Professional Documents
Culture Documents
Baghdad Wall, 1860
Baghdad Wall, 1860
وقد أبدع الخليفه أبو جعفر المنصور في تخطيط وبناء مدينة بغداد
وتحصيناتها ,فأختار موقعها على نهر دجله وأجرى خللها قنوات مستوره,
وجعل شكل المدينه مدّور لتكون جميع أطرافها قريبه من المركز حيث
يسهل الشراف والسيطره عليها ,أضافة الى سرعة نقل المعلومات
.وألوامر من وألى مركز الخلفه خاصة في أوقات الحصار والحروب
كذلك أبتنى لها ثلث أسوار منيعه ويحيط بها خندق عميق ,وجعل لها أربعة
.مداخل محصنه تحرسها خمسة أبواب محكمة الصنع والتصميم
Baghdad Wall,1860
وكما هو معلوم فأن شكل المدينه عند تأسيسها كان مدّورا ,وتقع في جهة
الكرخ جنوب منطقة الكاظميه وعلى ضفاف نهر دجله ,ثم توسعت الى جهة
الرصافة عند منطقة العظميه وامتدداها شمال الى منطقة الشماسيه أي
الصليخ وجنوبا الى منطقة المخرم أى العيواضيه ,وأخيرا وبعد الدمار الذي
اصاب المدينه جراء الحروب والفيضانات أصبح مركز المدينه في الجهة
الشرقيه الجنوبيه الذي نعرفه الن حيث يحيط به سور مضلع الشكل وله
.أربعة أبواب ,باب المعظم ,باب ألوسطاني ,باب الطلسم ,والباب الشرقي
وفي جميع تلك المراحل وحتى قريبا كانت تحيط بمدينة بغداد حيث مركز
الخلفه والتجمع السكاني ,عدد من السوار لحمايتها من الهجوم الخارجي
وأخطار الفيضان ,وهذه السوارتشمل حسب التسلسل الزمني؛
أول -أسوار مدينة بغداد المدوره -الخليفه أبو جعفر المنصور762 -م
ثانيا -سور منطقة المهديه -الرصافه -العظميه -الخليفه المنصور768 -
ثالثا -اسواربغداد الشرقيه والغربيه -الخليفه المستعين بال865 -م
رابعا -سور دار الخلفه -الخليفه المعتضد وما بعده892 -م
خامسا -سور بغداد الكبير -الخليفه المستظهر1095 -م
سادسا -سور القلعه -وزارة الدفاع -القرن الخامس عشر
سابعا -سور بغداد الغربيه -الكرخ -الوالي سليمان باشا الكبير1779 -
ثامنا -سور بغداد الشمالي -شمال باب المعظم -بداية القرن العشرين
تسمية بغداد
لقد أختلف المؤرخين في أصل تسمية بغداد فمنهم من قال أن أصلها بابلي
قديم من زمن حمورابي في القرن الثامن عشر قبل الميلد حيث كانت
تعرف بيت كدادا أي بيت الغنم ,ومنهم من قال بانها سميت لحقا بعل جاد
.أي معسكر بعل
وهناك من رجح بان أصلها كلداني وهو بلداد ومعناها الة الحرب حين
أنتصر نبوخذ نصر 562-604ق.م في معركه حربيه في ذات المكان على
اعدائه.
كذلك يرى بعض الباحثين بأن أصل التسميه آري وكانت تسمى باغ داد أو
بستان داد ,وقد سميت القريه تبعا للبستان.
وقد أستعملت كلمة بغداد لول مره في العصر الكيشي وذلك في بداية اللف
الثانيه قبل الميلد.
