Download as rtf, pdf, or txt
Download as rtf, pdf, or txt
You are on page 1of 58

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪194‬‬

‫ومتجب بي السنة معرض ‪ ...‬وف القلب من أعراضه مثل حجبه ‪ ...‬أغار أذا آنست ف الى أنة ‪ ...‬حذارا وخوفا أن تكون لبه ‪ ...‬توف ف رمضان منها عن سبع وتسعي سنة بدمشق‬
‫ث دخلت سنة ثان عشر وخسمائة‬
‫فيها ظهرت الباطنية بآمد فقاتلهم أهلها فقتلوا منهم سبعمائة وفيها ردت شحنكية بغداد إل سعد الدولة برنقش الزكوي وسلم إليه منصور بن صدقة أخو دبيس ليسلمه إل دار اللفة وورد‬
‫الب بأن دبيسا قد التجأ إل طغرلبك وقد اتفقا على أخذ بغداد فأخذ الناس بالتأهب إل قتالما وامر آقنسقر بالعود إل الوصل فاستناب على البصرة عماد الدين زنكي بن آقنسنقر وف ربيع‬
‫الول دخل اللك حسام ترتاش بي إيلغازي بن أرتق صاحب حلب وقد ملكها بعد ملكها بلك بن برام وكان قد حاصر قلعة منبج فجاءه سهم ف حلقه فمات فاستناب ترتاش بلب ث عاد‬
‫إل ماردين فأخذت منه بعد ذلك أخذها آقنسقر مضافة إل الوصل وفيها أرسل الليفة القاضي أبا سعد الروي ليخطب له ابنة السلطان سنجر وشرع الليفة ف بناء دار على حافة دجلة‬
‫لجل العروس وحج بالناس جال الدولة إقبال السترشدي ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن علي بن برهان‬
‫أبو الفتح ويعرف بابن المامي تفقه على أب الوفاء بن عقيل وبرع ف مذهب المام أحد ث نقم عليه أصحابه أشياء فحمله ذلك على النتقال إل مذهب الشافعي فاشتغل على الغزال‬
‫والشاشي وبرع وساد وشهد عند الزينب فقبله ودرس ف النظامية شهرا توف ف جادى ودفن بباب إبرز‬
‫عبدال بن ممد بن جعفر‬
‫أبو علي الدامغان سع الديث وشهد عند أبيه وناب ف الكرخ عن أخيه ث ترك ذلك كله وول حجابة باب النوب ث عزل ث أعيد توف ف جادى‬
‫أحد بن ممد‬
‫ابن إبراهيم أبو الفضل اليدان صاحب كتاب المثال ليس له مثله ف بابه له شعر جيد توف يوم الربعاء الامس والعشرين من رمضان وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسع عشرة وخسمائة‬
‫فيها قصد دبيس والسلطان طغرل بغداد ليأخذاها من يد الليفة فلما اقتربا منها برز إليهما الليفة ف جحفل عظيم والناس مشاة بي يديه إل أول منلة ث ركب الناس بعد ذلك فلما أمست‬
‫الليلة الت يقتتلون ف صبيحتها ومن عزمهم أن ينهبوا بغداد أرسل ال مطرا عظيما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪195‬‬

‫ومرض السلطان طغرل ف تلك الليلة فتفرقت تلك الموع ورجعوا على أعقابم خائبي خائفي والتجأ دبيس وطغرل إل اللك سنجر وسأله المان من الليفة والسلطان ممود فحبس‬
‫دبيسا ف قلعة ووشى واش أن الليفة يريد أن يستأثر باللك وقد خرج من بغداد إل اللن لحاربة العداء فوقع ف نفس سنجر من ذلك وأضمر سوء مع أنه قد زوج ابنته من الليفة وفيها‬
‫قتل القاضي أبو سعد بن نصر بن منصور الروي بمدان قتلته الباطنية وهو الذي أرسله الليفة إل سنجر ليخطب ابنته وحج بالناس قطز الادم ومن توف فيها من العيان‬
‫آقسنقر البشقي‬
‫صاحب حلب قتلته الباطنية وهم الفداوية ف مقصورة جامعها يوم المعة وقد كان تركيا جيد السية مافظا علىالصلوات ف أوقاتا كثي الب والصدقات إل الفقراء كثي الحسان إل‬
‫الرعايا وقام ف اللك بعده ولده السلطان عز الدين مسعود وأقره السلطان ممود على عمله‬
‫بلل بن عبدالرحن‬
‫ابن شريح بن عمر بن أحد بن ممد بن إبراهيم بن سليمان بن بلل بن رباح مؤذن رسول ال ( ص ) رحل وجال ف البلد وكان شيخا جهوري الصوت حسن القراءة طيب النغمة توف ف‬
‫هذه السنة بسمرقند رحه ال‬
‫القاضي أبو سعد الروي‬
‫أحد بن نصر أحد مشاهي الفقهاء وسادة الكباء قتلته الباطنية بمذان فيها‬
‫ث دخلت سنة عشرين وخسمائة‬
‫فيها تراسل السلطان ممود والليفة على السلطان سنجر وأن يكونا عليه فلما علم بذلك سنجر كتب إل ابن أخيه ممود ينهاه ويستميله إليه ويذره من الليفة وأنه ل تؤمن غائلته وأنه مت‬
‫فرغ من دار إليك فأخذك فأصغى إل قول عمه ورجع عن عزمه وأقبل ليدخل بغداد عامه ذلك فكتب إليه الليفة ينهاه عن ذلك لقلة القوات با فلم يقبل منه واقبل إليه فلما أزف قدومه‬
‫خرج الليفة من داره وتهز إل الانب الغرب فشق عليه ذلك وعلى الناس ودخل عيد الضحى فخطب الليفة الناس بنفسه خطبة عظيمة بليغة فصيحة جدا وكب وراءه خطباء الوامع‬
‫وكان يوما مشهودا وقد سردها ابن الوزي بطولا ورواها عن من حضرها مع قاضي القضاة الزينب وجاعة من العدول ولا نزل الليفة عن النب ذبح البدنة بيده ودخل السرادق وتباكى‬
‫الناس ودعو للخليفة بالتوفيق والنصر ث دخل السلطان ممود إل بغداد يوم الثلثاء الثامن عشر من ذي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪196‬‬

‫الجة فنلوا ف بيوت الناس وحصل للناس منهم أذى كثي ف حريهم ث إن السلطان راسل الليفة ف الصلح فأب ذلك الليفة وركب ف جيشه وقاتل التراك ومعه شرذمة قليلة من القاتلة‬
‫ولكن العامة كلهم معه وقتل من التراك خلقا ث جاء عماد الدين زنكي ف جيش كثيف من واسط ف سفن إل السلطان ندة فلما استشعر الليفة ذلك دعا إل الصلح فوقع الصلح بي‬
‫السلطان والليفة وأخذ اللك يستبشر بذلك جدا ويعتذر إل الليفة ما وقع ث خرج ف أول السنة التية إل هذان لرض حصل له وفيها كان أول ملس تكلم فيه ابن الوزي على النب يعظ‬
‫الناس وعمره إذ ثلث عشرة سنة وحضره الشيخ أبو القاسم علي بن يعلى العلوي البلخي وكان نسيبا علمه كلمات ث أصعده النب فقالا وكان يوما مشهودا قال ابن الوزي وحزر المع‬
‫يومئذ بمسي ألفا وال أعلم وفيها اقتتل طغتكي صاحب دمشق وأعداؤه من الفرنج فقتل منهم خلقا كثيا وغنم منهم أموال جزيلة ول المد والنة ومن توف فيها من العيان أحد بن ممد‬
‫بن ممد‬
‫أبو الفتح الطوسي الغزال أخو أب حامد الغزال كان واعظا مفوها ذا حظ من الكلم والزهد وحسن التأن وله نكت جيدة ووعظ مرة ف دار اللك ممود فأطلق له ألف دينار وخرج فإذا‬
‫على الباب فرس الوزير بسرجها الذهب وسلحها وما عليها من اللي فركبها فبلغ ذلك الوزير فقال دعوه ول يرد على الفرس فأخذها الغزال وسع مرة ناعورة تئن فألقى عليها رداءه‬
‫فتمزق قطعا قطعا قال ابن الوزي وقد كانت له نكت إل أن الغالب على كلمه التخليط والحاديث الوضوعة الصنوعة والكايات الفارغة والعان الفاسدة ث أورد ابن الوزي أشياء‬
‫منكرة من كلمه فال أعلم من ذلك أنه كان كلما أشكل عليه شيء رأى رسول ال ( ص ) ف اليقظة فسأله عن ذلك فدله على الصواب وكان يتعصب إل بليس ويتعذر له وتكلم فيه ابن‬
‫الوزى بكلم ط طويل كثي قال ونسب إل مبة الردان والقول بالشاهدة فال أعلم بصحة ذلك قال ابن خلكان كان واعظا مليح الوعظ حسن النظر صاحب كرامات وإشارات وكان من‬
‫الفقهاء غي أنه مال إل الوعظ فغلب عليه ودرس بالنظامية نيابة عن أخيه لا تزهد واختصر إحياء علوم الدين ف ملد ساه ( لباب الحيا ) وله الذخية ف علم البصية وطاف البلد وخدم‬
‫الصوفية بنفسه وكان مائل إل النقطاع والعزلة وال أعلم باله‬
‫أحد بن علي ابن ممد الوكيل العروف بابن برهان أبو الفتح الفقيه الشافعي تفقه على الغزال وعلى الكيا الراسي وعلى الشاشي وكان بارعا ف الصول وله كتاب الذخية ف أصول الفقه‬
‫وكان يعرف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪197‬‬

‫فنونا جيدة بعينها وول تدريس النظامية ببغداد دون شهر برام بن برام‬
‫أبو شجاع البيع سع الديث وبن مدرسة لصحاب أحد بكلواذي ووقف قطعة من أملكه على الفقهاء با‬
‫صاعد بن سيار‬
‫ابن ممد بن عبدال بن إبراهيم أبو العل السحاقي الروي الافظ أحد التقني سع الديث وتوف بعتورج قرية على باب هراة‬
‫ث دخلت سنة إحدى وعشرين وخسمائة استهلت هذه السنة والليفة والسلطان ممود متحاربان والليفة ف السرادق ف الانب الغرب فلما كان يوم الربعاء رابع الحرم توصل جاعة من‬
‫جند السلطان إل دار اللفة فحصل فيها ألف مقاتل عليهم السلح فنهبوا الموال وخرج الواري وهن حاسرات يستغثن حت دخلن دار الاتون قال ابن الوزي وأنا رأيتهن كذلك فلما‬
‫وقع ذلك ركب الليفة ف جيشه وجيء بالسفن وانقلبت بغداد بالصراخ حت كأن الدنيا قد زلزلت وثارت العامة مع جيش الليفة فكسروا جيش السلطان وقتلوا خلقا من المراء وأسروا‬
‫آخرين ونبوا دار السلطان ودار وزيره ودار طبيبه أب البكات وأخذوا ما كان ف داره من الودائع ومرت خطبة عظيمة جدا حت أنم نبوا الصوفية برباط نر جور وجرت أمور طويلة‬
‫ونالت العامة من السلطان وجعلوا يقولون له يا باطن تترك الفرنج وتقاتل الليفة ث إن الليفة انتقل إل داره ف سابع الحرم فلما كان ف يوم عاشوراء تاثل الال وطلب السلطان من‬
‫الليفة المان والصلح فلن الليفة إل ذلك وتباشر الناس بالصلح فأرسل إليه الليفة نقيب النقباء وقاضي القضاة وشيخ الشيوخ وبعضا وثلثي شاهدا فاحتبسهم السلطان عنده ستة أيام‬
‫فساء ذلك الناس وخافوا من فتنة أخرى أشد من الول وكان يرنقش الزكوي شحنة بغداد يغري السلطان بأهل بغداد لينهب أموالم فلم يقبل منه ث أدخل لولئك الماعة فأدخلوا عليه‬
‫وقت الغرب فصلى بم القاضي وقرأوا عليه كتاب الليفة فقام قائما وأجاب الليفة إل جيع ما اقترح عليه ووقع الصلح والتحليف ودخل جيش السلطان وهم ف غاية الهد من قلة الطعام‬
‫عندهم ف العسكر وقالوا لو ل يصال لتنا جوعا وظهر من السلطان حلم كثي عن العوام وأمر الليفة برد ما نب من دور الند وأن من كتم شيئا أبيح دمه وبعث الليفة علي بن طراد‬
‫الزينب النقيب إل السلطان سنجر ليبعد عن بابه دبيسا وأرسل معه اللع والكرام فأكرم سنجر رسول الليفة وأمر بضرب الطبول على بابه ف ثلثة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪198‬‬

‫أوقات وظهر منه طاعة كثية ث مرض السلطان ممود ببغداد فأمره الطبيب بالنتقال عنها اإل هذان فسار ف ربيع الخر فوضع شحنكية بغداد إل عماد الدين زنكي فلما وصل السلطان‬
‫إل هذان بعث شحنكية بغداد ماهد الدين بروز وجعل إليه اللة وبعث عماد الدين زنكي إل الوصل وأعمالا وفيها درس السن بن سليمان بالنظامية ببغداد وفيها ورد أبو الفتوح‬
‫السفراين فوعظ ببغداد فأورد أحاديث كثية منكرة جدا فاستتيب منها وأمر بالنتقال منها إل غيها فشد معه جاعة من الكابر وردوه إل ما كان عليه فوقع بسببه فت كثية بي الناس‬
‫حت رجه بعض العامة بالسواق وذلك لنه كان يطلق عبارات ل يتاج إل إيرادها فنفرت منه قلوب العامة وأبغضوه وجلس الشيخ عبدالقادر اليلي فتكلم على الناس فأعجبهم وأحبوه‬
‫وتركوا ذاك وفيها قتل السلطان سنجر من الباطنية اثنا عشر ألفا وحج بالناس قطز الادم ومن توف فيها من العيان ممد بن عبداللك‬
‫ابن إبراهيم بن أحد أبو السن بن أب الفضل المذان الفرضي صاحب التاريخ من بيت الديث وذكر ابن الوزي عن شيخه عبدالوهاب أنه طعن فيه توف فجأة ف شوال ودفن إل جانب‬
‫ابن شريح‬
‫فاطمة بنت السي بن السن ابن فضلويه‬
‫سعت الطيب وابن السلمة وغيها وكانت واعظة لا رباط تتمع فيه الزاهدات وقد سع عليها ابن الوزي مسند الشافعي وغيه‬
‫أبو ممد عبدال بن ممد‬
‫ابن السيد البطليوسي ث التنيسي صاحب الصنفات ف اللغة وغيها جع الثلث ف ملدين وزاد فيه على قطرب شيئا كثيا جدا وله شرح سقط الزند لب العلء أحسن من شرح الصنف وله‬
‫شرح أدب الكاتب لبن قتيبة ومن شعره الذي أورده له ابن خلكان‬
‫‪ ...‬أخو العلم حي خالد بعد موته ‪ ...‬وأوصاله تت التراب رميم ‪ ...‬وذو الهل ميت وهو ماش على الثرى ‪ ...‬يظن من الحياء وهو عدي ‪...‬‬
‫ث دخلت سنة إثنتي وعشرين وخسمائة‬
‫ف أولا قدم رسول سنجر إل الليفة يسأل منه أن يطب له على منابر بغداد وكان يطب له ف كل جعه بامع النصور وفيها مات ابن صدقة وزير الليفة وجعل مكانه نقيب النقباء وفيها‬
‫اجتمع السلطان ممود بعمه سنجر واصطلحا بعد خشونة وسلم سنجر دبيسا إل السلطان ممود على أن يسترضي عنه الليفة ويعزل زنكي عن الوصل ويسلم ذلك إل دبيس واشتهر ف‬
‫ربيع الول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪199‬‬

‫ببغداد أن دبيسا أقبل إل بغداد ف جيش كثيف فكتب الليفة إل السلطان ممود لئن ل تكف دبيسا عن القدوم إل بغداد وإل خرجنا إليه ونقضنا ما بيننا وبينك من العهود والصلح وفيها‬
‫ملك التابك زنكي بن آقسنقر مدينة حلب وما حولا من البلد وفيها ملك تاج اللوك بوري بن طغتكي مدينة دمشق بعد وفاة أبيه وقد كان أبوه من ماليك ألب أرسلن وكان عاقل حازما‬
‫عادل خيا كثي الهاد ف الفرنج رحه ال وفيها عمل ببغداد مصلى للعيد ظاهر باب اللية وحوط عليه وجعل فيه قبلة وحج بالناس قطز الادم التقدم ذكره ومن توف فيها من العيان‬
‫السن بن علي بن صدقة‬
‫أبو علي وزير الليفة السترشد توف ف رجب منها ومن شعره الذي أورد له ابن الوزي وقد بالغ ف مدح الليفة فيه وأخطأ ‪ ...‬وجدت الورى كالاء طعما ورقة ‪ ...‬وأن أمي الؤمني زلله‬
‫‪ ... ...‬وصورت معن العقل شخصا مصورا ‪ ...‬وأن أمي الؤمني مثاله ‪ ...‬فلول مكان الشرع والدين والتقى ‪ ...‬لقلت من العظام جل جلله‬
‫السي بن علي‬
‫ابن أب القاسم اللمتن من أهل سرقند روى الديث وتفقه وكان يضرب به الثل ف الناظرة وكان خيا دينا على طريقة السلف مطرحا للتكلف أمارا بالعروف قدم من عند الاقان ملك ‪...‬‬
‫ما وراء النهر ف رسالة إل دار اللفة فقيل له أل تج عامك هذا فقال ل أجعل الج تبعا لرسالتهم فعاد إل بلده فمات ف رمضان من هذه السنة عن إحدى وثاني سنة رحه ال‬
‫طغتكي التابك‬
‫صاحب دمشق التركي أحد غلمان تتش كان من خيار اللوك وأعدلم وأكثرهم جهادا للفرنج وقام من بعده ولده تاج اللوك بوري‬
‫ث دخلت سنة ثلث وعشرين وخسمائة‬
‫ف الحرم منها دخل السلطان ممود إل بغداد واجتهد ف إرضاء الليفة عن دبيس وأن يسلم إليه بلد الوصل فامتنع الليفة من ذلك وأب أشد الباء هذا وقد تأخر دبيس عن الدخول إل‬
‫بغداد ث دخلها وركب بي الناس فلعنوه وشتموه ف وجهه وقدم عماد الدين زنكي فبذل للسلطان ف كل سنة مائة ألف دينار وهدايا وتفا والتزم للخليفة بثلها على أن ل يول دبيسا شيئا‬
‫وعلى أن يستمر زنكي على عمله بالوصل فأقره على ذلك وخلع عليه ورجع إل عمله فملك حلب وحاه وأسر صاحبها سونج بن تاج اللوك فافتدى نفسه بمسي ألف دينار وف يوم‬
‫الثني‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪200‬‬

‫سلخ ربيع الخر خلع السلطان على نقيب النقباء استقلل ول يعرف أحد من العباسيي باشر الوزارة غيه وف رمضان منها جاء دبيس ف جيش إل اللة فملكها ودخلها ف أصحابه وكانوا‬
‫ثلثائة فارس ث إنه شرع ف جع الموال وأخذ الغلت من القرى حت حصل نوا من خسمائة ألف دينار واستخدم قريبا من عشرة آلف مقاتل وتفاقم الال بأمره وبعث إل الليفة‬
‫يسترضيه فلم يرض عليه وعرض عليه أموال فلم يقبلها وبعث إليه السلطان جيشا فانزم إل البية ث أغار على البصرة فأخذ منها حواصل السلطان والليفة ث دخل البية فانقطع خبه وف‬
‫هذه السنة قتل صاحب دمشق من الباطنية ستة آلف وعلق رؤس كبارهم على باب القلعة وأراح ال الشام منهم وفيها حاصرت الفرنج مدينة دمشق فخرج إليهم أهلها فقاتلوهم قتال‬
‫شديدا وبعث أهل دمشق عبدال الواعظ ومعه جاعة من التجار يستغيثون بالليفة وهوا بكسر منب الامع حت وعدهم بأنه سيكتب إل السلطان ليبعث لم جيشا يقاتلون الفرنج فسكنت‬
‫المور فلم يبعث لم جيشا حت نصرهم ال من عنده فإن السلمي هزموهم وقتلوا منهم عشرة آلف ول يفلت منهم سوى أربعي نفسا ول المد والنة وقتل بيمند الفرني صاحب إنطاكية‬
‫وفيها تبط الناس ف الج حت ضاق الوقت بسبب فتنة دبيس حت حج بم برنقش الزكوي وكان اسه بغاجق ومن توف فيها من العيان‬
‫أسعد بن أب نصر‬
‫اليهن أبو الفتح أحد أئمة الشافعية ف زمانه تفقه على أب الظفر السمعان وساد أهل زمانه وبرع وتفرد من بي أقرانه وول تدريس النظامية ببغداد وحصل له وجاهة عند الاص والعام وعلق‬
‫عنه تعليقة ف اللف ث عزل عن النظامية فسار إل هذان فمات با ف هذه السنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة أربع وعشرين وخسمائة‬
‫فيها كانت زلزلة عظيمة بالعراق تدم بسببها دور كثية ببغداد ووقع بأرض الوصل مطر عظيم فسقط بعضه نارا تأجج فأحرقت دورا كثية وخلقا من ذلك الطر وتارب الناس وفيها وجد‬
‫ببغداد عقارب طيارة لا شوكتان فخاف الناس منها خوفا شديدا وفيها ملك السلطان سنجر مدينة سرقند وكان با ممد بن خاقان وفيها ملك عمادالدين زنكي بلدا كثية من الزيرة وها‬
‫مع الفرنج وجرت معهم حروب طويلة نصر عليهم ف تلك الواقف كلها ول المد وقتل خلقا من جيش الروم حي قدموا الشام ومدحه الشعراء على ذلك‬
‫قتل خليفة مصر‬
‫وف ثان ذي القعدة قتل الليفة الفاطمي المر بأحكام ال بن الستعلي صاحب مصر قتله الباطنية وله من العمر أربع وثلثون سنة وكانت مدة خلفته تسعا وعشرين سنة وخسمة أشهر‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪201‬‬

‫ونصفها وكان هو العاشر من ولد عبيد ال الهدى ولا قتل تغلب على الديار الصرية غلم من غلمانه أرمن فاستحوذ على المور ثلثة أيام حت حضر أبو علي أحد بن الفضل بن بدر‬
‫المال فأقم الليفة الافظ أبا اليمون عبدالجيد بن المي أب القاسم بن الستنصر وله من العمر ثان وخسون سنة ولا أقامه استحوذ على المور دونه وحصره ف ملسه ل يدع أحدا يدخل‬
‫إليه إل من يريد هو ونقل الموال من القصر إل داره ول يبق للحفاظ سوى السم فقط ومن توف فيها من العيان‬
‫إبراهيم بن يي بن عثمان بن ممد‬
‫أبو إسحاق الكلب من أهل غزة جاوز الثماني وله شعر جيد ف التراك فمنه ‪ ...‬ف فتية من جيوش الترك ما تركت ‪ ...‬للرعد كراتم صوتا ول صيتا ‪ ...‬قوم إذا قوبلوا كانوا ملئكة ‪...‬‬
‫حسنا وإن قوتلوا كانوا عفاريتا ‪ ...‬وله ليت الذي بالعشق دونك خصن ‪ ...‬يا ظالي قسم الحبة بيننا ‪ ...‬ألقى الزبر فل أخاف وثوبه ‪ ...‬ويرو عن نظر الغزال إذا دنا ‪ ...‬وله ‪ ...‬إنا هذه‬
‫الياة متاع ‪ ...‬والسفيه الغوي من يصطفيها ‪ ...‬ما مضى فات والؤمل غيب ‪ ...‬ولك الساعة الت أنت فيها ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬قالوا هجرت الشعر قلت ضرورة ‪ ...‬باب الدواعي والبواعث‬
‫مغلق ‪ ...‬خلت الديار فل كري يرتى ‪ ...‬منها النوال ول مليح يعشق ‪ ...‬ومن العجائب أنه ل يشترى ‪ ...‬ويان فيه مع الكساد ويسرق ‪ ...‬كانت وفاته ف هذه السنة ببلد بلخ ودفن با‬
‫وما أنشده ابن خلكان له ‪ ...‬إشارة منك تكفينا وأحسن ما ‪ ...‬رد السلم غداة البي بالعنم ‪ ...‬حت أذا طاح عنها الرط من دهش ‪ ...‬وانل بالضم سلك العقد ف الظلم ‪ ...‬تبسمت فاضاء‬
‫‪ ...‬الليل فاتلقطت ‪ ...‬حبات منتثر ف ضوء منتظم‬
‫السي بن ممد‬
‫ابن عبدالوهاب بن أحد بن ممد بن السي بن عبيدال بن القاسم بن عبدال بن سليمان بن وهب الدباس أبو عبدال الشاعر العروف بالبارع قرأ القراءات وسع الديث وكان عارفا بالنحو‬
‫واللغة والدب وله شعر حسن توف ف هذه السنة وقد جاوز الثماني‬
‫ممد بن سعدون بن مرجا‬
‫أبو عامر العبدري القرشي الافظ أصله من بيوقة من بلد الغرب وبغداد وسع با على طراد الزينب والميدي وغي واحد وكانت له معرفة جيدة بالديث وكان يذهب ف الفروع ‪...‬‬
‫مذهب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪202‬‬

‫الظاهرية توف ف ربيع الخر ف بغداد‬


‫ث دخلت سنة خس وعشرين وخسمائة‬
‫فيها ضل دبيس عن الطريق ف البية فأسره بعض أمراء العراب بأرض الشام وحله إل ملك دمشق بوري بن طغتكي فباعه من زنكي بن آقسنقر صاحب الوصل بمسي ألف دينار فلما‬
‫حصل ف يده ل يشك أنه سيهلكه لا بينهما من العداوة فأكرمه زنكي وأعطاه أموال جزيلة وقدمه واحترمه ث جاءت رسل الليفة ف طلبه فبعثه معهم فلما وصل إل الوصل حبس قلعتها‬
‫وفيها وقع بي الخوين ممود ومسعود فتواجها للقتال ث اصطلحا وفيها كانت وفاة اللك ممود بن ملكشاه فأقيم ف اللك مكانه ابنه داود وجعل له إتابك وزير أبيه وخطب له بأكثر البلد‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن عبدالقاهر الصوف‬
‫سع الديث وتفقه بالشيخ أب إسحاق الشيازي وكان شيخا لطيفا عليه نور العبادة والعلم قال ابن الوزي أنشدن ‪ ...‬على كل حال فاجعل الزم عدة ‪ ...‬تقدمها بي النوائب والدهر ‪...‬‬
‫فإن نلت خيا نلته بعزية ‪ ...‬وإن قصرت عنك المور فعن عذر ‪ ...‬قال وأنشدن أيضا ‪ ...‬لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ‪ ...‬وقمت أشكو إل مولي ما أجد ‪ ...‬وقلت يا عدت ف‬
‫‪ ...‬كل نائبة ‪ ...‬ومن عليه لكشف الضر أعتمد ‪ ...‬وقد مددت يدي والضر مشتمل ‪ ...‬إليك يا خي من مدت إليه يد ‪ ...‬فل تردنا يا رب خائبة ‪ ...‬فبحر جودك يروي كل من يرد‬
‫السن بن سليمان‬
‫ابن عبدال بن عبدالغن أبو علي الفقيه مدرس النظامية وقد وعظ بامع القصر وكان يقول ما ف الفقه منتهي ول ف الوعظ مبتدي توف فيها وغسله القاضي أبو العباس بن الرطب ودفن عند‬
‫أب إسحاق‬
‫حاد بن مسلم‬
‫الرحب الدباس كان يذكر له أحوال ومكاشفات وإطلع على مغيبات وغي ذلك من القامات ورأيت ابن الوزي يتكلم فيه ويقول كان عريا من العلوم الشرعية وإنا كان ينفق على الهال‬
‫وذكر عن ابن عقيل أنه كان ينفر منه وكان حاد الدباس يقول ابن عقيل عدوي قال ابن الوزي وكان الناس ينذرون له فيقبل ذلك ث ترك ذلك وصار يأخذ من النامات وينفق على أصحابه‬
‫توف ف رمضان ودفن بالشونيزية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪203‬‬

‫علي بن الستظهر بال‬


‫أخو الليفة السترشد توف ف رجب منها وله من العمر إحدى وعشرون سنة فترك ضرب الطبول وجلس الناس للعزاء أياما‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن أب الفضل الاهان أحد أئمة الشافعية تفقه بإمام الرمي وغيه ورحل ف طلب الديث ودرس وأفت وناظر توف فيها وقد جاوز التعسي ودفن بقرية ماهان من بلد مرو‬
‫ممود السلطان بن السلطان ملكشاه‬
‫كان من خيار اللكوك فيه حلم وإناه وصلبة وجلسوا للعزاء به ثلثة أيام سامه ال‬
‫هبة ال بن ممد‬
‫ابن عبدالواحد بن العباس بن الصي أبو القاسم الشيبان راوي السند عن علي بن الهذب عن أب بكر بن مالك عن عبدال بن أحد عن أبيه وقد سع قديا لنه ولد سنة ثنتي وثلثي‬
‫وأربعمائة وباكر به أبوه فاسعه ومعه أخوه عبدالواحد على جاعة من علية الشايخ وقد روى عنه ابن الوزي وغي واحد وكان ثقة ثبتا صحيح السماع توف بي الظهر والعصر يوم الربعاء‬
‫منها وله ثلث وتسعون سنة رحه ال وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست وعشرين وخسمائة‬
‫فيها قدم مسعود بن ممد بن ملكشاه بغداد وقدمها قراجا الساقي وسلجوق شاه بن ممد وكل منهما يطلب اللك لنفسه وقدم عماد الدين زنكي لينضم إليهما فتلقاه الساقي فهزمه فهرب‬
‫منه إل تكريت فخدمه نائب قلعتها نم الدين أيوب والد اللك صلح الدين يوسف فاتح بيت القدس كما سيأت إن شاء ال حت عاد إل بلده وكات هذا هو السبب ف مصي نم الدين‬
‫أيوب إليه وهو بلب فخدم عنده ث كان من المور ما سيأت إن شاء ال تعال ث إن اللكي مسعود وسلجوق شاه اجتمعا فاصطلحا وركبا إل اللك سنجر فاقتتل معه وكان جيشه مائة‬
‫وستي ألفا وكان جيشهما قريبا من ثلثي ألفا وكان جلة من قتل بينهما أربعي ألفا وأسر جيش سنجر قراجا الساقي فقتله صبا بي يديه ث أجلس طغرل بن ممد على سرير اللك وخطب‬
‫له على النابر ورجع سنجر إل بلده وكتب طغرل إل دبيس وزنكي ليذهبا إل بغداد ليأخذاها فأقبل ف جيش كثيف فبز إليهما الليفة فهزمها وقتل خلقا من أصحابما وأزاح ال شرها‬
‫عنه ول المد وفيها قتل أبو علي بن الفضل بن بدر المال وزير الافظ الفاطمي فنقل الافظ الموال الت كان أخذها إل داره واستوزر بعده أبا الفتح يانس الافظي ولقبه أمي اليوش ث‬
‫احتال فقتله واستوزر ولده حسنا وخطب له بولية العهد وفيها عزل السترشد وزيره على بن طراد الزينب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪204‬‬

‫واستوزر أنو شروان بن خالد بعد تنع وفيها ملك دمشق شس اللوك إساعيل بن بوري بن طغتكي بعد وفاة أبيه واستوزر يوسف بن فيوز وكان خيا ملك بلدا كثية واطاعه إخوته ومن‬
‫توف فيها من العيان‬
‫أحد بن عبيد ال‬
‫ابن ممد بن عبيدال بن ممد بن أحد بن حدان بن عمر بن عيسىب إبراهيم بن غثنة بن يزيد السلمي ويعرف بابن كادش العكبي أبو العز البغدادي سع الديث الكثي وكان يفهمه‬
‫ويرويه وهو آخر من روى عن الاوردي وقد أثن عليه غي واحد منهم أبو ممد بن الشاب وكان ممد بن ناصر يتهمه ويرميه بأنه أعترف بوضع حديث فال أعلم وقال عبدالوهاب‬
‫الناطي كان ملطا توف ف جادى الول منها‬
‫ممد بن ممد بن السي‬
‫ابن القاضي أب يعلى بن الفراء النبلي ولد ف شعبان سنة إحدى وخسي وأربعمائة سع أباه وغيه وتفقه وناظر وأفت ودرس وكان له بيت فيه مال فعدى عليه من الليل فقتل وأخذ ماله ث‬
‫أظهر ال عز وجل على قاتله فقتلوه‬
‫ث دخلت سنة سبع وعشرين وخسمائة‬
‫ف صفر منها دخل السلطان مسعود إل بغداد فخطب له با وخلع عليه الليفة ووله السلطنة ونثر الدناني والدراهم على الناس وخلع على السلطان داود بن ممود وفيها جع دبيس جعا‬
‫كثيا بواسط فأرسل إليه السلطان جيشا فكسروه وفرقوا شله ث إن الليفة عزم على الروج إل الوصل ليأخذها من زنكي فعرض عليه زنكي من الموال والتحف شيئا كثيا ليجع عنه‬
‫فلم يقبل ث بلغه أن السلطان مسعود قد اصطلح مع دبيس وخلع عليه فكر راجعا سريعا إل بغداد سالا معظما وفيها مات ابن الزاغون أحد أئمة النابلة فطلب حلقته ابن الوزي وكان شابا‬
‫فحصلت لغيه ولكن أذن له الوزير أنو شروان ف الوعظ فتلكم ف هذه السنة على الناس ف أماكن متعددة من بغداد وكثرت مالسه وازدحم عليه الناس وفيها ملك شس اللوك إساعيل‬
‫صاحب دمشق مدينة حاة وكانت بيد زنكي وف ذي الجة نب التركمان مدينة طرابلس وخرج إليهم القومص لعنه ال الفرني فهزموه وقتلوا خلقا من أصحابه وحاصروه فيها مدة طويلة‬
‫حتىطال الصار فانصرفوا وفيها تول قاسم بن أب فليته مكة بعد أبيه وفيها قتل شس اللوك أخاه سونج وفيها اشترى الباطنية قلعة حصن القدموس بالشام فسكنوها وحاربوا من جاورهم‬
‫من السلمي والفرنج وفيها اقتتلت الفرنج فيما بينهم قتال شديدا فمحق ال بسبب ذلك خلقا كثيا وغزاهم فيها عمادالدين زنكي فقتل منهم ألف قتيل وغنم أموال جزيلة ويقال لا غزوة‬
‫أسوار وحج بالناس فيها قطز الادم وكذا ف الت بعدها وقبلها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪205‬‬

‫توف فيها من العيان‬


‫أحد بن سلمة‬
‫ابن عبدال بن ملد بن إبراهيم أبو العباس بن الرطب تفقه على أب إسحاق وابن الصباغ ببغداد وباصبهان على ممد بن ثابت الجندي ث تول الكم ببغداد بالري والسبة ببغداد وكان‬
‫يؤدب أولد الليفة توف ف رجب منها ودفن عند أب إسحاق‬
‫أسعد بن أب نصر بن أب الفضل‬
‫أبو الفضل اليهن مد الدين أحد أئمة الشافعية وصاحب اللف والطروقة وقد درس بالنظامية ف سنة سبع عشرة وخسمائة إل سنة ثلث وعشرين فعزل عنها واستمر أصحابه هنالك وقد‬
‫تقدم ف سنة سبع عشرة أنه وليها وأنه توف ف سنة ثلث وعشرين وقال ابن خلكان توف سنة سبع وعشرين‬
‫ابن الزاغون النبلي‬
‫علي بن عبدال بن نصر بن السري الزاغون المام الشهور قرأ القراءات وسع الديث واشتغل بالفقه والنحو واللغة وله الصنفات الكثية ف الصول والفروع وله يد ف الوعظ واجتمع‬
‫الناس ف جنازته وكانت حافلة جدا‬
‫السن بن ممد‬
‫ابن إبراهيم البورباري من قراء أصبهان سع الديث ورحل وخرج وله تاريخ وكان يكتب حسنا ويقرأ فصيحا توف بأصبهان ف هذه السنة‬
‫علي بن يعلي‬
‫ابن عوض أبو القاسم العلوي الروي سع مسند أحد من أب الصي والترمذي من أب عامر الزدي وكان يعظ الناس بنيسابور ث قدم بغداد فوعظ با فحصل له القبول التام وجع أموال‬
‫وكتبا قال ابن الوزي وهو أول من سلكن ف الوعظ وتكلمت بي يديه وأنا صغي وتكلمت عند انصرافه‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن يي أبو عبدال العثمان الديباجي وكان ببغداد يعرف بالقدسي كان أشعري العتقاد ووعظ الناس ببغداد قال ابن الوزي سعته ينشد ف ملسه قوله ‪ ...‬دع دموعي يق ل أن أنوحا ‪...‬‬
‫ل تدع ل الذنوب قلبا صحيحا ‪ ...‬أخلقت مهجت أكف العاصي ‪ ...‬ونعان الشيب نعيا فصيحا ‪ ...‬كلما قلت قد برا جرح قلب ‪ ...‬عاد قلب من الذنوب جريا ‪ ...‬إنا الفوز والنعيم لعبد‬
‫‪ ...‬جاء ف الشر آمنا مستريا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪206‬‬

‫ممد بن ممد‬
‫ابن السي بن ممد بن أحد بن خلف بن حازم بن أب يعلى بن الفراء الفقيه ابن الفقيه ولد سنة سبع وخسي وأربعمائة سع الديث وكان من الفقهاء الزاهدين الخيار توف ف صفر منها‬
‫ابو ممد عبدالبار‬
‫ابن أب بكر ممد بن حديس الزدي الصقلي الشاعر الشهور أنشد له ابن خلكان أشعارا رائقة فمنها قوله‬
‫قم هاتا من كف ذات الوشاح ‪ ...‬فقد نعى الليل بشي الصباح ‪ ...‬باكر إل اللذات واركب لا ‪ ...‬سوابق اللهو ذوات الراح ‪ ...‬من قبل أن نرشف شس الضحا ‪ ...‬ريق الغوادي من ‪...‬‬
‫‪ ...‬ثغور القاح‬
‫ومن جلة معانيه النادرة‬
‫‪ ...‬زادت على كحل الفون تكحل ‪ ...‬وتسم نصل السهم وهو قتلو ‪...‬‬
‫ث دخلت سنة ثان وعشرين وخسمائة‬
‫فيها اصطلح الليفة وزنكي وفيها فتح زنكي قلعا كثية وقتل خلقا من الفرنج وفيها فتح شس اللوك الشقيف تيوت ونب بلد الفرنج وفيها قدم سلجوق شاه بغداد فنل بدار الملكة‬
‫وأكرمه الليفة وارسل إليه عشرة آلف دينار ث قدم السلطان مسعود وأكثر أصحابه ركاب على المال لقلة اليل وفيها تول إمرة بن عقيل أولد سليمان بن مهارش العقيلي إكراما لدهم‬
‫وفيها أعيد ابن طراد إل الوزارة وفيها خلع على إقبال السترشدى خلع اللوك ولقب ملك العرب سيف الدولة ث ركب ف اللع وحضر الديوان وفيها قوي أمر اللك طغرل وضعف أمر‬
‫اللك مسعود ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن علي بن إبراهيم‬
‫أبو الوفا الفيوز أبادي أحد مشايخ الصوفية يسكن رباط الزوزن وكان كلمه يستحلى وكان يفظ من أخبار الصوفية وسيهم وأشعارهم شيئا كثيا‬
‫ابو علي الفارقي‬
‫السن بن إبراهيم بن مرهون أبو علي الفارقي ولد سنة ثلث وثلثي وأربعمائة وتفقه با على أب عبدال ممد بن بيان الكازرون صاحب الحاملي ث على الشيخ أب إسحاق وابن الصباغ‬
‫وسع الديث وكان يكرر على الهذب والشامل ث ول القضاء بواسط وكان حسن السية جيد السريرة متعا بعقله وحواسه إل أن توف ف مرم هذه السنة عن ست وسبعي سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪207‬‬

‫عبدال بن ممد‬
‫ابن أحد بن السن أبو ممد بن أب بكر الشاشي سع الديث وتفقه على أبيه وناظر وأفت وكان فاضل واعظا فصيحا مفوها شكره ابن الوزي ف وعظه وحسن نظمه ونثره ولفظه توف ف‬
‫الحرم وقد قارب المسي ودفن عند أبيه‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن علي بن أب بكر العطان ويعرف بابن اللج البغدادي سع الديث وقرأ القراءات وكان خيا زاهدا عابدا يتبك بدعائه ويزار‬
‫ممد بن عبدالواحد الشافعي‬
‫أبو رشيد من أهل آمل طبستان ولد سنة أربع وثلثي وأربعمائة وحج واقام بكة وسع من الديث شيئا يسيا وكان زاهدا منقطعا عن الناس مشتغل بنفسه ركب مرة مع تار ف البحر‬
‫فأوفوا على جزيرة فقال دعون ف هذه أعبد ال تعال فمانعوه فأب إل القام با فتركوه وساروا فردتم الريح إليه فقالوا إنه ل يكن السي إل بك وإذا أردت القام با فارجع إليها فسار معهم‬
‫ث رجع إليها فأقام با مدة ث ترحل عنها ث رجع إل بلده آمل فمات با رحه ال ويقال إنه كان يقتات ف تلك الزيرة بأشياء موجودة فيها وكان با ثعبان يبتلع النسان وبا عي ماء يشرب‬
‫منها ويتوضأ منها وقبه مشهور بآمل يزار‬
‫أم خليفة‬
‫السترشد توفيت ليلة الثني بعد العتمة تاسع عشر شوال منها وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسع وعشرين وخسمائة‬
‫فيها كانت وفاة السترشد وولية الراشد وكان سبب ذلك أنه كان بي السلطان مسعود وبي الليفة واقع كبي اقتضى الال أن الليفة أراد قطع الطبة له من بغداد فاتفق موت أخيه طغرل‬
‫بن ممد بن ملكشاه فسار إل البلد فملكها وقوي جأشه ث شرع يمع العساكر ليأخذ بغداد من الليفة فلما علم الليفة بذلك انزعج واستعد لذلك وقفز جاعة من رؤس المراء إل الليفة‬
‫خوفا على أنفسهم م سطوة اللك ممود وركب الليفة من بغداد ف جحافل كثية فيهم القضاة ورؤس الدولة من جيع الصناف فمشوا بي يديه أول منلة حت وصل إل السرادق وبعث‬
‫بي يديه مقدمة وارسل اللك مسعود مقدمة عليهم دبيس بن صدقة بن منصور فجرت خطوب كثية وحاصل المر أن اليشي التقيا ف عاشر رمضان يوم الثني فاقتتلوا قتال شديدا ول‬
‫يقتل من الصفي سوى خسة أنفس ث حل الليفة على جيش مسعود فهزمهم ث تراجعوا فحملوا على جيش الليفة فهزموهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪208‬‬

‫وقتلوا منهم خلقا كثيا واسروا الليفة ث نبت أموالم وحواصلهم من جلة ذلك أربعة آلف ألف دينار وغي ذلك من الثاث واللع والنية والقماش فإنا ل وإنا إليه راجعون وطار الب ف‬
‫القاليم بذلك وحي بلغ الب إل بغداد انزعج الناس لذلك وزلزلوا زلزال شديدا صورة ومعن وجاءت العامة إل النابر فكسروها وامتنعوا من حضور الماعات وخرج النساء ف البلد‬
‫حاسرات ينحن على الليفة وما جرى عليه من السر وتأسى بأهل بغداد ف ذلك خلق كثي من أهل البلد وتت فتنة كبية وانتشرت ف القاليم واستمر الال على ذلك شهر ذي القعدة‬
‫والشناعة ف القاليم منتشرة فكتب اللك سنجر إل ابن أخيه يذره غب ذلك عاقبة ما وقع فيه من المر العظيم ويأمره أن يعيد الليفة إل مكانه ودار خلفته فامتثل اللك مسعود ذلك‬
‫وضرب للخليفة سرادق عظيم ونصب له فيه قبة عظيمة وتتها سرير هائل وألبس السواد على عادته وأركبه بعض ما كان يركبه من مراكبه وامسك لام الفرس ومشى ف خدمته واليش‬
‫كلهم مشاة حت أجلس الليفة على سريره ووقف اللك مسعود فقبل الرض بي يديه وخلع الليفة عليه وجيء بدبيس مكتوفا وعن يينه أميان وعن يساره أميان وسيف مسلول ونسعة‬
‫بيضاء فطرح بي يدي الليفة ماذا يرسم تطبيبا لقلبه فأقبل السلطان فشفع ف دبيس وهو ملقى يقول العفو يا أمي الؤمني أنا أخطأت والعفو عند القدرة فأمر الليفة بإطلقه وهو يقول ل‬
‫تثريب عليكم اليوم يغفر ال لكم فنهض قائما والتمس أن يقبل يد الليفة فأذن له فقبلها وأمرها على وجهه وصدره وسأل العفو عنه وعما كان منه واستقر المر على ذلك وطار هذا الب‬
‫ف الفاق وفرح الناس بذلك فلما كان مستهل ذي الجة جاءت الرسل من جهة اللك سنجر إل ابن أخيه يستحثه على الحسان إل الليفة وأن يبادر إل سرعة رده إل وطنه وأرسل مع‬
‫الرسل جيشا ليكونوا ف خدمة الليفة إل بغداد فصحب اليش عشرة من الباطنية فلما وصل اليش حلوا على الليفة فقتلوه ف خيمته وقطعوه قطعا ول يلحق الناس منه إل الرسوم وقتلوا‬
‫معه أصحابه منهم عبيدال بن سكينة ث أخذ أولئك الباطنية فأحرقوا قبحهم ال وقيل إنم كانوا مهزين لقتله فال أعلم وطار هذا الب ف الفاق فاشتد حزن الناس على الليفة السترشد‬
‫وخرجت النساء ف بغداد حاسرات عن وجوههن ينحن ف الطرقات قتل على باب مراغة ف يوم الميس سابع عشر ذي الجة وحلت أعضاؤه إل بغداد وعمل عزاؤه ثلثة أيام بعد ما بويع‬
‫لولده الراشد وقد كان السترشد شجاعا مقداما بعيد المة فصيحا بليغا عذب الكلم حسن اليراد مليح الط كثي العبادة مببا إل العامة والاصة وهو آخر خليفة رؤى خطيبا قتل وعمره‬
‫خس وأربعون سنة وثلثة أشهر وكانت مدة خلفته سبع عشرة سنة وستة أشهر وعشرين يوما وكانت أمه أم ولد من التراك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪209‬‬

‫رحه ال‬
‫خلفة الراشد بال‬
‫أب جعفر منصور بن السترشد كان أبوه قد أخذ له العهد ث أراد أن يلعه فلم يقدر على ذلك لنه ل يغدر فلما قتل أبوه بباب مراغة ف يوم الميس السابع عشر من ذي القعدة من سنة تسع‬
‫وعشرين وخسمائة بايعه الناس والعيان وخطب له على النابر ببغداد وكان إذ ذاك كبيا له أولد وكان أبيض جسيما حسن اللون فلما كان يوم عرفة من هذه السنة جيء بالسترشد وصلى‬
‫عليه ببيت التوبة وكثر الزحام وخرج الناس لصلة العيد من الغد وهم ف حزن شديد على السترشد وقد ظهر الرفض قليل ف أول أيام الراشد ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن السي‬
‫ابن عمرو أبو الظفر بن أب بكر الشاشي تفقه بأبيه واخترمته النية بعد أخيه ول يبلغ سن الرواية‬
‫إساعيل بن عبدال‬
‫ابن علي أبو القاسم الاكم تفقه بإمام الرمي وكان رفيق الغزال يترمه ويكرمه وكان فقيها بارعا وعابدا ورعا توف بطوس ودفن إل جانب الغزال‬
‫دبيس بن صدقة‬
‫ابن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد أبو العز السدي المي من بيت المرة وسادة العراب كان شجاعا بطل فعل الفاعيل وترق ف البلد من خوفه من الليفة فلما قتل الليفة عاش‬
‫بعده أربعة وثلثي يوما ث اتم عند السلطان بأنه قد كاتب زنكي ينهاه عن القدوم إل السلطان ويذره منه ويأمره أن ينجو بنفسه فبعث إليه السلطان غلما أرمنيا فوجده منكس رأسه يفكر‬
‫ف خيمته فما كلمه حت شهر سيفه فضربه فأبان رأسه عن جثته ويقال بل استدعاه السلطان فقتله صبا بي يديه فال أعلم‬
‫طغرل السلطان بن السلطان ممد بن ملكشاه‬
‫توف بذان يوم الربعاء ثالث الحرم منها‬
‫علي بن ممد النروجان‬
‫كان عابدا زاهدا حكى ابن الوزي عنه أنه كان يقول بأن القدرة تتعلق بالستحيلت ث أنكر ذلك وعذره لعدم تعقله لا يقول ولهله‬
‫الفضل أبو منصور‬
‫أمي الؤمني السترشد تقدم شيء من ترجته وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪210‬‬

‫ث دخلت سنة ثلثي وخسمائة‬


‫فيها وقع بي الليفة الراشد وبي السلطان مسعود بسبب أنه أرسل إل الليفة يطلب منه ما كان كتبه له والده السترشد حي أسره إلتزم له بأربعمائة ألف دينار فامتنع من ذلك وقال ليس‬
‫بيننا وبينكم إل السيف فوقع بينهما اللف فاستجاش السلطان بالعساكر واستنهض الليفة المراء وارسل إل عمادالدين زنكي فجاء والتف على الليفة خلئق وجاء ف غضون ذلك‬
‫السلطان داود بن ممود بن ممد بن ملكشاه فخطب له الليفة ببغداد وخلع عليه وبايعه على اللك فتأكدت الوحشة بي السلطان والليفة جدا وبرز الليفة إل ظاهر بغداد ومشى اليش‬
‫بي يديه كما كانوا يعاملون أباه وذلك يوم الربعاء سلخ شعبان وخرج السلطان داود من جانب آخر فلما بلغهم كثرة جيوش السلطان ممود حسن عمادالدين زنكي للخليفة أن يذهب معه‬
‫إل الوصل واتفق دخول مسعود إل بغداد ف غيبتهم يوم الثني رابع شوال فاستحوذ على دار اللفة با فيها جيعه ث استخلص من نساء الليفة وحظاياه اللي والصاغ والثياب الت للزينة‬
‫وغي ذلك وجع القضاة والفقهاء وابرز لم خط الراشد أنه مت خرج من بغداد لقتال السلطان فقد خلع نفسه من اللفة فأفت من أفت من الفقهاء بلعه فخلع ف يوم الثني سادس عشر‬
‫شهر ذي القعدة بكم الاكم وفتيا الفقهاء وكانت خلفته إحدى عشر شهرا وإحدى عشر يوما واستدعى السلطان بعمه القتفى بن الستظهر فبويع باللفة عوضا عن ابن أخيه الراشد بال‬
‫خلفة القتفى لمر ال‬
‫أب عبدال بن الستظهر وأمه صفراء تسمى نسيما ويقال لا ست السادة وله من العمر يومئذ أربعون سنة بويع باللفة بعد خلع الراشد بيومي وخطب له على النابر يوم المعة لعشرين من‬
‫ذي القعدة ولقب بالقتفى لنه يقال إنه رأى رسول ال ( ص ) وهو ف النام وهويقول له سيصل هذا المر إليك فاقتف ب فصار إليه بعد ستة أيام فلقب بذلك‬
‫فائدة حسنة ينبغي التنبه لا‬
‫ول القتفي والسترشد اللفة وكانا أخوين وكذلك السفاح والنصور وكذلك الادي والرشيد أبنا الهدي وكذلك الواثق والتوكل أبنا العتصم أخوان وأما ثلثة إخوة فالمي والأمون‬
‫والعتصم بنو الرشيد والنتصر والعتز والعتمد بنو التوكل والكتفي والقتدر والقاهر بنو العتضد والراضي والقتفي والطيع بنو القتدر وأما أربعة إخوة فلم يكن إل ف بن أمية وهم الوليد‬
‫وسليمان ويزيد وهشام بنو عبداللك بن مروان ولا استقر القتفي باللفة استمر الراشد ذاهبا إل الوصل صحبة صاحبها عمادالدين زنكي فدخلها ف ذي الجة من هذه السنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪211‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫ممد بن حويه‬
‫ابن ممد بن حويه أبو عبدال الوين روى الديث وكان صدوقا مشهورا بالعلم والزهد وله كرامات دخل إل بغداد فلما ودعهم بالروج منها أنشدهم ‪ ...‬لئن كان ل من بعد عود إليكم‬
‫‪ ... ...‬نصيب لبانات الفؤاد إليكم ‪ ...‬وإن تكن الخرى وف الغيب غيه ‪ ...‬قضاه وإل فالسلم عليكم‬
‫ممد بن عبدال‬
‫ابن أحد بن حبيب أبو بكر العامري العروف بابن الباز سع الديث وكان يعظ الناس على طريق التصوف وكان ابن الوزي فيمن تأدب به وقد أثن عليه وأنشد عنه من شعره ‪ ...‬كيف‬
‫‪ ...‬احتيال وهذا ف الوى حال ‪ ...‬والشوق أملك ل من عذل عذال ‪ ...‬وكيف اشكو وف حب له شغل ‪ ...‬يول بي مهمات وأشغال‬
‫وكانت له معرفة بالفقه والديث وقد شرح كتاب الشهاب وقد ابتن رباطا وكان عنده فيه جاعة من التعبدين والزهاد ولا احتضر أوصاهم بتقوى ال عز وجل والخلص ل والدين فلما‬
‫فرغ شرع ف النع وعرق جبينه فمد يده وقال بيتا لغيه‬
‫‪ ...‬ها قد بسطت يدي إليك فردها ‪ ...‬بالفضل ل بشماتة العداء ‪...‬‬
‫ث قال أرى الشايخ بي أيديهم الطباق وهم ينتظرونن ث مات وذلك ليلة الربعاء نصف رمضان ودفن برباطه ث غرق رباطه وقبه ف سنة أربعي وخسمائة‬
‫ممد بن الفضل‬
‫ابن أحد بن ممد بن أب العباس أبو عبدال الصاعدي الفراوي كان أبوه من ثغر فراوه وسكن نيسابور فولد له با ممد هذا وقد سع الديث الكثي على جاعة من الشايخ بالفاق وتفقه‬
‫وأفت وناظر ووعظ وكان ظريفا حسن الوجه جيل العاشرة كثي التبسم واملى أكثر من ألف ملس ورحل إليه الطلبة من الفاق حت يقال للفراوي ألف راوي وقيل إن ذلك كان مكتوبا ف‬
‫خاته وقد أسع صحيح مسلم قريبا من عشرين مرة توف ف شوال منها عن تسعي سنة‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثلثي وخسمائة فيها كثر موت الفجأة بأصبهان فمات ألوف من الناس وأغلقت دور كثية وفيها تزوج الليفة بالاتون فاطمة بنت ممد بن ملكشاه على صداق مائة‬
‫ألف دينار فحضر أخوها السلطان مسعود العقد وجاعة من أعيان الدولة والوزراء والمراء ونثر على الناس أنواع النثار وفيها صام أهل بغداد رمضان ثلثي يوما ول يروا اللل ليلة إحدى‬
‫وثلثي مع كون السماء كانت مصحية‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪212‬‬

