها من الناحية االقتصادية‪     ‬‬


‫على أنها آداة لخلق ميزة تنافسية بين المؤسسات ‪ ،‬أما من الناحية‬
‫القانونية فيمكن القول أ ّنها اعتراف من المشرع بمسؤوليتها الجزائية في‬
‫‪ .‬حال إخاللها بالمبادئ السابقة‬

‫خاصة ‪ ،‬فإنّ لهذه التفرقة‪     ‬‬


‫ّ‬ ‫وإذا كانت هذه المؤسسات قد تكون عامة أو‬
‫نتائجها على المستوى الجزائي في حال ما إذا انصب نشاطها على فعل يشكل‬
‫جريمة من جرائم القانون ‪ ،‬األمر الذي يطرح التساؤل عن نطاق المساءلة‬
‫ميز المشرع الجزائري‬‫الجزائية لهذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ؟ ‪ .‬وهل ّ‬
‫في حال قيام مسؤوليتها الجزائية بين كونها عامة أو خاصة ؟ ‪ ،‬وهل يمكن‬
‫اعتبار هذه المساءلة قيدا على ممارسة نشاطها وتحقيق أهدافها ؟‬

‫‪ :‬إنّ اإلجابة عن هذه اإلشكالية تقتضي منا تقسيم الدراسة وفقا للخطة التالية ‪   ‬‬

‫‪ .‬مقدّمـــة‬

‫األول ‪ :‬ماهية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬


‫‪ :‬المطلب ّ‬

‫‪ :‬الفرع األول ‪ :‬مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ّ .‬أو ال ‪ :‬المعايير المعتمدة في تحديد مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ .‬ثانيا ‪ :‬موقـف المشــرع الجزائـــري‬

‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأهميتها‬

‫‪ّ .‬أوال ‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ .‬ثانيا ‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المساءلة الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ‬في‬


‫‪ :‬التشريع الجزائري‬

‫‪ :‬الفرع األول ‪ :‬نطاق المساءلة الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ّ .‬أوال ‪ :‬األشخاص المعنوية محل المساءلة الحزائية‬

‫‪ .‬ثانيا ‪ :‬شروط المساءلة الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الجزاءات المقررة للجرائم المرتكبة من طرف المؤسسات‬


‫‪ :‬الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ّ .‬أو ال ‪ :‬العقوبات األصلية للجرائم المرتكبة من طرف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ .‬ثانيا ‪ :‬العقوبات التكميلية للجرائم المرتكبة من طرف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ .‬الخاتمــة‬

‫‪ :‬المطلب األول ‪ :‬ماهية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫رغم كثرة الكتابات التي تناولت موضوع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪   ‬‬
‫التي عرفت انتشارا واسعا في كل من الدول المتقدمة والنامية ‪ ،‬إال أ ّنه لم‬
‫يتم التوصل إلى حد اآلن إلى وضع تعريف محدّ د ودقيق ‪ ،‬ويرجع ذلك إلى‬
‫‪ .‬اختالف مراحل النمو االقتصادي والظروف االقتصادية في كل بلد‬

‫فالمؤسسة الصغيرة والمتوسطة في الواليات المتحدة ال تعتبر كذلك في دولة‪ ‬‬


‫نامية كالجزائر أو مصر على سبيل المثال كما أن المؤسسة الصغيرة في‬
‫مصنع يمكن اعتبارها كبيرة في دولة مثل المغرب أو‬‫اليابان أو أي بلد ّ‬
‫‪ .‬موريتانيا‬

‫وعموما فإن صعوبة االتفاق على تعريف واحد يرجع إلى التفاوت في درجة ‪   ‬‬
‫النمو والتباين في النشاط االقتصادي وتنوع فروعه بين الدول ‪ ،‬في حين أنّ‬
‫هناك شبه إجماع حول جملة المعايير التي تستند إليها التعريفات الدولية‬
‫المختلفة وتتعلق بحجم العمالة ورأس المال ‪ ،‬ودرجة االستقاللية ورقم‬
‫األعمال والحصيلة السنوية ‪ ،‬ودرجة استعمال التكنولوجيا‪ . . .‬الخ ‪ ،‬ألجل‬
‫ذلك سيتم التعرض لهذهالمعايير الدولية وصوال لمعرفة موقف المشرع الجزائري‬
‫‪ .‬ضمن الفرعين التاليين‬

‫األول ‪ :‬مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬


‫‪ :‬الفرع ّ‬

‫في ظل غياب تعريف جامع وموحد سيتم ذكر المعايير المعتمدة في تحديد ‪   ‬‬
‫‪ :‬مفهومها ‪ ،‬ثم تحديد موقف المشرع الجزائري‬

‫ّأو ال ‪ :‬تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ :‬في ظل عدم اعتماد تعريف‬


‫موحد ‪ُ ،‬وصعت ع ّد ة معايير يتم على أساسها تحديد مفهوم المؤسسات الصغيرة‬
‫ّ‬
‫‪ :‬والمتوسطة‬

‫‪ :‬أ‪ .‬المعايير الكمية لتعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ‬‬

‫‪ :‬وتأخذ بعين االعتبار ما يلي ‪   ‬‬

‫معيار عدد العمال (حجم العمالة ) ‪ُ :‬يعتبر هذا المعيار أكثر ‪  1.‬‬
‫سمها على النحو اآلتي‬ ‫‪ :‬استخداما في تمييز حجم المؤسسة ‪ ،‬والذي يق ّ‬

‫‪ .‬مؤسسة مصغرة ‪ :‬يتراوح حجم عمالها بين ‪ 01‬و ‪ 09‬عمال‬


‫‪ .‬مؤسسة صغيرة ‪ :‬يتراوح حجم عمالها بين ‪ 10‬و ‪ 199‬عامال‬
‫‪ .‬مؤسسة متوسطة ‪ :‬يتراوح حجم عمالها بين ‪ 200‬و ‪ 499‬عامال‬
‫‪ .‬وهو تصنيف أمريكي (‪ )1‬‬

‫معيار رقم األعمال ‪ :‬هو معيار حديث يأخذ بعين االعتبار في تصنيف ‪2.‬‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نشاطها وقدرتها التنافسية ‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫المؤسسات التي تبلغ مبيعاتها مليون دوالر فأقل صغيرة ومتوسطة ‪ ،‬هذا‬
‫المعيار اُنتقد على أساس صعوبة تحديد رقم األعمال خا ّ‬
‫صة في الفترات‬
‫‪ .‬الموسمية‬

‫معيار رأس المال ‪ :‬وهو يختلف من دولة ألخرى ‪ ،‬ففي فرنسا مثال تدخل في‪3.‬‬
‫نطاق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تلك التي ال يتجاوز رأسمالها المستثمر ‪5‬‬
‫مليون فرنك أو ما يعادلها من األورو ‪ ،‬وفي اليابان رأسمالهـا أقل من ‪50‬‬
‫‪  .‬مليون ين‬

‫معيار معامل رأس المال ‪ :‬نظرا لعدم دقة كل من معيار العمالة ومعيار ‪4.‬‬
‫‪ ،‬رأس المال ‪ ،‬ألنه قد يكون حجم العمالة ضعيفا ورأس المال كبيرا أو العكس‬
‫لذلك ا ُعتمد معيار آخر يمزج بينهما وذلك عن طريق قسمة رأس المال الثابت‬
‫على حجم أو عدد العمال ‪ ،‬والناتج يعني كمية االستثمار الالزمة لتوظيف‬
‫‪ .‬عامل واحد في المؤسسة (‪)2‬‬

‫‪ :‬ب‪ .‬المعايير النوعية لتعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫المعيار القانوني ‪ :‬يتوقف الشكل القانوني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪1.‬‬