وقد ورد أسم مدينة بغداد في بداية العهد السلمي والموي ,كذلك ذكرت
المصادر بأن الخليفه المنصور قام بتعويض ستين من اهالي بغداد نقدا
.عندما أنشأ مدينة بغداد في موقع مزرعه كبيره تعرف المباركه
وبعد أستشارة الخليفه المنصور معاونيه واصحاب الرأي ,تم أختيار الموقع
المناسب للمدينه حيث أمر بعدها بتخطيط شكل المدينه الهندسي ثم وضع
حبات القطن عليها وأضرم النار فيها حيث أصبح يتأمل موقعها وشكلها
.وهي في هذه الحال
بعدها أمر المنصور بأختيار قوم من ذي المانه والفقه والمعرفه الهندسيه,
وكان ممن حضر لذلك الحجاج بن أرطاة وألمام أبو حنيفه النعمان الكوفي,
ثم قام بتقسيم المدينه الى أربعة أركان وعهد لكل واحد منها الى احد الثقاة
.وأصحاب الخبره بالشراف على بنائها
وفي البدايه حاول الخليفه المنصور بأن ينقض أيوان كسرى في المدائن
وينقل مواده الى موضع البناء في بغداد ,ولكنه أدرك بعد التجربه بأن
تكاليف النقض والنقل أكثر من تحضير اللبن وطبخه في الموقع ولذلك قرر
العدول عن رأيه حيث أستخدم اللبن المربع التام والذي قياسه ذراع في
ذراع ووزنه حوالي 200كيلوغرام ,بالضافه الى اللبن المنصف والذي
قياسه نصف ذراع في نصف ذراع ووزنه حوالي مائة كيلوغرام ,كذلك أمر
بطبخ اللبن وتحضيره ليصبح آجرا وبحفر البار لستخراج الماء ,حيث
.كانت معظم منشأت بغداد من اللبن والقليل منها من الجر
وقد بدأ البناء في شهر آب 762م وليزال هذا التقليد جاريا عند أهالي بغداد
حيث يبدأ بناء الدور في أشهر الصيف فقط.ودام أنشاء المدينه فترة أربعة
سنوات وشهرين أل يوم واحد,وبلغت تكاليف بناؤها مبلغ أربعة مليين
وثمانية وثمانين ألف درهم,وشارك في أنجازها حوالي مائة ألف عامل
.وفني من أصحاب المهن والحرف
وكان لمدينة بغداد بعد أكمالها ألقاب عديده منها المدينه ,مدينة المنصور,
مدينة السلم ,دار السلم كما هو مذكور في القرأن الكريم ,والزوراء وذلك
.لتزاور واجهة المسجد الجامع عن أتجاه القبله
لقد أختط الخليفه المنصور مدينة بغداد على شكل مدور وهي مشابهه
للتخطيط الساسي للمدن العراقيه القديمه مثل مدينة الحضر والمدائن أضافة
الى شكل القلع الشوريه المدوره,وبالرغم من كونها مركز الخلفه
وحاضرة المدنيه آنذاك فأنها تمثل حصن منيع لصد أي هجوم خارجي حيث
.تجتمع فيها سبل العيش والمقاومه عند أوقات ألحصار
Typical Tower of
Baghdad wall,762
ويحد مدينة بغداد من الشمال منطقة الكاظميه ,ومن الغرب منطقة الكرخ,
ومن الشرق نهر دجله ,وأما الجنوب فهي منطقة سونايا أو المنطقه حاليا,
ويبلغ محيط المدينه 8132متر وقطرها 2615متر ,و تبلغ مساحتها الكليه
ويقع 5,314,262متر مربع.
في وسط المدينه المسجد الجامع الذي يعرف بجامع المنصور ,وأبتنى
بجانبه قصر الذهب ذات القبه الخضراء التي يعلوها الفارس العربي وبيده
.الرمح ,وجعل حولها دوائر الدوله والسكك التي تحيط بها
وقد منح الخليفه المنصور ذوي قرابته وذريته وقواده ورجال دولته قطع
من الراضي يزيد عددها عن 54قطعه ولصاحبها أن يتصرف بها فيختار
سم ما حول المدينه الى أربعة
أن يجعلها قصرا أو بستانا أو كلهما ,ثم ق ّ
أرباض كل منها أكبر من القطيعه حيث تضم قصورا وأسواق ,حيث كان
.ربض حرب بن عبد ال البلخي أحد قواد المنصور أوسعها
وفي أخبار المصادر التي ذكرت بأن عدد الدروب في المدينه بلغ ستة الف
سكه ,وثلثين ألف مسجد وعشرة الف حّمام ولربما في هذه الرقام بعض
.المبالغه
لقد أقتصر الدخول الى المدينه على أربعة ابواب فقط ,كل أثنين منها
متقابلين وبذلك قسمت المدينه الى اربعة أطراف عند تقاطع الطريقين
المتعامدين كما هو مخطط في أرباضها.
