Professional Documents
Culture Documents
تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
تأليف
محمد ناصر الدين اللباني
المكتب السلمي
بسم ال الرحمن الرحيم
تقديـــم
إن الحمد ل نحمده ونستعينه و نستغفره ،و نعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده ال
فل مضل له و أشهد أن ل اله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
أما بعد فلقد اقترح علي أخي زهير الشاويش صاحب المكتب السلمي أن أقوم بتلخيص كتابي " صفة
صلة النبي صلى ال عليه وسلم" من التكبير إلى التسليم كأنك تراها " واختصاره و تقريب عبارته إلى
عامة الناس .
ولما رأيته اقتراحاً مباركاً ،وكان موافقاً لما كان يجول في نفسي من زمن بعيد ،وطالما سمعت مثله من
ل من وقتي المزدحم بكثير من العمال العلمية، أخ أو صديق .فشجعني ذلك على أن أقتطع له قلي ً
ل المولى سبحانه و تعالى أن يجعله خالصاً
فبادرت إلى تحقيق ما اقترحه حسب طاقتي و جهدي ،سائ ً
لوجهه الكريم ،وينفع به إخواني المسلمين .
وقد أوردت فيه بعض الفوائد الزائدة على " الصفة " ،تنبهت لها ،واستحسنت ذكرها في أثناء
التلخيص ،كما عُنيتُ عناية خاصة بشرح بعض اللفاظ الواردة في بعض الجمل الحديثية أو الذكار .
وجعلت له عناوين رئيسية ،و أخرى كثيرة جانبية توضيحية ،و أوردت تحتها مسائل الكتاب بأرقام
متسلسلة .
وصرحت بجانب كل مسألة بحكمها من ركن أو واجب ،وما سكت عن بيان حكمه فهو من السنن ،
وبعضها قد يحتمل القول بالوجوب ،والجزم بهذا أو ذاك ينافي التحقيق العلمي .
و الركن :هو ما يتم به الشيء الذي هو فيه ،ويلزم من عدم وجوده بطلن ما هو ركن فيه ،كالركوع
ل في الصلة ،فهو ركن فيها ،يلزم من عدمه بطلنها . مث ً
و الشرط :كالركن إل أنه يكون خارجاً عما هو شرط فيه .كالوضوء مثلً في الصلة .فل تصح بدونه .
و الواجب :هو ما ثبت المر به في الكتاب أو السنة ،ول دليل على ركنيته أو شرطيته ،ويثاب فاعله
ويعاقب تاركه إل لعذر .
ومثله (الفرض) ،و التفريق بينه وبين الواجب اصطلح حادث ل دليل عليه .
و السنة :ما واظب النبي صلى ال عليه و سلم عليه من العبادات دائماً .أو غالباً .ولم يأمر به أمر إيجاب
،ويثاب فاعلها ،ول يعاقب تاركها و ل يعاتب .
وأما الحديث الذي يذكره بعض المقلدين معزواً إلى النبي صلى ال عليه وسلم " من ترك سنتي لم تنله
شفاعتي " فل أصل له عن رسول ال صلى ال عليه وسلم .وما كان كذلك فل يجوز نسبته إليه صلى
ال عليه وسلم خشية التقول عليه .فقد قال صلى ال عليه وسلم " من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من
النار" .
وإن من نافلة القول أن أذكر أنني لم ألتزم فيه تبعًا لصله مذهباً معيناً من المذاهب الربعة المتبعة .
وإنما سلكت فيه مسلك أهل الحديث الذين يلتزمون الخذ بكل ما ثبت عنه صلى ال عليه وسلم من
الحديث ،ولذلك كان مذهبهم أقوى من مذاهب غيرهم ،كما شهد بذلك المنصفون من كل مذهب ،منهم
العلمة أبو الحسنات اللكنوي الحنفي القائل:
" وكيف ل وهم ورثة النبي صلى ال عليه وسلم حقاً .ونواب شرعه صدقاً ،حشرنا ال في زمرتهم ،
وأماتنا على حبهم وسيرتهم" .
• وعن العاجز عنه كالمريض ،أو من كان في السفينة أو السيارة ،أو الطيارة ،إذا خشيّ خروج
الوقت.