‫قال ابن الوزي وهذا شيء ل يقع مثله وفيها هرب وزير صاحب مصر وهو تاج الدولة برام النصران وقد كان تكن ف البلد وأساء السية فتطلبه الليفة الافظ حت أخذه فسجنه ث‬
‫أطلقه فترهب وترك العمل فاستوزر بعده رضوان بن الريين ولقبه اللك الفضل ول يلقب وزير قبله بذا ث وقع بينه وبي الليفة الافظ فلم يزل به الليفة حت قتله واستقل بتدبي أموره‬
‫وحده وفيها ملك عمادالدين زنكي عدة بلدان وفيها طلع بالشام سحاب أسود أظلمت له الدنيا ث ظهر بعده سحاب أحر كأنه نار أضاءت له الدنيا ث جاءت ريح عاصف ألقت أشجارا‬
‫كثية ث وقع مطر شديد وسقط برد كبار وفيها قصد ملك الروم بلد الشام فأخذ بلدا كثية من أيدي الفرنج وأطاعه ابن اليون ملك الرمن ومن توف فيها من العيان أحد بن ممد بن‬
‫ثابت‬
‫ابن السن أبو سعد الجندي تفقه على والده المام أب بكر الجندي الصبهان وول تدريس النظامية ببغداد مرارا ويعزل عنها وقد سع الديث ووعظ وتوف ف شعبان منها وقد قارب‬
‫التسعي‬
‫هبة ال بن أحد‬
‫ابن عمر الريري يعرف بابن الطي سع الكثي وهو آخر من روى عن أب السن ابن زوج الرة وقد حدث عنه الطيب وكان ثبتا كثي السماع كثي الذكر والتلوة متعا بواسه وقواه إل‬
‫أن توف ف جادى الول عن ست وتسعي سنة‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وثلثي وخسمائة فيها قتل الليفة الراشد الخلوع وذلك أنه اجتمع معه اللك داود وجاعة من كبار المراء فقصدوا قتال مسعود بأرض مراغة فهزمهم وبدد شلهم وقتل‬
‫منهم خلقا صبا منهم صدقة بن دبيس وول أخاه ممدا مكانه على اللة وهرب الليفة الراشد الخلوع فدخل أصبهان فقتله رجل من كان يدمه من الراسانية وكان قد برأ من وجع أصابه‬
‫فقتلوه ف الامس والعشرين من رمضان ودفن بشهرستان ظاهر أصبهان وقد كان حسن اللون مليح الوجه شديد القوة مهيبا أمه أم ولد وفيها كسى الكعبة رجل من التجار يقال له راست‬
‫الفارسي بثمانية عشر ألف دينار وذلك لنه ل تأتا كسوة ف هذا العام لجل اختلف اللوك وفيها كانت زلزلة عظيمة ببلد الشام والزيرة والعراق فاندم شيء كثي من البيوت ومات تت‬
‫الدم خلق كثي وفيها أخذ اللك عمادالدين زنكي مدينة حص ف الحرم وتزوج ف رمضان بالست زمرد خاتون أم صاحب دمشق وهي الت تنسب إليها الاتونية البانية وفيها ملك صاحب‬
‫الروم مدينة بزاعة وهي على ستة فراسخ من حلب فجاء أهلها الذين نوا من القتل والسب يستغيثون بالسلمي ببغداد فمنعت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪213‬‬

‫الطبة ببغداد وجرت فت طويلة وفيها تزوج السلطان مسعود بسفري بنت دبيس بن صدقة وزينت بغداد لذلك سبعة أيام قال ابن الوزي فحصل بسبب ذلك فساد عريض طويل منتشر ث‬
‫تزوج ابنة عمه فزينت بغداد ثلثة أيام أيضا وفيها ولد للسلطان الناصر صلح يوسف بن أيوب ابن شاري بقلعة تكريت ومن توف فيها من العيان أحد بن ممد‬
‫أبو بكر بن أب الفتح الدينوري النبلي سع الديث وتفقه على أب الطاب الكلوذان وأفت ودرس وناظر كان اسعد اليهن يقول عنه ما اعترض أبو بكر الدينوري على دليل أحد إل ثلمه‬
‫وقد ترج به ابن الوزي وانشد‬
‫‪ ...‬تنيت أن يسي فقيها مناظرا ‪ ...‬بغي عيا والنون فنون ‪ ...‬وليس اكتساب الال دون مشقة ‪ ...‬تلقيتها فالعلم كيف يكون ‪...‬‬
‫عبدالنعم بن عبدالكري‬
‫ابن هوازن أبو الظفر القشيي آخر من بقي منهم سع أباه وأبا بكر البيهقي وغيها وسع منه عبدالوهاب الناطي وأجاز ابن الوزي وقارب التسعي‬
‫ممد بن عبداللك‬
‫ابن ممد بن عمر أبو السن الكرخي سع الكثي ف بلد شت وكان فقيها مفتيا تفقه بأب إسحاق وغيه من الشافعية وكان شاعرا فصيحا وله مصنفات كثية منها الفصول ف إعتقاد الئمة‬
‫الفحول يذكر فيه مذاهب السلف ف باب العتقاد ويكى فيه أشياء غريبة حسنة وله تفسي وكتاب ف الفقه وكان ل يقنت ف الفجر ويقول ل يصح ذلك ف حديث وقد كان إمامنا الشافعي‬
‫يقول إذا صح الديث فهو مذهب واضربوا بقول الائط وقد كان حسن الصورة جيل العاشرة ومن شعره قوله ‪ ...‬تناءت داره عن ولكن ‪ ...‬خيال جاله ف القلب ساكن ‪ ...‬إذا امتل‬
‫الفؤاد به فماذا ‪ ...‬يضر إذا خلت منه الماكن ‪ ...‬توف وقد قارب التسعي‬
‫الليفة الراشد‬
‫منصور بن السترشد قتل بأصبهان بعد مرض أصابه فقيل إنه سم وقيل قتلته الباطنية وقيل قتله الفراشون الذين كانوا يلون أمره فال أعلم وقد حكى ابن الوزي عن أب بكر الصول أنه قال‬
‫الناس يقولون كل سادس يقوم بأمر الناس من أول السلم لبد أن يلع قال ابن الوزي فتأملت ذلك فرأيته عجبا قيام رسول ال ( ص ) ث أبو بكر ث عمر ث عثمان ث علي ث السن‬
‫فخلعه معاوية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪214‬‬

‫ث يزيد ومعاوية بن يزيد ومروان وعبد اللك ث عبد ال بن الزبي فخلع وقتل ث الوليد ث سليمان ث عمر بن عبد العزيز ث يزيد بن هشام ث الوليد بن يزيد فخلع وقتل ول ينتظم لبن أمية‬
‫بعده أمر حت قام السفاح العباسي ث أخوه النصور ث الهدي ث الادي ث الرشيد ث المي فخلع وقتل ث الأمون والعتصم والواثق والتوكل والنتصر ث الستعي فخلع ث قتل ث العتز‬
‫والهتدي والعتمد والعتضد والكتفي ث القتدر فخلع ث أعيد فقتل ث القاهر والراضي والتقي والكتفي والطيع ث الطائع فخلع ث القادر والقائم والقتدي والستظهر والسترشد ث الراشد‬
‫فخلع وقتل‬
‫أنوشروان بن خالد‬
‫ابن ممد القاشان القين من قرية قي من قاشان الوزير أبو نصر وزر للسلطان ممود وللخليفة السترشد وكان عاقل مهيبا عظيم اللقة وهو الذي ألزم أبا ممد الريري بتكميل القامات‬
‫وكان سبب ذلك أن أبا ممد كان جالسا ف مسجد بن حرام ف ملة من مال البصرة فدخل عليه شيخ ذو طمرين فقالوا من أنت قال أنا رجل من سروج يقال ل أبو زيد فعمل الريري‬
‫القامة الرامية واشتهرت ف الناس فلما طالا الوزير أنوشروان أعجب با وكلف أبا ممد الريري أن يزيد عليها غيها فزاد عليها غيها إل تام خسي مقامة فهي هذه الشهور الدولة‬
‫التداول بي الناس وقد كان الوزير أنوشروان كريا وقد مدحه الريري صاحب القامات ‪ ...‬أل ليت شعري والتمنيي لعله ‪ ...‬وإن كان فيه راحة لخي الكرب ‪ ...‬أتدرون أن مذتناءت‬
‫دياركم ‪ ...‬وشط اقتارب من جنابكم الرحب ‪ ...‬أكابد شوقا ما أزال أداره ‪ ...‬يقلبن ف الليل جنبا على جنب ‪ ...‬وأذكر أيام التلقي فأنثن ‪ ...‬لتذكارها بادي السي طائر اللب ‪ ...‬ول‬
‫حنة ف كل وقت إليكم ‪ ...‬ول حنة الصادي إل البارد العذب ‪ ...‬فو ال لو أن كتمت هواكم ‪ ...‬لا كان مكتوما بشرق ول غرب ‪ ...‬وما شجا قلب العن وشفه ‪ ...‬رضاكم بإهال الجابة‬
‫عن كتب ‪ ...‬وقد كنت ل أخشى مع الذنب جفوة ‪ ...‬فقد صرت أخشاها ومال من ذنب ‪ ...‬ولا سرى الوفد العراقي نوكم ‪ ...‬وأعوزن السري إليكم مع الركب ‪ ...‬جعلت كتاب نائبا‬
‫عن ضرورت ‪ ...‬ومن ل يد ماء تيمم بالترب ‪ ...‬ويعضد أيضا يضعة من جوارحي ‪ ...‬تنبيكم عن سر حال وتستنب ‪ ...‬ولست أرى أذكاركم بعد خيكم ‪ ...‬بكرمة حسب اعتذاركم حسب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪215‬‬

‫ث دخلت سنة ثلث وثلثي وخسمائة‬


‫فيها كانت زلزلة عظيمة بدينة جبت فمات بسببها مائتا ألف وثلثون ألفا وصار مكانا ماء أسود عشرةفراسخ ف مثلها وزلزل أهل حلب ف ليلة واحدة ثاني مرة وفيها وضع السلطان ‪...‬‬
‫ممود مكوسا كثية عن الناس وكثرت الدعية له وفيها كانت وقعة عظيمة بي السلطان سنجر وخوارزم شاه فهزمه سنجر وقتل ولده ف العركة فحزن عليه والده حزنا شديدا وفيها قتل‬
‫صاحب دمشق شهاب الدين ممود بن تاج اللوك بوري بن طغتكي قتله ثلثة من خواصه ليل وهربوا من القلعة فأدرك اثنان فصلبا وأفلت واحد وفيها عزل اليهود والنصاري عن الباشرات‬
‫ث أعيدوا قبل شهر وحج بالناس فيها قطز الادم وفيها توف من العيان‬
‫زاهر بن طاهر‬
‫ابن ممد أبو القاسم بن أب عبدالرحن بن أب بكر السحامي الحدث الكثر الرحال الوال سع الكثي وأملي بامع نيسابور ألف ملس وتكلم فيه أبو سعد السمعان وقال إنه كان يل‬
‫بالصلوات وقد رد ابن الوزي على السمعان بعذر الرض ويقال إنه كان به مرض يكثر بسببه جع الصلوات فال أعلم بلغ خسا وثاني سنة توف بنيسابور ف ربيع الخر ودفن بقبته‬
‫يي بن يي بن علي‬
‫ابن أفلح أبو القاسم الكاتب وقد خلع عليه السترشد ولقبه جال اللك وأعطاه أربعة دور وكانت له دار إل جانبهن فهدمهن كلهن واتذ مكانن دارا هائلة طولا ستون ذراعا ف عرض‬
‫أربعي ذراعا وأطلق له الليفة أخشابا وآجرها وطرازاتا وكتب عليها أشعارا حسنة من نظمه ونظم غيه فمن ذلك ما هو علىباب دارها ‪ ...‬إن أعجب الراؤن من ظاهري ‪ ...‬فباطن لو‬
‫علموا أعجب ‪ ...‬شد بان من كفه مزنة ‪ ...‬يجل منها العارض الصيب ‪ ...‬ورنت روضة أخلقه ‪ ...‬ف ديار نورها مذهب ‪ ...‬صدر كسى صدري من نوره ‪ ...‬شسا على اليام ل تغرب‬
‫‪ ...‬وعلى الطرز مكتوب ‪ ...‬ومن الروءة للفت ‪ ...‬ما عاش دار فاخرة ‪ ...‬فاقنع من الدنيا با ‪ ...‬واعمل لدار الخرة ‪ ...‬هاتيك وافيت با ‪ ...‬وعدت وهان باترة ‪ ...‬وف موضع آخر‬
‫مكتوب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪216‬‬

‫وناد كأن جنان ال ‪ ...‬لد أعارته من حسنها رونقا ‪ ...‬وأعطته من حادثات الزما ‪ ...‬ن أن ل يلم به موبقا ‪ ...‬فأضحى بنبئه على كل ما ‪ ...‬بن مغربا كان أو مشرقا ‪ ...‬تظل الوفود به عكفا‬
‫‪ ...‬ويسي الضيوف به طرقا ‪ ...‬بقيت له يا جال اللو ‪ ...‬ك وذا الفضل مهما أردت البقا ‪ ...‬وساله فيك ريب الزما ‪ ...‬ن ووقيت فيه الذي يتقى ‪ ...‬فما وال صدقت هذه المان بل عما‬
‫قريب اتمه الليفة بأنه يكاتب دبيسا فأمر براب داره تلك فلم يبق فيها جدار بل صارت خربة بعد ما كانت قرة العيون من أحسن القام والقرار وهذه حكمة ال من تقلب الليل والنهار‬
‫وما تري بشيئة القدار وهي حكمته ف كل دار بنيت بالشر والبطر وف كل لباس لبس على التيه والكب والشر وقد أورد له ابن الوزي أشعارا حسنة من نظمه وكلمات من نثره فمن‬
‫ذلك قوله ‪ ...‬دع الوى ل ناس يعرفون به ‪ ...‬قد مارسوا الب حت اصعبه ‪ ...‬أدخلت نفسك فيما لست تربه ‪ ...‬والشيء صعب على من ل ير به ‪ ...‬أمن اصطبار وإن ل تستطع خلدا‬
‫‪ ...‬فرب مدرك أمر عز مطلبه ‪ ...‬أحن الضلوع على قلب يين ‪ ...‬ف كل يوم يعيين تقلبه ‪ ...‬تأرج الريح من ند يهيجه ‪ ...‬ولمع البق من نغمان يطربه ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬هذه اليف‬
‫وهاتيك من ‪ ...‬فترفق أيها الادي بنا ‪ ...‬واحبس الركب علينا ساعة ‪ ...‬نندب الدار ونبكي الدنا ‪ ...‬فلذا الوقف أعددت البكا ‪ ...‬ولذا اليوم الدموع تقتن ‪ ...‬زماننا كان وكنا جية ‪...‬‬
‫‪ ...‬فأعاد ال ذاك الزمنا ‪ ...‬بيننا يومض ائتلف نلتقي ‪ ...‬كان من غي تراضي بيننا‬
‫ث دخلت سنة أربع وثلثي وخسمائة‬
‫فيها حاصر زنكي دمشق فحصنها التابك معي الدين بن ملوك طغتكي فاتفق موت ملكها جال الدين ممود بن بوري بن طغتكي فأرسل معي الدين إل أخيه مي الدين أتق وهو ببعلبك ‪...‬‬
‫فملكه دمشق فذهب زنكي إل بعلبك فأخذها واستناب عليها نم الدين أيوب صلح الدين وفيها دخل الليفة على الاتون فاطمة بنت السلطان مسعود أغلقت بغداد أياما وفيها نودي‬
‫للصلة على رجل صال فاجتمع الناس بدرسة الشيخ عبدالقادر فاتفق أن الرجل عطس فأفاق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪217‬‬


‫وحضرت جنازة رجل آخر غيه فصلى عليه ذلك المع الكثي وفيها نقصت الياه من سائر الدنيا وفيها ولد صاحب حاه تقي الدين عمر شاهنشاه بن أيوب بن شارى ومن توف فيها من‬
‫العيان‬
‫أحد بن جعفر‬
‫ابن الفرج أبو العباس الرب أحد العباد الزهاد سع الديث وكانت له أحوال صالة حت كان يقال إنه كان يرى ف بعض السني بعرفات ول يج ف تلك السنة‬
‫عبدالسلم بن الفضل‬
‫أبو القاسم اليلى سع الديث وتفقه على الكيا الراسى وبرع ف الصول والفروع وغي ذلك وول قضاء البصرة وكان من خيار القضاة‬
‫ث دخلت سنة خس وثلثي وخسمائة‬
‫فيها وصلت البدة والقضيب إل بغداد وكانا مع السترشد حي هرب سنة تسع وعشرين وخسمائة فحفظهما السلطان سنجر عنده حت ردها ف هذه السنة وفيها كملت الدرسة الكمالية‬
‫النسوبة إل كمال الدين أب الفتوح حزة بن طلحة صاحب الخزن ودرس فيها الشيخ أبو السن اللى وحضر عنده العيان ومن توف فيها من العيان‬
‫إساعيل بن ممد‬
‫ابن على أبو القاسم الطلحى الصبهان سع الكثي ورحل وكتب وأملى بأصبهان قريبا من ثلثة آلف ملس وكان إماما ف الديث والفقه والتفسي واللغة حافظا متقنا توف ليلة عيد‬
‫الضحى وقد قارب الثماني ولا أراد الغاسل تنحية الرقة عن فرجه ردها بيده وقيل إنه وضع يده على فرجه‬
‫ممد بن عبدالباقي‬
‫ابن ممد بن عبدال بن ممد بن عبدالرحن بن الربيع بن ثابت بن وهب بن مسجعة بن الارث بن عبدال بن كعب بن مالك النصاري سع الديث وتفرد عن جاعة من الشايخ واملى‬
‫الديث ف جامع القصر وكان مشاركا ف علوم كثية وقد أسر ف صغره ف أيدي الروم فارادوه على أن يتكلم بكلمة الكفر فلم يفعل وتعلم منهم خط الروم وكان يقول من خدم الحابر‬
‫خدمته النابر ومن شعره الذي أورده له ابن الوزي عنه وسعه منه قوله ‪ ...‬احفظ لسانك ل تبح بثلثة ‪ ...‬سن ومال إن سئلت ومذهب ‪ ...‬فعلى الثلثة تبتلى بثلثة ‪ ...‬بكفر وباسد‬
‫ومكذب ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬ل مدة ل بد أبلغها ‪ ...‬فإذا انقضت مت ‪ ...‬لو عاندتن السد ضارية ‪ ...‬ما ضرن ما ل يي الوقت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪218‬‬

‫قال ابن الوزي بلغ من العمر ثلثا وتسعي سنة ل تتغي حواسه ول عقله توف ثان رجب منها وحضر جنازته العيان وغيهم ودفن قريبا من قب بشر يوسف بن أيوب‬
‫ابن السن بن زهرة أبو يعقوب المذان تفقه بالشيخ أب إسحاق وبرع ف الفقه والناظرة ث ترك ذلك واشتغل بالعبادة وصحب الصالي وأقام بالبال ث عاد إل بغداد فوعظ با وحصل له‬
‫قبول توف ف ربيع الول ببعض قرى هراة‬
‫ث دخلت سنة سبع وثلثي وخسمائة‬
‫فيها كانت حروب كثية بي السلطان سنجر وخوارزم شاه فاستحوذ خوارزم على مرو بعد هزية سنجر ففتك با وأساء التدبي بالنسبة إل الفقهاء النفية الذين با وكان جيش خوارزم‬
‫ثلثائة ألف مقاتل وفيها تمل عمل دمشق النهروز وخلع نروز شحنة بغداد على حباب صباغ الرير الرومي وركب هو والسلطان مسعود ف سفينة ف ذلك النهر وفرح السلطان بذلك‬
‫وكان قد صرف السلطان على ذلك النهر سبعي ألف دينار وفيها حج كمال الدين طلحة صاحب الخزن وعاد فتزهد وترك العمل ولزم داره وفيها عقدت المعة بسجد العباسيي بإذن‬
‫الليفة وحج بالناس قطز ومن توف فيها من العيان‬
‫إساعيل بن أحد بن عمر‬
‫ابن الشعث أبو القاسم بن أب بكر السمرقندي الدمشقي ث البغدادي سع الكثي وتفرد بشايخ وكان ساعه صحيحا وأملى بامع النصور مالس كثية نو ثلثائة ملس توف وقد جاوز‬
‫الثماني‬
‫يي بن علي‬
‫ابن ممد بن علي أبو ممد بن الطراح الدبر ولد سنة تسع وعشرين وأربعمائة وسع الكثي وأسع وكان شيخا حسنا مهيبا كثي العبادة توف ف رمضان منها‬
‫ث دخلت سنة ست وثلثي وخسمائة‬
‫فيها ملك عمادالدين زنكي الديثة ونقل آل مهارش منها إل الوصل ورتب فيها نوابا من جهته‬
‫ث دخلت سنة ثان وثلثي وخسمائة فيها تهز السلطان مسعود ليأخذ الوصل والشام من زنكي فصاله على مائة ألف دينار فدفع إليه منها عشرين ألف دينار واطلق له الباقي وسبب ذلك‬
‫أن ابنه سيف الدين غازي كان ل يزال ف خدمة السلطان مسعود وفيها ملك زنكي بعض بلد بكر وفيها حصر اللك سنجر خوارزم شاه ث أخذ منه مال وأطلقه وفيها وجد رجل يفسق‬
‫بصب فالقي من رأس منارة وف ليلة الثلثاء الرابع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪219‬‬

‫والعشرين من ذي القعدة زلزلت الرض وحج بالناس قطز ومن توف فيها من العيان عبدالوهاب بن البارك‬
‫ابن أحد أبو البكات الناطي الافظ الكبي كان ثقة دينا ورعا طليق الوجه سهل الخلق توف ف الحرم عن ست وتسعي سنة‬
‫علي بن طراد‬
‫ابن ممد الزينب الوزير العباسي أبو القاسم نقيب النقباء على الطائفتي ف أيام الستظهر ووزر للمسترشد وتوف ف رمضان عن ست وسبعي سنة‬
‫الزمشري ممود‬
‫ابن عمر بن ممد بن عمر أبو القاسم الزمشري صاحب الكشاف ف التفسي والفصل ف النحو وغي ذلك من الصنفات الفيدة وقد سع الديث وطاف البلد وجاور بكة مدة وكان يظهر‬
‫مذهب العتزال ويصرح بذلك ف تفسيه ويناظر عليه وكانت وفاته بوارزم ليلة عرفة منها عن ست وسبعي سنة‬
‫ث دخلت سنة تسع وثلثي وخسمائة‬
‫فيها أخذ العماد زنكي الرها وغيها من حصون الزيرة من أيدي الفرنج وقتل منهم خلقا كثيا وسب نساء كثية وغنم أموال جزيلة وأزال عن السلمي كربا شديدا وحج بالناس قطز‬
‫الادم وتنافس هو وأمي مكة فنهب الجيج وهم يطوفون وفيها توف من العيان‬
‫إبراهيم بن ممد بن منصور‬
‫ابن عمر أبو الوليد الكرخي تفقه بأب إسحاق وأب سعد التول حت صار أوحد زمانه فقها وصلحا مات ف هذه السنة‬
‫سعد بن ممد‬
‫ابن عمر أبو منصور البزار سع الديث وتفقه بالغزال والشاشي والتول والكيا وول تدريس النظامية وكان له ست حسن ووقار وسكون وكان يوم جنازته مشهودا ودفن عند أب إسحاق‬
‫عمر بن إبراهيم‬
‫ابن ممد بن أحد بن علي بن السي بن علي بن حزة بن يي بن السي بن زيد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب القرشي العلوي أبو البكات الكوف ث البغدادي سع الكثي وكتب‬
‫كثيا وأقام بدمشق مدة وكان له معرفة جيدة بالفقه والديث والتفسي واللغة والدب وله تصانيف ف النحو وكان خشن العيش صابرا متسبا توف ف شعبان من هذه السنة عن سبع وتسعي‬
‫سنة رحه ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪220‬‬

‫ث دخلت سنة أربعي وخسمائة‬


‫فيها حصر علي بن دبيس أخاه ممدا ول يزل ياصره حت اقتلع من يده اللة وملكها وف رجب منها دخل السلطان مسعود بغداد خوفا من اجتماع عباس صاحب الرى وممد شاه بن‬
‫ممود ث خرج منها ف رمضان وحج بالناس أرجوان ملوك أمي اليوش بسبب ما كان وقع بي قطز وأمي مكة ف السنة الاضية ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد‬
‫ابن السن بن علي بن أحد بن سليمان أبو سعد الصبهان ث البغدادي سع الديث وكان على طريقة السلف حلو الشمائل مطرح الكلفة ربا خرج إل السوق بقميص وقلنسوة وحج‬
‫أحدعشر حجة وكان يلي الديث ويكثر الصوم توف بنهاوند ف ربيع الول من هذه السنة وقد قارب الثماني‬
‫علي بن أحد‬
‫ابن السي بن أحد أبو السن اليزدي تفقه بأب بكر الشاشي وسع الديث وأسعه وكان له ولخيه قميص واحد إذا خرج هذا لبسه وجلس الخر ف البيت عريانا وكذا الخر‬
‫موهوب بن أحد‬
‫ابن ممد بن الضر أبو منصور الواليقي شيخ اللغة ف زمانه باشر مشيخة اللغة بالنظامية بعد شيخه أب زكريا التبيزي وكان يؤم بالقتفى وربا قرأ الليفة عليه شيئا من الكتب وكان عاقل‬
‫متواضعا ف ملبسه طويل الصمت كثي الفكر وكانت له حلقة بامع القصر أيام المع وكان فيه لكنه وكان يلس إل جانبه الغرب معب النامات وكان فاضل لكنه كان كثي النعاس ف ملسه‬
‫فقال فيهما بعض الدباء‬
‫‪ ...‬بغداد عندي ذنبها لن يغفرا ‪ ...‬وعيوبا مكشوفة لن تسترا ‪ ...‬كون الواليقي فيها مليا ‪ ...‬لغة وكون الغرب معبا ‪ ...‬ما سور لكنته يقول فصاحة ‪ ...‬وليوم يقظته يعب ف الكرا ‪...‬‬
‫ث دخلت سنة إحدى وأربعي وخسمائة‬
‫ف ليلة مستهل ربيع الول منها احترق القصر الذي بناه السترشد وكان ف غاية السن وكان الليفة القتفى قد انتقل بواريه وحظاياه إليه ليقيم فيه ثلثة أيام فما هو إل أن ناموا احترق‬
‫عليهم القصر بسبب أن جارية أخذت ف يدها شعة فعلق لبها ببعض الخشاب فاحترق القصر وسلم ال الليفة وأهله فأصبح فتصدق بأشياء كثية واطلق خلقا من الحبسي وف رجب منها‬
‫وقع بي الليفة والسلطان مسعود واقع فبعث الليفة الىالوامع والساجد فأغلقت ثلثة أيام حت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪221‬‬

‫اصطلحا وف يوم المعة نصف ذي القعدة جلس ابن العبادي الواعظ فتكلم السلطان مسعود حاضر وكان قد وضع على الناس ف البيع مكسا فاحشا فقال ف جلة وعظه يا سلطان العال‬
‫أنت تطلق ف بعض الحيان للمغن إذا طربت قريبا ما وضعت على السلمي من هذا الكس فهبن مغنيا وقد طربت فهب ل هذا الكس شكرا لنعم ال عليك فأشار السلطان بيده أن قد‬
‫فعلت فضج الناس بالدعاء له وكتب بذلك سجلت ونودي ف البلد بإسقاط ذلك الكس ففرح الناس بذلك ول المد والنة وفيها قل الطر جدا وقلت مياه النار وانتشر جراد عظيم‬
‫وأصاب الناس داء ف حلوقهم فمات بذلك خلئق كثية فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها قتل اللك عمادالدين زنكي بن قيم الدولة التركي صاحب الوصل وحلب وغيها من البلد الشامية‬
‫والزيرة وكان ماصرا قلعة جعب وفيها شهاب الدين سال بن مالك العقيلي فبطل بعض ماليك زنكي حت قتلوه ف الليلة الامسة من ربيع الول من هذه السنة قال العماد الكاتب كان‬
‫سكرانا فال أعلم وقد كان زنكي من خيار اللوك وأحسنهم سية وشكل وكان شجاعا مقداما حازما خضعت له ملوك الطراف وكان من أشد الناس غية على نساء الرعية وأجود اللوك‬
‫معاملة وأرفقهم بالعامة وقام بالمر من بعد بالوصل ولده سيف الدولة وبلب نور الدين ممود فاستعاد نور الدين هذا مدينة الرها وكان أبوه قد فتحها فلما مات عصوا فقهرهم نور الدين‬
‫وفيها ملك عبدالؤمن صاحب الغرب وخادم ابن تومرت جزيرة الندلس بعد حروب طويلة وفيها ملكت الفرنج مدينة طرابلس الغرب وفيها استعاد صاحب دمشق مدينة بعلبك وفيها جاء‬
‫نم الدين أيوب إل صاحب دمشق فسلمه القلعة وأعطاه أمزبه عنده بدمشق وفيها قتل السلطان مسعود حاجبه عبدالرحن بن طغرلبك وقتل عباسا صاحب الري والقى رأسه إل أصحابه‬
‫فانزعج الناس ونبوا خيام عباس هذا وقد كان عباس من الشجعان الشهورين قاتل الباطنية مع مدومه جوهر فلم يزل يقتل منهم حت بن مأذنة من رؤسهم بدينة الري وفيها مات نقيب‬
‫النقباء ببغداد ممد بن طراد الزينب فتول بعده علي بن طلحة الزينب وفيها سقط جدار على ابنة الليفة وكانت قد بلغت مبالغ النساء فماتت فحضر جنازتا العيان وحج بالناس قطز الادم‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫زنكي بن آقسنقر‬
‫تقدم ذكر شيء من ترجته وهو أبو نور الدين ممود الشهيد وقد أطنب الشيخ أبو شامة ف الروضتي ف ترجته وما قيل فيه من نظم ونثر رحه ال‬
‫سعد الي‬
‫ممد بن سهل بن سعد أبو السن الغرب الندلسي النصاري رحل وحصل كتبا نفيسة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪222‬‬

‫وروى عنه ابن الوزي وغيه وقد أوصى عند وفاته أن يصلي عليه الغزنوي وأن يدفن عند قب عبدال بن المام أحد وحضر جنازته خلئق من الناس‬
‫شافع بن عبدالرشيد‬
‫ابن القاسم أبو عبدال اليلي الشافعي تفقه على الكيا وعلى الغزال وكان يسكن الكرخ وله حلقة بامع النصور ف الرواق قال ابن الوزي وكنت أحضر حلقته‬
‫عبدال بن علي‬
‫ابن أحد بن عبدال أبو ممد سبط أب منصور الزاهد قرأ القراءات وصنف فيها وسع الديث الكثي واقتن الكتب السنة وأم ف مسجده نيفا وخسي سنة وعلم خلقا القرآن قال ابن‬
‫الوزي ما سعت أحدا أحسن قراءة منه وحضر جنازته خلق كثي‬
‫عباس شحنة الري‬
‫توصل إل أن ملكها ث قتله مسعود وقد كان كثي الصدقات والحسان الىالرعية وقتل من الباطنية خلقا حت بن من رؤسهم منارة بالري وتأسف الناس عليه‬
‫ممد بن طراد‬
‫ابن ممد الزينب أبو السن نقيب النقباء وهو أخو علي بن طراد الوزير سع الكثي من أبيه ومن عمه أب نصر وغيها وقارب السبعي‬
‫وجيه بن طاهر‬
‫ابن ممد بن ممد أبو بكر الشحامي أخو زاهر وقد سع الكثي من الديث وكانت له معرفة به وكان شيخا حسن الوجه سريع الدمعة كثي الذكر جع السماع إل العمل إل صدق اللهجة‬
‫توف ببغداد ف هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وأربعي وخسمائة‬
‫فيها ملكت الفرنج عدة حصون من جزيرة الندلس وفيها ملك نور الدين بن ممود زنكي عدة حصون من يد الفرنج بالسواحل وفيها خطب للمستنجد بال بولية العهد من بعد أبيه القتفي‬
‫وفيها تول عون بن يي بن هبية كتابة ديوان الزمام وول زعيم الدين يي بن جعفر صدرية الخزن العمورة وفيها اشتد الغلء بإفريقية وهلك بسببه أكثر الناس حت خلت النازل وأقفلت‬
‫العاقل وفيها تزوج سيف الدين غازي بنت صاحب ماردين حسام الدين ترتاش بن ارتق بعد أن حاصره فصاله على ذلك فحملت إليه إل الوصل بعد سنتي وهو مريض قد أشرف على‬
‫الوت فلم يدخل با حت مات فتول بعده على الوصل أخوه قطب بن مودود فتزوجها قال ابن الوزي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪223‬‬

‫وف صفر رأى رجل ف النام قائل يقول له من زار أحد بن حنبل غفر له قال فلم يبق خاص ول عام إل زاره قال ابن الوزي وعقدت يومئذ ث ملسا فاجتمع فيه ألوف من الناس ومن توف‬
‫فيها من العيان‬
‫أسعد بن عبدال‬
‫ابن أحد بن ممد بن عبدال بن عبدالصمد بن الهتدي بال أبو منصور سع الديث الكثي وكان خيا صالا متعا بواسه وقواه إل حي الوفاة وقد جاوز الائة بنحو من سبع سني‬
‫أبو ممد عبدال بن ممد‬
‫ابن خلف بن أحد بن عمر اللخمي الندلسي الرباطي الافظ مصنف كتاب اقتياس النوار والتماس الزهار ف أنساب الصحابة ورواة الثار وهو من أحسن التصانيف الكبار قتل شهيدا‬
‫صبيحة يوم المعة العشرين من جادى بالبية‬
‫نصر ال بن ممد‬
‫ابن عبدالقوي أبو الفتح اللذقي الصيصي الشافعي تفقه بالشيخ نصر بن إبراهيم القدسي بصور وسع با منه ومن أب بكر الطيب وسع ببغداد والنبار وكان أحد مشايخ الشام فقيها ف‬
‫الصول والفروع توف فيها وقد جاوز التسعي بأربع سني‬
‫هبة ال بن علي‬
‫ابن ممد بن حزة أبو السعادات ابن الشجري النحوي ولد سنة خسي وأربعمائة وسع الديث وانتهت إليه رياسة النحاة قال سعت بيتا ف الذم أبلغ من قول مكوبة ‪ ...‬وما أنا إل السك قد‬
‫‪ ...‬ضاع عندكم ‪ ...‬يصيع وعند الكثرين يضوع‬
‫ث دخلت سنة ثلث وأربعي وخسمائة‬
‫فيها استغاث مي الدين بن أتابك دمشق باللك نور الدين صاحب حلب على الفرنج فركب سريعا فالتقى معهم بأرض بصرى فهزمهم ورجع فنل على الكسوة وخرج ملك دمشق مي‬
‫الدين أرتق فخدمه واحترمه وشاهد الدماشقة حرمة نور الدين حت تنوه وفيها ملكت الفرنج الهدية وهرب منها صاحبها السن بن علي بن يي بن تيم بن العز بن باديس بن منصور بن‬
‫يوسف بن بليكي بأهله وخاف على أمواله فتمزقت ف البلد وتزق هو أيضا ف البلد وأكلتهم القطار وكان آخر ملوك بن باديس وكان ابتداء ملكهم ف سنة خس وثلثي وثلثائة فدخل‬
‫الفرنج إليها وخزائنها مشحونة بالواصل والموال والعدد وغي ذلك فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها حاصرت الفرنج وهم ف سبعي ألف مقاتل ومعهم ملك اللان ف خلق ل يعلمهم إل ال‬
‫عز وجل دمشق وعليها مي الدين أرتق وأتابكه معي الدين وهو مدبر الملكة وذلك يوم السبت سادس ربيع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪224‬‬

‫الول فخرج إليهم أهلها ف مائة ألف وثلثي ألفا فاقتتلوا معهم قتال شديدا قتل من السلمي ف أول يوم نو من مائت رجل ومن الفرنج خلق كثي ل يصون واستمر الرب مدة وأخرج‬
‫مصحف عثمان إل وسط صحن الامع واجتمع الناس حوله يدعون ال عز وجل والنساء والطفال مكشفي الرؤس يدعون ويتباكون والرماد مفروش ف البلد فاستغاث ارتق بنور الدين‬
‫ممود صاحب حلب وبأخيه سيف الدين غازي صاحب الوصل فقصداه سريعا ف نو من سبعي ألفا بن أنضاف إليهم من اللوك وغيهم فلما سعت الفرنج بقدوم اليش تولوا عن البلد‬
‫فلحقهم اليش فقتلوا منهم خلقا كثيا وجا غفيا وقتلوا قسيسا معهم اسه إلياس وهو الذي أغراهم بدمشق وذلك أنه افترى مناما عن السيح أنه وعده فتح دمشق فقتل لعنه ال وقد كادوا‬
‫يأخذون البلد ولكن ال سلم وحاها بوله وقوته قال تعال ولول دفع ال الناس بعضهم ببعض لدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم ال كثيا ومدينة دمشق ل سبيل‬
‫للعداء من الكفرة عليها لنا الحلة الت أخب رسول ال ( ص ) عنها أنا معقل السلم عند اللحم والفت وبا ينل عيسى ابن مري وقد قتل الفرنج خلقا كثيا من أهل دمشق ومن توف‬
‫فيها من العيان قتلوا الفقيه الكبي اللقب حجة الدين شيخ الالكية با أبو الجاج يوسف بن درناس الفندلوي بأرض النيب ودفن بقابر باب الصغي وكان مي الدين قد صال الفرنج عن‬
‫دمشق ببانياس فرحلوا عنها وتسلموا بانياس وفيها وقع بي السلطان مسعود وأمرائه ففارقوه وقصدوا بغداد فاقتتلوا مع العامة فقتلوا منهم خلقا كثيا من الصغار والكبار ث اجتمعوا قبال‬
‫التاج وقبلوا الرض واعتذروا إل الليفة ما وقع وساروا نو النهروان فتفرقوا ف البلد ونبوا أهلها فغلت السعار بالعراق بسبب ذلك وفيها ول قضاء القضاة ببغداد أبو السن علي بن‬
‫أحد بن علي بن الدامغان بعد وفاة الزينب وفيها ملك سول بن السي ملك الغور مدينة غزنة فذهب صاحبها برام شاه بن مسعود من أولد سبكتكي إل فرغانة فاستغاث بكلها فجاء‬
‫بيوش عظيمة فاقتلع غزنة من سول وأخذه اسيا فصلبه وقد كان كريا جوادا كثي الصدقات ومن توف فيها من العيان‬
‫إبراهيم بن ممد‬
‫ابن نار بن مرز الغنوي الرقي سع الديث وتفقه بالشاشي والغزال وكتب شيئا كثيا من مصنفاته وقرأها عليه وصحبه كثيا وكان مهيبا كثي الصمت توف ف ذي الجة منها وقد جاوز‬
‫الثماني‬
‫شاهان شاه بن أيوب‬
‫ابن شادي استشهد مع نور الدين وهو والد الست عذار واقفة العذارية وتقي الدين عمر واقف التقوية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪225‬‬

‫علي بن السي‬
‫ابن ممد بن علي الزينب أبو القاسم الكمل بن أب طالب نور الدى بن أب السن نظام الضرتي ابن نقيب النقباء أب القاسم بن القاضي أب تام العباسي قاضي القضاة ببغداد وغيها سع‬
‫الديث وكان فقيها رئيسا وقورا حسن اليئة والسمت قليل الكلم سافر مع الليفة الراشد إل الوصل وجرت له فصول ث عاد إل بغداد فمات با ف هذه السنة وقد جاوز الستي وكانت‬
‫جنازته حافلة‬
‫أبو الجاج يوسف بن درباس‬
‫الفندلوي شيخ الالكية بدمشق قتل يوم السبت سادس ربيع الول قريبا من الربوة ف أرض النيب هو والشيخ عبدالرحن اللجول أحد الزهاد رحهما ال تعال وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة أربع وأربعي وخسمائة‬
‫فيها كانت وفاة القاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض بن ممد بن موسى بن عياض اليحصب السبت قاضيها أحد مشايخ العلماء الالكية وصاحب الصنفات‬
‫الكثية الفيدة منها الشفا وشرح مسلم ومشارق النوار وغي ذلك وله شعر حسن وكان إماما ف علوم كثية كالفقه واللغة والديث والدب وايام الناس ولد سنة ست وأربعي وأربعمائة‬
‫ومات يوم المعة ف جادى الخرة وقيل ف رمضان من هذه السنة بدينة سبتة وفيها غزا اللك نور الدين ممود بن زنكي صاحب حلب بلد الفرنج فقتل منهم خلقا وكان فيمن قتل البنس‬
‫صاحب إنطاكية وفتح شيئا كثيا من قلعهم ول المد وكان قد استنجد بعي الدين بن أتابك دمشق فأرسل إليه بفريق من جيشه صحبة المي ماهد الدين بن مروان بن ماس نائب صرخد‬
‫فأبلوا بلء حسنا وقد قال الشعراء ف هذه الغزوة أشعارا كثية منهم ابن القيسران وغيه وقد سردها أبو شامة ف الروضتي وف يوم الربعاء ثالث ربيع الخر استوزر للخلفة بو الظفر يي‬
‫بن هبية ولقب عون الدين وخلع عليه وف رجب قصد اللك شاة بن ممود بغداد ومعه خلق من المراء ومعه علي ابن دبيس وجاعة من التركمان وغيهم وطلبوا من الليفة أن يطب له‬
‫فامتنع من ذ ذلك وتكررت الكاتبات وأرسل الليفة إل السلطان مسعود يستحثه ف القدوم فتمادى عليه وضاق النطاق واتسع الرق على الراقع وكتب اللك سنجر إل ابن أخيه يتوعده‬
‫إن ل يسرع إل الليفة فما جاء إل ف أواخر السنة فانقشعت تلك الشرور كلها وتبدلت سرورا أجعها وف هذه السنة زلزلت الرض زلزال شديدا وتوجت الرض عشر مرات وتقطع جبل‬
‫بلوان واندم الرباط النهر جوري وهلك خلق كثي بالبسام ل يتكلم الرضى به حت يوتوا وفيها مات سيف الدين غازي بن زنكي صاحب الوصل وملك بعده أخوه قطب الدين مودود بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪226‬‬

‫زنكي وتزوج بامرأة أخيه الت ل يدخل با الاتون بنت ترتاش بن إيلغازي بن أرتق صاحب ماردين فولدت له أولدا كلهم ملكوا الوصل وكانت هذه الرأة تضع خارها بي خسة عشر ملكا‬
‫وفيها سار نور الدين إل سنجار ففتحها فجهز إليه أخوه قطب الدين مودود جيشا ليده عنها ث اصطلحا فعوضه منها الرحبة وحص واستمرت سنجار لقطب الدين وعاد نورالدين إل بلده‬
‫ث غزا فيها الفرنج فقتل منهم خلقا وأسر البنس صاحب إنطاكية فمدحه الشعراء منهم الفتح القيسران بقصيدة يقول ف أولا ‪ ...‬هذى العزائم ل ما تنعق القضب ‪ ...‬وذي الكارم ل ما‬
‫قالت الكتب ‪ ...‬وهذه المم اللت مت خطبت ‪ ...‬تعثرت خلفها الشعار والطب ‪ ...‬صافحت يا ابن عمادالدين ذروتا ‪ ...‬براحة للمساعي دونا تعب ‪ ...‬ما زال جدك يبن كل شاهقة‬
‫‪ ... ...‬حت بن قبة أوتادها الشهب‬
‫وفيها فتح نور الدين حصن فاميا وهو قريب من حاه وفيها مات صاحب مصر الافظ لدين ال عبدالجيد بن أب القاسم بن الستنصر فقام بالمر من بعده ولده الظافر إساعيل وقد كان أحد‬
‫بن الفضل بن أمي اليوش قد استحوذ على الافظ وخطب له بصر ثلثا ث آخر المر أذن بي على خي العمل والافظ هذا هو الذي وضع طبل القولنج الذي إذا ضربه من به القولنج‬
‫يرج من القولنج والريح الذي به وخرج بالجاج المي قطز الادم فمرض بالكوة فرجع واستخلف على الجاج موله قيماز وحي وصوله إل بغداد توف بعد أيام فطمعت العرب ف‬
‫الجاج فوقفوا لم ف الطريق وهم راجعون فضعف قيماز عن مقاومتهم فأخذ لنفسه أمانا وهرب واسلم إليهم الجيج فقتلوا أكثرهم وأخذوا أموال الناس وقل من سلم فيمن نا فإنا ل وإنا‬
‫إليه راجعون وفيها مات معي الدين بن أتابك العساكر بدمشق وكان أحد ماليك طغتكي وهو والد الست خاتون زوجة نور الدين وهو واقف الدرسة العينية داخل باب الفرج وقبه ف قبة‬
‫قتلى الشامية البانية بحلة العونية عند دار البطيخ ولا مات معي الدين قويت شوكة الوزير الرئيس مؤيد الدولة على ابن الصوف وأخيه زين الدولة حيدرة ووقعت بينهما وبي اللك مي‬
‫الدين أرتق وحشة اقتضت أنما جندا من العامة والغوغاء ما يقاومه فاقتتلوا فقتل خلق من الفريقي ث وقع الصلح بعد ذلك ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن نظام اللك‬
‫أبو السن علي بن نصر الوزير للمسترشد والسلطان ممود وقد سع الديث وكان من خيار الوزراء‬
‫أحد بن ممد ابن السي الرجان قاضي تستر روى الديث وكان له شعر رائق يتضمن معان حسنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪227‬‬

‫فمن ذلك قوله ‪ ...‬ولا بولت الناس أطلب عندهم ‪ ...‬أخا ثقة عند اعتراض الشدائد ‪ ...‬تطعمت ف حال رخاء وشدة ‪ ...‬وناديت ف الحياء هل من مساعد ‪ ...‬فلم ارا فيما ساءن غي‬
‫شامت ‪ ...‬ول أر فيما سرن غي حاسد ‪ ...‬فطلقت ود العالي جيعهم ‪ ...‬ورحت فل ألوى على غي واحد ‪ ...‬تتعتما يا ناظرى بنظرة ‪ ...‬وأوردتا قلب امر الوارد ‪ ...‬أعين كفا عن فؤادي‬
‫فإنه ‪ ...‬من البغى سعى اثني ف تقل واحد ‪ ...‬والقاضي عياض بن موسى السبت صاحب التصانيف الفيدة ومن شعره قوله ‪ ...‬ال يعلم أن منذ ل أركم ‪ ...‬كطائر خانه ريش الناحي ‪...‬‬
‫ولو قدرت ركبت الريح نوكم ‪ ...‬فإن بعدكم عن جن حين ‪ ...‬وقد ترجه ابن خلكان ترجة حسنة‬
‫عيسى بن هبة ال‬
‫ابن عيسى أبو عبدال النقاش سع الديث مولده سنة سبع وخسي وأربعمائة قال ابن الوزي وكان ظريفا خفيف الروح له نوادر حسنة رأى الناس وعاشر الكياس وكان يضر ملسي‬
‫ويكاتبن وأكاتبه كتبت إليه مرة فعظمته ف الكتاب فكتب إل قد زدتن ف الطاب حت خشيت نقصا من الزيادة وله ‪ ...‬إذا وجد الشيخ ف نفسه ‪ ...‬نشاطا فذلك موت خفي ‪ ...‬ألست‬
‫‪ ...‬ترى ان ضوء السرا ‪ ...‬ج له لب قبل أن ينطفى‬
‫غازي بن اقنسقر‬
‫اللك سيف الدين صاحب الوصل وهو أخو نور الدين ممود صاحب حلب ث دمشق فيما بعد وقد كان سيف الدين هذا من خيار اللوك وأحسنهم سية وأجودهم سريرة وأصبحهم صورة‬
‫شجاعا كريا يذبح كل يوم ليشه مائة من الغنم ولماليكه ثلثي رأسا وف يوم العيد ألف رأس سوى البقر والدجاج وهو أول من حل على رأسه سنجق من ملوك الطراف وأمر الند أن ل‬
‫يركبوا إل بسيف ودبوس وبن مدرسة بالوصل ورباطا للصوفية وامتدحه اليص بيص فأعطاه ألف دينار عينا وخلعة ولا توف بالمى ف جادى الخرة دفن ف مدرسته الذكورة وله من العمر‬
‫أربعون سنة وكانت مدة ملكه بعد أبيه ثلث سني وخسي يوما رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪228‬‬

‫قطز الادم‬
‫أمي الاج مدة عشرين سنة وأكثر سع الديث وقرأ على ابن الزاغون وكان يب العلم والصدقة وكان الاج معه ف غاية ف الدعة والراحة والمن وذلك لشجاعته ووجاهته عند اللفاء‬
‫واللوك توف ليلة الثلثاء الادي عشر من ذي القعدة ودفن بالرصافة‬
‫ث دخلت سنة خس وأربعي وخسمائة‬
‫فيها فتح نور الدين ممود حصن فامية وهو من أحصن القلع قيل فتحه ف الت قبلها وفيها قصد دمشق ليأخذها فلم يتفق له ذلك فخلع على ملكها مي الدين أرتق وعلى وزيره ابن الصوف‬
‫وتقررت الطبة له با بعد الليفة والسلطان وكذلك السكة وفيها فتح نور الدين حصن إعزاز وأسر ابن ملكها ابن جوسلي ففرح السلمون بذلك ث أسر بعده والده جوسلي الفرني‬
‫فتزايدت الفرحة بذلك وفتح بلدا كثية من بلده وف الحرم منها حضر يوسف الدمشقي تدريس النظامية وخلع عليه ولا ل يكن ذلك بأذن الليفة بل برسوم السلطان وابن النظام منع من‬
‫ذلك فلزم بيته ول يعد إل الدرسة بالكلية وتولها الشيخ أبو النجيب بإذن الليفة ومرسوم السلطان قال ابن الوزي ف هذه السنة وقع مطر باليمن كله دم حت صبغ ثياب الناس ومن توف‬
‫فيها من العيان‬
‫السن بن ذي النون‬
‫ابن أب القاسم بن أب السن أبو الفاخر النيسابوري قدم بغداد فوعظ با وجعل ينال من الشاعرة فأحبته النابلة ث أختبوه فإذا هو معتزل ففتر سوقه وجرت بسببه فتنة ببغداد وقد سع منه‬
‫ابن الوزي شيئا من شعره من بذلك ‪ ...‬مات الكرام ومروا وانقضوا ومضوا ‪ ...‬ومات من بعدهم تلك الكرامات ‪ ...‬وخلفون ف قوم ذوي سفه ‪ ...‬لو أبصروا طيف ضيف ف الكرى ماتوا‬
‫‪...‬‬
‫عبد اللك بن عبد الوهاب‬
‫النبلى القاصي باء الدين كان يعرف مذهب أب حنيفة وأحد ويناظر عنهما ودفن مع أبيه وجده بقبور الشهداء‬
‫عبد اللك بن أب نصر بن عمر‬
‫أبو العال البلي كان فقيها صالا متعبدا فقيا ليس له بيت يسكنه وإنا يبيت ف الساجد الهجورة وقد خرج مع الجيج فأقام بكة يعبد ربه ويفيد العلم فكان أهلها يثنون عليه خيا‬
‫الفقيه ابن بكر بن العرب‬
‫الالكي شارح الترمذي كان فقيها عالا وزاهدا عابدا وسع الديث بعد أشتغاله ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪229‬‬

‫الفقه وصحب الغزال وأخذ عنه وكان يتهمه برأي الفلسفة ويقول دخل ف أجوافهم فلم يرج منها وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست وأربعي وخسمائة‬
‫فيها أغار جيش السلطان على بلد الساعيلية فقتلوا خلقا ورجعوا سالي وفيها حاصر نور الدين دمشق شهورا ث ترحل عنها إل حلب وكان الصلح على يدي البهان البلخي وفيها اقتتل‬
‫الفرنج وجيش نور الدين فأنزم السلمون وقتل منهم خلق فإنا ل وإنا إليه راجعون ولا وقع هذا المر شق ذلك على نور الدين وترك الترفه وهجر اللذة حت يأخذ بالثار ث إن أمراء‬
‫التركمان ومعهم جاعة من أعوانم ترصدوا اللك جوسليق الفرني فلم يزالوا به حت أسروه ف بعض متصيداته فأرسل نور الدين فكبس التركمان وأخذ منهم جوسليق أسيا وكان من‬
‫أعيان الكفرة وأعظم الفجرة فأوقفه بي يديه ف أذل حال ث سجنه ث سار نور الدين إل بلده فأخها كلها با فيها وف ذي الجة جلس ابن العبادي ف جامع النصور وتكلم وعنده جاعة من‬
‫العيان فكادت النابلة يثيون فتنة ذلك اليوم ولكن لطف ال وسلم وحج بالناس فيها قيماز الرجوان ومن توف فيها من العيان‬
‫برهان الدين أبو السن بن علي البلخي‬
‫شيخ النفية بدمشق درس بالبلخية ث بالاتونية البانية وكان عالا عامل ورعا زاهدا ودفن بقابر باب الصغي‬
‫ث دخلت سنة سبع وأربعي وخسمائة‬
‫فيها توف السلطان مسعود وقام بالمر من بعده أخوه ملكشاه بن ممود ث جاء السلطان ممد وأخذ اللك وأستقر له قتل المي خاص بك وأخذ أمواله وألقاه للكلب وبلغ الليفة أن واسط‬
‫قد تبطت أيضا فركب إليها ف اليش ف أبة عظيمة واصلح شأنا وكر على الكوفة واللة ث عاد إل بغداد فزينت له البلد وفيها ملك عبد الؤمن صاحب الغرب باية وهي بلد بن حاد‬
‫فكان آخر ملوكهم يي بن عبد العزيز بن حاد ث جهز عبد الؤمن جيشا إل صنهاجة فحاصرها وأخذ أموالا وفيها كانت وقعة عظيمة بي نور الدين الشهيد وبي الفرنج فكسرهم وقتل‬
‫منهم خلقا ول المد وفيها اقتتل السلطان سنجر وملك الغور علء الدين السي بن السي أول ملوكهم فكسره سنجر وأسره فلما أحضره بي يديه قال له ماذا كنت تصنع ب لو أسرتن‬
‫فأخرج قيدا من فضة وقال كنت أقيدك بذا فعفى عنه وأطلقه إل بلده فسار إل غزنة فانتزعها من يد صاحبها برام شاه السبكتكين واستخلف عليها أخاه سيف الدين فغدر به أهل البلد‬
‫وسلموه إل برام شاه فصلبه ومات برام شاه قريبا فسار إليه علء الدين فهرب خسرو بن برام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪230‬‬

