Download as pps, pdf, or txt
Download as pps, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫‪!..

‬‬

‫فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس‪ ،‬والرجل المقبل‬
‫على الدنيا بعزيمة وصبر ل تخضعه الظروف المحيطة به مهما‬
‫ساءت ول تصرفه وفق هواها‪ ،‬بل هو يستفيد منها‪ ،‬ويحتفظ‬
‫بخصائصه أمامها‬
‫ثم إن كل تأخير لنفاذ منهج تجدّد به حياتك‪ ،‬وتصلح‬
‫به أعمالك ل يعني إل إطالة الفترة الكآبية التي تبغي‬
‫الخلص منها‪ ،‬وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى‬
‫والتفريط‬
‫إن تجديد الحياة ل يعني إدخال بعض‬
‫العمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط‬
‫جملة ضخمة من العادات الذميمة والخلق‬
‫السيئة؛ فهذا الخلط ل ينشئ به المرء‬
‫مستقبلً حميداً ول مسلكاً مجيداً؛ فالشرار‬
‫قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل‪ ،‬ثم‬
‫تعود بعد ذلك إلى سباتها‪.‬‬
‫‪ ‬من أخطاء النسان أن ينوء في حاضره بأعباء مستقبله‬
‫الطويل‪ ،‬والمرء حين يتأمل ينطلق تفكيره في خط ل نهاية‬
‫له‪ ،‬وما أسرع الوساوس والوهام إلى اعتراض هذا التفكير‬
‫المرسل‪ ،‬ثم إلى تحويله إلى هموم جاثمة وهواجس مقبضة‪.‬‬

‫‪ ‬والعيش في حدود اليوم يتّسق مع قول الرسول صلى ال‬


‫عليه وسلم‪" :‬من أصبح آمناً في سربه‪ ،‬معافىً في بدنه‪،‬‬
‫عنده قوت يومه‪ ..‬فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"‬
‫(رواه الترمذي)‪.‬‬
‫إن المان والعافية وكفاية يوم واحد تتيح للعقل النيّر أن‬
‫يفكر في هدوء واستقامة تفكيراً قد يغيّر به مجرى التاريخ‬
‫كله‪ ،‬بله حياة فرد واحد‪!...‬‬

‫على أن العيش في حدود اليوم ل يعني تجاهل المستقبل‪ ،‬أو‬


‫ترك العداد له؛ فإن اهتمام المرء بغده وتفكيره فيه‪ ،‬فيه‬
‫حصافة وعقل‪ ،‬وهناك فارق بين الهتمام بالمستقبل‬
‫والغتمام به‪ ..‬بين الستعداد له والستغراق فيه‪ ،‬بين‬
‫التيقظ من استغلل اليوم الحاضر والتوجس المربك المحير‬
‫مما قد يأتي به الغد‬
‫‪..‬‬

‫‪1‬ـ سل نفسك ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟‬


‫‪2‬ـ ثم هيّئ نفسك لقبول أسوأ الحتمالت؟‬
‫‪3‬ـ ثم أسرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!‬

‫والناس –إل القليل منهم‪ -‬من خوف الفقر في فقر‪ ..‬ومن خوف‬
‫الذل في ذل‪...‬‬
‫إن النسان يتخوف فقدان ما ألِف‪ ،‬أو وقوع ما يفدح حمله‪ ،‬وكل‬
‫المرين بعد حدوثه يُستقبل دون عناء جسيم‪..‬؟!‬
. .
‫* يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪` :‬‬
‫إنما الصبر عند الصدمة الولى ` ‪.‬‬

‫* و قال الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ` :‬لتعز‬


‫المسلمين فى مصائبهم المصيبة فى ‪ ٬‬إنهم لن‬
‫يصابوا بمثلى ` ‪.‬‬

.

-

!

.

.
‫يقول الشاعر ` محمد مصطفى حمام `‪:‬‬

‫”‬ ‫“‬ ‫‪‬‬


‫‪-‬قال عليه الصلة والسلم‪" :‬من كانت الخرة همّه جعل ال‬
‫غناه في قلبه‪ ،‬وجمع له شمله‪ ،‬وأتته الدنيا وهي راغمة‪ .‬ومن‬
‫كانت الدنيا همّه جعل ال فقره بين عينيه‪ ،‬وفرق عليه شمله‪،‬‬
‫ولم يأته من الدنيا إل ما قُدر له" (رواه الترمذي)‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫العلج هو أن نفصل بين عاطفتنا وتفكيرنا‪ ،‬وأن نستخلص‬
‫الحقائق المجردة بطريقة محايدة‪ .‬والخطوة الثانية بعد‬
‫جمع الحقائق استشعار السكينة التامة في تلقيها‪ ،‬وضبط‬
‫النفس أمام ما يظهر محيراً أو مروعاً منها‪..‬‬
‫والخطوة الخيرة هي التصرف بقوة وحزم؛ فكثير‬
‫من الناس ل يعوزهم الرأي الصائب؛ فلهم من الفطنة‬
‫ما يكشف أمامهم خوافي المور‪ ،‬يبدو أنهم ل‬
‫يستفيدون شيئاً من هذه الفطنة؛ لنهم محرومون من‬
‫قوة القدام‪ ،‬فيبقون في أماكنهم محصورين بين‬
‫مشاعر الحيرة والرتباك‪ ،‬وقد كره العقلء هذا‬
‫الضرب من الخور والحجام‬

‫****‬ ‫‪ ‬‬

You might also like