Professional Documents
Culture Documents
4 النساء
4 النساء
آية (:)19
* ما الفرق بين كلمة الكَره بفتح الكاف والكُره بضمها؟(د.فاضل السامرائى)
ن تَ ِرثُوا النّسَا َء كَرْهًا وَلَا
حلّ َلكُمْ أَ ْ
الكَره بفتح الكاف هو ما يأتي من الخارج يقابله الطوع كما في قوله تعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا يَ ِ
جعَلَ اللّهُ ش ْيئًا َويَ ْ
ن َتكْرَهُوا َ ن كَرِ ْهُتمُوهُنّ َفعَسَى أَ ْ ف فَإِ ْن بِا ْل َمعْرُو ِ ن بِفَاحِشَ ٍة ُم َبيّنَةٍ وَعَاشِرُوهُ ّ ن يَ ْأتِي َض مَا َآ َت ْيتُمُوهُنّ إِلّا أَ ْ
َتعْضُلُوهُنّ ِل َتذْ َهبُوا ِب َبعْ ِ
سقِينَ ( )53التوبة) وقوله تعالى (ثُمّ ل ِم ْنكُمْ ِإّنكُ ْم ُكنْتُ ْم قَ ْومًا فَا ِ
ن يُتَ َقبّ َخيْرًا َكثِيرًا ( )19النساء) وقوله تعالى (قُلْ َأ ْنفِقُوا طَوْعًا أَ ْو كَرْهًا لَ ْ فِيهِ َ
ن (.))11 طوْعًا أَ ْو كَرْهًا قَاَلتَا َأ َت ْينَا طَا ِئعِي َن فَقَالَ َلهَا وَِللْأَ ْرضِ ِا ْئتِيَا َ ي دُخَا ٌ سمَاءِ وَهِ َ ستَوَى إِلَى ال ّاْ
خيْرٌ َل ُكمْش ْيئًا وَهُوَ َ
ن َتكْرَهُوا َ ب عََل ْيكُمُ ا ْل ِقتَالُ وَ ُه َو كُرْهٌ َلكُمْ وَعَسَى أَ ْ أما الكُره بضم الكاف فهو ما ينبعث من الداخل ففي قوله تعالى (كُتِ َ
ن ( )216البقرة) جاءت كلمة الكُره لن النسان بطبيعته يكره القتال وكذلك في ش ْيئًا وَهُ َو شَرّ َلكُمْ وَاللّ ُه َيعْلَمُ وََأ ْنتُمْ لَا َتعَْلمُو َ حبّوا َ ن تُ ِ
عسَى أَ ْوَ َ
سنَةً
شدّهُ َوبَلَغَ أَ ْر َبعِينَ َ حتّى ِإذَا بَلَغَ أَ ُ
ش ْهرًا َ حمْلُهُ َو ِفصَالُ ُه ثَلَاثُونَ َ ض َعتْهُ كُرْهًا وَ َ حمََلتْهُ ُأمّ ُه كُرْهًا وَ َو َ ن بِوَاِل َديْهِ إِحْسَانًا َ ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ
قوله تعالى (وَوَ ّ
عمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُ ّرّيتِي ِإنّي ُتبْتُ إَِل ْيكَ وَِإنّي مِنَ ت عََليّ وَعَلَى وَاِلدَيّ وَأَنْ أَ ْ شكُ َر نِ ْع َم َتكَ اّلتِي َأ ْنعَمْ َ
عنِي أَنْ َأ ْ قَالَ َربّ أَوْزِ ْ
ا ْلمُسِْلمِينَ ( )15الحقاف) الحمل في نفس الم ثقيل ليس مفروضا عليها وإنما آلم الوضع والحمل وأي إنسان ل يريد المشقة لنفسه أصلً.
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ل يَحِلّ َلكُ ْم أَن تَ ِرثُو ْا النّسَاء كَرْهًا ( )19النساء) ل شك أن وقع النهي علة أذن السامع أشد من الخبار فقولك لولدك ل
(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ
تفعل هذا فيه من الوعيد والثر أشد من قولك أمنعك من هذا.
شيْئًا ( )20الن ساء)
ه َ
من ْس ُ ن قِنطَاًرا َفل َ تَأ ْ ُ
خذ ُوا ْ ِ حدَاه ُ َّ
م إِ ْ
ن َزوْسٍج وَآتَيْت ُس ْ مكَا َل َزوْسٍج َّ ستِبْدَا َ
ما ْ
َ
ن أَردت ُّس ُ
*(وَإ ِ ْ
ن قِنطاًرا) فقسد ضرب الله تعالى مثل ً للمهسر بالقنطار فل ِس َ
م قال َ حدَاهُس َّ م إِ ْ
انظسر قوله تعالى (وَآتَيْت ُس ْ
مه على الصل :وآتيتم إحداهن مهراً؟ أو نِحلة؟(ورتل القرآن ترتيلً) قنطارا ً ولم يس ِّ
ش ْيئًا) لربما تبادر إلى أذهاننا أن المهر إن كان كثيرا يحق لنا أن
خذُو ْا مِنْهُ َ
المهر يطلق على القليل والكثير فلو حدّده بالمهر ثم أتبعه (فَلَ تَ ْأ ُ
نأخذ نصيبا ولكن عندما مثّل للمهر بالقنطار وهو كثير جدا ثم نهانا عن الخذ منه علمنا أن المهر مهما قل أو كثر ل يحق لنا أن نقتطع منه
لنفسنا.
آية (:)21
ض ( )21النسساء) تأمسل أسسرار البلغسة القرآنيسة فسي ٍ م إِلَى بَعْس
ضك ُس ْ
َ
ه وَقَد ْ أفْس َ
ضى بَعْ ُ خذ ُون َس ُف تَأ ْ ُ
*(وَكَي ْس َ
ْ
ه)؟ (ورتسلخذ ُون َس ُ (وكَي ْس َ
ف تَأ ُ كلم الله عسز وجسل ،ألم يلف نظرك هذا السستفهام أي فسي قوله تعالى َ
القرآن ترتيلً)
إنه استفهام خرج إلى معنى آخر وهو التعجب من فعل ذلك الرجل الذي يريد أن يأخذ من صداق زوجه فهذا ليس من المروءة ولذلك ابتدأه
ال تعالى باستفهام تعجبي.
آية (:)23
َ َ
ن الل ّسهِ *مسا اللمسسة البيانيسة فسي اسسخدام المفرد مرة والجمسع مرة أخرى فسي اليسة (إ ِ ّل بََلغا ً ِّ
م َس َ
ن فِيهَ سا أَبَدا ً {)}23؟(د.فاضسسل خالِدِي َ س جهَن ّ سَ َ
م َ ن لَس ُ
ه نَاَر َ سول َ ُ
ه فَإ ِ س َّ ص الل ّ س َ
ه َوَر ُ س ساَلتِهِ وَ س َ
من يَعْ س ِ وَرِ س َ
السامرائى)
(من) لها لفظ ومعنى ويُعبّر عنها بالواحد أو الجمع ،يقال جاء من حضر (اللفظ مفرد مذكر وحقيقتها مفرد أو مثنى أو جمع) وفى سورة
ج َهنّ َم خَاِلدِينَ فِيهَا َأبَدا {.)}23 ن لَهُ نَارَ َ الجن (إِلّا بَلَاغا مّنَ اللّهِ وَ ِرسَالَاتِ ِه َومَن َيعْصِ اللّهَ وَرَسُولَ ُه فَإِ ّ
هناك قاعدة نحوية تقول :في كلم العرب يراعى المفرد أولً ثم الجمع كما في قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا ...وما هم بمؤمنين)
وقوله (ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا) وقوله (أل في الفتنة سقطوا) وليس غريبا هذا الستخدام في اللغة.
ل على حالة الفراد والتذكير ثم نحملها على معناها (من) في اللغة تستعمل للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث وعادة نبدأ لفظها أو ً
وهذا هو الفصح عند العرب .كما في قوله تعالى (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) (ومن يقنت منكن
ل ورسوله وتعمل صالحا) نأتي بالفراد والتذكير أولً ثم يؤتى بما يدل على المعنى من تأنيث أو جمع أو تثنية.
ب ّمهِينٌ
عذَا ٌ
حدُودَ ُه ُيدْخِلْ ُه نَارا خَالِدا فِيهَا وَلَ ُه َ
وقد جاء في القرآن الكريم استخدام خالدا كما في سورة النساء ( َومَن َيعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ َو َيتَ َعدّ ُ
ي ا ْلعَظِي ُم { )}63وجاءت في سورة ج َهنّ َم خَالِدا فِيهَا ذَِلكَ ا ْلخِزْ ُ { )}14وفي سورة التوبة (أَلَ ْم َيعَْلمُواْ َأنّهُ مَن يُحَا ِددِ اللّهَ وَرَسُولَ ُه فَأَ ّ
ن لَهُ نَارَ َ
الجن (خالدين) والسبب أن ال تعالى لم يقل (خالدين فيها) في النار مرة واحدة إنما قال (خالدا فيها) أما في الجنة فيقول دائما خالدين فيها.
ولن ال تعالى أراد أن يُعذّب أهل النار بالنار وبالوحدة لن الوحدة هي بحد ذاتها عذاب أيضا بينما في الجنّة هناك اجتماع (خالدين،
متكئين ،ينظرون ،يُسقون).
آية (:)24(-)23
جناح عليكم) وقوله تعالى (ليس عليكم جناح)؟ السامرائى
* ما الفرق بين قوله تعالى (ل ُ
أولً :ل جناح عليكم جملة إسمية ،و (ل) هنا هي ل النافية للجنس على تضمن من الستغراقية والمؤكّدة دخلت على المبتدأ والخبر ،والنحاة
ل على الثبوتيقولون أن (ل) في النفي هي بمثابة (إنّ) في الثبات .ومن المسلمات الولية في المعاني أن الجملة السمية أقوى وأثبت وأد ّ
من الجملة الفعلية ،وعليه يكون (ل جناح عليكم) مؤكّدة كونها جملة إسمية وكونها منفية بـ (ل) هذا من الناحية النحوية .أما الجملة (ليس
عليكم جناح جملة) فهي جملة فعلية ول يمنع كون ليس ناسخا لن المهم أصل الجملة قبل دخول الناسخ عليها .هذا من حيث الحكم النحوي
أن الجملة السمية أقوى وأثبت وأدلّ على الثبوت من الجملة الفعلية.
أما من حيث الستعمال القرآني فإذا استعرضنا اليات التي وردت فيها ليس عليكم جناح ول جناح عليكم في القرآن نجد أن ل جناح عليكم
تستعمل فيما يتعلق بالعبادات وتنظيم السرة وشؤونها والحقوق والواجبات الزوجية والمور المهمة ،أما ليس عليكم جناح تستعمل فيما دون
ذلك من أمور المعيشة اليومية كالبيع والشراء والتجارة وغيرها مما هو دون العبادات في الهمية .ونورد اليات القرآنية التي جاءت فيها
الجملتين:
ل جناح عليه
جنَاحَ ن بَ ْعدِ الْ َفرِيضَ ِة (( ))24وَلَا ُ ض ْيتُمْ بِ ِه مِ ْ
ح عََل ْيكُمْ فِيمَا تَرَا َ جنَا َح عََل ْيكُ ْم (( ))23وَلَا ُ جنَا َن فَلَا ُ في سورة النساء( :فَإِنْ َل ْم َتكُونُوا دَخَ ْلتُ ْم ِبهِ ّ
ح عََل ْيهِمَا جنَا َ ت مِنْ َبعِْلهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا ُ ن امْرََأةٌ خَا َف ْ ح َتكُ ْم (( ))102وَإِ ِ ضعُوا َأسْلِ َ ن تَ َ طرٍ أَ ْو ُك ْنتُمْ مَ ْرضَى أَ ْ ن ِبكُمْ َأذًى مِنْ مَ َ ن كَا َ عََل ْيكُمْ إِ ْ
ت بِ ِه ( ح عََل ْي ِهمَا فِيمَا ا ْف َتدَ ْ ف ِبهِمَا ( )158هذه عبادة ( ،فَلَا ُ
جنَا َ ح عََليْهِ أَنْ يَطّوّ َ ن يُصِْلحَا َب ْي َنهُمَا صُلْحًا ( ))128وفي سورة البقرة ( :فَلَا ُ
جنَا َ أَ ْ
)240()236()235()234()233()230()229هذه اليات كلها في الحقوق وفي شؤون السرة.
ح عََل ْيهِنّ فِي َآبَا ِئهِنّ َولَا َأ ْبنَا ِئهِنّ َولَا ِإخْوَا ِنهِنّ وَلَا َأ ْبنَاءِ ِإخْوَا ِنهِنّ جنَا َح عََل ْيكَ ( ))51و(لَا ُ جنَا َ
ن عَزَ ْلتَ َفلَا ُ وفي سورة الحزاب ( َومَنِ ا ْب َت َغيْتَ ِممّ ْ
ن ())10 ن َتنْكِحُوهُنّ ِإذَا َآ َت ْيُتمُوهُنّ ُأجُورَهُ ّ ح عََل ْيكُمْ أَ ْ
جنَا َ َولَا َأ ْبنَا ِء أَخَوَا ِتهِنّ وَلَا نِسَا ِئهِنّ وَلَا مَا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنهُنّ ( ))55وفي سورة الممتحنة (وَلَا ُ
ليس عليكم جناح
ن تَ ْقصُرُوا مِنَ الصّلَاةِ إِنْ خِ ْفتُ ْم أَنْ َي ْفتِ َنكُمُ اّلذِينَ َكفَرُوا ( ))101وفي سورة جنَاحٌ أَ ْعَليْكُ ْم ُض فََل ْيسَ َ في سورة النساء (وَِإذَا ضَ َر ْبتُ ْم فِي ا ْلأَرْ ِ
ن كُ ْنتُمْ شعَرِ ا ْلحَرَامِ وَا ْذكُرُو ُه َكمَا َهدَاكُمْ وَإِ ْ عنْدَ ا ْلمَ ْت فَا ْذكُرُوا اللّ َه ِ ن عَ َرفَا ٍ ضتُ ْم مِ ْ
ن َت ْبتَغُوا َفضْلًا مِنْ َرّبكُ ْم فَِإذَا َأفَ ْ جنَاحٌ أَ ْ عَليْكُ ْم ُ
البقرةَ ( :ل ْيسَ َ
جنَاحٌ أَلّا َت ْكُتبُوهَا ( ))282وفي سورة س عََل ْيكُمْ ُ ن تِجَارَةً حَاضِ َر ًة تُدِيرُو َنهَا َبيْ َنكُ ْم فََليْ َ ن َقبْلِهِ َلمِنَ الضّالّينَ ( ))198وقوله تعالى (إِلّا أَنْ َتكُو َ مِ ْ
سنُوا ت ثُ ّم اتّقَوْا َوَآ َمنُوا ثُ ّم اتّقَوْا وََأحْ َ عمِلُوا الصّاِلحَا ِ ط ِعمُوا ِإذَا مَا اتّقَوْا وََآ َمنُوا وَ َ ح فِيمَا َ جنَا ٌعمِلُوا الصّاِلحَاتِ ُ س عَلَى اّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ المائدة (َليْ َ
جنَاحٌ أَنْ س عََل ْيهِنّ ُ سكُونَ ٍة فِيهَا مَتَاعٌ َلكُ ْم ( ))29و (فََليْ َ غيْ َر مَ ْخلُوا ُبيُوتًا َ ن تَدْ ُ جنَاحٌ أَ ْ
س عََل ْيكُمْ ُ سنِينَ ( ))93وفي النور (َليْ َ ب ا ْلمُحْ ِ وَاللّ ُه يُحِ ّ
شتَاتًا ( ))61وفي جمِيعًا أَوْ َأ ْ جنَاحٌ أَنْ َت ْأكُلُوا َ س عََل ْيكُمْ ُ علِي ٌم ( ))60و(َليْ َ سمِيعٌ َ خيْرٌ َلهُنّ وَاللّهُ َ ن َ س َتعْفِفْ َ
ن يَ ْ
غيْ َر ُمتَبَرّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَ ْ ن ِثيَا َبهُنّ َ ضعْ َيَ َ
خطَ ْأتُ ْم بِ ِه ())5 ح فِيمَا أَ ْ جنَا ٌ
س عََل ْيكُمْ ُسورة الحزاب (وََليْ َ
وقد ورد في القرآن الكريم آيتان متتابعتان كل منهما تحتوي على إحدى الجملتين فقد قال تعالى في سورة النساء (وَِإذَا ضَ َر ْبتُ ْم فِي ا ْلأَرْضِ
عدُوّا مُبِينًا ( ))101وقال تعالى في آية أخرى ن تَ ْقصُرُوا مِنَ الصّلَاةِ إِنْ خِ ْفتُ ْم أَنْ َي ْفتِ َنكُمُ اّلذِينَ َكفَرُوا إِنّ ا ْلكَافِرِينَ كَانُوا َلكُ ْم َ ح أَ ْجنَا ٌ
س عََل ْيكُ ْم ُفََليْ َ
عذَابًا ُمهِينًا ())102 عدّ لِ ْلكَا ِفرِينَ َ
حذْ َركُمْ إِنّ اللّهَ أَ َ خذُوا ِ ح َتكُمْ َو ُضعُوا أَسْلِ َن تَ َ ن مَطَرٍ أَ ْو ُك ْنتُمْ َمرْضَى أَ ْ ن ِبكُمْ َأذًى مِ ْ ن كَا َح عََل ْيكُمْ إِ ْجنَا َ
(وَلَا ُ
المر في الولى يتعلق بالضرب في الرض وهو السير في الرض للتجارة أو غيرها ،أما في الثانية فالمر يتعلق بالصلة في موطن
الجهاد فالية فيها عبادة وفي موطن عبادة أما في الولى فالموطن مختلف لن موطن الجهاد أهم من موطن الراحة والستجمام ،والجهاد في
مقتصد الدين أكثر من الضرب في الرض .فجملة (ل جناح عليكم) أقوى لنها جملة اسمية ومؤكدة فيستعملها في المواطن المهمة كاعبادات
ل ول وتنظيم السرة والمور المهمة .وهناك فرق كبير بين (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا) والية الثانية من سورة المائدة مث ً
شك أن الكل جميعا أو أشتاتا ليس بمنزلة الجهاد .وهكذا إذا لحظنا ورود "ل جناح عليكم" و"ليس عليكم جناح" يجب أن ننبته إلى الموطن
الذي جاءت فيه.
ت ت ال ُ ْ
خ ِس َس
ت ال ِخ وَبَنَا ُ س م وَبَنَا ُ س خالَتُك ُ س ْم وَ َ ماتُك ُ س ْ م َوعَ َّ خوَاتُك ُ س ْ م وَأ َ َ م وَبَنَاتُك ُ س ْ م َهاتُك ُ س ْ م أ ُ َّت عَلَيْك ُ س ْ م ْس حّرِ َ*( ُ
جورِكُم َ ُ َ َ َ وَأ ُ َّ
َّ
ح ُ م الل ّت ِي ف ِي ُ م وََربَائِبُك ُ ُ سآئِك ُ ْ
ت نِ َ م َها ُ ضاعَةِ وَأ َّ ن الَّر َ م َخوَاتُك ُم ِّ
َ
م وَأ َ ضعْنَك ُ ْ م الل ّت ِي أْر َ م َهاتُك ُ ُ
ن فَل َ جنا ح عَلَيك ُم وحلَئ ِ ُ َ خلْت ُم بِه ِ َّ م تَكُونُوا ْ د َ َ م اللَّت ِي د َ َ
ن
م الذِي َ ل أبْنَائِك ُ ُ ْ ْ َ َ ُ َ َ ن فَإِن ل ّ ْ خلْت ُم بِه ِ َّ سآئِك ُ ُ من ن ِّ َ ِّ
َ ُ َ َ
ما ( )23النساء) في حي ًن غَفُوًرا َّر ِ ه كَا َن الل ّ َ ف إ ِ َّ سل َ َ ما قَد ْ َ ن إَل ّ َ ختَي ْ ِ
ن ال ْ معُوا ْ بَي ْ َ ج َ م وَأن ت َ ْ صلَبِك ُ ْ نأ ْ م ْ ِ
اليسة السسابقة التسي حّرم الله تعالى بهسا نكاح زوجات الب عبّر عسن التحريسم بالنهسي فقال تعالى
سل َ َ َ
م عدل عنسه إلى الماضسي فقال ف ( ))22فل ِس َ ما قَد ْ َس ساء إِل ّ َس م نَس الن ّ ِس َ ح آبَاؤُك ُسم ِّ ما نَك َس َحوا ْ َس (وَل َ تَنك ِ ُ
حّرِمت) ولم يقل ول تنكحوا أمهاتكم؟(ورتل القرآن ترتيلً) ( ُ
إن أسلوب النهي كقولك لبنك ل تلعب الكرة فيه إيحاء بأنه كان يلعب بالماضي ولذلك نهيته عن المستقبل بخلف قولك نُهينا عن لعب النرد
فهذا يدل على تحريمه سابقا ولحقا ولذلك عبّر عن نكاح زوجات الب بالنهي لن هذا الفعل كان شائعا عند العرب ثم حرّمه السلم .أما
ت عََل ْيكُمْ ُأ ّمهَا ُتكُمْ) ليبين لنا أن
ح ّرمَ ْ
نكاح المحارم من المهات والبنات والخوات فهذا لم يكن لدى العرب قبل السلم ولذلك عبّر عنه بقوله ( ُ
هذا التحريم أمر مقرر سابقا وأتى القرآن ليثبته وهذا ما عبّر عنه ابن عباس بقوله :كان أهل الجاهلية يحرّمون ما حرّم السلم إل امرأة
ل مَا َقدْ سَلَفَ).
خ َتيْنِ َإ ّ
ن الُ ْ
ج َمعُواْ َبيْ َ
الب والجمع بين الختين ولذلك عبّر عنه بالمضارع (وَأَن تَ ْ
م عَلَى
ن ( )24النساء) والبغاء (وََل تُكْرِهُوا فَتَيَاتِك ُ ْ حي َ سافِ ِ
م َ ن غَيَْر ُ صنِي َ ح ِ * ما الفرق بين السفاح ( ُّ
م ْ
سبِيل ً ( )32السسسراء)؟ ساء َسس ة وَسس َ ن فَا ِ
ح َ
ش ً الْبِغَاء ( )33النور) والزنسسى (وَل َ تَقَْربُوا ْ الّزِن َسسى إِن ّسسَ ُ
ه كَا َسس
السامرائى
ن كَانَ مِن قَوْ ِم مُوسَى َف َبغَى عََل ْيهِمْ ( )76القصص)ن قَارُو َ
البغاء هو الفجور ،بغى في الرض أي فجر فيها أي تجاوز إلى ما ليس له( .إِ ّ
ك امْرَأَ سَ ْوءٍ
ن مَا كَانَ َأبُو ِ
ت هَارُو َ
خ َ
ي (يَا أُ ْ
ي ول يقال للرجل بغ ّ تجاوز الحدّ .فهي تجاوزت حدها عندما فعلت هذه الفعلة .لذا يقال للمرأة بغ ّ
َومَا كَانَتْ ُأ ّمكِ َب ِغيّا ( )28مريم) عند العرب ل يوصف الرجل بالبغيّ في الزنا البغاء للمرأة .إشتقاقه اللفظي بغت المرأة إذا فجرت لنها
تجاوزت ما ليس لها .الزنا هو الوطء من غير عقد شرعي .البغاء استمراء الزنا فيصير فجورا .المسافحة أن تقيم معه على الفجور ،تعيش
معه في الحرام من غير تزويج صحيح .المسافحة والسفاح هي القامة مع الرجل من غير تزويج شرعي وهذا أشد لنه تقيم امرأة مع رجل
على فجور .كله فيه زنا والزنا أقلهم ،إذا استمرأت الزنا صار فجورا بغاء وإذا أقامت معه بغير عقد شرعي يقال سفاح .الرجل يوصف
بالسِفاح أيضا (غير مسافحين) .الزنا يوصف به الرجل والمرأة (والزانية والزاني) أما البغاء والبغي فللمرأة تحديدا والسفاح للرجل والمرأة.
وكل كلمة لها دللتها في القرآن الكريم.
َ َ
مانُك ُس ْ
م ( )24النسساء) فسي هذه اليسة قُرِئت المح َس
صنات ملَك َس ْ
ت أي ْ َ ساء إِل ّ َس
ما َ م نَس الن ّ ِس َ
ت ِصنَا ُ
ح َس *(وَال ْ ُ
م ْ
صنات وفي سائر المواضع تقرأ بالفتح ُ
صنت من زوجها ولم يُقرأ بالكسر المح ِ بالفتح أي التي أح ِ
صنات من النساء؟(ورتل القرآن ترتيل)ً والكسر فلِم لم تُقرأ والمح ِ
المحصَنات هي المرأة المتزوجة وسميت محصنة من أحصنها الرجل إذا حفظها واستقل بها عن غيره .ويقال محصنة إذا أحصنت نفسها
حرّمت المحصَنات المتزوجات ولذلك قُرئت الفتح فقط أنت عََل ْيكُمْ ُأ ّمهَا ُتكُمْ) أي و ُ
ح ّرمَ ْ
بالعفاف .هذه الية معطوفة على الية التي قبلها ( ُ
اللواتي حرم التزوج بهن هن المتزوجات أما المحصِنات أي العفيفات فليس الزواج بهن محرّما بل يُندر أن تبحث عنهن.
آية (:)25
*ما دللة استعمال (إذا) و(إن) في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
(إذا) في كلم العرب تستعمل للمقطوع بحصوله كما في الية( :إذا حضر أحدكم الموت) ول بد ان يحضر الموت( ،فإذا انسلخ الشهر
الحرم) ول بد للشهر الحرم من أن تنسلخ ،وقوله تعالى( :وترى الشمس إذا طلعت) ول بد للشمس من أن تطلع وكقوله( :فإذا قضيت
الصلة) ول بد للصلة أن تنقضي.
وللكثير الحصول كما في قوله تعالى (فإذا حُييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردوها) .ولو جاءت (إذا) و(إن) في الية الواحدة تستعمل (إذا)
سلُواْ وُجُو َهكُمْ وََأ ْيدِ َيكُمْ إِلَى ا ْلمَرَافِقِ ن آ َمنُو ْا ِإذَا ُقمْتُمْ ِإلَى الصّلةِ فاغْ ِ ل كما في آية الوضوء في سورة المائدة (يَا َأّيهَا اّلذِي َ للكثير و(لن) للق ّ
ستُمُ لمَ ْحدٌ مّنكُم مّنَ ا ْلغَائِطِ أَ ْو َ طهّرُواْ وَإِن كُنتُم مّ ْرضَى أَ ْو عَلَى سَ َفرٍ أَوْ جَاء َأ َ جنُبا فَا ّ
سكُمْ وََأرْجَُلكُ ْم إِلَى ا ْل َك ْعبَينِ وَإِن كُنتُمْ ُ وَامْسَحُو ْا بِرُؤُو ِ
طهّ َركُمْ وَِل ُيتِمّج وَلَـكِن يُرِيدُ ِليُ َ ل عََل ْيكُم مّنْ حَرَ ٍ جعَ َ
سحُو ْا بِوُجُو ِه ُكمْ وََأيْدِيكُم ّمنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ ِليَ ْ طيّبا فَامْ َ
صعِيدا َ جدُو ْا مَاء َف َت َي ّممُواْ َ النّسَاء َفلَ ْم تَ ِ
ل لذا ن { )}6القيام إلى الصلة كثيرة الحصول فجاء بـ (إذا) أما كون النسان مريضا أو مسافرا أو جنبا فهو أق ّ شكُرُو َ ِن ْع َمتَهُ عََل ْيكُمْ َلعَّلكُ ْم تَ ْ
جاء بـ (إن).
ت َفمِن مّا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنكُم مّن َف َتيَا ِتكُمُ ا ْلمُ ْؤ ِمنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ صنَاتِ ا ْلمُ ْؤ ِمنَا ِ ستَطِ ْع مِنكُمْ طَ ْولً أَن يَنكِحَ ا ْل ُمحْ َ وكذلك في سورة النساء ( َومَن لّ ْم يَ ْ
حصِنّ َفإِنْ ن فَِإذَا أُ ْ
خدَا ٍخذَاتِ أَ ْ ل ُمتّ ِ غيْ َر مُسَافِحَاتٍ َو َ ت َصنَا ٍ ح َ ف مُ ْن بِا ْل َمعْرُو ِ ض فَانكِحُوهُنّ ِبِإذْنِ أَهِْلهِنّ وَآتُوهُنّ أُجُورَهُ ّ ضكُم مّن بَعْ ٍ بِإِيمَا ِنكُ ْم َبعْ ُ
غفُو ٌر رّحِي ٌم { )}25إذا خيْرٌ ّلكُمْ وَاللّهُ َ صبِرُو ْا َ ت ِم ْنكُمْ وَأَن تَ ْ ي ا ْلعَنَ َ ب ذَِلكَ ِلمَنْ خَشِ َ ت مِنَ ا ْل َعذَا ِ
صنَا ِح َ علَى ا ْلمُ ْ ف مَا َ ن بِفَاحِشَ ٍة َفعََل ْيهِنّ نِصْ ُ َأ َتيْ َ
جاءت مع (أُحصنّ) ووهذا الكثر أما إن فجاءت مع اللواتي يأتين بفاحشة وهو قطعا أقل من المحصنات .وكذلك في سورة الرعد (وَإِن
صحَابُ النّا ِر ُه ْم فِيهَا عنَا ِقهِمْ وَُأوْلَـ ِئكَ أَ ْ ل فِي أَ ْ ك الَغْلَ ُ جدِيدٍ أُوْلَـ ِئكَ اّلذِينَ كَ َفرُو ْا بِ َرّبهِمْ وَأُوَْل ِئ َ ق َب قَوُْلهُ ْم َأ ِئذَا ُكنّا تُرَابا َأ ِئنّا لَفِي خَلْ ٍ
ج ٌ ب َفعَ َ َتعْجَ ْ
ن {.)}5 خَالِدو َ
وفي سورة الليل (وما يغني عنه ماله إذا تردى) التردّي حاصل والتردي اما أن يكون من الموت او الهلك ،او تردى في قبره ،او في نار
جهنم فماذا يغني عنه ماله عندها؟وهذه ليست افتراضا وانما حصولها مؤكد وهي امر حاصل في كل لحظة ولهذا السبب جاء بلفظ (إذا) بدل
(إن) لن (إذا) مؤكد حصولها) و(إن) مشكوك فيها او محتمل حدوثها .وهذه إهابة بالشخص أن ل يبخل او يطغى او يكذب بالحسنى،إذن ل
مفر منه فلماذا يبخل ويعسر على الخرين ويطغى ويكذب بالحسنى؟
وقد وردت إذا في القرآن الكريم 362مرة لم تأتي مرة واحدة في موضع غير محتمل البتّة فهي تأتي إمّا بأمر مجزوم وقوعه أو كثير
الحصول كما جاء في آيات وصف أهوال يوم القيامة لنه مقطوع بحصوله كما في سورة التكوير وسورة النفطار.
أما (إن) فستعمل لما قد يقع ولما هو محتمل حدوثه أو مشكوك فيه أو نادر او مستحيل كما في قوله تعالى (أرأيتم إن جعل ال عليكم الليل
سرمدا) هنا احتمال وافتراض ،و (وإن يروا كِسفا من السماء ساقطا) لم يقع ولكنه احتمال ،و(وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الصل أن
ل يقع ولكن هناك احتمال بوقوعه ،وكذلك في سورة (انظر إلى الجبل فإن استق ّر مكانه) افتراض واحتمال وقوعه.
آية (:)26
م) فما الفرق بينهما؟(د.فاضل السامرائى)
حكِي ٌ
م َ
م) (عَلِي ٌ
م عَلي ٌ
حكِي ٌ
*( َ
إذا كان السياق في العلم وما يقتضي العلم يقدم العلم وإل يقدم الحكمة ،إذا كان المر في التشريع أو في الجزاء يقدم الحكمة وإذا كان في
حكِي ُم ( )32البقرة) السياق في العلم فقدّم العلم، ل عِلْمَ َلنَا ِإلّ مَا عَّل ْمتَنَا ِإّنكَ أَنتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ سبْحَا َنكَ َ العلم يقدم العلم .حتى تتوضح المسألة (قَالُواْ ُ
ج َتبِيكَ َرّبكَ حكِي ٌم ( )26النساء) هذا تبيين معناه هذا علمَ ( ،وكَذَِل َ
ك يَ ْ ب عََل ْيكُمْ وَاللّ ُه عَلِيمٌ َ
ن مِن َقبِْلكُمْ َو َيتُو َ سنَنَ اّلذِي َ
(يُرِيدُ اللّهُ ِليُ َبيّنَ َلكُمْ َو َيهْ ِد َيكُمْ ُ
حكِيمٌ ( )6يوسف) ق إِنّ َرّبكَ عَلِي ٌم َ ب َكمَا َأ َت ّمهَا عَلَى َأبَ َو ْيكَ مِن َقبْلُ ِإبْرَاهِيمَ وَِإسْحَ َ ل يَعْقُو َ لحَادِيثِ َو ُيتِمّ ِن ْع َمتَهُ عََل ْيكَ وَعَلَى آ ِ لاَ َو ُيعَّل ُمكَ مِن تَأْوِي ِ
حكِي ٌم ( )71النفال) هذه أمور قلبية، ن ِمنْهُمْ وَاللّ ُه عَلِيمٌ َ ل فََأ ْمكَ َ
خيَا َن َتكَ َف َقدْ خَانُواْ اللّ َه مِن َقبْ ُ
فيها علم فقدم عليم .قال في المنافقين ( َوإِن يُرِيدُواْ ِ
حكِي ٌم ( )110التوبة) من الذي يطلع على القلوب؟ ال ،فقدم العليم. ل ُبنْيَا ُنهُ ُم اّلذِي َبنَوْاْ رِيبَ ًة فِي قُلُو ِبهِمْ ِإلّ أَن تَقَطّ َع قُلُو ُبهُمْ وَاللّ ُه عَلِيمٌ َ ل يَزَا ُ(َ
ل مَا شَاء ل النّا ُر َمثْوَاكُ ْم خَاِلدِينَ فِيهَا ِإ ّ
نأتي للجزاء ،الجزاء حكمة وحكم يعني من الذي يجازي ويعاقب؟ هو الحاكم ،تقدير الجزاء حكمة (قَا َ
حكِي ٌم عَلي ٌم ( )128النعام) هذا جزاء ،هذا حاكم يحكم تقدير الجزاء والحكم قدم الحكمة ،وليس بالضرورة أن يكون العالم حاكما اللّهُ إِنّ َرّبكَ َ
سيَجْزِيهِمْ َوصْ َفهُمْجنَا وَإِن يَكُن ّميْتَ ًة َفهُ ْم فِيهِ شُ َركَاء َ ل ْنعَا ِم خَاِلصَةٌ ّل ُذكُو ِرنَا َومُحَرّ ٌم عَلَى َأزْوَا ِ ن هَـذِ ِه ا َ ليس كل عالم حاكمَ ( .وقَالُو ْا مَا فِي بُطُو ِ
حكِي ٌم عَلِي ٌم ( )139النعام) هذا تشريع والتشريع حاكم فمن الذي يشرع ويجازي؟ ال تعالى هو الذي يجازي وهو الذي يشرع لما يكون
ِإنّهُ ِ
السياق في العلم يقدّم العلم ولما ل يكون السياق في العلم يقدّم الحكمة.
آية (:)27
*د.أحمد الكبيسى:
عَليْكُ ْم ﴿ ﴾27النساء) إعلن إرادة ،أعلن إرادته لعبادة المؤمنين بأن إرادته سبقت أن يتوب على كل ن يَتُوبَ َ فى قول ال تعالى(وَاللّ ُه يُرِيدُ أَ ْ
ن يَتُوبَ) أن يتوب( ،يريد ال ليتوب) اتخذ السباب وتاب هذا الوعد تطبق يعني كيف رب العالمين لما أعلن المؤمنين إذا تابوا (وَاللّ ُه يُرِيدُ أَ ْ
هذه التوبة ثم طبقها قال من استغفر غفرت له وبين الصلتين كفارة ورمضان لرمضان كفارة ،نفائس ،كظم الغيظ غفار ،العفو عن الظالم
كفارة ،بر الوالدين كفارة كل هذه العبادات التي ل حصر لها مما جاء بها النص أنها تغفر الذنوب يعني مثلً (ثلثة ل يضر معها ذنب بر
الوالدين) رمضان لرمضان كفارة ول يعرف مضاعفات رمضان إل ال هناك أعمال بمثلهما ،أعمال بعشرة ،أعمال بخمسة عشرة ،أعمال
بخمس وعشرين ،أعمال بسبعمائة والصوم ل يعلم مقدار مضاعفاته إل ال وبالتالي رب العالمين لما شرع لك عبادة بهذا الشكل تاب عليك
عَليْكُمْ) أعلن إرادته قنن القانون شرع التشريع( .يريد ال ن يَتُوبَ َ
(رغم أنف عبدٍ أدرك رمضان ولم يغفر له) إذا الفرق بين (وَاللّ ُه يُرِيدُ أَ ْ
ليتوب) اتخذ السباب وهذه السباب وما أكثرها في هذا الدين .كذلك كما قلنا يعني كثيرة حقيقة ما تحصى يعني حوالي ستة عشر أو سبعة
سِلمِينَ ﴿ ﴾72يونس) (وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿ ﴾12الزمر) هذا فرق عشر آية في القرآن وتقول الية (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُونَ مِنَ ا ْلمُ ْ
وهذا فرق يعني على هذا الساس هناك فقط إعلن المر (وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ) اتخذ السباب كاملة وطبعا نحن تعلمنا أنه الن كل فعل أراد
ويريد إذا جاء بالن والفعل معناها إعلن إذا جاء باللم لم التعليل المضمرة بعدها قل ليتوب ،ليعفو ،ليضلوا ،معناها اتخذوا السباب
وطبقوا ما وعدوا به وما هددوا به.
آية (:)28
ن
سا ُ
خل ِسقَ الِن َس ف عَنك ُس ْ
م َو ُ ه أَن ي ُ َ
خفّ ِس َ * مسا معنسى الضعسف فسي القرآن فسي قوله تعالى (يُرِيد ُ الل ّس ُ
ضعِيفًا ( )28النساء)؟(د.حسام النعيمى)
َ
شهَوَاتِ أَن َتمِيلُو ْا َميْلً عَظِيمًا ( ب عََل ْيكُمْ َويُرِيدُ اّلذِينَ َيّت ِبعُونَ ال ّكلمة الضعف ضد القوة إما القوة المادية أو القوة المعنوية( .وَاللّ ُه يُرِيدُ أَن َيتُو َ
ضعِيفًا ( )28النساء) ال تعالى يحب هذا لكم ويرضاه لكم ليس من باب إرادة الفرد وإنما من ق الِنسَانُ َ ف عَنكُمْ وَخُِل َ خفّ َ )27يُرِيدُ اللّهُ أَن يُ َ
ل عَظِيمًا) شهَوَاتِ أَن َتمِيلُو ْا َميْ ً باب إرادة الحب أن ال تعالى يحب هذا لكم ،يرضى لكم أن يتوب عليكم بأن تستغفروا ( َويُرِيدُ اّلذِينَ َيّتبِعُونَ ال ّ
ضعِيفًا) ما يرتكبه النسان من الثام ن َ ق الِنسَا ُ ف عَنكُمْ َوخُلِ َ الذي طريقه إلى النار يريد الجميع أن يكون طريقهم إلى النار( ،يُرِيدُ اللّهُ أَن ُيخَفّ َ
ثقلٌ على جانبه ،التشديد في الوامر والطلبات ل تكونوا كبني إسرائيل شددوا فشدد ال تعالى عليهم قال لهم اذبحوا بقرة كان بإمكانهم أن
يذبحوا اي بقرة لكنهم بدأوا يسألون فصار التضييق عليهم والرسول يقول ":ذروني ما تركتكم وفي رواية دعوني ما تركتكم" بمعنى أنه
إذا كانت هناك قضية ل أحدثكم بها ل تسألوا عنها( .الفعل ذر ويذر بالمر والمضارع والماضي منه ميّت لذا استغنوا عنه الفعل ترك) وال
غفُورٌع ْنهَا وَاللّ ُه َ
ن تُ ْبدَ َلكُ ْم عَفَا اللّ ُه َ
ن يُنَزّلُ الْ ُقرْآ ُ
ع ْنهَا حِي َ
سأَلُو ْا َ
شيَاء إِن تُ ْبدَ َلكُ ْم تَسُ ْؤكُمْ وَإِن تَ ْ
ل تَسَْألُو ْا عَنْ أَ ْتعالى يقول (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ
حَلِي ٌم ( )101المائدة) دعوها لن ال تعالى تركها رحمة بكم.