‫شاه عنها فدخلها علء الدين فنهبها ثلثة أيام وقتل من أهلها بشرا كثيا وسخر أهلها فحملوا ترابا ف مال إل ملة هنالك بعيدة عن البلد فعمر من ذلك التراب قلعة معروفة إل الن‬
‫وبذلك انقضت دولة بن سبكتكي عن بلد غزنة وغيها وقد كان ابتداء أمرهم ف سنة ست وستي وثلثمائة إل سنة سبع وأربعي وخسمائة وكانوا من خيار اللوك وأكثرهم جهادا ف‬
‫الكفرة وأكثرهم أموال ونساء وعددا وعددا وقد كسروا الصنام وابادوا الكفار وجعوا من الموال ما ل يمع غيهم من اللوك مع أن بلدهم كانت من أطيب البلد وأكثرهم ريفا ومياها‬
‫ففن جيعه وزال عنهم قل اللهم مالك اللك تؤت اللك من تشاء وتنع اللك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الي إنك على كل شيء قدير ث ملك الغور والند وخراسان‬
‫واتسعت مالكهم وعظم سلطان علء الدين بعد السر وحكى ابن الوزي أن ف هذه السنة باض ديك بيضة واحدة ث باض بازي بيضتي وباضت نعامة من غي ذكر وهذا شيء عجيب ومن‬
‫توف فيها من العيان‬
‫الظفر بن أردشي‬
‫أبو منصور العبادي الواعظ سع الديث ودخل إل بغداد فأملى ووعظ وكان الناس يكتبون ما يعظ به فاجتمع له من ذلك ملدات قال ابن الوزي ل تكاد تد ف الجلد خس كلمات جيدة‬
‫وتكلم فيه وأطال الط عليه واستحسن من كلمه قوله وقد سقط مطر وهو يعظ الناس وقد ذهب الناس إل تت الدران فقال ل تفروا من رشاش ماء رحة قطر من سحاب نعمة ولكن‬
‫فروا من رشاش نارا اقتدح من زناد الغضب توف وقد جاوز المسي بقليل‬
‫مسعود السلطان‬
‫صاحب العراق وغيها حصل له من التمكن والسعادة شيء كثي ل يصل لغيه وجرت له خطوب طويلة كما تقدم بعض ذلك وقد أسر ف بعض حروبه الليفة السترشد كما تقدم توف يوم‬
‫الربعاء سلخ جادى الخرة منها‬
‫يعقوب الطاط الكاتب‬
‫توف بالنظامية فجاء ديوان الشر ليأخذوا مياثه فمنعهم الفقهاء فجرت فتنة عظيمة آل الال إل عزل الدرس الشيخ أب النجيب وضربه ف الديوان تعزيرا‬
‫ث دخلت سنة ثان وأربعي وخسمائة‬
‫فيها وقع الرب بي السلطان سنجر وبي التراك فقتل التراك من جيشه خلقا كثيا بيث صارت القتلى مثل التلول العظيمة واسروا السلطان سنجر وقتلوا من كان معه من المراء صبا‬
‫ولا أحضروه قاموا بي يديه وقبلوا الرض له وقالوا نن عبيدك وكانوا عدة من المراء الكبار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪231‬‬

‫من ماليكهم فأقام عندهم شهرين ث أخذوه وساروا به فدخلوا مرو وهي كرسي مكلة خراسان فسأله بعضهم أن يعلها له إقطاعا فقال سنجر هذا ل يكن هذه كرسي الملكة فضحكوا منه‬
‫وضرطوا به فنل عن سرير الملكة ودخل خانقاه وصار فقيا من جلة أهلها وتاب عن اللك واستحوذ أولئك التراك على البلد فنهبوها وتركوها قاعا صفصفا وأفسدوا ف الرض فسادا‬
‫عريضا واقاموا سليمان شاه ملكا فلم تطل أيامه حت عزلوه وولوا ابن أخت سنجر الاقان ممود ابن كوخان وتفرقت المور واستحوذ كل إنسان منهم على ناحية من تلك الماليك‬
‫وصارت الدولة دول وفيها كانت حروب كثية بي عبدالؤمن وبي العرب ببلد الغرب وفيها أخذت الفرنج مدينة عسقلن من ساحل غزة وفيها خرج الليفة إل واسط ف جحفل فاصلح‬
‫شأنا وعاد إل بغداد وحج بالناس فيها قيماز الرجوان وفيها كانت وفاة الشاعرين القريني الشهيين ف الزمان الخي‬
‫بالفرزدق وجرير‬
‫وها أبو السن أحد بن مني الون بلب وأبو عبدال ممد بن نصر بن صغي القيسران اللب بدمشق وعلي بن السلر اللقب بالعادل وزير الظافر صاحب مصر وهو بان الدرسة‬
‫بإلسكندرية للشافعية للحافظ أب طاهر السلفي وقد كان العادل هذا ضد اسه كان ظلوما غشوما حطوما وقد ترجه ابن خلكان‬
‫ث دخلت سنة تسع وأربعي وخسمائة‬
‫فيها ركب الليفة القتفي ف جيش كثيف إل تكريت فحاصر قلعتها ولقي هناك جعا من التراك والتركمان فأظفره ال بم ث عاد إل بغداد‬
‫ملك السلطان نور الدين الشهيد بدمشق‬
‫وجاءت الخبار بأن مصر قد قتل خليفتها الظافر ول يبق منهم إل صب صغي ابن خس شهور قد ولوه عليهم ولقبوه الفائز فكتب الليفة عهدا إل نور الدين ممود بن زنكي بالولية على‬
‫بلد الشام والديار الصرية وارسله إليها وفيها هاجت ريح شديدة بعد العشاء فيها نار فخاف الناس أن تكون الساعة وزلزلت الرض وتغي ماء دجلة إل المرة وظهر بأرض واسط بالرض‬
‫دم ل يعرف ما سببه وجاءت الخبار عن اللك سنجر أنه ف أسر الترك وهو ف غاية الذل والخانة وأنه يبكي على نفسه كل وقت وفيها انتزع نور الدين ممود دمشق من يد ملكها نور‬
‫الدين أرتق وذلك لسوء سيته وضعف دولته وماصرة العامة له ف القلعة مع وزيره مؤيد الدولة علي بن الصوف وتغلب الادم عطاء على الملكة مع ظلمه وغشمه وكان الناس يدعون ليل‬
‫ونارا أن يبدلم باللك نور الدين واتفق مع ذلك أن الفرنج أخذوا عسقلن فحزن نور الدين على ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪232‬‬

‫ول يكنه الوصول إليهم لن دمشق بينه وبينهم ويشى أن ياصروا دمشق فيشق على أهلها وياف أن يرسل مي الدين إل الفرنج فيخذلونه كما جرى غي مرة وذلك أن الفرنج ل يريدون‬
‫أن يلك نور الدين دمشق فيقوى با عليهم ول يطيقونه فأرسل بي يديه المي أسد الدين شيكوه ف ألف فارس ي ف صفة طلب الصلح فلم يلتفت إليه مي الدين ول عده شيئا ول خرج‬
‫إليه أحد من أعيان أهل البلد فكتب إل نور الدين بذلك فركب اللك نور الدين ف جيشه فنل عيون الفاسريا من أرض دمشق ث انتقل إل قريب من الباب الشرقي ففتحها قهرا ودخل من‬
‫الباب الشرقي بعد حصار عشرة أيام وكان دخوله ف يوم الحد عاشر صفر من هذه السنة وتصن مي الدين ف القلعة فأنزله منها وعوضه مدينة حص ودخل نور الدين إل القلعة واستقرت‬
‫يده على دمشق ول المد ونادى ف البلد بالمان والبشارة بالي ث وضع عنهم الكوس وقرئت عليهم التواقيع على النابر ففرح الناس بذلك وأكثروا الدعاء له وكتب ملوك الفرنج إليه‬
‫يهنونه بدمشق ويتقربون إليه ويضعون له ومن توف فيها من العيان‬
‫الرئيس مؤيد الدولة‬
‫علي بن الصوف وزير دمشق لجي الدين وقد ثار على اللك غي مرة واستفحل أمره ث يقع الصلح بينهما كما تقدم‬
‫عطاء الادم‬
‫أحد أمراء دمشق وقد تغلب على المور بأمر مي الدين وكان ينوب على بعلبك ف بعض الحيان وقد كان ظالا غاشا وهو الذي ينسب إليه مسجد عطاء خارج باب شرقي وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة خسي وخسمائة هجريه‬
‫فيها خرج الليفة ف تمل إل دموقا فحاصرها فخرج إليه اهلها أن يرحل عنهم فان أهلها قد هلكوا من اليشن فأجابم ورحل عنهم وعاد إل بغداد بعد شهرين ونصف ث خرج نو اللة‬
‫والكوفة واليش بي يديه وقال له سليمان شاه أنا ل عهد سنجر فان قررتن ف ذلك وإل فأنا كأحد المراء فوعده خيا وكام يمل الغاشية بي يد الليفة على كاهله فمهد المور ووطدها‬
‫وسلم على مشهد على أشارة بأصبعه وكأنه خاف عليه غائله الروافض أو أن يعتقد ف نفسه من القب شيئا أو غي ذلك وال أعلم‬
‫فتح بعلبك بيد نور الدين الشهيد‬
‫وفيها افتتح نور الدين بعلبك عودا على بدء وذلك أن نم الدين أيوب كان نائبا با على البلد والقلعة فسلمها إل رجل يقال له الضحاك البقاعي فاستحوذ عليها وكاتب نم الدين لنور‬
‫الدين ول يزل نور الدين يتلطف حت أخذ القلعة أيضا واستدعى بنجم الدين أيوب إليه إل دمشق فأقطعه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪233‬‬

‫إقطاعا حسنا وأكرمه من أجل أخيه أسد الدين فإنه كانت له اليد الطول ف فتح دمشق وجعل المي شس الدولة بوران شاه بن نم الدين شحنة دشق ث من بعده جعل أخاه صلح الدين‬
‫يوسف هو الشحنة وجعله من خواصه ل يفارقه حضرا ول سفرا لنه كان حسن الشكل حسن اللعب بالكرة وكان نور الدين يب لعب الكرة لتدمي اليل وتعليمها الكر والفر وف شحنة‬
‫صلح الدين يوسف يقول عرقلة ( وهو حسان بن ني الكلب ) الشاعر ‪ ...‬رويدكم يا لصوص الشام ‪ ...‬فإن لكم ناصح ف مقال ‪ ...‬فإياكم وسي النب يوسف ‪ ...‬رب الجا والكمال ‪...‬‬
‫فذاك مقطع أيدي النساء ‪ ...‬وهذا مقطع أيدي الرجال ‪ ...‬وقد ملك أخاه بوران شاه بلد اليمن فيما بعد ذلك وكان يلقب شس الدولة ومن توف فيها من العيان‬
‫ممد بن ناصر‬
‫ابن ممد بن علي الافظ أبو الفضل البغدادي ولد ليلة النصف من شعبان سنة سبع وستي وأربعمائة وسع الكثي وتفرد بشايخ وكان حافظا ضابطا مكثرا من السنة كثي الذكر سريع الدمعة‬
‫وقد ترج به جاعة منهم أبو الفرج ابن الوزي سع بقراءته مسند أحد وغيه من الكتب الكبار وكان يثن عليه كثيا وقد رد على أب سعد السمعان ف قوله ممد بن ناصر يب أن يقع ف‬
‫الناس قال ابن الوزي والكلم ف الناس بالرح والتعديل ليس من هذا القبيل وإنا ابن السمعان يب أن يتعصب على أصحاب المام أحد نعوذ بال من سوء القصد والتعصب توف ممد بن‬
‫ناصر ليلة الثلثاء الثامن عشر من شعبان منها عن ثلث وثاني سنة وصلى عليه مرات ودفن بباب حرب‬
‫ملي بن جيع أبو العال‬
‫الخزومي الرسوف ث الصري قاضيها الفقيه الشافعي مصنف الذخائر وفيها غرائب كثية وهي من الكتب الفيدة‬
‫ث دخلت سنة إحدى وخسي وخسمائة‬
‫ف الحرم دخل السلطان سليمان شاه بن ممد بن ملكشاه إل بغداد وعلى رأسه الشمسية فتلقاه الوزير ابن هبية وأدخله على الليفة فقبل الرض وحلفه على الطاعة وصفاء النية والناصحة‬
‫والودة وخلع عليه خلع اللوك وتقرر أن للخليفة العراق ولسليمان شاه ما يفتحه من خراسان ث خطب له ببغداد بعد اللك سنجر ث خرج منها ف ربيع الول فاقتتل هو والسلطان ممد بن‬
‫ممود بن ملكشاه فهزمه ممد وهزم عسكره فذهب مهزوما فتلقاه نائب قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الوصل فأسره وحبسه بقلعة الوصل وأكرمه مدة حبسه وخدمه وهذا من‬
‫أغرب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪234‬‬

‫التفاقات وفيها ملكت الفرنج الهدية من بلد الغرب بعد حصار شديد وفيها فتح نور الدين ممود بن زنكي قلعة تل حارم واقتلعها من أيدي الفرنج وكانت من أحصن القلع وأمنع البقاع‬
‫وذلك بعد قتال عظيم ووقعة هائلة كانت من أكب الفتوحات وامتدحه الشعراء عند ذلك وفيها هرب اللك سنجر من السر وعاد إل ملكه برو وكان له ف يد أعدائه نو من خس سني‬
‫وفيها ول عبدالؤمن ملك الغرب أولده على بلده استناب كل واحد منهم على بلد كبي وإقليم متسع‬
‫حصار بغداد‬
‫وسبب ذلك أن السلطان ممد بن ممود بن ملكشاه أرسل إل القتفي يطلب منه أن يطب له ف بغداد فلم يبه إل ذلك فسار من هذان إل بغداد ليحاصرها فانفل الناس وحصن الليفة‬
‫البلد وجاء السلطان ممد فحصر بغداد ووقف تاه التاج من دار اللفة ف جحفل عظيم ورموا نوه النشاب وقاتلت العامة مع الليفة قتال شديدا بالنفط وغيه واستمر القتال مدة فبينما‬
‫هم كذلك إذ جاءه الب أن أخاه قد خلفه ف هذان فانشمر عن بغداد إليها ف ربيع الول من سنة اثنتي وخسي وتفرقت عنه العساكر الذين كانوا معه ف البلد وأصاب الناس بعد ذلك‬
‫القتال مرض شديد وموت ذريع واحترقت مال كثية من بغداد واستمر ذلك فيها مدة شهرين وفيها أطلق أبو الوليد البدر بن الوزير بن هبية من قلعة تكريت وكان معتقل فيها من مدة‬
‫‪ ...‬ثلث سني فتلقاه الناس إل أثناء الطريق وامتدحه الشعراء وكان من جلتهم البله الشاعر أنشد الوزير قصيدة يقول ف أولا ‪ ...‬بأي لسان للوشاة ألم ‪ ...‬وقد علموا أن سهرت وناموا‬
‫إل أن قال‬
‫‪ ...‬ويستكثرون الوصل ل ليلة ‪ ...‬وقد مر عام بالصدود وعام ‪...‬‬
‫فطرب الوزير عند ذلك وخلع عليه ثيابه وأطلق له خسي دينارا وحج بالناس قيماز ومن توف فيها من العيان‬
‫علي بن السي‬
‫أبو السن الغزنوي الواعظ كان له قبول كثي من العامة وبنت له الاتون زوجة الستظهر رباطا بباب الزج ووقفت عليه أوقافا كثية وحصل له جاه عريض وزاره السلطان وكان حسن‬
‫اليراد مليح الوعظ يضر ملسه خلق كثي وجم غفي من أصناف الناس وقد ذكر ابن الوزي أشياء من وعظه قال وسعته يوما يقول حزمة حزن خي من أعدال أعمال ث أنشد‬
‫كم حسرة ل ف الشا ‪ ...‬من ولد إذا نشا ‪ ...‬أملت فيه رشده ‪ ...‬فما يشاء كما نشا ‪ ...‬قال وسعته يوما ينشد ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪235‬‬


‫يسدن قومي على صنعت ‪ ...‬لنن ف صنعت فارس ‪ ...‬سهرت ف ليلي واستنعسوا ‪ ...‬وهل يستوي الساهر والناعس ‪ ...‬قال وكان يقول تولون اليهود والنصارى فيسبون نبيكم ف يوم‬
‫عيدكم ث يصبحون يلسون إل جانبكم ث يقول أل هل بلغت قال وكان يتشيع ث سعى ف منعه من الوعظ ث أذن له ولكن ظهر للناس أمر العبادي وكان كثي من الناس ييلون إليه وقد كان‬
‫السلطان يعظمه ويضر ملسه فلما مات السلطان مسعود ول الغزنوي بعده وأهي إهانة بالغة فمرض ومات ف هذه السنة قال ابن الوزي وبلغن أنه كان يعرق ف نزعه ث يفيق وهو يقول‬
‫رضى وتسليم ولا مات دفن ف رباطه الذي كان فيه‬
‫ممود بن إساعيل بن قادوس‬
‫أبو الفتح الدمياطي كاتب النشا بالديار الصرية وهو شيخ القاضي الفاضل كان يسميه ذا البلغتي وذكره العماد الكاتب ف الريدة ومن شعره فيمن يكرر التكبي ويوسوس ف نية الصلة‬
‫‪ ...‬ف أولا ‪ ...‬وفاتر النية عنينها ‪ ...‬مع كثرة الرعدة والمزة ‪ ...‬يكب التسعي ف مرة ‪ ...‬كأنه يصلي على حزة‬
‫الشيخ أبو البيان‬
‫بنا بن ممد العروف بابن الوران الفقيه الزاهد العابد الفاضل الاشع قرأ القرآن وكتاب التنبيه على مذهب الشافعي وكان حسن العرفة باللغة كثي الطالعة وله كلم يؤثر عنه ورأيت له‬
‫كتابا بطه فيه النظائم الت يقولا أصحابه وأتباعه بلهجة غريبة وقد كان من نشأته إل أن توف على طريقة صالة وقد زاره اللك نور الدين ممود ف رباطه داخل درب الجر ووقف عليه‬
‫شيئا وكانت وفاته يوم الثلثاء ثالث ربيع الول من هذه السنة ودفن بقابر الباب الصغي وكان يوم جنازته يوما مشهودا وقد ذكرته ف طبقات الشافعية رحه ال‬
‫عبدالغافر بن إساعيل‬
‫ابن عبدالقادر بن ممد بن عبدالغافر بن أحد بن سعيد الفارسي الافظ تفقه بإمام الرمي وسع الكثي على جده لمه أب القاسم القشيي ورحل إل البلد وأسع وصنف الفهم ف غريب‬
‫مسلم وغيه وول خطابة نيسابور وكان فاضل دينا حافظا‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وخسي وخسمائة‬
‫استهلت هذه السنة وممد شاه بن ممود ماصر بغداد والعامة والند من جهة الليفة القتفي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪236‬‬

‫يقاتلون أشد القتال والمعة ل تقام لعذر القتال والفتنة منتشرة ث يسر ال بذهاب السلطان كما تقدم ف السنة الت قبلها وقد بسط ذلك ابن الوزي ف هذه السنة فطول وفيها كانت زلزلة‬
‫عظيمة بالشام هلك بسببها خلق كثي ل يعلمهم إل ال وتدم أكثر حلب وحاه وشيزر وحص وكفر طاب وحصن الكراد واللذقية والعرة وفامية وإنطاكية وطرابلس قال ابن الوزي وأما‬
‫شيزر فلم يسلم منها إل امرأة وخادم لا وهلك الباقون وأما كفر طاب فلم يسلم من أهلها أحد وأما فامية فساحت قلعتها وتل حران انقسم نصفي فأبدى نواويس وبيوتا كثية ف وسطه‬
‫قال وهلك من مدائن الفرنج شيء كثي وتدم أسوار أكثر مدن الشام حت أن مكتبا من مدينة حاه اندم على من فيه من الصغار فهلكوا عن آخرهم فلم يأت أحد يسأل عن أحد منهم وقد‬
‫ذكر هذا الفصل الشيخ أبو شامة ف كتاب الروضتي مستقصي وذكر ما قاله الشعراء من القصائد ف ذلك وفيها ملك السلطان ممود بن ممد بعد خاله سنجر جيع بلده وفيها فتح‬
‫السلطان ممود بن زنكي حصن شيزر بعد حصار وأخذ مدينة بعلبك وكان با الضحاك البقاعي وقد قيل إن ذلك كان ف سنة خسي كما تقدم فال أعلم وقد تقدم ذلك وفيها مرض نور‬
‫الدين فمرض الشام برضه ث عوف ففرح السلمون فرحا شديدا واستول أخوه قطب الدين مودود صاحب الوصل على جزيرة ابن عمر وفيها عمل الليفة بابا للكعبة مصفحا بالذهب وأخذ‬
‫بابا الول فجعله لنفسه تبوتا وفيها أغارت الساعيلية على حجاج خراسان فلم يبقوا منهم أحدا ل زاهدا ول عالا وفيها كان غلء شديد براسان حت أكلوا الشرات وذبح إنسان منهم‬
‫رجل علويا فطبخه وباعه ف السوق فحي ظهر عليه قتل ( وذكر أبو شامة أن فتح بانياس كان ف هذه السنة على يد نور الدين بنفسه وقد كان معي الدين سلمها إل الفرنج حي حاصروا‬
‫دمشق فعوضهم با وقيل ملكها وغنم شيئا كثيا ) وفيها قدم الشيخ أبو الوقت عبدالول بن عيسى بن شعيب السجزي فسمعوا عليه البخاري ف دار الوزير ببغداد وحج بالناس قيماز ومن‬
‫توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد‬
‫ابن عمر بن ممد بن أحد بن إساعيل أبو الليث النسفي من أهل سرقند سع الديث وتفقه ووعظ وكان حسن السمت قدم بغداد فوعظ الناس ث عاد إل بلده فقتله قطاع الطريق رحه ال‬
‫تعال‬
‫أحد بن بتيار‬
‫ابن علي بن ممد أبو العباس الاردان الواسطي قاضيها سع الديث وكانت له معرفة تامة ف الدب واللغة وصنف كتبا ف التاريخ وغي ذلك وكان ثقة صدوقا توف ببغداد وصلي عليه‬
‫بالنظامية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪237‬‬

‫السلطان سنجر‬
‫ابن اللك شاه بن ألب أرسلن بن داود بن ميكائيل بن سلجوق أبو الارث واسه أحد ولقب بسنجر مولده ف رجب سنة تسع وسبعي وأربعمائة وأقام ف اللك نيفا وستي سنة من ذلك‬
‫استقلل إحدى وأربعي سنة وقد أسره الغز نوا من خس سني ث هرب منهم وعاد إل ملكه برو ث توف ف ربيع الول من هذه السنة ودفن ف قبة بناها ساها دار الخرة رحه ال‬
‫ممد بن عبداللطيف‬
‫ابن ممد بن ثابت أبو بكر الجندي الفقيه الشافعي ول تدريس النظامية ببغداد وكان يناظر حسنا ويعظ الناس وحوله السيوف مسللة قال ابن الوزي ول يكن ماهرا ف الوعظ وكانت حاله‬
‫أشبه بالوزراء من العلماء وتقدم عند السلطي حت كانوا يصدرون عن رأيه توف بأصبهان فجأة فيها‬
‫ممد بن البارك‬
‫ابن ممد بن الل أبو السن بن أب البقاء سع الديث وتفقه على الشاشي ودرس وأفت وتوف ف مرم هذه السنة وتوف أخوه الشيخ ابوالسي بن الل الشاعر ف ذي القعدة منها‬
‫يي بن عيسى‬
‫ابن إدريس أبو البكات النباري الواعظ قرأ القرآن وسع الديث وتفقه ووعظ الناس على طريقة الصالي وكان يبكي من أول صعوده إل حي نزوله وكان زاهدا عابدا ورعا آمرا‬
‫بالعروف ناهيا عن النكر ورزق أولدا صالي ساهم بأساء اللفاء الربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وحفظهم القرآن كلهم بنفسه وختم خلقا كثيا وكان هو وزوجته يصومان الدهر‬
‫ويقومان الليل ول يفطران إل بعد العشاء وكانت له كرامات ومنامات صالة ولا مات قالت زوجته اللهم ل تين بعده فماتت بعده بمسة عشر يوما وكانت من الصالات رحهما ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ثلث وخسي وخسمائة‬
‫فيها أكثر فساد التركمان من أصحاب ابن برجم اليوان فجهز إليهم الليفة منكورس السترشدي ف جيش كثيف فالتقوا معهم فهزمهم أقبح هزية وجاؤا بالسارى والرؤس إل بغداد وفيها‬
‫كانت وقعة عظيمة بي السلطان ممود وبي الغز فكسروه ونبوا البلد وأقاموا برو ث طلبوه إليهم فخاف على نفسه فأرسل ولده بي يديه فأكرموه ث قدم السلطان عليهم فاجتمعوا عليه‬
‫وعظموه وفيها وقعت فتنة كبية برو بي فقيه الشافعية الؤيد بن السي وبي نقيب العلويي با أب القاسم زيد بن السن فقتل منهم خلق كثي وأحرقت الدارس والساجد والسواق وانزم‬
‫الؤيد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪238‬‬

‫الشافعي إل بعض القلع وفيها ولد الناصر لدين ال أبو العباس أحد بن الستضيء بأمر ال وفيها خرج القتفي نو النبار متصيدا وعب الفرات وزار السي ومضى إل واسط وعاد إل بغداد‬
‫ول يكن معه الوزير وحج بالناس فيها قيماز الرجوان وفيها كسر جيش مصر الفرنج بأرض عسقلن كسروهم كسرة فجيعة صحبة اللك صال أبو الغارات فارس الدين طلئع بن رزيك‬
‫وامتدحه الشعراء وفيها قدم اللك نور الدين من حلب إل دمشق وقد شفي من الرض ففرح به السلمون وخرج إل قتال الفرنج فانزم جيشه وبقي هو ف شرذمة قليلة من أصحابه ف نر‬
‫العدو فرموهم بالسهام الكثية ث خاف الفرنج أن يكون وقوفه ف هذه الشرذمة القليلة خديعة لجيء كمي إليهم ففروا منهزمي ول المد ومن توف فيها من العيان‬
‫عبدالول بن عيسى‬
‫ابن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق أبو الوقت السجزي الصوف الروي راوي البخاري ومسند الدارمي والنتخب من مسند عبد بن حيد قدم بغداد فسمع عليه الناس هذه الكتب وكان من‬
‫خيار الشايخ وأحسنهم ستا واصبهم على قراءة الديث قال ابن الوزي أخبن أبو عبدال ممد بن السي التكريت الصوف قال أسندته إل فمات وكان آخر ما تكلم به أن قال يا يليت‬
‫قومي يعلمون با غفر ل رب وجعلن من الكرمي‬
‫نصر بن منصور‬
‫ابن السي بن أحد بن عبدالالق العطار أبو القاسم الران كان كثي الال يعمل من صدقاته العروف الكثي من أنواع القربات السنة ويكثر تلوة القرآن ويافظ على الصلوات ف الماعة‬
‫ورؤيت له منامات صالة وقارب الثماني رحه ال‬
‫يي بن سلمة‬
‫ابن السي أبو الفضل الشافعي الصكفي نسبة إل حصن كيف كان إماما ف علوم كثية من الفقهة والداب ناظما ناثرا غي أنه كان ينسب إل الغلو ف التشيع وقد اورد له ابن الوزي‬
‫قطعة من نظمه فمن ذلك قوله ف جلة قصيدة له ‪ ...‬تقاسوا يوم الوداع كبدي ‪ ...‬فليس ل منذ تولوا كبد ‪ ...‬على الفون رحلوا وف الشاء ‪ ...‬نزلوا وماء عين وردوا ‪ ...‬وأدمعي‬
‫مسفوحة وكبدي ‪ ...‬مقروحة وعلت ما قد بدوا ‪ ...‬وصبوت دائمة ومقلت ‪ ...‬دامية ونومها مشرد ‪ ...‬تيمن منهم غزال أغيد ‪ ...‬يا حبذا ذاك الغزال الغيد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪239‬‬

‫حسامه مرد وصرحه ‪ ...‬مرد وخده مورد ‪ ...‬وصدغه فوق إحرار خده ‪ ...‬مبلبل معقرب معد ‪ ...‬كأنا نكهته وريقه ‪ ...‬مسك وخر والثنايا برد ‪ ...‬يقعده عند القيام ردفه ‪ ...‬وف الشا‬
‫‪ ...‬منه القيم القعد ‪ ...‬له قوام كقضيب بانة ‪ ...‬يهتز قصدا ليس فيه أود‬
‫وهي طويلة جدا ث خرج من هذا التغزل إل مدح أهل البيت والئمة الثن عشر رحهم ال‬
‫وسائلي عن حب أهل البيت ‪ ...‬هل أقر إعلنا به أم أجحد ‪ ...‬هيهات مزوج بلحمي ودمي ‪ ...‬حبهم هو الدى والرشد ‪ ...‬حيدرة والسنان بعده ‪ ...‬ث علي وابنه ممد ‪ ...‬وجعفر ‪...‬‬
‫الصادق وابن جعفر ‪ ...‬موسى ويتلوه على السيد ‪ ...‬أعن الرضى ث ابنه ممد ‪ ...‬ث علي وابنه السدد ‪ ...‬والسن الثان ويتلو تلوه ‪ ...‬ممد بن السن الفتقد ‪ ...‬فإنم أئمت وسادت ‪...‬‬
‫وإن لان معشر وفندوا ‪ ...‬أئمة أكرم بم أئمة ‪ ...‬أساؤهم مسرودة تطرد ‪ ...‬هم حجيج ال على عباده ‪ ...‬وهم إليه منهج ومقصد ‪ ...‬قوم لم فضل ومد باذخ ‪ ...‬يعرفه الشرك والوحد‬
‫‪ ... ...‬قوم لم ف كل أرض مشهد ‪ ...‬ل بل لم ف كل قلب مشهد ‪ ...‬قوم من والعشران لم ‪ ...‬والروتان لم والسجد ‪ ...‬قوم لم مكة والبطح وال ‪ ...‬يف وجع والبقيع الغرقد‬
‫ث ذكر بلطف مقتل السي بألطف عبارة إل أن قال‬
‫يا أهل بيت الصطفى يا ‪ ...‬عدت ومن علي حبهم أعتمد ‪ ...‬أنتم إل ال غدا وسيلت ‪ ...‬وكيف أخشى وبكم أعتضد ‪ ...‬وليكم ف اللد حى خالد ‪ ...‬والضد ف نار لظى ملد ‪... ...‬‬
‫ولست أهواكم ببغض غيكم ‪ ...‬إن إذا أشقى بكم ل أسعد ‪ ...‬فل يظن رافضي أنن ‪ ...‬وافقته أو خارجي مفسد ‪ ...‬ممد واللفاء بعده ‪ ...‬أفضل خلق ال فيما أجد ‪ ...‬هم أسسوا قواعد‬
‫الدين لنا ‪ ...‬وهم بنوا أركانه وشيدوا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪240‬‬

‫ومن ين أحد ف أصحابه ‪ ...‬فخصمه يوم العاد أحد ‪ ...‬هذا اعتقادي فالزموه تفلحوا ‪ ...‬هذا طريقي فاسلكوه تتدوا ‪ ...‬والشافعي مذهب مذهبه ‪ ...‬لنه ف قوله مؤيد ‪ ...‬اتبعته ف الصل‬
‫‪ ...‬والفرع معا ‪ ...‬فليتبعن الطالب الرشد ‪ ...‬إن بإذن ال تاج سابق ‪ ...‬إذا ون الظال ث الفسد‬
‫ومن شعره أيضا‬
‫‪ ...‬إذا قل مال ل تدن جازعا ‪ ...‬كثي السى معرى بعض النامل ‪ ...‬ول بطرا إن جدد ال نعمة ‪ ...‬ولو أن ما أوت جيع الناس ل ‪...‬‬
‫ث دخلت سنة أربع وخسي وخسمائة‬
‫مرض الليفة القتفي مرضا شديدا ث عوف منه فزينت بغداد أياما وتصدق بصدقات كثية وفيها استعاد عبدالؤمن مدينة الهدية من أيدي الفرنج وقد كانوا أخذوها من السلمي ف سنة ثلث‬
‫وأربعي وفيها قاتل عبد الؤمن خلقا كثيا من الغرب حت صارت عظام القتلى هناك كالتل العظيم وف صفر منها سقط برد بالعراق كبار زنة البدة قريب من خسة أرطال ومنها ما هو تسعة‬
‫أرطال بالبغدادي فهلك بذلك شيء كثي من الغلت وخرج الليفة إل واسط فاجتاز بسوقها ورأى جامعها وسقط عن فرسه فشج جبينه ث عوف وف ربيع الخر زادت دجلة زيادة عظيمة‬
‫فغرق بسبب ذلك مال كثية من بغداد حت صار اكثر الدور با تلول وغرقت تربة أحد وخسفت هناك القبور وطفت الوتى على وجه الاء قاله ابن الوزي وف هذه السنة كثر الرض‬
‫والوت وفيها أقبل ملك الروم ف جحافل كثية قاصدا بلد الشام فرده ال خائبا خاسئا وذلك لضيق حالم من الية وأسر السلمون ابن أخته ول المد وحج بالناس فيها قيماز الرجوان‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن معال‬
‫ابن بركة الرب تفقه بأب الطاب الكلوذان النبلي وبرع وناظر ودرس وأفت ث صار بعد ذلك شافعيا ث عاد حنبليا ووعظ ببغداد وتوف ف هذه السنة وذلك أنه دخلت به راحلته ف مكان‬
‫ضيق فدخل قربوس سرجه ف صدره فمات‬
‫السلطان ممد بن ممود بن ممد بن ملكشاه‬
‫لا رجع من ماصرة بغداد إل هذان أصابه مرض السل فلم ينجح منه بل توف ف ذي الجة منها وقبل وفاته بأيام أمر أن يعرض عليه جيع ما يلكه ويقدر عليه وهو جالس ف النظرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪241‬‬

‫فركب اليش بكماله وأحضرت أمواله كلها وماليكه حت جواريه وحظاياه فجعل يبكي ويقول هذه العساكر ل يدفعون عن مثقال ذرة من أمر رب ول يزيدون ف عمري لظة ث ندم‬
‫وتأسف على ما كان منه إل الليفة القتفي وأهل بغداد وحصارهم واذنيتهم ث قال وهذه الزائن والموال والواهر لو قبلهم ملك الوت من فداء لدت بذلك جيعه له وهذه الظايا‬
‫والواري السان والماليك لو قبلهم فداء من لكنت بذلك سحا له ث قال ما أغن عن ماليه هلك عن سلطانيه ث فرق شيئا كثيا من ذلك من تلك الواصل والموال وتوف عن ولد صغي‬
‫واجتمعت العساكر والمراء على عمه سليمان شاه بن ممد بن ملكشاه وكان مسجونا بالوصل فأفرج عنه وانعقدت له السلطنة وخطب له على منابر تلك البلد سوى بغداد والعراق وال‬
‫سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة خس وخسي وخسمائة‬
‫فيها كانت وفاة الليفة القتفي بأمر ال‬
‫أبو عبد ال ممد بن الستظهر بال‬
‫مرض بالتراقي وقيل بدمل خرج بلقه فمات ليلة الحد ثان ربيع الول منها عن ست وستي سنة إل ثانية وعشرين يوما ودفن بدار اللفة ث نقل إل الترب وكانت خلفته اربعا وعشرين‬
‫سنة وثلثة أشهر وستة وعشرين يوما وكان شهما شجاعا مقداما يباشر المور بنفسه ويشاهد الروب ويبذل الموال الكثية لصحاب الخبار وهو أول من أستبد بالعراق منفردا عن‬
‫السلطان من أول أيام الديلم إل أيامه وتكن ف اللفة وحكم على العسكر والمراء وقد وافق أباه ف أشياء من ذلك مرضه بالتراقي وموته ف ربيع الول وتقدم موت السلطان ممد شاه‬
‫قبله بثلثة أشهر وكذلك أبوه الستظهر مات قبله السلطان ممود بثلثة أشهر وبعد غرق بغداد بسنة مات أبوه وكذلك هذا قال عفيف الناسخ رأيت ف النام قائل يقول إذا أجتمعت ثلث‬
‫خاآت مات القتفي يعن خسا وخسي وخسمائة‬
‫خلفة الستنجد بال أبو الظفر يوسف بن القتفي‬
‫لا توف أبوه كما ذكرنا بويع باللفة ف صبيحة يوم الحد ثان ربيع الول من هذه السنة بايعه اشراف بن العباس ث الوزير والقضاة والعلماء والمراء وعمره يومئذ خس واربعون سنة‬
‫وكان رجل صالا وكان ول عهد أبيه من مدة متطاولة ث عمل عزاء أبيه ولا ذكر أسه يوم المعة ف الطبة نثرت الدراهم والدناني على الناس وفرح السلمون به بعد أبيه وأقر الوزير ابن‬
‫هبية على منصبه ووعده بذلك إل المات وعزل قاضي القضاة ابن الدامغان وول مكانه أبا جعفر بن عبد الواحد وكان شيخا كبيا له ساع بالديث وباشر الكم بالكوفة ث توف ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪242‬‬

‫ذي الجة منها وف شوال من هذه السنة أتفق التراك بباب هذان على سليمان شاه وخطبوا لرسلن شاه بن طغرل وفيها توف‬
‫الفائز خليفة مصر الفاطمي‬
‫وهو أبو القاسم عيسى بن إساعيل الظافر توف ف صفر منها وعمره يومئذ إحدى عشرة سنة ومدة وليته من ذلك ست سني وشهران وكان مدبر دولته أبو الغارات ث قام بعده العاضد آخر‬
‫خلفائهم وهو أبو ممد عبد ال بن يوسف بن الافظ ول يكن أبوه خليفة وكان يومئذ قد ناهز الحتلم فقام بتدبي ملكته اللك الصال طلئع بن رزبك الوزير أخذ له البيعة وزوجه بابنته‬
‫وجهزها بهاز عظيم يعجز عنه الوصف وقد عمرت بعد زوجها العاضد ورأت زوال دولة الفاطميي على يد اللك صلح الدين بن يوسف ف سنة أربع وستي كما سيأت وفيها كانت وفاة‬
‫السلطان الكبي صاحب غزنة‬
‫خسروشاه بن ملكشاه‬
‫ابن برام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن ممود بن سبكتكي من بيت ملك ورياسة باذخة يرثونا كابرا عن كابر وكان من سادات اللوك وأحسنهم سية يب العلم وأهله توف ف رجب منها‬
‫وقام بعده ولده ملكشاه فسار إليه علء الدين السي بن الغور فحاصر غزنة فلم يقدر عليها ورجع خائبا وفيها مات‬
‫ملكشاه بن السلطان ممود بن ممد بن ملكشاه‬
‫السلجوقي باصبهان مسموما فيقال إن الوزير عون الدين بن هبية دس إليه من سقاه إياه وال أعلم وفيها مات أمي الاج‬
‫قيماز بن عبد ال الرجوان‬
‫سقط عن فرسه وهو يلعب بالكرة بيدان الليفة فسال دماغه من أذنه فمات من ساعته وقد كان من خيار المراء فتأسف الناس عليه وحضر جنازته خلق كثي مات ف شعبان منها فحج‬
‫بالناس فيها المي برغش مقطع الكوفة وحج المي الكبي شيكوه بن شاذي مقدم عساكر اللك نور الدين وتصدق بأموال كثية وفيها استعفى القاضي زكي الدين أبو السن علي بن ممد‬
‫ابن يي أبو السن القرشي من القضاء بدمشق فأعفاه نور الدين وول مكانه القاضي كمال الدين ممد بن عبد ال الشهر زوري وكان من خيار القضاة وأكثرهم صدقة وله صدقات جارية‬
‫بعد وكان عالا وإليه ينسب الشباك الكمال الذي يلس فيه الكام بعد صلة المعة من الشهد الغرب بالامع الموي وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪243‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫المي ماهد الدين‬
‫نزار بن مامي الكردي أحد مقدمي جيش الشام قبل نور الدين وبعده وقد ناب ف مدينة صرخد وكان شهما شجاعا كثي الب والصدقات وهو واقف الدرسة الجاهدية بالقرب من الغورية‬
‫جوار اليميي وله أيضا الدرسة الجاهدية داخل باب الفراديس البان وبا قبه وله السبع الجاهدي داخل باب الزيادة من الامع بقصورة الضر توف بداره ف صفر منها فحمل إل الامع‬
‫وصلي عليه ث أعيد إل مدرسته ودفن با داخل باب الفراديس وتأسف الناس عليه‬
‫الشيخ عدي بن مسافر‬
‫ابن إساعيل بن موسى بن مروان بن السن بن مروان الكاري شيخ الطائفة العدوية أصله من البقاع غرب دمشق من قرية بيت نار ث دخل إل بغداد فاجتمع فيها بالشيخ عبد القادر والشيخ‬
‫حاد الدباس والشيخ عقيل النبجي وأب الوفا اللوان وأب النجيب السهروردي وغيهم ث أنفرد عن الناس وتلى ببل هكار وبن له هناك زاوية وأعتقده أهل تلك الناحية أعتقادا بليغا حت‬
‫إن منهم من يغلو غلوا كثيا منكرا ومنهم من يعله إلا أو شريكا وهذا إعتقاد فاحش يؤدي إل الروج من الدين جلة مات ف هذه السنة بزاويته وله سبعون سنة رحه ال‬
‫عبد الواحد بن أحد‬
‫ابن ممد بن حزة أبو جعفر الثقفي قاضي قضاة بغداد وليها بعد أب السن الدامغان ف أول هذه السنة وكان قاضيا بالكوفة قبل ذلك توف ف ذي الجة منها وقد ناهز الثماني وول بعده‬
‫ابنه جعفر والفائز صاحب مصر وقيماز تقدما ف الوادث‬
‫ممد بن يي‬
‫ابن علي بن مسلم أبو عبد ال الزبيدي ولد بدينة زبيد باليمن سنة ثاني تقريبا وقدم بغداد سنة تسع وخسمائة فوعظ وكانت له معرفة بالنحو والدب وكان صبورا على الفقر ل يشكو‬
‫حاله إل أحد وكانت له أحوال صالة رحه ال وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست وخسي وخسمائة‬
‫فيها قتل السلطان سليمان شاه بن ممد بن ملكشاه وكان عنده استهزاء وقلة مبالة بالدين مدمن شرب المر ف رمضان فثار عليه مدبر ملكته يزديار الادم فقتله وبايع بعده السلطان‬
‫أرسلن شاه بن طغرل بن ممد بن ملكشاه وفيها قتل اللك الصال فارس الدين أبو الغارات طلئع ابن رزيك الرمن وزير العاضد صاحب مصر ووالد زوجته وكان قد حجر على العاضد‬
‫لصغره واستحوذ على المور والاشية ووزر بعده ولده رزيك ولقب بالعادل وقد كان أبوه الصال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪244‬‬

‫كريا اديبا يب أهل العلم ويسن إليهم كان من خيار اللوك والوزراء وقد امتدحه غي واحد من الشعراء قال ابن خلكان كان أول متوليا بنية بن الصيب ث آل به الال إل أن صار وزير‬
‫العاضد والفائز قبله ث قام ف الوزارة بعده ولده العادل رزيك بن طلئع فلم يزل فيها حت انتزعها منه شاور كما سيأت قال والصال هذا هو بان الامع عند باب زويلة ظاهر القاهرة قال‬
‫ومن العجائب أنه ول الوزارة ف تاسع عشر شهر ونقل من دار الوزارة إل القرافة ف تاسع عشر شهر وزالت دولتهم ف تاسع عشر شهر آخر قال ومن شعره ما رواه عنه زين الدين علي بن‬
‫نا النبلي ‪ ...‬مشيبك قد مى صنع الشباب ‪ ...‬وحل الباز ف وكر الغراب ‪ ...‬تنام ومقلة الدثان يقظى ‪ ...‬وما ناب النوائب عنك ناب ‪ ...‬وكيف نفاد عمرك وهو كن ‪ ...‬وقد أنفقت‬
‫‪ ...‬منه بل حساب ‪ ...‬وله ‪ ...‬كم ذا يرينا الدهر من أحداثه ‪ ...‬عبا وفينا الصد والعراض ‪ ...‬ننسى المات وليس يري ذكره ‪ ...‬فينا فتذكرنا به المراض‬
‫ومن شعره أيضا قوله‬
‫أب ال إل أن يدوم لنا الدهر ‪ ...‬ويدمنا ف ملكنا العز والنصر ‪ ...‬علمنا بأن الال تفن ألوفه ‪ ...‬ويبقى لنا من بعده الجر والذكر ‪ ...‬خلطنا الندى بالبأس حت كأننا ‪ ...‬سحاب لديه ‪...‬‬
‫البق والرعد والقطر ‪ ...‬وله أيضا وهو ما نظمه قبل موته بثلث ليال ( نن ف غفلة ونوم وللمو ‪ ...‬ت عيون يقظانة ل تنام ) ‪ ...‬قد رحلنا إل المام سنينا ‪ ...‬ليت شعري مت يكون‬
‫المام ‪ ...‬ث قتله غلمان العاضد ف النهار غيلة وله إحدى وستون سنة وخلع على ولده العادل بالوزارة ورثاه عمارة التميمي بقصائد حسان ولا نقل إل تربته بالقرافة سار العاضد معه حت‬
‫وصل إل قبه فدفنه ف التابوت قال ابن خلكان فعمل الفقيه عمارة ف التابوت قصيدة فجار فيها ف قوله ‪ ...‬وكأنه تابوت موسى أودعت ‪ ...‬ف جانبيه سكينة ووقار ‪ ...‬وفيها كانت وقعة‬
‫عظيمة بي بن خفاجة وأهل الكوفة فقتلوا من أهل الكوفة خلقا منهم المي قيصر وجرحوا أمي الاج برغش جراحات فنهض إليهم وزير اللفة عون الدين بن هبية فتبعهم حت أوغل‬
‫خلفهم ف البية ف جيش كثيف فبعثوا يطلبون العفو وفيها ول مكة الشريف عيسى بن قاسم بن أب هاشم وقيل قاسم بن أب فليتة بن قاسم بن أب هاشم وفيها أمر الليفة بإزالة الدكاكي‬
‫الت تضيق الطرقات وأن ل يلس أحد من الباعة ف عرض الطريق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪245‬‬

‫لئل يضر ذلك بالارة وفيها وقع رخص عظيم ببغداد جدا وفيها فتحت الدرسة الت بناها ابن الشمحل ف الأمونية ودرس فيها أبو حكيم إبراهيم بن دينار النهروان النبلي وقد توف من آخر‬
‫هذه السنة ودرس بعده فيها أبو الفرج ابن الوزي وقد كان عنده معيدا ونزل عن تدريس آخر بباب الزج عند موته ومن توف فيها من العيان حزة بن علي بن طلحة‬
‫أبو الفتوح الاجب كان خصيصا عند السترشد والقتفي وقد بن مدرسة إل جانب داره وحج فرجع متزهدا ولزم بيته معظما نوا من عشرين سنة وقد امتدحه الشعراء فقال فيه بعضهم‬
‫‪ ...‬يا عضد السلم يا من ست ‪ ...‬ال العل هته الفاخرة ‪ ...‬كانت لك الدنيا فلم ترضها ‪ ...‬ملكا فأخلدت إل الخرة ‪...‬‬
‫ث دخلت سنة سبع وخسي وخسمائة‬
‫فيها دخلت الكرج بلد السلمي فقتلوا خلقا من الرجال وأسروا من الذراري فاجتمع ملوك تلك الناحية ايلدكز صاحب اذربيجان وابن سكمان صاحب خلط وابن أقسنقر صاحب مراغة‬
‫وساروا إل بلدهم ف السنة التية فنهبوها وأسروا ذراريهم والتقوا معهم فكسروهم كسرة فظيعة منكرة مكثوا يقتلون فيهم ويأسرون ثلثة أيام وف رجب أعيد يوسف الدمشقي إل تدريس‬
‫النظامية بعد عزل ابن نظام اللك بسبب أن امرأة ادعت أنه تزوجها فأنكر ث اعترف فعزل عن التدريس وفيها كملت الدرسة الت بناها الوزير ابن هبية بباب البصرة ورتب فيها مدرسا‬
‫وفقيها وحج بالناس أمي الكوفة برغش ومن توف فيها من العيان‬
‫شجاع شيخ النفية‬
‫ودفن عند الشهد وكان شيخ النفية بشهد أب حنيفة وكان جيد الكلم ف النظر أخذ عنه النفية‬
‫صدقة بن وزير الواعظ‬
‫دخل بغداد ووعظ با وأظهر تقشفا وكان ييل إل التشيع وعلم الكلم ومع هذا كله راج عند العوام وبعض المراء وحصل له فتوح كثي ابتن منه رباطا ودفن فيه سامه ال تعال‬
‫زمرد خاتون‬
‫بنت جاول أخت اللك دقماق بن تتش مه وهي بانية الاتونية ظاهر دمشق عند قرية صنعاء بكان يقال له تل الثعالب غرب دمشق على جانب الشرق القبلي بصنعاء الشام وهي قرية معروفة‬
‫قديا وأوقفتها على الشيخ برهان الدين علي بن ممد البلخي النفي التقدم ذكره وكانت زوجة اللك بوري بن طغتكي فولدت له ابنيه شس اللوك إساعيل الذكور وقد ملك بعد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪246‬‬

‫أبيه وسار سيته ومال الفرنج على السلمي وهم بتسليم البلد والموال إليهم فقتلوه وتلك أخوه وذلك بعد مراجعتها ومساعدتا وقد كانت قرأت القرآن وسعت الديث وكانت حنفية‬
‫الذهب تب العلماء والصالي وقد تزوجها التابكي زنكي صاحب حلب طمعا ف أن يأخذ بسببها دمشق فلم يظفر بذلك بل ذهبت إليه إل حلب ث عادت إل دمشق بعد وفاته وقد‬
‫دخلت بغداد وسارت من هناك إل الجاز وجاورت بكة سنة ث جاءت فأقامت بالدينة النبوية حت ماتت با ودفنت بالبقيع ف هذه السنة وقد كانت كثية الب والصدقات والصلة والصوم‬
‫قال السبط ول تت حت قل ما بيدها وكانت تغربل القمح والشعي وتتقوت بأجرته وهذا من تام الي والسعادة وحسن الاتة رحها ال تعال وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان وخسي وخسمائة‬
‫فيها مات صاحب الغرب عبدالؤمن بن علي التومرت وخلفه ف اللك من بعده ابنه يوسف وحل أباه إل مراكش على صفة أنه مريض فلما وصلها أظهر موته فعزاه الناس وبايعوه على اللك‬
‫من بعد أبيه ولقبوه امي الؤمني وقد كان عبدالؤمن هذا حازما شجاعا جوادا معظما للشريعة وكان من ل يافظ على الصلوات ف زمانه يقتل وكان إذا أذن الؤذن وقبل الذان يزدحم اللق‬
‫ف الساجد وكان حسن الصلة ذا طمأنينة فيها كثي الشوع ولكن كان سفاكا للدماء حت على الذنب الصغي فأمره إل ال يكم فيه با يشاء وفيها قتل سيف الدين ممد بن علء الدين‬
‫الغزي قتله الغز وكان عادل وفيها كبست الفرنج نور الدين وجيشه فانزم السلمون ل يلوي احد على أحد ونض اللك نور الدين فركب فرسه والشبحة ف رجله فنل رجل كردي فقطعها‬
‫فسار نور الدين فنجا وأدركت الفرنج ذلك الكردى فقتلوه رحه ال فأحسن نور الدين إل ذريته وكان ل ينسى ذلك له وفيها أمر الليفة ب بإجلء بن أسد عن اللة وقتل من تلف منهم‬
‫وذلك لفسادهم ومكاتبتهم السلطان ممد شاه وتريضهم له على حصار بغداد فقتل من بن أسد أربعة آلف وخرج الباقون منها وتسلم نواب الليفة اللة وحج بالناس فيها المي برغش‬
‫الكبي ومن توف فيها من العيان السلطان الكبي‬
‫أبو ممد عبدالؤمن بن علي‬
‫القيسي الكوف تلميذ ابن التومرت كان أبوه يعمل ف الطي فاعل فحي وقع نظر ابن التومرت عليه أحبه وتفرس فيه أنه شجاع سعيد فاستصحبه فعظم شأنه والتفت عليه العساكر الت جعها‬
‫ابن التومرت من الصامدة وغيهم وحاربوا صاحب مراكش علي بن يوسف بن تاشفي ملك اللثمي واستحوذ عبدالؤمن على وهران وتلمسان وفاس وسل وسبتة ث حاصر مراكش أحد‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪247‬‬

‫عشر شهرا فافتتحها ف سنة ثنتي وأربعي وخسمائة وتهدت له المالك هنالك وصفا له الوقت وكان عاقل وقورا شكل حسنا مبا للخي توف ف هذه السنة ومكث ف اللك ثلثا وثلثي‬
‫سنة وكان يسمي نفسه أمي الؤمني رحه ال‬
‫طلحة بن علي‬
‫ابن طراد أبو أحد الزينب نقيب النقباء مات فجأة وول النقابة بعده ولده أبو السن علي وكان أمرد فعزل وصودر ف هذه السنة‬
‫ممد بن عبدالكري‬
‫ابن إبراهيم أبو عبدال العروف بابن النباري كاتب النشاء ببغداد كان شيخا حسنا ظريفا وانفرد بصناعة النشاء وبعث رسول إل اللك سنجر وغيه وخدم اللوك واللفاء وقارب‬
‫التسعي ومن شعره ف مب الدنيا والصور ‪ ...‬يا من هجرت ول تبال ‪ ...‬هل ترجع دولة الوصال ‪ ...‬هل اطمع يا عذاب قلب ‪ ...‬أن ينعم ف هواك بال ‪ ...‬ما ضرك أن تعللين ‪ ...‬ف‬
‫الوصل بوعد الحال ‪ ...‬أهواك أنت حظ غيي ‪ ...‬يا قاتلت فما احتيال ‪ ...‬أيام عنائي قبل سود ‪ ...‬ما أشبههن بالليال ‪ ...‬العذل فيك يعذلون ‪ ...‬عن حبك ما لم ومال ‪ ...‬يا ملزمن‬
‫السلو عنها ‪ ...‬الصب أنا وأنت سال ‪ ...‬والقول بتركها صواب ‪ ...‬ما أحسنه لو استوى ل ‪ ...‬طلقت تلدى ثلثا ‪ ...‬والصبوة بعد ف خيال ‪ ...‬ث دخلت سنة تسع وخسي وخسمائة فيها‬
‫قدم شاور بن مي الدين أبو شجاع السعدي اللقب بأمي اليوش وهو إذ ذاك وزير الديار الصرية بعد آل رزيك لا قتل الناصر رزيك بن طلئع وقام ف الوزارة بعده واستفحل أمره فيها ثار‬
‫عليه أمي يقال له الضرغام بن سوار وجع له جوعا كثية واستظهر عليه وقتل ولديه طيبا وسليمان وأسر الثالث وهو الكامل بن شاور فسجنه ول يقتله ليد كانت لبيه عنده واستوزر ضرغام‬
‫ولقب بالنصور فخرج شاور من الديار الصرية هاربا من العاضد ومن ضرغام ملتجئا إل نور الدين ممود وهو نازل بوسق اليدان الخضر فأحسن ضيافته وأنزله بالوسق الذكور وطلب‬
‫شاور منه عسكرا ليكونوا معه ليفتح بم الديار الصرية وليكون لنور الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪248‬‬

‫ثلث مغلها فأرسل معه جيشا عليه أسد الدين شيكوه بن شادي فلما دخلوا بلد مصر خرج إليهم اليش الذين با فاقتتلوا أشد القتال فهزمهم أسد الدين وقتل منهم خلقا وقتل ضرغام بن‬
‫سوار وطيف برأسه ف البلد واستقر أمر شاور ف الوزارة وتهد حاله ث اصطلح العاضد وشاور على أسد الدين ورجع عما كان عاهد عليه نور الدين وأمر اسد الدين بالرجوع فلم يقبل منه‬
‫وعاث ف البلد وأخذ أموال كثية وافتتح بلدانا كثية من الشرقية وغيها فاستغاث شاور عليهم بلك الفرنج الذي بعسقلن واسه مري فأقبل ف خلق كثي فتحول أسد الدين إل بلبيس‬
‫وقد حصنها وشحنها بالعدد واللت وغي ذلك فحصروه فيها ثانية أشهر وامتنع أسد الدين وأصحابه أشد المتناع فبينما هم على ذلك إذ جاءت الخبار بأن اللك نور الدين قد اغتنم‬
‫غيبة الفرنج فسار إل بلدهم فقتل منهم خلقا كثيا وفتح حارم وقتل من الفرنج با خلقا وسار إل بانياس فضعف صاحب عسقلن الفرني وطلبوا من أسد الدين الصلح فأجابم إل ذلك‬
‫وقبض من شاور ستي ألف دينار وخرج أسد الدين وجيشه فساروا إل الشام ف ذي الجة وقعة حارم‬
‫فتحت ف رمضان من هذه السنة وذلك أن نور الدين استغاث بعساكر السلمي فجاؤه من كل فج ليأخذ ثأره من الفرنج فالتقى معهم على حارم فكسرهم كسرة فظيعة وأسر البنس بيمند‬
‫صاحب إنطاكية والقومص صاحب طرابلس والدوك صاحب الروم وابن جوسليق وقتل منهم عشرة آلف وقيل عشرين ألفا وف ذي الجة منها فتح نور الدين مدينة بانياس وقيل إنه إنا‬
‫فتحها ف سنة ستي فال أعلم وكان معه أخوه نصر الدين أمي أميان فأصابه سهم ف إحدى عينيه فأذهبها فقال له اللك نور الدين لو نظرت لا أعد ال لك من الجر ف الخرة لحببت أن‬
‫تذهب الخرى وقال لبن معي الدين إنه اليوم بردت جلدة والدك من نار جهنم لنه كان سلمها للفرنج فصاله عن دمشق وف شهر ذي الجة احترق قصر جيون حريقا عظيما فحضر ف‬
‫تلك الليلة المراء منهم أسد الدين شيكوه بعد رجوعه من مصر وسعى سعيا عظيما ف إطفاء هذه النار وصون حوزة الامع منها ومن توف فيها من العيان الدين‬
‫وزير صاحب الوصل قطب الدين مودود بن زنكي كان كثي العروف واسه ممد بن علي ابن أب منصور أبو جعفر الصبهان اللقب بالمال كان كثي الصدقة والب وقد أثر آثارا حسنة‬
‫بكة والدينة من ذلك أنه ساق عينا إل عرفات وعمل هناك مصانع وبن مسجد اليف ودرجه وعملها بالرخام وبن على الدينة النبوية سورا وبن جسرا على دجلة عند جزيرة ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪249‬‬

