Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫إياكم و الغلو‬

‫إن المد ل تعال نمده‪ ،‬ونستعي به ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بال تعال من شرور أنفسنا وسيئات‬
‫أعمالنا‪ ،‬من يهده ال فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪0‬‬
‫سلِمُونَ) ‪.‬‬
‫)يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا اّتقُوا ال ّلهَ حَ ّق ُتقَاِت ِه وَل تَمُوتُنّ إِلّا وََأنُْت ْم مُ ْ‬
‫ث مِ ْنهُمَا رِجَالً‬
‫)يَا أَّيهَا النّاسُ اّتقُوا رَبّ ُكمُ اّلذِي َخ َلقَ ُكمْ مِنْ َن ْفسٍ وَا ِح َد ٍة وَ َخلَ َق مِ ْنهَا َزوْ َجهَا وََب ّ‬
‫كَثِيا وَنِسَا ًء وَاّتقُوا ال ّلهَ اّلذِي تَسَاءَلُونَ ِبهِ وَاْلَأرْحَامَ إِنّ ال ّلهَ كَانَ َعلَيْ ُك ْم َرقِيبا‪( .‬‬
‫صلِحْ لَ ُكمْ َأعْمَالَ ُك ْم وََي ْغفِرْ لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُكمْ َومَنْ‬
‫)يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا اّتقُوا ال ّلهَ َوقُولُوا َقوْلً َسدِيدا‪ُ ،‬ي ْ‬
‫يُطِ ِع ال ّلهَ َورَسُوَل ُه َفقَ ْد فَازَ َفوْزا عَظِيما)‬
‫ث أمــا بــعـد ‪000‬‬
‫فإن اصدق الديث كتاب ال تعال‪ ،‬وأحسن الدى هدى ممد صلى ال عله وسلم وشر المور‬
‫مدثاتا‪ ،‬وكل مدثة بدعه‪ ،‬وكل بدعة ضلله‪ ،‬وكل ضللة ف النار ‪0‬‬
‫فمن القواعد التفق عليها عند جيع أهل اللل ‪ ،‬أن ال تبارك و تعال إنا يشرع الشيء لصلحة‬
‫العباد ‪ ،‬و لذلك جائت الشرائع كلها لتحصيل الصال و تكثيها و تقليل الفاسد وإعدامها ما أمكن‬
‫‪.‬‬
‫و ل تتأتى مصال العباد إل بأن يكون التشريع مشتمل لضعفهم فل تتم الصال إل براعاة‬
‫الضعف ‪ ،‬فالنب صلى ال عليه وسلم لا قال له عثمان ابن أب العاص رضي ال عنه ‪ " :‬يارسول ال‬
‫إجعلن إمام قومى " قال ‪ :‬إذهب فأنت إمامهم و إقتدي بأضعفهم ‪" .‬‬
‫لن مراعاة الضعف ل يضر القوي إذ يستطيع تصيل ما يصله الضعيف ‪ ،‬إنا لو كان الشرع على‬
‫قدر القوي لراح الضعيف ‪ .‬لذلك كان من ست ديننا " اليسر " الذى يتسطيعه الضعف ‪ .‬فقال‬
‫تبارك و تعال ‪ " :‬و ما جعل عليكم ف الدين من حرج " و (من) هنا للتبعيض ‪ ،‬يعن ل يوجد‬
‫بعض الرج ‪ ،‬لذلك إذا نظرت إل الوامر والنواهى تري هذه الرحة وهذا اليسر ‪ ،‬كل ما ناك ال‬
‫عنه ففي إمكانك أن تنتهى ‪ ،‬لذلك يعذب الذى يفعل ما نى عنه ‪ ،‬و لو كان النهى ليس ف طاقة‬
