Professional Documents
Culture Documents
شرح متن الآجرومية
شرح متن الآجرومية
1
شرح متن
الجرومية
الشيخ الدكتور
حسن حفظي
ما
F
حمدًا لك اللهم كما ينبغي لجلل وجهك وعظيم سلطانك ،وصلة ً وسل ً
دائمين متتابعين على من أرسله الله رحمة للعالمين نبينا محمد ٍ وعلى آله
وصحابته أجمعين.
أيها الخوة الموجودون هنا ،أيها المشاهدون الكرام :السلم عليكم
ورحمة الله وبركاته.
هذه هي الحلقة الولى من حلقات البرنامج الذي سنقوم بإذن الله
ل أن يوفقها تعالى بتقديمه في قناة المجد الفضائية ،التي نسأل الله عّز وج ّ
لتسير على هذا السير وعلى هذا النهج القويم.
ة
ونحن هنا بإذن الله تعالى سنقوم بشرح مقدمة الجرومية ،وهي مقدم ٌ
ة كبيرة ً من العلماء منذ ألفها مؤلفها رحمه الله مختصرة ٌ موجزة ٌ لقيت عناي ً
تعالى ،ولم تلقى العناية في الشروح فقط ،ولكنا أضافت إلى ذلك أنها
شرح هذا النظم ،فلقيت لها من العناية الشيء الكثير ،مما نُظمت شعًرا ،و ُ
يدل على العناية التي لقيتها هذه المقدمة – وهي المقدمة الجرومية -
ة حتى يثبت اسمها ،حتى نعرف ما الذي سنقوم بشرحه. أكررها مرة ً ثاني ً
ذكر حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون عددًا من المؤلفات التي
ما علينا في بداية المر أن نبدأ بمقدمات شرحت بها هذه المقدمة ،وأرى لزا ً ُ
لبد منها حتى ندخل في هذا العلم ونحن نعرف ما يتعلق به من المقدمات.
وأول ما نبدأ به إن شاء الله تعالى التحدث عن أهمية تعلم اللغة العربية،
والصل الصيل من أصول اللغة العربية وهو علم النحو ،وسننظر إن شاء
الله تعالى مدى هذه الهمية ،وسنتحدث بعد هذا إن شاء الله تعالى عن
علقة علم النحو بعلوم الدين السلمي والشريعة السلمية ،وبعد هذا إن
شاء الله تعالى سنتحدث عن بداية التأليف في هذا العلم ،وعن خصائص
اللغة العربية ،ونتحدث ربما قليل عن أطوار التأليف في هذا العلم.
وأرجو أن يكون الموجودون هنا متابعين لنه سيوجه إليهم أسئلة إن لم
يُوجهوا أسئلة في نهاية الحلقة إن شاء الله تعالى.
وحتى يكون التواصل بيننا وحتى نُبعد الملل عن أنفسنا لبد أن يتخلل
لقاءنا هذا وفي اللقاءات القادمة إن شاء الله بعض الحديث عما يتعلق بهذا
العلم.
الدرس الثاني
F
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى
آله وصحابته أجمعين .السلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
ت في الحلقة ل ،كنت وعد ُ نبدأ في هذه الحلقة مستعينين بالله عّز وج ّ
ت،
الماضية أن نتحدث في أطوار التأليف في هذا النحو ،ولكني نسي ُ
فنتحدث بإيجاز في بداية هذه الحلقة عنه أطوار التأليف في هذا العلم ،ثم
ننتقل بعده بإذن الله تعالى إلى شرح ما تيسر من المقدمة الجرومية.
أطوار التأليف في هذا العلم تبدأ من بداية عصر أبي السود الدؤلي،
ويُقسمونها أربعة أقسام:
الطور الول :هو طور الوضع والتكوين.
الطور الثاني :هو طور النشأة والنمو.
الطور الثالث :هو طور النضج والكمال.
الطور الرابع :هو طور البسط والتوسع في التأليف ،البسط في هذا
العلم وشرحه ،وذكر التفاصيل الموجودة فيه ،هذا هو آخر الطوار المعتد
بها في التأليف.
وإل ل يزال إلى الن يؤلف في هذا العلم ،صحيح أنه الن ل يوجد قواعد
جديدة يؤلفها الناس،
لكنهم يوازنون بين ما مضى من قواعد وما مضى من تأليفات ،ويرجحون
بعض القوال بوجود
أدلة جديدة أو نحو ذلك.
نتحدث عن هذه الطوار تحدثًا يسيًرا وسريعًا إن شاء الله تعالى.
ص ،ويبدأ منأما الطور الول فهو طور الوضع والتكوين وهو بصريٌ خال ٌ
أول عصر أبي السود الدؤلي وينتهي بأول عصر الخليل بن أحمد
الفراهيدي ،أي ما يقارب قرنًا من الزمان ،لم يكن للنحويين الكوفيين في
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
12
هذا الوقت شروع ٌ في التأليف في هذا العلم ،وإنما كان المؤلفون كلهم من
البصرة ،وأما الكوفيون فقد نفعونا نفعًا كبيًرا في هذا الوقت ،وهو أنهم
كانوا يجمعون كلم العرب ،صحيح أنهم جمعوا أحيانًا الغث مع السمين،
لكنهم تفرغوا في هذا الوقت كله إلى جمع كلم العرب من أماكن متعددة
من القبائل العربية ،وأخطئوا خطأ ً يسيًرا في أنهم اعتمدوا على بعض
القبائل التي اختلطت بالعاجم أو التي كانت في أطراف الجزيرة العربية،
لكن الغالب في ما جمعوه في الفترة الولى حينما كانوا مشغولين بجمع
الخبار والشعار الغالب فيه أنه يمكن أن يُعتد به ويُبنى عليه القواعد
الصحيحة السليمة .هذا هو الطور الول ،قلنا طوٌر بصريٌّ يبدأ من عصر أبي
السود ،وينتهي بأول عصر الخليل.
ويقسمون هذا الطور الول طبقتين:
س ممن قيل إنهم هم الذين بدؤوا في ُ
الطبقة الولى :من أبرزهم أنا ٌ
التأليف في النحو ،وأبرزهم أربعة ،ويُقال يُنسب إلى كل واحد ٍ منهم أنه هو
الذي بدأ في التأليف في علم النحو .واحد اسمه عنبسة بن معدان الفيل،
الثاني اسمه نصر بن عاصم ،والحقيقة أنه الذي قام بضبط المصحف
بالحركات ،ولكنه ليس هو المؤلف أو البادئ الحقيقي لهذا العلم ،الثالث
عبد الرحمن بن هُرمز ،الرابع يحيى بن يعمر .هذه هي الطبقة الولى ،وكثير
من الناس يقولون إن هؤلء الربعة هم الذي بدؤوا التأليف في هذا العلم.
الطبقة الثانية من الطور الول :أبرز علمائها عبد الله بن أبي إسحاق
الحضرمي ،وعيسى ابن عمر ،وأبو عمرو بن العلء ،وكلهم لم يصل إلينا
شيءٌ من مؤلفاتهم ،وإن كان يُنسب إلى أبي عمرو بن العلء كتاب في
القراءات ،وهو واحد ٌ من القراء السبعة كما تعلمون ،ويُنسب إلى عبد الله
بن أبي إسحاق الحضرمي كتاب أسماءه "الهمز" ،يعني تصريفات الهمزة،
ويُنسب إلى عيسى بن عمر كتابان ،واحد اسمه الجامع ،وواحد اسمه
الكمال ،وقد عنهما الخليل بيتين من الشعر:
غير ما ألف ذهب النحو جميعًا كله
عيسى بن عمر
فهما للناس ل وهذا جامع ذاك إكما ٌ
س وقمر
شمـــ ٌ
على كل حال هذا هو الطور الول ،وللسف لم يصلنا ـ فيما أعلم ـ من
كتب هذا الطور شيءٌ.
الطور الثاني :وهو طور النشأة والنمو ،هذا بدأ الكوفيين فيه يشاركون
البصريين في التأليف ،وكانوا في بداية هذا العصر ل توجد بينهم مناقشات
ض ،ويتعلمول محاورات ول شيءٌ ،يعني كانوا إخوانًا يتعلم بعضهم من بع ٍ
الكوفيون من البصريين الوائل.
وهذا الطور يبدأ بالنسبة للبصرة بعصر الخليل بن أحمد ،وبالنسبة
للكوفة يبدأ بأبي جعفر الرؤاسي ،وينتهي بالنسبة للبصرة إلى عصر
الدرس الثالث
F
الحمد لله رب العالمين ،حمدًا كثيًرا طيبًا مباركًا فيه ،والصلة والسلم
ة للعالمين ،نبينا محمد ٍ وعلى آله
التمان الكملن على من أرسله الله رحم ً
وصحابته أجمعين.
أيها الخوة الكرام ،السلم عليكم ورحمة الله وبركاته ،نواصل بإذن الله
تعالى شرح
ما يتيسر من الجرومية.
انتقل المصنف إلى بينان أقسام الكلم ،فقال ( :وأقسامه ثلثة:
ف جاء لمعنى ). ل وحر ٌ م وفع ٌ اس ٌ
( أقسامه ) الضمير يعود إلى الكلم ،لنه قبل قليل كان يعرف الكلم،
فهو هنا قسم بالنظر إلى الكلم ،بعض النحويين يقسم بالنظر إلى الكلم،
فيقول :الكلم اسم وفعل وحرف ،بعضهم يقسمه بالنظر إلى الكلمة
ف،ل أو حر ٌم أو فع ٌ
ف ،أو بعضهم يرى :اس ٌ ل وحر ٌم وفع ٌفيقول :الكلمة اس ٌ
ة والحمد لله. والمسألة في هذا سهل ٌ
الدرس الرابع
F
الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيًرا طيبًا مباركًا فيه ،وصلى الله وسلم
وبارك على نبينا محمد ،وعلى آله وصحابته أجمعين.
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
نواصل الحديث في شرح ما يتيسر من الجرومية.
