Professional Documents
Culture Documents
قطوف من الشمائل المحمدية
قطوف من الشمائل المحمدية
قطوف من الشمائل المحمدية
إن الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من
يهده ال فل مضل له ،ومن يضلل فل هادي له .
وأشهد أن ل اله إل ال وحده ل شريك له ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد فإن أقدم لخواني القراء المسلمين الكرام :
قطوفا من الشمائل المحمدية ،والخلق النبوية ،والداب السلمية ليطلعوا عليها ،ويقتدوا
بهذا الرسول الكريم صلى ال عليه وسلم ،في أخلقه ،وآدابه ،وتواضعه ،وحلمه ،
وشجاعته ،وكرمه ،وتوحيده لربه ،ول سيما نحن في عصر نحتاج إلى نشر التوحيد
والخلق اللذين انتصر بهما المسلمون ،وانتشر السلم .
وما أحسن قول الشاعر :
فإن هم ذهبت أخلقهم ذهبوا وإنما المم الخلق ما بقيت
وال أسأل أن ينفع بهذا الكتاب المسلمين ،ويجعله خالصا لوجهه الكريم .
()2
شر مثْلُك ُم يوحى إل َ َ َ َ وقال ال تعالى ُ { : -2
م ي أن َّ َ
ما إِل َ ُ
هك ُ ْ ِ ّ ْ ُ َ ل إِن َّ َ
ما أنَا ب َ َ ٌ ِّ ق ْ
} إِل َ ٌ
ه
وسئل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،عن صوم يوم الثنين قال ( :ذلك يوم ولدت -3
فيه ،وفيه بعثت ،وفيه أنزل الحق) .
لقد ولد الرسول صلى ال عليه وسلم يوم الثنين من شهر ربيع الول في مكة -4
المكرمة عام الفيل عام 571م من أبوين معروفين :أبوه عبدال بن عبدالمطلب ،وأمه
آمنة بنت وهب ،سماه جده محمدا صلى ال عليه وسلم ،وقد مات أبوه قبل ولدته .
إن من واجب المسلمين أن يعرفوا قدر هذا الرسول الكريم ،فيحكموا بالقرآن الذي -5
أُنزل عليه ،ويتخلقوا بأخلقه ،ويهتموا بالدعوة إلى التوحيد التي بدأ بها رسالته
حدًا} . كب َ وَل أ ُ ْ ما أَدْ ُ متمثلة في قوله تعالى ُ { :
هأ َر ُ ِ ِ
ش ِ عو َربِّي َ ل إِن َّ َ
ق ْ
()3
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ،ليس بالطويل -1
البائن ول القصير .
كان الرسول صلى ال عليه وسلم ،أبيض مليح الوجه . -2
،عريض ما بين المنكبين ،كث ()1
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،مربوعا -3
اللحية ،تعلوه حُمرة ،جمته إلى شحمة أذنيه ،لقد رأيته في حُلة حمراء ،ما رأيت
أحسن منه ( .كث اللحية :كثير الشعر) (جمته :شعره) .
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ضخم الرأس واليدين والقدمين ،حسن الوجه ، -4
لم أر قبله ول بعده مثله .
كان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديرا . -5
سرّ استنـار وجهه ،حتى كأن وجهه قطعة
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ُ -6
قمر ،وكنا نعرف ذلك .
كان الرسول صلى ال عليه وسلم ل يضحك إل تبسما ،وكنت إذا نظرت إليه قلت -7
أكحل العينين وليس بأكحل .
وعن عائشة قالت :ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا ، -8
حتى أرى منه لهواته ،إنما كان ضحكه التبسم ( .لهواته :أقصى حلقه) .
وعن جابر بن سمرة رضي ال عنه قال ( :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،في -9
ليلة إضحيان فجعلت أنظر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم والى القمر ،وعليه
حلة حمراء ،فإذا هو عندي أحسن من القمر ( .إضحيان :مضيئة مقمرة) .
-10وما أحسن من قال في وصف الرسول صلى ال عليه وسلم :
ثمال اليتامي عصمة للرامل . وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
هذا الشعر من كلم أبي طالب أنشده ابن عمر وغيره ،لما أصاب المسلمين قحط ،
فدعا لهم الرسول قائلً ( :اللهم أسقنا) فنزل المطر ( .ثمال :مُطعم ،عِصمة :مانع
من ظلمهم) .
والمعنى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم المنعوت بالبياض يسأله الناس أن يتوجه
إلى ال بوجهه الكريم ودعائه أن يُنزل عليهم المطر وذلك في حال حياته صلى ال
()4
عليه وسلم ،أما بعد مماته فقد توسل الخليفة عمر بالعباس أن يدعو لهم بنزول المطر
ولم يتوسل بالرسول صلى ال عليه وسلم :وأنشد من كنانة فقال :
سُقينا بوجه النبي المطر لك الحمد والحمد ممن شكر
***
أضحى لنا قمرا بكل مكان ذو الصورة البيضاء والوجه الذي
***
()5
لبنا ،فأخذ الشاة فمسح ضرعها بيده ،ودعا ال ،وحلب في إناء حتى علت الرغوة ،
وشرب الجميع ،ولكن هذه الرواية طرقها ما بين ضعيفة وواهية إل طريقا واحدا يريوها
الصحابي قيس بن النعمان السكوني ونصها :
(لما انطلق رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر يستخفيان نزل بأبي معبد فقال :وال ما
لنا شاة ،وإن شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن .
الرسول صلى ال عليه وسلم :فما تلك الشاة ؟
أبو معبد :أتى بها .
الرسول صلى ال عليه وسلم :دعا بالبركة عليها ،ثم حلـب عُسـا فسقاه ثم شربوا .
(عُسا :قدحا كبيرا) .
أبو معبد :أنت الذي يزعم قريش أنك صابئ .
الرسول صلى ال عليه وسلم :إنهم ليقولون .
أبو معبد :أشهد أن ما جئت به حق .
أبو معبد :أتبعك .
الرسول صلى ال عليه وسلم :ل ،حتى تسمع أنا قد ظهرنا ( :أي انتصرنا) .
أبو معبد :فاتبعه بعد ( :أي لحقه بعد أن ظهر في المدينة) .
()6
وقال صلى ال عليه وسلم :سألت ربي ثلثا ،فأعطاني ثنتين ،ومنعني واحدة : -6
سألت ربي أل يهلك أمتي بالسّنة ،فأعطانيها ،وسألته أن يهلك أمتي بالغرق
فأعطانيها ،وسألته أن يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها) ( .السنة :القحط) .
وفي رواية ( :فسألته أن ل يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها) .
وقال أنس بن مالك في حديث السراء وفيه : -7
(والنبي صلى ال عليه وسلم ،نائمة عيناه ،ول ينام قلبه) .
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :أنا سيد ولد آدم يوم القيام ،وأول من تنشق -8
عه الرض ،شافع ومشفع) .
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :فضلت على النبياء بست :أعطيت جوامع -9
الكلم ،وجعلت لي الرض مسجدا وطهورا ،وأرسلت إلى الخلق كافة ،وختم بي
النبيون) .
-10وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا ،حتى
كنت في القرن الذي كنت منه) .
-11وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إن مثلي ومثل النبياء قبلي ،كمثل رجل بنى
بنيانا فأحسنه وأجمله ،إل موضع لبنة من زاوية من زواياه ،فجعل الناس يطوفون
به ويعجبون لـه ،ويقولون :هل وضعت هذه اللبنة ؟ قال :فأنا اللبنة ،وأنا خاتم
النبيين) .
-12وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إني عند ال مكتوب خاتم النبيين ،وإن آدم
لمنجدل في طينته ،وسأخبركم بأول أمري :دعوة إبراهيم ،وبشارة عيسى ،ورؤيا
أمي التي رأت حين وضعتنا ،وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام) .
(لمنجدل :ملقى على الرض) .
-12جاء الملك جبريل إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم في غار حراء فقال ( :إقرأ باسم
ربك الذي خلق) فرجع بها رسول ال صلى ال عليه وسلم ،يرجف فؤاده ،فدخل على
خديجة بنت خويلد وأخبرها :لقد خشيت على نفسي ،فقالت خديجة :كل وال ما
،وتكسب المعدوم ،وتقري ()2
يخزيك ال أبدا ،إنك لتصل الرحم ،وتحمل الكل
الضيف ،وتعين على نوائب الحق ،فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل ،فقالت له
()7
خديجة ،يا ابن عم :أسمع من إبن أخيك ،فأخبره رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
الذي نزل ال على موسى ،يا ليتني ()3
خبر ما رأى ،فقال له ورقة :هذا الناموس
فيها جذعا ،ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
أومرجي هم ؟ قال :نعم ،لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إل عودي ،وإن يدركني
يومك أنصرك نصرا مؤزرا) .
()8
عندنا فعَرق ،فجاءت ()7
عن أنس قال :دخل علينا النبي صلى ال عليه وسلم فقال -2
أمي بقارورة ،فجعلت تسلُت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى ال عليه وسلم ،فقال :
( يا أم سليم ،ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت :هذا عرقك نجعله طيبنا ،وهو من أطيب
الطيب .
كان صلى ال عليه وسلم ،يعرف بريح الطيب إذا أقبل . -3
وعن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم ( كان ل يرد الطيب) . -4
وقال صلى ال عليه وسلم ( :أطيب الطيب المسك) . -5
()9
كان ل يقرأ القرآن في أقل من ثلثة (أيام) . -2
كان يقطع قراءته آية آية ( :الحمد ل رب العالمين) ثم يقف (الرحمن الرحيم) ثم -3
يقف.
كان صلى ال عليه وسلم يقول ( :زينوا القرآن بأصواتكم ،فإن الصوت الحسن يزيد -4
القرآن حسنا) .
كان يمد صوته بالقرآن مدا . -5
كان يقوم إذا سمع الصارخ (الديك) . -6
كان يصلي في نعليه ( :إذا كان المكان غير مفروش) . -7
كان إذا حزبه أمر صلى (حزبه :كربه) . -8
كان إذا جلس في الصلة وضع يديه على ركبتيه ،ورفع إصبعه اليمنى التي تلي -9
البهام فدعا بها .
-10كان يُحرك إصبعه اليمنى يدعو بها .
(السبابة عند الجلوس في الصلة) .
ويقول ( :لهي أشد على الشيطان من الحديد) .
