قطوف من الشمائل المحمدية

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 69

‫قطوف من الشمائل‬

‫المحمدية والخلق النبوية‬


‫والداب السلمية‬

‫محمد بن جميل زينو‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫إن الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬من‬
‫يهده ال فل مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له ‪.‬‬
‫وأشهد أن ل اله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪.‬‬
‫أما بعد فإن أقدم لخواني القراء المسلمين الكرام ‪:‬‬
‫قطوفا من الشمائل المحمدية ‪ ،‬والخلق النبوية ‪ ،‬والداب السلمية ليطلعوا عليها ‪ ،‬ويقتدوا‬
‫بهذا الرسول الكريم صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬في أخلقه ‪ ،‬وآدابه ‪ ،‬وتواضعه ‪ ،‬وحلمه ‪،‬‬
‫وشجاعته ‪ ،‬وكرمه ‪ ،‬وتوحيده لربه ‪ ،‬ول سيما نحن في عصر نحتاج إلى نشر التوحيد‬
‫والخلق اللذين انتصر بهما المسلمون ‪ ،‬وانتشر السلم ‪.‬‬
‫وما أحسن قول الشاعر ‪:‬‬
‫فإن هم ذهبت أخلقهم ذهبوا‬ ‫وإنما المم الخلق ما بقيت‬
‫وال أسأل أن ينفع بهذا الكتاب المسلمين ‪ ،‬ويجعله خالصا لوجهه الكريم ‪.‬‬

‫مولد الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫م‬
‫ه ْ‬ ‫في ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ن إِذْ ب َ َ‬‫منِي َ‬ ‫مؤ ِ‬ ‫علَى ال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫م َّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫قال ال تعالى ‪{ :‬ل َ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫م‬‫ه ُ‬‫م ُ‬‫عل ِّ ُ‬
‫وي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ويَُزكِّي ِ‬
‫ه َ‬ ‫م آيَات ِ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫م يَتْلُو َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬
‫ف ِ‬ ‫ن أَن ُ‬ ‫م ْ‬‫سول ً ِّ‬ ‫َر ُ‬
‫ن} ‪.‬‬ ‫مبِي ٍ‬ ‫ل ُّ‬ ‫ضل ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ل لَ ِ‬ ‫قب ْ ُ‬‫من َ‬ ‫وإِن كَانُوا ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫الْكِتَا َ‬

‫(‪)2‬‬
‫شر مثْلُك ُم يوحى إل َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫وقال ال تعالى ‪ُ { :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫م‬ ‫ي أن َّ َ‬
‫ما إِل َ ُ‬
‫هك ُ ْ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ل إِن َّ َ‬
‫ما أنَا ب َ َ ٌ ِّ‬ ‫ق ْ‬
‫}‬ ‫إِل َ ٌ‬
‫ه‬
‫وسئل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن صوم يوم الثنين قال ‪ ( :‬ذلك يوم ولدت‬ ‫‪-3‬‬
‫فيه ‪ ،‬وفيه بعثت ‪ ،‬وفيه أنزل الحق) ‪.‬‬
‫لقد ولد الرسول صلى ال عليه وسلم يوم الثنين من شهر ربيع الول في مكة‬ ‫‪-4‬‬
‫المكرمة عام الفيل عام ‪571‬م من أبوين معروفين ‪ :‬أبوه عبدال بن عبدالمطلب ‪ ،‬وأمه‬
‫آمنة بنت وهب ‪ ،‬سماه جده محمدا صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقد مات أبوه قبل ولدته ‪.‬‬
‫إن من واجب المسلمين أن يعرفوا قدر هذا الرسول الكريم ‪ ،‬فيحكموا بالقرآن الذي‬ ‫‪-5‬‬
‫أُنزل عليه ‪ ،‬ويتخلقوا بأخلقه ‪ ،‬ويهتموا بالدعوة إلى التوحيد التي بدأ بها رسالته‬
‫حدًا} ‪.‬‬ ‫كب َ‬ ‫وَل أ ُ ْ‬ ‫ما أَدْ ُ‬ ‫متمثلة في قوله تعالى ‪ُ { :‬‬
‫هأ َ‬‫ر ُ ِ ِ‬
‫ش ِ‬ ‫عو َربِّي َ‬ ‫ل إِن َّ َ‬
‫ق ْ‬

‫اسم ونسب الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫َ‬
‫ه} ‪.‬‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫سو ُ‬ ‫ح َّ‬
‫مدٌ َّر ُ‬ ‫قال ال تعالى ‪ُّ { :‬‬
‫م َ‬ ‫‪-1‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لي خمسة أسماء ‪ :‬أنا محمد ‪ ،‬وأنا أحمد ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وأنا الماحي الذي يمحو ال به الكفر ‪ ،‬وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي ‪ ،‬وأنا‬
‫العاقب الذي ليس بعده نبي ‪.‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يُسمي لنا نفسه أسماء فقال ‪" :‬أنا محمد ‪ ،‬وأنا‬ ‫‪-3‬‬
‫أحمد ‪ ،‬وأنا المقفى ‪ ،‬والحاشر ‪ ،‬ونبي التوبة ‪ ،‬ونبي الرحمة"(المقفى ‪ :‬آخر النبياء) ‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬أل تعجبون كيف يصـرف ال عني شتم‬ ‫‪-4‬‬
‫قريش ‪ ،‬ولعنهم ؟ يشتمون مذمما ‪ ،‬ويلعنون مذمما ‪ ،‬وأنا محمد) ‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إن ال اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫واصطفى قريشا من كنانة ‪ ،‬واصطفى من قريش بني هاشم ‪ ،‬واصطفاني من بني هاشم) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬تسموا باسمي ‪ ،‬ول تكنوا بكنيتي ‪ ،‬فإنما أنا قاسم أقسم‬ ‫‪-6‬‬
‫بينكم) ‪.‬‬

‫الرسول كأنك تراه صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫(‪)3‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ‪ ،‬ليس بالطويل‬ ‫‪-1‬‬
‫البائن ول القصير ‪.‬‬
‫كان الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أبيض مليح الوجه ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ ،‬عريض ما بين المنكبين ‪ ،‬كث‬ ‫(‪)1‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬مربوعا‬ ‫‪-3‬‬
‫اللحية ‪ ،‬تعلوه حُمرة ‪ ،‬جمته إلى شحمة أذنيه ‪ ،‬لقد رأيته في حُلة حمراء ‪ ،‬ما رأيت‬
‫أحسن منه ‪( .‬كث اللحية ‪ :‬كثير الشعر) (جمته ‪ :‬شعره) ‪.‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ضخم الرأس واليدين والقدمين ‪ ،‬حسن الوجه ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫لم أر قبله ول بعده مثله ‪.‬‬
‫كان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديرا ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫سرّ استنـار وجهه ‪ ،‬حتى كأن وجهه قطعة‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫قمر ‪ ،‬وكنا نعرف ذلك ‪.‬‬
‫كان الرسول صلى ال عليه وسلم ل يضحك إل تبسما ‪ ،‬وكنت إذا نظرت إليه قلت‬ ‫‪-7‬‬
‫أكحل العينين وليس بأكحل ‪.‬‬
‫وعن عائشة قالت ‪ :‬ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا ‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫حتى أرى منه لهواته ‪ ،‬إنما كان ضحكه التبسم ‪ ( .‬لهواته ‪ :‬أقصى حلقه) ‪.‬‬
‫وعن جابر بن سمرة رضي ال عنه قال ‪( :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬في‬ ‫‪-9‬‬
‫ليلة إضحيان فجعلت أنظر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم والى القمر ‪ ،‬وعليه‬
‫حلة حمراء ‪ ،‬فإذا هو عندي أحسن من القمر ‪ ( .‬إضحيان ‪ :‬مضيئة مقمرة) ‪.‬‬
‫‪ -10‬وما أحسن من قال في وصف الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫ثمال اليتامي عصمة للرامل ‪.‬‬ ‫وأبيض يستسقى الغمام بوجهه‬
‫هذا الشعر من كلم أبي طالب أنشده ابن عمر وغيره ‪ ،‬لما أصاب المسلمين قحط ‪،‬‬
‫فدعا لهم الرسول قائلً ‪( :‬اللهم أسقنا) فنزل المطر ‪( .‬ثمال ‪ :‬مُطعم ‪ ،‬عِصمة ‪ :‬مانع‬
‫من ظلمهم) ‪.‬‬
‫والمعنى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم المنعوت بالبياض يسأله الناس أن يتوجه‬
‫إلى ال بوجهه الكريم ودعائه أن يُنزل عليهم المطر وذلك في حال حياته صلى ال‬

‫‪ )(1‬مربوعا ‪ :‬ليس بالطويل ول القصير ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أما بعد مماته فقد توسل الخليفة عمر بالعباس أن يدعو لهم بنزول المطر‬
‫ولم يتوسل بالرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وأنشد من كنانة فقال ‪:‬‬
‫سُقينا بوجه النبي المطر‬ ‫لك الحمد والحمد ممن شكر‬
‫***‬

‫إليه وأشخص منه البصر‬ ‫دعا ال خالقه دعوة‬


‫***‬

‫وأسرع حتى رأينا الدرر‬ ‫فلم يك إل كإلقاء الرداء‬


‫***‬

‫أبو طالب أبيض ذو غرر‬ ‫وكان كما قال لـه عمه‬


‫***‬

‫وهذا العيان لذاك الخير‬ ‫به ال يسقى صــوب الغمـام‬


‫***‬

‫ومن يكفر ال يلق الغير‬ ‫فمن يشكر ال يلق المزيد‬


‫***‬

‫قال الشاعر أبو رواحة عبدال بن عيسى اليمني ‪:‬‬


‫شمسا تضئ لسائر الكوان‬ ‫هذا رسول ال يبدو فـي الدنيــا‬
‫***‬

‫كختام مسك فاح في البلدان‬ ‫فهو الذي كان الختام لرسلنـــا‬


‫***‬

‫أضحى لنا قمرا بكل مكان‬ ‫ذو الصورة البيضاء والوجه الذي‬
‫***‬

‫من لينة كالزبد في فنجــــان‬ ‫وإذا لمست الكف قلت ‪ :‬حريرة‬


‫***‬

‫يصل القلوب يهز كل جنان‬ ‫وإذا سمعت كلمه مترسلً‬


‫***‬

‫إذا أنها فاقت لكل بيان‬ ‫وجوامع الكلم البليغ أحاطتها‬


‫***‬

‫أبو معبد والرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫اشتهر في كتب السيرة والحديث خبر نزول الرسول صلى ال عليه وسلم وأصحابه بخيمة أم‬
‫مبعـد (بقرير) طالبين القرى ‪ ،‬فاعتذرت لهم لعدم وجود طعام عندها إل شاة هزيلة ل تدر‬

‫(‪)5‬‬
‫لبنا ‪ ،‬فأخذ الشاة فمسح ضرعها بيده ‪ ،‬ودعا ال ‪ ،‬وحلب في إناء حتى علت الرغوة ‪،‬‬
‫وشرب الجميع ‪ ،‬ولكن هذه الرواية طرقها ما بين ضعيفة وواهية إل طريقا واحدا يريوها‬
‫الصحابي قيس بن النعمان السكوني ونصها ‪:‬‬
‫(لما انطلق رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر يستخفيان نزل بأبي معبد فقال ‪ :‬وال ما‬
‫لنا شاة ‪ ،‬وإن شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فما تلك الشاة ؟‬
‫أبو معبد ‪ :‬أتى بها ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬دعا بالبركة عليها ‪ ،‬ثم حلـب عُسـا فسقاه ثم شربوا ‪.‬‬
‫(عُسا ‪ :‬قدحا كبيرا) ‪.‬‬
‫أبو معبد ‪ :‬أنت الذي يزعم قريش أنك صابئ ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إنهم ليقولون ‪.‬‬
‫أبو معبد ‪ :‬أشهد أن ما جئت به حق ‪.‬‬
‫أبو معبد ‪ :‬أتبعك ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل ‪ ،‬حتى تسمع أنا قد ظهرنا ‪( :‬أي انتصرنا) ‪.‬‬
‫أبو معبد ‪ :‬فاتبعه بعد ‪ ( :‬أي لحقه بعد أن ظهر في المدينة) ‪.‬‬

‫من فضائل الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫شًرا‬ ‫مب َ ّ ِ‬‫و ُ‬‫هدًا َ‬
‫شا ِ‬ ‫ك َ‬‫سلْنَا َ‬ ‫ي إِنَّا أْر َ‬ ‫ها النَّب ِ ُّ‬ ‫قال ال تعالى ‪{ :‬يَا أي ُّ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬
‫ر‬
‫ش ِ‬‫وب َ ّ ِ‬ ‫منِيًرا * َ‬ ‫جا ُّ‬
‫سَرا ً‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ه بِإِذْن ِ ِ‬ ‫عيًا إِلَى الل ّ ِ‬ ‫ودَا ِ‬ ‫ذيًرا * َ‬ ‫ون َ ِ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫ن بِأ َ َّ‬
‫ضًل كَبِيًرا} ‪.‬‬ ‫ف ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫هم ِّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫منِي َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ما كَان مح َ َ َ‬
‫م‬
‫خات َ َ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬‫ولَكِن َّر ُ‬ ‫م َ‬ ‫جالِك ُ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫من ّ ِ‬ ‫د ِّ‬ ‫ح ٍ‬ ‫مدٌ أبَا أ َ‬ ‫َ ُ َ ّ‬ ‫{ َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫َ‬
‫ما} ‪.‬‬ ‫علِي ً‬‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه بِك ُ ِّ‬‫ن الل ّ ُ‬ ‫وكَا َ‬ ‫النَّبِيِّي َ‬
‫ن َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ن}‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ة ل ِّل ْ َ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ك إ ِ ّل َر ْ‬ ‫سلْنَا‬‫ما أْر َ‬ ‫و َ‬ ‫{ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫وقال صلى ال عيه وسلم ‪ ( :‬أنا أكثر النبياء تبعا يوم القيامة ‪ ،‬وأنا أول من يقرع‬ ‫‪-4‬‬
‫باب الجنة) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أنا أول شفيع في الجنة ‪ ،‬لم يُصدق نبي من النبياء ما‬ ‫‪-5‬‬
‫صدقت ‪ ،‬وإن نبيا من النبياء ما صدقه من أمته إل رجل واحد) ‪.‬‬

‫(‪)6‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬سألت ربي ثلثا ‪ ،‬فأعطاني ثنتين ‪ ،‬ومنعني واحدة ‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫سألت ربي أل يهلك أمتي بالسّنة ‪ ،‬فأعطانيها ‪ ،‬وسألته أن يهلك أمتي بالغرق‬
‫فأعطانيها ‪ ،‬وسألته أن يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها) ‪( .‬السنة ‪ :‬القحط) ‪.‬‬
‫وفي رواية ‪( :‬فسألته أن ل يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها) ‪.‬‬
‫وقال أنس بن مالك في حديث السراء وفيه ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫(والنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬نائمة عيناه ‪ ،‬ول ينام قلبه) ‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيام ‪ ،‬وأول من تنشق‬ ‫‪-8‬‬
‫عه الرض ‪ ،‬شافع ومشفع) ‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فضلت على النبياء بست ‪ :‬أعطيت جوامع‬ ‫‪-9‬‬
‫الكلم ‪ ،‬وجعلت لي الرض مسجدا وطهورا ‪ ،‬وأرسلت إلى الخلق كافة ‪ ،‬وختم بي‬
‫النبيون) ‪.‬‬
‫‪ -10‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا ‪ ،‬حتى‬
‫كنت في القرن الذي كنت منه) ‪.‬‬
‫‪ -11‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن مثلي ومثل النبياء قبلي ‪ ،‬كمثل رجل بنى‬
‫بنيانا فأحسنه وأجمله ‪ ،‬إل موضع لبنة من زاوية من زواياه ‪ ،‬فجعل الناس يطوفون‬
‫به ويعجبون لـه ‪ ،‬ويقولون ‪ :‬هل وضعت هذه اللبنة ؟ قال ‪ :‬فأنا اللبنة ‪ ،‬وأنا خاتم‬
‫النبيين) ‪.‬‬
‫‪ -12‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إني عند ال مكتوب خاتم النبيين ‪ ،‬وإن آدم‬
‫لمنجدل في طينته ‪ ،‬وسأخبركم بأول أمري ‪ :‬دعوة إبراهيم ‪ ،‬وبشارة عيسى ‪ ،‬ورؤيا‬
‫أمي التي رأت حين وضعتنا ‪ ،‬وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام) ‪.‬‬
‫(لمنجدل ‪ :‬ملقى على الرض) ‪.‬‬
‫‪ -12‬جاء الملك جبريل إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم في غار حراء فقال ‪( :‬إقرأ باسم‬
‫ربك الذي خلق) فرجع بها رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يرجف فؤاده ‪ ،‬فدخل على‬
‫خديجة بنت خويلد وأخبرها ‪ :‬لقد خشيت على نفسي ‪ ،‬فقالت خديجة ‪ :‬كل وال ما‬
‫‪ ،‬وتكسب المعدوم ‪ ،‬وتقري‬ ‫(‪)2‬‬
‫يخزيك ال أبدا ‪ ،‬إنك لتصل الرحم ‪ ،‬وتحمل الكل‬
‫الضيف ‪ ،‬وتعين على نوائب الحق ‪ ،‬فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل ‪ ،‬فقالت له‬

‫‪ )(2‬الكل ‪ :‬اليتيم ‪.‬‬

‫(‪)7‬‬
‫خديجة ‪ ،‬يا ابن عم ‪ :‬أسمع من إبن أخيك ‪ ،‬فأخبره رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫الذي نزل ال على موسى ‪ ،‬يا ليتني‬ ‫(‪)3‬‬
‫خبر ما رأى ‪ ،‬فقال له ورقة ‪ :‬هذا الناموس‬
‫فيها جذعا ‪ ،‬ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫أومرجي هم ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إل عودي ‪ ،‬وإن يدركني‬
‫يومك أنصرك نصرا مؤزرا) ‪.‬‬

‫خاتم نبوة الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫عن جابر بن سمرة قال ‪ :‬رأيت الخاتم بين كتفي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫غُدة حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده ‪.‬‬
‫عن عبدال بن سرجس قال ‪ :‬رأيت النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ودخلت عليه ‪ ،‬وأكلت‬ ‫‪-2‬‬
‫من طعامه ‪ ،‬وشربت من شرابه ‪ ،‬ورأيت خاتم النبوة في ناغض كتفه اليسرى ‪ ،‬جُمعا‬
‫عليه خيلن كأمثال التآليل ‪.‬‬
‫عن الجعد بن عبدالرحمن قال ‪ :‬سمعت السائب بن يزيد يقول ‪ :‬ذهبت بي خالتي إلى‬ ‫‪-3‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن ابن أختي وجع فمسح‬
‫ثم قمت خلف ظهره ‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫رأسي ‪ ،‬ودعا لي بالبركة ‪ ،‬ثم توضأ فشربت من وضوئه‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة‬

‫طيب رائحة النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫عن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أزهر اللون كأن‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ ،‬وما مسحت ديباجا ول حريرا ألين من كف رسول‬ ‫(‪)6‬‬
‫عرقه اللؤلؤ ‪ ،‬إذا مشا تكفأ‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ول شممت مسكا ول عنبرا أطيب من رائحة النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪ )(3‬الناموس ‪ :‬صاحب السر وهو جبريل عليه السلم ‪.‬‬


‫‪ )(4‬وضوئه ‪ :‬الماء الذي توضأ به ‪.‬‬
‫‪ )(5‬زر الحجلة ‪ :‬بيضة حجل الطير ‪.‬‬
‫‪ )(6‬تكفأ ‪ :‬مال إلى أمامه ليرفع رجله من الرض بكليته ‪.‬‬

‫(‪)8‬‬
‫عندنا فعَرق ‪ ،‬فجاءت‬ ‫(‪)7‬‬
‫عن أنس قال ‪ :‬دخل علينا النبي صلى ال عليه وسلم فقال‬ ‫‪-2‬‬
‫أمي بقارورة ‪ ،‬فجعلت تسلُت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫( يا أم سليم ‪ ،‬ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت ‪ :‬هذا عرقك نجعله طيبنا ‪ ،‬وهو من أطيب‬
‫الطيب ‪.‬‬
‫كان صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يعرف بريح الطيب إذا أقبل ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وعن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم ( كان ل يرد الطيب) ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أطيب الطيب المسك) ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫صفة نوم الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫كان ينام أول ‪ ،‬ويُحيي آخره ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كان النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إذا أوى إلى فراشه قال ‪( :‬باسمك اللهم أمـوت‬ ‫‪-2‬‬
‫وأحيـا) وإذا استيقظ قال ‪ ( :‬الحمد ل الذي أحيانا بعد ما أماتنا ‪ ،‬واليه النشور) ‪.‬‬
‫كان الرسول صلى ال عليه وسلم إذا أخـذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت خده‬ ‫‪-3‬‬
‫اليمن ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬رب قني عذابك يوم تبعث عبادك) ‪.‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث‬ ‫‪-4‬‬
‫فيهما وقرأ فيهما ‪ ( :‬قل هو ال أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و ( قل أعوذ برب‬
‫الناس) ثم مسح بهما ما استطاع من جسده ‪ ،‬يبدأ بهما رأسه ووجهه ‪ ،‬وما أقبل من‬
‫جسده ‪ ،‬ينصع ذلك ثلث مرات ‪.‬‬
‫كانت وسادته التي ينام عليها بالليل من أدم (جلد) حشوها من ليف ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫كان فراش رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي ينام عليه من أدم (أي جلد) حشوه‬ ‫‪-6‬‬
‫ليف‪.‬‬
‫قال عائشة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أتنام قبل أن توتر ؟ فقال ‪ ( :‬يا عائشة ‪ :‬إن عيني تنامان‬ ‫‪-7‬‬
‫ول ينام قلبي) ‪.‬‬

‫قراءة الرسول وصلته صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ن تَْرتِيًل} ‪.‬‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫قْرآ َ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫وَرت ِّ ِ‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ )(7‬فقال عندنا ‪ :‬أي نام عندنا وقت القيلولة ‪.‬‬