قال المصنف رحمه الله ( والفعل يُعرف ب "قد"
والسين وسوف وتاء التأنيث الساكنة ) ،هذه علمات
ل ،فعل ماضي أم الفعال ،إذا وجدت الكلمة مبدوءة ً بـ "قد" فاعلم أنها فع ٌ
فعل مضارع؟ الوجهان ،يمكن أن تدخل على الفعل الماضي ،وهذا يدل
على التحقيق ،ويمكن أن تدخل على الفعل المضارع ،وهذا يدل على
التقليل غالبًا وعلى التحقيق أحيانًا" .قد يعلم الله الذين يخالفونك" ،هذه
ن بكذا وكذا"
للتحقيق ،لكن "قد يجيء محمدٌ" هذه للتقليل" ،قد أمر فل ٌ
للتحقيق ،ول يوجد وجه آخر.
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
32
إذ ًا قد ل تدخل على السماء ،وطبعًا من باب أولى أن ل تدخل على
الحروف ،وإنما تدخل على الفعال ،هل تدخل على فعل المر؟ الجواب ل،
هل تدخل على الفعل الماضي؟ الجواب نعم ،هل تدخل على الفعل
المضارع؟ الجواب نعم ،ما دللتها إذا دخلت على الفعل الماضي؟ التحقيق
قول واحدًا ،ما دللتها إذا دخلت على الفعل المضارع؟ التقليل غالبًا،
َ َّ َ
منْك ُ ْ
م لِوَاذ ًا ﴾ [النور ،]63 :وهو ن ِسل ّلُو َ ه ال ّذِي َ
ن يَت َ َ والتحقيق أحيانًا ﴿ ،قَد ْ يَعْل َ ُ
م الل ُ
ك في ذلك. يعلم سبحانه بدون ش ٍ
مى هذان الحرفان؟ ( والفعل يُعرف بـ"قد" والسين وسوف )،ماذا يُس ّ
يُسميان حروف التنفيس ،وأحيانًا يُسميان حروف التسويف ،السين وسوف،
السين يقولون إنها أقرب من سوف" ،سوف" أبعد" ،سوف أسافر" يعني
ل ،فالبعض يرى أنهما حرفان بعد مدة" ،سيجيء محمدٌ" يعني بعد قلي ٌ
للتنفيس ،والبعض يرى أنهما حرفان للتسويف ،أما السين فأقرب من
سوف مدةً ،هذا كما يقول أهل اللغة .والسين و"سوف" ل يدخلن إل على
الفعل المضارع ،ل تدخلن على الفعل الماضي ،ول تدخلن على الفعل
المر ،فهما خاصان بالفعل المضارع.
وأما تاء التأنيث الساكنة ،فاعلم بارك الله فيك أن تاء التأنيث أنواع،
ما فهي الضمير إذا ما ،وأحيانًا تكون حرفًا ،فأما إن كانت اس ً أحيانًا تكون اس ً
ت يا هند" ،فإن التاء ت يا فاطمة" و"ذهب ِ كانت للمخاطبة ،مثل "أقبل ِ
الموجودة هذه هي تاء التأنيث ،ولكنها كما ترون متحركة هنا ،أما تاء التأنيث
ف ،تدخل على الفعال الساكنة فهي التي يقصدها المصنف هنا وهي حر ٌ
الماضية فقط ،ول تدخل على غيرها ،وتدخل في آخر الفعل الماضي،
ة" .يعني إذا قلت "قد قامت "قامت هندٌ" و"حضرت دعدٌ" و"سافرت فاطم ُ
الصلة"،
التاء هنا ساكنة أم متحركة؟ هي ساكنة في الصل ولكنها للتقاء الساكنة
حركت للتقاء الساكنين. حركت ،فسواءٌ كانت بقيت على سكونها أم ُ ُ
فإذ ًا عندنا التاء بأنواعها ،متى ما وجدت التاء موجودة ً في آخر الكلمة
ت أخرى؟ نعم ،عندنا تاء فاعلم أن هذه الكلمة فعل ماضي .هل هناك تاءا ٌ
الفاعل ،وهي ثلثة أنواع ،تاء المتكلم ،وتاء المخاطب ،وتاء المخاطبة ،هذه
التاء يسمونها تاء الفاعل ،ول تلحق إل بالفعل الماضي ،وكذلك تاء التأنيث
الساكنة ل تلحق إل آخر الفعل الماضي .يوجد عندنا تاء حرف ومتحرك
ضا ،وهي التاء التي تلحق أول الفعل المضارع إذا كان وعلمة للفعل أي ً
ت تقومين يا هند" ،فالعلمة هذه قد تكون في المقصود به المخاطبة" ،أن ِ
أول
تالفعل المضارع ،وقد تكون في آخر الفعل الماضي ،أعني التاء "أن ِ
تقومين يا هند" ،ولبد أن يكون المقصود بها المخاطبة بالنسبة للفعل
ة على الغائب مثل "هند ٌ تقوم" ،أو المضارع ،لن عندنا تاء أحيانًا تكون دال ً
الدرس الخامس
F
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ٍ وعلى
آله وصحابته أجمعين ،السلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم ل سهل إل ما جعلته سهل ،وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهل،
سهل لنا يا رب أمورنا ،واغفر لنا ذنوبنا ،وارحمنا برحمتك ،اللهم علمنا ما
ما يا أرحم الراحمين.ينفعنا ،وانفعنا بما علمتنا ،وزدنا عل ً
لزلنا في مجالس العلم ،ونتحدث في بعض أبواب الجرومية ،وقد
وصلنا إلى بعض التفصيلت في علمات العراب ،لنه لما انتهى المصنف
من ذكر أنواع العراب شرع الن في علمات هذا العراب ،كيف يكون
الرفع؟ كيف يكون النصب؟ كيف يكون الجر؟ كيف يكون الجزم؟ ،وأحوال
ل نوع ًا ما ،وسيفصله تفصيل آخر في ما بعد ،ولكننا هذه المور بتفصي ٍ
سنمشي في التفصيل الخير بإيجازٍ شديد إن شاء الله تعالى.
المصنف انتهى من بيان أن السم والفعل يشتركان في نوعين من
أنواع العراب ،هما الرفع والنصب ،وأن الفعال تختص بالجزم ،وأن
السماء تختص بالجر أو بالخفض كما هي عبارة الكوفيين ،والن بدأ يتحدث
في معرفة علمات العراب فقال:
( باب معرفة علمات العراب:للرفع أربع علمات:
الضمة ،والواو ،واللف ،والنون ) ،هذه العلمات هي علمات
ة يقينية العراب ،وقبل أن نشرع في هذه التفاصيل لبد أن نعرف معرف ً
ت فرعية، غير منسية علمات العراب الصلية ،لن ما سواها إنما هو علما ٌ
فالعلمة الصلية للرفع هي الضمة ،والعلمة الصلية للنصب هي الفتحة،
والعلمة الصلية للخفض هي الكسرة ،والعلمة الصلية للجزم هي
السكون ،ويتفرع عن كل واحدة من هذه العلمات بعض الفروع ،والمصنف
قد بدأ في ذكر هذه الفروع ،فبدأ بالعلمات التي تكون للرفع ،ذكر أول
العلمة الصلية منها ،العلمة الصلية للرفع هي الضمة ،ويتفرع عنها -يعني
ة ،فالضمة هي الصلية، ة فرعي ٌ
يكون الرفع أحيانًا -بغير الضمة ،ولكنه علم ٌ
ة بالواو ،وقد تكون الكلمة ويتفرع عنها أحيانًا الواو ،قد تكون الكلمة مرفوع ً
ة بالنون ،هذه ثلث علمات ة باللف ،وقد تكون الكلمة مرفوع ً مرفوع ً
فرعية ،والعلمة الصلية هي الضمة.
ثم فصل المصنف فبيّن أن الضمة تكون في حالت ،وأن اللف تكون
في حالت ،وأن الواو تكون في حالت ،وأن النون تكون في حالت ،فنتبين
الن إن شاء الله تعالى ،قال المصنف رحمه الله ( فأما
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
42
ة للرفع في أربعة مواضع :في الضمةفتكون علم ً
السم المفرد ،وفي جمع التكسير ،وفي جمع
المؤنث السالم ،وفي الفعل المضارع الذي لم
يتصل بآخره شيءٌ ) ،وهذا كل ٌ
م حقٌ ،الضمة هي العلمة الصلية،
وتكون في المواضع الربعة هذه التي نذكرها تباع ًا.
ة أم نكرة ،مذكًرا أم مؤنثًا ،فإن أول :السم المفرد ،سواءٌ أكان معرف ً
علمة السم المفرد هي الضمة ،ول تهتم وتظن أنه يقصد بالضمة غير
الضمتين في حالة التنوين مثل ،ل ،ليس هذا مقصوده ،وإنما المقصود إن
كانت الكلمة منصرفة فستكون طبعًا مع التنوين ،بخاصة إذا لم تدخل عليها
ال ،وإن كانت غير منصرفة أو دخلت عليها ال فإنها ستكون بالضمة فقط،
فنبدأ فنقول الضمة هي علمة للرفع في السم المفرد.
