لوقا البشير

You might also like

Download as rtf, pdf, or txt
Download as rtf, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫‪http://popekirillos.net/ar/bible/tafseer/luka.

htm‬‬

‫كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللتينية "لوقانوس‪ " lucanus‬أو "لوكيوس" وتعني‬
‫"حامل النور"‪ ،‬أو "المستنير"‪ .‬غير أنه يجب التمييز بين لوقا النجيلي ولوكيوس‬
‫ضا لوكيوس المذكور في (رو ‪.)21 :6‬‬ ‫المذكور في (أع ‪ ،)1 :13‬وأي ً‬
‫‪ v‬هو الوحيد بين كتَّاب العهد الجديد الذي كان أمميًا ولم يكن يهوديًا بل‪ ،‬غالبًا من‬
‫ود‪ .‬ويعلّل الدارسون ذلك بأن‬ ‫قبِل اليمان المسيحي دون أن يته ّ‬ ‫إنطاكية سوريًا؛ َ‬
‫مه إلى‬‫الرسول بولس حين أشار إليه في رسالته إلى كولوسى (كو ‪ .)14 :4‬لم يض ُّ‬
‫من هم من أهل الختان (‪ )11-10 :4‬مثل أرسترخس ومرقس ابن أخت برنابا ويسوع‬
‫المدعو يسطس ‪.‬‬

‫‪ v‬رأى البعض أنه كان أحد السبعين رسولً‪ ،‬بل وأحد التلميذين اللذين ظهر لهما‬
‫السيد بعد قيامته في طريقهما إلى عمواس (لو ‪ ،)12 :24‬وأن الرسول لم يذكر‬
‫اسمه بروح التواضع؛ غير أن الرأي الغالب بين الدارسين المحدثين أنه لم يكن من‬
‫ي الرسول بولس‪ ،‬مدلّلين على ذلك أول ً بافتقار‬ ‫قبِل اليمان على يد ّ‬ ‫الرسل‪ ،‬بل َ‬
‫ضا مع مقدمة النجيل‪ ،‬إذ يقول‬ ‫السند التاريخي‪ ،‬وثانيًا لن هذا الفكر يبدو متعار ً‬
‫الكاتب عن المور المختصة بالسيد المسيح‪" :‬كما سلّمها إلينا الذين كانوا من البدء‬
‫جل ما‬ ‫ما للكلمة" (لو ‪ ،)2 :1‬وكأن الكاتب لم ينظر السيد المسيح بل س ّ‬ ‫معاينين وخدا ً‬
‫د وتحقق من الذين عاينوا بأنفسهم‪ .‬ولعلّه لهذا‬ ‫ٍ‬ ‫شدي‬ ‫ق‬
‫ٍ‬ ‫بتدقي‬ ‫التقليد‬ ‫تسلمه خلل‬
‫السبب يُعلق أحد الدارسين على هذا النجيل بقوله‪" :‬إنه عمل وليد إيمان الجماعة‪،‬‬
‫قام على التقليد‪ ،‬وليس عمل ً فرديًا"‪.‬‬

‫ما‪ ،‬جاء في التقليد أنه رسم أيقونة‬


‫سا ً‬
‫‪ v‬كان القديس لوقا طبيبًا (كو ‪ ،)14 :4‬ور ّ‬
‫السيدة العذراء‪.‬‬

‫‪ v‬ارتبط القديس لوقا بالقديس بولس رسول المم بصداقة قوية‪ ،‬ففي سفر‬
‫العمال أقلع النجيلي لوقا مع الرسول بولس من تراوس إلى ساموتراكي ثم إلى‬
‫نيابوليس‪ ،‬ومن هناك إلى فيلبي (أع ‪ 39-10 :16‬الرحلة التبشيرية الثانية)‪ .‬مرة أخرى‬
‫في رحلة الرسول بولس التبشيرية الثالثة عند رجوعه تبعه النجيلي لوقا من‬
‫قا له في روما عند السر (‪:28‬‬ ‫فيلبى إلى أورشليم (أع ‪ .)18 :21-5 :20‬كما نراه مراف ً‬
‫‪ .)30‬وكان معه في لحظاته الخيرة‪ ،‬إذ يقول في رسالته الوداعية‪" :‬لوقا وحده‬
‫معي" (‪ 2‬تي ‪.)11 :4‬‬

‫عا‪ ،‬فسجل لنا النجيلي لوقا الكثير من عمل الله الكرازي‬


‫‪ v‬هكذا ارتبط الثنان م ً‬
‫خلل الرسول بولس في سفر العمال؛ ودعاه الرسول بولس‪" :‬الطبيب الحبيب"‬
‫(كو ‪ ،)14 :4‬كما دعاه بالعامل معه (فل ‪.)24‬‬

‫‪ v‬قيل أنه عاش بتولً‪ ،‬عمل في أخائية (باليونان)‪ ،‬استشهد في الرابعة والثمانين‬
‫من عمره وأن المبراطور قسطنطينوس الثاني نقل رفاته إلي القسطنطينية عام‬
‫‪357‬م‪ ،‬وفي عام ‪1177‬م نقلت إلى ‪ padau‬بإيطاليا‪.‬‬
‫نسبة الس ْ‬
‫فر إليه‬