‫(‪)9‬‬
‫كان ل يقرأ القرآن في أقل من ثلثة (أيام) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كان يقطع قراءته آية آية ‪( :‬الحمد ل رب العالمين) ثم يقف (الرحمن الرحيم) ثم‬ ‫‪-3‬‬
‫يقف‪.‬‬
‫كان صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬زينوا القرآن بأصواتكم ‪ ،‬فإن الصوت الحسن يزيد‬ ‫‪-4‬‬
‫القرآن حسنا) ‪.‬‬
‫كان يمد صوته بالقرآن مدا ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫كان يقوم إذا سمع الصارخ (الديك) ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫كان يصلي في نعليه ‪ ( :‬إذا كان المكان غير مفروش) ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫كان إذا حزبه أمر صلى (حزبه ‪ :‬كربه) ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫كان إذا جلس في الصلة وضع يديه على ركبتيه ‪ ،‬ورفع إصبعه اليمنى التي تلي‬ ‫‪-9‬‬
‫البهام فدعا بها ‪.‬‬
‫‪ -10‬كان يُحرك إصبعه اليمنى يدعو بها ‪.‬‬
‫(السبابة عند الجلوس في الصلة) ‪.‬‬
‫ويقول ‪ ( :‬لهي أشد على الشيطان من الحديد) ‪.‬‬
‫‪ -11‬كان يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره (في الصلة) ‪.‬‬
‫‪ -12‬إن الئمة الربعة أجمعت على قول ‪ :‬إذا صح الحديث فهو مذهبي ‪ ،‬فيكون التحريك ‪،‬‬
‫وضع اليدين على اليدين على الصدر في الصلة من مذهبهم ‪ ،‬وهو من سنن الصلة ‪.‬‬
‫‪ -13‬لقد أخذ بسنة تحريك الصبع (السبابة) في الصلة المام مالك وغيره ‪ ،‬وبعض‬
‫الشافعية – رحمهم ال – كما في شرح المهذب للنووي ‪ 3/454‬ذكر ذلك محقق جامع‬
‫الصول ‪.‬‬
‫‪ -14‬وقد بين الرسول صلى ال عليه وسلـم ‪ ،‬الحكمة من تحريكها في الحديث المذكور‬
‫أعله ‪ ،‬لن تحريك الصبع يشير إلى توحيد ال ‪ ،‬وهذا التحريك أشد على الشيطان من‬
‫ضرب الحديد ‪ ،‬لنه يكره التوحيد ‪ ،‬فعلـى المسلم أن يتبع الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ول ينكر سنته ‪ ،‬فقد قال صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬صلوا كما رأيتموني أصلي) ‪.‬‬
‫‪ -15‬كان يعقد التسبيح (بيمينه) ‪.‬‬

‫صوم النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫(‪)10‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من‬ ‫‪-1‬‬
‫ذنبه) ‪.‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصوم‬ ‫‪-2‬‬
‫الدهر) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ثلث من كل شهر ‪ ،‬ورمضان إلى رمضان ‪ ،‬فهذا صيام‬ ‫‪-3‬‬
‫احتسب على ال أن يكفر السنة التي قبله ‪ ،‬والسنة‬ ‫(‪)8‬‬
‫الدهر كله ‪ ،‬صيام يوم عرفة‬
‫احتسب على ال أن يكفر السنة التي قبله) ‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫التي بعده ‪ ،‬وصيام (يوم) عاشوراء‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لئن بقيت إلى قابل لصومن التاسع)‬ ‫‪-4‬‬
‫سئل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عن صوم يوم الثن ين والخم يس ؟قال ‪ :‬يومان‬ ‫‪-5‬‬
‫تعرض فيهما العمال على رب العالمين ‪ ،‬فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) ‪.‬‬
‫نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن صوم يوم الفطر والضحى ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬استكمل صيام شهر قط ‪ ،‬إل رمضان ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫قيام الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫قلِيًل} ‪.‬‬ ‫قم ِ اللَّي ْ َ‬
‫ل إَِّل َ‬ ‫ل* ُ‬ ‫ها ال ْ ُ‬
‫مَّز ِّ‬
‫م ُ‬ ‫َ‬
‫قال ال تعالى ‪{ :‬يَا أي ُّ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫عن عائشة ‪ :‬ما كان رسول ال صلى ال عليـه وسلم يزيد في رمضان ‪ ،‬ول في‬ ‫‪-2‬‬
‫غيره ‪ ،‬على إحدى عشرة ركعة ‪ ،‬يصلي أربعا ‪ ،‬فل تسأل عن حسنهن وطولهن ‪ ،‬ثم‬
‫يصلي أربعا فل تسأل عن حسنهن وطولهن ‪ ،‬ثم يصلي ثلثا ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أتنام قبل أن‬
‫توتر ؟ فقال ‪ ( :‬ياعائشة ‪ :‬إن عيني تنامان ‪ ،‬ول ينام قلبي) ‪.‬‬
‫عن السود بن يزيد قال ‪ :‬سألت عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬عن صلة رسول ال صلى‬ ‫‪-3‬‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬بالليل ‪ ،‬فقالت ‪ :‬كان ينام أول الليل ‪ ،‬ثم يقوم ‪ ،‬فإذا كان من السحر‬
‫أوتر ‪ ،‬ثم أتى فراشه ‪ ،‬فإذا كان له حاجة ‪ ،‬ألم بأهله ‪ ،‬فإذا سمع الذان وثب ‪ ،‬فإذا‬
‫كان جنبا أفاض عليه من الماء ‪ ،‬وال توضأ وخرج للصلة ‪.‬‬

‫‪ )(8‬الواقف بعرفة ل يصومه ‪.‬‬


‫‪ )(9‬العاشر من المحرم ‪.‬‬
‫‪ )(10‬التاسع من محرم ‪.‬‬

‫(‪)11‬‬
‫عن أبي هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقوم حتى‬ ‫‪-4‬‬
‫تنتفخ قدماه فيقال له ‪ :‬يا رسول ال تفعل هذا وقد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما‬
‫تأخر ؟ قال ‪ ( :‬أفل أكون عبدا شكورا) ‪.‬‬

‫صفة كلم الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ض َّ‬
‫وى *‬ ‫ما َ‬
‫غ َ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬‫حبُك ُ ْ‬‫صا ِ‬
‫ل َ‬ ‫ما َ‬ ‫وى * َ‬ ‫ه َ‬‫جم ِ إِذَا َ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫والن َّ ْ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬
‫حى} ‪.‬‬ ‫ي يُو َ‬
‫ح ٌ‬ ‫و إ ِ ّل َ‬
‫و ْ‬ ‫ه َ‬
‫ن ُ‬‫وى * إ ِ ْ‬ ‫ه َ‬‫ن ال ْ َ‬‫ع ِ‬
‫ق َ‬
‫ما يَنطِ ُ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم لعبد ال بن عمرو ‪( :‬أكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني‬ ‫‪-2‬‬
‫إل الحق) ‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬بعثت بجوامع الكلم ‪ ،‬ونصرت بالرعب ‪ ،‬فبينما‬ ‫‪-3‬‬
‫أنا نائم رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الرض ‪ ،‬فوضعت في يدي) ‪.‬‬
‫قال أبو هريرة ‪ :‬ذهب رسول ال وأنتم تنتقلونها ‪.‬‬
‫(جوامع الكلم ‪ :‬الكلم القليل ذو المعنى الكثير)‬
‫مفاتيح خزائن الرض ‪ :‬تسهيل فتح البلد) ‪.‬‬
‫عن عائشة قالت ‪ :‬ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يسردكسردكم هذا ‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪-4‬‬
‫كان يتكلم بكلم بين فصل يحفظه من جلس إليه) ‪.‬‬
‫(فصل ‪ :‬ظاهر) ‪.‬‬
‫كان يحدث حديثا لو عدة العادة لحصاه ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬طويل الصمت ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫كان صلى ال عليه وسلم يُعيد الكلمة ثلثا ُلتِغقل عنه ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫وفي رواية ( حتى تُفهم عنه) ‪.‬‬
‫والمراد ‪ :‬الكلمة الصعبة التي تحتاج للعادة) ‪.‬‬
‫كان النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يحب الجوامع من الدعاء ‪ ،‬ويدع ما بين ذلك ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫(الجوامع ‪ :‬الكلم القليل ذو المعنى الكثير) ‪.‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إذا خطب احمرت عيناه ‪ ،‬وعل صوته ‪ ،‬واشتد‬ ‫‪-9‬‬
‫غضبه ‪ ،‬حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ‪.‬‬

‫(‪)12‬‬
‫صفة حوض الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬حوضي مسيرة شهر ‪ ،‬ماؤه أبيض من اللبن ‪،‬‬
‫وريحه أطيب من المسك ‪ ،‬وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه فل يظمأ أبدا) ‪.‬‬
‫(كيزان ‪ :‬جمع كوز وهو البريق) ‪.‬‬

‫من زهد الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ك إلَى ما مت َّعنَا ب َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫من ْ ُ‬
‫جا ِّ‬ ‫وا ً‬‫ه أْز َ‬‫ِ ِ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫عيْنَي ْ َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مدَّ َّ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫وَل ت َ ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫قى} ‪.‬‬ ‫وأَب ْ َ‬
‫خيٌْر َ‬‫ك َ‬ ‫رْزقُ َرب ِّ َ‬
‫و ِ‬
‫ه َ‬
‫في ِ‬‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ة الدُّنيَا لِن َ ْ‬
‫فتِن َ ُ‬ ‫هَرةَ ال ْ َ‬
‫حيَا ِ‬ ‫َز ْ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬ ‫(‪)11‬‬
‫وعن عمر بن الخطاب في حديث إيلء‬ ‫‪-2‬‬
‫أزواجه أل يدخل عليهن شهرا ‪ ،‬واعتزل عنهن في عُلية ‪ ،‬فلما دخل عليه عمر في تلك‬
‫وصُبرة من شعير ‪ ،‬وإذا‬ ‫(‪)14‬‬
‫وأهبةٍ‬ ‫(‪)13‬‬
‫من قرظ‬ ‫(‪)12‬‬
‫العُلية ‪ ،‬فإذا فيها سوى صُبرة‬
‫هو مضطجع عل رمال حصير ‪ ،‬وقد أثر في جنبه ‪ ،‬فهملت عينا عمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬مالك ؟‬
‫قلت يا رسول ال أنت صفوة ال من خلقه ‪ ،‬وكسرى وقيصر فيما هما فيه ‪ ،‬فجلس‬
‫مُحمرا وجهه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أوفي شك يا ابن الخطاب ؟ ثم قال ‪ :‬أولئك قوم عُجلت لهم‬
‫طيباتهم في حياتهم الدنيا ‪.‬‬
‫وفي رواية مسلم ‪ ( :‬أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ‪ ،‬ولنا الخرة ؟ فقلت ‪ :‬بلى يا‬
‫رسول ال ‪ ،‬قال ‪ :‬فاحمد ال عز وجل ‪.‬‬
‫وعن علقمة عن ابن مسعود قال ‪ :‬اضطجع رسول ال على حصير ‪ ،‬فأثر الحصير‬ ‫‪-3‬‬
‫بجلده ‪ ،‬فجعلت أمسحه وأقول ‪ :‬بأبي أنت وأمي ‪ :‬أل آذنتنا فنبسط لك شيئا يقيك منه‬
‫تنام عليه ؟ قال ‪( :‬مالي وللدنيا ‪ ،‬ما أنا والدنيا إل كراكب استظل تحت شجرة ثم راح‬
‫وتركها) ‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لو كان لي مثل أُحد ذهبا لسرني أن ل تمر‬ ‫‪-4‬‬
‫عليّ ثلث ليالي وعندي منه شئ إل شيئا أرصده لدين) ‪.‬‬

‫‪ )(11‬إيلء ‪ :‬حُلِف ‪.‬‬


‫‪ )(12‬صبرة ‪ :‬ما جمع من طعام أو غيره ‪.‬‬
‫‪ )(13‬قرظ ‪ :‬ورق السلم يدبغ به ‪.‬‬
‫‪ )(14‬أهبة ‪ :‬قربة من جلد ‪.‬‬

‫(‪)13‬‬
‫وعن عمرو بن الحارث رضي ال عنهما قال ك ما ترك رسول ال صلى ال عليه‬ ‫‪-5‬‬
‫وسلم عند موته دينارا ول درهما ‪ ،‬ول عبدا ول أمة ‪ ،‬ول شيئا إل بغلته البيضاء التي‬
‫كان يركبها ‪ ،‬وسلحه ‪ ،‬وأرضا جعلها لبن السبيل صدقة ‪.‬‬

‫جوع الصحابة والرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫يخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات ليلة ‪ ،‬فإذا هو بأبي بكر قاعد وعمر معه خارج‬
‫بيوتهما ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟‬
‫أبو بكر وعمر ‪ :‬الجوع يا رسول ال ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وأنا والذي نفسي بيده لخرجني الذي أخرجكما ‪.‬‬
‫يأمرهم الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أن يقوموا فقاموا معه ‪ ،‬فذهبوا إلى بيت رجل من‬
‫النصار اسمه (أبو الهيثم مالك بن التيهان) فلم يجدوه في بيته ‪.‬‬
‫المرأة ‪( :‬تخاطب الرسول صلى ال عليه وسلم وصاحبيه) ‪ :‬مرحبا وأهلً ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أين فلن (يعني أبا هيثم) ‪.‬‬
‫المرأة ‪ :‬ذهب يستعذب لنا الماء ( يأتي بالماء الحلو) ‪.‬‬
‫يأتي أبو الهيثم فينظر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وصاحبيه ‪ ،‬ويلتزم النبي ويفديه‬
‫بأبيه وأمه ‪.‬‬
‫أبو الهيثم ‪ :‬الحمد ل ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني ‪.‬‬
‫ينطلق أبو الهيثم فيأتي بغصن نخيل فيه بُسر وتمر ورُطب ‪.‬‬
‫(أنواع التمر حين ينضج) ‪.‬‬
‫أبو الهيثم ‪ :‬كلوا من هذه ‪:‬‬
‫ينطلق أبو الهيثم ومعه السكين ليذبح لهم شاة ‪:‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إياك والحلوب (احذر الشاة ذات اللبن) ‪.‬‬
‫الرسـول صلى ال عليه وسلم يأكلون التمر واللحم ويشربون الماء العذب ‪ ،‬حتى شبعوا‬
‫ورووا ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪( :‬لبي بكر وعمر) والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم‬
‫يوم القيامة ‪ ،‬أخرجكم من بيوتكم الجوع ‪ ،‬ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم ‪.‬‬

‫(‪)14‬‬
‫يستفاد من الحديث ‪:‬‬
‫كان الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وصحابتـه يشتد به الجوع ‪ ،‬فيخرجون من‬ ‫‪-1‬‬
‫بيوتهم ‪ ،‬لعلهم يجدون طعاما ‪ ،‬آخذين بالسباب ‪.‬‬
‫ل بأس أن يذهب الرجل إلى تناول الطعام في بيت أحد أصحابه ‪ ،‬إذا كان يعلم أن ذلك‬ ‫‪-2‬‬
‫يسره ‪.‬‬
‫يجوز للرجل سؤال المرأة من وراء حجاب إذا لم يكن وحده ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التنبيه على فضل النعمة ‪ ،‬وشكر خالقها ‪ ،‬وعدم الشتغال بها عن المنعم ‪ ،‬قال ال‬ ‫‪-4‬‬
‫َ‬ ‫تعالى ‪{ :‬لَئِن َ‬
‫م}‬ ‫زيدَنَّك ُ ْ‬
‫مل ِ‬‫شكَْرت ُ ْ‬

‫عيش رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫فأ َ ْ‬
‫غنَى}‬ ‫عائًِل َ‬ ‫جدَ َ‬
‫ك َ‬ ‫و َ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫و َ‬ ‫‪-1‬‬
‫(أي كنت فقيرا ذا عيال ‪ ،‬فأغناك ال عمن سواه) ‪.‬‬
‫وعن عائشة أنها قالت ‪ :‬إن كنا آل محمد ‪ ،‬ليمر بنا الهلل ‪ ،‬ما نوقد نارا ‪ ،‬إنما هما‬ ‫‪-2‬‬
‫السودان ‪ ،‬التمر والماء ‪ ،‬إل أنه كان حولنا أهل دور من النصار ‪ ،‬يبعثون إلى رسول‬
‫‪ ،‬فيشر ويسقينا من ذلك اللبن ‪.‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بلبن منائحهم‬
‫وعن أنس قال ‪ :‬ما أعلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رأى رغيفا مرققا ‪ ،‬حتى‬ ‫‪-3‬‬
‫بعينه قط ‪.‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫لحق ال ‪ ،‬ول شاة سميطا‬
‫وقال عمر بن الخطاب رضي ال عنه ‪ :‬لقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يتلوى من الجوع ‪ ،‬ما يجد ما يمل من الدقل بطنه ‪(.‬الدقل ‪ :‬ردئ التمر) ‪.‬‬
‫وعن أنس رضي ال عنه أنه مشى إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بخبز وإهالة‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ ،‬ولقد رهن درعه عند يهودي ‪ ،‬فأخذ لهلـه شعيرا ‪ ،‬ولقد سمعته ذات‬ ‫(‪)17‬‬
‫سنخة‬
‫يوم يقول ‪ ( :‬ما أمسي عند آل محمد صاع تمر ‪ ،‬ول صاع حب) ‪.‬‬
‫كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا وأهله ‪ ،‬ول يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم الشعير‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪ )(15‬النوق أو الغنام ‪.‬‬


‫‪ )(16‬سميطا ‪ :‬مشوية ‪.‬‬
‫‪ )(17‬دهن متغير الرائحة يؤتدم به ‪.‬‬

‫(‪)15‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬ما شبع آل محمد صلى ال عليه وسلم منذ قدموا‬ ‫‪-7‬‬
‫المدينة – ثلثة أيام تباعا – من خبر بر ‪ ،‬حتى مضى لسبيله (أي مات) ‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اللهم أجعل رزق آل محمد قوتا) (أي ما يسد‬ ‫‪-8‬‬
‫الجوع) ‪.‬‬

‫بكاء الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫الحديث الول ‪ :‬الرسول جالس مع عبدال بن مسعود ‪:‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إقرأ عليّ ‪.‬‬
‫ابن مسعود ‪ :‬أقرأ عليك ‪ ،‬وعليك أنزل ؟ ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أحب أن أسمعه من غير ‪.‬‬
‫جئْنَا‬ ‫فكَي ْ َ‬
‫ف إِذَا ِ‬ ‫عبدال بن مسعود يقرأ من سورة النساء حتى أتى إلى هذه الية ‪َ { :‬‬
‫هيدًا} ‪.‬‬
‫ش ِ‬‫ؤلء َ‬ ‫علَى َ‬
‫ه ُ‬ ‫ك َ‬‫جئْنَا ب ِ َ‬
‫و ِ‬
‫د َ‬
‫هي ٍ‬ ‫ة بِ َ‬
‫ش ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫من ك ُ ِّ‬
‫ل أ َّ‬ ‫ِ‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬حسبك الن ‪.‬‬
‫يلتفت ابن مسعود إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فإذا عيناه تذرفان (أي تدمعان) ‪.‬‬

‫يستفاد من الحديث ‪:‬‬


‫قول الرسول صلى ال عليه وسلم للقارئ (حسبك الن) ولم يقل صدق ال العظيم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كان الرسول صلى ال عليه وسلم يحب سماع القرآن من غيره ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن الخشوع عند سماع القرآن يكون بالبكاء ل بالصياح ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الحديث الثاني ‪ :‬يدخل الصحابة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬على ولده إبراهيم‬
‫وهو عند مرضعته ‪ ،‬فيأخذه ويقبله ويشمه ‪ ،‬ثم يدخل الصحابة عليه بعد ذلك فيجدون إبراهيم‬
‫يجود بنفسه (أي يموت) فجعلت عينا رسول ال صلى ال عليه وسلم تذرفان (تدمعان) ‪.‬‬
‫عبدالرحمن بن عوف ‪ :‬وأنت يا رسول ال (تبكي) ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إنها رحمة ‪ ...‬إن العين تدمع ‪ ،‬والقلب يحزن ‪ ،‬ول نقول إل‬
‫ما يُرضي ربنا ‪ ،‬وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ‪.‬‬

‫(‪)16‬‬
‫يستفاد من الحديث ‪:‬‬
‫جواز البكاء على المبيت بدون صراخ ول نواح ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫جواز الحزن على الميت ‪ ،‬مع تجنب الكلم الذي يدل على السخط والغضب ‪ ،‬والرضا‬ ‫‪-2‬‬
‫بالقدر والتسليم ‪.‬‬
‫البكاء رحمة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الصبر والحتساب ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫رؤيا الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من رآني في المنام ‪ ،‬فقد رآني ‪ ،‬فإن الشيطان ل يتمثل‬ ‫‪-1‬‬
‫بي) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬من رآني فقد رأى الحق ‪ ،‬فإن الشيطان ل يتزيا بي) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ‪ ،‬ول يتمثل‬ ‫‪-3‬‬
‫الشيطان بي) ‪.‬‬

‫يستفاد من هذه الحاديث ‪:‬‬


‫أن رؤيا الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ممكنة على الوجه الذي ورد في شمائله ‪ .‬من‬ ‫‪-1‬‬
‫طوله ‪ ،‬ولونه ‪ ،‬وهيبته ‪ ،‬ولحيته ‪ ،‬وغير ذلك ‪.‬‬
‫لقد ذكر المناوي في تفسير هذه الحاديث أن الرؤيا الصحيحة ‪ ،‬أن يراه بصورته‬ ‫‪-2‬‬
‫الثابتة بالنقل الصحيح ‪ ،‬فإن رآه بغيرها كطويل أو قصير ‪ ،‬أو شديد السمرة ‪ ،‬لم يكن‬
‫رآه ‪.‬‬
‫وذكر المناوي أن معنى قوله صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فسيراني في اليقظة رؤية خاصة‬ ‫‪-3‬‬
‫بصفة القرب والشفاعة (يوم القيامة) ‪.‬‬
‫يدعى بعض الصوفية أنهم يرون الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬في الدنيا يقظة ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫استنادا للحديث الثالث ‪ ،‬ورد عليهم ابن حجر بقوله ‪ ( :‬يلزم عليه أن هؤلء صحابة ‪،‬‬
‫وبقاء الصحبة إلى يوم القيامة) وهذا ل يقوله مسلم ‪.‬‬
‫قرأت في أحد كتب الصوفية قوله ‪ :‬قال أبو المواهب الشاذلي قال لي رسول ال صلى‬ ‫‪-5‬‬
‫ال عليه وسلم ‪.... ( :‬إلى آخر الحديث المكذوب) وسألت المؤلف عن هذا الشخص‬