السم المفرد معروف طبعًا أنه ليس مثنًى ول مجموع ،وقوله ( السم )
ضا
يخرج الفعل والحرف ،فإن الفعل ل شأن له في هذا الموضع ،والحرف أي ً
م أخو كما قررنا أن الحروف كلها مبنية ،قال صلى الله عليه وسلم ( المسل ُ
م ) مبتدأ مرفوع ،وعلمة رفعه الضمة الظاهرة على المسلم ) ( ،المسل ُ
م مفرد. آخره ،وهو اس ٌ
أما الموضع الثاني الذي يُرفع بالضمة فهو جمع التكسير ،واعلموا بارك
الله فيكم أن ما يدل على الجمع أنواع ،منها جمع التكسير ،منها جمع
المذكر السالم ،منها جمع المؤنث السالم ،منها اسم الجمع ،منها اسم
الجنس الجمعي ،هذه كلها تدل على الجموع ،ولكل واحد ٍ منها تعريف ،فنبدأ
بتعريف جمع التكسير الذي هو في بابنا الن ،ول بأس أن نضم معه اسم
ضا هي الضمة ،فأما جمع الجنس الجمعي واسم الجمع لن علمتهما أي ً
ل على أكثر من اثنين ولم يسلم مفرده من التغيير ،لذلك التكسير فهو ما د ّ
مي
س ِّ
ُ
تكسيًرا لن مفرده يتكسر ،يتكسر بمعنى أنها تتغير حركاته أحيانًا ،تتغير
بعض الحروف فيه ،ينقلب حرف إلى حرف ،وهكذا ،كلمة "رجل" جمعها
جل" "رجال" ،كلمة "مسجد" جمعها "مساجد" ،انظر بارك الله فيك إلى "َر ُ
جال" ،فتغيرت ت "رِ َالول الراء مفتوحة والجيم مضمومة ،ثم لما جمعتها قل َ
الحركة في الراء والجيم معناه أنه لم يسلم مفرده من التغيير ،هذا هو جمع
جد" ،تغيرت السكون إلى فتحة، سا ِ
م َ
جد" تقول في جمعه " َ س ِم ْ
التكسيرَ " .
وهكذا ،فمادام لم يسلم مفرده من التغيير فهو جمع تكسير ،ما علمة الرفع
في
جمع التكسير سواءٌ أكان مصروفًا ككلمة "رجال" أم غير مصروف ككلمة
"مساجد"؟ علمة رفعه هي الضمة ،قد انتهينا من تعريفه.
ننتقل الن إلى اسم الجمع ،واسم الجنس الجمعي ،أما اسم الجمع يا
أيها الحباب فإنه ما دل على أكثر من اثنين لكن ل مفرد له من لفظه ،مثل
الدرس السادس
F
الحمد لله ،والصلة والسلم على رسول الله ،اللهم علمنا ما ينفعنا
ما.
وانفعنا بما علمتنا وزدنا عل ً
أيها الخوة الكرام ،السلم عليكم ورحمة الله وبركاته ،قبل أن نواصل
مي بهس ِّ
الحديث أريد الرجوع قليل إلى الملحق بجمع المذكر السالم مما ُ
ل ولم ننهي الكلم فيه ،أو لعلنا أجبنا من هذا الجمع ،لننا كنا بدأنا في سؤا ٍ
بعض الجابات المغلوطة أو الخطأ.
سمي به من هذا الجمع ل يخلو من أن يكون بالواو والنون أو أقول ما ُ
بالياء والنون ،فبعض النحويين يرى أنه مطلقًا يعامل معاملة جمع المذكر
صا "زيدين" مثل ،أو ميت شخ ً م بالياء والنون ،أي س ّ السالم سواءٌ أكان مس ًّ
كان بالواو والنون كقولك "زيدون" ،فإنه يُعامل معاملة جمع المذكر السالم،
يعني يُرفع بالواو وينصب ويجر بالياء ،بعضهم يرى خلف هذا ،ولعل الصواب
مسمى بالواو والنون ،أن تبقي الواو والنون، في الثاني ،وهو أنه إذا كان ُ
ن" ،وإن كان
ت بزيدو ٍ ت زيدونًا" و"مرر ُ ن" و"رأي ُ
تقول "جاء زيدو ٌ
ت ظاهرة، بالياء والنون فتُبقي الياء والنون في كل الحالت وتعربه بحركا ٍ
لكن هذا ليس هو الرأي الغالب عند النحويين ،لكني أنا الذي أرى أنه اليسر
مى بالواو والنون ،فلو قلت مس ًّوالذي يدل على المقصود ،بوصف العلم ُ
ت زيدين" فيُحتمل أل يتنبه المخاطب إلى أنك تقصد الشخص المعين "رأي ُ
الذي اسمه زيدون فيتوقع شيئًا آخر ،أقول لعل هذا هو الصوب ،والله أعلم
بالصواب.
ثم ننتقل بعد هذا إلى حديث المصنف عن علمة الرفع وهي اللف ،قال
المصنف:
الدرس السابع
F
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته،
نواصل الحديث في الممنوع من الصرف ،الممنوع من الصرف انتهينا
ضا مما يُمنع لعلتين ،والوصفية واحدة من
مما يُمنع لعلةٍ واحدة ،وانتهينا أي ً
العلتين ،قلنا الوصف ووزن "أفعل" ،والوصف وزيادة اللف والنون،
والوصف والعدل ،وقد انتهينا من هذا.
الدرس الثامن
F
الحمد لله رب العالمين ،الرحمن الرحيم ،مالك يوم الدين ،اللهم صلي
ة للعالمين ،نبينا محمد ٍ وعلى آله وسلم وبارك على من أرسلته رحم ً
وصحابته أجمعين.
أيها الخوة الكرام ،السلم عليكم ورحمة الله وبركاته ،نواصل الحديث
في شرح ما يتيسر من الجرومية ،وقد وصلنا إلى حديث المصنف رحمه
ن" ،وذكرنا شروط ن" و"ل ْ الله عن نواصب الفعل المضارع ،ومثلنا بكلمة "أ ْ
ضا.
"إذ ًا" وما يتعلق بها ،ومثلنا لها أي ً
ف يدل على التعليل ،وهو ينصب قال المصنف ( وكي )" ،كي" حر ٌ
الفعل المضارع لكن بشرط أن تكون "كي" هذه مصدرية ،ما معنى كونها
ة كأن كانت مصدرية؟ قال تؤول مع ما بعدها بمصدر ،فإن لم تكن مصدري ًً
ت كي ت لكي أتعلم" ،و"جئ ُ تعليلية فإنها ل تنصب الفعل المضارع ،تقول "جئ ُ
ت لكي أن أتعلم" ،و"جئت كي أتعلم" ،بعضها ينصب الفعل أن أتعلم" ،و"جئ ُ
ب في المضارع ،وبعضها ل ينصب الفعل المضارع ،الفعل المضارع منصو ٌ
الحوال كلها ،لكن ما الذي نصبه سننظر إن شاء الله؟
تأما قولك "جئت لكي أتعلم" فكي هنا مصدرية لن تأويل الكلم "جئ ُ
للتعلم" فهي الناصبة للفعل المضارع ،أما قولك "جئت كي أن أتعلم" ففي
هاتين الصورتين ليست هي الناصبة للفعل المضارع ،الناصب في قولك
ت كي لتعلم" أو "كي أن أتعلم" ففي هاتين الصورتين ليست هي "جئ ُ
ن"الناصبة للفعل المضارع ،الناصب في قولك "كي لتعلم" هو "أ ْ
ن" الظاهرة هذه، المضمرة ،والناصب في قولك "كي أن أتعلم" هو "أ ْ
وليست "كي" لنها تعليلية ول تنصب الفعل المضارع.
هناك صورتان يُحتمل أنها هي الناصبة ويُحتمل أنها غير الناصبة،
ت كي أتعلم" ،هنا الصورتان هما أل تسبقها اللم ول تتلوها أن كقولك "جئ ُ
يجوز أن تكون مصدرية فتكون هي الناصبة ،ويجوز أن تكون تعليلية فيكون
ن" مقدرة بعدها. الناصب هو "أ ْ
ن" ،في هذه الصورة الصورة الخامسة هي أن تسبقها اللم وتتلوها "أ ْ
يجوز لك أن تجعلها هي الناصبة ،ويجوز لك أن تجعلها غير ناصبةٍ ،وذلك
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
73
ت لكي أن أتعلم" ،صحيح أن استعمال هذا قليل ،لكنه لو ورد كقولك "جئ ُ
فأنت حينئذ ٍ تعربه بهذا العراب ،لك أن تجعلها هي الناصبة ،ولك أن تجعل
ن"
ن" المذكورة بعدها ،والولى أن يكون الناصب هو "أ ْ الناصب هو "أ ْ
وليست "كي" هي التي نصبت الفعل المضارع.
ضا هذه تنصب الفعل المضارع قال المصنف رحمه الله ( ولم كي ) ،أي ً
عند الكوفيين ،أما البصريون فإنهم يرون أن ناصب الفعل المضارع بعد
ن" مقدرة ،وقد يكون لهم بعض العلة ،ذلك أنهم يقولون اللم اللم هو "أ ْ
الصل فيها أنها حرف جر ،فهل تعمل اللم في السماء وتعمل بنفس
ل آخر في الفعال ،تجر السماء وتنصب العمل في الفعال أو بعم ٍ
الفعال؟! ،هذا هو السبب الذي منع البصريين من إعمال اللم ،فقالوا
ن" مضمرة بعد اللم ،أحيانًا يكون إضماًرا واجبًا ننصب الفعل المضارع بـ "أ ْ
َ
ه لِيُعَذِّبَهُ ْ
م ن الل ّ ُ ما كَا َ ل ﴿ وَ َ وأحيانًا يكون إضماًرا جائًزا ،في قول الله عّز وج ّ
ن" مضمرة بعد اللم وجوبًا َ
م ﴾ يقولون "أ ْ م ﴾ [النفال ﴿ ،]33 :لِيُعَذِّبَهُ ْ ت فِيهِ ْ وَأن ْ َ
ب ُ مى لم الجحود ،قال الله عّز وج ّ
م لَِر ِّ سل ِ َ مْرنَا لِن ُ ْل ﴿ وَأ ِ هنا ،لن هذه تُس ّ
ن" هنا مضمرة جواًزا ،لماذا؟ قال لنها ن﴾ [النعام ،]71 :قالوا "أ ْ مي َ الْعَال َ ِ
ن
مي َ سل ِ ِم ْ ل ال ْ ُ ن أَوَّ َ ن أكُو َ
ظهرت في بعض اليات ،قال الله تعالى ﴿ وأ ُمرت ِل َ َ
ْ َ ِ ْ ُ
﴾ [الزمر ،]12 :فمادام أنها ظهرت فيجوز إظهارها وإضمارها.