‫‪ .1‬جاءت شهادة الكنيسة في القرون الولى واضحة أن الكاتب هو لوقا البشير‪،‬‬


‫كاتب سفر العمال ورفيق الرسول بولس‪ ،‬كما يظهر من كتابات الباء يوستين‬
‫الشهيد وإيريناؤس والعلمة أوريجينوس والعلمة ترتليان‪.‬‬

‫‪ .2‬بجانب هذه الدلة الخارجية‪ ،‬السفر نفسه يحمل دلئل علي أن كاتبه هو معلمنا‬
‫جه إليه‬
‫و ّ‬
‫جه إلى "ثيؤفيلس" نفس الشخص الذي ُ‬ ‫لوقا‪ .‬فمنها أن هذا السفر مو ّ‬
‫سفر أعمال الرسل‪ ،‬بل وجاءت مقدمة سفر العمال تكمل خاتمة إنجيل لوقا‪،‬‬
‫فالكاتب واحد‪ .‬والسفران متشابهان في اللغة والسلوب والفكار‪ .‬هذا والتعبيرات‬
‫الدقيقة التي استخدمها في وصف المراض التي شفاها السيد المسيح تدل على‬
‫ما منه لمهنة الطب لم يقل ما ذكره مرقس‬ ‫أن الكاتب طبيب‪ ،‬فكطبيب احترا ً‬
‫الرسول عن نازفة الدم‪" :‬قد تألمت كثيًرا من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها‪،‬‬
‫ولم تنتفع شيئًا‪ ،‬بل صارت إلى حال أردأ" (مر ‪ ،)26 :5‬إنما اكتفى بالقول‪" :‬قد‬
‫أنفقت كل معيشتها للطباء‪ ،‬ولم تقدر أن تُشفي من أحد" (لو ‪.)43 :8‬‬

‫تاريخ كتابته‬

‫ل يوجد تقليد ثابت بخصوص تاريخ كتابته أو مكان كتابه‪ ،‬فالقديس إيريناؤس يرى‬
‫أنه كُتب قبل استشهاد القديس بولس‪ ،‬بينما القديس جيروم معتمدًا على المؤرخ‬
‫يوسابيوس القيصري يراه كتب بعد استشهاد الرسول بولس‪.‬‬

‫لما كان هذا النجيل قد كُتب قبل سفر العمال‪ ،‬و كُتب العمال قبل استشهاد‬
‫الرسول بولس حتى أنه لم يشر إلى هذا الحدث‪ ،‬لهذا اعتقد كثير من الدرسين أنه‬
‫كتب ما بين عام ‪ 63‬و‪67‬م‪ .‬كتبه غالبًا في روما‪ ،‬وإن كان قد رأى البعض أنه كُتب‬
‫في أخائية أو في السكندرية‪.‬‬

‫غايته‬

‫سيا الملك‪،‬‬‫إن كان معلمنا متى البشير كيهودي كتب لليهود ليعلن أن يسوع هو الم ّ‬
‫قب الباء والنبياء مجيئه‪ ،‬ليكون لهم نصيب في ملكوته الروحي‬ ‫الذي طالما تر ّ‬
‫البدي‪ ،‬فإن مار مرقس كتب للرومان ليُعلن أن يسوع هذا هو الخادم العامل‪ ،‬ل‬
‫بروح السلطة الزمنية والتشامخ والعنف‪ ،‬بل بروح البذل‪ ،‬فيخلص بأعمال محبته ل‬
‫بجيوش وقوات زمنية‪ .‬أما معلمنا لوقا البشير فكأممى طبيب مثقف أراد أن يخدم‬
‫أصحاب الفكر الهيليني‪ ،‬فكتب لليونان عن السيد المسيح بكونه "صديق البشرية‬
‫كلها"‪ ،‬يقدم لها أعماله اللهية الخلصية‪ ،‬لتحقيق ما عجزت عنه الفلسفة اليونانية‬
‫والحكمة البشرية‪.‬‬

‫لهذا يُدعى هذا النجيل‪" :‬إنجيل الصداقة اللهية" أو "إنجيل المسيح المخلص"‪ .‬كما‬
‫دُعي بالنجيل المسكوني بكونه يمثّل دعوة للبشرية كلها لتقبل نداء صديقها‬
‫السماوي‪ ،‬لتتجاوب مع عمله الخلصي خلل الحب‪ .‬هذه الغاية سنراها واضحة خلل‬
‫حديثنا عن سمات هذا السفر‪.‬‬

‫قب "العزيز" وهو‬‫كتب القديس لوقا هذا النجيل لصديقه العزيز ثاؤفيلس (‪ .)3 :1‬ل َ‬
‫لقب شرف‪ ،‬لهذا جاء الرأي الغالب أنه أحد أشراف السكندرية‪ ،‬من أصل إنطاكي‬
‫كلوقا البشير نفسه‪ ،‬فكتب إليه كأممى مثله‪ ،‬ل لينتفع منه وحده‪ ،‬وإنما كما قال‬
‫العلمة أوريجينوس لينتفع به المنتصرون من المم بوجه عام‪.‬‬