-11كان يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره (في الصلة) .
-12إن الئمة الربعة أجمعت على قول :إذا صح الحديث فهو مذهبي ،فيكون التحريك ،
وضع اليدين على اليدين على الصدر في الصلة من مذهبهم ،وهو من سنن الصلة .
-13لقد أخذ بسنة تحريك الصبع (السبابة) في الصلة المام مالك وغيره ،وبعض
الشافعية – رحمهم ال – كما في شرح المهذب للنووي 3/454ذكر ذلك محقق جامع
الصول .
-14وقد بين الرسول صلى ال عليه وسلـم ،الحكمة من تحريكها في الحديث المذكور
أعله ،لن تحريك الصبع يشير إلى توحيد ال ،وهذا التحريك أشد على الشيطان من
ضرب الحديد ،لنه يكره التوحيد ،فعلـى المسلم أن يتبع الرسول صلى ال عليه
وسلم ،ول ينكر سنته ،فقد قال صلى ال عليه وسلم ( :صلوا كما رأيتموني أصلي) .
-15كان يعقد التسبيح (بيمينه) .
()10
قال صلى ال عليه وسلم ( :من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من -1
ذنبه) .
قال صلى ال عليه وسلم ( :من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصوم -2
الدهر) .
وقال صلى ال عليه وسلم :ثلث من كل شهر ،ورمضان إلى رمضان ،فهذا صيام -3
احتسب على ال أن يكفر السنة التي قبله ،والسنة ()8
الدهر كله ،صيام يوم عرفة
احتسب على ال أن يكفر السنة التي قبله) . ()9
التي بعده ،وصيام (يوم) عاشوراء
. ()10
وقال صلى ال عليه وسلم ( :لئن بقيت إلى قابل لصومن التاسع) -4
سئل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عن صوم يوم الثن ين والخم يس ؟قال :يومان -5
تعرض فيهما العمال على رب العالمين ،فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) .
نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،عن صوم يوم الفطر والضحى . -6
ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،استكمل صيام شهر قط ،إل رمضان . -7
()11
عن أبي هريرة رضي ال عنه قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،يقوم حتى -4
تنتفخ قدماه فيقال له :يا رسول ال تفعل هذا وقد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما
تأخر ؟ قال ( :أفل أكون عبدا شكورا) .
()12
صفة حوض الرسول صلى ال عليه وسلم :
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :حوضي مسيرة شهر ،ماؤه أبيض من اللبن ،
وريحه أطيب من المسك ،وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه فل يظمأ أبدا) .
(كيزان :جمع كوز وهو البريق) .
()13
وعن عمرو بن الحارث رضي ال عنهما قال ك ما ترك رسول ال صلى ال عليه -5
وسلم عند موته دينارا ول درهما ،ول عبدا ول أمة ،ول شيئا إل بغلته البيضاء التي
كان يركبها ،وسلحه ،وأرضا جعلها لبن السبيل صدقة .
()14
يستفاد من الحديث :
كان الرسول صلى ال عليه وسلم ،وصحابتـه يشتد به الجوع ،فيخرجون من -1
بيوتهم ،لعلهم يجدون طعاما ،آخذين بالسباب .
ل بأس أن يذهب الرجل إلى تناول الطعام في بيت أحد أصحابه ،إذا كان يعلم أن ذلك -2
يسره .
يجوز للرجل سؤال المرأة من وراء حجاب إذا لم يكن وحده . -3
التنبيه على فضل النعمة ،وشكر خالقها ،وعدم الشتغال بها عن المنعم ،قال ال -4
َ تعالى { :لَئِن َ
م} زيدَنَّك ُ ْ
مل ِشكَْرت ُ ْ
()15
وعن عائشة رضي ال عنها قالت :ما شبع آل محمد صلى ال عليه وسلم منذ قدموا -7
المدينة – ثلثة أيام تباعا – من خبر بر ،حتى مضى لسبيله (أي مات) .
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :اللهم أجعل رزق آل محمد قوتا) (أي ما يسد -8
الجوع) .
الحديث الثاني :يدخل الصحابة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،على ولده إبراهيم
وهو عند مرضعته ،فيأخذه ويقبله ويشمه ،ثم يدخل الصحابة عليه بعد ذلك فيجدون إبراهيم
يجود بنفسه (أي يموت) فجعلت عينا رسول ال صلى ال عليه وسلم تذرفان (تدمعان) .
عبدالرحمن بن عوف :وأنت يا رسول ال (تبكي) .
الرسول صلى ال عليه وسلم :إنها رحمة ...إن العين تدمع ،والقلب يحزن ،ول نقول إل
ما يُرضي ربنا ،وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون .
()16
يستفاد من الحديث :
جواز البكاء على المبيت بدون صراخ ول نواح . -1
جواز الحزن على الميت ،مع تجنب الكلم الذي يدل على السخط والغضب ،والرضا -2
بالقدر والتسليم .
البكاء رحمة . -3
الصبر والحتساب . -4
()17
هل هو صحابي ؟ قال :ل ،بل بينه وبين أبي الحسن الشاذلي خمسة مشايخ وقد رأى
الرسول يقظة ،قلت له :الصحابة لم يروا الرسول يقظة بعد موته ،فلم يقتنع ،فقلت
في نفسي :هذا من الكذب على الرسول صلى ال عليه وسلم الذي حذر منه بقوله :
(من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) .
سئـل شيخ السلم زكريا النصاري عن رجل زعم أنه رأى النبي صلى ال عليه -6
وسلم ،يأمر بشئ ،فقال :يكره ،بل يحرم ،ونص العلماء على أن الرؤيا ل يؤخذ
منها أحكام .
يدعي بعض الصوفية كابن عربي أنهم يأخذون علوم الشريعة من الرسول صلى ال -7
َ
م ت لَك ُ ْ
م ِدينَك ُ ْ مل ْ ُم أك ْ َ
و َعليه وسلم مباشرة مخالفين قوله تعالى { :الْي َ ْ
م ِدينًا} . َ
سل َ َم ال ِ ْ ت لَك ُ ُضي ُوَر ِ
متِي َ ع َ علَيْك ُ ْ
م نِ ْ ت َ
م ُ
م ْ
وأت ْ ََ
إن أكبر رد على من يدعي رؤية الرسول صلى ال عليه وسلم يقظة بعد موته قوله -8
ن} .عثُو َ خ إِلَى ي َ ْ
وم ِ يُب ْ َ هم بَْرَز ٌ
وَرائ ِ ِ
من َ تعالى َ { :
و ِ
()18
وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم :
م
ه ُ
ف ُ م َّ
ت َ خلْدَ أ َ َ
فإِن ِّ ك ال ْ ُ
قبْل ِ َ
من َ
ر ِّ علْنَا لِب َ َ
ش ٍ ج َ
ما َ -1قال ال تعالى َ { :
و َ
ن} . ال ْ َ
خالِدُو َ
وقال صلى ال عليه وسلم ( :إن ال عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض -2
نبيها قبلها ،فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها ،وإذا أراد هلكة أمة ،عذبها ونبيها
حي ،فأهلكها وهو ينظر ،فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه ،وعصوا أمره) -فرطا
وسلفا :أجرا متقدما . -
وقال صلى ال عليه وسلم ( :إن ال خير عبدا بين الدنيا ،وبين ما عند ال ،فاختار -3
ذلك العبد ما عند ال) فبكى أبو بكر .
وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ( :آخر نظرة نظرتها إلى رسول ال صلى ال -4
عليه وسلم ،كشف الستارة يوم الثنين فنظرت إلى وجهه ،كأنه ورقة مصحف ،
والناس خلف أبي بكر ،فكاد الناس أن يضطربوا ،فأشار إلى الناس أن أثبتوا ،وأبو
بكر يؤمهم ،وألقى السجف (الستر) وتوفى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،من آخر
ذلك اليوم .
وعن عائشة رضي ال عنها قالت :قبضه ال ،وإن رأسه لبين نحري وسحري -5
(أرادت أنه مات في حضنها) .
وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ( :لما وجد رسول ال صلى ال عليه وسلم ، -6
من كرب الموت ما وجد ،قالت فاطمة رضي ال عنها :واكرباه ،فقال النبي صلى
ال عليه وسلم :ل كرب على أبيك بعد اليوم ،إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك
. ()19
الموافاة يوم القيامة ()18
مه أحدا
وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ( :مكث النبي صلى ال عليه وسلم بمكة ثلث -7
عشرة يوحى إليه ،وبالمدينة عشرا ،وتوفى وهو ابن ثلث وستين) .
وعن عائشة رضي ال عنها قالت ( :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم مات -8
وأبوبكر بالسنح (يعني بالعالية بالمدينة) فقام عمر يقول :وال ما مات رسول ال ,,
فجاء أبو بكر ،فكشف عن رسـول ال صلى ال عليه وسلم ،فقبله ،وقال :بأبي
)(18أي نزل بأبيك الموت ،فهو أمر عام لكل واحد ،والمصيبة إذا ع مت هانت .
)(19أي الملقاة حاصلة يوم القيامة .
()19
،ثم خرج ()20
أنت ،طبت حيا وميتا ،والذي نفسي بيده ،ل يذيقنك ال الموتتين أبدا
أبو بكر ،فقال :أيها الحالف على رسلك (أي ل تعجل يا عمر) فلما تكلم أبو بكر جلس
عمر ،فحمد ال وأثنى عليـه وقال :أل من كان يعبد محمدا ،فإن محمد قد مات ،
هم وإِن َّ ُت َ مي ِّ ٌ ك َ ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل يموت ،وقال { :إِن َّ َ
َ
ه من َ
قبْل ِ ِ ت ِ خل َ ْ قدْ َ ل َ سو ٌ مدٌ إِل ّ َر ُ ح َّم َ
ما ُ و َن } ،وقال تعالى َ { : مي ِّتُو َ َّ
من و َم َ قابِك ُ ْ ع َعلَى أ َ ْ م َ قلَبْت ُ ْ ل ان َ قت ِ َو ُ َ
تأ ْ ما َ فإِن َّل أَ َس ُ الُّر ُ
زي الل ّ ُ
ه ج ِسي َ ْ و َ شيْئًا َ ه َ ضَّر الل ّ َ فلَن ي َ ُ ه َ قبَي ْ ِ
ع ِ ى َعل َ َ
ب َ قل ِ ْ يَن َ
ن} . ري َ ال َّ
شاك ِ ِ
قال :فنشج الناس (بكى الناس) .