وأما أسماء البواب فهي باب خرسان من الشرق وتعرف أيضا بباب الدوله
وباب القبال ,ومن الغرب باب الكوفه ,وفي جنوب المدينه باب البصره
.ويقابلها من الشمال باب الشام
وقد وردت أخبار عن ذكر كثير من البواب مثل باب التبن ,باب حرب,
باب قطر بل ,باب النبار ,باب الشعير ,باب الحديد ,باب المحّول و باب
الكرخ ,وعلى أغلب الظن أن هذه البواب تمثل منافذ ومداخل للدروب
.وألرباض في المدينه وما حولها والتي أندثرت فيما بعد
أسوار بغداد المدوره
أن أستحكامات المدينه تبدأ من الخارج حيث تم حفر خندق عميق وعريض
يدور حول بغداد ,ويحده من جهة المدينه مسناة عاليه البناء تمثل
السور الخارجي ومبنيه من الجر والصاروج الذي يوازي بقوته
ولونه مادة السمنت ,ويستمد الخندق ماؤه من نهر كرخايا الذي هو
أحد تفرعات نهر عيسى والفرات ,وقد أستغرق بناء المسناة حوالي
أربعة سنوات ولذلك تعتبر أحد التحصينات الساسيه لمدينة بغداد
.المدوره
ويلي المسناة أرض خاليه عرضها 50مترا تعرف بالفصيل الخارجي أي
البعيد من العمران ,لغراض الرقابه والدفاع ومنع نيران السهام من
.الوصول الى المباني والمناطق السكنيه
ويؤدي الفصيل الخارجي الى السور الكبير والذي اطلق عليه المؤرخ
اليعقوبي أسم السور العظم حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 30مترا
وعرضه عند القاعده 25متر وعند القمه 12مترا ,ويعادل ضعف
أرتفاع السور الداخلي ,والسور مبني من اللبن ويبلغ عدد اللبنات في
كل طبقه من السور 162ألف لبنه المعروفه بأسم الجعفري المربع
.حيث يبلغ وزنها 117كيلوغرام ومساحتها ذراع في ذراع
وقد شيد السور بهذه الضخامه حتى يستطيع مقاومة عمليات التخريب
وضربات المنجنيق من الخارج ,كذلك يمتاز السور بوجود البراج
الكبيره حيث يبلغ عددها 113برجا ,ومابين باب وأخر 28برجا
ماعدامابين باب الكوفه والبصره فيبلغ 29برجا ,ويكون أرتفاعها
حوالي مترين ونصف اعلى من مستوى السور أضافة الى وجود
.الشرفات التي تشرف على المنطقه لغراض الرقابه وألطلع
ويلي السور العظم ارض واسعه تعرف بالفصيل الداخلي يبلغ عرضها
150متر وتملئها الشوارع والسكك اضافة الى دور السكن ,وينتهي
الفصيل الداخلي بسور صغير يعرف بالسور الداخلي حيث يبلغ
ارتفاعه 17متر وعرضه 10امتار وهو مبني من اللبن
ايضا,ويفصل مركز المدينه حيث الجامع وقصر الذهب عن
.السوار الخارجيه
Baghdad Round City and Wall on the
East ,Rusafa Side,900.
Bab-AlMudhum 1920.
وتنحصر مداخل بغداد بأربعة أبواب فقط جميعها متشابهه بالتصميم والبناء,
ويجب على الداخل الى وسط المدينه أن يجتاز احد أبوابها بدءا بعبور
القنطره التي على الخندق العميق ثم يدخل من باب تؤدي الى الدهليز الذي
يقطع سور المسناة حيث يبلغ طوله 40مترا وله أروقه على جانبيه
ومعقوده بالجص والجر.
ويؤدي باب الدهليز الثانيه الى الرحبه المربعة الشكل حيث تبلغ مساحتها
60 × 40ذراع والمفروشه بالصخر وعلى جانبيها باب تؤدي الى الفصيل
.الخارجي ما بين سور المسناة والسور العظم
وبعد الرحبه الولى تمر بدهليز ثاني مساحته 6×10متر يخترق السور
الكبير وعليه بابان عظيمان مصنوعه من حديد وفوق كل باب قبه معقوده
ومذهبه وحولها مجلس او شرفه تطل على الطريق والبواب.
وتحتاج الباب الول لفتحه وغلقه عدد من الرجال الشداء ,وأما الباب الثاني
فهي تؤدي الى رحبه أخرى مساحتها 10×10متر ,والى طريق الطاقات
الذي يبلغ عددها 53طاقا ويتوسطها ممر عرضه 8أمتار وطوله 100
.مترا وفي سقفه فتحات لشعة الشمس والضوء
ويضم طريق الطاقات منازل المماليك والغلمان آضافة الى دكاكين
السواق ,ولحقا أخلى الخليفه المنصور السواق وجعلها مراكز للشرطه
.وحرسها
وبعد أجتياز طريق الطاقات تمر بالرحبه الثالثه التي مساحتها 10×10متر
ثم الدهليز الكبير المعقود من الجص والجر والتي تؤدي بابه الى الرحبه
العظمى في وسط المدينه.
ويحرس هذه المداخل ألف جندي وعليهم قائد للحرس لكل منها ,أضافة الى
خمسة أبواب ,أثنان منها من الحديد على السور العظم وتعرف بباب
المدينه ,والثلثه الباقيه على الدهاليز والرحبات ناهيك عن طريق الطاقات
ومراكز الشرطه والحرس.