ة للفعل المضارع، ن" تُقدر بعد اللم لتكون ناصب ً ن "أ ْ والذي نعتد به أ ّ
حتى ما يكون للم عملن ،عمل في السماء وهو الجر وعمل في الفعال
وهو النصب ،لكن صاحبنا هو اعتبر لم "كي" وهي اللم الدالة على التعليل
ولم الجحود ،اعتبرها أو عدّاهما هما الناصبتان للفعل المضارع ،وله ذلك،
وقد قال به غيره ،وأنتم لكم أن تقولوا ذلك إذا أردتم من باب التخفيف،
وإن أرتم من باب الدقة فيما أرى فهو أن تقولوا إن اللم إما لم الجحود أو
ب بأن مضمرة ،وتكون "أن" لم التعليل ،إن الفعل المضارع بعدها منصو ٌ
وما دخلت عليه مؤولة بمصدر ،ويكون هذا المصدر مجروًرا باللم ،والله
أعلم بالصواب.
ضا ( وحتى ) ،أما "حتى" قد قال الفّراء رحمه الله قال المصنف أي ً
ت وفي نفسي شيءٌ من حتى" ،ومعه حقٌ ،أو ومعه بعض الحق ،يا أيها "أمو ُ
جر ْ
مطلِع الفَ ْ ِ َ ْ حت ّى َ َ ي َ
م هِ َ سل ٌَ ل﴿ َ الحباب اسمعوا إلى قول الله عّز وج ّ
ل﴿ ﴾ [القدر ،]5 :جاءت هنا جارة ً للسماء ،واسمعوا إلى قول الله عّز وج ّ
سى ﴾ [طـه ،]91 :وانظروا مو َ جعَ إِلَيْنَا ُ
حتَّى يَْر ِ ن َح ع َلَيْهِ ع َاكِفِي َن نَبَْر َقَالُوا ل َ ْ
إلى قول العرب "مرض زيد ٌ حتى ل يرجونه"" ،يرجون" فعل مضارع مرفوع
بثبوت النون ،يعني جاء بعد "حتى" فعل مضارع مرفوع ،جاء بعد
م مجرور ،فما لكم ل "حتى"فعل مضارع منصوب ،جاء بعد "حتى" اس ٌ
تقولون رحم الله الفراء إذ مات وفي نفسه شيءٌ من حتى؟! ،لكنكم إن
شاء الله ما تموتون وفي أنفسكم شيءٌ من "حتى" ،لن المسألة في هذا
ة للفعل المضارع ول تُعملوها في سهلة ،إني أخيركم بين أن تجعلوها ناصب ً
الدرس التاسع
F
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد،
وعلى آله وصحابته أجمعين.
أيها الخوة الكرام ،السلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
لزلنا نواصل الحديث في شرح مقدمة ابن آجروم النحوية ،وقد وصلنا
في اللقاءات الماضية إلى الحديث في جوازم الفعل المضارع ،وأنهينا
الحديث في بعضها ،ونعيد ذكر الجوازم حتى نتذكرها ،وبعدها إن شاء الله
تعالى نتحدث في الحرف أو في الكلمة التي وصلنا إليها من أدوات
م،ما ،أل َ ْم ،ل َ َّ
شر ،وهي :ل َ ْ ة عَ َ م ثماني َ الشرط ،إذ يقول ابن آجروم ( والجوازِ ُ
ن ،ومهما ،وإِذ ْما، م ْن،و َ ي والدعاء ،وإ ِ ْ ما،ولم المر َ والدعاء،ول َفي النَّه ِ أل َ َّ
َ
شعر خاصة )، ما ،وكيفما ،وإذا في ال ّ ِ حيث ُ َ ن ،وأنَّى ،و َ ن ،وأي َ وأيُّ ،ومتى ،وأيَّا َ
وقد وصل الحديث بنا إلى "أنَّى" ،وقلنا إن كلمة "أنّى" لم ترد في القرآن
ة قول الكريم شرطية ،وإنما وردت استفهامية ،ومما وردت فيه استفهامي ً
َّ ل ﴿ قَا َ َ
موتِهَا ﴾ [البقرة ،]259 :ومنه قوله ْ َ ه بَعْد َُ حيِي هَذِهِ الل ل أنَّى ي ُ ْ الله عّز وج ّ
َّ َ
عنْد ِ اللهِ ﴾ [آل عمران ،]37 :وأما ن ِ م ْت هُوَ ِ ك هَذ َا قَال َ ْ م أنَّى ل َ ِمْري َ ُ
سبحانه ﴿ يَا َ
ورودها شرطية فقد ورد في الشعر ،ومنه قول الشاعر:
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
83
تجد حطبًا جزل وناًرا تأجج فأصبحت أنّى تأتها تستجر بها
فعندنا "أنّى" هنا ،وقد اتفقنا فيما مضى على أنها اسم ،فـ "أنّى" هذه
ت" هذا هو فعل الشرط ،ومجزوم وعلمة م ،و"تأ ِ أداة الشرط ،وهي اس ٌ
ل من فعل الشرط "أنّى تأتها جزمه حذف حرف العلة ،و"تستجر" هذا بد ٌ
تستجر بها تجد حطبًا" ،لن الجواب في قوله "تجد حطبًا" ،ومنه قول
ضا: الشاعر أي ً
غير ما يرضيكما ي أنّى تأتياني تأتيا أخاً خليل َّ
ل يُحاوِ ُ
ل
"أنّى تأتياني تأتيا" ،فـ "تأتياني" هذا هو فعل الشرط ،أما النون
الموجودة هذه فليست نون الرفع في الفعل المضارع ،وإنما هي نون
ت لكم أن ياء المتكلم يجب أن يكون ما قبلها مكسوًرا، الوقاية ،وقد ذكر ُ
ولذلك حتى يسلم الفعل من الكسر أتوا له بنون الوقاية حتى تقيه من
الكسر ،فالنون الموجودة هنا هي نون الوقاية ،بقي أن نعرف أن جواب
الشرط هو قوله "تأتيا" ،وهو مجزوم وعلمة جزمه حذف النون.
ط قول واحدًا ل خلف الداة السابعة عشرة هي "حيثما" ،وهي اسم شر ٍ
ة للظرفية المكانية ،ومما وردت فيه في القرآن في ذلك ،وهي متضمن ٌ
شطَْر ك َ جه َ َ ت فَوَ ِّ
ل وَ ْ ج َ خَر ْث َ حي ْ ُ ن َ م ْ ل ﴿ وَ ِالكريم شرطية قول الله عّز وج ّ
ُ
شطَْره ُ ﴾ [البقرة ،]150 :فـ م َ ْ جوهَك ُ م فَوَل ّوا وُ ُ ْ ما كُنْت ُ
َ ثحي ْ ُحَرام ِ وَ َ جد ِ ال ْ َ
ِ س
م َْ ال ْ
ُ
مجوهَك ُ ْ "حيثما" هي الداة ،و"كان" هو فعل الشرط ،وجملة ﴿ فَوَل ّوا وُ ُ
شطَْره ُ ﴾ هي جواب الشرط. َ
أما الداة الثامنة عشرة هي "كيفما" ،وقد تبع المصنف رأي الكوفيين
ط ،ولم ترد في عد كيفما من أدوات الشرط ،وبعضهم ل يعدها أداة شر ٍ
شرطية في القرآن الكريم ،وإنما وردت بدون ما ـ في القرآن الكريم ـ
ض فَانْظُُروا َْ ل ﴿ قُ ْ استفهامية ،ومن ذلك قول الله عّز وج ّ
سيُروا فِي الْر ِ ل ِ
ن ﴾ [النمل ،]69 :أما ورودها شرطية فيمكن أن مي َجرِ ِ م ْة ال ْ ُن ع َاقِب َ ُ ف كَا َكَي ْ َ
تمثل له بقولك "كيفما تكن أكن معك" ،فـ "كيفما" هي الداة ،و"تكن" هو
فعل الشرط ،و"أكن" هو جواب الشرط.
بقيت الداة الخيرة التي ذكرها المصنف ،وكثيٌر من النحويين ل يذكرها،
ف لما يُستقبل من الزمان ،وأنها وهي "إذا" ،لن الصل في "إذا" أنها ظر ٌ
ط غير جازمة ،لكنه أوردها لنه يرد الجزم بها لكن في الشعر أداة شر ٍ
خاصة ،ل تأتي جازمة إل في الشعر ،بل هو نص في كتابه على أنها ل تجزم
ف
الفعال إل في الشعر خاصة ،والنحويون حينما يعربونها يقولون "إذا" ظر ٌ
ب بجوابه ،معنى هذا أنها ض لشرطه ،منصو ٌ لما يُستقبل من الزمان ،خاف ٌ
تحتاج إلى جملة شرطية وتحتاج إلى جملة جوابية ،فأما جملة الشرط فهي
ما إلى أن في محل جر مضاف إليه ،لم؟ لن إذا من الدوات التي تحتاج دائ ً
ة إلى جملة ،فتُضاف إلى جملة الشرط ،وهي ظرف والظرف تكون مضاف ً
متعلق ،فمتعلقه هو جواب الشرط. يحتاج إلى ُ
الدرس العاشر
F
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ٍ وعلى
آله وصحابته أجمعين.
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أنبه إلى نقطة في الدرس الماضي وهي إذا ورد عندنا نحو قول
َ َ
ن ظَل َ ُ
موا ﴾ [النبياء ،]3 :فكيف نعربه؟ جوَى ال ّذِي َ
سُّروا الن َّ ْ الله عّز وج ّ
ل ﴿ وَأ َ
طبعًا هو الغالب أل يلحق بالفعل ما يدل على أن الفاعل مثنى ول مجموع،
ل وفي كلم الرسول صلى الله عليه هذا هو الغالب في كلم الله عّز وج ّ
وسلم وفي كل ما ورد عن العرب ،لكن إذا ورد فكيف نعربه؟ المسألة في
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
92
هذا سهلة والحمد لله ،لك ثلثة أوجه في العراب ،ونطبق على قول الله
م ﴾ [المائدة:]71 : موا كَثِيٌر ِ
منْهُ ْ ص ُّ
موا َو َ ل ﴿ ث ُ َّ
م عَ ُ عّز وج ّ
الوجه الول :أن تقول الواو هذه حرف يدل على أن الفاعل جماعة ل
محل له من العراب ،والفاعل هو قول الله سبحانه ﴿ كَثِيٌر ﴾ ،هذا الوجه
الول.
