Professional Documents
Culture Documents
كنتُ وهابياً ثم اهتديـــــــت
كنتُ وهابياً ثم اهتديـــــــت
t=553
ت وهابيا ً ثم اهتديـــــــت
كن ُ
----------------------------
آه كم اجد في قلبي من حرقة ملتهبة ومرارة شديدة تنغص علي حياتي ..
ت فيها انسانا ً مترع بالحياة قبل ان عندما اتذكر تلك اليام الخوالي التي كن ُ
اتحول إلى وهابي صغير .
آه ما اجمل تلك اليام واحلها ...
كنت انسانا ً مثله مثل الكثير من ابناء هذه البلد الطاهرة اللذين يولدون على
الفطرة ..
نصلي ونصوم ونحب الله ورسوله ولنكره احدا ً .
ولم يتغلغل الفيروس الوهابي المدمر بعدُ في عقولنا ...
ن على الكبير والصغير .. , نح ُ
ً
واذا وجدنا من عليه ملحظات او تقصير نصحناه بعطف ومحبة وكنا عونا له
على الهداية والرشاد ..
ل كما علمنا – غلة الوهابية – فيما بعد انه يجب هجر العاصي والمبتدع ..و
..و ..إلى اخر .
تلك الجرعات والمركبات السوداء التي كانوا يسقونها لنا .
حياتنا كانت تقوم على الحب والمحبة .
وما اجمل الحياة عندما تسودها المحبة وتفيض بها انهارها ..
واذكر انني عندما كنت انسانا ً لم اتعاطى افيون الوهابية بعدُ ولم ادخل في
مرحلة الدمان فيما بعد ..
ت في زيارة لحد الصدقاء في قرية مجاورة لمدينتي التي اسكن فيها . كن ُ
ً
كان هذا الصديق مثله مثلنا ومثل بقية الناس انسانا منفتح على الحياة في
حدود ما احل الله
– ل ما احل وحرم الوهابية فيما بعد –
واثناء زيارتي له كنا اذا وجبت الصلة نذهب إلى المسجد القريب فنصليها
هناك .
ولفت نظري ان امام المسجد الذي يصلي بنا وكان شابا ً في مقتبل عمره
ويكبرنا بسنوات قليلة .
لفت نظري ان بينه وبين صديقي شبه كبير حتى لو رايتهما معا ً من قب ُ
ل
لقلت بكل ثقة انهما اخوة من ام واب واحد .
ت متأكدا ً انني قد مضى لي الن في ضيافة صديقي نهار كامل ولكنني كن ُ
وكاد ان ينقضي ..
ولم المح هذا الشاب في بيت صديقي ...
لذلك من المستحيل ان يكون من عائلته القريبة ...
وجاء على خاطري ان اسئل صديقي عن هذا الشاب من هو .ولكنني
احجمت في اللحظات الخيرة ..
وبعد صلة العشاء اجتمعنا في بيت هذا الصديق نتبادل الحاديث والسمر
بانتظار أعداد مائدة العشاء .
مضى الوقت .واعدت مائدة العشاء من قبل اخوان صديقي ..
ووضعت في فناء بيت هذا الصديق ( الحوش ) ..
ثم خرجنا من المجلس لنلتف حول هذه المائدة العامرة ..
وكان يتقدمنا والد صديقي ذلك الب الذي مهما قلت عنه فلن افيه حقه
لنه كان فعل ً نعم الب والمربي ..
جلسنا حول المائدة وعندما كدنا ان نشرع في الكل قال والد صديقي لحد
ابنائه:
فلن قم واذهب بهذا الصحن لخيك فلن وكان فيه طعام منتخب من
عشائنا ..
قام الغلم واخذ الصحن وانطلق إلى غرفة واقعة في فناء البيت ..
واهل نجد -لمن عاشرهم ويعرفهم -دائما ً ما يبنون هذه الغرف في فناء
بيوتهم على شكل ( مشب للنار )
ويكون اغلب جلوسهم في فصل الشتاء في هذه الغرفة .
كان باب الغرفة مقابل لنا ..
ولما وصله الغلم طرقه وانتظر لحظات ..
انفتح الباب فشد انتباهي وجه الشاب الذي اطل علينا من خلف الباب ..
واختلطت الفكار والتساؤلت في راسي .
واندهشت مما ارى واشاهد ..
فلقد كان هذا الشاب الذي اطل من خلف الباب هو امامنا الذي يصلي بنا
في المسجد قبل لحظات .
اكملنا عشاءنا وانصرفت بعدما ودعت صديقي واهله الطيبون .
ومرت اليام تلو اليام ..
وفي احدى المرات انفتح الحديث عن الشباب المتدين والملتزم
– كما يسميهم الناس في بلدنا –
فشتمهم صديقي واغلظ عليهم ...