‫على طبيعة وحجم رأس المال المستثمر وطريقة تمويلها ‪ ،‬فشركات األموال‬
‫غالبا ما يكون رأسمالها كبيرا مقارنة مع شركات األشخاص وعلى هذا األساس‬
‫تعدّ كل من شركات األشخاص وهي حسب التصنيف القانوني تشمل كل من شركات‬
‫والمحاصة والمهن الحرفية الصغيرة ومختلف‬
‫ّ‬ ‫التضامن والتوصية باألسهم‬
‫المحالت التجارية والمطابع واألسواق المركزية ومكاتب السياحة واألسفار‬
‫وورشات الصيانة واإلصالح ومقاوالت البناء والتعمير مؤسسات صغيرة ومتوسطة‬
‫بينما شركات األموال يختلف تصنيفها بالنظر لحجم العمال أو رأس المال ‪،‬‬
‫‪ .‬إلى كبيرة أو صغيرة ومتوسطة‬

‫المعيار التنظيمي ‪ :‬كل مؤسسة ت ّتسم بالخصائص التالية تع ّد مؤسسة صغيرة ‪2.‬‬
‫‪ :‬أو متوسطة‬

‫‪ .‬الجمع بين الملكية واإلدارة‬


‫‪ .‬قلّة مالكي رأس المال‬
‫‪ .‬ضيق نطاق االنتاج وانحصاره في سلعة أو خدمة معينة‬
‫‪ .‬صغر حجم الطاقة االنتاجية‬
‫‪ .‬اتسامها بالطابع المحلي إلى حد كبير‬
‫‪ .‬االعتماد بصورة كبيرة على مصادر التمويل المحلي(‪)3‬‬
‫معيار االستقاللية ‪ :‬وهو معيار نسبي ‪ ،‬معناه إذا كانت هذه المؤسسة ‪3.‬‬
‫تتمتع باستقالل مالي وإداي فهي تدخل ضمن نطاق المؤسسات الصغيرة‬
‫‪.‬والمتوسطة‬

‫‪ ،‬معيار حصتها في السوق ‪ :‬تتمتع هذه األخيرة بمحدودية حصتها في السوق ‪4.‬‬
‫‪ .‬عكس المؤسسات الكبيرة التي تتمتع بوضع احتكاري‬

‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬موقف المشرع الجزائري في تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫لقد عرف قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر اهتماما كبيرا‪     ‬‬
‫خاصة بها‬
‫ّ‬ ‫نحو ترقيتها وتطوير دورها منذ سنة ‪ ، 1993‬كما ت ّم إنشاء وزارة‬
‫إال أنّ المشرع الجزائري لم يضع تعريفا محدّ دا لها ‪ ،‬لكن هذا ال ينكر ‪،‬‬
‫‪ :‬وجود محاوالت متفرقة لتعريفها نذكر منها ما يلي‬

‫المخطط الرباعي الثاني ‪ : 1977-1974‬أعطت وزارة الصناعة والطاقة التعريف *‬


‫‪ :‬التالي (‪ " )4‬هي كل وحدة إنتاج تتميز بما يلي‬

‫‪ .‬مستقلّة قانونيا‬
‫توظف أقل من ‪ 500‬عامل‬ ‫‪ّ .‬‬
‫‪ .‬تح ّقق رقم أرباح سنوي أقل من ‪ 500‬مليون دج‬
‫القانون رقم ‪ 88/16‬المؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ 1988‬المتعلق بالقانون الخاص *‬
‫بالحرفي ‪ :‬الذي أخرج من دائرة هذه المؤسسات تلك التي تستخدم اآلالت‬
‫األتوماتيكية والتي يزيد عدد عمالها عن ‪ 12‬عامال ‪ ،‬وتأخذ المؤسسات‬
‫‪ :‬الصغيرة والمتوسطة حسب هذا القانون األشكال التالية‬
‫‪ .‬مؤسسات والئية أو بلدية‬
‫‪ .‬فروع الشركات الوطنية‬
‫‪ .‬شركات مختلطة‬
‫‪ .‬تعاونيات‬
‫صة‬‫‪ .‬مؤسسات خا ّ‬
‫‪ .‬مؤسسات فردية أو عائلية‬
‫غير أنه ومن أجل االنسجام مع المعطيات الجديدة التي عرفها القطاع ‪ ‬‬
‫خاص ة بعد انضمام الجزائر إلى المشروع المتوسطي‬‫ّ‬ ‫االقتصادي الجزائري‬
‫وتوقيعها على الميثاق العالمي حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جوان‬
‫فقد كان لزاما على المشرع سن نص قانوني يتالءم مع هذه المعطيات ‪2000    ‬‬
‫وهو ما كان بالفعل بصدور القانون التوجيهي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪،‬‬
‫عرفها على أن ّها " هي مؤسسة إنتاج السلع و‪/‬أو‬‫في ديسمبر ‪ ، 2001‬حيث ّ‬
‫تشغل من ‪ 01‬إلى ‪ 250‬شخص وال يتجاوز رقم أعمالها ‪ 02‬مليار دج أو‬ ‫المنتجات ّ‬
‫‪.‬ال يتجاوز مجموع حصيلتها السنوية ‪ 500‬مليون دج " (‪)5‬‬

‫وقد اعتمد المشرع الجزائري على الجمع بين معيار عدد العمال ومعيار رقم ‪ ‬‬
‫األعمال أو الحصيلة السنوية في تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهي‬
‫‪ .‬المعايير المعتمدة من قِبل االتحاد األوروبي‬

‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأهميتها‬

‫هناك مجموعة من الخصائص تميز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن باقي‪     ‬‬


‫‪ :‬المؤسسات األخرى ‪ ،‬كما تلعب دورا مهما في مجال التنمية االقتصادية‬

‫‪ّ :‬أوال ‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫انخفاض معامل رأس المال عن العمل لكون هذا النوع من المؤسسات يعتمد على‬
‫‪ .‬استخدام القدرات اإلنتاجية الكثيفة على حساب كثافة رأس المال‬
‫يتولى مالك المؤسسة كل العمليات التسييرية والتقنية والمالية باعتبار أنّ‬
‫‪  .‬هذه المؤسسات ذات طابع عائلي في غالب األحيان‬
‫تقدم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة السلع والمنتجات والخدمات التي تتناسب‬
‫مع احتياجات السوق المحلية وتلبية الطلب في المنطقة التي تنشأ بها‬
‫‪ .‬والمناطق المجاورة‬
‫‪،‬ارتباط الجانب االقتصادي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجانب االجتماعي‬
‫‪ ،‬فكثيرا ما ترتبط بالعائلة فتوفر فرص العمل ألفرادها من الرجال والنساء‬
‫‪ .‬كبارا وصغارا‪ ،‬دون االلتزام بمؤهالت دراسية أو شهادات رسمية‬
‫عادة ما تكون هذه المؤسسات عبارة عن صناعات مك ّملة ومغذية إلحدى الصناعات‬
‫الكبيرة ‪ .‬وعليه فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا في دعم‬
‫‪ ،‬المؤسسات الكبيرة من خالل توزيع منتجاتها وإمدادها بمستلزمات اإلنتاج‬
‫‪ .‬وبذلك تسهم في تدعيم عالقات التشابك القطاعي في االقتصاد الوطني‬
‫عدم إقبال الرأسمال األجنبي على االستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪ :‬ويرجع ذلك إلى عاملين أساسيين‬
‫‪ .‬تميز هذه المؤسسات بالطابع العائلي إلى حد كبير‬
‫‪ .‬ارتفاع عنصر المخاطرة لالستثمار فيها لصغر حجم رأس المال‬

‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تكتسب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أهميتها من مجموعة اعتبارات‪     ‬‬


‫تتعلق بخصائص هياكلها االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬والتوزيع المكاني للسكان‬
‫والنشاطات ‪ ،‬ويمكن أن نستعرض بعض القضايا التي تتجلى فيها أهمية هذه‬
‫‪ :‬المؤسسات ومنها‬

‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلدان النامية مستوعبة لنسبة أكبر من‬


‫قوة العمل ‪ ،‬فهي تستخدم تقنيات إنتاجية بسيطة نسبيا تتميز بارتفاع كثافة‬
‫العمل ‪ ،‬وهذا ما يساعد الدول التي تعاني من وفرة العمل وندرة رأس المال‬
‫‪ .‬لمواجهة مشكلة البطالة بدون تكاليف مالية عالية‬
‫‪ ،‬نمط التقدم التقني المستخدم أكثر مالئمة لظروف البلدان النامية‬
‫فالتقنيات المستخدمة مكثفة للعمل وبسيطة التكلفة بالنقد األجنبي‬
‫‪ .‬بالمقارنة مع التقنيات المكثفة لرأس المال‬
‫مرونة المؤسسات الصغيرة أكبر بالمقارنة مع المؤسسات الكبيرة في مواجهة‬
‫التقلبات السوقية أو التغيرات في الظروف االقتصادية ‪ ،‬حيث المؤسسة‬
‫الكبيرة تظل مثقلة بعبء النفقات الثابتة في حال نقص الطلب على إنتاجها‬
‫عكس المؤسسة الصغيرة والمتوسطة التي تكاليفها المتغيرة العاملة أعلى من‬
‫الثابتة ‪ ،‬وبالتالي تستطيع أن تع ّدل تكاليفها بشكل سريع ليتماشى مع نقص‬
‫‪ .‬الطلب على إنتاجها‬
‫تعد هذه المؤسسات أكثر كفاءة في تعبئة وتوظيف المدخرات المحلية وتنمية‬
‫المهارات البشرية ‪ ،‬وبذلك يمكن اعتبارها مصدرا للتراكم الرأسمالي‬
‫‪ .‬وللمهارات التنظيمية ‪ ،‬ومخبرا لنشاطات وصناعات جديدة‬
‫إقامة هذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلدان النامية في الريف‬
‫والمدن الصغيرة مما يقلل من الهجرة من الريف إلى المدن الكبرى ‪ ،‬و ُيسهم‬
‫‪ .‬في تحقيق التوازن الجهوي على المستوى االقتصادي واالجتماعي‬
‫عدم رغبة األشخاص ومنهم خريجو الجامعات في الوقت الحاضر العمل في‬
‫المؤسسات الكبيرة التابعة للحكومات ‪ ،‬واللجوء إلى العمل باالعتماد على‬
‫أنفسهم ولحسابهم الخاص‪ ،‬وذلك لشعورهم بنقص الفرص المتاحة لتولي مسؤوليات‬
‫ومناصب عليا بهذه المؤسسات الكبرى ‪ ،‬عكس العمل في مؤسسات صغيرة ومتوسطة‬
‫إلحساسهم أ ّن هم من صغار المالك وأرباب عمل في المستقبل ‪ ،‬وهو ما نراه‬
‫س دا في محالت البيع بالتجزئة والجملة التي يعمل فيها صاحب رأس المال‬ ‫مج ّ‬
‫‪ .‬نفسه‬
‫سهولة إنشاء وتأسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكونها ال تحتاج إلى‬
‫‪.‬قدرات مالية كبيرة وتكنولوجيا جد متطورة (‪)6‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المساءلة الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬


‫‪ :‬التشريع الجزائري‬

‫تشير اإلحصائيات في الجزائر إلى التطور السريع النتشار المؤسسات ‪     ‬‬


‫الصغيرة والمتوسطة على غرار الكثير من البلدان ‪ ،‬ويقابله في الوقت نفسه‬
‫ارتفاع في معدالت التوظيف كونها مصدرا أساسيا للشغل ؛ ألنّ االهتمام بهذه‬
‫المؤسسات والمحافظة على استمراريتها وتوسيعها يعني المحافظة على مناصب‬
‫الشغل وامتصاص أيدي عاملة بطالة ‪ ،‬لكن قد تتجاوز هذه المؤسسات الدور‬
‫المنوط بها إلى حد يترتب عنه اإلضرار بالغير ‪ ،‬بما يجعل عملها ير ّتب في‬
‫ذمتها مسؤولية مدنية تقصيرية أو عقدية إذا كان هناك عقد يجمع بينها وبين‬
‫الغير ‪ ،‬إال أنّ األمر قد ال يتوقف عند حد المسؤولية المدنية ‪ ،‬بل‬
‫يتجاوزه إلى أخطر من ذلك ‪ ،‬حيث قد ينجم عن نشاطها ارتكاب أفعال ترتقي إلى‬
‫مصاف الجريمة ‪ ،‬األمر الذي يقيم مسؤوليتها الجزائية عن الجرائم المرتكبة‬
‫من طرفها ‪ ،‬لكن كون هذه األخيرة تقوم على عنصر توافر عدد محدّد من‬
‫الع ّمال يعملون تحت رقابة وإشراف شخص واحد ‪ ،‬أو أن ‪ ‬يتخذ نشاط هذه‬
‫المؤسسات شكل شركات مختلفة ‪ ،‬بما ثير التساؤل عن المسؤول جزائيا عن هذه‬
‫األفعال ؟ و ما هو نطاق هذه المساءلة الجزائية ؟ ‪ ‬باعتبار أنّ المسؤولية‬
‫الجزائية عن األفعال الضارة لم تعد تلحق مرتكب الجريمة كشخص طبيعي ‪ ،‬بل‬
‫أنّ االتجاهات الحديثة في نطاق المساءلة الجزائية تعدتها إلى حد مساءلة‬
‫أشخاص لم يشاركوا اشتراكا مباشرا في ارتكابها و إنما لكون الجريمة قد‬
‫‪ ،‬ارتكبت في ظل تنظيم قانوني مع ّين وبواسطة أجهزة هذا الكيان القانوني‬
‫فإنّ األمر يقتضي منا ضرورة تحديد نطاق المساءلة الجزائية للمؤسسات‬
‫المقررة لها في حال ثبوت ضلوعها‬
‫ّ‬ ‫الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬ثم بيان العقوبات‬
‫‪ .‬في ميدان اإلجرام ضمن الفرعين التاليين‬

‫الفرع األول ‪ :‬نطاق المساءلة الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوصفها‬


‫‪ :‬شخصا معنويا‬

‫لم يقر المشرع الجزائري المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي إال بصدور ‪ ‬‬
‫القانونين ‪ 15/04 14/04‬المعدلين والمتممين لقانون العقوبات واإلجراءات‬
‫الجزائية ‪ ،‬وبموجبهما أقر المشرع مسؤولية الشخص المعنوي عن الجرائم‬
‫المرتكبة باسمه ولحسابه وبواسطة أجهزته و ممثليه ‪ ،‬وتعد المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة أحد أشكال الشخص المعنوي ‪ ،‬لكن الشخص المعنوي قد يكون عاما أو‬
‫سو ى المشرع في إقرار هذه المسؤولية بين الشخص المعنوي العام‬ ‫خاصا ‪ ،‬فهل ّ‬
‫والخاص ؟ أم أنّ للتفرقة مبرراتها ؟‪.‬لكن قبل التعرض لنطاق هذه المساءلة‬
‫‪ :‬نشير إلى مبررات المساءلة الجزائية للشخص المعنوي (‪)7‬‬