كذلك حفر المنصور نفقا طوله فرسخين يمتد الى خارج المدينه لسهولة
.الهروب في أوقات الحروب والحصار
ولذلك بعد دراسة هذه الستحكامات فأن مدينة بغداد المدوره تعتبر مثال
لقوى المدن المحصنه في القرون الوسطى حيث تتجلى فيها عظمة الدوله
.العباسيه وحضارتها السلميه الزاهره
ومن الجدير بالذكر بان بعض الخراب قد اصاب قصر الذهب في اثناء
الحصار الول لبغداد سنة 814م أثر الصراعات والحروب التي حصلت
بين الخليفه المين والمأمون ,وأما القبه الخضراء فقد أنهارت قمتها مع
الفارس العربي سنة 941م أثناء الصواعق والمطر الغزير أنذاك ,وبقيت
جدرانها حتى نهاية العصر العباسي 1255م حيث أنهارت كليا أثر
.العواصف والمطر أيضا
وفي سنة 768م عندما قدم المهدي مع جيشه من منطقة الري في بلد
فارس ,أقام له والده الخليفه أبو جعفر المنصور في الجهه الخرى والمقابله
لبغداد المدوره ,قصرا ودورا مع ميدان وبستان ويحيط بها سورا وخندق
وسمى المنطقه الرصافه أو عسكر المهدي أي العظميه حاليا,وهذه التسميه
شبيهه برصافة أبو العباس السفاح في النبار ورصافة الشام في زمن هشام
عبد الملك.
ومع التوسع العمراني والتغيرات التي حدثت في مركز الخلفه أندثرت
تدريجيا معالم السور حيث أقيمت أسوارا متعاقبه في المنطقه الشرقيه من
.بغداد
سور الخليفه المستعين
Bab Tallism,1910
أن من أهم التحصينات التي شيدها الخليفه المستعين بال سنة 865م هي
أسوار بغداد الشرقيه والغربيه ,وذلك أثر الخلفات التي حصلت بينه وبين
أبن عمه المعتز بال وحرسه التركي المساند له,حيث ترك مركز الخلفه
في سامراء هربا وأحتمى في مدينة بغداد وبذلك بدء حصار بغداد الثاني,
مع العلم أن الحصار الول لبغداد كان في سنة 813م أثر الصراعات التي
.حصلت بين المين والمأمون
فقد أنشأ الخليفه المستعين سور بغداد الشرقيه والذي يحيط بمناطقها التي
تشمل الشماسيه أو الصليخ ,الرصافه أو العظميه ,والمخرم أوالعيواضيه.
كذلك شيد سور بغداد الغربيه أي جهة الكرخ حاليا والذي يحيط ببغداد
.المدوره والمناطق المحيطه بها
أن شكل المدينه قد تبدل كثيرا خاصة بعد أقامة السورين في جهتي بغداد
.ومن المعلوم أن الحصار قد دام حوالي عام كامل
وبعد هرب الخليفه المستعين من سامراء الى بغداد سنة 865م وأتخاذه من
منطقة الرصافه وقصر المهدي مقرا له ,قام الحرس التركي بمحاصرة
بغداد وأتخاذهم المنطقه الشماليه من بغداد الشرقيه مركزا لهجومهم,حيث
.اعلن عن خلفة المعتز بال ومقره مدينة سامراء
وفي أثناء ذلك أصدر المستعين أوامره الى حاكم بغداد محمد بن عبد ال
حفيد طاهر أحد قواد المأمون بتنظيم دفاعات بغداد وذلك بقطع السدود
والقناطر شمال المدينه ,أضافة الى أخلء المحلت والمساكن شمال السور
.الشرقي حتى ليتخذها المهاجمون مخبأ لهم
وقد أتخذ السور في جهتي بغداد شكل دائريا حيث يبدأالسور الغربي من
نهر دجله شمال ثم باب قطيعة زبيده وباب قطر بل ويمر بالخندق الطاهري
وباتجاه اقصى الغرب الى باب النبار وباب الحديد ,ثم يمر بمنطقة باب
المحّول وموازي الى نهر عيسى بعدها يتجه شرقا الى نهر دجله جنوبا عند
.قصر حميد بن عبد الحميد ومصب نهر عيسى في دجله
وأما سور بغداد الشرقيه فهو نصف دائري أيضا ويبدا جنوبا من نهر دجله
جنوب الجسر السفل ثم يمر بباب سوق الثلثاء وباب أبرز ,بعدها ينحرف
شمال وغربا الى باب خرسان وباب بردان ,وينتهي شمال عند باب
الشماسيه المقابله لسور بغداد الغربي ,وقد بلغت تكاليف بناء السور مبلغ
330000.دينار أو قطعه ذهبيه
وقد أستخدم المدافعين عن بغداد المنجنيق عند ابواب المدينه ضد
المهاجمين,وأنتهى الحصار عندما شب حريق في جسر الشماسيه الشمالي
حيث تسلل المحاصرين من خلله الى مركز المدينه وألستيلء عليها ثم
مقتل الخليفه المستعين بعد أن دام الحصار فترة سنه كامله.