حفّت النار بالشهوات وحُفّت الجنة هنا الضعف هو الضعف النفسي (وخلق النسان ضعيفا) أي ضعيفا أمام الشهوات لذلك في الحديث " ُ
بالمكاره" الشيء الذي تريده النفس من الشهوات كإنسان يريد أن يكون ذا مال أو ذا منصب مثلً ويريد أن يتوصل إلى ذلك بالمعصية
والعياذ بال .طبيعة النسان في فطرته هذا الضعف وهذا تثبيت من ال تعالى لخلق النسان أنه ضعيف أمام الشهوات لذلك ينبغي أن يحتاط
ضعْفٍ ل مِن َبعْدِ َ جعَ َ
ف ثُمّ َ ضعْ ٍ ويقوي نفسه أمان شهوات الدنيا هكذا ينبغي أن يكون الضعف نقيض القوة ،قال تعالى (اللّ ُه اّلذِي خََل َقكُم مّن َ
ق مَا يَشَاء وَهُوَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َقدِيرُ ( )54الروم) الضعف الول الذي هو الحيوان المنوي ثم قوي النسان ش ْيبَةً يَخُْل ُ
ضعْفًا وَ َ
ل مِن َب ْعدِ قُوّ ٍة َ جعَ َ
قُوّ ًة ثُ ّم َ
تدريجيا ثم يعود مرة أخرى ضعيفا.
الضعف فيه لغتان :بفتح الضاد (الضَعف) وبالضم (الضُعف) جمهور ال ُقرّاء قرأوا (من ضُعف) ،رواية ورش عن نافع التي يقرأ بها أهل
ش ْيبَةً) في المواطن الثلثة في الية .هما ضعْفًا وَ َ
ل مِن َب ْعدِ قُوّةٍ ُ جعَ َف قُوّ ًة ثُمّ َ ضعْ ٍ ل مِن َب ْعدِ ُ جعَ َ
خلَ َقكُم مّن ضُعف ثُ ّم َ المغرب (اللّهُ اّلذِي َ
لهجتان عربيتان فصيحتان ،الذي قرأ (ضَعف) حفص في أحد وجهيه وعنده وجه آخر يقرأ (ضُعف) وشُعبى يقرأ (ضَعف) وحمزة من
الكوفيين يقرأ (ضَعف) والباقون يقرأونها (ضُعف) بالضمّ .نحن نقرأ بالفتح أحد وجهي حفص عن عاصم وهي لغة فصيحة لكثير من قبائل
العرب أقرأهم إياها رسول ال وأقرّهم عليها بأمر من ربه .لذلك لما يسمع القارئ من المغرب من يقرأ (ضَعف) يعلم أنها قراءة تصح
الصلة بها وقراءته (ضُعف) قراءة تصح الصلة بها وكلتاهما لهجتان عربيتان فصيحتان نزل بهما جبريل على صدر رسول ال حتى
ل يعترض أحدٌ على أحد.
أما الضِعف بالكسر فيعني المكرر ،ضِعف كذا يعني مرة بقدر شيء آخر ضِعفه وليس مرتين كما هو الشائع .تقول هذا ضِعف هذا أي بقدره
فإذا أردت بقدر مرتين تقول ضِعفين.
*د.أحمد الكبيسى:
ضعِيفًا ﴿ ﴾28النساء) كيف أنت البشر مخلوق من دم ولحم تريد أن تسمع كلمي الحقيقي وأن ترى وجهي؟! ل يمكن ،هذا ( َوخُلِقَ ا ْلِإنْسَانُ َ
ليس من قوانينك هذا من قوانينك يوم القيامة لن المشهد يوم القيامة بقوانين أخرى هذا قوانين طين قوانين أرضية من طين خلقنا ثم سوانا
ونفخ فينا من روحه ونعيش أربعين خمسين مائة سنة ونصير تراب مرة ثانية هذا جسد طيني يعود طين مرة أخرى .ولهذا هذا القانون
ن ﴿ ﴾21الحشر) قانونك الطيني ل يسمح أن تراني أو أن تسمع صوتي .هكذا هو القرآن الكريم ل يمكن ولهذا ال قال (لَوْ َأنْزَ ْلنَا َهذَا ا ْلقُرْآَ َ
شيَةِ اللّ ِه ( )21الحشر) وهو جبل صخري
خْصدّعًا مِنْ َ
شعًا ُمتَ َ
جبَلٍ لَرََأ ْيتَهُ خَا ِ
ن عَلَى َ بلغة ال الصلية بصوت ال الصلي (لَوْ َأنْزَ ْلنَا َهذَا الْ ُقرْآَ َ
ضعِيفًا ﴿ ﴾28النساء) كيف يمكن أن تسمع صوتي؟! ل يمكن ،فرب صار له مليين السنين وهو واقف فكيف وأنت البشر ( َوخُلِقَ ا ْلِإنْسَانُ َ
ن ُمدّكِ ٍر ﴿ ﴾22القمر) إذا هذا القرآن هو النسخة العربية التي جعلها ال ولم يكن العالمين من كرمه قال (وََل َقدْ يَسّ ْرنَا الْ ُقرْآَنَ لِل ّذكْ ِر َفهَلْ مِ ْ
المر كذلك .رب العالمين لما نطق ما نطق بلغة عربية نطق بلغته هو التي ل يمكن لعقلك أن يدركها بهذه القوانين كما ل يمكن لعقلك أن
يدرك وضعه وكونه ومثاله وحتى سمعه وبصره ل يمكن أن تدركه كيف رب العالمين يسمع كل الكون بجزء الثانية؟ إذا كما أن عقلك ل
يحيط بكل صفاته ولهذا الذين انشغلوا في التاريخ السلمي.بالذات والصفات كانوا يعبثون أو نقول بعد أن اكتمل لهم دينهم ل باس من أن
يحاولوا التفكير في هذه القضية والحديث يقول (فكروا في ال ول تفكروا في ذات ال) ل بأس أن تفكر كيف رب العالمين يسمع كيف رب
العالمين يبصر لكن أن تجعلها قضية حساسة وكل واحد يدّعي أن كلمه هو الحق هذا أشعري وهذا معتزلي وهذا مرجئي كله كان عبثا
وناس تقتل ناس على هذا كما نفعل الن شيعي وسني ووهابي وكذا باسم العقيدة وكلهم ضالون كل من يقتل مسلما....
آية (:)29
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ل ( )29النساء) تأمل هذا التعبير والتصوير اللهي في سلب أموال الناس بعضهم بعضا فقد ل تَ ْأكُلُواْ َأمْوَاَلكُ ْم َبيْ َنكُ ْم بِا ْلبَاطِ ِ
(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ
جعل ال تعالى المال كالطعام يلتهمه الظالم ليبين لنا شدة حرصهم على أخذه دون ترك شيء منه ودون إرجاعه أربابه .أل ترى أن الطعام
قبل أن يأكله المرء يمكن أن يُعيده إلى أهله وإذا ما أكله فقد قرر عدم الذعان وإرجاعه وكذلكم آكِل المال.
َ
ما ( )29النسساء) إن النسسان ل يحتاج إلى النهسي عسن
حي ًس نس بِك ُس ْ
م َر ِ ن الل ّس َ
ه كَا َ م إ ِس َّ *(وَل َ تَقْتُلُوا ْ أنفُس َ
سك ُ ْ
م جاء النهي عن قتل النسان نفسه؟(ورتل القرآن ترتيلً) قتل نفسه حتى يحفظها فل ِ َ
ف والنهي عن قتل المرء انظر إلى هذا البيان اللهي فال تعالى يريد منا أن نصون أرواح الناس وأن ل نعتدي عليها فعبّر عن ذلك بالك ّ
نفسه لن المؤمنين جسد واحد وروح واحدة فمن قتل أخاه فقد قتل نفسه وذلك لمرين :الول بتفكيك المجتمع وخلق العداوة بين أفراده
والثاني أنه حكم على نفسه بالقتل قصاصا.
آية (:)32
م َّ
ما ب ِّ
صي ٌ سبُوا ْ َولِلن ِّ َ
ساء ن َ ِ ما اكْت َ َ
م َّ
ب ِّ صي ٌ ل نَ ِ
جا ِر َ ض ل ِّل ّ ِ
م عَلى بَع ْ ٍ
ضك ُ ْ َ ل الل ّ ُ
ه ب ِهِ بَعْ َ ض َ ما فَ َّ منَّوْا ْ َ
*(وَل َ تَت َ َ
َ
ما ( )32النسساء) لحسظ كيسف أتسى يءٍ عَلِي ًس
ش ْ ل َ ن بِك ُ ِّ ن الل ّس َ
ه كَا َس ضل ِسهِ إ ِس َّ
من فَ ْ ه ِس سألُوا ْ الل ّس َ ن وَا ْس سب ْ َ اكْت َس َ
النهي عن طلب حصول نصيب الخرين بالتمني ولم يأت بالنهي عن الرغبة أو السؤال بينما قال
(واسألوا الله من فضله) ولم يقل وتمنوا من الله فضله ،فما سُّر هذا الستعمال؟(ورتل القرآن
ترتيلً)
إن التمني هو طلب الحصول على شيء أقرب ما يكون من المستحيل لذلك عبّر ال تعالى عن تطلّع النفوس إلى ما ليس لها بالتمني لن ذلك
قسمة من ال تعالى صادرة عن حكمة وتدبير وعلم بأحوال العباد ومن ثمّ ما كان لغيرك فل يكون لك وأما الطلب من ال تعالى فعبّر عنه
بالسؤال أن ذلك مما يمنّ ال تعالى به على عباده السائلين.
آية (:)34
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ض ( )34النساء) انظر إلى البيان اللهي وهذا التمثيل الرباني لحالة الرجل الذي
ضهُ ْم عَلَى َبعْ ٍ
ن عَلَى النّسَاء ِبمَا َفضّلَ اللّ ُه َبعْ َ
ل قَوّامُو َ
(الرّجَا ُ
ُوكِل إليه الكسب والحفظ والدفاع عن زوجه .فقد شبه اهتمامه بحالة القائم لن شأن القائم الذي يهتم بالمر ويعتني به أن يقف ليدير أمره.
آية (:)36
)36النسساء)؟(د.فاضسل شرِكُوا ْ ب ِسهِ َ
شيْئًا ( *مسا دللة الشرك فسى قوله تعالى(وَاعْبُدُوا ْ الل ّس َ
ه وَل َ ت ُ ْ
السامرائى)
شيئا فيها احتمالن وليست مثل (ول يشرك به أحدا) أحدا يعني شخص( .شيئا) فيها دللتان إما شيئا من الشرك لن الشرك هو درجات هناك
شرك أصغر وشرك أكبر أو شيئا من الشياء كل شيء سواء كان أحدا من الناس أو الصنام أو غيره .إذن (ل تشركوا به شيئا) فيها
دللتان :ل تشركوا به شيئا من الشرك ول شيئا من الشياء ،ل شيئا من الشرك بأن تستعين بغير ال فالشرك درجات كما أن اليمان
درجات ول شيئا من الشياء.
*د.فاضل السامرائى:
حسَانًا ( )36النساء) يضعها بعد عبادة ال تعالى وكأنها منزلة تالية بعد العبادة مباشرة الحسان
ش ْيئًا َوبِا ْلوَاِل َديْنِ إِ ْ
ل تُشْ ِركُو ْا بِهِ َ
عُبدُواْ اللّهَ َو َ
(وَا ْ
إلى الوالدين .هذه فيها إشارة إلى عظيم منزلة البوين عند ال.
*مسا الفرق بيسن (ذي القربسى)فسى سسورة البقرة و(بذي القربسى)فسى سسورة النسساء؟(د.أحمسد
الكبيسى)
ق بَنِي ِإسْرَائِيلَ لَا َت ْعبُدُونَ إِلّا اللّهَ َوبِالْوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا َوذِي الْ ُق ْربَى ﴿ ﴾83البقرة) (وذي) واو ذاء ياء ل يوجد باء، خ ْذنَا مِيثَا َ
يقول تعالى (وَِإذْ أَ َ
شيْئًا َوبِالْوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا َو ِبذِي الْ ُق ْربَى﴿﴾36النساء) عندنا آيتين آية اليهود ( َوذِي الْ ُق ْربَى)
ش ِركُوا بِهِ َ
عبُدُوا اللّهَ وَلَا تُ ْ
الية الخرى للمسلمين (وَا ْ
آية المسلمين ( َوبِذِي ا ْلقُ ْربَى) الكل يقول لك هذه الباء زائدة يعني ليس لها معنى في الحقيقة ل ،فرب العالمين بهذه الباء يرسم ما هو مستقبل
القربى عند اليهود وما هو مستقبل القربى عند المسلمين أي الترابط السري ،التناسب الخَلقي مدى مسؤولية كل واحد في السرة فعندنا نحن
ناس فروع ابنك وبنتك وأبناؤهم وعندنا أصول أبوك جدك وآباؤهم وعندنا أطراف اللي هم الجناحين أخوة وأخوات وأولدهم وأعمام وعمات
وهكذا هذا التناسق أين سيكون كاملً بالمائة مائة؟ أين ستكون العناية به كاملة كما أمر ال؟ فرب العالمين يعلم مقدما أنه ما من أمة على
وجه الرض سوف تصل إلى ما وصل إليه المسلمون من هذا الرحم وهؤلء القربى والكل يشهد بذلك .نحن ل يوجد لدينا من يترك أمه
وأبوه في الملجأ ول يوجد من ل يعرف عمه أو خاله أو من ل يعرف أبوه أو جده هذا مستحيل .في حين المم كلها ل تُعنى بهذا اليوم فرب
العالمين عز وجل عندما ترك الباء بهذه الية الموجهة للمسلمين إشارة إلى أن هذه المة وحدها هي التي سوف تُعنى بالرحام والقارب
والوالدين والتماسك السري أعمام وأخوال وأجداد وجدات كما ل يمكن أن تفعل أمة أخرى هذا هو أثر الباء ،وجودها في آية المسلمين
وحذفها من آية أخرى لغير المسلمين .إتصال من الخ الفهيقي من السعودية :هل يعتبر العلم أمانة وإذا كان يعتبر العلم أمانة ما هو الواجب
نحو هذا العلم؟ الجابة :ما من أمانة أثقل من أمانة العلم يوم القيامة ولهذا الذي يشتغل بالعلم إما أن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وإما أن يكون أول من تسعر به النار يوم القيامة .يقول النبي صلى ال عليه وسلم (يوم القيامة يدخل بعض القراء) القراء يعني
العلماء (النار قبل عبدة الوثان فيقولون أيبدأ بنا قبل عبدة الوثان؟ فتقول لهم زبانية النار :نعم ليس من يعلم كمن ل يعلم) هذه نعرفها ،هذه
مصيبة ولهذا كان الصحابة ل يفتون كما نفعل نحن أنا ونجيب ما في فتوة لكن نسأل ال تعالى أن يغفر لنا عثراتنا ما دمنا بحسن نية.
ْ شرِكُوا ْ بِهِ َ *(واعْبُدُوا ْ الل ّ َ
ه وَل َ ت ُ ْ
سانًا ( )36النساء) انظر إلى قوله تعالى
ح َ شيْئًا وَبِالوَالِدَي ْ ِ
ن إِ ْ َ
(وبالوالدين إحساناً) أل ترى في الفعل أحسن ومصدره الحسان أن يتعدّى بحرف الجر (إلى)
م عبّر هنا بالء في قوله (وبالوالدين إحسانا)؟ (ورتل القرآن ترتيلً) فنقول أحسن إلى فلن ،فل ِ َ
عدّي بالباء كان متعلقا بمعاملة الذات أي ذات البوين روحا وجسدا وتوقيرهما واحترامهما والنزول عند رغبتهما وامتثال الحسان إذا ُ
أمرهما وكأنه يقول :بِ ّر بوالديك ،وهذا ما نوّهت له الية (وبالوالدين إحسانا) .أما تعديته بـ (إلى) فذاك يكون عند قصد إيصضال النفع
المالي ولذلك قال تعالى لقارون (وأحسن كما أحسن ال إليك).
ل ( )36النساء) إذا عرفت أن السبيل هو الطريق فكيف أُط ٌِ
ل على المسافر البعيد ن ال َّ
سبِي ِ *(وَاب ْ ِ
عن منزله إبن السبيل؟(ورتل القرآن ترتيلً)
سمي المسافر البعيد عن منزله الذي ضاقت به السبل إبن السبيل لنه لزم الطريق سائرا مسافرا فنُسب إليه وإذا ما دخل قبيلة عرفوه أنه
ابن السبيل لن الطريق رمى به إليهم.
ْ َ
﴾36 سانًا ﴿ ن إِ ْ
ح َس ه وََل ت ُ ْ ِ
شركُوا ب ِسهِ َ
شيْئًا وَبِالوَالِدَي ْس ِ (واعْبُدُوا الل ّس َ
*مسا دللة اقتران العبادة بالتوحيسد َ
النساء) والتوحيد والوالدين؟(د.أحمد الكبيسى)
حسَانًا ﴿﴾23 هذا القتران المخيف يعني جعلهم ال عز وجل كتوحيده الشرك وعقوق الوالدين ( َوقَضَى َرّبكَ أَلّا َتعْ ُبدُوا إِلّا ِإيّاهُ َوبِالْوَاِلدَيْنِ إِ ْ
السراء) ما قضى إل هذا رب العالمين ( َوبِا ْلوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا) ومن كرمه رب العالمين لم يقل حسنا قال إحسانا وهذا تقوم به بسهولة .أما
الحُسن هذا درجة عالية لمن يسّره ال له ولهذا في الفقه السلمي ل يجوز أن تعطي أبوك زكاة لما رب العالمين قال الزكاة لمن؟ قال
سبِيلِ ﴿﴾60 سبِيلِ اللّهِ وَِابْنِ ال ّ ن عََل ْيهَا وَا ْلمُؤَلّفَ ِة قُلُو ُبهُمْ َوفِي ال ّرقَابِ وَا ْلغَا ِرمِينَ َوفِي َ
ص َدقَاتُ لِ ْلفُ َقرَاءِ وَا ْلمَسَاكِينِ وَا ْلعَامِلِي َ
الصدقات (ِإّنمَا ال ّ
التوبة) لم يقل والبوين ،البوان (أنت ومالك لبيك) ما لم تقتنع بأنك عبدٌ عند أبيك وكل ما تملكه إنما هو ملكٌ لبيك فأنت ل تصل إلى
مرتبة الحُسن ونحن نتكلم الن عن مرحلة الحسن .ولهذا النبي صلى ال عليه وسلم قيل له يا رسول ال أي العمل أفضل؟ قال "الصلة على
وقتها قالوا :ثم أيّ؟ قال :بر الوالدين" البر مجرد بر الوالدين يعني العمل الثاني بعد الصلة لن الصلة ليس لها بديل وإذا كان البر هكذا فما
بالك بالحُسن؟! والحسن ل يعمله إل القليل لن هذا يحتاج إلى ثقافة ،إلى معرفة بال عز وجل ،إلى أن يُعلّم هذا النسان هذا الب المسلم ما
صيْنَا
معنى أن تكون مع أبيك حسنا؟ وهكذا أما البر ما دمت إنسانا أنت بك غريزة وميل طبيعي إلى أن تبر بأبويك ولهذا ال قال (وَ َو ّ
الِْإنْسَانَ) لمجرد كونك إنسانا من عناصر أنسنتك بعد أن أخرجك ال من المملكة الحيوانية وأطلق يديك من الرض فسوّاك فخلقك فعدلك
أطلق يديك حينئذٍ جعل من عناصر هذه النسنة أن تكون بارا بوالديك تميل إليهما ،تنتسب إليهما ،لهما حظوة واحترا ٌم عليك وإلى كل
ل شرحها الذي يطول. ن أو إحسانٌ أو برٌ ولك ٍ المنظومة التي هي حس ٌ
ع لهذه الصلة يعتبر خروج عن النسانية؟ سؤال:وهذا الذي يجري الن في العالم المادي من عقوق للوالدين وانقطا ٍ
بالتأكيد ،وثق كل من يغلظ القول لبويه أو يعقهما ليس إنسانا قطعا ناهيك عن كونه ليس مسلما ويقول النبي صلى ال عليه وسلم العقوق
يدخله النار وإن صلّى وإن صام ل ينفع "ثلثة ل ينفع معهن عمل :الشرك بال" المشرك ماذا ينفعه إذا صام وصلى؟ فهو يعبد ال والقبر أو
ال وحسين ال وعبد القادر أو ال والصنم أو ال والوثن فهذا مهما عمل ل قيمة له "والتولي يوم الزحف وعقوق الوالدين" إذا كان عقوق فقط
ما قدم لهم الطعام فقط ناهيك عن كونه إحسانا أو حسنا .فالقضية خطيرة هما جنتك ونارك أقصر طريق إلى الجنة البوان وأقصر طريق
إلى النار البوان .من الحاديث العجيبة يقول النبي صلى ال عليه وسلم (أكبر الكبائر الشرك بال وعقوق الوالدين) (ثلثة حرّم ال عليهم
الجنة مدمن الخمر والعاقّ لوالديه والديوث) فتلحظ أنت شخص يصوم ويصلي ومتدين ولكنه عاق لوالديه حسابه كحساب الديوث الذي يرى
ض هذا ديوث فهذا ما هي قيمته كإنسان؟ والمدمن الخمر من بلغ إلى أن امرأته تزني وهو فرحان أو ساكت نعوذ بال أو ابنته تزني وهو را ٍ
مات وهو سكران والعاق لوالديه" .قال :يا رسول ال شهدت أن ل إله إل ال وأنك رسول ال وصليت الخمس وصمت رمضان فقال النبي
صلى ال عليه وسلم :من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ما لم يعق والديه" يعني يسقط من كونه مع النبيين
ق والديك إذا عققت والديك كل هذا ل قيمة له ،ينتهي يعني هو يصلي خمس أوقات الخ قال له أنت مع النبيين والصديقين والشهداء ما لم تع ّ
ق والديه) ملعون ونحن نتكلم في العقوق والبر يعني الحد الدنى .وبالتالي ملعون أي ل يُرحم وفي القول ن من ع ّ كأنك لم تفعل (ملعو ٌ
(ليرحمنّ ال الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس) هذا يصلي ويصوم لكنه ل يرحم ول رحمة فرب العالمين يرحم السكارى الخ إل
القتلة والمرابين والعاقين لوالديهم ل يرحمون أبدا يوم القيامة .يقول النبي صلى ال عليه وسلم (لعن ال من غيّر تخوم الرض ولعن ال من
ب والديه) ويكون إما سبهما أو سبّ أحدا فيسب ذلك النسان والديه أيضا .حديث آخر (كل الذنوب يؤخر ال فيها ما يشاء إلى يوم القيامة) س ّ
فعلً تلحظ في بعض الذنوب ترى أثرها في الدنيا قبل الخرة .القاتل لبد أن ينال شرا (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دما حراما)
ولهذا وخاصة إذا كان الدم على عقيدة تتهمه بأنه مشرك كما يحصل الن في العراق ناس تقتل ناس على أساس أنهم كفار أنت شيعي كافر
ل مُ ْؤ ِمنًا
ن يَ ْقتُ ْ
وأنت سني كافر وأنت صوفي كافر وأنت سلفي كافر وأعملوا السيف فيما بينهم حتى سالت دمائهم هذا خالد في النار ( َومَ ْ
ُم َت َعمّدًا ( )93النساء) على إيمانه وتصور شخص كافر وخاف منه قال ل إله إل ال وقتله قال له الرسول صلى ال عليه وسلم (أقتلته وقد
قالها؟! فقال له :يا رسول ال قالها فرقا من السيف) فقال له كلم طويل بما معناه أنك أنت خلص يئست من رحمة ال وليس هو فقط ييئس
إذا واحد رضي بهذا يبعث يوم القيامة مكتوب على جبهته آيس من رحمة ال لنه رضي على هذا القتل .أما نحن نتكلم عن القتل العادي
اعتداء والخ .من أجل هذا موضوع مسألة التلعب بالبوين يعني أبدا هما جنتك ونارك ولهذا بعض الذنوب تؤخّر فمهما كان ذنبك ال
ب الَْأ ْكبَرِ ﴿﴾21 ب الَْأ ْدنَى دُونَ ا ْلعَذَا ِ
سيحاسبك وممكن يغفر لك لكن هناك ذنوب يعجل ال جزاءها في الدنيا كنموذج (وََلنُذِي َقّنهُ ْم مِنَ ا ْلعَذَا ِ
السجدة) ومن ضمنها عقوق الوالدين وربما كان من جنس العمل وفي هذا حديث (برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم ،عفّوا تعفّ نساؤكم) .على كل
حال الحاديث في هذا معروفة ولكن ليس هذا موضوع الباب ولهذا نقف عند هذا الحد .ومن حسن التعامل أن يعين أباه وأمه على أداء
الصلوات وعلى أداء الفرائض ويحادثهم أوقات الفراغ لكي ل يسأموا وأن يب ّر أصدقاءهم وأن يكرم ضيوفهم إذا جاءوا ومن الحُسن الشديد
للبوين إذا مات أحدهما أو كلهما أن تب ّر أصدقائهما ،من كان أبوك وأمك يبروهم؟ بِرّهم أنت بعد موتهم وهذه فيها نماذج في غاية الروعة
في التاريخ.
عندما كان الرجال رجالً وكان الناس صلحاء ولم يكن هنالك فضائيات ول أمريكا ول إسرائيل الخ المسلمون من المشرق إلى المغرب ومع
هذا قتل بعضهم قتلً بقسوة غير متناهية كما يفعلون اليوم في العراق وفي غزة وفي الشيشان وأفغانستان بعضهم يذبح بعضا يتهمه بالشرك
عدّ لَهُغضِبَ اللّ ُه عََليْهِ وََل َعنَهُ وَأَ َج َهنّمُ خَاِلدًا فِيهَا وَ َل مُ ْؤ ِمنًا ُم َتعَ ّمدًا ( )93النساء) يقتله على دينه (فَجَزَا ُؤهُ َ
ل ل يُغفر ( َومَنْ يَ ْقتُ ْ
والكفر وهذا قت ٌ
عذَابًا عَظِيمًا ﴿ ﴾93النساء) إذا الذنوب التي ل تغفر الشرك أو أن تقتل أحدا يقول ل إله إل ال متهما إياه بالشرك هذان الذنبان ل يغفران. َ
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ض ( )42النساء) انظر إلى هذه الصورة التي تشخّص لك هيئة نفوس الكافرينسوّى ِبهِ ُم الَرْ ُ
عصَوُاْ الرّسُولَ لَ ْو تُ َ
(يَ ْو َمئِ ٍذ يَوَدّ اّلذِينَ كَ َفرُواْ وَ َ
ل مميتا في موقف المواجهة حين يُستدعى الشهود فهي ل تتمنى الموت بل تذهب إلى أشد منه ،تتمنى لو التي امتلت خزيا قاتلً وخج ً
تضاءلت الجساد حتى تصير على سوية الرض .ل شك أن هذا التصوير فيه رصد لعمق المعاناة النفسية والشعورية ورصد لبواطن النفس
س أكثر من التعبير المباشر عن الشعور بالخزي. وخلجات الحِ ّ
آية (:)43
َ َ َ
ن ( )43النساء) ليستما تَقُولُو َ
موا ْ َى تَعْل َ ُ سكَاَرى َ َ
حت ّ َ منُوا ْ ل َ تَقَْربُوا ْ ال َّ
صلَةَ وَأنت ُ ْ
م ُ *(ي َا أيُّه َا ال ّذِي َ
نآ َ
م عبّر عسن عدم جواز الصسلة للسسكران الصسلة مكانا ً يُقصسد حتسى يؤمسر النسسان أن ل يقربسه فل ِس َ
بقوله (ل تقربوا الصلة) ولم يقل ل تصلّوا؟(ورتل القرآن ترتيلً)
اختيرهذا الفعل دون أن تصلّوا ونحوه للشارة أن تلك حالة منافية للصلة وصاحبها جدير بالبتعاد عن أفضل عمل في السلم وهوالصلة.
آية (:)44
* ما الفرق بين كلمتى السبيل و سبيل ً ؟(د.حسام النعيمى)
قلنا أن الفاصلة ليست مرادة لذاتها ولكنها تأتي التقاطا واللفظ هو المطلوب فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد المعنى المُراد (كما سبق وذكرنا
في سورة الضحى في استخدام وما قلى في الية (ما ودعك ربك وما قلى) ولم يقل قلك وذكرنا أنه ليس من المناسب أن يذكر ضمير
المخاطب الكاف مع فعل قلى في حق الرسول ) وقلنا لن كلمة السبيل عندما تقف عليها تقف على السكون والسكون فيه معنى الستقرار
والسكون و السبيل المعروف هو السلم .عندما تأتي كلمة السبيل باللف واللم وهي لم ترد في القرآن إل في ثلثة مواضع منها الية في
سبِيلَ ( ))17والسبيل هنا يعني سبيل عبَادِي َهؤُلَاءِ أَ ْم ُهمْ ضَلّوا ال ّن مِنْ دُونِ اللّ ِه َفيَقُولُ أََأ ْنتُمْ أَضْلَ ْلُتمْ ِسورة الفرقان ( َويَوْ َم يَحْشُرُ ُهمْ َومَا َي ْعبُدُو َ
السلم (أل) مع سبيل تعني السلم واليات الست الخرى في سورة الفرقان ليس فيها أل :ثلث منها( )44( )42( )34ليس فيها مجال إل
ل يَا
أن تُنصب والمنصوب في الخر يُم ّد لنه جاءت تمييزا آخر الية منصوب فمُدّت الفتحة وفي الية ( َويَوْ َم َيعَضّ الظّالِ ُم عَلَى يَ َديْهِ َيقُو ُ
سبِيلًا ( ))27لم يأت بـ(أل) وجاء بكلمة سبيل منكرة وهنا حتى يشير الى أي سبيل يعني يتمنى لو اتخذ مع ت مَعَ الرّسُولِ َ خذْ ُ
َل ْي َتنِي اتّ َ
الرسول سبيلً أي سبيل :سبيل المجاهدين ،سبيل المنفقين ،سبيل الملتزمين بالفرائض ،سبيل المحافظين على النوافل ،أو غيرهم وكلها تصب
في سبيل ال .وعندما قال سبيلً جعله نكرة بما يضاف اليه .وعندما يقول السبيل فهو يعني السلم خالصا فالظالم يعض على يديه يتمنى لو
ستَطِيعُونَ ل َفضَلّوا فَلَا يَ ْ اتخذ مع الرسول أي سبيل منجي له مع الرسول وليس سبيلً محددا .والية الخرى (انْظُ ْر َكيْفَ ضَ َربُوا َلكَ الَْأ ْمثَا َ
سبِيلًا ( ))9ايضا ل يستطيعون أي سبيل خير أو أي سبيل هداية. َ
نلحظ ان اليات الخرى :
ل ( )44النساء سبِي َن تَضِلّوا ال ّشتَرُونَ الضّلَالَةَ َويُرِيدُونَ أَ ْ َ.1ألَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ ا ْل ِكتَا ِ
ب يَ ْ
سبِيلَ ( )17الفرقان عبَادِي هَ ُؤلَاءِ أَ ْم هُ ْم ضَلّوا ال ّ ن مِنْ دُونِ اللّ ِه َفيَقُولُ أََأ ْنتُمْ أَضْلَ ْلتُ ْم ِ َ .2ويَ ْو َم يَحْشُرُ ُهمْ َومَا َي ْعبُدُو َ
عيَا َءكُ ْم َأبْنَا َءكُمْ
جعَلَ َأدْ ِ
جكُمُ اللّائِي تُظَاهِرُونَ ِم ْنهُنّ ُأ ّمهَا ِتكُمْ َومَا َ ل أَزْوَا َ جعَ َن قَ ْل َبيْنِ فِي جَ ْوفِهِ َومَا َل مِ ْجعَلَ اللّهُ ِلرَجُ ٍ .3مَا َ
سبِيلَ ( )4الحزاب ذَِلكُ ْم قَوُْلكُ ْم بَِأ ْفوَا ِهكُمْ وَاللّ ُه َيقُولُ ا ْلحَقّ وَهُ َو َيهْدِي ال ّ
آية سورة النساء كلمة السبيل في نهاية الية تعني السلم وكل ما قبلها وبعدها جاءت مطلقة إل هذه .وعندما نقول السبيل فهي تعني المستقر
الثابت وكذلك السبيل في آية 17في سورة الفرقان وآية 4في سورة الحزاب .وذكرنا أنه وردت كلمة السبيل مرة بالطلق في سورة
سبِيلَا (( ))67سبيل) باللف واللم والطلق بخلف اليات الثلث وقلنا في وقتها ط ْعنَا سَادَ َتنَا َو ُكبَرَا َءنَا َفأَضَلّونَا ال ّ
الحزاب ( َوقَالُوا َرّبنَا ِإنّا أَ َ
أنهم في وضع اصطراخ فهم يصطرخون في النار فحتى كلمهم عن السبيل جاء فيه صريخ وامتداد صوت .هذه هي الماكن فقط أما
الماكن الخرى فجاءت كلمة السبيل بدون اطلق ولن نجدها إل عند الوقف مستقرة لنه يراد بها السلم.
آية ( :)44و آية ():
ُ َ َ
ن الْكِتَا ِس
ب ( )44النسساء) ل ِس َ
م قي ّسد ربنسا سسبحانه وتعالى اليتاء م َس ن أوتُوا ْ ن َس ِ
صيبًا ِّ م تََر إِلَى ال ّذِي َس
*(أل َس ْ
بالنصسسيب؟ أي قال (أُوتوا نصسسيبا ً مسسن الكتاب) ولم يجعله مطلقا ً (أوتوا الكتاب)؟ (ورتسسل القرآن
ترتيلً)
في هذا التقييد لغة بلغية ،أل ترى أن ثمة فرقا واضحا بين من أوتي الكتاب ومن أوتي نصيبا من الكتاب ففي اختيار كلمة نصيبا من
الكتاب إيحاء بقلة أثر الكتاب في نفوس السامعين.
* ما دللة استعمال آتينا وأوتوا ؟(د.فاضل السامرائى)
ن بِهِ َومَ ْ
ن ق تِلَا َوتِهِ أُوَل ِئكَ يُ ْؤ ِمنُو َ
ب يَتْلُونَهُ حَ ّاستعمال آتينا وأوتوا ففي موضع المدح يأتي بـ (آتيناهم) كما في قوله تعالى (اّلذِينَ َآ َت ْينَاهُمُ ا ْل ِكتَا َ
َيكْفُ ْر بِ ِه فَأُوَل ِئكَ ُهمُ الْخَاسِرُونَ ( )121البقرة) وفي معرض الذمّ يأتي بـ (أوتوا) كما في قوله تعالى (أَلَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ ا ْل ِكتَابِ
ق مِنَ اّلذِينَ صدّقٌ ِلمَا َمعَهُ ْم َنبَ َذ فَرِي ٌ ع ْندِ اللّ ِه ُم َ
ن ِل مِ ْ ل ( )44النساء) وقوله تعالى (وََلمّا جَاءَهُ ْم رَسُو ٌ سبِي َن تَضِلّوا ال ّ ن الضّلَالَةَ َويُرِيدُونَ أَ ْ شتَرُو َ يَ ْ
ن ( )101البقرة).
ظهُورِ ِه ْم كََأّنهُمْ لَا َيعَْلمُو َ
ب اللّهِ وَرَاءَ ُب ِكتَا َ أُوتُوا ا ْل ِكتَا َ
آية (:)46
ن بَعْدِ
م ْ ن الْكَل ِ َ
م ِ حّرِفُو َ
ضع ِهِ ﴿ ﴾46النساء)و(ي ُ َ
موَا ِ
ن َ ن الْكَل ِ َ
م عَ ْ حّرِفُو َ
*ما الفرق بين قوله تعالى (ي ُ َ
ضعِهِ ﴿ ﴾41المائدة)؟(د.أحمد الكبيسى) موَا ِ
َ
يحرفون من بعد مواضعه من ساعة نزوله يكذبون على ال عز وجل وقد كذبوا على موسى قال لهم :قولوا حطة قالوا :زمحيطة من أول
يوم .إذا ًهناك تحريف في التوراة والنجيل من يوم ما نزل ،ورب العالمين أثبت هذا والتاريخ أثبت هذا وعلماؤهم يثبتون هذا( .يُحَ ّرفُونَ
ضعِهِ) هذا على امتداد التاريخ وتعرفون التاريخ كما أن هناك أبحاث كثيرة عن الجهود التي خاصة عن طريق اليهود الذين ن مَوَا ِ
ا ْلكَلِ َم عَ ْ
حرفوا التوراة والنجيل تحريفا يكاد يكون مسخا لكل الكتابين الكريمين.
*د.فاضل السامرائى:
ضعِ ِه ( )46النساء) أن كلماته ل تفي بها
ح ّرفُونَ ا ْلكَلِ َم عَن مّوَا ِ ن هَادُو ْا يُ َ استخدم القرآن كلمات كجمع قلة واستخدم كلِم بالجمع (مّنَ اّلذِي َ
ج ْئنَا ِب ِمثْلِهِ َم َددًا ( )109الكهف)القلم تفنى والبحر ينفد
ت َربّي وَلَوْ ِح ُر َقبْلَ أَن تَن َف َد كَِلمَا ُ
البحار(قُل لّ ْو كَانَ ا ْلبَحْ ُر ِمدَادًا ّلكَِلمَاتِ َربّي َل َن ِفدَ ا ْلبَ ْ
ويجف ول تنفذ كلمات الرحمن .فكيف بالكلِم؟! ما قل من كلمة ل تفي بها هذه البحار والقلم فكيف بالكلِم؟!
آية (:)47
ُ َ َ
معَك ُسم ( )47النسساء) انظسر إلى تناسسب صسدِّقًا ل ِّس َ
ما َ ما نََّزلْن َسا ُ
م َ منُوا ْ ب ِس َ ن أوتُوا ْ الْكِتَا َس
بآ ِ *(ي َسا أيُّهَسا ال ّذِي َس
الل فظ مع المعنى في القرآن فهنا قال (أوتوا الكتاب) بينما قال في آية أخرى (أوتوا نصيبا ً من
الكتاب يشترون الضللة) فما الحكمة من هذا الختلف بين اليتين؟(ورتل القرآن ترتيلً)
لعلك أدركت أن قوله تعالى (أوتوا نصيبا من الكتاب) جاء في مقام التعجيب والتوبيخ فناسبه كلمة (نصيبا) للشارة إلى قلة علمهم الذي
أخذوه من الكتاب بينما في قوله تعالى (أوتوا الكتاب) صيغت هذه الية في مقام الترغيب فناسبه لفظ (أوتوا الكتاب) الذي يؤذن بأنهم شُرّفوا
بإيتاء التوراة وما ذاك إل ليثير اهتمامهم وهمتهم للتخلق بسمات الراسخين منهم.