‫(‪)17‬‬
‫هل هو صحابي ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬بل بينه وبين أبي الحسن الشاذلي خمسة مشايخ وقد رأى‬
‫الرسول يقظة ‪ ،‬قلت له ‪ :‬الصحابة لم يروا الرسول يقظة بعد موته ‪ ،‬فلم يقتنع ‪ ،‬فقلت‬
‫في نفسي ‪ :‬هذا من الكذب على الرسول صلى ال عليه وسلم الذي حذر منه بقوله ‪:‬‬
‫(من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) ‪.‬‬
‫سئـل شيخ السلم زكريا النصاري عن رجل زعم أنه رأى النبي صلى ال عليه‬ ‫‪-6‬‬
‫وسلم ‪ ،‬يأمر بشئ ‪ ،‬فقال ‪ :‬يكره ‪ ،‬بل يحرم ‪ ،‬ونص العلماء على أن الرؤيا ل يؤخذ‬
‫منها أحكام ‪.‬‬
‫يدعي بعض الصوفية كابن عربي أنهم يأخذون علوم الشريعة من الرسول صلى ال‬ ‫‪-7‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ت لَك ُ ْ‬
‫م ِدينَك ُ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬‫م أك ْ َ‬
‫و َ‬‫عليه وسلم مباشرة مخالفين قوله تعالى ‪{ :‬الْي َ ْ‬
‫م ِدينًا} ‪.‬‬ ‫َ‬
‫سل َ َ‬‫م ال ِ ْ‬ ‫ت لَك ُ ُ‬‫ضي ُ‬‫وَر ِ‬
‫متِي َ‬ ‫ع َ‬ ‫علَيْك ُ ْ‬
‫م نِ ْ‬ ‫ت َ‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬
‫وأت ْ َ‬‫َ‬
‫إن أكبر رد على من يدعي رؤية الرسول صلى ال عليه وسلم يقظة بعد موته قوله‬ ‫‪-8‬‬
‫ن} ‪.‬‬‫عثُو َ‬ ‫خ إِلَى ي َ ْ‬
‫وم ِ يُب ْ َ‬ ‫هم بَْرَز ٌ‬
‫وَرائ ِ ِ‬
‫من َ‬ ‫تعالى ‪َ { :‬‬
‫و ِ‬

‫(‪)18‬‬
‫وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫م‬
‫ه ُ‬
‫ف ُ‬ ‫م َّ‬
‫ت َ‬ ‫خلْدَ أ َ َ‬
‫فإِن ِّ‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫قبْل ِ َ‬
‫من َ‬
‫ر ِّ‬ ‫علْنَا لِب َ َ‬
‫ش ٍ‬ ‫ج َ‬
‫ما َ‬ ‫‪ -1‬قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫و َ‬
‫ن} ‪.‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫خالِدُو َ‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن ال عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض‬ ‫‪-2‬‬
‫نبيها قبلها ‪ ،‬فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها ‪ ،‬وإذا أراد هلكة أمة ‪ ،‬عذبها ونبيها‬
‫حي ‪ ،‬فأهلكها وهو ينظر ‪ ،‬فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه ‪ ،‬وعصوا أمره) ‪ -‬فرطا‬
‫وسلفا ‪ :‬أجرا متقدما ‪. -‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن ال خير عبدا بين الدنيا ‪ ،‬وبين ما عند ال ‪ ،‬فاختار‬ ‫‪-3‬‬
‫ذلك العبد ما عند ال) فبكى أبو بكر ‪.‬‬
‫وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪ ( :‬آخر نظرة نظرتها إلى رسول ال صلى ال‬ ‫‪-4‬‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬كشف الستارة يوم الثنين فنظرت إلى وجهه ‪ ،‬كأنه ورقة مصحف ‪،‬‬
‫والناس خلف أبي بكر ‪ ،‬فكاد الناس أن يضطربوا ‪ ،‬فأشار إلى الناس أن أثبتوا ‪ ،‬وأبو‬
‫بكر يؤمهم ‪ ،‬وألقى السجف (الستر) وتوفى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬من آخر‬
‫ذلك اليوم ‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قبضه ال ‪ ،‬وإن رأسه لبين نحري وسحري‬ ‫‪-5‬‬
‫(أرادت أنه مات في حضنها) ‪.‬‬
‫وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪ ( :‬لما وجد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫من كرب الموت ما وجد ‪ ،‬قالت فاطمة رضي ال عنها ‪ :‬واكرباه ‪ ،‬فقال النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ :‬ل كرب على أبيك بعد اليوم ‪ ،‬إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫الموافاة يوم القيامة‬ ‫(‪)18‬‬
‫مه أحدا‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ ( :‬مكث النبي صلى ال عليه وسلم بمكة ثلث‬ ‫‪-7‬‬
‫عشرة يوحى إليه ‪ ،‬وبالمدينة عشرا ‪ ،‬وتوفى وهو ابن ثلث وستين) ‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم مات‬ ‫‪-8‬‬
‫وأبوبكر بالسنح (يعني بالعالية بالمدينة) فقام عمر يقول ‪ :‬وال ما مات رسول ال ‪,,‬‬
‫فجاء أبو بكر ‪ ،‬فكشف عن رسـول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقبله ‪ ،‬وقال ‪ :‬بأبي‬
‫‪ )(18‬أي نزل بأبيك الموت ‪ ،‬فهو أمر عام لكل واحد ‪ ،‬والمصيبة إذا ع مت هانت ‪.‬‬
‫‪ )(19‬أي الملقاة حاصلة يوم القيامة ‪.‬‬

‫(‪)19‬‬
‫‪ ،‬ثم خرج‬ ‫(‪)20‬‬
‫أنت ‪ ،‬طبت حيا وميتا ‪ ،‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬ل يذيقنك ال الموتتين أبدا‬
‫أبو بكر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أيها الحالف على رسلك (أي ل تعجل يا عمر) فلما تكلم أبو بكر جلس‬
‫عمر ‪ ،‬فحمد ال وأثنى عليـه وقال ‪ :‬أل من كان يعبد محمدا ‪ ،‬فإن محمد قد مات ‪،‬‬
‫هم‬ ‫وإِن َّ ُ‬‫ت َ‬ ‫مي ِّ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل يموت ‪ ،‬وقال ‪{ :‬إِن َّ َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫من َ‬
‫قبْل ِ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو ٌ‬ ‫مدٌ إِل ّ َر ُ‬ ‫ح َّ‬‫م َ‬
‫ما ُ‬ ‫و َ‬‫ن } ‪ ،‬وقال تعالى ‪َ { :‬‬ ‫مي ِّتُو َ‬ ‫َّ‬
‫من‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫قابِك ُ ْ‬ ‫ع َ‬‫علَى أ َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قلَبْت ُ ْ‬ ‫ل ان َ‬ ‫قت ِ َ‬‫و ُ‬ ‫َ‬
‫تأ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫فإِن َّ‬‫ل أَ َ‬‫س ُ‬ ‫الُّر ُ‬
‫زي الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ج ِ‬‫سي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫شيْئًا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ضَّر الل ّ َ‬ ‫فلَن ي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قبَي ْ ِ‬
‫ع ِ‬ ‫ى َ‬‫عل َ َ‬
‫ب َ‬ ‫قل ِ ْ‬ ‫يَن َ‬
‫ن} ‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫ال َّ‬
‫شاك ِ ِ‬
‫قال ‪ :‬فنشج الناس (بكى الناس) ‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول وهو‬ ‫‪-9‬‬
‫صحيح ‪ ( :‬إنه لم يُقبض نبي حتى يرى مقعـده من الجنة ‪ ،‬ثم يخير بين الدنيا‬
‫والخرة) ‪.‬‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬لما نزل به – ورأسه على فخذي – غُشي عليه ‪ ،‬ثم‬
‫أفاق فأشخص بصره إلى السقف ‪ ،‬ثم قال ‪( :‬اللهم الرفيق العلى) ‪ ،‬قلت ‪ :‬إذا ل‬
‫يختارنا ‪ ،‬قالت ‪ :‬وعرفت أنه الحديث الذي كان يُحدثنا به وهو صحيح ‪.‬‬
‫‪ -10‬والمعروف أن الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬توفى يوم الثنين سنة ‪ 11‬هجرية بعد‬
‫أن بلّغ رسالته ‪ ،‬وأكمل ال به الدين ‪.‬‬

‫من أخلق الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫َ ً‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫فظّا‬ ‫ت‬‫و كُن َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م َ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه لِن َ‬ ‫م َ‬‫ة ِّ‬‫م ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َر ْ‬ ‫فب ِ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫م‬ ‫فْر ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫ست َ ْ‬‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫ك َ‬‫ول ِ َ‬‫ْ‬ ‫ح‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ضوا ْ ِ‬ ‫ف ُّ‬ ‫ب لَن َ‬ ‫قل ْ ِ‬ ‫ظ ال ْ َ‬ ‫غلِي َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ه إ ِ َّ‬ ‫علَى الل ّ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك َّ ْ‬ ‫ت َ‬
‫فت َ َ‬ ‫م َ‬‫عَز ْ‬ ‫فإِذَا َ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫في ال ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫وْر ُ‬‫شا ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن} ‪.‬‬ ‫وكِّلِي َ‬
‫مت َ َ‬‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ُّ‬‫يُ ِ‬
‫عظِيمٍ} ‪.‬‬ ‫ق َ‬‫خل ٍ‬
‫على ُ ُ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫وإِن َّ َ‬‫وقال ال تعالى ‪َ { :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كان صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬خلقه القرآن ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كان أبغض الخلق إليه الكذب ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ )(20‬أشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا وفي النهاية سيموت ‪.‬‬

‫(‪)20‬‬
‫لم يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم فاحشا ول متفحشا ‪ ،‬ول لعانا وكان يقول ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫(عن من خياركم أحسنكم أخلقا) ‪.‬‬
‫وعن أنس قال ‪ :‬لم يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم فاحشا ول لعانا ول سبابا ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وكان يقول عند المعتبة ‪( :‬المعاتبة) ماله ترب جبينه ‪ ( ،‬ترب جبينه ‪ :‬كلمة تقال عند‬
‫التعجب)‪.‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أحسن الناس وجها ‪ ،‬وأحسنهم خُلقا ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قيل يا رسول ال أدع على المشركين ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫(إني لم أُبعث لعانا ‪ ،‬وإنما بعثت رحمة) ‪.‬‬
‫كان يتفاءل ول يتطير (يتشاءم) ‪ ،‬ويُعجبه السم الحسن ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬عن عمرو بن العاص قال ‪ :‬كان رسول ال يُقبل بوجهه وحديثه عليّ ‪ ،‬حتى ظننت إني‬
‫خير القوم ‪.‬‬
‫عمر بن العاص ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أنا خير ‪ ،‬أو أبو بكر ؟ ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أبو بكر ‪.‬‬
‫عمرو بن العاص ‪ :‬يا رسول ال أنا خير أو عمر ؟ ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬عمر ‪.‬‬
‫عمر بن العاص ‪ :‬يا رسول ال أنا خير أو عثمان ؟ ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬عثمان ‪.‬‬
‫عمر بن العاص ‪ :‬فلما سألت رسول ال صدقني ‪ ،‬فلوددت أني لم أكن أسأله ‪.‬‬
‫‪ -11‬وعن عطاء بن يسار قال ‪ :‬لقيت عبدال بن عمرو بن العاص رضي ال عنه فقلت ‪:‬‬
‫أخبرني عن صفة رسول ال صلى ال عليه وسلم في التوراة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أجل ‪ ،‬وال إنه‬
‫َ‬
‫ي إِنَّا‬ ‫لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ‪{ :‬يَا أي ُّ َ‬
‫ها النَّب ِ ُّ‬
‫ذيًرا} وحرزا للميين ‪ ،‬أنت عبدي ورسولي‬ ‫سلْنَا َ‬ ‫َ‬
‫ون َ ِ‬ ‫مب َ ّ ِ‬
‫شًرا َ‬ ‫و ُ‬
‫هدًا َ‬ ‫ك َ‬
‫شا ِ‬ ‫أْر َ‬
‫‪ ،‬سميتك المتوكل ‪ ،‬ليس بفظ ول غليظ ‪ ،‬ول سخاب في السواق ‪ ،‬ول يدفع السيئة‬
‫بالسيئة ‪ ،‬ولكن يعفو ويصفح ‪ ،‬ولن يقبضه ال حتى يُقيم به الملة والعوجاء ‪ ،‬بأن‬
‫يقولوا ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ،‬ويفتح به أعينا عُميا ‪ ,‬وآذانا صُما ‪ ،‬وقلوبا غُلفا) ‪.‬‬

‫(‪)21‬‬
‫‪ -12‬وعن عائشة رضي ال عنه قالت ‪ :‬ما خير رسول ال صلى ال عليه وسلم بين أمرين‬
‫قط ‪ ،‬إل اختار أيسرهما ‪ ،‬ما لم يكن إثما ‪ ،‬كان أبعد الناس منه ‪ ،‬وما انتقم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لنفسه في شئ قط إل أن تنتهك حرمة ال ‪ ،‬فينتقم بها ‪.‬‬
‫‪ -13‬وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬ما ضرب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬شيئا‬
‫قط بيده ‪ ،‬ول امرأة ‪ ،‬ول خادما ‪ ،‬إل أن يجاهد في سبيل ال ‪ ،‬وما نيل منه شئ قط ‪،‬‬
‫فينتقم من صاحبه ‪ ،‬إل أن ينتهك شئ من محارم ال فينتقم ل ‪.‬‬
‫‪ -14‬وكان صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إذا أتاه السائل ‪ ،‬أو صاحب الحاجة قال ك ( اشفعوا‬
‫تؤجروا ‪ ،‬ويقضي ال على لسان رسوله ما شاء) ‪.‬‬
‫‪ -15‬وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬
‫أحسن الناس خلقا ‪ ،‬فأرسلني يوما لحاجة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬وال ل أذهب ‪ ،‬وفي نفسي أن‬
‫أذهب لما أمرني به نبي ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فخرجت حتى أمر على صبيان ‪،‬‬
‫وهم يلعبون في السوق ‪ ،‬فإذا برسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بقفاي من ورائي ‪،‬‬
‫فنظرت إليه وهو يضحك ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا أنيس ذهبت حيث أمرتك ؟ ‪.‬‬
‫أنس بن مالك ‪ :‬أنا أذهب يا رسول ال ‪.‬‬
‫قال أنس ‪ :‬وال لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشئ صنعته ‪ :‬لم فعلت كذا وكذا ؟‬
‫ول عاب عليّ شيئا قط ‪ ،‬وال ما قال لي أفّ قط ‪.‬‬
‫‪ -16‬أسر الصحابة سيدا اسمه "ثمامة" وربطوه بسارية المسجد ‪ ،‬فخرج إليه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ماذا عندك يا ثمامة ؟ فقال ‪ :‬عندي يا محمد خير ‪ ،‬ان‬
‫تقتل تقتل ذا دم ‪ ،‬وإن تُنعم تُنعم على شاكر ‪ ،‬وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما‬
‫شئت ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬أطلقوا ثمامة) ‪ ،‬فانطلق ثمامة فاغتسل‬
‫ثم دخل المسجد فقال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪ ،‬يا‬
‫محمد وال ما كان على الرض وجه أبغض إليّ من وجهك ‪ ،‬فقد أصبح وجهك أحسن‬
‫الوجوه كلها إليّ ‪ ،‬وما كان من دين أبغض إليّ من دينك ‪ ،‬فأصبح دينك أحب الدين كله‬
‫إليّ ‪ ،‬وال ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك ‪ ،‬فأصبح بلدك أحب البلد كلها إليّ ‪،‬‬
‫ولما قدم مكة قال له قائل ‪ :‬أصبوت ؟‬
‫قال ‪ :‬ل ولكن أسلمت ‪.‬‬

‫(‪)22‬‬
)23(
‫أحاديث في الخلق ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إن من خياركم أحاسنكم أخلقا)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫(إن من أحبكم اليّ أحسنكم أخلقا) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫(أكمل المؤمنين إيمانا ‪ ،‬أحسنهم خلقا ‪ ،‬وخياركم خياركم لنسائهم)‬ ‫‪-3‬‬
‫(إن لكل دين خلقا ‪ ،‬وإن خلق السلم الحياء) ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫(إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫(إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلقا ‪ ،‬وألطفهم بأهله) ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫(ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ‪ ،‬وإن ال يبغض‬ ‫‪-7‬‬
‫الفاحش البذئ) ‪.‬‬
‫( إن من أحبكم اليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلقا ‪ ،‬وإن أبغضكم اليّ‬ ‫‪-8‬‬
‫وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ‪ ،‬والمتشدقون والمتفيهقون ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول ال ما المتفيهقـون ؟ قال ‪ :‬المتكبرون ‪( .‬الثرثارون ‪ :‬المكثرون من الكلم‬
‫تكلفا) ‪( ،‬المتشدقون ‪ :‬المتكلمون تفاصحا وتعظيما لنطقهم) ‪.‬‬
‫(البرُ حُسن الخُلق) ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪( -10‬اتق ال حيثما كنت ‪ ،‬وأتبع السيئة الحسنة تمحها ‪ ،‬وخالق الناس بخلق حسن) ‪.‬‬
‫‪( -11‬إنما بعثت لتمم صالح الخلق) ‪.‬‬
‫‪( -12‬أل أخبركم بمن يحرم على النار ‪ ،‬أو بمن تحرم عليه النار ؟ على كل قريب سهل لين)‬
‫‪( -13‬أحب عباد ال إلى ال أحسنهم خلقا) ‪.‬‬
‫‪( -14‬أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ‪ ،‬الموطئون أكنافا ‪ ،‬الذين يألفون ‪ ،‬ويؤلفون ‪ ،‬ول‬
‫خير فيمن ل يألف ول يؤلف) ‪.‬‬
‫‪ -15‬سُئل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة فقال ‪( :‬تقوى ال وحُسن‬
‫الخلق) ‪.‬‬
‫‪ -16‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬المؤمن غر كريم ‪ ،‬والفاجر خب لئيم) ‪.‬‬
‫‪( -17‬المؤمنون هينون لينون كالجمل النف ‪ ،‬إن قيد انقاد ‪ ،‬وان أنيخ على صخرة‬
‫استناخ)‪.‬‬
‫‪( -18‬المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي ل يخالط الناس‬
‫ول يصبر على أذاهم) ‪.‬‬

‫(‪)24‬‬
‫‪( -19‬أل أنبئكم بخياركم ؟ قالوا ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أخلقا) ‪.‬‬
‫‪( -20‬أربع إذا كن فيك ‪ ،‬فل عليك ما فاتك من الدنيا ‪ ،‬صدق الحديث ‪ ،‬وحفظ المانة ‪،‬‬
‫وحسن الخلق ‪ ،‬وعفة مطعم) ‪.‬‬
‫‪( -21‬إن ال لم يبعثني معنتا ول متعنتا ‪ ،‬ولكن بعثني مُعلما وميسرا) ‪.‬‬
‫(المعنت ‪ :‬من يشق على الناس ‪ ،‬المتعنت ‪ :‬طالب المشقة) ‪.‬‬
‫‪( -22‬أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقا ‪ ،‬وبيت في وسط الجنة‬
‫لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ‪ ،‬وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) ‪.‬‬
‫(ربض ‪ :‬أسفل ‪ ،‬المراء ‪ :‬الجدال) ‪.‬‬

‫من دعاء الرسول في الخلق ‪:‬‬


‫(اللهم أهدني لحسن العمال ‪ ،‬وأحسن الخلق ‪ ،‬ل يهدي لحسنا إل أنت ‪ ،‬وقني سيئ‬ ‫‪-1‬‬
‫العمال ‪ ،‬وسيئ الخلق ‪ ،‬ل يقي سيئها إل أنت ) ‪.‬‬
‫(اللهم إني أعوذ بك من منكرات الخلق والعمال والهواء والدواء) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫(اللهم ألف بين قلوبنا ‪ ،‬وأصلح ذات بيننا) ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫(اللهم إنما أنا بشر ‪ ،‬فأي المسلمين سببته أو لعنته ‪ ،‬فأجعلها له زكاة وأجرا) ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫(اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا ‪ ،‬فشق عليهم ‪ ،‬فاشقق عليه ‪ ،‬ومن ولى من أمر‬ ‫‪-5‬‬
‫أمتي شيئا فرفق بهم ‪ ،‬فارفق له) ‪.‬‬
‫(اللهم إني أعوذ بك من علم ل ينفع) ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫(اللهم كما حسنت خَلقي فأحسن خُلقي) ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫العفو عند الخصام ‪:‬‬


‫عن أبي هريرة رضي ال عنه ‪ :‬أن رجلً شتم أبا بكر ‪ ،‬والنبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪-1‬‬
‫جالس يتعجب ويبتسم ‪ ،‬فلما أكثر رد عليه بعض قوله ‪ ،‬فغضب النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وقام فلحقه أبوب بكر ‪:‬‬
‫أبو بكر ‪ :‬يا رسول ال كان يشتمني وأنت جالس ‪ ،‬فلما رددت عليه بعض قوله‬
‫غضبت وقمت ‪.‬‬

‫(‪)25‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬كان معك ملك يرد عليه ‪ ،‬فلما رددت عليه وقع‬
‫الشيطان (أي حضر) ‪ ،‬يا أبا بكر ‪ :‬ثلث كلهن حق ‪:‬‬
‫عنها ال عز وجل ‪ ،‬إل أعز ال بها نصره ‪،‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫ما من عبد ظُلم بمظلمة ‪ ،‬فيغضي‬
‫يريد بها صلة إل زاده ال بها كثرة ‪ ،‬وما فتح رجب‬ ‫(‪)22‬‬
‫وما فتح رجب باب عطية‬
‫يريد بها كثرة إل زاده ال بها قلة) ‪.‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫باب مسألة‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬المستبان ما قال ‪ ،‬فعل البادئ ما لم يعتد المظلوم) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫دل الحديث على جواز مجازاة من ابتدأ النسان بالذية أو السب بمثله ‪ ،‬وأن إثم ذلك‬
‫عائد على البادئ ‪ ،‬لنه المتسبب لكل ما قاله المجيب ‪ ،‬إل أن يعتدي المجيب في أذيته‬
‫بالكلم‪،‬فيختص به إثم عدوانه ‪ ،‬لنه إنما أذن في مثل ما عوقب به ‪.‬‬
‫فا وأ َصل َح َ َ‬
‫ه‬
‫جُر ُ‬
‫فأ ْ‬ ‫ع َ َ ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ها َ‬
‫ف َ‬ ‫مثْل ُ َ‬
‫ة ِّ‬‫سيِّئ َ ٌ‬‫ة َ‬ ‫سيِّئ َ ٍ‬
‫جَزاء َ‬‫و َ‬ ‫قال تعالى ‪َ { :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن} ‪.‬‬ ‫مي َ‬‫ب الظّال ِ ِ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ه إِن َّ ُ‬
‫ه َل ي ُ ِ‬ ‫علَى الل ّ ِ‬
‫َ‬
‫وعدم المجازاة والصبر والحتمال أفضل ‪ ،‬كما مر في حديث أبي هريرة الول ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إن أبغض الرجال إلى ال اللد الخصم) ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ومعناه أن ال يبغض من كان شديد المراء الذي يحج صاحبه ‪ ،‬وحقيقة المراء طعنك‬
‫في كلم غيرك ‪ ،‬لظهار خلل فيه ‪ ،‬لغير غرض سوى تحقير قائله ‪ ،‬وإظهار مزيتك‬
‫عليه ‪.‬‬

