20 طه

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 18

‫سورة طه‬

‫*تناسب خواتيم مريم مع فواتح طه*‬


‫قال في خواتيم سورة مريم ( َفِإّنمَا يَسّ ْرنَا ُه بِلِسَا ِنكَ ِلُتبَشّ َر بِهِ ا ْل ُمتّقِينَ َوُتنْذِ َر بِهِ قَ ْومًا ُلدّا (‪ ))97‬هذا القرآن وقال في بداية طه (مَا َأنْزَ ْلنَا عََل ْيكَ ا ْلقُرْآَنَ‬
‫ن كُلّ َم ْ‬
‫ن‬ ‫شقَى (‪ ))2‬أنزلناه لتبشر به المتقين ل لتشقى‪ .‬الكلم في القرآن وكأن الرسول كان يحمّل نفسه الكثير‪ .‬قال في خواتيم سورة مريم (إِ ْ‬ ‫ِلتَ ْ‬
‫حتَ الثّرَى (‪ ))6‬فما فيهما‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَ ْرضِ َومَا َبيْ َن ُهمَا َومَا تَ ْ‬ ‫ع ْبدًا (‪ ))93‬وفي طه قال (لَ ُه مَا فِي ال ّ‬ ‫حمَنِ َ‬
‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضِ إِلّا َآتِي الرّ ْ‬
‫فِي ال ّ‬
‫عبْدًا) الكل سوف يأتي ال سبحانه وتعالى‬ ‫ن َ‬‫حمَ ِ‬‫ومن فيهما له سبحانه‪ ،‬ما في السموات ومما في الرض له ومن فيهما عباده ولهذا قال (إِلّا َآتِي الرّ ْ‬
‫سمَعُ‬‫حدٍ أَ ْو تَ ْ‬‫س ِمنْهُ ْم مِنْ أَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل تُ ِ‬
‫ن هَ ْ‬
‫ن قَرْ ٍ‬ ‫له ما في السموات والرض يعني ملكية ومن في السموات عباده‪ .‬في ختام مريم قال ( َوكَ ْم أَهَْل ْكنَا َقبَْلهُمْ مِ ْ‬
‫ش َيهُ ْم (‪ ))78‬كم أهلكنا‪ ،‬خذوا مثلً‬ ‫ش َيهُ ْم مِنَ ا ْل َيمّ مَا غَ ِ‬ ‫جنُودِ ِه َفغَ ِ‬ ‫َل ُهمْ ِركْزًا (‪ ))98‬وفي بداية طه ذكر قصة فرعون إلى أن قال (فََأ ْت َبعَهُ ْم فِرْعَوْ ُ‬
‫ن بِ ُ‬
‫فرعون‪ .‬السورة وحدة واحدة كل سورة تسلم لما بعدها‪.‬‬
‫**هدف السورة‪ :‬السلم سعادة ل شقاء**‬
‫شقَى ) آية ‪ 1‬و ‪ 2‬وكأنما سبحانه يريد أن‬ ‫سورة طه مكية أيضا ومحور السورة يتمثل في الية الولى من السورة (طه * مَا أَنزَ ْلنَا عََل ْيكَ ا ْلقُرْآنَ ِلتَ ْ‬
‫يطمئن رسوله وأمته من بعده أن هذا المنهج لم يأت حتى يشقى الناس به إنما هو منهج يضمن السعادة لمن تبعه وطبّقه وإنما هو تذكرة وهوسبب‬
‫السعادة في الدنيا والخرة فل يعقل أن يكون المؤمن شقيا كئيبا مغتمّا قانطا من رحمة ال مهما واجهته من مصاعب ومحن في حياته وخلل‬
‫تطبيقه لهذا المنهج الربّاني فل بد أن يجد السعادة البدية بتطبيقه‪ .‬وهذا هو هدف سورة طه‪ .‬وهذا المنهج الذي أنزله ال تعالى لنا إنما جاء من عند‬
‫(الرحمن) فكيف يعقل أن يكون فيه شقاؤنا‪ .‬وكلنا يعلم معنى كلمة الرحمن‪ .‬وقد تكررت في السورة كثيرا فهو رحمن الدنيا والخرة ورحيمهما‬
‫يرحم خلقه أجمعين‪ .‬وهذه الية تؤكد وجود مصاعب في الحياة ومحن وتذكر لنا قصة موسى وتعرض لنا ما واجهه لكن دائما تأتي اليات فيها‬