‫أنّ الشخص الطبيعي قد يعجز عن القيام بما يقوم به الشخص المعنوي لمحدودية‬
‫‪ .‬طاقته ‪ ،‬مقابل توافر اإلمكانيات الهائلة لدى الشخص المعنوي‬
‫تأقيت حياة الفرد الطبيعي وقصرها بالمقارنة مع المشاريع المنجزة أو‬
‫المراد إنجازها مما تطلّب وجود األشخاص المعنوية الستمرارها ودوامها أكثر‬
‫من الشخص الطبيعي ‪ ،‬فكثير من الشركات والمؤسسات لم يبق من مؤسسيها أي شخص‬
‫‪ .‬لكنها الزلت مستمرة ومنتجة وفي حالة نماء وزيادة ‪،‬‬
‫دخول الشخص المعنوي معترك الحياة بصورة متعاضمة مما جعل إمكانية االنحراف‬
‫والخطورة اإلجرامية وتهديد أمن المجتمع أمرا محتمال ‪ ،‬ومن ثم أصبح من‬
‫الضروري مساءلة الشخص المعنوي كالشخص الطبيعي ذلك أنّ المشرع ال يجوز له‬
‫‪ .‬أن يقف موقفا سلبيا إزاء الجرائم التي تقع في المجتمع مهدّ دة أمنه‬
‫مبدأ المساواة وتحقيق العدالة يقتضيان مساءلة الشخص المعنوي عما اقترفه‬
‫‪ .‬من جرائم سواء كانت تامة ‪      ‬أو ناقصة كالشخص الطبيعي‬
‫وبالرجوع ألحكام قانون العقوبات نجد أنّ المشرع الجزائري قد حدّ د ‪   ‬‬
‫األشخاص المعنوية المسؤولة جزائيا كما حدّ د شروط المساءلة الجزائية ‪ ،‬إلى‬
‫جانب العقوبات المقررة لها ‪ ،‬في حين حدّ د قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫‪  .‬إجرءات المتابعة الجزائية لجرائم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ّ :‬أوال ‪ :‬األشخاص المعنوية محل المساءلة الجزائية‬

‫جاء في المادة ‪ 51‬مكرر من قانون العقوبات ما يلي ‪ " :‬باستثناء ‪   ‬‬


‫‪ ،‬الدولة والجماعات المحلية واألشخاص المعنوية الخاضعة للقانون العام‬
‫يكون الشخص المعنوي مسؤوال جزائيا عن الجرائم التي ترتكب لحسابه من طرف‬
‫أجهزته أو ممثليه الشرعيين عندما ينص القانون على ذلك ‪ ،‬إنّ المسؤولية‬
‫الجزائية للشخص المعنوي ال تمنع مساءلة الشخص الطبيعي كفاعل أصلي أو‬
‫‪ .‬كشريك في نفس األفعال "(‪)7‬‬

‫وطالما كانت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أشخاص معنوية عامة أو خاصة ‪   ‬‬
‫فإنّ المشرع يستلزم لمباشرة نشاطها ضرورة توافر أركانها الموضوعية من ‪،‬‬
‫أهلية قانونية و محل وسبب مشروعين ‪ ،‬إلى جانب استيفاء اإلجراءات الشكلية‬
‫صة ‪ ،‬و‬
‫كصدور قانون إنشائها وتحرير العقود التأسيسية لها أمام جهة مخت ّ‬
‫المقرر لحماية‬
‫ّ‬ ‫القيد في السجل التجاري ‪       ‬إلى جانب اإلشهار القانوني‬
‫الغير الذي يتعامل مع هذه المؤسسات ‪ ،‬وخارج هذه األركان والشروط فإنّ‬
‫‪ .‬الشخصية القانونية للشخص المعنوي ال تسري في مواجهة الغير‬

‫هذا وقد ح ّددت المادة ‪ 49‬من القانون المدني األشخاص المعنوية ‪ ،‬غير ‪   ‬‬
‫أنّ المشرع م ّي ز بين األشخاص المعنوية العامة وهي الدولة والجماعات‬
‫المحلية والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ‪ ،‬وأشخاص معنوية خاصة هي‬
‫‪ .‬الشركات والجمعيات والتعاونيات ‪.....‬إلخ‬

‫وبالرجوع ألحكام القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة ‪   ‬‬


‫والمتوسطة ‪ ،‬نجد هذه األخيرة إما أن تكون مؤسسة والئية أو بلدية ؛ أي‬
‫مؤسسات عامة ‪ ،‬وهذه األخيرة ُتستبعد من دائرة المساءلة الجزائية ‪ ‬بتطبيق‬
‫أحكام المادة ‪ 51‬مكرر من قانون العقوبات ‪ ،‬فحتى لو ارتكبت هذه األخيرة‬
‫أفعال موصوفة بأنها جرائم ‪ ،‬فالقانون واضح وصريح في استبعادها من نطاق‬
‫‪ .‬المساءلة ‪ ،‬وهو استبعاد في نظرنا يخل بمبدأ المساواة‬

‫‪ ،‬تبقى الصورة الغالبة لهذه المؤسسة ‪ ،‬هي كونها مملوكة للقطاع الخاص ‪   ‬‬
‫وبالتالي ُتطبق عليها أحكام المادة ‪  51‬مكرر السابق ذكرها ‪ ،‬بمعنى إذا‬
‫كانت هذه األخيرة مملوكة للخواص ‪ ،‬فإنها ُتسأل جزائيا عن الجرائم التي‬
‫ُت رتكب من طرفها ‪ ،‬وإن كان هذا األمر ال يستقيم نظريا ‪ ،‬فإنّ المشرع قد‬
‫‪ .‬ح ّدد ضوابط هذه المساءلة‬

‫ثانيا ‪ :‬شروط المساءلة الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (‪ :)8‬حتى‬


‫ُت سأل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن الجرائم التي ُترتكب من طرفها‬
‫‪ُ :‬يشترط ما يلي‬

‫‪ :‬ارتكاب الجريمة من طرف الممثل الشرعي للشخص المعنوي أو أحد أجهزته ‪1.‬‬
‫حيث ُيشترط أن يكون مرتكب الجريمة هو المع ّبر عن إرادتها ؛ أي هو الشخص‬
‫الذي يملك سلطة ممارسة نشاط الشخص المعنوي باسمه كالمدير ‪       ‬أو رئيس‬
‫‪ .‬مجلس اإلدارة‬

‫هذا وقد أضافت المادة ‪ 51‬مكرر ف‪ 2‬أنّ مساءلة المؤسسة الصغيرة‪           ‬‬
‫أو المتوسطة كشخص معنوي ال يحول دون مساءلة الشخص الطبيعي عن نفس الجريمة‬
‫سواء كفاعل أصلي أو كشريك ‪ ،‬وهو ما ُيعرف بمبدأ ازداوجية المسؤولية‬
‫الجزائية بين الشخص الطبيعي والمعنوي حتى ال يجعل الشخص الطبيعي مسؤولية‬
‫الشخص المعنوي كستار لحجب مسؤوليته ‪ ،‬ومن جهة أخرى حتى ال يبقى مرتكب‬
‫الجريمة الفعلي طليقا طالما كان أهال للمساءلة الجزائية ‪  ‬وال يعتبر ذلك‬
‫من قبيل تعدد العقوبات ؛ ألن الشخص الطبيعي إذ ُيسأل بصفته ممثال إلرادة‬
‫الشخص المعنوي ‪ ،‬فإنه ُي نظر إليه حينئد وكأنه الشخص المعنوي ذاته ‪ ،‬بينما‬
‫‪ ،‬مساءلته عن خطئه حال ثبوت مسؤوليته فإنه يقع في نطاق القواعد العامة‬
‫فيخضع للعقوبات السالبة للحرية حسب نوع الجرم ‪ ،‬بينما يخضع الشخـص‬
‫‪ .‬المعنوي للعقوبات المحددة له‬

