Professional Documents
Culture Documents
وفاة عيسى بن مريم
وفاة عيسى بن مريم
وفاة عيسى بن مريم
content_key=12&article_id=47#370
وقد استدل محمد بـهذه الية على الموضوع نفسه ،في سياق أخبار
يوم القيامة ،فقال:
قال محمد بن يوسف :ذُكر عن أبي عبد الله عن قبيصة قال :هم
المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلـهم أبو بكر رضي الله
عنه( ".صحيح البخاري ،كتاب بدء الخلق ،باب واذكر في الكتاب مريم إذ
ت من أهلها)
انتبذ ْ
في هو اللهكذلك فإن التوفي إذا كان من باب التفعل وكان المتو ِّ
فى هو من ذوي الرواح ،ولم يكن هنالك من تعالى أو ملئكته ،والمتو َّ
قرينة تصرف المعنى من الحقيقة إلى المجاز-كالليل والنوم مثل ،حيث
يشبه خللهما النوم بالموت على وجه المجاز -فل يكون المعنى سوى
الموت وقبض الروح .ونجد هذا هو المعنى الوارد في قواميس اللغة
بكل وضوح .علوة على ذلك فقد ورد التوفي بهذه الصورة في القرآن
الكريم كثيرا ،ولم يكن معناه إل الموت.
* ثانيا :إن القرآن الكريم يبين بأن اليهود قد مكروا بالمسيح كي يُقتل
ويُصلب فينتهوا منه ،ولكن الله تعالى قد أراد أن يفشل خطتهم وأن يُمضي
خطته هو فيقيم السيد المسيح من الموات ويرفعه اليه ويطهره من الذين
كفروا ،حيث يقول تعالى:
إن هذه الية الكريمة تبين الخطة التي قرر الله تعالى بها أن ينصر نبيه
عد اليهودُ المسيح
عيسى عليه السلم في حياته وبعد مماته .فقد تو ّ
بالقتل والصلب ،ومكروا من أجل ذلك ،وذهبوا إلى الحاكم الروماني
ضونه على أن يحاكمه بتهمة التمرد والعصيان على الدولة .وأرادوا يح ّ
أيضا من هذه الخطة أن يصموه بالكذب واللعنة لن التوراة تصف من
يُصلب على خشبة بأنه ملعون.
فل تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لن المعلّق ملعون
من الله.فل تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا ( )23:21التثنيه
فتضمنت هذه الية البشارة من الله تعالى للمسيح عليه السلم بأنهم
بعد أن يصلبونك ويقتلونك ،سأبطل كيدهم وسوف تحيا ،بل وسوف
أرفعك وأُبعد عنك اللعنة التي تصوروها والتي أرادوا أن يصموك بها.
كما أنني سأجعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة.
من أوفى بعهده من الله تعالى؟و َ
لقد تحقق هذا النبأ ،وبيّن القرآن الكريم ذلك ،حيث قال الله تعالى:
َّ َ َ
ب إ ِلل الْكِتَا ِ ن أَ ْ
ه ِ م ْ
ن ِ
وإ ِ ْما (َ )158 حكِي ً زيًزا َ ع ِ
ه َ ن الل ّ ُ وكَا َه َ ه إِلَي ْ ِ ه الل ّ ُع ُ
ف َل َر َ بَ ْ
هيدًا ( )159النساء شَ م ه
ْ ِ ْ يَ عل
َ ن
ُ و ُ ك ي ة
ِ
َ َ َما ي ق
ِ ْ ال م و ي
َ َ ْ َو ه
ِ ِ ت و
َ ْم َ
ل ْ ب َ
ق ه
ِ ب
ّ ِ َ
ن َ ن م
ِ ْ
ؤ لَي ُ
ِ
أي أن اليهود يدّعون بأنهم قد قتلوا المسيح صلبا ،ولكن ما صلبوه وما
قتلوه وإنما صلبه وقتله الرومان ووقعت شبهة فعل ذلك عليهم .ولكن
ق رفعه الله تعالى قد هيأ له الخطة التي تضمنتها الية السابقة .وتَحق َ
مكانة أو قربا من الله على عكس ما أراد اليهود ،وتحققت باقي النباء
المتعلقة بغلبة أتباعه على اليهود.
