Professional Documents
Culture Documents
المثقفون وقلقهم على مستقبل الأمة
المثقفون وقلقهم على مستقبل الأمة
لقد خان جل المثقفين أمتهم قبل الثورة ،إال من رحم ربى وألهمه الثبات والص بر على الح ق ،وس احوا
فى فض ائيات وكتب وا فى أوراق ص فراء ُم ولت من النظ ام ت ارة أو من أع داء لألم ة لبس وا ث وب
المعارضة...فكم من مرة سهرنا مع المفكر الفالنى وتحاورنا مع الدكتور العالنى واعتلوا منبر التن وير،
ولبسوا ثوب نصح األمة بجرعات من العلمانية واإلسالم التنويرى ...كل هذا كان مقبوال قبل الثورة من
باب أن ُشراعة الحريات كانت مغلقة بالضبة والمفتاح فاض طر أص حاب الفك ر للمداهن ة والنف اق ح تى
يجدوا لهم بابا مواربا...أما وأن باب الحرية مفتوح على مصراعيه وباب االرت زاق بقول ة الح ق لم يع د
موصدا ،فخيانة المثقفين لقومهم وذويهم لم يعد لها مبررا.
نقول هذا بعد أن كشر أنص ار التص ويت بـ "ال" من الكت اب العلم انيين ورواد الفض ائيات ومن انح از
لجانبهم قطاع ال بأس به من النصارى بقيادة الكنيسة ،مع قلة من المثقفين الذين يرون فى التصويت بال
تعبيرا عن تمايزهم عن بقية الرعاع من المجتمع الجاهل غير المؤهل للتصويت واتخاذ قرار صائب ...
وهذا الحشد حق مشروع فى كل الديمقراطيات التى عشت فيها لعق ود ففى أمريك ا على س بيل المث ال ال
ترى الكنائس وقادتها حرجا فى إعالن موقفها من التصويت فى قضية م ا ب ل وت دعو رواده ا وأتباعه ا
للتصويت مع رأيها ...أقول كشر كل هؤالء عن أنيابهم ووصموا ج ل األم ة ب التخلف واالنقي اد األعمى
لماللى السلفية والجماعات الدينية ناهيك عن الجماعة التى مازالت فى وعيهم وعرفهم محظ ورة ليومن ا
هذا...ولكن ماأعجبنى وأذهلنى صبر األغلبي ة على س فاهة ه ذه األقلي ة المأفون ة فألول م رة فى حي اتى
أرى إجماعا من المعلقين على مقال األستاذ مأمون فندى بجريدة الشرق األوسط الي وم الثالث اء 22 ،من
مارس ،كلهم فنّد إدعاءت الفندى بتزوير االنتخابات وانجرار األغلبية الجاهلة المسحوقة ثقافيا للتصويت
بنعم استجابة لنداءات المساجد وش يوخها ال ذين هم فى نظ ره دع اة الجه ل والظالم كم ا ل و أن الكنيس ة
والعلمانية تدعوان للحري ة والن ور وحري ة األدي ان ،والعجيب أن كث يرا ممن رد علي ه هم من ق الوا بـ
"ال" عن اقتناع ولم يروا غضاضة فى تصويت األغلبية ضد رأيهم!
وقد بشر الكاتب مصر بمستقبل غامض ومقلق كما لو ك انت دراس ته بجامع ات أمريك ا وإدارت ه لمعه د
يتبع جري دة الش رق األوس ط نص بته وص يا على األم ة...عيب أن يجه ل ويس فه ك اتب أهل ه ومجتمع ه
ويصمه بمثل ه ذه النع وت ألن نتيج ة تص ويت لم تواف ق ه واه وه وى من يم ول كتابات ه خصوص ا ان
األستاذ فندى فالح صعيدى مثلنا تربى فى ك وم الض باع ويعلم أن من يس تعر من أهل ه فال أصـل ل ه...
نحن لسنا ضد من يؤمن برأى وينافح عنه فهذا حق مشروع لك ل ف رد فى األم ة مثقف ا ك ان أو ج اهال ،
شابا كان أوشيخا فى السن طاعنا ،فالحا ك ان أم من البن در أفن ديا ولكن اعتراض نا على تس فيه ال رأى
اآلخر ونعته بالجهل والتغييب وضحالة الفكر إلخ ...فلنقوم خطابنا ولننزه لسـاننا وليكن قلبن ا على أمتن ا
ومصالحها قبل كل شيئ.
د .صالح جاد فودة
أستاذ جامعى
22/3/2011
sfoda@hotmail.com
sfoda@ksu.edu.sa
http://www.facebook.com/salah-gad-foda