وعن عائشة رضي ال عنها قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول وهو -9
صحيح ( :إنه لم يُقبض نبي حتى يرى مقعـده من الجنة ،ثم يخير بين الدنيا
والخرة) .
قالت عائشة رضي ال عنها :لما نزل به – ورأسه على فخذي – غُشي عليه ،ثم
أفاق فأشخص بصره إلى السقف ،ثم قال ( :اللهم الرفيق العلى) ،قلت :إذا ل
يختارنا ،قالت :وعرفت أنه الحديث الذي كان يُحدثنا به وهو صحيح .
-10والمعروف أن الرسول صلى ال عليه وسلم ،توفى يوم الثنين سنة 11هجرية بعد
أن بلّغ رسالته ،وأكمل ال به الدين .
)(20أشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا وفي النهاية سيموت .
()20
لم يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم فاحشا ول متفحشا ،ول لعانا وكان يقول : -5
(عن من خياركم أحسنكم أخلقا) .
وعن أنس قال :لم يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم فاحشا ول لعانا ول سبابا ، -6
وكان يقول عند المعتبة ( :المعاتبة) ماله ترب جبينه ( ،ترب جبينه :كلمة تقال عند
التعجب).
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،أحسن الناس وجها ،وأحسنهم خُلقا . -7
وعن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قيل يا رسول ال أدع على المشركين ،قال : -8
(إني لم أُبعث لعانا ،وإنما بعثت رحمة) .
كان يتفاءل ول يتطير (يتشاءم) ،ويُعجبه السم الحسن . -9
-10عن عمرو بن العاص قال :كان رسول ال يُقبل بوجهه وحديثه عليّ ،حتى ظننت إني
خير القوم .
عمر بن العاص :يا رسول ال ،أنا خير ،أو أبو بكر ؟ .
الرسول صلى ال عليه وسلم :أبو بكر .
عمرو بن العاص :يا رسول ال أنا خير أو عمر ؟ .
الرسول صلى ال عليه وسلم :عمر .
عمر بن العاص :يا رسول ال أنا خير أو عثمان ؟ .
الرسول صلى ال عليه وسلم :عثمان .
عمر بن العاص :فلما سألت رسول ال صدقني ،فلوددت أني لم أكن أسأله .
-11وعن عطاء بن يسار قال :لقيت عبدال بن عمرو بن العاص رضي ال عنه فقلت :
أخبرني عن صفة رسول ال صلى ال عليه وسلم في التوراة ،فقال :أجل ،وال إنه
َ
ي إِنَّا لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن { :يَا أي ُّ َ
ها النَّب ِ ُّ
ذيًرا} وحرزا للميين ،أنت عبدي ورسولي سلْنَا َ َ
ون َ ِ مب َ ّ ِ
شًرا َ و ُ
هدًا َ ك َ
شا ِ أْر َ
،سميتك المتوكل ،ليس بفظ ول غليظ ،ول سخاب في السواق ،ول يدفع السيئة
بالسيئة ،ولكن يعفو ويصفح ،ولن يقبضه ال حتى يُقيم به الملة والعوجاء ،بأن
يقولوا :ل إله إل ال ،ويفتح به أعينا عُميا ,وآذانا صُما ،وقلوبا غُلفا) .
()21
-12وعن عائشة رضي ال عنه قالت :ما خير رسول ال صلى ال عليه وسلم بين أمرين
قط ،إل اختار أيسرهما ،ما لم يكن إثما ،كان أبعد الناس منه ،وما انتقم رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،لنفسه في شئ قط إل أن تنتهك حرمة ال ،فينتقم بها .
-13وعن عائشة رضي ال عنها قالت :ما ضرب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،شيئا
قط بيده ،ول امرأة ،ول خادما ،إل أن يجاهد في سبيل ال ،وما نيل منه شئ قط ،
فينتقم من صاحبه ،إل أن ينتهك شئ من محارم ال فينتقم ل .
-14وكان صلى ال عليه وسلم ،إذا أتاه السائل ،أو صاحب الحاجة قال ك ( اشفعوا
تؤجروا ،ويقضي ال على لسان رسوله ما شاء) .
-15وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم من
أحسن الناس خلقا ،فأرسلني يوما لحاجة ،فقلت :وال ل أذهب ،وفي نفسي أن
أذهب لما أمرني به نبي ال صلى ال عليه وسلم ،فخرجت حتى أمر على صبيان ،
وهم يلعبون في السوق ،فإذا برسول ال صلى ال عليه وسلم ،بقفاي من ورائي ،
فنظرت إليه وهو يضحك .
الرسول صلى ال عليه وسلم :يا أنيس ذهبت حيث أمرتك ؟ .
أنس بن مالك :أنا أذهب يا رسول ال .
قال أنس :وال لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشئ صنعته :لم فعلت كذا وكذا ؟
ول عاب عليّ شيئا قط ،وال ما قال لي أفّ قط .
-16أسر الصحابة سيدا اسمه "ثمامة" وربطوه بسارية المسجد ،فخرج إليه رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،فقال :ماذا عندك يا ثمامة ؟ فقال :عندي يا محمد خير ،ان
تقتل تقتل ذا دم ،وإن تُنعم تُنعم على شاكر ،وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما
شئت ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :أطلقوا ثمامة) ،فانطلق ثمامة فاغتسل
ثم دخل المسجد فقال :أشهد أن ل إله إل ال ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،يا
محمد وال ما كان على الرض وجه أبغض إليّ من وجهك ،فقد أصبح وجهك أحسن
الوجوه كلها إليّ ،وما كان من دين أبغض إليّ من دينك ،فأصبح دينك أحب الدين كله
إليّ ،وال ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك ،فأصبح بلدك أحب البلد كلها إليّ ،
ولما قدم مكة قال له قائل :أصبوت ؟
قال :ل ولكن أسلمت .
()22
)23(
أحاديث في الخلق :
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إن من خياركم أحاسنكم أخلقا). -1
(إن من أحبكم اليّ أحسنكم أخلقا) . -2
(أكمل المؤمنين إيمانا ،أحسنهم خلقا ،وخياركم خياركم لنسائهم) -3
(إن لكل دين خلقا ،وإن خلق السلم الحياء) . -4
(إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) . -5
(إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلقا ،وألطفهم بأهله) . -6
(ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ،وإن ال يبغض -7
الفاحش البذئ) .
( إن من أحبكم اليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلقا ،وإن أبغضكم اليّ -8
وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ،والمتشدقون والمتفيهقون ،قالوا :يا
رسول ال ما المتفيهقـون ؟ قال :المتكبرون ( .الثرثارون :المكثرون من الكلم
تكلفا) ( ،المتشدقون :المتكلمون تفاصحا وتعظيما لنطقهم) .
(البرُ حُسن الخُلق) . -9
( -10اتق ال حيثما كنت ،وأتبع السيئة الحسنة تمحها ،وخالق الناس بخلق حسن) .
( -11إنما بعثت لتمم صالح الخلق) .
( -12أل أخبركم بمن يحرم على النار ،أو بمن تحرم عليه النار ؟ على كل قريب سهل لين)
( -13أحب عباد ال إلى ال أحسنهم خلقا) .
( -14أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ،الموطئون أكنافا ،الذين يألفون ،ويؤلفون ،ول
خير فيمن ل يألف ول يؤلف) .
-15سُئل صلى ال عليه وسلم ،عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة فقال ( :تقوى ال وحُسن
الخلق) .
-16وقال صلى ال عليه وسلم ( :المؤمن غر كريم ،والفاجر خب لئيم) .
( -17المؤمنون هينون لينون كالجمل النف ،إن قيد انقاد ،وان أنيخ على صخرة
استناخ).
( -18المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي ل يخالط الناس
ول يصبر على أذاهم) .
()24
( -19أل أنبئكم بخياركم ؟ قالوا :بلى ،قال :خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أخلقا) .
( -20أربع إذا كن فيك ،فل عليك ما فاتك من الدنيا ،صدق الحديث ،وحفظ المانة ،
وحسن الخلق ،وعفة مطعم) .
( -21إن ال لم يبعثني معنتا ول متعنتا ،ولكن بعثني مُعلما وميسرا) .
(المعنت :من يشق على الناس ،المتعنت :طالب المشقة) .
( -22أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقا ،وبيت في وسط الجنة
لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ،وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) .
(ربض :أسفل ،المراء :الجدال) .
()25
الرسول صلى ال عليه وسلم :كان معك ملك يرد عليه ،فلما رددت عليه وقع
الشيطان (أي حضر) ،يا أبا بكر :ثلث كلهن حق :
عنها ال عز وجل ،إل أعز ال بها نصره ، ()21
ما من عبد ظُلم بمظلمة ،فيغضي
يريد بها صلة إل زاده ال بها كثرة ،وما فتح رجب ()22
وما فتح رجب باب عطية
يريد بها كثرة إل زاده ال بها قلة) . ()23
باب مسألة
وقال صلى ال عليه وسلم ( :المستبان ما قال ،فعل البادئ ما لم يعتد المظلوم) . -2
دل الحديث على جواز مجازاة من ابتدأ النسان بالذية أو السب بمثله ،وأن إثم ذلك
عائد على البادئ ،لنه المتسبب لكل ما قاله المجيب ،إل أن يعتدي المجيب في أذيته
بالكلم،فيختص به إثم عدوانه ،لنه إنما أذن في مثل ما عوقب به .
فا وأ َصل َح َ َ
ه
جُر ُ
فأ ْ ع َ َ ْ َ ن َ
م ْ ها َ
ف َ مثْل ُ َ
ة ِّسيِّئ َ ٌة َ سيِّئ َ ٍ
جَزاء َو َ قال تعالى َ { :
َ َ
ن} . مي َب الظّال ِ ِ ح ُّ ه إِن َّ ُ
ه َل ي ُ ِ علَى الل ّ ِ
َ
وعدم المجازاة والصبر والحتمال أفضل ،كما مر في حديث أبي هريرة الول .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :إن أبغض الرجال إلى ال اللد الخصم) . -3
ومعناه أن ال يبغض من كان شديد المراء الذي يحج صاحبه ،وحقيقة المراء طعنك
في كلم غيرك ،لظهار خلل فيه ،لغير غرض سوى تحقير قائله ،وإظهار مزيتك
عليه .
