Professional Documents
Culture Documents
صيام رمضان فى تشريع القرآن
صيام رمضان فى تشريع القرآن
أول :
1ـ كان العرب كانوا يصومون شهر رمضان طبقا لملة ابراهيم التى توارثوها جيل بعد جيل .
وبعد نزول القرآن الكريم اعتاد المؤمنون بالقرآن صيام رمضان بنفس التوارث المعتاد ،ثم نزل تشريع
الصيام في المدينة ليتحدث عن شهر شهر رمضان الذى أصبح معروفا للمسلمين بأنه شهر القرآن ،فهو
الذي نزل فيه القرآن مرة واحدة على قلب النبي محمد حين كان في مكة.
ن مِن قَبْ ِل ُكمْ) لمن آمَنُواْ كُتِبَ عَلَ ْي ُكمُ الصّيَامُ َكمَا كُتِبَ عَلَى الّذِي َ
أول آية في تشريع الصوم قالت ":يَا أَ ّيهَا الّذِي َ
تشرح ألية الولى في تشريع الصوم معنى الصوم وأنه المتناع عن الطعام والشراب واللقاء الجنسي
بالزوجة – كما تفعل كتب الفقه ـ والسبب بسيط هو أن العرب كانوا يصومون رمضان ،بل وكانوا
يتخذون منه عادة اجتماعية للهو واللعب بدون مراعاة للتقوى كما نفعل نحن الن ،لذا تخبر الية الولى
في تشريع الصوم القاعدة الولى وهى تأدية الصوم كما اعتادوه بنفس ما كان في ملة إبراهيم ( َكمَا كُتِبَ
عَلَى الّذِينَ مِن قَبْ ِل ُكمْ) من المتناع عن الكل والشرب واللقاء الجنسي ،وهوالذى كانوا يفعلونه أنفسهم في
مكة قبل أن ينزل التشريع القرآني بهذا التصحيح والتنقيح ،ثم تختم آية التشريع الولى بتقرير أقامة
الصوم في سلوك المؤمن عقيدة وسلوكا أي أن يكون هدف الصوم هو التقوىَ ( .لعَلّ ُكمْ تَ ّتقُونَ).
2ـ بعد تقرير أن الصوم عبادة متوارثة ول بد من مراعاة التقوى فيها تأتى اليتان التاليتان بتقعيد
تشريع جديد لم يكن موجودا من قبل ،وهو فى التيسير باباحة الفطر في رمضان ،ولنه تشريع جديد فقد
جاءت تفصيلته واضحة ،بل وتكررت في آيتين متتاليتين توضحان السماح بالفطار للمريض والمسافر
وحتى القادر على الصوم ولكن مع قضاء الصوم (للمريض والمسافر ) أو دفع الفدية لمن يفطر وهو
يطيق الصوم أى يقدر عليه (البقرة .)185 -183
3ـ وكان الصوم المعروف المتوارث وقتها قبل نزول التشريع القرآني الجديد يبدأ بعد العشاء ويستمر
طيلة الليل والنهار حتى مغرب اليوم التالي ليكون الفطار مرحلة قصيرة هي ما بين المغرب والعشاء
فقط .وكانت هذه الفترة القصيرة ل تكفى إل للطعام فحسب ،ويأتي الليل فيضطر أحدهم لمباشرة زوجته
بعد العشاء ،أى في وقت يجب أن يكون فيه صائما .ونزل التخفيف تشريعا جديدا مفصل في قوله تعالى "
س ّل ُكمْ َوأَنتُمْ لِبَاسٌ ّلهُنّ ) أي جاء التشريح الجديد بأن ن لِبَا ٌ ث إِلَى ِنسَا ِئ ُكمْ هُ ّ
ُأحِ ّل َلكُمْ لَيْ َلةَ الصّيَامِ الرّفَ ُ
عفَا عَن ُكمْ) وهنا ب عَلَ ْي ُكمْ وَ َ ن أَن ُفسَ ُكمْ فَتَا َ
عِلمَ الّلهُ أَ ّن ُكمْ كُنتُمْ َتخْتَانُو َمباشرة الزوجة مباح في ليلة الصيام ( َ
يخبر ال تعالى عن وقوع بعضهم في مباشرة الزوجة في ليلة الصيام حين كان واجبا الصوم فيه ،ويبشر
ال تعالى بأنه عفا عنهم وتاب عليهم ،وأنزل هذا التخفيف عليهم ،لذا جاء التشريع الجديد يقول للمؤمنين
سوَدِ ن ا ْلخَ ْيطِ ا َل ْ
ن َل ُكمُ ا ْلخَ ْيطُ الَبْيَضُ مِ َ ن وَابْ َتغُواْ مَا كَتَبَ الّل ُه َلكُ ْم وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّى يَتَبَيّ َ ن بَاشِرُوهُ ّ (فَال َ
مِنَ ا ْل َفجْ ِر ُثمّ أَ ِتمّواْ الصّيَا َم إِلَى اللّ ْيلِ) .يأتي هنا تفصيل التشريع الجديد لوقت الفطار في رمضان ،حيث
يباح الكل والشرب واللقاء الجنسي بالزوجة من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر ،وظهور أول تباشير
الضوء حين تتمكن العين المجردة من تمييز الخيط البيض من الخيط السود .توضيح مفصل في تشريع
جديد يعقبه تشريع جديد آخر يتضمن تصحيحا لتشريع قديم هو العتكاف في ليالي رمضان في المساجد
س َلعَّل ُهمْ
ن الّل ُه آيَا ِتهِ لِلنّا ِل َتقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيّ ُك حُدُودُ الّلهِ فَ َ ن َوأَنتُمْ عَا ِكفُونَ فِي ا ْل َمسَاجِدِ تِلْ َ ( َولَ تُبَاشِرُوهُ ّ
يَ ّتقُونَ ) ...البقرة )-187إذ كانوا يعتكفون في المساجد رجال ونساء ،وكان الزوج يعتكف مع زوجته في
المسجد في ليالي رمضان ،وكان يحدث لقاء جنسي بينهما وقت العتكاف ،لذا نزل التشريع الجديد يحرم
ذلك اللقاء الجنسي بالزوجة أثناء العتكاف الرمضاني في المسجد.
4ـ ذلكم هو بيان القرآن لما يحتاج فعل إلى بيان من تشريع جديد يعرفه الناس لول مرة أو يوضح وجه
الحق في تحريف أدخله الناس في تشريع سائد .لذا اختتمت الية بتقرير أن ذلك هو بيان القرآن للناس
س َلعَّل ُهمْ يَ ّتقُونَ ]
ن الّلهُ آيَا ِت ِه لِلنّا ِ
لعلهم يتقون( :كَذَِلكَ يُبَيّ ُ
وبالفعل فان بيان القرآن الكريم في تلك اليات القليلة احتوى على كل ما يلزم المؤمن في تشريعات
الصوم .وما أحدثه الفقهاء بعدها من ثرثرة وفتاوى وأحكام فقهية كلها هراء ل طائل من ورائه ،لذا
اختلفوا فيه وانشغلوا بهذا الختلف قرونا وكتبوا فيه آلف الصفحات عبثا ،ومن أسباب ذلك أنهم شرّعوا
لنفسهم ما يريدون فى شكل احاديث ،ثم صدقوا أكاذيبهم ،فحجبوا عقولهم عن التفكير وعن التدبر فى
القرآن الكريم فلم يفهموا فلسفة التشريع القرآنى ودرجاته .
وهم لم يكتفوا بالثرثرة،إذ ابتدعوا تشريعات ما أنزل ال تعالى بها من سلطان ،ونسبوها زورا للنبى
محمد عليه السلم .وسنتوقف معهم فى المقال القادم بعونه جل وعل .
ثانيا
التشريعات السلمية ـ عموما ـ تقوم على درجات ثلث :أوامر ،وقواعد ،ومقاصد أوأهداف .
والعادة ان الوامرالتشريعية تخضع فى تطبيقها للقواعدالتشريعية ،بينما تخضع القواعد التشريعية فى
التطبيق الى المقصد التشريعى وهو التقوى ،والتقوى هى الغاية الكبرى من كل العبادات والعمال
الصالحة.
ونبحث عن الوامر و القواعد والمقاصد فى آيات تشريع الصوم ،وبتدبرها يتضح التى :
شهِدَ مِن ُكمُ
علَ ْيكُمُ الصّيَامُ ) ( َفمَن َ 1ـ جاءت الوامر بالصوم فى قوله تعالى (يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ َ
ن وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ الّلهُ َلكُمْ
ص ْمهُ) ،وجاء توضيح المر بالصوم فى قوله تعالى (فَالنَ بَاشِرُوهُ ّ شهْرَ فَلْيَ ُ
ال ّ
ن ا ْلفَجْ ِر ُثمّ أَ ِتمّواْ الصّيَامَ إِلَى اللّيْل ).
سوَدِ مِ َ
َوكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّى يَتَبَيّنَ َل ُكمُ ا ْلخَ ْيطُ الَبْيَضُ ِمنَ ا ْلخَ ْيطِ ا َل ْ
وتنفيذ هذه الوامر ـ بالصيام او الفطار ـ يخضع للقواعد التشريعية التى جاءت فى اليات نفسها.
2ـ وجاءت القواعد ،وأساسها التخفيف والتيسير وليس التعسير ،فى قوله تعالى فى سياق تشريع
الصيام (:يُرِي ُد الّلهُ ِب ُكمُ الْ ُيسْرَ َو َل يُرِي ُد ِبكُ ُم الْ ُعسْرَ) ( البقرة . ) 185
وهذه القاعدة فى التخفيف ورفع الحرج هى أساس فى قواعد السلم يختلف به عن الديان الرضية
للمسلمين التى تقوم على الحظر والتضييق والتزمت والتحريم للمباح الحلل .
ج َعلَ عَلَ ْي ُكمْ فِيوفى قيام التشريع السلمى على التخفيف ،يقول جل وعل عن الدين السلمى كله ( َومَا َ
سمّا ُكمُ ا ْل ُمسْ ِلمِينَ مِن قَ ْب ُل وَفِي هَذَا ) ( الحج ) 78 ج مّّل َة أَبِي ُكمْ إِبْرَاهِيمَ ُهوَ َ الدّينِ ِمنْ حَرَ ٍ
ضعِيفًا ) ( النساء .) 28 ن َ ف عَنكُ ْم َوخُلِقَ الِنسَا ُ خفّ َ ويقول (يُرِي ُد الّلهُ أَن ُي َ
حرَجٍ وَ َلكِن جعَلَ عَلَ ْيكُم مّنْ َ ويتردد هذا فى تشريعات جزئية كالطهارة ،يقول جل وعل (:مَا يُرِي ُد الّل ُه لِ َي ْ
شكُرُونَ ) ( المائدة .) 6 طهّ َر ُكمْ وَلِيُ ِتمّ ِن ْعمَ َتهُ عَلَ ْي ُكمْ َلعَّل ُكمْ َت ْيُرِي ُد لِ ُي َ
عمَى حَ َرجٌ وَل ويأتى فى مراعاة أحوال ذوى الحتياجات الخاصة من المعوقين والمرضى ( :لَيْسَ عَلَى الَ ْ
ج حَرَجٌ علَى الَعْرَ ِ ج وَل َ عمَى حَرَ ٌ س عَلَى الَ ْ ض حَرَجٌ ) ( النور ( ) 61لَيْ َ ج حَرَجٌ وَل عَلَى ا ْلمَرِي ِ عَلَى الَعْرَ ِ
ج ) ( الفتح .) 17 ض حَرَ ٌ وَل عَلَى ا ْلمَرِي ِ
سكُمْن ا ْلهَ ْديِ َولَ َتحْ ِلقُواْ ُرؤُو َ ن ُأحْصِرْ ُتمْ َفمَا اسْتَ ْيسَرَ مِ َ ج وَالْ ُعمْرَ َة لِّلهِ فَإِ ْونفس الحال فى الحج ( َوأَ ِتمّو ْا ا ْلحَ ّ
سهِ َففِدْ َيةٌ مّن صِيَامٍ َأوْ صَدَ َق ٍة َأوْ ُنسُكٍ فَإِذَا ن مِنكُم مّرِيضًا َأوْ ِبهِ أَذًى مّن ّر ْأ ِ حَتّى يَبْلُ َغ ا ْلهَ ْديُ َمحِّلهُ َفمَن كَا َ
حجّ َوسَ ْبعَةٍ ن ا ْلهَدْيِ َفمَن ّلمْ َيجِدْ فَصِيَامُ ثَل َث ِة أَيّامٍ فِي ا ْل َ حجّ َفمَا اسْتَ ْيسَ َر مِ َ َأمِنتُمْ َفمَن َتمَتّعَ بِا ْل ُعمْرَةِ إِلَى ا ْل َ
ن الّلهَ
سجِدِ ا ْلحَرَامِ وَاتّقُواْ الّلهَ وَاعْ َلمُواْ أَ ّ ضرِي ا ْل َم ْ
ن أَهُْلهُ حَا ِ ك ِلمَن ّلمْ َيكُ ْ عشَرَ ٌة كَامِ َلةٌ ذَلِ َ ك َ جعْتُ ْم تِلْ َ
إِذَا َر َ
شَدِيدُ ا ْل ِعقَابِ ) ( البقرة .) 196
وفى الصلة فى قصر الصلة عند الخوف فى الحرب والمطاردة (النساء ) 103 : 101وعند خوف ضياع
وقت الفريضة ( البقرة ) 239 : 238
ك وَالّلهُ ُيقَدّرُ ن الّذِينَ َمعَ َ صفَ ُه وَثُلُ َثهُ َوطَا ِئ َفةٌ مّ َ
ك َتقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُ َثيِ اللّ ْي ِل وَنِ ْ وفى قيام الليل (ِإنّ رَبّكَ َيعْ َلمُ أَنّ َ
عِلمَ أَن سَ َيكُونُ مِنكُم مّرْضَى ن ا ْلقُرْآنِ َ علَ ْيكُمْ فَا ْق َرؤُوا مَا تَ َيسّ َر مِ َ اللّ ْيلَ وَال ّنهَا َر عَ ِلمَ أَن لّن ُتحْصُوهُ فَتَابَ َ
ن ُيقَاتِلُونَ فِي سَبِي ِل الّلهِ فَاقْ َرؤُوا مَا تَ َيسّرَ ض ِل الّلهِ وَآخَرُو َ ض يَبْ َتغُونَ مِن فَ ْ ن يَضْرِبُونَ فِي الَرْ ِ وَآخَرُو َ
مِ ْنهُ)(المزمل ) 20
وهنا فى الصوم (.يُرِي ُد الّلهُ ِب ُكمُ الْ ُيسْ َر َولَ ُيرِيدُ ِب ُكمُ ا ْل ُعسْرَ) ( البقرة ) 185
لقد جاءت الرسالة اللهية الخاتمة ( القرآن الكريم ) بالتخفيف ورفع الصر ،و(الصر ) هو الثقيل من
س َعهَا َلهَا مَا َكسَبَتْ التكاليف التشريعية ،ولقد جاء فى آخر آية من سورة البقرة ( َل ُيكَلّفُ الّل ُه َن ْفسًا ِإلّ ُو ْ
حمَلْ َت ُه عَلَى الّذِينَ ح ِملْ عَلَيْنَا إِصْرًا َكمَا َ وَعَلَ ْيهَا مَا اكْ َتسَبَتْ رَبّنَا َل ُتؤَاخِذْنَا إِن ّنسِينَا َأوْ َأخْطَأْنَا رَبّنَا َولَ َت ْ
حمّلْنَا مَا َل طَا َق َة لَنَا ِبهِ ) فليس فى السلم مؤاخذة على الخطأ أو النسيان ،لن فى مِن قَبْلِنَا رَبّنَا َولَ ُت َ
رسالته القرآنية الخاتمة رفع (الصر ) أى التكاليف الشرعية الثقيلة التى كانت فى الرسالت السماوية
السلمية السابقة .ومن هنا فان ال جل وعل خاطب موسى عليه السلم فى الميقات عند جبل الطور
متحدثا عن رفع الصر عن أتباع الرسالة القرآنية الخاتمة فقال جل وعل (وَيَضَ ُع عَ ْن ُهمْ إِصْ َر ُهمْ وَالَغْللَ
ت عَلَ ْي ِهمْ ) ( ألعراف ) 157 : الّتِي كَانَ ْ
3ـ ولن الصوم فيه مشقة الحرمان فان التخفيف و التيسير جاء القاعدة فى أدائه ،ولذا فقد جاءت
تفصيلت التخفيف والتيسير فى آيات تشريع الصوم باعتبارها تشريعا جديدا مفصل لم يكن موجودا من
سفَرٍ َفعِدّ ٌة مّنْ أَيّامٍ ُأخَ َر وَعَلَى الّذِينَ ن مِنكُم مّرِيضًا َأوْ عَلَى َ قبل ،يقول تعالى (:أَيّامًا ّمعْدُودَاتٍ َفمَن كَا َ
شهْرُ ع خَيْرًا َف ُه َو خَيْرٌ ّل ُه َوأَن تَصُومُواْ خَيْ ٌر ّل ُكمْ إِن كُن ُتمْ َتعْ َلمُونَ َ طوّ َ
سكِينٍ َفمَن َت َ طعَامُ ِم ْ ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َيةٌ َ
ص ْمهُشهْرَ فَلْيَ ُ شهِدَ مِن ُكمُ ال ّ س وَبَيّنَاتٍ مّنَ ا ْلهُدَى وَا ْلفُرْقَانِ َفمَن َ ن الّ ِذيَ أُن ِزلَ فِي ِه الْقُرْآنُ هُدًى لّلنّا ِ َرمَضَا َ
ن أَيّا ٍم أُخَ َر يُرِي ُد الّلهُ ِب ُكمُ الْ ُيسْ َر َولَ ُيرِيدُ ِب ُكمُ ا ْل ُعسْرَ وَلِ ُت ْكمِلُواْ ا ْلعِدّةَ
سفَرٍ َفعِدّةٌ مّ ْ ن مَرِيضًا َأوْ عَلَى َ َومَن كَا َ
شكُرُونَ ) ( البقرة ) 185 : 184 وَلِ ُتكَبّرُواْ الّلهَ عَلَى مَا هَدَاكُ ْم وَ َلعَلّ ُكمْ َت ْ
وهنا نستخلص قواعد التخفيف والتيسير كالتى:
• من اصبح فى يوم من أيام رمضان مريضا أو على سفر فله أن يفطر ،ويقضى اليام التى أفطرها بعد
رمضان .
• ومن أصبح مريضا أو على سفر ولكن أراد أن يصوم دون استعمال رخصة الفطر فهو خير له .
• من كان يطيق الصوم ـ أى يقدر عليه ـ ولكن شاء الفطر فعليه أن يدفع فدية (وَعَلَى الّذِينَ ُيطِيقُو َنهُ
سكِينٍ ) .والفقه السّنى يحرّف معنى الية الكريمة ،فيقولون أن معناها أنه على الذين ( ل فِدْ َي ٌة طَعَامُ ِم ْ
يطيقون ) الصيام ،أى يقولون بوجود(ل ) النافية ويزعمون أنها محذوفة .وهذا تحريف للقرآن الكريم بأن
يزيد فى لغة القرآن الكريم ماليس فيها .ثم أن هذا المعنى المحرف ل يستقيم مع التيسير ،وهو القاعدة
فى الصوم ،ول يستقيم مع سياق الية قبلها حيث أباحت الفطر للمسافر والمريض ثم ألحقت به فطر من
يطيق الصوم ويقدر عليه مع دفعه الفدية ،ول يستقيم مع سياق الية بعدها حيث يجعل ال تعالى
التفضيل لمن يصوم وهو يطيق ـ اى يقدر ـ على الصيام ،كما ل يستقيم مع فهم كلمة (يطيق )
ومشتقاتها التى جاءت ثلث مرات فى نفس سورة البقرة ،مرة بالثبات فى موضوع الصوم (:وَعَلَى
ت َوجُنُودِهِ) (رَبّنَا َولَ طعَا ُم ِمسْكِينٍ ) ،ومرتين بالنفى ( :قَالُواْ َل طَا َق َة لَنَا الْ َي ْومَ ِبجَالُو َ الّذِينَ ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َي ٌة َ
حمّلْنَا مَا لَ طَا َقةَ لَنَا بِه) ( البقرة .) 286 ، 249أى لو كان ال تعالى يريد أن يقول (وعلى الذين ل ُت َ
يطيقونه فدية ) لقالها وأثبت كلمة(ل ) ،ولكنه جل وعل قال بالثبات وليس بالنفى ،ليفيد فى معرض
التيسير أنه على من يقدرعلى الصوم ويطيق الصوم ولكن يريد الفطار فعليه تقديم فدية طعام مسكين .
• ومفهوم بعدها أنه ـ من باب أولى ـ فالذى ل يستطيع الصوم يمكنه الفطار ودفع الفدية ،فاذا تطوع
المفطر فى رمضان بزيادة الفدية فهو خير له ،ولو كان يستطيع الصوم ولكن بمشقة بالغة ولكنه تطوع
بقبول مشقة الصوم فهو خير له ،وفى الصوم فائدة على كل حال ( َوأَن تَصُومُواْ خَيْ ٌر ّلكُم إِن كُن ُتمْ َتعْ َلمُونَ
).
• وجاء التخفيف الخير فى تعديل مدة الفطار لتكون من بداية الليل بغروب الشمس الى أن يتبين الخيط
ألبيض من الخيط السود من الفجر ( .البقرة .) 187
3ـ تنفيذ هذه القواعد يخضع للتقوى .وهنا ندخل على المقصد من التشريع .
التقوى هنا هى ضمير الصائم الذى يمتنع عن الطعام والشراب والعلقة الجنسية مع الزوجة ابتغاء
مرضاة ال تعالى .هو بذلك يتعامل مباشرة مع ربه فيخشى ال جل وعل بالغيب ،أى حين يكون وحيدا
منفردا يتمسك بصومه حيث ل رقيب ول حسيب عليه سوى موله عز وجلّ .ولذلك كانت عبادة الصيام
علَى الّذِينَوسيلة لتعلم التقوى ،أو على حد قوله تعالى (يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَ ْيكُ ُم الصّيَامُ َكمَا كُتِبَ َ
مِن قَبْ ِل ُكمْ َلعَّلكُمْ تَ ّتقُونَ ).
وفى التقوى تجد الجابة عن كل التساؤلت التى يسأل عنها الصائمون ،وهى البديل المثل الذى يستغنى
به المسلم الصائم عن كل تلك الثرثرة الفقهية والخزعبلت التى حفلت بها كتب الفقه .ونعطى أمثلة :
* فالقرآن الكريم لم يحدد ماهية السفر الذى يسبب ارهاقا يتساوى مع المرض ،وترك ذلك لتقدير الضمير
المؤمن .
* ولم يحدد نوع المرض الذى يستدعى الفطار.المؤمن المتقى عليه أن يأخذ رأى الطبيب المختص ـ
وليس الفقيه ـ فى تحديد هل مرضه يستوجب الفطار أم أن الصوم ل يضره ؟
* وليس فى القرآن الكريم تلك الثرثرة الفقهية عن صوم أوعدم صوم الحامل والمرضعة ،وحكم تقبيل
الصائم لزوجته ،لن كل ذلك متروك لضمير الصائم وتقواه.
سكِينٍ) . طعَامُ ِم ْ* ولم يحدد الفدية التى يدفعها المفطر غير المريض وغير المسافر ،قال فقط (فِدْ َيةٌ َ
التحديد يخضع لتقوى المسلم ،هل يعطى طعاما فاخرا أم معتدل ،وهل يعطى طعاما عينيا أو مال يقوم
مقام الطعام ،وما هو الواجب على الغنى والفقير ؟ كل ذلك يقدره ضمير المؤمن الذى يسعى لرضا ربه
جل وعل عليه .
ع خَيْرًا َف ُهوَ خَيْ ٌر ّلهُ َوأَن
طوّ َ
وفى الحوال السابقة جاءت إشارة لطيفة للتقوى فى قوله تعالى ( َفمَن َت َ
ن ) ،وهى تخاطب من يستطيع الصوم ويطيقه ويقدرعليه ولكن يفطر تَصُومُو ْا خَيْرٌ ّل ُكمْ إِن كُنتُمْ َتعْ َلمُو َ
ويعطى فدية ،وموجهة أيضا لمن يستطيع الصيام فى السفر والمرض ولكن يختار الفطار.
* وجاء تحديد بداية الصوم ونهايته أيضا موكول الى ضمير المؤمن الصائم ،فالبداية من حين يتبين له
ـ هو ـ الخيط البيض من الخيط السود من الفجر.ويمكنه احتياطا أن يمسك عن الطعام قبلها .وحدد
وقت الفطار بالليل ،والغروب هو بداية الليل ،أى يمكنك شرعا أن تفطر بمجرد غروب الشمس ،ولكن
لمن أراد التيقن و التأكد أن يفطر بعدها بعدة دقائق .
* وهناك التساؤل المشهور عن سكان القطبين وبلد اسكندنافيا ..كيف يصلون وكيق يصومون ؟
هناك ل خلف على وجود يوم طوله 24ساعة ،وعلى أساس هذا اليوم تسير حياة كل انسان ونومه
وعمله وصحوه ويقظته وراحته و انشغاله ،وليس صعبا أن تحدد بداية الفجر وبداية الليل ،ليس بالنهار
الضوئى حين تستمر الشمس ظاهرة عدة أشهر ،وحيث يستمر الليل ما تبقى من العام ،ولكن بالنهار
الذين يعتادون فيه العمل ،وبالليل الذى يعرفون ميقات بدئه ،وبهذا يصومون ويفطرون ،وفى تنفيذ ذلك
تكون مراعاة التقوى .
* وفى كل الحوال فالمتقى يختار لنفسه الحوط ويعرف فى نفس الوقت ان ال جل وعل فرض الصوم
ليس مجرد المتناع عن الطعام والشراب ومباشرة الزوج (الزوج تفيد النثى والذكر ) ولكن ليكون الصوم
مدرسة للتقوى وخشية الرحمن بالغيب ،ولذا فل يتوقف عند التفصيلت التى ل لزوم لها .والن يمكنه
ان يعرف بالضبط موعد الغروب فى المكان الذى يعيش فيه ،ويعرف إنه لو أخطأ بحسن نية فهو مغفور
له لن ال تعالى يقول ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ) (الحزاب .) 5
وبهذا يكتفى المؤمن بتشريع ال تعالى للصوم فى القرآن ،ويعلم أنه القرآن وكفى .
أما إذا صمم على السترشاد بكتب الفقه السنى فسيضل ،فاذا عمل على تطبيقها فقد أضاع ما تبقى من
عقله !.
وفى المقال التالى نتوقف مع لمحة عن تشريع الصيام فى كتب الفقه السنى ومخالفته للسلم العظيم
والقرآن الكريم.
وكل عام وانتم بخير.
التعليقات ()40
22-09-2008 - [ ]27128تعليق بواسطة زهير قوطرش
الخ الدكتور أحمد منصور
أخي .صدقني .أنا تعلمت الصيام بالتواتر .تعلمته كما تعلمه العرب قبل السلم من ابائهم وأجدادهم.
تعلمته من جدتي وأمي .وكنت أصوم كما رأيتهم يصومون.وكبرت وبدات اقرأ في كتب الثراث حول
العبادات .صدقني ل أدري لماذا عافتها نفسي .لنني بعد قرائتي لبعض تلك الكتب تشوش فكري وبدأت ل
أعرف ماذا أفعل .هذا حرام ..وهذه بدعة ....ولو صلبت بهذا الشكل لن تقبل منك الصلة ....ولو أفطرت
يوما عامدا متعمدا لن يقبل منك ولو صمت الدهر كله ....يومها قلت في نفسي إذا كان هذا صحيح
...فعلي السلم ..لماذا اتعب نفسي وأصوم .لكن بعد تدبري القرآن ،أشكلت على تفسير بعض الحكام.
وحرت فعلً في امري .هل اعود الى التراث .وخفت الضللة ....لهذا بقيت على ما تعلمته بالتواتر من
صيام وصلة وزكاة ..اقسم أنني لم اقتنع يوما ب 2.5بالمئة ..اتصدق طيلة السنة وأزكي طيلة السنة ،
وأبحث عمن هو محتاج في محيطي كي اساعده ...الى أن تعرفت الى موقعكم الكريم ,..إذ بي أجد
ضالتي ..فهمت الحقيقة التي اسعدتني بأن العبادات ليست بتلك الحركات الرياضية لكنها بالتقوى
والخشوع .قلت في نفسي الحمد ل ...أنا علىالطريق المستقيم إن شاء ال..وبدأت أغرف من علمكم
وتدبركم ...وبعد أن قرأت الكثير من مقالتكم وكتبكم ....قلت في نفسي ما ايسر دين السلم .وهذه
مقالتكم عن الصيام .لول مرة في حياتي أقتنع بتفسير "وعلى الذين يطيقونه" وفعلً عندما تدبرت ذلك
من خلل كتب الثراث لم افهم شيئا .حياك ال يا أخي ،وأمد بعمرك ،وشكرا لك
الحمد ل الذي وهب لنا العقل ..إن هؤلء الذين يتبعون أقوال الشيوخ ..ل وبل تراهم يسارعون لخذ
الـ Okمن الشيوخ على معظم ما يقومون به من أعمال عادية في حياتهم ..هؤلء الناس هم أسباب
النحطاط الفكري في هذه المة ..مهما كان نوعه ..و مهما كانت دوافعه ...فهم يعطون عقولهم أجازة
مفتوحة و يمارسون الشراك علنية باتخاذ مشرعين مع ال ...فعل ..لو أعمل الناس عقولهم في
القرءان لما كان هناك حاجة للشيخ الفلني و ل الشيخ المعملني و لكسد عملهم وبارت مناصبهم ..و
لهذا نجد اولئك الشيوخ يتصدون بكل قوة ضد الجهود التي يبذلها أهل القرءان في رد الناس الى كتاب
جعَلُونَ رِ ْز َقكُ ْم أَنّ ُكمْ ُتكَذّبُونَ ) ..فهؤلء المشائخ المرتزقة إنما رزقهم
ربهم وحده ...قل صدق ال (وَ َت ْ
هو بتكذيب أيات ال و الصد عنها ..و المداهنة بالحاديث ..و اصطناع الكذب على رسول ال ..و إيهام
العامة أنهم هم الذين يحللون و يحرمون و أنه ل جنة إل من تحت أيديهم و أنهم هم ورثة النبياء (قال
على أساس أن النبياء هم ورثة مين؟ رب العالمين يعني؟! ) ..و ل حول ول قوة إل بال.
شكرا للدكتور أحمد صبحي على هذه المقالة التحليلية الهائلة بخصوص تشريع الصيام و مقاصده
التشريعية ثم التأكيد على الهدف السمى منه أل و هو التقوى .و لكن بقيت لي مشكلة واحدة مع المقالة.
حسب ما فهمته من كلم الدكتور أحمد صبحي منصور فإن الذين يطيقون الصيام قادرون على الفطار و
فداء ذلك الفطار بالمال مع كون الصيام خير لهم في كل الحوال .برأيي أن كلمة يطيقونه هي من الكلمات
المعجزة في البيان القرآني و التي تفيد نقيض الكلمة باستعمال الكلمة ذاتها مثل قول ال تعالى
( وَاسْ َتعِينُوا بِالصّبْ ِر وَالصّلَا ِة َوإِنّهَا َلكَبِيرَةٌ إِلّا عَلَى ا ْلخَاشِعِينَ ( )45الّذِي َ
ن َيظُنّونَ أَ ّن ُهمْ مُلَاقُو رَ ّب ِهمْ َوأَ ّن ُهمْ
جعُونَ ( - )46البقرة ) فل يوجد بالمنطق أن تجد إنسانا يؤمن بال تعالى و يوم القيامة ثم إِلَ ْيهِ رَا ِ
تراه يظن أنه سيلقي ال تعالى يوم القيامة ،و بحسب رأيي فإن كلمة يظنون تفيد هنا معنى ( متأكدون )
أو ( متيقنون ) ،و قد يكون الحال بعينه مع التعبير القرآني ( و على الذين يطيقونه فدية ) ...أي
أن كلمة يطيقونه تفيد هنا ل يطيقونه من دون تحريف القرآن بالزيادة أو النقصان ،و قد جاء تركيب الية
صحيحا حتى يرفع ال تعالى الحرج عن عباده المؤمنين .كما أنه من المعلوم جيدا أن حسن إستخدام اللغة
يخدم غايات التشريع و الحكام بين الناس .ثانيا الذين يقدرون على دفع المال هم طبعا من القوم الذين
يملكوا المال ليفتدوا به ،و إن أفطر الغنياء في رمضان و دفعوا المال عوضا عن الصيام فكيف سيحسوا
بغيرهم من الفقراء الجوعى و المحتاجين ،و هل أن الفقراء سيزدادون فقرا و بؤسا في رمضان إذا غاب
من يحس بهم لينفق عليهم في الخير .أرجو من الدكتور أحمد صبحي منصور المزيد من التوضيح فلعل
المر في غاية البساطة و لكني لم أتمكن استعابه جيدا.
فقد جاءت بعكس معنى اليقين أي بمعنى الشك وعدم التأكد .
أما كلمة ( يطيق ) ومشتقاتها فقد جاءت بمعنى واحد في القرآن ,ولم تحتمل إل معنى آخر فمن الخطأ
حملها على ما تم حمل كلمة ( يظنون ) من معنى ,فكلمة يطيق أو يطيقون جاءت بمعنى القدرة والتحمل
في القرآن فل يوجد أي آية تدل على أن الكلمة لها معنى معاكس
حمّلْنَا مَا لَ
ت َوجُنُودِهِ) (رَبّنَا َو َل ُت َ
سكِينٍ ) (قَالُواْ َل طَا َقةَ لَنَا الْ َي ْومَ ِبجَالُو َ
(وَعَلَى الّذِينَ ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َي ٌة طَعَامُ ِم ْ
طَا َقةَ لَنَا بِه) ( البقرة .) 286 ، 249
نعم هذا ما فعله بنا الدين السني فقد أصبحنا نشك في القرآن الكريم بل نتفاجىء بيسر هذا الدين وسهولته
,فهل معقول أن الشخص يستطيع أن يفطر رمضان مقابل أن يدفع مبلغا من المال ؟؟
الجواب بكل سهولة نعم ,ويجب مراعاة التقوى في تلك الفدية المقدمة ,فالمسلمون الذين يعيشون في
الغرب واللعبين والذين يعملون بحرف ومهن ثقيلة أو متعبة لو عرفوا هذا المر لسهل على الجميع تقبل
ع خَيْرًا َف ُهوَ خَيْ ٌر ّلهُ َوأَن تَصُومُواْ خَ ْيرٌ ّل ُكمْ إِن
طوّ َ
موضوع الصيام بكل أريحية ,فالتقي الذي يقرأ (( َفمَن َت َ
ن ) سوف يبادر إلى تفضيل الصوم رغبة بالجر والخير الموعود فل يصبح رمضان ذلك كُنتُمْ َتعْ َلمُو َ
الضيف الثقيل الذي يستقبله الناس بالفرحة على وجوههم كذابة وما تخفي صدورهم أكبر.
وال أعلم وننتظر رد الدكتور أحمد ,فهل أصبح رمضان إختياري لمن أراد الصوم مقابل مبلغ من المال ؟
أم الفطر مقابل الفدية هي فقط للمسافر ؟ فهذا ما أفهمه
مقال الدكتور أحمد (صيام رمضان بين السلم والفقه السني) أطيق فهمه أما تفسيره لقوله تعالىَ ( :وعَلَى
طعَا ُم ِمسْكِينٍ ) .فإنني لم أستوعبه بعد ،لن التساؤلت التية قفزت إلى ذهني وهي
الّذِينَ ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َي ٌة َ
كما يلي:
.1إذا كان ال تعالى قد فرض الصيام على المؤمنين لعلهم يتقون(،يَاأَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَ ْيكُ ْم الصّيَامُ)
لعلكمَ ( ،لعَّل ُكمْ تَ ّتقُونَ) فكيف يترك لهم الخيرة على طاقة الصوم من عدمه؟
.2نجد أن المولى تعالى قد عفى وأعطى الخيرة للمريض والمسافر أن يفطر ،على أن يقضي أيام فطره
في أيام أخر ،فهي تعتبر دينا عليه ،فلماذا لم يجمع الكل على الطاقة ( الختيارية) فيفتدي الجميع بإطعام
مسكين؟ ما دام المر اختياري ،حسب ما يفهم من رأي الدكتور أحمد.
.3كيف يمكن للمسكين المتقي أن يفتدي عدم الصوم بإطعام مسكين؟ هذا إذا كان الصوم اختياري..
.4هل على الذي يطيق الصوم أي يستطيع الصوم ،ول يصوم ويفتدي ذلك بإطعام مسكين ،هل يمكنه
الرفث إلى نسائه إذا كان هو وزوجه اختارا فدية إطعام المسكين؟
.5هل يمكن للمطيق بفدية إطعم مسكين ،وصوم بعض اليام من رمضان؟
.6هل يمكن مثل أن يطعم مسكينا لمدة 15عشر يوما ،ويصوم ما بقي من رمضان؟
.7ما حكم مؤمن متق له مرض مزمن ،ول يستطيع صوم شهر رمضان المفروض ،ول أن يقضيه في
أيام أخر ،فهل يدخل ضمن المطيق للصوم المفتدي بإطعام مسكين ،أم له رخصة أخرى وما هي؟
.9هل ثبت تاريخيا أنه في عهد الرسول كان المؤمنون يطيقون الصيام ومع ذلك ل يصومون ويطعمون
مسكينا؟
أخيرا لكم عزيزي الكتور أحمد جزيل الشكر والمتنان ،على هذا المقال الذي أقض مضجعي ليلة كاملة
أردد فيها كلمة ( يطيقونه) ما ذا تعني ،لماذا يطيق ،إلى أن وجدت هذه الية التي يقول فيها المولى
ن الطّيّبِ َومَا كَانَ الّل ُه لِ ُيطْ ِل َعكُمْ ن عَلَى مَا أَنْ ُتمْ عَلَ ْي ِه حَتّى َيمِي َز ا ْلخَبِيثَ مِ ْن الّلهُ لِيَ َذرَ ا ْل ُم ْؤمِنِي َ
تعالى :مَا كَا َ
عظِيمٌ( ب وَ َلكِنّ الّل َه َيجْتَبِي مِنْ ُرسُ ِل ِه مَنْ َيشَاءُ فَآمِنُوا بِالّلهِ وَ ُرسُ ِل ِه َوإِنْ ُت ْؤمِنُوا وَتَ ّتقُوا فَ َل ُكمْ َأجْرٌ َ عَلَى الْغَيْ ِ
ن مَا َبخِلُوا طوّقُو َ ن يَ ْبخَلُونَ ِبمَا آتَا ُهمْ الّل ُه مِنْ فَضْ ِلهِ ُهوَ خَ ْيرًا َل ُهمْ َبلْ ُهوَ شَ ّر َل ُهمْ سَ ُي َ حسَبَنّ الّذِي َ )179وَلَا َي ْ
ض وَالّلهُ ِبمَا َت ْعمَلُونَ خَبِيرٌ(.)180آل عمران. سمَاوَاتِ وَالَْأرْ ِ ث ال ّ ِبهِ َي ْومَ ا ْلقِيَا َمةِ وَلِّل ِه مِيرَا ُ
طوّقُونَ مَا َبخِلُوا ِب ِه َيوْ َم الْقِيَا َمةِ) هل يدخل في ذلك بخلهم لنفسهم لعدم الصوم مع المقدرة
فما معنى (سَ ُي َ
واختيار الفدية؟
تقبل أخي الحبيب الدكتور أحمد أزكى معاني التقدير والحترام .إبراهيم دادي.
23-09-2008 - [ ]27166تعليق بواسطة محمد مهند مراد أيهم
بداية المقالة ليس خطأ
بداية مقالة جميلة ورائعة ولعل أهم ما يميز الحكام في الفقه القرآني بساطة تعابيره وشموليتها وما كان
من ارباب الدين السني إل أنهم خالفوا تعاليم ربهم وأوامره وأول أمر خالفوه هو قوله تعالى (أم تريدون
أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر باليمان فقد ضل سواء السبيل)
لقد أورد ال قصة البقرة في مستهل كتابه لتكون لنا عظة قبل أن يأتي على أي حكم فقهي يخص العبادات
ولكن أبينا إل أن نتبهع سنن من قبلنا
من ناحية أخرى بداية المقال ليس خطأ من الناحية اللغوية مطلقا ,وتكون الجملة الثانية من قولكم كان
العرب كانوا يصومون فتكون جملة كانوا يصومون في محل نصب خبر
كذلك إن قلت كان العرب يصومون فتكون جملة يصومون في محل نصب خبر لكان وقد عرف في كلم
العرب تكرار الفعل الول ويكون الفعل الثاني المكرر إما في محل نصب خبر إن كان ناقصا أو في محل
نصب حال إن كان تاما كأن تقول جاء الرجل مسرعا فتكون مسرعا حال وإما إن قلت جاء الرجل جاء
بسرعة فتكون جملة جاء بسرعة في محل نصب حال ويكون تكرار الفعل للتوكيد المعنوي
استاذي الكريم
عمري الن 44سنة واصوم رمضان منذ ان كنت في الثانية عشرة من عمري ولول مرة في حياتي اقرا
او اسمع هذا التفسير الجديد لية الصوم بان ال جل وعل يرخص للمؤمن القادر على الصيام بالفطار مع
دفع الفدية بصراحة موضوع خطيييييييير جدا ونرجو من سيادتكم التوضيح اكثر في هذه الجزئية.
وبذلك يكون المعنى :أنه على الذين يستطيعون الصوم ولكن هذه الستطاعة تكون اكبر من الجهد
الطبيعي ,وبما أنها اتت بعد الترخيص للمريض والمسافر ,فيكون المعنى :أن على الذين يكون الصوم أو
قضاؤه بعد رمضان يحملهم فوق طاقتهم فدية طعام مسكين
و ال أعلم
فال تعالى يخاطب المؤمنين ويقول لهم بأن الصيام قد كتب عليهم كما كتب على الذين من قبلهم ...في
ايام معدودات ..ومن كان مريضا او على سفر فيقضيه في ايام اخر ومن كان يطيقه ( جسديا وماديا )
ولكنه ل يرغب بالصوم فعليه الفدية ..
اما الية 185فتأمر المؤمنين بصيام شهر رمضان ( وهذا تشريع جديد ) وامر للجميع بصومه ( فمن
شهد منكم الشهر فليصمه ) دون استثناء لحد ولكنه اعطى رخصة للمريض والمسافر (ونلحظ اعادة
التشريع حول الصائم والمريض تماما كالية السابقة ) والية لم تعط استثناءا لغير المريض والمسافر
..بالفطار والتعويض بايام اخر مما يعني عدم وجود رخصة لمن يطيق الصيام في
والتعويض عن ذلك باطعام المساكين كما هو مذكور في الية 184 رمضان بالفطار
؟ السؤال ..ما هي اليام المعدودات المذكورة في الية 184
الحتمال الول :عاشوراء حيث كانت العرب تصومه ..ولكن عاشوراء يوم واحد وهنا الشارة الى ايام
وال اعلم
احمد ابراهيم
24-09-2008 - [ ]27184تعليق بواسطة عبد السلم علي
هذه مافهمته عندما تدبرت القران بنفسى ل بفهم الشيوخ
الخ د /احمد
هذه مافهمته عندما تدبرت القران بنفسى ل بفهم الشيوخ منذ عشر سنوات تقريبا -جزاك ال خيرا -
ولكن لى سؤال ارجو الجابة عليه منكم او من احد كتاب الموقع وهو :ان ال قال فى اية الصوم " كما
كتب على الذين من قبلكم " كيف كان يصوم الخوة من اصحاب الشرئع الخرى " اليهودية والنصرانية"
فهم كما ارى الن ل يمتنعون عن الكل والشرب كليا ؟ ارجو التوضيح وشكرا لكم
ومن هنا نأتى إلى مدخل موضوع المناقشة والحوار ،وهو -كيف تجتمع القدرة على الصيام ،مع
التخفبف بالفطار والفدية معا ،ومع ان صاحبها ل يصنف ضمن المرضى أو المسافرين ؟؟.
