Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطـة
المسؤولية الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطـة
المسؤولية الجزائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطـة
/ nadia.benmicia@gmail.comالبريد االلكتروني
ّ
ملخـص المداخلـة
وألجـل ضبط هذا التنظيم االقتصادي ،وتحديد الضوابط القانونية التي
ينبغي أن ت ُم ارس في ظله هذه األخيرة نشاطها فقد وضع المشرع منظومة
تشج ع إنشاءها بوصفها شخصا معنويا يرمي إلى تحقيق أهداف ربحية في ّ قانوينة
إطار القيود التي يفرضها المجتمع كونها مضبوطة بضوابط أخالقية أهمها
تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة فيها كشكل من أشكال المسؤولية
.االجتماعية
The small and average companies and associations are considered as
anew way of the economic organization whose purpose is the
efficiency of the economic progress and the solution of the issue of
the unemployment ,owing to its ability to produce new working
opportunities .
The legislator has already put a set of principles which encourage
these economic organizations in order to realize some purposes
respecting the social and ethical guidelines among which : improving
the standards of living of the working class .
عـرف االقتصاد الجزائري منذ مطلع الثمانيات تغيرات جذرية على كل
المستويات كان أبرزها فسح المجال أمام القطاع االقتصادي ليكون شريكا
.أساسيا في دفع عجلة التنمية
هـذا التدخل اتخذ أنماطا عدة ،كان أبرزها فسح المجال أمام تكوين
مؤسسات فاعلة في الميدان االقتصادي اتخذت أنماطا مختلفة اختلفت أشكالها
باختالف األهداف المسطرة من طرف الدولة لتجسيد سياستها في المجال
.االقتصادي بعدما فسحت المجال أمام القطاع الخاص واكتفت بدور الضبط فقط
التي تعد من الناحية القانونية شخص من األشخاص المعنوية التي ترمي إلى
تحقيق أهداف ربحية في إطار القيود التي يفرضها المجتمع كونها مضبوطة
بضوابط أخالقية أهمها تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة فيها
كشكل من أشكال المسؤولية االجتماعية التي ينبغي أن تخضع لها هذه المؤسسات
في ممارسة نشاطها ،وهو التوجه الذي أعلن عنه االتفاق العالمي للمسؤولية
االجتماعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنعقد بنيويورك في 26حزيران
والذي ش ّد د من الرقابة عليها ألجل المحافظة على البيئة االجتماعية 2004
مرتبط بنتائج isoومحاربة كل ّ أشكال الفساد إلى حد جعل منح شهادة اإليزو
.تصرفاتها
:إنّ اإلجابة عن هذه اإلشكالية تقتضي منا تقسيم الدراسة وفقا للخطة التالية
.مقدّمـــة
ّ .أو ال :العقوبات األصلية للجرائم المرتكبة من طرف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
.الخاتمــة
رغم كثرة الكتابات التي تناولت موضوع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
التي عرفت انتشارا واسعا في كل من الدول المتقدمة والنامية ،إال أ ّنه لم
يتم التوصل إلى حد اآلن إلى وضع تعريف محدّ د ودقيق ،ويرجع ذلك إلى
.اختالف مراحل النمو االقتصادي والظروف االقتصادية في كل بلد
وعموما فإن صعوبة االتفاق على تعريف واحد يرجع إلى التفاوت في درجة
النمو والتباين في النشاط االقتصادي وتنوع فروعه بين الدول ،في حين أنّ
هناك شبه إجماع حول جملة المعايير التي تستند إليها التعريفات الدولية
المختلفة وتتعلق بحجم العمالة ورأس المال ،ودرجة االستقاللية ورقم
األعمال والحصيلة السنوية ،ودرجة استعمال التكنولوجيا . . .الخ ،ألجل
ذلك سيتم التعرض لهذهالمعايير الدولية وصوال لمعرفة موقف المشرع الجزائري
.ضمن الفرعين التاليين
في ظل غياب تعريف جامع وموحد سيتم ذكر المعايير المعتمدة في تحديد
:مفهومها ،ثم تحديد موقف المشرع الجزائري
معيار عدد العمال (حجم العمالة ) ُ :يعتبر هذا المعيار أكثر 1.