()26
وعن السود بن يزيد النخعي رحمه ال قال :سألت عائشة رضي ال عنها :ما كان -3
أهله ، ()24
رسول ال صلى ال عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت :يكون في مهنة
فإذا حضرت الصلة يتوضأ ويخرج للصلة .
لتأخذ بيد رسول ال صلى ()25
وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال :إن كانت المة -4
ال عليه وسلم ،فتنطلق به حيث شاءت .
وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال :ما كان شخص أحب إليهم من رسول ال -5
صلى ال عليه وسلم :وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ،لما يعلمون من كراهيته لذلك .
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ل تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن -6
مريم ،فإنما أنا عبد ،فقولوا عبدال ورسوله) .
(الطراء :الزيادة في المدح) .
كان يزور النصار ويُسلم على صبيانهم ،ويمسح رؤوسهم . -7
كان ل يُسأل شيئا إل أعطاه ،وسكت . -8
كان يأتي ضعفاء المسلمين ،ويزورهم ،ويعود مرضاهم ،ويشهد جنائزهم . -9
-10كان يتخلف في المسير ،فيُزجى الضعيف ،ويُردف ويدعو لهم .
(يزجي :يسوق الضعيف ليلحق بأهله ،يُردف :يُركب خلفه) .
-11كان يكثر الذكر ،ويقل اللغو ،ويطيل الصلة ،ويقصر الخطبة ،وكان ل يأنف ول
يستكبر أن يمضي مع الرملة والمسكين ،والعبد ،حتى يقضي له حاجته .
( ل يأنف :ل يمتنع) .
-12كان يجلس على الرض ،ويأكل على الرض ،ويعقل الشاة .
-13كان ل يدفع عنه الناس ول يضربوا عنه .
-14كان ل يرد الطيب .
-15كان يلعب زينب بنت أم سلمة ،ويقول ( :يا زوينب ،يا زوينب مرارا) .
-16عن جابر رضي ال عنه قال :أتاني رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وأبو بكر
يمشيان .
-17وعن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم :مر على صبيان يلعبون فسلم عليهم .
()27
-18وعن عائشة رضي ال عنها قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،يخصف
نعله ،ويخيط ثوبه ،ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته ،وقالت :كان بشرا من
البشر يفلي ثوبه ،ويحلب شاته ويخدم نفسه .
-19وعن أنس قال :خدمت رسول ال صلى ال عليه و سلم ،وأنا ابن ثمان سنين فما
لمني على شئ قط أتي فيه (أي أهلك وأتلف) فإن لمني لئم من أهله قال " :دعوه ،
فإنه لو قُضي شئ كان" .
()28
عاقبة المتكبرين :
َ
ق
ر َ خ ِ ك لَن ت َ ْ حا إِن َّ َ مَر ً
ض َ في الْر ِ ش ِ م ِ ول َ ت َ ْ قال ال تعالى َ { : -1
ل طُول ً * ك ُ ُّ َ
كعنْدَ َرب ِّ َه ِ سيٍّئ ُ ُ ن َ ك كَا َ ل ذَل ِ َ جبَا َغ ال ْ ِ ولَن تَبْل ُ َ ض َ الْر َ
ها} . مكُْرو ً َ
ْ َ
حامَر ً ض َفي الْر ِ ش ِ م ِ وَل ت َ ْ س َ َ
ك لِلن ّا ِ خدَّ َ عْر َ ص ِّ وَل ت ُ َ وقال تعالى َ { : -2
ب ك ُ َّ َ
كشي ِ َ م ْ في َ صدْ ِ ق ِ وا ْ ر* َ خو ٍف ُ ل َ
ختَا ٍ م ْ
ل ُ ح ُّ ه َل ي ُ ِ ن الل ّ َ إ ِ َّ
ر}. َ كإ َ َ
مي ِ ح ِت ال ْ َ و ُ ص ْ ت لَ َ وا ِ ص َن أنكََر اْل ْ وت ِ َ ِ ّ ص ْ من َ ض ِض ْ وا ْ
غ ُ َ
وقال صلى ال عليه وسلم :يقول ال عز وجل ( :العز إزاري ،والكبرياء ردائي ، -3
فمن نازعني شيئا منهما عذبته) .
المعنى :شُبه العز والكبرياء بالزار والرداء ،لن المتصف بهما يشملنه ،كما يشمل
النسان الزار والرداء ،وأنه ل يشاركه في إزاره وردائه أحد ،فكذلك ال عز وجل :
العز والكبرياء إزاره ورداؤه ،فل ينبغي أن يشركه فيهما أحد ،فضربه مثلً لذلك ،
ول المثل العلى .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :ل يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، -4
فقال رجل :إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ،ونعله حسنة ،قال :إن ال جميل
يحب الجمال ،الكبر :بطر الحق ،وغمط الناس) .
(بطر الحق :رده تكبرا وتجبرا ،غمط الناس :احتقارهم) .
وفي رواية ( :ل يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ،ول يدخل
الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر) .
()29
وقـال صلى ال عليه وسلم ( :يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور -3
الرجال ،يغشاهم الذل من كل مكان ،يساقون إلى سجن جهنم يقال لـه ( :بولس)
تعلوهم نار النيار ،يسقون عصارة أهل النار طينة الخبال) .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :قد أذهب ال عنكم عبية الجاهلية ،وفخرها بالباء ، -4
مؤمن تقي ،وفاجر شقي ،الناس بنو آدم ،وآدم خلق من تراب) عبية الجاهلية :
كبرها) .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :بينما رجل يمشي في حالة تعجبه نفسه ،مرجل رأسه ، -5
يختال في مشيته ،إذا خسف ال به ،فهو يتجلجل في الرض إلى يوم القيامـة)
مرجل :أي مسرح ،يتجلجل :يغوص في الرض .
()30
الغضب وعلجه :
َ
ما
وإِذَا َ
ش َ
ح َ وا ِ ف َ وال ْ َن كَبَائَِر اْلِثْم ِ َجتَنِبُو َ ن يَ ْذي َ وال ّ ِ -1قال ال تعالى َ { :
ن} . فُرو َ غ ِ
م يَ ْ ه ْضبُوا ُ َ
غ ِ
َ
ضَّراء وال َّ سَّراء َفي ال َّ ن ِقو َ ف ُن يُن ِ ذي َ -2وقال ال تعالى { :ال ّ ِ
ح ُّ
ب ه يُ ِ والل ّ ُس َ َ وال ْ َ غي ْ َ ن ال ْ َ والْكَاظ ِ ِ
ن الن ّا ِ ع ِن َ في َ
عا ِ ظ َ مي َ َ
ن} .سنِي َ ح ِ ال ْ ُ
م ْ
وعن عائشة قالت ...... ( :وما انتقم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،لنفسه إل أن -3
تنتهك حرمة ال ،فينتقم ل بها) .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :من كظم غيظا وهو يقدر أن ينفذه دعاه ال على رؤوس
الخلئق يوم القيامة ،حتى يخبره في أي الحور شاء) .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :ليس الشديد بالصُرعة ،إنما الشديد الذي يملك نفسه -4
عن الغضب) .
جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال :أوصني ول تكثر عليّ ،لعلي أحفظ ، -5
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ل تغضب .
وعن سليمان بن صُرد قال :استب رجلن عند النبي صلى ال عليه وسلم ،ونحن -6
عنده جلوس ،وأحدهما يسب صاحبه مغضبا ،قد احمر وجهه .
النبي صلى ال عليه وسلم :إني لعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد " :أعوذ بال
من الشيطان الرجيم" .
الصحابة للرجل :أل تسمع ما يقول النبي صلى ال عليه وسلم .
الرجل الغاضب :إني لست بمجنون .
َ وعن ابن عباس رضي ال عنهما في قوله تعالى { :ادْ َ
ي ع بِال ّتِي ِ
ه َ ف ْ -7
َ َ َ
م} .مي ٌ
ح ِ
ي َول ِ ٌّه َ وةٌ كَأن َّ ُ
عدَا َ
ه َ
وبَيْن َ ُ
ك َ فإِذَا ال ّ ِ
ذي بَيْن َ َ ن َ
س ُ
ح َ
أ ْ
قال :الصبر عند الغضب ،والعفو عند الساءة ،فإذا فعلوا عصمهم ال ،وخضع لهم
عدوهم كأنه ولي حميم .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :إذا غضب أحدكم وهو قائم ،فليجلس ،فإن ذهب عنه -8
الغضب ،وإل فليضطجع) .
()31
من معجزات الرسول صلى ال عليه وسلم :
عن عبدال بن مسعود قال :كنا نعد اليات بركة ،وأنتم تعدونها تخويفا ،كنا مع -1
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،في سفر فقل الماء :
الرسـول صـلى ال عليـه وسـلم :أطلبوا إلى فضله مـن ماء ( .الصـحابة يجيئون بإناء
فيه ماء قليل ،فيدخل الرسول صلى ال عليه وسلم يده في الناء) .
الرسول صلى ال عليه وسلم :حي على الطهور المبارك ،والبركة من ال .
ابن مسعود :لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى ال عليه وسلم ،ولقد
كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل .
وعن عمران بن حصين قال :سرى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،في سفر هو -2
وأصحابه ،فأصابهم عطش شديد ،فأرسل النبي صلى ال عليه وسلم ،رجلين من
أصحابه :أحسبهما عليا والزبير ،أو غيرهما :
الرسول صلى ال عليه وسلم :إنكما ستجدان امرأة بمكان كذا وكذا ،ومعها بعير عليه
مزادتان ،فأتياني بها -:
الصحابيان يأتيان المرأة فيجدانها قد ركبت بين مُزادتين على البعير (مزادتان :قربتان
من جلد) .
الصحابيان للمرأة :أجيبي رسول ال صلى ال عليه وسلم .
المرأة تسأل :ومن رسول ال ؟ هذا الصابئ ( .أي التارك لدين آبائه) .
الصحابيان :هو الذي تعنين ،هو رسول ال حقا .
تأتي المرأة إلى الرسول ،فيأمر أن يؤخذ من مُزادتبها ،ويوضع في الناء ،ثم يقول
في الماء ما شاء ال أن يقول ،ثم أعاد الماء في المزادتين ،ثم أمر بفتح المزادتين
ففتحتا ،ثم أمر الناس فملؤوا آنيتهم ،وأسقيتهم ،فلم يدعوا (يتركوا) إناء ول سقاء
إل ملؤوه .