الوجه الثاني :أن تقول ل ،بل الواو هذه هي الفاعل ،و ﴿ كَثِيٌر ﴾ بد ٌ
ل
منها.
الوجه الثالث :أن تقول ل ،بل الواو هذه فاعل ،والجملة وهي قوله ﴿
موا ﴾ خبر مقدم ،و﴿ كَثِيٌر ﴾ مبتدأ مؤخر. عَ ُ
ل وليس هذا توجيه ما ورد من مثل هذا ،وهو كما قلت أكثر من مرة قلي ٌ
يء وبعض أزد شنوءة ،هو في ح جائز ،وهو في لغة ط ِ ّ كثيًرا ،ولكنه صحي ٌ
لغتهم مشهوٌر هذا ،إلحاق علمة تدل على أن الفاعل مثنى أو مجموع ،هذه
ة لبعض العرب ،وهي جائزة صحيحة فصيحة ،ولكنها ليست الغالبة، لغ ٌ
وليست الكثيرة بحسب ما ورد في الكلم المعتد به.
ننتقل الن إلى باب النائب عن الفاعل ،قال المصنف ( وهو السم
ه ) ،وفي رأيي أن هذا ع الذي لم يُذكَر معه فاعل ُ ُ المرفو ُ
ما عرفه قال هو التعريف ليس جامعًا ول مانعًا ،أما كونه غير جامع ،فإنه ل ّ
السم المرفوع ،وليس كل أنواع النائب عن الفاعل تكون مرفوعة ،بل
ينوب عن الفاعل أحيانًا الجار والمجرور ،وأحيانًا الظرف ،وأحيانًا المصدر،
ومع ذلك ل تكون مرفوعة ،فليس كل ما ينوب عن الفاعل مرفوع ًا.
هذه واحدة ،أما كونه غير مانع فإنهم يدخلوا في هذا التعريف نحو قولك
مثل "محمد ٌ حاضٌر"" ،محمد"ٌ مبتدأ وهو مرفوع ،و"حاضٌر" خبر وهو مرفوع،
ولم يذكر مع كلمة "محمدٌ" فاعلها ،ولذلك قد يدخل على هذا التعريف أن
تعرب كلمة "محمدٌ" هنا على أنها نائب فاعل لنه لم يُذكر معها فاعل ،إذ ًا
حذف نقول هذا التعريف ليس جامعًا وليس مانعًا ،لكن لو ذ ُكر مثل الذي إذا ُ
الفاعل ينوب غيره منابه مع تغييرٍ في الصيغة يمكن أن يكون هذا الكلم
مقبول.
وقد تتساءل ،ألم تقل لنا يا أستاذ إن الفاعل عمدة ،فلماذا نحذفه
وننيب غيره منابه؟ نقول ل يخلو أن يُحذف الفاعل وينوب غيره مقامه
لغراض ،أحيانًا تكون الغراض لفظية ،وأحيانًا تكون الغراض معنوية ،أما
كون الغراض لفظية فكاستقامة الوزن في الشعر ،ويُمثلون له بقول
العشى:
علقتها عرضا وعلقت رجل غيري وع ُلق أخرى غيرها الرجل
فـ "ع ُلق" هنا في مواضعها الثلثة قد بُنيت للمفعول لنه لو ذكر فقال
ض
ض لفظي ،هناك غر ٌ "علقني الله بها" مثل ،لنكسر الوزن عليه ،فهذا غر ٌ
ي آخر ،وذلك في السجع ،إذا أرادوا استقامة السجعة فقد يحذفون لفظ ٌّ
حمدت الفاعل ويقيمون غيره مقامه ،فمثل يقولون "من طابت سريرته ُ
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
93
سيرته" ،قالوا لو قالوا "حمد الناس سيرته" لكان هذا انتقضت عليه
السجعة لن الول هنا كما ترون "من طابت سريرته" ،فستصير سيرته هذه
منصوبة ،فسيقولون "حمد الناس سيرته" فتختل السجعة ،هذان الغرضان
لفظيان ،ويوجد هناك أغراض معنوية ،وهي كثيرةُ ،أذكر لكم بعضها.
أما من الغراض المعنوية فقد يكون ـ وهذا أغلب ما يكون ـ:
سرق المتاع" ،لنك للجهل بالفاعل ،الفاعل غير معروف ،فتقول مثل " ُ
ما تعرف من السارق ،فتحذف الفاعل وتقيم غيره مقامه ،هذا الول.
الثاني :الخوف من الفاعل ،أنك لو ذكرت مثل "سرق زيد ٌ المتاع" لتى
الفاعل هذا وسرق متاعك.
سرق المتاع" ،لنك لو ضا الخوف على الفاعل ،وذلك في قولك مثل " ُ أي ً
ذكرت اسمه لتسلطت عليه الشرطة وأمسكته وقطعت يده على سبيل
المثال.
من ذلك مثل يقولون العلم بالفاعل ،الفاعل معلوم ما يحتاج أنك تذكره،
ل ﴾ [النبياء ،]37 :الخالق ج ٍ
ن عَ َ
م ْ
ن ِ خلِقَ اْلِن ْ َ
سا ُ ومنه قول الله عّز وج ّ
ل﴿ ُ
ف فل تحتاج إلى ذكره. معرو ٌ
قالوا ومنهم ،من الغراض المعنوية ،تنزيه ذكر الفاعل مع المفعول به،
ل مع خلق الخنزير" ،فتنزه أن تذكر اسم الله عّز وج ّ وذلك كقولك مثل " ُ
لفظ الخنزير ،وهناك أغراض معنوية كثيرة يُحذف الفاعل من أجلها ويقوم
غيره مقامه.
اتفقنا على أنه يُحذف الفاعل غيره مقامه ،فما الشياء التي تقوم
مقامه ،أربعة أشياء:
الول :المفعول به ،وهو أكثر ما ينوب عن الفاعل ،حتى يرى بعض
النحويين أنه إذا وُجد المفعول به في الكلم ل يجوز أن تنيب غيره مع
ي
ض َل ﴿ وَقُ ِ وجوده ،سواءٌ تقدم المفعول به أم تأخر ،ومنه قول الله عّز وج ّ
َ
حذف مُر ﴾ [البقرة ،]210 :أصل الكلم والله أعلم "وقضى الله المر" ،ف ُ اْل ْ
لفظ الجللة وهو الفاعل وأقيم المفعول به مقامه ،ومنه قول الله سبحانه ﴿
ماءُ ﴾ [هـود ،]44 :لو ذ ُكر الفاعل لقال ض ال ْ َوَِغي َ
حذف ـ والله أعلم قد يكون هذا هو التقدير ـ "وغاض الله الماء" ،لكن ُ
الفاعل وأُقيم غيره مقامه وهو المفعول به هنا ،فإذا وُجد المفعول به فهو
ما ،وهذا هو الغالب الكثير أنه هو الذي ينوب عن ينوب عن الفاعل مقد ً
الفاعل ،المفعول به .
ف في بعضها ثلثة أمور ،هي: ضا على خل ٍ وينوب عنه أي ً
- 1المجرور ،وبعضهم يرى أنه الجار والمجرور.
- 2الظرف المتصرف المختص.
- 3المصدر المتصرف المختص.
نبدأ بالمجرور ،المجرور فيه خلف في إنابته عن الفاعل ،بعضهم ل يرى
مال ﴿ وَل َ َّ أنه نيابته عنه ،ولكنه قد ورد في القرآن الكريم قول الله عّز وج ّ
F
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ٍ وعلى
آله وصحابته أجمعين.
اللهم إنّا نسألك يا حي يا قيوم أن تيسر لنا أمورنا وتغفر لنا ذنوبنا،
ونسألك يا حي يا قيوم أن تعلمنا ما
ما.
ينفعنا وأن تنفعنا بما علمتنا وأن تزيدنا عل ً
أيها الخوة الكرام ،السلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
نواصل الحديث في الخبر إذا كان جملة ،قلنا في اللقاء الماضي إنه لبد
ط يربطهاأن تشتمل الجملة على راب ٍ
بالمبتدأ ،هذا الرابط أنواع ،النوع الول والقوى والكثير والغالب هو أن
يكون الرابط ضميًرا ،ومن ذلك
قولك مثل "محمد ٌ سافر أخوه" ،فالهاء في قولك "سافر أخوه" هذه عائدةٌ
على المبتدأ ،وهي التي ربطت جملة
الخبر بالمبتدأ.
وقد يكون هذا الضمير مذكوًرا وقد يكون مقدًرا ،يوجد قراءة في قول
َّ ً
ه
ُ ل ﴿ وَك ُ ّل وَعَد َ الل
الله عّز وج ّ
َ سنَى ﴾ [النساء ،]95 :فيها قراءة ٌ أخرى ﴿ ،وك ُ ٌّ
سنَى
ح ْه ال ْ ُ
ل وَعَد َ الل ّ ُ َ ال ْ ُ
ح ْ
ل ﴾ مبتدأ ،و ﴿ وَعَد َ ﴾ هذه جملة ليس فيها ضمير ﴾ [النساء ،]95 :وتكون ﴿ وك ُ ٌّ
َ
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
102
َ في ظاهر المر ،ولكنه مقدر ،والتقدير والله أعلم " وك ُ ٌّ
ل وَعَدَه ُ الل ّ ُ
ه َ
سنَى" ،ويقولون مثل "العسل رطلن بدرهم" ،هذا ليس مذكوًرا فيه أي ال ْ ُ
ح ْ
رابط ،لكن الرابط مقدر ،وتقديره "رطلن منه" ،أي من العسل ،فقد يكون
الضمير مذكوًرا ،وقد يكون مقدًرا ،هذا هو الرابط الول ،وهو أقوى الروابط
وأكثرها شيوع ًا.