‫لقد ظن البعض أن لوقا هذا كان عبدًا لسيده ثاؤفيلس الممي‪ ،‬وإذ عالجه كطبيب‬
‫و ُ‬
‫شفي كافأه بالعتق من العبودية‪ ،‬فبعث إليه الطبيب لوقا هذا النجيل علمة‬
‫امتنانه وشكره‪ .‬وآخرون قالوا أن كلمة "ثاؤفيلس" وهي تعني "المحب لله" إنما‬
‫هو اسم استنكاري لحد أشراف السكندرية لم يفصح عنه النجيلي حتى ل يتعرض‬
‫لمتاعب بسبب مسيحيته‪ .‬على أي الحوال‪ ،‬فإن هذا السفر موجه للمم بوجه عام‬
‫ليتمتعوا بصديقهم السماوي كمخلص لنفوسهم‪.‬‬

‫سماته‬

‫‪ .1‬إذ قدّم لنا النجيلي السيد المسيح بكونه "المخلص صديق البشرية"‪ ،‬كثيًرا ما‬
‫حدثنا عن "ابن النسان" جاء إلينا يحمل إنسانيتنا لكي يهبنا شركة الطبيعة اللهية‪.‬‬
‫فإن كانت الفلسفات اليونانية قدمت أفكاًرا مجردة‪ ،‬لكنها ل تستطيع أن تحتل‬
‫قا للنسان حتى يقبله في داخله‪،‬‬ ‫القلب وتُغير العماق‪ ،‬أما ابن النسان فجاء صدي ً‬
‫فيهبه خلل هذه الصداقة الفريدة إمكانيات فائقة تعمل في أعماقه وتنعكس على‬
‫تصرفاته‪ .‬دعوته للسيد "ابن النسان" تحطّم شعورنا بغربتنا عن الله‪ ،‬أو غربته عنّا‬
‫إذ نزل إلينا ليرافقنا طريقنا‪.‬‬
‫‪ .2‬أهم سمة لهذا النجيل إنه إذ يقدم "المخلص الصديق" يقدمه للبشرية كلها‪ ،‬فهو‬
‫إنجيل مسكوني‪ .‬هو دعوة للجميع وليس لليهود فقط‪ .‬لهذا نلحظ فيه التي‪:‬‬

‫أ‪ .‬إذ كان اليهود يتطلعون إلى أنفسهم أنهم أبرار وبقية الشعوب خطاة‪ ،‬يعلن‬
‫النجيلي أن السيد المسيح هو "صديق الخطاة"‪ ،‬فانفرد بقوله أن ابن النسان‪ ،‬قد‬
‫جاء يطلب ويخلص ما قد هلك (‪ ،)10 :19‬كما قدّم لنا مجموعة كبيرة من أقوال‬
‫وه على الخطاة‪ ،‬مثل المثل الخاص‬ ‫السيد وأمثاله توضح صداقة يسوع المسيح وحن ّ‬
‫بطول الناة على شجرة التين العقيمة (‪ ،)9-6 :13‬مثل الخروف الضال‪ ،‬والدرهم‬
‫المفقود‪ ،‬والبن الضال (‪)15‬؛ كما قدّم لنا قصة المرأة الخاطئة (‪ ،)50-36 :7‬وتوبة‬
‫زكا العشار (‪ ،)10-1 :19‬والوعد للّص التائب على الصليب (‪ )43-40 :23‬الخ‪.‬‬

‫ب‪ .‬اقتبس العبارات والحداث التي تفتح أبواب الرجاء للمم‪ ،‬كقول إشعياء النبي‪:‬‬
‫"كل جسد يرى خلص الرب"‪ ،‬ورسالة إيليا النبي إلى أرملة صرفة صيدا الممية (‪:4‬‬
‫‪ ،)25‬ورسالة إليشع إلى نعمان السرياني الوثني الممي (‪.)27 :4‬‬

‫ج‪ .‬ذكر إرسالية السبعين رسولً‪ ،‬فإن كان الثنا عشر تلميذًا يمثلون دعوة اليهود‬
‫(الثني عشر سبطًا) فإن رقم ‪ 70‬يشير إلى ملء المم‪.‬‬

‫ء ‪ .‬في نسب السيد المسيح لم يبدأ بإبراهيم بل بآدم أب كل البشرية (‪.)38 :3‬‬

‫‪ .3‬إذ هو سفر الصداقة اللهية المتّجهة نحو النسان‪ ،‬فإن هذه الصداقة مقدّمة‬
‫عا من شأن المرأة ودورها اليجابي‪،‬‬
‫سا الطفولة‪ ،‬وراف ً‬
‫ضا للطفال والنساء‪ ،‬مقد ً‬‫أي ً‬
‫صا بالفقراء والمعوزين والمطرودين والمنفيين‪:‬‬
‫ً‬ ‫خا‬ ‫ما‬
‫ً‬ ‫اهتما‬ ‫أعطى‬ ‫كما‬

‫ضا بشارة العذراء‬


‫من جهة الطفال انفرد بذكر ميلد يوحنا المعمدان وطفولته‪ ،‬وأي ً‬
‫بميلد الطفل يسوع في شيء من التفصيل‪ ،‬وابتهاج الجنين في أحشاء أليصابات‬
‫عند دخول القديسة مريم وسلمها على اليصابات‪ ،‬وختان الطفل يسوع‪ ،‬ودخوله‬
‫الهيكل مع القديسة مريم في يوم الربعين‪ ،‬وذهابه الهيكل في الثانية عشر من‬
‫عمره الخ‪.‬‬