* ثالثًا :إن القرآن الكريم يعلن بكل وضوح أن كل من دُعوا آلهة من دون
الله تعالى هم ميتون ول يعلمون أيان يبعثون ،حيث يقول تعالى:
َ َ
م
ه ْ
و ُ
منْكَِرةٌ َ
م ُ قلُوب ُ ُ
ه ْ ة ُ ن بِاْل َ ِ
خَر ِ منُو َ ن َل ي ُ ْ
ؤ ِ فال ّ ِ
ذي َ حدٌ
وا ِ
ه َم إِل َ ٌ
هك ُ ْإِل َ ُ
ن ( )22النحل ستَكْبُِرو َ م ْ ُ
كما هو معلوم ،فإن الرتداد في السلم حدث بعد وفاة الرسول وليس
في حياته .وقد فارق الرسول قومه بالوفاة ،فكان استدلله بالية دليل
على تشابه ما سيحدث معه وما حدث لعيسى عليه السلم الذي ترك
قومه بالوفاة أيضا ولم يعلم ما الذي حدث معهم.
فلو قلنا بحياة عيسى عليه السلم إلى هذا الوقت فإن جوابه بأن
ارتداد قومه حصل بعد وفاته يتنافى مع الحقيقة الراهنة ،ول يمكن
للنبي أن يكذب .إن هذه الرواية تدل على أن النبي وابن عباس رضي
سروا "فلما توفيتني" بمعنى فلما
الله عنه والمام البخاري قد ف ّ
متَّني. َ
أ َ
* الثاني :هناك حديث آخر يؤكد وفاة المسيح عليه السلم إذ يخبر عن
وفاته صراحة وهو ما أورده ابن كثير في تفسيره :
"لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إل اتباعي( ".تفسير
القرآن العظيم لبن كثير الجزء الثاني ص 65دار الندلس بيروت
1996م)
* الثالث :وفي حديث وفد نجران الذين قدموا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ،وكلمهم رسول الله ودعاهم إلى السلم ،خاصموه جميعا في
عيسى عليه السلم ،قائلين :إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه؟
فأفحمهم رسول الله في ذلك ،وقال:
ألستم تعلمون أنه ل يكون ولد إل ويشبه أباه؟ قالوا :بلى .قال :ألستم
تعلمون أن ربنا حي ل يموت وأن عيسى أتى عليه الفناء؟
قالوا :بلى .وهكذا سألهم عدة أسئلة حتى سكتوا( .أسباب النـزول
للواحدي سورة آل عمران ص 68عالم الكتب بيروت 1983م )
وأما القول بأن عيسى عليه السلم ُرفع إلى السماء حيًّا ،وسينـزل من
السماء بجسده المادي في آخر الزمان مع الملئكة بكل قوة ،ويغلب الناس،
فهو في الحقيقة تصور ناقص مأخوذ عن عقيدة النصارى وليس بثابت من
القرآن المجيد.