‫ارتكاب الجريمة باسم ولحساب الشخص المعنوي ‪ :‬معنى ذلك أن تكون الجريمة‪2.‬‬
‫قد ارتكبت من طرف الشخص الطبيعي بهدف تحقيق مصلحة للشخص المعنوي كتحقيق‬
‫أرباح غير مشروعة أو ارتكاب أفعال إجرامية من شأنها منع إلحاق الضرر‬
‫بالشخص الطبيعي ‪ ،‬وبمفهوم المخالفة ال تقوم مسؤولية المؤسسة الصغيرة و‬
‫المتوسطة إذا كانت الجريمة مرتكبة من طرف ممثلها الطبيعي لكن باسمه و‬
‫لحسابه ‪ ،‬أو قصد اإلضرار بالشخص المعنوي ‪ ،‬ويضع الدكتور يحي أحمد موافي‬
‫‪ :‬أربع حاالت تظهر فيها إرادة الشخص الطبيعي وكيفية ارتكاب الفعل‬

‫أفعال غير مشروعة تتم المداولة بشأنها باألغلبية داخل المؤسسة الضغيرة‬
‫‪ .‬والمتوسطة ‪  ‬من طرف األعضاء القانونيين للشخص المعنوي ولحسابه‬
‫أفعال يرتكبها الشخص الطبيعي كالمدير أو عضو مجلس اإلدارة أو رئيسا ممثال‬
‫للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة أثناء مباشرة أعماله باستعمال أدوات مق ّدمة من‬
‫‪ .‬المؤسسة ذاتها و ُتتخذ القرارات لصالح الجماعة مباشرة‬
‫أفعال إجرامية تقع من األعضاء منفردين دون مداولة جماعية بشأنها وإنما‬
‫‪  .‬لصالح المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬العقوبات المقررة للجرائم المرتكبة من طرف للمؤسسات‬
‫‪ :‬الصغيرة والمتوسطة‬

‫في حال ثبوت ضلوع المؤسسة الصغيرة والمتوسطة في جريمة ‪               ‬‬


‫من جرائم قانون العقوبات سواء كانت مرتكبة ضد الدولة أو ضد األشخاص أو ضد‬
‫مكرر‬
‫األموال ‪ ،‬فإنّ هذه األخيرة تخضع للعقوبات الواردة بالمادة ‪ّ 18‬‬
‫ومكرر ‪1‬و‪ 2‬و‪ 3‬من قانون العقوبات مع إمكانية توقيع عقوبات منصوص عليها‬ ‫ّ‬
‫المقرر لفائدة‬
‫ّ‬ ‫بموجب بعض القوانين الخاصة ‪ ،‬إلى جانب التعويض المدني‬
‫‪ :‬المضرور من الجريمة ‪ ،‬وهذه العقوبات تنقسم إلى‬

‫ّأو ال ‪ :‬العقوبات األصلية المقررة للجرائم المرتكبة من طرف للمؤسسات‬


‫‪ :‬الصغيرة والمتوسطة‬

‫لما كانت طبيعة الشخص المعنوي ال تسمح بتوقيع عقوبات‪                 ‬‬


‫سالبة للحرية ضده ‪ ،‬فإن المشرع في ظل إقرار مسؤوليته بموجب المادة ‪51‬‬
‫مكرر من ق‪.‬ع ‪ ،‬قد أحال بشأن الجزاءات التي يخضع لها للقواعد العامة‬
‫الواردة في المواد ‪ 18‬مكرر ومكرر‪ ، 1‬ثم أضاف التعديل األخير لذات القانون‬
‫المقررة لهذا‬
‫ّ‬ ‫المادتين ‪ 18‬مكرر ‪ 2‬ومكرر ‪ 3‬وعلى ذلك فإن العقوبات األصلية‬
‫‪ :‬األخير تنحصر فقط في‬

‫‪ :‬العقوبة الماسة بالذمة المالية‬

‫– إن هذه العقوبة تتالءم مع طبيعة الشخص المعنوي‪                 ‬‬


‫المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪ -‬بسبب سهولة تطبيقها سواء من حيث التحصيل أو‬
‫من حيث إجراءات التنفيذ ‪ .‬هذا األمر يجعلها أكثر فائدة للدولة ألنها‬
‫‪ .‬تو ّفر لها أمواال طائلة نظرا الرتفاع قيمتها‬

‫وقد حدّ د المشرع مبلغ الغرامة الذي يمكن الحكم به على‪                 ‬‬
‫الشخص المعنوي – المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ‪ ‬بين حدين أدنى وأقصى من واحد‬
‫إلى خمس ‪  ‬مرات الغرامة المقررة للشخص الطبيعي سواء في مادة الجنح أو‪ ‬‬
‫‪ .‬الجنايات (‪)10‬‬

‫صت المادة ‪ 18‬مكرر ‪ 2‬المضافة بموجب التعديل ‪               ‬‬


‫هذا وقد ن ّ‬
‫األخير فيما يخص الغرامة أنه" عندما ال ينص القانون على عقوبة الغرامة‬
‫لألشخاص الطبيعيين سواء في الجنايات أو الجنح وقامت المسؤولية الجزائية‬
‫للشخص المعنوي طبقا ألحكام المادة ‪ 51‬مكرر من ق‪.‬ع‪،‬فإن الحد األقصى‬
‫للغرامة المحتسب لتطبيق النسبة القانونية المقررة للعقوبة فيما يخص الشخص‬
‫‪ :‬المعنوي يكون كاآلتي‬

‫دج عندما تكون الجناية معاقبا عليها ‪                -  2.000.000‬‬


‫‪ .‬باإلعدام أو السجن المؤبد‬

‫‪ .‬دج عندما تكون الجناية معاقبا عليها بالسجن المؤقت (‪          - 1.000.000 )12‬‬

‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬العقوبات التكميلية المطبقة على الشخص المعنوي ‪         ‬‬

‫عالوة على الغرامة كعقوبة أصلية ‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 18‬مكرر من‪           ‬‬
‫ق‪.‬ع على إمكانية تطبيق عقوبة أو أكثر من العقوبات التالية على الشخص‬
‫المعنوي – المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ‪ -‬حال ارتكابها جريمة من جرائم‬
‫‪ :‬قانون العقوبات أو القوانين المكملة له تتمثل فيما يلي (‪)13‬‬

‫‪ :‬حل الشخص المعنوي ‪1.‬‬

‫على الرغم من كون الحل يعد بمثابة اإلعدام بالنسبة للشخص‪           ‬‬
‫الطبيعي ‪ ،‬وهو أشد حتما وأقسى من الغرامة ‪ ‬إال أن المشرع اعتبره عقوبة‬
‫تكميلية إلى جانب الغرامة ‪ ،‬فالحل إذا يعني إنهاء وجود المؤسسة الصغيرة‬
‫‪ .‬والمتوسطة من من الحياة االقتصادية ؛ هو إعدام لكن من نوع خاص‬

‫مع مالحظة أن المشرع لم يبين نظام التصفية الواجب تطبيقه عند‪           ‬‬
‫الحل؟‪،‬وهل يمكن لنفس الشركاء بعد الحل أن يؤسسوا من جديد شخصا معنويا قد‬
‫‪ ،‬يكون بعثا للشخص الذي ُحل ّ ؟ كما أن هذه العقوبة تواجه بعض الصعوبات‬
‫منها اتفاق الشركاء على حل الشخص المنعوي قبل صدور حكم قضائي تهربا من‬
‫‪ .‬توقيع العقوبة وإنشاء شخص آخر‬

‫‪ :‬غلق المؤسسة أو فرع من فروعها لمدة خمس سنوات ‪ 2.‬‬

‫والغلق هو عقوبة مؤقتة على خالف الحل الذي يعني اإلنهاء‪             ‬‬
‫الكلي لها ‪ ،‬ويعني ذلك وقف الترخيص بمزاولة النشاط لمدة ال تتجاوز خمس‬
‫سنوات ‪ ،‬وخالل المدة المقضي فيها بالغلق ال يجوز بيع المؤسسة ‪ ،‬وال‬
‫التصرف فيها ‪  ‬لذا تعتبر عقوبة الغلق من العقوبات الضارة بمصالح الشركاء‬
‫‪ .‬والدائنين على حد سواء‬