‫العبد لا عذبه ‪ ،‬إنا يعذبه على ما ف مكنته و قد ناه عنه ‪ ،‬فجميع النواهى بإمكان العبد أن يتركها ‪،‬‬
‫إنا الوامر فهى كثية و متنوعة ‪ ،‬كل ما أوجبه ال على العبد بإمكانه أن يفعله ‪ ،‬وكل ما ندبه و‬
‫استحبه له ل يفعله إل القلئل ‪ ،‬و أوضح ‪:‬‬
‫كل ما أوجبه ال أمر إياب على العبد بعن أنه يعذب إذا ل يفعل ‪ ...‬ففى امكان العبد أن يفعل ‪،‬‬
‫إذ ل يتصور أن يأمره با ل يطيق ث يعذبه ‪ ،‬فإن التكليف با ل يطاق ليس من مذهب أهل السنة‬
‫والماعة ‪ ،‬إن ال تبارك وتعال ل يأمر إل با ف إمكان العبد أن يفعل و لذلك كان هذا النوع من‬
‫الوامر فعله من أحب ما يتقرب إل ال به ‪ ،‬قال تبارك و تعال ف الديث القدسي ‪ " :‬و ما تقرب‬
‫إل عبدي بشيء أحب إلّ ما افترضته عليه " إذا ما أمرت به على سبيل الفرض و الياب ل خيار‬
‫لك ف الترك إنا ل بد لك أن تفعل ( لنه بإمكانك أن تفعل ) لذلك يعذبك على الترك ‪.‬‬
‫و الناهى الت ناك عنها نى تري فيفعلها العبد يعذبه على الفعل ( لنه بإمكانه أن يتنع ) ‪.‬‬
‫أما الستحبات الت ل آخر لا فإن العبد يثاب بقدر ما يفعل و ل يؤاخذ مؤاخذة تقصيه ف‬
‫الفرض ‪ ،‬و ذلك ظاهر ف قوله تعال ف الديث القدسي ‪ " :‬و ل يزال عبدي يتقرب إل بالنوافل‬
‫حت أحبه " ‪ .‬هذا الب و ليد فعل الفرض أم و ليد فعل النوافل ؟‬
‫قال أول ‪ " :‬و ما تقرب إل عبدي بشيء أحب إلّ ما افترضته عليه " هذا هو الفرض الذي يب أن‬
‫يفعله ‪ ،‬ث قال تبارك وتعال ‪ " :‬و ل يزال عبدي يتقرب إل بالنوافل حت أحبه " فهذا الب اذا‬
‫وليد النافلة ‪ ،‬لنه ل يتصور أن يكون هناك رجل مقصر ف الفرض وهو مد ف النافلة ‪.‬‬
‫إذا أردت أن تعلم مدي إلتزام العبد انظر إليه ف النوافل ‪ ،‬إن رأيته على قدم وساق فاعلم أنه يفعل‬
‫الفرض سكما أمر ‪ ،‬فل يتصور أن يتصدق إنسانا وهو مدين ‪ ،‬لذلك كان تأدية النافلة علمة على‬
‫اللتزام ‪ ،‬و هى الت استجلبت للعبد حب ال تبارك وتعال ‪ .‬و ل الثل العلى ‪ " :‬لو تصروت أن‬
‫لك خادما و تعطيه أجرا على هذه الدمة ‪ ،‬فإنك إذا أمرته أمتثل ‪ . .‬تبه ؟ تبه ‪.‬‬
‫فإذا عاشرك هذا الادم فترة طويلة و عرف مواضع غضبك ورضاك فصار يفعل لك ما تب و‬
‫يتجنب ما تكره من غي ما تأمره ‪ ...‬أتزداد له حبا أم ل ؟ تزداد له حبا ‪.‬‬
‫اذا لو افترضنا أنه أذا أمر بالمر ونفذ و كنت قد افترضت له أجرا ف الشهر (كذا ) فلو طالبك‬
‫بزيادة على هذا الجر نظي أنه يتثل لا يؤمر به لقلت له ‪ :‬أنا أعطيك الجر لتفعل هذا ‪ .‬أجرك على‬
‫قدر هذا الفعل ‪.‬‬
‫إنا لو كان العبد " الادم " ذكيا فصار يفعل ما تب من غي أن تأمره ‪ ،‬لو طلب زيادة لعطاه ‪.‬‬
‫اذا يبلغ العبد رضوان ال بفعل النافلة و لن النافلة واسعة جدا ما يبحر فيها إل قلئل ولذلك قال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف الديث التفق عليه ‪ " :‬ما أمرتكم به من شيء فأتوا منه ماستطعتم وما‬
‫نيتكم عن شيء فانتهوا " و ل يقل انتهوا مستطعتم ‪ .‬لن النهي ف مكنة العبد أن يفعله ‪ .‬أنا بعض‬
‫الوامر ل تستطيع أن تفعلها و هى الوامر الت أمرت با على سبيل الندب و الستحباب ‪ ،‬فشريعتنا‬
‫كلها سحة ‪ .‬هذا التعقيد الذى يعانيه بعض الناس بسبب إنرافهم ‪ .‬و إل فاليسر كل اليسر ف اتباع‬
‫أمر النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬هذا هو اليسر ‪.‬‬
‫إذا أردت اليسر فاتبع ‪ .‬إلزم ‪.‬‬
‫وكان النب صلى ال عليه وسلم ف كل أمره يلتزم الرفق و اليسر ‪ ،‬حت لا أمر ابن عباس أن يلقط له‬
‫حصيات رمى المرات ف من قال له ‪ " :‬القط ل مثل حصى الزف و إياكم و الغلو فإنا أهلك‬
‫الذين من قبلكم غلوهم ف دينهم " ‪.‬‬
‫تأمل هذا المر ! ما أجله ‪ ،‬قال لبن عباس القط ل مثل حصى الزف و حصى الزف مثل حبه‬
‫الفول ‪ ،‬وأصل الزف أن تضع حصاة ف النبل وترميه ‪ ،‬فأنت إذا أردت أن ترمي تتار أقل الصيات‬
‫‪ ،‬و ليس طوبه كبية ‪ . . .‬هذا من الغلو ‪ ،‬إذ " القط ل مثل حصى الزف و إياكم و الغلو " تعن‬
‫أن ل تنتقى حصاة أكب من هذه الصاة ‪ ،‬لاذا ؟ لنه إذا غل ف حصاة غل ف أمر آخر و هكذا‬
‫الغلو ‪ ..‬و أكب آفات الغلو أن ينظر الغال إل الناس من مكان عالٍ ‪ ،‬يراهم أقل منه ‪ ،‬يتقرهم ‪،‬‬
‫يزدريهم ‪ .‬لذلك ل يغلو عبد إل يرج من الدى الصال ف آخر المر ‪.‬‬
‫جاعة التكفي و الجرة ما هى الفة عندهم ؟ يري أنه مسلم و الكل كافر ‪ .‬هل توجد تزكية للنفس‬
‫أكثر من هذا ؟ مع أنم كما يقول شيخ السلم ابن تيمية ‪ " :‬فيهم من الظلم و الغلو أضعاف‬
‫أضعاف الذين يكفرونم ‪ .‬يري أنه هو السلم الوحيد و كل الذي يرونه كفرة ‪ .‬انظر إليه يرج من‬
‫دينه ف النهاية ‪ ،‬و أسوتم ف ذلك جدهم العلى ( ذو الويصرة ) الذي جاء إل النب صلى اللهعليه‬
‫وسلم كما ف الصحيحي وقال ‪ " :‬يا ممد إعدل فإنك ل تعدل " قال ‪ :‬ويك ! ومن أحق أهل‬
‫الرض أن يعدل إذا ل أعدل أنا ‪ ،‬خبت و خسرت إذا ل أعدل " ث تول الرجل ‪ ،‬فقال عمر دعن‬
‫أقتله يا رسول ال ‪ ،‬قال دعه فإن له أصحابا – تأملوا أيها الخوة ف الكلم القادم – أو قال ‪ :‬يرج‬
‫من ضئضيء هذا (أي الصية ) يعن يرج من نسله أقواما يقر أحدكم صلته إل صلتم و صيامه‬
‫إل صيامهم يقرأون القرآن ل ياوز حناجرهم ‪ ،‬يرجون من الدين كما يرج السهم من الرمية ‪،‬‬
‫لن أدركتهم لقتلنهم قتل عاد " ‪ .‬يقول لن ؟ ياطب من ؟ أبا بكر وعمر و ياطب على و ياطب‬
‫عثمان ‪ ،‬ياطب السادة العباد ‪ ،‬يقول ‪ :‬أيها العباد ! إنه يرج من أصل هذا رجال يعبدون ال أكثر‬
‫ما تعبدون ‪ ،‬يصلون أكثر ما تصلون ‪ ،‬يصومون أكثر ما تصومون ‪ ،‬يقرأون القرآن أكثر منكم ‪،‬‬
‫أكثر من أب بكر وعمر !! أي نعم أكثر من أب بكر وعمر ز مع أن الصحابةة كانوا على الغاية‬
‫القصوي من العبادة و مع ذلك يرج من أصل هذا أقوام أكثر جدا ف الصلة والزكاة و القراءة من‬
‫هؤلء الصحابة الخيار ! فهل نفعتهم هذه الصلة ؟ نفعهم كثرة الصيام ؟ نفعهم ظمأ الاجر ؟‬
‫نفعهم قراءة القرآن ؟ أبدا‬
‫قال عليه الصلة والسلم ‪ ":‬يرجون من الدين كما يرج السهم من الرمية " أرجو أن تلحظ هذا‬
‫التشبيه ‪ ،‬سهم يرج بذه القوة كم تكون سرعته ؟ ليته إذ خرج من دينه خرج الوينه ‪ ،‬يشي على‬
‫مهل ‪ ،‬إنا هو يرج من دينه بأقصى سرعة ‪ ،‬فأين صلته و اين صيامه و اين قراءة القرآن ؟ أين‬
‫راحت ؟ مع أن الفروض أن أمثال هذه العبادة تثبت العبد على دين ال ‪ ،‬لكن ما نفعتهم ‪.‬‬
‫ما نغعتهم لاذا ؟ بسبب الغلو الذي أخرجهم من الدين كما يرج السهم من الرمية ‪.‬‬
‫* أخلص دينك ل يكفك العمل القليل ‪ ،‬إن ال تبارك و تعال يزن العباد بالقلب ‪ ,‬يزن العباد بقلوبم‬
‫‪ ،‬الصحابة رضوان ال تعال عليهم كانوا ف كل أمورهم و فتواهم يشون على الادة لذلك وصلوا ‪،‬‬
‫و الرسول عليه الصلة والسلم أمر أصحابه فقال ‪ " :‬بشروا ول تنفروا ‪ ،‬يسروا ول تعسروا ‪،‬‬
‫وعليكم بشيء من الدلة " ماهى الدلة ‪ :‬الدلة هو الليل ‪ ،‬اذا أردت أن تسافر فسافر ليل فإن‬
‫الرض تطوي بالليل ‪ ،‬وانا جربت هذا و لعل بعضكم جرب ‪ ،‬ف الليل السافة تكون أقل ‪ ،‬وصدق‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أراقب عدت مرات الساعة وعدات الكيلو مترات ‪ ،‬أجد أن الفرق‬
‫بي سي الليل و التهار نص ساعة ‪ ،‬أما مقصود النب ف هذه الديث (عليكم بالدلة) أي عليكم‬
‫بقيام الليل – أي صلى والناس قيام تصل – كما أنك إذا أردت السفر ليل تطوي الرض لك ‪ ،‬فإذا‬
