Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 44

‫سورة النساء‬

‫*تناسب خاتمة آل عمران مع فاتحة النساء*‬


‫ن (‪ ))200‬وفي بداية النساء (يَا َأّيهَا‬ ‫صبِرُواْ وَصَابِرُواْ َورَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ َلعَّلكُ ْم تُ ْفلِحُو َ‬
‫في خاتمة آل عمران قال تعالى‪(:‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُواْ ا ْ‬
‫صبِرُواْ‬ ‫حدَةٍ (‪ ))1‬إذن صار الخطاب عاما للمؤمنين في خاتمة آل عمران (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫ن آ َمنُواْ ا ْ‬ ‫س اتّقُواْ َرّبكُمُ اّلذِي خََل َقكُم مّن نّفْسٍ وَا ِ‬
‫النّا ُ‬
‫َوصَابِرُواْ وَرَابِطُو ْا وَاتّقُواْ اللّهَ) وأنتم يا أيها الناس اتقوا ربكم إذن كلهم مأمورون بالتقوى‪ .‬المؤمنون هم فئة من الناس والناس أعمّ‪ ،‬المؤمنون‬
‫صبِرُواْ َوصَابِرُو ْا وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ) ثم التفت إلى الناس لن ليس كلهم بهذه الستطاعة فقال‬ ‫أمرهم بأكثر من التقوى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا ا ْ‬
‫اتقوا ربكم الناس فيهم وفيهم (اتقوا ربكم) هذه مطالبين فيها أما المرابطة فليس كلهم مطالبون فيها فمنهم الضعيف والمريض‪ .‬هنا علقة‬
‫الخاص بالعام المؤمنين والناس وبين التقوى وغير التقوى إذن صار ارتباط المر للمؤمنين ولعموم الناس‪.‬‬

‫**هدف السورة‪:‬العدل والرحمة بالضعفاء**‬


‫سورة البقرة حددت المنهج الذي يجب أن يتبعه الذين استخلفهم ال تعالى في الرض‪ ،‬وسورة آل عمران ركزت على الثبات على هذا المنهج‬
‫وتأ تي سورة الن ساء حتى تدل نا على أن العدل والرح مة بالضعفاء من أ هم ما يحتا جه الناس لتباع المنهج‪ .‬وآيات سورة الن ساء تتحدث عن‬
‫أنواع عديدة من الم ستضعفين والضعفاء من هم اليتا مى والن ساء والعب يد والماء والقليات غ ير الم سلمة ال تي تع يش ب ين الم سلمين الذ ين قد‬
‫يظلمهم الناس‪ .‬فالعدل إذن والرحمة بالضعفاء هي أساس المسؤولية في الرض‪.‬‬
‫وأول العدل يكون في البيت مع النساء فلو عدل النسان مع زوجته ولورحمها لستطاع أن يعدل في مجتمعه مع باقي الناس مهما اختلفت‬
‫طبقاتهم‪ .‬وال تعالى يريد أن يرى عدل الناس خاصة بالنساء قبل أن يستأمنّا على الرض‪.‬‬
‫سورة آل عمران مهّدت لتكر يم المرأة في ق صة زو جة عمران ومر يم علي ها ال سلم اللتان ه ما ر مز الثبات في الرض ولن الن ساء هن‬
‫م صانع الرجال والجيال‪ ،‬فالم هي ال تي تر بي أطفال ال مة ح تى ي صبحوا رجالً‪ .‬و سميت ال سورة ب ـ(الن ساء) تكريمأً ل هن ولدور هن في‬
‫المة السلمية‪.‬‬
‫ونستعرض آيات سورة النساء ومعانيها وكل آيات هذه السورة فيها عدل ورحمة‪:‬‬
‫•وتبدأ من أول آية التي يذكرنا ال تعالى فيها أنه خلقنا من نفس واحدة وأصل واحد فكيف يظلم بعضنا بعضا‪ (.‬يَا َأّيهَا النّاسُ‬
‫ن بِهِ‬‫ل َكثِيرًا َونِسَاء وَاتّقُواْ اللّ َه اّلذِي تَسَاءلُو َ‬ ‫ث ِم ْن ُهمَا رِجَا ً‬ ‫جهَا َوبَ ّ‬ ‫ق مِ ْنهَا َزوْ َ‬ ‫حدَةٍ وَخََل َ‬ ‫خلَ َقكُم مّن نّفْسٍ وَا ِ‬ ‫اتّقُواْ َرّبكُمُ اّلذِي َ‬
‫وَالَرْحَامَ إِنّ اللّ َه كَانَ عََل ْيكُ ْم َرقِيبًا)‬
‫•ذكر انواع الضعفاء من اليتامى والنساء والسفهاء وغيرهم والحث على العدل والرحمة بهم‪.‬‬
‫ل تَ ْأكُلُواْ َأمْوَاَلهُمْ إِلَى َأمْوَاِلكُمْ ِإنّ ُه كَانَ حُوبًا َكبِيرًا )‪.‬‬ ‫طيّبِ َو َ‬ ‫خبِيثَ بِال ّ‬ ‫ل َت َتبَدّلُواْ ا ْل َ‬ ‫‪ ( .1‬وَآتُواْ ا ْل َيتَامَى َأمْوَاَلهُمْ َو َ‬
‫حدَةً أَ ْو مَا مََل َكتْ‬ ‫‪ ( .2‬وَإِنْ خِ ْفُتمْ َألّ تُ ْقسِطُو ْا فِي ا ْل َيتَامَى فَانكِحُو ْا مَا طَابَ َلكُم مّنَ النّسَاء َمثْنَى َوثُلَثَ َو ُربَاعَ َفإِنْ ِ‬
‫خ ْفتُمْ َألّ َت ْعدِلُو ْا فَوَا ِ‬
‫ل َتعُولُو ْا )‪.‬‬ ‫َأ ْيمَا ُنكُ ْم ذَِلكَ َأدْنَى َأ ّ‬
‫ي ٍء ّمنْهُ نَ ْفسًا َفكُلُو ُه َهنِيئًا مّرِيئًا)‪.‬‬ ‫طبْنَ َلكُ ْم عَن شَ ْ‬ ‫ص ُدقَا ِتهِنّ ِنحْلَ ًة فَإِن ِ‬ ‫‪ ( .3‬وَآتُواْ النّسَاء َ‬
‫ل ّمعْرُوفًا)‪.‬‬ ‫جعَلَ اللّ ُه َلكُ ْم ِقيَاما وَارْ ُزقُوهُ ْم فِيهَا وَاكْسُوهُمْ َوقُولُواْ َلهُ ْم قَ ْو ً‬ ‫‪َ ( .4‬ولَ تُ ْؤتُواْ السّ َفهَاء َأمْوَاَلكُ ُم اّلتِي َ‬
‫ل تَ ْأكُلُوهَا إِسْرَافًا َو ِبدَارًا أَن َيكْبَرُواْ َومَن كَانَ‬ ‫شدًا فَا ْد َفعُواْ ِإَل ْيهِمْ َأمْوَاَلهُمْ َو َ‬ ‫ستُم ّمنْهُ ْم رُ ْ‬ ‫ن آنَ ْ‬
‫ح َفإِ ْ‬‫حتّىَ ِإذَا بََلغُواْ ال ّنكَا َ‬ ‫‪ ( .5‬وَا ْبتَلُواْ ا ْل َيتَامَى َ‬
‫شهِدُو ْا عََل ْيهِمْ َوكَفَى بِاللّ ِه حَسِيبًا)‪.‬‬ ‫ف َفِإذَا َد َف ْعتُمْ إَِل ْيهِمْ َأمْوَاَلهُ ْم فََأ ْ‬‫ل بِا ْل َمعْرُو ِ‬ ‫ن فَقِيرًا َف ْليَ ْأكُ ْ‬
‫س َتعْفِفْ َومَن كَا َ‬ ‫غ ِنيّا فَ ْليَ ْ‬
‫َ‬
‫ن فَارْ ُزقُوهُم ّمنْهُ َوقُولُو ْا َلهُ ْم قَ ْولً ّمعْرُوفًا) ‪.‬‬ ‫سمَةَ ُأوْلُواْ ا ْلقُ ْربَى وَا ْليَتَامَى وَا ْلمَسَاكِي ُ‬ ‫‪ ( .6‬وَِإذَا حَضَ َر الْ ِق ْ‬
‫سدِيدًا)‪.‬‬ ‫ضعَافًا خَافُو ْا عََل ْيهِ ْم فَ ْل َيتّقُوا اللّ َه وَ ْليَقُولُواْ َق ْولً َ‬ ‫(وَ ْليَخْشَ اّلذِينَ لَ ْو تَ َركُو ْا مِنْ خَلْ ِف ِهمْ ذُ ّريّةً ِ‬ ‫‪.7‬‬
‫سعِيرًا(‪.))10‬‬ ‫صلَوْنَ َ‬ ‫سيَ ْ‬ ‫ن فِي بُطُونِهِ ْم نَارًا وَ َ‬ ‫ل ا ْليَتَامَى ظُ ْلمًا ِإّنمَا يَ ْأكُلُو َ‬ ‫ن يَ ْأكُلُونَ َأمْوَا َ‬ ‫•تحذير الذين يظلمون بعاقبة الظلم‪( :‬إِنّ اّلذِي َ‬
‫•آيات الميراث وما تضمنته من نصيب الولد والبوين والزواج والزوجات في حالة وفاة أحدهم‪.‬‬
‫حدَةً فََلهَا النّصْفُ‬ ‫ن ثُُلثَا مَا تَ َركَ وَإِن كَانَتْ وَا ِ‬ ‫ق ا ْث َن َتيْنِ فََلهُ ّ‬
‫ظ الُنثَ َييْنِ َفإِن كُنّ نِسَاء فَوْ َ‬ ‫يُوصِيكُمُ اللّ ُه فِي َأ ْولَ ِدكُمْ لِل ّذكَ ِر ِمثْلُ حَ ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫سدُسُ‬ ‫لمّهِ ال ّ‬ ‫ث فَإِن كَانَ لَهُ ِإخْوَ ٌة فَ ُ‬ ‫لمّهِ الثُّل ُ‬ ‫س ِممّا تَ َركَ إِن كَانَ لَهُ وََلدٌ َفإِن لّ ْم َيكُن لّهُ َوَلدٌ وَ َو ِرثَهُ َأبَوَا ُه فَ ُ‬ ‫سدُ ُ‬ ‫ح ٍد ّمنْ ُهمَا ال ّ‬ ‫لبَ َويْهِ ِلكُلّ وَا ِ‬‫َو َ‬
‫حكِيمًا(‪.))11‬‬ ‫ن عَلِيما َ‬ ‫ل َتدْرُونَ َأّيهُمْ َأقْرَبُ َل ُك ْم نَفْعا فَرِيضَ ًة مّنَ اللّهِ إِنّ اللّ َه كَا َ‬ ‫صيّ ٍة يُوصِي ِبهَا َأوْ َديْنٍ آبَآ ُؤكُمْ وَأَبنا ُؤ ُكمْ َ‬ ‫مِن َبعْدِ وَ ِ‬
‫ن ِبهَا أَ ْو َديْنٍ وََل ُهنّ‬ ‫صيّةٍ يُوصِي َ‬ ‫ن مِن َب ْعدِ َو ِ‬ ‫جكُمْ إِن لّ ْم َيكُن ّلهُنّ وََل ٌد فَإِن كَانَ َلهُنّ وََل ٌد فََلكُمُ ال ّربُعُ ِممّا تَ َركْ َ‬ ‫ف مَا تَ َركَ َأزْوَا ُ‬ ‫وََلكُ ْم نِصْ ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫ن رَجُلٌ‬ ‫ن ِبهَا أَ ْو َديْنٍ وَإِن كَا َ‬ ‫صيّ ٍة تُوصُو َ‬ ‫ال ّربُعُ ِممّا تَ َر ْكتُمْ إِن لّ ْم َيكُن ّلكُمْ وََل ٌد فَإِن كَانَ َل ُكمْ وََلدٌ فََلهُنّ الّثمُنُ ِممّا تَ َر ْكتُم مّن َبعْدِ وَ ِ‬
‫صيّ ٍة يُوصَى‬ ‫س َفإِن كَانُوَاْ َأ ْكثَرَ مِن ذَِلكَ َفهُ ْم شُ َركَاء فِي الثُّلثِ مِن َبعْدِ وَ ِ‬ ‫سدُ ُ‬ ‫حدٍ ّم ْن ُهمَا ال ّ‬ ‫ت فَِلكُلّ وَا ِ‬ ‫ث كَلَلَةً أَو امْرَأَةٌ َولَهُ أَخٌ أَوْ ُأخْ ٌ‬ ‫يُو َر ُ‬
‫صيّةً مّنَ اللّهِ وَاللّ ُه عَلِيمٌ حَلِيمٌ (‪.))12‬‬ ‫غيْ َر مُضَآرّ َو ِ‬ ‫ِبهَآ أَ ْو َديْنٍ َ‬
‫ل ْنهَارُ خَاِلدِي نَ فِيهَا َوذَلِ كَ الْفَ ْوزُ‬ ‫ح ِتهَا ا َ‬‫جرِي مِن تَ ْ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جنّا ٍ‬ ‫حدُودُ اللّ هِ َومَن يُطِ عِ اللّ هَ وَ َر سُولَ ُه يُدْخِلْ هُ َ‬ ‫بيان خطورة عدم العدل‪( :‬تِلْ كَ ُ‬ ‫·‬
‫ا ْلعَظِيمُ(‪.))13‬‬
‫أوامر للتوجيه لحسن التعامل مع النساء‪ :‬والحث على عشرتهن بالمعروف بعدم ظلمهن وتحمل الذى منها والصبر عليها وترقق‬ ‫·‬
‫قلبها لتن سى الظلم وال ساءة‪ .‬يبدأ بالعشرة بالمعروف ثم ال صبر عليها ثم إذا كرهتمو هن فل حرج من استبدالها لكن ل يأ خذ أموالها‬
‫كرها وليتذكروا ما كان بين هم من عشرة وعلقة حمي مة ولذا جاءت كلمة أف ضى ب كل معاني ها الجميلة وليتذ كر الرجال أن هم ا ستحلوا‬
‫نساءهم بميثاق غليظ على سنة ال ورسوله‪.‬‬
‫ض مَا آ َت ْيتُمُوهُنّ ِإلّ أَن يَ ْأتِينَ بِفَاحِشَ ٍة ّم َبّينَةٍ‬ ‫حلّ َلكُمْ أَن تَ ِرثُواْ النّسَاء كَرْهًا َولَ َتعْضُلُوهُنّ ِل َتذْ َهبُو ْا بِ َبعْ ِ‬ ‫ن آ َمنُو ْا لَ يَ ِ‬ ‫(يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬ ‫‪.1‬‬
‫خيْرًا َكثِيرًا)‪.‬‬ ‫ل اللّ ُه فِيهِ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ش ْيئًا َويَ ْ‬
‫ن َفعَسَى أَن َتكْرَهُواْ َ‬ ‫ف فَإِن كَرِ ْهُتمُوهُ ّ‬ ‫وَعَاشِرُوهُنّ بِا ْل َمعْرُو ِ‬
‫خذُونَ ُه ُبهْتَانا وَِإثْما مّبِينا(ً‪.‬‬ ‫ش ْيئًا َأتَأْ ُ‬
‫خذُواْ ِمنْهُ َ‬ ‫ل تَ ْأ ُ‬‫حدَاهُنّ قِنطَارًا فَ َ‬ ‫ج ّمكَانَ زَ ْوجٍ وَآ َت ْيتُمْ إِ ْ‬ ‫ل زَوْ ٍ‬ ‫س ِتبْدَا َ‬‫(وَإِنْ أَرَدتّمُ ا ْ‬ ‫‪.2‬‬
‫ن مِنكُم مّيثَاقًا غَلِيظًا)‪.‬‬ ‫خذْ َ‬ ‫ضكُمْ ِإلَى َبعْضٍ وَأَ َ‬ ‫خذُونَهُ َو َقدْ َأفْضَى َبعْ ُ‬ ‫ف تَ ْأ ُ‬ ‫‪َ ( .3‬وكَيْ َ‬
‫وكذلك توجيه بالعدل مع الماء‪ ،‬ومن رحمة ال تعالى أن جاء بكلمة أهلهن بدل أسيادهن‪،‬ونصحهم بأن ل يتخذن أخذان أي أصحاب حتى ل‬
‫صنَاتِ ا ْلمُ ْؤ ِمنَا تِ فَمِن مّ ا مََلكَ تْ َأ ْيمَانُكُم مّ ن َفتَيَا ِتكُ مُ‬ ‫ستَطِ ْع مِنكُ مْ طَ ْولً أَن يَنكِ حَ ا ْلمُحْ َ‬ ‫تتأذى لن قلوب الن ساء رقي قة وتتأذى بشدة‪( .‬وَمَن لّ ْم يَ ْ‬
‫خذَا تِ‬ ‫غيْ َر مُ سَا ِفحَاتٍ َولَ ُمتّ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫صنَا ٍ‬‫ح َ‬ ‫ف مُ ْ‬ ‫ض فَانكِحُوهُنّ بِِإذْ نِ أَهِْلهِنّ وَآتُوهُنّ أُجُورَهُنّ بِا ْل َمعْرُو ِ‬ ‫ضكُم مّن َبعْ ٍ‬ ‫علَ ُم بِإِيمَا ِنكُ ْم َبعْ ُ‬ ‫ا ْلمُ ْؤمِنَا تِ وَاللّ هُ أَ ْ‬
‫خيْرٌ ّلكُ مْ وَاللّ هُ‬ ‫صبِرُواْ َ‬ ‫ي ا ْل َعنَ تَ ِم ْنكُ مْ وَأَن تَ ْ‬ ‫ب ذَلِ كَ ِلمَ نْ خَشِ َ‬ ‫صنَاتِ مِ نَ ا ْل َعذَا ِ‬ ‫صفُ مَا عَلَى ا ْل ُمحْ َ‬ ‫ن بِفَاحِشَ ٍة َفعََل ْيهِنّ نِ ْ‬ ‫ن َفإِ نْ َأتَيْ َ‬ ‫خدَا نٍ َفِإذَا ُأحْ صِ ّ‬ ‫َأ ْ‬
‫غفُورٌ رّحِيمٌ(‪.))25‬‬ ‫َ‬
‫ذكر رحمة ال تعالى التي هي أوسع من كل شيء‪:‬‬ ‫·‬
‫حكِيمٌ)‪.‬‬ ‫ب عََل ْيكُمْ وَاللّ ُه عَلِيمٌ َ‬ ‫سنَنَ اّلذِينَ مِن َقبِْلكُمْ َو َيتُو َ‬ ‫(يُرِيدُ اللّهُ ِل ُي َبيّنَ َلكُمْ َو َي ْهدِ َيكُمْ ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫ل عَظِيمًا)‪.‬‬ ‫شهَوَاتِ أَن َتمِيلُو ْا َميْ ً‬ ‫ب عََل ْيكُمْ َويُرِيدُ اّلذِينَ َيّت ِبعُونَ ال ّ‬ ‫(وَاللّ ُه يُرِيدُ أَن َيتُو َ‬ ‫‪.2‬‬
‫ضعِيفًا)‪.‬‬ ‫ق الِنسَانُ َ‬ ‫ف عَنكُمْ وَخُلِ َ‬ ‫(يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفّ َ‬ ‫‪.3‬‬
‫ل تَ ْقتُلُواْ‬ ‫ض مّنكُ مْ َو َ‬ ‫ن تِجَارَ ًة عَن تَرَا ٍ‬ ‫ن آ َمنُو ْا لَ َت ْأكُلُواْ َأمْوَاَلكُ ْم َبيْ َنكُ ْم بِا ْلبَاطِلِ ِإلّ أَن َتكُو َ‬ ‫العدل في الن فس والموال (يَا َأيّهَا اّلذِي َ‬ ‫·‬
‫سكُمْ إِنّ اللّ َه كَانَ ِبكُ ْم رَحِيمًا(‪.))29‬‬ ‫أَنفُ َ‬
‫ضوابط لي ستقيم العدل دا خل السرة‪ :‬مع ال مر بالعدل يأ تي التشد يد على وجود ضوا بط حتى ت ستقيم المور ول تتجاوز الحدود‬ ‫·‬
‫ضهُ ْم عَلَى َبعْ ضٍ َو ِبمَا أَن َفقُو ْا مِ نْ َأمْوَاِلهِ ْم فَال صّاِلحَاتُ‬ ‫ن عَلَى النّ سَاء ِبمَا َفضّلَ اللّ ُه َبعْ َ‬ ‫ل قَوّامُو َ‬ ‫المسموح بها‪ .‬كما في الية ‪( 34‬الرّجَا ُ‬
‫ل تَ ْبغُواْ‬ ‫ط ْع َنكُ ْم فَ َ‬ ‫ن نُشُوزَهُنّ َفعِظُوهُنّ وَاهْجُرُوهُنّ فِي ا ْلمَضَاجِ عِ وَاضْ ِربُوهُنّ فَإِ نْ أَ َ‬ ‫لتِي تَخَافُو َ‬ ‫حفِ ظَ اللّ هُ وَال ّ‬ ‫ب ِبمَا َ‬ ‫قَانِتَا تٌ حَافِظَا تٌ لّ ْل َغيْ ِ‬
‫ن عَِليّا َكبِيرًا) فالتسلسل واضح فيها فالول يبدأ الوعظ ثم الهجر في المضاجع وأخيرا الضرب والضرب جاء‬ ‫سبِيلً إِنّ اللّهَ كَا َ‬ ‫عََل ْيهِنّ َ‬
‫في النشوز وجاء متأخرا في الترتيب فجاء بعد الوعظ والهجر فإذا لم ينفع أيا من هذه المور يتركها عسى ال أن يبدله خيرا منها‪.‬‬
‫حسَانًا َو ِبذِي الْ ُق ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْلمَسَاكِينِ وَا ْلجَا ِر ذِي الْ ُق ْربَى‬ ‫شيْئًا َوبِالْوَاِل َديْنِ إِ ْ‬ ‫ل تُشْ ِركُو ْا بِهِ َ‬ ‫عبُدُواْ اللّهَ َو َ‬ ‫العدل في المجتمع كله‪( :‬وَا ْ‬ ‫·‬
‫ختَالً َفخُورًا( ‪ .))36‬ونل حظ في ال ية‬ ‫ل يُحِبّ مَن كَا نَ ُم ْ‬ ‫ت َأيْمَا ُنكُ مْ إِنّ اللّ َه َ‬ ‫سبِيلِ وَمَا مََلكَ ْ‬ ‫ب بِالجَن بِ وَابْ نِ ال ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫جنُ بِ وَال صّا ِ‬ ‫وَالْجَارِ ا ْل ُ‬
‫الكريمة تعداد أنواع من الضعفاء‪.‬‬
‫ن مَا آتَاهُ ُم اللّهُ‬ ‫ن النّاسَ بِا ْلبُخْلِ َو َي ْكُتمُو َ‬ ‫ن َيبْخَلُونَ َو َي ْأمُرُو َ‬ ‫مشاكل تؤثر على القدرة على العدل والرحمة بالضعفاء‪ :‬منها البخل (اّلذِي َ‬ ‫·‬
‫ن بِاللّ هِ َولَ بِا ْليَوْ ِم الخِرِ َومَن‬ ‫ل يُ ْؤ ِمنُو َ‬‫عذَابًا ّمهِينًا(‪ ،))37‬والرياء (وَاّلذِي نَ يُنفِقُو نَ َأمْوَاَلهُ مْ ِرئَـاء النّا سِ َو َ‬ ‫عتَ ْدنَا ِل ْلكَافِرِي نَ َ‬‫مِن َفضْلِ هِ َوأَ ْ‬
‫شيْطَانُ لَهُ َقرِينًا َفسَاء قِرِينًا(‪.))38‬‬ ‫َيكُنِ ال ّ‬
‫عظِيمًا) آية ‪40‬‬ ‫ت مِن ّل ُدنْهُ أَجْرًا َ‬ ‫سنَةً يُضَاعِ ْفهَا َويُ ْؤ ِ‬ ‫حَ‬ ‫ل ذَرّةٍ َوإِن َتكُ َ‬ ‫ن اللّ َه لَ يَظِْل ُم ِمثْقَا َ‬ ‫ال تعالى يعاملنا بالفضل قبل العدل (إِ ّ‬ ‫·‬
‫شهِيدًا(‪.)41‬‬ ‫ك عَلَى هَـؤُلء َ‬ ‫ج ْئنَا ِب َ‬ ‫شهِيدٍ َو ِ‬ ‫ج ْئنَا مِن كُلّ أمّ ٍة بِ َ‬ ‫الرسول يشهد على عدلنا ( َفكَيْفَ ِإذَا ِ‬ ‫·‬
‫ح َك ْمتُم َبيْ نَ النّا سِ أَن‬ ‫لمَانَا تِ إِلَى أَهِْلهَا وَِإذَا َ‬ ‫آية محورية هي قلب الصورة في أهمية أداء المانات‪( :‬إِنّ اللّ َه يَ ْأمُ ُركُ مْ أَن تُؤدّو ْا ا َ‬ ‫·‬
‫سمِيعًا بَصِيرًا(‪.)58‬‬ ‫ظكُم بِهِ إِنّ اللّ َه كَانَ َ‬ ‫ح ُكمُو ْا بِا ْل َعدْلِ إِنّ اللّ َه ِن ِعمّا َيعِ ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫حيَا َة الدّنْيَا بِالخِرَةِ‬ ‫ن الْ َ‬ ‫شرُو َ‬ ‫سبِيلِ اللّ هِ اّلذِي نَ يَ ْ‬ ‫ل فِي َ‬ ‫تنت قل ال سورة إلى محور جد يد هو القتال لضمان حقوق الم ستضعفين (فَ ْليُقَاتِ ْ‬ ‫·‬
‫ض َعفِينَ مِ نَ الرّجَالِ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫سبِيلِ اللّ هِ وَا ْلمُ ْ‬ ‫ن فِي َ‬ ‫ل تُقَاتِلُو َ‬ ‫ف نُ ْؤتِي هِ َأجْرًا عَظِيمًا(‪َ )74‬ومَا َلكُ مْ َ‬ ‫ب فَ سَ ْو َ‬ ‫سبِيلِ اللّ ِه َفيُ ْقتَلْ أَو َيغْلِ ْ‬ ‫ل فِي َ‬ ‫َومَن ُيقَاتِ ْ‬
‫جعَل ّلنَا مِن ّلدُن كَ نَ صِيرًا( ‪.)75‬‬ ‫جعَل ّلنَا مِن ّلدُن كَ َوِليّا وَا ْ‬ ‫ن هَـذِهِ ا ْلقَ ْريَةِ الظّالِ مِ أَ ْهُلهَا وَا ْ‬ ‫جنَا مِ ْ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫وَالنّ سَاء وَالْوِ ْلدَا نِ اّلذِي نَ يَقُولُو نَ َرّبنَا أَ ْ‬
‫وقد يتغرب البعض من ورود آيات القتال في سورة النساء والحقيقة أن مكان اليات في هذه السورة لن النساء هن مصنع المقاتلين‬
‫والمرأة مقاتلة في بيتها بصبرها وطاعتها لزوجها‪.‬‬
‫ض َر ْبتُ ْم فِي‬ ‫الحث على العدل أثناء الجهاد ومعاملة الناس برحمة حتى في القتال وهذا من أخلق الحرب‪( :‬يَا َأّيهَا اّلذِي نَ آ َمنُواْ ِإذَا َ‬ ‫·‬
‫حيَا ِة ال ّدنْيَا َفعِندَ اللّ ِه َمغَانِ ُم َكثِيرَ ٌة َكذَلِ كَ كُنتُم مّن َقبْلُ‬ ‫ن عَرَ ضَ الْ َ‬ ‫ت مُ ْؤ ِمنًا َت ْب َتغُو َ‬ ‫ل تَقُولُواْ ِلمَ نْ أَ ْلقَى إَِل ْيكُ مُ ال سّلَمَ لَ سْ َ‬ ‫سبِيلِ اللّ هِ َف َت َبّينُواْ َو َ‬ ‫َ‬
‫خبِيرًا(‪.)94‬‬ ‫ن ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ‬ ‫َفمَنّ اللّ ُه عََل ْيكُ ْم َف َتبَ ّينُواْ إِنّ اللّ َه كَا َ‬
‫خطورة المنافقين‪ :‬تنتقل اليات في ربع كامل للتنبيه إلى خطورة المنافقين لن أكثر ما يعيق اتمام العدل هو انتشار المنافقين‬ ‫·‬
‫ض قَالْوَاْ َألَ مْ‬ ‫لرْ ِ‬ ‫ن فِي ا َ‬ ‫ضعَفِي َ‬
‫ستَ ْ‬ ‫سهِ ْم قَالُو ْا فِي َم كُنتُ ْم قَالُو ْا ُكنّا مُ ْ‬ ‫ن تَ َوفّاهُ مُ ا ْلمَل ِئكَةُ ظَاِلمِي َأنْفُ ِ‬ ‫توصيات للقليات المستضعفة‪( :‬إِنّ اّلذِي َ‬ ‫·‬
‫ضعَفِينَ مِ نَ الرّجَالِ وَالنّ سَاء وَالْوِ ْلدَا نِ لَ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫ج َهنّ مُ َو سَاءتْ َم صِيرًا(‪ِ )97‬إلّ ا ْلمُ ْ‬ ‫سعَ ًة َفُتهَاجِرُو ْا فِيهَا فَُأوْلَـ ِئكَ مَأْوَاهُ مْ َ‬ ‫َتكُ نْ أَ ْر ضُ اللّ هِ وَا ِ‬
‫سبِيلً(‪.)98‬‬ ‫ل يَ ْه َتدُونَ َ‬ ‫ستَطِيعُونَ حِيلَةً َو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫جنَا حٌ أَن‬ ‫س عََل ْيكُ مْ ُ‬ ‫ض فََليْ َ‬ ‫ض َربْتُ ْم فِي الَرْ ِ‬ ‫رحمة ال تعالى بعباده‪ :‬ومنها رحمته بنا حتى في الصلة فشرّع قصر الصلة (وَِإذَا َ‬ ‫·‬
‫ت فِيهِ ْم فََأ َقمْتَ‬ ‫عدُوّا ّمبِينًا(‪ ،))101‬وصلة الخوف (وَِإذَا كُن َ‬ ‫ن كَانُواْ َلكُ ْم َ‬ ‫ن كَفَرُو ْا إِنّ ا ْلكَافِرِي َ‬ ‫خ ْفتُمْ أَن يَ ْف ِتنَكُ ُم اّلذِي َ‬
‫تَ ْقصُرُو ْا مِنَ الصّلَةِ إِنْ ِ‬
‫صلّو ْا فَ ْليُ صَلّواْ َمعَ كَ‬ ‫خرَى لَ ْم يُ َ‬ ‫جدُواْ فَ ْل َيكُونُو ْا مِن وَرَآ ِئكُ مْ وَ ْلتَ ْأ تِ طَآئِفَةٌ أُ ْ‬ ‫سَ‬‫ح َتهُ ْم فَِإذَا َ‬ ‫خذُواْ َأ سْلِ َ‬ ‫َل ُه مُ ال صّلَ َة فَ ْلتَ ُق مْ طَآئِفَ ٌة ّمنْهُم ّمعَ كَ وَ ْليَأْ ُ‬
‫ن ِبكُ مْ‬ ‫ح عََل ْيكُ مْ إِن كَا َ‬ ‫جنَا َ‬ ‫حدَةً َولَ ُ‬ ‫ن عََل ْيكُم ّميْلَةً وَا ِ‬ ‫ح ِتكُمْ وََأ ْم ِت َع ِتكُ مْ َف َيمِيلُو َ‬ ‫ن عَ نْ َأ سْلِ َ‬ ‫ح َتهُمْ َودّ اّلذِي نَ َكفَرُواْ َلوْ َتغْ ُفلُو َ‬ ‫حذْرَ ُه مْ وَأَ سِْل َ‬ ‫خذُواْ ِ‬ ‫َو ْليَأْ ُ‬
‫عذَابًا ّمهِينًا(‪.))102‬‬ ‫عدّ لِ ْلكَافِرِينَ َ‬ ‫حذْ َركُمْ إِنّ اللّهَ أَ َ‬ ‫خذُواْ ِ‬ ‫ح َتكُمْ وَ ُ‬‫ضعُواْ أَسِْل َ‬ ‫َأذًى مّن مّطَرٍ أَ ْو كُنتُم مّرْضَى أَن تَ َ‬
‫حكُ َم‬‫العدل مع القليات المسلمة التي تعيش مع المسلمين‪ :‬فالعدل واجب للمسلمين وغيرهم ايضا (ِإنّا أَن َز ْلنَا إَِليْ كَ ا ْل ِكتَا بَ بِالْحَقّ ِلتَ ْ‬ ‫·‬
‫ح َمتُ هُ َل َهمّ ت طّآئِفَ ٌة ّمنْهُ مْ أَن يُضِلّو كَ وَمَا‬ ‫ضلُ اللّ ِه عََليْ كَ وَرَ ْ‬ ‫ل فَ ْ‬ ‫خ صِيمًا(‪ ))105‬و(وَلَ ْو َ‬ ‫ل تَكُن لّ ْلخَآ ِئنِي نَ َ‬‫س بِمَا َأرَا كَ اللّ هُ َو َ‬ ‫َبيْ نَ النّا ِ‬
‫ك عَظِيمًا(‬ ‫ن َفضْلُ اللّ ِه عََليْ َ‬ ‫ك مَا لَ ْم َتكُ نْ َتعْلَ مُ َوكَا َ‬ ‫ح ْكمَةَ وَعَّلمَ َ‬‫يءٍ وَأَنزَلَ اللّ ُه عََليْ كَ ا ْل ِكتَا بَ وَالْ ِ‬ ‫سهُمْ َومَا يَضُرّونَ كَ مِن شَ ْ‬ ‫يُضِلّو نَ ِإلّ أَنفُ َ‬
‫‪.))113‬‬
‫غ ِنيّ ا أَ ْو َفقَيرًا فَاللّ هُ‬
‫لقْ َربِي نَ إِن َيكُ نْ َ‬ ‫سكُ ْم أَوِ الْوَاِل َديْ نِ وَا َ‬
‫شهَدَاء لِلّ هِ وَلَ ْو عَلَى أَنفُ ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫ن آ َمنُو ْا كُونُو ْا قَوّامِي نَ بِا ْلقِ سْ ِ‬
‫تذكرة بالعدل‪( :‬يَا َأيّهَا اّلذِي َ‬
‫خبِيرًا (‪.))135‬‬ ‫ن ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ‬ ‫َأوْلَى ِب ِهمَا فَلَ َتّت ِبعُواْ ا ْلهَوَى أَن َتعْدِلُواْ َوإِن تَلْوُواْ أَ ْو ُتعْرِضُو ْا َفإِنّ اللّ َه كَا َ‬
‫ومن لطائف هذه السورة الكريمة أن أكثر آياتها ختمت بأسماء ال الحسنى (عليم‪ ،‬حكيم‪،‬أو من صفات القدرة والرحمة والمغفرة) وقد ورد‬
‫‪ 42‬ا سما من هذه ال سماء في آيات ال سورة م ما يشدد على أهم ية العدل والرح مة في سورة الن ساء لن العلم والقدرة والحك مة والمغفرة‬
‫والرحمة هي من دلئل العدل‪ .‬فسبحان ال العدل الحكيم الرحيم الغفور‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة النساء***‬
‫آية (‪:)1‬‬
‫ب) في اليتين‪( :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله‬
‫*ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة (الله) و(الر ّ‬
‫وذروا مسسا بقسسي مسسن الربسسا) سسسورة البقرة وقوله تعالى (يسسا أيهسسا الناس اتقوا ربكسسم) سسسورة‬
‫النساء؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫لفظ الجللة ال هو اللفظ العا ّم ل تعالى ويُذكر هذا اللفظ دائما في مقام التخويف الشديد وفي مقام التكليف والتهديد‪ .‬أما كلمة الربّ فتأتي‬
‫بصفة المالك والسيّد والمربي والهادي والمشد والمعلم وتأتي عند ذكر فضل ال على الناس جميعا مؤمنين وغير مؤمنين فهو سبحانه‬
‫المتفضّل عليهم والذي أنشأهم وأوجدهم من عدم وأنعم عليهم‪ .‬والخطاب في الية الثانية للناس جميعا وهو سبحانه يذكر النعمة عليهم بأن‬
‫خلقهم والذين من قبلهم‪ ،‬ولذا جاءت كلمة (ربكم) بمعنى الربوبية ‪ .‬وعادة عندما تذكر الهداية في القرآن الكريم تأتي معها لفظ الربوبية‬
‫(ربّ)‪.‬‬
‫آية (‪:)2‬‬
‫* ما الفرق بين تبدل وتتبدل ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫نلحظ في القرآن كله وليس فقط في هذه الية الحذف كما جاء في القرآن مثل (تنزّل وتتنزّل‪ ،‬تبدّل وتتبدّل) وهذا الحذف في عموم القرآن‬
‫وحيث ورد مثل هذا التعبير في القرآن سواء في الفعل أو غيره يكون لحد أمرين‪:‬‬
‫‪ .1‬للدللة على أن الحدث أقلّ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون في مقام اليجاز‪.‬‬
‫يءٍ‬
‫ل شَ ْ‬
‫ت َيمِي ُنكَ َوكَانَ اللّ ُه عَلَى كُ ّ‬
‫سُنهُنّ إِلّا مَا مََلكَ ْ‬
‫حْ‬‫ج َبكَ ُ‬
‫عَ‬‫ن مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَ ْ‬
‫ن َتبَدّلَ ِبهِ ّ‬
‫حلّ َلكَ النّسَا ُء مِنْ َب ْعدُ وَلَا أَ ْ‬ ‫كذلك قوله تعالى (لَا يَ ِ‬
‫َرقِيبًا (‪ )52‬الحزاب) وهذا خطاب للرسول صلى ال عليه وسلم وهي حالة خاصة به والحكم مقصور عليه فقال (تبدّل) أما في‬
‫طيّبِ وَلَا تَ ْأكُلُوا َأمْوَاَلهُمْ إِلَى َأمْوَاِلكُمْ ِإنّ ُه كَانَ حُوبًا َكبِيرًا (‪ )2‬النساء) فهذه حالة‬ ‫ث بِال ّ‬ ‫خبِي َ‬
‫قوله تعالى (وََآتُوا ا ْل َيتَامَى َأمْوَاَل ُهمْ وَلَا َت َتبَدّلُوا ا ْل َ‬
‫عامة وحكم عام مستمر إلى يوم القيامة فالحكم كثير ومتصل وهي آية عامة لكل المسلمين وهذا التبدّل هو لعموم المسلمين وليس‬
‫مقصورا على أحد معين وإنما هو مستمر إلى يوم القيامة‪ .‬لذا أعطى الحدث الصغير الصيغة القصيرة (تبدّل) وأعطى الحدث الممتد‬
‫الصيغة الممتدة (تتبدلوا)‪.‬‬
‫َ‬
‫ث بِالط ّي ِّ ِ‬
‫ب)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫(وَل تَتَبَدَّلُوا ال ْ َ‬
‫خبِي َ‬ ‫* ما دللة قوله تعالى َ‬
‫السؤال كان لماذا جاءت الخبيث بالطيب ولم تأتي الطيب بالخبيث؟ فنقول أن هناك قاعدة تقول أن الباء تكون مع المتروك كما في قوله تعالى‬
‫ن (‪ )16‬البقرة)‪.‬‬
‫ت تِجَا َرُتهُمْ َومَا كَانُوا ُم ْه َتدِي َ‬
‫شتَرَوُا الضّلَالَةَ بِا ْل ُهدَى َفمَا َربِحَ ْ‬
‫(أُوَل ِئكَ اّلذِينَ ا ْ‬
‫م ( ‪ )2‬النساء) حقيقة الكل أن تتناول طعاما ً فتدخله في جوفك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م إِلَى أ ْ‬
‫موَالِك ُ ْ‬ ‫موَالَه ُ ْ‬
‫*(وَل َ تَأكُلُوا ْ أ ْ‬
‫فكيف أتى النهي عن أكل المال؟ وهل يستطيع النسان أن يأكل الدراهم؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫نهيُ المؤمن عن أكل مال اليتيم ولم يأت النهي عن الخذ لن الكل هو أشد دللة وأقوى تعبيرا من حالة الخذ فهذه الكلمة (تأكلوا) توحي‬
‫بأن الشخص قد أحرز ما أكله في داخل جسده وعندها ل مطمع في إرجاعه ول دليل على أنه أخذ هذا المال‪.‬‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫ََ‬
‫مثْن َى‬
‫ساءِ َ‬
‫ن الن ِّ َ‬
‫م َ‬ ‫ب لَك ُ َْ‬
‫م ِ‬ ‫ما طَا َ‬
‫حوا َ‬ ‫مى فَانْك ِ ُ‬ ‫سطُوا ف ِي الْيَتَا َ‬ ‫م أ ّل تُق ْ ِ‬ ‫خفْت ُ ْ‬
‫ن ِ‬
‫َ‬
‫* في سورة النساء (وَإ ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُس‬ ‫َ‬ ‫َس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م أل تَعْدِلوا فَوَا ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫وَثَُل َس‬
‫م ذَل ِسك أدْن َسى أل تَعُولوا (‪ ))3‬فمسا‬ ‫مانُك ْ‬ ‫ت أي ْ َ‬
‫ملك ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حدَةً أ ْو َس‬ ‫خفْت ُس ْ‬ ‫ث وَُربَاع َس فَإ ِس ْ‬
‫ن ِ‬
‫الفرق بين ل تقسطوا ول تعدلوا؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫حدَةً أَ ْو مَا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنكُ ْم‬
‫ن خِ ْفتُمْ َألّا َتعْدِلُوا فَوَا ِ‬
‫ع فَإِ ْ‬
‫ب َلكُ ْم مِنَ النّسَاءِ َم ْثنَى َوثُلَاثَ وَ ُربَا َ‬
‫الية ( َوإِنْ خِ ْفتُمْ َألّا تُ ْقسِطُوا فِي ا ْل َيتَامَى فَا ْنكِحُوا مَا طَا َ‬
‫ط هو يأتي من بابين‪ :‬قَسَط يقسِط قُسوطا مثل جلس يجلس جلوسا وقَسَط يقسِط قَسْطا مثل ضرب يضرب‬ ‫ذَِلكَ َأدْنَى َألّا َتعُولُوا) عندنا الفعل قَسَ َ‬
‫ضربا‪ .‬فعندنا القسط والقسوط بمعنى الظلم والجور‪ ،‬هذا قَسَط‪.‬‬
‫لما تدخل عليه الهمزة‪ ،‬عندنا الهمزة تدخل من معانيها السلب‪ ،‬يقولون من‪ :‬شكى زيدٌ وجعا فتقول أشكاه الطبيب يعني أزال شكايته‪ .‬ومنه‬
‫أيضا أعجم الحرف بمعنى نقطه بمعنى أزال عجمته‪ ،‬السلب والزالة‪ .‬ومنه يقولون‪ :‬أقذيت عين الصبي يعني أزلت القذى من عينه‪ .‬فالهمزة‬
‫تزاد أحيانا لمعنى السلب‪ .‬فلما تقول أقسط بمعنى أزال أو سلب الجور والظلم‪ ،‬وهذا الفرق بين قسط وأقسط‪ .‬قسط جار أو ظلم وأقسط أزال‬
‫الجور وأزال الظلم‪ ،‬تحول عن الظلم‪ .‬لكن عندنا القِسط بكسر القاف للعدل لن فيه معنى التحول فصارت كلمة القِسط للعدل وليس للجور؟‬
‫القََسط بفتح القاف مصدره قسط‪ ،‬الظلم والقسوط مصدر ثاني لنه يأتي من بابين‪ .‬أما القِسط بالكسر فهو العدل ضد الجور بمعنى المساواة‪.‬‬
‫هنا لم يأت بالقِسط بالكسر ول غرابة مثلما عندنا كلمة البَرّ ضد البحر بفتح الباء والبُ ّر أي الحنطة بضم الباء والبِر بكسر الباء أي الحسان‬
‫فل غرابة أن تأتي لفظة مغايرة لمعنى لفظة أخرى بتغير حركة واحدة وهذه من سمات العربية‪ .‬فإذن القساط هو عدم الجور‪ .‬لكن ننظر‬
‫عدم الجور أن ل تكون ظالما مع من استعملت؟ ( َوإِنْ خِ ْفتُمْ َألّا تُ ْقسِطُوا فِي ا ْل َيتَامَى) اليتيمة حينما تكون في حجر رجل مسؤول عنها‪،‬‬
‫يتولها‪ ،‬كأنما يصونها كأن يكون من أقارب هذه اليتيمة‪ ،‬يموت أبوها فتنقل إلى داره يكون وصيا عليها فلما يكون وصيا عليها وعلى أموالها‬
‫أحيانا إذا تزوجها قد يظلمها في صداقها يعني ل يعطيها الصداق الكافي الذي تستحقه فيقول ال عز وجل للمؤمنين إذا داخلكم شك خشيتم أن‬
‫خ ْفتُمْ أَلّا تُقْسِطُوا فِي ا ْل َيتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ َلكُمْ‬
‫ل تكونوا عادلين مع اليتيمة وخشيتم أن ل تزيلوا عنها الظلم فتحولوا إلى سائر النساء (وَإِنْ ِ‬
‫مِنَ النّسَا ِء َم ْثنَى َوثُلَاثَ َو ُربَاعَ) وقطعا النسان إذا كان عنده أكثر من يتيمة لنه إذا كان عنده يتيمتين ل يستطيع أن يتزوج اليتيمتين لنهما‬
‫أختان لنه ل يجوز الجمع بين الختين‪ .‬فمعناه ل يوجد هناك أكثر من واحدة‪ ،‬قد يفكر بالزواج من واحدة لكن قد ل يعدل باتجاهها‪ ،‬قد ل‬
‫خ ْفتُمْ أَلّا تُقْسِطُوا فِي ا ْل َيتَامَى) كأنهن‬ ‫يزيل عنها الظلم‪ ،‬قد يظلمها‪ ،‬فإذن الظلم متوجه إلى واحدة وليس إلى متعدد فاستعمل كلمة القساط (وَإِنْ ِ‬
‫في موضع معرضات للظلم‪ ،‬كل يتيمة معرضة للظلم‪ ،‬كل يتيمة عند إنسان‪ .‬هذه اليتيمة المعرضة للظلم إن كنت تخشى أن ل تزيل عنها‬
‫الظلم إذا تزوجتها أن توقعها في الظلم إذا تزوجتها عند ذلك ل تتزوج هذه اليتيمة وتحوّل إلى سائر النساء ( َوإِنْ خِ ْفتُمْ َألّا تُ ْقسِطُوا فِي ا ْل َيتَامَى‬
‫فَا ْنكِحُوا مَا طَابَ َلكُ ْم مِنَ النّسَاءِ) يعني من النساء الخريات وليس ممن في أيديكم من اليتيمات (مثنى وثلث ورباع) كل منكم يتزوج اثنين‪،‬‬
‫حدَةً أَ ْو مَا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنكُ ْم ذَِلكَ َأدْنَى َألّا َتعُولُوا) هنا بإمكانه لما ذكر مثنى وثلث ورباع ستكون لديه أكثر‬
‫ثلث‪ ،‬أربع‪َ ( .‬فإِنْ خِ ْفتُ ْم أَلّا َت ْعدِلُوا فَوَا ِ‬
‫من امرأة بخلف مع اليتيمة ل تكون إل واحدة هناك قال إن خفتم أن ل تزيل عنها الظلم وإن خفتم أل تقسطوا‪ .‬هنا قال (ذلك أدنى أل‬
‫تعولوا) العدل فيه معنى المساواة والمعادلة‪ ،‬وتذكر كبار السن أنهم كانوا يضعون على الدابة ما يسمى بالعدلين عبارة عن كيسين في كل‬
‫جانب كيس يضع فيه حاجياته ويحاول أن يعادل بينهما حتى ل يميل العِدل‪ .‬فمع النساء المفروض كأنه أكثر من واحدة فيجب أن يكون هناك‬
‫معادلة وليس إزالة ظلم عن واحدة وإنما فيه معنى التعادل‪ .‬فلما تحدث عن التعدد إستعمل المعادلة‪ ،‬العدل من عِدلي الدابة‪ ،‬تكون عادلً‬
‫تساوي بينهما‪ ،‬ولما يتحدث عن اليتيمة استعمل إزالة الظلم (القسط) (فإن خفتم أل تقسطوا)‪( .‬فإن خفتم أل تعدلوا) في النسوة المتعددات‬
‫فواحدة‪ .‬لما يكون عندك خشية تكتفي بواحدة‪( .‬أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أل تعولوا) تعولوا هنا بمعنى ل تعتدوا أي أن ل تتجاوزوا‬
‫الحق‪ .‬العَوْل هنا بمعنى العدوان‪ ،‬ذلك أدنى أن ل تعولوا أي أن ل تعتدوا من العدوان وليس من العالة (عال فلن بمعنى ظلم وليس بمعنى‬
‫تكفّل) وهذا مستعمل في بعض اللهجات العامية عندنا مثل يقولون أولد واحدة معينة دائما يكونون معتدين فحيثما وجدت خصومة يقول‬
‫الناس أولد فلنة عايلين سواء كانوا موجودين أو غير موجودين‪ .‬عايل أي ظالم أو معتدي (أدنى أل تعولوا) أن ل تعتدوا في عدم المساواة‬
‫بين النسوة‪.‬‬
‫ساء (‬ ‫ب لَك ُسم ِّ‬
‫م نَس الن ّ ِس َ‬ ‫ما طَا َس‬
‫حوا ْ َس‬
‫* مسا دللة اسستخدام (مسا) وليسس (مسن) فسي سسورة النسساء (فَانك ِ ُ‬
‫‪))3‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(من) لذات من يعقل‪ ،‬للذات‪ ،‬من هذا؟ هذا فلن‪ ،‬من أبوك؟ أبي فلن‪ ،‬من أنت؟ أنا فلن‪ .‬إذن (من) لذات العاقل سواء كانت إسم استفهام أم‬
‫شرط أم نكرة موصوفة أم إسم موصول‪( .‬ما) تستعمل للسؤال عن ذات غير العاقل مثل ما هذا؟ هذا حصان‪ ،‬ما تأكل؟ آكل كذا‪ .‬وتستعمل‬
‫لصفات العقلء‪ ،‬الذات أي الشخص الكيان‪( .‬ما) تستخدم لذات غير العاقل ولصفات العقلء‪ .‬لذات غير العاقل مثل الطعام (أشرب ما تشرب)‬
‫ن النّسَاء (‪ )3‬النساء) عاقل‪،‬‬ ‫هذه ذات وصفات العقلء مثل تقول من هذا؟ تقول خالد‪ ،‬ما هو؟ تقول تاجر‪ ،‬شاعر‪( .‬فَانكِحُواْ مَا طَابَ َلكُم مّ َ‬
‫س َومَا سَوّاهَا (‪)7‬‬ ‫صفة‪ ،‬أي انكحوا الطيّب من النساء‪( .‬ما) تستخدم لذات غير العاقل وصفاتهم (ما لونه؟ أسود) ولصفات العقلء ( َونَفْ ٍ‬
‫ق الذّكَرَ وَالْأُنثَى (‪ )3‬الليل) من الخالِق؟ ال‬ ‫الشمس) الذي سواها هو ال‪ .‬مهما كان معنى (ما) سواء كانت الذي أو غيره هذه دللتها ( َومَا خَلَ َ‬
‫حمَنُ (‪ )60‬الفرقان) يسألون عن حقيقته‪،‬‬ ‫هو الخالق‪ .‬إذن (ما) قد تكون لصفات العقلء ثم قد تكون للسؤال عن حقيقة الشيء (قَالُوا َومَا الرّ ْ‬
‫ن (‪ )23‬الشعراء) يتساءل عن الحقيقة‪ .‬وقد يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (ا ْلقَارِعَ ُة (‪ )1‬مَا الْقَارِعَ ُة (‪َ )2‬ومَا َأدْرَاكَ‬ ‫فرعون قال ( َومَا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫مَا ا ْلقَارِعَ ُة (‪ )3‬القارعة) (وََأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ مَا َأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ (‪ )27‬الواقعة) تفخيم وتعظيم سواء كان فيما هو مخوف أو فيما هو خير‪،‬‬
‫عائشة قالت أبي وما أبي؟ ذلك وال فرع مديد وطود منيب‪ .‬فلن ما فلن؟ يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (وََأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ مَا َأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ (‬
‫ل (‪ )41‬الواقعة) ماذا تعرف عن حقيقتهم؟ التعظيم يكون في الخير أو في السوء أو ما‬ ‫شمَا ِ‬
‫صحَابُ ال ّ‬
‫ل مَا أَ ْ‬
‫شمَا ِ‬
‫صحَابُ ال ّ‬ ‫‪ )27‬الواقعة) (وَأَ ْ‬
‫يصيبه من السوء‪ ،‬قال ربنا عذاب عظيم وقال فوز عظيم قال عظيم للعذاب والفوز‪ .‬النُحاة ذكروا هذه المعاني لـ (ما) في كتب النحو‬
‫والبلغة‪.‬‬
‫مثْن َسى وَثُل َس َ‬
‫ث وَُربَاع َس (‪ )3‬النسساء) مسا الذي تضمنتسه الواو هنسا‬ ‫ساء َ‬ ‫ب لَك ُسم ِّ‬
‫م نَس الن ّ ِس َ‬ ‫ما طَا َس‬
‫حوا ْ َس‬
‫* (فَانك ِ ُ‬
‫ومسا معناهسا وهسل هناك لمسسة بيانيسة بحيسث لو جمعناهسا تصسبح تسسعة وهسي عدد زوجات الرسسول‬
‫علما ً أنه ل يجوز للرجل أن يجمع أكثر من أربع نساء؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ع (‪ )3‬النساء) مثنى معناها اثنتين اثنتين يعني مكرر‪ ،‬وثُلث في اللغة‬
‫الية الكريمة (فَانكِحُواْ مَا طَابَ َلكُم مّنَ النّسَاء َمثْنَى َوثُلَثَ َو ُربَا َ‬
‫معناها ثلث ثلث وليس معناها ثلثة ورباع معناها أربع أربع ليس معناها أربعة‪ .‬حتى تتوضح المسألة ما معنى مثنى وثلث ورباع؟ فرق‬
‫في اللغة لما تقول لجماعة خذوا كتابين يعني كلهم يشتركون في كتابين ولما تقول خذوا كتابين كتابين يعني كل واحد يأخذ كتابين‪ ،‬خذوا ثلثة‬
‫كتب كلهم يشتركون في ثلثة كتب‪ ،‬خذوا ثلثة ثلثة يعني كل واحد يأخذ ثلثة‪ .‬هذا معنى مثنى ولو قال اثنتين ل يصلح فكيف يتزوج الناس‬
‫كلهم اثنتين؟ اثنتين اثنتين‪ ،‬ثلثة ثلثة‪ ،‬أو أربعة أربعة‪ ،‬إذن الباحة اثنتين اثنتين أو ثلث ثلث أو أربع أربع فإن لم تعدلوا فواحدة إذن‬
‫أقصى شيء مذكور أربع‪ .‬إما أن يكونوا اثنتين اثنتين إن شاء الناس أو ثلثة ثلثة أو أربعة أربعة إذن الحد العلى سيكون أربعة فقط وليس‬
‫تسعة ل يجمع العداد‪ ،‬إما اثنتين اثنتين أو ثلث ثلث أو أربع أربع‪ .‬الرسول يحددها ما روي أن غيلن أحد الصحابة أسلم وتحته عشر‬
‫نسوة فقال له أمسك أربعة وفارق سائرهنّ‪ .‬إذن أقصى شيء أربعة‪ .‬استخدم صيغة مثنى وثلث ورباع لنه ل يصح أن يقول فانكحوا‬
‫اثنتين لنها تعني أن كلهم يشتركون في اثنتين كما قلنا خذوا كتابين يعني كلهم يشتركون في كتابين مهما كان العدد‪ ،‬هذه هي الصيغة‬
‫الصحيحة ل يمكن أن يقول انكحوا ثلثة أي يشتركون في ثلثة وإنما ثلث أي كل واحد يأخذ ثلثة ول يصح ول يمكن في اللغة أن يقول‬
‫ت وَالَْأرْضِ جَاعِلِ ا ْلمَلَا ِئكَةِ ُرسُلًا‬ ‫سمَاوَا ِ‬
‫ح ْمدُ لِلّ ِه فَاطِرِ ال ّ‬
‫اثنتين وثلثة وأربعة ل يصح ول يجوز في اللغة لنها تعني أنهم كلهم يشتركون‪( .‬الْ َ‬
‫ل ا ْلمَلَا ِئكَةِ رُسُلًا‬
‫ض جَاعِ ِ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ‬
‫ح ْمدُ لِلّ ِه فَاطِرِ ال ّ‬
‫ي ٍء َقدِيرٌا ْل َ‬
‫ق مَا يَشَاء إِنّ اللّ َه عَلَى كُلّ شَ ْ‬
‫جنِحَ ٍة ّمثْنَى َوثُلَاثَ وَ ُربَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَ ْل ِ‬ ‫أُولِي َأ ْ‬
‫ي ٍء َقدِي ٌر (‪ )1‬فاطر) يعني قسم له اثنين اثنين اثنين في الجنحة‬ ‫ق مَا يَشَاء إِنّ اللّ َه عَلَى كُلّ شَ ْ‬
‫جنِحَ ٍة ّمثْنَى َوثُلَاثَ وَ ُربَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَ ْل ِ‬ ‫أُولِي َأ ْ‬
‫وقسم ثلث ثلث وقسم أربع أربع ل يعني أن كلهم يشتركون في جناحين أو ثلثة أو أربعة‪ .‬إذن الباحة إلى حد أربعة فإن لم تعدلوا‬
‫فواحدة‪ .‬أين الشكال في السؤال؟ لماذا لم يقل (أو) مثلً؟ لما يختار الواو يعني لك أنت أن تختار اثنتين ثلثة أربعة لكن لو قال (أو) يعني‬
‫يختار واحدة من هذه إما اثنين أو ثلث أو أربع ل يحق لك الختيار إل حالة واحدة منها فقط‪( ،‬أو) تأتي بمعنى التخيير والواو لمجرد‬
‫العطف‪ ،‬فلو قال (أو) فليس له أن يختار ثلثة مثلً إن اختار اثنتين أما الواو ففيها الباحة أن يختار ما يشاء‪ .‬الصل واحدة لنه قال (فَإِنْ‬
‫حدَةً) هذا المر الصل واحدة والتعدد هذا شيء آخر‪ .‬إذا قال (أو) يقتضي التخيير أما الواو (و) ليس فيها تخيير بحالة‬ ‫ل َتعْدِلُو ْا فَوَا ِ‬
‫خِ ْفتُمْ َأ ّ‬
‫دون أخرى وإنما كما شئت إن أردت تتزوج اثنتين أو ثلث أو أربع فإن لم تستطع أن تعدل فواحدة‪ .‬النص يفسره الحديث عن الصحابي‬
‫الذي كان له عشر نسوة لما أسلم فقال له الرسول "أمسك أربعة وفارق سائرهنّ" نص الحديث يشرح الية‪.‬‬
‫*مسا العلقسة بيسن الخوف مسن عدم القسسط باليتامسى والنكاح فسي آيسة سسورة النسساء؟(د‪.‬فاضسل‬
‫السامرائى)‬
‫حدَةً‬
‫ل تَ ْعدِلُو ْا فَوَا ِ‬
‫خ ْفتُمْ َأ ّ‬
‫ع فَإِنْ ِ‬
‫خ ْفتُمْ َألّ ُتقْسِطُو ْا فِي ا ْل َيتَامَى فَانكِحُو ْا مَا طَابَ َلكُم مّنَ النّسَاء َمثْنَى َوثُلَثَ َو ُربَا َ‬
‫قال تعالى في سورة النساء (وَإِنْ ِ‬
‫َأوْ مَا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنكُمْ ذَِلكَ َأ ْدنَى َألّ َتعُولُو ْا {‪ )}3‬نزل الحكم في ولّي اليتيم الذي تعجبه المرأة مالها وجمالها فيبخسها حقها طمعا بمالها فل‬
‫يعطيها مهرها الكافي‪ ،‬لذا جاءت الية إذا خفتم أل تعولوا في إعطاء النساء اليتيمات حقهن فانكحوا غيرهن من النساء غير اليتيمات‪ .‬وكان‬
‫العرب يرغبون برعاية اليتيم واليتيمة فلما حذّرهم ال من عدم العدل في مال اليتيم خافوا من رعاية اليتيم فوردت الية أن يقيموا العدل بين‬
‫النساء ويخافوه كما يخافوا عدم العدل في اليتيم‪.‬‬
‫آية (‪:)4‬‬
‫ن على المر بإعطاء‬ ‫ة (‪ )4‬النساء) ما وجه عطف إيتاء النساء مهره ّ‬ ‫حل َ ً‬
‫ن نِ ْ‬‫صدُقَات ِ ِه َّ‬
‫ساء َ‬ ‫*(وَآتُوا ْ الن َّ َ‬
‫َ‬
‫موَالَهُس ْ‬
‫م (‪ ))2‬واليسة بعدهسا‬ ‫اليتامسى حقهسم أي فسي اليسة السسابقة حيسث يقول تعالى (وَآتُوا ْ الْيَتَا َس‬
‫مى أ ْ‬
‫ة) ما حكم العطف هنا؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫حل َ ً‬
‫ن نِ ْ‬‫صدُقَاتِهِ َّ‬ ‫ساء َ‬ ‫يقول (وَآتُوا ْ الن َّ َ‬
‫هذان الضعيفان المرأة واليتيم مستضعفان من المجتمع وحقهما مغبون فكان غي تعاقبهما حراسة لحقهما أشد حراسة‪.‬‬
‫م قيّد الصدقات بقوله (نحلة)؟ (ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫*ما معنى كلمة (نحلة)؟ ول ِ َ‬
‫النِحلة هي العطيّة بل قصد العِوَض وقد سمى ربنا تعالى الصدقات نِحلة ليكون المهر الذي تدفعه منزّها عن العِوَض بل هو أقرب إلى الهدية‬
‫فليست الصدقات عوضا عن منافع المرأة ولو كان عوضا لكان عوضها جزيلً ومتجددا بتجدد المنافع وامتداد الزمن‪ .‬فعقد النكاح بينك وبين‬
‫زوجك غايته إيجاد آصرة محبة وتبادل الحقوق والتعاون على إنشاء جيل وهذا أغلى من أن يكون له عِوَض مالي‪.‬‬
‫م قال ربنا (طبن لكم عن‬ ‫سا فَكُلُو هُ هَنِيئًا َّ‬
‫مرِيئًا (‪ )4‬النساء) ل ِ َ‬ ‫ه نَف ْ ً‬
‫من ْ ُ‬
‫ي ٍء ِّ‬ ‫ع َن َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن لَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫*(فَإِن طِب ْ َ‬
‫ولم يقل فإن طابت نفوسهن عن شيء لكم؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬ ‫شيء منه نفساً)‬
‫أخّر ربنا تعالى النفس عن شيء ونصبها على التمييز ليبين لنا مقدار قوة هذا الطيب وليؤكد لنا أنه طيب نفس ل يشوبه شيء من الضغط‬
‫والكراه‪ .‬وتأمل لِ َم قال ربنا (فكلوه) ولم يقل فخذوه؟ عندما قال ( َفكُلُو ُه َهنِيئًا مّرِيئًا) ذلك ليطمئن المؤمن يجواز النتفاع بمال زوجه انتفاعا ل‬
‫رجوع فيه فهو تملّك لمالها تملّكا تاما ولكنه تملّك عن طيب نفس منها ل إرغام فيه‪.‬‬
‫آية (‪:)6‬‬
‫* ما الفرق بين الرشد والرشد في القرآن الكريم ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هم يفرّقون بين الرُشد وال َرشَد‪ ،‬الرُشد معناه الصلح والستقامة وهم قالوا الرُشد يكون في المور الدينية والدنيوية‪ ،‬في أمور الدين وفي‬
‫أمور الدنيا‪ ،‬في المور الدنيوية والخروية والرَشد في أمور الخرة‪ ،‬يعني الرُشد يكون في أمور الدنيا والخرة والرَشَد في أمور الخرة‪.‬‬
‫شدًا (‪ )6‬النساء) أمر دنيوي‪( ،‬قَالَ لَ ُه مُوسَى هَلْ َأّت ِب ُعكَ عَلَى أَن‬ ‫ستُم ّمنْهُ ْم رُ ْ‬
‫ن آنَ ْ‬ ‫ح َفإِ ْ‬
‫حتّىَ ِإذَا بََلغُواْ ال ّنكَا َ‬
‫في القرآن ورد الرُشد (وَا ْبتَلُواْ ا ْل َيتَامَى َ‬
‫ي (‪ )256‬البقرة) و‬ ‫شدًا (‪ )66‬الكهف) أمر دنيوي موسى تتبع الرجل الصالح‪( ،‬لَ ِإكْرَا َه فِي الدّينِ قَد ّتبَيّنَ الرّ ْ‬
‫شدُ مِنَ ا ْلغَ ّ‬ ‫ُتعَّلمَنِ ِممّا عُّل ْمتَ رُ ْ‬
‫سبِيلً (‪ )146‬العراف) إذن الرُشد يستعمل في أمور الدنيا والدين‪ .‬أما الرَشد فالكثير أنه يستعمل في أمور‬ ‫خذُوهُ َ‬ ‫ش ِد لَ َيتّ ِ‬‫سبِيلَ الرّ ْ‬‫(وَإِن يَرَوْ ْا َ‬
‫ب ِمنْ‬
‫ل عَسَى أَن َي ْهدِيَنِ َربّي ِلَأقْرَ َ‬ ‫شدًا (‪ )10‬الكهف) ( َوقُ ْ‬ ‫حمَةً وَ َهيّئْ َلنَا مِنْ َأمْ ِرنَا َر َ‬ ‫الدين أكثر ما يكون في الدين (فَقَالُوا َرّبنَا آ ِتنَا مِن ّلدُنكَ رَ ْ‬
‫شدًا (‪ )24‬الكهف) أغلب ما تستعمل في أمور الدين‪ ،‬أما الرُشد فهي عامة‪ .‬هذا ما قاله قسم من اللغويين وإن كان قسم قالوا أن هاتان‬ ‫َهذَا رَ َ‬