‫ع ْينِي) آية ‪ 39‬آية فالمؤمن والقائم على منهج ال تعالى في‬ ‫علَى َ‬ ‫صنَعَ َ‬
‫حبّ ًة ّمنّي وَِلتُ ْ‬ ‫عَل ْيكَ مَ َ‬
‫رحمة ال تعالى بين آيات الصعوبات والمحن (وَأَلْ َق ْيتُ َ‬
‫سعادة ولو كان في وسط المحن فالسعادة والشقاء مصدرها القلب وقد يعتقد البعض أن من سيلتزم بهذا المنهج والدين سيكون شقيا ل يخرج من بيته‬
‫ول يضحك ول يخالط الناس وهذا هو السائد في أيامنا هذه وقد يكون هذا السبب الوحيد الذي يمنع الكثير من المسلمين من تطبيق المنهج لن‬
‫عندهم فكرة مغلوطة عن حقيقة السعادة والشقاء في تطبيق منهج ال‪.‬‬
‫صدْرِي) آية‬ ‫شرَحْ لِي َ‬ ‫ل رَبّ ا ْ‬ ‫سيدنا موسى عرف هذا المعنى فكان دائما يدعو ربه ليشرح له صدره مهما كانت الصعوبات التي سيواجهها (قَا َ‬
‫‪ ،25‬حتى سحرة فرعون لمّا آمنوا بال ورغم أنهم تعرضوا للذى من فرعون إل أنهم علموا أنهم سيحصلون على السعادة الحقيقية بتطبيق المنهج‬
‫حيَا َة ال ّدنْيَا) آية ‪ 72‬و( َو َم ْ‬
‫ن يَ ْأتِهِ‬ ‫ض مَا أَنتَ قَاضٍ ِإّنمَا تَ ْقضِي َهذِهِ الْ َ‬ ‫ط َرنَا فَاقْ ِ‬ ‫ك عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ ا ْل َبيّنَاتِ وَاّلذِي فَ َ‬ ‫في الدنيا والخرة (قَالُوا لَن نّ ْؤثِ َر َ‬
‫ت فَأُ ْوَل ِئكَ َلهُ ُم الدّرَجَاتُ ا ْلعُلَى) آية ‪ 75‬مع أن الموقف كان شديدا في مواجهة فرعون لكنهم أحسوا بالسعادة التي تغمرهم‬ ‫عمِلَ الصّالِحَا ِ‬ ‫مُ ْؤ ِمنًا َقدْ َ‬
‫باتباع الدين‪ .‬أما فرعون فكان في شقاء حيا وميتا وعندما تقوم الساعة أدخوا آل فرعون أشد العذاب‪ .‬إذن موسى والسحرة كانوا سعداء وفرعون‬
‫هو الشقي وذلك لنهم استشعروا السعادة في قربهم من ال تعالى وتطبيق منهجه الذي فرضه‪.‬‬
‫حمْلًا ) آية ‪ 100‬و ‪ :101‬تعلّق اليات على‬ ‫ن فِيهِ َوسَاء َلهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ ِ‬‫ل يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ وِ ْزرًا * خَاِلدِي َ‬ ‫حمِ ُ‬‫عنْهُ َفِإنّهُ يَ ْ‬
‫ض َ‬ ‫التعقيب على القصة‪( :‬مَنْ أَعْ َر َ‬
‫حمَلَ ظُ ْلمًا * َومَن‬ ‫ب مَنْ َ‬‫حيّ ا ْل َقيّومِ َو َقدْ خَا َ‬‫عنَتِ الْوُجُوهُ لِلْ َ‬ ‫مفهوم السعادة وتعطي نموذج لمن ل يطبق منهج ال تعالى كيف سيكون في شقاء (وَ َ‬
‫ضمًا ) آية ‪112-111‬‬ ‫ن فَلَا يَخَافُ ظُ ْلمًا وَلَا َه ْ‬ ‫ل مِنَ الصّالِحَاتِ وَهُ َو مُ ْؤمِ ٌ‬ ‫َي ْعمَ ْ‬
‫قصة آدم وحواء ‪ :‬السعادة في المنهج‪ :‬تعرض اليات نموذج آدم وكيف أن السعادة الحقيقية هي في طاعة ال تعالى فل شقاء (فَ ُق ْلنَا يَا آدَمُ إِنّ‬
‫جنّ ِة َفتَشْقَى) آية ‪.117‬‬ ‫جنّ ُكمَا مِنَ الْ َ‬‫ك فَلَا يُخْ ِر َ‬ ‫جَ‬ ‫عدُوّ ّلكَ َولِزَوْ ِ‬ ‫َهذَا َ‬