س
ل ﴿ وَلِبَا ُ الرابط الثاني الشارة إلى المبتدأ ،ومنه قول الله عّز وج ّ
خيٌْر ﴾ك َ التَّقْوَى ذَل ِ َ
س ﴾ مبتدأ ،و ﴿ التَّقْوَى ﴾ مضاف إليه ،و ﴿ ذ َا ﴾ اسم [العـراف ﴿ ،]26 :لِبَا ُ
خيٌْر ﴾ خبر المبتدأ ،طبعًا ﴿ ذ َا إشارة ،واللم للبعد ،والكفاف للخطاب ،و ﴿ َ
خيٌْر ﴾ خبر المبتدأ ﴾ اسم إشارة مبتدأ ثاني ،و﴿ َ
خيٌْر ﴾ خبر المبتدأ الول ،أين الرابط؟ هو الشارة إلى ك َ الثاني ،وجملة ﴿ ذَل ِ َ
س ﴾ ،هذا الثاني. ك ﴾ ،لنه يشير إلى ﴿ لِبَا ُ المبتدأ في قوله ﴿ ذَل ِ َ
ل﴿ الثالث :إعادة المبتدأ بلفظه في جملة الخبر ،ومنه قول الله عّز وج ّ
ة ﴿[ ﴾ ﴾2القارعة ،]2 ،1 :أُعيد لفظ المبتدأ في جملة ما الْقَارِع َ ُ ة ﴿َ ﴾ 1 الْقَارِع َ ُ
ما ﴾ اسم استفهام خبر مقدم ،و ﴿ الْقَارِع َ ُ
ة ة ﴾ مبتدأ ،و ﴿ َ الخبر ،فـ ﴿ الْقَارِع َ ُ
ة ﴾ خبر المبتدأ الول ،والرابط هو إعادة ما الْقَارِع َ ُ
﴾ مبتدأ مؤخر ،وجملة ﴿ َ
لفظ المبتدأ في جملة الخبر.
ظ أعم أحيانًا يكون الرابط العموم ،يعني أن يكون في جملة الخبر لف ٌ
من المبتدأ ،يعني يدخل المبتدأ ضمن هذا العموم ،وذلك في نحو قولهم
ل"ض جامد ،و"الرج ُ م" فعل ما ٍ ل" ،فـ "محمدٌ" مبتدأ ،و"نع َ "محمد ٌ نعم الرج ُ
ل" خبر لـ "محمدٌ" ،والرابط الذي ربط هو م" ،وجملة "نعم الرج ُ ل لـ "نع َ فاع ٌ
كلمة "الرجل" ،لن الرجل تعم محمدًا وتعم غيره ،فصار بهذا هو الرابط،
ضا العموم الموجود في جملة الخبر ،وهذه هي روابط فالرابط قد يكون أي ً
جملة الخبر بالمبتدأ.
أما الظرف والجار والمجرور فيقعان خبرين ،ولكن لبد أن تكون مفيدة
فائدة يحسن السكوت عليها ،كقولك مثل "عبد الله في المنزل" ،و"عبد الله
عندك" ،لكن ل يجوز أن تقول مثل "زيد ٌ بك" ،لنها ما أفادت شيئًا ،هو جار
ومجرور صحيح ،لكننا لم نستفد منه شيئًا ،أما في قولك "محمد ٌ عندك" ،أو
"زيد ٌ في داره" ،فهنا الظرف والجار والمجرور أفادت معنًى يحسن
السكوت عليه.
وهنا خلف بين النحويين في إعراب الجار والمجرور والظرف إذا وقعا
متعلق خبرين ،كيف تعربهما؟ هل نقول الجار والمجرور هو الخبر؟ أو نقول ُ
الجار والمجرور هو الخبر؟ أو نقول الثنين ،المتعلق والجار والمجرور؟ أو
ل ثلثة لك أن تعرب بأي واحد ٍ منها ،لك المتعلق والظرف هما الخبر؟ أقوا ٌ
أن تقول الجار والمجرور هو الخبر ،أو تقول متعلَق الجار والمجرور هو
الخبر ،أو تقول ـ وهو أولى في رأيي ـ الجار والمجرور ومتعلقه هما الخبر،
والمسألة في هذا سهلة ،والحمد لله رب العالمين.
ما
F
حمدًا لك اللهم كما ينبغي لجلل وجهك وعظيم سلطانك ،وصلة ً وسل ً
دائمين متتابعين على الرحمة المهداة نبينا محمد ٍ صلى الله عليه وعلى آله
ما كثيًرا.
وسلم تسلي ً
أيها الخوة الكرام ،السلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
نواصل الحديث في باب كان وأخواتها ،وقد وصلنا إلى الفعال التي
ي أو شبهه ،وانتهينا من الحديث
تحتاج لعمل هذا العمل أن يتقدم عليها نف ٌ
عن "زال" ،ومثلنا لها ـ بل استشهدنا ـ بقول الشاعر:
ول زال منهل بجرعائك أل يا اسلمي يا دارمي على البلى
القطر
F
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى
آله وصحابته
أجمعين.
سلم الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته .
أرحب بكم في بداية هذه الحلقة وننتقل إلى موضوع جديد من
الموضوعات التي أشار إليها أو ذكرها ابن آجروم رحمه الله تعالى وهو أول
باب من أبواب التوابع وهو باب النعت والتوابع لفظ يشمل عدد من المور
يتبع فيها المتأخر المتقدم في إعرابه ،يعني أنه يأخذ حركته رفعا ً كانت أو
نصبا ًَ أو خفضا ًَ أو جزما ،وسيتبين ذلك إن شاء الله تعالى من المثلة التي
سنذكرها ومما نتحدث فيه بإذن الله تعالى.
أول هذه البواب التي ذكرها المصنف رحمه الله قوله ( باب
النعت ،النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه
وخفضه وتعريفه وتنكيره ،تقول قام زيد العاقل
ورأيت زيدا ً العاقل ومررت بزيد العاقل) وهذا كما ترون
يا أيها الحباب كلمة عاقل هي النعت بعضهم يسمي هذا الباب باب الصفة،
بعضهم يسميه باب النعت وهذه تسميات واصطلحات ول مشاحة في
الصطلح قلت كلمة العاقل صفة لزيد أهل بك وسهل ً قلت كلمة العاقل
نعت لزيد أهل به وسهل ،الغالب في النعت أن يكون وصفا ً وأن يكون
مشتقا ً ،الغالب في النعت أن يكون وصفا ً والوصف المقصود به اسم
الفاعل اسم المفعول ،الصفة المشبهة أفعال التفضيل ما شاكل ذلك هذا
المقصود بالوصف وأما كونه مشتقا ً فهذا هو الغالب والكثير وقد يأتي جامداً
قد يأتي جامدا ً ولكنه قليل ولبد أن تؤوله بمشتق ،وإل فل يصح فمثل ً إذا
قلت مررت برجل عدل ،عدل هذا جامد لنه مصدر فلبد أن تؤوله بأنك
تقصد المبالغة في كونه عادل ً وعادل هذا مشتق ،فإذا ً ل يقع النعت إل إما
مشتق وإما مؤول في المشتق إذا كان جامدا ً فهو مؤول بالمشتق وهذا
متعارف عليه عند النحويين بعضهم يعرف النعت بقوله النعت تابع يدل على
معنى في متبوعه ،يدل على معنى في متبوعه ،فأنت إذا قلت مثل ً في مثال
المصنف هنا ،قام زيد العاقل ،فالنعت هو كلمة العاقل وهي تدل على معنى
في كلمة زيد وهو المتبوع ،وهو المتبوع فهذا هو تعريف النعت عند بعضهم
المصنف هنا لم يعرف النعت وإنما قال هو تابع للمنعوت في رفعه يعني
بيّن لنا حكم النعت أنه يأخذ حكم المنعوت رفعا ً ونصبا ًَ وخفضا ً ولم يذكر لنا
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
122
جزم وربما ذكره فيما بعد ،وربما ذكره فيما بعد ،لكن طبعا ً أظهر ما يظهر
أو ظهر شيء في هذا هو يعني التبيعة في السم بحيث يكون إن السم
مرفوعا ً صار مرفوعا ،منصوبا ً صار منصوباً ،مجرورا ً صار مجروراً ،أما في
الفعال فقد يكون بعضها يعني تكرر معه الجازم وربما تبين لنا من ذلك
يعني من بعض المثلة التي ستأتي إن شاء الله تعالى المثلة التي ذكرها
المصنف هي صالحة طابعة للرفع وللنصب وللخفض وهو الجر كما يعبر به
بعضهم وأما كونه كون النعت تابعا ً للمتبوع في حركاته العرابية فهذا ل
خلف فيه ولبد أن يكون حاصل ً سواء كان نعتا ً حقيقيا ً أم كان نعتا ًَ سببياً،
وسنبين الفرق بينهما يعني إذا قلت قام زيد العاقل ،فالعاقل هذه نعت
حقيقي لكلمة زيد لكن لو قلت قام زيد العاقل أبوه فهذا نعت سببي لنك
وصفته بشيء له علقة به له علقة به هذا يختلف في بعض الحكام لكنه
من ناحية الحركة إلزامي فالجميع سواء كان النعت حقيقيا ً أم كان النعت
سببيا لبد أن يوافق وأيضا ً لبد أن يوافق النعت منعوتة تعريفا ً وتنكيرا ،إذا
كان المنعوت معرفة فلبد أن يكون النعت معرفة وإذا كان نكرة تقول
مررت برجل صالٍح ول يجوز أن تقول مررت برجل الصالح مثل ً وتقول رأيت
الرجل الصالح ول يجوز أن تقول رأيت الرجل صالحا ً إل على معنا ً آخر ،على
أن تكون صالحا ً هذه ليست نعتا ً وإنما هي حال فإذا ً اتفقنا على أمرين :
المر الول :أن النعت يتبع منعوته في حركاته الثلث رفعا ً ونصباً
وخفضا ً .