آية (:)48
ما
فُر َ شَر َس
ك ب ِهِ وَيَغْ ِ ن يُ ْ َس
فُر أ ْ ه َل يَغْ ِ َ ن الل َّس
* ما دللة الختلف ب ين ختام اليات في سسورة الن ساء (إ ِس َّ
َ َ ً َ
شَر َ
ك ن يُ ْ ه َل يَغْفُِر أ ْن الل ّ َ ما عَظِيما ً(( ) )48إ ِ َّ ك بِالل ّهِ فَقَدِ افْت َ ََ
رى إِث ْ ً شر ِ ْن يُ ْ
م ْ شاءُ وَ َ ن يَ َ
م ْ ن ذ َل ِ َ
ك لِ َ دُو َ
ً َ َ ّ َ ّ ْ ن يُ ْ ن يَ َ َ
ضلل بَعِيدًا ())116؟ ضل َ شرِك بِاللهِ فقَد ْ َ م ْ شاءُ وَ َ م ْن ذَل ِك ل ِ َما دُو َبِهِ وَيَغْفُِر َ
* د.فاضل السامرائى:
هذا المر متعلق في الكلم في فواصل اليات .صدر اليتين واحد وكلتا اليتين في سورة النساء .ختمت الولى (فقد افترى إثما عظيما)
والثانية (فقد ضل ضلل بعيدا) ذكرنا سابقا أن هذا المر حتى يتضح ينفعنا العودة إلى السياق لماذا اختار هذه الفاصلة دون تلك؟ .الية
ص ّدقًا ّلمَا َم َعكُم
ب آ ِمنُو ْا ِبمَا نَزّ ْلنَا مُ َ
الولى (فقد افترى إثما عظيما) هذه الية نزلت في أهل الكتاب قبلها قال تعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ أُوتُواْ ا ْل ِكتَا َ
سبْتِ َوكَانَ َأمْرُ اللّ ِه َم ْفعُولً ( ))47أهل الكتاب نزل عليهم كتاب طمِسَ وُجُوهًا َفنَ ُردّهَا عَلَى َأ ْدبَارِهَا أَ ْو نَ ْل َعنَهُ ْم َكمَا َل َعنّا َأصْحَابَ ال ّ مّن َقبْلِ أَن نّ ْ
نزل بالتوحيد ل بالشرك فعندما يشركون يكونون قد افتروا على ال هم يفهمون الناس أنه نزل بالشرك إما بالتثليث أو عزير ابن ال أو
غيرها من القاويل ينسبونها إلى ال وإلى الكتب يقولون هذا هو الذي نزل ،هذا افتراء فختم الية (فقد افترى إثما عظيما) لنهم كذبوا على
ال ،افترى يعني كذب والثم هو الذنب .إذن لما كانت الية في أهل الكتاب هم افتروا واكتسبوا إثما .هذه مسألة والمسألة الخرى أن السياق
شتَرُونَ الضّلَلَةَ) (مّنَ اّلذِينَ أصلً في ارتكاب الثام إضافة إلى هذا ،إضافة إلى أنهم افتروا واكتسبوا إثما السياق هو في ارتكاب الثام (يَ ْ
ن عَلَى اللّ ِه ال َكذِبَ) (أَلَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ أُوتُو ْا نَصِيبًا مّنَ ا ْل ِكتَابِ
ف يَ ْفتَرُو َ
ضعِهِ) (وََلكِن ّل َع َنهُمُ اللّ ُه ِبكُفْرِهِمْ) (انظُ ْر كَي َ هَادُواْ ُيحَ ّرفُونَ ا ْلكَلِ َم عَن مّوَا ِ
جبْتِ وَالطّاغُوتِ) هذه كلها آثام إذن ناسب ختم الية (فقد افترى إثما عظيما) .الية الثانية في كفار قريش لم يعرفوا كتابا ،ل يُ ْؤ ِمنُونَ بِالْ ِ
يعلمون شيئا غافلين لم ينزل إليهم كتاب وإنما هم ضالون .إذن هناك فرق في الية الولى نزل عليهم كتاب فافتروا أما الثانية فلم ينزل إليهم
ل مِن َبعْ ِد مَا َتبَيّنَ لَهُ ا ْل ُهدَى) تبين له الهدى وشاقق الرسول هذا كتاب فهم ضالين إضافة إلى أن السياق في الضلل ( َومَن يُشَاقِقِ الرّسُو َ
لمَ ّن َيّنهُمْ وَلمُ َرنّهُمْ) إذن الية الثانية في سياق الضلل إضافة إلى أنها نزلت في أناس لم سبِيلِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) ( َولُضِّلّنهُمْ َو ُغيْرَ َ
ضللَ ( ،و َيّتبِعْ َ
ينزل إليهم كتاب ول عرفوه فهم ضالون السياق في الضلل أيضا .أما في الية الولى فإضافة إلى أنهم أهل كتاب غيّروا وافتروا وحرّفوا
السياق في ارتكاب الثام إذن من كل ناحية كل فاصلة ناسبت السياق الذي وردت فيه (فقد افترى إثما عظيما) مناسبة للسياق ولمن نزلت
فيهم والية الثانية (فقد ضل ضللً بعيدا) مناسبة للسياق ولمن نزلت فيهم.
*د.حسام النعيمى:
طمِسَ وُجُوهًا َفنَ ُردّهَا ص ّدقًا ّلمَا َم َعكُم مّن َقبْلِ أَن نّ ْ هذه الية الولى هي قول ال سبحانه وتعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ أُوتُواْ ا ْل ِكتَابَ آ ِمنُواْ ِبمَا نَزّ ْلنَا مُ َ
ل ( ))47إذن الكلم هنا موجّه لهل الكتاب ونشدد على كلمة (مصدقا)، سبْتِ َوكَانَ َأمْرُ اللّ ِه مَ ْفعُو ً صحَابَ ال ّ عَلَى َأدْبَارِهَا َأوْ نَ ْل َع َنهُ ْم َكمَا َل َعنّا أَ ْ
ك بِاللّهِ
ن يُشْ ِر ْ ش ِركْ بِاللّ ِه فَ َقدِ ا ْفتَرَى ِإ ْثمًا عَظِيمًا ( ))48ختام هذه الية ( َومَ ْ ن يَشَاءُ َومَنْ يُ ْ ن ذَِلكَ ِلمَ ْ ك بِهِ َو َيغْفِ ُر مَا دُو َ
ن يُشْ َر َ (إِنّ اللّهَ لَا َيغْفِرُ أَ ْ
ضلّ ضَلَالًا َبعِيدًا) .في ك بِاللّهِ َف َقدْ َ ن يُشْ ِر ْ ش َركَ بِهِ َو َيغْفِ ُر مَا دُونَ ذَِلكَ ِلمَنْ يَشَاءُ َومَ ْ عظِيماً) ،الية ( 116إِ ّ
ن اللّهَ لَا َيغْفِ ُر أَنْ يُ ْ َف َقدِ ا ْفتَرَى ِإ ْثمًا َ
الية الولى قال :فقد إفترى إثما عظيما وفي الثانية :فقد ضل ضللً بعيدا ،لماذا انتهت الية الولى هكذا و لماذا انتهت الية الثانية هكذا؟
معنى الشِرك بال سبحانه وتعالى:
قبل أن نجيب على هذا السؤال يجب أن نوضح مسألة (ومن يشرك بال) لنه عندنا حديث أحب أن يسمعه المشاهدون ونقلت الحديث من
"الترغيب والترهيب" " :قال :خطبنا أبو موسى الشعري فقال :يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد ال بن
حزن وقيس بن المضارب فقال :وال لتخرجن مما قلت أو لنأتينّ عمر مأذون لنا أو غير مأذون ،قال :بل أخرج مما قلت ،خطبنا رسول ال
صلى ال عليه وسلم ذات يوم فقال :أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل .فقال له من شاء ال أن يقول :وكيف نتقيه وهو
أخفى من دبيب النمل يا رسول ال؟ قال :قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما ل نعلم( " .رواه المام أحمد
والطبراني ورجاله ثُقاة) .فإذن عندنا هذه العبارة ،عندما يقول (ومن يشرك بال) لن علماءنا تكلموا في هذا المجال حتى قالوا أنه من مراتب
ق فلن ،وهذا دراج عند الناس الن ،العلماء المتخصصون يقولون إشارة إلى الحديث الشرك أن تقول :وحياتك ،وحياتي ،وحياة فلن ،وح ّ
الصحيح أنه ل يجوز القسم بغير ال سبحانه وتعالى "من كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت" لكن في تصرفات النسان ،في أقواله أحيانا قد
يقع في هذا الذي هو أخفى من دبيب النمل ،حتى إن بعضهم تصرف فيه فقال هو أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في
الليلة الظلماء .فكيف نخرج منه؟ كيف يعافينا ال سبحانه وتعالى من هذا؟
علّمنا الرسول هذا الدعاء " :اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما ل نعلم" النسان يلوذ بال سبحانه وتعالى ،يلجأ
إليه سبحانه وتعالى( ،اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه) ل نريد أن نرتكب شركا ونحن نعلم أنه شِرك( ،ونستغفرك لما ل
نعلمه) قد نرتكب شيئا يدخل في هذا الباب ونحن ل نعلمه فنحن نستغفر ال سبحانه وتعالى منه لن ال تبارك وتعالى أخذ على نفسه عادة
قال( :إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) حتى هذه المغفرة الثانية علّقها بالمشيئة .فمسألة الشِرك مسألة عظيمة جدا
ولذلك حذّر منها علماؤنا كثيرا ول نريد أن نتوسع في هذا المر وهذا المقدار يكفي وعلى المسلم أن يفتش عن أسباب الشِرك ويُنجي نفسه
منها ،من الستعانة بغير ال ،سؤال غير ال سبحانه وتعالى فيما ل يملكه إل ال عز وجل ،السؤال من المقبورين والطلب منهم عند
الضرحة فيحذر المسلم لن هذا يحبط العمل والعياذ بال سبحانه وتعالى .نحن إذا جاءت فرصة لتنبيه المشاهد على قضية جوهرية ل
نتركها.
فإذن لما كان الكلم مع أهل الكتاب وأهل الكتاب كانوا يستفتحون على المشركين أن هناك نبي قد أظل زمانه وسيظهر هذا النبي ،كانوا
يعلمون أنه سيظهر نبي فلما ظهر الرسول كانوا يتوقعون أنه يظهر من أبناء يعقوب (أي من بني إسرائيل) فلما ظهر من أبناء إسماعيل
ص ّدقًا ّلمَا َم َعكُم) يعني ب آ ِمنُو ْا بِمَا نَزّ ْلنَا مُ َ
أنكروا مع علمهم اليقين أنه هذا هو النبي الخاتم ،مع أنهم يعلمون ذلك (يَا َأّيهَا اّلذِينَ أُوتُواْ ا ْل ِكتَا َ
طمِسَ وُجُوهًا َفنَ ُردّهَا عَلَى َأ ْدبَارِهَا أَ ْو نَ ْل َع َنهُمْ َكمَا َل َعنّا الكلم الذي معكم مما هو حق هذا الذي نزّلناه هو مصدق لما معكم (مّن َقبْلِ أَن نّ ْ
ن ذَِلكَ ِلمَن يَشَاء) هذا العمل الذي تقومون به ش َركَ بِهِ َو َيغْفِ ُر مَا دُو َ ل َيغْفِرُ أَن يُ ْ سبْتِ َوكَانَ َأمْرُ اللّ ِه مَ ْفعُولً) تهديد رهيب( .إِنّ اللّ َه َ َأصْحَابَ ال ّ
من إنكار نبوة محمد ومما حرفتم من كتابكم ومما ألقيتم من صفات اللوهية على أنبيائكم كل هذا يدخل في إطار واحد هو إطار الشِرك
واعلموا أن ال سبحانه وتعالى ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
ق الكذب ،هو يصنع الكذب ليس مجرد يكذب وإنما أشار إلى أنه يخلق خلقا جديدا عظِيمًا) الفتراء هو خَلْ ُ ك بِاللّ ِه َف َقدِ ا ْفتَرَى ِإ ْثمًا َ ( َومَن يُشْ ِر ْ
هو الكذب .لن الفتراء هو خلق ونلحظ الفتراء يقابله التصديق ،لما ذكر التصديق (مصدقا لما معكم) هذا القرآن هو صدق ومصدق يقابله
ل ()49 ن َفتِي ًل يُظَْلمُو َ سهُ ْم بَلِ اللّ ُه يُ َزكّي مَن يَشَاء َو َ ن يُ َزكّونَ أَنفُ َشرككم الذي هو افترائكم للكذب .وتكررت الية الكريمة (أََل ْم تَرَ إِلَى اّلذِي َ
ن عَلَى اللّ ِه الكَذِبَ َو َكفَى بِهِ ِإ ْثمًا ّمبِينًا ( ))50كرر مسألة الفتراء والكذب فمناسب جدا هنا الكلم على إفتراء الكذب من لدن ظ ْر كَيفَ َي ْفتَرُو َ ان ُ
هؤلء.
ك بِهِ َويَغْ ِف ُر مَا دُونَ لما جاء إلى الية ،116هناك قلنا ذكر التصديق فذكر في ما يقابله إفتراء الكذب ،في هذه الية (إِنّ اللّ َه َ
ل يَغْ ِفرُ أَن يُشْ َر َ
ل َبعِيدًا ( ))116نجد أن الكلم ليس مع أهل الكتاب وإنما الكلم مع مشركي العرب فالجهة لًك بِاللّ ِه فَ َقدْ ضَلّ ضَ َ
ذَِلكَ ِلمَن يَشَاء َومَن يُشْ ِر ْ
اختلفت والعلماء يقولون الجهة منفكة ،هذه جهة وهذه جهة ،الكلم كان مع أهل الكتاب الذين يقرأون والذين عندهم صفات الرسول كان
بصورة معينة .الن الكلم مع مشركي العرب.
آية (:)49
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
سهُ ْم بَلِ اللّ ُه يُ َزكّي مَن يَشَاء ( )49النساء) انظر إلى هذا السلوب في إبطال معتقدهم فلم يقل ألم تر إلى الذين
ن يُ َزكّونَ أَنفُ َ
(أََل ْم تَرَ إِلَى اّلذِي َ
يزكون أنفسهم وهم كاذبون ليبيّن حالة التزكية بل قال (بل ال يزكي من يشاء) فقد أبطل معتقدهم في التزكية بإثبات التزكية ل تعالى وقد
أفاد تصوير الجملة بـ (بل) حتمية إبطال تزكيتهم خلفا لحذفها فلو قال وال يزكي من يشاء لكن لهم طمع أن يكونوا ممن زكّاه ال تعالى.
آية (:)50
ن عَلَى الل ّس ِ
ه الكَذِس َ
ب ( )50النسساء) الكلم المختلق المكذوب تسسمعه الذان *(انظُْر كَي َس
ف يَفْتَُرو َس
فكيف قال تعالى (انظر كيف) ولم يقل إسمع؟(ورتل القرآن ترتيلً)
جعل ال تعالى الكذب والفتراء الذي تسمعه الذن كأنه أمر مرئي يراه الناس يأعينهم ليصف شدة تحقق وقوع ذلك منهم فهو أمر محتّم.
آية (:)51
* مسا معنسى كلمسة الجبست والطاغوت؟ وهسل هسي موجودة فسي لغسة العرب؟ وهسل هناك علقسة بيسن
كلمة جبت و Egypt؟( د.فاضل السامرائى)
الطاغوت :الطاغوت يذكرون له معاني ،هو من الطغيان ،اشتقاقه العربي من الطغيان ،فِعلها طغى (وعندنا فعلوت ،أصلها طغووت ثم صار
ت كُلّ سبْحَانَ اّلذِي ِبيَدِ ِه مََلكُو ُبها إبدال ،هذه مسائل صرفية ل نريد أن ندخل فيها) ،عندنا مصادر على فعلوت مثل الملكوت والجبروت (فَ ُ
ن ( )83يس) ورهبوت وهي عندنا في العربية وهي مصادر تدل على المبالغة كما في الحديث " جللت الرض والسماء جعُو َشَيْ ٍء وَإَِليْهِ تُ ْر َ
بالعزّة والملكوت" .طاغوت من هذه الوزان لكن صار فيها تداخل صرفي وإبدال كلمة (أصلها طغووت على وزن فعلوت) .هي من
عبِد من دون ال) حتى الساحر يسمى طاغوت والكاهن والصنم وفي الطغيان ،من الفعل طغى .كل رأس في الضلل يسمى طاعوت (ما ُ
العربية المارد من الجن يسمى طاغوت وهي عامة وكلمة طاغوت تستعمل للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع .للمفرد طاغوت وللجمع
طاغوت وللمذكر طاغوت وللمؤنث طاغوت .عندنا جمع (طواغيت) وعندنا طاغوت مثل الطفل يُجمع على طفل وأطفال وضيف يجمع على
ب ( )21ص) عندنا كلمات قد تكون جمع خصْمِ ِإ ْذ تَسَوّرُوا ا ْلمِحْرَا َ ك َنبَأُ الْ َضيف وضيوف وخصم قد يكون مفرد وقد يكون جمعا (وَهَلْ َأتَا َ
ن ( )77الشعراء) عندنا كلمات تكون الكلمة تعبر عدُوّ لّي إِلّا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ وقد تكون مفرد حتى كلمة عدو وأعداء ،عدو مفرد وجمع ( َفِإّنهُمْ َ
ظهَرُوا ل اّلذِينَ لَ ْم يَ ْ
عن المفرد والجمع بحسب السياق الذي وردت فيه ومنها طاغوت .يوجد طواغيت في اللغة مثل طفل وأطفال (أَوِ الطّفْ ِ
ستَ ْأ ِذنُوا ( )59النور) .الطاغوت موجودة والطواغيت موجودة. حلُ َم فَ ْليَ ْ
ل مِنكُمُ الْ ُ عَلَى عَوْرَاتِ النّسَاء ( )31النور) (وَِإذَا بَلَغَ ا ْلأَ ْ
طفَا ُ
الطاغوت تستعمل للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت .حتى في القرآن الكريم استعملها عدة استعمالت،
ى ( )256البقرة) هذا جنس عام( ،اللّهُ َولِيّ ك بِا ْلعُ ْروَةِ الْ ُوثْ َق َ
سَ س َتمْ َ
إستعملها مفرد واستعملها جمعَ ( :فمَنْ َيكْ ُف ْر بِالطّاغُوتِ َويُ ْؤمِن بِاللّ ِه َف َقدِ ا ْ
ت ( )257البقرة) هنا الطاغوت ن النّورِ إِلَى الظُّلمَا ِ خرِجُو َنهُم مّ َ ت يُ ْ
ن كَفَرُواْ أَوِْليَآؤُ ُهمُ الطّاغُو ُ جهُم مّنَ الظُّلمَاتِ ِإلَى النّوُرِ وَاّلذِي َ
خرِ ُن آ َمنُواْ يُ ْ اّلذِي َ
ن آ َمنُواْ) أما الكافرون أولياؤهم متعددون الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى ي اّلذِي َ جمع لن للمؤمنين وليّ واحد وهو ال سبحانه وتعالى (اللّهُ وَلِ ّ
(وَاّلذِينَ َكفَرُواْ َأوِْليَآؤُ ُهمُ الطّاغُوتُ) للمؤمنين ولي واحد وهو ال تعالى صحيح المؤمنين بعضهم أولياء بعض لكن الولي الواحد هو ال تعالى
والكفرة أولياؤهم متعددون لذا لم يقل وليهم الطاغوت .مثال آخر (يُرِيدُونَ أَن يَتَحَا َكمُواْ إِلَى الطّاغُوتِ َو َقدْ ُأ ِمرُواْ أَن َيكْفُرُو ْا بِ ِه ( )60النساء)
مفرد ،لماذا مفرد؟ لو نرجع إلى سر النزول سنفهم ،أصل النزول :إختصم أحد المنافقين مع يهودي فاليهودي قال نحتكم إلى رسول ال
وقال المنافق نحتكم إلى كعب بن الشرف (يهودي) فالمنافق الذي يزعم أنه آمن بال والرسول يريد أن يحتكم إلى يهودي واليهودي يريد
أن يحتكم إلى رسول ال كأنه متأكد أن الحكم له ،ففي الية هنا طاغوت واحد (كعب بن الشرف) فلذلك قال تعالى ( َو َقدْ ُأمِرُواْ أَن َيكْفُرُواْ
بِهِ).
جتَ َنبُوا الطّاغُوتَ أَن َي ْعبُدُوهَا ( )17الزمر) هنا الطاغوت ليس مفرد وإنما مؤنث جمع أي الصنام ،كيف مثال آخر للجمع والمؤنث( :وَاّلذِينَ ا ْ
ش ْئتُم مّن دُونِ ِه ( )15الزمر) صار تعددية .فإذن الطاغوت مفرد ،جمع ،مذكر ،مؤنث عُبدُوا مَا ِ عرفنا أنها جمع؟ بدليل قوله تعالى في الية (فَا ْ
واستعملت كلها في القرآن الكريم.
الجبت :أحيانا يأتي بمعنى الطاغوت .في كتب اللغة يقولون الجبت ليس من محض العربية في الصل .وهي عامة تأتي حتى في الحديث
"العيافة والطير من الجبت" اليعافة أي الكهنة والسحرة ،فالجبت كلمة عامة تطلق على الطاغوت ،الساحر ،الكاهن ،وتطلق الفعال والعمال
غير المرضية مثل الطيرة والعيافة والعتقادات الباطلة .والبعض قال هي إسم صنم وأطلقت عامة .الجبت لها نفس دللة الطاغوت وفيها
توسع في المعنى مثل العيافة والطير ،تدخل تحتها مجموعة الفكار والمفاهيم .ليس لها فعل صيغتها هكذا (الجبت) ليس لها جمع ول مثنى
ول علقة لها بكلمة . Egyptأحد أساتذتنا القدامى في الكلية قال أظنها من جوبيتر لنه كان هناك من يعبد النجوم (وأنه هو رب الشعرى)
هو قال هكذا لكن ل أدري من أين جاء بها؟ لكن الجبْت (بتسكين الباء) ليست من محض العربية أما الطاغوت فمن محض العربية.
آية (:)56
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ب ( )56النساء) انظر إلى هذا التصوير
غيْرَهَا ِليَذُوقُو ْا ا ْلعَذَا َ
جتْ جُلُودُهُ ْم َبدّ ْلنَاهُمْ جُلُودًا َ
ف نُصْلِيهِ ْم نَارًا كُّلمَا نَضِ َ
(إِنّ اّلذِينَ َكفَرُو ْا بِآيَا ِتنَا سَوْ َ
لمشهد العذاب إنه مشهد مادي محسوس تتألم منه الجساد وتتلظى به الجوارح والبدان وهو مشهد ل يكاد ينتهي ،مشهد يشخص له الخيال
ول ينصرف عنه .أل ترى أنك تكاد ترى مشهد الجلود الناضجة من شدة قوة التصوير في قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم) وتأمل هذا
الختيار المفزع لداة الشرط (كلما) دون استعمال الداة (إذا) لن (كلما) ترسم مشهد نضوج الجلود متكررا خلفا لـ (إذا) وهذا يناسب قوله
تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم غيرها).
صس الله تعالى الجلود بالتغييسر دون العضاء مسع أنهسا تنضسج فسي النار أيضاً؟(ورتسل القرآن
مخ ّ * ل ِس َ
ترتيل)ً
هذا من إعجاز القرآن فالجلد هو الذي يوصل إحساس العذاب إلى النفس فلو لم يبدّل الجلد بعد إحتراقه لما وصل عذاب النار إلى النفس.
آية (:)58
*ما هي الية التي نزلت داخل الكعبة؟(د.فاضل السامرائى)
سمِيعا بَ صِيرا {
ظكُم بِ هِ إِنّ اللّ َه كَا نَ َ
ح ُكمُو ْا بِا ْل َعدْلِ إِنّ اللّ َه ِن ِعمّا َيعِ ُ
ح َك ْمتُم َبيْ نَ النّا سِ أَن تَ ْ
لمَانَا تِ إِلَى أَهِْلهَا وَِإذَا َ
(إِنّ اللّ َه َي ْأمُ ُركُ مْ أَن تُؤدّو ْا ا َ
)}58هي الية التي نزلت داخل الكعبة عندما دخل الرسول يوم فتح مكة طلب من عثمان بن طلحة وكان حاجب الكعبة أن يعطيه مفتاح
ل ليحضره م نه فف تح الكع بة وحطّم ال صنام ثم نزلت هذه ال ية يأ مر ال تعالى الكع بة فأ بى و صعد إلى سطح الكع بة فأر سل الر سول بل ً
رسوله أن يردّ المفتاح إلى عثمان وما زال في بني شيبة إلى الن.
آية (:)59
*مسا دللة تكرار كلمسة أطيعوا الله وأطيعوا الرسسول فسي سسورة النسساء وعدم ذكرهسا مسع أولي
المر؟( د.فاضل السامرائى)
ي ٍء فَ ُردّوهُ إِلَى اللّ ِه عتُمْ فِي شَ ْ لمْرِ مِنكُ ْم َفإِن َتنَازَ ْ ن آ َمنُو ْا أَطِيعُواْ اللّهَ َوأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي ا َ قال تعالى في سورة النساء (يَا َأّيهَا اّلذِي َ
ل { )}59لم يقل تعالى وأطيعوا أولي المر منكم لن طاعة أولي المر ن تَأْوِي ً
خيْرٌ وََأحْسَ ُ وَالرّسُولِ إِن كُنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُونَ بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الخِ ِر ذَِلكَ َ
تبعية وليست مستقلة وإنما هي تابعة لطاعة ال وطاعة الرسول فأولي المر ليس لهم طاعة مستقلة ولكن طاعتهم تبعية بحسب طاعتهم ل
ولرسوله .كما أن طاعة أولي المر ليست بنفس بمنزلة طاعة ال ورسوله ومن المحتمل التنازع بين أولي المر.
وهناك سؤال آخر في هذه الية وهو لماذا يرد في القرآن أحيانا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأحيانا أخرى يرد وأطيعوا ال والرسول؟
في القرآن قاعدة عامة وهي أنه إذا لم يتكرر لفظ الطاعة فالسياق يكون ل وحده في آيات السورة ولم يجري ذكر الرسول في السياق أو
ن { .)}132والمر الخر أنه إذا لم تكرر لفظ الطاعة حمُو َأي إشارة إليه كما جاء في سورة آل عمران (وَأَطِيعُواْ اللّ َه وَالرّسُولَ َلعَّلكُ ْم تُرْ َ
لمْرِ مِنكُ ْم فَإِن فيكون قطعيا قد ذُكر فيه الرسول في السياق كما في قوله تعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َأطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ َوأُوْلِي ا َ
ن تَ ْأوِيلً { }59النساء) و(وَأَطِيعُواْ اللّ َه وَأَطِيعُواْ خيْ ٌر وَأَحْسَ ُ خ ِر ذَِلكَ َن بِاللّ ِه وَا ْليَوْمِ ال ِ
ي ٍء فَ ُردّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنتُ ْم تُ ْؤمِنُو َ عتُ ْم فِي شَ َْتنَازَ ْ
ل فَاتّقُواْ اللّهَ ل الَنفَالُ لِلّ ِه وَالرّسُو ِ ل قُ ِن الَنفَا ِ
ك عَ ِ لغُ ا ْل ُمبِينُ { }92المائدة) و(يَسْأَلُو َن َ حذَرُواْ َفإِن تَوَّل ْيتُمْ فَاعَْلمُواْ َأّنمَا عَلَى رَسُوِلنَا ا ْلبَ َ الرّسُولَ وَا ْ
س َمعُونَ {}20 عنْهُ وَأَنتُ ْم تَ ْ
ل تَوَلّوْا َ ن {}1و يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا أَطِيعُواْ اللّهَ َورَسُولَهُ َو َ ت ِبيْ ِنكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مّ ْؤ ِمنِي َ َوأَصِْلحُو ْا ذَا َ
حمّ ْلتُمْ وَإِن تُطِيعُو ُه َتهْ َتدُوا َومَا عَلَى الرّسُولِ إِلّا ا ْلبَلَاغُ حمّلَ وَعََل ْيكُم مّا ُ ل أَطِيعُوا اللّهَ َوأَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن تَوَلّوا َفِإنّمَا عََليْ ِه مَا ُ النفال) و (قُ ْ
ي نَجْوَا ُكمْ ن يَدَ ْ عمَاَل ُكمْ { }33محمد) و(أََأشْ َف ْقتُمْ أَن تُ َق ّدمُوا َبيْ َ ن آ َمنُوا َأطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَلَا ُتبْطِلُوا أَ ْ ا ْلمُبِينُ { }54النور) و(يَا َأّيهَا اّلذِي َ
ن { }13المجادلة) و(وَأَطِيعُوا خبِي ٌر ِبمَا تَ ْعمَلُو َ ب اللّ ُه عََل ْيكُمْ َفَأقِيمُوا الصّلَاةَ وَآتُوا ال ّزكَا َة َوأَطِيعُوا اللّهَ وَ َرسُولَهُ وَاللّهُ َ ت فَِإذْ لَ ْم تَ ْفعَلُوا َوتَا َ
ص َدقَا ٍ
َ
ل َفإِن تَوَّل ْيتُ ْم َفِإنّمَا عَلَى رَسُوِلنَا ا ْلبَلَاغُ ا ْلمُبِينُ { }12التغابن) وهذا ما جرى عليه القرآن كله كقاعدة عامة. اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُو َ
َ َ َ َ َ
منُوا
نآ َن ﴿ ﴾1النفال) وبيسن (ي َسا أيُّهَسا ال ّذِي َس مؤْ ِ
منِي َس ن كُنْت ُس ْ
م ُ سول َ ُ
ه إ ِس ْ *مسا الفرق َبيسن (وَأطِيعُوا الل ّس َ
ه وََر ُس
َ َ
ل ﴿ ﴾59النسسساء)؟(مسسن برنامسسج وأخسسر متشابهات للدكتور أحمسسد سو َ أطِيعُوا الل ّسس َ
ه وَأطِيعُوا الَّر ُسس
الكبيسى)
في الية الولى طاعة واحدة في الثانية طاعتين طاعة ل وطاعة لرسوله وهناك طاعة خاصة للرسول (وَأَطِيعُوا الرّسُولَ) وحده( .وَأَطِيعُوا
اللّهَ وَرَسُولَهُ) فيما كان النبي عليه الصلة والسلم مبلّغا عن ربه ليس له دور إل أنه كان ُمبَلّغا قال قال ال تعالى فكل شيء يُبَلّغه النبي عن
ربه بطاعة واحدة (وَأَطِيعُوا اللّهَ َورَسُولَهُ) لنها طاعة واحدة إذا تطيع ال .أما (أَطِيعُوا اللّهَ وََأطِيعُوا الرّسُولَ) ل ،طاعتين طاعة ل وطاعة
للرسول ،طاعة الرسول ما بيّن وما شرح قال لك الصلة كذا الزكاة مقاديرها كذا كل شيء لم يأتِ في القرآن الكريم فهذا من السنن فعليك
أن تطيعه طاعة خاصة .أطيعوا ال فيما بلغ وأطيعوا الرسول فيما قال وفيما فعل كما في الحديث (أوتيت القرآن ومثله معه) (ثُمّ إِنّ عََل ْينَا
َبيَانَهُ ﴿ ﴾19القيامة)( .وَأَطِيعُوا الرّسُولَ) وحده باعتباره رئيس دولة لما كان عليه الصلة والسلم في المدينة كرئيس دولة كحاكم فحينئذٍ
عليك أن تطيعه في كل شي ٍء إل ما سمح لك به أل تطيعه لكن خيارات إذا صار الفرق بين هذا وهذا كما هو الحال وليس بالضرورة الطاعة
الخيرة تكون تشريعا باعتباره إماما (أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي ا ْلَأمْ ِر ِم ْنكُمْ ﴿ ﴾59النساء) هذا فقط في الحياة السياسية (يَا َأّيهَا
يءٍعتُ ْم فِي شَ ْ اّلذِينَ َآ َمنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الَْأمْ ِر ِم ْنكُمْ ﴿ ﴾59النساء) دون أن يقول وأطيعوا أولي المر منكم (فَإِ ْ
ن َتنَازَ ْ
فَ ُردّوهُ ِإلَى اللّهِ وَالرّسُولِ ﴿ ﴾59النساء) هكذا .حينئذٍ أطيعوا الرسول وحده باعتباره رئيس دولة كما تعرفون أن النبي صلى ال عليه وسلم
كان مُطاعا منذ أن جاء إلى هذا اليوم وإلى يوم القيامة في كل شيء حتى فيما ل نفهمه كما كان عبد ال بن عمر وغيره يطبق أشياء ل
يفهمها يقول (لكني رأيت الرسول يفعلها ففعلتها).
آية (:)60
*انظر آية (.)51
َ ُ ْ َ َ َ َ
َ ما أنزِ َ
ل إِلي ْسك ( )60النسساء) لو رجعست إلى سسبب نزول منُوا ب ِس َ نس أن ّهُس ْ
مآ َ م تََر إِلَى ال ّذِي نَس يَْزعُ ُ
مو َ *(أل َس ْ
م صيغت بأسسلوب الج مع ولم تكن مفردة؟(ورتل القرآن هذه الية لعلمت أن ها نزلت بمنافق فل ِس َ
ترتيلً)
ورد في الية قوله تعالى (يزعمون) بصيغة الجمع مع أن المراد بها واحد لن المقام مقام توبيخ ليشمل المنافق المقصود ومن كان على
شاكلته وفعلته.
َ َ *(ويُريد ُ ال َّ
ضلَل ً بَعِيدًا ( )60النسساء) وصسف الله تعالى الضلل بالبعيسد والبعسد ضل ّهُس ْ
م َ شيْطَا ُس
ن أن ي ُ ِ َ ِ
م لم يصفه بالضلل الكبير مثلً؟(ورتل القرآن ترتيلً) َ ِ ل ف مسافة
إن الشيطان يسعى ليُغرق النسان في الضلل وليوغل في مسار الفسق حتى يصعب عليه الرجوع عنه أما الضلل الكبير فيمكن أن يتخلى
ص ال تعالى الضلل من الشيطان بالبعيد لتعرف بأن الشيطان لن يهدأ حتى يبلغ الواحد منا أقصى غاية في الضلل.
النسان عنه ولذلك خ ّ
آية (:)61
ص الله تعالى نداء
م خ ّس
ل ( )61النسساء) ل ِس َ ه وَإِلَى الَّر ُس
سو ِ ما أَنَز َ
ل الل ّس ُ م ت َ َعالَوْا ْ إِلَى َس
ل لَهُس ْ
*(وَإِذ َا قِي َ
المنافقين بس (تعالوا) ولم يقل لهم احضروا أو إيتوا؟ (ورتل القرآن ترتيلً)
ل مأخوذا من العلو ليحضّهم على الرتفاع عن
إن غايته في الية رفع المنافقين وإخراجهم من سفاسف المور ودنو التفكير ولذلك استعمل فع ً
معتقدهم إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والخرة وهو تحكيم كتاب ال تعالى ورسوله .
آية (:)63
َ َ َ ُ َ َ َ
م قَوْل ً بَلِيغًا
سهِ ْ م وَقُل ل ّهُ ْ
م فِي أنفُ ِ عظْهُ ْ
م وَ ِ ما فِي قُلُوبِهِ ْ
م فَأعْرِ ْ
ض عَنْهُ ْ م الل ّ ُ
ه َ ن يَعْل َ ُ
ك ال ّذِي َ* (أولسئ ِ
ً ً
( )63النساء) كيف يعرض عنهم وكيف يقول لهم قول بليغا؟(د.فاضل السامرائى)
صدُودًا (َ )61ف َكيْفَ ِإذَا َأصَا َب ْتهُمْ ع ْنكَ ُ ن َ صدّو َهذه الية في المنافقين (وَِإذَا قِيلَ َلهُ ْم َتعَاَلوْا إِلَى مَا َأنْزَلَ اللّهُ َوإِلَى الرّسُولِ رََأيْتَ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ يَ ُ
ع ْنهُمْ
ض َ ن يَعَْلمُ اللّ ُه مَا فِي قُلُوبِهِ ْم َفأَعْرِ ْ ن بِاللّهِ إِنْ أَ َر ْدنَا إِلّا إِحْسَانًا َوتَ ْوفِيقًا ( )62أُولَـ ِئكَ اّلذِي َ
حلِفُو َ
مُصِيبَ ٌة ِبمَا َق ّدمَتْ َأ ْيدِيهِ ْم ثُمّ جَاءُوكَ يَ ْ
سهِ ْم قَ ْولً ل بَلِيغًا ( ))63معناه جاءوا يعتذرون ،إذن فأعرض عنهم (أعرض إعراض ليّن)َ ( .وقُل ّلهُ ْم فِي أَنفُ ِ سهِ ْم قَ ْو ً
ظهُمْ َوقُل ّلهُ ْم فِي أَنفُ ِ ع ْ
وَ ِ
بَلِيغًا) أي عظهم ،تلك المسألة ل تعاتبهم عليها طالما جاؤوا واعتذروا الن يجب أن تعظهم وتعلمهم .فعلوا شيئا اعتذروا عليه أعرض عنهم
واترك المسألة وافعل ما هو أهم وهو أن تعظهم وتعلمهم الطريق الصحيح وتمنعهم من النفاق .إذن يعرض عنهم أي أعرض عن المسألة
ل بَلِيغًا) أي بينك وبينهم سهِ ْم قَ ْو ً
التي جاؤوا يعتذرون عنها وليس بمعنى العراض عنهم هم ،ويعظهم.حتى يعلمهم ويرشدهمَ ( .وقُل ّلهُ ْم فِي أَنفُ ِ
ليس أمام أحد ،خاليا معهم ليس على المل لنه أدعى إلى قبول النصيحة.
آية (:)64
َ َ *(ول َ َ
جدُوا ْ الل ّس َ
ه تَوَّاب ًسا ل لَ َ
و َ ستَغْفََر لَهُس ُ
م الَّر ُس
سو ُ ستَغْفَُروا ْ الل ّس َ
ه وَا ْس جآؤُو َس
ك فَا ْس م َ موا ْ أنفُس َ
سهُ ْ م إِذ ظ ّل َ ُ
و أنَّهُس ْ
َ ْ
ما ( )64النسسساء) هسسل نفهسسم أننسسا يمكسسن أن نسسستشفع بالرسسسول فسسي الدعاء؟(د.فاضسسل َّر ِ
حي ًسس
السامرائى)
يستغفر لهم. هذا أمر فقهي وهذه الية كانت في حياة الرسول
آية (:)65
* د.فاضل السامرائى(:فيما يتعلق بالقسم)
ن ( )85يوسف) محذوف حرف النفي (ل) (تال ل تفتأ) .القاعدة أنه إذا حرَضًا أَ ْو َتكُونَ مِنَ ا ْلهَاِلكِي َ حتّى َتكُونَ َ ف َ(قَالُوا تَاللّ ِه تَ ْف َتأُ تَ ْذكُ ُر يُوسُ َ
كان فعل مضارع مثبت ل بد من حرف اللم فإن لم تذكر اللم فهو منفي مثال :وال أفعل (معناها ل أفعل) و وال لفعل (معناها أثبّت
الفعل) فلماذا حذف إذن؟ هذا هو الموطن الوحيد في القرآن الذي حُذف فيه حرف النفي جوابا للقسم .وقد جاء في القرآن قوله تعالى (فَلَا
ج ْهدَ ضيْتَ َويُسَّلمُوا تَسْلِيمًا ( )65النساء) (وََأقْ َ
سمُوا بِاللّ ِه َ سهِ ْم حَرَجًا ِممّا قَ َ
جدُوا فِي َأنْفُ ِ ج َر بَ ْي َنهُ ْم ثُمّ لَا يَ ِ
ك فِيمَا شَ َح ّكمُو َ
حتّى يُ ََو َرّبكَ لَا يُ ْؤمِنُونَ َ
س لَا َيعَْلمُونَ ( )38النحل) .إنما آية سورة يوسف هي الوحيدة التي تفيد عدًا عََليْهِ حَقّا وََلكِنّ َأ ْكثَرَ النّا ِ ت بَلَى وَ ْن َيمُو َُأ ْيمَا ِنهِمْ لَا يَ ْبعَثُ اللّهُ مَ ْ
النفي ولم يذكر فيها حرف النفي لماذا؟ الذين أقسموا هم إخوة يوسف ومن المقرر في النحو أن الذكر يفيد التوكيد والحذف أقل توكيدا .فعلى
ماذا أقسموا؟ أقسموا أن أباهم ل يزال يذكر يوسف حتى يهلك فهل هم كتأكدون من ذلك؟ أي هل هم متأكدون أن أباهم سيفعل ذلك حتى يهلك
وهل حصل ذلك؟ كل لم يحصل.