ولم يبقى سور المستعين في جهتي بغداد فتره طويله فسرعان ما تهدمت
معالمه وأزيلت كليا ,ولذلك لم يكن هناك أي سور يحمي المدينه من هجوم
العداء وخطر الفيضان حتى بداية أنشاء السور الكبير سنة 1095
وقد ترك الخليفه المعتضد أبن أخ المعتز بال سنة 892م مدينة سامراء
وأستقر في بغداد مره ثانيه حيث بنى دار الخلفه في بغداد الشرقيه والتي
.أصبحت قصورا للخلفاء والواقعه في منطقة القلعه,أووزارة الدفاع
عندما أستقر الخليفه المعتضد في بغداد سنة 892م ,بنى مجموعه من
القصور والبنيه له ولحاشيته منها قصر التاج وهي المنطقه المحصوره بين
القلعه او وزارة الدفاع وألى مدرسة المستنصريه جنوبا ,ثم أبتنى سورا
يحيط بجميع هذه البنيه يمتد من منطقة الحدائق شمال ويسير في طريق
شبه دائري الى جنوب قصر التاج حيث يمثل نهر دجله الحدود الغربيه لدار
الخلفه او الحريم .ويوازي هذا السور ,سور بغداد الكبير فيما بعد وله سبعة
أبواب ,ثلثه منها في الشمال وأثنان في الشمال الشرقي واثنين في الجنوب
.وهناك باب صغيره أضافيه تعرف بباب الحديقه
وأما أسماء البواب فهي ؛
أول -باب الغرابه -وهذه الباب قريبه من مشرعة البريين ودار الخاتون
ودار السيده وهما بنات الخليفه المكتفي ,1094-1075وقد هدمت هذه
.القصور واصبح مكانها دار الرياحيين
ثانيا -باب سوق التمر -وتؤدي الى دار القطانيه والتي يكون مسارها نحو
الشمال بأتجاه باب السلطان أو باب المعظم .ومن الجدير بالذكر بأن
المدرسه المستنصريه قد اقيمت على انقاض بعض من قصور دار الخلفه
.داخل محيط السور
ثالثا -باب البدريه -ويؤدي الى قصر بدر ,أحد وزراء المعتضد والى خارج
.السور الى سور البدريه وكانت تعرف سابقا باب الخاصه
رابعا -باب النوبي -ويعتقد أن قسم من غنائم الصليبين موجوده عند الباب
بعد أن ارسلها صلح الدين اليوبي سنة 1189م ,هديه الى الخليفه الناصر
.لدين ال عقب انتصاره في معركة حطين
خامسا -باب المه -وكانت تعرف سابقا باب عموريه حين فتح الخليفه
المعتصم سنة 838م المدينة وانتصر فيها على المبراطور البيزنطي
ثيوفلس .كذلك كانت الباب الرئيسي والمدخل الى قصر المامون المسمى
.بالقصر الحسني
سادسا -باب البستان -حيث توجد فيها المنظره التي تشرف على جميع
.المكان المحيطه بها وتقع خارجها منطقة المأمونيه
سابعا -باب المراتب -وتقع على بعد 200يارده من نهر دجله قرب قصر
.التاج
Baghdad Wall&Gates
17th Century,1676
Bab Al-Sharqi,1900
لم يبقى سور المستعين بال 865م فتره طويله فسرعان ما أند ثر وزال,
وفي السنين التي تلت في عهد كل من الخلفاء المعتمد ,المعتضد ,المكتفي,
المقتدر ,القاهر ,الراضي والمستكفي وعصر امارة المراء وبني بويه
وحتى سنة 1095م من العصر السلجوقي ,لم يكن لبغداد سور يصونها من
الغرق حيث كانت مفتوحه للهجمات الخارجيه كما حدث مع معز الدوله
.احمد البويهي وأبي الحارث ارسلن البساسيري
وفي سنة 1073م حصل فيضان جارف خاصة بعد دمار سدة المعزيه,
حيث طغى الماء على كثير من المباني بما فيها قصور دار الخلفه ,وقد
ذكر أبن الجوزي في تاريخه بأن الماء طفح من البريه على الحريم وهي
دار الخلفه,وأخربت أسوار المحال ونبع الماء من أسفل وجاء من فوق
وقلع الطوابيق في دار الخليفه ودور الناس ونبعت البلليع ووقع بعض
الدور على بعضها فصارت تلل عاليه وأثارا عافيه ,أضافة الى غرق
.الجانب الغربي من بغداد ودخل الماء من شبابيك الجوامع والمساجد