واعترضنا على ذلك .
وطال بنا الحديث وشرق وغرب فقال صديقي وقد بلغ النفعال منه مبلغاً
عظيما ً :
يافلن اتذكر اخي الذي ارسل له والدي العشاء عندما كنت في ضيافتنا .؟
قلت :نعم اذكر ووالله انني منذ ذلك اليوم في حيرة من امري وكنت اود ان
اسئلك عن صحة اخيك فيبدوا انه مريض شفاه الله وليستطيع الجلوس مع
الناس .
قال صديقي :ايوالله شفاه الله ..
قلت :الحمدلله على كل حال والمؤمن مبتلى ولكن ماهو مرضه ؟
قال صديقي :مرضه انه متزمت ومتشدد !.
قلت مستنكرا ً :ماذا تقول .؟
قال :ما تسمع لقد ابتلينا باخينا هذا ايما بلء ياصاحبي ,فلقد كرهنا بكل
شيء يمت إلى الدين بصلة .
فلقد تعرف على شلة من شلل –الصالحين فيما يزعمون – حولوه في بعضة
اسابيع إلى نقمة وبلء على بيتنا وعلى اهل حارتنا (( << .والله الذي ل اله
ال هو انني رايتهم فيما بعد ينادون على الناس في صلة الفجر بأسمائهم
في هذه القرية والويل ثم الويل لمن يتغيب او ينام عن صلة الفجر حتى
ولو كان مريضا ً ال بتقرير طبي ! ))
فهل تصدق يا صديقي ان اخي هذا يرفض ان يدخل داخل بيتنا بحجة ان فيه
تلفزيون وهو من المنكرات ,
وانه ليسلم علي لنني احلق ذقني واطيل ثوبي وهذا منكر في فهم
المنحدر,
حتى ابي وامي لم يسلموا من شره ومن اعتراضاته حتى اصاب والدتي
الضغط من تصرفاته الحمقاء مع شقيقاتي وتضييقه عليهن ..وكل فترة
واخرى يخرج لنا بفتوى وقول وتشريع .يا اخي والله انني بدأت اشك اننا
مسلمون اصل ً .
عالم عجيب ,ولما لم يجد منا ذلك التجاوب اخذ اغراضه وسكن في هذا
الملحق الخارجي ول يأكل معنا وليجالسنا بحجة اننا عصاة فاسقون .
ووالله لو ان والدي اطاع راي لطردنها من بيتنا واحكمنا اغلق البواب من
خلفه فل حاجة لنا به .
ثانيا قاعدة سد الذرائع :لما كان دين الله ينص ويؤكد ان الصل في الشياء
هي الحلة
وان التحريم هو الستثناء ،كما جاء بالية 32من سورة العراف :
َ َ َ َ
ن ي لِل ّ ِ
ذي َ ه َ ل ِق ْ ق ُرْز ِ
ن ال ّ ِم َ ت ِ والطّي ِّبَا ِ ه َ عبَاِد ِ ج لِ ِخَر َ ه ال ّتِي أ َ ْة الل ّ ِ
زين َ َم ِ حَّر َ
ن َ
م ْ ق ْ
ل َ ُ
ن
مو َ عل َُ وم ٍ ي َ ْ َ
ت ل ِق ْ ْ
صل اليَا ِ ُ َ َ
ة كذل ِك ن ُف ِّ َ َ م ِقيَا َ ْ
م ال ِ و َة يَ ْص ًخال ِ َ ُ
ة الدّنْيَا َ حيَا ِ ْ
في ال َ منُوا ِ
آ َ
فقد لجأ الوهابيون الى اختلق قاعدة سد الذرائع
وهي قاعدة تتجرأ على الله عز وجل ،ويدعي متبعيها ،انهم اعلم منه -
سبحانه -
فيحرمون ما احل الله وتحويل عاداتهم في المأكل والمشرب والملبس
الى دين يتبع ،وهو بالطبع غير دين رسول الله ؛
انظر الى رمزية تسميته صلى الله عليه وسلم
يثرب بالمدينة ،اشارة الى المدنية والنسانية التي دعى اليها ،
اما اتباع الشيخ المتحالفون مع السلطة و يبررون احتكارها
لمال المسلمين ،بل ويتقاسمون معهم ريع الرض الحرام ،
فيقومون بكسر امر رسول الله بال يمنعوا اماء الله ،مساجد الله ....
متعللين بفساد الزمان ،وهي قاعدة خطيرة لو طبقت بحذافيرها ،لصابوا
الفكر السلمي كله في مقتل ،لنها وببساطة تؤدي الى اعتبار ان الوامر
والنواهي الربانية هي مرحلية
وقد يستعملها البعض بالدفع الى تاريخية القرآن الكريم ذاته