‫‪ :‬اإلقصاء من الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز خمس سنوات ‪3.‬‬

‫وذلك بحرمان الشخص المعنوي طيلة هذه المدة من التعامل في‪             ‬‬
‫أي صفقة يكون أحد أطرافها شخصا معنويا عاما حسب ما هي مح ّددة بالمادة ‪51‬‬
‫يمسه من الناحية المالية ؛ جزاء من‬ ‫من ق‪.‬ع مهما كان موضوعها ‪ ،‬وهو جزاء ّ‬
‫جنس العمل ‪ ،‬ولم يح ّد د المشرع فيما إذا كان هذا اإلقصاء مباشرا أو غير‬
‫مباشر ‪ ‬بما يجعله ال يستطيع أن يساهم في أي صفقة بصفته شريكا ‪ ‬أو يبرم‬
‫‪ .‬تعاقدا من الباطن وإن كان في ذلك تجاوزا للتفسير الضيق ضد مصلحة المتهم‬

‫المنع من مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مهنية أو اجتماعية بشكل مباشر أو ‪4.‬‬
‫غير مباشر لمدة ال تتجاوز خمس سنوات ‪  :‬وعادة ما يكون هذا النشاط هو الذي‬
‫وقعت الجريمة بسببه أو بمناسبته ‪ ،‬ويعتبر المنع هنا تدبيرا أمنيا أساسه‬
‫‪ .‬ثبوت الصلة المباشرة بين مزاولة النشاط و الجريمة المرتكبة (‪)14‬‬

‫كما تض ّمن القانون ‪ 08/04‬المتعلق بشروط ممارسة األنشطة‪           ‬‬


‫تمس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي‬ ‫ّ‬ ‫التجارية عقوبة أخرى يمكن أن‬
‫ّ‬
‫ارتكبت إحدى الجرائم التالية من القيد في السجل التجاري ويتعلق األمر‬
‫حسب المادة ‪ 9‬من ذات القانون بجرائم تبييض األموال ‪ ،‬الرشوة ‪ ،‬اختالس‬
‫األموال ‪ ،‬التهرب الضريبي ‪ ،‬المتاجرة بمواد تلحق أضرار بصحة المستهلك‬
‫‪.....(15) .‬‬

‫‪ :‬مصادرة الشيء الذي اس ُتعمل في ارتكاب الجريمة أو نتج عنها ‪5.‬‬

‫وتعتبر المصادرة عقوبة فعالة ؛ ألنها تصيب الشخص المعنوي ‪           ‬‬


‫‪ .‬بخسارة مالية و عادة ما ترد على الوسائل التي ارتكبت بها الجريمة‬

‫‪ :‬نشر وتعليق حكم اإلدانة ‪6.‬‬


‫هذه العقوبة تمثل مساسا بالمؤسسة الصغيرة والمتوسطة في‪           ‬‬
‫اعتبارها ‪ ،‬وتكمن حكمة التعليق والنشر في تعريف كا ّفة الناس بأي وسيلة‬
‫بسمعة الشخص المعنوي – المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ‪ -‬لدرجة يمكن معها‬
‫القول إنّ هذه العقوبة أبلغ وأشد من العقوبات األخرى ‪ ،‬والمشرع لم يشترط‬
‫نشر الحكم كله ‪ ،‬بل قد ُيكتفى بمنطوقه أو جزء منه ‪ ،‬كما لم يحدّ د المدة‬
‫التي يستمر فيها التعليق أو النشر ‪،‬و ال على من تكون تكاليف النشر‬
‫‪ .‬والتعليق ‪ ‬مما يعطي للقاضي سلطة تقديرية في ذلك‬

‫‪ :‬الوضع تحت الحراسة القضائية لمدة ال تتجاوز خمس سنوات ‪7.‬‬

‫وتنصب الحراسة على ممارسة النشاط الذي ارتكبت الجريمة‪           ‬‬


‫بمناسبته أو أثناء مزاولته ‪ ،‬ألجل ذلك يتعين على المحكمة ُمصدرة الحكم أن‬
‫تعين الوكيل القضائي الذي يسهر على هذه الحراسة ‪ ،‬وتحديدا على النشاط‬
‫‪   .‬الذي ارتكب المؤسسة الصغيرة والمتوسطة الجريمة بسببه‬

‫وعموما يمكن القول بشأن العقوبات التكميلية المطبقة على‪           ‬‬


‫أنّ المشرع التزم فيها بعض ال ّدقة في تحديد مدة‬‫الشخص المعنوي ‪ّ ،‬‬
‫‪ .‬التدابير التي يمكن اتخاذها‬

‫وإلى جانب الجزاءات ذات الطابع الجنائي التي تخضع لها‪           ‬‬
‫المؤسسة الصغيرة والمتوسطة حالة ثبوت ضلوعها في اإلجرام ‪ ،‬فإنها تلتزم‬
‫بدفع تعويض مناسب للضحية يخضع في تقديره لنص المادة ‪ 131‬من القانون‬
‫‪ .‬المدني والتي أعطت للقاضي سلطة تقديرية بشأنه (‪)16‬‬

‫‪ ،‬أ ّم ا عن المتابعة الجزائية للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪           ‬‬


‫فينعقد االختصاص المحلي للجهة القضائية التي ار ُتكبت بها الجريمة أو مكان‬
‫وجود المقر االجتماعي للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬ويتم تمثيلها أمام‬
‫القضاء من طرف ممثلها القانوني ‪ ،‬وفي حالة تغيير هذا الممثل القانوني‬
‫أثناء سير اإلجراءات وجب على من خلفه إعالم الجهات القضائية بذلك ‪ ،‬أ ّما‬
‫‪ ،‬في حالة متابعة الشخص الطبيعي مع الشخص المعنوي ‪ ،‬أو عدم وجود ممثل له‬
‫فإنّ الجهة القضائية تتولى تعينه من بين مستخدميه استنادا ألحكام المواد‬
‫‪ .‬مكرر إلى مكرر ‪ 3‬من قانون اإلجراءات الجزائية (‪65 )17‬‬

‫‪ ،‬وأثناء مرحلة المتابعة الجزائية للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪           ‬‬


‫فقد أجاز المشرع لقاضي التحقيق أن ُيخضعها لتدبير أو أكثر من التدابير‬
‫‪:‬التالية (‪)18‬‬

‫‪ .‬إيداع كفالة‬
‫‪ .‬تقديم تأمينات عينية لضمان حقوق الضحايا‬
‫‪ .‬المنع من إصدار شيكات أو استعمال بطاقات الدفع ‪ ،‬مع مراعاة حقوق الغير‬
‫‪ ،‬المنع من ممارسة بعض النشاطات المهنية أو االجتماعية المرتبطة بالجريمة‬
‫على أن ُت عاقب المؤسسة الصغيرة والمتوسطة التي تخالف التدابير المتخذة‬
‫ضدها بغرامة مالية من ‪ 100.000‬إلى ‪ 500.000‬دج بأمر من قاضي التحقيق بعد‬
‫‪ .‬أخذ رأي وكيل الجمهورية‬
‫أ ّما عن االختصاص النوعي ‪ ،‬فإنه يتحدّ د على أساس التكييف‪           ‬‬
‫القانوني للفعل المرتكب من طرف المؤسسة الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬فإذا ش ّكل‬
‫الفعل مخالفة ‪ ،‬فإن القسم المختص هو قسم المخالفات ‪ ،‬وإذا كانت جنحة اختص‬
‫بنظرها قسم الجنح على مستوى المحكمة االبتدائية ‪ ،‬أ ّما إذا ش ّكلت الواقعة‬
‫جناية ‪ ،‬فإنها ُت حال وجوبا على قاضي التحقيق الذي يحيلها بدوره إما إلى‬
‫‪ .‬غرفة االتهام أو الغرفة الجزائية على مستوى المجلس القضائي‬