آية (:)69
*د.أحمد الكبيسى:
ي به وجه ال) عن عبادة بن الصامت قال (يجاء عن أبي الدرداء عن النبي صلى ال عليه وسلم (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إل ما ابتُغ َ
بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها ل عز وجل فيماز ويرمى سائره في النار) .عن ابن عباس (من أخلص ل أربعين يوما ظهرت
ينابيع الحكمة) ولذلك لصعوبة الخلص صعوبة هائلة يعني ثقوا يمكن نحن أعمارنا تصل إلى مائة سنة يمكن فيها %1إخلص وقد ل
عبُدَ اللّ َه مُخِْلصًا لَ ُه الدّينَ) طيب أنت لماذا أمرت بذلك؟ هذا تفسير الرازي يكون هذا الواحد بالمائة فماذا تقول الية؟ (قُلْ ِإنّي ُأمِ ْرتُ أَنْ أَ ْ
ل ا ْلمُسِْلمِينَ) السلم النهائي هو هذا والرازي تعرفون فيلسوف المة ،فهذا كلم الرازي أنت لماذا أمرت بذلك؟ قال (وَُأمِرْتُ ِلأَنْ َأكُونَ أَوّ َ
الخلص الستسلم (لو قطعتني إربا إربا ما شكوت منك) كلما زاد ال ببلئك ازددت قربا منه وازددت رضىً عليه والنبي قال (إن كذا
سووا بي كذا عملوا بي كذا) وفي الخير قال (إن لم يكن بك علي غضبا فل أبالي) حب ،عشق .هذا العشق هو السلم النهائي الذي إذا
ش َهدَاءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوَل ِئكَ َرفِيقًا ﴿ ﴾69النساء) ولكن هذا ليس بالكلم ،هذا بتربية دقيقة صدّيقِينَ وَال ّ
وصلته فأنت مع (ال ّنبِيّينَ وَال ّ
ومجاهدة النفس على عدم حب الشهرة وعدم حب المال وهيهات هيهات هذا كلم لكن ال ل من هؤلء في كل قطر واحد اثنين بهؤلء
ينصر الناس وبهؤلء يدفع ال البلء عن الناس وبهؤلء تتم النعم وبهؤلء يتم العدل في الرض لكنهم قلة حينئذٍ كلمة أسلم في البداية مجرد
أن تقول ل إله إل ال في النهاية استسلم وتسليم كامل واقرأ سيرة الصالحين من النبياء ،يعني أنت عندما تقرأ قصة سيدنا أيوب هذا كم
سنة والعذاب يجري عليه بشكل خيالي وهو سعيد بهذا والناس نبذوه في الصحراء ول أحد يتقرب منه وزوجته رحمة رضي ال تعالى عنها
تخدمه ليس معه أحد غيرها ومرة من المرات قالت له :يا أيوب أما آن ربك أن يشفيك؟ قال :أتعرضين على حبيبي وال لن شفاني ال
جدْنَاهُ صَابِرًا ِنعْ َم ا ْلعَ ْبدُ ِإنّهُ أَوّابٌ ﴿ ﴾44ص) كم
حنَثْ ِإنّا َو َ
ض ْغثًا فَاضْ ِربْ بِهِ وَلَا تَ ْ
خذْ ِبيَ ِدكَ ِ
لضربنك مائة سوط وفعلً شفاه ال وقال له ( َو ُ
واحد ال يقول له نعم العبد؟ وال هذا الذي يقول ال له نعم العبد أنت هذا كيف يتحملها النسان هذا؟.
آية (:)71
َ َ
م ( )71النساء) الخذ هو أن تتناول شيئا ً في يدك فكيف يأخذ خذ ُوا ْ ِ
حذَْرك ُ ْ منُوا ْ ُ *(ي َا أيُّه َا ال ّذِي َ
نآ َ
م عدل عن أصل الفعل "يا أيها الذين آمنوا إحذروا"؟(ورتل القرآن ترتيلً) النسان حذره؟ ول ِ َ
في استعمال العقل خذوا حذركم استعارة لتوضيح شدة الحذر وملزمته لن حقيقة الخذ تناول الشيء الذي كان بعيدا عنك وكما كانت الغفلة
والنسيان يشبهان البعد واللقاء كان التذكّر والتيقّظ يشبهان أخذ الشيء بعد إلقائه.
*(ورتل القرآن ترتيلً):
ن ( )72النساء) انظر إلى هذا اللفظ الذي اختاره ربنا سبحانه وتعالى ليعبّر عن المتقاعسين عن الجهاد والمثبّطين للهِمم
طئَ ّ
ن مِنكُمْ َلمَن ّليُبَ ّ
(وَإِ ّ
أي لفظ (ليبطّئن) هذا اللفظ رسم بمفرده صورة تناسق فيها المضمون مع التعبير والمعنى من خلل إيقاعه وجرسه الذي يلقيه في الذن حيث
رسم جرس (ليبطئن) صورة واضحة للتبطئة فهذه اللفظة مختارة لما فيها من ثقل يتعثّر اللسان في حروفها وجرسها حتى تأتي على آخرها
وهو يشدّها شدا وهذا يصور الحركة النفسية لولئك المتقاعسين وما يعتريهم من تعثّر وتثاقل عن المضي ُقدُما في المعركة.
آية (:)73
*ما دللة كلمة (مودة) في آية سورة النساء؟ ولماذا لم يقل عداوة؟(د.فاضل السامرائى)
عظِيما {
ت َمعَهُ ْم َفَأفُو َز فَوْزا َ
ن كَأَن لّمْ َتكُن َبيْ َنكُمْ َو َبيْنَ ُه مَ َودّةٌ يَا لَي َتنِي كُن ُ
ل مّنَ ال َليَقُولَ ّ ضٌ في سورة النساء آية 73قال تعالى( :وََلئِنْ َأصَا َبكُ ْم فَ ْ
شهِيدا {)}72 ل َقدْ َأ ْنعَمَ اللّ ُه عَلَيّ ِإذْ لَمْ َأكُن ّم َعهُمْ َ طئَنّ َفإِنْ أَصَا َب ْتكُم مّصِيبَةٌ قَا َن مِنكُمْ َلمَن ّل ُيبَ ّ )}73ولو قرأنا الية التي تسبق هذه الية (وَإِ ّ
ن منكم لمن ليبطئنّ) إن منكم تعني من بين المؤمنين سواء من كان ضعيف اليمان أوغيره فهو إما لنتفى السؤال أصلً فالية فيها (وإ ّ
يبطيء نفسه أو يبطيءغيره فهؤلء المخاطبين هم من صفوف المؤمنين فليصح أن يكون بينهم عداوة وإنما مودة كما ذكرت الية الكريمة.
آية (:)75
َ َ
م نْس هَسسذِهِ الْقَْريَةِ الظ ّال ِسم ِ أَهْلُهَسا ( )75النسساء)؟(د.فاضسل
جن َسا ِ ن َربَّن َسا أ َ ْ
خرِ ْ *مسا إعراب (ال ّذِي نَس يَقُولُو َس
السامرائى)
أهلُ فاعل لسم الفاعل الظالم .هذا يسمونه نعت سببي ل يشترط فيه الموافقة في التذكير والتأنيث .الظال ِم صفة للقرية ويسمى نعت سببي
القرية مجرورة والظالم مجرورة وأهلها فاعل لسم الفاعل.
ة ()77 خ ْ
شي َ ً شيَةِ الل ّ سهِ أ َ ْو أ َ َ
شد َّ َ خ ْ ن النَّا َ س
س كَ َ خ َ
شوْ س َ م يَ ْ م الْقِتَا ُ
ل إِذ َا فَرِيق سٌ ِّ
منْهُ س ْ ب عَلَيْهِ س ُ *(فَل َ س َّ
ما كُت ِ س َ
الن ساء) إذا علمت أن (إذا) في قوله تعالى (إذا فريق منهم) تسمى الفجائية فما صلتها بالية؟
م عدل عسن أصسل التركيسب وهسو :فلمسا كتسب عليهسم القتال خشسي فريسق منهسم الناس؟(ورتسل ول ِس َ
القرآن ترتيل)ً
إن (إذا) لها دللة ل يمكن الستغناء عنها فقد دلّت على أن الفريق لم يكن متوقعا منه هذا الموقف لنه كان يظهر حرصا شديدا على القتال.
آية (:)78انظر آية ()15
آية (:)79
َ * ما أصل المصيبة؟ وكيف تكون المصيبة خيرا ً ( َ َ
من صاب َ َ
ك ِ ن اللّهِ َو َ
ما أ َ سنَةٍ فَ ِ
م َ ح َ
ن َ
م ْ صاب َ َ
ك ِ ما أ َ ّ
شهِيدًا ( )79النساء)؟(د.حسام النعيمى) ّ
سول ً وَكَفَى بِاللهِ َ سلْنَا َ َ سيئَة فَمن نَفْس َ َ
س َر ُ
ك لِلن ّا ِ ك وَأْر َ َ ِّ ٍ ِ ّ ِ
المصيبة مشتقة من جذر (ص و ب) ومنه صارت أصاب (أفعل) يصيب وهذه النازلة مصيبة .صوب لما نردع إلى المعجم نجد لها معاني
متعددة كلها تدور حول معنى النزال ومنه الصيّب الذي هو المطر وفيه معنى النزول .الشيء الذي ينزل على النسان قد يكون خيرا وقد
يكون شرا ،ينزل عليه الخير أو ينزل عليه الش ّر مثل المطر قد يكون نافعا وقد يكون ضارا المطر إذا نزل في غير موسمه يكون ضارا
يحرق الزرع وفي موسمه يكون غيثا .العربية أحيانا تعطي دللة خاصة للفظ تصير له خصوصية يختلف عن أصل معناه .معنى أصابه
سكَ) أي ما سّيئَةٍ َفمِن نّفْ ِ
سنَةٍ َفمِنَ اللّهِ َومَا أَصَا َبكَ مِن َ
حَيعني أصابه بخير أو أصابه بشر من حيث اللغة جائز ولذلك استعمل (مّا أَصَا َبكَ مِنْ َ
نزل بك من خير فمن ال وما نزل بك من شر فمن نفسك (هذه لنا وقفة فيها) .لكن كلمة مصيبة صار لها خصوصية والعربي صار ل
يستعملها إل في السوء .مصيبة (مُفعِلة) من أصاب مثل كلمة نازلة يعني القضية التي نزلت عليها والعرب استعملوها في الش ّر فقط ولم
ل خاصا .وذكرنا سابقا كلمة (لغو) كلمة لغو هذا الجذر يستعمل لتحريك اللسان في الصل لذلك منه قيل: يقولوا نازلة خير فصار لها استعما ً
ولِغ الكلب في الناء ،والكلب لما يشرب يحرّك لسانه بالماء وكلمة لغو تعني حرّك لسانه بالصوات المصطلح على معانيها .لكن هل نقول
أن الصوات المصطلح على معانيها نستطيع أن نقول كلها خير؟ كلها شر؟ هي من هذه وهذه .لكن العربي خصص كلمة لغو ،لغا يلغو لغوا
جعله خاصا بالكلم الذي ل فائدة فيه وبهذا المعنى استعمله القرآن (وإذا مروا باللغو مروا كراما) .واللغة (فُعلة) من لغا يلغو مثل فُرصة
فهي (فُعلة) في اللغة .اللغة الن ل نستعملها في السوء وإنما نستعملها في الصوات المصطلح على معانيها فتكون خصوصية ،فصار اللغو
له خصوصية وإلى يومنا هذا ل نستعمله في الكلم العتيادي وكذلك المصيبة صارت مخصصة لما يسيء النسان .ما يصيبه من مصيبة
في ظاهر المر يراه سوءا له ما تراه شرا فيما أصابك قد ل يكون شرا وفي الغالب الصل أن ما يصيب المؤمن ليس شرا وإن رآه شرا
وفي الحديث " عجبا لمر المؤمن إن أمره كله له خير" وفي حديث البخاري "من يُرد ال به خيرا يُصِب منه" أي يمتحنه فيصبّره فيصبر
فترتفع درجته .ففي كل الحوال له خيرا فإذا أصابته مصيبة قال :إنا ل وإنا إليه راجعون .نحن ل سبحانه وتعالى .المصيبة هنا بمعنى ما
تراه ضررا .عندما يصيبك ضرر ستقول إنا ل وإنا إليه راجعون نحن جزء من مُلك ال سبحانه وتعالى هو مالك الملك ونحن جزء منه
وهذا الملِك يتصرف بنا كيف يشاء .القرآن الكريم جاء على أساليب العرب أو إذا عكسنا المر إن أساليب العرب إرتقت شيئا فشيئا إلى أن
جاءت إلى لغة القرآن الكريم .ل نفهم أن المصيبة هنا بمعنى الخير ،إنسان يمضي ويعثر بشيء في رجله فتنكسر هذا ظاهره ليس خيرا لكن
يقول :إنا ل وإنا إليه راجعون والحمد ل يحمد ال عز وجل لنه مستقر في قلبه أن هذا له خير قد ل يرى وجه الخير .ومن خلل تجارب
حياتي أحيانا يداخلني شيء لعله من الشيطان ،يصيبني أمر أقول الحمد ل ولكن في الداخل أقول ل أرى فيه ذرة خير لكن أغالب نفسي
وأقول أنا إنسان مؤمن ما دام الرسول يقول أمره كله خير فإذن هو خير وتمضي اليام وأكتشف ولو بعد سنوات أن ما قد كان أصابني
ل فيه كل الخير .وكل إنسان له مثل هذه التجارب والنسان المسلم يثق بال سبحانه وتعالى ويتيقّن وعندنا دروس حتى وظننته شرا كان فع ً
أبوا الغلم الذي قتله العبد الصالح في قصة موسى في سورة الكهف ظاهره شر إنسان يُقتَل ولده ولكن ال تعالى يخبرنا أنه أراد خيرا
ط ْغيَانًا َوكُ ْفرًا) فقد يكون هذا الغلم محاربا للسلم .وقد يسعى النسان لكي خشِينَا أَن يُرْ ِه َق ُهمَا ُ
ن فَ َ
بالبوين ( َوَأمّا ا ْلغُلَا ُم َفكَانَ َأبَوَا ُه مُ ْؤ ِم َنيْ ِ
يكون له ولد ثم يندم على أنه خلّفه وال تعالى يجعل من يشاء عقيما قد يقتل نفسه أن يزق بذرية ول تدري لماذا فقد يأتيك ولد يحارب الدين.
الذين يحاربون الدين من داخلنا كما يقول محمد محمد حسين في كتابه "حصوننا مهددة من داخلها" وهو كتاب قيّم.
* استعمال نفس الفعل مع الحسنة والسيئة(تصبك) لكن في كلمة مصيبة حدد الدللة الخاصة
بها مع الشيء السيء فهل هناك لمسة بيانية في طريقة إستعمال القرآن لهذه
اللفاظ؟)؟(د.حسام النعيمى)
القرآن على لغة العرب والعرب كانوا يستعملون المصيبة وأصل الستعمال في المصيبة هي الرمية الصائبة للسهم ،الرجل إذا إجتهد فأصاب
فهو مصيب والمرأة يقال أصابت حتى نتجنب القول أنها مصيبة ولو كان هذا يجوز من حيث اللغة ،يجوز أن يقال :فلنة مصيبة في هذا
المر لكن النسان في كلمه ينبغي أن يتجنب ما هو مُلبِس إل إذا كان له غاية مثل هذا الذي قال:
ليت عينيه سواء خاط لي عمرو قباء
عمرو كان خياطا وكان ممتّعا بإحدى عينيه (أي أعور) فهل كان يدعو عليه بالعمى أم يدعو عليه بالبصيرة والبصر؟ إذن الصابة يمكن أن
تستعمل للحسنة ما أصابك أي ما نالك ونزل بك ،هذا في لغة العرب والمصيبة مخصصة.
كيف نسب الحسنة إلى ال والمصيبة إلى نفسك؟
مردّ المور جميعا هي إلى ال سبحانه وتعالى .وأنت تقدم أسباب الوصول إلى الحسنة ويقدم النسان أسباب الوصول إلى السيئة ول يكون
وصوله إلى الحسنة إل بأمر ال سبحانه وتعالى ول يكون وصوله إلى السيئة إل بأمر ال سبحانه وتعالى .شخص موظف في دائرة يقدم
طلبه فل ينفذ إل أن يوافق مديره ول المثل العلى النسان يقدم السباب ويتخذها .الطريق الموصل إلى الخير والطريق الموصل إلى الشر
من ال تعالى مكّن النسان من أن يختار (وهديناه النجدين) أحد العلماء يبسط المسألة فيقول ال سبحانه وتعالى إذا شاء هدى ،إذا شاء أن
يجعلك مهتديا له ذلك لنه ل يُسأل عما يفعل في ملكه ول المثل العلى النسان ل يُسأل عما يفعل في ملكه ،والكون كله ملك ال سبحانه
وتعالى ولذلك (ل يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) فهو قادر على أن يهدي الجميع وقادر على أن يضل الجميع ول يُسأل وقادر على أن يجعلك
تختار طريقك ول يُسأل .حينما يجعلك تختار طريقك هو شاء لك أن تختار أو أنت صارت لك مشيئة من ذاتك؟ ال يشاء (وما تشاءون إل
أن يشاء ال) ل تكون لك مشيئة وإل يكون كالملئكة أو الشياطين ،الشياطين ل مجال للهداية فيهم والملئكة ل مجال للضللة لهم وشاء ال
عز وجل لهذا النسان أن ينظر في الطريقين وفق ما يبيّنه ال سبحانه وتعالى من لطفه وكرمه وإل المفروض أن العقل يوصله ،مع ذلك
أرسل الرسل ومعهم الكتب وبيّن طريق الهداية وطريق الضلل .فإذن النسان فيما يسلك طريقا هو في الصل في خانة مشيئة ال سبحانه
وتعالى التي جعلت لك المشيئة أن تختار .أنت ما كنت تستطيع أن تكون ذا مشيئة لول أن ال تعالى شاء لك أن تكون ذا مشيئة ول تصل إل
ما تريد إل برضى ال تعالى فأنت ضمن المشيئة.
(ما أصابك من حسنة فمن ال) لنك أنت سعيت وقدّمت لكن أنت ما كنت تستطيع أن تصل للحسنة حتى يرضاها ال تعالى فذكر تعالى
الصل لنه مرتبط بالحسنة .أنت سعيت نحو الحسنة وشاء ال سبحانه وتعالى أن تفعلها قدّمت وشاء لك ففعلت ،الحسنة تُنسب إلى ال
تعالى .والسيئة أيضا سعيت وشاء ال تعالى لك أن تصل ولو أراد ال ما وصلت لكن يبقى منحصرا بك لنك سعيت وكما قال الجن (وََأنّا لَا
شدًا) الخير معقود ل تعالى دائما على أننا نؤمن بالقدر خيره وشره من ال سبحانه
َندْرِي َأشَرّ أُرِيدَ ِبمَن فِي ا ْلأَرْضِ َأمْ أَرَا َد ِبهِمْ َرّبهُمْ رَ َ
وتعالى فنسبت الحسنة إلى ال تعالى وحصرت السيئة بنفسك مع أن نفسك سعت في الحسنة وسعت في السيئة وفي الحالين كانت بالمشيئة
وهو تعليم للمسلم كيف يتأدب مع ال سبحانه وتعالى وأن ينسب الخير ل وأن ينسب السوء لنفسه ولذلك نجد علماءنا يقولون عندما يكتبون:
هذا ما وصل إليه إجتهادي فإن كان خيرا فمن ال تعالى وإن كان شرا فمن نفسي ومن الشيطان وهذا من الدب مع ال سبحانه وتعالى.
آية (:)82
َ َ
عنْدِ غَيْرِ الل ّهِ لَوَ َ
جدُوا فِيهِ ن ِ
م ْ و كَا َ
ن ِ ن الْقُْرآ َ َ
ن وَل َ ْ * في سورة النساء قال تعالى (أفََل يَتَدَبَُّرو َ
ختَِلفًا كَثِيًرا ( ))82فهل هناك إختلف قليل؟(د.حسام النعيمى) ا ْ
ث والسؤال الستنكاري كيف هؤلء يقولون أن هذا من عند غير ال؟ أل ينظرون في (أفل يتدبرون القرآن) هذا نوع من التحضيض والح ّ
آياته؟ (أفل يتدبرون القرآن) لما يدعوهم إلى تدبره معناه أنه ليس فيه إختلف ول ريب وليس فيه مشكل ثم يقول لهم (ولو كان من عند
غير ال لوجدوا فيه إختلفا كثيرا) هم كأنهم يلقون هذا الشيء كأنهم يرونه ويلمسونه (لوجدوا فيه إختلفا كثيرا) السؤال يقول :كأنه لما قال
ل كثيرا .قلت كثيراكثيرا مفهوم المخالفة كأن فيه إختلف قليل ،هو ليس هكذا( .لو) حرف إمتناع لمتناع تقول :لو زارنا زيد لوهبناه ما ً
لنوع من المبالغة أي الكثار من الشيء وليس المبالغة كما تفهم الن بمعنى الكذب ،العرب تستعمل المبالغة للكثار مثل غفر غافر والمبالغة
ل كثيرا تعني نحن نُكرِم بكثرة .هو ما فيها غفور وغفّار.فالبمالغة ليست بمعنى الكذب وإنما الكثرة فيها .فلما قال :لو زارنا زيد لوهبناه ما ً
ل ول كثيرا فإمتنعت الهبة لمتناع الزيارة فما أخذ ل من القليل ول من الكثير .وهنا أيضا لو كان من عند غير ال زارنا إذن ما وُهِب ل قلي ً
ولكن هذا القرآن من عند ال فلو كان من عند غير ال لوجدوا فيه إختلفا كثيرا .إمتنع الختلف قليله وكثيره لمتناع كونه من عند غير
ال .يبقى هذا الختلف الكثير كما قلنا للمبالغة لو كان من عند غير ال كانوا وجدوا فيه إختلفا كثيرا لكن أصل الختلف إمتنع لمتناع
كونه من عند غير ال فهو من ال إذن ليس فيه خلف .تماما كما في المثل الذي ذكرناه وقلناه (لو زارنا زيد لوهبناه مالً كثيرا) إمتنعت هبة
المال بقليله وكثيره لمتناع الزيارة .وقلنا (لو) حرف إمتناع لمتناع فل يقال القرآن فيه إختلف قليل كل هو ل فيه إختلف قليل ول كثير.
الختلف كله منفي لن القرآن هو من عند ال سبحانه وتعالى.
*د.أحمد الكبيسى:
ف أو حركةٍ أو تقديمٍ أو
هدفنا أن نوجه أنظار المسلمين إلى هذه الساليب في قراءة القرآن من حيث تدبره أو تفكيره في آيتين تختلفان بحر ٍ
ن ﴿ ﴾82النساء) والتدبر هو أن تبقى وراء الية يوما بعد يوم يوما بعد يوم إلى أن تدرك تأخير وهي أرقى الساليب (َأفَلَا َيتَ َدبّرُونَ ا ْلقُرْآَ َ
السرار التي فيها وهذه أعظم أنواع القراءات وأكثرها أجرا.
َ
ن ( )82النسسساء) التدبر مشتسسق مسسن الدَبَر أي الظهسسر فكيسسف يراد بسسهن الْقُْرآ َ س
*(أفَل َ يَتَدَبَُّرو َ س
التأمل؟(ورتل القرآن ترتيلً)
حكَم
جعلوا الفعل تدبر بمعنى تأمل وتفكر لننا إذا قلنا تدبر المسألة أردنا نظر في غائبها وعاقبتها وتدبر المر نظر في ما وراءه من ِ
ومعانٍ.
آية (:)84
*ما هو إعراب كلمة نفسك في قوله تعالى (ل تُكلّف إل نفسك)؟(د.فاضل السامرائى)
كلّف فعل يأخذ مفعولين المفعول الول هو مستتر نائب فاعب تقديره أنت والمفعول الثاني هو (نفسك).
آية (:)85
*مسا الفرق بيسن النصسيب والكفسل فسي سسورة النسساء مسن حيسث المعنسى ودللة اسستخدامهما فسي
القرآن؟
*د.فاضل السامرائى:
يءٍ
سّيئَ ًة َيكُن لّ ُه كِفْلٌ ّم ْنهَا َوكَانَ اللّ ُه عَلَى كُلّ شَ ْ
شفَاعَةً َ
شفَعْ َ
سنَ ًة َيكُن لّ ُه نَصِيبٌ ّم ْنهَا َومَن يَ ْ
شفَعْ شَفَاعَةً حَ َ
قال تعالى في سورة النساء (مّن يَ ْ
مّقِيتا { )}85من معاني الكفل في اللغة النصيب المساوي ومنها المِثل .أما النصيب فهو مُُطلق والنصيب عام صغير وكبير وأكبر وليس له
شيء محدد .وفي القرآن الكريم استخدمت كلمة كفل عند ذكر السيئة (له كفل منها) لن السيئات تُجزى بقدرها ول يزيد عليها بدليل قوله
تعالى (ومن عمل سيئة فل يُجزى إل مثلها) ،أما الحسنة فتضاعف وتتسع وتعظم وقد تكون عشرة أضغاف وقد تكون أكثر ولم يحدد أنها
مثلها لذا جاءت كلمة نصيب مع الحسنات لن الحسنة لها نصيب أكثر من السيئات.
خيْ ٌر ّم ْنهَا ()89
سنَ ِة فَلَهُ َ
فلما قال الشفاعة الحسنة قال يكن له نصيب منها ليس مثلها وإنما أعلى منها لن الحسنة بعشر أمثالها (مَن جَاء بِالْحَ َ
سّيئَ ًة فَلَا يُجْزَى إِلّا مِثَْلهَا ( )40غافر) فاستعمل الكفل للشفاعة السيئة واستعمل النصيب مع الشفاعة الحسنة عمِلَ َ النمل) أما السيئة فمثلها (مَنْ َ
لنها قد تكون عشر أمثالها أما ما قاله بعض اللغويين أن النصيب في المور الحسنة والكفل في المور السيئة فهذا غير صحيح لن ال
عنّا نَصِيبًا مّنَ النّا ِر ( )47غافر) لكن الكفل من معانيه المِثل ولذلك ح َمتِهِ ( )28الحديد) وقال ( َفهَلْ أَنتُم ّمغْنُو َ
ن َ تعالى قال (يُ ْؤ ِتكُ ْم كِفَْليْنِ مِن رّ ْ
استعمله مع السيئة ،يقول كفلين أي مثلين والجر يضاعف.
*د.حسام النعيمى:
ي ٍء مُقِيتًا ﴿﴾85 ل ِم ْنهَا َوكَانَ اللّ ُه عَلَى كُلّ شَ ْسّيئَةً َيكُنْ لَ ُه كِفْ ٌ
شفَعْ شَفَاعَةً َ
ب ِم ْنهَا َومَنْ يَ ْ
سنَةً َيكُنْ لَ ُه نَصِي ٌ
شفَاعَ ًة حَ َ
ن يَشْفَعْ َ
في قوله تعالى (مَ ْ
النساء) عندما نرجع إلى معجمات اللغة نجد أن كلمتي نصيب وكفل يكادان يكونان بمعنى واحد بل عندما يفسرون النصيب يقولون الحظ أي
الجزء ولما يأتون إلى الكفل يقولون الحظ أو النصيب أي يفسرون الكفل بالنصيب .فعندما نأتي إلى اللسان" :والنصيب الحظ من كل شيء-
الحظ يعني الجزء من كل شيء -والكفل النصيب ويرجع ويقول الكفل الحظ"،وهو قال النصيب الحظ .لكن يبقى هناك فارق جزئي بسيط بين
الكلمتين فعندما ننظر في كلمة نصيب نجد أن النون والصاد والباء من نصب الشيء يعني جعله شاخصا نصبه ومنه النصاب وما ذبح على
النصب هذه الحجارة الكبيرة الظاهرة الشاخصة فعندما يقول نصيب كأنه شيء شاخص ظاهر.
الكفل أصله في اللغة هو الثوب الذي يدار ويجعل على شكل حلقة ويوضع على سنام البعير لن السنام ل يمكن أن يجلس عليه فيديرون ثوبا
يضعونه على السنام حتى يجلس عليه الراكب أو يضعه خلف السنام فيستقر ويجلس عليه هذا أصل كلمة الكفل ولذلك هو يمثل تغطية جزء
من ظهر البعير فقالوا هو كالنصيب لنه يغطي جزءا منه الصورة عندما يقول هذا جزء وهذا جزء .صورة الجزئية مع النصيب صورة
ظاهرة بارزة وصورة الجزئية مع الكفل صورة مختفية مخفية مجلوس عليه لذلك نجد أن كلمة النصيب تستعمل في الخير وفي الشر :له
نصيب من الخير وله نصيب من الشر بحسب السياق .كلمة الكفل استعملها في الشفاعة السيئة لن هذا النصيب هو ل يريد أن يبرزه ،أن
يظهره ،كأنه يخجل منه ،يستحي منه فما استعمل النصيب هذا البارز لن مع السيئة سيئة يريد أن يتستر لكن له منها برغم تستره لن عامل
السيئة ل يعملها جهارا نهارا إل إذا كان سفيها والعياذ بال وكان المجتمع يرخص له بذلك والعياذ بال .فانظر إلى اختلف الصورتين في
اللغة واستعمل القرآن الكريم هذا المر أيضا فكان ممكن أن يقول في غير القرآن (من يشفع شفاعة حسنة يكن له كفل منها ومن يشفع شفاعة
سيئة يكن له كفل منها) يكررها في غير القرآن أو (ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له نصيب منها)
لكن كأنما أريد لقارئ القرآن أن يتذوق وأن يتحسس هذا الفارق بين الصورتين المتخيلتين :صورة النصيب البارز الشاخص وصورة الكفل
ح َمتِ ِه ( )28الحديد) اثنان حتى يظهر ولم يقل المستور لهذا لما استعمل القرآن الكريم كلمة الكفل في الخير ضاعفها فقال (يُ ْؤتِكُ ْم كِ ْفَليْنِ مِنْ رَ ْ
نصيب لن النصيب واحد وهو يريد أن يكثره وأن يضاعفه ثم هو تشجيع لهم فالية نزلت في النصارى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وََآ ِمنُوا
بِ َرسُولِ ِه ( )28الحديد) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا) أي الذين آمنوا بعيسى عليه السلم (اتّقُوا اللّهَ وََآ ِمنُوا بِرَسُولِهِ) أي بمحمد صلى ال عليه وسلم
ح َمتِهِ) فعندما استعمله للخير ضاعفه هذا شيء. (يُ ْؤ ِتكُ ْم كِفَْليْنِ مِنْ َر ْ
شيء آخر لو نظرنا إلى كلمة نصيب وكفل من حيث أحرف اللغة :الصوات نون – صاد -باء ،النون حرف متوسط بين الشدة والرخاوة
يقابله اللم بين الشدة والرخاوة لكن نجد النون في نصيب أعلى بشيء وهو ال ُغنّة .هذا الحرف الذي هو النون كاللم فهذا فيه حرف متوسط
وهذا فيه حرف متوسط لكن النون فيه زيادة على اللم هذه ال ُغنّة التي يقال عنها أنها صوت محبب يخرج من الخيشوم ففيه ميزة .عندما
نأتي للصاد والفاء كلهما مهموس فالصاد مهموس والفاء مهموس الصاد رخو والفاء رخو فكأنهما بمنزل واحد ثم يرتقي الصاد لن فيه
إطباقا والفاء مستتر .فإذن صار عندنا النون واللم مجهوران متوسطان لكن النون فيه غنة ،الصاد والفاء مهموسان رخوان لكن الصاد يعلو
في ما فيه من إطباق ،الباء والكاف كلهما شديد انفجاري لكن يعلو الباء في أنه معه اهتزاز الوترين مجهور فالباء شديد مجهور والكاف
شديد مهموس فمجموع أحرف نصيب أبرز من مجموع أحرف كفل فواءمت العربية هنا اللغة .لكن القرآن استفاد من اللغة ووضع هذا هنا
وهذا هنا في مكانه نحن -مع نظرنا حقيقة في علو لغة القرآن -نريد أن نؤكد في الوقت نفسه سمو هذه العربية التي اختارها ال عز وجل
لغة لكتابه فليأتونا بمثل هذا في لغة أخرى .آلف اللفاظ من هذه الطريقة لما نوازن بين الصوات والختيارات فليأتوا بعشرة ألفاظ لفظ من
هنا ولفظ من هنا فيه مثل هذه الميزة .نقول هذا حتى ل ينكفئ على نفسه متكلم العربية حتى يعلم أن لغته لغة سامية ومن أجل ذلك جاء بها
كتاب ال عز وجل.
لحظ نصيب وكفل المعنى يكاد يكون متقاربا وفي العربية ليس هنالك ترادف إل في بعض حتى بعض السماء .المفردات في السم ممكن
أن يكون هذا السم في هذه القبيلة له هيئة مخالفة للهيئة فقضية المدية والسكين ممكن أن تكون المدى المستعملة عند غِفار لها هيئة معينة
غير هيئة السكاكين عند غيره فهذه كانت مدية وهذه سكين قد يصح هذا لكن كم عندنا مما اجتمع من اللهجات من هذه المخالفة؟ قليل لكن
اللغة العامة ولغة القرآن ليس فيها ترادف ول كلمة تصح مكان كلمة ومثال هذا النصيب :الحظ من الشيء ،والكفل :الحظ من الشيء ولكن
لماذا مع الحسنة استعمل نصيب ومع السيئة استعمل كفل إذا كانا بمعنى واحد؟ والمعاجم تفسر بعض الكلمات ببعض على التساهل لنه يؤدي
هذا المعنى هو ل ينظر إلى تلك الدقة فهو عندما يقول له كفل من هذا الشيء أي له حظ منه جزء منه ،له نصيب من هذا فله جزء ،فالدللة
واحدة فالذي يشفع شفاعة حسنة له شيء من هذه الحسنة والذي يشفع شفاعة سيئة له شيء من هذه السيئة هذا المعنى العام .ولكن عندما تأتي
إلى اختيار اللفاظ تجد أنه اختيرت كلمة نصيب هنا لهذا واختيرت كلمة كفل هنا لهذا .سيئة النسان يتستر فيها فاختير له اللفظ الذي يدل
على الجزء مما هو مستور مخفي منخفض ،والحسنة لن النسان يظهرها ثم هي تضاعف وتنمو بخلف السيئة الثابتة المستقرة فهذه
المضاعفة والنمو تجعلها شاخصة الحسنة وفيها تشجيع ظهور فهذا معنى نصيب ومعنى كفل.
*ورتل القرآن ترتيلً:
النصيب هو الحظ من كل شيء خيرا كان أم شرا وبما أنه اقترن بالشفاعة الحسنة فهو جزاء بالخير وقد اختير النصيب دون الجزاء إشارة
إلى أنه قد يكون للشافع أجر أكثر من ثواب من شفع عنده أما شافع السوء فقد خص ال جزاءه بالكفل بمعنى المثل إيذانا بأن مرتكب السيئة
ل يجزى إل مثلها واختيرت كلمة الكفل لشافع السوء دون الجزاء أو النصيب لنها ل تختص إل بالشر والشدة.
آية (:)86
منْهَسا أ َ ْو َ
ن ِ
سس َ حيُّوا بِأ ْ
ح َ حيَّةٍ فَ َ
م بِت َ ِ
حيِّيت ُس ْ
ن) منصسوبة فسي قوله تعالى (وَإِذ َا ُ جاءت كلمسة (بأحسس َ * لماذا
َ َ ّ َ
سيبًا ( )86النساء)؟(د.فاضل السامرائى) ح ِ
ي ٍء َ ل َ
ش ْ ُ
ن عَلى ك ِّ َ
ه كا َ
ن الل َ ُردُّوهَا إ ِ ّ
ن ليست منصوبة ولكنها مجرورة بالفتحة لنها ممنوعة من الصرف (وجُرّ بالفتحة ما ل ينصرف) وهي صيغة على وزن أفعل. بأحس َ
أحسن :إسم تفضيل على وزن الفعل فالقاعدة تقول إن الوصفية إذا كانت على وزن الفعل تمنع من الصرف ما لم تونّث بالتاء.
ظنُونَا ()10
ن بِاللّهِ ال ّ
ظنّو َ
حنَاجِرَ َوتَ ُ
ب الْ َ
ل ِم ْنكُمْ وَِإذْ زَاغَتِ ا ْلَأبْصَارُ َوبََلغَتِ ا ْلقُلُو ُ
سفَ َ
ن فَ ْو ِقكُمْ َومِنْ أَ ْ
وكذلك في قوله تعالى (ِإذْ جَاءُوكُ ْم مِ ْ
ل مجرورة بالفتحة لنها ممنوعة من الصرف ومثلها أصفر وأخضر وأحمر. الحزاب) أسف َ
*انظر آية ()25
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ن ِم ْنهَا أَوْ ُردّوهَا ( )86النساء) انظر كيف يعلّم ال تعالى الناس التسابق إلى الخيرات ويخلّقهم بأخلق السلم
حيّو ْا بَِأحْسَ َ
حيّ ٍة فَ َ
حّي ْيتُم بِتَ ِ
(وَِإذَا ُ
فقال فحيوا بأحسن منها فقدم الرد بالحسن وعطف عليه ما يماثله ليعلمنا أن رد السلم بالفضل هو المقدم أل ترى أنك تقول لمن سلم
عليك (وعليكم السلم) فقدمت عليكم على المبتدأ السلم وهذا تقديم يفيد التخصيص للمخاطب فكان أحسن من السلم عليكم.
آية (:)89
موهُس ْ
م ()91 قفْت ُ ُ
ث ثِ ِ
حي ْس ُ م وَاقْتُلُوهُس ْ
م َ * مسا الفرق بيسن ثقفتموهسم ووجدتموهسم فسي اليات (فَ ُ
خذ ُوهُس ْ
م ( )89النساء)؟(د.فاضل السامرائى) جدت َّ ُ
موهُ ْ ث َو َ
حي ْ ُ م وَاقْتُلُوهُ ْ
م َ النساء) (فَ ُ
خذ ُوهُ ْ
جعَ ْلنَا َلكُ ْم عََل ْيهِ ْم
ث ثِقِ ْفُتمُوهُمْ وَُأوْلَـ ِئكُمْ َ
حيْ ُ
خذُوهُمْ وَا ْقتُلُوهُ ْم َ
ثقف تستعمل غالبا في الحرب ( َفإِن لّ ْم َي ْعتَزِلُوكُمْ َويُلْقُواْ إَِل ْيكُمُ السَّلمَ َو َيكُفّوَاْ َأ ْي ِديَهُ ْم َف ُ
خذُواْ سُلْطَانًا مّبِينًا ( ))91هذه حرب أما وجدتموهم فهي عامة وليست متعلقة بالحرب فقط ( َودّواْ لَ ْو َتكْفُرُونَ َكمَا َكفَرُو ْا َف َتكُونُونَ سَوَاء فَ َ
ل َتتّ ِ
ل نَصِيرًا ( ))89هذه ليس فيها خذُو ْا ِمنْهُمْ َوِليّا َو َ
ح ْيثُ وَجَدتّمُو ُهمْ َولَ َتتّ ِ خذُو ُهمْ وَا ْقتُلُوهُمْ َ سبِيلِ اللّ ِه فَإِن تَوَلّوْ ْا فَ ُ ى ُيهَاجِرُو ْا فِي َ
حتّ َ
ِم ْنهُمْ أَوِْليَاء َ
حرب .ثقفتموهم أي ظفرتم بهم .ثقف هي ظفر به .هذه لغة المعجم وليست خصوصية للستعمال القرآني ولو بحثت في المعجم عن ثقف
ستجد معناها ظفرت به .إذن ثقفتموهم في الحرب ووجدتموهم عامة والسَلَم أي الصلح.