وبداية نقول .أن أهم مقصد من مقاصد الشريعة السلمية فى حقوق العباد هو (الحفاظ على النفس
البشرية من الهلك ) ،وحماية لهذا المقصد القرآنى ما جعل علينا ربنا سبحانه وتعالى فى الدين من
حرج ،وأنه أراد بنا اليسر ولم يرد بنا العسر ،وأنه سبحانه وتعالى ما كلف نفسا إل وسعها ،ومن هنا
وجاء التركيز فى آيات الصيام على التقوى ،لماذا ؟ لنه لو علم النسان أن هناك فارق كبير بين
التقوى ،التى هى علقة شخصية بحتة ل يستطيع تقديرها (أى حسابها ) إل النسان نفسه مع خالقه جل
جلله ،وبين إتباع الهوى وغواية الشيطان ،ولعلم رغم الفرق بينهما أن المسافة بينهما دقيقة جدا جدا
لدرجة يسهل معها الوقوع فيها (أى فى الغواية وإتباع الهوى ،وهو يحسب انه يستعمل رخص الرحمن له
) لما تداخلت عنده المفاهيم ،ولعلم أن أحكام ال وشريعته واضحة جلية ل لبس فيها ...ودعونا نضرب
أمثلة تقريبية على هؤلء الصناف التى شملتهم رخصة الفطار مع الفدية دون أن يحسبوا على المرضى
أو المسافرين ،فمثل .الجراح الذى يعرض فى أى وقت من نهار رمضان لجراء جراحات عاجلة فورية ،
وقد تستغرق إجراء هذه الجراحات ساعات من العمل والتركيز الشديدين والتحكم المطلق فى حركة يديه
وأصابعه ،آل تؤثر ساعات الصيام الطويلة (وخصوصا )فى نهاية نهار رمضان على قدرته على التحكم
فى أصابعه فى إستخدام مبضعه وأدواته فى التعامل مع أجهزة المريض الدقيقة مثل العصاب والوردة
والشرايين ،وغيرها مما يعرض حياة المريض للخطر أو الوفاة والموت .فهنا ،هل يكمل صومه مع
وجود إحتمال كبير إلى تعريض حياة المريض للخطر ؟؟ أم يفطر ويتقن عمله وينقذ مريضه ؟؟؟؟
وكذلك ،السباح المنوط به حماية المصطافين والطفال من مرتادى الشواطىء ،هل الفضل له الفطار مع
تأدية واجبه على أكمل وجه وإنقاذ الغرقى من خطر الموت المحقق ؟؟ أم الصيام مع إحتمال عدم قدرة
على تنفيذ عمله على وجهه التام ؟؟؟ والمثلة كثيرة ومتعددة .وقد يقول قائل ( ،ربك بيقوى وووو)
وهنا نقول ،اننا قلنا فى الول أنه -أى -الفرد والنسان هو الوحيد القادر على التفرقة الذاتية بين
التقوى ،سواء كانت هذه التقوى فى القدرة على إكمال صومه ،مع عدم الخلل بوظيفته مما يحافظ
معها على حياة .أم أن التقوى ،هى ،فى إفطاره والمحافظة على نفسه للمحافظة على حياة الناس ..
وأنه الوحيد القادر على التفرقة بينه وبين نفسه وبينه وبين ال بين التقوى وإتباع الهوى وغواية
الشيطان ( ...هذه وجهة نظرى الشخصية فى فهم هذا الموضوع -وال أعلم )..
ل يوجد هناك أيام مفروضة علينا من ال ضاعت واختفت ,فإن أول الخطاب الى آخره يتكلم عن شهر
رمضان
قال تعالى
(( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون #أَيّامًا ّمعْدُودَاتٍ َفمَن
طوّعَ خَيْرًا طعَا ُم ِمسْكِينٍ َفمَن َت َ ن أَيّامٍ ُأخَرَ وَعَلَى الّذِينَ ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َي ٌة َ سفَرٍ َفعِدّةٌ مّ ْ علَى َ كَانَ مِنكُم مّرِيضًا َأوْ َ
ن الّ ِذيَ أُن ِزلَ فِيهِ ا ْلقُرْآنُ هُدًى لّلنّاسِ شهْرُ َرمَضَا َ َف ُهوَ خَيْ ٌر ّل ُه َوأَن تَصُومُواْ خَيْ ٌر ّلكُ ْم إِن كُن ُتمْ َتعْ َلمُونَ َ #
سفَرٍ َفعِدّ ٌة مّنْ أَيّامٍن مَرِيضًا َأوْ عَلَى َ ص ْم ُه َومَن كَا َ شهْرَ فَلْيَ ُ شهِدَ مِن ُكمُ ال ّ وَبَيّنَاتٍ مّنَ ا ْلهُدَى وَا ْلفُرْقَانِ َفمَن َ
شكُرُونَ ) ُأخَرَ ُيرِيدُ الّل ُه ِبكُمُ الْ ُيسْ َر َولَ ُيرِيدُ ِب ُكمُ ا ْل ُعسْرَ وَلِ ُت ْكمِلُواْ ا ْلعِدّةَ وَلِ ُتكَبّرُواْ الّل َه عَلَى مَا هَدَا ُكمْ وَ َلعَّلكُمْ َت ْ
( البقرة ) 185 : 184
فاكلم من أوله إلى آخره عن شهر رمضان ,ثم أن هذا الشهر توارثه العرب من زمن إبراهيم عليه
الصلة والسلم ,فعندما شق على المسلمين الصوم كما كان يصوم الذين من قبلهم رخص ال لهم رخص
عِلمَ الّلهُ أَ ّن ُكمْس ّلهُنّ ( َ
حلّ َل ُكمْ لَيْ َل َة الصّيَامِ الرّفَثُ إِلَى ِنسَا ِئ ُكمْ هُنّ لِبَاسٌ ّلكُمْ َوأَن ُتمْ لِبَا ٌ جديدة قال تعالى ((ُأ ِ
ب الّلهُ َل ُكمْ َوكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّى ن وَابْتَغُواْ مَا كَتَ َشرُوهُ ّ عفَا عَن ُكمْ فَالنَ بَا ِ ب عَلَ ْي ُكمْ وَ َن أَن ُفسَ ُكمْ فَتَا َ
كُنتُمْ َتخْتَانُو َ
ن َوأَنتُمْ
شرُوهُ ّن ا ْل َفجْرِ ُثمّ أَ ِتمّواْ الصّيَامَ إِلَى اللّ ْي ِل َولَ تُبَا ِ
سوَدِ مِ َ
ن ا ْلخَيْطِ ا َل ْ ض مِ َ
ن َلكُمُ ا ْلخَ ْيطُ الَبْيَ ُ يَتَبَيّ َ
ل َتقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيّنُ الّل ُه آيَا ِتهِ لِلنّاسِ َلعَّل ُهمْ يَ ّتقُونَ ) ...البقرة عَا ِكفُونَ فِي ا ْل َمسَاجِدِ تِ ْلكَ حُدُودُ الّلهِ فَ َ
)-187
تعال نفكر سويا أخ خالد ،اليه 183تتحدث عن الصيام بشكل عام انه فرض قد كتبه ال علينا كما كتبه
على المم التي من قبلنا ،وليس في اليه ذكر لشهر رمضان ل تلميحا ول تصريحا ،
.اليه 184تتحدث عن ايام معدودات ،معدودات تعني انها تعد على اصابع اليد الواحده اي بين
2ــــــ ، 5انظر قوله تعالى ( واذكروا ال في ايام معدودات فمن تعجل في يومين ومن تأخر فل
إثم عليه لمن اتقى )...اليه تتحدث عن الحج الذي يؤدى في ثلثة ايام ،لذا قال ايام معدودات ،كما ان
الهاء في يطيقونه تعود على الصيام نفسه في هذه اليام المعدودات ،وليس على شهر رمضان .
اليه 185تبدأ بجمله خبريه جديده ل تربط باليه السابقه ،وتشريع جديد بصوم شهر رمضان الذي
اختار ال سبحانه ان يجعله شهر إشهار القرآن ،ويبدو من سياق اليه وارتباط صوم رمضان بإشهار
القرآن ان الذين من قبلنا لم يصوموا رمضان بل كانوا يصومون تلك اليام المعدودات فقط ،وان تشريع
صوم شهر رمضان وإكمال عدته جاء لول مره في الرساله المحمديه .
ونتساءل الن كيف توفق بين قوله ايام معدودات وبين شهر اذا كان الحديث عن نفس الموضوع ؟ وما
هي الغايه من التكرار في الرخصه للمسافروالمريض في اليتين اذا كان الحديث عن نفس الموضوع ؟
وأي من اليتين علينا اتباعه في تطبقنا لمر ال ،اليه التي تجيز الفطار والفديه اطعام مسكين ،ام
اليه التي ل تستثني حاله خاصه او عامه من ضرورة الصيام او قضائه في ايام أًخر ،وبما ان القرآن
يخلو تماما من التكرار العبثي ،وكل حرف وكل حركه وكل تكرارفي القرآن لها غايه وسبب وليس مجرد
زياده او تكرار عبثي ،نفهم ان اليتيان 184و 185امران منفصلن للصوم ويجب ان يفهما كل على
حده ،وآية صوم شهر رمضان هي فقط 185وعليه فل عذر ول كفاره لمن يفطر يوما في رمضان وهو
قادر على الصيام.
تقبل ال صيامكم
24-09-2008 - [ ]27203تعليق بواسطة محمود دويكات
ل حول ول قوة إل بال
"فمن شهد منكم الشهر فليصمه" و ليس فليصمها عن اليام .بل فليصمه -كله ... -إن ال يأمركم أن
تذبحوا بقرة ..و ليس البقرة ..فقالوا ادعو لنا ربك يبين لنا ماهي .. ..و هنا ال يقول شهر رمضان ..
فمن شهد منكم الشهر فليصمه ..و الناس هنا تقول ادعو لنا ربك يبين لنا تلك اليام التي يجب صومها..
انتهوا خيرا لكم ..إنما هو إله واحد..
24-09-2008 - [ ]27210تعليق بواسطة خالد حسن
السلم عليكم
إذن لو كان ما ذهبتم إليه أخ سنان صحيح فتكون آية (((( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما
كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) هي أمر لتلك اليام المعدودات التي جاء ذكرها بعد الية أعله
مباشرة
طعَامُ
ن أَيّا ٍم أُخَ َر وَعَلَى الّذِينَ ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َي ٌة َ
سفَرٍ َفعِدّةٌ مّ ْ ((أَيّامًا ّمعْدُودَاتٍ َفمَن كَانَ مِنكُم مّرِيضًا َأوْ عَلَى َ
طوّعَ خَ ْيرًا َف ُهوَ خَ ْيرٌ ّل ُه َوأَن تَصُومُواْ خَيْ ٌر ّل ُكمْ إِن كُن ُتمْ َتعْ َلمُونَ))
سكِينٍ َفمَن َت َ
ِم ْ
ويكون المر بصيام شهر رمضان متمثل بقوله تعالى (( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ))
فكيف تكون تلك اليات المعدودات المتوارثات منذ زمن بعيد مكتوبة على الذين من قبلنا ضاعت واختفت
ول ندري عنها شيئا ؟ وهي معلومة للصحابة والنبي وفجأة إختفت ولكن بقيوا يصوموا رمضان ؟
كلمة معدودات هي لتسهيل وقع الخطاب على السامع ,أي أنها أيام معدودات قلئل فيجب عليك أيها
المسلم التعبد بها وتلك اليام القلئل هن شهر رمضان
مثل كلمة يا عبادي لماذا لم يقل ال يا عبيدي ؟ فهي تخفيف وقع الكلم على السامع
أقدر حجم المفاجأة التى أثارها قراءة قوله تعالى ( وعلى الذين يطيقونه ) ..وأعترف لكم إنه كان عسيرا
على شيخ أزهرى عريق مثلى أن ينصاع الى وضوح الية ،ثم يعلن رأيا يخالف ما أجمعت عليه ضللت
هذه المة ..ولكن مفاجأتى الحقيقية فى ذلك الشرح لكلمة يطيق والذى تفضل به بعض الحبة خصوصا
الستاذ دويكات والستاذ محمد مراد أيهم ..وأعترف انه كان واجبا أن اتوقف بتوضيح ( يطيقونه ) أكثر
وأكثر ،ولكن تم التركيز على توضيح التيسير فى تشريع السلم عموما وتشريع الصوم خصوصا ،
وأشكر للستاذين أنهما أكمل النقص .
أما عن الخطأ فى بداية المقال ـ والذى تفضل أخى الحبيب محمد مراد مهند أيهم بتبريره نحويا ـ فانه ل
يزال خطأ فى السلوب و الفصاحة .والكومبيوتر العتيق الذى أعمل عليه من ضمن السباب فقد تآكلت
حروفه العربية مما يرهق متمرسا بالكتابة فكيف بشيخ مثلى يكتب ببطء وبأصبع واحدة ،ويعانى فى
كتابة الحرف الذى يستلزم استعمال اصبعين معا ؟؟ أحيانا أتهم هذا الجهاز العتيق أنه يعمل ضدى بالتعاون
مع شيوخ الزهر ..
يبقى أن اقول سريعا للستاذين خالد حسن ومحمد البرقاوى :إن مصطلح (الظن ) فى القرآن الكريم هو
غاية فى العمق ،و سنتعرض له بالتفصيل فى بحث كامل فى بباب التأصيل ..وهو قضية أخرى تختلف
عن كلمة بسيطة تكررت ثلث مرات فقط فى القرآن الكريم ،وهى (يطيق ) ومشتقاتها .
أرجو أن يجيب مقالى القادم عن كل التساؤلت ،خصوصا تلك السئلة الذكية التى وجهها لى أخى الحبيب
الستاذ ابراهيم دادى .
وأدعوكم الى استراحة قصيرة مع موضوع رمضانى خفيف نشرته اليوم عن صوم حواء فى مصر
المملوكية ،فى مسلسل (رمضان بين سطور التاريخ )
كل عام وانتم بخير ..كلكم جميعا حتى الستاذ واصل عبد المعطى ..أو (و.ع ) ..هههههههههههههههه
العبيد :هو جمع مفرده عبد مملوك ،أي الـرق ،والعبد المملوك ليملك من أمره شيئا ويكون مكرها في جميع أحواله .فنحن عباد ال
في الدنيا وعبيده يوم الحساب لنملك من المر شيئا .ونرى أن العبودية ل في الحياة الدنيا غير مطلوبة .وإن كانت موجودة فعلً فهي
حكما لغير ال
وتقبلوا احترامي
24-09-2008 - [ ]27225تعليق بواسطة محمود دويكات
على الذين يطيقونه فدية
بعد التفكير مليا في هذه الية في سياق آيات فرض الصيام...إذ ل يمكن أن يفرض ال أمرا و من ثم
يقول هذا المر فيه تطوع!! ..قد يبدو منطقيا أن نفهمها :على الذي يقدرون الصيام و لكن بلغوا طاقتهم
فيه ،فهؤلء عليهم فدية .....و لكن إذا كانت الحال كذلك فهي تدخل ضمن رخصة المرض ..إذا أن
الذي ل يقدر على الصيام من باب أولى أن جسمه ضعيف ...لهذا إذا أعدنا قرءاة اليات بهدوء ...
ن ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َيةٌ
ن أَيّامٍ ُأخَرَ وَعَلَى الّذِي َ سفَرٍ َفعِدّةٌ مّ ْن مِنكُم مّرِيضًا َأوْ عَلَى َ كالتي ( ..أَيّامًا ّمعْدُودَاتٍ َفمَن كَا َ
ن الّ ِذيَ أُن ِزلَ شهْرُ َرمَضَا َ ن َ ع خَيْرًا َف ُه َو خَيْرٌ ّلهُ َوأَن تَصُومُواْ خَيْ ٌر ّل ُكمْ إِن كُن ُتمْ َتعْ َلمُو َطوّ َ
سكِينٍ َفمَن َت َ
طعَامُ ِم َْ
ص ْمهُ ) ...نعم ..يصبح شهْرَ فَلْيَ ُ شهِدَ مِن ُكمُ ال ّ س وَبَيّنَاتٍ مّنَ ا ْلهُدَى وَا ْلفُرْقَانِ َفمَن َفِي ِه الْقُرْآنُ هُدًى لّلنّا ِ
قوله تعالى :و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ل علقة لها بترخيص الفطار ،و إنما تقول :على
القادرين على الصوم عليهم إخراج صدقة كافية لطعام مسكين ..فالجملة ل تتكلم عن إفطار ..و إنما
تشرع شيئا آخر هو ما يسميه الناس صدقة الفطر ...أما التكرار في الرخص فقد يكون من باب التأكيد ..
و يدعم ماذهبنا اليه من فكر قوله تعالى :فمن شهد منكم الشهر فليصمه ..على أنه فرض لزم و عين
على كل شخص قادر ..و على كل حال إن لم يقدر الشخص على الصيام فل يكلف ال نفسها إل وسعها
....إذن حسب منظوري و فهمي لهذه الجملة (على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) فإنها تشرعن
لنا صدقة الفطر و ل علقة لها بترخيص الفطار.
السلم عليكم
بالمس كنت افكر في تفسير الية مجددا ،وراودني تفسير ان الفدية هي تشريع جديد وليس رخصة للذين
يطيقونه ،وها انا اجد الخ محمود دويكات يشير الى هذا ..نعم اعتقد ان ما اشار اليه الخ محمود
صحيح
25-09-2008 - [ ]27233تعليق بواسطة الصنعاني =
لم أفهم
كيف يقول تعالى (كتب عليكم الصيام) ثم تقول يادكتور ان من كان قادر على الصوم ولكنه ليريد ذلك
عليه بالفطار ويطعم على كل يوم أفطر فيه مسكينا .؟
ثانيا ماهو حكم دائمي المرض الذين ليُرجى من شفائهم (،عدة من ايام أخر ؟!) ام اطعام على كل يوم
افطروا فيه مسكينا.؟
ارى ان التفسير الذي اعتدنا عليه هو التفسير المنطقي وكما قلت سابقا ان المور الثابته لتحتاج الى
اجتهاد ال اذا كان هناك دليل قوي يخالفه ،وهذا غير موجود في الحالة السابقة وعلى رأي الدكتور عمرو
اسماعيل ( الكثير من السفسطة في تفسير أو تدبر القرآن ضرره أكثر من نفعه ).
ارى يادكتور وال أعلم انك حاولت ايجاد حكم لمن افطر عمدا ً من القرآن فلم تجده فحاولت في تعديل
التفسير المعتاد ليجاد هذا الحكم ،ولكنك اصلحت شيئا وخربت اشياء من هذا الجتهاد (.مع احترامي لك).
الجتهاد مطلوب في المور الفرعية اما المور الساسية (صلة ،صوم ،حج ...الخ) فالجتهاد ليكون ال
بدليل او ادله قويه وال يكون ابتداع.
والسلم عليكم.
كما تفضل أخي الفاضل محمد مهند مراد أيهم وأخي محمود دويكات ،فإن الطاقة هي أقصى حد للتحمل
سواء في الصيام أو في القضاء.
فمثل نقول :أنا أطيق سخونة الماء ،هذا يعني لنه إذا ارتفعت حرارة الماء قليل أصبحت ل أطيقه.ونفس
الطريقة تنطبق على الصيام والقضاء .
من ناحية أخرى ،فإن كلمة( كتب) ثم أتبعها ال بالستثناءات تعني أن كل من يستطيع الصيام وجب عليه
الصيام .ويحدد رخصته في الفطار أمران :أول :التقوى .وثانيا الطبيب المختص(أولي المر منكم).
من ناحية أخرى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه تعني لي ما يلي:
-2من وصل بلدا أهلها صائمون أو مفطرون سواء الصوم أو الفطار اليومي ،أو نهاية الشهر .فعليه
اللتزام بتقويم ذلك البلد في الصوم والفطار.
فلو خيرت بين دفع 500دولر طعام مسكين لمدة شهر أو جهاد الصوم لخترت أن أدفع المبلغ .
تحياتي ومحبتي
لو كان هناك رخصة لفطار الغنى عن طريق إطعام المساكين لصبح هناك فضل للغنى عن الفقير فى
مناسك السلم ولصبح السلم طبقيا ..
وهذا يذكرنى بمن كان يدفع الموال للتخلف عن التجنيد ( شرف الدفاع عن الوطن ) عندما كان القانون
المصرى الغبى يسمح بذلك ..
إقتباس :
طعَامُ
ن ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َيةٌ َ
ن أَيّامٍ ُأخَرَ وَعَلَى الّذِي َ
سفَرٍ َفعِدّةٌ مّ ْ { (أَيّامًا ّمعْدُودَاتٍ َفمَن كَانَ مِنكُم مّرِيضًا َأوْ عَلَى َ
شهْرُ َرمَضَانَ الّ ِذيَ أُن ِزلَ فِيهِ طوّعَ خَ ْيرًا َف ُهوَ خَ ْيرٌ ّل ُه َوأَن تَصُومُواْ خَيْ ٌر ّل ُكمْ إِن كُن ُتمْ َتعْ َلمُونَ َ
سكِينٍ َفمَن َت َ
ِم ْ
ص ْمهُ ) ...نعم ..يصبح قوله شهْرَ فَلْيَ ُ
شهِ َد مِنكُمُ ال ّ ت مّنَ ا ْلهُدَى وَا ْلفُرْقَانِ َفمَن َ س وَبَيّنَا ٍا ْلقُرْآنُ هُدًى لّلنّا ِ
تعالى :و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ل علقة لها بترخيص الفطار ،و إنما تقول :على
القادرين على الصوم عليهم إخراج صدقة كافية لطعام مسكين ..فالجملة ل تتكلم عن إفطار ..و إنما
تشرع شيئا آخر هو ما يسميه الناس صدقة الفطر } ...
واننى أعلم لو اعطانى ال من العمر مائة سنة فلسوف لن أتوقف عن الصلة طالما لدى عقل ( حتى وإن
خارت جميع قواى ) ..ولكن فى نفس الوقت إن وصلت بالعمر إلى مائة سنه فالبقطع لن اطيق الصيام
سواء أكنت فقيرا معدوما أم غنيا موسرا ..وبالتالى ليس على الصيام ( فى هذا العمر ) لننى لن أطيقه
وليس على زكاة فطر لننى أساسا لست أطيق الصيام شرعا ..
الخلصة:
ما أراه هو ليس هناك بالقرآن كفارة لعدم الصيام لمن كان يطيقه ..بدلله حتى الذى يطيقه عليه عده من
أيام أخر ..والذى يطيق الصيام عليه الصيام ( أو عدة من أيام أخر ) وعليه زكاة الفطر ( إن كان
يطيقها )..
اما الذى ل يطيق الصيام ( سواء أكان غنيا أم فقيرا ) فليس عليه الصيام وليس عليه أخراج زكاة الفطر
كما ذهبتكم ..وأرى أيضا أن "يطيقونه" تعود على شهر رمضان بأكمله وليس يوما واحد من رمضان
..أكرر ..تعود على صيام شهر رمضان باكمله وليس يوما واحدا من رمضان ..والمقدرة على إخراج
زكاة الفطر أيضا ..فل يقتنع عقلى بأن ال سيطلب من المعدم الذى ليس له من مال والذى يطيق
الصيام أن يخرج زكاة فطر ..بل بالعكس هذا هو من وجب أن يتلقى زكاة الفطر من الخرين ..
أما كلمك (ما أراه هو ليس هناك بالقرآن كفارة لعدم الصيام لمن كان يطيقه ..بدلله حتى الذى يطيقه
عليه عده من أيام أخر ..والذى يطيق الصيام عليه الصيام ( أو عدة من أيام أخر ) وعليه زكاة الفطر
( إن كان يطيقها ) )..فنعم الكلم و به نقول ..أما كلمك (اما الذى ل يطيق الصيام ( سواء أكان غنيا أم
فقيرا ) فليس عليه الصيام وليس عليه أخراج زكاة الفطر كما ذهبتكم) ..فأنا لم أذهب الى القول أن هناك
زكاة فطر على الذي ل يطيق الصيام ....و إن كان منطقيا و كأنه يفتدي نفسه من عدم الصيام ...بشرط
أن يكون يطيق دفع الفدية..و لكن ل أقول به ..أما قولك (وأرى أيضا أن "يطيقونه" تعود على شهر
رمضان بأكمله وليس يوما واحد من رمضان ..أكرر ..تعود على صيام شهر رمضان باكمله وليس يوما
واحدا من رمضان ..والمقدرة على إخراج زكاة الفطر أيضا) فنعم لمقولة يطيقه تعود على كل من الصيام
و إخراج الصدقة (فيصبح الضمير فيها مثاني يعود على اسمين -على رأي الربانيين) أما مقوله ان
يطيقه تعود على شهر رمضان بأكلمه ..فهذا ما لم أقل به ..وإن كان يحتمل صوابا عظيما......و
الصواب العظيم هو أنه إن كان عليه دفع فدية عن كل يوم فإن مجمل الثلثين يوما ستكون مال كثيرا على
الصائم و هو حرج ..على كل حال إن كان ل يطيق الدفع فقد يذهب بقولك أنه عليه إخراج صدقة عن كل
رمضان مرة واحدة بما يكفي لطعام مسكين واحد ...و به يعمل معظم المسلمون هذه اليام..و بالتالي به
أقول أيضا لمنطقيته.
و ال أعلم
{ يصبح قوله تعالى :و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ل علقة لها بترخيص الفطار ،و إنما
تقول :على القادرين على الصوم عليهم إخراج صدقة كافية لطعام مسكين}
وجملتكم التى تقول (إنما تقول :على القادرين على الصوم عليهم إخراج صدقة كافية لطعام مسكين)
معلوما أنها جملة (( ضمنيا )) تحقق نفى عكسها التالى { ليس على غير القادرين على الصوم إخراج
صدقة كافية لطعام مسكين}
{ أنا لم أذهب الى القول أن هناك زكاة فطر على الذي ل يطيق الصيام }
ليس فى محله ..أننى لم أقولكم ل مباشرا أو غير مباشرا ب ( هناك زكاة فطر على الذي ل يطيق
الصيام ) ..
أننى قلت التى:
{ إننى أرى اما الذى ل يطيق الصيام ( سواء أكان غنيا أم فقيرا ) فليس عليه الصيام وليس عليه أخراج
زكاة الفطر كما ذهبتكم }
أى أننى أرى ما تذهبون إليه ول اخالفكم ..ولم أقل التالى :
{إننى أرى اما الذى ل يطيق الصيام ( سواء أكان غنيا أم فقيرا ) فليس عليه الصيام وليس عليه أخراج
زكاة الفطر كما لم تذهبون }
عموما خلصة ما أراه ..كانت تتضمن ..أشياء أنتم ذهبتم إليها ووافقتكم عليها +أشيئا جديدة
وضعتها أنا ..
ورمضان كريم على الجميع ..
أرى أن الستاذ الكريم محمود دويكات قد خطا خطوة هامة في تدبر معنى قول ال تعالى ( و على الذين
يطيقونه فدية إطعام مسكين ) و هي أن الفدية هي زكاة الفطر التي دأبنا على إخراجها عقب نهاية كل
شهر رمضان حتى نطهر صيامنا من بعض اللمم و ال تعالى أعلم بذلك .كما يبدو أن كلم الستاذ محمود
دويكات سيخالف ما يتبناه دكتورنا الفاضل أحمد صبحي من فكرة كون صلتي العيد و الضحى مبتدعتان
في السلم ،و أنا أضم صوتي لفكرة الستاذ محمود و لعلي أضيف على كلمه ما يلي :فرض علينا
الصيام كمسلمين كما فرض على الذين من قبلنا أي أن شهر رمضان معروف للمم السابقة كما اتفقنا
جميعا .و في سورة المائدة ذكر ال تعالى قصة المائدة التي أنزلها ال تعالى على عيسى عليه السلم و
أصحابه المؤمنين حتى تكون عيدا لولهم و آخرهم ،و حسب ما فهمته من الية الكريمة هي أن المائدة
جاءت إحتفال بما بعد رمضان الذي صامه عيسى عليه السلم و المؤمنون و المقصد من قوله تعالى
( عيدا لولنا و آخرنا ) أن المائدة سيحتفل بها جميع المؤمنين الذين جاؤوا من بعد عيسى عليه السلم و
أن عيد المائدة ليس حكرا على النصارى فقط فكل أتباع ال تعالى و رسله و الذين يتمسكون بالدين القويم
علَيْنَا مَائِدَ ًة مِنَ ك أَنْ يُ َن ّزلَ َن مَرْ َيمَ َهلْ َيسْ َتطِيعُ رَبّ َ ن يَا عِيسَى ابْ َ
حوَارِيّو َ هم المؤمنون حقا ( .إِذْ قَا َل ا ْل َ
طمَئِنّ قُلُوبُنَا وَ َنعْ َلمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا ن كُنْتُمْ ُم ْؤمِنِينَ ( )112قَالُوا ُنرِيدُ أَ ْ
ن نَ ْأ ُكلَ مِ ْنهَا وَ َت ْ سمَاءِ قَالَ ا ّتقُوا الّلهَ إِ ْ
ال ّ
ن لَنَاسمَاءِ َتكُو ُ ن ال ّ ن الشّاهِدِينَ ( )113قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْ َي َم الّلهُمّ رَبّنَا أَنْ ِزلْ َ
علَيْنَا مَائِدَ ًة مِ َ ن عَلَ ْيهَا مِ َ
وَ َنكُو َ
عِيدًا ِلَأوّلِنَا َو َآخِرِنَا َوآَ َيةً مِنْكَ وَا ْرزُقْنَا َوأَنْتَ خَيرُ الرّازِقِينَ ( )114قَالَ الّل ُه إِنّي مُنَزُّلهَا عَلَ ْي ُكمْ َفمَنْ َي ْكفُرْ َبعْدُ
مِ ْنكُمْ فَإِنّي أُعَذّ ُبهُ عَذَابًا لَا أُعَذّ ُبهُ َأحَدًا مِنَ ا ْلعَا َلمِينَ ( - )115المائدة ) .أما بخصوص صلة عيد الضحى
ك وَا ْنحَرْ ( )2إِنّ صلّ لِرَبّ َ عطَيْنَاكَ ا ْل َكوْثَرَ ( )1فَ َ فأقول أنها واضحة في القرآن الكريم في سورة الكوثر ( إِنّا أَ ْ
شَانِئَكَ ُهوَ الْأَبْ َترُ ( ) )3و قد تعلمنا في حصة اللسانيات ( ) Linguisticsأن كلمة الكوثر هي كلمة
آشورية قديمة كانت تعني النعام الكثيرة و لعل تفسير قول ال تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر ) تعني أن ال
تعالى منّ على رسوله الكريم بالنعام الكثيرة و لذلك أمره أن يصلي و يذبح ل تعالى شكرا على عطائه
الكثير و هو نفس النسك الذي نفعله في العياد .و خلصة الكلم أن العلم ل تعالى وحده.
أما قضية العيدين ..فأنا مع الدكتور أحمد و لكن أخرج عنه بمقدار قيد أنملة ..و ليس هناك ل ضمنا و
ل صراحة أي تخصيص لعيد -حسب القرءان -و لكن ل أرى في العيدين أي مشكلة خاصة أنها تجمع
الناس و يتصافحون ...الخ ..أما صلة العيد فلست أراها إل تطوعا ..أو من النوافل .. .و قيد النملة
هو أن دكتور منصور قد يعتبرها بدعة ملفقة في الدين و أما أنا فأعتبرها اجتهادا جميل على شرط حسن
استخدامه ..و ليس كما يحدث هذه اليام إن تتحول خطبة صلة العيد الى مناقشة سياسية تتحدث عن
بوش و شلته و يبدأ الصياح و العويل ..الخ و كأن الناس ناقصها غم يعني! ..أنا عادة أفركها بعد
الصلة و أترك الخطيب قائما يهذي ...و أحيانا أخرى ل أصليها أصل.
و ال أعلم طبعا
.2لماذا تكرر سبب الفطار إذا كنا مرضى أو على سفر مرة مع اليام المعدودات بالضافة إلى الطاقة
ومرة مع شهر رمضان بدون ذكر الطاقة؟
مع العلم أن الضمير في يطيقونه يرجع إلى الصيام أياما معدودات وليس إلى شهر رمضان الذي ذكر بعد
ذلك في آية منفصلة.
.3لماذا ذكر القرءان لفظ مريض ولم يذكر لفظ مسافر وإنما قال (على سفر) وهذا التعبير جاء في
القرءان خمس مرات مرتبطا بالمرض في أربعٍ منها.
.4ما علقة (الفدية على الذين يطيقونه) بالتطوع خيرا؟ وهل التطوع خيرا هنا إنفاق فوق الفدية أم صيام
إذا كان معنى يطيقونه بمعنى يستنفد طاقتهم على رأي بعض الخوة؟.
.5لمن يرجع التعبير (وأن تصوموا خيرا لكم)؟ هل يرجع إلى الذين يطيقونه أم إلى المرضى والذين على
سفر؟
وال يهدينا وإياكم الصواب
إقتباس:
{مع العلم أن الضمير في يطيقونه يرجع إلى الصيام أياما معدودات وليس إلى شهر رمضان الذي ذكر بعد
ذلك في آية منفصلة}.
ب عَلَى الّذِينَ مِن قَبْ ِل ُكمْ َلعَّل ُكمْ تَ ّتقُونَ أَيّامًا ّمعْدُودَاتٍ َفمَن كَانَن آمَنُواْ كُتِبَ عَلَ ْي ُكمُ الصّيَامُ َكمَا كُتِ َ { يَا أَ ّيهَا الّذِي َ
ع خَيْرًا َف ُهوَ طوّ َ
سكِينٍ َفمَن َت َ
طعَامُ ِم ْن ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َيةٌ َ ن أَيّامٍ ُأخَرَ َوعَلَى الّذِي َ سفَرٍ َفعِدّةٌ مّ ْ مِنكُم مّرِيضًا َأ ْو عَلَى َ
ت مّنَ ن الّ ِذيَ أُن ِزلَ فِيهِ ا ْلقُرْآنُ هُدًى لّلنّاسِ وَبَيّنَا ٍ شهْرُ َرمَضَا َن َ خَيْرٌ ّلهُ َوأَن تَصُومُواْ خَيْ ٌر ّل ُكمْ إِن كُن ُتمْ َتعْ َلمُو َ
ص ْمهُ .. }..البقرة 185 - 183 شهْرَ فَلْيَ ُ شهِدَ مِن ُكمُ ال ّ ا ْلهُدَى وَالْفُ ْرقَانِ َفمَن َ
ُ " -1يطِيقُو َنهُ" ( ضمير مذكر ) هنا تعود أساسا على "الصّيَامُ" الذى كتب علينا ( وعلى الذين من قبلنا"
الذى جاء فى البقرة .. 183
-2صحيح أن ال قال بعدها أنها "أَيّامًا ّمعْدُودَاتٍ" ولكن لم يوضح لنا تعالى فى البقرة 183أو البقرة
184ما هو طول مدة الصيام ليام معدودات ..وأين يقع الصيام (هذه اليام المعدودات ) خلل التقويم ..
والهم غير واضحا على وجهه اليقين من سياق الية ..هل هذه اليام المعدودات "تخصنا فقط" ..أم
تخص "من قبلنا" فقط ..أم "تخصنا وتخص من قبلنا" ..
- 3وإنما من الجهة الخرى ..أوضح سبحانه تعالى باليقين طول مدة الصيام (( لنا )) الذى أخبرنا ال
عنه تعالى ( فى البقرة .. ) 183وأين يقع خلل التقويم ..بقوله تعالى فى البقرة : 185
ص ْم ُه } ..البقرة 185
شهْرَ فَلْيَ ُ
شهِ َد مِنكُمُ ال ّ
{ َفمَن َ
وبالتالى " ُيطِيقُو َنهُ" تعود بالساس على "الصّيَامُ " ذاته الذى كتب علينا ..الذى هو شهر رمضان بالمؤكد
الذى جاء بالبقرة .. 185لن لو كان هناك أى لبس لن الضمير يعود على "أَيّامًا ّمعْدُودَاتٍ" بدل
من شهر رمضان ( الصيام الذى كُتب علينا بالبقرة ) 185لجاءت " ُيطِيقُو َنهُا" ( ضمير مؤنت ..لوجود
"معدودات" وليس "معدودة" ) بدل من " ُيطِيقُو َنهُ"..
تحياتى ..
أولى إبتدائى بتاعتى من بلدك يا حبيبى ..فلسطين ..والتعليم من الصغر كالنقش على الحجر ..
ما دمنا قادرين على الصيام نصوم.وما دمنا قادرين على الصدقة المالية نتصدق .
تحياتي
صيام رمضان بين السلم والفقه السّنى ( ) 3ملمح الصوم فى الفقه السنى
بقلم :احمد صبحي منصور
مقدمة :
فى المقال الول عن الصوم فى تشريع السلم قلت:
(التقوى هنا هى ضمير الصائم الذى يمتنع عن الطعام والشراب والعلقة الجنسية مع الزوجة ابتغاء
مرضاة ال تعالى .هو بذلك يتعامل مباشرة مع ربه فيخشى ال جل وعل بالغيب ،أى حين يكون وحيدا
منفردا يتمسك بصومه حيث ل رقيب ول حسيب عليه سوى موله عز وجلّ .ولذلك كانت عبادة الصيام
علَى الّذِينَوسيلة لتعلم التقوى ،أو على حد قوله تعالى (يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَ ْيكُ ُم الصّيَامُ َكمَا كُتِبَ َ
مِن قَبْ ِل ُكمْ َلعَّلكُمْ تَ ّتقُونَ ).
وفى التقوى تجد الجابة عن كل التساؤلت التى يسأل عنها الصائمون ،وهى البديل المثل الذى يستغنى
به المسلم الصائم عن كل تلك الثرثرة الفقهية والخزعبلت التى حفلت بها كتب الفقه .ونعطى أمثلة :
* فالقرآن الكريم لم يحدد ماهية السفر الذى يسبب ارهاقا يتساوى مع المرض ،وترك ذلك لتقدير الضمير
المؤمن .
* ولم يحدد نوع المرض الذى يستدعى الفطار.المؤمن المتقى عليه أن يأخذ رأى الطبيب المختص ـ
وليس الفقيه ـ فى تحديد هل مرضه يستوجب الفطار أم أن الصوم ل يضره ؟
* وليس فى القرآن الكريم تلك الثرثرة الفقهية عن صوم أوعدم صوم الحامل والمرضعة ،وحكم تقبيل
الصائم لزوجته ،لن كل ذلك متروك لضمير الصائم وتقواه.
سكِينٍ) . طعَامُ ِم ْ* ولم يحدد الفدية التى يدفعها المفطر غير المريض وغير المسافر ،قال فقط (فِدْ َيةٌ َ
التحديد يخضع لتقوى المسلم ،هل يعطى طعاما فاخرا أم معتدل ،وهل يعطى طعاما عينيا أو مال يقوم
مقام الطعام ،وما هو الواجب على الغنى والفقير ؟ كل ذلك يقدره ضمير المؤمن الذى يسعى لرضا ربه
جل وعل عليه .
ع خَيْرًا َف ُهوَ خَيْ ٌر ّلهُ َوأَن
طوّ َ
وفى الحوال السابقة جاءت إشارة لطيفة للتقوى فى قوله تعالى ( َفمَن َت َ
ن ) ،وهى تخاطب من يستطيع الصوم ويطيقه ويقدرعليه ولكن يفطر تَصُومُو ْا خَيْرٌ ّل ُكمْ إِن كُنتُمْ َتعْ َلمُو َ
ويعطى فدية ،وموجهة أيضا لمن يستطيع الصيام فى السفر والمرض ولكن يختار الفطار.
* وجاء تحديد بداية الصوم ونهايته أيضا موكول الى ضمير المؤمن الصائم ،فالبداية من حين يتبين له
ـ هو ـ الخيط البيض من الخيط السود من الفجر.ويمكنه احتياطا أن يمسك عن الطعام قبلها .وحدد
وقت الفطار بالليل ،والغروب هو بداية الليل ،أى يمكنك شرعا أن تفطر بمجرد غروب الشمس ،ولكن
لمن أراد التيقن و التأكد أن يفطر بعدها بعدة دقائق ) .
وتعرض المقال الثانى ( وعلى الذين يطيقونه ) تحليل لمعنى ( يطيقونه )أى يقدرون عليه بمشقة .
ومن الطبيعى أنه بعد أن غطى تشريع القرآن كل المطلوب فى تشريع الصوم فان ما يتبقى لن يكون سوى
ثرثرة ل لزوم لها ،أو إختراع يخالف التشريع السلمى القرآنى.
وهذا بالضبط ما وقع فيه الفقه السّنى .
نتعرض فى هذا المقال للفوارق الساس التى أحدثها الدين السّنى فى تشريع الصوم ،وإيجازا فسنعرض
لهم ما جاء فى أهم أسفار الدين السّنى وهى موطأ مالك ،والم للشافعى و البخارى .
وبإيجاز أيضا نقول إن الفقه السنى خالف تشريع الصوم السلمى فى ثلثة ملمح :الثرثرة ،ثم
إختراعات فى التغليظ تخالف منهج القرآن الكريم فى التيسير ،وأخيرا العتداء على حق ال جل وعل فى
التشريع فيما يخص الحلل والحرام فى الصيام.
ونتوقف معها ببعض الشرح .
أول :الثرثرة
كانت الثرثرة موجزة فى بدايتها مع موطأ مالك ،ثم توسع فيها الشافعى ،زاد عن الشافعى من جاء
بعده ،وظلت الثرثرة فى إزدياد الى حد أن تألفت كتب ضخمة فى أحكام الطهارة و الصيام والصلة ..ثم
جاء العصر المملوكى الذى قام بشرح كتب السابقين والبناء على ما فيها من ثرثرة وتخيل احكام فقهية
عبثية ،ثم أصبحت حالة مرضية ( نسبة للمرض ) فى العصر العثمانى .وورثنا فى التعليم الزهرى القديم
كتبا فى الفقه تتجادل حول من ( زنا بأمه فى جوف الكعبة فى نهار رمضان ..ماذا عليه من الثم ؟)
( ومن ابتلع بصاق الصديق هل يفطر ؟ ) و(أصبع الصديق فى دبر صديقه هل تفطر ) ..وتفاهات من هذا
القبيل تستدعى تدخل المحكمة الدولية !!..
ونعرض للمحات من بدايات اللغو والثرثرة ..
الثرثرة (الجنسية )
الموطأ
بدأت الثرثرة فى موطأ مالك ،ونقتطف منها مثال ؛ ففى (باب مَا جَاءَ فِي صِيَامِ الّذِي يُصْ ِبحُ جُنُبًا فِي
ن عَبْدِ َرمَضَانَ ) نرى مالك قد جاء بأحاديث تؤكد أن ذلك ل يبطل الصوم ،منها َ (:وحَدّثَنِي عَنْ مَالِكٍ ،عَ ْ
جىِ النّبِيّ شةََ ،وأُمّ سَ َل َمةَ َز ْو َن عَا ِئ َ ث بْنِ ِهشَامٍ ،عَ ْ حمَنِ ْبنِ ا ْلحَارِ ِ ن عَبْدِ ال ّر ْ ن أَبِي َبكْ ِر بْ ِسعِيدٍ ،عَ ْ رَ ّب ِه بْنِ َ
لمٍ ع غَ ْيرِ احْتِ َ جمَا ٍصلى ال عليه وسلم أَ ّن ُهمَا قَالَتَا كَانَ َرسُولُ الّلهِ صلى ال عليه وسلم يُصْ ِبحُ جُنُبًا ِمنْ ِ
فِي َرمَضَانَ ُثمّ يَصُومُ .) .وأى إنسان عادى ل يرى بأسا فى أن يبيت المؤمن على جنابة ثم يستيقظ
ليصوم .فالجنابة جاءت فى الليل وقت الفطار .وهذا ل يستدعى تفصيل ..ولكنها مجرد ثرثرة .