قال عمران :حتى يُخيل اليّ أنها لم تزدد إل امتلء .
يأمر الرسول صلى ال عليه وسلم :أن يبسط ثوب المرأة ،ثم أمر الصحابة أن
يحضروا شيئا من زادهم ،حتى مل لها ثوبها .
()32
الرسول صلى ال عليه وسلم (للمرأة) :اذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئا ،ولكن ال
سقانا .
تأخذ المرأة الزاد والمزادتين وتأتي أهلها :
المرأة لهلها :جئتكم من عند أسحر الناس ،أو إنه لرسول ال حقا .
يأتي أهل ذلك الحواء (الحي) إلى الرسول صلى ال عليه وسلم ،فيسلموا كلهم .
()33
بهذا الحرص على التوحيد ،وبهذه الخلق الحسنة ،نصر ال المسلمين ،وانتشر -6
السم في المعمورة ،ويوم ترك المسلمون التوحيد والخلق الفاضلة أصابهم الذل
والهوان ،ول عز لهم إل بالرجوع إلى التوحيد والخلق .
َ َ
زيٌز} .
ع ِ
ي َو ٌّ ه لَ َ
ق ِ ن الل ّ َ
صُرهُ إ ِ َّ
من يَن ُ ن الل ّ ُ
ه َ ولَيَن ُ
صَر َّ { َ
ترجيح المرأة الرسالة على السحر لن السحرة يأخذون المال والرسول صلى ال عليه -7
وسلم ،أعطاها الزاد .
()34
رجل يقول :ما أريد بهذا وجه ال .
ابن مسعود يذكر كلم الرجل للرسول صلى ال عليه وسلم :فيتمعر وجهه (أي يتغير)
الرسول صلى ال عليه وسلم :يرحم ال موسى ،قد أوذي بما هو أشد من هذا
فصبر.
حديث رواه مسلم : -4
الرسول صلى ال عليه وسلم :في غزوة أحد تكسر رباعيته ،ويشج رأسه ،فجعل
يسلت الدم عنه ويقول :
الرسول صلى ال عليه وسلم :كيف يُفلح قوم شجوا نبيهم ،وكسروا رباعيته ،وهو
يدعوهم إلى ال ؟
َ َ َ
و
مأ ْه ْ ب َ َ
علي ْ ِ و يَتُو َ
يءٌ أ ْ ر َ
ش ْ م ِ
ن ال ْ
م َ
ك ِ القرآن ينزل { :لَي ْ َ
س لَ َ
ن} . مو َم ظَال ِ ُ فإِن َّ ُ
ه ْ م َ عذَّب َ ُ
ه ْ يُ َ
عن خباب بن الرث قال :شكونا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو متوسد -5
بُردة له في ظل الكعبة فقلنا :أل تستنصر لنا ،أل تدعوا لنا ؟ فقال ( :قد كان من
قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر لـه في الرض فيجعل فيها ،فيُجاء بالمنشار فيوضع على
رأسه فيُجعل نصفين ،ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ،فما يصده ذلك
عن دينه .
وال ليتمن هذا المر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ل يخاف إل ال
والذئب على غنمه ،ولكنكم تستعجلون .
()35
الرسول للعرابي :إن المساجد ل تصلح لشئ من هذا البول والقذر ،إنما هي لذكر
ال ،والصلة ،وقراءة القرآن .
الرسول (لصحابه) :إنما بعثتم ميسرين ،ولم تبعثوا معسرين ،صبوا عليه دلوا من
الماء .
العرابي :اللهم أرحمني ومحمدا ،ول ترحم معنا أحدا .
الرسول صلى ال عليه وسلم :لقد تحجرت واسعا ( أي ضيقت واسعا) .
الحديث الثاني :وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي ال عنه قال :بينما أنا أصلي
مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،إذا عطس رجل من القوم (أي المصلين)
معاوية (للعاطس) :يرحمك ال .
المصلون :ينظرون لي منكرين .
معاوية يخاطبهم :وأثكل أماه ،ما شأنكم تنظرون إليّ ؟ .
المصلون يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت فسكت عندما رآهم يصمتونه حتى
انتهت الصلة .
معاوية يمدح الرسول :بأي هو وأمي :ما رأيـت معلما قبله ول بعده أحسن تعليما
منه ،فوال ما كهرني ،ول ضربني ،ول شتمني (كهرني :قهرني) .
الرسول صلى ال عليه وسلم :إن هذه الصلة ل يصلح فيها شئ من كلم الناس ،
إنما هي التسبيح والتكبير ،وقراءة القرآن .
معاوية :يا رسول ال ،إني حديث عهد بجاهلية ،وقد جاء ال بالسلم ،وإن منا
رجالً يأتون الكهان (الذي يدعون علم الغيب) .
الرسول صلى ال عليه وسلم :فل تأتهم .
معاوية :ومنا رجال يتطيرون (يتشاءمون) .
الرسول صلى ال عليه وسلم :ذاك شئ يجدونه في صدورهم ،فل يصدنهم (أي ل
يمنعهم ذلك عن وجهتهم ،فإن ذلك ل يؤثر نفعا ول ضرا) .
الحديث الثالث :وعن عائشة قالت :إن اليهود أتوا النبي صلى ال عليه وسلم :
اليهود :السام عليكم (الموت عليك) .
الرسول صلى ال عليه وسلم :وعليكم .
عائشة :السام عليكم ،ولعنكم ال وغضب عليكم .
()36
الرسول صلى ال عليه وسلم :مهلً يا عائشة ،عليك بالرفق ،وإياك والعنف
والفحش .
عائشة :أو لم تسمع ما قالوا ؟
الرسول :أو لم تسمعي ما قلت :رددت عليهم فيستجاب لي ،ول يستجاب لهم فيّ .
وفي رواية لسلم ( :لتكوني فاحشة ،فإن ال ل يحب الفحش والتفحش)
()37
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،أحسن الناس وجها ،وكان أجود الناس ،وكان -2
أشجع الناس ،ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ،فانطلق ناس من قِبل الصوت ،
فلتقاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،راجعا ،وقد سبقهم إلى الصوت ،وفي
رواية :وقد استبرأ الخبر وهو على فرس عُري لبي طلحة ،في عنقه السيف ،وهو
يقول ك لن تراعوا ،قال :وجدناه بحرا ،أو إنه لبحر ،قال :وكان فرسا يُبطأ .
(وجدناه بحرا :وجدنا الفرس سريعا) .
جاء رجل إلى البراء ،فقال :أكتم وليتم يوم حنين ،يا أبا عمارة ؟ فقال :أشهد على -3
نبي ال صلى ال عليه وسلم ما ولى ،ولكنه انطلق أخفاء من الناس ،وحسر إلى هذا
الحي من هوازن ،وهم قوم رماة ،فرموهم برشق من نبل ،كأنها رجل من جراد ،
فانكشفوا ،فأقبل القوم إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث
يقود به بغلته ،فنزل ودعا واستنصر ،وهو يقول ( :أنا النبي ل أكذب ،أنا ابن
عبدالمطلب ،اللهم أنزل نصرك) .
قال البراء :كنا وال إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا الذي يُحاذي به (يعني -4
النبي صلى ال عليه وسلم) .
وعن علي رضي ال عنه قال :لقد رأيتني يوم بدر ،ونحن نلوذ (أي نحتمي) بالنبي -5
عليه السلم ،وهو أقربنا إلى العدو ،وكان من أشد الناس يومئذٍ بأسا .
وعن جابر رضي ال عنه قال :إنا كنا نحفر ،فعرضت كدي شديدة (صخرة قوية) -6
فجاءوا إلى النبي صلى ال عليه وسلم .
الصحابة للرسول صلى ال عليه وسلم :هذه كُدية عرضت لنا .
الرسول صلى ال عليه وسلم :أنا نازل .
يقوم الرسول وبطنه معصوب بحجر من الجوع فيأخذ المعول فيضرب الصخرة ،فتعود
كثيبا أهيل (ترابا ناعما) .
()38
محمد صلى ال عليه وسلم أعظم رجل في التاريخ :
لقد شهد العالم بهذه العظمة ومنه العالِم المريكي الدكتور (مايكل هارت) في كتابه (مائة رجل
من التاريخ ) والذي ترجم منه الستاذ (أحمد بهاء الدين) ونشره في (مجلة العربي) في
عددها رقم ( ، )241أخذنا منه ما قاله في عظمة هذا الرسول الكريم .
(إن اختياري محمدا ،ليكون الول في أهم رجال التاريخ ،قد يدهش القراء ،ولكنه الرجل
الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين :الديني والدنيوي .
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالت عظيمة ،ولكنهم ماتوا دون إتمامها ،كالمسيح في
أو شاركهم فيها غيرهم ،أو سبقهم إليهم سواهم ،كموسى في اليهودية ، ()27
المسيحية
ولكن محمدا هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية ،وتحددت أحكامها ،وآمنت بها شعوب
بأسرها في حياته ،ولنه أقام جانب الدين دولة جديدة ،فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضا ،
وحّد القبائل في شعـب ،والشعوب في أمة ،ووضع لها كل أسس حياتها ،ورسم أمور
دنياها ،ووضعها في موضع النطلق إلى العالم ،أيضا في حياته ،،فهو الذي بدأ الرسالة
الدينية والدنيوية ،وأتمها .
() كلمة (المسيحية) جرى استعمالها حتى بين المسلمين ،وهي من الخطاء الشائعة ،لن 27
(المسيحية) نسبة للمسيح عليه السلم ،والمسيح برئ منهم لنهم يعتقدون صلْبه وأنه ابن ال ،
والصح أن نقول عنهم (نصارى) كما سمّاهم القرآن والرسول صلى ال عليه وسلم .
()39
وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار اليمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم ، -4
واحترامها ،وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوارث وغيرها .
وأما المم النائية عنه فإن ال سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الرض -5
فأصاب كل العالمين النفع برسالته .
الوجه الثاني :أنه رحمة لكل أحد ،لكن المؤمنون قبلوا هذه الرحمة ،فانتفعوا بها دنيا
وأخرى ،والكفار ردوها ،فلم يخرج بذلك عن أن يكون رحمة لهم ،لكن لم يقبلوها .
()41
أتشفع في حد من حدود ال ؟ ثم قام فاختطب ،ثم قال :إنما أهلك الذين قبلكم ،أنهم
كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ،وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ،
وأيم ال لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .
ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقُطعت يدها ،قالت عائشة :فحسنت توبتها بعد
وتزوجت ،وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم .
()42
-10وقال صلى ال عليه وسلم ( :إن مما أدرك الناس من كلم النبوة الولى :إذا لم
تستح فاصنع ما شئت) .
-11وقال صلى ال عليه وسلم ( :اليمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ،فأفضلها
قول ل إله إل ال ،وأدناها إماطة الذى عن الطريق ،والحياء شعبة من اليمان) .
-12وعن سالم بن عبدال عن أبيه قال :مرّ رسول ال صلى ال عليه وسلم ،برجل وهو
يعاتب أخاه في الحياء يقول :إنه ليستحي يعني كأنه يقول :قد أضر بك الحياء ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :دعه فإن الحياء من اليمان .
-13وعن أنس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ما كان الفحش في شئ إل
شانه ،ول كان الحياء في شئ إل زانه) "شانه :عابه" .
()43
فقلت له يا رسول ال ،قلت ما قلت ثم ألنت له في القول ،فقال ( :إن شر الناس
منزلة عند ال من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه) .
(وقد اعتبر العلماء قول النبي صلى ال عليه وسلم ،فيه وهو غائب ،وإلنته لـه
القول وهو حاضر ،من باب المداراة والتأليف ليُسلم قومه) .
()44
بايع الرسول صلى ال عليه وسلم جابر بن عبدال في جمل له كان قد كلّ في السفر ، -6
فباعه إياه بكذا درهم ،ولما جاء يتقاضاه الثمن أعطاه الثمن والجمل معا .
()45
عن أنس قال :إن كان النبي صلى ال عليه وسلم ،ليخالطنا ،حتى يقول لخ لي -1
صغير (يا أبا عُمير ما فعل النُغير) ،كان له نُغير يلعب فمات ( .النُغير :طائر يشبه
العصفور ،أحمر المنقار) .
وعن أبي هريرة قال :يا رسول ال ،إنك تداعبنا ،قال ( :أني ل أقول إل حقا) -2
(صدقا) .
وعن أنس أن رجلً استحمل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال ( :إني حاملك -3
على ولد ناقة) فاق :وما أصنع بولد ناقة ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
(وهل تلد البل إل النوق) ( .استحمل :أي طلب منه أن يحمله على دابة) .
وعن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ( :يا ذا الذنين) . -4
وعن أنس أن رجلً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام وكان يهدي للنبي صلى -5
ال عليه وسلم مـن البادية ،فيُجهزه رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن
يخرج ،فقال النبي صلى ال عليه وسلم ( :إن زاهرا باديتنا ،ونحن حاضروه) وكان
النبي صلى ال عليه وسلم يحبه ،وكان دميما ،فأتي النبي صلى ال عليه وسلم ،
يوما وهو يبيع متاعه ،فاحتضنه من خلله ول يُبصره .
زاهر بن حرام :أرسلني من هذا ؟ .
يلتفت زاهر فيرى النبي صلى ال عليه وسلم ،فيجعل يُلزق ظهره بصدر النبي صلى
ال عليه وسلم ،حين عرفه .
النبي صلى ال عليه وسلم للناس :من يشتري العبد ؟ .
زاهر بن حرام للرسول :إذا وال تجدني كاسدا .
الرسول صلى ال عليه وسلم :لكن عند ال لست بكاسد ،أو قال :لكن عند ال أنت
غال .
المزاح :بكسر الميم النبساط مع الغير من غير تنقيص أو تحقير لـه ،والمزاح
المنهى عنه هو الذي فيه كذب أو إفراط ،ويداوم عليه ،فإنه يورث كثرة الضحك
وقسوة القلب ،ويورث الحقاد ،ويسقط المهابة والوقار .
()46
عن شريح قال :قلت لعائشة :هل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،يتمثل بشئ -2
من الشعر ؟ قالت :كان يتمثل من شعر ابن رواحة ،قالت :وربما قال :ويأتيك
بالخبار من لم تزود ( .هذا الشعر لطرفة من معلقته) .
وعن أبي هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إن أصدق كلمة قالها -3
الشاعر كلمة لبيد :أل كلُ شئ ما خل ال باطل .
وكاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم
قال ذلك الرسول عندما سمع شعره
وعن جندب بن سفيان البجلي قال :أصاب حجر إصبع رسول ال صلى ال عليه وسلم -4
فدميت فقال :
وفي سبيل ال ما لقيت هل أنت إل أصبع دميت
(هذا الشعر لبن رواحة) .
عن البراء بن عازب قال :قال له رجل أفررتم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ، -5
يا أبا عمارة ؟ فقال :ل وال ما ولّى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ولكن ولى
سرعــانُ النـاس ،تلقتهم هوازن بالنبل ،ورسول ال صلى ال عليه وسلم ،على
بغلته ،وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب آخذ بلجامها ورسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول :
أنا النبي ل أكذب ،أنا ابن عبدالمطلب
وعن البراء قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ينقل التراب يوم الخندق حتى -6
أغب ّر بطنه يقول :
ول تصدقنا ول صلينا وال لول ال ما اهتدينا
**
()47
علــى الجهـاد ما بقينا أبدا نحن الذيـن بايعـوا محمـدا
**
إذ قال في الخمس المؤذن أشهــــد وضمّ الله اسم النبي إلى إسمــه
**
من الرسول والوثان في الرض تعبد نبي أتانا بعد يأس وفترة
**
*********
منير وقد تعفو الرسوم وتهمد بطيبة رسم للرسول ومعهد
**
()48
وقبرا به وأرى التراب وملحد عرفت بها رسم الرســول وعهده
**
*********
على البرية بالتقوى والجود أعني الرسول فإن ال فضله
**
حتى الممات ونصـر غيـر محــدود فينا الرسول وفينـــا الحق نتبعه
**
()49
زد ،فزدت ،فما زلت أتحراها بعد ،فقال بعض القوم :إلى أين ؟ قال :إلى أنصاف
الساقين .
وعن سمرة بن جندب أن النبي صلى ال عليه وسلم ،قال ( :البسوا الثياب البيض ، -9
فإنها أطهر وأطيب ،وكفنوا فيها موتاكم) .
-10وقال صلى ال عليه وسلم ( :من لبس ثوب شهرة في الدنيا ،ألبسه ال ثوب مذلة
يوم القيامة) .
-11وقال صلى ال عليه وسلم ( :كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ول
مخيلة) .
(أي اجتنب السراف والتكبر في الكل والشرب والملبس) .
الخلصة :
ذكر المام النووي بعد ذكر أحاديث اللبس ما خلصته : -1
إن السبال يكون في الزار والقميص والعمامة والثوب ،وأنه ل يجوز إسباله تحت
الكعبيـن إن كان للخيلء ،فإن كان لغيرها فهو مكروه ،فالمستحق إلى نصف
الساقين ،والجائز بل كراهية إلى الكعبين ،فما نزع عن الكعبين فهو ممنوع .
وقد ذكر ابن حجر في الفتح رأيه ،وهو عدم الجواز في اللباس تحت الكعبين فقال : -2
وقد نقل القاضي عياض الجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء (أي تطويل
اللباس تحت الكعبين) .
ثم قال ابن حجر :والحاصل أن للرجال حالين :حال استحباب ،وهو أن يقتصر
بالزار على نصف الساق ،وحال جواز وهو إلى الكعبين .
ومفهوم كلمـه أن إطالة الزار ،مثـل الثوب والسـروال والبنطال تحـت الكعـبين غيـر
جائز .
وعن عبدال بن عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،رأى عليه ثوبين -3
مُعصفرَين فقال ( :إن هذه من ثياب الكفار فل تلبسهما) .
()50
يستفاد من الحديث :
ل يجوز للمسلم أن يلبس ثياب الكفار ،وأن يتزين بزيهم لقوله صلى ال عليه وسلم : -1
(من تشبه بقوم فهو منهم) .
لقد انتشر في كثير من البلد السلمية التشبه بالكفار كلباس البنطال الضيق الذي
يسمونه (كوبوي ،أو شارلستون وغيرها) وسمعت أحد العلماء يجيب شابا عن سؤاله
على لباس البنطال الضيق ،فقال :حرام ،لنه يجسم العورة ،وفيه تشبه بالكفار .
أما لبسا الرأس فهو شعار المم ،وقد تشبه بعض المسلمين فلبسوا البرنيطة ، -2
وتسمى القبعة ،وقد فرضت على الجنود فألبسوهم القبعة التي يلبسها الكفار ،
ويلبسها بعض الغنياء وبعض العمال بحجة ستر الرأس من الشمس ،ولو ستروا
الرأس بقلنسوة أو عمامـة ،أو منديل لكان أصح لرؤوسهم ،وأبعد عن التشبه
بالكفار ،وشاع هذا التشبه حتى أصبح الناس ل يشعرون أنه فيه مخالفة شرعية ،
فإنا ل وإنا إليه راجعون ،فكيـف نحارب الكفار ونحن نتشبه بهم في لباسهم
وعاداتهم ؟ وكان الواجب أن نقلدهم في المور النافعة كصنع الطائرة ،والدبابة ،
والمدفع ،وغير ذلك مما يساعد على الدفاع عن ديننا وأرضنا .
()51
الكعبين ،ويتعرضون لدخـول النـار ،وأصبح النساء يقصرن إلى الركبة ،أو ما
فوقها ،ويتعرضن بهذا العمل إلى حرمانهن من دخول الجنة ،كما أخبر بذلك رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،بقوله ( :ونساء كاسيات عاريات ،مميلت مائلت ،
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ،ل يدخلن الجنة ،ول يجدن ريحها ،وإن ريحها
ليوجد من مسيرة كذا وكذا .
(والمعنى أن المرأة التي تكشف ساقها أو شيئا من جسمها ،وتتمايل في مشيتها ،
ورأسها مرتفع بشعرها كأنه سنام جمل ،ل يتدخل الجنة حتى تلقى جزاءها) .
إذا كان قدم المرأة ل يجوز كشفها ،فوجهها بالولى ،لنها تعرف به ،وفيه الفتنة -2
أكثر ،وسفور المرأة تقليد للكفار والجانب وتشبه بهم ،وفي الحديث ( :من تشبه
بقوم فهو منهم) .