• وعمن كان يصلي نافلة أو وتراً ،وهو يسير راكبًا دابة أو غيرها ،ويستحب له -إذا أمكن -أن يستقبل
بها القبلة عند تكبيرة الحرام ،ثم يتجه بها حيث كانت وجهته.
-3ويجب على كل من كان مشاهدًا للكعبة أن يستقبل عينها ،وأما من كان غير مشاهد لها فيستقبل جهتها
.
-4وإن صلى إلى غير القبلة لِغيم أو غيره بعد الجتهاد والتحري جازت صلته ،ول إعادة عليه .
-5وإذا جاءه من يثق به وهو يصلي فأخبره بجهتها فعليه أن يبادر إلى استقبالها ،وصلته صحيحة .
-2القيام
-6ويجب عليه أن يصلي قائمًا وهو ركن إل على:
• المصلي صلة الخوف والقتال الشديد ،فيجوز له أن يصلي راكباً .والمريض العاجز عن القيام ،
فيصلي جالساً إن استطاع ،وإل فعلى جنب.والمتنفل ،فله أن يصلي راكباً .أو قاعداً إن شاء .ويركع
ويسجد إيماء برأسه .وكذلك المريض ،ويجعل سجوده أخفض من ركوعه .
-7ول يجوز للمصلي جالسًا أن يضع شيئاً على الرض مرفوعاً يسجد عليه ،وإنما يجعل سجوده
أخفض من ركوعه كما ذكرنا إذا كان ل يستطيع أن يباشر الرض بجبهته .
-10ويجوز أن يعتمد في قيامه على عمود أو عصا لكبر سنه ،أو ضعف بدنه .
-12وإذا صلى قاعداً جلس متربعاً ،أو أي جلسة أخرى يستريح بها .الصلة في النعال:
-14والفضل أن يصلي تارة هكذا ،وتارة هكذا .حسبما تيسر له ،فل يتكلف لبسهما للصلة ول
ل صلى منتعلً ،إل لمر عارض . خلعهما ،بل إن كان حافيًا صلى حافيًا ،وإن كان منتع ً
-15وإذا نزعهما فل يضعهما عن يمينه وإنما عن يساره إذا لم يكن عن يساره أحد يصلي ،وإل
وضعهما بين رجليه ، ))1بذلك صح المر عن النبي صلى ال عليه وسلم .
-16وتجوز صلة المام على مكان مرتفع لتعليم الناس ،يقوم عليه فيكبر ويقرأ ويركع وهو عليه ،ثم
ينزل القهقرى حتى يتمكن من السجود على الرض في أصل المنبر ،ثم يعود إليه .فيصنع في الركعة
الخرى كما صنع في الولى.
-17ويجب أن يصلي إلى سترة ،ل فرق في ذلك بين المسجد وغيره ،ول بين كبيره وصغيره لعموم قوله
صلى ال عليه وسلم ":ل تصل إل ‘إلى سترة ،ول تدع أحدًا يمر بين يديك ،فإن أبى فلتقاتله فإن معه
القرين" .يعني الشيطان.
-19واكن بين موضع سجوده صلى ال عليه وسلم والجدار الذي يصلي إليه نحو ممر شاة ،فمن فعل ذلك
))2
فقد أتى بالدن ّو الواجب.
-20ويجب أن تكون السترة مرتفعة عن الرض نحو شبر أو شبرين لقوله صلى ال عليه وسلم ":إذا
وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة ))3الرحل فليصل ،ول يبالي من وراء ذلك".
-21ويتوجه إلى السترة مباشرة ،لنه الظاهر من المر بالصلة إلى سترة ،وأما التحول عنها يمينًا أو
يسارًا بحيث أنه ل يصمد إليها صمداً ،فلم يثبت.
-22وتجوز الصلة إلى العصا المغروزة في الرض أو نحوها ،وإلى شجرة أو أسطوانة ،وإلى امرأته
المضطجعة على السرير .وهي تحت لحافها ،وإلى الدابة ولو كانت جملً.
( )1قلت :وفيه إيماء لطيف إلى أنه ل يضعهما أمامه .وهذا أدب أخل به جماهير المصلين ،فتراهم يصلون إلى نعالهم !
( )2قلت :ومنه نعلم أن ما يفعله الناس في كل المساجد التي رأيتها في سورية وغيرها من الصلة وسط المسجد بعيداً عن الجدار أو السارية ،ما هو إل غفلة عن أمره
صلى ال عليه وسلم وفعله.
( )3هي العمود الذي في آخر الرحل .و(الرحل) هو للجمل بمنزلة السرج للفرس .وفي الحديث إشارة إلى أن الخط على الرض ل يجزي ،والحديث المروي فيه
ضعيف.
تحريم الصلة إلى القبور:
-23ول تجوز الصلة إلى القبور مطلقاً سواء كانت قبوراً للنبياء أو غيرهم.
-24ول يجوز المرور بين يدي المصلي إذا كان بين يدي سترة .ول فرق في ذلك بين المسجد الحرام
وغيره من المساجد .فكلها سواء في عدم الجواز ،لعموم قوله صلى ال عليه وسلم ":لو يعلم المار بين
يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين ،خيرًا له من أن يمر بين يديه" .يعني المرور بينه وبين
موضع سجوده .))4
-25ول يجوز للمصلي إلى سترة أن يدع أحدًا يمر بين يديه .للحديث السابق ":ول تدع أحدًا يمر بين
يديك…" وقوله صلى ال عليه وسلم ":إذا صلى
أحدكم إلى شيء يستره من الناس ،فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره ،وليدرأ ما استطاع،
(وفي رواية :فليمنعه مرتين) ،فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان".
-26ويجوز أن يتقدم خطوة أو أكثر ليمنع غير مكلف من المرور بين يديه كدابة أو طفل ،حتى يمر من
ورائه.
-27وإن من أهمية السترة في الصلة ،أنها تحول بين المصلي إليها ،وبين إفساد صلته بالمرور بين
يديه ،بخلف الذي لم يتخذها ،فإنه يقطع صلته إذا مرت بين يديه المرأة ،وكذلك الحمار والكلب السود.
()4
وأما حديث صلته صلى ال عليه وسلم في حاشية المطاف دون سترة والناس يمرون بين يديه فل يصح ،على أنه ليس فيه أن المرور كان بينه وبين سجوده.
-3النية
-28ول بد للمصلي من أن ينوي الصلة التي قام إليها وتعيينها بقلبه ،كفرض الظهر أو العصر ،أو
سنتهما مثلً ،وهو شرط أو ركن .وأما التلفظ بها بلسانه فبدعة مخالفة للسنة ،ولم يقل بها أحد من
متبوعي المقلدين من الئمة.
-4التكبير
-29ثم يستفتح الصلة بقوله ":ال أكبر" وهو ركن ،لقوله صلى ال عليه وسلم ":مفتاح الصلة الطهور،
وتحريمها ))5التكبير ،وتحليلها التسليم".
-31ويجوز تبليغ المؤذن تكبير المام إلى الناس ،إذا وجد المقتضى لذلك ،كمرض المام ،وضعف
صوته أو كثرة المصلين خلفه.
-33ويرفع يديه مع التكبير أو قبله ،أو بعده ،كل ذلك ثابت في السنة.
-35ويجعل كفيه حذو منكبيه ،وأحياناً يبالغ في رفعهما حتى يحاذي بهما أطراف أُذنيه .))6
-36ثم يضع يده اليمنى على اليسرى عقب التكبير ،وهو من سنن النبياء عليهم الصلة والسلم ،وأمر
به رسول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه ،فل يجوز إسدالهما.
محل الوضع:
( )5أي وتحريم ما حرم ال من الفعال ،وكذا تحليلها ،أي تحليل ما أحل خارجها من الفعال ،والمراد بالتحريم والتحليل المحرّم والمحلّل.
( )6قلت :وأما مس شحمتي الُذنين بإبهاميه ،فل أصل له في السنة ،بل هو عندي من دواعي الوسوسة.
( )7وأما ما استحسنه بعض المتأخرين من الجمع بين الوضع والقبض في آن واحد فمما ل اصل له.
( )8قلت :ووضعهما على غير الصدر إما ضعيف ،وإما ل اصل له.
-40ول يجوز أن يضع يده اليمنى على خاصرته.
-41وعليه أن يخشع في صلته وأن يتجنب كل ما قد يلهيه عنه من زخارف ونقوش ،فل يصلي بحضرة
طعام يشتهيه،ول وهو يدافعه البول و الغائط.
-43ول يلتفت يميناً ،ول يساراً ،فإن اللتفات اختلس يختلسه الشيطان من صلة العبد.
دعاء الستفتاح:
-45ثم يستفتح القراءة ببعض الدعية الثابتة عن النبي صلى ال عليه وسلم وهي كثيرة أشهرها:
" سبحانك اللهم وبحمدك ،وتبارك اسمك ،وتعالى جدك ،ول إله غيرك".
-5القراءة
-45ثم يستعيذ بال تعالى وجوباً ويأثم بتركه.
-48وتارة يقول " :أعوذ بال السميع العليم ،من الشيطان…" الخ.
-49ثم يقول سراً في الجهرية والسرية " :بسم ال الرحمن الرحيم ".
قراءة الفاتحة:
-50ثم يقرأ سورة (الفاتحة) بتمامها –والبسملة منها ،وهي ركن ل تصح الصلة إل بها ،فيجب على
العاجم حفظها.
-51فمن لم يستطع أجزأه أن يقول " :سبحان ال ،والحمد ل ،ول إله إل ال ،ال أكبر ول حول ول قوة
إل بال ".
()9
ومن شاء الطلع على بقية الدعية فليراجع "صفة الصلة" (ص )73-72من الطبعة العاشرة أو الحادية عشرة.
-52والسنة في قراءتها أن يقطعها آية آية ،يقف على رأس كل آية ،فيقول( :بسم ال الرحمن الرحيم) ثم
يقف ،ثم يقول( :الحمد ل رب العالمين ) ،ثم يقف ،ثم يقول( :الرحمن الرحيم) ،ثم يقف ،ثم يقول( :مالك
يوم الدين) ،ثم يقف ،وهكذا إلى آخرها.
وفي الجهرية أيضاً إن لم يسمع قراءة المام ،أو سكت هذا بعد فراغه منها سكتة ليتمكن فبها المقتدي من
قراءتها ،وإن كنا نرى أن هذا السكوت لم يثبت في السنة .))10
-55ويسن أن يقرأ بعد الفاتحة ،سورة أخرى ،حتى في صلة الجنازة ،أو بعض اليات في الركعتين
الوليين.
-56ويطيل القراءة بعدها أحياناً ،ويقصرها أحياناً ،لعارض سفر ،أو سعال ،أو مرض ،أو بكاء صبي.
-57وتختلف القراءة باختلف الصلوات ،فالقراءة في صلة الفجر أطول منها في سائر الصلوات
الخمس ،ثم الظهر ،ثم العصر و العشاء ،ثم المغرب غالباً.
-63ول تجوز إطالة المام للقراءة بأكثر مما جاء في السنة ،فإنه يشق بذلك على من قد يكون وراءه من
رجل كبير في السن ،أو مريض ،أو امراءة لها رضيع ،أو ذي الحاجة.
()10
قلت :وقد ذكرت مستند من ذهب إليه ،وما يرد عليه في سلسلة " الحاديث الضعيفة " رقم (546و .)547
()11
وتفصيل هذا الفصل راجعه إن شئت في " صفة الصلة " (ص )83من الطبعة الحادية عشر.
-64ويجهر بالقراءة في صلة الصبح ،والجمعة ،والعيدين ،والستسقاء ،والكسوف ،والوليين من صلة
المغرب والعشاء.
-66وأما الوتر وصلة الليل ،فيسر فيها تارة ،ويجهر تارة ،ويتوسط في رفع الصوت.
ترتيل القراءة:
-67والسنة أن يرتل القرآن ترتيلً ،ل هذاً ول عجلة ،بل قراءة مفسرة حرفاً حرفاً ،ويزين القرآن
بصوته ،ويتغنى به في حدود الحكام المعروفة عند أهل العلم بالتجويد ،ول يتغنى به على اللحان
المبتدعة ،ول على القوانين الموسيقية.
-68ويشرع للمقتدي أن يتقصّد الفتح على المام إذا ارتج عليه في القراءة.
-6الركوع
-69فإذا فرغ من القراءة سكت سكتة لطيفة بمقدار ما َيتَرا ّد إليه نَفَسُهُ.
-72ثم يركع ،بقدر ما تستقر مفاصله ،ويأخذ كل عضو مأخذه ،وهذا ركن.
كيفية الركوع:
-73ويضع يديه على ركبتيه ،ويمكنهما من ركبتيه ،ويفرج بين أصابعه ،كأنه قابض على ركبتيه ،وهذا
كله واجب.
-77ويقول في ركوعه " :سبحان ربي العظيم " ثلث مرات أو أكثر .))12
تسوية الركان:
( )12و هناك أذكار أخرى تقال في هذا الركن ،منها الطويل ومنها المتوسط ،ومنها القصير تراجع في " صفة صلة النبي صلى ال عليه وسلم (ص -113الطبعة
الحادية عشر).
-78ومن السنة أن يسوي بين الركان في الطول ،فيجعل ركوعه وقيامه بعد الكوع ،وسجوده .وجلسته
بين السجدتين قريبًا من السواء.
العتدال من الكوع:
-83ثم يقوم معتدلً مطمئناً حتى يأخذ كل عظم مأخذه ،وهذا ركن.
-84ويقول في هذا القيام " :ربنا ولك الحمد " ))13وهذا واجب على كل مصل ولو كان مؤتماً ))14فإنه
وِرد القيام ،أما التسميع فوِرد العتدال.
-7السجود
-86ثم يقول " :ال أكبر " وجوباً.
ل ركبتيه ،بهذا أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو خ ّر إلى السجود على يديه ،يضعهما َقبْ َ
-88ثم يَ ِ
الثابت عنه من فعله صلى ال عليه وسلم ،ونهى عن التشبه ببروك البعير ،وهو إنما يخر على ركبتيه
اللتين هما في مقدمتيه.
-90ويضم أصابعهما.
العتدال في السجود:
-101ويجب عليه أن يعتدل في سجوده ،وذلك بأن يعتمد فيه اعتماداً متساويًا على جميع أعضاء سجوده،
وهي :الجبهة والنف معاً ،والكفان ،والركبتان ،وأطراف القدمين.
-102ومن اعتدل في سجوده هكذا فقد اطمأن يقيناً ،والطمئنان في السجود ركن أيضاً.
-103ويقول فيه " :سبحان ربي العلى " ثلث مرات أو اكثر .))15
-106ويجوز السجود على الرض ،وعلى حائل بينها وبين الجبهة ،من ثوب ،أو بساط ،أو حصير ،أو
نحوه.
-110ثم يجلس مطمئناً حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ،وهو ركن.
()15
وفيه أذكار أخرى تراها في " صفة الصلة " (ص .)127
-114ويجوز القعاء أحياناً ،وهو أن ينتصب على عقبيه وصدور قدميه.
-115ويقول في هذه الجلسة " :اللهم اغفر لي ،وارحمني ،واجبرني ،وارفعني ،وعافني ،وارزقني ".
-116وإن شاء قال " :رب اغفر لي ،رب اغفر لي ".
السجدة الثانية:
جلسة الستراحة:
-122فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية ،وأراد النهوض إلى الركعة الثانية كبر وجوباً.
-124ويستوي قبل أن ينهض قاعداً على رجله اليسرى ،معتدلً ،حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.
الركعة الثانية:
-125ثم ينهض معتمداً على الرض بيديه المقبوضتين كما يقبضهما العاجن ،إلى الركعة الثانية ،وهي
ركن.
الجلوس للتشهد:
-132ويضع كفه اليمنى على فخذه وركبته اليمنى،ونهاية مرفقه اليمن على فخذه ل يبعد عنه.
-133ويبسط كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى.
-135ويقبض أصابع كفه اليمنى كفه اليمنى كلها .ويضع إبهامه على إصبعه الوسطى تارة.
-143ويقرؤه سراً.
-144وصيغته " :التحيات ل ،والصلوات ،والطيبات ،السلم على النبي ))16ورحمة ال وبركاته ،السلم
علينا وعلى عباد ال الصالحين ،أشهد أن ل إله إل ال ،وأشهد أن محمد عبده ورسوله " .))17
اللهم بارك على محمد ،وعلى آل محمد ،كما باركت على إبراهيم ،وعلى آل إبراهيم ،إنك حميد مجيد ".
-147ثم يتخير في هذا التشهد من الدعاء الوارد أعجبه إليه ،فيدعو ال به.