سمها على النحو اآلتي :استخداما في تمييز حجم المؤسسة ،والذي يق ّ
معيار رقم األعمال :هو معيار حديث يأخذ بعين االعتبار في تصنيف 2.
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نشاطها وقدرتها التنافسية ،حيث تعتبر
المؤسسات التي تبلغ مبيعاتها مليون دوالر فأقل صغيرة ومتوسطة ،هذا
المعيار اُنتقد على أساس صعوبة تحديد رقم األعمال خا ّ
صة في الفترات
.الموسمية
معيار رأس المال :وهو يختلف من دولة ألخرى ،ففي فرنسا مثال تدخل في3.
نطاق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تلك التي ال يتجاوز رأسمالها المستثمر 5
مليون فرنك أو ما يعادلها من األورو ،وفي اليابان رأسمالهـا أقل من 50
.مليون ين
معيار معامل رأس المال :نظرا لعدم دقة كل من معيار العمالة ومعيار 4.
،رأس المال ،ألنه قد يكون حجم العمالة ضعيفا ورأس المال كبيرا أو العكس
لذلك ا ُعتمد معيار آخر يمزج بينهما وذلك عن طريق قسمة رأس المال الثابت
على حجم أو عدد العمال ،والناتج يعني كمية االستثمار الالزمة لتوظيف
.عامل واحد في المؤسسة ()2
المعيار التنظيمي :كل مؤسسة ت ّتسم بالخصائص التالية تع ّد مؤسسة صغيرة 2.
:أو متوسطة
،معيار حصتها في السوق :تتمتع هذه األخيرة بمحدودية حصتها في السوق 4.
.عكس المؤسسات الكبيرة التي تتمتع بوضع احتكاري
لقد عرف قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر اهتماما كبيرا
خاصة بها
ّ نحو ترقيتها وتطوير دورها منذ سنة ، 1993كما ت ّم إنشاء وزارة
إال أنّ المشرع الجزائري لم يضع تعريفا محدّ دا لها ،لكن هذا ال ينكر ،
:وجود محاوالت متفرقة لتعريفها نذكر منها ما يلي
.مستقلّة قانونيا
توظف أقل من 500عامل ّ .
.تح ّقق رقم أرباح سنوي أقل من 500مليون دج
القانون رقم 88/16المؤرخ في 10ماي 1988المتعلق بالقانون الخاص *
بالحرفي :الذي أخرج من دائرة هذه المؤسسات تلك التي تستخدم اآلالت
األتوماتيكية والتي يزيد عدد عمالها عن 12عامال ،وتأخذ المؤسسات
:الصغيرة والمتوسطة حسب هذا القانون األشكال التالية
.مؤسسات والئية أو بلدية
.فروع الشركات الوطنية
.شركات مختلطة
.تعاونيات
صة .مؤسسات خا ّ
.مؤسسات فردية أو عائلية
غير أنه ومن أجل االنسجام مع المعطيات الجديدة التي عرفها القطاع
خاص ة بعد انضمام الجزائر إلى المشروع المتوسطيّ االقتصادي الجزائري
وتوقيعها على الميثاق العالمي حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جوان
فقد كان لزاما على المشرع سن نص قانوني يتالءم مع هذه المعطيات 2000
وهو ما كان بالفعل بصدور القانون التوجيهي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،
عرفها على أن ّها " هي مؤسسة إنتاج السلع و/أوفي ديسمبر ، 2001حيث ّ
تشغل من 01إلى 250شخص وال يتجاوز رقم أعمالها 02مليار دج أو المنتجات ّ
.ال يتجاوز مجموع حصيلتها السنوية 500مليون دج " ()5
وقد اعتمد المشرع الجزائري على الجمع بين معيار عدد العمال ومعيار رقم