‫دم إنجيله‬‫من جهة المرأة فقد لحظ بعض الدارسين أن لوقا البشير إذ ق ّ‬
‫صا بالمرأة أكثر من بقية النجيليين‪ .‬ففي‬ ‫ما خا ً‬
‫المسكوني (الجامعي) أعطى اهتما ً‬
‫العالم الهيلينى يبدو أن مركز المرأة اجتماعيًا وقانونيًا أفضل منه عند اليهود في‬
‫ذلك الحين‪ ،‬لذلك أراد النجيلي إظهار أن الرسالة النجيلية ل تحدّها التقاليد‬
‫جل‬‫اليهودية‪ .‬انفرد النجيلي بذكر حنّة الرملة المتعبدة في الهيكل (‪ ،)36 :2‬كما س ّ‬
‫ي المخلص تنعم بكلماته‪.‬‬ ‫لنا خدمة مرثا وجلوس مريم أختها عند قدم ّ‬
‫اهتم النجيلي بالفقراء والمعوّزين والمطرودين والمنفيين‪ .‬فأُرسلت البشارة إلى‬
‫فتاة الناصرة الفقيرة‪ ،‬واهتمت الملئكة بالرعاة البسطاء‪ ،‬وحدّثنا السيد عن الغني‬
‫عسم‪ ،‬ومثل السامري لصالح‪ ،‬ومثل‬ ‫عمي وال ُ‬
‫عرج وال ُ‬
‫ولعازر المسكين‪ ،‬ووليمة ال ُ‬
‫العشار‪ ،‬وقصة الزانية في بيت سمعان الفريسي‪ ،‬ومثل البن الضال‪ ،‬وقصة مريم‬
‫المجدلية‪ ،‬وقبول اللص التائب على الصليب الخ‪ .‬يقول أحد الدارسين‪[ :‬لقد ظهر‬
‫ما بالقلّيات والجماعات المعزولة والمنبوذة‪ ،‬مثل السامريين والبرص‬ ‫اهتما ً‬
‫والعشارين والجنود‪ ،‬وعامة الخطاة الذين في خزي‪ ،‬والرعاة الممين والفقراء‪،‬‬
‫عا في هذا النجيل]‪.‬‬ ‫عا يجدون تشجي ً‬‫وهؤلء جمي ً‬
‫‪ .4‬يرى البعض مثل ‪ leon-dufour‬أنه يمكن إطلق تعبير "النجيل الجتماعي" على‬
‫إنجيل معلمنا لوقا البشير في شيء من التحفظ‪ ،‬معلّل ً ذلك بأنه قد عرض الكثير‬
‫عن اللتزام بالعطاء للفقراء (‪10 :3‬؛ ‪ ،)14-12 :14‬معلنًا عقوبة من ل يساهم في‬
‫احتياجاتهم (‪ ،)25 :16‬كما أبرز اللتزام بعدم الظلم أو الوشاية (‪.)14-10 :3‬‬

‫يصعب أن ندعو إنجيل ً بأنه اجتماعي وآخر أنه روحي‪ ،‬فإن الحياة اليمانية وحدة‬
‫قدّم العمل الروحي فل يتجاهل الجانب الجتماعي‪ ،‬والعكس إن‬ ‫واحدة ل تتجزأ‪ .‬إن ُ‬
‫قدّم عمل اجتماعي فمن واقع روحي‪ .‬فما أبرزه النجيل بخصوص الهتمام‬ ‫ُ‬
‫بالفقراء والمعوزين والمتألمين والمظلومين‪ ،‬إنما هو ثمر طبيعي لتذوقنا صداقة‬
‫السيد المسيح لنا‪ ،‬بكونه الصديق المهتم بالجميع خاصة المحتاجين روحيًّا أو ماديًّا‬
‫أو اجتماعيًّا أو نفسيًّا‪ .‬فيليق بنا كأصدقاء للسيد المسيح أن نردّ حبه بالحب‪ ،‬ونحمل‬
‫سماته فينا‪ ،‬فما يُقدمه لنا يحملنا أن نقدّمه بصورة أو بأخرى لخوتنا‪.‬‬

‫ق لنا ليس فقط يقدم لنا السيد المسيح الخلص على الصليب‪ ،‬إنما خلل‬ ‫‪ .5‬كصدي ٍ‬
‫هذا الحب الذي يدخل إلى حياتنا اليومية‪ ،‬نراه يشاركنا حتى في ولئمنا ويدخل‬
‫بيوتنا‪ .‬فنجده يتناول العشاء في بيت سمعان الفريسي‪ ،‬ويقبل وليمة زكا العشار‪،‬‬
‫ويستجيب لدعوة تلميذي عمواس واستضافتهما له‪.‬‬

‫وكصديق لنا ل يطلب العنف ول يقبل التعصب‪ ،‬فنراه يوبِّخ يوحنا لنه طلب ناًرا‬
‫تأكل أهل السامرة (‪ ،)54 :9‬وزجر التلميذ قائلً‪" :‬من ليس علينا فهو معنا" (‪.)50 :9‬‬
‫إنه "إنجيل الرحمة" أي "إنجيل الغفران العظيم"‪.‬‬

‫وكصديق لنا يشتاق أن نقبل صداقته ونتجاوب مع حبه‪ ،‬لذا كثيًرا ما يثيرنا لقبول‬
‫هذه الصداقة بتقديم مقارنات مثل‪:‬‬

‫* سمعان الفريسي والمرأة الخاطئة‪ ،‬فقد قدّم الول بيته ومائدته دون قلبه‪ ،‬أما‬
‫المرأة بالرغم من عطاياها الكثيرة لكنها عرفت بالحب أن تتمتع بالصداقة‬
‫والغفران‪.‬‬