قرر بعدها الخليفه المقتدر بناء دور ومحلت في منطقة المأمونيه المجاوره
لقصور الخلفه ,ولذلك تجمعت الدور والمنازل السكنيه حول دار الخلفه,
حيث أعقبها خلل فترة حكم الخليفه المقتدي والمستظهر توسعا عمرانيا
جنوبا في الجهه الشرقيه من بغداد ,وأصبحت الحاجه ضروريه لنشاء
.سور للمدينه لحمايتها من الهجوم الخارجي ومخاطر الفيضان
وفي زمن الخليفه العباسي المستظهر بال سنة 1094م قام وزير الدوله ابو
منصور محمد المعروف بابن جهير التغلبي ,بتخطيط السور وأمر بجباية
الموال من الناس ذوي العقار والدور وذلك للنفاق على بناء السور ,ومن
الجدير بالذكر بان الهالي قد شاركوا في بناء السور الولي والذي بلغ
طوله مائة قامه فقط ,ولكن في تلك الفتره حصلت أظطرابات على السلطه
مما أدى الى وقف بناء السور حيث بقي على تلك الحال حتى توفي الخليفه
.المستظهر في سنة 1118م
بويع على اثرها أبنه المسترشد بال على الخلفه وكان هماما شجاعا
ومؤمنا ,فقد قرر في سنة 1123م أكمال بناء السور وأمر بجباية الموال
ولكن الهالي جزعوا من هذا المر لقلة أمكانياتهم الماديه ,ولذلك أعاد
الموال أليهم وأنفق من أمواله الخاصه لبناء السور وحث الناس على
المساعده في أنشاء السور حيث قام أهالي كل منطقه في بغداد بالمشاركه
في بناء السور الفعلي ولمدة أسبوع واحد حتى أكتمل بناء السور الكبير
وأبوابه الربعه ,وأصبح يحيط بمدينة بغداد الحديثه ودور الخلفه
والمحلت المحيطه بها من ثلث جهات ,ويمثل نهر دجله الحدود الغربيه
الرابعه ,ويحيط بالسور خندق عميق ,حيث بنيت مسناة للخندق لحقا,
ومن المعلوم بأن السور ظل قائما لفترة حوالي 800عام حتى زمن الوالي
المصلح مدحت باشا سنة 1869م حيث قام بتهديم السور لتوسيع طرق
بغداد انذاك وأستعمل مواد السور لنشاء بناية القشله والكرنتينه ومدرسة
.الصنايع في بغداد
لقد بني السور من الطين المفخور ويبلغ طوله 18000خطوه ,وقد قام
.الخليفه المستظئ بال سنة 1173م بتجديد السور وترميمه
Bab Al-Mudhum from Outside,1920
ولقد ذكر كل من المؤرخين ابن حوقل وأبن الثير في رحلتهم الى بغداد,
وجود السور الكبير وابوابه وهو محاط بخندق عميق يجري فيه الماء
ويصب في نهر دجله شمال وجنوبا ,وقد أصبحت المناطق الشماليه من
الجهه الشرقيه من بغداد أي شمال باب المعظم خرابا ماعدا المنطقه السكنيه
المحيطه بتربة المام ابو حنيفه النعمان والجامع الكبير في الرصافه أي
.منطقة العظميه
وتشمل أبواب السور مايلي ؛
أول -الباب الشمالي -باب السلطان -باب سوق السلطان -باب المعظم,وهذا
الباب في الحائط الشمالي للسور ويؤدي الى سوق السلطان ثم الى سوق
الثلثاء.وقد هدم الباب في سنة 1925عند توسيع شارع الرشيد من قبل
.أمانة العاصمه في بغداد
ثانيا -باب الظفريه -باب خرسان -باب الوسطاني ,وهي في حائط السور
الشرقي وقريبه من تربة الشيخ عمر السهروردي ,وتؤدي الى منطقة
الظفريه نسبة الى ظفر أحد مماليك الخلفاء ,والبنايه أصبحت مؤخرا متحفا
.للسلحه القديمه .وهي الباب الوحيده الباقيه لحد الن
ثالثا -باب الحلبه -باب الطلسم -وسميت الحلبه لقربها من حلبة السباق وهي
لعبة الصولجان أو البولو حديثا ,ويقع في جنوب الحائط الشرقي للسور,
وقد جدد الباب في زمن الخليفه الناصر لدين ال سنة 1225-1180م
وجعل فوقها برجا كبيرا مع ذكر مشيده والسنه التي أنجزت فيها وأخيرا
.أصبحت تعرف بباب الطلسم لوجود الكتابه عليها
وقد ذكر أسم الباب في الحصار المغولي ,ومنه دخل السلطان العثماني مراد