األعمال أو الحصيلة السنوية في تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهي
.المعايير المعتمدة من قِبل االتحاد األوروبي
انخفاض معامل رأس المال عن العمل لكون هذا النوع من المؤسسات يعتمد على
.استخدام القدرات اإلنتاجية الكثيفة على حساب كثافة رأس المال
يتولى مالك المؤسسة كل العمليات التسييرية والتقنية والمالية باعتبار أنّ
.هذه المؤسسات ذات طابع عائلي في غالب األحيان
تقدم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة السلع والمنتجات والخدمات التي تتناسب
مع احتياجات السوق المحلية وتلبية الطلب في المنطقة التي تنشأ بها
.والمناطق المجاورة
،ارتباط الجانب االقتصادي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجانب االجتماعي
،فكثيرا ما ترتبط بالعائلة فتوفر فرص العمل ألفرادها من الرجال والنساء
.كبارا وصغارا ،دون االلتزام بمؤهالت دراسية أو شهادات رسمية
عادة ما تكون هذه المؤسسات عبارة عن صناعات مك ّملة ومغذية إلحدى الصناعات
الكبيرة .وعليه فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا في دعم
،المؤسسات الكبيرة من خالل توزيع منتجاتها وإمدادها بمستلزمات اإلنتاج
.وبذلك تسهم في تدعيم عالقات التشابك القطاعي في االقتصاد الوطني
عدم إقبال الرأسمال األجنبي على االستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
:ويرجع ذلك إلى عاملين أساسيين
.تميز هذه المؤسسات بالطابع العائلي إلى حد كبير
.ارتفاع عنصر المخاطرة لالستثمار فيها لصغر حجم رأس المال
لم يقر المشرع الجزائري المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي إال بصدور
القانونين 15/04 14/04المعدلين والمتممين لقانون العقوبات واإلجراءات
الجزائية ،وبموجبهما أقر المشرع مسؤولية الشخص المعنوي عن الجرائم
المرتكبة باسمه ولحسابه وبواسطة أجهزته و ممثليه ،وتعد المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة أحد أشكال الشخص المعنوي ،لكن الشخص المعنوي قد يكون عاما أو
سو ى المشرع في إقرار هذه المسؤولية بين الشخص المعنوي العام خاصا ،فهل ّ
والخاص ؟ أم أنّ للتفرقة مبرراتها ؟.لكن قبل التعرض لنطاق هذه المساءلة
:نشير إلى مبررات المساءلة الجزائية للشخص المعنوي ()7
أنّ الشخص الطبيعي قد يعجز عن القيام بما يقوم به الشخص المعنوي لمحدودية
.طاقته ،مقابل توافر اإلمكانيات الهائلة لدى الشخص المعنوي
تأقيت حياة الفرد الطبيعي وقصرها بالمقارنة مع المشاريع المنجزة أو
المراد إنجازها مما تطلّب وجود األشخاص المعنوية الستمرارها ودوامها أكثر
من الشخص الطبيعي ،فكثير من الشركات والمؤسسات لم يبق من مؤسسيها أي شخص
.لكنها الزلت مستمرة ومنتجة وفي حالة نماء وزيادة ،
دخول الشخص المعنوي معترك الحياة بصورة متعاضمة مما جعل إمكانية االنحراف
والخطورة اإلجرامية وتهديد أمن المجتمع أمرا محتمال ،ومن ثم أصبح من
الضروري مساءلة الشخص المعنوي كالشخص الطبيعي ذلك أنّ المشرع ال يجوز له