‫من تواضع الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ن} ‪.‬‬‫منِي َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن اتَّب َ َ‬
‫ع َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫جنَا َ‬
‫ض َ‬
‫ف ْ‬
‫خ ِ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫وا ْ‬ ‫‪-1‬‬
‫عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أحسن‬ ‫‪-2‬‬
‫الناس خُلقا ‪ ،‬وكان لي أخ يقال له ‪ :‬أبو عمير ‪ ،‬وهـو فطيم ‪ ،‬كان إذا جاءنا ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫يا أبا عمير ‪ ،‬ما فعل النغير؟ النغير كان يعلب به (طائر يشبه العصفور) ‪.‬‬

‫‪ )(21‬يعفو عنها ‪.‬‬


‫‪ )(22‬أي باب صدقة يعطيها لغيره ‪.‬‬
‫‪ )(23‬أي يسأل الناس المال ‪.‬‬

‫(‪)26‬‬
‫وعن السود بن يزيد النخعي رحمه ال قال ‪ :‬سألت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬ما كان‬ ‫‪-3‬‬
‫أهله ‪،‬‬ ‫(‪)24‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت ‪ :‬يكون في مهنة‬
‫فإذا حضرت الصلة يتوضأ ويخرج للصلة ‪.‬‬
‫لتأخذ بيد رسول ال صلى‬ ‫(‪)25‬‬
‫وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪ :‬إن كانت المة‬ ‫‪-4‬‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬فتنطلق به حيث شاءت ‪.‬‬
‫وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪ :‬ما كان شخص أحب إليهم من رسول ال‬ ‫‪-5‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ‪ ،‬لما يعلمون من كراهيته لذلك ‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن‬ ‫‪-6‬‬
‫مريم ‪ ،‬فإنما أنا عبد ‪ ،‬فقولوا عبدال ورسوله) ‪.‬‬
‫(الطراء ‪ :‬الزيادة في المدح) ‪.‬‬
‫كان يزور النصار ويُسلم على صبيانهم ‪ ،‬ويمسح رؤوسهم ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫كان ل يُسأل شيئا إل أعطاه ‪ ،‬وسكت ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫كان يأتي ضعفاء المسلمين ‪ ،‬ويزورهم ‪ ،‬ويعود مرضاهم ‪ ،‬ويشهد جنائزهم ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬كان يتخلف في المسير ‪ ،‬فيُزجى الضعيف ‪ ،‬ويُردف ويدعو لهم ‪.‬‬
‫(يزجي ‪ :‬يسوق الضعيف ليلحق بأهله ‪ ،‬يُردف ‪ :‬يُركب خلفه) ‪.‬‬
‫‪ -11‬كان يكثر الذكر ‪ ،‬ويقل اللغو ‪ ،‬ويطيل الصلة ‪ ،‬ويقصر الخطبة ‪ ،‬وكان ل يأنف ول‬
‫يستكبر أن يمضي مع الرملة والمسكين ‪ ،‬والعبد ‪ ،‬حتى يقضي له حاجته ‪.‬‬
‫( ل يأنف ‪ :‬ل يمتنع) ‪.‬‬
‫‪ -12‬كان يجلس على الرض ‪ ،‬ويأكل على الرض ‪ ،‬ويعقل الشاة ‪.‬‬
‫‪ -13‬كان ل يدفع عنه الناس ول يضربوا عنه ‪.‬‬
‫‪ -14‬كان ل يرد الطيب ‪.‬‬
‫‪ -15‬كان يلعب زينب بنت أم سلمة ‪ ،‬ويقول ‪ ( :‬يا زوينب ‪ ،‬يا زوينب مرارا) ‪.‬‬
‫‪ -16‬عن جابر رضي ال عنه قال ‪ :‬أتاني رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وأبو بكر‬
‫يمشيان ‪.‬‬
‫‪ -17‬وعن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬مر على صبيان يلعبون فسلم عليهم ‪.‬‬

‫‪ )(24‬حوائج أهله وخدمتهم ‪.‬‬


‫‪ )(25‬الجارية يذهب معها الرسول صلى ال عليه وسلم ليقضي لها حاجتها ‪.‬‬

‫(‪)27‬‬
‫‪ -18‬وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يخصف‬
‫نعله ‪ ،‬ويخيط ثوبه ‪ ،‬ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته ‪ ،‬وقالت ‪ :‬كان بشرا من‬
‫البشر يفلي ثوبه ‪ ،‬ويحلب شاته ويخدم نفسه ‪.‬‬
‫‪ -19‬وعن أنس قال ‪ :‬خدمت رسول ال صلى ال عليه و سلم ‪ ،‬وأنا ابن ثمان سنين فما‬
‫لمني على شئ قط أتي فيه (أي أهلك وأتلف) فإن لمني لئم من أهله قال ‪" :‬دعوه ‪،‬‬
‫فإنه لو قُضي شئ كان" ‪.‬‬

‫أحاديث في التواضع ‪:‬‬


‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن ال أوحى إليّ أن تواضعوا ‪ ،‬حتى ل يفخر أحد على‬ ‫‪-1‬‬
‫أحد ول يبغى أحد على أحد) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ما نقصت صدقة من مال ‪ ،‬وما زاد ال عبدا بعفو إل‬ ‫‪-2‬‬
‫عزا ‪ ،‬وما تواضع أحد ل إل رفعه) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لو دُعيت إلى كراع ‪ ،‬أو ذراع لجبت ‪ ،‬ولو أهدي اليّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ذراع أو كراع لقبلت) ‪.‬‬
‫وعن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬كانت ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫(العضباء) ل تسبق ‪ ،‬أو ل تكاد تسبق ‪ ،‬فجاء أعرابي على قعود له (جمل) فسبقها ‪،‬‬
‫فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬حق‬
‫على ال أن ل يرتفع شئ من الدنيا إل وضعه ‪.‬‬
‫وقال صلى ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬ما بعث ال نبيا إل رعي الغنم ‪ ،‬قال أصحابه ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وأنت ؟ فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لهل مكة) ‪.‬‬
‫وعن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسل كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلث‬ ‫‪-6‬‬
‫وقال ‪( :‬إذا سقطت لُقمة أحدكم فليأخذها ‪ ،‬وليمط عنها الذى ‪ ،‬وليأكلها ‪ ،‬ول يدعها‬
‫للشيطان ‪ ،‬وأمرنا أن نسلـت القصعـة ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنكم ل تدرون في أي طعامكم‬
‫البركة ) ‪.‬‬

‫(‪)28‬‬
‫عاقبة المتكبرين ‪:‬‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ر َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ك لَن ت َ ْ‬ ‫حا إِن َّ َ‬ ‫مَر ً‬
‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ول َ ت َ ْ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ل طُول ً * ك ُ ُّ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫عنْدَ َرب ِّ َ‬‫ه ِ‬ ‫سيٍّئ ُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ك كَا َ‬ ‫ل ذَل ِ َ‬ ‫جبَا َ‬‫غ ال ْ ِ‬ ‫ولَن تَبْل ُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫الْر َ‬
‫ها} ‪.‬‬ ‫مكُْرو ً‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬
‫حا‬‫مَر ً‬ ‫ض َ‬‫في الْر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ِ‬ ‫وَل ت َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ك لِلن ّا ِ‬ ‫خدَّ َ‬ ‫عْر َ‬ ‫ص ِّ‬ ‫وَل ت ُ َ‬ ‫وقال تعالى ‪َ { :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ب ك ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫شي ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫في َ‬ ‫صدْ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫ر* َ‬ ‫خو ٍ‬‫ف ُ‬ ‫ل َ‬
‫ختَا ٍ‬ ‫م ْ‬
‫ل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ه َل ي ُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫إ ِ َّ‬
‫ر}‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كإ َ َ‬
‫مي ِ‬ ‫ح ِ‬‫ت ال ْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ص َ‬‫ن أنكََر اْل ْ‬ ‫وت ِ َ ِ ّ‬ ‫ص ْ‬ ‫من َ‬ ‫ض ِ‬‫ض ْ‬ ‫وا ْ‬
‫غ ُ‬ ‫َ‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يقول ال عز وجل ‪ ( :‬العز إزاري ‪ ،‬والكبرياء ردائي ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫فمن نازعني شيئا منهما عذبته) ‪.‬‬
‫المعنى ‪ :‬شُبه العز والكبرياء بالزار والرداء ‪ ،‬لن المتصف بهما يشملنه ‪ ،‬كما يشمل‬
‫النسان الزار والرداء ‪ ،‬وأنه ل يشاركه في إزاره وردائه أحد ‪ ،‬فكذلك ال عز وجل ‪:‬‬
‫العز والكبرياء إزاره ورداؤه ‪ ،‬فل ينبغي أن يشركه فيهما أحد ‪ ،‬فضربه مثلً لذلك ‪،‬‬
‫ول المثل العلى ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫فقال رجل ‪ :‬إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ‪ ،‬ونعله حسنة ‪ ،‬قال ‪ :‬إن ال جميل‬
‫يحب الجمال ‪ ،‬الكبر ‪ :‬بطر الحق ‪ ،‬وغمط الناس) ‪.‬‬
‫(بطر الحق ‪ :‬رده تكبرا وتجبرا ‪ ،‬غمط الناس ‪ :‬احتقارهم) ‪.‬‬
‫وفي رواية ‪ ( :‬ل يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ‪ ،‬ول يدخل‬
‫الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر) ‪.‬‬

‫معنى الحديث ‪:‬‬


‫ذكر المام النووي في شرح صحيح مسلم هذا الحديث ‪( :‬ل يدخل الجنة من كان في‬ ‫‪-1‬‬
‫قلبه مثقال ذرة من كبر) أي ل يدخلها مع المتقين أولً ‪ ،‬حتى ينظر ال فيه ‪ ،‬فإما أن‬
‫يجازيه ‪ ،‬وإما أن يعفو عنه) ‪.‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬ل يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان ) يعني به دخول تخليد‬ ‫‪-2‬‬
‫وتأبيد ‪.‬‬

‫(‪)29‬‬
‫وقـال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور‬ ‫‪-3‬‬
‫الرجال ‪ ،‬يغشاهم الذل من كل مكان ‪ ،‬يساقون إلى سجن جهنم يقال لـه ‪( :‬بولس)‬
‫تعلوهم نار النيار ‪ ،‬يسقون عصارة أهل النار طينة الخبال) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬قد أذهب ال عنكم عبية الجاهلية ‪ ،‬وفخرها بالباء ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫مؤمن تقي ‪ ،‬وفاجر شقي ‪ ،‬الناس بنو آدم ‪ ،‬وآدم خلق من تراب) عبية الجاهلية ‪:‬‬
‫كبرها) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬بينما رجل يمشي في حالة تعجبه نفسه ‪ ،‬مرجل رأسه ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫يختال في مشيته ‪ ،‬إذا خسف ال به ‪ ،‬فهو يتجلجل في الرض إلى يوم القيامـة)‬
‫مرجل ‪ :‬أي مسرح ‪ ،‬يتجلجل ‪ :‬يغوص في الرض ‪.‬‬

‫من حلم النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ن}‬
‫هلِي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جا ِ‬ ‫ع ِ‬
‫ض َ‬
‫ر ْ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫ع ِ‬ ‫ف َ‬ ‫مْر بِال ْ ُ‬
‫عْر ِ‬
‫فو ْ‬
‫وأ ُ‬ ‫ذ ال ْ َ‬
‫ع ْ َ َ‬ ‫قال ال تعالى ‪ُ { :‬‬
‫خ ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪.‬‬
‫عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪ :‬كنت أمشي مع النبي صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وعليه بُرد نجراني غلظ الحاشية ‪ ،‬فأدركه أعرابي ‪ ،‬فجذبه بردائه جبذة شديدة ‪ ،‬حتى‬
‫نظرت إلى صفحة عاتق رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قد أثرت بها حاشية البُرد‬
‫من شدة جبذته ‪ ،‬قال ‪ ،‬يا محمد ‪ ،‬مُر لي من مال ال الذي عندك ‪ ،‬فالتفت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ثم ضحك ‪ ،‬ثم أمر له بعطاء ‪.‬‬
‫وعن ابن عباس أن النبي صلى ال عليه وسلم قال لشج عبدالقيس (إن فيك لخصلتين‬ ‫‪-3‬‬
‫يحبهما ال ‪ :‬الحلم والناة) ‪.‬‬
‫نزل النبي صلى ال عليه وسلم تحت شجرة فعلق بها سيفه ‪ ،‬ثم نام ‪ ،‬فاستيقظ وعنده‬ ‫‪-4‬‬
‫رجل وهو ل يشعر به ‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن هـذا اخترط سيقي ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬من يمنعك ؟ قلت ‪ :‬ال ‪ ،‬فشام السيف ‪ ،‬فها هو ذا جالس ‪ ،‬ثم لم يعاقبه ‪.‬‬
‫(واللفظ للبخاري مختصرا ‪ -‬اخترط سيفي ‪ :‬سله من غمده ‪ ،‬فشام السيف ‪ :‬أعاده‬
‫لغمده) ‪.‬‬

‫(‪)30‬‬
‫الغضب وعلجه ‪:‬‬
‫َ‬
‫ما‬
‫وإِذَا َ‬
‫ش َ‬
‫ح َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫وال ْ َ‬‫ن كَبَائَِر اْلِثْم ِ َ‬‫جتَنِبُو َ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫‪ -1‬قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫ن} ‪.‬‬ ‫فُرو َ‬ ‫غ ِ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬‫ضبُوا ُ‬ ‫َ‬
‫غ ِ‬
‫َ‬
‫ضَّراء‬ ‫وال َّ‬ ‫سَّراء َ‬‫في ال َّ‬ ‫ن ِ‬‫قو َ‬ ‫ف ُ‬‫ن يُن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ -2‬وقال ال تعالى ‪{ :‬ال ّ ِ‬
‫ح ُّ‬
‫ب‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫والل ّ ُ‬‫س َ‬ ‫َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫غي ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫والْكَاظ ِ ِ‬
‫ن الن ّا ِ‬ ‫ع ِ‬‫ن َ‬ ‫في َ‬
‫عا ِ‬ ‫ظ َ‬ ‫مي َ‬ ‫َ‬
‫ن} ‪.‬‬‫سنِي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫وعن عائشة قالت ‪ ...... ( :‬وما انتقم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لنفسه إل أن‬ ‫‪-3‬‬
‫تنتهك حرمة ال ‪ ،‬فينتقم ل بها) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬من كظم غيظا وهو يقدر أن ينفذه دعاه ال على رؤوس‬
‫الخلئق يوم القيامة ‪ ،‬حتى يخبره في أي الحور شاء) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ليس الشديد بالصُرعة ‪ ،‬إنما الشديد الذي يملك نفسه‬ ‫‪-4‬‬
‫عن الغضب) ‪.‬‬
‫جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬أوصني ول تكثر عليّ ‪ ،‬لعلي أحفظ ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تغضب ‪.‬‬
‫وعن سليمان بن صُرد قال ‪ :‬استب رجلن عند النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ونحن‬ ‫‪-6‬‬
‫عنده جلوس ‪ ،‬وأحدهما يسب صاحبه مغضبا ‪ ،‬قد احمر وجهه ‪.‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إني لعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ‪" :‬أعوذ بال‬
‫من الشيطان الرجيم" ‪.‬‬
‫الصحابة للرجل ‪ :‬أل تسمع ما يقول النبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫الرجل الغاضب ‪ :‬إني لست بمجنون ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما في قوله تعالى ‪ { :‬ادْ َ‬
‫ي‬ ‫ع بِال ّتِي ِ‬
‫ه َ‬ ‫ف ْ‬ ‫‪-7‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م} ‪.‬‬‫مي ٌ‬
‫ح ِ‬
‫ي َ‬‫ول ِ ٌّ‬‫ه َ‬ ‫وةٌ كَأن َّ ُ‬
‫عدَا َ‬
‫ه َ‬
‫وبَيْن َ ُ‬
‫ك َ‬ ‫فإِذَا ال ّ ِ‬
‫ذي بَيْن َ َ‬ ‫ن َ‬
‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬
‫قال ‪ :‬الصبر عند الغضب ‪ ،‬والعفو عند الساءة ‪ ،‬فإذا فعلوا عصمهم ال ‪ ،‬وخضع لهم‬
‫عدوهم كأنه ولي حميم ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إذا غضب أحدكم وهو قائم ‪ ،‬فليجلس ‪ ،‬فإن ذهب عنه‬ ‫‪-8‬‬
‫الغضب ‪ ،‬وإل فليضطجع) ‪.‬‬

‫(‪)31‬‬
‫من معجزات الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫عن عبدال بن مسعود قال ‪ :‬كنا نعد اليات بركة ‪ ،‬وأنتم تعدونها تخويفا ‪ ،‬كنا مع‬ ‫‪-1‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬في سفر فقل الماء ‪:‬‬
‫الرسـول صـلى ال عليـه وسـلم ‪ :‬أطلبوا إلى فضله مـن ماء ‪( .‬الصـحابة يجيئون بإناء‬
‫فيه ماء قليل ‪ ،‬فيدخل الرسول صلى ال عليه وسلم يده في الناء) ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬حي على الطهور المبارك ‪ ،‬والبركة من ال ‪.‬‬
‫ابن مسعود ‪ :‬لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولقد‬
‫كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ‪.‬‬
‫وعن عمران بن حصين قال ‪ :‬سرى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬في سفر هو‬ ‫‪-2‬‬
‫وأصحابه ‪ ،‬فأصابهم عطش شديد ‪ ،‬فأرسل النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رجلين من‬
‫أصحابه ‪ :‬أحسبهما عليا والزبير ‪ ،‬أو غيرهما ‪:‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إنكما ستجدان امرأة بمكان كذا وكذا ‪ ،‬ومعها بعير عليه‬
‫مزادتان ‪ ،‬فأتياني بها ‪-:‬‬
‫الصحابيان يأتيان المرأة فيجدانها قد ركبت بين مُزادتين على البعير (مزادتان ‪ :‬قربتان‬
‫من جلد) ‪.‬‬
‫الصحابيان للمرأة ‪ :‬أجيبي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫المرأة تسأل ‪ :‬ومن رسول ال ؟ هذا الصابئ ‪( .‬أي التارك لدين آبائه) ‪.‬‬
‫الصحابيان ‪ :‬هو الذي تعنين ‪ ،‬هو رسول ال حقا ‪.‬‬

‫تأتي المرأة إلى الرسول ‪ ،‬فيأمر أن يؤخذ من مُزادتبها ‪ ،‬ويوضع في الناء ‪ ،‬ثم يقول‬
‫في الماء ما شاء ال أن يقول ‪ ،‬ثم أعاد الماء في المزادتين ‪ ،‬ثم أمر بفتح المزادتين‬
‫ففتحتا ‪ ،‬ثم أمر الناس فملؤوا آنيتهم ‪ ،‬وأسقيتهم ‪ ،‬فلم يدعوا (يتركوا) إناء ول سقاء‬
‫إل ملؤوه ‪.‬‬
‫قال عمران ‪ :‬حتى يُخيل اليّ أنها لم تزدد إل امتلء ‪.‬‬
‫يأمر الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أن يبسط ثوب المرأة ‪ ،‬ثم أمر الصحابة أن‬
‫يحضروا شيئا من زادهم ‪ ،‬حتى مل لها ثوبها ‪.‬‬

‫(‪)32‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم (للمرأة) ‪ :‬اذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئا ‪ ،‬ولكن ال‬
‫سقانا ‪.‬‬
‫تأخذ المرأة الزاد والمزادتين وتأتي أهلها ‪:‬‬
‫المرأة لهلها ‪ :‬جئتكم من عند أسحر الناس ‪ ،‬أو إنه لرسول ال حقا ‪.‬‬
‫يأتي أهل ذلك الحواء (الحي) إلى الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فيسلموا كلهم ‪.‬‬

‫يستفاد من هذه المعجزة ‪:‬‬


‫قد يُطلع ال رسوله على بعض المغيبات عندما يريد ‪ ،‬ولذلك أخبر الرسول صلى ال‬ ‫‪-1‬‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أصحابه عن مكان المرأة التي تحمل الماء ‪.‬‬
‫يلفت الرسول صلى ال عليه وسلم نظر الصحابة إلى أن الماء المبارك الذي ينبع من‬ ‫‪-2‬‬
‫بين أصابعه إنما بركته من ال وحده الذي خلق هذه المعجزة ‪ ،‬وهذا حرس من‬
‫الرسول صلى ال عليه و سلم ‪ ،‬على توجيه أمته إلى التوحيد ‪ ،‬وتعلقهم بال وحده‬
‫ولذلك قال ‪" :‬البركة من ال" ‪.‬‬
‫كان المشركون يقولون لمن أسلم (صابئ) (أي تارك دين آبائه الذين يدعون الولياء‬ ‫‪-3‬‬
‫من دون ال) ليصرفوا الناس عنه ويذمونه ‪ ،‬وفي عصرنا من دعا إلى التوحيد ‪ ،‬وأمر‬
‫بدعاء ال وحده ‪ ،‬وحذر من دعاء غير ال من النبياء والولياء ‪ ،‬حسب أمر ال‬
‫ورسوله قال الناس عنه (وهابي) ليصرفوا الناس عن دعوته ‪ ،‬لنه في نظرهم‬
‫كالصابئ في نظر المشركين ‪ ،‬وشاء ال أن تكون كلمة (وهابي) نسبة إلى (الوهاب)‬
‫وهو اسم من أسماء ال الذي وهب له التوحيد ‪.‬‬
‫المكافأة على الحسان ‪ :‬أمر الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أن تكافأ المرأة التي‬ ‫‪-4‬‬
‫أعطتهم قليلً من الماء ‪ ،‬فمـل ثوبهـا زادا بعد أن أعاد لها الماء ‪ ،‬ولم ينقص منه‬
‫شئ ‪ ،‬وقال لها ‪ ( :‬ولكن ال سقانا) ‪.‬‬
‫لقد تأثرت المرأة بهذه المعجزة والمعاملة الطيبة التي لقيتها من الرسول صلى ال‬ ‫‪-5‬‬
‫عليه وسلم وصحابته ‪ ،‬فعادت إلى قومها تقول لهم ‪ :‬إنه لرسول ال حقا ‪ ،‬وتكون‬
‫النتيجة أن يُسلم أهلها ومن معهم جميعا ‪.‬‬

