تفسير الطبري 31

You might also like

Download as rtf, pdf, or txt
Download as rtf, pdf, or txt
You are on page 1of 61

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪12‬‬

‫(سبحان الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد القصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصي (‪1‬‬

‫حدثن ممد بن عبيد ال قال ‪ :‬أخبنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال ‪ :‬ثنا أبو جعفرالرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية أو غيه شك أبوجعفر عن أب هريرة ف قوله { سبحان الذي‬
‫أسرى بعبده } إل قوله { إنه هو السميع البصي } قال ‪ :‬جاء جبئيل إل النب صلى ال عليه وسلم نو حديث علي بن سهل عن حجاج إل أنه قال ‪ :‬جاء جبئيل ومعه ميكائيل وقال فيه ‪:‬‬
‫وإذا بقوم يسرحون كما تسرح النعام يأكلون الضريع والزقوم وقال ف كل موضع قال علي ما هؤلء من هؤلء يا جبئيل وقال ف موضع تقرض ألسنتهم تقص ألسنتهم وقال أيضا ف‬
‫موضع قال علي ! فيه ‪ :‬ونعم الليفة قال ف ذكر المر فقال ‪ :‬ل أريده قد رويت قال جبئيل ‪ :‬قد أصبت الفطرة يا ممد إنا ستحرم على أمتك وقال ف سدرة النتهى أيضا ‪ :‬هذه السدرة‬
‫النتهى إليها ينتهي كل أحد خل على سبيلك من أمتك وقال أيضا ف الورقة منها تظل اللق كلهم تغشاها اللئكة مثل الغربان حي يقعن ! على الشجرة من حب ال عز وجل وسائر الديث‬
‫مثل حديث علي‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ثنا ممد بن ثور عن معمر عن أب هارون العبدي عن أب سعيد الدري ‪ -‬وحدثن السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬ثنا معمر قال ‪ :‬أخبنأ أبو‬
‫هارون العبدي عن أب سعيد الدري واللفظ لديث السن بن يي ف قوله‬
‫سبحان الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد القصى } قال ‪ :‬ثنا النب صلى ال عليه وسلم عن ليلة أسري به فقال نب ال ‪ :‬أتيت بدابة هي أشبه الدواب بالبغل له أذنان }‬
‫مضطربتان وهو الباق وهو الذي كان تركبه النبياء قبلي فركبته فانطلق ب يضع يده عند منتهى بصره فسمعت نداء عن يين ‪ :‬يا ممد على رسلك أسألك فمضيت ول أعرج عليه ث سعت‬
‫نداء عن شال ‪ :‬يا ممد على رسلك أسألك فمضيت ول أعرج عليه ث إستقبلت امرأة ف الطريق فرأيت عليها من كل زينة من زينة الدنيا رافعة يدها تقون ‪ :‬يا ممد على رسلك أسألك‬
‫فمضيت ول أعرج عليها ث أتيت بيت القدس ‪ -‬أو قال السجد القصى ‪ -‬فنلت عن الدابة فاوثقتها باللقة الت كانت النبياء توثق با ث د خلت السجد فصليت فيه فقال ل جبئيل ‪:‬‬
‫ماذا رأيت ف وجهك ؟ فقلت ‪ :‬سعت نداء عن يين أن يا ممد على رسلك أسألك فمضيت ول أعرج عليه قال ‪ :‬ذاك داعي اليهود أما لو أنك وقفت عليه لتهودت أمتك قال ‪ :‬ث سعت‬
‫نداء عن يساري أن يا ممد على رسلك أسألك فمضيت ول أعرج عليه قال ‪ :‬ذاك داعي النصارى أما إنك لو وقفت عليه لتنصرت أمتك قلت ‪ :‬ث استقبلتن امرأة عليها من كل زينة من‬
‫زينة الدنيا رافعة يدها تقول على رسلك أسألك فمضيت ول أعرج عليها قال تلك الدنيا تزينت لك أما إنك لو‬
‫أحسن ما رأيت أل تر إل اليت كيف يد بصرة إليه فعرج بنا فيه حت انتهينا إل باب السماء الدنيا فاستفتح جبئيل فقيل من هذا ؟ قال ‪ :‬جبئيل قيل ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬ممد قيل ‪ :‬أوقد‬
‫أرسل إليه ؟ قال نعم ففتحوا وسلموا علي وإذا ملك موكل يرس السماء يقال له إساعيل معه سبعون ألف ملك مع كل ملك منهم مئة ألف ث قرأ { وما يعلم جنود ربك إل هو } وإذا أنا‬
‫برجل كهيئته يوم خلقه ال ل يتغي منه شيء فإذا هو تعرض عليه أرواح ذريته فإذا كانت روح مؤمن قال ‪ :‬روح طيبة وريح طيبة اجعلوا كتابه ف عليي وإذا كان روح كافر قال ‪ :‬روح‬
‫خبيثة وريح خبيثة اجعلوا كتابه ف سجيل فقلت ‪ :‬يا جبئيل من هذا ؟ قأل ‪ :‬أبوك آدم فسلم علي ورحب ب ودعا ل بي وقال ‪ :‬مرحبا بالنب الصال والولد الصال ث نظرت فإذا أنا بقوم‬
‫لم مشافر كمشافر البل وقد وكل بم من يأخذ بشافرهم ث يعل ف أفواههم صخرا من نار يرج من أسافلهم قلت ‪ :‬يا جبئيل من هؤلء ؟ قال هؤلء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ث‬
‫نظرت فإذا أنا بقوم يذى من جلودهم ويرد ف أفواههم ث يقال ‪ :‬كلوا كما أكلتم فإذا أكره ما خلق ال لم ذلك قلت من هؤلء يا جبئيل ؟ قال ‪ :‬هؤلء المازون ا اللمازون الذين يأكلون‬
‫لوم الناس ويقعون ف أعراضهم بالسبب ث نظرت فإذا أنا بقوم على مائدة عليها لم مشوي كأحسن ما رأيت من اللحم وإذا حولم جيف فجعلوا ييلون على اليف ياكلون منها ويدعون‬
‫ذلك اللحم قلت ‪ :‬من هؤلء يا جبئيل ؟ قال ‪ :‬هؤلء الزناة عمدوا إل ما حرم ال عليهم وتركوا ما أحل ال لم ث نظرت فإذا أنا بقوم لم بطون كأنا البيوت وهي على سابلة آل فرعون‬
‫فإذا مر بم آل فرعون ثاروا فيميل باحدهم بطنه فيقع فيتوطئوهم آل فرعون بأرجلهم وهم يعرضون على النار غدوا وعشيا قلت ‪ :‬من هؤلء يا جبئيل ؟ قال ‪ :‬هؤلء أكلة الربا ربا ف‬
‫بطونم فمثلهم كمثل الذي يتخطه الشيطان من الس ث نظرت فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن ونساء منكسات بأرجلهن قلت ‪ :‬من هؤلء يا جبئيل ؟ قال ‪ :‬هن اللت يزني ويقتلن أولدهن‬
‫قال ‪ :‬ث صعدنا إل السماء الثانية فإذا أنا بيوسف وحوله تبع من أمته ووجهه كالقمر ليلة البدر فسلم عل ! ورحب ب ث مضينا إل السماء الثالثة فإذا أنا بابن الالة يي وعيسى ؟ يشبه‬
‫أحدها صاحبه ثيابما وشعرها فسلما علي ورحبا ب ث مضينا إل السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس فسلم علي ورحب وقد قال ال و { رفعناه مكانا عليا } ث مضينا إل السماء الامسة فإذا أنا‬
‫بارون الحبب ف قومه حوله تبع كثي من أمته فوصفه النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬طويل اللحية تكاد ليته تس سرته فسلم علي ورحب ث مضينا إل السماء السادسة فإذا أنا بوسى بن‬
‫عمران فوصفه النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬كثي الشعر لو كان عليه قميصان خرج شعره منهما قال موسى ‪ :‬تزعم الناس أن أكرم اللق على ال فهذا أكرم على ال من ولو كان‬
‫وحده ل أكن أبال ولكن كل نب ومن تبعه من أمته ث مضينا إل السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم وهو جالس مسند ظهره إل البيت العمور فسلم علي وقال ‪ :‬مرحبا بالنب الصال والولد‬
‫الصال فقيل ‪ :‬هذا مكانك ومكان أمتك ث تل { إن أول الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النب والذين آمنوا وال ول الؤمني } ث دخلت البيت العمور فصليت فيه وإذا هو يدخله كل‬
‫يوم سبعون ألف ملك ل يعودون إل يوم القيامة ث نظرت فإذا أنا بشجرة إن كانت الورقة منها لغطية هذه المة فإذا ف أصلها عي تري قد تشغبت شعبتي فقلت ‪ :‬ما هذا يا جبئيل ؟ قال‬
‫‪:‬‬
‫وقفت عليها لختارت أمتك الدنيا على الخرة ث أتيت بإناءين أحدها فيه لب والخر فيه خر فقيل ل ‪ :‬اشرب أيهما شئت فأخذت اللب فشربته قال ‪ :‬أصبت الفطرة ‪ -‬أوقال ‪ :‬أخذت‬
‫الفطرة‬
‫قال معمر ‪ :‬وأخبن الزهري عن ابن السيب أنه قيل له ‪ :‬أما إنك لو أخذت المر غوت أمتك قال أبو هارون ف حديث أب سعيد ‪ :‬ث جيء بالعراج الذي تعرج فيه أرواح بن ادم فإذا هو‬
‫أما هذا ‪ :‬فهو نر الرحة وأما هذا ‪ :‬فهو الكوثر الذي أعطاكه ال فاغتسلت ف نر الرحة فغفر ل ما‬
‫تقدم من ذنب وما تأخر ث أخذت على الكوثر حت دخلت النة فإذا فيها ما ل عي رأت ول أذن‬
‫سعت ول خطر على قلب بشر وإذا فيها رمان كأنه جلود البل القتبة وإذا فيها طي كأنا البخت‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬إن تلك الطي لناعمة قال ‪ :‬أكلتها أنعم منها يا أبا بكر وإن لرجو أن تأكل منها ورأيت فيها جارية فسالتها ‪ :‬لن أنت ؟ فقالت ‪ :‬لزيد بن حارثة فبشر با رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم زيدا قال ‪ :‬ث إن ال أمرن بأمره وفرض عل ! خسي صلة فمررت على موسى فقال ‪ :‬ب أمرك ربك ؟ قلت ‪ :‬فرض علي خسي صلة قال ‪ :‬ارجع إل ربك فأسأله التخفيف فإن‬
‫أمتك لن يقوموا بذا فرجعت إل رب فسألته فوضع عن عشرا ث رجعت إل موسى فلم أزل أرجع إل رب إذا مررت بوسى حت فرض علي خس صلوات فقال موسى ‪ :‬ارجع إل ربك‬
‫فاسأله التخفيف فقلت ‪ :‬قد رجعت إل رب حت استحييت ‪ -‬أو قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ما أنا براجع ‪ -‬فقيل ل ‪ :‬إن لك بذه المس صلوات خسي صلة السنة بعشر أمثالا ومن هم بسنة فلم‬
‫يعملها كتبت له حسنة ومن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها ل تكتب شيئا فإن عملها كتبت واحدة‬
‫حدثئا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ممد بن إسحاق قال ‪ :‬ثن روح بن القاسم عن أب هارون عمارة بن جوين العبدي عن أب سعيد الدري ‪ -‬وحدثنا ابن حيد قال ثنا سلمة لال ‪ -‬وثن أبو‬
‫جعفر عن أب هارون عن أب سعيد قال ‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول لا فرغت ما كان ف بيت القدس أت بالعراج ول أر شيئا قط أحسن منه وهو الذي يد إليه ميتكم عينيه إذا‬
‫حضر فأصعدن صاحب فيه حت انتهى إل باب من البواب يقال له باب الفظة عليه ملك يقا له إساعيل تت يديه اثنا عشر ألف ملك تت يدي كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حي حدث هذا الديث { ما يعلم جنود ربك إل هو } ث ذكر نو حديث معمر عن أب هارون إل أنه قال ف حديثه قال ‪ :‬ث دخلء ب النة فرأيت فيها‬
‫جارية فسألتها لن أنت ؟ وقد أعجبتن حي رأيتها فقالت ‪ :‬لزيد بن حارثة فبشر با رسول ال صلى ال عليه وسلم زيد بن حارثة ث انتهى حديث ابن حيد عن سلمة إل ههنا‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن الزهري عن ابن السيب عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم وصف لصحابه ليلة أسري به إبراهيم‬
‫وموسى وعيسى فقال ‪ :‬أما إبراهيم فلم أر رجل أشبه بصاحبكم منه وأما موسى فرجل ادم طوال جعد أقن كأنه من رجال شنوءة وأما عيسى فرجل أحر بي القصي والظويل سبط الشعر‬
‫كثي خيلن الوجه كأنه خرج من دياس كأن رأسه يقطر ماء وما به ماء أشبه س رأيت به عروة بن مسعود‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ممد عن الزهري عن سعيد بن السيب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بنحوه ول يقل عن أب هريرة‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم بالباق ليلة أسري به مسرجا ملجما ليكبه فاستصعب عليه فقال له‬
‫جبئيل ‪ :‬ما يملك على هذا ؟ فوال ما ركبك أحد قط أكرم على ال منه ! قال ‪ :‬فارفض عرقا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة ف قوله { سبحان الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد القصى الذي باركنا حوله } أسري بنب ال عشاء من مكة إل‬
‫بيت القدس فصلى نب ال فيه فأراه ال من آياته وأمره با شاء ليلة أسري به ث أصبح بكة ذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬حلت على دابة يقال لا الباق فوق المار ودون‬
‫البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فحدث نب ال بذلك أهل مكة فكذب به الشركون وأنكروه وقالوا ‪ :‬ياممد تبنا أنك أتيت بيت القدس وأقبلت من ليلتك ث أصبحت عندنا بكة ؟ فما‬
‫كنت تيئنا به وتأت به قبل اليوم مع هذا فصدقه أبو بكر الصديق من أجل ذلك‬
‫حدثنا ابن أب الشوارب قال ‪ :‬ثنا عبد الواحد بن زياد قال ‪ :‬ثنا سليمان الشيبان عن عبد ال بن شداد قال ‪ :‬لا كان ليلة أسري برسول ال صلى ال عليه وسلم أت بدابة يقال لا الباق دون‬
‫البغل وفوق المار تضع حافرها عند منتهى ظفرها فلما أتى بيت القدس أتى بإناءين ‪ :‬إناء من لب وإناء من خر فشرب اللب قال ‪ :‬فقال له جبئيل ‪ :‬هديت وهديت أمتك‬
‫وقال آخرون من قال أسري بالنب صلى ال عليه وسلم إل السجد القصى بنفسه وجسمه ‪ :‬أسري به عليه السلم غي أنه ل يدخل بيت القدس ول يصل فيه ول ينل عن الباق حت رجع‬
‫إل مكة‬
‫ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا يي بن سعيد القطان قال ‪ :‬ثنا سفيان قال ‪ :‬ثن عاصم بن بدلة عن زربن حبيش عن حذيفة بن اليمان أنه قال ف هذه الية { سبحان الذي أسرى بعبده ليل‬
‫من السجد الرام إل السجد القصى } قال ‪ :‬ل يصل فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم ولو صلى فيه لكتب عليكم الصلة فيه كما كتب عليكم الصلة عند الكعبة‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬سعت أبو بكر بن عياش ورجل يدث عنده بديث حي أسري بالنب صلى ال عليه وسلم فقال له ‪ :‬ل ييء بثل عاصم ول زر قال ‪ :‬قال حذيفة لزر بن حبيش قال‬
‫‪ :‬وكان زر رجل شريفا من أشراف العرب قال ‪ :‬قرأ حذيفة { سبحان الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد القصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع‬
‫البصي } وكذا قرأ عبد ال قال وهذا كما يقولون ‪ :‬إنه دخل السجد القصى فصلى فيه ث دخل فربط دابته قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وال قد دخله قال ‪ :‬من أنت فإن أعرف وجهك ول أدري ما‬
‫اسك ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬زر بن حبيش قال ‪ :‬ما عملك هذا ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ : :‬من قبل القرآن قال ‪ :‬من أخذ بالقرآن أفلح قال ‪ :‬فقلت ‪ { :‬سبحان الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل‬
‫السجد القصى الذي باركنا حوله } قال ‪ :‬فنظر إل فقال ‪ :‬ياأصلع هل ترى دخله ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل وال قال حذيفة ‪ :‬أجل وال الذي ل إله إل هو ما دخله ولو دخله لوجبت عليكم صلة‬
‫فيه ل وال ما نزل عن الباق حت رأى النة والنار وما أعد ال ف الخرة أجع وقال ‪ :‬تدري ما الباق ؟ قال ‪ :‬دابة دون البغل وفوق المار خطوه مد البصر‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل أسري بروحه ول يسر بسده‬
‫ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ممد بن إسحاق قال ‪ :‬ثن يعقوب بن عتبة بنالغية بن الخنس أن معاوية بن أب سفيان كان إذا سئل عن مسرى رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫كانت رؤيا من ال صادقة‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عرج ممد قال ‪ :‬ثن بعض ال أ ب بكر أن عائشة كانت تقول ‪ :‬ما فقد جسد رسول ال ولكن ال أسرى بروحه‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ابن إسحاق ‪ :‬فلم ينكر ذلك من قولا السن أن هذه الية نزلت { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } ولقول ال ف الب عن‬
‫براهيم إذ قال لبنه { يا بن إن أرى ف النام أن أذبك فانظر ماذا ترى } ث مضى على ذلك فعرفت أن الوحي يات النبياء من ال أيقاظا ونياما وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول !‬
‫‪ :‬تنام عين وقلب يقظان فال أعلم أي ذلك كان قد جاءه وعاين فيه من أمر ال ما عاين على أي حالته كان نائما أو يقظانا كل ذلك حق وصدق‬
‫والصواب من القول ف ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬إن ال أسرى بعبده ممد صلى ال عليه وسلم من السجد الرام إل السجد القصى كما أخب ال عباده وكما تظاهرت به الخبار عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أن ال حله على الباق حي أتاه به وصلى هنالك بن صلى من النبياء والرسل فأراه ما أراه من اليات ول معن لقول من قال ‪ :‬أسري بروحه دون جسده لن ذلك‬
‫لو كان كذلك ل يكن ف ذلك ما يوجب أن يكون ذلك دليل على نبوته ول حجة له على رسالته ول كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشرك وكانوا يدفعون به عن صدقه فيه إذ ل‬
‫يكن منكرا عندهم ول عند أحد من ذوي الفطرة الصحيحة من بن ادم أن يرى الرائي منهم ف النام ما على مسية سنة فكيف ما هو على مسية شهر أوأقل ؟ وبعد فإن ال إنا أخب ف‬
‫كتابه أنه أسرى بعبده ول يبنا أنه أسرى بروح عبده وليس جائزا لحد أن يتعدى ما قال ال إل غيه فإن ظن ظان أن ذلك جائز إذ كانت العرب تفعل ذلك ف كلمها كما قال قائلهم‬
‫( حسبت بغام راحلت ‪ ...‬عناقا وما هي ويب غيك بالعناق (‬
‫يعن ‪ :‬حسبت بغام راحلت صوت عناق فحذف الصوت واكتفي منه بالعناق فإن العرب تفعل‬
‫ذلك فيما كان مفهوما مراد التكلم منهم به من الكلم فاما فيما ل دللة عليه إل بظهوره ول يوصل إل معرفة مراد التكتم إل ببيانه فإنا ل تذف ذلك ول دللة تدل على أن مراد ال من‬
‫قوله أسرى بعبده أسرى بروح عبده بل الدلة الواضحة والخبار التتابعة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ال أسرى به على دابة يقال لا الباق ولو كان السراء بروحه ل تكن الروح‬
‫ممولة على الباق إذ كانت الدواب ل تمل إل الجسام إل أن يقول قائل ‪ :‬إن معن قولنا ‪ :‬أسرى بروحه ‪ :‬رأى ف النام أنه أسري بسده على الباق فيكذب حينئذ بعن الخبار الت‬
‫رويت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن جبئيل حله على الباق‬
‫لن ذلك إذا كان مناما على قول قائل هذا القول ول تكن الروح عنده ما تركب الدواب ول يمل‬
‫على الباق جسم النب صلى ال عليه وسلم ل يكن النب صلى ال عليه وسلم على قوله حل على الباق ل جسمه ول شيء منه وصار المر عنده كبعض أحلم النائمي وذلك دفع لظاهر‬
‫التنيل وما تتابعت به الخبار عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وجاءت به الثار عن الئمة من الصحابة والتابعي‬
‫وقوله الذي باركنا حوله يقول تعال ذكره ‪ :‬الذي جعلنا حوله البكة لسكانه ف معايشهم وأقواتم وحروثهم وغروسهم وقوله { لنريه من آياتنا } يقول تعال ذكره ‪ :‬كي نري عبدنا ممدا‬
‫من آياتنا يقول ‪ :‬من عبنا وأدلتنا وحججنا وذلك هو ما قد ذكرت ف الخبار الت رويتها انفا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أريه ف طريقه إل بيت القدس وبعد مصيه إليه من عجائب‬
‫العب والواعظ‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله { لنريه من آياتنا } ما أراه ال من اليات والعب ف طريق بيت القدس‬
‫وقوله { إنه هو السميع البصي } يقول تعال ذكره إن الذي أسرى بعبده هو السميع لا يقول هؤلء‬
‫الشركون من أهل مكة ف مسرى ممد صلى ال عليه وسلم من مكة إل بيت القدس ولغي ذلك من قولم وقول غيهم البصي با يعملون من العمال ل يفى عليه شيء من ذلك ول‬
‫يعزب عنه علم شيء منه بل هو ميط بميعه علما ومصيه عددا وهو لم بالرصاد ليجزي جيعهم با هم أهله‬
‫وكان بعض البصريي يقول ‪ :‬كسرت إن من قوله { إنه هو السميع البصي } لن معن الكلم قل ياممد ‪ :‬سبحان الذي أسرى بعبده وقل ‪ :‬إنه هو السميع البصي‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪17‬‬

‫(وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبن إسرائيل أل تتخذوا من دون وكيل (‪2‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬سبحان الذي أسرى بعبده ليل وآتى موسى الكتاب ورد الكلم إل { وآتينا } وقد ابتدأ بقوله أسرى لا قد ذكرنا قبل فيما مضى من فعل العرب ف نظائر ذلك من ابتداء‬
‫الب بالب عن الغائب ث الرجوع إل الطاب وأشباهه وعن بالكتاب الذي أوت موسى ‪ :‬التوراة { وجعلناه هدى لبن إسرائيل } يقول ‪ :‬وجعلنا الكتاب الذي هو التوراة بيانا للحق ودليل‬
‫لم على مجة الصواب فيما افترض عليهم وأمرهم به وناهم عنه وقوله { أن ل تتخذوا من دون وكيل } اختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء الدينة والكوفة { أن ل تتخذوا }‬
‫بالتاء بعن ‪ :‬وآتينا موسى الكتاب بأن ل تتخذوا يا بن إسرائيل { من دون وكيل } وقرأ ذلك بعض قراء البصرة أل يتخذوا بالياء على الب عن بن إسرائيل بعن ‪ :‬وجعلناه هدى لبن‬
‫إسرائيل أل يتخذ بنو إسرائيل من دون وكيل وها قراءتان صحيحتا العن متفقتان غي متلفتي فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب غي أن أوثر القراءة بالتاء لنا أشهر ف القراءة وأشد‬
‫استفاضةفيهم من القراءة بالياء ومعن الكلم ‪ :‬واتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبن إسرائيل أل تتخذوا حفيظا لكم سواي وقذ بينا معن الوكيل فيما مضى وكان ماهد يقول ‪ :‬معناه ف‬
‫هذا الوضع ‪ :‬الشريك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله { أن ل تتخذوا من دون وكيل } قال شريكا وكأن ماهدا جعل إقامة من أقام شيئا سوى ال‬
‫مقامه شريكا منه له ووكيل للذي أقامه مقام ال‬
‫وبنحو الذي قلنا ف تاويل هذه الية قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبن إسرائيل } جعله ال لم هدى يرجهم من الظلمات إل النور وجعله رحة لم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪18‬‬

‫(ذرية من حلنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا (‪3‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬سبحان الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد القصى واتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبن إسرائيل ذرية من حلنا مع نوح وعن بالذرية ‪ :‬جيع من‬
‫احتج عليه جل ثناؤه بذا القران من أجناس المم عربم وعجمهم من بن إسرائيل وغيهم وذلك من كل من على الرض من بن ! ادم فهم من ذرية من حله ال مع نوح ف السفينة‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ذرية من حلنا مع نوح } والناس كلهم ذرية من أنى ال ف تلك السفينة وذكر لنا أنه ما نا فيها يومئذ غي نوح وثلثة بني له وامرأته‬
‫وثلث نسوة وهم ‪ :‬سام جام ويافث فأما سام ‪ :‬فأبو العرب وأما حام ‪ :‬فأبو البش وأما يافث ‪ :‬فأبو الروم‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة ذرية من حلنا مع نوح قال ‪ :‬بنوه ثلثة ونساؤهم ونوح وامرأته‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر قال ‪ :‬قال ماهد ‪ :‬بنوه ونساؤهم ونوح ول تكن امرأته‬
‫وقد بينا ف غي هذا الوضع فيما مض با أغن عن إعادته‬
‫وقوله { إنه كان عبدا شكورا } يعن بقوله تعال ذكره ‪ :‬إنه إن نوحا والاء من ذكر نوح كان عبدا شكورا ل على نعمه‬
‫وقد اختلف أهل التأويل ف السبب الذي ساه ال من أجله شكورا فقال بعضهم ‪ :‬ساه ال بذلك لنه كان يمد ال على طعامه إذا طعمه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا يي و عبد الرحن بن مهدي قال ‪ :‬ثنا سفيان عن التيمي عن أب عثمان عن سلمان قال ‪ :‬كان نوح إذا لبس ثوبا أو أكل طعاما حد ال فسمي عبدا شكورا‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا يي و عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن أب حصي عن عبد ال بن سنان عن سعيد بن مسعود بثله‬
‫{ حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا أبو بكر عن أب حصي عن عبد ال بن سنان عن سعيد ابن مسعود قال ‪ :‬ما لبس نوح جديدا قط ول أكل طعاما إل حد ال فلذلك قال ال { عبدا شكورا‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا العتمر بن سليمان قال ‪ :‬ثن سفيان الثوري قال ‪ :‬ثن أيوب عن أب عثمان النهدي عن سلمان قال ‪ :‬إنا سي نوح عبدا شكورا أنه كان إذا لبس ثوبا حد‬
‫ال وإذا أكل طعاما حد ال‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { ذرية من حلنا مع نوح } من بن إسرائيل وغيهم إنه { كان عبدا شكورا } قال ‪ :‬إنه ل يدد ثوبا قط إل حد ال‬
‫ول يبل ثوبا قط إل حد ال وإذا شرب شربة حد ال قال ‪ :‬المد ل الذي سقانيها على شهوة ولذة وصحة وليس ف تفسيها ‪ :‬وإذا شرب شربة قال هذا ولكن بلغن ذا‬
‫حدثن القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا أبو فضالة عن النضر بن شفي عن عمران ابن سليم قال ‪ :‬إنا سي نوح عبدا شكورا أنه كان إذا أكل الطعام قال ‪ :‬المد ل الذى أضمئن ولو شاء‬
‫أجاعن وإذا شرب قال المد ل الذي سقان ولو شاء أظمأن وإذا لبس ثوبا قال ‪ :‬المد ل الذي كسان ولو شاء أعران وإذا لبس نعل قال ‪ :‬المد ل الذي حذان ولو شاء أحفان وإذا‬
‫قضى حاجة قال ‪ :‬المد ل الذي أخرج عن أذاه ولو شاء حبسه‬
‫‪ :‬وقال آخرون ف ذلك با‬
‫حدثن به يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬ثن عبد البار بن عمر أن ابن أب مري حدثه قال ‪ :‬إنا سى ال نوحا عبدا شكورا أنه كان إذا خرج الباز منه قال ‪ :‬المد ل الذي سوغنيك‬
‫طيبا وأخرج عن أذاك وأبقى منفعتك‬
‫‪ :‬وقال اخرون ف ذلك با‬
‫حدثنا به بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قال ال لنوح { إنه كان عبدا شكورا } ذكر لنا أنه ل يستجد ثوبا قط إل حد ال وكان يأمر إذا استجد الرجل ثوبا أن يقول ‪ :‬المد ل‬
‫الذي كسان ما أتمل به وأواري به عورت‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { إنه كان عبدا شكورا } قال ‪ :‬كان إذا لبس ثوبا قال ‪ :‬المد ل وإذا أخلقه قال ‪ :‬المد ل‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪19‬‬

‫(وقضينا إل بن إسرائيل ف الكتاب لتفسدن ف الرض مرتي ولتعلن علوا كبيا (‪4‬‬

‫وقد بينا فيما مضى قبل أن معن القضاء ‪ :‬الفراغ من الشيء ث يستعمل ف كل مفروغ منه‬
‫فتاويل الكلم ؟ ف هذا الوضع ‪ :‬وفرغ ربك إل بن إسرائيل فيما أنزل من كتابه على موسى صلوات ال وسلمه عليه بإعلمه إياهم وإخباره لم { لتفسدن ف الرض مرتي } يقول ‪:‬‬
‫لتعصن ال يا معشر بن إسرائيل ولتخالفن أمره ف بلده مرتي معه { ولتعلن علوا كبيا } يقول ‪ :‬ولتستكبن على ال باجترائكم عليه استكبارا شديدا‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال ف أ هل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حلي ثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قول ال { قضينا إل بن إسرائيل } قال ‪ :‬أعلمناهم‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس ف قوله { وقضينا إل بن إسرائيل } يقول ‪ :‬أعلمناهم‬
‫وقال اخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬وقضينا على بن إسرائيل ف أم الكتاب وسابق علمه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { وقضينا إل بن إسرائيل } قال ‪ :‬هو قضاء قضي عليهم‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وقضينا إل بن إسرائيل } قضاء قضاه على القوم كما تسمعون‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬خبنا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله { وقضينا إل بن إسرائيل ف الكتاب }‬
‫قال ‪ :‬أخبنا بن إسرائيل‬
‫وكل هذه القوال تعود معانيها إل ما قلت ف معن قوله { وقضينا } وإن كان الذي اخترنا من التأويل‬
‫‪ :‬فيه أشبه بالصواب لجاع القراء على قراءة قوله { لتفسدن } بالتاء دون الياء ولو كان معن الكلم‬
‫وقضينا عليهم ف الكتاب لكانت القراءة بالياء أول منها بالتاء ولكن معناه لا كان أعلمناهم وأخبناهم‬
‫وقلنا لم ‪ :‬كانت التاء أشبه وأول للمخاطبة‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪20‬‬

‫(فإذا جاء وعد أولها بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا مفعول (‪5‬‬

‫‪ :‬وكان فساد بن إسرائيل ف الرض الرة الول‬


‫حدثن به هارون قال ‪ :‬ثنا عمرو بن حاد قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي ف خب ذكره عن أب صال وعن أب مالك عن ابن عباس وعن مرة عن عبد ال ‪ :‬أن ال عهد إل بن إسرائيل ف التوراة‬
‫{ لتفسدن ف الرض مرتي } فكان أول الفسادين ‪ :‬قتل زكريا فبعث ال عليهم ملك النبط وكان يدعى صحابي فبعث النود وكانت أساورته من أهل فارس فهم أولو بأس شديد فتحصنت‬
‫بنو إسرائيل وخرج فيهم بتنصر يتيما مسكينا إنا خرج يستطعم وتلطف حت دخل الدينة فأتى مالسهم فسمعهم يقولون ‪ :‬لو يعلم عدونا ما قذف ف قلوبنا من الرعب بذنوبنا ما أرادوا‬
‫قتالنا فخرج بتنصر حي سع ذلك منهم واشتد القيام على اليش فرجعوا وذلك قول ال { فإذا جاء وعد أولها بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا‬
‫مفعول } ث إن بن إسرائيل تهزوا فغزوا النبط فاصابوا منهم واستنقذوا ما ف أيديهم فذلك قول ال { ث رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبني وجعلناكم أكثر نفيا } يقول ‪:‬‬
‫عددا‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ‪ :‬كان إفسادهم الذي يفسدون ف الرض مرتي ‪ :‬قتل زكريا ويي بن زكريا سلط ال عليهم سابور ذا الكتاف ملكا من ملوك‬
‫فارس من قتل زكريا وسلط عليهم بتنصرمن قتل يي‬
‫حدثنا عصام بن رواد بن الراح قال ‪ :‬ثنا أب قال ‪ :‬ثنا سفيان بن سعيد الثوري قال ‪ :‬ثنا منصور بن العتمر عن ربعي بن حراش قال ‪ :‬سعت حذيفة بن اليمان يقول ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬إن بن إسرائيل لا اعتدوا وعلوا وقتلوا النبياء بعث ال عليهم ملك فارس بتنصر وكان ال ملكه سبع مئة سنة فسار إليهم حت دخل بيت القدس فحاصرها وفتحها وقتل على‬
‫دم زكريا سبعي ألفا ث سب أهلها وبن النبياء وسلب حلي بيت القدس واستخرج منها سبعي ألفا ومئة ألف عجلة من حلي حت أورده بابل قال حذيفة ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال لقد كان بيت‬
‫القدس عظيما عند ال ؟ قال ‪ :‬أجل بناه لسليمان بن داود من ذهب ودر وياقوت وزبرجد وكان بلطه بلطة من ذهب وبلطة من فضه وعمده ذهبا أعطاه ال ذلك وسخر له الشياطي‬
‫يأتونه بده الشياء ف طرفة عي فسار بتنصر بذه الشياء حت نزل با بابل فاقام بنو إسرائيل ف يديه مئة سنة تعذبم الجوس وأبناء الجوس فيهم النبياء وأبناء النبياء ث إن ال رحهم‬
‫فأوحى إل ملك من ملوك فارس يقال له كورس وكان مؤمنا أن سر إل بقايا بن إسرائيل حت تستنفذ هم فسار كورس ببن إسرائيل وحلي بيت القدس حت رده إليه فاقام بنو إسرائيل‬
‫مطيعي ل مئة سنة ث إنم عادوا ف العاصي فسلط ال عليهم أبطيانوس فغزا بابناء من غزا مع بتنصر فغزا بن إسرائيل حت أتاهم بيت القدس فسب أهلها وأحرق بيت القدس وقال لم ‪:‬‬
‫يا بن إسرائيل إن عدت ف العاصي عدنا عليكم بالسباء فعادوا ف العاصي فسي ال عليهم السباء الثالث ملك رومية يقال له قاقس بن إسبايوس فغزاهم ف الب والبحر فسباهم وسب حلي‬
‫بيت القدس وأحرق بيت القدس بالنيان فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هذا من صنعة حلي بيت القدس ويرده الهدي إل بيت القدس وهو ألف سفينة وسبع مئة سفينة يرسى با على‬
‫يافا حت تنقل إل بيت القدس وبا يمع ال الولي والخرين‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثن ابن إسحاق قال ‪ :‬كان ما أنزل ال على موسى ف خبه عن بن إسرائيل ف حديثهم ما هم فاعلون بعده فقال { وقضينا إل بن إسرائيل ف الكتاب‬
‫لتفسدن ف الرض مرتي ولتعلن علوا كبيا } إل قوله { وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } فكانت بنو إسرائيل وفيهم الحداث والذنوب وكان ال ف ذلك متجاوزا عنهم متعطفا عليهم‬
‫مسنا اليهم فكان ما أنزل بم ف ذنوبم ما كان قدم إليهم ف الب على لسان موسى ما أنزل بم ف ذنوبم فكان أول ما أنزل بم من تلك الوقائع أن ملكا منهم كان يدعى صديقة وكان ال‬
‫إذا ملك اللك عليهم بعث نبيا يسدده ويرشده ويكون فيما بينه وبي ال ويدث إليه ف أمرهم ل ينل عليهم الكتب إنا يؤمرون باتباع التوراة والحكام الت فيها وينهونم عن العصية‬
‫ويدعونم إل ما تركوا من الطاعة فلما ملك ذلك اللك بعث ال معه شعياء بن أمصيا وذلك قبل مبعث زكريا ويي وعيسى وشعياء الذي بشربعيسى وممد فملك ذلك اللك بن إسرائيل‬
‫وبيت القدس زمانا فلما انقضى ملكه عظمت فيهم الحداث وشعياء معه بعث ال عليهم سنحاريب ملك بابل ومعه ست مئة ألف راية فاقبل سائرا حت نزل نو بيت القدس واللك مريض‬
‫ف ساقه قرحة فجاء النب شعياء فقال له ‪ :‬يا ملك بن إسرائيل إن سنحاريب ملك بابل قد نزل بك هو وجنوده ست مئة ألف راية وقد هابم الناس وفرقوا منهم فكب ذلك على اللك فقال ‪:‬‬
‫يا نب ال هل أتاك وحي من ال فيما حدث فتخبنا به كيف يفعل ال بنا وبسنحاريب وجنوده فقال له النب عليه السلم ‪ :‬ل ياتن وحي أحدث إل ف شانك فبينا هم على ذلك أوحى ال إل‬
‫شعياء النب ‪ :‬أن ائت ملك بن إسرائيل فمره أن يوصي وصيته ويستخلف على ملكه من شاء من أهل بيته فاتى النب شعياء ملك بن إسرائيل صديقة فقال له ‪ :‬إن ربك قد أوحى إل أن‬
‫آمرك أن توصي وصيتك وتستخلف من شئت على ملكك من أهل بيتك فإنك ميت فلما قال ذلك شعياء لصديقة أقبل على القبلة فصلى وسبح ودعا وبكى فقال وهويبكي ويتضرع إل ال‬
‫بقلب ملص وتوكل وصب وصدق وظن صادق ‪ :‬اللهم رب الرباب وإله اللة قدوس التقدسي يا رحن يا رحيم الترحم الرءوف الذي ل تاخذه سنة ول نوم اذكرن بعملي وفعلي وحسن‬
‫قضاف على بن إسرائيل وذلك كله كان منك فانت أعلم به من نفسي سري وعلنيت لك وإن الرحن استجاب له وكان عبدا صالا فاوحى ال إل شعياء أن يب صديقة اللك أن ربه قد‬
‫استجاب له وقبل منه ورحه وقد رأى بكاءه وقد أخر أجله خس عشرة سنة وأناه من عدوه سنحاريب ملك بابل وجنوده فاتى شعياء النب إل ذلك اللك فاخبه بذلك فلما قال له ذلك‬
‫ذهب عنه الوجع وانقطع عنه الشر والزن وخر ساجدا وقال ‪ :‬يا إلي وإله آبائي لك سجدت وسبحت وكرمت وعظمت أنت الذي تعطي اللك من تشاء وتنعه من تشاء وتعز من تشاء‬
‫وتذل من تشاء عال الغيب والشهادة أنت الول والخر والظاهر والباطن وأنت ترحم وتستجيب دعوة الضطرين أنت الذي أجبت دعوت ورحت تضرعي فلما رفع رأسه أوحى ال إل‬
‫شعياء أن قل للملك صديقة فيامر عبدا من عبيده بالتينة فياتيه باء التي فيجعله على قرحته فيشفى ويصبح وقد برأ ففعل ذلك فشفي وقال اللك لشعياء النب ‪ :‬سل ربك أن يعل لنا علما با‬
‫هوصانع بعدونا هذا قال ‪ :‬فقال ال لشعياء النب ‪ :‬قل له ‪ :‬إن قد كفيتك عدوك وأنيتك منه وإنم سيصبحون موتى كلهم إل سنحاريب وخسة من كتابه فلما أصبحوا جاءهم صارخ ينبئهم‬
‫فصرخ على باب الدينة ‪ :‬يا ملك بن إسرائيل إن ال قد كفاك عدوك فاخرج فإن سنحاريب ومن معه قد هلكوا فلما خرج اللك التمس سنحاريب فلم يوجد ف الوتى‬
‫فبعث اللك ف طلبه فادركه الطلب ف مغارة وخسة من كتابه أحدهم بتنصر فجعلوهم ف الوامع ث أتوا بم ملك بن إسرائيل فلما رآهم خر ساجدا من حي طلعت الشمس حت كانت‬
‫العصر ث قال لسنحاريب ‪ :‬كيف ترى فعل ربنا بكم ؟ أل يقتلكم بوله وقوته ونن وأنتم غافلون ؟ فقال سنحاريب له ‪ :‬قد أتان خب ربكم ونصره إياكم ورحته الت رحكم با قبل أن أخرج‬
‫من بلدي فلم أطع مرشدا ول يلقن ف الشقوة إل قلة عقلي ولو سعت أو عقلت ما غزوتكم ولكن الشقوة غلبت علي وعلى من معي فقال ملك بن إسرائيل ‪ :‬المد ل رب العزة الذي‬
‫كفاناكم با شاء إن ربنا ل يبقك ومن معك لكرامة بك عليه ولكنه إنا أبقاك ومن معك لا هو شر لك لتزدادوا شقوة ف الدنيا وعذابا ف الخرة ولتخبوا من وراءكم با لقيتم من فعل ربنا‬
‫ولتنذروا من بعدكم ولول ذلك ما أبقاكم فلدمك ودم من معك أهون على ال من دم قراد لو قتلته ث إن ملك بن إسرائيل أمر أمي حرسه فقذف ف رقابم الوامع وطاف بم سبعي يوما‬
‫حول بيت القدس إيليا وكان يرزقهم ف كل يوم خبزتي من شعي لكل رجل منهم فقال سنحاريب للك بن إسرائيل القتل خي ما يفعل بنا فافعل ما أمرت فنقل بم اللك إل سجن القتل‬
‫فأوحى ال إل شعياء النب أن قل للك بن إسرائيل يرسل سنحاريب ومن معه لينذروا من وراءهم وليكرمهم ويملهم حت يبلغوا بلدهم فبلغ النب شعياء اللك ذلك ففعل فخرج سنحاريب‬
‫ومن معه حت قدموا بابل فلما قدموا جع الناس فاخبهم كيف فعل ال بنوده فقال له كهانه وسحرته ‪ :‬يا ملك بابل قد كنا نقص عليك خب ربم وخب نبيهم ووحي ال إل نبيهم فلم تطعنا‬
‫وهي أمة ل يستطيعها أحد مع ربم فكان أمرسنحاريب ما خوفوا ث كفاهم ال تذكرة وعبة ث لبث سنحاريب بعد ذلك سبع سني ث مات‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬لا مات سنحاريب استخلف بتنصر ابن ابنه على ما كان عليه جده يعمل بعمله ويقضي بقضائه فلبث سبع عشرة سنة ث قبض ال ملك‬
‫بن إسرائيل صديقة فمرج أمر بن إسرائيل وتنافسوا اللك حت قتل بعضهم بعضا عليه ونبيهم شعياء معهم ل يذعنون إليه ول يقبلون منه فلما فعلوا ذلك قال ال فيما بلغنا لشعياء ‪ :‬قم ف‬
‫قومك أوح على لسانك فلما قام النب أنطق ال لسانه بالوحي فقال ‪ :‬يا ساء استمعي ويا أرض انصت فإن ال يريد أن يقص شان بن إسرائيل الذين رباهم بنعمته واصطفاهم لنفسه وخصهم‬
‫بكرامته وفضلهم على عباده وفضلهم بالكرامة وهم كالغنم الضائعة الت ل راعي لا فاوى شاردتا وجع ضالتها اجب كسيها وداوى مريضها وأسن مهزولا وحفظ سينها فلما فعل ذلك‬
‫بطرت فتناطحت كباشها فقتل بعضها بعضأ حت ل يبق منها عظم صحيح يب إليه اخر كسي فويل لذه المة الاطئة وويل لؤلء القوم الاطئي الذين ل يدرون أين جاءهم الي إن البعي‬
‫ربا يذكر وطنه فينتابه وإن المار ربا يذكر الرقي الذي شبع عليه فياجعه وإن الثور ربا يذكر الرج الذي سن فيه فينتابه وإن هؤلء القوم ل يدرون من حيث جاءهم الي وهم أولو‬
‫اللباب والعقول ليسوا ببقر ول حي وإن ضارب لم مثل فليسمعوه ‪ :‬قل لم ‪ :‬كيف ترون ف أرض كانت خواء زمانا خربة مواتا ل عمران فيها وكان لا رب حكيم قوي فاقبل عليها‬
‫بالعمارة وكره أن ترب أرضه وهو قوي أو يقال ضيع وهو حكيم فاحاط عليها جدارا وشيد فيها قصرا وأنبط فيها نرا وصف فيها غراسا من الزيتون والرمان والنخيل والعناب وألوان‬
‫الثمار كلها وول ذلك واستحفظه قيما ذا رأي وهة حفيظا قويا أمينا وتان طلعها وانتظرها فلما أطلعت جاء طلعها خروبا قالوا ‪ :‬بئست الرض هذه نرى أن يهدم جدرانا وقصرها ويدفن‬
‫نرها ويقبض قيمها ويرق غراسها حت تصي كما كانت أول مرة خربة مواتا ل عمران فيها قال ال لم ‪ :‬فإن الدار ذمت وإن القصر شريعت وإن النهر كتاب وإن القيم نبيي وإن الغراس‬
‫هم وإن الروب الذي أطلع الغراس أعمالم البيثة وإن قد قضيت عليهم قضاءهم على أنفسهم وإنه مثل ضربه ال لم يتقربون إل بذبح ألبقر والغنم وليس ينالن اللحم ول اكله ويدعون‬
‫أن يتقربوا بالتقوى والكف عن ذبح النفس الت حرمتها فأيديهم مضوبة منها وثيابم متزملة بدمائها يشيدون ل البيوت مساجد ويطهرون أجوافها وينجسون قلوبم وأجسامهم ويدنسونا‬
‫ويزوقون ل البيوت والساجد ويزينونا ويربون عقولم وأحلمهم ويفسسدونا فأي حأجة ل إل تشييد البيوت ولست أسكنها وأي حاجة إل تزويق الساجد ولست أدخلها إنا آمرت‬
‫برفعها لذكر فيها وأسبح فيها ولتكون معلما لن أراد أن يصلي فيها يقولون ‪ :‬لو كان ال يقدر على أن يمع ألفتنا لمعها ولو كان ال يقدر على أن يفقه قلوبنا لفقهها فاعمد إل عودين‬
‫يابسي ث ائت بما ناديهما ف أجع ما يكونون فقل للعودين ‪ :‬إن ال يأمركما أن تكونا عوداواحدا فلما قال لما ذلك اختلطا فصارا واحدا فقال ال ‪ :‬قل لم ‪ :‬إن قدرت على ألفة العيدان‬
‫اليابسة وعلى أن أؤلف بينها فكيف ل أقدر على أن أجع ألفتهم إن شئت أم كيف ل أقدر على أن أفقه قلوبم وأنأ الذي صورتا ؟ يقولون ‪ :‬صمنا فلم يرفع صيامنا وصلينا فلم تنور صلتنا‬
‫وتصدقنا فلم تزك صدقاتنا ودعونا بثل حني المام وبكينا بثل عواء الذئب ف كل ذلك ل نسمع ول يستجاب لنا قال ال ‪ :‬فسلهم ما الذي ينعن أن أستجيب لم ألست أسع السامعي‬
‫وأبصر الناظرين وأقرب الجيبي وأرحم الراحي ؟ ألن ذات يدي قست كيف ويداي مبسوطتان بالي أنفق كيف أشاء ومفاتيح الزائن عندي ل يفتحها ول يغلقها غيي أل وإن رحت‬
‫وسعت كل شيء إنا يتراحم التراحون بفضلها أو لن البخل يعترين أولست أكرم الكرمي والفتاح باليات أجود من أعطى وأكرم من سئل ؟ لو أن هؤلء القوم نظروا لنفسهم بالكمة‬
‫الت نورت ف قلوبم فنبذوها واشتروا با الدنيا إذن لبصروا من حيث أتوا وإذن ليقنوا أن أنفسهم هي أعدى العداة لم فكيف أرفع صيامهم وهم يلبسونه بقول الزور ويتقوون عليه بطعمة‬
‫الرام وكيف أنور صللم وقلوبم صاغية إل من ياربن ويادن وينتهك مارمي أم كيف تزكو عندي صدقاتم وهم يتصدقون بأموال غيهم وإنا أوجر عليها أهلها الغصوبي أم كيف‬
‫أستجيب لم دعاءهم وإنا هو قول بألسنتهم والفعل من ذلك بعيد وإنا أستجيب للداعي اللي وإنا أسع من قول الستضعف السكي وإن من علمه رضاي رضا الساكي فلو رحوا الساكي‬
‫وقربوا الضعفاء ؟ أنصفوا الظلوم ونصروا الغصوب وعدلوا للغائب وأدوا إل الرملة واليتيم والسكي وكل ذي حق حقه ث لو كان ينبغي أن أكلم البشر إذن لكلمتهم وإذن لكنت نور‬
‫أبصارهم وسع آذانم ومعقول قلوبم وإذن لدعمت أركانم فكنت قوة أيديهم وأرجلهم وإذن لبثت ألسنتهم وعقولم يقولون لا سعوا كلمي وبلغتهم رسالت بأنا أقاويل منقولة وأحاديث‬
‫متوارثة وتآليف ما تؤلف السحرة والكهنة وزعموا أنم لو شاءوا أن يأتوا بديث مثله فعلوا وأن يطالعوا على الغيب با توحي إليهم الشياطي طلعوا وكلهم يستخفي بالذي يقول ويسر وهم‬
‫يعلمون أن أعلم غيب السموات والرض وأعلم ما يبدون وما يكتمون وإن قد قضيت يوم خلقت السموات والرض قضاء أثبته على نفسي وجعلت دونه أجل مؤجل ل بد أنه واقع فإن‬
‫صدقوا با ينتحلون من علم الغيب فليخبوك مت أنفذه أو ف أي زمان يكون وإن كانوا يقدرون على أن يأتوا با يشاءون فليأتوا بثل القدرة الت با أمضيت فإن مظهره على الدين كله ولو‬
‫كره الشركون وإن كانوا يقدرون على أن يقولوا ما يشاءون فليؤلفوا مثل الكمة أدبر با أمر ذلك القضاء إن كانوا صادقي فإن قد قضيت يوم خلقت السموات والرض أن أجعل النبوة‬
‫ف الجراء وأن أحول اللك ف الرعاء والعز ف الذلء والقوة ف الضعفاء والغن ف الفقراء والثروة ف القلء والدائن ف الفلوات والجام ف الفاوز والبدى ف الغيطان والعلم ف الهلة‬
‫والكم ف الميي فسلهم مت هذا ومن القائم بذا وعلى يد من أسنه وبن أعوان هذا المر وأنصاره إن كانوا يعلمون فإن باعث لذلك نبيا أميا ليس أعمى من عميان ول ضال من ضالي‬
‫وليس بفظ ول غليظ ول صخاب ف السواق ول متزين بالفحش ول قوال للخنا أسدده لكل جيل أهب له كل خلق كري أجعل السكينة لباسه والب شعاره والتقوى ضميه والكمة معقوله‬
‫والصدق والوفاء طبيعته والعفو والعرف خلقه والعدل والعروف سيته والق شريعته والدى إمامه والسلم ملته وأحد اسه أهدي به بعد الضللة وأعلم به بعد الهالة وأرفع به بعد المالة‬
‫وأشهر به بعد النكرة وأكثر به بعد القلة وأغن به بعد العيلة وأجفع به بعد الفرقة وأؤلف به قلوبا متلفة وأهواء مشتتة وأما متفرقة وأجعل أمته خي أمة أخرجت للناس تأمر بالعروف وتنهى‬
‫عن النكر توحيدا ل وإيانا وإخلصا ب يصلون ل قياما وقعودا وركوعا وسجودا يقاتلون ف سبيلي صفوفا وزحوفا ويرجون من ديارهم وأموالم ابتغاء رضوان ألمهم التكبي والتوحيد‬
‫والتسبيح والمد والدحة والتمجيد ل ف مساجدهم ومالسهم ومضاجعهم ومتقلبهم ومثواهم ليهجرون ؟ يهللون ويقدسون على رءوس السواق ويطهرون ل الوجوه والطراف ويعقدون‬
‫الثياب ف النصاف قربانم دماؤهم وأناجيلهم صدورهم رهبان بالليل ليوث بالنهار ذلك فضلي أوتيه من أشاء وأ نا ذو الفضل العظيم فلما فرغ نبيهم شعياء إليهم من مقالته عدوا عليه فيما‬
‫بلغن ليقتلوه فهرب منهم فلقيته شجرة فانفلقت فدخل فيها وأدركه الشيطان فأخذ بدبة من ثوبه فأراهم إياها فوضعوا النشار ف وسطها فنشروها حت قطعوها وقطعوه ف وسطها قال أبو‬
‫جعفر ‪ :‬فعلى القول الذي ذكرنا عن ابن عباس من رواية السدي وقول ابن زيد كان إفساد بن إسرائيل ف الرض الرة الول قتلهم زكريا نب ال مع ما كان سلف منهم قبل ذلك وبعده إل‬
‫أن بعث ال عليهم من أحل على يده بم نقمته من معاصي ال وعتوهم على ربم وأما على قول ابن إسحاق الذي روينا عنه فكان إفسادهم الرة الول ما وصف مب قتلهم شعياء بن أمصيا‬
‫نب ال وذكر ابن إسحاق أن بعض أهل العلم أخبه أن زكريا مات موتا ول يقتل وأن القتول إنا هو شعياء وأن بتنصر هو الذي سلط على بن إسرائيل ف الرة الول بعد قتلهم شعياء‬
‫حدثنا بذلك ابن حيد عن سلمة عنه‬
‫وأما إفسادهم ف الرض الرة الخرة فل اختلف بي أهل العلم أنه كان قتلهم يي بن زكريا وقد اختلفوا ف الذي سلطه ال عليهم منتقما به منهم عند ذلك وأنا ذاكر اختلفهم ف ذلك إن‬
‫‪ :‬شاء ال وأما قوله { ولتعلن علوا كبيا } فقد ذكرنا قول من قال ‪ :‬يعن به ‪ :‬استكبارهم على ال بالراءة عليه وخلفهم أمره وكان ماهد يقول ف ذلك ما‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد { ولتعلن علوا كبيا } قال ‪ :‬ولتعلن الناس علوا كبيا‬
‫حدثنا الارث قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا ورقاء عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫‪ :‬وأما قوله { فإذا جاء وعد أولها } يعن ‪ :‬فإذا جاء وعد أول الرتي اللتي يفسدون بما ف الرض كما‬
‫{ حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { فإذا جاء وعد أولها } قال ‪ :‬إذا جاء وعد أول تينك الرتي اللتي قضينا إل بن إسرائيل { لتفسدن ف الرض مرتي‬
‫وقوله { بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا مفعول } يعن تعال ذكره بقوله { بعثنا عليكم } وجهنا إليكم وأرسلنا عليكم { عبادا لنا أول بأس شديد }‬
‫يقول ‪ :‬ذوي بطش ف الروب شديد وقوله ‪ { :‬فجاسوا خلل الديار وكان وعدا مفعول } يقول ‪ :‬فترددوا بي الدور والساكن وذهبوا وجاؤوا يقال فيه ‪ :‬جاس القوم بي الديار وجاسوا‬
‫بعن واحد وجست أنا أجوس جوسا وجوسانا‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك روي الب عن ابن عباس‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس { فجاسوا خلل الديار } قال ‪ :‬مشوا وكان بعض أهل العرفة بكلم العرب من أهل البصرة يقول ‪ :‬معن‬
‫‪ :‬جاسوا ‪ :‬قتلوا ويستشهد لقوله ذلك ببيت حسان‬
‫( ومنا الذي لقى بسيف ممد ‪ ...‬فجاس به العداء عرض العساكر (‬
‫وجائز أن يكون معناه ‪ :‬فجاسوا خلل الديار فقتلوهم ذاهبي وجائي فيصح التاويلن جيعا ويعن بقوله { وكان وعدا مفعول } وكان جوس القوم الذين نبعث عليهم خلل ديارهم وعدا من‬
‫ال لم مفعول ذلك ل مالة لنه ل يلف اليعاد ث اختلف أهل التاويل ف الذين عن ال بقوله { أول بأس شديد } فيما كان من فعلهم ف الرة الول ف بن إسرايئيل حي بعثوا عليهم ومن‬
‫‪ :‬الذين بعث عليهم ف الرة الخرة وما كان من صنعهم بم فقال بعضهم ‪ :‬كان الذي بعث ال عليهم ف الرة الول جالوت وهومن أهل الزيرة ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثنا أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { فإذا جاء وعد أولها بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا‬
‫مفعول } قال ‪ :‬بعث ال عليهم جالوت فجاس خلل ديارهم ونكرب عليهم الراج والذل فسالوا ال أن يبعث لم ملكا يقاتلون ف سبيل ال فبعث ال طالوت ت فقاتلوا جالوت فنصر ال‬
‫بن إسرائيل وقتل جالوت بيدي داود ورجع ال إل بن إسرائيل ملكهم‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { فإذا جاء وعد أولها بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا مفعول } قضاء قض ال على القوم‬
‫كما تسمعون فبعث عليهم ف الول جالوت الزري فسب وقتل وجاسوا خلل الديار كما قال ال ث رجع القوم علق دخن فيهم‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة قال ‪ :‬أما الرة الول فسلط ال عليهم جالوت حت بعث طالوت ومعه داود فقتله داود وقال آخرون ‪ :‬بل بعث عليهم‬
‫ف الرة الول سنحاريب وقد ذكرنا بعض قائلي ذلك فيما مضى ونذكر ما حضرنا ذكره من ل نذكره قبل‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن أب العلى قال ‪ :‬سعت سعيد بن جبي يقول ف قوله { بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد } قال ‪ :‬بعث ال تبارك تعال عليهم ف الرة‬
‫الول سنحاريب من أهل أشور ونينوى فسالت سعيدا عنها فزعم أنا الوصل‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬ثن يعلى بن مسلم بن سعيد بن جبي أنه سعه يقول ‪ :‬كان رجل من بن إسرائيل يقرأ حت إذا بلغ { بعثنا عليكم عبادا لنا‬
‫أول بأس شديد } بكى وفاضت عيناه وطبق الصحف فقال ذلك ما شاء ال من الزمان ث قال ‪ :‬أي رب أرن هذا الرجل الذي جعلت هلك بن إسرائيل على يديه فأري ف النام مسكينا‬
‫ببابل يقال له بتنصر فانطلق بال وأعبد له وكان رجل موسرا فقيل له أين تريد ؟ قال ‪ :‬أريد التجارة حت نزل دارآ ببابل فاستكراها ليس فيها أحد غيه فجعل يدعو الساكي ويلطف بم‬
‫حت ل يبق أحد فقال ‪ :‬هل بقي مسكي غيكم ؟ قالوا ‪ :‬نعم مسكي بفج آل فلن مريض يقال له بتنصر فقال لغلمته ‪ :‬انطلقوا حت أتاه فقال ‪ :‬ما اسك ؟ قاك ‪ :‬بتنصر فقال لغلمته ‪:‬‬
‫احتملوه فنقله إليه ومرضه حت برأ فكساه وأعطاه نفقة ث آذن السرائيلي بالرحيل فبكى بتنصر فقال السرائيلي ‪ :‬ما يبكيك ؟ قال ‪ :‬أبكي أنك فعلت ب ما فعلت ول أجد شيئا أجزيك‬
‫قال ‪ :‬بلى شيئا يسيا إن ملكت أطعتن فجعل الخر يتبعه ويقول ‪ :‬تستهزئ ب ! ول ينعه أن يعطيه ما سأله إل أنه يرى أنه يستهزىء به فبكى السرائيلي وقال ‪ :‬لقد علمت ما ينعك أن‬
‫تعطين ما سألتك إل أن ال يريد أن ينفذ ما قد قضاه وكتب ف كتابه وضرب الدهر من ضربه فقال يوما صيحون وهو ملك فارس ببابل ‪ :‬لو أنا بعثنا طليعة إل الشام ! قالوا ‪ :‬وما ضرك لو‬
‫فعلت ؟ قال ‪ :‬فمن ترون ؟ قالوا ‪ :‬فلن فبعث رجل وأعطاه مئة ألف وخرج بتنصر ف مطبخه ل يرج إل لياكل ف مطبخه فلما قدم الشام ورأى صاحب الطليعة أكثر أرض ال فرسا ورجل‬
‫جلدا فكسر ذلك ف ذرعه فلم يسال قال ‪ :‬فجعل بتنصر يلس مالس أهل الشام فيقول ‪ :‬ما ينعكم أن تغزوا بابل فلو غزوتوها ما دون بيت مالا شيء قالوا ‪ :‬ل نسن القتال قال ‪ :‬فلو‬
‫أنكم غزوت قالوا ‪ :‬إنا ل نسن القتال ول نقاتل ! حت أنفذ مالس أهل الشام ث رجعوا فأخب الطليعة ملكهم با رأى وجعل بتنصر يقول لفوارس اللك ‪ :‬لو دعان اللك لخبته غي ما‬
‫أخبه فلن فرفع ذلك إليه فدعاه فاخبه الب وقال ‪ :‬إن فلنا لا رأى أكثر أرض ال فرسا ورجل جلدا كب ذلك ف روعه ول يسالم عن شيء لن ل أدع ملسا بالشام إل جالست أهله‬
‫فقلت لم كذا وكذا وقالوا ل كذا وكذا الذي ذكر سعيد بن جبي أنه قال لم قال الطليعة لبختنصر ‪ :‬إنك فضحتن لك مئة ألف وتنع عما قلت قال ؟ لو أعطيتن بيت مال بابل ما نزعت‬
‫ضرب الدهر من ضربه فقال اللك ‪ :‬لو بعثنا جريدة خيل إل الشام فإن وجدوا مساغا ساغوا وإل انثنوا ما قدروا عليه قالوا ‪ :‬ما ضرك لو فعلت ؟ قال ؟ فمن ترون ؟ قالوا ‪ :‬فلن قال ‪ :‬بل‬
‫الرجل الذي أخبن ما أخبن فدعا بتنصر وأرسله وانتخب معه أربعة آلف من فرسانم فانطلقوا فجاسوا خلل الديار فسبوا ما شاء ال ول يربوا ول يقتلوا ومات صيحون اللك قالوا ‪:‬‬
‫استخلفوا رجل ! قالوا ‪ :‬على رسلكم حت تأت أصحابكم فإنم فرسانكم لن ينقضوا عليكم شيئا أمهلوا فامهلوا حت جاء بتنصر بالسب وما معه فقسمه ف الناس فقالوا ‪ :‬ما رأينا أحدا أحق‬
‫باللك من هذا فملكوه‬
‫حدثن يونس بن عبد العلى قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬أخبن سليمان بن بلل عن يي بن سعيد قال ‪ :‬سعت سعيد بن السيب يقول ‪ :‬ظهر بتنصرعلى الشام فخرب بيت القدس‬
‫وقتلهم ث أتى دمشق فوجد با دما يغلي على كبا ‪ :‬أي كناسة فسالم ما هذا الدم ؟ قالوا ‪ :‬أدركنا اباءنا على هذا وكلما ظهر عليه الكبا ظهر قال ‪ :‬فقتل على ذلك الدم سبعي ألفا من‬
‫‪ :‬السلمي وغيهم فسكن وقال اخرون ‪ :‬يعن بذلك قوما من أهل فارس قالوا ‪ :‬ول يكن ف الرة الول قتال ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبوعاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد { فإذا جاء وعد أولها بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد فجاسوا خلل الديار } قال ‪ :‬من جاءهم‬
‫من فارس يتجسسون أخبارهم ويسمعون حديثهم معهم بتنصر فوعى أحاديثهم من بي أصحابه ث رجعت فارس ول يكن قتال ونصرت عليهم بنو إسرائيل فهذا وعد الول‬
‫حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا ورقاء عن ابن أب نيح عن ماهد { بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد } جند جاءهم من فارس يتجسسون أخبارهم ن ذكر نوه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { فإذا جاء وعد أولها بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد } قال ‪ :‬ذلك أي من جاءهم من فارس ث ذكر نوه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪29‬‬