.أن يقف موقفا سلبيا إزاء الجرائم التي تقع في المجتمع مهدّ دة أمنه
مبدأ المساواة وتحقيق العدالة يقتضيان مساءلة الشخص المعنوي عما اقترفه
.من جرائم سواء كانت تامة أو ناقصة كالشخص الطبيعي
وبالرجوع ألحكام قانون العقوبات نجد أنّ المشرع الجزائري قد حدّ د
األشخاص المعنوية المسؤولة جزائيا كما حدّ د شروط المساءلة الجزائية ،إلى
جانب العقوبات المقررة لها ،في حين حدّ د قانون اإلجراءات الجزائية
.إجرءات المتابعة الجزائية لجرائم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
وطالما كانت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أشخاص معنوية عامة أو خاصة
فإنّ المشرع يستلزم لمباشرة نشاطها ضرورة توافر أركانها الموضوعية من ،
أهلية قانونية و محل وسبب مشروعين ،إلى جانب استيفاء اإلجراءات الشكلية
صة ،و
كصدور قانون إنشائها وتحرير العقود التأسيسية لها أمام جهة مخت ّ
المقرر لحماية
ّ القيد في السجل التجاري إلى جانب اإلشهار القانوني
الغير الذي يتعامل مع هذه المؤسسات ،وخارج هذه األركان والشروط فإنّ
.الشخصية القانونية للشخص المعنوي ال تسري في مواجهة الغير
هذا وقد ح ّددت المادة 49من القانون المدني األشخاص المعنوية ،غير
أنّ المشرع م ّي ز بين األشخاص المعنوية العامة وهي الدولة والجماعات
المحلية والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ،وأشخاص معنوية خاصة هي
.الشركات والجمعيات والتعاونيات .....إلخ
،تبقى الصورة الغالبة لهذه المؤسسة ،هي كونها مملوكة للقطاع الخاص
وبالتالي ُتطبق عليها أحكام المادة 51مكرر السابق ذكرها ،بمعنى إذا
كانت هذه األخيرة مملوكة للخواص ،فإنها ُتسأل جزائيا عن الجرائم التي
ُت رتكب من طرفها ،وإن كان هذا األمر ال يستقيم نظريا ،فإنّ المشرع قد
.ح ّدد ضوابط هذه المساءلة
:ارتكاب الجريمة من طرف الممثل الشرعي للشخص المعنوي أو أحد أجهزته 1.
حيث ُيشترط أن يكون مرتكب الجريمة هو المع ّبر عن إرادتها ؛ أي هو الشخص
الذي يملك سلطة ممارسة نشاط الشخص المعنوي باسمه كالمدير أو رئيس
.مجلس اإلدارة
هذا وقد أضافت المادة 51مكرر ف 2أنّ مساءلة المؤسسة الصغيرة
أو المتوسطة كشخص معنوي ال يحول دون مساءلة الشخص الطبيعي عن نفس الجريمة
سواء كفاعل أصلي أو كشريك ،وهو ما ُيعرف بمبدأ ازداوجية المسؤولية
الجزائية بين الشخص الطبيعي والمعنوي حتى ال يجعل الشخص الطبيعي مسؤولية
الشخص المعنوي كستار لحجب مسؤوليته ،ومن جهة أخرى حتى ال يبقى مرتكب
الجريمة الفعلي طليقا طالما كان أهال للمساءلة الجزائية وال يعتبر ذلك
من قبيل تعدد العقوبات ؛ ألن الشخص الطبيعي إذ ُيسأل بصفته ممثال إلرادة
الشخص المعنوي ،فإنه ُي نظر إليه حينئد وكأنه الشخص المعنوي ذاته ،بينما
،مساءلته عن خطئه حال ثبوت مسؤوليته فإنه يقع في نطاق القواعد العامة
فيخضع للعقوبات السالبة للحرية حسب نوع الجرم ،بينما يخضع الشخـص
.المعنوي للعقوبات المحددة له
ارتكاب الجريمة باسم ولحساب الشخص المعنوي :معنى ذلك أن تكون الجريمة2.