‫نشير أخيرا إلى أنّ الجرائم المرتكبة من طرف المؤسسة الصغيرة‪           ‬‬
‫والمتوسطة باعتبارها شخصا معنويا خاصا خاضعا للمساءلة الجزائية يتم‬
‫إثباتها على بطاقات معدّ ة طبقا لنموذج نظامي يحدّ ده وزير العدل ‪ ،‬حيث‬
‫حر ر لها بطاقة عامة كما هو الشأن بالنسبة لصحيفة السوابق القضائيـة‬‫ُي ّ‬
‫‪ :‬التي تثبت جرائـم الشخص الطبيعي ‪ ،‬و ُيدرج فيها ما يلي‬

‫– كل عقوبة ضريبية صادرة ضد الشخص المعنوي الخاص – المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‬


‫كل إجراء أمن أو إغالق ولو جزئيا أو مؤقتا وكل مصادرة محكوم بها على‬
‫‪ .‬المؤسسة ولو نتيجة لجزاء موقع على شخص ‪ ‬طبيعي‬
‫‪ .‬أحكام إشهار اإلفالس أو التسوية القضائية لهذه المؤسسات‬
‫العقوبات الجنائية الصادرة ضد مديري المؤسسات ولو بصفتهم الشخصية عن‬
‫التهرب الجمركي أو السرقة أو النصب أو خيانة‬
‫ّ‬ ‫جرائم الصرف أو الضرائب أو‬
‫األمانة أو إصدار شيك بدون رصيد أو تزوير واستعمال المزور أو ابتزاز‬
‫‪ .‬األموال أو الغش‬

‫و إذا ُح ِك م على المؤسسة الصغيرة والمتوسطة والشخص الطبيعي‪           ‬‬


‫فتحرر بطاقة خاصة لها ولممثلها ‪ ‬ويتم إخطار القاضي الناطق بالعقوبة‬ ‫ّ‬ ‫معا‬
‫وجوبا في أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ صدور الحكم النهائي ‪ ،‬و ُيذكر في هذه‬
‫البطاقة اسم المؤسسة ومقرها الرئيسي وطبيعتها القانونية ونوع الجريمة و‬
‫أسباب توقيع العوقبة وتاريخها ‪ ،‬وأن ُتكتب أسماء ممثليها بخط في غاية‬
‫الوضوح ‪ ،‬أ ّم ا الشخص الطبيعي فتذكر هويته وتاريخ الجريمة وأسباب العقوبة‬
‫وبخط واضح اسم المؤسسة التي يتولّى إدارتها ‪ ،‬كما يجوز على سبيل اإلعالم‬
‫تسليم نسخ من هذه البطاقات إلى أعضاء النيابة العامة وإلى قضاة التحقيق‬
‫ووزير الداخلية ‪ ،‬وإلى اإلدرات المالية ‪ ،‬وكذا باقي المصالح العامة‬
‫الخاصة بالمناقصات أو األشغال أو التوريدات‬
‫ّ‬ ‫للدولة التي تتلقى العروض‬
‫العا ّمة (‪. ) 19‬وهو شكل من أشكال التشهير بهذه المؤسسات بما يجعل غيرها من‬
‫خاصة أو األشخاص الطبيعية ُتحجم عن التعامل‬ ‫ّ‬ ‫المؤسسات سواء كانت عامة أو‬
‫‪ .‬معها بقوة القانون‬

‫‪ :‬الخاتمــة‬

‫نخلص في النهاية إلى القول بأنّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪           ‬‬


‫هي بالفعل أحد األدوات القانونية الفاعلة في مجال النهوض باالقتصاد‬
‫الوطني وامتصاص البطالة ‪ ،‬بحكم سهولة تأسيسها وتكوينها ‪ ،‬ومحدودية عمالها‬
‫ورأسمالها رغم مساهمتها الكبيرة في دفع عجلة التنمية المحلية االقتصادية‬
‫واالجتماعية ‪ ،‬غير أنّ ممارسة نشاطها قد تترتب عنه أفعال ضارة بأمن‬
‫المجتمع واستقراره األمر الذي جعل من إقرار مسؤوليتها الجزائية ضمانة‬
‫حقيقية ضد كل التجوازات الخطيرة من طرفها نظرا القتحامها معترك الحياة‬
‫‪ .‬بقوة‬

‫لكن المشرع ق ّيد من نطاق مساءلتها مميزا في ذلك بين كون هذه‪           ‬‬
‫المؤسسة الصغيرة أو المتوسطة تابعة القطاع العام أو الخاص ‪ ،‬فاستثنى‬
‫األولى من دائرة المساءلة الجزائية ‪ ،‬وهو أمر في نظرنا يش ّكل خرقا لقاعدة‬
‫المساوة المقررة دستوريا ‪ ،‬كما قد يحدّ من نشاط هذه األخيرة ‪ ،‬ويشكل‬
‫ّ‬
‫المسطرة التي‬ ‫تطو رها وترقيتها ‪ ،‬وبالتالي يقضي على األهداف‬
‫عائقا أمام ّ‬
‫باتت تحققها هذه األخيرة السيما في مجال امتصاص اليد العاملة المسرحة من‬
‫‪ .‬القطاع العام كضرورة حتمية فرضتها سياسة اقتصاد السوق‬

‫‪ :‬الهوامـش‬

‫حسين رحيم ‪ " ،‬نحو نظام اقتصادي دولي عادل ‪ ،‬التناقضات الكاملة في ‪1.‬‬
‫‪ .‬العولمة والبديل العادل" ‪ ،‬الملتقى الدولى األول حول تأهيل المؤسسات‬
‫‪ .‬جامعة فرحات عباس ‪ ،‬سطيف ‪ ،‬الجزائر ‪ 30-29 ،‬أكتوبر ‪ ، 2001‬ص ‪01‬‬
‫الخاصة في ‪2.‬‬
‫ّ‬ ‫السعيد بريبش ‪" ،‬مدى مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪ ،‬التنمية " ‪ ،‬مجلة العموم اإلنسانية ‪ .‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة الجزائر‬
‫‪ .‬العدد ‪، 12‬نوفمبر‪ ، 2007‬ص ‪62‬‬

‫خالد عبد العزيز محمد السهالوي ‪ ،‬معدل وعوامل انتشار المنشآت الضغيرة ‪3.‬‬
‫‪ ،‬و المتوسطة في المملكة العربية السعودية‪ .‬اإلدارة العامة ‪ ،‬المجلد ‪41‬‬
‫‪ .‬ص ‪2001  312-311‬‬

‫‪4.ministre de l’industrie. Plan de développement de la PME 1774-1977 .‬‬


‫‪document Alger 1980 , p 14 .‬‬

‫القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصادر في ‪5.‬‬


‫‪ .‬الجريدة الرسمية ‪2001.12.12 ، 2001 / 77‬‬

‫‪ .‬السعيد بريبش ‪ ،‬المرجع السابق ‪6.‬‬

‫مدعما بقرارات المحكمة العليا مع آخر‪7.‬‬


‫ت‪ .‬عبد الكريم ‪ ،‬قانون العقوبات ّ‬
‫‪.‬تعديالت ‪ ، 2009‬دار الجزيرة للنشر و التوزيع ‪، 2010 ،‬ص‪27‬‬

‫محمد عبد الرحمان بوزبر ‪ " ،‬المسؤولية الجنائية لألشخاص االعتباريين ‪8.‬‬
‫عن جرائم غسيل األموال " ‪ ،‬مجلة الحقوق ‪ ،‬جامعة الكويت ‪ ،‬العدد ‪28 ، 03‬‬
‫‪ .‬سبتمبر ‪ ، 2004‬ص ‪ 13‬وما بعدها‬