‫* الفريسي والعشار‪ ،‬الول دخل الهيكل وله أعمال ناموسية يعتز بها‪ ،‬لكن في‬
‫شار وهو في آخر صف أن يدخل‬ ‫كبريائه لم يقدر أن يصادق الرب‪ ،‬بينما استطاع الع ّ‬
‫إلى قلب الصديق العظم خلل التواضع‪.‬‬

‫* السامري الصالح واللوي والكاهن‪ ،‬تمتع الول بالدخول في هذه الصداقة‬


‫والتجاوب معها خلل اتساع قلبه للبشرية‪ ،‬بينما خسر رجلي الدين الصداقة خلل‬
‫ضيق قلبيهما‪.‬‬

‫* البن الضال والبن الكبر‪ ،‬نال الول البركة وتمتع بالصداقة خلل التوبة‬
‫والرجوع‪ ،‬بينما فقد البن الكبر علقته بالب بسبب كبريائه‪.‬‬

‫* اللص التائب واللص الهالك‪ ،‬اغتصب الول الملكوت في اللحظات الخيرة‪.‬‬

‫* التطويبات والويلت‪.‬‬

‫‪ .6‬إن كان الفكر اليوناني قد ساد العالم في ذلك الحين‪ ،‬لكنه لم يقدّم للبشرية‬
‫حا حقيقيًا‪ ،‬وعاش النسان يطلب كل يوم فلسفة جديدة أو فكًرا‬ ‫شعبًا صاد ً‬
‫قا‪ ،‬وفر ً‬
‫لم يُسمع عنه من قبل‪ .‬لذلك كتب النجيلي لوقا هذا السفر ليعلن أن المسيح‬
‫م الكثير من التسابيح‬ ‫صديق البشرية‪ ،‬هو واهب الفرح الداخلي والتسبيح‪ .‬فقد ض ّ‬
‫التي تعتز بها الكنيسة وتستخدمها في عبادتها وليتورجياتها‪ ،‬مثل تسبحة الميلد‬
‫الملئكية (‪ ،)14 :2‬وتسبحة زكريا (‪ ،)79-68 :1‬وتسبحة القديسة مريم (‪،)55-46 :1‬‬
‫وتسبحة سمعان الشيخ (‪.)32-29 :2‬‬

‫وا من الفرح‪ .‬فقد افتتح السفر بحديث الملك‬ ‫مجيء الصديق المخلص خلق ج ً‬
‫لزكريا الكاهن عن القديس يوحنا السابق لهذا الصديق المخلص‪ ،‬قائلً‪" :‬ويكون لك‬
‫فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولدته" (‪ .)14 :1‬كما يروي أن ولدته قد أصبغت‬
‫حا على الكثيرين (‪ .)58 :1‬أما ميلد السيد فرافقه انفتاح السماء على الرض‬ ‫فر ً‬
‫ح عظيم ٍ يكون لجميع الشعب" (‪ .)10 :2‬وعندما عاد‬
‫ٍ‬ ‫بفر‬ ‫أبشركم‬ ‫أنا‬ ‫"ها‬ ‫بها‪:‬‬ ‫للكرازة‬
‫الرسل السبعين من كرازتهم يقول‪" :‬فرجع السبعون بفرح قائلين‪ :‬يا رب حتى‬
‫الشياطين تخضع لنا باسمك" (‪ ،)17 :10‬بل قيل‪" :‬وفي تلك الساعة تهلل يسوع‬
‫بالروح‪ ،‬وقال‪" :‬أحمدك أيها الب رب السماء والرض‪ ،‬لنك أخفيت هذه عن‬
‫الحكماء والفهماء وأعلنتها للطفال‪ ،‬نعم أيها الب هكذا صارت المسرة أمامك" (‬
‫‪ .)21 :10‬وكأن الكرازة بهذا الصديق الفريد قد هلّلت قلب المخلص نفسه من أجل‬
‫البسطاء‪ ،‬وهي موضع سرور الب‪ ،‬بل أعلن أنه يكون فرح حتى في السماء عند‬
‫توبة الخطاة (‪.)32 ،10 ،7 :15‬‬