‫(‪)33‬‬
‫بهذا الحرص على التوحيد ‪ ،‬وبهذه الخلق الحسنة ‪ ،‬نصر ال المسلمين ‪ ،‬وانتشر‬ ‫‪-6‬‬
‫السم في المعمورة ‪ ،‬ويوم ترك المسلمون التوحيد والخلق الفاضلة أصابهم الذل‬
‫والهوان ‪ ،‬ول عز لهم إل بالرجوع إلى التوحيد والخلق ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫زيٌز} ‪.‬‬
‫ع ِ‬
‫ي َ‬‫و ٌّ‬ ‫ه لَ َ‬
‫ق ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫صُرهُ إ ِ َّ‬
‫من يَن ُ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ولَيَن ُ‬
‫صَر َّ‬ ‫{ َ‬
‫ترجيح المرأة الرسالة على السحر لن السحرة يأخذون المال والرسول صلى ال عليه‬ ‫‪-7‬‬
‫وسلم ‪ ،‬أعطاها الزاد ‪.‬‬

‫من صبر النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫َ‬
‫ولَ‬
‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫ن َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ول َ ت َ ْ‬
‫حَز ْ‬ ‫ه َ‬‫ك إِل ّ بِالل ّ ِ‬‫صبُْر َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬
‫صبِْر َ‬‫وا ْ‬ ‫‪ -1‬قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫هم‬‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ن ات ّقوا ّ‬ ‫ذي َ‬‫ع ال ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ن * إ ِ َّ‬ ‫مكُُرو َ‬ ‫م َّ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫ق ِّ‬
‫ضي ْ ٍ‬
‫في َ‬ ‫ك ِ‬ ‫تَ ُ‬
‫ن} ‪.‬‬ ‫سنُو َ‬‫ح ِ‬
‫م ْ‬‫ُّ‬
‫حديث متفق عليه ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عائشة للنبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لقد لقيت من قومك ‪ ،‬وكان أشد ما لقيت منهم يوم‬
‫العقبة ‪ ،‬إذ عرضت نفسي على ابن عبدالليل بن عبدكلل ‪ ،‬فلم يجبن إلى ما أردت ‪،‬‬
‫‪ ،‬فرفعت‬ ‫(‪)26‬‬
‫فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ‪ ،‬فلم استفق إل وأنا بقرن الثعالب‬
‫رأسي ‪ ،‬فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ‪ ،‬فنظرت ‪ ،‬فإذا فيها جبريل ‪.‬‬
‫جبريل (ينادي) ‪ :‬إن ال قد سمع قول قومك لك ‪ ،‬وما ردوا عليك ‪ ،‬وقد بعث إليك ملك‬
‫الجبال لتأمر بما شئت فيهم ‪.‬‬
‫ملك الجبال ‪( :‬يسلم على الرسول ويقول) ‪ :‬يا محمد إن ال قد سمع قول قومك لك ‪،‬‬
‫وأنا ملك الجبال ‪ ،‬وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ‪ ،‬إن شئت أن أطبق عليهم‬
‫الخشبين (جبلن بمكة) ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬بل أرجو أن يُخرج ال من أصلبهم من يعبـد ال‬
‫وحده ‪ ،‬ول يشرك به شيئا ‪.‬‬
‫حديث متفق عليه ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وعن ابن مسعود قال ‪ :‬قسم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قسما‬

‫‪ )(26‬جبل بين الطائف ومكة ‪.‬‬

‫(‪)34‬‬
‫رجل يقول ‪ :‬ما أريد بهذا وجه ال ‪.‬‬
‫ابن مسعود يذكر كلم الرجل للرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فيتمعر وجهه (أي يتغير)‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يرحم ال موسى ‪ ،‬قد أوذي بما هو أشد من هذا‬
‫فصبر‪.‬‬
‫حديث رواه مسلم ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬في غزوة أحد تكسر رباعيته ‪ ،‬ويشج رأسه ‪ ،‬فجعل‬
‫يسلت الدم عنه ويقول ‪:‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬كيف يُفلح قوم شجوا نبيهم ‪ ،‬وكسروا رباعيته ‪ ،‬وهو‬
‫يدعوهم إلى ال ؟‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫مأ ْ‬‫ه ْ‬ ‫ب َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫و يَتُو َ‬
‫يءٌ أ ْ‬ ‫ر َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ِ‬
‫ن ال ْ‬
‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫القرآن ينزل ‪{ :‬لَي ْ َ‬
‫س لَ َ‬
‫ن} ‪.‬‬ ‫مو َ‬‫م ظَال ِ ُ‬ ‫فإِن َّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫عذَّب َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫يُ َ‬
‫عن خباب بن الرث قال ‪ :‬شكونا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو متوسد‬ ‫‪-5‬‬
‫بُردة له في ظل الكعبة فقلنا ‪ :‬أل تستنصر لنا ‪ ،‬أل تدعوا لنا ؟ فقال ‪( :‬قد كان من‬
‫قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر لـه في الرض فيجعل فيها ‪ ،‬فيُجاء بالمنشار فيوضع على‬
‫رأسه فيُجعل نصفين ‪ ،‬ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ‪ ،‬فما يصده ذلك‬
‫عن دينه ‪.‬‬
‫وال ليتمن هذا المر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ل يخاف إل ال‬
‫والذئب على غنمه ‪ ،‬ولكنكم تستعجلون ‪.‬‬

‫من رفق الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ما‬ ‫علَي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫زيٌز َ‬
‫ع ِ‬
‫م َ‬‫سك ُ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ن أَن ُ‬
‫م ْ‬‫ل ِّ‬‫سو ٌ‬‫م َر ُ‬ ‫جاءك ُ ْ‬‫قدْ َ‬ ‫قال ال تعالى ‪{ :‬ل َ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫م} ‪.‬‬‫حي ٌ‬ ‫ف َّر ِ‬‫ؤو ٌ‬ ‫ن َر ُ‬‫منِي َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫علَيْكُم بِال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ري ٌ‬‫ح ِ‬‫م َ‬‫عنِت ُّ ْ‬
‫َ‬
‫الحديث الول ‪ :‬عن انس رضي ال عنه قال ‪ :‬بينما نحن في المسجد مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ‪.‬‬
‫أصحاب الرسول ‪ ( :‬يصيحون به) مه مه (أي أترك) ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تزرموه دعوه ( ل تقطعوا بوله) ‪.‬‬
‫يترك الصحابة العرابي يقضي بوله ثم يدعو الرسول العرابي ‪.‬‬

‫(‪)35‬‬
‫الرسول للعرابي ‪ :‬إن المساجد ل تصلح لشئ من هذا البول والقذر ‪ ،‬إنما هي لذكر‬
‫ال ‪ ،‬والصلة ‪ ،‬وقراءة القرآن ‪.‬‬
‫الرسول (لصحابه) ‪ :‬إنما بعثتم ميسرين ‪ ،‬ولم تبعثوا معسرين ‪ ،‬صبوا عليه دلوا من‬
‫الماء ‪.‬‬
‫العرابي ‪ :‬اللهم أرحمني ومحمدا ‪ ،‬ول ترحم معنا أحدا ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لقد تحجرت واسعا ( أي ضيقت واسعا) ‪.‬‬
‫الحديث الثاني ‪ :‬وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي ال عنه قال ‪ :‬بينما أنا أصلي‬
‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إذا عطس رجل من القوم (أي المصلين)‬
‫معاوية (للعاطس) ‪ :‬يرحمك ال ‪.‬‬
‫المصلون ‪ :‬ينظرون لي منكرين ‪.‬‬
‫معاوية يخاطبهم ‪ :‬وأثكل أماه ‪ ،‬ما شأنكم تنظرون إليّ ؟ ‪.‬‬
‫المصلون يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت فسكت عندما رآهم يصمتونه حتى‬
‫انتهت الصلة ‪.‬‬
‫معاوية يمدح الرسول ‪ :‬بأي هو وأمي ‪ :‬ما رأيـت معلما قبله ول بعده أحسن تعليما‬
‫منه ‪ ،‬فوال ما كهرني ‪ ،‬ول ضربني ‪ ،‬ول شتمني (كهرني ‪ :‬قهرني) ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن هذه الصلة ل يصلح فيها شئ من كلم الناس ‪،‬‬
‫إنما هي التسبيح والتكبير ‪ ،‬وقراءة القرآن ‪.‬‬
‫معاوية ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إني حديث عهد بجاهلية ‪ ،‬وقد جاء ال بالسلم ‪ ،‬وإن منا‬
‫رجالً يأتون الكهان (الذي يدعون علم الغيب) ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فل تأتهم ‪.‬‬
‫معاوية ‪ :‬ومنا رجال يتطيرون (يتشاءمون) ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ذاك شئ يجدونه في صدورهم ‪ ،‬فل يصدنهم (أي ل‬
‫يمنعهم ذلك عن وجهتهم ‪ ،‬فإن ذلك ل يؤثر نفعا ول ضرا) ‪.‬‬
‫الحديث الثالث ‪ :‬وعن عائشة قالت ‪ :‬إن اليهود أتوا النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫اليهود ‪ :‬السام عليكم (الموت عليك) ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وعليكم ‪.‬‬
‫عائشة ‪ :‬السام عليكم ‪ ،‬ولعنكم ال وغضب عليكم ‪.‬‬

‫(‪)36‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬مهلً يا عائشة ‪ ،‬عليك بالرفق ‪ ،‬وإياك والعنف‬
‫والفحش ‪.‬‬
‫عائشة ‪ :‬أو لم تسمع ما قالوا ؟‬
‫الرسول ‪ :‬أو لم تسمعي ما قلت ‪ :‬رددت عليهم فيستجاب لي ‪ ،‬ول يستجاب لهم فيّ ‪.‬‬
‫وفي رواية لسلم ‪ ( :‬لتكوني فاحشة ‪ ،‬فإن ال ل يحب الفحش والتفحش)‬

‫أحاديث الرفق ‪:‬‬


‫قال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إن ال رفيق يحب الرفق ‪ ،‬ويعطي على الرفق ما ل يعطي‬ ‫‪-1‬‬
‫على العنف ‪ ،‬وما ل يعطي على سواه) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لعائشة ‪( :‬عليكم بالرفق ‪ ،‬وإياك والعنف ‪ ،‬والفحش ‪ ،‬إن‬ ‫‪-2‬‬
‫الرفق ل يكون في شئ إل زانه ‪ ،‬ول ينزع من شئ إل شانه) (أي عابه) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬يا عائشة إرفقي ‪ ،‬فإن ال إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل‬ ‫‪-3‬‬
‫عليهم الرفق) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬من يُحرم الرفق ‪ ،‬يُحرم الخير كله) ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬مـن أعطى حظه من الرفق ‪ ،‬فقد أُعطي حظه من‬ ‫‪-5‬‬
‫الخير ‪ ،‬ومن حُرم حظه من الرفق ‪ ،‬فقد حُرم حظه من الخير) ‪.‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلـم ‪ :‬إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫قال ‪ :‬بشروا ول تنفروا ويسروا ول تعسروا ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إني لدخل في الصلة ‪ ،‬وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء‬ ‫‪-7‬‬
‫الصبي فأتجوز في صلتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه (أتجوز ‪ :‬ل أطيل ‪،‬‬
‫وجد أمه ‪ :‬حزن أمه) ‪.‬‬

‫من شجاعة الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ف إِل َّ ن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫س َ‬
‫ك‬ ‫ف َ‬ ‫ه ل َ تُكَل ّ ُ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫سبِي ِ‬
‫في َ‬
‫ل ِ‬ ‫ف َ‬
‫قات ِ ْ‬ ‫‪-1‬‬
‫ن} ‪.‬‬ ‫منِي َ‬‫ؤ ِ‬ ‫ض ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ر ِ‬
‫ح ِّ‬
‫و َ‬
‫َ‬

‫(‪)37‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أحسن الناس وجها ‪ ،‬وكان أجود الناس ‪ ،‬وكان‬ ‫‪-2‬‬
‫أشجع الناس ‪ ،‬ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ‪ ،‬فانطلق ناس من قِبل الصوت ‪،‬‬
‫فلتقاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬راجعا ‪ ،‬وقد سبقهم إلى الصوت ‪ ،‬وفي‬
‫رواية ‪ :‬وقد استبرأ الخبر وهو على فرس عُري لبي طلحة ‪ ،‬في عنقه السيف ‪ ،‬وهو‬
‫يقول ك لن تراعوا ‪ ،‬قال ‪ :‬وجدناه بحرا ‪ ،‬أو إنه لبحر ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان فرسا يُبطأ ‪.‬‬
‫(وجدناه بحرا ‪ :‬وجدنا الفرس سريعا) ‪.‬‬
‫جاء رجل إلى البراء ‪ ،‬فقال ‪ :‬أكتم وليتم يوم حنين ‪ ،‬يا أبا عمارة ؟ فقال ‪ :‬أشهد على‬ ‫‪-3‬‬
‫نبي ال صلى ال عليه وسلم ما ولى ‪ ،‬ولكنه انطلق أخفاء من الناس ‪ ،‬وحسر إلى هذا‬
‫الحي من هوازن ‪ ،‬وهم قوم رماة ‪ ،‬فرموهم برشق من نبل ‪ ،‬كأنها رجل من جراد ‪،‬‬
‫فانكشفوا ‪ ،‬فأقبل القوم إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث‬
‫يقود به بغلته ‪ ،‬فنزل ودعا واستنصر ‪ ،‬وهو يقول ‪( :‬أنا النبي ل أكذب ‪ ،‬أنا ابن‬
‫عبدالمطلب ‪ ،‬اللهم أنزل نصرك) ‪.‬‬
‫قال البراء ‪ :‬كنا وال إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا الذي يُحاذي به (يعني‬ ‫‪-4‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم) ‪.‬‬
‫وعن علي رضي ال عنه قال ‪ :‬لقد رأيتني يوم بدر ‪ ،‬ونحن نلوذ (أي نحتمي) بالنبي‬ ‫‪-5‬‬
‫عليه السلم ‪ ،‬وهو أقربنا إلى العدو ‪ ،‬وكان من أشد الناس يومئذٍ بأسا ‪.‬‬
‫وعن جابر رضي ال عنه قال ‪ :‬إنا كنا نحفر ‪ ،‬فعرضت كدي شديدة (صخرة قوية)‬ ‫‪-6‬‬
‫فجاءوا إلى النبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫الصحابة للرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هذه كُدية عرضت لنا ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنا نازل ‪.‬‬
‫يقوم الرسول وبطنه معصوب بحجر من الجوع فيأخذ المعول فيضرب الصخرة ‪ ،‬فتعود‬
‫كثيبا أهيل (ترابا ناعما) ‪.‬‬

‫(‪)38‬‬
‫محمد صلى ال عليه وسلم أعظم رجل في التاريخ ‪:‬‬
‫لقد شهد العالم بهذه العظمة ومنه العالِم المريكي الدكتور (مايكل هارت) في كتابه (مائة رجل‬
‫من التاريخ ) والذي ترجم منه الستاذ (أحمد بهاء الدين) ونشره في (مجلة العربي) في‬
‫عددها رقم (‪ ، )241‬أخذنا منه ما قاله في عظمة هذا الرسول الكريم ‪.‬‬
‫(إن اختياري محمدا ‪ ،‬ليكون الول في أهم رجال التاريخ ‪ ،‬قد يدهش القراء ‪ ،‬ولكنه الرجل‬
‫الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين ‪ :‬الديني والدنيوي ‪.‬‬
‫فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالت عظيمة ‪ ،‬ولكنهم ماتوا دون إتمامها ‪ ،‬كالمسيح في‬
‫أو شاركهم فيها غيرهم ‪ ،‬أو سبقهم إليهم سواهم ‪ ،‬كموسى في اليهودية ‪،‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫المسيحية‬
‫ولكن محمدا هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية ‪ ،‬وتحددت أحكامها ‪ ،‬وآمنت بها شعوب‬
‫بأسرها في حياته ‪ ،‬ولنه أقام جانب الدين دولة جديدة ‪ ،‬فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضا ‪،‬‬
‫وحّد القبائل في شعـب ‪ ،‬والشعوب في أمة ‪ ،‬ووضع لها كل أسس حياتها ‪ ،‬ورسم أمور‬
‫دنياها ‪ ،‬ووضعها في موضع النطلق إلى العالم ‪ ،‬أيضا في حياته ‪ ،،‬فهو الذي بدأ الرسالة‬
‫الدينية والدنيوية ‪ ،‬وأتمها ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم رحمة للعالمين‬


‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ن } ‪ ،‬وأصح القولين أنه على‬ ‫عال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ة ل ِّل ْ َ‬
‫م ً‬ ‫ك إ ِ ّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سلْنَا‬
‫ما أْر َ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫و َ‬
‫عمومه ‪ ،‬وفيه على هذا التقدير وجهان ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته ‪:‬‬
‫أما اتباعه فنالوا بها كرامة الدنيا والخرة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وأما أعداؤه المحاربون لـه ‪ ،‬فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم ‪ ،‬لن‬ ‫‪-2‬‬
‫حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الخرة ‪ ،‬وهم قد كتب عليهم الشقاء‬
‫فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر ‪.‬‬
‫وأما المعاهدون لـه فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته ‪ ،‬وهم أقل شرا بذلك‬ ‫‪-3‬‬
‫العهد من المحاربين له ‪.‬‬

‫() كلمة (المسيحية) جرى استعمالها حتى بين المسلمين ‪ ،‬وهي من الخطاء الشائعة ‪ ،‬لن‬ ‫‪27‬‬

‫(المسيحية) نسبة للمسيح عليه السلم ‪ ،‬والمسيح برئ منهم لنهم يعتقدون صلْبه وأنه ابن ال ‪،‬‬
‫والصح أن نقول عنهم (نصارى) كما سمّاهم القرآن والرسول صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫(‪)39‬‬
‫وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار اليمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫واحترامها ‪ ،‬وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوارث وغيرها ‪.‬‬
‫وأما المم النائية عنه فإن ال سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الرض‬ ‫‪-5‬‬
‫فأصاب كل العالمين النفع برسالته ‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أنه رحمة لكل أحد ‪ ،‬لكن المؤمنون قبلوا هذه الرحمة ‪ ،‬فانتفعوا بها دنيا‬
‫وأخرى ‪ ،‬والكفار ردوها ‪ ،‬فلم يخرج بذلك عن أن يكون رحمة لهم ‪ ،‬لكن لم يقبلوها ‪.‬‬

‫الرحمة عند الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪.‬‬
‫مي َ‬ ‫ة ل ِّل ْ َ‬
‫عال َ ِ‬ ‫م ً‬ ‫ك إ ِ ّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سلْنَا‬
‫ما أْر َ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫و َ‬ ‫‪-1‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬بعثت بالرحمة) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إنما أنا رحمة مهداة) ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬ل يرحم ال من ل يرحم الناس) ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬ل تنزع الرحمة إل من شقي) ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ‪ :‬أرحموا من‬ ‫‪-6‬‬
‫في الرض ‪ ،‬يرحمكم من في السماء) ‪" .‬أي على السماء وهو ال" ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي ال عنه قال ‪ ،‬قبّل رسول ال صلى ال عليه وسلم الحسن بن‬ ‫‪-7‬‬
‫علـي ‪ ،‬وعنـده القـرع بن حابس التميمي ‪ ،‬فقال القرع ‪ :‬إن لي عشرة من الولد‬
‫ما قبّلتُ منهم أحدا ‪ ،‬فنظر إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ثم قال ‪( :‬من ل‬
‫يرحم ل يُرحم) ‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬جاء أعرابي إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪-8‬‬
‫فقال ‪ :‬إنكم تقبلوا الصبيان ‪ ،‬ول نُقبلهم ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬أو‬
‫أملك لك أن نزع ال الرحمة من قلبك) ‪.‬‬
‫كان صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رحيما ‪ ،‬ل يأتيه أحد إل وعده وأنجز له إن كان عنده ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬وعن أنس بن مالك قال ‪ :‬ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬

‫رحمة الرسول صلى ال عليه وسلم بالحيوان ‪:‬‬


‫(‪)40‬‬
‫وعن سهيل بن الحنظلية قال ‪ :‬مرّ رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ببعير قد لحق‬ ‫‪-1‬‬
‫ظهره ببطنه ‪ ،‬فقال ‪( :‬اتقوا ال في هذه البهائم المعجمة فأركبوها صالحة ‪ ،‬وكلوها‬
‫صالحة) ‪" .‬المعجمة ‪ :‬التي ل تنطق" ‪.‬‬
‫وعن عبدال ‪ ،‬عن أبيه قال ‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في سفر ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فانطلق لحاجته ‪ ،‬فرأينا (حُمرة) معها فرخان ‪ ،‬فأخذنا فرخيها ‪ ،‬فجاءت الحمرة ‪،‬‬
‫فجعلت تُعرش ‪ ،‬فلما جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬من فجع هذه بولدها‬
‫؟ ردوا ولدها إليها ‪ ،‬ورأى قرية نمل قد أحرقناها ‪ ،‬فقـال ‪ :‬من أحرق هذه ؟ قلنا ‪:‬‬
‫نحن ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ينبغي أن يُذب بالنار إل رب النار‪.‬‬
‫(الحمرة ‪ :‬طائر يشبه العصفور) ‪ ( ،‬تُعرش ‪ :‬ترفرف) ‪.‬‬
‫كان صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يُصغي للهرة الناء ‪ ،‬فتشرب ثم يتوضأ ‪ ،‬بفضلها ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫(يصغي ‪ ،‬يميل) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن ال كتب الحسان على كل شئ ‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا‬ ‫‪-4‬‬
‫القتلة ‪ ،‬وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ‪ ،‬وليحد أحدكم شفرته ‪ ،‬وليرح ذبيحته) ‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬م ّر رسول ال صلى ال عليه وسلم على رجل‬ ‫‪-5‬‬
‫واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته ‪ ،‬وهي تلحظ إليه ببصرها ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫أتريد أن تميتها موتتين ؟ هل حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟ (تلحظ ‪ :‬تنظر) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬عُذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت ‪ ،‬فدخلت فيها‬ ‫‪-6‬‬
‫النار ‪ ،‬ل هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ‪ ،‬ول هي تركتها تأكل خشاش الرض) ‪" .‬‬
‫خشاش الرض ‪ :‬حشراتها " ‪.‬‬