قد ارتكبت من طرف الشخص الطبيعي بهدف تحقيق مصلحة للشخص المعنوي كتحقيق
أرباح غير مشروعة أو ارتكاب أفعال إجرامية من شأنها منع إلحاق الضرر
بالشخص الطبيعي ،وبمفهوم المخالفة ال تقوم مسؤولية المؤسسة الصغيرة و
المتوسطة إذا كانت الجريمة مرتكبة من طرف ممثلها الطبيعي لكن باسمه و
لحسابه ،أو قصد اإلضرار بالشخص المعنوي ،ويضع الدكتور يحي أحمد موافي
:أربع حاالت تظهر فيها إرادة الشخص الطبيعي وكيفية ارتكاب الفعل
أفعال غير مشروعة تتم المداولة بشأنها باألغلبية داخل المؤسسة الضغيرة
.والمتوسطة من طرف األعضاء القانونيين للشخص المعنوي ولحسابه
أفعال يرتكبها الشخص الطبيعي كالمدير أو عضو مجلس اإلدارة أو رئيسا ممثال
للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة أثناء مباشرة أعماله باستعمال أدوات مق ّدمة من
.المؤسسة ذاتها و ُتتخذ القرارات لصالح الجماعة مباشرة
أفعال إجرامية تقع من األعضاء منفردين دون مداولة جماعية بشأنها وإنما
.لصالح المؤسسة الصغيرة والمتوسطة
الفرع الثاني :العقوبات المقررة للجرائم المرتكبة من طرف للمؤسسات
:الصغيرة والمتوسطة
وقد حدّ د المشرع مبلغ الغرامة الذي يمكن الحكم به على
الشخص المعنوي – المؤسسة الصغيرة والمتوسطة بين حدين أدنى وأقصى من واحد
إلى خمس مرات الغرامة المقررة للشخص الطبيعي سواء في مادة الجنح أو
.الجنايات ()10
.دج عندما تكون الجناية معاقبا عليها بالسجن المؤقت ( - 1.000.000 )12
عالوة على الغرامة كعقوبة أصلية ،فقد نصت المادة 18مكرر من
ق.ع على إمكانية تطبيق عقوبة أو أكثر من العقوبات التالية على الشخص
المعنوي – المؤسسة الصغيرة والمتوسطة -حال ارتكابها جريمة من جرائم
:قانون العقوبات أو القوانين المكملة له تتمثل فيما يلي ()13
على الرغم من كون الحل يعد بمثابة اإلعدام بالنسبة للشخص
الطبيعي ،وهو أشد حتما وأقسى من الغرامة إال أن المشرع اعتبره عقوبة
تكميلية إلى جانب الغرامة ،فالحل إذا يعني إنهاء وجود المؤسسة الصغيرة
.والمتوسطة من من الحياة االقتصادية ؛ هو إعدام لكن من نوع خاص
مع مالحظة أن المشرع لم يبين نظام التصفية الواجب تطبيقه عند
الحل؟،وهل يمكن لنفس الشركاء بعد الحل أن يؤسسوا من جديد شخصا معنويا قد
،يكون بعثا للشخص الذي ُحل ّ ؟ كما أن هذه العقوبة تواجه بعض الصعوبات
منها اتفاق الشركاء على حل الشخص المنعوي قبل صدور حكم قضائي تهربا من
.توقيع العقوبة وإنشاء شخص آخر
والغلق هو عقوبة مؤقتة على خالف الحل الذي يعني اإلنهاء
الكلي لها ،ويعني ذلك وقف الترخيص بمزاولة النشاط لمدة ال تتجاوز خمس
سنوات ،وخالل المدة المقضي فيها بالغلق ال يجوز بيع المؤسسة ،وال
التصرف فيها لذا تعتبر عقوبة الغلق من العقوبات الضارة بمصالح الشركاء
.والدائنين على حد سواء
وذلك بحرمان الشخص المعنوي طيلة هذه المدة من التعامل في
أي صفقة يكون أحد أطرافها شخصا معنويا عاما حسب ما هي مح ّددة بالمادة 51
يمسه من الناحية المالية ؛ جزاء من من ق.ع مهما كان موضوعها ،وهو جزاء ّ
جنس العمل ،ولم يح ّد د المشرع فيما إذا كان هذا اإلقصاء مباشرا أو غير
مباشر بما يجعله ال يستطيع أن يساهم في أي صفقة بصفته شريكا أو يبرم
.تعاقدا من الباطن وإن كان في ذلك تجاوزا للتفسير الضيق ضد مصلحة المتهم
المنع من مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مهنية أو اجتماعية بشكل مباشر أو 4.