الم للشافعى
س َل وَ َلمْ
والشافعى فى كتابه (الم ) لخص الحاديث التى ذكرها الموطأ بقوله ( َمنْ احْتَ َلمَ فِي َرمَضَانَ اغْ َت َ
ص ْو َمهُ ) .ثم زاد فتخيل أو تصور سلَ ُثمّ أَ َتمّ َ سلَ اغْ َت َن َيغْ َت ِب أَهْ َلهُ ُث ّم طَلَعَ ا ْل َفجْرُ قَ ْبلَ أَ ْ
ك مَنْ أَصَا َ َيقْضِ َوكَذَلِ َ
ص ْو َمهُ؛جهُ ِمنْ سَاعَ ِت ِه أَ َتمّ َ وضعا جنسيا وأفتى مقدما بالحكم فيه ،قال ( َوإِنْ طَلَ َع ا ْل َفجْرُ وَ ُه َو َمجَامِعُ فَ َأخْ َر َ
ج وَقَدْ بَانَ َلهُ ا ْل َفجْرُ ح ّر َكهُ ِلغَيْرِ إخْرَا ٍ ن ثَبّتَ شَيْئًا آخَرَ َأوْ َ جمَاعِ إلّا ِبهَذَاَ ،وإِ ْ ن ا ْل ِ
ج مِ ْ لِأَ ّن ُه لَ َيقْدِ ُر عَلَى ا ْلخُرُو ِ
كَفّرَ) .
الثرثرة والتناقض
والثرثرة ل تلبث أن توقع فى التناقض ،فقد اختلفوا ـ مثل ـ فى موضوع هل من يقبّل زوجته يفطر:
مالك :
جاء مالك فى الموطأ بالحاديث المختلفة المتناقضة تحت عنوانين يؤكدان هذا التناقض ،هما ( :باب مَا
صةِ فِي ا ْلقُبْ َلةِ لِلصّا ِئمِ ) ( باب مَا جَاءَ فِي ال ّتشْدِيدِ فِي الْقُبْ َل ِة لِلصّا ِئمِ ). جَاءَ فِي ال ّرخْ َ
فى الدفاع عن القبلة وأنها ل تفطر انتهك مالك حرمة بيت النبى محمد عليه السلم بأحاديث موضوعة من
شةَ ُأمّ ا ْل ُم ْؤمِنِينَ - ،رضى ال عنها ن أَبِيهِ ،عَنْ عَا ِئ َ ن مَالِكٍ ،عَنْ ِهشَا ِم بْنِ عُ ْروَةَ ،عَ ْ نوعية َ ( :وحَدّثَنِي عَ ْ
حكَتْ ) .و ( ضِجهِ وَ ُه َو صَا ِئمٌ ُ .ثمّ َ ن كَانَ َرسُولُ الّلهِ صلى ال عليه وسلم لَ ُيقَ ّبلُ َبعْضَ أَ ْزوَا ِ -أَ ّنهَا قَالَتْ إِ ْ
عنْ مَاِلكٍ ،عَنْ زَيْ ِد بْنِ َأسْ َلمَ ،أَنّ أَبَا هُرَ ْيرَةََ ،وسَعْدَ ْبنَ أَبِي وَقّاصٍ ،كَانَا يُ َرخّصَانِ فِي ا ْلقُبْ َلةِ لِلصّا ِئمِ َوحَدّثَنِي َ
).
ع ْروَةَ ن ُ وفى التجاه ( المعاكس ) حوربت القبلة فى الموطأ بأحاديث مثل ( قَالَ َيحْيَى قَا َل مَالِكٌ قَالَ ِهشَامُ بْ ُ
ن عَبْ َد الّلهِ ن مَالِكٍ ،عَنْ نَافِعٍ ،أَ ّ قَا َل عُ ْروَ ُة بْنُ الزّبَيْ ِر َلمْ أَ َر ا ْلقُبْ َلةَ لِلصّا ِئ ِم تَدْعُو إِلَى خَ ْيرٍ ).و (( َوحَدّثَنِي عَ ْ
ن ا ْلقُبْ َلةِ ،وَا ْلمُبَاشَرَةِ ،لِلصّا ِئمِ ) . ن يَ ْنهَى عَ ِعمَرَ ،كَا َ ن ُ بْ َ
ن عَبّاسٍ، ن عَبْ َد الّلهِ بْ َن َيسَارٍ ،أَ ّ عطَا ِء بْ ِ ن َن َأسْلَمَ ،عَ ْ وبعضها توسط مثل ( َوحَدّثَنِي عَنْ مَالِكٍ ،عَنْ زَيْ ِد بْ ِ
ب). ن ا ْلقُبْ َلةِ ،لِلصّا ِئمِ َفأَ ْرخَصَ فِيهَا لِلشّ ْيخِ َوكَرِ َههَا لِلشّا ّ سُ ِئلَ عَ ِ
الشافعى :
وجاء الشافعى فحاول التوفيق بين الراء المتناقضة بعد أن كرر الحاديث المختلفة ثم قال ( :لَ ْيسَ اخْتِلَفًا
مِ ْن ُهمْ :وَ َلكِنْ عَلَى الِاحْتِيَاطِ ،لِئَلّا َيشْ َتهِيَ فَ ُيجَامِعَ ،وَ ِبقَدْرِ مَا يَرَى مِنْ السّا ِئ ِل َأوْ َيظُنّ ِبهِ) .
البخارى
كرر ما سبق فى ( باب الْقُبْ َل ِة لِلصّا ِئمِ ) وزاد حديثا بذيئا يقول :
ن أَبِين أَبِي كَثِيرٍ ،عَ ْ ن أَبِي عَبْدِ الّلهِ ،حَدّثَنَا َيحْيَى بْ ُ (1963ـ حَدّثَنَا ُمسَدّدٌ ،حَدّثَنَا َيحْيَى ،عَنْ ِهشَامِ بْ ِ
ت بَيْ َنمَا أَنَا مَعََ ،رسُولِ الّلهِ صلى ال ب ابْ َنةِ ُأمّ سَ َل َمةَ ،عَنْ ُأ ّمهَا ـ رضى ال عنهما ـ قَالَ ْ سَ َل َمةَ ،عَنْ زَيْنَ َ
ت َنعَمْ .فَ َدخَلْتُ ك أَ ُن ِفسْتِ " .قُلْ ُ ب حِيضَتِي َفقَالَ " مَا لَ ِ خمِي َلةِ إِذْ حِضْتُ فَا ْنسَلَلْتُ ،فَ َأخَذْتُ ثِيَا َ عليه وسلم فِي ا ْل َ
ن إِنَا ٍء وَاحِدٍَ ،وكَانَ ُيقَبُّلهَا وَ ُهوَ ي وَ َرسُولُ الّلهِ صلى ال عليه وسلم َيغْ َتسِلَنِ مِ ْ خمِي َلةَِ ،وكَانَتْ هِ َ َم َعهُ فِي ا ْل َ
صَا ِئمٌ) .
الحتجام :
(اى باسالة الدم اعتقادا منهم فى الشفاء بهذه الطريقة ) وهوأمر عادى ل يبطل الصوم لنه ل يدخل فى
الطعام والشراب ،ولكن التقعر الفقهى جعله مدارا للثرثرة .
الموطأ
جاء مالك بأحاديث تدل على ان بعض الصحابة كان يحتجم وبعضهم لم يكن ،كقوله تحت باب ( باب مَا
ن َيحْ َتجِمُ وَ ُهوَ عمَرَ ،أَ ّنهُ كَا َعنْ عَبْ ِد الّل ِه بْنِ ُ ن مَالِكٍ ،عَنْ نَافِعٍَ ، حجَا َمةِ الصّا ِئمِ ( حَدّثَنِي َيحْيَى ،عَ ْ جَاءَ فِي ِ
شهَابٍ، ن ابْنِ ِ عنْ مَاِلكٍ ،عَ ِ جمْ حَتّى ُي ْفطِرَ َ ().وحَدّثَنِي َ صَا ِئمٌ -قَالَ ُ -ثمّ َترَكَ َذلِكَ َبعْدُ َفكَانَ إِذَا صَامَ َلمْ َيحْ َت ِ
ن مَالِكٍ ،عَنْ جمَانِ َو ُهمَا صَا ِئمَانِ َ ( ).وحَدّثَنِي عَ ْ ع َمرَ ،كَانَا َيحْ َت ِ ن ُ ن أَبِي َوقّاصٍ ،وَعَبْ َد الّلهِ بْ َ سعْدَ بْ َأَنّ َ
جمَ َقطّ ِإلّ َو ُهوَ صَا ِئمٌ ن َيحْ َتجِمُ َو ُهوَ صَا ِئمٌ ُث ّم لَ ُي ْفطِرُ .قَالَ َومَا َرأَيْ ُتهُ احْ َت َ ن أَبِيهِ ،أَ ّنهُ كَا َ ع ْروَةَ ،عَ ْ ن ُ ِهشَامِ بْ ِ
ن أَنْ
خشْ َيةً مِ ْ حجَا َمةُ لِلصّا ِئمِ ِإلّ َ ).ثم أفتى مالك فى تلك القضية الخطيرة بقوله ( قَالَ مَاِلكٌ َل ُتكْرَهُ ا ْل ِ
ن أَنْ ُي ْفطِ َر َلمْ أَ َر عَلَ ْي ِه شَيْئًا وَ َلمْ آمُرْهُ ن ُثمّ سَ ِلمَ مِ ْ ل احْ َتجَمَ فِي َرمَضَا َ ضعُفَ وَ َل ْولَ ذَِلكَ َلمْ ُتكْرَ ْه وَ َلوْ أَنّ َرجُ ً يَ ْ
جمَن احْتَ َ ضعِ ال ّتغْرِي ِر بِالصّيَامِ َفمَ ِ حجَا َمةَ إِ ّنمَا ُتكْرَ ُه لِلصّا ِئمِ ِل َموْ ِ ن ا ْل ِ
ك الْ َي ْومِ الّذِي احْ َتجَمَ فِيهِ لَ ّ بِا ْلقَضَا ِء لِذَلِ َ
ك الْ َي ْومِ .) .س عَلَ ْيهِ قَضَا ُء ذَلِ َ ن ُي ْفطِرَ حَتّى ُي ْمسِيَ َفلَ أَرَى عَلَ ْيهِ شَيْئًا وَلَيْ َ َوسَ ِلمَ مِنْ أَ ْ
وحسنا أن مالك لم يسند ما قاله للنبى بل لبعض الصحابة ،فزعم أن بعضهم كان يحتجم وهو صائم
والخر ل يحتجم ..إذن هى ليست قضية و ليست مشكلة ،أى إنها من المباحات من شاء فعلها ومن شاء
تركها ول إثم على فعلها ول ثواب على تركها ..ولكنه إدمان الثرثرة ..
الم للشافعى
عنْ النّبِيّ -صَلّى جاء الشافعى فكرر ما قاله مالك مع إضافة حديث رواه ثم شكّك فيه ،يقول (وَقَدْ ُر ِويَ َ
حجُومُ) َو ُر ِويَ عَ ْن ُه (أَ ّنهُ احْ َتجَمَ صَا ِئمًا)[ .قَا َل الشّا ِفعِيّ]َ :ولَ جمُ وَا ْل َم ْ
ل عَلَ ْيهِ َوسَّلمَ -أَ ّنهُ قَالَ( :أَ ْفطَرَ ا ْلحَا ِ ا ُ
جةُ فِي حّعنْ النّبِيّ -صَلّى الُ عَلَ ْي ِه َوسَلّمَ -قُلْت ِبهِ َفكَانَتْ ا ْل ُ ت وَاحِدٌ مِ ْن ُهمَا َ أَعْ َلمُ وَاحِدًا مِ ْن ُهمَا ثَابِتًا وَ َلوْ ثَبَ َ
ن َأحَبّ إلَيّ ،وَ َلوْ احْ َتجَمَ َلمْ أَرَهُ ُي ْفطِرُهُ ).وإذن فما الداعى حجَا َمةَ صَا ِئمًا لِل ّتوَقّي كَا َ جلٌ ا ْل َِقوْ ِلهِ ،وَ َلوْ َترَكَ َر ُ
لهذا (القىء ) من الكلم ،سوى أن الشافعى ( يحب ) كذا .
القىء :وبالمناسبة فقد كان (القىء ) من موضوعات الثرثرة الفقهية فى تشريع الصوم السّنى ،مع أن
القىء عكس الطعام والشراب ،ول يفطر به الصائم ،حتى لو تعمده .
الموطأ
ن اسْتَقَا َء وَ ُهوَ عمَرَ ،أَ ّن ُه كَانَ َيقُولُ مَ ِ ن ُ ن عَبْ ِد الّلهِ بْ ِ
ن نَا ِفعٍ ،عَ ْ قال كاتب الموطأ َ ( :وحَدّثَنِي عَنْ مَالِكٍ ،عَ ْ
علَ ْيهِ ا ْلقَضَا ُء ).يعنى يزعم أن من تقيأ عمدا فقد أفطر ،أما ع ُه ا ْل َقىْءُ َفلَيْسَ َ ن ذَرَ َ صَا ِئمٌ َفعَلَ ْي ِه ا ْلقَضَاءُ َومَ ْ
من غلبه القىء فصيامه صحيح.
الم للشافعى :
ع ُه ا ْلقَيْءُ فَلَن ذَرَ َ ب عَلَ ْيهِ ا ْلقَضَا ُء َومَ ْ ن َتقَيّأَ َو ُهوَ صَا ِئمٌ َوجَ َ كرر الشافعى هذا الكتشاف الباهر فقال (مَ ْ
ع َمرَ) .ن ابْنِ ُ ن نَافِعٍ عَ ْ ك عَ ْ علَ ْيهِ ،وَ ِبهَذَا َأخْبَرَنَا مَالِ ٌ قَضَاءَ َ
وفيمن يقضى الصيام :هل يقضى اليام متتالية أم متفرقة .الواضح ان هذا جائز وذاك جائز .ولكن
الثرثرة جعلتهم يختلفون فيها .
مالك :
جاء باحاديث مختلفة نذكر بعضا للتسلية :
ن مُتَتَا ِبعًا مَنْ ع َمرَ ،كَانَ َيقُولُ يَصُومُ قَضَاءَ َرمَضَا َ ن ُ ن عَبْ َد الّلهِ بْ َ ن نَافِعٍ ،أَ ّ عنْ مَاِلكٍ ،عَ ْ َ ( – 678وحَدّثَنِي َ
أَ ْفطَرَهُ ِمنْ َمرَضٍ َأوْ فِي سَفَرٍ ).هنا تتابع فى قضاء الصيام
ن عَبّاسٍَ ،وأَبَا ،هُرَ ْيرَةَ اخْتَ َلفَا فِي قَضَاءِ ن عَبْدَ الّل ِه بْ َ شهَابٍ ،أَ ّ ن ابْنِ ِ عنْ مَاِلكٍ ،عَ ِ (َ - 679وحَدّثَنِي َ
ق بَيْ َنهُ َ .ل أَدْرِي أَ ّي ُهمَا قَالَ ُيفَرّقُ بَيْ َنهُ ).هنا اختلف ق بَيْ َنهُ .وَقَالَ الخَ ُر لَ ُيفَرّ ُ َرمَضَانَ َفقَا َل أَحَدُ ُهمَا ُيفَرّ ُ
هل نتابع قضاء اليام أم نفرق بينها.
عنْ قَضَاءَِ ،رمَضَانَ ن ا ْل ُمسَيّبُِ ،يسْ َألُ َ سعِيدَ بْ َ سمِعَ َ سعِيدٍ ،أَ ّن ُه َ ن َ ن َيحْيَى بْ ِ ن مَالِكٍ ،عَ ْ َ (– 681وحَدّثَنِي عَ ْ
س ِمعْتُ مَا ِلكًا َيقُولُ فِيمَنْ فَرّقَ قَضَاءَ ى أَنْ َل ُيفَرّقَ قَضَاءُ َرمَضَانَ َوأَنْ ُيوَاتَرَ .قَا َل َيحْيَى َ سعِيدٌ َأحَبّ إِ َل ّ َفقَالَ َ
ك إِ َلىّ أَنْ يُتَا ِب َعهُ ) . . ك ُمجْ ِزئٌ عَ ْن ُه َوَأحَبّ ذَلِ َ علَ ْيهِ إِعَادَ ٌة وَذَلِ َ َرمَضَانَ َفلَيْسَ َ
تأسس على الختلف أن قال هذا بما (يحب ) وقال ذاك بما (يحب ) ..أى دخلنا فى مسلسل الحب و
الهوى ..أى أصبح مزاج الفقيه وهواه تشريعا !!..
الكل والشرب ناسيا الموطأ
المفاجأة هنا ان مالك يبطل صيام من ينسى ويسهو فيأكل أو يشرب وهو صائم ( :قَالَ مَالِكٌ َمنْ َأ َكلَ َأوْ
ن عَلَ ْيهِ قَضَا َء َي ْومٍ َمكَا َنهُ ). ن صِيَامٍ وَاجِبٍ عَلَ ْيهِ أَ ّ ن سَاهِيًا َأوْ نَاسِيًا َأوْ مَا كَانَ مِ ْ شَرِبَ فِي َرمَضَا َ
وكأن مالك لم يقرأ قوله جل وعل ( َل ُيكَلّفُ الّلهُ َن ْفسًا ِإ ّل ُوسْ َعهَا َلهَا مَا َكسَبَتْ وَعَلَ ْيهَا مَا اكْ َتسَبَتْ رَبّنَا لَ
خطَأْتُم ِب ِه وَ َلكِن مّا َت َعمّدَتْ قُلُو ُب ُكمْ س عَلَ ْي ُكمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَ ْ خطَأْنَا) (البقرة ( ) 286وَلَيْ َ ُتؤَاخِذْنَا إِن ّنسِينَا َأوْ َأ ْ
غفُورًا ّرحِيمًا ) ( الحزاب )5وبالمناسبة فقلما يستشهد مالك بآية قرآنية ،ومثله الشافعى َوكَانَ الّل ُه َ
والبخارى ..
الم للشافعى
ن َأكَلَ َأ ْو شَرِبَ ويأتى الشافعى فيخالف مالك ،ويسند الرأى الى حديث رواه أبوهريرة ([قَالَ الشّا ِفعِيّ]َ :ومَ ْ
ن حَدِيثِ ن أَبَا هُرَيْرَةَ قَدْ َر َف َعهُ مِ ْ ك بَ َلغَنَا عَنْ أَبِي ُهرَيْرَ َة وَقَدْ قِيلَ :إ ّ ص ْو َم ُه َولَ قَضَاءَ عَلَ ْيهِ َوكَذَلِ َ نَاسِيًا :فَلْيُ ِتمّ َ
جلٍ لَ ْيسَ ِبحَا ِفظٍ ) .ول يستشهد الشافعى بالقرآن الكريم بل يروى حديثا يرفعه لبى هريرة دون إسناد ، َر ُ
ن أَبِي هُرَيْرَ َة ) مع أن الشافعى قد ولد بعد موت أبى هريرة بحوالى قرن من الزمان يقول ( َوكَذَلِكَ بَ َلغَنَا عَ ْ
!..
وزاد الشافعى فى ثرثرته عما قاله مالك .ول داعى لن ننقل تلك الثرثرة رفقا بالقارىء .
الكحل والعطور والدهان والمعاجين و( الشامبو ) واللبان وفرشاة السنان عند الشافعى !!..وفى ثرثرة
تالية أفتى الشافعى بأن الكحل ل يفطر ،وأعلن أنه( يكره) للصائم استعمال (الدهن ) أى ما يعرف الن
بالعطور والصابون والمساحيق والدهانات ومعاجين البشرة ،وأنه أيضا (يكره) للصائم استعمال ( العلك )
أى (اللبان ) حتى لو مضغه طالما ل يبلعه عامدا ،وتفضل فأفتى بأنه (ل يكره ) السواك للصائم فى
الصباح ،ولكنه ( يكره ) للصائم أن ينظف أسنانه بالعشى ،ويقول إنه لو فعل لم يفطر .وينسى الشافعى
أن العشى هو الوقت بين المغرب و العشاء ،أى وقت إفطار وليس وقت صوم ،وقال ان الدواء الذى يصل
الى الجوف يكون مفطرا إذا استعمله الصائم عمدا ..مع أن الغلب فيمن يستعمل الدواء أن يتعمد ذلك .
حلَُ ،وإِنْ وننقل ما قاله الشافعى فى ثرثرته تلك لمن أراد التسلية بقراءتها [ (:قَالَ الشّا ِفعِيّ]َ :ولَ ُي ْفسِدُ ا ْل ُك ْ
جوْفِ عِ ْلمِي صلُ إلَى ال ّرأْسِ وَا ْل َ ن مُتّصِ َلةٌ بِال ّرأْسِ َو َل يَ ِ خ َمهُ فَال ّنخَا َمةُ َتجِي ُء مِنْ ال ّرأْسِ بِاسْتِنْزَا ٍل وَالْعَيْ ُ تَ َن ّ
علَى أَ ّنهُ ُي ْفطِرُ. حلَ َ َولَ أَعْ َلمُ َأحَدًا كَرِ َه الْ ُك ْ
س َوأَكْرَ ُه ا ْلعَلْكَ أَ ّنهُ َيجْلِبُ الرّيقََ ،وإِنْ ل بَأْ َ ن اسْتَنْقَعَ فِي ِه َأوْ فِي مَاءٍ فَ َ [قَا َل الشّا ِفعِيّ]َ :و َل َأكْرَهُ الدّهْنََ ،وإِ ْ
سهَِ ،وإِنْ ضمَضَ وَاسْتَ ْنشَقَ َو َل َيسْتَبْلِغُ فِي الِاسْتِ ْنشَاقِ :لِئَلّا يَذْهَبَ فِي َر ْأ ِ ن َتمَ ْ كإْ ل ُي ْفطِرُهُ وَبِذَلِ َ ض َغهُ فَ َ
مَ َ
ض ِة وَ ُهوَ عَامِدٌ ذَاكِرٌ ضمَ َجوْفِ مِنْ ا ْلمَ ْ س َأوْ ا ْل َصلَ إلَى ال ّرأْ ِ ن اسْتَيْقَنَ أَ ّنهُ قَ ْد وَ َ سهِ َل ْم ُيفْطِرْهُ ،فَإِ ْ ذَهَبَ فِي َر ْأ ِ
ك أَ ّنهُ ي وَذَلِ َ علَ ْيهِ [قَالَ الرّبِيعُ]َ :و ُهوَ َأحَبّ إلَ ّ يءَ َ ي مَرّ ًة لَ شَ ْ ص ْو ِمهِ َفطّرَهُ [قَالَ الرّبِيعُ] :وَقَدْ قَالَ الشّا ِفعِ ّ لِ َ
َمغْلُوبٌ.
ن خُلُوفُ س وَغَيْرِهُِ :بكْرَ ًة َوأَكْرَ ُه ُه بِا ْل َعشِيّ ِلمَا ُأحِبّ مِ ْ سوَاكَ بِا ْلعُودِ ال ّرطَبِ وَالْيَابِ ِ [قَا َل الشّا ِفعِيّ]َ :و َل َأكْرَهُ ال ّ
جوْ ِفهِ َفطّرَهُ إذَا دَاوَى حةً مِنْ َرطْبٍ َأ ْو يَابِسٍ َفخَلَصَ إلَى َ َفمِ الصّا ِئمَِ ،وإِنْ َف َعلَ َلمْ ُي َفطّرْهُ َومَا دَاوَى ِبهِ ُق ْر َ
جوْ ِفهِ وَقَالَ َبعْضُ النّاسِ ُي َفطّرُهُ ال ّرطْبُ َولَ ُي َفطّرُ ُه الْيَابِسُ. ص ْو ِمهِ عَامِ ٌد لِإِ ْدخَا ِلهِ فِي َ وَ ُهوَ ذَاكِ ٌر لِ َ
ب وَالْيَابِسُ صلَ إلَى ا ْلجَوْفِِ :بمَنْزِ َل ِة ا ْلمَ ْأكُو ِل َأوْ ا ْل َمشْرُوبِ فَال ّرطْ ُ ن كَانَ أَنْ َز َل ال ّدوَاءَ إذَا وَ َ[قَا َل الشّا ِفعِيّ] :فَإِ ْ
ب ِبمَنْزِ َل ِة وَاحِدٍ مِ ْن ُهمَا
ن مِنْ سَبِي ِل الْ َأ ْكلِ َولَ الشّرْ ِ سوَاءٌَ ،وإِنْ كَانَ َل يَنْ ِزُلهُ إذَا َلمْ َيكُ ْ مِنْ ا ْلمَ ْأكُولِ عِنْ َد ُهمْ َ
خطَأٌ) .
ن َيقُولَ لَ ُي َفطّرَانِ ،فَ َأمّا أَنْ َيقُولَ ُي َفطّ ُر َأحَدُ ُهمَا َولَ ُي َفطّ ُر الْآخَرُ َفهَذَا َ فَيَنْ َبغِي أَ ْ
تعليقونلحظ أن الشافعى يتصرف كأنه اله يشرّع لعبيده ،فيقول أكره كذا وأحب كذا ..وهو فى معظم
تشريعاته ل يستشهد بالقرآن الكريم ول يلجأ اليه .هو فقط يقوم بالتشريع معتمدا على أحاديث الموطأ ،
ثم أحاديث أخرى اخترعها .
وبعد الشافعى سار اللحقون على طريقته ،بل جعلوها من درجات التشريع فى الفقه السّنى ،فما قال عنه
الشافعى إنه يكرهه أصبح له حكم ( المكروه ) أى مباح ولكن جعلوه أقرب للحرام أى مكروها ،وما قال
الشافعى أنه يحبه أصبح له حكم ( المستحب ) أى مباح ولكنهم جعلوه أقرب للواجب ،أى مستحبا .وعلى
(عباد ) الشافعى أن يلتزموا بما يحبه الشافعى وأن يبتعدوا عما يكرهه الشافعى !..
ولكن المهم هنا أن منهجية التشريع السنى اختلفت عن منهجية التشريع السلمى القرآنى .فدرجات
التشريع فى القرآن تتحدد ( فى الساس ) فى ثلث :الحرام المنهى عنه ،والفرض الواجب عمله ،
وبينهما مباح ل إثم ول ثواب فى فعله أو تركه .أضاف لها الدين السنى درجتين :المكروه و المستحب ،
وقد إقتطعهما من المباح الحلل .فما يكرهه الشافعى من المباحات أصبح مكروها ،وما يستحسنه الشافعى
ويحبه أصبح مستحبا.
وهذا خلف أساس ومنهجى بين السلم والدين السنى .فالمكروه فى مصطلح القرآن ليس المباح الذى
ينبغى البتعاد عنه ولكنه هو أشد أنواع المحرمات التى يكرهها ال تعالى ويكرهها المؤمنون ،يقول
تعالى ( َوكَرّ َه إِلَ ْيكُمُ ا ْل ُكفْرَ وَا ْل ُفسُوقَ وَا ْلعِصْيَانَ)(الحجرات ) 7وقال تعالى عن الشرك والكفر وأكبر الكبائر :
ك َمكْرُوهًا ) (السراء .) 38وفى المقابل فان ال جل وعل (يحب ) المتقين ن سَيّ ُئهُ عِندَ رَبّ َك كَا َ( ُكلّ ذَلِ َ
والمحسنين والصابرين ،و( ل يحب ) المعتدين والظالمين و الكافرين ..الخ.
ثالثا :التلعب بالتحريم والتحليل :تحريم الواجب وتحريم الحلل وتحليل الحرام :
1ـ تحريم صوم الحائض
تاثرا بالسرائيليات الى تستقذر المرأة فى الحيض قام الدين السنى بتحريم صلة وصيام وطواف المرأة
الحائض .وطبقا لتشريع السلم فى القرآن فان الحيض يمنع اللقاء الجنسى فقط ( البقرة 222ـ ) ول
يمنع أى نوع من أنواع العبادة .
وبالنسبة للصوم بالذات فهناك دليل آخر .فلو قامت إمرأة بقتل مؤمن خطأ فعليها كفارة ،من ضمن
بنودها صيام شهرين متتابعين ( النساء .) 92والحكم بأن تصوم المرأة القاتلة شهرين متتابعين يعنى ان
الحيض ل يقطع الصوم فى رمضان أو غيره .
ولكن الدين السّنى حرّم صيام المرأة مطلقا .
الموطأ
يقول الراوى عن مالك :
ضهَا ُثمّح صَا ِئ َمةً فِي َرمَضَانَ فَتَدْ َفعُ َد ْف َعةً مِنْ َد ٍم عَبِيطٍ فِي غَ ْيرِ َأوَانِ حَيْ ِ ن ا ْلمَ ْرأَةِ تُصْ ِب ُ
ك عَ ِ (َ . ...وسُ ِئلَ مَالِ ٌ
ي دُونَ الُولَى ح َي ْومًا آخَرَ فَتَدْ َفعُ َد ْف َعةً ُأخْرَى وَهِ َ ل تَرَى شَيْئًا ُثمّ تُصْ ِب ُ ن تَرَى مِ ْث َل ذَلِكَ فَ َ تَنْ َتظِرُ حَتّى ُت ْمسِيَ أَ ْ
ك ال ّدمُ مِنَ
ك ذَلِ َُثمّ يَ ْن َقطِعُ ذَِلكَ عَ ْنهَا قَ ْب َل حَيْضَ ِتهَا بِأَيّامٍ َفسُ ِئلَ مَاِلكٌ كَيْفَ تَصْ َنعُ فِي صِيَا ِمهَا وَصَلَ ِتهَا قَا َل مَالِ ٌ
سلْ وَتَصُومُ ) . .ويستفاد مما قاله ب عَ ْنهَا ال ّدمُ فَلْ َتغْ َت ِ ضةِ فَإِذَا َرأَ ْتهُ َفلْ ُتفْطِ ْر وَلْ َتقْضِ مَا أَ ْفطَرَتْ فَإِذَا ذَهَ َ ا ْلحَيْ َ
طرَتْ فَإِذَا ذَهَبَ ض مَا أَ ْف َضةِ فَإِذَا َرأَ ْتهُ فَلْ ُت ْفطِرْ وَلْ َتقْ ِ مالك تحريم صوم المرأة الحائض َ ( :ذلِكَ ال ّدمُ ِمنَ ا ْلحَيْ َ
سلْ وَتَصُومُ ). عَ ْنهَا الدّمُ فَلْ َتغْ َت ِ
الم للشافعى
قلنا إن التقوى هى الساس فى تقدير المؤمن متى يصوم ومتى يفطر سواء كان مريضا أو على سفر أو
يطيق الصوم ويقدر عليه مع المشقة ،ويلحق بهذا صوم أو فطر الحامل والمرضع .وفى أحوال المرض
والصحة يستشير الطبيب وليس الفقيه .الشافعى وجد فرصة الثرثرة فى هذه الحالت ،وبعد تفصيلت
ك َلوْ أَنّ
مملة عن صوم او إفطار الحامل والمرضع وغيرها أشار الى تحريم صوم الحائض فقال ( َوكَذَلِ َ
س َلهَا أَنْ تَصُو َمهَا ) .وطالما حكم بتحريم ضهِ؛ ِلأَ ّنهُ لَيْ َ ص ْم ُه وَ َلمْ َتقْ ِ
ضهَا َلمْ تَ ُن تَصُو َم أَيّا َم حَيْ ِ ت أَ ْ امْ َرأَةً نَذَرَ ْ
صوم الحائض فى النذر فمن باب أولى فقد حرّمه فى صيام رمضان .
البخارى
صوْمَ وَالصّلَ َة ) كتب ك ال ّ توسع البخارى فى تحريم صوم الحائض ،وتحت عنوان ( :ـ باب ا ْلحَائِضِ تَ ْترُ ُ
ن بُدّا مِنِعلَى خِلَفِ ال ّر ْأىَِ ،فمَا َيجِدُ ا ْل ُمسْ ِلمُو َ ق لَتَأْتِي كَثِيرًا َ ن َو ُوجُوهَ ا ْلحَ ّ يقول ( :وَقَا َل أَبُو الزّنَا ِد إِنّ السّنَ َ
ض َتقْضِي الصّيَامَ َولَ َتقْضِي الصّلَةَ) . ن ا ْلحَائِ َ عهَا ،مِنْ َذلِكَ أَ ّ اتّبَا ِ
ويلحظ فيما سبق أن تحريم صوم الحائض كان بآراء فقهية دون اختراع أحاديث .ولكن البخارى زاد
عنْ عِيَاضٍ، جعْفَرٍ ،قَالَ حَدّثَنِي زَيْدٌَ ، ن َ حمّدُ بْ ُ باختراع حديث ،يقول فيه ( ـ حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْ َيمَ ،حَدّثَنَا ُم َ
صلّ ،وَ َلمْ س إِذَا حَاضَتْ َلمْ تُ َ ي صلى ال عليه وسلم " أَلَيْ َ سعِيدٍ ـ رضى ال عنه ـ قَالَ قَالَ النّبِ ّ ن أَبِي َ عَ ْ
ن دِي ِنهَا " ) .والبخارى هنا يعلل جريمته الهائلة التى زعم فيها ان النساء ناقصات عقل صمْ فَذَِلكَ ُنقْصَا ُ تَ ُ
ودين .جعل تلك الجريمة حديثا نبويا ثم عللها بحديث آخر هو ان من نقصان المرأة أنها ل تصوم ول
تصلى فى الحيض .أى يستدل بالكذب على الكذب.
2ـ تحريم الصوم المباح فى عيدى الفطر و الضحى ليس فى السلم تحريم لصيام أى يوم ،ولكن الدين
السّنى شرع تحريم الصوم فى العيدين الفطر والضحى .
مالك
حمّدِ بْنِ ن ُم َ عنْ مَالِكٍ ،عَ ْ ضحَى وَالدّهْرِ )قال الموطأ ( حَدّثَنِي َيحْيَىَ ، تحت عنوان (باب صِيَامِ َي ْومِ ا ْل ِفطْرِ وَالَ ْ
ن صِيَامِ عنْ أَبِي هُرَ ْيرَةَ . ،أَنّ َرسُولَ الّلهِ صلى ال عليه وسلم َنهَى عَ ْ ن الَعْرَجَِ ، ن حَبّانَ ،عَ ِ َيحْيَى بْ ِ
ضحَى ) . َي ْومَيْنِ َي ْومِ ا ْل ِفطْرِ وَ َي ْومِ الَ ْ
البخارى
ن أَبِي شهَابٍ ،عَ ْ ن ِ ن يُوسُفََ ،أخْبَرَنَا مَالِكٌ ،عَنِ ابْ ِ صنع أحاديث إضافية مثل ( 2029ـ حَدّثَنَا عَبْدُ الّل ِه بْ ُ
ن َنهَى ن َي ْومَا ِخطّابِ ـ رضى ال عنه ـ َفقَالَ هَذَا ِ ع َمرَ ْبنِ ا ْل َشهِدْتُ ا ْلعِيدَ َمعَ ُ ن أَزْ َهرَ قَالَ َ عُبَيْدٍَ ،موْلَى ابْ ِ
ن صِيَا ِمكُمْ ،وَالْ َيوْ ُم الخَرُ تَ ْأكُلُونَ فِي ِه مِنْ عنْ صِيَا ِم ِهمَا َي ْومُ ِفطْ ِر ُكمْ مِ َْرسُولُ الّل ِه صلى ال عليه وسلم َ
سعِيدٍ ـ ن أَبِي َ ن َيحْيَى ،عَنْ أَبِيهِ ،عَ ْ ع ْمرُو بْ ُ سمَاعِيلَ ،حَدّثَنَا وُهَ ْيبٌ ،حَدّثَنَا َ سكِ ُكمْ ( ) .ـ حَدّثَنَا مُوسَى ْبنُ ِإ ْ ُن ُ
صمّاءَِ ،وأَنْ ن ال ّ ص ْومِ َي ْومِ ا ْل ِفطْرِ وَال ّنحْرِ ،وَعَ ِعنْ َ ي صلى ال عليه وسلم َ رضى ال عنه ـ قَا َل َنهَى النّبِ ّ
جلُ فِي َثوْبٍ وَاحِدٍ ) .وتوسع البخارى باحاديث أخرى يحرم فيها الصلة بعد العصر ويحرم سفر َيحْتَبِيَ ال ّر ُ
المرأة بدون محرم أو زوج ..الخ .
3ـ تحليل الممنوع وهو الصيام عن الغير من القواعد الساس فى عقيدة السلم أنه ل تجزى نفس عن
نفس شيئا ،ول تزر وازرة وزر أخرى ،أى تحديد المسئولية الشخصية بكل حزم ،فل يتحمل أحد وزر
أحد ،ول ينفع أحد أحدا ،وباختصار فان لكل انسان ما سعى .
الدين السنى وضع قاعدة مخالفة مؤسسة على الشفاعة ،والزعم بأن هذا يتوسط لذاك ،وأن عمل هذا
ينفع لذاك .وتلك طبيعة كل دين أرضى على أية حال.
انعكست تلك العقائد المخلة المخالفة للسلم على تشريع الدين السنى ،فراج عندهم حديث كاذب يقول
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث :صدقة جارية ،وعلم ينتفع به ،أو ولد صالح يدعو له )
صحُفِ مُوسَى َوإِبْرَاهِيمَ الّذِي وَفّى َألّ تَ ِزرُ وَا ِزرَةٌ وِ ْزرَ هذا يتناقض مع قوله تعالى (َأمْ َلمْ يُنَبّ ْأ ِبمَا فِي ُ
سوْفَ ُيرَى ) ( النجم :ـ 39ـ ) فقوله تعالى (َألّ َتزِرُ سعْ َيهُ َسعَى َوأَنّ َ س لِلِنسَانِ ِإلّ مَا َ ُأخْرَى َوأَن لّيْ َ
ف يُرَى ) قد جاء هذا فى صحف ابراهيم سوْ َ سعْ َيهُ َسعَى َوأَنّ َ وَازِرَ ٌة وِزْ َر ُأخْرَى َوأَن لّيْسَ ِللِنسَانِ ِإ ّل مَا َ
وموسى قبل القرآن الكريم .وسعى النسان هو ما يفعله بنفسه وهو حى يسعى فى الرض بالخير أو
سعْ َيهَا وَ ُهوَ ُم ْؤمِنٌ فَأُولَ ِئكَ كَانَ سعَى َلهَا َ الشر ،فان كان بالخير استحق قوله تعالى ( َومَنْ َأرَادَ الخِرَةَ َو َ
سعْ ُيهُمْ فِي ض ّل َ شكُورًا ) ( السراء )19وإن كان سعيه بالشر انطبق عليه قوله تعالى (الّذِينَ َ سعْيُهُم ّم ْ َ
حسِنُونَ صُ ْنعًا ) ( الكهف . ) 104 حسَبُونَ أَ ّن ُهمْ ُي ْا ْلحَيَاةِ الدّنْيَا وَ ُهمْ َي ْ
وبعض السعى يبقى بعد موت صاحبه كمن أقام مشروعا للخير أو كازينو للقمار والفحش .هنا هو لشأن
له بعد الموت بما يستمر بعد موته ،فقد أخذ أجره فى الدنيا بما أقامه من خير أو شر ،وبالموت انغلق
كتاب أعماله ،وانقطعت صلته بما ترك من مسجد للخير أو مرقص لّلهو .ما يحدث بعد موته فى ذلك
المسجد من صالحات او سيئات مسئول عنها من فعلها وليس من أقام المسجد للخير ثم مات.
هذا كلم عام فى العقائد ،ولكن للعبادات فيه وضع خاص ،فالعبادات وسيلة للتقوى ،أى تزكية النفس
وتطهيرها ،أى فليمكن أن تصلى عن غيرك ،لنه ل بد أن يصلى هو بنفسه لتتطهر نفسه ،ول بد أن
يصوم هو بنفسه لتتزكى وتتقى نفسه ،ول بد أن يحج بنفسه لتتزود نفسه بالتقوى ،يقول تعالى فى سياق
ن خَيْرَ الزّادِ ال ّت ْقوَى ) (البقرة . ) 197التقوى هى الزاد الذى يدخره المؤمن تشريع الحج (وَتَ َزوّدُواْ فَإِ ّ
ب سَلِيمٍ ) ( الشعراء ن أَتَى الّلهَ ِبقَلْ ٍ ن ِإلّ مَ ْ ليلقى ربه متقيا بقلب سليم طاهر نقى ( َي ْومَ ل يَنفَعُ مَا ٌل وَل بَنُو َ
88ـ ) والقلب فى مصطلح القرآن هو الذات و النفس.
وعليه فان من الملمح التى يخالف الصوم السنى تشريع الصوم فى القرآن هو ذلك الفتراء السنى الذى
يبيح للشخص أن يصوم عن غيره .ونعطى أمثلة :
مالك
– 676فى عهد مالك ( ت ) 179لم تكن قد تبلورت العقائد الشركية ( نسبة للشرك والكفر ) لذا جاء هذا
ن ُيسْ َألُ َه ْل يَصُومُ َأحَدٌ عَنْ عمَرَ ،كَا َ ن ُن مَاِلكٍ ،أَ ّن ُه بَ َل َغهُ أَنّ عَبْدَ الّل ِه بْ َالحديث فى الموطأ َ ( :وحَدّثَنِي عَ ْ
ن َأحَدٍ ) .فهنا إجابة لبن عنْ َأحَدٍَ ،ولَ يُصَلّي َأحَدٌ عَ ْ عنْ َأحَدٍ ،فَ َيقُولُ لَ يَصُومُ َأحَدٌ َ َأحَدٍَ ،أوْ يُصَلّي َأحَدٌ َ
عمر يؤكد فيها أن ل يصلى أحد عن أحد ول يصوم أحد عن أحد .تجاهل الشافعى ( ت ) 204الخوض فى
هذه المسألة ،ولكن فى عهد البخارى ( ت ) 256كان قد تم تأصيلها بما يتناقض مع السلم .
البخارى
حسَنُ إِنْ صوْمٌ ) روى البخارى قول نسبه للحسن البصرى ( قَا َل ا ْل َ ت وَعَلَ ْي ِه َ ن مَا َ تحت عنوان ( ـ باب مَ ْ
حمّدُن خَالِدٍ ،حَدّثَنَا ُم َ حمّدُ بْ ُ ل َي ْومًا وَاحِدًا جَازَ ) .وروى أحاديث أخرى ( :ـ حَدّثَنَا ُم َ صَامَ عَ ْن ُه ثَلَثُونَ َرجُ ً
ج ْعفَرٍ،حمّدَ ْبنَ َ ج ْعفَرٍ ،أَنّ ُم َن أَبِي َ ن عُبَيْ ِد الّلهِ بْ ِ
ن ا ْلحَارِثِ ،عَ ْ عمْرِو بْ ِ ن َ ن مُوسَى بْنِ أَعْ َينَ ،حَدّثَنَا أَبِي ،عَ ْ بْ ُ
شةَ ـ رضى ال عنها ـ أَنّ َرسُولَ الّل ِه صلى ال عليه وسلم قَالَ " مَنْ مَاتَ ن عَا ِئ َ ع ْروَةَ ،عَ ْ ن ُحَدّ َثهُ عَ ْ
ن ابْنِ أَبِي جَ ْعفَرٍ). ب عَ ِ عمْرٍو .وَ َروَاهُ َيحْيَى بْنُ أَيّو َ ن َ ب عَ ْ ن وَهْ ٍ وَعَلَ ْيهِ صِيَامٌ صَامَ عَ ْن ُه وَلِ ّيهُ " .تَا َب َعهُ ابْ ُ
عمَشِ ،عَنْ ُمسْ ِلمٍ الْ َبطِينِ، ن الَ ْعمْرٍو ،حَدّثَنَا زَائِدَةُ ،عَ ِ ن َ ن عَبْدِ ال ّرحِيمِ ،حَدّثَنَا ُمعَاوِ َيةُ بْ ُ حمّدُ بْ ُ
( ـ حَدّثَنَا ُم َ
ي صلى ال عليه وسلم جلٌ إِلَى النّبِ ّ ن ابْنِ عَبّاسٍ ـ رضى ال عنهما ـ قَالَ جَاءَ َر ُ ن جُبَيْرٍ ،عَ ِ سعِيدِ بْ ِ ن َعَ ْ
شهْرٍ ،أَفَأَقْضِي ِه عَ ْنهَا قَالَ " َنعَ ْم ـ قَالَ ـ فَدَ ْينُ الّل ِه َأحَقّ ص ْومُ َ َفقَالَ يَا َرسُولَ الّل ِه إِنّ ُأمّي مَاتَتْ ،وَعَلَ ْيهَا َ
أَنْ ُيقْضَى ".. ). .الخ ...