‫من عدل الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ن} ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫قال ال تعالى ‪{ :‬إ ِ َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫سا ِ‬
‫ح َ‬
‫وال ِ ْ‬
‫ل َ‬‫عدْ ِ‬ ‫مُر بِال ْ َ‬‫ه يَأ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫م} ‪.‬‬ ‫ت ِل َ ْ‬ ‫وقال تعالى ‪ُ { :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ل بَيْنَك ُ ُ‬ ‫د َ‬‫ع ِ‬ ‫مْر ُ‬ ‫وأ ِ‬
‫َ‬
‫وعن عائشة قالت ‪ :‬إن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ‪ ،‬فقالوا ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫من يكلم فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ فقالوا ‪ :‬ومن يجترئ عليه إل أسامة‬
‫بن زيد ‪ ،‬حب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫(‪)41‬‬
‫أتشفع في حد من حدود ال ؟ ثم قام فاختطب ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إنما أهلك الذين قبلكم ‪ ،‬أنهم‬
‫كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ‪ ،‬وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ‪،‬‬
‫وأيم ال لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ‪.‬‬
‫ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقُطعت يدها ‪ ،‬قالت عائشة ‪ :‬فحسنت توبتها بعد‬
‫وتزوجت ‪ ،‬وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫الحياء عن الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫ي إ ِ ّل أَن‬‫ت النَّب ِ ِ ّ‬ ‫خلُوا بُيُو َ‬ ‫منُوا َل تَدْ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫قال ال تعالى ‪{ :‬يَا أي ُّ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫م‬
‫عيت ُ ْ‬ ‫ن إِذَا دُ ِ‬‫ولَك ِ ْ‬ ‫ن إِنَاهُ َ‬ ‫ري َ‬‫ِ‬ ‫غيَْر نَاظِ‬ ‫عام ٍ َ‬ ‫م إِلَى طَ َ‬ ‫ن لَك ُ ْ‬‫ؤذَ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ْ‬
‫ن‬‫ث إ ِ َّ‬‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬‫ن لِ َ‬‫سي َ‬ ‫ستَأن ِ ِ‬
‫َ‬
‫م ْ‬ ‫وَل ُ‬ ‫شُروا َ‬ ‫فانت َ ِ‬‫م َ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫فإِذَا طَ ِ‬‫خلُوا َ‬ ‫فادْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫حيِي ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ه َل ي َ ْ‬‫والل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫منك ُ ْ‬‫حيِي ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ي َ‬
‫في َ ْ‬ ‫ؤِذي النَّب ِ َّ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م كَا َ‬ ‫ذَلِك ُ ْ‬
‫ق} ‪.‬‬‫ح ِّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كان صلى ال عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ‪ ،‬وكان إذا كره شيئا‬ ‫‪-2‬‬
‫عرفناه في وجهه ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬الحياء من اليمان ) و (الحياء خير كله) ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬الحياء من اليمان ‪ ،‬واليمان في الجنة ‪ ،‬والبذاء من‬ ‫‪-4‬‬
‫الجفاء والجفاء في النار) ‪ " .‬البذاء ‪ :‬الفحش" ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬الحياء واليمان قرنا جميعا ‪ ،‬فإذا رُفع أحدهما رُفع‬ ‫‪-5‬‬
‫الخر) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬الحياء ل يأتي إل بخير) ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬الحياء والعي شعبتان من اليمان ‪ ،‬والبذاء والبيان‬ ‫‪-7‬‬
‫شعبتان من النفاق) ‪.‬‬
‫(والمعنى أن الحياء وقلة الكلم من شعب اليمان ‪ ،‬والفحش والتشدق في الكلم من‬
‫شعب النفاق) ‪.‬‬
‫ل يغتسل‬
‫وعن يعلى بن أمية قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رأى رج ً‬ ‫‪-8‬‬
‫بالبراز (أي بالفضاء) فصعد المنبر ‪ ،‬فحمد ال وأثنى عليه ‪ ،‬ثم قال ‪( :‬إن ال حي‬
‫ستير ‪ ،‬يحب الحياء والتستر ‪ ،‬فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن لكل دين خلقا وإن خلق السلم الحياء) ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫(‪)42‬‬
‫‪ -10‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن مما أدرك الناس من كلم النبوة الولى ‪ :‬إذا لم‬
‫تستح فاصنع ما شئت) ‪.‬‬
‫‪ -11‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اليمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ‪ ،‬فأفضلها‬
‫قول ل إله إل ال ‪ ،‬وأدناها إماطة الذى عن الطريق ‪ ،‬والحياء شعبة من اليمان) ‪.‬‬
‫‪ -12‬وعن سالم بن عبدال عن أبيه قال ‪ :‬مرّ رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬برجل وهو‬
‫يعاتب أخاه في الحياء يقول ‪ :‬إنه ليستحي يعني كأنه يقول ‪ :‬قد أضر بك الحياء ‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬دعه فإن الحياء من اليمان ‪.‬‬
‫‪ -13‬وعن أنس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ما كان الفحش في شئ إل‬
‫شانه ‪ ،‬ول كان الحياء في شئ إل زانه) "شانه ‪ :‬عابه" ‪.‬‬

‫من آداب الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ‪ ،‬ولكن من ركنه اليمن أو‬ ‫‪-1‬‬
‫اليسر ويقول ‪( :‬السلم عليكم ‪ ،‬السلم عليكم) ‪.‬‬
‫كان إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال ‪( :‬بشروا ول تنفروا ‪ ،‬ويسروا ول‬ ‫‪-2‬‬
‫تعسروا) ‪.‬‬
‫كان يقبل الهدية ويُثيب عليها ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كان يُغير السم القبيح ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫كان إذا دخل على مريض يعوده قال ‪ ( :‬ل بأس طهور إن شاء ال) ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫كان إذا شرب تنفس ثلثا ‪( ،‬خارج الناء) ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه ‪ ،‬وتركوا ظهره للملئكة ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫كان ل يصافح النساء في البيعة ‪( .‬ول في غيرها) ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫كـان يجعل يمينه لكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه ‪ ،‬وشماله لما سوى‬ ‫‪-9‬‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫‪ -10‬كان إذا طلع على أحد من أهل بيته كذبة ‪ ،‬لم يزل مُعرضا عنه ‪ ،‬حتى يحدث توبة‪.‬‬
‫‪ -11‬وعن عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬قالت ‪ :‬استأذن على النبي صلى ال عليه وسلم رجل‬
‫فقال ‪ :‬ائذنوا له ‪ ،‬فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة ‪ ،‬فلما دخل ألن له الكلم ‪،‬‬

‫(‪)43‬‬
‫فقلت له يا رسول ال ‪ ،‬قلت ما قلت ثم ألنت له في القول ‪ ،‬فقال ‪( :‬إن شر الناس‬
‫منزلة عند ال من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه) ‪.‬‬
‫(وقد اعتبر العلماء قول النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فيه وهو غائب ‪ ،‬وإلنته لـه‬
‫القول وهو حاضر ‪ ،‬من باب المداراة والتأليف ليُسلم قومه) ‪.‬‬

‫من جود النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أجود الناس بالخير ‪ ،‬وكان أجود ما يكون في‬ ‫‪-1‬‬
‫شهر رمضان ‪ ،‬حتى ينسلخ ‪ ،‬فيأتيه جبريل ‪ ،‬فيعرض عليه القرآن ‪ ،‬فإذا لقيه جبريل‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ‪.‬‬
‫عن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬ما سُئل رسول ال صلى ال عليه وسلم على السلم‬ ‫‪-2‬‬
‫شيئـا إل أعطاه ‪ ،‬قال ‪ :‬فجاءه رجل فأعطه غنما بين جبلين ‪ ،‬فرجع إلى قومه فقال ‪:‬‬
‫يا قوم ‪ :‬أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء ل يخشى الفاقة ‪.‬‬
‫وعن أنس ‪ :‬أن رجلً سأل النبي صلى ال عليه وسلم غنما بين جبلين فأعطاه إياه ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫فأتى قومه فقال ‪ :‬أي قوم أسلموا فوال إن محمدا ليُعطي عطاء ما يخاف الفقر ‪ ،‬فقال‬
‫أنس ‪ :‬إن كان الرجل ليسلم ما يريد إل الدنيا ‪ ،‬فما يُسلم حتى يكون السلم أحب إليه‬
‫من الدنيا وما عليها ‪.‬‬
‫وعن شهاب قال ‪ :‬غزا رسول ال صلى ال عليه وسلم غزوة الفتح ‪ :‬فتح مكة ‪ ،‬ثم‬ ‫‪-4‬‬
‫خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم بمن معه من المسلمين ‪ ،‬فاقتتلوا بحنين ‪ ،‬فنصر‬
‫ال دينه والمسلمين ‪ ،‬وأعطى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يومئذٍ صفوان بن‬
‫أمية مائة من النعم ‪ ،‬ثم مائة ‪ ،‬ثم مائة (النعم ‪:‬البل) ‪.‬‬
‫قال ابن شهاب ‪ :‬حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال ‪ :‬وال لقد أعطاني رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ما أعطاني وإنه لبغض الناس اليّ ‪ ،‬فما برح يعطيني حتى‬
‫إنه لحب الناس اليّ ‪.‬‬
‫لما قفل رسول ال صلى ال عليه وسلم من غزوة حنين تبعه العراب يسألونه ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫فألجؤوه إلى شجرة ‪ ،‬فخطفت رداؤه ‪ ،‬وهو على راحلته ‪ ،‬فقال ‪( :‬ردوا عليّ ردائي ‪،‬‬
‫أتخشون عليّ البخل ؟ فوال لو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمته بينكم ‪ ،‬ثم ل‬
‫تجدوني بخيلً ول جبانا ول كذابا) ‪.‬‬

‫(‪)44‬‬
‫بايع الرسول صلى ال عليه وسلم جابر بن عبدال في جمل له كان قد كلّ في السفر ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫فباعه إياه بكذا درهم ‪ ،‬ولما جاء يتقاضاه الثمن أعطاه الثمن والجمل معا ‪.‬‬

‫من هدي الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫كان إذا أتاه المر يسره قال ‪( :‬الحمد ل الذي بنعمته تتم الصالحات) وإذا أتاه المر‬ ‫‪-1‬‬
‫يكرهه قال ‪ ( :‬الحمد ل على كل حال) ‪.‬‬
‫كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ‪ ،‬ومسح عنه بيده ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كان إذا جاءه أمر يسر به ‪ ،‬خرّ ساجدا ‪ ،‬شكرا ل ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كان إذا خاف قوما قال ‪ ( :‬اللهم إنا نجعلك في نحورهم ‪ ،‬ونعوذ بك من شرورهم) ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫كان إذا راعه شئ قال ‪( :‬ال ربي ‪ ،‬ال ربي ‪ ،‬ل شريك له) ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫كان إذ كربه أمر قال ‪ ( :‬يا حي يا قيوم ‪ ،‬برحمتك استغيث) ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫كان يتعوذ من الجان ‪ ،‬وعين النسان ‪ ،‬حتى نزلت المعوذتان ‪ ،‬فلما نزلت أخذ بهما‬ ‫‪-7‬‬
‫وترك ما سواهما ‪.‬‬
‫كان يتعوذ من جهد البلء ‪ ،‬ودرك الشقاء ‪ ،‬وسوء القضاء ‪ ،‬وشماتة العداء ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫كان يخطب بـ (قاف) يوم الجمعة (أي يقرأ سورة "ق") ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬كان إذا غزا قال ‪( :‬اللهم أنت عضدي ‪ ،‬وأنت نصيري ‪ ،‬بك أحول ‪ ،‬وبك أصول ‪ ،‬وبك‬
‫أقاتل) ‪.‬‬
‫‪ -11‬كان ل يقوم من مجلسه إل قال ‪ ( :‬سبحانك اللهم ربي وبحمدك ‪ ،‬ل إله إل أنت‬
‫استغفرك وأتوب إليك) ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬ل يقولن أحد حيث يقوم من مجلسه إل غفر له ما‬
‫كان منه في ذلك المجلس) ‪.‬‬
‫‪ -12‬كان ينهانا عن كثير من الرفاء ‪( .‬أي التنعيم) ‪.‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يأمرنا أن نحتفي أحيانا ‪،‬‬
‫(نحتفي ‪ :‬نمشي حفاة) ‪.‬‬
‫‪ -13‬كان أكثر دعوة يدعو بها يقول ‪ ( :‬اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا‬
‫عذاب النار) ‪.‬‬

‫من مزاح الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫(‪)45‬‬
‫عن أنس قال ‪ :‬إن كان النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ليخالطنا ‪ ،‬حتى يقول لخ لي‬ ‫‪-1‬‬
‫صغير (يا أبا عُمير ما فعل النُغير) ‪ ،‬كان له نُغير يلعب فمات ‪( .‬النُغير ‪ :‬طائر يشبه‬
‫العصفور ‪ ،‬أحمر المنقار) ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إنك تداعبنا ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أني ل أقول إل حقا)‬ ‫‪-2‬‬
‫(صدقا) ‪.‬‬
‫وعن أنس أن رجلً استحمل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬إني حاملك‬ ‫‪-3‬‬
‫على ولد ناقة) فاق ‪ :‬وما أصنع بولد ناقة ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫(وهل تلد البل إل النوق) ‪( .‬استحمل ‪ :‬أي طلب منه أن يحمله على دابة) ‪.‬‬
‫وعن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬يا ذا الذنين) ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وعن أنس أن رجلً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام وكان يهدي للنبي صلى‬ ‫‪-5‬‬
‫ال عليه وسلم مـن البادية ‪ ،‬فيُجهزه رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن‬
‫يخرج ‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن زاهرا باديتنا ‪ ،‬ونحن حاضروه) وكان‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم يحبه ‪ ،‬وكان دميما ‪ ،‬فأتي النبي صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫يوما وهو يبيع متاعه ‪ ،‬فاحتضنه من خلله ول يُبصره ‪.‬‬
‫زاهر بن حرام ‪ :‬أرسلني من هذا ؟ ‪.‬‬
‫يلتفت زاهر فيرى النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فيجعل يُلزق ظهره بصدر النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬حين عرفه ‪.‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم للناس ‪ :‬من يشتري العبد ؟ ‪.‬‬
‫زاهر بن حرام للرسول ‪ :‬إذا وال تجدني كاسدا ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لكن عند ال لست بكاسد ‪ ،‬أو قال ‪ :‬لكن عند ال أنت‬
‫غال ‪.‬‬
‫المزاح ‪ :‬بكسر الميم النبساط مع الغير من غير تنقيص أو تحقير لـه ‪ ،‬والمزاح‬
‫المنهى عنه هو الذي فيه كذب أو إفراط ‪ ،‬ويداوم عليه ‪ ،‬فإنه يورث كثرة الضحك‬
‫وقسوة القلب ‪ ،‬ويورث الحقاد ‪ ،‬ويسقط المهابة والوقار ‪.‬‬

‫الشعر الذي تمثل به الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫َ‬
‫ه} ‪.‬‬
‫غي ل َ ُ‬
‫ما يَنب َ ِ‬
‫و َ‬
‫عَر َ‬
‫ش ْ‬ ‫عل ّ ْ‬
‫منَاهُ ال ّ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫و َ‬ ‫‪-1‬‬

‫(‪)46‬‬
‫عن شريح قال ‪ :‬قلت لعائشة ‪ :‬هل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يتمثل بشئ‬ ‫‪-2‬‬
‫من الشعر ؟ قالت ‪ :‬كان يتمثل من شعر ابن رواحة ‪ ،‬قالت ‪ :‬وربما قال ‪ :‬ويأتيك‬
‫بالخبار من لم تزود ‪( .‬هذا الشعر لطرفة من معلقته) ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إن أصدق كلمة قالها‬ ‫‪-3‬‬
‫الشاعر كلمة لبيد ‪ :‬أل كلُ شئ ما خل ال باطل ‪.‬‬
‫وكاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم‬
‫قال ذلك الرسول عندما سمع شعره‬
‫وعن جندب بن سفيان البجلي قال ‪ :‬أصاب حجر إصبع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪-4‬‬
‫فدميت فقال ‪:‬‬
‫وفي سبيل ال ما لقيت‬ ‫هل أنت إل أصبع دميت‬
‫(هذا الشعر لبن رواحة) ‪.‬‬
‫عن البراء بن عازب قال ‪ :‬قال له رجل أفررتم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫يا أبا عمارة ؟ فقال ‪ :‬ل وال ما ولّى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولكن ولى‬
‫سرعــانُ النـاس ‪ ،‬تلقتهم هوازن بالنبل ‪ ،‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬على‬
‫بغلته ‪ ،‬وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب آخذ بلجامها ورسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ‪:‬‬
‫أنا النبي ل أكذب ‪ ،‬أنا ابن عبدالمطلب‬
‫وعن البراء قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ينقل التراب يوم الخندق حتى‬ ‫‪-6‬‬
‫أغب ّر بطنه يقول ‪:‬‬
‫ول تصدقنا ول صلينا‬ ‫وال لول ال ما اهتدينا‬
‫**‬

‫وثبت القدام إن لقينا‬ ‫فأنزلن سكينة علينا‬


‫**‬

‫إذا أرادوا فتنة أبينا‬ ‫والمشركون قد بقوا علينا‬


‫**‬

‫يرفع بها صوته ‪( :‬أبينا ‪ ،‬أبينا) ‪.‬‬


‫وعن أنس قال ‪ :‬جعل المهاجرون والنصار يحفرون الخندق ‪ ،‬وينقلون الترب وهم‬ ‫‪-7‬‬
‫يقولون ‪.‬‬

‫(‪)47‬‬
‫علــى الجهـاد ما بقينا أبدا‬ ‫نحن الذيـن بايعـوا محمـدا‬
‫**‬

‫يقول النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهو يجيبهم ‪:‬‬


‫اللهم ل عيش إل عيشُ الخرة ** فأغفر للنصار والمهاجرة‬

‫حسان يمدح الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫من ال مشهود يلوح ويشهد‬ ‫عليه للنبوة خاتم‬ ‫(‪)28‬‬
‫أغرّ‬
‫**‬

‫إذ قال في الخمس المؤذن أشهــــد‬ ‫وضمّ الله اسم النبي إلى إسمــه‬
‫**‬

‫فـذو العـرش محمــود وهذا محمد‬ ‫وشق لـه من اسمه ليجله‬


‫**‬

‫من الرسول والوثان في الرض تعبد‬ ‫نبي أتانا بعد يأس وفترة‬
‫**‬

‫يلوك كما لح الصقيل المهند‬ ‫فأمسى سراجا مستنيرا وهاديـــا‬


‫**‬

‫وعلمنا السلم فال نحمد‬ ‫وأنذرنا نارا وبشر جنة‬


‫**‬

‫لذلـك ما عمـــرت في الناس أشهد‬ ‫وأنت إله الخلق ربــــي وخالقي‬


‫**‬

‫سواك إلها أنت أعلى وأمجد‬ ‫تعاليت رب الناس عن قول من دعا‬


‫**‬

‫فإياك نستهدي وإياك نعبد‬ ‫لك الخلق والنعماء والمر كلـــه‬


‫**‬

‫*********‬
‫منير وقد تعفو الرسوم وتهمد‬ ‫بطيبة رسم للرسول ومعهد‬
‫**‬

‫‪ )(28‬أغ ّر ‪ :‬أي أبيض ‪.‬‬

‫(‪)48‬‬
‫وقبرا به وأرى التراب وملحد‬ ‫عرفت بها رسم الرســول وعهده‬
‫**‬

‫*********‬
‫على البرية بالتقوى والجود‬ ‫أعني الرسول فإن ال فضله‬
‫**‬

‫حتى الممات ونصـر غيـر محــدود‬ ‫فينا الرسول وفينـــا الحق نتبعه‬
‫**‬

‫لباس الرجل المسلم ‪:‬‬


‫هْر} ‪.‬‬
‫فطَ ِّ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫وثِيَاب َ َ‬
‫ك َ‬ ‫‪-1‬‬
‫(أغسلها بالماء ‪ ،‬وطهر نفسك من الذنوب والمعاصي) ‪.‬‬
‫عن أم سلمة قالت ‪ :‬كان أحب الثياب إلى رسول ا ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬القميص‬ ‫‪-2‬‬
‫(القميص ‪ :‬ثوب طويل إلى نصف ساقيه) ‪.‬‬
‫وعن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪( :‬ل ينظر ال يوم القيامة‬ ‫‪-3‬‬
‫إلى من ج ّر ثوبه خيلء) ‪.‬‬
‫(الخيلء ‪ :‬الكبر والعجب) ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ما أسفل الكعبين من‬ ‫‪-4‬‬
‫الزار في النار) ‪.‬‬
‫وعن ابن عمر قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إذا أعتم سدل عمامته بين‬ ‫‪-5‬‬
‫كتفيه ‪.‬‬
‫وعن سالم عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬السبال في الزار والقميص‬ ‫‪-6‬‬
‫والعمامة ‪ ،‬من ج ّر منها شيئا خيلء لم ينظر ال إليه يوم القيامة ) ‪.‬‬
‫وعن أبي سعيد الخدري قال ‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقول ‪( :‬إزرة‬ ‫‪-7‬‬
‫المؤمن إلى أنصاف ساقيه ‪ ،‬ل جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ‪ ،‬ما أسفل من ذلك‬
‫ففي النار ‪ ،‬قال ذلك ثلث مرات ‪ ،‬ول ينظر ال يوم القيامة إلى من جرّ إزاره بطرا) ‪.‬‬
‫أي تكبرا ‪.‬‬
‫وعن عبدال بن عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬مررت على رسول ال صلى ال عليه‬ ‫‪-8‬‬
‫وسلم ‪ ،‬وفـي إزاري استرخاء فقال ‪ :‬يا عبد ال ‪ ،‬ارفع إزارك ‪ ،‬فرفعته ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬

‫(‪)49‬‬
‫زد ‪ ،‬فزدت ‪ ،‬فما زلت أتحراها بعد ‪ ،‬فقال بعض القوم ‪ :‬إلى أين ؟ قال ‪ :‬إلى أنصاف‬
‫الساقين ‪.‬‬
‫وعن سمرة بن جندب أن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪( :‬البسوا الثياب البيض ‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫فإنها أطهر وأطيب ‪ ،‬وكفنوا فيها موتاكم) ‪.‬‬
‫‪ -10‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬من لبس ثوب شهرة في الدنيا ‪ ،‬ألبسه ال ثوب مذلة‬
‫يوم القيامة) ‪.‬‬
‫‪ -11‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ول‬
‫مخيلة) ‪.‬‬
‫(أي اجتنب السراف والتكبر في الكل والشرب والملبس) ‪.‬‬