‫لغتان لكن هما في القرآن هكذا‪ ،‬يستعمل الرُشد في أمور الدنيا والدين والرَشَد في أمور الدين‪ .‬قسم قالوا هذه لغة ولكن قسم قالوا هذا من‬
‫خصوصيات الستعمال القرآني‪.‬‬
‫آية (‪:)9‬‬
‫َ‬
‫خافُوا ْ عَلَيْهِ ْ‬
‫م ( ‪ )9‬النساء) الفعل يخشى متعدي‬ ‫ضعَافًا َ‬
‫ة ِ‬ ‫خل ْ ِفهِ ْ‬
‫م ذُّرِي َّ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ن لَوْ تََركُوا ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ش ال ّذِي َ‬ ‫*(وَلْي َ ْ‬
‫خ َ‬
‫يأخسذ مفعول ً بسه فتقول أخشسى الله فالله لفسظ الجللة هسو المفعول بسه فأيسن مفعول (وليخشسى)‬
‫في الية؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫حذف ربنا تعالى مفعول (وليخشى) لتذهب نفس السامع في تقدير المفعول به مذاهب عدة وليقدر كل واحد منا تقديرا يفهمه هو فينظر كل‬
‫سامع بحسب اله ّم عنده مما يخشى أن يصيب ذريته فيكون رادعا له عن ظلم اليتامى‪.‬‬
‫آية (‪:)10‬‬
‫ْ‬ ‫ن الَّذين يأْكُلُو َ‬
‫سعِيًرا (‪)10‬‬ ‫صلَوْ َ‬
‫ن َ‬ ‫سي َ ْ‬ ‫ن فِي بُطُونِهِ ْ‬
‫م نَاًرا وَ َ‬ ‫ما يَأكُلُو َ‬
‫ما إِن َّ َ‬
‫مى ظُل ْ ً‬
‫ل الْيَتَا َ‬
‫موَا َ‬
‫نأ ْ‬‫َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫*(إ ِ َّ‬
‫النساء) فكيف يأكل آخذ مال اليتيم في النار في الدنيا مع أن العذاب بالنار يكون في‬
‫الخرة؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫أراد ربنا بقوله (إنما يأكلون في بطونهم نارا) تبيان شدة اللم والعذاب في الدنيا بدليل قوله (وسيصلون سعيرا) أي في الخرة‪.‬وفي هذه‬
‫العبارة (يأكلون في بطونهم نارا) استعارة فقد عبّر ال تعالى عن المصائب بأكل النار لن شأن النار أن تلتهم ما تقع عليه كآكل مال اليتيم‬
‫ربما تصيبه مصائب في ذاته أو ماله مثل النار إذا ذنت من أحد ل بد أن تؤلمه وتتلف متاعه‪.‬‬
‫آية (‪:)11‬‬
‫صى وأوصى؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫*ما الفرق بين استعمال و ّ‬
‫ب مِن‬
‫ص ْينَا اّلذِينَ أُوتُواْ ا ْل ِكتَا َ‬
‫من الملحظ في القرآن أنه يستعمل وصّى في أمور الدين والمور المعنوية وأوصى في المور المادية‪( .‬وََل َقدْ َو ّ‬
‫ن (‪ )11‬النساء) (مِن‬ ‫ظ الُن َثيَيْ ِ‬ ‫ن اتّقُو ْا اللّ َه (‪ )131‬النساء) ويستعمل أوصى في المواريث (يُوصِيكُمُ اللّ ُه فِي أَ ْو َ‬
‫لدِكُمْ لِلذّكَ ِر ِمثْلُ حَ ّ‬ ‫َقبِْلكُمْ وَِإيّاكُمْ أَ ِ‬
‫صيّةٍ يُوصِي ِبهَا (‪ )11‬النساء) ‪ .‬لم ترد أوصى في المور المعنوية وفي أمور الدين إل في موطن واحد اقترنت بأمر مادي عبادي‬ ‫َب ْعدِ َو ِ‬
‫حيّا (‪ )31‬مريم) قال أوصاني لنها اقترنت بأمر مادي وعبادي وهو‬ ‫وهو قوله تعالى على لسان المسيح (وَأَ ْوصَانِي بِالصّلَاةِ وَال ّزكَا ِة مَا ُدمْتُ َ‬
‫الزكاة والمر الخر أن القائل هو غير مكلّف لذلك خفّف من الوصية لنه الن ليس مكلفا ل بالصلة ول بالزكاة فخفف لنه ل تكاليف‬
‫عليه‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الوالد والب؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫التي تلد هي الم والوالد من الولدة والولدة تقوم بها الم وهذه إشارة أن الم أولى بالصحبة وأولى بالبر قبل الوالد‪ .‬لكن في المواريث لن‬
‫سدُسُ ِممّا تَ َركَ)‪ .‬في الموال يستعمل البوين وفي الدعاء‬
‫ح ٍد مّ ْن ُهمَا ال ّ‬
‫ل وَا ِ‬
‫لبَ َويْهِ ِلكُ ّ‬
‫نصيب الب أكبر من نصيب الم استعمل الب ( َو َ‬
‫الوالدين‪.‬‬
‫*ما الفرق بين البوين والوالدين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل َت ْعبُدُواْ ِإلّ ِإيّاهُ َوبِالْوَاِل َد ْينِ‬
‫ربنا سبحانه وتعالى لم يستعمل البر والحسان والدعاء في جميع القرآن إل للوالدين وليس البوين ( َوقَضَى َرّبكَ َأ ّ‬
‫ي (‪ )28‬نوح) استعمل البر والحسان للفظ الوالدين وليس للفظ البوين‪ .‬الوالدان للوالد والوالدة‬ ‫ِإحْسَانًا (‪ )23‬السراء) (رَبّ ا ْ‬
‫غفِرْ لِي وَلِوَاِلدَ ّ‬
‫والبوان للب والم‪ .‬الوالدان هي تثنية الوالد والولدة الحقيقية للم وليس للب الب ليس والدا لنها هي التي تلد والبوان تثينة الب‪ ،‬من‬
‫س ِممّا تَ َركَ‬ ‫سدُ ُ‬ ‫حدٍ ّم ْنهُمَا ال ّ‬‫لبَوَيْهِ ِلكُلّ وَا ِ‬
‫الحق بحسن الصحبة الب أو الم؟ الم‪ ،‬فقدّم الوالدين إشارة إلى الولدة ولذلك بالميراث يقول ( َو َ‬
‫إِن كَانَ لَ ُه وََلدٌ (‪ )11‬النساء) لن الب له النصيب العلى في الميراث‪(.‬وََأمّا ا ْلغُلَا ُم َفكَانَ َأبَوَا ُه مُ ْؤمِ َنيْنِ (‪ )80‬الكهف) ليس فيها مقام ذكر البر‬
‫لذا قال أبواه ولذلك لما قال ( َو َرفَعَ َأبَ َويْهِ عَلَى ا ْلعَرْشِ) فى سورة يوسف لسببين أولً إكراما للم ما قال والديه إكراما للم يجعلها تابعة لن‬
‫الوالدين يصير الوالدة هي التي تسجد بينما هي أكرم من الب والمر الخر أن الب أحق بالعرش ف ُقدّم‪.‬‬
‫* ما الفرق بين البناء والولد؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫البناء جمع إبن بالتذكير مثل قوله تعالى ( ُي َذبّحُونَ َأبْنَاءكُ ْم (‪ )49‬البقرة) أي الذكور أما الولد فعامة للذكور والناث‪ .‬أبناء جمع إبن وهي‬
‫ظ الُنثَ َييْنِ (‪ )11‬النساء) الذكر والنثى (وَالْوَاِلدَاتُ‬
‫للذكور أما أولد فهي جمع ولد وهي للذكر والنثى (يُوصِيكُمُ اللّ ُه فِي أَ ْولَ ِدكُمْ لِل ّذكَ ِر ِمثْلُ حَ ّ‬
‫ن (‪ )233‬البقرة) الرضاع للذكور والناث‪.‬‬ ‫ن كَامَِليْ ِ‬
‫ضعْنَ َأ ْولَدَهُنّ حَوَْليْ ِ‬
‫يُ ْر ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه فِي أوْلَدِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫صيك ُ ُ‬ ‫* في سورة النساء ختمت آية المواريث بالنسبة للذكور بقوله تعالى (يُو ِ‬
‫َ‬ ‫ح ِّس ُ‬ ‫لِلذَّكَرِ ِ‬
‫حدَةً فَلهَسا‬ ‫ت َوا ِ‬
‫َ‬ ‫ك وَ َإِن كَان َس ْ‬ ‫ما تََر َس‬ ‫ن ثُلُث َسا َس‬ ‫ن فَلَهُس َّ‬ ‫ساء فَوْسقَ اثْنَتَي ْس ِ‬ ‫ن ن ِس َ‬ ‫ن فَإِن ك ُس َّ‬ ‫ظ النثَيَي ْس ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ه َولَد ٌ وَ َورِث َس ُ‬
‫ه‬ ‫م يَك ُسن ل ّس ُ‬ ‫ه َولَد ٌ فَإِن ل ّس ْ‬ ‫ن ل َس ُ‬‫ك إِن كَا َس‬ ‫ما تََر َس‬ ‫م َّس‬
‫س ِ‬ ‫ما ال ُ‬
‫سّسد ُ ُ‬ ‫منْهُس َ‬‫حدٍ ِّ‬‫ل َوا ِ‬ ‫ف وَلَبَوَي ْسهِ لِك ُ ِّ‬ ‫ص ُ‬‫الن ّ ِس ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ن آبَآؤُك ُس ْ‬ ‫صي بِهَسا أوْ دَي ْس ٍ‬ ‫صيَّةٍ يُو ِس‬ ‫من بَعْدِ وَس ِ‬ ‫س ِس‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫مه ِس ال ُّس‬ ‫خوَةٌ فَل ِّ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ن ل َس ُ‬‫ث فَإِن كَا َس‬ ‫مه ِس الث ّل ُس ُ‬‫أبَوَاه ُس فَل ِّ‬
‫وأَبناؤُك ُم ل َ تدرون أَيُه َ‬
‫ما (‪ ))11‬وفي آية‬ ‫حكِي ً‬ ‫ن عَلِيما َ‬ ‫ه كَا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن اللّهِ إ ِ َّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِّ‬ ‫ض ً‬ ‫م نَفْعا ً فَرِي َ‬‫ب لَك ُ ْ‬ ‫م أقَْر ُ‬ ‫َ ُْ َ ُّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫مُرؤٌ هَل َس َ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ِ ِس ِ ْ‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ْ ِس‬‫م‬ ‫ُس‬ ‫يك‬ ‫ْت‬ ‫ف‬
‫ُ ُ ِ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ّس‬ ‫الل‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ون‬ ‫ْت‬
‫َس ْ َ ُ َ‬‫ف‬ ‫ست‬ ‫(ي‬ ‫بقوله‬ ‫ختمست‬ ‫للكللة‬ ‫بالنسسبة‬ ‫المواريسث‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫ن فَلَه ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫م يَك ُن ُله َا وَلد ٌ فَإِن كَانَت َا اثْنَتَي َْس ِ‬ ‫ك وَهُوَ يَرِثُه َآ إِن ل ّس ْ‬
‫ما تََر َس‬‫ف َ‬ ‫ص ُ‬‫ت فَلَه َا ن ِس ْ‬‫خ ٌس‬‫ه أُ ْ‬
‫ه َولَد ٌ َول َس ُ‬ ‫س لَ ُ‬
‫لَي ْس َ‬
‫ضل ّواْ‬ ‫ساء فَلِلذَّكَرِ ِ‬ ‫ُ‬
‫م أن ت َ ِ‬ ‫ه لَك ُس ْ‬‫ن الل ّس ُ‬
‫ن يُبَي ِّ ُ‬ ‫ح ِّ‬
‫ظ النثَيَي ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫جال ً وَن ِ َ‬ ‫ك وَإِن كَانُوا ْ إ ِ ْ‬
‫خوَةً ّ ِر َ‬ ‫ما تََر َس‬ ‫م َّ‬ ‫ن ِ‬ ‫الث ّلُثَا ِ‬
‫م (‪ ))12‬فما اللمسة البيانية في هذا الختلف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫يءٍ عَلِي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه بِك ُ ِّ‬‫وَالل ّ ُ‬
‫أيها يدلّ على العِلم أكثر؟ عندما تقول كنت أعلم بهذا أو أعلم هذا؟ كنت أعلم بهذا أدل على العلم أي أعلم قبل أن تقع ( َوأَعْلَ ُم مَا ُتبْدُونَ َومَا‬
‫كُنتُ ْم َتكْ ُتمُونَ (‪ )33‬البقرة)‪ .‬مبدئيا (إن ال كان عليما حكيما) أدلّ على العلم من (وال بكل شيء عليم)‪ .‬البعض يقول (كان) للماضي‪ ،‬كان‬
‫ل تَدْرُونَ َأّيهُمْ َأقْ َربُ َلكُ ْم نَفْعا) إذن‬
‫يعلم بالمر قبل أن يقع هذه أدل على العلم من يعلمه الن‪ .‬في الولد الذكور قال تعالى (آبَآ ُؤ ُكمْ وَأَبنا ُؤكُ ْم َ‬
‫إن ال كان عليما حكيما‪ .‬عندما شرّع هو يعلم هذا المر أصلً‪ .‬في آية الكللة ما ذكر حيرتهم في عدم المعرفة‪ ،‬هناك ذكر حالتهم (آبَآ ُؤ ُكمْ‬
‫َوأَبنا ُؤكُ ْم لَ َتدْرُونَ َأّيهُمْ َأقْ َربُ َلكُ ْم نَفْعا) ال تعالى يعلم هذا المر قبل أن يقع‪ .‬النسان لما يقول لو أعلم هذا لفعلت كذا‪ .‬لما ذكر جهل النسان‬
‫وعدم المعرفة ذكر أن علمه سبحانه وتعالى سابق (إن ال كان عليما حكيما) ولما لم يذكر هذا المر ما اقتضى المر‪ ،‬ما فيها حيرة بين‬
‫الناس قال (وال بكل شيء عليم)‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬مسألة الزمن مع ال تعالى (كان ال غفورا رحيما) ما دللة (كان) مع ال تعالى؟‬
‫ذكرنا في وقت سابق أن (كان) يفرد لها النُحاة بكلم في زمنها‪ :‬أولً الزمان الماضي المنقطع كأن تقول كان نائما واستيقظ‪ ،‬كان مسافرا ثم‬
‫ن َقتُورًا (‪)100‬‬ ‫ل (‪ )11‬السراء) ( َوكَانَ النسَا ُ‬ ‫ن عَجُو ً‬
‫آب‪ .‬وفي الماضي المستمر (كان الستمرارية) بمعنى كان ول يزال ( َوكَانَ الِنسَا ُ‬
‫سمِيعًا َبصِيرًا (‪ )58‬النساء) يسمونها كان الستمرارية أي هذا‬ ‫عدُوّا ّمبِينًا (‪ )53‬السراء) (إِنّ اللّهَ كَانَ َ‬ ‫ن َ‬
‫لنْسَا ِ‬
‫ن كَانَ لِ ِ‬
‫شيْطَا َ‬
‫السراء) (إِنّ ال ّ‬
‫عدُوّا ّمبِينًا (‪ )53‬السراء) ل تعني كان عدوا والن أصبح صديقا‬ ‫ن َ‬ ‫لنْسَا ِ‬
‫ن كَانَ لِ ِ‬
‫شيْطَا َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫كونه منذ أن وُجِد‪ .‬ليس في الماضي المنقطع (إِ ّ‬
‫سمَاء َفكَانَتْ َأبْوَابًا (‪ )19‬النبأ) أي صارت في المستقبل‪َ ( .‬وكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (‪)7‬‬ ‫وإنما كان ل يزال عدوا‪ .‬و (كان) تفيد الستقبال ( َو ُفتِحَتِ ال ّ‬
‫الواقعة) أي صرتم‪ ،‬أصبحتم‪( .‬كان) في كلم كثير عند النُحاة غير كان التامة والناقصة من حيث الزمن ليس مثل ما يظن بعض من عندهم‬
‫معرفة قليلة باللغة وهؤلء عليهم أن يراجعوا قواعد اللغة‪.‬‬
‫ح ِّس ُ‬ ‫َ‬
‫ظ النثَيَي ْس ِ‬
‫ن (‪ )11‬النسساء) جعسل الله تعالى حسظ النثييسن‬ ‫ل َ‬ ‫م لِلذَّكَرِ ِ‬
‫مث ْ ُ‬ ‫م الل ّس ُ‬
‫ه فِسي أوْلَدِك ُس ْ‬ ‫صيك ُ ُ‬
‫*(يُو ِس‬
‫م آثر ربنا تعالى هذا التعبير؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫هو المقدار الذي يقدّر به حظ الذكر‪ ،‬فل ِ َ‬
‫أمعِن التأمل في هذا اللطف اللهي فقد جعل ال تعالى حظ النثيين هو المقدار الذي يقدّر به حظ الذكر ولم يجعل حظ الذكر هو المقياس كأن‬
‫ظ الذكر‪ .‬آثر ربنا تعالى هذا التعبير لنكتة لطيفة وهي اليماء واليحاء للناس بأن حظّ النثى هو الهم في نظر الشرع‬
‫يقول للنثى نصف ح ّ‬
‫وهو مقدّم على حق الرجل لن المرأة كانت مهضومة الجانب عند أهل الجاهلية‪ .‬أما في السلم فقد أصبحتِ يا أختاه ينادى بحظّك وقسمتك‬
‫ونصيبك هو المقياس‪.‬‬
‫آية (‪:)12‬‬
‫ف ما تر َس َ‬
‫جك ُس ْ‬
‫م (‪ )12‬النسساء) نكرة على عكسس الباقسي المعّرف (الربسع‪ ،‬الثلث‪،‬‬ ‫ك أْزوَا ُ‬ ‫ص ُ َس َ َ‬ ‫*(وَلَك ُس ْ‬
‫م ن ِس ْ‬
‫السدس‪ ،‬الثمن)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذه لنها مضافة‪.‬‬
‫*كلمة حليم في القرآن‪( :‬من برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافي على قناة الشارقة)‬
‫وردت كلمة حليم في القرآن ‪ 15‬مرة عشرة منها ‪ 11‬مرة كإسم من أسماء ال عز وجل الحسنى‪:‬‬
‫ت قُلُو ُبكُمْ وَاللّ ُه غَفُو ٌر حَلِيمٌ (‪ )225‬البقرة)‪.‬‬ ‫سبَ ْ‬ ‫خذُكُ ْم ِبمَا كَ َ‬ ‫‪(.1‬لَا يُؤَا ِ‬
‫خ ُذكُمُ اللّ ُه بِالّلغْ ِو فِي َأ ْيمَا ِنكُمْ وََلكِنْ يُؤَا ِ‬
‫عدُوهُنّ‬ ‫س َت ْذكُرُونَهُنّ وََلكِنْ لَا تُوَا ِ‬ ‫سكُ ْم عَِلمَ اللّهُ َأّنكُ ْم َ‬‫طبَةِ النّسَاءِ أَوْ َأ ْك َننْتُ ْم فِي َأ ْنفُ ِ‬ ‫خ ْ‬
‫ضتُ ْم بِهِ مِنْ ِ‬ ‫ح عََل ْيكُمْ فِيمَا عَرّ ْ‬ ‫جنَا َ‬‫‪(.2‬وَلَا ُ‬
‫س ُكمْ‬ ‫حتّ ى َيبْلُ غَ ا ْل ِكتَا بُ أَجَلَ هُ وَاعَْلمُوا أَنّ اللّ هَ َيعْلَ ُم مَا فِي َأ ْنفُ ِ‬ ‫ع ْقدَةَ ال ّنكَا حِ َ‬ ‫ن تَقُولُوا َقوْلًا َمعْرُوفًا وَلَا َتعْ ِزمُوا ُ‬ ‫سِرّا إِلّا أَ ْ‬
‫عَلمُوا أَنّ اللّ َه غَفُو ٌر حَلِي ٌم (‪ )235‬البقرة)‪.‬‬ ‫حذَرُوهُ وَا ْ‬ ‫فَا ْ‬
‫ي حَلِي ٌم (‪ )263‬البقرة)‪.‬‬ ‫غنِ ّ‬ ‫ص َدقَ ٍة َيتْ َب ُعهَا َأذًى وَاللّ ُه َ‬ ‫خيْ ٌر مِنْ َ‬ ‫ل َمعْرُوفٌ َو َمغْفِرَةٌ َ‬ ‫‪(.3‬قَوْ ٌ‬
‫ع ْنهُ مْ إِنّ اللّ َه غَفُورٌ‬ ‫سبُوا وََل َقدْ عَفَا اللّ ُه َ‬ ‫ض مَا كَ َ‬ ‫ن ِببَعْ ِ‬ ‫شيْطَا ُ‬‫ستَزَّلهُ ُم ال ّ‬ ‫ج ْمعَا نِ ِإنّمَا ا ْ‬ ‫‪(.4‬إِنّ اّلذِي نَ تَوَلّوْا مِ ْنكُ ْم يَوْ َم ا ْلتَقَى الْ َ‬
‫حَلِي ٌم (‪ )155‬آل عمران)‪.‬‬
‫صيّ ٍة يُوصِينَ ِبهَا‬ ‫ن بَ ْعدِ وَ ِ‬ ‫ن مِ ْ‬ ‫جكُمْ إِنْ َلمْ َيكُنْ َلهُنّ وََلدٌ َفإِنْ كَانَ َلهُنّ َوَلدٌ فََلكُ ُم ال ّربُعُ ِممّا تَ َركْ َ‬ ‫ف مَا تَرَكَ أَزْوَا ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪(.5‬وََلكُ ْم نِ ْ‬
‫ن ِبهَا‬‫صيّ ٍة تُوصُو َ‬ ‫ن َبعْدِ وَ ِ‬ ‫ن ِممّا تَ َركْتُ ْم مِ ْ‬ ‫ن كَانَ َلكُمْ وََلدٌ فََلهُنّ الّثمُ ُ‬ ‫َأوْ َديْنٍ وََلهُنّ ال ّربُ ُع ِممّا تَ َركْتُمْ إِنْ َل ْم َيكُنْ َلكُمْ َوَلدٌ فَإِ ْ‬
‫ك َفهُ مْ‬
‫ن كَانُوا َأ ْكثَ َر مِ نْ ذَلِ َ‬ ‫س َفإِ ْ‬ ‫سدُ ُ‬ ‫حدٍ ِم ْن ُهمَا ال ّ‬ ‫ت فَِلكُلّ وَا ِ‬ ‫ث كَلَالَةً أَ ِو امْرَأَ ٌة وَلَ هُ أَ خٌ أَ ْو أُخْ ٌ‬ ‫ل يُورَ ُ‬ ‫جٌ‬ ‫ن كَا نَ رَ ُ‬ ‫َأوْ َديْ نٍ وَإِ ْ‬
‫صيّةً مِنَ اللّهِ وَاللّ ُه عَلِي ٌم حَلِي ٌم (‪ )12‬النساء)‪.‬‬ ‫غيْرَ ُمضَارّ َو ِ‬ ‫ن َ‬ ‫صيّ ٍة يُوصَى ِبهَا َأ ْو دَيْ ٍ‬ ‫ن َبعْدِ وَ ِ‬ ‫ث مِ ْ‬ ‫شُ َركَا ُء فِي الثّلُ ِ‬
‫ع ْنهَا‬‫عفَا اللّ ُه َ‬‫ن ُتبْدَ َلكُ مْ َ‬
‫ل الْقُ ْرآَ ُ‬‫ع ْنهَا حِي نَ ُينَزّ ُ‬ ‫س ْؤكُمْ وَإِ نْ تَ سَْألُوا َ‬ ‫‪ (.6‬يَا َأّيهَا اّلذِي نَ َآ َمنُوا لَا تَ سْأَلُوا عَ نْ أَ ْ‬
‫شيَاءَ إِ نْ ُت ْبدَ َل ُك ْم تَ ُ‬
‫وَاللّ ُه غَفُورٌ حَلِي ٌم (‪ )101‬المائدة)‪.‬‬
‫حهُمْ ِإنّ ُه كَا نَ حَلِيمًا‬ ‫سبِي َ‬‫حمْدِ هِ وََلكِ نْ لَا َتفْ َقهُو نَ تَ ْ‬‫سبّحُ ِب َ‬
‫يءٍ إِلّا يُ َ‬‫سبْعُ وَا ْلأَرْ ضُ َومَ نْ فِيهِنّ وَإِ نْ مِ نْ شَ ْ‬ ‫سمَوَاتُ ال ّ‬ ‫سبّحُ لَ هُ ال ّ‬‫‪(.7‬تُ َ‬
‫غفُورًا (‪ )44‬السراء)‪.‬‬ ‫َ‬
‫ن اللّهَ َلعَلِي ٌم حَلِيمٌ (‪ )59‬الحج)‪.‬‬ ‫‪َ(.8‬لُيدْخَِلّنهُ ْم مُدْخَلًا يَرْضَ ْونَهُ وَإِ ّ‬
‫عيُ ُنهُنّ وَلَا‬
‫ن تَ َقرّ أَ ْ‬
‫عَليْ كَ ذَلِ كَ َأدْنَى أَ ْ‬ ‫جنَا حَ َ‬‫ت فَلَا ُ‬ ‫عزَلْ َ‬
‫ن ا ْبتَ َغيْ تَ ِممّ نْ َ‬ ‫ن تَشَاءُ َومَ ِ‬ ‫‪(.9‬تُرْجِي مَ نْ تَشَا ُء ِم ْنهُنّ َوتُؤْوِي ِإَليْ كَ مَ ْ‬
‫ن بِمَا َآتَ ْي َتهُنّ كُّلهُنّ وَاللّ ُه َيعْلَ ُم مَا فِي قُلُو ِبكُمْ َوكَانَ اللّ ُه عَلِيمًا حَلِيمًا (‪ )51‬الحزاب)‪.‬‬ ‫ضيْ َ‬
‫حزَنّ َويَرْ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن حَلِيمًا غَفُورًا (‪)41‬‬ ‫ح ٍد مِ نْ َب ْعدِ هِ ِإنّ هُ كَا َ‬
‫س َكهُمَا مِ نْ أَ َ‬
‫ن تَزُولَا وََلئِ نْ زَاَلتَا إِ نْ َأ ْم َ‬‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْ ضَ أَ ْ‬ ‫سكُ ال ّ‬ ‫‪(.10‬إِنّ اللّ َه ُيمْ ِ‬
‫فاطر)‬
‫شكُو ٌر حَلِيمٌ (‪ )17‬التغابن)‪.‬‬ ‫سنًا ُيضَاعِفْ ُه َلكُمْ َو َيغْفِرْ َلكُمْ وَاللّهُ َ‬
‫ن تُقْ ِرضُوا اللّ َه قَرْضًا حَ َ‬ ‫‪(.11‬إِ ْ‬
‫ووردت مرتين في ابراهيم ‪:‬‬
‫‪(.1‬إِنّ ِإبْرَاهِيمَ َلأَوّا ٌه حَلِي ٌم (‪ )114‬التوبة)‪.‬‬
‫ب (‪ )75‬هود)‪.‬‬ ‫‪(.2‬إِنّ ِإبْرَاهِي َم َلحَلِيمٌ أَوّا ٌه ُمنِي ٌ‬
‫ووردت مرة في اسماعيل عند البشارة به في قوله تعالى ( َفبَشّ ْرنَا ُه بِغُلَا ٍم حَلِيمٍ (‪ )101‬الصافات)‪.‬‬
‫حلِي ُم الرّشِي ُد (‪.))87‬‬ ‫ت الْ َ‬‫ووردت مرة على لسان قوم شعيب الذين كانوا يستهزئون به في قوله تعالى (ِإّنكَ َلَأنْ َ‬
‫والحل يم ل يأ تي إل بخ ير و هو ال سمت في الخُلُق العر بي فالتزك ية ر بع المه مة المحمد ية لن عل يه يقوم ال مر كله‪ .‬والر سول يقول‪" :‬إن ما‬
‫بُعثـت لتمـم مكارم الخلق" فكأن هذه المهمـة هـي المهمـة الرئيسـية للرسـول ‪ .‬وكمـا أن الشياء توزن والطوال تُقاس فإن وحدة قياس‬
‫خلُق رسول ال لنه هو المثال البشري المنفوق هيّأه تفوقه أن يعيش واحدا فوق الجميع فعاش واحدا بين الجميع‪.‬‬ ‫الخلق هي ُ‬
‫ونلحظ في القرآن الكريم أنه عند البشارة باسماعيل جاءت بقوله تعالى (غلم حليم) فاسماعيل ج ّد العرب حليم فكأن الحلم يتصف به جدّ‬
‫لعرب والحِلم كله خير ول يأتي إل بخير "كاد الحليم أن يكون نبيا"‪.‬‬
‫وفي البشارة باسحق ج ّد اليهود كانت البشارة (غلم عليم) فكأن العلم يتّصف به جدّ اليهود‪.‬‬
‫آية (‪:)14-13‬‬
‫َ‬
‫ن فِيه َا أَبَدًا (‪))23‬‬ ‫خالِدِي َ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن َّ َ‬
‫ه نَاَر َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه فَإ ِ َّ‬ ‫ه َوَر ُ‬ ‫ص الل ّ َ‬ ‫من يَع ْ ِ‬ ‫*قال تعالى في سورة الجن (و َ َ‬
‫من‬ ‫جرِي ِس‬ ‫جنَّا ٍس‬
‫ت تَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫خل ْس ُ‬
‫ه يُد ْ ِ‬‫سول َ ُ‬‫ه وََر ُس‬ ‫من يُط ِسِع الل ّس َ‬ ‫حدُود ُ الل ّسهِ وَس َ‬
‫ك ُ‬ ‫وفسي سسورة النسساء قال تعالى (تِل ْس َ‬
‫خل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫حدُود َهُ يُد ْ ِ‬‫ه وَيَتَعَد َّ ُ‬ ‫سول َ ُ‬‫ه وََر ُ‬ ‫ص الل ّ َ‬ ‫من يَع ْ ِ‬ ‫م (‪ )13‬و َ َ‬ ‫ك الْفَوُْز الْعَظِي ُ‬ ‫ن فِيه َا وَذ َل ِ َ‬
‫خالِدِي َ‬ ‫حتِه َا الَنْهَاُر َ‬
‫تَ ْ‬
‫ن (‪ ))14‬فما الفرق بين خالدين وخالداً؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫مهِي ٌ‬ ‫ب ُّ‬ ‫خالِدًا فِيهَا وَل َ ُ‬
‫ه عَذ َا ٌ‬ ‫نَاًرا َ‬
‫حدُودَهُ‬
‫ن فِيهَا َأبَدًا) وفي النساء ( َومَن َيعْصِ اللّهَ وَ َرسُولَهُ َو َي َتعَدّ ُ‬ ‫ج َهنّمَ خَاِلدِي َ‬
‫الية الكريمة في سورة الجن ( َومَن َيعْصِ اللّهَ وَ َرسُولَ ُه فَإِنّ لَ ُه نَارَ َ‬
‫ب ّمهِينٌ) قال خالدين في سورة الجن بالجمع وخالدا بالفراد في النساء‪ .‬الوعيد بالعذاب في آية النساء أشد‬ ‫عذَا ٌ‬‫ُيدْخِلْ ُه نَارًا خَاِلدًا فِيهَا وَلَ ُه َ‬
‫ب ّمهِينٌ) أشد لنه عذاب بالنار وبالوحدة‪ ،‬في الجن قال خالدين بالجمع لن الجنة فيها نعيمان نعيم الجنة ونعيم‬ ‫عذَا ٌ‬‫( ُيدْخِلْ ُه نَارًا خَاِلدًا فِيهَا وَلَ ُه َ‬
‫الصحبة وهنا قال خالدا يعني منفردا لن الوحدة عذاب حتى لو كان في الجنة‪ ،‬يكون وحده ليس معه أحد ول يتكلم مع أحد هذا شيء ثقيل‬
‫ج َهنّمَ) وقال في‬ ‫جدا‪ .‬إذن مبدئيا العذاب في آية النساء أشد‪ ،‬الوعيد‪ .‬لماذا هو أشد؟ قال في سورة الجن ( َومَن َيعْصِ اللّهَ وَرَسُولَ ُه فَإِنّ لَ ُه نَا َر َ‬
‫حدُودَهُ) هذا زيادة‪ .‬العصيان يعني عدم الطاعة وتعدي الحدود عدم الطاعة ولكن فيها إضافة قد‬ ‫سورة النساء ( َومَن َيعْصِ اللّهَ وَ َرسُولَهُ َو َي َتعَدّ ُ‬
‫ل تَ ْع َتدُوهَا (‪ )229‬البقرة) هذه إضافة إلى‬ ‫ل تَقْ َربُوهَا (‪ )187‬البقرة) (تِ ْلكَ ُ‬
‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬‫تكون هنالك حدود في أمور معينة (تِ ْلكَ ُ‬
‫العصيان لن أحيانا مجرد العصيان ليس بالضرورة كفر مجرد المعصية لن النسان قد يعصي ربه في شرب خمر أو سرقة أو زنا‪َ ( .‬ومَن‬
‫حدُودَهُ) هذه زيادة‪ .‬الجريرة هنا جريرتان عصيان وتعدٍ الحدود‪ ،‬في الجن ذكر العصيان فقط وفي النساء ذكر‬ ‫َيعْصِ اللّهَ َورَسُولَهُ َو َي َت َعدّ ُ‬
‫ب ّمهِينٌ) إضافة إلى النار له عذاب مهين فإذن هنالك سبب دعا إلى هذا الختلف ولذلك ل تجد‬ ‫عذَا ٌ‬
‫العصيان وتعدي الحدود ولذلك قال (وَلَ ُه َ‬
‫في أصحاب الجنة خالدا مطلقا وإنما دائما خالدين لنه ليس هناك وحدة بينما في النار فنجد خالدين وخالدا‪.‬‬
‫حدُودَهُ) تعني مفرد أو جمع؟‬ ‫سؤال‪ :‬ربما تكون (من) هنا للجمع أو للمفرد‪ ،‬هل ( َومَن َيعْصِ اللّهَ وَ َرسُولَهُ َو َي َتعَدّ ُ‬
‫(من) تحتمل لن كلمة خالدين خلّصتها للجمع‪ .‬وأيضا هنالك أمر آخر بياني حسّن استخدام الجمع في آية الجن وهو ذكر اجتماع الكفرة على‬
‫ن عََليْهِ ِلبَدًا (‪ )19‬الجن) هذا اجتماع‪ ،‬هؤلء خالدين بزمرتهم‪ .‬مما حسّن الفراد في آية‬ ‫عبْدُ اللّ ِه َيدْعُو ُه كَادُوا َيكُونُو َ‬ ‫رسوله (وََأنّهُ َلمّا قَا َم َ‬
‫سورة النساء أنهم أقل من المذكورين لنه عصيان وتعدي الحدود فيه قلة ومن ناحية أخرى حسّن القلّة نسبيا‪ .‬إذن من كل وجه صار الفراد‬
‫في آية النساء أنسب في السياق وخالدين في آية الجن أنسب في السياق‪.‬‬
‫حدُودَ ُه يُدْخِلْ ُه نَارًا خَاِلدًا فِيهَا َولَ ُه عَذَابٌ ّمهِينٌ) يتعدى حدود من؟ ال أو‬ ‫سؤال‪ :‬هل لنا أن نفهم في آية النساء ( َومَن َيعْصِ اللّهَ َورَسُولَهُ َو َي َت َعدّ ُ‬
‫الرسول؟ هل العطف يعود على القرب؟‬
‫العطف ليس بالضرورة يعود على القرب لن ما حدّه الرسول هو ما حدّه ال‪ ،‬يعني يتعدى حدوده أي حدود ال‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬قال تعالى في آية النساء (يُدْخِلْ ُه نَارًا خَاِلدًا فِيهَا َولَ ُه عَذَابٌ ّمهِينٌ) هل لنا أن نسقم العذاب بحسب الجريرة‪ ،‬يعني نارا خالدا فيها بسبب‬
‫العصيان وله عذاب مهين بسبب تعدي الحدود؟‬
‫ال أعلم‪ ،‬ليست هنالك قرينة سياقية تحدد صورة معينة للعذاب مع خطيئة محددة‪ .‬ذكر مهين أنهم تعدوا الحدود‪ ،‬استخفوا بحدود ال فأهانهم‬
‫أي أذلّهم‪ ،‬لن العذاب ليس بالضرورة مهين قد يكون فيه عذاب أليم أن تضربه مثلً‪ .‬ليس العذاب مهينا بالضرورة ولهذا هنالك في القرآن‬
‫عذاب عظيم‪ ،‬وشديد ومهين وأليم‪ ،‬عذاب ُمذِل يعني أمام الناس تفضحه وتجعله يفعل أشياء‪.‬‬
‫ن فِيهَا َأبَدًا) وفي النساء (خَاِلدًا فِيهَا) هل تضيف كلمة (أبدا) لخالدين من حيث الدللة الزمنية على القل؟‬ ‫سؤال‪ :‬في الجن قال (خَاِلدِي َ‬
‫ب ّمهِينٌ)‪( .‬أبدا) يعني غير منقطع مستمر‪ .‬الخلود هو البقاء الطويل أيضا هو في‬ ‫عذَا ٌ‬
‫لما يكون تفصيل غالبا تضيف (أبدا) لكن هنا قال (وَلَ ُه َ‬
‫القرآن خالدا لكن (أبدا) تأكيد للمسألة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل هنالك خلود في النار؟ أم من يقضي سيئاته سيخرج ويذهب إلى الجنة؟ ماذا يحتمل سياق الية من الناحية اللغوية؟‬
‫أنا أعرف أن الخلود هو البقاء غير المنقطع والدوام و(أبدا) يؤكد هذا المعنى‪ ،‬هذا الذي أفهمه من اللغة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ليتنا نأتي على كل اليات نقوم بعمل دراسة في القرآن الكريم على من يذهب والعياذ بال أعاذنا منها إلى النار ونبحث مدة البقاء‬
‫ن النّا ِر (‪ )167‬البقرة) وهناك البعض يقول‬ ‫ن مِ َ‬ ‫فيها‪ ،‬هنالك من يجلس في النار وهنالك من (خالدين فيها أبدا) (خالدا فيها) ( َومَا هُم بِخَارِجِي َ‬
‫يقضي ما عليه من السيئات ثم يخرج منها‪.‬‬
‫ل ِمنْهُ وَ ُهوَ فِي الخِ َرةِ مِنَ ا ْلخَاسِرِينَ (‪)85‬‬
‫ل ِم دِينًا فَلَن يُ ْقبَ َ‬
‫غيْ َر الِسْ َ‬
‫إذا كان مسلما يقضي من السيئات ما يقضي ثم يخرج بعدها ( َومَن َي ْبتَغِ َ‬
‫ط (‪ )40‬العراف) معاصي مختلفة‪ ،‬هذا الباب الدخول فيه والكلم فيه يحتاج‬ ‫خيَا ِ‬
‫سمّ الْ ِ‬
‫ل فِي َ‬
‫جمَ ُ‬
‫حتّى يَلِجَ ا ْل َ‬
‫جنّةَ َ‬
‫ل َيدْخُلُونَ الْ َ‬
‫آل عمران) ( َو َ‬
‫لحذر شديد وربنا تعالى ذكر أن من يقتل نفسا بغير نفس خالدا فيها لكن كثير من الناس قال هذه تغليظ عقوبة القتل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل هناك دليل في القرآن على هذا؟‬
‫هم يقولون بالنسبة للمسلم يستندون للحاديث " من قال ل إله إل"‪.‬‬
‫ه‬‫خل ْ ُ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه يُد ْ ِ‬ ‫ه َوَر ُ‬ ‫من يُط ِِع الل ّ َ‬ ‫حدُود ُ الل ّهِ و َ َ‬
‫ك ُ‬‫* في آيات الميراث في سورة النساء قال تعالى (تِل ْ َ‬
‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وََر ُس‬ ‫ص الل ّس َ‬
‫من يَعْس ِ‬ ‫م (‪ )13‬وَس َ‬ ‫ك الْفَوُْز الْعَظِي ُس‬ ‫ن فِيهَسا وَذَل ِس َ‬ ‫حتِهَسا الَنْهَاُر َ‬
‫خالِدِي َس‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫جرِي ِس‬ ‫جنَّا ٍس‬
‫ت تَ ْ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ ))14‬في الجنة قال خالدين فيها وفي النار‬ ‫مهِي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ب ّ‬‫ه عَذ َا ٌ‬ ‫َ‬
‫خالِدًا فِيه َا وَل ُ‬
‫ه نَاًرا َ‬ ‫ْ‬
‫خل ُ‬‫حدُودَهُ يُد ْ ِ‬ ‫َ‬
‫وَيَتَعَد ّ ُ‬
‫قال خالدا فيها فما دللة جمع خالدين في الجنة وأفردها في النار؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ً‬
‫ل ْنهَا ُر خَاِلدِينَ فِيهَا َوذَِلكَ الْفَ ْوزُ ا ْلعَظِيمُ) والية التي بعدها مباشرة‬
‫ح ِتهَا ا َ‬
‫ت تَجْرِي مِن تَ ْ‬ ‫جنّا ٍ‬
‫حدُودُ اللّهِ َومَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَ ُه يُدْخِلْهُ َ‬ ‫(تِ ْلكَ ُ‬
‫ب ّمهِينٌ) في أكثر من مناسبة قلنا في الجنة لم ترد خالدا بالفراد في‬ ‫عذَا ٌ‬‫حدُودَهُ ُيدْخِلْهُ نَارًا خَاِلدًا فِيهَا وَلَ ُه َ‬
‫( َومَن َيعْصِ اللّهَ وَ َرسُولَهُ َو َي َتعَدّ ُ‬
‫عموم القرآن لم يرد في أصحاب الجنة مرة واحدة خالدا ولهذا دللة محددة‪ .‬لما ذكر النار يذكر خالدين ويذكر خالدا لن الوحدة هي عذاب‬
‫لو أدخلته الجنة وليس معه أحد يتكلم معه فهذا عذاب‪ ،‬ولذلك في النار ذكر أمرين ذكر عذاب النار وعذاب الوحدة فقال (يُدْخِلْهُ نَارًا خَاِلدًا‬
‫فِيهَا) أما الجنة لم يذكر خالدا لن دائما فيها اجتماع فيأنس من نعيم الجتماع وما في الجنة من نعيم فقال خالدين‪ .‬ثم هناك أمر آخر لما قال‬
‫يدخله جنات بالجمع معناه أكثر من واحد يدخل (مَنْ) تحتمل المفرد والجمع‪ ،‬عموما أكثر الكلم أنه يبدأ بالمفرد ثم يأتي فيما بعد ما يبين هذا‬
‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْ ِم الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )8‬البقرة) هذا هو الكثر يبدأ بالمفرد المذكر أيا كان ثم يجمع‪ .‬مع‬ ‫س مَن يَقُو ُ‬ ‫الشيء ( َومِنَ النّا ِ‬
‫الجنة قال خالدين لن فيها نعيمان نعيم الجنة ونعيم الصحبة وأما في النار ففيها عذاب النار وعذاب الوحدة وقد تأتي خالدين في النار ولم‬
‫ترد في الجنة خالدا فيها أبدا وخالدا وخالدين تأتي مع النار‪ .‬عذاب أهل النار بالشتراك كأن يكون إهانة يقولون لبعضهم أنت كنت كذا وأنت‬
‫كنت كذا يختصمون وهذا عذاب آخر‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫حدُودُ اللّهِ (‪ )13‬النساء) مشهد ملموس ومحسوس ترسمه عبارة حدود ال فكل منا يعرف حدّه في منزله مثلً فل يجرؤ على دخول حدّ‬ ‫(تِ ْلكَ ُ‬
‫جاره وإن دخل فهو موقن أنه مخالف ومتجاوز حقّه وقد استعمل ربنا تعالى الحدود ليقرّب الفكرة لذهاننا فشرع ال ح ّد ل ينبغي لنا أن‬
‫نتجاوزه‪.‬‬
‫ن (‪ )14‬النساء) إن‬ ‫ب ُّ‬
‫مهِي ٌ‬ ‫خالِدًا ِفيه َا وَل َ ُ‬
‫ه عَذ َا ٌ‬ ‫خل ْ ُ‬
‫ه نَاًرا َ‬ ‫حدُود َهُ يُد ْ ِ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه وَيَتَعَد َّ ُ‬ ‫ص الل ّ َ‬
‫ه َوَر ُ‬ ‫*(و َ َ‬
‫من يَع ْ ِ‬
‫تهديسد المرء بالنار وعيسد وعذاب فإذا أشيسف إليسه الخلود فهذا مسن أشسد ألوان العذاب‪ .‬فمسا فائدة‬
‫ختم الية بقوله تعالى (وله عذاب مهين)؟ (ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫أراد ال تبارك وتعالى أن يهدد الخارجين عن حدوده بألفاظ ترجف القلوب وتقع في قلوبهم موقع الخوف ليتأمل النسان سوء مصيره ولذلك‬
‫ختمت الية بوصف العذاب المهين لن من العرب من ل يخشى كلمة النار ولكنه يأبى الضيم والهانة فقد يحذر الهانة أكثر مما يحذر‬
‫عذاب النار ولذا قال العرب في أمثالهم "النار ول العار"‪.‬‬
‫آية (‪:)15‬‬
‫*ما الفرق بين يتوفى و يدركه الموت؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫يتوفى‪:‬‬
‫ى َيتَ َوفّاهُنّ‬‫حتّ َ‬
‫سكُوهُنّ فِي ا ْل ُبيُوتِ َ‬ ‫شهِدُو ْا فََأ ْم ِ‬
‫ش ِهدُواْ عََل ْيهِنّ أَ ْربَعةً مّنكُ ْم فَإِن َ‬
‫ستَ ْ‬
‫لتِي يَ ْأتِينَ الْفَاحِشَ َة مِن نّسَآ ِئكُ ْم فَا ْ‬ ‫ورد في سورة النساء (وَال ّ‬
‫ل (‪ ))15‬جعل ال تعالى لهن سبيلً بالحدّ عندما نزلت اليات وأخبر الرسول بح ّد مرتكبة الفاحشة‪( .‬يتوفاهن‬ ‫سبِي ً‬‫جعَلَ اللّهُ َلهُنّ َ‬‫ا ْلمَوْتُ أَ ْو يَ ْ‬
‫ل غير منقوص‪ .‬الموت ل يقوم بأخذ الشيء وافيا وإنما أُسند العمل إلى الموت على سبيل التوسع لعلقة‬ ‫الموت) التوفي هو أخذ الشيء كام ً‬
‫السببية لن الموت معناه إنقضاء العمر الذي يؤدي إلى أن تؤخذ روحه وافية غير منقوصة‪ ،‬أنه يتوفّى‪ .‬الموت ليس هو الذي يأخذ الروح‬
‫عبَادِهِ َويُرْسِلُ‬ ‫ق ِ‬ ‫لكن الموت إيذان بانتهاء العمر‪ ،‬ما بقي لهذا النسان من عمره شيء فهو ميّت‪ .‬الذي يتوفى هذه النفس (وَهُ َو الْقَاهِ ُر فَوْ َ‬
‫ن (‪ )61‬النعام) الملئكة التي تأخذ الروح وحتى الرسل الملئكة ليست‬ ‫ل يُفَرّطُو َ‬ ‫سُلنَا وَهُ ْم َ‬ ‫ت تَ َو ّفتْهُ رُ ُ‬
‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْ ُ‬
‫حتّىَ ِإذَا جَاء أَ َ‬ ‫حفَظَ ًة َ‬‫عََل ْيكُم َ‬
‫خرَى إِلَى أَجَلٍ‬ ‫ت َويُرْسِلُ ا ْلأُ ْ‬ ‫سكُ اّلتِي َقضَى عََل ْيهَا ا ْلمَوْ َ‬ ‫ن مَ ْو ِتهَا وَاّلتِي َل ْم َتمُتْ فِي َمنَا ِمهَا َف ُيمْ ِ‬‫هي التي تتوفى النفس لن (اللّ ُه َيتَ َوفّى الْأَنفُسَ حِي َ‬
‫ن (‪ )42‬الزمر) النسبة الحقيقية أي الفاعل الحقيقي لهذا التوفي هو ال سبحانه وتعالى‪ ،‬الملئكة وسيلة‬ ‫سمّى إِنّ فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ لّقَوْ ٍم َيتَ َفكّرُو َ‬ ‫مُ َ‬
‫جمِيعًا (‪)10‬‬ ‫ن يُرِيدُ ا ْلعِزّ َة فَلِلّهِ ا ْلعِزّ ُة َ‬‫والموت سبب‪ .‬ال سبحانه وتعالى ينسب أحيانا الفعل لغيره باعتباره الغير سبب أو مرتبط بأمره (مَن كَا َ‬
‫ن (‪)8‬‬ ‫فاطر) حصر هنا العزة ل عز وجل وحده دون غيره وفي موضع آخر قال (وَلِلّهِ ا ْلعِزّ ُة وَلِرَسُولِهِ وَلِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ وََلكِنّ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ لَا َيعْلَمُو َ‬
‫ى َيتَ َوفّاهُنّ ا ْلمَوْتُ) يعني يستوفي‬ ‫حتّ َ‬
‫المنافقون) إرتباط الرسول بال‪ ،‬هو رسول ال فمنحه ال تعالى العزة‪ .‬كذلك هاهنا لما قال تعالى ( َ‬
‫ى َيتَ َوفّاهُنّ ا ْلمَ ْوتُ) جاء‬ ‫حتّ َ‬ ‫أرواحهن الموت أي يتوفاهن ملئكة الموت‪ .‬قالوا كان ذلك عقوبتهن أوائل السلم فنُسِخ بالحدّ‪ .‬في قوله تعالى ( َ‬
‫اللفظ بالسناد إلى الموت على سبيل التوسع لعلقة السببية لن الموت نهاية العمر فهو سبب الوفاة والذي يتوفى الرواح الرسل من الملئكة‬
‫بأمر من ال سبحانه وتعالى فالذي يتوفى الرواح على الحقيقة هو ال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫يدرك‪:‬‬
‫شّيدَةٍ (‪ ))78‬الية كأنما تصور من ينتقل من مكان إلى آخر هربا من‬ ‫ج مّ َ‬
‫في سورة النساء (َأيْ َنمَا َتكُونُو ْا يُدْرِككّمُ ا ْلمَ ْوتُ وَلَ ْو كُنتُمْ فِي بُرُو ٍ‬
‫الموت والموت يسعى وراءه حتى يدركه أينما كان ولو كان متحصنا في بروج مشيدة قوية الجدران محكمة البواب‪ .‬لما يدركه يكون قريبا‬
‫منه ويقبض بعد ذلك‪ .‬يُفهم من الية أنه يموت قطعا‪ .‬يدرككم أي لما يصل إليكم وسيكون نتيجته مفارقة الحياة‪ .‬وفيه صورة الملحقة‬
‫والهارب الذي يلحقه شيء‪ .‬حتى في المجاز تقول أدركت ما يريد فلن أي تتبعت عباراته بحيث وصلت إلى الغاية من عبارته‪.‬‬
‫جرًا إِلَى اللّهِ وَ َرسُولِهِ‬ ‫سعَةً َومَن يَخْ ُرجْ مِن َب ْيتِهِ ُمهَا ِ‬‫غمًا َكثِيرًا وَ َ‬
‫ض مُرَا َ‬
‫جدْ فِي الَرْ ِ‬ ‫سبِيلِ اللّ ِه يَ ِ‬‫الية الخرى في سورة النساء ( َومَن ُيهَاجِ ْر فِي َ‬
‫غفُورًا رّحِيمًا (‪ ))100‬هو مهاجر لما هاجر هاجر فرارا بدينه وحياته وهو خارج من بيته‬ ‫جرُ ُه عَلى اللّهِ َوكَانَ اللّ ُه َ‬ ‫ت فَ َقدْ َوقَعَ أَ ْ‬
‫ثُ ّم ُيدْ ِركْهُ ا ْلمَوْ ُ‬
‫مهاجرا إلى ال ورسوله كأن الموت يسعى وراءه (ثم يدركه الموت) الخارج من بيته مهاجرا إنما خرج فرارا بدينه من أن يفتنه الكفار فهو‬
‫فا ٌر منهم لكن الموت يتبعه ويدركه في طريق الهجرة وهذا أجره عظيم فقد وقع أجره على ال كما قال تعالى (فإنه ملقيكم) الموت هنا لم‬
‫ن ِمنْهُ َفِإنّهُ مُلَاقِيكُ ْم (‪ )8‬الجمعة)‪.‬‬ ‫ن (قُلْ إِنّ ا ْلمَوْتَ اّلذِي تَ ِفرّو َ‬ ‫يأت فاعلً وإنما إسم إ ّ‬
‫عذَابًا‬
‫عتَ ْدنَا َلهُ ْم َ‬
‫ت النَ َولَ اّلذِينَ َيمُوتُونَ وَهُ ْم كُفّارٌ ُأوْلَـ ِئكَ أَ ْ‬ ‫ت قَالَ ِإنّي ُتبْ ُ‬‫حدَهُمُ ا ْلمَوْ ُ‬ ‫حضَرَ َأ َ‬ ‫حتّى ِإذَا َ‬‫سّيئَاتِ َ‬ ‫ن َيعْمَلُونَ ال ّ‬ ‫ستِ التّ ْوبَةُ لِّلذِي َ‬‫(وََليْ َ‬
‫َألِيمًا (‪ )18‬النساء) التوبة المرفوضة هي التي تكون حين يشرف النسان على الموت ويدرك أنه صار قريبا منه كأن الموت لم يقع بعد بدليل‬
‫أنه استطاع أن يتكلم فهو لم يمت بعد‪ .‬وعلى هذا نقول أن كلمة (حضر) عندما تأتي مع الموت فيها معنى القرب والمشاهدة وكأنه فيها نوع‬
‫من التجسيد للموت كأن الموت حيّ يحضر مع من يحضر حوله من أهل الذي ينازع فيشهد هذا الموت‪.‬‬
‫َ‬
‫ج َهالَةٍ (‪ )17‬النساء) تأمل هذا التعبير اللهي البديع‬ ‫ملُو َ‬
‫ن ال ُّ‬
‫سوَ َء ب ِ َ‬ ‫ة عَلَى الل ّهِ لِل ّذِي َ‬
‫ن يَعْ َ‬ ‫ما التَّوْب َ ُ‬
‫*(إِن َّ َ‬
‫م عدل ربنسا‬
‫فقسد قي ّسد الله سسبحانه وتعالى عمسل السسوء بجهالة فقال (يعملون السسوء بجهالة) فل ِس َ‬
‫تعالى عن وصفه بالجهل فلم يقل يعملون السوء عن جهل؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫الجهالة تطلق على سوء المعاملة وعلى القدام على العمل دون رويّة في حين أن الجهل يعني عدم العلم بالشيء فلو عمل أحد معصية وهو‬
‫غير عالم بأنها معصية فليس يأثم وإنما يجب أن يتعلم ويبتعد عن المعاصي ولذلك حصر ال تعالى السوء بالجهالة دون الجهل لن هذا الفعل‬
‫هو الذي يحب أن يتوب النسان عن فعله‪.‬‬
‫آية (‪:)18‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين فعل حضر وجاء في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫فعل حضر والحضور في اللغة أولً يعني الوجود وليس معناه بالضرورة المجيء إلى الشيء (يقال كنت حاضرا إذ كلّمه فلن بمهنى شاهد‬
‫وموجود وهو نقيض الغياب) ويقال كنت حاضرا مجلسهم‪ ،‬وكنت حاضرا في السوق أي كنت موجودا فيها‪.‬‬
‫أما المجيء فهو النتقال من مكان إلى مكان‪ ،‬فالحضور إذن غير المجيء ولهذا نقول ال حاضر في كل مكان دليل وجوده في كل مكان‪.‬‬
‫وفي القرآن يقول تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله دكّاء) سورة الكهف بمعنى لم يكن موجودا وإنما جاء المر‪ .‬وكذلك قوله تعالى (فإذا جاء‬
‫أمرنا وفار التنور) سورة هود‪ .‬إذن الحضورة معناه الشهود والحضور والمجيء معناه النتقال من مكان إلى مكان‪.‬‬
‫ت النَ َولَ‬ ‫ت قَالَ ِإنّي ُتبْ ُ‬ ‫حدَهُمُ ا ْلمَ ْو ُ‬
‫حضَرَ أَ َ‬ ‫حتّى ِإذَا َ‬ ‫ت َ‬ ‫سّيئَا ِ‬‫ما الفرق الن من الناحية البيانية بين قوله تعالى (وََليْسَتِ التّ ْوبَةُ لِّلذِينَ َي ْعمَلُونَ ال ّ‬
‫عذَابا أَلِيما‪ .‬سورة النساء {‪ )}18‬وفي سورة المائدة‪( :‬يِا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُواْ َ‬
‫شهَادَةُ َب ْينِكُمْ ِإذَا حَضَرَ‬ ‫عتَ ْدنَا َلهُ ْم َ‬
‫ن يَمُوتُونَ وَهُ ْم ُكفّارٌ ُأوْلَـ ِئكَ أَ ْ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫حبِسُو َنهُمَا مِن َبعْدِ‬ ‫ض فََأصَا َب ْتكُم مّصِيبَةُ ا ْلمَ ْوتِ َت ْ‬ ‫لرْ ِ‬ ‫غيْ ِركُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَ َر ْبتُ ْم فِي ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن مِ ْ‬‫ل مّنكُمْ أَ ْو آخَرَا ِ‬ ‫عدْ ٍ‬‫ن ذَوَا َ‬ ‫صيّةِ ا ْثنَا ِ‬‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْتُ حِينَ الْ َو ِ‬ ‫َأ َ‬
‫ن {‪ )}106‬وقوله تعالى في سورة‬ ‫ن ال ِثمِي َ‬‫شهَادَةَ اللّهِ ِإنّا إِذا ّلمِ َ‬
‫ل َن ْكتُمُ َ‬
‫ن ذَا قُ ْربَى َو َ‬ ‫شتَرِي بِهِ َثمَنا وَلَ ْو كَا َ‬ ‫سمَانِ بِاللّهِ إِنِ ا ْر َت ْبتُ ْم لَ نَ ْ‬
‫الصّلَ ِة َفيُقْ ِ‬
‫سحَاقَ‬‫سمَاعِيلَ وَإِ ْ‬ ‫ن مِن َب ْعدِي قَالُو ْا َن ْعبُدُ إِلَـ َهكَ وَِإلَـ َه آبَا ِئكَ ِإبْرَاهِيمَ وَِإ ْ‬ ‫حضَرَ َيعْقُوبَ ا ْلمَ ْوتُ ِإذْ قَالَ ِل َبنِي ِه مَا َت ْعبُدُو َ‬ ‫ش َهدَاء ِإ ْذ َ‬‫البقرة (أَ ْم كُنتُمْ ُ‬
‫ن {‪ )}99‬وفي سورة النعام (وَهُوَ‬ ‫جعُو ِ‬ ‫ل رَبّ ا ْر ِ‬ ‫ت قَا َ‬
‫حدَهُمُ ا ْلمَ ْو ُ‬‫حتّى ِإذَا جَاء أَ َ‬ ‫ن {‪ )}133‬وفي سورة المؤمنون ( َ‬ ‫ِإلَـها وَاحِدا َونَحْنُ لَ ُه مُسِْلمُو َ‬
‫ن {‪.)}61‬‬ ‫ل يُفَرّطُو َ‬ ‫سُلنَا وَهُ ْم َ‬‫ت تَ َو ّفتْهُ رُ ُ‬
‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْ ُ‬
‫حتّىَ ِإذَا جَاء أَ َ‬ ‫ل عََل ْيكُم حَفَظَ ًة َ‬ ‫عبَادِهِ َويُرْسِ ُ‬
‫ق ِ‬ ‫الْقَاهِ ُر فَوْ َ‬
‫القرآن الكريم له خصوصيات في التعبير فهم يستعمل كلمة (بررة) للملئكة وكلمة (ابرار) للمؤمنين‪ .‬وفي كلمة حضر وجاء لكل منها‬
‫خصوصية أيضا‪ .‬حضور الموت يُستعمل في القرآن الكريم في الحكام والوصايا كما في سورة آية سورة البقرة وكأن الموت هو من جملة‬
‫الشهود فالقرآن هنا ل يتحدث عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت فالكلم هو في الحكام والوصايا (إن ترك خيرا الوصية)‬
‫(ووصية يعقوب لبنائه بعبادة ال الواحد)‪.‬‬
‫أما مجيء الموت في القرآن فيستعمل في الكلم عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت كما في آية سورة المؤمنون يريد هذا الذي‬
‫جاءه الموت أن يرجع ليعمل صالحا في الدنيا فالكلم إذن يتعلق بالموت نفسه وأحوال الشخص الذي يموت‪ .‬وكذلك في آية سورة النعام‪.‬‬
‫ويستعمل فعل جاء مع غير كلمة الموت أيضا كالجل (فإذا جاء أجلهم) وسكرة الموت (وجاءت سكرة الموت) ول يستعمل هنا حضر الموت‬
‫لن كما أسلفنا حضر الموت تستعمل للكلم عن أحكام ووصايا بوجود الموت حاضرا مع الشهود أما جاء فيستعمل مع فعل الموت إذا كان‬
‫المراد الكلم عن الموت وأحوال الشخص في الموت‪.‬‬

‫آية (‪:)19‬‬
‫* ما الفرق بين كلمة الكَره بفتح الكاف والكُره بضمها؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن تَ ِرثُوا النّسَا َء كَرْهًا وَلَا‬
‫حلّ َلكُمْ أَ ْ‬
‫الكَره بفتح الكاف هو ما يأتي من الخارج يقابله الطوع كما في قوله تعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا يَ ِ‬
‫جعَلَ اللّهُ‬ ‫ش ْيئًا َويَ ْ‬
‫ن َتكْرَهُوا َ‬ ‫ن كَرِ ْهُتمُوهُنّ َفعَسَى أَ ْ‬ ‫ف فَإِ ْ‬‫ن بِا ْل َمعْرُو ِ‬ ‫ن بِفَاحِشَ ٍة ُم َبيّنَةٍ وَعَاشِرُوهُ ّ‬ ‫ن يَ ْأتِي َ‬‫ض مَا َآ َت ْيتُمُوهُنّ إِلّا أَ ْ‬
‫َتعْضُلُوهُنّ ِل َتذْ َهبُوا ِب َبعْ ِ‬
‫سقِينَ (‪ )53‬التوبة) وقوله تعالى (ثُمّ‬ ‫ل ِم ْنكُمْ ِإّنكُ ْم ُكنْتُ ْم قَ ْومًا فَا ِ‬
‫ن يُتَ َقبّ َ‬‫خيْرًا َكثِيرًا (‪ )19‬النساء) وقوله تعالى (قُلْ َأ ْنفِقُوا طَوْعًا أَ ْو كَرْهًا لَ ْ‬ ‫فِيهِ َ‬
‫ن (‪.))11‬‬ ‫طوْعًا أَ ْو كَرْهًا قَاَلتَا َأ َت ْينَا طَا ِئعِي َ‬‫ن فَقَالَ َلهَا وَِللْأَ ْرضِ ِا ْئتِيَا َ‬ ‫ي دُخَا ٌ‬ ‫سمَاءِ وَهِ َ‬ ‫ستَوَى إِلَى ال ّ‬‫اْ‬
‫خيْرٌ َل ُكمْ‬‫ش ْيئًا وَهُوَ َ‬
‫ن َتكْرَهُوا َ‬ ‫ب عََل ْيكُمُ ا ْل ِقتَالُ وَ ُه َو كُرْهٌ َلكُمْ وَعَسَى أَ ْ‬ ‫أما الكُره بضم الكاف فهو ما ينبعث من الداخل ففي قوله تعالى (كُتِ َ‬
‫ن (‪ )216‬البقرة) جاءت كلمة الكُره لن النسان بطبيعته يكره القتال وكذلك في‬ ‫ش ْيئًا وَهُ َو شَرّ َلكُمْ وَاللّ ُه َيعْلَمُ وََأ ْنتُمْ لَا َتعَْلمُو َ‬ ‫حبّوا َ‬ ‫ن تُ ِ‬
‫عسَى أَ ْ‬‫وَ َ‬
‫سنَةً‬
‫شدّهُ َوبَلَغَ أَ ْر َبعِينَ َ‬ ‫حتّى ِإذَا بَلَغَ أَ ُ‬