سوَاء ( )89النسساء) انظسر إلى هذه البلغسة فسي التعسبير ما كَفَُروا ْ فَتَكُونُو َس
ن َس ن ك َس َ*(وَدُّوا ْ لَوْ تَكْفُُرو َس
فقسد عبّر الله تعالى عسن رغبسة المنافقيسن فسي تكفيسر المؤمنيسن بالفعسل (ودّ) بينمسا عبّر عسن فعسل
ن َ
المؤمنين بإدخال اليمان إلى قلوب المنافقين بالفعل (أتريدون) وذلك في قوله تعالى (أتُرِيدُو َ
ض َّ أَن تهدوا ْ م َ
ه ( ))88فما وجه البلغة في هذا الختيار؟(ورتل القرآن ترتيلً) ل الل ّ ُ نأ ََ ْ َْ ُ
عبّر ال تعالى عن محاولة المؤمنين بالرادة لنه ينشأ عنها الفعل فالمؤمنون يستقربون حصول اليمان من المنافقين لن اليمان قريب من
فطرة النسان بينما عبّر عن محاولة المنافقين بالو ّد لن المنافقين يعلمون أن المؤمنين ل يرتدون عن دينهم فلم يكن طلبهم تكفير المؤمنين إل
ن َكمَا كَفَرُو ْا َفتَكُونُونَ سَوَاء).
تمنّيا وودا ولذلك عبّر عنه بقوله ( َودّواْ لَ ْو َتكْفُرُو َ
آية (:)92
ة
منَةٍ وَدِي َ ٌمؤْ ِ حرِيُر َرقَبَةٍ ُّ خطَئًا فَت َ ْ مؤْ ِ
من ًسسا َ ل ُ من قَت َ َ َ َسس خطَئًا و من ًسسا إِل َّ َ مؤْ ِ
ُ ن أَن يَقْت ُ َ
ل م ٍَسس مؤْ ِن لِ ُ ما كَا َسس *(وَسس َ َ
َ َ َ
منَةٍ وَإِن مؤْ ِ حرِيُر َرقَبَةٍ ُّ
َ
ن فَت َ ْ م ٌ مؤْ ِم وَهُوَ ْ من قَو ْم ٍ عَد ُ ٍّو ل ّك ُ ْ َ
ن ِ صدَّقُوا ْ فَإِن كَا َ ة إِلَى أهْل ِهِ إِل ّ أن ي َ َّ م ٌسل ّ َ م َ ُّ
َ
مصيَا ُ جد ْ فَ ِ م يَ ِ من ل ّ ْ ة فَ َمن َ ًمؤْ ِحرِيُر َرقَبَةٍ ُّ ة إِلَى أهْلِهِ وَت َ ْ م ٌسل ّ َ م َ ة ُّ ميثَاقٌ فَدِي َ ٌم ِّ م وَبَيْنَهُ ْ من قَوْم ٍ بَيْنَك ُ ْ ن ِ كَا َ
ما ( )92النساء) قدّم التحرير على الدية أولً حكِي ً ما َ ه عَلِي ً ن الل ّ ُ ن اللّهِ وَكَا َ م َة ِّ ن تَوْب َ ً متَتَابِعَي ْ ِ
ن ُشهَْري ْ ِ َ
خر التحرير على الدية فما الحكم من التقديم والتأخير في الية؟(د.فاضل السامرائى) ثم أ ّ
ل يريدون أموالً وليس لديهم علقة بالتحرير ،والتآلف بينهم يكون بالفدية وليس بالتحرير كيف تزيل إحداها على قوم أعداء يريدون الفدية أو ً
العداوة وهم يتقاتلون؟ تعطيهم الفدية حتى تهدأ النفوس فيبدأ بالفدية لن هؤلء أعداء ويحتمل أن يحصل ضغائن وقد ينقضون الميثاق بينهم
لكن الولى قوم مؤمنون فقدّم التحرير على الفدية.
*(ورتل القرآن ترتيلً):
طئًا ( )92النساء) انظر إلى هذا البتداء الذي يهوّل به ال سبحانه وتعالى أمر قتل المسلم أخاه المسلم ل مُ ْؤ ِمنًا ِإلّ خَ َ
( َومَا كَانَ ِلمُ ْؤمِنٍ أَن يَ ْقتُ َ
طئًا).
ل خَ َ
ل مُ ْؤمِنًا ِإ ّ
ولذلك جعله في حيّز ما ل يكون فبدأه بالنفي والحصر في الخطأ بـ (إل) فقال ( َومَا كَانَ ِلمُ ْؤمِنٍ أَن يَ ْقتُ َ
ة إِلَى أَهْل ِ سهِ ( )92النسسساء) ع ّ َ
ل سسسائلً سل ّ َ
م ٌ ة ُّ
م َس منَةٍ وَدِي َ ٌ خطَئًا فَت َ ْ
حرِيُر َرقَبَةٍ ُّ
مؤْ ِ مؤْ ِ
من ً سا َ من قَت َ َ
ل ُ *(وَ س َ
م جعل تحرير رقبة العبد ديّة للقاتل وهذا ل يعود على أهل الميت؟(ورتل القرآن ترتيل)ً يقول ل ِ َ
إن تحرير الرقبة جعله ال تعالى بدلً من تعطيل حق ال تعالى في ذات القتيل فإن القتيل عب ٌد من عباد ال تعالى ويُرجى من نسله من يقوم
بعبادة ال وطاعة دينه فلم بخلو القاتل من أن يكون فوّت بقتله هذا الوصف .وأمر آخر نبّهت عليه هذه الية هو أن الحريّة حياة والعبوية
موت فمن تسبب في موت نفس حيّة كان عليه السعي في إحياء نفس كالميتة وهي المستعبدة.
َ
منَةٍ ( )92النساء) ل ِ َ
م اقتصرت الكفارة حرِيُر َرقَبَةٍ ُّ
مؤْ ِ ن فَت َ ْ مؤْ ِ
م ٌ و ْ من قَو ْم ٍ عَدُوٍّ ل ّك ُ ْ
م وَهُ َ *(فَإِن كَا َ
ن ِ
هنا على تحرير الرقبة دون دفع الديّة لهم؟(ورتل القرآن ترتيلً)
لن الدية جبر لخاطر أولياء الدم فلما كانوا أعداء ال تعالى لم تكن حكمة في جبر خواطرهم.
آية (:)93
*انظر آية (.)36
ن َ
ما كا َ النساء(وَ َ *ما الفرق بين استخدام صيغة الماضى والمضارع فى قوله تعالى فى سورة
َ َ َّ ل مؤْمنا َ ً ل مؤْمنا إَّل َ ً ل ِمؤْم َ
ة إِلى أهْلِهِ م ٌسل َ َ م َة ُمنَةٍ وَدِي َ ٌ حرِيُر َرقَبَةٍ ُ
مؤْ ِ خطَأ فَت َ ْ ن قَت َ َ ُ ِ ً م ْخطَأ َو َ ن يَقْت ُ َ ُ ِ ً ِ نأ ْ َُ َ ِ ٍ
ه َ َ
ه عَليْهِ وَلعَن َ ُ ّ
ب الل ُ ض َخالِدًا فِيهَا وَغَ ِ م َ َ جَزاؤُهُ َ
جهَن ّ ُ مدًا فَ َمتَعَ ِّ مؤْ ِ
منًا ُ ل ُن يَقْت ُ ْ
م ْ
))و(و َ
َ صد ّقُوا92(..َ ن ي َ َّإ ِ ّل أ ْ
َ
ما ())93؟( د.فاضل السامرائى) ه عَذ َابًا عَظِي ً وَأعَد َّ ل َ ُ
حرِي ُر طأً َفتَ ْ ن َقتَلَ مُ ْؤمِنًا خَ َ خطَأً َومَ ْل مُ ْؤمِنًا ِإلّا َ ن يَ ْقتُ َ
استخدام صيغة الماضي والمضارع في القرآن كثير مثل قوله تعالى ( َومَا كَانَ ِلمُ ْؤمِنٍ أَ ْ
ن قَوْ ٍم َب ْي َنكُمْ َوبَ ْي َنهُمْ
ن مِ ْ
ن كَا َن َفتَحْرِيرُ َر َقبَ ٍة مُ ْؤ ِمنَةٍ وَإِ ْ عدُوّ َلكُمْ وَهُ َو مُ ْؤمِ ٌ ن قَوْ ٍم َ
ن مِ ْ ن كَا َ ص ّدقُوا فَإِ ْن يَ ّ َر َقبَةٍ مُ ْؤ ِمنَةٍ َو ِديَ ٌة مُسَّلمَةٌ إِلَى أَهْلِ ِه إِلّا أَ ْ
حكِيمًا ( )92النساء) وقوله ن ُمتَتَا ِب َعيْنِ تَ ْوبَ ًة مِنَ اللّهِ َوكَانَ اللّ ُه عَلِيمًا َ شهْ َريْ ِ
صيَامُ َج ْد فَ ِ
ق َف ِديَةٌ مُسَّلمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ َوتَحْرِي ُر َر َقبَةٍ مُ ْؤ ِمنَةٍ َفمَنْ لَ ْم يَ ِ مِيثَا ٌ
عذَابًا عَظِيمًا ( )93النساء) أي كلما سنحت له عدّ لَ ُه َ غضِبَ اللّ ُه عََليْهِ وََل َعنَهُ وَأَ َ ج َهنّمُ خَاِلدًا فِيهَا وَ َ تعالى ( َومَنْ يَ ْقتُلْ مُ ْؤ ِمنًا ُم َتعَ ّمدًا َفجَزَا ُؤهُ َ
الفرصة قتل وهذا دليل التكرار لذا جاء الفعل بصيغة المضارع .وكذلك في قوله تعالى (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه) صيغة المضارع لن
الشكر يكون في كل لحظة على كل نعم ال أما (ومن كفر) جاء بصيغة الماضي لن الكفر يحصل مرة واحدة فقط .وقال تعالى (إِنْ
ضغَا َنكُمْ ( )37محمد) سؤال متكرر لن سؤال الموال متكرر فجاء الفعل بصيغة المضارع ،وقال تعالى ح ِفكُ ْم َتبْخَلُوا َويُخْ ِرجْ أَ ْ سأَ ْل ُكمُوهَا َفيُ ْ
يَ ْ
عذْرًا ( )76الكهف) السؤال حصل مرة واحدة فجاء بصيغة الماضي. ت مِنْ َلدُنّي ُ ح ْبنِي قَ ْد بََلغْ َ
شيْ ٍء َبعْدَهَا فَلَا تُصَا ِ سأَ ْل ُتكَ عَنْ َ ن َ (قَالَ إِ ْ
آية (:)94
* ما الفرق بين خبير وبصير ؟(د.فاضل السامرائى)
خبِيرًا ( )94النساء) البصير ،البصر يؤخذ من أمرين ،البصر يأتي بمعنيين في اللغة إما البصر هي قال تعالى (إِنّ اللّ َه كَانَ ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ
حنَاجِ َر ( )10الحزاب) ويأتي لما في القلب البصار بالقلب ربنا يسميه ت الَْأبْصَارُ َوبََلغَتِ ا ْلقُلُوبُ الْ َ
الحاسة التي ينظر بها الباصرة (وَِإذْ زَاغَ ْ
سبِيلِي َأدْعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى بَصِيرَ ٍة ( )108يوسف) البصيرة في القلب والبصر ل هَـذِهِ َ ن عَلَى نَفْسِ ِه بَصِيرَ ٌة ( )14القيامة) (قُ ْ بصيره (بَلِ ا ْلإِنسَا ُ
عمَى وَا ْلبَصِي ُر ( ستَوِي الَ ْ
ل يَ ْ
ل هَ ْ
ليست العين وإنما الرؤية وهذا الفرق بين النظر والبصر .إذن كلمة بصير فيها أمران بصير ضد العمى (قُ ْ
)16الرعد) من ناحية الرؤية ،وبصير لمن كان قلبه بصيرا عنده معرفة في قلبه .الخبير العليم ببواطن المور فربنا لما يقول (إِنّ اللّ َه ِب ِعبَادِهِ
خبِيرٌ بَصِي ٌر ( )31فاطر) يعني محيط ببواطن المور وظواهرها .بواطن المور من خبير وظواهرها من بصير الصل الول هو البصار. َل َ
البصير من البصار ومن قوة القلب ،إذن خبير العلم ببواطن المور خبير بصير يعني عليم ببواطن المور وظواهرها ولعلمه ببواطن
المور فمن باب أولى أنه عليم بظواهر المور.
آية (:)95
* ما دللة استعمال أداة النفي (ما) و(ل)؟(د.فاضل السامرائى)
(ما) التي تدخل على المضارع هي لنفي الحال( ،ل) يقولون للستقبال وقسم من النُحاة يقولون قد تكون للحال وللستقبال (وَاتّقُو ْا يَوْما ّ
ل
عمَى وَا ْلبَصِي ُر ( )19فاطر) هذا مشاهَد شيْئا ( )48البقرة) هذا استقبال .ننظر كيف تستعمل في القرآن ( َومَا يَ ْ
ستَوِي ا ْلأَ ْ جزِي نَ ْفسٌ عَن نّ ْفسٍ َ تَ ْ
عدُونَ مِنَ ت ( )22فاطر) هذا مُشاهَد( ،لّ يَ ْ
ستَوِي الْقَا ِ حيَاء وَلَا الَْأمْوَا ُ ن ( )12فاطر) هذا مُشاهَد ( َومَا يَ ْ
ستَوِي ا ْلأَ ْ ستَوِي ا ْلبَحْرَا ِ في الدنيا ( َومَا يَ ْ
ستَوِيسبِيلِ اللّ ِه ( )95النساء) عدم الستواء هذا في الخرة غير مشاهَد فقال (ل يستوي)( ،لَا يَ ْ غيْرُ ُأوْلِي الضّرَ ِر وَا ْلمُجَا ِهدُونَ فِي َ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ َ
جنّ ِة ( )20الحشر) هذا ب الْ َ
ب النّارِ َوأَصْحَا ُ صحَا ُستَوِي أَ ْ ل ( )10الحديد) عدم الستواء هذا في الخرة( ،لَا يَ ْ ق مِن َقبْلِ ا ْل َفتْحِ َوقَاتَ َ مِنكُم مّنْ أَنفَ َ
في الخرة غير مُشاهَد( .ل) تدل على النفي في الستقبال (نفي غير مشاهد) وقسم يقولون قد تكون للحال وأكثر النحاة يقولون هي للستقبال
لكن قسم يقول قد تكون للحال والكثر للستقبال بدليل قوله تعالى (فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى ا ْل ُهدْهُ َد ( )20النمل) هذه حال وليس استقبال فقال قد
تأتي للحال أيضا وهم متفقون على أنها للستقبال .الصل أن تكون للستقبال لذلك يقول الزمخشري ل ولن أُختان في نفي المستقبل إل أنّ
في لن تأكيدا.
َ َ
ضًّرا
سي َ مل ِس ُ
ك لِنَفْس ِ ضر (قُسل ل ّ أ ْ ضّرٍ ( )17النعام) وال َس ه بِ ُ ك الل ّس ُ
س َس ْ م َس ضّر (وَإِن ي َ ْ
* مسا الفرق بيسن ال ُ
َ ُ َ ْ ْ َ ّ وَل َ ن َ ْ
ضَررِ ( )95النساء) ن غيُْر أوْلِي ال ّ مؤْ ِ
منِي َ ن ال ُ
م َ
ن ِ
عدُو َستَوِي القَا ِ فع ًا ( )49يونس) والضرر (ل ي َ ْ
والحديث الشريف "ل ضرر ول ضرار"؟(د.فاضل السامرائى)
ل ضَرّا (ي الضّرّ ( )83النبياء) .الضَر مصدر بما يقابل النفع (قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي نَ ْفعًا َو َ سنِ َ
الضُر يكون في البدن من مرض وغيره (َأنّي مَ ّ
غيْرُ أُوْلِي الضّ َررِ)
ن َ عدُونَ مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ )188العراف) .الضرر السم أي النقصان يدخل في الشيء يقال دخل عليه ضرر (لّ يَ ْ
ستَوِي الْقَا ِ
أي الذين فيهم عِلّة أما الضر فهو ما يقابل النفع .الضرر هو السم عام والضرّ مصدر .الضُر ما يحصل في البدن من سقم والضَر المصدر
لما يقابل النفع والضرر إسم .نحن عندنا المصدر وأحيانا يكون التغيير في المصدر بحركة أو بشيء آخر يسمى إسما .مثلً :الوَضوء هو
الماء والوُضوء هو عملية التوضؤ نفسها .هذا تغيير بالحركة.الضَر هو المصدر والضرر هو العلّة.
آية (:)96
ً َ َ
لض َ سنَى وَفَ َّ ه ال ْ ُ
ح ْ ة َوك ُسل ّ َوعَد َ الل ّ ُج ً
ن دََر َ م عَلَى الْقَا ِ
عدِي َ سهِ ْ
م وَأنف ُ ِ موَالِه ِ ْ
ن بِأ ْ
جاهِدِي َ ه ال ْ ُ
م َ ل الل ّ ُض َ *(فَ َّ
َ جاهِدِي نَس عَلَى الْقَا ِ
ة ( )96النسساء) ل ِس َ
م م ًح َ
مغْفَِرةً َوَر ْ ه وَ َمن ْس ُ
ت ِّجا ٍسما ( )95دََر َ
جًرا عَظِي ًس عدِي نَس أ ْ ه ال ْ ُ
م َ الل ّس ُ
ذكسر ربنسا سسبحانه وتعالى منزلة المجاهديسن جمعا ً بقوله (درجات) بعسد أن ذكره مفرداً (درجسة)؟
(ورتل القرآن ترتيلً)
عدِينَ َأجْرًا عَظِيمًا) ليبيّن عظمة
ن عَلَى ا ْلقَا ِ
جمع ربنا سبحانه وتعالى منزلة المجاهدين وفضّلهم على القاعدين عقب قوله ( َوفَضّلَ اللّهُ ا ْلمُجَا ِهدِي َ
منزلتهم ودرجتهم ولئل يظن المرء عندما يسمع تفضيلهم بدرجة أنهم علوا عنهم درجة واحدة وحسب بل هي درجات ومنازل وأجر عظيم.
آية (:)97
*ما الفرق بين توفاهم وتتوفاهم ؟(د.فاضل السامرائى)
ض ( )97النساء) (اّلذِي َ
ن َتتَ َوفّاهُمُ ا ْلمَل ِئكَةُ ن فِي الَرْ ِ ضعَفِي َستَ ْسهِ ْم قَالُو ْا فِي َم كُنتُ ْم قَالُو ْا ُكنّا مُ ْ
قال تعالى(:إِنّ اّلذِينَ تَ َوفّاهُمُ ا ْلمَل ِئكَةُ ظَاِلمِي َأ ْنفُ ِ
ن ( )28النحل) أولئك كانوا مستضعفين وظالمي أنفسهم ل مِن سُو ٍء بَلَى إِنّ اللّ َه عَلِي ٌم ِبمَا كُنتُ ْم َت ْعمَلُو َ سهِ ْم فََألْقَوُ ْا السَّلمَ مَا ُكنّا َن ْعمَ ُ
ظَاِلمِي أَنفُ ِ
صاروا أقل قال توفاهم والخرون فقط ظالمي أنفسهم لم يكونوا مستضعفين فلما كثر هؤلء قال تتوفاهم ولما قل هؤلء قال توفاهم ،وهؤلء
المستضعفين في آية سورة النساء هم قسم من الظالمين وليس كلهم فهم أقل أما الية الثانية (ظالمي أنفسهم) فالذين ظلموا أنفسهم أكثر من
ص بقسم من الظالمين (المستضعفين) قال تعالى توفّاهم ولما كثُر العدد قال تتوفاهم .وهذا الحذف المستضعفين لنهم عموم الظالمين .فلمّا خ ّ
هو جائز من حيث اللغة للتخفيف.هذه قاعدة مثل تفرقوا وتتفرقوا وفي القرآن هذا كثير وهو أمر عام.
سؤال :هل العرب كانت تفهم الفرق؟
هم يعرفون معناها عند وضعها في مكانها .لماذا تحداهم ال تعالى بسورة؟ سورة يعني أقصر سورة معناه بمقدار أقصر أي سورة يصير
ط ْينَاكَاختيار في الكلم ،الكلمة ليس فيها اختيار لكن النص بمقدار أقصر سورة يصير فيه اختيار ،سبب الختيار عليه المعول مثل (ِإنّا أَعْ َ
ا ْلكَ ْوثَرَ ( ))1لماذا إنا؟ ولماذا أعطيناك؟ يبقى توظيف المفردة في سياق الية .المعروف أن العرب بلغاء لكنه ليس بالضرورة أن يأتوا
بالبلغة في كلمهم ،هل كلهم على مستوى واحد من البلغة؟ .أنا أقول شعرا لكن هل شعري مثل شعر المتنبي؟ هل الشعر الذي يقوله
المبتديء كالبحتري؟ هم درجات.
سؤال :لكن من حيث الدللة والمعنى كانوا يفهمون الفرق بين توفاهم وتتوفاهم ،تذكرون وتتذكرون ؟
يفهمونها هذا في سياقها ويفهمون أكثر مما نفهم نحن لن هذه لغتهم ونحن الن نتعلم وهم لم يشكوا في مصداقية القرآن ( َقدْ َنعْلَمُ ِإنّهُ َليَحْ ُز ُنكَ
ف كَانَ ظ ْر كَيْ َ سهُمْ ظُ ْلمًا وَعُلُوّا فَان ُ
س َتيْ َقنَ ْتهَا أَن ُف ُ
حدُوا ِبهَا وَا ْ
جَحدُونَ ( )33النعام) (وَ َ جَ ل ُيكَ ّذبُونَكَ وََلكِنّ الظّاِلمِينَ بِآيَاتِ اللّ ِه يَ ْ ن فَِإّنهُ ْم َ اّلذِي َيقُولُو َ
سدِينَ ( )14النمل). عَا ِقبَةُ ا ْل ُمفْ ِ
َ َ َ َ
م ( )97النساء) (توفاهم الملئكة) أي تقبض أرواحهم سهِ ْ ة ظَال ِ ِ
مي أنْفُ ِ م ال ْ َ
ملئِك َ ُ ن ال ّذِي َ
ن تَوَفّاهُ ُ *(إ ِ ّ
م عدل ربنسا سسبحانه وتعالى عسن التعسبير بسس(يموتون) إلى (توفاهسم الملئكسة)؟ (ورتسل القرآن فل ِس َ
ترتيلً)
عبّر ال تعالى عن وفاة الظالمين بقوله (تَ َوفّاهُمُ ا ْلمَل ِئكَةُ) لما في هذه الصورة من مهابة الموقف والرهبة منه فقبض الملئكة وسيلة تبين
شناعة فتنتهم عند الموت.
آية ( :)100انظر آية ()15
آية (:)101
*انظر آية (.)23
*قال تعالى فسسي سسسورة البقرة (حافظوا على الصسسلوات والصسسلة الوسسسطى) اليسسة تحسسث على
الصلة وقد توسطت آيات الطلق والوفاة فما دللة هذا؟(د.فاضل السامرائى)
أقول وال أعلم أن المشكلت بين الزوجين وأحداث الطلق أو الوفاة قد تؤدي إلى أن يحيف أحد الزوجين على الخر وقد يؤدي هذا إلى
ظلم الخر والصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر فأمر ال تعالى بالصلة حتى ل يحيف أحدهما أو يظلم الخر ويذكّره بالعبادة .وقد ينتصر
أحد الزوجين لنفسه فأمره ال تعالى بالصلة حتى ل يقع في ذلك .ونذكر أن ال تعالى أمر بالصلة في أحداث أكبر من ذلك عند فقد المن
ن تَ ْقصُرُوا مِنَ الصّلَاةِ إِنْ خِ ْفتُ ْم أَنْ َي ْفتِ َنكُمُ اّلذِينَ
جنَاحٌ أَ ْ
عَليْكُ ْم ُ
ض فََل ْيسَ َ
وفي حالة الخوف أمر تعالى بالصلة أيضا (وَِإذَا ضَ َر ْبتُ ْم فِي ا ْلأَرْ ِ
عدُوّا ُمبِينًا ( )101النساء) .وكذلك المر بالصلة بين آيات الطلق لها سببين أولً حتى ل ينشغل الزوجين كَ َفرُوا إِنّ ا ْلكَافِرِينَ كَانُوا َلكُ ْم َ
بالمشكلت العائلية عن الصلة فيتركوها والثاني لئل يحيف أحدهما على الخر..
آية (:)102
*انظر آية (.)23
َ ْ َ
م ( )102النساء)
حتَهُ ْ خذ ُوا ْ أ ْ
سل ِ َ ك وَلْيَأ ُ
معَ َ
منْهُم َّ م طَآئِفَ ٌ
ة ِّ صلَةَ فَلْتَقُ ْ ت لَهُ ُ
م ال َّ م فَأقَ ْ
م َ *(وَإِذ َا كُن َ
ت فِيهِ ْ
ً
المر الطبيعي للمجاهد أن يكون مستل ّ سلحه حامل ً له فكيف جاء المر للمجاهدين بأخذ
السلح حين شروعهم بالصلة مع أن المر أُريد به النهي عن طرح السلحة؟(ورتل القرآن
ترتيلً)
ح َتهُمْ) لليذان بضرورة الحذر من الكافرين
خذُواْ أَسِْل َ
عبّر ال تعالى عن عدم طرح السلحة للمجاهدين حين يشرعون بالصلة بقوله (وَ ْليَ ْأ ُ
وللتنبيه على ضرورة اليقظة وعدم التساهل في الخذ بالسباب.
َ تغْفُلُو ن ع َ َ َ
حدَةً ( )102النساء) ميْل َ ً
ة وَا ِ ن عَلَيْك ُم َّ
ميلُو َ متِعَتِك ُ ْ
م فَي َ ِ حتِك ُ ْ
م وَأ ْ سل ِ َ
نأ ْْ َ َ ن كَفَُروا ْ لَوْ
*(وَد َّ ال ّذِي َ
ص الله تعالى ود ّهم في هذا الموقع؟(ورتل مخ ّ يمتنى الغفلة من عدوّه فل ِ َ شأن كل محارب أن
القرآن ترتيلً)
أراد ال تعالى أن ينبّه المؤمنين إلى أن أعداءهم لديهم ودٌ وأمل قريب في وقوع الغفلة منهم ظانّين أن اشتغال المسلمين بأمور دينهم يباعد
بينهم وبين كصالح دنياهم فطمعوا أن تلهيهم الصلة عن الستعداد لعدائهم فنبّه ال تعالى المؤمنين إلى ذلك كي ل يكونوا عند ظنّ
المشركين.
آية (:)103
*مسسا دللة اسسستخدام صسسيغة الماضسسي فسسي قوله تعالى (إن الصسسلة كانسست على المؤمنيسسن كتاباً
موقوتا)؟(د.فاضل السامرائى)
كان في اللغة قد تكون للماضي أو للماضي المستمر وقد تأتي للستقبال وفي كل صيغة تفيد معنى خاصا.:
كان لها أزمنة مؤكدة بمعنى ما يزال .وهذه تكون في صفات ال تعالى كقوله تعالى (كان ال غفورا رحيما) بمعنى أن كونه هو
غفور رحيم .وكذلك في صفات الشيطان (إن كيد الشيطان كان ضعيفا).
وتأتي بمعنى الحالة كقوله تعالى (كنتم خير أمة أُخرجت للناس) وقوله كما في الية موضع السؤال (إن الصلة كانت على
المؤمنين كتابا موقوتا).
وقد تكون للمستقبل كقوله تعالى (وكنتم أزواجا ثلثة) وقوله (فكانت هباء منثورا) هذا في المستقبل يوم القيامة.
سيّرت الجبال فكانت سرابا)
وقد تكون بمعنى صارت في المستقبل كقوله تعالى (و ُ
وقد تكون بمعنى ينبغي.
آية (:)105
ك الل ّ ُ
ه ( )105النساء) أراد الله سبحانه ما أََرا َ
س بِ َ م بَي ْ َ َ
ن الن ّا ِ حك ُ َ
ق ّ لِت َ ْ ب بِال ْ َ
ح ِ ك الْكِتَا َ *(إِن َّا أَنَزلْن َا إِلَي ْ َ
م عدل عن اللفظ الحقيقي؟(ورتل ه) أي بما عّرفك وأوحى إليك فل ِ َ ما أََرا َ
ك الل ّ ُ وتعالى بقوله (ب ِ َ
القرآن ترتيلً)
للمسألة رؤية لنه علمٌ يقيني ل ريب فيه ول شك وكأن هذا العلم مُشاهَد له ولذلك أجراه مجرى الرؤية لقد سمّى ال تعالى معرفة النبي
في القوة والظهور.
وأما الواحد فينا لطيفة :كان عمر رضي ال عنه يقول :ل يقولنّ أحدٌ قضيت بما أراني ال تعالى فإن ال تعالى لم يجعل ذلك إل لنبيّه
فرأيه يكون ظنّا ول يكون علما.
آية (:)110
َ
ما ( )110النسساء) كيسف جدِ الل ّس َ
ه غَفُوًرا َّر ِ
حي ًس فرِ الل ّس َ
ه يَ ِ ستَغْ ِ ه ث ُس َّ
م ي َس ْ س ُ سوءًا أوْ يَظْل ِس ْ
م نَفْس َ ل ُسم ْ *(وَس َ
من يَعْ َ
يجسسد المسسستغفر الرحمسسة والمغفرة حتسسى قال الله تعالى عنهسسا (يجسسد الله غفورا ً رحيماً)؟ (ورتسسل
القرآن ترتيلً)
هذا من باب التوكيد فأنت تقول عن شيء وجدته إذا ظفرت به وشاهدته ولذلك عبّر ال تعالى عن تيقّن مغفرته للمستغفر بقوله (يجد) ليكون
المؤمن واثقا من رحمة ال تعالى ومغفرته لطاِلبِها بحقّ.
آية (:)112
*(ورتل القرآن ترتيلً):
ل ُبهْتَانًا َوِإ ْثمًا ّمبِينًا ( )112النساء) تأمل كيف صوّر ربنا تعالى ذاك المرء الذي يلقي
ح َتمَ َ
( َومَن َيكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ ِإ ْثمًا ثُ ّم يَرْ ِم بِ ِه بَرِيئًا فَ َقدِ ا ْ
ل مُنهك من عناء الحِمل والثقل
مخالفاته وعصيانه على الخر صورة شخص يحمل الثم والبهتان وهذا تمثيل لهيئة مرتكب الثم وكأنه مثق ٌ
الذي يحمله وهذا يوضح لك عظمة هذا الوزر والبهتان الذي حاق به.
آية (:)113
*ما معنى الحكمة؟(د.أحمد الكبيسى)
ك عَظِيمًا ﴿ ﴾113النساء) الحكمة هو العلم الذي ل ضلُ اللّ ِه عََل ْي َ
ن فَ ْ
عّل َمكَ مَا َل ْم َتكُنْ َتعْلَمُ َوكَا َ
ح ْكمَةَ وَ َ
الحكمة (وََأنْ َزلَ اللّ ُه عََل ْيكَ ا ْل ِكتَابَ وَا ْل ِ
يُكتسب وإنما يوهب يهبه ال عز وجل لمن شاء من المرسلين وحيا وللناس فهما ولهذا كما يقول النبي صلى ال عليه وسلم "إن من العلم
كهيئة المكنون ل يعلمه إل العلماء بال تعالى فإذا نطقوا به ل ينكره إل أهل الغّرة بال عز وجل" وفعلً كلنا رأينا بأعيننا وقرأنا في التاريخ
عن علماء يعرفون ما ل يعرف غيرهم إلهامات وفتوحات ول يمكن أن يأتي على ذلك بدليل .اللهام أنت مالك عليه دليل تقول هكذا وإذا به
يصحح خطأً أو يجمع مفترقين.
آية (:)115
*ما الفرق بين يشاقق ويشاق؟(د.حسام النعيمى)
ت مَصِيرًا ( )115إِنّ اللّ َه لَ ج َهنّمَ وَسَاء ْ سبِيلِ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ نُوَلّ ِه مَا تَوَلّى َونُصْلِ ِه َ غيْرَ َ ل مِن َبعْ ِد مَا َتبَيّنَ لَهُ ا ْل ُهدَى َو َيتّبِ ْع َ الية ( َومَن يُشَاقِقِ الرّسُو َ
ل َبعِيدًا ( ))116إذن هذا المشرك أولً شاقق الرسول أي لًك بِاللّ ِه َف َقدْ ضَلّ ضَ َ ش َركَ بِهِ َو َيغْفِ ُر مَا دُونَ ذَِلكَ ِلمَن يَشَاء َومَن يُشْ ِر ْ َيغْفِ ُر أَن يُ ْ
جعل الرسول في شق وهو صار في شق آخر وهذه يشاقق يقف عندها العلماء ،يكون من جانب والرسول يكون في جانب آخر كأنه في
جانب من الوادي والخر في جانب آخر من الوادي.
كلمة يشاقق هي فعل مضارع لما تكون مجزومة ُفكّ إدغامها ،شاقّّه يشاقّّه بالدغام ،لما يأتي الجزم للعرب لُغتان منهم من يُبقي الدغام
ويفتح للتقاء الساكنين ،تقول :تكلّم فلن فلم ير ّد عليه أحد (ي ُردّ مجزوم وعلمة جزمه السكون وقد ُفتِح للتقاء الساكنين لنه حوفظ على
الدغام) .و (لن ي ُردّ) تكون الصورة واحدة لكن في العراب اختلف وعلمة نصبه الفتحة( .لم ي ُردّ) علمة جزمه السكون وقد حُرّك بالكسر
للتخفيف للتقاء الساكنين ،الدال الولى ساكنة والدال الثانية المضمومة في يردّ صارت ساكنة فلما جُزِمت حذفت الضمة فصار ساكنان
ك الدغام) .وهما لغتان فصيحتان تكلم بهما القرآن .هنا ففتحت للتقاء الساكنين .بعض قبائل العرب تقول :تكلم فلن فلم يرُدد عليه أحد (ت ُف ّ
ب ( )4الحشر) أبقى شدِيدُ ا ْلعِقَا ِ
في الية (ومن يشاقق) فك الدغام .وعندنا في اليات (ذَِلكَ ِبَأنّهُ ْم شَاقّوا اللّهَ وَ َرسُولَ ُه َومَن يُشَاقّ اللّهَ فَإِنّ اللّ َه َ
الدغام .فالعلماء وقفوا لما يكون ذكر لسم الجللة وحده يبقى الدغام ،وقسم يقول إذا ذكر الرسول لن اللف واللم في الرسول طارئة
فهي على نية النفصال فيصير فك إدغام ،وبعض العلماء يقول :ل ،مع كلمة ال اللف واللم ثابتة فبقي الدغام .نقول ل ،المشاقّة هي أن
تكون في شق والثاني في شق ومع ال سبحانه وتعالى ل يمكن أن تكون في شق وال عز وجل في شق فأُبقي الدغام .وهذا جاء في القرآن
الكريم كله هكذا.
سبِيلِ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ نُوَلّ ِه مَا تَوَلّى َونُصْلِهِ غيْرَ َ ل مِن َب ْعدِ مَا َت َبيّنَ لَهُ ا ْل ُهدَى) جعل الرسول في شق وهو في شقَ ( ،ويَ ّتبِ ْع َ ق الرّسُو َ ( َومَن يُشَاقِ ِ
ت مَصِيرًا) السبيل هي الطريق ،إذن ذهب إلى طريق آخر ،الذي يذهب في الصحراء في غير السبيل ،والرسول لما نزلت ج َهنّمَ وَسَاء ْ َ
ن ( )153النعام) رسم خطا سبِيلِهِ ذَِلكُمْ وَصّاكُم بِهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ ق ِبكُ ْم عَن َ ل َفتَ َفرّ َسبُ َ
ل َتتّ ِبعُواْ ال ّستَقِيمًا فَاتّ ِبعُوهُ َو َن هَـذَا صِرَاطِي مُ ْ الية (وَأَ ّ
على الرمل وقال هذا صراط ال ورسم بجواره خطوطا قال هذه السبل وعلى رأس كل سبيل شيطان يدعو إليه .إذا كان هناك في الصحراء
طريق هذا يؤدي إلى السلمة ،أيّ سبيل آخر غير هذا السبيل سيضل صاحبه .فإذن ذِكر السبيل يناسبه الضلل لنه ذكر الطريق ،فالذي
للً َبعِيدًا) لنه إتخذ سبيلً غير سبيل المؤمنين فسوف يضل ل ضَ َ ش ِركْ بِاللّ ِه فَ َقدْ ضَ ّ يتجاوز هذا الطريق الحق سيضل .الية قالت ( َومَن يُ ْ
يقينا ،ولذلك جاءت كلمة الضلل هنا ول تناسب كلمة الضلل مع بني إسرائيل الذين إرتكبوا إثم الكذب مع ذكر صدق الرسالة النبوية لمحمد
قابلها الذي يفتري الكذب .بينما هنا الذي تجاوز السبيل الصحيح ،سبيل المؤمنين حتى أن بعضهم قال يستفاد من هذه الية مسألة إجماع
ك بِهِ ل يَغْ ِفرُ أَن يُشْ َر َ ل عند ذلك( .إِنّ اللّ َه َ المة " المة ل تجتمع على ضللة" معنى ذلك الذي ينحرف عما أجمع عليه المؤمنون يكون ضا ً
ل َبعِيدًا) لً ضلّ ضَ َ ك بِاللّ ِه َف َقدْ ََو َيغْ ِف ُر مَا دُونَ ذَِلكَ ِلمَن يَشَاء) لن الجهة صارت جهة ثانية فأعيد مسألة عدم المغفرة للمشركَ ( .ومَن يُشْ ِر ْ
سوف يبتعد عن طريق الهداية لنه إتخذ غير سبيل المؤمنين لن سبيل المؤمنين واضح .قسم قال سبيل المؤمنين هو السلم وقسم قال هو
سبْحَانَ اللّهِ َومَا َأنَ ْا مِنَن ا ّتبَ َعنِي وَ ُسبِيلِي َأدْعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى بَصِي َرةٍ َأنَاْ َومَ ِ ل هَـذِهِ َ الدعوة إلى ال سبحانه وتعالى لنه عندنا قوله تعالى (قُ ْ
ا ْلمُشْ ِركِينَ ( )108يوسف) فالمؤمنين متّبعون الرسول ،فهم دعاة إلى ال "بلّغوا عني ولو آية" "الساكت عن الحق شيطان أخرس" فالمسلم
مفروض أن ل يسكت عن الحق وإنما يبلّغ ولكن بطريقة بحيث ل يؤدي ذلك إلى ما هو أسوأ من ما كان قد إرتكب .إزالة المنكر يكون
حسَنُ إِنّ َرّبكَ ُهوَ أَعْلَ ُم ِبمَن سنَةِ وَجَادِ ْلهُم بِاّلتِي هِيَ أَ ْ حَ
ح ْكمَةِ وَا ْلمَوْعِظَةِ الْ َ
سبِيلِ َرّبكَ بِا ْل ِ بسبيل ل يؤدي إلى ما هو أسوأ منه ولذلك (ادْعُ إِلِى َ
ن ( )125النحل) جادلهم بالتي هي أحسن وليس بإصدار الفتاوى هذا مشرك وهذا فاسق وهذا كافر ،المسلم سبِيلِهِ وَ ُهوَ أَعْلَ ُم بِا ْل ُم ْه َتدِي َ
ل عَن َ ضَ ّ
طبيب يداوي وليس قاضيا يفتي الفتاوى على الناس؟ فإذن هذا هو لما كان الكلم فيه ذكر للتصديق وفيه ذكر للفتراء ،لفتراء الكذب جاءت
ل بعيدا) الذي إنحرف وأشرك ولم يؤمن .فإذن كل عبارة (فقد افترى إثما عظيما) ولما كان الكلم على سبيل الهدى جاء (فقد ضل ضل ً
جاءت في مكانها وفي موضعها.