‫الخلصة ‪:‬‬
‫ذكر المام النووي بعد ذكر أحاديث اللبس ما خلصته ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إن السبال يكون في الزار والقميص والعمامة والثوب ‪ ،‬وأنه ل يجوز إسباله تحت‬
‫الكعبيـن إن كان للخيلء ‪ ،‬فإن كان لغيرها فهو مكروه ‪ ،‬فالمستحق إلى نصف‬
‫الساقين ‪ ،‬والجائز بل كراهية إلى الكعبين ‪ ،‬فما نزع عن الكعبين فهو ممنوع ‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن حجر في الفتح رأيه ‪ ،‬وهو عدم الجواز في اللباس تحت الكعبين فقال ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وقد نقل القاضي عياض الجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء (أي تطويل‬
‫اللباس تحت الكعبين) ‪.‬‬
‫ثم قال ابن حجر ‪ :‬والحاصل أن للرجال حالين ‪ :‬حال استحباب ‪ ،‬وهو أن يقتصر‬
‫بالزار على نصف الساق ‪ ،‬وحال جواز وهو إلى الكعبين ‪.‬‬
‫ومفهوم كلمـه أن إطالة الزار ‪ ،‬مثـل الثوب والسـروال والبنطال تحـت الكعـبين غيـر‬
‫جائز ‪.‬‬
‫وعن عبدال بن عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رأى عليه ثوبين‬ ‫‪-3‬‬
‫مُعصفرَين فقال ‪ ( :‬إن هذه من ثياب الكفار فل تلبسهما) ‪.‬‬

‫(‪)50‬‬
‫يستفاد من الحديث ‪:‬‬
‫ل يجوز للمسلم أن يلبس ثياب الكفار ‪ ،‬وأن يتزين بزيهم لقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫(من تشبه بقوم فهو منهم) ‪.‬‬
‫لقد انتشر في كثير من البلد السلمية التشبه بالكفار كلباس البنطال الضيق الذي‬
‫يسمونه (كوبوي ‪ ،‬أو شارلستون وغيرها) وسمعت أحد العلماء يجيب شابا عن سؤاله‬
‫على لباس البنطال الضيق ‪ ،‬فقال ‪ :‬حرام ‪ ،‬لنه يجسم العورة ‪ ،‬وفيه تشبه بالكفار ‪.‬‬
‫أما لبسا الرأس فهو شعار المم ‪ ،‬وقد تشبه بعض المسلمين فلبسوا البرنيطة ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وتسمى القبعة ‪ ،‬وقد فرضت على الجنود فألبسوهم القبعة التي يلبسها الكفار ‪،‬‬
‫ويلبسها بعض الغنياء وبعض العمال بحجة ستر الرأس من الشمس ‪ ،‬ولو ستروا‬
‫الرأس بقلنسوة أو عمامـة ‪ ،‬أو منديل لكان أصح لرؤوسهم ‪ ،‬وأبعد عن التشبه‬
‫بالكفار ‪ ،‬وشاع هذا التشبه حتى أصبح الناس ل يشعرون أنه فيه مخالفة شرعية ‪،‬‬
‫فإنا ل وإنا إليه راجعون ‪ ،‬فكيـف نحارب الكفار ونحن نتشبه بهم في لباسهم‬
‫وعاداتهم ؟ وكان الواجب أن نقلدهم في المور النافعة كصنع الطائرة ‪ ،‬والدبابة ‪،‬‬
‫والمدفع ‪ ،‬وغير ذلك مما يساعد على الدفاع عن ديننا وأرضنا ‪.‬‬

‫لباس المرأة المسلمة ‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫ساء‬ ‫ون ِ َ‬ ‫وبَنَات ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ك َ‬‫ج َ‬ ‫وا ِ‬‫قل ِّلْز َ‬ ‫ي ُ‬‫ها النَّب ِ ُّ‬ ‫قال ال تعالى ‪{ :‬يَا أي ُّ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬ ‫ن ذَل ِ َ َ‬ ‫من َ َ‬ ‫ن َ َ‬
‫ن‬ ‫عَر ْ‬
‫ف َ‬ ‫ك أدْنَى أن ي ُ ْ‬ ‫ه َّ‬‫جلبِيب ِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه َّ‬‫علي ْ ِ‬ ‫ن يُدْنِي َ‬‫منِي َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ما} ‪.‬‬ ‫حي ً‬‫فوًرا َّر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫وكَا َ‬ ‫ن َ‬ ‫فَل ي ُ ْ‬
‫ؤذَي ْ َ‬ ‫َ‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬من جرّ ثوبه خيلء لم ينظر ال إليه يوم‬ ‫‪-2‬‬
‫القيامة ‪ ،‬فقالت أم سلمة ‪ :‬فكيـف ينصـع النساء بذيولهن ؟ قال ك يُرخين شبرا ‪،‬‬
‫قالت ‪ :‬إذا تنكشف أقدامهن ‪ ،‬قال ‪ :‬فيُرخين ذراعا ل يزدن عليه) ‪.‬‬

‫يستفاد من الية والحديث ‪:‬‬


‫ل يغطي القدمين ‪ ،‬بعكس الرجال الذين‬
‫أن لباس المرأة يجب أن يكون عريضا وطوي ً‬ ‫‪-1‬‬
‫أمرهم الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أن يقصروا الثياب إلى نصف الساق ‪ ،‬ول‬
‫يزيدوا عن الكعبين ‪ ،‬وفي عصرنا انعكس المر ‪ ،‬فأصبح الرجال يطيلون ثيابهم أسفل‬

‫(‪)51‬‬
‫الكعبين ‪ ،‬ويتعرضون لدخـول النـار ‪ ،‬وأصبح النساء يقصرن إلى الركبة ‪ ،‬أو ما‬
‫فوقها ‪ ،‬ويتعرضن بهذا العمل إلى حرمانهن من دخول الجنة ‪ ،‬كما أخبر بذلك رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بقوله ‪ ( :‬ونساء كاسيات عاريات ‪ ،‬مميلت مائلت ‪،‬‬
‫رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ‪ ،‬ل يدخلن الجنة ‪ ،‬ول يجدن ريحها ‪ ،‬وإن ريحها‬
‫ليوجد من مسيرة كذا وكذا ‪.‬‬
‫(والمعنى أن المرأة التي تكشف ساقها أو شيئا من جسمها ‪ ،‬وتتمايل في مشيتها ‪،‬‬
‫ورأسها مرتفع بشعرها كأنه سنام جمل ‪ ،‬ل يتدخل الجنة حتى تلقى جزاءها) ‪.‬‬
‫إذا كان قدم المرأة ل يجوز كشفها ‪ ،‬فوجهها بالولى ‪ ،‬لنها تعرف به ‪ ،‬وفيه الفتنة‬ ‫‪-2‬‬
‫أكثر ‪ ،‬وسفور المرأة تقليد للكفار والجانب وتشبه بهم ‪ ،‬وفي الحديث ‪ ( :‬من تشبه‬
‫بقوم فهو منهم) ‪.‬‬
‫وليتنا قلدناهم في المخترعات النافعة كصنع الغواصات وغيرها مما يفيدنا ‪ ،‬ولكن كما‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫وعن اللب استعاضوا بالقشور‬ ‫قلدوني الغربى لكن بالفجور‬
‫المسئول هو الب والزوج والخ ‪ ،‬وكل راع يقوم على النساء ‪ ،‬قال صلى ال عليه‬ ‫‪-3‬‬
‫وسلم ‪ ( :‬كلكم راع ‪ ،‬وكلكم مسئول عن رعيته) ‪.‬‬

‫لبس الذهب والخاتم ‪:‬‬


‫عن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬اتخذ خاتما من فضلة ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ونقش فيه ‪ :‬محمد رسول ال ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي ال عنه ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن خاتم‬ ‫‪-2‬‬
‫الذهب ‪.‬‬
‫وعن عبدال بن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رأى خاتما من ذهب على‬ ‫‪-3‬‬
‫يد رجل ‪ ،‬فنزعه وطرحه ‪ ،‬وقال ‪( :‬يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده)‬
‫فقيل للرجل بعدما ذهب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬خذ خاتمك انتفع به ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ل وال ‪ ،‬ل آخذه أبدا وقد طرحه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫وعن علي بن أبي طالب قال ‪ :‬نهاني رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أن ألبس‬ ‫‪-4‬‬
‫خاتمي في هذه ‪ ،‬أو في التي تليها ‪ ،‬وأشار إلى الوسطى والتي تليها ‪.‬‬

‫(‪)52‬‬
‫وفي رواية النسائي ‪ :‬نهاني رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن الخاتم في السبابة‬
‫والوسطى ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر ‪ ،‬فل يلبس حريرا ول‬ ‫‪-5‬‬
‫ذهبا) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬عن الذهب والحرير ‪ ( :‬هذان حرام على ذكور أمتي ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫حلل لناثها) ‪.‬‬
‫(المراد الحرير الصلي المستخرج من دودة القز ‪ ،‬ل الحرير الصطناعي الموجود‬
‫الن) ‪.‬‬
‫وعن عبدال بن عمر ‪ ،‬أن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رأى على بعض أصحابه‬ ‫‪-7‬‬
‫خاتما من ذهب ‪ ،‬فأعرض عنه ‪ ،‬واتخذ خاتما من حديد ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا شر ‪ ،‬هذا حلية‬
‫أهل النار ‪ ،‬فألقاها ‪ ،‬فاتخذ خاتما من ورق (فضة) فسكت عنه ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه حرم ال‬ ‫‪-8‬‬
‫عليه ذهب الجنة) ‪.‬‬

‫يستفاد من الحاديث‬
‫أن الذهب محرم على الرجال ‪ ،‬حلل للنساء ‪ ،‬والمسلم هو الذي يستسلم لوامر ال‬ ‫‪-1‬‬
‫ورسوله ‪.‬‬
‫إذا لبس الرجل خاتم الذهب للزواج الذي يسمونه خاتم الخطبة ‪ ،‬فهو حرام من الكبائر‬ ‫‪-2‬‬
‫لنه خالف أوامر دينه ‪ ،‬وقلد الكفار والنصارى الذين ابتدعوا خاتم الخطبة ‪ ،‬ومن‬
‫تشبه بقوم فهو منهم ‪ ،‬وفي لبس خاتم الذهب تشبه بالنساء ‪ ،‬وفي الحديث ‪ ( :‬لعن‬
‫النبي المتشبهين من الرجال بالنساء) ‪.‬‬
‫يباح للرجال خاتم الفضة ‪ ،‬ما لم يكن للخطبة تجنبا لمشابهة الكفرة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الزينة في اللباس ‪:‬‬


‫هْر} ‪.‬‬
‫فطَ ِّ‬
‫ك َ‬ ‫قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫وثِيَاب َ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫ذكر ابن كثير في تفسير هذه الية ما خلصته ‪:‬‬
‫أغسلها ‪ ،‬وطهر نفسك من الذنوب والمعاصي وغيرها ‪.‬‬

‫(‪)53‬‬
‫د} ‪.‬‬ ‫ج ٍ‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫عندَ ك ُ ِّ‬
‫ل َ‬ ‫زينَتَك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ْ‬
‫خذُوا ِ‬ ‫وقال ال تعالى ‪{ :‬يَا بَنِي آدَ َ‬
‫م ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ذكر ابن كثير في تفسير هذه الية ‪ :‬عن ابن عباس قال ‪ :‬كان رجال يطوفون بالبيت‬
‫عراة ‪ ،‬فأمرهم ال بالزينة ‪ ،‬والزينة ‪ :‬اللباس ‪ ،‬وهو ما يواري السوأة وما سوى ذلك‬
‫من جيد البزّ والمتاع ‪ ،‬فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد ‪.‬‬
‫ثم قال ابن كثير بعد ذلك ‪:‬‬
‫(ولهذه الية وما ورد في معناها من السنة يُستحق التجمل عند الصلة ‪ ،‬ول سيما يوم‬
‫الجمعة ويوم العيد ‪ ،‬والطيب لنه من الزينة ‪ ،‬والسواك لنه تمام ذلك ‪ ،‬ومن أفضل‬
‫اللباس البياض) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬البسوا الثياب البيض ‪ ،‬فإنها أطهر وأطيب ‪ ،‬وكفنوا‬ ‫‪-3‬‬
‫فيها موتاكم) ‪.‬‬
‫وعن البراء بن عازب قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬مربوعا وقد رأيته‬ ‫‪-4‬‬
‫في حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫فقال رجل ‪ :‬إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ‪ ،‬ونعله حسنة ‪ ،‬قال ‪ :‬إن ال جميل‬
‫يحب الجمال ‪ ،‬الكبر بطر الحق ‪ ،‬وغمط الناس) "رد الحق تكبرا واحتقار الناس) ‪.‬‬
‫وعن أبي الحوص عن أبيه رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت النبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪-6‬‬
‫وعليّ ثوب دون (ردئ) ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ألك مال ؟‬
‫الرجل ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من أي المال ؟‬
‫الرجل ‪ :‬من البل والبقر والغنم والخيل والرقيق ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فإذا آتاك ال مالً ‪ ،‬فلُيرَ أثرُ نعمة ال عليك وكرامته ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬من أنعم ال عليه نعمة ‪ ،‬فإن ال يحب أن يرى أثر‬ ‫‪-7‬‬
‫نعمته على عبده) ‪.‬‬

‫الزينة للصلة والناس ‪:‬‬

‫(‪)54‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬ما على أحدكم إن وجد أو ما على أحدكم إن وجدتم أن‬ ‫‪-1‬‬
‫يتخذ ثوبين ليوم الجمعة ‪ ،‬سوى ثوبي مهنته) ‪.‬‬
‫وعن جابر رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في‬ ‫‪-2‬‬
‫غزوة بني أنمار ‪ ،‬قال ‪ :‬فينما أنا تحت شجرة ‪ ،‬إذا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫جابر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬هلُمّ إلى الظل ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يأتي ويُسلم وينزل ‪ ،‬فيأتي جابر بصغار القثاء ويُقربه‬
‫إلى الرسول صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من أين لكم هذا ؟ ‪.‬‬
‫جابر ‪ :‬خرجنا به من المدينة ‪.‬‬
‫يخرج راع لجابر ‪ ،‬وعليه بُردان قد أخلقا (بليا وتلفا) فنظر إليه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أما له ثوبان غير هذين ‪.‬‬
‫جابر ‪ :‬بل ‪ ،‬له ثوبان في العيبة كسوته إياهما ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فادعُه فليلبسهما ‪.‬‬
‫يأتي الراعي ‪ ،‬ويلبس الثوبين ويذهب ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما له ؟ ‪ -‬ضرب ال عنقه – أليس هذا خيرا ؟‬
‫الراعي يسمع كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫الراعي يتفاءل ‪ :‬في سبيل ال يا رسول ال ‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬في سبيل ال ‪.‬‬
‫الرجل يُقتل في سبيل ال ‪.‬‬

‫النظافة من السلم ‪:‬‬


‫عن جابر بن عبدال قال ‪ :‬أتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬زائرا في منزلنا‬ ‫‪-1‬‬
‫فرأى رجلً شعثا قد تفرق شعره فقال ‪ :‬أما كان يجد هذا ما يُسكن به شعره ؟ ورأى‬
‫رجلً آخر وعليه ثياب وسخة فقال ‪ :‬أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه ؟ ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من كان له شعر فليكرمه) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫(‪)55‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬عشرة من الفطرة ‪ :‬قص الشارب ‪ ،‬وإعفاء اللحية ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫والسواك ‪ ،‬واستنشاق الماء ‪ ،‬وقص الظافر ‪ ،‬وغسل البراجم (عقد الصابع) ونتف‬
‫البط ‪ ،‬وحلق العانة ‪ ،‬وانتقاصُ الماء (يعني الستنجاء) والمضمضة ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬خمس من الفطرة ‪ :‬الختان ‪ ،‬والستحداد "حلق العانة"‬ ‫‪-4‬‬
‫وتقليم الظافر ‪ ،‬ونتف البط ‪ ،‬وقص الشارب) ‪.‬‬

‫من آداب السلم ‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫ها أ ْ‬
‫من ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫س َ‬ ‫حيُّوا ْ بِأ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ف َ‬ ‫حي َّ ٍ‬
‫ة َ‬ ‫حي ِّيْتُم بِت َ ِ‬ ‫‪ -1‬قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫وإِذَا ُ‬
‫ها} ‪.‬‬‫ُردُّو َ‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬أولى الناس بال من بدأهم بالسلم) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وعن عبدال بن عمرو ‪ :‬أن رجلً سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أي السلم‬ ‫‪-3‬‬
‫خير ؟ قال ‪" :‬تُطعم الطعام ‪ ،‬وتقرأ السلم على من عرف ومن لم تعرف ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬ل تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ‪ ،‬ول‬ ‫‪-4‬‬
‫تؤمنوا حتى تحابوا ‪ ،‬أول أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلم بينكم ) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬يُسَلم الراكب على الماشي ‪ ،‬والماشي على القاعد ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫والقليل على الكثير) ‪.‬‬
‫وعن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬مرّ على صبيان‬ ‫‪-6‬‬
‫فسَلم عليهم ‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا سلم عليكم أهل الكتاب ‪ ،‬فقولوا ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫وعليكم) ‪.‬‬
‫وعن عمران بن حصين ‪ ،‬أن رجلً جاء إلى النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫السلم عليكم ‪ ،‬فردّ عليه ثم جلس ‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم "عشر" ‪ ،‬ثم جاء‬
‫آخر فقال ‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال ‪ ،‬فردّ عليه فجلس ‪ ،‬فقال ‪" :‬عشرون" ‪ ،‬ثم جاء‬
‫آخر فقال ‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال وبركاته ‪ ،‬فردّ عليه فجلس ‪ ،‬فقال "ثلثون" (أي‬
‫حسنة) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إذا دخلتم بيتا ‪ ،‬فسلموا على أهله ‪ ،‬وإذا خرجتم فأودعوا‬ ‫‪-9‬‬
‫أهله بالسلم) ‪.‬‬

‫(‪)56‬‬
‫‪ -10‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يا بُني إذا دخلت على أهلك ‪ ،‬فسلم يكن بركة عليك‬
‫وعلى أهلك) ‪.‬‬
‫‪ -11‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من بدأ بالكلم قبل السلم ‪ ،‬فل تجيبوه) ‪.‬‬
‫‪ -12‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا لقي أحدكم أخاه فليُسلم عليه ‪ ،‬فإن حالت بينهما‬
‫شجرة ‪ ،‬أو جدار ‪ ،‬أو ح جر ‪ ،‬ثم لقيه فليُسلم عليه) ‪.‬‬
‫‪ -13‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬يُجزئ عن الجماعة إذا مرُوا أن يُسلم أحدهم ويُجزئ عن‬
‫الجلوس أن يردّ أحدهم) ‪.‬‬
‫‪ -14‬وعن جابر أنه قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بعثني لحاجة ‪ ،‬ثم أدركته‬
‫وهو يسير ( قال قتيبة يُصلي) فسلمت عليه ‪ ،‬فأشار اليّ ‪ ،‬فلما فرغ دعاني ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫(إنك سلمت آنفا وأنا أصلي) ‪.‬‬
‫وهو مُوجه حينئذٍ قِبل المشرق ( أي موجه راحلته نحو الشرق)‬
‫‪ -15‬وعن ابن عمر قال ‪ :‬قلت لبلل كيف رأيت النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يرد عليهم‬
‫حين يسلمون عليه وهو يصلي ؟ قال ‪ :‬يقول هكذا وبسط كفه ‪.‬‬
‫والحديث دليل على أنه إذا سَلم أحد على المصلي رد عليه السلم بإشارة دون النطق ‪:‬‬
‫يسبط كافه اليمنى مستقيمة ‪.‬‬
‫والسلم على القارئ والذاكر والمدرس وعند دخول المسجد جائز من باب أولى ‪.‬‬
‫‪ -16‬السلم تحية أهل الجنة ( تحيتهم يوم يلقونه سلم) ‪.‬‬
‫‪ -17‬السلم اسم من أسماء ال الحسنى ‪.‬‬
‫‪ -18‬السلم معناه المان التام من الغدر والخيانة والغش ‪.‬‬
‫‪ -19‬السلم طريق المحبة ‪ ،‬والمحبة طريق اليمان ‪ ،‬واليمان طريق الجنة ‪.‬‬

‫المصافحة ل التقبيل ‪:‬‬


‫عن أبي الخطاب قتادة قال ‪ :‬قلت لنس ‪ :‬أكانت المصافحة في أصحاب الرسول صلى‬ ‫‪-1‬‬
‫ال عليه وسلم ؟ قال نعم ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إل غفر لهما قبل أن‬ ‫‪-2‬‬
‫يتفرقا) ‪.‬‬

‫(‪)57‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للسلم منكم ) "يعني‬ ‫‪-3‬‬
‫أهل اليمن" فقدم الشعريون ‪ ،‬فيهم أبو موسى الشعري ‪ ،‬فلما دنوا من المدينة ‪،‬‬
‫جعلوا يرتجزون ويقولون ‪:‬‬
‫محمد وصحبه‬ ‫غدا نلقى الحبة‬
‫فلما قدموا تصافحوا ‪ ،‬فكانوا هم أول من أحدث المصافحة‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه ‪ ،‬وأخذ بيده ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫فصافحه تناثرت خطاياهما ‪ ،‬كما يتناثر ورق الشجر) ‪.‬‬
‫وعن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬الرجل منا يلقى أخاه أو‬ ‫‪-5‬‬
‫صديقه ‪ ،‬أينحني له ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬أفيلتزمه ويُقبله ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فيأخذ بيده‬
‫ويصافحه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫وكان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يتعانقون إذا قدموا من سفر وأما‬
‫تقبيل اليد ففي الباب أحاديث وآثار كثيرة يدل مجموعها على ثبوت ذلك عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فنرى جواز تقبيل يد العالم إذا لم يمد يده متكبرا ‪ ،‬ول يكون‬
‫على سبيل التبرك ‪ ،‬ول يتخذ التقبيل عادة ‪ ،‬ول يُعطل المصافحة ول توضع على‬
‫الجبهة ‪.‬‬

‫ل أصافح النساء ‪:‬‬


‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إني ل أصافح النساء ‪ ،‬إنما قولي لمائة امرأة كقولي‬ ‫‪-1‬‬
‫لمرأة واحدة) ‪.‬‬
‫وقالت عائشة ‪ :‬ل وال ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة وما بايعهن إل بقوله ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫(قد بايعتك على ذلك) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد ‪ ،‬خير له‬ ‫‪-3‬‬
‫من أن يمس امرأة ل تحل له) ‪.‬‬