وليتنا قلدناهم في المخترعات النافعة كصنع الغواصات وغيرها مما يفيدنا ،ولكن كما
قال الشاعر :
وعن اللب استعاضوا بالقشور قلدوني الغربى لكن بالفجور
المسئول هو الب والزوج والخ ،وكل راع يقوم على النساء ،قال صلى ال عليه -3
وسلم ( :كلكم راع ،وكلكم مسئول عن رعيته) .
()52
وفي رواية النسائي :نهاني رسول ال صلى ال عليه وسلم ،عن الخاتم في السبابة
والوسطى .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :من كان يؤمن بال واليوم الخر ،فل يلبس حريرا ول -5
ذهبا) .
وقال صلى ال عليه وسلم :عن الذهب والحرير ( :هذان حرام على ذكور أمتي ، -6
حلل لناثها) .
(المراد الحرير الصلي المستخرج من دودة القز ،ل الحرير الصطناعي الموجود
الن) .
وعن عبدال بن عمر ،أن النبي صلى ال عليه وسلم ،رأى على بعض أصحابه -7
خاتما من ذهب ،فأعرض عنه ،واتخذ خاتما من حديد ،فقال :هذا شر ،هذا حلية
أهل النار ،فألقاها ،فاتخذ خاتما من ورق (فضة) فسكت عنه .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه حرم ال -8
عليه ذهب الجنة) .
يستفاد من الحاديث
أن الذهب محرم على الرجال ،حلل للنساء ،والمسلم هو الذي يستسلم لوامر ال -1
ورسوله .
إذا لبس الرجل خاتم الذهب للزواج الذي يسمونه خاتم الخطبة ،فهو حرام من الكبائر -2
لنه خالف أوامر دينه ،وقلد الكفار والنصارى الذين ابتدعوا خاتم الخطبة ،ومن
تشبه بقوم فهو منهم ،وفي لبس خاتم الذهب تشبه بالنساء ،وفي الحديث ( :لعن
النبي المتشبهين من الرجال بالنساء) .
يباح للرجال خاتم الفضة ،ما لم يكن للخطبة تجنبا لمشابهة الكفرة . -3
()53
د} . ج ٍ
س ِ
م ْ عندَ ك ُ ِّ
ل َ زينَتَك ُ ْ
م ِ ْ
خذُوا ِ وقال ال تعالى { :يَا بَنِي آدَ َ
م ُ -2
ذكر ابن كثير في تفسير هذه الية :عن ابن عباس قال :كان رجال يطوفون بالبيت
عراة ،فأمرهم ال بالزينة ،والزينة :اللباس ،وهو ما يواري السوأة وما سوى ذلك
من جيد البزّ والمتاع ،فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد .
ثم قال ابن كثير بعد ذلك :
(ولهذه الية وما ورد في معناها من السنة يُستحق التجمل عند الصلة ،ول سيما يوم
الجمعة ويوم العيد ،والطيب لنه من الزينة ،والسواك لنه تمام ذلك ،ومن أفضل
اللباس البياض) .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :البسوا الثياب البيض ،فإنها أطهر وأطيب ،وكفنوا -3
فيها موتاكم) .
وعن البراء بن عازب قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،مربوعا وقد رأيته -4
في حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه) .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :ل يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ، -5
فقال رجل :إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ،ونعله حسنة ،قال :إن ال جميل
يحب الجمال ،الكبر بطر الحق ،وغمط الناس) "رد الحق تكبرا واحتقار الناس) .
وعن أبي الحوص عن أبيه رضي ال عنه ،قال :أتيت النبي صلى ال عليه وسلم -6
وعليّ ثوب دون (ردئ) .
الرسول صلى ال عليه وسلم :ألك مال ؟
الرجل :نعم .
الرسول صلى ال عليه وسلم :من أي المال ؟
الرجل :من البل والبقر والغنم والخيل والرقيق .
الرسول صلى ال عليه وسلم :فإذا آتاك ال مالً ،فلُيرَ أثرُ نعمة ال عليك وكرامته .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :من أنعم ال عليه نعمة ،فإن ال يحب أن يرى أثر -7
نعمته على عبده) .
()54
قال صلى ال عليه وسلم ( :ما على أحدكم إن وجد أو ما على أحدكم إن وجدتم أن -1
يتخذ ثوبين ليوم الجمعة ،سوى ثوبي مهنته) .
وعن جابر رضي ال عنه ،قال :خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في -2
غزوة بني أنمار ،قال :فينما أنا تحت شجرة ،إذا رسول ال صلى ال عليه وسلم :
جابر :يا رسول ال ،هلُمّ إلى الظل .
الرسول صلى ال عليه وسلم :يأتي ويُسلم وينزل ،فيأتي جابر بصغار القثاء ويُقربه
إلى الرسول صلى ال عليه وسلم .
الرسول صلى ال عليه وسلم :من أين لكم هذا ؟ .
جابر :خرجنا به من المدينة .
يخرج راع لجابر ،وعليه بُردان قد أخلقا (بليا وتلفا) فنظر إليه رسول ال صلى ال
عليه وسلم .
الرسول صلى ال عليه وسلم :أما له ثوبان غير هذين .
جابر :بل ،له ثوبان في العيبة كسوته إياهما .
الرسول صلى ال عليه وسلم :فادعُه فليلبسهما .
يأتي الراعي ،ويلبس الثوبين ويذهب .
الرسول صلى ال عليه وسلم :ما له ؟ -ضرب ال عنقه – أليس هذا خيرا ؟
الراعي يسمع كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم .
الراعي يتفاءل :في سبيل ال يا رسول ال .
الرسول صلى ال عليه وسلم :في سبيل ال .
الرجل يُقتل في سبيل ال .
()55
وقال صلى ال عليه وسلم :عشرة من الفطرة :قص الشارب ،وإعفاء اللحية ، -3
والسواك ،واستنشاق الماء ،وقص الظافر ،وغسل البراجم (عقد الصابع) ونتف
البط ،وحلق العانة ،وانتقاصُ الماء (يعني الستنجاء) والمضمضة .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :خمس من الفطرة :الختان ،والستحداد "حلق العانة" -4
وتقليم الظافر ،ونتف البط ،وقص الشارب) .
()56
-10وقال صلى ال عليه وسلم ( :يا بُني إذا دخلت على أهلك ،فسلم يكن بركة عليك
وعلى أهلك) .
-11وقال صلى ال عليه وسلم ( :من بدأ بالكلم قبل السلم ،فل تجيبوه) .
-12وقال صلى ال عليه وسلم ( :إذا لقي أحدكم أخاه فليُسلم عليه ،فإن حالت بينهما
شجرة ،أو جدار ،أو ح جر ،ثم لقيه فليُسلم عليه) .
-13وقال صلى ال عليه وسلم ( :يُجزئ عن الجماعة إذا مرُوا أن يُسلم أحدهم ويُجزئ عن
الجلوس أن يردّ أحدهم) .
-14وعن جابر أنه قال :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،بعثني لحاجة ،ثم أدركته
وهو يسير ( قال قتيبة يُصلي) فسلمت عليه ،فأشار اليّ ،فلما فرغ دعاني ،فقال :
(إنك سلمت آنفا وأنا أصلي) .
وهو مُوجه حينئذٍ قِبل المشرق ( أي موجه راحلته نحو الشرق)
-15وعن ابن عمر قال :قلت لبلل كيف رأيت النبي صلى ال عليه وسلم ،يرد عليهم
حين يسلمون عليه وهو يصلي ؟ قال :يقول هكذا وبسط كفه .
والحديث دليل على أنه إذا سَلم أحد على المصلي رد عليه السلم بإشارة دون النطق :
يسبط كافه اليمنى مستقيمة .
والسلم على القارئ والذاكر والمدرس وعند دخول المسجد جائز من باب أولى .
-16السلم تحية أهل الجنة ( تحيتهم يوم يلقونه سلم) .
-17السلم اسم من أسماء ال الحسنى .
-18السلم معناه المان التام من الغدر والخيانة والغش .
-19السلم طريق المحبة ،والمحبة طريق اليمان ،واليمان طريق الجنة .
()57
وقال صلى ال عليه وسلم ( :يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للسلم منكم ) "يعني -3
أهل اليمن" فقدم الشعريون ،فيهم أبو موسى الشعري ،فلما دنوا من المدينة ،
جعلوا يرتجزون ويقولون :
محمد وصحبه غدا نلقى الحبة
فلما قدموا تصافحوا ،فكانوا هم أول من أحدث المصافحة
وقال صلى ال عليه وسلم ( :إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه ،وأخذ بيده ، -4
فصافحه تناثرت خطاياهما ،كما يتناثر ورق الشجر) .
وعن أنس رضي ال عنه قال :قال رجل :يا رسول ال ،الرجل منا يلقى أخاه أو -5
صديقه ،أينحني له ؟ قال :ل ،قال :أفيلتزمه ويُقبله ؟ قال :ل ،قال :فيأخذ بيده
ويصافحه ؟ قال :نعم .
وكان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،يتعانقون إذا قدموا من سفر وأما
تقبيل اليد ففي الباب أحاديث وآثار كثيرة يدل مجموعها على ثبوت ذلك عن رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،فنرى جواز تقبيل يد العالم إذا لم يمد يده متكبرا ،ول يكون
على سبيل التبرك ،ول يتخذ التقبيل عادة ،ول يُعطل المصافحة ول توضع على
الجبهة .
()58
التثاؤب فإنما هو من الشيطان ،فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ،فان أحدكم إذا
تثاءب ضحك من الشيطان) .
وفي رواية لمسلم :
(فإن أحدكم إذا قال :ها ضحك الشيطان منه) .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :إذا عطس أحدكم فليقل :الحمد ل وليقل له أخوه أو -2
صاحبه :يرحمك ال ،فإذا قال له :يرحمك ال ،فليقل :يهديكم ال ويصلح بالكم) .
()29
وغن لم يحمد وقال صلى ال عليه وسلم ( :إذا عطس أحدكم فحمد ال فشمتوه -3
ال فل تشمتوه) .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :إذا تثاءب أحدكم فليمسك يده على فمه ،فإن الشيطان ل -4
يدخل) .
وكـان صلى ال عليه وسلم ،إذا عطس غطى وجهه بيده أو ثوبه ،وغض بها -5
صوته .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :شمت أخاك ثلثا فما زاد فإنما هي نزلة أو زكام) . -6
(أي ل تشمته بعد الثالثة ،بل أدع له) .