َ
ما تَوَل ّى ( )115
ن نُوَل ِّهِ َ ل ال ْ ُ
مؤْ ِ
منِي َ ه الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيَْر َ
سبِي ِ ن لَ ُ
ما تَبَي َّ َمن بَعْدِ َل ِ ق الَّر ُ
سو َ من ي ُ َ
شاقِ ِ *(وَ َ
ن) حيسث عطسف هذا التباع على مشاقسة مؤْ ِ
منِي َس ْ
ل ال ُ
سبِي ِ َ
النسساء) انظسر إلى قوله تعالى (وَيَت ّب ِسعْ غَيَْر َس
الرسسسول مسسع أنسسه مسسن شاقسسّ الرسسسول فقسسد اتبسسع غيسسر سسسبيل المؤمنيسسن فمسسا فائدة هذا
العطف؟(ورتل القرآن ترتيلً)
في هذا العطف تأكيد على روابط الصرة السلمية وفي عطف إتباع غير سبيل المؤمنين على مشاقة الرسول الحيطة لحفظ الجامعة
السلمية بعد الرسول فقد إرتدّ بعض العرب بعد الرسول فكانوا ممن اتبع غير سبيل المؤمنين ولم يشاقوا الرسول .
آية (:)116
*انظر آية ()48
ضلَل ً بَعِيدًا ( )116النسساء) لو وقفنسا عنسد قوله تعالى (فقسد ض ّ
ل) ض َّ
ل َ ك بِالل ّسهِ فَقَد ْ َ
شرِس ْ
من ي ُ ْ
*(وَس َ
ً
م أكّده بقوله تعالى (ضلل ً بعيدا)؟ (ورتل
لعلمنا جزاء المرشك وهو الضلل المستحق للعذاب فل ِ َ
القرآن ترتيلً)
إن غاية هذا التأكيد هي تحذير المؤمنين من مغبة الضلل ولذلك عبّر عن الضلل بالبعيد جون الكبير أو العظيم للدللة على قوة هذ الضلل
حتى ل يُرجى لصاحبه الهتداء فكلمة بعيد توحي بإبعاد المرء عن غايته وتقصيه عن الرجوع إلى حيث صدر.
آية (:)117
َ َ
شيْطَانًا َ
مرِيدًا ()117 َ ن إ ِ ّل إِنَاثًا وَإ ِ ْ
ن يَدْعُو َ ن دُونِهِ إ ِ ّل
م ْ
ن ِ * ما معنى إناثا ً في قوله تعالى (إ ِ ْ
ن يَدْعُو َ
النساء)؟(د.حسام النعيمى)
العلماء يقولون حالت الموجودات هذه إما أن تكون فاعلة والفاعل غير المنفعل هو ال سبحانه وتعالى يعل ول يقع عليه فعلٌ جلّت قدرته،
هو ال تعالى .العوالم الخرى كالنس والجن والملئكة فاعلة من جهة ومنفعلة من جهة :ال سبحانه وتعالى يفعل فيها ما يشاء وهي تفعل
هذه الفعال الظاهرة .والجمادات منفعلة غير فاعلة .فالشياء المنفعلة غير الفاعلة العرب تشير إليها بالتأنيث .ويقول بعض العلماء عندنا
الذكر والنثى وفي غالب المحلوقات النثى أضعف من الذكر حتى يقولون الحديد الليّن يسموه حديد أنيث أي مؤنث والبعض في العامية
يسميه مخنث .فالشيء الضعيف يشيرون إليه بالتأنيث .فالقرآن الكريم على طريقتهم (إن يدعون من دونه إل إناثا) أشياء صغيرة ل تستطيع
أن تقدم لهم شيئا ،هذا قول .والقول الثاني على اللفظ أن أكثر أصنامهم أسماؤها على التأنيث :اللت والعزى ومنات وعندهم ُهبَل مذكر.
جمهور العلماء المفسرون يميلون إلى القول الول أن العربي إذا أراد أن يشير إلى أمر بالضعف يشير إليه بالتأنيث ،هذه لغة العرب.
كيف استعملت لغة العرب في جمع المذكر السالم (النون) وجمع المؤنث السالم (التنوين) ،في المذكر السالم (الواو الياء) مهندسون في حال
الرفع ومهندسين في حال النصب والجرّ ،في حال الرفع في جمع المؤنث السالم استعمل الضمة التي هي واو صغيرة (مهندساتُ) وفي
النصب والجر استعمل الكسرة التي هي ياء صغيرة (مهندساتِ) فأعطى الكبير للمذكر وأعطى الصغير للمؤنث .مهندسون ألحقها النون
ت تنوين ملفوظ وغير مكتوب .فتخيل هذه لغة العرب فهي مع التأنيث حتى في المنع من الصرف يقول السم ملفوظة ومكتوبة ،مهندسا ٌ
ب ل تنوّن ول تُجرّ بالكسرة وإنما بالفتحة :سلّمت على فاطمةَ
المؤنث نزل مرتبة فسُلِب منه التنوين زعلمة الجر الصلية مثل :فاطمةُ وزين ُ
لن الج ّر بالكسرة علمة السم المتمكن المكن .فهذه لغة العرب فل يعترض أحدهم أن المؤنث لفظ ضعيف ،عندهم المؤنث دون المذكر
هذه لغتهم فإذا قال (إناثا) يعني أصناما ليس النثى بمفهومنا الن( .ألكم الذكر وله النثى) لنهم جعلوا الملئكة التي هم عباد الرحمن إناثا
والملئكة خلقٌ خاص ل نستطيع أن نقول هم ذكور أو إناث وال أعلم.
ص دعوة المشركيسن للناث مسن اللهسة ولم يقسل إن يدعون مسن دونسه إل أصسناماً؟(ورتسلم خ ّس*ل ِس َ
القرآن ترتيلً)
انظر إلى هذه السخرية والتهكم بمعتقدهم فقد خاطبهم ال تعالى بما يعتقدون ويتصرفون فهم ينظرون إلى الناث نظرو دون وكل الناس يعلم
حالة المرأة بينهم فقد حرموها من حقوق كثيرة واستضعفوها ومع ذلك اتخذوا من النثى آلهة بل هي أكبر آلهتهم اللت والعزى ومناة ولذلك
نعى على العرب أن يصدر منهم مثل هذه التصرفات.
آية (:)123
* ما الفرق بين السوء والسيئات؟(د.فاضل السامرائى)
السيئة هي فعل القبيح وقد تُطلق على الصغائر كما ذكرنا سابقا في حلقة ماضية .السوء كلمة عامة سواء في العمال أو في غير العمال،
غيْرِ سُو ٍء آيَةً أُخْرَى
ن َج َبيْضَاء مِ ْ ك تَخْ ُر ْ
حَجنَا ِضمُ ْم يَ َدكَ إِلَى َ ما ُيغَ ّم النسان يقول أصابه سوء ،الفة ،المرض ،لما يقول تعالى لموسى (وَا ْ
ب ( )5النمل) كلمة سوء عامة أما السيئة فهي فعل ( )22طه) أي من غير مرض ،من غير عِلّة ،من غير آفة( .أُوَْل ِئكَ اّلذِينَ َلهُمْ سُوءُ ا ْل َعذَا ِ
ب مَن َي ْعمَلْ سُوءًا س بَِأمَا ِنّيكُمْ وَل َأمَانِيّ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ
قبيح .المعصية عموما قد تكون صغيرة أو كبيرة ،السوء يكون في المعاصي وغيرها (ّليْ َ
ج َز بِهِ ( )123النساء) صغيرة أو كبيرة .فإذن كلمة سوء عامة في الفعال وغيرها ،أصابه سوء ،من غير سوء ،ما يغم النسان سوء، يُ ْ
ب ( )45غافر) كلمة سوء عامة وكلمة سيئة خاصة وتُجمع ق بِآلِ ِفرْعَوْنَ سُوءُ ا ْل َعذَا ِت مَا َمكَرُوا وَحَا َ
سّيئَا ِ
أولئك لهم سوء العذاب (فَ َوقَاهُ اللّهُ َ
على سيئات أما كلمة سوء فهي إسم المصدر ،المصدر ل يُجمع إل إذا تعددت أنواعه ،هذا حكم عام .ولكنهم قالوا في غير الثلثي يمكن أن
يُجمع على مؤنث سالم مثل المشي والنوم هذا عام يطلق على القليل والكثير إذا تعددت أنواعه ضرب تصير ضروب محتمل لكن المصدر
وحده ل يُجمع هذه قاعدة.
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
حنِيفًا ( )125النساء) انظر إلى هذا الستفهام الذي يهز ضمائر
جهَهُ ل وَ ُه َو مُحْسِنٌ وا ّتبَعَ مِلّةَ ِإبْرَاهِيمَ َ
حسَنُ دِينًا ّممّنْ َأسْلَمَ َو ْ
( َومَنْ أَ ْ
المنحرفين الشاذّين عن هدى ال تعالى فهو استفهام إنكاري أراد ال تعالى أن يوجه من خلله أنظار الناس إلى سبب اتخاذ السلم دون
غيره دينا فايس ثمة ذين أحسن من السلم الذي يأمر أتباعه بالحسان والتقوى.
َس َ
صس الله تعالى إسسلم الوجسه وهسو
مخ ّه لله ( )125النسساء) ل ِس َ
جهَس ُ سل َ َ
م َو ْ م َّ
م نْس أ ْ ن دِين ًسا ِّ
سس ُ
ح َ
م نْس أ ْ*(وَ َ
جزء مسن النسسان ولم يحذف كلمسة (وجهسه) ليشمسل المرء تاذي منسه الوجسه بدهياً؟(ورتسل القرآن
ترتيلً)
تأمل هذه الكناية في كلمة (وجهه) فقد صورت تمام الطاعة والعتراف بالعبودية لن الوجه أشرف العضاء وبه كان النسان إنسانا فعبّر
ال تعالى عن إذعانك لوامره بامتثال وجهك الذي هو أشرف أعضاء جسدك.
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ك فِي النّسَاء قُلِ اللّ ُه يُ ْفتِيكُ ْم فِيهِنّ ( )127النساء) انظر إلى هذا التبشير للسائل المتحيّر (قل ال يفتيكم فيهن) وكأن ال تعالى يقولو
ستَ ْفتُو َن َ
( َويَ ْ
له قد وجدت طلبك فكن مستبشرا وذلك قدّم إسمه الشريف (قل ال) ولم يقل قل يفتيكم ال للتنويه بشأن هذه الفُتية وعِظمها.
آية ()127
*ما الفرق بين (يستفتونك) و(ويستفتونك)؟(د.حسام النعيمى)
حمَةٍ ِمنْهُ َو َفضْلٍ َو َيهْدِيهِ ْم سُيدْخُِلهُ ْم فِي َر ْ
صمُوا بِ ِه فَ َ عتَ َيستفتونك وردت مرة واحدة في القرآن وكان في بداية موضوع (فََأمّا اّلذِينَ َآ َمنُوا بِاللّهِ وَا ْ
ف مَا ت فََلهَا ِن صْ ُ ن امْرُ ٌؤ هَلَ كَ َليْ سَ لَ هُ وََلدٌ وَلَ هُ ُأخْ ٌ ستَ ْفتُونَكَ قُلِ اللّ ُه يُ ْفتِيكُ ْم فِي ا ْلكَلَالَةِ إِ ِ ستَقِيمًا ( ))175الكلم إنتهى ثم قال( :يَ ْ ِإَليْ ِه صِرَاطًا مُ ْ
حظّ الُْأ ْن َث َييْنِ ُيبَيّنُ اللّهُ َل ُكمْن كَانُوا ِإخْوَةً ِرجَالًا َونِسَا ًء فَلِل ّذكَرِ ِمثْلُ َ ن ِممّا تَرَكَ وَإِ ْ ن فََل ُهمَا الثُّلثَا ِن كَا َنتَا ا ْث َنتَيْ ِ
تَرَكَ وَهُ َو يَ ِرُثهَا إِنْ َل ْم يَكُنْ َلهَا وََل ٌد فَإِ ْ
شيْ ٍء عَلِي ٌم ( )176النساء) كلم جديد( .ويستفتونك) وردت مرة واحدة أيضا في بداية آية إكتنفتها اليات المبدوءة بالواو ن تَضِلّوا وَاللّ ُه ِبكُلّ َ أَ ْ
من قبلها ومن بعدها يعني أحاطت بها اليات المبدوءة بالواو وهي في سورة النساء من الية 124إلى الية َ ( 132ومَنْ َي ْعمَلْ مِنَ الصّاِلحَاتِ
جهَ هُ ِللّ هِ وَهُ َو مُحْ سِنٌ وَا ّتبَ َع مِلّةَ سلَمَ َو ْح سَنُ دِينًا ِممّ نْ أَ ْ ن نَقِيرًا (َ )124ومَ نْ أَ ْ جنّةَ وَلَا يُظَْلمُو َ ن َذكَرٍ َأوْ ُأنْثَى وَهُ َو مُ ْؤمِ نٌ َفأُوَلئِ كَ َيدْخُلُو نَ ا ْل َ مِ ْ
س َت ْفتُونَكَ فِي النّسَاءِ ي ٍء مُحِيطًا ( َ )126ويَ ْ سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَرْضِ َوكَانَ اللّ ُه ِبكُلّ شَ ْ خذَ اللّهُ ِإبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ( )125وَلِلّ ِه مَا فِي ال ّ حنِيفًا وَاتّ َِإبْرَاهِيمَ َ
ن مِ نَ ضعَفِي َستَ ْ ن تَ ْنكِحُوهُنّ وَا ْلمُ ْ غبُو نَ أَ ْب فِي يَتَامَى النّ سَاءِ اللّاتِي لَا تُ ْؤتُو َنهُنّ مَا ُكتِ بَ َلهُنّ َوتَرْ َ ل اللّ ُه يُ ْفتِيكُ ْم فِيهِنّ َومَا ُيتْلَى عََل ْيكُ مْ فِي ا ْل ِكتَا ِ قُ ِ
جنَاحَ ن َبعِْلهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا ُ ت مِ ْ ن بِهِ عَلِيمًا (َ )127وإِ نِ امْرَأَ ٌة خَافَ ْ خيْ ٍر فَإِنّ اللّ َه كَا َ سطِ َومَا تَ ْفعَلُوا مِ نْ َ ن تَقُومُوا لِ ْل َيتَامَى بِالْ ِق ْ الْوِ ْلدَا نِ وَأَ ْ
خبِيرًا ( )128وَلَ نْ ن بِمَا َت ْعمَلُو نَ َ سنُوا َو َتتّقُوا َفإِنّ اللّ َه كَا َ ح ِ حضِرَ تِ ا ْلَأنْفُ سُ الشّحّ وَإِ نْ تُ ْ خيْرٌ وَأُ ْ ح َ صلِحَا َب ْي َنهُمَا صُلْحًا وَال صّلْ ُ ن يُ ْ عََل ْيهِمَا أَ ْ
ن غَفُورًا رَحِيمًا ( )129 ن تُ صْلِحُوا َو َتتّقُوا فَإِنّ اللّ هَ كَا َ ل َف َتذَرُوهَا كَا ْل ُمعَلّقَةِ وَإِ ْ صتُ ْم فَلَا َتمِيلُوا كُلّ ا ْل َميْ ِ حرَ ْ ن َتعْدِلُوا َبيْ نَ النّ سَاءِ وَلَوْ َ ستَطِيعُوا أَ ْ تَ ْ
ب مِ نْ ص ْينَا اّلذِي نَ أُوتُوا ا ْل ِكتَا َ سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَرْ ضِ وَلَ َقدْ وَ ّ حكِيمًا ( )130وَلِلّ هِ مَا فِي ال ّ سعًا َ سعَتِهِ َوكَا نَ اللّ هُ وَا ِ ن َ َوإِ نْ يَتَ َف ّرقَا ُيغْ نِ اللّ ُه كُلّا مِ ْ
سمَاوَاتِ َومَا فِي حمِيدًا (َ )131ولِلّ هِ مَا فِي ال ّ غ ِنيّا َ
سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْ ضِ َوكَا نَ اللّ ُه َ ن َتكْ ُفرُوا فَإِنّ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ ن اتّقُوا اللّ هَ وَإِ ْ َقبِْلكُ مْ وَِإيّاكُ مْ أَ ِ
الْأَ ْرضِ َوكَفَى بِاللّهِ َوكِيلًا ( ))132كلها بدأت بالواو مرتبطة آية بآية أخرى فالمناسب أن تأتي هي بالواو أيضا ول تشذ عن سياق اليات كلها
من 124إلى 132كلها جاءت بالواو.
آية (:)128
س ال ُّ
ش ّسسَ
ح ( )128النسسساء)؟(د.فاضسسل َ ُ
ت النفُ س ُ
ضَر ِ س
ح ِ
*مسسا هسسو إعراب الشسسح فسسي قوله تعالى (وَأ ْ
السامرائى )
هي مفعول به والنفسُ نائب فاعل .أحضر تأخذ مفعولين( .أحضرت النفس الشح) أي البخل ،لما خلقها ربنا سبحانه وتعالى جاء بالشح
وأحضرها ربنا بالخِلقة .عندما خلق النفس جعل معها الشح ( َوكَانَ النسَانُ َقتُورًا ( )100السراء) قتورا خبر كان وتعني بخي ً
ل .النسان
بخيل خِلقة فلما خلق تعالى النفس جاء بالشح .حضر يتعدى إلى مفعول واحد وأحضر يتعدى إلى مفعولين .أحضرتُه كذا أي جعلته حاضرا،
أحضرتُهُ المجلس .في الصل أحضرنا النفس الشح ،ماذا أحضرنا النفس؟ أحضرناها الشحّ .ما قال أحضرنا وإنما قال أُحضِرت لن ال
تعالى ينسب الخير لنفسه.
ح)؟(د.فاضل السامرائى) س ال ُّ
ش َ *ما إعراب كلمة (ال ُّ
ح) في قوله تعالى (وأحضرت النف ُ
ش َ
فعل أحضر يأخذ مفعولين وكلمة الشح هي مفعول به ثاني لفعل أحضر ،والنفس نائب فاعل والمعنى أحضرنا النفس الشّحّ ،فكأنما المعنى
أنه أحضر الشح للنفس أو جيء بالشح وأُحضر للنفس.وعليه يكون (النفس) مفعول به أول و(الشح) مفعول به ثاني .وكأن ال تعالى
أحضر النفس عندما خلقها خلق الشحّ وجعله فيها.
*انظر آية (.)23
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ض ( )131النساء) انظر إلى هذا حكِيمًا ( )130وَللّ ِه مَا فِي ال ّ
سمَاوَاتِ َومَا فِي الَرْ ِ سعًا َ
س َعتِهِ َوكَانَ اللّهُ وَا ِ
ل مّن َ
(وَإِن َيتَفَ ّرقَا ُيغْنِ اللّ ُه كُ ّ
التناسب بين آي القرآن فالية الولى فيها إشارة إلى إغناء ال تعالى كُلً عن صاحبه فناسب أن تبدأ الية الثانية بإظهرا ملكوت ال سبحانه
وتعالى .فمن له ما في السموات وما في الرض قادر على أن يغني كل أحد من سعته وهذا كناية عن عظيم سلطانه واستحقاقه للتقوى.
آية (:)131انظر آية ()11
صينا الَّذي ن أُوتوا ْ الْكتا ب من قَبلِك ُسم وإيَاك ُس َس
م ذكسر ربنسا ن اتَّقُوا ْ الل ّس َ
ه ( )131النسساء) ل ِس َ مأ ِ ْ َ ِّ ْ ْ ِ َ َس ِس ِ َس ُ *(وَلَقَد ْ وَس َّ ْ َ
سسبحانه وتعالى أمره لهسل الكتاب بالتقوى ثسم عطسف المسسلمين عليهسم؟ ولو قال :ولقسد وصسينا
جد النسسان على الرض إلى أن يرث الله المؤمنيسن أن اتقوا الله ليشمسل كسل مؤمسن منسذ أن وُس ِ
الرض ومن عليها؟(ورتل القرآن ترتيلً)
إن الخبار بأن ال تعالى أوصى الذين أوتوا الكتاب من قبل مقصود منه إلهاب هِمم المسلمين وحثّهم على بلوغ تقوى ال تعالى لئل تفضلهم
المم التي من قبلهم من أهل الكتاب وبديهي أن النسان إن وُضِع ميزان التفاضل ل يقبل أن يسبقه أحد إلى خير أبدا.
آية (:)135
*مسا دللة (قواميسن بالقسسط شهداء لله) فسي آيسة سسورة النسساء و (قوّاميسن لله شهداء بالقسسط)
في آية سورة المائدة؟(د.فاضل السامرائى)
غ ِنيّا أَ ْو َفقَيرالقْ َربِينَ إِن َيكُنْ َ سكُمْ أَوِ الْوَاِلدَيْنِ وَا َ
علَى أَن ُف ِش َهدَاء لِلّهِ وََلوْ َ سطِ ُ ن آ َمنُو ْا كُونُو ْا قَوّامِينَ بِالْقِ ْ قال تعالى في سورة النساء (يَا َأّيهَا اّلذِي َ
خبِيرا { )}135وقال تعالى في سورة المائدة (يَا ن ِبمَا َتعْمَلُونَ َ ن اللّ َه كَا َ
ل َتّتبِعُواْ ا ْلهَوَى أَن َتعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُو ْا أَ ْو ُتعْرِضُو ْا فَإِ ّ فَاللّهُ أَوْلَى ِبهِمَا فَ َ
خبِي ٌر ِبمَا عدِلُو ْا هُوَ َأقْ َربُ لِلتّقْوَى وَاتّقُو ْا اللّهَ إِنّ اللّ َه َ ن قَوْ ٍم عَلَى َألّ َت ْعدِلُواْ ا ْ شنَآ ُسطِ َولَ َيجْ ِر َمّنكُمْ َ ش َهدَاء بِالْقِ ْن آ َمنُواْ كُونُو ْا قَوّامِينَ لِلّهِ ُ َأّيهَا اّلذِي َ
ن { )}8ولو أخذنا سياق اليات في سورة النساء نلحظ أن السورة كلها في المر بالعدل والقسط وإيتاء كل ذي حق حقه (وَآتُواْ ا ْل َيتَامَى َت ْعمَلُو َ
طبْنَ َلكُ ْم عَن ن نِحْلَ ًة فَإِن ِ ن حُوبا َكبِيرا {( )}2وَآتُو ْا النّسَاء َ
ص ُدقَا ِتهِ ّ طيّبِ َولَ تَ ْأكُلُواْ َأمْوَاَلهُمْ إِلَى َأمْوَاِلكُمْ ِإنّ ُه كَا َ ث بِال ّ خبِي َ
ل تَ َت َبدّلُواْ الْ َ
َأمْوَاَلهُمْ َو َ
شَيْ ٍء ّمنْ ُه نَفْسا َفكُلُو ُه َهنِيئا مّرِيئا { )}4فلذلك اقتضى السياق تقديم قوّامين بالقسط.
شهْ َر الْحَرَامَ َولَ شعَآئِرَ اللّهِ َولَ ال ّ أما في سورة المائدة فسياق اليات في حقوق ال تعالى وفي الولء والبراء (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا لَ ُتحِلّواْ َ
صدّوكُ ْم عَنِ ن قَوْمٍ أَن َ شنَآ ُ
ج ِر َمنّكُ ْم َ
ل مّن ّرّبهِمْ َورِضْوَانا وَِإذَا حَلَ ْلتُ ْم فَاصْطَادُواْ َولَ يَ ْ ا ْلهَدْيَ َولَ ا ْلقَلئِدَ وَل آمّينَ ا ْل َبيْتَ ا ْلحَرَا َم يَ ْب َتغُونَ َفضْ ً
ب {( )}2وَا ْذكُرُو ْا ِن ْعمَةَ شدِيدُ ا ْلعِقَا ِ لثْمِ وَا ْلعُدْوَانِ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ َ ل َتعَا َونُو ْا عَلَى ا ِ حرَامِ أَن َت ْعتَدُواْ َو َتعَا َونُو ْا عَلَى الْبرّ وَالتّ ْقوَى َو َ جدِ الْ َ
ا ْلمَسْ ِ
صدُو ِر { )}7الكلم في القيام بأمر ال تعالى لذا طعْنَا وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّ َه عَلِي ٌم ِبذَاتِ ال ّ س ِم ْعنَا وََأ َ
اللّ ِه عََل ْيكُمْ َومِيثَاقَهُ اّلذِي وَاثَ َقكُم بِهِ ِإذْ قُ ْلتُمْ َ
اقتضى قول قوّامين ل لن السياق في القيام ل تعالى وفي حقوق ال تعالى.
ن وَإِيتَاء ذِي الْقُْرب َسى ( ))90وفسي ن الل ّس ْ
سا ِ
ح َس مُر بِالْعَد ْ ِ
ل وَال ِ ْ ه يَأ َُ * قال تعالى فسي سسورة النحسل (إ ِس َّ
َ
شهَدَاء لِل ّسهِ ( ))135مسا خصسوصية اسستعمال َ
ط ُ س ِ ن بِالْقِس ْ منُوا ْ كُونُوا ْ قَوَّا ِ
مي َس النسساء (ي َسا أيُّهَسا ال ّذِي َس
نآ َ
القرآن لكلمتي العدل والقسط؟(د.فاضل السامرائى)
ط ( )9الرحمن) ن بِالْ ِقسْ ِ
أصل القسط الحظ والنصيب ،القسط نصيب ولذلك في القرآن الكريم لم يستعمل مع الوزن إل القسط (وََأقِيمُوا الْ َوزْ َ
ط ( )85هود) .العدل معناه المساواة في الحكام( .وَأَ ْوفُوا ا ْل َكيْلَ إِذا كِ ْلتُمْ َو ِزنُو ْا بِال ِقسْطَاسِ ا ْلمُ ْ
ستَقِي ِم ( ن بِالْ ِقسْ ِ
( َويَا قَ ْومِ أَ ْوفُواْ ا ْل ِم ْكيَالَ وَا ْلمِيزَا َ
)35السراء) القسطاس هو ميزان العدل أصل كلمة قسطاس عدل فسموا الميزان قسطاس لنه عدل .عندنا عَدل وعِدل العِدل فيما يُبصر
ص ْيدَ
ل تَ ْقتُلُواْ ال ّمن الشياء هذا عِدل هذا مثل حملين متساويين يقال هذا عِدل هذا أما العَدل فهو أحكام ومساواة في الحكم (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ
صيَامًا ()95 عدْلُ ذَِلكَ ِ عدْلٍ مّنكُ ْم ( )95المائدة) ذوا قسط (أَو َ حكُ ُم بِ ِه ذَوَا َ
ل مَا َقتَلَ مِنَ ال ّنعَ ِم يَ ْ
َوأَنتُ ْم حُرُمٌ َومَن َقتَلَ ُه مِنكُم ّم َت َعمّدًا فَجَزَاء ّمثْ ُ
ل ( )123البقرة) .إذن القسط عدْ ٌ
ل ِمنْهَا َ خ ْذ مِ ْنهَا ( )70النعام) لم يقل كل قسطَ ( ،و َ
ل يُ ْقبَ ُ ل يُؤْ َعدْلٍ ّل َ ل كُ ّ
المائدة) الصيام ل يُبصر (وَإِن َتعْدِ ْ
هو الحظ والنصيب والقرآن لم يستعمله إل مع الموازين وهذا من خصوصية الستعمال القرآني والقسط يستعمل مع غير الميزان لكن القرآن
يستعمله مع الميزان ول يستعمل العدل مع الميزان .القسط قد يكون في القسمة وفيه ارتباط باللة (قسطاس).
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ط ( )135النساء) تأمل قوله تعالى (قوامين بالقسط) حيث جاءت كلمة قوامين صيغة مبالغة تدل على
ن بِالْ ِقسْ ِ
(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا كُونُو ْا قَوّامِي َ
الكثرة ولم يقل كونوا قائمين بالقسط ليحضّنا على عدم الخلل بهذا القيام بالعدل في حال من الحوال.
آية (:)136
ه
سول ِ ِ ل عَلَى َر ُ ب الَّذِي نََّز َ ه وَالْكِتَا ِ
سول ِ ِ
َ
منُوا آ َ ِ
منُوا بِالل ّهِ َوَر ُ َ
* في آية سورة النساء (ي َا أَيُّه ا الَّذِي ن آ َ
َ َ
َ َ َّ ب الَّذِي أَنَْز َ
ضَلًل َ ل ّ ض
ْ َ د ق
َ َ ف خر
ِ ِ ْ
ل ا ْ س ر و ه بتُ ك و ه تَ ك َ
ل وَ َ ْ َ ْ ِ ِ َ َ ِ ِ ِ َ ُ ِ ِ َ ُ ُ ِ ِ َ َ ْ ِ
م و ي الو هل لئ م و ه الل ب ر ف
ُ ْ كي ن م ن قَب ْ ُ
م ْ
ل ِ وَالْكِتَا ِ
بَعِيدًا ())136؟ بماذا آمن هؤلء؟(د.حسام النعيمى)
العلماء لهم ثلثة أقوال هنا:
لن الكلم قبله كان مع أهل الكتاب فبعضهم يذهب إلى أنه :يا أيها الذين آمنوا بموسى والتوراة وعيسى والنجيل آمنوا بمحمد والقرآن .هذا
المعنى العام.
رأي آخر يقول :الخطاب مع المؤمنين ،آمنوا أي اثبتوا على إيمانكم.
وهناك قول ثالث وهو الذي وجدنا أنفسنا نطمئن إليه أكثر أنه يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم آمنوا بقلوبكم .الخطاب مع المنافقين ولم يقل لهم يا
أيها الذين نافقوا أبدا .القرآن لم يستفز المنافقين وإنما كان يخاطبهم كما يخاطب تامؤمنين لم يكن يريد أن يثيرهم ولم يكن يريد أن يبعدهم من
قبيل ل تعن الشيطان على أخيك .فخاطبهم يا أيها الذين آمنوا عليكم أن تؤمنوا بهذه الشياء أنتم الن مؤمنين أمِنوا بال ورسوله والكتاب
الذي أنزل على رسوله .إخترنا هذا الرأي لنه مباشرة يقول تعالى (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا ثُ ّم كَ َفرُوا ثُمّ َآ َمنُوا ثُ ّم كَفَرُوا ثُمّ ا ْزدَادُوا ُكفْرًا َل ْم َيكُنِ اللّهُ
سبِيلًا) فكان الكلم مع المنافقين ول ننفي الرأي الول والثاني لكن نجد في سياق اليات لن بعد ذلك قال تعالى (إِنّ ِل َيغْ ِفرَ َلهُمْ وَلَا ِل َيهْ ِد َيهُمْ َ
عذَابًا أَلِيمًا ( سبِيلًا ( )137بَشّرِ ا ْل ُمنَافِقِي َ
ن بِأَنّ َلهُ ْم َ اّلذِينَ َآ َمنُوا ثُ ّم َكفَرُوا ثُمّ َآ َمنُوا ثُ ّم كَ َفرُوا ثُمّ ا ْزدَادُوا كُفْرًا لَ ْم َيكُنِ اللّهُ ِل َيغْفِرَ َلهُمْ َولَا ِل َي ْهدِ َيهُمْ َ
))138ولم يرد في القرآن مهاجمة مباشرة :يا أيها الذين نافقوا لكنه يقول (ومن الناس ) وما قال لهم أنتم مع أن الرسول يعرفهم لكن ال
تعالى أراد لكتابه الكريم أن يعلّمنا أن ل نصدم الناس ونوزع عليهم اللقاب :فاسق ،كافر ،ملحد .،كلم ال عز وجل يربّي أتباع محمد
على ما ينبغي أن يكون عليه المسلم.
ي أَنَز َ َ ب الَّذِي نََّز َ َ َ
منل ِ ب ال ّذ ِ َ
سولِهِ وَالْكِتَا ِ
ل عَلَى َر ُ سولِهِ وَالْكِتَا ِ
منُوا ْ بِاللّهِ وََر ُ
منُوا ْ آ ِ *(يَا أيُّهَا ال ّذِي َ
نآ َ
ل ( )136النساء) جاء في صلة وصف الكتاب المنّزل على محمد صلى الله عليه وسلم بصيغة قَب ْ ُ
التفعيل (نّزل) بينما جاء في صلة وصف الكتاب المنّزل من قبل خاليا ً من التضعيف (أنزل) فل ِ َ
م
ص القرآن بالتضعيف؟(ورتل القرآن ترتيلً)
خ ّ
بينما التوراة يومئذ إنما خصّ ال تبارك وتعالى القرآن بصيغة نزّل التي تدل على التضعيف لن القرآن حينئذ كان يتنزّل على قلب محمد
كانت قد انقضى نزولها.
آية (:)137
م ك َ َفُروا ْ ث ُ َّمنُوا ْ ث ُ َّ م ك َ َفُروا ْ ث ُ َّ
منُوا ْ ث ُ َّ َ َ
م َ مآ َ نآ َ ن ال ّذِي
* ما سبب ذكر الفاء أو حذفها فى قوله تعالى (إ ِ ّ
َ َّ َّ
ن
ن الذِي َ سبِيل ً ( )137النساء) ليس فيها فاء( .إ ِ ّ م َ ْ ُ م وَل َ لِيَهْدِيَهْ ُ ه لِيَغْفَِر لَه ُ م يَك ُن الل ّ
ِ ْ اْزدَادُوا ْ كُفًْرا ل
َ َ
م ( )34محمسد) ؟(د.فاضسل ه لَهُس ْ فَر الل ّس ُم ك ُ َّفاٌر فَلَن يَغْ ِ ماتُوا َوهُس ْ م َ ل الل ّسهِ ث ُس َّ سبِي ِصدُّوا عَسن َس كَفَُروا وَس َ
السامرائى)
ينبغي أن نعلم الفرق بين الواو والفاء في التعبير حتى نحكم .الواو لمطلق الجمع ،الجمع المطلق ،قد يكون عطف جملة على جملة (فَالِ ُ
ق
جعَلَ َلكُ ُم النّجُومَ ِل َت ْهتَدُو ْا ِبهَا فِي ظُُلمَاتِ ا ْلبَرّ سبَانًا ذَِلكَ َت ْقدِيرُ ا ْلعَزِي ِز ا ْلعَلِي ِم ( )96وَهُوَ اّلذِي َ حْ شمْسَ وَالْ َقمَرَ ُ س َكنًا وَال ّ جعَلَ الّليْلَ َ ح َو َ صبَا ِ ل ْاِ
ن ( )97النعام) .الفاء تفيد السبب ،هذا المشهور في معناها (درس فنجح) فإذا كان ما قبلها سببا لما بعدها ت لِقَ ْو ٍم يَعَْلمُو َ
وَا ْلبَحْ ِر َقدْ َفصّ ْلنَا اليَا ِ
أي الذي قبل يفضي لما بعدها يأتي بالفاء ول يأتي بالواو لنه لمطلق الجمع .هذا حكم عام ثم إن الفاء يؤتى بها في التبكيت أي التهديد .لو
عندنا عبارتين إحداهما فيها فاء والخرى بغير فاء وهو من باب الجواز الذِكر وعدم الذِكر نضع الفاء مع الشد توكيدا( .إِنّ اّلذِينَ آ َمنُو ْا ثُمّ
صدّوا عَن ن كَفَرُوا وَ َ ل ( )137النساء) ليس فيها فاء( .إِنّ اّلذِي َ سبِي ً كَ َفرُو ْا ثُ ّم آ َمنُو ْا ثُ ّم كَفَرُو ْا ثُمّ ا ْزدَادُو ْا كُفْرًا لّ ْم َيكُنِ اللّ ُه ِليَغْ ِفرَ َلهُمْ َولَ ِل َيهْ ِديَهُ ْم َ
سبِيلِ اللّهِ ُثمّ مَاتُوا وَهُ ْم كُفّا ٌر فَلَن َيغْفِ َر اللّهُ َلهُمْ ( )34محمد) لنهم ل تُرجى لهم توبة .وفي الولى هم أحياء قد يتوبون .لما لم يذكر الموت لم َ
ك هُمُ الضّآلّونَ ( )90آل عمران) ل تَ ْو َبُتهُمْ وَُأوْلَـ ِئ َ
يأت بالفاء ولما ذكر الموت جاء بالفاء (إِنّ اّلذِينَ كَ َفرُو ْا َبعْدَ إِيمَا ِنهِ ْم ثُمّ ا ْزدَادُو ْا كُفْرًا لّن تُ ْقبَ َ
صرِينَ ( )91آل عذَابٌ أَلِيمٌ َومَا َلهُم مّن نّا ِ حدِهِم مّلْءُ ال ْرضِ ذَ َهبًا وََلوِ ا ْفتَدَى بِهِ أُوْلَـ ِئكَ َلهُ ْم َ (إِنّ اّلذِينَ َكفَرُواْ َومَاتُواْ وَهُ ْم كُفّا ٌر فَلَن يُ ْقبَلَ مِنْ َأ َ
عمران) اليتان فيهما نفس التعبير :النفي بـ (لن) واحدة جاءت بالفاء ( َومَاتُواْ وَهُ ْم ُكفّارٌ) انتهى عملهم .النُحاة يقولون قد تأتي الفاء للتوكيد.
هناك أمران :الول أن الفاء تكون للسبب (سببية) " درس فنجح" سواء كانت عاطفة "ل تأكل كثيرا فتمرض" يُنصب بعدها المضارع .ينبغي
أن نعرف الحكم النحوي حتى نعرف أن نجيب.
ذكرنا أن الواو لمطلق الجمع تجمع بين عدة جمل وذكرنا أمثلة في حينها (هو الذي أنشأكم ،وهو الذي أنزل) .الفاء في الغالب تفيد السبب
لمِغيْ َر الِ سْ َ سواء كانت عاطفة أو غير عاطفة (درس فنجح) (ل تأكل كثيرا فتمرض) وذكرنا أن التبكيت والتهديد بالفاء أقوى ( َومَن َي ْبتَ غِ َ
ل ِمنْ ُه ( )85آل عمران) (ثُمّ مَاتُوا وَهُ ْم كُفّا ٌر فَلَن َيغْفِرَ اللّ هُ َلهُ ْم ( )34محمد) في القرآن وغير القرآن إذا كان ما قبلها يدعو لما دِينًا فَلَن يُ ْقبَ َ
بعدها ،يكون سببا لما بعدها ،أو يف ضي لما بعدها يأتي بالفاء (السببية) ول يؤتى بالواو .في غير القرآن نقول ل تأكل كثيرا فتمرض ،ذاك
أف ضى لما بعد ،الزيادة في الكل سبب المرض .إذن هذا كحكم لغوي .ما قبلها سبب لما بعدها وإذا كان المر كذلك يؤتى بالفاء وإذا كان
مجرد إخبار تقول فلن سافر وفلن ح ضر ،ت خبر عن جملة أشياء ول يس بالضرورة أن هناك أ سباب .هذا المع نى اللغوي العام في القرآن
(بلسان عربي) .إذا كان ما قبلها يفضي لما بعدها يأتي بالفاء ونضرب أمثلة ومنها السؤال عن الفرق بين أولم يسيروا وأفلم يسيروا.
آية (:)138
ما ( )138النساء)؟(د.فاضل السامرائى َ
م عَذ َاب ًا ألِي ً ن بِأ َ َّ
ن لَه ُ ْ شرِ ال ْ ُ
منَافِقِي َ *ما دللة قوله تعالى( :ب َ ّ ِ
)
المعروف أن التبشير بالشيء الحسن أما هنا فجاء التبشير من باب السخرية والتهكم منهم .كما في قوله تعالى أيضا (ذُق أنك أنت العزيز
الكريم) العزيز الكريم من باب التهكم والسخرية.
