Professional Documents
Culture Documents
فقه الإرهاب-الشيخ المقديسي-الفصل الرابع
فقه الإرهاب-الشيخ المقديسي-الفصل الرابع
رحم الصولية
.1مقدمة
.2الحركة السلمية
ـ مقدمة ـ
هي نظام منفتح وغير مقيد وعالمي النطاق يقوم فيه الفراد أو
المجموعات من المسلمين بالعمل عن وعي في سبيل إعادة توحيد المة
(لن ليس من حق البشر التيان بقوانينهم أو التحكم في مقدراتهم لن الله
وحده هو المتحكم في أمور البشر وهو المشرع العظم)
أولً :لكي نفهم الحركة السلمية ينبغي أن نفهم الرحم الذي تمخض
بها وأخرج لنا هذا الكائن ..المارد العجيب ..هذا الزرع البدوي الذي يجول
ملتمسا ً من يبتلعه .
أن الحركة الجتماعية هي ذلك النشاط الجتماعي الذي يأخذ غالبا ً شكل
التصورات والمشاعر غير المنظمة ،وهو النشاط الذي يصبح تدريجيا ً معبراً
عن أشكال جديدة من العتقاد والسلوك الجمعي التي ل تجد منافذ للتعبير
عن مطالبها ،من خللها ،فتتحول إلى حركة منظمة تهدم النماط
الجتماعية الموجودة وتستبدلها بأخرى تتفق ومصالحها الفعلية
يقول رودولف هيبرل :
هي تعد "نوعا ً خاصا ً من جماعات الفعل المتسق والتي تستمر مدة
أطول وتكون أكثر تكامل ً أو تماسكا ً من حركات الغوغاء والجمهرة وهي
ليست منظمة مثل الندية السياسية والجمعيات الخرى"
وفي رأي آخر :هي ذلك السلوك الجمعي لعضاء المجتمع الذين يرون
أنهم ل يشغلون مكاناتهم التقليدية ول يلعبون أدوارهم المنسوبة إليهم،
ويرون أن الدور الذي يلعبونه في المجتمع ل يتناسب مع مركزهم وأنه على
مدار فترة من الزمن ينمي كثير من هؤلء نظرة جديدة عما يعتقدونه وعما
يحلمون به من آمال ورغبات تمثل في النهاية ما يتعارف على تسميته
بالحركة الجتماعية.
.5خلق روح جماعية عن طريق تنظيم الشعور ورفع شعار "نحن وهم"
ويصاحب ذلك عملية تطوير معنويات للحركة وعقيدة سياسية لها
.6يكون أمام الحركة الثورية عملية تطوير تكتيك العمل والصدام مع
الوضع القائم والستيلء على السلطة
وعلى المعنى نفسه يذهب لينين إلى القول بأن الحركة الجتماعية هي
ذلك الفعل الثوري الذي يعني تحرك الجماهير تجاه تغيير الوضاع القائمة
وأن هذه الحركة لبد لها من طليعة مؤمنة بهذا التغيير.
.7وجود عناصر دافعة اغترابية قوية وواسعة النتشار بين الناس ،أي
الحاجة للبرهنة على أن النظام الجتماعي القائم في حاجة إلى التغيير
وهذه الحاجة تؤدي إلى تجمع أعداد هائلة من الفراد المغتربين بسبب بعض
الحداث مثل التضخم والبطالة ولكن هذه العوامل مجتمعة قد تؤدي إلى
الجريمة والتوتر النفسي ولكنها ل تؤدي إلى الثورة.
.8تنظيم جماعة فرعية مستقلة ،وهذا يفترض قيام قادة الحركة بعملية
تنظيم وتوفير التضامن بين أعضاء الحركة .ولكن تنظيم حركة معينة ل
يكفي ليجاد أو لشعال ثورة.
.14عدم الرضا الشخصي ،والذي يرجع إلى حدوث فجوة بين الماني
والرغبات المتوقعة وبين ما هو قائم.
وفقا ً ل " ركس هوبر " -أحد علماء الجتماع الغربيين -فإن الحركات
الجتماعية تمر بأربع مراحل للنمو هي:
.18المرحلة الشعبية والتي تصبح عندها تلك الجماعات على وعي بأن
غيرهم يشاركهم عدم قناعتهم بالوضع القائم .وتتميز القيادة في هذه
المرحلة بطابعها الصلحي ،وتباشر مسئوليتها من خلل القدرة على قيادة
الجماعة وتبصيرها بالمشكلت وبالحلول النوعية لها.
اشتياق اللهثين
هذا الهيكل المقدر علينا ..والمكتوب بماء الذهب على بابه ..بابه المرصع
بالحجار الكريمة ..
الحركة السلمية
.1حركة ربانية أي أنها ليست حركة وضعية ،بل أن الحقيقة تُستمد في
هذه الحركة من الوحي والنظم وما فيها من مفاهيم أيضا ً ترتبط بالوحي
وتصدر عنه ،وعن الوحي أيضا ً يصدر نظام القيم السلمي في كل ميادينه.
.2حركة إيجابية تؤكد أهمية هذه الحياة وتنظر إليها باعتبارها جسرا ً إلى
الخرة.
.3حركة واقعية أي أنها حركة تؤمن بالواقع وتسعى إلى معرفته وتتعامل
معه سواء في نظرتها إلى النسان أو في نظرتها إلى المجتمع وكذلك في
نظرتها إلى التاريخ والسياسة.
هي التي تكتسبها الحركة السلمية بحكم الحقبة الزمنية التي تعاصرها
أو الرقعة الجغرافية التي تنتشر فيها أو الظروف الجتماعية التي تحيط بها
في المجتمع الذي تمارس فيه نشاطها.
.7الشمول
.8القضية الوطنية
.9السلفية
.10البعد اليماني
.11الشعبية
أن الحركة السلمية ليست حركة فئة معينة أو طريقة صوفية تحصر
عملها في مجموعة مريدين .إنها ضمير المة المتحرك وأعماقها الثائرة.
ومن ثم فهي ترفض مقولة الصراع الطبقي وتعتبر أن السلم وحده قادر
على إزالة كل ألوان الظلم والستغلل داخل المجتمع السلمي.
* ولعلنا هنا نوجز أهم ملمح الشعب المصري التي تبرز طبيعته،
نلخصها في النقاط التالية:
لقد ظهرت هاتان الحركتان في بلدين يكثر فيهما تعداد المسلمين كما
أنهما استقطبا عددا ً كبيرا ً من الناس ،وليس من باب المبالغة أن نقول إن
الخوان المسلمين والجماعة السلمية ملتا الفراغ -الذي نتج عن إلغاء
الخلفة سنة - 1924بالنسبة للمليين من مسلمي العالم .فقد ظهرت
هاتان الحركتان في أحلك فترات التاريخ السلمي عندما لم تكن تدين
بالسلم دولة من الدول ،ولقد مثلتا وقتها روح السلم الباحثة عن جسدها
المتمثل في الدولة السلمية .ورغم أنهما لم تتمكنا من إنشاء دولة
إسلمية في بقعة ما ،إل أن ذلك ل ينتقص من الدين الذي ظلت هاتان
الحركتان تمثلنه في النصف الول من هذا القرن.
وفي مقابل هذا نجد أن هؤلء الحكام ينفقون الموال الطائلة على
المؤسسات اللدينية وعلى "جامعات إسلمية" هم ينشئونها بأنفسهم،
وخريجو هذه المؤسسات والجامعات يلتحقون في خدمة مؤسسات وأنشطة
"إسلمية" وديعة ،موالية تحت رعاية هؤلء الحكام.
إن الستعمار الغربي نفسه خلل القرنين الماضيين كان أحد أسباب
حركة الحياء السلمي المعاصرة لن هذا الستعمار جاء حامل ً معه أهم
دوافع الستفزاز للمة السلمية؛ وهو دافع التغريب الفكري ،ففي رأي
"منير شفيق" أن جوهر التغريب الفكري يقوم على الركائز التالية:
انطلقا ً مما تقدم ،يجد التغريب نفسه مضطرا ً إلى القرار ضمنا ً بأعمال
الغزو والقهر التي قام بها الرجل البيض وهو يحطم النموذج الحضاري
السلمي ويفرض نموذج المدنية المعاصرة باعتباره يحطم نظام العصور
الوسطى ومعناها لدى الكثيرين "عصور الظلم والنحطاط والستبداد
الشرقي" ويحل مكانه نظام القرن العشرين.
من واقع مخطوط لم يقدر له النشر بعد .وهو يرجع عملية الحياء
السلمي إلى أربعة عوامل نلخصها في التي:
قدر الله الذي ل يتغير ول يتبدل{ :يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن
دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على
الكافرين يجاهدون في سبيل الله ول يخافون لومة لئم ذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}،
وقوله تعالى{ :هاأنتم هؤلء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من
يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن
تتولوا يستبدل قوما ً غيركم ثم ل يكونوا أمثالكم} ،وقوله ص" :ولن يزال
أمر هذه المة مستقيما ً حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله" ،وقوله
ص" :ل يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون"
العامل الثاني:
وفقا ً للرؤية السابقة تُرصد حركة الحياء على إنها تغيير سلوكي يتمثل
في مظاهر شتى أبرزها المناداة بتطبيق الشريعة السلمية والحكم بما
أنزل الله ،ثم التمسك بالمظهر السلمي الخارجي كإطلق اللحى وارتداء
القميص مرورا ً بالتطبيق الجتماعي للسلم.