‫(ث رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبني وجعلناكم أكثر نفيا (‪6‬‬
‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ث أدلناكم يا بن إسرائيل على هؤلء القوم الذين وصفهم جل ثناؤه أنه يبعثهم عليهم وكانت تلك الدالة والكرة لم عليهم فيما ذكر السدي ف خبه أن بن إسرائيل‬
‫غزوهم وأصابوا منهم واستنقذوا ما ف أيديهم منهم وف قول آخرين ‪ :‬إطلق اللك الذي غزاهم ما ف يديه من أسراهم ورد ما كان أصاب من أموالم عليهم من غي قتال وف قول ابن‬
‫عباس الذي رواه عطية عنه هي إدالة ال إياهم من عدوهم جالوت حت قتلوه وقد ذكرنا كل ذلك باسانيده فيما مضى { وأمددناكم بأموال وبني } يقول ‪ :‬وزدنا فيما أعطيناكم من الموال‬
‫والبني‬
‫وقوله { وجعلناكم أكثر نفيا } يقول ‪ :‬وصيناكم أكثر عدد نافر منهم‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وجعلناكم أكثر نفيا } ‪ :‬أي عددا وذلك ف زمن داود‬
‫حدثن موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { وجعلناكم أكثر نفيا } يقول ‪ :‬عددا‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ث رددنا لكم الكرة عليهم } لبن إسرائيل بعد أن كانت الزية وانصرف الخرون عنهم { وجعلناكم أكثر نفيا } قال ‪:‬‬
‫جعلناكم بعد هذا أكثرعددا‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ث رددنا لكم الكرة عليهم } ث رددت الكرة لبن إسرائيل‬
‫حدثن ممد بن سنان القزاز قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم عن سفيان ف قوله { وأمددناكم بأموال وبني } قال ‪ :‬أربعة آلف‬

‫(إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم وإن أسأت فلها فإذا جاء وعد الخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا السجد كما دخلوه أول مرة وليتبوا ما علوا تتبيا (‪7‬‬

‫يقول تعال ذكره لبن إسرائيل فيما قضى إليهم ف التوراة ‪ { :‬إن أحسنتم } يا بن إسرائيل فأطعتم ال وأصلحتم أمركم ولزمتم أمره ونيه { أحسنتم } وفعلتم ما فعلتم من ذلك‬
‫{ لنفسكم } لنكم إنا تنفعون بفعلتكم ما تفعلون من ذلك أنفسكم ف الدنيا والخرة أما ف الدنيا فإن ال يدفع عنكم من بغاكم سوءا وينمي لكم أموالكم ويزيدكم إل قوتكم قوة وأما ف‬
‫الخرة فإن ال تعال يثيبكم به جنانه { وإن أسأت } يقول ‪ :‬وإن عصيتم ال وركبتم ما ناكم عنه حينئذ فإل أنفسكم تسيئون لنكم تسخطون بذلك على أنفسكم ربكم فيسلط عليكم ف‬
‫الدنيا عدوكم ويكن منكم من بغاكم سوءا ويلدكم ف الخرة ف العذاب الهي وقال جل ثناؤه { وإن أسأت فلها } والعن ‪ :‬فإليها كما قال { بأن ربك أوحى لا } والعن ‪ :‬أوحى إليها‬
‫وقوله { فإذا جاء وعد الخرة } يقول ‪ :‬فإذا جاء وعد الرة الخرة من مرت إفسادكم يا بن إسرائيل ف الرض { ليسوءوا وجوهكم } يقول ‪ :‬ليسوء مي ميء ذلك الوعد للمرة الخرة‬
‫وجوهكم فيقبحها‬
‫وقد اختلف القراء ف قراءة قوله { ليسوءوا وجوهكم } فقرأ ذلك عامة قراء أهل الدينة والبصرة { ليسوءوا وجوهكم } بعن ‪ :‬ليسوء العباد أولو البأس الشديد الذين يبعثهم ال عليكم‬
‫وجوهكم واستشهد قارئو ذلك لصحة قراءتم كذلك بقوله { وليدخلوا السجد } وقالوا ‪ :‬ذلك خب عن الميع فكذلك الواجب أن يكون قوله { ليسوءوا } وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة‬
‫ليسؤ وجوهكم على التوحيد وبالياء وقد يتمل ذلك وجهي من التأويل أحدها ما قد ذكرت والخر منهما ‪ :‬ليسوء ال وجوهكم فمن وجه تأويل ذلك إل ليسوء ميء الوعد وجوهكم‬
‫جعل جواب قوله فإذا مذوفا قد استغن با ظهر عنه وذلك الحذوف جاء فيكون الكلم تأويله ‪ :‬فإذا جاء وعد الخرة ليسوء وجوهكم جاء ومن وجه تأويله إل ‪ :‬ليسوء ال وجوهكم كان‬
‫أيضا ف الكلم مذوف قد استغن هنا عنه با قد ظهر منه غي أن ذلك الحدوف سوى جاء فيكون معن الكلم حينئذ ‪ :‬فإذا جاء وعد الخرة بعثناهم ليسوء ال وجوهكم فيكون الضمر‬
‫بعثناهم وذلك جواب إذا حينئذ وقرأ ذلك بعض أهل العربية من الكوفيي لنسؤ وجوهكم على وجه الب من ال تبارك وتعال اسه عن نفسه‬
‫وكان مييء وعد الرة الخرة عند قتلهم يي‬
‫‪ :‬ذكر الرواية بذلك والب عما جاءهم من عند ال حينئذ‬
‫كما حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي ف الديث الذي ذكرنا إسناده قبل أن رجل من بن إسرائيل رأى ف النوم أن خراب بيت القدس وهلك بن إسرائيل على‬
‫يدي غلم يتيم ابن أرملة من أهل بابل يدعى بتنصر وكانوا يصدقون فتصدق رؤياهم فأقبل فسأل عنه حت نزل على أمه وهو يتطب فلما جاء وعلى رأسه حزمة من حطب ألقاها ث قعد ف‬
‫جانب البيت فضمه ث أعطاه ثلثة دراهم فقال ‪ :‬اشتر لنا با طعاما وشرابا فاشترى بدرهم لما وبدرهم خبزا وبدرهم خرا فأكلوا وشربوا حت إذا كان اليوم الثان فعل به ذلك حت إذا كان‬
‫اليوم الثالث فعل ذلك ث قال له ‪ :‬إن أحب أن تكتب ل أمانأ إن أنت ملكت يوما من الدهر فقال ‪ :‬أتسخر ب ؟ فقال ‪ :‬إن ل أسخر بك ولكن ما عليك أن تتخذ با عندي يدا فكلمته أمه‬
‫فقالت ‪ :‬وما عليك إن كان ذلك وإل ل ينقصك شيئا فكتب له أمانا فقال له ‪ :‬أرأيت إن جفت والناس حولك قد حالوا بين وبينك فاجعل ل آية تعرفن با قال ‪ :‬ترفع صحيفتك على قصبة‬
‫أعرفك با فكساه وأعطاه ث إن ملك بن إسرائيل كان يكرم يي بن زكريا ويدن ملسه ويستشيه ف أمره ول يقطع أمرا دونه وأنه هوي أن يتزوج ابنة امرأة له فسال يي عن ذلك فنهاه‬
‫عن نكاحها وقال ‪ :‬لست أرضاها لك فبلغ ذلك أمها فحقدت على يي حي ناه أن يتزوج ابنتها فعمدت أم الارية حي جلس اللك على شرابه فالبستها ثيابا رقاقا حرا وطيبتها وألبستها‬
‫من اللف وقيل ‪ :‬إنا ألبستها فوق ذلك كساء أسود وب رسلتها ! ل اللك وأمرتا أن تسقيه وأن تعرض له نفسها فإن أرادها على نفسها أبت عليه حت يعطيها ما سألته فإذا أعطاها ذلك‬
‫سألته أن يات برأس يي بن زكريا ف طست ففعلت فجعلت تسقيه وتعرض له نفسها فلما أخذ فيه الشراب أرادها على نفسها فقالت ‪ :‬ل أفعل حت تعطين ما أسألك فقال ‪ :‬ما الذي‬
‫تسالين ؟ قالت ‪ :‬أسالك أن تبعث إل يي بن زكريا فاوتى برأسه ف هذا الطست فقال ‪ :‬ويك سلين غي هذا فقالت له ‪ :‬ما أريد أن أسالك إل هذا قال ‪ :‬فلما ألت عليه بعث إليه فات‬
‫برأسه والرأس يتكلم حت وضع بي يديه وهو يقول ‪ :‬ل يل لك ذلك فلما أصبح إذا دمه يغلي فامر بتراب فألقي عليه فرقي الدم فوق التراب يغلي فألقي عليه التراب أيضا فارتفع الدم فوقه‬
‫فلم يزل يلقي عليه التراب حت بلغ سور الدينة وهو يغلي وبلغ صيحابي فثار ف الناس وأراد أن يبعث عليهم جيشا ويؤمر عليهم رجل فأتاه بتنصر وكلمه وقال ‪ :‬إن الذي كنت أرسلته‬
‫تلك الرة ضعيف وإن قد دخلت الدينة وسعت كلم أهلها فابعثن فبعثه فسار بتنصر حت إذا بلغوا ذلك الكان تصنوا منه ف مدائنهم فلم يطقهم فلما اشتد عليهم القام وجاع أصحابه‬
‫أرادوا الرجوع فخرجت إليهم عجوز من عجائز بن إسرائيل فقالت ‪ :‬أين أمي الند فات با إليه فقالت له ‪ :‬إنه بلغن أنك تريد أن ترجع بندك قبل أن تفتح هذه الدينة قال ‪ :‬نعم قد طال‬
‫مقامي وجاع أصحاب فلست أستطيع القام فوق الذي كان من فقالت ‪ :‬أرأيتك إن فتحت لك الدينة أتعطين ما سألتك وتقتل من أمرتك بقتله وتكف إذا أمرتك أن تكف ؟ قال ‪ :‬نعم قالت‬
‫‪ :‬إذا أصبحت فاقسم جندك أربعة أرباع ث أقم على كل زاوية ربعا ث ارفعوا بايديكم إل السماء فنادوا إنا نستفتحك يا أل بدم يي بن زكريا فإنا سوف تساقط ففعلوا فتساقطت الدينة‬
‫ودخلوا من جوانبها فقالت له ‪ :‬اقتل على هذا الدم حت يسكن وانطلقت به إل دم يي وهو على تراب كثي فقتل عليه حت سكن سبعي ألفا وامرأة فلما سكن الدم قالت له ‪ :‬كف يدك‬
‫فإن ال تبارك وتعال إذا قتل نب ل يرض حت يقتل من قتله ومن رضي قتله وأتاه صاحب الصحيفة بصحيفته فكف عنه وعن أهل بيته وخرب بيت القدس وأمر به أن تطرح فيه اليف وقال‬
‫‪ :‬من طرح فيه جيفة فله جزيته تلك السنة وأعانه على خرابه الروم من أجل أن بن إسرا ئيل قتلوايي فلما خربه بتنصرذهب معه بوجوه بن إسرائيل وأ شرا فهم وذهب بدا نيال وعليا‬
‫وعزاريا وميشائيل هؤلءكلهم من أولد النبياءوذهب معه برأس جالوت فلما قدم أرض بابل وجد صحابي قدمات فملك مكانه وكان أكرم الناس عليه دانيال وأصحابه فحسدهم الجوس‬
‫على ذلك فوشوا بم إليه وقالوا ‪ :‬إن دانيال وأصحابه ل يعبدون إلك ول ياكلون من ذبيحتك فدعاهم فسألم فقالوا ‪ :‬أجل إن لنا ربا نعبده ولسنا نأكل من ذبيحتكم فأمر بد فخد لم‬
‫فألقوا فيه وهم ستة وألقى معهم سبعا ضاريا ليأكلهم فقال ‪ :‬انطلقوا فلنأكل ولنشرب فذهبوا فاكلوا وشربوا ث راحوا فوجدوهم جلوسا والسبع مفترش ذراعيه بينهم ول يدش منهم أحدا ول‬
‫ينكاه شيئا ووجدوا معهم رجل فعدوهم فوجدوهم سبعة فقالوا ‪ :‬ما بال هذا السابع إنا كانوا ستة فخرج إليهم السابع وكان ملكا من اللئكة فلطمه لطمة فصار ف الوحش فكان فيهم سبع‬
‫سني ل يراه وحشي إل أتاه حت ينكحه يقتص منه ما كان يصنع بالرجال ث إنه رجع ورد ال عليه ملكه فكانوا أكرم خلق ال عليه ث إن الجوس وشوا به ثانية فألقوا أسدا ف بئر قد ضري‬
‫فكانوا يلقون إليه الصخرة فيأخذها فألقوا إليه دانيال فقام السد ف جانب وقام دانيال ف جانب ل يسه فأخرجوه وقد كان قبل ذلك خد لم خدا فأوقد فيه فارا حت إذا أججها قذفهم فيها‬
‫فأطفاها ال عليهم ول ينلهم منها شيء ث إن بتنصر رأى بعد ذلك ف منامه صنما رأسه من ذهب وعنقه من شبه ومدره من حديد وبطنه أخلط ذهب وفضة وقوارير ورجله من ناس فبينا‬
‫هو قائم ينظر إذ جاءت صخرة من السماء من قبل القبلة فكسرت الصنم فجعلته هشيما فاستيقظ فزعا وأنسيها فدعا السحرة والكهنة فسالم فقال ‪ :‬أخبون عما رأيت فقالوا له ل بل أنت‬
‫أخبن ا ما رأيت فنعبه لك قال ‪ :‬ل أدري قالوا له ‪ :‬فهؤلء الفتية الذين تكرمهم فادعهم فاسألم فإن هم ل يبوك با رأيت فما تصنع بم ؟ قال ‪ :‬أقتلهم فارسل إل دانيال وأصحابه‬
‫فدعاهم فقال لم ‪ :‬أخبون ماذا رأيت ! فقال له دانيال ‪ :‬بل أنت أخبنا ما رأيت فنعبه لك قال ‪ :‬ل أدري قد نسيتهأ فقال له دانيال ‪ :‬كيف نعلم رؤيا ئم تبنا با ؟ فأمر البواب أن يقتلهم‬
‫فقال دانيال للبواب ‪ :‬إن اللك إنا أمر بقتلنا من أجل رؤياه فأخرنا ثلثة أيام فإن نن أخبنا اللك برؤياه وإل فاضرب أعناقنا فأجلهم فدعوا ال فلما كان اليوم الثالث أبصر كل رجل منهم‬
‫رؤيا بتنصر على حدة فأتوا البواب فأخبوه فدخل على اللك فأخبه فقال ‪ :‬أدخلهم علي وكان بتنصر ل يعرف من رؤياه شيئا إل شيئا يذكرونه فقالوا له أنت رأيت كذا وكذا فقصوها‬
‫عليه فقال ‪ :‬صدقتم قالوا ‪ :‬نن نعبها لك ؟ أما الصنم الذي رأيت رأسه من ذهب فإنه ملك حسن مثل الذهب وكان قد ملك الرض كلها وأما إلعنق من الشبه فهو ملك ابنك بعد يلك‬
‫فيكون ملكه حسنا ول يكون مثل الذهب وأما صدره الذي من حديد فهو ملك أهل فارس يلكون بعدك ابنك فيكون ملكهم شديدا مثل الديد وأما بطنه الخلط فإنه يذهب ملك أهل‬
‫فارس ويتنازع الناس اللك ف كل قرية حت يكون اللك يلك اليوم واليومي والشهر والشهرين ث يقتل فل يكون للناس قوام على ذلك كما ل يكن للصنم قوام على رجلي من فخار فبينما‬
‫هم كذلك إذ بعث ال تعال نبتا من أرض العرب فأظهره على بقية ملك أهل فارس وبقية ملك ابنك وملكك فدمره وأهلكه حت ل يبقى منه شيء كما جاءت الصخرة فهدمت الصنم‬
‫فعطف عليهم بتنصر فأحبهم ث إن الجوس وشوا بدانيال فقالوا ‪ :‬إن دانيال إذا شرب المر ل يلك نفسه أن يبول وكان ذلك فيهم عارا فجعل لم بتنصر طعاما فأكلوا وشربوا وقال‬
‫للبواب ‪ :‬انظر أول من يرج عليك يبول فاضربه بالطبزين وإن قال أنا بتصر فقل كذبت بتنصر أمرن فحبس ال عن دانيال البول وكان أول من قام من القوم يريد البول بتنصر فقام‬
‫مدل وكان ذلك ليل يسحب ثيابه فلما راه البواب شد عليه فقال ‪ :‬أن بتنصر فقال ‪ :‬كذبت بتنصر أمرن أن أقتل أول من يرج فضربه فقتله‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن أب العلى قال ‪ :‬سعت سعيد بن جبي قال ‪ :‬بعث ال عليهم ف الرة الول سنحاريب قال ‪ :‬فرد ال لم الكرة عليهم كما قال قا ل ‪ :‬ث‬
‫عصوا ربم وعادوا لا نوا عنه فبعث عليهم ف الرة الخرة بتنصر فقتل القاتلة وسب الذرية وأخذ ما وجد من الموال ودخلوا بيت القدس كما قال ال عز وجل { وليدخلوا السجد كما‬
‫دخلوه أول مرة وليتبوا ما علوا تتبيا } دخلوه فتبوه وخربوه وألقوا فيه ما استطاعوا من العذرة واليض واليف والقذر فقال ال { عسى ربكم أن يرحكم وإن عدت عدنا } ‪ :‬فرحهم‬
‫فرد إليهم ملكهم وخلص من كان ف أيديهم من ذرية بن إسرائيل وقال لم ‪ :‬إن عدت عدنا فقال أبو العلى ‪ :‬ول أعلم ذلك إل من هذا الديث ول يعدهم الرجعة إل ملكهم‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { فإذا جاء وعد الخرة ليسوءوا وجوهكم }‬
‫قال ‪ :‬بعث ال ملك فارس ببابل جيشا وأمر عليهم بتنصر فأتوا بن إسرائيل فدمروهم فكانت هذه الخرة ووعدها‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد نوه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬ثن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبي قال ‪ :‬لا ضرب لبختنصر اللك برانه قال ‪ :‬ثلثة فمن استأخر منكم بعدها‬
‫فليمش ال خشبته فغزا الشام فذلك حي قتل وأخرج بيت القدس ونزع حليته فجعلها آنية ليشرب فيها المور وخوانا ياكل عليه النازير وحل التوراة معه ث ألقاها ف النار وقدم فيما قدم‬
‫به مئة وصيف منهم دانيال وعزريا وحنانيا ومشائيل فقال لنسان ‪ :‬أصلح ل أجسام هؤلء لعلي أختار منهج أربعة يدمونن فقال دانيال لصحابه ‪ :‬إنا نصروا عليكم با غيت من دين‬
‫آبائكم ل تأكلوا لم النير ول تشربوا المر فقالوا للذي يصلح أجسامهم ‪ :‬هل لك أن تطعمنا طعاما هو أهون عليك ف الؤنة ما تطعم أصحابنا فإن ل نسمن قبلهم رأيت رأيك قال ‪:‬‬
‫ماذا ؟ قال ‪ :‬خبز الشعي والكراث ففعل فسمنوا قبل أصحابم فاخذهم بتنصر يدمونه فبينما هم كذلك إذ رأى بتنصر رؤيا فجلس فنسيها فعاد فرقد فرآها فقام فنسيها ث عاد فرآها‬
‫فخرج إل الجرة فنسيها فلما أصبح دعا العلماء والكهان فقال ‪ :‬أخبون با رأيت البارحة وأولوا ل رؤياي وإل فليمش كل رجل منكم إل خشبته موعدكم ثالثة فقالو ! ‪ :‬هذا لو أخبنا‬
‫برؤياه وذكر كلما ل أحفظه قال ‪ :‬وجعل دانيال كلما مر به أحد من قرابته يقول ‪ :‬لو دعان اللك لخبته برؤياه ولولتها له قال ‪ :‬فجعلوا يقولون ‪ :‬ما أحق هذا الغلم السرائيلي إل أن‬
‫مر به كهل فقال له ذلك فرجع إليه فأخبه فدعاه فقال ‪ :‬ماذا رأيت ؟ قال ‪ :‬رأيت تثال قال إيه قال ورأسه من ذهب قال إيه قال ‪ :‬وعنقه من فضة قال إيه قال ‪ :‬وصدره من حديد قال إيه‬
‫قال ‪ :‬وبطنه من صفر قال إيه قال ‪ :‬ورجله من انك قال إيه قال ‪ :‬وقدماه من فخار قال ‪ :‬هذا الذي رأيت ؟ قال إيه قال ‪ :‬فجاءت حصاة فوقعت ف رأسه ث ف عنقه ث ف صدره ث ف بطنه‬
‫ث ف رجليه ث ف قدميه قال ‪ :‬فأهلكته قال ‪ :‬فما هذا ؟ قال ‪ :‬أما الذهب فإنه ملكك وأما الفضة فملك ابنك من بعدك ث ملك ابن ابنك قال ‪ :‬وأما الفخار فملك النساء فكساه جبة ترثون‬
‫وسوره وطاف به ف القرية وأجاز خاته فلما رأت ذلك فارس قالوا ‪ :‬ما المر إل أمر هذا السرائيلي فقالوا ‪ :‬ائتوه من نو الفتية الثلثة ول تذكروا له دانيال فإنه ل يصدقكم عليه فأتوه‬
‫فقالوا ‪ :‬إن هؤلء الفتية الثلثة ليسوا على دينك واية ذلك أنك إن قربت إليهم لم النير والمر ل ياكلوا ول يشربوا فامر بطب كثي فوضع ث أرقاهم عليه ث أوقد فيه نارا ث خرج من‬
‫آخر الليل يبول فإذا هم يتحدثون لذا معهم رابع يروح عليهم يصلي قال ‪ :‬من هذا يا دانيال ؟ قال ‪ :‬هذا جبيل إنك ظلمتهم قال ‪ :‬ظلمتهم مر بم ينلوا فامر بم فنلوا قال ‪ :‬ومسخ ال‬
‫تعال بتنصرمن الدواب كلها فجعل من كل صنف من الدواب رأسه رأس سبع ‪ :‬من السباع السد ومن الطي النسر وملك ابنه فرأى كفا خرجت بي لوحي ث كتبت سطرين فدعا الكهان‬
‫والعلماء فلم يدوا لم ف ذلك علما فقالت له أمه ‪ :‬إنك لو أعدت إل دانيال منلته الت كانت له من أبيك أخبك وكان قد جفاه فدعاه فقال ‪ :‬إن معيد إليك منلتك من أب فأخبن ما‬
‫هذان السطران ؟ قال ‪ :‬أما أن تعيد إل منلت من أبيك فل حاجة ل با وأما هذان السطران فإنك تقتل الليلة فأخرج من ف القصر أجعي وأمر بقفله فأقفلت البواب عليه يرأدخل معه آمن‬
‫أهل القرية ف نفسه معه سيف فقال ‪ :‬من جاءك من خلق ال فاقتله وإن قال أنا فلن وبعث ال عليه البطن فجعل يشي حت كان شطر الليل فرقد ورقد صاحبه ث نبهه البطن فذهب يشي‬
‫والخر نائم فرجع فاستيقظ به فقال له ‪ :‬أنا فلن فضربه بالسيف فقتله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم وإن أسأت فلها فإذا جاء وعد الخرة } آخر العقوبتي { ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا السجد كما‬
‫دخلوه أول مرة } كما دخله عدوهم قبل ذلك { وليتبوا ما علوا تتبيا } فبعث ال عليهم ف الخرة بتنصر الجوسي البابلي أبغض خلق ال إليه فسبا وقتل وخرب بيت القدس وسامهم‬
‫سوء العذاب‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة قال { فإذا جاء وعد الخرة } من الرتي { ليسوءوا وجوهكم } قال ‪ :‬ليقبحوا وجوهكم { وليتبوا ما علوا تتبيا }‬
‫قال ‪ :‬يدمروا ما علوا تدميا قال ‪ :‬هو بتنصر بعثه ال عليهم ف الرة الخرة‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قال ‪ :‬فلما أفسدوا بعث ال عليهم ف الرة الخرة بتنصر فخرب الساجد وتبما علوا تتبيا‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثن ابن إسحاق قال فيما بلغن ‪ :‬استخلف ال على بن إسرائيل بعد ذلك يعن بعد قتلهم شعياء رجل منهم يقال له ‪ :‬ناشة بن اموص فبعث ال الضر‬
‫نبيا وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما قد بلغن يقول ‪ :‬إنا سي الضر خضرا لنه جلس على فروة بيضاء فقام عنها وهي تتز خضراء قال ‪ :‬واسم الضر فيما كان وهب بن منبه‬
‫يزعم عن بن إسرائيل ؟ أرميا بن حلفيا وكان من سبط هارون بن عمران‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪34‬‬

‫(إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم وإن أسأت فلها فإذا جاء وعد الخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا السجد كما دخلوه أول مرة وليتبوا ما علوا تتبيا (‪7‬‬