‫آداب العطاس والتثاؤب ‪:‬‬


‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إن ال يحب العطاس ويكره التثاؤب ‪ ،‬فإذا‬ ‫‪-1‬‬
‫عطس أحدكم وحمد ال كان حقا على كل مسلم سمعه أني قول له ‪ :‬يرحمك ال ‪ ،‬فأما‬

‫(‪)58‬‬
‫التثاؤب فإنما هو من الشيطان ‪ ،‬فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ‪ ،‬فان أحدكم إذا‬
‫تثاءب ضحك من الشيطان) ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم ‪:‬‬
‫(فإن أحدكم إذا قال ‪ :‬ها ضحك الشيطان منه) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا عطس أحدكم فليقل ‪ :‬الحمد ل وليقل له أخوه أو‬ ‫‪-2‬‬
‫صاحبه ‪ :‬يرحمك ال ‪ ،‬فإذا قال له ‪ :‬يرحمك ال ‪ ،‬فليقل ‪ :‬يهديكم ال ويصلح بالكم) ‪.‬‬
‫(‪)29‬‬
‫وغن لم يحمد‬ ‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا عطس أحدكم فحمد ال فشمتوه‬ ‫‪-3‬‬
‫ال فل تشمتوه) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا تثاءب أحدكم فليمسك يده على فمه ‪ ،‬فإن الشيطان ل‬ ‫‪-4‬‬
‫يدخل) ‪.‬‬
‫وكـان صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إذا عطس غطى وجهه بيده أو ثوبه ‪ ،‬وغض بها‬ ‫‪-5‬‬
‫صوته ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬شمت أخاك ثلثا فما زاد فإنما هي نزلة أو زكام) ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫(أي ل تشمته بعد الثالثة ‪ ،‬بل أدع له) ‪.‬‬
‫وعن نافع أن رجلً عطس إلى جنب ابن عمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬الحمد ال والسلم على رسول‬ ‫‪-7‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ابن عمر ‪ :‬وأنا أقول ‪ :‬الحمد ل والسلم على رسول‬
‫ال ‪ ،‬وليس هكذا ‪ ،‬علمنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نقول ‪( :‬الحمد ل على‬
‫كل حال) ‪.‬‬
‫يفيد هذا الحديث أن التقيد بتعاليم الرسول صلى ال عليه وسلم واجب ‪.‬‬

‫غيروا الشيب واجتنبوا السواد ‪:‬‬


‫ه‬
‫عن ْ ُ‬ ‫هاك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫خذُوهُ َ‬
‫و َ‬ ‫ل َ‬
‫ف ُ‬ ‫ما آتَاك ُ ُ‬
‫م الَّر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫‪ -1‬قال ال تعالى ‪َ { :‬‬
‫و َ‬
‫هوا} ‪.‬‬ ‫َ‬
‫فانت َ ُ‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬جزوا الشوارب ‪ ،‬وأعفوا اللحى ‪ ،‬خالفوا المجوس) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن اليهود والنصارى ل يصبغون فخالفوهم) ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ )(29‬قولوا له ‪ :‬يرحمك ال ‪.‬‬

‫(‪)59‬‬
‫وعن جابر رضي ال عنه قال ‪ :‬أتى بأبي قحافة يوم الفتح ولحيته ورأسه كالثغامة‬ ‫‪-4‬‬
‫بياضـا ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬غيروا هذا بشئ ‪ ،‬واحتنبوا‬
‫السواد) ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد‬ ‫‪-5‬‬
‫كحواصل الحمام ‪ ،‬ل يجدون ريح الجنة) ‪.‬‬
‫(‪)30‬‬
‫ويُصفر‬ ‫وعن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم كان يلبس النعال السبتية‬ ‫‪-6‬‬
‫(‪)31‬‬
‫والزعفران ‪ ،‬وكان ابن عمر يفعل ذلك ‪.‬‬ ‫لحيته بالورس‬
‫وعن ابن عباس قال ‪ :‬مرّ على النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رجل قد خضب بالحناء ‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫فقال ‪ :‬ما أحسن هذا ‪ ،‬قال ‪ :‬فمرّ آخر قد خضب بالحناء والكتم ‪ ،‬فقال ‪ :‬وهذا أحسن‬
‫من هذا ‪ ،‬ثم مرّ آخر قد خضب بالصفرة ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا أحسن من هذا كله ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬غيروا الشيب ‪ ،‬ول تشبهوا باليهود) ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫وعن عثمان بن عبدال بن موهب قال ‪ :‬دخلت على أم سلمة ‪ ،‬فأخرجت إلينا شعرً من‬ ‫‪-9‬‬
‫شعر النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬مخضوبا ‪.‬‬
‫وفي رواية أخرى ‪ :‬أن أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أرته شعر رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أحمر ‪.‬‬
‫‪ -10‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬على مشيخة من النصار بيض لحاهم فقال ‪:‬‬
‫(يا معشر النصار حمروا أو صفروا ‪ ،‬وخالفوا أهل الكتاب) ‪.‬‬
‫‪ -11‬وقد نقل عن المام أحمد ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬أنه يجب ‪ ،‬وعنه يجب ولو مرة ‪ ،‬وعنه ل‬
‫أحب لحد ترك الخضب ‪ ،‬وتشبه بأهل الكتاب ‪ ،‬وفي السواد عنه كالشافعية روايتان ‪:‬‬
‫المشهورة ‪ :‬يكره ‪ ،‬وقيل يحرم ‪ ،‬ويتأكد المنع لمن دلس به (أي غش) ‪.‬‬

‫واجبنا نحو الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫إن للرسول صلى ال عليه وسلم حقوقا وواجبات إذا أداها المسلم نفعه ال به ‪ ،‬وأسعده‬
‫بشفاعته ‪ ،‬وأكرمه بورود حوضه ‪ ،‬وسقاه من ماء كوثره ‪.‬‬
‫محبته صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أ‪:‬ثر من النفس والهل والمال والولد ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ )(30‬السبتية ‪ :‬نعال من جلد ‪.‬‬


‫‪ )(31‬الورس ‪ :‬نبت أصفر ‪.‬‬

‫(‪)60‬‬
‫طاعته في كل ما أمر به من دعاء ال وحده ‪ ،‬والستعانة به ‪ ،‬والصدق والمانة ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وحسن الخلق ‪ ،‬وغير ذلك مما جاء في القرآن وأحادثه الصحيحة ‪.‬‬
‫التحذير من الشرك الذي حذر منه الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهو صرف العبادة‬ ‫‪-3‬‬
‫لغير ال ‪ ،‬كدعاء النبياء والولياء وطلب المدد والعون منهم ‪ ،‬فقد قال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪( :‬من مات وهو يدعو من دون ال ندا دخل النار) ‪" .‬الند ‪ :‬المثل والشريك" ‪.‬‬
‫إن نؤمن بما أخبر به القرآن والرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬من الصفات ‪ ،‬كعلو ال‬ ‫‪-4‬‬
‫علَى} ‪ ،‬وقوله‬ ‫ك اْل َ ْ‬ ‫م َرب ِّ َ‬‫س َ‬‫حا ْ‬ ‫على عرشه ‪ ،‬تحقيقا لقوله تعالى ‪َ { :‬‬
‫سب ِّ ِ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إن ال كتب كتابا فهو عنده فوق العرش) ‪ .‬وان ال مع عباده‬
‫ما‬‫عك ُ َ‬ ‫فا إِنَّنِي َ‬
‫م َ‬ ‫خا َ‬‫ل َل ت َ َ‬ ‫قا َ‬‫يسمعهم ويراهم ويعلم أحوالهم لقوله تعالى ‪َ { :‬‬
‫وأََرى } ‪.‬‬ ‫ع َ‬
‫م ُ‬
‫َ‬
‫أ ْ‬
‫س َ‬
‫إن من واجب المسلمين أن يشكروا ال على بعثه ومولد الرسول الكريم صلى ال عليه‬ ‫‪-5‬‬
‫وسلم ‪ ،‬فيتمسكوا بسنته ‪ ،‬ومنها صيام يوم الثنين الذي سئل عن صومه فقال ‪( :‬ذاك‬
‫يوم وُلدت فيه ‪ ،‬وفيه بُعثت ‪ ،‬وعليّ أُنزل) ‪( ،‬أي القرآن) ‪.‬‬
‫أما الحتفال بيوم مولده صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬الذي أحدثه المتأخرون ‪ ،‬فلم يعرفه‬ ‫‪-6‬‬
‫الرسول والصحابة والتابعون ولو كان في الحتفال خير لسبقونا إليه ‪ ،‬وأرشدنا إليه‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كما أرشدنا في الحديث السابق إلى صوم يوم الثنين‬
‫الذي وُلد فيه ‪ ،‬علما بأن الرسول صلى ال عيه وسلم ‪ ،‬مات يوم الثنين ‪ ،‬فليس‬
‫الفرع بأولى من الحزن على موته صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫إن الموال التي تنفق في الحتفالت ‪ ،‬ولو أُنفقت في بيان شمائل الرسول صلى ال‬ ‫‪-7‬‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وسيرته ‪ ،‬وأخلقه ‪ ،‬وأدبه ‪ ،‬وتواضعه ‪ ،‬ومعجزاته ‪ ،‬وأحاديثه ‪،‬‬
‫ودعوته للتوحيد التي بدأ بها رسالته وغيرها من المور النافعة ‪ ،‬لو فعل ذلك‬
‫المسلمون لنصرهم ال كما نصر رسوله صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫إن المحـب الصادق للرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يهمه إتباع أوامره ‪ ،‬والعمل‬ ‫‪-8‬‬
‫بسنته ‪ ،‬والحكم بقرآنه والكثار من الصلة عليه صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫التحلي بأخلق الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫إذا كنت محبا صادقا لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فتخلق بأخلقه ‪:‬‬

‫(‪)61‬‬
‫أترك الفحش ‪ ،‬وهو كل ما قبح وساء من قول أو فعل ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أخفض صوتك ‪ ،‬وأغضض منه إذا نطقت ‪ ،‬وخاصة في المجتمعات العامة ‪ ،‬كالسواق‬ ‫‪-2‬‬
‫والمساجد ‪ ،‬والحفلت وغيرها ‪ ،‬ما تكن خطيبا أو واعظا ‪.‬‬
‫أدفع السيئة التي تقد تصيبك من أحد بالحسنة ‪ ،‬بأن تعفو عن المسئ ‪ ،‬فل تؤاخذه ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وتصفح عنه بأن ل تعاقبه ‪ ،‬ول تهجره ‪.‬‬
‫أترك التأنيب والتعنيف لخادمك ‪ ،‬أو زميلك أو ولدك ‪ ،‬أو تلميذك ‪ ،‬أو زوجتك إذا‬ ‫‪-4‬‬
‫أخطأوا أو قصروا ‪.‬‬
‫ل تُقصر في واجبك ‪ ،‬ول تبخس حق غيرك ‪ ،‬حتى ل تضطره إلى أن يقول لك ‪ِ :‬لمَ‬ ‫‪-5‬‬
‫فعلت كذا ‪...‬؟ أو ِلمَ لم ل تفعل كذا ؟ لئما عليك ‪ ،‬أو عاتبا عليك ‪.‬‬
‫أترك الضحك إل قليلً ‪ ،‬وليكن جلّ ضَحِكك التبسم ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ل تتأخر عن قضاء حاجة الضعيف والمسكين والمرأة ‪ ،‬والمشي معهم في غير تكبر‬ ‫‪-7‬‬
‫ول استنكاف ‪.‬‬
‫مساعدة أهل البيت على شئون البيت ‪ ،‬ولو كان حلب شاة ‪ ،‬أو طهي طعام أو غيره ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫البس أحسن الثياب التي عندك ‪ ،‬ل سيما وقت الصلة ‪ ،‬والعياد ‪ ،‬والحفلت ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬ل تتكبر عن الكل على الرض ‪ ،‬وكل ما وجد من الطعام ‪ ،‬والكتفاء بقليل الطعام ول‬
‫تعيبه ‪.‬‬
‫‪ -11‬العمل ومشاركة العاملين ‪ ،‬ولو بحفر الرض ونقل التراب ‪ ،‬والسرور بذلك إظهارا لعدم‬
‫التكبر ‪.‬‬
‫‪ -12‬عدم الرضا بالمدح الزائد ‪ ،‬والطراء المبالغ فيه ‪ ،‬والكتفاء بما هو ثابت للعبد ‪ ،‬وبما‬
‫قام به من صفات الحق والفضل والخير ‪.‬‬
‫‪ -13‬ل تنطق ببذاء ول جفاء ‪ ،‬ول كلم فاحش ولو مازحا ‪.‬‬
‫‪ -14‬ل تقل سوءا ول تفعله ‪.‬‬
‫‪ -15‬ل تواجه أحدا من إخوانك بمكروه ‪.‬‬
‫(‪)32‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -16‬لزم سلمة النطق ‪ ،‬وحلو الكلم‬
‫‪ -17‬ل تكثر المزاح ‪ ،‬ول تقل إل الصدق ‪.‬‬

‫() هذه الفقرات مأخوذة بتصرف من كتاب العلم والعلماء للشيخ أبي بكر الجزائري المدرس في‬ ‫‪32‬‬

‫المدينة المنورة ‪.‬‬

‫(‪)62‬‬
‫‪ -18‬أرحم النسان والحيوان حتى يرحمك ال ‪.‬‬
‫‪ -19‬احذر البخل ‪ ،‬فهو مكروه من ال والناس ‪.‬‬
‫‪ -20‬نم باكرا ‪ ،‬واستيقظ للعبادة والجتهاد والعمل ‪.‬‬
‫‪ -21‬ل تتأخر عن صلة الجماعة في المسجد ‪.‬‬
‫‪ -22‬احذر الغضب وما ينتج عنه ‪ ،‬وإذا غضبت فاستعذ من الشيطان الرجيم ‪.‬‬
‫‪ -23‬الزم الصمت ‪ ،‬ول تكثر الكلم فهو مسجل عليك ‪.‬‬
‫‪ -24‬اقرأ القرآن بفهم وتدبر ‪ ،‬واسمعه من غيرك ‪ ،‬وأعمل به ‪.‬‬
‫‪ -25‬ل ترد الطيب ‪ ،‬واستعمله دائما ‪ ،‬ل سيما عند الصلة ‪.‬‬
‫‪ -26‬استعمل السواك فهو مفيد جدا ‪ ،‬ل سيما عند الصلة ‪.‬‬
‫‪ -27‬كن شجاعا ‪ ،‬وقل الحق ولو على نفسك ‪.‬‬
‫‪ -28‬أقبل النصيحة من كل إنسان واحذر ردها ‪.‬‬
‫‪ -29‬اعدل بين زوجاتك وأولدك وفي كل أعمالك ‪.‬‬
‫‪ -30‬اصبر على أذى الناس وسامحهم ‪ ،‬حتى يسامحك ال ‪.‬‬
‫‪ -31‬أحب للناس ما تحب لنفسك ‪.‬‬
‫‪ -32‬أكثر من السلم عند الدخول والخروج واللقاء وفي السواق ‪.‬‬
‫‪ -33‬تقيد بلفظ السلم الوارد في السنة ‪ ،‬وهو ‪" :‬السلم عليكم ورحمة ال وبركاته" ول‬
‫يُغني عنه كلمة (صباح الخير ‪ ،‬ومساء الخير) أو (أهلً ومرحبا) ويمكن قولها بعد‬
‫السلم ‪.‬‬
‫‪ -34‬كن نظيفا في مظهرك ولباسك ‪.‬‬
‫‪ -35‬غيّر شيبك بالصفر أو الحمر ‪ ،‬واحذر السواد امتثالً لمر الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫‪ -36‬تمسك بسنن الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬حتى تدخل في قوله ‪( :‬إن من ورائكم أيام‬
‫الصبر ‪ ،‬للمُتمسك فيهن بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا نبي ال أو منهم ؟‬
‫قال ‪ :‬بل منكم) ‪.‬‬
‫‪ -37‬اللهم أرزقنا العمل بكتابك ‪ ،‬وسنة نبيك ‪ ،‬وأرزقنا حبه واتباعه وشفاعته صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬يوم القيامة ‪.‬‬

‫(‪)63‬‬
‫‪:‬‬ ‫مكارم أخلق الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫منها وما يتعشق الكبراء‬ ‫يا من لـه الخلق ما تهوى العل‬
‫**‬

‫دينا يضيء بنوره الناء‬ ‫لو لــم تُقــم دينا لقامت وحدها‬
‫**‬

‫يُغري بهن ويُولع الكرماء‬ ‫زانتك في الخلق العظيم شمائل‬


‫**‬

‫وفعلت ما ل تفعل (الكرماء)‬ ‫وإذا سخوت بلغت بالجود المدى‬


‫**‬

‫ل يستهين بعفوك الجهلء‬ ‫وإذا عفوت فقادرا ومقدرا‬


‫**‬

‫هذان في الدنيا هُما الرحماء‬ ‫فإذا رحمت فأنت أم أو أب‬


‫**‬

‫في الحق ل ضغن ول بغضاء‬ ‫وإذا غضبت فإنما هي غضبة‬


‫**‬

‫ورضا الكثير تحلم ورياء‬ ‫وإذا رضيت فذاك في مرضاته‬


‫**‬

‫تعرو الندى وللقلوب بكاء‬ ‫وإذا خطبت فللمنابر هزة‬


‫**‬

‫جاء الخصوم من السماء قضاء‬ ‫وإذا قضيت فل ارتباب كأنما‬


‫**‬

‫لجميع عهدك ذمة ووفاء‬ ‫وإذا أخذت العهد أو أعطيته‬


‫**‬

‫بالحق من ملف الهدى غزاء‬ ‫بك يا ابن عبدال قامت سمحة‬


‫**‬

‫نادى بها الحكماء والعقلء‬ ‫بنيت على التوحيد وهي حقيقة‬


‫**‬

‫والناس تحت لوائها أكفاء‬ ‫ال فوق الخلق فيها وحده‬


‫**‬

‫والمر شوى والحقوق قضاء‬ ‫والدين يسر والخلفة بيعة‬


‫**‬

‫(‪)64‬‬
‫فالكل في حق الحياة سواء‬ ‫اتصفت أهل الفقر من أهل الغنى‬
‫**‬

‫ما لم ينل في رومة الفقهاء‬ ‫ظلموا شريعتك التي نلنا بها‬


‫**‬

‫حاد وحنت بالفل وجناء‬ ‫صل عليك ال ما صحب الدجى‬


‫**‬

‫(‪)65‬‬
‫حسان يدافع عن الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫تثير النقع موعدها كداء‬ ‫عدمنا خيلنا إن لم تروها‬
‫**‬

‫على أكتافها السل الظماء‬ ‫يبارين السنة مصعدات‬


‫**‬

‫تلطمهن بالحمر النساء‬ ‫تظل جيادنا متمطرات‬


‫**‬

‫وكاد الفتح وانكشف الغطاء‬ ‫فإما تعرضوا عنا اعتمدنا‬


‫**‬

‫يعز ال فيه من يشاء‬ ‫وإل فاصبروا لجلد يوم‬


‫**‬

‫وروح القدس ليس لـه كفاء‬ ‫وجبريل أمين ال فينا‬


‫**‬

‫يقول الحق إن نفع البلء‬ ‫وقال ال قد أرسلت عبدا‬


‫**‬

‫فقلتم ل نقوم ول نشاء‬ ‫شهدت به فقوموا صدقوه‬


‫**‬

‫فأنت مجوف نخب هواء‬ ‫أل أبلغ أبا سفيان عني‬


‫**‬

‫وعبد الدار سادتها الماء‬ ‫بأن سيوفنا تركتك عبدا‬


‫**‬

‫وعند ال في ذاك الجزاء‬ ‫هجوت محمدا فأجبت عنه‬


‫**‬

‫فشركما لخيركما الفداء‬ ‫أنهجوه وليست بكفء‬


‫**‬

‫ويمدحه وينصره سواء‬ ‫فمن يهجو رسول ال منكم‬


‫**‬

‫لعرض محمد منكم فداء‬ ‫فإن أبي ووالدة وعرضي‬


‫**‬

‫وبحري ل تكدره الدلء‬ ‫لساني صارم ل عيب فيه‬


‫**‬

‫(‪)66‬‬
)67(
‫عقيدة المسلم ‪:‬‬
‫فأنا المقر بأنني وهابي‬ ‫متوهبا‬ ‫(‪)33‬‬
‫إن كان تابع أحمد‬
‫**‬

‫رب سوى المتفرد الوهاب‬ ‫أنفي الشريك عن الله فليس لي‬


‫**‬

‫قبر لـه سبب من السباب‬ ‫ل قبة ترجى ول وثن ول‬


‫**‬

‫ول نصب من النصاب‬ ‫(‪)34‬‬


‫عين‬ ‫كل ول حجر ‪ ،‬ول شجر ول‬
‫**‬

‫أو حلقة ‪ ،‬أو ودعة أو ناب‬ ‫(‪)35‬‬


‫أيضا ولست معلقا لتميمــة‬
‫**‬

‫ال ينفعني ‪ ،‬ويدفع ما بي‬ ‫لرجاء نفع ‪ ،‬أو لدفع بلية‬


‫**‬

‫في الدين ينكره أولو اللباب‬ ‫والبتداع وكل أمر محدث‬


‫**‬

‫أرضاه دينا ‪ ،‬وهو غير صواب‬ ‫أرجو بأني ل أقاربه ول‬


‫**‬

‫بخلف كل مسئول مرتاب‬ ‫وأعوذ مـن جهميـة (‪)36‬عنها عتت‬


‫**‬

‫فيها مقال السادة والنجاب‬ ‫فإن حسب قدوة‬ ‫(‪)37‬‬


‫والستواء‬
‫**‬

‫وابن حنبل التقى الواب‬ ‫الشافعي ومالك وأبي حنيفة‬


‫**‬

‫‪ )(33‬المراد بأحمد ‪ :‬الرسول صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬


‫‪ )(34‬عين ما يغتسلون بها للتبرك والشفاء ‪.‬‬
‫‪ )(35‬التميمة ‪ :‬الخرزة ونحوها وتوضع للحماية من العين ‪.‬‬
‫‪ )(36‬الجهمية ‪ :‬فرقة ضالة تنكر أن ال في السماء ‪ ،‬وتقول إن ال في كل مكان ‪.‬‬
‫‪ )(37‬الستواء ‪ :‬هو العلُو والرتفاع ‪.‬‬

‫(‪)68‬‬
)69(

You might also like