ما ( ))138وقال تعالى فسي س ً م عَذ َاب ًسا أَلِي ْ ُس ن لَه ن بِأ َس َّ
قي َس شرِ ال ْ ُ
منَافِ ِ *قال تعالى فسي سسورة النسساء (ب َ ّ ِ
ُ ّسَ َ َس َ َ
حتِهَسا اْلن ْ َهاُر كل َ
ما م نْس ت َ ْ
جرِي ِ ت تَ ْ جنَّا ٍس م َن لَهُس ْ ت أ َّ حا ِ مل ُ َوا ال َّس
صال ِ َ منُوا وَعَ ِ شر ال ّذِي نَس آ َ
سسورة البقرة (وَب َ ّ ِ ِ
َ ُ
ج
م ِفيهَسا أْزوَا ٌس شابِهًسا وَلَهُس ْ
مت َ َ
ل وَأتُوا ب ِسهِ ُ ن قَب ْ ُ م ْس مَرةٍ رِْزقًسا قَالُوا هَذ َا ال ّذِي ُرزِقْن َسا ِ ن ثَ َم ْس ُرزِقُوا ِ
منْهَسا ِ
ن ())25ذكر الباء في الية الولى (بأن) وحذفها في الثانية (أن) مع أن خالِدُو َ م فِيه َا َ مطَهََّرةٌ وَه ُ ْ
ُ
التقدير هو (بأن) لماذا؟(د.فاضل السامرائى)
لن تبشير المنافقين آكد من تبشير المؤمنين .ففي السورة الولى أكّد وف صّل في عذاب المنافقين في عشرة آيات من قوله (ومن يكفر بال
وملئكته) .أما في الية الثانية فهي الية الوحيدة التي ذكر فيها كلما عن الجزاء وصفات المؤمنين في كل سورة البقرة .إذن (بأن) أكثر من
(أن) فالباء الزائدة تناسب الزيادة في ذكر المنافقين وجزاؤهم.
وقال تعالى في سورة الحزاب ( َوبَشّرِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ بِأَنّ َلهُ ْم مِنَ اللّ ِه َفضْلًا َكبِيرًا ( ))47لنه تعالى فصّل في السورة جزاء المؤمنين وصفاتهم.
* فسي إعراب أشهسد أن ل إله إل الله قدّرتسم الباء بعسد أشهسد مسع أن حرف الباء ل تدخسل إل على
السم فكيف ذلك؟ (د.فاضل السامرائى)
هي داخلة على إسم لنها داخلة على أن المصدرية ،أن حرف مصدري والمصدر المؤول هو الذي يدخل عليه حرف الجر مثل (بَشّ ِر
عذَابًا َألِيمًا ( )138النساء) ( َوبَشّرِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ بِأَنّ َلهُم مّنَ اللّ ِه َفضْلًا َكبِيرًا ( )47الحزاب) سقط على نزع الخافض الباء
ا ْلمُنَا ِفقِينَ ِبأَنّ َلهُ ْم َ
داخلة على المصدر والمصدر إسم فصار مصدر مؤول (أن وما بعدها مصدر) .الحروف المصدرية (أنّ) حرف مصدري وإسمها وخبرها
علمت أنك مسافر أي علمت سفرك .الحروف المصدرية :أن وأنّ ولو وما وكي فإذن هي لم تدخل على الفعل كما ظنّ السائل .دخلت على
عذَابًا أَلِيمًا) نُزِع الخافض .إذن هي
المصدر المؤول وهذا جائز وعلى نُزِع الخافض في الصل هي موجودة مثل (بَشّرِ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ بِأَنّ َلهُ ْم َ
أشهد بأن ل إله ال ،نُزِع الخافض فصارت أشهد أن ل إله إل ال .والخافض هو حرف الجر على مصطلح الكوفيين والخفض هو الجرّ.
*(ورتل القرآن ترتيلً):
عذَابًا َألِيمًا ( )138النساء) انظر إلى هذا السلوب الدبي الذي سلك مع المنافقين مسلك المشاكلة فالمنافق الذي
(بَشّ ِر ا ْلمُنَا ِفقِينَ ِبأَنّ َلهُ ْم َ
يتظاهر باليمان ويُبطن الكفر يتهكم بالسلم وأهله ولذلك جاء ربنا في جزاء عملهم بوعيد مناسب لتهكمهم بالمسلمين فبدأ هذا الجزاء بفعل
بلغ في التهكم والسخرية منهم مبلغا عظيما فقال (بشر المنافقين) وبماذا ستكون البشارة؟! بجنة عرضها السموات والرض لن البشارة خبر
بما يُفرِح؟! ل ،بشّرهم بأن لهم عذابا أليما وفي هذا غاية التهكم والسخرية منهم.
آية (:)141
*(ورتل القرآن ترتيلً):
ن(
ح ِوذْ عََل ْيكُمْ َو َن ْمنَ ْعكُم مّنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ
ستَ ْ
ب قَالُواْ أَلَ ْم نَ ْ
ن نَصِي ٌ
ح مّنَ اللّ ِه قَالُواْ أَلَ ْم َنكُن ّمعَكُمْ وَإِن كَانَ لِ ْلكَافِرِي َ
ن ِبكُ ْم فَإِن كَانَ َلكُ ْم َفتْ ٌ
(اّلذِينَ َيتَ َربّصُو َ
)141النساء) تأمل هذا المشهد الحسي الذي يرصد حركة المنافقين وكأنك ترى تقلبهم وتمالؤهم في صورة منفّرة مزرية فها هم يلقون
المسلمين بوجه ويلقون الكافرين بوجه ويمسكون العصا من وسطها ويتلوّنون كالثعابين .فكم يفعل الفعل (يتربصون) في النفس مشاعر الكره
والنفور من هذه الطائفة أكثر مما يبعثه الفعل (يترقبون).
آية (:)143
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ن ذَِلكَ لَ إِلَى هَـؤُلء َولَ إِلَى هَـؤُلء ( )143النساء) تأمل أسرار القرآن .أن تقرأ عبارة فترسم لك فكرة ،هذا أمر معلوم ولكن
ن بَيْ َ
( ّمذَ ْب َذبِي َ
القرآن تجاوز هذا إلى الكلمة المعبّرة .أل ترى كيف استخدم القرآن كلمة (مذبذبين) ليعبّر عن شدة خوفهم واضطرابهم ولو ذهبت تضع
مكانها أي كلمة لما أدّت المعنى المطلوب فهي تدل على الضطراب والتعجّل من جهة المعنى وتفيد الكثرة من خلل تكرار الحرف.
آية (:)145
َ
ن الن َّ ِ
ار ( )145 م َ
ل ِ
سفَ ِ ن فِي الدَّْر ِ
ك ال ْ ن ال ْ ُ
منَافِ ِقي َ *هل المنافقون في الدرك السفل في النار؟ (إ ِ َّ
النساء) هل يشمل الكفار أو يشمل الكفار والمنافقين من المسلمين؟(د.فاضل السامرائى)
ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَ ْومِ الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤمِنِينَ ( )8يُخَادِعُونَ اللّهَ
ربنا قال هذا .ل ،لن المنافق كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى ( َومِنَ النّاسِ مَن يَقُو ُ
شعُرُونَ ( )9البقرة) المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر اليمان تحديدا. سهُم َومَا يَ ْ
خدَعُونَ ِإلّ أَنفُ َ
ن آ َمنُوا َومَا يَ ْ
وَاّلذِي َ
ل إذا كنت أبطن كرهي لشخص معين وأظهر له مودتي هل هذا نفاق؟ سؤال :مث ً
هذا ليس النفاق الشرعي المذكور في القرآن .المذكور في القرآن إبطان الكفر وإظهار اليمان والرسول ذكر قسم من يكون فيه خصلة من
النفاق ،قال "آية المنافق ثلث" هذه مجموعها وإذا كانت فيه واحدة كان فيه خصلة من النفاق "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان
فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق" فيه خصلة وليس منافقا خالصا ،ويكون منافقا على قدر ما فيه من خصال.
سؤال :هو مسلم ،مسلم إذا حدّث كذب وإذا ائتمن خان وإذا وعد أخلف وفي رواية وإذا خاصم فجر ،هل يمكن أن يكون المسلم فيه هذه
الخصال؟
الرسول سُئل هل المؤمن يزني؟ قال نعم ،هل يسرق؟ قال نعم ،هل يكذب؟ قال ل .إذا حدث كذب إذن إنتفت عنه صفة السلم .إضافة
ل مِنَ النّارِ) هؤلء الذي يبطنون الكفر ويظهرون اليمان أما سفَ ِ
ك الَ ْ
ن فِي الدّ ْر ِ
إلى أن المقصود في الشرع هذا المقصود بقوله (إِنّ ا ْل ُمنَافِقِي َ
الذي هو مسلم هذا شيء آخر ربنا يحاسبه على قدر ما فعل من معاصي يعني إذا قال ل إله ال مؤمنا بها قلبه مصدقا بما يقول هذا ل يُبطن
الكفر .إذن المقصود بالمنافق الذي هو بالمفهوم الشرعي الدقيق لمفهوم المنافق .عبد ال بن سلول هذا منافق يبطن الكفر تحديدا ويظهر
شعُرُونَسهُم َومَا يَ ْ ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْ ِم الخِرِ َومَا هُم ِبمُؤْ ِمنِينَ ( )8يُخَادِعُونَ اللّهَ وَاّلذِينَ آ َمنُوا َومَا َي ْ
خدَعُونَ ِإلّ أَنفُ َ س مَن يَقُو ُ
اليمان ( َومِنَ النّا ِ
( )9البقرة) هؤلء المنافقون فكيف يكون مسلما؟ ويمكن أن يقولها تغليظا للعقوبة وأحيانا يقال تغليظ العقوبة وتكبيرا للسيئة وتعظيما لها مثلً
من قتل مسلما يكون خالدا في النار ومع ذلك العلماء مختلفون هل المسلم خالد في النار إن قتل مسلما لكن من الناحية الشرعية المنافق هو
الذي يبطن الكفر ويظهر اليمان وبالتالي ليس مسلما .أما من ناحية إن كان من باب تغليظ العقوبة يشهد الشهادة ويفعل أفعالً أخرى هذا أمر
آخر.
آية (:)146
َ ُ
دّي نَس ( )32لقمان) تقديسم الجار ن ل َس ُ
ه ال ِ صي َ
خل ِس ِ
م ْ ل دَعَوُا الل ّس َ
ه ُ ج كَالظ ّل َ ِ شيَهُسم َّ
موْس ٌ *قال تعالى(وَإِذ َا غَ ِ
م لِل ّسهِ ( َ
صوا ْ دِينَهُس ْ
خل َس ُ
والمجرور على الديسن وفسي آيات أخرى قدم الديسن على الجار والمجرور (وَأ ْ
)146النساء)؟(د.فاضل السامرائى)
صمُو ْا بِاللّهِ وَأَخَْلصُو ْا دِي َنهُ ْم
عتَ َ
في عموم اليات في القرآن الكريم يقدم الجار والمجرور على الدين عدا آية النساء (ِإلّ اّلذِينَ تَابُواْ َوأَصَْلحُواْ وَا ْ
ِللّهِ ( ))146قدم الدين على الجار والمجرور .التقديم والتأخير حسب ما يقتضيه السياق .السياق في سورة النساء في الكلم على المنافقين يبدأ
ن ا ْلعِزّةَ لِلّهِ ع ْندَهُمُ ا ْلعِزّ َة فَإِ ّ
خذُونَ ا ْلكَافِرِينَ أَوِْليَا َء مِنْ دُونِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َأ َي ْب َتغُونَ ِ عذَابًا َألِيمًا ( )138اّلذِينَ َيتّ ِ من قوله تعالى (بَشّ ِر ا ْلمُنَا ِفقِينَ ِبأَنّ َلهُ ْم َ
غيْ ِرهِ ِإّنكُمْ حدِيثٍ َ حتّى يَخُوضُوا فِي َ ستَهْزَُأ ِبهَا فَلَا تَ ْق ُعدُوا َم َعهُمْ َ س ِمعْتُمْ َآيَاتِ اللّ ِه ُيكْ َف ُر بِهَا َويُ ْ ل عََل ْيكُ ْم فِي ا ْل ِكتَابِ أَنْ ِإذَا َ جمِيعًا (َ )139وقَ ْد نَزّ َ َ
ن كَانَ ح مِنَ اللّ ِه قَالُوا أَلَ ْم َنكُنْ َم َعكُمْ وَإِ ْ ن كَانَ َلكُ ْم َفتْ ٌ جمِيعًا ( )140اّلذِينَ َيتَ َربّصُو َ
ن ِبكُ ْم فَإِ ْ ج َهنّمَ َ ِإذًا ِمثُْلهُمْ إِنّ اللّهَ جَامِعُ ا ْل ُمنَافِقِينَ وَا ْلكَافِرِينَ فِي َ
سبِيلًا ( ل اللّهُ لِ ْلكَا ِفرِينَ عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َ جعَ َ حكُ ُم َب ْي َنكُمْ يَ ْومَ الْ ِقيَامَةِ َولَنْ يَ ْ
ستَحْ ِو ْذ عََل ْيكُمْ َو َنمْ َن ْعكُ ْم مِنَ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ فَاللّ ُه يَ ْ
ب قَالُوا أَلَ ْم نَ ْ ن نَصِي ٌ ِل ْلكَافِرِي َ
ن النّاسَ وَلَا َي ْذكُرُونَ اللّهَ إِلّا قَلِيلًا (ُ )142م َذبْ َذبِينَ )141إِنّ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَِإذَا قَامُوا إِلَى الصّلَا ِة قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُو َ
سبِيلًا ( )143يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا َتتّخِذُوا ا ْلكَافِرِينَ أَوِْليَا َء مِنْ دُونِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ جدَ لَهُ َ ن يُضْلِلِ اللّ ُه فَلَنْ َت ِ َبيْنَ ذَِلكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ َولَا إِلَى هَؤُلَاءِ َومَ ْ
جدَ َلهُ ْم نَصِيرًا ( )145إِلّا اّلذِينَ تَابُوا ن تَ ِ
ل مِنَ النّا ِر وَلَ ْ جعَلُوا لِلّ ِه عََل ْيكُمْ سُ ْلطَانًا ُمبِينًا ( )144إِنّ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ فِي الدّ ْركِ الْأَ ْ
سفَ ِ ن تَ َْأتُرِيدُونَ أَ ْ
ت اللّهُ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َأجْرًا عَظِيمًا ( 9 ))146آيات تتعلق بذكر ف يُؤْ ِ صمُوا بِاللّهِ وَأَخَْلصُوا دِي َنهُمْ لِلّ ِه َفأُوَل ِئكَ مَعَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َوسَوْ َ عتَ َ َوأَصَْلحُوا وَا ْ
المنافقين فلما كان الكلم على ذكر المنافقين قدم ما يتعلق بالمنافقين وهو كلمة دين المضافة إلى ضميرهم (وََأخْلَصُو ْا دِي َنهُمْ لِلّهِ) دينهم مضافة
إليهم ،دينهم أي معتقدهم ،أخلصوه ل .اليات الخرى كلها الكلم على ال تعالى هنا الكلم على المنافقين فقدم ما يتعلق به واليات الخرى
ص ( )3الزمر) ن ( )2أَلَا لِلّ ِه الدّينُ الْخَالِ ُ خلِصًا لّ ُه الدّي َ عبُدِ اللّ َه مُ ْ حقّ فَا ْ ب بِالْ َ
الكلم على ال تعالى فقدم ما يتعلق به مثالِ( :إنّا أَنزَ ْلنَا ِإَل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ
عُبدَ اللّ َه مُخْلِصًا لّ ُه الدّينَ ( )11وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ (( ))12قُلْ ِإنّي الكلم على ال تعالى ،ويستمر الكلم (قُلْ ِإنّي ُأمِرْتُ أَنْ أَ ْ
عبُ ُد مُخْلِصًا لّ ُه دِينِي ( )14الزمر) الكلم على ال تعالى فما كان الكلم على ال قدم ب يَوْ ٍم عَظِيمٍ ( )13قُلِ اللّ َه أَ ْ عذَا َصيْتُ َربّي َ ن عَ َ َأخَافُ إِ ْ
ن ( )65غافر) لما كان الكلم على ال قدم ما ح ْمدُ لِلّهِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ ضميره ما يتعلق به( ،هُ َو الْحَيّ لَا إِلَهَ إِلّا هُ َو فَادْعُو ُه مُخِْلصِينَ لَ ُه الدّينَ الْ َ
يتعلق به وهو مضيره ولما كان الكلم على المنافقين قدم ما يتعلق بهم وهو ضميرهم (دينهم) هكذا في جميع القرآن.
آية (:)148
َ * (ل َّ ي ُ ِ
ما ( )148النساء) ما
ميعًا عَلِي ً
س ِ ن الل ّ ُ
ه َ من ظُل ِ َ
م وَكَا َ ن الْقَوْ ِ
ل إِل ّ َ م َ ه ال ْ َ
جهَْر بِال ُّ
سوَءِ ِ ب الل ّ ُ
ح ُّ
معنى كلمة السوء؟ (د.فاضل السامرائى)
المقصود من هذه الية أن ل يذكر أحدا بسوء أن تذمهم وأن ترفع صوتك بذكره ذما إل من ظلمك أما أن تتكلم هكذا على الناس وتجهر
بذمهم فهذا ل يجوز ،من ظلمك تذكر أما في غير ذلك فل يصح .الذي ظُلِم يذكر المر والسوء هو أي ذ ّم وهو كلمة عامة.
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ل مَن ظُلِ َم ( )148النساء) استعمل القرآن كلمة الجهر بالسوء والجهر هو ما يصل إلى أسماع الناس
جهْ َر بِالسّ َوءِ مِنَ ا ْلقَوْلِ ِإ ّ
ل يُحِبّ اللّهُ الْ َ
(ّ
فنُهينا عن التلفظ بالكلم السيئ وقيّده بالقول لنه أضعف أنواع الذى فدلّنا ذلك على أن السوء بالفعل أشد تحريما لنه أشد من القول.
آية (:)150
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ن بِاللّهِ وَ ُرسُلِهِ َويُرِيدُونَ أَن يُ َف ّرقُو ْا َبيْنَ اللّهِ وَرُسُلِ ِه ( )150النساء) انظر إلى كلمة (يكفرون) فقد استعمل القرآن كلمة يكفرون
(إِنّ اّلذِينَ َيكْ ُفرُو َ
بصيغة المضارع ولم يستعمل لفظ كفروا بصيغة الماضي لينبّهنا إلى أن أمر الكفر منهم متجدد وفيهم مستمر لنهم لو كفروا في الماضي ثم
ل ل يغادرهم.رجعوا لما كانوا أحرياء بالذ ّم وصبغهم بصفة الكفر وجعلها سربا ً
آية (:)151
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
(أُوْلَـ ِئكَ ُهمُ ا ْلكَافِرُونَ حَقّا ( )151النساء) جعل المبتدأ والخبر معرفة فقال (أُوْلَـ ِئكَ ُهمُ ا ْلكَافِرُونَ) فقد عرّف جزئي الجملة أي إسم الشارة
أولئك والخبر الكافرون لتأكيد قصر صفة الكفر عليهم .تقول لنسان أنت بطل أي هو بطل من بين البطال أما إن قلت له أنت البطل فهذا
يعني أنك جعلت البطولة له دون غيره لما رأيت من صفات البطولة لديه .كذلك عندما نقول أولئك هم الكافرون فهذا يعني أننا نزلنا غيرهم
من الكفرة منزلة العدم لما تمتع به هؤلء من أوصاف الكفر ووجه هذه المبالغة هو أن كفرهم قد اشتمل على أحوال عديدة من الكفر وسفاهة
في الرأي حيث أن كل فِعلة لهم إذا انفردت هي كفر فكيف بها إذا اجتمعت؟
آية (:)153
*مسسسا الفرق مسسسن الناحيسسسة البيانيسسسة بيسسسن (جاءهسسسم البيّنات) و(جاءتهسسسم البيّنات) فسسسي القرآن
الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعل مذكرا والفاعل مؤنثا .وكلمة البيّنات ليست مؤنث حقيقي لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها.
والسؤال ليس عن جواز تذكير وتأنيث البيّنات لن هذا جائز كما قلنا لكن السؤال لماذا؟ لماذا جاء بالستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات)
مع العلم أنه استعملت في غير مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟
جاءتهم البيّنات بالتأنيث :يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت اليات تدلّ على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثا كما في قوله
حدَةً َف َبعَثَ اللّهُن النّاسُ ُأمّةً وَا ِ حكِيمٌ { )}209والية (كَا َ تعالى في سورة البقرة (فَإِن زَلَ ْلتُ ْم مّن َبعْ ِد مَا جَاء ْتكُمُ ا ْل َبّينَاتُ فَاعَْلمُواْ أَنّ اللّ َه عَزِي ٌز َ
ف فِيهِ ِإلّ اّلذِينَ أُوتُو ُه مِن َب ْعدِ مَا جَاء ْتهُمُ ختَلَ َ ختَلَفُو ْا فِيهِ َومَا ا ْ ح ُكمَ َبيْنَ النّاسِ فِيمَا ا ْ
ب بِالْحَقّ ِليَ ْل َم َعهُمُ ا ْل ِكتَا َ
النّ ِبيّينَ ُمبَشّرِينَ َومُنذِرِينَ وَأَنزَ َ
ل فَضّ ْلنَا ستَقِي ٍم { )}213و (تِ ْلكَ الرّسُ ُ ط مّ ْ ق بِِإ ْذنِهِ وَاللّ ُه َي ْهدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَا ٍ ختَلَفُو ْا فِي ِه مِنَ الْحَ ّ
ا ْلبَ ّينَاتُ َبغْيا بَ ْي َنهُ ْم َفهَدَى اللّهُ اّلذِينَ آ َمنُواْ ِلمَا ا ْ
ح الْ ُقدُسِ وََلوْ شَاء اللّ ُه مَا ا ْق َتتَلَ اّلذِينَ
ن مَ ْريَمَ ا ْل َبّينَاتِ وََأّي ْدنَا ُه بِرُو ِ
ضهُ ْم دَرَجَاتٍ وَآتَ ْينَا عِيسَى ابْ َ ض ّم ْنهُم مّن كَلّمَ اللّهُ وَ َرفَ َع َبعْ َ ضهُ ْم عَلَى بَعْ ٍ َبعْ َ
ل مَا يُرِيدُ {،)}253 ن آمَنَ َومِ ْنهُم مّن كَفَرَ وََلوْ شَاء اللّ ُه مَا ا ْق َتتَلُواْ َولَـكِنّ اللّ َه يَ ْفعَ ُ ختَلَفُو ْا َفمِ ْنهُم مّ ْ
مِن َبعْدِهِم مّن َبعْدِ مَا جَاء ْتهُمُ ا ْل َبّينَاتُ وَلَـكِنِ ا ْ
خذَ ْتهُمُ
جهْرَ ًة فََأ َ
ك فَقَالُواْ َأ ِرنَا اللّ ِه َ
سمَا ِء َف َقدْ سَأَلُواْ مُوسَى َأ ْكبَ َر مِن ذَِل َ ل عََل ْيهِمْ ِكتَابا مّنَ ال ّ ل ا ْلكِتَابِ أَن ُتنَزّ َوقوله في سورة النساء (يَسْأَُلكَ أَهْ ُ
سلْطَانا ّمبِينا {.)}153 ل مِن َبعْ ِد مَا جَاء ْتهُمُ ا ْل َبّينَاتُ َفعَفَ ْونَا عَن ذَِلكَ وَآ َت ْينَا مُوسَى ُ خذُواْ ا ْلعِجْ َعقَ ُة بِظُ ْل ِمهِ ْم ثُ ّم اتّ َ
الصّا ِ
أما جاءهم البيّنات بالتذكير :فالبيّنات هنا تأتي بمعنى المر والنهي وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من المر والنهي يُذكّر الفعل كما
ق َوجَاءهُمُ ا ْل َبّينَاتُ وَاللّ ُه لَ َي ْهدِي الْ َقوْمَ ش ِهدُواْ أَنّ الرّسُولَ حَ ّ ف َيهْدِي اللّ ُه قَوْما كَفَرُو ْا َبعْدَ إِيمَا ِنهِمْ وَ َ في قوله تعالى في سورة آل عمران (كَيْ َ
ب عَظِي ٌم { )}105وفي سورة غافر (قُلْ عذَا ٌ
ت َوأُوْلَـ ِئكَ َلهُ ْم َ ختََلفُو ْا مِن َب ْعدِ مَا جَاءهُمُ ا ْل َبّينَا ُ ن تَفَ ّرقُواْ وَا ْ
ل َتكُونُواْ كَاّلذِي َ ن { )}86و ( َو َ الظّاِلمِي َ
ب ا ْلعَاَلمِينَ {.)}66 ت أَنْ أُسْلِ َم لِرَ ّ
ت مِن ّربّي وَُأمِرْ ُ عُبدَ اّلذِينَ َتدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ َلمّا جَاءنِيَ ا ْل َبيّنَا ُ ِإنّي ُنهِيتُ أَنْ أَ ْ
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
سأَلُو ْا مُوسَى َأ ْكبَرَ مِن ذَِلكَ ( )153النساء) لو وقفنا عند هذه الية لرأينا أن هذه الية
سمَاء فَ َقدْ َ
ل عََل ْيهِ ْم ِكتَابًا مّنَ ال ّ
(يَسَْأُلكَ أَهْلُ ا ْل ِكتَابِ أَن ُتنَزّ َ
صدّرت بفعل مضارع (يسألك) بغية استحضار حالتهم في هذا السؤال حتى كأنك تعيش معهم وتراهم وأتى الفعل بصيغة المضارع (يسألك) ُ
سأَلُو ْا مُوسَى َأ ْكبَرَ مِن ذَِلكَ).
للدللة على تكرار السؤال وتجدده منهم المرة بعد الخرى بقصد التحدي والعجاز ولذلك قال تعالى بعدها (فَ َقدْ َ
آية (:)154
*مسا الفرق بيسن اسستعمال كلمسة الجبسل والطور فسي سسورة البقرة والنسساء والعراف؟(د.فاضسل
السامرائى)
ن { )}63وقال في سورة خذُو ْا مَا آ َت ْينَاكُم بِقُوّةٍ وَا ْذكُرُو ْا مَا فِيهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ خ ْذنَا مِيثَا َقكُمْ وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقكُ ُم الطّورَ ُ قال تعالى في سورة البقرة (وَِإذْ أَ َ
خذْنَا ِم ْنهُم مّيثَاقا غَلِيظا { )}154وقال في سبْتِ وََأ َل َتعْدُو ْا فِي ال ّ ب سُجّدا َوقُ ْلنَا َلهُ ْم َ النساء (وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقهُ ُم الطّورَ ِبمِيثَا ِقهِ ْم َوقُ ْلنَا َلهُ ُم ادْخُلُواْ ا ْلبَا َ
ن {.)}171 خذُو ْا مَا آ َت ْينَاكُم بِقُوّ ٍة وَاذْكُرُو ْا مَا فِيهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ
ظنّواْ َأنّهُ وَاقِ ٌع ِبهِمْ ُ جبَلَ فَ ْو َقهُ ْم كََأنّهُ ظُلّةٌ وَ َ سورة العراف (وَإِذ َنتَ ْقنَا الْ َ
أما من حيث التقديم والتأخير هو قائم على الهتمام الذي يقتضيه سياق اليات سواء كان ـفضل أو مفضول وإنما للهمية .في سورة البقرة
(ورفعنا فوقكم الطور) فوقكم أه ّم من الطور نفسه وكذلك في آية سورة النساء أما آية سورة العراف فالجبل أهم من فوقهم.
في آية سورة العراف وصف تعالى الجبل كأنه ظُلّة وذكر (وظنوا أنه واقع بهم) ومعنى واقع بهم أي أوقع بهم أو أهلكهم وهذا كله له علقة
بالجبل فالجبل في العراف أهمّ .ولم يذكر عن الطور شيئا آخر في سورة البقرة أو النساء.
آية البقرة والنساء يستمر الكلم بعد اليات على بني إسرائيل حوالي أربعين آية بعد الية التي جاء فيها ذكر الطور لذا قدّم فوقهم في النساء
وفوقهم في البقرة على الطور للهمية .أما في سورة العراف فبعد الية التي تحدث فيها عن الجبل انتهى الكلم عن بني إسرائيل ولم يذكر
أي شيء عنهم بعد هذه الية لذا قدّم الجبل.
والجبل هو إسم لما طال وعظُم من أوتاد الرض والجبل أكبر وأهم من الطور من حيث التكوين .أما النتق فهو أشد وأقوى من الرفع الذي
هو ضد الوضع .ومن الرفع أيضا الجذب والقتلع وحمل الشيء والتهديد للرمي به وفيه إخافة وتهديد كبيرين ولذلك ذكر الجبل في آية
سورة العراف لن الجبل أعظم ويحتاج للزعزعة والقتلع وعادة ما تُذكر الجبال في القرآن في موتقع التهويل والتعظيم ولذا جاء في قوله
ف تَرَانِي
ستَقَ ّر َمكَانَ ُه فَسَ ْو َ
جبَلِ َفإِنِ ا ْ ك قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْ َ ل رَبّ َأ ِرنِي أَنظُرْ إَِل ْي َ تعالى (وََلمّا جَاء مُوسَى ِلمِيقَا ِتنَا َوكَّلمَهُ َربّ ُه قَا َ
ل ا ْلمُ ْؤمِنِينَ { )}143ولم يقل الطور .إذن النتق ك ُتبْتُ إَِل ْيكَ َوَأنَاْ أَوّ ُسبْحَا َن َ ق قَالَ ُ صعِقا فََلمّا َأفَا َ
جعَلَ ُه َدكّا وَخَ ّر موسَى َ جبَلِ َ فََلمّا َتجَلّى َربّهُ لِ ْل َ
والجبل أشد تهديدا وتهويلً.
آية (:)155
* مسا اللمسسة البيانيسة فسي عدم ذكسر الجواب ومسا يترت ّسب على كونهسم نقضوا الميثاق فسي قوله
َ
قّس
ح ٍم اْلَنْبِيَا َء بِغَيْرِ َ
ت َالل ّسهِ وَقَتْلِهِس ُ م بِآَيَا ِس م َوكُفْرِهِس ْ ميثَاقَهُس ْ
م ِضهِس ْ
ما نَقْ ِ تعالى فسي سسورة النسساء (فَب ِس َ
ً ّ َ َ َ
ن إ ِل قَلِيل ( ))155بينمسسا جاء ذكسسر
َ
منُو َس م فَل يُؤْ ِ ُ
ه عَليْهَسا بِكفْرِهِس ْ ل طَب َسعَ َالل ُ
س ّ م قُلُوبُن َسا غُل ْس ٌ
ف بَ ْ وَقَوْلِهِس ْ
َ ّ ُ َ َ ّ ْ ُ
لسبِي ِ
ن َ م عَ ْ صدِّه ِ ْ م وَب ِ َ
ت له ُ ْ حل ْ تأ ِ م طي ِّبَا ٍ من َا عَليْه ِ ْحَّر ْن هَادُوا َن الذِي َ م َ الجواب في قوله (فَبِظل م ٍ ِ
َ
الل ّهِ كَثِيًرا ())160؟(د.فاضل السامرائى)
خلف بين المفسرين واللغويين وفي الية أكثر من تخريج عندهم: هذا فيه
ل من قبله (فبما نقضهم) من المحتمل أن قوله تعالى (فبظلم من الذين هادوا) بدل من (فبما نقضهم ميثاقهم) فالجار والمجرور بد ٌ ·
ضعِفُوا ِلمَنْ َآمَنَ ِم ْنهُمْ َأ َتعَْلمُونَ أَنّ ستُ ْ س َت ْكبَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ لِّلذِينَ ا ْ فذكر المتعلّق (حرّمنا عليهم) مثل قوله تعالى (قَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِينَ ا ْ
ل بِ ِه مُ ْؤ ِمنُونَ ( )75العراف) (لمن آمن) بدل من (للذين استضعفوا) ،وكذلك قوله تعالى ل مِنْ َربّهِ قَالُوا ِإنّا ِبمَا ُأرْسِ َ صَاِلحًا مُ ْرسَ ٌ
ن ( )33الزخرف) ظهَرُو َ ج عََل ْيهَا يَ ْ ن فَضّةٍ َو َمعَا ِر َ ن ِل ُبيُوتِهِ ْم سُ ُقفًا مِ ْ
حمَ ِ
ن َيكْفُ ُر بِالرّ ْجعَ ْلنَا ِلمَ ْ
حدَةً لَ َ
ن َيكُونَ النّاسُ ُأمّةً وَا ِ (وَلَ ْولَا أَ ْ
لبيوتهم سقفا بدل لقوله (لمن يكفر بالرحمن).
سيَةً
جعَ ْلنَا قُلُو َبهُ ْم قَا ِ
ض ِه ْم مِيثَا َقهُ ْم َل َعنّا ُهمْ وَ َ
الوجه الخر أن ذكر نقض الميثاق مذكور في آيات أخرى وذّكر فيها المتعلّق ( َف ِبمَا نَقْ ِ ·
ع ْنهُمْ وَاصْفَحْ إِنّ اللّهَ ف َ ل تَطّلِ ُع عَلَى خَا ِئنَ ٍة مِ ْنهُمْ إِلّا قَلِيلًا ِم ْنهُ ْم فَاعْ ُ ضعِهِ َونَسُوا حَظّا ِممّا ُذكّرُوا بِهِ وَلَا تَزَا ُ ن مَوَا ِح ّرفُونَ ا ْلكَلِ َم عَ ْ يُ َ
ن ( )13المائدة) فكأن الجواب في الية أُحيل إلى ما ذُكر في آيات أخرى. سنِي َحبّ ا ْلمُحْ ِ يُ ِ
الوجه الخر أنه يُحذف للتعظيم وهذا ورد كثيرا في القرآن كما حذف جواب القسم في أوائل سورة ق (ق وَالْقُ ْرآَنِ ا ْلمَجِيدِ (.))1 ·
ن نُ ْؤمِنَ ِبهَذَا ا ْلقُرْآَنِ َولَا بِاّلذِي َبيْنَ َي َديْهِ وََلوْ تَرَى ِإذِ ن كَفَرُوا لَ ْ جواب الشرط يُحذف في القرآن كثيراُ كما في قوله تعالى ( َوقَالَ اّلذِي َ
ن ()31 س َتكْبَرُوا َلوْلَا َأ ْنتُمْ َل ُكنّا مُ ْؤ ِمنِي َ
ض ِعفُوا لِّلذِينَ ا ْ
ستُ ْ
ل اّلذِينَ ا ْ ل يَقُو ُ
ض ُهمْ إِلَى َبعْضٍ ا ْلقَوْ َ
ع ْندَ َرّبهِ ْم يَ ْرجِ ُع بَعْ ُ
ن ِن مَ ْوقُوفُو َ
الظّاِلمُو َ
ض ِربُونَ وُجُو َههُمْ َوَأدْبَارَهُمْ َوذُوقُوا ت ( )1النشقاق) (وَلَ ْو تَرَى ِإذْ َيتَ َوفّى اّلذِينَ َكفَرُوا ا ْلمَلَا ِئكَةُ يَ ْ شقّ ْ سمَا ُء انْ َ سبأ) وقوله تعالى (ِإذَا ال ّ
ق ( )50النفال) وذلك حتى يذهب الذهن كل مذهب وهذا أمر عظيم فهناك من يستدعي العقوبات ولمّا قال تعالى عذَابَ ا ْلحَرِي َِ
لعنّاهم اللعن ليس قليلً ،فالمور التي ذكرها تعالى تستدعي من العقوبات وغضب ال تعالى ما يضيق عنه الكلم فكل العقوبات
في حق هؤلء قليلة.
ويمكن أن تحتمل جميع المعاني السابقة وهذا من باب التوسع في المعنى إل إني أميل للتعظيم وإن كان البدل وجها نحويا واردا.
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
طبَعَ اللّ ُه عََل ْيهَا ِبكُفْرِهِ ْم ( )155النساء) قف وتأمل آيات ال تعالى واجعل قلبك صندوقا يحوي آيات من القرآن ويعيها ف بَلْ َ
غلْ ٌ
( َوقَوِْل ِهمْ ُقلُو ُبنَا ُ
طبَعَ اللّ ُه عََل ْيهَا ِبكُفْرِ ِهمْ).
حتى ل يختم ال سبحانه وتعالى على قلوبنا ويجعلها مغلقة كما ختم على قلوب من كفروا فقال تعالى عنهم (بَلْ َ
والطبع هو إحكام الغلق بحيث ل ينمكن أمر من ولوج ذلك الشيء إل بعد إزالة ذلك الشيء المطبوع به وكذلك طبع القلب هو إحكام إغلقه
بحيث ل يدخل إليه خير ول يخرج منه خير ول معروف.
آية (:)156
صبت مريسسم؟(د.فاضسسل
ما ( )156النسسساء) لماذا ن ُ س ِ
م بُهْتَان ً سا عَظِي ً س م عَلَى َ
مْري َ س َ * (وَبِكُفْرِهِ س ْ
م وَقَوْلِهِ س ْ
السامرائى)
هي لم تنصب وإنما مجرورة لنها ممنوعة من الصرف للعالمية والتأنيث والممنوع من الصرف يجر بالفتحة ،أعلم الناث كلها ممنوعة من
الصرف وإن كان قسم من أعلم الناث يجوز فيها الوجهين إذا كان ثلثي ساكن الوسط عربي غير أعجمي والعجمي ممنوع من الصرف،
هذا بالنسبة لعلم الناث كلها ممنوعة من الصرف بين الوجوب والجواز .إذن مريم :إسم مجرور وعلمة جره الفتحة لنه ممنوع من
لمْرََأتِهِ َأ ْك ِرمِي َمثْوَاهُ ( )21يوسف) مصرَ مجرورة بالفتح لنها ممنوعة من الصرف.
ص َر ِ
شتَرَا ُه مِن مّ ْ
الصرف ومنها ( َوقَالَ اّلذِي ا ْ
آية (:)157
* مسسا اللمسسسة البيانيسسة فسسي ذكسسر عيسسسى مرة والمسسسيح مرة وابسسن مريسسم مرة فسسي القرآن
الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
لو عملنا مسحا في القرآن الكريم كله عن عيسى نجد أنه يُذكر على إحدى هذه الصيغ:
المسيح :ويدخل فيها المسيح ،المسيح عيسى ابن مريم ،المسيح ابن مريم (لقبه).
عيسى ويدخل فيها :عيسى ابن مريم وعيسى (إسمه).
ابن مريم (كُنيته).