‫حدثن ممد بن سهل بن عسكر و ممد بن عبد اللك بن زنويه قال ‪ :‬ثنا إساعيل بن عبد الكري قال ‪ :‬ثنا عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه وحدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن‬
‫إسحاق عمن ل يتهم عن وهب بن منبه اليمان واللفظ لديث ابن حيد أنه كان يقول ‪ :‬قال ال تبارك وتعال لرميا حي بعثه نبيا إل بن إسرائيل ‪ :‬يا إرميا من قبل أن أخلقك اخترتك ومن‬
‫قبل أن أصورك ف بطن أمك قدستك ومن قبل أن أخرجك من بطن أمك طهرتك ومن قبل أن تبلغ السعي نبأتك ومن قبل أن تبلغ الشد اخترتك ولمر عظيم اختبأتك فبعث ال إرميا إل‬
‫ذلك اللك من بن إسرائيل يسدده ويرشده وياتيه بالب من ال فيما بينه وبي ال قال ‪ :‬ث عظمت الحداث ف بن إسرائيل وركبوا العاصي واستحلوا الحارم ونسوا ما كان ال تعال صنع‬
‫بم وما ناهم من عدوهم سنحاريب وجنوده فاوحى ال تعال إل إرمياء ‪ :‬أن ائت قومك من بن إسرائيل واقصص عليهم ما أمرك به وذكرهم نعمت عليهم وعرفهم أحداثهم فقال إرمياء ‪:‬‬
‫إن ضعيف إن ل تقون وعاجز إن ل تبلغن ومطىء إن ل تسددن ومذول إن ل تنصرن وذليل إن ل تعزن قال ال تبارك وتعال ‪ :‬أول تعلم أن المور كلها تصدر عن مشيئت وأن القلوب كلها‬
‫واللسنة بيدي أقلبها كيف شئت فتطيعن ؟ وإن أنا ال الذي ل شيء مثلي قامت السموات والرض وما فيهن بكلمت وأنا كلمت البحار ففهمت قول وأمرتا فعقلت أمري وحددت عليها‬
‫بالبطحاء فل تعدى حدي تأت بامواج كالبال حت إذا بلغت حدي ألبستها مذلة طاعت خوفا واعترافا لمري أن معك ولن يصل إليك شيء معي وإن بعثتك إل خلق عظيم من خلقي‬
‫لتبلغهم رسالت ولتستحق بذلك مثل أجر من تبعك منهم ل ينقص ذلك من أجورهم شيئا وإن تقصرعنها فلك مثل وزرمن تركب ف عماه ل ينقص ذلك من أوزارهم شيئا انطلق إل قومك‬
‫فقل ‪ :‬إن ال ذكر لكم صلح آبائكم فحمله ذلك على أن يستتيبكم يا معشر البناء وسلهم كيف وجد آباؤهم مغبة طاعت وكيف وجدوا هم مغبة معصيت وهل علموا أن أحدا قبلهم‬
‫أطاعن فشقي بطاعت أو عصان فسعد بعصيت فإن الدواب ما تذكر أوطانا الصالة فتنتابا وإن هؤلء القوم قد رتعوا ف مروج اللكة أما أحبارهم ورهبانم فاتذوا عبادي خول ليعبدوهم‬
‫دون وتكموا فيهم بغي كتاب حت أجهلوهم أمري وأنسوهم ذكري وغروهم من أما أمراؤهم وقاداتم فبطروا نعمت وأمنوا مكري ونبذوا كتاب ونسوا عهدي وغيوا سنت فاذان لم‬
‫عبادي بالطاعة الت ل تنبغي إل ل فهم يطيعونم ف معصيت ويتابعونم على البدع الت يبتدعون ف دين جراءة علي وغرة وفرية علي وعلى رسلي فسبحان جلل وعلو مكان وعظم شأن‬
‫فهل ينبغي لبشر أن يطاع ف معصيت وهل ينبغي ل أن أخلق عبادا أجعلهم أربابا من دون وأما قراؤهم وفقهاؤهم فيتعبدون ف الساجد ويتزينون بعمارتا لغيي لطلب الدنيا بالدين ويتفقهون‬
‫فيها لغي العلم ويتعلمون فيها لغي العمل وأما أولد النبياء فمكثرون مقهورون مغيون يوضون مع الائضي ويتمنون علي مثل نصرة آبائهم والكرامة الت أكرمتهم با ويزعمون أن ل أحد‬
‫أول بذلك منهم من بغي صدق ول تفكر ول تدبر ول يذكرون كيف كان صبآبائهم ل وكيف كان جدهم ف أمري حي غي الغيون وكيف بذلوا أنفسهم ودماءهم فصبوا وصدقوا حت‬
‫عز أمري وظهر دين فتأنيت بؤلء القوم لعلهم يستجيبون فاطولت لم وصفحت عنهم لعلهم يرجعون فاكثرت ومددت لم ف العمر لعلهم يتذكرون فاعذرت ف كل ذلك أمطر عليهم‬
‫السماء وأنبت لم الرض وألبسهم العافية وأظهرهم على العدو فل يزدادون إل طغيانا وبعدا من فحت مت هذا ؟ أب يتمرسون أم إياي يادعون ؟ لن أحلف بعزت لقيضن لم فتنة يتحي‬
‫فيها الليم ويضل فيها رأي ذي الرأي وحكمة الكيم ث لسلطن عليهم جبارأ قاسيا عاتيا ألبسه اليبة وأنتزع من صدره الرأفة والرحة والبيان يتبعه عدد وسواد مثل سواد الليل الظلم له‬
‫عساكر مثل قطع السحاب ومراكب أمثال العجاج كأن خفق راياته طيان النسور وأن حلة فرسانه كوبر العقبان ث أوحى ال إل إرميا ‪ :‬إن مهلك بن إسرائيل بيافث ويافث أهل بابل وهم‬
‫من ولد يافث بن نوح ث لا سع إرميا وحي ربه صاح وبكى وشق ثيابه ونبذ الرماد على رأسه وقال ‪ :‬ملعون يوم ولدت فيه ويوم لقيت التوراة ومن شر أيامي يوم ولدت فيه فما أبقيت آخر‬
‫النبياء إل لا هو أشر علي لو أراد ب خيا ما جعلن اخر النبياء من بن إسرائيل فمن أجلي تصيبهم الشقوة واللك فلما سع ال تضرع الضر وبكاءه وكيف يقول ناداه ‪ :‬يا إرميا أشق‬
‫ذلك عليك فيما أوحيت لك ؟ قال ‪ :‬نعم يارب أهلكن قبل أن أرى ف بن إسرائيل ما ل أسر به فقال ال ‪ :‬وعزت العزيزة ل أهلك بيت القدس وبن إسرائيل حت يكون المر من قبلك ف‬
‫ذلك ففرح عند ذلك إرميا لا قال له ربه وطابت نفسه وقال ‪ :‬ل والذي بعث موسى وأنبياءه بالق ل آمر رب بلك بن إسرائيل أبدا ث أتى ملك بن إسرائيل فأخبه ما أوحى ال إليه‬
‫فاستبشر وفرح وقال ‪ :‬إن يعذبنا ربنا فبذنوب كثية قدمناها لنفسنا وإن عفا عنا فبقدرته ث إنم لبثوا بعد هذا الوحي ثلث سني ل يزدادوا إل معصية وتاديا ف الشر وذلك حي اقترب‬
‫هلكهم فقل الوحي حي ل يكونوا يتذكرون الخرة وأمسك عنهم حي ألتهم الدنيا وشأنا فقال لم ملكهم ‪ :‬يا بن إسرائيل انتهوا عما أنتم عليه قبل أن يسكم بأس ال وقبل أن يبعث‬
‫عليكم قوم ل رحة لم بكم وإن ربكم قريب التوبة مبسوط اليدين بالي رحيم بن تاب إليه فأبوا عليه أن ينعوا عن شيء ما هم عليه وإن ال قد ألقى ف قلب بتنصر بن نور زاذان بن‬
‫سنحاريب بن دارياس بن نرود بن فال بن عابر بن نرود صاحب إبراهيم الذي حاجه ف ربه أن يسي إل بيت القدس ث يفعل فيه ما كان جده سنحاريب أراد أن يفعل فخرج ف ست مئة‬
‫ألف راية يريد أهل بيت القدس فلما فصل سائرا أتى ملك بن إسرائيل الب أن بتنصر قد أقبل هو وجنوده يريدكم فأرسل اللك إل إرميا فجاءه فقال ‪ :‬يا إرميا أين ما زعمت لنا أن ربك‬
‫أوحى إليك أن ل يهلك أهل بيت القدس حت يكون منك المر ف ذلك ؟ فقال إرميا للملك ‪ :‬إن رب ل يلف اليعاد وأنا به واثق فلما اقترب الجل ودنا انقطاع ملكهم وعزم ال على‬
‫هلكهم بعث ال ملكا من عنده فقال له ‪ :‬اذهب إل إرميا فاستفته وأمره بالذي يستفت فيه فأقبل اللك إل إرمياء وكان قد تثل له رجل من بن إسرائيل فقال له إرميا ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪:‬‬
‫رجل من بن إسرائيل أستفتيك ف بعض أمري فأذن له فقال له اللك ‪ :‬يا نب ال أتيتك أستفتيك ف أهل رحي وصلت أرحامهم با أمرن ال به ل آت إليهم إل حسنا ول آلم كرامة فل‬
‫تزيدهم كرامت إياهم إل إسخاطا ل فافتن فيهم يا نب ال فقال له ‪ :‬أحسن فيما بينك وبي ال وصل ما أمرك ال أن تصل وأبشر بي وانصرف عنه فمكث أياما ث أقبل إليه ف صورة ذلك‬
‫الذي جاءه فقعد بي يديه فقال له إرميا ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪ :‬أنا الرجل الذي أتيتك أستفتيك ف شأن أهلي فقال له نب ال ‪ :‬أو ما ظهرت لك أخلقهم بعد ول تر منهم الذي تب ؟ فقال ‪ :‬يا‬
‫نب ال والذي بعثك بالق ما أعلم كرامة يأتيها أحد من الناس لهل رحه إل قد أتيتها إليهم وأفضل من ذلك فقال النب ‪ :‬ارجع إل أهلك فأحسن إليهم أسأل ال الذي يصلح عباده‬
‫الصالي أن يصلح ذات بينكم وأن يمعكم على مرضاته وينبكم سخطه فقام اللك من عنده فلبث أياما وقد نزل بتنصر وجنوده حول بيت القدس ومعه خلئق من قومه كأمثال الراد‬
‫ففزع منهم بنو إسرائيل فزعا شديدا وشق ذلك على ملك بن إسرائيل فدعا إرميا فقال ‪ :‬يا نب ال أين ما وعدك ال ؟ فقال ‪ :‬إن برب واثق ث إن اللك أقبل إل إرميا وهو قاعد على جدار‬
‫بيت القدس يضحك ويستبشر بنصر ربه الذي وعده فقعد بي يديه فقال له إرميا ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪ :‬أنا الذي كنت أتيتك ف شأن أهلي مرتي فقال له النب ‪ :‬أول يأن لم أن يتنعوا من الذي‬
‫هم فيه مقيمون عليه ؟ فقال له اللك يا نب ال كل شيء كان يصيبن منهم قبل اليوم كنت أصب عليه وأعلم أن مأربم ف ذلك سخطي فلما أتيتهم اليوم رأيتهم ف عمل ل يرضي ال ول يبه‬
‫ال عز وجل فقال له نب ال على أي عمل رأيتهم ؟ قال ‪ :‬يا نب ال رأيتهم على عمل عظيم من سخط ال فلو كانوا على مثل ما كانوا عليه قبل اليوم ل يشتد عليهم غضب وصبت لم‬
‫ورجوتم ولكن غضبت اليوم ل ولك فأتيتك لخبك خبهم وإن أسألك بال الذي بعثك بالق إل ما دعوت عليهم ربك أن يهلكهم فقال إرميا ‪ :‬يا مالك السموات والرض إن كانوا على‬
‫حق وصواب فأبقهم وإن كانوا على سخطك وعمل ل ترضاه فأهلكهم فما خرجت الكلمة من ف إرميا حت أرسل ال صاعقة من السماء ف بيت القدس فالتهب مكان القربان وخسف‬
‫بسبعة أبواب من أبوابا فلما رأى ذلك إرميا صاح وشق ثيابه ونبذ الرماد على رأسه وقال ‪ :‬يا ملك السموات والرض بيدك ملكوت كل شيء وأنت أرحم الراحي أين ميعادك الذي‬
‫وعدتن ؟ فنودي إرميا ‪ :‬إنم ل يصبهم الذي أصابم إل بفتياك الت أفتيت با رسولنا فاستيقن النب صلى ال عليه وسلم أنا فتياه الت أفت با ثلث مرات وأنه رسول ربه ث إن إرميا طار‬
‫حت خالط الوحش ودخل بتنصر وجنوده بيت القدس فوطىء الشام وقتل بن إسرائيل حت أفناهم وخرب بيت القدس أمر جنوده أن يل كل رجل منهم ترسه ترابا ث يقذفه ف بيت القدس‬
‫فقذفوا فيه التراب حت ملئوه ث انصرف راجعا إل أرض بابل واحتمل معه سبايا بن إسرائيل وأمرهم أن يمعوا من كان ف بيت القدس كلهم فاجتمع عنده كل صغي وكبي من بن إسرائيل‬
‫فاختار منهم سبعي ألف صب فلما خرجت غنائم جنده وأراد أن يقسمها فيهم قالت له اللوك الذين كانوا معه ‪ :‬أيها اللك لك غنائمنا كلها واقسم بيننا هؤلء الصبيان الذين اخترتم من بن‬
‫إسرائيل ففعل وأصاب كل رجل منهم أربعة أغلمة وكان من أولئك الغلمان دانيال وحنانيا وعزاريا وميشائيل وسبعة آلف من أهل بيت داود وأحد عشر ألفا من سبط يوسف بن يعقوب‬
‫وأخيه بنيامي وثانية آلف من سبط أشر بن يعقوب وأربعة عشر ألفا من سبط زبالون بن يعقوب ونفثال بن يعقوب وأربعة آلف من سبط يهوذا بن يعقوب وأربعة آلف من سبط روبيل‬
‫ولوي ابن يعقوب ومن بقي من بن إسرائيل وجعلهم بتنصر ثلث فرق فثلثا أقر بالشام وثلثا سب وثلثا قتل وذهب بآنية بيت القدس حت أقدمها بابل وذهب بالصبيان السبعي اللف حت‬
‫أقدمهم بابل فكانت هذه الوقعة الول الت أنزل ال ببن إسرائيل بأحداثهم وظلمهم فلما ول بتنصر عنهم راجعا إل بابل بن معه من سبايا بن إسرائيل أقبل أرميا على حار له معه عصي ث‬
‫ذكر قصته حي أماته ال مئة عام ث بعثه ث خب رؤيا بتنصر وأمر دانيال وهلك بتنصر ورجوع من بقي من بن إسرائيل ف أيدي أصحاب بتنصر بعد هلكه إل الشام وعمارة بيت القدس‬
‫وأمر عزير وكيف رد ال عليه التوراة‬
‫حدثنا ابن حيد قال ؟ ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬ث عمدت بنوإسرائيل بعد ذلك يدثون الحداث يعن بعد مهلك عزير ويعود ال عليهم ويبعث فيهم الرسل ففريقا يكذبون وفريقا‬
‫يقتلون حت كان آخر من بعث ال فيهم من أنبيائهم زكريا ويي بن زكريا وعيسى ابن مري وكانوا من بيت ال داود‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثن ممد بن إسحاق عن عمربن عبد ال بن عروة عن عبد ال بن الزبي أنه قال وهو يدث عن قتل يي بن زكريا قال ‪ :‬ما قتل يي بن زكريا إل‬
‫بسبب امرأة بغي من بغايا بن إسرائيل وكان فيهم ملك وكان يي بن زكريا تت يدي ذلك اللك فهمت ابنة ذلك اللك بابيها فقالت ‪ :‬لو أن تزوجت بأب فاجتمع ل سلطانه دون النساء‬
‫فقالت له ‪ :‬يا أبت تزوجن ودعته إل نفسها فقال لا ‪ :‬يا بنية إن يي بن زكريا ل يل لنا هذا فقالت ‪ :‬من ل بيحي بن زكريا ضيق علي وحال بين وبي أن أتزوج بأب فأغلب على ملكه‬
‫ودنياه دون النساء قال ‪ :‬فأمرت اللعابي وملت بذلك لجل قتل يي بن زكريا فقالت ‪ :‬ادخلوا عليه فالعبوا حت إذا فرغتم فإنه سيحكمكم فقولوا دم يي بن زكريا ول تقبلوا غيه وكان‬
‫اسم اللك رواد واسم ابنته البغي وكان اللك فيهم إذا حدث فكذب أو وعد فأخلف خلع فاستبدل به غيه فلما ألعبوه وكثر عجبه منهم قال ‪ :‬سلون أعطكم فقالوا له ‪ :‬نسالك دم يي بن‬
‫زكريا أعطنا إياه قال ‪ :‬ويكم سلون غي هذا فقالوا ‪ :‬ل نسالك شيئا غيه فخاف على ملكه إن هو أخلفهم أن يستحل بذلك خلعه فبعث إل يي بن زكريا وهو جالس ف مرابه يصلي‬
‫فذبوه ف طست ث حزوا رأسه فاحتمله رجل ف يده والدم يمل ف الطست معه قال ‪ :‬فطلع برأسه جله حت وقف به على اللك ورأسه يقول ف يدى الذي يمله ل يل لك ذلك فقال‬
‫رجل من بن إسرائيل ‪ :‬أيها اللك لو أنك وهبت ل هذا الدم ! فقال وما تصنع به ؟ قال ‪ :‬أطهر منه الرض فإنه كان قد ضيقها علينا فقال ‪ :‬أعطوه هذا الدم فأخذه فجعله ف قلة ث عمد به‬
‫إل بيت ف الذبح فوضع القلة فيه ث أغلق عليه ففار ف القلة حت خرج منها من تت الباب من البيت الذي هو فيه فلما رأى الرجل ذلك فظع به فأخرجه فجعله ف فلة من الرض فجعل‬
‫يفور وعظمت فيهم الحداث‬
‫ومنهم من يقول ‪ :‬أقر مكانه ف القربان ول يول‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما رفع ال عيسى من بي أظهرهم وقتلوا ييئ بن زكريا وبعض الناس يقول ‪ :‬وقتلوا زكريا ‪ -‬ابتعث ال عليهم ملكا من ملوك بابل‬
‫يقال له خردوس فسار إليه باهل بابل حت دخل عليهم الشام فلما ظهر عليهم أمر رأسا من رءوس جنده يدعى نبور زاذان صاحب القتل فقال له ‪ :‬إن قد كنت حلفت بإلي لئن أظهرنا على‬
‫أهل بيت القدس لقتلنهم حت تسيل دماؤهم ف وسط عسكري إل أن ل أجد أحدا أقتله فأمر أن يقتلهم حت يبلغ ذلك منهم نبور زاذان فدخل بيت القدس فقام ف البقعة الت كانوا يقربون‬
‫فيها قربانم فوجد فيها دما يغلي فسألم فقال ‪ :‬يا بن إسرائيل ما شأن هذا الدم الذي يغلي ؟ أخبون خبه ول تكتمون شيئا من أمره فقالوا ‪ :‬هذا دم قربان كان لنا كنا قربناه فلم يتقبل منا‬
‫فلذلك هويغلي كما تراه ولقد قربنا منذ ثان مئة سنة القربان فتقبل منا إل هذا القربان قال ‪ :‬ما صدقتموت الب قالوا له ‪ :‬لو كان كأول زماننا لقبل منا ولكنه قد انقطع منا اللك والنبوة‬
‫والوحي فلذلك ل يتقبل منا فذبح منهم نبور زاذان على ذلك الدم سبع مئة وسبعي روحا من رءوسهم فلم يهدأ فأمر بسبع مئة غلم من غلمانم فذبوا على الدم فلم يهدأ فأمر بسبعة الف‬
‫من شيعهم وأزواجهم فذبهم على الدم فلم يبد ول يهدأ فلما رأى نبور زاذان أن الدم ل يهدأ قال لم ‪ :‬ويلكم يا بن إسرائيل أصدقون واصبوا على أمر ربكم فقد طال ما ملكتم ف‬
‫الرض تفعلون فيها ما شئتم قبل أن ل أترك منكم نافخ نار ل أنثى ول ذكرا إل قتلته فلما رأوا الهد وشدة القتل صدقوه الب فقالوا له ‪ :‬إن هذا دم نب منا كان ينهانا عن أمور كثية من‬
‫سخط ال فلو أطعناه فيها لكان أرشد لنا وكان يبنا بأمركم فلم نصدقه فقتلناه فهذا دمه فقال لم نبور زاذان ‪ :‬ما كان اسه ؟ قالوا ‪ :‬يي بن زكريا فقال ‪ :‬الن صدقتمون بثل هذا ينتقم‬
‫ربكم منكم فلما رأى نبور زاذان أنم صدقوه خر ساجدا وقال لن حوله ‪ :‬غلقوا البواب أبواب الدينة وأخرجوا من كان ههنا من جيش خردوس وخل‬
‫ف بن إسرائيل ث قال ‪ :‬يا يي بن زكريا قد علم رب وربك ما قد أصاب قومك من أجلك وما قتل منهم من أجل فاهدأ بإذن ال قبل أن لأبقي من قومك أحدا فهدأ دم يي بن زكريا بإذن‬
‫ال ورفع نبور زاذان عنهم القتل وقال ‪ :‬آمنت با امنت به بنو إسرائيل وصدقت وأيقنت أنه ل رب غيه ولو كان معه اخر ل يصلح ولو كان له شريك ل تستمسك السموات والرض ولو‬
‫كان له ولد ل يصلح فتبارك وتقدس وتسبح وتكب وتعظم ملك اللوك الذي له ملك السموات السبع والرضي وما فيهن وما بينهما وهو على كل شيء قدير فله اللم والعلم والعزة‬
‫والبوت وهو الذي بسط الرض وألقى فيها رواسي لئل تزول فكذلك ينبغي لرب أن يكون ويكون ملكه فاوحى ال إل رأس من رءوس بقية النبياء أن نبور زاذان حبور صدوق والبور‬
‫بالعبانية ‪ :‬حديث اليان اوإن نبور زاذان قال لبن إسرائيل يا بن إسرائيل إن عدو ال خردوس أمرن أن أقتل منكم حت تسيل دماؤكم وسط عسكره لن لست أستطيع أن أعصيه قالوا له‬
‫‪ :‬افعل ما أمرت به فأمرهم فحفروا خندقا وأمر بأموالم من اليل والبغال والمي والبقر والغنم والبل فذبها حت سال الدم ف العسكر وأمر بالقتلى الذين كانوا قبل ذلك فطرحوا على ما‬
‫قتل من مواشيهم حت كانوا فوقهم فلم يظن خردوس إل أن ما كان ف الندق من بن إسرائيل فلما بلغ الدم عسكره أرسل إل نبور زاذان أن ارفع عنهم فقد بلغتن دماؤهم وقد انتقمت‬
‫منهم با فعلوا ث انصرف عنهم إل أرض بابل وقد أفن بن إسرائيل أو كاد وهي الوقعة الخرة الت أنزل ال ببن إسرائيل يقول ال عز ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم { وقضينا إل‬
‫بن إسرائيل ف الكتاب لتفسدن ف الرض مرتي ولتعلن علوا كبيا * فإذا جاء وعد أولها بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا مفعول * ث رددنا لكم‬
‫الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبني وجعلناكم أكثر نفيا * إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم وإن أسأت فلها فإذا جاء وعد الخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا السجد كما دخلوه أول مرة‬
‫وليتبوا ما علوا تتبيا * عسى ربكم أن يرحكم وإن عدت عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } وعسى من ال حق فكانت الوقعة الول ‪ :‬بتنصر وجنوده ث رد ال لكم الكرة عليهم‬
‫وكانط الوقعة الخرة خردوس وجنوده وهي كانت أعظم الوقعتي فيها كان خراب بلدهم وقتل رجالم وسب ذراريهم ونسائهم يقول ال تبارك وتعال { وليتبوا ما علوا تتبيا } ث عاد ال‬
‫عليهم فاكثر عددهم ونشرهم ف بلدهم ث بدلوا وأحدثوا الحداث واستبدلوا بكتابم غيه وركبوا العاصي واستحلوا الحارم وضيعوا الدود‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أب عتاب رجل من تغلب كان نصرانيا عمرا من دهره ث أسلم بعد فقرأ القرآن وفقه ف الدين وكان فيما ذكر أنه كان نصرانيا أربعي سنة‬
‫ث عمر ف السلم أربعي سنة ‪ -‬قال ‪ :‬كان آخر أنبياء بن إسرائيل نبيا بعثه ال إليهم فقال لم ‪ :‬يا بن إسرائيل إن ال يقول لكم ‪ :‬إن قد سلبت أصواتكم وأبغضتكم بكثرة أحداثكم فهموا‬
‫به ليقتلوه فقال ال تبارك وتعال له ‪ :‬ائتهم واضرب ل ولم مثل فقل لم ‪ :‬إن ال تبارك وتعال يقول لكم ‪ :‬اقضوا بين وبي كرمي أل أختر له البلد وطيبت له الدرة وحظرته بالسياج‬
‫وعرشته السويق والشوك والسياج والعوسج وأحطته بردائي ومنعته من العال وفضلته فلقين بالشوك والذوع وكل شجرة لتؤكل ؟ ما لذا اخترت البلدة ول طيبت الدرة ول حظرته‬
‫بالسياج ول عرشته السويق ول حطته بردائي ول منعته من العال فضلتكم وأتمت عليكم نعمت ث استقبلتمون بكل ما أكره من معصيت وخلف أمري له إن المار ليعرف مذوده له إن‬
‫البقرة لتعرف سيدها وقد حلفت بعزت العزيزة وبذراعي الشديد لخذن ردائي ولمرجن الائط ولجعلنكم تت أرجل العال قال ‪ :‬فوثبوا على نبيهم فقتلوه فضرب ال عليهم الذل ونزع‬
‫منهم اللك فليسوا ف أمة من المم إل وعليهم ذل وصغار وجزية يؤدونا واللك ف غيهم من الناس فلن يزالوا كذلك أبدا ما كانوا على ما هم عليه قال ‪ :‬قال ‪ :‬فهذا ما انتهى إلينا من‬
‫جاع أحاديث بن إسرائيل‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { فإذا جاء وعد الخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا السجد كما دخلوه أول مرة وليتبوا ما علوا تتبيا } قال ‪ :‬كانت‬
‫الخرة أشد من الول بكثي قال ‪ :‬لن الول كانت هزية فقط والخرة كان التدمي وأحرق بتنصر التوراة حت ل يبق منها حرف واحد وخرب ا السجد‬
‫حدثنا أبو السائب قال ‪ :‬ثنا أبو معاوية عن العمش عن النهال عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬بعث عيسى ابن مري يي بن زكريا ف اثن عشر من الواريي يعلمون الناس قال ‪:‬‬
‫فكان فيما ناهم عنه نكاح ابنة الخ قال ‪ :‬وكانت للكهم ابنة أخ تعجبه يريد أن يتزوجها وكانت لا كل يوم حاجة يقضيها فلما بلغ ذلك أمها قالت لا ‪ :‬إذا دخلت على اللك فسألك‬
‫حاجتك فقول ‪ :‬حاجت أن تذبح ل يي بن زكريا فلما دخلت عليه سألا حاجتها فقالت ‪ :‬حاجت أن تذبح يي بن زكريا فقال ‪ :‬سلي غي هذا فقالت ‪ :‬ما أسألك إل هذا قال ‪ :‬فلما أبت‬
‫عليه دعا يي ودعا بطست فذبه فبدرت قطرة من دمه على الرض فلم تزل تغلي حت بعث ال بتنصر عليهم فجاءته عجوز من بن إسرائيل فدلته على ذلك الدم قال ‪ :‬فألقى ال ف نفسه‬
‫أن يقتل على ذلك الدم منهم حت يسكن فقتل سبعي ألفا منهم من سن واحد فسكن وقوله { وليدخلوا السجد كما دخلوه أول مرة } يقول ‪ :‬وليدخل عدوكم الذي أبعثه عليكم مسجد‬
‫بيت القدس قهرا منهم لكم وغلبة كما دخلوه أول مرة حي أفسدت الفساد الول ف الرض وأما قوله { وليتبوا ما علوا تتبيا } فإنه يقول ‪ :‬وليدمروا ما غلبوا عليه من بلدكم تدميا يقال‬
‫منه ‪ :‬دمرت البلد ‪ :‬إذا خربته وأهلكت أهله وتب تبا وتبارا وتبته أتبه تتبيا ومنه قول ال تعال ذكره { ول تزد الظالي إل تبارا } يعن ‪ :‬هلكا وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ { :‬وليتبوا ما علوا تتبيا } قال ‪ :‬تدميا‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وليتبوا ما علوا تتبيا } قال ‪ :‬يدمروا ما علوا تدميا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪41‬‬

‫(عسى ربكم أن يرحكم وإن عدت عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيا (‪8‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬لعل ربكم يا بن إسرائيل أن يرحكم بعد انتقامه منكم بالقوم الذين يبعثهم ال عليكم ليسوء مبعثه عليكم وجوهكم وليدخلوا السجد كما دخلوه أول مرة فيستنقذكم من‬
‫أيديهم وينتشلكم من الذل الذي يله بكم ويرفعكم من المولة الت تصيون إليها فيعزكم بعد ذلك وعسى من ال واجب وفعل ال ذلك بم فكثر عددهم بعد ذلك ورفع خساستهم وجعل‬
‫منهم اللوك والنبياء فقال جل ثناؤه لم ‪ :‬وإن عدت يا معشر بن إسرائيل لعصيت وخلف أمري وقتل رسلي عدنا عليكم بالقتل والسباء وإحلل الذل والصغار بكم فعادوا فعاد ال عليهم‬
‫بعقابه وإحلل سخطه بم‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا ابن عطية عن عمربن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله { عسى ربكم أن يرحكم وإن عدت عدنا } قال ‪ :‬عادوا فعاد ث عادوا فعاد ث عادوا‬
‫فعاد قال ‪ :‬فسلط ال عليهم ثلثة ملوك من ملوك فارس ‪ :‬سندبادان وشهربادان وآخر‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قال ‪ :‬قال ال تبارك وتعال بعد الول والخرة ‪ { :‬عسى ربكم أن يرحكم وإن عدت عدنا } قال ‪:‬‬
‫فعادوا فسلط ال عليهم الؤمني‬
‫حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قال { عسى ربكم أن يرحكم } فعاد ال عليهم بعائدته ورحته { وإن عدت عدنا } قال ‪ :‬عاد القوم بشر ما يضرهم فبعث ال عليهم ما‬
‫شاء أن يبعث من نقمته وعقوبته ث كان ختام ذلك أن بعث ال عليهم هذا الي من العرب فهم ف عذاب منهم إل يوم القيامة قال ال عز وجل ف آية أخرى { وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم‬
‫إل يوم القيامة } ‪ :‬فبعث ال عليهم هذا الي من العرب‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة قال { عسى ربكم أن يرحكم وإن عدت عدنا } فعادوا فبعث ال عليهم ممدأ صلى ال عليه وسلم فهم يعطون الزية‬
‫عن يد وهم صاغرون‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قول ال تعال { عسى ربكم أن يرحكم } قال بعد هذا { وإن عدت } لا صنعتم لثل هذا من قتل يي وغيه من النبياء { عدنا }‬
‫إليكم بثل هذا‬
‫وقوله { وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } اختلف أهل التاويل ف تاويل ذلك فقال بعضهم ‪ :‬وجعلنا جهنم للكافرين سجنا يسجنون فيها‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن مسعدة قال ‪ :‬ثنا جعفر بن سليمان عن أب عمران { وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } قال ‪ :‬سجنا‬
‫حدثنا ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } يقول ‪ :‬جعل ال ماواهم فيها‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } قال ‪ :‬مبسا حصورأ‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } يقول ‪ :‬سجنا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال تعال { حصيا } قال ‪ :‬يصرون‬
‫فيها‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } قال ‪ :‬يصرون فيها‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } سجنا يسجنون فيها حصروا فيها‬
‫علي بن داود قال ‪ :‬ثنا عبد ال بن صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } يقول ‪ :‬سجنا‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معناه ‪ :‬وجعلنا جهنم للكافرين فراشا ومهادا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد ين ثور عن معمر قال ‪ :‬قال السن ‪ :‬الصي ‪ :‬فراش ومهاد وذهب السن بقوله هذا إل أن الصي ف هذا الوضع عن به الصي الذي يبسط‬
‫ويفترش وذلك أن العرب تسمي البساط الصغي حصيا فوجه السن معن الكلم إل أن ال تعال جعل جهنم للكافرين به بساطا ومهادا كما قال { لم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش }‬
‫‪ :‬وهو وجه حسن وتأويل صحيح وأما الخرون فوجهوه إل أنه فعيل من الصر الذي هو البس وقد بينت ذلك بشواهده ف سورة البقرة وقد تسمي العرب اللك حصيا بعن أنه مصور ‪:‬‬
‫‪ :‬أي مجوب عن الناس كما قال لبيد‬
‫( ومقامة غلب الرقاب كانم ‪ ...‬جن لدى باب الصي قيام (‬
‫‪ :‬يعن بالصي ‪ :‬اللك ويقال للبخيل ‪ :‬حصور وحصر ؟ لنعه ما لديه من الال عن أهل الاجة وحبسه إياه عن النفقة كما قال الخطل‬
‫( وشارب مربح بالكاس نادمن ‪ ...‬ل بالصور ول فيها بسوار (‬
‫ويروى ‪ :‬بسئار ومنه الصر ف النطق لمتناع ذلك عليه واحتباسه إذا أراده ومنه أيضا الصور عن النساء لتعذر ذلك عليه وامتناعه من الماع وكذلك الصر ف الغائط ‪ :‬احتباسه عن‬
‫‪ :‬الروج وأصل ذلك كله واحد وإن اختلفت ألفاظه فاما الصيان ‪ :‬فالنبان كما قال الطرماح‬
‫( قليل تتلى حاجة ثتم عوليت ‪ ...‬على كل مفروش الصيين بادن (‬
‫يعن بالصيين ‪ :‬النبي والصواب من القول ف ذلك عندي أن يقال ‪ :‬معن ذلك ‪ { :‬وجعلنا جهنم للكافرين حصيا } فراشا ومهادا ل يزايله من الصي الذي بعن البساط لن ذلك إذا‬
‫كان كذلك كان جامعا معن البس والمتهاد مع أن الصي بعن البساط ف كلم العرب أشهر منه بعن البس وأنا إذا أرادت أن تصف شيئا بعن حبس شيء فإنا تقول ‪ :‬هو له حاصر‬
‫أو مصر فاما الصي فغي موجود ف كلمهم إل إذا وصفته بأنه مفعول به فيكون ف لفظ فعيا ومعناه مفعول به أل ترى بيت لبيد ‪ :‬لدى باب الصي فقال لدى باب الصي لنه أراد ‪ :‬لدى‬
‫باب الحصور فصرف مفعول إل فعيل فأما فعيل ف الصر بعن وصفه بانه الاصر فذلك ما ل نده ف كلم العرب فلذلك قلت ‪ :‬قول السن أول بالصواب ف ذلك وقد زعم بعض أهل‬
‫العربية من أهل البصرة أن ذلك جائز ول أعلم لا قال وجها يصح إل بعيدا وهوأن يقال ‪ :‬جاء حصي بعن حاصر كما قيل ‪ :‬عليم بعن عال وشهيد بعن شاهد ول يسمع ذلك مستعمل ف‬
‫الاصركما له سعنا ف عال وشاهد‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪43‬‬

‫(إن هذا القرآن يهدي للت هي أقوم ويبشر الؤمني الذين يعملون الصالات أن لم أجرا كبيا (‪9‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬إن هذا القرآن الذي أنزلناه على نبينا ممد صلى ال عليه وسلم يرشد ويسدد من اهتدى به { للت هي أقوم } يقول ‪ :‬للسبيل الت هى أقوم من غيها من السبل وذلك‬
‫دين ال الذي بعث به أنبياءه وهو السلم يقول جل ثناؤه ‪ :‬فهذا القرآن يهدي عباد ال الهتدين به إل قصد السبيل الت ضل عنها سائر أهل اللل الكذبي به‬
‫كما حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { إن هذا القرآن يهدي للت هي أقوم } قال ‪ :‬للت هي أصوب ‪ :‬هو الصواب وهو الق قال ‪ :‬والخالف هو الباطل وقرأ‬
‫قول ال تعال { فيها كتب قيمة } ‪ :‬قال ‪ :‬فيها الق ليس فيها عوج وقرأ { ول يعل له عوجا } { قيما } يقول ‪ :‬قيما مستقيما وقوله ‪ { :‬ويبشر الؤمني } يقول ‪ :‬ويبشر أيضا مع هدايته من‬
‫اهتدى به للسبيل القصد الذين يؤمنون بال ورسوله ويعملون ف دنياهم با أمرهم ال به وينتهون عما ناهم عنه بأن { لم أجرا } من ال على إيانم وعملهم الصالات { كبيا } يعن ثوابأ‬
‫عظيما وجزاء جزيل وذلك هو النة الت أعدها ال تعال لن رضي عمله‬
‫كما حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { أن لم أجرا كبيا } قال ‪ :‬النة وكل شيء ف القرآن أجر كبي أجر كري ورزق كري فهو النة وأن ف قوله { أن لم‬
‫أجرا كبيا } نصب بوقوع البشارة عليها وأن الثانية معطوفة عليها‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪44‬‬

‫(وأن الذين ل يؤمنون بالخرة أعتدنا لم عذابا أليما (‪10‬‬

‫وقوله { وأن الذين ل يؤمنون بالخرة } يقول تعال ذكره ‪ :‬وأن الذين ل يصدقون بالعاد إل ال ول يقرون بالثواب والعقاب ف الدنيا فهم لذلك ل يتحاشون من ركوب معاصي ال‬
‫{ أعتدنا لم } يقول ‪ :‬أعددنا لم لقدومهم على ربم يوم القيامة { عذابا أليما } يعن موجعا ؟ ذلك عذاب جهنم‬

‫(ويدع النسان بالشر دعاءه بالي وكان النسان عجول (‪11‬‬

‫يقول تعال ذكره مذكرا عباده أياديه عندهم ‪ :‬ويدعو النسان على نفسه وولده وماله بالشر فيقول ‪ :‬اللهم أهلكه والعنه عند ضجره وغضبه كدعائه بالي يقول ‪ :‬كدعائه ربه بأن يهب له‬
‫العافية ويرزقه السلمة ف نفسه وماله وولده يقول ‪ :‬فلو استجيب له ف دعائه على نفسه وماله وولده بالشر كما يستجاب له ف اليهلك ولكن ال بفضله ل يستجيب له ف ذلك وبنحو‬
‫الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ويدع النسان بالشر دعاءه بالي وكان النسان عجول } يعن قول النسان ‪ :‬اللهم العنه‬
‫واغضب عليه فلو يعجل له ذلك كما يعجل له الي للك قال ‪ :‬ويقال ‪ :‬هو { وإذا مس النسان الضر دعانا لنبه أو قاعدا أو قائما } ‪ :‬أن يكشف ما به من ضر يقول تبارك وتعال ‪ :‬لو أنه‬
‫ذكرن وأطاعن واتبع أمري عند الي كما يدعون عند البلء كان خيا له‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ويدع النسان بالشر دعاءه بالي وكان النسان عجول } يدعو على ماله فيلعن ماله وولده ولو استجاب ال له لهلكه‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ويدع النسان بالشر دعاءه بالي } قال ‪ :‬يدعو على نفسه با لو استجيب له هلك وعلى خادمه أو على ماله‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { ويدع النسان بالشر دعاءه بالي وكان النسان عجول } قال ‪ :‬ذلك دعاء النسان بالشر على ولده وعلى‬
‫امرأته فيعجل فيدعو عليه ول يب أن يصيبه واختلف ف تاويل قوله { وكان النسان عجول } فقال ماهد ومن ذكرت قوله ‪ :‬معناه ‪ :‬وكان النسان عجول بالدعاء على ما يكره أن‬
‫يستجاب له فيه وقال اخرون ‪ :‬عن بذلك آدم أنه عجل حي نفخ فيه الروح قبل أن تري ف جع جسده فرام النهوض فوصف ولده بالستعجال لا كان من استعجال أبيهم آدم القيام قبل‬
‫‪ :‬أن يتم خلقه ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ممدبن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن الكم عن إبراهيم أن سلمان الفارسي قال ‪ :‬أول ما خلق ال من آدم رأسه فجعل ينظر وهو يلق قال ‪ :‬وبقيت رجله فلما‬
‫{ كان بعد العصر قال ‪ :‬يا رب عجل قبل الليل فذلك قوله { وكان النسان عجول‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا عثمان بن سعيد قال ‪ :‬ثنا بشر بن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس قال ‪ :‬لا نفخ ال ف آدم من روحه أتت النفخة من قبل رأسه فجعل ل يري‬
‫شيء منها ف جسده إل صار لما ودما فلما انتهت النفخة إل سرته نظر إل جسده فاعجبه ما رأى من جسده فذهب لينهض فلم يقدر فهو قول ال تبارك وتعال { وكان النسان عجول }‬
‫قال ‪ :‬ضجرا ل صبله على سراء ول ضراء‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪45‬‬

‫(وجعلنا الليل والنهار آيتي فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضل من ربكم ولتعلموا عدد السني والساب وكل شيء فصلناه تفصيل (‪12‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ومن نعمته عليكم أيها الناس مالفته بي علمة الليل وعلمة النهار بإظلمه علمة الليل وإضاءته علمة النهار لتسكنوا ف هذا وتتصرفوا ف ابتغاء رزق ال الذي قدره لكم‬
‫بفضله ف هذا ولتعلموا باختلفهما عدد السني وانقضاءها وابتداء دخولا وحساب ساعات النهار والليل وأوقاتا { وكل شيء فصلناه تفصيل } يقول ‪ :‬وكل شيء بيناه شافيا لكم أيها‬
‫الناس لتشكروا ال على ما أنعم به عليكم من نعمه وتلصوا له العبادة دون اللة والوثان‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أب الطفيل قال ‪ :‬قال ابن الكؤاء لعلي ‪ :‬يا أمي الؤمني ما هذه اللطخة الت ف القمر ؟ فقال ‪ :‬ويك أما تقرأ القرآن { فمحونا آية‬
‫الليل } فهذه موه‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا طلق عن زائدة عن عاصم عن علي بن ربيعة قال ‪ :‬سأل ابن الكواء عليا فقال ‪ :‬ما هذا السواد ف القمر ؟ فقال علي ‪ { :‬فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار‬
‫مبصرة } هو الحو‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا إسرائيل عن أب إسحاق عن عبدال بن عمر قال كنت عند علي فساله ابن الكواء عن السواد الذي ف القمر ؟ فقال ‪ :‬ذاك اية الليل ميت‬
‫حدثنا ابن أب الشوارب قال ‪ :‬ثنا يزيد بن زريع قال ‪ :‬ثنا عمران بن حدير عن رفيع بن أب كثي قال ‪ :‬قال علي بن أب طالب رضوان ال عليه ‪ :‬سلوا عما شئتم فقام ابن الكواء فقال ‪ :‬ما‬
‫السواد الذي ف القمر فقال ‪ :‬قاتلك ال هل سألت عن أمر دينك واخرتك ؟ قال ‪ :‬ذلك مو الليل‬
‫حدثن زكريا بن يي بن أبان الصري قال ‪ :‬ثنا ابن عفي قال ‪ :‬ثنا ابن ليعة عن حيي بن عبد ال عن أب عبد الرحن البلي عن عبد ال بن عمرو بن العاص أن رجل قال لعلي ‪ :‬ما السواد‬
‫{ الذي ف القمر ؟ قال ‪ :‬إن ال يقول { وجعلنا الليل والنهار آيتي فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وجعلنا الليل والنهار آيتي فمحونا آية الليل } قال ‪ :‬هو السواد بالليل‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬كان القمر يضيء كما تضيء الشمس والقمرآية الليل والشمس اية النهار فمحونا آية الليل ‪ :‬السواد‬
‫الذي ف القمر‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا ابن أب زائدة قال ‪ :‬ذكر ابن جريج عن ماهد ف قوله { وجعلنا الليل والنهار آيتي } قال ‪ :‬الشمس آية النهار والقمر اية الليل { فمحونا آية الليل } قال ‪:‬‬
‫السواد الذي ف القمر وكذلك خلقه ال‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { وجعلنا الليل والنهار آيتي } قال ‪ :‬ليل ونارا كذلك خلقهما ال قال ابن جريج ‪ :‬وأخبنا عبد ال ابن كثي قال‬
‫{ فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } قال ‪ :‬ظلمة الليل وسدفة النهار‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وجعلنا الليل والنهار آيتي فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } ‪ :‬أي منية وخلق الشمس أنور من القمر وأعظم‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { وجعلنا الليل والنهار آيتي } قال ‪ :‬ليل ونارا كذلك جعلهما‬
‫ال واختلف أهل العربية ف معن قوله { وجعلنا آية النهار مبصرة } فقال بعض نويي الكوفة ‪ :‬معناها ‪ :‬مضيئة وكذلك قوله { والنهار مبصرا } ‪ :‬معناه ‪ :‬مضيئا كانه ذهب إل أنه قيل‬
‫مبصرا لضاءته للناس البصر وقال آخرون ‪ :‬بل هو من أبصر النهار ‪ :‬إذا صار الناس يبصرون فيه فهو مبصر كقولم ‪ :‬رجل مب ‪ :‬إذا كان أهله وأصحابه جبناء ورجل مضعف ‪ :‬إذا كانت‬
‫رواته ضعفاء فكذلك النهار مبصرا إذا كان أهله بصراء‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { لتبتغوا فضل من ربكم } قال ‪ :‬جعل لكم سبحا طويل‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وكل شيء فصلناه تفصيل } ‪ :‬أي بيناه تبيينا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪47‬‬

‫(وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا (‪13‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وكل إنسان ألزمناه ما قضى له أنه عامله وهو صائر إليه من شقاء أو سعادة بعمله ف عنقه ل يفارقه وإنا قوله { ألزمناه طائره } مثل لا كانت العرب تتفاءل به أو تتشاءم‬
‫من سوانح الطي وبوارحها فاعلمهم جل ثناؤه أن كل إنسان منهم قد ألزمه ربه طائره ف عنقه نسا كان ذلك الذي ألزمه من الطائر وشقاء يورده سعيا أو كان سعدا يورده جنات عدن‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا معاذ بن هشام قال ‪ :‬ثن أب عن قتادة عن جابر بن عبد ال أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬ل عدوى ول طية وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه } قال ‪ :‬الطائر ‪ :‬عمله قال ‪ :‬والطائر ف أشياء كثية فمنه التشاؤم‬
‫الذي يتشاءم به الناس بعضهم من بعض‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬أخبن عطاء الراسان عن ابن عباس قوله { وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه } قال ‪ :‬عمله وما قدر عليه فهو ملزمه‬
‫أينما كان فزائل معه أينما زال قال ابن جريج ‪ :‬وقال ‪ :‬طائره ‪ :‬عمله قال ابن جريج ‪ :‬وأخبن عبدال بن كثي عن ماهد قال ‪ :‬عمله وما كتب ال له‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ :‬طائره ‪ :‬عمله‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان وحدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام عن عمرو جيعا عن منصور عن ماهد { وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه } قال ‪ :‬عمله‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن منصور عن ماهد مثله‬
‫حدثن واصل بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن فضيل عن السن بن عمرو الفقيمي عن الكم عن ماهد ف قوله { وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه } قال ‪ :‬ما من مولود يولد إل وف عنقه‬
‫ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد قال ‪ :‬وسعته يقول ‪ :‬أولئك ينالم نصيبهم من الكتاب قال ‪ :‬هوما سبق‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه } ‪ :‬إي وال بسعادته وشقائه بعمله‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة ‪ :‬طائره ‪ :‬عمله فإن قال قائل ‪ :‬وكيف قال ‪ :‬ألزمناه طائره ف عنقه إن كان المر على ما وصفت ول يقل ‪ :‬ألزمناه ف يديه‬
‫ورجليه أو غي ذلك من أعضاء السد ؟ قيل ‪ :‬لن العنق هو موضع السمات وموضع القلئد والطوقة وغي ذلك ما يزين أو يشي فجرى كلم العرب بنسبة الشياء اللزمة بن آدم‬
‫وغيهم من ذلك إل أعناقهم وكثر استعمالم ذلك حت أضافوا الشياء اللزمة سائر البدان إل العناق كما أضافوا جنايات أعضاء البدان إل اليد فقالوا ‪ :‬ذلك با كسبت يداه وإن كان‬
‫الذي جر عليه لسانه أو فرجه فكذلك قوله { ألزمناه طائره ف عنقه } واختلفت القراء ف قراءة قوله { ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } فقرأه بعض أهل الدينة ومكة وهو نافع و‬
‫ابن كثي وعامة قراء العراق { ونرج } بالنون { له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } بفتع الياء من يلقاه وتفيف القاف منه بعن ‪ :‬ونرج له نن يوم القيامة ردا على قوله { ألزمناه } ونن‬
‫نرج له يوم القيامة كتاب عمله منشورا وكان بعض قراء أهل الشام يوافق هؤلء على قراءة قوله { ونرج } ويالفهم ف قوله { يلقاه } فيقرؤه { يلقاه } بضم الياء وتشديد القاف بعن ‪:‬‬
‫ونرج له نن يوم القيامة كتابا يلقاه ث يرده إل ما ل يسم فاعله فيقول ‪ :‬يلقى النسان ذلك الكتاب منشورا‬
‫‪ :‬وذكر عن ماهد ما‬
‫حدثنا أحد بن يوسف قال ‪ :‬ثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا يزيد عن جرير بن حازم عن حيد عن ماهد أنه قرأها ويرج له يوم القيامة كتابأ قال يزيد ‪ :‬يعن يرج الطائر كتابا هكذا أحسبه قرأها بفتح‬
‫الياء وهي قراءة السن البصري و ابن ميصن وكأن من قرأ هذه القراءة وجه تأويل الكلم إل ‪ :‬ويرج له الطائر الذي ألزمناه عنق النسان يوم القيامة فيصي كتابا يقرؤه منشورا وقرأ ذلك‬
‫بعض أهل الدينة ويرج له بضم الياء على مذهب ما ل يسم فاعله وكأنه وجه معن الكلم إل ويرج له الطائر يوم القيامة كتابا يريد ‪ :‬ويرج ال ذلك الطائر قد صيه كتابا إل أنه ناه نو‬
‫ما ل يسم فاعله‬
‫وأول القراء ات ف ذلك بالصواب قرأءة من قرأه { ونرج } بالنون وضمها { له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } بفتح الياء وتفيف القاف لن الب جرى قبل ذلك عن ال تعال أنه الذي‬
‫ألزم خلقه ما ألزم من ذلك فالصواب أن يكون الذي يليه خبا عنه أنه هو الذي يرجه لم يوم القيامة أن يكون بالنون كما كان الب الذي قبله بالنون وأما قوله { يلقاه } فإن ف إجاع‬
‫الجة من القراء على تصويب ما اخترنا من القراءة ف ذلك وشذوذ ما خالفه الجة الكافية لنا على تقارب معن القراءتي ‪ :‬أعن ضم الياء وفتحها ف ذلك وتشديد القاف وتفيفها فيه فإذا‬
‫كان الصواب ف القراءة هو ما اخترنا بالذي عليه دللنا فتأويل الكلم ‪ :‬وكل إنسان منكم يا معشر بن ادم ألزمناه نسه وسعده وشقاءه وسعادته با سبق له ف علمنا أنه صائر إليه وعامل من‬
‫الي والشر ف عنقه فل ياوز ف شيء من أعماله ما قضينا عليه أنه عامله وما كتبنا له أنه صائر إليه ونن نرج له إذا وافانا كتابا يصادفه منشورا بأعماله الت عملها ف الدنيا وبطائره الذي‬
‫كتبنا له وألزمناه إياه ف عنقه قد أحصى عليه ربه فيه كل ما سلف ف الدنيا وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } قال ‪ :‬هو عمله الذي عمل أحصي عليه فأخرج له يوم‬
‫القيامة ما كتب عليه من العمل يلقاه منشورا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } ‪ :‬أي عمله‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة { ألزمناه طائره ف عنقه } قال ‪ :‬عمله { ونرج له } قال ‪ :‬نرج ذلك العمل { كتابا يلقاه منشورا } قال معمر ‪ :‬وتل‬
‫السن { عن اليمي وعن الشمال قعيد } ‪ :‬يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريان أحدها عن يينك والخر عن يسارك فاما الذي عن ييمنك فيحفظ حسناتك وأما‬
‫الذي عن شالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر حت إذا مت طوقي صحيفتك فجعلت ف عنقك معك ف قبك حت ترج يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا { اقرأ كتابك كفى‬
‫بنفسك اليوم عليك حسيبا } قد عدل وال عليك من جعلك حسيب نفسك‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة ‪ :‬طائره ‪ :‬عمله ونرج له بذلك العمل كتابا يلقاه منشورا‬
‫وقد كان بعض أهل العربية يتأول قوله { وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه } ‪ :‬أي حظه من قولم ‪ :‬طار سهم فلن بكذا ‪ :‬إذا خرج سهمه على نصيب من النصباء وذلك وإن كان قول له‬
‫وجه فإن تأويل أهل التاويل على ما قد بينت وغي جائز أن يتجاوز ف تأويل القرآن ما قالوه إل غيه على أن ما قاله هذا القائل إن كان عن بقوله حظه من العمل والشقاء والسعادة فلم يبعد‬
‫معن قوله من معن قولم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪50‬‬

‫(اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (‪14‬‬

‫يقول تعال ذكره { ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } فيقال له { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } فترك ذكر قوله ‪ :‬فنقول له اكتفاء بدللة الكلم عليه وعن بقوله‬
‫{ اقرأ كتابك } ‪ :‬اقرأ كتاب عملك الذي عملته ف الدنيا الذي كان كاتبان يكتبانه ونصيه عليك { كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } يقول ‪ :‬حسبك اليوم نفسك عليك حاسبا يسب‬
‫عليك أعمالك فيحصيها عليك ل نبتغي عليك شاهدا غيها ول نطلب عليك مصيا سواها‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } سيقرأ يومئذ من ل يكن قارئا ف الدنيا‬

‫(من اهتدى فإنا يهتدي لنفسه ومن ضل فإنا يضل عليها ول تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبي حت نبعث رسول (‪15‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬من استقام على طريق الق فاتبعه وذلك دين ال الذي ابتعث به نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم { فإنا يهتدي لنفسه } يقول ‪ :‬فليس ينفع بلزومه الستقامة وإيانه بال‬
‫ورسوله غي نفسه { ومن ضل } يقول ‪ :‬ومن جار عن قصد السبيل فأخذ على غي هدى وكفر بال وبحمد صلى ال عليه وسلم وبا جاء به من عند ال من الق فليس يضر بضلله وجوره‬
‫عن الدى غي نفسه لنه يوجب لا بذلث غضب ال وأليم عذابه وإنا عن بقوله { فإنا يضل عليها } فإنا يكسب إث ضلله عليها ل على غيها وقوله { ول تزر وازرة وزر أخرى } يعن‬
‫تعال ذكره ‪ :‬ول تمل حاملة حل أخرى غيها من الثام وقال { وازرة وزر أخرى } لن معناها ‪ :‬ول تزر نفس وازرة وزر نفس أخرى يقال منه ‪ :‬وزرت كذا أزره وزرا والوزر ‪ :‬هو الث‬
‫يمع أوزارا كما قال تعال { ولكنا حلنا أوزارا من زينة القوم } وكأن معن الكلم ‪ :‬ول تأث اثة إث أخرى ولكن على كل نفس إثها دون إث غيها من النفس‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ول تزر وازرة وزر أخرى } وال ما يمل ال على عبد ذنب غيه ول يؤاخذ إل بعمله وقوله { وما كنا معذبي حت نبعث‬
‫رسول } يقول تعال ذكره ‪ :‬وما كنا مهلكي قوم إل بعد العذار إليهم بالرسل وإقامة الجة عليهم باليات الت تقطع عذرهم‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وما كنا معذبي حت نبعث رسول } إن ال تبارك وتعال ليس يعذب أحدا حت يسبق إليه من ال خب أو يأتيه من ال بينة‬
‫وليس معذبا أحدا إل بذنبه‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة عن أب هريرة قال ‪ :‬إذا كان يوم القيامة جع ال تبارك وتعال نسم الذين ماتوا ف الفترة والعتوه والصم والبكم‬
‫والشيوخ الذين جاء السلم وقد خرفوا ث أرسل رسول أن ادخلوا النار فيقولون ‪ :‬كيف ول ياتنا رسول ؟ واي ال لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلما ث يرسل إليهم فيطيعه من كان يريد‬
‫{ أن يطيعه قبل قال أبو هريرة ‪ :‬اقرءوا إن شتمم { وما كنا معذبي حت نبعث رسول‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا أبو سفيان عن معمر عن هام عن أب هريرة نوه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪51‬‬

‫(وإذا أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا (‪16‬‬

‫اختلفت القراء ف قراءة قوله { أمرنا مترفيها } فقرأت ذلك عامة قراء الجاز والعراق { أمرنا } بقصر اللف وغي مدها وتفيف اليم وفتحها وإذا قرئ ذلك كذلك فإن الغلب من تاويله‬
‫‪ :‬أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها بعصيتهم ال وخلفهم أمره كذلك تأوله كثي من قرأه كذلك‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ؟ ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال قال ابن عباس { أمرنا مترفيها } قال ‪ :‬بطاعة ال فعصوا حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا شريك عن سلمة أو‬
‫غيه عن سعيد بن جبي قال ‪ :‬أمرنا بالطاعة فعصوا وقد يتمل أيضا إذا قرىء كذلك أن يكون معناه ‪ :‬جعلناهم أمراء ففسقوا فيها لن العرب تقول ‪ :‬هو أمي غي مأمور وقد كان بعض أهل‬
‫العلم بكلم العرب من أهل البصرة يقول ‪ :‬قد يتونه معناه إذا قرىء كذلك إل معن أكثرنا مترفيها ويتج لتصحيحه ذلك بالب الذي روي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪:‬‬
‫خي الال مهرة مامورة أو سكة مابورة ويقول ‪ :‬إن معن قوله ‪ :‬مامورة ‪ :‬كثية النسل وكان بعض أهل العلم بكلم العرب من الكوفيي ينكر ذلك من قيله ولييز أمرنا بعن أكثرنا إل بد‬
‫اللف من أمرنا ويقول ف قوله مهرة مأمورة ‪ :‬إنا قيل ذلك على التباع لجيء مابورة بعدها كما قيل ‪ :‬ارجعن مازورات غي ماجورات فهمز مأزورات لمز مأجورات وهي من وزرت إتباعا‬
‫لبعض الكلم بعضا وقرأ ذلك أبو عثمان أمرنا بتشديد اليم بعن ‪ :‬المارة‬
‫‪22152‬‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪53‬‬

‫(وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيا بصيا (‪17‬‬

‫وهذا وعيد من ال تعال ذكره مكذب رسوله ممد صلى ال عليه وسلم من مشركي قريش وتديد لم بالعقاب وإعلم منه لم أنم إن ل ينتهوا عما هم عليه مقيمون من تكذيبهم رسوله عليه‬
‫الصلة والسلم أنه مل بم سخطه ومنل بم من عقابه ما أنزل بن قبلهم من المم الذين سلكوا ف الكفر بال وتكذيب رسله سبيلهم يقول ال تعال ذكره ‪ :‬وقد أهلكنا أيها القوم من‬
‫قبلكم من بعد نوح إل زمانكم قرونأ كثية كانوا من جحود آيات ال والكفر به وتكذيب رسله على مثل الذي أنتم عليه ولستم باكرم على ال تعال منهم لنه ل مناسبة بي أحد وبي ال‬
‫جل ثناؤه فيعذب قوما با ل يعذب به اخرين أو يعفو عن ذنوب ناس فيعاقب عليها اخرين يقول جل ثناؤه ‪ :‬فانيبوا إل طاعة ال ربكم فقد بعثنا إليكم رسول ينبهكم على حججنا عليكم‬
‫ويوقظكم من غفلتكم ول نكن لنعذب قومأ حت نبعث إليهم رسول منبها لم على حجج ال وأنتم على فسوقكم مقيمون وكفى بربك يا ممد بذنوب عباده خبيا يقول ‪ :‬وحسبك يا ممد‬
‫بال خابرا بذنوب خلقه عالا فإنه ل يفى عليه شيء من أفعال مشركي قومك هؤلء ول أفعال غيهم من خلقه هو بميع ذلك عال خابر بصي يقول ‪ :‬يبصر ذلك كله فل يغيب عنه منه‬
‫شيء ول يعزب عنه مثقال ذرة ف الرض ول ف السماء ول أصغر من ذلك ول أكب وقد اختلف ف مبلغ مدة القرن‬
‫فحدثنا ماهد بن موسى قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا حاد بن سلمة عن أب ممد بن عبدال بن أب أوف قال ‪ :‬القرن عشرون ومئة سنة فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم ف أول قرن كان‬
‫وآخرهم يزيد بن معاوية وقال آخرون ‪ :‬بل هو مئة سنة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا حسان بن ممد بن عبد الرحن المصي أبو الصلت الطائي قال ‪ :‬ثنا سلمة بن حواس عن ممد بن القاسم عن عبد ال بن بسر الازن قال ‪ :‬وضع النب صلى ال عليه وسلم يده على‬
‫رأسه وقال ‪ :‬سيعيش هذا الغلم قرنا قلت ‪ :‬كم القرن ؟ قال ‪ :‬مئة سنة‬
‫حدثنا حسان بن ممد قال ‪ :‬ثنا سلمة بن حواس عن ممد بن القاسم قال ‪ :‬ما زلنا نعد له حت تت مئة سنة ث مات‬
‫‪ :‬قال أبو الصلت ‪ :‬أخبن سلمة أن ممد بن القاسم هذا كان خت عبد ال بن بسر وقال آخرون ف ذلك با‬
‫حدثنا إساعيل بن موسى الفزاري قال ‪ :‬أخبنا عمر بن شاكر عن ابن سيين قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬القرن أربعون سنة وقوله { وكفى بربك } أدخلت الباء ف قوله‬
‫{ بربك } وهو ف مل رفع لن معن الكلم ‪ :‬وكفاك ربك وحسبك ربك بذنوب عباده خبيا دللة على الدح وكذلك تفعل العرب ف كل كلم كان بعن الدح أو تدخل ف السم الباء‬
‫وألسم الدخلة عليه الباء ف موضع رفع لتدل بدخولا على الدح أو الذم كقولم ‪ :‬أكرم به رجل وناهيك به رجل وجاد بثوبك ثوبا وطاب بطعامكم طعاما وما أشبه ذلك من الكلم ولو‬
‫‪ :‬أسقطت الباء ما دخلت فيه من هذه الساء رفعت لنا ف مل رفع كما قال الشاعر‬
‫( ويبن عن غائب الرء هديه ‪ ...‬كفى الدي عما غيب الرء مبا (‬
‫فاما إذا ل يكن ف الكلم مدح أو ذم فل يدخلون ف السم الباء ل يوز أن يقال ‪ :‬قام باخيك وأنت تريد ‪ :‬قام أخوك إل أن تريد ‪ :‬قام رجل آخر به وذلك معن غي العن الول‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪55‬‬

‫(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد ث جعلنا له جهنم يصلها مذموما مدحورا (‪18‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬من كان طلبه الدنيا العاجلة ولا يعمل ويسعى وإياها يبتغي ل يوقن بعاد ول يرجو ثوابا ول عقابا من ربه على عمله { عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد } يقول ‪ :‬يعجل ال‬
‫له ف الدنيا ما يشاء من بسط الدنيا عليه أو تقتيها لن أراد ال أن يفعل ذلك به أوإهلكه با يشاء من عقوباته { ث جعلنا له جهنم يصلها } يقول ‪ :‬ث أصليناه عند مقدمه علينا ف الخرة‬
‫جهنم { مذموما } على قلة شكره إيايا وسوء صنيعه فيما سلف من أيادينا عنده ف الدنيا { مدحورا } يقول ‪ :‬مبعدا ‪ :‬مقصى ف النار وبنحو الذ ي قلنا ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد } يقول ‪ :‬من كانت الدنيا هه وسدمه وطلبته ونيته عجل ال له فيها ما يشاء‬
‫ث اضطره إل جهنم قال { ث جعلنا له جهنم يصلها مذموما مدحورا } مذموما ف نعمة ال مدحورا ف نقمة ال‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن أبو طيبة شيخ من أهل الصيصة أنه سع أبا إسحاق الفزاري يقول ‪ { :‬عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد } قال ‪ :‬لن نريد هلكته‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { مذموما } يقول ‪ :‬ملوما‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد } قال ‪ :‬العاجلة ‪ :‬الدنيا‬

‫(ومن أراد الخرة وسعى لا سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا (‪19‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬من أراد الخرة وإياها طلب ولا عمل عملها الذي هو طاعة ال وما يرضيه عنه وأضاف السعي إل الاء واللف وهي كناية عن الخرة فقال ‪ :‬وسعى للخرة سعي‬
‫الخرة ومعناه ‪ :‬وعمل لا عملها لعرفة السامعي بعن ذلك وأن معناه ‪ :‬وسعى لا سعيه لا وهو مؤمن يقول ‪ :‬هو مؤمن مصدق بثواب ال وعظيم جزائه على سعيه لا غي مكذب به تكذيب‬
‫من أراد العاجلة يقول ال جل ثناؤه ‪ { :‬فأولئك } يعن ‪ :‬فمن فعل ذلك { كان سعيهم } يعن عملهم بطاعة ال { مشكورا } وشكر ال إياهم على سعيهم ذلك حسن جزائه لم على‬
‫أعمالم الصالة وتاوزه لم عن سيئها برحته‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ومن أراد الخرة وسعى لا سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا } شكر ال حسناتم وتاوز عن سيئاتم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪56‬‬

‫(كل ند هؤلء وهؤلء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك مظورا (‪20‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬يد ربك يا ممد كل الفريقي من مريدي العاجلة ومريدي الخرة الساعي لا سعيها وهو مؤمن ف هذه الدنيا من عطائه فيزقهما جيعا من رزقه إل بلوغهما المد‬
‫واستيفائهما الجل ما كتب لما ث تتلف بما الحوال بعد المات وتفترق بما بعد الورود الصادر ففريق مريدي العاجلة إل جهنم مصدرهم وفريق مريدي الخرة إل النة مآبم { وما‬
‫كان عطاء ربك مظورا } يقول ‪ :‬وما كاذ عطاء ربك الذي يؤتيه من يشاء من خلقه ف الدنيا منوعا عمن بسطه عليه ل يقدر أحد من خلقه منعه من ذلك وقد آتاه ال إياه وبنحو الذي قلنا‬
‫ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشربن معاذ قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { كل ند هؤلء وهؤلء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك مظورا } ‪ :‬أي منقوصا وإن ال عز وجل قسم الدنيا بي الب‬
‫والفاجر والخرة خصوصا عند ربك للمتقي‬
‫حدثنا ممدعبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وما كان عطاء ربك مظورا } قال ‪ :‬منقوصا‬
‫حدثنا ممد بن عبد ال الخرمي قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن بن مهدي قال ‪ :‬ثنا سهل ببئ أب الصلت السراج قال ‪ :‬سعت السن يقول { كل ند هؤلء وهؤلء من عطاء ربك } قال ‪ :‬كل نعطي‬
‫من الدنيا الب والفاجر‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء } الية { ومن أراد الخرة } ث قال { كل ند هؤلء‬
‫وهؤلء من عطاء ربك } قال ابن عباس ‪ :‬فيزق من أراد إلدنيا ويرزق من أراد الخرة قال ابن جريج { وما كان عطاء ربك مظورا } قال ‪ :‬منوعا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { كل ند هؤلء وهؤلء } أهل الدنيا وأهل الخرة { من عطاء ربك وما كان عطاء ربك مظورا } قال ‪ :‬منوعا‬
‫‪ :‬حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { كل ند هؤلء وهؤلء } أهل الدنيا وأهل الخرة { من عطاء ربك وما كان عطاء ربك مظورا } من بر ول فاجر قال‬
‫{ والحظور ‪ :‬المنوع وقرأ { انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللخرة أكب درجات وأكب تفضيل‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪57‬‬

‫(انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللخرة أكب درجات وأكب تفضيل (‪21‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬انظر يا ممد بعي قلبك إل هذين الفريقي اللذين هم أحدها الدار العاجلة لياها يطلب ولا يعمل والخر الذي يريد الدار الخرة ولا‬
‫يسعى موقنا بثواب ال على سعيه كيف فضلنا أحد الفريقي على الخر بأن بصرنا هذا رشده وهديناه للسبيل الت هي أقوم ويسرناه للذي هو أهدى وأرشد وخذلنا هذا الخر فأضللناه عن‬
‫طريق الق وأغشينا بصره عن سبيل الرشد { وللخرة أكب درجات } يقول ‪ :‬وفريق مريد الخرة أكب ف الدار الخرة درجات بعضهم على بعض لتفاوت منازلم باعمالم ف النة وأكب‬
‫تفضيل بتفضيل ال بعضهم على بعض من هؤلء الفريق الخرين ف الدنيا فيما بسطنا لم فيها‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض } ‪ :‬أي ف الدنيا { وللخرة أكب درجات وأكب تفضيل } وإن للمؤمني ف النة منازل لن‬
‫لم فضائل باعمالم وذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬إن بي أعلى أهل النة وأسفلهم درجة كالنجم يرى ف مثارق الرض ومغاربا‬

‫(ل تعل مع ال إلا آخر فتقعد مذموما مذول (‪22‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تعل يا ممد مع ال شريكا ف ألوهته وعبادته ولكن أخلص له العبادة وأفرد له اللوهة فإنه ل إله غيه فإنك إن تعل معه إلا غيه‬
‫وتعبد معه سواه تقعد مذموما ؟ يقول ‪ :‬تصيملوما على ما ضيعت من شكر ال على ما أنعم به عليك من نعمه وتصييك الشكر لغي من أولك العروف وف إشراكك ف المد من ل يشركه‬
‫ف النعمة عليك غيه مذول قد أسلمك ربك لن بغاك سوءا وإذا أسلمك ربك الذي هو ناصر أوليائه ل يكن لك من دونه ول ينصرك ويدفع عنك‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ل تعل مع ال إلا آخر فتقعد مذموما مذول } يقول ‪ :‬مذموما ف نعمة ال وهذا الكلم وإن كان خرج على وجه الطاب‬
‫لنب ال صلى ال عليه وسلم فهو معن به جيع من لزمه التكليف من عباد ال جل وعز‬

‫(وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكب أحدها أو كلها فل تقل لما أف ول تنهرها وقل لما قول كريا (‪23‬‬

‫يعن بذلك تعال ذكره ‪ :‬حكم ربك يا ممد بأمره إياكم أل تعبدوا إل ال فإنه ل ينبغي أن يعبد غيه وقد اختلف ألفاظ أهل التاويل ف تاويل قوله { وقضى ربك } وإن كان معن جيعهم ف‬
‫ذلك واحد ا‬
‫‪ :‬ذكر ما قالوا ف ذلك‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا عبد ال بن صال قال ‪ :‬ثن صراوية عن علي عن ابن عباس { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } يقول ‪ :‬أمر‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا الكم بن بشي قال ‪ :‬ثنا زكريا بن سلم قال ‪ :‬جاء رجل إل السن فقال ‪ :‬إنه طلق امرأته ثلثا فقال ‪ :‬إنك عصيت ربك وبانت منك امرأتك فقال الرجل ‪ :‬قضى‬
‫ال ذلك علي ؟ قال السن وكان فصيحا ‪ :‬ما قضى ال ‪ :‬أي ما أمر ال وقرأ هذه الية { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } فقال الناس ‪ :‬تكلم السن ف القدر‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } ‪ :‬أي أمر ربك ف أل تعبدوا إل إياه فهذا قضاء ال العاجل وكان يقال ف بعض الكمة ‪ :‬من‬
‫أرضى والديه أرضى خالقه ومن أسخط والديه فقد أسخط ربه‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } قال ‪ :‬أمر أل تعبدوا إل إياه وف حرف ابن مسعود وصى ربك أل تعبدوا إل إياه‬
‫حدثنا أبوكريب قال ‪ :‬ثنا ييي بن عيسى قال ‪ :‬ثنا نصيبن أب الشعث قال ‪ :‬ثن ابن حبيب بن أب ثابت عن أبيه قال ‪ :‬أعطان ابن عباس مصحفا فقال ‪ :‬هذا على قراءة أب بن كعب قال أبو‬
‫كريب ‪ :‬قال ييي ‪ :‬رأيت الصحف عند نصي فيه ووصى ربك يعن ‪ :‬وقضى ربك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } قال ‪ :‬وأوصى ربك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } قال ‪ :‬أمر أل تعبدوا إل إياه‬
‫حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا القاسم قا ا ‪ :‬ثنا هشيم عن أب إسحاق الكوف عن الضحاك بن مزاحم أنه قرأهاووصى ربك وقال ‪ :‬إنم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا‬
‫وقوله { وبالوالدين إحسانا } يقول ‪ :‬وأمركم بالوالدين إحسانا أن تسنوا إليهما وتبوها ومعن الكلم ‪ :‬وأمركم أن تسنوا إل الوالدين فلما حذفت أن تعلق القضاء بالحسان كما يقال ف‬
‫‪ :‬الكلم ‪ :‬امرك به خيا وأوصيك به خيا بعن ‪ :‬آمرك أن تفعل به خيا ث تذف أن فيتعلق المر والوصية بالي كما قال الشاعر‬
‫( عجبت من دهاء إذ تشكونا ‪ ...‬ومن أب دهاء إذ يوصينا خيا (‬
‫با كاننا جافونا‬
‫وعمل يوصينا ف الي‬
‫واختلفت القراء ف قراءة قوله { إما يبلغن عندك الكب أحدها أو كلها } فقرأ ذلك عامة قراء أهل الدينة والبصرة وبعض قراء الكوفيي { إما يبلغن } على التوحيد على توجيه ذلك إل‬
‫أحدها لن أحدها واحد فوحدوا { يبلغن } لتوحيده وجعلوا قوله { أو كلها } معطوفا على الحد وقرأ ذلك عامة قراء الكوفيي إما يبلغان على التثنية وكسر النون وتشديدها وقالوا ‪:‬‬
‫قد ذكر الوالدان قبل وقوله يبلغان خب عنهما بعد ما قدم أساءها قالوا ‪ :‬والفعل إذا جاء بعد السم كان الكلم أن يكون فيه دليل على أنه خب عن اثني أو جاعة قالوا ‪ :‬والدليل على أنه‬
‫خب عن اثني ف الفعل الستقبل اللف والنون قالوا ‪ :‬وقوله { أحدها أو كلها } كلم مستانف كما قيل ‪ { :‬فعموا وصموا ث تاب ال عليهم ث عموا وصموا كثي منهم } وكقوله‬
‫{ { وأسروا النجوى } ‪ :‬ث ابتدأ فقال { الذين ظلموا‬
‫وأول القراءتي بالصوابء عندي ف ذلك قراءة من قرأه { إما يبلغن } على التوحيد على أنه خب عن أحدها لن الب عن المر بالحسان ف الوالدين قد تناهى عند قوله { وبالوالدين‬
‫إحسانا } ث ابتدأ قوله { إما يبلغن عندك الكب أحدها أو كلها } وقوله { فل تقل لما أف } يقول ‪ :‬فل تؤفف من شيء تراه من أحدها أو منهما ما يتأذى به الناس ولكن اصب على ذلك‬
‫منهما واحتسب ف الجر صبك عليه منهما كما صبا عليك ف صغرك‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا ممد بن مبب قال ‪ :‬ثنا سفيان عن ليث عن ماهد ف قوله { فل تقل لما أف ول تنهرها } قال ‪ :‬إن بلغا عندك من الكب ما يبولن ويرآن فل تقل لما أف‬
‫تقذرها‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد إما يبلغان عندك الكب فل تقل لما أف حي ترى الذى وتيط عنهما اللء والبول كما كانا ييطانه عنك صغيا‬
‫ول تؤذها وقد اختلف أهل العرفة بكلم العرب ف معن أف فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬كل ما غلظ من الكلم وقبح وقال آخرون ‪ :‬الف ‪ :‬وسخ الظفار والتف كل ما رفعت بيدك من‬
‫الرض من شيء حقي وللعرب ف أف لغات ست رفعها بالتنوين وغي التنوين وخفضها كذلك ونصبها فمن خفض ذلك بالتنوين وهي قراءة عامة أهل الدينة شبهها بالصوات الت ل معن‬
‫لا كقولم ف حكاية الصوت غاق غاق فخفضوا القاف ونونوها وكان حكمها السكون فإنه ل شيء يعربا من أجل ميئها بعد حرف ساكن وهو اللف فكرهوا أن يمعوا بي ساكني‬
‫فحركوا إل أقرب الركات من السكون وذلك الكسر لن الجزوم إذا حرك فإنا يرك إل الكسر وأما الذين خفضوا بغي تنوين وهي قراءة عامة قراء الكوفيي والبصريي فإنم قالوا ‪ :‬إنا‬
‫يدخلون التنوين فيما جاء من الصوات ناقصا كالذي يأت على حرفي مثل مه وصه وبخ فيتمم بالتنوين لنقصانه عن أبنية الساء قالوا ‪ :‬وأف تام ل حاجة بنا إل تتمته بغيه لنه قد جاء على‬
‫ثلثة أحرف قالوا ‪ :‬وإنا كسرنا الفاء الثانية لئل نمع بي ساكني وأما من ضم ونون فإنه قال ‪ :‬هو اسم كسائر الساء الت تعرب وليس بصوت وعدل به عن الصوات وأما من ضم ذلك‬
‫بغي تنوين فإنه قال ‪ :‬ليس هو باسم متمكن فيعرب بإعراب الساء التمكنة وقالوا ‪ :‬نضمه كما نضم قوله { ل المر من قبل ومن بعد } وكما نضم السم ف النداء الفرد فنقول ‪ :‬يا زيد‬
‫ومن نصبه بغي تنوين وهو قراءة بعض الكيي وأهل الشام فإنه شبهه بقولم ‪ :‬مد يا هذا ورد ومن نصب بالتنوين فإنه أعمل الفعل فيه وجعله اسا صحيحا فيقول ‪ :‬ما قلت له ‪ :‬أفا ول تفا‬
‫وكان بعض نويي البصرة يقول ‪ :‬قرئت ‪ :‬أف وأفا لغة جعلوها مثل نعتها وقرأ بعضهم أف وذلك أن بعض العرب يقول ‪ :‬أف لك على الكاية ‪ :‬أي ل تقل لما هذا القول قال ‪ :‬والرفع‬
‫قبيح لنه ل يىء بعده بلم والذين قالوا ‪ :‬أف فكسروا كثي وهو أجود وكسر بعضهم ونون وقال بعضهم ‪ :‬أف كانه أضاف هذا القول إل نفسه فقال ‪ :‬أف هذا لكما والكسور من هذا‬
‫منون وغي منون على أنه اسم غي متمكن نو أمس وما أشبهه والفتوح بغي تنوين كذلك وقال بعض أهل العربية ‪ :‬كل هذه الركات الست تدخل ف أف أ حكاية تشبه بالسم مرة‬
‫وبالصوت أخرى قال ‪ :‬وأكثر ما تكسر الصوات بالتنوين إذا كانت على حرفي مثل صه ومه وبخ وإذا كانت على ثلثة أحرف شبهت بالدوات أف مئل ‪ :‬ليت ومد وأف مثل مد يشبه‬
‫بالدوات وإذا قال أف مثل صه وقالوا سعت مض يا هذا ومض وحكي عن الكسائي أنه قال ‪ :‬سعت ما علمك أهلك إل مض ومض وهذا كإف وإف ومن قال ‪ :‬أفا جعله مثل سحقا وبعدا‬
‫والذي هو أول بالصحة عندي ف قراءة ذلك قراءة من قرأه { فل تقل لما أف } بكسر الفاء بغي تنوين لعلتي ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنا أشهر اللغات فيها وأفصحها عند العرب والثانية ‪ :‬أن حظ كل‬
‫ما ل يكن له معرب من الكلم السكون فلما كان ذلك كذلك وكانت الفاء ف أف حظها الوقوف ث ل يكن إل ذلك سبيل لجتماع الساكني فيه وكان حكم الساكن إذا حرك أن يرك إل‬
‫الكسر حركت إل الكسر كما قيل ‪ :‬مد وشد ‪ :‬ورد الباب‬
‫وقوله ‪ { :‬ول تنهرها } يقول جل ثناؤه ‪ :‬ول تزجرها‬
‫كما حدثنا ممد بن إساعيل الحسي قال ‪ :‬ثنا ممد بن عبيد قال ‪ :‬ثنا واصل الرقاشي عن عطاء بن أب رباح ف قوله { فل تقل لما أف ول تنهرها } قال ‪ :‬ل تنفض يدك على والديك يقال‬
‫منه ‪ :‬نره ينهره نرا وانتهره ينتهره انتهارا‬
‫وأما قوله { وقل لما قول كريا } فإنه يقول جل ثناؤه ‪ :‬وقل لما قول جيل حسنا‬
‫كما حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { وقل لما قول كريا } قال ‪ :‬أحسن ما تد من القول‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا العتمر بن سليمان عن عبد ال بن الختار عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن الطاب { قول كريا } قال ‪ :‬ل تتنع من شيء يريدانه قال أبو‬
‫جعفر ‪ :‬وهذا الديث خطا أعن حديث هشام بن عروة إنا هو عن هشام بن عروة عن أبيه ليس فيه عمر حدث عن ابن علية وغيه عن عبد ال بن الختار‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وقل لما قول كريا } ‪ :‬أي قول لينا سهل‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة مثله‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬ثن حرملة بن عمران عن أب الداج التحبيب قال قلت لسعيد بن السيب ‪ :‬كل ما ذكر ال عز وجل ف القرآن من بر الوالدين فقد عرفته إل قوله‬
‫{ وقل لما قول كريا } ما هذا القول الكري ؟ قال ابن السيب ‪ :‬قول العبد الذنب للسيد الفظ‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪61‬‬

‫(واخفض لما جناح الذل من الرحة وقل رب ارحهما كما ربيان صغيا (‪24‬‬
‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وكن لما ذليل رحة منك بما تطيعهما فيما أمراك به ما ل يكن ل معصية ول تالفهما فيما أحبا‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه ف قوله { واخفض لما جناح الذل من الرحة } قال ‪ :‬ل تتنع من شيء يبانه‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا الشجعي قال ‪ :‬سعت هشام بن عروة عن أبيه ف قوله { واخفض لما جناح الذل من الرحة } قال ‪ :‬هوأن تلي لما حت ل تتنع من شيء أحباه‬
‫حدثن ممد بن عبد ال بن عبد الكم قال ‪ :‬ثنا أيوب بن سويد قال ‪ :‬ثنا الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه ف قوله { واخفض لما جناح الذل من الرحة } قال ‪ :‬ل تتنع من شيء أحباه‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن عبد ال بن الختار عن هشام بن عروة عن أبيه ف قوله واخفض لما جناح الذل من الرحة قال ‪ :‬هوأن ل تتنع من شيء يريدانه‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا القرىء أبو عبد الرحن عن حرملة بن عمران عن أب الداج قال ‪ :‬قلت لسعيد بن السيب ‪ :‬ما قوله { واخفض لما جناح الذل من الرحة } قال ‪ :‬أل تر إل قول‬
‫العبد الذنب للسيد الفظ الغليظ والذل بضم الذال والذلة مصدران من الذليل وذلك أن يتذلل وليس بذليل ف اللقة من قول القائل ‪ :‬قد ذللت لك أذل ذلة وذل وذلك نظي القل والقلة‬
‫‪ :‬إذا أسقطت الاء ضمت الذال من الذل والقاف من القل وإذا أثبتت الاء كسرت الذال من الذلة والقاف من القلة لا قال العشى‬
‫( وما كنت قل قبل ذلك أزيبا (‬
‫يريد ‪ :‬القلة وأما الذل بكسر الذال وإسقاط الاء فإنه مصدر من الذلول من قولم ‪ :‬دابة ذلول ‪ :‬بينة الذل وذلك إذا كانت لينة غي صعبة ومنه قول ال جل ثناؤه { هو الذي جعل لكم‬
‫الرض ذلول } يمع ذلك ذلل كما قال جل ثناؤه { فاسلكي سبل ربك ذلل } وكان ماهد يتأول ذلك أنه ل يتوعر عليها مكان سلكته‬
‫واختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء الجاز والعراق والشام { واخفض لما جناح الذل } بضم الذال على أنه مصدر من الذليل وقرأ ذلك سعيد بن جبي و عاصم الحدري‬
‫جناح الذل بكسر الذال‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا بز بن أسد قال ثنا أبو عوانة عن أب بشر عن سعيد بن جبي أنه قرأ { واخفض لما جناح الذل من الرحة } قال ‪ :‬كن لما ذليل ول تكن لما ذلول‬
‫حدثنا نصربن علي قال ‪ :‬أخبن عمر بن شقيق قال ‪ :‬سعت عاصما الحدري يقرأ واخفض لما جناح الذل من الرحة قال ‪ :‬كن لما ذليل ول تكن لما ذلول‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عمربن شقيق عن عاصم مثله قال أبو جعفر ‪ :‬وعلى هذا التأويل الذي تأوله عاصم كان ينبغي أن تكون قراءته بضم الذال ل بكسرها‬
‫حدثنا نصر و ابن بشار وحدثت عن الفراء قال ‪ :‬ثن هشيم عن أب بشر جعفر بن إياس عن سعيد بن جبي أنه قرأ واخفض لما جناح الذل قال الفراء ‪ :‬وأخبن الكم بن ظهي عن عاصم‬
‫بن أب النجود أنه قرأها الذل أيضا فسألت أبا بكر فقال ‪ :‬الذل قرأها عاصم‬
‫وأما قوله { وقل رب ارحهما كما ربيان صغيا } فإنه يقول ‪ :‬ادع ال لوالديك بالرحة وقل رب ارحهما وتعطف عليهما بغفرتك ورحتك كما تعطفا علي ف صغري فرحان وربيان صغيا‬
‫حت استقللت بنفسي واستغنيت عنهما‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قان ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { واخفض لما جناح الذل من الرحة وقل رب ارحهما كما ربيان صغيا } هكذا علمتم وبذا أمرت خذوا تعليم ال وأدبه ذكر لنا‬
‫أن نب ال صلى ال عليه وسلم خرج ذات يوم وهو ماد يديه رافع صوته يقول ‪ :‬من أدرك والديه أو أحدها ث دخل النار بعد ذلك فابعده ال وأسحقه ولكن كانوا يرون أنه من بر والديه‬
‫وكان فيه أدن تقى فإنه ذلك مبلغه جسيم الي وقال جاعة من أهل العلم ‪ :‬إن قول ال جل ثناؤه { وقل رب ارحهما كما ربيان صغيا } منسوخ بقوله { ما كان للنب والذين آمنوا أن‬
‫{ يستغفروا للمشركي ولو كانوا أول قرب من بعد ما تبي لم أنم أصحاب الحيم‬
‫‪ :‬ذكرمن قال ذلك‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا أ بو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { وقل رب ارحهما كما ربيان صغيا } ث أنزل ال عز وجل بعد هذا { ما كان للنب والذين آمنوا أن‬
‫{ يستغفروا للمشركي ولو كانوا أول قرب‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يي بن واضح قال ‪ :‬ثنا السي عن يزيد عن عكرمة قال ف سورة بن إسرائيل { إما يبلغن عندك الكب أحدها أو كلها } إل قوله { وقل رب ارحهما كما ربيان‬
‫{ صغيا } فنسختها الية الت ف براءة { ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي ولو كانوا أول قرب‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج قال ‪ :‬قال ابن جريج قال ابن عباس { وقل رب ارحهما } قال ‪ :‬نسختها الية الت ف براءة { ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا‬
‫{ للمشركي‬
‫وقد تتمل هذه الية أن تكون وإن كان ظاهرها عاما ف كل الباء بغي معن النسخ بان يكون تاويلها على الصوص فيكون معن الكلم ‪ :‬وقل رب ارحهما إذا كانا مؤمني كما ربيان‬
‫صغيا فتكون مرادا با الصوص على ما قلنا غي منسوخ منها شيء وعن بقوله ربيان ‪ :‬نيان‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪63‬‬

‫(ربكم أعلم با ف نفوسكم إن تكونوا صالي فإنه كان للوابي غفورا (‪25‬‬

‫يقول تعال ذكره { ربكم } أيها الناس { أعلم } منكم { با ف نفوسكم } من تعظيمكم أمرآبائكم وأمهاتكم وتكرمتهم والب بم وما فيها من اعتقاد الستخفاف بقوقهم والعقوق لم وغي‬
‫ذلك من ضمائر صدوركم ل يفى عليه شيء من ذلك وهو مازيكم على حسن ذلك وسيئه فاحذروا أن تضمروا لم سوءا وتعقدوا لم عقوقا وقوله { إن تكونوا صالي } يقول ‪ :‬إن أنتم‬
‫أصلحتم نياتكم فيهم وأطعتم ال فيما أمركم به من الب بم والقيام بقوقهم عليكم بعد هفوة كانت منكم أو زلة ف واجب لم عليكم مع القيام با ألزمكم ف غي ذلك من فرائضه فإنه كان‬
‫للوابي بعد الزلة والتائبي بعد الفوة غفورا لم‬
‫وبنحو الذي قلنا ف تاويل ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫أبو كريب قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس قال ‪ :‬سعت أب وعمي عن حبيب بن أب ثابت عن سعيد بن جبي { ربكم أعلم با ف نفوسكم } قال ‪ :‬البادرة تكون من الرجل إل أبويه ل يريد بذلك إل‬
‫{ الي فقال { ربكم أعلم با ف نفوسكم‬
‫حدثنا أبو السائب قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس قال ‪ :‬أخبن أ ب عن حبيب بن أب ثابت عن سعيد بن جبي بثله‬
‫حدثنا ابن حيد قال ثنا الكم بن بشي قال ‪ :‬ثنا عمرو عن حبيب بن أب ثابت ف قوله { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬هو الرجل تكون منه البادرة إل أبويه وف نيته وقلبه أن ل يؤاخذ‬
‫واختلف أهل التاويل ف تاويل قوله { فإنه كان للوابي غفورا } فقال بعضهم ‪ :‬هم السبحون‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن سليمان بن عبد البار قال ‪ :‬ثنا ممد بن الصلت قال ‪ :‬ثنا أبو كدينة وحدثن ابن سنان القزاز قال ‪ :‬ثنا السي بن السن الشقر قال ‪ :‬ثنا أبو كدينة عن عطاء عن سعيد بن جبي عن‬
‫ابن عباس { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬السبحي‬
‫حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا أبو خيثمة زهي قال ‪ :‬ثنا أبو إسحاق عن أب ميسرة عن عمرو بن شرحبيل قال ‪ :‬الواب ‪ :‬السبح وقال آخرون ‪ :‬هم الطيعون الحسنون‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { فإنه كان للوابي غفورا } يقول ‪ :‬للمطيعي الحسني‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬هم الطيعون وأهل الصلة‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬للمطيعي الصلي‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل هم الذين يصلون بي الغرب والعشاء‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب عن أب صخر حيد بن زياد عن ابن النكدر يرفعه { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬الصلة بي الغرب والعشاء وقال آخرون ‪ :‬هم الذين يصلون‬
‫الضحى‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا عمرو بن علي قال ‪ :‬ثنا رباح أبو سليمان الرقاء قال ‪ :‬سعت عونا العقيلي يقول ف هذه الية { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬الذين يصلون صلة الضحى‬
‫‪ :‬وقال آخرون‬
‫بل هو الراجع من ذنبه التائب منه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أسد بن الوليد القرشي قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب أنه قال ف هذه الية { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬الذي يصيب الذنب ث‬
‫يتوب ث يصيب الذنب ث يتوب‬
‫{ حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا سليمان بن داود عن شعبة عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب قال ‪ :‬هو الذي يذنب ث يتوب ث يذنب ث يتوب ف هذه الية { فإنه كان للوابي غفورا‬
‫حدثنا ماهد بن موسى قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬أخبنا يي بن سعيد أنه سع سعيد بن السيب يسال عن هذه الية { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬هو الذي يذنب ث يتوب ث يذنب ث يتوب‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬ثن جرير بن حازم عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب بنحوه‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن سعيد بن السيب بنحوه‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬ثن مالك عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬هو العبد يذنب ث يتوب ث يذنب ث يتوب‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬أخبن الليث بن سعد عن يي بن سعيد قال ‪ :‬سعت سعيد بن السيب يقول فذكر مثله‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا الثوري و معمر عن يي بن سعيد عن ابن السيب قال ‪ :‬الواب ‪ :‬الذي يذنب ث يتوب ث يذنب ث يتوب ث يذنب ث يتوب‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي ف هذه الية { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬الراجعي إل الي‬
‫حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا عبد الصمد و أبو داود و هشام عن شعبة عن أب بشر سعيد بن جبي بنحوه‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان وحدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام عن عمرو جيعا عن منصور عن ماهد عن عبيد بن عمي { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬الذي‬
‫يذكر ذنوبه ف اللء فيستغفر ال منها‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا الثوري عن منصور عن ماهد قال ‪ :‬الواب ‪ :‬الذي يذكرذنوبه ف اللء فيستغفر ال منها‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن منصور عن ماهد عن عبيد بن عمي أنه قال ف هذه الية { إنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬الذي يذكر ذنبه ث يتوب‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله جل ثناؤه { للوابي غفورا } قال ‪:‬‬
‫الوابون ‪ :‬الراجعون التائبون‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله قال ابن جريج عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب ‪ :‬الرجل يذنب ث يتوب ثلثا‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن منصور عن ماهد عن عبيد بن عمي قوله { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬الذي يتذكر ذنوبه فيستغفر ال لا‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬أخبن ابن شريح عن عقبة بن مسلم عن عطاء بن يسار أنه قال ف قوله { فإنه كان للوابي غفورا } يذنب العبد ث يتوب فيتوب ال عليه ث‬
‫يذنب فيتوب فيتوب ال عليه ث يذنب الثالثة فإن تاب تاب ال عليه توبة ل تحى‬
‫‪ :‬وقد روي عن عبيد بن عمي غي القول الذي ذكرنا عن ماهد وهو ما‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا ممد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمي ف قوله { فإنه كان للوابي غفورا } قال ‪ :‬كنا نعد الواب ‪ :‬الفيظ أن‬
‫يقول ‪ :‬اللهم اغفر ل ما أصبت ف ملسي هذا‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬الواب ‪ :‬هو التائب من الذنب الراجع من معصية ال إل طاعته وما يكرهه إل ما يرضاه لن الواب إنا هو فعال من قول القائل ‪ :‬آب فلن‬
‫‪ :‬من كذا إما من سفره إل منله أو من حال إل حال كما قال عبيد بن البرص‬
‫( وكل ذي غيبة يئوب ‪ ...‬وغائب الوت ل يئوب (‬
‫فهو يئوب أوبا وهو رجل آئب من سفره وأؤاب من ذنوبه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪66‬‬

‫(وآت ذا القرب حقه والسكي وابن السبيل ول تبذر تبذيرا (‪26‬‬

‫اختلف أهل التاويل ف العن بقوله { وآت ذا القرب } فقال بعضهم ‪ :‬عن به ‪ :‬قرابة اليت من قبل أبيه وأمه أمر ال جل ثناؤه عباده بصلتها‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا عمران بن موسى قال ‪ :‬ثنا عبد الوارث بن سعيد قال ‪ :‬ثنا حبيب العلم قال ‪ :‬سأل رجل السن قال ‪ :‬أعطي قرابت زكاة مال ؟ فقال ‪ :‬إن لم ف ذلك لقا سوى الزكاة ث تل هذه‬
‫{ الية { وآت ذا القرب حقه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قوله { وآت ذا القرب حقه } قال ‪ :‬صلته الت تريد أن تصله با ما كنت تريد أن تفعله إليه‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وآت ذا القرب حقه والسكي وابن السبيل } قال ‪ :‬هو أن تصل ذا القرابة والسكي وتسن‬
‫‪ :‬إل ابن السبيل وقال آخرون ‪ :‬بل عن به قرابة رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكرمن قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمارة السدي قال ‪ :‬ثنا إساعيل بن أبان قال ‪ :‬ثنا الصباح بن يي الزن عن السدي عن أب الديلم قال ‪ :‬قال علي بن السي عليهما السلم لرجل من أهل الشام ‪ :‬أقرأت‬
‫القرآن ؟ قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬أفما قرأت ف بن إسرائيل { وآت ذا القرب حقه } ؟ قال ‪ :‬وإنكم للقرابة الت أمر ال جل ثناؤه أن يؤتى حقه ؟ قال ‪ :‬نعم‬
‫وأول التأويلي عندي بالصواب تاويل من تأول ذلك أنا بعن وصية ال عباده بصلة قرابات أنفسهم وأرحامهم من قبل آبائهم وأمهاتم وذلك أن ال عز وجل عقب ذلك عقيب حضة عباده‬
‫على بر الباء والمهات فالواجب أن يكون ذلك حضا عاى صلة أنسابم دون أنساب غيهم الت ل ير لا ذكر وإذا كان ذلك كذلك فتاويل الكلم ‪ :‬وأعط يا ممد ذا قرابتك حقه من‬
‫صلتك إياه وبرك به والعطف عليه وخرج ذلك مرج الطاب لنب ال صلى ال عليه وسلم والراد بكمه جيع من لزمته فرائض ال‬
‫يدل على ذلك ابتداؤه الوصية بقوله جل ثناؤه { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكب أحدها } فوته الطاب بقوله { وقضى ربك } إل نب ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ث قال { أن ل تعبدوا إل إياه } فرجع بالطاب به إل الميع ث صرف الطاب بقوله { إما يبلغن عندك } إل إفراده به‬
‫والعن بكل ذلك جيع من لزمته فرائض ال عز وجل أفرد بالطاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وحده أو عم به هو وجيع أمته‬
‫وقوله { والسكي } وهو الذلة من أهل الاجة وقد دللنا فيما مضى على معن السكي با أغن عن إعادته ف هذا الوضع وقوله { وابن السبيل } يعن ‪ :‬السافر النقطع به يقول تعال ‪ :‬وصل‬
‫قرابتك فأعطه حقه من صلتك إياه والسكي ذا الاجة والجتاز بك النقطع به فأعنه وقوه على قطع سفره وقد قيل ‪ :‬إنا عن بالمر بإتيان ابن السبيل حقه أن يضاف ثلثة أيام‬
‫والقول الول عندي أول بالصواب لن ال تعال ل يصص من حقوقه شيئا دون شيء ف كتابه ول على لسان رسوله فذلك عام ف كل حق له أن يعطاه من ضيافة أو حولة أو معونة على‬
‫‪ :‬سفره وقوله { ول تبذر تبذيرا } يقول ‪ :‬ول تفرق يا ممد ما أعطاك ال من مال ‪ -‬ف معصيته تفريقا وأصل التبذير ‪ :‬التفريق ف السرف ومنه قول الشاعر‬
‫( أناس أجارونا فكان جوارهم ‪ ...‬أعاصي من فسق العراق البذر (‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عبيد الحارب قال ‪ :‬ثنا أبو الحوص عن أب إسحاق عن أب العبيدين قال ‪ :‬قال عبد ال ف قوله { ول تبذر تبذيرا } قال ‪ :‬التبذير ف غي الق وهو السراف‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن سلمة عن مسلم البطي عن أب العبيدين قال ‪ :‬سئل عبد ال عن البذر فقال ‪ :‬النفاق ف غي حق‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن الكم قال ‪ :‬سعت يي بن الزار يدث عن أب العبيدين ضرير البصر أنه سئل عبد ال بن مسعود عن هذه الية { ول تبذر‬
‫تبذيرا } قال ‪ :‬إنفاق الال ف غي حقه‬
‫حدثن زكريا بن يي بن أب زائدة قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس عن العمش عن الكم عن يي بن الزار عن أب العبيدين عن عبد ال مثله‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن علية قال ‪ :‬أخبنا شعبة عن الكم بن عتيبة عن يي بن الزار أن أبا العبيدين كان ضرير البصر سأل ابن مسعود فقال ‪ :‬ما التبذير ؟ فقال ‪ :‬إنفاق الال ف غي‬
‫حقه‬
‫حدثنا خلد بن أسلم قال ‪ :‬أخبنا النضر بن شيل قال ‪ :‬أخبنا السعودي قال ‪ :‬أخبنا سلمة بن كهيل عن أب العبيدين وكانت به زمانة وكان عبد ال يعرف له ذلك فقال ‪ :‬يا أبا عبد الرحن‬
‫ما التبذير ؟ فذكر مثله‬
‫حدثنا أحد بن منصور الرمادي قال ثنا أبو الوءب عن عمار بن زريق عن أب إسحاق عن حارثة بن مضرب عن أب العبيدين عن عبد ال بن مسعود قال ‪ :‬كنا أصحاب ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم نتحدث أن التبذير ‪ :‬النفقة ف غيحقه‬
‫حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا يي بن كثي العنبي قال ‪ :‬ثنا شعبة قال ‪ :‬كنت أمشي مع أب إسحاق ف طريق الكوفة فاتى على دار تبن وآجر فقال ‪ :‬هذا التبذير ف قول عبد ال إنفاق الال ف‬
‫غيحقه‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ول تبذر تبذيرا } قال ‪ :‬البذر ‪ :‬النفق ف غي حقه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا عباد عن حصي عن عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬البذر ‪ :‬النفق ف غيحقه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن عطاء الراسان عن ابن عباس قال ‪ :‬ل تنفق ف الباطل فإن البذر ‪ :‬هو السرف ف غي حق‬
‫قال ابن جريج وقال ماهد ‪ :‬لوأنفق إنسان ماله كله ف الق ما كان تبذيرا ولو أنفق مدا ف باطل كان تبذيرا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ول تبذر تبذيرا } قال ‪ :‬التبذير ‪ :‬النفقة ف معصية ال وف غي الق وف الفساد‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وآت ذا القرب حقه والسكي وابن السبيل } قال ‪ :‬بدأ بالوالدين قبل هذا فلما فرغ من الوالدين وحقهما ذكر هؤلء وقال‬
‫{ ل تبذر تبذيرا } ‪ :‬ل تعط ف معاصي ال‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪69‬‬

‫(إن البذرين كانوا إخوان الشياطي وكان الشيطان لربه كفورا (‪27‬‬

‫وأما قوله { إن البذرين كانوا إخوان الشياطي } فإنه يعن ‪ :‬إن الفرقي أموالم ف معاصي ال النفقيها ف غي طاعته أولياء الشياطي وكذلك تقول العرب لكل ملزم سنة قوم وتابع أثرهم ‪:‬‬
‫هو أخوهم { وكان الشيطان لربه كفورا } يقول ‪ :‬وكان الشيطان لنعمة ربه الت أنعمها عليه جحودا ل يشكره عليها ولكنه يكفرها بترك طاعة ال وركوبه معصيته فكذلك إخوانه من بن‬
‫آدم البذرون أموالم ف معاصي ال ل يشكرون ال على نعمه عليهم ولكنهم يالفون أمره ويعصونه ويستنون فيما أنعم ال عليهم به من الموال الت خولموها وجل عز سنته من ترك الشكر‬
‫‪ :‬عليها وتلقيها بالكفران كالذي‬
‫{ حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { إن البذرين } ‪ :‬إن النفقي ف معاصي ال { كانوا إخوان الشياطي وكان الشيطان لربه كفورا‬

‫(وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحة من ربك ترجوها فقل لم قول ميسورا (‪28‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وإن تعرض يا ممد عن هؤلء الذين أمرتك أن تؤتيهم حقوقهم إذا وجدت إليها السبيل بوجهك عند مسألتهم إياك ما ل تد إليه سبيل حياء منهم ورحة لم { ابتغاء رحة‬
‫من ربك } يقول ‪ :‬انتظار رزق تنتظره من عند ربك وترجو تيسي ال إياه لك فل تؤيسهم ولكن قل لم قول ميسورا يقول ‪ :‬ولكن عدهم وعدا جيل بأن تقول ‪ :‬سيزق ال فأعطيكم وما‬
‫‪ { :‬أشبه ذلك من القول اللي غي الغليظ كما قال جل ثناؤه { وأما السائل فل تنهر‬
‫وبنحوما قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن عن سفيان عن منصور عن إبراهيم { وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحة من ربك ترجوها } قال ‪ :‬انتظار الرزق { فقل لم قول ميسورا } قال ‪ :‬لينا‬
‫تعدهم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن عطاء الراسان عن ابن عباس { ابتغاء رحة من ربك } قال ‪ :‬رزق { أهم يقسمون رحة ربك نن قسمنا بينهم معيشتهم‬
‫{‬
‫حدثنا عمران بن موسى قال ثنا عبد الوراث قال ثنا عمارة عن عكرمة ف قوله { وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحة من ربك ترجوها } قال ‪ :‬انتظار رزق من ال ياتيك‬
‫حدثنا القاسم قاك ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قوله { وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحة من ربك ترجوها } قال ‪ :‬إن سألوك فلم يدوا عندك ما تعطيهم ابتغاء رحة‬
‫قال ‪ :‬رزق تنتظره ترجوه { فقل لم قول ميسورا } قال ‪ :‬عدهم عدة حسنة ‪ :‬إذا كان ذلك إذا جاءنا ذلك فعلنا أعطيناكم فهو القول اليسور‬
‫{ قال ابن جريج قال ماهد ‪ :‬إن سألوك فلم يكن عندك ما تعطيهم فأعرضت عنهم ابتغاء رحة قال ‪ :‬رزق تنتظره { فقل لم قول ميسورا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال عز وجل { ابتغاء رحة من ربك }‬
‫قال ‪ :‬انتظاررزق ال‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا يي قال ‪ :‬ثنا سفيان عن العمش عن أب الضحى عن عبيدة ف قوله { ابتغاء رحة من ربك ترجوها } قال ‪ :‬ابتغاء الرزق‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام عن عمرو عن عطاء عن سعيد { وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحة من ربك ترجوها } قال ‪ :‬أي رزق تنتظره { فقل لم قول ميسورا } أي معروفا‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { فقل لم قول ميسورا } قال ‪ :‬عدهم خيا وقال السن ‪ :‬قل لم قول لينا سهل‬
‫حدثت عن السي بن الفرج قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد بن سليمان قالع ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { وإما تعرضن عنهم } يقول ‪ :‬ل تد شيئا تعطيهم { ابتغاء رحة من‬
‫ربك } يقول ‪ :‬انتظار الرزق من ربك نزلت فيمن كان يسال النب صلى ال عليه وسلم من الساكي‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثن حرمي بن عمارة قال ‪ :‬ثنا شعبة قال ‪ :‬ثن عمارة عن عكرمة ف قول ال { فقل لم قول ميسورا } قال ‪ :‬الرفق وكان ابن زيد يقول ف ذلك ما‬
‫حدثن به قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وإما تعرضن عنهم } عن هؤلء الذين أوصيناك بم { ابتغاء رحة من ربك ترجوها } إذا خشيت إن أعطيتهم أن يتقووا با على‬
‫معاصي ال عز وجل ويستعينوا با عليها فرأيت أن تنعهم خيا فإذا سألوك { فقل لم قول ميسورا } قول جيل ‪ :‬رزقك ال بارك ال فيك‬
‫وهذا القول الذي ذكرناه عن ابن زيد مع خلفه أقوال أهل التأويل ف تاويل هذه الية بعيد العن ما يدل عليه ظاهرها وذلك أن ال تعال قال لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ { :‬وإما تعرضن‬
‫عنهم ابتغاء رحة من ربك ترجوها } فأمره أن يقول إذا كان إعراضه عن القوم الذين ذكرهم انتظار رحة منه يرجوها من ربه { قول ميسورا } وذلك العراض ابتغاء الرحة لن يلو من أحد‬
‫أمرين ‪ :‬إما أن يكون إعراضا منه ابتغاء رحة ال يرجوها لنفسه فيكون معن الكلم كما قلناه‬
‫وقاله أهل التأويل الذين ذكرنا قولم وخلف قوله أو يكون إعراضا منه ابتغاء رحة من ال يرجوها للسائلي الذي أمر نب ال صلى ال عليه وسلم بزعمه أن ينعهم ما سالوه خشية عليهم من‬
‫أن ينفقوه ف معاصي ال فمعلوم أن سخط ال على من كان غي مأمون منه صرف ما أعطي من نفقة ليتقوى با على طاعة ال ف معاصيه أخوف من رجاء رحته له وذلك أن رحة ال إنا‬
‫ترجى لهل طاعته ل لهل معاصيه إل أن يكون أراد توجيه ذلك إل أن نب ال صلى ال عليه وسلم أمر بنعهم ما سالوه لينيبوا من معاصي ال ويتوبوا بنعه إياهم ما سألوه فيكون ذلك‬
‫وجها يتمله تأويل الية وإن كان لقول أهل التاويل مالفا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪71‬‬

‫(ول تعل يدك مغلولة إل عنقك ول تبسطها كل البسط فتقعد ملوما مسورا (‪29‬‬

‫وهذا مثل ضربه ال تبارك وتعال للممتنع من النفاق ف القوق الت أوجبها ف أموال ذوي الموال فجعله كالشدودة يده إل عنقه الذي ل يقدر على الخذ با والعطاء وإنا معن الكلم ‪:‬‬
‫ول تسك يا ممد يدك بل عن النفقة ف حقوق ال فل تنفق فيها شيئا إمساك الغلولة يده إل عنقه الذي ل يستطيع بسطها { ول تبسطها كل البسط } يقول ‪ :‬ول تبسطها بالعطية كل‬
‫البسط فتبقى ل شيء عندك ول تد إذا سئلت شيئا تعطيه سائلك { فتقعد ملوما مسورا } يقول ‪ :‬فتقعد يلومك سائلوك إذا ل تعطهم حي سألوك وتلومك نفسك على السراع ف مالك‬
‫وذهابه مسورأ يقول ‪ :‬معيبا قد انقطع بك ل شيء عندك تنفقه وأصله من قولم للدابة الت قد سيعليها حت انقطع سيها وكتت ورزحت من السي بانه حسي يقال منه ‪ :‬حسرت الدابة‬
‫فأنا أحسرها وأحسرها حسرا وذلك إذا أنضيته بالسي وحسرته بالسألة إذا سألته فألفت وحسر البصر فهو يسر وذلك إذا بلغ أقصى النظر فكل ومنه قوله عز وجل { ينقلب إليك البصر‬
‫{ خاسئا وهو حسي‬
‫وكذلك ذلك ف كل شيء كل وأزحف حت يضن‬
‫وبنحو ما قلنا ف ذلك قال أهل التاويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا هوذة قال ‪ :‬ثنا عوف عن السن ف قوله { ول تعل يدك مغلولة إل عنقك } قال ‪ :‬ل تعلها مغلولة عن النفقة { ول تبسطها } ‪ :‬تبذر بسرف‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يوسف بن بز قال ‪ :‬ثنا حوشب قال ‪ :‬كان السن إذا تل هذه الية { ول تعل يدك مغلولة إل عنقك ول تبسطها كل البسط فتقعد ملوما مسورا } يقول ‪ :‬ل‬
‫تطفف برزقي عن غيرضاي ول تضعه ف سخطي فاسلبك ما ف يديك فتكون حسيا ليس ف يديك منه شيء‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ول تعل يدك مغلولة إل عنقك ول تبسطها كل البسط فتقعد ملوما مسورا } يقول هذا ف‬
‫النفقة يقول { ول تعل يدك مغلولة إل عنقك } يقول ‪ :‬ل تبسطها بالي { ول تبسطها كل البسط } يعن التبذير { فتقعد ملوما } يقول ‪ :‬يلوم نفسه على ما فات من ماله { مسورا } يعن‬
‫‪ :‬ذهب ماله كله فهو مسور‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ول تعل يدك مغلولة إل عنقك } يعن بذلك البخل‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ول تعل يدك مغلولة إل عنقك } ‪ :‬أي ل تسكها عن طاعة ال ول عن حقه { ول تبسطها كل البسط } يقول ‪ :‬ل تنفقها ف‬
‫معصية ال ول فيما يصلح لك ول ينبغي لك وهو السراف قوله { فتقعد ملوما مسورا } قال ‪ :‬ملوما ف عباد ال مسورا على ما سلف من دهره وفرط‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ول تعل يدك مغلولة إل عنقك } قال ‪ :‬ف النفقة يقول ‪ :‬ل تسك عن النفقة { ول تبسطها كل البسط } يقول ‪ :‬ل‬
‫تبذر تبذيرا { فتقعد ملوما } ف عباد ال { مسورا } يقول ‪ :‬نادما على ما فرط منك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬ل تسك عن النفقة فيما أمرتك به من الق { ول تبسطها كل البسط } فيما نيتك { فتقعد ملوما } قال ‪ :‬مذنبا‬
‫{ مسورا } قال ‪ :‬منقطعا بك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ول تعل يدك مغلولة إل عنقك } قال ‪ :‬مغلولة ل تبسطها بي ول بعطية { ول تبسطها كل البسط } ف الق والباطل‬
‫فينفد ما معك وما ف يديك فياتيك من يريد أن تعطيه فيحسر بك فيلومك حي أعطيت هؤلء ول تعطهم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪72‬‬

‫(إن ربك يبسط الرزق لن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيا بصيا (‪30‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن ربك يا ممد يبسط رزقه لن يشاء من عباده فيوسع عليه ويقدر على من يشاء يقول ‪ :‬ويقتر على من يشاء منهم فيضيق عليه { إنه كان‬
‫بعباده خبيا } ‪ :‬يقول ‪ :‬إن ربك ذو خبة بعباده ومن الذي تصلحه السعة ف الرزق وتفسده ومن الذي يصلحه القتار والضيق ويهلكه { بصيا } ‪ :‬يقول ‪ :‬هو ذو بصر بتدبيهم وسياستهم‬
‫يقول ‪ :‬فانته يا ممد إل أمرنا فيما أمرناك ونيناك من بسط يدك فيما تبسطها فيه وفيمن تبسطها له ومن كفها عمن تكفها عنه وتكفها فيه فنحن أعلم بصال العباد منك ومن ج جيع اللق‬
‫وأبصر بتدبيهم‬
‫كالذي حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ‪ :‬ث أخبنا تبارك وتعال كيف يصنع فقال ‪ { :‬إن ربك يبسط الرزق لن يشاء ويقدر } قال ‪ :‬يقدر ‪ :‬يقل وكل شيء ف‬
‫القرآن يقدر كذلك ث أخب عباده أنه ل يرزؤه ول يئوده أن لو بسط عليهم ولكن نظرا لم منه فقال { ولو بسط ال الرزق لعباده لبغوا ف الرض ولكن ينل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبي‬
‫{ بصي‬
‫قال ‪ :‬والعرب إذا كان الصب وبسط عليهم أشروا وقتل بعضهم بعضا وجاء الفساد فإذا كان السنة شغلوا عن ذلك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪73‬‬

‫(ول تقتلوا أولدكم خشية إملق نن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيا (‪31‬‬