‫ش ْهرًا َ‬ ‫حمْلُهُ َو ِفصَالُ ُه ثَلَاثُونَ َ‬ ‫ض َعتْهُ كُرْهًا وَ َ‬ ‫حمََلتْهُ ُأمّ ُه كُرْهًا وَ َو َ‬ ‫ن بِوَاِل َديْهِ إِحْسَانًا َ‬ ‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫قوله تعالى (وَوَ ّ‬
‫عمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُ ّرّيتِي ِإنّي ُتبْتُ إَِل ْيكَ وَِإنّي مِنَ‬ ‫ت عََليّ وَعَلَى وَاِلدَيّ وَأَنْ أَ ْ‬ ‫شكُ َر نِ ْع َم َتكَ اّلتِي َأ ْنعَمْ َ‬
‫عنِي أَنْ َأ ْ‬ ‫قَالَ َربّ أَوْزِ ْ‬
‫ا ْلمُسِْلمِينَ (‪ )15‬الحقاف) الحمل في نفس الم ثقيل ليس مفروضا عليها وإنما آلم الوضع والحمل وأي إنسان ل يريد المشقة لنفسه أصلً‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ل يَحِلّ َلكُ ْم أَن تَ ِرثُو ْا النّسَاء كَرْهًا (‪ )19‬النساء) ل شك أن وقع النهي علة أذن السامع أشد من الخبار فقولك لولدك ل‬
‫(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ‬
‫تفعل هذا فيه من الوعيد والثر أشد من قولك أمنعك من هذا‪.‬‬
‫شيْئًا (‪ )20‬الن ساء)‬
‫ه َ‬
‫من ْس ُ‬ ‫ن قِنطَاًرا َفل َ تَأ ْ ُ‬
‫خذ ُوا ْ ِ‬ ‫حدَاه ُ َّ‬
‫م إِ ْ‬
‫ن َزوْسٍج وَآتَيْت ُس ْ‬ ‫مكَا َ‬‫ل َزوْسٍج َّ‬ ‫ستِبْدَا َ‬
‫ما ْ‬
‫َ‬
‫ن أَردت ُّس ُ‬
‫*(وَإ ِ ْ‬
‫ن قِنطاًرا) فقسد ضرب الله تعالى مثل ً للمهسر بالقنطار فل ِس َ‬
‫م قال‬ ‫َ‬ ‫حدَاهُس َّ‬ ‫م إِ ْ‬
‫انظسر قوله تعالى (وَآتَيْت ُس ْ‬
‫مه على الصل‪ :‬وآتيتم إحداهن مهراً؟ أو نِحلة؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫قنطارا ً ولم يس ِّ‬
‫ش ْيئًا) لربما تبادر إلى أذهاننا أن المهر إن كان كثيرا يحق لنا أن‬
‫خذُو ْا مِنْهُ َ‬
‫المهر يطلق على القليل والكثير فلو حدّده بالمهر ثم أتبعه (فَلَ تَ ْأ ُ‬
‫نأخذ نصيبا ولكن عندما مثّل للمهر بالقنطار وهو كثير جدا ثم نهانا عن الخذ منه علمنا أن المهر مهما قل أو كثر ل يحق لنا أن نقتطع منه‬
‫لنفسنا‪.‬‬
‫آية (‪:)21‬‬
‫ض (‪ )21‬النسساء) تأمسل أسسرار البلغسة القرآنيسة فسي‬ ‫ٍ‬ ‫م إِلَى بَعْس‬
‫ضك ُس ْ‬
‫َ‬
‫ه وَقَد ْ أفْس َ‬
‫ضى بَعْ ُ‬ ‫خذ ُون َس ُ‬‫ف تَأ ْ ُ‬
‫*(وَكَي ْس َ‬
‫ْ‬
‫ه)؟ (ورتسل‬‫خذ ُون َس ُ‬ ‫(وكَي ْس َ‬
‫ف تَأ ُ‬ ‫كلم الله عسز وجسل‪ ،‬ألم يلف نظرك هذا السستفهام أي فسي قوله تعالى َ‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫إنه استفهام خرج إلى معنى آخر وهو التعجب من فعل ذلك الرجل الذي يريد أن يأخذ من صداق زوجه فهذا ليس من المروءة ولذلك ابتدأه‬
‫ال تعالى باستفهام تعجبي‪.‬‬
‫آية (‪:)23‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّسهِ‬ ‫*مسا اللمسسة البيانيسة فسي اسسخدام المفرد مرة والجمسع مرة أخرى فسي اليسة (إ ِ ّل بََلغا ً ِّ‬
‫م َس‬ ‫َ‬
‫ن فِيهَ سا أَبَدا ً {‪)}23‬؟(د‪.‬فاضسسل‬ ‫خالِدِي َ س‬ ‫جهَن ّ سَ َ‬
‫م َ‬ ‫ن لَس ُ‬
‫ه نَاَر َ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه فَإ ِ س َّ‬ ‫ص الل ّ س َ‬
‫ه َوَر ُ س‬ ‫ساَلتِهِ وَ س َ‬
‫من يَعْ س ِ‬ ‫وَرِ س َ‬
‫السامرائى)‬
‫(من) لها لفظ ومعنى ويُعبّر عنها بالواحد أو الجمع‪ ،‬يقال جاء من حضر (اللفظ مفرد مذكر وحقيقتها مفرد أو مثنى أو جمع) وفى سورة‬
‫ج َهنّ َم خَاِلدِينَ فِيهَا َأبَدا {‪.)}23‬‬ ‫ن لَهُ نَارَ َ‬ ‫الجن (إِلّا بَلَاغا مّنَ اللّهِ وَ ِرسَالَاتِ ِه َومَن َيعْصِ اللّهَ وَرَسُولَ ُه فَإِ ّ‬
‫هناك قاعدة نحوية تقول‪ :‬في كلم العرب يراعى المفرد أولً ثم الجمع كما في قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا ‪ ...‬وما هم بمؤمنين)‬
‫وقوله (ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا) وقوله (أل في الفتنة سقطوا) وليس غريبا هذا الستخدام في اللغة‪.‬‬
‫ل على حالة الفراد والتذكير ثم نحملها على معناها‬ ‫(من) في اللغة تستعمل للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث وعادة نبدأ لفظها أو ً‬
‫وهذا هو الفصح عند العرب‪ .‬كما في قوله تعالى (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) (ومن يقنت منكن‬
‫ل ورسوله وتعمل صالحا) نأتي بالفراد والتذكير أولً ثم يؤتى بما يدل على المعنى من تأنيث أو جمع أو تثنية‪.‬‬
‫ب ّمهِينٌ‬
‫عذَا ٌ‬
‫حدُودَ ُه ُيدْخِلْ ُه نَارا خَالِدا فِيهَا وَلَ ُه َ‬
‫وقد جاء في القرآن الكريم استخدام خالدا كما في سورة النساء ( َومَن َيعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ َو َيتَ َعدّ ُ‬
‫ي ا ْلعَظِي ُم {‪ )}63‬وجاءت في سورة‬ ‫ج َهنّ َم خَالِدا فِيهَا ذَِلكَ ا ْلخِزْ ُ‬ ‫{‪ )}14‬وفي سورة التوبة (أَلَ ْم َيعَْلمُواْ َأنّهُ مَن يُحَا ِددِ اللّهَ وَرَسُولَ ُه فَأَ ّ‬
‫ن لَهُ نَارَ َ‬
‫الجن (خالدين) والسبب أن ال تعالى لم يقل (خالدين فيها) في النار مرة واحدة إنما قال (خالدا فيها) أما في الجنة فيقول دائما خالدين فيها‪.‬‬
‫ولن ال تعالى أراد أن يُعذّب أهل النار بالنار وبالوحدة لن الوحدة هي بحد ذاتها عذاب أيضا بينما في الجنّة هناك اجتماع (خالدين‪،‬‬
‫متكئين‪ ،‬ينظرون‪ ،‬يُسقون)‪.‬‬
‫آية (‪:)24(-)23‬‬
‫جناح عليكم) وقوله تعالى (ليس عليكم جناح)؟ السامرائى‬
‫* ما الفرق بين قوله تعالى (ل ُ‬
‫أولً‪ :‬ل جناح عليكم جملة إسمية‪ ،‬و (ل) هنا هي ل النافية للجنس على تضمن من الستغراقية والمؤكّدة دخلت على المبتدأ والخبر‪ ،‬والنحاة‬
‫ل على الثبوت‬‫يقولون أن (ل) في النفي هي بمثابة (إنّ) في الثبات ‪ .‬ومن المسلمات الولية في المعاني أن الجملة السمية أقوى وأثبت وأد ّ‬
‫من الجملة الفعلية ‪ ،‬وعليه يكون (ل جناح عليكم) مؤكّدة كونها جملة إسمية وكونها منفية بـ (ل) هذا من الناحية النحوية‪ .‬أما الجملة (ليس‬
‫عليكم جناح جملة) فهي جملة فعلية ول يمنع كون ليس ناسخا لن المهم أصل الجملة قبل دخول الناسخ عليها‪ .‬هذا من حيث الحكم النحوي‬
‫أن الجملة السمية أقوى وأثبت وأدلّ على الثبوت من الجملة الفعلية‪.‬‬
‫أما من حيث الستعمال القرآني فإذا استعرضنا اليات التي وردت فيها ليس عليكم جناح ول جناح عليكم في القرآن نجد أن ل جناح عليكم‬
‫تستعمل فيما يتعلق بالعبادات وتنظيم السرة وشؤونها والحقوق والواجبات الزوجية والمور المهمة‪ ،‬أما ليس عليكم جناح تستعمل فيما دون‬
‫ذلك من أمور المعيشة اليومية كالبيع والشراء والتجارة وغيرها مما هو دون العبادات في الهمية‪ .‬ونورد اليات القرآنية التي جاءت فيها‬
‫الجملتين‪:‬‬
‫ل جناح عليه‬
‫جنَاحَ‬ ‫ن بَ ْعدِ الْ َفرِيضَ ِة (‪( ))24‬وَلَا ُ‬ ‫ض ْيتُمْ بِ ِه مِ ْ‬
‫ح عََل ْيكُمْ فِيمَا تَرَا َ‬ ‫جنَا َ‬‫ح عََل ْيكُ ْم (‪( ))23‬وَلَا ُ‬ ‫جنَا َ‬‫ن فَلَا ُ‬ ‫في سورة النساء‪( :‬فَإِنْ َل ْم َتكُونُوا دَخَ ْلتُ ْم ِبهِ ّ‬
‫ح عََل ْيهِمَا‬ ‫جنَا َ‬ ‫ت مِنْ َبعِْلهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا ُ‬ ‫ن امْرََأةٌ خَا َف ْ‬ ‫ح َتكُ ْم (‪( ))102‬وَإِ ِ‬ ‫ضعُوا َأسْلِ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫طرٍ أَ ْو ُك ْنتُمْ مَ ْرضَى أَ ْ‬ ‫ن ِبكُمْ َأذًى مِنْ مَ َ‬ ‫ن كَا َ‬ ‫عََل ْيكُمْ إِ ْ‬
‫ت بِ ِه (‬ ‫ح عََل ْي ِهمَا فِيمَا ا ْف َتدَ ْ‬ ‫ف ِبهِمَا (‪ )158‬هذه عبادة‪ ( ،‬فَلَا ُ‬
‫جنَا َ‬ ‫ح عََليْهِ أَنْ يَطّوّ َ‬ ‫ن يُصِْلحَا َب ْي َنهُمَا صُلْحًا (‪ ))128‬وفي سورة البقرة‪ ( :‬فَلَا ُ‬
‫جنَا َ‬ ‫أَ ْ‬
‫‪ )240()236()235()234()233()230()229‬هذه اليات كلها في الحقوق وفي شؤون السرة‪.‬‬
‫ح عََل ْيهِنّ فِي َآبَا ِئهِنّ َولَا َأ ْبنَا ِئهِنّ َولَا ِإخْوَا ِنهِنّ وَلَا َأ ْبنَاءِ ِإخْوَا ِنهِنّ‬ ‫جنَا َ‬‫ح عََل ْيكَ (‪ ))51‬و(لَا ُ‬ ‫جنَا َ‬
‫ن عَزَ ْلتَ َفلَا ُ‬ ‫وفي سورة الحزاب ( َومَنِ ا ْب َت َغيْتَ ِممّ ْ‬
‫ن (‪))10‬‬ ‫ن َتنْكِحُوهُنّ ِإذَا َآ َت ْيُتمُوهُنّ ُأجُورَهُ ّ‬ ‫ح عََل ْيكُمْ أَ ْ‬
‫جنَا َ‬ ‫َولَا َأ ْبنَا ِء أَخَوَا ِتهِنّ وَلَا نِسَا ِئهِنّ وَلَا مَا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنهُنّ (‪ ))55‬وفي سورة الممتحنة (وَلَا ُ‬
‫ليس عليكم جناح‬
‫ن تَ ْقصُرُوا مِنَ الصّلَاةِ إِنْ خِ ْفتُ ْم أَنْ َي ْفتِ َنكُمُ اّلذِينَ َكفَرُوا (‪ ))101‬وفي سورة‬ ‫جنَاحٌ أَ ْ‬‫عَليْكُ ْم ُ‬‫ض فََل ْيسَ َ‬ ‫في سورة النساء (وَِإذَا ضَ َر ْبتُ ْم فِي ا ْلأَرْ ِ‬
‫ن كُ ْنتُمْ‬ ‫شعَرِ ا ْلحَرَامِ وَا ْذكُرُو ُه َكمَا َهدَاكُمْ وَإِ ْ‬ ‫عنْدَ ا ْلمَ ْ‬‫ت فَا ْذكُرُوا اللّ َه ِ‬ ‫ن عَ َرفَا ٍ‬ ‫ضتُ ْم مِ ْ‬
‫ن َت ْبتَغُوا َفضْلًا مِنْ َرّبكُ ْم فَِإذَا َأفَ ْ‬ ‫جنَاحٌ أَ ْ‬ ‫عَليْكُ ْم ُ‬
‫البقرة‪َ ( :‬ل ْيسَ َ‬
‫جنَاحٌ أَلّا َت ْكُتبُوهَا (‪ ))282‬وفي سورة‬ ‫س عََل ْيكُمْ ُ‬ ‫ن تِجَارَةً حَاضِ َر ًة تُدِيرُو َنهَا َبيْ َنكُ ْم فََليْ َ‬ ‫ن َقبْلِهِ َلمِنَ الضّالّينَ (‪ ))198‬وقوله تعالى (إِلّا أَنْ َتكُو َ‬ ‫مِ ْ‬
‫سنُوا‬ ‫ت ثُ ّم اتّقَوْا َوَآ َمنُوا ثُ ّم اتّقَوْا وََأحْ َ‬ ‫عمِلُوا الصّاِلحَا ِ‬ ‫ط ِعمُوا ِإذَا مَا اتّقَوْا وََآ َمنُوا وَ َ‬ ‫ح فِيمَا َ‬ ‫جنَا ٌ‬‫عمِلُوا الصّاِلحَاتِ ُ‬ ‫س عَلَى اّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ‬ ‫المائدة (َليْ َ‬
‫جنَاحٌ أَنْ‬ ‫س عََل ْيهِنّ ُ‬ ‫سكُونَ ٍة فِيهَا مَتَاعٌ َلكُ ْم (‪ ))29‬و (فََليْ َ‬ ‫غيْ َر مَ ْ‬‫خلُوا ُبيُوتًا َ‬ ‫ن تَدْ ُ‬ ‫جنَاحٌ أَ ْ‬
‫س عََل ْيكُمْ ُ‬ ‫سنِينَ (‪ ))93‬وفي النور (َليْ َ‬ ‫ب ا ْلمُحْ ِ‬ ‫وَاللّ ُه يُحِ ّ‬
‫شتَاتًا (‪ ))61‬وفي‬ ‫جمِيعًا أَوْ َأ ْ‬ ‫جنَاحٌ أَنْ َت ْأكُلُوا َ‬ ‫س عََل ْيكُمْ ُ‬ ‫علِي ٌم (‪ ))60‬و(َليْ َ‬ ‫سمِيعٌ َ‬ ‫خيْرٌ َلهُنّ وَاللّهُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫س َتعْفِفْ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫غيْ َر ُمتَبَرّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَ ْ‬ ‫ن ِثيَا َبهُنّ َ‬ ‫ضعْ َ‬‫يَ َ‬
‫خطَ ْأتُ ْم بِ ِه (‪))5‬‬ ‫ح فِيمَا أَ ْ‬ ‫جنَا ٌ‬
‫س عََل ْيكُمْ ُ‬‫سورة الحزاب (وََليْ َ‬
‫وقد ورد في القرآن الكريم آيتان متتابعتان كل منهما تحتوي على إحدى الجملتين فقد قال تعالى في سورة النساء (وَِإذَا ضَ َر ْبتُ ْم فِي ا ْلأَرْضِ‬
‫عدُوّا مُبِينًا (‪ ))101‬وقال تعالى في آية أخرى‬ ‫ن تَ ْقصُرُوا مِنَ الصّلَاةِ إِنْ خِ ْفتُ ْم أَنْ َي ْفتِ َنكُمُ اّلذِينَ َكفَرُوا إِنّ ا ْلكَافِرِينَ كَانُوا َلكُ ْم َ‬ ‫ح أَ ْ‬‫جنَا ٌ‬
‫س عََل ْيكُ ْم ُ‬‫فََليْ َ‬
‫عذَابًا ُمهِينًا (‪))102‬‬ ‫عدّ لِ ْلكَا ِفرِينَ َ‬
‫حذْ َركُمْ إِنّ اللّهَ أَ َ‬ ‫خذُوا ِ‬ ‫ح َتكُمْ َو ُ‬‫ضعُوا أَسْلِ َ‬‫ن تَ َ‬ ‫ن مَطَرٍ أَ ْو ُك ْنتُمْ َمرْضَى أَ ْ‬ ‫ن ِبكُمْ َأذًى مِ ْ‬ ‫ن كَا َ‬‫ح عََل ْيكُمْ إِ ْ‬‫جنَا َ‬
‫(وَلَا ُ‬
‫المر في الولى يتعلق بالضرب في الرض وهو السير في الرض للتجارة أو غيرها ‪ ،‬أما في الثانية فالمر يتعلق بالصلة في موطن‬
‫الجهاد فالية فيها عبادة وفي موطن عبادة أما في الولى فالموطن مختلف لن موطن الجهاد أهم من موطن الراحة والستجمام‪ ،‬والجهاد في‬
‫مقتصد الدين أكثر من الضرب في الرض‪ .‬فجملة (ل جناح عليكم) أقوى لنها جملة اسمية ومؤكدة فيستعملها في المواطن المهمة كاعبادات‬
‫ل ول‬ ‫وتنظيم السرة والمور المهمة‪ .‬وهناك فرق كبير بين (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا) والية الثانية من سورة المائدة مث ً‬
‫شك أن الكل جميعا أو أشتاتا ليس بمنزلة الجهاد‪ .‬وهكذا إذا لحظنا ورود "ل جناح عليكم" و"ليس عليكم جناح" يجب أن ننبته إلى الموطن‬
‫الذي جاءت فيه‪.‬‬
‫ت‬ ‫ت ال ُ ْ‬
‫خ ِس‬ ‫َس‬
‫ت ال ِخ وَبَنَا ُ س‬ ‫م وَبَنَا ُ س‬ ‫خالَتُك ُ س ْ‬‫م وَ َ‬ ‫ماتُك ُ س ْ‬ ‫م َوعَ َّ‬ ‫خوَاتُك ُ س ْ‬ ‫م وَأ َ َ‬ ‫م وَبَنَاتُك ُ س ْ‬ ‫م َهاتُك ُ س ْ‬ ‫م أ ُ َّ‬‫ت عَلَيْك ُ س ْ‬ ‫م ْس‬ ‫حّرِ َ‬‫*( ُ‬
‫جورِكُم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَأ ُ َّ‬
‫َّ‬
‫ح ُ‬ ‫م الل ّت ِي ف ِي ُ‬ ‫م وََربَائِبُك ُ ُ‬ ‫سآئِك ُ ْ‬
‫ت نِ َ‬ ‫م َها ُ‬ ‫ضاعَةِ وَأ َّ‬ ‫ن الَّر َ‬ ‫م َ‬‫خوَاتُك ُم ِّ‬
‫َ‬
‫م وَأ َ‬ ‫ضعْنَك ُ ْ‬ ‫م الل ّت ِي أْر َ‬ ‫م َهاتُك ُ ُ‬
‫ن فَل َ جنا ح عَلَيك ُم وحلَئ ِ ُ َ‬ ‫خلْت ُم بِه ِ َّ‬ ‫م تَكُونُوا ْ د َ َ‬ ‫م اللَّت ِي د َ َ‬
‫ن‬
‫م الذِي َ‬ ‫ل أبْنَائِك ُ ُ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ن فَإِن ل ّ ْ‬ ‫خلْت ُم بِه ِ َّ‬ ‫سآئِك ُ ُ‬ ‫من ن ِّ َ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما (‪ )23‬النساء) في‬ ‫حي ً‬‫ن غَفُوًرا َّر ِ‬ ‫ه كَا َ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ف إ ِ َّ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ما قَد ْ َ‬ ‫ن إَل ّ َ‬ ‫ختَي ْ ِ‬
‫ن ال ْ‬ ‫معُوا ْ بَي ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫م وَأن ت َ ْ‬ ‫صلَبِك ُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫اليسة السسابقة التسي حّرم الله تعالى بهسا نكاح زوجات الب عبّر عسن التحريسم بالنهسي فقال تعالى‬
‫سل َ َ‬ ‫َ‬
‫م عدل عنسه إلى الماضسي فقال‬ ‫ف (‪ ))22‬فل ِس َ‬ ‫ما قَد ْ َس‬ ‫ساء إِل ّ َس‬ ‫م نَس الن ّ ِس َ‬ ‫ح آبَاؤُك ُسم ِّ‬ ‫ما نَك َس َ‬‫حوا ْ َس‬ ‫(وَل َ تَنك ِ ُ‬
‫حّرِمت) ولم يقل ول تنكحوا أمهاتكم؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫( ُ‬
‫إن أسلوب النهي كقولك لبنك ل تلعب الكرة فيه إيحاء بأنه كان يلعب بالماضي ولذلك نهيته عن المستقبل بخلف قولك نُهينا عن لعب النرد‬
‫فهذا يدل على تحريمه سابقا ولحقا ولذلك عبّر عن نكاح زوجات الب بالنهي لن هذا الفعل كان شائعا عند العرب ثم حرّمه السلم‪ .‬أما‬
‫ت عََل ْيكُمْ ُأ ّمهَا ُتكُمْ) ليبين لنا أن‬
‫ح ّرمَ ْ‬
‫نكاح المحارم من المهات والبنات والخوات فهذا لم يكن لدى العرب قبل السلم ولذلك عبّر عنه بقوله ( ُ‬
‫هذا التحريم أمر مقرر سابقا وأتى القرآن ليثبته وهذا ما عبّر عنه ابن عباس بقوله‪ :‬كان أهل الجاهلية يحرّمون ما حرّم السلم إل امرأة‬
‫ل مَا َقدْ سَلَفَ)‪.‬‬
‫خ َتيْنِ َإ ّ‬
‫ن الُ ْ‬
‫ج َمعُواْ َبيْ َ‬
‫الب والجمع بين الختين ولذلك عبّر عنه بالمضارع (وَأَن تَ ْ‬
‫م عَلَى‬
‫ن (‪ )24‬النساء) والبغاء (وََل تُكْرِهُوا فَتَيَاتِك ُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫سافِ ِ‬
‫م َ‬ ‫ن غَيَْر ُ‬ ‫صنِي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫* ما الفرق بين السفاح ( ُّ‬
‫م ْ‬
‫سبِيل ً (‪ )32‬السسسراء)؟‬ ‫ساء َسس‬ ‫ة وَسس َ‬ ‫ن فَا ِ‬
‫ح َ‬
‫ش ً‬ ‫الْبِغَاء (‪ )33‬النور) والزنسسى (وَل َ تَقَْربُوا ْ الّزِن َسسى إِن ّسسَ ُ‬
‫ه كَا َسس‬
‫السامرائى‬
‫ن كَانَ مِن قَوْ ِم مُوسَى َف َبغَى عََل ْيهِمْ (‪ )76‬القصص)‬‫ن قَارُو َ‬
‫البغاء هو الفجور‪ ،‬بغى في الرض أي فجر فيها أي تجاوز إلى ما ليس له‪( .‬إِ ّ‬
‫ك امْرَأَ سَ ْوءٍ‬
‫ن مَا كَانَ َأبُو ِ‬
‫ت هَارُو َ‬
‫خ َ‬
‫ي (يَا أُ ْ‬
‫ي ول يقال للرجل بغ ّ‬ ‫تجاوز الحدّ‪ .‬فهي تجاوزت حدها عندما فعلت هذه الفعلة‪ .‬لذا يقال للمرأة بغ ّ‬
‫َومَا كَانَتْ ُأ ّمكِ َب ِغيّا (‪ )28‬مريم) عند العرب ل يوصف الرجل بالبغيّ في الزنا البغاء للمرأة‪ .‬إشتقاقه اللفظي بغت المرأة إذا فجرت لنها‬
‫تجاوزت ما ليس لها‪ .‬الزنا هو الوطء من غير عقد شرعي‪ .‬البغاء استمراء الزنا فيصير فجورا‪ .‬المسافحة أن تقيم معه على الفجور‪ ،‬تعيش‬
‫معه في الحرام من غير تزويج صحيح‪ .‬المسافحة والسفاح هي القامة مع الرجل من غير تزويج شرعي وهذا أشد لنه تقيم امرأة مع رجل‬
‫على فجور‪ .‬كله فيه زنا والزنا أقلهم‪ ،‬إذا استمرأت الزنا صار فجورا بغاء وإذا أقامت معه بغير عقد شرعي يقال سفاح‪ .‬الرجل يوصف‬
‫بالسِفاح أيضا (غير مسافحين)‪ .‬الزنا يوصف به الرجل والمرأة (والزانية والزاني) أما البغاء والبغي فللمرأة تحديدا والسفاح للرجل والمرأة‪.‬‬
‫وكل كلمة لها دللتها في القرآن الكريم‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مانُك ُس ْ‬
‫م (‪ )24‬النسساء) فسي هذه اليسة قُرِئت المح َس‬
‫صنات‬ ‫ملَك َس ْ‬
‫ت أي ْ َ‬ ‫ساء إِل ّ َس‬
‫ما َ‬ ‫م نَس الن ّ ِس َ‬
‫ت ِ‬‫صنَا ُ‬
‫ح َس‬ ‫*(وَال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫صنات وفي سائر المواضع تقرأ بالفتح‬ ‫ُ‬
‫صنت من زوجها ولم يُقرأ بالكسر المح ِ‬ ‫بالفتح أي التي أح ِ‬
‫صنات من النساء؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬ ‫والكسر فلِم لم تُقرأ والمح ِ‬
‫المحصَنات هي المرأة المتزوجة وسميت محصنة من أحصنها الرجل إذا حفظها واستقل بها عن غيره‪ .‬ويقال محصنة إذا أحصنت نفسها‬
‫حرّمت المحصَنات المتزوجات ولذلك قُرئت الفتح فقط أن‬‫ت عََل ْيكُمْ ُأ ّمهَا ُتكُمْ) أي و ُ‬
‫ح ّرمَ ْ‬
‫بالعفاف‪ .‬هذه الية معطوفة على الية التي قبلها ( ُ‬
‫اللواتي حرم التزوج بهن هن المتزوجات أما المحصِنات أي العفيفات فليس الزواج بهن محرّما بل يُندر أن تبحث عنهن‪.‬‬
‫آية (‪:)25‬‬
‫*ما دللة استعمال (إذا) و(إن) في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(إذا) في كلم العرب تستعمل للمقطوع بحصوله كما في الية‪( :‬إذا حضر أحدكم الموت) ول بد ان يحضر الموت‪( ،‬فإذا انسلخ الشهر‬
‫الحرم) ول بد للشهر الحرم من أن تنسلخ‪ ،‬وقوله تعالى‪( :‬وترى الشمس إذا طلعت) ول بد للشمس من أن تطلع وكقوله‪( :‬فإذا قضيت‬
‫الصلة) ول بد للصلة أن تنقضي‪.‬‬
‫وللكثير الحصول كما في قوله تعالى (فإذا حُييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردوها)‪ .‬ولو جاءت (إذا) و(إن) في الية الواحدة تستعمل (إذا)‬
‫سلُواْ وُجُو َهكُمْ وََأ ْيدِ َيكُمْ إِلَى ا ْلمَرَافِقِ‬ ‫ن آ َمنُو ْا ِإذَا ُقمْتُمْ ِإلَى الصّلةِ فاغْ ِ‬ ‫ل كما في آية الوضوء في سورة المائدة (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬ ‫للكثير و(لن) للق ّ‬
‫ستُمُ‬ ‫لمَ ْ‬‫حدٌ مّنكُم مّنَ ا ْلغَائِطِ أَ ْو َ‬ ‫طهّرُواْ وَإِن كُنتُم مّ ْرضَى أَ ْو عَلَى سَ َفرٍ أَوْ جَاء َأ َ‬ ‫جنُبا فَا ّ‬
‫سكُمْ وََأرْجَُلكُ ْم إِلَى ا ْل َك ْعبَينِ وَإِن كُنتُمْ ُ‬ ‫وَامْسَحُو ْا بِرُؤُو ِ‬
‫طهّ َركُمْ وَِل ُيتِمّ‬‫ج وَلَـكِن يُرِيدُ ِليُ َ‬ ‫ل عََل ْيكُم مّنْ حَرَ ٍ‬ ‫جعَ َ‬
‫سحُو ْا بِوُجُو ِه ُكمْ وََأيْدِيكُم ّمنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ ِليَ ْ‬ ‫طيّبا فَامْ َ‬
‫صعِيدا َ‬ ‫جدُو ْا مَاء َف َت َي ّممُواْ َ‬ ‫النّسَاء َفلَ ْم تَ ِ‬
‫ل لذا‬ ‫ن {‪ )}6‬القيام إلى الصلة كثيرة الحصول فجاء بـ (إذا) أما كون النسان مريضا أو مسافرا أو جنبا فهو أق ّ‬ ‫شكُرُو َ‬ ‫ِن ْع َمتَهُ عََل ْيكُمْ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫جاء بـ (إن)‪.‬‬
‫ت َفمِن مّا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنكُم مّن َف َتيَا ِتكُمُ ا ْلمُ ْؤ ِمنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ‬ ‫صنَاتِ ا ْلمُ ْؤ ِمنَا ِ‬ ‫ستَطِ ْع مِنكُمْ طَ ْولً أَن يَنكِحَ ا ْل ُمحْ َ‬ ‫وكذلك في سورة النساء ( َومَن لّ ْم يَ ْ‬
‫حصِنّ َفإِنْ‬ ‫ن فَِإذَا أُ ْ‬
‫خدَا ٍ‬‫خذَاتِ أَ ْ‬ ‫ل ُمتّ ِ‬ ‫غيْ َر مُسَافِحَاتٍ َو َ‬ ‫ت َ‬‫صنَا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ف مُ ْ‬‫ن بِا ْل َمعْرُو ِ‬ ‫ض فَانكِحُوهُنّ ِبِإذْنِ أَهِْلهِنّ وَآتُوهُنّ أُجُورَهُ ّ‬ ‫ضكُم مّن بَعْ ٍ‬ ‫بِإِيمَا ِنكُ ْم َبعْ ُ‬
‫غفُو ٌر رّحِي ٌم {‪ )}25‬إذا‬ ‫خيْرٌ ّلكُمْ وَاللّهُ َ‬ ‫صبِرُو ْا َ‬ ‫ت ِم ْنكُمْ وَأَن تَ ْ‬ ‫ي ا ْلعَنَ َ‬ ‫ب ذَِلكَ ِلمَنْ خَشِ َ‬ ‫ت مِنَ ا ْل َعذَا ِ‬
‫صنَا ِ‬‫ح َ‬ ‫علَى ا ْلمُ ْ‬ ‫ف مَا َ‬ ‫ن بِفَاحِشَ ٍة َفعََل ْيهِنّ نِصْ ُ‬ ‫َأ َتيْ َ‬
‫جاءت مع (أُحصنّ) ووهذا الكثر أما إن فجاءت مع اللواتي يأتين بفاحشة وهو قطعا أقل من المحصنات‪ .‬وكذلك في سورة الرعد (وَإِن‬
‫صحَابُ النّا ِر ُه ْم فِيهَا‬ ‫عنَا ِقهِمْ وَُأوْلَـ ِئكَ أَ ْ‬ ‫ل فِي أَ ْ‬ ‫ك الَغْلَ ُ‬ ‫جدِيدٍ أُوْلَـ ِئكَ اّلذِينَ كَ َفرُو ْا بِ َرّبهِمْ وَأُوَْل ِئ َ‬ ‫ق َ‬‫ب قَوُْلهُ ْم َأ ِئذَا ُكنّا تُرَابا َأ ِئنّا لَفِي خَلْ ٍ‬
‫ج ٌ‬ ‫ب َفعَ َ‬ ‫َتعْجَ ْ‬
‫ن {‪.)}5‬‬ ‫خَالِدو َ‬
‫وفي سورة الليل (وما يغني عنه ماله إذا تردى) التردّي حاصل والتردي اما أن يكون من الموت او الهلك‪ ،‬او تردى في قبره‪ ،‬او في نار‬
‫جهنم فماذا يغني عنه ماله عندها؟وهذه ليست افتراضا وانما حصولها مؤكد وهي امر حاصل في كل لحظة ولهذا السبب جاء بلفظ (إذا) بدل‬
‫(إن) لن (إذا) مؤكد حصولها) و(إن) مشكوك فيها او محتمل حدوثها‪ .‬وهذه إهابة بالشخص أن ل يبخل او يطغى او يكذب بالحسنى‪،‬إذن ل‬
‫مفر منه فلماذا يبخل ويعسر على الخرين ويطغى ويكذب بالحسنى؟‬
‫وقد وردت إذا في القرآن الكريم ‪ 362‬مرة لم تأتي مرة واحدة في موضع غير محتمل البتّة فهي تأتي إمّا بأمر مجزوم وقوعه أو كثير‬
‫الحصول كما جاء في آيات وصف أهوال يوم القيامة لنه مقطوع بحصوله كما في سورة التكوير وسورة النفطار‪.‬‬
‫أما (إن) فستعمل لما قد يقع ولما هو محتمل حدوثه أو مشكوك فيه أو نادر او مستحيل كما في قوله تعالى (أرأيتم إن جعل ال عليكم الليل‬
‫سرمدا) هنا احتمال وافتراض‪ ،‬و (وإن يروا كِسفا من السماء ساقطا) لم يقع ولكنه احتمال‪ ،‬و(وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الصل أن‬
‫ل يقع ولكن هناك احتمال بوقوعه‪ ،‬وكذلك في سورة (انظر إلى الجبل فإن استق ّر مكانه) افتراض واحتمال وقوعه‪.‬‬
‫آية (‪:)26‬‬
‫م) فما الفرق بينهما؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حكِي ٌ‬
‫م َ‬
‫م) (عَلِي ٌ‬
‫م عَلي ٌ‬
‫حكِي ٌ‬
‫*( َ‬
‫إذا كان السياق في العلم وما يقتضي العلم يقدم العلم وإل يقدم الحكمة‪ ،‬إذا كان المر في التشريع أو في الجزاء يقدم الحكمة وإذا كان في‬
‫حكِي ُم (‪ )32‬البقرة) السياق في العلم فقدّم العلم‪،‬‬ ‫ل عِلْمَ َلنَا ِإلّ مَا عَّل ْمتَنَا ِإّنكَ أَنتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬ ‫سبْحَا َنكَ َ‬ ‫العلم يقدم العلم‪ .‬حتى تتوضح المسألة (قَالُواْ ُ‬
‫ج َتبِيكَ َرّبكَ‬ ‫حكِي ٌم (‪ )26‬النساء) هذا تبيين معناه هذا علم‪َ ( ،‬وكَذَِل َ‬
‫ك يَ ْ‬ ‫ب عََل ْيكُمْ وَاللّ ُه عَلِيمٌ َ‬
‫ن مِن َقبِْلكُمْ َو َيتُو َ‬ ‫سنَنَ اّلذِي َ‬
‫(يُرِيدُ اللّهُ ِليُ َبيّنَ َلكُمْ َو َيهْ ِد َيكُمْ ُ‬
‫حكِيمٌ (‪ )6‬يوسف)‬ ‫ق إِنّ َرّبكَ عَلِي ٌم َ‬ ‫ب َكمَا َأ َت ّمهَا عَلَى َأبَ َو ْيكَ مِن َقبْلُ ِإبْرَاهِيمَ وَِإسْحَ َ‬ ‫ل يَعْقُو َ‬ ‫لحَادِيثِ َو ُيتِمّ ِن ْع َمتَهُ عََل ْيكَ وَعَلَى آ ِ‬ ‫لاَ‬ ‫َو ُيعَّل ُمكَ مِن تَأْوِي ِ‬
‫حكِي ٌم (‪ )71‬النفال) هذه أمور قلبية‪،‬‬ ‫ن ِمنْهُمْ وَاللّ ُه عَلِيمٌ َ‬ ‫ل فََأ ْمكَ َ‬
‫خيَا َن َتكَ َف َقدْ خَانُواْ اللّ َه مِن َقبْ ُ‬
‫فيها علم فقدم عليم‪ .‬قال في المنافقين ( َوإِن يُرِيدُواْ ِ‬
‫حكِي ٌم (‪ )110‬التوبة) من الذي يطلع على القلوب؟ ال‪ ،‬فقدم العليم‪.‬‬ ‫ل ُبنْيَا ُنهُ ُم اّلذِي َبنَوْاْ رِيبَ ًة فِي قُلُو ِبهِمْ ِإلّ أَن تَقَطّ َع قُلُو ُبهُمْ وَاللّ ُه عَلِيمٌ َ‬ ‫ل يَزَا ُ‬‫(َ‬
‫ل مَا شَاء‬ ‫ل النّا ُر َمثْوَاكُ ْم خَاِلدِينَ فِيهَا ِإ ّ‬
‫نأتي للجزاء‪ ،‬الجزاء حكمة وحكم يعني من الذي يجازي ويعاقب؟ هو الحاكم‪ ،‬تقدير الجزاء حكمة (قَا َ‬
‫حكِي ٌم عَلي ٌم (‪ )128‬النعام) هذا جزاء‪ ،‬هذا حاكم يحكم تقدير الجزاء والحكم قدم الحكمة‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون العالم حاكما‬ ‫اللّهُ إِنّ َرّبكَ َ‬
‫سيَجْزِيهِمْ َوصْ َفهُمْ‬‫جنَا وَإِن يَكُن ّميْتَ ًة َفهُ ْم فِيهِ شُ َركَاء َ‬ ‫ل ْنعَا ِم خَاِلصَةٌ ّل ُذكُو ِرنَا َومُحَرّ ٌم عَلَى َأزْوَا ِ‬ ‫ن هَـذِ ِه ا َ‬ ‫ليس كل عالم حاكم‪َ ( .‬وقَالُو ْا مَا فِي بُطُو ِ‬
‫حكِي ٌم عَلِي ٌم (‪ )139‬النعام) هذا تشريع والتشريع حاكم فمن الذي يشرع ويجازي؟ ال تعالى هو الذي يجازي وهو الذي يشرع لما يكون‬
‫ِإنّهُ ِ‬
‫السياق في العلم يقدّم العلم ولما ل يكون السياق في العلم يقدّم الحكمة‪.‬‬
‫آية (‪:)27‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫عَليْكُ ْم ﴿‪ ﴾27‬النساء) إعلن إرادة‪ ،‬أعلن إرادته لعبادة المؤمنين بأن إرادته سبقت أن يتوب على كل‬ ‫ن يَتُوبَ َ‬ ‫فى قول ال تعالى(وَاللّ ُه يُرِيدُ أَ ْ‬
‫ن يَتُوبَ) أن يتوب‪( ،‬يريد ال ليتوب) اتخذ السباب وتاب هذا الوعد تطبق يعني كيف رب العالمين لما أعلن‬ ‫المؤمنين إذا تابوا (وَاللّ ُه يُرِيدُ أَ ْ‬
‫هذه التوبة ثم طبقها قال من استغفر غفرت له وبين الصلتين كفارة ورمضان لرمضان كفارة‪ ،‬نفائس‪ ،‬كظم الغيظ غفار‪ ،‬العفو عن الظالم‬
‫كفارة‪ ،‬بر الوالدين كفارة كل هذه العبادات التي ل حصر لها مما جاء بها النص أنها تغفر الذنوب يعني مثلً (ثلثة ل يضر معها ذنب بر‬
‫الوالدين) رمضان لرمضان كفارة ول يعرف مضاعفات رمضان إل ال هناك أعمال بمثلهما‪ ،‬أعمال بعشرة‪ ،‬أعمال بخمسة عشرة‪ ،‬أعمال‬
‫بخمس وعشرين‪ ،‬أعمال بسبعمائة والصوم ل يعلم مقدار مضاعفاته إل ال وبالتالي رب العالمين لما شرع لك عبادة بهذا الشكل تاب عليك‬
‫عَليْكُمْ) أعلن إرادته قنن القانون شرع التشريع‪( .‬يريد ال‬ ‫ن يَتُوبَ َ‬
‫(رغم أنف عبدٍ أدرك رمضان ولم يغفر له) إذا الفرق بين (وَاللّ ُه يُرِيدُ أَ ْ‬
‫ليتوب) اتخذ السباب وهذه السباب وما أكثرها في هذا الدين‪ .‬كذلك كما قلنا يعني كثيرة حقيقة ما تحصى يعني حوالي ستة عشر أو سبعة‬
‫سِلمِينَ ﴿‪ ﴾72‬يونس) (وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾12‬الزمر) هذا فرق‬ ‫عشر آية في القرآن وتقول الية (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُونَ مِنَ ا ْلمُ ْ‬
‫وهذا فرق يعني على هذا الساس هناك فقط إعلن المر (وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ) اتخذ السباب كاملة وطبعا نحن تعلمنا أنه الن كل فعل أراد‬
‫ويريد إذا جاء بالن والفعل معناها إعلن إذا جاء باللم لم التعليل المضمرة بعدها قل ليتوب‪ ،‬ليعفو‪ ،‬ليضلوا‪ ،‬معناها اتخذوا السباب‬
‫وطبقوا ما وعدوا به وما هددوا به‪.‬‬
‫آية (‪:)28‬‬
‫ن‬
‫سا ُ‬
‫خل ِسقَ الِن َس‬ ‫ف عَنك ُس ْ‬
‫م َو ُ‬ ‫ه أَن ي ُ َ‬
‫خفّ ِس َ‬ ‫* مسا معنسى الضعسف فسي القرآن فسي قوله تعالى (يُرِيد ُ الل ّس ُ‬
‫ضعِيفًا (‪ )28‬النساء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫َ‬
‫شهَوَاتِ أَن َتمِيلُو ْا َميْلً عَظِيمًا (‬ ‫ب عََل ْيكُمْ َويُرِيدُ اّلذِينَ َيّت ِبعُونَ ال ّ‬‫كلمة الضعف ضد القوة إما القوة المادية أو القوة المعنوية‪( .‬وَاللّ ُه يُرِيدُ أَن َيتُو َ‬
‫ضعِيفًا (‪ )28‬النساء) ال تعالى يحب هذا لكم ويرضاه لكم ليس من باب إرادة الفرد وإنما من‬ ‫ق الِنسَانُ َ‬ ‫ف عَنكُمْ وَخُِل َ‬ ‫خفّ َ‬‫‪ )27‬يُرِيدُ اللّهُ أَن يُ َ‬
‫ل عَظِيمًا)‬ ‫شهَوَاتِ أَن َتمِيلُو ْا َميْ ً‬ ‫باب إرادة الحب أن ال تعالى يحب هذا لكم‪ ،‬يرضى لكم أن يتوب عليكم بأن تستغفروا ( َويُرِيدُ اّلذِينَ َيّتبِعُونَ ال ّ‬
‫ضعِيفًا) ما يرتكبه النسان من الثام‬ ‫ن َ‬ ‫ق الِنسَا ُ‬ ‫ف عَنكُمْ َوخُلِ َ‬ ‫الذي طريقه إلى النار يريد الجميع أن يكون طريقهم إلى النار‪( ،‬يُرِيدُ اللّهُ أَن ُيخَفّ َ‬
‫ثقلٌ على جانبه‪ ،‬التشديد في الوامر والطلبات ل تكونوا كبني إسرائيل شددوا فشدد ال تعالى عليهم قال لهم اذبحوا بقرة كان بإمكانهم أن‬
‫يذبحوا اي بقرة لكنهم بدأوا يسألون فصار التضييق عليهم والرسول يقول ‪ ":‬ذروني ما تركتكم وفي رواية دعوني ما تركتكم" بمعنى أنه‬
‫إذا كانت هناك قضية ل أحدثكم بها ل تسألوا عنها‪( .‬الفعل ذر ويذر بالمر والمضارع والماضي منه ميّت لذا استغنوا عنه الفعل ترك) وال‬
‫غفُورٌ‬‫ع ْنهَا وَاللّ ُه َ‬
‫ن تُ ْبدَ َلكُ ْم عَفَا اللّ ُه َ‬
‫ن يُنَزّلُ الْ ُقرْآ ُ‬
‫ع ْنهَا حِي َ‬
‫سأَلُو ْا َ‬
‫شيَاء إِن تُ ْبدَ َلكُ ْم تَسُ ْؤكُمْ وَإِن تَ ْ‬
‫ل تَسَْألُو ْا عَنْ أَ ْ‬‫تعالى يقول (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ‬
‫حَلِي ٌم (‪ )101‬المائدة) دعوها لن ال تعالى تركها رحمة بكم‪.‬‬
‫حفّت النار بالشهوات وحُفّت الجنة‬ ‫هنا الضعف هو الضعف النفسي (وخلق النسان ضعيفا) أي ضعيفا أمام الشهوات لذلك في الحديث " ُ‬
‫بالمكاره" الشيء الذي تريده النفس من الشهوات كإنسان يريد أن يكون ذا مال أو ذا منصب مثلً ويريد أن يتوصل إلى ذلك بالمعصية‬
‫والعياذ بال‪ .‬طبيعة النسان في فطرته هذا الضعف وهذا تثبيت من ال تعالى لخلق النسان أنه ضعيف أمام الشهوات لذلك ينبغي أن يحتاط‬
‫ضعْفٍ‬ ‫ل مِن َبعْدِ َ‬ ‫جعَ َ‬
‫ف ثُمّ َ‬ ‫ضعْ ٍ‬ ‫ويقوي نفسه أمان شهوات الدنيا هكذا ينبغي أن يكون الضعف نقيض القوة‪ ،‬قال تعالى (اللّ ُه اّلذِي خََل َقكُم مّن َ‬
‫ق مَا يَشَاء وَهُوَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َقدِيرُ (‪ )54‬الروم) الضعف الول الذي هو الحيوان المنوي ثم قوي النسان‬ ‫ش ْيبَةً يَخُْل ُ‬
‫ضعْفًا وَ َ‬
‫ل مِن َب ْعدِ قُوّ ٍة َ‬ ‫جعَ َ‬
‫قُوّ ًة ثُ ّم َ‬
‫تدريجيا ثم يعود مرة أخرى ضعيفا‪.‬‬
‫الضعف فيه لغتان‪ :‬بفتح الضاد (الضَعف) وبالضم (الضُعف) جمهور ال ُقرّاء قرأوا (من ضُعف)‪ ،‬رواية ورش عن نافع التي يقرأ بها أهل‬
‫ش ْيبَةً) في المواطن الثلثة في الية‪ .‬هما‬ ‫ضعْفًا وَ َ‬
‫ل مِن َب ْعدِ قُوّةٍ ُ‬ ‫جعَ َ‬‫ف قُوّ ًة ثُمّ َ‬ ‫ضعْ ٍ‬ ‫ل مِن َب ْعدِ ُ‬ ‫جعَ َ‬
‫خلَ َقكُم مّن ضُعف ثُ ّم َ‬ ‫المغرب (اللّهُ اّلذِي َ‬
‫لهجتان عربيتان فصيحتان‪ ،‬الذي قرأ (ضَعف) حفص في أحد وجهيه وعنده وجه آخر يقرأ (ضُعف) وشُعبى يقرأ (ضَعف) وحمزة من‬
‫الكوفيين يقرأ (ضَعف) والباقون يقرأونها (ضُعف) بالضمّ‪ .‬نحن نقرأ بالفتح أحد وجهي حفص عن عاصم وهي لغة فصيحة لكثير من قبائل‬
‫العرب أقرأهم إياها رسول ال وأقرّهم عليها بأمر من ربه‪ .‬لذلك لما يسمع القارئ من المغرب من يقرأ (ضَعف) يعلم أنها قراءة تصح‬
‫الصلة بها وقراءته (ضُعف) قراءة تصح الصلة بها وكلتاهما لهجتان عربيتان فصيحتان نزل بهما جبريل على صدر رسول ال حتى‬
‫ل يعترض أحدٌ على أحد‪.‬‬
‫أما الضِعف بالكسر فيعني المكرر‪ ،‬ضِعف كذا يعني مرة بقدر شيء آخر ضِعفه وليس مرتين كما هو الشائع‪ .‬تقول هذا ضِعف هذا أي بقدره‬
‫فإذا أردت بقدر مرتين تقول ضِعفين‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ضعِيفًا ﴿‪ ﴾28‬النساء) كيف أنت البشر مخلوق من دم ولحم تريد أن تسمع كلمي الحقيقي وأن ترى وجهي؟! ل يمكن‪ ،‬هذا‬ ‫( َوخُلِقَ ا ْلِإنْسَانُ َ‬
‫ليس من قوانينك هذا من قوانينك يوم القيامة لن المشهد يوم القيامة بقوانين أخرى هذا قوانين طين قوانين أرضية من طين خلقنا ثم سوانا‬
‫ونفخ فينا من روحه ونعيش أربعين خمسين مائة سنة ونصير تراب مرة ثانية هذا جسد طيني يعود طين مرة أخرى‪ .‬ولهذا هذا القانون‬
‫ن ﴿‪ ﴾21‬الحشر)‬ ‫قانونك الطيني ل يسمح أن تراني أو أن تسمع صوتي‪ .‬هكذا هو القرآن الكريم ل يمكن ولهذا ال قال (لَوْ َأنْزَ ْلنَا َهذَا ا ْلقُرْآَ َ‬
‫شيَةِ اللّ ِه (‪ )21‬الحشر) وهو جبل صخري‬
‫خْ‬‫صدّعًا مِنْ َ‬
‫شعًا ُمتَ َ‬
‫جبَلٍ لَرََأ ْيتَهُ خَا ِ‬
‫ن عَلَى َ‬ ‫بلغة ال الصلية بصوت ال الصلي (لَوْ َأنْزَ ْلنَا َهذَا الْ ُقرْآَ َ‬
‫ضعِيفًا ﴿‪ ﴾28‬النساء) كيف يمكن أن تسمع صوتي؟! ل يمكن‪ ،‬فرب‬ ‫صار له مليين السنين وهو واقف فكيف وأنت البشر ( َوخُلِقَ ا ْلِإنْسَانُ َ‬
‫ن ُمدّكِ ٍر ﴿‪ ﴾22‬القمر) إذا هذا القرآن هو النسخة العربية التي جعلها ال ولم يكن‬ ‫العالمين من كرمه قال (وََل َقدْ يَسّ ْرنَا الْ ُقرْآَنَ لِل ّذكْ ِر َفهَلْ مِ ْ‬
‫المر كذلك‪ .‬رب العالمين لما نطق ما نطق بلغة عربية نطق بلغته هو التي ل يمكن لعقلك أن يدركها بهذه القوانين كما ل يمكن لعقلك أن‬
‫يدرك وضعه وكونه ومثاله وحتى سمعه وبصره ل يمكن أن تدركه كيف رب العالمين يسمع كل الكون بجزء الثانية؟ إذا كما أن عقلك ل‬
‫يحيط بكل صفاته ولهذا الذين انشغلوا في التاريخ السلمي‪.‬بالذات والصفات كانوا يعبثون أو نقول بعد أن اكتمل لهم دينهم ل باس من أن‬
‫يحاولوا التفكير في هذه القضية والحديث يقول (فكروا في ال ول تفكروا في ذات ال) ل بأس أن تفكر كيف رب العالمين يسمع كيف رب‬
‫العالمين يبصر لكن أن تجعلها قضية حساسة وكل واحد يدّعي أن كلمه هو الحق هذا أشعري وهذا معتزلي وهذا مرجئي كله كان عبثا‬
‫وناس تقتل ناس على هذا كما نفعل الن شيعي وسني ووهابي وكذا باسم العقيدة وكلهم ضالون كل من يقتل مسلما‪....‬‬
‫آية (‪:)29‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ل (‪ )29‬النساء) تأمل هذا التعبير والتصوير اللهي في سلب أموال الناس بعضهم بعضا فقد‬ ‫ل تَ ْأكُلُواْ َأمْوَاَلكُ ْم َبيْ َنكُ ْم بِا ْلبَاطِ ِ‬
‫(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ‬
‫جعل ال تعالى المال كالطعام يلتهمه الظالم ليبين لنا شدة حرصهم على أخذه دون ترك شيء منه ودون إرجاعه أربابه‪ .‬أل ترى أن الطعام‬
‫قبل أن يأكله المرء يمكن أن يُعيده إلى أهله وإذا ما أكله فقد قرر عدم الذعان وإرجاعه وكذلكم آكِل المال‪.‬‬
‫َ‬
‫ما (‪ )29‬النسساء) إن النسسان ل يحتاج إلى النهسي عسن‬
‫حي ًس‬ ‫نس بِك ُس ْ‬
‫م َر ِ‬ ‫ن الل ّس َ‬
‫ه كَا َ‬ ‫م إ ِس َّ‬ ‫*(وَل َ تَقْتُلُوا ْ أنفُس َ‬
‫سك ُ ْ‬
‫م جاء النهي عن قتل النسان نفسه؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫قتل نفسه حتى يحفظها فل ِ َ‬
‫ف والنهي عن قتل المرء‬ ‫انظر إلى هذا البيان اللهي فال تعالى يريد منا أن نصون أرواح الناس وأن ل نعتدي عليها فعبّر عن ذلك بالك ّ‬
‫نفسه لن المؤمنين جسد واحد وروح واحدة فمن قتل أخاه فقد قتل نفسه وذلك لمرين‪ :‬الول بتفكيك المجتمع وخلق العداوة بين أفراده‬
‫والثاني أنه حكم على نفسه بالقتل قصاصا‪.‬‬
‫آية (‪:)32‬‬
‫م َّ‬
‫ما‬ ‫ب ِّ‬
‫صي ٌ‬ ‫سبُوا ْ َولِلن ِّ َ‬
‫ساء ن َ ِ‬ ‫ما اكْت َ َ‬
‫م َّ‬
‫ب ِّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ل نَ ِ‬
‫جا ِ‬‫ر َ‬ ‫ض ل ِّل ّ ِ‬
‫م عَلى بَع ْ ٍ‬
‫ضك ُ ْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه ب ِهِ بَعْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ما فَ َّ‬ ‫منَّوْا ْ َ‬
‫*(وَل َ تَت َ َ‬
‫َ‬
‫ما (‪ )32‬النسساء) لحسظ كيسف أتسى‬ ‫يءٍ عَلِي ًس‬
‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن بِك ُ ِّ‬ ‫ن الل ّس َ‬
‫ه كَا َس‬ ‫ضل ِسهِ إ ِس َّ‬
‫من فَ ْ‬ ‫ه ِس‬ ‫سألُوا ْ الل ّس َ‬ ‫ن وَا ْس‬ ‫سب ْ َ‬ ‫اكْت َس َ‬
‫النهي عن طلب حصول نصيب الخرين بالتمني ولم يأت بالنهي عن الرغبة أو السؤال بينما قال‬
‫(واسألوا الله من فضله) ولم يقل وتمنوا من الله فضله‪ ،‬فما سُّر هذا الستعمال؟(ورتل القرآن‬
‫ترتيلً)‬
‫إن التمني هو طلب الحصول على شيء أقرب ما يكون من المستحيل لذلك عبّر ال تعالى عن تطلّع النفوس إلى ما ليس لها بالتمني لن ذلك‬
‫قسمة من ال تعالى صادرة عن حكمة وتدبير وعلم بأحوال العباد ومن ثمّ ما كان لغيرك فل يكون لك وأما الطلب من ال تعالى فعبّر عنه‬
‫بالسؤال أن ذلك مما يمنّ ال تعالى به على عباده السائلين‪.‬‬
‫آية (‪:)34‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ض (‪ )34‬النساء) انظر إلى البيان اللهي وهذا التمثيل الرباني لحالة الرجل الذي‬
‫ضهُ ْم عَلَى َبعْ ٍ‬
‫ن عَلَى النّسَاء ِبمَا َفضّلَ اللّ ُه َبعْ َ‬
‫ل قَوّامُو َ‬
‫(الرّجَا ُ‬
‫ُوكِل إليه الكسب والحفظ والدفاع عن زوجه‪ .‬فقد شبه اهتمامه بحالة القائم لن شأن القائم الذي يهتم بالمر ويعتني به أن يقف ليدير أمره‪.‬‬
‫آية (‪:)36‬‬
‫‪ )36‬النسساء)؟(د‪.‬فاضسل‬ ‫شرِكُوا ْ ب ِسهِ َ‬
‫شيْئًا (‬ ‫*مسا دللة الشرك فسى قوله تعالى(وَاعْبُدُوا ْ الل ّس َ‬
‫ه وَل َ ت ُ ْ‬
‫السامرائى)‬
‫شيئا فيها احتمالن وليست مثل (ول يشرك به أحدا) أحدا يعني شخص‪( .‬شيئا) فيها دللتان إما شيئا من الشرك لن الشرك هو درجات هناك‬
‫شرك أصغر وشرك أكبر أو شيئا من الشياء كل شيء سواء كان أحدا من الناس أو الصنام أو غيره‪ .‬إذن (ل تشركوا به شيئا) فيها‬
‫دللتان‪ :‬ل تشركوا به شيئا من الشرك ول شيئا من الشياء‪ ،‬ل شيئا من الشرك بأن تستعين بغير ال فالشرك درجات كما أن اليمان‬
‫درجات ول شيئا من الشياء‪.‬‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫حسَانًا (‪ )36‬النساء) يضعها بعد عبادة ال تعالى وكأنها منزلة تالية بعد العبادة مباشرة الحسان‬
‫ش ْيئًا َوبِا ْلوَاِل َديْنِ إِ ْ‬
‫ل تُشْ ِركُو ْا بِهِ َ‬
‫عُبدُواْ اللّهَ َو َ‬
‫(وَا ْ‬
‫إلى الوالدين‪ .‬هذه فيها إشارة إلى عظيم منزلة البوين عند ال‪.‬‬
‫*مسا الفرق بيسن (ذي القربسى)فسى سسورة البقرة و(بذي القربسى)فسى سسورة النسساء؟(د‪.‬أحمسد‬
‫الكبيسى)‬
‫ق بَنِي ِإسْرَائِيلَ لَا َت ْعبُدُونَ إِلّا اللّهَ َوبِالْوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا َوذِي الْ ُق ْربَى ﴿‪ ﴾83‬البقرة) (وذي) واو ذاء ياء ل يوجد باء‪،‬‬ ‫خ ْذنَا مِيثَا َ‬
‫يقول تعالى (وَِإذْ أَ َ‬
‫شيْئًا َوبِالْوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا َو ِبذِي الْ ُق ْربَى﴿‪﴾36‬النساء) عندنا آيتين آية اليهود ( َوذِي الْ ُق ْربَى)‬
‫ش ِركُوا بِهِ َ‬
‫عبُدُوا اللّهَ وَلَا تُ ْ‬
‫الية الخرى للمسلمين (وَا ْ‬
‫آية المسلمين ( َوبِذِي ا ْلقُ ْربَى) الكل يقول لك هذه الباء زائدة يعني ليس لها معنى في الحقيقة ل‪ ،‬فرب العالمين بهذه الباء يرسم ما هو مستقبل‬
‫القربى عند اليهود وما هو مستقبل القربى عند المسلمين أي الترابط السري‪ ،‬التناسب الخَلقي مدى مسؤولية كل واحد في السرة فعندنا نحن‬
‫ناس فروع ابنك وبنتك وأبناؤهم وعندنا أصول أبوك جدك وآباؤهم وعندنا أطراف اللي هم الجناحين أخوة وأخوات وأولدهم وأعمام وعمات‬
‫وهكذا هذا التناسق أين سيكون كاملً بالمائة مائة؟ أين ستكون العناية به كاملة كما أمر ال؟ فرب العالمين يعلم مقدما أنه ما من أمة على‬
‫وجه الرض سوف تصل إلى ما وصل إليه المسلمون من هذا الرحم وهؤلء القربى والكل يشهد بذلك‪ .‬نحن ل يوجد لدينا من يترك أمه‬
‫وأبوه في الملجأ ول يوجد من ل يعرف عمه أو خاله أو من ل يعرف أبوه أو جده هذا مستحيل‪ .‬في حين المم كلها ل تُعنى بهذا اليوم فرب‬
‫العالمين عز وجل عندما ترك الباء بهذه الية الموجهة للمسلمين إشارة إلى أن هذه المة وحدها هي التي سوف تُعنى بالرحام والقارب‬
‫والوالدين والتماسك السري أعمام وأخوال وأجداد وجدات كما ل يمكن أن تفعل أمة أخرى هذا هو أثر الباء‪ ،‬وجودها في آية المسلمين‬
‫وحذفها من آية أخرى لغير المسلمين‪ .‬إتصال من الخ الفهيقي من السعودية‪ :‬هل يعتبر العلم أمانة وإذا كان يعتبر العلم أمانة ما هو الواجب‬
‫نحو هذا العلم؟ الجابة‪ :‬ما من أمانة أثقل من أمانة العلم يوم القيامة ولهذا الذي يشتغل بالعلم إما أن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء‬
‫والصالحين وإما أن يكون أول من تسعر به النار يوم القيامة‪ .‬يقول النبي صلى ال عليه وسلم (يوم القيامة يدخل بعض القراء) القراء يعني‬
‫العلماء (النار قبل عبدة الوثان فيقولون أيبدأ بنا قبل عبدة الوثان؟ فتقول لهم زبانية النار‪ :‬نعم ليس من يعلم كمن ل يعلم) هذه نعرفها‪ ،‬هذه‬
‫مصيبة ولهذا كان الصحابة ل يفتون كما نفعل نحن أنا ونجيب ما في فتوة لكن نسأل ال تعالى أن يغفر لنا عثراتنا ما دمنا بحسن نية‪.‬‬
‫ْ‬ ‫شرِكُوا ْ بِهِ َ‬ ‫*(واعْبُدُوا ْ الل ّ َ‬
‫ه وَل َ ت ُ ْ‬
‫سانًا (‪ )36‬النساء) انظر إلى قوله تعالى‬
‫ح َ‬ ‫شيْئًا وَبِالوَالِدَي ْ ِ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫َ‬
‫(وبالوالدين إحساناً) أل ترى في الفعل أحسن ومصدره الحسان أن يتعدّى بحرف الجر (إلى)‬
‫م عبّر هنا بالء في قوله (وبالوالدين إحسانا)؟ (ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫فنقول أحسن إلى فلن‪ ،‬فل ِ َ‬
‫عدّي بالباء كان متعلقا بمعاملة الذات أي ذات البوين روحا وجسدا وتوقيرهما واحترامهما والنزول عند رغبتهما وامتثال‬ ‫الحسان إذا ُ‬
‫أمرهما وكأنه يقول‪ :‬بِ ّر بوالديك‪ ،‬وهذا ما نوّهت له الية (وبالوالدين إحسانا)‪ .‬أما تعديته بـ (إلى) فذاك يكون عند قصد إيصضال النفع‬
‫المالي ولذلك قال تعالى لقارون (وأحسن كما أحسن ال إليك)‪.‬‬
‫ل (‪ )36‬النساء) إذا عرفت أن السبيل هو الطريق فكيف أُط ٌِ‬
‫ل على المسافر البعيد‬ ‫ن ال َّ‬
‫سبِي ِ‬ ‫*(وَاب ْ ِ‬
‫عن منزله إبن السبيل؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫سمي المسافر البعيد عن منزله الذي ضاقت به السبل إبن السبيل لنه لزم الطريق سائرا مسافرا فنُسب إليه وإذا ما دخل قبيلة عرفوه أنه‬
‫ابن السبيل لن الطريق رمى به إليهم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪﴾36‬‬ ‫سانًا ﴿‬ ‫ن إِ ْ‬
‫ح َس‬ ‫ه وََل ت ُ ْ ِ‬
‫شركُوا ب ِسهِ َ‬
‫شيْئًا وَبِالوَالِدَي ْس ِ‬ ‫(واعْبُدُوا الل ّس َ‬
‫*مسا دللة اقتران العبادة بالتوحيسد َ‬
‫النساء) والتوحيد والوالدين؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫حسَانًا ﴿‪﴾23‬‬ ‫هذا القتران المخيف يعني جعلهم ال عز وجل كتوحيده الشرك وعقوق الوالدين ( َوقَضَى َرّبكَ أَلّا َتعْ ُبدُوا إِلّا ِإيّاهُ َوبِالْوَاِلدَيْنِ إِ ْ‬
‫السراء) ما قضى إل هذا رب العالمين ( َوبِا ْلوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا) ومن كرمه رب العالمين لم يقل حسنا قال إحسانا وهذا تقوم به بسهولة‪ .‬أما‬
‫الحُسن هذا درجة عالية لمن يسّره ال له ولهذا في الفقه السلمي ل يجوز أن تعطي أبوك زكاة لما رب العالمين قال الزكاة لمن؟ قال‬
‫سبِيلِ ﴿‪﴾60‬‬ ‫سبِيلِ اللّهِ وَِابْنِ ال ّ‬ ‫ن عََل ْيهَا وَا ْلمُؤَلّفَ ِة قُلُو ُبهُمْ َوفِي ال ّرقَابِ وَا ْلغَا ِرمِينَ َوفِي َ‬
‫ص َدقَاتُ لِ ْلفُ َقرَاءِ وَا ْلمَسَاكِينِ وَا ْلعَامِلِي َ‬
‫الصدقات (ِإّنمَا ال ّ‬
‫التوبة) لم يقل والبوين‪ ،‬البوان (أنت ومالك لبيك) ما لم تقتنع بأنك عبدٌ عند أبيك وكل ما تملكه إنما هو ملكٌ لبيك فأنت ل تصل إلى‬
‫مرتبة الحُسن ونحن نتكلم الن عن مرحلة الحسن‪ .‬ولهذا النبي صلى ال عليه وسلم قيل له يا رسول ال أي العمل أفضل؟ قال "الصلة على‬
‫وقتها قالوا‪ :‬ثم أيّ؟ قال‪ :‬بر الوالدين" البر مجرد بر الوالدين يعني العمل الثاني بعد الصلة لن الصلة ليس لها بديل وإذا كان البر هكذا فما‬
‫بالك بالحُسن؟! والحسن ل يعمله إل القليل لن هذا يحتاج إلى ثقافة‪ ،‬إلى معرفة بال عز وجل‪ ،‬إلى أن يُعلّم هذا النسان هذا الب المسلم ما‬
‫صيْنَا‬
‫معنى أن تكون مع أبيك حسنا؟ وهكذا أما البر ما دمت إنسانا أنت بك غريزة وميل طبيعي إلى أن تبر بأبويك ولهذا ال قال (وَ َو ّ‬
‫الِْإنْسَانَ) لمجرد كونك إنسانا من عناصر أنسنتك بعد أن أخرجك ال من المملكة الحيوانية وأطلق يديك من الرض فسوّاك فخلقك فعدلك‬
‫أطلق يديك حينئذٍ جعل من عناصر هذه النسنة أن تكون بارا بوالديك تميل إليهما‪ ،‬تنتسب إليهما‪ ،‬لهما حظوة واحترا ٌم عليك وإلى كل‬
‫ل شرحها الذي يطول‪.‬‬ ‫ن أو إحسانٌ أو برٌ ولك ٍ‬ ‫المنظومة التي هي حس ٌ‬
‫ع لهذه الصلة يعتبر خروج عن النسانية؟‬ ‫سؤال‪:‬وهذا الذي يجري الن في العالم المادي من عقوق للوالدين وانقطا ٍ‬
‫بالتأكيد‪ ،‬وثق كل من يغلظ القول لبويه أو يعقهما ليس إنسانا قطعا ناهيك عن كونه ليس مسلما ويقول النبي صلى ال عليه وسلم العقوق‬
‫يدخله النار وإن صلّى وإن صام ل ينفع "ثلثة ل ينفع معهن عمل‪ :‬الشرك بال" المشرك ماذا ينفعه إذا صام وصلى؟ فهو يعبد ال والقبر أو‬
‫ال وحسين ال وعبد القادر أو ال والصنم أو ال والوثن فهذا مهما عمل ل قيمة له "والتولي يوم الزحف وعقوق الوالدين" إذا كان عقوق فقط‬
‫ما قدم لهم الطعام فقط ناهيك عن كونه إحسانا أو حسنا‪ .‬فالقضية خطيرة هما جنتك ونارك أقصر طريق إلى الجنة البوان وأقصر طريق‬
‫إلى النار البوان‪ .‬من الحاديث العجيبة يقول النبي صلى ال عليه وسلم (أكبر الكبائر الشرك بال وعقوق الوالدين) (ثلثة حرّم ال عليهم‬
‫الجنة مدمن الخمر والعاقّ لوالديه والديوث) فتلحظ أنت شخص يصوم ويصلي ومتدين ولكنه عاق لوالديه حسابه كحساب الديوث الذي يرى‬
‫ض هذا ديوث فهذا ما هي قيمته كإنسان؟ والمدمن الخمر من بلغ إلى أن‬ ‫امرأته تزني وهو فرحان أو ساكت نعوذ بال أو ابنته تزني وهو را ٍ‬
‫مات وهو سكران والعاق لوالديه‪" .‬قال‪ :‬يا رسول ال شهدت أن ل إله إل ال وأنك رسول ال وصليت الخمس وصمت رمضان فقال النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ما لم يعق والديه" يعني يسقط من كونه مع النبيين‬
‫ق والديك إذا عققت والديك كل هذا ل قيمة له‪ ،‬ينتهي يعني‬ ‫هو يصلي خمس أوقات الخ قال له أنت مع النبيين والصديقين والشهداء ما لم تع ّ‬
‫ق والديه) ملعون ونحن نتكلم في العقوق والبر يعني الحد الدنى‪ .‬وبالتالي ملعون أي ل يُرحم وفي القول‬ ‫ن من ع ّ‬ ‫كأنك لم تفعل (ملعو ٌ‬
‫(ليرحمنّ ال الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس) هذا يصلي ويصوم لكنه ل يرحم ول رحمة فرب العالمين يرحم السكارى الخ إل‬
‫القتلة والمرابين والعاقين لوالديهم ل يرحمون أبدا يوم القيامة‪ .‬يقول النبي صلى ال عليه وسلم (لعن ال من غيّر تخوم الرض ولعن ال من‬
‫ب والديه) ويكون إما سبهما أو سبّ أحدا فيسب ذلك النسان والديه أيضا‪ .‬حديث آخر (كل الذنوب يؤخر ال فيها ما يشاء إلى يوم القيامة)‬ ‫س ّ‬
‫فعلً تلحظ في بعض الذنوب ترى أثرها في الدنيا قبل الخرة‪ .‬القاتل لبد أن ينال شرا (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دما حراما)‬
‫ولهذا وخاصة إذا كان الدم على عقيدة تتهمه بأنه مشرك كما يحصل الن في العراق ناس تقتل ناس على أساس أنهم كفار أنت شيعي كافر‬
‫ل مُ ْؤ ِمنًا‬
‫ن يَ ْقتُ ْ‬
‫وأنت سني كافر وأنت صوفي كافر وأنت سلفي كافر وأعملوا السيف فيما بينهم حتى سالت دمائهم هذا خالد في النار ( َومَ ْ‬
‫ُم َت َعمّدًا (‪ )93‬النساء) على إيمانه وتصور شخص كافر وخاف منه قال ل إله إل ال وقتله قال له الرسول صلى ال عليه وسلم (أقتلته وقد‬
‫قالها؟! فقال له‪ :‬يا رسول ال قالها فرقا من السيف) فقال له كلم طويل بما معناه أنك أنت خلص يئست من رحمة ال وليس هو فقط ييئس‬
‫إذا واحد رضي بهذا يبعث يوم القيامة مكتوب على جبهته آيس من رحمة ال لنه رضي على هذا القتل‪ .‬أما نحن نتكلم عن القتل العادي‬
‫اعتداء والخ‪ .‬من أجل هذا موضوع مسألة التلعب بالبوين يعني أبدا هما جنتك ونارك ولهذا بعض الذنوب تؤخّر فمهما كان ذنبك ال‬
‫ب الَْأ ْكبَرِ ﴿‪﴾21‬‬ ‫ب الَْأ ْدنَى دُونَ ا ْلعَذَا ِ‬
‫سيحاسبك وممكن يغفر لك لكن هناك ذنوب يعجل ال جزاءها في الدنيا كنموذج (وََلنُذِي َقّنهُ ْم مِنَ ا ْلعَذَا ِ‬
‫السجدة) ومن ضمنها عقوق الوالدين وربما كان من جنس العمل وفي هذا حديث (برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم‪ ،‬عفّوا تعفّ نساؤكم)‪ .‬على كل‬
‫حال الحاديث في هذا معروفة ولكن ليس هذا موضوع الباب ولهذا نقف عند هذا الحد‪ .‬ومن حسن التعامل أن يعين أباه وأمه على أداء‬
‫الصلوات وعلى أداء الفرائض ويحادثهم أوقات الفراغ لكي ل يسأموا وأن يب ّر أصدقاءهم وأن يكرم ضيوفهم إذا جاءوا ومن الحُسن الشديد‬
‫للبوين إذا مات أحدهما أو كلهما أن تب ّر أصدقائهما‪ ،‬من كان أبوك وأمك يبروهم؟ بِرّهم أنت بعد موتهم وهذه فيها نماذج في غاية الروعة‬
‫في التاريخ‪.‬‬
‫عندما كان الرجال رجالً وكان الناس صلحاء ولم يكن هنالك فضائيات ول أمريكا ول إسرائيل الخ المسلمون من المشرق إلى المغرب ومع‬
‫هذا قتل بعضهم قتلً بقسوة غير متناهية كما يفعلون اليوم في العراق وفي غزة وفي الشيشان وأفغانستان بعضهم يذبح بعضا يتهمه بالشرك‬
‫عدّ لَهُ‬‫غضِبَ اللّ ُه عََليْهِ وََل َعنَهُ وَأَ َ‬‫ج َهنّمُ خَاِلدًا فِيهَا وَ َ‬‫ل مُ ْؤ ِمنًا ُم َتعَ ّمدًا (‪ )93‬النساء) يقتله على دينه (فَجَزَا ُؤهُ َ‬
‫ل ل يُغفر ( َومَنْ يَ ْقتُ ْ‬
‫والكفر وهذا قت ٌ‬
‫عذَابًا عَظِيمًا ﴿‪ ﴾93‬النساء) إذا الذنوب التي ل تغفر الشرك أو أن تقتل أحدا يقول ل إله إل ال متهما إياه بالشرك هذان الذنبان ل يغفران‪.‬‬ ‫َ‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ض (‪ )42‬النساء) انظر إلى هذه الصورة التي تشخّص لك هيئة نفوس الكافرين‬‫سوّى ِبهِ ُم الَرْ ُ‬
‫عصَوُاْ الرّسُولَ لَ ْو تُ َ‬
‫(يَ ْو َمئِ ٍذ يَوَدّ اّلذِينَ كَ َفرُواْ وَ َ‬
‫ل مميتا في موقف المواجهة حين يُستدعى الشهود فهي ل تتمنى الموت بل تذهب إلى أشد منه‪ ،‬تتمنى لو‬ ‫التي امتلت خزيا قاتلً وخج ً‬
‫تضاءلت الجساد حتى تصير على سوية الرض‪ .‬ل شك أن هذا التصوير فيه رصد لعمق المعاناة النفسية والشعورية ورصد لبواطن النفس‬
‫س أكثر من التعبير المباشر عن الشعور بالخزي‪.‬‬ ‫وخلجات الحِ ّ‬
‫آية (‪:)43‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )43‬النساء) ليست‬‫ما تَقُولُو َ‬
‫موا ْ َ‬‫ى تَعْل َ ُ‬ ‫سكَاَرى َ َ‬
‫حت ّ َ‬ ‫منُوا ْ ل َ تَقَْربُوا ْ ال َّ‬
‫صلَةَ وَأنت ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫*(ي َا أيُّه َا ال ّذِي َ‬
‫نآ َ‬
‫م عبّر عسن عدم جواز الصسلة للسسكران‬ ‫الصسلة مكانا ً يُقصسد حتسى يؤمسر النسسان أن ل يقربسه فل ِس َ‬
‫بقوله (ل تقربوا الصلة) ولم يقل ل تصلّوا؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫اختيرهذا الفعل دون أن تصلّوا ونحوه للشارة أن تلك حالة منافية للصلة وصاحبها جدير بالبتعاد عن أفضل عمل في السلم وهوالصلة‪.‬‬
‫آية (‪:)44‬‬
‫* ما الفرق بين كلمتى السبيل و سبيل ً ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫قلنا أن الفاصلة ليست مرادة لذاتها ولكنها تأتي التقاطا واللفظ هو المطلوب فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد المعنى المُراد (كما سبق وذكرنا‬
‫في سورة الضحى في استخدام وما قلى في الية (ما ودعك ربك وما قلى) ولم يقل قلك وذكرنا أنه ليس من المناسب أن يذكر ضمير‬
‫المخاطب الكاف مع فعل قلى في حق الرسول ) وقلنا لن كلمة السبيل عندما تقف عليها تقف على السكون والسكون فيه معنى الستقرار‬
‫والسكون و السبيل المعروف هو السلم‪ .‬عندما تأتي كلمة السبيل باللف واللم وهي لم ترد في القرآن إل في ثلثة مواضع منها الية في‬
‫سبِيلَ (‪ ))17‬والسبيل هنا يعني سبيل‬ ‫عبَادِي َهؤُلَاءِ أَ ْم ُهمْ ضَلّوا ال ّ‬‫ن مِنْ دُونِ اللّ ِه َفيَقُولُ أََأ ْنتُمْ أَضْلَ ْلُتمْ ِ‬‫سورة الفرقان ( َويَوْ َم يَحْشُرُ ُهمْ َومَا َي ْعبُدُو َ‬
‫السلم (أل) مع سبيل تعني السلم واليات الست الخرى في سورة الفرقان ليس فيها أل‪ :‬ثلث منها(‪ )44( )42( )34‬ليس فيها مجال إل‬
‫ل يَا‬
‫أن تُنصب والمنصوب في الخر يُم ّد لنه جاءت تمييزا آخر الية منصوب فمُدّت الفتحة وفي الية ( َويَوْ َم َيعَضّ الظّالِ ُم عَلَى يَ َديْهِ َيقُو ُ‬
‫سبِيلًا (‪ ))27‬لم يأت بـ(أل) وجاء بكلمة سبيل منكرة وهنا حتى يشير الى أي سبيل يعني يتمنى لو اتخذ مع‬ ‫ت مَعَ الرّسُولِ َ‬ ‫خذْ ُ‬
‫َل ْي َتنِي اتّ َ‬
‫الرسول سبيلً أي سبيل‪ :‬سبيل المجاهدين‪ ،‬سبيل المنفقين‪ ،‬سبيل الملتزمين بالفرائض‪ ،‬سبيل المحافظين على النوافل‪ ،‬أو غيرهم وكلها تصب‬
‫في سبيل ال‪ .‬وعندما قال سبيلً جعله نكرة بما يضاف اليه‪ .‬وعندما يقول السبيل فهو يعني السلم خالصا فالظالم يعض على يديه يتمنى لو‬
‫ستَطِيعُونَ‬ ‫ل َفضَلّوا فَلَا يَ ْ‬ ‫اتخذ مع الرسول أي سبيل منجي له مع الرسول وليس سبيلً محددا‪ .‬والية الخرى (انْظُ ْر َكيْفَ ضَ َربُوا َلكَ الَْأ ْمثَا َ‬
‫سبِيلًا (‪ ))9‬ايضا ل يستطيعون أي سبيل خير أو أي سبيل هداية‪.‬‬ ‫َ‬
‫نلحظ ان اليات الخرى ‪:‬‬
‫ل (‪ )44‬النساء‬ ‫سبِي َ‬‫ن تَضِلّوا ال ّ‬‫شتَرُونَ الضّلَالَةَ َويُرِيدُونَ أَ ْ‬ ‫‪َ.1‬ألَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ب يَ ْ‬
‫سبِيلَ (‪ )17‬الفرقان‬ ‫عبَادِي هَ ُؤلَاءِ أَ ْم هُ ْم ضَلّوا ال ّ‬ ‫ن مِنْ دُونِ اللّ ِه َفيَقُولُ أََأ ْنتُمْ أَضْلَ ْلتُ ْم ِ‬ ‫‪َ .2‬ويَ ْو َم يَحْشُرُ ُهمْ َومَا َي ْعبُدُو َ‬
‫عيَا َءكُ ْم َأبْنَا َءكُمْ‬
‫جعَلَ َأدْ ِ‬
‫جكُمُ اللّائِي تُظَاهِرُونَ ِم ْنهُنّ ُأ ّمهَا ِتكُمْ َومَا َ‬ ‫ل أَزْوَا َ‬ ‫جعَ َ‬‫ن قَ ْل َبيْنِ فِي جَ ْوفِهِ َومَا َ‬‫ل مِ ْ‬‫جعَلَ اللّهُ ِلرَجُ ٍ‬ ‫‪.3‬مَا َ‬
‫سبِيلَ (‪ )4‬الحزاب‬ ‫ذَِلكُ ْم قَوُْلكُ ْم بَِأ ْفوَا ِهكُمْ وَاللّ ُه َيقُولُ ا ْلحَقّ وَهُ َو َيهْدِي ال ّ‬
‫آية سورة النساء كلمة السبيل في نهاية الية تعني السلم وكل ما قبلها وبعدها جاءت مطلقة إل هذه‪ .‬وعندما نقول السبيل فهي تعني المستقر‬
‫الثابت وكذلك السبيل في آية ‪ 17‬في سورة الفرقان وآية ‪ 4‬في سورة الحزاب ‪ .‬وذكرنا أنه وردت كلمة السبيل مرة بالطلق في سورة‬
‫سبِيلَا (‪( ))67‬سبيل) باللف واللم والطلق بخلف اليات الثلث وقلنا في وقتها‬ ‫ط ْعنَا سَادَ َتنَا َو ُكبَرَا َءنَا َفأَضَلّونَا ال ّ‬
‫الحزاب ( َوقَالُوا َرّبنَا ِإنّا أَ َ‬
‫أنهم في وضع اصطراخ فهم يصطرخون في النار فحتى كلمهم عن السبيل جاء فيه صريخ وامتداد صوت‪ .‬هذه هي الماكن فقط أما‬
‫الماكن الخرى فجاءت كلمة السبيل بدون اطلق ولن نجدها إل عند الوقف مستقرة لنه يراد بها السلم‪.‬‬
‫آية (‪ :)44‬و آية ()‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الْكِتَا ِس‬
‫ب (‪ )44‬النسساء) ل ِس َ‬
‫م قي ّسد ربنسا سسبحانه وتعالى اليتاء‬ ‫م َس‬ ‫ن أوتُوا ْ ن َس ِ‬
‫صيبًا ِّ‬ ‫م تََر إِلَى ال ّذِي َس‬
‫*(أل َس ْ‬
‫بالنصسسيب؟ أي قال (أُوتوا نصسسيبا ً مسسن الكتاب) ولم يجعله مطلقا ً (أوتوا الكتاب)؟ (ورتسسل القرآن‬
‫ترتيلً)‬
‫في هذا التقييد لغة بلغية‪ ،‬أل ترى أن ثمة فرقا واضحا بين من أوتي الكتاب ومن أوتي نصيبا من الكتاب ففي اختيار كلمة نصيبا من‬
‫الكتاب إيحاء بقلة أثر الكتاب في نفوس السامعين‪.‬‬
‫* ما دللة استعمال آتينا وأوتوا ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن بِهِ َومَ ْ‬
‫ن‬ ‫ق تِلَا َوتِهِ أُوَل ِئكَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫ب يَتْلُونَهُ حَ ّ‬‫استعمال آتينا وأوتوا ففي موضع المدح يأتي بـ (آتيناهم) كما في قوله تعالى (اّلذِينَ َآ َت ْينَاهُمُ ا ْل ِكتَا َ‬
‫َيكْفُ ْر بِ ِه فَأُوَل ِئكَ ُهمُ الْخَاسِرُونَ (‪ )121‬البقرة) وفي معرض الذمّ يأتي بـ (أوتوا) كما في قوله تعالى (أَلَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ ا ْل ِكتَابِ‬
‫ق مِنَ اّلذِينَ‬ ‫صدّقٌ ِلمَا َمعَهُ ْم َنبَ َذ فَرِي ٌ‬ ‫ع ْندِ اللّ ِه ُم َ‬
‫ن ِ‬‫ل مِ ْ‬ ‫ل (‪ )44‬النساء) وقوله تعالى (وََلمّا جَاءَهُ ْم رَسُو ٌ‬ ‫سبِي َ‬‫ن تَضِلّوا ال ّ‬ ‫ن الضّلَالَةَ َويُرِيدُونَ أَ ْ‬ ‫شتَرُو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن (‪ )101‬البقرة)‪.‬‬
‫ظهُورِ ِه ْم كََأّنهُمْ لَا َيعَْلمُو َ‬
‫ب اللّهِ وَرَاءَ ُ‬‫ب ِكتَا َ‬ ‫أُوتُوا ا ْل ِكتَا َ‬
‫آية (‪:)46‬‬
‫ن بَعْدِ‬
‫م ْ‬ ‫ن الْكَل ِ َ‬
‫م ِ‬ ‫حّرِفُو َ‬
‫ضع ِهِ ﴿ ‪ ﴾46‬النساء)و(ي ُ َ‬
‫موَا ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن الْكَل ِ َ‬
‫م عَ ْ‬ ‫حّرِفُو َ‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى (ي ُ َ‬
‫ضعِهِ ﴿‪ ﴾41‬المائدة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫موَا ِ‬
‫َ‬
‫يحرفون من بعد مواضعه من ساعة نزوله يكذبون على ال عز وجل وقد كذبوا على موسى قال لهم‪ :‬قولوا حطة قالوا‪ :‬زمحيطة من أول‬
‫يوم‪ .‬إذا ًهناك تحريف في التوراة والنجيل من يوم ما نزل‪ ،‬ورب العالمين أثبت هذا والتاريخ أثبت هذا وعلماؤهم يثبتون هذا‪( .‬يُحَ ّرفُونَ‬
‫ضعِهِ) هذا على امتداد التاريخ وتعرفون التاريخ كما أن هناك أبحاث كثيرة عن الجهود التي خاصة عن طريق اليهود الذين‬ ‫ن مَوَا ِ‬
‫ا ْلكَلِ َم عَ ْ‬
‫حرفوا التوراة والنجيل تحريفا يكاد يكون مسخا لكل الكتابين الكريمين‪.‬‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫ضعِ ِه (‪ )46‬النساء) أن كلماته ل تفي بها‬
‫ح ّرفُونَ ا ْلكَلِ َم عَن مّوَا ِ‬ ‫ن هَادُو ْا يُ َ‬ ‫استخدم القرآن كلمات كجمع قلة واستخدم كلِم بالجمع (مّنَ اّلذِي َ‬
‫ج ْئنَا ِب ِمثْلِهِ َم َددًا (‪ )109‬الكهف)القلم تفنى والبحر ينفد‬
‫ت َربّي وَلَوْ ِ‬‫ح ُر َقبْلَ أَن تَن َف َد كَِلمَا ُ‬
‫البحار(قُل لّ ْو كَانَ ا ْلبَحْ ُر ِمدَادًا ّلكَِلمَاتِ َربّي َل َن ِفدَ ا ْلبَ ْ‬
‫ويجف ول تنفذ كلمات الرحمن‪ .‬فكيف بالكلِم؟! ما قل من كلمة ل تفي بها هذه البحار والقلم فكيف بالكلِم؟!‬
‫آية (‪:)47‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫معَك ُسم ( ‪ )47‬النسساء) انظسر إلى تناسسب‬ ‫صسدِّقًا ل ِّس َ‬
‫ما َ‬ ‫ما نََّزلْن َسا ُ‬
‫م َ‬ ‫منُوا ْ ب ِس َ‬ ‫ن أوتُوا ْ الْكِتَا َس‬
‫بآ ِ‬ ‫*(ي َسا أيُّهَسا ال ّذِي َس‬
‫الل فظ مع المعنى في القرآن فهنا قال (أوتوا الكتاب) بينما قال في آية أخرى (أوتوا نصيبا ً من‬
‫الكتاب يشترون الضللة) فما الحكمة من هذا الختلف بين اليتين؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫لعلك أدركت أن قوله تعالى (أوتوا نصيبا من الكتاب) جاء في مقام التعجيب والتوبيخ فناسبه كلمة (نصيبا) للشارة إلى قلة علمهم الذي‬
‫أخذوه من الكتاب بينما في قوله تعالى (أوتوا الكتاب) صيغت هذه الية في مقام الترغيب فناسبه لفظ (أوتوا الكتاب) الذي يؤذن بأنهم شُرّفوا‬
‫بإيتاء التوراة وما ذاك إل ليثير اهتمامهم وهمتهم للتخلق بسمات الراسخين منهم‪.‬‬
‫آية (‪:)48‬‬
‫ما‬
‫فُر َ‬ ‫شَر َس‬
‫ك ب ِهِ وَيَغْ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫َس‬
‫فُر أ ْ‬ ‫ه َل يَغْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن الل َّس‬
‫* ما دللة الختلف ب ين ختام اليات في سسورة الن ساء (إ ِس َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫شَر َ‬
‫ك‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ه َل يَغْفُِر أ ْ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ما عَظِيما ً(‪( ) )48‬إ ِ َّ‬ ‫ك بِالل ّهِ فَقَدِ افْت َ ََ‬
‫رى إِث ْ ً‬ ‫شر ِ ْ‬‫ن يُ ْ‬
‫م ْ‬ ‫شاءُ وَ َ‬ ‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫دُو َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫َ‬
‫ضلل بَعِيدًا (‪))116‬؟‬ ‫ضل َ‬ ‫شرِك بِاللهِ فقَد ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شاءُ وَ َ‬ ‫م ْ‬‫ن ذَل ِك ل ِ َ‬‫ما دُو َ‬‫بِهِ وَيَغْفُِر َ‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫هذا المر متعلق في الكلم في فواصل اليات‪ .‬صدر اليتين واحد وكلتا اليتين في سورة النساء‪ .‬ختمت الولى (فقد افترى إثما عظيما)‬
‫والثانية (فقد ضل ضلل بعيدا) ذكرنا سابقا أن هذا المر حتى يتضح ينفعنا العودة إلى السياق لماذا اختار هذه الفاصلة دون تلك؟‪ .‬الية‬
‫ص ّدقًا ّلمَا َم َعكُم‬
‫ب آ ِمنُو ْا ِبمَا نَزّ ْلنَا مُ َ‬
‫الولى (فقد افترى إثما عظيما) هذه الية نزلت في أهل الكتاب قبلها قال تعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ أُوتُواْ ا ْل ِكتَا َ‬
‫سبْتِ َوكَانَ َأمْرُ اللّ ِه َم ْفعُولً (‪ ))47‬أهل الكتاب نزل عليهم كتاب‬ ‫طمِسَ وُجُوهًا َفنَ ُردّهَا عَلَى َأ ْدبَارِهَا أَ ْو نَ ْل َعنَهُ ْم َكمَا َل َعنّا َأصْحَابَ ال ّ‬ ‫مّن َقبْلِ أَن نّ ْ‬
‫نزل بالتوحيد ل بالشرك فعندما يشركون يكونون قد افتروا على ال هم يفهمون الناس أنه نزل بالشرك إما بالتثليث أو عزير ابن ال أو‬
‫غيرها من القاويل ينسبونها إلى ال وإلى الكتب يقولون هذا هو الذي نزل‪ ،‬هذا افتراء فختم الية (فقد افترى إثما عظيما) لنهم كذبوا على‬
‫ال‪ ،‬افترى يعني كذب والثم هو الذنب‪ .‬إذن لما كانت الية في أهل الكتاب هم افتروا واكتسبوا إثما‪ .‬هذه مسألة والمسألة الخرى أن السياق‬
‫شتَرُونَ الضّلَلَةَ) (مّنَ اّلذِينَ‬ ‫أصلً في ارتكاب الثام إضافة إلى هذا‪ ،‬إضافة إلى أنهم افتروا واكتسبوا إثما السياق هو في ارتكاب الثام (يَ ْ‬
‫ن عَلَى اللّ ِه ال َكذِبَ) (أَلَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ أُوتُو ْا نَصِيبًا مّنَ ا ْل ِكتَابِ‬
‫ف يَ ْفتَرُو َ‬
‫ضعِهِ) (وََلكِن ّل َع َنهُمُ اللّ ُه ِبكُفْرِهِمْ) (انظُ ْر كَي َ‬ ‫هَادُواْ ُيحَ ّرفُونَ ا ْلكَلِ َم عَن مّوَا ِ‬
‫جبْتِ وَالطّاغُوتِ) هذه كلها آثام إذن ناسب ختم الية (فقد افترى إثما عظيما)‪ .‬الية الثانية في كفار قريش لم يعرفوا كتابا‪ ،‬ل‬ ‫يُ ْؤ ِمنُونَ بِالْ ِ‬
‫يعلمون شيئا غافلين لم ينزل إليهم كتاب وإنما هم ضالون‪ .‬إذن هناك فرق في الية الولى نزل عليهم كتاب فافتروا أما الثانية فلم ينزل إليهم‬
‫ل مِن َبعْ ِد مَا َتبَيّنَ لَهُ ا ْل ُهدَى) تبين له الهدى وشاقق الرسول هذا‬ ‫كتاب فهم ضالين إضافة إلى أن السياق في الضلل ( َومَن يُشَاقِقِ الرّسُو َ‬
‫لمَ ّن َيّنهُمْ وَلمُ َرنّهُمْ) إذن الية الثانية في سياق الضلل إضافة إلى أنها نزلت في أناس لم‬ ‫سبِيلِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) ( َولُضِّلّنهُمْ َو ُ‬‫غيْرَ َ‬
‫ضلل‪َ ( ،‬و َيّتبِعْ َ‬
‫ينزل إليهم كتاب ول عرفوه فهم ضالون السياق في الضلل أيضا‪ .‬أما في الية الولى فإضافة إلى أنهم أهل كتاب غيّروا وافتروا وحرّفوا‬
‫السياق في ارتكاب الثام إذن من كل ناحية كل فاصلة ناسبت السياق الذي وردت فيه (فقد افترى إثما عظيما) مناسبة للسياق ولمن نزلت‬
‫فيهم والية الثانية (فقد ضل ضللً بعيدا) مناسبة للسياق ولمن نزلت فيهم‪.‬‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫طمِسَ وُجُوهًا َفنَ ُردّهَا‬ ‫ص ّدقًا ّلمَا َم َعكُم مّن َقبْلِ أَن نّ ْ‬ ‫هذه الية الولى هي قول ال سبحانه وتعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ أُوتُواْ ا ْل ِكتَابَ آ ِمنُواْ ِبمَا نَزّ ْلنَا مُ َ‬
‫ل (‪ ))47‬إذن الكلم هنا موجّه لهل الكتاب ونشدد على كلمة (مصدقا)‪،‬‬ ‫سبْتِ َوكَانَ َأمْرُ اللّ ِه مَ ْفعُو ً‬ ‫صحَابَ ال ّ‬ ‫عَلَى َأدْبَارِهَا َأوْ نَ ْل َع َنهُ ْم َكمَا َل َعنّا أَ ْ‬
‫ك بِاللّهِ‬
‫ن يُشْ ِر ْ‬ ‫ش ِركْ بِاللّ ِه فَ َقدِ ا ْفتَرَى ِإ ْثمًا عَظِيمًا (‪ ))48‬ختام هذه الية ( َومَ ْ‬ ‫ن يَشَاءُ َومَنْ يُ ْ‬ ‫ن ذَِلكَ ِلمَ ْ‬ ‫ك بِهِ َو َيغْفِ ُر مَا دُو َ‬
‫ن يُشْ َر َ‬ ‫(إِنّ اللّهَ لَا َيغْفِرُ أَ ْ‬
‫ضلّ ضَلَالًا َبعِيدًا)‪ .‬في‬ ‫ك بِاللّهِ َف َقدْ َ‬ ‫ن يُشْ ِر ْ‬ ‫ش َركَ بِهِ َو َيغْفِ ُر مَا دُونَ ذَِلكَ ِلمَنْ يَشَاءُ َومَ ْ‬ ‫عظِيماً)‪ ،‬الية ‪( 116‬إِ ّ‬
‫ن اللّهَ لَا َيغْفِ ُر أَنْ يُ ْ‬ ‫َف َقدِ ا ْفتَرَى ِإ ْثمًا َ‬
‫الية الولى قال‪ :‬فقد إفترى إثما عظيما وفي الثانية‪ :‬فقد ضل ضللً بعيدا‪ ،‬لماذا انتهت الية الولى هكذا و لماذا انتهت الية الثانية هكذا؟‬
‫معنى الشِرك بال سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫قبل أن نجيب على هذا السؤال يجب أن نوضح مسألة (ومن يشرك بال) لنه عندنا حديث أحب أن يسمعه المشاهدون ونقلت الحديث من‬
‫"الترغيب والترهيب"‪ " :‬قال‪ :‬خطبنا أبو موسى الشعري فقال‪ :‬يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد ال بن‬
‫حزن وقيس بن المضارب فقال‪ :‬وال لتخرجن مما قلت أو لنأتينّ عمر مأذون لنا أو غير مأذون‪ ،‬قال‪ :‬بل أخرج مما قلت‪ ،‬خطبنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ذات يوم فقال‪ :‬أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل‪ .‬فقال له من شاء ال أن يقول‪ :‬وكيف نتقيه وهو‬
‫أخفى من دبيب النمل يا رسول ال؟ قال‪ :‬قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما ل نعلم‪( " .‬رواه المام أحمد‬
‫والطبراني ورجاله ثُقاة)‪ .‬فإذن عندنا هذه العبارة‪ ،‬عندما يقول (ومن يشرك بال) لن علماءنا تكلموا في هذا المجال حتى قالوا أنه من مراتب‬
‫ق فلن‪ ،‬وهذا دراج عند الناس الن‪ ،‬العلماء المتخصصون يقولون إشارة إلى الحديث‬ ‫الشرك أن تقول‪ :‬وحياتك‪ ،‬وحياتي‪ ،‬وحياة فلن‪ ،‬وح ّ‬
‫الصحيح أنه ل يجوز القسم بغير ال سبحانه وتعالى "من كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت" لكن في تصرفات النسان‪ ،‬في أقواله أحيانا قد‬
‫يقع في هذا الذي هو أخفى من دبيب النمل‪ ،‬حتى إن بعضهم تصرف فيه فقال هو أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في‬
‫الليلة الظلماء‪ .‬فكيف نخرج منه؟ كيف يعافينا ال سبحانه وتعالى من هذا؟‬
‫علّمنا الرسول هذا الدعاء ‪" :‬اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما ل نعلم" النسان يلوذ بال سبحانه وتعالى‪ ،‬يلجأ‬
‫إليه سبحانه وتعالى‪( ،‬اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه) ل نريد أن نرتكب شركا ونحن نعلم أنه شِرك‪( ،‬ونستغفرك لما ل‬
‫نعلمه) قد نرتكب شيئا يدخل في هذا الباب ونحن ل نعلمه فنحن نستغفر ال سبحانه وتعالى منه لن ال تبارك وتعالى أخذ على نفسه عادة‬
‫قال‪( :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) حتى هذه المغفرة الثانية علّقها بالمشيئة‪ .‬فمسألة الشِرك مسألة عظيمة جدا‬
‫ولذلك حذّر منها علماؤنا كثيرا ول نريد أن نتوسع في هذا المر وهذا المقدار يكفي وعلى المسلم أن يفتش عن أسباب الشِرك ويُنجي نفسه‬
‫منها‪ ،‬من الستعانة بغير ال‪ ،‬سؤال غير ال سبحانه وتعالى فيما ل يملكه إل ال عز وجل‪ ،‬السؤال من المقبورين والطلب منهم عند‬
‫الضرحة فيحذر المسلم لن هذا يحبط العمل والعياذ بال سبحانه وتعالى‪ .‬نحن إذا جاءت فرصة لتنبيه المشاهد على قضية جوهرية ل‬
‫نتركها‪.‬‬
‫فإذن لما كان الكلم مع أهل الكتاب وأهل الكتاب كانوا يستفتحون على المشركين أن هناك نبي قد أظل زمانه وسيظهر هذا النبي‪ ،‬كانوا‬
‫يعلمون أنه سيظهر نبي فلما ظهر الرسول كانوا يتوقعون أنه يظهر من أبناء يعقوب (أي من بني إسرائيل) فلما ظهر من أبناء إسماعيل‬
‫ص ّدقًا ّلمَا َم َعكُم) يعني‬ ‫ب آ ِمنُو ْا بِمَا نَزّ ْلنَا مُ َ‬
‫أنكروا مع علمهم اليقين أنه هذا هو النبي الخاتم‪ ،‬مع أنهم يعلمون ذلك (يَا َأّيهَا اّلذِينَ أُوتُواْ ا ْل ِكتَا َ‬
‫طمِسَ وُجُوهًا َفنَ ُردّهَا عَلَى َأ ْدبَارِهَا أَ ْو نَ ْل َع َنهُمْ َكمَا َل َعنّا‬ ‫الكلم الذي معكم مما هو حق هذا الذي نزّلناه هو مصدق لما معكم (مّن َقبْلِ أَن نّ ْ‬
‫ن ذَِلكَ ِلمَن يَشَاء) هذا العمل الذي تقومون به‬ ‫ش َركَ بِهِ َو َيغْفِ ُر مَا دُو َ‬ ‫ل َيغْفِرُ أَن يُ ْ‬ ‫سبْتِ َوكَانَ َأمْرُ اللّ ِه مَ ْفعُولً) تهديد رهيب‪( .‬إِنّ اللّ َه َ‬ ‫َأصْحَابَ ال ّ‬
‫من إنكار نبوة محمد ومما حرفتم من كتابكم ومما ألقيتم من صفات اللوهية على أنبيائكم كل هذا يدخل في إطار واحد هو إطار الشِرك‬
‫واعلموا أن ال سبحانه وتعالى ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‪.‬‬
‫ق الكذب‪ ،‬هو يصنع الكذب ليس مجرد يكذب وإنما أشار إلى أنه يخلق خلقا جديدا‬ ‫عظِيمًا) الفتراء هو خَلْ ُ‬ ‫ك بِاللّ ِه َف َقدِ ا ْفتَرَى ِإ ْثمًا َ‬ ‫( َومَن يُشْ ِر ْ‬
‫هو الكذب‪ .‬لن الفتراء هو خلق ونلحظ الفتراء يقابله التصديق‪ ،‬لما ذكر التصديق (مصدقا لما معكم) هذا القرآن هو صدق ومصدق يقابله‬
‫ل (‪)49‬‬ ‫ن َفتِي ً‬‫ل يُظَْلمُو َ‬ ‫سهُ ْم بَلِ اللّ ُه يُ َزكّي مَن يَشَاء َو َ‬ ‫ن يُ َزكّونَ أَنفُ َ‬‫شرككم الذي هو افترائكم للكذب‪ .‬وتكررت الية الكريمة (أََل ْم تَرَ إِلَى اّلذِي َ‬
‫ن عَلَى اللّ ِه الكَذِبَ َو َكفَى بِهِ ِإ ْثمًا ّمبِينًا (‪ ))50‬كرر مسألة الفتراء والكذب فمناسب جدا هنا الكلم على إفتراء الكذب من لدن‬ ‫ظ ْر كَيفَ َي ْفتَرُو َ‬ ‫ان ُ‬
‫هؤلء‪.‬‬
‫ك بِهِ َويَغْ ِف ُر مَا دُونَ‬ ‫لما جاء إلى الية ‪ ،116‬هناك قلنا ذكر التصديق فذكر في ما يقابله إفتراء الكذب‪ ،‬في هذه الية (إِنّ اللّ َه َ‬
‫ل يَغْ ِفرُ أَن يُشْ َر َ‬
‫ل َبعِيدًا (‪ ))116‬نجد أن الكلم ليس مع أهل الكتاب وإنما الكلم مع مشركي العرب فالجهة‬ ‫لً‬‫ك بِاللّ ِه فَ َقدْ ضَلّ ضَ َ‬
‫ذَِلكَ ِلمَن يَشَاء َومَن يُشْ ِر ْ‬
‫اختلفت والعلماء يقولون الجهة منفكة‪ ،‬هذه جهة وهذه جهة‪ ،‬الكلم كان مع أهل الكتاب الذين يقرأون والذين عندهم صفات الرسول كان‬
‫بصورة معينة‪ .‬الن الكلم مع مشركي العرب‪.‬‬
‫آية (‪:)49‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫سهُ ْم بَلِ اللّ ُه يُ َزكّي مَن يَشَاء (‪ )49‬النساء) انظر إلى هذا السلوب في إبطال معتقدهم فلم يقل ألم تر إلى الذين‬
‫ن يُ َزكّونَ أَنفُ َ‬
‫(أََل ْم تَرَ إِلَى اّلذِي َ‬
‫يزكون أنفسهم وهم كاذبون ليبيّن حالة التزكية بل قال (بل ال يزكي من يشاء) فقد أبطل معتقدهم في التزكية بإثبات التزكية ل تعالى وقد‬
‫أفاد تصوير الجملة بـ (بل) حتمية إبطال تزكيتهم خلفا لحذفها فلو قال وال يزكي من يشاء لكن لهم طمع أن يكونوا ممن زكّاه ال تعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)50‬‬
‫ن عَلَى الل ّس ِ‬
‫ه الكَذِس َ‬
‫ب (‪ )50‬النسساء) الكلم المختلق المكذوب تسسمعه الذان‬ ‫*(انظُْر كَي َس‬
‫ف يَفْتَُرو َس‬
‫فكيف قال تعالى (انظر كيف) ولم يقل إسمع؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫جعل ال تعالى الكذب والفتراء الذي تسمعه الذن كأنه أمر مرئي يراه الناس يأعينهم ليصف شدة تحقق وقوع ذلك منهم فهو أمر محتّم‪.‬‬
‫آية (‪:)51‬‬
‫* مسا معنسى كلمسة الجبست والطاغوت؟ وهسل هسي موجودة فسي لغسة العرب؟ وهسل هناك علقسة بيسن‬
‫كلمة جبت و ‪ Egypt‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الطاغوت‪ :‬الطاغوت يذكرون له معاني‪ ،‬هو من الطغيان‪ ،‬اشتقاقه العربي من الطغيان‪ ،‬فِعلها طغى (وعندنا فعلوت‪ ،‬أصلها طغووت ثم صار‬
‫ت كُلّ‬ ‫سبْحَانَ اّلذِي ِبيَدِ ِه مََلكُو ُ‬‫بها إبدال‪ ،‬هذه مسائل صرفية ل نريد أن ندخل فيها)‪ ،‬عندنا مصادر على فعلوت مثل الملكوت والجبروت (فَ ُ‬
‫ن (‪ )83‬يس) ورهبوت وهي عندنا في العربية وهي مصادر تدل على المبالغة كما في الحديث " جللت الرض والسماء‬ ‫جعُو َ‬‫شَيْ ٍء وَإَِليْهِ تُ ْر َ‬
‫بالعزّة والملكوت"‪ .‬طاغوت من هذه الوزان لكن صار فيها تداخل صرفي وإبدال كلمة (أصلها طغووت على وزن فعلوت)‪ .‬هي من‬
‫عبِد من دون ال) حتى الساحر يسمى طاغوت والكاهن والصنم وفي‬ ‫الطغيان‪ ،‬من الفعل طغى‪ .‬كل رأس في الضلل يسمى طاعوت (ما ُ‬
‫العربية المارد من الجن يسمى طاغوت وهي عامة وكلمة طاغوت تستعمل للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع‪ .‬للمفرد طاغوت وللجمع‬
‫طاغوت وللمذكر طاغوت وللمؤنث طاغوت‪ .‬عندنا جمع (طواغيت) وعندنا طاغوت مثل الطفل يُجمع على طفل وأطفال وضيف يجمع على‬
‫ب (‪ )21‬ص) عندنا كلمات قد تكون جمع‬ ‫خصْمِ ِإ ْذ تَسَوّرُوا ا ْلمِحْرَا َ‬ ‫ك َنبَأُ الْ َ‬‫ضيف وضيوف وخصم قد يكون مفرد وقد يكون جمعا (وَهَلْ َأتَا َ‬
‫ن (‪ )77‬الشعراء) عندنا كلمات تكون الكلمة تعبر‬ ‫عدُوّ لّي إِلّا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫وقد تكون مفرد حتى كلمة عدو وأعداء‪ ،‬عدو مفرد وجمع ( َفِإّنهُمْ َ‬
‫ظهَرُوا‬ ‫ل اّلذِينَ لَ ْم يَ ْ‬
‫عن المفرد والجمع بحسب السياق الذي وردت فيه ومنها طاغوت‪ .‬يوجد طواغيت في اللغة مثل طفل وأطفال (أَوِ الطّفْ ِ‬
‫ستَ ْأ ِذنُوا (‪ )59‬النور)‪ .‬الطاغوت موجودة والطواغيت موجودة‪.‬‬ ‫حلُ َم فَ ْليَ ْ‬
‫ل مِنكُمُ الْ ُ‬ ‫عَلَى عَوْرَاتِ النّسَاء (‪ )31‬النور) (وَِإذَا بَلَغَ ا ْلأَ ْ‬
‫طفَا ُ‬
‫الطاغوت تستعمل للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت‪ .‬حتى في القرآن الكريم استعملها عدة استعمالت‪،‬‬
‫ى (‪ )256‬البقرة) هذا جنس عام‪( ،‬اللّهُ َولِيّ‬ ‫ك بِا ْلعُ ْروَةِ الْ ُوثْ َق َ‬
‫سَ‬ ‫س َتمْ َ‬
‫إستعملها مفرد واستعملها جمع‪َ ( :‬فمَنْ َيكْ ُف ْر بِالطّاغُوتِ َويُ ْؤمِن بِاللّ ِه َف َقدِ ا ْ‬
‫ت (‪ )257‬البقرة) هنا الطاغوت‬ ‫ن النّورِ إِلَى الظُّلمَا ِ‬ ‫خرِجُو َنهُم مّ َ‬ ‫ت يُ ْ‬
‫ن كَفَرُواْ أَوِْليَآؤُ ُهمُ الطّاغُو ُ‬ ‫جهُم مّنَ الظُّلمَاتِ ِإلَى النّوُرِ وَاّلذِي َ‬
‫خرِ ُ‬‫ن آ َمنُواْ يُ ْ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫ن آ َمنُواْ) أما الكافرون أولياؤهم متعددون الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى‬ ‫ي اّلذِي َ‬ ‫جمع لن للمؤمنين وليّ واحد وهو ال سبحانه وتعالى (اللّهُ وَلِ ّ‬
‫(وَاّلذِينَ َكفَرُواْ َأوِْليَآؤُ ُهمُ الطّاغُوتُ) للمؤمنين ولي واحد وهو ال تعالى صحيح المؤمنين بعضهم أولياء بعض لكن الولي الواحد هو ال تعالى‬
‫والكفرة أولياؤهم متعددون لذا لم يقل وليهم الطاغوت‪ .‬مثال آخر (يُرِيدُونَ أَن يَتَحَا َكمُواْ إِلَى الطّاغُوتِ َو َقدْ ُأ ِمرُواْ أَن َيكْفُرُو ْا بِ ِه (‪ )60‬النساء)‬
‫مفرد‪ ،‬لماذا مفرد؟ لو نرجع إلى سر النزول سنفهم‪ ،‬أصل النزول‪ :‬إختصم أحد المنافقين مع يهودي فاليهودي قال نحتكم إلى رسول ال‬
‫وقال المنافق نحتكم إلى كعب بن الشرف (يهودي) فالمنافق الذي يزعم أنه آمن بال والرسول يريد أن يحتكم إلى يهودي واليهودي يريد‬
‫أن يحتكم إلى رسول ال كأنه متأكد أن الحكم له‪ ،‬ففي الية هنا طاغوت واحد (كعب بن الشرف) فلذلك قال تعالى ( َو َقدْ ُأمِرُواْ أَن َيكْفُرُواْ‬
‫بِهِ)‪.‬‬
‫جتَ َنبُوا الطّاغُوتَ أَن َي ْعبُدُوهَا (‪ )17‬الزمر) هنا الطاغوت ليس مفرد وإنما مؤنث جمع أي الصنام‪ ،‬كيف‬ ‫مثال آخر للجمع والمؤنث‪( :‬وَاّلذِينَ ا ْ‬
‫ش ْئتُم مّن دُونِ ِه (‪ )15‬الزمر) صار تعددية‪ .‬فإذن الطاغوت مفرد‪ ،‬جمع‪ ،‬مذكر‪ ،‬مؤنث‬ ‫عُبدُوا مَا ِ‬ ‫عرفنا أنها جمع؟ بدليل قوله تعالى في الية (فَا ْ‬
‫واستعملت كلها في القرآن الكريم‪.‬‬
‫الجبت‪ :‬أحيانا يأتي بمعنى الطاغوت‪ .‬في كتب اللغة يقولون الجبت ليس من محض العربية في الصل‪ .‬وهي عامة تأتي حتى في الحديث‬
‫"العيافة والطير من الجبت" اليعافة أي الكهنة والسحرة‪ ،‬فالجبت كلمة عامة تطلق على الطاغوت‪ ،‬الساحر‪ ،‬الكاهن‪ ،‬وتطلق الفعال والعمال‬
‫غير المرضية مثل الطيرة والعيافة والعتقادات الباطلة‪ .‬والبعض قال هي إسم صنم وأطلقت عامة‪ .‬الجبت لها نفس دللة الطاغوت وفيها‬
‫توسع في المعنى مثل العيافة والطير‪ ،‬تدخل تحتها مجموعة الفكار والمفاهيم ‪ .‬ليس لها فعل صيغتها هكذا (الجبت) ليس لها جمع ول مثنى‬
‫ول علقة لها بكلمة ‪ . Egypt‬أحد أساتذتنا القدامى في الكلية قال أظنها من جوبيتر لنه كان هناك من يعبد النجوم (وأنه هو رب الشعرى)‬
‫هو قال هكذا لكن ل أدري من أين جاء بها؟ لكن الجبْت (بتسكين الباء) ليست من محض العربية أما الطاغوت فمن محض العربية‪.‬‬
‫آية (‪:)56‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ب (‪ )56‬النساء) انظر إلى هذا التصوير‬
‫غيْرَهَا ِليَذُوقُو ْا ا ْلعَذَا َ‬
‫جتْ جُلُودُهُ ْم َبدّ ْلنَاهُمْ جُلُودًا َ‬
‫ف نُصْلِيهِ ْم نَارًا كُّلمَا نَضِ َ‬
‫(إِنّ اّلذِينَ َكفَرُو ْا بِآيَا ِتنَا سَوْ َ‬
‫لمشهد العذاب إنه مشهد مادي محسوس تتألم منه الجساد وتتلظى به الجوارح والبدان وهو مشهد ل يكاد ينتهي‪ ،‬مشهد يشخص له الخيال‬
‫ول ينصرف عنه‪ .‬أل ترى أنك تكاد ترى مشهد الجلود الناضجة من شدة قوة التصوير في قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم) وتأمل هذا‬
‫الختيار المفزع لداة الشرط (كلما) دون استعمال الداة (إذا) لن (كلما) ترسم مشهد نضوج الجلود متكررا خلفا لـ (إذا) وهذا يناسب قوله‬
‫تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم غيرها)‪.‬‬
‫صس الله تعالى الجلود بالتغييسر دون العضاء مسع أنهسا تنضسج فسي النار أيضاً؟(ورتسل القرآن‬
‫مخ ّ‬ ‫* ل ِس َ‬
‫ترتيل)ً‬
‫هذا من إعجاز القرآن فالجلد هو الذي يوصل إحساس العذاب إلى النفس فلو لم يبدّل الجلد بعد إحتراقه لما وصل عذاب النار إلى النفس‪.‬‬
‫آية (‪:)58‬‬
‫*ما هي الية التي نزلت داخل الكعبة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سمِيعا بَ صِيرا {‬
‫ظكُم بِ هِ إِنّ اللّ َه كَا نَ َ‬
‫ح ُكمُو ْا بِا ْل َعدْلِ إِنّ اللّ َه ِن ِعمّا َيعِ ُ‬
‫ح َك ْمتُم َبيْ نَ النّا سِ أَن تَ ْ‬
‫لمَانَا تِ إِلَى أَهِْلهَا وَِإذَا َ‬
‫(إِنّ اللّ َه َي ْأمُ ُركُ مْ أَن تُؤدّو ْا ا َ‬
‫‪ )}58‬هي الية التي نزلت داخل الكعبة عندما دخل الرسول يوم فتح مكة طلب من عثمان بن طلحة وكان حاجب الكعبة أن يعطيه مفتاح‬
‫ل ليحضره م نه فف تح الكع بة وحطّم ال صنام ثم نزلت هذه ال ية يأ مر ال تعالى‬ ‫الكع بة فأ بى و صعد إلى سطح الكع بة فأر سل الر سول بل ً‬
‫رسوله أن يردّ المفتاح إلى عثمان وما زال في بني شيبة إلى الن‪.‬‬
‫آية (‪:)59‬‬
‫*مسا دللة تكرار كلمسة أطيعوا الله وأطيعوا الرسسول فسي سسورة النسساء وعدم ذكرهسا مسع أولي‬
‫المر؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ي ٍء فَ ُردّوهُ إِلَى اللّ ِه‬ ‫عتُمْ فِي شَ ْ‬ ‫لمْرِ مِنكُ ْم َفإِن َتنَازَ ْ‬ ‫ن آ َمنُو ْا أَطِيعُواْ اللّهَ َوأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي ا َ‬ ‫قال تعالى في سورة النساء (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫ل {‪ )}59‬لم يقل تعالى وأطيعوا أولي المر منكم لن طاعة أولي المر‬ ‫ن تَأْوِي ً‬
‫خيْرٌ وََأحْسَ ُ‬ ‫وَالرّسُولِ إِن كُنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُونَ بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الخِ ِر ذَِلكَ َ‬
‫تبعية وليست مستقلة وإنما هي تابعة لطاعة ال وطاعة الرسول فأولي المر ليس لهم طاعة مستقلة ولكن طاعتهم تبعية بحسب طاعتهم ل‬
‫ولرسوله ‪ .‬كما أن طاعة أولي المر ليست بنفس بمنزلة طاعة ال ورسوله ومن المحتمل التنازع بين أولي المر‪.‬‬
‫وهناك سؤال آخر في هذه الية وهو لماذا يرد في القرآن أحيانا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأحيانا أخرى يرد وأطيعوا ال والرسول؟‬
‫في القرآن قاعدة عامة وهي أنه إذا لم يتكرر لفظ الطاعة فالسياق يكون ل وحده في آيات السورة ولم يجري ذكر الرسول في السياق أو‬
‫ن {‪ .)}132‬والمر الخر أنه إذا لم تكرر لفظ الطاعة‬ ‫حمُو َ‬‫أي إشارة إليه كما جاء في سورة آل عمران (وَأَطِيعُواْ اللّ َه وَالرّسُولَ َلعَّلكُ ْم تُرْ َ‬
‫لمْرِ مِنكُ ْم فَإِن‬ ‫فيكون قطعيا قد ذُكر فيه الرسول في السياق كما في قوله تعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َأطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ َوأُوْلِي ا َ‬
‫ن تَ ْأوِيلً {‪ }59‬النساء) و(وَأَطِيعُواْ اللّ َه وَأَطِيعُواْ‬ ‫خيْ ٌر وَأَحْسَ ُ‬ ‫خ ِر ذَِلكَ َ‬‫ن بِاللّ ِه وَا ْليَوْمِ ال ِ‬
‫ي ٍء فَ ُردّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنتُ ْم تُ ْؤمِنُو َ‬ ‫عتُ ْم فِي شَ ْ‬‫َتنَازَ ْ‬
‫ل فَاتّقُواْ اللّهَ‬ ‫ل الَنفَالُ لِلّ ِه وَالرّسُو ِ‬ ‫ل قُ ِ‬‫ن الَنفَا ِ‬
‫ك عَ ِ‬ ‫لغُ ا ْل ُمبِينُ {‪ }92‬المائدة) و(يَسْأَلُو َن َ‬ ‫حذَرُواْ َفإِن تَوَّل ْيتُمْ فَاعَْلمُواْ َأّنمَا عَلَى رَسُوِلنَا ا ْلبَ َ‬ ‫الرّسُولَ وَا ْ‬
‫س َمعُونَ {‪}20‬‬ ‫عنْهُ وَأَنتُ ْم تَ ْ‬
‫ل تَوَلّوْا َ‬ ‫ن {‪}1‬و يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا أَطِيعُواْ اللّهَ َورَسُولَهُ َو َ‬ ‫ت ِبيْ ِنكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مّ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫َوأَصِْلحُو ْا ذَا َ‬
‫حمّ ْلتُمْ وَإِن تُطِيعُو ُه َتهْ َتدُوا َومَا عَلَى الرّسُولِ إِلّا ا ْلبَلَاغُ‬ ‫حمّلَ وَعََل ْيكُم مّا ُ‬ ‫ل أَطِيعُوا اللّهَ َوأَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن تَوَلّوا َفِإنّمَا عََليْ ِه مَا ُ‬ ‫النفال) و (قُ ْ‬
‫ي نَجْوَا ُكمْ‬ ‫ن يَدَ ْ‬ ‫عمَاَل ُكمْ {‪ }33‬محمد) و(أََأشْ َف ْقتُمْ أَن تُ َق ّدمُوا َبيْ َ‬ ‫ن آ َمنُوا َأطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَلَا ُتبْطِلُوا أَ ْ‬ ‫ا ْلمُبِينُ {‪ }54‬النور) و(يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫ن {‪ }13‬المجادلة) و(وَأَطِيعُوا‬ ‫خبِي ٌر ِبمَا تَ ْعمَلُو َ‬ ‫ب اللّ ُه عََل ْيكُمْ َفَأقِيمُوا الصّلَاةَ وَآتُوا ال ّزكَا َة َوأَطِيعُوا اللّهَ وَ َرسُولَهُ وَاللّهُ َ‬ ‫ت فَِإذْ لَ ْم تَ ْفعَلُوا َوتَا َ‬
‫ص َدقَا ٍ‬
‫َ‬
‫ل َفإِن تَوَّل ْيتُ ْم َفِإنّمَا عَلَى رَسُوِلنَا ا ْلبَلَاغُ ا ْلمُبِينُ {‪ }12‬التغابن) وهذا ما جرى عليه القرآن كله كقاعدة عامة‪.‬‬ ‫اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫منُوا‬
‫نآ َ‬‫ن ﴿‪ ﴾1‬النفال) وبيسن (ي َسا أيُّهَسا ال ّذِي َس‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منِي َس‬ ‫ن كُنْت ُس ْ‬
‫م ُ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه إ ِس ْ‬ ‫*مسا الفرق َبيسن (وَأطِيعُوا الل ّس َ‬
‫ه وََر ُس‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ﴿‪ ﴾59‬النسسساء)؟(مسسن برنامسسج وأخسسر متشابهات للدكتور أحمسسد‬ ‫سو َ‬ ‫أطِيعُوا الل ّسس َ‬
‫ه وَأطِيعُوا الَّر ُسس‬
‫الكبيسى)‬
‫في الية الولى طاعة واحدة في الثانية طاعتين طاعة ل وطاعة لرسوله وهناك طاعة خاصة للرسول (وَأَطِيعُوا الرّسُولَ) وحده‪( .‬وَأَطِيعُوا‬
‫اللّهَ وَرَسُولَهُ) فيما كان النبي عليه الصلة والسلم مبلّغا عن ربه ليس له دور إل أنه كان ُمبَلّغا قال قال ال تعالى فكل شيء يُبَلّغه النبي عن‬
‫ربه بطاعة واحدة (وَأَطِيعُوا اللّهَ َورَسُولَهُ) لنها طاعة واحدة إذا تطيع ال‪ .‬أما (أَطِيعُوا اللّهَ وََأطِيعُوا الرّسُولَ) ل‪ ،‬طاعتين طاعة ل وطاعة‬
‫للرسول‪ ،‬طاعة الرسول ما بيّن وما شرح قال لك الصلة كذا الزكاة مقاديرها كذا كل شيء لم يأتِ في القرآن الكريم فهذا من السنن فعليك‬
‫أن تطيعه طاعة خاصة‪ .‬أطيعوا ال فيما بلغ وأطيعوا الرسول فيما قال وفيما فعل كما في الحديث (أوتيت القرآن ومثله معه) (ثُمّ إِنّ عََل ْينَا‬
‫َبيَانَهُ ﴿‪ ﴾19‬القيامة)‪( .‬وَأَطِيعُوا الرّسُولَ) وحده باعتباره رئيس دولة لما كان عليه الصلة والسلم في المدينة كرئيس دولة كحاكم فحينئذٍ‬
‫عليك أن تطيعه في كل شي ٍء إل ما سمح لك به أل تطيعه لكن خيارات إذا صار الفرق بين هذا وهذا كما هو الحال وليس بالضرورة الطاعة‬
‫الخيرة تكون تشريعا باعتباره إماما (أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي ا ْلَأمْ ِر ِم ْنكُمْ ﴿‪ ﴾59‬النساء) هذا فقط في الحياة السياسية (يَا َأّيهَا‬
‫يءٍ‬‫عتُ ْم فِي شَ ْ‬ ‫اّلذِينَ َآ َمنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الَْأمْ ِر ِم ْنكُمْ ﴿‪ ﴾59‬النساء) دون أن يقول وأطيعوا أولي المر منكم (فَإِ ْ‬
‫ن َتنَازَ ْ‬
‫فَ ُردّوهُ ِإلَى اللّهِ وَالرّسُولِ ﴿‪ ﴾59‬النساء) هكذا‪ .‬حينئذٍ أطيعوا الرسول وحده باعتباره رئيس دولة كما تعرفون أن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫كان مُطاعا منذ أن جاء إلى هذا اليوم وإلى يوم القيامة في كل شيء حتى فيما ل نفهمه كما كان عبد ال بن عمر وغيره يطبق أشياء ل‬
‫يفهمها يقول (لكني رأيت الرسول يفعلها ففعلتها)‪.‬‬
‫آية (‪:)60‬‬
‫*انظر آية (‪.)51‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ما أنزِ َ‬
‫ل إِلي ْسك (‪ )60‬النسساء) لو رجعست إلى سسبب نزول‬ ‫منُوا ب ِس َ‬ ‫نس أن ّهُس ْ‬
‫مآ َ‬ ‫م تََر إِلَى ال ّذِي نَس يَْزعُ ُ‬
‫مو َ‬ ‫*(أل َس ْ‬
‫م صيغت بأسسلوب الج مع ولم تكن مفردة؟(ورتل القرآن‬ ‫هذه الية لعلمت أن ها نزلت بمنافق فل ِس َ‬
‫ترتيلً)‬
‫ورد في الية قوله تعالى (يزعمون) بصيغة الجمع مع أن المراد بها واحد لن المقام مقام توبيخ ليشمل المنافق المقصود ومن كان على‬
‫شاكلته وفعلته‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫*(ويُريد ُ ال َّ‬
‫ضلَل ً بَعِيدًا (‪ )60‬النسساء) وصسف الله تعالى الضلل بالبعيسد والبعسد‬ ‫ضل ّهُس ْ‬
‫م َ‬ ‫شيْطَا ُس‬
‫ن أن ي ُ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫م لم يصفه بالضلل الكبير مثلً؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫مسافة‬
‫إن الشيطان يسعى ليُغرق النسان في الضلل وليوغل في مسار الفسق حتى يصعب عليه الرجوع عنه أما الضلل الكبير فيمكن أن يتخلى‬
‫ص ال تعالى الضلل من الشيطان بالبعيد لتعرف بأن الشيطان لن يهدأ حتى يبلغ الواحد منا أقصى غاية في الضلل‪.‬‬
‫النسان عنه ولذلك خ ّ‬
‫آية (‪:)61‬‬
‫ص الله تعالى نداء‬
‫م خ ّس‬
‫ل (‪ )61‬النسساء) ل ِس َ‬ ‫ه وَإِلَى الَّر ُس‬
‫سو ِ‬ ‫ما أَنَز َ‬
‫ل الل ّس ُ‬ ‫م ت َ َعالَوْا ْ إِلَى َس‬
‫ل لَهُس ْ‬
‫*(وَإِذ َا قِي َ‬
‫المنافقين بس (تعالوا) ولم يقل لهم احضروا أو إيتوا؟ (ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ل مأخوذا من العلو ليحضّهم على الرتفاع عن‬
‫إن غايته في الية رفع المنافقين وإخراجهم من سفاسف المور ودنو التفكير ولذلك استعمل فع ً‬
‫معتقدهم إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والخرة وهو تحكيم كتاب ال تعالى ورسوله ‪.‬‬
‫آية (‪:)63‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫م قَوْل ً بَلِيغًا‬
‫سهِ ْ‬ ‫م وَقُل ل ّهُ ْ‬
‫م فِي أنفُ ِ‬ ‫عظْهُ ْ‬
‫م وَ ِ‬ ‫ما فِي قُلُوبِهِ ْ‬
‫م فَأعْرِ ْ‬
‫ض عَنْهُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن يَعْل َ ُ‬
‫ك ال ّذِي َ‬‫* (أولسئ ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(‪ )63‬النساء) كيف يعرض عنهم وكيف يقول لهم قول بليغا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫صدُودًا (‪َ )61‬ف َكيْفَ ِإذَا َأصَا َب ْتهُمْ‬ ‫ع ْنكَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫صدّو َ‬‫هذه الية في المنافقين (وَِإذَا قِيلَ َلهُ ْم َتعَاَلوْا إِلَى مَا َأنْزَلَ اللّهُ َوإِلَى الرّسُولِ رََأيْتَ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ يَ ُ‬
‫ع ْنهُمْ‬
‫ض َ‬ ‫ن يَعَْلمُ اللّ ُه مَا فِي قُلُوبِهِ ْم َفأَعْرِ ْ‬ ‫ن بِاللّهِ إِنْ أَ َر ْدنَا إِلّا إِحْسَانًا َوتَ ْوفِيقًا (‪ )62‬أُولَـ ِئكَ اّلذِي َ‬
‫حلِفُو َ‬
‫مُصِيبَ ٌة ِبمَا َق ّدمَتْ َأ ْيدِيهِ ْم ثُمّ جَاءُوكَ يَ ْ‬
‫سهِ ْم قَ ْولً‬ ‫ل بَلِيغًا (‪ ))63‬معناه جاءوا يعتذرون‪ ،‬إذن فأعرض عنهم (أعرض إعراض ليّن)‪َ ( .‬وقُل ّلهُ ْم فِي أَنفُ ِ‬ ‫سهِ ْم قَ ْو ً‬
‫ظهُمْ َوقُل ّلهُ ْم فِي أَنفُ ِ‬ ‫ع ْ‬
‫وَ ِ‬
‫بَلِيغًا) أي عظهم‪ ،‬تلك المسألة ل تعاتبهم عليها طالما جاؤوا واعتذروا الن يجب أن تعظهم وتعلمهم‪ .‬فعلوا شيئا اعتذروا عليه أعرض عنهم‬
‫واترك المسألة وافعل ما هو أهم وهو أن تعظهم وتعلمهم الطريق الصحيح وتمنعهم من النفاق‪ .‬إذن يعرض عنهم أي أعرض عن المسألة‬
‫ل بَلِيغًا) أي بينك وبينهم‬ ‫سهِ ْم قَ ْو ً‬
‫التي جاؤوا يعتذرون عنها وليس بمعنى العراض عنهم هم‪ ،‬ويعظهم‪.‬حتى يعلمهم ويرشدهم‪َ ( .‬وقُل ّلهُ ْم فِي أَنفُ ِ‬
‫ليس أمام أحد‪ ،‬خاليا معهم ليس على المل لنه أدعى إلى قبول النصيحة‪.‬‬
‫آية (‪:)64‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫*(ول َ َ‬
‫جدُوا ْ الل ّس َ‬
‫ه تَوَّاب ًسا‬ ‫ل لَ َ‬
‫و َ‬ ‫ستَغْفََر لَهُس ُ‬
‫م الَّر ُس‬
‫سو ُ‬ ‫ستَغْفَُروا ْ الل ّس َ‬
‫ه وَا ْس‬ ‫جآؤُو َس‬
‫ك فَا ْس‬ ‫م َ‬ ‫موا ْ أنفُس َ‬
‫سهُ ْ‬ ‫م إِذ ظ ّل َ ُ‬
‫و أنَّهُس ْ‬
‫َ ْ‬
‫ما (‪ )64‬النسسساء) هسسل نفهسسم أننسسا يمكسسن أن نسسستشفع بالرسسسول فسسي الدعاء؟(د‪.‬فاضسسل‬ ‫َّر ِ‬
‫حي ًسس‬
‫السامرائى)‬
‫يستغفر لهم‪.‬‬ ‫هذا أمر فقهي وهذه الية كانت في حياة الرسول‬
‫آية (‪:)65‬‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى‪(:‬فيما يتعلق بالقسم)‬
‫ن (‪ )85‬يوسف) محذوف حرف النفي (ل) (تال ل تفتأ)‪ .‬القاعدة أنه إذا‬ ‫حرَضًا أَ ْو َتكُونَ مِنَ ا ْلهَاِلكِي َ‬ ‫حتّى َتكُونَ َ‬ ‫ف َ‬‫(قَالُوا تَاللّ ِه تَ ْف َتأُ تَ ْذكُ ُر يُوسُ َ‬
‫كان فعل مضارع مثبت ل بد من حرف اللم فإن لم تذكر اللم فهو منفي مثال‪ :‬وال أفعل (معناها ل أفعل) و وال لفعل (معناها أثبّت‬
‫الفعل) فلماذا حذف إذن؟ هذا هو الموطن الوحيد في القرآن الذي حُذف فيه حرف النفي جوابا للقسم‪ .‬وقد جاء في القرآن قوله تعالى (فَلَا‬
‫ج ْهدَ‬ ‫ضيْتَ َويُسَّلمُوا تَسْلِيمًا (‪ )65‬النساء) (وََأقْ َ‬
‫سمُوا بِاللّ ِه َ‬ ‫سهِ ْم حَرَجًا ِممّا قَ َ‬
‫جدُوا فِي َأنْفُ ِ‬ ‫ج َر بَ ْي َنهُ ْم ثُمّ لَا يَ ِ‬
‫ك فِيمَا شَ َ‬‫ح ّكمُو َ‬
‫حتّى يُ َ‬‫َو َرّبكَ لَا يُ ْؤمِنُونَ َ‬
‫س لَا َيعَْلمُونَ (‪ )38‬النحل)‪ .‬إنما آية سورة يوسف هي الوحيدة التي تفيد‬ ‫عدًا عََليْهِ حَقّا وََلكِنّ َأ ْكثَرَ النّا ِ‬ ‫ت بَلَى وَ ْ‬‫ن َيمُو ُ‬‫َأ ْيمَا ِنهِمْ لَا يَ ْبعَثُ اللّهُ مَ ْ‬
‫النفي ولم يذكر فيها حرف النفي لماذا؟ الذين أقسموا هم إخوة يوسف ومن المقرر في النحو أن الذكر يفيد التوكيد والحذف أقل توكيدا‪ .‬فعلى‬
‫ماذا أقسموا؟ أقسموا أن أباهم ل يزال يذكر يوسف حتى يهلك فهل هم كتأكدون من ذلك؟ أي هل هم متأكدون أن أباهم سيفعل ذلك حتى يهلك‬
‫وهل حصل ذلك؟ كل لم يحصل‪.‬‬
‫آية (‪:)69‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ي به وجه ال) عن عبادة بن الصامت قال (يجاء‬ ‫عن أبي الدرداء عن النبي صلى ال عليه وسلم (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إل ما ابتُغ َ‬
‫بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها ل عز وجل فيماز ويرمى سائره في النار)‪ .‬عن ابن عباس (من أخلص ل أربعين يوما ظهرت‬
‫ينابيع الحكمة) ولذلك لصعوبة الخلص صعوبة هائلة يعني ثقوا يمكن نحن أعمارنا تصل إلى مائة سنة يمكن فيها ‪ %1‬إخلص وقد ل‬
‫عبُدَ اللّ َه مُخِْلصًا لَ ُه الدّينَ) طيب أنت لماذا أمرت بذلك؟ هذا تفسير الرازي‬ ‫يكون هذا الواحد بالمائة فماذا تقول الية؟ (قُلْ ِإنّي ُأمِ ْرتُ أَنْ أَ ْ‬
‫ل ا ْلمُسِْلمِينَ) السلم النهائي هو هذا‬ ‫والرازي تعرفون فيلسوف المة‪ ،‬فهذا كلم الرازي أنت لماذا أمرت بذلك؟ قال (وَُأمِرْتُ ِلأَنْ َأكُونَ أَوّ َ‬
‫الخلص الستسلم (لو قطعتني إربا إربا ما شكوت منك) كلما زاد ال ببلئك ازددت قربا منه وازددت رضىً عليه والنبي قال (إن كذا‬
‫سووا بي كذا عملوا بي كذا) وفي الخير قال (إن لم يكن بك علي غضبا فل أبالي) حب‪ ،‬عشق‪ .‬هذا العشق هو السلم النهائي الذي إذا‬
‫ش َهدَاءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوَل ِئكَ َرفِيقًا ﴿‪ ﴾69‬النساء) ولكن هذا ليس بالكلم‪ ،‬هذا بتربية دقيقة‬ ‫صدّيقِينَ وَال ّ‬
‫وصلته فأنت مع (ال ّنبِيّينَ وَال ّ‬
‫ومجاهدة النفس على عدم حب الشهرة وعدم حب المال وهيهات هيهات هذا كلم لكن ال ل من هؤلء في كل قطر واحد اثنين بهؤلء‬
‫ينصر الناس وبهؤلء يدفع ال البلء عن الناس وبهؤلء تتم النعم وبهؤلء يتم العدل في الرض لكنهم قلة حينئذٍ كلمة أسلم في البداية مجرد‬
‫أن تقول ل إله إل ال في النهاية استسلم وتسليم كامل واقرأ سيرة الصالحين من النبياء‪ ،‬يعني أنت عندما تقرأ قصة سيدنا أيوب هذا كم‬
‫سنة والعذاب يجري عليه بشكل خيالي وهو سعيد بهذا والناس نبذوه في الصحراء ول أحد يتقرب منه وزوجته رحمة رضي ال تعالى عنها‬
‫تخدمه ليس معه أحد غيرها ومرة من المرات قالت له‪ :‬يا أيوب أما آن ربك أن يشفيك؟ قال‪ :‬أتعرضين على حبيبي وال لن شفاني ال‬
‫جدْنَاهُ صَابِرًا ِنعْ َم ا ْلعَ ْبدُ ِإنّهُ أَوّابٌ ﴿‪ ﴾44‬ص) كم‬
‫حنَثْ ِإنّا َو َ‬
‫ض ْغثًا فَاضْ ِربْ بِهِ وَلَا تَ ْ‬
‫خذْ ِبيَ ِدكَ ِ‬
‫لضربنك مائة سوط وفعلً شفاه ال وقال له ( َو ُ‬
‫واحد ال يقول له نعم العبد؟ وال هذا الذي يقول ال له نعم العبد أنت هذا كيف يتحملها النسان هذا؟‪.‬‬
‫آية (‪:)71‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ( ‪ )71‬النساء) الخذ هو أن تتناول شيئا ً في يدك فكيف يأخذ‬ ‫خذ ُوا ْ ِ‬
‫حذَْرك ُ ْ‬ ‫منُوا ْ ُ‬ ‫*(ي َا أيُّه َا ال ّذِي َ‬
‫نآ َ‬
‫م عدل عن أصل الفعل "يا أيها الذين آمنوا إحذروا"؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫النسان حذره؟ ول ِ َ‬
‫في استعمال العقل خذوا حذركم استعارة لتوضيح شدة الحذر وملزمته لن حقيقة الخذ تناول الشيء الذي كان بعيدا عنك وكما كانت الغفلة‬
‫والنسيان يشبهان البعد واللقاء كان التذكّر والتيقّظ يشبهان أخذ الشيء بعد إلقائه‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً)‪:‬‬
‫ن (‪ )72‬النساء) انظر إلى هذا اللفظ الذي اختاره ربنا سبحانه وتعالى ليعبّر عن المتقاعسين عن الجهاد والمثبّطين للهِمم‬
‫طئَ ّ‬
‫ن مِنكُمْ َلمَن ّليُبَ ّ‬
‫(وَإِ ّ‬
‫أي لفظ (ليبطّئن) هذا اللفظ رسم بمفرده صورة تناسق فيها المضمون مع التعبير والمعنى من خلل إيقاعه وجرسه الذي يلقيه في الذن حيث‬
‫رسم جرس (ليبطئن) صورة واضحة للتبطئة فهذه اللفظة مختارة لما فيها من ثقل يتعثّر اللسان في حروفها وجرسها حتى تأتي على آخرها‬
‫وهو يشدّها شدا وهذا يصور الحركة النفسية لولئك المتقاعسين وما يعتريهم من تعثّر وتثاقل عن المضي ُقدُما في المعركة‪.‬‬
‫آية (‪:)73‬‬
‫*ما دللة كلمة (مودة) في آية سورة النساء؟ ولماذا لم يقل عداوة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عظِيما {‬
‫ت َمعَهُ ْم َفَأفُو َز فَوْزا َ‬
‫ن كَأَن لّمْ َتكُن َبيْ َنكُمْ َو َبيْنَ ُه مَ َودّةٌ يَا لَي َتنِي كُن ُ‬
‫ل مّنَ ال َليَقُولَ ّ‬ ‫ضٌ‬ ‫في سورة النساء آية ‪ 73‬قال تعالى‪( :‬وََلئِنْ َأصَا َبكُ ْم فَ ْ‬
‫شهِيدا {‪)}72‬‬ ‫ل َقدْ َأ ْنعَمَ اللّ ُه عَلَيّ ِإذْ لَمْ َأكُن ّم َعهُمْ َ‬ ‫طئَنّ َفإِنْ أَصَا َب ْتكُم مّصِيبَةٌ قَا َ‬‫ن مِنكُمْ َلمَن ّل ُيبَ ّ‬‫‪ )}73‬ولو قرأنا الية التي تسبق هذه الية (وَإِ ّ‬
‫ن منكم لمن ليبطئنّ) إن منكم تعني من بين المؤمنين سواء من كان ضعيف اليمان أوغيره فهو إما‬ ‫لنتفى السؤال أصلً فالية فيها (وإ ّ‬
‫يبطيء نفسه أو يبطيءغيره فهؤلء المخاطبين هم من صفوف المؤمنين فليصح أن يكون بينهم عداوة وإنما مودة كما ذكرت الية الكريمة‪.‬‬
‫آية (‪:)75‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م نْس هَسسذِهِ الْقَْريَةِ الظ ّال ِسم ِ أَهْلُهَسا (‪ )75‬النسساء)؟(د‪.‬فاضسل‬
‫جن َسا ِ‬ ‫ن َربَّن َسا أ َ ْ‬
‫خرِ ْ‬ ‫*مسا إعراب (ال ّذِي نَس يَقُولُو َس‬
‫السامرائى)‬
‫أهلُ فاعل لسم الفاعل الظالم‪ .‬هذا يسمونه نعت سببي ل يشترط فيه الموافقة في التذكير والتأنيث‪ .‬الظال ِم صفة للقرية ويسمى نعت سببي‬
‫القرية مجرورة والظالم مجرورة وأهلها فاعل لسم الفاعل‪.‬‬
‫ة (‪)77‬‬ ‫خ ْ‬
‫شي َ ً‬ ‫شيَةِ الل ّ سهِ أ َ ْو أ َ َ‬
‫شد َّ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن النَّا َ س‬
‫س كَ َ‬ ‫خ َ‬
‫شوْ س َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م الْقِتَا ُ‬
‫ل إِذ َا فَرِيق سٌ ِّ‬
‫منْهُ س ْ‬ ‫ب عَلَيْهِ س ُ‬ ‫*(فَل َ س َّ‬
‫ما كُت ِ س َ‬
‫الن ساء) إذا علمت أن (إذا) في قوله تعالى (إذا فريق منهم) تسمى الفجائية فما صلتها بالية؟‬
‫م عدل عسن أصسل التركيسب وهسو‪ :‬فلمسا كتسب عليهسم القتال خشسي فريسق منهسم الناس؟(ورتسل‬ ‫ول ِس َ‬
‫القرآن ترتيل)ً‬
‫إن (إذا) لها دللة ل يمكن الستغناء عنها فقد دلّت على أن الفريق لم يكن متوقعا منه هذا الموقف لنه كان يظهر حرصا شديدا على القتال‪.‬‬
‫آية (‪:)78‬انظر آية (‪)15‬‬
‫آية (‪:)79‬‬
‫َ‬ ‫* ما أصل المصيبة؟ وكيف تكون المصيبة خيرا ً ( َ َ‬
‫من‬ ‫صاب َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن اللّهِ َو َ‬
‫ما أ َ‬ ‫سنَةٍ فَ ِ‬
‫م َ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫صاب َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ّ‬
‫شهِيدًا (‪ )79‬النساء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ّ‬
‫سول ً وَكَفَى بِاللهِ َ‬ ‫سلْنَا َ َ‬ ‫سيئَة فَمن نَفْس َ َ‬
‫س َر ُ‬
‫ك لِلن ّا ِ‬ ‫ك وَأْر َ‬ ‫َ ِّ ٍ ِ ّ ِ‬
‫المصيبة مشتقة من جذر (ص و ب) ومنه صارت أصاب (أفعل) يصيب وهذه النازلة مصيبة‪ .‬صوب لما نردع إلى المعجم نجد لها معاني‬
‫متعددة كلها تدور حول معنى النزال ومنه الصيّب الذي هو المطر وفيه معنى النزول‪ .‬الشيء الذي ينزل على النسان قد يكون خيرا وقد‬
‫يكون شرا‪ ،‬ينزل عليه الخير أو ينزل عليه الش ّر مثل المطر قد يكون نافعا وقد يكون ضارا المطر إذا نزل في غير موسمه يكون ضارا‬
‫يحرق الزرع وفي موسمه يكون غيثا‪ .‬العربية أحيانا تعطي دللة خاصة للفظ تصير له خصوصية يختلف عن أصل معناه‪ .‬معنى أصابه‬
‫سكَ) أي ما‬ ‫سّيئَةٍ َفمِن نّفْ ِ‬
‫سنَةٍ َفمِنَ اللّهِ َومَا أَصَا َبكَ مِن َ‬
‫حَ‬‫يعني أصابه بخير أو أصابه بشر من حيث اللغة جائز ولذلك استعمل (مّا أَصَا َبكَ مِنْ َ‬
‫نزل بك من خير فمن ال وما نزل بك من شر فمن نفسك (هذه لنا وقفة فيها)‪ .‬لكن كلمة مصيبة صار لها خصوصية والعربي صار ل‬
‫يستعملها إل في السوء‪ .‬مصيبة (مُفعِلة) من أصاب مثل كلمة نازلة يعني القضية التي نزلت عليها والعرب استعملوها في الش ّر فقط ولم‬
‫ل خاصا‪ .‬وذكرنا سابقا كلمة (لغو) كلمة لغو هذا الجذر يستعمل لتحريك اللسان في الصل لذلك منه قيل‪:‬‬ ‫يقولوا نازلة خير فصار لها استعما ً‬
‫ولِغ الكلب في الناء‪ ،‬والكلب لما يشرب يحرّك لسانه بالماء وكلمة لغو تعني حرّك لسانه بالصوات المصطلح على معانيها‪ .‬لكن هل نقول‬
‫أن الصوات المصطلح على معانيها نستطيع أن نقول كلها خير؟ كلها شر؟ هي من هذه وهذه‪ .‬لكن العربي خصص كلمة لغو‪ ،‬لغا يلغو لغوا‬
‫جعله خاصا بالكلم الذي ل فائدة فيه وبهذا المعنى استعمله القرآن (وإذا مروا باللغو مروا كراما)‪ .‬واللغة (فُعلة) من لغا يلغو مثل فُرصة‬
‫فهي (فُعلة) في اللغة‪ .‬اللغة الن ل نستعملها في السوء وإنما نستعملها في الصوات المصطلح على معانيها فتكون خصوصية‪ ،‬فصار اللغو‬
‫له خصوصية وإلى يومنا هذا ل نستعمله في الكلم العتيادي وكذلك المصيبة صارت مخصصة لما يسيء النسان‪ .‬ما يصيبه من مصيبة‬
‫في ظاهر المر يراه سوءا له ما تراه شرا فيما أصابك قد ل يكون شرا وفي الغالب الصل أن ما يصيب المؤمن ليس شرا وإن رآه شرا‬
‫وفي الحديث " عجبا لمر المؤمن إن أمره كله له خير" وفي حديث البخاري "من يُرد ال به خيرا يُصِب منه" أي يمتحنه فيصبّره فيصبر‬
‫فترتفع درجته‪ .‬ففي كل الحوال له خيرا فإذا أصابته مصيبة قال‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪ .‬نحن ل سبحانه وتعالى‪ .‬المصيبة هنا بمعنى ما‬
‫تراه ضررا‪ .‬عندما يصيبك ضرر ستقول إنا ل وإنا إليه راجعون نحن جزء من مُلك ال سبحانه وتعالى هو مالك الملك ونحن جزء منه‬
‫وهذا الملِك يتصرف بنا كيف يشاء‪ .‬القرآن الكريم جاء على أساليب العرب أو إذا عكسنا المر إن أساليب العرب إرتقت شيئا فشيئا إلى أن‬
‫جاءت إلى لغة القرآن الكريم‪ .‬ل نفهم أن المصيبة هنا بمعنى الخير‪ ،‬إنسان يمضي ويعثر بشيء في رجله فتنكسر هذا ظاهره ليس خيرا لكن‬
‫يقول‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون والحمد ل يحمد ال عز وجل لنه مستقر في قلبه أن هذا له خير قد ل يرى وجه الخير‪ .‬ومن خلل تجارب‬
‫حياتي أحيانا يداخلني شيء لعله من الشيطان‪ ،‬يصيبني أمر أقول الحمد ل ولكن في الداخل أقول ل أرى فيه ذرة خير لكن أغالب نفسي‬
‫وأقول أنا إنسان مؤمن ما دام الرسول يقول أمره كله خير فإذن هو خير وتمضي اليام وأكتشف ولو بعد سنوات أن ما قد كان أصابني‬
‫ل فيه كل الخير‪ .‬وكل إنسان له مثل هذه التجارب والنسان المسلم يثق بال سبحانه وتعالى ويتيقّن وعندنا دروس حتى‬ ‫وظننته شرا كان فع ً‬
‫أبوا الغلم الذي قتله العبد الصالح في قصة موسى في سورة الكهف ظاهره شر إنسان يُقتَل ولده ولكن ال تعالى يخبرنا أنه أراد خيرا‬
‫ط ْغيَانًا َوكُ ْفرًا) فقد يكون هذا الغلم محاربا للسلم‪ .‬وقد يسعى النسان لكي‬ ‫خشِينَا أَن يُرْ ِه َق ُهمَا ُ‬
‫ن فَ َ‬
‫بالبوين ( َوَأمّا ا ْلغُلَا ُم َفكَانَ َأبَوَا ُه مُ ْؤ ِم َنيْ ِ‬
‫يكون له ولد ثم يندم على أنه خلّفه وال تعالى يجعل من يشاء عقيما قد يقتل نفسه أن يزق بذرية ول تدري لماذا فقد يأتيك ولد يحارب الدين‪.‬‬
‫الذين يحاربون الدين من داخلنا كما يقول محمد محمد حسين في كتابه "حصوننا مهددة من داخلها" وهو كتاب قيّم‪.‬‬
‫* استعمال نفس الفعل مع الحسنة والسيئة(تصبك) لكن في كلمة مصيبة حدد الدللة الخاصة‬
‫بها مع الشيء السيء فهل هناك لمسة بيانية في طريقة إستعمال القرآن لهذه‬
‫اللفاظ؟)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫القرآن على لغة العرب والعرب كانوا يستعملون المصيبة وأصل الستعمال في المصيبة هي الرمية الصائبة للسهم‪ ،‬الرجل إذا إجتهد فأصاب‬
‫فهو مصيب والمرأة يقال أصابت حتى نتجنب القول أنها مصيبة ولو كان هذا يجوز من حيث اللغة‪ ،‬يجوز أن يقال‪ :‬فلنة مصيبة في هذا‬
‫المر لكن النسان في كلمه ينبغي أن يتجنب ما هو مُلبِس إل إذا كان له غاية مثل هذا الذي قال‪:‬‬
‫ليت عينيه سواء‬ ‫خاط لي عمرو قباء‬
‫عمرو كان خياطا وكان ممتّعا بإحدى عينيه (أي أعور) فهل كان يدعو عليه بالعمى أم يدعو عليه بالبصيرة والبصر؟ إذن الصابة يمكن أن‬
‫تستعمل للحسنة ما أصابك أي ما نالك ونزل بك‪ ،‬هذا في لغة العرب والمصيبة مخصصة‪.‬‬
‫كيف نسب الحسنة إلى ال والمصيبة إلى نفسك؟‬
‫مردّ المور جميعا هي إلى ال سبحانه وتعالى‪ .‬وأنت تقدم أسباب الوصول إلى الحسنة ويقدم النسان أسباب الوصول إلى السيئة ول يكون‬
‫وصوله إلى الحسنة إل بأمر ال سبحانه وتعالى ول يكون وصوله إلى السيئة إل بأمر ال سبحانه وتعالى‪ .‬شخص موظف في دائرة يقدم‬
‫طلبه فل ينفذ إل أن يوافق مديره ول المثل العلى النسان يقدم السباب ويتخذها‪ .‬الطريق الموصل إلى الخير والطريق الموصل إلى الشر‬
‫من ال تعالى مكّن النسان من أن يختار (وهديناه النجدين) أحد العلماء يبسط المسألة فيقول ال سبحانه وتعالى إذا شاء هدى‪ ،‬إذا شاء أن‬
‫يجعلك مهتديا له ذلك لنه ل يُسأل عما يفعل في ملكه ول المثل العلى النسان ل يُسأل عما يفعل في ملكه‪ ،‬والكون كله ملك ال سبحانه‬
‫وتعالى ولذلك (ل يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) فهو قادر على أن يهدي الجميع وقادر على أن يضل الجميع ول يُسأل وقادر على أن يجعلك‬
‫تختار طريقك ول يُسأل‪ .‬حينما يجعلك تختار طريقك هو شاء لك أن تختار أو أنت صارت لك مشيئة من ذاتك؟ ال يشاء (وما تشاءون إل‬
‫أن يشاء ال) ل تكون لك مشيئة وإل يكون كالملئكة أو الشياطين‪ ،‬الشياطين ل مجال للهداية فيهم والملئكة ل مجال للضللة لهم وشاء ال‬
‫عز وجل لهذا النسان أن ينظر في الطريقين وفق ما يبيّنه ال سبحانه وتعالى من لطفه وكرمه وإل المفروض أن العقل يوصله‪ ،‬مع ذلك‬
‫أرسل الرسل ومعهم الكتب وبيّن طريق الهداية وطريق الضلل‪ .‬فإذن النسان فيما يسلك طريقا هو في الصل في خانة مشيئة ال سبحانه‬
‫وتعالى التي جعلت لك المشيئة أن تختار‪ .‬أنت ما كنت تستطيع أن تكون ذا مشيئة لول أن ال تعالى شاء لك أن تكون ذا مشيئة ول تصل إل‬
‫ما تريد إل برضى ال تعالى فأنت ضمن المشيئة‪.‬‬
‫(ما أصابك من حسنة فمن ال) لنك أنت سعيت وقدّمت لكن أنت ما كنت تستطيع أن تصل للحسنة حتى يرضاها ال تعالى فذكر تعالى‬
‫الصل لنه مرتبط بالحسنة‪ .‬أنت سعيت نحو الحسنة وشاء ال سبحانه وتعالى أن تفعلها قدّمت وشاء لك ففعلت‪ ،‬الحسنة تُنسب إلى ال‬
‫تعالى‪ .‬والسيئة أيضا سعيت وشاء ال تعالى لك أن تصل ولو أراد ال ما وصلت لكن يبقى منحصرا بك لنك سعيت وكما قال الجن (وََأنّا لَا‬
‫شدًا) الخير معقود ل تعالى دائما على أننا نؤمن بالقدر خيره وشره من ال سبحانه‬
‫َندْرِي َأشَرّ أُرِيدَ ِبمَن فِي ا ْلأَرْضِ َأمْ أَرَا َد ِبهِمْ َرّبهُمْ رَ َ‬
‫وتعالى فنسبت الحسنة إلى ال تعالى وحصرت السيئة بنفسك مع أن نفسك سعت في الحسنة وسعت في السيئة وفي الحالين كانت بالمشيئة‬
‫وهو تعليم للمسلم كيف يتأدب مع ال سبحانه وتعالى وأن ينسب الخير ل وأن ينسب السوء لنفسه ولذلك نجد علماءنا يقولون عندما يكتبون‪:‬‬
‫هذا ما وصل إليه إجتهادي فإن كان خيرا فمن ال تعالى وإن كان شرا فمن نفسي ومن الشيطان وهذا من الدب مع ال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)82‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عنْدِ غَيْرِ الل ّهِ لَوَ َ‬
‫جدُوا فِيهِ‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬ ‫و كَا َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن الْقُْرآ َ َ‬
‫ن وَل َ ْ‬ ‫* في سورة النساء قال تعالى (أفََل يَتَدَبَُّرو َ‬
‫ختَِلفًا كَثِيًرا (‪ ))82‬فهل هناك إختلف قليل؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ا ْ‬
‫ث والسؤال الستنكاري كيف هؤلء يقولون أن هذا من عند غير ال؟ أل ينظرون في‬ ‫(أفل يتدبرون القرآن) هذا نوع من التحضيض والح ّ‬
‫آياته؟ (أفل يتدبرون القرآن) لما يدعوهم إلى تدبره معناه أنه ليس فيه إختلف ول ريب وليس فيه مشكل ثم يقول لهم (ولو كان من عند‬
‫غير ال لوجدوا فيه إختلفا كثيرا) هم كأنهم يلقون هذا الشيء كأنهم يرونه ويلمسونه (لوجدوا فيه إختلفا كثيرا) السؤال يقول‪ :‬كأنه لما قال‬
‫ل كثيرا‪ .‬قلت كثيرا‬‫كثيرا مفهوم المخالفة كأن فيه إختلف قليل‪ ،‬هو ليس هكذا‪( .‬لو) حرف إمتناع لمتناع تقول‪ :‬لو زارنا زيد لوهبناه ما ً‬
‫لنوع من المبالغة أي الكثار من الشيء وليس المبالغة كما تفهم الن بمعنى الكذب‪ ،‬العرب تستعمل المبالغة للكثار مثل غفر غافر والمبالغة‬
‫ل كثيرا تعني نحن نُكرِم بكثرة‪ .‬هو ما‬ ‫فيها غفور وغفّار‪.‬فالبمالغة ليست بمعنى الكذب وإنما الكثرة فيها‪ .‬فلما قال ‪ :‬لو زارنا زيد لوهبناه ما ً‬
‫ل ول كثيرا فإمتنعت الهبة لمتناع الزيارة فما أخذ ل من القليل ول من الكثير‪ .‬وهنا أيضا لو كان من عند غير ال‬ ‫زارنا إذن ما وُهِب ل قلي ً‬
‫ولكن هذا القرآن من عند ال فلو كان من عند غير ال لوجدوا فيه إختلفا كثيرا ‪ .‬إمتنع الختلف قليله وكثيره لمتناع كونه من عند غير‬
‫ال‪ .‬يبقى هذا الختلف الكثير كما قلنا للمبالغة لو كان من عند غير ال كانوا وجدوا فيه إختلفا كثيرا لكن أصل الختلف إمتنع لمتناع‬
‫كونه من عند غير ال فهو من ال إذن ليس فيه خلف‪ .‬تماما كما في المثل الذي ذكرناه وقلناه (لو زارنا زيد لوهبناه مالً كثيرا) إمتنعت هبة‬
‫المال بقليله وكثيره لمتناع الزيارة‪ .‬وقلنا (لو) حرف إمتناع لمتناع فل يقال القرآن فيه إختلف قليل كل هو ل فيه إختلف قليل ول كثير‪.‬‬
‫الختلف كله منفي لن القرآن هو من عند ال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ف أو حركةٍ أو تقديمٍ أو‬
‫هدفنا أن نوجه أنظار المسلمين إلى هذه الساليب في قراءة القرآن من حيث تدبره أو تفكيره في آيتين تختلفان بحر ٍ‬
‫ن ﴿‪ ﴾82‬النساء) والتدبر هو أن تبقى وراء الية يوما بعد يوم يوما بعد يوم إلى أن تدرك‬ ‫تأخير وهي أرقى الساليب (َأفَلَا َيتَ َدبّرُونَ ا ْلقُرْآَ َ‬
‫السرار التي فيها وهذه أعظم أنواع القراءات وأكثرها أجرا‪.‬‬
‫َ‬
‫ن ( ‪ )82‬النسسساء) التدبر مشتسسق مسسن الدَبَر أي الظهسسر فكيسسف يراد بسسه‬‫ن الْقُْرآ َ س‬
‫*(أفَل َ يَتَدَبَُّرو َ س‬
‫التأمل؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫حكَم‬
‫جعلوا الفعل تدبر بمعنى تأمل وتفكر لننا إذا قلنا تدبر المسألة أردنا نظر في غائبها وعاقبتها وتدبر المر نظر في ما وراءه من ِ‬
‫ومعانٍ‪.‬‬
‫آية (‪:)84‬‬
‫*ما هو إعراب كلمة نفسك في قوله تعالى (ل تُكلّف إل نفسك)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كلّف فعل يأخذ مفعولين المفعول الول هو مستتر نائب فاعب تقديره أنت والمفعول الثاني هو (نفسك)‪.‬‬
‫آية (‪:)85‬‬
‫*مسا الفرق بيسن النصسيب والكفسل فسي سسورة النسساء مسن حيسث المعنسى ودللة اسستخدامهما فسي‬
‫القرآن؟‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫يءٍ‬
‫سّيئَ ًة َيكُن لّ ُه كِفْلٌ ّم ْنهَا َوكَانَ اللّ ُه عَلَى كُلّ شَ ْ‬
‫شفَاعَةً َ‬
‫شفَعْ َ‬
‫سنَ ًة َيكُن لّ ُه نَصِيبٌ ّم ْنهَا َومَن يَ ْ‬
‫شفَعْ شَفَاعَةً حَ َ‬
‫قال تعالى في سورة النساء (مّن يَ ْ‬
‫مّقِيتا {‪ )}85‬من معاني الكفل في اللغة النصيب المساوي ومنها المِثل‪ .‬أما النصيب فهو مُُطلق والنصيب عام صغير وكبير وأكبر وليس له‬
‫شيء محدد‪ .‬وفي القرآن الكريم استخدمت كلمة كفل عند ذكر السيئة (له كفل منها) لن السيئات تُجزى بقدرها ول يزيد عليها بدليل قوله‬
‫تعالى (ومن عمل سيئة فل يُجزى إل مثلها)‪ ،‬أما الحسنة فتضاعف وتتسع وتعظم وقد تكون عشرة أضغاف وقد تكون أكثر ولم يحدد أنها‬
‫مثلها لذا جاءت كلمة نصيب مع الحسنات لن الحسنة لها نصيب أكثر من السيئات‪.‬‬
‫خيْ ٌر ّم ْنهَا (‪)89‬‬
‫سنَ ِة فَلَهُ َ‬
‫فلما قال الشفاعة الحسنة قال يكن له نصيب منها ليس مثلها وإنما أعلى منها لن الحسنة بعشر أمثالها (مَن جَاء بِالْحَ َ‬
‫سّيئَ ًة فَلَا يُجْزَى إِلّا مِثَْلهَا (‪ )40‬غافر) فاستعمل الكفل للشفاعة السيئة واستعمل النصيب مع الشفاعة الحسنة‬ ‫عمِلَ َ‬ ‫النمل) أما السيئة فمثلها (مَنْ َ‬
‫لنها قد تكون عشر أمثالها أما ما قاله بعض اللغويين أن النصيب في المور الحسنة والكفل في المور السيئة فهذا غير صحيح لن ال‬
‫عنّا نَصِيبًا مّنَ النّا ِر (‪ )47‬غافر) لكن الكفل من معانيه المِثل ولذلك‬ ‫ح َمتِهِ (‪ )28‬الحديد) وقال ( َفهَلْ أَنتُم ّمغْنُو َ‬
‫ن َ‬ ‫تعالى قال (يُ ْؤ ِتكُ ْم كِفَْليْنِ مِن رّ ْ‬
‫استعمله مع السيئة‪ ،‬يقول كفلين أي مثلين والجر يضاعف‪.‬‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫ي ٍء مُقِيتًا ﴿‪﴾85‬‬ ‫ل ِم ْنهَا َوكَانَ اللّ ُه عَلَى كُلّ شَ ْ‬‫سّيئَةً َيكُنْ لَ ُه كِفْ ٌ‬
‫شفَعْ شَفَاعَةً َ‬
‫ب ِم ْنهَا َومَنْ يَ ْ‬
‫سنَةً َيكُنْ لَ ُه نَصِي ٌ‬
‫شفَاعَ ًة حَ َ‬
‫ن يَشْفَعْ َ‬
‫في قوله تعالى (مَ ْ‬
‫النساء) عندما نرجع إلى معجمات اللغة نجد أن كلمتي نصيب وكفل يكادان يكونان بمعنى واحد بل عندما يفسرون النصيب يقولون الحظ أي‬
‫الجزء ولما يأتون إلى الكفل يقولون الحظ أو النصيب أي يفسرون الكفل بالنصيب‪ .‬فعندما نأتي إلى اللسان‪" :‬والنصيب الحظ من كل شيء‪-‬‬
‫الحظ يعني الجزء من كل شيء‪ -‬والكفل النصيب ويرجع ويقول الكفل الحظ"‪،‬وهو قال النصيب الحظ‪ .‬لكن يبقى هناك فارق جزئي بسيط بين‬
‫الكلمتين فعندما ننظر في كلمة نصيب نجد أن النون والصاد والباء من نصب الشيء يعني جعله شاخصا نصبه ومنه النصاب وما ذبح على‬
‫النصب هذه الحجارة الكبيرة الظاهرة الشاخصة فعندما يقول نصيب كأنه شيء شاخص ظاهر‪.‬‬
‫الكفل أصله في اللغة هو الثوب الذي يدار ويجعل على شكل حلقة ويوضع على سنام البعير لن السنام ل يمكن أن يجلس عليه فيديرون ثوبا‬
‫يضعونه على السنام حتى يجلس عليه الراكب أو يضعه خلف السنام فيستقر ويجلس عليه هذا أصل كلمة الكفل ولذلك هو يمثل تغطية جزء‬
‫من ظهر البعير فقالوا هو كالنصيب لنه يغطي جزءا منه الصورة عندما يقول هذا جزء وهذا جزء‪ .‬صورة الجزئية مع النصيب صورة‬
‫ظاهرة بارزة وصورة الجزئية مع الكفل صورة مختفية مخفية مجلوس عليه لذلك نجد أن كلمة النصيب تستعمل في الخير وفي الشر‪ :‬له‬
‫نصيب من الخير وله نصيب من الشر بحسب السياق‪ .‬كلمة الكفل استعملها في الشفاعة السيئة لن هذا النصيب هو ل يريد أن يبرزه‪ ،‬أن‬
‫يظهره‪ ،‬كأنه يخجل منه‪ ،‬يستحي منه فما استعمل النصيب هذا البارز لن مع السيئة سيئة يريد أن يتستر لكن له منها برغم تستره لن عامل‬
‫السيئة ل يعملها جهارا نهارا إل إذا كان سفيها والعياذ بال وكان المجتمع يرخص له بذلك والعياذ بال‪ .‬فانظر إلى اختلف الصورتين في‬
‫اللغة واستعمل القرآن الكريم هذا المر أيضا فكان ممكن أن يقول في غير القرآن (من يشفع شفاعة حسنة يكن له كفل منها ومن يشفع شفاعة‬
‫سيئة يكن له كفل منها) يكررها في غير القرآن أو (ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له نصيب منها)‬
‫لكن كأنما أريد لقارئ القرآن أن يتذوق وأن يتحسس هذا الفارق بين الصورتين المتخيلتين‪ :‬صورة النصيب البارز الشاخص وصورة الكفل‬
‫ح َمتِ ِه (‪ )28‬الحديد) اثنان حتى يظهر ولم يقل‬ ‫المستور لهذا لما استعمل القرآن الكريم كلمة الكفل في الخير ضاعفها فقال (يُ ْؤتِكُ ْم كِ ْفَليْنِ مِنْ رَ ْ‬
‫نصيب لن النصيب واحد وهو يريد أن يكثره وأن يضاعفه ثم هو تشجيع لهم فالية نزلت في النصارى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وََآ ِمنُوا‬
‫بِ َرسُولِ ِه (‪ )28‬الحديد) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا) أي الذين آمنوا بعيسى عليه السلم (اتّقُوا اللّهَ وََآ ِمنُوا بِرَسُولِهِ) أي بمحمد صلى ال عليه وسلم‬
‫ح َمتِهِ) فعندما استعمله للخير ضاعفه هذا شيء‪.‬‬ ‫(يُ ْؤ ِتكُ ْم كِفَْليْنِ مِنْ َر ْ‬
‫شيء آخر لو نظرنا إلى كلمة نصيب وكفل من حيث أحرف اللغة‪ :‬الصوات نون – صاد ‪ -‬باء‪ ،‬النون حرف متوسط بين الشدة والرخاوة‬
‫يقابله اللم بين الشدة والرخاوة لكن نجد النون في نصيب أعلى بشيء وهو ال ُغنّة‪ .‬هذا الحرف الذي هو النون كاللم فهذا فيه حرف متوسط‬
‫وهذا فيه حرف متوسط لكن النون فيه زيادة على اللم هذه ال ُغنّة التي يقال عنها أنها صوت محبب يخرج من الخيشوم ففيه ميزة‪ .‬عندما‬
‫نأتي للصاد والفاء كلهما مهموس فالصاد مهموس والفاء مهموس الصاد رخو والفاء رخو فكأنهما بمنزل واحد ثم يرتقي الصاد لن فيه‬
‫إطباقا والفاء مستتر‪ .‬فإذن صار عندنا النون واللم مجهوران متوسطان لكن النون فيه غنة‪ ،‬الصاد والفاء مهموسان رخوان لكن الصاد يعلو‬
‫في ما فيه من إطباق‪ ،‬الباء والكاف كلهما شديد انفجاري لكن يعلو الباء في أنه معه اهتزاز الوترين مجهور فالباء شديد مجهور والكاف‬
‫شديد مهموس فمجموع أحرف نصيب أبرز من مجموع أحرف كفل فواءمت العربية هنا اللغة‪ .‬لكن القرآن استفاد من اللغة ووضع هذا هنا‬
‫وهذا هنا في مكانه نحن‪ -‬مع نظرنا حقيقة في علو لغة القرآن‪ -‬نريد أن نؤكد في الوقت نفسه سمو هذه العربية التي اختارها ال عز وجل‬
‫لغة لكتابه فليأتونا بمثل هذا في لغة أخرى‪ .‬آلف اللفاظ من هذه الطريقة لما نوازن بين الصوات والختيارات فليأتوا بعشرة ألفاظ لفظ من‬
‫هنا ولفظ من هنا فيه مثل هذه الميزة‪ .‬نقول هذا حتى ل ينكفئ على نفسه متكلم العربية حتى يعلم أن لغته لغة سامية ومن أجل ذلك جاء بها‬
‫كتاب ال عز وجل‪.‬‬
‫لحظ نصيب وكفل المعنى يكاد يكون متقاربا وفي العربية ليس هنالك ترادف إل في بعض حتى بعض السماء‪ .‬المفردات في السم ممكن‬
‫أن يكون هذا السم في هذه القبيلة له هيئة مخالفة للهيئة فقضية المدية والسكين ممكن أن تكون المدى المستعملة عند غِفار لها هيئة معينة‬
‫غير هيئة السكاكين عند غيره فهذه كانت مدية وهذه سكين قد يصح هذا لكن كم عندنا مما اجتمع من اللهجات من هذه المخالفة؟ قليل لكن‬
‫اللغة العامة ولغة القرآن ليس فيها ترادف ول كلمة تصح مكان كلمة ومثال هذا النصيب‪ :‬الحظ من الشيء‪ ،‬والكفل‪ :‬الحظ من الشيء ولكن‬
‫لماذا مع الحسنة استعمل نصيب ومع السيئة استعمل كفل إذا كانا بمعنى واحد؟ والمعاجم تفسر بعض الكلمات ببعض على التساهل لنه يؤدي‬
‫هذا المعنى هو ل ينظر إلى تلك الدقة فهو عندما يقول له كفل من هذا الشيء أي له حظ منه جزء منه‪ ،‬له نصيب من هذا فله جزء‪ ،‬فالدللة‬
‫واحدة فالذي يشفع شفاعة حسنة له شيء من هذه الحسنة والذي يشفع شفاعة سيئة له شيء من هذه السيئة هذا المعنى العام‪ .‬ولكن عندما تأتي‬
‫إلى اختيار اللفاظ تجد أنه اختيرت كلمة نصيب هنا لهذا واختيرت كلمة كفل هنا لهذا‪ .‬سيئة النسان يتستر فيها فاختير له اللفظ الذي يدل‬
‫على الجزء مما هو مستور مخفي منخفض‪ ،‬والحسنة لن النسان يظهرها ثم هي تضاعف وتنمو بخلف السيئة الثابتة المستقرة فهذه‬
‫المضاعفة والنمو تجعلها شاخصة الحسنة وفيها تشجيع ظهور فهذا معنى نصيب ومعنى كفل‪.‬‬
‫*ورتل القرآن ترتيلً‪:‬‬
‫النصيب هو الحظ من كل شيء خيرا كان أم شرا وبما أنه اقترن بالشفاعة الحسنة فهو جزاء بالخير وقد اختير النصيب دون الجزاء إشارة‬
‫إلى أنه قد يكون للشافع أجر أكثر من ثواب من شفع عنده أما شافع السوء فقد خص ال جزاءه بالكفل بمعنى المثل إيذانا بأن مرتكب السيئة‬
‫ل يجزى إل مثلها واختيرت كلمة الكفل لشافع السوء دون الجزاء أو النصيب لنها ل تختص إل بالشر والشدة‪.‬‬
‫آية (‪:)86‬‬
‫منْهَسا أ َ ْو‬ ‫َ‬
‫ن ِ‬
‫سس َ‬ ‫حيُّوا بِأ ْ‬
‫ح َ‬ ‫حيَّةٍ فَ َ‬
‫م بِت َ ِ‬
‫حيِّيت ُس ْ‬
‫ن) منصسوبة فسي قوله تعالى (وَإِذ َا ُ‬ ‫جاءت كلمسة (بأحسس َ‬ ‫* لماذا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫سيبًا (‪ )86‬النساء)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ح ِ‬
‫ي ٍء َ‬ ‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫ُ‬
‫ن عَلى ك ِّ‬ ‫َ‬
‫ه كا َ‬
‫ن الل َ‬ ‫ُردُّوهَا إ ِ ّ‬
‫ن ليست منصوبة ولكنها مجرورة بالفتحة لنها ممنوعة من الصرف (وجُرّ بالفتحة ما ل ينصرف) وهي صيغة على وزن أفعل‪.‬‬ ‫بأحس َ‬
‫أحسن‪ :‬إسم تفضيل على وزن الفعل فالقاعدة تقول إن الوصفية إذا كانت على وزن الفعل تمنع من الصرف ما لم تونّث بالتاء‪.‬‬
‫ظنُونَا (‪)10‬‬
‫ن بِاللّهِ ال ّ‬
‫ظنّو َ‬
‫حنَاجِرَ َوتَ ُ‬
‫ب الْ َ‬
‫ل ِم ْنكُمْ وَِإذْ زَاغَتِ ا ْلَأبْصَارُ َوبََلغَتِ ا ْلقُلُو ُ‬
‫سفَ َ‬
‫ن فَ ْو ِقكُمْ َومِنْ أَ ْ‬
‫وكذلك في قوله تعالى (ِإذْ جَاءُوكُ ْم مِ ْ‬
‫ل مجرورة بالفتحة لنها ممنوعة من الصرف ومثلها أصفر وأخضر وأحمر‪.‬‬ ‫الحزاب) أسف َ‬
‫*انظر آية (‪)25‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ن ِم ْنهَا أَوْ ُردّوهَا (‪ )86‬النساء) انظر كيف يعلّم ال تعالى الناس التسابق إلى الخيرات ويخلّقهم بأخلق السلم‬
‫حيّو ْا بَِأحْسَ َ‬
‫حيّ ٍة فَ َ‬
‫حّي ْيتُم بِتَ ِ‬
‫(وَِإذَا ُ‬
‫فقال فحيوا بأحسن منها فقدم الرد بالحسن وعطف عليه ما يماثله ليعلمنا أن رد السلم بالفضل هو المقدم أل ترى أنك تقول لمن سلم‬
‫عليك (وعليكم السلم) فقدمت عليكم على المبتدأ السلم وهذا تقديم يفيد التخصيص للمخاطب فكان أحسن من السلم عليكم‪.‬‬
‫آية (‪:)89‬‬
‫موهُس ْ‬
‫م (‪)91‬‬ ‫قفْت ُ ُ‬
‫ث ثِ ِ‬
‫حي ْس ُ‬ ‫م وَاقْتُلُوهُس ْ‬
‫م َ‬ ‫* مسا الفرق بيسن ثقفتموهسم ووجدتموهسم فسي اليات (فَ ُ‬
‫خذ ُوهُس ْ‬
‫م (‪ )89‬النساء)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫جدت َّ ُ‬
‫موهُ ْ‬ ‫ث َو َ‬
‫حي ْ ُ‬ ‫م وَاقْتُلُوهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫النساء) (فَ ُ‬
‫خذ ُوهُ ْ‬
‫جعَ ْلنَا َلكُ ْم عََل ْيهِ ْم‬
‫ث ثِقِ ْفُتمُوهُمْ وَُأوْلَـ ِئكُمْ َ‬
‫حيْ ُ‬
‫خذُوهُمْ وَا ْقتُلُوهُ ْم َ‬
‫ثقف تستعمل غالبا في الحرب ( َفإِن لّ ْم َي ْعتَزِلُوكُمْ َويُلْقُواْ إَِل ْيكُمُ السَّلمَ َو َيكُفّوَاْ َأ ْي ِديَهُ ْم َف ُ‬
‫خذُواْ‬ ‫سُلْطَانًا مّبِينًا (‪ ))91‬هذه حرب أما وجدتموهم فهي عامة وليست متعلقة بالحرب فقط ( َودّواْ لَ ْو َتكْفُرُونَ َكمَا َكفَرُو ْا َف َتكُونُونَ سَوَاء فَ َ‬
‫ل َتتّ ِ‬
‫ل نَصِيرًا (‪ ))89‬هذه ليس فيها‬ ‫خذُو ْا ِمنْهُمْ َوِليّا َو َ‬
‫ح ْيثُ وَجَدتّمُو ُهمْ َولَ َتتّ ِ‬ ‫خذُو ُهمْ وَا ْقتُلُوهُمْ َ‬ ‫سبِيلِ اللّ ِه فَإِن تَوَلّوْ ْا فَ ُ‬ ‫ى ُيهَاجِرُو ْا فِي َ‬
‫حتّ َ‬
‫ِم ْنهُمْ أَوِْليَاء َ‬
‫حرب‪ .‬ثقفتموهم أي ظفرتم بهم‪ .‬ثقف هي ظفر به‪ .‬هذه لغة المعجم وليست خصوصية للستعمال القرآني ولو بحثت في المعجم عن ثقف‬
‫ستجد معناها ظفرت به‪ .‬إذن ثقفتموهم في الحرب ووجدتموهم عامة والسَلَم أي الصلح‪.‬‬
‫سوَاء (‪ )89‬النسساء) انظسر إلى هذه البلغسة فسي التعسبير‬ ‫ما كَفَُروا ْ فَتَكُونُو َس‬
‫ن َس‬ ‫ن ك َس َ‬‫*(وَدُّوا ْ لَوْ تَكْفُُرو َس‬
‫فقسد عبّر الله تعالى عسن رغبسة المنافقيسن فسي تكفيسر المؤمنيسن بالفعسل (ودّ) بينمسا عبّر عسن فعسل‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫المؤمنين بإدخال اليمان إلى قلوب المنافقين بالفعل (أتريدون) وذلك في قوله تعالى (أتُرِيدُو َ‬
‫ض َّ‬ ‫أَن تهدوا ْ م َ‬
‫ه (‪ ))88‬فما وجه البلغة في هذا الختيار؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫نأ َ‬‫َ ْ‬ ‫َْ ُ‬
‫عبّر ال تعالى عن محاولة المؤمنين بالرادة لنه ينشأ عنها الفعل فالمؤمنون يستقربون حصول اليمان من المنافقين لن اليمان قريب من‬
‫فطرة النسان بينما عبّر عن محاولة المنافقين بالو ّد لن المنافقين يعلمون أن المؤمنين ل يرتدون عن دينهم فلم يكن طلبهم تكفير المؤمنين إل‬
‫ن َكمَا كَفَرُو ْا َفتَكُونُونَ سَوَاء)‪.‬‬
‫تمنّيا وودا ولذلك عبّر عنه بقوله ( َودّواْ لَ ْو َتكْفُرُو َ‬
‫آية (‪:)92‬‬
‫ة‬
‫منَةٍ وَدِي َ ٌ‬‫مؤْ ِ‬ ‫حرِيُر َرقَبَةٍ ُّ‬ ‫خطَئًا فَت َ ْ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫من ًسسا َ‬ ‫ل ُ‬ ‫من قَت َ َ‬ ‫َ‬ ‫َسس‬ ‫خطَئًا و‬ ‫من ًسسا إِل َّ َ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ن أَن يَقْت ُ َ‬
‫ل‬ ‫م ٍَسس‬ ‫مؤْ ِ‬‫ن لِ ُ‬ ‫ما كَا َسس‬ ‫*(وَسس َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫منَةٍ وَإِن‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫حرِيُر َرقَبَةٍ ُّ‬
‫َ‬
‫ن فَت َ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤْ ِ‬‫م وَهُوَ ْ‬ ‫من قَو ْم ٍ عَد ُ ٍّو ل ّك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ِ‬ ‫صدَّقُوا ْ فَإِن كَا َ‬ ‫ة إِلَى أهْل ِهِ إِل ّ أن ي َ َّ‬ ‫م ٌ‬‫سل ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬
‫م‬‫صيَا ُ‬ ‫جد ْ فَ ِ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫من ل ّ ْ‬ ‫ة فَ َ‬‫من َ ً‬‫مؤْ ِ‬‫حرِيُر َرقَبَةٍ ُّ‬ ‫ة إِلَى أهْلِهِ وَت َ ْ‬ ‫م ٌ‬‫سل ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ُّ‬ ‫ميثَاقٌ فَدِي َ ٌ‬‫م ِّ‬ ‫م وَبَيْنَهُ ْ‬ ‫من قَوْم ٍ بَيْنَك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كَا َ‬
‫ما (‪ )92‬النساء) قدّم التحرير على الدية أولً‬ ‫حكِي ً‬ ‫ما َ‬ ‫ه عَلِي ً‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫ن اللّهِ وَكَا َ‬ ‫م َ‬‫ة ِّ‬ ‫ن تَوْب َ ً‬ ‫متَتَابِعَي ْ ِ‬
‫ن ُ‬‫شهَْري ْ ِ‬ ‫َ‬
‫خر التحرير على الدية فما الحكم من التقديم والتأخير في الية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ثم أ ّ‬
‫ل يريدون أموالً وليس لديهم علقة بالتحرير‪ ،‬والتآلف بينهم يكون بالفدية وليس بالتحرير كيف تزيل‬ ‫إحداها على قوم أعداء يريدون الفدية أو ً‬
‫العداوة وهم يتقاتلون؟ تعطيهم الفدية حتى تهدأ النفوس فيبدأ بالفدية لن هؤلء أعداء ويحتمل أن يحصل ضغائن وقد ينقضون الميثاق بينهم‬
‫لكن الولى قوم مؤمنون فقدّم التحرير على الفدية‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً)‪:‬‬
‫طئًا (‪ )92‬النساء) انظر إلى هذا البتداء الذي يهوّل به ال سبحانه وتعالى أمر قتل المسلم أخاه المسلم‬ ‫ل مُ ْؤ ِمنًا ِإلّ خَ َ‬
‫( َومَا كَانَ ِلمُ ْؤمِنٍ أَن يَ ْقتُ َ‬
‫طئًا)‪.‬‬
‫ل خَ َ‬
‫ل مُ ْؤمِنًا ِإ ّ‬
‫ولذلك جعله في حيّز ما ل يكون فبدأه بالنفي والحصر في الخطأ بـ (إل) فقال ( َومَا كَانَ ِلمُ ْؤمِنٍ أَن يَ ْقتُ َ‬
‫ة إِلَى أَهْل ِ سهِ (‪ )92‬النسسساء) ع ّ‬ ‫َ‬
‫ل سسسائلً‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ٌ‬ ‫ة ُّ‬
‫م َس‬ ‫منَةٍ وَدِي َ ٌ‬ ‫خطَئًا فَت َ ْ‬
‫حرِيُر َرقَبَةٍ ُّ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫من ً سا َ‬ ‫من قَت َ َ‬
‫ل ُ‬ ‫*(وَ س َ‬
‫م جعل تحرير رقبة العبد ديّة للقاتل وهذا ل يعود على أهل الميت؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬ ‫يقول ل ِ َ‬
‫إن تحرير الرقبة جعله ال تعالى بدلً من تعطيل حق ال تعالى في ذات القتيل فإن القتيل عب ٌد من عباد ال تعالى ويُرجى من نسله من يقوم‬
‫بعبادة ال وطاعة دينه فلم بخلو القاتل من أن يكون فوّت بقتله هذا الوصف‪ .‬وأمر آخر نبّهت عليه هذه الية هو أن الحريّة حياة والعبوية‬
‫موت فمن تسبب في موت نفس حيّة كان عليه السعي في إحياء نفس كالميتة وهي المستعبدة‪.‬‬
‫َ‬
‫منَةٍ (‪ )92‬النساء) ل ِ َ‬
‫م اقتصرت الكفارة‬ ‫حرِيُر َرقَبَةٍ ُّ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫ن فَت َ ْ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫و ْ‬ ‫من قَو ْم ٍ عَدُوٍّ ل ّك ُ ْ‬
‫م وَهُ َ‬ ‫*(فَإِن كَا َ‬
‫ن ِ‬
‫هنا على تحرير الرقبة دون دفع الديّة لهم؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫لن الدية جبر لخاطر أولياء الدم فلما كانوا أعداء ال تعالى لم تكن حكمة في جبر خواطرهم‪.‬‬
‫آية (‪:)93‬‬
‫*انظر آية (‪.)36‬‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ما كا َ‬ ‫النساء(وَ َ‬ ‫*ما الفرق بين استخدام صيغة الماضى والمضارع فى قوله تعالى فى سورة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ل مؤْمنا َ ً‬ ‫ل مؤْمنا إَّل َ ً‬ ‫ل ِمؤْم َ‬
‫ة إِلى أهْلِهِ‬ ‫م ٌ‬‫سل َ َ‬ ‫م َ‬‫ة ُ‬‫منَةٍ وَدِي َ ٌ‬ ‫حرِيُر َرقَبَةٍ ُ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫خطَأ فَت َ ْ‬ ‫ن قَت َ َ ُ ِ ً‬ ‫م ْ‬‫خطَأ َو َ‬ ‫ن يَقْت ُ َ ُ ِ ً ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َُ َ ِ ٍ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه عَليْهِ وَلعَن َ ُ‬ ‫ّ‬
‫ب الل ُ‬ ‫ض َ‬‫خالِدًا فِيهَا وَغَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫جَزاؤُهُ َ‬
‫جهَن ّ ُ‬ ‫مدًا فَ َ‬‫متَعَ ِّ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منًا ُ‬ ‫ل ُ‬‫ن يَقْت ُ ْ‬
‫م ْ‬
‫))و(و َ‬
‫َ‬ ‫صد ّقُوا‪92(..‬‬‫َ‬ ‫ن ي َ َّ‬‫إ ِ ّل أ ْ‬
‫َ‬
‫ما (‪))93‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ه عَذ َابًا عَظِي ً‬ ‫وَأعَد َّ ل َ ُ‬
‫حرِي ُر‬ ‫طأً َفتَ ْ‬ ‫ن َقتَلَ مُ ْؤمِنًا خَ َ‬ ‫خطَأً َومَ ْ‬‫ل مُ ْؤمِنًا ِإلّا َ‬ ‫ن يَ ْقتُ َ‬
‫استخدام صيغة الماضي والمضارع في القرآن كثير مثل قوله تعالى ( َومَا كَانَ ِلمُ ْؤمِنٍ أَ ْ‬
‫ن قَوْ ٍم َب ْي َنكُمْ َوبَ ْي َنهُمْ‬
‫ن مِ ْ‬
‫ن كَا َ‬‫ن َفتَحْرِيرُ َر َقبَ ٍة مُ ْؤ ِمنَةٍ وَإِ ْ‬ ‫عدُوّ َلكُمْ وَهُ َو مُ ْؤمِ ٌ‬ ‫ن قَوْ ٍم َ‬
‫ن مِ ْ‬ ‫ن كَا َ‬ ‫ص ّدقُوا فَإِ ْ‬‫ن يَ ّ‬ ‫َر َقبَةٍ مُ ْؤ ِمنَةٍ َو ِديَ ٌة مُسَّلمَةٌ إِلَى أَهْلِ ِه إِلّا أَ ْ‬
‫حكِيمًا (‪ )92‬النساء) وقوله‬ ‫ن ُمتَتَا ِب َعيْنِ تَ ْوبَ ًة مِنَ اللّهِ َوكَانَ اللّ ُه عَلِيمًا َ‬ ‫شهْ َريْ ِ‬
‫صيَامُ َ‬‫ج ْد فَ ِ‬
‫ق َف ِديَةٌ مُسَّلمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ َوتَحْرِي ُر َر َقبَةٍ مُ ْؤ ِمنَةٍ َفمَنْ لَ ْم يَ ِ‬ ‫مِيثَا ٌ‬
‫عذَابًا عَظِيمًا (‪ )93‬النساء) أي كلما سنحت له‬ ‫عدّ لَ ُه َ‬ ‫غضِبَ اللّ ُه عََليْهِ وََل َعنَهُ وَأَ َ‬ ‫ج َهنّمُ خَاِلدًا فِيهَا وَ َ‬ ‫تعالى ( َومَنْ يَ ْقتُلْ مُ ْؤ ِمنًا ُم َتعَ ّمدًا َفجَزَا ُؤهُ َ‬
‫الفرصة قتل وهذا دليل التكرار لذا جاء الفعل بصيغة المضارع‪ .‬وكذلك في قوله تعالى (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه) صيغة المضارع لن‬
‫الشكر يكون في كل لحظة على كل نعم ال أما (ومن كفر) جاء بصيغة الماضي لن الكفر يحصل مرة واحدة فقط‪ .‬وقال تعالى (إِنْ‬
‫ضغَا َنكُمْ (‪ )37‬محمد) سؤال متكرر لن سؤال الموال متكرر فجاء الفعل بصيغة المضارع‪ ،‬وقال تعالى‬ ‫ح ِفكُ ْم َتبْخَلُوا َويُخْ ِرجْ أَ ْ‬ ‫سأَ ْل ُكمُوهَا َفيُ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫عذْرًا (‪ )76‬الكهف) السؤال حصل مرة واحدة فجاء بصيغة الماضي‪.‬‬ ‫ت مِنْ َلدُنّي ُ‬ ‫ح ْبنِي قَ ْد بََلغْ َ‬
‫شيْ ٍء َبعْدَهَا فَلَا تُصَا ِ‬ ‫سأَ ْل ُتكَ عَنْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫(قَالَ إِ ْ‬
‫آية (‪:)94‬‬
‫* ما الفرق بين خبير وبصير ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫خبِيرًا (‪ )94‬النساء) البصير‪ ،‬البصر يؤخذ من أمرين‪ ،‬البصر يأتي بمعنيين في اللغة إما البصر هي‬ ‫قال تعالى (إِنّ اللّ َه كَانَ ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ‬
‫حنَاجِ َر (‪ )10‬الحزاب) ويأتي لما في القلب البصار بالقلب ربنا يسميه‬ ‫ت الَْأبْصَارُ َوبََلغَتِ ا ْلقُلُوبُ الْ َ‬
‫الحاسة التي ينظر بها الباصرة (وَِإذْ زَاغَ ْ‬
‫سبِيلِي َأدْعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى بَصِيرَ ٍة (‪ )108‬يوسف) البصيرة في القلب والبصر‬ ‫ل هَـذِهِ َ‬ ‫ن عَلَى نَفْسِ ِه بَصِيرَ ٌة (‪ )14‬القيامة) (قُ ْ‬ ‫بصيره (بَلِ ا ْلإِنسَا ُ‬
‫عمَى وَا ْلبَصِي ُر (‬ ‫ستَوِي الَ ْ‬
‫ل يَ ْ‬
‫ل هَ ْ‬
‫ليست العين وإنما الرؤية وهذا الفرق بين النظر والبصر‪ .‬إذن كلمة بصير فيها أمران بصير ضد العمى (قُ ْ‬
‫‪ )16‬الرعد) من ناحية الرؤية‪ ،‬وبصير لمن كان قلبه بصيرا عنده معرفة في قلبه‪ .‬الخبير العليم ببواطن المور فربنا لما يقول (إِنّ اللّ َه ِب ِعبَادِهِ‬
‫خبِيرٌ بَصِي ٌر (‪ )31‬فاطر) يعني محيط ببواطن المور وظواهرها‪ .‬بواطن المور من خبير وظواهرها من بصير الصل الول هو البصار‪.‬‬ ‫َل َ‬
‫البصير من البصار ومن قوة القلب‪ ،‬إذن خبير العلم ببواطن المور خبير بصير يعني عليم ببواطن المور وظواهرها ولعلمه ببواطن‬
‫المور فمن باب أولى أنه عليم بظواهر المور‪.‬‬
‫آية (‪:)95‬‬
‫* ما دللة استعمال أداة النفي (ما) و(ل)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ما) التي تدخل على المضارع هي لنفي الحال‪( ،‬ل) يقولون للستقبال وقسم من النُحاة يقولون قد تكون للحال وللستقبال (وَاتّقُو ْا يَوْما ّ‬
‫ل‬
‫عمَى وَا ْلبَصِي ُر (‪ )19‬فاطر) هذا مشاهَد‬ ‫شيْئا (‪ )48‬البقرة) هذا استقبال‪ .‬ننظر كيف تستعمل في القرآن ( َومَا يَ ْ‬
‫ستَوِي ا ْلأَ ْ‬ ‫جزِي نَ ْفسٌ عَن نّ ْفسٍ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫عدُونَ مِنَ‬ ‫ت (‪ )22‬فاطر) هذا مُشاهَد‪( ،‬لّ يَ ْ‬
‫ستَوِي الْقَا ِ‬ ‫حيَاء وَلَا الَْأمْوَا ُ‬ ‫ن (‪ )12‬فاطر) هذا مُشاهَد ( َومَا يَ ْ‬
‫ستَوِي ا ْلأَ ْ‬ ‫ستَوِي ا ْلبَحْرَا ِ‬ ‫في الدنيا ( َومَا يَ ْ‬
‫ستَوِي‬‫سبِيلِ اللّ ِه (‪ )95‬النساء) عدم الستواء هذا في الخرة غير مشاهَد فقال (ل يستوي)‪( ،‬لَا يَ ْ‬ ‫غيْرُ ُأوْلِي الضّرَ ِر وَا ْلمُجَا ِهدُونَ فِي َ‬ ‫ا ْلمُ ْؤمِنِينَ َ‬
‫جنّ ِة (‪ )20‬الحشر) هذا‬ ‫ب الْ َ‬
‫ب النّارِ َوأَصْحَا ُ‬ ‫صحَا ُ‬‫ستَوِي أَ ْ‬ ‫ل (‪ )10‬الحديد) عدم الستواء هذا في الخرة‪( ،‬لَا يَ ْ‬ ‫ق مِن َقبْلِ ا ْل َفتْحِ َوقَاتَ َ‬ ‫مِنكُم مّنْ أَنفَ َ‬
‫في الخرة غير مُشاهَد‪( .‬ل) تدل على النفي في الستقبال (نفي غير مشاهد) وقسم يقولون قد تكون للحال وأكثر النحاة يقولون هي للستقبال‬
‫لكن قسم يقول قد تكون للحال والكثر للستقبال بدليل قوله تعالى (فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى ا ْل ُهدْهُ َد (‪ )20‬النمل) هذه حال وليس استقبال فقال قد‬
‫تأتي للحال أيضا وهم متفقون على أنها للستقبال‪ .‬الصل أن تكون للستقبال لذلك يقول الزمخشري ل ولن أُختان في نفي المستقبل إل أنّ‬
‫في لن تأكيدا‪.‬‬
‫َ َ‬
‫ضًّرا‬
‫سي َ‬ ‫مل ِس ُ‬
‫ك لِنَفْس ِ‬ ‫ضر (قُسل ل ّ أ ْ‬ ‫ضّرٍ (‪ )17‬النعام) وال َس‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ك الل ّس ُ‬
‫س َ‬‫س ْ‬ ‫م َس‬ ‫ضّر (وَإِن ي َ ْ‬
‫* مسا الفرق بيسن ال ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وَل َ ن َ ْ‬
‫ضَررِ (‪ )95‬النساء)‬ ‫ن غيُْر أوْلِي ال ّ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منِي َ‬ ‫ن ال ُ‬
‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫عدُو َ‬‫ستَوِي القَا ِ‬ ‫فع ًا (‪ )49‬يونس) والضرر (ل ي َ ْ‬
‫والحديث الشريف "ل ضرر ول ضرار"؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل ضَرّا (‬‫ي الضّرّ (‪ )83‬النبياء)‪ .‬الضَر مصدر بما يقابل النفع (قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي نَ ْفعًا َو َ‬ ‫سنِ َ‬
‫الضُر يكون في البدن من مرض وغيره (َأنّي مَ ّ‬
‫غيْرُ أُوْلِي الضّ َررِ)‬
‫ن َ‬ ‫عدُونَ مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫‪ )188‬العراف)‪ .‬الضرر السم أي النقصان يدخل في الشيء يقال دخل عليه ضرر (لّ يَ ْ‬
‫ستَوِي الْقَا ِ‬
‫أي الذين فيهم عِلّة أما الضر فهو ما يقابل النفع‪ .‬الضرر هو السم عام والضرّ مصدر‪ .‬الضُر ما يحصل في البدن من سقم والضَر المصدر‬
‫لما يقابل النفع والضرر إسم‪ .‬نحن عندنا المصدر وأحيانا يكون التغيير في المصدر بحركة أو بشيء آخر يسمى إسما‪ .‬مثلً‪ :‬الوَضوء هو‬
‫الماء والوُضوء هو عملية التوضؤ نفسها‪ .‬هذا تغيير بالحركة‪.‬الضَر هو المصدر والضرر هو العلّة‪.‬‬
‫آية (‪:)96‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ض َ‬ ‫سنَى وَفَ َّ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ة َوك ُسل ّ َوعَد َ الل ّ ُ‬‫ج ً‬
‫ن دََر َ‬ ‫م عَلَى الْقَا ِ‬
‫عدِي َ‬ ‫سهِ ْ‬
‫م وَأنف ُ ِ‬ ‫موَالِه ِ ْ‬
‫ن بِأ ْ‬
‫جاهِدِي َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫ض َ‬ ‫*(فَ َّ‬
‫َ‬ ‫جاهِدِي نَس عَلَى الْقَا ِ‬
‫ة (‪ )96‬النسساء) ل ِس َ‬
‫م‬ ‫م ً‬‫ح َ‬
‫مغْفَِرةً َوَر ْ‬ ‫ه وَ َ‬‫من ْس ُ‬
‫ت ِّ‬‫جا ٍس‬‫ما (‪ )95‬دََر َ‬
‫جًرا عَظِي ًس‬ ‫عدِي نَس أ ْ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫الل ّس ُ‬
‫ذكسر ربنسا سسبحانه وتعالى منزلة المجاهديسن جمعا ً بقوله (درجات) بعسد أن ذكره مفرداً (درجسة)؟‬
‫(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫عدِينَ َأجْرًا عَظِيمًا) ليبيّن عظمة‬
‫ن عَلَى ا ْلقَا ِ‬
‫جمع ربنا سبحانه وتعالى منزلة المجاهدين وفضّلهم على القاعدين عقب قوله ( َوفَضّلَ اللّهُ ا ْلمُجَا ِهدِي َ‬
‫منزلتهم ودرجتهم ولئل يظن المرء عندما يسمع تفضيلهم بدرجة أنهم علوا عنهم درجة واحدة وحسب بل هي درجات ومنازل وأجر عظيم‪.‬‬
‫آية (‪:)97‬‬
‫*ما الفرق بين توفاهم وتتوفاهم ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ض (‪ )97‬النساء) (اّلذِي َ‬
‫ن َتتَ َوفّاهُمُ ا ْلمَل ِئكَةُ‬ ‫ن فِي الَرْ ِ‬ ‫ضعَفِي َ‬‫ستَ ْ‬‫سهِ ْم قَالُو ْا فِي َم كُنتُ ْم قَالُو ْا ُكنّا مُ ْ‬
‫قال تعالى‪(:‬إِنّ اّلذِينَ تَ َوفّاهُمُ ا ْلمَل ِئكَةُ ظَاِلمِي َأ ْنفُ ِ‬
‫ن (‪ )28‬النحل) أولئك كانوا مستضعفين وظالمي أنفسهم‬ ‫ل مِن سُو ٍء بَلَى إِنّ اللّ َه عَلِي ٌم ِبمَا كُنتُ ْم َت ْعمَلُو َ‬ ‫سهِ ْم فََألْقَوُ ْا السَّلمَ مَا ُكنّا َن ْعمَ ُ‬
‫ظَاِلمِي أَنفُ ِ‬
‫صاروا أقل قال توفاهم والخرون فقط ظالمي أنفسهم لم يكونوا مستضعفين فلما كثر هؤلء قال تتوفاهم ولما قل هؤلء قال توفاهم‪ ،‬وهؤلء‬
‫المستضعفين في آية سورة النساء هم قسم من الظالمين وليس كلهم فهم أقل أما الية الثانية (ظالمي أنفسهم) فالذين ظلموا أنفسهم أكثر من‬
‫ص بقسم من الظالمين (المستضعفين) قال تعالى توفّاهم ولما كثُر العدد قال تتوفاهم‪ .‬وهذا الحذف‬ ‫المستضعفين لنهم عموم الظالمين‪ .‬فلمّا خ ّ‬
‫هو جائز من حيث اللغة للتخفيف‪.‬هذه قاعدة مثل تفرقوا وتتفرقوا وفي القرآن هذا كثير وهو أمر عام‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل العرب كانت تفهم الفرق؟‬
‫هم يعرفون معناها عند وضعها في مكانها‪ .‬لماذا تحداهم ال تعالى بسورة؟ سورة يعني أقصر سورة معناه بمقدار أقصر أي سورة يصير‬
‫ط ْينَاكَ‬‫اختيار في الكلم ‪ ،‬الكلمة ليس فيها اختيار لكن النص بمقدار أقصر سورة يصير فيه اختيار‪ ،‬سبب الختيار عليه المعول مثل (ِإنّا أَعْ َ‬
‫ا ْلكَ ْوثَرَ (‪ ))1‬لماذا إنا؟ ولماذا أعطيناك؟ يبقى توظيف المفردة في سياق الية‪ .‬المعروف أن العرب بلغاء لكنه ليس بالضرورة أن يأتوا‬
‫بالبلغة في كلمهم‪ ،‬هل كلهم على مستوى واحد من البلغة؟‪ .‬أنا أقول شعرا لكن هل شعري مثل شعر المتنبي؟ هل الشعر الذي يقوله‬
‫المبتديء كالبحتري؟ هم درجات‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لكن من حيث الدللة والمعنى كانوا يفهمون الفرق بين توفاهم وتتوفاهم ‪ ،‬تذكرون وتتذكرون ؟‬
‫يفهمونها هذا في سياقها ويفهمون أكثر مما نفهم نحن لن هذه لغتهم ونحن الن نتعلم وهم لم يشكوا في مصداقية القرآن ( َقدْ َنعْلَمُ ِإنّهُ َليَحْ ُز ُنكَ‬
‫ف كَانَ‬ ‫ظ ْر كَيْ َ‬ ‫سهُمْ ظُ ْلمًا وَعُلُوّا فَان ُ‬
‫س َتيْ َقنَ ْتهَا أَن ُف ُ‬
‫حدُوا ِبهَا وَا ْ‬
‫جَ‬‫حدُونَ (‪ )33‬النعام) (وَ َ‬ ‫جَ‬ ‫ل ُيكَ ّذبُونَكَ وََلكِنّ الظّاِلمِينَ بِآيَاتِ اللّ ِه يَ ْ‬ ‫ن فَِإّنهُ ْم َ‬ ‫اّلذِي َيقُولُو َ‬
‫سدِينَ (‪ )14‬النمل)‪.‬‬ ‫عَا ِقبَةُ ا ْل ُمفْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫م (‪ )97‬النساء) (توفاهم الملئكة) أي تقبض أرواحهم‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ة ظَال ِ ِ‬
‫مي أنْفُ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ملئِك َ ُ‬ ‫ن ال ّذِي َ‬
‫ن تَوَفّاهُ ُ‬ ‫*(إ ِ ّ‬
‫م عدل ربنسا سسبحانه وتعالى عسن التعسبير بسس(يموتون) إلى (توفاهسم الملئكسة)؟ (ورتسل القرآن‬ ‫فل ِس َ‬
‫ترتيلً)‬
‫عبّر ال تعالى عن وفاة الظالمين بقوله (تَ َوفّاهُمُ ا ْلمَل ِئكَةُ) لما في هذه الصورة من مهابة الموقف والرهبة منه فقبض الملئكة وسيلة تبين‬
‫شناعة فتنتهم عند الموت‪.‬‬
‫آية (‪ :)100‬انظر آية (‪)15‬‬
‫آية (‪:)101‬‬
‫*انظر آية (‪.)23‬‬
‫*قال تعالى فسسي سسسورة البقرة (حافظوا على الصسسلوات والصسسلة الوسسسطى) اليسسة تحسسث على‬
‫الصلة وقد توسطت آيات الطلق والوفاة فما دللة هذا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أقول وال أعلم أن المشكلت بين الزوجين وأحداث الطلق أو الوفاة قد تؤدي إلى أن يحيف أحد الزوجين على الخر وقد يؤدي هذا إلى‬
‫ظلم الخر والصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر فأمر ال تعالى بالصلة حتى ل يحيف أحدهما أو يظلم الخر ويذكّره بالعبادة‪ .‬وقد ينتصر‬
‫أحد الزوجين لنفسه فأمره ال تعالى بالصلة حتى ل يقع في ذلك‪ .‬ونذكر أن ال تعالى أمر بالصلة في أحداث أكبر من ذلك عند فقد المن‬
‫ن تَ ْقصُرُوا مِنَ الصّلَاةِ إِنْ خِ ْفتُ ْم أَنْ َي ْفتِ َنكُمُ اّلذِينَ‬
‫جنَاحٌ أَ ْ‬
‫عَليْكُ ْم ُ‬
‫ض فََل ْيسَ َ‬
‫وفي حالة الخوف أمر تعالى بالصلة أيضا (وَِإذَا ضَ َر ْبتُ ْم فِي ا ْلأَرْ ِ‬
‫عدُوّا ُمبِينًا (‪ )101‬النساء)‪ .‬وكذلك المر بالصلة بين آيات الطلق لها سببين أولً حتى ل ينشغل الزوجين‬ ‫كَ َفرُوا إِنّ ا ْلكَافِرِينَ كَانُوا َلكُ ْم َ‬
‫بالمشكلت العائلية عن الصلة فيتركوها والثاني لئل يحيف أحدهما على الخر‪..‬‬
‫آية (‪:)102‬‬
‫*انظر آية (‪.)23‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م (‪ )102‬النساء)‬
‫حتَهُ ْ‬ ‫خذ ُوا ْ أ ْ‬
‫سل ِ َ‬ ‫ك وَلْيَأ ُ‬
‫معَ َ‬
‫منْهُم َّ‬ ‫م طَآئِفَ ٌ‬
‫ة ِّ‬ ‫صلَةَ فَلْتَقُ ْ‬ ‫ت لَهُ ُ‬
‫م ال َّ‬ ‫م فَأقَ ْ‬
‫م َ‬ ‫*(وَإِذ َا كُن َ‬
‫ت فِيهِ ْ‬
‫ً‬
‫المر الطبيعي للمجاهد أن يكون مستل ّ سلحه حامل ً له فكيف جاء المر للمجاهدين بأخذ‬
‫السلح حين شروعهم بالصلة مع أن المر أُريد به النهي عن طرح السلحة؟(ورتل القرآن‬
‫ترتيلً)‬
‫ح َتهُمْ) لليذان بضرورة الحذر من الكافرين‬
‫خذُواْ أَسِْل َ‬
‫عبّر ال تعالى عن عدم طرح السلحة للمجاهدين حين يشرعون بالصلة بقوله (وَ ْليَ ْأ ُ‬
‫وللتنبيه على ضرورة اليقظة وعدم التساهل في الخذ بالسباب‪.‬‬
‫َ‬ ‫تغْفُلُو ن ع َ َ‬ ‫َ‬
‫حدَةً (‪ )102‬النساء)‬ ‫ميْل َ ً‬
‫ة وَا ِ‬ ‫ن عَلَيْك ُم َّ‬
‫ميلُو َ‬ ‫متِعَتِك ُ ْ‬
‫م فَي َ ِ‬ ‫حتِك ُ ْ‬
‫م وَأ ْ‬ ‫سل ِ َ‬
‫نأ ْ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن كَفَُروا ْ لَوْ‬
‫*(وَد َّ ال ّذِي َ‬
‫ص الله تعالى ود ّهم في هذا الموقع؟(ورتل‬ ‫مخ ّ‬ ‫يمتنى الغفلة من عدوّه فل ِ َ‬ ‫شأن كل محارب أن‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫أراد ال تعالى أن ينبّه المؤمنين إلى أن أعداءهم لديهم ودٌ وأمل قريب في وقوع الغفلة منهم ظانّين أن اشتغال المسلمين بأمور دينهم يباعد‬
‫بينهم وبين كصالح دنياهم فطمعوا أن تلهيهم الصلة عن الستعداد لعدائهم فنبّه ال تعالى المؤمنين إلى ذلك كي ل يكونوا عند ظنّ‬
‫المشركين‪.‬‬
‫آية (‪:)103‬‬
‫*مسسا دللة اسسستخدام صسسيغة الماضسسي فسسي قوله تعالى (إن الصسسلة كانسست على المؤمنيسسن كتاباً‬
‫موقوتا)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كان في اللغة قد تكون للماضي أو للماضي المستمر وقد تأتي للستقبال وفي كل صيغة تفيد معنى خاصا‪.:‬‬
‫كان لها أزمنة مؤكدة بمعنى ما يزال‪ .‬وهذه تكون في صفات ال تعالى كقوله تعالى (كان ال غفورا رحيما) بمعنى أن كونه هو‬
‫غفور رحيم‪ .‬وكذلك في صفات الشيطان (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)‪.‬‬
‫وتأتي بمعنى الحالة كقوله تعالى (كنتم خير أمة أُخرجت للناس) وقوله كما في الية موضع السؤال (إن الصلة كانت على‬
‫المؤمنين كتابا موقوتا)‪.‬‬
‫وقد تكون للمستقبل كقوله تعالى (وكنتم أزواجا ثلثة) وقوله (فكانت هباء منثورا) هذا في المستقبل يوم القيامة‪.‬‬
‫سيّرت الجبال فكانت سرابا)‬
‫وقد تكون بمعنى صارت في المستقبل كقوله تعالى (و ُ‬
‫وقد تكون بمعنى ينبغي‪.‬‬
‫آية (‪:)105‬‬
‫ك الل ّ ُ‬
‫ه (‪ )105‬النساء) أراد الله سبحانه‬ ‫ما أََرا َ‬
‫س بِ َ‬ ‫م بَي ْ َ َ‬
‫ن الن ّا ِ‬ ‫حك ُ َ‬
‫ق ّ لِت َ ْ‬ ‫ب بِال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ك الْكِتَا َ‬ ‫*(إِن َّا أَنَزلْن َا إِلَي ْ َ‬
‫م عدل عن اللفظ الحقيقي؟(ورتل‬ ‫ه) أي بما عّرفك وأوحى إليك فل ِ َ‬ ‫ما أََرا َ‬
‫ك الل ّ ُ‬ ‫وتعالى بقوله (ب ِ َ‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫للمسألة رؤية لنه علمٌ يقيني ل ريب فيه ول شك وكأن هذا العلم مُشاهَد له ولذلك أجراه مجرى الرؤية‬ ‫لقد سمّى ال تعالى معرفة النبي‬
‫في القوة والظهور‪.‬‬
‫وأما الواحد فينا‬ ‫لطيفة‪ :‬كان عمر رضي ال عنه يقول‪ :‬ل يقولنّ أحدٌ قضيت بما أراني ال تعالى فإن ال تعالى لم يجعل ذلك إل لنبيّه‬
‫فرأيه يكون ظنّا ول يكون علما‪.‬‬
‫آية (‪:)110‬‬
‫َ‬
‫ما (‪ )110‬النسساء) كيسف‬ ‫جدِ الل ّس َ‬
‫ه غَفُوًرا َّر ِ‬
‫حي ًس‬ ‫فرِ الل ّس َ‬
‫ه يَ ِ‬ ‫ستَغْ ِ‬ ‫ه ث ُس َّ‬
‫م ي َس ْ‬ ‫س ُ‬ ‫سوءًا أوْ يَظْل ِس ْ‬
‫م نَفْس َ‬ ‫ل ُس‬‫م ْ‬ ‫*(وَس َ‬
‫من يَعْ َ‬
‫يجسسد المسسستغفر الرحمسسة والمغفرة حتسسى قال الله تعالى عنهسسا (يجسسد الله غفورا ً رحيماً)؟ (ورتسسل‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫هذا من باب التوكيد فأنت تقول عن شيء وجدته إذا ظفرت به وشاهدته ولذلك عبّر ال تعالى عن تيقّن مغفرته للمستغفر بقوله (يجد) ليكون‬
‫المؤمن واثقا من رحمة ال تعالى ومغفرته لطاِلبِها بحقّ‪.‬‬
‫آية (‪:)112‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً)‪:‬‬
‫ل ُبهْتَانًا َوِإ ْثمًا ّمبِينًا (‪ )112‬النساء) تأمل كيف صوّر ربنا تعالى ذاك المرء الذي يلقي‬
‫ح َتمَ َ‬
‫( َومَن َيكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ ِإ ْثمًا ثُ ّم يَرْ ِم بِ ِه بَرِيئًا فَ َقدِ ا ْ‬
‫ل مُنهك من عناء الحِمل والثقل‬
‫مخالفاته وعصيانه على الخر صورة شخص يحمل الثم والبهتان وهذا تمثيل لهيئة مرتكب الثم وكأنه مثق ٌ‬
‫الذي يحمله وهذا يوضح لك عظمة هذا الوزر والبهتان الذي حاق به‪.‬‬
‫آية (‪:)113‬‬
‫*ما معنى الحكمة؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ك عَظِيمًا ﴿‪ ﴾113‬النساء) الحكمة هو العلم الذي ل‬ ‫ضلُ اللّ ِه عََل ْي َ‬
‫ن فَ ْ‬
‫عّل َمكَ مَا َل ْم َتكُنْ َتعْلَمُ َوكَا َ‬
‫ح ْكمَةَ وَ َ‬
‫الحكمة (وََأنْ َزلَ اللّ ُه عََل ْيكَ ا ْل ِكتَابَ وَا ْل ِ‬
‫يُكتسب وإنما يوهب يهبه ال عز وجل لمن شاء من المرسلين وحيا وللناس فهما ولهذا كما يقول النبي صلى ال عليه وسلم "إن من العلم‬
‫كهيئة المكنون ل يعلمه إل العلماء بال تعالى فإذا نطقوا به ل ينكره إل أهل الغّرة بال عز وجل" وفعلً كلنا رأينا بأعيننا وقرأنا في التاريخ‬
‫عن علماء يعرفون ما ل يعرف غيرهم إلهامات وفتوحات ول يمكن أن يأتي على ذلك بدليل‪ .‬اللهام أنت مالك عليه دليل تقول هكذا وإذا به‬
‫يصحح خطأً أو يجمع مفترقين‪.‬‬
‫آية (‪:)115‬‬
‫*ما الفرق بين يشاقق ويشاق؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ت مَصِيرًا (‪ )115‬إِنّ اللّ َه لَ‬ ‫ج َهنّمَ وَسَاء ْ‬ ‫سبِيلِ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ نُوَلّ ِه مَا تَوَلّى َونُصْلِ ِه َ‬ ‫غيْرَ َ‬ ‫ل مِن َبعْ ِد مَا َتبَيّنَ لَهُ ا ْل ُهدَى َو َيتّبِ ْع َ‬ ‫الية ( َومَن يُشَاقِقِ الرّسُو َ‬
‫ل َبعِيدًا (‪ ))116‬إذن هذا المشرك أولً شاقق الرسول أي‬ ‫لً‬‫ك بِاللّ ِه َف َقدْ ضَلّ ضَ َ‬ ‫ش َركَ بِهِ َو َيغْفِ ُر مَا دُونَ ذَِلكَ ِلمَن يَشَاء َومَن يُشْ ِر ْ‬ ‫َيغْفِ ُر أَن يُ ْ‬
‫جعل الرسول في شق وهو صار في شق آخر وهذه يشاقق يقف عندها العلماء‪ ،‬يكون من جانب والرسول يكون في جانب آخر كأنه في‬
‫جانب من الوادي والخر في جانب آخر من الوادي‪.‬‬
‫كلمة يشاقق هي فعل مضارع لما تكون مجزومة ُفكّ إدغامها‪ ،‬شاقّّه يشاقّّه بالدغام‪ ،‬لما يأتي الجزم للعرب لُغتان منهم من يُبقي الدغام‬
‫ويفتح للتقاء الساكنين‪ ،‬تقول‪ :‬تكلّم فلن فلم ير ّد عليه أحد (ي ُردّ مجزوم وعلمة جزمه السكون وقد ُفتِح للتقاء الساكنين لنه حوفظ على‬
‫الدغام)‪ .‬و (لن ي ُردّ) تكون الصورة واحدة لكن في العراب اختلف وعلمة نصبه الفتحة‪( .‬لم ي ُردّ) علمة جزمه السكون وقد حُرّك بالكسر‬
‫للتخفيف للتقاء الساكنين‪ ،‬الدال الولى ساكنة والدال الثانية المضمومة في يردّ صارت ساكنة فلما جُزِمت حذفت الضمة فصار ساكنان‬
‫ك الدغام)‪ .‬وهما لغتان فصيحتان تكلم بهما القرآن‪ .‬هنا‬ ‫ففتحت للتقاء الساكنين‪ .‬بعض قبائل العرب تقول‪ :‬تكلم فلن فلم يرُدد عليه أحد (ت ُف ّ‬
‫ب (‪ )4‬الحشر) أبقى‬ ‫شدِيدُ ا ْلعِقَا ِ‬
‫في الية (ومن يشاقق) فك الدغام‪ .‬وعندنا في اليات (ذَِلكَ ِبَأنّهُ ْم شَاقّوا اللّهَ وَ َرسُولَ ُه َومَن يُشَاقّ اللّهَ فَإِنّ اللّ َه َ‬
‫الدغام‪ .‬فالعلماء وقفوا لما يكون ذكر لسم الجللة وحده يبقى الدغام‪ ،‬وقسم يقول إذا ذكر الرسول لن اللف واللم في الرسول طارئة‬
‫فهي على نية النفصال فيصير فك إدغام‪ ،‬وبعض العلماء يقول‪ :‬ل‪ ،‬مع كلمة ال اللف واللم ثابتة فبقي الدغام‪ .‬نقول ل‪ ،‬المشاقّة هي أن‬
‫تكون في شق والثاني في شق ومع ال سبحانه وتعالى ل يمكن أن تكون في شق وال عز وجل في شق فأُبقي الدغام‪ .‬وهذا جاء في القرآن‬
‫الكريم كله هكذا‪.‬‬
‫سبِيلِ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ نُوَلّ ِه مَا تَوَلّى َونُصْلِهِ‬ ‫غيْرَ َ‬ ‫ل مِن َب ْعدِ مَا َت َبيّنَ لَهُ ا ْل ُهدَى) جعل الرسول في شق وهو في شق‪َ ( ،‬ويَ ّتبِ ْع َ‬ ‫ق الرّسُو َ‬ ‫( َومَن يُشَاقِ ِ‬
‫ت مَصِيرًا) السبيل هي الطريق‪ ،‬إذن ذهب إلى طريق آخر‪ ،‬الذي يذهب في الصحراء في غير السبيل‪ ،‬والرسول لما نزلت‬ ‫ج َهنّمَ وَسَاء ْ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )153‬النعام) رسم خطا‬ ‫سبِيلِهِ ذَِلكُمْ وَصّاكُم بِهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬ ‫ق ِبكُ ْم عَن َ‬ ‫ل َفتَ َفرّ َ‬‫سبُ َ‬
‫ل َتتّ ِبعُواْ ال ّ‬‫ستَقِيمًا فَاتّ ِبعُوهُ َو َ‬‫ن هَـذَا صِرَاطِي مُ ْ‬ ‫الية (وَأَ ّ‬
‫على الرمل وقال هذا صراط ال ورسم بجواره خطوطا قال هذه السبل وعلى رأس كل سبيل شيطان يدعو إليه‪ .‬إذا كان هناك في الصحراء‬
‫طريق هذا يؤدي إلى السلمة‪ ،‬أيّ سبيل آخر غير هذا السبيل سيضل صاحبه‪ .‬فإذن ذِكر السبيل يناسبه الضلل لنه ذكر الطريق‪ ،‬فالذي‬
‫للً َبعِيدًا) لنه إتخذ سبيلً غير سبيل المؤمنين فسوف يضل‬ ‫ل ضَ َ‬ ‫ش ِركْ بِاللّ ِه فَ َقدْ ضَ ّ‬ ‫يتجاوز هذا الطريق الحق سيضل‪ .‬الية قالت ( َومَن يُ ْ‬
‫يقينا‪ ،‬ولذلك جاءت كلمة الضلل هنا ول تناسب كلمة الضلل مع بني إسرائيل الذين إرتكبوا إثم الكذب مع ذكر صدق الرسالة النبوية لمحمد‬
‫قابلها الذي يفتري الكذب‪ .‬بينما هنا الذي تجاوز السبيل الصحيح‪ ،‬سبيل المؤمنين حتى أن بعضهم قال يستفاد من هذه الية مسألة إجماع‬
‫ك بِهِ‬ ‫ل يَغْ ِفرُ أَن يُشْ َر َ‬ ‫ل عند ذلك‪( .‬إِنّ اللّ َه َ‬ ‫المة " المة ل تجتمع على ضللة" معنى ذلك الذي ينحرف عما أجمع عليه المؤمنون يكون ضا ً‬
‫ل َبعِيدًا)‬ ‫لً‬ ‫ضلّ ضَ َ‬ ‫ك بِاللّ ِه َف َقدْ َ‬‫َو َيغْ ِف ُر مَا دُونَ ذَِلكَ ِلمَن يَشَاء) لن الجهة صارت جهة ثانية فأعيد مسألة عدم المغفرة للمشرك‪َ ( .‬ومَن يُشْ ِر ْ‬
‫سوف يبتعد عن طريق الهداية لنه إتخذ غير سبيل المؤمنين لن سبيل المؤمنين واضح‪ .‬قسم قال سبيل المؤمنين هو السلم وقسم قال هو‬
‫سبْحَانَ اللّهِ َومَا َأنَ ْا مِنَ‬‫ن ا ّتبَ َعنِي وَ ُ‬‫سبِيلِي َأدْعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى بَصِي َرةٍ َأنَاْ َومَ ِ‬ ‫ل هَـذِهِ َ‬ ‫الدعوة إلى ال سبحانه وتعالى لنه عندنا قوله تعالى (قُ ْ‬
‫ا ْلمُشْ ِركِينَ (‪ )108‬يوسف) فالمؤمنين متّبعون الرسول‪ ،‬فهم دعاة إلى ال "بلّغوا عني ولو آية" "الساكت عن الحق شيطان أخرس" فالمسلم‬
‫مفروض أن ل يسكت عن الحق وإنما يبلّغ ولكن بطريقة بحيث ل يؤدي ذلك إلى ما هو أسوأ من ما كان قد إرتكب‪ .‬إزالة المنكر يكون‬
‫حسَنُ إِنّ َرّبكَ ُهوَ أَعْلَ ُم ِبمَن‬ ‫سنَةِ وَجَادِ ْلهُم بِاّلتِي هِيَ أَ ْ‬ ‫حَ‬
‫ح ْكمَةِ وَا ْلمَوْعِظَةِ الْ َ‬
‫سبِيلِ َرّبكَ بِا ْل ِ‬ ‫بسبيل ل يؤدي إلى ما هو أسوأ منه ولذلك (ادْعُ إِلِى َ‬
‫ن (‪ )125‬النحل) جادلهم بالتي هي أحسن وليس بإصدار الفتاوى هذا مشرك وهذا فاسق وهذا كافر‪ ،‬المسلم‬ ‫سبِيلِهِ وَ ُهوَ أَعْلَ ُم بِا ْل ُم ْه َتدِي َ‬
‫ل عَن َ‬ ‫ضَ ّ‬
‫طبيب يداوي وليس قاضيا يفتي الفتاوى على الناس؟ فإذن هذا هو لما كان الكلم فيه ذكر للتصديق وفيه ذكر للفتراء‪ ،‬لفتراء الكذب جاءت‬
‫ل بعيدا) الذي إنحرف وأشرك ولم يؤمن‪ .‬فإذن كل عبارة‬ ‫(فقد افترى إثما عظيما) ولما كان الكلم على سبيل الهدى جاء (فقد ضل ضل ً‬
‫جاءت في مكانها وفي موضعها‪.‬‬
‫َ‬
‫ما تَوَل ّى ( ‪)115‬‬
‫ن نُوَل ِّهِ َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬
‫منِي َ‬ ‫ه الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيَْر َ‬
‫سبِي ِ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ما تَبَي َّ َ‬‫من بَعْدِ َ‬‫ل ِ‬ ‫ق الَّر ُ‬
‫سو َ‬ ‫من ي ُ َ‬
‫شاقِ ِ‬ ‫*(وَ َ‬
‫ن) حيسث عطسف هذا التباع على مشاقسة‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منِي َس‬ ‫ْ‬
‫ل ال ُ‬
‫سبِي ِ‬ ‫َ‬
‫النسساء) انظسر إلى قوله تعالى (وَيَت ّب ِسعْ غَيَْر َس‬
‫الرسسسول مسسع أنسسه مسسن شاقسسّ الرسسسول فقسسد اتبسسع غيسسر سسسبيل المؤمنيسسن فمسسا فائدة هذا‬
‫العطف؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫في هذا العطف تأكيد على روابط الصرة السلمية وفي عطف إتباع غير سبيل المؤمنين على مشاقة الرسول الحيطة لحفظ الجامعة‬
‫السلمية بعد الرسول فقد إرتدّ بعض العرب بعد الرسول فكانوا ممن اتبع غير سبيل المؤمنين ولم يشاقوا الرسول ‪.‬‬
‫آية (‪:)116‬‬
‫*انظر آية (‪)48‬‬
‫ضلَل ً بَعِيدًا (‪ )116‬النسساء) لو وقفنسا عنسد قوله تعالى (فقسد ض ّ‬
‫ل)‬ ‫ض َّ‬
‫ل َ‬ ‫ك بِالل ّسهِ فَقَد ْ َ‬
‫شرِس ْ‬
‫من ي ُ ْ‬
‫*(وَس َ‬
‫ً‬
‫م أكّده بقوله تعالى (ضلل ً بعيدا)؟ (ورتل‬
‫لعلمنا جزاء المرشك وهو الضلل المستحق للعذاب فل ِ َ‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫إن غاية هذا التأكيد هي تحذير المؤمنين من مغبة الضلل ولذلك عبّر عن الضلل بالبعيد جون الكبير أو العظيم للدللة على قوة هذ الضلل‬
‫حتى ل يُرجى لصاحبه الهتداء فكلمة بعيد توحي بإبعاد المرء عن غايته وتقصيه عن الرجوع إلى حيث صدر‪.‬‬
‫آية (‪:)117‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شيْطَانًا َ‬
‫مرِيدًا (‪)117‬‬ ‫َ‬ ‫ن إ ِ ّل‬ ‫إِنَاثًا وَإ ِ ْ‬
‫ن يَدْعُو َ‬ ‫ن دُونِهِ إ ِ ّل‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫* ما معنى إناثا ً في قوله تعالى (إ ِ ْ‬
‫ن يَدْعُو َ‬
‫النساء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫العلماء يقولون حالت الموجودات هذه إما أن تكون فاعلة والفاعل غير المنفعل هو ال سبحانه وتعالى يعل ول يقع عليه فعلٌ جلّت قدرته‪،‬‬
‫هو ال تعالى‪ .‬العوالم الخرى كالنس والجن والملئكة فاعلة من جهة ومنفعلة من جهة‪ :‬ال سبحانه وتعالى يفعل فيها ما يشاء وهي تفعل‬
‫هذه الفعال الظاهرة‪ .‬والجمادات منفعلة غير فاعلة‪ .‬فالشياء المنفعلة غير الفاعلة العرب تشير إليها بالتأنيث‪ .‬ويقول بعض العلماء عندنا‬
‫الذكر والنثى وفي غالب المحلوقات النثى أضعف من الذكر حتى يقولون الحديد الليّن يسموه حديد أنيث أي مؤنث والبعض في العامية‬
‫يسميه مخنث‪ .‬فالشيء الضعيف يشيرون إليه بالتأنيث‪ .‬فالقرآن الكريم على طريقتهم (إن يدعون من دونه إل إناثا) أشياء صغيرة ل تستطيع‬
‫أن تقدم لهم شيئا‪ ،‬هذا قول‪ .‬والقول الثاني على اللفظ أن أكثر أصنامهم أسماؤها على التأنيث‪ :‬اللت والعزى ومنات وعندهم ُهبَل مذكر‪.‬‬
‫جمهور العلماء المفسرون يميلون إلى القول الول أن العربي إذا أراد أن يشير إلى أمر بالضعف يشير إليه بالتأنيث‪ ،‬هذه لغة العرب‪.‬‬
‫كيف استعملت لغة العرب في جمع المذكر السالم (النون) وجمع المؤنث السالم (التنوين)‪ ،‬في المذكر السالم (الواو الياء) مهندسون في حال‬
‫الرفع ومهندسين في حال النصب والجرّ‪ ،‬في حال الرفع في جمع المؤنث السالم استعمل الضمة التي هي واو صغيرة (مهندساتُ) وفي‬
‫النصب والجر استعمل الكسرة التي هي ياء صغيرة (مهندساتِ) فأعطى الكبير للمذكر وأعطى الصغير للمؤنث‪ .‬مهندسون ألحقها النون‬
‫ت تنوين ملفوظ وغير مكتوب‪ .‬فتخيل هذه لغة العرب فهي مع التأنيث حتى في المنع من الصرف يقول السم‬ ‫ملفوظة ومكتوبة ‪ ،‬مهندسا ٌ‬
‫ب ل تنوّن ول تُجرّ بالكسرة وإنما بالفتحة ‪ :‬سلّمت على فاطمةَ‬
‫المؤنث نزل مرتبة فسُلِب منه التنوين زعلمة الجر الصلية مثل‪ :‬فاطمةُ وزين ُ‬
‫لن الج ّر بالكسرة علمة السم المتمكن المكن‪ .‬فهذه لغة العرب فل يعترض أحدهم أن المؤنث لفظ ضعيف‪ ،‬عندهم المؤنث دون المذكر‬
‫هذه لغتهم فإذا قال (إناثا) يعني أصناما ليس النثى بمفهومنا الن‪( .‬ألكم الذكر وله النثى) لنهم جعلوا الملئكة التي هم عباد الرحمن إناثا‬
‫والملئكة خلقٌ خاص ل نستطيع أن نقول هم ذكور أو إناث وال أعلم‪.‬‬
‫ص دعوة المشركيسن للناث مسن اللهسة ولم يقسل إن يدعون مسن دونسه إل أصسناماً؟(ورتسل‬‫م خ ّس‬‫*ل ِس َ‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫انظر إلى هذه السخرية والتهكم بمعتقدهم فقد خاطبهم ال تعالى بما يعتقدون ويتصرفون فهم ينظرون إلى الناث نظرو دون وكل الناس يعلم‬
‫حالة المرأة بينهم فقد حرموها من حقوق كثيرة واستضعفوها ومع ذلك اتخذوا من النثى آلهة بل هي أكبر آلهتهم اللت والعزى ومناة ولذلك‬
‫نعى على العرب أن يصدر منهم مثل هذه التصرفات‪.‬‬
‫آية (‪:)123‬‬
‫* ما الفرق بين السوء والسيئات؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫السيئة هي فعل القبيح وقد تُطلق على الصغائر كما ذكرنا سابقا في حلقة ماضية‪ .‬السوء كلمة عامة سواء في العمال أو في غير العمال‪،‬‬
‫غيْرِ سُو ٍء آيَةً أُخْرَى‬
‫ن َ‬‫ج َبيْضَاء مِ ْ‬ ‫ك تَخْ ُر ْ‬
‫حَ‬‫جنَا ِ‬‫ضمُ ْم يَ َدكَ إِلَى َ‬ ‫ما ُيغَ ّم النسان يقول أصابه سوء‪ ،‬الفة‪ ،‬المرض‪ ،‬لما يقول تعالى لموسى (وَا ْ‬
‫ب (‪ )5‬النمل) كلمة سوء عامة أما السيئة فهي فعل‬ ‫(‪ )22‬طه) أي من غير مرض‪ ،‬من غير عِلّة‪ ،‬من غير آفة‪( .‬أُوَْل ِئكَ اّلذِينَ َلهُمْ سُوءُ ا ْل َعذَا ِ‬
‫ب مَن َي ْعمَلْ سُوءًا‬ ‫س بَِأمَا ِنّيكُمْ وَل َأمَانِيّ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫قبيح‪ .‬المعصية عموما قد تكون صغيرة أو كبيرة‪ ،‬السوء يكون في المعاصي وغيرها (ّليْ َ‬
‫ج َز بِهِ (‪ )123‬النساء) صغيرة أو كبيرة‪ .‬فإذن كلمة سوء عامة في الفعال وغيرها‪ ،‬أصابه سوء‪ ،‬من غير سوء‪ ،‬ما يغم النسان سوء‪،‬‬ ‫يُ ْ‬
‫ب (‪ )45‬غافر) كلمة سوء عامة وكلمة سيئة خاصة وتُجمع‬ ‫ق بِآلِ ِفرْعَوْنَ سُوءُ ا ْل َعذَا ِ‬‫ت مَا َمكَرُوا وَحَا َ‬
‫سّيئَا ِ‬
‫أولئك لهم سوء العذاب (فَ َوقَاهُ اللّهُ َ‬
‫على سيئات أما كلمة سوء فهي إسم المصدر‪ ،‬المصدر ل يُجمع إل إذا تعددت أنواعه‪ ،‬هذا حكم عام‪ .‬ولكنهم قالوا في غير الثلثي يمكن أن‬
‫يُجمع على مؤنث سالم مثل المشي والنوم هذا عام يطلق على القليل والكثير إذا تعددت أنواعه ضرب تصير ضروب محتمل لكن المصدر‬
‫وحده ل يُجمع هذه قاعدة‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫حنِيفًا (‪ )125‬النساء) انظر إلى هذا الستفهام الذي يهز ضمائر‬
‫جهَهُ ل وَ ُه َو مُحْسِنٌ وا ّتبَعَ مِلّةَ ِإبْرَاهِيمَ َ‬
‫حسَنُ دِينًا ّممّنْ َأسْلَمَ َو ْ‬
‫( َومَنْ أَ ْ‬
‫المنحرفين الشاذّين عن هدى ال تعالى فهو استفهام إنكاري أراد ال تعالى أن يوجه من خلله أنظار الناس إلى سبب اتخاذ السلم دون‬
‫غيره دينا فايس ثمة ذين أحسن من السلم الذي يأمر أتباعه بالحسان والتقوى‪.‬‬
‫َس‬ ‫َ‬
‫صس الله تعالى إسسلم الوجسه وهسو‬
‫مخ ّ‬‫ه لله (‪ )125‬النسساء) ل ِس َ‬
‫جهَس ُ‬ ‫سل َ َ‬
‫م َو ْ‬ ‫م َّ‬
‫م نْس أ ْ‬ ‫ن دِين ًسا ِّ‬
‫سس ُ‬
‫ح َ‬
‫م نْس أ ْ‬‫*(وَ َ‬
‫جزء مسن النسسان ولم يحذف كلمسة (وجهسه) ليشمسل المرء تاذي منسه الوجسه بدهياً؟(ورتسل القرآن‬
‫ترتيلً)‬
‫تأمل هذه الكناية في كلمة (وجهه) فقد صورت تمام الطاعة والعتراف بالعبودية لن الوجه أشرف العضاء وبه كان النسان إنسانا فعبّر‬
‫ال تعالى عن إذعانك لوامره بامتثال وجهك الذي هو أشرف أعضاء جسدك‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ك فِي النّسَاء قُلِ اللّ ُه يُ ْفتِيكُ ْم فِيهِنّ (‪ )127‬النساء) انظر إلى هذا التبشير للسائل المتحيّر (قل ال يفتيكم فيهن) وكأن ال تعالى يقولو‬
‫ستَ ْفتُو َن َ‬
‫( َويَ ْ‬
‫له قد وجدت طلبك فكن مستبشرا وذلك قدّم إسمه الشريف (قل ال) ولم يقل قل يفتيكم ال للتنويه بشأن هذه الفُتية وعِظمها‪.‬‬
‫آية (‪)127‬‬
‫*ما الفرق بين (يستفتونك) و(ويستفتونك)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫حمَةٍ ِمنْهُ َو َفضْلٍ َو َيهْدِيهِ ْم‬ ‫سُيدْخُِلهُ ْم فِي َر ْ‬
‫صمُوا بِ ِه فَ َ‬ ‫عتَ َ‬‫يستفتونك وردت مرة واحدة في القرآن وكان في بداية موضوع (فََأمّا اّلذِينَ َآ َمنُوا بِاللّهِ وَا ْ‬
‫ف مَا‬ ‫ت فََلهَا ِن صْ ُ‬ ‫ن امْرُ ٌؤ هَلَ كَ َليْ سَ لَ هُ وََلدٌ وَلَ هُ ُأخْ ٌ‬ ‫ستَ ْفتُونَكَ قُلِ اللّ ُه يُ ْفتِيكُ ْم فِي ا ْلكَلَالَةِ إِ ِ‬ ‫ستَقِيمًا (‪ ))175‬الكلم إنتهى ثم قال‪( :‬يَ ْ‬ ‫ِإَليْ ِه صِرَاطًا مُ ْ‬
‫حظّ الُْأ ْن َث َييْنِ ُيبَيّنُ اللّهُ َل ُكمْ‬‫ن كَانُوا ِإخْوَةً ِرجَالًا َونِسَا ًء فَلِل ّذكَرِ ِمثْلُ َ‬ ‫ن ِممّا تَرَكَ وَإِ ْ‬ ‫ن فََل ُهمَا الثُّلثَا ِ‬‫ن كَا َنتَا ا ْث َنتَيْ ِ‬
‫تَرَكَ وَهُ َو يَ ِرُثهَا إِنْ َل ْم يَكُنْ َلهَا وََل ٌد فَإِ ْ‬
‫شيْ ٍء عَلِي ٌم (‪ )176‬النساء) كلم جديد‪( .‬ويستفتونك) وردت مرة واحدة أيضا في بداية آية إكتنفتها اليات المبدوءة بالواو‬ ‫ن تَضِلّوا وَاللّ ُه ِبكُلّ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫من قبلها ومن بعدها يعني أحاطت بها اليات المبدوءة بالواو وهي في سورة النساء من الية ‪ 124‬إلى الية ‪َ ( 132‬ومَنْ َي ْعمَلْ مِنَ الصّاِلحَاتِ‬
‫جهَ هُ ِللّ هِ وَهُ َو مُحْ سِنٌ وَا ّتبَ َع مِلّةَ‬ ‫سلَمَ َو ْ‬‫ح سَنُ دِينًا ِممّ نْ أَ ْ‬ ‫ن نَقِيرًا (‪َ )124‬ومَ نْ أَ ْ‬ ‫جنّةَ وَلَا يُظَْلمُو َ‬ ‫ن َذكَرٍ َأوْ ُأنْثَى وَهُ َو مُ ْؤمِ نٌ َفأُوَلئِ كَ َيدْخُلُو نَ ا ْل َ‬ ‫مِ ْ‬
‫س َت ْفتُونَكَ فِي النّسَاءِ‬ ‫ي ٍء مُحِيطًا ( ‪َ )126‬ويَ ْ‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَرْضِ َوكَانَ اللّ ُه ِبكُلّ شَ ْ‬ ‫خذَ اللّهُ ِإبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (‪ )125‬وَلِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫حنِيفًا وَاتّ َ‬‫ِإبْرَاهِيمَ َ‬
‫ن مِ نَ‬ ‫ضعَفِي َ‬‫ستَ ْ‬ ‫ن تَ ْنكِحُوهُنّ وَا ْلمُ ْ‬ ‫غبُو نَ أَ ْ‬‫ب فِي يَتَامَى النّ سَاءِ اللّاتِي لَا تُ ْؤتُو َنهُنّ مَا ُكتِ بَ َلهُنّ َوتَرْ َ‬ ‫ل اللّ ُه يُ ْفتِيكُ ْم فِيهِنّ َومَا ُيتْلَى عََل ْيكُ مْ فِي ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫قُ ِ‬
‫جنَاحَ‬ ‫ن َبعِْلهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا ُ‬ ‫ت مِ ْ‬ ‫ن بِهِ عَلِيمًا (‪َ )127‬وإِ نِ امْرَأَ ٌة خَافَ ْ‬ ‫خيْ ٍر فَإِنّ اللّ َه كَا َ‬ ‫سطِ َومَا تَ ْفعَلُوا مِ نْ َ‬ ‫ن تَقُومُوا لِ ْل َيتَامَى بِالْ ِق ْ‬ ‫الْوِ ْلدَا نِ وَأَ ْ‬
‫خبِيرًا (‪ )128‬وَلَ نْ‬ ‫ن بِمَا َت ْعمَلُو نَ َ‬ ‫سنُوا َو َتتّقُوا َفإِنّ اللّ َه كَا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫حضِرَ تِ ا ْلَأنْفُ سُ الشّحّ وَإِ نْ تُ ْ‬ ‫خيْرٌ وَأُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫صلِحَا َب ْي َنهُمَا صُلْحًا وَال صّلْ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫عََل ْيهِمَا أَ ْ‬
‫ن غَفُورًا رَحِيمًا ( ‪)129‬‬ ‫ن تُ صْلِحُوا َو َتتّقُوا فَإِنّ اللّ هَ كَا َ‬ ‫ل َف َتذَرُوهَا كَا ْل ُمعَلّقَةِ وَإِ ْ‬ ‫صتُ ْم فَلَا َتمِيلُوا كُلّ ا ْل َميْ ِ‬ ‫حرَ ْ‬ ‫ن َتعْدِلُوا َبيْ نَ النّ سَاءِ وَلَوْ َ‬ ‫ستَطِيعُوا أَ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫ب مِ نْ‬ ‫ص ْينَا اّلذِي نَ أُوتُوا ا ْل ِكتَا َ‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَرْ ضِ وَلَ َقدْ وَ ّ‬ ‫حكِيمًا (‪ )130‬وَلِلّ هِ مَا فِي ال ّ‬ ‫سعًا َ‬ ‫سعَتِهِ َوكَا نَ اللّ هُ وَا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َوإِ نْ يَتَ َف ّرقَا ُيغْ نِ اللّ ُه كُلّا مِ ْ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا فِي‬ ‫حمِيدًا (‪َ )131‬ولِلّ هِ مَا فِي ال ّ‬ ‫غ ِنيّا َ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْ ضِ َوكَا نَ اللّ ُه َ‬ ‫ن َتكْ ُفرُوا فَإِنّ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫ن اتّقُوا اللّ هَ وَإِ ْ‬ ‫َقبِْلكُ مْ وَِإيّاكُ مْ أَ ِ‬
‫الْأَ ْرضِ َوكَفَى بِاللّهِ َوكِيلًا (‪ ))132‬كلها بدأت بالواو مرتبطة آية بآية أخرى فالمناسب أن تأتي هي بالواو أيضا ول تشذ عن سياق اليات كلها‬
‫من ‪ 124‬إلى ‪ 132‬كلها جاءت بالواو‪.‬‬
‫آية (‪:)128‬‬
‫س ال ُّ‬
‫ش ّسسَ‬
‫ح (‪ )128‬النسسساء)؟(د‪.‬فاضسسل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت النفُ س ُ‬
‫ضَر ِ س‬
‫ح ِ‬
‫*مسسا هسسو إعراب الشسسح فسسي قوله تعالى (وَأ ْ‬
‫السامرائى )‬
‫هي مفعول به والنفسُ نائب فاعل‪ .‬أحضر تأخذ مفعولين‪( .‬أحضرت النفس الشح) أي البخل‪ ،‬لما خلقها ربنا سبحانه وتعالى جاء بالشح‬
‫وأحضرها ربنا بالخِلقة‪ .‬عندما خلق النفس جعل معها الشح ( َوكَانَ النسَانُ َقتُورًا (‪ )100‬السراء) قتورا خبر كان وتعني بخي ً‬
‫ل ‪ .‬النسان‬
‫بخيل خِلقة فلما خلق تعالى النفس جاء بالشح‪ .‬حضر يتعدى إلى مفعول واحد وأحضر يتعدى إلى مفعولين‪ .‬أحضرتُه كذا أي جعلته حاضرا‪،‬‬
‫أحضرتُهُ المجلس‪ .‬في الصل أحضرنا النفس الشح‪ ،‬ماذا أحضرنا النفس؟ أحضرناها الشحّ‪ .‬ما قال أحضرنا وإنما قال أُحضِرت لن ال‬
‫تعالى ينسب الخير لنفسه‪.‬‬
‫ح)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫س ال ُّ‬
‫ش َ‬ ‫*ما إعراب كلمة (ال ُّ‬
‫ح) في قوله تعالى (وأحضرت النف ُ‬
‫ش َ‬
‫فعل أحضر يأخذ مفعولين وكلمة الشح هي مفعول به ثاني لفعل أحضر‪ ،‬والنفس نائب فاعل والمعنى أحضرنا النفس الشّحّ‪ ،‬فكأنما المعنى‬
‫أنه أحضر الشح للنفس أو جيء بالشح وأُحضر للنفس‪.‬وعليه يكون (النفس) مفعول به أول و(الشح) مفعول به ثاني‪ .‬وكأن ال تعالى‬
‫أحضر النفس عندما خلقها خلق الشحّ وجعله فيها‪.‬‬
‫*انظر آية (‪.)23‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ض (‪ )131‬النساء) انظر إلى هذا‬ ‫حكِيمًا (‪ )130‬وَللّ ِه مَا فِي ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الَرْ ِ‬ ‫سعًا َ‬
‫س َعتِهِ َوكَانَ اللّهُ وَا ِ‬
‫ل مّن َ‬
‫(وَإِن َيتَفَ ّرقَا ُيغْنِ اللّ ُه كُ ّ‬
‫التناسب بين آي القرآن فالية الولى فيها إشارة إلى إغناء ال تعالى كُلً عن صاحبه فناسب أن تبدأ الية الثانية بإظهرا ملكوت ال سبحانه‬
‫وتعالى‪ .‬فمن له ما في السموات وما في الرض قادر على أن يغني كل أحد من سعته وهذا كناية عن عظيم سلطانه واستحقاقه للتقوى‪.‬‬
‫آية (‪:)131‬انظر آية (‪)11‬‬
‫صينا الَّذي ن أُوتوا ْ الْكتا ب من قَبلِك ُسم وإيَاك ُس َس‬
‫م ذكسر ربنسا‬ ‫ن اتَّقُوا ْ الل ّس َ‬
‫ه (‪ )131‬النسساء) ل ِس َ‬ ‫مأ ِ‬ ‫ْ َ ِّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ َس ِس‬ ‫ِ َس ُ‬ ‫*(وَلَقَد ْ وَس َّ ْ َ‬
‫سسبحانه وتعالى أمره لهسل الكتاب بالتقوى ثسم عطسف المسسلمين عليهسم؟ ولو قال‪ :‬ولقسد وصسينا‬
‫جد النسسان على الرض إلى أن يرث الله‬ ‫المؤمنيسن أن اتقوا الله ليشمسل كسل مؤمسن منسذ أن وُس ِ‬
‫الرض ومن عليها؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫إن الخبار بأن ال تعالى أوصى الذين أوتوا الكتاب من قبل مقصود منه إلهاب هِمم المسلمين وحثّهم على بلوغ تقوى ال تعالى لئل تفضلهم‬
‫المم التي من قبلهم من أهل الكتاب وبديهي أن النسان إن وُضِع ميزان التفاضل ل يقبل أن يسبقه أحد إلى خير أبدا‪.‬‬
‫آية (‪:)135‬‬
‫*مسا دللة (قواميسن بالقسسط شهداء لله) فسي آيسة سسورة النسساء و (قوّاميسن لله شهداء بالقسسط)‬
‫في آية سورة المائدة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫غ ِنيّا أَ ْو َفقَيرا‬‫لقْ َربِينَ إِن َيكُنْ َ‬ ‫سكُمْ أَوِ الْوَاِلدَيْنِ وَا َ‬
‫علَى أَن ُف ِ‬‫ش َهدَاء لِلّهِ وََلوْ َ‬ ‫سطِ ُ‬ ‫ن آ َمنُو ْا كُونُو ْا قَوّامِينَ بِالْقِ ْ‬ ‫قال تعالى في سورة النساء (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫خبِيرا {‪ )}135‬وقال تعالى في سورة المائدة (يَا‬ ‫ن ِبمَا َتعْمَلُونَ َ‬ ‫ن اللّ َه كَا َ‬
‫ل َتّتبِعُواْ ا ْلهَوَى أَن َتعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُو ْا أَ ْو ُتعْرِضُو ْا فَإِ ّ‬ ‫فَاللّهُ أَوْلَى ِبهِمَا فَ َ‬
‫خبِي ٌر ِبمَا‬ ‫عدِلُو ْا هُوَ َأقْ َربُ لِلتّقْوَى وَاتّقُو ْا اللّهَ إِنّ اللّ َه َ‬ ‫ن قَوْ ٍم عَلَى َألّ َت ْعدِلُواْ ا ْ‬ ‫شنَآ ُ‬‫سطِ َولَ َيجْ ِر َمّنكُمْ َ‬ ‫ش َهدَاء بِالْقِ ْ‬‫ن آ َمنُواْ كُونُو ْا قَوّامِينَ لِلّهِ ُ‬ ‫َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫ن {‪ )}8‬ولو أخذنا سياق اليات في سورة النساء نلحظ أن السورة كلها في المر بالعدل والقسط وإيتاء كل ذي حق حقه (وَآتُواْ ا ْل َيتَامَى‬ ‫َت ْعمَلُو َ‬
‫طبْنَ َلكُ ْم عَن‬ ‫ن نِحْلَ ًة فَإِن ِ‬ ‫ن حُوبا َكبِيرا {‪( )}2‬وَآتُو ْا النّسَاء َ‬
‫ص ُدقَا ِتهِ ّ‬ ‫طيّبِ َولَ تَ ْأكُلُواْ َأمْوَاَلهُمْ إِلَى َأمْوَاِلكُمْ ِإنّ ُه كَا َ‬ ‫ث بِال ّ‬ ‫خبِي َ‬
‫ل تَ َت َبدّلُواْ الْ َ‬
‫َأمْوَاَلهُمْ َو َ‬
‫شَيْ ٍء ّمنْ ُه نَفْسا َفكُلُو ُه َهنِيئا مّرِيئا {‪ )}4‬فلذلك اقتضى السياق تقديم قوّامين بالقسط‪.‬‬
‫شهْ َر الْحَرَامَ َولَ‬ ‫شعَآئِرَ اللّهِ َولَ ال ّ‬ ‫أما في سورة المائدة فسياق اليات في حقوق ال تعالى وفي الولء والبراء (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا لَ ُتحِلّواْ َ‬
‫صدّوكُ ْم عَنِ‬ ‫ن قَوْمٍ أَن َ‬ ‫شنَآ ُ‬
‫ج ِر َمنّكُ ْم َ‬
‫ل مّن ّرّبهِمْ َورِضْوَانا وَِإذَا حَلَ ْلتُ ْم فَاصْطَادُواْ َولَ يَ ْ‬ ‫ا ْلهَدْيَ َولَ ا ْلقَلئِدَ وَل آمّينَ ا ْل َبيْتَ ا ْلحَرَا َم يَ ْب َتغُونَ َفضْ ً‬
‫ب {‪( )}2‬وَا ْذكُرُو ْا ِن ْعمَةَ‬ ‫شدِيدُ ا ْلعِقَا ِ‬ ‫لثْمِ وَا ْلعُدْوَانِ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ َ‬ ‫ل َتعَا َونُو ْا عَلَى ا ِ‬ ‫حرَامِ أَن َت ْعتَدُواْ َو َتعَا َونُو ْا عَلَى الْبرّ وَالتّ ْقوَى َو َ‬ ‫جدِ الْ َ‬
‫ا ْلمَسْ ِ‬
‫صدُو ِر {‪ )}7‬الكلم في القيام بأمر ال تعالى لذا‬ ‫طعْنَا وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّ َه عَلِي ٌم ِبذَاتِ ال ّ‬ ‫س ِم ْعنَا وََأ َ‬
‫اللّ ِه عََل ْيكُمْ َومِيثَاقَهُ اّلذِي وَاثَ َقكُم بِهِ ِإذْ قُ ْلتُمْ َ‬
‫اقتضى قول قوّامين ل لن السياق في القيام ل تعالى وفي حقوق ال تعالى‪.‬‬
‫ن وَإِيتَاء ذِي الْقُْرب َسى (‪ ))90‬وفسي‬ ‫ن الل ّس ْ‬
‫سا ِ‬
‫ح َس‬ ‫مُر بِالْعَد ْ ِ‬
‫ل وَال ِ ْ‬ ‫ه يَأ ُ‬‫َ‬ ‫* قال تعالى فسي سسورة النحسل (إ ِس َّ‬
‫َ‬
‫شهَدَاء لِل ّسهِ (‪ ))135‬مسا خصسوصية اسستعمال‬ ‫َ‬
‫ط ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ن بِالْقِس ْ‬ ‫منُوا ْ كُونُوا ْ قَوَّا ِ‬
‫مي َس‬ ‫النسساء (ي َسا أيُّهَسا ال ّذِي َس‬
‫نآ َ‬
‫القرآن لكلمتي العدل والقسط؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ط (‪ )9‬الرحمن)‬ ‫ن بِالْ ِقسْ ِ‬
‫أصل القسط الحظ والنصيب‪ ،‬القسط نصيب ولذلك في القرآن الكريم لم يستعمل مع الوزن إل القسط (وََأقِيمُوا الْ َوزْ َ‬
‫ط (‪ )85‬هود)‪ .‬العدل معناه المساواة في الحكام‪( .‬وَأَ ْوفُوا ا ْل َكيْلَ إِذا كِ ْلتُمْ َو ِزنُو ْا بِال ِقسْطَاسِ ا ْلمُ ْ‬
‫ستَقِي ِم (‬ ‫ن بِالْ ِقسْ ِ‬
‫( َويَا قَ ْومِ أَ ْوفُواْ ا ْل ِم ْكيَالَ وَا ْلمِيزَا َ‬
‫‪ )35‬السراء) القسطاس هو ميزان العدل أصل كلمة قسطاس عدل فسموا الميزان قسطاس لنه عدل‪ .‬عندنا عَدل وعِدل العِدل فيما يُبصر‬
‫ص ْيدَ‬
‫ل تَ ْقتُلُواْ ال ّ‬‫من الشياء هذا عِدل هذا مثل حملين متساويين يقال هذا عِدل هذا أما العَدل فهو أحكام ومساواة في الحكم (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ‬
‫صيَامًا (‪)95‬‬ ‫عدْلُ ذَِلكَ ِ‬ ‫عدْلٍ مّنكُ ْم (‪ )95‬المائدة) ذوا قسط (أَو َ‬ ‫حكُ ُم بِ ِه ذَوَا َ‬
‫ل مَا َقتَلَ مِنَ ال ّنعَ ِم يَ ْ‬
‫َوأَنتُ ْم حُرُمٌ َومَن َقتَلَ ُه مِنكُم ّم َت َعمّدًا فَجَزَاء ّمثْ ُ‬
‫ل (‪ )123‬البقرة)‪ .‬إذن القسط‬ ‫عدْ ٌ‬
‫ل ِمنْهَا َ‬ ‫خ ْذ مِ ْنهَا (‪ )70‬النعام) لم يقل كل قسط‪َ ( ،‬و َ‬
‫ل يُ ْقبَ ُ‬ ‫ل يُؤْ َ‬‫عدْلٍ ّ‬‫ل َ‬ ‫ل كُ ّ‬
‫المائدة) الصيام ل يُبصر (وَإِن َتعْدِ ْ‬
‫هو الحظ والنصيب والقرآن لم يستعمله إل مع الموازين وهذا من خصوصية الستعمال القرآني والقسط يستعمل مع غير الميزان لكن القرآن‬
‫يستعمله مع الميزان ول يستعمل العدل مع الميزان‪ .‬القسط قد يكون في القسمة وفيه ارتباط باللة (قسطاس)‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ط (‪ )135‬النساء) تأمل قوله تعالى (قوامين بالقسط) حيث جاءت كلمة قوامين صيغة مبالغة تدل على‬
‫ن بِالْ ِقسْ ِ‬
‫(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا كُونُو ْا قَوّامِي َ‬
‫الكثرة ولم يقل كونوا قائمين بالقسط ليحضّنا على عدم الخلل بهذا القيام بالعدل في حال من الحوال‪.‬‬
‫آية (‪:)136‬‬
‫ه‬
‫سول ِ ِ‬ ‫ل عَلَى َر ُ‬ ‫ب الَّذِي نََّز َ‬ ‫ه وَالْكِتَا ِ‬
‫سول ِ ِ‬
‫َ‬
‫منُوا آ َ ِ‬
‫منُوا بِالل ّهِ َوَر ُ‬ ‫َ‬
‫* في آية سورة النساء (ي َا أَيُّه ا الَّذِي ن آ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ب الَّذِي أَنَْز َ‬
‫ضَلًل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ض‬
‫ْ َ‬ ‫د‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫خر‬
‫ِ ِ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ب‬‫ت‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ل وَ َ ْ َ ْ ِ ِ َ َ ِ ِ ِ َ ُ ِ ِ َ ُ ُ ِ ِ َ َ ْ ِ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ه‬‫ل‬ ‫لئ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن قَب ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫وَالْكِتَا ِ‬
‫بَعِيدًا (‪))136‬؟ بماذا آمن هؤلء؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫العلماء لهم ثلثة أقوال هنا‪:‬‬
‫لن الكلم قبله كان مع أهل الكتاب فبعضهم يذهب إلى أنه ‪:‬يا أيها الذين آمنوا بموسى والتوراة وعيسى والنجيل آمنوا بمحمد والقرآن‪ .‬هذا‬
‫المعنى العام‪.‬‬
‫رأي آخر يقول‪ :‬الخطاب مع المؤمنين‪ ،‬آمنوا أي اثبتوا على إيمانكم‪.‬‬
‫وهناك قول ثالث وهو الذي وجدنا أنفسنا نطمئن إليه أكثر أنه يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم آمنوا بقلوبكم‪ .‬الخطاب مع المنافقين ولم يقل لهم يا‬
‫أيها الذين نافقوا أبدا‪ .‬القرآن لم يستفز المنافقين وإنما كان يخاطبهم كما يخاطب تامؤمنين لم يكن يريد أن يثيرهم ولم يكن يريد أن يبعدهم من‬
‫قبيل ل تعن الشيطان على أخيك‪ .‬فخاطبهم يا أيها الذين آمنوا عليكم أن تؤمنوا بهذه الشياء أنتم الن مؤمنين أمِنوا بال ورسوله والكتاب‬
‫الذي أنزل على رسوله‪ .‬إخترنا هذا الرأي لنه مباشرة يقول تعالى (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا ثُ ّم كَ َفرُوا ثُمّ َآ َمنُوا ثُ ّم كَفَرُوا ثُمّ ا ْزدَادُوا ُكفْرًا َل ْم َيكُنِ اللّهُ‬
‫سبِيلًا) فكان الكلم مع المنافقين ول ننفي الرأي الول والثاني لكن نجد في سياق اليات لن بعد ذلك قال تعالى (إِنّ‬ ‫ِل َيغْ ِفرَ َلهُمْ وَلَا ِل َيهْ ِد َيهُمْ َ‬
‫عذَابًا أَلِيمًا (‬ ‫سبِيلًا (‪ )137‬بَشّرِ ا ْل ُمنَافِقِي َ‬
‫ن بِأَنّ َلهُ ْم َ‬ ‫اّلذِينَ َآ َمنُوا ثُ ّم َكفَرُوا ثُمّ َآ َمنُوا ثُ ّم كَ َفرُوا ثُمّ ا ْزدَادُوا كُفْرًا لَ ْم َيكُنِ اللّهُ ِل َيغْفِرَ َلهُمْ َولَا ِل َي ْهدِ َيهُمْ َ‬
‫‪ ))138‬ولم يرد في القرآن مهاجمة مباشرة ‪ :‬يا أيها الذين نافقوا لكنه يقول (ومن الناس ) وما قال لهم أنتم مع أن الرسول يعرفهم لكن ال‬
‫تعالى أراد لكتابه الكريم أن يعلّمنا أن ل نصدم الناس ونوزع عليهم اللقاب‪ :‬فاسق‪ ،‬كافر‪ ،‬ملحد‪ .،‬كلم ال عز وجل يربّي أتباع محمد‬
‫على ما ينبغي أن يكون عليه المسلم‪.‬‬
‫ي أَنَز َ‬ ‫َ‬ ‫ب الَّذِي نََّز َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من‬‫ل ِ‬ ‫ب ال ّذ ِ َ‬
‫سولِهِ وَالْكِتَا ِ‬
‫ل عَلَى َر ُ‬ ‫سولِهِ وَالْكِتَا ِ‬
‫منُوا ْ بِاللّهِ وََر ُ‬
‫منُوا ْ آ ِ‬ ‫*(يَا أيُّهَا ال ّذِي َ‬
‫نآ َ‬
‫ل (‪ )136‬النساء) جاء في صلة وصف الكتاب المنّزل على محمد صلى الله عليه وسلم بصيغة‬ ‫قَب ْ ُ‬
‫التفعيل (نّزل) بينما جاء في صلة وصف الكتاب المنّزل من قبل خاليا ً من التضعيف (أنزل) فل ِ َ‬
‫م‬
‫ص القرآن بالتضعيف؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫خ ّ‬
‫بينما التوراة يومئذ‬ ‫إنما خصّ ال تبارك وتعالى القرآن بصيغة نزّل التي تدل على التضعيف لن القرآن حينئذ كان يتنزّل على قلب محمد‬
‫كانت قد انقضى نزولها‪.‬‬
‫آية (‪:)137‬‬
‫م ك َ َفُروا ْ ث ُ َّ‬‫منُوا ْ ث ُ َّ‬ ‫م ك َ َفُروا ْ ث ُ َّ‬
‫منُوا ْ ث ُ َّ‬ ‫َ َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫مآ‬ ‫َ‬ ‫نآ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّذِي‬
‫* ما سبب ذكر الفاء أو حذفها فى قوله تعالى (إ ِ ّ‬
‫َ َّ‬ ‫َّ‬
‫ن‬
‫ن الذِي َ‬ ‫سبِيل ً (‪ )137‬النساء) ليس فيها فاء‪( .‬إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫م وَل َ لِيَهْدِيَه‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه لِيَغْفَِر لَه‬ ‫ُ‬ ‫م يَك ُن الل ّ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫اْزدَادُوا ْ كُفًْرا ل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م (‪ )34‬محمسد) ؟(د‪.‬فاضسل‬ ‫ه لَهُس ْ‬ ‫فَر الل ّس ُ‬‫م ك ُ َّفاٌر فَلَن يَغْ ِ‬ ‫ماتُوا َوهُس ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّسهِ ث ُس َّ‬ ‫سبِي ِ‬‫صدُّوا عَسن َس‬ ‫كَفَُروا وَس َ‬
‫السامرائى)‬
‫ينبغي أن نعلم الفرق بين الواو والفاء في التعبير حتى نحكم‪ .‬الواو لمطلق الجمع‪ ،‬الجمع المطلق‪ ،‬قد يكون عطف جملة على جملة (فَالِ ُ‬
‫ق‬
‫جعَلَ َلكُ ُم النّجُومَ ِل َت ْهتَدُو ْا ِبهَا فِي ظُُلمَاتِ ا ْلبَرّ‬ ‫سبَانًا ذَِلكَ َت ْقدِيرُ ا ْلعَزِي ِز ا ْلعَلِي ِم (‪ )96‬وَهُوَ اّلذِي َ‬ ‫حْ‬ ‫شمْسَ وَالْ َقمَرَ ُ‬ ‫س َكنًا وَال ّ‬ ‫جعَلَ الّليْلَ َ‬ ‫ح َو َ‬ ‫صبَا ِ‬ ‫ل ْ‬‫اِ‬
‫ن (‪ )97‬النعام)‪ .‬الفاء تفيد السبب‪ ،‬هذا المشهور في معناها (درس فنجح) فإذا كان ما قبلها سببا لما بعدها‬ ‫ت لِقَ ْو ٍم يَعَْلمُو َ‬
‫وَا ْلبَحْ ِر َقدْ َفصّ ْلنَا اليَا ِ‬
‫أي الذي قبل يفضي لما بعدها يأتي بالفاء ول يأتي بالواو لنه لمطلق الجمع‪ .‬هذا حكم عام ثم إن الفاء يؤتى بها في التبكيت أي التهديد‪ .‬لو‬
‫عندنا عبارتين إحداهما فيها فاء والخرى بغير فاء وهو من باب الجواز الذِكر وعدم الذِكر نضع الفاء مع الشد توكيدا‪( .‬إِنّ اّلذِينَ آ َمنُو ْا ثُمّ‬
‫صدّوا عَن‬ ‫ن كَفَرُوا وَ َ‬ ‫ل (‪ )137‬النساء) ليس فيها فاء‪( .‬إِنّ اّلذِي َ‬ ‫سبِي ً‬ ‫كَ َفرُو ْا ثُ ّم آ َمنُو ْا ثُ ّم كَفَرُو ْا ثُمّ ا ْزدَادُو ْا كُفْرًا لّ ْم َيكُنِ اللّ ُه ِليَغْ ِفرَ َلهُمْ َولَ ِل َيهْ ِديَهُ ْم َ‬
‫سبِيلِ اللّهِ ُثمّ مَاتُوا وَهُ ْم كُفّا ٌر فَلَن َيغْفِ َر اللّهُ َلهُمْ (‪ )34‬محمد) لنهم ل تُرجى لهم توبة‪ .‬وفي الولى هم أحياء قد يتوبون‪ .‬لما لم يذكر الموت لم‬ ‫َ‬
‫ك هُمُ الضّآلّونَ (‪ )90‬آل عمران)‬ ‫ل تَ ْو َبُتهُمْ وَُأوْلَـ ِئ َ‬
‫يأت بالفاء ولما ذكر الموت جاء بالفاء (إِنّ اّلذِينَ كَ َفرُو ْا َبعْدَ إِيمَا ِنهِ ْم ثُمّ ا ْزدَادُو ْا كُفْرًا لّن تُ ْقبَ َ‬
‫صرِينَ (‪ )91‬آل‬ ‫عذَابٌ أَلِيمٌ َومَا َلهُم مّن نّا ِ‬ ‫حدِهِم مّلْءُ ال ْرضِ ذَ َهبًا وََلوِ ا ْفتَدَى بِهِ أُوْلَـ ِئكَ َلهُ ْم َ‬ ‫(إِنّ اّلذِينَ َكفَرُواْ َومَاتُواْ وَهُ ْم كُفّا ٌر فَلَن يُ ْقبَلَ مِنْ َأ َ‬
‫عمران) اليتان فيهما نفس التعبير‪ :‬النفي بـ (لن) واحدة جاءت بالفاء ( َومَاتُواْ وَهُ ْم ُكفّارٌ) انتهى عملهم‪ .‬النُحاة يقولون قد تأتي الفاء للتوكيد‪.‬‬
‫هناك أمران‪ :‬الول أن الفاء تكون للسبب (سببية) " درس فنجح" سواء كانت عاطفة "ل تأكل كثيرا فتمرض" يُنصب بعدها المضارع‪ .‬ينبغي‬
‫أن نعرف الحكم النحوي حتى نعرف أن نجيب‪.‬‬
‫ذكرنا أن الواو لمطلق الجمع تجمع بين عدة جمل وذكرنا أمثلة في حينها (هو الذي أنشأكم‪ ،‬وهو الذي أنزل)‪ .‬الفاء في الغالب تفيد السبب‬
‫لمِ‬‫غيْ َر الِ سْ َ‬ ‫سواء كانت عاطفة أو غير عاطفة (درس فنجح) (ل تأكل كثيرا فتمرض) وذكرنا أن التبكيت والتهديد بالفاء أقوى ( َومَن َي ْبتَ غِ َ‬
‫ل ِمنْ ُه (‪ )85‬آل عمران) (ثُمّ مَاتُوا وَهُ ْم كُفّا ٌر فَلَن َيغْفِرَ اللّ هُ َلهُ ْم ( ‪ )34‬محمد) في القرآن وغير القرآن إذا كان ما قبلها يدعو لما‬ ‫دِينًا فَلَن يُ ْقبَ َ‬
‫بعدها‪ ،‬يكون سببا لما بعدها‪ ،‬أو يف ضي لما بعدها يأتي بالفاء (السببية) ول يؤتى بالواو‪ .‬في غير القرآن نقول ل تأكل كثيرا فتمرض‪ ،‬ذاك‬
‫أف ضى لما بعد‪ ،‬الزيادة في الكل سبب المرض‪ .‬إذن هذا كحكم لغوي‪ .‬ما قبلها سبب لما بعدها وإذا كان المر كذلك يؤتى بالفاء وإذا كان‬
‫مجرد إخبار تقول فلن سافر وفلن ح ضر‪ ،‬ت خبر عن جملة أشياء ول يس بالضرورة أن هناك أ سباب‪ .‬هذا المع نى اللغوي العام في القرآن‬
‫(بلسان عربي)‪ .‬إذا كان ما قبلها يفضي لما بعدها يأتي بالفاء ونضرب أمثلة ومنها السؤال عن الفرق بين أولم يسيروا وأفلم يسيروا‪.‬‬
‫آية (‪:)138‬‬
‫ما (‪ )138‬النساء)؟(د‪.‬فاضل السامرائى‬ ‫َ‬
‫م عَذ َاب ًا ألِي ً‬ ‫ن بِأ َ َّ‬
‫ن لَه ُ ْ‬ ‫شرِ ال ْ ُ‬
‫منَافِقِي َ‬ ‫*ما دللة قوله تعالى‪( :‬ب َ ّ ِ‬
‫)‬
‫المعروف أن التبشير بالشيء الحسن أما هنا فجاء التبشير من باب السخرية والتهكم منهم‪ .‬كما في قوله تعالى أيضا (ذُق أنك أنت العزيز‬
‫الكريم) العزيز الكريم من باب التهكم والسخرية‪.‬‬
‫ما (‪ ))138‬وقال تعالى فسي‬ ‫س‬ ‫ً‬ ‫م عَذ َاب ًسا أَلِي‬ ‫ْ‬ ‫ُس‬ ‫ن لَه‬ ‫ن بِأ َس َّ‬
‫قي َس‬ ‫شرِ ال ْ ُ‬
‫منَافِ ِ‬ ‫*قال تعالى فسي سسورة النسساء (ب َ ّ ِ‬
‫ُ ّسَ‬ ‫َ‬ ‫َس‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حتِهَسا اْلن ْ َهاُر كل َ‬
‫ما‬ ‫م نْس ت َ ْ‬
‫جرِي ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جنَّا ٍس‬ ‫م َ‬‫ن لَهُس ْ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫حا ِ‬ ‫مل ُ َوا ال َّس‬
‫صال ِ َ‬ ‫منُوا وَعَ ِ‬ ‫شر ال ّذِي نَس آ َ‬
‫سسورة البقرة (وَب َ ّ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ج‬
‫م ِفيهَسا أْزوَا ٌس‬ ‫شابِهًسا وَلَهُس ْ‬
‫مت َ َ‬
‫ل وَأتُوا ب ِسهِ ُ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْس‬ ‫مَرةٍ رِْزقًسا قَالُوا هَذ َا ال ّذِي ُرزِقْن َسا ِ‬ ‫ن ثَ َ‬‫م ْس‬ ‫ُرزِقُوا ِ‬
‫منْهَسا ِ‬
‫ن (‪))25‬ذكر الباء في الية الولى (بأن) وحذفها في الثانية (أن) مع أن‬ ‫خالِدُو َ‬ ‫م فِيه َا َ‬ ‫مطَهََّرةٌ وَه ُ ْ‬
‫ُ‬
‫التقدير هو (بأن) لماذا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫لن تبشير المنافقين آكد من تبشير المؤمنين‪ .‬ففي السورة الولى أكّد وف صّل في عذاب المنافقين في عشرة آيات من قوله (ومن يكفر بال‬
‫وملئكته)‪ .‬أما في الية الثانية فهي الية الوحيدة التي ذكر فيها كلما عن الجزاء وصفات المؤمنين في كل سورة البقرة‪ .‬إذن (بأن) أكثر من‬
‫(أن) فالباء الزائدة تناسب الزيادة في ذكر المنافقين وجزاؤهم‪.‬‬
‫وقال تعالى في سورة الحزاب ( َوبَشّرِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ بِأَنّ َلهُ ْم مِنَ اللّ ِه َفضْلًا َكبِيرًا (‪ ))47‬لنه تعالى فصّل في السورة جزاء المؤمنين وصفاتهم‪.‬‬
‫* فسي إعراب أشهسد أن ل إله إل الله قدّرتسم الباء بعسد أشهسد مسع أن حرف الباء ل تدخسل إل على‬
‫السم فكيف ذلك؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هي داخلة على إسم لنها داخلة على أن المصدرية‪ ،‬أن حرف مصدري والمصدر المؤول هو الذي يدخل عليه حرف الجر مثل (بَشّ ِر‬
‫عذَابًا َألِيمًا (‪ )138‬النساء) ( َوبَشّرِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ بِأَنّ َلهُم مّنَ اللّ ِه َفضْلًا َكبِيرًا (‪ )47‬الحزاب) سقط على نزع الخافض الباء‬
‫ا ْلمُنَا ِفقِينَ ِبأَنّ َلهُ ْم َ‬
‫داخلة على المصدر والمصدر إسم فصار مصدر مؤول (أن وما بعدها مصدر)‪ .‬الحروف المصدرية (أنّ) حرف مصدري وإسمها وخبرها‬
‫علمت أنك مسافر أي علمت سفرك‪ .‬الحروف المصدرية‪ :‬أن وأنّ ولو وما وكي فإذن هي لم تدخل على الفعل كما ظنّ السائل‪ .‬دخلت على‬
‫عذَابًا أَلِيمًا) نُزِع الخافض‪ .‬إذن هي‬
‫المصدر المؤول وهذا جائز وعلى نُزِع الخافض في الصل هي موجودة مثل (بَشّرِ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ بِأَنّ َلهُ ْم َ‬
‫أشهد بأن ل إله ال‪ ،‬نُزِع الخافض فصارت أشهد أن ل إله إل ال‪ .‬والخافض هو حرف الجر على مصطلح الكوفيين والخفض هو الجرّ‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً)‪:‬‬
‫عذَابًا َألِيمًا (‪ )138‬النساء) انظر إلى هذا السلوب الدبي الذي سلك مع المنافقين مسلك المشاكلة فالمنافق الذي‬
‫(بَشّ ِر ا ْلمُنَا ِفقِينَ ِبأَنّ َلهُ ْم َ‬
‫يتظاهر باليمان ويُبطن الكفر يتهكم بالسلم وأهله ولذلك جاء ربنا في جزاء عملهم بوعيد مناسب لتهكمهم بالمسلمين فبدأ هذا الجزاء بفعل‬
‫بلغ في التهكم والسخرية منهم مبلغا عظيما فقال (بشر المنافقين) وبماذا ستكون البشارة؟! بجنة عرضها السموات والرض لن البشارة خبر‬
‫بما يُفرِح؟! ل‪ ،‬بشّرهم بأن لهم عذابا أليما وفي هذا غاية التهكم والسخرية منهم‪.‬‬
‫آية (‪:)141‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً)‪:‬‬
‫ن(‬
‫ح ِوذْ عََل ْيكُمْ َو َن ْمنَ ْعكُم مّنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫ستَ ْ‬
‫ب قَالُواْ أَلَ ْم نَ ْ‬
‫ن نَصِي ٌ‬
‫ح مّنَ اللّ ِه قَالُواْ أَلَ ْم َنكُن ّمعَكُمْ وَإِن كَانَ لِ ْلكَافِرِي َ‬
‫ن ِبكُ ْم فَإِن كَانَ َلكُ ْم َفتْ ٌ‬
‫(اّلذِينَ َيتَ َربّصُو َ‬
‫‪ )141‬النساء) تأمل هذا المشهد الحسي الذي يرصد حركة المنافقين وكأنك ترى تقلبهم وتمالؤهم في صورة منفّرة مزرية فها هم يلقون‬
‫المسلمين بوجه ويلقون الكافرين بوجه ويمسكون العصا من وسطها ويتلوّنون كالثعابين‪ .‬فكم يفعل الفعل (يتربصون) في النفس مشاعر الكره‬
‫والنفور من هذه الطائفة أكثر مما يبعثه الفعل (يترقبون)‪.‬‬
‫آية (‪:)143‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ن ذَِلكَ لَ إِلَى هَـؤُلء َولَ إِلَى هَـؤُلء (‪ )143‬النساء) تأمل أسرار القرآن‪ .‬أن تقرأ عبارة فترسم لك فكرة‪ ،‬هذا أمر معلوم ولكن‬
‫ن بَيْ َ‬
‫( ّمذَ ْب َذبِي َ‬
‫القرآن تجاوز هذا إلى الكلمة المعبّرة‪ .‬أل ترى كيف استخدم القرآن كلمة (مذبذبين) ليعبّر عن شدة خوفهم واضطرابهم ولو ذهبت تضع‬
‫مكانها أي كلمة لما أدّت المعنى المطلوب فهي تدل على الضطراب والتعجّل من جهة المعنى وتفيد الكثرة من خلل تكرار الحرف‪.‬‬
‫آية (‪:)145‬‬
‫َ‬
‫ن الن َّ ِ‬
‫ار ( ‪)145‬‬ ‫م َ‬
‫ل ِ‬
‫سفَ ِ‬ ‫ن فِي الدَّْر ِ‬
‫ك ال ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫منَافِ ِقي َ‬ ‫*هل المنافقون في الدرك السفل في النار؟ (إ ِ َّ‬
‫النساء) هل يشمل الكفار أو يشمل الكفار والمنافقين من المسلمين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَ ْومِ الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤمِنِينَ (‪ )8‬يُخَادِعُونَ اللّهَ‬
‫ربنا قال هذا‪ .‬ل‪ ،‬لن المنافق كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى ( َومِنَ النّاسِ مَن يَقُو ُ‬
‫شعُرُونَ (‪ )9‬البقرة) المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر اليمان تحديدا‪.‬‬ ‫سهُم َومَا يَ ْ‬
‫خدَعُونَ ِإلّ أَنفُ َ‬
‫ن آ َمنُوا َومَا يَ ْ‬
‫وَاّلذِي َ‬
‫ل إذا كنت أبطن كرهي لشخص معين وأظهر له مودتي هل هذا نفاق؟‬ ‫سؤال‪ :‬مث ً‬
‫هذا ليس النفاق الشرعي المذكور في القرآن‪ .‬المذكور في القرآن إبطان الكفر وإظهار اليمان والرسول ذكر قسم من يكون فيه خصلة من‬
‫النفاق‪ ،‬قال "آية المنافق ثلث" هذه مجموعها وإذا كانت فيه واحدة كان فيه خصلة من النفاق "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان‬
‫فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق" فيه خصلة وليس منافقا خالصا‪ ،‬ويكون منافقا على قدر ما فيه من خصال‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هو مسلم‪ ،‬مسلم إذا حدّث كذب وإذا ائتمن خان وإذا وعد أخلف وفي رواية وإذا خاصم فجر‪ ،‬هل يمكن أن يكون المسلم فيه هذه‬
‫الخصال؟‬
‫الرسول سُئل هل المؤمن يزني؟ قال نعم‪ ،‬هل يسرق؟ قال نعم‪ ،‬هل يكذب؟ قال ل‪ .‬إذا حدث كذب إذن إنتفت عنه صفة السلم‪ .‬إضافة‬
‫ل مِنَ النّارِ) هؤلء الذي يبطنون الكفر ويظهرون اليمان أما‬ ‫سفَ ِ‬
‫ك الَ ْ‬
‫ن فِي الدّ ْر ِ‬
‫إلى أن المقصود في الشرع هذا المقصود بقوله (إِنّ ا ْل ُمنَافِقِي َ‬
‫الذي هو مسلم هذا شيء آخر ربنا يحاسبه على قدر ما فعل من معاصي يعني إذا قال ل إله ال مؤمنا بها قلبه مصدقا بما يقول هذا ل يُبطن‬
‫الكفر‪ .‬إذن المقصود بالمنافق الذي هو بالمفهوم الشرعي الدقيق لمفهوم المنافق‪ .‬عبد ال بن سلول هذا منافق يبطن الكفر تحديدا ويظهر‬
‫شعُرُونَ‬‫سهُم َومَا يَ ْ‬ ‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْ ِم الخِرِ َومَا هُم ِبمُؤْ ِمنِينَ (‪ )8‬يُخَادِعُونَ اللّهَ وَاّلذِينَ آ َمنُوا َومَا َي ْ‬
‫خدَعُونَ ِإلّ أَنفُ َ‬ ‫س مَن يَقُو ُ‬
‫اليمان ( َومِنَ النّا ِ‬
‫(‪ )9‬البقرة) هؤلء المنافقون فكيف يكون مسلما؟ ويمكن أن يقولها تغليظا للعقوبة وأحيانا يقال تغليظ العقوبة وتكبيرا للسيئة وتعظيما لها مثلً‬
‫من قتل مسلما يكون خالدا في النار ومع ذلك العلماء مختلفون هل المسلم خالد في النار إن قتل مسلما لكن من الناحية الشرعية المنافق هو‬
‫الذي يبطن الكفر ويظهر اليمان وبالتالي ليس مسلما‪ .‬أما من ناحية إن كان من باب تغليظ العقوبة يشهد الشهادة ويفعل أفعالً أخرى هذا أمر‬
‫آخر‪.‬‬
‫آية (‪:)146‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫دّي نَس ( ‪ )32‬لقمان) تقديسم الجار‬ ‫ن ل َس ُ‬
‫ه ال ِ‬ ‫صي َ‬
‫خل ِس ِ‬
‫م ْ‬ ‫ل دَعَوُا الل ّس َ‬
‫ه ُ‬ ‫ج كَالظ ّل َ ِ‬ ‫شيَهُسم َّ‬
‫موْس ٌ‬ ‫*قال تعالى(وَإِذ َا غَ ِ‬
‫م لِل ّسهِ (‬ ‫َ‬
‫صوا ْ دِينَهُس ْ‬
‫خل َس ُ‬
‫والمجرور على الديسن وفسي آيات أخرى قدم الديسن على الجار والمجرور (وَأ ْ‬
‫‪ )146‬النساء)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫صمُو ْا بِاللّهِ وَأَخَْلصُو ْا دِي َنهُ ْم‬
‫عتَ َ‬
‫في عموم اليات في القرآن الكريم يقدم الجار والمجرور على الدين عدا آية النساء (ِإلّ اّلذِينَ تَابُواْ َوأَصَْلحُواْ وَا ْ‬
‫ِللّهِ (‪ ))146‬قدم الدين على الجار والمجرور‪ .‬التقديم والتأخير حسب ما يقتضيه السياق‪ .‬السياق في سورة النساء في الكلم على المنافقين يبدأ‬
‫ن ا ْلعِزّةَ لِلّهِ‬ ‫ع ْندَهُمُ ا ْلعِزّ َة فَإِ ّ‬
‫خذُونَ ا ْلكَافِرِينَ أَوِْليَا َء مِنْ دُونِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َأ َي ْب َتغُونَ ِ‬ ‫عذَابًا َألِيمًا (‪ )138‬اّلذِينَ َيتّ ِ‬ ‫من قوله تعالى (بَشّ ِر ا ْلمُنَا ِفقِينَ ِبأَنّ َلهُ ْم َ‬
‫غيْ ِرهِ ِإّنكُمْ‬ ‫حدِيثٍ َ‬ ‫حتّى يَخُوضُوا فِي َ‬ ‫ستَهْزَُأ ِبهَا فَلَا تَ ْق ُعدُوا َم َعهُمْ َ‬ ‫س ِمعْتُمْ َآيَاتِ اللّ ِه ُيكْ َف ُر بِهَا َويُ ْ‬ ‫ل عََل ْيكُ ْم فِي ا ْل ِكتَابِ أَنْ ِإذَا َ‬ ‫جمِيعًا (‪َ )139‬وقَ ْد نَزّ َ‬ ‫َ‬
‫ن كَانَ‬ ‫ح مِنَ اللّ ِه قَالُوا أَلَ ْم َنكُنْ َم َعكُمْ وَإِ ْ‬ ‫ن كَانَ َلكُ ْم َفتْ ٌ‬ ‫جمِيعًا (‪ )140‬اّلذِينَ َيتَ َربّصُو َ‬
‫ن ِبكُ ْم فَإِ ْ‬ ‫ج َهنّمَ َ‬ ‫ِإذًا ِمثُْلهُمْ إِنّ اللّهَ جَامِعُ ا ْل ُمنَافِقِينَ وَا ْلكَافِرِينَ فِي َ‬
‫سبِيلًا (‬ ‫ل اللّهُ لِ ْلكَا ِفرِينَ عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫حكُ ُم َب ْي َنكُمْ يَ ْومَ الْ ِقيَامَةِ َولَنْ يَ ْ‬
‫ستَحْ ِو ْذ عََل ْيكُمْ َو َنمْ َن ْعكُ ْم مِنَ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ فَاللّ ُه يَ ْ‬
‫ب قَالُوا أَلَ ْم نَ ْ‬ ‫ن نَصِي ٌ‬ ‫ِل ْلكَافِرِي َ‬
‫ن النّاسَ وَلَا َي ْذكُرُونَ اللّهَ إِلّا قَلِيلًا (‪ُ )142‬م َذبْ َذبِينَ‬ ‫‪ )141‬إِنّ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَِإذَا قَامُوا إِلَى الصّلَا ِة قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُو َ‬
‫سبِيلًا (‪ )143‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا َتتّخِذُوا ا ْلكَافِرِينَ أَوِْليَا َء مِنْ دُونِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ‬ ‫جدَ لَهُ َ‬ ‫ن يُضْلِلِ اللّ ُه فَلَنْ َت ِ‬ ‫َبيْنَ ذَِلكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ َولَا إِلَى هَؤُلَاءِ َومَ ْ‬
‫جدَ َلهُ ْم نَصِيرًا (‪ )145‬إِلّا اّلذِينَ تَابُوا‬ ‫ن تَ ِ‬
‫ل مِنَ النّا ِر وَلَ ْ‬ ‫جعَلُوا لِلّ ِه عََل ْيكُمْ سُ ْلطَانًا ُمبِينًا (‪ )144‬إِنّ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ فِي الدّ ْركِ الْأَ ْ‬
‫سفَ ِ‬ ‫ن تَ ْ‬‫َأتُرِيدُونَ أَ ْ‬
‫ت اللّهُ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َأجْرًا عَظِيمًا (‪ 9 ))146‬آيات تتعلق بذكر‬ ‫ف يُؤْ ِ‬ ‫صمُوا بِاللّهِ وَأَخَْلصُوا دِي َنهُمْ لِلّ ِه َفأُوَل ِئكَ مَعَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َوسَوْ َ‬ ‫عتَ َ‬ ‫َوأَصَْلحُوا وَا ْ‬
‫المنافقين فلما كان الكلم على ذكر المنافقين قدم ما يتعلق بالمنافقين وهو كلمة دين المضافة إلى ضميرهم (وََأخْلَصُو ْا دِي َنهُمْ لِلّهِ) دينهم مضافة‬
‫إليهم‪ ،‬دينهم أي معتقدهم‪ ،‬أخلصوه ل‪ .‬اليات الخرى كلها الكلم على ال تعالى هنا الكلم على المنافقين فقدم ما يتعلق به واليات الخرى‬
‫ص (‪ )3‬الزمر)‬ ‫ن (‪ )2‬أَلَا لِلّ ِه الدّينُ الْخَالِ ُ‬ ‫خلِصًا لّ ُه الدّي َ‬ ‫عبُدِ اللّ َه مُ ْ‬ ‫حقّ فَا ْ‬ ‫ب بِالْ َ‬
‫الكلم على ال تعالى فقدم ما يتعلق به مثال‪ِ( :‬إنّا أَنزَ ْلنَا ِإَل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫عُبدَ اللّ َه مُخْلِصًا لّ ُه الدّينَ (‪ )11‬وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ (‪( ))12‬قُلْ ِإنّي‬ ‫الكلم على ال تعالى‪ ،‬ويستمر الكلم (قُلْ ِإنّي ُأمِرْتُ أَنْ أَ ْ‬
‫عبُ ُد مُخْلِصًا لّ ُه دِينِي (‪ )14‬الزمر) الكلم على ال تعالى فما كان الكلم على ال قدم‬ ‫ب يَوْ ٍم عَظِيمٍ (‪ )13‬قُلِ اللّ َه أَ ْ‬ ‫عذَا َ‬‫صيْتُ َربّي َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫َأخَافُ إِ ْ‬
‫ن (‪ )65‬غافر) لما كان الكلم على ال قدم ما‬ ‫ح ْمدُ لِلّهِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫ضميره ما يتعلق به‪( ،‬هُ َو الْحَيّ لَا إِلَهَ إِلّا هُ َو فَادْعُو ُه مُخِْلصِينَ لَ ُه الدّينَ الْ َ‬
‫يتعلق به وهو مضيره ولما كان الكلم على المنافقين قدم ما يتعلق بهم وهو ضميرهم (دينهم) هكذا في جميع القرآن‪.‬‬
‫آية (‪:)148‬‬
‫َ‬ ‫* (ل َّ ي ُ ِ‬
‫ما (‪ )148‬النساء) ما‬
‫ميعًا عَلِي ً‬
‫س ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫من ظُل ِ َ‬
‫م وَكَا َ‬ ‫ن الْقَوْ ِ‬
‫ل إِل ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫جهَْر بِال ُّ‬
‫سوَءِ ِ‬ ‫ب الل ّ ُ‬
‫ح ُّ‬
‫معنى كلمة السوء؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫المقصود من هذه الية أن ل يذكر أحدا بسوء أن تذمهم وأن ترفع صوتك بذكره ذما إل من ظلمك أما أن تتكلم هكذا على الناس وتجهر‬
‫بذمهم فهذا ل يجوز‪ ،‬من ظلمك تذكر أما في غير ذلك فل يصح‪ .‬الذي ظُلِم يذكر المر والسوء هو أي ذ ّم وهو كلمة عامة‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ل مَن ظُلِ َم (‪ )148‬النساء) استعمل القرآن كلمة الجهر بالسوء والجهر هو ما يصل إلى أسماع الناس‬
‫جهْ َر بِالسّ َوءِ مِنَ ا ْلقَوْلِ ِإ ّ‬
‫ل يُحِبّ اللّهُ الْ َ‬
‫(ّ‬
‫فنُهينا عن التلفظ بالكلم السيئ وقيّده بالقول لنه أضعف أنواع الذى فدلّنا ذلك على أن السوء بالفعل أشد تحريما لنه أشد من القول‪.‬‬
‫آية (‪:)150‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ن بِاللّهِ وَ ُرسُلِهِ َويُرِيدُونَ أَن يُ َف ّرقُو ْا َبيْنَ اللّهِ وَرُسُلِ ِه (‪ )150‬النساء) انظر إلى كلمة (يكفرون) فقد استعمل القرآن كلمة يكفرون‬
‫(إِنّ اّلذِينَ َيكْ ُفرُو َ‬
‫بصيغة المضارع ولم يستعمل لفظ كفروا بصيغة الماضي لينبّهنا إلى أن أمر الكفر منهم متجدد وفيهم مستمر لنهم لو كفروا في الماضي ثم‬
‫ل ل يغادرهم‪.‬‬‫رجعوا لما كانوا أحرياء بالذ ّم وصبغهم بصفة الكفر وجعلها سربا ً‬
‫آية (‪:)151‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫(أُوْلَـ ِئكَ ُهمُ ا ْلكَافِرُونَ حَقّا (‪ )151‬النساء) جعل المبتدأ والخبر معرفة فقال (أُوْلَـ ِئكَ ُهمُ ا ْلكَافِرُونَ) فقد عرّف جزئي الجملة أي إسم الشارة‬
‫أولئك والخبر الكافرون لتأكيد قصر صفة الكفر عليهم‪ .‬تقول لنسان أنت بطل أي هو بطل من بين البطال أما إن قلت له أنت البطل فهذا‬
‫يعني أنك جعلت البطولة له دون غيره لما رأيت من صفات البطولة لديه‪ .‬كذلك عندما نقول أولئك هم الكافرون فهذا يعني أننا نزلنا غيرهم‬
‫من الكفرة منزلة العدم لما تمتع به هؤلء من أوصاف الكفر ووجه هذه المبالغة هو أن كفرهم قد اشتمل على أحوال عديدة من الكفر وسفاهة‬
‫في الرأي حيث أن كل فِعلة لهم إذا انفردت هي كفر فكيف بها إذا اجتمعت؟‬
‫آية (‪:)153‬‬
‫*مسسسا الفرق مسسسن الناحيسسسة البيانيسسسة بيسسسن (جاءهسسسم البيّنات) و(جاءتهسسسم البيّنات) فسسسي القرآن‬
‫الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعل مذكرا والفاعل مؤنثا‪ .‬وكلمة البيّنات ليست مؤنث حقيقي لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها‪.‬‬
‫والسؤال ليس عن جواز تذكير وتأنيث البيّنات لن هذا جائز كما قلنا لكن السؤال لماذا؟ لماذا جاء بالستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات)‬
‫مع العلم أنه استعملت في غير مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟‬
‫جاءتهم البيّنات بالتأنيث‪ :‬يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت اليات تدلّ على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثا كما في قوله‬
‫حدَةً َف َبعَثَ اللّهُ‬‫ن النّاسُ ُأمّةً وَا ِ‬ ‫حكِيمٌ {‪ )}209‬والية (كَا َ‬ ‫تعالى في سورة البقرة (فَإِن زَلَ ْلتُ ْم مّن َبعْ ِد مَا جَاء ْتكُمُ ا ْل َبّينَاتُ فَاعَْلمُواْ أَنّ اللّ َه عَزِي ٌز َ‬
‫ف فِيهِ ِإلّ اّلذِينَ أُوتُو ُه مِن َب ْعدِ مَا جَاء ْتهُمُ‬ ‫ختَلَ َ‬ ‫ختَلَفُو ْا فِيهِ َومَا ا ْ‬ ‫ح ُكمَ َبيْنَ النّاسِ فِيمَا ا ْ‬
‫ب بِالْحَقّ ِليَ ْ‬‫ل َم َعهُمُ ا ْل ِكتَا َ‬
‫النّ ِبيّينَ ُمبَشّرِينَ َومُنذِرِينَ وَأَنزَ َ‬
‫ل فَضّ ْلنَا‬ ‫ستَقِي ٍم {‪ )}213‬و (تِ ْلكَ الرّسُ ُ‬ ‫ط مّ ْ‬ ‫ق بِِإ ْذنِهِ وَاللّ ُه َي ْهدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَا ٍ‬ ‫ختَلَفُو ْا فِي ِه مِنَ الْحَ ّ‬
‫ا ْلبَ ّينَاتُ َبغْيا بَ ْي َنهُ ْم َفهَدَى اللّهُ اّلذِينَ آ َمنُواْ ِلمَا ا ْ‬
‫ح الْ ُقدُسِ وََلوْ شَاء اللّ ُه مَا ا ْق َتتَلَ اّلذِينَ‬
‫ن مَ ْريَمَ ا ْل َبّينَاتِ وََأّي ْدنَا ُه بِرُو ِ‬
‫ضهُ ْم دَرَجَاتٍ وَآتَ ْينَا عِيسَى ابْ َ‬ ‫ض ّم ْنهُم مّن كَلّمَ اللّهُ وَ َرفَ َع َبعْ َ‬ ‫ضهُ ْم عَلَى بَعْ ٍ‬ ‫َبعْ َ‬
‫ل مَا يُرِيدُ {‪،)}253‬‬ ‫ن آمَنَ َومِ ْنهُم مّن كَفَرَ وََلوْ شَاء اللّ ُه مَا ا ْق َتتَلُواْ َولَـكِنّ اللّ َه يَ ْفعَ ُ‬ ‫ختَلَفُو ْا َفمِ ْنهُم مّ ْ‬
‫مِن َبعْدِهِم مّن َبعْدِ مَا جَاء ْتهُمُ ا ْل َبّينَاتُ وَلَـكِنِ ا ْ‬
‫خذَ ْتهُمُ‬
‫جهْرَ ًة فََأ َ‬
‫ك فَقَالُواْ َأ ِرنَا اللّ ِه َ‬
‫سمَا ِء َف َقدْ سَأَلُواْ مُوسَى َأ ْكبَ َر مِن ذَِل َ‬ ‫ل عََل ْيهِمْ ِكتَابا مّنَ ال ّ‬ ‫ل ا ْلكِتَابِ أَن ُتنَزّ َ‬‫وقوله في سورة النساء (يَسْأَُلكَ أَهْ ُ‬
‫سلْطَانا ّمبِينا {‪.)}153‬‬ ‫ل مِن َبعْ ِد مَا جَاء ْتهُمُ ا ْل َبّينَاتُ َفعَفَ ْونَا عَن ذَِلكَ وَآ َت ْينَا مُوسَى ُ‬ ‫خذُواْ ا ْلعِجْ َ‬‫عقَ ُة بِظُ ْل ِمهِ ْم ثُ ّم اتّ َ‬
‫الصّا ِ‬
‫أما جاءهم البيّنات بالتذكير‪ :‬فالبيّنات هنا تأتي بمعنى المر والنهي وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من المر والنهي يُذكّر الفعل كما‬
‫ق َوجَاءهُمُ ا ْل َبّينَاتُ وَاللّ ُه لَ َي ْهدِي الْ َقوْمَ‬ ‫ش ِهدُواْ أَنّ الرّسُولَ حَ ّ‬ ‫ف َيهْدِي اللّ ُه قَوْما كَفَرُو ْا َبعْدَ إِيمَا ِنهِمْ وَ َ‬ ‫في قوله تعالى في سورة آل عمران (كَيْ َ‬
‫ب عَظِي ٌم {‪ )}105‬وفي سورة غافر (قُلْ‬ ‫عذَا ٌ‬
‫ت َوأُوْلَـ ِئكَ َلهُ ْم َ‬ ‫ختََلفُو ْا مِن َب ْعدِ مَا جَاءهُمُ ا ْل َبّينَا ُ‬ ‫ن تَفَ ّرقُواْ وَا ْ‬
‫ل َتكُونُواْ كَاّلذِي َ‬ ‫ن {‪ )}86‬و ( َو َ‬ ‫الظّاِلمِي َ‬
‫ب ا ْلعَاَلمِينَ {‪.)}66‬‬ ‫ت أَنْ أُسْلِ َم لِرَ ّ‬
‫ت مِن ّربّي وَُأمِرْ ُ‬ ‫عُبدَ اّلذِينَ َتدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ َلمّا جَاءنِيَ ا ْل َبيّنَا ُ‬ ‫ِإنّي ُنهِيتُ أَنْ أَ ْ‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫سأَلُو ْا مُوسَى َأ ْكبَرَ مِن ذَِلكَ (‪ )153‬النساء) لو وقفنا عند هذه الية لرأينا أن هذه الية‬
‫سمَاء فَ َقدْ َ‬
‫ل عََل ْيهِ ْم ِكتَابًا مّنَ ال ّ‬
‫(يَسَْأُلكَ أَهْلُ ا ْل ِكتَابِ أَن ُتنَزّ َ‬
‫صدّرت بفعل مضارع (يسألك) بغية استحضار حالتهم في هذا السؤال حتى كأنك تعيش معهم وتراهم وأتى الفعل بصيغة المضارع (يسألك)‬ ‫ُ‬
‫سأَلُو ْا مُوسَى َأ ْكبَرَ مِن ذَِلكَ)‪.‬‬
‫للدللة على تكرار السؤال وتجدده منهم المرة بعد الخرى بقصد التحدي والعجاز ولذلك قال تعالى بعدها (فَ َقدْ َ‬
‫آية (‪:)154‬‬
‫*مسا الفرق بيسن اسستعمال كلمسة الجبسل والطور فسي سسورة البقرة والنسساء والعراف؟(د‪.‬فاضسل‬
‫السامرائى)‬
‫ن {‪ )}63‬وقال في سورة‬ ‫خذُو ْا مَا آ َت ْينَاكُم بِقُوّةٍ وَا ْذكُرُو ْا مَا فِيهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬ ‫خ ْذنَا مِيثَا َقكُمْ وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقكُ ُم الطّورَ ُ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (وَِإذْ أَ َ‬
‫خذْنَا ِم ْنهُم مّيثَاقا غَلِيظا {‪ )}154‬وقال في‬ ‫سبْتِ وََأ َ‬‫ل َتعْدُو ْا فِي ال ّ‬ ‫ب سُجّدا َوقُ ْلنَا َلهُ ْم َ‬ ‫النساء (وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقهُ ُم الطّورَ ِبمِيثَا ِقهِ ْم َوقُ ْلنَا َلهُ ُم ادْخُلُواْ ا ْلبَا َ‬
‫ن {‪.)}171‬‬ ‫خذُو ْا مَا آ َت ْينَاكُم بِقُوّ ٍة وَاذْكُرُو ْا مَا فِيهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬
‫ظنّواْ َأنّهُ وَاقِ ٌع ِبهِمْ ُ‬ ‫جبَلَ فَ ْو َقهُ ْم كََأنّهُ ظُلّةٌ وَ َ‬ ‫سورة العراف (وَإِذ َنتَ ْقنَا الْ َ‬
‫أما من حيث التقديم والتأخير هو قائم على الهتمام الذي يقتضيه سياق اليات سواء كان ـفضل أو مفضول وإنما للهمية‪ .‬في سورة البقرة‬
‫(ورفعنا فوقكم الطور) فوقكم أه ّم من الطور نفسه وكذلك في آية سورة النساء أما آية سورة العراف فالجبل أهم من فوقهم‪.‬‬
‫في آية سورة العراف وصف تعالى الجبل كأنه ظُلّة وذكر (وظنوا أنه واقع بهم) ومعنى واقع بهم أي أوقع بهم أو أهلكهم وهذا كله له علقة‬
‫بالجبل فالجبل في العراف أهمّ‪ .‬ولم يذكر عن الطور شيئا آخر في سورة البقرة أو النساء‪.‬‬
‫آية البقرة والنساء يستمر الكلم بعد اليات على بني إسرائيل حوالي أربعين آية بعد الية التي جاء فيها ذكر الطور لذا قدّم فوقهم في النساء‬
‫وفوقهم في البقرة على الطور للهمية‪ .‬أما في سورة العراف فبعد الية التي تحدث فيها عن الجبل انتهى الكلم عن بني إسرائيل ولم يذكر‬
‫أي شيء عنهم بعد هذه الية لذا قدّم الجبل‪.‬‬
‫والجبل هو إسم لما طال وعظُم من أوتاد الرض والجبل أكبر وأهم من الطور من حيث التكوين‪ .‬أما النتق فهو أشد وأقوى من الرفع الذي‬
‫هو ضد الوضع‪ .‬ومن الرفع أيضا الجذب والقتلع وحمل الشيء والتهديد للرمي به وفيه إخافة وتهديد كبيرين ولذلك ذكر الجبل في آية‬
‫سورة العراف لن الجبل أعظم ويحتاج للزعزعة والقتلع وعادة ما تُذكر الجبال في القرآن في موتقع التهويل والتعظيم ولذا جاء في قوله‬
‫ف تَرَانِي‬
‫ستَقَ ّر َمكَانَ ُه فَسَ ْو َ‬
‫جبَلِ َفإِنِ ا ْ‬ ‫ك قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْ َ‬ ‫ل رَبّ َأ ِرنِي أَنظُرْ إَِل ْي َ‬ ‫تعالى (وََلمّا جَاء مُوسَى ِلمِيقَا ِتنَا َوكَّلمَهُ َربّ ُه قَا َ‬
‫ل ا ْلمُ ْؤمِنِينَ {‪ )}143‬ولم يقل الطور‪ .‬إذن النتق‬ ‫ك ُتبْتُ إَِل ْيكَ َوَأنَاْ أَوّ ُ‬‫سبْحَا َن َ‬ ‫ق قَالَ ُ‬ ‫صعِقا فََلمّا َأفَا َ‬
‫جعَلَ ُه َدكّا وَخَ ّر موسَى َ‬ ‫جبَلِ َ‬ ‫فََلمّا َتجَلّى َربّهُ لِ ْل َ‬
‫والجبل أشد تهديدا وتهويلً‪.‬‬
‫آية (‪:)155‬‬
‫* مسا اللمسسة البيانيسة فسي عدم ذكسر الجواب ومسا يترت ّسب على كونهسم نقضوا الميثاق فسي قوله‬
‫َ‬
‫قّس‬
‫ح ٍ‬‫م اْلَنْبِيَا َء بِغَيْرِ َ‬
‫ت َالل ّسهِ وَقَتْلِهِس ُ‬ ‫م بِآَيَا ِس‬ ‫م َوكُفْرِهِس ْ‬ ‫ميثَاقَهُس ْ‬
‫م ِ‬‫ضهِس ْ‬
‫ما نَقْ ِ‬ ‫تعالى فسي سسورة النسساء (فَب ِس َ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن إ ِل قَلِيل (‪ ))155‬بينمسسا جاء ذكسسر‬
‫َ‬
‫منُو َس‬ ‫م فَل يُؤْ ِ‬ ‫ُ‬
‫ه عَليْهَسا بِكفْرِهِس ْ‬ ‫ل طَب َسعَ َالل ُ‬
‫س‬ ‫ّ‬ ‫م قُلُوبُن َسا غُل ْس ٌ‬
‫ف بَ ْ‬ ‫وَقَوْلِهِس ْ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ل‬‫سبِي ِ‬
‫ن َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫صدِّه ِ ْ‬ ‫م وَب ِ َ‬
‫ت له ُ ْ‬ ‫حل ْ‬ ‫تأ ِ‬ ‫م طي ِّبَا ٍ‬ ‫من َا عَليْه ِ ْ‬‫حَّر ْ‬‫ن هَادُوا َ‬‫ن الذِي َ‬ ‫م َ‬ ‫الجواب في قوله (فَبِظل م ٍ ِ‬
‫َ‬
‫الل ّهِ كَثِيًرا (‪))160‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫خلف بين المفسرين واللغويين وفي الية أكثر من تخريج عندهم‪:‬‬ ‫هذا فيه‬
‫ل من قبله (فبما نقضهم)‬ ‫من المحتمل أن قوله تعالى (فبظلم من الذين هادوا) بدل من (فبما نقضهم ميثاقهم) فالجار والمجرور بد ٌ‬ ‫·‬
‫ضعِفُوا ِلمَنْ َآمَنَ ِم ْنهُمْ َأ َتعَْلمُونَ أَنّ‬ ‫ستُ ْ‬ ‫س َت ْكبَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ لِّلذِينَ ا ْ‬ ‫فذكر المتعلّق (حرّمنا عليهم) مثل قوله تعالى (قَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِينَ ا ْ‬
‫ل بِ ِه مُ ْؤ ِمنُونَ (‪ )75‬العراف) (لمن آمن) بدل من (للذين استضعفوا)‪ ،‬وكذلك قوله تعالى‬ ‫ل مِنْ َربّهِ قَالُوا ِإنّا ِبمَا ُأرْسِ َ‬ ‫صَاِلحًا مُ ْرسَ ٌ‬
‫ن (‪ )33‬الزخرف)‬ ‫ظهَرُو َ‬ ‫ج عََل ْيهَا يَ ْ‬ ‫ن فَضّةٍ َو َمعَا ِر َ‬ ‫ن ِل ُبيُوتِهِ ْم سُ ُقفًا مِ ْ‬
‫حمَ ِ‬
‫ن َيكْفُ ُر بِالرّ ْ‬‫جعَ ْلنَا ِلمَ ْ‬
‫حدَةً لَ َ‬
‫ن َيكُونَ النّاسُ ُأمّةً وَا ِ‬ ‫(وَلَ ْولَا أَ ْ‬
‫لبيوتهم سقفا بدل لقوله (لمن يكفر بالرحمن)‪.‬‬
‫سيَةً‬
‫جعَ ْلنَا قُلُو َبهُ ْم قَا ِ‬
‫ض ِه ْم مِيثَا َقهُ ْم َل َعنّا ُهمْ وَ َ‬
‫الوجه الخر أن ذكر نقض الميثاق مذكور في آيات أخرى وذّكر فيها المتعلّق ( َف ِبمَا نَقْ ِ‬ ‫·‬
‫ع ْنهُمْ وَاصْفَحْ إِنّ اللّهَ‬ ‫ف َ‬ ‫ل تَطّلِ ُع عَلَى خَا ِئنَ ٍة مِ ْنهُمْ إِلّا قَلِيلًا ِم ْنهُ ْم فَاعْ ُ‬ ‫ضعِهِ َونَسُوا حَظّا ِممّا ُذكّرُوا بِهِ وَلَا تَزَا ُ‬ ‫ن مَوَا ِ‬‫ح ّرفُونَ ا ْلكَلِ َم عَ ْ‬ ‫يُ َ‬
‫ن (‪ )13‬المائدة) فكأن الجواب في الية أُحيل إلى ما ذُكر في آيات أخرى‪.‬‬ ‫سنِي َ‬‫حبّ ا ْلمُحْ ِ‬ ‫يُ ِ‬
‫الوجه الخر أنه يُحذف للتعظيم وهذا ورد كثيرا في القرآن كما حذف جواب القسم في أوائل سورة ق (ق وَالْقُ ْرآَنِ ا ْلمَجِيدِ (‪.))1‬‬ ‫·‬
‫ن نُ ْؤمِنَ ِبهَذَا ا ْلقُرْآَنِ َولَا بِاّلذِي َبيْنَ َي َديْهِ وََلوْ تَرَى ِإذِ‬ ‫ن كَفَرُوا لَ ْ‬ ‫جواب الشرط يُحذف في القرآن كثيراُ كما في قوله تعالى ( َوقَالَ اّلذِي َ‬
‫ن (‪)31‬‬ ‫س َتكْبَرُوا َلوْلَا َأ ْنتُمْ َل ُكنّا مُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫ض ِعفُوا لِّلذِينَ ا ْ‬
‫ستُ ْ‬
‫ل اّلذِينَ ا ْ‬ ‫ل يَقُو ُ‬
‫ض ُهمْ إِلَى َبعْضٍ ا ْلقَوْ َ‬
‫ع ْندَ َرّبهِ ْم يَ ْرجِ ُع بَعْ ُ‬
‫ن ِ‬‫ن مَ ْوقُوفُو َ‬
‫الظّاِلمُو َ‬
‫ض ِربُونَ وُجُو َههُمْ َوَأدْبَارَهُمْ َوذُوقُوا‬ ‫ت (‪ )1‬النشقاق) (وَلَ ْو تَرَى ِإذْ َيتَ َوفّى اّلذِينَ َكفَرُوا ا ْلمَلَا ِئكَةُ يَ ْ‬ ‫شقّ ْ‬ ‫سمَا ُء انْ َ‬ ‫سبأ) وقوله تعالى (ِإذَا ال ّ‬
‫ق (‪ )50‬النفال) وذلك حتى يذهب الذهن كل مذهب وهذا أمر عظيم فهناك من يستدعي العقوبات ولمّا قال تعالى‬ ‫عذَابَ ا ْلحَرِي ِ‬‫َ‬
‫لعنّاهم اللعن ليس قليلً‪ ،‬فالمور التي ذكرها تعالى تستدعي من العقوبات وغضب ال تعالى ما يضيق عنه الكلم فكل العقوبات‬
‫في حق هؤلء قليلة‪.‬‬
‫ويمكن أن تحتمل جميع المعاني السابقة وهذا من باب التوسع في المعنى إل إني أميل للتعظيم وإن كان البدل وجها نحويا واردا‪.‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫طبَعَ اللّ ُه عََل ْيهَا ِبكُفْرِهِ ْم (‪ )155‬النساء) قف وتأمل آيات ال تعالى واجعل قلبك صندوقا يحوي آيات من القرآن ويعيها‬ ‫ف بَلْ َ‬
‫غلْ ٌ‬
‫( َوقَوِْل ِهمْ ُقلُو ُبنَا ُ‬
‫طبَعَ اللّ ُه عََل ْيهَا ِبكُفْرِ ِهمْ)‪.‬‬
‫حتى ل يختم ال سبحانه وتعالى على قلوبنا ويجعلها مغلقة كما ختم على قلوب من كفروا فقال تعالى عنهم (بَلْ َ‬
‫والطبع هو إحكام الغلق بحيث ل ينمكن أمر من ولوج ذلك الشيء إل بعد إزالة ذلك الشيء المطبوع به وكذلك طبع القلب هو إحكام إغلقه‬
‫بحيث ل يدخل إليه خير ول يخرج منه خير ول معروف‪.‬‬
‫آية (‪:)156‬‬
‫صبت مريسسم؟(د‪.‬فاضسسل‬
‫ما (‪ )156‬النسسساء) لماذا ن ُ س ِ‬
‫م بُهْتَان ً سا عَظِي ً س‬ ‫م عَلَى َ‬
‫مْري َ س َ‬ ‫* (وَبِكُفْرِهِ س ْ‬
‫م وَقَوْلِهِ س ْ‬
‫السامرائى)‬
‫هي لم تنصب وإنما مجرورة لنها ممنوعة من الصرف للعالمية والتأنيث والممنوع من الصرف يجر بالفتحة‪ ،‬أعلم الناث كلها ممنوعة من‬
‫الصرف وإن كان قسم من أعلم الناث يجوز فيها الوجهين إذا كان ثلثي ساكن الوسط عربي غير أعجمي والعجمي ممنوع من الصرف‪،‬‬
‫هذا بالنسبة لعلم الناث كلها ممنوعة من الصرف بين الوجوب والجواز‪ .‬إذن مريم‪ :‬إسم مجرور وعلمة جره الفتحة لنه ممنوع من‬
‫لمْرََأتِهِ َأ ْك ِرمِي َمثْوَاهُ (‪ )21‬يوسف) مصرَ مجرورة بالفتح لنها ممنوعة من الصرف‪.‬‬
‫ص َر ِ‬
‫شتَرَا ُه مِن مّ ْ‬
‫الصرف ومنها ( َوقَالَ اّلذِي ا ْ‬
‫آية (‪:)157‬‬
‫* مسسا اللمسسسة البيانيسسة فسسي ذكسسر عيسسسى مرة والمسسسيح مرة وابسسن مريسسم مرة فسسي القرآن‬
‫الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫لو عملنا مسحا في القرآن الكريم كله عن عيسى نجد أنه يُذكر على إحدى هذه الصيغ‪:‬‬
‫‪ ‬المسيح‪ :‬ويدخل فيها المسيح ‪ ،‬المسيح عيسى ابن مريم‪ ،‬المسيح ابن مريم (لقبه)‪.‬‬
‫‪ ‬عيسى ويدخل فيها‪ :‬عيسى ابن مريم وعيسى (إسمه)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن مريم (كُنيته)‪.‬‬
‫حيث ورد المسيح في كل السور سواء وحده أو المسيح عيسى ابن مريم أو المسيح ابن مريم لم يكن في سياق ذكر الرسالة وإيتاء البيّنات‬
‫سمُهُ ا ْلمَسِيحُ‬ ‫ك بِكَِلمَ ٍة ِمنْهُ ا ْ‬ ‫أبدأً ولم ترد في التكليف وإنما تأتي في مقام الثناء أو تصحيح العقيدة‪ِ( .‬إذْ قَالَتِ ا ْلمَلَا ِئكَةُ يَا مَ ْريَ ُم إِنّ اللّ َه ُيبَشّ ُر ِ‬
‫ن مَ ْريَمَ َوجِيهًا فِي ال ّد ْنيَا وَالَْآخِرَةِ َومِنَ ا ْل ُمقَ ّربِينَ (‪ )45‬آل عمران) ( َوقَوِْل ِهمْ ِإنّا َقتَ ْلنَا ا ْلمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَ ْر َيمَ رَسُولَ اللّهِ َومَا َقتَلُوهُ َومَا‬ ‫عِيسَى ابْ ُ‬
‫ن عِلْ ٍم إِلّا ا ّتبَاعَ الظّنّ َومَا َقتَلُو ُه يَقِينًا (‪ )157‬النساء) (لَ َقدْ َكفَرَ اّلذِينَ قَالُوا‬ ‫ك ِمنْهُ مَا َلهُ ْم بِهِ مِ ْ‬ ‫شّ‬ ‫ختَلَفُوا فِيهِ َلفِي َ‬ ‫شبّهَ َلهُمْ وَإِنّ اّلذِينَ ا ْ‬ ‫صََلبُوهُ وََلكِنْ ُ‬
‫سمَاوَاتِ‬ ‫جمِيعًا وَلِلّ ِه مُ ْلكُ ال ّ‬ ‫ح ابْنَ مَ ْر َيمَ وَُأمّهُ َومَنْ فِي الَْأرْضِ َ‬ ‫شيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ ُيهِْلكَ ا ْلمَسِي َ‬
‫ن َيمِْلكُ مِنَ اللّ ِه َ‬ ‫ح ابْنُ مَ ْريَ َم ُقلْ َفمَ ْ‬‫ن اللّ َه هُوَ ا ْلمَسِي ُ‬ ‫إِ ّ‬
‫ن مَ ْريَمَ‬‫ح ابْ َ‬ ‫ن دُونِ اللّهِ وَا ْلمَسِي َ‬ ‫حبَارَهُمْ َورُ ْهبَا َنهُمْ أَ ْربَابًا مِ ْ‬ ‫خذُوا أَ ْ‬ ‫ي ٍء قَدِي ٌر (‪ )17‬المائدة) (اتّ َ‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫ق مَا يَشَاءُ وَاللّ ُه عَلَى كُ ّ‬ ‫وَالَْأرْضِ َومَا َب ْينَ ُهمَا يخْلُ ُ‬
‫ن (‪ )31‬التوبة)‪.‬‬ ‫عمّا يُشْ ِركُو َ‬ ‫سبْحَانَ ُه َ‬ ‫حدًا لَا ِإلَهَ إِلّا هُ َو ُ‬
‫َومَا ُأمِرُوا إِلّا ِل َي ْعبُدُوا إَِلهًا وَا ِ‬
‫ب ا ْبنُ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫ت قَرَارٍ َو َمعِينٍ (‪ )50‬المؤمنون) (وََلمّا ُ‬ ‫ن مَ ْريَمَ وَُأمّهُ َآيَةً وَآَ َو ْينَا ُهمَا ِإلَى َربْوَ ٍة ذَا ِ‬ ‫جعَ ْلنَا ابْ َ‬
‫وكذلك ابن مريم لم تأتي مطلقا بالتكليف (وَ َ‬
‫ن (‪ )57‬الزخرف)‪.‬‬ ‫صدّو َ‬
‫ك ِمنْهُ يَ ِ‬ ‫مَ ْريَ َم َمثَلًا ِإذَا قَ ْو ُم َ‬
‫ن َيدَيْ ِه مِنَ‬‫صدّقًا ِلمَا َبيْ َ‬
‫علَى َآثَارِهِ ْم ِبعِيسَى ابْنِ مَ ْريَ َم ُم َ‬ ‫أما عيسى في كل أشكالها فهذا لفظ عام يأتي للتكليف والنداء والثناء فهو عام ( َو َق ّف ْينَا َ‬
‫ن مَ ْريَ َم قَوْلَ‬ ‫ن (‪ )46‬المائدة) (ذَِلكَ عيسَى ابْ ُ‬ ‫ن َيدَيْ ِه مِنَ التّوْرَاةِ وَ ُهدًى َومَوْعِظَةً لِ ْل ُمتّقِي َ‬ ‫صدّقًا ِلمَا َبيْ َ‬‫ل فِيهِ ُهدًى َونُورٌ َو ُم َ‬ ‫التّوْرَاةِ وََآ َت ْينَاهُ ا ْلِإنْجِي َ‬
‫ج ْئُتكُمْ‬
‫ل َقدْ ِ‬ ‫ت قَا َ‬‫ن (‪ )34‬مريم) ول نجد في القرآن كله آتيناه البينات إل مع لفظ (عيسى) (وََلمّا جَا َء عِيسَى بِا ْل َبيّنَا ِ‬ ‫الْحَقّ اّلذِي فِي ِه َيمْتَرُو َ‬
‫ن (‪ )63‬الزخرف) ولم يأت أبدا مع ابن مريم ول المسيح‪ .‬إذن فالتكليف يأتي‬ ‫ن فِيهِ فَاتّقُوا اللّهَ وَأَطِيعُو ِ‬ ‫ختَِلفُو َ‬
‫ح ْكمَةِ وَلُِأ َبيّنَ َلكُ ْم َبعْضَ اّلذِي تَ ْ‬ ‫بِالْ ِ‬
‫سمَا ِء قَالَ‬ ‫ل عََل ْينَا مَا ِئدَةً مِنَ ال ّ‬ ‫ن ُينَزّ َ‬
‫ستَطِيعُ َرّبكَ أَ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ن مَ ْريَ َم هَ ْ‬ ‫ن يَا عِيسَى ابْ َ‬ ‫بلفظ عيسى أو الثناء أيضا وكلمة عيسى عامة (إِ ْذ قَالَ الْحَوَا ِريّو َ‬
‫ن ُك ْنتُ ْم مُ ْؤمِنِينَ (‪ )112‬المائدة) فالمسيح ليس اسما ولكنه لقب وعيسى اسم أي يسوع وابن مريم كنيته واللقب في العربية يأتي‬ ‫اتّقُوا اللّهَ إِ ْ‬
‫للمدح أو الذم والمسيح معناها المبارك‪ .‬والتكليف جاء باسمه (عيسى) وليس بلقبه ول كُنيته‪.‬‬
‫آية (‪:)162‬‬
‫* لماذا جاءت (والمقيمين الصلة) منصوبة مع أنها معطوفة على مرفوع في آية سورة النساء‬
‫ن قَبْل ِ س َ‬
‫ك‬ ‫م ْس‬
‫ل ِ‬‫ما أُنْزِ َ‬
‫ك وَ س َ‬ ‫ما أُنْزِ َ‬
‫ل إِلَي ْ س َ‬ ‫ن ب ِس َ‬
‫منُو َ س‬‫ن يُؤ ْ ِ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منُو َ س‬ ‫م َوال ْ ُ‬ ‫ن فِ سي الْعِل ْ سم ِ ِ‬
‫منْهُ س ْ‬ ‫خو َ‬ ‫ن الَّرا ِ س‬
‫س ُ‬ ‫َ‬
‫(لك ِ س ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫خرِ أولَئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما (‬
‫جًرا عَظِي ً‬ ‫مأ ْ‬ ‫سنُؤْتِيهِ ْ‬
‫ك َ‬ ‫ن بِالل ّهِ وَالْيَو ْم ِ اْل ِ‬‫منُو َ‬‫مؤْ ِ‬ ‫ن الَّزكَاةَ َوال ْ ُ‬ ‫مؤْتُو َ‬ ‫صَلةَ وَال ْ ُ‬
‫ن ال َّ‬ ‫مي َ‬ ‫قي ِ‬ ‫وَال ْ ُ‬
‫م ِ‬
‫‪))162‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫عنْهُ وََأكِْلهِمْ‬
‫خذِهِمُ ال ّربَا َو َقدْ ُنهُوا َ‬ ‫سبِيلِ اللّ ِه َكثِيرًا (‪ )160‬وَأَ ْ‬ ‫صدّهِ ْم عَنْ َ‬ ‫ت َلهُمْ َوبِ َ‬ ‫طّيبَاتٍ ُأحِلّ ْ‬ ‫قال تعالى ( َفبِظُلْ ٍم مِنَ اّلذِينَ هَادُوا حَ ّر ْمنَا عََل ْيهِمْ َ‬
‫ن ِمنْهُمْ) للكافرين من بني‬ ‫عذَابًا أَلِيمًا (‪ ))161‬الكلم هنا على بني إسرائيل‪ ( ،‬وَأَ ْ‬
‫ع َتدْنَا لِ ْلكَافِرِي َ‬ ‫عتَ ْدنَا لِ ْلكَا ِفرِينَ ِم ْنهُ ْم َ‬
‫ل وَأَ ْ‬
‫َأمْوَالَ النّاسِ بِا ْلبَاطِ ِ‬
‫ن فِي ا ْلعِلْ ِم ِم ْنهُمْ) أي من بني إسرائيل و (وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ) من المهاجرين والنصار‪ .‬إذن عندنا الراسخون في العلم من‬ ‫إسرائيل‪َ( ،‬لكِنِ الرّاسِخُو َ‬
‫اليهود الذين إطلعوا على صفات الرسول مما عندهم في التوراة ويستفتحون على الذين كفروا أنه سيأتي النبي الخاتم والمؤمنون من‬
‫ن َقبِْلكَ) ثم قال (وَا ْلمُقِيمِينَ الصّلَاةَ) العربي يقول المقيمون‬ ‫ل مِ ْ‬ ‫ن ِبمَا ُأنْزِلَ إَِل ْيكَ َومَا ُأنْزِ َ‬ ‫المهاجرين والنصار يؤمنون بما أنزل إليك (يُ ْؤمِنُو َ‬
‫الصلة لنه يعطف على مرفوع ثم عاد مرة أخرى وقال (وَا ْلمُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ) رجع فعطف بالرفع معناه هو ل يجهل فكرة الرفع‪ .‬لما نأتي إلى‬
‫كتاب سيبويه الذي هو أقدم كتاب في النحو العربي وصل إلينا "الكتاب" يعقد بابا للغة العرب لنه ل يتكلم عن لغة القرآن لنه كان يقعّد للغة‬
‫العرب وليس القرآن لكن يستفيد من اليات والحاديث على قلتها ومن الشعر على غزارته وكثرته في تثبيت القواعد يعقد بابا بعنوان باب‬
‫ن ِبمَا ُأنْزِلَ إَِل ْيكَ‬
‫ن فِي ا ْلعِلْ ِم ِم ْنهُمْ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬‫ما ينتصب على التعظيم (يأتي منصوبا) إرادة التعظيم ويستشهد بذلك بالية (َلكِنِ الرّاسِخُو َ‬
‫جرًا عَظِيمًا) بمعنى أنه لما قال‬ ‫سنُ ْؤتِيهِمْ أَ ْ‬
‫ن بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الَْآخِرِ أُوَل ِئكَ َ‬
‫ك وَا ْلمُقِيمِينَ الصّلَاةَ وَا ْلمُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫ل مِنْ َقبِْل َ‬
‫َومَا ُأنْزِ َ‬
‫(والمقيمين الصلة) كان يريد تميزهم وتميز إقامة الصلة كأنه قال‪ :‬أذكر بخير وأثنى على وأمدح المقيمين الصلة‪ .‬أمدح المقيمين الصلة‬
‫(منصوب على المدح) أو أعظّم المقيمين الصلة والصلة كما هو معلوم في السلم هي عمود الدين ولذلك لها منزلة خاصة عندما ذكرت‬
‫هاهنا مع المهاجرين والنصار ومع الراسخين في العلم من اليهود والذين آمنوا بمحمد ذكرت أولً الصلة برفعة وسمو لننا نعلم أنه أول‬
‫ما يحاسب عنه الناس يوم القيامة الصلة لنه في الماضي لم يكن أحد يترك الصلة وترك الصلة بدعة حديثة أن بعض الناس ل يصلي‪.‬‬
‫هل كان يناسب الرفع هنا لن الرفع عمدة العراب؟ هي ليست مسألة العمدة ولكنها حينما خالف بها (ينصب في موضع رفع) يكون إما‬
‫للتعظيم وأحيانا يكون للشتم مثل (وامرأته حمالةَ الحطب) ما قال (حمالةُ الحطب) مع أن هناك قراءة (حمالةُ) معناها أذم حمالةَ الحطب‪ .‬هنا‬
‫جاء بكلمة (والمقيمين) لظهار عظمة الصلة‪ .‬ورجع للرفع مرة أخرى (والمؤتون الزكاة) هذا يجري على سنن العربية توجيه على التعظيم‬
‫والمدح‪ .‬والجملة كلها (والمقيمين الصلة) معطوفة من قبيل عطف الجمل وليس من قبيل عطف المفردات‪.‬‬
‫* وفى إجابة أخرى للدكتور فاضل السامرائى‪:‬‬
‫هذا يسمونه القطع على المدح وقد يكون القطع للذمّ أيضا‪ .‬هذا المنصوب يصير مفعولً به لفعل محذوف تقديره أخصّ أو أمدح بحسب‬
‫ن فِي ا ْلعِلْمِ‬
‫السياق وعندنا نصب على الشتم (وامرأته حمالةَ الحطب)‪ .‬فالية الكريمة (والمقيمين الصلة) لو قرأت الية (لّـكِنِ الرّاسِخُو َ‬
‫ن بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الخِرِ) العلى هم‬ ‫ل مِن َقبِْلكَ وَا ْلمُقِيمِينَ الصّلَةَ وَا ْلمُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫ن ِبمَا أُنزِلَ إِلَيكَ َومَا أُنزِ َ‬ ‫ِم ْنهُمْ) هذا مبتدأ (يُؤْ ِمنُو َ‬
‫المقيمين الصلة‪ ،‬أي أخصّ وأمدح المقيمين الصلة‪ .‬والمؤتون الزكاة معطوفة على ما قبلها‪ .‬المقيمين الصلة تشمل كل المسلمين حتى لو‬
‫كان مريضا‪ ،‬الصلة مستمرة في كل الوقات خمس أوقات في اليوم والليلة أما الزكاة فل تشمل جميع المسلمين لنه قد يكون هناك من ل‬
‫يملك النصاب فل شك أن المقيمين الصلة أعلى‪ .‬الواو هنا (والمقيمين الصلة) واو العطف لكن تقديره وأخص المقيمين الصلة‪ .‬كذلك في‬
‫ن آمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِرِ وَا ْلمَل ِئكَةِ وَا ْل ِكتَابِ وَال ّنبِيّينَ وَآتَى‬ ‫ب وَلَـكِنّ ا ْلبِ ّر مَ ْ‬
‫شرِقِ وَا ْل َمغْرِ ِ‬
‫قوله تعالى (ّليْسَ ا ْلبِرّ أَن تُوَلّواْ ُوجُو َهكُ ْم ِقبَلَ ا ْلمَ ْ‬
‫ن ِب َعهْدِهِمْ ِإذَا عَا َهدُواْ‬
‫سبِيلِ وَالسّآئِلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ وََأقَامَ الصّلةَ وَآتَى ال ّزكَاةَ وَا ْلمُوفُو َ‬ ‫حبّهِ ذَوِي الْ ُق ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْل َمسَاكِينَ وَابْنَ ال ّ‬‫ل عَلَى ُ‬
‫ا ْلمَا َ‬
‫ن (‪ )177‬البقرة) الموفون بعهدهم إذا عاهدوا‬ ‫ص َدقُوا وَأُولَـ ِئكَ ُهمُ ا ْل ُمتّقُو َ‬‫وَالصّابِرِينَ فِي ا ْلبَأْسَاء والضّرّاء َوحِينَ ا ْل َبأْسِ أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ َ‬
‫والصابرين في البأساء والضراء رفع ونصب‪ .‬وهي موجودة في شعر العرب وتسمى القطع في الصفات وفي العطف‪:‬‬
‫سمّ العداة وآفة الجُزر‬ ‫ُ‬ ‫ل يبعدن قومي الذين هُمُ‬
‫والطيبون معاقل الُزر‬ ‫النازلين بكل معترك‬
‫قومي فاعل وسم العداة مبتدأ وخبر‪ ،‬النازلين نصب والطيبون رفع‪ .‬لو رفعتها أو نصبتها يستوي أما في الدللة فهي لثارة الهتمام والصفة‬
‫المقطوعة ينبغي أن يُنتبه إليها‪ .‬ال سبحانه وتعالى يريد أن يركز على المقيمين الصلة في هذه الية‪ ،‬ذكر أمرين المقيمين الصلة والمؤتون‬
‫الزكاة ‪.‬‬
‫م‬ ‫ْ ْس‬ ‫ن الَّرا ِ‬ ‫َّس‬
‫ن فِسي العِل ِ‬ ‫خو َ‬ ‫سس ُ‬ ‫آيسة سسورة النسساء بعسد (لكسن) (ل سك ِ ِ‬ ‫*لماذا رفعست كلمسة الراسسخون فسي‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ن الَّر ُس‬ ‫َس‬ ‫ل إِلَي ْس َ‬
‫ما أنَز َ‬ ‫َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫م (‪( ))162‬ل َّسسك ِن الل ّس‬
‫ك (‪ ))166‬وفسي آيسة سسورة التوبسة (ل سك ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِس‬ ‫شهَد ُ ب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫من ْ َهُس ْ‬
‫ِ‬
‫ن (‪ )38‬مريسسم)؟(د‪.‬فاضسسل‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫مب‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ ُ َسس َ ْسس َ ِسس‬ ‫مو‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫الظ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫(ل‬ ‫و‬ ‫))‬ ‫‪88‬‬ ‫(‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫وا‬‫وَ ِ َسس َ ُ‬
‫من‬‫آ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫َ ٍ ّ ِ ٍسس‬ ‫ِسس ِ‬ ‫َ َسس ُ‬
‫السامرائى )‬
‫(لكنّ) هي التي تنصب وهذه (لكن) وليست لكنّ‪( .‬لكنّ) تنصب و (لكن) تهمل وجوبا فيكون ما بعدها مرفوعا‪.‬‬
‫من قَبْل ِس َ‬
‫ك‬ ‫ل ِس‬ ‫ما أُنزِ َ‬
‫ك وَس َ‬ ‫ما أُنزِ َ‬
‫ل إِلَي َس‬ ‫ن ب ِس َ‬
‫منُو َس‬‫ن يُؤ ْ ِ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منُو َس‬ ‫م وَال ْ ُ‬ ‫ن فِسي الْعِل ْسم ِ ِ‬
‫منْهُس ْ‬ ‫خو َ‬‫س ُ‬ ‫ن الَّرا ِس‬ ‫َّس‬
‫*(ل سك ِ ِ‬
‫خر (‪ )162‬النسساء) وقفسة نحويسة‪:‬‬ ‫نس بِالل ّسهِ وَالْيَوْسم ِ ال ِ ِ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منُو َ‬ ‫ن الَّزكَاةَ َوال ْ ُ‬ ‫صلَةَ وَال ْ ُ‬
‫مؤْتُو َس‬ ‫مي نَس ال َّس‬‫مقِي ِ‬‫وَال ْ ُ‬
‫لعله يسترعي النتباه قوله تعالى (والمقيمين الصلة) حيث وقعت كلمة المقيمين منصوبة بالياء‬
‫صبت وحقّسها‬ ‫وفسي الظاهسر هسي معطوفسة على إسسم مرفوع وهسو قوله تعالى (والراسسخون) فلم ن ُس ِ‬
‫أن تُرفع؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫هذه طريقة العرب في عطف السماء الدالة على صفات محامد على أمثالها فينصبون السم لتخصيصه من بين المعطوفات بالمدح‪ .‬فنقول‬
‫مثلً‪ :‬جاء القائد المظفّرا لتلفت نظر القارئ والسامع ولتبيّن له سمة خاصة في هذا القائد فتقدّر فعلً محذوفا أي أمدح المظفرا‪ .‬وكذلك الية‬
‫الكريمة أي يمدح المصلين لما للمصلين من فضل وعلو شأن عند ال تعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)163‬‬
‫*مسا سسبب اسستخدام كلمسة أوحينسا مسع الرسسول ونوح وابراهيسم وغيرهسم مسن أنسبياء وإفراد آتينسا‬
‫لداوود في سورة النساء؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سبَا ِ‬
‫ط‬ ‫لْ‬ ‫سحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَا َ‬ ‫سمَاعِيلَ وَإِ ْ‬
‫حيْنَا إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَِإ ْ‬
‫ح ْينَا إِلَى نُوحٍ وَال ّن ِبيّينَ مِن بَ ْعدِ ِه وَأَ ْو َ‬ ‫ك َكمَا أَوْ َ‬ ‫ح ْينَا إَِل ْي َ‬
‫قال تعالى في سورة النساء (ِإنّا أَوْ َ‬
‫صهُ ْم عََل ْيكَ َوكَلّمَ اللّهُ‬ ‫ص ْ‬ ‫صنَا ُه ْم عََل ْيكَ مِن َقبْلُ وَرُسُلً لّ ْم نَقْ ُ‬‫ل َق ْد قَصَ ْ‬ ‫ن وَآ َت ْينَا دَاوُودَ َزبُورا {‪ }163‬وَرُسُ ً‬ ‫وَعِيسَى وََأيّوبَ َويُونُسَ وَهَارُونَ َوسَُل ْيمَا َ‬
‫سأَلُو ْا مُوسَى َأ ْكبَرَ مِن ذَِلكَ َفقَالُواْ أَ ِرنَا‬ ‫سمَا ِء فَ َقدْ َ‬
‫ل عََل ْيهِ ْم ِكتَابا مّنَ ال ّ‬ ‫مُوسَى َتكْلِيما {‪ .)}164‬إذا قرأنا الية وما قبلها (يَسَْأُلكَ أَهْلُ ا ْل ِكتَابِ أَن ُتنَزّ َ‬
‫ت َف َعفَ ْونَا عَن ذَِلكَ وَآ َت ْينَا مُوسَى سُلْطَانا ّمبِينا {‪ )}153‬نجد أن‬ ‫جلَ مِن َبعْ ِد مَا جَاء ْتهُ ُم ا ْلبَ ّينَا ُ‬ ‫خذُواْ ا ْلعِ ْ‬‫خ َذتْهُ ُم الصّاعِقَ ُة بِظُ ْل ِمهِ ْم ثُ ّم اتّ َ‬
‫جهْرَ ًة َفأَ َ‬
‫اللّهِ َ‬
‫ال تعالى يخاطب هؤلء ويذكر سيئاتهم والية ‪ 163‬جاءت بعد الية ‪ 153‬لن هؤلء قالوا أنهم حتى يؤمنوا بالرسول ينبغي أن يُنزّل عليهم‬
‫ك َكمَا‬‫ح ْينَا إَِل ْي َ‬
‫كتابا من السماء فيقوله تعالى (فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) ثم يأتي الرد من ال تعالى تعقيبا على ما سأله هؤلء (ِإنّا أَوْ َ‬
‫ن وَآ َت ْينَا‬ ‫ط وَعِيسَى وََأيّوبَ َويُونُسَ وَهَارُونَ َوسَُل ْيمَا َ‬ ‫سبَا ِ‬‫سمَاعِيلَ َوإِسْحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَالَ ْ‬ ‫ح ْينَا إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَإِ ْ‬ ‫ح ْينَا إِلَى نُوحٍ وَال ّنبِيّينَ مِن َبعْدِ ِه َوأَوْ َ‬ ‫َأوْ َ‬
‫دَاوُودَ َزبُورا {‪ )}163‬فذكر تعالى جملة أشياء أنه أوحى إلى مجموعة من النبياء وهم يؤمنون بهم مع أنهم لم يأتوهم بما طلبوا فهم آمنوا‬
‫بنوح وابراهيم واسماعيل ويقوب واسحق ويونس وغيرهم من النبياء‪ ،‬فيقول تعالى أنه كما أوحى إلى هؤلء النبياء أوحى إلى الرسول‬
‫فإذا كانوا هم يؤمنون بأولئك بدون كتاب فإذن الوحي يجب أن يكون كافيا‪ .‬هذا أمر والمر الخر (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح )‬
‫ص الزبور؟ لن الزبور‬ ‫سواء كان معهم كتب او لم يكن معهم‪ ،‬وكما آتينا داوود زبورا بمعنى آتيناك كتابا كما آتينا داوود زبورا فلماذا خ ّ‬
‫نزل منجّما أي بالتقسيط كما أُنزل القرآن على الرسول ‪ .‬ويخاطب تعالى الكافرين بقوله أنتم تؤمنون بداوود وقد نزل عليه الزبور منجما‬
‫وقد أتيناك كتابا كما آتينا داوود‪ ،‬وتؤمنون بالنبياء الذين أوحينا إليهم وقد أوحينا إليك كما أوحينا إلى باقي النبياء‪ .‬وكما أرسلنا رسلً أرسلنا‬
‫صهُ ْم عََل ْيكَ) وفي آخر الية يقول تعالى ( َوكَلّ َم اللّ ُه مُوسَى َتكْلِيما) فهو إذن‬ ‫ك مِن َقبْلُ َورُسُلً لّ ْم نَ ْقصُ ْ‬ ‫صنَاهُ ْم عََل ْي َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ل َقدْ قَ َ‬
‫محمدا أيضا (وَ ُرسُ ً‬
‫وحي وإيتاء‪ .‬وال تعالى كلّم موسى في موضعين الول في الوادي المقدس (إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى) سورة النازعات وعلى‬
‫جبل الطور (ولمّا جاء موسى لميقاتنا قال رب أرني أنظر إليك) سورة العراف وليس هناك أعلى من ذلك أما محمد فقد صعد إلى سدرة‬
‫المنتهى‪ ،‬وأعلى مكان كلّم ال تعالى موسى عليه هو الطور‪ .‬وأوحى تعالى إلة رسوله كما أوحى لباقي النبياء وآتاه مثل ما آتى داوود‬
‫ورفعه إلى مكان أعلى مما رفع عليه موسى فإذن كل الشياء التي ينبغي اليمان بها أعطاها تعالى للرسول فسقطت حجة الكافرين إذن‪.‬‬
‫* لماذا ل يُذكر سيدنا اسماعيل مع ابراهيم واسحق ويعقوب في القرآن؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أولً هذا السؤال ليس دقيقا لنه توجد في القرآن مواطن ذُكر فيها ابراهيم واسماعيل ولم يُذكر اسحق وهناك ‪ 6‬مواطن ذُكر فيها ابراهيم‬
‫حيْنَا إِلَى نُوحٍ وَال ّنبِيّينَ‬ ‫واسماعيل واسحق وهي‪ )140()136()133(:‬البقرة‪ )84( ،‬آل عمران‪ )39( ،‬ابراهيم‪ِ(،‬إنّا أَوْ َ‬
‫ح ْينَا ِإَل ْيكَ َكمَا أَ ْو َ‬
‫سبَاطِ وَعِيسَى وََأيّوبَ َويُونُسَ وَهَارُونَ َوسَُل ْيمَانَ وََآ َتيْنَا دَاوُودَ َزبُورًا (‬ ‫سمَاعِيلَ وَِإسْحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَالَْأ ْ‬ ‫ح ْينَا إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَإِ ْ‬
‫ن َبعْدِهِ وَأَ ْو َ‬ ‫مِ ْ‬
‫‪ )163‬النساء‪.‬‬
‫سحَاقَ‬ ‫ن دُونِ اللّهِ وَ َه ْبنَا لَهُ إِ ْ‬ ‫عتَزََلهُمْ َومَا يَ ْعُبدُونَ مِ ْ‬
‫وكل موطن ذُكر فيه اسحق ذُكر فيه اسماعيل بعده بقليل أو معه مثل قوله تعالى (فََلمّا ا ْ‬
‫عدِ َوكَانَ َرسُولًا َن ِبيّا (‪ ))54‬مريم) إل في موطن واحد في‬ ‫ن صَادِقَ الْوَ ْ‬ ‫سمَاعِيلَ ِإنّهُ كَا َ‬ ‫جعَ ْلنَا َنبِيّا (‪ )49‬و(وَاذْكُ ْر فِي ا ْل ِكتَابِ إِ ْ‬ ‫َو َيعْقُوبَ َوكُلّا َ‬
‫جعَ ْلنَا فِي ذُ ّريّتِهِ الّنبُوّةَ وَا ْل ِكتَابَ وََآ َتيْنَا ُه أَجْرَ ُه فِي ال ّدنْيَا َوِإنّهُ فِي الَْآخِرَةِ َلمِنَ الصّاِلحِينَ (‪.))27‬‬ ‫سحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَ َ‬ ‫سورة العنكبوت (وَوَ َه ْبنَا لَهُ إِ ْ‬
‫ج َتبِيكَ َرّبكَ َو ُيعَّل ُمكَ مِنْ‬ ‫وفي قصة يوسف ل يصح أن يُذكر فيها اسماعيل لن يوسف من ذرية اسحق وليس من ذرية اسماعيل ( َو َكذَِلكَ يَ ْ‬
‫ت مِلّةَ َآبَائِي‬‫حكِي ٌم (‪( ))6‬وَا ّت َبعْ ُ‬ ‫ك عَلِيمٌ َ‬ ‫ك مِنْ َقبْلُ ِإبْرَاهِيمَ َوإِسْحَاقَ إِنّ َرّب َ‬ ‫ب َكمَا َأ َت ّمهَا عَلَى َأبَ َو ْي َ‬‫ل َيعْقُو َ‬ ‫تَ ْأوِيلِ الَْأحَادِيثِ َو ُيتِمّ ِن ْع َمتَهُ عََل ْيكَ وَعَلَى َآ ِ‬
‫ن (‪. ))38‬‬ ‫شكُرُو َ‬ ‫س لَا يَ ْ‬ ‫ن فَضْلِ اللّ ِه عََليْنَا وَعَلَى النّاسِ وََلكِنّ َأ ْكثَ َر النّا ِ‬ ‫ي ٍء ذَِلكَ مِ ْ‬‫ش ِركَ بِاللّ ِه مِنْ شَ ْ‬ ‫ب مَا كَانَ َلنَا أَنْ نُ ْ‬ ‫سحَاقَ َو َيعْقُو َ‬ ‫ِإبْرَاهِيمَ وَإِ ْ‬
‫ن مَقَامِ ِإبْرَاهِيمَ‬ ‫خذُوا مِ ْ‬ ‫ت َمثَابَةً لِلنّاسِ وََأ ْمنًا وَاتّ ِ‬
‫جعَ ْلنَا ا ْل َبيْ َ‬
‫وقد ذُكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحق في سورة البقرة (وَِإذْ َ‬
‫ع َد مِنَ ا ْل َبيْتِ‬ ‫طهّرَا َب ْيتِيَ لِلطّائِفِينَ وَا ْلعَاكِفِينَ وَال ّركّعِ السّجُودِ (‪( )125‬وَِإ ْذ يَ ْرفَعُ ِإبْرَاهِيمُ ا ْلقَوَا ِ‬ ‫سمَاعِيلَ أَنْ َ‬ ‫ع ِهدْنَا ِإلَى ِإبْرَاهِيمَ َوإِ ْ‬ ‫صلّى وَ َ‬ ‫مُ َ‬
‫سمِيعُ ا ْلعَلِي ُم (‪ )))127‬لن اسحق ليس له علقة بهذه القصة وهي رفع القواعد من البيت أصلً‪.‬‬ ‫ل ِمنّا ِإّنكَ َأنْتَ ال ّ‬ ‫سمَاعِيلُ َرّبنَا تَ َقبّ ْ‬ ‫َوإِ ْ‬
‫آية (‪:)164‬‬
‫َ‬
‫سى تَكْلِي ًس‬
‫ما (‪ )164‬النسساء) لو قرأنسا قوله تعالى (وكلم الله موسسى) لفهمنسا أن‬ ‫مو َس‬ ‫م الل ّس ُ‬
‫ه ُ‬ ‫*(وَكَل ّس َ‬
‫م ذكر تعالى المصدر تكليماً؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫الله تعالى قد وقع منه الكلم لموسى فل ِ َ‬
‫بحيث ل يحتمل أن ال‬ ‫فلما أتى المصدر تكليما أكّد تكليم ال تعالى لموسى‬ ‫ذكره لن المعنى يحتمل التكليم المباشر أو عبر جبريل‬
‫تعالى أرسل إليه جبريل بالكلم‪.‬‬
‫آية (‪:)166‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ك (‪ )166‬النساء) في الية إستدراك وإعلء لمنزلة النبي فانظر إلى مقام النبي وشرفه فال تعالى يخاطبه‬
‫شهَ ُد ِبمَا أَنزَلَ إَِل ْي َ‬
‫(لّـكِنِ اللّ ُه يَ ْ‬
‫لئن لم يشهد أهل الكتاب على صدق نبوتك فال قد شهَد بذلك وشهادة ال تعالى خير من شهادتهم ومن أعظم من ال شاهدا؟‬
‫آية (‪:)167‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ضل ّوا ْ َ‬
‫ضلَل ً بَعِيدًا (‪ )167‬النسساء) وصسف الله تعالى‬ ‫ل الل ّسهِ قَد ْ َ‬ ‫صدُّوا ْ عَسن َس‬
‫سبِي ِ‬ ‫ن ال ّذِي نَس كَفَُروا ْ وَس َ‬
‫*(إ ِس ّ‬
‫م لم يصفه بالكبير؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫الضلل بالبعيد فما صلة البُعد بالضلل؟ ول ِ َ‬
‫إن المرء يسير في طريق الضلل ليقطع أشواطا وأشواطا في هذا الطريق وكلما سار في ركابه غاص في أعماقه وابتعد حتى يغدو في قعر‬
‫الضلل وأعماقه ويبتعد في قعره وفي هذا بيان عن شدة ضللهم بحيث ل يُدرَك‪.‬‬
‫آية (‪:)168‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫جهَنّ َم خَاِلدِينَ فِيهَا َأ َبدًا (‪ )169‬النساء) في الية (ِإلّ‬ ‫طرِيقا (‪ِ )168‬إلّ طَرِي َ‬
‫ق َ‬ ‫(إِنّ اّلذِينَ َكفَرُواْ َوظََلمُواْ لَ ْم َيكُنِ اللّهُ ِل َيغْفِرَ َل ُهمْ َولَ ِل َي ْه ِديَهُمْ َ‬
‫ج َهنّمَ) هذا الستثناء فيه تأكيد الشيء بما يشبه ضدّه فمثلً تقول ل خير في الظالم إل إستغلل المظلوم‪ .‬فعندما أتينا بـ (إلّ) وما‬ ‫طرِيقَ َ‬ ‫َ‬
‫ج َهنّمَ) فالكلم‬
‫بعدها يشعر المستمع وكأننا نريد أن نستدرك ونمدح الظالم بشيء ولكن الكلم يتابع تأكيد ذمّه‪ .‬كذلك قوله تعالى (ِإلّ طَرِيقَ َ‬
‫ي لن الهدى‬ ‫طرِيقا) والقحام لهم في طريق جهنم ليس بهد ٍ‬ ‫هنا مسوقٌ للنذار وفيه تهكّم لنه استثنى من الطريق في قوله تعالى ( َولَ ِل َي ْه ِديَهُمْ َ‬
‫هو إرشاد الضالّ إلى المكان المحبوب وأنّى لطريق جهنم أن يكون محبوبا!‬
‫آية (‪:)171‬‬
‫َ َ‬ ‫* قال تعالى في سورة النساء (ي َا أَهْ َ‬
‫م وََل تَقُولُوا عَلَى الل ّهِ إ ِ ّل ال ْ َ‬
‫حق َّ)‬ ‫ب َل تَغْلُوا ف ِي دِينِك ُ ْ‬ ‫ل الْكِتَا ِ‬
‫قّسسس) فمسسسا وجسسسه الختلف‬ ‫ح ِ‬‫م غَيَْر ال ْ َ‬ ‫ب َل تَغْلُوا فِسسسي دِينِك ُسسس ْ‬ ‫ل ي َسسسا أَهْ َ‬
‫ل الْكِتَا ِسسس‬ ‫وفسسسي المائدة (قُ ْ‬
‫بينهما؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ل ا ْل ِكتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِي ِنكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللّهِ‬
‫الغلو معناه الفراط ومجاوزة الحدّ‪ .‬من غل يغلو في دينه وهي غير غل يغلي غليانا‪( .‬يَا أَهْ َ‬
‫ِإلّا ا ْلحَقّ) ما هو هذا الحق؟ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول ال وكلمته ألقاها إلى مريم‪ ،‬هذه الية الولى في سورة النساء‪.‬‬
‫غيْرَ ا ْلحَقّ) آية النساء تفسّر آية المائدة‪ .‬ما هو الحق الذي يريده؟ الحق‬ ‫ل يَا أَهْلَ ا ْل ِكتَابِ لَا َتغْلُوا فِي دِينِكُ ْم َ‬
‫والية الخرى في سورة المائدة (قُ ْ‬
‫أن ال سبحانه وتعالى ل شريك له وأن عيسى رسول ال وليس كما يقولون‪.‬‬
‫ه أَلْقَاهَا إِلَى‬ ‫ل اللّهِ وَكَل ِ َ‬
‫مت ُ ُ‬ ‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬
‫سى اب ْ ُ‬
‫عي َ‬
‫ح ِ‬
‫سي ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫* في ولدة المسيح يقول تعالى (إِن َّ َ‬
‫ه (‪)171‬فهل هو كلمة أو روح؟ وهل بعث الله تعالى جبريل إلى مريم أو نفخ في‬ ‫من ْ ُ‬
‫ح ِّ‬
‫م َوُرو ٌ‬
‫مْري َ َ‬
‫َ‬
‫مريم العذراء مباشرة؟(د‪.‬حسام السامرائى)‬
‫حنَا َف َت َمثّلَ َلهَا بَشَرًا سَ ِويّا (‪ )17‬قَالَتْ ِإنّي أَعُوذُ بِالرّ ْ‬
‫ح َم ِ‬
‫ن‬ ‫ن دُو ِنهِمْ حِجَابًا فََأرْسَ ْلنَا ِإَليْهَا رُو َ‬ ‫خذَتْ مِ ْ‬ ‫ربنا سبحانه وتعالى وضح هذا المر فقال (فَاتّ َ‬
‫ت تَ ِقيّا (‪ )18‬قَالَ ِإّنمَا َأنَا رَسُولُ َرّبكِ لِأَ َهبَ َلكِ غُلَامًا َز ِكيّا (‪ )19‬مريم) روحا هنا يعني جبريل ‪ ،‬سماه تعالى الروح المين إسمه‬ ‫ِم ْنكَ إِنْ ُكنْ َ‬
‫ح الَْأمِينُ (‪)193‬‬ ‫ك بِِإذْنِ اللّ ِه (‪ )97‬البقرة) وذكر وصفه الروح المين (نَ َزلَ بِهِ الرّو ُ‬ ‫ل فَِإنّ ُه نَزّلَ ُه عَلَى قَ ْل ِب َ‬
‫جبْرِي َ‬
‫ن عَدُوّا لّ ِ‬ ‫ل مَن كَا َ‬
‫العلم جبريل (قُ ْ‬
‫جبْرِيلَ َومِيكَالَ (‪ )98‬البقرة)‬ ‫عدُوّا لّلّهِ َومَل ِئ َكتِهِ َورُسُلِهِ َو ِ‬ ‫ن (‪ )195‬الشعراء) (مَن كَانَ َ‬ ‫ي ُمبِي ٍ‬ ‫ن مِنَ ا ْل ُمنْذِرِينَ (‪ )194‬بِلِسَانٍ َ‬
‫ع َربِ ّ‬ ‫عَلَى قَ ْل ِبكَ ِل َتكُو َ‬
‫ن َف َيكُونُ (‪)82‬‬‫ن يَقُولَ لَ ُه كُ ْ‬
‫ش ْيئًا أَ ْ‬
‫الروح المين هو جبريل‪( .‬كلمة من ال) كلمة كن فيكون كما قال في آدم كن فيكون (ِإنّمَا َأمْرُهُ ِإذَا أَرَادَ َ‬
‫ن (‪ )59‬آل عمران) ل تعارض بين اليتين‪.‬‬ ‫ب ثِ ّم قَالَ لَ ُه كُن َفيَكُو ُ‬ ‫ن َمثَلَ عِيسَى عِندَ اللّ ِه َك َمثَلِ آدَ َم خَلَقَ ُه مِن تُرَا ٍ‬ ‫يس) (إِ ّ‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫ل َتغْلُواْ فِي دِي ِنكُ ْم (‪ )171‬النساء) الغلو مأخوذ من غلوة السهم وهي منتهى اندفاعه واستُعير للزيادة على المطلوب من‬
‫ب َ‬
‫ل ا ْل ِكتَا ِ‬
‫(يَا أَهْ َ‬
‫المعقول‪ .‬فالغلو في الدين تجاوز الحد المألوف بحيث يُظهِر المتدين ما يفوق حدود الدين فالنصارى طولبوا باتّباع المسيح فتجاوزوا فيه الحد‬
‫إلى دعوى ألوهييته أو كونه ابن ال‪.‬‬
‫آية (‪:)172‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫عبْدا لّلّ ِه (‪ )172‬النساء) الستنكاف التكبّر والمتناع بَأنَفة فهو أشد من الستكبار‪ .‬و ُنكّرت كلمة (عبد) ولم‬
‫ن َ‬
‫ستَنكِفَ ا ْلمَسِيحُ أَن َيكُو َ‬
‫(لّن يَ ْ‬
‫تضف إلى ال أي لم يقل عبد ال لن التنكير أظهر للعبودية أي عبدا من جملة العبيد ولو قال عبد ال بالضافة لوهمت الضافة أنه عبد ال‬
‫الخصيص ل وحده‪.‬‬
‫آية (‪:)173‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً) ‪:‬‬
‫جدُونَ َلهُم مّن دُونِ اللّهِ وَِليّا َولَ نَصِيرًا (‪ )173‬النساء) تيئيسا لهم فقد عُرِف عند العرب وغيرهم من أمم ذلك العصر العتماد عند‬
‫ل يَ ِ‬
‫( َو َ‬
‫الضيق على الولياء والنصراء ليكفّوا عنهم المصائب‪.‬‬
‫آية (‪:)175‬‬
‫َ َس َ َ‬
‫ه ( ‪ )175‬النسساء) الدخول فسي‬ ‫من ْس ُ‬
‫مةٍ ِّ‬
‫ح َ‬ ‫خلُهُ ْ‬
‫م فِسي َر ْ‬ ‫موا ْ ب ِسهِ فَس َ‬
‫سيُد ْ ِ‬ ‫منُوا ْ بِالل ّسهِ َواعْت َس َ‬
‫ص ُ‬ ‫ما ال ّذِي َس‬
‫نآ َ‬ ‫*(فأ ّ‬
‫م قال فسسيدخلهم فسي‬ ‫خل؟ ول ِس َ‬‫الشيسء يتطلب مكانا يمكنسك مسن ولوجسه فهسل الرحمسة مكان يُد َس‬ ‫ً‬
‫رحمته ولم يقل سيمنحهم رحمته؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫هذا غاية الرضى والرحمة أل ترى كيف صوّر ال تعالى الرحمة على هيئة جرم ومكان يحوط أهله ويغمرهم ويعمهم بالرحمة حتى يشمل‬
‫كل جزء منهم‪.‬‬
‫آية (‪:)176‬انظر آية (‪)127‬‬
‫ُ‬ ‫* آخسسر سسسورة النسسساء (يبي ن الل ّ سه لَك ُس َ‬
‫ضل ّوا ْ (‪ ))176‬قسسد يُفهسسم أنسسه مسسن باب الضللة أو أن‬
‫م أن ت َ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ّ ِس ُ‬
‫المقصود هنا أن ل تضلوا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫النحاة البصريون والكوفيون يقدروها تقديرين لكن المعنى العام واحد‪ .‬إما كراهة أن تضلوا أو الكوفيين يقولون لئل تضلوا وسيكون المؤدّى‬
‫ي أَن َتمِيدَ ِبكُمْ (‪ )15‬النحل) أي لئل تميد بكم أو كراهة‬
‫واحد لئل تضلوا معناه كراهة أن تضلوا‪ .‬مثل قوله تعالى (وَأَ ْلقَى فِي الَ ْرضِ رَوَاسِ َ‬
‫أن تميد بكم‪ .‬ال تعالى يبين لنا حتى ل نضل والقرب للتقديرات قسم يقول لئل تضلوا وقسم يقول كراهة أن تضلوا لكن المعنى واحد يفضي‬
‫إلى معنى واحد وهو عدم الضلل‪.‬‬
‫****تناسب مفتتح سورة النساء مع خاتمتها****‬
‫ث ِمنْ ُهمَا ِرجَالًا َكثِيرًا َونِسَا ًء وَاتّقُوا اللّهَ اّلذِي‬ ‫جهَا َوبَ ّ‬ ‫ق ِمنْهَا زَوْ َ‬ ‫خلَ َ‬‫حدَةٍ وَ َ‬ ‫ن نَ ْفسٍ وَا ِ‬ ‫بدأت بقوله تعالى (يَاَأّيهَا النّاسُ اتّقُوا َرّبكُمُ اّلذِي خَلَ َق ُكمْ مِ ْ‬
‫طيّبِ وَلَا تَ ْأكُلُوا َأمْوَاَلهُمْ إِلَى َأمْوَاِلكُمْ ِإنّ ُه كَانَ‬ ‫خبِيثَ بِال ّ‬ ‫ن عََل ْيكُمْ َرقِيبًا (‪ )1‬وََآتُوا ا ْل َيتَامَى َأمْوَاَلهُ ْم وَلَا َت َتبَدّلُوا ا ْل َ‬ ‫تَسَاءَلُونَ بِهِ وَا ْلأَ ْرحَامَ إِنّ اللّ َه كَا َ‬
‫ف مَا‬ ‫ختٌ َفَلهَا نِصْ ُ‬ ‫ن امْرُ ٌؤ َهَلكَ َل ْيسَ لَهُ وََلدٌ َولَهُ أُ ْ‬‫ك قُلِ اللّ ُه ُي ْفتِيكُ ْم فِي ا ْلكَلَالَةِ إِ ِ‬‫ستَ ْفتُونَ َ‬‫حُوبًا َكبِيرًا (‪ ))2‬هذه أوائل السورة وقال في خاتمتها (يَ ْ‬
‫حظّ الُْأ ْن َث َييْنِ ُيبَيّنُ اللّهُ َل ُكمْ‬
‫ن كَانُوا ِإخْوَةً ِرجَالًا َونِسَا ًء فَلِل ّذكَرِ ِمثْلُ َ‬ ‫ن ِممّا تَ َركَ وَإِ ْ‬ ‫ن فََل ُهمَا الثُّلثَا ِ‬ ‫ن كَا َنتَا ا ْث َنتَيْ ِ‬
‫تَ َركَ وَهُ َو يَ ِرُثهَا إِنْ َل ْم يَكُنْ َلهَا وََل ٌد فَإِ ْ‬
‫س اتّقُوا َرّبكُمُ‬ ‫ث ذريته في الرض (يَاَأّيهَا النّا ُ‬ ‫شيْ ٍء عَلِي ٌم (‪ ))176‬يستمر في المواريث‪ .‬بدأت السورة بخلق النسان وب ّ‬ ‫ن تَضِلّوا وَاللّ ُه ِبكُلّ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ث ذريته في الرض وانتهت‬ ‫ث ِمنْ ُهمَا ِرجَالًا َكثِيرًا َونِسَاءً) إذن بدأت بخلق النسان وب ّ‬ ‫جهَا َوبَ ّ‬ ‫ق ِم ْنهَا زَوْ َ‬ ‫حدَةٍ َوخَلَ َ‬ ‫اّلذِي خَلَ َق ُك ْم مِنْ نَ ْفسٍ وَا ِ‬
‫س لَهُ وََلدٌ) انتهت بنهاية النسان‪ ،‬ليس هذا فقط وإنما بدأت بإيتاء الموال للنشئ الجديد (وََآتُوا ا ْل َيتَامَى‬ ‫ن امْرُ ٌؤ هََلكَ َليْ َ‬ ‫بهلكه من دون عقِب (إِ ِ‬
‫َأمْوَاَلهُمْ) واختتمت بتقسيم التركات‪ ،‬هذا تناسب‪ .‬إذن هذا الترتيب توقيفي مع أن القرآن نزل منجّما على مدى ثلث وعشرين سنة‪.‬‬

‫*****تناسب خاتمة النساء مع فاتحة المائدة*****‬


‫تبدأ المائدة (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُواْ أَ ْوفُواْ بِا ْلعُقُو ِد (‪ ))1‬وأخبر ربنا في النساء في أواخرها أن اليهود لما نقضوا المواثيق التي أخذها ال عليهم‬
‫سبِيلِ اللّ ِه َكثِيرًا (‪ )160‬النساء) إذن‬ ‫صدّهِ ْم عَن َ‬ ‫حلّتْ َلهُمْ َوبِ َ‬‫طيّبَاتٍ أُ ِ‬ ‫ح ّر ْمنَا عََل ْيهِمْ َ‬ ‫ن هَادُواْ َ‬ ‫حرم عليهم طيبات أحلت لهم فقال ( َفبِظُلْ ٍم مّنَ اّلذِي َ‬
‫حرّم عليهم الطيبات لنهم نقضوا المواثيق وقال في المائدة (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُواْ أَ ْوفُواْ بِا ْلعُقُودِ) لن أولئك نقضوها أنتم أوفوا بالعقود لذلك في‬
‫حلّتْ َلهُ ْم (‪ )160‬النساء)‪ .‬يخاطب المؤمنين في سورة المائدة لما‬ ‫طيّبَاتٍ أُ ِ‬‫ح ّر ْمنَا عََل ْيهِمْ َ‬ ‫ت (‪ ))4‬مقابل ( َ‬ ‫طّيبَا ُ‬‫حلّ َلكُمُ ال ّ‬ ‫أوائل المائدة قال (قُلْ أُ ِ‬
‫قال أوفوا بالعقود قال أحل لكم الطيبات أما أولئك حرم عليهم الطيبات لنقضهم المواثيق أنتم أوفوا بالعقود أحل لكم الطيبات‪ .‬هذا أمر‪ ،‬والمر‬
‫ك قُلِ اللّ ُه ُي ْفتِيكُ ْم فِي ا ْلكَلَلَةِ (‪ ))176‬فإذن خاتمة النساء في تنظيم العلقة المالية بين‬ ‫ستَ ْفتُونَ َ‬
‫الخر أنه في خواتيم النساء تقسيم الرث (يَ ْ‬
‫القرباء‪ ،‬في أول المائدة العلقة مع الخرين‪ ،‬تلك العلقة المالية مع القرباء والمائدة مع الخرين والطبيعي أن تبدأ بالقرباء ثم تعمم‪ ،‬فذكر‬
‫العلقة بين القربين في النساء وتقسيم الرث بينهم وأول المائدة ذكر العلقة مع الخرين وتبدأ (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُواْ أَ ْوفُو ْا بِا ْلعُقُودِ) والعقود‬
‫مع الخرين ( َو َتعَا َونُو ْا عَلَى الْبرّ وَالتّقْوَى (‪ ))2‬هذه مع الخرين‪ .‬إذن صار خاتمة النساء وأول المائدة تنظيم العلقة بين أفراد المجتمع‬
‫عموما كلهم من القربين إلى عموم المجتمع‪ ،‬تنظيم العلقة كلها بين الداخل والخارج‪ .‬ثم خاتمة النساء في تقسيم الموال وأول المائدة في‬
‫ح ُمكَّلبِينَ‬
‫طّيبَاتُ َومَا عَّل ْمتُم مّنَ ا ْلجَوَا ِر ِ‬ ‫صرف الموال ابتداء من الطعمة أول ما يحتاج إليه النسان الطعام فذكر ما يحل له (قُلْ أُحِلّ َل ُكمُ ال ّ‬
‫ب (‪ ))4‬وما يحرم عليه (حُ ّرمَتْ‬ ‫ن عََل ْيكُمْ وَا ْذكُرُو ْا اسْمَ اللّ ِه عََليْهِ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ سَرِيعُ ا ْلحِسَا ِ‬ ‫سكْ َ‬
‫ُتعَّلمُو َنهُنّ ِممّا عَّل َمكُمُ اللّ ُه َفكُلُو ْا ِممّا َأمْ َ‬
‫ل مَا َذكّ ْيتُمْ َومَا ُذبِحَ عَلَى‬ ‫سبُعُ ِإ ّ‬
‫خنِقَ ُة وَا ْلمَ ْوقُوذَةُ وَا ْل ُمتَ َردّيَةُ وَالنّطِيحَةُ َومَا َأكَلَ ال ّ‬
‫خنْزِيرِ َومَا أُهِلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِهِ وَا ْل ُمنْ َ‬ ‫حمُ ا ْل ِ‬
‫عََل ْيكُمُ ا ْل َم ْيتَةُ وَا ْلدّمُ وَلَ ْ‬
‫ب (‪ .))3‬إذن خاتمة النساء في تقسيم الموال والمائدة في أوجه صرف الموال‪ ،‬إذن هي مترابطة‪ .‬خاتمة النساء في هلك النسان‬ ‫النّصُ ِ‬
‫والستفادة من ماله والستفادة مما ترك وبداية المائدة في إهلك النعام والستفادة منها من صوف ولحم‪ ،‬تلك استفادة مما ترك وهذه استفادة‬
‫مما تركت من صوف ولحم وأشعار‪ ،‬إذن الرابط الستفادة مما ترك ومما تركت‪ ،‬تلك استفادة في الموال والستفادة من هذه بالصواف‬
‫والشعار واللحم‪ ،‬إذن ترابط أكثر من موضوع في العقود وإحلل الطيبات وتنظيم العلقة والستفادة مما ترك ومما تركت‪.‬‬

‫******************************************************************‬
‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة النساء كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى فى‬
‫برنامج لمسات بيانية وفى محاضرات وكتب الدكتور فاضل السامرائى زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وجزاهما عنا خير‬
‫الجزاء وإضافة بعض اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى من برنامج الكلمة وأخواتها وأخر متشابهات والدكتور عمرعبد الكافى من برنامج هذا‬
‫ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن‬
‫ديننا ومن برنامج ورتل القرآن ترتيلً وقام بنشرها موقع إسلميات ‪ ..‬فما كان من فض ٍ‬
‫الشيطان‪.‬‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم‬
‫الشهاد ول الحمد والمنة‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like