‫شقَى) اليات ‪ 123‬إلى (قَالَ‬ ‫ل وَلَا يَ ْ‬ ‫ي فَلَا يَضِ ّ‬ ‫عدُوّ َفِإمّا يَ ْأ ِت َينّكُم ّمنّي ُهدًى َفمَنِ ا ّتبَ َع ُهدَا َ‬
‫ض َ‬ ‫ضكُمْ ِل َبعْ ٍ‬ ‫جمِيعًا َبعْ ُ‬ ‫الشقاء بترك المنهج‪( :‬قَالَ ا ْهبِطَا مِ ْنهَا َ‬
‫ك آيَا ُتنَا َفنَسِي َتهَا َو َكذَِلكَ ا ْليَوْ َم تُنسَى) آية ‪ .126‬ونلحظ تكرار كلمة يشقى في السورة كثيرا‪ .‬فال تعالى يقول أن (فمن اتبع هداي فل يضل‬ ‫َكذَِلكَ َأتَ ْت َ‬
‫ول يشقى) وهذا كلم ال أفل نصدقه؟ يجب أن نصدقه لنه القول الحق وأنه من يَعرض عن ذكر ربه سيكون شقيا في الدنيا والخرة‪ .‬فعلينا أن‬
‫نتبع هدى ال تعالى لنحظى بسعادة الدارين فالمؤمن في سعادة في الدنيا وسعادة في الخرة‪.‬‬
‫شمْسِ‬ ‫ح ْمدِ َرّبكَ َقبْلَ طُلُوعِ ال ّ‬
‫سبّحْ بِ َ‬ ‫صبِ ْر عَلَى مَا يَقُولُونَ َو َ‬ ‫التعقيب الخير‪ :‬رضى ال تعالى هو أعلى درجات السعادة التي علينا أن ندركهها (فَا ْ‬
‫ك تَرْضَى) آية ‪.130‬‬ ‫ف ال ّنهَارِ َلعَّل َ‬
‫سبّحْ وََأطْرَا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ل غُرُوبِهَا َومِنْ آنَاء الّليْ ِ‬ ‫َو َقبْ َ‬
‫سميّت السورة (سورة طه) وهو اسم من أسماء المصطفى الشريفة على بعض القوال تطييبا لقلبه وتسلية لفؤاده عما يلقاه من صدود وعناد ولهذا‬
‫ابتدأت السورة بملطفته بالنداء (طه * مَا أَنزَ ْلنَا عََل ْيكَ الْ ُقرْآنَ ِلتَشْقَى)‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة طه***‬
‫آية (‪:)2‬‬
‫ن (‪ ))2‬وليطس‬
‫مبِي ٍط‬
‫م جاءت كلمطة (القرآن) فطي قوله تعالى (ططه(‪)1‬مطا أنزلنطا عليطك القرآن لتشقطى ُ‬
‫*ل ِط َ‬
‫الكتاب؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ما ُذكِر فيها الكتاب وحده ولم يُذكر القرآن تتردد لفظة الكتاب في السورة أكثر من لفظة القرآن والعكس صحيح‪ .‬وإذا اجتمع اللفظان في آية يتردد‬
‫ذكرهما بصورة متقابلة بحيث ل يزيد أحدهما عن الخر إل بلفظة واحدة في السورة كلها‪.‬‬
‫هذا النسق لم يختلف في جميع السور التي تبدأ بالحرف المقطعة وهي مقصودة وليست اعتباطية حتى في سورة طه بدأت بلفظة القرآن وترددت‬
‫لفظة القرآن ثلث مرات في السورة بينما ترددت لفظة الكتاب مرة واحدة ‪.‬‬
‫آية (‪:)4‬‬
‫)أيهما أصح أن يقال اللهم إني أسألك بصفاتك العليا أو صفاتك العل؟ (د‪.‬فاضل السامرائى*‬
‫سنَى (‪ )24‬الحشر) الحسنى‬‫سمَاء ا ْلحُ ْ‬
‫الفراد في غير العاقل هو أكثر من الجمع‪ ،‬العل جمع والعليا مفرد وكلهما صحيحة لكن أيها الولى؟ (لَهُ ا ْلأَ ْ‬
‫سمَاوَاتِ ا ْلعُلَى (‪ )4‬طه) العل جمع عليا (العل جمع والسموات سبع)‪ .‬المفرد في الصفات مع‬ ‫مفرد والسماء ‪ 99‬جمع‪( ،‬تَنزِيلًا ّممّنْ خََلقَ الَْأرْضَ وَال ّ‬