‫قمت باليل طويت العبادة لك ‪ ،‬طويت الشقة ‪ ،‬فتشعر بذه اللذة لن ف الليل الخلص ‪ ،‬إذ ‪1‬ا ل‬
‫يتصور أن يقوم مراء منافق من سريره و ل يراه أحد فيتجشم الوقوف أما ال رب العالي ‪ ،‬ليائى‬
‫من ؟ فل يقوم باليل إل ملص ‪ ،‬لذلك قال عليه الصلة و السلم ‪ " :‬وعليكم بشيء من الدلة "‬
‫لن هذا هو الذي يناسب أول الديث " بشروا ول تنفروا ‪ ،‬يسروا ول تعسروا ‪ ،‬وعليكم بشيء‬
‫من الدلة " ‪.‬‬
‫يبقى هؤلء الوارج الذين كفروا جهور الصحابة و كفروا عامة السلمي بارتكاب الكبية ‪ ،‬لسان‬
‫حالم يقول ‪ :‬نن أبرار ‪ ،‬نن ل نرتكب الكبية ‪ ،‬لذلك نن مؤمني ‪ ،‬و أنتم كفرة ‪.‬‬
‫ماذا يعن أنه يكفر غيه بالكبية ؟ هذا معناه أنه ل يفعل الكبية ‪ ،‬فرجل يبأ نفسه من الث و يرمى‬
‫به غيه ظال معتد ‪ ،‬لذلك خرج من تت عبائتهم أو شاركهم ف بعض ما يقولون جاعة أتو وقالوا‬
‫‪ :‬إن ال يب عليه أن يفعل الصلح للعباد ‪ ،‬انظر إل هذا الكلم ! ( إن ال يب عليه ) من الذي‬
‫أوجب عليه ؟؟ و هل لحد عليه حق ؟؟ إن ال يب عليه أن يفعل الصلح للعباد ‪ . .‬وهذا قول‬
‫العتزلة ‪ ،‬وهذا كله بسبب الغلو و الهل ‪ ،‬الذين نفوا عن ال تبارك و تعال صفاته بسبب الغلو ‪،‬‬
‫فكل داء خرج من تت عباءة الغلو ‪ " ،‬هناك مناظرة طريفة حدثت بي أبو السن الشعري و بي‬
‫شيخه أب على البائى رأس العتزلة – أبو السن الشعري كان رأسا ف العتزلة لكن بعد هذه‬
‫الناظرة ترك مذهب العتزال – قال أبو على البائى ‪ " :‬إن ال يب عليه أن يفعل الصلح للعباد "‬
‫فقال له أبو السن و كان على مذهب العتزلة ‪ " :‬أفرأيت ال ثلثة أخوة ‪ ،‬واحدا مات صغيا قبل‬
‫أن يتلم ‪ ،‬وكب اثنان فآمن أحدها وكفر الخر ‪ ،‬فدخل الؤمن النة ودخل الكافر النار ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما‬
‫حالم ؟ قال ‪ :‬إن ال تبارك وتعال يقول " إن الذى كب كفر فاستحق النار ‪ ،‬والذى كب وآمن‬
‫استحق النة ‪ ،‬اذا ماذا عن الصغي الذى قبض قبل أن يتلم ‪ ،‬قال ‪ :‬علمتُ أنه لو كب لكفر فدخل‬
‫النار‪ ،‬فراعيت مصلحته فقبضته صغيا ‪ ،‬فحينئذٍ صاح الذى ف النار وقال يارب ِلمَ لَمْ تراعى‬
‫مصلحت ؟ لِمَ لَمْ تقبضن صغيا كأخى ؟ " قال ‪ :‬فانقطع أبو على الُبائى وخرج أبو السن من‬
‫العتزلة ‪ .‬كلم متناقض ‪ ،‬كلم متناقض على أصولم ‪ .‬إذا كان ال يب أن يفعل الصلح لعباده فما‬