الرابع سنة 1638م مدينة بغداد ولهذا سميت ايضا برج الفتح ,وقد بنيت
.الباب بعدها وأغلقت كامل لمنع أي هجوم خارجي
وفي سنة 1656م أصاب الباب خراب كبير اثر الفيضان الهائل الذي
أصاب بغداد ,قام على أثرها الوالي محمد الخاصكي سنة 1657م بتجديده
.وترميمه
بقي باب الطلسم قائما حتى سنة 1917م عندما نسف الجيش العثماني عند
أنسحابه من بغداد الباب بالبارود وبذلك خسر التراث المعماري أجمل بابا
لمدينة بغداد الخالده ,ويوجد مجسم لهذا الباب في متحف الثار العربيه في
.خان مرجان حيث صمم أستنادا للتصاوير المتوفره قبل سنة 1917م
وكما ذكرت سابقا فقد ورد أسم الباب في الحصار المغولي حيث يقع برج
قرب باب الحلبه في الزاويه الجنوبيه القريبه منها ويعرف ببرج العجمي
حيث كان الشيخ عبد القادر الكيلني يؤؤي أليه قبل أن يصبح مشهورا
ومعروفا ,وقد كان البرج ضعيف البناء لذلك كانت الثغره التي دخل منها
الجيش المغولي الى بغداد وذلك بعد تدمير البرج.ولحقا سمي البرج تابيه
.الزاويه
وتؤلف الكتابه الجريه نطاقا طويل وجميل يحيط ببرج الباب من جميع
جهاته وهذا نصها ؛
ومن المعلوم بأنه تقع داخل مدينة بغداد الشرقيه أنذاك ,عدة محلت وأسواق
لها أبواب خاصه بها ومن أشهرها باب الزج أي منطقة الشيخ عبد القادر
الكيلني حيث تعتبر هذه المنطقه أمتدادا لمحلة المأمونيه وقد أحترقت الباب
ثلث مرات عبر التاريخ في سنة 1156 ,1075 ,1048م وأمتدت النيران
.الى منطقة المأمونيه
Bab AlSharqi,1900
وفي سنة 1656م زار الرحاله الجغرافي التركي كاتب جلبي ,مدينة بغداد
وذكر في كتابه جيهان نما,أن محيط سور بغداد يبلغ 12400ذراع وعليه
163.برج ويحيط بالسور خندق عميق
وفي سنة 1681م طبع كتاب لزيارة الدكتور أولفرت دابر للعراق ووضع
.خارطه لمدينه بغداد حيث أشارت الى سورها ومعالمها
ومن المؤلفات التي ظهرت في القرن الثامن عشر ,كتاب كلشن خلفا باللغه
التركيه للكاتب مرتظى نظمي زاده وذلك بناء على طلب الوالي العثماني
.عمر باشا حيث بحث في تاريخ مدينة بغداد منذ تاسيسها ولحد ذاك الوقت
أن أول من وضع خارطه مفصله لمدينة بغداد بجانبيها الشرقي والغربي هو
الرحاله الدنماركي كارستن نيبور وذلك في سنة 1766م ,وقد اشارت
الخارطه الى محلت بغداد وحدودها أضافة الى السور وابوابه
الربعه,حيث سمى باب كلواذا باب الظلمات أو باب قرولوق ,وبقيت باب
الطلسم مغلوقه بعد دخول السلطان مراد الرابع سنة 1638م منها الى مدينة
بغداد منتصرا ,كذلك اشارت الخارطه الى أن عدد الجوامع ذات المنائر
.العاليه يبلغ 20جامعا و 22خانا وعدد كبير من الحمامات الشعبيه
Tallism Gate,1900
Baghdad
وفي سنة 1779م وفد الى بغداد الرحاله صموئيل أيفز حيث ذكر أن نفوس
بغداد يبلغ 300000نسمه ,وأن المدينه محصنه بسور عريض مبني من
الجر والطين وعليه ابراج عديده ويحيط بها خندق عميق وأن شكل السور
مربع غير تام وبعض اقسامه متهدم ,بالضافه الى الشاره الى موقع القلعه
أو وزارة الدفاع وسورها وما عليه من أبراج ويحيط به خندق عمقه 25
.قدم
Felix Jones Map,Baghdad,1854
وقد سكن الرحاله الفرنسي جوزيف دي بوشام مدينة بغداد لعدة سنوات كان
اخرها 1782م وذكر بأن طول الرحله على ظهر الخيل حول السور
الخارجي تبلغ ساعه واحده ,وأن أقساما من المدينه خاليه من العمران ويبلغ
عدد السكان حوالي 100000نسمه حيث تسبب وباء الطاعون سنة 1773
.في هلك كثير من الهالي