‫عمر بالجر النحوت والديد والرصاص وبن الربط الكثية وكان يتصدق ف كل يوم ف بابه بائة دينار ويفتدي من السارى ف كل سنة بعشرة آلف دينار وكان ل تزال صدقاته وافدة إل‬
‫الفقهاء والفقراء حيث كانوا من بغداد وغيها من البلد وقد حبس ف سنة ثان وخسي فذكر ابن الساعي ف تاريه عن شخص كان معه ف السجن أنه نزل إليه طائر أبيض قبل موته فلم‬
‫يزل عنده وهو يذكر ال حت توف ف شعبان من هذه السنة ث طار عنه ودفن ف رباط بناه لنفسه بالوصل وقد كان بينه وبي أسد الدين شيكوه بن شادى مواخاة وعهد أيهما مات قبل‬
‫الخر أن يمله إل الدينة النبوية فحمل إليها من الوصل على أعناق الرجال فما مروا به على بلدة الصلوا عليه وترحوا عليه واثنوا خيا فصلوا عليه بالوصل وتكريت وبغداد واللة‬
‫والكوفة وفيدو مكة وطيف به حول الكعبة ث حل إل الدينة النبوية فدفن با ف رباط بناه شرقي مسجد النب ( ص ) قال ابن الوزي وابن الساعي ليس بينه وبي حرم النب ( ص ) وقبه‬
‫سوى خسة عشر ذراعا قال ابن الساعي ولا صلى عليه باللة صعد شاب نشزا فأنشد ‪ ...‬سرى نعشه على الرقاب وطالا ‪ ...‬سرى جوده فوق الركاب ونائلة ‪ ...‬ير على الوادي فتثن‬
‫رماله ‪ ...‬عليه وبالنادي فتثن أرامله ‪ ...‬ومن توف بعد المسي‬
‫ابن الازن الكاتب‬
‫ابن الازن الكاتب أحد بن ممد بن الفضل بن عبدالالق أبو الفضل العروف بابن الازن الكاتب البغدادي الشاعر كان يكتب جيدا فائقا اعتن بكتابة التمات وأكثر ابنه نصر ال من كتابة‬
‫القامات وجع لبنه ديوان شعر أورد منه ابن خلكان قطعة كبية‬
‫ث دخلت سنة ستي وخسمائة‬
‫ف صفر منها وقعت بأصبهان فتنة عظيمة بي الفقهاء بسبب الذاهب دامت أياما وقتل فيها خلق كثي وفيها كان حريق عظيم ببغداد فاحترقت مال كثية جدا وذكر ابن الوزي أن ف هذه‬
‫السنة ولدت امرأة ببغداد أربع بنات ف بطن واحد وحج بالناس فيها المي برغش الكبي ومن توف فيها من العيان‬
‫عمر بن بليقا‬
‫عمر بن بليقا الطحان الذي جدد جامع العقية ببغداد واستأذن الليفة ف إقامة المعة فيه فأذن له ف ذلك وكان قد اشترى ما حوله من القبور فأضاف ذلك إليه ونبش الوتى منها فقبض ال‬
‫له من نبشه من قبه بعد دفنه جزاء وفاقا‬
‫ممد بن عبدال بن العباس بن عبدالميد‬
‫أبو عبدال الران كان آخر من بقي من الشهود القبولي عند أب السن الدامغان وقد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪250‬‬

‫سع الديث وكان لطيفا ظريفا جع كتابا ساه روضة الدباء فيها نتف حسنة قال ابن الوزي زرته يوما فأطلت اللوس عنده فقلت أقوم فقد ثقلت فأنشدن ‪ ...‬لئن سئت إبراما وثقل ‪...‬‬
‫‪ ...‬زيارات ورفعت بن قدري ‪ ...‬فما أبرمت إل حبل ودي ‪ ...‬ول ثقلت إل ظهر شكري‬
‫مرجان الادم‬
‫كان يقرأ القراءات وتفقه لذهب الشافعي وكان يتعصب على النابلة ويكرههم ويعادي‬
‫الوزير ابن هبية‬
‫وابن الوزي معاداة شديدة ويقول لبن الوزي مقصودي قلع مذهبكم وقطع ذكركم ولا توف ابن هبية ف هذه السنة قوي على بن الوزي وخافه ابن الوزي فلما توف ف هذه السنة فرح‬
‫ابن الوزي فرحا شديدا توف ( ف ذي القعدة منها‬
‫ابن التلميذ‬
‫الطبيب الاذق الاهر اسه هبة ال بن صاعد توف ) عن خس وتسعي سنة وكان موسعا عليه ف الدنيا وله عند الناس وجاهة كبية وقد توف قبحه ال على دينه ودفن بالبيعة العتيقة ل رحه‬
‫ال إن كان مات نصرانيا فإنه كان يزعم أنه مسلم ث مات على دينه الوزير ابن هبية يي بن ممد بن هبية أبو الظفر الوزير للخلفة عون الدين مصنف كتاب الفصاح وقد قرأ القرآن‬
‫وسع الديث وكانت له معرفة جيدة بالنحو واللغة والعروض وتفقه على مذهب المام أحد وصنف كتبا جيدة مفيدة من ذلك الفصاح ف ملدات شرح فيه الديث وتكلم على مذاهب‬
‫العلماء وكان على مذهب السلف ف العتقاد وقد كان فقيا لمال له ث تعرض للخدمة الىأن وزر للمقتفي ث لبنه الستنجد وكان من خيار الوزراء وأحسنهم سية وأبعدهم عن الظلم‬
‫وكان ل يلبس الرير وكان القتفي يقول ما وزر لبن العباس مثله وكذلك ابنه الستنجد وكان الستنجد معجبا به قال مرجان الادم سعت أمي الؤمني الستنجد بنشد لبن هبية وهو بي‬
‫يديه من شعره ‪ ...‬صفت نعمتان خصتاك وعمتا ‪ ...‬فذكرها حت القيامة يذكر ‪ ...‬وجودك والدنيا إليك فقية ‪ ...‬وجودك والعروف ف الناس ينكر ‪ ...‬فلوا رام يا يي مكانك جعفر ‪...‬‬
‫ويي لكفا عنه يي وجعفر ‪ ...‬ول ار من ينوي لك السوءيا أبا ‪ ...‬الظفر إل كنت أنت الظفر ‪ ...‬وقد كان يبالغ ف إقامة الدولة العباسية وحسم مادة اللوك السلجوقية عنهم بكل مكن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪251‬‬

‫حت استقرت اللفة ف العراق كله ليس للملوك معهم حكم بالكلية ول المد وكان يعقد ف داره للعلماء ملسا للمناظرة يبحثون فيه ويناظرون عنده يستفيد منهم ويستفيدون منه فأتفق‬
‫يوما أنه كلم رجل من الفقهاء كلمة فيها بشاعة قال له يا حار ث ندم فقال أريد أن تقول ل كما قلت لك فأمتنع ذلك الرجل فصاله على مائت دينار مات فجأة ويقال إنه سه طبيب فسم‬
‫ذلك الطبيب بعد ستة أشهر وكان الطبيب يقول سمته فسممت مات يوم الحد الثان عشر من جادى الول من هذه السنة عن إحدى وستي سنة وغسله ابن الوزي وحضر جنازته خلق‬
‫كثي وجم غفي جدا وغلقت السواق وتباكىالناس عليه ودفن بالدرسة الت أنشأها بباب البصرة رحه ال وقد رثاه الشعراء براثي كثية ث دخلت سنة إحدى وستي وخسمائة‬
‫فيها فتح نور الدين ممود حصن النيطرة من الشام وقتل عنده خلق كثي من الفرنج وغنم أموال جزيلة وفيها هرب عز الدين بن الوزير ابن هبية من السجن ومعه ملوك تركي فنودي عليه‬
‫ف البلد من رده فله مائة دينار ومن وجد عنده هدمت داره وصلب على بابا وذبت أولده بي يديه فدلم رجل من العراب عليه فأخذ من بستان فضرب ضربا شديدا وأعيد إل السجن‬
‫وضيق عليه وفيها أظهر الروافض سب الصحابة وتظاهروا بأشياء منكرة ول يكونوا يتمكنون منها ف هذه العصار التقدمة خوفا من ابن هبية ووقع بي العوام كلم فيما يتعلق بلق القرآن‬
‫وحج بالناس برغش ومن توف فيها من العيان‬
‫السن بن العباس‬
‫ابن أب الطيب بن رستم أبو عبد ال الصبهان كان من كبار الصالي البكائي قال حضرت يوما ملس ما شاده وهو يتكلم على الناس فرأيت رب العزة ف هذه الليلة وهو يقول ل وقفت‬
‫على مبتدع وسعت كلمه لحرمنك النظر ف الدنيا فأصبح ليبصر وعيناه مفتوحتان كأنه بصي‬
‫عبد العزيز بن السن‬
‫ابن الباب الغلب السعدي القاضي أبو العال البصرى العروف بأبن الليس لنه كان يالس صاحب مصر وقد ذكره العماد ف الريدة وقال كان له فضل مشهور وشعر مأثور فمن ذلك‬
‫قوله‬
‫ومن عجب أن السيوف لديهم ‪ ...‬تيض دماء والسيوف ذكور ‪ ...‬وأعجب من ذا أنا ف اكفهم ‪ ...‬تأجج نارا والكف بور ‪...‬‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪252‬‬

‫الشيخ عبد القادر اليلي‬


‫ابن أب صال أبو ممد اليلي ولد سنة سبعي وأربعمائة ودخل بغداد فسمع الديث وتفقه على أب سعيد الخرمي النبلي وقد كان بن مدرسة ففوضها إل الشيخ عبد القادر فكان يتكلم‬
‫على الناس با ويعظهم وانتفع به الناس انتفاعا كثيا وكان له ست حسن وصمت غي المر بالعروف والنهي عن النكر وكان فيه تزهد كثي وله أحوال صالة ومكاشفات ولتباعه وأصحابه‬
‫فيه مقالت ويذكرون عنه اقوال وأفعال ومكاشفات اكثرها مغالة وقد كان صالا ورعا وقد صنف كتاب الغنية وفتوح الغيب وفيهما اشياء حسنة وذكر فيهما أحاديث ضعيفة وموضوعة‬
‫وبالملة كان من سادات الشايخ [ توف ] وله تسعون سنة ودفن بالدرسة الت كانت له‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وستي وخسمائة‬
‫فيها اقبلت الفرنج ف جحافل كثية إل الديار الصرية وساعدهم الصريون فتصرفوا ف بعض البلد فبلغ ذلك أسد الدين شيكوه فاستأذن اللك نور الدين ف العود إليها وكان كثي النق‬
‫على الوزير شاور فأذن له فسار إليها ف ربيع الخر ومعه ابن أخيه صلح الدين يوسف بن أيوب وقد وقع ف النفوس أنه سيملك الديار الصرية وف ذلك يقول عرقلة السمى بسان الشاعر‬
‫‪ ...‬والتراك قد أزمعت ‪ ...‬مصر إل حرب العاريب ‪ ...‬رب كما ملكها يوسف ‪ ...‬الصدي من أولد يعقوب فملكها ف عصرنا يوسف ‪ ...‬الصادق من أولد أيوب ‪ ...‬من ل يزل ضراب‬
‫‪ ...‬هام العدا ‪ ...‬حقا وضراب العراقيب‬
‫ولا بلغ الوزير شاور قدوم أسد الدين واليش معه بعث إل الفرنج فجاؤا من كل فج إليه وبلغ أسد الدين ذلك من شأنم وإنا معه ألفا فارس فاستشار من معه من المراء فكلهم أشار عليه‬
‫بالرجوع إل نور الدين لكثية الفرنج إل اميا واحدا يقال له شرف الدين برغش فأنه قال من خلف القتل والسر فليقعد ف بيته عند زوجته ومن أكل أموال الناس فل يسلم بلدهم إل‬
‫العدو وقال مثل ذلك ابن أخيه صلح الدين يوسف بن أيوب فعزم ال لم فساروا نو الفرنج فاقتتلوا هم وإياهم قتال عظيما فقتلوا من الفرنج مقتلة عظيمة وهزموهم ث قتلوا منهم خلقا ل‬
‫يعلمهم إل ال عز وجل ول المد‬
‫فتح السكندرية على يدي أسد الدين شيكوه ث أشار أسد الدين بالسي [ إل إلسكندرية ] فملكها وجبن أموالا واستناب عليها ابن أخيه صلح الدين يوسف وعاد إل الصعيد فملكه‬
‫وجع منه أموال جزيلة جدا ث إن الفرنج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪253‬‬

‫والصريي اجتمعوا على حصار السكندرية ثلثة أشهر لينتزعوها من يد صلح الدين وذلك ف غيبة عمه ف الصعيد وأمتنع فيها صلح الدين أشد المتناع ولكن ضاقت عليهم القوات‬
‫وضاق عليهم الال جدا فسار إليهم أسد الدين فصاله شاور الوزير عن السكندرية بمسي ألف دينار فأجابه إل ذلك وخرج صلح الدين منها وسلمها إل الصريي وعاد إل الشام ف‬
‫منتصف شوال وقرر شاور للفرنج على مصر ف كل سنة مائة ألف دينار وأن يكون لم شحنة بالقاهرة وعادوا إل بلدهم بعد أن كان اللك نور الدين أعقبهم ف بلدهم وفتح من بلدهم‬
‫حصونا كثية وقتل منهم خلقا من الرجال وأسر جا غفيا من النساء والطفال وغنم شيئا كثيا من المتعة والموال ول المد وكان معه أخوه قطب الدين مودود فأطلق له الرقة فسار‬
‫فتسلمها وفيها ف شعبان منها كان قدوم العماد الكاتب من بغداد إل دمشق وهو أبو حامد ممد بن ممد الصبهان صاحب الفتح القدسي والبق الشامي والريدة وغي ذلك من الصنفات‬
‫فأنزله قاضي القضاة كمال الدين الشهرزورى بالدرسة النورية الشافعية داخل باب الفرج فنسبت إليه لسكناه با فيقال لا العمادية ث ول تدريسها ف سنة سبع وستي بعد الشيخ الفقيه ابن‬
‫عبد وأول من جاء للسلم عليه نم الدين أيوب كانت له وبه معرفة من تكريت فامتدحه العماد بقصيدة ذكرها أبو شامة وكان أسد الدين وصلح الدين بصر فبشره فيها بولية صلح‬
‫الدين الديار الصرية حيث يقول ‪ ...‬ويستقر بصر يوسف وبه ‪ 5‬تقر بعد التنائي عي يعقوب ‪ ...‬ويتلقى يوسف فيها باخوته ‪ ...‬وال يمعهم من غي تثريب ‪ ...‬ث تول عمادالدين زنكي‬
‫الدين كتابة النشاء للملك نور الدين ممود ومن توف فيها من العيان‬
‫برغش أمي الاج سني متعدده‬
‫كان مقدما على العساكر خرج من بغداد لقتال شلة التركمان فسقط عن فرسه فمات‬
‫أبو العال الكاتب‬
‫ممد بن السن بن ممد بن علي بن حدون صاحب التذكرة المدونية وقد ول ديوان الزمام مدة توف ف ذي القعدة ودفن بقابر قريش‬
‫الرشيد الصدف‬
‫كان يلس بي يدي العبادي على الكرسي كانت له شيبة وست ووقار وكان يدمن حضور السماعات ويرقص فاتفق أنه مات وهو يرقص ف بعض السماعات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪254‬‬

‫ث دخلت سنة ثلث وستي وخسمائة‬


‫ف صفر منها وصل شرف الدين أبو جعفر بن البلدي من واسط إل بغداد فخرج اليش لتلقيه والنقيبان والقاضي ومشى الناس بي يديه إل الديوان فجلس ف دست الوزاره وقرىء عهده‬
‫ولقب بالوزير شرف الدين جلل السلم معز دولة سيد الوزراء صدر الشرق والغرب وفيها أفسدت خفاجة ف البلد ونبوا القرى فخرج إليهم جيش من بغداد فهربوا ف الباري فانسر‬
‫اليش عنهم خوفا من العطش فكروا على اليش فقتلوا منهم خلقا وأسروا آخرين وكان قد اسر اليش منهم خلقا فصلبوا على السوار منها وصلت امرأة اللك نور الدين ممود ابن زنكى‬
‫إل بغداد تريد الج من هناك وهى الست عصمت وف شوال عصمت الدين خاتون بنت معي الدين ومعها الدم والدام وفيهم صندل الادم وحلت لا المامات وأكرمت غاية الكرام‬
‫وفيها مات قاضي قضاة بغداد جعفر فشغر البلد عن حاكم ثلثا وعشرين يوما حت الزموا روح بن الدثن قاضي القضاة ف رابع رجب ومن توف فيها من العيان‬
‫جعفر بن عبد الواحد‬
‫أبو الباكات الثقفي قاضي قضاة بغداد بعد أبيه ولد سنة تسع وعشرين وخسمائة وسبب وفاته انه طلب منه مال وكلمه الوزير ابن البلدي كلما خشنا فخاف فرمى الدم ومات‬
‫أبو سعد السمعان‬
‫عبد الكري بن ممد بن منصور أبو سعد السمعان رحل إل بغداد فسمع با وذيل على تاريها للخطيب البغدادي وقد ناقشه ابن الوزي ف النتظم وذكر عنه أنه كان يتعصب على أهل‬
‫مذهبه ويطعن ف جاعة منهم وانه يترجم بعبارة عامية مثل قوله عن بعض الشيخات إنا كانت عفيفة وعن الشاعر الشهور بيص بيص إنه كانت له أخت يقال لا دخل خرج وغي ذلك‬
‫عبد القاهر بن ممد‬
‫ابن عبد ال أبو النجيب السهروردي كان يذكر أنه من سللة أب بكر الصديق رضي ال تعال عنه سع الديث وتفقه وأفت ودرس بالنظامية وابتن لنفسه مدرسة ورباطا وكان مع ذلك‬
‫متصوفا يعظ الناس ودفن بدرسته‬
‫ممد بن عبد الميد‬
‫ابن أب السي أبو الفتح الرازي العروف بالعلء العال وهو من أهل سرقند وكان من الفحول ف الناظرة وله طريقة ف اللف والدل يقال لا التعليقة العالية قال ابن الوزي وقد قدم‬
‫بغداد وحضر ملسي وقال أبو سعد السمعان كان يدمن شرب المر قال وكان يقول ليس ف الدنيا أطيب من كتاب الناظرة وباطية من خر أشرب منها قال ابن الوزي ث بلغن عنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪255‬‬

‫أنه أقلع عن شرب المر والناظرة وأقبل على النسك والي‬


‫يوسف بن عبد ال‬
‫ابن بندار الدمشقي مدرس النظامية ببغداد تفقه على اسعد اليهن وبرع ف الناظرة وكان يتعصب للشعرية وقد بعث رسول ف هذه السنة إل شلة التركمان فمات ف تلك البلد‬
‫ث دخلت سنة أربع وستي وخسمائة‬
‫فيها كان فتح مصر على يدي المي أسد الدين شيكوه وفيها طغت الفرنج بالديار الصرية وذلك انم جعلوا شاور شحنة لم با وتكموا ف أموالا ومساكنها أفواجا ول يبق شئ من أن‬
‫يستحوذوا عليها ويرجوا منها أهلها من السلمون وقد سكنها أكثر شجعانم فلما سع الفرنج بذلك جاؤا إليها من كل فج وناحية صحبة ملك عسقلن ف جحافل هائلة فأول ما أخذوا‬
‫مدينة بلبيس وقتلوا من أهلها خلقا وأسروا آخرين ونزلوا با وتزكوا با اثقالم وجعلوها موئل ومعقل لم ث ساروا فنلوا على القاهرة من ناحية باب البقية فأمر الوزير شاور الناس أن‬
‫يرقوا مصر وأن ينتقل الناس منها إل القاهرة فنهبوا البلد وذهب للناس أموال كثية جدا وبقيت النار تعمل ف مصر أربعة وخسي يوما فعند ذلك أرسل صاحبها العاضد يستغيث بنور الدين‬
‫وبعث إليه بشعور نسائه يقول أدركن واستنقذ نسائي من أيدي الفرنج والتزم له بثلث خراج مصر على ان يكون أسد الدين مقيما با عندهم والتزم له بإقطاعات زائدة على الثلث فشرع‬
‫نور الدين ف تهيز اليوش إل مصر فلما استشعر الوزير شاور بوصول السلمي أرسل إل ملك الفرنج يقول قد عرفت مبت ومودت لكم ولكن العاضد والسلمي ل يوافقون على تسليم‬
‫البلد وصالهم ليجعوا عن البلد بألف ألف دينار وعجل لم من ذلك ثانائة ألف دينار فانشمروا راجعي إل بلدهم خوفا من عساكر نور الدين وطمعا ف العودة إليها مرة ثانية ومكروا‬
‫ومكر ال وال خي الاكرين ث شرع الوزير شاور ف مطالبة الناس بالذهب الذي صال به الفرنج وتصيله وضيق على الناس مع ما نالم من الضيق والريق والوف فجب ال مصابم بقدوم‬
‫عساكر السلمي عليهم وهلك الوزير على يديهم وذلك أن نور الدين استدعي المي أسد الدين من حص إل حلب فساق إليه هذه السافة وقطعها ف يوم واحد فإنه قام من حص بعد أن‬
‫صلى وسلم الصبح ث دخل منله فأصاب فيه شيئا من الزاد ث ركب وقت طلوع الشمس فدخل حلب على السلطان نور الدين من آخر ذلك اليوم يقال إن هذا ل يتفق لغيه إل للصحابة‬
‫فسر بذلك نور الدين على العساكر وأنعم عليه بائت ألف دينار وأضاف إليه من المراء والعيان كل منهم يبتغي بسيه رضى ال والهاد ف سبيله وكان من جلة المراء ابن أخيه صلح‬
‫الدين يوسف بن أيوب ول يكن منشرحا لروجه هذا بل كان كارها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪256‬‬

‫له وقد قال ال تعال [ قل اللهم مالك اللك ] الية وأضاف إليه ستة آلف من التركمان جعل أسد الدين مقدما على هذه العساكر كلها فساربم من حلب إل دمشق ونور الدين معهم‬
‫فجهزه من دمشق إل الديار الصرية وأقام نور الدين بدمشق ولا وصلت اليوش النورية إل الديار الصرية وجدوا الفرنج قد انشمروا عن القاهرة راجعي إل بلدهم بالصفقة الاسرة وكان‬
‫وصوله إليها ف سابع ربيع الخر فدخل المي أسد الدين على العاضد ف ذلك اليوم فخلع عليه خلعة سنية فلبسها وعاد إل ميمه بظاهر البلد وفرح السلمون بقدومه واجريت عليهم‬
‫الرايات وحلت إليهم التحف والكرامات وخرج وجوه الناس إل الخيم خدمة لسد الدين وكان فيمن جاء إليه الخيم الليفة العاضد متنكرا فأسر إليه أمورا مهمة منها قتل الوزير شاور‬
‫وقرر ذلك معه واعظم أمر المي أسد الدين ولكن شرع ياطل با كان إلتزمه للملك نور الدين وهو مع ذلك يتردد إل أسد الدين ويركب معه وعزم على عمل ضيافة له فنهاه أصحابه عن‬
‫الضور خوفا عليه من غائلته وشاوروه ف قتل شاور فلم يكنهم المي أسد الدين من ذلك فلما كان ف بعض اليام جاء شاور إل منل أسد الدين فوجده قد ذهب لزيارة قب الشافعي وإذا‬
‫ابن أخيه يوسف هنالك فأمر صلح الدين يوسف بالقبض على الوزير شاور ول يكنه قتله إل بعد مشاورة عمه أسد الدين وأنزم أصحابه فأعلموا العاضد لعله يبعث ينقذه فأرسل العاضد إل‬
‫المي أسد الدين يطلب منه رأسه فقتل شاور وأرسلوا برأسه إل العاضد ف سابع عشر ربيع الخر ففرح السلمون بذلك وامر أسد الدين بنهب دار شاور فنهبت ودخل أسد الدين على‬
‫العاضد فاستوزره وخلع عليه خلعة عظيمة ولقبه اللك النصور فسكن دار شاور وعظم شأنه هنالك ولا بلغ نور الدين خب فتح مصر فرح بذلك وقصدته الشعراء بالتهنئة غي انه ل ينشرح‬
‫لكون أسد الدين صار وزيرا للعاضد وكذلك لا انتهت الوزارة إل ابن أخيه صلح الدين فشرع نور الدين ف إعمال اللية ف إزالة ذلك فلم يتمكن ول قدر عليه ول سيما أنه بلغه أن‬
‫صلح الدين استحوذ على خزائن العاضد كما سيأت بيانه إن شاء ال وال أعلم وأرسل أسد الدين إل القصر يطلب كاتبا فأرسلوا إليه القاضي الفاضل رجاء أن يقبل منه إذا قال وأفاض فيما‬
‫كانوا يؤملون وبعث أسد الدين العمال ف العمال واقطع القطاعات وول الوليات وفرح بنفسه أياما معدودات فأدركه حامه ف يوم السبت الثان والعشرين من جادى الخرة من هذه‬
‫السنة وكانت وليته شهرين وخسة أيام فلما توف أسد الدين رحه ال أشار المراء الشاميون على العاضد بتولية صلح الدين يوسف الوزارة بعد عمه فوله العاضد الوزارة وخلع عليه خلعة‬
‫سنية ولقبه اللك الناصر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪257‬‬

‫صفة اللعة الت لبسها صلح الدين‬


‫ما ذكره أبو شامة ف الروضتي عمامة بيضاء تنيسي بطرف ذهب وثوب ديبقي بطراز ذهب وجبة بطراز ذهب وطيلسان بطراز مذهبة وعقد جوهر بعشرة آلف دينار وسيف ملى بمسة‬
‫آلف دينار وحجرة بثمانية آلف دينار وعليها طوق ذهب وسرفسار ذهب موهر وف راسها مائتا حبة جوهر وف قوائمها أربعة عقود جوهر وف رأسها قصبة ذهب فيها تندة بيضاء بأعلم‬
‫بيض ومع اللعة عدة بقج وخيل وأشياء أخر ومنشور الوزارة ملفوف بثوب أطلس أبيض وذلك ف يوم الثني الامس والعشرين من جادى الخرة من هذه السنة وكان يوما مشهودا وسار‬
‫اليش بكماله ف خدمته ل يتخلف عنه سوى عي الدولة الياروقي وقال ل أخدم يوسف بعد نور الدين ث سار بيشه إل الشام فلمه نور الدين على ذلك وأقام اللك صلح الدين بصر‬
‫بصفة نائب للملك نور الدين يطب له على النابر بالديار الصرية ويكاتبه بالمي السفهلر صلح الدين ويتواضع له صلح الدين ف الكتب والعلمة لكن قد إلتفت عليه القلوب وخضعت‬
‫له النفوس وأضطهد العاضد ف أيامه غاية الضطهاد وارتفع قدر صلح الدين بي العباد بتلك البلد وزاد ف إقطاعات الذين معه فاحبوه واحترموه وخدموه وكتب إليه نور الدين يعنفه على‬
‫قبول الوزارة بدون مرسومه وأمره أن يقيم حساب الديار الصرية فلم يلتفت صلح الدين إل ذلك وجعل نور الدين يقول ف غضون ذلك ملك ابن أيوب وارسل [ صلح الدين ] إل نور‬
‫الدين يطلب منه أهله وإخوته وقرابته فأرسلهم إليه وشرط عليهم السمع والطاعة له فاستقر أمره بصر وتوطأت دولته بذلك وكمل أمره وتكن سلطانه وقويت أركانه وقد قال بعض الشعراء‬
‫‪ ...‬ف القتل صلح الدين لشاور الوزير ‪ ...‬هيا لصر حور يوسف ملكها ‪ ...‬بأمر من الرحن كان موقوتا ‪ ...‬وما كان فيها قتل يوسف شاورا ‪ ...‬ياثل إلقتل داود جالوتا‬
‫قال أبو شامة وقتل العاضد ف هذه السنة أولد شاور وهم شجاع اللقب بالكامل والطاري اللقب بالعظم وأخوها الخر اللقب بفارس السلمي وطيف برؤسهم ببلد مصر‬
‫ذكر قتل الطواشي مؤتن اللفة وأصحابه على يدي صلح الدين وذلك أنه كتب من دار اللفة بصر إل الفرنج ليقدموا إل الديار الصرية ليخرجوا منها اليوش السلمية الشامية وكان‬
‫الذي يفد بالكتاب إليهم الطواشي مؤتن اللفة مقدم العساكر بالقصر وكان حبشيا وارسل الكتاب مع إنسان أمن إليه فصادفه ف بعض الطريق من أنكر حاله فحمله إل اللك صلح الدين‬
‫فقرره فأخرج الكتاب ففهم صلح الدين الال فكتمه واستشعر الطواشي مؤتن الدولة أن صلح الدين قد أطلع على المر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪258‬‬

‫فلزم القصر مدة طويلة خوفا على نفسه ث عن له ف بعض اليام أن خرج إل الصيد فأرسل صلح الدين إليه من قبض عليه وقتله وحل رأسه إليه ث عزل جيع الدام الذين يلون خدمة‬
‫القصر واستناب على القصر عوضهم باء الدين قراقوش وأمره أن يطالعه بميع المور صغارها وكبارها وقعة السودان‬
‫وذلك أنه لا قتل الطواشي مؤتن اللفة البشي وعزل بقية الدام غضبوا لذلك واجتمعوا قريبا من خسي ألفا فاقتتلوا هم وجيش صلح الدين بي القصرين فقتل خلق كثي من الفريقي‬
‫وكان العاضد ينظر من القصر إل العركة وقد قذف اليش الشامي من القصر بجارة وجاءهم منه سهام فقيل كان ذلك بأمر العاضد وقيل ل يكن بأمره ث إن أخا الناصر نورشاه شس الدولة‬
‫وكان حاضرا للحرب قد بعثه نور الدين لخيه ليشد ازره أمر بإحراق منظرة العاضد ففتح الباب ونودي إن أمي الؤمني يأمركم أن ترجوا هؤلء السودان من بي اظهركم ومن بلدكم‬
‫فقوي الشاميون وضعف جأش السودان جدا وأرسل السلطان إل ملة السودان العروفة بالنصورة الت فيها دورهم وأهلوهم بباب زويلة فأحرقها فولوا عند ذلك مدبرين وركبهم السيف‬
‫فقتل منهم خلقا كثيا ث طلبوا المان فأجابم إل ذلك وأخرجهم إل اليزة ث خرج لم شس الدولة نورشاه أخو اللك صلح الدين فقتل أكثرهم أيضا ول يبق منهم إل القليل فتلك بيوتم‬
‫خاوية با ظلموا وفيها افتتح نور الدين قلعة جعب وانتزعها من يد صاحبها شهاب الدين مالك بن علي العقيلي وكانت ف أيديهم من أيام السلطان ملكشاه وفيها احترق جامع حلب فجدده‬
‫نور الدين وفيها مات ماروق الذي تنسب إليه الحلة بظاهر حلب ومن توف فيها من العيان‬
‫سعد ال بن نصر بن سعيد الدجاجي‬
‫أبو السن الواعظ النبلي ولد سنة ثاني وأربعمائة وسع الديث وتفقه ووعظ وكان لطيف الوعظ وقد اثن عليه ابن الوزي ف ذلك وذكر أنه سئل مرة عن أحاديث الصفات فنهى عن‬
‫التعرض لذلك وأنشد‬
‫اب الغائب الغضبان يا نفس ان ترضى ‪ ...‬وأنت الذي صيت طاعته فرضا ‪ ...‬فل تجري من ل تطيقي هجره ‪ ...‬وإن هم بالجران خديك والرضا ‪ ...‬وذكر ابن الوزي عنه أنه قال ‪...‬‬
‫خفت مرة من الليفة فهتف ب هاتف ف النام وقال ل اكتب ‪ ...‬ادفع بصبك حادث اليام ‪ ...‬وترج لطف الواحد العلم ‪ ...‬لتيأسن وإن تضايق كربا ‪ ...‬ورماك ريب صروفها بسهام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪259‬‬

‫فله تعال بي ذلك فرجة ‪ ...‬تفى على الفهام والوهام ‪ ...‬كم من نا من بي أطراف القنا ‪ ...‬وفريسة سلمت من الضرغام ‪ ...‬توف ف شعبان منها عن أربع وثاني سنة ودفن عند رباط‬
‫الزوري ث نقل إل مقبة المام أحد‬
‫شاور بن مي الدين‬
‫أبو شجاع السعدي اللقب أمي اليوش وزير الديار الصرية أيام العاضد وهو الذي انتزع الوزارة من يدي رزيك وهو أول من أستكتب القاضي الفاضل استدعى به من اسكندرية من باب‬
‫السدرة فحظي عنده وأنصر منه الكتاب بالقصر لا رأوا من فضله وفضيلته وقد امتدحه الشعراء منهم عمارة اليمن حيث يقول ‪ ...‬ضجر الديد من الديد وشاور ‪ ...‬من نصر دين ممد ل‬
‫يضجر ‪ ...‬حلف الزمان ليأتي بثله ‪ ...‬حنثت بيمنك يا زمان فكفر ‪ ...‬ول يزل أمره قائما إل أن ثار عليه المي ضرغام بن سوار فالتجأ إل نور الدين فارسل معه المي أسد الدين شيكوه‬
‫فنصروه على عدوه فنكث عهده فلم يزل أسد الدين حنقا عليه حت قتله ف هذه السنة على يدي ابن أخيه صلح الدين ضرب عنقه بي يدي المي جردنك ف السابع عشر من ربيع الخر‬
‫واستوزر بعده أسد الدين فلم تطل مدته بعده إل شهرين وخسة أيام قال ابن خلكان هو أبو شجاع شاور بن مي الدين بن نزار بن عشائر بن شاس بن مغيث ابن حبيب بن الارث بن ربيعة‬
‫بن ميس بن أب ذؤيب عبد ال وهو والد حليمة السعدية كذا قال وفيما قال نظر لقصر هذا النسب لبعد الدة وال أعلم‬
‫شيكوه بن شادي‬
‫أسد الدين الكردي الزرزاري وهم أشرف شعوب الكراد وهو من قرية يقال لا درين من أعمال أذربيجان خدم هو وأخوه نم الدين أيوب وكان الكب المي ماهد الدين نروز الادم‬
‫شحنة العراق فاستناب نم الدين أيوب على قلعة تكريت فاتفق أن دخلها عمادالدين زنكي هاربا من قراجا الساقى فأحسنا إليه وخدماه ث اتفق أنه قتل رجل من العامة فأخرجهما نروز من‬
‫القلعة فصارا إل زنكي بلب فأحسن إليهما ث حظيا عند ولده نور الدين ممود فاستناب أيوب على بعلبك وأقر ولده نور الدين وصار أسد الدين عند نور الدين أكب امرائه وأخصهم عنده‬
‫وأقطعه الرحبة وحص مع ماله عنده من القطاعات وذلك لشهامته وشجاعته وصرامته وجهاده ف الفرنج ف أيام معدودات ووقعات معتبات ول سيما يوم فتح دمشق وأعجب من ذلك ما‬
‫فعله بديار مصر بل ال بالرحة ثراه وجعل النة مأواه وكانت وفاته يوم السبت فجأة بانوق حصل له وذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪260‬‬

‫ف الثان والعشرين من جادى الخرة من هذه السنة رحه ال قال أبو شامة وإليه تنسب الانقاة السدية بالشرق القبلي ث آل المر من بعده إل ابن أخيه صلح الدين يوسف ث استوسق له‬
‫اللك والمالك هنالك‬
‫ممد بن عبد ال بن عبد الواحد‬
‫ابن سليمان العروف بابن البطي سع الديث الكثي واسع ورحل إليه وقارب التسعي‬
‫ممد الفارقي‬
‫أبو عبد ال الواعظ يقال إنه كان يفظ نج البلغة ويعب ألفاظه وكان فصيحا بليغا يكتب كلمه ويروي عنه كتاب يعرف بالكم الفارقية‬
‫العمر بن عبد الواحد‬
‫ابن رجار أبو أحد الصبهان أحد الفاظ الوعاظ وروى عن أصحاب أب نعيم وكانت له معرفة جيدة بالديث توف وهو ذاهب إل الج بالبادية رحه ال‬
‫ث دخلت سنة خس وستي وخسمائة‬
‫ف صفر منها حاصرت الفرنج مدينة دمياط من بلد مصر خسي يوما بيث ضيقوا على أهلها وقتلوا أما كثية جاءوا إليها من الب والبحر رجاء ان يلكوا الديار الصرية وخوفا من استيلء‬
‫السلمي على القدس فكتب صلح الدين إل نور الدين يستنجده عليهم ويطلب منه أن يرسل إليه بإمداد من اليوش فإنه إن خرج من مصر خلفه أهلها بسوء وإن قعد عن الفرنج أخذوا‬
‫دمياط وجعلوها معقل لم يتقوون با على أخذ مصر فأرسل إليه نور الدين ببعوث كثية يتبع بعضها بعضا ث إن نور الدين اغتنم غيبة الفرنج عن بلدانم فصمد إليهم ف جيوش كثية فجاس‬
‫خلل ديارهم وغنم من أموالم وقتل وسب شيئا كثيا وكان من جلة من ارسله إل صلح الدين أبوه المي نم الدين أيوب ف جيش من تلك اليوش ومعه بقية أولده فتلقاه اليش من‬
‫مصر وخرج العاضد لتلقيه إكراما لولده وأقطعه اسكندرية ودمياط وكذلك لبقية أولده وقد أمد العاضد صلح الدين ف هذه الكائنة بألف ألف دينار حت انفصلت الفرنج عن دمياط‬
‫وأجلت الفرنج عند مياط لنه بلغهم أن نور الدين قد غزا بلدهم وقتل خلقا من رجالم وسب كثيا من نسائهم وأطفالم وغنم من أموالم فجزاه ال عن السلمي خيا ث سار نور الدين ف‬
‫جادى الخرة إل الكرخ ليحاصرها وكانت من أمنع البلد وكاد أن يفتحها ولكن بلغه أن مقدمي من الفرنج قد أقبل نو دمشق فخاف ان يلتف عليهما الفرنج فترك الصار واقبل نو‬
‫دمشق فحصنها ولا أنلت الفرنج عن دمياط فرح نور الدين فرحا شديدا وأنشد الشعراء كل منهم ف ذلك قصيدا وقد كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪261‬‬

‫اللك نور الدين شديد الهتمام قوي الغتمام بذلك حت قرأ عليه بعض طلبة الديث جزءا ف ذلك فيه حديث مسلسل بالتبسم فطلب منه أن يبتسم ليصل التسلسل فامتنع من ذلك وقال‬
‫إن لستحي من ال أن يران مبتسما والسلمون ياصرهم الفرنج بثغر دمياط وقد ذكر الشيخ أبو شامة أن إمام مسجد أب الدرداء بالقلعة النصورة رأى ف تلك الليلة الت أجلي فيها الفرنج‬
‫عن دمياط رسول ال ( ص ) وهو يقول سلم على نور الدين وبشره بان الفرنج قد رحلوا عن دمياط فقلت يا رسول ال بأي علمة فقال بعلمة ماسجد يوم تل حارم وقال ف سجوده اللهم‬
‫انصر دينك ومن هو ممود الكلب فلما صلى نور الدين عنده الصبح بشره بذلك وأخبه بالعلمة فلما جاء إل عند ذكر ( من هو ممود الكلب ) انقبض من قول ذلك فقال له نور الدين‬
‫قل ما أمرك به رسول ال ( ص ) فقال صدقت وبكى نور الدين تصديقا وفرحا بذلك ث كشفوا فإذا المر كما أخب ف النام قال العماد الكاتب وف هذه السنة عمر اللك نور الدين جامع‬
‫داريا وعمر مشهد أب سليمان الداران با وشت بدمشق وفيها حاصر الكرك أربعة أيام وفارقه من هناك نم الدين أيوب والد صلح الدين متوجها إل ابنه بصر وقد وصاه نور الدين أن يأمر‬
‫ابنه صلح الدين أن يطب بصر للخليفة الستنجد بال العباسي وذلك أن الليفة بعث يعاتبه ف ذلك وفيها قدم الفرنج من السواحل ليمنعوا الكرك مع ثبيب بن الرقيق وابن القنقري وكانا‬
‫اشجع فرسان الفرنج فقصدها نور الدين ليقابلهما فحادا عن طريقه وفيها كانت زلزلة عظيمة بالشام والزيرة وعمت أكثر الرض وتدمت أسوار كثية بالشام وسقطت دور كثية على‬
‫أهلها ول سيما بدمشق وحص وحاه وحلب وبعلبك سقطت أسوارها واكثر قلعتها فجدد نور الدين عمارة أكثر ماوقع بذه الماكن و فيها توف‬
‫اللك قطب الدين مودود بن زنكي‬
‫اللك قطب الدين مودود بن زنكي أخو نور الدين ممود صاحب الوصل وله من العمر أربعون سنة ومدة ملكه منها إحدى وعشرون سنة وكان من خيار اللوك مببا إل الرعية عطوفا عليهم‬
‫مسنا إليهم حسن الشكل وتلك من بعده ولده سيف الدين غازي من الست خاتون بنت ترتاش بن إيلغازي بن ارتق أصحاب ماردين وكان مدبر ملكته والتحكم فيها فخر الدين عبد‬
‫السيح وكان ظالا غاشا وفيها كانت حروب كثية بي ملوك الغرب بزيرة الندلس وكذلك كانت حروب كثية بي ملوك الشرق ايضا وحج بالناس فيها وفيما قبلها المي برغش الكبي‬
‫ول ارأحدا من أكابر العيان توف فيها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪262‬‬

‫ث دخلت سنة ست وستي وخسمائة‬


‫فيها كانت وفاة الستنجد وخلفة ابنه الستضيء وذلك أن الستنجد كان قد مرض ف أول هذه السنة ث عوف فيما يبدو للناس فعمل ضيافة عظيمة بسبب ذلك وفرح الناس بذلك ث ادخله‬
‫الطبيب إل المام وبه ضعف شديد فمات ف المام ويقال إن ذلك كان باشارة بعض الدولة على الطبيب استعجال لوته توف يوم السبت بعد الظهر ثان ربيع الخر عن ثان وأربعي سنة‬
‫وكانت مدة خلفته إحدى عشرة سنة وشهرا وكان من خيار اللفاء وأعدلم وأرفقهم بالرعايا ومنع عنهم الكوس والضرائب ول يترك بالعراق مكسا وقد شفع إليه بعض أصحابه ف رجل‬
‫شرير وبذل فيه عشرة آلف دينار فقال له الليفة أنا اعطيك عشرة آلف دينار وائتن بثله لريح السلمي من شره وكان الستنجد أسر طويل اللحية وهو الثان والثلثي من العباسيي‬
‫‪ ...‬وذلك ف المل لم باء ولذا قال فيه بعض الدباء ‪ ...‬أصبحت لب بن العباس جلتها ‪ ...‬إذا عددت حساب المل اللفا‬
‫وكان أمارا بالعروف ناء عن النكر وقد رأى ف منامه رسول ال ( ص ) وهو يقول له قل اللهم أهدن فيمن هديت وعافن فيمن عافيت دعاء القنوت بتمامه وصلي عليه يوم الحد قبل‬
‫الظهر ودفن بدار اللفة ث نقل إل الترب من الرصافة رحه ال تعال‬
‫خلفة الستضيء‬
‫وهو أبو ممد السن بن يوسف الستنجد بن القتفي وأمه أرمنية تدعى عصمت وكان مولده ف شعبان سنة ست وثلثي وخسمائة بويع باللفة يوم مات أبوه بكرة الحد تاسع ربيع الخر‬
‫وبايعه الناس ول يل اللفة أحد اسه السن بعد السن بن علي غي هذا ووافقه ف الكنية أيضا وخلع يومئذ على الناس أكثر من ألف خلعة وكان يوما مشهودا وول قضاء قضاة بغداد‬
‫الروح ابن الدثن يوم المعة حادي عشرين ربيع الخر وخلع على الوزير وهو الستاذ عضد الدولة وضربت على بابه الدبابات ثلثة أوقات الفجر والغرب والعشاء وأمر سبعة عشر أميا‬
‫من الماليك وأذن للوعاظ فتكلموا بعد مامنعوا مدة طويلة لا كان يدث بسبب ذلك من الشرور الطويلة ث كثر احتجاجه ولا جاءت البشارة بوليته إل الوصل قال العماد الكاتب‬
‫قد أضاء الزمان بالستضئ ‪ ...‬وارث البد وابن عم النب ‪ ...‬جاء بالق والشريعة والعد ‪ ...‬ل فيا مرحبا بذا الحي ‪ ...‬فهنيئا لهل بغداد فازوا ‪ ...‬بعد بؤس بكل عيش هن ‪ ...‬ومضى ‪...‬‬
‫إن كان ف الزمن الظ ‪ ...‬ل بالعود ف الزمان الضى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪263‬‬

‫وفيها سار اللك نور الدين إل الرقة فأخذها وكذا نصيبي والابور وسنجار وسلمها إل زوج ابنته ابن أخيه مودود بن عمادالدين ث سار إل الوصل فأقام با أربعة وعشرين يوما وأقرها على‬
‫ابن أخيه سيف الدين غازي بن قطب الدين مودود مع الزيرة وزوجه ابنته الخرى وأمر بعمارة جامعها وتوسعته ووقف على تأسيسه بنفسه وجعل له خطيبا ودرسا للفقه وول التدريس‬
‫للفيقه أب بكر البقان تلميذ ممد بن يي تلميذ الغزال وكتب له منشورا بذلك ووقف على الامع قرية من قرى الوصل وذلك كله بإشارة الشيخ صال العابد عمر الل وقد كانت له زاوية‬
‫يقصد فيها وله ف كل سنة دعوة ف شهر الولد يضر فيه عنده اللوك والمراء والعلماء والوزراء ويتفل بذلك وقد كان اللك نور الدين صاحبه وكان يستشيه ف أموره ومن يعتمده ف‬
‫مهماته وهو الذي أشار عليه ف مدة مقامه ف الوصل بميع ما فعله من اليات فلهذا حصل بقدومه لهل الوصل كل مسرة واندفعت عنهم كل مضرة وأخرج من بي أظهرهم الظال الغاشم‬
‫فخر الدين عبد السيح وساه عبدال وأخذه معه إل دمشق فأقطعه إقطاعا حسنا وقد كان عبدالسيح هذا نصرانيا فأظهر السلم وكان يقال إن له كنيسة ف جوف داره وكان سيء السية‬
‫خبيث السريرة ف حق العلماء والسلمي خاصة ولا دخل نور الدين الوصل كان الذي استأمن له نور الدين الشيخ عمر الل وحي دخل نور الدين الوصل خرج إليه ابن أخيه فوقف بي يديه‬
‫فأحسن إليه وأكرمه وألبسه خلعة جاءته من الليفة فدخل فيها إل البلد ف أبة عظيمة ول يدخل نور الدين الوصل حت قوي الشتاء فإقام با كما ذكرنا فلما كان ف آخر ليلة من إقامته با‬
‫رأى رسول ال ( ص ) يقول له طابت لك بلدك وتركت الهاد وقتال أعداء ال فنهض من فوره إل السفر وما أصبح إل سائرا إل الشام واستقضى الشيخ ابن أب عصرون وكان معه على‬
‫سنجار ونصيبي والابور فاستناب فيها ابن أب عصرون نوابا وأصحابا وفيها عزل صلح الدين قضاة مصر لنم كانوا شيعة وول قضاء القضاة با لصدر الدين عبداللك بن درباس الاردان‬
‫الشافعي فاستناب ف سائر العاملت قضاة شافعية وبن مدرسة للشافعية وأخرى للمالكية واشترى ابن أخيه تقي الدين عمر دارا تعرف بنازل العز وجعلها مدرسة للشافعية ووقف عليها‬
‫الروضة وغيها وعمر صلح الدين اسوار البلد وكذلك أسوار إسكندرية وأحسن إل الرعايا إحسانا كثيا وركب فأغار على بلد الفرنج بنواحي عسقلن وغزة وضرب قلعة كانت لم‬
‫على أيلة وقتل خلقا كثيا من مقاتلتهم وتلقى أهله وهم قادمون من الشام واجتمع شله بم بعد فرقة طويلة وفيها قطع صلح الدين الذان بي على خي العمل من ديار مصر كلها وشرع ف‬
‫تهيد الطبة لبن العباس على النابر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪264‬‬


‫ومن توف فيها من العيان طاهر بن ممد بن طاهر‬
‫أبو زرعة القدسي الصل الرازي الولد المدان الدار ولد سنة إحدى وثاني وأربعمائة وأسعه والده الافظ ممد بن طاهر الكثي وما كان يرويه مسند الشافعي توف بمدان يوم الربعاء‬
‫سابع ربيع الخر وقد قارب التسعي‬
‫يوسف القاضي‬
‫أبو الجاج بن اللل صاحب ديوان النشاء بصر وهو شيخ القاضي الفاضل ف هذا الفن اشتغل عليه فيه فبع حت قدر أنه صار مكانه حي ضعف عن القيام بأعباء الوظيفة لكبه وكان‬
‫القاضي الفاضل يقوم به وبأهله حت مات ث كان بعد موته كثي الحسان إل أهله رحهم ال‬
‫يوسف بن الليفة‬
‫الستنجد بال بن القتفي بن الستظهر تقدم ذكر وفاته وترجته وقد توف بعده عمه أبو نصر ابن الستظهر بأشهر ول يبق بعده أحد من ولد الستظهر وكانت وفاته يوم الثلثاء الثامن والعشرين‬
‫من ذي القعدة منها‬
‫ث دخلت سنة سبع وستي وخسمائة فيها كانت وفاة العاضد صاحب مصر‬
‫ف أول جعة منها فأمر صلح الدين بإقامة الطبة لبن العباس بصر وأعمالا ف المعة الثانية وكان يوما مشهودا ولا انتهى الب إل اللك نور الدين أرسل إل الليفة يعلمه بذلك مع ابن أب‬
‫عصرون شهاب الدين أب العال فزينت بغداد وغلقت السواق وعملت القباب وفرح السلمون فرحا شديدا وكانت قد قطعت الطبة لبن العباس من ديار مصر سنة تسع وخسي وثلثائة‬
‫ف خلفة الطيع العباسي حي تغلب الفاطميون على مصر أيام العز الفاطمي بان القاهرة إل هذا الن وذلك مائتا سنة وثان سني قال ابن الوزي وقد ألفت ف ذلك كتابا سيته النصر على‬
‫مصر‬
‫موت العاضد آخر خلفاء العبيديي والعاضد ف اللغة القاطع ( ليعضد شجرها ) ليقطع وبه قطعت دولتهم واسه عبد ال ويكن بأب ممد بن يوسف الافظ بن الستنصر بن الاكم بن‬
‫العزيز بن العز بن النصور القاهري أب الغنائم بن الهدي أولم كان مولد العاضد ف سنة ست وأربعي فعاش إحدى وعشرين سنة وكانت سيته مذمومة وكان شيعيا خبيثا لو أمكنه قتل كل‬
‫من قدر عليه من أهل السنة واتفق أنه لا استقر أمر اللك صلح الدين رسم بالطبة لبن العباس عن مرسوم اللك نور الدين وذلك أن الليفة بعث إل نور الدين فعاتبه ف ذلك قبل وفاته‬
‫وكان الستنجد إذ ذاك مدنفا مريضا فلما مات تول بعده ولده فكانت الطبة بصر له ث إن العاضد مرض فكانت وفاته ف يوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪265‬‬

‫عاشوراء فحضر اللك صلح الدين جنازته وشهد عزاه وبكى عليه وتأسف وظهر منه حزن كثي عليه وقد كان مطيعا له فيما يأمره به وكان العاضد كريا جوادا سامه ال ولا مات استحوذ‬
‫صلح الدين على القصر با فيه وأخرج منه أهل العاضد إل دار أفردها لم وأجرى عليهم الرزاق والنفقات النية والعيشة الرضية عوضا عما فاتم من اللفة وكان صلح يتندم على إقامة‬
‫الطبة لبن العباس بصر قبل وفاة العاضد وهل صب با إل بعد وفاته ولكن كان ذلك قدرا مقدورا وما نظمه العماد ف ذلك ‪ ...‬توف العاضد الدعي فما ‪ ...‬يفتح ذو بدعة بصر فما ‪...‬‬
‫وعصر فرعونا انقضى وغدا ‪ ...‬يوسفها ف المور متكما ‪ ...‬قد طفئت جرة الغواة وقد ‪ ...‬داخ من الشرك كل ما اضطر ما ‪ ...‬وصار شل الصلح ملتئما ‪ ...‬با وعقد السداد منتظما ‪...‬‬
‫لا غدا مشعرا شعار بن ال ‪ ...‬عباس حقا والباطل اكتتما ‪ ...‬وبات داعي التوحيد منتظرا ‪ ...‬ومن دعاة الشراك منتقما وظل أهل الضلل ف ظلل ‪ ...‬داجية من غبائة وعمى ‪ ...‬وارتكس‬
‫الاهلون ف ظلم ‪ ...‬لا أضاءت منابر العلما ‪ ...‬وعاد بالستضىء معتليا ‪ ...‬بناء حق بعد ما كان منهدما ‪ ...‬أعيدت الدولة الت اضطهدات ‪ ...‬وانتصر الدين بعدما اهتضما ‪ ...‬واهن عطف‬
‫السلم من جلل ‪ ...‬وافتر ثغر السلم وابتسما ‪ ...‬واستبشرت أوجه الدى فرحا ‪ ...‬فليقرع الكفر سنه ندما ‪ ...‬عاد حري العداء منتهك ال ‪ ...‬حى وف الطغاة منقسما ‪ ...‬قصور أهل‬
‫‪ ...‬القصور أخربا ‪ ...‬عامر بيت من الكمال سا ‪ ...‬أزعج بعد السكوت ساكنها ‪ ...‬ومات ذل وأنفه رغما‬
‫وما قيل من الشعر ببغداد يبشر الليفة الستضيء بالطبة له بصر وأعمالا‬
‫ليهنيك يامولي فتح تتابعت ‪ ...‬إليك به خوض الركائب توجف ‪ ...‬أخذت به مصرا وقد حال دونا ‪ ...‬من الشرك يأس ف لا الق يقذف ‪ ...‬فعادت بمد ال باسم إمامنا ‪ ...‬تتيه على ‪...‬‬
‫كل البلد وتشرف ‪ ...‬ول غرو إن ذلت ليوسف مصره ‪ ...‬وكانت إل عليائه تتشوف ‪ ...‬فشابه خلقا وخلقا وعفة ‪ ...‬وكل عن الرحن ف الرض يلف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪266‬‬