‫إنه فرح داخلي يمل قلب الخاطئ التائب‪ ،‬عندما يجد في صديقه كل الشبع‪ ،‬إذ قيل‬
‫حا" (‪ .)6 :19‬وفرح للجماعة كلها‪ ،‬إذ قيل‪" :‬وفرح‬ ‫عن زكا‪" :‬فأسرع ونزل وقبله فر ً‬
‫كل الجمع بجميع العمال المجيدة الكائنة منه" (‪ .)7 :13‬كما قيل عن دخوله‬
‫أورشليم‪" :‬ابتدأ كل جمهور التلميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لجل‬
‫جميع القوات التي نظروا" (‪ .)37 :19‬وقد ختم السفر بالفرح بالصديق القائم من‬
‫الموات والصاعد إلى السماوات‪ ،‬إذ قيل عن التلميذ حين ظهر لهم صديقهم‬
‫ضا بعد‬‫العجيب‪" :‬وبينما هم غير مصدّقين من الفرح ومتعجبون‪ .)41 :24( "...‬وأي ً‬
‫ح عظيمٍ" (‪.)51 :24‬‬
‫صعوده مباشرة‪" :‬رجعوا إلى أورشليم بفر ٍ‬
‫َ‬
‫هكذا جاء السيد المسيح يحقق سرور الب‪ ،‬ويفرح هو بالبشرية المخل ّصة بدمه‪،‬‬
‫ضا‬
‫حا وسكب على كنيسته بهجته‪ ،‬وأي ً‬ ‫وتفرح معه السماء‪ ،‬كما مل تلميذه ورسله فر ً‬
‫على الخطاة التائبين‪ .‬ولكي يميز بين هذا الفرح وفرح العالم المؤقت ضرب لنا‬
‫مثل الغني الغبي الذي قال لنفسه‪" :‬استريحي وكلي واشربي وافرحي" (‪)19 :12‬؛‬
‫لكنه لم يستطع أن يفرح‪ ،‬إذ سمع الصوت اللهي‪" :‬يا غبي هذه الليلة تُطلب نفسك‬
‫منك" (‪ .)20 :12‬هذا كله دفع البعض إلى تلقيبه "إنجيل الفرح المسيحاني"‪.‬‬

‫قا لنا‪ ،‬قدّم لنا نفسه مثالً‪ ،‬فظهر كمصلّي في مواقف‬ ‫‪ .7‬إذ جاء السيد المسيح صدي ً‬
‫كثيرة منها عند عماده (‪ ،)21 :3‬وبعد تطهير البرص‪ ،‬وقبل دعوة الثني عشر تلميذًا‬
‫(‪ ،)12 :6‬وعند التجلي (‪ ،)28 :9‬وعلى الصليب من أجل صالبيه‪ ،‬وفي اللحظات‬
‫سّر لصلتنا بالله‬
‫الخيرة من حياته على الرض‪ .‬لقد أراد أن يعلن "الصلة" ك ِ‬
‫ضا أنه حملنا فيه لننعم بالتصال‬‫وصداقتنا معه‪ .‬ظهور السيد كمصلّي إنما يعني أي ً‬
‫بالب‪.‬‬

‫ورد فيه الصلة‬


‫في هذا السفر يحدثنا السيد عن الصلة أكثر من بقية السفار‪ ،‬ف َ‬
‫َ‬
‫ما مثل‬
‫الربانية‪ ،‬وشدّد على ضرورة الستمرار في الصلة والمثابرة فيها‪ ،‬مقد ً‬
‫الصديق المحتاج لثلثة أرغفة يذهب إلى صديقه ويطلب بلجاجة‪ ،‬ومثَل قاضي‬
‫الظلم الذي استمع للرملة من أجل لجاجتها‪.‬‬

‫‪ .8‬يرى البعض أن الناجيل بوجه عام‪ ،‬وإنجيل لوقا بوجه خاص‪ ،‬لم تهدف إلى مجرد‬
‫عرض لحياة السيد المسيح أو تاريخه‪ ،‬قدر ما هدفت إلى تقديم الكنيسة التي عاش‬
‫فيها السيد المسيح حيًّا يعمل لجلها‪ .‬فهي تتحدث عن مسيح الكنيسة كما تتذوقه‬
‫بالتفافها حوله وثبوتها فيه‪ .‬فالقديس لوقا في إنجيله يعرض بوحي الروح القدس‬
‫حياة الكنيسة خلل وجوده على الرض بالجسد‪ ،‬بينما في سفر العمال يعرض‬
‫حياتها بعريسها خلل وجوده عن يمين الب بعد الصعود‪ ،‬واهبًا إيّاها روحه‬
‫وجد بالجسد هنا‪ ،‬ول يزال‬ ‫القدوس‪ .‬إنه الصديق العامل بل انقطاع‪ ،‬كان يعمل حين ُ‬
‫يعمل بعد صعوده حتى يلتقي بنا على السحاب‪.‬‬

‫دا‪ ،‬وأنه يتحقق‬


‫ساد في الكنيسة الولى إحساس بأن قدوم السيد المسيح اقترب ج ً‬
‫في العصر الرسولي‪ ،‬المر الذي عالجه الرسول بولس في رسالته الثانية إلى أهل‬
‫تسالونيكي‪ ،‬مؤكدًا أن السيد لن يأتي إل بعد ظهور إنسان الخطية‪ ،‬وتحقق حركة‬
‫الرتداد‪ .‬فإن معلمنا لوقا حمل ذات التجاه معلنًا في هذا السفر كما في سفر‬
‫العمال أن موت السيد وقيامته وصعوده المجيد‪ ،‬ل يعني مجيئه الثاني في الحال‪.‬‬
‫ول بعد خراب أورشليم مباشرة‪ ،‬إذ أساء البعض فهم كلمات النجيلي مرقس (‪:14‬‬
‫‪62‬؛ ‪ ،)1 :9‬فقد أعلن أن ملكوت المسيا حقيقة واقعة تتم أول ً في الكنيسة هنا‪،‬‬
‫وتتحقق في القلب‪ ،‬وينضم إلى الكنيسة كل يوم الذين يخلصون‪ .‬كأن مجيء السيد‬
‫يتحقق أول ً بحلوله في قلوب المختارين‪ ،‬وإذ يكمل عمله هنا في العالم يأتي على‬
‫السحاب‪.‬‬
‫‪ .10‬يرى بعض الدارسين أن إنجيل لوقا جاء مطاب ً‬
‫قا للسفار الستة الولى من العهد‬
‫القديم هكذا‪:‬‬