‫غير العاقل تفيد أكثر من الجمع يعني عندي أشجار كثيرة أكثر من أشجار كثيرات‪ ،‬أشجار كثيرات قليلة وأشجار كثيرة كثيرة‪ .‬المفرد مع غير‬
‫العاقل أكثر من الجمع‪ .‬الصفات جمع كثيرة فنقول العليا ويصح العل لكن أولى أن يقال العليا كما نقول الجذاع انكسرن والجذوع انكسرت‪،‬‬
‫وأكواب موضوعة ما قال موضوعات فإذا جمع يكون قليلة ويقول غرف مبنية ل يقول غرف مبنيات‪ .‬إذا أفرد الصفة في غير العاقل تكون كثيرة‬
‫وإذا جمع يكون أقل‪ .‬اللغة العلى أن يقال الصفات العليا والسماء الحسنى بالفراد‪ ،‬السموات العل بالجمع جمع عليا عل‪ ،‬هذه قاعدة لغوية‪.‬‬
‫* من قصة موسى عليه السلم فى سورة طه‪:‬‬
‫القصة في القرآن الكريم نجدها أحيانا مكرّرة ترد هنا وترد هنا وترد هنا‪ .‬للتربية والعِظة وأحيانا للجابة عن تساؤلت‪ .‬قصة موسى من‬
‫القَصص التي تتكرر بكثرة والسِ ّر في ذلك هو أن حياة موسى والحداث التي مرت بحياته متعددة ومتفرقة وطويلة تصلح أن تكون دروسا كثيرة‬
‫للمجتمع المسلم سواء كان في زمن الرسول أو في الزمان المقبلة إلى قيام الساعة‪ .‬القرآن الكريم يأخذ لقطة من القصة أحيانا‪ :‬لحظ مثلً قصة‬
‫إبراهيم أيضا تكررت لكن ليس بهذه الكثرة‪ ،‬قصة لوط موجزة جدا ومختصرة‪ ،‬قصة إبراهيم فيها طول وأطول القصص قصة موسى ‪.‬فلما‬
‫نأتي إلى اللقطات من قصة موسى نجدها في كل موقع لها تخصصها ولها أهميتها‪.‬‬
‫ل للواقعة بما يناسب جو السورة‪ ،‬فلما يكون جو السورة جو قوة تكون اللفاظ‬ ‫موسى لم يكن يتكلم العربية وإنما هو كلم ال سبحانه وتعالى‪.‬نق ٌ‬
‫التي تأتي قوية‪ ،‬لما يكون الجو ضعف تكون اللفاظ ضعيفة‪.‬‬
‫ج ُد عَلَى النّا ِر ُهدًى)‪.‬‬
‫ت نَارًا َلعَلّى آتِيكُم ِمنْهَا بِ َق َبسٍ أَوْ أَ ِ‬
‫قال تعالى (ا ْذ قَالَ ِلأَهْلِ ِه ا ْم ُكثُوا ِإنّي َآنَسْ ُ‬
‫رأى النار وآنسته يعني أحس فيها بالُنس والطمئنان‪ .‬هو كان مع أهله على فرض أنه وُلِد له فأكبر أولده عمره تسع سنوات هذا إذا قضى العشر‬
‫سنوات‪ .‬ولما يقول الهل في لغة القرآن الكريم في الغالب تعني الزوجة والذرية إذا معه ذرية‪.‬‬
‫(آنست نارا) لنهم لم يألفوا ضوءا إل من نار‪ ،‬رأى نارا فاتجه إليها لن عادة الناس في الصحراء والمناطق المفتوحة التي يعرّض النسان فيها‬
‫للضلل والتيه يوقدون نارا ولكن موسى لم يجد نارا حقيقية وإنما كان هناك هذا الضوء الذي رآه ‪،‬هي ليست نارا لنها لم تحرقه وليس هناك‬
‫وقود فلما رأى الضوء قال هي النار فبقي السرد كله على أنها نار كما تخيّلها‪ .‬فلما وصل إليها وكانت نارا لكن ليست بنار‪ ،‬غير محرقة‪ ،‬ل تُحرِق‬
‫ولم يجد شيء يحترق ولم يجد أحدا وال سبحانه وتعالى أزال وحشته بهذا الخطاب المباشر وثبّت قلبه باليات وبُلّغ بالرسالة وخوطب ثم نزل‪.‬‬