‫كشفت با عن آل هاشم سبة ‪ ...‬وعارا أب إل بسيفك يكشف ‪ ...‬وقد ذكر ذلك أبو شامة ف الروضتي وهى أطول من هذه وذكر أن أبا الفضائل السي بن ممد بن بركات الوزير‬
‫أنشدها للخليفة عند موته بعد منام رآه وأراد بيوسف الثان الستنجد وهكذا ذكر ابن الوزي أنا أنشدت ف حياة الستنجد ول يطب با إل لبنه الستضيء فجرى القال باسم اللك الناصر‬
‫صلح الدين يوسف بن أيوب وقد أرسل الليفة إل اللك نور الدين معظمة لا بشر بالطبة له بصر وكذلك للملك صلح الدين إل الديار الصرية ومعها أعلم سود ولواء معقود ففرقت‬
‫على الوامع بالشام وبصر قال ابن أب طي ف كتابه ولا تفرغ صلح الدين من توطيد الملكة وإقامة الطبة والتعزية استعرض حواصل القصرين فوجد فيهما من الواصل والمتعة واللت‬
‫واللبس والفارش شيئا باهرا وأمرا هائل من ذلك سبعمائة يتيمة من الوهر وقضيب زمرد طوله أكثر من شب وسكه نو البام وحبل من ياقوت وإبريق عظيم من الجر الانع وطبل‬
‫للقولنج إذا ضرب عليه أحد فيه ريح غليظة أو غيها خرج منه ذلك الريح من دبره وينصرف عنه ما يده من القولنج فاتفق أن بعض أمراء الكراد أخذه ف يده ول يدر ما شأنه فضرب‬
‫عليه فحبق أي ضرط فألقاه من يده على الرض فكسره فبطل أمره وأما القضيب الزمرد فإن صلح الدين كسره ثلث فلق فقسمه بي نسائه وقسم بي المراء شيئا كثيا من قطع البلخش‬
‫والياقوت والذهب والفضة والثاث والمتعة وغي ذلك ث باع ما فضل عن ذلك وجع عليه أعيان التجار فاستمر البيع فيما بقي هنالك من الثاث والمتعة نوا من عشر سني وأرسل إل‬
‫الليفة ببغداد من ذلك هدايا سنية نفيسة وكذلك إل اللك نور الدين أرسل إليه من ذلك جانبا كثيا صالا ول يدخر لنفسه شيئا ما حصل له من الموال بل كان يعطي ذلك من حوله من‬
‫المراء وغيهم فكان ما أرسله إل نور الدين ثلث قطع بلخش زنة الواحدة إحدى وثلثون مثقال والخرى ثانية عشر مثقال والثالثة عشرة مثاقيل وقيل أكثر مع للء كثية وستون ألف‬
‫دينار وعطر ل يسمع بثله ومن ذلك حارة وفيل عظيم جدا فأرسلت المارة إل الليفة ف جلة هدايا قال ابن أب طي ووجد خزانة كتب ليس لا ف مدائن السلم نظي تشمل على ألفي‬
‫ألف ملد قال ومن عجائب ذلك أنه كان با ألف ومائتان وعشرون نسخة من تاريخ الطبي وكذا قال العماد الكاتب كانت الكتب قريبة من مائة وعشرين ألف ملد وقال ابن الثي كان‬
‫فيها من الكتب بالطوط النسوبة مائة ألف ملد وقد تسلمها القاضى الفاضل فأخذ منها شيئا كثيا ما اختاره وانتخبه قال وقسم القصر الشمال بي المراء فسكنوه وأسكن أباه نم الدين‬
‫أيوب ف قصر عظيم على الليج يقال له الؤلؤة الذي فيه بستان الكافوري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪267‬‬

‫وأسكن أكثر المراء ف دور من كان ينتمي إل الفاطميي ول يلقى أحد من التراك أحدا من أولئك الذين كانوا با من الكابر إل شلحوه ثيابه ونبوا داره حت تزق كثي منهم ف البلد‬
‫وتفرقوا شذرمذر وصاروا أيدي سبا وقد كانت مدة ملك الفاطميي مائتي وثاني سنة وكسرا فصاروا كأمس الذاهب كأن ل يغنوا فيها وكان أول من ملك منهم الهدي وكان من سليمة‬
‫حدادا اسه عبيد وكان يهوديا فدخل بلد الغرب وتسمى بعبيد ال وادعى أنه شريف علوي فاطمي وقال عن نفسه إنه الهدي كما ذكر ذلك غي واحد من العلماء والئمة بعد الربعمائة‬
‫كما قد بسطنا ذلك فيما تقدم والقصود أن هذا الدعى الكذاب راج له ما افتراه ف تلك البلد ووازره جاعة من الهلة وصارت له دولة وصولة ث تكن إل أن بن مدينة ساها الهدية نسبة‬
‫إليه وصار ملكا مطاعا يظهر الرفض وينطوي على الكفر الحض ث كان من بعده ابنه القائم ممد ث ابنه النصور إساعيل ث ابنه العز معد وهو أول من دخل ديار مصر منهم وبنيت له القاهرة‬
‫العزية والقصران ث ابنه العزيز نزار ث ابنه الاكم منصور ث ابن الطاهر علي ث ابنه الستنصر معد ث ابنه الستعلي أحد ث ابنه المر منصور ابن عمه الافظ عبد الجيد ث ابنه الظافر إساعيل‬
‫ث الفائز عيسى ث ابن عمه العاضد عبدال وهو آخرهم فجملتهم أربعة عشر ملكا ومدتم مائتان ونيف وثانون سنة وكذلك عدة خلفاء بن أمية أربعة عشر أيضا ولكن كانت مدتم نيفا‬
‫وثاني سنة وقد نظمت أساء هؤلء وهؤلء بأرجوزة تابعة لرجوزة بن العباس عند انقضاء دولتهم ببغداد ف سنة ست وخسي وستمائة كما سيأت وقد كان الفاطميون أغن اللفاء‬
‫وأكثرهم مال وكانوا من أغن اللفاء وأجبهم وأظلمهم وأنس اللوك سية وأخبثهم سريرة ظهرت ف دولتهم البدع والنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالون من العلماء والعباد‬
‫وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والشيشية وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكماله حت أخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وبلد غزة وعسقلن وكرك الشوبك وطبية‬
‫وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيوت وصفد وطرابلس وإنطاكية وجيع ما وال ذلك إل بلد إياس وسيس واستحوذوا على بلد آمد والرها ورأس العي وبلد شت غي ذلك وقتلوا من‬
‫السلمي خلقا وأما ل يصيهم إل ال وسبوا ذراري السلمي من النساء والولدان ما ل يد ول يوصف وكل هذه البلد كانت الصحابة قد فتحوها وصارت دار إسلم وأخذوا من أموال‬
‫السلمي ما ل يد ول يوصف وكادوا أن يتغلبوا على دمشق ولكن ال سلم وحي زالت أيامهم وانتقض إبرامهم أعاد ال عز وجل هذه البلد كلها إل السلمي بوله وقوته وجوده ورحته‬
‫وقد قال الشاعر العروف عرقلة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪268‬‬

‫أصبح اللك بعد آل علي ‪ ...‬مشرقا باللوك من آل شادي ‪ ...‬وغدا الشرق يسد الغر ‪ ...‬ب للقوم فمصر تزهو على بغداد ‪ ...‬ما حووها إل بعزم وحزم ‪ ...‬وصليل الفولذ ف الكباد ‪...‬‬
‫‪ ...‬ل كفرعون والعزيز ومن ‪ ...‬كان با كالطيب والستاد‬
‫قال أبو شامة يعن بالستاد كأنه نور الدين الخشيدي وقوله آل علي يعن الفاطميي على زعمهم ول يكونوا فاطميي وإنا كان ينسبون إل عبيد وكان اسه سعيدا وكان يهوديا حدادا‬
‫بسلمية ث ذكر ما ذكرناه من كلم الئمة فيهم وطعنهم ف نسبهم قال وقد استقصيت الكلم ف متصر تاريخ دمشق ف ترجة عبدالرحن بن إلياس ث ذكر ف الروضتي ف هذا الوضع أشياء‬
‫كثية ف غضون ما سقته من قبائحهم وما كانوا يهرون به ف بعض الحيان من الكفريات وقد تقدم من ذلك شيء كثي ف تراجهم قال أبو شامة وقد أفردت كتابا سيته ( كشف ما كان‬
‫عليه بنو عبيد من الكفر والكذب والكر والكيد ) وكذا صنف العلماء ف الرد عليهم كتبا كثية من أجل ما وضع ف ذلك كتاب القاضي أبو بكر الباقلن الذي ساه ( كشف السرار‬
‫وهتك الستار ) وما أحسن ما قاله بعض الشعراء ف بن أيوب يدحهم على ما فعلوه بديار مصر‬
‫أبدت من بلى دولة الكفر من ‪ ...‬بن عبيد بصر إن هذا هو الفضل ‪ ...‬زنادقة شيعية باطنية ‪ ...‬موس وما ف الصالي لم أصل ‪ ...‬يسرون كفرا تشيعا ‪ ...‬ليستروا سابور عمهم الهل ‪...‬‬
‫‪ ...‬وفيها أسقط اللك صلح الدين عن أهل مصر الكوس والضرائب وقرئ النشور بذلك على رؤس الشهاد يوم المعة بعد الصلة ثالث صفر وفيها حصلت نفرة بي نور الدين وصلح‬
‫الدين وذلك أن نور الدين غزا ف هذه السنة بلد الفرنج ف السواحل فأحل بم بأسا شديدا وقرر ف أنفسهم منه نقمة ووعيدا ث عزم على ماصرة الكرك وكتب إل صلح الدين يلتقيه‬
‫بالعساكر الصرية إل بلد الكرك ليجتمعا هنالك ويتفقا علىالصال الت يعود نفعها على السلمي فتوهم من ذلك صلح الدين وخاف أن يكون لذا المر غائلة يزول با ما حصل له من‬
‫التمكن من بلد مصر ولكنه مع ذلك ركب ف جيشه من مصر لجل امتثال الرسوم فسار اياما ث كر راجعا معتل بقلة الظهر والوف على اختلل المور إذا بعد عن مصر واشتغل عنها‬
‫وأرسل يعتذر إل نور الدين فوقع ف نفسه منه واشتد غضبه عليه وعزم على الدخول إل مصر وانتزاعها من صلح الدين وتوليتها غيه ولا بلغ هذا الب صلح الدين ضاق بذلك ذرعه‬
‫وذكر ذلك بضرة المراء والكباء فبادر ابن أخيه تقي الدين عمر وقال وال لو قصدنا نور الدين لنقاتلته فشتمه المي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪269‬‬

‫نم الدين أيوب والد صلح الدين وسبه وأسكته ث قال لبنه اسع ما أقول لك وال ما ههنا أحد اشفق عليك من ومن خالك هذا يعن شهاب الدين الارمي ولو رأينا نور الدين لبادرنا إليه‬
‫ولقبلنا الرض بي يديه وكذلك بقية المراء واليش ولو كتب إل أن أبعثك إليه مع ناب لفعلت ث أمر من هنالك بالنصراف والذهاب فلما خلى بابنه قال له أمالك عقل تذكر مثل هذا‬
‫بضرة هؤلء فيقول عمر مثل هذا الكلم فتقره عليه فل يبقى عند نور الدين أهم من قصدك وقتالك وخراب ديارنا وأعمارنا ولو قد رأى اليش كلهم نور الدين ل يبق معك واحد منهم‬
‫ولذهبوا كلهم إليه وكان ابعث إليه وترفق له وتواضع عنده وقل له وأى حاجة إل مىءمولنا السلطان إل قتال ؟ ابعث إل بنجاب أو جال حت أجيء معه إل بي يديك فبعث إليه بذلك‬
‫فلما سع نور الدين مثل هذا الكلم لن قلبه له وانصرفت هته عنه واشتغل بغيه وكان أمر ال قدرا مقدورا وفيها اتذ نور الدين المام الوادي وذلك لمتداد ملكته واتساعها فإنه ملك‬
‫من حد النوبة إل هذان ل يتخللها إل بلد الفرنج وكلهم تت قهره وهدنته ولذلك اتذ ف كل قلعة وحصن المام الت يمل الرسائل إل الفاق ف أسرع مدة وأيسر عدة وما أحسن ما‬
‫قال فيهن القاضي الفاضل المام ملئكة اللوك وقد أطنب ذلك العماد الكاتب وأطرب وأعجب وأغرب ومن توف فيها من العيان عبدال بن أحد‬
‫ابن أحد بن أحد أبو ممد بن الشاب قرأ القرآن وسع الديث واشتغل بالنحو حت ساد أهل زمانه فيهما وشرح المل لعبد القاهر ( الرجان ) وكان رجل صالا متطوعا وهذا نادر ف‬
‫النحاة توف ف شعبان من هذه السنة ودفن قريبا من المام أحد ورؤى ف النام فقيل له ما فعل ال بك فقال غفر ل وأدخلن النة إل أنه أعرض عن وعن جاعة من العلماء تركوا العمل‬
‫واشتغلوا بالقول قال ابن خلكان كان مطرحا للكلفة ف مأكله وملبسه وكان ل يبال بن شرق أو غرب‬
‫ممد بن ممد بن ممد‬
‫أبو الظفر الدوي تفقه على ممد بن يي تلميذ الغزال وناظر ووعظ ببغداد وكان يظهر مذهب الشعري ويتكلم ف النابلة مات ف رمضان منها‬
‫ناصر بن الون الصوف‬
‫كان يشي ف طلب الديث حافيا توف ببغداد قال أبو شامة وفيها توف‬
‫نصر ال ( بن عبدال ) أبو الفتوح السكندري العروف بابن قلقس الشاعر بعيذاب توف عن خس وأربعي سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪270‬‬

‫والشيخ أبو بكر يي بن سعدون القرطب نزيل الوصل القري النحوي قال وفيها ولد العزيز والظاهر ابنا صلح الدين والنصور ممد بن تقي الدين عمر ث دخلت سنة ثان وستي وخسمائة‬
‫فيها أرسل نور الدين إل صلح الدين وكان الرسول الوفق خالد بن القيسران ليقيم حساب الديار الصرية وذلك لن نور الدين استقل الدية الت أرسل با إليه من خزائن العاضد ومقصوده‬
‫أن يقرر على الديار الصرية خراجا منها ف كل عام وفيها حاصر صلح الدين الكرك والشوبك فضيق على أهلها وخرب أماكن كثية من معاملتا ولكن ل يظفر با عامه ذلك وفيها‬
‫اجتمعت الفرنج بالشام لقصد زرع فوصلوا إل سسكي فبز إليهم نور الدين فهربوا منه إل الغور ث إل السواد ث إل الشللة فبعث سرية إل طبية فعاثوا هنالك وسبوا وقتلوا وغنموا‬
‫وعادوا سالي ورجع الفرنج خائبي وفيها أرسل السلطان صلح الدين أخاه شس الدولة نور شاه إل بلد النوبة فافتتحها واستحوذ على معقلها وهو حصن يقال له إبري ولا رآها بلدة قليلة‬
‫الدوى ل يفي خراجها بكلفتها استخلف على الصن الذكور رجل من الكراد يقال له إبراهيم فجعله مقدما مقررا بصن إبري وانضاف إليه جاعة من الكراد البطالي فكثرت أموالم‬
‫وحسنت أحوالم هنالك وشنوا الغارات وحصلوا على الغنائم وفيها كانت وفاة المي نم الدين أيوب بن شادي والد صلح الدين سقط عن فرسه فمات وسنأت على ترجته ف الوفيات‬
‫وفيها سار اللك نور الدين إل بلد عز الدين قلج أرسلن بن مسعود بن قلج أرسلن بن سليمان السلجوقي وأصلح ما وجده فيها من اللل ث سار فاففتح مرعش وبسنا وعمل ف كل‬
‫منهما بالسن قال العماد وفيها وصل الفقيه المام الكبي قطب الدين النيسابوري وهو فقيه عصره ونسيج وحده فسر به نور الدين وأنزله بلب بدرسة باب العراق ث أتى به إل دمشق‬
‫فدرس بزاوية جامع الغربية العروفة بالشيخ نصر القدسي ث نزل بدرسة الاروق ث شرع نور الدين بإنشاء مدرسة كبية للشافعية فأدركه الجل قبل ذلك قال أبو شامة وهي العادلية‬
‫الكبية الت عمرها بعد ذلك اللك العادل أبو بكر بن أيوب وفيها رجع شهاب الدين بن أب عصرون من بغداد وقد أدى الرسالة بالطبة العباسية بالديار الصرية ومعه توقيع من اللفة‬
‫بإقطاع درب هارون وصريفي لنور الدين وقد كانتا قديا لبيه عمادالدين زنكي فأراد نور الدين أن ينشيء ببغداد مدرسة على حافة الدجلة ويعل هذين الكاني وقفا عليها فعاقه القدر عن‬
‫ذلك وفيها وقعت بناحية خوارزم حروب كثية بي سلطان شاه وبي أعدائه استقصاها ابن الثي وابن الساعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪271‬‬

‫وفيها هزم ملك الرمن مليح بن ليون عساكر الروم وغنم منهم شيئا كثيا وبعث إل نور الدين بأموال كثية وثلثي رأسا من رؤس كبارهم فأرسلها نور الدين إل الليفة الستضيء وفيها‬
‫بعث صلح الدين سرية صحبه قراقرش ملوك تقي الدين عمر ابن شاهنشاه إل بلد إفريقية فملكوا طائفة كثية منها من ذلك مدينة طرابلس الغرب وعدة مدن معها ومن توف فيها من‬
‫العيان إيلدكز التركي التابكي‬
‫صاحب أذربيجان وغيها كان ملوكا للكمال السميمي وزير السلطان ممود ث عل أمره وتكن وملك بلد أذربيجان وبلد البل وغيها وكان عادل منصفا شجاعا مسنا إل الرعية توف‬
‫بمدان‬
‫المي نم الدين أبو الشكر أيوب بن شادي ابن مروان زاد بعضهم بعد مروان بن يعقوب والذي عليه جهورهم أنه ل يعرف بعد شادي أحد ف نسبهم وأغرب بعضهم وزعم أنم من سللة‬
‫مروان بن ممد آخر خلفاء بن أمية وهذا ليس بصحيح والذي نسب إليه ادعاء هذا هو أبو الفداء إساعيل بن طغتكي بن أيوب بن شادي ويعرف بابن سيف السلم وقد ملك اليمن بعد‬
‫أبيه فتعاظم ف نفسه وادعى اللفة وتلقب بالمام الادي بنور ال ولجوا بذلك وقال هو ف ذلك ‪ ...‬وأنا الادي الليفة والذي ‪ ...‬أدوس رقاب الغلب بالضمر الرد ‪ ...‬ول بد من بغداد‬
‫أطوي ربوعها ‪ ...‬وأنشرها نشر الشماس على البد ‪ ...‬وأنصب أعلمي على شرفاتا ‪ ...‬وأحيي با ما كان أسه جدى ‪ ...‬ويطب ل فيها على كل منب ‪ ...‬وأظهر أمر ال ف الغور والنجد‬
‫‪ ...‬وما ادعاه ليس بصحيح ول أصل له يعتمد عليه ول مستند يستند إليه والقصود أن المي نم الدين كان أسن من أخيه أسد الدين شيكوه ولد بأرض الوصل كان المي نم الدين‬
‫شجاعا خدم اللك ممد بن ملكشاه فرأى فيه شهامة وأمانة فوله قلعة تكريت فحكم فيها فعدل وكان من اكرم الناس ث أقطعها اللك مسعود لجاهد الدين نروز شحنة العراق فاستمر فيها‬
‫فاجتاز به ف بعض الحيان اللك عمادالدين زنكي منهزما من قراجا الساقي فآواه وخدمه خدمة بالغة تامة وداوى جراحاته وأقام عنده مدة خسة عشر يوما ث ارتل إل بلده الوصل ث اتفق‬
‫أن نم الدين أيوب عاقب رجل نصرانيا فقتله وقيل إنا قتله أخوه أسد الدين شيكوه وهذا بلف الذي ذكره ابن خلكان فإنه قال رجعت جارية من بعض الدم فذكرت له أنه تعرض لا‬
‫اسفهسلر الذي بباب القلعة فخرج إليه أسد الدين فطعنه بربة فقتله فحبسه أخوه نم الدين وكتب إل ماهد الدين نروز يبه بصورة الال فكتب إليه يقول إن أباكما كانت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪272‬‬

‫له علي خدمة وكان قد استنابه ف هذه القلعة قبل ابنه نم الدين ايوب وإن أكره أن أسوءكما ولكن انتقل منها فأخرجهما نروز من قلعته وف ليلة خروجه منها ولد له اللك الناصر صلح‬
‫الدين يوسف قال فتشاءمت به لفقدي بلدي ووطن فقال له بعض الناس قد نرى ما أنت فيه من التشاؤم بذا الولود فما يؤمنك أن يكون هذا الولود ملكا عظيما له صيت فكان كما قال‬
‫فاتصل بدمة اللك عمادالدين زنكي أب نور الدين ث كانا عند نور الدين متقدمان عنده وارتفعت منلتهما وعظما فاستناب نور الدين نم الدين أيوب على بعلبك وكان أسد الدين من أكب‬
‫أمرائه ولا تسلم بعلبك أقام مدة طويلة وولد له فيها أكثر أولده ث كان من أمره ما ذكرناه ف دخوله الديار الصرية ث إنه ف ذي الجة سقط عن فرسه فمات بعد ثانية أيام ف اليوم السابع‬
‫والعشرين من ذي الجة من هذه السنة وكان ابنه صلح الدين الدين ماصر الكرك غائبا عنه فلما بلغه خب موته تأل لغيبته عن حضوره وارسل يتحرق ويتحزن وأنشد ‪ ...‬وتطفه يد الردى‬
‫‪ ...‬ف غيبت ‪ ...‬هبن حضرت فكنت ماذا أصنع‬
‫وقد كان نم الدين أيوب كثي الصلة والصدقة والصيام كري النفس جوادا مدحا قال ابن خلكان وله خانقاه بالديار الصرية ومسجد وقناة خارج باب النصر من القاهرة وقفها ف سنة ست‬
‫وستي قلت وله بدمشق خانقاه أيضا تعرف بالنجمية وقد استنابه ابنه على الديار الصرية حي خرج إل الكرك وحكمه ف الزائن وكان من أكرم الناس وقد امتدحه الشعراء كالعماد وغيه‬
‫ورثوه براث كثية وقد ذكر ذلك مستقصي الشيخ أبو شامة ف الروضتي ودفن مع أخيه أسد الدين بدار المارة ث نقل إل الدينة النبوية ف سنة ثاني فدفنا بتربة الوزير جال الدين الوصلي‬
‫الذي كان مواخيا لسد الدين شيكوه وهو المال التقدم ذكره الذي ليس بي تربته ومسجد النب ( ص ) إل مقدار سبعة عشر ذراعا فدفنا عنده قال أبو شامة وف هذه السنة توف ملك‬
‫الرافضة والنحاة‬
‫السن ضا بن بزدن التركي‬
‫كان من أكابر أمراء بغداد التحكمي ف الدولة ولكنه كان رافضيا خبيثا متعصبا للروافض وكانوا ف خفارته وجاهه حت أراح ال السلمي منه ف هذه السنة ف ذي الجة منها ودفن بداره ث‬
‫نقل إل مقابر قريش فلله المد والنة وحي مات فرح أهل السنة بوته فرحا شديدا وأظهروا الشكر ل فل تد أحدا منهم إل يمد ال فغضب الشيعة من ذلك ونشأت بينهم فتنة بسبب‬
‫ذلك وذكر ابن الساعي ف تاريه أنه كان ف صغره شابا حسنا مليحا معشوقا للكابر من الناس قال ولشيخنا أب اليمن الكندي فيه وقد رمدت عينه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪273‬‬

‫‪ ...‬بكل صباح ل وكل عشية ‪ ...‬وقوف علي أبوابكم وسلم ‪ ...‬وقد قيل ل يشكو سقاما بعينه ‪ ...‬فها نن منها نشتكي ونضام‬
‫ث دخلت سنة تسع وستي وخسمائة‬
‫قال ابن الوزي ف النتظم إنه سقط عندهم ببغداد برد كبار كالنارنج ومنه ما وزنه سبعة ارطال ث أعقب ذلك سيل عظيم وزيادة عظيمة ف دجلة ل يعهد مثلها أصل فخرب أشياء كثية ‪...‬‬
‫من العمران والقرى والزارع حت القبور وخرج الناس إل الصحراء وكثر الضجيج والبتهال إل ال حت فرج ال عز وجل وتناقصت زيادة الاء بمدال ومنه قال وأما الوصل فإنه كان با‬
‫نو ما كان ببغداد واندم بالاء نو من الفي دار واستهدم بسببه مثل ذلك وهلك تت الردم خلق كثي وكذلك الفرات زادت زيادة عظيمة فهلك بسببها شيء كثي من القرى وغلت‬
‫السعار بالعراق ف هذه السنة ف الزروع والثمار ووقع الوت ف الغنم وأصيب كثي من أكل منها بالعراق وغيها قال ابن الساعي وف شوال منها توالت المطار بديار بكر والوصل أربعي‬
‫يوما وليلة ل يروا الشمس سوى مرتي لظتي يسيتي ث تستتر بالغيوم فتهدمت بيوت كثية ومساكن على أهلها وزادت الدجلة بسبب ذلك زيادة عظيمة وغرق كثي من مساكن بغداد‬
‫والوصل ث تناقص الاء بإذن ال قال ابن الوزي وف رجب وصل ابن الشهرزوري من عند نور الدين ومعه ثياب مصرية وحارة ملونة جلدها مطط مثل الثوب العتاب وفيها عزل ابن الشامي‬
‫عن تدريس النظامية ووليها أبو الي القزوين قال وف جادى الخرة اعتقل الجي الفقيه ونسب إل الزندقة والنلل وترك الصلة والصوم فغضب له ناس وزكوه وأخرج وذكر أنه وعظ‬
‫بالديثة فاجتمع عنده قريبا من ثلثي الفا قال ابن الساعي وفيها سقط أحد بن أمي الؤمني الستضيء من قبة شاهقة إل الرض فسلم ولكن نبت يده اليمن وساعده اليسرى وانسلخ شيء‬
‫من أنفه وكان معه خادم أسود يقال له ناح فلما رأى سيده قد سقط ألقى هو نفسه أيضا خلفه وقال ل حاجة ل ف الياة بعده فسلم أيضا فلما صارت اللفة إل أب العباس الناصر وهو‬
‫هذا الذي قد سقط ل ينسها لنجاح هذا فحكمه ف الدولة وأحسن إليه وقد كانا صغيين لا سقطا وفيها سار اللك نور الدين نو بلد الروم وف خدمته اليش وملك الرمن وصاحب ملطية‬
‫وخلق من اللوك والمراء وافتتح عدة من حصونم وحاصر قلعة الروم فصاله صاحبها بمسي ألف دينار جزية ث عاد إل حلب وقد وجد النجاح ف كل ما طلب ث أتى دمشق مسرورا‬
‫مبورا وفيها كان فتح بلد اليمن للملك صلح الدين وكان سبب ذلك أن صلح الدين بلغه أن با رجل يقال له عبدالنب بن مهدي وقد تغلب عليها ودعا إل نفسه وتسمى بالمام وزعم‬
‫أنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪274‬‬

‫سيملك الرض كلها وقد كان أخوه علي بن مهدي قد تغلب قبله عليها وانتزعها من أيدي أهل زبيد ومات سنة ستي فملكها بعد أخوه هذا وكل منهما كان سيء السية والسريرة فعزم‬
‫صلح الدين لكثرة جيشه وقوته على إرسال سرية إليه وكان أخوه الكب شس الدولة شجاعا مهيبا بطل وكان من يالس عمارة اليمن الشاعر وكان عمارة ينعت له بلد اليمن وحسنها‬
‫وكثرة خيها فحداه ذلك على أن خرج ف تلك السرية ف رجب من هذه السنة فورد مكة فاعتمر با ث سار منها إل زبيد فخرج إليه عبدالنب فقاتله فهزمه توران شاه وأسره وأسر زوجته‬
‫الرة وكانت ذات أموال جزيلة فاستقرها على أشياء جزيلة وذخائر جليلة ونب اليش زبيد ث توجه إل عدن فقاتله ياسر ملكها فهزمه وأسره وأخذ البلد بيسي من الصار ومنع اليش من‬
‫نبها وقال ما جئنا لنخرب البلد وإنا جئنا لعمارتا وملكها ث سار ف الناس سية حسنة عادلة فأحبوه ث تسلم بقية الصون والعاقل والخالف واستوسق له ملك اليمن بذافيه وألقى إليه‬
‫أفلذ كبده ومطاميه وخطب للخليفة العباسي الستضيء وقتل الدعي السمى بعبدالنب وصفت اليمن من أكدارها وعادت إل ما سبق من مضمارها وكتب بذلك إل أخيه اللك الناصر يبه‬
‫با فتح ال عليه وأحسن إليه فكتب اللك صلح الدين بذلك إل نور الدين فأرسل نور الدين بذلك إل الليفة يبشره بفتح اليمن والطبة با له وفيها خرج الوفق خالد بن القيسران من‬
‫الديار الصرية وقد أقام با اللك الناصر حساب الديار الصرية وما خرج من الواصل حسب ما رسم به اللك نور الدين كما تقدم وقد كاد صلح الدين لا جاءته الرسالة بذلك يظهر شق‬
‫العصا ويواجه بالخالفة والباء لكنه عاد إل طباعه السنة وأظهر الطاعة الستحسنة وأمر بكتابة الساب وترير الكتاب والواب فبادر إل ذلك جاعة الدواوين والساب والكتاب وبعث‬
‫مع ابن القيسران بدية سنية وتف هائلة هنية فمن ذلك خس ختمات شريفات مغطات بطوط مستويات ومائة عقد من الواهر النفيسات خارجا عن قطع البلخش واليواقيت والفصوص‬
‫والثياب الفاخرات والوان والباريق والصحاف الذهبيات والفضيات واليول السومات والغلمان والواري السان والسنات ومن الذهب عشرة صناديق مقفلت متومات ما ليدري‬
‫كم فيها من مئي ألوف ومئات من الذهب الصري العد للنفقات فلما فصلت العي من الديار الصرية ل تصل إل الشام حت أن نور الدين مات رحه ال رب الرضي والسموات فأرسل‬
‫صلح الدين من ردها إليه وأعادها عليه ويقال إن منها ما عدى عليه وعلم بذلك حي وضعت بي يديه‬
‫مقتل عمارة بن أب السن‬
‫ابن زيدان الكمي من قحطان أبو ممد اللقب بنجم الدين اليمن الفقيه الشاعر الشافعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪275‬‬

‫وسبب قتله أنه اجتمع جاعة من رؤس الدولة الفاطمية الذين كانوا فيها حكاما فاتفقوا بينهم ان يردوا الدولة الفاطمية فكتبوا إل الفرنج يستدعونم إليهم وعينوا خليفة من الفاطميي ووزيرا‬
‫وأمراء وذلك ف غيبة السلطان ببلد الكرك ث اتفق ميئه فحرض عمارة اليمن شس الدولة توران شاه على السي إل اليمن ليضعف بذلك اليش عن مقاومة الفرنج إذا قدموا لنصرة‬
‫الفاطميي فخرج توران شاه ول يرج معه عمارة بل أقام بالقاهرة يفيض ف هذا الديث ويداخل التكلمي فيه ويصافيهم وكان من أكابر الدعاة إليه والحرضي عليه وقد أدخلوا معهم فيه‬
‫بعض من ينسب إل صلح الدين وذلك من قلة عقولم وتعجيل دمارهم فخانم أحوج ما كانوا إليه وهو الشيخ زين الدين علي بن نا الواعظ فإنه اخب السلطان با تالؤا وتعاقدوا عليه‬
‫فأطلق له السلطان أموال جزيلة وأفاض عليه حلل جيلة ث استدعاهم السلطان واحدا واحدا فقررهم فأقروا بذلك فاعتقلهم ث استفت الفقهاء ف أمرهم فأفتوه بقتلهم ث عند ذلك أمر بقتل‬
‫رؤسهم وأعيانم دون أتباعهم وغلمانم وأمر بنفي من بقي من جيش العبيدين إل أقصى البلد وافرد ذرية العاضد وأهل بيته ف دار فل يصل إليهم إصلح ول إفساد وأجرى عليهم ما يليق‬
‫بم من الرزاق والثياب وكان عمارة معاديا للقاضي الفاضل فلما حضر عمارة بي يدي السلطان قام القاضي الفاضل إل السلطان ليشفع فيه عنده فتوهم عمارة أنه يتكلم فيه فقال يا مولنا‬
‫السلطان ل تسمع منه فغضب الفاضل وخرج من القصر فقال له السلطان إنه إنا كان يشفع فيك فندم ندما عظيما ولا ذهب به ليصلب مر بدار الفاضل فطلبه فتغيب عنه فأنشد ‪ ...‬عبد‬
‫‪ ...‬الرحيم قد احتجب ‪ ...‬إن اللص هو العجب‬
‫قال ابن أب طي وكان الذين صلبوا الفضل بن الكامل القاضي وهو أبا القاسم هبة ال بن عبدال بن كامل قاضي قضاة الديار الصرية زمن الفاطميي ويلقب بفخر المناء فكان أول من‬
‫صلب فيما قاله العماد وقد كان ينسب إل فضيلة وأدب وله شعر رائق فمن ذلك قوله ف غلم رفاء‬
‫يا رافيا خرق كل ثوب ‪ ...‬وما رفا حبه اعتقادي ‪ ...‬عسى بكف الوصال ترفو ‪ ...‬ما مزق الجر من فؤادي ‪ ...‬وابن عبدالقوي داعى الدعاة وكان يعلم بدفائن القصر فعوقب ليدل ‪...‬‬
‫عليها فامتنع من ذلك فمات واندرست والعويرس ووهو ناظر الديوان وتول مع ذلك القضاء وشبيا وهو كاتب السر وعبدالصمد الكاتب وهو أحد أمراء الصريي وناح المامي ومنجم‬
‫نصران كان قد بشرهم بأن هذا المر يتم بعلم النجوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪276‬‬

‫وعمارة اليمن الشاعر‬


‫وكان عمارة شاعرا مطيقا بليغا فصيحا ل يلحق شأوه ف هذا الشأن وله ديوان شعر مشهور وقد ذكرته ف طبقات الشافعية لنه كان يشتغل بذهب الشافعي وله مصنف ف الفرائض وكتاب‬
‫الوزراء الفاطميي وكتاب جع سية نفيسة الت كان يعتقدها عوام مصر وقد كان أديبا فاضل فقيها غي أنه كان ينسب إل موالة الفاطميي وله فيهم وف وزرائهم وأمرائهم مدائح كثية جدا‬
‫وأقل ما كان ينسب إل الرفض وقد اتم بالزندقة والكفر الحض وذكر العماد ف الريدة أنه قال ف قصيدته الت يقول ف أولا ‪ ...‬العلم من كان متاج إل العلم ‪ ...‬وشفرة السيف تستغن‬
‫‪ ...‬عن القلم‬
‫وهي طويلة حدا فيها كفر وزندقة كثية قال وفيها‬
‫‪ ...‬قد كان أول هذا الدين من رجل ‪ ...‬سعى إل أن دعوه سيد المم ‪...‬‬
‫قال العماد فأفت أهل العلم من أهل مصر بقتله وحرضوا السلطان على الثلة به وبثله قال ويوز أن يكون هذا البيت معمول عليه وال أعلم وقد أورد ابن الساعي شيئا من رقيق شعره فمن‬
‫ذلك قوله يدح بعض اللوك‬
‫إذا قابلت بشرى جبينه ‪ ...‬فارقته والبشر فوق جبين ‪ ...‬وإذا لثمت يينه وخرجت من ‪ ...‬بابه لثم اللوك يين ‪ ...‬ومن ذلك قوله ‪ ...‬ل ف هوى الرشا العذرى إعذار ‪ ...‬ل يبق ل مدا ‪...‬‬
‫قسر الدمع إنكار ‪ ...‬ل ف القدود وف لثم الدو ‪ ...‬د وف ضم النهود لبانات وأوطار ‪ ...‬هذا اختياري فوافق إن رضيت به ‪ ...‬وإل فدعن لا أهوى وأختار ‪ ...‬وما أنشده الكندي ف‬
‫عمارة اليمن حي صلب ‪ ...‬عمارة ف السلم أبدى جناية ‪ ...‬وبايع فيها بيعة وصلبيا ‪ ...‬وأمسى شريك الشرك ف بعض أحد ‪ ...‬واصبح ف حب الصليب صليبا ‪ ...‬سيلقى غدا ما كان‬
‫يسعى لنفسه ‪ ...‬ويسقى صديدا ف لظى وصليبا ‪ ...‬قال الشيخ أبو شامة فالول صليب النصارى والثان بعن مصلوب والثالث بعن القوي والرابع ودك العظام ولا صلب اللك الناصر‬
‫هؤلء يوم السبت الثان من شهر رمضان من هذه السنة بي القصرين من القاهرة كتب إل اللك نور الدين يعلمه با وقع منهم وبم من الزي والنكال قال العماد فوصل الكتاب بذلك يوم‬
‫توف اللك نور الدين رحه ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪277‬‬

‫وكذلك قتل صلح الدين رجل من أهل السكندرية يقال له قديد القفاجي كان قد افتت به الناس وجعلوا له جزءا من أكسابم حت النساء من أموالن فأحيط به فأراد القفاجي اللص‬
‫ولت حي مناص فقتل أسوة فيمن سلف وما وجد من شعر عمارة يرثى العاضد ودولته وأيامه ‪ ...‬أسفي على زمان المام العاضد ‪ ...‬أسف العقيم على فراق الواحد ‪ ...‬لفي على حجرات‬
‫قصرك إذ دخلت ‪ ...‬يا ابن النب من ازدحام الوافد ‪ ...‬وعلى انفرادك من عسارك الت ‪ ...‬كانوا كأمواج الضم الراكد ‪ ...‬قلدت مؤتن أمرهم فكبا ‪ ...‬وقصر عن صلح الفاسد ‪...‬‬
‫‪ ...‬فعسى الليال أن ترد إليكم ‪ ...‬ما عودتكم من جيل عوائد‬
‫وله من جلة قصيدة‬
‫يا عاذل ف هوى أبناء فاطمة ‪ ...‬لك اللمة إن قصرت ف عذل ‪ ...‬بال زر ساحة القصرين وابك معي ‪ ...‬ل على صفي ( البكا ) ول المل ‪ ...‬وقل لهلها وال ما التحمت ‪ ...‬فيكم ‪...‬‬
‫قروحي ول جرحى بندمل ‪ ...‬ماذ ترى كانت الفرنج فاعلة ‪ ...‬ف نسل ابن أمي الؤمني علي ‪ ...‬وقد أورد له الشيخ أبو شامة ف الروضتي اشعارا كثية من مدائحه ف الفاطميي وكذا‬
‫ابن خلكان‬
‫ابن قسرول‬
‫صاحب كتاب مطالع النوار وضعه على كتاب مشارق النوار للقاضي عياض وكان من علماء بلده وفضلئهم الشهورين مات فجأة بعد صلة المعة سادس شوال منها عن أربع وستي‬
‫سنة قاله ابن خلكان وال سبحانه وتعال أعلم فصل‬
‫ف وفاة اللك نور الدين ممود زنكي وذكر شيء من سيته العادلة‬
‫هو اللك العادل نور الدين أبو القاسم ممود بن اللك التابك قسيم الدولة عمادالدين أب سعيد زنكي اللقب بالشهيد بن اللك آقسنقر التابك اللقب بقسيم الدولة التركي السلجوقي‬
‫مولهم ولد وقت طلوع الشمس من يوم الحد السابع عشر من شوال سنة إحدى عشرة وخسمائة بلب ونشأ ف كفالة والده صاحب حلب والوصل وغيها من البلدان الكثية الكبية‬
‫وتعلم القرآن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪278‬‬

‫والفروسية والرمي وكان شهما شجاعا ذا هة عالية وقصد صال وحرمة وافرة وديانة بينة فلما قتل أبوه سنة إحدى وأربعي وهو ماصر جعب كما ذكرنا صار اللك بلب إل ابنه نور الدين‬
‫هذا وأعطاه أخوه سيف الدين غازي الوصل ث تقدم ث افتتح دمشق ف سنة تسع وأربعي فأحسن إل أهلها وبن لم الدارس والساجد والربط ووسع لم الطرق على الارة وبن عليها‬
‫الرصافات ووسع السواق ووضع الكوس بدار الغنم والبطيخ والعرصد وغي ذلك وكان حنفي الذهب يب العلماء والفقراء ويكرمهم ويترمهم ويسن إليهم وكان يقوم ف أحكامه بالعدلة‬
‫السنة واتباع الشرع الطهر ويعقد مالس العدل ويتولها بنفسه ويتمع إليه ف ذلك القاضي والفقهاء والفتيون من سائر الذاهب ويلس ف يوم الثلثاء بالسجد العلق الذي بالكشك ليصل‬
‫إليه كل واحد من السلمي وأهل الذمة حت يساويهم وأحاط السور على حارة اليهود وكان خرابا وأغلق باب كسان وفتح باب الفرج ول يكن هناك قبله باب بالكلية وأظهر ببلده السنة‬
‫وأمات البدعة وأمر بالتأذين بي على الصلة حي على الفلح ول يكن يؤذن بما ف دولت أبيه وجده وإنا كان يؤذن بي على خي العمل لن شعار الرفض كان ظاهرا با وأقام الدود وفتح‬
‫الصون وكسرالفرنج مرارا عديدة واستنقذ من أيديهم معاقل كثية من الصون النيعة الت كانوا قد استحوذوا عليها من معاقل السلمي كما تقدم بسط ذلك ف السني التقدمة وأقطع‬
‫العرب إقطاعات لئل يتعرضوا للحجيج وبن بدمشق مارستانا ل يب ف الشام قبله مثله ول بعده أيضا ووقف وقفا على من يعلم اليتام الط والقراءة وجعل لم نفقة وكسوة وعلى الجاورين‬
‫بالرمي وله أوقاف داره على جيع أبواب الي وعلى الرامل والحاويج وكان الامع دائرا فول نظره القاضي كمال الدين ممد بن عبدال الشهزوري الوصلي الذي قدم به فوله قضاء‬
‫قضاة دمشق فاصلح أموره وفتح الشاهد الربعة وقد كانت حواصل الامع با من حي احترقت ف سنة إحدى وستي وأربعمائة وأضاف إل أوقاف الامع العلومة الوقاف الت ل يعرف‬
‫واقفوها ول يعرف شروطهم فيها وجعلها قلما واحدا وسى مال الصال ورتب عليه لذوي الاجات والفقراء والساكي والرامل واليتام وما أشبه ذلك وقد كان رحه ال حسن الط كثي‬
‫الطالعة للكتب الدينية متبعا للثار النبوية مافظا على الصلوات ف الماعات كثي التلوة مبا لفعل اليات عفيف البطن والفرج مقتصدا ف النفاق على نفسه وعياله ف الطعم واللبس حت‬
‫قيل إنه كان أدن الفقراء ف زمانه أعل نفقة منه من غي اكتناز ول استئثار بالدنيا ول يسمع منه كلمة فحش قط ف غضب ول رضى صموتا وقورا قال ابن الثي ل يكن بعد عمر بن‬
‫عبدالعزيز مثل اللك نور الدين ول أكثر تريا للعدل والنصاف منه وكانت له دكاكي بمص قد اشتراها ما يصه من الغان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪279‬‬

‫فكان يقتات منها وزاد امرأته من كراها على نفقتها عليها واستفت العلماء ف مقدار ما يل له من بيت الال فكان يتناوله ول يزيد عليه شيئا ولو مات جوعا وكان يكثر اللعب بالكرة فعاتبه‬
‫رجل من كبار الصالي ف ذلك فقال إنا العمال بالنيات وإنا أريد بذلك ترين اليل على الكر والفر وتعليمها ذلك ونن ل نترك الهاد وكان ل يلبس الرير وكان يأكل من كسب يده‬
‫بسيفه ورمه وركب يوما مع بعض أصحابه والشمس ف ظهورها والظل بي أيديهما ل يدركانه ث رجعا فصار الظل وراءها ث ساق نور الدين فرسه سوقا عنيفا وظله يتبعه فقال لصاحبه‬
‫أتدري ما شبهت هذا الذي نن فيه شبهته بالدنيا ترب من يطلبها وتطلب من يهرب منها وقد أنشد بعضهم ف هذا العن ‪ ...‬مثل الرزق الذي تطلبه ‪ ...‬مثل الظل يشي معك ‪ ...‬أنت ل‬
‫تدركه مستعجل ‪ ...‬فإذا وليت عنه تبعك ‪ ...‬وكان فقيها على مذهب أب حنيفة وسع الديث وأسعه وكان كثي الصلة بالليل من قوت السحر إل أن يركب ‪ ...‬جع الشجاعة والشوع‬
‫‪ ...‬لديه ‪ ...‬ما أحسن الشجعان ف الحراب‬
‫وكذلك كانت زوجته عصمت الدين خاتون بنت التابك معي الدين تكثر القيام ف الليل فنامت ذات ليلة عن وردها فأصبحت وهي غضب فسألا نور الدين عن أمرها فذكرت نومها الذي‬
‫فوت عليها وردها فأمر نور الدين عند ذلك بضرب طبلخانة ف القلعة وقت السحر لتوقظ النائم ذلك الوقت لقيام الليل وأعطى الضارب على الطبلخانة أجرا جزيل وجراية كثية‬
‫فألبس ال هاتيك العظام وإن ‪ ...‬بلي تت الثرى عفوا وغفرانا ‪ ...‬سقى ثرى أودعوه رحه ملت ‪ ...‬مثوى قبورهم روحا وريانا ‪ ...‬وذكر ابن الثي أن اللك نور الدين بينما هو ذات ‪...‬‬
‫يوم يلعب بالكرة إذ رأى رجل يدث آخر ويومئ إل نور الدين فبعث الاجب ليسأله ما شأنه فإذا هو رجل معه رسول من جهة الاكم وهو يزعم أن له على نور الدين حقا يريد أن ياكمه‬
‫عند القاضي فلما رجع الاجب إل نور الدين وأعلمه بذلك ألقى الوكان من يده وأقبل مع خصمه ماشيا إل القاضي الشهرزوري وارسل نور الدين إل القاضي أن لتعاملن إل معاملة‬
‫الصوم فحي وصل وقف نور الدين مع خصمه بي يدي القاضي حت انفصلت الصومة والكومة ول يثبت للرجل على نور الدين حق بل ثبت الق للسلطان على الرجل فلما تبي ذلك‬
‫قال السلطان إنا جئت معه لئل يتخلف أحد عن الضور ال الشرع إذا دعي إليه فإنا نن معاشر الكام أعلنا وأدنانا شجنكية لرسول ال ( ص ) ولشرعه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪280‬‬

‫فنحن قائمون بي يديه طوع مراسيمه فما أمر به امتثلناه وما نانا عنه اجتنبناه وأنا أعلم أنه ل حق للرجل عندي ومع هذا أشهدكم ان قد ملكته ذلك الذي ادعى به ووهبته له قال ابن الثي‬
‫وهو أول من ابتن دارا للعدل وكان يلس فيها ف السبوع مرتي وقيل أربع مرات وقيل خس ويضر القاضي والفقهاء من سائر الذاهب ول يجبه يومئذ حاجب ول غيه بل يصل إليه‬
‫القوي والضعيف فكان يكلم الناس ويستفهمهم وياطبهم بنفسه فيكشف الظال وينصف الظلوم من الظال وكان سبب ذلك أن أسد الدين شيكوه بن شادي كان قد عظم شأنه عند نور‬
‫الدين حت صار كانه شريكه ف الملكة واقتن الملك والموال والزارع والقرى وكان ربا ظلم نوابه جيانه ف الراضي والملك العدل وكان القاضي كمال الدين ينصف كل من استعداه‬
‫على جيع المراء إل أسد الدين هذا فما كان يهجم عليه فلما ابتن نور الدين دار العدل تقدم أسد إل نوابه أن ل يدعوا لحد عنده ظلمة وإن كانت عظيمة فإن زوال ماله عنده أحب إليه‬
‫من أن يراه نور الدين بعي ظال أو يوقفه مع خصم من العامة ففعلوا ذلك فلما جلس نور الدين بدار العدل مدة متطاولة ول يرد أحدا يستعدي على أسد الدين سأل القاضي عن ذلك فأعلمه‬
‫بصورة الال فسجد نور الدين شكرا ل وقال المد ل الذي أصحابنا ينصفون من أنفسهم وأما شجاعته فيقال إنه ل ير على ظهر فرس قط أشجع ول أثبت منه وكان حسن اللعب بالكرة‬
‫وكان ربا ضربا ث يسوق وراءها ويأخذها من الوى بيده ث يرميها إل آخر اليدان ول ير جوكانة يعلو على رأسه ول يرى الوكان ف يده لن الكم سائر لا ولكنه استهانة بلعب الكرة‬
‫وكان شجاعا صبورا ف الرب يضرب الثل به ف ذلك وكان يقول قد تعرض للشهادة غي مرة فلم يتفق ل ذلك ولو كان ف خي ول عند ال قيمة لرزقنيها والعمال بالنية وقال له يوما‬
‫قطب الدين النيسابوري بال يا مولنا السلطان ل تاطر بنفسك فإنك لو قتلت قتل جيع من معك وأخذت البلد وفسد حال السلمي فقال له اسكت يا قطب الدين فإن قولك إساءة أدب‬
‫على ال ومن هو ممود من كان يفظ الدين والبلد قبلي غي الذي ل إله إل هو ومن هو ممود قال فبكى من كان حاضرا رحه ال وقد أسر بنفسه ف بعض الغزوات بعض ملوك الفرنج‬
‫فاستشار المراء فيه هل يقتله أو يأخذ ما يبذل له من الال كان قد بذل له ف فداء نفسه مال كثيا فاختلفوا عليه ث حسن ف رأيه إطلقه وأخذ الفداء منه فبعث إل بلده من خلصته من‬
‫يأتيه با افتدى به نفسه فجاء به سريعا فأطلقه نور الدين فحي وصل إل بلده مات ذلك اللك ببلده فأعجب ذلك نور الدين وأصحابه وبن من ذلك الال الارستان الذي بدمشق وليس له‬
‫ف البلد نظي ومن شرطه أنه على الفقراء والساكي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪281‬‬

‫وإذا ل يوجد بعض الدوية الت يعز وجودها إل فيه فل ينع منه الغنياء ومن جاء إليه فل ينع من شرابه ولذا جاء إليه نور الدين وشرب من شرابه رحه ال قلت ويقول بعض الناس إنه ل‬
‫تمد منه النار منذ بن إل زماننا هذا فال أعلم وقد بن الانات الكثية ف الطرقات والبراج ورتب الفراء ف الماكن الخوفة وجعل فيها المام الوادي الت تطلعه على الخبار ف أسرع‬
‫مدة وبن الربط والانقات وكان يمع الفقهاء عنده والشايخ والصوفية ويكرمهم ويعظمهم وكان يب الصالي وقد نال بعض المراء مرة عنده من بعض الفقهاء وهو قطب الدين‬
‫النيسابوري فقال له نور الدين ويك إن كان ما تقول حقا فله من السنات الكثية الاحية لذلك ما ليس عندك ما يكفر عنه سيئات ما ذكرت إن كنت صادقا على أن وال ل أصدقك وإن‬
‫عدت ذكرته أو أحدا غيه عندي بسوء لوذينك فكف عنه ول يذكره بعد ذلك وقد ابتن بدمشق دارا لستماع الديث وإساعه قال ابن الثي وهو أول من بن دار حديث وقد كان مهيبا‬
‫وقورا شديد اليبة ف قلوب المراء ل يتجاسر أحد أن يلس بي يديه إل بإذنه ول يكن أحد من المراء يلس بل إذن سوى المي نم الدين أيوب وأما أسد الدين شيكوه ومد الدين بن‬
‫الداية نائب حلب وغيها من الكابر فكانوا يقفون بي يديه ومع هذا كان إذا دخل أحد من الفقهاء أو الفقراء قام له ومشى خطوات وأجلسه معه على سجادته ف وقار وسكون وإذا أعطى‬
‫أحدا منهم شيئا مستكثرا يقول هؤلء جند ال وبدعائهم ننصر على العداء ولم ف بيت الال حق أضعاف ما أعطيهم فإذا رضوا منا ببعض حقهم فلهم النة علينا وقد سع عليه جزء حديث‬
‫وفيه ( فخرج رسول ال ( ص ) متقلدا السيف ) فجعل يتعجب من تغيي عادات الناس لا ثبت عنه عليه السلم وكيف يربط الجناد والمراء على أوساطهم ول يفعلون كما فعل رسول ال‬
‫( ص ) ث أمر الند بأن ل يملوا السيوف إل متقلديها ث خرج هو ف اليوم الثان إل الوكب وهو متقلد السيف وجيع اليش كذلك يريد بذلك القتداء برسول ال ( ص ) فرحه ال وقص‬
‫عليه وزيره موفق الدين خالد بن ممد بن نصر القيسران الشاعر أنه رأى ف منامه كأنه يغسل ثياب اللك نور الدين فأمره بأن يكتب مناشي بوضع الكوس والضرائب عن البلد وقال له هذا‬
‫تأويل رؤياك وكتب إل الناس ليكون منهم ف حل ما كان أخذ منهم ويقول لم إنا صرف ذلك ف قتال أعدائكم من الكفرة والذب عن بلدكم ونسائكم وأولدكم وكتب بذلك إل سائر‬
‫مالكه وبلدان سلطانه وأمر الوعاظ أن يستحلوا له من التجار وكان يقول ف سجوده اللهم ارحم الكاس العشار الظال ممود الكلب وقيل إن برهان الدين البلخي أنكر على اللك نور الدين‬
‫ف استعانته ف حروب الكفار بأموال الكوس وقال له مرة كيف تنصرون وف عساكركم‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪282‬‬