‫يقول تعال ذكره { وقضى ربك } يا ممد { أن ل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا } { ول تقتلوا أولدكم خشية إملق } فموضع تقتلوا نصب عطفا على أل تعبدوا‬
‫ويعن بقوله { خشية إملق } خوف إقتار وفقر وقد بينا ذلك بشواهده فيما مضى وذكرنا الرواية فيه‬
‫لنا قال جل ثناؤه ذلك للعرب لنم كانوا يقتلون الناث من أولدهم خوف العيلة على أنفسهم بالنفاق عليهن‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ول تقتلوا أولدكم خشية إملق } ‪ :‬أي خشية الفاقة وقد كان أهل الاهلية يقتلون أولدهم خشية الفاقة فوعظهم ال ف‬
‫{ ذلك وأخبهم أن رزقهم ورزق أولدهم على ال فقال { نن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيا‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { خشية إملق } قال ‪ :‬كانوا يقتلون البنات‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ماهد { ول تقتلوا أولدكم خشية إملق } قال ‪ :‬الفاقة والفقر‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { خشية إملق } يقول ‪ :‬الفقر‬
‫وأما قوله { إن قتلهم كان خطأ كبيا } فإن القراء اختلفت ف قراءته فقرأته عامة قراء أهل الدينة والعراق { إن قتلهم كان خطأ كبيا } بكسر الاء من الطأ وسكون الطاء وإذا قرىء‬
‫ذلك كذلك كان له وجهان من التاويل ‪ :‬أحدها أن يكون اسا من قول القائل ‪ :‬خطئت فأنا أخطا بعن ‪ :‬أذنبت وأثت ويكى عن العرب ‪ :‬خطئت ‪ :‬إذا أذنبت عمدا وأخطأت ‪ :‬إذا وقع‬
‫منك الذنب خطا على غي عمد منك له والثان ‪ :‬أن يكون بعن خطا بفتح الاء والطاء ث كسرت الاء وسكنت الطاء كما قيل ‪ :‬قتب وقتب وحذروحذر ونس ونس والطء بالكسر‬
‫اسم والطا بفتح الاء والطاء مصدر من قولم ‪ :‬خطىء الرجل وقد يكون اسا من قولم ‪ :‬أخطأ فأما الصدرمنه فالخطاء وقد قيل ‪ :‬خطىء بعن أخطا‬
‫‪ :‬كما قال الشاعر‬
‫( يا لف هند إذ خطئن كاهل (‬
‫بعن ‪ :‬أخطان وقرأ بعض قراء أهل الدينة إن قتلهم كان خطأ بفتح الاء والطاء مقصورآ على توجيهه إل أنه اسم من قولم ‪ :‬أخطا فلن خطأ وقرأه بعض قراء أهل مكة إن قتلهم كان خطاء‬
‫بفتح الاء والطاء ومد الطاء بنحو معن من قرأه خطا بفتح الاء والطاء غيأنه يالفه ف مد الرف‬
‫وكان عامة أهل العلم بكلم العرب من أهل الكوفة وبعض البصريي منهم يرون أن الطء والطأ بعن واحد إل أن بعضهم زعم أن الطء بكسر الاء وسكون الطاء ف القراءة أكثر وأن‬
‫‪ :‬الطا بفتح الاء والطاء ف كلم الناس أفشى وأنه ل يسمع الطء بسكر الاء وسكون الطاء ف شيء من كلمهم وأشعارهم إل ف بيت أنشده لبعض الشعراء‬
‫( الطء فاحشة والحب نافلة ‪ ...‬كعجوة غرست ف الرض تؤتب (‬
‫وقد ذكرت الفرق بي الطء بكسر الاء وسكون الطاء وفتحهما‬
‫وأول القراء ات ف ذلك عندنا بالصواب القراءة الت عليها قراء أهل العراق وعامة أهل الجاز لجاع الجة من القراء عليها وشذوذ ما عداها وإن معن ذلك كان إثا وخطيئة ل خطأ من‬
‫الفعل لنم إنا كانوا يقتلونم عمدا ل خطا وعلى عمدهم ذلك عاتبهم ربم وتقدم إليهم بالنهي عنه‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ت ذلك قال أهل التأيلل ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { خطأ كبيا } قال ‪ :‬أي خطيئة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { إن قتلهم كان خطأ كبيا } قال ‪ :‬خطيئة‬
‫قال إبن جريج وقال ابن عباس ‪ :‬خطأ ‪ :‬أي خطيئة‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪74‬‬

‫(ول تقربوا الزن إنه كان فاحشة وساء سبيل (‪32‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وقضى أيضا أن { ل تقربوا } أيها الناس { الزن إنه كان فاحشة } يقول ‪ :‬إن الزنا كان فاحشة { وساء سبيل } يقول ‪ :‬وساء طريق الزنا طريقا لنه طريق أهل معصية ال‬
‫والخالفي أمره فاسوىء به طريقا يورد صاحبه نار جهنم‬

‫(ول تقتلوا النفس الت حرم ال إل بالق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فل يسرف ف القتل إنه كان منصورا (‪33‬‬
‫يقول جل ثناؤه ‪ :‬وقضى أيضا أن { ل تقتلوا } أيها الناس { النفس الت حرم ال } قتلها { إل بالق } وحقها أن ل تقتل إل بكفر بعد إسلم أو زنا بعد إحصان ر قود بنفس وإن كانت‬
‫كافرة ل يتقدم كفرها إسلم فان ل يكون تقدم قتلها لا عهد وأمان ‪ - 2 2 284‬كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ول تقتلوا النفس الت حرم ال إل بالق }‬
‫وإنا وال ما نعلم بل دم امرىء مسلم إل بإحدى ثلث إل رجل قتل متعمدا فعليه القود أو زن بعد إحصانه فعليه الرجم أو كفر بعد إسلمه فعليه القتل‬
‫حدثنا ابن وكيع قال ‪ :‬ثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة أو غيه قال ‪ :‬قيل لب بكر ‪ :‬أتقتل من يرى أن ل يؤدي الزكاة ؟ قال ‪ :‬لو منعون شيئا ما أقروا به لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لقاتلتهم فقيل لب بكر ‪ :‬أليس قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ‪ :‬ل إله إل ال فإذا قالوها عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها وحسابم على‬
‫ال فقال أبو بكر ‪ :‬هذا من حقها‬
‫حدثن موسى بن سهل قال ‪ :‬ثنا عمرو بن هاشم قال ‪ :‬ثنا سليمان بن حيان عن حيد الطويل عن أنس بن مالك قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا‬
‫ل إله إل ال فإذا قالوها عصموا من دماءهم وأموالم إلبقها وحسابم على ال قيل ‪ :‬وما حقها ؟ قال ‪ :‬زنا بعد إحصان وكفر بعد إيان وقتل نفس فيقتل با وقوله { ومن قتل مظلوما }‬
‫يقول ‪ :‬ومن قتل بغي العان الت ذكرنا أنه إذا قتل با كان قتل بق { فقد جعلنا لوليه سلطانا } يقول ‪ :‬فقد جعلنا لول القتول ظلما سلطانا على قاتل وليه فإن شاء استقاد منه فقتله بوليه‬
‫وإن شاء عفا عنه وءإن شاء أخذ بيدية وقد اختلف أهل التاويل ف معن السلطان الذي جعل لول القتول فقال بعضهم ف ذلك نو الذي قلنا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ول تقتلوا النفس الت حرم ال إل بالق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا } قال ‪ :‬بينة‬
‫من ال عز وجل أنزلا يطلبها ول القتول العقل أو القود وذلك السلطان‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن جويب عن الضحاك بن مزاحم ف قوله { فقد جعلنا لوليه سلطانا } قال ‪ :‬إن شاء عفا وإن شاء أخذ الدية وقال آخرون ‪ :‬بل‬
‫ذلك السلطان ‪ :‬هو القتل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا } وهو القود الذي جعله ال تعال وأول التأويلي بالصواب ف ذلك تاويل من تاول ذلك‬
‫‪ :‬أن السلطان الذي ذكر ال تعال ف هذا الوضع ما قاله ابن عباس من أن لول القتيل القتل إن شاء وإن شاء أخذ الدية وإن شاء العفو لصحة الب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال يوم فتح مكة ‪ :‬أل ومن قتل له قتيل فهو بي النظرين بي أن يقتل أو يأخذ الدية وقد بينت الكم ف ذلك ف كتابنا ‪ :‬كتاب الراح‬
‫وقوله { فل يسرف ف القتل } اختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء الكوفة { فل يسرف } بعن الطاب لرسول ال صلى ال عليه وسلم والراد به هو والئمة من بعده يقول ‪:‬‬
‫فل تقتل بالقتول ظلما غي قاتله وذلك أن أهل الاهلية كانوا يفعلون ذلك إذا قتل رجل رجل عمد ول القتيل إل الشريف من قبيلة القاتل فقتله بوليه وترك القاتل فنهى ال عز وجل عن‬
‫ذلك عباده وقال لرسوله عليه الصلة والسلم ‪ :‬قتل غي القاتل بالقتول معصية وسرف فل تقتل به غي قاتله وإن قتلت القاتل بالقتول فل تثل به وقرأ ذلك عامة قراء أهل الدينة والبصرة {‬
‫فل يسرف } بالياء بعن فل يسرف ول القتول فيقتل غي قاتل وليه وقد قيل ‪ :‬عن به ‪ :‬فل يسرف القاتل الول ل ول القتول‬
‫والصواب من القول ف ذلك عندي أن يقال ‪ :‬إنما قراءتان متقاربتا العن وذلك أن خطاب ال تبارك وتعال نبيه صلى ال عليه وسلم بامر أو ني ف أحكام الدين قضاء منه بذلك على جيع‬
‫عباده وكذلك أمره ونيه بعضهم أمر منه وني جيعهم إل فيما دل فيه على أنه مصوص به بعض دون بعض فإذا كان ذلك كذلك با قد بينا ف كتابنا كتاب البيان عن أصول الحكام‬
‫فمعلوم أن خطابه تعال بقوله { فل يسرف ف القتل } نبيه صلى ال عليه وسلم لن كان موجها إليه أنه معن به جيع عباده فكذلك نيه ول القتول أو القاتل عن السراف ف القتل والتعدي‬
‫فيه ني لميعهم فباي ذلك قرأ القارىء فمصيب صواب القراءة ف ذلك‬
‫وقد اختلف أهل التاويل ف تاويلهم ذلك نو اختلف القراء ف قراءتم إياه‬
‫‪ :‬ذكر من تاول ذلك بعن الطاب لرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن منصور عن طلق بن حبيب ف قوله { فل يسرف ف القتل } قال ‪ :‬ل تقتل غيقاتله ول تثل به‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن منصور عن طلق بن حبيب بنحوه‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا الثوري عن خصيف عن سعيد بن جبي ف قوله { فل يسرف ف القتل } قال ‪ :‬ل تقتل اثني بواحد‬
‫حدثت عن السي بن الفرج قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬أخبنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله فل يسرف ف القتل إنه كان منصورا كان هذا بكة ونب ال صلى ال عليه وسلم‬
‫با وهو أول شيء نزل من القرآن ف شان القتل كان الشركون يغتالون أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فقال ال تبارك وتعال ‪ :‬من قتلكم من الشركي فل يملنكم قتل إياكم على أن‬
‫تقتلوا له أبا أو أخا أو أحدا من عشيته وإن كانوا مشركي فل تقتلوا إل قاتلكم هذا قبل أن تنل براءة وقبل أن يؤمروا بقتال الشركي فذلك قوله { فل يسرف ف القتل } يقول ‪ :‬ال تقتل‬
‫غي قاتلك وهي اليوم على ذلك الوضع من السلمي ل يل لم أن يقتلوا إل قاتلهم‬
‫ذكرمن قال ‪ :‬عن به ول القتول‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن علية قال ‪ :‬ثنا أبو رجاء عن السن ف قوله { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا } قال ‪ :‬كان الرجل يقتل فيقول وليه ‪ :‬ل أرضى حت أقتل به فلنا وفلنأ‬
‫من أشراف قبيلته‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { فل يسرف ف القتل } قال ‪ :‬ل تقتل غيقاتلك ول تثل به‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { فل يسرف ف القتل } قال ‪ :‬ل يقتل غي قاتله من قتل بديدة قتل بديدة ومن قتل بشبة قتل بشبة ومن قتل بجر قتل بجر ذكر لنا‬
‫أن نب ال صلى ال عليه وسلم كان يقول إن من أعت الناس على ال جل ثناؤه ثلثة رجل قتل غي قاتله أو قتل بدخن ف الاهلية أوقتل ف حرم ال‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬سعته يعن ابن زيد يقول ف قول ال جل ثناؤه { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا } قال ‪ :‬إن العرب كانت إذا قتل منهم قتيل ل يرضوا‬
‫أن يقتلوا قاتل صاحبهم حت يقتلوا أشرف من الذي قتله فقال ال جل ثناؤه { فقد جعلنا لوليه سلطانا } ينصره وينتصف من حقه { فل يسرف ف القتل } يقتل بريئا‬
‫‪ :‬ذكرمن قال عن به القاتل‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن عبد ال بن كثي عن ماهد { فل يسرف ف القتل } قال ‪ :‬ل يسرف القاتل ف القتل‬
‫وقد ذكرنا الصواب من القراءة ف ذلك عندنا وإذا كان كل وجهي القراءة عندنا صوابا فكذلك جيع أوجه تأويله الت ذكرناها غيخارج وجه منها من الصواب لحتمال الكلم ذلك وإن‬
‫ف ني ال جل ثناؤه بعض خلقه عن السراف ف القتل ني منه جيعهم عنه‬
‫وأما قوله { إنه كان منصورا } فإن أهل التأويل اختلفوا فيمن عن بالاء الت ف قوله { إنه } وعلى ما هي عائدة فقال بعضهم ‪ :‬هي عائدة على ول القتول وهو العن با وهو النصور على‬
‫القاتل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { إنه كان منصورا } قال ‪ :‬هودفع المام إليه يعن إل الول فإن شاء قتل وإن شاء عفا‬
‫{ وقال آخرون ‪ :‬بل عن با القتول فعلى هذا القول هي عائدة على من ف قوله { ومن قتل مظلوما‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن عبد ال بن كثي عن ماهد { إنه كان منصورا } إن القتول كان منصورا‬
‫وقال آخرون ‪ :‬عن با دم القتول وقالوا ‪ :‬معن الكلم ‪ :‬إن دم القتيل كان منصورا على القاتل‬
‫وأشبه ذ اك بالصواب عندي قول من قال عن با الول وعليه عادت لنه هو الظلوم ووليه القتول وهي إل ذكره أقرب من ذكر القتول وهو النصور أيضا لن ال جل ثناؤه قضى ف كتابه‬
‫النل أن سلطه على قاتل وليه وحكمه فيه بان جعل قتله إن شاء واستبقاءه على الدية إن أحب والعفو عنه إن رأى وكفى نصرة له من ال جل ثناؤه فلذلك قلنا ‪ :‬هو العن بالاء الت ف قوله‬
‫{ { إنه كان منصورا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪78‬‬

‫(ول تقربوا مال اليتيم إل بالت هي أحسن حت يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤول (‪34‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وقض أيضا أن ل تقربوا مال اليتيم بأكل إسرافا وبدارا أن يكبوا ولكن اقربوه بالفعلة الت هى أحسن واللة الت هي أجل وذلك أن تتصرفوا فيه له بالتثمي والصلح‬
‫‪ :‬واليطة وكان قتادة يقول ف ذلك ما‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ول تقربوا مال اليتيم إل بالت هي أحسن } لا نزلت هذه الية اشتد ذلك على أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فكانوا ل‬
‫{ يالطونم ف طعام أو أكل ول غيه فأنزل ال تبارك وتعال { وإن تالطوهم فإخوانكم وال يعلم الفسد من الصلح‬
‫فكانت هذه لم فيها رخصة‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتاده { ول تقربوا مال اليتيم إل بالت هي أحسن } قال ‪ :‬كانوا ل يالطونم ف مال ول مأكل ول مركب حت نز لت { وإن‬
‫{ تالطوهم فإخوانكم‬
‫‪ :‬وقال ابن زيد ف ذلك ما‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ول تقربوا مال اليتيم إل بالت هي أحسن } قال ‪ :‬الكل بالعروف أن تأكل معه إذا احتجت إليه كان أب يقول ذلك‬
‫وقوله { حت يبلغ أشده } يقول ‪ :‬حت يبلغ وقت اشتداده ف العقل وتدبي ماله وصلح حاله ف دينه { وأوفوا بالعهد } يقول ‪ :‬وأوفوا بالعقد الذي تعاقدون الناس ف الصلح بي أهل الرب‬
‫والسلم وفيما بينكم أيضا والبيوع والشربة والجارات وغي ذلك من العقود { إن العهد كان مسؤول } يقول ‪ :‬إن ال جل ثناؤه سائل ناقض العهد عن نقضه إياه يقول ‪ :‬فل تنقضوا‬
‫العهود الائزة بينكم وبي من عاهادتوه أيها الناس فتخفروه وتغدروا بن أعطيتموه ذلك وإنا عن بذلك أن العهد كان مطلوبا يقال ف الكلم ‪ :‬ليسئلن فلن عهد فلن‬

‫(وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس الستقيم ذلك خي وأحسن تأويل (‪35‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ { :‬و } قضى أن { أوفوا الكيل } للناس { إذا كلتم } لم حقوقهم قبلكم ول تبخسوهم { وزنوا بالقسطاس الستقيم } يقول ‪ :‬وقضى أن زنوا أيضا إذا وزنتم باليزان‬
‫الستقيم وهو العدل الذي ل اعوجاج فيه ول دغل ول خديعة‬
‫وقد اختلف أهل التأويل ف معن القسطاس فقال بعضهم ‪ :‬هو القبان‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا صفوان بن عيسى قال ‪ :‬ثنا السن بن ذكوان عن السن ‪ { :‬وزنوا بالقسطاس الستقيم } قال ‪ :‬القبان وقال اخرون ‪ :‬هو العدل بالرومية‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا علي بن سهل قال ‪ :‬ثنا حجاج عن ابن جريج عن ماهد ‪ :‬القسطاس ‪ :‬العدل بالرومية وقال آخرون ‪ :‬هو اليزان صغر أو كب وفيه لغتان ‪ :‬القسطاس بكسر القاف والقسطاس بضمها‬
‫مثل القرطاس والقرطاس وبالكسر يقرأ عامة قراء أهل الكوفة وبالضم يقرأ عامة قراء أهل الدينة والبصرة وقد قرأ به أيضا بعض قراء الكوفيي وبأيتهما قرأ القارىء فمصيب لنما لغتان‬
‫مشهورتان وقراءتان مستفيضتان ف قراء المصار‬
‫وقوله ‪ { :‬ذلك خي } يقول ‪ :‬إيفاؤكم أيها الناس من تكيلون له الكيل ووزنكم بالعدل لن توفون له خي لكم من بسكم إياهم ذلك وظلمكموهم فيه وقوله ‪ { :‬وأحسن تأويل } يقول ‪:‬‬
‫وأحسن مردودا عليكم وأول إليه فيه فعلكم ذلك لن ال تبارك وتعال يرضى بذلك عليكم فيحسن لكم عليه الزاء وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس الستقيم ذلك خي وأحسن تأويل } أي خي ثوابا وعاقبة وأخبنا أن ابن عباس كان‬
‫يقول ‪ :‬يا معشر الوال إنكم وليتم أمرين بما هلك الناس قبلكم ‪ :‬هذا الكيال وهذا اليزان قال ‪ :‬وذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم كان يقول ‪ :‬ل يقدر رجل على حرام ث يدعه‬
‫ليس به إل مافة ال إل أبدله ال ف عاجل الدنيا قبل الخرة ما هوخي له من ذلك‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وأحسن تأويل } قال ‪ :‬عاقبة وثوابا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪80‬‬

‫(ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤول (‪36‬‬

‫اختلف أهل التاويل ف تاويل قوله ‪ { :‬ول تقف ما ليس لك به علم } فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬ول تقل ماليس لك به علم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ول تقف ما ليس لك به علم } يقول ‪ :‬ل تقل حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة‬
‫{ ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤول } ل تقل رأيت ول تر وسعت ول تسمع فإن ال تبارك وتعال سائلك عن ذلك كله‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ول تقف ما ليس لك به علم } قال ‪ :‬ل تقل رأيت ول تر وسعت ول تسمع وعلمت ول تعلم‬
‫‪ :‬حدثت عن ممد بن ربيعة عن إساعيل الزرق عن أب عمر البزار عن ابن النفية قال ‪ :‬شهادة الزور وقال اخرون ‪ :‬بل معناه ‪ :‬ول ترم ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ول تقف ما ليس لك به علم } يقول ‪ :‬ل ترم أحدا با ليس لك به علم‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { ول تقف } ول ترم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله وهذان التأويلن متقاربا العن لن القول با ل يعلمه القائل يدخل فيه شهادة الزور ورمي الناس بالباطل‬
‫وادعاء ساع ما ل يسمعه ورؤية ما ل يره وأصل القفو ‪ :‬العضه والبهت‬
‫‪ :‬ومنه قول النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬نن بنو النضر بن كنانة ل نقفو أقنا ول ننتفي من أبينا وكان بعض البصريي ينشد ف ذلك بيتا‬
‫( ومثل الدمى شم العراني ساكن ‪ ...‬بن الياء ل ئشعن التقافيا (‬
‫يعن بالتقاف ‪ :‬التقاذف وبزعم أن معن قوله ‪ { :‬ل تقف } ل تتبع ما ل تعلم ول يعنيك وكان بعض أهل العربية من أهل الكوفة يزعم أن أصله القيافة وهي اتباع الثر وإذ كان كما ذكروا‬
‫وجب أن تكون القراءة ول تقف بضم القاف وسكون الفاء مثل ‪ :‬ول تقل قال ‪ :‬والعرب تقول ‪ :‬قفوت أثره وقفت أثره فتقدم أحيانا الواو على الفاء وتؤخرها أحيانا بعدها كما قيل ‪ :‬قاع‬
‫‪ :‬المل الناقة ‪ :‬إذا ركبها وقعا وعاث وعثا وأنشد ساعا من العرب‬
‫( ولو أن رميتك من قريب ‪ ...‬لعاقك من دعاء الذئب عاق (‬
‫يعن عائق ونظائر هذا كثية ف كلم العرب‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬ل تقل للناس وفيهم ما ل علم لك به فترميهم بالباطل وتشهد عليهم بغي الق فذلك هو القفو‬
‫لنا قلنا ذلك أول القوال فيه بالصواب لن ذلك هو الغالب من استعمال العرب القفو فيه وأما قوله ‪ { :‬إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤول } فإن معناه ‪ :‬إن ال سائل‬
‫‪ :‬هذه العضاء عما قال صاحبها من أنه سع أو أبصر م و علم تشهد عليه جوارحه عند ذلك بالق وقال أولئك ول يقل تلك كما قال الشاعر‬
‫( ذم النازل بعد منلة اللوى ‪ ...‬والعيش بعد أولئك اليام (‬
‫وإنا قيل ‪ :‬أولئك لن أولئك وهؤلء للجمع القليل الذي يقع للتذكي والتانيث وهذه وتلك للجمع الكثي فالتذكي للقليل من باب أن كان التذكي ف الساء قبل التانيث لك التذكي‬
‫للجمع الول والتانيث للجمع الثان وهو المع الكثي لن العرب تعل المع على مثال الساء‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪81‬‬

‫(ول تش ف الرض مرحا إنك لن ترق الرض ولن تبلغ البال طول (‪37‬‬

‫‪ :‬يقول تعال ذكره ‪ :‬ول تش ف الرض متال مستكبا { إنك لن ترق الرض } يقول ‪ :‬إنك لن تقطع الرض باختيالك كما قال رؤبة‬
‫( وقات العماق خاوي الخترق (‬
‫يعن بالخترق ‪ :‬القطع { ولن تبلغ البال طول } بفخرك وكبك وإنا هذا ني من ال عباده عن الكب والفخر واليلء وتقدم منه إليهم فيه معرفهم بذلك أنم ل ينالون بكبهم وفخارهم‬
‫شيئا يقصر عنه غيهم وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ول تش ف الرض مرحا إنك لن ترق الرض ولن تبلغ البال طول } يعن بكبك ومرحك‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ول تش ف الرض مرحا } قال ‪ :‬ل تش ف الرض فخرا وكبا فإن ذلك ل يبلغ بك البال ول ترق الرض بكبك‬
‫وفخرك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { ول تش ف الرض } قال ‪ :‬ل تفخر وقيل ‪ :‬ول تش مرحا ول يقل مرحا لنه ل يرد بالكلم ‪ :‬ل تكن مرحا فيجعله من‬
‫‪ :‬نعط الاشي وإنا أريد لترح ف الرض مرحا ففسر العن الراد من قوله ‪ :‬ول تش كما قال الزاجر‬
‫( يعجبه السخون والعصيد ‪ ...‬والتمر حبا ماله مزيد (‬
‫فقال ‪ :‬حبا لن ف قوله ‪ :‬يعجبه معن يب فاخرج قوله ‪ :‬حبا من معناه دون لفظه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪82‬‬

‫(كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها (‪38‬‬

‫وقوله ‪ { :‬كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها } فإن القراء اختلفت فيه فقرأه بعض قراء الدينة وعامة قراء الكوفة { كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها } على الضافة بعن ‪ :‬كل‬
‫هذا الذي ذكرنا من هذه المور الت عددنا من مبتدأ قولنا { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } إل قولنا { ول تش ف الرض مرحا } { كان سيئه } يقول ‪ :‬سىء ما عددنا عليك عند‬
‫ربك مكروها وقال قارئو هذه القراءة ‪ :‬إنا قيل { كل ذلك كان سيئه } بالضافة لن فيما عددنا من قوله { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } أمورا هي أمر بالميل كقوله ‪ { :‬وبالوالدين‬
‫إحسانا } وقوله ‪ { :‬وآت ذا القرب حقه } وما أشبه ذلك قالوا ‪ :‬فليس كل ما فيه نيا عن سيئة بل فيه ني عن سيئة وأمر بسنات فلذلك قرأنا اسيئه وقرأ عامة قراء أهل الدينة والبصرة‬
‫وبعض قراء الكوفة كل ذلك كان سيئة وقالوا ‪ :‬إنا عن بذلك ‪ :‬كل ما عددنا من قولنا ‪ { :‬ول تقتلوا أولدكم خشية إملق } ول يدخل فيه ما قبل ذلك قالوا ‪ :‬وكل ما عددنا من ذلك‬
‫الوضع إل هذا الوضع سيئة ل حسنة فيه فالصواب قراءته بالتنوين ومن قرأ هذه القراءة فإنه ينبغي أن يكون من نيته أن يكون الكروه مقدما على السيئة وأن يكون معن الكلم عنده ‪ :‬كل‬
‫ذلك كان مكروها سيئة لنه إن جعل قوله ‪ :‬مكروها نعد السيئة من نعت السيئة لزمه أن تكون القراءة ‪ :‬كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروهة وذلك خلف ما ف مصاحف السلمي‬
‫وأول القراءتي عندي ف ذلك بالصواب قراءة من قرأ { كل ذلك كان سيئه } على إضافة السىء إل الاء بعن ‪ :‬كل ذلك الذي عددنا من { وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } { كان‬
‫سيئه } لن ف ذلك أمورا منهيا عنها وأمورا مأمورا با وابتداء الوصية والعهد من ذلك الوضع دون قوله ‪ { :‬ول تقتلوا أولدكم } إنا هو عطف على ما تقدم من قوله ‪ { :‬وقضى ربك أن‬
‫ل تعبدوا إل إياه } فإذا كان ذلك كذلك فقراءته بإضافة السيء إل الاء أول وأحق من قراءته سيئة بالتنوين بعن السيئة الواحدة‬
‫فتأويل الكلم إذن ‪ :‬كل هذا الذي ذكرنا لك من المور الت عددناها عليك كان سيئه مكروها عند ربك يا ممد يكرهه وينهى عنه ول يرضاه فاتق مواقعته والعمل به‬

‫(ذلك ما أوحى إليك ربك من الكمة ول تعل مع ال إلا آخر فتلقى ف جهنم ملوما مدحورا (‪39‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬هذا الذي بينا لك يا ممد من الخلق الميلة الت أمرناك بميلها ونيناك عن قبيحها { ما أوحى إليك ربك من الكمة } يقول ‪ :‬من الكمة الت أوحيناها إليك ف‬
‫كتابنا هذا‬
‫كما حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬ذلك ما أوحى إليك ربك من الكمة } قال ‪ :‬القرآن‬
‫وقد بينا معن الكمة فيما مضى من كتابنا هذا با أغن عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫ول تعل مع ال إلا آخر فتلقى ف جهنم ملوما مدحورا } يقول ‪ :‬ول تعل مع ال شريكي ف عبادتك فتلقى ف جهنم ملوما تلومك نفسك وعارفوك من الناس { مدحورا } يقول ‪ :‬مبعدا }‬
‫مقصيا ف النار ولكن أخلص العبادة ل الواحد القهار فتنجو من عذابه‬
‫وبنحو الذي قلنا ف قوله ‪ { :‬ملوما مدحورا } قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا عبد ال بن صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬ملوما مدحورا } يقول ‪ :‬مطرودا‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ملوما مدحورا } قال ملوما ف عبادة ال مدحورا ف النار‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪83‬‬

‫(أفأصفاكم ربكم بالبني واتذ من اللئكة إناثا إنكم لتقولون قول عظيما (‪40‬‬

‫يقول تعال ذكره للذين قالوا من مشركي العرب ‪ :‬اللئكة بنات ال { أفأصفاكم } أيها الناس { ربكم بالبني } يقول ‪ :‬أفخصكم ربكم بالذكور من الولد { واتذ من اللئكة إناثا } وأنتم‬
‫ل ترضونن لنفسكم بل تئدونن وتقتلونن فجعلتم ل ما ل ترضونه لنفسكم { إنكم لتقولون قول عظيما } يقول تعال ذكره لؤلء الشركي الذين قالوا من الفرية على ال ما ذكرنا ‪:‬‬
‫إنكم ايها الناس لتقولون بقيلكم ‪ :‬اللئكة بنات ال قول عظيما وتفترون على ال فرية منكم‬
‫‪ :‬وكان قتاده يقول ف ذلك ما‬
‫حدثنا ممد قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { واتذ من اللئكة إناثا } قال ‪ :‬قالت اليهود ‪ :‬اللئكة بنات ال‬

‫(ولقد صرفنا ف هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إل نفورا (‪41‬‬

‫يقول تعال ذكره { ولقد صرفنا } لؤلء الشركي الفترين على ال { ف هذا القرآن } العب واليات والجج وضربنا لم فيه المثال وحذرناهم فيه وأنذرناهم { ليذكروا } يقول ‪:‬‬
‫ليتذكروا تلك الجج عليهم فيعقلوا خطأ ما عليهم مقيمون ويعتبوا بالعب فيتعظوا با وينيبوا من جهالتهم فما يعتبون با ول يتذكرون با يرد عليهم من اليات والنذر وما يزيدهم تذكينا‬
‫إياهم { إل نفورا } يقول ‪ :‬إل ذهابا عن الق وبعدا منه وهربا والنفور ف هذا الوضع مصدر من قولم ‪ :‬نفر فلن من هذا المر ينفر منه نفرا ونفورا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪84‬‬

‫(قل لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل ذي العرش سبيل (‪42‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل يا ممد لؤلء الشركي الذين جعلوا مع ال إلا آخر لو كان المر كما تقولون من أن معه الة وليس ذلك كما تقولون إذن لبتغت‬
‫تلك اللة القربة من ال ذي العرش العظيم والتمست الزلفة إليه والرتبة منه‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬قل لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل ذي العرش سبيل } يقول ‪ :‬لو كان معه آلة إذن لعرفوا فضله ومرتبته‬
‫ومنلته عليهم فابتغوا ما يقربم إليه‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { إذا لبتغوا إل ذي العرش سبيل } قال ‪ :‬لبتغوا القرب إليه مع أنه ليس كما يقولون‬

‫(سبحانه وتعال عما يقولون علوا كبيا (‪43‬‬

‫وهذا تنيه من ال تعال ذكره نفسه عما وصفه به الشركون الاعلون معه آلة غيه الضيفون إليه البنات فقال ‪ :‬تنيها ل وعلؤأ له عما يقولون أيها القوم من الفرية والكذب فإن ما تضيفون‬
‫إليه من هذه المور ليس من صفته ول ينبغي أن يكون له صفة‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { سبحانه وتعال عما يقولون علوا كبيا } يسبح نفسه إذ قيل عليه البهتان وقال تعال { عما يقولون علوا } ول يقل ‪ :‬تعاليا كما قال‬
‫‪ { :‬وتبتل إليه تبتيل } كما قال الشاعر‬
‫( أنت الفداء لكعبة هدمتها ‪ ...‬ونقبتا بيديك كل منقر (‬
‫( منع المام مقيله من سقفها ‪ ...‬ومن الطيم فطار كل مطي (‬

‫(تسبح له السماوات السبع والرض ومن فيهن وإن من شيء إل يسبح بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا (‪44‬‬

‫وقوله ‪ { :‬تسبح له السموات السبع والرض ومن فيهن } يقول ‪ :‬تنه ال أيها الشركون عما وصفتموه به إعظاما له وإجلل السموات السبع والرض ومن فيهن من الؤمني به من اللئكة‬
‫والنس والن وأنتم مع إنعامه عليكم وجيل أياديه عندكم تفترون عليه با تفترون‬
‫وقوله ‪ { :‬وإن من شيء إل يسبح بمده } يقول جل ثناؤه ‪ :‬وما من شيء من خلقه إل يسبح بمده‬
‫كما حدثن به نصربن عبد الرحن الودي قال ‪ :‬ثنا ممد بن يعلى عن موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد ال قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أل أخبكم بشيء‬
‫{ أمر به نوح ابنه ؟ إن نوحا قال لبنه يا بن آمرك أن تقول سبحان ال وبمده فإنا صلة اللق وتسبيح اللق وبا ترزق اللق قال ال { وإن من شيء إل يسبح بمده‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يي بن واضح قال ‪ :‬ثنا عيسى بن عبيد قال ‪ :‬سعت عكرمة يقول ‪ :‬ل يعيب أحدكم دابتة ول ثوبه فإن كل شيء يسبح بمده‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يي بن واضح قال ‪ :‬ثنا السي عن يزيد عن عكرمة { وإن من شيء إل يسبح بمده } قال ‪ :‬الشجرة تسبح والسطوانة تسبح‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا ييي بن واضح و زيدبن حباب قال ‪ :‬ثنا جرير أبو الطاب قال ‪ :‬كنا مع يزيد الرقاشي ومعه السن ف طعام فقدموا الوان فقال يزيد الرقاشي ‪ :‬يا أبا سعيد يسبح‬
‫هذا الوان ؟ فقال ‪ :‬كان يسبح مرة‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا هشيم قال ‪ :‬أخبنا جويب عن الضحاك و يونس عن السن أنما قال ف قوله ‪ { :‬وإن من شيء إل يسبح بمده } قال ‪ :‬كل شيء فيه الروح‬
‫حدثنا ممدبن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الكبيبن عبد الجيد قال ‪ :‬ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال ‪ :‬الطعام يسبح‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وإن من شيء إل يسبح بمده } قال ‪ :‬كل شيء فيه الروح يسبح من شجرأو شيء فيه الروح‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة عن عبدال بن أب عن عبدال ابن عمرو أن الرجل إذا قال ‪ :‬ل إله إل ال فهي كلمة الخلص الت ل يقبل ال من أحد عمل حت يقولا‬
‫فإذا قال المد ل فهي كلمة الشكر الت ل يشكر ال عبد قط حت يقولا فإذا قال ال أكب فهي تل ما بي السماء والرض فإذا قال سبحان ال فهي صلة اللئق الت ل يدع ال أحد من‬
‫خلقه إل نوره بالصلة والتسبيح فإذا قال ل حول ول قوة إل بال قال ‪ :‬أسلم عبدي واستسلم‬
‫وقوله { ولكن ل تفقهون تسبيحهم } يقول تعال ذكره ‪ :‬ولكن ل تفقهون تسبيح ما عدا تسبيح من كان يسبح بثل ألسنتكم { إنه كان حليما } يقول ‪ :‬إن ال كان حليما ل يعجل على‬
‫خلقه الذين يالفون أمره ويكفرون به ولول ذلك لعاجل هؤلء الشركي الذين يدعون معه اللة والنداد بالعقوبة { غفورا } يقول ‪ :‬ساترا عليهم ذنوبم إذا هم تابوا منها بالعفو منه لم‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { إنه كان حليما } عن خلقه فل يعجل كعجلة بعضهم على بعض { غفورا } لم إذا تابوا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪85‬‬

‫(وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبي الذين ل يؤمنون بالخرة حجابا مستورا (‪45‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وإذا قرأت يا ممد القران على هؤلء الشركي الذين ل يصدقون بالبعث ول يقرون بالثواب والعقاب جعلنا بينك وبينهم حجابا يجب قلوبم عن أن يفهموا ما تقرؤه‬
‫عليهم فينتفعوا به عقوبة منا لم على كفرهم والجاب ههنا ‪ :‬هو الساتر‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبي الذين ل يؤمنون بالخرة حجابا مستورا } الجاب الستور أكنة على قلوبم أن يفقهوه‬
‫وأن ينتفعوا به أطاعوا الشيطان فاستحوذ عليهم‬
‫حدثنا ممد قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { حجابا مستورا } قال ‪ :‬هي الكنة‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبي الذين ل يؤمنون بالخرة حجابا مستورا } قال ‪ :‬قال أب ‪ :‬ل يفقهونه وقرأ قلوبم ف‬
‫أكنة وف آذأنم وقر ؟ ل يلص ذلك إليهم‬
‫وكان بعض نويي أهل البصرة يقول ‪ :‬معن قوله { حجابا مستورا } حجابا ساترا ولكنه أخرج وهو فاعل ف لفظ الفعول كما يقال ‪ :‬إنك مشئوم علينا وميمون وإنا هو شائم ويامن لنه من‬
‫شأمهم وينهم قال ‪ :‬والجاب ههنا ‪ :‬هو الساتر وقال ‪ :‬مستورا وكان غيه من أهل العربية يقول ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬حجابا مستورا عن العبادة فل يرونه‬
‫وهذا القول الثان أظهر بعن الكلم أن يكون الستور هو الجاب فيكون معناه ‪ :‬أن ل سترا عن أبصار الناس فل تدركه أبصارهم وإن كان للقول الول وجه مفهوم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪86‬‬

‫(وجعلنا على قلوبم أكنة أن يفقهوه وف آذانم وقرا وإذا ذكرت ربك ف القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا (‪46‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وجعلنا على قلوب هؤلء الذين ل يؤمنون بالخرة عند قراءتك عليهم القران أكنة وهي جع كنان وذلك ما يتغشاها من خذلن ال إياهم عن فهم ما تتلى عليهم { وف‬
‫آذانم وقرا } يقول ‪ :‬وجعلنا ف اذانم وقرا عن ساعه وصمما والوقر بالفتح ف الذن ‪ :‬الثقل والوقر بالكسر ‪ :‬المل وقوله { وإذا ذكرت ربك ف القرآن وحده } يقول ‪ :‬وإذا قلت ‪ :‬ل‬
‫إله إل ال ف القرآن وأنت تتلوه { ولوا على أدبارهم نفورا } يقول ‪ :‬انفضوا فذهبوا عنك نفورا من قولك استكبارا له واستعظاما من أن يوحد ال تعال وبا قلنا ف ذلك قال بعض أهل‬
‫التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وإذا ذكرت ربك ف القرآن وحده ولوا } وإن السلمي لا قالوا ‪ :‬ل إله إل ال أنكر ذلك الشركون وكبت عليهم فصافها إبليس‬
‫وجنوده فاب ال إل أن يضيها وينصرها ويفلجها ويظهرها على من ناوأها إنا كلمة من خاصم با فلج ومن قاتل با نصر إنا يعرفها أهل هذه الزيرة من السلمي الت يقطعها الراكب ف‬
‫ليال قلئل ويسي الدهر ف فئام من الناس ل يعرفونا ول يقرون با‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وإذا ذكرت ربك ف القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا } قال ‪ :‬بعضا لا تكلم به لئل يسمعوه كما كان قوم نوح‬
‫يعلون أصابعهم ف آذانم لئل يسمعوا ما يأمرهم به من الستغفار والتوبة ويسغشون ثيابم قال ة يلتفون بثيابم ويعلون أصابعهم ف آذانم لئا يسمعوا ول ينظر إليهم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬إنا عن بقوله ‪ { :‬ولوا على أدبارهم نفورا } الشياطي وأنا ترب من قراءة القران وذكر ال‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن السي بن ممد الذارع قال ‪ :‬ثنا روح بن السيب أبو رجاء الكلب قال ‪ :‬ثنا عمرو بن مالك عن أب الوزاء عن ابن عباس ف قوله { وإذا ذكرت ربك ف القرآن وحده ولوا على‬
‫أدبارهم نفورا } هم الشياطي والقول الذي قلنا ف ذلك أشبه با دل عليه ظاهر التنيل وذلك أن ال تعال أتبع ذلك قوله { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبي الذين ل يؤمنون بالخرة‬
‫حجابا مستورا } فأن يكون ذلك خبا عنهم أول إذ كان ببهم متصل من أن يكون خبا عمن ل يز له ذكر وأما النفور فإنا جع نافر كما القعود جع قاعد واللوس جع جالس وجائز أن‬
‫‪ :‬يكون مصدرا أخرج من غي لفظه إذ كان قوله { ولوا } بعن ‪ :‬نفررا فيكون معن الكلم ‪ :‬نفروا نفورا كما قال امرؤ القيس‬
‫( ورضت فذللت صبة أي إذلل (‬
‫إذ كان رضت بعن ‪ :‬أذللت فأخرج الذلل من معناه ل من لفظه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪87‬‬

‫(نن أعلم با يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نوى إذ يقول الظالون إن تتبعون إل رجل مسحورا (‪47‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬نن أعلم يا ممد با يستمع به هؤلء الذين ل يؤمنون بالخرة من مشركي قومك إذ يستمعون إليك وأنت تقرأ كتاب ال { وإذ هم نوى } وكان بعض أهل العربية من‬
‫أهل البصرة يقول ‪ :‬النجوى ‪ :‬فعلهم فجعلهم هم النجوى كما يقول ‪ :‬هم قوم رضا وإنا رضا ‪ :‬فعلهم‬
‫وقوله { إذ يقول الظالون إن تتبعون إل رجل مسحورا } يقول ‪ :‬حي يقول الشركون بال ‪ :‬ما تتبعون إل رجل مسحورا وعن فيما ذكر بالنجوى ‪ :‬الذين تشاوروا ف أمر رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف دار الندوة‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعأ عن ابن أب نيح عن ماهد { إذ يستمعون إليك } قال ‪ :‬هى مثل قيل‬
‫الوليد بن الغية ومن معه ف دار الندوة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد نوه‬
‫{ حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { إذ يستمعون إليك وإذ هم نوى إذ يقول الظالون } ونواهم أن زعموا أنه منون وأنه ساحر وقالوا { أساطي الولي‬
‫وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يذهب بقوله { إن تتبعون إل رجل مسحورا } إل معن ‪ :‬ما تتبعون إل رجل له سحر ‪ :‬أي له رئة والعرب تسمي الرئة سحرا والسحر من قولم‬
‫‪ :‬للرجل إذا جب ‪ :‬قد انتفخ سحره وكذلك يقال لكل ما أكل أو شرب من آدمي وغيه ‪ :‬مسحور ومسحر كما قال لبيد‬
‫( فإن تسألينا فيم نن فإننا ‪ ...‬عصافيمن هذا النام السحر (‬
‫وقال آخرون ‪ :‬ونسحر بالطعام وبالشراب أي نغذى بما فكان معناه عنده كان ‪ :‬إن تتبعون إل رجل له رئة يأكل الطعام ويشرب الشراب ل ملكا ل حاجة به إل الطعام والشراب والذي‬
‫قال من ذلك غي بعيد من الصواب‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪88‬‬

‫(انظر كيف ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون سبيل (‪48‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬انظر يأ ممد بعي قلبك فاعتب كيف مثلوا لك المثال وشبهوا لك الشباه بقولم ‪ :‬هو مسحور وهو شاعر وهو منون { فضلوا } يقول ‪ :‬فجاروا عن قصد السبيل‬
‫بقيلهم ما قالوا { فل يستطيعون سبيل } يقول ‪ :‬فل يهتدون لطريق الق لضللم عنه وبعدهم منه وأن ال قد خذلم عن إصابته فهم ل يقدرون على الخرج ما هم فيه من كفرهم بتوفقهم‬
‫إل اليان به‬
‫كما حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبوعاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثتا ورقاء عن ابن أب نيح عن ماهد { فل يستطيعون سبيل‬
‫} قال ‪ :‬مرجا الوليد بن الغية وأصحابه أيضا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { انظر كيف ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون سبيل } مرجا الوليد بن الغية وأصحابه‬

‫(وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لبعوثون خلقا جديدا (‪49‬‬

‫يقول تعال ذكره مبا عن قيل هؤلء الذين ل يؤمنون بالخرة من مشركي قريش وقالوا بعنتهم ‪ { :‬أإذا كنا عظاما } ل نتحطم ول نتكسر بعد ماتنا وبلنا { ورفاتا } يعن ترابا ف قبورنا‬
‫كما حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد يقول ال { رفاتا } قال ‪ :‬ترابا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثن الثن قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس ف قوله { وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا } يقول ‪ :‬غبارا ول واحد للرفات وهو بنلة الدقاق والطام يقال منه ‪ :‬رفت‬
‫يرفت رفتا فهو مرفوت ‪ :‬إذا صي كالطام والرضاض‬
‫وقوله { إنا لبعوثون خلقا جديدا } قالوا إنكارا منهم للبعث بعد الوت‬
‫إنا لبعوثون بعد مصينا ف القبور عظاما غي منحطمة ورفاتا منحطمة وقد بلينا فصرنا فيها تر ابا خلقا منشأ ع كما كنا قبل المات جديدا نعاد كما بدئنا ؟ فأجابم جل جلله يعرفهم قدرته‬
‫على بعثه إياهم بعد ماتم وإنشائه لم كما كانوا قبل بلهم خلقا جديدا على أي حال كانوا من الحوال عظاما أو رفاتا أو حجارة أو حديدا أو غي ذلك ما يعظم عندهم أن يدث مثله خلقا‬
‫أمثالم أحياء ‪ :‬قل يا ممد كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا ما يكب ف صدوركم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪89‬‬

‫(قل كونوا حجارة أو حديدا (‪50‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل يا ممد للمكذبي بالبعث بعد المات من قومك القائلي { أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لبعوثون خلقا جديدا } كونوا إن عجبتم من إنشاء‬
‫أل إياكم وإعادته أجسامكم خلقا جديدا بعد بلكم ف التراب ومصيكم رفاتا وأنكرت ذلك من قدرته حجارة أو حديدا أو خلقا ما يكب ف صدوركم إن قدرت على ذلك فإن أحييكم‬
‫وأبعثكم خلقا جديدا بعد مصيكم كذلك كما بدأتكم أول مرة‬

‫(أو خلقا ما يكب ف صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون مت هو قل عسى أن يكون قريبا (‪51‬‬

‫واختلف أهل التاويل ف العن بقوله { أو خلقا ما يكب ف صدوركم } فقال بعضهم ‪ :‬عن به الوت وأريد به ‪ :‬أوكونوا الوت فإنكم إن كنتموه أمتكم ث بعثتكم بعد ذلك يوم البعث‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا زكريا بن يي بن أب زائدة قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس عن أبيه عن عطية عن ابن عمر { أو خلقا ما يكب ف صدوركم } قال ‪ :‬الوت قال ‪ :‬لوكنتم موتى لحييتكم‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { أو خلقا ما يكب ف صدوركم } يعن الوت يقول ‪ :‬إن كنتم الوت أحييتكم‬
‫حدثن ممد بن عبيد الحارب قال ‪ :‬ثنا أبو مالك النب قال ثنا ابن أب خالد عن أب صال ف قوله { أو خلقا ما يكب ف صدوركم } قال ‪ :‬الوت‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا سليمان أبو داود قال ‪ :‬ثنا شعبة عن أب رجاء عن السن ف قوله { أو خلقا ما يكب ف صدوركم } قال ‪ :‬الوت‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال سعيد بن جبي ف قوله { أو خلقا ما يكب ف صدوركم } كونوا الوت إن استطعتم فإن الوت سيموت قال ‪ :‬وليس‬
‫شيء أكبف نفس ابن آدم من الوت‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة قال ‪ :‬بلغن عن سعيد بن جبي قال ‪ :‬هوالوت‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن عبد ال بن عمر أنه كان يقول ‪ :‬ياء بالوت يوم القيامة كانه كبش أملح حت يعل بي النة والنار فينادي مناد‬
‫يسمع أهل النة وأهل النار فيقول ‪ :‬هذا الوت قد جئنا به ونن مهلكوه فأيقنوا يا أهل النة وأهل النار أن الوت قد هلك‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ قال ‪ :‬ثنا عبيد بن سليمان قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { أو خلقا ما يكب ف صدوركم } يعن الوت يقول ‪ :‬لو كنتم الوت لمتكم‬
‫وكان عبد ال بن عمرو بن العاص يقول ‪ :‬إن ال ييء بالوت يوم القيامة وقد صار أهل النة وأهل النار إل منازلم كأنه كبش أملح فيقف بي النة والنار فينادي أهل النة وأهل النار هذا‬
‫الوت ونن ذابوه فايقنوا باللود وقال اخرون ‪ :‬عن بذلك السماء والرض والبال‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { أو خلقا ما يكب ف صدوركم } قال ‪ :‬السماء والرض والبال وقال آخرون ‪ :‬بل أريد بذلك ‪ :‬كونوا ما شئتم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء عن ابن أب نيح عن ماهد { كونوا حجارة أو حديدا * أو خلقا ما يكب ف‬
‫صدوركم } قال ‪ :‬ما شئتم فكونوا فسيعيدكم ال كما كنتم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { قل كونوا حجارة أو حديدا * أو خلقا ما يكب ف صدوركم } قال ‪ :‬من خلق ال فإن ال ييتكم ث يبعثكم يوم القيامة خلقا جديدا‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصواب أن يقال ‪ :‬إن ال تعال ب كره قال { أو خلقا ما يكب ف صدوركم } وجائز أن يكون عن به الوت لنه عظيم ف صدور بن آدم وجائز أن يكون أراد به‬
‫السماء والرض وجائز أن يكون أراد به غي ذلك ول بيان ف ذلك أبي ما بي جل ثناؤه وهو كل ما كب ف صدور بن آدم من خلقه لنه ل يصص منه شيثا دون شيء‬
‫وأما قوله { فسيقولون من يعيدنا } فإنه يقول ‪ :‬فسيقول لك يا ممد هؤلء الذين ل يؤمنون بالخرة { من يعيدنا } خلقا جديدا إن كنا حجارة أو حديدا أو خلقا ما يكب ف صدورنا فقل لم‬
‫‪ :‬يعيدكم { الذي فطركم أول مرة } يقول ‪ :‬يعيدكم كما كنتم قبل أن تصيوا حجارة أو حديدا إنسا أحياء الذي خلقكم إنسا من غيشيء أول مرة‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { قل الذي فطركم أول مرة } أي خلقكم { فسينغضون إليك رؤوسهم } يقول ‪ :‬فإنك إذا قلت لم ذلك فسيهزون إليك رؤوسهم‬
‫برفع وخفض وكذلك النغض ف كلم العرب إنا هو حركة بارتفاع ث انفاض أو انفاض ث ارتفاع ولذلك سي الظليم نغضا لنه إذا عجل الشي ارتفع وانفض وحرك رأسه كما قال‬
‫( الشاعر ‪ ( :‬أسك نغضا لين مستهدجا‬
‫‪ :‬ويقال ‪ :‬نغضت سنه ‪ :‬إذا تركت وارتفعت من أصلها ومنه قول الراجز‬
‫( ونغضت من هرم أسنانا (‬
‫‪ :‬وقول الخر‬
‫( لا رأتن أنغضت ل الرأسا (‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { فسينغضون إليك رؤوسهم } أي يركون رؤوسهم تكذيبا واستهزاء‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { فسينغضون إليك رؤوسهم } قال ‪ :‬يركون رءوسهم‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { فسينغضون إليك رؤوسهم } يقول ‪ :‬سيحركونا إليك استهزاء‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن عطاء الراسان عن ابن عباس { فسينغضون إليك رؤوسهم } قال ‪ :‬يركون رؤوسهم يستهزءون ويقولون مت هو‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { فسينغضون إليك رؤوسهم } يقول يهزءون‬
‫وقوله { ويقولون مت هو } يقول جل ثناؤه ‪ :‬ويقولون مت البعث وف أي حال ووقت يعيدنا خلقا جديدا كما كنا أول مرة قال ال عز وجل لنبيه ‪ :‬قل لم يا ممد إذ قالوا لك ‪ :‬مت هو ؟‬
‫مت هذا البعث الذي تعدنا ؟ عسى أن يكون قريبا وإنا معناه ‪ :‬هو قريب لن عسى من ال واجب ولذلك قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬بعثت أنا والساعة كهاتي وأشار بالسبابة‬
‫والوسطى لن ال تعال كان قد أعلمه أنه قريب ميب‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪92‬‬