أخيرا :تخيلوا لو لم يوجد مع المسلمين سوى القرآن وكفى وفقط ...تخيلوا لو أصبح الدين علقة بين
النسان وربه دون تدخل الديان الرضية وكهنوتها و ثرثرتها ...تخيلوا لو أن المسلمين قد ركزوا جهدهم
فيما أمر ال تعالى به فى القرآن الكريم من السير فى الرض والبحث التجريبى فى آلء ال تعالى وما
سخره لنا فى هذا الكون ..تخيلوا لو ركزوا جهدهم فى استخلص دستور الدولة المدنية العلمانية
الديمقراطية من القرآن الكريم ،وطبقوها فعاشت دولة النبى محمد عليه السلم واستمرت حتى اليوم
...تخيلوا لو لم ينشغل المسلمون بهذا القىء الفقهى ولم يحملوا على ظهورهم أسفاره غير المقدسة التى
ح ِملُ َأسْفَارًا بِئْسَ مَ َثلُ
حمَا ِر َي ْ
حمِلُوهَا َكمَ َثلِ ا ْل ِ
حمّلُوا ال ّت ْورَاةَ ُثمّ َلمْ َي ْ
ن ُ
يدافعون عنها ول يقرأونها (مَ َث ُل الّذِي َ
ت الّلهِ وَالّل ُه ل َيهْدِي ا ْل َق ْومَ الظّا ِلمِينَ)(الجمعة ... ) 5تخيلوا لو لم تقم الدولة ن كَذّبُوا بِآيَا ِ
ا ْلقَ ْومِ الّذِي َ
السعودية باحياء هذا القىء الفقهى السنى و نشره تحت اسم الشريعة السلمية عبر قطار النفط السريع
..لو أن هذا التخيل صار واقعا لتغير تاريخ العالم ،ولستراح العالم من عصور مظلمة امتلت بالتأخر
والجهل و الحروب الدينية و المذهبية .
وبعد هذا التخيل الحزين ..دعنا نبتسم ونتخيل أن التدخين كان معروفا فى عصر مالك والشافعى و
البخارى ..فماذا كانوا سيقولون فى حكمه ؟ هل التدخين يفطر الصيام ؟
انتظرونا هنا ..فى هذه الحارة ..بدون سيجارة ..
كل عام وانتم بخير ..
هذه المقالة تمت قرائتها 1548مرة
التعليقات ()18
06-10-2008 - [ ]27806تعليق بواسطة عثمان محمد علي
أعظم ما قرأت عن الصيام فى الفقه السنى ..
استاذى العظيم -بارك ال فيك وفى علمك .وهذا البحث التأصيلى هو أعظم ما قرأت عن الصيام فى الفقه
السنى .وإسمح لى حضرتك أن أتجول داخل البحث فى النقاط التية .
ل على صيام من جامع واصبح صائما -1عن رواية الثرثرة الجنسية عند مالك التى يقول فيها مدل ً
( كان رسول ال (ص) يصبح جنبا من جماع غير إحتلم فى رمضان ثم يصوم ) فمع أنها ثرثرة فى هذا
الموضوع إل أنها ساقطة مذيفة مكذوبة من ناحية آخرى .فكلنا يعلم أن النبى عليه الصلة والسلم كان
أمير الصلة أو إمام المصلين (أى لم ينقطع عن إمامة الصلة فى المسجد إل فى مرضه الذى مات فيه
أو أثناء حروب دولة الرسول ) .إذا فكيف كان يصلى وهو جنب ؟ هل كان يصلى الفجر وهو على جنب
من غير غسل وطهارة من الجنابة؟؟؟ أم كان يغتسل ثم يصلى الفجر ثم يعود فيجامع ويصبح جنبا؟؟ وهل
لو كانت الخيرة فهل إمتثل لتشريعات الصيام أم نقضها؟؟ .وأنا أبرىء إمامى واسوتى رسول رب
العالمين (عليه الصلة والسلم ) من أن يكون قد خالف شرع ال فى هذا ...إذن هى رواية ساقطة كاذبة
مزورة على رسول ال وعلى شرع ال 2..
-أن الفقه السنى مول ٌع بفقه ما بين الركبة والسرة .فلذلك ل يستطيعون التفرقة بين قبلة الرجل لهله
عند عودته من عمله أو من سفره التى تشبهه قبلته لطفاله أو التى تعتبر كجزء مكملٍ للتسليم على أهله
وابناءه ،وبين قبلة المتعة والتقديم للمباشرة بين الرجل وزوجه .فأولئك الفقهاء ل يفقهون حديثا ،ول
يعرفون عن المرأة سوى أنها ألة وكيان للمباضعة فقط ...
--3أولئك الفقهاء ل يعلمون أن القيء قد ينتج عن أمراض كثيرة ل دخل للنسان فيها ،وقد يكون احيانا
علجا لبعض أمراض الجهاز الهضمى ،فلجهلهم لم يستطيعوا التفرقة بين ما يدخل الجوف وما يخرج
منه بين ما هو محرم وما هو مباح فى هذه الحالة .ومن المضحكات المبكيات قول الشافعى (إن الدواء
الذى يصل إلى الجوف يكون مفطرا إذا إستعمله الصائم عمدا ) ،فهل هناك مريض يستعمل الدواء ساهيا
ناسيا ..
-4هذه التناقضات فى الفقه السنى هى ما تثبت أنه كلما بشريا من عند غير ال ،وأنه بعيد عن
تشريعات العزيز الحكيم التى ل إختلف فيها أبدا -5..ل يمكن لصحاب الهوى وأصحاب السلطة
التشريعية أن يستشهدوا بالقرآن ،لنه وببساطة ضد كل أمانيهم وأمنياتهم فى إستمتاعهم بالسلطة
الشيطانية التى يتمتعون بها ويسوقون الناس بها ،ويسوسون الناس وينافسون الحكام عليها ،ولنه (أى
القرآن) ضد كل ما يتقيئونه من تخريفات يتقيئونها على وجوه الناس ومسامعهم .ولذلك أصبحوا كما قلت
سيادتكم (أنه أصبح الحب والهوى ومزاج الفقيه تشريعا) يسوق به الرعية يمينا أو يسارا .ومن هذا الحب
ت أو أحياءا) ،وبجغل لهم
والهوى فى تشريعاتهم .ما أفتوا به بجواز الصيام والحج عن الخرين (أموا ً
صدقى جارية .وتحريمهم صيام العيدين ،بل وصيام يوم الجمعة منفردا ،إل إذا صام يوما بعده أو يوما
قبله....
-5ومما ل شك فيه أنهم فى سبيل التقليل من مكانة المرأة بكل الصورفإنهم ل يتورعون أن يعتدوا على
تشريعات آخرى سواء فى تشريعات الصيام أو الصلة أو السلطة (أى رئاسة الدولة والحكم والسياسة )
أو السفر منفردة أو أو أو ...وفى النهاية اشكركم مرة أخرى على هذا البحث القيم ،وفى إنتظار باقى
البحوث عن الصيام .
سجُدَ إِذْ َأمَرْتُكَ قَا َل أَنَا خَيْ ٌر مِ ْنهُ خَ َلقْتَنِي مِنْ نَا ٍر َوخَلَقْ َتهُ ِمنْ طِينٍ}العرافقال ال تعالى{ :قَالَ مَا مَ َنعَكَ أَلّا َت ْ
ت مِنَ ا ْلعَالِينَ}ص .75 ت أَمْ كُنْ َسجُدَ ِلمَا خَ َلقْتُ بِيَ َديّ َأسْ َتكْبَرْ َ { .... 7قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَ َنعَكَ أَ ْ
ن َت ْ
فهل :ما منعك أن ل تسجد = ما منعك أن تسجد .أم أن هناك فرقا بينهما وما هو؟ وما دور ل النافية إذا
كانت ل تغير في المعنى؟ وثانيا هل حدث هذا الحوار كإتصال صوتي باللغة العربية المقروءة في القرآن؟
وهل هو حوار واحد تم في نفس الزمان والمكان أم هما حواران إثنان وقعا في وقتين مختلفين؟ إذا كان
حوارا واحدا فأي القولين هو الذي قاله ال لبليس على وجه الحقيقة اللفظية الصوتية وأيهما جاءنا
كمعنى؟ إذ يستحيل أن يكون اللفظين قد قيل معا في نفس الوقت .وبالتالي هل نقل إلينا في القرآن كثير
من القوال على سبيل المعنى وليس النص الحرفي بحكم أن اللسان مختلف بإختلف المم والشعوب؟
فكلم موسى عليه السلم بالعبرية وكلم المسيح بالسريانية .والنص القرآني هو ترجمة إلى العربية لما
قالوه وليس نقلً للصوت (فونيمات).
فهل حرم ال علينا أن ل نشرك به شيئا (أم أنه حرم علينا أن نشرك به شيئا)!؟ وهل حرم علينا أن
نحسن لوالدينا (أم أمرنا بالحسان لوالدينا)!؟ وهل حرم علينا أن ل نقتل أولدنا خشية إملق (أم حرم
علينا أن نقتل أولدنا خشية إملق)!؟ وهل حرم علينا أن ل نقرب الفواحش (أم حرم
علينا أن نقرب الفواحش)!؟ وهل حرم علينا أن ل نقتل النفس إل بالحق (أم حرم علينا أن نقتل النفس إل
بالحق)!؟
هل لداة النفي (ل) إستعمالين متعاكسين واحد للنفي والخر للثبات؟ أم أن الفعل حرم له معنيين الول
بمعنى النهي عن الفعل والخر بمعنى المر بالفعل؟ أم أن السياق هو الذي يحدد المعنى وهي بلغة لغوية
خاصة بالقرآن؟
وال الموفق.
عندما تقرأ ألية الكريمة السابقة يجب الفصل بين جملة ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم ) وبين كلمة
( عليكم ) لن كلمة عليكم هنا -فى تقديرى -تعتبر بداية الجملة وهو أسلوب للحث والتكليف فتكون
القراءة ( عليكم أل تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ول تقتلوا أولدكم من إملق .....اليات)
وهى هنا شبيهة بقوله تعالى ( عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم)
وكقول قائد المعركة لحد جنوده يوصيه بتتبع أحد جنود العداء ( عليك به )
أو مدرس الفصل حين ينصح التلميذ قائلً ( عليك بمذاكرة هذا الدرس وأل تهمل فيه ،وأن تجيب على كل
أسئلته وأل تنسى عمل بحث عنه يدل على فهمك له ) وهكذا .....
وعليكم السلم
أولً :وماذا عن سجود إبليس .ما الفرق بين (أل تسجد) و (أن تسجد).
ثانيا :الستقراء يشير إلى أن كلمة عليكم تابعة للفعل حرم (حرم عليكم) .حيث ورد نفس التعبير في
اليات :البقرة 173وآل عمران 50والنعام 119والنحل .115
ثالثا :حتى إذا قبلنا أن كلمة عليكم هي بداية لجملة جديدة رغم الركاكة الظاهرة ،فسيبقى الفعل (حرم) غير
متناسق مع المعنى لن ال لم يحرم ما بعد الفعل (حرم) وإنما أمر بما بعده .أي أن ال أمرنا فقال{ :عليكم
أل تشركوا به شيئا} إلى آخر الية .انظر وقارن بين النعام 151والعراف .33فلو أن الية جاء ت
مثلً(( :قل تعالوا أتل ما أمر به ربكم)) لكان الوقف عند كلمة ربكم مقبولً ولكان المعنى متناسقا أيضا.
لكن بورود الفعل حرم يصبح الوقوف ركيكا والمعنى غير متناسقٍ.
وال الموفق.
هذه الية لم تقل (ل تقربوا الفواحش) ولم تقل (ل تقتلوا النفس التي حرم ال إل بالحق) .لو جاءت كذلك
لكان كلمك صحيحا .لكن الية جاءت كما يلي :أن ل تقربوا الفواحش وأن ل تقتلوا النفس التي حرم ال
إل بالحق .فهنا ل نافية ول يمكن أن تكون ناهية ،وهناك من يرى أنها زائدة .على كل حال ما رأيك
بسجود إبليس .ما منعك أل تسجد ،ما منعك أن تسجد.
وال أعلم.
حسَانًا
*أَلّا ُتشْ ِركُوا ِبهِ شَيْئًا وَبِا ْلوَالِدَيْنِ ِإ ْ
وصلت
.2في المرحلة الثانية< :ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين>.
.3في المرحلة الثالثة< :قال ما منعك أل تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه .>...
ولمعرفة العلقة بين الفعل (منع) وعمل (ل) يمكن توضيح ذلك بهذه المثلة .لو قلت لك (ما منعك أن
تزورني) فإني أسألك عن المانع ولم أقم بنفي الزيارة ويمكنك أن تزورني فأنا أشتهي زيارتك لني أسألك
عما منعك من زيارتي .وحينما أقول (ما منعك أن ل تزورني) فإني أجعل الزيارة منتفية في داخلك ول
أسأل عن مانع خارجي وذلك لن (ل) تنفي الكليات فالسجود منفي في الواقع وفي النوايا.
وال أعلم.
(ما منعك أن ل تزورني) = ما هو المانع على أنك ل تريد أصل زيارتي .أي لماذا أصل ل تريد زيارتي؟
أي بالعربي :زورني!!! ليش ما بدك اتزورني؟!
و أما المقال فجميل و معلوماتي و مفيد و ممتع أيضا ..كعادته الدكتور أحمد ..يفيدنا و يمتعنا ..فجزاك
ال خيرا.
و ال اعلم أيضا
س )1ما منعك أن تزورني (ما منعك أن تسجد)؟ أي ما المانع الذي حال بينك وبين زيارتي؟ أي ما سبب
عدم تمكنك من زيارتي؟
س )2ما منعك أل تزورني (ما منعك أل تسجد)؟ أي ما الدافع الذي دفعك إلى أنك ل تريد زيارتي؟ أي
لماذا ل تريد ول ترغب بزيارتي؟
ج )1لنني كنت مريضا أو لن زوجتي منعتني .أي أن رغبتي الحقيقية كانت ول زالت بأن أقوم بزيارتك
ولكن أسبابا قاهرة لرادتي ورغبتي هي التي منعتني من زيارتك.
ج )2لنك ل تكرم ضيوفك أو لنك لست من مستواي الجتماعي .أي أن رغبتي الحقيقية كانت ول زالت
عدم زيارتك .ول وجود لسباب خارجة عن إرادتي ورغبتي.
وهو رأي يقول بما يشبهه فضيلة الشيخ محمد متولي شعرواي أي هو رأي قديم ومعروف .ولكن:
الول بمعنى الحيلولة والمنع .ففي الحالة الولى جاء بمعنى منع شيئين يسيرين بإتجاه بعضهما البعض
من اللتقاء (أنا والفعل زار ،أنا كنت أنوي القيام بفعل ما هو الفعل "زار" ولكن سببا ما منعني من القيام
به ،فلم أتمكن من القيام بهذا الفعل).
الثاني بمعنى الجذب والتحريض بين شيئين (أنا والفعل لم يزر ،فأنا أريد القيام بفعل ما هو الفعل "لم يزر"
والذي جذبني إليه وحرضني على القيام به عبارة عن أسباب موضوعية ناتجة عن تقديري ورؤيتي
للمور ،وقد تمكنت من القيام بهذا الفعل) .فهل نفهم منكم أنكم تقولون أن الفعل "منع" يؤدي معنيين
مختلفين متعاكسين؟ وهل هذا الرأي مقبول قرآنيا؟ وهل يمكن تطبيق هذا الرأي على "الذين يطيقون
الصيام" لنخلص إلى أن المعنى المقصود هو "الذين ل يطيقون الصيام"؟ وما الفرق بين الحالتين في حال
عدم جواز ذلك؟
ومما سبق نجد أيضا أن لكل من السؤالين س 1و س 2جوابا مختلفا ج 1و ج .2فهل جاء جوابا إبليس
الرجيم اللعين مختلفان أم أنه أجاب بنفس الجواب عن كل السؤالين؟
أنا عن نفسي أجد من العسير أن يكون السؤالين سؤالً واحدا إل إذا اعتبرنا أن ل (أل تسجد) زائدة لنه
من غير المقبول عقليا أن يكون ال قد قال لبليس ما منعك أن تسجد وقال له في ذات اللحظة ما منعك أل
تسجد .فإما أنه قال له ما منعك أن تسجد أو أنه قال له ما منعك أل تسجد .ثم سأله السؤال الثاني بعد ذلك
مباشرة أو بعد حين .والذي ل يقبل أن تكون ل (أل تسجد) زائدة عليه منطقيا أن يقول أن هناك سؤالين
إثنين منفصلين ،وقد أشرت في تعليقي [ ]27839إلى هذا المر .ويبدو أن الستاذ عمر الشفيع مع الرأي
القائل بأن هناك سؤالين مختلفين تما في حوارين إثنين منفصلين زمانيا عن بعضهما البعض .أما الستاذ
محمود دويكات فهو يرى أن هناك سؤالين مختلفين متتالين تما في حوار واحد في مكان واحد ودون
فاصل زمني بينهما .ولكن كل الستاذين لم يكونا موفقين في شرح الفرق بين السؤالين لن سؤالين
بمعنيين مختلفين يستوجبا جوابين بمعنيين مختلفين ولكن جواب إبليس الكافر الفاسق جاء واحدا وهو
((أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)).
وال الموفق.
May Allah bless you and keep you safe .Very well said and done .It can not.
be better
المقال يؤكد أنه ل حاجة للمسلمين لهذا الفقه السنى العقيم حتى لو كان مجرد ثرثرة فارغة ،فكيف إذا
كان تحريما للحلل وتحليل للحرام .المقال جاء بنصوص سنية موثقة تفضح الدين السّنى ولتؤكد أنه
القرآن وكفى فى السلم ،وتلك هى رسالة هذا الموقع فى الهدم و البناء :هدم الكاذيب والبناء بحقائق
القرآن الكريم ..وجاء تعليق د .عثمان فى الصميم أضاف لى ما لم يخطر على بالى ،ففرحت وكتبت
مشيدا بالتعليق أطلب من أهل القرآن أن ينسجوا على منواله لتعلم منهم ..
وهنا يتدخل الستاذ واصل عبد المعطى ليدخل بأهل القرآن فى متاهات ..
وهو ....هل أنت مسلم قرآنى مختلف مع توجهات الموقع وأهله وإدارته وكتابه ومعقبيه من أهل
القرآن ؟؟؟؟
أم أنك مسلم تراثى سلفى سنى أو شيعى ترفض فكر القرآنيين لرفضهم الفكر الذى تعيش فيه
وتتبناه ؟؟؟؟؟
أم أنك ملحد عتيد اللحاد ،ل تقبل السلم ول القرآن ول الديانات السماوية الخرى فلذلك تحارب كل من
يتدبر فى دينه ويظهر حقائقه السمحة الجلية للناس مرة آخرى ؟؟؟؟
وفى النهاية اذكرك ببداية تعقيبى ,هو أن تجب على أسئلتى بجرأة تامة ووضوح جلى ...
وأرجو من الخوة الكرام ال يعتقدوا انى أتدخل فى عقائد أحد فنا ل أطلب منه ان يغير عقيدته ،ولكنى
أريد أن أعلف توجهه الفكرى لعرف كيف أتعامل معه .....وشكرا
أول :
ليس الدخان من الطعام والشراب ،فمجرى الطعام و الشراب هو الجهاز الهضمى ( الفم ـ البلعوم ـ
المرىء ـ المعدة ـ المعاء الدقيقة ،فالغليظة ـ فالشرج ) أما التدخين فمجاله الجهاز التنفسى ،من
القصبة الهوائية الى الرئتين شهيقا وزفيرا ،وبالتالى فالتدخين ل يفطر الصوم فى رمضان أو غير رمضان
.
وأيضا فليس التدخين محرما لن التحريم ل يكون إل بنصّ قرآنى صريح .ومثل فإن المحرمات فى الطعام
محصورة ومحددة و غيرها موصوف بالطيبات ،ويحرم تحريم شيء من تلك الطيبات ،نفهم هذا من
شكُرُواْ ِن ْعمَتَ الّلهِ إِن كُن ُتمْ إِيّاهُ َتعْبُدُونَ إِ ّنمَا حَ ّرمَ عَلَ ْي ُكمُ
قوله تعالى ( َفكُلُواْ ِممّا َرزَ َق ُكمُ الّلهُ حَل ًل طَيّبًا وَا ْ
غفُورٌ ّرحِيمٌ َولَ ن الّلهَ َ ضطُ ّر غَ ْيرَ بَاغٍ َولَ عَادٍ فَإِ ّ حمَ ا ْلخِنزِي ِر َومَا أُ ِه ّل ِلغَيْرِ الّل ِه ِبهِ َفمَنِ ا ْ
ا ْلمَيْ َتةَ وَال ّدمَ وَ َل ْ
علَى الّلهِ ن الّذِينَ َيفْتَرُونَ َ ف أَ ْلسِنَتُ ُكمُ ا ْلكَذِبَ هَذَا حَللٌ وَهَذَا حَرَامٌ لّ َتفْتَرُواْ عَلَى الّلهِ ا ْلكَذِبَ إِ َّتقُولُواْ ِلمَا تَصِ ُ
ا ْلكَذِبَ لَ ُيفْ ِلحُونَ) (النحل ) 116 : 114وتكرر هذا فى آيات قرآنية مثل ( البقرة 172ـ ) ( المائدة، 1 :
3ـ 87ـ ( ) 96 ،النعام ( ) 145يونس 59ـ ) والمحرمات فى الشراب هى الخمر ( المائدة 90
ـ ) .والتدخين ليس طعاما ول شرابا .
ثانيا :
1ـ لم يعرف العصر العباسى التدخين والتبغ ،لن التدخين عرفه الوربيون من الهنود الحمر بعد
الكشوفات الجغرافية ،ونقله الوربيون ثم انتشر فى العالم ،وعرفه المسلمون فى نهاية العصر العثمانى
.
وفى العصر المملوكى إكتشف المسلمون القهوة والحشيش ،واشتهر الصوفية بادمان الحشيش وسموه
( الحشيشة ) وأطلقوا عليها (لقيمة الفكر و الذكر ) ،وراجت بهم القهوة ،وفى نفس الوقت اتخذ الفقهاء
السنيون موقف العداء من القهوة و الحشيش ،فافتوا بتحريمهما فى إطار الصراع بين دينى السنة و
التصوف مما دفع الشيخ الصوفى علم الدين ابن الصاحب لن يقول فى قصيدته المشهورة :
فى خمار الحشيش معنى مرام
يا أهيل العقول والفهام
حرموها من غير عقل ونقل
وحرام تحريم غير الحرام .
وقال ابن العمى الدمشقى :
ول نص فى تحريمها عند مالك
ول حدّ عند الشافعى وأحمد
ولأثبت النعمان تنجيس عينها
فخذها بحد المشرق المهند.
وذلك موضوع شرحه يطول وسيأتى بعونه جل وعل أوانه.
ونفس الحال تقريبا حدث مع الدخان فى نهاية العصر العثمانى ،أفتى بتحريمه الفقهاء ودافع عنه بعض
محققى الصوفية.
2ـ من الفقهاء القدامي الذين حرموا التدخين في العصر العثماني :من المذهب الحنفي محمد العيني في
رسالته في تحريم التدخين ،وابو الحسن البصري الحنفي وعمر بن احمد المصري الحنفي وعيسي
الشهادي في الستانة ،والمام الشربنلني واسماعيل النابلسي وعلء الدين الحصفكي .
ومن المذهب المالكي خالد بن احمد الجعفري ساكن مكة ،وابراهيم اللقاني شيخ المالكية بمصر ،وابو
الغيث القشاش المغربي وسالم السنهوري .
ومن الفقهاء الشافعية نجم الذين الغزي الشافعي الدمشقي ،وابن علن الصديقي صاحب كتاب اعلم
الخوان بتحريم الدخان ،ومحمد حياة المدني وشهاب الدين القليوبي وسليمان البحيري واحمد عبجي مفتي
حلب .
ومن الفقهاء الحنبلية سائر الفقهاء النجديين والوهابيين ،ومنهم محمد بن ناصر بن معمر وعبد ال ابن
عبد الرحمن ابا بطين ،ومحمد بن ابراهيم بن محمد بن عبد الوهاب ،وعبد الرحمن بن ناصر السعدي
وعبد ال بن علي الفضية ،وفي مصر احمد السنهوري البهوتي .
ومن الفقهاء المصريين الذي حرموا الدخان مصطفي الحمامي ،وفي حماة السورية محمد الحامد ،وفي
حلب احمد كردي المفتي فيها ،وفي دمشق بدر الدين الحسيني وهاشم الخطيب وعلي الدقر ،وقد قاموا
بحملة ضد التدخين هناك .
ومن علماء الحجاز عبد ال العصامي وتلميذه محمد بن علن وعبد ال الحداد والحسين بن ابي بكر وعبد
الرحمن بن محمد الحضرمي وسعيد البلخي المدني ،وعمر البصيري ومكي بن فروح.ومن تركيا محمد
الخواجا .
وأشهر من دافع عن الدخان العلمة الصوفى الشيخ عبد الغنى النابلسي في كتابه (الصلح بين الخوان في
اباحة الدخان ) وقد ر ّد على من أفتى بحرمته ،وقد ذكر أن بعض علماء الدولة العثمانية افتي بنجاسة
التبغ وفساد صلة المدخن ،وانه ل يعفي عن نجاسة رائحة الدخان في الثوب والبدن وان تعذر ازالتها
بخلف الخمر ،وذلك لتعمد شرب الدخان من غير ضرورة ..وقد ترتب علي تلك الفتوي ايقاع الضطهاد
بالمدخنين وقتها .
3ـ وعلى العادة فى الفقه السنى فقد بالغ بعضهم فى تحريم الدخان الى درجة االتجديف فى الغيب
والكذب على ال تعالى ورسوله ،فبعضهم افتي بأن المدخن يحشر يوم القيامة في جهنم مع شارب الخمر
اسود الوجه والغليون في عنقه يلتهب نارا ،وصنعوا في ذلك احاديث نسبوها للنبي ، ،تجعل المدخن من
أصحاب الجحيم .أى إن مصانع أنتاج الحديث كانت تعمل بكل طاقتها حتى العصر العثمانى ،مع ان
التدخين ظهر بعد عصر النبي بحوالي عشرة قرون ولم يكن النبي يعلم بما سيحدث بعده .
على أن الوهابيين هم أكثر من حارب التدخين وجعل حرب التدخين من أصول الدين ( السنى ) فهناك
فتوى محمد بن ناصر بن معمر الحنبلي النجدي الذي الحق التدخين بالخمر وقرر ان المدخن يجب معاقبته
بالجلد اربعين جلدة ،وايده عبد ال بن عبد الرحمن في فتوي مشابهه ،ول يزال التدخين من اهم وأفظع
المنكرات فى المملكة السعودية .
وهذا يعطينا فكرة عن ان تحريم الدخان ارتبط احيانا بنوع من التفريعات الفقهية والحكام الضافية التي
تتطرف في تحريم الدخان وتمتد الي متعلقات المدخنين والتدخين ،مثل القول بفساد صلة المدخن ونجاسة
ثيابه وبدنه ،واختراع احاديث للنبي تجعله من اصحاب الجحيم .
ثم فتاوي اخري تلحق التدخين بالخمور وتجعله من المسكرات .وقد بدأ هذا القول في العصر العثماني ،
وممن قاله ابن العلء الصديقي في كتابه (اعلم الخوان بتحريم الدخان )وكرر نفس الفتوي محمد بن
ناصر بن معمر الحنبلي النجدي الذي الحق التدخين بالخمر وقرر ان المدخن يجب معاقبته بالجلد اربعين
جلدة ،وايده عبد ال بن عبد الرحمن في فتوي مشابهه .وقبلهم قال خالد بن احمد الجعفري ساكن مكة انه
ل تجوز امامة من يشرب الخمر ول تجوز الصلة خلفه ،ول تجوز شهادته ،وبالتالي ل يجوز التجار
بالدخان .
4ـ وفي عصرنا الراهن تكرر الموقف من الفقهاء المعاصرين الذين حرموا الدخان واستدلوا بنفس
الدلة ،وقال بعضهم بنفس التطرف في التفريعات الفقهية خصوصا مع دخول المسلمين فى المرحلة
النفطية و السيطرة السعودية الوهابية ،حيث قامت دعائم الفكر الوهابي علي عدة اسس منها تحريم
الدخان ،واشتهروا بذلك في تاريخ الدولة السعودية الولي والثانية والثالثة الحالية .وفي عصرنا الحالي
يفتي مفتي السعودية السابق محمد بن ابراهيم بتحريم الدخان وعدم جواز امامة من يشرب الدخان
وتحريم التجار به ،ويفتي عبد الرحمن الناصر السعدي بتحريم الدخان والتجار فيه وتحريم العانة علي
ذلك ،وعلي من يفعل ذلك ان يتوب .
ويشتم بعض الفقهاء السعوديين الفقهاء الخرين المخالفين لهم في الرأي والذين يردون عليهم بالحجج
الفقهية ،فيشتم عبد الرازق عفيفي الفقيه الذي يطالب بدليل شرعي ينص علي تحريم الدخان بالسم ول
يقتنع بالنصوص العامة ،يقول عنه ( قصير النظر ضعيف الفكر جاهل بمصادر الشريعة استهواه الشيطان
وحبب له الخبائث ) ،وقال محمد بن مانع مدير معارف السعودية في عصره ان القول باباحة التدخين
(ضرب من الهذيان ،فل يعول عليه النسان ..فل تغتر بأقوال المبيحين )( شعيب العباسي :السيجارة
مقبرة المدخنين -. 148،- 173، 181: 172،194،157،180، 166،168:جريدة الخبار ، 22/4/1994
جريدة اللواء السلمي ، 9/12/1993جريدة الجمهورية ). 18/7/1980
وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ( ) WHOوبدعم السعودية تم عقد المؤتمر الول في جنيف من 9
14 :سبتمبر 1974لتحريم الدخان ،وشارك فيه علماء من الزهر ومن السعودية ،كان ابرزهم شيخ
الزهر وقتها الشيخ جاد الحق ،ود.عبد الجليل شلبي ،ود.حامد جامع ،ود.زكريا البري ،الشيخ عطية صقر
،الشيخ مصطفي محمد الحديدي الطير ،الشيخ عبد ال المشد ،ود.احمد عمر هاشم ،د .الحسيني عبد
المجيد هاشم .واتخذت بحوث المؤتمر اساسا فكريا لكل البحاث التالية في تحريم التدخين واستنكاره في
العالم السلمي .وعقدت بعده مؤتمرات في داخل البلد السلمية منها ذلك المؤتمر الذي انعقد في نوفمبر
1993وحضره مائة فقيه اسلمي .
ومع كل هذه المؤتمرات فأنها لم تأت بجديد في الناحية الفقهية .اذ انها رددت ولتزال تردد نفس الدلة
وتتمسك بنفس العلل والسباب .
ونرفض تلك القصة التى يرويها ناصر السعيد ـ فى كتابه (تاريخ آل سعود ،ص ) 541ونضطر لذكرها
بكل اسف .يقول :
( ولدينا القصص الكثيرة وبالسماء عن افعال ال سعود التي هي في منتهي الباحية التي وصلت بهم ان
يجعلوا من عقوبة (مدخن الدخان ) اكبر من عقوبة مرتكب الدعارة في بناتهم ،ونوادر آل سعود في ذلك
كثيرة ،نختار منها قصة الميرة المعروفة التي اغتصبت احد الشباب بعد ان اختطفته من الشارع العام ،
ولما قضت شهوتها معه وجلس القرفصاء يستعيد انفاسه واخرج سيجارة بطريقه ل شعورية وبدأ يدخنها
هاجمته الميرة وانهالت في وجهه صارخة مرددة شتائمها بقولها الشهير ( اتشرب المخزي في حوينا يا
خائن ؟) أي تدخن الدخان في بيتنا .والدخان هو الشئ (المخزي ) من الخزي !! وليس في اغتصاب
الميرات للمارة واختطافهن للرجال البرياء أي (خزي ) او شئ مخزي ..المهم ان الميرة استدعت هيئة
المر بالمعروف والنهي عن المنكر وسلمت لهم الشاب بتهمة (تدخين المخزي ) ولما سألها احد اعضائها
قائل ( :ماالذي جاء بهذا الشاب الي القصر ليشرب الشئ المخزي امامك يا اميرة المؤمنين ؟ ) افادته
الميرة بقولها (انني وجدته في الشارع يسير بمفرده ،فاعجبت بشكله فاجبرته علي الركوب لوسع به
صدري باللعب عليه ،لكنه لم يحسن اللعب معي بل بقي متقرفصا وكأنه خائف مني ان اكله ،مع ذلك
يشرب المخزي في حوينا !) فأخذه (رجالت الدين )وسلموه الي الشيخ عمربن حسن رئيسهم ،الذي امر
بتأديبه بجريمتين ارتكبهما الشاب ،الولي :عدم احسان الشاب اللعب مع الميرة ! ،والجريمة الثانية هي
(تدخين المخزي في حويتها )أي تدخينه الدخان في قصرها ..هذه قصة شائعة حدثت في عام 1946وذلك
قبل ان يبدأ المراء الن باستيراد الدخان المريكي ..ليصبحوا وكالء شركاته ).انتهى ..
واصبح مشهورا ادمان بعض المراء والملوك السعوديين للخمور والسجائر ،وحين اقتحم الخوان الجدد
الحرم المكي سنة 1979فى حركة جهيمان العتيبى ،كان ولي العهد المير فهد يحضر مؤتمرا في تونس
وبسبب انزعاجه الشديد كان يدخن بشراهه علنا امام آلت التصوير(.ملف النتفاضه :47:اصدار منظمة
الثوره السلميه. ) .
هذا بينما يجتهد الفقهاء السعوديون وخدمهم في تحريم الدخان.
أخيرا
1ـ وبرغم الصخب السابق نقول إن التدخين مباح ول يصح تحريمه طالما لم يرد نصّ قرآنى بتحريمه ،
والمحرمات محددة ل يصح الضافة اليها ،وليس هناك قياس فى التحريم لن القياس يؤدى الى تحريم
الحلل المباح ،أى العتداء على حق ال تعالى فى التشريع .
ونؤكد أيضا أن التدخين الذى يتخذ مجراه فى الجهاز التنفسى ل يؤثر فى الصيام ،ول يفطر به الصائم.
2ـ ونتساءل :ماذا لو عرف العصر العباسى الدخان لول مرة ..ماذا كان سيفتى ويقول الئمة مالك
والشافعى والبخارى ؟
دعنا نبتسم ونتخيل ماذا كانوا سيقولون،ونكتب تخيلنا هنا للترفيه عن القارىء :
* سيكتب مؤلف الموطأ نقل عن مالك تحت عنوان (أحاديث فى تحريم التدخين فى نهار رمضان ):
عمَ َر أنه قال :من دخن عامدا متعمدا فى نهار رمضان لم ن ُ ن نَافِعٍ ،عَنْ عَبْدِ الّل ِه بْ ِ
ن مَاِلكٍ ،عَ ْ( َوحَدّثَنِي عَ ْ
يجزئه صوم الدهر كله وإن صامه ).
عنْ أَبِي هُرَ ْيرَةَ،أنه قال :
عوْفٍَ ، حمَنِ ْبنِ َ ن عَبْدِ ال ّر ْ
حمَيْدِ بْ ِ
ن ُ شهَابٍ ،عَ ْ ن ِعنِ ابْ ِ
ن مَالِكٍَ ،( حَدّثَنِي َيحْيَى ،عَ ْ
بئس عبد السيجارة ..بئس ابن الحمارة ..بئس وانتكس وإذ شيك فل انتقش ).
ن عَبّاسٍَ ،وأَبَاُ ،هرَيْرَ َة فى حديث يرفعه الى ..يؤتى ن عَبْ َد الّلهِ بْ َشهَابٍ ،أَ ّ ن ابْنِ ِ
( َوحَدّثَنِي عَنْ مَالِكٍ ،عَ ِ
يوم القيامة بالمدخنين وعلى وجوههم دخان من طين فيلقى بهم فى جهنم فى وادى النيكوتين ليتجرعوا
العذاب أبد البدين .ما تقولش آمين )..
* وسيكتب الشافعى فى (الم ):
وأكره للصائم أن يفطرعلى سيجارة أو أن يدخن وهو يركب الحمارة ،واحب للمدخن قبل السحور أن
ينفث الدخان على اليمين ليكون من أهل اليمين ،وأكره له أن ينفث الدخان على الشمال حتى ل يكون من
اليساريين و الشيوعيين أصحاب الشمال.
وقال الشافعى :
[قَا َل الشّا ِفعِيّ] :ومن أفطر وهو مسافر فى رمضان فل يجوز له التدخين إل بعد أربعين فرسخا . ..فإن
اشعل سيجارة قبل بلوغه الفرسخ الربعين رجع من سفره الى الفرسخ الول ..
وإن إضطر الرجل للتدخين كأن هددوه بسكين فأكره له أن يستعمل السجائر المريكية المبريالية ،وعليه
بالسجائر المصرية ،برغم ما فيها من حشرات حرصا على اصلح ميزان المدفوعات ..والضرورات تبيح
المحظورات .
[قَا َل الشّا ِفعِيّ] :ومن أدركه الفجر وهو يدخن الجوزة أو الشيشة أو السجارة أو السيجار فأسرع فابتلع
الدخان أتم صومه وعليه القضاء .فإن غلبه الدخان فنفثه فى الهواء صح صومه وليس عليه قضاء .
[قَا َل الشّا ِفعِيّ] :ومن ادركه الفجر وهو يدخن فاراد كتم النفس ( بفتح النون والفاء ) وكان فى وضع غير
مريح فغلبه الريح فقد انتقض وضوؤه ولكن يصح صيامه ..
[قَا َل الشّا ِفعِيّ] :ومن أدركه الفجر وهو يجامع زوجته وهو يدخن أثناء الجماع فاسرع فنزع وأطفأ
السيجارة صح صومه ،حتى لو أنزل بعدها وقت دخول الصوم ،لنه أنزل بعد مباشرة مباحة .فإن نزع
وغفل عن إطفاء السيجارة فصيامه صحيح ،فإن تعمد أل يطفىء السيجارة بطل صومه وعليه فدية
وكفارة .وقال بعض أصحابنا إن عليه تقديم الفدية قاروصة سجاير مارلبورو ..
وسيكتب البخارى فى باب ( تحريم التدخين )
حمَنِ ،أَنّ أَبَا هُرَ ْيرَةَ ـ رضى
ن عَبْدِ ال ّر ْ
حمَيْدُ بْ ُ
شعَيْبٌ ،عَنِ الزّهْ ِريّ ،قَالَ َأخْبَرَنِي ُ حَدّثَنَا أَبُو الْ َيمَانَِ ،أخْبَرَنَا ُ
ال عنه ـ قَالَ ..حديثا يقول :قوم من امتى ل تشملهم شفاعتى ..يشربون الجوزة والشيشة ..أل سحقا
لهم .إذا لقيتموهم فالعنوهم ..قيل لبى هريرة :هل سمعت هذا الحديث من الرسول عليه الصلة و السلم
؟ فضحك وقال :كل ..إنه من كيس أبى هريرة.
ن بْنَ حمَ ِ
سعِيدٍ ـ أَنّ عَبْدَ ال ّر ْ ن َ سمِعَ َيزِيدَ ْبنَ هَارُونَ ،حَدّثَنَا َيحْيَى ـ ُهوَ ابْ ُ حَدّثَنَا عَبْ ُد الّل ِه بْنُ مُنِيرٍَ ،
ن عَبّا ِد بْنِ عَبْدِ الّل ِه بْنِ الزّبَيْرَِ ،أخْبَرَهُخوَيْلِدٍ ،عَ ْ
ن ُ
ن ا ْل َعوّامِ بْ ِ
ج ْعفَرِ بْنِ الزّبَ ْيرِ بْ ِ
حمّدِ ْبنِ َ
عنْ ُم َ
ا ْلقَاسِمَِ ،أخْبَرَهُ َ
سمِ َع ابن عباس يقول :من اصبح جنبا بل إحتلم وعلى سيمائه التدخين بل احتشام فقد بطل صومه أَ ّنهَُ ،
والسلم ..وده آخر كلم ..
حمَنِ ،عَنْ أَبِي حمَيْ ِد بْنِ عَبْدِ ال ّر ْ
عنْ ُ حَدّثَنَا عُ ْثمَانُ ْبنُ أَبِي شَيْ َبةَ ،حَدّثَنَا جَرِيرٌ ،عَنْ مَنْصُورٍ ،عَنِ الزّ ْه ِريَّ ،
هُرَ ْيرَةَ ـ رضى ال عنه أنه قال :إن المدخن إذا أشعل السيجارة فإن ملكا من الملئكة يقعد على يمينه
ويقعد الشيطان على شماله ،فاذا عطس المدخن بادره الملك فصفعه على قفاه وقال :ذق أمراض الصدر
قبل أن تذوق عذاب القبر ،بينما يربت الشيطان على قفاه ويقول :إشرب ما تشاء يا ابن اللخناء ول
تستمع للسفهاء ..قالوا يا أبا هريرة :هل سمعت الرسول يقول هذا الحديث ؟ فقال :لم اسمعه ،وإنما
رويته عن ابن عمر ،وهو أحفظ منى ) ..
التعليقات ()81
09-10-2008 - [ ]27938تعليق بواسطة محمّد البرقاوي
النيكوتين يتحلل في الدم
السلم عليكم.
نحن نعلم جميعا أن الطعام هو المأكل الذي نأكله ثم يهضمه الجهاز الهضمي ليتحول إلى فيتامينات و
سكريات و إلخ من المواد التي تتحلل في الدم و يستفيد منها الجسم ،و إن كان التدخين عبارة عن هواء
يتنفسه المدخن إل أن النيكوتين الموجود في السجائر يتحلل بدوره في دم النسان و قد شاهدت كيف
يتركز النيكوتين في جسم النسان و يصبح كتل ضخمة تؤدي إلى موت النسان أو إصابته بالمراض
المزمنة -نسأل ال تعالى العاية -و بالتالي أصبح التدخين ضررا و مهلكة للنسان و ال تعالى يقول
( و ل تلقوا بأيديكم للتهلكة ) و حسب رأيي الشخصي إذا كان الصيام ينظف البدن من أدران الطعام
فلنستغله المدخنون لتنقية أبدانهم من شر النيكوتين .و ال أعلم.
بعد التحية
لقد قرات بحثك الخير وأنا فى أندهاش تام وتعجب مما تقوله عن كون التدخين ليس حراما،أستاذى
العزيز لأنكر أننى استفدت منك الكثير ومن علمكم الغزيز،وكنتم لى كشاطئ نجاة من بحر مظلم لـجى
غريق،تعلمت على يديك كيفية تدبر آيات ال والتعمق بين آياته بقلب مفتوح وبصيرة واعية طالبا الهداية
ليس هذا فحسب بل كنت أسجل وأدون نصائحكم الغالية فى كراسة عندى ارجع إليها كل الحين
والخر،تعلمت منك أيضا ً أن انظر إلى القرآن الكريم بمجمل آياته لنه ماصعب فى آية تشرحها الخرى
وماأجمل فى آية تفصله الخرى وأن السياق القرآنى كله هو الرحمة والمعفرة،تعلمت منك أيضا باننا
تلميذ امام مائدة القرآن وآياته ولأحد يستطيع ان يصل إلى الحقيقة المطلقة وإنما هو اجتهاد فى آيات
ربنا عز وجل ينـسب لصاحبه ويبقى السلم منزه بعيدا عما نقول.أستاذى العزيز لقد قرات بحثكم أكثر
من مرة وأريد أن أعلق عليه متأكدا انه سيتسع صدرك بما أقول،لسيما انك تكره المدح وتحب النقد.