‫المور والطبول والزمور ويقال إن سبب وضعه الكوس عن البلد أن الواعظ أبا عثمان النتخب ابن أب ممد الواسطي وكان من الصالي الكبار وكان هذا الرجل ليس له شيء ول يقبل‬
‫من أحد شيئا إنا كانت له جبة يلبسها إذا خرج إل ملس وعظه وكان يتمع ف ملس وعظه اللوف من الناس أنشد نور الدين أبياتا تتضمن ما هو متلبس ف ملكه وفيها تويف وتذير‬
‫شديد له ‪ ...‬مثل وقوفك أيها الغرور ‪ ...‬يوم القيامة والسما تور ‪ ...‬إن قيل نور الدين رحت مسلما ‪ ...‬فاحذر بأن تبقى وما لك نور ‪ ...‬أنيت عن شرب المور وأنت ف ‪ ...‬كاس الظال‬
‫طائش ممور ‪ ...‬عطلت كاسات الدام تعففا ‪ ...‬وعليك كاسات الرام تدور ‪ ...‬ماذا تقول إذا نقلت إل البلى ‪ ...‬فردا وجاءك منكر ونكي ‪ ...‬ماذ تقول إذا وقفت بوقف ‪ ...‬فردا ذليل‬
‫والساب عسي ‪ ...‬وتعلقت فيك الصوم وأنت ف ‪ ...‬يوم الساب مسلسل مرور ‪ ...‬وتفرقت عنك النود وأنت ف ‪ ...‬ضيق القبور موسد مقبور ‪ ...‬ووددت أنك ما وليت ولية ‪...‬‬
‫يوما ول قال النام أير ‪ ...‬وبقيت بعد العز رهن حفية ‪ ...‬ف عال الوتى وأنت حقي ‪ ...‬وحشرت عريانا حزينا باكيا ‪ ...‬قلقا وما لك ف النام مي ‪ ...‬أرضيت أن تيا وقلبك دارس ‪...‬‬
‫عاف الراب وجسمك العمور ‪ ...‬أرضيت أن تيا وقلبك دارس عاف الراب وجسمك العور ‪ ...‬أرضيت أن تظى سواكض بقربه ‪ ...‬أبدا أبدا وأنت معذب مهجور ‪ ...‬مهد لنفسك حجة‬
‫تنجو با ‪ ...‬يوم العاد ويوم تبدو العور ‪ ...‬فلما سع نور الدين هذه البيات بكى بكاء شديدا وأمر بوضع الكوس والضرائب ف سائر البلد وكتب إليه الشيخ عمر الل من الوصل وكان قد‬
‫أمر الولة والمراء با أن ل يفصلوا با أمرا حت يعلموا الل به فما أمرهم به من شىء امتثلوه وكان من الصالي الزاهدين وكان نور الدين يستقرض منه ف كل رمضان ما يفطر عليه وكان‬
‫يرسل إليه بفتيت ورقاق فيفطر عليه جيع رمضان فكتب إليه الشيخ عمر بن الل هذا إن الفسدين قد كثروا ويتاج إل سياسة ومثل هذا ل ييء إل بقتل وصلب وضرب وإذا أخذ إنسان ف‬
‫البية من ييء يشهد له فكتب إليه اللك نور الدين على ظهر كتابه إن ال خلق اللق وشرع لم شريعة وهو أعلم با يصلحهم ولو علم أن ف الشريعة زيادة ف الصلحة لشرعها لنا فل‬
‫حاجة بنا إل الزيادة على ما شرعه ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪283‬‬

‫فمن زاد فقد زعم أن الشريعة ناقصة فهو يكملها بزيادته وهذا من الرأة على ال وعلى ما شرعه والعقول الظلمة ل تتدي وال سبحانه يهدينا وإياك إل صراط مستقيم فلما وصل الكتاب‬
‫إل الشيخ عمر الل جع الناس بالوصل وقرأ عليهم الكتاب وجعل يقول انظروا إل كتاب الزاهد إل اللك وكتاب اللك إل الزاهد وجاء إليه أخو الشيخ أب البيان يستعديه على رحل أنه‬
‫سبه ورماه بأنه يرائي وأنه وأنه وجعل يبالغ ف الشكاية عليه فقال له السلطان أليس ال تعال يقول وإذا خاطبهم الاهلون قالوا سلما وقال وأعرض عن الاهلي فسكت الشيخ ول ير جوابا‬
‫وقد كان نور الدين يعتقده ويعتقد أخاه أبا البيان واتاه زائرا مرات ووقف عليه وقفا وقال الفقيه أبو الفتح الشري معيد النظامية ببغداد وكان قد جع سية متصرة لنور الدين قال وكان نور‬
‫الدين مافظا على الصلوات ف اوقاتا ف جاعة بتمام شروطها والقيام با بأركانا والطمأنينة ف ركوعها وسجودها وكان كثي الصلة بالليل كثي البتهال ف الدعاء والتضرع إل ال عز‬
‫وجل ف اموره كلها قال وبلغنا عن جاعة من الصوفية من يعتمد على قولم أنم دخلوا بلد القدس للزيارة أيام أخذ القدس الفرنج فسمعهم يقولون أن القسيم ابن القسيم يعنون نور الدين‬
‫له مع ال سر فإنه ل يظفر وينصر علينا بكثرة جنده وجيشه وإنا يظفر علينا وينصر بالدعاء وصلة الليل فإنه يصلي بالليل ويرفع يده إل ال ويدعوه فإنه يستجيب له ويعطيه سؤله فيظفر‬
‫علينا قال فهذا كلم الكفار ف حقه وحكى الشيخ أبو شامة أن نور الدين وقف بستان اليدان سوى الغيضة الت تليه نصفه على تطييب جامع دمشق والنصف الخر يقسم عشرة أجزاء‬
‫جزآن على تطييب الدرسة الت أنشأها للحنيفة والثمانية اجزاء الخرى على تطييب الساجد التسعة وهي مسجد الصالي ببل قيسون وجامع القلعة ومسجد عطية ومسجد ابن لبيد‬
‫بالعسقار ومسجدد الرماحي العلق ومسجد العباس بالصالية ومسجد دار البطيخ العلق والسجد الذي جدده نور الدين جوار بيعة اليهود لكل من هذه الساجد جزء من إحدى عشر جزء‬
‫من النصف ومناقبه ومآثره كثية جدا وقد ذكرنا نبذة من ذلك يستدل با على ما وراءها وقد ذكر الشيخ شهاب الدين ف أول الروضتي كثيا من ماسنه وذكر ما مدح به من القصائد‬
‫وذكر أنه لا فتح أسد الدين الديار الصرية ث مات ث تول صلح الدين هم بعزله عنها واستنابة غيه فيها غي مرة ولكن يعوقه عن ذلك ويصده قتال الفرنج واقتراب أجله فلما كان ف هذه‬
‫السنة وهي سنة تسع وستي وخسمائة وهي آخر مدته أضمر على الدخول إل الديار الصرية وصمم عليه وارسل إل عساكر بلد الوصل وغيها ليكونوا ببلد الشلم حفظا لا من الفرنج‬
‫ف غيبته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪284‬‬

‫ويركب هو ف جهور اليش إل مصر وقد خاف منه اللك صلح الدين خوفا شديدا فلما كان يوم عيد الفطر من هذه السنة ركب إل اليدان الخضر القبلي وصلى فيه صلة عيد الفطر‬
‫وكان ذلك نار الحد ورمى العتق ف اليدان الخضر الشمال والقدر يقول له هذا آخر أعيادك ومد ف ذلك اليوم ساطا حافل وأمر بانتهابه وطهر ولده اللك الصال إساعيل ف هذا اليوم‬
‫وزينت له البلد وضربت البشائر للعيد والتان ث ركب ف يوم الثني وأكب علىالعادة ث لعب بالكرة ف ذلك اليوم فحصل له غيظ من بعض المراء ول يكن ذلك من سجته فبادر إل‬
‫القلعة وهو كذلك ف غاية الغضب وانزعج ودخل ف حيز سوء الزاج واشتغل بنفسه وأوجاعه وتنكرت عليه جيع حواسه وطباعه واحتبس أسبوعا عن الناس والناس ف شغل عنه با هم فيه‬
‫من اللعب والنشراح ف الزينة الت نصبوها لجل طهور ولده فهذا يود بروحه وهذا يود بوجوده سرورا بذلك فانعكست تلك الفراح بالتراح ونسخ الد ذلك الزاح وحصلت للملك‬
‫خوانيق ف حلقه منعته من النطق وهذا شأن أوجاع اللق وكان قد أشي عليه بالفصد فلم يقبل وبالبادرة إل العالة فلم يفعل وكان أمر ال قدرا مقدورا فلما كان يوم الربعاء الادي عشر‬
‫من شوال من هذه السنة قبض إل رحة ال تعال عن ثان وخسي سنة مكث منها ف اللك ثان وعشرين سنة رحه ال وصلى عليه بامع القلعة بدمشق ث حول إل تربته الت أنشأها للحنفية‬
‫بي باب الواصي وباب اليميي علىالدرب وقبه با يزار ويلق بشباكه ويطيب ويتبك به كل مار فيقول قب نور الدين الشهيد لا حصل له ف حلقه من الوانيق وكذا كان يقال لبنه‬
‫الشهيد ويلقب بالقسيم وكانت الفرنج تقول له القسيم ابن القسيم وقد رثاه الشعراء براث كثية قد أوردها أبو شامة وما أحسن ما قاله العماد ‪ ...‬عجبت من الوت لا أتى ‪ ...‬إل ملك ف‬
‫سجايا ملك ‪ ...‬وكيف ثوى الفلك الستد ‪ ...‬ير ف الرض وسط فلك ‪ ...‬وقال حسان الشاعر اللقب بالعرقلة ف مدرسة نور الدين لا دفن با رحه ال تعال ‪ ...‬ومدرسة ستدرس كل شيء‬
‫‪ ...‬وتبقى ف حى علم ونسك ‪ ...‬تضوع ذكرها شرقا وغربا ‪ ...‬بنور الدين ممود بن زنكى ‪ ...‬يقول وقوله حق وصدق ‪ ...‬بغي كناية وبغي شك ‪ ...‬دمشق ف الدائن بيت ملكى ‪...‬‬
‫‪ ...‬وهذي ف الدارس بنت ملكي‬
‫صفة نور الدين رحه ال تعال‬
‫كان طويل القامة أسر اللون حلو العيني واسع البي حسن الصورة تركي الشكل ليس له لية إل ف حنكه مهيبا متواضعا عليه جللة ونور يعظم السلم وقواعد الدين ويعظم الشرع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪285‬‬

‫فصل فلما مات نور الدين ف شوال من هذه السنة بويع من بعده باللك لولده الصال إساعيل وكان صغيا وجعل أتابكه المي شس الدين بن مقدم فاختلف المراء وحادت الراء وظهرت‬
‫الشرور وكثرت المور وقد كانت ل توجد ف زمنه ول أحد يسر أن يتعاطى شيئا منها ول من الفواحش وانتشرت الفواحش وظهرت حت أن ابن أخيه سيف الدين غازي بن مودود‬
‫صاحب الوصل لا تقق موته وكان مصورا منه نادى مناديه بالبلد بالسامة باللعب واللهو والشراب والسكر والطرب ومع النادي دف وقدح ومزمار الشيطان فإنا ل وإنا إليه راجعون وقد‬
‫كان ابن أخيه هذا وغيه من اللوك والمراء الذين له حكم عليهم ل يستطيع أحد منهم أن يفعل شيئا من الناكر والفواحش فلما مات مرح أمرهم وعاثوا ف الرض فسادا وتقق قول‬
‫الشاعر ‪ ...‬أل فاسقن خرا وقل ل هي المر ‪ ...‬ول تسقن سرا وقد أمكن الهر ‪ ...‬وطمعت العداء من كل جانب ف السلمي وعزم الفرنج على قصد دمشق وانتزاعها من أيدي‬
‫السلمي فبز إليهم ابن مقدم التابك فواقعهم عند بانياس فضعف عن مقاومتهم فهادنم مدة ودفع إليهم أموال جزيلة عجلها لم ولول أنه خوفهم بقدوم اللك الناصر صلح الدين يوسف‬
‫بن أيوب لا هادنوه ولا بلغ ذلك صلح الدين كتب إل المراء وخاصة ابن مقدم يلومهم على ما صنعوا من الهادنة ودفع الموال إل الفرنج وهم أقل وأذل وأخبهم أنه على عزم قصد‬
‫البلد الشامية ليحفظها من الفرنج فردوا إليه كتابا فيه غلظة وكلم فيه بشاعة فلم يلتفت إليهم ومن شدة خوفهم منه كتبوا إل سيف الدين غازي صاحب الوصل ليملكوه عليهم ليدفع‬
‫عنهم كيد اللك الناصر صلح الدين صاحب مصر فلم يفعل لنه خاف أن يكون مكيدة منهم له وذلك أنه كان قد هرب منه الطواشي سعد الدولة مستكي الذي كان قد جعله اللك نور‬
‫الدين عينا عليه وحافظا له من تعاطى مال يليق من الفواحش والمر واللعب واللهو فلما مات نور الدين ونادى ف الوصل تلك الناداة القبيحة خاف منه الطواشي الذكور أن يسكه فهرب‬
‫منه سرا فلما تقق غازي موت عمه بعث ف إثر هذا الادم ففاته فاستحوذ على حواصله ودخل الطواشي حلب ث سار إل دمشق فاتفق مع المراء على أن يأخذوا ابن نور الدين اللك‬
‫الصال إساعيل إل حلب فيبيه هنالك مكان رب والده وتكون دمشق مسلمة إل التابك شس الدولة بن مقدم والقلعة إل الطواشي جال الدين ريان فلما سار اللك الصال من دمشق‬
‫خرج معه الكباء والمراء من دمشق إل حلب وذلك ف الثالث والعشرين من ذي الجة من هذه السنة وحي وصلوا حلب جلس الصب على سرير ملكها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪286‬‬

‫واحتاطوا على بن الداية شس الدين بن الداية أخو مد الدين الذي كان رضيع نور الدين وإخوته الثلثة وقد كان شس الدين علي بن الداية يظن ان ابن نور الدين يسلم إليه فيبيه لنه أحق‬
‫الناس بذلك فخيبوا ظنه وسجنوه وإخوته ف الب فكتب اللك صلح الدين إل المراء ( يلومهم ) على ما فعلوا على ما فعلوا من نقل الولد من دمشق إل حلب ومن حبسهم بن الداية‬
‫وهم من خيار المراء ورؤس الكباء ول ل يسلموا الولد إل مد الدين بن الداية الذي هو أحظى عند نور الدين وعند الناس منهم فكتبوا إليه يسيئون الدب عليه وكل ذلك يزيده حنقا‬
‫عليهم ويرضه على القدوم إليهم ولكنه ف الوقت ف شغل شاغل لا دهه ببلد مصر من المر الائل كما سيأت بيانه إن شاء ال تعال ف أول السنة التية ومن توف فيها من العيان والشاهي‬
‫السن بن السن‬
‫ابن أحد بن ممد العطار أبو العلء المدان الافظ سع الكثي ورحل إل بلدان كثية اجتمع بالشايخ وقدم بغداد وحصل الكتب الكثية واشتغل بعلم القراءات واللغة حت صار اوحد زمانه‬
‫ف علمي الكتاب والسنة وصنف الكتب الكثية الفيدة وكان على طريقة حسنة سخيا عابدا زاهدا صحيح العتقاد حسن السمت له ببلده الكانة والقبول التام وكانت وفاته ليلة الميس‬
‫الادي عشر من جاد الخرة من هذه السنة وقد جاوز الثماني بأربعة أشهر وايام قال ابن الوزي وقد بلغن أنه رؤى ف النام أنه ف مدينة جيع جدرانا كتب وحوله كتب ل تعد ول تصى‬
‫وهو مشتغل بطالعتها فقيل له ما هذا فقد سألت ال أن يشغلن با كنت أشتغل به ف الدنيا فأعطان وفيها توف‬
‫الهوازي‬
‫خازن كتب مشهد أب حنيفة ببغداد توف فجأة ف ربيع الول من هذه السنة‬
‫ممود بن زنكي بن آقسنقر السلطان اللك العادل نور الدين صاحب بلد الشام وغيها من البلدان الكثية الواسعة كان ماهدا ف الفرنج آمرا بالعروف ناهيا عن النكر مبا للعلماء والفقراء‬
‫والصالي مبغضا للظلم صحيح العتقاد مؤثرا لفعال الي ل يسر أحد أن يظلم أحدا ف زمانه وكان قد قمع الناكر وأهلها ورفع العلم والشرع وكان مدمنا لقيام الليل يصوم كثيا وينع‬
‫نفسه عن الشهوات وكان يب التيسي على السلمي ويرسل الب إل العلماء والفقراء والساكي واليتام والرامل وليست الدنيا عنده بشيء رحه ال وبل ثراه بالرحة والرضوان قال ابن‬
‫الوزي استرجع نور الدين ممود بن زنكي رحه ال تعال من أيدي الكفار نيفا وخسي مدينة وقد كان يكاتبن وأكاتبه قال ولا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪287‬‬


‫حضرته الوفاة أخذ العهد على المراء من بعده لولده يعن الصال إساعيل وجدد العهد مع صاحب طرابلس أن ل يغي على الشام ف الدة الت كان ماده فيها وذلك أنه كان قد أسره ف‬
‫بعض غزواته وأسر معه جاعة من أهل دولته فافتدى نفسه منه بثلثائة ألف دينار وخسمائة حصان وخسمائة وردية ومثلها برانس أي لبوس وقنطوريات وخسمائة أسي من السلمي وعاهده‬
‫أن ل يغي على بلد السلمي لدة سبعة سني وسبعة أشهر وسبعة أيام وأخذ منه رهائن على ذلك مائة من أولده وأولد أكابر الفرنج وبطارقتهم فإن نكث أراق دماءهم وكان قد عزم على‬
‫فتح بيت القدس شرفه ال فوافته النية ف شوال من هذه السنة والعمال بالنيات فحصل له اجر ما نوى وكانت وليته ثان وعشرين سنة وأشهرا وقد تقدم ذلك وهذا مقتضى ما ذكره ابن‬
‫الوزي ومعناه الضر بن نصر‬
‫علي بن نصر الربلي الفقيه الشافعي أول من درس بأربل ف سنة ثلث وثلثي وخسمائة وكان فاضل دينا انتفع به الناس وكان قد اشتغل على الكيا الراسي وغيه ببغداد وقدم دمشق‬
‫فأرخه ابن عساكر ف هذه السنة وترجه ابن خلكان ف الوفيات وقال قبه يزار وقد زرته غي مرة ورأيت الناس ينتابون قبه ويتبكون به وهذا الذي قاله ابن خلكان ما ينكره أهل العلم عليه‬
‫وعلى أمثاله من يعظم القبور وفيها هلك ملك الفرنج مرى لعنه ال وأظنه ملك عسقلن ونوها من البلد وقد كان قارب أن يلك الديار الصرية لول فضل ال ورحته بعباده الؤمني‬
‫ث دخلت سنة سبعي وخسمائة استهلت ( هذه السنة ) والسلطان اللك الناصر صلح الدين بن أيوب قد عزم على الدخول إل بلد الشام لجل حفظه من الفرنج ولكن دهه أمر شغله عنه‬
‫وذلك أن الفرنج قدموا إل الساحل الصري ف اسطول ل يسمع بثله وكثرة مراكب وآلت من الرب والصار والقاتلة من جلة ذلك مائت شين ف كل منها مائة وخسون مقاتل وأربعمائة‬
‫قطعة اخرى وكان قدومهم من صقلية إل ظاهر اسكندرية قبل رأس السنة بأربعة أيام فنصبوا النجنيقات والدبابات حول البلد وبرز إليهم أهلها فقاتلوهم دونا قتال شديدا أياما وقتل من كل‬
‫الفريقي خلق كثي ث اتفق أهل البلد على حريق النجانيق والدبابات ففعلوا ذلك فأضعف ذلك قلوب الفرنج ث كبسهم السلمون فقتلوا منهم جاعة وغنموا منهم ما أرادوا فانزم الفرنج ف‬
‫كل وجه ول يكن لم ملجأ إل البحر أو القتل أو السر واستحوذ السلمون على أموالم وعلى خيولم وخيارهم وبالملة قتلوا خلقا من الرجال وركب من بقي منهم ف أسطول إل بلدهم‬
‫خائبي وما عوق اللك الناصر عن الشام أيضا أن رجل يعرف بالكن ساه بعضهم عباس بن شادى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪288‬‬

‫وكان من مقدمي الديار الصرية والدولة الفاطمية كان قد استند إل بلد يقال له اسوان وجعل يمع عليه الناس فاجتمع عليه خلق كثي من الرعاع من الاضرة والغربان والرعيان وكان يزعم‬
‫إليهم أنه سيعيد الدولة الفاطمية ويدحض التابكة التركية فالتف عليه خلق كثي ث قصدوا قوص وأعمالا وقتل طائفة من أمرائها ورجالا فجرد إليه صلح الدين طائفة من اليش وامر عليهم‬
‫أخاه اللك العادل أبا بكر الكردي فلما التقيا هزمه أبو بكر وأسر أهله وقتله فصل‬
‫فلما تهدت البلد ول يبق با رأس من الدولة العبيدية برز السلطان اللك الناصر صلح الدين يوسف ف اليوش التركية قاصدا البلد الشامية وذلك حي مات سلطانا نور الدين ممود بن‬
‫زنكي وأخيف سكانا وتضعضعت اركانا واختلف حكامها وفسد نقضها وإبرامها وقصده جع شلها والحسان إل أهلها وأمن سهلها وجبلها ونصرة السلم ودفع الطغام وإظهار القرآن‬
‫وإخفاء سائر الديان وتكسي الصلبان ف رضى الرحن وإرغام الشيطان فنل البكة ف مستهل صفر وأقام با حت اجتمع عليه العسكر واستناب على مصر أخاه أبا بكر ث سار إل بلبيس ف‬
‫الثالث عشر من ربيع الول فدخل مدينة دمشق ف يوم الثني سلخ ربيع الول ول ينتطح فيها عنان ول اختلف عليه سيفان وذلك أن نائبها شس الدين بن مقدم كان قد كتب إليه أول‬
‫فأغلظ له ف الكتاب فلما رأى أمره متوجها جعل يكاتبه ويستحثه على القدوم إل دمشق ويعده بتسليم البلد فلما رأى الد ل يكنه الخالفة فسلم البلد إليه بل مدافعة فنل السلطان أول ف‬
‫دار والده دار العقيلي الت بناها اللك الظاهر بيبس مدرسة وجاء أعيان البلد للسلم عليه فرأوا منه غاية الحسان وكان نائب القلعة إذ ذاك الطواشي ريان فكاتبه وأجزل نواله حت سلمها‬
‫إليه ث نزل إليه فأكرمه واحترمه ث أظهر السلطان أنه أحق الناس بتربية ولد نور الدين لا لنور الدين عليهم من الحسان التي وذكر أنه خطب لنور الدين بالديار الصرية ث إن السلطان عامل‬
‫الناس بالحسان وأمر بإبطال ما أحدث بعد نور الدين من الكوس والضرائب وأمر بالعروف ونى عن النكر ول عاقبة المور‬
‫فصل فلما استقرت له دمشق بذافيها نض إل حلب مسرعا لا فيها من التخبيط والتخليط واستناب على دمشق أخاه طغتكي بن أيوب اللقب بسيف السلم فلما اجتاز حص أخذ ربضها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪289‬‬

‫ول يشتغل بقلعتها ث صار إل حاة فتسلمها من صاحبها عز الدين بن جبيل وسأله أن يكون سفيه بينه وبي اللبيي فأجابه إل ذلك فسار إليهم فحذرهم بأس صلح الدين فلم يلتفتوا إليه‬
‫بل أمروا بسجنه واعتقاله فأبطا الواب على السلطان فكتب إليهم كتابا بليغا يلومهم فيه على ما هم فيه من الختلف وعدم الئتلف فردوا عليه أسوأ جواب فأرسل إليهم يذكرهم أيامه‬
‫وايام أبيه وعمه ف خدمة نور الدين ف الواقف الحمودة الت يشهد لم با أهل الدين ث سار إل حلب فنل على جبل جوشن ث نودي ف أهل حلب بالضور ف ميدان باب العراق فاجتمعوا‬
‫فأشرف عليهم ابن اللك نور الدين فتودد إليهم وتباكى لديهم وحرضهم على قتال صلح الدين وذلك عن إشارة المراء القدمي فأجابه أهل البلد بوجوب طاعته على كل أحد وشرط عليه‬
‫الروافض منهم أن يعاد الذان بي على خي العمل وأن يذكر ف السواق وأن يكون لم ف الامع الانب الشرقي وأن يذكر أساء الئمة الثن عشر بي يدي النائز وأن يكبوا على النازة‬
‫خسا وأن تكون عقود أنكحتهم إل الشريف أب طاهر بن أب الكارم حزة بن زاهر السين فأجيبوا إل ذلك كله فأذن بالامع وسائر البلد بي على خي العمل وعجز أهل البلد عن مقاومة‬
‫الناصر وأعملوا ف كيده كل خاطر فأرسلوا أول إل شيبان صاحب السبة فأرسل نفرا من أصحابه إل الناصر ليقتلوه فلم يظفر منه بشيء بل قتلوا بعض المراء ث ظهر عليهم فقتلوا عن‬
‫آخرهم فراسلوا عند ذلك القومص صاحب طرابلس الفرني ووعدوه بأموال جزيلة إن هو رحل عنهم الناصر وكان هذا القومص قد أسره نور الدين وهو معتقل عنده مدة عشر سني ث‬
‫افتدى نفسه بائة ألف دينار والف أسي من السلمي وكان ل ينساها لنور الدين بل قصد لمص ليأخذها فركب إليه السلطان الناصر وقد أرسل السلطان إل بلده طرابلس سرية فقتلوا‬
‫وأسروا وغنموا فلما اقترب الناصر منه نكص على عقبيه راجعا إل بلده ورأى أنه قد أجابم إل ما أرادوا منه فلما فصل الناصر إل حص ل يكن قد أخذ قلعتها فتصدى لخذها فنصب عليها‬
‫النجنيقات فأخذها قسرا وملكها قهرا ث كر راجعا إل حلب فأناله ال ف هذه الكرة ما طلب فلما نزل با كتب إليهم القاضي الفاضل على لسان السلطان كتابا بليغا فصيحا فائقا رائقا على‬
‫يدي الطيب شس الدين يقول فيه ( فإذا قضى التسليم حق اللقا فاستدعى الخلص جهد الدعا فليعد وليعد حوادث ما كان حديثا يفترى وحوارى أمور إن قال فيها كثيا فأكثر منه ما قد‬
‫جرى ويشرح صدر منها لعله يشرح منها صدرا وليوضح الحوال الستبشرة فإن ال ل يعبد سرا ‪ ...‬ومن العجائب أن تسي غرائب ‪ ...‬ف الرض ل يعلم با الأمول ‪ ...‬كالعيس أقتل ما‬
‫يكون لا الصدى ‪ ...‬والاء فوق ظهورها ممول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪290‬‬

‫فإنا كنا نقتبس النار بأكفنا وغينا يستني ونستنبط الاء بأيدينا وسوانا يستمي ونلتقي السهام بنحورنا وغينا يعتمد التصوير والبدان تسترد بضاعتنا بوقف العدل الذي يرد به الغصوب‬
‫ونظهر طاعتنا فنأخذ بظ كما أخذ بظ القلوب وكان أول أمرنا أنا كنا ف الشام نفتح الفتوح بباشرتنا أنفسنا وناهد الكفار متقدمي بعساكرنا نن ووالدنا وعمنا فأي مدينة فتحت أو أي‬
‫معقل للعدو أو عسكر أو مصاف للسلم معه ضرب فما يهل أحد صنعنا ول يحد عدونا أن يصطلي المرة ونلك الكرة ونقدم الماعة ونرتب القاتلة وندبر التعبئة إل أن ظهرت ف‬
‫الشام الثار الت لنا أجرها ول يضرنا أن يكون لغينا ذكرها ث ذكر ما صنعوا بصر من كسر الكفر وإزالة النكر وقمع الفرنج وهدم البدع وما بسط من العدل ونشر من الفضل وما اقامه‬
‫من الطب العباسية ببلد مصر واليمن والنوبة وإفريقية وغي ذلك بكلم بسيط حسن فلما وصلهم الكتاب اساؤوا الواب وقد كانوا كاتبوا صاحب الوصل سيف الدين غازي بن مودود‬
‫أخي نور الدين ممود بن زنكي فبعث إليهم أخاه عز الدين ف عساكره واقبل إليهم ف دساكره وانضاف إليهم اللبيون وقصدوا حاه ف غيبة الناصر واشتغاله بقلعة حص وعمارتا فلما بلغه‬
‫خبهم سار إليهم ف قل من اليش فانتهى إليهم وهم ف جحافل كثية فواقفوه وطمعوا فيه لقلة من معه وهوا بناجزته فجعل يداريهم ويدعوهم إل الصالة لعل اليش يلحقونه حت قال لم‬
‫ف جلة ما قال أنا اقنع بدمشق وحدها واقيم با الطبة للملك الصال إساعيل وأترك ما عداها من أرض الشام فامتنع من الصالة الادم سعد الدولة كمشتكي إل أن يعل لم الرحبة الت‬
‫هي بيد ابن عمه ناصر الدين بن أسد الدين فقال ليس ل ذلك ول أقدر عليه فأبوا الصلح واقدموا على القتال فجعل جيشه كردوسا واحدا وذلك يوم الحد التاسع عشر من رمضان عند‬
‫قرون حاه وصب صبا عظيما وجاء ف أثناء الال ابن أخيه تقي الدين عمر بن شاهنشاه ومعه أخوه فروخ شاه ف طائفة من اليش وقد ترجح دسته عليهم وخلص رعبه إليهم فولوا هنالك‬
‫هاربي وتولوا منهزمي فأسر من أسر من رؤسهم ونادى ان ل يتبع مدبر ول يذفف على جريح ث أطلق من وقع ف أسره وسار على الفور إل حلب وقد انعكس عليهم الال وآلوا إل شر‬
‫مآل فبالمس كان يطلب منهم الصالة والسالة وهم اليوم يطلبون منه أن يكف عنهم ويرجع على أن العرة وكفر طاب وماردين له زيادة على ما بيده من أراضي حاه وحص فقبل ذلك‬
‫وكف عنهم وحلف على أن ل يغزو بعدها اللك الصال وأن يدعو له على سائر منابر بلده وشفع ف بن الداية أخوه مد الدين على أن يرجوا ففعل ذلك ث رجع مؤيدا منصورا فلما كان‬
‫بماه وصلت إليه رسل الليفة الستضيء بأمر ال باللع السنية والتشريفات العباسية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪291‬‬

‫والعلم السود والتوقيع من الديوان بالسلطنة ببلد مصر والشام وأفيضت اللع على أهله وأقاربه وأصحابه وأعوانه وكان يوما مشهودا واستناب على حاه ابن خاله وصهره المي شهاب‬
‫الدين ممود ث سار إل حص فأطلقها إل ابن عمه ناصر الدين كما كانت من قبله لبيه شيكوه أسد الدين ث بعلبك على البقاع إل دمشق ف ذي القعدة وفيها ظهر رجل من قرية مشغرا‬
‫من معاملة دمشق وكان مغربيا فادعى النبوة وأظهر شيئا من الخاريق والحاييل والشعبذة والبواب النارنية فافتت به طوائف من المج والعوام فتطلبه السلطان فهرب إل معاملة حلب فالف‬
‫عليه كل مقطوع الذنب واضل خلقا من الفلحي وتزوج امرأة أحبها وكانت من أهل تلك البطائح فعلمها أن ادعت النبوة فأشبها قصة مسيلمة وسجاح وفيها هرب وزير الليفة ونبت‬
‫داره وفيها درس أبو الفرج ابن الوزي بدرسة أنشئت للحنابلة فحضر عنده قاضي القضاة أبو السن بن الدامغان والفقهاء والكباء وكان يوما مشهودا وخلعت عليه خلعة سنية وفيها توف‬
‫من العيان‬
‫روح بن أحد‬
‫أبو طالب الدثن قاضي القضاة ببغداد ف بعض الحيان وكان ابنه ف أرض الجاز فلما بلغه موت أبيه مرض بعده فمات بعد أيام وكان ينبذ بالرفض‬
‫شلة التركمان‬
‫كان قد تغلب على بلد فارس واستحدث قلعا وتغلب على السلجوقية وانتظم له الدست نوا من عشرين سنة ث حاربه بعض التركمان فقتلوه‬
‫قيماز بن عبدال‬
‫قطب الدين الستنجدي وزر للخليفة الستضيء وكان مقدما على العساكر كلها ث خرج على الليفة وقصد أن ينهب دار اللفة فصعد الليفة فوق سطح ف داره وأمر العامة بنهب دار‬
‫قيماز فنهبت وكان ذلك بإفتاء الفقهاء فهرب فهلك هو ومن معه ف الهامه والقفاز‬
‫ث دخلت سنة إحدى وسبعي وخسمائة‬
‫فيها طلب الفرنج من السلطان صلح الدين وهو مقيم برج الصفر أن يهادنم فأجابم إل ذلك لن الشام كان مدبا وأرسل جيشه صحبة القاضي الفاضل إل الديار الصرية ليستغلوا الغل‬
‫ث يقبلوا وعزم هو على القام بالشام واعتمد على كاتبه العماد عوضا عن القاضي ول يكن أحد أعز عليه منه ‪ ...‬وما عن رضى كانت سليمى بديلة ‪ ...‬ولكنها للضرورات أحكام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪292‬‬

‫وكانت إقامة السلطان بالشام وإرسال اليش صحبة القاضي الفاضل غاية الزم والتدبي ليحفظ ما استجد من المالك خوافا عليه ما هنالك فلما أرسل اليوش إل مصر وبقي هو ف طائفة‬
‫يسية وال قد تكفل له بالنصر كتب صاحب الوصل سيف الدين غازي ابن أخي نور الدين إل جاعة اللبيي يلومهم على ما وقع بينهم وبي الناصر من الصالة وقد كان إذ ذاك مشغول‬
‫بحاربة أخيه وماصرته وهو عمادالدين زنكي بسنجار وليست هذه بفعلة صالة وما كان سبب قتاله لخيه إل لكونه أب طاعة اللك الناصر فاصطلح مع أخيه حي عرف قوة الناصر‬
‫وناصريه ث حرض اللبيي على نقض العهود ونبذها إليه فأرسلوا إليه بالعهود الت عاهدوه عليها ودعوه إليها فاستعان عليهم بال وأرسل إل اليوش الصرية ليقدموا عليه فأقبل صاحب‬
‫الوصل بعساكره ودساكره واجتمع بابن عمه اللك الصال عمادالدين إساعيل وسار ف عشرين ألف مقاتل على اليول الضمرة الرد البابيل وسار نوهم الناصر وهو كالزبر الكاسر وإنا‬
‫معه ألف فارس من الماة وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثية بإذن ال ولكن اليوش الصرية قد خرجوا إليه قاصدين وله ناصرين ف جحافل كالبال فاجتمع الفريقان وتداعوا إل النال‬
‫وذلك ف يوم الميس العاشر من شوال فاقتتلوا قتال شديدا حت حل اللك الناصر بنفسه الكرية وكانت بإذن ال الزية فقتلوا خلقا من اللبيي والواصلة وأخذوا مضارب اللك سيف‬
‫الدين غازي وحواصله وأسروا جاعة من رؤسهم فأطلقهم الناصر بعد ما أفاض اللع على أبدانم ورؤسهم وقد كانوا استعانوا بماعة من الفرنج ف حال القتال وهذا ليس من أفعال البطال‬
‫وقد وجد السلطان ف ميم السلطان غازي سبتا من القفاص الت فيها الطيور الطربة وذلك ف ملس شرابه السكر وكيف من هذا حاله ومسلكه ينتصر فأمر السلطان بردها عليه وتسييها‬
‫إليه وقال للرسول قل له بعد وصولك إليه وسلمك عليه اشتغالك بذه الطيور أحب إليك ما وقعت فيه من الحذور وغنم منهم شيئا كثيا ففرقه على أصحابه غيبا وحضورا وأنعم بيمة‬
‫سيف الدين غازي على ابن أخيه عز الدين فروخ شاه بن نم الدين ورد ما كان ف وطاقه من الواري والغنيات وقد كان معه أكثر من مائة مغنية ورد آلت اللهو واللعب إل حلب وقال‬
‫قولوا لم هذه أحب إليكم من الركوع والسجود ووجد عسكر الواصلة كالانة من كثرة المور والبابط واللهي وهذه سبيل كل فاسق ساه لهي فصل فلما رجعت اليوش إل حلب‬
‫وقد انقلبوا شر منقلب وندموا على ما نقضوا من اليان وشقهم العصا على السلطان حصنوا البلد خوفا من السد وأسرع صاحب الوصل فوصلها وما صدق حت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪293‬‬

‫دخلها فلما فرغ الناصر ما غنم أسرع السي إل حلب وهو ف غاية القوة فوجدهم قد حصنوها فقال الصلحة أن نبادر إل فتح الصون الت حول البلد ث نعود إليهم فل يتنع علينا منهم‬
‫أحد فشرع يفتحها حصنا حصنا ويهدم أركان دولتهم ركنا ركنا ففتح مراغة ومنبج ث سار إل إعزاز فأرسل اللبيون إل سنان فأرسل جاعة لقتل السلطان فدخل جاعة منهم ف جيشه ف‬
‫زي الند فقاتلوا أشد القتال حت اختلطوا بم فوجودا ذات يوم فرصة والسلطان ظاهر للناس فحمل عليه واحد منهم فضربه بسكي على رأسه فإذا هو مترس منهم باللمة فسلمه ال غي‬
‫أن السكي مرت خده فجرحته جرحا هينا ث أخذ الفداوي رأس السلطان فوضعه إل الرض ليذبه ومن حوله قد أخذتم دهشة ث ثاب إليهم عقلهم فبادروا إل الفداوى فقتلوه وقطعوه ث‬
‫هجم عليه آخر ف الساعة الراهنة فقتل ث هجم آخر على بعض المراء فقتل أيضا ث هرب الرابع فأدرك فقتل وبطل القتال ذلك اليوم ث صمم السلطان على البلد ففتحها وأقطعها ابن أخيه‬
‫تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب وقد اشتد حنقه على أهل حلب لا أرسلوا إليه من الفداوية وإقدامهم على ذلك منه فجاء فنل تاه البلد على جبل جوشن وضربت خيمته على رأس‬
‫البادوقية وذلك ف خامس عشر ذي الجة وجب الموال وأخذ الراج من القرى ومنع أن يدخل البلد شيء أو يرج منه أحد واستمر ماصرا لا حت انسلخت السنة وف ذي الجة من‬
‫هذه السنة عاد نور الدولة أخو السلطان من بلد اليمن إل أخيه شوقا إليه وقد حصل أموال جزيلة ففرح به السلطان فلما اجتمعا قال السلطان الب التقي أنا يوسف وهذا أخي وقد استناب‬
‫على بلد اليمن من ذوي قرابته فلما استقر عند أخيه استنابه على دمشق وأعمالا وقيل إن قدومه كان قبل وقعة الواصلة وكان من أكب أسباب الفتح والنصر لشجاعته وفروسيته وفيها أنقذ‬
‫تقي الدين عمر بن أخي الناصر ملوكه باء الدين قراقوش ف جيشه إل بلد الغرب ففتح بلدا كثية وغنم أموال جزيلة ث عاد إل مصر وفيها قدم إل دمشق أبو الفتوح الواعظ عبدالسلم‬
‫بن يوسف بن ممد بن مقلد التنوخي الدمشقي الصل البغدادي النشأ ذكره العماد ف الريدة قال وكان صاحب وجلس للوعظ وحضر عنده السلطان صلح الدين وأورد له مقطعات‬
‫أشعار فمن ذلك ما كان يقول ‪ ...‬يا مالكا مهجت يا منتهى أملي ‪ ...‬يا حاضرا شاهدا ف القلب والفكر ‪ ...‬خلقتن من تراب أنت خالقه ‪ ...‬حت إذا صرت تثال من الصور ‪ ...‬أجريت ف‬
‫قالب رحا منورة ‪ ...‬تر فيه كجري الاء ف الشجر ‪ ...‬جعتن من صفا روح منورة ‪ ...‬وهيكل صغته من معدن كدر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪294‬‬

‫إن غبت فيك فيا فخري ويا شرف ‪ ...‬وإن حضرت فيا سعي ويابصري ‪ ...‬أو احتجبت فسري فيك ف وله ‪ ...‬وإن خطرت فقلب منك ف خطر ‪ ...‬تبدو فتمحو رسومي ث تثبتها ‪ ...‬وإن‬
‫‪ ...‬تغيب عن عشت بالثر‬
‫وفيها توف من العيان الافظ أبو القاسم ابن عساكر‬
‫علي بن السن بن هبة ال‬
‫ابن عساكر أبو القاسم الدمشقي أحد أكابر حفاظ الديث ومن عن به ساعا وجعا وتصنيفا وأطلعا وحفظا لسانيده ومتونه وإتقانا لساليبه وفنونه صنف تاريخ الشام ف ثاني ملدة فهي‬
‫باقية بعده ملدة وقد ندر على من تقدمه من الؤرخي وأتعب من يأت بعده من التأخرين فحاز فيه قصب السبق ومن نظر فيه وتأمله رأى ما وصفه فيه وأصله وحكم بأنه فريد دهره ف‬
‫التواريخ وأنه الذروة العليا من الشماريخ هذا مع ماله ف علوم الديث من الكتب الفيدة وما هو مشتمل عليه من العبادة والطرائق الميدة فله أطراف الكتب الستة والشيوخ النبل وتبيي‬
‫كذب الفتري على أب السن الشعري وغي ذلك من الصنفات الكبار والصغار والجزاء والسفار و قد أكثر ف طلب الديث من الترحال والسفار وجاز الدن والقاليم والمصار وجع‬
‫من الكتب مال يمعه أحد من الفاظ نسخا وأستنساخا ومقابلة وتصحيح اللفاظ وكان من أكابر سروات الدماشقة ورياسته فيهم عالية باسقة من ذوي القدار واليئات والموال الزيلة‬
‫والصلة والبات كانت وفاته ف الادي عشر من رجب وله من العمر ثنتان وسبعون سنة وحضر السلطان صلح الدين جنازته ودفن بقابر باب الصغي رحه ال تعال وكان الذي صلى عليه‬
‫الشيخ قطب الدين النيسابوري قال ابن خلكان وله أشعار كثية منها‬
‫أيا نفس ويك جاء الشيب ‪ ...‬فماذا التصاب وما ذا الغزل ‪ ...‬تول شباب كأن ل يكن ‪ ...‬وجاء الشيب كأن ل يزل ‪ ...‬كأن بنفسي على غرة ‪ ...‬وخطب النون با قد نزل ‪ ...‬فيالت ‪...‬‬
‫‪ ...‬شعري من أكون ‪ ...‬وما قدر ال ل ف الزل‬
‫قال وقد التزم فيها با ل يلزم وهو الزاي مع اللم قال وكان أخوه صائن الدين هبة ال ابن السن مدثا فقيها اشتغل ببغداد على أسعد اليهن ث قدم دمشق فدرس بالغزالية وتوف با عن‬
‫ثلث وستي سنة‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وسبعي وخسمائة أستهلت هذه السنة والناصر ماصر حلب فسألوه وتوسلوا إليه أن يصالهم فصالهم على أن‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪295‬‬

‫تكون حلب واعمالا للملك الصال فقط فكتبوا بذلك الكتاب فلما كان الساء بعث السلطان الصال إساعيل يطلب منه زيادة قلعة اعزاز وأرسل بأخت له صغية وهي الاتون بنت نور‬
‫الدين ليكون ذلك ادعى له بقبول السؤال وأنع ف حصول النوال فحي رآها السلطان قام قائما وقبل الرض واجابا إل سؤالا وأطلق لا من الواهر والتحف شيئا كثيا ث ترحل عن حلب‬
‫فقصد الفداوية الذين اعتدوا عليه فحاصر حصنهم مصبات فقتل وسب وحرق وأخذ بقارهم وخرب ديارهم ث شفع فيهم خاله شهاب الدين ممود بن تتش صاحب حاه لنم جيانه فقبل‬
‫شفاعته واحضر إليه نائب بعلبك المي شس الدين ممد بن اللك مقدم الذي كان نائب دمشق جاعة من أسارى الفرنج الذين عاثوا ف البقاع ف غيبته فجدد ذلك له الغزو ف الفرنج فصال‬
‫الفداوية الساعيلية أصحاب سنان ث كر راجعا إل دمشق فتلقاه أخوه شس الدولة توران شاه فلقبه اللك العظم وعزم الناصر على دخول مصر وكان القاضي كمال الدين ممد الشهرزوي‬
‫قد توف ف السادس من الحرم من هذه السنة وقد كان من خيار القضاة وأخص الناس بنور الدين الشهيد فوض إليه نظر الامع ودار الضرب وعمارة السوار والنظر ف الصال العامة ولا‬
‫حضرته الوفاة أوصى بالقضاء لبن أخيه ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوري ومع أنه كان يد عليه لا كان بينه وبينه حي كان صلح الدين سجنه بدمشق وكان يعاكسه ويالفه ومع هذا‬
‫أمضى وصيته لبن أخيه فجلس ف ملس القضاء على عادة عمه وقاعدته وبقي ف نفس السلطان من تولية شرف الدين أب سعيد عبد ال بن أب عصرون اللب وكان قد هاجر إل السلطان‬
‫إل دمشق فوعده أن يوليه قضاءها وأسر بذلك إل القاضي الفاضل فأشار الفاضل على الضياء أن يستعفي من القضاء فاستعفى فأعفى وترك له وكالة بيت الال وول السلطان ابن أب‬
‫عصرون على أن يستنيب القاضي ميي الدين أب العال ممد بن زكي الدين ففعل ذلك ث بعد ذلك أستقل بالكم مي الدين أبو حامد بن أب عصرون عوضا عن أبيه شرف الدين بسبب‬
‫ضعف بصره وف صفر منها وقف السلطان الناصر قرية حزم على الزاوية الغزالية ومن يشتغل با بالعلوم الشرعية وما يتاج إليه الفقيه وجعل النظر لقطب الدين النيسابوري مدرسها وف هذا‬
‫الشهر تزوج السلطان اللك الناصر بالست خاتون عصمة الدين بنت معي الدين أنر وكانت زوجة نور الدين ممود وكانت مقيمة بالقلعة وول تزويها منه أخوها المي سعد الدين بن أنر‬
‫وحضر القاضي ابن عصرون العقد ومن معه من العدول وبات الناصر عندها تلك الليلة والت بعدها ث سافر إل مصر بعد يومي ركب يوم المعة قبل الصلة فنل مرج الصفر ث سافر فعشا‬
‫قريبا من الصفي ث سار فدخل مصر يوم السبت سادس عشر ربيع الول من هذه السنة وتلقاه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪296‬‬

‫أخوه ونائبه عليها اللك العادل سيف الدين أبو بكر إل عند بر القلزم ومعه من الدايا شيء كثي من الآكل التنوعة وغيها وكان ف صحبة السلطان العماد الكاتب ول يكن ورد الديار‬
‫الصرية قبل ذلك فجعل يذكر ماسنها وما اختصت به من بي البلدان وذكر الهرام وشبههما بأنواع من التشبيهات وبالغ ف ذلك حسب ما ذكر ف الروضتي وف شعبان منها ركب الناصر‬
‫إل السكندرية فأسع ولديه الفاضل علي والعزيز عثمان على الافظ السلفي وتردد بما إليه ثلثة أيام الميس والمعة والسبت رابع رمضان وعزم الناصر على تام الصيام با وقد كمل‬
‫عمارة السور على البلد وأمر بتجديد السطول وإصلح مراكبه وسفنه وشحنه بالقاتلة وأمرهم بغزو جزائر البحر وأقطعهم القطاعات الزيلة على ذلك وأرصد للسطول من بيت الال ما‬
‫يكفيه لميع شئونه ث عاد إل القاهرة ف أثناء رمضان فأكمل صومه وفيها أمر الناصر ببناء مدرسة للشافعية على قب الشافعي وجعل الشيخ نم الدين البوشان مدرسها وناظرها وفيها أمر‬
‫ببناء الارستان بالقاهرة ووقف عليه وقوفا كثية وفيها بن المي ماهد الدين قيماز نائب قلعة الوصل جامعا حسنا ورباطا ومدرسة ومارستانا متجاورات بظاهر الوصل وقد تأخرت وفاته إل‬
‫سنة خس وتسعي وخسمائة رحه ال وله عدة مدارس وخوانقات وجوامع غي ما ذكرنا وكان دينا خيا فاضل حنفي الذهب يذاكر ف الدب والشعار والفقه كثي الصيام وقيام الليل وفيها‬
‫أمر اليلفة بأخراج الجذومي من بغداد لناحية منها ليتميزوا عن أهل العافية نسأل ال العافية وذكر ابن الوزي ف النتظم عن أمرأه قالت كنت أمشي ف الطريق وكأن رجل يعارضن كلما‬
‫مررت به فقلت له إنه لسبيل إل هذا الذي ترومه من إل بكتاب وشهود فتزوجن عند الاكم فمكثت معه مدة ث اعتراه أنتفاخ ببطنه فكنا نظن أنه استسقاء فنداويه لذلك فلما كان بعد‬
‫مدة ولد ولدا كما تلد النساء وإذا هو خنثى مشكل وهذا من أغرب الشياء وفيها توف من العيان علي بن عساكر علي بن عساكر‬
‫ابن الرحب بن العوام أبو السن البطائحي القرى اللغوي سع الديث وأسعه وكان حسن العرفة بالنحو واللغة ووقف كتبه بسجد ابن جرارة ببغداد توف ف شعبان وقد نيف على الثماني‬
‫ممد بن عبد ال ابن القاسم أبو الفضل قاضي القضاة بدمشق كمال الدين الشهرزوري الوصلي وله با مدرسة على الشافعية وأخرى بنصيبي وكان فاضل دينا أمينا ثقة ول القضاء بدمشق‬
‫لنور الدين الشهيد ممود بن زنكي واستوزره أيضا فيما حكاه ابن الساعي قال وكان يبعثه ف الرسائل كتب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪297‬‬

‫مرة على قصة إل الليفة القتفي ممد بن عبد ال الرسول فكتب الليفة تت ذلك ( ص ) قلت وقد فوض إليه نور الدين نظر الامع ودار الضرب والسوار وعمر له الارستان والدارس‬
‫وغي ذلك وكانت وفاته ف الحرم من هذه السنة بدمشق الطيب شس الدين‬
‫ابن الوزير أبو الضياء خطيب الديار الصرية وابن وزيرها كان أول من خطب بديار مصر للخليفة الستضيء بأمر ال العباسي بأمر اللك صلح الدين ث حظي عنده حت جعله سفيا بينه‬
‫وبي اللوك واللفاء وكان رئيسا مطاعا كريا مدحا يقرأ عليه الشعراء والدباء ث جعل الناصر مكانه الشهر زوري التقدم برسوم السلطان وصارت وظيفة مقررة‬
‫ث دخلت سنة ثلث وسبعي وخسمائة‬
‫فيها أمر اللك الناصر ببناء قلعة البل وإحاطة السور على القاهرة ومصر فعمر قلعة للملك ل يكن ف الديار الصرية مثلها ول على شكلها وول عمارة ذلك المي باء الدين قراقوش ملوك‬
‫تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب وفيها كانت وقعة الرملة على السلمي وف جادى الول منها سار السلطان الناصر صلح الدين من مصر قاصدا غزو الفرنج فانتهى إل بلد الرملة‬
‫فسب وغنم ث تشاغل جيشه بالغنائم وتفرقوا ف القرى والحال وبقي هو ف طائفة من اليش منفردا فهجمت عليه الفرنج ف جحفل من القاتلة فما سلم إل بعد جهد جهيد ث تراجع اليش‬
‫إليه واجتمعوا عليه بعد أيام ووقعت الراجيف ف الناس بسبب ذلك وما صدق أهل مصر حت نظروا إليه وصار المر كما قيل‬
‫رضيت من الغنمية بالياب ‪ ...‬ومع هذا دقت البشائر ف البلدان فرحا بسلمة السلطان ول تر هذه الوقعة إل بعد عشر سني وذلك يوم حطي وقد ثبت السلطان ف هذه الوقعة ثباتا ‪...‬‬
‫عظيما وأسر للملك الظفر تقي الدين عمر بن أخي السلطان ولده شاهنشاه فبقي عندهم سبع سني وقتل ابنه الخر وكان شابا قد طر شاربه فحزن على القتول والفقود وصب تأسيا بأيوب‬
‫وناح كما ناح داود وأسر الفقيهان الخوان ضياء الدين عيسى وظهي الدين فافتداها السلطان بعد سنتي بتسعي ألف دينار وفيها تبطت دولة حلب وقبض السلطان اللك الصال إساعيل‬
‫بن نور الدين على الادم كمشتكي وألزمه بتسليم قلعة حارم وكانت له فأب من ذلك فعلقه منكوسا ودخن تت أنفه حت مات من ساعته وفيها جاء ملك كبي من ملوك الفرنج يروم أخذ‬
‫الشام لغيبة السلطان واشتغال نوابه ببلدانم قال العماد الكاتب ومن شرط هدنة الفرنج أنه مت جاء ملك كبي من ملوكهم ل يكنهم دفعه أنم يقاتلون معه ويؤازرونه وينصرونه فإذا انصرف‬
‫عنهم عادت الدنة كما كانت فقصد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪298‬‬

‫هذا اللك وجلة الفرنج مدينة حاة وصاحبها شهاب الدين ممود خال السلطان مريض ونائب دمشق ومن معه من المراء مشغولون ببلدانم فكادوا يأخذون البلد ولكن هزمهم ال بعد أربعة‬
‫أيام فانصرفوا إل حارم فلم يتمكنوا من أخذها وكشفهم عنها اللك الصال صاحب حلب وقد دفع إليهم من الموال والسرا ما طلبوه منه وتوف صاحب حاه شهاب الدين ممود خال‬
‫السلطان الناصر وتوف قبله ولده تتش بثلثة أيام ولا سع اللك الناصر بنول الفرنج على حارم خرج من مصر قاصدا بلد الشام فدخل دمشق ف رابع عشر شوال وصحبته العماد الكاتب‬
‫وتأخر القاضي الفاضل بصر لجل الج وفيها جاء كتاب القاضي الفاضل الناصر يهنئه بوجود مولود وهو أبو سليمان داود وبه كمل له اثن عشر ذكرا وقد ولد له بعده عدة أولد ذكور‬
‫فإنه توف عن سبعة عشر ذكرا وابنة صغية اسها مؤنسة الت تزوجها ابن عمها اللك الكامل ممد بن العادل كما سيأت بيان ذلك ف موضعه إن شاء ال تعال وفيها جرت فتنة عظيمة بي‬
‫اليهود والعامة ببغداد بسبب أن مؤذنا اذن عند كنيسة فنال منه بعض اليهود بكلم أغلظ له فيه فشتمه السلم فاقتتل فجاء الؤذن يشتكي منه إل الديوان فتفاقم الال وكثرت العوام واكثروا‬
‫الضجيج فلما حان وقت المعة منعت العامة الطباء ف بعض الوامع وخرجوا من فورهم فنهبوا سوق العطارين الذي فيه اليهود وذهبوا إل كنيسة اليهود فنهبوها ول يتمكن الشرط من‬
‫ردهم فأمر الليفة بصلب بعض العامة فأخرج ف الليل جاعة من الشطار الذين كانوا ف البوس وقد وجب عليهم القتل فصلبوا فظن كثي من الناس أن هذا كان بسبب هذه الكائنة فسكن‬
‫الناس وفيها خرج الوزير الليفة عضد الدولة ابن رئيس الرؤساء ابن السلمة قاصدا الج وخرج الناس ف خدمته ليودعوه فتقدم إليه ثلثة من الباطنية ف صورة فقراء ومعهم قصص فتقدم‬
‫أحدهم ليناوله قصة فاعتنقه وضربه بالسكي ضربات وهجم الثان وكذلك الثالث عليه فهبوه وجرحوا جاعة حوله وقتل الثلثة من فورهم ورجع الوزير إل منله ممول فمات من يومه‬
‫وهذا الوزير هو الذي قتل ولدي الوزير ابن هبية وأعدمهما فسلط ال عليه من قتله وكما تدين تدان جزاء وفاقا ومن توف فيها من العيان‬
‫صدقة بن السي‬
‫أبو الفرج الداد قرأ القرآن وسع الديث وتفقه وأفت وقال الشعر وقال ف الكلم وله تاريخ ذيل على شيخه ابن الزاغون وفيه غرائب وعجائب قال ابن الساعي كان شيخا عالا فاضل‬
‫وكان فقيا يأكل من أجرة النسخ وكان يأوي إل مسجد ببغداد عند البدرية يؤم فيه وكان يعتب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪299‬‬