وعن نافع أن رجلً عطس إلى جنب ابن عمر ،فقال :الحمد ال والسلم على رسول -7
ال صلى ال عليه وسلم ،فقال ابن عمر :وأنا أقول :الحمد ل والسلم على رسول
ال ،وليس هكذا ،علمنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نقول ( :الحمد ل على
كل حال) .
يفيد هذا الحديث أن التقيد بتعاليم الرسول صلى ال عليه وسلم واجب .
()59
وعن جابر رضي ال عنه قال :أتى بأبي قحافة يوم الفتح ولحيته ورأسه كالثغامة -4
بياضـا ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :غيروا هذا بشئ ،واحتنبوا
السواد) .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد -5
كحواصل الحمام ،ل يجدون ريح الجنة) .
()30
ويُصفر وعن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم كان يلبس النعال السبتية -6
()31
والزعفران ،وكان ابن عمر يفعل ذلك . لحيته بالورس
وعن ابن عباس قال :مرّ على النبي صلى ال عليه وسلم ،رجل قد خضب بالحناء ، -7
فقال :ما أحسن هذا ،قال :فمرّ آخر قد خضب بالحناء والكتم ،فقال :وهذا أحسن
من هذا ،ثم مرّ آخر قد خضب بالصفرة ،فقال :هذا أحسن من هذا كله .
وقال صلى ال عليه وسلم ( :غيروا الشيب ،ول تشبهوا باليهود) . -8
وعن عثمان بن عبدال بن موهب قال :دخلت على أم سلمة ،فأخرجت إلينا شعرً من -9
شعر النبي صلى ال عليه وسلم ،مخضوبا .
وفي رواية أخرى :أن أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم ،أرته شعر رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،أحمر .
-10خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ،على مشيخة من النصار بيض لحاهم فقال :
(يا معشر النصار حمروا أو صفروا ،وخالفوا أهل الكتاب) .
-11وقد نقل عن المام أحمد -رحمه ال -أنه يجب ،وعنه يجب ولو مرة ،وعنه ل
أحب لحد ترك الخضب ،وتشبه بأهل الكتاب ،وفي السواد عنه كالشافعية روايتان :
المشهورة :يكره ،وقيل يحرم ،ويتأكد المنع لمن دلس به (أي غش) .
()60
طاعته في كل ما أمر به من دعاء ال وحده ،والستعانة به ،والصدق والمانة ، -2
وحسن الخلق ،وغير ذلك مما جاء في القرآن وأحادثه الصحيحة .
التحذير من الشرك الذي حذر منه الرسول صلى ال عليه وسلم ،وهو صرف العبادة -3
لغير ال ،كدعاء النبياء والولياء وطلب المدد والعون منهم ،فقد قال صلى ال عليه
وسلم ( :من مات وهو يدعو من دون ال ندا دخل النار) " .الند :المثل والشريك" .
إن نؤمن بما أخبر به القرآن والرسول صلى ال عليه وسلم ،من الصفات ،كعلو ال -4
علَى} ،وقوله ك اْل َ ْ م َرب ِّ َس َحا ْ على عرشه ،تحقيقا لقوله تعالى َ { :
سب ِّ ِ
صلى ال عليه وسلم ( :إن ال كتب كتابا فهو عنده فوق العرش) .وان ال مع عباده
ماعك ُ َ فا إِنَّنِي َ
م َ خا َل َل ت َ َ قا َيسمعهم ويراهم ويعلم أحوالهم لقوله تعالى َ { :
وأََرى } . ع َ
م ُ
َ
أ ْ
س َ
إن من واجب المسلمين أن يشكروا ال على بعثه ومولد الرسول الكريم صلى ال عليه -5
وسلم ،فيتمسكوا بسنته ،ومنها صيام يوم الثنين الذي سئل عن صومه فقال ( :ذاك
يوم وُلدت فيه ،وفيه بُعثت ،وعليّ أُنزل) ( ،أي القرآن) .
أما الحتفال بيوم مولده صلى ال عليه وسلم ،الذي أحدثه المتأخرون ،فلم يعرفه -6
الرسول والصحابة والتابعون ولو كان في الحتفال خير لسبقونا إليه ،وأرشدنا إليه
الرسول صلى ال عليه وسلم ،كما أرشدنا في الحديث السابق إلى صوم يوم الثنين
الذي وُلد فيه ،علما بأن الرسول صلى ال عيه وسلم ،مات يوم الثنين ،فليس
الفرع بأولى من الحزن على موته صلى ال عليه وسلم .
إن الموال التي تنفق في الحتفالت ،ولو أُنفقت في بيان شمائل الرسول صلى ال -7
عليه وسلم ،وسيرته ،وأخلقه ،وأدبه ،وتواضعه ،ومعجزاته ،وأحاديثه ،
ودعوته للتوحيد التي بدأ بها رسالته وغيرها من المور النافعة ،لو فعل ذلك
المسلمون لنصرهم ال كما نصر رسوله صلى ال عليه وسلم .
إن المحـب الصادق للرسول صلى ال عليه وسلم ،يهمه إتباع أوامره ،والعمل -8
بسنته ،والحكم بقرآنه والكثار من الصلة عليه صلى ال عليه وسلم .
()61
أترك الفحش ،وهو كل ما قبح وساء من قول أو فعل . -1
أخفض صوتك ،وأغضض منه إذا نطقت ،وخاصة في المجتمعات العامة ،كالسواق -2
والمساجد ،والحفلت وغيرها ،ما تكن خطيبا أو واعظا .
أدفع السيئة التي تقد تصيبك من أحد بالحسنة ،بأن تعفو عن المسئ ،فل تؤاخذه ، -3
وتصفح عنه بأن ل تعاقبه ،ول تهجره .
أترك التأنيب والتعنيف لخادمك ،أو زميلك أو ولدك ،أو تلميذك ،أو زوجتك إذا -4
أخطأوا أو قصروا .
ل تُقصر في واجبك ،ول تبخس حق غيرك ،حتى ل تضطره إلى أن يقول لك ِ :لمَ -5
فعلت كذا ...؟ أو ِلمَ لم ل تفعل كذا ؟ لئما عليك ،أو عاتبا عليك .
أترك الضحك إل قليلً ،وليكن جلّ ضَحِكك التبسم . -6
ل تتأخر عن قضاء حاجة الضعيف والمسكين والمرأة ،والمشي معهم في غير تكبر -7
ول استنكاف .
مساعدة أهل البيت على شئون البيت ،ولو كان حلب شاة ،أو طهي طعام أو غيره . -8
البس أحسن الثياب التي عندك ،ل سيما وقت الصلة ،والعياد ،والحفلت . -9
-10ل تتكبر عن الكل على الرض ،وكل ما وجد من الطعام ،والكتفاء بقليل الطعام ول
تعيبه .
-11العمل ومشاركة العاملين ،ولو بحفر الرض ونقل التراب ،والسرور بذلك إظهارا لعدم
التكبر .
-12عدم الرضا بالمدح الزائد ،والطراء المبالغ فيه ،والكتفاء بما هو ثابت للعبد ،وبما
قام به من صفات الحق والفضل والخير .
-13ل تنطق ببذاء ول جفاء ،ول كلم فاحش ولو مازحا .
-14ل تقل سوءا ول تفعله .
-15ل تواجه أحدا من إخوانك بمكروه .
()32
. -16لزم سلمة النطق ،وحلو الكلم
-17ل تكثر المزاح ،ول تقل إل الصدق .
() هذه الفقرات مأخوذة بتصرف من كتاب العلم والعلماء للشيخ أبي بكر الجزائري المدرس في 32
()62
-18أرحم النسان والحيوان حتى يرحمك ال .
-19احذر البخل ،فهو مكروه من ال والناس .
-20نم باكرا ،واستيقظ للعبادة والجتهاد والعمل .
-21ل تتأخر عن صلة الجماعة في المسجد .
-22احذر الغضب وما ينتج عنه ،وإذا غضبت فاستعذ من الشيطان الرجيم .
-23الزم الصمت ،ول تكثر الكلم فهو مسجل عليك .
-24اقرأ القرآن بفهم وتدبر ،واسمعه من غيرك ،وأعمل به .
-25ل ترد الطيب ،واستعمله دائما ،ل سيما عند الصلة .
-26استعمل السواك فهو مفيد جدا ،ل سيما عند الصلة .
-27كن شجاعا ،وقل الحق ولو على نفسك .
-28أقبل النصيحة من كل إنسان واحذر ردها .
-29اعدل بين زوجاتك وأولدك وفي كل أعمالك .
-30اصبر على أذى الناس وسامحهم ،حتى يسامحك ال .
-31أحب للناس ما تحب لنفسك .
-32أكثر من السلم عند الدخول والخروج واللقاء وفي السواق .
-33تقيد بلفظ السلم الوارد في السنة ،وهو " :السلم عليكم ورحمة ال وبركاته" ول
يُغني عنه كلمة (صباح الخير ،ومساء الخير) أو (أهلً ومرحبا) ويمكن قولها بعد
السلم .
-34كن نظيفا في مظهرك ولباسك .
-35غيّر شيبك بالصفر أو الحمر ،واحذر السواد امتثالً لمر الرسول صلى ال عليه
وسلم .
-36تمسك بسنن الرسول صلى ال عليه وسلم ،حتى تدخل في قوله ( :إن من ورائكم أيام
الصبر ،للمُتمسك فيهن بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم ،قالوا :يا نبي ال أو منهم ؟
قال :بل منكم) .
-37اللهم أرزقنا العمل بكتابك ،وسنة نبيك ،وأرزقنا حبه واتباعه وشفاعته صلى ال
عليه وسلم ،يوم القيامة .
()63
: مكارم أخلق الرسول صلى ال عليه وسلم
منها وما يتعشق الكبراء يا من لـه الخلق ما تهوى العل
**
دينا يضيء بنوره الناء لو لــم تُقــم دينا لقامت وحدها
**
()64
فالكل في حق الحياة سواء اتصفت أهل الفقر من أهل الغنى
**
()65
حسان يدافع عن الرسول صلى ال عليه وسلم
تثير النقع موعدها كداء عدمنا خيلنا إن لم تروها
**
()66
)67(
عقيدة المسلم :
فأنا المقر بأنني وهابي متوهبا ()33
إن كان تابع أحمد
**
()68
)69(