تقول سيادتك فى مقدمة البحث(ليس الدخان من الطعام والشراب ،فمجرى الطعام و الشراب هو الجهاز
الهضمى ( الفم ـ البلعوم ـ المرىء ـ المعدة ـ المعاء الدقيقة ،فالغليظة ـ فالشرج ) أما التدخين
فمجاله الجهاز التنفسى ،من القصبة الهوائية الى الرئتين شهيقا وزفيرا ،وبالتالى فالتدخين ل يفطر
الصوم فى رمضان أو غير رمضان.أمنا وصدقنا،وقلت سيادتك فى موضع آخر(وأيضا فليس التدخين
محرما لن التحريم ل يكون إل بنصّ قرآنى صريح .ومثل فإن المحرمات فى الطعام محصورة ومحددة و
غيرها موصوف بالطيبات ،ويحرم تحريم شيء من تلك الطيبات ،نفهم هذا من قوله تعالى ( َفكُلُواْ ِممّا
حمَ ا ْلخِنزِيرِ ح ّرمَ عَلَ ْي ُكمُ ا ْلمَيْ َتةَ وَال ّدمَ وَ َل ْ
شكُرُو ْا ِن ْعمَتَ الّلهِ إِن كُنتُمْ إِيّا ُه َتعْبُدُونَ إِ ّنمَا َ
َرزَ َق ُكمُ الّلهُ حَل ًل طَيّبًا وَا ْ
ف أَ ْلسِنَتُ ُكمُ
غفُورٌ ّرحِيمٌ َو َل َتقُولُواْ ِلمَا تَصِ ُ ن الّلهَ َ ضطُ ّر غَ ْيرَ بَاغٍ َولَ عَادٍ فَإِ ّ َومَا أُ ِه ّل ِلغَيْرِ الّل ِه ِبهِ َفمَنِ ا ْ
ن عَلَى الّلهِ ا ْلكَذِبَ َل ُيفْ ِلحُونَ) (النحل ن َيفْتَرُو َ
ا ْلكَذِبَ هَذَا حَل ٌل وَهَذَا حَرَامٌ لّ َتفْتَرُواْ عَلَى الّل ِه ا ْلكَذِبَ إِنّ الّذِي َ
) 116 : 114وتكرر هذا فى آيات قرآنية مثل ( البقرة 172ـ ) ( المائدة 3 ، 1 :ـ 87ـ ) 96 ،
(النعام ( ) 145يونس 59ـ ) والمحرمات فى الشراب هى الخمر ( المائدة 90ـ ) .والتدخين ليس
طعاما ول شرابا .أمنا وصدقنا.
ولكن أستاذى العزيز أسمح لى أن أسألكم سؤالً وهو :عندما تتطرقت لموضوع التدخين وتكلمت عن كونه
حللً،أين أنت من قول ال تعالى( َولَ ُت ْلقُواْ بِأَيْدِي ُكمْ إِلَى ال ّتهُْل َكةِ)البقرة195:
وأى تهلكة أشد من تهلكة التدخين والضرار الملحقة به وماينتج عنه من أمراض سرطانية قد تؤدى إلى
الوفاة؟
سيادتك تقول أن التدخين ليس حراما طالما لم يوجد نص من القرآن يوجب تحريمه ،كنت سيادتك مثل
الذى قال لرجل مبتدئ فى السباحة أسبح فى البحر فليس حرام أن تسبح فى البحر لنه ليوجد نص فى
القرآن يمنع ذلك فالرجل أخذته الجللة فسبح فغرق فمات،وهذا كله بسبب أنه لم يوجد نص بتحريم
السباحة للمبتدئين!!
ولو فكر ذلك القائل قليلً وأخذ برهة من الوقت يفكر فيها قليلً وقال فى نفسه نعم انه ليوجد نص بتحريم
ذلك ولكن سباحة ذلك الرجل فى البحر هلك بالنسبة له لكان ذلك هو عين الحكمة وعين الرشد.
لقد قرأت الكثير للستاذ جمال البنا وكانت له فتوى صريحة بأن التدخين ليس حراما فى نهار رمضان لنه
ليوجد نص من القرآن يحرم ذلك،ولكن قلت فى نفسى أين هو من قول ال تعالى ولتلقوا بأيديكم إلى
التهلكة؟
أستاذى العزيز نحن نعيش فى مجتمع شرقى مصاب بالتخلف،ولأكذب عليك بأننى رأيت بعض المدخنين
من الطفال،ولأكذب عليك بأننى شاهدت أكثر من ذلك شاهدت حالت سرقة من المساجد من أجل
التدخين،وشاهدت حالت تعدى من البناء على والديهم لن والديهم يمنعوا عنهم الموال كى ليدخنوا
ويقلعوا عن التدخين.
نعم أن التدخين لم يأتى فيه نص قاطع ولكن عواقبه وخيمة ويكفى أن النسان يقضى على نفسه وعلى
صحته وعلى ماله.
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابع
أن صورة الفرد أو الشحض لتكتمل حين أنظر إليه من وراء ثقب الباب ولكن إذا فتحت الباب سيكون
بالتأكيد الصورة أكمل وأعم وأشمل.
وكلمك سيادتك على أن الطعام والشراب يفطر فى رمضان ولكن التدخين ليفطر لنه ليمشى فى مجرى
الطعام والشراب وأنه يسلك طريق النف والقصبة الهوائية ثم الرئتين،فأننى لتفق معك فى ذلك،فإذا كان
مجرى التدخين غير مجرى الطعام والشراب فكلهما يصبان فى مجرى واحد أل وهو الدم وهو بدوره
يغزى جميع أعضاء الجسم ويدها بالغذاء اللزم كى تعمل فى نشاط وتقوم بدورها التى خلقت من
أجله.هذه من ناحية ومن ناحية أخرى سنقول بأن الذى يدخل فى مجرى النف ليس حراما لن التدخين
ليس حراما لنه يسلك طريق النف..الخ.
معنى هذا أن أدمان المخدرات ليس حراما وتعاطى السموم البيضاء ليس حراما لن كل ذلك يؤُخذ عن
طريق النف وبالتالى ليست كلها حرام طالما لم يأتى فيهما نص بالتحريم.
ولكن ماهى الضرار الناتجة عن تعاطى المخدرات وأدمانها وتأثيرها على الفرد والمجتمع ياأستاذى
العزيز؟
لقد جاء القرآن الكريم ليحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث ،والتدخين من الخبائث لسباب عديدة
أهمها أنه يدمر الرئتين خاصة والصحة كلها عامة ،كما أنه يستهلك كما كبيرا من دخل السرة ،وكل
البحوث الطبية أكدت وفاة المليين بسبب التدخين وإصابة القلب بأمراض خطيرة تتسبب له فى التوقف
الفجائى ،فالتدخين بكل المقاييس من أخبث الخبائث .
وكون أن التدخين لم يذكر بالسم فى القرآن كحرم من المحرمات فهذا ل ينفى تحريمه لن ال تعالى لم
يذكر كل الخبائث المحرمة واكتفى سبحانه وتعالى بذكر بعض المثلة ،فلو كانت حكاية ذكر فى القرآن أم
لم يذكر حقيقة بخصوص المحرمات فالهيرويين والوكايين والفيون والويسكى والشامبانيا لم يذكروا
تحديدا فى القرآن ،فهل يحل لنا تناولهم ؟
أسجل هنا وجهة نظرى -مع كامل إحترامى لرأآى أخى د أحمد -فالتدخين بكل أنواعه من الخبائث
ويجب تحريمه والدعوة إلى تحريمه وإظهار خطورته على الصحة والمجتمع .
لو فرضنا عبثا لن التدخين غير محرم بسبب عدم وجود نص قرآنى يحرمه بالسم ،فهل قيام المدخن
بالتدخين فى المواصلت والماكن العامة أو حتى أمام زوجته وأطفاله وضيوفه مما يؤذى الخرين فى
تنفسهم وفى صحتهم وفى نفسيتهم ؟ هل يعتبر ذلك أيضا حللً؟
فلو كان حراما -وهو مؤكد حرام -فأين يجب أن يدخن المدخن؟ هل يغلق على نفسه غرفة ثم يدخن ؟
هل يدخن فى الصحراء ؟
إن معظم المخنين ل يستمتع إل إذا نفخ سجائره فى وجوه الناس .
التدخين ،بل وكل شىء يضر صحة النسان ماله وأهله ويؤثر سلبا على الخرين ....من الخبائث وهو
-فى رأيى -حرام
أما عما طرحه الخوة عن المخدرات والهروين والكوكايين وغيرها .فهى محرمة تحريما تاما ومغلظا
لنها تعطى نفس فاعلية الخمر من السكر وتغييب العقل ،بل إن مفعولها يفوق مفعول الخمر آلف المرات
،وبذلك فهى تعطى وظيفة الخمر التى من أجلها حرمت ،وجعلت رجس ًأ من عمل الشيطان .
وتبقى كلمة آخرى وهى .أن اسباب السرطان غير معروفه ،ومن يقول بغير هذا فهو يقول ما ل يعلم ،
وأن اى كلم عن ان مادة كذا أو دواء كذا أو اكل كذا يؤدى إلى السرطان فهذا كله تكهنات ل أساس لها
من الصحة ،لن السرطان بكل أنواعه غير معلوم المصدر حتى الن ،وكون الحديث عن أن التدخين
يؤدى إلى سرطان الفم أو المرىء أو الرئتين أو أو هذا كلم ل اساس له من الصحة ،والواقع ينقضه
تماما ...ويجب أن نفرق بين الضار وبين المسرطن ،فهناك مواد ضارة ،ولكن ليست هناك مواد معينة
مسرطنة......
وفى النهاية .التدخين ضار جدا جدا جدا جدا بالصحة والمال والسرة والمجتمع ...
من حق النسان أن يفكر ويضاهى بين الجرائم ويحرم ويجرم بعض الشياء والجرائم والعادات التى تضر
الفرد والمجتمع ومن ضمنها التدخين بكل أنواعه ..
سعادتى ل توصف بتعليقاتكم ..وأتمنى دوام تلك السعادة باستمرار التعليقات الى أن تنتهى .ومن المؤكد
أنها ستفيدنى بل شك ..ونحن جميعا نطلب الحق ونسعى اليه ..ونحن بهذا الحوار العلمى المهذب نطبق
هدف الموقع فى التدبر القرآنى معا ..
أنتظر آراء كل الحبة ..وسأنتظر ثلثة أيام ..ثم أرد بمقال أو أكثر حسب التعليقات ..
بداية أعتذر لن مداخلتي هذه ليست في صلب الموضوع وإن كانت في صلب موضوع الصلح الديني
الذي كرست له حياتك ،،،قبل أربعة أيام أرسلت على بريدكم وفي قسم الفتوى أيضا ثلثة أسئلة تتعلق
بموقف السلم من حرية النسان باختيار شريك حياته بعيد عن وصاية الولياء من الذكور وعن
اشتراط وجود الولي في عقد النكاح ،،،أتمنى فقط أن تكون هذه الرسالة قد وصلتكم
لني بصراحة مجرد وسيط بالنيابة عن فتاة مسلمة تنتظر قراءة الجابة على السئلة سواء هنا على
صفحات هذا الموقع أو على البريد الخاص ل فرق
ودمتم بخير
سليم الجابري
و على كل حال هذه وجهة نظر شخصية و أما ما ذهب إليه الدكتور أنه التدخين ل يفطر فأظن أنه نعم...
على العموم ل يوجد عقاب على المدخنين ..لكن من المحتمل جدا أنهم سيحاسبون على إفناء أموالهم و
صحتهم أمام ال ...و باقي المقال ممتع و مفيد فأشكرك أستاذنا العزيز.
فهل كل ضار بالصحة خبيث وبذلك يكون محرما؟.ومن يدري فلعل البحاث العلمية ستكشف يوما ما أن
هناك فوائد جمة للتدخين،ومضار جمة لمأكولت ومشروبات تناولناها بكميات هائلة.
أرجو توضيح من د .أحمد صبحي منصور ،فقد سألته في قسم الفتاوي عن التدخين وهل هو خبيث.وقد
أجابني على ذلك.
على فكرة لي قريب عاش 114عام .وسألته مرة متى تعلمت التدخين يا عماه؟فأجاب :في سن 14ولم
أتركه لحظه .أي أنه دخن 100سنة .وقد توفي رحمه ال وليس فيه ل سرطان ول ما يحزنون.
تحياتي للجميع
بالنسبة للولى ,فما قلته من أن التدخين ل يمر خلل الجهاز الهضمى ومن ثم فهو ل يفطر الصائم ,فهذا
صحيح الى حد ما ,وأقول الى حد ما لنه كما جاء فى التعليقات انه ( قد) يتم دخوله الى المعده ,أو أنه
يدخل الى تيار الدم وخلفه من التعليقات ,ولكن فى الحقيقة أنا أنظر اليه من زاوية أخرى ,إذ يجب ان
نفهم ما هو الصيام وما الغرض من الصيام لكى نستطيع ان نقيم الموضوع ,اول الغرض من الصيام كما
قلنا فى تعليقات من قبل وكما قلت سيادتك ,وكما قال ال سبحانه وتعالى بكل وضوح هو ( التقوى) فى
قوله ( لعلكم تتقون ) ,والتقوى قد يفسرها كل إنسان بطريقته ,سواء فى كلمة واحدة وهى الخوف من
ال او فى مقالت طويلة كما حدث على الموقع ,وما يفسد الغرض من الصيام يفسد الصيام .وقد تبين لنا
من القرآن ان من مستلزمات الصيام هو المتناع عن الكل والشرب ,وكلنا نتفق على ذلك ,والكل
والشرب هى من متطلبات الجسد لكى يستمر فى عمله ,اى عندما نمنع عن الجسد احد متطلباته من الكل
والشرب فنحن بشكل او أخر وبتفسير او أخر ,نلنتزم بتلك التقوى ( ,مع ملحظة ان ال قال " لعلكم" بما
معناه ان حتى الصيام بالشكل المعروف قد ل يؤدى الى التقوى المطلوبه ) ,إذا ,فشرط عدم الكل والشرب
وإعطاء الجسد ما يتطلبه وما يريده أحيانا بإلحاح شديد فى حالت الجوع والعطش ,هو من شروط تلك
التقوى ,فهل نتفق على ذلك ,الشيئ الخر الذى حرمه ال هو ممارسة الجنس ,ولن الجنس ليس من
الشياء التى تمر من خلل الجهاز الهضمى ,فقد وضحه القرآن كشرط من شروط الصيام ,والسبب انه
أيضا يكون من "متطلبات" الجسد والتى تختلف من شخص الى الخر فى قوتها وفى سيطرتها على أفكاره
وعلى تصرفاته ,فهل نتفق على ذلك أيضا .اعتقد انك ستتفق معى على ذلك ,الن التدخين وربما سيادتك
ل تعرف بحكم انك لست من المدخنين ولم تكن منهم وكما قلت فى نهاية المقال ,ولعلك قلت ذلك لكل من
سوف يتهمك مثل بمحاولة تبريره ,ولكن لن سيادتك لم تدخن ول تعرف شعور المدمن لذلك الدخان,
فأقول لك كمدخن سابق ,انه أيضا من متطلبات الجسد الشديده والملحه ول يختلف حكمه فى ذلك عن
الجنس الذى حرمه ال ,ولو أننا كنا أمناء مع أنفسنا ولو أننا طبقنا المنطق فى مفهوم وتحديد ما هو
مفطر للصائم ,فمما ل شك فيه ,وأعيد القول ,مما ل شك فيه ان التدخين هو إستجابة لمتطلبات الجسد
التى تعادل الجنس ,وتعادل الجوع والعطش ,ول يمكن بأى حال من الحوال ان تكون غير مفطرة
للصائم.
الشق الخر عن التدخين وعملية تحريمه ,فلست واثقا تماما انها من المحرمات ,مثل الخمر او ما حرمه
القرآن ,ولو كان مجرد الضرر الذى يقع على النسان بالتدخين حراما ,لكان أكل اللحم السمين مثل حراما
فضرره ل يقل عن ضرر التدخين ويسبب الكثير من المراض المميته ,علما بأن التدخين يضر الغلبية
من الناس ,ولكنه ل يضرهم جميعا ,وكذلك أكل اللحم السمين له نفس الضررعلى الكثيرين وليس على
الجميع ,بل السكر أيضا مضر للكثير من الناس ,والقائمة من المأكولت طويلة ,ولكنها ليست حراما .إذن
فإن حرمة التدخين أمر يستحق المناقشة بشكل اكثر توسعا وإستفاضه ,وال أعلم.
09-10-2008 - [ ]27972تعليق بواسطة عمر الشفيع
التحريم والنهي ...ثم التدخين
الستاذ أحمد والخوة العزاء،
السلم عليكم.
.1ل تكون إل من (ال والرسول) ومحددة بصفاتها ويمكن أن تنطبق هذه الصفات على كل كل شيء
جديد تتوفر فيه هذه الصفات .ومثال ذلك تحريم إثم الخمر الذي ينطبق على أي شيء تتوفر فيه صفة (إثم
الخمر) مثل المخدرات بأنواعها .ومثال آخر تحريم نكاح الم الذي يشمل أية إمرأة تنطبق عليها صفة
(الم) مثل الم الوالدة البيولوجية والم المربية المرضعة والم الوالدة البديلة (تحمل الجنين فقط في
رحمها دون نكاح).
.2ل توجد فرصة للقتراب منها ل في الزمان ول في المكان حتى يوم الدين (الذي يسبق يوم القيامة
بزمان طويييييل) ومثال على ذلك ل يوجد أي سبب يحلل الزنا أو الربا لكن يمكن للنسان غير التفي أن
يقترب من هذه المحرمات أو أن يتعداها .والستثناء الوحيد لكسر هذا التأبيد الزماني المكاني هو محرمات
الطعام وفي حالة واحدة هي حالة الضطرار وليس الضرورة كما يشاع.
.1النهي يكون من ال سبحانه وتعالى ويكون من النبي ويكون من أي إنسان مثل الوالد ويكون من
المشرع في الدولة.
.2النهي يمكن الرجوع عنه مثل ما نهى النبي (صلى ال وملئكته عليه) عن زيارة القبور ثم سمح بها
بعد إنتهاء سبب النهي (هل هذا الثر صحيح؟) ومثل ما تتغير كثير من النواهي القانونية في كل بلد
العالم.
وعليه فالتدخين رغم قباحته فل يدخل في دائرة الحرام بل يدخل في دائرة النهي وحتى الية التي استشهد
بها أستاذنا محمود دويكات فهي آية نهي وليست آية تحريم.وما بالكم لو تقدم العلم وصنع سجارة بل
نيكوتين ول ضرر فيها؟ <السجارة لفظة عروبية عربية قحة من الفعل العربي القرءاني (سجر) وكتابتها
(سيجارة) بالياء خطأُ فاحش وما علينا فهذه مجرد إستطرادة وأعذروني>.
وال أعلم.
و ال أعلم
و ال أعلم
ومن هذا المنطلق أقول لكم مثل أن التجسس منهي عنه في القرآن وليس محرما لن الحكم على أخلقية
مثل هذه العمل هو أمر ظرفي فأحيانا قد يكون التجسس مفيد للمجتمعات كأن تتجسس الدول على
العصابات وأن تتجسس على المشتبه بهم في الجرائم الكبرى
أما الشرك بال وعقوق الوالدين والزنا وأكل مال اليتيم وقتل النفس التي حرم ال إل بالحق فهي اعمال
محرمة في كل زمان ومكان ول يجوز ممارستها تحت اي ظرف
هذا هو الفرق بين التحريم والنهي كما تعلمته من كتب أستاذي الدكتور محمد شحرور
لى بحث متكامل عن الحلل و الحرام فى الطعام و الشراب و التدخين والمخدرات وغيرها ..سبق ان
كتبته وسط نيران الضطهاد عام .. 2000وأرجو أن تكون فيه الجابات عن أسئلتكم ..ولكننى أستمتع
بالعصف الفكرى الذى تقومون به ،وخاصة حين أرى بعضكم يقترب من كثير مما قلته فى ذلك البحث
الذى سأنشره بعد أن تنتهوا من نقاشكم الجميل و المثمر ،وقد أضيف اليه ردودا على بعض ما تفضلتم
به ،وهذا ما سأستفيده من نقاشكم.
أرأيتم عظمة النقاشات العقلية الهادئة ،وكيف يستفيد منها الكاتب و من يناقشه ؟
أريد أن نتمسك بهذا السلوب الراقى لنتعلم من بعضنا ..وأن نوجه هذه الطاقة العقلية الى ما يفيد وليس
الى الجدليات التى ل تصب سوى فى دائرة الظن والشك ( النساء .. )157
بالنسبة للمفطرات لو أراد ال أن يفهمنا غير الطعام والشراب من المفطرات لفعل على القل قياسا على
موضوع الرفث
لفظ الرفث لغة ل تعني الجماع فقط وانما الجماع وتوابعه من الكلمة الى الفعل وحتى كلمة باشروهم فهي
ل تعني الجماع على وجه التحديد والكلمة تعبر عن نفسها
ولو اتخذنا موضوع التفوى كدليل على ان الدخان من المفطرات فسأضرب مثال على الصيام في السعودية
مثل فمعظم الناس هناك في رمضان تحديدا ينامون نهارا ول يستيقظون إل لداء الفرائض ول يستيقظون
إل قبل المغرب بقليل قياسا على التقوى فل صيام لهؤلء
بالنسبة لتحريم الدخان لو كان كما قال اخونا الدكتور حسن ان الدخان من الخبائث .ولو اعتمدنا موضوع
الخيائث كمبدأ للتحريم فإن كلمة الخبائث (مطاطة جدا ) حسب التفدير البشري ول أظن أن اثنان يتفقان
على موضوع الخبائث وخصوصا فيما يخص اللحوم
مثال ذلك لو سألت أي امرء في عالمنا وحتى في أوروبا عن لحم الكلب لقال أنه خبيث (حسب التقدير
البشري ) ولو سألت اي امرء في الصين لقال غير ذلك ولكم أن تسألوا الستاذ شريف هادي
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى القياس على الدخان أته من المقربات ألى الخمر فل مكان له على
الطلق واللفظ القرآني يقول ل تقربوا الزنا (في موضوع الزنا ) وقال عن الخمر انما الخمر رجس ,
والعبارتان تختلف
المحرمات هي ما حرم ال صراحا والمفطرات هي ما ذكر ال صراحا ولو أطلقنا العنان للجتهاد في مثل
هذه المسائل لوصلنا إلى ما وصل إليه ارباب الدين السني والشيعي
وأما عن قياس المخدرات على أنها من الخبائث فأعتقد أن المخدرات لها وضع آخر يختلف
الخمر حرام والخمر هو ما جعل على العقل خمارا فأغلقه وال سبحانه وتعالى حين ذكر عن ثمرات النخيل
والعناب فقال تعالى (ومن ثمرات النخيل والعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا )وكأنها إشارة لطيفة
من الباري عز وجل عن تفريق السكر عن الرزق الحسن
ولكن أعود الى لفظ الخمر لغة وهو ما خامر العقل فغطاه وعلى هذا الساس فكل ما يغطي العقل خمر
الخمر في وقت نزول القرآن ليس الخمر الذي نعرفه الن إطلقا فلم يكونوا يعرفون الويسكي ول النبيذ
ول الفودكا ول الجن
ولكن كانوا يعرفون أن الخمر هو ماأسكرهم ومهما اتخذ من طبيعة سائلة أو جافة فهو خمر لنه مما
يجعل على العقل خمارا
نهاية قولي أن أي تحريم هو حق الهي واللفظ القرآني دقيق وواضح ول حاجة لنا للذهاب بعيدا في
قياساتنا واجتهاداتنا
وكما قال الستاذ عمر الشفيع ان هناك قوانين يسنها المجتمع حسب حاجته لها ل دخل للتحريم اللهي
فيها ولكن يندرج اللتزام بها تحت قوله تعالى (واولو المر ) التحريم حق الهي ل ينبغي القياس عليه
مسألة التدخين هي من المور المتروكة المباحة التي تعود للنسان تقديرها فل يجوز تحريم المباح إل
بنص قرآني واضح علما أن ال أغلق باب التحريم منذ وفاة الرسول واكتمال القرآن وذلك قوله تعالى
ضطُرِرْ ُتمْ إِلَ ْي ِه َوإِنّ كَثِيرًا
ص َل َل ُكمْ مَا حَ ّر َم عَلَ ْي ُكمْ إِلّا مَا ا ْ
سمُ الّلهِ عَلَ ْيهِ وَقَدْ فَ ّ
(( َومَا َلكُمْ أَلّا تَ ْأكُلُوا ِممّا ُذكِرَ ا ْ
ن بِأَ ْهوَا ِئ ِهمْ ِبغَيْرِ عِ ْلمٍ إِنّ رَبّكَ ُهوَ أَعْ َل ُم بِا ْل ُمعْتَدِينَ ()) )119لَيُضِلّو َ
فإذا كان التدخين مضر فكل شيء هذه اليام مضر ويؤدي الى سرطانات فالدجاج مثل يحقن بإبر الهرمون
ليكبر حجمه ,وكذلك الخضراوات واللحوم وغيره من المأكولت حتى أحيانا نسمع أن القهوة تسبب
مرض القلب وتسبب مشاكل معوية ومع ذلك كله لم نسمع كلمة تحريم واحدة مع أن كل ذلك يؤدي الى
سرطانات وأمراض مختلفة .
إن من يريد أن يوجد مصدرا جديدا للتحليل والتحريم من غير القرآن الكريم فقد تعدى على حق ال
وذلك المصدر الذي تفوح رآئحته هو القياس ,إن القياس الذي نادى به الشافعي وابن القيم وغيره من
السلف التائه هو من أكبر المفتريات والعتداءات على دين ال حيث جعلوا الحلل حرام قياسا ,فلقد
افتئتوا على دائرة المباح التي حفظها ال ووسعها فكانت عقولهم هي من تحرم وتحلل تبعا لهواءهم
وكما رأينا في المقال السابقة للدكتور أحمد فلقد كان الشافعي يحلل ويحرم ويحب ويكره على هواه ثم
يقنن ذلك دينا للمسلمين .
لقد حرم الدخان أو قيل عنه مكروه بسبب القياس الذي ما أنزل ال به من سلطان ولمن يريد أن يعرف
ما هي مصادر التشريع عند أتباع الدين السني الرضي فأنا أوجزها له -1 :القرآن -2السنة -3
الجماع - 4القياس -5قول الصحابة -6عمل أهل المدينة -7سد الذرائع -8المصالح المرسلة
......وال أعلم ماذا بقي
التدخين هو من المور المتروكة والتي يعود تقديرها للشخص فل يجوز إنزال حكم شرعي على كل ما
هب ودب ,أما مسألة أن الدخان يضر بالخرين فقد تم تحجيمه في بعض دول العالم وإفراد له صالت
وغرف منفصلة في المطاعم والمقاهي وأماكن العمل فالتدخين من المور المباحة ل هي حرام ول حلل
ومسألة الضرر الصحي مثلها مثل أي مأكول أو مشروب يسبب المرض كما أوضح الخوة
لقد أصبح المسلمون أكثر تشددا من اليهود وذلك لكثرة سؤالهم ولقد نهى ال عن كثرة السؤال (( يَا أَ ّيهَا
عفَا الّلهُ
ن َتسْأَلُوا عَ ْنهَا حِينَ يُ َن ّزلُ ا ْلقُ ْرآَنُ تُبْ َد َل ُكمْ َ
س ْؤكُمْ َوإِ ْ
عنْ َأشْيَا َء إِنْ تُبْ َد َل ُكمْ َت ُ
الّذِينَ َآمَنُوا لَا َتسْأَلُوا َ
غفُو ٌر حَلِيمٌ ( )101قَ ْد سَأَ َلهَا َق ْومٌ مِنْ قَبْ ِل ُكمْ ُثمّ أَصْ َبحُوا ِبهَا كَافِرِينَ ()) )102 عَ ْنهَا وَالّلهُ َ
ل يختلف إثنان إن التدخين كريه ومقيت من خلل تأثيراته على غير المدخنين والذين يكرهون رائحته,
وما يترتب على التدخين من آثار سلبية.
من تجربتي الشخصية لحظت كثيرا إن أمراض القلب والضغط والسكر وغيرها من أمراض العصر هي
تصيب غير المدخنين أكثر بكثير مما تصيب المدخنين.
لماذا مثل ل يجوز الزواج إل بولي سواء كان هذا الولي (أب ،أخ ،ابن ،عم ،خال ،كبير العائلة
...الخ ) ولماذا ل يحق للمرأة والتي هي إنسان بالغ عاقل أن تقوم بالصالة عن نفسها بإبرام وتوقيع
عقد الزواج الخاص بها ،أسوة بباقي أنواع العقود التي يفترض المنطق السليم والفطرة أن أي إنسان
يملك الهلية العقلية وقد وصل إلى سن الرشد أي أصبح (غير قاصر ) من حقه ممارسة أعمال البيع
والشراء لممتلكاته بنفسه وتوقيع العقود القانونية بالصالة عن نفسه ،،،إن المنطق والعقل في كل
التعاملت يؤكد على قاعدة (إذا حضر الصيل بطل الوكيل(
زواج المرأة بولى من أهلها هو أمر اختيارى بالنسبة للمرأة الرشيد البالغة الهلية ،ولكنه واجب بالنسبة
لمن تفتقد الرشد لنها تحتاج الى من يتكلم عنها و يحمى مصالحها وحقوقها فى عقد الزواج .وللمرأة
الرشيد ان تتحدث عن نفسها فى عقد الزواج ،وأن تختار شهود العقد ،وتضع شروط العقد كما تشاء
طالما كان ذلك باتفاق ورضى بينها وبين من اختارته زوجا لها.
10-10-2008 - [ ]27988تعليق بواسطة احمد صبحي منصور
تابع الرد على أسئلة سليم الجابرى
السؤال الثاني
لماذا يجب على النسان الراغب بالزواج في بلد المسلمين عندما يتقدم للزواج من فتاة ما ان يطلب
موافقة والدها ولماذا يكون قرار الموافقة من عدمه بيد الوالد وكأن الفتاة عبارة عن جارية تباع وتُشترى
أليس الولى أن يتم التقدم بهذا الطلب إلى صاحب الشأن أو بالحرى إلى صاحبة الشأن .؟
تلك هى ظروف اجتماعية بحتة .المرأة هى صاحبة الشأن ،ويحرم إرغامها على زواج ترفضه ،ول
يصح هذا الزواج إذا صممت على رفضه ،ويكون اغتصابا و ليس زواجا.
وأيضا ل يصح أن نفرض رغبتنا على المرأة الشرقية ،فهى استكانت للطاعة للب و الخ و ولى أمرها ،
وتجد المن والمان فى ذلك ،وتشعر بالفخر بأن لها من يحميها ويقوم بأمرها ،وأن حولها عائلة
وعزوة تهتم بأمرها ،وأن هذا يرفع شأنها بين أهل زوجها .
فما تعتبره عيبا يكون فى المجتمع العربى عرفا محترما .والزواج وثيق الصلة بالعراف السائدة فى أى
مجتمع .
لماذا ل يحق للمرأة أسوة بالرجل إنهاء الحياة الزوجية كونها الطرف الثاني في عقد الزواج وتطليق
نفسها بنفسها على غرار الرجل الذي يستطيع أن يطلق بكلمة!!!
من حق الزوجة أن تنفصل عن زوجها شرعا بما يسميه القرآن الكريم ( الفتداء ) أى أن ترد للزوج ما
دفعه من مهر أو بعضه تحت إشراف القاضى أو سلطة المجتمع ،وعندها تحصل على النفصال عنه .
وهذا يسمى فى الفقه السّنى بالخلع .
أنا متأكد أن الدخان لم يذكر فى القرآن ،ولم يحرمه ال تعالى صراحة ،ولكن أليس من العرف السائد نبذ
الخبائث والمنكرات ؟؟
عندما يقرر كل أطباء العالم أن التدخين ضار بالصحة ويجلب المراض لشاربه ومن يعاشره أليس ذلك
دليلً كافيا لن يصبح محرما عرفا وليس شرعا ؟؟ يقول تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر) ،ال تقع السجائر من ضمن المنكرات ؟؟ هل هناك عاقل يقول أن التدخين
ليس من المنكرات ؟ لو اتفقنا أن التدخين من المنكرات فسوف ننهى عنه بكل الوسائل فى الصحف وعلى
شاشات التلفاز وفى الراديو وسوف يتحول هذا النهى إلى تحريم مع تقدم عقل الناس والقتناعهم بضرر
وشرور التدخين ،نحن لن نكون خير أمة أخرجت للناس ونحن نبيح التدخين فى نهار رمضان ول نعتبره
حراما ؟؟
النهاية التدخين لم يحرمه ال فى آيات صريحة ولكنه جريمة إجتماعية تقف كل المجتمعات فى وجهها
وتحاربها ،والحرى بدين السلم أن يحرمها بل ويجرمها لو أضرت المخالطين ،التدخين مرض خطير
ومنفر ،يكفى أن أى شخص محترم يكتب على مكتبه ممنوع التدخين ،ويكتب فى سيارته ممنوع التدخين
،فكيف يكون التدخين حللً ؟ لقد علمنا ال تعالى أن نمشى فى الرض متواضعين وأن نقول للناس
حسنى فهل من يمسك سيجارة وينفخ دخانها فى وجهنا يقول لنا حسنى ؟ هل يقدم لنا خيرا أم شرا ؟
العالم يحارب عوادم السيارت وعوادم المصانع ،أل نحارب عوادم البشر التى تملؤ الدنيا أول أكسيد
الكربون القاتل ؟
التدخين مثل أشياء كثيرة في حياتنا نعتبرها حلل ..أبسطها الشراهة في الطعام ..خطأ ...
ماحرمه ال ليس له علقة بكونه خطأ أو مضر بالصحة أو مضيع للمال ..فلحم الحنزير ليس مضرا
بالصحة ..والدليل أن الشعوب التي تأكله صحتها أفضل عشرات المرات من شعوبنا والعلقات الجنسية
قبل الزواج ليست مضرة بالصحة بالعكس قد تكون مفيدة صحيا .. ..والخمر بكميات قليلة قد تكون
مفيجة صحيا ..وهلم جرا
الحلل بين والحرام بين ..والتدخين رغم كونه خطأ ليدخل ضمن ماهو حراما أو حلل ..هو أمر يخصع
للتقييم الدنيوي في مجال الخطأ والصواب ..
والدليل هو استمرار بيع الدخان من تبغ وسجائر حتي في معقل الفقه الحنبلي الوهابي وجميع بلد
المسلمين ..لماذا ...لن العقل الباطن يفرق بين ماهو حلل وحرام ..الكل يعرف ماهو الحلل وماهو
الحرام رغم كل السئلة والفتاوي في كل مكان ..
حسَانًا ۖ وَلَا َتقْتُلُوا َأوْلَا َد ُكمْ ۞ ُق ْل َتعَا َلوْا أَ ْتلُ مَا حَ ّرمَ رَ ّب ُكمْ عَلَ ْي ُكمْ ۖ أَلّا ُتشْ ِركُوا ِبهِ شَيْئًا ۖ وَبِا ْلوَالِدَيْ ِ
ن ِإ ْ
ظهَرَ مِ ْنهَا َومَا َبطَنَ ۖ وَلَا َتقْتُلُوا ال ّنفْسَ مِنْ ِإمْلَاقٍ ۖ َنحْنُ َنرْ ُز ُقكُمْ َوإِيّا ُهمْ ۖ وَلَا َتقْرَبُوا ا ْلفَوَاحِشَ مَا َ
الّتِي حَ ّر َم الّلهُ إِلّا بِا ْلحَقّ ۚ ذَٰ ِل ُكمْ وَصّا ُكمْ ِبهِ َلعَلّ ُكمْ َت ْعقِلُونَ
سطِ ۖ لَا ُنكَلّفُ حسَنُ حَ ّتىٰ يَبُْلغَ َأشُدّهُ ۖ َوَأوْفُوا الْكَ ْيلَ وَا ْلمِيزَا َ
ن بِا ْل ِق ْ ي َأ ْ
وَلَا َتقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلّا بِالّتِي هِ َ
س َعهَا ۖ َوإِذَا قُلْ ُتمْ فَاعْدِلُوا وَ َل ْو كَانَ ذَا قُرْ َبىٰ ۖ ۚ ذَٰ ِل ُكمْ وَصّاكُمْ ِب ِه َلعَّل ُكمْ تَ َذكّرُونَ وَ ِب َعهْدِ الّلهَِن ْفسًا إِلّا ُو ْ
َأوْفُوا
ن سَبِي ِلهِ ۚ ذَٰ ِل ُكمْ وَصّاكُمْ ِب ِه َلعَّل ُكمْ َوأَنّ َهـٰذَا صِرَاطِي ُمسْ َتقِيمًا فَاتّ ِبعُوهُ ۖ وَلَا تَتّ ِبعُوا السّ ُبلَ فَ َتفَرّ َ
ق ِب ُكمْ عَ ْ
تَ ّتقُونَ
هل ما حرمه ال تعالى فى اليات السابقة تنطبق عليه جملة د عمرو التى ذكرتها فى أول تعليقى ؟؟
10-10-2008 - ] تعليق بواسطة عمرو اسماعيل27996[
.. قيادة السيارات مفطرة في رمضان.. ومن نفس المنطلق
In the 60s there were more smokers per head population than today and yet
there were never the amount of asthma or cancer sufferrers than there is today.
Also back in the 60s there wasn't the amount of traffic on the roads, so it
doesn't need a scientist to link what the real cause is there.... how many non-
smokers choke me with their dirty smelling polluting engines in
cairo streets because they can't get from a to b with another alternative.
Maybe we should lobby to declare that such engines are haram so we can enjoy
clean air and not chokeon their toxic fumes
Smoking is a high risk factor, and the main cause of any disease mainly cancer
is genetically determined, the one prone to get cancer will get it regardless he
smokes or not, smoking only accelerates the process, choosing a proper partner
for marriage is far more preventive, so can we say that not doing proper
.. .medical check and genetic mapping prior to marriage is haram
باسمي وباسم الخت السائلة نشكرك جزيل الشكر على هذه الجابة المستفيضة والتي تؤكد لنا تقديس
إنني شخصيا اتفق مع ما ذهبت إليه، وحرية النسان في اختيار شريك حياته، السلم لقيمة الحرية
وأرى أن دور الوالد أو الولي يجب أن يكون استشاري بالدرجة الولى وللستئناس ليس أكثر ما لم
تفوضه الفتاة بالقبول والرفض نيابة عنها وكما تفضلت وقلت أنه ل يحق للوالد أو الولي ارغام الفتاة
على تزويجها بمن ل تريده أود أن أضيف أيضا أنه ل يحق له منعها بالزواج بمن تريده ويريدها
سليم الجابري
هل قرأت رد د عمرو على تعليقى ؟ هل أعجبك قوله أننى مشروع ديكتاتور ؟ هل هناك فى تعليقاتى ما
يجعله يصفنى بهذه الصفة ؟؟
There are things God did not mention and left for us. After all we supposed to
have brains and use them. Otherwise, if we needed every single thing to be told
.about, what makes us different from the animals
و أشكرك أخي الستاذ فوزي على لفت نظري لموضوع تحريم المباشرة في رمضان من زاوية أخرى..و
هذا يعطي مثال أننا نستطيع استنتاج أمور محرمة دون أن تذكر صراحة لكن بورود قرينة قوية..
و ال أعلم
أخى الحبيب الستاذ -رضا -أرجو ال تقع فى فخ (أن ما نكرهه ونرفضه إجتماعيا سواء على
مستوى الفرد أو الجماعة فنقول عنه أنه حرام ،وأن ما نقبله أو نتعود عليه فهو حلل ) وهذا ما
لحظته فى تعقيبك .فأفضل لك ولى ولكل عاقل أن يهاجر من بلد إلى أخرى ول أن يقع فى هذا الفخ ...
فرجائى أن تفرق بعد ذلك بين العادات وبين المحرمات .وأرجو أن تراجع ما كتبته عن تغير عادات
التدخين من بلد إلى آخرى الذى كتبته فى الجزء الول من التعقيب .فهو رد أيضا على الجزء الول من
تعقيبك .....وأضم صوتى لصوت أخى -مهند مراد -بأل تخلط بين مقربات الزنا وغيره من المكروه
إجتماعيا .فهذا شىء وذاك شىء آخر .......وشكرا لكما ...
منذ بداية تعليقاتى لم اقل ان هناك آية قرآنية حرمت التدخين ولكننى أقول أن التدخين حرام عرفا لما فيه
من ضرر جسيم على المدخن والمخالطين له بل على المجتمع كله بسبب تلوث الهواء ،أما عن التحريم
والتحليل فإن ما حرمه ال هو ما سيحاسب عليه الناس يوم القيامة ،ولكن ما حرمه المجتمع أو القانون
الوضعى يحاسب عليه النسان فى الدنيا بيد القانون ،يعنى يجب تحريم التدخين عرفيا ويجب فرض
عقوبة على من يدخن فى الماكن العامة ويضر الناس تبدأ بغرامة وتنتى بالسجن إن لم يرتدع .
أنا ل أحلل ول أحرم وليس من حق بشر أن يحلل أو يحرم ،أنا اقول أن التدخين حرام عرفا يعنى جريمة
إجتماعية يعاقب عليها المجتمع والقانون البشرى ،أما المحرمات التى ذكرها ال كالقتل والزنا والسرقة
فإن ال تعالى قد فرض لها قوانين للعقاب فى الدنيا ويوم القيامة سيحاسب ال مرتكبها الذى مات مصرا
على جريمته وليس لنا فى هذه المحرمات أى تدخل لنها شرع ال تعالى وقانونه .
أنا لم اقل أن المدخن سيدخل جهنم أو شىء من هذا القبيل يا صديقى ،لكننى أؤكد أن التدخين جريمة
إجتماعية محرمة دولياًُ خضوضا فى الماكن العامة ،ويجب سن القوانين التى تردع المدخنين وتجعلهم
يلزمون حدودهم .
أما عن موضوع التدخين فى نهار رمضان فهو يفطر الصائم مهما سيق لى من كلم ،ولن اقتنع أن من
يشرب الشيشة والشيجارة فى نهار رمضان هو شخص صائم بأى شكل من الشكال ول أفرض وجهة
نظرى على أحد .والسلم
يعني بعد أن كسرتم ظهر رمضان وجعلتم صيامه إختياريا فمن شاء صام ومن شاء أفطر جئتم الن
لتختلفوا على التدخين وهل هو من المفطرات أم من المسكرات أم من المكسّرات .يعني الذي يستطيع أن
يمرر كسر ظهر رمضان سيصعب عليه بلع الهباب السود .خلص فكوها بقى :الصيام نفسه صار في هذه
العصور المباركة عبادة إختيارية حتوقف على الدخان يعني.
إسمعوا الحكاية دي :كان لي في قديم الزمان صديق يصوم عن الكل والشرب ولكنه يدخن السجائر في
نهار رمضان لنه يصنف نفسه مع الذين يطيقونه (الهاء للصيام) إذا إقترن بشرب السجائر ومن الذين ل
يطيقونه (الهاء للصيام برضو) إذا منعوا السجائر .وكنت أنق عليه كلما رأيته في نهار رمضان (سواء
كانت في يده سيجارة أو لم تكن) فأقول له :يا صديقي العزيز ل يجوز هذا المر ،أنت جوعك وعطشك مثل
جوع وعطش الكلب والفضل لك أن تأكل وتشرب لنك لن تؤجر وقد يسخطك ال كلبا كي تصير كلبا
بحق وحقيق .كل واشرب أريح لك وأفضل لنك على الحالتين تعد مفطرا .وكان يرد علي أنت الذي جوعك
وعطشك مثل جوع وعطش الكلب لنك تتدخل بيني وبين ربي .فل هو إقتنع مني ول أنا سكتّ عنه! وقد
باعدت بيني وبين صديقي اليام ولم أعد أراه (ولكنني أعرف أخباره) .وأقسم بال إذا رأيته في أي
رمضان لنقنّ عليه من جديد .فأنا مثل الدكتور حسن ل توجد قوة تستطيع تغيير قناعتي بأن التدخين من
المفطرات .وكل الكلم في هذا الموضوع ل بودي ول بجيب .الحق أبلج والباطل أكلح.