‫على الزمان وبنيه ورأيت ابن الوزي ف النتظم يذمه ويرميه بالعظائم وأورد له من أشعاره ما فيه مشابة لبن الراوندي ف الزندقة فال أعلم توف ف ربيع الخر من هذه السنة عن خس‬
‫وسبعي سنة ودفن بباب حرب ورؤيت له منامات غي صالة نسأل ال العافية ف الدنيا والخرة‬
‫ممد بن اسعد بن ممد‬
‫أبو منصور العطار العروف بفدة سع الكثي وتفقه وناظر وأفت ودرس وقدم بغداد فمات با‬
‫ممود بن تتش شهاب الدين الارمي‬
‫خال السلطان صلح الدين كان من خيار المراء وشجعانم اقطعه ابن أخته حاه وقد حاصره الفرنج وهو مريض فأخذوا حاه وقتلوا بعض أهلها ث تناخى أهلها فردوهم خائبي‬
‫فاطمة بنت نصر العطار‬
‫كانت من سادات النساء وهي من سللة أخت صاحب الخزن كانت من العابدات التورعات الخدرات يقال إنا ل ترج من منلا سوى ثلث مرات وقد اثن عليها الليفة وغيه وال‬
‫أعلم‬
‫ث دخلت سنة أربع وسبعي وخسمائة‬
‫فيها ورد كتاب من القاضي الفاضل من مصر إل الناصر وهو بالشام يهنيه بسلمة أولده اللوك الثن عشر يقول وهم بمد إل بجة الياة وزينتها وريانة القلوب والرواح وزهرتا إن‬
‫فؤادا وسع فراقهم لواسع وإن قلبا قنع بأخبارهم لقانع وإن طرفا نام عن البعد عنهم لاجع وإن ملكا ملك صبه عنهم لازم وإن نعمة ال بم لنعمة با العيش ناعم أما يشتاق جيد الول أن‬
‫تطوق بدررهم أما تظمأ عينه أن تروى بنظرهم أما ين قلبه للقيهم أما يلتقط هذا الطائر بفتيلهم وللمول ابقاه ال أن يقول ‪ ...‬وما مثل هذا الشوق يمل بعضه ‪ ...‬وكلن قلب ف الوى‬
‫يتقلب ‪ ...‬وفيها اسقط صلح الدين الكوس والضرائب عن الجاج بكة وقد كان يؤخذ من حجاج الغرب شيء كثي ومن عجز عن أدائه حبس فربا فاته الوقوف بعرفة وعوض أمي مكة‬
‫بال أقطعه إياه بصر وأن يمل إليه ف كل سنة ثانية آلف أردب إل مكة ليكون عونا له ولتباعه ورفقا بالجاورين وقررت للمجاورين أيضا غلت تمل إليهم رحه ال وفيها عصى المي‬
‫شس الدين بن مقدم ببعلبك ول يئ إل خدمة السلطان وهو نازل على حص وذلك أنه بلغه أن أخا السلطان توران شاه طلب بعلبك منه قأطلقها له فامتنع ابن القدم من الروج منها حت‬
‫جاء السلطان بنفسه فحصره فيها من غي قتال ث عوض ابن القدم عنه بتعويض كثي خي ما كان بيده فخرج منها وتسلمها وسلمها توران شاه قال ابن الثي وكان ف هذه السنة غلء شديد‬
‫بسبب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪300‬‬

‫قلة الطر عم العراق والشام وديار مصر واستمر إل سنة خس وسبعي فجاء الطر ورخصت السعار ث عقب ذلك وباء شديد وعم البلد مرض آخر وهو السرسام فما ارتفع إل ف سنة ست‬
‫وسبعي فمات بسبب ذلك خلق كثي وامم ليعلم عددهم إل ال وف رمضان منها وصلت خلع الليفة إل اللك صلح الدين وهو بدمشق وزيد ف القابه معز أمي الؤمني وخلع على أخيه‬
‫توران شاه ولقب بصطفى أمي الؤمني وفيها جهز الناصر ابن أخيه فروخ شاه بن شاهنشاه بي يديه لقتال الفرنج الذين عاثوا ف نواحي دمشق فنهبوا ما حولا وأمره أن يداريهم حت‬
‫يتوسطوا البلد ول يقاتلهم حت يقدم عليه فلما رأوه عاجلوه بالقتال فكسرهم وقتل من ملوكهم صاحب الناصرة النفري وكان من أكابر ملوكهم وشجعانم ل ينهنه اللقاء فكبته ال ف هذه‬
‫الغزوة ث ركب الناصر ف أثر ابن أخيه فما وصل إل الكسوة حت تلقته الرؤس على الرماح والغنائم والسارى وفيها بنت الفرنج قلعة عند بيت الحزان للداوية فجعلوها مرصد لرب‬
‫السلمي وقطع طريقهم ونقضت ملوكهم العهود الت كانت بينهم وبي صلح الدين وأغاروا على نواحي البلدان من كل جانب ليشغلوا السلمي عنهم وتفرقت جيوشهم فل تتمع ف بقعة‬
‫واحدة فرتب السلطان ابن أخيه عمر على حاه ومعه ابن مقدم وسيف الدين علي بن أحد الشطوب بنواحي البقاع وغيها وبثغر حص ابن عمه ناصر الدين بن أسد الدين شيكوه وبعث إل‬
‫أخيه اللك أب بكر العادل نائبه بصر أن يبعث إليه ألفا وخسمائة فارس يستعي بم على قتال الفرنج وكتب إل الفرنج يأمرهم بتخريب هذا الصن الذي بنوه للداوية فامتنعوا إل أن يبذل‬
‫لم ما غرموه عليه فبذل لم ستي ألف دينار فلم يقبلوا ث أوصلهم إل مائة ألف دينار فقال له ابن أخيه تقي الدين عمر ابذل هذا إل اجناد السلمي وسر إل هذا الصن فخربه فأخذ بقوله‬
‫ف ذلك وخربه ف السنة إلتية كما سنذكره وفيها أمر الليفة الستضئ بكتابة لوح على قب المام أحد بن حنبل فيه آية الكرسي وبعدها هذا قب تاج السنة وحب المة العال المة العال‬
‫العابد الفقيه الزاهد وذكروا تاريخ وفاته رحه ال تعال وفيها احتيط ببغداد على شاعر ينشد للروافض أشعارا ف ثلب الصحابة وسبهم وتجي من يبهم فعقد له ملس بأمر الليفة ث استنطق‬
‫فإذا هو رافضي خبيث داعية إليه فأفت الفقهاء بقطع لسانه ويديه ففعل به ذلك ث اختطفته العامة فما زالوا يرمونه بالجر حت ألقى نفسه ف دجلة فاستخرجوه منها فقتلوه حت مات فأخذوا‬
‫شريطا وربطوه ف رجله وجروه على وجهه حت طافوا به البلد وجيع السواق ث ألقوه ف بعض التونة مع الجر والكلس وعجز الشرط عن تليصه منهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪301‬‬

‫وفيها توف من العيان أسعد بن بلدرك البيلي‬


‫سع الديث وكان شيخا ظريف الذاكرة جيد البادرة توف عن مائة سنة وأربع سني‬
‫اليص بيص‬
‫سعد بن ممد بن سعد اللقب شهاب الدين أبو الفوارس العروف بيص بيص له ديوان شعر مشهور توف يوم الثلثاء خامس شهر شعبان من هذه السنة وله ثنتان وثانون سنة وصلى عليه‬
‫بالنظامية ودفن بباب التب ول يعقب ول يكن له ف الراسلت بديل كان يتقعر فيها ويتفاصح جدا فل تواتيه إل وهي معجرفة وكان يزعم أنه من بن تيم فسئل أبوه عن ذلك فقال ما سعته‬
‫إل منه فقال بعض الشعراء يهجوه فيما ادعاه من ذلك‬
‫كم تبادى وكم تطيل طرطو ‪ ...‬رك ومافيك شعرة من تيم ‪ ...‬فكل الضب وأرقرط النظل اليا ‪ ...‬يس واشرب أن شئت يول الظليم ‪ ...‬فليس ذا وجه منيضيف وليق ‪ ...‬رى ول ‪...‬‬
‫يدفع الذى عن حري ‪ ...‬ومن شعره اليص بيص اليد ‪ ...‬سلمة الرء ساعة عجب ‪ ...‬وكل شئ لتفه سبب ‪ ...‬يفر والادثات تطلبه ‪ ...‬يفر منها ونوها الرب ‪ ...‬وكيف يبقى على‬
‫تقلبه ‪ ...‬مسلما من حياته العطب ‪ ...‬ومن شعره أيضا ‪ ...‬لتلبس الدهر على غرة ‪ ...‬فما لوت الى من بد ‪ ...‬ول يادعك طول البقا ‪ ...‬فتحسب التطويل من خلد ‪ ...‬يقرب ما كان‬
‫آخرا ‪ ...‬ما أقرب الهد من اللحد ‪ ...‬ويقرب من هذا ما ذكره صاحب العقد أحد بن ممد بن عبد ربه الندلسي ف عقده ‪ ...‬أل إنا الدنيا غضارة أيكة ‪ ...‬إذا أخضر منها جانب جف‬
‫جانب ‪ ...‬وما الدهر والمال إل فجائع ‪ ...‬عليها وما اللذات إل مصائب ‪ ...‬فل تكتحل عيناك منها بعبة ‪ ...‬على ذاهب منها فإنك ذاهب ‪ ...‬وقد ذكر أبو سعد السمعان حيص بيص هذا‬
‫ف ذيله وأثن عليه وسع عليه ديوانه ورسائله وأثن على رسائله القاضي ابن خلكان وقال كان فيه تيه وتعاظم وليتكلم إل معربا وكان فقيها شافعي الذهب واشتغل باللف وعلم النظر ث‬
‫تشاغل عن ذلك كله بالشعر وكان من أخب الناس بأشعار العرب واختلف لغاتم قال وإنا قيل له اليص بيص لنه رأى الناس ف حركة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪302‬‬

‫واختلط فقال ما للناس ف حيص بيص أي ف شر وهرج فغلب عليه هذه الكلمة وكان يزعم أنه من ولد أكثم بن صيفي طبيب العرب ول يترك عقبا كانت له حوالة باللة فذهب يتقاضاها‬
‫فتوف ببغداد ف هذه السنة‬
‫ممد بن نسيم‬
‫أبو عبدال الياط عتيق الرئيس أب الفضل بن عبسون سع الديث وقارب الثماني سقط من درجة فمات قال أنشدن مول الدين يعن ابن علم الكيم بن عبسون ‪ ...‬للقارئ الحزون أجدر‬
‫بالتقى ‪ ...‬من راهب ف ديره متقوس ‪ ...‬ومراقب الفلك كانت نفسه ‪ ...‬بعبادة الرحن أحرى النفس ‪ ...‬والاسح الرضي وهي فسيحة ‪ ...‬أول بسح ف أكف اللمس ‪ ...‬أول بشية ربه‬
‫‪ ...‬من جاهل ‪ ...‬بثلث ومربع وممس‬
‫ث دخلت سنة خس وسبعي وخسمائة‬
‫وفيها كانت وقعة مرج عيون استهلت هذه السنة والسلطان صلح الدين الناصر نازل بيشه على تل القاضي ببانياس ث قصده الفرنج بمعهم فنهض إليهم فما هو إل أن التقى الفريقان‬
‫واصطدم الندان فأنزل ال نصره وأعز جنده فولت ألوية الصلبان ذاهبة وخيل ال لركابم راكبة فقتل منهم خلق كثي وأسر من ملوكهم جاعة وأنابوا إل السمع والطاعة منهم مقدم الداوية‬
‫ومقدم البسباتارية وصاحب الرملة وصاحب طبية وقسطلن يافا وآخرون من ملوكهم وخلق من شجعانم وابطالم ومن فرسان القدس جاعة كثيون تقريبا من ثلثائة أسي من أشرافهم‬
‫فصاروا يهانون ف القيود قال العماد فاستعرضهم السلطان ف الليل حت اضاء الفجر وصلى يومئذ الصبح بوضوء العشاء وكان جالسا ليلتئذ ف نو العشرين والفرنج كثي فسلمه ال منهم ث‬
‫أرسلهم إل دمشق ليعتقلوا بقلعتها فافتدى ابن البارزان صاحب الرملة نفسه بائة ألف وخسي ألف دينار صورية وإطلق ألف أسي من بلده فأجيب إل ذلك وافتدى جاعة منهم أنفسهم‬
‫بأموال جزيلة ومنهم من مات ف السجن واتفق أنه ف اليوم الذي ظفر فيه السلطان بالفرنج برج عيون ظهر أسطول السلمي على بطشه للفرنج ف البحر وأخرى معها فغنموا منها ألف رأس‬
‫من السب وعاد إل الساحل مؤيدا منصورا وقد امتدح الشعراء السلطان ف هذه الغزوة بدائح كثية وكتب بذلك إل بغداد فدقت البشائر با فرحا وسرورا وكان اللك الظفر تقي الدين‬
‫عمر غائبا عن هذه الوقعة مشتغل با هو أعظم منها وذلك أن ملك الروم فرارسلن بعث يطلب حصن رعنان وزعم أن نور الدين اغتصبه منه وأن ولده قد عصى فلم يبه إل ذلك السلطان‬
‫فبعث صاحب الروم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪303‬‬

‫عشرين ألف مقاتل ياصرونه فأرسل السلطان تقي الدين عمر ف ثانائة فارس منهم سيف الدين علي بن أحد الشطوب فالتقوا معهم فهزموهم بإذن ال واستقرت يد صلح الدين على‬
‫حصن رعنان وقد كان ما عوض به ابن القدم عن بعلبك وكان تقي الدين عمر يفتخر بذه الوقعة ويرى أنه قد هزم عشرين ألفا وقيل ثلثي ألفا بثمانائة وكان السبب ف ذلك أنه بيتهم‬
‫وأغار عليهم فما لبثوا بل فروا منهزمي عن آخرهم فأكثر فيهم القتل واستحوذ على جيع ما تركوه ف خيامهم ويقال إنه كسرهم يوم كسر السلطان الفرنج برج عيون وال أعلم‬
‫ذكر تريب حصن الحزان‬
‫وهو قريب من صفد ث ركب السلطان إل الصن الذي كانت الفرنج قد بنوه ف العام الاضي وحفروا فيه بئرا وجعلوه لم عينا وسلموه إل الدواية فقصده السلطان فحاصره ونقبه من جيع‬
‫جهاته وألقى فيه النيان وخربه إل الساس وغنم جيع ما فيه فكان فيه مائة ألف قطعة من السلح ومن الأكل شيء كثي وأخذ منه سبعمائة أسي فقتل بعضا وارسل إل دمشق الباقي ث عاد‬
‫إل دمشق مؤيدا منصورا غي أنه مات من أمرائه عشرة بسبب ما نالم من الر والوباء ف مدة الصار وكانت أربعة عشر يوما ث إن الناس زاروا مشهد يعقوب على عادتم وقد امتدحه‬
‫الشعراء فقال بعضهم ‪ ...‬بدك أعطاف القنا قد تعطفت ‪ ...‬وطرف العادي دون مدك يطرف ‪ ...‬شهاب هدى ف ظلمة الليل ثاقب ‪ ...‬وسيف إذا ما هزه ال مرهف ‪ ...‬وقفت على‬
‫حصن الحاض وإنه ‪ ...‬لوقف حق ل يوازيه موقف ‪ ...‬فلم يبد وجه الرض بل حال دونه ‪ ...‬رجال كآساد الثرى وهي ترجف ‪ ...‬وجرد سلهوب درع مضاعف ‪ ...‬وابيض هندي ولدن‬
‫مهفهف ‪ ...‬وما رجعت أعلمك البيض ساعة ‪ ...‬إل غدت أكبادها السود ترجف ‪ ...‬كنائش أغياد صليب وبيعة ‪ ...‬وشاد به دين حنيف ومصحف ‪ ...‬صليب وعباد الصليب ومنل ‪...‬‬
‫لنوال قد غادرته وهو صفصف ‪ ...‬أتكسن أوطان النبيي عصبة ‪ ...‬تي لدى أيانا وهي تلف ‪ ...‬نصحتكم والنصح ف الدين واجب ‪ ...‬ذروا بيت يعقوب فقد جاء يوسف ‪ ...‬وقال آخر‬
‫‪ ...‬هلك الفرنج أتى عاجل ‪ ...‬وقد آن تكسي صلبانا ‪ ...‬ولو ل يكن قد دنا حتفها ‪ ...‬لا عمرت بيت أحزانا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪304‬‬

‫من كتاب كتبه القاضي الفاضل إل بغداد ف خراب هذا الصن وقد قيس عرض حائطه فزاد على عشرة أذرع وقطعت له عظام الجارة كل فص منها سبعة أذرع إل ما فوقها وما دونا‬
‫وعدتا تزيد على عشرين ألف حجر ل يستقر الجر ف بنيانه إل بأربعة دناني فما فوقها وفيما بي الائطي حشو من الجارة الضخمة الصم أتوا با من رؤس البال الشم وقد جعلت شعبيته‬
‫بالكلس الذي إذا أحاطت بالجر مازجه بثل جسمه ول يستطيع الديد أن يتعرض إل هدمه وفيها أقطع صلح الدين ابن أخيه عزالدين فروخ شاه بعلبك وأغار فيها على صفت وأعمالا‬
‫فقتل طائفة كبية من مقاتليها وكان فروخ شاه من الصناديد البطال وفيها حج القاضي الفاضل من دمشق وعاد إل مصر فقاسى ف الطريق أهوال ولقي ترحا وتعبا وكلل وكان ف العام‬
‫الاضي قد حج من مصر وعاد إل الشام وكان ذلك العام ف حقه أسهل من هذا العام وفيها كانت زلزلة عظيمة اندم بسببها قلع وقرى ومات خلق كثي فيها من الورى وسقط من رؤس‬
‫البال صخور كبار وصادمت بي البال ف الباري والقفار مع بعد ما بي البال من القطار وفيها أصاب الناس غلء شديد وفناء شريد وجهد جهيد فمات خلق كثي بذا وهذا فإنا ل وإنا‬
‫إليه راجعون‬
‫وفاة الستضيء بأمر ال وشيء من ترجته‬
‫كان ابتداء مرضه أواخر شوال فأرادت زوجته أن تكتم ذلك فلم يكنها ووقعت فتنة كبية ببغداد ونبت العوام دورا كثية وأموال جزيلة فلما كان يوم المعة الثان والعشرين من شوال‬
‫خطب لول العهد أب العباس أحد بن الستضيء وهو الليفة الناصر لدين ال وكان يوما مشهودا نثر الذهب فيه على الطباء والؤذني ومن حضر ذلك عند ذكر اسه على النب وكان مرضه‬
‫بالمى ابتدأ فيها يوم عيد الفطر ول يزل المر بتزايد به حت استكمل ف مرضه شهرا ومات سلخ شوال وله من العمر تسع وثلثون سنة وكانت مدة خلفته تسع سني وثلثة أشهر وسبعة‬
‫عشر يوما وغسل وصلي عليه من الغد ودفن بدار النصر الت بناها وذلك عن وصيته الت أوصاها وترك ولدين أحدها ول عهده وهو عدة الدنيا والدين أبو العباس أحد الناصر لدين ال‬
‫والخر أبو منصور هاشم وقد وزر له جاعة من الرؤساء وكان من خيار اللفاء آمرا بالعروف ناهيا عن النكر مزيل عن الناس الكوسات والضرائب مبطل للبدع والعائب وكان حليما‬
‫وقورا كريا وبويع باللفة من بعده لولده الناصر وفيها توف من العيان‬
‫إبراهيم بن علي‬
‫أبو إسحاق الفقيه الشافعي العروف بابن الفراء الموي ث البغدادي كان فاضل مناظرا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪305‬‬

‫فصيحا بليغا شاعرا توف عن أربع وسبعي سنة وصلى عليه أبو السن القزوين مدرس النظامية‬
‫إساعيل بن موهوب‬
‫ابن ممد بن أحد الضر أبو ممد الواليقي حجة السلم أحد أئمة اللغة ف زمانه والشار إليه من بي أقرانه بسن الدين وقوة اليقي وعلم اللغة والنحو وصدق اللهجة وخلوص النية وحسن‬
‫السية ف مرباه ومنشاه ومنتهاه سع الديث وسع الثر واتبع سبيله ومرماه رحه ال تعال‬
‫البارك بن علي بن السن‬
‫أبو ممد ابن الطباخ البغدادي نزيل مكة وماورها وحافظ الديث با والشار إليه بالعلم فيها كان يوم جنازته يوما مشهودا‬
‫خلفة الناصر لدين ال أب العباس أحد بن الستضيء‬
‫لا توف أبوه ف سلخ شوال من سنة خس وسبعي وخسمائة بايعه المراء والوزراة والكباء والاصة والعامة وكان قد خطب له على النابر ف حياة أبيه قبل موته بيسي فقيل إنه إنا عهد له‬
‫قبل موته بيوم وقيل بأسبوع ولكن قدر ال أنه ل يتلف عليه اثنان بعد وفاة أبيه ولقب بالناصر ول يل اللفة من بن العباس قبله أطول مدة منه فإنه مكث خليفة إل سنة وفاته ف ثلث‬
‫وعشرين وستمائة وكان ذكيا شجاعا مهيبا كما سيأت ذكر سيته عند وفاته وف سابع ذي القعدة من هذه السنة عزل صاحب الخزن ظهي الدين أبو بكر بن العطار واهي غاية الهانة وهو‬
‫وأصحابه وقتل خلق منهم وشهر ف البلد وتكن أمر الليفة الناصر وعظمت هيبته ف البلد وقام قائم اللفة ف جيع المور ولا حضر عيد الضحى أقيم على ما جرت به العادة وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست وسبعي وخسمائة‬
‫فيها هادن السلطان صلح الدين الفرنج وسار إل بلد الروم فأصلح بي ملوكها من بي أرتق وكر على بلد الرمن فأقام عليها وفتح بعض حصونا وأخذ منها غنائم كثية جدا من أوان‬
‫الفضة والذهب لن ملكها كان قد غدر بقوم من التركمان فرده إل بلده ث صاله على مال يمله إليه واسارى يطلقهم من اسره وآخرين يستنقذهم من أيدي الفرنج ث عاد مؤيدا منصورا‬
‫فدخل حاه ف أواخر جادى الخرة وامتدحه الشعراء على ذلك ومات صاحب الوصل سيف الدين غازي بن مودود وكان شابا حسنا مليح الشكل تام القامة مدور اللحية مكث ف اللك‬
‫عشر سني ومات عن ثلثي سنة وكان عفيفا ف نفسه مهيبا وقورا ل يلتفت إذا ركب وإذا جلس وكان غيورا ل يدع أحدا من الدم الكبار يدخل على النساء وكان ل يقدم على سفك‬
‫الدماء وكان ينسب إل شيء من البخل سامه ال توف ف ثالث صفر وكان قد عزم على أن يعل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪306‬‬

‫اللك من بعده لولده عزالدين سنجرشاه فلم يوافقه المراء خوفا من صلح الدين لصغر سنه فاتفقوا كلهم على أخيه فأجلس مكانه ف الملكة وكان يقال له عزالدين مسعود وجعل ماهد‬
‫الدين قاياز نائبه ومدبر ملكته وجاءت رسل الليفة يلتمسون من صلح الدين أن يبقي سروج والرها والرقة وحران والابور ونصيبي ف يده كما كانت ف يد أخيه فامتنع السلطان من‬
‫ذلك وقال هذه البلد هي حفظ ثغور السلمي وإنا تركتها ف يده ليساعدنا على غزو الفرنج فلم يفعل ذلك وكتب إل الليفة يعرفه أن الصلحة ف ترك ذلك عونا للمسلمي‬
‫وفاة السلطان توران شاه‬
‫فيها توف السلطان اللك العظم شس الدولة توران شاه بن أيوب أخي اللك صلح الدين وهو الذي افتتح بلد اليمن عن أمر أخيه فمكث فيها حينا واقتن منها أموال جزيلة ث استناب فيها‬
‫وأقبل الىالشام شوقا إل أخيه وقد كتب إليه ف أثناء الطريق شعرا عمله له بعض الشعراء يقال له ابن النجم وكانوا قد وصلوا إل سا ‪ ...‬هل لخي بل مالكي علم بالذي ‪ ...‬إليه وإن طال‬
‫التردد راجع ‪ ...‬وإن بيوم واحد من لقائه ‪ ...‬علي وإن عظم الوت بايع ‪ ...‬ول يبق إل دون عشرين ليلة ‪ ...‬ويي اللقا أبصارنا والسامع ‪ ...‬إل ملك تعنو اللوك إذا بدا ‪ ...‬وتشع إعظاما‬
‫له وهو خاشع ‪ ...‬كتبت وأشواقي إليك ببعضها ‪ ...‬تعلمت النوح المام السواجع ‪ ...‬وما اللك إل راة أنت زندها ‪ ...‬نضم على الدنيا ونن الصابع ‪ ...‬وكان قدومه على أخيه سنة إحدى‬
‫وسبعي وخسمائة فشهد معه مواقف مشهودة ممودة واستنابه على دمشق مدة ث سار إل مصر فاستنابه على السكندرية فلم توافقه وكانت تعتريه القوالنج فمات ف هذه السنة ودفن بقصر‬
‫المارة فيها ث نقلته أخته ست الشام بنت أيوب فدفنته بتربتها الت بالشامية البانية فقبه القبلي والوسطان قب زوجها وابن عمها ناصر الدين ممد بن أسد الدين شيكوه صاحب حاه‬
‫والرحبة والوخر قبها والتربة السامية منسوبة إل ولدها حسام الدين عمر بن لشي وهي إل جانب الدرسة من غربا وقد كان توران شاه هذا كريا شجاعا عظيم اليبة كبي النفس واسع‬
‫النفقة والعطاء قال فيه ابن سعدان اللب ‪ ...‬هو اللك إن تسمع بكسرى وقيصر ‪ ...‬فإنما ف الود والباس عبداه ‪ ...‬وما حات من يقاس بثله ‪ ...‬فخذ ما رأيناه ودع ما رويناه ‪ ...‬ولذ‬
‫بعله مستجيا فإنه ‪ ...‬ييبك من جور الزمان وعدواه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪307‬‬

‫ول تمل للسحائب منه إذ ‪ ...‬هطلت جودا سحائب كفاه ‪ ...‬فترسل كفاه با اشتق منهما ‪ ...‬فلليمن بناه ولليسر يسراه ‪ ...‬ولا بلغ موته أخاه صلح الدين بن أيوب وهو ميم بظاهر‬
‫حصن حزن عليه حزنا شديدا وجعل ينشد باب الراثي من الماسة وكانت مفوظة وف رجب منها قدمت رسل الليفة الناصر وخلع وهدايا إل الناصر صلح الدين فلبس خلعة الليفة‬
‫بدمشق وزينت له البلد وكان يوما مشهودا وف رجب أيضا منها سار السلطان إل مصر لينظر ف أحوالا ويصوم با رمضان ومن عزمه أن يج عامه ذلك واستناب على الشام ابن أخيه‬
‫عزالدين فروخ شاه وكان عزيز الثل غزير الفضل فكتب القاضي الفاضل عن اللك العادل أب بكر إل أهل اليمن والبقيع ومكة يعلمهم بعزم السلطان الناصر على الج ومعه صدرالدين أبو‬
‫القاسم عبدالرحيم شيخ الشيوخ ببغداد الذي قدم من جهة الليفة ف الرسالة وجاء باللع ليكون ف خدمته إل الديار الصرية وف صحبته إل الجاز فدخل السلطان مصر وتلقاه اليش وأما‬
‫شيخ الشيوخ فإنه ل يقم با إل قليل حت توجه الىالجاز ف البحر فأدرك الصيام ف السجد الرام وفيها سار قراقوش التقوى إل الغرب فحاصر با فاس وقلعا كثية حولا واستحوذ على‬
‫أكثرها واتفق له أنه أسر من بعض الصون غلما أسود فأراد قتله فقال له أهل الصن ل تقتله وخذ لك ديته عشرة آلف دينار فأب فأوصله إل مائة الف فأب إل قتله فقتله فلما قتله نزل‬
‫صاحب الصن وهو شيخ كبي ومعه مفاتيح ذلك الصن فقال له خذ هذه فإن شيخ كبي وإنا كنت أحفظه من أجل هذا الصب الذي قتلته ول أولد أخ أكره أن يلكوه بعدي فأقره فيه‬
‫وأخذ منه أموال كثية وفيها توف من العيان‬
‫الافظ أبو طاهر السلفي‬
‫أحد بن ممد بن إبراهيم سلفة الافظ الكبي العمر أبو طاهر السلفي الصبهان وإنا قيل له السلفي لده إبراهيم سلفة لنه كان مشقوق إحدى الشفتي وكان له ثلث شفاه فسمته العاجم‬
‫لذلك قال ابن خلكان وكان يلقب بصدرالدين وكان شافعي الذهب ورد بغداد واشتغل با على الكيا الراسي وأخذ اللغة عن الطيب أب زكريا يي بن علي التبيزي سع الديث الكثي‬
‫ورحل ف طلبه إل الفاق ث نزل ثغر السكندرية ف سنة إحدى عشرة وخسمائة وبن له العادل أبو السن علي بن السلر وزير الليفة الظافر مدرسة وفوضها إليه فهي معروفة به إل الن‬
‫قال ابن خلكان وأما أماليه وكتبه وتعاليقه فكثية جدا وكان مولده فيما ذكر الصريون سنة ثنتي وسبعي وأربعمائة ونقل الافظ عبدالغن عنه أنه قال اذكر مقتل نظام اللك ف سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪308‬‬

‫خس وثاني وأربعمائة ببغداد وأنا ابن عشر تقريبا ونقل أبو القاسم الصفراوي أنه قال مولدى بالتخمي ل باليقي سنة ثان وسبعب فيكون مبلغ عمره ثانيا وتسعي سنة لنه توف ليلة المعة‬
‫خامس ربيع الخر سنة ست وسبعي وخسمائة بثغر السكندرية وال أعلم ودفن بوعلة وفيها جاعة من الصالي وقد رجح ابن خلكان قول الصفراوي قال ول يبلغنا من ثلثائة أن أحدا‬
‫جاوز الائة إل القاضي أبا الطيب الطبي وقد ترجه ابن عساكر ف تاريه ترجة حسنة وإن كان قد مات قبله بمس سني فذكر رحلته ف طلب الديث ودورانه ف القاليم وأنه كان يتصوف‬
‫أول ث أقام بثغر السكندرية وتزوج بأمراة ذات يسار فحسنت حاله وبنت عليه مدرسة هناك وذكر طرفا من أشعاره منها قوله ‪ ...‬أتأمن إلام النية بغتتة ‪ ...‬وأمن الفت جهل وقد خب الدهرا‬
‫‪ ...‬وليس ياب الدهر ف دورانه ‪ ...‬أراذل أهليه ول السادة الزهرا ‪ ...‬وكيف وقد مات النب وصحبه ‪ ...‬وأزواجه طرا وفاطمة الزهرا ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬يا قاصدا علم الديث لدينه ‪ ...‬إذ‬
‫ضل عن طرق الداية وهه ‪ ...‬إن العلوم كما علمت كثية ‪ ...‬وأجلها فقه الديث وعلمه ‪ ...‬من كان طالبه وفيه تيقظ ‪ ...‬فأت سهم ف العال سهمه ‪ ...‬لول الديث وأهله ل يستقم ‪...‬‬
‫‪ ...‬دين النب وشذ عنا حكمه ‪ ...‬وإذا استراب بقولنا متحذلق ‪ ...‬ما كل فهم ف البسيطة فهمه‬
‫ث دخلت سنة سبع وسبعي وخسمائة‬
‫استهلت وصلح الدين مقيم بالقاهرة مواظب على ساع الديث وجاءه كتاب من نائبه بالشام عز الدين فروخ شاه يبه فيه با من ال به على الناس من ولدة النساء بالتوأم جبا لا كان‬
‫اصابم من الوباء بالعام الاضي والفناء وبأن الشام مصبة بإذن ال لا كان أصابم من الغلء وف شوال توجه اللك صلح الدين إل السكندرية لينظر من أمر به من تصي سورها وعمارة‬
‫أبراجها وقصورها وسع با موطأ مالك على الشيخ أب طاهر بن عوف عن الطرطوشي وسع معه العماد الكاتب وارسل القاضي الفاضل رسالة إل السلطان يهنئه بذا السماع‬
‫وفاةاللك الصال بن نور الدين الشهيد صاحب حلب وماجرى بعده من المور‬
‫كانت وفاته ف الامس والعشرين من رجب من هذه السنة بقلعة حلب ودفن با وكان سبب وفاته فيما قيل أن المي علم الدين سليمان بن حيدر سقاه سا ف عنقود عنب ف الصيد وقيل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪309‬‬

‫بل سقاه ياقوت السدي ف شراب فاعتراه قولنج فما زال كذلك حت مات وهو شاب حسن الصورة بى النظر ول يبلغ عشرين سنة وكان من أعف اللوك ومن أشبه أباه فما ظلم وصف له‬
‫الطباء ف مرضه شرب المر فأستفت الفقهاء ف شربا تداويا فأفتوه بذلك فقال أيزيد شربا ف أجلي أو ينقص منه تركها شيئا قالوا ل قال فو ال ل أشربا وألقى ال وقد شربت ما حرمه‬
‫على ولا يئس من نفسه استدعا المراء فحلفهم لبن عمه عز الدين مسعود صاحب الوصل لقوة سلطانه وتكنه ليمنعها من صلح الدين وخشي أن يبايع لبن عمه الخر عماد الدين زنكي‬
‫صاحب سنجار وهو زوج أخته وتربية والده فل يكنه حفظها من صلح الدين فلما مات استدعي اللبيون عز الدين مسعود بن قطب الدين صاحب الوصل فجاء إليهم فدخل حلب ف أبة‬
‫عظيمة وكان يوما مشهودا وذلك ف العشرين من شعبان فتسلم خزائنها وحواصلها وما فيها من السلح وكان تقي الدين عمه ف مدينة منبج فهرب إل حاه فوجد أهلها قد نادوا بشعار‬
‫صاحب الوصل وأطمع اللبيون مسعودا بأخذ دمشق لغيبة صلح الدين عنها وأعلموه مبة أهل الشام لذا البيت التابكي نور الدين فقال لم بيننا وبي صلح الدين أيان وعهود وأنا ل‬
‫أغدربه فأقام بلب شهورا وتزوج بأم اللك الصال ف شوال ث سار إل الرقة فنلا وجاءه رسل أخيه عمادالدين زنكي يطلب منه أن يقايضه من حلب ال سنجار وأل عليه ف ذلك وتنع‬
‫أخوه ث فعل على كره منه فسلم إليه حلب وتسلم عزالدين سنجار والابور والرقة ونصيبي وسروج وغيذلك من البلد ولا سع اللك صلح الدين بذه المور ركب من الديار الصرية ف‬
‫عساكره فسار حت أتى الفرات فعبها وخامر إليه بعض أمراء صاحب الوصل وتقهقر صاحب الوصل عن لقائه وأستحوذ صلح الدين على بلد الزيرة بكمالا وهم بحاصرة الوصل فلم‬
‫يتفق له ذلك ث جاء إل حلب فتسلمها من عمادالدين زنكي لضعفه عن مانعتها ولقلة ما ترك فيها عزالدين من السلحة وذلك ف السنة التية وفيها عزم البنس صاحب الكرك على قصد‬
‫تيماء من أرض الجاز ليتوصل منها إل الدينة النبوية فجهزله صلح الدين سرية من دمشق تكون حاجزة بينه وبي الجاز فصده ذلك عن قصده وفيها ول السلطان صلح الدين أخاه‬
‫سيف السلم ظهيالدين طغتكي بن أيوب نيابة اليمن وأرسله إليها وذلك لختلف نوابا وأضطراب أصحابا وبعد وفاة العظم أخي السلطان فسار إليها طغتكي فوصلها ف سنة ثان‬
‫وسبعي فسار فيها أحسن سية واحتاط على أموال حطان بن منقذ صاحب زبيد وكانت تقارب ألف ألف دينار أو أكثر وأما نائب عدن فخرالدين عثمان [ الزنبيلي ] فأنه خرج من اليمن‬
‫قبل قدوم طغتكي فسكن الشام وله أوقاف مشهورة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪310‬‬


‫باليمن ومكة إليه تنسب الدرسة الزنبيلة خارج باب توما تاه دار الطعم وكان قد حصل من اليمن أموال عظيمة جدا وفيها غدرت الفرنج ونقضت عهودها وقطعوا السبل على السلمي برا‬
‫وبرا وسرا وجهرا فأمكن ال من لطيشة عظيمة فيها نو من ألفي وخسمائة من مقاتلتهم العدودين ألقاها الوج إل ثغر دمياط قبل خروج السلطان من مصر فأحيط با فغرق بعضهم وحصل‬
‫ف السر نو ألف وسبعمائة وفيها سار قراقوش إل بلد إفريقسة ففتح بلدا كثية وقاتل عسكر ابن عبد الؤمن صاحب الغرب واستفحل أمره هناك وقراقوش ملوك تقي الدين عمر بن أخي‬
‫السلطان صلح الدين ث عاد إل مصر فأمره صلح الدين أن يتم السور الحيط بالقاهرة ومصر وذلك قبل خروجه منها ف هذه السنة وكان ذلك آخر عهده با حت توفاه ال بعد أن أناله‬
‫ال بلوغ مناه ففتح عليه بيت القدس وما حوله ولا خيم بارزا من مصر وأولده حوله جعل يشمهم ويقبلهم ويضمهم فأنشد بعضهم ف ذلك ‪ ...‬تتع من شيم عرار ند ‪ ...‬فما بعد العشية‬
‫من عرار ‪ ...‬وكان المر كما قال ل يعد إل مصر بعد هذا العام بل كان مقامه بالشام وفيها ولد للسلطان ولدان أحدها العظم توران شاه اللك الحسن أحد وكان بي ولدتما سبعة أيام‬
‫فزينت البلد واستمر الفرح أربعة عشر يوما وفيها توف من العيان‬
‫الشيخ كمال الدين أبو البكات‬
‫عبد الرحن بن ممد أب السعادات عبيد ال بن ممد بن عبيد ال النباري النحوي الفقيه العابد الزاهد كان خشن العيش ول يقبل من أحد شيئا ول من الليفة وكان يضر نوبة الصوفية‬
‫بدار اللفة ول يقبل من جوائز الليفة ولفلسا وكان مثابرا على الشتغال وله تصانيف مفيدة توف ف شعبان من هذه السنة قال ابن خلكان له كتاب أسرار العربية مفيد جدا وطبقات‬
‫النحاة مفيد جدا وكتاب اليزان ف النحو أيضا وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان وسبعي وخسمائة‬
‫ف خامس مرمها كان بروز السلطان من مصر قاصدا دمشق لجل الغزو والحسان إل الرعايا وكان ذلك آخر عهده بصر وأغار بطريقه على بعض نواحي بلد الفرنج وقد جعل أخاه تاج‬
‫اللوك بورى بن أيوب على اليمنة فالتقوا على الرزق بعد سبعة أيام وقد أغار عزالدين فروخ شاه على بلد طبية وأفتتح حصونا جيدة وأسر منهم خلقا وأغتنم عشرين ألف رأس من النعام‬
‫ودخل الناصر دمشق سابع صفر ث خرج منها ف العشر الول من ربيع الول فأقتتل مع الفرنج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪311‬‬

‫ف نواحي طبية وبيسان تت حصن كوكب فقيل خلق من الفريقي وكانت النصرة للمسلمي على الفرنج وث رجع إل دمشق مؤيدا منصورا ث ركب قاصدا حلب وبلد الشرق لياخذها‬
‫وذلك أن الواصلة واللبيي كاتبوا الفرنج على حرب السلمي فغارت الفرنج على بعض اطراف البلد ليشغلوا الناصر عنهم بنفسه فجاء إل حلب فحاصرها ثلثا ث رأى العدول عنها إل‬
‫غيها أول فسار حت بلغ الفرات وأستحوذ على بلد الزيرة والرها والرقة ونصيبي وخضعت له اللوك ث عاد إل حلب فتسلمها من صاحبها عمادالدين زنكي فأستوثقت له المالك شرقا‬
‫وغربا وتكن حينئذ من قتال الفرنج فصل ولا عجز ابرنس الكرك عن إيصال الذى إل السلمي ف الب عمل مراكب ف بر القلزم ليقطعوا الطريق على الجاج والتجار فوصلت أذيتهم إل‬
‫عيذاب وخاف أهل الدينة النبوية من شرهم فأمر اللك العادل المي حسام الدين لؤلؤ صاحب السطول أن يعمل مراكبه ف بر القلزم ليحارب أصحاب البرنس ففعل ذلك فظفر بم ف‬
‫كل موطن فقتلوا منهم وحرقوا وغرقوا وسبوا ف مواطن كثية ومواقف هائلة وأمن الب والبحر بإذن ال تعال وارسل الناصر إل أخيه العادل ليشكر ذلك عن مساعيه وأرسل إل ديوان‬
‫الليفة يعرفهم بذلك‬
‫فصل ف وفاة النصور عزالدين‬
‫فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبك ونائب دمشق لعمه الناصر وهو والد المد برام شاه صاحب بعلبك بعد أبيه وإليه تنسب الدرسة الفروخ شاهية بالشرق الشمال بدمشق‬
‫وإل جانبها التربة المدية لولده وها وقف على النفية والشافعية وقد كان فروخ شاه شجاعا شهما عاقل ذكيا كريا مدحا أمتدحه الشعراء لفضله وجوده وكان من أكب أصحاب الشيخ‬
‫تاج الدين أب اليمن الكندي عرفه من ملس القاضي الفاضل فأنتمى إليه وكان يسن إليه وله وللعماد الكاتب فيه مدائح وكان ابنه المد شاعرا جيدا وله عم أبيه صلح الدين بعلبك بعد‬
‫أبيه واستمر فيها مدة طويلة ومن ماسن فروخ شاه صحبته لتاج الدين الكندي وله شعر رائق ‪ ...‬أنا ف أسر السقام ‪ ...‬و هو ف هذا القام ‪ ...‬رشأ يرشق عينا ‪ ...‬فؤادي بسهام ‪ ...‬كلما‬
‫أرشفن فا ‪ ...‬ه على حر الوام ‪ ...‬ذقت منه الش ‪ ...‬هد الصفى ف الدام ‪ ...‬وقد دخل المام فرأى رجل كان يعرفه من أصحاب الموال و قد نزل به الال حت إنه كان يستتر ببعض‬
‫ثيابه لئل تبدو عورته فرق له وامر غلمه أن ينقل بقجة وبساطا إل موضع الرجل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪312‬‬

‫وأمره فأحضر ألف دينار وبغلة وتوقيعا له ف كل شهر بعشرين ألف دينار فدخل الرجل المام فقيا وخرج منه غنيا فرحه ال على الجواد الياد وفيها توف من العيان‬
‫الشيخ أبو العباس‬
‫أحد بن أب السن علي بن أب العباس أحد العروف بابن الرفاعي شيخ الطائفة الحدية الرفاعية البطائحية لسكناه أم عبيدة من قرى البطائح وهي بي البصرة وواسط كان أصله من العرب‬
‫فسكن هذه البلد والتف عليه خلق كثي يقال إنه حفظ التنبيه ف الفقه على مذهب الشافعي قال ابن خلكان ول تباعه أحوال عجيبة من أكل اليات وهي حية والدخول ف النار ف التناني‬
‫وهي تضطرم ويلعبون با وهي تشتعل يقال إنم ف بلدهم يركبون السود وذكر ابن خلكان أنه قال وليس للشيخ أحد عقب وإنا النسل لخيه وذريته يتوارثون الشيخة بتلك البلد وقال‬
‫ومن شعره على ما قيل ‪ ...‬إذا جن ليلى هام قلب بذكركم ‪ ...‬أنوح كما ناح المام الطوق ‪ ...‬وفوقي سحاب يطر الم والسى ‪ ...‬وتق بار بالسى تتدفق ‪ ...‬سلوا أم عمرو كيف بات‬
‫اسيها ‪ ...‬تفك الساري دونه وهو موثق ‪ ...‬فل هو مقتول ففي القتل راحة ‪ ...‬ول هو منون عليه فيطلق ‪ ...‬ومن شعره قوله ‪ ...‬أغار عليها من أبيها وأمها ‪ ...‬ومن كل من يدنو إليها‬
‫وينظر ‪ ...‬واحسد للمرىة ايضا بكفها ‪ ...‬إذا نظرت مثل الذي أنا أنظر ‪ ...‬قال ابن خلكان ول يزل على تلك الال إل أن توف يوم الميس الثان والعشرين من جادى الول من هذه‬
‫السنة‬
‫خلف بن عبد اللك بن مسعود بن بشكوال‬
‫أبو القاسم القرطب الافظ الحدث الؤرخ صاحب التصانيف له كتاب الصلة جعله ذيل على تاريخ أب الوليد بن الفرضي وله كتاب الستغيثي بال وله ملةه ف تعيي الساء البهمة على‬
‫طريق الطيب وله أساء من روى الوطا على حروف العجم بلغوا ثلثة وسبعي رجل مات ف رمضان عن اربيع وثاني سنة‬
‫العلمة قطب الدين أبو العال‬
‫مسعود بن ممد بن مسعود النيسابوري تفقه على ممد بن يي صاحب الغزال قدم دمشق ودرس بالغزالية والجاهدية وبلب بدرسة نور الدين وأسد الدين ث بمذان ث رجع إل دمشق‬
‫ودرس بالغزالية وأنتهت إليه رياسة الذهب ومات با ف سلخ رمضان يوم العيد سنة ثان وسبعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪313‬‬

‫وخسمائة عن ثلث وتسعي سنة عنه أخذ الفخر ابن عساكر وغيه وهو الذي صلى على الافظ ابن عساكر وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسع وسبعي وخسمائة‬
‫ف رابع عشر مرمها تسلم السلطان الناصر مدينة آمد صلحا بعد حصار طويل من يد صاحبها ابن بيسان بعد حل ما أمكنه من حواصله وأمواله مدة ثلثة أيام ولا تسلم البلد وجد فيه شيئا‬
‫كثيا من الواصل وآلت الرب حت إنه وجد برجا ملوءا بنصول النشاب وبرجا آخر فيه مائة ألف شعة وأشياء يطول شرحها ووجد فيها خزانة كتب ألف ألف ملد وأربعي ألف ملد‬
‫فوهبها كلها للقاضي الفاضل فانتخب منها حل سبعي حارة ث وهب السلطان البلد با فيه لنور الدين ممد بن قرا أرسلن وكان قد وعده با فقيل له إن الواصل ل تدخل ف البة فقال ل‬
‫أبل با عليه وكان ف خزانتها ثلثة آلف ألف دينار فامتدحه الشعراء على هذا الصنيع ومن أحسن ذلك قول بعضهم ‪ ...‬قل للملوك تنحوا عن مالككم ‪ ...‬فقد أتى آخذ الدنيا ومعطيها‬
‫‪ ...‬ث سار السلطان ف بقية الحرم إل حلب فحاصرها وقاتله أهلها قتال شديدا فجرخ أخو السلطان تاج اللوك بوري بن ايوب جرحا بليغا فمت منه بعد أيام وكان أصغر أولد أيوب ل‬
‫يبلغ عشرين سنة وقيل إنه جاوزها بثنتي وكان ذكيا فهما له ديوان شعر لطيف فحزن عليه أخوه صلح الدين حزنا شديدا ودفنه بلب ث نقله إل دمشق ث اتفق الال بي الناصر وبي‬
‫صاحب حلب عمادالدين زنكي بن آقنسقر على عوض أطلقه له الناصر بأن يرد عليه سنجار ويسلمه حلب فخرج عمادالدين من القلعة إل خدمة الناصر وعزاه ف أخيه ونزل عنده ف الخيم‬
‫ونقل أثقاله إل سنجار وزاده السلطان الابور والرقة ونصيبي وسروج واشترط عليه إرسال العسكر ف الدمة لجل الغزاة ف الفرنج ث سار وودعه السلطان ومكث السلطان ف الخيم‬
‫يرى حلب أياما غي مكترث بلب ول وقعت منه موقعا ث صعد إل قلعتها يوم الثني السابع والعشرين من صفر وعمل له المي طهمان وليمة عظيمة فتل هذه الية وهو داخل ف بابا قل‬
‫اللهم مالك اللك الية ولا دخل دار اللك تل قوله تعال وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالم الية ولا دخل مقام إبراهيم صلى فيه ركعتي وأطال السجود به والدعا والتضرع إل ال ث‬
‫شرع ف عمل وليمة وضربت البشائر وخلع على المراء وأحسن إل الرؤساء والفقراء ووضعت الرب أوزارها وقد امتحده الشعراء بدائح حسان ث إن القلعة وقعت منه بوقع عظيم ث‬
‫قال ما سررت بفتج قلعة أعظم سرورا من فتح مدينة حلب واسقطت عنها وعن سائر بلد الزيرة الكوس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪314‬‬

‫والضرائب وكذلك عن بلد الشام ومصر وقد عاث الفرنج ف غيبته ف الرض فسادا فأرسل إل العساكر فاجتمعوا إليه وكان قد بشر بفتح بيت القدس حي فتح حلب وذلك أن الفقيه مد‬
‫الدين بن جهبل الشافعي رأى ف تفسي أب الكم العرب عند قوله آل غلبت الروم ف أدن الرض الية البشارة بفتح بيت القدس ف سنة ثلث وثاني وخسمائة واستدل على ذلك بأشياء‬
‫فكتب ذلك ف ورقة وأعطاها للفقيه عيسى الكاري ليبشر با السلطان فلم يتجاسر على ذلك خوفا من عدم الطابقة فأعلم بذلك القاضي مي الدين بن الزكي فنظم معناها ف قصيدة يقول‬
‫فيها ‪ ...‬وفتحكم حلب الشهباء ف صفر ‪ ...‬قضى لكم بافتتاح القدس ف رجب ‪ ...‬وقدمها إل السلطان فتاقت نفسه إل ذلك فلما افتتحها كما سيأت أمر ابن الزكي فخطب يومئذ وكان‬
‫يوم المعة ث بلغه بعد ذلك أن ( ابن ) جهبل هو الذي قال ذلك أول فأمره فدرس على نفس الصخرة درسا عظيما فأجزل له العطاء وأحسن عليه الثناء فصل ث رحل من حلب ف أواخر‬
‫ربيع الخر واستخلف على حلب ولده الظاهر غازي وول قضاءها لبن الزكي فاستناب له فيها نائبا وسار مع السلطان فدخلوا دمشق ف ثالث جادى الول وكان ذلك يوما مشهودا ث برز‬
‫منها خارجا إل قتال الفرنج ف أول جادى الخرة قاصدا نو بيت القدس فانتهى إل بيسان فنهبها ونزل على عي جالوت وأرسل بي يديه سرية هائلة فيها بردويل وطائفة من النورية وجاء‬
‫ملوك عمه أسد الدين فوجدوا جيش الفرنج قاصدين إل أصحابم ندة فالتقوا معهم فقتلوا من الفرنج خلقا واسروا مائة أسي ول يفقد من السلمي سوى شخص واحد ث عاد ف آخر ذلك‬
‫اليوم وبلغ السلطان أن الفرنج قد اجتمعوا لقتاله فقصدهم وتصدى لم لعلم يصافونه فالتقى معهم فقتل منهم خلقا كثيا وجرح مثلهم فرجعوا ناكصي على أعقابم خائفي منه غاية الخافة‬
‫ول زال جيشه خلفهم يقتل ويأسر حت غزوا ف بلدهم فرجعوا عنهم وكتب القاضي الفاضل إل الليفة يعلمه با من ال عليه وعلى السلمي من نصرة الدين وكان ل يفعل شيئا ول يريد‬
‫أن يفعله إل أطلع عليه الليفة أدبا واحتراما وطاعة واحتشاما فصل وف رجب سار السلطان إل الكرك فحاصرها وف صحبته تقي الدين عمر بن أخيه وقد كتب لخيه العادل ليحضر عنده‬
‫ليوليه حلب وأعمالا وفق ما كان طلب واستمر الصار على الكرك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪315‬‬

‫مدة شهر رجب ول يظفر منها بطلب وبلغه أن الفرنج قد اجتمعوا كلهم ليمنعوا منه الكرك فكر راجعا إل دمشق وذلك من أكب هته وأرسل ابن أخيه تقي الدين إل مصر نائبا وف صحبته‬
‫القاضي الفاضل وبعث أخاه على ملكة حلب وأعمالا واستقدم ولده الظاهر إليه وكذلك نوابه ومن يعز عليه وإنا أعطى أخاه حلب ليكون قريبا منه فإنه كان ل يقطع أمرا دونه واقترض‬
‫السلطان من أخيه العادل مائة ألف دينار وتأل الظاهر بن الناصر على مفارقة حلب وكانت إقامته با ستة أشهر ولكن ل يقدر أن يظهر ما ف نفسه لوالده لكن ظهر ذلك عل صفحات وجهه‬
‫ولفظات لسانه‬
‫ث دخلت سنة ثاني وخسمائة‬
‫فيها أرسل الناصر إل العساكر اللبية والزيرية والصرية والشامية أن يقدموا عليه لقتال الفرنج فقدم عليه تقي الدين عمر من مصر ومعه الفاضل ومن حلب العادل وقدمت ملوك الزيرة‬
‫وسنجار وغيها فأخذ الميع وسار نو الكرك فأحرقوا با ف رابع عشر جادى الول وركب عليها النجنيقات وكانت تسعة وأخذ ف حصارها وذلك أنه رأى أن فتحها أنفع للمسلمي من‬
‫غيها فإن أهلها يقطعون الطريق على الجاج فبينما هو كذلك إذ بلغه أن الفرنج قد اجتمعوا له كلهم فارسهم وراجلهم ليمنعوا منه الكرك فانشمر عنها وقصدهم فنل على حسان تاههم‬
‫ث صار إل ما عر فانزمت الفرنج قاصدين الكرك فأرسل ورءاهم من قتل منهم مقتلة عظيمة وأمر السلطان بالغارة على السواحل للوها من القاتلة فنهبت نابلس وما حولا من القرى‬
‫والرساتيق ث عاد السلطان إل دمشق فاذن للعساكر ف النصراف إل بلدهم وأمر ابن أخيه عمر اللك الظفر أن يعود إل مصر وأقام هو بدمشق ليؤدي فرض الصيام وليجل الليل ويد‬
‫السام وقدم على السلطان خلع الليفة فلبسها وألبس أخاه العادل وابن عمه ناصر الدين ممد بن شيكوه ث خلع خلعته على ناصر الدين بن قرا أرسلن صاحب حصن كيفا وآمد الت‬
‫أطلقها له السلطان وفيها مات صاحب الغرب يوسف بن عبدالؤمن بن علي وقام ف اللك بعده ولده يعقوب وف أواخرها بلغ صلح الدين أن صاحب الوصل نازل أربل فبعث صاحبخا‬
‫يتصرخ به فركب من فوره إليه فسار إل بعلبك ث إل حاة فأقام با اياما ينتظر وصول العماد إليه وذلك لنه حصل له ضعف فاقام ببعلبك وقد أرسل إليه الفاضل من دمشق طبيبا يقال له‬
‫اسعد بن الطران فعاله مداواة من طب لن حب‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثاني وخسمائة‬
‫استهلت والسلطان ميم بظاهر حاة ث سار إل حلب ث خرج منها ف صفر قاصدا الوصل فجاء إل حران فقبض على صاحبها مظفر الدين وهو أخو زين الدين صاحب إربل ث رضي عنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪316‬‬