‫(لعلّي) متردد يعني قد‪ ،‬الحالة النفسية لموسى هي حالة إنسان في هذه البرية‪ ،‬في ظلمة ورأى نارا فأراد أن يستنجد بها‪ .‬هذا نوع من التخيير قد‬
‫أجد هذا وقد أجد هذا‪ .‬ومن خلل النصوص يظهر أنه كان عنده من العزم واليمان والثقةفى ال وعنده في الوقت نفسه شيءمن الخوف والتردد‬
‫فالحالتان موجودتان‪.‬‬
‫*ما وجه الختلف بين (أتاها) في سورة طه و(جاءها)في سورة النمل؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫المجيء والتيان معناه أنه وصل للمكان‪ ،‬ولكن ل بد أن ننظر في السياق (فلما جاءها)فى سورة النمل تتناسب مع جو القوة‪ .‬وتردد الكلمات في‬
‫القرآن تأتي حسب سياق اليات قال تعالى فى سورة طه‪(:‬فلما أتاها نودي يا موسى) تكرر لفظ التيان أكثر من ‪ 15‬مرة والمجيء ‪ 4‬مرات‪.‬‬
‫(فلما أتاهانودي) البناء للمجهول هو نوع من التعظيم والتفخيم ل سبحانه وتعالى الذي نادى‪.‬‬
‫قال عز وجل‪(:‬إنني أنا ال)خاطب موسى بالفراد لم يقل نحن لنه ل ينسجم هنا فالمقام توحيد وليس مقام خلق‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫* الكلم لموسى في سورة طه (إِنِّي أَنَا َرب ُّ َ‬
‫ه َل‬
‫ك َ (‪ )12‬طه) ثم قال بعدها (إِنَّنِي أنَا الل ّ ُ‬ ‫خلَعْ نَعْلَي ْ َ‬ ‫ك فَا ْ‬
‫إل َطه إَّل أَن ا (‪ ))14‬وفطي سطورة النمطل (ي ا مو سى إن َ َ‬
‫م (‪ ))9‬فمطا الفرق بينهطا؟‬ ‫ه الْعَزِيُز ال ْ َ‬
‫حكِي ُط‬ ‫ه أن َطا الل ّط ُ‬ ‫ِ ّط ُ‬ ‫َط ُ َط‬ ‫ِ َ ِ َط‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إني وإنني‪ ،‬إنني آكد من إني في زيادة النون وحتى يقولون في الساميات القديمة‪ :‬إنني آكد من إني‪( .‬إنني) عبارة عن (إن) مع نون الوقاية مع الياء‪.‬‬
‫ن من دون نون الوقاية والياء‪ .‬نون الوقاية يمكن حذفها هنا تقول إنني وتقول إني إذن حذفها ممكن فلماذا يؤتى بها؟ قلنا لزيادة التوكيد‪ ،‬إنّ‬ ‫(إني) إ ّ‬
‫مؤكدة وإنني زيادة في التوكيد حتى الدارسين للغات القديمة يقولون في اللغة السامية إنني آكد من إن يستعملون نون مؤكدة أخرى لن النون مؤكدة‬
‫غرِينَ (‪ )32‬يوسف) وللتوكيد أيضا‪ .‬هي النون تؤكد الفعال وتؤكد السماء ويؤتى بها في آخر‬ ‫جنَنّ وََل َيكُونًا مّنَ الصّا ِ‬
‫في السماء والفعال (َليُسْ َ‬
‫الفعل المضارع والمر للتوكيد ويؤتى بها في أول السماء للتوكيد‪ .‬إذا جيء بها في أول السماء هي مثقّلة ل ينطق بها لن أولها ساكن فيؤتى‬
‫بالهمزة حتى يُنطق الساكن فصارت إنّ‪ .‬هي في أصلها نون بدون همزة النون في الفعل ليس فيها همزة تتصل بالفعل مباشرة ل تحتاج إلى همزة‬
‫وهذه تتصل بالسم ل يمكن أن ينطق بها أصلً لن الول ساكن والعرب ل تبدأ بالساكن كل مُشدّد أوله ساكن فالعرب ل تبدأ بالساكن فجاؤا‬