وال الموفق.
10-10-2008 - [ ]28009تعليق بواسطة عمرو اسماعيل
هل يوجد حلل وحرام عرفا ..
يقول الدكتور حسن :
فهل يوجد ما هو عرفا حلل وحرام ..أم أن الحلل والحرام أواكر من ال ..
التدخين مثل قوانين المرور يخضع للقانون المدني الذي من الممكن أن يتغير حسب ظروف المجتمع ..
الزنا حرام ...يمتنع عنه المسلم لنه حرام ..رغم أن القانون المدني قد ل يعاقب عليه ..والتدخين في
الماكن العامة المغلقة قد يمنع قانون ليس لنه حرام ..
أنت الذي جوعك وعطشك مثل جوع وعطش الكلب لنك تتدخل بيني وبين ربي
أما الحلل عرفا فهو كل شىء تأكله وتشربه وتلبسه وتفعله لم ينزل له نص سماوى يحرمه فهو حلل
....مثل أكل المكرونة والمهلبية وشرب عصير الموز مع اللبن ...الخ ها في هذه الشياء تحريم
سماوى ؟ بالطبع ل ...فهى حلل عرفا لنها ل تضرك ول تضر المجتمع ...
المقصود بالعرف هو القوانين والتشريغات البشرية التى يتفق عليها مجتمع ما ول تتعارض مع
التشريعات اللهية .
هل نزلت الينا وتواضعت قليل فوال الذي ل إله ال هو لو كان رسول ال الكريم يتحدث بلغتك لما آمن به
احد
لم نعلم بعد يا أخينا البروفسور ما لديك من علم هل تتحفنا فمرة تقول أعلم النتيجة ولكني لن اقول ومرة
تتحدث وكأن علوم الرض نزلت عليك دونا عن الناس اجمعين
ارجوك يا واصل ان تتواضع قليل وتنزل لنا نحن البسطاء المساكين
وصلت
عندما تتحدث عن السجائر وتقيسها بقيادة السيارات وركوب الحمير فعليك أن تمتلك أولً المسطرة التي
ستقيس بها ،ل أن تبدأ بالكيل العشوائي على عماها مثل ضرير السوق .السيارات والحمير فيها منافع
للناس ولها أيضا أضرار ل أحد ينكرها ،فقد تدهمك سيارة أو يرفسك حمار _ بعيد الشر عنك_ ولكن
منافعها تبقى أكبر بكثير من أضرارها .وعندما يصبح ضررها أكبر من نفعها سنبحث في مسألة تحريمها
أو النهي عنها كما يحب البعض أن يقول ،وهذا وعد مني لك ل أخلفه إنشاء ال .أما الدخان فلم يتمكن
أحد حتى الن من إثبات فائدة واحدة ترتجى منه .فالسيجارة هي شيء يمكن أن ينجم عنه الضرر
والضرر فقط ول يمكن أبدا أن تتحصل منها فائدة ولهذا هي حرام حرام حرام (حرام بالثلثة كما ترى).
وبالنسبة للشحوم واللحوم فكل ما زاد عن قدره نقص ،والصل أنهما فيهما فوائد جمة شرط أن يتم
تناولهما بتوازن ووعي .السجائر مشكلتها الساسية أنها إما أن تضر أو أن ل تضر ،أما الفائدة فهي
محرمة عليها إلى يوم القيامة ،وهذا هو حال الخبائث أجمعين .هل فهمت ما أقول؟ حسنا إذهب الن كما
قلت لك (بما أنك تزعم أنك طبيب) إلى المختبر فهو الباب الوحيد المفتوح أمامك لرفع الحرمة عن
السجائر .أجري أبحاثك وتجاربك على السجائر بكل أنواعها وعندما تخرج بنتيجة جديدة عندها لك منا
جائزة سوبر نوبل.
وال الموفق.
أنت تسميه ممنوع قانونا وأنا أسميه ( محرم عرفيا ) وطالما أنك مثلى ل يوحى إليك فكلمك له قيمة
كلمى ،وكل واحد حر فى مسمياته ،
طيب بقة بالعند فيك سوف أستخدم صيغة حلل وحرام ولن أستخدم صيغة ممنوع قانونا لنها سخيفة ول
تعجبنى ...كلنا بشر ومن حقى أن أرفض رأيك ومن حقك أن ترفض رأيى ...لكن الشىء المؤكد هو أنك
ليس من حقك أن تأمرنى حتى لو كنت الخط نفسه ...وصلت !!!!!!!!!
الدليل
المدخن ل يعضه كلب لنه يحمل عكازه مبكرا فيضرب الكلب بعكازه
المدخن ل يدخل بيته لص لنه يكح طوال الليل فيظن اللص انه مستيقظ
المدخن ل يرد الى ارذل العمر لنه موته يكون مفاجئا باحتشاء قلبي او دماغي
/http://www.14october.com
وكذلك:
http://www.14october.com/Default.aspx?issueid=effdb965-b507-44db-b786-
6f216920ca9b
وكذلك:
http://www.14october.com/Writer.aspx?target=L9953
تجدون حلقات يومية لموضوعات لكم ,تتغير دوريا على الصحيفة اللكترونية بعد نشرها على الصحيفة,
وتجدون ( صورتكم ) بعنوان المواضيع التي تتغير دوريا بشكل مستمر على الصحيفة اللكترونية.
رئيس تحرير الصحيفة الستاذ ( أحمد الحبيشي ) من المولعين بكتاباتكم وفكركم ...ولديه ميوله
الواضحة لتباع المنهج القرآني في كتاباته الفكرية ,ويتابع كثيرا كتابات أهل القرآن مشكورا ...ونتواصل
بشكل دائم.
وال الموفق.
القصيدة التي كتبتها جميلة جدا وأنا سميتها قصيدة لنها اعجبتني ; ول اتمنى ان يسمعها احدهم وال
ساسمعها طول النار لنها في صالحه ههههههه.ويعجبني ان انقلها هنا :
الدليل
المدخن ل يعضه كلب لنه يحمل عكازه مبكرا فيضرب الكلب بعكازه
المدخن ل يدخل بيته لص لنه يكح طوال الليل فيظن اللص انه مستيقظ
المدخن ل يرد الى ارذل العمر لنه موته يكون مفاجئا باحتشاء قلبي او دماغي
........
اختكم أمل
لو كان كلمك صحيحا عن ظروف الذين يطيقونه لما قال ال لهم {فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن
تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} .بل لنهاهم عن الصيام لما في صومهم من ضرر على المجتمع كما
بينت أنت .كلمك للسف أيضا هو كلم مغلوط .أنا أعرف الجواب الصحيح ولكنني لن أقوله الن.
(ول تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب ان الذين يفترون على
ال الكذب ل يفلحون ) سورة - 16آية 116
( سيقول الذين اشركوا لو شاء ال ما اشركنا ول اباؤنا ول حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم
حتى ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون ال الظن وان انتم ال تخرصون ) سورة
- 6آية 148
تدبروا جيدا في هذه اليات وستجدون أن التحريم يكون إما بنص من ال أو بإذن منه وفي جميع الحوال
يكون المر بالتحريم صادر مباشرة من الله الواحد الحد وليس من البشر
وال الموفق.
رغم أنني منشغل في العمال الشاقة التي ابتلنا ال بها في أول شوال وهي الفيضان الذي اجتاح وليتنا،
فقد قتل الرواح من البشر والحيوانات وهدم الكثير من المنازل ،رغم كل ذلك أجد نفسي من المدمنين
على تصفح موقعنا المبارك ( أهل القرآن) بعد أن عادت الكهرباء والهاتف ،فوجدت هذا المقال لكم والذي
قلتم فيه:
ـ وبرغم الصخب السابق نقول إن التدخين مباح ول يصح تحريمه طالما لم يرد نصّ قرآنى بتحريمه ،
والمحرمات محددة ل يصح الضافة اليها ،وليس هناك قياس فى التحريم لن القياس يؤدى الى تحريم
الحلل المباح ،أى العتداء على حق ال تعالى فى التشريع .
ونؤكد أيضا أن التدخين الذى يتخذ مجراه فى الجهاز التنفسى ل يؤثر فى الصيام ،ول يفطر به
الصائم.أهـ.
في الحقيقة اندهشت لهذه الفتوى التي رأيتم فيها أن التدخين مباح وغير محرم ،وبعد أن قرأت كل
التعليقات صبيحة هذا اليوم ،قررت أن أقدم لكم جملة من السئلة التي حيرتني وهي كما يلي:
.4كيف يمكن أن نصوم على الطيبات والحلل ،وتباح الخبائث في نهار رمضان؟
.5كيف ترون أن التدخين مباح ول يصح تحريمه؟ مع أنه ل يختلف اثنان أن التدخين من الخبائث ،بدأ
من رائحته الكريهة إلى ما فيه من التهلكة للمدخن ولمن حوله والتي نهينا عن إلقاء أنفسنا فيها!!!
.8هل يجوز إيذاء الناس بما يكرهون؟ فأنا أول من ل يطيق رائحة السجائر لنني أختنق من رائحتها،
وأتعجب من المدخن كيف يستسيغ ذلك الدخان ويحلوا له.
.9إذا كان الدخان ل يؤثر في الصيام فالتصعط ل يؤثر من باب أولى لن النبي حسب المستدرك وأبي
داود أنه كان يتصعط ،فإليكم الرواية 7448 :حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا
يحيى بن حسان ثنا وهيب بن خالد ثنا عبد ال بن طاوس عن أبيه عن بن عباس رضي ال عنهما ثم أن
النبي صلى ال عليه وسلم استعط هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .المستدرك على
الصحيحين ج 4ص 226و سنن أبي داود ج 4ص .6
هذه بعض السئلة التي خطرت لي على عجالة ،وأنا أضم صوتي إلى كل من يحرم التدخين في غير
رمضان ،وكيف به في رمضان فيكون من باب أولى محرما ( ،بالعرف) لن التدخين يحتاج إليه مخ
المدخن وجسمه فيطلبه حيثيثا ،لذلك تجدهم ينتظرون أول مؤذن ليشعلوا سجارتهم ،والملحظ أيضا أن
المدخنين ل يهمهم الكل والشرب كما يهمهم الدخان عفانا ال منه وعفى عن المدمنين له ،لنه في نظري
بلوى فليس من السهل القلع عنه إل بإرادة قوية وعزم وتقوى.
مع أخلص تحياتي.
عموما أنا أحب أفكار الدكتور أحمد ولكن ليس كل ما يقوله صحيح بالذات فى السياسة.
اقتباس
ليس الدخان من الطعام والشراب ،فمجرى الطعام و الشراب هو الجهاز الهضمى ( الفم ـ البلعوم ـ
المرىء ـ المعدة ـ المعاء الدقيقة ،فالغليظة ـ فالشرج ) أما التدخين فمجاله الجهاز التنفسى ،من
القصبة الهوائية الى الرئتين شهيقا وزفيرا ،وبالتالى فالتدخين ل يفطر الصوم فى رمضان أو غير رمضان
.
ان كان هدا هو دليلك الساسي يا دكتورعلى ان التدخين ل يفطر فانا اختلف معك 100ب 100لن مجرى التدخين مجاله
الجهازالتنفسي والهضمي معا و ما الصابة بقرحقة المعد ة عند المدخنين ال دليل على و صول مواد سامة الى المعدة لن المواد
السامة الموجودة في السجائر والمعسل تذوب في لعاب الفم والغشية المخاطية والمري وتصل بنسبة عالية إلى المعدة وتؤثر في
جدار المعدة لذلك تحدث القرحات في اللثة واللسان والفم والحنجرة والمري وصولً إلى المعدة بل ويمتص الجسم هذه المواد السامة
وتفرزها الكلية ما يؤدي إلى أمراض خطيرة في الكلية والمثانة.
اما فيما يخص التحريم فانا اتفق معك و علة الضرر التي دكرت من طرف بعض الخواء فهي ليست بدليل مقنع و ال مادا نقول على
الدي يدخن ليوم او يومين ثم يقلع عن التدخين هل ارتكب فاحشة ? ان كانت العلة في التحريم هو الضرر ,فهل المدخن ليومين يصيبه
الضرر?و مادا نقول عاى الدي اكل و لو لمرة واحدة لحم الخنزير? هل اكل محرما ?
و شكرا
11-10-2008 - [ ]28074تعليق بواسطة محمود دويكات
هناك مسألتان للدكتور أحمد
في ما يخص أطراف هذه المسألة .أول شيء هو مسألة ضرورة مرور الطعام داخل الجهاز الهضمي حتى
يفطر الشخص..السؤال هل هذا بالضرورة صحيح؟ فماذا عن الذين يأخذون جرعات جلوكوز في الدم
.. supplementary nutritionفهذه الجرعات ل تدخل عن طريق جهاز الهضم ..و لكن الكل يعلم
أن تلك الجرعات تغذي المريض بشكل أسرع بكثير .. ..قد تقول أن الحالة المحصورة هنا بالمرضى أصل
مباح لهم الفطار ..لكن ..إفرض ان المريض لم يرد الفطار لنه ل يستطيع الفتداء طوال شهر رمضان
..أو لنه أصبح نظريا و فعل قادر على الصوم التقليدي جراء تلك الجرعات التي تمده بالغذاء ..و هو
بحاجة لهذا الجلوكوز أو الفيتامينات او الحديد الذي يعطى في الدم .فهل نعتبر أن المتعاطى عندها قد أفطر
أم ماذا ؟
الشيء الخر هو مسألة ضرورة وجود نص صريح لثبات التحريم ..أو بمعنى آخر هي القاعدة التي
تقول الصل في الشياء هي الباحة ما لم يرد دليل مباشر على تحريمها ...حسنا ..فنلقرأ هذه الية:
سكُمْن أَن ُف َن عَ ِلمَ الّل ُه أَ ّنكُمْ كُن ُتمْ َتخْتَانُو َس ّلهُ ّحلّ َل ُكمْ لَيْ َل َة الصّيَامِ الرّفَثُ إِلَى ِنسَا ِئ ُكمْ هُنّ لِبَاسٌ ّلكُمْ َوأَن ُتمْ لِبَا ٌ (ُأ ِ
ب الّلهُ َل ُكمْ َوكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّى يَتَبَيّنَ َلكُمُ ا ْلخَ ْيطُ ن بَاشِرُوهُنّ وَابْ َتغُواْ مَا كَتَ َ عفَا عَنكُمْ فَال َ ب عَلَ ْي ُكمْ وَ َ
فَتَا َ
ن َوأَن ُتمْ عَا ِكفُونَ فِي ا ْل َمسَاجِدِ سوَدِ مِنَ ا ْل َفجْ ِر ُثمّ أَ ِتمّواْ الصّيَا َم إِلَى اللّ ْيلِ َو َل تُبَاشِرُوهُ ّ ن ا ْلخَ ْيطِ ا َل ْ
الَبْيَضُ مِ َ
س َلعَّل ُهمْ يَ ّتقُونَ) بقرة ... 187/إذا افترضنا أن الصل ن الّلهُ آيَا ِت ِه لِلنّا ِ
ك يُبَيّ ُ
ل َتقْرَبُوهَا كَذَلِ َ ك حُدُودُ الّلهِ فَ َ تِلْ َ
في الشياء الباحة فعندها نقول أن المباشرة مباحة و قد جاءت هذه الية للتأكيد على ذلك ..و المر
الوحيد الذي حرمته هذه الية في هذا الخصوص هو المباشرة أثناء العتكاف في المساجد ..أما إن أردنا
شرُوهُنّ ) على عفَا عَن ُكمْ فَالنَ بَا ِ ب عَلَ ْي ُكمْ وَ َ
ن أَن ُفسَ ُكمْ فَتَا َ
عِلمَ الّلهُ أَ ّن ُكمْ كُنتُمْ َتخْتَانُو َ
أن نأخذ قوله تعالى ( َ
أنه أراد التحليل فقط في الليل و ذلك للتخفيف ..فعندها كأننا نقول أن الصل في هذه المسألة هي التحريم
مالم يرد دليل يحلل (كما في هذه الية) ..و هو عكس الفرض الساسي الول ...الخلصة أنه لتلفي هذا
المأزق نقول أننا (( مجرد استنتجنا )) ان المباشرة حرام في نهار الصيام وذلك بسبب ورود قرينة و
لهجة خطاب دلتنا عليه ...السؤال الفلسفي الن :أل يعني ذلك وجود أساس للقياس أو الستنتاج في
أحكام القرءان بدءا من معطيات اليات؟
أضف الى ذلك تلك الية التي تقول (قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة
أو دما أو لحم خنزير .......إلى نهاية الية
ل من هنا نقول أن ال ساقها بصيغة الحصر فبقول لنبيه قل والمقصود الرسول الكريم ل أجد
محرما إل أعلم ل أرى
ولو ذهبنا إلى موضوع العلقات الجنسية لوجدنا عكس ذلك حيث أن أي علقة بامرأة يبين القرآن
حرمتها دون عقد شرعه ال عز وجل
فل أصل للباحة إل بقرينة من الكتاب ول أصل لتحريم إل بقرينة والمثلة كثيرة
و ال الموفق
لي عليك عتاب شديد أرجو ان تتقبله بصدر رحب ،وأعلم أن الفلسطيني سيد الصبر والتحمل.
هذا أغرب تعليق أقرأه لكم على الطلق .السبب ليس ما جاء فيه من أفكار بل هو الشكل الذي تم فيه
عرض هذه الفكار .كتبتم منذ أيام مقالة ممتعة عن نظام السرد في القرآن وقلتم فيه فيما قلتم أن ال لم
يجعل النسان (بهمزة من تحت) بقلبين وأن ذلك يفسر لماذا نكتب عندما نكتب بطريقة الفكرة الواحدة
الكاملة في الفقرة الواحدة .وهذا كلم جميل ل غبار عليه على الطلق ،وتؤكده نظرية البطيختين واليد
الواحدة في المثال الشعبية .فلماذا يرحمك ال كتبت تعليقا بهذا الشكل المضجر؟ وال كلما قرأته زاغت
عيوني ليس بسبب اللون الفاقع بل لسبب آخر سري لم أستطع أن أعرف ماهيته لكنني واثق من وجوده،
هل هو تعويذة أو حجاب؟ ربما .هل هو تشتت في الفكار؟ ل أعرف .فكلما قمت بتثبيت فكرة تملصت
أخرى ولم أتمكن من السيطرة على الكلم الذي أقرأه كما تعودت وعرفت عن نفسي .قد يكون حديث
الدخان والمسكرات قد أصاب مني ما أصاب .على كل حال هذا هو الرد الذي تمكنت من تقديمه لكم على
تساؤلكم وإذا وجدتموه ل دخل له بتساؤلكم فلن أستغرب لنني كما قلت قد وجدت صعوبة في فهم ما فيه.
)1تم تحريم المباشرة في رمضان ليلً ونهارا أولً ثم جاء التخفيف فصارت مباحةً في ليلة الصيام فقط .
)2تم تحريم المباشرة في فترة العتكاف سواء في رمضان أو في غير رمضان ،فل دخل للصيام هنا.
فمتى وقعت المباشرة إنقطع العتكاف .والعتكاف أكثر ما يكون في رمضان ولكنه ليس مقصورا عليه.
وليس مقصودا تحريم المباشرة داخل المساجد كما يعتقد بعض الناس! فل أحد يفكر أصلً بمباشرة النساء
في المساجد بيوت ال .فالرجل المعتكف يجوز له أن يخرج من المسجد لقضاء حوائجه الضرورية ثم
يعود إلى المسجد لمتابعة التعبد بالعتكاف .ولكن ل يجوز له أن يعرج على أهله بهدف المباشرة لنه إن
فعل فقد خرج من العتكاف.
وال الموفق
11-10-2008 - [ ]28085تعليق بواسطة محمود دويكات
الستاذ واصل
و ال يا أخ واصل ..أنا أردت ان أثير قضية هل التحريم عن طريق الستنتاج ممكن أم غير ممكن عبر
القرءان ...فأنت هنا قد قلت لي ( )1تم تحريم المباشرة في رمضان ليلً ونهارا أولً ثم جاء التخفيف
فصارت مباحةً في ليلة الصيام فقط ).السؤال :من قال لك أن ال أولً حرم المباشرة نهارا؟ ليست ثمة
دليل مباشر من القرءان ،و إنما هناك دليل استنتاجي من معطيات الية...إذن ...في هذه القضية بالذات
فإن الصل لم يكن الباحة و إنما التحريم!! .و بالتالي واحد من اثنتين -1 :القاعدة التي تقول الصل
في الشياء الباحة لم تكن عامة كما كنا نظن بل كانت خاصة (في المأكلو و المشرب و هذا رد الخ أيهم
مشكورا) أو -2إن كنا نريد ان تبقى تلك القاعدة عامة فعندها ل بد بالقول بالحاجة الى الستنتاج في
التحليل و التحريم (كما احتجنا الى ذلك في هذه الية المطروحة عن المباشرة).و لكن ضمن شروط ..و
أنا آسف إن كان تعليقي السابق كان فيه غموض
و ال أعلم
دمــتـــم بخــيــر
الن فهمت تماما ما الذي تبحث عنه وهو شيء جوهري دون شك ويحتاج وقفةً مطولة.
دعنا أولً نتفق أن البقرة 187لم تكن قد نزلت بعد عندما بدأ المسلمون صيام أول رمضان أو على القل
عندما صاموا اليام الولى من أول رمضان يصومه المسلمون (على إفتراض أنه من الممكن ان تكون قد
نزلت في وقت متأخر من أول رمضان) .أعتقد أنك توافقني ول مجال للخلف في ذلك.
السؤال الساسي هنا كيف عرف المسلمون معنى الصيام؟ البقرة 183و 184و 185فرضت الصيام
ووضحت شهره وبينت من هم المكلفين به والفئات المرخص لها وشروط الرخص .ولكنها لم تذكر ما هو
الصيام فل هي أتت على ذكر ترك الطعام والشراب ول هي أتت على ذكر تحريم الرفث إلى النساء بأي
شكل من الشكال .قد يقول قائل أن العرب كان لديهم معنى محدد لكلمة الصيام قبل نزول القرآن وأن
علمهم بمعنى الصيام جاءهم منقولً من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلم .ولكن هذا الجواب ل يعطي
إجابةً شافية لن الظاهر من البقرة 187أن المر كان فيه تفصيلت دقيقة يصعب القتناع بأنها وصلتهم
دون وحي إلهي مبين ومفصل .كيف عرف المسلمون قبل نزول البقرة 187وقت بداية الصوم من الفجر؟
وكيف عرفوا موعد الفطار؟ وكيف عرفوا أن الرفث إلى النساء حرام في النهار وحرام في الليل؟ ولماذا
لم يفترضوا أنه حرام في النهار وحلل في الليل؟ أو حتى بين قوسين (حلل في النهار وحرام في
الليل!؟) .بل أكثر من ذلك كيف عرفوا أن الصيام يعني ترك الطعام والشراب في النهار وليس في الليل؟ أو
من الفجر وحتى العصر؟ أو يوم صيام ويوم إفطار؟ أو يومين صيام ويوم إفطار؟ والحتمالت ل
تنتهي .حسب رأيي فإن كل ذلك يؤكد وجود وحي إلهي سوى القرآن وهو من أصل الرسالة وجاء لشرح
تفاصيل العبادات .وهناك حسب رأيي (وهذه خارج الموضوع) وحي ثالث يخص ما يمكن أن نسميه وحي
النبوة .فوحي الرسالة هو القرآن وتفاصيل العبادات والمناسك .ووحي النبوة هو كل ما وصل النبي من
وحي ل يخص ما هو معلوم من الدين بالضرورة.
وال الموفق.
يبدأ المقال بفصل التدخين عن الكل و الشرب ثم يعطي الكاتب نبذة تاريخية عن الدخان مع التركيز حول
كيفية تضارب فقهاء المذاهب المختلفة مع التدخين كظرف حادث من حيث التحريم او التحليل الي عصرنا
هذا ثم يذكر د.منصور عدة حوادث في السعودية يستنتج منها ان السعودية هي سبب التدخين في عصرنا
الحالي تحت عنوان (الدولة السعودية الراهنة( الثالثة ) هى السبب) و أخيرا يخصص د .منصور الجزء
الخير من المقالة للسخرية من الحاديث عن طريقة "ماذا لو".
الرد:
اول :المقال ل ينتمي الي قاعة التأصيل القراني ،لنه بكل بساطة ليس بحثا تأصيليا في القران ،بل لم يتم
من خلله الستشهاد باليات او حتى ذكر القران نفسه ال في عدة اسطر في المقدمة فحسب .المقال هو
بحث في كيفية تعامل الفقهاء مع التدخين في العصور المختلفة .و بعض اجزاء المقال ل تلتزم بقواعد
الـتأصيل القراني حين يتم السخرية من متبعي الحاديث و ل يمكن اعتبار تلك السخرية جزءا من بحث
جاد بأي حال من الحوال .و برأيي ان النسب ان يدرج هذا المقال مع المقالت العادية بعيدا عن التأصيل
القراني.
والمقال نفسه يمكن ان يتخذ حجة علي رأي الكاتب حين يناقض المقال نفسه و يشير ان "الدولة السعودية
الراهنة( الثالثة ) هى السبب " و ل أدري ما علقة السعودية بالموضوع لن المقال نفسه يعترف ان
الفقهاء حرموا التدخين من أيام الدولة العثمانية و هذا من قبل ان تنشأ الدولة السعودية الراهنة .و ل
أدري أيضا ما هي علقة قصة الميرة السعودية بتحريم او تحليل التدخين ،كما ل أدري مصداقية تلك
القصة كي يستدل بها في بحث جاد.
12-10-2008 - [ ]28110تعليق بواسطة المير منصور --مدير اهل القران
تابع :أختلف مع هذا المقال
ثانيا :الفكرة الساسية في المقال ان التدخين لم يكن معروفا ايام عصور السلم الولي و ل يوجد تشريع
خاص بتحريم التدخين في الصيام و من ثم فان التدخين ل يفطر .و الفكرة بسيطة و قد تبدو منطقية ال
انها تتجاهل العديد من النقاط:
-1الصيام ليس تشريعا جديدا فرض علي المسلمين بالقران ،و انما نحن مأمورون ان نصوم كما صام
الذين من قبلنا و بالتالي فان القران لم يشرح كيفية الصيام و ل مفطرات الصيام كلها و انما ركز القران
علي التعديلت الي اقرها ال علي الصيام اما الباقي فنحن مأمورون ان نتبع طريقة صيام الذين من قبلنا.
نستنتج من هذا ان عدم ذكر التدخين كأحد مفطرات الصيام ل يعني جزما انه ليس من مفطرات الصيام و
انما يعني ان التعديلت التي اقرها ال علي الصيام ل تتضمن تعديلت في التدخين.
-2حين قال ال تعالي ان الصيام فرض علينا كما فرض علي الذين من قبلنا لم يحدد ال تعالي تلك
القوام السابقة بالسم و لم يقل تعالي ان هؤلء "الذين من قبلنا" هم ساكنو الجزيرة الذين يفترض الدكتور
منصور بأنهم لم يعرفوا التدخين .و بما ان التدخين معروف من الف السنين من قبل نزول القران ،لذا
فاحتمالية ان بعض "الذين من قبلنا" كان يعرف الدخان هو احتمال قائم لم ينفه القران و لم يثبته ايضا.
ثالثا:
برأيي ان القول انه بما أن مسار الدخان يختلف عن مسار الكل و الشرب فبالتالي فانه ل يفطر في
رمضان هو رأي غير دقيق ،و هذا للتي:
-1مفطرات الصيام تتعدى الكل و الشرب و ليس معني اعتبار الدخان انه ليس طعاما او شرابا يعني انه
بالتالي غير مفطر.خصوصا مع ما اثبتناه مسبقا ان عدم ذكر التدخين كأحد مفطرات الصيام في القران ل
يعني الجزم بانه ليس من مفطرات الصيام عموما و انما يعني الجزم بان التعديلت التي اقرها ال علي
الصيام ل تتضمن تعديلت في التدخين.
-2اكتشاف ان مسار الطعام و الشراب كجهاز هضمي يختلف عن مسار الدخان كجهاز تنفسي هو
اكتشاف حديث نسبيا ،اي ان قبل هذا الكتشاف لم يكن للقوام السابقة معرفة علمية تجعلهم يجزمون ان
مسار التدخين مختلف .و أنا شخصيا ل أعقل ان يقوم ال تعالي بتشريع يعتمد علي مدي التقدم العلمي
للناس حين يقومون بتطبيقه.
فعل القرآن حدد ثلث أمور فقط تبطل الصيام وهي المأكل والمشرب والمعاشرة الجنسية مع إنسان آخر.
وقد أخطأ الكثير من الفقهاء فعل بربطهم بين عملية الشرب ولفظ "شرب" السيجارة ...لن السيجارة ل
تشرب وإنما تدخن .والتدخين ما هو إل هواء .وهذه نقرة وكون السيجارة خبيثة او مضرة ه نقرة اخرى.
فكون الشيء مضرا ل يعني إنه حراما.
ول يوجد أكثر ضررا من أن يمتنع النسان عن الماء في جو شديد الحرارة لساعات طويلة ،فالنسان
مطالب بشرب الماء كل ساعة على القل ليحتفظ الجسم بحيويته ،فيخطىء من يظن أن الصيام عملية
مقصود بها تطهير الجسد وإنما هي إبتلء من ال ل أكثر ول أقل ول علقة لها بالصحة العامة .فالمتناع
عن الماء ل يساعد الجسم بل يضره.
وتحياتي للجميع
12-10-2008 - [ ]28113تعليق بواسطة المير منصور --مدير اهل القران
تابع :أختلف مع هذا المقال
رابعا:
نحن نقول اننا نتبع السنة العملية التي توارثناها من ابراهيم عليه السلم اي نصوم و نصلي كما كان
اباؤنا يصومون و يصلون .و انا شخصيا ل ادري لو كان التدخين معروفا عند القوام السابقين للرسالة
المحمدية ام ل ،قد يقول التاريخ ل ،و لكننا جميعا ندري ان التاريخ نسبي ،و هناك من الناس السابقين
من وصل اخباره الينا و هناك مالم يصل .و ل يمكن ان نقول ان نجزم بشيء عن كل المم السابقة لننا
بكل بساطة ل نعرف من تاريخهم ال القليل من الذي وصل الينا .فمثل ل يوجد عالم متخصص في
المصريات يمكن ان يجزم ان الفراعنة طوال تواجدهم لم يعرفوا التدخين و انما يمكن لنفس العالم ان
يجزم بأنه لم يتم العثور علي ما يثبت ان الفراعنة لم يعرفوا التدخين و الفرق بين هذا و ذاك شاسع .اذا
فاحتمال ان بعض سكان الجزيرة العربية او مصر او غيرها قد عرفوا التدخين في احد العصور هو احتمال
قائم ،قد يكون ضعيفا ولكن ل يمكن الجزم المطلق بالعكس .و بنفس المعيار فان الجزم المطلق بان
السابقين لم يتعاملوا مع الدخان وقت الصيام هو غير دقيق.
أخيرا
ليس الغرض من هذا التعليق الجزم بأن التدخين من مفطرات الصيام لنه لم يرد نص واضح و صريح
يحدد التدخين ضمن المفطرات في رمضان .و انما الهدف من هذا التعليق هو القول بان الجزم بان
التدخين ل يفطر –بناءا علي ماورد بالمقال -هو رأي غير دقيق.
تكلمت عن الذين من قبلنا وناقشناها جانبيا على إنها ل تعني إل سللة إبراهيم إل إن كان لديك ما يتثب
أن الذين من قبلنا تشمل سللة كريشنا وبوذا والهنود الحمر.
ثم تقول الن أن من بين سللة إبراهيم ل يوجد لدينا ما يثبت عدم معرفتهم بالتدخين ،وعدم وجود دليل
واحد على وجود التدخين بين سللة إبراهيم (الذين من قبلنا) يكفي لنفي وجود التدخين من اساسه.
وبالتالي لم افهم وجهة نظرك حتى الن ،وهل أنت تقول أن التدخين حرام إم إنك فقط تكتفي بقول أنه من
الخطأ أن نجزم بأن التدخين حلل؟
أما بالنسبة للخت آية فأني أخالفها الرأي كون الصيام ابتلء .الصيام عبادة لها تأثيرها اليجابي على
الصحة وقد أكد ذلك ال عز وجل بقوله"وإن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون" .معك الحق بأن الجسم
بحاجة الى شرب الماء .وعدم شربه يضر بالجسم .لكني تناقشت مع أخصائين في هذا المجال ،وقالوا
لي بالعكس .الصيام خلل النهار واؤكد خلل النهار عن الشرب .يخلص الجسم من السموم ،ذلك أن
الخلية ل أذكر ما قالوه لي أن نسبة الماء فيها حوالي الثمانين أو التسعين بالمائة .وعند عطش النسان
فأن الجسم يستهلك جزءا من هذا الماء المتواجد في الحلية مما يجدد نشاطها ويخلص الجسم من السموم
المتراكمة والمتداخلة مع السوائل في الخلية .وال أعلم وشكرا لك
أما بخصوص .الحديث عن الغدد العرقية .فأعتقد أن ما تريد أن تقوله .أن الغدد العرقية هى إحدى
وسائل تخلص الجسم من إفرازاته الزائدة عن الحاجة سواء كانت سامة أو غير سامة .مثلها مثل الزفير
و الجهاز البولى ( البول) وبقايا الجهاز الهضمى .والغدد الدمعية للعين أيضا ..وهذا بغض النظر عن
كمية الماء فى الجسم اثناء الصيام او الفطار .
أما كون التدخين ل يفطر فهو ما ل أوافق عليه ..لن الصيام المقصود به التغلب علي الشهوات ..
وعلي الذي ل يطيقه ...الفطار واطعام مسكين أو مساكين ..
التدخين يقع في نطاق القانون المدني وليس الديني ..مثل غيره من المور التي لم يحرمها ال ..ويمكن
منع التدخين في الماكن العامة حماية للخرين قانونا ..تماما مثل اصدار القوانين التي تحمي البيئة ..
هولندا مثل منعت التدخين في الماكن العامة ولم تمنع الحشيش ..لن الضرر الصحي للحشيش أقل من
التبغ (هجوم متوقع)
قيل التالى منى وجميع من هنا تهرب الهروب الكبيييييييير من الجابة ..
سكِينٍ )) ..ل نعلم هل هى فدية ليوم ..أم إثنين ..أم أسبوع ..أم شهر ..أم العمر كله
طعَامُ ِم ْ
{(( فِدْ َي ٌة َ
..عموما هى فى نص الية تعود على الصيام بالكامل ..وأيضا هذه الفدية هى على من يطيق الصيام
وليس على من ل يطيق الصيام كما تلخص )
ب عَلَى الّذِينَ مِن قَبْ ِل ُكمْ َلعَّل ُكمْ تَ ّتقُونَ أَيّامًا ّمعْدُودَاتٍ َفمَن كَانَن آمَنُواْ كُتِبَ عَلَ ْي ُكمُ الصّيَامُ َكمَا كُتِ َ { يَا أَ ّيهَا الّذِي َ
ع خَيْرًا َف ُهوَ
طوّ َ
سكِينٍ َفمَن َت َ
طعَامُ ِم ْ ن ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َيةٌ َ ن أَيّامٍ ُأخَرَ َوعَلَى الّذِي َ سفَرٍ َفعِدّةٌ مّ ْ مِنكُم مّرِيضًا َأ ْو عَلَى َ
ن} خَيْرٌ ّلهُ َوأَن تَصُومُواْ خَيْ ٌر ّل ُكمْ إِن كُن ُتمْ َتعْ َلمُو َ
الذى ل يطيق الصيام ليس عليه تكليف من أساسة بالصيام ( ليكلف ال نفسا إل وسعها ) ..اما الذى
يطيق الصيام فعلية الصيام ..وحتى ..أكرر ..وحتى وإن مرض فى شهر رمضان فعليه بأيام أخر
وبالتالى ل فدية لمن ل يطيق الصيام لمرضة أو لسفرة وهذا بالتالى ينسف الذهاب بالقول أن "يطيقونه"
تعنى "ل يطيقونه" ...
قال السلف وبن كثير الذى أستشهد به الدكتور منصور بمقاله بالجزء الصغير من قول بن كثير عن
(( ليطيقونه )) وعدم الشارة إلى أنه ( بن كثير ) ذهب أيضا أن هذا كان فى حكم الصيام المنسوخ للذين
من قبلنا الذين كانوا يصومون ثلثة أيام من كل شهر ..بمعدل سته وثلثون يوما فى العام ..
ومحتمل جدا أن يكون صيام السلف وصيامنا على الهيئة التالية :
صيامنا هو = شهر رمضان +فدية ( مقابل فرق اليام ال 6أو ) 7شرعها وإرتضاها وقبلها سبحانه..
-1هو عدم تحديد سبحانه تعالى لعدد اليام التى تفتدى بأطعام مسكين واحد ..وهى فى نص الية
تعود على الصيام بالكامل ( شهر رمضان بالكامل ) مثلها مثل "يطيقونه" تماما ..
ع خَيْرًا َف ُهوَ خَيْ ٌر ّلهُ َوأَن تَصُومُواْ خَ ْيرٌ ّل ُكمْ إِن كُنتُمْ
طوّ َ
سكِينٍ َفمَن َت َ
ن ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َي ٌة طَعَامُ ِم ْ
{وَعَلَى الّذِي َ
َتعْ َلمُونَ }
ع خَيْرًا َف ُهوَ خَيْ ٌر ّلهُ" ..ومن تطوع وصام هذه الست أيام ( التى ليست
طوّ َ
المقطع الثالنى َ " ..فمَن َت َ
فرضا ) ..عوضا عن الفدية ..فهو خير له عند ربى وهذا ما نسميه بصيام الست أيام البيض من بعد
العيد الصغير..
المقطع الثالث َ " ..وأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ ّلكُمْ إِن كُن ُتمْ َتعْ َلمُونَ" ..نعم أعتقادى الجازم أن الصيام مفيدا للصحة
لمن يطيق الصيام وقادرا عليه وهذا بل جدال ..عموما بغض النظر عن إعتقادى الخاص ومدى صحته
فقد افصح ربى إنه ((( خير ))) إن تطوع وصام ( والتطوع يا ذوى الباب غير الفرض الذى كُتب
علينا ) ..وبالمؤكد هذا يعنى أنه خيرا له لمن تطوع وصام وهذا لقول ربى ذلك ..
لم أتطرق قط إلى العلة في وضع السيجارة مع المفطرات في كل تعليقاتي السابقة .ليس لنني أعتبر
حرمتها سببا لعدها من المفطرات .ولكن العتب كل العتب على الدكتور منصور! هو كتب في موضوع
الصيام وتطرق إلى التدخين وأظهر رأيه بأن التدخين ليس من المفطرات .ولكنه أراد أن يجعل من مقاله
مقالً ثنائي المفعول (إثنين في واحد) فتطرق إلى موضوع آخر تماما هو هل السيجارة محرمة أم ل .لو
كان موضوع المقال هو الدخان لجاز بل لوجب على الدكتور أن يتطرق إلى كل شؤون وشجون التدخين
من نباته إلى مماته .ولكان لزاما عليه أن يتحدث عن أضراره (وفوائده إذا أراد) القتصادية والصحية
والجتماعية وربما الروحية .لكن موضوع المقالة هو الصيام وكل ما جاء به الدكتور حول حكم السجائر
في باب الحلل والحرام هو زائد عن الموضوع .ولو كان قدمه بحثا في قاعة البحث القرآني لكلفه هذا
الخروج عن الموضوع مالً وولدا كثيرا ،خصوصا إذا وقع تحت يد المستشار المنشار.
"العبارة في الصوم عن السيجارة" رأي أطرحه عليكم فلعل فيه الفائدة والفادة .وهو للمانة والحقيقة رأي
بديع أخذته عن والدي (عبد المعطي ليس والدي كما يظن الدكتور منصور ،فعبد المعطي كنيتي).
الصيام لغة له نوع واحد بأشكال متعددة تلتقي كلها في جذرها الساس وهو المتناع لفترة محددة عن
شيء درج المرء على أن يأتيه كعادة متواصلة منتظمة .فقد يصوم المرء عن الطعام أو الشراب أو الكلم
أو العمل أو السجائر .وحتى قد تجد من يقرر الصيام عن الصلة! ويكون ذلك لمن إعتاد الصلة ودرج
عليها ثم قرر أن ينقطع عنها لفترة محددة .ول يجوز أن يقال لمن لم يكن من المصلين بأنه صائم عن
الصلة لن الصلة ليست عادة من عاداته ،والعادة شرط لزم لطلق لفظ الصيام .ول يقال لمن ترك
الصلة دون تحديد مدة تركه لها بأنه صائم عن الصلة .فتحديد فترة الصيام قبل البدء بالصوم شرط لزم
أيضا .وإذا سقط هذا الشرط ،سقط معه الصوم.
أما الصيام شرعا فهو المتناع لفترة محددة عن الحاجات المعتادة للمسلم والتي تطلبها نفسه في وقت
يقظته فقط ،أي أنه ل يحتاجها أثناء نومه .ولهذا فرض علينا صوم نهار رمضان دون ليله لن اليقظة في
النهار والنوم في الليل .ويكون الصيام فرضا أو تطوعا أو كفار ًة أو فديةً .فالصائم في نهار رمضان يجوز
له أن يتناول ما يتناوله النائم أثناء نومه ،وكل ما عدا ذلك فعلى الصائم أن يتركه حتى يفطر .بمعنى
آخر له الهواء والكسجين فقط .لكن بالطبع المر ليس مطلقا بهذا الشكل العام ،بل له ضوابط تحكمه .فما
هي هذه الضوابط؟ قلت متسائلً .قال:فترة المتناع تكون من الفجر إلى الليل .والعادات المشمولة هي
العادات التي يحصل من خللها الجسد على حاجاته ،وتلبى بها رغبات النفس .والحاجات والرغبات
متدرجة في شدتها ،وتعرف درجة الحاجة من قوة جذبها .فمنها ما يطلبها النسان (ل حاجة لتحديد مكان
الهمزة بعد أن تم الجماع _والحمد ل_ على أنها دائما من تحت .هذا التوضيح لي وليس لمعلمي ولهذا
لونه أزرق) وتهفو إليها نفسه إذا سمعها أو رآها أو شم ريحها أو لمسها .قلت :ما هي؟ قال :ل تسأل
عما ل يعنيك ،فأنت بعد صغير .وقد عرفتها لحقا عندما كبرت.
يتبع ....
قلت :والصيام عن العمل هل هو جائز؟ قال :نعم جائز .وهو أن تأخذ إجازة من عملك لفترة محددة تعود
بعدها إلى عملك أكثر نشاطا وحيوية .فلك أن تقول إذا شئت في طلبك عندما تطلب من صاحب العمل
بعض اليام على سبيل الجازة" :أريد أن أصوم عن العمل لمدة ثلثة أيام لسباب عائلية أو ...أو ...
وأرجو منكم الموافقة لي على هذا الصيام" .هذا القول مقبول ول بأس فيه لغةً وشرعا .ولكن ل تصم عن
العمل إلى الحد الذي ل تعود فيه قادرا على شراء طعامك وشرابك فتضطر ساعتها إما إلى الشحادة وقلة
القيمة ،أو إلى الموت جوعا مثل دجاجات مرو .قلت وعلى شفاهي إبتسامة النصر :حسنا فما بال الكلم
والعمل واللعب هل يجب أن يمتنع عنها الصائم في نهار رمضان!؟ قال :ل .العلة في تشريع الصوم (العلة
وليس الحكمة) هو إستنفاد الطاقة وشعور النفس بالحاجة والضعف .فلم يحتج الشارع لمنع الكلم ومنع
العمل واللعب في نهار رمضان .فالناس عاد ًة مقلة في الكلم والعمل واللعب في نهار رمضان من تلقاء
أنفسها! فإذا حاولت أن تفتح نقاشا مع أحد الصائمين سيقول لك" :أرجوك ما توجعش دماغي دي الوقت
أنا صايم ومش حجمع ،أرجوك أجل النقاش إلى ما بعد الذان" .وإذا تحدث معك الناس فإن ما تأخذه منهم
هو أنصاف جمل مثقلة ،وخصوصا بعد العصرية .ول غرابة أن معارك رمضان ل تحلو إل قبل الذان
بقليل .بل إن المجتمع السلمي يعاب عليه أنه يعاني من إنخفاض مستوى النشاط النساني بكل أنواعه
في شهر الصوم .قلت :وهل هذا الخمول حسن ومشروع؟ قال :هو مشروع ولكنه ليس حسنا .ولكن ل
يكلف ال نفسا إل وسعها .وكل يعمل على قدر إستطاعته و(أهو) كله بثوابه.