‫هو الصال أن يُدخل العبد النار؟ ماهو صال العبد أن ُيعَذب ‪ .‬كل هذا بسبب الغُلُو ‪ ،‬ول تد ُفرْقة‬
‫بي السلمي إ ّل بسبب الغُلُو ‪ .‬ولذلك فإن النب صلى ال عليه وسلم ح ّذ َر " إياكم والغُلُو فإنا‬
‫هلك الذين من قبلكم بالغلو ف الدين " ولذلك كان كلما خطب يقول " خي الدي هدي ممد "‬
‫لنه هديا قاصدا ما فيه عنت ‪ ،‬لذلك أسعد الناس ا ُلتَبِع للرسول عليه الصلة والسلم ‪ ،‬ما يد على‬
‫الطلق مشقة ‪.‬‬
‫انظر اليه لا ذهب الثلثة إل بيوت النب عليه الصلة والسلم يسألون عن عبادته ‪ ،‬لا سَمِعوا عبادة‬
‫الرسول عليه الصلة والسلم كأنم تقّالوها فقالوا ‪ :‬هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم ُغ ِفرَ له ما‬
‫تقدم من ذنبه – ماذا يعن هذا الكلم – يعن ‪ :‬أن هذا رسول ال عبد أو ل يعبد ‪ ،‬جَدّ أو ل يِد‬
‫مغفورٌ له ‪ ،‬ماذا يريدون؟ يريدون الغلو ‪ ،‬لا تقالوا عبادة النب عليه الصلة والسلم قالوا ‪ :‬لن ننجو‬
‫إل إذا أخذنا على بعضنا مواثيق ‪ ،‬فقال أحدهم ‪:‬أما أنا فأصلى ول أنام ‪ ،‬وقال الخر ‪ :‬أنا اصوم ول‬
‫أفطر ‪ ،‬والخر قال ‪ :‬أنا ل أتزوج النساء ‪.‬لاذا قلتم هذا ؟ قال ‪ :‬ل يستقيم أن نصل للجنة إلّ بذا‬
‫الد ‪ ،‬جِ ٌد على غي طريق الرسول صلى ال عليه وسلم ؟! أنّى ذلك !! وعندما علِم النب صلى ال‬
‫عليه وسلم رَاعَه المر ونادى السلمي جيعا وقال ‪ " :‬ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ‪ ،‬أما إن‬
‫أتقاكم ل وأشدكم له خشية ‪ "..‬كيف يطر ببالك أن تقلل عبادة رسولك ؟! ما هو المر بكثرة‬
‫القيام ‪ ،‬إنا المر بالخلص ‪ ،‬لذلك ال تبارك وتعال يزن الناس بالقلوب ‪ُ ،‬ربّ صائم ل يأخذ من‬
‫صيامه إ ّل الوع والعطش ‪ ،‬و ُربّ قائم ل يأخذ من قيامه إل الّنصّب ‪ ،‬فنهاهم عن ذلك ‪.‬‬
‫وانظر إل أثر التشديد ف حديث عبد ال بن عمرو بن العاص رضى ال عنه ‪ ،‬الذى رواه الشيخان‬
‫وأحد قال ‪ - :‬والسياق لحد – " قال زوجن أب امرأة من قريش فلما دخلت علي جعلت ل‬
‫أناش لا ما ب من القوة على العبادة من الصوم والصلة فجاء عمرو بن العاص إل كنته حت دخل‬
‫عليها فقال لا كيف وجدت بعلك قالت خي الرجال أو كخي البعولة من رجل ل يفتش لنا كنفا‬
‫ول يعرف لنا فراشا فأقبل علي فعذمن وعضن بلسانه فقال أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب‬
‫فعضلتها وفعلت وفعلت ث انطلق إل النب صلى اللهم عليه وسلم فشكان فأرسل إل النب صلى‬