‫(يوم يدعوكم فتستجيبون بمده وتظنون إن لبثتم إل قليل (‪52‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قل عسى أن يكون بعثكم أيها الشركون قريبا ذلك يوم يدعوكم ربكم بالروج من قبوركم إل موقف القيامة فتستجيبون بمده‬
‫اختلف أهل التاويل ف معن قوله { فتستجيبون بمده } فقال بعضهم ‪ :‬فتستجيبون بأمره‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثن عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { يوم يدعوكم فتستجيبون بمده } يقول ‪ :‬بأمره‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { فتستجيبون بمده } قال ‪ :‬بأمره‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬فتستجيبون بعرفته وطاعته‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { يوم يدعوكم فتستجيبون بمده } ‪ :‬أي بعرفته وطاعته‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصواب أن يقال ‪ :‬معناه ‪ :‬فتستجيبون ل من قبوركم بقدرته ودعائه إياكم ول المد ف كل حال كما يقول القائل ‪ :‬فعلت ذلك الفعل بمد ال يعن ‪ :‬ل المد‬
‫‪ :‬على كل ما فعلته وكما قال الشاعر‬
‫( فإن بمد ال لثوب فاجر ‪ ...‬لبست ول من غدرة أتقنع (‬
‫بعن ‪ :‬فإن والمد ل ل ثوب فاجر لبست‬
‫وقوله { وتظنون إن لبثتم إل قليل } يقول ‪ :‬وتسبون عند موافاتكم القيامة من هول ما تعاينون فيها ما لبثتم ف الرض إل قليل كما قال جل ثناؤه { قال كم لبثتم ف الرض عدد سني *‬
‫{ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وتظنون إن لبثتم إل قليل } ‪ :‬أي ف الدنيا تاقرت الدنيا ف أنفسهم وقلت حي عاينوا يوم القيامة‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪93‬‬

‫(وقل لعبادي يقولوا الت هي أحسن إن الشيطان ينغ بينهم إن الشيطان كان للنسان عدوا مبينا (‪53‬‬
‫وقوله { وقل لعبادي يقولوا الت هي أحسن } يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وقل يا ممد لعبادي يقل بعضهم لبعض الت هي أحسن من الحاورة والخاطبة‬
‫كما حدثنا خلد بن أسلم قال ‪ :‬ثنا النضر قال ‪ :‬أخبنا البارك عن السن ف هذه الية { وقل لعبادي يقولوا الت هي أحسن } قال ‪ :‬الت هي أح سن ل يقول له مثل قوله يقول له ‪ :‬يرحك‬
‫ال يغفر ال لك‬
‫وقوله { إن الشيطان ينغ بينهم } يقول ‪ :‬إن الشيطان يسوء ماورة بعضهم بعضا ينغ بينهم يقول ‪ :‬يفسد بينهم يهيج بينهم الشر { إن الشيطان كان للنسان عدوا مبينا } يقول ‪ :‬إن‬
‫الشيطان كان لدم وذريته عدوا قد أبان لم عداوته با أظهر لدم من السد وغروره إياه حت أخرجه من النة‬

‫(ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيل (‪54‬‬

‫يقول تعال ذكره لؤلء الشركي من قريش الذين قالوا { أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لبعوثون خلقا جديدا } ‪ { :‬ربكم } أيها القوم { أعلم بكم إن يشأ يرحكم } فيتوب عليكم برحته حت‬
‫تنيبوا عما أنتم عليه من الكفر به وباليوم الخر { أو إن يشأ يعذبكم } بأن يذلكم عن اليان فتموتوا على شرككم فيعذبكم يوم القيامة بكفركم به‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن عبد اللك بن جريج قوله { ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحكم } قال ‪ :‬فتؤمنوا { أو إن يشأ يعذبكم } فتموتوا على الشرك كما أنتم‬
‫وقوله { وما أرسلناك عليهم وكيل } يقول لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وما أرسلناك يا ممد على من أرسلناك إليه لتدعوه إل طاعتنا ربا ول رقيبا إنا أرسلناك إليهم لتبلغهم رسالتنا‬
‫وبأيدينا صرفهم وتدبيهم فإن شئنا رحناهم وإن شئنا عذبناهم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪94‬‬

‫(وربك أعلم بن ف السماوات والرض ولقد فضلنا بعض النبيي على بعض وآتينا داود زبورا (‪55‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وربك يا ممد أعلم بن ف السموات والرض وما يصلحهم فإنه هو خالقهم ورازقهم ومدبرهم وهو أعلم بن هو أهل للتوبة والرحة ومن هو‬
‫أهل للعذاب أهدي للحق من سبق له من الرحة والسعادة وأضل من سبق له من الشقاء والذلن يقول ‪ :‬فل يكبن ذلك عليك فإن ذلك من فعلي بم لتفضيلي بعض النبيي على بعض‬
‫بإرسال بعضهم إل بعض اللق وبعضهم إل الميع ورفعي بعضهم على بعض درجات‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وربك أعلم بن ف السماوات والرض ولقد فضلنا بعض النبيي على بعض } اتذ ال إبراهيم خليل وكلم موسى تكليما‬
‫وجعل ال عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ث قال له كن فيكون وهو عبد ال ورسوله من كلمة ال وروحه واتى سليمان ملكا ل ينبغي لحد من بعده وآتى داود زبورا كنا ندث دعاء‬
‫علمه داود تميد وتجيد ليس فيه حلل ول حرام ول فرائض ول حدود وغفر لحمد ما تقدم من ذنبه وما تأخر‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { ولقد فضلنا بعض النبيي على بعض } قال ‪ :‬كلم ال موسى وأرسل ممدا إل الناس كافة‬

‫(قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل (‪56‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل يا ممد لشركي قومك الذين يعبدون من دون ال من خلقه ‪ :‬ادعوا أيها القوم الذين زعمتم أنم أرباب وآلة من دونه عند ضر ينل‬
‫بكم فانظروا هل يقدرون على دفع ذلك عنكم أو تويله عنكم إل غيكم فتدعوهم آلة ؟ فإنم ل يقدرون على ذلك ول يلكونه وإنا يلكه ويقدر عليه خالقكم وخالقهم وقيل ‪ :‬إن الذين‬
‫أمر النب صلى ال عليه وسلم أن يقول لم هذا القول كانوا يعبدون اللئكة وعزيرا والسيح وبعضهم كانوا يعبدون نفرا من الن‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل } قال ‪ :‬كان أهل‬
‫الشرك يقولون ‪ :‬نعبد اللئكة وعزيرا وهم الذين يدعون يعن اللئكة والسيح وعزيرا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪95‬‬

‫(أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحته ويافون عذابه إن عذاب ربك كان مذورا (‪57‬‬
‫يقول تعال ذكره ‪ :‬هؤلء الذين يدعوهم هؤلء الشركون أربابا { يبتغون إل ربم الوسيلة } يقول ‪ :‬يبتغي الدعوون أربابا إل ربم القربة والزلفة لنم أهل إيان به والشركون بال يعبدونم‬
‫من دون ال { أيهم أقرب } أيهم بصال عمله واجتهاده ف عبادته أقرب عنده زلفة { ويرجون } بأفعالم تلك { رحته ويافون } بلفهم أمره { عذابه إن عذاب ربك } يا ممد { كان‬
‫مذورا } متقى‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل غي أنم اختلفوا ف الدعوين فقال بعضهم ‪ :‬هم نفرمن الن‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن أبو السائب قال ‪ :‬ثنا أبو معاوية عن العمش عن إبراهيم عن عبد ال ف قوله ‪ { :‬أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة } قال ‪ :‬كان ناس من النس يعبدون قوما من الن‬
‫فأسلم الن وبقي النس على كفرهم فأنزل ال تعال { أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة } يعن الن‬
‫حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا أبو النعمان الكم بن عبد ال العجلي قال ‪ :‬ثنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن أب معمر قال ‪ :‬قال عبد ال ف هذه الية { أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم‬
‫الوسيلة أيهم أقرب } قال ‪ :‬قبيل من الن كانوا يعبدون فأسلموا‬
‫حدثن عبد الوارث بن عبد الصمد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن السي عن قتادة عن معبد بن عبد ال الزمان عن عبد ال بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود ف قوله { أولئك الذين يدعون‬
‫يبتغون إل ربم الوسيلة } قال ‪ :‬نزلت ف نفر من العرب كانوا يعبدوف نفرا من الن فأسلم النيون والنس الذين كانوا يعبدونم ل يشعرون بإسلمهم فأنزلت { الذين يدعون يبتغون إل‬
‫{ ربم الوسيلة أيهم أقرب‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة عن عبد ال بن عتبة بن مسعود عن حديث عمه عبد ال بن مسعود قال ‪ :‬نزلت هذه الية ف نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الن‬
‫فأسلم النيون والنفر من العرب ل يشعرون بذلك‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة } قوم عبدوا الن فأسلم أولئك الن فقال ال تعال ذكره { أولئك الذين يدعون‬
‫{ يبتغون إل ربم الوسيلة‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن العمش عن إبراهيم عن أب معمر عن عبد ال { أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة } قال ‪ :‬كان نفر من النس‬
‫{ يعبد نفرا من الن فأسلم النفر من الن واستمسك النس بعبادتم فقال { أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا ابن عيينة عن العمش عن إبراهيم عن أب معمر قال ؟ ‪ :‬قال عبد ال ‪ :‬كان ناس يعبدون نفرا من الن فأسلم أولئك النيون‬
‫{ وثبتت النس على عبا داتم فقال ال تبارك وتعال { أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬ثنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف قوله { أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة أيهم أقرب } قال كان أناس من أهل الاهلية يعبدون نفرا من الن‬
‫فلما بعث النب صلى ال عليه وسلم أسلموا جيعا فكانوا يبتغون أيهم أقرب‬
‫وقالوا آخرون ‪ :‬بل هم اللئكة‬
‫حدثن السي بن علي الصدائي قال ‪ :‬ثنا يي بن السكن قال ‪ :‬أخبنا أبو العوام قال ‪ :‬أخبنا قتادة عن عبد ال بن معبد الزمان عن عبد ال بن مسعود قال ‪ :‬كان قبائل من العرب يعبدون‬
‫{ صنفا من اللئكة يقال لم الن ويقولون ‪ :‬هم بنات ال فأنزل ال عز وجل { أولئك الذين يدعون } معشر العرب { يبتغون إل ربم الوسيلة‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد { أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة } قال ‪ :‬الذين يدعون اللئكة تبتغي إل ربا الوسيلة { أيهم أقرب ويرجون رحته }‬
‫حت بلغ { إن عذاب ربك كان مذورا } قال ‪ :‬وهؤلء الذين عبدوا اللئكة من الشركي‬
‫وقالوا آخرون ‪ :‬بل هم عزير وعيسى وأمه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يي بن جعفر قال ‪ :‬أخبنا يي بن السكن قال ‪ :‬أخبنا شعبة عن إساعيل السدي عن أب صال عن ابن عباس ف قوله { أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة } قال ‪ :‬عيسى‬
‫وأمه وعزير‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا أبو النعمان الكم بن عبد ال العجلي قال ‪ :‬ثنا شعبة عن إساعيل السدي عن أب صال عن ابن عباس قال ‪ :‬عيسى ابن مري وأمه وعزير ف هذه الية { أولئك‬
‫{ الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { يبتغون إل ربم الوسيلة } قال ‪ :‬عيسى ابن‬
‫مري وعزير واللئكة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن مغيه عن إبراهيم قال ‪ :‬كان ابن عباس يقول ف قوله { أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة } قال ‪ :‬هو عزير والسيح والشمس والقمر‬
‫وأول القوال بتأويل هذه الية قول عبد ال بن مسعود الذي رويناه عن أب معمر عنه وذلك أن ال تعال ذكره أخب عن الذين يدعوهم الشركون آلة أنم يبتغون إل ربم الوسيلة ف عهد‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ومعلوم أن عزيرا ل يكن موجودا على عهد نبينا عليه الصلة والسلم فيبتغي إل ربه الوسيلة وأن عيسى قد كان رفع وإنا يبتغي إل ربه الوسيلة من كان موجودا‬
‫حيا يعمل بطاعة ال ويتقرب إليه بالصال من العمال فأما من كان ل سبيل له إل العمل فبم يبتغي إل ربه الوسيلة ؟ فإذ كان ل معن لذا القول فل قول ف ذلك إل قول من قال ما اخترنا‬
‫فيه من التأويل أو قول من قال ‪ :‬هم اللئكة وها قولن يتملهما ظاهر التنيل وأما الوسيلة فقد بينا أنا القربة والزلفة‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬الوسيلة ‪ :‬القربة‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة ‪ :‬الوسيلة قال ‪ :‬القربة والزلفى‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪97‬‬

‫(وإن من قرية إل نن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك ف الكتاب مسطورا (‪58‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وما من قرية من القرى إل نن مهلكو أهلها بالفناء فمبيدوهم استئصال قبل يوم القيامة أو معذبوها إما ببلء من قتل بالسيف أو غي ذلك من صنوف العذاب عذابا شديدا‬
‫‪22392‬‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪98‬‬

‫(وما منعنا أن نرسل باليات إل أن كذب با الولون وآتينا ثود الناقة مبصرة فظلموا با وما نرسل باليات إل تويفا (‪59‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وما منعنا يا ممد أن نرسل باليات الت سألا قومك إل أن كان من قبلهم من المم الكذبة سألوا ذلك مثل سؤالم فلما أتاهم ما سألوا منه كذبوا رسلهم فلم يصدقوا مع‬
‫ميء اليات فعوجلوا فلم نرسل إل قومك باليات لنا لو أرسلنا با إليها فكذبوا با سلكنا ف تعجيل العذاب لم مسلك المم قبلها‬
‫وبالذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد و ابن وكيع قال ‪ :‬ثنا جرير عن العمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬سأل أهل مكة النب صلى ال عليه وسلم أن يعل لم الصفا ذهبا وأن‬
‫ينحي عنهم البال فيزرعوا فقيل له ‪ :‬إن شئت أن نستأن بم لعلنا نتن منهم وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم قال ‪ :‬بل تستأن بم فأنزل ال { وما‬
‫{ منعنا أن نرسل باليات إل أن كذب با الولون } { وآتينا ثود الناقة مبصرة‬
‫حدثن إسحاق بن وهب قال ‪ :‬ثنا أبو عامر قال ‪ :‬ثنا مسعود بن عباد عن مالك بن دينار عن السن ف قول ال تعال { وما منعنا أن نرسل باليات إل أن كذب با الولون } قال ‪ :‬رحة‬
‫لكم أيتها المة إنا لوأرسلنا باليات فكذبتم با أصابكم ما أصاب من قبلكم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حاد بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبي قال ‪ :‬قال الشركون لحمد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا ممد إنك تزعم أنه كان قبلك أنبياء فمنهم من‬
‫سخرت له الريح ومنهم من كان ييي الوتى فإن سرك أن نؤمن بك ونصدقك فادع ربك أن يكون لنا الصفا ذهبا فأوحى ال إليه ‪ :‬إن قد سعت الذي قالوا فإن شئت أن نفعل الذي قالوا‬
‫فإن ل يؤمنوا نزل العذاب فإنه ليس بعد نزول الية مناظرة وإن شئت أن تستأن قومك استأنيت با قال ‪ :‬يا رب أستا ن‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وما منعنا أن نرسل باليات إل أن كذب با الولون } قال ‪ :‬قال أهل مكة لنب ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن كان ما تقول حقا‬
‫ويسرك أن نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا فأتاه جبئيل عليه السلم فقال ‪ :‬إن شئت كان الذي سألك قومك ولكنه إن كان ث ل يؤمنوا ل يناظروا لن شئت استأنيت بقومك قال ‪ :‬بل استأن‬
‫{ بقومي فأنزل ال { وآتينا ثود الناقة مبصرة فظلموا با } وأنزل ال عز وجل { ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج أنم سألوا أن يول الصفا ذهبا قال ال { وما منعنا أن نرسل باليات إل أن كذب با الولون } قال ابن جريج ‪ :‬ل يأت قرية‬
‫بآية فيكذبوا با إل عذبوا فلو جعلت لم الصفا ذهبا ث لو يؤمنوا عذبوا وأن الول الت مع منعنا ف موضع نصب بوقوع منعنا عليها وأن الثانية رفع لن معن الكلم ‪ :‬وما منعنا إرسال‬
‫اليات إل تكذيب الولي من المم فالفعل لن الثانية‬
‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وقد سأل اليات يا ممد من قبل قومك ثود فآتيناها ما سألت وجعلنا تلك الية ناقة مبصرة جعل البصار للناقة كما تقول للشجة ‪ :‬موضحة وهذه حجة مبينة وإنا عن‬
‫{ بالبصرة ‪ :‬الضيئة البينة الت من يراها كانوا أهل بصر با أنا ل حجة كما قيل ‪ { :‬والنهار مبصرا‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وآتينا ثود الناقة مبصرة } أي بينه‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال عز ذكره { الناقة مبصرة } قال ‪:‬‬
‫آية‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫وقوله { فظلموا با } يقول عز وجل ‪ :‬فكان با ظلمهم وذلك أنم قتلوها وعقروها فكان ظلمهم بعقرها وقتلها وقد قيل ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬فكفروا با ول وجه لذلك إل أن يقول قائله أراد ‪:‬‬
‫فكفروا بال بقتلها فيكون ذلك وجها‬
‫وأما قوله { وما نرسل باليات إل تويفا } فإنه يقول ‪ :‬وما نرسل بالعب والذكر إل توينا للعباد‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وما نرسل باليات إل تويفا } وإن ال يوف الناس با شاء من آية لعلهم يعتبون أو يذكرون أو يرجعون ذكر لنا أن الكوفة‬
‫رجفت على عهد ابن مسعود فقال ‪ :‬يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا نوح بن قيس عن أب رجاء عن السن { وما نرسل باليات إل تويفا } قال ‪ :‬الوت الذريع‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪100‬‬


‫(وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس والشجرة اللعونة ف القرآن ونوفهم فما يزيدهم إل طغيانا كبيا (‪60‬‬

‫وهذا حض من ال تعال ذكره نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم على تبليغ رسالته وإعلم منه أنه قد تقدم منه إليه القول بانه سيمنعه من كل من بناه سوءا وهلكا يقول جل ثناؤه ‪ :‬واذكر يا‬
‫ممد إذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس قدرة فهم ف قبضته ل يقدرون على الروج من مشيئته ونن مانعوك منهم فل تتهئب منهم أحدا وامض لا أمرناك به من تبليغ رسالتنا وبنحو الذي قلنا‬
‫ف ذلك قال أهل التاوبل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا عبد الصمد قال ‪ :‬ثنا شعبة عن أب رجاء قال ‪ :‬سعت السن يقول ‪ :‬أحاط بالناس عصمك من الناس‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يي بن واضح قال ‪ :‬ثنا أبو بكر الذل عن السن { وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس } قال ‪ :‬يقول ‪ :‬أحطت لك بالعرب أن ل يقتلوك فعرف أنه ل يقتل‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { أحاط بالناس } قال ‪ :‬فهم ف قبضته‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا أبو سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبي قوله { أحاط بالناس } قال ‪ :‬منعك من الناس قال معمر قال قتادة مثله‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة قوله { وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس } قال ‪ :‬منعك من الناس‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس } أي منعك من الناس حت تبلغ رسالة ربك‬
‫‪ :‬وقوله { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } اختلف أهل التاويل ف ذلك فقال بعضهم‬
‫‪ :‬هو رؤيا عي وهي ما رأى النب صلى ال عليه وسلم لا أسري به من مكة إل بيت القدس ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا مالك بن إساعيل قال ‪ :‬ثنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬هي رؤيا عي أريها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ليلة أسري به وليست برؤيا منام‬
‫حدثنا ابن وكيع قال ‪ :‬ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس سئل عن قوله { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬هي رؤيا عي رآها النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ليلة أسري به‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس بنحوه‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام قال ‪ :‬ثنا عمرو عن فرات القزاز عن سعيد بن جبي { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬كان ذلك ليلة أسري به إل بيت القدس فرأى ما‬
‫رأى فكذبه الشركون حي أخبهم‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن أب رجاء عن السن ف قوله { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬أسري به عشاء إل بيت القدس فصلى فيه وأراه ال ما أراه من‬
‫اليات ث أصبح بكة فاخبهم أنه أسري به إل بيت القدس فقالوا له ‪ :‬يا ممد ما شانك أمسيت فيه ث أصبحت فينا تبنا أنك أتيت بيت القدس ! فعجبوا من ذلك حت ارتد بعضهم عن‬
‫السلم‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا هوذة قال ‪ :‬ثنا عوف عن السن ف قوله { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬قال كفار أهل مكة ‪ :‬أليس من كذب ابن أب كبشة أنه يزعم أنه‬
‫! سار مسية شهرين ف ليلة‬
‫حدثن أبو حصي قال ‪ :‬ثنا عبثر قال ‪ :‬ثنا حصي عن أب مالك ف هذه الية { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬مسيه إل بيت القدس‬
‫حدثن أبو السائب و يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس عن السن بن عبد ال عن أب الضحى عن مسروق ف قوله { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬حي أسري به‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ : :‬ثنا أبو أحد قال ‪ :‬ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬ليلة أسري به‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬الرؤيا الت أريناك ف بيت القدس حي أسري به فكانت تلك فتنة‬
‫الكافر‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } يقول ‪ :‬ال أراه من اليات والعب ف مسيه إل بيت القدس ذكر لنا أن ناس ارتدوا بعد‬
‫! إسلمهم حي حدثهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بسيه أنكروا ذلك وكذبوا به وعجبوا منه وقالوا ‪ :‬تدثنا أنك سرت مسية شهرين ف ليلة واحدة‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬هو ما أري ف بيت القدس ليلة أسري به‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك } قال ‪ :‬أراه ال من اليات ف طريق بيت القدس حي أسري به نزلت فريضة الصلة ليلة‬
‫أسري به قبل أن يهاجر بسنة وتسع سني من العشر الت مكثها بكة ث رجع من ليلته فقالت قريش ‪ :‬تعشى فينا وأصبح فينا ث زعم أنه جاء الشام ف ليلة ث رجع ! واي ال إن الدأة لتجيئها‬
‫شهرين ‪ :‬شهرا مقبلة وشهرا مدبرة‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬هذا حي أسري به إل بيت القدس افتت فيها ناس فقالوا ‪ :‬يذهب إل‬
‫بيت القدس ويرجع ف ليلة ! وقال ‪ :‬لا أتان جبئيل عليه السلم بالباق ليحملن عليها صرت باذنيها وانقبض بعضها إل بعض فنظر إليها جبئيل فقال ‪ :‬والذي بعثن بالق من عنده ما‬
‫ركبك أحذ من ولد آدم خي منه قال ‪ :‬فصرت بأذنيها وارفضت عرقا حت سال ما تتها وكان منتهى خطوها عند منتهى طرفها فلما أتاهم بذلك قالوا ‪ :‬ما كان ممد لينتهي حت يأت بكذبة‬
‫ترج من أقطارها فأتوا أبا بكر رضي ال عنه فقالوا ‪ :‬هذا صاحبك يقول كذا وكذا فقال ‪ :‬وقد قال ذلك ؟ قالوا ‪ :‬نعم فقال ‪ :‬إن كان قد قال ذلك فقد صدق فقالوا ‪ :‬تصدقه إن قال ذهب‬
‫إل بيت القدس ورجع ف ليلة ؟ فقال أبو بكر ‪ :‬إي نزع ال عقولكم أصدقه بب السماء والسماء أبعد من بيت القدس ول أصدقه بب بيت القدس ؟ قالوا للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إنا‬
‫قد جئنا بيت القدس فصفه لنا فلما قالوا ذلك رفعه ال تبارك وتعال ومثله بي عينيه فجعل يقول ‪ :‬هو كذا وفيه كذا فقال بعضهم ‪ :‬وأبيكم إن أخطأ منه حرفا ! فقالوا ‪ :‬هذا رجل ساحر‬
‫حدثت عن السي بن الفرج قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد بن سليمان قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله ‪ { :‬و ما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } يعن ليلة أسري به إل‬
‫بيت القدس ث رجع من ليلته فكانت فتنة لم‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬الرؤيا الت أريناك } قال ‪ :‬حي‬
‫أسري بحمد صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ :‬حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد بنحوه وقال آخرون ‪ :‬ير رؤياه الت رأى أنه يدخل مكة ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬و ما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس } قال ‪ :‬يقال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أري أنه دخل مكة هو وأصحابه وهو يومئذ بالدينة فعجل رسول ال صلى ال عليه وسلم السي إل مكة قبل الجل فرد ؟ الشركون فقالت أناس ‪ :‬قد رد رسول ال صلى ال عليه‬
‫‪ :‬وسلم وقد كان حدثنا أنه سيدخلها فكانت رجعته فتنتهم وقال آخرون من قال ‪ :‬هي رؤيا منام ‪ :‬إنا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى ف منامه قوما يعلون منبه ذكر من قال ذلك‬
‫حدثت عن ممد بن السن بن زبالة قال ‪ :‬ثنا عبد الهي بن عباس بن سهل بن سعد قال ‪ :‬ثن أب عن جدي قال ‪ :‬رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف لز بن فلن ينون على منبه نزو‬
‫{ القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حت مات قال ‪ :‬وأنزل ال عز وجل ف ذلك { وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬عن به رؤيا رسول ال صلى ال عليه وسلم ما رأى من اليات والعب ف طريقه إل بيت القدس ليلة أسري به وقد ذكرنا بعض ذلك ف أول‬
‫هذه السورة‬
‫وإنا قلنا ذلك أول بالصواب لجاع الجة من أهل التأويل على أن هذه الية إنا نزلت ف ذلك وإياه عن ال عز وجل با فإذا كان ذلك كذلك فتأويل الكلم ‪ :‬وما جعلنا رؤياك الت‬
‫أريناك ليلة أسرينا بك من مكة إل بيت القدس إل فتنة للناس ‪ :‬يقول ‪ :‬إل بلء للناس الذين ارتدوا عن السلم لا أخبوا بالرؤيا الت رآها عليه الصلة والسلم وللمشركي من أهل مكة‬
‫الذين ازدادوا بسماعهم ذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم تاديا ف غيهم وكفرا إل كفرهم‬
‫{ كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬إل فتنة للناس‬
‫وأما قوله ‪ { :‬والشجرة اللعونة ف القرآن } فإن أهل التأويل اختلفوا فيها فقال بعضهم ‪ :‬هي شجرة الزقوم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا مالك بن إساعيل قال ‪ :‬ثنا أبو عبيدة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس { والشجرة اللعونة ف القرآن } قال ‪ :‬شجرة الزقوم‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬والشجرة اللعونة ف القرآن } قال ‪ :‬هي شجرة الزقوم قال أبو جهل ‪ :‬أيوفن ابن أب كبشة‬
‫{ بشجرة الزقوم ! ث دعا بتمر وزبد فجعل يقول ‪ :‬زقمن فانزل ال تعال ‪ { :‬طلعها كأنه رؤوس الشياطي } وأنزل { ونوفهم فما يزيدهم إل طغيانا كبيا‬
‫حدثن أبو السائب و يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس عن السن بن عبيد ال عن أب الضحى عن مسروق { والشجرة اللعونة ف القرآن } قال ‪ :‬شجرة الزقوم‬
‫حدتنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن السن بن عبيد ال عن أب الضحى عن مسروق مثله‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا بن علية عن أب رجاء عن السن ف قوله ‪ { :‬والشجرة اللعونة ف القرآن } فإن قريشا كانوا يأكلون التمر والزبد وبقولون ‪ :‬تزقموا هذا الزقوم قال أبو رجاء ‪:‬‬
‫فحدثن عبد القدوس عن السن قال ‪ :‬فوصفها ال لم ف الصافات‬
‫حدثنا ابن بشمار قال ‪ :‬ئنا هوذة قال ‪ :‬ثنا عوف عن السن قال ‪ :‬قال أبو جهل وكفار أهل مكة ‪ :‬أليس من كذب ابن أب كبشة أنه يوعدكم بنار تترق فيها الجارة ويزعم أنه ينب فيها‬
‫شجرة { والشجرة اللعونة ف القرآن } قال ‪ :‬شجرة الزقوم‬
‫حدثن عبد ال بن أحد بن يونس قال ‪ :‬ثنا عبثر قال ‪ :‬ثنا حصي عن أب مالك ف هذه الية { و الشجرة اللعونة ف القرآن } قال ‪ :‬هي شجرة الزقوم‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا هشيم عن حصي عن أب مالك تال ف قوله { و الشجرة اللعونة ف القرآن } قال ‪ :‬هي شجرة الزقوم‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا عبد ال بن البارك عن رجل يقال له بدر عن عكرمة قال ‪ :‬شجرة الزقوم‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا إسرائيل عن فرات القزاز قال ‪ :‬سئل سعيد بن جبي عن الشجرة اللعونة قال ‪ :‬شجرة الزقوم‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا هشيم عن عبد اللك العزرقي عن سعيد بن جبي { و الشجرة اللعونة } قال ‪ :‬شجرة الزقوم‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم مثله‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثن السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { والشجرة اللعونة ف القرآن } قال ‪ :‬الزقرم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن أب الحجل عن أب معشر عن إبراهيم أنه كان يلف ما يستثن أن الشجرة اللعونة ‪ :‬شجرة الزقوم‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا إسرائيل عن فرات القزاز قال ‪ :‬سألت سعيد بن جبي عن الشجرة اللعونة ف القرآن قال ‪ :‬شجرة الزقوم‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬هي الزقوم‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬و الشجرة اللعونة ف القرآن ونوفهم فما يزيدهم إل طغيانا كبيا } وهي شجرة الزقوم خوف ال با عباده فافتتنوا بذلك حت‬
‫قال قائلهم أبو جهل بن هشام ‪ :‬زعم صاحبكم هذا أن ف النار شجرة والنار تأكل الشجر وإنا ؟ ال ما نعلم الزقوم إل التمر والزبد فتزقموا ! فانزل ال تبارك وتعال حي عجبوا أن يكون ف‬
‫النار شجرة ‪ { :‬إنا شجرة ترج ف أصل الحيم * طلعها كأنه رؤوس الشياطي } إن خلقتها من النار وعذبت با من شئت من عبادي‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { والشجرة اللعونة ف القرآن } قال ‪ :‬الزقوم وذلك أن الشركي قالوا ‪ :‬يبنا هذا أن ف النار شجرة والنار تأكل الشجر‬
‫حت ل تدع منه شيئا وذلك فتنة‬
‫حدثت عن السي بن الفرج قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد بن سليمان قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله ‪ { :‬والشجرة اللعونة ف القرآن } قال ‪ :‬شجرة الزقوم‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬والشجرة اللعونة ف القرآن } الزقوم الت سألوا ال أن يل بيوتم منها وقال ‪ :‬هي الصرفان بالزبد تتزقمه والصرفان ‪:‬‬
‫صنف من التمر قال ‪ :‬وقال أبو جهل ‪ :‬هي الصرفان بالزبد وافتتنوا با‬
‫وقال آخرون ‪ :‬ير الكشوث‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا ممد بن إساعيل بن أب فديك عن ابن أب ذئب عن مول بن هاشم حدثه أن عبد ال بن الارث بن نوفل أرسله إل ابن عباس يسأله عن الشجرة اللعونة ف القرآن‬
‫قال ‪ :‬هي هذه الشجرة الت تلوي على الشجرة وتعل ف الاء يعن الكشوثى‬
‫وأول القولي ف ذلك بالصواب عندنا قول من قال ‪ :‬عن با شجرة الزقوم لجاع الجة من م هل التأويل على ذلك ونصبت الشجرة اللعونة عطفا با على الرؤيا فتأويل الكلم إذن ‪ :‬وما‬
‫جعلنا الرؤيا الت أريناك والشجرة اللعونة ف القران إل فتنة للناس فكانت فتنتهم ف الرؤيا ما ذكرت من ارتداد من ارتد وتادي أهل الشرك ف شركهم حي أخبهم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم با أراه ال ف مسيه إل بيت القدس ليلة أسري به وكانت فتنتهم ف الشجرة اللعونة ما ذكرنا من قول أب جهل والشركي معه ‪ :‬يبنا ممد أن ف النار شجرة نابتة والنار تأكل‬
‫الشجر فكيف تنبت فيها ؟ وقوله ‪ { :‬و نوفهم فما يزيدهم إل طغيانا كبيا } يقول ‪ :‬ونوف هؤلء الشركي با نتوعدهم من العقوبات والنكال فما يزيدهم تويفنا إل طغيانا كبيا يقول ‪:‬‬
‫إل تاديا وغيا كبيا ف كفرهم وذلك أنم لا خوفوا بالنار الت طعامهم فيها الزقوم دعوا بالتمر والزبد وقالوا ‪ :‬تزقموا من هذا وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك ‪:‬‬
‫‪ :‬وقد تقدم ذكر بعض من قال ذلك ونذكر بعض من بقي‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج قال ‪ :‬قال ابن جريج { والشجرة اللعونة } قال ‪ :‬طلعها كأنه رؤوس الشياطي والشياطي ملعونون قال { والشجرة اللعونة ف القرآن } لا‬
‫{ ذكرها زادهم افتتانا وطغيانا قال ال تبارك وتعال ‪ { :‬ونوفهم فما يزيدهم إل طغيانا كبيا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪106‬‬

‫(وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم فسجدوا إل إبليس قال أأسجد لن خلقت طينا (‪61‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬واذكر يا ممد تادي هؤلء الشركي ف غيهم وارتدادهم عتوا على ربم بتخويفه إياهم تقيقهم قول عدوهم وعدو والدهم حي أمره ربه‬
‫بالسجود له فعصاه وأب السجود له حسدا واستكبارا { لئن أخرتن إل يوم القيامة لحتنكن ذريته إل قليل } وكيف صدقوا ظنه فيهم وخالفوا أمر ربم وطاعته واتبعوا أمر عدوهم وعدو‬
‫والدهم‬
‫ويعن بقوله ‪ { :‬وإذ قلنا للملئكة } ‪ :‬واذكر إذ قلنا للملئكة { اسجدوا لدم فسجدوا إل إبليس } فإنه استكب وقال { أأسجد لن خلقت طينا } يقول ‪ :‬لن خلقته من طي فلما حذفت‬
‫من تعلق به قوله { خلقت } فنصب يفتخر عليه الاهل بأنه خلق من نار وخلق آدم من طي‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬بعث رب العزة تبارك وتعال إبليس فاخذ من أدي الرض من عذبا وملحها فخلق منه آدم فكل شيء‬
‫خلق من عذبا فهو صائر إل السعادة وإن كان ابن كافرين وكل شيء خلقه من ملحها فهو صائر إل الشقاوة وإن كان ابن نبيي ومن ث قال إبليس { أأسجد لن خلقت طينا } أي ‪ :‬هذه‬
‫الطينة أنا جئت با ومن ث سي آدم لنه خلق من أدي الرض‬

‫(قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إل يوم القيامة لحتنكن ذريته إل قليل (‪62‬‬

‫وقوله ‪ { :‬أرأيتك هذا الذي كرمت علي } يقول تعال ذكره ‪ :‬أرأيت هذا الذي كرمته علي فأمرتن بالسجود له ويعن بذلك آدم { لئن أخرتن } أقسم عدو ال فقال لربه ‪ :‬لئن أخرت‬
‫إهلكي إل يوم القيامة { لحتنكن ذريته إل قليل } يقول ‪ :‬لستولي عليهم ولستأصلنهم ولستميلنهم ! يقال منه ‪ :‬احتنك فلن ما عند فلن من مال أو علم أو غي ذلك ومنه قول الشاعر‬
‫‪:‬‬
‫( نشكو إليك سنة قد أجحفت ‪ ...‬جهدا إل جهد بنا فاضعفت (‬
‫( واحتنكت أموالنا وجلفت (‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ئنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال تبارك وتعال { لحتنكن ذريته إل‬
‫قليل } قال ‪ :‬لحتوينهم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬لحتنكن ذريته إل قليل } يقول ‪ :‬لستولي‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬لحتنكن ذريته إل قليل } قال ‪ :‬لضلنهم وهذه اللفاظ وإن اختلفت فإنا متقاربات العن لن الستيلء والحتواء بعن‬
‫واحد لذا استول عليهم فقد أضلهم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪107‬‬

‫(قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا (‪63‬‬

‫يقول تعال ذكره قال ال لبليس إذ قال له { لئن أخرتن إل يوم القيامة لحتنكن ذريته إل قليل } اذهب فقد أخرتك فمن تبعك منهم يعن من ذرية آدم عليه السلم فأطاعك فإن جهنم‬
‫جزاؤك وجزاؤهم يقول ‪ :‬ثوابك على دعائك إياهم على معصيت وثوابم على اتباعهم إياك وخلفهم أمري { جزاء موفورا } ‪ :‬يقول ‪ :‬ثوابا مكثورا مكمل‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا } عذاب جهنم جزاؤهم ونقمة من ال من أعدائه فل يعدل‬
‫عنهم من عذابا شيء‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا } قال ‪ :‬وافرا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { موفورا } قال ‪ :‬وافرا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪108‬‬

‫(واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بيلك ورجلك وشاركهم ف الموال والولد وعدهم وما يعدهم الشيطان إل غرورا (‪64‬‬

‫يعن تعال ذكره بقوله { واستفزز } واستخفف واستجهل من قولم ‪ :‬استفز فلنا كذا وكذا فهو يستفزه { من استطعت منهم بصوتك } اختلف أهل التأويل ف الصوت الذي عناه جل ثناؤه‬
‫بقوله { و استفزز من استطعت منهم بصوتك } فقال بعضهم ‪ :‬عن به ‪ :‬صوت الغناء واللعب‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس عن ليث عن ماهد ف قوله { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } قال ‪ :‬باللهو والغناء‬
‫حدثن أبو السائب قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس قال ‪ :‬سعت ليثا يذكر عن ماهد ف قوله ‪ { :‬واستفزز من استطعت منهم بصوتك } قال ‪ :‬اللعب واللهو وقال آخرون ‪ :‬عن به { واستفزز من‬
‫استطعت منهم } بدعائك إياه إل طاعتك ومعصية ال‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } قال ‪ :‬صوته كل داع دعا إل معصية ال‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } قال ‪ :‬بدعائك وأول القوال ف ذلك بالصحة أن يقال ‪ :‬إن ال تبارك وتعال‬
‫قال لبليس ‪ :‬واستفزز من ذرية آدم من استطعت أن تستفزه بصوتك ول يص من ذلك صوتا دون صوت فكل صوت كان دعاء إليه وإل عمله وطاعته وخلفا للدعاء إل طاعة ال فهو‬
‫داخل ف معن صوته الذي قال ال تبارك وتعال اسه له { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } وقوله { و أجلب عليهم بيلك ورجلك } يقول ‪ :‬واجع عليهم من ركبان جندك ومشاتم‬
‫من يلب عليها بالدعاء إل طاعتك والصرف عن طاعت يقال منه ‪ :‬أجلب فلن على فلن إجلبا ‪ :‬إذا صاح عليه واللبة ‪ :‬الصوت وربا قيل ‪ :‬ما هذا اللب كما يقال ‪ :‬الغلبة والغلب‬
‫والشفقة والشفق‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن سلم بن جنادة قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس قال ‪ :‬سعت ليثا يذكر عن ماهد ف قوله { و أجلب عليهم بيلك ورجلك } قال ‪ :‬كل راكب وماشي ف معاصي ال تعال‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { و أجلب عليهم بيلك ورجلك } قال ‪ :‬إن له خيل ورجل من الن والنس وهم الذين يطيعونه‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { و أجلب عليهم بيلك ورجلك } قال ‪ :‬الرجال الشاة‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { و أجلب عليهم بيلك ورجلك } قال ‪ :‬خيله ‪ :‬كل راكب ف معصية ال ورجله ‪ :‬كل راجل ف معصية ال‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن منصور عن ماهد ف قوله { وأجلب عليهم بيلك ورجلك } قال ‪ :‬ما كان من راكب يقاتل ف معصية ال فهو من خيل إبليس وما كان من راجل ف‬
‫معصية ال فهو من رجال إبليس والرجل ‪ :‬جع راجل كما التجر ‪ :‬جع تاجر والصحب ‪ :‬جع صاحب‬
‫وأما قوله { وشاركهم ف الموال والولد } فإن أهل التأويل اختلفوا ف الشاركة الت عنيت بقوله { وشاركهم ف الموال والولد } فقال بعضهم ‪ :‬هو أمره إياهم بإنفاق أموالم ف غي‬
‫طاعة ال واكتسابموها من غي حلها‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن أبو السائب قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس قال ‪ :‬سعت ليثا يذكر عن ماهد { وشاركهم ف الموال } الت أصابوها من غي حلها‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { وشاركهم ف الموال } قال ‪ :‬ما أكل من مال‬
‫بغي طاعة ال‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا عيسى بن يونس عن طلحة بن عمرو عن عطاء بن أب رباح قال ‪ :‬الشرك ف أموال الربا‬
‫حدثنا بشر قال ؟ ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة عن السن ف قوله { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬قد وال شاركهم ف أموالم وأعطاهم ال أموال فأنفقوها ف طاعة الشيطان‬
‫ف غي حق ال تبارك اسه وهو قول قتادة‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد عن معمر قال ‪ :‬قال السن { وشاركهم ف الموال } مرهم أن يكسبوها من خبيث وبنفقوها ف حرام‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬كل مال ف معصية ال‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬مشاركته إياهم ف الموال والولد ما زين لم فيها من معاصي ال حت ركبوها‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن منصور عن ماهد { وشاركهم ف الموال } كل ما أنفقوا ف غي حقه وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك كل ما كان من تري الشركي ما كانوا يرمون من‬
‫النعام كالبحائر والسوائب ونو ذلك‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس ف قوله { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬الموال ‪ :‬ما كانوا يرمون من أنعامهم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا عيسى عن عمران بن سليمان عن أب صال عن ابن عباس قال ‪ :‬مشاركته ف الموال أن جعلوا البحية والسائبة والوصيلة لغي ال‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وشاركهم ف الموال } فإنه قد فعل ذلك أما ف الموال فأمرهم أن يعلوا بية وسائبة ووصيلة وحاما‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬الصواب حاميا وقال آخرون ‪ :‬بل عن به ما كان الشركون يذبونه للتهم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ قال ‪ :‬ثنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ‪ { :‬وشاركهم ف الموال والولد } يعن ما كانوا يذبون للتهم‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬عن بذلك كل مال عصى ال فيه بإنفاق ف حرام أو اكتساب من حرام أو ذبح لللة أو تسييب أو بر للشيطان وغي ذلك ما كان معصيا به‬
‫أو فيه وذلك أن ال قال { وشاركهم ف الموال } فكل ما أطيع الشيطان فيه من مال وعصي ال فيه فقد شارك فاعل ذلك فيه إبليس فل وجه لصوص بعض ذلك دون بعض وقوله‬
‫{ والولد } اختلف أهل التأويل ف صفة شركته بن آدم ف أولدهم فقال بعضهم ‪ :‬شركته ! إياهم فيهم بزناهم بأمهاتم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬أولد الزنا‬
‫حدثن أبو السائب قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس قال ‪ :‬سعت ليثا يذكر عن ماهد { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬أولد الزنا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬أولد‬
‫الزنا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد قال ‪ :‬أولد الزنا‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ قال ‪ :‬ثنا عبيد بن سليمان قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬أولد الزنا يعن بذلك أهل الشرك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن منصور عن ماهد ف قوله { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬الولد ‪ :‬أولد الزنا وقال آخرون ‪ :‬عن بذلك ‪ :‬وأدهم أولدهم وقتلهموهم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬ما قتلوا من أولدهم وأتوا فيهم الرام وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك ‪:‬‬
‫صبغهم إياهم ف الكفر‬
‫‪ :‬ذكر من قم ال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة عن السن { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬قد وال شاركهم ف أموالم وأولدهم فمجسوا وهودوا ونصروا وصبغوا غي صبغة‬
‫السلم وجزؤوا من أموالم جزءا للشيطان‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬قد فعل ذلك أما ف الولد فإنم هودوهم ونصروهم ومسوهم‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك تسميتهم أولدهم عبد الارث وعبد شس ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن عيسى بن يونس عن عمران بن سليمان عن أب صال عن ابن عباس { وشاركهم ف الموال والولد } قال ‪ :‬مشاركته إياهم ف الولد سوا عبد‬
‫الارث وعبد الشمس وعبد فلن‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصواب أن يقال ‪ :‬كل ولد ولدته أنثى عصي ال بتسميته ما يكرهه ال أو بإدخاله ف غي الدين الذي ارتضاه ال أو بالزنا بأمه أو قتله ووأده أو غي ذلك من المور‬
‫الت يعص ال با بفعله به أو فيه فقد دخل ف مشاركة إبليس فيه من ولد ذلك الولود له أو منه لن ال ل يصص بقوله { وشاركهم ف الموال والولد } معن الشركة فيه بعن دون معن‬
‫فكل ما عصي ال فيه أو به وأطيع به الشيطان أو فيه فهو مشاركة من عصي ال فيه أو به إبليس فيه‬
‫وقوله { وعدهم وما يعدهم الشيطان إل غرورا } يقول تعال ذكره لبليس ‪ :‬وعد أتباعك من ذرية آدم النصرة على من أرادهم بسوء يقول ال { وما يعدهم الشيطان إل غرورا } لنه ل‬
‫يغن عنهم من عقاب ال إذا نزل بم شيئا فهم من عداته ف باطل وخديعة كما قال لم عدو ال حي حصحص الق { إن ال وعدكم وعد الق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان ل عليكم من‬
‫{ سلطان إل أن دعوتكم فاستجبتم ل فل تلومون ولوموا أنفسكم ما أنا بصرخكم وما أنتم بصرخي إن كفرت با أشركتمون من قبل‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪112‬‬

‫(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيل (‪65‬‬

‫يقول تعال ذكره لبليس ‪ :‬إن عبادي الذين أطاعون فاتبعوا أمري وعصوك يا إبليس ليس لك عليهم حجة‬
‫وقوله { وكفى بربك وكيل } يقول جل ثناؤه لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وكفاك يا ممد ربك حفيظا وقيما بأمرك فانقد لمره وبلغ رسالته هؤلء الشركي ول تف أحدا فإنه قد‬
‫توكل بفظك ونصرتك‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيل } وعباده الؤمنون وقال ال ف آية أخرى { إنا سلطانه على الذين‬
‫{ يتولونه والذين هم به مشركون‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪66‬‬

‫(ربكم الذي يزجي لكم الفلك ف البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما (‪66‬‬

‫يقول تعال ذكره للمشركي به ‪ :‬ربكم أيها القوم هو الذي يسي لكم السفن ف البحر فيحملكم فيها { لتبتغوا من فضله } لتوصلوا بالركوب فيها إل أماكن تاراتكم ومطالبكم ومعايشكم‬
‫وتلتمسون من رزقه { إنه كان بكم رحيما } يقول ‪ :‬إن ال كان بكم رحيما حي أجرى لكم الفلك ف البحر تسهيل منه بذلك عليكم التصرف ف طلب فضله ف البلد النائية الت لول‬
‫تسهيله ذلك لكم لصعب عليكم الوصول إليها‬
‫وبنحو ما قلنا ف قوله { يزجي لكم } قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ربكم الذي يزجي لكم الفلك ف البحر } يقول ‪ :‬يري الفلك‬
‫حدثن ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ربكم الذي يزجي لكم الفلك ف البحر } قال ‪ :‬يسيها ف البحر‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس { ربكم الذي يزجي لكم الفلك ف البحر } قال ؟ يري‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ربكم الذي يزجي لكم الفلك ف البحر } قال ‪ :‬يريها‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪113‬‬

‫(وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه فلما ناكم إل الب أعرضتم وكان النسان كفورا (‪67‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وإذا نالتكم الشدة والهد ف البحر ضل من تدعون يقول ‪ :‬فقد ت من تدعون من دون ال من النداد واللة وجار عن طريقكم فلم يغثكم ول تدوا غي ال مغيثا يغيثكم‬
‫دعوتوه فلما دعوتوه وأغاثكم وأجاب دعاءكم وناكم من هول ما كنتم فيه ف البحر أعرضتم عما دعاكم إليه ربكم من خلع النداد والباءة من اللة وإفراده باللوهة كفرا منكم بنعمته‬
‫{ وكان النسان كفورا } يقول ‪ :‬وكان النسان إذا جحد لنعم ربه‬

‫(أفأمنتم أن يسف بكم جانب الب أو يرسل عليكم حاصبا ث ل تدوا لكم وكيل (‪68‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ { :‬أفأمنتم } أيها الناس من ربكم وقد كفرت نعمته بتنجيته إياكم من هول ما كنتم فيه ف البحر وعظيم ما كنتم قد أشرفتم عليه من اللك فلما ناكم وصرت إل الب‬
‫كفرت وأشركتم ف عبادته غيه { أن يسف بكم جانب الب } يعن ناحية الب { أو يرسل عليكم حاصبا } يقول ‪ :‬أو يطركم حجارة من السماء تقتلكم كما فعل بقوم لوط { ث ل تدوا‬
‫لكم وكيل } يقول ‪ :‬ث ل تدوا لكم ما يقوم بالدافعة عنكم من عذابه وما ينعكم منه وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { أفأمنتم أن يسف بكم جانب الب أو يرسل عليكم حاصبا } يقول ‪ :‬حجارة من السماء { ث ل تدوا لكم وكيل } ‪ :‬أي منعة ول‬
‫ناصرا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج ف قوله { أفأمنتم أن يسف بكم جانب الب أو يرسل عليكم حاصبا } قال ‪ :‬مطر الجارة إذا خرجتم من البحر‬
‫‪ :‬وكان بعض أهل العربية يوجه تأويل قوله { أو يرسل عليكم حاصبا } إل ‪ :‬أو يرسل عليكم ريا عاصفا تصب ويستشهد لقوله ذلك بقول الشاعر‬
‫( مستقبلي شال الشام تضربنا ‪ ...‬باصب كنديف القطن منثور (‬
‫وأصل الاصب ‪ :‬الريح تصب بالصباء والصباء ‪ :‬الرض فيها الرمل والصى الصغار يقال ف الكلم حصب فلن فلنا ‪ :‬إذا رماه بالصباء وإنا وصفت الريح بأنا تصب لرميها الناس‬
‫‪ :‬بذلك كما قال الخطل‬
‫( ولقد علمت إذا العشار تروحت ‪ ...‬هدج الرئال تكبهن شال (‬
‫( ترمي العضاه باصب من ثلجها ‪ ...‬حت يبيت على العضاه جفال (‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪114‬‬