فع عيسى ابن مريم عليه السلم بنفس الطريقة التي ُرفع بها النبياء لقد ُر ِ
الخرون .فقد قال الله عز وجل في شأن إدريس عليه السلم (ورفعناه
مكانًا عليا -مريم )58 :ونفس المعنى لرفع عيسى عليه السلم في الية
الكريمة ... :إني متوفيك ورافعك إلي(...آل عمران )56 :وقد رآه النبي ليلة
المعراج مع يحيى عليه السلم( .انظر صحيح البخاري ،كتاب النبياء)
كذلك فإن القرآن المجيد ل يسمح لحد دون موت أن يصعد إلى السماوات
ثم ينـزل منها .فمن المعلوم أن الكفار طالبوا النبي أن يرقى في السماء
وينـزل عليهم كتابا ً يقرؤونه دليل على أنه صعد إلى السماء .ورد قولهم في
َ َ َ َ َ
ث الل ّ ُ
ه قالُوا أب َ َ
ع َ هدَى إ ِ ّل أ ْ
ن َ م ال ْ ُ
ه ُ منُوا إِذْ َ
جاءَ ُ ن يُ ْ
ؤ ِ سأ ْ ع النَّا َ
من َ َ
ما َ
و َ
القرآنَ :
سوًل ( )94السراء بَ َ
شًرا َر ُ
فلو كان الصعود إلى السماء بالجسد دون موت ثم النزول ممكنا ً لبشر،
لكان النبي أولى وأجدر بأن يصعد إليها أمام أعين الكفار ليؤمنوا به.
فالمر الذي لم يُعتبر جائًزا لفضل الرسل محمد ،كيف جاز لعيسى
ابن مريم عليه السلم الذي كان رسول إلى بني إسرائيل فقط؟
شر ورسول ،وقال الله فسيدنا عيسى ابن مريم عليه السلم أيضا ً ب َ َ
ة س ذَائ ِ َ
ق ُ ُ
ل نَ ْ تعالى مخاطبا ً سيدنا محمدا ً صلى الله عليه وسلم :ك ُ ّ
ف ٍ
وإِلَيْنَا تُْر َ وال ْ َ ت ونَبْلُوك ُم بال َّ
ن ( )35النبياء عو َ
ج ُ ة َ
فتْن َ ً
ر ِ
خي ْ ِ ر َ
ش ِّ ْ ِ و ِ َ ال ْ َ
م ْ
-3أقوال السلف من العلماء
متَو ِّ
فيك * الول :قال المام الرازي في تفسير الية ..يا عيسى إني ُ
م أن هذه الية تدل على أن (رفعه) ي( ..آل عمران" :)56:واْعل َ ْ ك إل َ َّ
ع َ
ف ُ
ورا ِ
ي) هو الرفعة بالدرجة والمنقبة ل بالمكان ك إل َ َّ
ع َ ف
ِ ُ (ورا تعالى: قولـه في
جهة ،كما أن الفوقية في هذه الية ليست بالمكان بل بالدرجة والرفعة". وال ِ
(التفسير الكبير للمام فخر الدين الرازي)
* الثالث :ويقول أبو الطيب البخاري صاحب فتح البيان في تفسير الية
المذكورة آنفاً:
ً
"والحاصل أن موته أو قتله ل يوجب ضعفا في دينه ول الرجوع عنه
بدليل موت سائر النبياء قبله".
ثم يضيف:
ن
"ففي زاد المعاد للحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى :ما يُذكر أ ّ
عيسى ُرفع دون موت وهو ابن ثلث وثلثين سنة ل يُعرف به أثر متصل
ن ذلك إنما يروى عن يجب المصير إليه .قال الشامي :وهو كما قال ،فإ ّ
النصارى".
(فتح البيان في مقاصد القرآن لبي الطيب البخاري ،الجزء الثاني ص
347 - 346المكتبة العصرية بيروت 1992م)
سئل الشيخ محمود شلتوت مفتي الجامع الزهر سابقاً :هل * ثالثًاُ :
عيسى حي أو ميت بحسب القرآن الكريم والسنة المطهرة ،فأجاب ناقل آية
ما توفيتني كنتسورة المائدة (… وكنت عليهم شهيدا ً ما دمت فيهم فل ّ
ن عيسى عليه السلم ء شهيد …) بأ ّ
أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شي ٍ
كان شهيدا ً عليهم مدة إقامته بينهم وأنه ل يعلم ما حدث منهم بعد أن توفاه
الله.