‫ا‪ .‬سفر التكوين الجديد يصف ميلد السيد المسيح وطفولته‪ ،‬هذا الذي به تتحقق‬
‫الخليقة الجديدة‪ ،‬فبظهور آدم الثاني انطلقت البشرية إلى عالم جديد‪.‬‬

‫ما‪ ،‬حيث غلب‬


‫ب‪ .‬الخروج الجديد تحقق بتجربة السيد المسيح في البرية أربعين يو ً‬
‫لحسابنا‪ ،‬مقابل تيه شعب إسرائيل أربعين سنة بعد خروجهم وسقوطهم المستمر‬
‫في التذمر‪.‬‬

‫ج‪ .‬سفر اللويين الجديد هو إقامة الثني عشر تلميذًا‪ ،‬وتقديم العظة الخاصة‬
‫بسيامتهم كسفر اللويين آخر (‪.)20 :6‬‬

‫د‪ .‬سفر العدد الجديد هو إرسالية السبعين رسولً‪.‬‬

‫هـ‪ .‬القسم الخاص بسفر التثنية يمثل النصيب الكبر من النجيل حيث يضم أجزاء‬
‫كثيرة من تعاليم السيد خاصة في (‪.)14 :18 -51 :9‬‬

‫و‪ .‬سفر يشوع الذي قدمه معلمنا لوقا هو قصة آلم السيد المسيح وقيامته‪،‬‬
‫فقبول راحاب الزانية يقابله زكا العشار (لو ‪.)2-1 :19‬‬

‫‪ .11‬أبرز النجيلي لوقا دور الروح القدس‪ ،‬فأعلن الملك عن يوحنا المعمدان أنه‬
‫يمتلئ من الروح القدس من بطن أمه (‪ .)15 :1‬كما أبرز عمل الروح القدس في‬
‫ضا في الحاديث النبوية (‪67 :1‬؛ ‪ ،)27-25 :2‬وفي‬ ‫التجسد اللهي (‪ ،)35 :1‬وعمله أي ً‬
‫المعمودية (‪ ،)16 :3‬وظهوره في عماد السيد (‪ .)22 :3‬هكذا يربط عمل السيد المسيح‬
‫بعمل روحه القدوس (‪18 ،14 ،1 :4‬؛ ‪21 :10‬؛ ‪13 :11‬؛ ‪.)12 :10‬‬

‫‪ .12‬دُعي هذا السفر بإنجيل الشمول‪ ،‬إذا حوى الكثير من القصص التي لم ترد في‬
‫ضا المثال‪ ،‬يسنده في هذا علقته الوثيقة بالقديسة مريم‪.‬‬
‫الناجيل الخرى وأي ً‬
‫انفرد بذكر المعجزات التالية‪ :‬صيد السماك (‪ ،)11-4 :5‬إقامة ابن أرملة نايين (‪:7‬‬
‫‪ ،)11‬المرأة التي بها روح الضعف (‪ ،)17-11 :13‬الرجل البرص (‪ ،)6-1 :14‬العشرة برص‬
‫(‪ ،)19-11 :17‬شفاء أذن ملخس (‪.)51-50 :22‬‬

‫ضا بذكر المثال التالية‪ :‬المديونان (‪ ،)43-41 :7‬السامري الصالح (‪،)37-25 :14‬‬
‫انفرد أي ً‬
‫الصديق اللجوج (‪ ،)8-5 :11‬الغني الغبي (‪ ،)20-16 :12‬شجرة التين غير المثمرة (‪-6 :13‬‬
‫‪ ،)9‬الدرهم المفقود (‪ ،)10-8 :15‬البن الضال (‪ ،)32-11 :15‬الوكيل الخائن (‪،)13-1 :16‬‬
‫الغني ولعازر (‪ ،)31-19 :16‬الفريسي والعشار (‪.)14-10 :18‬‬

‫كما انفرد بذكر أحداث معينة مثل إجابة يوحنا المعمدان على الشعب‪ ،‬بكاء المسيح‬
‫على أورشليم‪ ،‬موضوع حديثه مع موسى وإيليا عند التجلي‪ ،‬العرق الذي نزل من‬
‫ي عمواس‪،‬‬ ‫جبينه كقطرات الدم‪ ،‬خطابه لبنات أورشليم‪ ،‬لقاء السيد مع تلميذ ّ‬
‫ضا تفاصيل خاصة بصعوده‪.‬‬‫وأي ً‬
‫‪ .12‬من جهة السلوب فكما سبق فتحدثنا في أكثر من موضع أن الروح القدس إذ‬
‫يعمل في الكاتب ويلهمه بالكتابة ل يفقده شخصيته‪ ،‬بل يستغل قدراته ويلهمه‬
‫صنه من الخطأ‪ .‬وقد ظهرت قدرات معلمنا لوقا البشير من جهة السلوب‪،‬‬ ‫ويح ّ‬
‫ب ورسام في‬ ‫ٍ‬ ‫كطبي‬ ‫ضا‬
‫ً‬ ‫وأي‬ ‫للمور‪.‬‬ ‫ً‬
‫قا‬ ‫محق‬ ‫فجاء‬ ‫الدقيق‪،‬‬ ‫بالفحص‬ ‫اتسم‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫فكطبي‬
‫قا في أسلوبه‪ ،‬يحمل لمسات شعرية لطيفة وعذبة‪ ،‬حتى صار‬ ‫نفس الوقت جاء رقي ً‬
‫إنجيله مصدًرا للفنانين يستوحون منه أيقوناتهم‪.‬‬