‫(أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم با كفرت ث ل تدوا لكم علينا به تبيعا (‪69‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬أم أمنتم أيها القوم من ربكم وقد كفرت به بعد إنعامه عليكم النعمة الت قد علمتم أن يعيدكم ف البحر تارة أخرى يقول ‪ :‬مرة أخرى والاء الت ف قوله فيه من ذكر‬
‫البحر‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { أن يعيدكم فيه تارة أخرى } أي ف البحر مرة أخرى { فيسل عليكم قاصفا من الريح } وهي الت تقصف ما مرت به فتحطمه‬
‫وتدقه من قولم ‪ :‬قصف فلن ظهر فلن ‪ :‬إذا كسره { فيغرقكم با كفرت } يقول ‪ :‬فيغرقكم ال بذه الريح القاصف با كفرت يقول ‪ :‬بكفركم به { ث ل تدوا لكم علينا به تبيعا } يقول ‪:‬‬
‫ث ل تدوا لكم علينا تابعا يتبعنا با فعلنا بكم ول ثائرا يثأرنا بإهلكنا إياكم وقيل ‪ :‬تبيعا ف موضع التابع كما قيل ‪ :‬عليم ف موضع عال والعرب تقول لكل طالب بدم أو دين أو غيه ‪ :‬تبيع‬
‫‪ :‬ومنه قول الشاعر‬
‫( عدوا وعدت غزلنم فكأنا ‪ ...‬ضوامن غرم لزهن تبيع (‬
‫وبنحو الذي قلنا ف القاصف والتبيع قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { فيسل عليكم قاصفا من الريح } يقول ‪ :‬عاصفا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثي حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬قاصفا الت تغرق‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ث ل تدوا لكم علينا به تبيعا } يقول نصيا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى ‪ -‬وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قال ممد ‪ :‬ثائرا وقال الارث نصيا ثائرا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { ث ل تدوا لكم علينا به تبيعا } قال ‪ :‬ثائرا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ث ل تدوا لكم علينا به تبيعا } أي ل ناف أن نتبع بشيء من ذلك‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ث ل تدوا لكم علينا به تبيعا } يقول ‪ :‬ل يتبعنا أحد بشيء من ذلك والتارة ‪ :‬جعه تارات وتي وأفعلت منه ‪ :‬أترت‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪115‬‬

‫(ولقد كرمنا بن آدم وحلناهم ف الب والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثي من خلقنا تفضيل (‪70‬‬

‫يقول تعال ذكره { ولقد كرمنا بن آدم } بتسليطنا إياهم على غيهم من اللق وتسخينا سائر اللق لم { وحلناهم ف الب } على ظهور الدواب والراكب { و } ف { البحر } ف الفلك‬
‫الت سخرناها لم { ورزقناهم من الطيبات } يقول ‪ :‬من طيبات الطاعم والشارب وهي حللا ولذيذاتا { وفضلناهم على كثي من خلقنا تفضيل } ذكر لنا أن ذلك تكنهم من العمل‬
‫بأيديهم وأخذ الطعمة والشربة با ورفعها با إل أفواههم وذلك غي متيسر لغيهم من اللق‬
‫كما حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قوله { ولقد كرمنا بن آدم } قال { وفضلناهم } ف اليدين يأكل بما ويعمل بما وما سوى النس يأكل بغي ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن زيد بن أسلم ف قوله { ولقد كرمنا بن آدم } قال ‪ :‬قالت اللئكة يا ربنا إنك أعطيت بن آدم الدنيا يأكلون منها‬
‫ويتنعمون ول تعطنا ذلك فأعطناه ف الخرة ! فقال وعزت ل أجعل ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان‬

‫(يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوت كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابم ول يظلمون فتيل (‪71‬‬

‫اختلف أهل التأويل ف معن المام الذي ذكر ال جل ثناؤه أنه يدعو كل أناس به فقال بعضهم ‪ :‬هو نبيه ومن كان يقتدي به ف الدنيا ويأت به‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يي بن طلحة اليبوعي قال ‪ :‬ثنا فضيل عن ليث عن ماهد { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } قال ‪ :‬نبيهم‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام عن عنبسة عن ممد بن عبد الرحن عن القاسم بن أب بزة عن ماهد { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } قال ‪ :‬نبيهم‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبوعاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬بإمامهم } قال ‪ :‬نبيهم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا ممد قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { كل أناس بإمامهم } قال ‪ :‬نبيهم‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة مثله وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك أنه يدعوهم بكتب أعمالم الت عملوها ف الدنيا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس ف قوله { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } قال ‪ :‬المام ما عمل وأملى فكتب عليه فمن بعث متقيا ل‬
‫جعل كتابه بيمينه فقرأه واستبشر ول يظلم فتيل وهو مثل قوله { وإنما لبإمام مبي } والمام ‪ :‬ما أملى وعمل‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة عن السن { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } قال ‪ :‬بأعمالم‬
‫حدثنا ممد قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة قال ‪ :‬قال السن ‪ :‬بكتابم الذي فيه أعمالم‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } يقول ‪ :‬بكتابم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن أب جعفر عن الربيع عن أب العالية قال ‪ :‬بأعمالم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معناه ‪ :‬يوم ندعوا كل أناس بكتابم الذي أنزلت عليهم فيه أمري ونيي‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫‪22526‬‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪117‬‬

‫(ومن كان ف هذه أعمى فهو ف الخرة أعمى وأضل سبيل (‪72‬‬

‫اختلف أهل التأويل ف العن الذي أشي إليه بقوله هذه فقال بعضهم ‪ :‬أشي بذلك إل النعم الت عددها تعال ذكره بقوله { ولقد كرمنا بن آدم وحلناهم ف الب والبحر ورزقناهم من‬
‫{ الطيبات وفضلناهم على كثي من خلقنا تفضيل } فقال { ومن كان ف هذه أعمى فهو ف الخرة أعمى وأضل سبيل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا عبد العلى قال ‪ :‬ثنا داود عن ممد بن أب موسى قال ‪ :‬سئل عن هذه الية { ومن كان ف هذه أعمى فهو ف الخرة أعمى وأضل سبيل } فقال ‪ :‬قال { ولقد‬
‫كرمنا بن آدم وحلناهم ف الب والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثي من خلقنا تفضيل } قال ‪ :‬من عمي عن شكر هذه النعم ف الدنيا فهو ف الخرة أعمى وأضل سبيل وقال‬
‫آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬ومن كان ف هذه الدنيا أعمى عن قدرة ال فيها وحججه فهو قي الخرة أعمى‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫{ حدثن علي بن داود قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ومن كان ف هذه أعمى } يقول ‪ :‬من عمي عن قدرة ال ف الدنيا { فهو ف الخرة أعمى‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى ‪ -‬وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { ف هذه أعمى } قال ‪ :‬الدنيا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ومن كان ف هذه أعمى فهو ف الخرة أعمى } يقول ‪ :‬من كان ف هذه الدنيا أعمى عما عاين فيها من نعم ال وخلقه وعجائبه‬
‫{ فهو ف الخرة أعمى وأضل سبيل } فيما يغيب عنه من أمر الخرة وأعمى‬
‫حدثنا ممد قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ومن كان ف هذه أعمى } ف الدنيا فيما أراه ال من آياته من خلق السماوات والرض والبال والنجوم { فهو ف الخرة } الغائبة‬
‫{ الت ل يرها { أعمى وأضل سبيل‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب ‪ :‬قال ‪ :‬قال ابن زيد وسئل عن قول ال تعال { ومن كان ف هذه أعمى فهو ف الخرة أعمى وأضل سبيل } فقرأ { إن ف السماوات والرض ليات‬
‫للمؤمني } { وف أنفسكم أفل تبصرون } وقرأ { ومن آياته أن خلقكم من تراب ث إذا أنتم بشر تنتشرون } وقرأ حت بلغ { وله من ف السماوات والرض كل له قانتون } قال ‪ :‬كل له‬
‫مطيعون إل ابن آدم قال ‪ :‬فمن كانت ف هذه اليات الت يعرف أنا منا ويشهد عليها وهو يرى قدرتنا ونعمتنا أعمى فهو ف الخرة الت ل يرها أعمى وأضل سبيل‬
‫وأول القوال ف ذلك عندي بالصواب قول من قال ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬ومن كان ف هذه الدنيا أعمى عن حجج ال على أنه النفرد بلقها وتدبيها وتصريف ما فيها فهو ف أمر الخرة الت ل‬
‫يرها ول يعاينها وفيما هو كائن فيها أعمى وأضل سبيل يقول ‪ :‬وأضل طريقا منه قي أمر الدنيا الت قد عاينها ورآها وإنا قلنا ‪ :‬ذلك أول تأويلته بالصواب لن ال تعال ذكره ل يص ف‬
‫قوله { ومن كان ف هذه } الدنيا { أعمى } عمى الكافر به عن بعض حججه عليه فيها دون بعض فيوجه ذلك إل عماه عن نعمه با أنعم به عليه من تكريه بن آدم وحله إياهم ف الب‬
‫والبحر وما عدد ف الية الت ذكر فيها نعمه عليهم بل عم بالب عن عماه ف الدنيا فهم كما عتم تعال ذكره واختلفت القراء ف قراءة قوله { فهو ف الخرة أعمى } فكسرت القرأة جيعا‬
‫أعن الرف الول قوله { ومن كان ف هذه أعمى } وأما قوله { فهو ف الخرة أعمى } فإن عامة قراء الكوفيي أمالت أيضا قوله { فهو ف الخرة أعمى } وأما بعض قراء البصرة فإنه فتحه‬
‫وتأوله بعن ‪ :‬فهو ف الخرة أشد عمى واستشهد لصحة قراءته بقوله { وأضل سبيل } وهذه القراءة هي أول القراءتي ف ذلك بالصواب للشاهد الذي ذكرنا عن قارئه كذلك وإنا كره من‬
‫كره قراءته كذلك ظنا منه أن ذلك مقصود به قصد عمى العيني الذي ل يوصف أحد بأنه أعمى من آخر أعمى إذ كان عمى البصر ل يتفاوت فيكون أحدها أزيد عمى من الخر إل‬
‫بإدخال أشد أو أبي فليس المر ف ذلك كذلك وإنا قلنا ‪ :‬ذلك من عمى القلب الذي يقع فيه التفاوت ؟ فإنا عن به عمى قلوب الكفار عن حجج ال الت قد عاينتها أبصارهم فلذلك جاز‬
‫ذلك وحسن وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫‪22535‬‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪118‬‬

‫(وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيه وإذا لتذوك خليل (‪73‬‬
‫اختلف أهل التأويل ف الفتنة الت كاد الشركون أن يفتنوا رسول ال صلى ال عليه وسلم با عن الذي أوحى ال إليه إل غيه فقال بعضهم ‪ :‬ذلك اللام باللة لن الشركي دعوه إل ذلك‬
‫فهم به رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد قال ‪ :‬كان رسول صلى ال عليه وسلم يستلم الجر السود فمنعته قريش وقالوا ‪ :‬ل ندعه حت يلم بآلتنا فحدث نفسه وقال ‪:‬‬
‫ما علي أن أل با بعد أن يدعون أستلم الجر وال يعلم أن لا كاره فأب ال فأنزل ال { وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيه } الية‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ولول أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليل } ذكر لنا أن قريشا خلوا برسول ال صلى ال عليه وسلم ذات ليلة إل الصبح‬
‫يكلمونه ويفخمونه ويسودونه ويقاربونه وكان ف قولم أن قالوا ‪ :‬إنك تأت بشيء ل يأت به أحد من الناس وأنت سيدنا وابن سيدنا فما زالوا يكلمونه حت كاد أن يقارفهم ث منعه ال‬
‫{ وعصمه من ذلك فقال { ولول أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليل‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { لتفتري علينا غيه } قال ‪ :‬أطافوا به ليلة فقالوا ‪ :‬أنت سيدنا وابن سيدنا فأرادوه على بعض ما يريدون فهم أن‬
‫يقارفهم ف بعض ما يريدون ث عصمه ال فذلك قوله { لقد كدت تركن إليهم شيئا قليل } الذي أرادوا فهم أن يقارفهم فيه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد قال ‪ :‬قالوا له ‪ :‬ائت آلتنا فامسسها فذلك قوله { شيئا قليل } وقال آخرون ‪ :‬إنا كان ذلك أن رسول ال صلى‬
‫‪ :‬ال عليه وسلم هم أن ينظر قوما بإسلمهم إل مدة سألوه النظار إليها ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيه وإذا لتذوك خليل } وذلك أن‬
‫ثقيفا كانوا قالوا للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا رسول ال أجلنا سنة حت يهدى ل لتنا فإذا قبضنا الذي يهدى للتنا أخذناه ث أسلمنا وكسرنا اللة فهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫{ يعطيهم وأن يؤجلهم فقال ال { ولول أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليل‬
‫والصواب من القول ف ذلك أن يقال ‪ :‬إن ال تعال ذكره أخب عن نبيه صلى ال عليه وسلم أنه أن الشركي كادوا أن يفتنوه عما أوحاه ال إليه ليعمل بغيه وذلك هو الفتراء على ال‬
‫وجائز أن يكون ذلك كان ما ذكر عنهم من ذكر أنم دعوه أن يس آلتهم ويلم با وجائز أن يكون كان ذلك ما ذكر عن ابن عباس من أمر ثقيف ومسألتهم إياه ما ذكرنا وجائز أن يكون‬
‫غي ذلك ول بيان ف الكتاب ول ف خب يقطع العذر أي ذلك كان والختلف فيه موجود على ما ذكرنا فل شيء فيه أصوب من اليان بظاهره حت يأت خب يب ! التسليم له ببيان ما عن‬
‫بذلك منه‬
‫وقوله { وإذا لتذوك خليل } يقول تعال ذكره ‪ :‬ولو فعلت ما دعوك إليه من الفتنة عن الذي أوحينا إليك لتذوك إذا لنفسهم خليل وكنت لم وكانوا لك أولياء‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪119‬‬

‫(ولول أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليل (‪74‬‬

‫القول ف تأويل يقول تعال ذكره ‪ :‬ولول أن ثبتناك يا ممد بعصمتنا إياك عما دعاك إليه هؤلء الشركون من الفتنة { لقد كدت تركن إليهم شيئا قليل } يقول ‪ :‬لقد كدت تيل إليهم‬
‫‪ :‬وتطمئن شيئا قليل وذلك ما كان صلى ال عليه وسلم هم به من أن يفعل بعض الذي كانوا سألوه فعله فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما ذكر حي نزلت هذه الية ما‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا سليمان قال ‪ :‬ثنا أبو هلل عن قتادة ف قوله { ولول أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليل } فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ [ :‬ل تكلن إل‬
‫[ نفسي طرفة عي‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪120‬‬

‫(إذا لذقناك ضعف الياة وضعف المات ث ل تد لك علينا نصيا (‪75‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬لو ركنت إل هؤلء الشركي يا ممد شيئا قليل فيما سألوك إذن لذقناك ضعف عذاب الياة وضعف عذاب المات وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل ذكر من‬
‫‪ :‬قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { إذا لذقناك ضعف الياة وضعف المات } يعن ‪ :‬ضعف عذاب الدنيا والخرة‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ؟ ثنا أبوعاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال { ضعف الياة } قال ‪ :‬عذابا { و ضعف المات } قال ‪ :‬عذاب الخرة‬
‫حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { إذا لذقناك ضعف الياة وضعف المات } ‪ :‬أي عذاب الدنيا والخرة‬
‫حدثنا ممد قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة ‪ { :‬ضعف الياة وضعف المات } قال ‪ :‬عذاب الدنيا وعذاب الخرة‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬أخبنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { ضعف الياة وضعف المات } يعن عذاب الدنيا وعذاب الخرة وكان بعض أهل العربية‬
‫من أهل البصرة يقول ف قوله { إذا لذقناك ضعف الياة } متصر كقولك ‪ :‬ضعف عذاب الياة { وضعف المات } فهما عذابان عذاب المات به ضوعف عذاب الياة وقوله { ث ل تد‬
‫لك علينا نصيا } يقول ‪ :‬ث ل تد لك يا ممد إن نن أذقناك لركونك إل هؤلء الشركي لو ركنت إليهم عذاب الياة وعذاب المات علينا نصيا ينصرك علينا وينعك من عذابك‬
‫وينقذك ما نالك منا من عقوبة‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪121‬‬

‫(وإن كادوا ليستفزونك من الرض ليخرجوك منها وإذا ل يلبثون خلفك إل قليل (‪76‬‬

‫يقول عز وجل ‪ :‬هؤلء القوم ليستفزوك من الرض ‪ :‬يقول ‪ :‬ليستخفونك من الرض الت أنت با ليخرجوك منها { وإذا ل يلبثون خلفك إل قليل } يقول ‪ :‬ولو أخرجوك منها ل يلبثوا‬
‫بعدك فيها إل قليل حت أهلكهم بعذاب عاجل‬
‫واختلف أهل التأويل ف الذين كادوا أن يستفزوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ليخرجوه من الرض وف الرض الت أرادوا أن يرجوه منها فقال بعضهم ‪ :‬الذين كادوا أن يستفزوا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم من ذلك اليهود والرض الت أرادوا أن يرجوه منها الدينة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا العتمر بن سليمان عن أبيه قال ‪ :‬زعم حضرمي أنه بلغه أن بعض اليهود قال للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن أرض النبياء أرض الشام وإن هذه ليست‬
‫{ بأرض النبياء فأنزل ال { وإن كادوا ليستفزونك من الرض ليخرجوك منها‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬بل كان القوم الذين فعلوا ذلك قريشا والرض مكة ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وإن كادوا ليستفزونك من الرض ليخرجوك منها وإذا ل يلبثون خلفك إل قليل } وقد هم أهل مكة بإخراج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم من مكة ولو فعلوا ذلك لا توطنوا ولكن ال كفهم عن إخراجه حت أمره ولقلما مع ذلك لبثوا بعد خروج نب ال صلى ال عليه وسلم من مكة حت بعث ال عليهم القتل يوم بدر‬
‫حدثن ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ليستفزونك من الرض } قال ‪ :‬قد فعلوا بعد ذلك فأهلكهم ال يوم بدر ول يلبثوا بعده إل قليل حت أهلكهم ال‬
‫يوم بدر وكذلك كانت سنة ال ف الرسل إذا فعل بم قومهم مثل ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { خلفك إل قليل } قال ‪ :‬لو أخرجت قريش‬
‫ممدا لعذبوا بذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله وأول القولي ف ذلك عندي بالصواب قول قتادة و ماهد وذلك أن قوله { وإن كادوا ليستفزونك من الرض‬
‫} ف سياق خب ال عز وجل عن قريش وذكره إياهم ول ير لليهود قبل ذلك ذكر فيوجه قوله { وإن كادوا } إل أنه خب عنهم فهو بان يكون خبا عمن جرى له ذكر أول من غيه وأما‬
‫القليل الذي استثناه ال جل ذكره ف قوله { وإذا ل يلبثون خلفك إل قليل } فإنه فيما قيل ما بي خروج رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة إل أن قتل ال من قتل من مشركيهم ببدر‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وإذا ل يلبثون خلفك إل قليل } يعن بالقليل يوم أخذهم ببدر فكان ذلك هو القليل الذي‬
‫لبثوا بعد‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { وإذا ل يلبثون خلفك إل قليل } كان القليل الذي لبثوا بعد خروج النب صلى ال عليه‬
‫‪ :‬وسلم من بي أظهرهم إل بدر فأخذهم بالعذاب يوم بدر وعن بقوله خلفك بعدك كما قال الشاعر‬
‫( عقب الرذاذ خلفها فكأنا ‪ ...‬بسط الشواطب بينهن حصيا (‬
‫يعن بقوله ‪ :‬خلفها ‪ :‬بعدها وقد حكي عن بعضهم أنه كان يقرؤها ‪ :‬خلفك ومعن ذلك ومعن اللف ف هذا الوضع واحد‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪122‬‬

‫(سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ول تد لسنتنا تويل (‪77‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬لو أخرجوك ل يلبثوا خلفك إل قليل ولهلكناهم بعذاب من عندنا سنتنا فيمن قد أرسلنا قبلك من رسلنا فإنا كذلك كنا نفعل بالمم إذا أخرجت رسلها من بي أظهرهم‬
‫ونصبت السنة على الروج من معن قوله { ل يلبثون خلفك إل قليل } لن معن ذلك ‪ :‬لعذبناهم بعد قليل كسنتنا ف أمم من أرسلنا قبلك من رسلنا ول تد لسنتنا تويل عما جرت به‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ول تد لسنتنا تويل } ‪ :‬أي سنة المم والرسل كانت قبلك كذلك إذا كذبوا رسلهم‬
‫وأخرجوهم ل يناظروا أن ال أنزل عليهم عذابه‬
‫(أقم الصلة لدلوك الشمس إل غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (‪78‬‬

‫{ يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم { أقم الصلة } يا ممد { لدلوك الشمس‬
‫‪ :‬واختلف أهل التأويل ف الوقت الذي عناه ال بدلوك الشمس فقال بعضهم ‪ :‬هو وقت غروبا والصلة الت أمر بإقامتها حينئذ ‪ :‬صلة الغرب ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن واصل بن عبد العلى السدي قال ‪ :‬ثنا ابن فضيل عن أب إسحاق يعن الشيبان عن عبد الرحن بن السود عن أبيه أنه كان مع عبد ال بن مسعود على سطح حي غربت‬
‫الشمس فقرأ { أقم الصلة لدلوك الشمس إل غسق الليل } حت فرغ من الية ث قال ‪ :‬والذي نفسي بيده إن هذا لي دلكت الشمس وأفطر الصائم ووقت الصلة‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا ابن أب عدي عن سعد عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر أن أبا عبيدة بن عبد ال كتب إليه أن عبد ال بن مسعود كان إذا غربت الشمس صلى الغرب ويفطر‬
‫عندها إن كان صائما ويقسم عليها يينا ما يقسمه على شيء من الصلوات بال الذي ل إله إل هو إن هذه الساعة ليقات هذه الصلة ويقرأ فيها تفسيها من كتاب ال { أقم الصلة لدلوك‬
‫{ الشمس إل غسق الليل‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ابن أب عدي عن شعبة عن عاصم عن أب وائل عن عبد ال قال ‪ :‬هذا دلوك الشمس وهذا غسق الليل وأشار إل الشرق والغرب‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن منصور عن ماهد قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬دلوك الشمس ‪ :‬غروبا يقول ‪ :‬دلكت براح‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا الثوري عن أب إسحاق عن السود عن عبد ال أنه قال ‪ :‬حي غربت الشمس دلكت يعن براح مكانا‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا الثوري عن منصور عن ماهد عن ابن عباس قال ‪ :‬دلوكها ‪ :‬غروبا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬قد ذكر لنا أن ابن مسعود كان يصليها إذا وجبت وعندها يفطرإذا كان جائما ث يقسم عليها قسما ل يقسمه على شيء من‬
‫{ الصلوات بال إلذي ل إله إل هو إن هذه الساعة ليقات هذه الصلة ث يقرأ ويصليها وتصديقها من كتاب ال { أقم الصلة لدلوك الشمس إل غسق الليل‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { أقم الصلة لدلوك الشمس إل غسق الليل } قال ‪ :‬كان أب يقول ‪ :‬دلوكها ‪ :‬حي تريد الشمس تغرب إل أن يغسق الليل‬
‫قال ‪ :‬هي الغرب حي يغسق الليل وتدلك الشمس للغروب‬
‫حدثي سعيد بن الربيع قال ‪ :‬ثنا سفيان بن عيينة سع عمرو بن دينار أبا عبيدة بن عبدال بن مسعود يقول ‪ :‬كان عبدال بن مسعود يصلي الغرب حي يغرب حاجب الشمس ويلف أنه‬
‫{ الوقت الذي قال ال { أقم الصلة لدلوك الشمس إل غسق الليل‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن مغية عن إبراهيم قال ‪ :‬قال عبد ال حي غربت الشمس ‪ :‬هذا وال الذي ل إله غيه وقت هذه الصلة وقال ‪ :‬دلوكها ‪ :‬غروبا وقال آخرون ‪ :‬دلوك‬
‫‪ :‬الشمس ‪ :‬ميلها للزوال والصلة الت أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بإقامتها عند دلوكها ‪ :‬الظهر ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن العمش عن عمارة بن عمي عن عبد الرحن بن يزيد عن عبد ال قال ‪ :‬دلوكها ‪ :‬ميلها يعن الشمس‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا هشيم عن مغية عن الشعب عن ابن عباس قال ف قوله { أقم الصلة لدلوك الشمس } قال ‪ :‬دلوكها ‪ :‬زوالا‬
‫حدثن موسى بن عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا أبو أسامة عن عبد الميد بن جعفر عن نافع عن ابن عمر ف قوله { أقم الصلة لدلوك الشمس } قال ‪ :‬دلوكها ‪ :‬ميلها‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يي بن واضح قال ‪ :‬ثنا السي بن واقد عن سيار بن سلمة عن أب برزة السلمي قوله { أقم الصلة لدلوك الشمس } قال ‪ :‬إذا زالت‬
‫حدثنا ابن حيد مرة أخرى قال ‪ :‬ثنا أبو تيلة قال ‪ :‬ثنا السي بن واقد قال ‪ :‬ثنا سيار بن سلمة الرياحي قال ‪ :‬أتيت أبا برزة فسأله والدي عن مواقيت صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫{ قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي الظهر إذا زالت الشمس ث تل ‪ { :‬أقم الصلة لدلوك الشمس‬
‫حدثن السي بن علي الصدائي قال ‪ :‬ثنا أب قال ‪ :‬ثنا مبارك عن السن قال ‪ :‬قال ال عز وجل لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم { أقم الصلة لدلوك الشمس إل غسق الليل } قال ‪:‬‬
‫الظهردلوكها إذا زالت عن بطن السماء وكان لا ف الرض فء‬
‫حدثنا يعقوب قال ‪ :‬ثنا هشيم قال ‪ :‬أخبنا يونس عن السن ف قوله { أقم الصلة لدلوك الشمس } قال ‪ :‬دلوكها ‪ :‬زوالا‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا هشيم عن جويب عن الضحاك مثل ذلك حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا ابن يان عن أشعث عن جعفر عن أب جعفر ف { أقم الصلة لدلوك الشمس } قال ‪ :‬لزوال‬
‫الشمس‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن الزهري عن ابن عباس ‪ :‬دلوك الشمس ‪ :‬زيغها بعد نصف النهار يعن الظل‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة ‪ :‬دلوك الشمس قال ‪ :‬حي تزيغ عن بطن السماء‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { أقم الصلة لدلوك الشمس } أي إذا زالت الشمس عن بطن السماء لصلة الظهر‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث ‪ :‬قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { لدلوك الشمس } قال ‪ :‬حي تزيغ‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد قال ‪ :‬دلوك الشمس ‪ :‬حي تزيغ وأول القولي ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬عن بقوله { أقم الصلة لدلوك‬
‫الشمس } ‪ :‬صلة الظهر وذلك أن الدلوك ف كلم العرب ‪ :‬اليل يقال منه ‪ :‬دلك فلن إل كذا ‪ :‬إذا مال إليه ومنه الب الذي روي عن السن أن رجل قال له ‪ :‬أيدالك الرجل امرأته ؟‬
‫‪ :‬يعن بذلك ‪ :‬أييل با إل الماطلة بقها ومنه قول الراجز‬
‫( هذا مقام قدمي رباح ‪ ...‬غدوة حت دلكت براح (‬
‫ويروى ‪ :‬براح بفتح الباء فمن روى ذلك براح بكسر الباء فإنه يعن ‪ :‬أنه يضبع الناظر كفه على حاجبه من شعاعها لينظر ما لقي من غيارها وهذا تفسي أهل الغريب أب عبيدة و الصمعي و‬
‫أب عمرو الشيبان وغيهم وقد ذكبت ف الب الذي روي عن عبد ال بن مسعود أنه قال حي غربت الشمس ‪ :‬دلكت براح يعن ‪ :‬براح مكانا ولست أدري هذا التفسي أعن قوله ‪ :‬براح‬
‫مكانا من كلم من هومن ف السأد أو من كلم عبد ال فإن يكن من كلم عبد ال فل شك أنه كان أعلم بذلك من أهل الغريب الذين ذكرت قولم وأن الصواب ف ذلك قوله دون شولم‬
‫‪ :‬وإن ل يكن من كلم عبد ال فإن أهل العربية كانوا أعلم بذلك منه ولا قال أهل الغريب ف ذلك شاهد من قول العجاج وهو قوله‬
‫( والشمس قد كادت تكون دنفا ‪ ...‬أدفعها بالراح كي تزحلفا (‬
‫فأخب أنه يدفع شعاعها لينظر إل مغيبها براحه ومن روى ذلك بفتح الباء فإنه جعله اسأ للشمس وكسر الاء لخراجه إياه على تقدير قطام وحذام ورقاش فإذا كان معن الدلوك ف كلم‬
‫العرب هو اليل فل شك أن الشمس إذا زالت عن كبد السماء فقد مالت للغروب وذلك وقت صلة الظهر وبذلك ورد الب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وإن كان ف إسناد بعضه‬
‫بعض النظر‬
‫حدثنا أبوكريب قال ‪ :‬ثنا خالد بن ملد قال ‪ :‬ثن ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثن يي بن سعيد قال ‪ :‬ثن أبو بكر بن خرو بن حزم النصاري عن أب مسعود عقبة بن عمرو قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أتان جبئيل عليه إلسلم لدلوك الشمس حي زالت فصلى ب الظهر‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا أبوتيلة قال ‪ :‬ثنا السي بن واقد قال ‪ :‬ثن سيار بن سلمة الرياحي قال ‪ :‬قال أبو برزة ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي الظهر إذا زالت الشمس ث تل‬
‫{ { أقم الصلة لدلوك الشمس‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا الكم بن بشي قال ‪ :‬ثنا عمرو بن قيس عن سيار بن أب ليلى عن رجل عن جابربن عبد ال قال ‪ :‬دعوت نب ال صلى ال عليه وسلم ومن شاء من أصحابه فطعموا‬
‫عندي ث خرجوا حي زالت الشمس فخرج النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬اخرخ يا أبا بكر قد دلكت الشمس‬
‫حدثن ممد بن عثمان الرازي قال ‪ :‬ثنا سهل بن بكار قال ‪ :‬ثنا أبو عوانة عن السود بن قيس عن نبيح العني عن جابر بن عبد ال عن النب صلى ال عليه وسلم نوحديث ابن حيد فإذا‬
‫كان صحيحا ما قلنا بالذي به استشهدنا فبي إذن أن معن قوله جل ثناؤه { أقم الصلة لدلوك الشمس إل غسق الليل } أن صلة الظهر والعصر بدودها ما أوجب ال عليك فيهما لنما‬
‫الصلتان اللتان فرضهما ال على نبيه من وقت دلوك الشمس إل غسق الليل وغسق الليل ‪ :‬هو إقباله ودنوه بظلمه كما قال الشاعر ‪ :‬آب هذا الليل إذ غسقا وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال‬
‫‪ :‬أهل التأويل على اختلف منهم ف الصلة الت أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بإقامتها عنده فقال بعضهم ‪ :‬الصلة الت أمر بإقامتها عنده صلة الغرب ذ كر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { أقم الصلة لدلوك الشمس إل غسق الليل } قال ‪ :‬غسق الليل ‪ :‬بدو الليل‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن أب رجاء قال ‪ :‬سعت عكرمة سئل عن هذه الية ‪ { :‬أقم الصلة لدلوك الشمس إل غسق الليل } قال ‪ :‬بدو الليل‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قال ‪ :‬غسق الليل غروب الشمس‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { غسق الليل } ‪ :‬صلة الغرب‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { إل غسق الليل } بدو الليل لصلة الغرب وقد ذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم كان يقول ‪ :‬ل تزال طائفة من أمت على الفطرة‬
‫ما صلوا صلة الغرب قبل أن تبدو النجوم‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { إل غسق الليل } يعن ظلم الليل‬
‫‪ :‬حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ‪ :‬كان أب يقول { غسق الليل } ‪ :‬ظلمة الليل وقال اخرون ‪ :‬هي صلة العصر ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبوكريب قال ‪ :‬ثنا ابن يان عن أشعث عن جعفر عن أب جعفر { إل غسق الليل } قال ‪ :‬صلة العصر وأول القولي ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬الصلة الت أمر النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بإقامتها عند غسق الليل هي صلة الغرب دون غيها لن غسق الليل قو ما وصفنا من إقبال الليل وظلمه وذلك ليكون إل بعد مغيب الشمس فأما صلة العصر فإنا ما تقام بي‬
‫ابتداء دلوك الشمس إل غسق الليل ل عند غسق الليل وأما قوله إوقرآن الفجرل فإن معناه وأقم قرآن الفجر ‪ :‬أي ما تقرأ به صلة الفجر من القرآن والقران معطوف على الصلة ف قوله‬
‫{ أقم الصلة لدلوك الشمس } وكان بعض نويي البصرة يقول ‪ :‬نصب قوله { وقرآن الفجر } على الغراء كأنه قال ‪ :‬وعليك قرآن الفجر { إن قرآن الفجر كان مشهودا } يقول ‪ :‬إن ما‬
‫تقرأ به ف صلة الفجر من القران كان مشهودا يشهده فيما ذكر ملئكة الليل وملئكة النهار وبا أرزي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل وجاءت الثار عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر‬
‫‪ :‬من قال ذلك‬
‫حدثن عبيد بن أسباط بن ممد القرشي قال ‪ :‬ثن أب عن العمش عن إبراهيم عن ابن مسعود عن أب صال عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم ف هذه الية { وقرآن الفجر إن‬
‫[ قرآن الفجر كان مشهودا } قال ‪ [ :‬تشهده ملئكة الليل وملئكة النهار‬
‫حدثنا ممد بن سهل قال ‪ :‬ثنا آدم قال ‪ :‬ثنا ليث بن سعد وحدثنا ممد بن سهل بن عسكر قأل ‪ :‬ثنا ابن أب مري قال ‪ :‬ثنا الليث بن سعد عن زيادة بن ممد عن ممد بن كعب القرظي عن‬
‫فضالة بن عبيد عن أب الدرداء قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن ال يفتح الذكر ف ثلث ساعات يبقي من الليل ‪ :‬ف الساعة الول منهن ينظر ف الكتاب الذي ل ينظر فيه‬
‫أحد غيه ف مو ما يشاء ويثبت ث ينل ف الساعة الثانية إل جنة عدن وهي داره الت ل ترها عي ول تطر على قلب بشر وهي مسكنه ول يسكن معه من بن ادم غي ثلثه ‪ :‬النبيي‬
‫والصديقي والشهداء ث يقول ‪ :‬طوب لن دخلك ث ينل ف الساعة الثالثة إل السماء الدنيا بروحه وملئكته فتنتفض فيقول قومي بعون ث يطلع إل عباده فيقول ‪ :‬من يستغفرن أغفر له من‬
‫يسألن أعطه من يدعون فأستجيب له ! حت يطلع الفجر فذلك حي يقول { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال موسى ف حديثه ‪ :‬شهده ال وملئكة الليل وملئكة النهار‬
‫وقال ابن عسكر ف حديثه ‪ :‬فيشهده ال وملئكة الليل وملئكة النهار‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا ابن أب عدي عن سعيد عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر قال ‪ :‬قال أبو عبيدة بن عبد ال ‪ :‬كان عبد ال يدث أن صلة الفجر عندها يتمع الرسان من ملئكة‬
‫{ ال ويقرأ هذه الية { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } وقرآن الفجر ‪ :‬صلة الصبح كنا ندث أن عندها يتمع الرسان من ملئكة ال ‪ :‬حرس‬
‫الليل وحرس النهار‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وقرآن الفجر } صلة الفجر وأما قوله { كان مشهودا } فإنه يقول ‪ :‬ملئكة اللياى وملئكة النهار يشهدون تلك‬
‫الصلة‬
‫حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن اب عبيدة عن عبد ال أنه قال ف هذه الية { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال ‪ :‬تنل ملئكة‬
‫النهار وتصعد ملئكة الليل‬
‫حدثن أبو السائب قال ‪ :‬ثنا ابن فضيل عن ضرار بن عبد ال بن أب الذيل عن أب عبيدة ف قوله { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال ‪ :‬يشهده حرس الليل وحرس النهار من‬
‫اللئكة ف صلة الفجر‬
‫حدثنا أبو السائب قال ‪ :‬ثنا أبو معاوية عن العمش عن إبراهيم ف قوله { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال ‪ :‬كانوا يقولون تتمع ملئكة الليل وملئكة النهار ف صلة‬
‫الفجر فتشهدفيهاجيعا ث يصعدهؤلءويقيم هؤلء‬
‫حدثي ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } يعن صلة الصبح‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { وقرآن الفجر } قال ‪ :‬صلة الصبح‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { وقرآن الفجر } صلة الصبح { إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال ‪ :‬تتمع ف صلة الفجر ملئكة الليل‬
‫وملئكة النهار‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { وقرآن الفجر } يعن صلة الغداة‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ابن زيد { وقرآن الفجر } قال ‪ :‬صلة الفجر { إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال ‪ :‬مشهودا من اللئكة فيما يذكرون قال ‪ :‬وكان علي بن أب‬
‫طالب وأب بن كعب يقولن ‪ :‬الصلة الوسطى الت حض ال عليها ‪ :‬صلة الصبح قال ‪ :‬وذلك أن صلة الظهر وصلة العصر ‪ :‬صلتا النهار والغرب والعشاء ‪ :‬صلتا الليل وهي بينها وهي‬
‫صلة نوم ما نعلم صلة يغفل عنهامثلها‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن الريري عن أب الورد بن ثامة عن أب ممد الضرمي قال ‪ :‬ثنا كعب ف هذا السجد قال ‪ :‬والذي نفس كعب بيده إن هذه الية { وقرآن الفجر إن‬
‫قرآن الفجر كان مشهودا } إنا لصلة الفجر إنا لشهودة‬
‫حدثن السن بن علي بن عباس قال ‪ :‬ثنا بشر بن شعيب قال ‪ :‬أخبن أب عن الزهري قال ‪ :‬ثن سعيد بن السيب و أبو سلمة بن عبدالرحن أن أبا هريرة قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫{ عليه وسلم يقول ‪ [ :‬تتمع ملئكة الليل وملئكة النهار ف صلة الفجر ] ث يقول أبو هريرة ‪ :‬اقرءوا إن شئتم { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن منصور عن ماهد ف قوله { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال ‪ :‬صلة الفجر تتمع فيها ملئكة الليل ؟ ملئكة النهار‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪129‬‬

‫(ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا (‪79‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ومن الليل فاسهر بعد نومة يا ممد بالقرآن نافلة لك خالصة دون أمتك وألتهجد ‪ :‬التيقظ والسهر بعد نومة من الليل وأما الجود نفسه‬
‫‪ :‬فالنوم كما قال الشاعر‬
‫( أل طرقتنا والرفاق هجود ‪ ...‬فباتت بعلت النوال تود (‬
‫‪ :‬وقال الطيئة‬
‫( أل طرقت هند النود وصحبت ‪ ...‬بوران حوران النود هجود ا (‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التاويل ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عبد ال بن عبد الكم قال ‪ :‬ثنا أب و شعيب بن الليث عن الليث عن ماهد بن يزيد عن أب هلل عن العرج أنه قال ؟ أخبن حيد بن عبد الرحن بن عوف عن رجل من‬
‫النصار أنه كان مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر فقال ‪ :‬لنظرن كيف يصلي رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فنام رسول ال صلى ال عليه وسلم ث استيقظ فرفع رأسه إل‬
‫{ السماء فتل أربع آيات من آخر سورة آل عمران { إن ف خلق السماوات والرض‬
‫ست هز بالربع ث أهوى إل القربة فاخذ سواكا فاست به ث توضا ث صلى ث نام ث استيقظ فصنع كصنعه أؤل مرة وبزعمون أنه التهجد الذي أمره ال‬
‫حدثن ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر و عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سعيد عن أب إسحاق عن ممد بن عبد الرحن عن علقمة و السود أنما قال ‪ :‬التهجد بعد نومة‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا أبو عامر قال ‪ :‬ثنا سفيان عن أب إسحاق عن عبد الرحن بن السود قال ‪ :‬التهجد ‪ :‬بعد نومة‬
‫حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا يي بن سعيد عن شعبة قال ‪ :‬ثن أبو إسحاق عن ممد بن عبد الرحن بن يزيد عن علقمة و السود بثله‬
‫حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا هشيم عن العمش عن إبراهيم عن علقمة قال ‪ :‬التهجد ‪ :‬بعد النوم‬
‫حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا يزيد عن هشام عن السن قال ‪ :‬التهجد ‪ :‬ما كان بعد العشاء الخرة‬
‫حدثت عن عبد ال بن صال عن الليث عن جعفر بن ربيعة عن العرج عن كثي بن العباس عن الجاج بن عمرو قال ‪ :‬إنا التهجد بعد رقدة‬
‫وأما قوله { نافلة لك } فإنه يقول ‪ :‬نفل لك عن فرائضك الت فرضتها عليك‬
‫واختلف ف العن الذي من أجله خص بذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم مع كون صلة كل مصل بعد هجوده إذا كان قبل هجوده قد كان أدى فرائضه نافلة نفل إذ كانت غي واجبة‬
‫عليه فقال بعضهم ‪ :‬معن خصوصه بذلك ‪ :‬هوأنا كانت فريضة عليه وهي لغيه تطوع وقيل له ‪ :‬أقمها نافلة لك ‪ :‬أي فضل لك من الفرائض الت فرضتها عليك عما فرضت على غيك‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ومن الليل فتهجد به نافلة لك } يعن بالنافلة أنا للنب صلى ال عليه وسلم خاصة أمر بقيام‬
‫الليل وكتب عليه وقال آخرون ‪ :‬بل قيل ذلك له عليه الصلة والسلم لنه ل يكن فعله ذلك يكفر عنه شيئا من الذنوب لن ال تعال كان قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر فكان له‬
‫‪ :‬نافلة فضل فاما غيه فهوله كفارة وليس هو له نافلة ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن عبد ال بن كثي عن ماهد قال ‪ :‬النافلة للنب صلى ال عليه وسلم خاصة من أجل أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما‬
‫تأخر فما عمل من عمل سوى الكتوبة فهو نافلة من أجل أنه ل يعمل ذلك ف كفارة الذنوب فهي نوافل وزيادة والناس يعملون ما سوى الكتوبة لذنوبم ف كفارتا فليست للناس نوافل‬
‫وأول القولي بالصواب ف ذلك القول الذي ذكرنا عن ابن عباس وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ال تعال قد خصه با فرض عليه من قيام الليل دون سائر أمته فاما ما ذكر‬
‫عن ماهد ف ذلك فقول ل معن له لن رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما ذكر عنه أكثر ما كان استغفارا لذنوبه بعد نزول قول ال عز وجل عليه { ليغفر لك ال ما تقدم من ذنبك وما‬
‫تأخر } وذلك أن هذه السورة أنزلت عليه بعد منصرفه من الديبية وأنزل عليه { إذا جاء نصر ال والفتح } عام قبض وقيل له فيها { فسبح بمد ربك واستغفره إنه كان توابا } فكان يعد‬
‫له صلى ال عليه وسلم ف الجلس الواحد استغفار مئة مرة ومعلوم أن ال ل يامره أن يستغفر إل لا يغفر له باستغفاره ذلك فبي إذن وجه فساد ما قاله ماهد‬
‫حدثنا ابن وكيع قال ‪ :‬ثنا أب عن العمش عن شر عن عطية عن شهر عن أب أمامة قال ‪ :‬إنا كانت النافلة للنب صلى ال عليه وسلم خاصة‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { نافلة لك } قال ‪ :‬تطوعا وفضيلة لك وقوله { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } وعسى من ال واجبة وإنا وسجه قول‬
‫أهل العلم ‪ :‬عسى من ال واجبة لعلم الؤمني أن ال ل يدع أن يفعل بعباده ما أطمعهم فيه من الزاء على أعمالم والعوض على طاعتهم إياه ليس من صفته الغرور ول شك أنه قد أطمع من‬
‫قال ذلك له ف نفعه إذا هو تعاهده ولزمه فإن لزم القول له ذلك وتعاهده ث ل ينفعه ول سبب يول بينه وبي نفعه إياه مع الطماع الذي تقدم منه لصاحبه على تعاهده إياه ولزومه فإنه‬
‫لصاحبه غار با كان من إخلفه إياه فيما كان أطمعه فيه بقوله الذي قال له كان ذلك كذلك وكان غي جائز أن يكون جل ثناؤه من صفته الغرور لعباده صح ووجب أن كل ما أطمعهم فيه‬
‫من طمع على طاعته أو على فعل من الفعال أو أمر أو ني أمرهم به أو ناهم عنه فإنه موف لم به وإنه منه كالعدة الت ل يلف الوفاء با قالوا ‪ :‬عسى ولعل من ال واجبة وتأويل الكلم ‪:‬‬
‫أقم الصلة الفروضة يا ممد ف هذه الوقات الت أمرتك بإقامتها فيها ومن إلليل فتهجد فرضا فرضته عليك لعل ربك أن يبعثك يوم القيامة مقاما تقوم فيه ممودا تمده وتغبط ث اختلف‬
‫أهل التاويل ف معن ذلك القام الحمود فقال أكثر أهل العلم ‪ :‬ذلك هو القام الذي هويقومه صلى ال عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس لييهم ربم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك‬
‫‪ :‬اليوم ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن أب إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال ‪ :‬يمع الناس ف صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما‬
‫خلقوا قياما ل تكنم نفس إل بإذنه ينادى ‪ :‬يا ممد فيقول ‪ :‬لبيك وسعديك والي ف يديك والشر ليس إليك والهدي من هديت عبدك بي يديك وبك وإليك ل ملجأ ول منجا منك إل‬
‫إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب هذا البيت فهذا القام الحمود الذي ذكره ال تعال‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن أب إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال ‪ :‬يمع الناس ف صيد واحد فل تكنم نفس فأول ما يدعوممد النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فيقوم ممد النب صلى ال عليه وسلم فيقول ‪ :‬لبيك ث ذكرمثله‬
‫حدثنا سليمان بن عمرو بن خالد الرقي قال ‪ :‬ثنا عيسى بن يونس عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس قوله { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } قال ‪ :‬القام الحمود ‪ :‬مقام‬
‫الشفاعة‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل قأل ‪ :‬ثنا أبو الزعراء عن عبد ال ف قصة ذكرها قال ‪ :‬ث يؤمر بالصراط فيضرب على جسر جهنم فيمر الناس بقدر‬
‫أعمالم ير أؤلم كالبق وكمر الريح وكمر الطي وكأسرع ا ألبهائم ث كذلك حت ير الرجل سعيا ث مشيا حت ييء آخرهم يتلبط على بطنه فيقول ‪ :‬رب لا أبطأت ب فيقول ‪ :‬إن ل أبطأ‬
‫بك إنا أبطا بك عملك قال ‪ :‬ث ياذن ال ف الشفاعة فيكون أول شافع يوم القيامة جبئيل عليه السلم روح القدس ث إبراهيم خليل الرحن ث موسى أو عيسى قال أبو الزعراء ‪ :‬ل أدري‬
‫{ أيهما قال قال ‪ :‬ث يقوم نبيكم عليه الصلة والسلم رابعا فل يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو القام الحمود الذي ذكر ال { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا ابن أب عدي عن عوف عن السن ف قول ال تعال { ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } قال ‪ :‬ألقام الحمود ‪ :‬مقام الشفاعة‬
‫يوم القيامة‬
‫حدثنا ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال تعال { مقاما ممودا } قال ‪ :‬شفاعة‬
‫ممد يوم القيامة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا أبو معاوية عن عاصم الحول عن أب عثمان عن سلمان قال ‪ :‬هو الشفاعة يشفعه ال ف أمته فهو القام الحمود‬
‫حدثنا بشر قان ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } وقد ذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم خي بي أن يكون نبيا عبدا أو ملكا نبيا فأومأ‬
‫إليه جبئيل عليه السلم ‪ :‬أن تواضع فاختار نب ال أن يكون عبدا نبيا فاعطي به نب ال ثنتي ‪ :‬إنه أول من تنشق عنه الرض وأول شافع وكان أهل العلم يرؤن أنه القام الحمود الذي قال‬
‫ال تبارك وتعال { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } شفاعة يوم القيامة‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { مقاما ممودا } قال ‪ :‬هي الشفاعة يشفعه ال ف أمته‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر و الثوري عن أب إسحاق عن صلة بن زفر قال ‪ :‬سعت حذيفة يقول ف قوله { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } قال ‪:‬‬
‫يمع ال الناس ف صيد واحد حيث يسمعهم الداعي فينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا سكوتا ل تكلم نفس إل بإذنه قال ‪ :‬فينادى ممد فيقول ‪ :‬لبيك وسعديك والي ف يديك والشر‬
‫ليس إليك والهدي من هديت وعبدك بي يديك ولك وإليك ل ملجأ ول منجى منك إل إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت قال ‪ :‬فذلك القام الحمود الذي ذكر ال { عسى أن‬
‫{ يبعثك ربك مقاما ممودا‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن أب إسحاق عن صلة بن زفر قال حذيفة ‪ :‬يمع ال الناس ف صعيد واحد حيث ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي حفاة عراة‬
‫كما خلقوا أول مرة ث يقوم النب صلى ال عليه وسلم فيقول ‪ :‬لبيك وسعديك ث ذكر نوه إل أنه قال ‪ :‬هو القام الحمود وقال آخرون ‪ :‬بل ذلك القام الحمود الذي وعد ال نبيه صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يبعثه إياه هو أن يقعده معه على عرشه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا عباد بن يعقوب السدي قال ‪ :‬ثنا ابن فضيل عن ليث عن ماهد ف قوله { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } قال ‪ :‬يلسه معه على عرشه وأول القولي ف ذلك بالصواب ها صح‬
‫‪ :‬به الب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وذلك ما‬
‫حدثنا به أبو كريب قال ‪ :‬ثنا وكيع [ عن داود بن يزيد عن أبيه عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } سئل عنها قال ‪ :‬هي‬
‫[ الشفاعة‬
‫حدثنا علي بن حرب قال ‪ :‬ثنا مكي بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا داود بن يزيد الودي عن أبيه عن أب هريرة [ عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } قال ‪:‬‬
‫[ هو القام الذي أشفع فيه لمت‬
‫حدثنا أبو عتبة المصي أحد بن الفرج قال ‪ :‬ثنا بقية بن الوليد عن الزبيدي عن الزهري عن عبد الرحن بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ [ :‬يشر‬
‫[ الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمت على تل فيكسون رب حلة خضراء ث يؤذن ل فاقول ما شاء ال أن أقول فذلك القام الحمود‬
‫حدثن ممدبن عبد ال بن عبد الكم قال ‪ :‬ثنا شعيب بن الليث قال ‪ :‬ثن الليث عن عبيدال بن أب جعفر أنه قال ‪ :‬سعت حزة بن عبدال بن عمر يقول ‪ :‬سعت عبدال بن عمر يقول ‪ :‬قال‬
‫رسول ال ‪ [ :‬إن الشمس لتدنوحت يبلغ العرق نصف الذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم عليه السلم فيقول ‪ :‬لست صاحب ذلك ث بوسى عليه السلم فيقول كذلك ثتم بحمد فيشفع‬
‫[ بي اللق فيمشي حت ياخذ بلقة النة فيومئذ يبعثه ال مقاما ممودا‬
‫حدثن أبو زيد عمر بن شبة قال ‪ :‬ثنا موسى بن إساعيل قال ‪ :‬ثنا سعيد بن زيد عن علي بن الكم قال ‪ :‬ثن عثمان عن إبراهيم عن السود و علقمة عن ابن مسعود قال ‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬
‫إن لقوم القام الحمود فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال وما ذلك القام الحمود ؟ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ [ :‬ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرل فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه‬
‫السلم فيؤت بريطتي بيضاوين فيلبسهما ث يقعد مستقبل العرش ثتم أوتى بكسوت فالبسها فاقوم عن يينه مقامأ ل يقومه غيي يغبطن فيه الولون والخرون ث يفتح نر من الكوثر إل‬
‫[ الوض‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن الزهري عن علي بن السي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ [ :‬إذا كان يوم القيامة مد ال الرض مد الدي حت ليكون‬
‫لبشر من الناس إل موضع قدميه قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فاكون أول من يدعى وجبئيل عن يين الرحن وال ما رآه قبلها فأقول ‪ :‬أي رب إن هذا أخبن أنك أرسلته إل فيقول ال‬
‫[ عز وجل ‪ :‬صدق ث أشفع قال ‪ :‬فهو القام إلحمود‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن الزهبي عن علي بن السي قال ‪ :‬قال النب ‪ :‬إذا كان يوم القيامة فذكر نوه وزاد فيه ‪ :‬ثئم أشفع فاقول ‪ :‬يا رب‬
‫عبادك عبدوك ف أطراف الرض وهو القام الحمود‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا أبو عامر قال ‪ :‬ثنا إبراهيم بن طهمان عن آدم عن علي قال ‪ :‬سعت ابن عمر يقول ‪ :‬إن الناس يشرون يوم القيامة فيجيء مع كل نب أمته ث ييء رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف اخر المم هو وأمته فيقى هو وأمته على كوم فوق الناس فيقول ‪ :‬يا فلن اشفع ويا فلن اشفع ويا فلن اشفع فما زالد يردها بعضهم على بعض حت يرجع ذلك إليه وهو‬
‫القام الحمود الذي وعده ال إياه‬
‫حدثنا ممد بن عوف قال ‪ :‬ثنا حيوة وربيع قال ‪ :‬ثنا ممد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عبد إلرحن بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫[ [ يشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وامت على تل فيكسون رب عز وجل حلة خضراء ث يؤذن ل فأقول ما شاء ال أن أقول فذلك القام الحمود‬
‫وهذا وإن كان هو الصحيح من القول ف تأويل قوله { عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا } لا ذكرنا من الرواية عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه والتابعي فإن ما قاله ماهد من‬
‫أن ال يقعد ممدا صلى ال عليه وسلم على عرشه قول غي مدفوع صحته ل من جهة خب ول نظر وذلك لنه ل خب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ول عن أحد من أصحابه ول عن‬
‫التابعي بإحالة ذلك فاما من جهة النظر فإن جيع من ينتحل السلم إنا اختلفوا ف معن ذلك على أوجه ثلثة ‪ :‬فقالت فرقة منهم ‪ :‬ال عز وجل بائن من خلقه كان قبل خلقه الشياء ث خلق‬
‫الشياء فلم ياسها وهوكما ل يزل غي أن الشياء الت خلقها إذ ل يكن هولا ماسا وجب أن يكون لا مباينا إذ ل فعال للشياء ل وهو ماس للجسام أو مباين لا قالوا ‪ :‬فإذا كان ذلك‬
‫كذلك وكان ال عز وجل فاعل الشياء ول يز ف قولم ‪ :‬إنه يوصف بأنه ماس للشياء وجب بزعمهم أنه لا مباين فعلى مذهب هؤلء سواء أقعد ممدا صلى ال عليه وسلم على عرشه أو‬
‫على الرض إذ كان من قولم إن بينونته من عرشه وبينونته من أرضه بعن واحد ف أنه بائن منهما كليهما غي ماس لواحد منهما‬
‫وقالت فرقة أخرى ‪ :‬كان ال تعال ذكره قبل خلقه الشياء ل شيء ياسه ول شيء يباينه ث خلق الشياء فأقامها بقدرته وهوكما ل يزل قبل الشياء خلقه ل شيء ياسه ول شيء يباينه فعلى‬
‫قول هؤلء أيضا سواء أقعد ممدا صلى ال عليه وسلم على عرشه أو على أرضه إذ كان سواء على قولم عرشه وأرضه ف أنه ل ماس ول مباين لذا كما أنه ل ماس ول مباين لذه‬
‫وقالت فرقة أخرى ‪ :‬كان ال عز ذكره قبل خلقه الشياء ل شيء ياسه ول شيء يباينه ث أحدث الشياء وخلقها فخلق لنفسه عرشا استوى عليه جالسا وصار له ماسا كما أنه قد كان قبل‬
‫خلقه الشياء ل شيء يرزقه رزقا ول شيء يرمه ذلك ث خلق الشياء فرزق هذا وحرم هذا وأعطى هذا ومنع هذا قالوا ‪ :‬فكذلك كان قبل خلقه الشياء ل شيء ياسه ول يباينه وخلق‬
‫الشياء فماس العرش بلوسه عليه دون سائرخلقه فهو ماس ما شاء من خلقه ومباين ما شاء منه فعلى مذهب هؤلء أيضا سواء أقعد ممدا على عرشه أو أقعده على منب من نور إذ كان من‬
‫قولم ‪ :‬إن جلوس الرب على عرشه ليس بلوس يشغل جيع العرش ول ف إقعاد ممد صلى ال عليه وسلم موجبا له صفة الربوبية ول مرجه من صفة ألعبودية لربه كما أن مباينة ممد صلى‬
‫ال عليه وسلم ما كان مباينا له من الشياء غي موجبة له صفة الربوبية ول مرجته من صفة العبودية لربه من أجل أنه موصوف بأنه له مباين كما أن ال عز وجل موصوف على قول قائل‬
‫هذه القالة بأنه مباين لا هو مباين له قالوا ‪ :‬فإذا كان معن مباين ومباين ل يوجب لحمد صلى ال عليه وسلم الروج من صفة العبودة والدخول ف معن الربوبية فكذلك ل يوجب له ذلك‬
‫قعوده على عرش الرحن فقد تبي إذا با قلنا أنه غي مال ف قول أحد من ينتحل السلم ما قاله ماهد من أن ال تبارك وتعال يقعد ممدا على عرشه‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬فإنا ل ننكر إقعاد ال ممدا على عرشه وإنا ننكر إقعاده ‪000‬‬
‫حدثن عباس بن عبد العظيم قال ‪ :‬ثنا يي بن كثي عن الريري عن سيف السدوسي عن عبد ال بن سلم قال ‪ :‬إن ممدا صلى ال عليه وسلم يوم القيامة على كرسي الرب بي يدي الرب‬
‫تبارك وتعال وإنا ينكر إقعاده إياه معه قيل ‪ :‬أفجائز عندك أن يقعده عليه ل معه ؟ فإن أجاز ذلك صار إل القرار بأنه إما معه أو إل أنه يقعده وال للعرش مباين أو ل ماس ول مباين وباي‬
‫ذلك قال كان منه دخول ف بعض ما كان ينكره وإن قال ذلك غي جائز كان منه خروجا من قول جيع الفرق الت حكينا قولم وذلك فراق لقول جيع من ينتحل السلم إذ كان ل قول ف‬
‫ذلك إل القوال الثلثة الت حكيناها وغيمال ف قول منها ما قال ماهد ف ذلك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪135‬‬