العامل الثالث:
يعود إلى طبيعة المة ذاتها .فالمة السلمية هي الجماعة التي تربطها
علقة أساسها الستجابة للمنهج القرآني الذي أرسله الله للناس عن طريق
رسوله والجهاد في سبيل تحقيق هذا المنهج في واقع الناس بما يجعلها
تستحق الخيرية على بقية المم.
ثالثا ً :الساس الذي تقوم عليه هذه الوحدة يفرض التمييز الذي يعني
الستغلل أو الخيرية من منطلق النشاط في سبيل هذه الرابطة التي تؤلف
بين هذه الجماعة كقوله تعالى{ :كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}
هذا المر :أما المر الثاني وهو الهم أن المة آمرة بالمعروف ناهية
عن المنكر ،إن شئنا الدقة فتفسير ابن تيمية رحمه الله هو أن المة
المسلمة آمرة بكل معروف ناهية عن كل منكر ،وهكذا علقتها بالمنهج على
المستوى الجماعي وبعيدا ً حتى عن الحكومة ذاتها -نجد أن المجتمع يلفظ
كل ما هو جاهلي؛ ومن ثم فالمسلم ل يمثل نفسه بل يمثل حضارة ودنيا.
وبهذا العتبار ل يحق لي أحد بدعوى الفردية أو الحياة الخاصة أو الحرية أن
يمارس سلوكا ً من شأنه أن يناقض من منهج القرآن ومنهج المجتمع
السلمي.
العامل الرابع:
يرجع إلى حقيقة موضع النسان في التصور السلمي؛ ففي أكثر من
موضع واحد أعلن الله سبحانه تكريم النسان فقد قال تعالى{ :لقد كرمنا
بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على
كثير من خلقنا تفضيلً}
ومن علمات تكريمه أن أمر الله الملئكة بالسجود له كما جعله خليفة
له في الرض ،وأيضا ً ابتله بالقدرة على الختيار من خلل أداة التكليف
وهي العقل .كما قال تعالى{ :إنا عرضنا المانة على السموات والرض
والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها النسان ،إنه كان ظلوماً
جهولً}
يمكن أن نضيف إلى السباب الصلية لحركة الحياء والتي تنبع من
طبيعة الدين السلمي أسبابا ً فرعية ترجع إلى طبيعة الواقع وتتمثل في:
السبب الول
في بداية فتواه يقول مخاطبا ً العلماء الذين ل يدعون للعنف الديني
وللجهاد (ما تقول السادة العلماء … في هؤلء التتار الذين يقدمون إلى
الشام مرة بعد مرة) " ..أي يغزون الشام غزوة بعد غزوة " .وقد تكلموا
بالشهادتين وانتسبوا إلى السلم ولم يبقوا على الكفر الذي كانوا عليه في
أول المر .فهل يجب قتالهم أم ل ؟؟ نعم ،يجب قتال هؤلء بكتاب الله
وسنة رسوله واتفاق أئمة المسلمين وهذا مبني على أصلين :أحدهما
المعرفة بحالهم ،والثاني معرفة حكم الله فيهم .
كان لرؤية المفكر السلمي أبي العلى المودودي تأثيرها الفعال في
بلورة فكر الجهاد و"التمايز" الفلسفي والسياسي الذي ميز الحركة
السلمية في أغلب بلدان العالم السلمي .أتى تأثير المودودي في طرحه
رؤية ذات أربعة مستويات مثلت النموذج الذي احتذاه وقالت به تنظيمات
الحياء السلمي في السبعينات.
.1التأثير الفكري لية الله الخميني على فكر تنظيمات الحياء السلمي:
يتمثل هذا التأثير فيما أعلنه المام آية الله الخميني في كتاباته العديدة،
وبالخص تلك التي قال فيها بضرورة الثورة السياسية وبالمقاومة على
المدى الطويل ،وبحتمية تدمير الحكومات الجائرة.
إن أعضاء تنظيمات الحياء السلمي ،وبالخص التنظيمات التي عرفت على
امتداد الساحة السلمية في السبعينات "بالجهاد" ،قد تأثروا وقبلوا هذه
الفكار على علتها دون تمحيص أو مناقشات مذهبية وفكرية.
السبب الثاني:
أن الحياء يعود بالساس إلى السلم ذاته كدين وكمنهج شامل للحياة
وسط علم معاصر تتقاسمه أيديولوجيات عديدة بشرية محققة في أغلبها
حيث السلم تكمن بداخله عوامل إحيائية متجددة وهي لم تمت على
الطلق.