ويتابع قائل:
"وقد وردت كلمة (توفي) في القرآن الكريم كثيرا ً بمعنى الموت حتى
صار هذا المعنى هو الغالب عليها المتبادر منها ،ولم تستعمل في غير
هذا المعنى إل وبجانبها ما يصرفها عن هذا المعنى المتبادر .ومن حق
مل على هذا المعنى المتبادر وهو كلمة (توفيتني) في الية أن تُح َ
الماتة العادية التي يعرفها الناس ويدركها من اللفظ والسياق
الناطقون بالضاد .ول سبيل إلى القول بأن الوفاة هنا مراد بها وفاة
عيسى بعد نـزوله من السماء بناءً على زعم من يرى أنه حي في
ن الية ظاهرة في تحديد السماء ،وأنه سينـزل منها آخر الزمان ،ل ّ
علقته بقومه هو ،ل بالقوم الذين يكونون في آخر الزمان وهم قوم
محمد باتفاق ل قوم عيسى.
ثم يقول:
"ليس في القرآن الكريم ول في السنة المطهرة مستند يصلح لتكوين
عقيدة يطمئن إليها القلب بأن عيسى رفع دون موت إلى السماء ،وأنّه
حي إلى الن فيها ،وأنه سينـزل منها آخر الزمان إلى الرض( ".مجلة
"الرسالة" ،العدد 11 – 462مايو 1942م)
سر آية (وما محمد * رابعا :كتب الشيخ أحمد مصطفى المراغي فيما يف ّ
قتل انقلبتم على ن مات أو ُ إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفإ ْ
أعقابكم)" :أي أن محمدا ً ليس إل بشرا قد مضت الرسل قبله فماتوا و ُ
قتل
بعضهم كزكريا ويحيى وعيسى ولم يكتب لحد من قبلهم الخلد( ،أفإن مات)
قتل عيسى وزكريا ويحي، قتل) كما ُ كما مات موسى وغيره من النبيين (أو ُ
ن محمدا ً بشرّ إ والخلصة … عليه ما كنتم
تنقلبوا على أعقابكم راجعين ع ّ
قتلوا( ".تفسير المراغي ،الجزء الرابع ص كسائر النبياء وهؤلء قد ماتوا أو ُ
88 -87شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي وأولده مصر 1962م)
ما دام القرآن الكريم والحديث يؤكدان أن المسيح الناصري عيسى بن مريم
عليه السلم قد مات كما مات جميع النبياء ثم رفع ،فيجوز أن يُفسر لفظ
النـزول الذي قد ورد في الحاديث عن عيسى ابن مريم بمعنى نـزوله
بجسده المادي من السماء( .ابن ماجه ،كتاب الفتن)
----------------------------------
:الفداء
َ علَى بنِي إسرائِي َ َ َ
ساٍد
ف َ و َ سأ ْ ف ٍ ر نَ ْ غي ْ ِسا ب ِ َ ف ً ل نَ ْ قت َ َ ن َ م ْ ه َ ل أن َّ ُ ِ ْ َ َ ك كَتَبْنَا َ ل ذَل ِ َ ج ِ نأ ْ م ْ ِ
عا َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ما قت َ َ َ َ َ َ َ ْ
مي ًج ِ
س َ حيَا الن ّا َ ما أ ْ ها فكأن ّ َ حيَا َ نأ ْ م ْ و َ عا َ مي ً ج ِ س َ ل الن ّا َ ض فكأن ّ َ في الْر ِ ِ
ض ر في اْل َ ِ َ
ك ِ ل َ ذ َ د ع
ْ َ ب م ه ْ ن م
ِ را يِ ثَ ك َ
ن ّ إ َ
م ُ ث ت
ِ ا َ ن ّ يَ بْ ال ب اَ نُ سل ر م ه ْ تَ ء جا َ ْ د َ
ق َ ول
ْ ِ ُ ْ ً ّ ِ ِ ِ ُ ْ ُ ُ َ
ن ( )32المـــائدة فو َ ر ُ س ِ م ْ لَ ُ