غير مباشر لمدة ال تتجاوز خمس سنوات :وعادة ما يكون هذا النشاط هو الذي
وقعت الجريمة بسببه أو بمناسبته ،ويعتبر المنع هنا تدبيرا أمنيا أساسه
.ثبوت الصلة المباشرة بين مزاولة النشاط و الجريمة المرتكبة ()14
وإلى جانب الجزاءات ذات الطابع الجنائي التي تخضع لها
المؤسسة الصغيرة والمتوسطة حالة ثبوت ضلوعها في اإلجرام ،فإنها تلتزم
بدفع تعويض مناسب للضحية يخضع في تقديره لنص المادة 131من القانون
.المدني والتي أعطت للقاضي سلطة تقديرية بشأنه ()16
.إيداع كفالة
.تقديم تأمينات عينية لضمان حقوق الضحايا
.المنع من إصدار شيكات أو استعمال بطاقات الدفع ،مع مراعاة حقوق الغير
،المنع من ممارسة بعض النشاطات المهنية أو االجتماعية المرتبطة بالجريمة
على أن ُت عاقب المؤسسة الصغيرة والمتوسطة التي تخالف التدابير المتخذة
ضدها بغرامة مالية من 100.000إلى 500.000دج بأمر من قاضي التحقيق بعد
.أخذ رأي وكيل الجمهورية
أ ّما عن االختصاص النوعي ،فإنه يتحدّ د على أساس التكييف
القانوني للفعل المرتكب من طرف المؤسسة الصغيرة و المتوسطة ،فإذا ش ّكل
الفعل مخالفة ،فإن القسم المختص هو قسم المخالفات ،وإذا كانت جنحة اختص
بنظرها قسم الجنح على مستوى المحكمة االبتدائية ،أ ّما إذا ش ّكلت الواقعة
جناية ،فإنها ُت حال وجوبا على قاضي التحقيق الذي يحيلها بدوره إما إلى
.غرفة االتهام أو الغرفة الجزائية على مستوى المجلس القضائي
نشير أخيرا إلى أنّ الجرائم المرتكبة من طرف المؤسسة الصغيرة
والمتوسطة باعتبارها شخصا معنويا خاصا خاضعا للمساءلة الجزائية يتم
إثباتها على بطاقات معدّ ة طبقا لنموذج نظامي يحدّ ده وزير العدل ،حيث
حر ر لها بطاقة عامة كما هو الشأن بالنسبة لصحيفة السوابق القضائيـةُي ّ
:التي تثبت جرائـم الشخص الطبيعي ،و ُيدرج فيها ما يلي
:الخاتمــة
لكن المشرع ق ّيد من نطاق مساءلتها مميزا في ذلك بين كون هذه
المؤسسة الصغيرة أو المتوسطة تابعة القطاع العام أو الخاص ،فاستثنى
األولى من دائرة المساءلة الجزائية ،وهو أمر في نظرنا يش ّكل خرقا لقاعدة
المساوة المقررة دستوريا ،كما قد يحدّ من نشاط هذه األخيرة ،ويشكل
ّ
المسطرة التي تطو رها وترقيتها ،وبالتالي يقضي على األهداف
عائقا أمام ّ
باتت تحققها هذه األخيرة السيما في مجال امتصاص اليد العاملة المسرحة من
.القطاع العام كضرورة حتمية فرضتها سياسة اقتصاد السوق
:الهوامـش
حسين رحيم " ،نحو نظام اقتصادي دولي عادل ،التناقضات الكاملة في 1.
.العولمة والبديل العادل" ،الملتقى الدولى األول حول تأهيل المؤسسات
.جامعة فرحات عباس ،سطيف ،الجزائر 30-29 ،أكتوبر ، 2001ص 01
الخاصة في 2.
ّ السعيد بريبش " ،مدى مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
،التنمية " ،مجلة العموم اإلنسانية .جامعة محمد خيضر ،بسكرة الجزائر
.العدد ، 12نوفمبر ، 2007ص 62
خالد عبد العزيز محمد السهالوي ،معدل وعوامل انتشار المنشآت الضغيرة 3.