‫وأعاده ال ملكته حت يتبي خبث طويته ث سار إل الوصل فتلقاه اللوك من كل ناحية وجاء إل خدمته عمادالدين أبو بكر بن قرا أرسلن وسار السلطان فنل على الساعيليات قريبا من‬
‫الوصل وجاءه صاحب إربل نور الدين الذي خضعت له ملوك تلك الناحية ث أرسل صلح الدين الدين ضياء الدين الشهر زورى إل الليفة يعلمه با عزم عليه من حصار الوصل وإنا‬
‫مقصوده ردهم إل طاعة الليفة ونصرة السلم فحاصرها مدة ث رحل عنها ول يفتحها وسار إل خلط واستحوذ على بلدان كثية وأقاليم جة ببلد الزيرة وديار بكر وجرت أمور‬
‫استقصاها ابن الثي ف كامله وصاحب الروضتي ث وقع الصلح بينه وبي الواصلة على أن يكونوا من جنده إذا ندبم لقتال الفرنج وعلى أن يطب له وتضرب له السكة ففعلوا ذلك ف‬
‫تلك البلد كلها وانقطعت خطبة السلجقة والزيقية بتلك البلد كلها ث اتفق مرض السلطان بعد ذلك مرضا شديدا فكان يتجلد ول يظهر شيئا من الل حت قوي عليه المر وتزايد الال‬
‫حت وصل إل حران فخيم هنالك من شدة أله وشاع ذلك ف البلد وخاف الناس عليه وأرجف الكفرة واللحدون بوته وقصده أخوه العادل من حلب بالطباء والدوية فوجده ف غاية‬
‫الضعف وأشار عليه بأن يوصي فقال ما أبال وأنا أترك من بعدي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا يعن أخاه العادل وتقي الدين عمر صاحب حاه وهو إذ ذاك نائب مصر وهو با مقيم وابنيه‬
‫العزيز عثمان والفضل عليا ث نذر لئن شفاه ال من مرضه هذا ليصرفن هته كلها إل قتال الفرنج ول يقاتل بعد ذلك مسلما وليجعل أكب هه فتح بيت القدس ولو صرف ف سبيل ال جيع‬
‫ما يلكه من الموال والذخائر وليقتلن البنس صاحب الكرك بيده لنه نقض العهد وتنقص الرسول ( ص ) وذلك أنه أخذ قافلة ذاهبة من مصر إل الشام فأخذ أموالم وضرب رقابم وهو‬
‫يقول أين ممدكم دعوه ينصركم وكان هذا النذر كله بأشارة القاضي الفاضل وهو أرشده إليه وحثه عليه حت عقده مع ال عز وجل فعند ذلك شفاه ال وعافاه من ذلك الرض الذي كان‬
‫فيه كفارة لذنوبه وجاءت البشارات بذلك من كل ناحية فدقت البشائر وزينت البلد وكتب الفاضل من دمشق وهو مقيم با إل الظفر عمر أن العافية الناصرية قد استقامت وأستفاضت‬
‫أخبارها وطلعت بعد الظلمة أنوارها وظهرت بعد الختفاء آثارها وولت العلة ول المد والنة وطفئت نارها وأنلى غبارها وخد شرارها وما كانت إل فلتة وقى ال شرها وشنارها وعظمية‬
‫كفى ال السلم عارها وتوبة امتحن ال با نفوسنا فرأى أقل ما عندها صبنا وماكان ال ليضيع الدعاء وقد أخلصته القلوب ول تتوقف الجابة وإن سدت طريقها الذنوب ول ليخلف وعد‬
‫فرج وقد أيس الصاحب والصحوب ‪ ...‬نعي زاد فيه الدهر ميما ‪ ...‬فأصبح بعده بؤساه نعيما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪317‬‬

‫وما صدق النذير به لن ‪ ...‬رأيت الشمس تطلع والنجوما ‪ ...‬وقد استقبل مولنا السلطان اللك الناصر غضة جديدة والعزمة ماضية حديدة والنشاط إل الهاد والتوبة لرب العباد والنة‬
‫مبسوطة البساط وقد انقضى الساب وجزنا الصراط وعرضنا نن على الهوال الت من خوفها كاد المل يلج الياط ث ركب السلطان من حران بعد العافية فدخل حلب ث ركب فدخل‬
‫دمشق وقد تكاملت عافيته وقد كان يوما مشهودا وفيها توف من العيان الفقيه مهذب الدين‬
‫عبد ال بن أسعد الوصلي‬
‫مدرس حص وكان بارعا ف فنون ول سيما ف الشعر والدب وقد أثن عليه العماد والشيخ شهاب الدين أبو شامة‬
‫المي ناصر الدين ممد بن شيكوه‬
‫صاحب حص والرحبة وهو ابن عم صلح الدين وزوج أخته ست الشام بنت أيوب توف بمص فنقلته زوجته إل تربتها بالشامية البانية وقبه الوسط بينها وبي أخيها العظم توران شاه‬
‫صاحب اليمن وقد خلف من الموال والذخائر شيئا كثيا ينيف على ألف ألف دينار توف يوم عرفة فجأة فول بعده ملكة حص ولده أسد الدين شيكوه بأمر صلح الدين‬
‫الحمودي بن ممد بن علي بن إساعيل‬
‫ابن عبد الرحيم الشيخ جال الدين أبو الثناء ممودي بن الصابون كان أحد الئمة الشهورين وإنا يقال له الحمودي لصحبة جده السلطان ممود بن زنكي فأكرمه ث سار إل مصر فنلا‬
‫وكان صلح الدين يكرمه وأوقف عليه وعلى ذريته أرضا فهي لم إل الن‬
‫المي سعد الدين مسعود‬
‫ابن معي الدين كان من كبار المراء أيام نور الدين وصلح الدين وهو أخو الست خاتون وحي تزوجها صلح الدين زوجه بأخته الست ربيعة خاتون بنت أيو ب الت تنسب إليها الدرسة‬
‫الصاحبية بسفح قيسون على النابلة وقد تأخرت مدتا فتوفيت ف سنة ثلث وأربعي وستمائة وكانت آخر من تقى من أولد أيوب لصلبه وكانت وفاته بدمشق ف جادى الخرة من جرح‬
‫أصابة وهو ف حصار ميا فارقي‬
‫الست خاتون عصمت الدين‬
‫بنت معي الدين نائب دمشق وأتابك عساكرها قبل نور الدين كما تقدم وقد كانت زوجة نور الدين ث خلف عليها من بعده صلح الدين ف سنة أثنتي وسبعي وخسمائة وكانت من أحسن‬
‫النساء وأعفهن وأكبهن صدقة وهي واقفة الاتونية الوانية بحلة حجر الذهب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪318‬‬

‫وخانقات خاتون ظاهر باب النصر ف أول الشرف القبلى على بانياس ودفنت بتر بتها ف سفح قايسون قريبا من قباب السركسية وإل جنبها دار الديث الشرفية والتابكية ولا أوقاف‬
‫كثية غي ذلك وأما الاتونية البانية الت على القنوات بحلة صنعاء الشام ويعرف ذلك الكان الت هي فيه بتل الثعالب فهي من إنشاء الست زمرد خاتون بنت جاول وهي أخت اللك‬
‫دقماق لمه وكانت زوجة زنكي والد نور الدين ممود صاحب حلب وقد ماتت قبل هذا الي كما تقدمت وفاتا‬
‫الافظ الكبي أبو موسى الدين‬
‫ممد بن عمر بن ممد الصبهان الافظ الوسوى الدين أحد حفاظ الدنيا الرحالي الوالي له مصنفات عديدة وشرح أحاديث كثية رحه ال‬
‫السهيلي أبو القاسم‬
‫وأبو زيد عبد الرحن بن الطيب أب ممد عبد ال بن الطيب أب عمر أحد بن أب السن أصبغ بن حسي بن سعدون بن رضوان بن فتوح هو الداخل إل الندلس الثعمي السهلي حكي‬
‫القاضي ابن خلكان أنه أملي عليه نسبه كذلك قال والسهلي نسبة إل قرية بالقرب من مالقة اسها سهيل لنه ليرى سهيل النجم ف شئ من تلك البلد إل منها من رأس جبل شاهق عندها‬
‫هي من قرى الغرب ولد السهلي سنة ثان وخسمائة وقرأ القراءات وأشتغل وحصل حت برع وساد أهل زمانه بقوة القرية وجودة الذهن وحسن التصنيف وذلك من فضل ال تعال ورحته‬
‫وكان ضريرا مع ذلك له الروض النف يذكر فيه نكتا حسنة على السية ل يسبق إل شئ منها أو إل أكثرها وله كتاب العلم فيما أبم ف القران من الساء العلم وكتاب نتائج الفكر‬
‫ومسالة ف الفرائض بديعة ومسألة ف سركون الدجال أعور وأشياء فريدة كثية بديعة مفيدة وله اشعار حسنة وكان عفيفا فقيا وقد حصل له مال كثي ف آخر عمره من صاحب مراكش‬
‫مات يوم الميس السادس والعشرين من شعبان منهذه السنة وله قصيدة كان يدعو ال با ويرتى الجابة فيها وهي ‪ ...‬يامن يرى ما ف الضمي ويسمع ‪ ...‬أنت العد لكل ما يتوقع ‪ ...‬يامن‬
‫يرجى للشدائد كلها ‪ ...‬يامن إليه الشتكى والفزع ‪ ...‬يامن خزائن رزقه ف قول كن ‪ ...‬امنن فإن الي عندك أجع ‪ ...‬مال سوى فقري إليك وسيلة ‪ ...‬فبالفتقار إليك فقري أدفع ‪ ...‬مال‬
‫سوى قرعي لبابك حيلة ‪ ...‬فلئن رددت فأي باب أقرع ‪ ...‬ومن الذي ارجو واهتف بإسه ‪ ...‬إن كان فضلك عن فقيكض ينع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪319‬‬

‫‪ ...‬حاشا لجدك أن تقنط عاصيا ‪ ...‬الفضل أججزل والواهب أوسع‬


‫ث دخلت سنة إثنتي وثاني وخسمائة‬
‫ف الثان ربيع الول منها كان دخول الناصر دمشق بعد عافيته وزار القاضي الفاضل واستشاره وكان ليقطع امرا دونه وقرر ف نيابة دمشق ولده الفضل على ونزل أبو بكر العادل عن‬
‫حلب لصهره زوج ابنته اللك الظاهر غازي بن الناصر وأرسل السلطان أخاه العادل صحبة ولده عمادالدين زنكي الدين عثمان اللك العزيز على ملك مصر ويكون اللك العادل أنابكه وله‬
‫إقطاع كبية جدا وعزل عن نيابتها تقي الدين عمر فعزم على الدخول إل إفريقية فلم يزل الناصر يتلطف به ويترفق له حت أقبل بنوده نوه فأكرمه واحترمه وأقطعه حاه وبلدا كثية معها‬
‫وقد كانت له قبل ذلك وزاد له على ذلك مدينة ميافارقي وامتدحه العماد بقصيدة ذكرها ف الروضتي وفيها هادن قومس طرابلس السلطان وصاله وصافاه حت كان يقاتل ملوك الفرنج‬
‫أشد القتال وسب منهم النساء والصبيان وكاد أن يسلم ولكن صده السلطان فمات على الكفر والطغيان وكانت مصالته من أقوى أسباب النصر على الفرنج وأشد ما دخل عليهم ف دينهم‬
‫قال العماد الكاتب وأجع النجمون على خراب العال ف شعبان لن الكواكب الستة تتمع فيه ف اليزان فيكون طوفان الريح ف سائر البلدان وذكر أن ناسا من الهلة تأهبوا لذلك بفر‬
‫مغارات ف البال ومدخلت واسراب ف الرض خوفا من ذلك قال فلما كانت تلك الليلة الت اشاروا إليها وأجعوا عليها ل ير ليلة مثلها ف سكونا وركودها وهدوئها وقد ذكر ذلك غي‬
‫واحد من الناس ف سائر اقطار الرض وقد نظم الشعراء ف تكذيب النجمي ف هذه الواقعة وغريبها أشعارا كثية حسنة منها ‪ ...‬مزق التقوي والزيج فقد بان الطا ‪ ...‬إنا التقوي والزيج‬
‫هباء وهوا ‪ ...‬قلت للسبعة إبرام ومنع وعطا ‪ ...‬ومت ينلن ف اليزان يستول الوا ‪ ...‬ويثور الرمل حت يتلى منه الصفا ‪ ...‬ويعم الرض زحف وخراب وبلى ‪ ...‬ويصي القاع كالقف‬
‫وكالطود العدا ‪ ...‬وحكمتم فأب الاكم إل مايشا ‪ ...‬ما أتى الشرع ول جاءت بذا النبيا ‪ ...‬فبقيتم ضحكة يضحك منها العلما ‪ ...‬حسبكم خزيا وعارا ما يقول الشعرا ‪ ...‬ما أطمعكم ف‬
‫الكم إل المرا ‪ ...‬ليت إذ ل يسنوا ف الدين طغاما أسا ‪ ...‬فعلى اصطرلب بطليموس والزيج العفا ‪ ...‬وعليه الزى ما جادت على الرض السما ‪ ...‬ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو ممد عبد ال بن أب الوحش‬
‫برى بن عبد البار بن برى القدسي ث الصري أحد أئمة اللغة والنحو ف زمانه وكان عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪320‬‬


‫تعرض الرسائل بعد ابن بابشاد وكان كثي الطلع عالا بذا الشأن ومطرحا للتكيف ف كلمه ليلتفت ول يعرج على العراب فيه إذا خاطب الناس وله التصانيف الفيدة توف وقد جاوز‬
‫الثماني بثلث سني رحه ال تعال وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثاني وخسمائة‬
‫فيها كانت وقعة حطي الت كانت أمارة وتقدمة وإشارة لفتح بيت القدس واستنفاذه من أيدي الكفرة قال ابن الثي كان أول يوم منها يوم السبت وكان يوم النيوز وذلك أول سنة الفرس‬
‫وأتفق أن ذلك كان أول سنة الروم و هو اليوم الذي نزلت فيه الشمس برج المل وكذلك كان القمر ف برج المل أيضا وهذا شئ يبعد وقوع مثله وبرز السلطان من دمشق يوم السبت‬
‫مستهل مرم ف جيشه فسار إل رأس الاء فنل ولده الفضل هناك ف طائفة من اليش وتقدم السلطان ببقية اليش إل بصرى فخيم على قصر أب سلم ينتظر قدوم الجاج وفيهم أخته ست‬
‫الشام وأبنها حسام الدين ممد بن عمر بن لشي ليسلموا من معرة برنس الكرك فلما جاز الجيج سالي سار السلطان فنل على الكرك وقطع ما حوله من الشجار ورعى الزرع وأكلوا‬
‫الثمار وجاءت العساكر الصرية وتوافت اليوش الشرقية فنلوا عند ابن السلطان على رأس الاء وبعث الفضل سرية نو بلد الفرنج فقتلت وغنمت وسلمت ورجعت فبشر بقدمات الفتح‬
‫والنصر وجاء السلطان بحافله فإلتفت عليه جيع العساكر فرتب اليوش وسار قاصدا بلد الساحل وكان جلة من معه من القاتلة أثن عشر ألفا غي التطوعة فتسامعت الفرنج بقدومه‬
‫فاجتمعوا كلهم وتصالوا فيما بينهم وصال قومس طرابلس وبرنس الكرك الفاجر وجاءوا بدهم وحديدهم وأستصحبوا معهم صليب الصلبوت يمله منهم عباد الطاغوت وضلل الناسوت‬
‫ف خلق ليعلم عدتم إلال عز وجل يقال كانوا خسي ألفا وقيل ثلثا وستي ألفا وقد خوفهم صاحب طرابلس من السلمي فاعترض عليه البنس صاحب الكرك فقال له ل أشك أنك تب‬
‫السلمي وتوفنا كثرتم وسترى غب ما أقول لك فتقدموا نو السلمي وأقبل السلطان ففتح طبية وتقوى با فيها من الطعمة والمنعة وغي ذلك وتصنت منه القلعة فلم يعبأ با وحاز‬
‫البحية ف حوزته ومنع ال الكفرة أن يصلوا منها إل قطرة حت صاروا ف عطش عظيم فبز السلطان إل سطح البل الغرب من طبية عند قرية يقال لا حطي الت يقال إن فيها قب شعيب‬
‫عليه الصلة والسلم وجاء العدو الخذول وكان فيهم صاحب عكا وكفرنكا وصاحب الناصرة وصاحب صور وغي ذلك من جيع ملوكهم فتواجه الفريقان وتقابل اليشان وأسفر وجه‬
‫اليان وإغب وأقتم وأظلم وجه الكفر والطغيان ودارت دائرة السوء على عبدة الصلبان وذلك عشية يوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪321‬‬

‫المعة فبات الناس على مصافهم وأصبح صباح يوم السبت الذي كان يوما عسيا على أهل الحد وذلك لمس بقي من ربيع الخر فطلعت الشمس على وجوه الفرنج واشتد الر وقوى‬
‫بم العطش وكان تت أقدام خيولم حشيش قد صار هشيما وكان ذلك عليهم مشئوما فأمر السلطان النفاطة أن يرموه بالنفط فرموه فتأجج نارا تت سنابك خيولم فاجتمع عليهم حر‬
‫الشمس وحر العطش وحر النار وحر السلح وحر رشق النبال وتبارز الشجعان ث أمر السلطان بالتكبي والملة الصادقة فحملوا وكان النصر من ال عز وجل فمنحهم ال أكتافهم فقتل‬
‫منهم ثلثون ألفاف ذلك اليوم وأسر ثلثون ألفامن شجعانم وفرسانم وكان ف جلة من أسر جيع ملوكهم سوى قومس طرابلس فإنه انزم ف أول العركة واستلبهم السلطان صليبهم العظم‬
‫وهو الذين يزعمون أنه صلب عليه الصلوب وقد غلفوه بالذهب وا لللء والواهر النفسية ول يسمع بثل هذا اليوم ف عزالسلم وأهله ودمغ الباطل وأهله حت ذكر أن بعض الفلحي‬
‫رآه بعضهم يقود نيفا وثلثي أسيا من الفرنج قد ربطهم بطنب خيمة وباع بعضهم أسيا بنعل ليلبسها ف رجله وجرت أمور ل يسمع بثلها إل ف زمن الصحابة والتابعي فلله المد دائما‬
‫كثيا طيبا مباركا فلما تت هذه الوقعة ووضعت الرب أوزارها أمر السلطان بضرب ميم عظيم وجلس فيه على سرير الملكة وعن يينه أسرة وعن يساره مثلها وجىء بالساري تتهادى‬
‫بقيودهم فأمر بضرب أعناق جاعة من مقدمى الداوية والساري بي يديه صبا ول يترك أحدا منهم من كان يذكر الناس عنه شرا ث جىء بلوكهم فأجلسوا عن يينه ويساره على مراتبهم‬
‫فأجلس ملكهم الكبي عن يينه وأجلس أرياط برنس الكرك وبقيتهم عن شاله ث جىء إل السلطان بشراب من اللب مثلوجا فشرب ث ناول اللك فشرب ث ناول ارياط صاحب الكرك‬
‫فغضب السلطان وقال له إنا ناولتك ول آذن لك أن تسقيه هذا ل عهد له عندي ث تول السلطان إل خيمة داخل تلك اليمة وستدعى بارياط صاحب الكلرك فلما أوقف بي يديه قام إليه‬
‫بالسيف ودعاه إل السلم فامتنع فقال له نعم أنا أنوب عن رسول ال ( ص ) ف النتصار لمته ث قتله وأرسل برأسه إل اللوك وهم ف اليمة وقال إن هذا تعرض لسب رسول ال ( ص )‬
‫ث قتل السلطان جيع من كان من الساري من الداوية والستثارية صبا وأراح السلمي من هذين النسي البيثي ول يسلم من عرض عليه السلم إل القليل فيقال إنه بلغت القتىة ثلثي‬
‫ألفا والساري كذلك كانوا ثلثي ألفا وكان جلة جيشهم ثلثة وستي ألفا وكان من سلم مع قلتهم وهرب أكثرهم جرحى فماتوا ببلدهم ومن مات كذلك قومس وطرابلس فإنه انزم‬
‫جريا فمات با بعد مرجعه ث أرسل السلطان برؤس أعيان الفرنج ومن ل يقتل من رؤسهم وبصليب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪322‬‬

‫الصلبوت صحبه القاضي ابن أب عصرون إل دمشق ليودعوا ف قلعتها فدخل بالصليب منكوسا وكان يوما مشهودا ث سار السلطان إل قلعة طبية فأخذها وقد كانت طبية تقاسم بلد‬
‫حوران والبلقاء وما حولا من الولن وتلك الراضي كلها بالنصف فأراح ال السلمي من تلك القاسة ث سارالسلطان إل حطي فزار قب شعيب ث ارتفع منه إل أقليم الردن فتسلم تلك‬
‫البلدكلها وهى قرى كثية كبار وصغار ث سار إل عكا فنل عليه يوم الربعاء سلخ ربيع الخر فافتتحها صلحا يوم المعة وأخذ ما كان با من حواصل اللوك وأموالم وذخائرهم ومتاجر‬
‫وغيها واستنقذ من كان با من أسرى السلمي فوجد فيها أربعة آلف أسي ففرج ال عنهم وأمر بإقامة المعة با وكانت أول جعة اقيمت بالساحل بعد أخذه الفرنج نوا من سبعي سنة ث‬
‫سار منها إل صيدا وبيوت وتلك النواحي من السواحل يأخذها بلدا بلدا للوها من القاتلة واللوك ث رجع سائرا نو غزة وعسقلن ونابلس وبيسان وأراضي الغور فملك ذلك كله‬
‫واستناب على نابلس ابن أخيه حسام الدين عمر بن ممد بن لشي وهو الذي افتتحها وكان جلة ما افتتحه السلطان ف هذه الدة القريبة خسي بلدا كباراكل بلد له مقاتلة وقلعة ومنعة‬
‫وغنم اليش والسلمون من هذه الماكن شيئا كثيا وسبوا خلقا ث إن السلطان أمر جيوشه أن ترتع ف هذه الماكن مدة شهور ليستريوا وتمو أنفسهم وخيولم لفتح بيت القدس وطار ف‬
‫الناس أن السلطان عزم على فتح بيت القدس فقصده العلماء والصالون تطوعا وجاؤا إليه ووصل أخوه العادل بعد وقعة حطي وفتح عكا ففتح بنفسه حصونا كثية فاجتمع من عباد ال‬
‫ومن اليوش شيء كثيجدا فعند ذلك قصد السلطان القدس بن معه كما سيأت وقد امتدحه الشعراء بسبب وقعة حطي فقالوا وأكثروا وكتب إليه القاضي الفاضل من دمشق وهو مقيم با‬
‫لرض اعتراه ( ليهن الولىأن ال أقام به الدين وكتب الملوك هذه الدمة والرؤس ل ترفع من سجودها والدموع ل تسح من خدودها وكلما ذكر الملوك أن البيع تعود مساجد والكان‬
‫الذي كان يقال فيه إن ال ثالث ثلثة إذ يقال فيه اليوم إنه الواحد جدد ل شكرا نارة يفيض من لسانه وتارة يفيض من جفنه سرورا بتوحيد ال تعال اللك الق البي وأن يقال ممد رسول‬
‫ال الصادق المي وجزى ال يوسف خيا عن إخراجه من سجنه والماليك ينتظرون الولىوكل من أراد أن يدخل المام بدمشق قد عزم علىدخول حام طبية ‪ ...‬تلك الكارم لقعبان من‬
‫‪ ...‬لب ‪ ...‬وذلك السيف لسيف ابن ذي يزن‬
‫( ث قال ولللسنة بعد ف هذا الفتح تسبيح طويل وقول جيل جليل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪323‬‬

‫فتح بيت القدس ف هذه السنة واستنقاذه من أيدي النصارى بعد أن استحوذوا عليه مدة ثنتي وتسعي سنة لا افتتح السلطان تلك الماكن الذكورة فيما تقدم أمر العساكر فاجتمعت ث سار‬
‫نو بيت القدس فنل بيت غرب القدس ف الامس عشر من رجب من هذه السنة أعن سنة ثلث وثاني وخسمائة فوجد البلد قد حصنت غاية التحصي وكانوا ستي ألف مقاتل دون بي‬
‫القدس أو يزيدون وكان صاحب القدس يومئذ رجل يقال له بالبان بن بازران ومعه من سلم من وقعة حطي يوم التقى المعان من الداوية والستثارية أتباع الشيطان وعبدة الصلبان فأقام‬
‫السلطان بنله الذكور خسة أيام وسلم إل كل طائفة من اليش ناحية من السور وابراجه ث تول السلطان إل ناحية الشام لنه رآها أوسع للمجال واللد والنال وقاتل الفرنج دون البلد‬
‫قتال هائل وبذلوا أنفسهم وأموالم ف نصرة دينهم وقمامتهم واستشهد ف الصار بعض أمراء السلمي فحنق عند ذلك كثي من المراء والصالي واجتهدوا ف القتال ونصب الناجنيق‬
‫والعرادات على البلد وغنت السيوف والرماح الطيات والعيون تنظر إل الصلبان منصوبة فوق الدران وفوق قبة الصخرة صليب كبي فزاد ذلك أهل اليان حنقا وشدة التشمي وكان‬
‫ذلك يوما عسيا علىالكافرين غي يسي فبادر السلطان بأصحابه إل الزاوية الشرقية الشمالية من السور فنقبها وعلقها وحشاها وأحرقها فسقط ذلك الانب وخر البج برمته فإذا هو‬
‫واجب فلما شاهد الفرنج ذلك الادث الفظيع والطب الؤل الوجيع قصد أكابرهم السلطان وتشفعوا إليه أن يعطيهم المان فامتنع من ذلك وقال ل افتحها إل عنوة كما افتتحتموها أنتم‬
‫عنوة ول أترك با أحدا من النصارى إل قتلته كما قتلتم أنتم من كان با من السلمي فطلب صاحبها بالبان بن بازران المان ليحضر عنده فأمنه فلما حضر ترقق للسلطان وذل ذل عظيما‬
‫وتشفع إليه بكل ما أمكنه فلم يبه إل المان لم فقالوا إن ل تعطنا المان رجعنا فقتلنا كل أسي بأيدينا وكانوا قريبا من أربعة آلف وقتلنا ذرارينا وأولدنا ونساءنا وخربنا الدور والماكن‬
‫السنة وأحرقنا التاع وأتلفنا ما بأيدينا من الموال وهدمنا قبة الصخرة وحرقنا ما نقدر عليه ول نبقي مكنا ف إتلف ما نقدر عليه وبعد ذلك نرج فنقاتل قتال الوت ول خي ف حياتنا بعد‬
‫ذلك فل يقتل واحد منا حت يقتل أعدادا منكم فماذا ترتي بعد هذا من الي فلما سع السلطان ذلك أجاب إل الصلح وأناب على أن يبذل كل رجل منهم عن نفسه عشرة دناني وعن‬
‫الرأة خسة دناني وعن كل صغي وصغية دينارين ومن عجز عن ذلك كان أسيا للمسلمي وأن تكون الغلت والسلحة والدور للمسلمي وأنم يتحولون منها إل مأمنهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪324‬‬

‫وهي مدينة صور فكتب الصلح بذلك وأن من ل يبذل ما شرط عليه إل أربعي يوما فهو أسي فكان جلة من أسر بذا الشرط ستة عشر ألف أسي من رجال ونساء وولدان ودخل السلطان‬
‫والسلمون البلد يوم المعة قبل وقت الصلة بقليل وذلك يوم السابع والعشرين من رجب قال العماد وهي ليلة السراء برسول ال ( ص ) من السجد الرام إل السجد القصى قال أبو‬
‫شامة وهو أحد القوال ف السراء ول يتفق للمسلمي صلة المعة يومئذ خلفا لن زعم أنا أقيمت يومئذ وأن السلطان خطب بنفسه بالسواد والصحيح أن المعة ل يتمكنوا من إقامتها‬
‫يومئذ لضيق الوقت وإنا اقيمت ف المعة القبلة وكان الطيب مي الدين بن ممد بن علي القرشي ابن الزكي كما سيأت قريبا ولكن نظفوا السجد القصى ما كان فيه من الصلبان‬
‫والرهبان والنازير وخربت دور الداوية وكانوا قد بنوها غرب الحراب الكبي واتذوا الحراب مشتا لعنهم ال فنظف من ذلك كله واعيد إل ما كان عليه ف اليام السلمية وغسلت‬
‫الصخرة بالاء الطاهر وأعيد غسلها باء الورد والسك الفاخر وابرزت للناظرين وقد كانت مستورة مبوءة عن الزائرين ووضع الصليب عن قبتها وعادت إل حرمتها وقد كان الفرنج قلعوا‬
‫منها قطعا فباعوها من أهل البحور الوانية بزنتها ذهبا فتعذر استعادة ما قطع منها ث قبض من الفرنج ما كانوا بذلوه عن أنفسهم من الموال وأطلق السلطان خلقا منهم بنات اللوك بن‬
‫معهن من النساء والصبيان والرجال ووقعت السامة ف كثي منهم وشفع ف أناس كثي فعفا عنهم وفرق السلطان جيع ما قبض منهم من الذهب ف العسكر ول يأخذ منه شيئا ما يقتن ويدخر‬
‫وكان رحه ال حليما كريا مقداما شجاعا رحيما أول جعة أقيمت ببيت القدس بعد فتحه لا تطهر بيت القدس ما كان فيه من الصلبان والنواقيس والرهبان والقساقس ودخله أهل اليان‬
‫ونودي بالذان وقرئ القرآن ووحد الرحن كان أول جعة أقيمت ف اليوم الرابع من شعبان بعد يوم الفتح بثمان فنصب النب إل جانب الحراب وبسطت البسط وعلقت القناديل وتلي‬
‫التنيل وجاء الق وبطلت الباطيل وصفت السجادات وكثرت السجدات وتنوعت العبادات وارتفعت الدعوات ونزلت البكات وانلت الكربات واقيمت الصلوات وأذن الؤذنون‬
‫وخرس القسيسون وزال البوس وطابت النفوس وأقبلت السعود وأدبرت النحوس وعبد ال الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد وكبه الراكع والساجد والقائم والقاعد‬
‫وامتل الامع وسالت لرقة القلوب الدامع ولا أذن الؤذنون للصلة قبل الزوال كادت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪325‬‬

‫القلوب تطي من الفرح ف ذلك الال ول يكن عي خطيب فبز من السلطان الرسوم الصلي وهو ف قبة الصخرة أن يكون القاضي ميي الدين بن الزكي اليوم خطيبا فلبس اللعة السوداء‬
‫وخطب للناس خطبة سنية فصيحة بليغة ذكر فيها شرف البيت القدس وما ورد فيه من الفضائل والترغيبات وما فيه من الدلئل والمارات وقد أورد الشيخ أبو شامة الطبة ف الروضتي‬
‫بطولا وكان أول ما قال فقطع دابر القوم الذين ظلموا والمد ل رب العالي ث أورد تميدات القرآن كلها ث قال ( المد ل معز السلم بنصره ومذل الشرك بقهره ومصرف المور بأمره‬
‫ومزيد النعم بشكره ومستدرج الكافرين بكره الذي قدر اليام دول بعدله وجعل العاقبة للمتقي بفضله وافاض على العباد من طله وهطله ( الذي ) أظهر دينه على الدين كله القاهر فوق‬
‫عباده فل يانع والظاهر على خليقته فل ينازع والمر با يشاء فل يراجع والاكم با يريد فل يدافع أحده على إظفاره وإظهاره وإعزازه لوليائه ونصرة أنصاره ومطهر بيت القدس من‬
‫أدناس الشرك وأوضاره حد من استشعر المد باطن سره وظاهر أجهاره وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد شهادة من طهر‬
‫بالتوحيد قلبه وأرضى به ربه وأشهد أن ممدا عبده ورسوله رافع الشكر وداحض الشرك ورافض الفك الذي أسري به من السجد الرام إل هذا السجد القصى وعرج به منه إل‬
‫السموات العلى إل سدرة النتهى عندها جنة الأوى ما زاغ البصر وما طغى ( ص ) وعلى خليفته الصديق السابق إل اليان وعلى أمي الؤمني عمر بن الطاب أول من رفع عن هذا البيت‬
‫شعار الصلبان وعلى أمي الؤمني عثمان بن عفان ذي النورين جامع القرآن وعلى أمي الؤمني علي بن أب طالب مزلزل الشرك ومكسر الصنام وعلى آله وأصحابه والتابعي لم بإحسان ث‬
‫ذكر الوعظة وهي مشتملة على تغبيط الاضرين با يسره ال على أيديهم من فتح بيت القدس الذي من شأنه كذا وكذا فذكر فضائله ومآثره وأنه أول القبلتي وثان السجدين وثالث‬
‫الرمي ل تشد الرحال بعد السجدين إل إليه ول تعقد الناصر بعد الوطني إل عليه واليه أسري برسول ال ( ص ) من السجد الرام وصلى فيه بالنبياء والرسل الكرام ومنه كان العراج‬
‫إل السموات ث عاد إليه ث سار منه إل السجد الرام على الباق وهو أرض الحشر والنشر يوم التلق وهو مقر النبياء ومقصد الولياء وقد أسس على التقوى من أول يوم قلت ويقال إن‬
‫أول من أسسه يعقوب عليه السلم بعد أن بن الليل السجد الرام بأربعي سنة كما جاء ف الصحيحي ث جدد بناءه سليمان بن داود عليهما السلم كما ثبت فيه الديث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪326‬‬

‫بالسند والسنن وصحيح ابن خزية وابن حبان والاكم وغيهم وسأل سليمان عليه السلم ال عند فراغه منه خلل ثلثا حكما يصادف حكمه وملكا ل ينبغي لحد من بعده وأنه ل يأت‬
‫أحدا هذا السجد ل ينهزه إل الصلة فيه إل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ث ذكر تام الطبتي ث دعا للخليفة الناصر العباسي ث دعا للسلطان الناصر صلح الدين وبعد الصلة جلس‬
‫الشيخ زين الدين أبو السن بن علي نا الصري على كرسي الوعظ بإذن السلطان فوعظ الناس واستمر القاضي ابن الزكي يطب بالناس ف أيام المع أربع جعات ث قرر السلطان للقدس‬
‫خطيبا مستقرا وأرسل إل حلب فاستحضر النب الذي كان اللك العادل نور الدين الشهيد قد استعمله لبيت القدس وقد كان يؤمل أن يكون فتحه على يديه فما كان إل على يدي بعض‬
‫أتباعه صلح الدين بعد وفاته‬
‫نكته غريبة‬
‫قال أبو شامة الروضتي وقد تكلم شيخنا أبو السن علي بن ممد السخاوي ف تفسيه الول فقال وقع ف تفسي أب الكم الندلسي يعن ابن برجان ف أول سورة الروم أخبار عن فتح‬
‫بيت القدس وأنه ينع من أيدي النصارى سنة ثلث وثاني وخسمائة قال السخاوي ول أره أخذ ذلك من علم الروف وإنا أخذه فيما زعم من قوله آل غلبت الروم ف أدن الرض وهم‬
‫من بعد غلبهم سيغلبون ف بضع سني فبن المر على التاريخ كما يفعل النجمون فذكر أنم يغلبون ف سنة كذا وكذا ويغلبون ف سنة كذا وكذا على ما تقتضيه دوائر التقدير ث قال وهذه‬
‫نابة وافقت إصابة إن صح قال ذلك قبل وقوعه وكان ف كتابه قبل حدوثه قال وليس هذا من قبيل علم الروف ول من باب الكرامات والكاشفات ول ينال ف حساب قال وقد ذكر ف‬
‫تفسي سورة القدر أنه لو علم الوقت الذي نزل فيه القرآن لعلم الوقت الذي يرفع فيه قلت ابن برجان ذكر هذا ف تفسيه ف حدود سنة ثنتي وعشرين وخسمائة ويقال إن اللك نور الدين‬
‫أوقف على ذلك فطمع أن يعيش إل سنة ثلث وثاني وخسمائة لن مولده ف سنة إحدى عشر وخسمائة فتهيأ لسباب ذلك حت إنه أعد منبا عظيما لبيت القدس إذا فتحه وال أعلم وأما‬
‫الصخرة العظمة فإن السلطان أزال ما حولا من النكرات والصور والصلبان وطهرها بعد ما كانت جيفة وأظهرها بعد ما كانت خفية مستورة غي مرئية وأمر الفقيه عيسى الكاري أن يعمل‬
‫حولا شبابيك من حديد ورتب لا إماما راتبا وقف عليه رزقا جيدا وكذلك إمام القصى عمل للشافعية مدرسة يقال لا الصلحية والناصرية أيضا وكان موضعها كنيسة على قب حنة أم مري‬
‫ووقف على الصوفية رباطا كان للتبك إل جنب القمامة وأجرى على الفقهاء والفقراء الوامك وارصد التم والربعات ف أرجاء السجد القصى والصخرة ليقرأ فيها القيمون والزائرون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪327‬‬

‫وتنافس بنو أيوب فيما يفعلونه ببيت القدس وغيه من اليات إل كل أحد وعزم السلطان على هدم القمامة وأن يعلها دكا لتنحسم مادة النصارى من بيت القدس فقيل ( له ) إنم ل‬
‫يتركون الج إل هذه البقعة ولو كانت قاعا صفصفا وقد فتح هذه البلد قبلك أمي الؤمني عمر بن الطاب وترك هذه الكنيسة بأيديهم ولك ف ذلك أسوة فأعرض عنها وتركها على حالتها‬
‫تأسيا بعمر رضي ال عنه ول يترك من النصارى فيها سوى أربعة يدمونا وحال بي النصارى وبينها وهدم القابر الت كانت لم عند باب الرحة وعفا آثارها وهدم ما كان هناك من القباب‬
‫وأما أسارى السلمي الذين كانوا بالقدس فإنه أطلقهم جيعهم وأحسن إليهم وأطلق لم إعطاءات سنية وكساهم وأنطلق كل منهم إل وطنه وعاد إل أهله ومسكنه فلله المد على نعمه‬
‫ومننه فصل فلما فرغ السلطان صلح الدين من القدس الشريف انفصل عنها ف الامس والعشرين من شعبان قاصدا مدينة صور بالساحل وكان فتحها قد تأخر وقد استحوذ عليها بعد وقعة‬
‫حطي رجل من تار الفرنج يقال له الركيس فحصنها وضبط أمرها وحفر حولا خندقا من البحر إل البحر فجاء السلطان فحاصرها مدة ودعا بالسطول من الديار الصرية ف البحر فأحاط‬
‫با برا وبرا فعدت الفرنج ف بعض الليال على خس شوان من أسطول السلمي فملكتها فأصبح السلمون واجي حزنا وتأسفا وقد دخل عليهم فصل البد وقلت الزواد وكثرت الراحات‬
‫وكل المراء من الحاصرات فسألوا السلطان أن ينصرف بم إل دمشق حت يستريوا ث يعودوا إليها بعد هذا الي فأجابم إل ذلك على تنع منه ث توجه بم نو دمشق واجتاز ف طريقه‬
‫على عكا وتفرقت العساكر إل بلدها وأما السلطان فإنه لا وصل إل عكا نزل بقلعتها وأسكن ولده الفضل برج الداوية وول نيابتها عزالدين حردبيل وقد أشار بعضهم على السلطان‬
‫بتخريب مدينة عكا خوفا من عود الفرنج إليها فكاد ول يفعل وليته فعل بل وكل بعمارتا وتديد ماسنها باءالدين قراقوش التقوي ووقف دار الستثارية بصفي على الفقهاء والفقراء وجعل‬
‫دار السقف مارستانا ووقف على ذلك كله أوقافا داره وول نظر ذلك إل قاضيها جال الدين ابن الشيخ أب النجيب ولا فرغ من هذه الشياء عاد إل دمشق مؤيدا منصورا وأرسل إليه‬
‫اللوك بالتهان والتحف والدايا من سائر القطار والمصار وكتب الليفة إل السلطان يعتب عليه ف أشياء منها أنه بعث إليه ف بشارة الفتح بوقعة حطي شابا بغداديا كان وضيعا عندهم ل‬
‫قدر له ول قيمة وأرسل بفتح القدس مع ناب ولقب نفسه بالناصر مضاهاة للخليفة فتلقى ذلك بالبشر واللطف والسمع‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪328‬‬

‫والطاعة وأرسل يعتذر ما وقع وقال الرب كانت شغلته عن التروي ف كثي من ذلك وأما لقبه بالناصر فهو من أيام الليفة الستضيء ومع هذا فمهما لقبن أمي الؤمني فل أعدل عنه‬
‫وتأدب مع الليفة غاية الدب مع غناه عنه وفيها كانت وقعة عظيمة ببلد الند بي اللك شهاب الدين الغوري صاحب غزنة وبي ملك الند الكبي فأقبلت النود ف عدد كثي من النود‬
‫ومعهم أربعة عشر فيل فالتقوا واقتتلوا قتال شديدا فانزمت ميمنة السلمي وميسرتم وقيل للملك أنج بنفسك فما زاده ذلك إل إقداما فحمل على الفيلة فجرح بعضها وجرح الفيل ل‬
‫يندمل فرماه بعض الفيالة بربة ف ساعده فخرجت من الانب الخر فخر صريعا فحملت عليه النود ليأخذوه فجاحف عنه أصحابه فاقتتلوا عنده قتال شديدا وجرت حرب عظيمة ل يسمع‬
‫بثلها بوقف فغلب السلمون النود وخلصوا صاحبهم وحلوه على كواهلهم ف مفة عشرين فرسخا وقد نزفه الدم فلما تراجع إليه جيشه أخذ ف تأنيب المراء وحلف ليأكلن كل أمي عليق‬
‫فرسه وما أدخلهم غزنة إل مشاة وفيها ولدت امرأة من سواد بغداد بنتا لا أسنان وفيها قتل الليفة الناصر أستاذ داره أبا الفضل بن الصاحب وكان قد استحوذ على المور ول يبق للخليفة‬
‫معه كلمة تطاع ومع هذا كان عفيفا عن الموال جيد السية فأخذ الليفة منه شيئا كثيا من الواصل والموال وفيها استوزر الليفة أبا الظفر جلل الدين ومشى أهل الدولة ف ركابه حت‬
‫قاضي القضاة ابن الدامغان وقد كان ابن يونس هذا شاهدا عند القاضي وكان يقول وهو يشي ف ركابه لعن ال طول العمر فمات القاضي ف آخر هذه السنة وفيها توف من العيان‬
‫الشيخ عبدالغيث بن زهي الرب‬
‫كان من صلحاء النابلة وكان يزار وله مصنف ف فضل يزيد بن معاوية أتى فيه بالغرائب والعجائب وقد رد عليه أبو الفرج ابن الوزي فأجاد واصاب ومن أحسن ما اتفق لعبد الغيث هذا‬
‫أن بعض اللفاء واظنه الناصر جاءه زائرا مستخفيا فعرفه الشيخ عبدالغيث ول يعلمه بأنه قد عرفه فسأله الليفة عن يزيد أيلعن أم ل فقال ل أسوغ لعنه لن لو فتحت هذا الباب لفضى‬
‫الناس إل لعن خليفتنا فقال الليفة ول قال لنه يفعل أشياء منكرة كثية منها كذا وكذا ث شرع يعدد على الليفة أفعاله القبيحة وما يقع منه من النكر لينجر عنها فتركه الليفة وخرج من‬
‫عنده وقد أثر كلمه فيه وانتفع به مات ف الحرم من هذه السنة وفيها توف الشيخ‬
‫علي بن خطاب بن خلف‬
‫العابد الناسك أحد الزهاد وذوي الكرامات وكان مقامه بزيرة ابن عمر قال ابن الثي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪329‬‬

‫ف الكامل ول ار مثله ف حسن خلقه وسته وكراماته وعبادته‬


‫المي شس الدين ممد بن عبداللك بن مقدم‬
‫أحد نواب صلح الدين ولا افتتح الناصر بيت القدس أحرم جاعة ف زمن الج منه إل السجد الرام وكان ابن القدم أمي الاج ف تلك السنة فلما توقف بعرفة ضرب الدبادب ونشر‬
‫اللوية وأظهر عز السلطان صلح الدين وعظمته فغضب طاشتكي أمي الاج من جهة الليفة فزجره عن ذلك فلم يسمع فاقتتل فجرح ابن مقدم ومات ف اليوم الثان بن ودفن هنالك‬
‫وجرت خطوب كثية وليم طاشتكي على ما فعل وخاف معرة ذلك من جهة صلح الدين والليفة وعزله الليفة عن منصبه‬
‫ممد بن عبيدال‬
‫ابن عبدال سبط بن التعاويذي الشاعر ث اضر ف آخر عمره وجاز الستي توف ف شوال‬
‫نصر بن فتيان بن مطر‬
‫الفقيه النبلي العروف بابن الن كان زاهدا عابدا مولده سنة إحدى وخسمائة ومن تفقه عليه من الشاهي الشيخ موفق الدين بن قدامة والافظ عبدالغن وممد بن خلف بن راجح والناصر‬
‫عبدالرحن بن النجم بن عبدالوهاب وعبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر اليلي وغيهم توف خامس رمضان وفيها توف قاضي القضاة‬
‫ابو السن الدامغان‬
‫وقد حكم ف أيام القتفي ث الستنجد ث عزل وأعيد ف أيام الستضيء وحكم للناصر حت توف ف هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة أربع وثاني وخسمائة‬
‫ف مرمها حاصر السلطان صلح الدين حصن كوكب فرأه منيعا صعبا فوكل به المي قاياز البجمى ف خسمائة فارس يضيقون عليهم السالك وكذلك وكل لصفت ( الصغد ) وكانت‬
‫للدواية خسمائة فارس مع طغرلبك الامدار ينعون الية والتقاوي أن تصل إليهم وبعث إل الكرك الشوبك يضيقون على أهلها وياصرونم ليفرغ من أموره لقتال هذه الماكن ولا رجع‬
‫السلطان من هذه الغزوة إل دمشق وجد الصفي بن الفايض وكيل الزانة قد بن له دارا بالقلعة هائلة مطلة على الشرف القبلي فغضب عليه وعزله وقال إنا ل نلق للمقام بدمشق ول بغيها‬
‫من البلد وإنا خلقنا لعبادة ال عز وجل والهاد ف سبيله وهذا الذي عملته ما يثبط النفوس ويقعدها عما خلقت له وجلس السلطان بدار العدل فحضرت عنده القضاة وأهل الفضل وزار‬
‫القاضي الفاضل ف بستانه على الشرف ف جوسق ابن الفراش وحكى له ما جرى من المور واستشاره فيما يفعل ف الستقبل من الهمات والغزوات ث خرج من دمشق فسلك على بيوس‬
‫وقصد البقاع وسار إل حص وحاه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪330‬‬


‫وجاءت اليوش من الزيرة وهو على العاصي فسار إل السواحل الشمالية ففتح أنطر طوس وغيها من الصون وجبلة واللذقية وكانتا من أحصن الدن عمارة ورخاما ومال وفتح صهيون‬
‫وبكاس والشغر وها قلعتان على العاصي حصينتان فتحهما عنوة وفتح حصن بدرية وهي قلعة عظيمة على جبل شاهق منيع تتها أودية عميقة يضرب با الثل ف سائر بلد الفرنج والسلمي‬
‫فحاصرها أشد حصار وركب عليها الجانيق الكبار وفرق اليش ثلث فرق كل فريق يقاتل فإذا كلوا وتعبوا خلفهم الفريق الخر حت ل يزال القتال مستمرا ليل ونارا فكان فتحها ف نوبة‬
‫السلطان أخذها عنوة ف أيام معدودات ونب جيع ما فيها واستول على حواصلها وأموالا وقتل حاتا ورجالا واستخدم نساءها وأطفالا ث عدل عنها ففتح حصن دربساك وحصن بغراس‬
‫كل ذلك يفتحه عنوة فيغنم ويسلم ث ست به هته العالية إل فتح أنطاكية وذلك لنه أخذ جيع ما حولا من القرى والدن واستظهر عليها بكثرة النود فراسله صاحب أنطاكية يطلب منه‬
‫الدنة على أن يطلق من عنده من أسرى السلمي فأجابه إل ذلك لعلمه بتضجر من معه من اليش فوقعت الدنة على سبعة أشهر ومقصود السلطان أن يستريح من تعبها وأرسل السلطان من‬
‫تسلم منه السارى وقد ذلت دولة النصارى ث سار فسأله ولده الظاهر أن يتاز بلب فأجابه إل ذلك فنل بقلعتها ثلثة أيام ث استقدمه ابن أخيه تقي الدين إليه حاة فنل عنده ليلة واحدة‬
‫وأقطعه جبلة واللذقية ث سار فنل بقلعة بعلبك ودخل حامها ث عاد إل دمشق ف أوائل رمضان وكان يوما مشهودا وجاءته البشائر بفتح الكرك وإنقاذه من أيدي الفرنج وأراح ال منهم‬
‫تلك الناحية وسهل حزنا على السالكي من التجار والغزاة والجاج فقطع دابر القوم الذين ظلموا والمد ل رب العالي‬
‫فصل ف فتح صفد وحصن كوكب‬
‫ل يقم السلطان بدمشق إل أياما حت خرج قاصدا صفد فنازلا ف العشر الوسط من رمضان وحاصرها بالجانيق وكان البد شديدا يصبح الاء فيه جليدا فما زال حت فتحها صلحا ف ثامن‬
‫شوال ث سار إل صور فألقت إليه بقيادها وتبأت من أنصارها وأجنادها وقوادها وتققت لا فتحت صفد أنا مقرونة معها ف أصفادها ث سار منها إل حصن كوكب وهى معقل الستثارية‬
‫كما أن صفد كانت معقل الداوية وكانوا أبغض أجناس الفرنج إل السلطان ل يكاد يترك منهم أحدا إل قتله إذا وقع ف الأسورين فحاصر قلعة كوكب حت أخذها وقتل من با وأراح الارة‬
‫من شر ساكنيها وعهدت تلك السواحل واستقر با منازل قاطنيها هذا والسماء تصب والرياح تب والسيول تعب والرجل ف الوحال تب وهو ف كل ذلك صابر مصابر وكان القاضي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪331‬‬

‫الفاضل معه ف هذه الغزوة وكتب القاضي الفاضل إل أخي السلطان صاحب اليمن يستدعيه الىالشام لنصرة السلم وأنه قد عزم على حصار أنطاكية ويكون تقي الدين عمر ماصرا‬
‫طرابلس إذا انسلخ هذا العام ث عزم القاضي الفاضل على الدخول إل مصر فودعه السلطان فدخل القدس فصلى به المعة وعيد فيه عيد الضحى ث سار ومعه أخوه السلطان العادل إل‬
‫عسقلن ث أقطع أخاه الكرك عوضا عن عسقلن وأمره بالنصراف ليكون عونا لبنه العزيز على حوادث مصر وعاد السلطان فأقام بدينة عكا حت انسلخت هذه السنة وفيا خرجت طائفة‬
‫بصر من الرافضة ليعيدوا دولة الفاطميي واغتنموا غيبة العادل عن مصر واستخفوا أمر العزيز عثمان بن صلح الدين فبعثوا اثن عشر رجل ينادون ف الليل يا آل علي يا آل علي بنياتم‬
‫على أن العامة تيبهم فلم يبهم أحد ول إلتفت إليهم فلما رأوا ذلك انزموا فأدركوا وأخذوا وقيدوا وحبسوا ولا بلغ أمرهم السلطان صلح الدين ساءه ذلك واهتم له وكان القاضي‬
‫الفاضل عنده بعد ل يفارقه فقال له أيها اللك ينبغي أن تفرح ول تزن حيث ل يصغ إل هؤلء الهلة أحد من رعيتك ولو أنك بعثت جواسيس من قبلك يتبون الناس لسرك ما بلغك عنهم‬
‫فسرى عنه ما كان يد ورجع إل قوله وأرسله إل مصر ليكون له عينا وعونا وفيها توف من العيان‬
‫المي الكبي سللة اللوك والسلطي‬
‫الشيزري مؤيد الدولة أبو الارث وأبو الظفر أسامة بن مرشد بن علي بن ( مقلد بن نصر بن ) منقد أحد الشعراء الشهورين الشكورين بلغ من العمر ستا وتسعي سنة وكان عمره تاريا‬
‫مستقل وحده وكانت داره بدمشق مكان العزيزية وكانت معقل للفضلء ومنل للعلماء وله أشعار رائقة ومعان فائقة ولدية علم غزير وعنده جود وفضل كثي وكان من أولد ملوك شيزر‬
‫ث أقام بصر مدة ف أيام الفاطميي ث عاد إل الشام فقدم على اللك صلح الدين ف سنة سبعي وأنشده حدت على طول عمري الشيبا ‪ ...‬وإن كنت أكثرت فيه الذنوبا ‪ ...‬لن حييت إل‬
‫أن لقيت ‪ ...‬بعد العدو صديقا حبيبا ‪ ...‬وله ف سن قلعها وفقد نفها ‪ ...‬وصاحب ل أمل الدهر صحبته ‪ ...‬يشقى لنفعي ويسعى سعي متهد ‪ ...‬ل ألقه مذ تصاحبنا فحي بدا ‪ ...‬لناظري‬
‫افترقنا فرقة البد ‪ ...‬وله ديوان شعر كبي وكان صلح الدين يفضله على سائر الدواوين وقد كان مولده ف سنة ثان وثاني وأربعمائة وكان ف شبيبته شهما شجاعا قتل السد وحده‬
‫مواجهة ث عمر إل أن توف ف هذه السنة ليلة الثلثاء الثالث والعشرين من رمضان ودفن شرقي جبل قايسون قال وزرت قبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪332‬‬

‫وأنشدت له ‪ ...‬ل تستعر جلدا على هجرانم ‪ ...‬فقواك تضعف عن صدود دائم ‪ ...‬واعلم بأنك إن رجعت إليهم ‪ ...‬طوعا إل عدت عدوة نادم ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬واعجب لضعف يدي عن‬
‫‪ ...‬حلها قلما ‪ ...‬من بعد حطم القنا ف لبة السد ‪ ...‬وقل لن يتمن طول مدته ‪ ...‬هذي عواقب طول العمر والدد‬
‫قال ابن الثي وفيها توف شيخه‬
‫أبو ممد عبدال بن علي‬
‫ابن عبدال بن سويد التكريت كان عالا بالديث وله تصانيف حسنة‬
‫الازمي الافظ‬
‫قال أبو شامة وفيها توف الافظ أبو بكر ممد بن موسى بن عثمان بن حازم الازمي المذان ببغداد صاحب التصانيف على صغر سنه منها العجالة ف النسب والناسخ والنسوخ وغيها‬
‫ومولدها سنة ثان أو تسع وأربعي وخسمائة وتوف ف الثامن والعشرين من جادى الول من هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة خس وثاني وخسمائة‬
‫فيها قدم من جهة الليفة رسل إل السلطان يعلمونه بولية العهد لب نصر اللقب بالظاهر بن الليفة الناصر فأمر السلطان خطيب دمشق أبا القاسم عبداللك بن زيد الدولعي أن يذكره على‬
‫النب ث جهز السلطان مع الرسل تفا كثية وهدايا سنية وأرسل بأسارى من الفرنج على هيئتهم ف حال حربم وأرسل بصليب الصلبوت فدفن تت عتبة باب النوى من دار الليفة فكان‬
‫بالقدام يداس بعدما كان يعظم ويباس والصحيح أن هذا الصليب وكان منصوبا على الصخرة كان من ناس مطليا بالذهب فحطه ال إل أسفل العتب‬
‫قصة عكا وما كان من أمرها لا كان شهر رجب اجتمع من كان بصور من الفرنج وساروا إل مدينة عكا فأحاطوا با ياصرونا فتحصن من فيها من السلمي وأعدوا للحصار ما يتاجون إليه‬
‫وبلغ السلطان خبهم فسار إليهم من دمشق مشرعا فوجدهم قد أحاطوا با إحاطة الات بالنصر فلم يزل يدافعهم عنها ويانعهم منها حت جعل طريقا إل باب القلعة يصل إليه كل من أراده‬
‫من جندي وسوقي وامرأة وصب ث أدخل إليها ما أراد من اللت والمتعة ودخل هو بنفسه فعل على سورها ونظر إل الفرنج وجيشهم وكثرة عددهم وعددهم والية تفد إليهم ف البحر ف‬
‫كل وقت وكل ما لم ف ازدياد وف كل حي تصل إليهم المداد ث عاد إل ميمه والنود تفد إليه وتقدم عليه من كل جهة ومكان منهم رجال وفرسان فلما كان ف العشر الخي من شعبان‬
‫برزت الفرنج من مراكبها إل‬

You might also like