يتبع ...
أخيرا قلت لوالدي وما حكم السجائر هل هي مفطرة؟ قال والدي مغاضبا :أبعد كل هذا الكلم تسألني ما
حكم السيجارة! يا حسرةً على آل عبد المعطي .قلت :ل ليس هذا .فقد فهمت منك أن السيجارة مفطرة لمن
إعتاد عليها وسؤالي جاء كي أعرف حكمها لغير المدخنين! فلعل شخصا يكره السجائر ورائحتها
وسيرتها ،أراد أن يدخن في نهار رمضان متعللً بأن السجائر مفطرة للمدخنين لنها حاجة عندهم أما هو
فل يشعر بالحاجة إليها وبالتالي فهي مباحة له .قال والدي :ليست العبرة في حبك وإعتيادك عليها كفرد
وكحالة خاصة ،بل العبرة في أنها هي (السيجارة) يمكن أن تكون عادة وحاجة للناس أو لبعضهم .قلت:
أرجوك إشرحها بالتفصيل فهي حاسمة ومصيرية .قال :هب أن شخصا ل يأكل لحم البقر أبدا لنه يكره
البقر ولحمه ويموت منه ومن سيرته ،ولقمة واحدة منه تدفعه إلى الغثيان والقياء .قلت :نعم .قال :فهل
يجوز له أن يأكل لحم البقر في نهار رمضان؟ قلت :ل .لن الطعام يبطل الصيام .وأضفت :الطعام كله دون
تخصيص للنوع والشكل يبطل الصيام .قال :نعم ولكن الطعام ليس محرما لنه محبب إلينا أو غير محبب.
فحبنا أو كرهنا لنوع معين من الطعام ل يغير في الحكم شيئا .وكذلك السجائر حبك أو كرهك لها ل يغير
من الحكم شيئا ،فقد منعت عن عاشقها والولى أن تمنع عن مبغضها .ويجب أن تعلم يا بني أن الصيام لم
يفرض من أجل هؤلء الناس المعاجزين .ومثلهم ل ينفعه صوم ول صلة ،ومن أراد منهم أن يعاجز ال
فال معجزه .هكذا أسئلة هي أسئلة بني إسرائيلية يطرحها المنافقون والمعاجزون ويطرحها المتفيقهون
على تلميذهم كمسائل ترفيهية .لكن أهل التقوى ل حاجة لهم بها ول بأجوبتها .ما يعنينا هو حكم
السيجارة للمدخن الذي يشعر بحاجته إليها .يا بني انظر إلى المدخن كيف ينام ويقضي فترة نومه مهما
طالت دون سيجارة واحدة ،ولكنه عندما يستيقظ يمد يده أول ما يمدها إلى علبتها (علبة السجائر وليس
علبة يده) .فالتدخين عند المدخن عادة وحاجة مرتبطة باليقظة .فل بد له من تركها كي يتساوى مع بقية
الصائمين .والصائم _كما قلت لك سابقا_ ل يباح له إل الهواء مثله مثل النائم .فكل ما أباحه ال للصائم
في نهار رمضان هو المشقات إل الكسجين فإنه من المسرات.
قلت :كلم رائع بديع! ل أنساه أبدا إنشاء ال .وأطال ال في عمرك ونفعني بك.
وال الموفق.
http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3353
مقدمة :
أثار مقالى السابق ( التدخين ل يفطر الصيام ) ردود أفعال قوية فى موقعنا ( أهل القرآن ) ،فوعدت بنشر
عدة مقالت تتعرض للحلل و الحرام فى السلم ،وصلة ذلك بالدخان .وأبدأ بهذا المقال البحثى .
أول :إختبار الحلل والحرام في قصة آدم وحواء :تكررت قصة آدم وحواء في القرآن الكريم في جملة مواضع
منها (:البقرة ( ) -34العراف )25 -11و (طه 115ـ ) .ولم تستفد البشرية من قصة ابيهم آدم ،لذا
يعيشون في شقاء مستمر .
والمستفاد من دروس قصة آدم وحواء التي .
1حين امر ال تعالي الملئكة بالسج&;aeligigد لدم ،سجدوا كلهم جميعا ال ابليس الذي عصي
واستكبر ثم اخذ يبرر ويعلل عصيانه بأنه خير من آدم وكيف يسجد لمخلوق من طين .
ونحن هنا امام موقفين بالنسبة لطاعة المر وهو ال تعالي صاحب المر ،فالملئكة سرعان ما اطاعوا
امر ال رغم غرابته فنجحوا في اختبار الطاعة اما ابليس فقد عصي ثم اخذ يبرر عصيانه فأصبح عصيانه
بدون امل في أي توبة ،فحقت عليه اللعنة والطرد من الملكوت العلي .
2ـ وحين عاش آدم وحواء في الجنة يتمتعان بكل ما فيها جاءهما اختبار الطاعة ايضا ،فقد اباح ال
تعالي لهما ان يأكل من كل اشجار الجنة ال شجرة واحدة نهاهما عن القتراب منها ،وتسلل لهما الشيطان
وأغواهما واخذ يسألهما عن سبب النهي عن تلك الشجرة بالذات وما زال بهما حتي اكل من الشجرة
المحرمة ،فخرجا من الجنة وهبطا الي الرض ولكنهما عندما وقعا في الخطأ استغفرا ربهما فتاب عليهما
ال .ونحن هنا امام موقف جديد من مواقف الطاعة وهو ان يقع المخلوق في المعصية ولكن يبادر بالتوبة
فيتوب ال عليه.
وعلي ذلك فان البشر امام قضية الطاعة ل تعالي ينقسمون الي ثلثة مواقف :
1ـ اما المبادرة بطاعة المر مهما بلغت غرابة هذا المر ،وهذه درجة المتقين البرار ،وهكذا فعل
الملئكة عند السجود لدم وهكذا يفعل المؤمنون عند تأدية الوامر مع ما قد يكون فيها من غرابة ،وال
تعالي يأمرنا بالكل والشرب ( العراف )31ولكنه يأمرنا بالصيام خلل شهر رمضان ،وعلي المؤمن ان
يبادر بالطاعة دون ان يسأل عن السبب.
2ـ ويقابل ذلك المبادرة بالمعصية والصرار عليها وتبريرها بحجج وأسانيد ،كما فعل إبليس فاستحق
اللعنة ،مثل هذا العاصي الذي ل أمل في توبته طالما برر العصيان بأدلة عقلية.
3ـ والموقف الثالث هو العصيان ثم المبادرة بالتوبة والستغفار …
وعلي النسان الصالح ان يفهم هذه الحكمة من قصة آدم في جزئيها (أي في اختبار الملئكة في السجود
أمام آدم ،او في اختبار آدم وحواء في عدم الكل من الشجرة المحرمة) ،وعليه ان ينجح في الختبار
بالمبادرة بالطاعة ،و اذا حدث ووقع في الخطأ عليه ان يبادر بالتوبة .
ولكن ما صلة آدم وحواء في موضوع الحلل والحرام في السلم ؟
في الحقيقة هي بداية القصة وأساسها ،ونكتفي بالشارات التالية ..
ح لدم وحواء كل الجنة ما عدا شجرة واحدة ،أى 1ـ في موضوع الحلل والحرام نري ان ال تعالي أبا ّ
إن الصل هو الباحة والحلل ،والمحرم ل يكون إل استثناء يذكر بالنص .
2ـ ان التشريع الذي جاء لدم وزوجه كان بالمر والنهي معا ،ان يأكل من الجنة حيث شاءا وأل يقتربا
من هذه الشجرة حتي ل يكونا من الظالمين .اذا هي شجرة واحدة يحرم القتراب منها وباقي الشجر حلل
لهما .أي إن المر والنهي من ال هنا (افعل او ل تفعل )هو تلخيص للشرائع السماوية التي جاءت فيما
بعد ،وكل انسان عليه ان يختار ويتحمل نتيجة اختياره.
3ـ انهما اطاعا امر ال في الكل من المباح الحلل ولكن تسلل لهما الشيطان ،ظل يوسوس لهما
ويخدعهما ويزين لهما الكل من الشجرة المحرمة حتي وقعا في الخطأ ،ثم نزل الي الرض ومعهما
الدرس لبناء آدم ،ومن هنا كان التحذير اللهي لبناء آدم ان ل يخدعهم الشيطان كما خدع أبويهم من قبل
سوْءَا ِت ِهمَا إِ ّنهُ
س ُهمَا لِ ُيرِ َي ُهمَا َ
ع عَ ْن ُهمَا لِبَا َ ن َكمَا َأخْرَجَ أَ َبوَ ْيكُم مّنَ ا ْلجَ ّن ِة يَنزِ ُ (يَا بَنِي آدَمَ َل َيفْتِنَ ّنكُمُ الشّ ْيطَا ُ
ن َل ُي ْؤمِنُونَ ) (العراف .) 27 جعَلْنَا الشّيَاطِينَ َأوْلِيَاء لِلّذِي َ ن حَيْثُ َل تَ َروْ َن ُهمْ إِنّا َ يَرَاكُمْ ُهوَ وَقَبِيُلهُ مِ ْ
4ـ ان نفس القصة تتكرر في التشريع الذي نزلت به الرسالت السماوية ،فال تعالي اباح لنا الكل من
كل ما تخرجه الرض ونهانا عن اتباع خطوات الشيطان في تحريم هذا الحلل بقوله تعالي (يَا أَ ّيهَا النّاسُ
ن إِ ّنمَا يَ ْأمُ ُر ُكمْ بِالسّوءِ
طوَاتِ الشّ ْيطَانِ إِ ّنهُ َل ُكمْ عَ ُد ّو مّبِي ٌ خُ ل ًل طَيّبا َولَ تَتّ ِبعُواْ ُ ض حَ َكُلُو ْا ِممّا فِي الَرْ ِ
طوَاتِ خُ حشَاء َوأَن َتقُولُواْ عَلَى الّل ِه مَا لَ َتعْ َلمُونَ )( البقرة 168ـ )( كُلُواْ ِممّا رَزَ َق ُكمُ الّل ُه َولَ تَتّ ِبعُواْ ُ وَالْ َف ْ
طوَاتِ خُ ن آمَنُوا لَا تَتّ ِبعُوا ُ الشّ ْيطَانِ إِ ّنهُ َل ُكمْ عَ ُد ّو مّبِينٌ) (النعام ) 142ويقول تعالي بوجه عام(يَا أَ ّيهَا الّذِي َ
حشَاء وَا ْلمُنكَرِ ) (النور ) 21 خطُوَاتِ الشّ ْيطَانِ فَإِ ّن ُه يَ ْأمُ ُر بِا ْل َف ْ الشّ ْيطَانِ َومَن يَتّبِ ْع ُ
فما معني خطوات الشيطان ؟؟ وكيف يتبعها أغلبية البشر ؟؟ هذا ما نفهمه من سورة العراف ..
ثانيا :استعراض الحلل و الحرام في سورة العراف :الشيطان وتحريم الحلل و تحليل الحرام :
حين طرد ال تعالي إبليس من المل العلى توعد إبليس أبناء آدم بالغواية بشتى السبل حتي ل يكون
صرَاطَكَ ا ْل ُمسْ َتقِيمَ ُث ّم لتِيَ ّنهُم مّن بَيْنِ أَيْدِي ِهمْ َومِنْ
غوَيْتَنِي لَ ْقعُدَنّ َل ُهمْ ِ اكثرهم مطيعين ل تعالي (قَالَ فَ ِبمَا أَ ْ
شمَآئِ ِلهِمْ َو َل َتجِدُ َأكْثَرَ ُهمْ شَاكِرِينَ )(العراف )17 عنْ أَ ْيمَا ِن ِهمْ وَعَن َ
خَ ْل ِفهِمْ وَ َ
وعلي الفور بدأ خطته مع غريمه آدم وزوجه حواء حين كانا في الجنة ،وكما عصي ابليس ثم اخذ يبرر
ويفلسف المعصية في عدم طاعته لربه في السجود لدم اتبع ابليس نفس الطريق في خداع آدم ،فأخذ
يوسوس إليه ليجعله يتساءل عن الحكمة في تحريم هذه الشجرة؟ واستخدم معهما أسلوب الترغيب
والترهيب وان يقسم لهما بأنه ناصح لهما وما زال بهما حتي ذاقا الشجرة المحرمة .
وقد قلنا ان الطاعة هي تنفيذ المر أو المتثال للنهي استجابة لصاحب المر جل وعل ،يكفي ان يقول كذا
فنسمع ونطيع دون جدال أو اعتراض أو استفهام او تردد .ولن الحياة الدنيا قد جعلها ال تعالي اختبارا
فإن من عناصر هذا الختبار هو طبيعة الوامر السماوية بإفعل او ل تفعل ،وغرائزنا التي ل تحب
الستجابة لهذا الوامر ،ووجود الشيطان الذي يزين العصيان لوامر ال تعالي ويجعل معصية البشر
للخالق جل وعل طاعة له بالتزوير والبهتان .
ومن هنا فإن الرسالت السماوية تأتي بافعل او لتفعل ولكن كيد الشيطان يلحق هذه الوامر بالتزييف
والختراع ويزين للبشر تحريم ما احل ال واستباحة ما حرم ال ،ول يزال بهم حتي يؤسس للبشر أديانا
مزيفة بوحى مزيف
.أى هي خطوات مختلفة تؤدي الي نفس النتيجة وهي الغواية ،وذلك ما حذر منه ال تعالي حين قال بعد
ن ا ْلجَ ّنةِ :العراف .)27 ج أَ َبوَيْكُم مّ َ
ن َكمَا َأخْرَ َ
ان روى قصة آدم (:يَا بَنِي آدَمَ َل َيفْتِنَ ّنكُمُ الشّ ْيطَا ُ
وفي غوايةآدم استخدم الشيطان خطوات خاصة استغل فية تشوق ادم الي معرفة كنه هذه الشجرة ،ولماذا
حرمها ال ،فكان ان استحل ادم ما حرمه ال عليه واكل منها حبّا فى الستطلع .
وبنفس المنطق فكثيرون من أبناء آدم يستحلون الحرام في الطعام والشراب والنساء والقوال و الفعال
والتصرفات ،فيأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر ويرتكبون الزنى ،مع القتل والتقاتل طمعا فى
المزيد ،ثم يتطور فعل المعصية الي تبرير المعصية ثم تسويغ التبرير بتحويله الى استحلل بتشريعه عن
طريق وحى مزيف فيتولد دين أرضى يكون مناخا للفساد فى الرض إذا تحكم وسيطر .
وهذا هو تحليل الحرام ،وهو كثير فى تشريعات الديان الرضية للمسلمين مثل القتل خارج القصاص ،اى
القتل بتهمة حد الردة و الزنا المحصن وترك الصلة..الخ ..
وقد يغير الشيطان خططه من تحليل الحرام الى تحريم الحلل .
فاذا كان سهل عليه ان يقنع العصاة باستحلل المحرمات فانه يفعل العكس مع المؤمنين المتدينين ،اذ ل
يزال يحثهم علي المبالغة والتطرف في التدين الي درجة تحريم الحلل تحت دعاوى مختلفة مثل الزهد فى
الطعام والنقاب فى الزى ،وهذا ايضا انتهاك لشرع ال قد يزيد علي استحلل الحرام لنه مزايدة علي
شرع ال وتشريع بغير ما انزل ال .والمثلة كثيرة فى تشريعات أديان المسلمين الرضية مثل تحريم
الحلل فى الطعام و تحريم الزواج ممن أحل ال تعالى الزواج منها مثل الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها
.
على أن خداع الشيطان يجعل البشر المتدينين الذين يريدون المبالغة في الطاعة يبحثون عن الحكمة في
التحريم وطبقا لتلك الحكمة فى التشريع يضيفون محرمات اخري ،تكون في شرع ال تعالي مباحة وحلل،
ويخترع بعضهم القياس فى التحريم ،وبمرور الزمن يزداد تحريم الحلل حتي يصبح التحريم هو القاعدة
والحلل هو الستثناء خلفا لشرع ال ،وهذا بالضبط ما يريده الشيطان حين توعد أبناء آدم امام ال
ن أَيْدِيهِمْ
ن َل ُهمْ صِرَاطَكَ ا ْل ُمسْ َتقِيمَ ُثمّ لتِيَ ّنهُم مّن بَيْ ِ
تعالي بان يحول بينهم وبين الصراط المستقيم (لَ ْقعُدَ ّ
شمَائِ ِل ِهمْ َو َل َتجِدُ َأكْثَرَ ُهمْ شَاكِرِينَ)(العراف )16:17 ن أَ ْيمَا ِنهِمْ َوعَن َ
َومِنْ خَ ْل ِف ِهمْ وَعَ ْ
من اجل ذلك حذر ال تعالي الناس جميعا من تحريم الحلل ،وكرر تحذيرهم من اتباع خطوات الشيطان
(البقرة ( )168النعام ()142النور .)21ومن اسف فان اغلبية البشر ينسون هذا التحذير ،لنهم إما
عصاة أو متدينون تدينا فاسدا مغلوطا،وهما معا ضحايا للشيطان.
ونأتي الي بعض التفصيل.
في سورة العراف بعد ان قص ال تعالي قصة ادم وبعد ان حذرنا من مكر الشيطان بنا حتي ل يغوينا
سجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ َولَ ُتسْ ِرفُواْ إِ ّنهُ كما خدع ابوينا من قبل يقول تعالي (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَ َتكُمْ عِندَ ُكلّ َم ْ
ب ا ْل ُمسْرِفِينَ) :العراف )31فهنا امر بالتزين الحلل عند كل مسجد او موضع للسجود هو امر لنا لَ ُيحِ ّ
بالكل والشرب دون اسراف .
ج ِلعِبَادِهِ وَا ْلطّيّبَاتِ ِمنَ الرّزْقِ ي َأخْرَ َ ن حَ ّرمَ زِي َن َة الّلهِ الّتِ َ ثم تأتي الية التالية تستنكر تحريم الحللُ (:قلْ مَ ْ
ك ُنفَصّ ُل اليَاتِ ِل َق ْومٍ َيعْ َلمُونَ :).العراف ص ًة َي ْومَ ا ْلقِيَا َمةِ كَذَلِ َ
ن آمَنُواْ فِي ا ْلحَيَا ِة الدّنْيَا خَالِ َ ُقلْ هِي لِلّذِي َ
)32أي ل يجوز تحريم الزينة التي خلقها ال واخرجها لعباده من الرض ،ول يجوز لحد تحريم الطيبات
من الرزق ،أي كل رزق يحصل عليه النسان بطريق مشروع بدون سرقة او سلب او غصب ،ويؤكد ال
تعالي ان هذا الرزق وتلك الزينة حلل للمؤمنين في الدنيا ويشاركهم فيها غيرهم من كل ابناء آدم سواء
آمنوا او كفروا ،ولكن في يوم القيامة حيث يتمتع المؤمنون بنعيم الجنة فان ذلك التمتع سيكون خالصا
للمؤمنين فقط .
وبعد ان استنكر ال تعالي تحريم الحلل من الزينة والرزق جاءت الية التالية تحصر المحرمات اجمال في
خمسة اشياء -(:الفواحش وهي العلقات غير الشرعية ،الثم أي السيئات ـ -البغي أي العتداء
ظهَرَ ي ا ْل َفوَاحِشَ مَا َ والظلم -.الشراك بال .الكذب علي ال بغير علم ).يقول تعالي ُ (:قلْ إِ ّنمَا حَ ّرمَ رَبّ َ
علَى الّلهِ مَا ق َوأَن ُتشْ ِركُواْ بِالّلهِ مَا َلمْ يُ َن ّزلْ ِبهِ سُ ْلطَانًا َوأَن َتقُولُواْ َ مِ ْنهَا َومَا َبطَنَ وَالِ ْثمَ وَالْ َبغْيَ ِبغَيْرِ ا ْلحَ ّ
لَ َتعْ َلمُونَ ) :العراف )33
وتحريم ما احل ال يدخل ضمن تلك المحرمات في البغي وفي الشراك وفي التقول علي ال تعالي بالكذب
والفتراء .
ثالثا :استعراض الحلل و الحرام في سورة النعام لرتباط دور الشيطان فى حث البشر على تحريم الحلل و تحليل
الحرام ـ فقد بدأت سورة النعام بالحديث عن دور الشيطان وأتباعه فى نشر الوحى الشيطانى الذى
يعادى الوحى اللهى ،ووصف ال تعالى أولئك الناس بأنهم أعداء النبياء .إذ يؤكد رب العزة جل وعل
علي وجود اعداء لكل نبي ينشرون وحي الشياطين بين اتباعهم ،ويؤكد علي ضرورة الحتكام الي القرآن
لثبات زيف ذلك الوحي الشيطاني الكاذب ،ويؤكد علي ان القرآن قد تمت كلماته ول مبدل لكلمات ال
ويحذّر ال جل وعل النبي من طاعة أكثرية البشر ،بل عليه ان يلتزم بسبيل ال تعالي وال اعلم
بالمهتدين.
ض ُهمْ إِلَى َبعْضٍ ُزخْرُفَ س وَا ْلجِنّ يُوحِي َبعْ ُ جعَلْنَا ِل ُكلّ نِبِيّ عَ ُدوّا شَيَاطِينَ الِن ِ يقول جل وعل َ ( :وكَذَلِكَ َ
صغَى إِلَ ْيهِ أَفْئِدَ ُة الّذِينَ َل ُي ْؤمِنُونَ بِالخِرَةِ ن وَلِتَ ْ ا ْلقَ ْولِ غُرُورًا وَ َلوْ شَاء رَبّكَ مَا َفعَلُوهُ فَذَرْ ُه ْم َومَا َيفْتَرُو َ
ل وَالّذِينَ
ح َكمًا وَ ُه َو الّذِي أَنَ َزلَ إِلَ ْي ُكمُ ا ْلكِتَابَ ُمفَصّ ً ن أَ َفغَيْ َر الّلهِ أَبْ َتغِي َ
ضوْ ُه وَلِ َيقْتَرِفُواْ مَا هُم ّمقْتَرِفُو َ وَلِيَرْ َ
ك صِدْقًا وَعَ ْدلً لّ ن وَ َتمّتْ كَ ِلمَتُ رَبّ َ ن ا ْل ُممْتَرِي َ
ل َتكُونَنّ مِ َ ك بِا ْلحَقّ فَ َ ن أَ ّنهُ مُنَ ّز ٌل مّن رّبّ َ آتَيْنَا ُهمُ ا ْلكِتَابَ َيعْ َلمُو َ
ن ِإلّ الظّنّ سمِي ُع ا ْلعَلِيمُ َوإِن ُتطِعْ َأكْثَ َر مَن فِي الَ ْرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبِيلِ الّل ِه إِن يَتّ ِبعُو َ مُبَ ّدلِ ِلكَ ِلمَا ِت ِه وَ ُهوَ ال ّ
ضلّ عَن سَبِي ِلهِ وَ ُه َو أَعْ َلمُ بِا ْل ُمهْتَدِينَ ().النعام . )117:111 ن إِنّ رَبّكَ ُهوَ أَعْ َلمُ مَن يَ ِ َوإِنْ ُه ْم ِإلّ َيخْرُصُو َ
وبعدهذه المقدمة الضرورية يأمر ال تعالى المؤمنين بالكل مما يذكر اسم ال عليه طالما هم يؤمنون بال
سمُ الّل ِه عَلَ ْيهِ إِن كُن ُتمْ بِآيَا ِتهِ ُم ْؤمِنِينَ().النعام .)118 ( َفكُلُواْ ِممّا ُذكِرَ ا ْ
سمُ الّلهِ عَلَ ْيهِ إِن كُنتُ ْم بِآيَا ِتهِ ُم ْؤمِنِينَ) معنى ذكر اسم ال فى قوله تعالى َ ( :فكُلُواْ ِممّا ُذكِرَ ا ْ
بداية التشريع أكدت دور الوحى الشيطانى فى تغيير شرع ال تعالى بما يفعله أعداء كل نبى ،وهذا يؤكد
أن الوحى اللهى الحق فى الطعام هو الولى بالتباع ،وأن ما قرره رب العزة حلل يمتنع تحريمه لنه هو
الطيبات الحلل فى الكل ،لن عليه التصريح اللهى بالكل ،أو عليه ـ بمفهومنا ـ الختم اللهى
بالحلل ـ أو بالتعبير القرآنى عليه (إسم ال ) .
علَ ْيهِ إِن كُنتُمْ بِآيَا ِتهِ ُم ْؤمِنِين) .فهنا حقيقة قرآنية لم سمُ الّلهِ َ وبهذا نفهم معنى قوله تعالى ( َفكُلُواْ ِممّا ُذكِ َر ا ْ
يلتفت اليها أحد وهى أن الحلل فى الطعام الذى شرع ال تعالي الكل منه هو ما ذكر اسم ال عليه
ولنتأمل ثانيا قوله تعالى ( َفكُلُواْ ِممّا ُذكِ َر اسْمُ الّل ِه عَلَ ْي ِه إِن كُن ُتمْ بِآيَا ِتهِ ُم ْؤمِنِينَ ) فليس المقصود (هنا )
وجوب ذكر اسم ال تعالى على الحيوان المذبوح حتى نأكل منه ،ولكن المعنى أن ال جل وعل قد أحلّه ،
أى وضع (توقيع ) جواز الكل منه ،والدليل أن الكلم هنا على كل الطعام وليس مجرد الذبائح .أما غيره
من المحرمات المنصوص عليها فليس عليها إسم ال اى التصريح بالكل منها.
هذه المحرمات مثل (الشجرة ) المحرمة فى قصة آدم وزوجه .لم يوضع عليها اسم ال كبقية ما كان فى
سكُنْ أَنتَ جنة آدم وحواء .هنا نعيد قراءة هذا المقطع من قصة آدم وحواء فى الجنة َ ( :وقُلْنَا يَا آ َدمُ ا ْ
ن ا ْلظّا ِلمِينَ ) فالرغد الطيب شجَرَةَ فَ َتكُونَا مِ َ ث شِئْ ُتمَا َولَ َتقْرَبَا هَـذِهِ ال ّ ل مِ ْنهَا رَغَدا حَيْ ُ وَ َز ْوجُكَ ا ْلجَ ّنةَ َوكُ َ
هو الحلل الذى عليه اسم ال جل وعل .أما الشجرة فهى محرمة وليس عليها اسم ال تعالى بالحل.
ونعود الى سورة النعام :
ن ) أوضح رب العزة أنها نعمة جليلة بعد قوله تعالى ( َفكُلُو ْا ِممّا ُذكِ َر اسْمُ الّل ِه عَلَ ْي ِه إِن كُن ُتمْ بِآيَا ِتهِ ُم ْؤمِنِي َ
من ال جل وعل أن أباح الكل من جميع الطعمة عدا المحرم منها فعلي المؤمنين ان يشكروا ال علي
صلَ َلكُم مّا حَ ّرمَ عَلَ ْي ُكمْ ِإلّ مَا هذه النعمة ،يقول تعالى َ ( :ومَا َل ُكمْ َألّ َت ْأكُلُواْ ِممّا ُذكِ َر اسْمُ الّل ِه عَلَ ْي ِه وَقَدْ فَ ّ
ن) ن بَِأ ْهوَائِهِم ِبغَيْ ِر عِ ْلمٍ إِنّ رَبّكَ ُه َو أَعْ َلمُ بِا ْل ُمعْتَدِي َ ن كَثِيرًا لّيُضِلّو َضطُرِرْ ُتمْ إِلَ ْيهِ َوإِ ّ
ا ْ
فهنا تعجب ممن ل يأكل مما احل ال له ،وتأكيدا علي المعني القرآني المجهول وهو ان معني (ما ذكر
اسم ال عليه )هو (ما احله ال )أي ان كل ما احل ال اكله هو ما ذكر عليه اسمه .
و يتجلى هذا المعني حين تقرأ اليات فى سياقها ( َفكُلُو ْا ِممّا ُذكِ َر اسْمُ الّل ِه عَلَ ْي ِه إِن كُن ُتمْ بِآيَا ِتهِ ُم ْؤمِنِينَ.
ضطُرِرْ ُتمْ إِلَ ْي ِه َوإِنّ كَثِيرًاصلَ َلكُم مّا حَ ّرمَ عَلَ ْي ُكمْ ِإلّ مَا ا ْ سمُ الّل ِه عَلَ ْي ِه وَقَدْ فَ َّومَا َل ُكمْ َألّ تَ ْأكُلُواْ ِممّا ُذكِرَ ا ْ
ن بِأَ ْهوَا ِئهِم ِبغَيْرِ عِ ْلمٍ إِنّ رَبّكَ ُهوَ أَعْ َل ُم بِا ْل ُمعْتَدِينَ ) (النعام .) 119 :118أي كلوا مما احل ال لكم لّيُضِلّو َ
ان كنتم بآياته مؤمنين ثم ينهي عن تحريم الحلل ويشير الي انه قد فصل المحرم لغير المضطر ،ويؤكد
علي ان الذين يحرمون الحلل انما يضلون الناس بغير علم ويعتدون علي حق ال تعالي في التشريع.
ونعيد هنا التأكيد علي ان الكل مما ذكر اسم ال عليه يعني الكل مما اباح ال ،وما اباح ال تعالي اكله
انما يقع خارج المحرم المحدد تفصيل لغير المضطر …
ونعود الي سورة النعام وهي تؤكد في الية ( ) 121علي ان من الفسق او الخروج عن اليمان ان نأكل
من المحرمات،وأن تلك المحرمات معناها التي لم يذكر اسم ال عليها ،يقول تعالي ( َولَ تَ ْأكُلُواْ ِممّا َلمْ يُ ْذكَرِ
اسْمُ الّل ِه عَلَ ْي ِه َوإِ ّنهُ َل ِفسْقٌ )أى أن الكل من المحرمات هو فسق،وأيضا فان تلك المحرمات هى التى لم
يذكر اسم ال تعالى عليها.
وحتي نتأكد من ان المقصود بما لم يذكر اسم ال عليه هو المحرمات المحددة نقرأ الية الكريمة (
ي إِلَيّ ُمحَ ّرمًا )145في نفس السورة والتي تحدد المحرمات وتكررها بقوله تعالي (قُل ّل َأجِدُ فِي مَا ُأوْحِ َ
سقًا أُ ِه ّل ِلغَيْرِ الّل ِه ِبهِ س َأوْ ِف ْ سفُوحًا َأوْ َلحْ َم خِنزِيرٍ فَإِ ّنهُ ِرجْ ٌ ن مَيْ َتةً َأوْ َدمًا ّم ْ ط َع ُمهُ ِإلّ أَن َيكُو َعمٍ َي ْ عَلَى طَا ِ
غفُورٌ ّرحِيمٌ )ففي الية الكريمة وصف المحرمات بأنها فسق وهو ضطُرّ غَ ْيرَ بَاغٍ َو َل عَادٍ فَِإنّ رَبّكَ َ نا ْ َفمَ ِ
نفس الوصف للمحرمات في الية السابقة.
والمستفاد من اليات الكريمة السابقة أن شرع ال تعالى هنا هو امر ونهي :
*أمر بالكل مما احل ال ،ونهي عن الكل مما حرم ال ،والتعبير جاء بصيغة مخصوصةَ (:فكُلُواْ ِممّا ُذكِرَ
اسْمُ الّل ِه عَلَ ْيهِ )( َومَا َلكُمْ َأ ّل تَ ْأكُلُواْ ِممّا ُذكِ َر اسْمُ الّل ِه عَلَ ْيهِ )وهنا المر بالكل من الحلل والنهي عن
تحريمه.
*ثم يقول تعالي(ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه وانه لفسق ) وهنا نهي عن اكل المحرم.
ن الشّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى َأوْلِيَا ِئهِمْ * وبقية الية السابقة تنهي المؤمنين عن اتباع خطوات الشيطان ( َوإِ ّ
لِ ُيجَادِلُوكُ ْم َوإِنْ َأطَعْ ُتمُو ُهمْ إِ ّنكُ ْم َل ُمشْ ِركُونَ ) بنفس النسق الذي جاء في سورة البقرة )168في قوله تعالي:
ن إِ ّنمَا يَ ْأمُ ُر ُكمْ
طوَاتِ الشّ ْيطَانِ إِ ّنهُ َل ُكمْ عَ ُد ّو مّبِي ٌ خُل ًل طَيّبا َولَ تَتّ ِبعُواْ ُ ض حَ َ س كُلُو ْا ِممّا فِي الَرْ ِ (يَا أَ ّيهَا النّا ُ
حشَاء َوأَن َتقُولُو ْا عَلَى الّل ِه مَا لَ َتعْ َلمُونَ )( البقرة 168ـ )وقوله تعالى ( كُلُواْ ِممّا رَزَ َق ُكمُ بِالسّو ِء وَالْ َف ْ
طوَاتِ الشّ ْيطَانِ إِ ّنهُ َلكُمْ عَ ُدوّ مّبِينٌ) (النعام ،)142وهذا ما اشارت إليه ايضا الية 121 خُ الّلهُ َو َل تَتّ ِبعُواْ ُ
ق َوإِنّ الشّيَاطِينَ لَيُوحُونَ علَ ْيهِ َوإِ ّنهُ َل ِفسْ ٌ
سمُ الّلهِ َ من سورة النعام ونذكرها كاملة ( َو َل تَ ْأكُلُو ْا ِممّا َلمْ يُ ْذكَ ِر ا ْ
إِلَى َأوْلِيَا ِئ ِهمْ لِ ُيجَادِلُو ُكمْ َوإِنْ َأطَعْ ُتمُو ُهمْ إِ ّن ُكمْ َل ُمشْ ِركُونَ ) أي اننا اذا دخلنا في جدال مع المشركين الذين
يحلون الحلل ويستحلون الحرام فاننا نسير معهم في نفس طريق الشيطان وعلي وقع خطواته .ذلك انه
استطاع -الشيطان -خداع( ادم وحواء)وسألهم أسئلة تبدو منطقية ،وقد حذرنا ال تعالي في نهاية القصة
من هذه الفتنة الشيطانية فى سورة العراف (.)20:27
* والشيطان ل يزال يمارس دوره ولم يقدم استقالته وهو يوسوس لنا ،ويجعلنا نجادل باسلوب منطقي
لماذا حرم ال هذا ؟واذا كان قد حرمه للضرر اذا فكل ما هو ضار يكون حراما ،وعلي ذلك يتكاثر تحريم
الحلل وينسي الجميع ان التحريم هنا حق ل تعالي وحده وعلينا ان نطيع دون ان نسأل عن السبب .
* وهذا هو الختبار البدي لبناء آدم وقد سبق ان تعرض الملئكة و ابليس ثم آدم وحواء الي هذا
الختبار ،والنتيجة الهامة ان المؤمن يطيع امر ال دون ان يناقشه لن ال تعالي هو وحده الذي ل يسأل
عمّا َي ْف َعلُ وَ ُهمْ ُيسْأَلُونَ) ( :النبياء ) 23ول يليق بالبشر ان يسألوا ال تعالى لماذا عما يفعل (ل ُيسْ َألُ َ
احل ولماذا حرم كما ل يليق بهم ان يحلوا ما حرم أو أن يحرموا ما أحل .
* وبعد ذلك بآيات عديدة تدخل سورة النعام ( ) 144 :136في حوار مع مشركي قريش حين كانوا
ينذرون النذور لغير ال تعالي وحين كانوا يحرمون بعض النعام افتراء علي ال تعالي ،ويتكرر في
ن ) ،كما يتكرر في اليات الكريمة وصفين للفتراء (فَذَ ْر ُهمْ َومَا َيفْتَرُونَ)( سَ َيجْزِيهِم ِبمَا كَانُواْ َيفْتَرُو َ
طوَاتِ الشّ ْيطَانِ إِ ّنهُ َلكُمْ عَ ُدوّ خُ الحوار النهي عن اتباع خطوات الشيطان (كُلُواْ ِممّا َرزَ َق ُكمُ الّلهُ َو َل تَتّ ِبعُواْ ُ
س ِبغَيْرِ عِ ْلمٍ ضلّ النّا َ ن َأظْلَ ُم ِممّنِ افْ َترَى عَلَى الّلهِ كَذِبًا لِيُ ِ مّبِينٌ )( )142:والنهي عن الفتراء علي ال ( َفمَ ْ
إِنّ الّل َه لَ َيهْدِي ا ْل َق ْومَ الظّا ِلمِينَ :النعام .)144
سفُوحًا ع ٍم َيطْ َع ُمهُ ِإلّ أَن َيكُونَ مَيْ َت ًة َأوْ َدمًا ّم ْ ي ُمحَ ّرمًا عَلَى طَا ِ * ثم يقول تعالي (:قُل لّ َأجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَ ّ
غفُورٌ ّرحِيمٌ ) ضطُرّ غَ ْيرَ بَاغٍ َو َل عَادٍ فَإِنّ رَبّكَ َ نا ْ سقًا أُ ِه ّل ِلغَيْ ِر الّلهِ ِبهِ َفمَ ِس َأوْ ِف ْ حمَ خِنزِيرٍ َفإِ ّنهُ ِرجْ ٌ َأوْ َل ْ
(النعام )145في الية تأكيد بالقصر والحصر علي ان المحرمات في كل ما نتناوله من طعام ليست ال
الميتة والدم المسفوح من الحيوان الحي ولحم الخنزير والمقدم نذرا لغير ال تعالي ،وهذه المحرمات
تكون مباحة عند الضطرار طالما ل يبغي المضطر ول يعتدي احد علي حق ال تعالي في التشريع ويقول
باستحللها .
* ثم تأتي الية التالية لتتحدث عن اليهود الذين حرموا أشياء فعاقبهم ال بأن جعلها عليهم حراما
وجزاهم ببغيهم علي ال صاحب الحق وحده في التحليل والتحريم ،يقول تعالي ( :وَعَلَى الّذِينَ هَادُواْ
حوَايَا َأوْ مَاظهُورُ ُهمَا َأوِ ا ْل َ حمَلَتْ ُ شحُو َمهُمَا ِإلّ مَا َ ن الْ َبقَرِ وَا ْلغَ َنمِ حَ ّرمْنَا عَلَ ْي ِهمْ ُ
ظفُرٍ َومِ َحَ ّرمْنَا كُ ّل ذِي ُ
ظمٍ ذَِلكَ جَزَيْنَاهُم بِ َبغْ ِيهِ ْم َوإِنّا لَصَادِقُونَ) ( النعام .)146 اخْتَ َلطَ ِبعَ ْ
ح َمةٍ وَاسِ َعةٍ َولَ * وتأتي الية التالية بالرحمة للمؤمنين والتهديد للمجرمين (فَإِن كَذّبُوكَ َفقُل رّ ّب ُكمْ ذُو َر ْ
عنِ ا ْل َق ْومِ ا ْل ُمجْ ِرمِينَ) (النعام ، )147لتؤكد ان موضوع التحليل والتحريم متصل تماما بالعقيدة سهُ َ يُرَ ّد بَ ْأ ُ
لن من يحرم حلل او يستحل حراما فانما هو مجرم ،والجرام من صفات الشرك بال تعالي.
* وتأتي الية (148من سورة النعام ) لتجعل تحريم الحلل قرينا للشرك وان من يفعل ذلك سيندم يوم
ب الّذِينَ مِن ن َأشْ َركُواْ َل ْو شَاء الّلهُ مَا َأشْ َركْنَا َو َل آبَاؤُنَا َولَ حَ ّرمْنَا مِن شَيْ ٍء كَذَلِكَ كَذّ َ القيامة( :سَ َيقُولُ الّذِي َ
خ ِرجُوهُ لَنَا إِن تَتّ ِبعُونَ ِإ ّل الظّنّ َوإِنْ أَن ُتمْ ِإلّ َتخْرُصُونَ ) أى قَبْ ِلهِم حَتّى ذَاقُواْ َب ْأسَنَا ُقلْ َه ْل عِن َدكُم مّنْ عِ ْلمٍ فَ ُت ْ
يتحداهم رب العزة :هل عندهم من علم ليستدلوا به ،ويؤكد أنهم ل علم لديهم بل إتباع الظن والفتراء.
* ويؤكد رب العزة فى معرض التحدى لهم أن له جل وعل الحجة البالغة ،ولكنه جل وعل ترك الناس
أحرارا فى الطاعة و المعصية ،ولو شاء لجعلهم مطيعين بالسليقة و الغريزة ،ولكنه إختبار الطاعة ،
ج َمعِينَ)جةُ الْبَا ِل َغةُ فَ َل ْو شَاء َلهَدَا ُكمْ َأ ْ
حّيقول جل وعل فى الية ( ) 149من سورة النعام ُ (:قلْ فَلِّل ِه ا ْل ُ
شهَدَا َءكُمُ * ويستمر التحدي لمن يعتدى على حق ال جل وعل فى التحريم ،فيقول جل وعل ُ ( :قلْ هَُلمّ ُ
ن لَ ن كَذّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالّذِي َشهَدْ َم َع ُهمْ َولَ تَتّبِ ْع أَ ْهوَاء الّذِي َ ل َت ْ شهِدُواْ فَ َ ن أَنّ الّل َه حَ ّرمَ هَذَا فَإِن َ شهَدُو َ الّذِينَ َي ْ
ُي ْؤمِنُونَ بِالخِرَةِ وَهُم بِرَ ّب ِهمْ َيعْدِلُونَ )(النعام .)150التحدى هنا يبلغ ذروته بأن يطلب ال تعالى شهادتهم
لتكون حجة عليهم يوم القيامة ،فلو استمروا فى تحدى رب العزة وشهدوا على الباطل والفتراء فان ال
تعالى يحذر النبى محمدا من ان يشهد معهم ،لنها ليست مجرد تحريم الحلل ولكنها قضية عقيدية
محضة ،تعنى التكذيب بآياتت ال جل وعل و اليوم الخر ،والعتداء على حق ال تعالى فى التحريم الذى
ن كَذّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالّذِينَ لَ ل يشاركه فيه أحد من خلقه .ولنتامل قوله تعالى عنهم ( َو َل تَتّبِ ْع أَ ْهوَاء الّذِي َ
ُي ْؤمِنُونَ بِالخِرَةِ وَهُم بِرَ ّب ِهمْ َيعْدِلُونَ )
* ثم تأتي اليات( ) 153 :151لتحدد المحرمات خارج الطعام والشراب وهن عشر محرمات او الوصايا
العشر وكل ذلك منعا لي اعتداء علي حق ال في التحريم .وآخر تلك الوصايا هى الوصية العاشرة التى
صرَاطِي ُمسْ َتقِيمًا تأمر و تنهى :تأمر باتباع القرآن الكريم وحده ،وتنهى عن اتباع غيره َ ( :وأَنّ هَذَا ِ
فَاتّ ِبعُوهُ َو َل تَتّ ِبعُواْ السّ ُبلَ فَ َتفَرّقَ ِب ُكمْ عَن سَبِي ِل ِه ذَ ِل ُكمْ وَصّاكُم ِب ِه َلعَّل ُكمْ تَ ّتقُونَ) .وفى أتباع القرآن الكريم
النجاة من الوقوع فى تحريم الحلل و تحليل الحرام .
رابعا :استعراض الحلل و الحرام في سورة البقرة * :يأمر ال تعالي جميع الناس بالكل مما في الرض حلل طيبا
ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان لنه لنا عدو مبين ،اذ يأمرنا بالسوء والفحشاء وان نقول عن ال
طوَاتِ خُ للً طَيّبا َولَ تَتّ ِبعُواْ ُ ض حَ َ س كُلُواْ ِممّا فِي الَرْ ِ تعالي اكاذيب ل نعلم عنها شيئا (:يَا أَ ّيهَا النّا ُ
ن إِ ّنمَا يَ ْأمُ ُر ُكمْ بِالسّوءِ وَا ْل َفحْشَاء َوأَن َتقُولُواْ عَلَى الّلهِ مَا َل َتعْ َلمُونَ )( البقرة الشّ ْيطَانِ إِ ّنهُ َل ُكمْ عَ ُد ّو مّبِي ٌ
168ـ ) أي تأكيد علي ان الحلل هو القاعدة وهو الطيبات ،وان تحريم الحلل هو اتباع لخطوات
الشيطان.
* وقد كان الجاهليون فى تحريمهم الحلل قد اتبعوا عادات أرساها السابقون الذين كانوا إذا كرهوا شيئا
أو رغبوا عنه قاموا بتحريمه ،لذا يجعل ال تعالى من علمات الكفر إتباع العادات والثوابت المتوارثة
التى تخالف شرع ال ،لن المفروض الحتكام الى رب العزة فى كل ما ألفينا عليه آباءنا ،فما خالف منه
كتاب ال علينا ننبذه فورا ،وما يتفق مع كتاب ال جل وعل ول يخالفه فهو مباح.
أما المشركون ـ فى توضيح قرآنى لملمح عقليتهم ـ فهم يتبعون المتوارث أو التراث أوما قاله السلف
أوما يسمونه بالثوابت وما ألفوا عليه آباءهم ،ومنه تحريم الحلل ،لذا ففى هذا السياق عن الطعام
يصف ال تعالى بالكفر وعدم التعقل كل من يحرم الحلل ( َوإِذَا قِي َل َل ُهمُ اتّ ِبعُوا مَا أَن َزلَ الّلهُ قَالُواْ َبلْ نَتّبِعُ
ن َكفَرُواْ َكمَثَ ِل الّذِي يَ ْنعِقُ ِبمَا ن شَيْئا َو َل َيهْتَدُونَ َومَ َثلُ الّذِي َ ن آبَاؤُ ُهمْ َل َيعْقِلُو َ مَا أَ ْلفَيْنَا عَلَ ْيهِ آبَاءنَا َأوَ َلوْ كَا َ
عمْيٌ َف ُهمْ لَ َي ْعقِلُونَ () .البقرة . )171: 170 صمّ ُب ْكمٌ ُسمَ ُع ِإلّ دُعَاء وَنِدَاء ُ لَ َي ْ
ن آمَنُو ْا كُلُواْ مِن * ثم يعيد ال تعالي الخطاب للمؤمنين يأمرهم بالكل من الحلل الطيب (يَا أَ ّيهَا الّذِي َ
طَيّبَاتِ مَا َرزَقْنَا ُكمْ وَاشْكُرُواْ لِّلهِ إِن كُنتُ ْم إِيّاهُ َتعْبُدُونَ ) (البقرة ) 172:أي تأكيد اخر للمؤمنين علي الكل
من الحلل وهو الصل والساس ،وهنا تأكيد على وصف الطعام الحلل بأنه (طيبات ) وبالتالى فان ما
حرمه ال تعالى على وجه الستثناء هو الخبائث .
حمَ
* ثم في الية التالية يحصر المحرمات في نفس الشياء الربعة (إِ ّنمَا حَ ّرمَ عَلَ ْي ُكمُ ا ْلمَيْ َتةَ وَال ّدمَ وَ َل ْ
غفُورٌ ّرحِيمٌ ) (البقرة ن الّلهَ َ ضطُ ّر غَ ْيرَ بَاغٍ َولَ عَادٍ فَل إِثْمَ عَلَ ْيهِ إِ ّ ا ْلخِنزِي ِر َومَا أُ ِه ّل ِبهِ ِلغَيْ ِر الّلهِ َفمَنِ ا ْ
، )173وهي نفس المحرمات المذكورة ،ويجعل الكل منها حلل للمضطر طالما ل يفتي بأنها حلل ويبغي
ويعتدي علي حق ال تعالي في التشريع .
* ثم تأتي الية التالية وما بعدها (البقرة ) 175، 174تتوعد الذين يفتون بغير ما انزل ال يحللون
ن ا ْلكِتَابِ ن مَا أَن َز َل الّلهُ مِ َ ن الّذِينَ َيكْ ُتمُو َ الحرام ويحرمون الحلل ويكتمون الحق اللهي ،يقول تعالى(:إِ ّ
ك مَا َي ْأكُلُونَ فِي ُبطُو ِن ِهمْ ِإلّ النّا َر َولَ ُيكَّل ُم ُهمُ الّلهُ َي ْومَ ا ْلقِيَا َمةِ َو َل يُ َزكّي ِهمْ ل أُولَـئِ َ وَ َيشْتَرُونَ ِب ِه َثمَنًا قَلِي ً
ب بِا ْل َمغْفِرَةِ َفمَآ أَصْبَ َر ُهمْ عَلَى ن اشْتَ َر ُواْ الضّلَ َلةَ بِا ْلهُدَى وَا ْلعَذَا َك الّذِي َوَ َل ُهمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُولَـئِ َ
النّارِ.).وهناننصح بالتدبر فى العذاب الذى ينتظر أولئك الذين يكتبون فى تشريعات السلم بغيرعلم ،يكفى
ان ال جل وعل ـ وهو القاضى العظم يوم القيامة ـ يجعلهم خصوما له ،لنهم اعتدوا على حقه فى
التشريع بالحرام والحلل ،لذا ليكلمهم ول ينظر اليهم ول يزكيهم ،بل يتعجب من صبرهم على النار.
ويتضح مما ذكرته سورة البقرة المدنية(آية )170،171وما ذكرته من قبل سورة النعام المكية (-121
)155-136أن مشركي العرب واليهود اعتادوا تقليد السلف في تحريم الحلل ونزل القرآن فى مكة ثم
المدينة يرد عليهم ويتحداهم ويحذرهم ويصفهم بالشرك وقد استمر هذا الجدال مما استلزم تكرار التأكيد
اللهي علي تفصيلت المحرمات والتحذير من اضافة أي شئ حلل الي قائمة المحرمات تحديدا وتفصيل
..
خامسا :قواعد التشريع في الحلل والحرام في سورة النحل ( سورة مكية ) : :يمكن تلخيص هذه القواعد في التي)1( :
الحلل هو القاعدة والحرام هو الستثناء)2(.النهي عن تحريم الحلل()3إعتبار تحريم الحلل شركا بال
تعالي واعتداء علي حقه في التشريع .
وللقرآن منهج رائع في ربط هذه القواعد بعضها البعض.ونأخذ امثلة علي ذلك في سورة النحل :
ن إِ ّنمَا حَ ّرمَ عَلَ ْيكُمُ يقول تعالي ( َفكُلُواْ ِممّا رَزَ َق ُكمُ الّل ُه حَللً طَيّبًا وَاشْكُرُواْ ِن ْعمَتَ الّل ِه إِن كُن ُتمْ إِيّاهُ َتعْبُدُو َ
غفُورٌ ّرحِيمٌ َ .ولَ ضطُرّ غَ ْيرَ بَاغٍ َو َل عَادٍ فَِإنّ الّل َه َ نا ْ حمَ ا ْلخَنزِي ِر َومَآ أُ ِهلّ ِلغَيْ ِر الّلهِ ِبهِ َفمَ ِ ا ْلمَيْ َتةَ وَالْ ّدمَ وَ َل ْ
ن عَلَى ن َيفْتَرُو َللٌ َوهَـذَا حَرَامٌ لّ َتفْتَرُواْ عَلَى الّل ِه ا ْلكَذِبَ إِنّ الّذِي َ ف أَ ْلسِنَتُ ُكمُ ا ْلكَذِبَ هَـذَا حَ َ َتقُولُواْ ِلمَا تَصِ ُ
الّلهِ ا ْلكَذِبَ َل ُيفْ ِلحُونَ .مَتَاعٌ قَلِي ٌل وَ َل ُهمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (.النحل ) 114:117
* ففي الية 114جاءت قاعدة ان الحلل هو الساس وان الطعام الحلل هو الطيبات ،فأمر ال تعالى
بالكل مما رزق حلل طيبا مع الشكر علي نعمة ال وربط ذلك بالعبادةَ ( :فكُلُواْ ِممّا َرزَ َق ُكمُ الّلهُ حَل ًل طَيّبًا
وَاشْكُرُواْ ِن ْعمَتَ الّل ِه إِن كُن ُتمْ إِيّاهُ َتعْبُدُون).
* وفي الية التالية 115جاء التحريم بالستثناء ،وهو بالتحديد الميتة والدم ولحم الخنزير والقرابين
المقدمة لغير ال الي الوثان وغيرها ،وما عدا هذه الشياء الربعة فهو حلل طيب .بل ان الكل من هذه
المحرمات تكون حلل للمضطر طالما ل يفتي بتحليل هذا الحرام لن تحليل الحرام مثل تحريم الحلل هو
بغي وعدوان علي ال تعالي صاحب الحق الوحيد في التشريع وهذا معني (إِ ّنمَا حَ ّرمَ عَلَ ْي ُكمُ ا ْلمَيْ َتةَ وَالْ ّدمَ
غفُورٌ ّرحِيمٌ )( النحل .) 115 ن الّل َه َضطُرّ غَ ْيرَ بَاغٍ َو َل عَادٍ فَإِ ّ نا ْ حمَ ا ْلخَنزِي ِر َومَآ أُ ِه ّل ِلغَيْ ِر الّلهِ ِبهِ َفمَ ِ وَ َل ْ
* وفي الية التالية ( )116نهي ال تعالي عن تحريم هذا الحلل خارج المحرمات الربع ،واعتبر تحريم
الحلل افتراء علي ال تعالي بالكذب ،وأكّد ان الذى يفترى الكذب على ال تعالى ل يفلح ( َولَ َتقُولُواْ ِلمَا
ب لَ علَى الّلهِ ا ْلكَذِ َ ن الّذِينَ َيفْتَرُونَ َ للٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لّ َتفْتَرُواْ عَلَى الّلهِ ا ْلكَذِبَ إِ ّ تَصِفُ أَ ْلسِنَ ُت ُكمُ ا ْلكَذِبَ هَـذَا حَ َ
ُيفْ ِلحُونَ )
* ثم توعدال جل وعل من يحرم الحلل بالعذاب الليم في الخرة أي اعتبره من المشركين ( .مَتَاعٌ قَلِيلٌ
وَ َل ُهمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ :النحل )117
* وحتي ل نقع في ما وقع فيه اليهود حين حرموا الحلل فكان عاقبتهم بأن جعله محرما فعل عليهم فان
علَيْكَ مِن قَ ْبلُ َومَا ظَ َلمْنَا ُهمْ وَلَـكِن كَانُواْ الية التالية ()118تقول( وَعَلَى الّذِينَ هَادُواْ حَ ّرمْنَا مَا قَصَصْنَا َ
س ُهمْ َيظْ ِلمُونَ ) أي حرم عليهم الربعة اشياء فقط واحل الباقي ،فقاموا بتحريم بعض ما احل ال فجعله أَن ُف َ
جعِلَال تعالي حراما عليهم ..وجعل من ضمن ذلك تحريم السبت وهذا ما ذكره في نفس السورة (إِ ّنمَا ُ
ن ـ النحل .)124 ح ُكمُ بَيْ َن ُهمْ َي ْومَ ا ْلقِيَا َمةِ فِيمَا كَانُواْ فِي ِه َيخْتَ ِلفُو َ
ن اخْتَ َلفُواْ فِي ِه َوإِنّ رَبّكَ لَ َي ْ السّبْتُ عَلَى الّذِي َ
ن َأشْ َركُواْ * وفى موضع سابق في نفس السورة أكّد ال جل وعل ان تحريم الحلل شرك بال (وَقَالَ الّذِي َ
يءٍ كَذَلِكَ َف َعلَ الّذِينَ ن وَل آبَاؤُنَا َو َل حَ ّرمْنَا مِن دُو ِن ِه مِن شَ ْ يءٍ ّنحْ ُ َلوْ شَاء الّل ُه مَا عَبَدْنَا مِن دُو ِنهِ مِن شَ ْ
غ ا ْلمُبِينُ )( النحل .).35 سلِ ِإلّ الْبَل ُ مِن قَبْ ِل ِهمْ َف َه ْل عَلَى ال ّر ُ
* وجاء في سورة يونس أن تحريم الحلل و تحليل الحرام هو افتراء على ال ،أى هو تاكيد للية (116
للٌ َوهَـذَا حَرَامٌ لّ َتفْتَرُواْ عَلَى الّل ِه ا ْلكَذِبَ ف أَ ْلسِنَتُ ُكمُ ا ْلكَذِبَ هَـذَا حَ َ ) من سورة النحل ( َو َل َتقُولُواْ ِلمَا تَصِ ُ
ن ) ،يقول تعالى فى سورة يونس( ُ ( :)60 : 59قلْ أَ َرأَيْتُم مّا ن عَلَى الّل ِه ا ْلكَذِبَ لَ ُيفْ ِلحُو َ ن َيفْتَرُو َ إِنّ الّذِي َ
ن الّذِينَ ن َومَا ظَ ّ حرَامًا َوحَللً ُقلْ آلّل ُه أَذِنَ َل ُكمْ َأمْ عَلَى الّلهِ َتفْتَرُو َ جعَلْتُم مّ ْنهُ َأَن َزلَ الّل ُه َلكُم مّن رّزْقٍ َف َ
شكُرُونَ ) س وَ َلكِنّ َأكْثَرَ ُهمْ َل َي ْ علَى النّا ِ ضلٍ َ َيفْتَرُونَ عَلَى الّل ِه ا ْلكَذِبَ َي ْومَ ا ْلقِيَا َمةِ إِنّ الّل َه لَذُو فَ ْ
هنا يجعل ال تعالي من الفتراء عليه تعالي تحريم الحلل وتحليل الحرام دون اذن ،أي ان كل رزق انزله
ال تعالي هو حلل ،والذي خلق هذا الرزق هو الذي يملك وحده التشريع بشأنه ،وهذا الرزق يشمل كل
شئ نأكله أو نشربه او نتزين به ،أي كل ما نستهلكه ،وليس من حق احد ان يجعل هذا حلل وهذا حراما
لن ال تعالي لم يأذن لحد في ان يشرع في الدين بالتحريم لن التحريم حق له وحده ،كما حدث حين
حرم شجرة معينة على آدم وزوجه ،وليس لحد أن يسأل ال جل وعل عن الحكمة فى التحريم ،وإل
سقط كسقوط ابليس .ومن هنا جاء هذا السؤال الستنكاري من رب العزة عن هذا الرزق الذي انزله ال
كيف تجعلون منه حراما وحلل دون اذن ال؟اليس هذا افتراء علي ال ؟ وكذبا عليه ؟ثم ما هي عقوبة
اولئك المفترين علي ال تعالي يوم القيامة ؟.
ونلحظ الصلة الوثيقة بين آيتي سورة يونس()60:59وبين آيتي سورة العراف( )33:32فكلتاهما
تتحدثان عن نعم ال التي انزلها لعباده وتستنكر تحريمها وتجعل ذلك التحريم كذبا علي ال تعالي .
*ولنها قضية عقيدة ـ أى التحريم ـ ولنها تخص مقام اللوهية فقد جاء اللوم والتأنيب للنبى محمد فى
سورة التحريم حين امتنع النبي عن تناول بعض الطعام وحرمه علي نفسه ،فنزل الوحي إليه يؤنبه قائل
(يا ايها النبي لم تحرم ما احل ال لك :التحريم )1أي ان التحريم حق ل تعالي وحده ويقوم الرسول
بتبليغه عن ال ول يملك النبي ال ان يتبع الوحي ويطيعه.
والرسول هو النبى حين ينطق بالوحى القرآنى ،ولذا فطاعته طاعة للوحى ،وبعد موته فان الرسول هو
الرسالة أى القرآن القائم بيننا محفوظا من لدن ال جل وعل ،وهو النور الذى يتبعه المؤمنون الى قيام
الساعة .وهذا الرسول أو تلك الرسالة ـأو القرآن الكريم فيه تحليل الطيبات وتحريم الخبائث ،وسبق
التاكيد على أن الطيبات ل تعنى سوى الحلل من الطعام ن وبالتالى فان الخبائث هى المحرمات الربع
ي ا ُلمّيّ ن يَتّ ِبعُونَ ال ّرسُولَ النّبِ ّ المحددة .وهذا معنى قوله جل وعل عن الرسول محمد خاتم النبيين (:الّذِي َ
حلّ َل ُهمُ الطّيّبَاتِ ن ا ْلمُنكَرِ وَ ُي ِالّذِي َيجِدُو َنهُ َمكْتُوبًا عِن َد ُهمْ فِي ال ّتوْرَاةِ وَالِنجِيلِ يَ ْأمُ ُرهُم بِا ْل َمعْرُوفِ وَيَ ْنهَا ُهمْ عَ ِ
ن آمَنُواْ ِب ِه وَعَزّرُوهُ وَنَصَرُوهُ ت عَلَ ْي ِهمْ فَالّذِي َ
ث وَيَضَعُ عَ ْن ُهمْ إِصْرَ ُهمْ وَالَغْل َل الّتِي كَانَ ْ وَ ُيحَ ّرمُ عَلَ ْي ِهمُ ا ْلخَبَائِ َ
وَاتّبَعُواْ النّو َر الّ ِذيَ أُن ِزلَ َم َعهُ ُأوْلَئِكَ ُهمُ ا ْل ُمفْ ِلحُونَ )( العراف .) 157وبمقارنة هذه الية الكريمة من
سورة العراف مع الية الولى من سورة التحريم التى تؤنب (النبى ) على تحريم ما أحل ال له ،يتضح
لنا الفارق بين النبى و الرسول ،فالنبى هو شخص محمد وعلقاته و تعاملته فى المجتمع الذى يحيط به
،أما الرسول فهو النبى محمد حين كان ينطق بالرسالة ويطبقها،لذا فان الطاعة تأتى للرسول وليس
النبى ،ولذا فان التأنيب يأتى للنبى وليس الرسول .والتفاصيل فى كتابنا ( القرآن وكفى ).
سادسا :تفصيلت أخيرة فى الحلل و الحرام فى سورة المائدة *:لن جدالهم استمر حول تحريم الحلل في النعام فان
ن آمَنُواْ َأوْفُواْ اول آية من سورة المائدة جاءت تؤكد ما سبق تأكيده وتخاطب المؤمنين فتقول (يَا أَ ّيهَا الّذِي َ
ح ُكمُ مَا يُرِيدُ ) ن الّلهَ َي ْبِا ْل ُعقُودِ ُأحِلّتْ َلكُم َبهِي َمةُ الَ ْنعَا ِم ِإلّ مَا يُ ْتلَى عَلَ ْي ُكمْ غَ ْيرَ ُمحِلّي الصّيْدِ َوأَن ُتمْ حُ ُرمٌ إِ ّ
:المائدة ) 1والنعام هي الحيوانات المستأنسة والصيد هو الحيوان البري الوحشي ،والحيوان مقصود به
الحيوان والطيور وكل ذلك حلل ويستثني منه الربعة المعروفة وهي حرام دائما ال عند الضطرار بدون
بغي او عدوان علي حق ال في التشريع .ويضاف الي ذلك عدم قتل الصيد عند الحرام في الكعبة ،وتلك
حالة استثنائية اذ انه بعد انتهاء مناسك الحج يجوز الصيد .
ت َلكُم َبهِي َمةُ الَنْعَامِ ) والستثناء هو (ِإ ّل مَا يُ ْتلَى عَلَ ْي ُكمْ ) ما يتلي من اذن فالصل هو الحلل (ُأحِلّ ْ
المحرمات المذكورة بالنص والتفصيل الذى جاءت به الية الثالثة من نفس السورة .ونفس المعنى جاء
ايضا في قوله تعالي (واحلت لكم النعام ال ما يتلي عليكم ،فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول
الزور :الحج )30وكل ذلك التأكيد المتكرر انما جاء للنهي عن تحريم الحلل واعتباره قول زور .ويضاف
ح ُرمٌ) .حكم آخر استثنائى هو عدم استحلل الصيد فى الحرم (غَيْ َر ُمحِلّي الصّيْ ِد َوأَنتُمْ ُ
شهْرَ ا ْلحَرَامَ َولَ ا ْلهَ ْديَ َولَ شعَائِ َر الّلهِ َو َل ال ّ ن آمَنُواْ لَ ُتحِلّواْ َ *فى ألية الثانية يقول تعالى (:يَا أَ ّيهَا الّذِي َ
صطَادُواْ َولَ َيجْ ِرمَ ّن ُكمْ شَنَآنُ ضوَانًا َوإِذَا حَلَلْ ُتمْ فَا ْ ن الْبَيْتَ ا ْلحَرَامَ يَبْ َتغُونَ فَضْلً مّن رّ ّب ِهمْ وَرِ ْ ا ْلقَلئِدَ وَل آمّي َ
سجِدِ ا ْلحَرَامِ أَن َتعْتَدُواْ وَ َتعَاوَنُواْ عَلَى الْ َبرّ وَال ّت ْقوَى َولَ َتعَاوَنُواْ عَلَى الِثْمِ وَا ْلعُ ْدوَانِ عنِ ا ْل َم ْ
َق ْومٍ أَن صَدّو ُكمْ َ
ن الّلهَ شَدِي ُد ا ْلعِقَابِ ) ( المائدة .) 2وهنا نهى عن استحلل شعائر ال فيما يخص الحج وَاتّقُواْ الّلهَ إِ ّ
صطَادُواْ ) .أى بعد انتهاء الحرام يحل الصيد . والحجيج ،وفيما يخص الطعام قال تعالى ( َوإِذَا حََللْ ُتمْ فَا ْ
وهذا اليجاز فى أول آيتين فى سورة المائدة جاء تفصيلهما فى آيات أخرى فى نفس السورة ،أهمها
الية الثالثة التالية:
حمُ ا ْلخِنزِي ِر َومَا أُ ِه ّل ِلغَيْرِ الّل ِه ِبهِ وَا ْلمُ ْنخَ ِن َقةُ ت عَلَ ْي ُكمُ ا ْلمَيْ َتةُ وَال ّدمُ وَ َل ْ * وفيها يقول تعالى ( :حُ ّرمَ ْ
سمُواْ بِا َلزْلمِ ب َوأَن َتسْ َت ْق ِ حةُ َومَا أَ َكلَ السّبُ ُع ِإلّ مَا َذكّيْتُمْ َومَا ذُ ِبحَ عَلَى النّصُ ِ وَا ْل َموْقُوذَةُ وَا ْلمُتَرَدّ َيةُ وَال ّنطِي َ
ت َلكُ ْم دِي َنكُمْ َوأَ ْت َممْتُ عَلَ ْيكُمْ ن الْ َي ْومَ أَ ْكمَلْ ُ
خشَوْ ِ شوْ ُهمْ وَا ْ
خ َ ن كَفَرُواْ مِن دِي ِن ُكمْ َفلَ َت ْ ق الْ َيوْمَ يَ ِئسَ الّذِي َ ذَ ِل ُكمْ ِفسْ ٌ
غفُورٌ ّرحِيمٌ ) ف لّإِ ْثمٍ َفإِنّ الّل َه َ صةٍ غَ ْيرَ مُ َتجَانِ ٍ خمَ َ ضطُرّ فِي َم ْ ت َل ُكمُ ا ِلسْلمَ دِينًا َفمَنِ ا ْ ِن ْعمَتِي وَرَضِي ُ
( المائدة ) 3
سبق ذكر المحرمات الربع من قبل وهى ( الميتة ،الدم المسفوح من حيوان حى ،لحم الخنزيرفقط دون
الدهن مثل ،ما أهلّ لغير ال جل وعل به ) .وجاءت هنا تفصيلت تشرح ،فالميتة المحرمة تشمل
حةُ َومَا َأ َكلَ السّبُ ُع ِإلّ مَا َذكّيْ ُتمْ) ،وهى أسباب للموت يحرم بها (وَا ْلمُ ْنخَنِ َقةُ وَا ْل َموْقُوذَ ُة وَا ْلمُتَرَدّ َيةُ وَال ّنطِي َ
أكل الميتة إل أن نلحقها بالتذكية أى بالذبح قبل الموت .والمنخنقة اى التى تموت بالخنق ،والموقوذة أى
التى تموت بالضرب الشديد ،والمتردية اى التى تسقط فتقع ميتة ،والنطيحة اى التى تموت بسبب عراك
مع حيوان مثلها ،وما اكل السبع أى التى ماتت بافتراس حيوان مفترس.
علَى النّصُبِ ) أى النذور ويأتى تفصيل آخر لقوله تعالى ( َومَا أُ ِهلّ ِلغَيْرِ الّل ِه ِبهِ ) هو قوله تعالى ( َومَا ذُ ِبحَ َ
الحيوانية المقدمة للقبور المقدسة والضرحة المقدسة والولياء المقصدوين بالتقديس والبركة وطلب
المدد ،أحياءا كانوا أو أمواتا .هذا فى الصل من الطيبات الحلل ويتم ذبحه شرعا ،ولكن يصبح حراما
إذا تم تقديمه لضريح أو ولى صوفى مقدس .وهو ل يقتصر على الذبائح بل كل طعام آخر ..ثم يتكرر
التأكيد بأن ل حرج على المضطر الجائع الذى ل يستحل ما حرّم ال تعالى .
* فماذا إذا تم الصيد بحيوانات أو طيورمدربة كالكلب أو الصقور ،الجابة فى الية الرابعة َ ( :يسَْألُونَكَ
عّل َمكُمُ الّلهُ َفكُلُواْ ِممّا ن ِممّا َ ح ُمكَلّبِينَ ُتعَّلمُو َنهُ ّ جوَارِ ِن ا ْل َحلّ َلكُ ُم الطّيّبَاتُ َومَا عَّلمْتُم مّ َ حلّ َل ُهمْ ُق ْل ُأ ِمَاذَا ُأ ِ
حسَابِ ) ( المائدة .) 4 ن الّلهَ سَرِيعُ ا ْل ِ سمَ الّلهِ عَلَ ْيهِ وَا ّتقُو ْا الّلهَ إِ ّ ن عَلَ ْي ُكمْ وَاذْكُرُواْ ا َْأ ْمسَكْ َ
هنا وصف للحلل من كل الطعام بانه ( طيبات ) وهو مقابل لوصف المحرمات بالخبائث .أى أن الطعام
نوعان من حيث الحلل و الحرام :طيبات أحلها ال تعالى ،وخبائث حرمها ال تعالى وهى تلك الربع
المستثناة بتفاصيلها فى الية الثالثة من سورة المائدة .والمعنى أنها ( طيبات ) ليس لننا نستحسنها أو
نستطيبها ولكن لن ال تعالى أحلها ،أو ذكر اسمه جل وعل عليها ،والخرى خبائث ليس لرداءة طعمها
ولكن لن ال تعالى حرمها و ليس عليها اسم ال .وقد ألحق ال تعالى هنا ـ فى هذه الية الكريمة ـ
بالطيبات الحلل ما يتم صيده بحيوانات الصيد أو طيور الصيد ،فما يقتله حيوان الصيد فهو حلل بشرط
أن نذكر اسم ال تعالى عليه .أى إن حيوان الصيد يقوم بدور السكين الذى نذبح به ،ولكن مع شرط أن
نذكر اسم ال تعالى على الفريسة قبل أكلها.
حلّ ّل ُهمْ حلّ ّل ُكمْ َوطَعَا ُم ُكمْ ِ ب ِ ن أُوتُواْ ا ْلكِتَا َ ت َوطَعَامُ الّذِي َ حلّ َل ُكمُ الطّيّبَا ُ * الية الخامسة تقول (:الْ َي ْومَ ُأ ِ
ن ُمحْصِنِينَ ن ُأجُورَهُ ّ ن أُوتُواْ ا ْلكِتَابَ مِن قَ ْبِلكُمْ إِذَا آتَيْ ُتمُوهُ ّ ن الّذِي َن ا ْل ُم ْؤمِنَاتِ وَا ْل ُمحْصَنَاتُ مِ َ وَا ْل ُمحْصَنَاتُ مِ َ
عمَُلهُ وَ ُهوَ فِي الخِرَ ِة مِنَ ا ْلخَاسِرِينَ ) ن َولَ مُ ّتخِذِي َأخْدَانٍ َومَن َيكْفُ ْر بِالِيمَانِ َفقَدْ حَ ِبطَ َ غَيْ َر ُمسَا ِفحِي َ
( المائدة . ) 5وهنا يأتى شرح آخر ،فمن المضاف للطيبات الحلل طعام أهل الكتاب .يحل لنا أكل
طعامهم ويحل لهم أكل طعامنا على قدم المساواة ،وبنفس التعامل والمساواة يحل لنا أن نتزوج من
نسائهم ويحل لهم أن يتزوجوا من نسائنا ـ زواجا شرعيا .
* ول تكتفي السورة الكريمة بذلك بل تنهي مكررا ومجددا عن تحريم الحلل وتعتبره اعتداء علي حق ال
تعالي في التشريع والتحريم ،وتأمر المؤمنين بالكل مما رزق ال حلل طيبا ،ويقول تعالي(يَا أَ ّيهَا الّذِينَ
ن َوكُلُواْ ِممّا َرزَ َق ُكمُ الّلهُ حَللً حلّ الّل ُه َلكُ ْم َولَ َتعْتَدُو ْا إِنّ الّل َه لَ ُيحِبّ ا ْل ُمعْتَدِي َ ت مَا َأ َ آمَنُواْ َل ُتحَ ّرمُواْ طَيّبَا ِ
طَيّبًا وَا ّتقُواْ الّل َه الّ ِذيَ أَنتُم ِبهِ ُم ْؤمِنُونَ ) )(المائدة .) 88 : 87ويتكرر هنا وصف الحلل بأنه (طَيّبَاتِ) ل
يجوز تحريمها .فكل لحم أو طعام خارج المحرمات فهو حلل من الطيبات ،يستوى فى ذلك إن كنا
نستسيغه أو نستقذره .ل فارق بين لحم الديدان والكلب والحمير والفئران والحشرات وكل ما هو خارج
الربع المحرمة .من حقنا أن نستقذره ونعرض عنه بسبب ما تعودناه وما ألفناه فى ثقافتنا ،ولكن ليس
لنا أن نحرمه ..فهو أصناف من اللحوم وتحتوى على نفس البروتين والدهون والملح ،بغض النظر عن
رؤيتنا له .رؤيتنا له ذاتية ،وتختلف من شعب لخر بل من شخص لخر ،بل تختلف لدى الشخص
الواحد ،ومثل فانك تنظر الى اللحم المعلق عند الجزار فتشتهيه وتشتريه فاذا قيل لك إنه لحم حمير أو
كلب تقيأت ..لم يتغير اللحم ولكن نظرتك هى التى تغيرت .وربما تأكل لحم ثعبان وتستطيبه فاذا عرفت
أنه لحم ثعبان أو لحم سحلية هاجت أمعاؤك ..الصراصير والحشرات تستقذرها ولكن ل تختلف كثيرا عن
الجنبرى وغيره من الحياء البحرية .والملحظ ان حيوانات البحر نستطيبها ول نستقذرها ،ولكن ما
يشبهها ويعيش بيننا نكرهه ونعرض عنه .من حقك هذا وذاك ولكن ليس لك أن تحرمه ،فإن فعلت فقد
اعتديت على حق ال جل وعل فى التحريم.
* وتأتي الية ( ) 90من سورة المائدة لتحرم ـ تحريما باتا ـ الخمر والميسر والضرحة أوالقبور
ب وَالَزْلمُ خمْ ُر وَا ْلمَ ْيسِرُ وَالَنصَا ُ المقدسة والعتقاد في معرفة الدجالين للغيب ):يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِ ّنمَا ا ْل َ
ع َملِ الشّ ْيطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ َلعَّل ُكمْ ُتفْ ِلحُونَ) .فإذا أمتثل المؤمن لذلك واطاع فله أن يمتمع ما شاء س مّنْ َ ِرجْ ٌ
بالحلل ،وهذا هو معنى الية 39من سورة المائدة.
عمِلُواْ
ط ِعمُواْ إِذَا مَا ا ّتقَواْ وّآمَنُواْ وَ َ عمِلُواْ الصّا ِلحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا َ ن آمَنُواْ وَ َ س عَلَى الّذِي َ * تقول (:لَيْ َ
حسِنِينَ)(المائدة .)93هنا تؤكد الية علي انه ب ا ْل ُم ْ
حسَنُواْ وَالّلهُ ُيحِ ّ الصّا ِلحَاتِ ُث ّم اتّقَواْ وّآمَنُواْ ُث ّم اتّقَواْ ّوَأ ْ
ليس علي المؤمنين أي حرج فيما يتناولونه من أي نوع من الطعام والشراب خارج نطاق تلك المحرمات
المذكورة ،أي طالما اجتنبت الكل من الميتة والدم ولحم الخنزير والطعام المقدم كقرابين للوثان و
الولياء المقدسين وطالما اجتنبت شرب الخمر فليس عليك جناح في ان تأكل وان تشرب ما تشاء بشرط
ان تحصل عليه بطريق شرعي دون سرقة او نهب،وذلك معني اشتراط التقوي واليمان والحسان ( ُثمّ
حسِنِينَ ) . حسَنُواْ وَالّل ُه ُيحِبّ ا ْل ُم ْ اتّقَواْ وّآمَنُو ْا ُثمّ اتّقَواْ ّوَأ ْ
* ونعود الي أوائل سورة المائدة وهي تتحدث عن المحرمات وتضع لها اشارتين :الولى هو المحرمات
التي نزل بها القرآن وهي الربعة المعروفة وتفصيلتها (الميتة والدم ولحم الخنزير والقرابين المقدمة
ت َلكُم َبهِي َمةُللوثان و الضرحة )والشارة الخري هي عدم قتل الصيد عند الحرام في الحرم ُ(:أحِلّ ْ
الَنْعَامِ ِإلّ مَا يُتْلَى عَلَ ْي ُكمْ غَيْ َر ُمحِلّي الصّيْدِ َوأَن ُتمْ حُ ُرمٌ ) .
ومن هنا تتوسع سورة المائدة في اليتين ( )95 : ،94في تحريم الصيد عند الحرام بالحج والعمرة عند
ح ُكمْ لِ َيعْ َلمَ الّلهُ مَن
يءٍ مّنَ الصّيْ ِد تَنَاُلهُ أَيْدِي ُكمْ وَ ِرمَا ُ البيت الحرام (:يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ لَيَبُْلوَ ّن ُكمُ الّلهُ ِبشَ ْ
ن آمَنُواْ َل َتقْتُلُواْ الصّيْدَ َوأَن ُتمْ حُ ُرمٌ َومَن قَتَ َلهُ َيخَا ُفهُ بِا ْلغَيْبِ َف َمنِ اعْتَدَى َبعْ َد ذَلِكَ فَ َل ُه عَذَابٌ أَلِيمٌ يَا أَ ّيهَا الّذِي َ
طعَا ُم َمسَاكِينَ ح ُكمُ ِبهِ َذوَا عَ ْدلٍ مّن ُكمْ هَدْيًا بَالِ َغ ا ْلكَعْ َبةِ َأ ْو كَفّارَ ٌة َ ن ال ّنعَمِ َي ْ جزَاء مّ ْثلُ مَا قَ َت َل مِ َ مِنكُم مّ َت َعمّدًا َف َ
عمّا سَلَف َومَنْ عَادَ فَيَن َتقِمُ الّل ُه مِ ْنهُ وَالّل ُه عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) . عفَا الّلهُ َ أَو عَ ْدلُ َذلِكَ صِيَامًا لّيَذُوقَ وَبَا َل َأمْرِهِ َ
هنا التاكيد على تحريم قتل الصيد عند الحرام وفى البيت الحرام ،وتجعل غرامة علي من يفعل ذلك
متعمدا.
* ثم تأتي الية () 96لتستثني من الميتة المحرمة كل ما يصاد من البحر ،ومعلوم ان الحياء المائية
ح ّل َلكُمْ صَيْ ُد الْ َبحْ ِر َوطَعَا ُمهُ مَتَاعًا ّلكُمْ وَلِلسّيّارَ ِة َوحُ ّرمَ عَلَ ْي ُكمْ تموت بمجرد خروجها من البحر تقول الية (ُأ ِ
حشَرُونَ ) ،أي ان كل صيد بحري او طعام بحري فهو ي إِلَ ْيهِ ُت ْ
صَيْدُ الْ َبرّ مَا ُدمْ ُتمْ حُ ُرمًا وَاتّقُواْ الّلهَ الّ ِذ َ
حلل حيا كان او ميتا ،ويحرم صيد البر في حالة الحرام فقط ..
وهذا هو الشرح التفصيلي الذي جاء في اخر سورة نزلت في القرآن الكريم في الحلل والحرام في الطعام
والشراب وبها اكتمل السلم .ومع ذلك فقد تناثر في سور اخري من القرآن تأكيدات اخري تؤكد علي
نفس القواعد القرآنية .
أخيرا :بذلك نكون قد استقصينا ـ في ايجازـ معظم آيات القرآن الكريم في ما يخص الحلل والحرام في
الطعام والشراب .ونخرج منها بالحقائق التالية :
1ـ الحلل هو الطيبات والحرام هو الخبائث .
2ـ الحلل هو الصل والحرام هو الستثناء
-3ل يجوز تحريم الحلل .
-4تحريم الحلل يعتبر شركا بال واعتداء علي حقه سبحانه وتعالي في التشريع .
والسؤال الن :اين موقع التدخين فيما سبق ؟
هنا أيضا نؤكد 1 :ـ ليس التدخين طعاما ول شرابا ،ليس شيئا (نأكله أو نشربه ) بل هو ( دخان )
نستنشقه ،وليست له علقة بالجهاز الهضمى بل بالجهاز التنفسى .صحيح إنه ل يلببث أن يذوب فى الدم
ويجرى فى الجهاز الدورى ولكن ذلك ل يجعله ضمن الطعام و الشراب ،فليس كل ما يجرى فى الدم
محسوبا من الطعام والشراب ،فنحن نشم العطور وينفذ أريجها الى دمائنا ول نقول إننا نأكل العطور أو
نشربها ،والطاهى فى المطبخ ومن يمر بأوانى الطعام ومن يشم رائحة الشواء تتسلل كل تلك الروائح
الشهية الى رئتيه ثم الى دمه ول يؤثر ذلك فى صيامه إن كان صائما لنه لم يأكل ولم يشرب .وغير
الطيبات من الروائح الشهية والعطرية فنحن نستنشق عوادم السيارات ونبتلع مليين الجراثيم ،منها
النافع ومنها الضار ،ويتعرض جلدنا للشمس فيحصل على فيتامين (د ) .ول يؤثر هذا فى صوم الصائم
لنه ليس طعاما ول شرابا.
2ـ أما علقة التدخين بالحلل والحرام فل بد فى معرفتها من التعرف على فقه القرآن فى التحريم ..
وهو موضوع آخر نتوقف معه فى المقال التالى ،بعونه جل وعل.
هذه المقالة تمت قرائتها 549مرة
التعليقات ()3
12-10-2008 - [ ]28131تعليق بواسطة جواد مصطفى
التحريم حق ل وحده
بالضبط كما قال الدكتور منصور وأحسن القول ومن قبله التنزيل الحكيم الذي يعلو ول يعلى عليه :
التحريم حق ل وحده
وعندما يدعي شخص ما أن فعل ما أو طعاما ما هو حرام على المسلمين فيجب عليه أن يأتي بنص من
ال أو بإذن منه وفي جميع الحوال يكون المر بالتحريم صادر مباشرة من الله الواحد الحد وليس من
البشر ،بالطبع هذا ل يعني أن الذنوب والسيئات ل تحيق إل بالذي يرتكب المحرمات فحسب ،فالعالم
متغير ومتطور باستمرار وكل يوم تخرج لنا جرائم مبتكرة وعصرية لم تكن معروفة فيما مضى فمثل
جريمة سرقة حقوق الطبع هي جريمة عصرية وشكل من أشكال العتداء على الناس وحقوقهم الذي ذمه
القرآن وفاعله هو من المعتدين ،وحتى لو لم يرد فيها نص فإن مرتكبها سوف يحوز على السيئات
والنسان يعرف بالفطرة ما هو الخلقي وغير الخلقي وال عز وجل أكد هذه الحقيقة حين قال (بل
النسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)
وبالمناسبة هناك مقولة شهيرة ترى أنه كلما كثرت المحرمات وأصبح بالمئات كلما صار خرقها امرا
اعتياديا وشائعا وقل اللتزام بها ،وكلما قلت المحرمات وكانت واضحة كلما أصبحت خرقها عمل كبيرا
وعظيما لدى المجتمع والفراد وزاد التزام الفراد باجتنابها وفيما يلي بعض اليات التي أوردها الدكتور
منصور في مقاله والتي تؤكد على أن التحريم حق ل وحده وأن المحرمات في كتاب ال محدودة
ومنصوص عليها ،وأرجو من الجميع أن يتدبر فيها قبل أن يبدي رأيه في هذه المسألة
(قل ارايتم ما انزل ال لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلل قل ال اذن لكم ام على ال تفترون ) سورة
- 10آية 59
(ول تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب ان الذين يفترون على
ال الكذب ل يفلحون ) سورة - 16آية 116
( سيقول الذين اشركوا لو شاء ال ما اشركنا ول اباؤنا ول حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم
حتى ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون ال الظن وان انتم ال تخرصون ) سورة
- 6آية 148
ن كَثِيرًا
ضطُ ِررْ ُتمْ إِلَ ْيهِ َوإِ ّ
ص َل َلكُم مّا حَ ّرمَ عَلَ ْي ُكمْ ِإلّ مَا ا ْ
علَ ْيهِ وَقَدْ فَ ّ
سمُ الّلهِ َ
( َومَا َل ُكمْ َألّ تَ ْأكُلُواْ ِممّا ُذكِ َر ا ْ
ن بِأَ ْهوَا ِئهِم ِبغَيْرِ عِ ْلمٍ إِنّ رَبّكَ ُهوَ أَعْ َل ُم بِا ْل ُمعْتَدِينَ ) سورة النعام 119 لّيُضِلّو َ
جزاك ال خيرا يا دكتور ,مع أن المر واضح أن التحليل والتحريم وهو حق ل وحده فإننا ل نزال نعتقد
أن هذا المر متروك لنا ولتقديرنا الشخصي وما نحبه وما نكرهه.
لقد عرفنا أن الختلف والتنوع في العقول هو من صميم الخلق ومن صميم الوجود فما تراه طيبا يراه
الخر خبيثا وما يستسيغه الخر ل تستسيغه أنت ,وما يضرك ربما ل يضر غيرك و ما يضر غيرك ربما
ل يضرك .فما الحل في هذا إذن ؟
الحل أن يكون هناك لئحة محددة لتلك الشياء المحرمة ل يختلف عليها أحد ولكل زمان ومكان فتكون
واضحة للجميع ومعلومة للكل وهذا ما قام به ال سبحانه وتعالى فقد وضع المحرمات البدية في لئحة
واضحة وأحاطها بكثير من التوعد لمن يقترب منها أو يحاول شطب بعضها أو الضافة عليها تحت أي
مسمى كان .
بعد التحية
لقد قرأت مقالتكم هذه مره واثنان وثلثه ومازلت أقرأها حتى بلغ منى الجهد,لقد فهمتها من أول مرة
ومع ذلك أعيد قرائتها حتى اتخلص نهائيا من الثوابت والعتقادات التى تجرى فى حياتنا اليومية كمجرى
الدم فى العروق،لاعلم ماذا أقول لكم لقد توقف اللسان عن الكلم ولم اعد اتفوه بشئ بعدما قرأت مقالتكم
هذه.
أستاذى العزيز لقد تعلمت منكم فى هذه المقالة عدم الندفاع وعدم الحكم على الشياء إل بعدما تكتمل لى
الصورة،وأحمد ال جل وعل لننى ازداد تعلم ويقين كل يوم.