والمر الثاني :أنه يتبع منعوته في تعريفه وفى تنكيره ،وهذا يعني شبه
مجمع عليه الثاني ،شبه مجمع عليه ،ولم يخالف إل الخفش فقد خالف
مخالفة يسيرة ل أريد التطويل في الحديث عنها وعند الرجوع إلى كتاب
معاني القرآن وجدنا فيه غير ما ينسبون إليه ،غير ما ينسبون إليه ،في هذا
الموضوع لنه قال :إنه يجوز أن تنعت النكره بالمعرفة إذا كان النعت ثانيا ً ،
يعني تنعت أول شيء بنكرة ثم تنعت بعد هذا بمعرفة هذا يقولون أو
ينسبون إليه أن هذا الكلم موجود في كتابه وعند العودة إلى كتابه لم نجده
في كتاب معاني القرآن للخفش.
النعت السببي يا أيها الحباب ،هو مثل قولك مررت برجل مسلمة أمه،
مررت برجل مسلمة أمه ،انظر رجل هذا مذكر ولما ذكرت يعني النعت
السببي جعلت التذكير والتأنيث تابعا ً لما بعده وليس تابعا ً له ،فإذا ً عندنا عدد
من المور خمسة لبد أن يوافق فيها النعت المنعوت مطلقاً ،وخمسة أحياناً
يوافق وأحيانا ً ل يوافق ،فأما النعت الحقيقي فيوافق في كل شيء الخمسة
الباقية هي الفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ،إذا كان النعت حقيقياً
لبد من الموافقة في كل شيء وإن كان النعت سببيا ً لبد من الموافقة في
الخمسة الول وهي الحركات الثلث والتعريف والتنكير أما التذكير والتأنيث
والفراد والتثنية والجمع ،فهو تابع لما بعده وانظر إلى قولنا الذي ذكرناه
قبل قليل مررت برجل مسلمة أمه انظر إلى الحركة موافقة ومسلمة هذه
F
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى
آله وصحابته أجمعين.
أيها الخوة الكرام ،السلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
نواصل الحديث بإذن الله تعالى في شرح ما يتيسر من الجرومية وقد
انتهينا في لقاءنا الماضي عن أول نوع من أنواع المعارف وهو الضمير .
واليوم نتحدث بإذن الله تعالى في باب العلم .
والعلم ل يشمله تعريف واحد لنه قسمان رئيسان ل يدخل بعضهما في
بعض ،فأما القسم المشهور المعروف فهو العلم الشخصي .
والقسم الثاني يسمى بالعلم الجنسي .
والثاني ليس مشهورا ً وليس متداول ً لكن سنعطي لمحة يسيره عنه .
فأما العلم الشخصي يا أيها الحباب فهو الذي يعني يعّرفونه بقولهم هو
الذي يعين مسماه تعينا ً مطلقاً ،فقولهم في التعريف يعين مسماه يدخل
في جميع المعارف لنها كلها تعين مسماها وقولهم تعيينا ًَ مطلقا ً يخرج كل
المعارف الخرى غير العلم لماذا ؟
ً ً
لن المعارف الخرى ل تعين مسماها أو ما تطلق عليه تعريفا مطلقا بل
تحتاج إلى قرينة ثانية حتى تعرفه ،ومن أجل هذا من أجل أنه يتعرف
مباشرة تعريفا ً مطلقا ً رأى بعضهم تقديم العلم وجعله في أول المعارف،
والحق أن يعني أكثر النحويين يقدمون الضمير على العلم ،المهم أن
تعريف العلم بقولهم هو الذي يعين مسماه تعيينا ً مطلقا ً يخرج بقية
المعارف بقوله تعيينا ً مطلقا ً لماذا ؟
قال لن الضمير إما أن يدل على تكلم أو خطاب أو غيبة فهو يعين
مسماه بأمرين بكونه ضميرا ً وبالخطاب أو بالغيبة أو بالتكلم هذا مثل ً أيضاً
اسم الشارة يتعرف بكونه اسم إشارة وبالشارة إليه بالحضور ،أيضا ً السم
تنسيق وترتيب أخيكم ( السني )
شرح متن الجرمية – فضيلة الشيخ الدكتور حسن حفظي
131
الموصول يتعرف أيضا ً بواسطة صلته ،ذو الداة أو ما دخلت عليه “أل”
يتعرف بسبب “أل” فكلها أنواع المعارف الخرى يعني تحتاج إلى أمرين
إلى التعريف ،أما هذا العلم الشخصي فإنه ل يحتاج إل إلى أمر واحد حتى
يعين مسماه تعينا ً مطلقاً ،تقول لي إذا قلنا محمد فمحمد ليس واحد وإنما
هو يطلق على عدد كبير جدا ً من الناس ،أقول لك إن بينك وبين المخاطب
أو بينك وبين الحاضرين واحد فقط هو المقصود بقولك محمد ولذلك يتعين
مباشرة بمجرد ما تقول محمد أو تقول عبد الله أو تقول زين العابدين أو
نحو ذلك ،هذا هو الذي جعلهم يجعلون العلم يعين مسماه تعيينا ً مطلقا ً فهذا
هو أول تقسيم له.
أما العلم الجنسي فسأذكر لمحة موجزة عنه يسيره ،هو أيضا ً يعين
مسماه لكن ليس تعيينا ً مطلقا ً بل كتعيين ما دخلت عليه “أل” الجنسية،
وذلك أنك تقول أسامة تقصد به واحدا ً من السود ل تقصد به أسدا ً بعينه،
فهو مثل ما تقول الرجل يبين لك هذا الجنس ولذلك سموه بالعلم الجنسي
ونكتفي بهذا القدر في العلم الجنسي ثم نعود إلى تقسيمات العلم الخرى،
يقسمون العلم عدة تقسيمات سنأخذ بعضها التقسيم الول أنه ينقسم إلى
مرتجل ومنقول .
فأما المرتجل فهو الذي وضع من أول أمره علما ً يمثلون له بكلمة سعاد
فإنها ليست منقولة عن شيء آخر ،ويمثلون بكلمة أدد فإنه ليس منقول عن
شيء آخر ،هذا هو المرتجل .
أما المنقول فكثير وهو الغالب ،فقد يكون منقول ً عن مصدر لقولهم
ضلً ،وقد يكون منقول ً عن اسم فاعل ل فَ ْ
ض ُ فضل ،لنه مصدر فَ ُ
ض َ
ل ي َ ْف ُ
كقولهم سالم أو مجاهد ،أو مكرم ،أو نحو ذلك ،وقد يكون منقول ً عن اسم
مفعول كقولهم مثل ً محمد أو محمود ،وقد يكون منقول ً عن أفعل تفضيل أو
ض كسحر أو اسم تفضيل كقولهم أكرم ،وقد يكون منقول ً عن فعل إما ما ٍ
سجى ،وقد يكون منقول ً عن فعل مضارع كيزيد وتغلب ويشكر ،وقد يكون
منقول ً عن جملة والجملة التي سمعت عن العرب هي الجملة الفعلية قالوا
مثل ً تأبط شرا ً هذا اسم علم ولكنه لم يسمع النقل عن الجملة السمية لكن
ل مانع .
قياسا ً على ما ورد من الجملة الفعلية هذا هو العلم المنقول وهذه
أنواعه ،هذه أنواع العلم المنقول .
ننتقل إلى تقسيم آخر مهم في هذا الباب وهو أنهم يقسمون العلم
قسمين :قسم مفرد ،وقسم مركب ،فأما المفرد فنحو حسن وصالح
ومحمد وزيد وعبيد وما شاكل هذا كله مفرد وأما المركب فيقسمونه ثلثة
أقسام:
القسم الول :هو المركب الضافي وهو كثير كعبد الله وعبد الرحمن
وزين العابدين وأبي بكر ،وإلى آخره وأم كلثوم وما شاكل ذلك هذه كلها
مركبات تركيبا ً إضافيا ً سنعود له بعد قليل إذا تبين كيف نعربه .
F
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى
آله وصحابته أجمعين.
أيها الخوة الكرام السلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
ل ﴿ هَاأذكر أنك سألتني في حلقة ماضية عن إعراب قول الله عّز وج ّ
م ﴾ فنبدأ بالحديث عنها ثم نعود إلى محاضرتنا حبُّونَك ُ ْ م أُولءِ ت ُ ِ
حبُّونَهُ ْ
م وَل ي ُ ِ أنْت ُ ْ
َ
إن شاء الله تعالى ،أما هاء فهي حرف للتنبيه ل محل له من العراب ،و
م مبتدأ وهو ضمير مبني في محل رفع ،أُولءِ هذا اسم إشارة وهو بدل أنْت ُ ْ
َ
م أُولءِ أما تحبونهم فهي جملة ،وهي في َ
من أنتم ويمكن أن خبرا ً لها أنْت ُ ْ
الصل فعل مضارع من الفعال الخمسة مرفوع وعلمة رفعه ثبوت النون
والواو فاعل ،الجملة هذه إن جعلت أولء بدل ً من أنتم فتحبونهم خبٌر لنتم
وإن جعلت أولء خبٌر لنتم فتحبونهم خبر ثان ،هذا الذي نريد أن نقوله.
ثم نعود بعون الله تعالى إلى حديث المصنف عن النكرة قال المصنف (
والنكرة كل اسم شائع في جنسه ليختص به واحد دون آخر وتقريبه كل ما
صلح دخول اللف واللم عليه نحو الرجل والفرس ) بعض النحويين يعرف
النكرة :بأنها كل اسم شاع في جنس موجود أو مقدر ،شاع بمعنى انتشر،
في جنس يعني له أفراد ،موجود قد يكون هذا الجنس موجودا ً وقد يكون
مقدراً ،أما الجنس الموجود فكلمة رجل فإنه يطلق على كل إنسان ذكر
بالغ فإذا قلت رجل فهذا واحد من هذا الجنس ،وأما الجنس المقدر يعني
ليس له أفراد فنحو كلمة شمس فإنها نكرة ول يوجد منها إل فرد واحد ومع
ذلك عدوها نكرة ،قال لماذا ؟ قال لن الصل أن كل كوكب يظهر نهاراً
F
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى
آله وصحابته أجمعين .