‫عبد الرحمان خلفي ‪ " ،‬إسناد المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي في ‪9.‬‬
‫جرائم األموال " ‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول الجرائم المالية ‪ .‬جامعة‬
‫‪ .‬قالمة ‪ ،‬الجزائر ‪ 25-24 ،‬أفريل ‪ ، 2007‬ص ‪70-69‬‬

‫عبد الفتاح مراد ‪ ،‬شرح تشريعات ‪ ‬الغش ‪ ،‬دون دار النشر ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دون ‪10.‬‬
‫‪ .‬سنة النشر ‪ ، ‬ص ‪269‬‬

‫‪ ،‬محمد محدة ‪ " ،‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي " ‪.‬مجلة المفكر ‪11.‬‬
‫مجلة علمية محكمة متخصصة في الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫األول ‪ ،‬مارس ‪ ، 2006‬ص ‪52-48‬‬ ‫‪ .‬بسكرة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ّ‬

‫فضيل العيش ‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬قانون العقوبات ‪ ،‬قانون ‪12.‬‬


‫‪ ،‬مكافحة الفساد وفقا للتعديالت األخيرة ‪ .‬منشورات بغدادي الجزائر ‪2007 ،‬‬
‫‪.‬ص ‪170‬‬

‫‪ .‬محمد محدة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪13 . 58 -53‬‬

‫عبد الحليم بن مشري ‪ ،‬حسينة شرون ‪ "،‬المسؤولية الجزائية للشخص ‪14.‬‬


‫‪ ،‬المعنوي " ‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة الجزائر‬
‫‪ .‬جوان ‪ ، 2005‬ص ‪19‬‬

‫نادية بن ميسية ‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك من المنوجات والخدمات ‪15.‬‬


‫المغشوشة في التشريع الجزائري ‪ ،‬رسالة مقدّ مة لنيل درجة الماجستير في‬
‫العلوم القانونية و اإلدارية ‪ ،‬تخصص قانون أعمال ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫‪ .‬الجزائر ‪ ، 2008 ،‬ص ‪، 186‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪16 . 188 ‬‬

‫فاتن يحيا ‪ " ،‬المتابعة الجزائية للشخص المعنوي في ظل التعديل الجديد ‪17.‬‬
‫لقانون اإلجراءات الجزائية " ‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫‪ .‬بسكرة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ماي ‪ ، 2005‬ص ‪216‬‬

‫أحمد لعور ‪ ،‬نبيل صقر ‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية نصا وتطبيقا ‪ .‬دار ‪18.‬‬
‫‪ .‬الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪46‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪19. 352-351‬‬

‫‪ :‬قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ :‬أوال ‪ :‬باللغة العربية‬

‫‪ :‬أ ‪ .‬الكتب‬

‫أحمد لعور ‪ ،‬نبيل صقر ‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية نصا وتطبيقا ‪ .‬دار ‪1.‬‬
‫‪ .‬الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪2007 ،‬‬

‫مدعما بقرارات المحكمة العليا مع آخر ‪2.‬‬


‫ت‪ .‬عبد الكريم ‪ ،‬قانون العقوبات ّ‬
‫‪ .‬تعديالت ‪ . 2009‬دار الجزيرة للنشر و التوزيع ‪2010 ،‬‬

‫خالد عبد العزيز محمد السهالوي ‪ ،‬معدل وعوامل انتشار المنشآت الضغيرة و‪3.‬‬
‫‪ ،‬المتوسطة في المملكة العربية السعودية ‪ .‬اإلدارة العامة ‪  ‬المجلد ‪41‬‬
‫‪2001  .‬‬

‫فضيل العيش ‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬قانون العقوبات ‪ ،‬قانون ‪4.‬‬


‫‪ .‬مكافحة الفساد وفقا للتعديالت األخيرة ‪ .‬منشورات بغدادي الجزائر ‪2007 ،‬‬

‫‪  .‬عبد الفتاح مراد ‪ ،‬شرح تشريعات ‪  ‬الغش ‪ .‬دون دار النشر ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دون سنة النشر ‪5.‬‬

‫مدعما بقرارات المحكمة العليا مع آخر ‪6.‬‬


‫عبد الكريم ‪ ،‬قانون العقوبات ّ‬
‫‪ .‬تعديالت ‪ . 2009‬دار الجزيرة للنشر و التوزيع ‪2010 ،‬‬

‫‪ :‬ب ‪ .‬المجالت‬

‫الخاصة في ‪1.‬‬
‫ّ‬ ‫السعيد بريبش ‪" ،‬مدى مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪ ،‬التنمية " ‪ ،‬مجلة العموم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة الجزائر‬
‫‪ .‬العدد ‪، 12‬نوفمبر‪2007‬‬

‫فاتن يحي ‪ " ،‬المتابعة الجزائية للشخص المعنوي في ظل التعديل الجديد ‪2.‬‬
‫لقانون اإلجراءات الجزائية " ‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫‪ .‬بسكرة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ماي ‪2005‬‬

‫محمد محدة ‪ " ،‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي " مجلة المفكر ‪ ،‬مجلة ‪3.‬‬
‫علمية محكمة متخصصة في الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫األول ‪ ،‬مارس ‪، 2006‬‬ ‫‪ .‬الجزائر ‪ ،‬العدد ّ‬

‫عبد الحليم بن مشري ‪ ،‬حسينة شرون ‪ " ،‬المسؤولية الجزائية للشخص ‪4.‬‬
‫‪ ،‬المعنوي " ‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة الجزائر‬
‫‪ .‬جوان ‪2005‬‬

‫محمد عبد الرحمان بوزبر ‪ " ،‬المسؤولية الجنائية لألشخاص االعتباريين ‪5.‬‬
‫عن جرائم غسيل األموال " ‪ ،‬مجلة الحقوق ‪ ،‬جامعة الكويت العدد ‪28 03‬‬
‫‪ .‬سبتمبر ‪2004‬‬

‫‪ :‬جـ‪ .‬الملتقيات‬

‫عبد الرحمان خلفي ‪ " ،‬إسناد المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي في ‪1.‬‬
‫جرائم األموال " ‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول الجرائم المالية ‪ ،‬جامعة‬
‫‪ .‬قالمة ‪ ،‬الجزائر ‪ 25-24 ،‬أفريل ‪2007‬‬

‫حسين رحيم ‪ " ،‬نحو نظام اقتصادي دولي عادل ‪ ،‬التناقضات الكاملة في ‪2.‬‬
‫‪ ،‬العولمة والبديل العادل" ‪ ،‬الملتقى الدولى األول حول تأهيل المؤسسات‬
‫‪ .‬جامعة فرحات عباس ‪ ،‬سطيف ‪ ،‬الجزائر ‪ 30-29 ،‬أكتوبر ‪2001‬‬

‫‪ :‬د‪ .‬الرسائل الجامعية‬

‫نادية بن ميسية ‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك من المنتوجات والخدمات ‪1.‬‬


‫المغشوشة في التشريع الجزائري ‪ ،‬رسالة مقدّ مة لنيل درجة الماجستير في‬
‫العلوم القانونية و اإلدارية ‪ ،‬تخصص قانون أعمال ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫‪ .‬الجزائر ‪، 2008 ،‬‬

‫‪ :‬هـ ‪ :‬النصوص القانونية‬

‫القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصادر في ‪1.‬‬


‫‪ .‬الجريدة الرسمية ‪2001.12.12 ، 2001 / 77‬‬

‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬باللغة األجنبية‬

‫‪1. ministre de l’industrie. Plan de développement de la PME 1774-1977‬‬


‫‪. document Alger 1980 , p 14 .‬‬

You might also like