‫اللهم عليه وسلم فأتيته فقال ل أتصوم النهار قلت نعم قال وتقوم الليل قلت نعم قال لكن أصوم‬
‫وأفطر وأصلي وأنام وأمس النساء فمن رغب عن سنت فليس من ‪ ،‬قال اقرإ القرآن ف كل شهر قلت‬
‫إن أجدن أقوى من ذلك قال فاقرأه ف كل عشرة أيام قلت إن أجدن أقوى من ذلك قال أحدها‬
‫إما حصي وإما مغية قال فاقرأه ف كل ثلث قال ث قال صم ف كل شهر ثلثة أيام قلت إن أقوى‬
‫من ذلك قال فلم يزل يرفعن حت قال صم يوما وأفطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صيام أخي داود‬
‫وكان عبد ال بن عمرو حيث ضعف وكب يصوم اليام كذلك يصل بعضها إل بعض ليتقوى بذلك‬
‫ث يفطر بعد تلك اليام قال وكان يقرأ ف كل حزبه كذلك يزيد أحيانا وينقص أحيانا غي أنه يوف‬
‫العدد إما ف سبع وإما ف ثلث قال ث كان يقول بعد ذلك لن أكون قبلت رخصة رسول ال صلى‬
‫اللهم عليه وسلم أحب إل ما عدل به أو عدل لكن فارقته على أمر أكره أن أخالفه إل غيه ‪.‬‬
‫أرأيتم أثر الغلو ‪ . . .‬لذلك قال رسول ال صلي ال عليه وسلم ‪ " :‬إن هذا الدين متي ‪ ،‬فأوغلوا فيه‬
‫برفق ‪ ،‬فإن النبث ل أرضا قطع ول ظهرا أبقى " أي هذا الذي يركب الركوبه و هو على عجل‬
‫فأخذ يضربا حت تسرع فقتلها فل هو وصل سريعا و ل أبقى على دابته ‪ .‬و هكذا الغال يظل بغلوه‬
‫حت يرج من الدي الصال ‪.‬‬
‫س َقدْ َف َرضَ ال ّلهُ َعلَيْ ُكمُ‬
‫و ف الصحيحي أن النب صلى ال عليه وسلم قال لصحابه ‪ " :‬أَّيهَا النّا ُ‬
‫صلّى‬
‫ج فَحُجّوا َفقَا َل رَجُلٌ َأكُلّ عَامٍ يَا رَسُو َل ال ّلهِ فَسَ َكتَ حَتّى قَاَلهَا َثلَاثًا فَقَا َل رَسُولُ ال ّلهِ َ‬
‫الْحَ ّ‬
‫ت وَلَمَا اسْتَ َطعُْتمْ ُث ّم قَا َل َذرُونِي مَا َترَكْتُ ُك ْم َفإِنّمَا َه َلكَ مَنْ‬
‫اللّهم َعلَ ْي ِه وَ َس ّلمَ َل ْو ُقلْتُ َن َعمْ َلوَجََب ْ‬
‫كَا َن قَ ْبلَ ُكمْ بِكَ ْثرَةِ ُسؤَاِل ِهمْ وَاخِْتلَافِ ِهمْ َعلَى َأنْبِيَاِئ ِه ْم َفإِذَا َأمَرْتُ ُك ْم بِشَ ْيءٍ َفأْتُوا مِ ْنهُ مَا اسَْت َطعُْتمْ وَِإذَا‬
‫َنهَيْتُ ُكمْ عَنْ شَ ْي ٍء َفدَعُوهُ "‪.‬‬
‫سلِمِيَ ُج ْرمًا رَ ُجلًا َسأَلَ عَنْ شَ ْيءٍ‬
‫ي فِي الْمُ ْ‬
‫سلِ ِم َ‬
‫و قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إِ ّن مِنْ أَكَْبرِ الْمُ ْ‬
‫سأَلَِتهِ " ‪.‬‬
‫حرِ ٌي مِنْ أَجْ ِل مَ ْ‬
‫وََن ّقرَ َع ْنهُ حَتّى أُْنزِ َل فِي َذِلكَ الشّ ْيءِ تَ ْ‬

‫كل ذلك بسبب الغلو‬


‫الزء الثان ‪ . .‬قريبا‬

You might also like