حيث ورد المسيح في كل السور سواء وحده أو المسيح عيسى ابن مريم أو المسيح ابن مريم لم يكن في سياق ذكر الرسالة وإيتاء البيّنات
سمُهُ ا ْلمَسِيحُ ك بِكَِلمَ ٍة ِمنْهُ ا ْ أبدأً ولم ترد في التكليف وإنما تأتي في مقام الثناء أو تصحيح العقيدةِ( .إذْ قَالَتِ ا ْلمَلَا ِئكَةُ يَا مَ ْريَ ُم إِنّ اللّ َه ُيبَشّ ُر ِ
ن مَ ْريَمَ َوجِيهًا فِي ال ّد ْنيَا وَالَْآخِرَةِ َومِنَ ا ْل ُمقَ ّربِينَ ( )45آل عمران) ( َوقَوِْل ِهمْ ِإنّا َقتَ ْلنَا ا ْلمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَ ْر َيمَ رَسُولَ اللّهِ َومَا َقتَلُوهُ َومَا عِيسَى ابْ ُ
ن عِلْ ٍم إِلّا ا ّتبَاعَ الظّنّ َومَا َقتَلُو ُه يَقِينًا ( )157النساء) (لَ َقدْ َكفَرَ اّلذِينَ قَالُوا ك ِمنْهُ مَا َلهُ ْم بِهِ مِ ْ شّ ختَلَفُوا فِيهِ َلفِي َ شبّهَ َلهُمْ وَإِنّ اّلذِينَ ا ْ صََلبُوهُ وََلكِنْ ُ
سمَاوَاتِ جمِيعًا وَلِلّ ِه مُ ْلكُ ال ّ ح ابْنَ مَ ْر َيمَ وَُأمّهُ َومَنْ فِي الَْأرْضِ َ شيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ ُيهِْلكَ ا ْلمَسِي َ
ن َيمِْلكُ مِنَ اللّ ِه َ ح ابْنُ مَ ْريَ َم ُقلْ َفمَ ْن اللّ َه هُوَ ا ْلمَسِي ُ إِ ّ
ن مَ ْريَمَح ابْ َ ن دُونِ اللّهِ وَا ْلمَسِي َ حبَارَهُمْ َورُ ْهبَا َنهُمْ أَ ْربَابًا مِ ْ خذُوا أَ ْ ي ٍء قَدِي ٌر ( )17المائدة) (اتّ َ ل شَ ْ ق مَا يَشَاءُ وَاللّ ُه عَلَى كُ ّ وَالَْأرْضِ َومَا َب ْينَ ُهمَا يخْلُ ُ
ن ( )31التوبة). عمّا يُشْ ِركُو َ سبْحَانَ ُه َ حدًا لَا ِإلَهَ إِلّا هُ َو ُ
َومَا ُأمِرُوا إِلّا ِل َي ْعبُدُوا إَِلهًا وَا ِ
ب ا ْبنُ ضرِ َ ت قَرَارٍ َو َمعِينٍ ( )50المؤمنون) (وََلمّا ُ ن مَ ْريَمَ وَُأمّهُ َآيَةً وَآَ َو ْينَا ُهمَا ِإلَى َربْوَ ٍة ذَا ِ جعَ ْلنَا ابْ َ
وكذلك ابن مريم لم تأتي مطلقا بالتكليف (وَ َ
ن ( )57الزخرف). صدّو َ
ك ِمنْهُ يَ ِ مَ ْريَ َم َمثَلًا ِإذَا قَ ْو ُم َ
ن َيدَيْ ِه مِنَصدّقًا ِلمَا َبيْ َ
علَى َآثَارِهِ ْم ِبعِيسَى ابْنِ مَ ْريَ َم ُم َ أما عيسى في كل أشكالها فهذا لفظ عام يأتي للتكليف والنداء والثناء فهو عام ( َو َق ّف ْينَا َ
ن مَ ْريَ َم قَوْلَ ن ( )46المائدة) (ذَِلكَ عيسَى ابْ ُ ن َيدَيْ ِه مِنَ التّوْرَاةِ وَ ُهدًى َومَوْعِظَةً لِ ْل ُمتّقِي َ صدّقًا ِلمَا َبيْ َل فِيهِ ُهدًى َونُورٌ َو ُم َ التّوْرَاةِ وََآ َت ْينَاهُ ا ْلِإنْجِي َ
ج ْئُتكُمْ
ل َقدْ ِ ت قَا َن ( )34مريم) ول نجد في القرآن كله آتيناه البينات إل مع لفظ (عيسى) (وََلمّا جَا َء عِيسَى بِا ْل َبيّنَا ِ الْحَقّ اّلذِي فِي ِه َيمْتَرُو َ
ن ( )63الزخرف) ولم يأت أبدا مع ابن مريم ول المسيح .إذن فالتكليف يأتي ن فِيهِ فَاتّقُوا اللّهَ وَأَطِيعُو ِ ختَِلفُو َ
ح ْكمَةِ وَلُِأ َبيّنَ َلكُ ْم َبعْضَ اّلذِي تَ ْ بِالْ ِ
سمَا ِء قَالَ ل عََل ْينَا مَا ِئدَةً مِنَ ال ّ ن ُينَزّ َ
ستَطِيعُ َرّبكَ أَ ْ ل يَ ْ ن مَ ْريَ َم هَ ْ ن يَا عِيسَى ابْ َ بلفظ عيسى أو الثناء أيضا وكلمة عيسى عامة (إِ ْذ قَالَ الْحَوَا ِريّو َ
ن ُك ْنتُ ْم مُ ْؤمِنِينَ ( )112المائدة) فالمسيح ليس اسما ولكنه لقب وعيسى اسم أي يسوع وابن مريم كنيته واللقب في العربية يأتي اتّقُوا اللّهَ إِ ْ
للمدح أو الذم والمسيح معناها المبارك .والتكليف جاء باسمه (عيسى) وليس بلقبه ول كُنيته.
آية (:)162
* لماذا جاءت (والمقيمين الصلة) منصوبة مع أنها معطوفة على مرفوع في آية سورة النساء
ن قَبْل ِ س َ
ك م ْس
ل ِما أُنْزِ َ
ك وَ س َ ما أُنْزِ َ
ل إِلَي ْ س َ ن ب ِس َ
منُو َ سن يُؤ ْ ِ مؤْ ِ
منُو َ س م َوال ْ ُ ن فِ سي الْعِل ْ سم ِ ِ
منْهُ س ْ خو َ ن الَّرا ِ س
س ُ َ
(لك ِ س ِ
َ ُ
خرِ أولَئ ِ َ َ َ
ما (
جًرا عَظِي ً مأ ْ سنُؤْتِيهِ ْ
ك َ ن بِالل ّهِ وَالْيَو ْم ِ اْل ِمنُو َمؤْ ِ ن الَّزكَاةَ َوال ْ ُ مؤْتُو َ صَلةَ وَال ْ ُ
ن ال َّ مي َ قي ِ وَال ْ ُ
م ِ
))162؟(د.حسام النعيمى)
عنْهُ وََأكِْلهِمْ
خذِهِمُ ال ّربَا َو َقدْ ُنهُوا َ سبِيلِ اللّ ِه َكثِيرًا ( )160وَأَ ْ صدّهِ ْم عَنْ َ ت َلهُمْ َوبِ َ طّيبَاتٍ ُأحِلّ ْ قال تعالى ( َفبِظُلْ ٍم مِنَ اّلذِينَ هَادُوا حَ ّر ْمنَا عََل ْيهِمْ َ
ن ِمنْهُمْ) للكافرين من بني عذَابًا أَلِيمًا ( ))161الكلم هنا على بني إسرائيل ( ،وَأَ ْ
ع َتدْنَا لِ ْلكَافِرِي َ عتَ ْدنَا لِ ْلكَا ِفرِينَ ِم ْنهُ ْم َ
ل وَأَ ْ
َأمْوَالَ النّاسِ بِا ْلبَاطِ ِ
ن فِي ا ْلعِلْ ِم ِم ْنهُمْ) أي من بني إسرائيل و (وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ) من المهاجرين والنصار .إذن عندنا الراسخون في العلم من إسرائيلَ( ،لكِنِ الرّاسِخُو َ
اليهود الذين إطلعوا على صفات الرسول مما عندهم في التوراة ويستفتحون على الذين كفروا أنه سيأتي النبي الخاتم والمؤمنون من
ن َقبِْلكَ) ثم قال (وَا ْلمُقِيمِينَ الصّلَاةَ) العربي يقول المقيمون ل مِ ْ ن ِبمَا ُأنْزِلَ إَِل ْيكَ َومَا ُأنْزِ َ المهاجرين والنصار يؤمنون بما أنزل إليك (يُ ْؤمِنُو َ
الصلة لنه يعطف على مرفوع ثم عاد مرة أخرى وقال (وَا ْلمُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ) رجع فعطف بالرفع معناه هو ل يجهل فكرة الرفع .لما نأتي إلى
كتاب سيبويه الذي هو أقدم كتاب في النحو العربي وصل إلينا "الكتاب" يعقد بابا للغة العرب لنه ل يتكلم عن لغة القرآن لنه كان يقعّد للغة
العرب وليس القرآن لكن يستفيد من اليات والحاديث على قلتها ومن الشعر على غزارته وكثرته في تثبيت القواعد يعقد بابا بعنوان باب
ن ِبمَا ُأنْزِلَ إَِل ْيكَ
ن فِي ا ْلعِلْ ِم ِم ْنهُمْ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ يُ ْؤ ِمنُو َما ينتصب على التعظيم (يأتي منصوبا) إرادة التعظيم ويستشهد بذلك بالية (َلكِنِ الرّاسِخُو َ
جرًا عَظِيمًا) بمعنى أنه لما قال سنُ ْؤتِيهِمْ أَ ْ
ن بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الَْآخِرِ أُوَل ِئكَ َ
ك وَا ْلمُقِيمِينَ الصّلَاةَ وَا ْلمُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ ل مِنْ َقبِْل َ
َومَا ُأنْزِ َ
(والمقيمين الصلة) كان يريد تميزهم وتميز إقامة الصلة كأنه قال :أذكر بخير وأثنى على وأمدح المقيمين الصلة .أمدح المقيمين الصلة
(منصوب على المدح) أو أعظّم المقيمين الصلة والصلة كما هو معلوم في السلم هي عمود الدين ولذلك لها منزلة خاصة عندما ذكرت
هاهنا مع المهاجرين والنصار ومع الراسخين في العلم من اليهود والذين آمنوا بمحمد ذكرت أولً الصلة برفعة وسمو لننا نعلم أنه أول
ما يحاسب عنه الناس يوم القيامة الصلة لنه في الماضي لم يكن أحد يترك الصلة وترك الصلة بدعة حديثة أن بعض الناس ل يصلي.
هل كان يناسب الرفع هنا لن الرفع عمدة العراب؟ هي ليست مسألة العمدة ولكنها حينما خالف بها (ينصب في موضع رفع) يكون إما
للتعظيم وأحيانا يكون للشتم مثل (وامرأته حمالةَ الحطب) ما قال (حمالةُ الحطب) مع أن هناك قراءة (حمالةُ) معناها أذم حمالةَ الحطب .هنا
جاء بكلمة (والمقيمين) لظهار عظمة الصلة .ورجع للرفع مرة أخرى (والمؤتون الزكاة) هذا يجري على سنن العربية توجيه على التعظيم
والمدح .والجملة كلها (والمقيمين الصلة) معطوفة من قبيل عطف الجمل وليس من قبيل عطف المفردات.
* وفى إجابة أخرى للدكتور فاضل السامرائى:
هذا يسمونه القطع على المدح وقد يكون القطع للذمّ أيضا .هذا المنصوب يصير مفعولً به لفعل محذوف تقديره أخصّ أو أمدح بحسب
ن فِي ا ْلعِلْمِ
السياق وعندنا نصب على الشتم (وامرأته حمالةَ الحطب) .فالية الكريمة (والمقيمين الصلة) لو قرأت الية (لّـكِنِ الرّاسِخُو َ
ن بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الخِرِ) العلى هم ل مِن َقبِْلكَ وَا ْلمُقِيمِينَ الصّلَةَ وَا ْلمُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ ن ِبمَا أُنزِلَ إِلَيكَ َومَا أُنزِ َ ِم ْنهُمْ) هذا مبتدأ (يُؤْ ِمنُو َ
المقيمين الصلة ،أي أخصّ وأمدح المقيمين الصلة .والمؤتون الزكاة معطوفة على ما قبلها .المقيمين الصلة تشمل كل المسلمين حتى لو
كان مريضا ،الصلة مستمرة في كل الوقات خمس أوقات في اليوم والليلة أما الزكاة فل تشمل جميع المسلمين لنه قد يكون هناك من ل
يملك النصاب فل شك أن المقيمين الصلة أعلى .الواو هنا (والمقيمين الصلة) واو العطف لكن تقديره وأخص المقيمين الصلة .كذلك في
ن آمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِرِ وَا ْلمَل ِئكَةِ وَا ْل ِكتَابِ وَال ّنبِيّينَ وَآتَى ب وَلَـكِنّ ا ْلبِ ّر مَ ْ
شرِقِ وَا ْل َمغْرِ ِ
قوله تعالى (ّليْسَ ا ْلبِرّ أَن تُوَلّواْ ُوجُو َهكُ ْم ِقبَلَ ا ْلمَ ْ
ن ِب َعهْدِهِمْ ِإذَا عَا َهدُواْ
سبِيلِ وَالسّآئِلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ وََأقَامَ الصّلةَ وَآتَى ال ّزكَاةَ وَا ْلمُوفُو َ حبّهِ ذَوِي الْ ُق ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْل َمسَاكِينَ وَابْنَ ال ّل عَلَى ُ
ا ْلمَا َ
ن ( )177البقرة) الموفون بعهدهم إذا عاهدوا ص َدقُوا وَأُولَـ ِئكَ ُهمُ ا ْل ُمتّقُو َوَالصّابِرِينَ فِي ا ْلبَأْسَاء والضّرّاء َوحِينَ ا ْل َبأْسِ أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ َ
والصابرين في البأساء والضراء رفع ونصب .وهي موجودة في شعر العرب وتسمى القطع في الصفات وفي العطف:
سمّ العداة وآفة الجُزر ُ ل يبعدن قومي الذين هُمُ
والطيبون معاقل الُزر النازلين بكل معترك
قومي فاعل وسم العداة مبتدأ وخبر ،النازلين نصب والطيبون رفع .لو رفعتها أو نصبتها يستوي أما في الدللة فهي لثارة الهتمام والصفة
المقطوعة ينبغي أن يُنتبه إليها .ال سبحانه وتعالى يريد أن يركز على المقيمين الصلة في هذه الية ،ذكر أمرين المقيمين الصلة والمؤتون
الزكاة .
م ْ ْس ن الَّرا ِ َّس
ن فِسي العِل ِ خو َ سس ُ آيسة سسورة النسساء بعسد (لكسن) (ل سك ِ ِ *لماذا رفعست كلمسة الراسسخون فسي
سو ُ
ل ن الَّر ُس َس ل إِلَي ْس َ
ما أنَز َ َ ه يَ ْ م (( ))162ل َّسسك ِن الل ّس
ك ( ))166وفسي آيسة سسورة التوبسة (ل سك ِ ِ َ َ ِس شهَد ُ ب ُ ِ من ْ َهُس ْ
ِ
ن ( )38مريسسم)؟(د.فاضسسل ي ُ
مب ل َ
ل ض ي ف م و يْ ال ن
ِ ُ َسس َ ْسس َ ِسس مو ل ا ّ الظ ن ك َ (ل و )) 88 ( ه ع م ْ واوَ ِ َسس َ ُ
منآ ن ي ذ ّ ال
َ ٍ ّ ِ ٍسس ِسس ِ َ َسس ُ
السامرائى )
(لكنّ) هي التي تنصب وهذه (لكن) وليست لكنّ( .لكنّ) تنصب و (لكن) تهمل وجوبا فيكون ما بعدها مرفوعا.
من قَبْل ِس َ
ك ل ِس ما أُنزِ َ
ك وَس َ ما أُنزِ َ
ل إِلَي َس ن ب ِس َ
منُو َسن يُؤ ْ ِ مؤْ ِ
منُو َس م وَال ْ ُ ن فِسي الْعِل ْسم ِ ِ
منْهُس ْ خو َس ُ ن الَّرا ِس َّس
*(ل سك ِ ِ
خر ( )162النسساء) وقفسة نحويسة: نس بِالل ّسهِ وَالْيَوْسم ِ ال ِ ِ مؤْ ِ
منُو َ ن الَّزكَاةَ َوال ْ ُ صلَةَ وَال ْ ُ
مؤْتُو َس مي نَس ال َّسمقِي ِوَال ْ ُ
لعله يسترعي النتباه قوله تعالى (والمقيمين الصلة) حيث وقعت كلمة المقيمين منصوبة بالياء
صبت وحقّسها وفسي الظاهسر هسي معطوفسة على إسسم مرفوع وهسو قوله تعالى (والراسسخون) فلم ن ُس ِ
أن تُرفع؟(ورتل القرآن ترتيلً)
هذه طريقة العرب في عطف السماء الدالة على صفات محامد على أمثالها فينصبون السم لتخصيصه من بين المعطوفات بالمدح .فنقول
مثلً :جاء القائد المظفّرا لتلفت نظر القارئ والسامع ولتبيّن له سمة خاصة في هذا القائد فتقدّر فعلً محذوفا أي أمدح المظفرا .وكذلك الية
الكريمة أي يمدح المصلين لما للمصلين من فضل وعلو شأن عند ال تعالى.
آية (:)163
*مسا سسبب اسستخدام كلمسة أوحينسا مسع الرسسول ونوح وابراهيسم وغيرهسم مسن أنسبياء وإفراد آتينسا
لداوود في سورة النساء؟(د.فاضل السامرائى)
سبَا ِ
ط لْ سحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَا َ سمَاعِيلَ وَإِ ْ
حيْنَا إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَِإ ْ
ح ْينَا إِلَى نُوحٍ وَال ّن ِبيّينَ مِن بَ ْعدِ ِه وَأَ ْو َ ك َكمَا أَوْ َ ح ْينَا إَِل ْي َ
قال تعالى في سورة النساء (ِإنّا أَوْ َ
صهُ ْم عََل ْيكَ َوكَلّمَ اللّهُ ص ْ صنَا ُه ْم عََل ْيكَ مِن َقبْلُ وَرُسُلً لّ ْم نَقْ ُل َق ْد قَصَ ْ ن وَآ َت ْينَا دَاوُودَ َزبُورا { }163وَرُسُ ً وَعِيسَى وََأيّوبَ َويُونُسَ وَهَارُونَ َوسَُل ْيمَا َ
سأَلُو ْا مُوسَى َأ ْكبَرَ مِن ذَِلكَ َفقَالُواْ أَ ِرنَا سمَا ِء فَ َقدْ َ
ل عََل ْيهِ ْم ِكتَابا مّنَ ال ّ مُوسَى َتكْلِيما { .)}164إذا قرأنا الية وما قبلها (يَسَْأُلكَ أَهْلُ ا ْل ِكتَابِ أَن ُتنَزّ َ
ت َف َعفَ ْونَا عَن ذَِلكَ وَآ َت ْينَا مُوسَى سُلْطَانا ّمبِينا { )}153نجد أن جلَ مِن َبعْ ِد مَا جَاء ْتهُ ُم ا ْلبَ ّينَا ُ خذُواْ ا ْلعِ ْخ َذتْهُ ُم الصّاعِقَ ُة بِظُ ْل ِمهِ ْم ثُ ّم اتّ َ
جهْرَ ًة َفأَ َ
اللّهِ َ
ال تعالى يخاطب هؤلء ويذكر سيئاتهم والية 163جاءت بعد الية 153لن هؤلء قالوا أنهم حتى يؤمنوا بالرسول ينبغي أن يُنزّل عليهم
ك َكمَاح ْينَا إَِل ْي َ
كتابا من السماء فيقوله تعالى (فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) ثم يأتي الرد من ال تعالى تعقيبا على ما سأله هؤلء (ِإنّا أَوْ َ
ن وَآ َت ْينَا ط وَعِيسَى وََأيّوبَ َويُونُسَ وَهَارُونَ َوسَُل ْيمَا َ سبَا ِسمَاعِيلَ َوإِسْحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَالَ ْ ح ْينَا إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَإِ ْ ح ْينَا إِلَى نُوحٍ وَال ّنبِيّينَ مِن َبعْدِ ِه َوأَوْ َ َأوْ َ
دَاوُودَ َزبُورا { )}163فذكر تعالى جملة أشياء أنه أوحى إلى مجموعة من النبياء وهم يؤمنون بهم مع أنهم لم يأتوهم بما طلبوا فهم آمنوا
بنوح وابراهيم واسماعيل ويقوب واسحق ويونس وغيرهم من النبياء ،فيقول تعالى أنه كما أوحى إلى هؤلء النبياء أوحى إلى الرسول
فإذا كانوا هم يؤمنون بأولئك بدون كتاب فإذن الوحي يجب أن يكون كافيا .هذا أمر والمر الخر (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح )
ص الزبور؟ لن الزبور سواء كان معهم كتب او لم يكن معهم ،وكما آتينا داوود زبورا بمعنى آتيناك كتابا كما آتينا داوود زبورا فلماذا خ ّ
نزل منجّما أي بالتقسيط كما أُنزل القرآن على الرسول .ويخاطب تعالى الكافرين بقوله أنتم تؤمنون بداوود وقد نزل عليه الزبور منجما
وقد أتيناك كتابا كما آتينا داوود ،وتؤمنون بالنبياء الذين أوحينا إليهم وقد أوحينا إليك كما أوحينا إلى باقي النبياء .وكما أرسلنا رسلً أرسلنا
صهُ ْم عََل ْيكَ) وفي آخر الية يقول تعالى ( َوكَلّ َم اللّ ُه مُوسَى َتكْلِيما) فهو إذن ك مِن َقبْلُ َورُسُلً لّ ْم نَ ْقصُ ْ صنَاهُ ْم عََل ْي َ ص ْ ل َقدْ قَ َ
محمدا أيضا (وَ ُرسُ ً
وحي وإيتاء .وال تعالى كلّم موسى في موضعين الول في الوادي المقدس (إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى) سورة النازعات وعلى
جبل الطور (ولمّا جاء موسى لميقاتنا قال رب أرني أنظر إليك) سورة العراف وليس هناك أعلى من ذلك أما محمد فقد صعد إلى سدرة
المنتهى ،وأعلى مكان كلّم ال تعالى موسى عليه هو الطور .وأوحى تعالى إلة رسوله كما أوحى لباقي النبياء وآتاه مثل ما آتى داوود
ورفعه إلى مكان أعلى مما رفع عليه موسى فإذن كل الشياء التي ينبغي اليمان بها أعطاها تعالى للرسول فسقطت حجة الكافرين إذن.
* لماذا ل يُذكر سيدنا اسماعيل مع ابراهيم واسحق ويعقوب في القرآن؟(د.فاضل السامرائى)
أولً هذا السؤال ليس دقيقا لنه توجد في القرآن مواطن ذُكر فيها ابراهيم واسماعيل ولم يُذكر اسحق وهناك 6مواطن ذُكر فيها ابراهيم
حيْنَا إِلَى نُوحٍ وَال ّنبِيّينَ واسماعيل واسحق وهي )140()136()133(:البقرة )84( ،آل عمران )39( ،ابراهيمِ(،إنّا أَوْ َ
ح ْينَا ِإَل ْيكَ َكمَا أَ ْو َ
سبَاطِ وَعِيسَى وََأيّوبَ َويُونُسَ وَهَارُونَ َوسَُل ْيمَانَ وََآ َتيْنَا دَاوُودَ َزبُورًا ( سمَاعِيلَ وَِإسْحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَالَْأ ْ ح ْينَا إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَإِ ْ
ن َبعْدِهِ وَأَ ْو َ مِ ْ
)163النساء.
سحَاقَ ن دُونِ اللّهِ وَ َه ْبنَا لَهُ إِ ْ عتَزََلهُمْ َومَا يَ ْعُبدُونَ مِ ْ
وكل موطن ذُكر فيه اسحق ذُكر فيه اسماعيل بعده بقليل أو معه مثل قوله تعالى (فََلمّا ا ْ
عدِ َوكَانَ َرسُولًا َن ِبيّا ( ))54مريم) إل في موطن واحد في ن صَادِقَ الْوَ ْ سمَاعِيلَ ِإنّهُ كَا َ جعَ ْلنَا َنبِيّا ( )49و(وَاذْكُ ْر فِي ا ْل ِكتَابِ إِ ْ َو َيعْقُوبَ َوكُلّا َ
جعَ ْلنَا فِي ذُ ّريّتِهِ الّنبُوّةَ وَا ْل ِكتَابَ وََآ َتيْنَا ُه أَجْرَ ُه فِي ال ّدنْيَا َوِإنّهُ فِي الَْآخِرَةِ َلمِنَ الصّاِلحِينَ (.))27 سحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَ َ سورة العنكبوت (وَوَ َه ْبنَا لَهُ إِ ْ
ج َتبِيكَ َرّبكَ َو ُيعَّل ُمكَ مِنْ وفي قصة يوسف ل يصح أن يُذكر فيها اسماعيل لن يوسف من ذرية اسحق وليس من ذرية اسماعيل ( َو َكذَِلكَ يَ ْ
ت مِلّةَ َآبَائِيحكِي ٌم (( ))6وَا ّت َبعْ ُ ك عَلِيمٌ َ ك مِنْ َقبْلُ ِإبْرَاهِيمَ َوإِسْحَاقَ إِنّ َرّب َ ب َكمَا َأ َت ّمهَا عَلَى َأبَ َو ْي َل َيعْقُو َ تَ ْأوِيلِ الَْأحَادِيثِ َو ُيتِمّ ِن ْع َمتَهُ عََل ْيكَ وَعَلَى َآ ِ
ن (. ))38 شكُرُو َ س لَا يَ ْ ن فَضْلِ اللّ ِه عََليْنَا وَعَلَى النّاسِ وََلكِنّ َأ ْكثَ َر النّا ِ ي ٍء ذَِلكَ مِ ْش ِركَ بِاللّ ِه مِنْ شَ ْ ب مَا كَانَ َلنَا أَنْ نُ ْ سحَاقَ َو َيعْقُو َ ِإبْرَاهِيمَ وَإِ ْ
ن مَقَامِ ِإبْرَاهِيمَ خذُوا مِ ْ ت َمثَابَةً لِلنّاسِ وََأ ْمنًا وَاتّ ِ
جعَ ْلنَا ا ْل َبيْ َ
وقد ذُكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحق في سورة البقرة (وَِإذْ َ
ع َد مِنَ ا ْل َبيْتِ طهّرَا َب ْيتِيَ لِلطّائِفِينَ وَا ْلعَاكِفِينَ وَال ّركّعِ السّجُودِ (( )125وَِإ ْذ يَ ْرفَعُ ِإبْرَاهِيمُ ا ْلقَوَا ِ سمَاعِيلَ أَنْ َ ع ِهدْنَا ِإلَى ِإبْرَاهِيمَ َوإِ ْ صلّى وَ َ مُ َ
سمِيعُ ا ْلعَلِي ُم ( )))127لن اسحق ليس له علقة بهذه القصة وهي رفع القواعد من البيت أصلً. ل ِمنّا ِإّنكَ َأنْتَ ال ّ سمَاعِيلُ َرّبنَا تَ َقبّ ْ َوإِ ْ
آية (:)164
َ
سى تَكْلِي ًس
ما ( )164النسساء) لو قرأنسا قوله تعالى (وكلم الله موسسى) لفهمنسا أن مو َس م الل ّس ُ
ه ُ *(وَكَل ّس َ
م ذكر تعالى المصدر تكليماً؟(ورتل القرآن ترتيلً)
الله تعالى قد وقع منه الكلم لموسى فل ِ َ
بحيث ل يحتمل أن ال فلما أتى المصدر تكليما أكّد تكليم ال تعالى لموسى ذكره لن المعنى يحتمل التكليم المباشر أو عبر جبريل
تعالى أرسل إليه جبريل بالكلم.
آية (:)166
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ك ( )166النساء) في الية إستدراك وإعلء لمنزلة النبي فانظر إلى مقام النبي وشرفه فال تعالى يخاطبه
شهَ ُد ِبمَا أَنزَلَ إَِل ْي َ
(لّـكِنِ اللّ ُه يَ ْ
لئن لم يشهد أهل الكتاب على صدق نبوتك فال قد شهَد بذلك وشهادة ال تعالى خير من شهادتهم ومن أعظم من ال شاهدا؟
آية (:)167
ُ َ َ
ضل ّوا ْ َ
ضلَل ً بَعِيدًا ( )167النسساء) وصسف الله تعالى ل الل ّسهِ قَد ْ َ صدُّوا ْ عَسن َس
سبِي ِ ن ال ّذِي نَس كَفَُروا ْ وَس َ
*(إ ِس ّ
م لم يصفه بالكبير؟(ورتل القرآن ترتيلً) الضلل بالبعيد فما صلة البُعد بالضلل؟ ول ِ َ
إن المرء يسير في طريق الضلل ليقطع أشواطا وأشواطا في هذا الطريق وكلما سار في ركابه غاص في أعماقه وابتعد حتى يغدو في قعر
الضلل وأعماقه ويبتعد في قعره وفي هذا بيان عن شدة ضللهم بحيث ل يُدرَك.
آية (:)168
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
جهَنّ َم خَاِلدِينَ فِيهَا َأ َبدًا ( )169النساء) في الية (ِإلّ طرِيقا (ِ )168إلّ طَرِي َ
ق َ (إِنّ اّلذِينَ َكفَرُواْ َوظََلمُواْ لَ ْم َيكُنِ اللّهُ ِل َيغْفِرَ َل ُهمْ َولَ ِل َي ْه ِديَهُمْ َ
ج َهنّمَ) هذا الستثناء فيه تأكيد الشيء بما يشبه ضدّه فمثلً تقول ل خير في الظالم إل إستغلل المظلوم .فعندما أتينا بـ (إلّ) وما طرِيقَ َ َ
ج َهنّمَ) فالكلم
بعدها يشعر المستمع وكأننا نريد أن نستدرك ونمدح الظالم بشيء ولكن الكلم يتابع تأكيد ذمّه .كذلك قوله تعالى (ِإلّ طَرِيقَ َ
ي لن الهدى طرِيقا) والقحام لهم في طريق جهنم ليس بهد ٍ هنا مسوقٌ للنذار وفيه تهكّم لنه استثنى من الطريق في قوله تعالى ( َولَ ِل َي ْه ِديَهُمْ َ
هو إرشاد الضالّ إلى المكان المحبوب وأنّى لطريق جهنم أن يكون محبوبا!
آية (:)171
َ َ * قال تعالى في سورة النساء (ي َا أَهْ َ
م وََل تَقُولُوا عَلَى الل ّهِ إ ِ ّل ال ْ َ
حق َّ) ب َل تَغْلُوا ف ِي دِينِك ُ ْ ل الْكِتَا ِ
قّسسس) فمسسسا وجسسسه الختلف ح ِم غَيَْر ال ْ َ ب َل تَغْلُوا فِسسسي دِينِك ُسسس ْ ل ي َسسسا أَهْ َ
ل الْكِتَا ِسسس وفسسسي المائدة (قُ ْ
بينهما؟(د.حسام النعيمى)
ل ا ْل ِكتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِي ِنكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللّهِ
الغلو معناه الفراط ومجاوزة الحدّ .من غل يغلو في دينه وهي غير غل يغلي غليانا( .يَا أَهْ َ
ِإلّا ا ْلحَقّ) ما هو هذا الحق؟ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول ال وكلمته ألقاها إلى مريم ،هذه الية الولى في سورة النساء.
غيْرَ ا ْلحَقّ) آية النساء تفسّر آية المائدة .ما هو الحق الذي يريده؟ الحق ل يَا أَهْلَ ا ْل ِكتَابِ لَا َتغْلُوا فِي دِينِكُ ْم َ
والية الخرى في سورة المائدة (قُ ْ
أن ال سبحانه وتعالى ل شريك له وأن عيسى رسول ال وليس كما يقولون.
ه أَلْقَاهَا إِلَى ل اللّهِ وَكَل ِ َ
مت ُ ُ سو ُ
م َر ُ
مْري َ َ
ن َ
سى اب ْ ُ
عي َ
ح ِ
سي ُ ما ال ْ َ
م ِ * في ولدة المسيح يقول تعالى (إِن َّ َ
ه ()171فهل هو كلمة أو روح؟ وهل بعث الله تعالى جبريل إلى مريم أو نفخ في من ْ ُ
ح ِّ
م َوُرو ٌ
مْري َ َ
َ
مريم العذراء مباشرة؟(د.حسام السامرائى)
حنَا َف َت َمثّلَ َلهَا بَشَرًا سَ ِويّا ( )17قَالَتْ ِإنّي أَعُوذُ بِالرّ ْ
ح َم ِ
ن ن دُو ِنهِمْ حِجَابًا فََأرْسَ ْلنَا ِإَليْهَا رُو َ خذَتْ مِ ْ ربنا سبحانه وتعالى وضح هذا المر فقال (فَاتّ َ
ت تَ ِقيّا ( )18قَالَ ِإّنمَا َأنَا رَسُولُ َرّبكِ لِأَ َهبَ َلكِ غُلَامًا َز ِكيّا ( )19مريم) روحا هنا يعني جبريل ،سماه تعالى الروح المين إسمه ِم ْنكَ إِنْ ُكنْ َ
ح الَْأمِينُ ()193 ك بِِإذْنِ اللّ ِه ( )97البقرة) وذكر وصفه الروح المين (نَ َزلَ بِهِ الرّو ُ ل فَِإنّ ُه نَزّلَ ُه عَلَى قَ ْل ِب َ
جبْرِي َ
ن عَدُوّا لّ ِ ل مَن كَا َ
العلم جبريل (قُ ْ
جبْرِيلَ َومِيكَالَ ( )98البقرة) عدُوّا لّلّهِ َومَل ِئ َكتِهِ َورُسُلِهِ َو ِ ن ( )195الشعراء) (مَن كَانَ َ ي ُمبِي ٍ ن مِنَ ا ْل ُمنْذِرِينَ ( )194بِلِسَانٍ َ
ع َربِ ّ عَلَى قَ ْل ِبكَ ِل َتكُو َ
ن َف َيكُونُ ()82ن يَقُولَ لَ ُه كُ ْ
ش ْيئًا أَ ْ
الروح المين هو جبريل( .كلمة من ال) كلمة كن فيكون كما قال في آدم كن فيكون (ِإنّمَا َأمْرُهُ ِإذَا أَرَادَ َ
ن ( )59آل عمران) ل تعارض بين اليتين. ب ثِ ّم قَالَ لَ ُه كُن َفيَكُو ُ ن َمثَلَ عِيسَى عِندَ اللّ ِه َك َمثَلِ آدَ َم خَلَقَ ُه مِن تُرَا ٍ يس) (إِ ّ
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
ل َتغْلُواْ فِي دِي ِنكُ ْم ( )171النساء) الغلو مأخوذ من غلوة السهم وهي منتهى اندفاعه واستُعير للزيادة على المطلوب من
ب َ
ل ا ْل ِكتَا ِ
(يَا أَهْ َ
المعقول .فالغلو في الدين تجاوز الحد المألوف بحيث يُظهِر المتدين ما يفوق حدود الدين فالنصارى طولبوا باتّباع المسيح فتجاوزوا فيه الحد
إلى دعوى ألوهييته أو كونه ابن ال.
آية (:)172
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
عبْدا لّلّ ِه ( )172النساء) الستنكاف التكبّر والمتناع بَأنَفة فهو أشد من الستكبار .و ُنكّرت كلمة (عبد) ولم
ن َ
ستَنكِفَ ا ْلمَسِيحُ أَن َيكُو َ
(لّن يَ ْ
تضف إلى ال أي لم يقل عبد ال لن التنكير أظهر للعبودية أي عبدا من جملة العبيد ولو قال عبد ال بالضافة لوهمت الضافة أنه عبد ال
الخصيص ل وحده.
آية (:)173
*(ورتل القرآن ترتيلً) :
جدُونَ َلهُم مّن دُونِ اللّهِ وَِليّا َولَ نَصِيرًا ( )173النساء) تيئيسا لهم فقد عُرِف عند العرب وغيرهم من أمم ذلك العصر العتماد عند
ل يَ ِ
( َو َ
الضيق على الولياء والنصراء ليكفّوا عنهم المصائب.
آية (:)175
َ َس َ َ
ه ( )175النسساء) الدخول فسي من ْس ُ
مةٍ ِّ
ح َ خلُهُ ْ
م فِسي َر ْ موا ْ ب ِسهِ فَس َ
سيُد ْ ِ منُوا ْ بِالل ّسهِ َواعْت َس َ
ص ُ ما ال ّذِي َس
نآ َ *(فأ ّ
م قال فسسيدخلهم فسي خل؟ ول ِس َالشيسء يتطلب مكانا يمكنسك مسن ولوجسه فهسل الرحمسة مكان يُد َس ً
رحمته ولم يقل سيمنحهم رحمته؟(ورتل القرآن ترتيلً)
هذا غاية الرضى والرحمة أل ترى كيف صوّر ال تعالى الرحمة على هيئة جرم ومكان يحوط أهله ويغمرهم ويعمهم بالرحمة حتى يشمل
كل جزء منهم.
آية (:)176انظر آية ()127
ُ * آخسسر سسسورة النسسساء (يبي ن الل ّ سه لَك ُس َ
ضل ّوا ْ ( ))176قسسد يُفهسسم أنسسه مسسن باب الضللة أو أن
م أن ت َ ِ
ْ ُ ُ َ ّ ِس ُ
المقصود هنا أن ل تضلوا؟(د.فاضل السامرائى)
النحاة البصريون والكوفيون يقدروها تقديرين لكن المعنى العام واحد .إما كراهة أن تضلوا أو الكوفيين يقولون لئل تضلوا وسيكون المؤدّى
ي أَن َتمِيدَ ِبكُمْ ( )15النحل) أي لئل تميد بكم أو كراهة
واحد لئل تضلوا معناه كراهة أن تضلوا .مثل قوله تعالى (وَأَ ْلقَى فِي الَ ْرضِ رَوَاسِ َ
أن تميد بكم .ال تعالى يبين لنا حتى ل نضل والقرب للتقديرات قسم يقول لئل تضلوا وقسم يقول كراهة أن تضلوا لكن المعنى واحد يفضي
إلى معنى واحد وهو عدم الضلل.
****تناسب مفتتح سورة النساء مع خاتمتها****
ث ِمنْ ُهمَا ِرجَالًا َكثِيرًا َونِسَا ًء وَاتّقُوا اللّهَ اّلذِي جهَا َوبَ ّ ق ِمنْهَا زَوْ َ خلَ َحدَةٍ وَ َ ن نَ ْفسٍ وَا ِ بدأت بقوله تعالى (يَاَأّيهَا النّاسُ اتّقُوا َرّبكُمُ اّلذِي خَلَ َق ُكمْ مِ ْ
طيّبِ وَلَا تَ ْأكُلُوا َأمْوَاَلهُمْ إِلَى َأمْوَاِلكُمْ ِإنّ ُه كَانَ خبِيثَ بِال ّ ن عََل ْيكُمْ َرقِيبًا ( )1وََآتُوا ا ْل َيتَامَى َأمْوَاَلهُ ْم وَلَا َت َتبَدّلُوا ا ْل َ تَسَاءَلُونَ بِهِ وَا ْلأَ ْرحَامَ إِنّ اللّ َه كَا َ
ف مَا ختٌ َفَلهَا نِصْ ُ ن امْرُ ٌؤ َهَلكَ َل ْيسَ لَهُ وََلدٌ َولَهُ أُ ْك قُلِ اللّ ُه ُي ْفتِيكُ ْم فِي ا ْلكَلَالَةِ إِ ِستَ ْفتُونَ َحُوبًا َكبِيرًا ( ))2هذه أوائل السورة وقال في خاتمتها (يَ ْ
حظّ الُْأ ْن َث َييْنِ ُيبَيّنُ اللّهُ َل ُكمْ
ن كَانُوا ِإخْوَةً ِرجَالًا َونِسَا ًء فَلِل ّذكَرِ ِمثْلُ َ ن ِممّا تَ َركَ وَإِ ْ ن فََل ُهمَا الثُّلثَا ِ ن كَا َنتَا ا ْث َنتَيْ ِ
تَ َركَ وَهُ َو يَ ِرُثهَا إِنْ َل ْم يَكُنْ َلهَا وََل ٌد فَإِ ْ
س اتّقُوا َرّبكُمُ ث ذريته في الرض (يَاَأّيهَا النّا ُ شيْ ٍء عَلِي ٌم ( ))176يستمر في المواريث .بدأت السورة بخلق النسان وب ّ ن تَضِلّوا وَاللّ ُه ِبكُلّ َ أَ ْ
ث ذريته في الرض وانتهت ث ِمنْ ُهمَا ِرجَالًا َكثِيرًا َونِسَاءً) إذن بدأت بخلق النسان وب ّ جهَا َوبَ ّ ق ِم ْنهَا زَوْ َ حدَةٍ َوخَلَ َ اّلذِي خَلَ َق ُك ْم مِنْ نَ ْفسٍ وَا ِ
س لَهُ وََلدٌ) انتهت بنهاية النسان ،ليس هذا فقط وإنما بدأت بإيتاء الموال للنشئ الجديد (وََآتُوا ا ْل َيتَامَى ن امْرُ ٌؤ هََلكَ َليْ َ بهلكه من دون عقِب (إِ ِ
َأمْوَاَلهُمْ) واختتمت بتقسيم التركات ،هذا تناسب .إذن هذا الترتيب توقيفي مع أن القرآن نزل منجّما على مدى ثلث وعشرين سنة.
******************************************************************
تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة النساء كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى فى
برنامج لمسات بيانية وفى محاضرات وكتب الدكتور فاضل السامرائى زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وجزاهما عنا خير
الجزاء وإضافة بعض اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى من برنامج الكلمة وأخواتها وأخر متشابهات والدكتور عمرعبد الكافى من برنامج هذا
ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن
ديننا ومن برنامج ورتل القرآن ترتيلً وقام بنشرها موقع إسلميات ..فما كان من فض ٍ
الشيطان.
أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم
الشهاد ول الحمد والمنة.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة.