Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫سورة الحجر‬

‫*تناسب خواتيم إبراهيم مع فواتح الحجر*‬


‫ب (‪ ))52‬وفي الحجر قال (تِ ْلكَ َآيَاتُ ا ْل ِكتَابِ‬
‫حدٌ وَِل َي ّذكّرَ أُولُو الْأَ ْلبَا ِ‬
‫س وَِل ُينْذَرُوا بِهِ وَِل َيعَْلمُوا َأّنمَا هُوَ إِلَهٌ وَا ِ‬
‫قال تعالى في خاتمة إبراهيم ( َهذَا بَلَاغٌ لِلنّا ِ‬
‫ن (‪ ،))1‬هذا بلغ للناس – تلك آيات الكتاب‪ ،‬هذا بلغ للناس أي القرآن وما قاله في القرآن لنه ذكر عاقبة الكافرين كل هذا من القرآن‬ ‫ن ُمبِي ٍ‬
‫َو ُقرْآَ ٍ‬
‫ن ُمبِينٍ) بلّغهم بالقرآن‪.‬‬ ‫ت ا ْل ِكتَابِ َوقُرْآَ ٍ‬
‫فقال هذا بلغ للناس‪ ،‬كيف بلّغهم؟ (تِ ْلكَ َآيَا ُ‬
‫**هدف السورة‪ :‬حفظ الله لدينه**‬
‫السورة مكية ونزلت في وقت اشتد الذى على الرسول والمسلمين في مكة وتعرضوا للستهزاء والتهام كحال المسلمين الن فجاءت هذه‬
‫السورة وكأنها رسالة قرآنية من ال تعالى ليطمئن رسوله والمسلمين أن هذا الدين محفوظ من ال تعالى وما على المسلمين إل الستمرار في الدعوة‬
‫والتركيز عليها وعدم النبهار بقوة اعدائهم او الستشعار بالضعف والوهن والنهزامية أمام العداء‪.‬‬
‫الحجر هو مكان سكنت فيه ثمود الذين ابتعدوا عن منهج ال تعالى وكانوا قد نحتوه في الجبال ليختبئوا من الزلزل والصواعق بظنهم أنه مكان آمن‬
‫ل بُيُوتًا آ ِمنِينَ) آية ‪ ، 82‬لكن ال تعالى أهلكهم بالصيحة التي دخلت آذانهم فتركتهم صرعى ولم ينفعهم‬ ‫جبَا ِ‬
‫ن مِنَ الْ ِ‬
‫حتُو َ‬
‫لهم يقيهم ويحفظهم ( َوكَانُو ْا يَنْ ِ‬
‫سبُونَ) آية ‪ .84‬وفي هذا دللة على أن‬ ‫ع ْنهُم مّا كَانُواْ َيكْ ِ‬
‫غنَى َ‬ ‫ل بهم (فَمَا أَ ْ‬ ‫كل ما احتاطوا له ومكثهم في الحجر ما منع قضاء ال وعذابه من أن يح ّ‬
‫ال تعالى هو الحافظ ول يتم الحفظ او الحجر بالوسائل المادية وهذا حجر ثمود أكبر دليل على ذلك‪ .‬ولقد سميت السورة بسورة الحفظ لن كل آياتها‬
‫ن نَزّ ْلنَا ال ّذكْرَ وَِإنّا لَهُ َلحَافِظُونَ) خاصة دون غيرها من سور القرآن‪.‬‬ ‫تؤكد أن ال تعالى يحفظ كل شيء‪ ،‬ولذا جاءت فيها آية ‪ِ( 9‬إنّا نَحْ ُ‬
‫بداية السورة ونهايتها تتحدث عن حفظ ال تعالى للكون‬
‫حتّى‬ ‫عبُدْ َرّبكَ َ‬
‫جدِينَ * وَا ْ‬ ‫حمْدِ َرّبكَ َوكُن مّنَ السّا ِ‬ ‫ح بِ َ‬‫سبّ ْ‬
‫ن * فَ َ‬ ‫ك ِبمَا َيقُولُو َ‬
‫صدْ ُر َ‬
‫ك يَضِيقُ َ‬ ‫ن ّمبِينٍ) آية ‪ 1‬و(وََل َقدْ َنعْلَمُ َأّن َ‬ ‫ب َوقُرْآ ٍ‬ ‫(اَل َر تِ ْلكَ آيَاتُ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫يَ ْأ ِت َيكَ ا ْليَقِينُ ) آية ‪ .97،98،99‬وكأن اليات الخيرة هي الحل والتوجيه حتى يحفظنا ال تعالى‪.‬‬
‫ظنَاهَا مِن‬‫حفِ ْ‬
‫ظرِينَ * وَ َ‬ ‫سمَاء بُرُوجًا وَ َزّينّاهَا لِلنّا ِ‬ ‫جعَ ْلنَا فِي ال ّ‬‫ن نَزّ ْلنَا الذّكْرَ َوِإنّا لَهُ لَحَافِظُونَ) آية ‪، 9‬والسموات والرض (وَلَ َقدْ َ‬ ‫يحفظ القرآن (ِإنّا نَحْ ُ‬
‫شيْطَانٍ رّجِيمٍ) آية ‪ 16‬و ‪،17‬والرزق (وَإِن مّن شَيْ ٍء ِإلّ عِندَنَا خَزَا ِئنُهُ َومَا ُننَزّلُهُ ِإلّ ِب َقدَرٍ ّمعْلُومٍ) آية ‪، 21‬والمؤمنون وقد تحدثت اليات عن‬ ‫كُلّ َ‬
‫عبَادِي َليْسَ َلكَ‬‫ن ِ‬‫عبَا َدكَ ِم ْنهُمُ ا ْلمُخَْلصِينَ ) آية ‪ 40‬وقال تعالى (إِ ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫الشيطان كيف واجه ربه بأنه سيغوي عباد ال إل الذين حفظهم ال تعالى (ِإ ّ‬
‫وقد جاءت‬ ‫ك مِنَ ا ْلغَاوِينَ) آية ‪.42‬‬ ‫ن ا ّتبَ َع َ‬‫ل مَ ِ‬‫سلْطَانٌ ِإ ّ‬ ‫عََل ْيهِمْ ُ‬
‫ج َمعِينَ) آية ‪ 39‬في هذه السورة خاصة بمعنى أنه‬ ‫لرْضِ َولُغْ ِو َينّهُمْ َأ ْ‬ ‫ب ِبمَآ أَغْ َو ْي َتنِي لُ َزّينَنّ َلهُ ْم فِي ا َ‬ ‫جزئية قصة إبليس عندما قال لربه (قَالَ رَ ّ‬
‫حكَ‬
‫جنَا َ‬
‫ض َ‬ ‫ن عََل ْيهِمْ وَاخْفِ ْ‬‫ل تَحْزَ ْ‬‫ع ْي َن ْيكَ إِلَى مَا َمّتعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا ّم ْنهُمْ َو َ‬‫ل َتمُدّنّ َ‬ ‫سيحاول أن يخدع المسلمين ويغويهم بالباطل لذا جاءت الية بعدها ( َ‬
‫ِل ْلمُ ْؤمِنِينَ) آية ‪ .88‬فالسورة كلها تؤكد للمسلمين أن ال حافظهم والمؤمنون حقا هم الذين يحفظهم ال تعالى من الشيطان ونزغه (إل عبادك منهم‬
‫المخلصين)‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة الحجر***‬
‫آية (‪:)1‬‬
‫ت‬ ‫*ما الفرق بين دللة كلمة الكتاب والقرآن؟ وما دللة التقديم والتأخير في قوله تعالى (الر تِل ْ َ َ‬
‫ك آيَا ُ‬
‫َ‬ ‫الْكِتَا ب وقُرآ َن مبي ن (‪ )1‬الحجر) و(طس تِل ْ َ َ‬
‫ن (‪ )1‬النمل) وما وجه الختلف‬ ‫مبِي ٍ‬
‫ب ُ‬ ‫ت الْقُْرآ ِ‬
‫ن َوكِتَا ٍ‬ ‫ك آيَا ُ‬ ‫ِ َ ْ ٍ ُ ِ ٍ‬
‫بينهما واللمسات البيانية فيهما؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كلمة قرآن هي في الصل في اللغة مصدر الفعل قرأ مثل غفران وعدوان‪َ ( .‬فِإذَا قَ َر ْأنَا ُه فَا ّتبِعْ ُقرْآنَهُ {‪ }18‬القيامة) ثم استعملت علما للكتاب الذي‬
‫أُنزل على الرسول (القرآن)‪.‬‬
‫ط (أنزل الكتاب) لم يُنزّل مكتوبا وإنما‬
‫أما الكتاب فهي من الكتابة وأحيانا يسمى كتابا لن الكتاب متعلق بالخط‪ ،‬وأحيانا يطلق عليه الكتاب وإن لم يُخ ّ‬
‫أُنزل مقروءا ولكنه كان مكتوبا في اللوح المحفوظ قبل أن ينزّل على رسول ال ‪.‬‬
‫هذا من ناحية اللغة أما من ناحية الستعمال فيلحظ أنه يستعمل عندما يبدأ بالكتاب يكون يتردد في السورة ذكر الكتاب أكثر بكثير مما يتردد ذكر‬
‫القرآن أو قد ل تذكر كلمة القرآن مطلقا في السورة‪ .‬أما عندما يبدأ بالقرآن يتردد في السورة ذكر كلمة القرآن أكثر الكتاب أو قد ل يرد ذكر الكتاب‬
‫مطلقا في السورة وإذا اجتمع القرآن والكتاب فيكونان يترددان في السورة بشكل متساو تقريبا بحيث ل يزيد أحدهما عن الخر بأكثر من لفظة‬
‫واحدة ونأخذ بعض المثلة‪:‬‬
‫ن {‪ )}2‬وذكر الكتاب في السورة ‪ 47‬مرة والقرآن مرة واحدة في آية الصيام ( َ‬
‫ش ْهرُ‬ ‫ب فِيهِ ُهدًى لّ ْل ُمتّقِي َ‬ ‫في سورة البقرة بدأ بالكتاب (ذَِلكَ ا ْلكِتَابُ لَ َريْ َ‬
‫ت مّنَ ا ْلهُدَى وَالْ ُف ْرقَانِ)‪.‬‬ ‫ل فِيهِ الْقُرْآنُ ُهدًى لّلنّاسِ َو َبيّنَا ٍ‬ ‫َرمَضَانَ اّلذِيَ أُن ِز َ‬
‫ل {‪ )}3‬وورد الكتاب ‪ 33‬مرة في‬ ‫ل التّوْرَاةَ وَالِنجِي َ‬
‫صدّقا ّلمَا َبيْنَ َيدَيْهِ وَأَنزَ َ‬‫ق مُ َ‬ ‫حّ‬ ‫ل عََل ْيكَ ا ْلكِتَابَ بِالْ َ‬ ‫في سورة آل عمران بدأ السورة بالكتاب (نَزّ َ‬
‫السورة ولم ترد كلمة القرآن ول مرة في السورة كلها‪.‬‬
‫ن {‪ )}1‬ورد ذكر القرآن ‪ 3‬مرات والكتاب مرتين‪.‬‬ ‫ن ّمبِي ٍ‬‫ب َوقُرْآ ٍ‬ ‫في سورة الحجر بدأ (اَل َر تِ ْلكَ آيَاتُ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ن {‪ )}1‬ورد ذكر القرآن ‪ 3‬مرات والكتاب أربع مرات‪.‬‬ ‫ب ّمبِي ٍ‬ ‫ت الْقُرْآنِ َوكِتَا ٍ‬ ‫ك آيَا ُ‬‫في سورة النمل بدأ (طس تِ ْل َ‬
‫وفي هاتين السورتين أي الحجر والنمل قدم الكتاب على القرآن في سورة الحجر وأخره في سورة النمل وذلك لن تقديم الكتاب في سورة الحجر‬
‫ب ّمعْلُو ٌم {‪ )}4‬فهي مرتبة ترتيبا في غاية الدقة أما في سورة النمل فيأتي‬ ‫يأتي بعد الية ذكر أهل الكتاب مباشرة ( َومَا أَهَْل ْكنَا مِن قَ ْريَةٍ ِإلّ َوَلهَا ِكتَا ٌ‬
‫ن {‪.)}3‬‬ ‫خرَ ِة هُ ْم يُو ِقنُو َ‬
‫ن يُقِيمُونَ الصّلَاةَ َويُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ وَهُم بِالْآ ِ‬ ‫شرَى لِ ْلمُ ْؤمِن َ {‪ }2‬اّلذِي َ‬ ‫بعد الية ذكر أهل القرآن (هُدًى َوبُ ْ‬
‫آية (‪:)2‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في قوله تعالى (رب َ َ‬
‫ما يود ّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين) بتخفيف الباء في كلمة‬
‫(ربما)؟وما دللة استخدام ربما في هذا الموقف مع أنها للشك؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أولً رُبّ ليست للشك وإنما هي للتقليل أو التكثير وهذا مقرر في علم النحو واللغة‪ .‬النحاة يذكرون هذا المر ابتداء من سيبويه الذي يقول هي‬
‫للتكثير وكثير من النحويين يقول هي للتكثير‪ .‬هم اختلفوا بين التكثير والتقليل وليس في مسألة الشك ل أحد يقول هي للشك ولكن يقولون هي للتكثير‬
‫أو التقليل وفي الحديث (رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة)‪ ،‬رب أخ لم تلده لمك‪ ،‬قيل أنها للتقليل (أل رب مولود وليس له أب) وقيل هي‬
‫بحسب السياق وهو أرجح القوال السياق هو الذي يقضي بها مثل (قد) التي تدخل على المضارع قد تكون للتقليل (قد يصدق الكذوب) أو التكثير‬
‫سمَاء (‪ )144‬البقرة) للتكثير‪َ ( ،‬قدْ َيعْلَ ُم مَا أَنتُ ْم عََليْ ِه (‪ )64‬النور) تكثير‪ .‬فإذن قسم قالوا (رُبّ) للتكثير وقسم قالوا للتقليل‬ ‫ج ِهكَ فِي ال ّ‬ ‫( َقدْ نَرَى تَقَلّبَ َو ْ‬
‫وقسم وقفوا وقالوا هي بحسب سياقها وقد ترد للتكثير وقد ترد للتقليل وهي ليست في الشك‪.‬‬
‫يبقى أن فيها قراءتان متواترتان‬ ‫(ربما) هي ( ُربّ) حرف جر زائد و (ما) قد تكون زائدة‪.‬‬
‫ن الثقيلة الثقيلة آكد من المخففة ومثل نون التوكيد‬
‫(ربَما) و(ربّما)‪ .‬المشددة آكد من المخففة التشديد آكد (ربّ) آكد من ( ُربَ) مثل إنّ المخففة وإ ّ‬
‫جنَنّ وََل َيكُونًا مّنَ الصّاغِرِينَ (‪ )32‬يوسف) لما أرادت السجن أكّدت على السجن وخففت في الثانية‪ .‬ربّما‬ ‫ل مَا آ ُمرُهُ َليُسْ َ‬
‫الثقيلة والخفيفة (وََلئِن لّ ْم يَ ْفعَ ْ‬
‫آكد من ربَما فكيف نفهمها؟ قيل هذا في الدنيا عندما يرى الكفرة الغلبة للمسلمين والغنائم التي يحصلون عليها يتمنون أن لو كانوا مسلمين هذا‬
‫بحسب رغبة الناس فيها‪ ،‬قسم رغبته فيها شديدة تأتي (ربّما) وقسم رغبته أقل (ربَما) فقراءتان تشمل كل الراغبين في الدنيا من له رغبة شديدة ومن‬
‫له رغبة قليلة القراءتان تشملهم كلهم من له رغبة شديدة ومن رغبته دون ذلك‪ .‬وقسم قال هي في الخرة عندما يُعطى المسلمون الجور العظيمة‬
‫فيتمنى الكافرون لو كانوا مسلمين وهنا تأكيد على تمنيهم لنهم رأوا أجر المسلمين‪ .‬تكون (ربّما) ولكن القراءة المعتمدة عندنا (ربَما) مخففة ول‬
‫تعارض بين القراءتين‪ .‬وهذان الحتمالن التمني القليل والتمني الكثير ل يمكن أن يُعبّر عنهما إل باستخدام القراءتين التين وردتا في الية (ربّما‬
‫المشددة) و(ربما المخففة) فشمل كل الحتمالت في جميع المواقف في الدنيا وفي الخرة‪.‬‬
‫آية (‪:)5‬‬
‫*مججا دللة تقديججم يسججتأخرون فججي آيججة سججورة النحججل وتأخيرهججا فججي آيججة سججورة الحجججر؟(د‪.‬فاضججل‬
‫السامرائى)‬
‫ن (‪ ))5‬وإذا استعرضنا اليات في السورتين نجد أنه في سورة النحل قال تعالى‬ ‫ستَ ْأخِرُو َ‬ ‫جَلهَا َومَا يَ ْ‬ ‫سبِقُ مِنْ ُأمّةٍ أَ َ‬ ‫قال تعالى في سورة الحجر (مَا تَ ْ‬
‫سمّى) (‪ ))61‬فناسب تأخير الجل في هذه الية تقديم يستأخرون في‬ ‫ل مُ َ‬
‫ن يُؤَخّرُهُمْ إِلَى أَجَ ٍ‬ ‫ن دَابّةٍ وََلكِ ْ‬ ‫ظ ْل ِمهِمْ مَا تَ َركَ عََل ْيهَا مِ ْ‬
‫خذُ اللّهُ النّاسَ بِ ُ‬ ‫(وَلَ ْو يُؤَا ِ‬
‫الية موضع السؤال ثم إن الناس يرغبون بتأخير الجل وبخاصة الظالم يرغب بتأخير أجله‪ .‬أما في سورة الحجر فقد قال تعالى ( َومَا أَ ْهَل ْكنَا ِمنْ‬
‫ن (‪ )6‬لَ ْو مَا‬ ‫جنُو ٌ‬ ‫ستَأْخِرُونَ (‪ ))5‬وقال بعدها ( َوقَالُوا يَا َأّيهَا اّلذِي نُزّ َ‬
‫ل عََليْ ِه ال ّذكْرُ ِإّنكَ َلمَ ْ‬ ‫ق مِنْ ُأمّةٍ َأجََلهَا َومَا يَ ْ‬ ‫ب َمعْلُو ٌم (‪ )4‬مَا تَ ْ‬
‫سبِ ُ‬ ‫قَ ْريَةٍ إِلّا وََلهَا ِكتَا ٌ‬
‫حقّ َومَا كَانُوا ِإذًا ُمنْظَرِينَ (‪ ))8‬فكأنهم عندما طلبوا إنزال الملئكة أرادوا استعجال‬ ‫ت مِنَ الصّا ِدقِينَ (‪ )7‬مَا ُننَزّلُ ا ْلمَلَا ِئكَةَ إِلّا بِالْ َ‬ ‫ن ُكنْ َ‬‫تَ ْأتِينَا بِا ْلمَلَائِكَةِ إِ ْ‬
‫أجلهم لنه تعالى لو أنزل الملئكة لهلكهم فاقتضى أن يُقدّم (ما تسبق) في آية سورة الحجر ليدلّ على أنهم استعجلوا الجل كأنما أرادوا أن يسبقوا‬
‫الجل‪.‬‬
‫وإذا لحظنا اليات في القرآن نجد أن تقديم (ما تسبق من أمة إجلها) على (وما يستأخرون) لم تأت إل في مقام الهلك والعقوبة‪.‬‬
‫آية (‪:)9‬‬
‫ن تَنْزِيًل) فجي هذه اليجة ذكجر تعالى (عليجك) وفجي آيجة سجورة الحججر قال‬ ‫ك الْقُْرآ َج َ‬ ‫ن نََّزلْن َجا عَلَي ْج َ‬‫ح ُج‬ ‫*(إِن َّجا ن َ ْ‬
‫ن ( ‪ ))9‬فما دللة (عليك) في آية سورة النسان؟ (د‪.‬فاضل‬ ‫حافِظُو َ‬
‫ه لَ َ‬
‫ذّكَْر َوإِنَّا ل َ ُ‬
‫ن نََّزلْنَا ال ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫تعالى (إِنَّا ن َ ْ‬
‫السامرائى)‬
‫حكْمِ َرّبكَ وَلَا تُطِ ْع ِم ْنهُمْ َآ ِثمًا أَ ْو كَفُورًا (‪)24‬‬
‫صبِرْ ِل ُ‬
‫لو نلحظ ما جاء بعد هذه الية لوجدنا أن الكلم موجه إلى الرسول بالوامر والنواهي (فَا ْ‬
‫سبّحْهُ َليْلًا طَوِيلًا (‪ ))26‬وهناك أمور تتعلق بالرسول المخاطب لذا استخدم (عليك)‪ .‬أما في‬ ‫جدْ لَهُ وَ َ‬ ‫ك ُبكْرَةً وَأَصِيلًا (‪َ )25‬ومِنَ الّليْ ِ‬
‫ل فَاسْ ُ‬ ‫وَاذْكُ ِر اسْمَ َرّب َ‬
‫ب ا ْلمُجْ ِرمِينَ (‪))12‬‬
‫ك نَسُْلكُهُ فِي قُلُو ِ‬ ‫آية سورة الحجر فلم يرد في اليات التي سبقت أو تلت ما يتعلق بالرسول لكن الكلم متعلق بالقرآن (كَذَِل َ‬
‫وكل الكلم عن الذكر وليس عن الرسول‪.‬‬
‫*لماذا جاء ذكر كلمة (القرآن) في آية سورة النسان وكلمة (الذكر) في آية سورة الحجر؟ (د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫ن نَزّ ْلنَا عََل ْيكَ الْقُ ْرآَنَ َتنْزِيلًا)‪ ،‬أما في‬
‫إسم الكتاب المنزّل على الرسول هو (القرآن) ولم يرد في سورة النسان له ذكر إل في هذه الية (ِإنّا نَحْ ُ‬
‫ن (‪ ))6‬ثم قال تعالى (ِإنّا نَحْنُ‬ ‫جنُو ٌ‬ ‫ل عََليْ ِه الذّكْرُ ِإّنكَ َلمَ ْ‬
‫سورة الحجر فقد ورد ذكر القرآن والذكر والية في سورة الحجر ( َوقَالُوا يَا َأّيهَا اّلذِي نُزّ َ‬
‫ن (‪ ))9‬فلمّا سماه كفار قريش ذكرا ردّ عليهم اللته تعالى بكلمة (الذكر) ولهذا فهي أنسب للية التي قبلها من استعمال‬ ‫نَزّ ْلنَا الذّكْرَ وَِإنّا لَهُ لَحَافِظُو َ‬
‫كلمة القرآن رغم أنها وردت في سورة الحجر كثيرا‪.‬‬
‫حافِظُو َج‬
‫ن ( ‪)9‬‬ ‫ه لَ َ‬
‫ن نََّزلْن َجا الذِّكَْر وَإِن َّجا ل َج ُ‬ ‫* مجا رد الدكتور فاضجل على مجن يقول أن قوله تعالى (إِن َّجا ن َ ْ‬
‫ح ُج‬
‫الحججر) أنهجا تدل على أن الله تعالى تعهجد بحفجظ القرآن ولم يتعهجد بحفجظ اللغجة العربيجة؟(د‪.‬فاضجل‬
‫السامرائى)‬
‫ن نَزّ ْلنَا الذّكْرَ َوِإنّا لَهُ لَحَافِظُونَ) السؤال هل تكفل بحفظ العربية؟‪ .‬الصلة‪ ،‬التسبيحات المسنونة‪ ،‬الدعية المسنونة في الصلة‬
‫ربنا تعالى قال (ِإنّا نَحْ ُ‬
‫هي من اللغة العربية إذن اللغة العربية ستبقى‪ ،‬تفسير القرآن ما دام القرآن موجودا يكون بمعرفة اللغة العربية فطالما هناك قرآن يقتضي تفسيره‬
‫والقرآن باللغة العربية وهذا يقتضي معرفة اللغة العربية وبيان أحكام القرآن فالقرآن يحتاج إلى بيان أحكامه وهو باللغة العربية وهذا ل يكون إذا لم‬
‫يعرف اللغة العربية‪ .‬الرسول قال "ل تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق ل يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر ال وهم على ذلك" كيف تكون‬
‫المة ظاهرة على الحق وهي ل تعرف اللغة العربية والحق هو كتاب ال وسنة رسوله وهما باللغة العربية؟‪ .‬ما دام تكفل ال بحفظ القرآن يقتضي‬
‫هذا حفظ اللغة العربية‪ .‬فحفظ اللغة العربية كحفظ القرآن‪ ،‬حفظ القرآن هيّأ له أسبابه وجعل له كتّاب وأيضا اللغة العربية يكون حفظها بتهيئة أسبابها‬
‫هنالك أسباب ينبغي أن تتهيأ لتحفظ اللغة العربية كما تهيأت أسباب لحفظ القرآن ولذلك ما دام ربنا سبحانه وتعالى تكفل بحفظ القرآن فاللغة العربية‬
‫هي محفوطة أيضا بحفظ ال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)12‬‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى (كذلك سلكناه) في سورة الشعراء و(كذلك نسلكه) في سورة‬
‫الحجر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ج ِرمِينَ (‪ ))12‬ننظر في‬ ‫ج ِرمِينَ (‪ ))200‬وقال في سورة الحجر ( َكذَِلكَ نَسُْلكُهُ فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ‬ ‫ك سََل ْكنَاهُ فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ‬ ‫قال تعالى في سورة الشعراء (كَذَِل َ‬
‫شيَعِ‬
‫ك فِي ِ‬ ‫السياق الذي وردت فيه اليتين في السورتين‪ :‬في سورة الحجر السياق في استمرار الرسل وتعاقبهم من قوله تعالى (وَلَ َقدْ أَ ْرسَ ْلنَا مِنْ َقبِْل َ‬
‫ن (‪ ))12‬فجاء بالفعل الذي يدل على الستمرار وهو‬ ‫ن (‪َ )11‬كذَِلكَ نَسُْلكُ ُه فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ‬
‫ج ِرمِي َ‬ ‫ن (‪َ )10‬ومَا يَ ْأتِيهِ ْم مِنْ َرسُولٍ إِلّا كَانُوا بِهِ يَ ْ‬
‫س َتهْ ِزئُو َ‬ ‫الْأَوّلِي َ‬
‫ل بِهِ الرّوحُ‬‫الفعل المضارع‪ .‬بينما في سورة الشعراء السياق في الكلم عن الرسول وحده من قوله تعالى ( َوِإنّهُ َل َتنْزِيلُ َربّ ا ْلعَاَلمِينَ (‪ )192‬نَزَ َ‬
‫ي ُمبِينٍ (‪ )195‬وَِإنّهُ َلفِي ُزبُرِ الَْأوّلِينَ (‪ )196‬أَوَلَ ْم َيكُنْ َلهُمْ َآيَةً أَنْ َيعَْلمَ ُه عَُلمَاءُ َبنِي‬ ‫الَْأمِينُ (‪ )193‬عَلَى قَ ْل ِبكَ ِل َتكُونَ مِنَ ا ْل ُم ْنذِرِينَ (‪ )194‬بِِلسَا ٍ‬
‫ن عَ َربِ ّ‬
‫ج ِرمِينَ (‪ ))200‬والسورة‬ ‫جمِينَ (‪َ )198‬فقَرَأَ ُه عََل ْيهِ ْم مَا كَانُوا بِهِ مُ ْؤ ِمنِينَ (‪َ )199‬كذَِلكَ سََل ْكنَا ُه فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ‬ ‫ل (‪ )197‬وَلَ ْو نَزّ ْلنَا ُه عَلَى َبعْضِ ا ْلأَعْ َ‬
‫ِإسْرَائِي َ‬
‫كلها أحداث ماضية والية موضع السؤال تدل على حدث واحد معيّن ماضي فجاء بالفعل الماضي‪.‬‬
‫آية (‪:)15(-)14‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في قول "فتح الله لك" وليس "فتح الله عليك"؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن (‪ )14‬الحجر)‬ ‫سمَاء فَظَلّو ْا فِي ِه يَعْ ُرجُو َ‬
‫حنَا عََل ْيهِم بَابًا مّنَ ال ّ‬
‫يقال فتح لك وفتح عليك لكن فتح عليك يكون من فوق قد يكون في الخير والشر (وَلَ ْو َفتَ ْ‬
‫ض (‪ )96‬العراف) (قَالُواْ‬ ‫سمَاء وَالَرْ ِ‬ ‫ن (‪ )77‬المؤمنون) (لَ َفتَحْنَا عََليْهِم بَ َركَا ٍ‬
‫ت مّ نَ ال ّ‬ ‫شدِيدٍ ِإذَا هُ ْم فِي ِه ُمبْلِ سُو َ‬
‫ب َ‬ ‫عذَا ٍ‬
‫حتّ ى ِإذَا َفتَحْنَا عََليْهِم بَابًا ذَا َ‬ ‫(َ‬
‫ن (‪ )76‬البقرة) إذن فتح ال عليك تأتي في الخير والشر لكن تأتي من فوق‪.‬‬ ‫ل َتعْقِلُو َ‬
‫ح ّدثُو َنهُم بِمَا َفتَحَ اللّ ُه عََل ْيكُمْ ِليُحَآجّوكُم بِ ِه عِندَ َرّبكُمْ َأفَ َ‬
‫َأتُ َ‬
‫*بالنسبة للشرط وجواب الشرط أحيانا ً نسمع الشرط فيه أداة (لو) وجواب الشرط فيها (ما) للنفي‬
‫م (‪ )14‬فاطر) وأحيانا ً الجواب يكون (لما) هذه لم‬
‫جابُوا لَك ُ ْ‬
‫ست َ َ‬
‫ما ا ْ‬
‫معُوا َ‬ ‫أو (اللم) للتأكيد مثل (وَلَوْ َ‬
‫س ِ‬
‫ترد في القرآن فأرجو أن تبينوا هذه الداة (لما) في الحكم النحوي؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في اللغة العربية اللم تأتي حكما في الغالب مع المُثبَت (لو كان كذا لكان) يعني مع غير المنفي‪ ،‬إذا كان الجواب منفيا (لو زارني لكرمته) (وَلَوْ‬
‫سكّرَتْ َأبْصَا ُرنَا (‪ )15‬الحجر) مع المثبت يمكن أن نأتي باللم للتوكيد (لَ ْو نَشَاء‬ ‫ن (‪َ )14‬لقَالُواْ ِإّنمَا ُ‬
‫ظلّو ْا فِيهِ َيعْ ُرجُو َ‬
‫سمَاء فَ َ‬ ‫حنَا عََل ْيهِم بَابًا مّنَ ال ّ‬ ‫َفتَ ْ‬
‫جعَ ْلنَاهُ أُجَاجًا (‪ )70‬القارعة)‪ .‬أما المنفي إما أن يكون بـ (ما) أو (لم) مثل لو فعل كذا ما أعطيته‪ ،‬لو فعل‬ ‫حطَامًا (‪ )65‬القارعة) (لَ ْو نَشَاء َ‬ ‫جعَ ْلنَاهُ ُ‬
‫َل َ‬
‫كذا لم أعطه‪ ،‬إذا كان الجواب بـ (ما) فالكثر عدم اقترانه باللم مثل لو زارني ما أكرمته ‪ ،‬أو ما أكرمه ول نقول لما أكرمته إل ما ورد قليلً‪ .‬إذا‬
‫كان الجواب (لم) ل تقترن به اللم مثل لو لم يخف ال لم يعصه‪ ،‬إذن اقتران اللم هو مع المثبت إذا كان الجواب مثبتا يمكن أن تقترن باللم‬
‫وممكن ال تقترن حسب التوكيد‪ ،‬إذا كان الجواب منفيا بـ (ما) فالكثر أل يقترن الجواب باللم إل ما ورد قليلً وإذا كان الجواب بـ (لم) لم تقترن‬
‫به اللم قولً واحدا‪.‬‬
‫*من العجاز العلمى للية‪:‬‬
‫ن قَ ْو ٌم مَسْحُورُونَ"‪.‬‬
‫ل نَحْ ُ‬ ‫سمَا ِء فَظَلّوا فِيهِ َيعْرُجُونَ(‪َ)14‬لقَالُوا ِإّنمَا ُ‬
‫سكّرَتْ َأ ْبصَا ُرنَا بَ ْ‬ ‫حنَا عََل ْيهِ ْم بَابا مِنَ ال ّ‬
‫قال تعالى‪":‬وَلَ ْو َفتَ ْ‬
‫فالنسان إذا خرج من جو الرض انتقل إلى ظلم فل يبصر‪ ،‬وبهذا تكون السموات جزءا من السماء ‪ ،‬لن السماء كل ما عل وارتفع مما عدا‬
‫الرض‪ ،‬والسموات جزء منها بهذا المعنى الواسع الذي يشمل الفضاء والسقف والمطر والسحاب‪ ،‬فإن (السماء) تكون أوسع من (السموات) فهي‬
‫تشملها وغيرهاوالعلم التجريبي يؤكد على أن هناك طبقة من النور حول الرض هي طبقة ل تتعدى ‪ 200‬كم ‪ ،‬و هي في النصف المواجه للشمس‬
‫‪ ،‬وإن باقي الكون ظلم دامس ‪ ،‬و عندما يتخطى النسان هذه الطبقة فإنه يرى ظلم دامس ‪.‬و لما تخطى أحد رواد الفضاء المريكيون هذه الطبقة‬
‫لول مرة قال عن شعوره في تلك اللحظة "‪ ".I have almost lost my eye sight or something magic has come over me‬كأني فقدت بصري‬
‫‪ ،‬أو اعتراني شيء من السحر" ‪.‬وهو تماما تفسير للية الكريمة‪ .‬أما قوله تعالى " و لو فتحنا عليهم بابا" و الباب ل يفتح في فراغ أبدا ‪ ،‬و القرآن‬
‫يؤكد أن السماء بناء أي أن السماء بناء مؤلف من لبنات أي ل فراغ فيها ‪.‬‬
‫يقول علماء الفلك ‪ :‬إنه لحظة النفجار العظيم امتل الكون بالمادة و الطاقة ‪ ،‬فخلقت المادة و الطاقة كما خلق المكن و الزمان ‪ ،‬أي ل يوجد زمان‬
‫بغير مكان و مكان بغير زمان و ل يوجد زمان و مكان بغير مادة و طاقة ‪ ،‬فالطاقة تمل هذا الكون ‪ " .‬يعرجون " أي السير بشكل متعرج ‪ ،‬و قد‬
‫جاء العلم ليؤكد أنه ل يمكن الحركة في الكون في خط مستقيم أبدا ‪ ،‬وإنما في خط متعرج ‪.‬‬
‫آية (‪:)19‬‬
‫*ما دللة الية (ألقينا فيها رواسي) ألم تكن الجبال مخلوقة من قبل؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن (‪ ))19‬وفي سورة النحل ( َوأَلْقَى فِي ا ْلأَرْضِ‬ ‫شيْ ٍء مَوْزُو ٍ‬‫ن كُلّ َ‬ ‫ض َمدَ ْدنَاهَا َوأَلْ َق ْينَا فِيهَا رَوَاسِيَ َوَأنْ َب ْتنَا فِيهَا مِ ْ‬ ‫قال تعالى في سورة الحجر(وَالَْأرْ َ‬
‫ن (‪ .))15‬هذا سؤال يجب أن يُوجّه إلى المعنيين بالعجاز العلمي‪ .‬لكن أقول وال أعلم أن الملحظ‬ ‫سبُلًا َلعَّلكُ ْم َت ْهتَدُو َ‬
‫ن تَمِيدَ ِبكُمْ وََأ ْنهَارًا وَ ُ‬
‫سيَ أَ ْ‬ ‫رَوَا ِ‬
‫أنه تعالى يقول أحيانا ألقينا وأحيانا يقول جعلنا في الكلم عن الجبال بمعنى أن التكوين ليس واحدا وقد درسنا أن بعض الجبال تُلقى إلقاء بالبراكين‬
‫جعَلَ‬‫(جبال بركانية) والزلزل أو قد تأتي بها الجرام المساوية على شكل كُتل‪ .‬وهناك شكل آخر من التكوين كما قال تعالى في سورة النمل (َأ ّمنْ َ‬
‫ل َبيْنَ ا ْلبَحْ َريْنِ حَاجِزًا َأئِلَهٌ مَعَ اللّهِ بَلْ َأ ْكثَرُ ُهمْ لَا َيعَْلمُونَ (‪ ))61‬وسورة المرسلت‬ ‫جعَ َ‬‫سيَ وَ َ‬ ‫جعَلَ َلهَا رَوَا ِ‬ ‫جعَلَ خِلَاَلهَا َأ ْنهَارًا وَ َ‬ ‫ض قَرَارًا وَ َ‬ ‫الْأَ ْر َ‬
‫جعَلَ‬‫سيَ وََأ ْنهَارًا َومِنْ كُلّ ال ّثمَرَاتِ َ‬
‫جعَلَ فِيهَا رَوَا ِ‬ ‫ي شَامِخَاتٍ وََأسْ َق ْينَاكُ ْم مَا ًء فُرَاتًا (‪ ))27‬وسورة الرعد (وَهُوَ اّلذِي َمدّ ا ْلأَرْ َ‬
‫ض َو َ‬ ‫جعَ ْلنَا فِيهَا رَوَاسِ َ‬ ‫(وَ َ‬
‫ن (‪ ،))3‬وهذا يدل وال أعلم على أن هناك أكثر من وسيلة لتكوين الجبال‪.‬‬ ‫ن فِي ذَِلكَ َلَآيَاتٍ ِلقَوْ ٍم َيتَ َفكّرُو َ‬ ‫جيْنِ ا ْث َنيْنِ ُيغْشِي الّليْلَ ال ّنهَارَ إِ ّ‬ ‫فِيهَا زَ ْو َ‬
‫وكينونة الجبال تختلف عن كينونة الرض فالجبال ليست نوعا واحدا ول تتكون بطريقة واحدة هذا وال أعلم‪.‬‬
‫*من العجاز العلمى للية‪:‬‬
‫*كيف تكون الرض ممدودة ؟ و ما معنى ذلك ؟‬
‫معنى ذلك أننا مهما سرنا فيها فستبقى ممدودة أمامنا ‪ ،‬لن تنتهي فيها إلى حاجز يحول دون ما وراءه ‪ ،‬أو هوة أبدية نقف عندها عاجزين ‪.‬فلنسر‬
‫في أي اتجاه نريد‪ ،‬و لنسر العمر كله ‪ ،‬و سنبقى نسير و ستبقى ممدودة ‪ ،‬ول يوجد شكل من الشكال الهندسية تتحقق فيه هذه الحالة إل الشكل‬
‫الكروي ‪ ،‬فحيثما سرت عليه يبقى ممددا أمامك‪ ،‬و أي شكل آخر ل يمكن أن يحقق معنى هذه الية "‪.‬‬
‫و لقد أشار كثير من المفسرين و الفقهاء المسلمين إلى كروية الرض مم فهموه من كتاب ال عز و جل من ذلك ‪ :‬أشار ابن قيم الجوزية في كتابه‬
‫‪ :‬التبيان في أقسام القرآن " أن الرض كروية ‪.‬وأوضح كذلك المام الفخر الرازي في تفسير مفاتيح الغيب ‪ :‬إلى كروية الرض قال ‪ :‬إن مد‬
‫الرض هو بسطها إلى ما ل يدرك منتهاه ‪ ،‬و قد جعل ال حجم الرض عظيما ل يقع البصر على منتهاه ‪ ،‬و الكرة إذا كانت في غاية الكبير كان‬
‫كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي المتداد "‪ .‬و كذلك ابن تيمية ‪ :‬في كتاب " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " قال ‪ :‬أعلم أن الرض‬
‫قد اتفقوا إلى أنها كروية الشكل و ليست تحت وجه الرض إل وسطها و نهاية التحت المركز و هو الذي يسمى محيط الثقال "‪.‬‬
‫و لم يشاهد النسان الرض في شكلها الكروي و هي تسبح في الفضاء السماوي إل عندما اطلق الروس القمر الصناعي الول " سبوتنيك " في‬
‫مداره حول الرض في أكتوبر ‪1957‬م و استطاع العلماء الحصول على صور جيدة لكوكب الرض بواسطة آلت التصوير التي كانت مثبتة في‬
‫القمر الصناعي و في عام ‪ 1966‬م هبط القمر الصناعي " لونيك ‪ "9‬بأجهزته المتطورة على سطح القمر ‪ ،‬وأرسل لمحطات الستقبال على الرض‬
‫صورا عن كوكب الرض ‪.‬‬
‫آية (‪:)22‬‬
‫* ما الفرق بين كلمة ريح ورياح في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشّر أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح المبشّرات كما في قوله تعالى في سورة‬
‫جنَا بِهِ مِن كُلّ ال ّثمَرَاتِ‬ ‫ت فَأَن َز ْلنَا بِهِ ا ْلمَاء َفأَخْ َر ْ‬
‫س ْقنَاهُ ِلبََلدٍ ّميّ ٍ‬
‫سحَابا ِثقَالً ُ‬ ‫حتّى ِإذَا َأقَلّتْ َ‬ ‫ح َمتِهِ َ‬
‫ي رَ ْ‬‫ن يَدَ ْ‬
‫سلُ ال ّريَاحَ بُشْرا بَيْ َ‬‫العراف (وَهُوَ اّلذِي يُرْ ِ‬
‫سمَاءِ مَا ًء َفأَسْ َق ْينَا ُكمُوهُ َومَا أَنتُمْ لَ ُه بِخَا ِزنِينَ {‪.)}22‬‬ ‫ح فَأَنزَ ْلنَا مِنَ ال ّ‬ ‫ن {‪ )}57‬وسورة الحجر (وَأَرْ َ‬
‫س ْلنَا ال ّريَاحَ لَوَاقِ َ‬ ‫خرِجُ الْم ْوتَى َلعَّلكُ ْم تَ َذكّرُو َ‬
‫َكذَِلكَ نُ ْ‬
‫غ ِم ْنهُمْ عَنْ َأمْ ِرنَا‬‫ن مَن َي ْعمَلُ َبيْنَ َي َديْهِ بِِإذْنِ َربّهِ َومَن يَ ِز ْ‬ ‫عيْنَ الْ ِقطْرِ َومِنَ الْجِ ّ‬ ‫شهْرٌ َوأَسَ ْلنَا لَ ُه َ‬
‫حهَا َ‬ ‫ش ْهرٌ وَرَوَا ُ‬‫غدُوّهَا َ‬‫ن الرّيحَ ُ‬ ‫سَليْمَا َ‬ ‫وفي سورة سبأ (وَلِ ُ‬
‫سعِي ِر {‪ )}12‬استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تُخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر لن ال سخّرها لسليمان‬ ‫عذَابِ ال ّ‬
‫ن َ‬‫ُن ِذقْهُ مِ ْ‬
‫يتصرف بها كيف يشاء‪.‬‬
‫*من العجازالعلمى للية‪:‬‬
‫سمَاءِ‬ ‫ح َفَأنْزَ ْلنَا مِنْ ال ّ‬
‫س ْلنَا ال ّريَاحَ لَوَاقِ َ‬
‫وجه العجاز في الية الكريمة هو إشارتها إلى أن الرياح تقوم بعملية التلقيح الريحي للنباتات‪ ،‬فقال تعالى‪(:‬وَأَرْ َ‬
‫مَا ًء فََأسْ َق ْينَا ُكمُوهُ َومَا َأ ْنتُمْ لَ ُه بِخَا ِزنِينَ) وهذا ما كشف عنه علماء النباتات في القرون الخيرة‬
‫التفسير اللغوي‪:‬‬
‫جاء في مختار الصحاح في مادة لقح‪:‬‬
‫لقح‪ :‬ألقح الفحل الناقة والريح السحاب ورياح لواقح ول تقل ملقح وهو من النوادر وقيل الصل فيه مُلقح ٌة ولكنها ل تلقح إل وهي في نفسها لقح‬
‫كأن الرياح لقحت بخير فإذا أنشأت السحاب وفيها خير وصل ذلك إليه‪.‬‬
‫قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى‪{ :‬وأرسلنا الرياح لواقح}؛ قال‪ :‬لواقح للشجر والسحاب‪ .‬وهو قول الحسن وقتادة والضحاك من التابعين‪ .‬وذكر‬
‫هذا القول أيضا الطبري والقرطبي‪.‬‬
‫وقال طائفة من المفسرين‪ :‬لواقح جمع لقح‪ ،‬أي‪ :‬حاملة للسحاب والخير‪ ،‬وضدها الريح العقيم‪.‬‬
‫فعلى الول‪ :‬تكون لواقح جمع ملقحة‪.‬وعلى الثاني‪ :‬تكون جمع لقح‪.‬‬
‫ول معارضة بينهما‪ ،‬فلقد صوب إمام المفسرين الطبري كِل القولين جميعا‪ ،‬ذلك بأن الرياح تُلقّحُ بمرورها على التراب والماء والشجر فيكون فيها‬
‫اللقاح‪ ،‬وهي بذلك لقحة نفسها‪ .‬كما أنها ملقحة لغيرها‪ ،‬وإلقاحها السحاب والشجر هو عملها فيهما‪.‬‬
‫حقائق علمية‪:‬‬
‫التلقيح الريحي ضروري في عملية الخصاب وخاصة للنباتات ذات الزهار الفاقدة لجاذبية الحشرات‪.‬‬
‫التفسير العلمي‪:‬‬
‫أصبح من المقرر عند علماء النبات أن التلقيح عملية أساسية للخصاب وتكوين البذور‪ ،‬حيث تنتقل حبيبات اللقاح (‪ )Pollen Grain‬من‬
‫العناصر الذكرية للزهرة (‪ )Anthers‬إلى العناصر النثوية فيها (‪ )Stigmas‬حيث يتم الخصاب‪.‬‬
‫والتلقيح قد يكون بين العناصر الذكرية والنثوية للزهرة الواحدة أو النبتة الواحدة ويسمى عندئذ بـ "التلقيح الذاتي" (‪ )Self Pollination‬وقد‬
‫يكون بين نبتتين منفصلتين ويسمى حينئذ بـ "التلقيح المختلط" (‪. )Cross Pollination‬‬
‫تختلف طرق انتقال حبيبات اللقاح باختلف نوع النبات‪ ،‬فهناك فضلً عن التلقيح بواسطة النسان ‪ -‬ثلثة طرق أخرى‪:‬‬
‫‪ -‬التلقيح بواسطة الحيوانات‪ :‬كالحشرات (‪ )Insect Pollination‬والطيور (‪.)Bird Pollination‬‬
‫‪ -‬التلقيح بواسطة المياه (‪.)Water Pollination‬‬
‫‪ -‬التلقيح بواسطة الرياح (‪.)Anemophily‬‬
‫ن للرياح‪ ،‬كما تذكر الموسوعة العالمية دورا هاما في عملية نقل اللقاح في النباتات التي تفتقد الزهار ذات الرائحة والرحيق واللوان الجاذبة‬ ‫إّ‬
‫للحشرات حيث تقوم الرياح بنشر اللقاح على مسافات واسعة قد تصل إلى ‪ 800‬كيلومتر‪.‬‬
‫كما جاء في الموسوعة البريطانية الجديدة أن مما يسهل انتشار اللقاح بواسطة الرياح‪ ،‬كون عناصر الزهرة الذكرية التي تتولى إنتاج اللقاح معرضة‬
‫للهواء بحيث يسهّل انتشار اللقاح‪ .‬وكون الزهرة ما أورقت بعد‪ ،‬أو كونها في أعلى الشجرة أو النبتة‪.‬‬
‫سمَا ِء مَا ًء فََأسْ َق ْينَا ُكمُوهُ َومَا َأ ْنتُمْ لَهُ‬
‫ح فََأنْزَ ْلنَا مِنْ ال ّ‬
‫أوَ ليست هذه الحقائق العلمية هي تأكيدات لما جاء في كتاب ال تعالى‪{ :‬وََأرْسَ ْلنَا ال ّريَاحَ لَوَاقِ َ‬
‫بِخَا ِزنِينَ}؟ فهل كان محمد صلى ال عليه وسلم عالِم نبات ليصدر عنه مثل هذا القول وهو النبي المي؟ أم هل كانت عنده دراسات حول النباتات‬
‫وهو قاطن الصحراء منذ أكثر من أربعة عشر قرنا؟‬
‫مراجع علمية‪:‬‬
‫*جاء في الموسوعة العالمية‪:‬‬
‫"إن التلقيح الريحي هو خاصية للنباتات ذات الزهار غير المميزة والتي تفتقد –عادة‪ -‬الريج والرحيق الجاذب للحشرات حيث أن كمية وافرة من‬
‫اللقاح الجاف الخفيف الوزن ينتج فتحمله الرياح عابرة به مسافات شاسعة إلى العنصر النثوي‪.‬‬
‫ثم إن تلك الكميات الموجودة في الهواء من ذلك اللقاح هي السبب الرئيسي للحمّى المعروفة بـ "حمّى القش" والتي تصيب الشخاص ذوي‬
‫الحساسية المفرطة"‪.‬‬
‫*كما ذكرت الموسوعة البريطانية الجديدة‪:‬‬
‫"ولتسهيل التعرض للريح‪ ،‬تزهر الزهرة –غالبا‪ -‬قبل نمو الوراق في الربيع‪ ،‬أو قد تنمو الزهرة في أعلى الشجرة أو النبتة‪ ،‬ويغلب أن تكون‬
‫المياسم طويلة ومقوسة لمنح مساحة أوسع للتقاط حبيبات اللقاح"‪.‬‬
‫آية (‪:)56-51‬‬
‫*ما الفرق بين قصة ضيف إبراهيم في سورتي الذاريات والحجر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪ }25‬فَرَاغَ إِلَى أَ ْهلِ ِه‬ ‫ضيْفِ ِإبْرَاهِيمَ ا ْل ُمكْ َرمِينَ {‪ِ }24‬إ ْذ دَخَلُوا عََليْ ِه فَقَالُوا سَلَاما قَا َ‬
‫ل سَلَا ٌم قَ ْومٌ مّنكَرُو َ‬ ‫ث َ‬ ‫حدِي ُ‬‫ك َ‬ ‫قال تعالى في سورة الذاريات (هَلْ َأتَا َ‬
‫صكّتْ‬ ‫صرّ ٍة فَ َ‬
‫ت امْرََأتُ ُه فِي َ‬ ‫س ِم ْنهُ مْ خِيفَ ًة قَالُوا لَا تَخَفْ َوبَشّرُو ُه ِبغُلَا ٍم عَلِي ٍم {‪ }28‬فََأ ْقبََل ِ‬
‫ن {‪ }26‬فَ َق ّربَ هُ إَِل ْيهِمْ قَالَ أَلَا تَ ْأكُلُونَ {‪ }27‬فََأوْجَ َ‬ ‫سمِي ٍ‬‫جلٍ َ‬ ‫َفجَاء ِبعِ ْ‬
‫ضيْفِ ِإ بْراَهِي َم {‪ِ }51‬إذْ‬ ‫حكِي ُم ا ْلعَلِيمُ {‪ )}30‬وقال تعالى في سورة الحجر ( َونَ ّب ْئهُ ْم عَن َ‬ ‫ت عَجُو ٌز عَقِي ٌم {‪ }29‬قَالُوا َكذَلِ َ‬
‫ك قَالَ َربّكِ ِإنّ ُه هُوَ الْ َ‬ ‫ج َههَا َوقَاَل ْ‬
‫َو ْ‬
‫ن{‬ ‫ك ِبغُل ٍم عَلِي ٍم {‪ }53‬قَالَ َأبَشّ ْرُتمُونِي عَلَى أَن مّ ّ‬
‫سنِيَ ا ْل ِكبَ ُر َفبِ َم ُتبَشّرُو َ‬ ‫ل تَوْجَلْ ِإنّا ُنبَشّرُ َ‬‫ن {‪ }52‬قَالُو ْا َ‬ ‫دَخَلُو ْا عََليْ ِه فَقَالُو ْا سَلما قَالَ ِإنّا مِنكُ مْ َوجِلُو َ‬
‫ن {‪.)}56‬‬ ‫حمَةِ َربّهِ ِإلّ الضّآلّو َ‬ ‫ل َتكُن مّنَ الْقَانِطِينَ {‪ }55‬قَالَ َومَن َي ْقنَطُ مِن رّ ْ‬ ‫ق فَ َ‬ ‫‪ }54‬قَالُو ْا بَشّ ْرنَا َ‬
‫ك بِا ْلحَ ّ‬
‫في سورة الذاريات جاء وصف ضيف ابراهيم بالمكرمين وهذا له معنى في سياق اليات في السورة وعدم ذكر صفة الضيف في آية الحجر يُبنى‬
‫عليه المعنى‪ .‬وإذا استعرضنا سياق اليات في السورتين يتبيّن لنا لماذ ودت الصفة في سورة ولم ترد في الخرى‪:‬‬
‫سورة الحجر‬ ‫سورة الذاريات‬
‫سلم ورد التح ية وردّ التحية من الكرام (فَقَالُوا سَلَاما لم يذكر ردّ التحية ولم يرد الكرام هنا (فَقَالُو ْا سَلما قَالَ‬
‫ِإنّا مِنكُمْ َوجِلُونَ)‬ ‫قَالَ سَلَامٌ)‬
‫ثـم إن ضيـف إبراهيـم قالوا (سـلما) أي حيّوه بجملة لم يرد في سورة الح جر أي مظ هر من مظا هر الكرام‬
‫فعل ية و هو حيّا هم بجملة إ سمية والجملة ال سمية أقوى كما ورد في سورة الذاريات إن من حيث عدم ردّ التحية‬
‫لغويا وأثبت للمعنى وأبلغ إذن فسيدنا ابراهيم ردّ التحية أو تحضير الطعام أو دعوتهم إليه وغيرها‪.‬‬
‫بخير منها وهذا من مظاهر الكرام أيضا‪.‬‬
‫قال (قوم منكرون) ولم يقـل إنكـم قوم منكرون لكـن‬
‫عندمـا رآهـم قال قوم غرباء بشكـل عام ولم يوجّـه‬
‫ـم‪ ،‬وهذا‬‫ـن باب التكريـ‬ ‫ـم مباشرة وهذا مـ‬ ‫الخطاب لهـ‬
‫يختلف عمـا جاء فـي قصـة لوط عندمـا قال (إنكـم قوم‬
‫منكرون) لمّا جاءه الرسل لنه كان في حالة أزمة‪.‬‬
‫سمِينٍ) والعجل السمين من‬ ‫ل َ‬‫(فَرَا غَ إِلَى أَ ْهلِ ِه فَجَاء ِبعِجْ ٍ‬
‫مظا هر الكرام وراغ معنا ها أ نه ذ هب بخف ية ولم يرد‬
‫أن يظهر أنه ذهب وهذا من إكرام الضيف‪.‬‬
‫ـ قَالَ أَلَا تَ ْأكُلُونـَ) وهذا أيضا مـن باب‬ ‫ـ إَِل ْيهِم ْ‬
‫(فَ َق ّربَه ُ‬
‫الكرام أن قرّب لهم الطعام وقال أل تأكلون‪.‬‬
‫وعمـ‬
‫ّ‬ ‫ُمـ َوجِلُونـَ) ظهـر عليـه الخوف هنـا‬ ‫ُمـ خِيفَةً) لم يرد ابراهيـم أن يطلعهـم على (قَالَ ِإنّاـ مِنك ْ‬ ‫َسـ ِمنْه ْ‬ ‫(فََأوْج َ‬
‫خوفه وهذا من مظاهر التكريم ولم يقل هنا أوجس في الخوف أهل البيت جميعا‪.‬‬
‫نف سه ك ما جاء في ق صة مو سى لن الخوف قد يظ هر‬
‫وقد ل يظهر وفي قصة موسى لم يُرد أن يُظهر خوفه‬
‫لنه في مواجهة فرعون وقومه‪.‬‬
‫ك ِبغُل ٍم عَلِي مٍ) واجه هم بالخوف‬ ‫َامـ عَلِيمـٍ) لم يعترض ابراهيـم هنـا لن (قَالُو ْا لَ تَ ْوجَلْ ِإنّ ا ُنبَشّرُ َ‬ ‫ُوهـ ِبغُل ٍ‬ ‫( َوبَشّر ُ‬
‫العتراض ليـس مـن مقام الكرام فلم يشـك فـي قولهـم وأجهروا بالبشرى فك ما قال ل هم إنا من كم وجلون قالوا له‬
‫إ نا نبشرك بغلم عل يم‪ ،‬واعترف ابراه يم أ نه ي شك في هم‬ ‫ول اعترض عليهم‬
‫ممـا بلغـه مـن الخوف فقال (قَالَ َأبَشّ ْرتُمُونِـي عَلَى أَن‬
‫ي ا ْل ِكبَرُ َفبِ َم ُتبَشّرُونَ)‬
‫سنِ َ‬
‫مّ ّ‬
‫ت عَجُوزٌ لم يذكـر امرأة ابراهيـم لن الخوف هنـا كان طاغيا على‬ ‫ج َههَا َوقَاَل ْ‬
‫صكّتْ وَ ْ‬‫ت امْرََأتُ هُ فِي صَرّ ٍة فَ َ‬ ‫(فََأ ْقبََل ِ‬
‫عقِيمٌ) لم تكن خائفة أو وجلة إنما خرجت لمواجهتهم‪ .‬البيت كله وأهله ولهذا لم تظهر امرأته لمواجهتهم‪.‬‬ ‫َ‬
‫*ما الفرق بين سلما ً وسلم؟ (د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ن {‪ }25‬الذاريات) وقال تعالى ( َو َنّبئْهُ ْم عَن‬ ‫ضيْفِ ِإبْرَاهِيمَ ا ْل ُمكْ َرمِينَ {‪ِ }24‬إ ْذ دَخَلُوا عََليْ ِه فَقَالُوا سَلَاما قَالَ سَلَا ٌم قَ ْومٌ مّنكَرُو َ‬
‫ث َ‬ ‫حدِي ُ‬ ‫ك َ‬
‫قال تعالى (هَلْ َأتَا َ‬
‫ن {‪ }52‬الحجر) الولى منصوبة والثانية مرفوعة؟‬ ‫عَليْهِ َفقَالُواْ سَلما قَالَ ِإنّا مِنكُمْ َوجِلُو َ‬‫ضيْفِ ِإ بْراَهِي َم {‪ِ }51‬إذْ دَخَلُواْ َ‬
‫َ‬
‫يدخل هذا في حيّز ما ذكرناه‪ ،‬سلمٌ هو جزء من جملة اسمية (سلم) إما مبتدأ لخبرمحذوف (سلمٌ عليكم) أو خبر لمبتدأ محذوف‪.‬‬
‫القاعدة‪ :‬المرفوع يفيد السمية والمنصوب جزء من جملة فعلية ‪.‬إذا قلنا (ويلٌ) فهي جملة إسمية (ويلٌ له) وإذا قلنا ويلً فهي جملة فعلية‪ .‬قال تعالى‬
‫(فضربَ الرقاب) جملة فعلية‪.‬‬
‫قالوا سلما أي حيّوه بالجملة الفعلية وابراهيم ردّ التحيى بخير منها عن طريق الجملة السمية قال سلم السلم الثابت الشامل الدائم ولذلك قال تعالى‬
‫ن منها أو ُردّوها)إبراهيم‬ ‫أن تحية أهل الجنة سلم يحيّون فيها بالجملة السمية (سلم عليكم بما صبرتم) وقال تعالى (وإذا حُييتم بتحيةٍ فحيّوا بأحس َ‬
‫لم يردّها وإنماحيّاهم بأحسن منها‪.‬‬
‫آية (‪:)53‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في وصف الله تعالى لسماعيل بالحليم واسحق بالعليم؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫خفْ َوبَشّرُو ُه ِبغُلَا ٍم عَلِيمٍ) سورة الذاريات آية ‪ 28‬و(قَالُو ْا لَ تَ ْوجَلْ ِإنّا‬
‫س ِمنْهُ ْم خِيفَ ًة قَالُوا لَا تَ َ‬ ‫( َفبَشّ ْرنَاهُ ِبغُلَامٍ حَلِيمٍ) سورة الصافات آية ‪ 101‬و (فَأَوْ َ‬
‫ج َ‬
‫ك ِبغُل ٍم عَلِيمٍ) سورة الحجر آية ‪.53‬‬ ‫ُنبَشّ ُر َ‬
‫الحلم هو أن يملك النسان نفسه عند الغضب وهذا يظهر في علقته مع الخرين إذا غضب‪ .‬وربنا تعالى لما ذكر اسماعيل وذكر علقته مع أبيه‬
‫والخرين في سورة الصافات ذكر في الية بعدها (قال با أبت افعل ما تؤمر) بعد أن أخبره أبوه بأنه أوحي إليه أن يذبحه وكذلك الحلم في علقته‬
‫مع أبيه في بناء البيت (وإذ يرفع ابراهيم البيت واسماعيل)‪ .‬وقد ذكر ال تعالى اسماعيل بأنه رسول نبي وأنه كان صادق الوعد كما في سورة مريم‬
‫ل نبيا) آية ‪ ،54‬فكان صادق الوعد في التبليغ للخرين وفي الرسالة‪ .‬ولم يذكر تعالى‬ ‫(واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسو ً‬
‫مع اسحق علقته بالخرين في القرآن كله مطلقا لكنه تعالى بيّن العلم فقط وهذا ل يتعلق بالعلقة مع الخرين إذن صفات اسماعيل التي ذُكرت في‬
‫القرآن تقتضي الحلم‪.‬‬
‫والمر الخر أن ال تعالى لمّا يذكر صفات النبياء يذكر صفة بارزة لكل نبي منهم لكن هذا ل ينفي باقي الصفات عن كل نبي فإذا ذكر الحلم فل‬
‫ينتفي العلم‪ ،‬وقد وصف تعالى ابراهيم بأنه أواه منيب وحليم ومع هذا لم ينفي صفات النابة عن غيره من النبياء فهم جميعا منيبون إلى ربهم‬
‫ويدعونه‪ .‬والصفة البارزة في اسماعيل هي الحلم وقد أخذها عن أبيه ابراهيم أما صفة اسحق فهي ليست كذلك‪.‬‬
‫والمر الخر أنه في تبشير ابراهيم باسماعيل جاءت البشارة مباشرة من ال تعالى كما ورد في آية سورة الصافات (فبشرناه بغلم حليم) أما في‬
‫س مِ ْنهُمْ خِيفَ ًة قَالُوا‬
‫ج َ‬
‫البشارة باسحق فهي جاءت على لسان الملئكة ولم تكن مباشرة من ال تعالى لبراهيم كما في اليتين في سورة الذاريات ( َفأَوْ َ‬
‫ل ِإنّا نُبَشّ ُركَ ِبغُل ٍم عَلِيم)‪.‬‬
‫ل تَوْجَ ْ‬
‫لَا تَخَفْ َوبَشّرُو ُه ِبغُلَا ٍم عَلِيمٍ) وسورة الحجر (قَالُو ْا َ‬
‫آية (‪:)61-59‬‬
‫* بعض اليات التي تتكلم عن لوط تأتي (قوم لوط) أو (إخوان لوط)أو(آل لوط) فماالفرق بين قوم‬
‫وإخوان وآل؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الفرق اللغوي‪:‬قوم الرجل هم أهله بالصورة الواسعة يقال فلن من قوم كذا‪ ،‬وقد يكون القوم أوسع من القبيلة‪ ،‬العرب قوم‪.‬والقوم إسم جمع مثل‬
‫شعب وجيش ليس له مفرد من جنسه ‪.‬الل هم الهل المقربون الذين هم أقرب الناس ومن معانيه الزوجة و التباع‪ ،‬الذرية أوالقارب ‪ ،‬لكن قوم‬
‫ب(‬‫شدّ ا ْل َعذَا ِ‬
‫ل فِرْعَوْنَ أَ َ‬
‫شيّا َويَوْ َم تَقُومُ السّاعَةُ َأدْخِلُوا آ َ‬
‫غدُوّا وَعَ ِ‬
‫ن عََل ْيهَا ُ‬
‫أوسع‪.‬الخوان أقرب من الل لن الل قد يكون فيها التباع (النّا ُر ُيعْرَضُو َ‬
‫‪ )46‬غافر) أي أتباعه‪.‬‬
‫بالنسبة لل لوط لم تستعمل إل في الثناء عليهم فقط‪ ،‬لما يثني عليهم ل يستعمل كلمة قوم‪.‬‬
‫القرآن الكريم يستعمل كلمة قوم وأحيانا كلمة آل وأحيانا كلمة إخوان‪ .‬مثلً عندنا قوم نوح وقوم فرعون وقوم موسى وقوم ابراهيم وقوم اسماعيل‬
‫وقوم هود وقوم لوط وقوم صالح وقوم تُبّع‪ ،‬وورد أخاهم هودا وأخاهم صالحا وأخاهم شعيبا وعندنا أخوهم نوح وهود وصالح ولوط‪ ،‬وعندنا إخوان‬
‫لوط‪ ،‬إخوة يوسف‪ ،‬إخوان الشياطين‪ .‬كل واحدة في مكانها‪ .‬الخوة ذكرت لشعيب وهود وصالح ولوط ونوح في حال الرفع والنصب‪.‬‬
‫آية (‪:)60‬‬
‫ه قَدَّْرنَاه َا‬ ‫*ما اللمسة البيانية في الختلف بين قوله تعالى في سورة النمل (فَأَنجيناه وأَهْل َه إَّل ا َ‬
‫مَرأت َ ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ْ َ َْ ُ َ‬
‫م ن الْغَابري ن (‪ ))57‬وفي قوله في سورة الحجر (إَّل ا َ‬
‫ن (‪ ))60‬في قصة‬ ‫ن الْغَابِرِي َ‬ ‫ه قَدَّْرن َا إِنَّه َا ل َ ِ‬
‫م َ‬ ‫مَرأت َ ُ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫ِ َ‬
‫امرأة لوط؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫ج َمعِينَ (‪ )59‬إِلّا امْرََأتَ ُه َقدّ ْرنَا ِإّنهَا َلمِنَ ا ْلغَابِرِينَ (‪ ))60‬لوجدنا فيها ستة مؤكدات هي‪( :‬إنّا‪،‬‬ ‫لونظرنا إلى آية سورة الحجر (إِلّا َآلَ لُوطٍ ِإنّا َل ُمنَجّو ُهمْ أَ ْ‬
‫اللم في لمنجوهم‪ ،‬منجوهم (إسم)‪ ،‬أجمعين‪ ،‬إنّ في إنها واللم في لمن الغابرين) ثم أننا إذا نظرنا في السورة كلها أي سورة الحجر لوجدنا فيها ‪20‬‬
‫مؤكد في قصة لوط بينما في سورة النمل ففيها ثلثة مؤكدات فقط في القصة كلها (أئنكم‪ ،‬لتأتون‪ ،‬وإنهم أناس يتطهرون)‪ .‬هذا الجو العام في‬
‫السورتين والوضع الوصفي فالية في سورة الحجر أنسب مع الؤكدات في القصة من آية سورة النمل‪ .‬وقد يسأل السائل لماذا؟ نلحظ أنه تعالى‬
‫س ْلنَا إِلَى قَ ْو ٍم مُجْ ِرمِينَ (‪ ))58‬أما في النمل فوصفهم بالجهل (َأ ِئنّكُمْ َل َت ْأتُونَ الرّجَالَ َ‬
‫شهْوَ ًة مِنْ‬ ‫وصف قوم لوط في سورة الحجر بالجرام (قَالُوا ِإنّا أُرْ ِ‬
‫ن (‪ ))55‬والمجرمون أشد من الجاهلين فالوضف أش ّد وهذا الوصف الشدّ يقتضي عقوبة أشدّ ول نظرنا إلى العقوبة‬ ‫جهَلُو َ‬‫دُونِ النّسَا ِء بَلْ َأ ْنتُ ْم قَوْ ٌم تَ ْ‬
‫ل(‬ ‫سجّي ٍ‬‫حجَا َر ًة مِنْ ِ‬ ‫ش ِرقِينَ (‪َ )73‬ف َ‬
‫جعَ ْلنَا عَاِل َيهَا سَافَِلهَا َوَأمْطَ ْرنَا عََل ْيهِمْ ِ‬ ‫صيْحَ ُة مُ ْ‬
‫خ َذ ْتهُمُ ال ّ‬
‫في كلتا السورتين لوجدنا أن العقوبة في سورة الحجر أشدّ (فَأَ َ‬
‫طرًا فَسَا َء مَطَرُ ا ْل ُم ْنذَرِينَ (‪ ))58‬والمطر قد يكون ماء أما الحجارة في سورة الحجر فهي بالطبع أشدّ‪.‬‬ ‫‪ ))74‬وفي سورة النمل (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهِ ْم مَ َ‬
‫إذن العقوبة أشدّ والوصف أشدّ ثم إن القصة في سورة الحجر (‪ 19‬آية من الية ‪ 58‬إلى ‪ )76‬أطول منها في سورة النمل (‪ 5‬آيات فقط) فإذا نظرنا‬
‫إلى القصة من جهة التوسع واليجاز فآية سورة الحجر أنسب ومن حيث التوكيد والعقوبة والطول أنسب ول يناسب وضع الية مكان الخرى‪.‬‬
‫القرآن الكريم يراعي التعبير في كل مكان بصورة دقيقة ويراعي التصوير الفني للقصة‪.‬‬
‫د‪ .‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫ن(‬ ‫جلُو َ‬‫ضيْفِ ِإبْرَاهِي َم (‪ِ)51‬إذْ دَخَلُوا عََليْ ِه فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ ِإنّا ِم ْنكُمْ وَ ِ‬ ‫في قوله تعالى في سورة الحجر الكلم كان على لسان الملئكة ( َونَ ّب ْئهُ ْم عَنْ َ‬
‫سنِيَ ا ْل ِكبَ ُر َفبِ َم ُتبَشّرُونَ‬
‫ن مَ ّ‬‫ك ِبغُلَا ٍم عَلِي ٍم (‪)53‬قَالَ َأبَشّ ْرُتمُونِي عَلَى أَ ْ‬ ‫‪ ))52‬الجو العام جو وجل وخوف من إبراهيم وتشكك‪( ،‬قَالُوا لَا تَ ْوجَلْ ِإنّا ُنبَشّ ُر َ‬
‫ط ُبكُمْ‬
‫ل َفمَا خَ ْ‬‫ن (‪( ))56‬قَا َ‬ ‫حمَةِ َربّهِ إِلّا الضّالّو َ‬ ‫ط مِنْ رَ ْ‬ ‫ن يَ ْقنَ ُ‬‫ن (‪ ))55‬ل تيأس من رحمة ال (قَالَ َومَ ْ‬ ‫حقّ َفلَا َتكُنْ مِنَ ا ْلقَانِطِي َ‬ ‫(‪)54‬قَالُوا بَشّ ْرنَا َ‬
‫ك بِالْ َ‬
‫ن (‪ ))60‬لحظ‬ ‫ن (‪ )59‬إِلّا امْ َرَأتَهُ َقدّ ْرنَا ِإّنهَا َلمِنَ ا ْلغَابِرِي َ‬ ‫ج َمعِي َ‬ ‫ن (‪ )57‬قَالُوا ِإنّا أُرْسِ ْلنَا إِلَى قَ ْو ٍم مُجْ ِرمِينَ (‪ )58‬إِلّا آَلَ لُوطٍ ِإنّا َل ُمنَجّوهُمْ َأ ْ‬ ‫َأّيهَا ا ْلمُرْسَلُو َ‬
‫ن وباللم‪ .‬كلم الملئكة لحظ كلمة(قدرنا) هم ل يقدرون ولكن لنهم وسيلة‬ ‫التأكيدات هو يحتاج لمؤكدات لنه وجل وشاك من الملئكة‪ .‬تأكيد بإ ّ‬
‫تنفيذ قدر ال سبحانه وتعالى رخصوا لنفسهم أن يقولوا قدرنا ولكن ما قالوا قدرناها لم يربطوا الضمير بالتقدير‪ ،‬بأنفسهم لذلك أبعدوها مع وجود إنّ‬
‫المؤكدة‪ .‬فإذن كلم الملئكة يحتاج إلى تأكيد وإبتعد ضمير المفعول به في الصل‪ .‬الصل هي قدرنا لكن أدخلوا إنّ فأبعدوها عن التقدير‪.‬‬
‫ن (‪)57‬‬ ‫ج ْينَاهُ وَأَهْلَهُ إِلّا امْرََأتَ ُه َقدّ ْرنَاهَا مِنَ ا ْلغَابِرِي َ‬
‫الية الثانية هي من كلم ال سبحانه وتعالى المباشر في سورة النمل (فما كان جواب قومه َفَأنْ َ‬
‫ج ْينَاهُ وَأَ ْهلَهُ) خبر‪( ،‬إِلّا امْرََأتَ ُه َقدّ ْرنَاهَا مِنَ ا ْلغَابِرِينَ) ما قال قدرنا إنها‪،‬ما احتاج إلى تأكيدات لن ال سبحانه وتعالى يخبرنا بأمر‪ :‬بأن قوم‬ ‫النمل) (فََأنْ َ‬
‫لوط أجابوا بهذه الجابة فال سبحانه أنجاه وأهله إل امرأته قدرها رب العزة من الغابرين‪ .‬وأُنظر كيف ربط الضمير بالفعل مباشرة ما أبعده‬
‫(قدرناها) لن هذا قدره سبحانه وتعالى فما إحتاج إلى إبعاده‪ .‬الغابرين قالوا بمعنى الباقين الهالكين الذين بقوا في الهلك‪ .‬نهاية الية تفسر لنا كلمة‬
‫طرًا فَسَا َء مَطَرُ ا ْل ُم ْنذَرِينَ (‪) )58‬انتهى الكلم على ذكر المم‪ ،‬كان آخر شيء في ذكر المم يعني لم تكن هناك‬ ‫(كانت) لما قال (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهِ ْم مَ َ‬
‫ش ِركُونَ (‪ ))59‬لم يذكر‬ ‫خيْرٌ َأمّا يُ ْ‬
‫طفَى آَللّهُ َ‬ ‫عبَادِهِ اّلذِينَ اصْ َ‬ ‫ح ْمدُ ِللّهِ وَسَلَا ٌم عَلَى ِ‬ ‫حكاية ورواية لمور وإنما رواية لهذه المسألة‪ .‬النهاية كانت (قُلِ الْ َ‬
‫ل وإنما إنقطع الكلم هنا‪.‬‬ ‫أمة أخرى وراءها‪ .‬هو ل يتحدث حديثا تاريخيا متواص ً‬
‫آية (‪:)61‬‬
‫*ما الفرق بين استعمال جاء وأتى في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫س ِويّا {‪}43‬مريم)‬ ‫قال تعالى (فََلمّا جَاء آلَ لُوطٍ ا ْلمُرْسَلُونَ {‪ 61‬الحجر}) وقال تعالى (يَا َأبَتِ ِإنّي َق ْد جَاءنِي مِنَ ا ْلعِلْ ِم مَا لَ ْم يَ ْأ ِت َ‬
‫ك فَا ّت ِبعْنِي أَ ْه ِدكَ صِرَاطا َ‬
‫شيْئا ّم ْذكُورا {‪ }1‬النسان)‪.‬‬ ‫ن مّنَ الدّهْرِ َل ْم َيكُن َ‬
‫ل َأتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِي ٌ‬
‫وقال تعالى (هَ ْ‬
‫إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه لم تستعمل صيغة المضارع للفعل جاء مطلقا في القرآن كله ول صيغة فعل أمر ول إسم فاعل ول إسم مفعول‬
‫وإنما استعمل دائما بصيغة الماضي‪ .‬أما فعل أتى فقد استخدم بصيغة المضارع‪.‬‬
‫من الناحية اللغوية‪ :‬جاء تستعمل لما فيه مشقة أما أتى فتستعمل للمجيء بسهولة ويسر ومنه اللمتياء وهي الطريق المسلوكة‪.‬‬
‫*ما دللة الحروف (بما) و(لوما) في اليات القرآنية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(بما) للسبب وتقال للقسم أيضا والسبب أظهر كما قال تعالى (رب بما أغويتني) أي بسبب ما أغويتني‪.‬‬
‫(لوما) إما أن تكون حرف امتناع لوجوب عندما تدخل على السماء أو يكون من حروف التحضيض عندما تدخل على الفعال (لوما يأتينا بآية)‪.‬‬
‫*هل يحق لنا استخدام كلمة (لعمري) الذي استخدمت في القرآن (لعمرك)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫القسم بغير ال ل يجوز لكن يُسأل عن هذا السؤال فقيه لنه من باب الحلل والحرام‪ .‬وفي الحديث ل يجوز القسم بغير ال من حلف بغير ال فقد‬
‫كفر أو أشرك‪.‬‬
‫آية (‪:)68‬‬
‫ف‬
‫ضي ْ ِ‬
‫ث َ‬
‫حدِي ُ‬ ‫ل أَتَا َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ( ‪ ))68‬وفي الذاريات (هَ ْ‬
‫حو ِ‬ ‫ضيْف ِي فَل َ تَفْ َ‬
‫ض ُ‬ ‫ل إ ِ َّ‬
‫ن هَؤُلء َ‬ ‫*في سورة الحجر (قَا َ‬
‫مي نَج (‪ ))24‬كلمجة ضيجف جاءت بالمفرد مع أن الملئكة مكرمين يعنجي جمع؟ (د‪.‬فاضجل‬ ‫مكَْر ِ‬‫مج ال ْ ُ‬
‫إِبَْراهِي َ‬
‫السامرائى)‬
‫ب (‪ )21‬ص) وهذه ليست‬ ‫خصْمِ ِإ ْذ تَسَوّرُوا ا ْلمِحْرَا َ‬
‫ك َنبَأُ الْ َ‬
‫كلمة ضيف تقال للمفرد وللجمع في اللغة مثلها كلمة خصم تقال للمفرد وللجمع (وَهَلْ َأتَا َ‬
‫حدًا ّنتّ ِبعُهُ‬
‫مختصة بالفراد‪ .‬وكذلك كلمة طفل تأتي للمفرد وللجمع عندنا كلمات في اللغة تأتي للمفرد وللجمع‪ .‬وكذلك كلمة بشر (فَقَالُوا َأبَشَرًا مّنّا وَا ِ‬
‫ق (‪ )18‬المائدة) جمع‪ .‬عندنا كلمات تكون للمفرد وللجمع منها كلمة ضيف تكون للمفرد وللجمع‪ .‬عندنا‬ ‫خلَ َ‬ ‫(‪ )24‬القمر) مفرد (بَلْ أَنتُم بَ َ‬
‫ش ٌر ّممّنْ َ‬
‫ضيوف وأضياف وعندنا خصم وخصوم وطفل وأطفال ورسول أيضا تستعمل مفرد وجمع‪ ،‬ورسل‪ ،‬رسول جمع أيضا تستعمل للمفرد والمثنى‬
‫ب ا ْلعَاَلمِينَ‬ ‫والجمع والمصدر أيضا وهذا يسمى في اللغة إشتراك‪ .‬الرسول تأتي بمعنى الرسالة والرسال‪ ،‬المبلّغ هذا الصل فيها ( َفقُولَا ِإنّا رَسُولُ رَ ّ‬
‫(‪ )16‬الشعراء) ( َف ْأتِيَا ُه فَقُولَا ِإنّا َرسُولَا َرّبكَ (‪ )47‬طه) فإذن ضيف تأتي مفرد وجمع‪.‬‬
‫آية (‪:)74‬‬
‫جعَلْنَا عَالِي َ َها‬ ‫َ‬ ‫*ورد وصف عذاب قوم لوط مرة أنه وقع على القرية ومرة على القوم (فَل َ َّ‬
‫مُرنَا َ‬‫جاء أ ْ‬ ‫ما َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مطَْرنَا عَلَيْهِ ْ‬
‫م‬ ‫سافِل َ َها وَأ ْ‬ ‫جعَلْنَا عَالِي َ َها َ‬
‫ضودٍ (‪ )82‬هود) (فَ َ‬ ‫ل َّ‬
‫من ُ‬ ‫جي ٍ‬
‫س ِّ‬
‫من ِ‬
‫جاَرةً ِّ‬ ‫مطَْرنَا عَلَيْهَا ِ‬
‫ح َ‬ ‫سافِل َ َها وَأ ْ‬
‫َ‬
‫ل (‪ )74‬الحجر) فما الفرق بينهما؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫جي‬
‫ِّ ٍ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ح َ َ ّ‬
‫ً‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫جا‬ ‫ِ‬
‫في الحجر (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهِمْ) وفي هود (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهَا) عليها يقصد بها القرية وعليهم يقصد بها الناس والقوم‪.‬عليهم يعني القوم وعليها يعني القرية‬
‫يبقى سبب الختيار‪ .‬ل شك أنه لما قال عليهم معناها القوم وعليها يعني القرية يبقى سبب الختيار هذا هو السؤال‪ .‬لو لحظنا الكلم على القوم في‬
‫الموطنين كيف كان يتحدث حتى نفهم سبب الختيار سنلحظ أن الكلم على القوم في الحجر أشد مما في هود ووصفهم بصفات أسوأ مما في هود‬
‫س ْلنَا إِلَى قَ ْو ٍم مّجْ ِرمِينَ (‪ ))58‬وفي هود (ِإنّا أُ ْرسِ ْلنَا إِلَى َقوْمِ‬
‫وذكر أمورا تتعلق بهم أكثر مما في هود‪ :‬قال في الحجر على لسان الملئكة (قَالُواْ ِإنّا أُرْ ِ‬
‫غيْ ُر مَ ْردُودٍ (‪))76‬‬ ‫ن (‪ ))66‬وفي هود (وَِإّنهُ ْم آتِيهِ ْم عَذَابٌ َ‬ ‫صبِحِي َ‬ ‫ن دَابِ َر هَؤُلء مَقْطُوعٌ مّ ْ‬ ‫لمْرَ أَ ّ‬ ‫ط (‪ ،))70‬وفي الحجر قال ( َوقَ َ‬
‫ض ْينَا إَِليْ ِه ذَِلكَ ا َ‬ ‫لُو ٍ‬
‫العذاب هنا ل يقتضي الستئصال أما في الحجر فهناك استئصال فما في الحجر إذن أشد مما في هود‪ .‬أقسم على حياة الرسول في الحجر على‬
‫س ْك َرتِهِ ْم َي ْع َمهُونَ (‪ ))72‬ولم يقسم في هود‪ .‬إذن ما ورد في الحجر في قوم لوط أشد مما ورد في هود وصفهم‬ ‫هؤلء فقال (َل َعمْ ُركَ ِإّنهُمْ َلفِي َ‬
‫حجَارَةً) ذكرهم هم ولم يذكرهم في هود فلما ذكرهم هم قال‬ ‫بالجرام وأنه سيتأصلهم وأنهم في سكرتهم يعمهون فذكرهم هم (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهِمْ ِ‬
‫وأمطرنا عليهم ولما لم يذكرهم قال وأمطرنا عليها هذه أخف‪ .‬أمطرنا عليهم أشد من أمطرنا عليها ذكر فأمطرنا عليهم في مقام الشدة والصفات‬
‫السيئة‪.‬‬
‫*هل الماء والغيث كلهما مطر؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن (‪ )84‬العراف) لم يستعمل القرآن المطر‬ ‫ج ِرمِي َ‬
‫ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُ ْ‬
‫ف كَا َ‬‫المطر يستعمله ال سبحانه وتعالى في العقوبات (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهِم مّطَرًا فَانظُ ْر َكيْ َ‬
‫سجّيلٍ (‪ )74‬الحجر) (وََأمْ َ‬
‫ط ْرنَا عََل ْيهِم‬ ‫ط ْرنَا عََل ْيهِمْ حِجَارَ ًة مّن ِ‬‫ت مَطَ َر السّ ْو ِء (‪ )40‬الفرقان) (وََأمْ َ‬ ‫طرَ ْ‬ ‫إل في العقوبة (وَلَ َقدْ َأتَوْا عَلَى ا ْلقَ ْريَةِ اّلتِي ُأمْ ِ‬
‫طرًا فَسَاء مَطَرُ ا ْلمُنذَرِينَ (‪ )173‬الشعراء) أما الغيث فيستعمله في الخير‪ .‬هذا في الستعمال القرآني أما في الحديث فاستعمل المطر للخير ولكن‬ ‫مّ َ‬
‫للقرآن خصوصية في الستعمال اللغوي نخصص لها إن شاء ال تعالى حلقات لنتحدث عنها لنه موضوع كبير‪ .‬والعرب فهمت هذا الفرق من‬
‫حمِي ُد (‪ )28‬الشورى)‪ .‬إذن في القرآن الكريم يذكر المطر للعذاب‪.‬‬ ‫ي الْ َ‬
‫ح َمتَهُ وَهُ َو الْوَلِ ّ‬
‫ث مِن َبعْ ِد مَا َقنَطُوا َويَنشُرُ َر ْ‬‫الستعمال‪( .‬وَهُوَ اّلذِي ُينَزّلُ ا ْل َغيْ َ‬
‫آية (‪:)77(-)75‬‬
‫ن (‪ )77‬ما الفرق بين‬ ‫منِي َ‬ ‫ة ل ِّل ْ ُ‬
‫مؤ ِ‬ ‫ك لي َ ً‬ ‫ن (‪ )75‬و( إ ِ َّ‬
‫ن ف ِي ذ َل ِ َ‬ ‫مي َ‬
‫س ِ‬ ‫ت ل ِّل ْ ُ‬
‫متَو َ ِّ‬ ‫ك ليَا ٍ‬ ‫*قال تعالى‪( :‬إ ِ َّ‬
‫ن ف ِي ذ َل ِ َ‬
‫م وَإِنَّهُ َ‬
‫ما‬ ‫منْهُ ْ‬ ‫استخدام الجمع في الولى والمفرد في الثانية‪ .‬ثم انتقل إلى المثنى بعد الجمع(فَانتَقَ ْ‬
‫منَا ِ‬
‫ن (‪)79‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫مبِي ٍ‬ ‫لَبِإ ِ َ‬
‫مام ٍ ُّ‬
‫ن (‪ ))73‬هذه آية‪( ،‬فَ َ‬
‫جعَ ْلنَا‬ ‫صيْحَ ُة مُشْ ِرقِي َ‬ ‫سمِينَ (‪ ))75‬هذه ذكرها تعقيبا على قوم لوط وذكر فيها عدة أمور قال (فََأ َ‬
‫خذَ ْتهُمُ ال ّ‬ ‫ك ليَاتٍ لّ ْل ُمتَوَ ّ‬
‫ن فِي ذَِل َ‬
‫(إِ ّ‬
‫حجَارَ ًة مّن سِجّيلٍ) هذه آية أخرى إذن هي آيات وليست آية واحدة لن كل واحدة منها آية‪.‬‬ ‫عَاِل َيهَا سَا ِفَلهَا (‪ ))74‬هذه آية أخرى‪( ،‬وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهِمْ ِ‬
‫والية يعني العلمة والمتوسمين هم المفكرين المتفرسين والمعتبرين‪ .‬في سياق القصة ذكر عدة أمور وعدة آيات وليست آية واحدة ذكر الصيحة‬
‫ن (‪ ))77‬عندما تكلم عن‬ ‫ل مّقي ٍم (‪ ))76‬أي الن الثار فقال (إِنّ فِي ذَِلكَ ليَةً لّ ْلمُؤ ِمنِي َ‬ ‫سبِي ٍ‬
‫وذكر عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة ثم قال (وَِإّنهَا َلبِ َ‬
‫ن (‪ ))79‬تكلم بعدها عن أصحاب اليكة‪ ،‬إنهما أي قوم لوط‬ ‫الثار هي آية واحدة (لية) أما تلك فهي آيات‪ .‬أما قوله تعالى (وَِإّن ُهمَا َلبِِإمَا ٍم ّمبِي ٍ‬
‫وأصحاب اليكة في طريق واحد تمرون عليهم‪ .‬إمام أي طريق‪ ،‬تمرون عليهم بعد سنين أصحاب اليكة وقوم لوط‪.‬‬
‫آية (‪:)88‬‬
‫*ما الفرق بين فعلى السى والحزن؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن عََل ْيهِ ْم (‪ )88‬الحجر)‪،‬‬
‫ل تَحْزَ ْ‬
‫كِل الفعلين يدل على الحزن عندنا حزِن يحزَن وحزَن يحزُن‪ ،‬حزِن يحزَن فعل لزم ليس متعديا تقول حزِن عليه و( َو َ‬
‫ح ُزنُنِي أَن َتذْ َهبُواْ بِ ِه (‪ )13‬يوسف)‪ .‬اللغة العليا‬
‫(فَلَا َيحْزُنكَ قَ ْوُلهُ ْم (‪ )76‬يس) (الكاف مفعول به)‪.‬حزِن يحزُن متعدي‪ ،‬حزنني وأحزنني (قَالَ ِإنّي َليَ ْ‬
‫حزَن‪ .‬الفعل أسي يأسى يسمونه الباب الرابع (لكيل ل تأسوا) وأسى بمعنى حزن أيضا ( َف َكيْفَ آسَى‬ ‫حزَن يحزُن وتستعمل أحزن أيضا‪ ،‬أحزن من َ‬
‫عَلَى قَوْ ٍم كَا ِفرِينَ (‪ )93‬العراف) هي أأسى‪ ،‬فهو أسي يأسى‪ ،‬كلهما يفيد الحزن لكن الفارق بين لكيل تحزنوا ولكيل تأسوا في الحزن مشقة أكثر‬
‫وشدة لنه قريب من معنى الحزْن الذي هو الغلظ والشدة في الرض (اللهم ل سهل إل ما جعلته سهلً وأنت تجعل الحزْن إذا شئت سهلً) الحزْن‬
‫أي الصعب وتقال للرض الصعبة‪ .‬إذن الحزن فيه غِلظ وشدة في الرض والحُزن هو الغلظ والشدة في النفس‪ .‬أيهما أثقل؟ الحُزن أثقل على النفس‬
‫من الحزْن ‪ ،‬الحزْن تجتازه وانتهى المر أما الحُزن فيبقى في النفس‪ .‬الحَزن فتحة والحُزن ضمة فاختاروا الضمة لما هو أثقل لنها تتناسب اللفظة‬
‫مع مدلولها أو المعنى ‪.‬‬
‫آية (‪:)92‬‬
‫ك لَن َ‬ ‫سأ َ ُ‬
‫سألَنَّهُ ْ‬
‫م‬ ‫ن (‪ )39‬الرحمجن) (فَوََرب ّ ِج َ َج ْ‬ ‫س َوَل َ‬
‫جا ٌّج‬ ‫ن ذ َنْب ِجهِ إِن ْج ٌ‬
‫ل عَج ْ‬ ‫مئِذٍ َل ي ُج ْ‬
‫*كيجف نوفجق بيجن اليتيجن(فَيَوْ َ‬
‫ن (‪ )92‬الحجر)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َ‬
‫معِي ْ َ‬
‫ج َ‬
‫أ ْ‬
‫هذه مواقف مختلفة يوم القيامة الموقف الول أنهم ل يُسألون مطلقا ثم يصير السؤال‪ ،‬الموقف الول خمسين ألف سنة ل يُسألون هذا الموقف قبل‬
‫الحساب ثم يكون الحساب والسؤال (لنسألنهم أجمعين)‪.‬‬
‫آية (‪:)98‬‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫ك ِبمَا‬ ‫صدْ ُر َ‬
‫ق َ‬ ‫ك يَضِي ُ‬ ‫في القرآن نلحظ أن ال تعالى يأمر بالكثار من التسبيح والذكر في المواطن التي تحتاج إلى صبر وفي الزمات (وََل َقدْ َنعْلَمُ َأنّ َ‬
‫ن (‪ )99‬الحجر) وأمره بالتسبيح في قوله (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ِإذَا‬ ‫حتّى َي ْأتِيَكَ ا ْل َيقِي ُ‬
‫عُبدْ َربّكَ َ‬ ‫ن (‪ )98‬وَا ْ‬ ‫جدِي َ‬
‫حمْدِ َربّكَ َوكُنْ مِنَ السّا ِ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫ن (‪َ )97‬ف َ‬
‫سبّ ْ‬ ‫يَقُولُو َ‬
‫ن (‪ )45‬النفال) ومداومة التسبيح تفرّج الكروب كما جاء في قصة يونس وهو في بطن الحوت (فَلَوْلَا‬ ‫َلقِيتُ ْم ِفئَ ًة فَا ْثبُتُوا وَاذْكُرُوا اللّ َه َكثِيرًا َلعَّلكُمْ ُتفْلِحُو َ‬
‫ن (‪ )144‬الصافات) فالذي نجّى يونس من بطن الحوت هو مداومته على التسبيح ( َوذَا‬ ‫طنِ هِ إِلَى يَوْ ِم ُي ْب َعثُو َ‬
‫ث فِي بَ ْ‬ ‫ن (‪ )143‬لََلبِ َ‬ ‫سبّحِي َ‬
‫ن مِ نَ ا ْل ُم َ‬
‫َأنّ هُ كَا َ‬
‫ن ( ‪ ))87‬والتسبيح وذكر ال هي‬ ‫ت مِ نَ الظّاِلمِي َ‬
‫سبْحَا َنكَ ِإنّي ُكنْ ُ‬
‫ت ُ‬‫ن نَ ْقدِ َر عََليْ هِ َفنَادَى فِي الظُّلمَا تِ أَ نْ لَا إِلَ هَ إِلّا َأ ْن َ‬ ‫ضبًا فَظَنّ أَ نْ لَ ْ‬ ‫ب ُمغَا ِ‬ ‫النّو نِ ِإذْ ذَهَ َ‬
‫أزكى العمال وأرفعها عند المليك‪ .‬فهو ترتيب منطقي جدا بعدما تضيق الصدور والقلوب نذكر اسم ربنا‪.‬‬

‫****تناسب بداية الحجر مع خاتمتها****‬


‫ن عِضِينَ (‪ ))91‬ذكر القرآن في أولها وآخرها‪ .‬قال‬ ‫جعَلُوا الْ ُقرْآَ َ‬‫ن (‪ ))1‬وفي خاتمتها قال (اّلذِينَ َ‬ ‫ن ُمبِي ٍ‬‫ب َوقُرْآَ ٍ‬‫قال تعالى في أولها (الر تِ ْلكَ َآيَاتُ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ت مِنَ الصّادِقِينَ (‪ ))7‬وفي الخر قال (ِإنّا كَ َف ْينَاكَ‬ ‫ن ُكنْ َ‬‫جنُونٌ (‪ )6‬لَ ْو مَا تَ ْأتِينَا بِا ْلمَلَا ِئكَةِ إِ ْ‬ ‫ل عََليْ ِه ال ّذكْرُ ِإّنكَ َلمَ ْ‬ ‫في أولها ( َوقَالُوا يَا َأّيهَا اّلذِي نُزّ َ‬
‫ن (‪))7‬‬ ‫ت مِنَ الصّا ِدقِي َ‬ ‫ن (‪ ))95‬الذين يقولون إنك لمجنون أليس هذا استهزاءً؟ إذن ذكر أنهم استهزأوا به أولً (لَ ْو مَا َت ْأتِينَا بِا ْلمَلَا ِئكَةِ إِ ْ‬
‫ن ُكنْ َ‬ ‫س َتهْ ِزئِي َ‬
‫ا ْلمُ ْ‬
‫ف َيعَْلمُونَ (‪ )96‬وَلَ َق ْد َنعْلَمُ َأّنكَ‬ ‫سوْ َ‬ ‫ن مَعَ اللّهِ إَِلهًا َآخَ َر فَ َ‬ ‫جعَلُو َ‬ ‫ن (‪ )95‬اّلذِي َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫س َتهْ ِزئِي َ‬
‫هذا استهزاء وفي آخر السورة ذكر المستهزئين (ِإنّا كَ َف ْينَاكَ ا ْلمُ ْ‬
‫ن (‪ ))99‬هم قالوا في الول إنك لمجنون‬ ‫حتّى َي ْأتِ َيكَ ا ْليَقِي ُ‬
‫عُبدْ َرّبكَ َ‬ ‫ن (‪ )98‬وَا ْ‬ ‫جدِي َ‬‫حمْدِ َرّبكَ َوكُنْ مِنَ السّا ِ‬ ‫ح بِ َ‬
‫سبّ ْ‬ ‫صدْ ُركَ ِبمَا يَقُولُونَ (‪ )97‬فَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫يَضِي ُ‬
‫وهو يعلم بما يقولون وفي الخر قال إنا كفيناك المستهزئين‪.‬‬
‫*****تناسب خواتيم الحجر مع فواتح النحل*****‬
‫عمّا‬
‫سبْحَانَهُ َو َتعَالَى َ‬ ‫ض عَنِ ا ْل ُمشْ ِركِينَ (‪ ))94‬وبداية النحل (َأتَى َأمْرُ اللّ ِه فَلَا تَ ْ‬
‫س َتعْجِلُوهُ ُ‬ ‫ص َدعْ ِبمَا تُ ْؤمَرُ وَأَعْرِ ْ‬‫قال تعالى في خواتيم الحجر (فَا ْ‬
‫ض بِالْحَقّ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ َ‬ ‫حقّ (‪ ))85‬وفي بداية النحل (خَلَقَ ال ّ‬ ‫ش ِركُونَ (‪ .))1‬في خواتيم الحجر قال ( َومَا خَلَ ْقنَا ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضَ َومَا َبيْ َن ُهمَا إِلّا بِالْ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫جلُو ُه (‪ ))1‬ذاك إخبار أن الساعة لتية‬ ‫ستَعْ ِ‬‫ن (‪ .))3‬في خواتيم الحجر (وَإِنّ السّاعَةَ لََآ ِتيَ ٌة (‪ ))85‬وفي بداية النحل (َأتَى َأمْرُ اللّ ِه فَلَا تَ ْ‬ ‫عمّا يُشْ ِركُو َ‬
‫َتعَالَى َ‬
‫في المستقبل والن أتى أمر ال‪ ،‬آتية‪ ،‬ستأتي‪ ،‬أتى أمر ال فل تستعجلوه‪ .‬هنا تغيّر الصيغة الفعلية من فعل أو مصدر أو إسم مجرد طيّ للزمن‬
‫وكأنها حدثت بالفعل ووقعت‪.‬‬

You might also like