‫ضا كصديق ورفيق للقديس بولس في كثير من أسفاره أوجد شيئًا من التشابه‬
‫وأي ً‬
‫بين كتاباتهما‪ ،‬مما جعل العلمة ترتليان يقول بأن النجيلي لوقا قد استنار‬
‫بالرسول بولس‪.‬‬

‫(راجع لو ‪ 22 :4‬مع كو‪6 : 4‬؛ لو ‪ 32 :4‬مع ‪ 1‬كو‪4 :2‬؛ لو‪ 36 :6‬مع ‪ 2‬كو ‪3 :1‬؛ لو ‪ 39 :6‬مع رو‬
‫‪19 :12‬؛ لو ‪ 56 :9‬مع ‪ 2‬كو ‪18 :10‬؛ لو ‪ 8 :10‬مع ‪ 1‬كو ‪23 :10‬؛ لو ‪ 41 :11‬مع تي ‪15 :1‬؛ لو ‪:18‬‬
‫‪ 1‬مع ‪ 2‬تس ‪11 :1‬؛ لو ‪ 36 :21‬مع أف ‪18 :6‬؛ لو ‪ 20-19 :22‬مع ‪ 1‬كو ‪29-23 :11‬؛ لو‪ 34 :24‬مع‬
‫‪ 1‬كو ‪.)5 :15‬‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫‪http://www.youthbishopric.com/library/articleslibrary/arabic/bible/b4/b46.htm‬‬

‫القديس لوقا البشير كان أحد السبعين رسول ً وهو الذى أعطانا خبر أن المسيح‬
‫عين سبعين آخرين وأرسلهم اثنين اثنين إلى كل مدينة وموضع حيث كان يأتى (لو‬
‫‪.)1:10‬‬
‫كان تلميذ للسيد المسيح وأيضا ً تتلمذ للقديس بولس الرسول ‪ :‬بحسب تصورنا‬
‫ولغتنا الحديثة أن لوقا أقدم من بولس فهو دخل الجماعة التكريسية مبكرا ً عن‬
‫القديس بولس كما أنه عاش أيام المسيح معه بالجسد بعكس بولس الرسول ومع‬
‫ذلك نجد أن القديس لوقا يقول بكل حب أنه خادم مع بولس فهو بكل إتضاع‬
‫يقولها كأنه يصف إمكانيات بولس العظيمة للخدمة والكرازة ولضعفه أنه سوف‬
‫يصحبه فقط فى رحلت بولس التبشيرية‪.‬‬
‫وفى رسالة القديس بولس الرسول إلى فليمون يقول‪" :‬يسلم عليك أبفراس‬
‫المأسور معى فى المسيح يسوع‪ ..‬ومرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون‬
‫معى" (أع ‪ .)23،24‬وكأن لوقا من العاملون معه رغم أنه أسبق له فى الخدمة‪.‬‬
‫أيضا ً سفر أعمال الرسل يبين معية القديس لوقا للقديس بولس معبرا ً عنها‬
‫بقوله‪" :‬فلما أتوا إلى ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلى بثينيه فلم يدعهم الروح فمروا‬
‫قائم على ميسيا وانحدروا إلى ترواس وظهرت لبولس رؤيا فى الليل رجل‬
‫مكدونى قائم يطلب إليه ويقول أعبر إلى مكدونية وأعنا‪ .‬فلما رأى الرؤيا للوقت‬
‫طلبنا أن نخرج إلى مكدونية متحققين أن الرب قد دعانا لنبشرهم‪ .‬فأقلعنا من‬
‫ترواس وتوجهنا" (أع ‪.)11-7:16‬‬
‫فى البداية كان القديس بولس يتكلم بضمير الغائب ثم أصبح يتكلم بضمير‬
‫المتكلمين وهذا بعد أن التقى بالقديس لوقا فى ترواس فى الرحلة الثانية (أع‬
‫‪ )5:20‬وأيضا ً عبر بضمير المتكلمين قائلً‪" :‬سلمنا فصرنا نحمل" (أع ‪.)15:27‬‬
‫وفى (أع ‪ )16:28‬قائلً‪" :‬ولما أتينا إلى رومية سلم قائد المئة السرى إلى رئيس‬
‫العسكر" وأعتبر القديس لوقا نفسه مرافقا ً لبولس حتى عند ذهابه للمحاكمة رغم‬
‫أنه لم يكن صغير السن أو قليل المنزلة‪ ..‬وكما نعلم أن القديس بولس مكث‬
‫سنتين فى بيت إستأجره بعدها قدم إلى نيرون وأستشهد ثم بعدها بفترة قدم‬
‫القديس لوقا لنيرون واستشهد‪.‬‬
‫أيضا ً فى الرحلة الثالثة عندما كان القديس بولس مسجون فى قيصرية (قيصرية‬
‫فيلبس التى بناها الملك مجاملة لقيصر)‪ ..‬أخذ لوقا يخدم سنتين فى أورشليم إلى‬
‫أن يعود القديس بولس من سجن قيصرية‪ ...‬وسافر لوقا مع بولس إلى روما‪.‬‬

You might also like