،و المتوسطة في المملكة العربية السعودية .اإلدارة العامة ،المجلد 41
.ص 2001 312-311
محمد عبد الرحمان بوزبر " ،المسؤولية الجنائية لألشخاص االعتباريين 8.
عن جرائم غسيل األموال " ،مجلة الحقوق ،جامعة الكويت ،العدد 28 ، 03
.سبتمبر ، 2004ص 13وما بعدها
عبد الرحمان خلفي " ،إسناد المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي في 9.
جرائم األموال " ،الملتقى الوطني األول حول الجرائم المالية .جامعة
.قالمة ،الجزائر 25-24 ،أفريل ، 2007ص 70-69
عبد الفتاح مراد ،شرح تشريعات الغش ،دون دار النشر ،مصر ،دون 10.
.سنة النشر ، ص 269
،محمد محدة " ،المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي " .مجلة المفكر 11.
مجلة علمية محكمة متخصصة في الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر
األول ،مارس ، 2006ص 52-48 .بسكرة ،الجزائر ،العدد ّ
فاتن يحيا " ،المتابعة الجزائية للشخص المعنوي في ظل التعديل الجديد 17.
لقانون اإلجراءات الجزائية " ،مجلة المنتدى القانوني ،جامعة محمد خيضر
.بسكرة ،الجزائر ،ماي ، 2005ص 216
أحمد لعور ،نبيل صقر ،قانون اإلجراءات الجزائية نصا وتطبيقا .دار 18.
.الهدى ،عين مليلة ،الجزائر ، 2007 ،ص 46
:أ .الكتب
أحمد لعور ،نبيل صقر ،قانون اإلجراءات الجزائية نصا وتطبيقا .دار 1.
.الهدى ،عين مليلة ،الجزائر 2007 ،
خالد عبد العزيز محمد السهالوي ،معدل وعوامل انتشار المنشآت الضغيرة و3.
،المتوسطة في المملكة العربية السعودية .اإلدارة العامة المجلد 41
2001 .
.عبد الفتاح مراد ،شرح تشريعات الغش .دون دار النشر ،مصر ،دون سنة النشر 5.
:ب .المجالت
الخاصة في 1.
ّ السعيد بريبش " ،مدى مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
،التنمية " ،مجلة العموم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة الجزائر
.العدد ، 12نوفمبر2007
فاتن يحي " ،المتابعة الجزائية للشخص المعنوي في ظل التعديل الجديد 2.
لقانون اإلجراءات الجزائية " ،مجلة المنتدى القانوني ،جامعة محمد خيضر
.بسكرة ،الجزائر ،ماي 2005
محمد محدة " ،المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي " مجلة المفكر ،مجلة 3.
علمية محكمة متخصصة في الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة
األول ،مارس ، 2006 .الجزائر ،العدد ّ
عبد الحليم بن مشري ،حسينة شرون " ،المسؤولية الجزائية للشخص 4.
،المعنوي " ،مجلة المنتدى القانوني ،جامعة محمد خيضر بسكرة الجزائر
.جوان 2005
محمد عبد الرحمان بوزبر " ،المسؤولية الجنائية لألشخاص االعتباريين 5.
عن جرائم غسيل األموال " ،مجلة الحقوق ،جامعة الكويت العدد 28 03
.سبتمبر 2004
:جـ .الملتقيات
عبد الرحمان خلفي " ،إسناد المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي في 1.
جرائم األموال " ،الملتقى الوطني األول حول الجرائم المالية ،جامعة
.قالمة ،الجزائر 25-24 ،أفريل 2007
حسين رحيم " ،نحو نظام اقتصادي دولي عادل ،التناقضات الكاملة في 2.
،العولمة والبديل العادل" ،الملتقى الدولى األول حول تأهيل المؤسسات
.جامعة فرحات عباس ،سطيف ،الجزائر 30-29 ،أكتوبر 2001