‫(وقل رب أدخلن مدخل صدق وأخرجن مرج صدق واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا (‪80‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ‪ :‬وقل يا ممد يا رب أدخلن مدخل صدق‬


‫واختلف أهل التاويل ف معن مدخل الصدق الذي أمر ال نبيه صلى ال عليه وسلم أن يرغب إليه ف أن يدخله إياه وف مرج الصدق الذي أمره أن يرغب إليه ف أن يرجه إياه فقال بعضهم‬
‫‪ : :‬عن بدخل إلصدق ‪ :‬مدخل رسول الل صلى ال عليه وسلم الدينة حي هاجر إليها ومرج الصدق ‪ :‬مرجه من مكة حي خرج منها مهاجرا إل الدينة ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن وكيع و ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن قابوس بن أب ظنيان عن أبيه عن ابن عباس قال ‪ [ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم بكة ث أمر بالجرة فانزل ال تبارك وتعال اسه { وقل‬
‫[ { رب أدخلن مدخل صدق وأخرجن مرج صدق واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا‬
‫حدثنا ممد بن عبد ال بن بزيع قال ‪ :‬ثنا بشربن الفضل عن عوف عن السن ف قول ال { أدخلن مدخل صدق وأخرجن مرج صدق } قال ‪ :‬كفار أهل مكة لا ائتمروا برسول ال صلى‬
‫{ ال عليه وسلم ليقتلوه أو يطردوه أو يوثقوه وأراد ال قتال أهل مكة فامره أن يرج إل الدينة فهو الذي قال ال { أدخلن مدخل صدق‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { مدخل صدق } قال ‪ :‬الدينة { مرج صدق } قال ‪ :‬مكة‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وقل رب أدخلن مدخل صدق وأخرجن مرج صدق } أخرجه ال من مكة إل الجرة بالدينة‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وقل رب أدخلن مدخل صدق وأخرجن مرج صدق } قال ‪ :‬الدينة حي هاجر إليها ومرج صدق ‪ :‬مكة حي خرج منها‬
‫‪ :‬مرج صدق قال ذلك حي خرج مهاجرا وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬وقل رب أمتن إماتة صدق وأخرجن بعد المات من قبي يوم القيامة مرج صدق ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { وقل رب أدخلن مدخل صدق } الية قال ‪ :‬يعن بالدخال ‪ :‬الوت والخراج ‪ :‬الياة بعد المات‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك ‪ :‬أدخلن ف أمرك الذي أرسلتن به النبوة مدخل صدق وأخرجن منه مرج صدق‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى ‪ -‬وحدثي الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء عن ابن أب نيح عن ماهد { أدخلن مدخل صدق } قال ‪ :‬فيما أرسلتن به‬
‫من أمرك { وأخرجن مرج صدق } قال كذلك أيضأ‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد بنحوه وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬أدخلن مدخل صدق ‪ :‬النة وأخرجن مرج صدق ‪ :‬من مكة إل الدينة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة قال ‪ :‬قال السن ‪ { :‬أدخلن مدخل صدق } النة { مرج صدق } من مكة إل الدينة‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬أدخلن ف السلم مدخل صدق‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا سهل بن موسى الرازي قال ‪ :‬ثنا ابن ني عن إساعيل بن أب خالد عن أب صال ف قوله { رب أدخلن مدخل صدق } قال ‪ :‬أدخلن ف السلم مدخل صدق { وأخرجن } منه‬
‫{ { مرج صدق‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬أدخلن مكة آمنا وأخرجن منها آمنا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد بن سليمان قال سعت الضحاك قال ف قوله { رب أدخلن مدخل صدق وأخرجن مرج صدق } يعن مكة دخل فيها آمنا وخرج‬
‫منها آمنا‬
‫وأشبه هذه القوال بالصواب ف تأويل ذلك قول من قال ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬وأدخلن الدينة مدخل صدق وأخرجن من مكة مرج صدق‬
‫وإنا قلنا ذلك أول بتأوبل الية لن ذلك عقيب قوله { وإن كادوا ليستفزونك من الرض ليخرجوك منها وإذا ل يلبثون خلفك إل قليل } وقد دللنا فيما مضى على أنه عن بذلك أهل‬
‫مكة فإذ كان ذلك عقيب خب ال عما كان الشركون أرادوا من استفزازهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ليخرجوه عن مكة كان بينا إذ كان ال قد أخرجه منها أن قوله { وقل رب‬
‫أدخلن مدخل صدق وأخرجن مرج صدق } أمر منه له بالرغبة إليه ف أن يرجه من البلدة الت هم الشركون بإخراجه منها مرج صدق وأن يدخله البلدة الت نقله ال إليها مدخل صدق‬
‫وقوله { واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا } اختلف أهل التأويل ف تأويل ذلك فقال بعضهم ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬واجعل ل ملكا ناصرا ينصرن على من ناوأن وعزا أقيم به دينك وأدفع به عنه‬
‫من أرإده بسؤ‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن عبد ال بن بزيع قال ‪ :‬ثنا بشر بن الفضل عن عوف عن السن ف قول ال عز وجل { واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا } يوعده لينعن ملك فارس وعز فارس وليجعلنه له‬
‫وعز الروم وملك الروم وليجعلنه له‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة ف قوله { واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا } وإن نب ال علم أن ل طاقة له بذا المر إل بسلطان فسأل سلطانا نصيا لكتاب ال عز‬
‫وجل ولدود ال ولفرائض ال ولقامة دين ال وإن السلطان رحة من ال جعلها بي أظهر عباده لول ذلك لغار بعضهم على بعض فاكل شديدهم ضعيفهم وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك‬
‫حجة بينة‬
‫‪ :‬ذكرمن قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى ‪ -‬وحدثن الارث قأل ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال عز وجل { سلطانا نصيا } قال ‪:‬‬
‫حجة بينة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬ذلك أمر من ال تعال نبيه بالرغبة إليه ف أن يؤتيه سلطانا نصيا له على من بغاه وكاده وحاول منعه من إقايته فرائض ال ف نفسه وعباده‬
‫وإنا قلت ذلك أول بالصواب لن ذلك عقيب خب ال عما كان الشركون هوا به من إخراجه من مكة فأعلمه ال عز وجل أنم لو فعلوا ذلك عوجلوا بالعذاب عن قريب ث أمره بالرغبة‬
‫إليه ف إخراجه من بي أظهرهم إخراج صدق ياوله عئيهم ويدخله بئدة غيها بدخل صدق ياوله عحيهم ولهلها ف دخوله إليها وأن يعل له سلطانا نصيا على أهل البلدة الت أخرجه‬
‫أهلها منها وعن كل من كان لم شبيها وإذا أوت ذلك فقد أوت ل شك حجة بينة‬
‫وأما قوله { نصيا } فإن ابن زيد كان يقول فيه نو قولنا الذي قلنا فيه‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا } قال ‪ :‬ينصرن وقد قال ال لوسى { سنشد عضدك بأخيك ونعل لكما سلطانا فل‬
‫يصلون إليكما بآياتنا } هذا مقدم ومؤخر إنا هو سلطان بآياتنا فل يصلون إليكما‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪138‬‬

‫(وقل جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا (‪81‬‬


‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وقل يا ممد لؤلء الشركي الذين كادوا أن يستفزوك من الرض ليخرجوك منها { جاء الق وزهق الباطل } واختلف أهل التأويل ف معن الق الذي أمر ال نبيه صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يعلم الشركي أنه قد جاء والباطل الذي أمره أن يعلمهم أنه قد زهق فقال بعضهم ‪ :‬الق ‪ :‬هو القران ف هذا الوضع والباطل ‪ :‬هو الشيطان‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫{ حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وقل جاء الق } قال ‪ :‬الق ‪ :‬القرآن { وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وقل جاء الق } قال ‪ :‬القران { وزهق الباطل } قال ؟ هلك الباطل وهو الشيطان‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل غن بالق جهاد الشركي والباطل الشرك‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قوله { وقل جاء الق } قال ‪ :‬دنا القتال { وزهق الباطل } قال ‪ :‬الشرك وما هم فيه‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا الثوري عن ابن أب نيح عن ماهد عن أب معمر عن ابن مسعود قال ‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة وحول البيت‬
‫{ ثلث مئة وستون صنما فجعل يطعنها ويقول ‪ { :‬جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصوإب أن يقال ‪ :‬أمر ال تبارك وتعال نبيه عليه الصلة والسلم أن يب الشركي أن الق قد جاء وهو كل ما كان ل فيه رضا وطاعة وأن الباطل قد زهق يقول ‪:‬‬
‫وذهب كل ما كان ل رضا ل فيه ول طاعة ما هو له معصية وللشيطان طاعة وذلك أن الق هو كل ما خالف طاعة إبليس وأن الباطل ‪ :‬هو كل ما وافق طاعته ول يصص ال عز ذكره‬
‫بالبعن بعض طاعاته ول ذهاب بعض معاصيه بل علم الب عن ميء جيع الق وذهاب جيع الباطل وبذلك جاء القرآن والتنيل وعلى ذلك قاتل رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل‬
‫الشرك بال أعن على إقامة جيع الق وإبطال جيع الباطل‬
‫وأما قوله عز وجل { وزهق الباطل } فإن معناه ‪ :‬ذهب الباطل من قولم ‪ :‬زهقت نفسه ‪ :‬إذا خرجت وأزهقتها أنا ومن قولم ‪ :‬أزهق السهم ‪ :‬إذا جاوز الغرض فاستمر على جهته يقال منه‬
‫‪ :‬زهق الباطل يزهق زهوقا وأزهقه ال ‪ :‬أي أذهبه‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس { إن الباطل كان زهوقا } يقول ‪ :‬ذاهبا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪139‬‬

‫(وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني ول يزيد الظالي إل خسارا (‪82‬‬

‫وقوله عز وجل { وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني } يقول تعال ذكره ‪ :‬وننل عليك يا ممد من القرآن ما هوشفاء يستشفى به من الهل من الضللة ويبصر به من العمى‬
‫للمؤمني ورحة لم دون الكافرين به لن الؤمني يعملون با فيه من فرائض ال ويلون حلله ويرمون حرامه فيدخلهم بذلك النة وينجيهم من عذابه فهو لم رحة ونعمة من ال أنعم با‬
‫عليهم { ول يزيد الظالي إل خسارا } يقول ‪ :‬ول يزيد هذا الذي ننل عليك من القرآن الكافرين به خسارا يقول ‪ :‬إهلكا لنم كلما نزل فيه أمر من ال بشيء أو ني عن شيء كفروا به‬
‫فلم يأتروا لمره ول ينتهوا عما ناهم عنه فزادهم ذلك خسارا إل ما كانوا فيه قبل ذلك من السار ورجسا إل رجسهم قبل‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني } إذا سعه الؤمن انتفع به وحفظه ووعاه { ول يزيد الظالي } به { إل‬
‫خسارا } أنه ل ينتفع به ول يفظه ول يعيه لن ال جعل هذا القرآن شفاء ورحة للمؤمني‬

‫(وإذا أنعمنا على النسان أعرض ونأى بانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا (‪83‬‬

‫يقول تبارك وتعال ‪ :‬وإذا أنعمنا على النسان فنجيناه من كرب ما هو فيه ف البحر وهو ما قد أشرف فيه عليه من اللك بعصوف الريح عليه إل الب وغي ذلك من نعمنا أعرض عن ذكرنا‬
‫وقد كان بنا مستغيثا دون كل أحد سوانا ف حال الشدة الت كان فيها { ونأى بانبه } يقول ‪ :‬وبعد منا بانبه يعن نفسه كأن ل يدعنا ال ضر مسه قبل ذلك‬
‫كما حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ماهد ف قوله { ونأى بانبه } قال ‪ :‬تباعد منا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫والقراءة على تصيي المزة ف نأى قبل اللف وهي اللغة الفصيحة وبا نقرأ وكان بعض أهل الدينة يقرأ ذلك { ونأى } تيصي المزة بعد اللف وذلك وإن كان لغة جائزة قد جاءت عن‬
‫‪ :‬العرب بتقديهم ف نظائر ذلك المز ف موضع هو فيه مؤخر وتأخيهوه ف موضع هو متقدم كما قال الشاعر‬
‫( أعلم يقلل ‪ ...‬راء رؤيا فهو يهذي با رأى ف النام (‬
‫وكما قال آبار وهي أبآر فقدموا المزة فليس ذلك هو اللغة الودى بل الخرى هي الفصيحة‬
‫وقوله عز وجل { وإذا مسه الشر كان يؤوسا } يقول ‪ :‬وإذا مسه الشر والشدة كان قنوطا من الفرج والر وح‬
‫وبنحو الذي قلنا ف اليئوس قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا علي بن داود قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { وإذا مسه الشر كان يؤوسا } يقول ‪ :‬قنوطا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وإذا مسه الشر كان يؤوسا } يقول ‪ :‬إذا مسه الشر أيس وقنط‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪140‬‬

‫(قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بن هو أهدى سبيل (‪84‬‬

‫يقول عزوجل لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل يا ممد للناس ‪ :‬كلكم يعمل على شاكلته ‪ :‬على ناحيته وطريقته { فربكم أعلم بن } هو منكم { أهدى سبيل } يقول ‪ :‬ربكم أعلم بن‬
‫هو منكم أهدى طريقا إل الق من غيه‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { كل يعمل على شاكلته } يقول ‪ :‬على ناحيته‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله ‪ { :‬على شاكلته } قال ‪ :‬على ناحيته‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { قل كل يعمل على شاكلته } قال على طبيعته على حدته‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { قل كل يعمل على شاكلته } يقول ‪ :‬على ناحيته وعلى ما ينوي‬
‫وقال اخرون ‪ :‬الشاكلة الدين‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬كل يعمل على شاكلته } قال ‪ :‬على دينه الشاكلة ‪ :‬الدين‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪141‬‬

‫(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من العلم إل قليل (‪85‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ويسألك الكفار بال من أهل الكتاب عن الروح ما هي ؟ قل لم ‪ :‬الروح من أمر رب وما أوتيتم أنتم وجيع الناس من العلم إل قليل وذكر‬
‫أن الذين سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الروح فنلت هذه الية بسألتهم إياه عنها كانوا قوما من اليهود‬
‫‪ :‬ذكر الرواية بذلك‬
‫حدثنا أبو هشام قال ‪ :‬ثنا وكيع قال ‪ :‬ثنا العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدال قال كنت مع النب صلى ال عليه وسلم ف حرث بالدينة ومعه عسيب يتوكأ عليه فمر بقوم من اليهود‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬اسألوه عن الروح وقال بعضهم ‪ :‬ل تسألوه فقام متوكئا على عسيبه فقمت خلفه فظننت أنه يوحى إليه فقال ‪ { :‬ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من‬
‫العلم إل قليل } فقال بعضهم لبعض ‪ :‬أل نقل لكم ل تسألوه‬
‫حدثنا يي بن إبراهيم السعودي قال ‪ :‬ثنا أب عن أبيه عن جده عن العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد ال قال ‪ :‬بينا أنا أمشي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حرة بالدينة إذ‬
‫مررنا على يهود فقال بعضهم ‪ :‬سلوه عن الروح فقالوا ‪ :‬ما أربكم إل أن تسمعوا ما تكرهون فقاموا إليه فسألوه فقام فعرفت أنه يوحى إليه فقمت مكان ث قرأ { ويسألونك عن الروح قل‬
‫الروح من أمر رب وما أوتيتم من العلم إل قليل } فقالوا ‪ :‬أل ننهكم أن تسألوه‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا داود عن عكرمة قال ‪ :‬سأل أهل الكتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الروح نزل اللة تعال { ويسألونك عن الروح قل‬
‫الروح من أمر رب وما أوتيتم من العلم إل قليل } فقالوا ‪ :‬أتزعم أنا ل نؤت من العلم إل قليل وقد أوتينا التوراة وهي الكمة { ومن يؤت الكمة فقد أوت خيا كثيا } قال ‪ :‬فنلت { ولو‬
‫أنا ف الرض من شجرة أقلم والبحر يده من بعده سبعة أبر ما نفدت كلمات ال } ‪ :‬قال ‪ :‬ما أوتيتم من علم فنجاكم ال به من النار فهوكثي طيب وهوف علم ال قليل‬
‫حدثن إساعيل بن أب التوكل قال ‪ :‬ثنا الشجعي أبو عاصم المصي قال ‪ :‬ثنا إسحاق بن عيسى أبويعقوب قال ‪ :‬ثنا القاسم بن معن عن العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدال قال ‪:‬‬
‫إن لع النب صلى ال عليه وسلم ف حرث بالدينة إذ أتاه يهودي قال ‪ :‬يا أبا القاسم ‪ :‬ما الروح ؟ فسكت النب صلى ال عليه وسلم وأنزل ال عز وجل { ويسألونك عن الروح قل الروح‬
‫{ من أمر رب‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ويسألونك عن الروح } لقيت اليهود نب ال صلى ال عليه وسلم فتغشوه وسألوه وقالوا ‪ :‬إن كان نبيا علم فسيعلم ذلك فسألوه‬
‫عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرني فأنزل ال ف كتابه ذلك كله { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من العلم إل قليل } يعن اليهود‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { ويسألونك عن الروح } قال ‪ :‬يهود‬
‫تسأل عنه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { ويسألونك عن الروح } قال ‪ :‬يهود تساله‬
‫حدثنا ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ويسألونك عن الروح } وذلك أن اليهود قالوا للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أخبنا ما الروح‬
‫وكيف تعذب الروح الت ف السد ؟ وإنا الروح من ال عز وجل ول يكن نزل عليه فيه شيء فلم ير إليهم شيئا فاتاه جبئيل عليه السلم فقال له ‪ { :‬قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من‬
‫العلم إل قليل } فأخبهم النب صلى ال عليه وسلم بذلك قالوا له ‪ :‬من جاءك بذا ؟ فقال لم النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬جاءن به جبيل من عند ال فقالوا ‪ :‬وال ما قاله لك إل عدو لنا‬
‫{ فأنزل ال تبارك اسه { قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن مغية عن إبراهيم عن عبد ال قال ‪ :‬كنت أمشي مع النب صلى ال عليه وسلم ذات يوم فمررنا بأناس من اليهود فقالوا ‪ :‬يا أبا القاسم ما الروح ؟‬
‫فاسكت فرأيت أنه يوحى إليه قال ‪ :‬فتنحيت عنه إل سباطة فنلت عليه { ويسألونك عن الروح } فقالت اليهود ‪ :‬هكذا نده عندنا‬
‫واختلف أهل التأويل ف الروح الذي ذكر ف هذا الوضمع ما هي ؟ فقال بعضهم ‪ :‬هي جبئيل عليه السلم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { ويسألونك عن الروح } قال ‪ :‬هو جبئيل قال قتادة ‪ :‬وكان ابن عباس يكتمه وقال آخرون ‪ :‬هي ملك من اللئكة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ويسألونك عن الروح } قال ‪ :‬الروح ‪ :‬ملك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال بن صال قاك ‪ :‬ثن أبو مروان يزيد بن سرة صاحب قيسارية عمن حدثه عن علي بن أب طالب أنه قال ف قوله { ويسألونك عن الروح } قال ‪ :‬هو ملك من‬
‫اللئكة له سبعون ألف وجه لكل وجه منها سبعون ألف لسان لكل لسان منها سبعون ألف لغة يسبح ال عز وجل بتلك اللغات كلها يلق ال من كل تسبيحة ملكا يطي مع اللئكة إل يوم‬
‫القيامة وقد بينا معن الروح ف غي هذا الوضع من كتابنا با أغن عن إعادته‬
‫وأما قوله { من أمر رب } فإنه يعن ‪ :‬أنه من المر الذي يعلمه ال عز وجل دونكم فل تعلمونه ويعلم ما هو‬
‫وأما قوله { وما أوتيتم من العلم إل قليل } فإن أهل التأويل اختلفوا ف العن بقوله { وما أوتيتم من العلم إل قليل } فقال بعضهم ‪ :‬عن بذلك ‪ :‬الذين سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عن الروح وجيع الناس غيهم ولكن لا ضم غي الخاطب إل الخاطب خرج الكلم على الخاطبة لن العرب كذلك تفعل إذا اجتمع ف الكلم مب عنه غائب وماطب أخرجوا الكلم‬
‫خطابا للجمع‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثنا ممد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال نزلت بكة { وما أوتيتم من العلم إل قليل } فلما هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫إل الدينة أتاه أحبار يهود فقالوا ‪ :‬يا ممد أل يبلغنا أنك تقول { وما أوتيتم من العلم إل قليل } أفعنيتنا أم قومك ؟ قال كل قد عنيت قالوا ‪ :‬فإنك تتلو أنا أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء‬
‫{ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هي ف علم ال قليل وقد آتاكم ما إن عملتم به انتفعتم فأنزل ال { ولو أنا ف الرض من شجرة أقلم } ألقمان ‪ :‬إل قوله { إن ال سيع بصي‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قوله عز وجل { وما أوتيتم من العلم إل قليل } قال ‪ :‬يا ممد والناس أجعون‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك ‪ :‬الذين سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الروح خاصة دون غيهم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وما أوتيتم من العلم إل قليل } يعن ‪ :‬اليهود‬
‫وأول القوال ف ذلك بالصواب ‪ :‬أن يقال ‪ :‬خرج الكلم خطابا لن خوطب به والراد به جيع اللق لن علم كل أحد سوى ال وإن كثر ف علم ال قليل لنا معن الكلم ‪ :‬وما أوتيتم أيها‬
‫الناس من العلم إل قليل من كثيما يعلم ال‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪144‬‬

‫(ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك ث ل تد لك به علينا وكيل (‪86‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ولئن شئنا لنذهب بالذي آتيناك من العلم الذي أوحينا إليك من هذا القرآن لنذهب به فل تعلمه ث ل تد لنفسك با نفعل بك من ذلك وكيل يعن ‪ :‬قيما يقوم لك فيمنعنا‬
‫من فعل ذلك بك ول ناصرا ينصرك فيحول بيننا وبي ما نريد بك قال ‪ :‬وكان عبد ال بن مسعود يتأول معن ذهاب ال عز وجل به رفعه من صدور قارئيه‬
‫‪ :‬ذكر الرواية بذلك‬
‫حدئنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن بندار عن معقل قال ‪ :‬قلت لعبد ال ‪ :‬وذكر أنه يسري على القرآن كيف وقد أثبتناه ف صدورنا ومصاحفنا ؟ قال ‪:‬‬
‫{ يسري عليه ليل فل يبقى منه ف مصحف ول ف صدر رجل ث قرأ عبد ال { ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك‬
‫حدثنا يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬ثنا ابن إسحاق بن يي عن السيب بن رافع عن عبد ال بن مسعود قال ‪ :‬تطرق الناس ريح حراء من نو الشام فل يبقى ف مصحف رجل ول قلبه‬
‫{ آية قال رجل يا أبا عبد الرحن إن قد جعت القرآن قال ‪ :‬ليبقى ف صدرك منه شيء ث قرأ ابن مسعود { ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك‬

‫(إل رحة من ربك إن فضله كان عليك كبيا (‪87‬‬

‫يقول عز وجل ‪ { :‬ولئن شئنا لنذهب } يا ممد { بالذي أوحينا إليك } ولكنه ل يشاء ذلك رحة من ربك وتفضل منه عليك { إن فضله كان عليك كبيا } باصطفائه إياك لرسالته وإنزاله‬
‫عليك كتابه وسائر نعمه عليك الت ل تصى‬

‫(قل لئن اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيا (‪88‬‬

‫يقول جل ثناوه ‪ :‬قل يا ممد للذين قالوا لك ‪ :‬إنا نأت بثل هذا القرآن ‪ :‬لئن اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثله ل يأتون أبدا بثله‬
‫ولو كان بعضهم لبعض عونا وظهيا وذكر أن هذه الية نزلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم بسبب قوم من اليهود جادلوه ف القرآن وسألوه أن ياتيهم بآية غيه شاهدة له على نبوته‬
‫لن مثل هذا القرآن بم قدرة غلى أن ياتوا به‬
‫‪ :‬ذكر الرواية بذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا يونس بن بكي قال ‪ :‬ثنا ممد بن إسحاق قال ‪ :‬ثنا ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت قال ‪ :‬ثن سعيد بن جبي أو عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬أتى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ممود بن سيحان وعمر بن أضا وبري بن عمرو وعزيز بن أب عزيز وسلم بن مشكم فقالوا ‪ :‬أخبنا يا ممد بذا الذي جئتنا به حق من عند ال عز وجل فإنا ل نراه‬
‫متناسقا كما تناسق التوراة فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ [ :‬أما وال إنكم لتعرفون أنه من عند ال تدونه مكتوبا عندكم ولو اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثله ما جاءوا‬
‫به ] فقال عند ذلك وهم جيعا ‪ :‬فنحاص وعبد ال بن صوريا وكنانة بن أب القيق وأشيع وكعب بن أسد وسوأل بن زيد وجبل بن عمرو ‪ :‬يا ممد ما يعلمك هذا إنس ول جان ؟ فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أما وال إنكم لتعلمون أنه من عند ال تدونه مكتوبا عندهم ف التوراة والنيل فقالوا ‪ :‬يا ممد إن ال يصنع لرسوله إذا بعثه ما شاء ويقدر منه على ما أراد‬
‫فأنزل علينا كتابا نقرؤه ونعرفه وإل جئناك بثل ما تأت به فأنزل ال عز وجل فيهم وفيما قالوا { قل لئن اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم‬
‫{ لبعض ظهيا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قوله { لئن اجتمعت النس والن } إل‬
‫قوله { ولو كان بعضهم لبعض ظهيا } قال ‪ :‬معينا قال ‪ :‬يقول ‪ :‬لو برزت الن وأعانم النس فتظاهروا ل يأتوا بثل هذا القران‬
‫وقوله عز وجل { ل يأتون بثله } رفع وهو جواب لقوله لئن لن العرب إذا أجابت لئن بل رفعوا ما بعدها لن لئن كاليمي وجواب اليمي بل مرفوع وربا جزم لن الت ياب با زيدت‬
‫‪ :‬عليه لم كما قال العشى‬
‫( لئن منيت بناعن غب معركة ‪ ...‬ل تلفناعن دماء القوم ننتفل (‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪145‬‬

‫(ولقد صرفنا للناس ف هذا القرآن من كل مثل فأب أكثر الناس إل كفورا (‪89‬‬

‫يقول تعال ذكره ؟ ولقد بينا للناس ف هذا القرآن من كل مثل احتجاجا بذلك كله عليهم وتذكيا لم وتنبيها على الق ليتبعوه ويعملوا به { فأب أكثر الناس إل كفورا } يقول ‪ :‬فأب أكثر‬
‫الناس إل جحودا للحق وإنكارا لجج ال وأدلته‬

‫(وقالوا لن نؤمن لك حت تفجر لنا من الرض ينبوعا (‪90‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وقال يا ممد الشركون بال من قومك لك ‪ :‬لن نصدقك حت تفخر لنا من أرضنا هذه عينا تنبع لنا بالاء‬
‫وقوله { ينبوعا } يفعول من قول القائل ‪ :‬نبع الاء ‪ :‬إذا ظهروفار ينبع وينبع وهوما نبع‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { حت تفجر لنا من الرض ينبوعا } ‪ :‬أي حت تفجر لنا من الرض عيونا ‪ :‬أي ببلدنا هذا‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة قوله { حت تفجر لنا من الرض ينبوعا } قال ‪ :‬عيونا‬
‫حدثنا ممد قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة مثله‬
‫حدثنا ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { ينبوعا } قال ‪ :‬عيونا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫واختلفت القراء ف قراءة قوله { تفجر } فروي عن إبراهيم النخعي أنه قرأ { حت تفجر لنا } خفيفة وقوله { فتفجر النار خللا تفجيا } بالتشديد وكذلك كانت قراء الكوفيي يقرءونا‬
‫فكأنم ذهبوا بتخفيفهم الول إل معن ‪ :‬حت تفجر لنا من الرض ماء مرة واحدة وبتشديدهم الثانية إل أنا تفجر ف أماكن شت مرة بعد أخرى إذا كان ذلك تفجر أنار ل نر واحد‬
‫والتخفيف ف الول والتشديد ف الثانية على ما ذكرت من قرأءة الكوفيي أعجب إل لا ذكرت من افتراق معنييهما وإن ل تكن الول مدفوعة صحتها‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪146‬‬

‫(أو تكون لك جنة من نيل وعنب فتفجر النار خللا تفجيا (‪91‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم وقال لك يا ممد مشركو قومك ‪ :‬لن نصدقك حت تستنبط لنا عينا من أرضنا تدفق بالاء أو تفور أو يكون لك بستان وهو النة من نيل‬
‫وعنب فتفخر النار خللا تفجيا بأرضنا هذه الت نن با خللا يعن ‪ :‬خلل النخيل والكروم ويعن بقوله { خللا تفجيا } بينها ف أصولا تفجيا بسبب أبنيتها‬

‫(أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأت بال واللئكة قبيل (‪92‬‬

‫اختلفت القراء ف قراءة قوله { كسفا } فقرأته عامة قرأء الكوفة والبصرة بسكون السي بعن ‪ :‬أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا وذلك أن الكسف ف كلم العرب جع كسفة‬
‫وهو جع الكثي من العدد للجنس كما تمع السدرة بسدر والتمرة بتمر فحكي عن العرب ساعا ‪ :‬أعطن كسفة من هذا الثوب ‪ :‬أي قطعة منه يقال منه ‪ :‬جاءنا بثريد كسف ‪ :‬أي قطع خبز‬
‫وقد يتمل إذا قرىء كذلك { كسفا } بسكون السي أن يكون مرادا به الصدر من كسف فأما الكسف بفتح السي فإنه جع ما بي الثلث إل العشر يقال ‪ :‬كسفة واحدة وثلث كسف‬
‫وكذلك إل العشر وقرأ ذلك عامة قراء أهل الدينة وبعض الكوفيي { كسفا } بفتح السي بعن ‪ :‬جع الكسفة الواحدة من الثلث إل العشر يعن بذلك قطعا ‪ :‬ما بي الثلث إل العشر‬
‫وأول القراءتي ف ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه بسكون السي لن الذين سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك ل يقصدوا ف مسألتهم إياه ذلك أن يكون بد معلوم من القطع‬
‫إنا سألوا أن يسقط عليهم السماء قطعا وبذلك جاء التأويل أيضا عن أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { كسفا } قال ‪ :‬السماء جيعا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫قال ابن جريج ‪ :‬قال عبد ال بن كثي عن ماهد قوله { كما زعمت علينا كسفا } قال ‪ :‬مرة واحدة والت ف الروم ‪ { :‬ويعله كسفا } قال ‪ :‬قطعا قال ابن جريج ‪ :‬كسفا لقول ال { إن‬
‫{ نشأ نسف بم الرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا } قال ‪ :‬أي قطعا‬
‫حدثنا علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال بن صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { كسفا } يقول ‪ :‬قطعا‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { كسفا } قال ‪ :‬قطعا‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ف ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا } يعن قطعا‬
‫يقول تعال ذكره عن قيل الشركي لنب ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أو تأت بال يا ممد واللئكة قبيل‬
‫واختلف أهل التأويل ف معن القبيل ف هذا الوضع فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬حت يأت ال واللئكة كل قبيلة منا قبيلة قبيلة فيعاينونم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { واللئكة قبيل } قال ‪ :‬على حدتنا كل‬
‫قبيلة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد قوله { أو تأت بال واللئكة قبيل } قال ‪ :‬قبائل على حدتا كل قبيلة‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬أو تأت بال واللئكة عيانا نقابلهم مقابلة فنعاينهم معاينة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { أو تأت بال واللئكة قبيل } نعاينهم معاينة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { أو تأت بال واللئكة قبيل } فنعاينهم‬
‫ووجهه بعض أهل العربية إل أنه بعن الكفيل من قولم ‪ :‬هو قبيل فلن با لفلن عليه وزعيمه وأشبه القوال ف ذلك بالصواب القول الذي قاله قتادة من أنه بعن العاينة من قولم ‪ :‬قابلت‬
‫‪ :‬فلنا مقابلة وفلن قبيل فلن بعن قبالته كما قال الشاعر‬
‫( نصالكم ‪ ...‬حت تبؤوا بثلها كصرخة خبلى يسرتا قبيلها (‬
‫يعن قابلتها وكان بعض أهل العلم بكلم العرب من أهل البصرة يقول ‪ :‬إذا وصفوا بتقدير فعيل من قولم قابلت ونوها جعلوا لفظ صفة الثني والميع من الؤنث والذكر على لفظ واحد‬
‫نو قولم ‪ :‬هذه قبيلي وها قبيل وهن قبيلي‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪148‬‬

‫(أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى ف السماء ولن نؤمن لرقيك حت تنل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان رب هل كنت إل بشرا رسول (‪93‬‬
‫يقول تعال ذكره مبا عن الشركي الذين ذكرنا أمرهم ف هذه اليات ‪ :‬أو يكون لك يا ممد بيت من ذهب ؟ وهو الزخرف‬
‫كما حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { أو يكون لك بيت من زخرف } يقول ‪ :‬بيت من ذهب‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { من زخرف } قال ‪ :‬من ذهب‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { أو يكون لك بيت من زخرف } والزخرف هنا ‪ :‬الذهب‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف قوله { أو يكون لك بيت من زخرف } قال ‪ :‬من ذهب‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا الثوري عن رجل عن الكم قال ‪ :‬قال ماهد ‪ :‬كنا ندري ما الزخرف حت رأيناه ف قراءة ابن مسعود أو يكون لك بيت من‬
‫ذهب‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن الكم عن ماهد قال ‪ :‬ل أدرما الزخرف حت سعنا ف قراءة عبد ال بن مسعود بيت من ذهب‬
‫وقوله ‪ { :‬أو ترقى ف السماء } يعن ‪ :‬أو تصعد ف درج إل السماء وإنا قيل ف السماء وإنا يرقى إليها ل فيها لن ألقوم قالوا ‪ :‬أو ترقى ف سلم إل السماء فادخلت ف ف الكلم ليدل على‬
‫‪ :‬معن الكلم يقال ‪ :‬رقيت ف السلم فأنا أرقى رقيا ورقيا ورقيا كما قال الشاعر‬
‫( أنت الذي كلفتن رقي الدرج ‪ ...‬على الكلل والشيب والعرج (‬
‫وقوله { ولن نؤمن لرقيك } يقول ‪ :‬ولن نصدقك من أجل رقيك إل السماء { حت تنل علينا كتابا } منشورا نقرؤه فيه أمرنا باتباعك واليان بك‬
‫كما حدثنا ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى و حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { كتابا نقرؤه } قال ‪ :‬من رب العالي‬
‫إل فلن عند كل رجل صحيفة تصبح عند رأسه يقرؤها‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد بنحوه إل أنه قال ‪ :‬كتابا نقرؤه من رب العالي وقال أيضأ ‪ :‬تصبح عند رأسه موضوعة يقرؤها‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { حت تنل علينا كتابا نقرؤه } ‪ :‬أي كتابا خاصا نؤمر فيه باتباعك‬
‫وقوله { قل سبحان رب } يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل يا ممد لؤلء الشركي من قومك القائلي لك هذه القوال تنيها ل عما يصفونه به وتعظيما له من أن يؤتى‬
‫به وملئكته أويكون ل سبيل إل شيء ما تسألونيه { هل كنت إل بشرا رسول } يقول ‪ :‬هل أنا إل عبد من عبيده من بن آدم فكيف أقدر أن أفعل ما سألتمون من هذه المور لنا يقدر‬
‫عليها خالقي وخالقكم وإنا أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به إليكم والذي سألتمون أن أفعله بيد ال الذي أنا وأنتم عبيد له ل يقدر على ذلك غيه‬
‫وهذا الكلم الذي أخب ال أنه كلم به رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما ذكر كان من مل من قريش اجتمعوا لناظرة رسول ال صلى ال عليه وسلم وماجته فكلموه با أخب ال عنهم ف‬
‫هذه اليات‬
‫ذكر تسمية الذين ناظروا رسول ال صلى ال عليه وسلم بذلك منهم والسبب الذي من أجله ناظروه به‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا يونس بن بكي قال ‪ :‬ثنا ممد بن إسحاق قال ‪ :‬ثن شيخ من أهل مصر قدي منذ بضع وأربعي سنة عن عكرمة عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابن ربيعة وأبا سفيان‬
‫بن حرب ورجل من بن عبد الدار وأبا البختري أخا بن أسد والسود بن الطلب وزمعة بن السود والوليد بن الغية وأبا جهل بن هشام وعبد ال بن أب أمية وأمية بن خلف والعاص بن‬
‫وائل ونبيها ومنبها ابن الجاج السهميس اجتمعوا أو من اجتمع منهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض ‪ :‬ابعثوا إل ممد فكلموه وخاصموه حت تعذروا فيه فبعثوا‬
‫إليه ‪ :‬إن أشراف قومك قد أجتمعوا إليك ليكلموك فجاءهم رسول ال صلى ال عليه وسلم سريعا وهو يظن أنه بدا لم ف أمره بداء وكان عليهم حريصا يب رشدهم ويعز عليه عنتهم حت‬
‫جلس إليهم فقالوا ‪ :‬يا ممد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك وإنا وال ما نعلم رجل من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك لقد شتمت الباء وعبت الدين وسفهت الحلم وشتمت‬
‫اللة وفرقت الماعة فما بقي أمر قبيح إل وقد جئته فيما بيننا وبينك فإن كنت إنا جئت بذا الديث تطلب مال جعنا لك من أموالنا حت تكون أكثرنا مال وإن كنت إنا تطلب الشرف‬
‫فينا سودناك علينا وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك با يأتيك به رئيا تراه قد غلب عليك وكانوا يسمون التابع من الن ‪ :‬الرئي فربا كان ذلك بذلنا أموالنا ف‬
‫طلب الطب لك حت نبئك منه أو نعذر فيك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما ب ما تقولون ما جئتكم با جئتكم به أطلب أموالكم ول الشرف فيكم ول اللك عليكم ولكن ال‬
‫بعثن إليكم رسول وأنزل علي كتابا وأمرن أن أكون لكم بشيا ونذيرا فبلغتكم رسالة رب ونصحت لكم فإن تقبلوا من ما جئتكم به فهو حظكم ف الدنيا والخرة وإن تردوه علي أصب‬
‫لمر ال حت يكم ال بين وبينكم أو كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا ‪ :‬يا ممد فإن كنت غي قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلدا ول‬
‫أقل مال ول أشد عيشا منا فسل ربك الذي بعثك با بعثك به فليسيعنا هذه البال الت قد ضيقت علينا ويبسط لنا بلدنا وليفجر لنا فيها أنارا كأنار الشام والعراق وليبعث لنا من مضى‬
‫من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلب فإنه كان شيخا صدوقا فنسألم عما تقول حق هو أم باطل ؟ فإن صنعت ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منلتك عند ال وأنه‬
‫بعثك بالق رسول كما تقول فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما بذا بعثت إنا جئتكم من ال با بعثن به فقد بلغتكم ما أرلست به إليكم فإن تقبلوه فهوحظكم ف الدنيا والخرة‬
‫وإن تردوه علي أصب لمر ال حت يكم ال بين وبينكم قالوا ‪ :‬فإن ل تفعل لنا هذا فخذ لنفسك فسل ربك أن يبعث ملكا يصدقك با تقول ويراجعنا عنك واسأله فليجعل لك جنانا‬
‫وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة ويغنيك با عما نراك تبتغي فإنك تقوم بالسواق وتلتمس العاش كما نلتمسه حت نعرف فضل منلتك من ربك إن كنت رسول كما تزعم فقال لم رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما أنا بفاعل ما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت إليكم بذا ولكن ال بعثن بشيا ونذيرا فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم ف الدنيا والخرة وإن تردوه علي‬
‫أصب لمر ال حت يكم ال بين وبينكم قالوا ‪ :‬فأسقط السماء علينا كسفا كما زعمت أن ربك إن شاء فعل فإنا ل نؤمن لك إل أن تفعل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك إل ال‬
‫إن شاء فعل بكم ذلك فقالوا ‪ :‬يا ممد فما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب فيتقدم إليك ويعلمك ما تراجعنا به ويبك ما هو صانع ف ذلك بنآ‬
‫إذ ل نقبل منك ما جئتنا به فقد بلغنا أنه إنا يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحن وإنا وال ما نؤمن بالرحن أبدا أعذرنا إليك يا ممد أما وال ل نتركك وما بلغت منا حت نلكك أو‬
‫تلكنا وقال قائلهم ‪ :‬نن نعبد اللئكة ؟ هن بنات ال وقال قائلهم ‪ :‬لن نؤمن لك حت تاتينا بال واللئكة قبيل فلما قالوا ذلك قام رسول ال صلى ال عليه وسلم عنهم وقام معه عبد ال بن‬
‫أب أمية بن الغية بن عبد ال بن عمرو بن مزوم وهو ابن عمته هو لعاتكة بنت عبد الطلب فقال له ‪ :‬يا ممد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ث سألوك لنفسهم أمورا ليعرفوا‬
‫منلتك من ال فلم تفعل ذلك ث سألوك أن تعجل ما توفهم به من العذاب فوال ل أومن لك أبدا حت تتخذ إل السماء سلما ترقى فيه وأنا أنظر حت تأتيها وتأت معك بنسخة منشورة معك‬
‫أربعة من اللئكة يشهدون لك أنك كما تقول ‪ :‬واي ال لو فعلت ذلك لظننت أل أصدقك ث انصرف عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وانصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهله‬
‫حزينا أسيفا لا فاته ما كان يطمع فيه من قومه حي دعوه وبا رأى من مباعدتم إياه فلما قام عنهم رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أبوجهل ‪ :‬يا معشو قريش إن ممد قد أب إل ما ترون‬
‫من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلمنا وسب آلتنا وإن أعاهد ال لجلسن له غدا بجر قدر ما أطيق حله فإذا سجد ف صلته فضخت رأسه به‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثنا ابن إسحاق قال ‪ :‬ثن ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت عن سعيد بن جبي أو عكرمة مول ابن عباس عن ابن عباس بنحوه إل أنه قال ‪ :‬و أبا‬
‫سفيان بن حرب و النضر بن الارث أبناء بن عبد الدار و أبا البختري بن هشام‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا هشيم عن أب بشر عن سعيد قال ‪ :‬قلت له ف قوله تعال { لن نؤمن لك حت تفجر لنا من الرض ينبوعا } قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬نزلت ف عبد ال بن أب أمية‬
‫قال ‪ :‬قد زعموا ذلك‬

You might also like