أيها الخوة الكرام السلم عليكم ورحمة الله وبركاته .
في حلقة ماضية تحدثنا عن بعض الشياء التي تنوب في المصدر في
النتصاب على المفعول المطلق لن الصل في المفعول المطلق أن
مصدرا ً ولكن هناك أشياء تنوب عنه وقد انتهينا من الحديث عن نيابة
ل ﴿ ل أُعَذّب َ
ن ﴾ [المائدة]115 : ن الْعَال َ ِ
مي َ حدا ً ِ
م َ هأ َُِ ُ الضمير عنه في قوله عّز وج ّ
وعن نيابة اسم الشارة عنه أحيانا ً في قولك ضربت ذلك الضرب وعن نيابة
ل والله أنبتكم من اسم المصدر عنه في نحو قول الله عّز وج ّ
الرض نباتا ً .
ل إِلَيْهِ تَبْتِيل ً ﴾[المزمل ]8:هذا أيضا ً مما ناب ل ﴿ َوتَبَت َّ ْ
في قول الله عّز وج ّ
فيه اسم المصدر عن المصدر لن الصل في مصدر تبتل أن يقال تبتُل وهنا
قيل تبتيل فهو يسمى باسم المصدر ،وقد ناب عن المفعول المطلق وهو
يعرب قد ناب عن المصدر وهو يعرب هنا مفعول ً مطلقا ً قبل أن ننتقل عن
F
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى
آله وصحابته أجمعين .
أيها الخوة الكرام السلم عليكم ورحمة الله وبركاته .
نواصل الحديث في باب الحال ونحن قد وصلنا إلى خواتيمه لننا كنا قد
بدأنا في الحلقة الماضية في الحديث عن بعض أوصاف الحال وذكرنا أن
من أوصافها الغالبة أنها منتقلة يعني ليست لزمة ،ول ثابتة وأنها قد ترد
لزمة لكنهم قليل ،وذكرنا أيضا ً أن من أوصافها أنها مشتقة ،ول تكون
جامدة إل في مواضع قليلة جدا ً وهذا هو الصل .
وذكرنا أيضا ً أن من أوصافها أنها نكرة ول تقع معرفة إل قليل ً وذكرنا أن
من أوصافها أن صاحبها لبد أن يكون معرفة ويقع نكرة بمسوغ ولم نذكر
أنه ربما وقع نكرة بدون مسوغ ولكن هذا قليل ونادر جدا ً ولذلك يقولون
ة بيضا ً مائة من أمثالهم أو من كلمهم من كلم العرب المعتد به عليه مائ ٌ
هذه نكرة ،وبيضا ًَ هذه حال ،وصاحب الحال هنا لم يأتي له مسوغ ولكن هذا
نادر وقليل إذا ً لبد من مسوغ من المسوغات ،التي سبق أن ذكرناها بقي
أن من أوصاف الحال أن الغالب فيها أن تكون اسما ً مفردا ً ،مما ورد فيه
ن
م َجنِي ِ ب ن َ ِّل َر ِّ خائِفا ً يَتََرقَّ ُ
ب قَا َ منْهَا َ
ج ِ خَر َ اسم مفردا ً قول الله عّز وج ّ
ل ﴿فَ َ
َ
ل خائفا ً هذه حال ،وهي اسم ن﴾[القصص ]21:فقوله عّز وج ّ الْقَوْم ِ الظ ّال ِ ِ
مي َ
مفرد وتصلح هذه الية شاهدا ً لشيء مما هو خلف الصل في الحال وهو
وقع يترقب هنا وهي جملة وقعت حال ً فعندنا هنا حالن وصحاب الحال هو
خائِف﴾ خائفا ً هذه هي الحال منْهَا َ
ج ِ خَر َالفاعل وهو موسى عليه السلم ﴿فَ َ
الولى والحال الثانية جملة يترقب ،ولكن الصل كما ذكرنا في الحال أن
تكون مفردا ً أما وقوعها جملة فقد ورد ،وتقع أيضا ً شبه جملة ،يعني تقع
ظرفاً ،وتقع جارا ً ومجروراً ،ولكن بالنسبة لوقوعها كجملة اشترطوا لها
بعض الشروط-:
الشرط الول :قالوا لبد أن تكون خبرية وليست إنشائية .
والثاني :قالوا أل تكون يعني الجملة التي وقعت حال ً مصدرة بما يدل
على الستقبال كالسين ،أو سوف أو ما شاكل ذلك لبد أن تكون خالية من
أي دللة على الستقبال لنها كما تعرفون حال والحال خلف المستقبل،
فإذا تصدرت بما يدل على المستقبل فمعنى هذا أنها ليست حالً،
F
الحمد لله حمدا ً كثيرا ً طيبا ً مباركا ً فيه والصلة والسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحابته أجمعين.
أيها الخوة الكرام ،أيها المشاهدون الكرام السلم عليكم ورحمة الله
وبركاته.
كنا في حلقة ماضية أردنا الشروع في الستثناء المفرغ أو المراد به
ولكن أدركنا الوقت وأجلناه إلى حلقة أخرى وهاهو وقت بيانه فالستثناء
المفرغ يا أيها الحباب هو الذي لم يذكر فيه المستثنى منه فما حكمه ؟
حكمه كأن إل غير موجودة في الكلم فتعرب ما بعدها بما يستحق ولو
َ
ن
م ْت ِ خل َ ْ
ل قَد ْ َ
سو ٌمد ٌ إ ِ ّل َر ُ
ح َّم َ
ما ُل ﴿ وَ َ كانت غير موجودة قال الله عّز وج ّ
ل ﴾[آل عمران ]144:تعرب ما نافية محمد مبتدأ رسول خبر وإل س ُقَبْلِهِ الُّر ُ
أداة الستثناء ملغاه إل أداة استثناء ملغاة هذا إذا كام الكلم مفرغاً ،إذا كان
الكلم استثناء ،تاما ً منقطعا ً فقول ً واحدا ًُ يجب نصب ما بعد الستثناء قام
الطلب إل طالبة وحضر الرجال إل امرأة ،هذه ل يجوز فيها فيما بعد إل غير
النصب ل يجوز فيما بعد إل غير النصب ونذهب الن إلى بعض ما ذكره
المصنف لنكمل شرح باب المستثنى إن شاء الله تعالى.
َ
من اَلْكََل ُ ب إِذَا كَا َ ص ُ ستَثْنَى بِإ ِ ّل يُن ْ َ م ْفال ْ ُ قال المصنف ( َ
جبًا ) هذا الكلم الذي ذكرناه لكم قبل قليل ،قلنا إذا كان الكلم مو َ ما ُ تَا ًّ
تاما ً بأن ذكر فيه المستثنى منه ،موجبا ً يعني لم يتقدم عليه نفي ول شبه
نفي فإنه يجب نصب ما بعد إل وهذا الكلم الذي ذكره المصنف هنا وهو
َ َّ
س إ ِ ّل ج اَلنَّا ُ خَر َ و" َ َ ا" ً دْ ي ز
َ ل م إِ
و ُ
ق ْم اَل ْ َ و" َ
قا َ ح َقوله ( ن َ ْ
را" ) الستثناء هنا تام لن المستثنى منه مذكور وهو قوله القوم م ً ع ْ
َ
الدرس العشرون
F
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى
آله وصحابته أجمعين .
اللهم ل سهل إل ما جعلته سهل وأنت تجعل الحزن سهل ً إذا شئت سهل
لنا أمورنا واغفر لنا ذنوبنا وارحمنا برحمتك يا رب العالمين .
أما بعد ،فالسلم عليكم ورحمة الله وبركاته .
بداية أرجو منك إعادة السؤال الذي أجلناه في آخر الحلقة الماضية،
وطلبنا منك تأجيله إلى هذه الحلقة ،فتفضل بارك الله فيك .
سأل أحد الطلبة:
فضيلة الشيخ قال المصنف فأما المفرد العلم والنكرة المقصودة
فيبنيان على الضم من غير تنوين ،فلماذا ذكر التنوين في المبني والمعروف
أنه ل ينون
أجاب الشيخ:
معروف طبعا ً أن المبني ل ينون إل نادرا ً وذلك إذا أردت تنكيره كقولهم
مثل ً إيهٍ وصهٍ وما شاكل ذلك لكن صاحب الكتاب ليست هذه أول مرة يقول
هذا الكلم بل قاله في باب ل النافية للجنس قال واسمها منصوب من غير
تنوين لكن تعبيره بمنصوب تبعده نوعا ً ما أما قوله هنا مبني على الضم من
غير تنوين فهذا يؤكد لك أنه مبني وليس معرب هذا من باب التوكيد فقط.
ونبدأ بعون الله تعالى في إكمال ما تبقي بإذن الله تعالى في قول
َ
تضا ُفو َ خ ُ ء ،اَل ْ َ
م ْ ما ِ ن اَْل ْ
س َ م ْت ِ ضا ِ
فو َخ ُ ب اَل ْ َ
م ْ المصنف ( بَا ُ
ة, ض بِاْل ِ َ
ضا َ خ ُ ْ ُ ة أَثََلث َ ُ
ف ِ فو ٌ م ْ
و َ
َ ف,
ِ ر
ْ ح
َ الِ ب ض
ٌ فو خ
ْ م
َ ع
َ ٍوا ْ ن
ض ) وقد
فو ِ خ ُ
م ْع لِل ْ َ وتَاب ِ ٌَ
ذكرت لكم في الحلقة الماضية أن مثاله نحو قولك بسم الله الرحمن
الرحيم فلفظ اسم مجرور بالباء ولفظ الجللة مجرور بالضافة والرحمن
ضفو ُ خ ُ
م ْ فأ َ َّ
ما اَل ْ َ مجرور بالتبعبة ثم قال المصنف رحمه ( َ