( )16هذا هو المشروع بعد وفاة النبي صلى ال عليه وسلم ،وهو الثابت في تشهد ابن مسعود وعائشة وابن الزبير وابن عباس رضي ال عنهم .ومن شاء التفصيل فعليه
بكتابي " صفة الصلة " (ص .)142
( )17وفي كتابي المذكور صيغ أخرى ثابتة ،وما ذكرته هنا أصحها.
الركعة الثالثة والرابعة:
-152ولكنه قبل أن ينهض يستوي قاعدًا على رجله اليسرى معتدلً حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.
-153ثم يقوم معتمدًا على يديه كما فعل في قيامه إلى الركعة الثانية.
-157ومحله إذا قال بعد الركوع " :ربنا ولك الحمد ".
" اللهم اهدني فيمن هديت ،وعافني فيمن عافيت ،وتولني فيمن توليت ،وبارك لي فيما أعطيت ،وقني
شر ما قضيت ،فإنك تقضي ول يقضى عليك ،وإنه ل يذل من واليت ،ول يعز من عاديت ،تباركت ربنا
وتعاليت ،ول منجا منك إل إليك ".
-166وهذا الدعاء من تعليم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فل يزاد عليه ،إل الصلة عليه صلى ال
عليه وسلم فتجوز لثبوتها عن الصحابة رضي ال عنهم.
-170إل أنه يجلس فيه متوركاً ،يفضي بوركه اليسرى إلى الرض ،ويخرج قدميه من ناحية
واحدة،ويجعل اليسرى تحت ساقه اليمنى.
-174ويجب عليه في هذا التشهد الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم ،،وقد ذكرنا في التشهد الول
بعض صيغها.
-176ثم يدعو لنفسه بما بدا له مما ثبت في الكتاب والسنة ،وهو كثير طيب ،فإن لم يكن عنده شيء منه،
دعا بما تيسر له مما ينفعه في دينه أو دنياه.
التسليم وأنواعه:
-177ثم يسلم عن يمينه ،وهو ركن ،حتى يرى بياض خده اليمن .
-178وعن يساره حتى يرى بياض خده اليسر ،ولو في صلة الجنازة.
( )18فتنة (المحيا) هي :ما يعرض للنسان في حياته من الفتتان بالدنيا وشهواتها .وفتنة (الممات) هي :فتنة القبر وسؤال الملكين .و(فتنة المسيح الدجال) :ما يظهر
على يديه من الخوارق التي يضل بها كثير من الناس ويتبعونه على دعواه اللوهية
الول :السلم عليكم ورحمة ال وبركاته ،عن يمينه .السلم عليكم ورحمة ال ،عن يساره.
الثالث :السلم عليكم ورحمة ال ،عن يمينه .السلم عليكم ،عن يساره.
الرابع :يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه ،يميل به إلى يمينه قليلً.
***
ل بذلك أن
أخي المسلم! هذا ما تيسر لي من " تلخيص صفة صلة النبي صلى ال عليه وسلم " محاو ً
أقربها إليك ،حتى تكون واضحة لديك ،ماثلة في ذهنك ،وكأنما تراها بعينك .فإذا أنت صليت نحو ما
وصفت لك من صلته صلى ال عليه وسلم ،فإني أرجو من ال تعالى أن يتقبلها منك ،لنك بذلك تكون
قد حققت فعلً قول النبي صلى ال عليه وسلم " :صلوا كما رأيتموني أصلي ".
ثم عليك بعد ذلك أن ل تنسى الهتمام باستحضار القلب والخشوع فيها ،فإنه هو الغاية الكبرى من وقوف
العبد بين يدي ال تعالى فيها ،وبقدر ما تحقق في نفسك من هذا الذي وصفت لك من الخشوع والحتذاء
بصلته صلى ال عليه وسلم ،يكون لك من الثمرة المرجوة التي أشار إليها ربنا تبارك وتعالى بقوله" :
إن الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر".
وختاماً اسأل ال تعالى أن يتقبل منا صلتنا ،وسائر أعمالنا ،ويدخر لنا ثوابها إلى يوم نلقاه ( يوم ل ينفع
مال ول بنون إل من أتى ال بقلب سليم) .والحمد ل رب العالمين.