وفي بداية القرن التاسع عشر صدرت عدة كتب ومجلدات مع خرائط لعدد
.من العلماء والرحاله الفرنسيين والبريطانين بعد زيارتهم للمنطقه
وفي سنة 1822م دّون الرحاله المنشئ البغدادي باللغه الفارسيه زيارته
الى بغداد وذكر فيها مساجدها ومزارتها اضافة الى أسوار بغداد الشرقيه
والغربيه ,بعد أن بنى الوالي سليمان باشا الكبير سنة 1802-1780م سور
.بغداد الغربي أي الكرخ
ولكن تبقى خارطة الكابتن فيليكس جونز سنة 1854م من أهم الخرائط
التفصيليه لمدينة بغداد حيث أشارت الى مناطق بغداد وحدودها أضافة الى
القلعه وسور بغداد الغربي وأبوابه الربعه ,وقد أتخذت مدرسة المستنصريه
.مكانا للكمرك
وفي كتابه وصف السور الشرقي الضخم والخندق العميق من جهة
الصحراء وحمايته لبغداد من خطر الغرق حيث يجري الماء فيه من
الشمال الى الجنوب حول المدينه ,وقدر طول السوربحوالي 9688مترا
ومساحة بغداد الشرقيه أو الرصافه 591أيكر وأما سور بغداد الغربيه أو
الكرخ فيبلغ 5800مترا ومساحتها 141أيكر ,وله أربعة أبواب هي باب
.الكريمات ,باب الحله ,باب الشيخ معروف ,باب الكاظميه
واما خارطة العالم الفرنسي ماسينيون سنة 1908فقد اشارت الى تهدم قسم
.من السور الغربي وذكر باب الحله فقط
وكما ذكرت سابقا نسفت بناية باب الطلسم عند أنسحاب الجيش العثماني من
بغداد ليلة ,11/3/1917وفي سنة 1925هدمت بناية باب المعظم ,وفي
سنة 1935هدمت بناية باب الشرقي كذلك لتوسعة شارع الرشيد وبهذا
أصبح الثر الوحيد الباقي من سور بغداد وأبوابه هو باب الوسطاني فقط,
حيث أستخدم كمتحف للسلحه القديمه لحقا ,ولربما يمثل منخفض الرض
عند حديقة المه بقايا الخندق الذي كان يحيط بسور بغداد الشرقيه او
.الرصافه
وفي رحلة صموئيل أيفز سنة 1779ذكر القلعه والسور المحيط بها ,وعليه
عدة أبراج وفي كل برج مدفع طويل أضافة الى وجود أبراج صغيره
ومنافذ للبنادق ,ويحيط بالسور خندق عمقه 25قدم ويأخذ ماؤه من نهر
دجله,وأنه لزال قسما من المدافع التي تركها نادر شاه عند أنسحابه من
صه يستعملبغداد ,كما يوجد في زاويه القلعه مدفع صغير منصوب على من ّ
.للتحيه العسكريه
وعند أرتفاع منسوب المياه في نهر الفرات يمتلئ هور عكركوف ويفيض
على نهر المسعودي المتفرع من نهر الخر حيث يمر بموازات المناطق
السكنيه في الركن الشمالي في جهة الكرخ ويشكل خطرا عليها من دمار
.الغرق والفيضان
Bab AlWastani,1890
سور بغداد الشمالي
وفي بداية القرن العشرين أشارت مجموعة الخرائط المذكوره سابقا الى
وجود سور شمالي جديد في جهة الرصافه يمتد من الناحيه الشماليه الغربيه
عند القلعه ويتجه شمال حيث يضم منطقة الكرنتينه وبنايات كلية الهندسه
لحقا وقد أنشأ السور لحماية بغداد من خطر الفيضان في أواخر العهد
.العثماني ,وبعد التوسع العمراني أندثرت أجزاء السور وزالت معالمه
وبعد سرد تاريخ أسوار بغداد وأبوابها منذ أنشأئها في العصر العباسي
ولحد الن ,لم يبقى منها سوى الباب الوسطاني ولذلك يجب على الجميع
بضمنهم المسؤولين الحفاظ عليها وصيانتها ولربما أصدار طوابع بريديه
.يخلد هذا التاريخ الزاهر لمدينة بغداد الخالده
المصادر ؛
الدكتور مصطفى جواد وأحمد سوسه دليل خارطة بغداد
الدكتور محمد مكيه بغداد
العراق بين أحتللين الستاذ عباس العزاوي
بغداد المفيد والظريف الستاذ فخري الزبيدي
بغداد مدينة السلم ريشارد كوك
السيده ستيفنسن دجله والفرات
أرض الخلفه الشرقيه لي سترنج
Abu-Khazama Canon,
1920,Baghdad