‫بالهمزة لينطق بالساكن فصارت إن وأن وليس هذا فقط وإنما هي مع الفعال الفعل يبنى على الفتح وفي السماء السم ينصب معها‪ .‬إذن إنّ‬
‫للتوكيد‪ ،‬النون هي توكيد السماء والفعال تقع في آخر الفعل وفي أول السم هذا تفتحه وهذا تنصبه إذن النون آكد‪ .‬يبقى لماذا هنا آكد من ذلك؟‬
‫خلَعْ َنعَْل ْيكَ ِإّنكَ بِا ْلوَادِ ا ْل ُم َقدّسِ طُوًى (‪ )12‬طه) يخلع نعليه لنه بالواد المقدس‪ .‬تستمر‬ ‫ك فَا ْ‬ ‫ننظر اليات (فََلمّا َأتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (‪ِ )11‬إنّي َأنَا َرّب َ‬
‫عُبدْنِي َوَأقِمِ الصّلَاةَ ِل ِذكْرِي (‪ ))14‬هذا أمر بالستماع‪ .‬هذا في مقام التوحيد‬ ‫س َتمِعْ ِلمَا يُوحَى (‪ِ )13‬إنّنِي َأنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا َأنَا فَا ْ‬ ‫ك فَا ْ‬‫ختَ ْر ُت َ‬
‫اليات (وََأنَا ا ْ‬
‫والعبادة وفي الية السابقة اخلع نعليك ولم يقل فيها استمع أما الية الثانية فطلب منه الستماع لن المر الذي سيلقيه إليه أهم من خلع النعل‪ .‬الكلم‬
‫عُبدْنِي َوَأقِمِ الصّلَا َة ِلذِكْرِي (‪ )14‬إِنّ السّاعَةَ ءَاتِيَةٌ َأكَادُ أُ ْ‬
‫خفِيهَا‬ ‫من ال تعالى في اليتين لكن الكلم بعضه أهم من بعض‪ِ( .‬إنّنِي َأنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا َأنَا فَا ْ‬
‫سعَى (‪ )15‬طه) تبليغات في العقيدة ورسالة وليست كـ(اخلع نعليك) ليسا منزلة واحدة قطعا‪ .‬شبيه بها في كلم سيدنا إبراهيم‬ ‫س بِمَا تَ ْ‬ ‫ل نَ ْف ٍ‬
‫جزَى كُ ّ‬ ‫ِلتُ ْ‬
‫ن (‪ )78‬النعام) (وَِإ ْذ قَا َ‬
‫ل ِإبْرَاهِيمُ لَِأبِيهِ َوقَ ْومِهِ ِإّننِي‬ ‫ل يَا قَ ْومِ ِإنّي بَرِي ٌء ّممّا تُشْ ِركُو َ‬ ‫ت قَا َ‬‫ل هَـذَا َربّي هَـذَآ َأ ْكبَ ُر فََلمّا َأفََل ْ‬ ‫س بَازِغَ ًة قَا َ‬‫شمْ َ‬ ‫(فََلمّا رَأَى ال ّ‬
‫بَرَاء ّممّا َتعْ ُبدُونَ (‪ )26‬الزخرف) ذاك في مقام تبليغ لبيه وقومه فقال بريء وهنا مقام براء‪ ،‬براء مصدر أو تحويل إلى الصفة المشبهة وكلهما‬
‫أقوى من بريء‪ ،‬هذا إخبار بالمصدر عن الذات هذا ل يؤتى إل في مقام التجوز تقول هو سعيٌ له أو هو ساعٍ؟ هو سعيٌ‪ ،‬تخبر بالمصدر عن‬
‫الذات‪ .‬الخبار بالمصدر عن الذات أي تحول الذات إلى مصدر (إنني براء) أقوى من بريء‪ .‬براء مصدر وبريء صفة مشبهة‪ ،‬يقال هو قدوم وهو‬
‫قادم ل تقول بصورة قياسية إل في مواطن تجوّزا‪ ،‬الخبار بالمصدر عن الذات تجوّز‪ .‬لهذا قال (إنني براء) حولها إلى ما هو أوكد وأبلغ من بريء‬
‫(إنني براء) لنه في مقام تبليغ وقوة في الكلم فقال إنني‪.‬‬
‫حكِي ُم (‪ )9‬النمل) هذا ضمير الشأن الذي فيه التفخيم والتعظيم‪( .‬إنه) الهاء ضمير الشأن‪ .‬ضمير الشأن هو أو هي‬ ‫أما (يَا مُوسَى ِإنّهُ َأنَا اللّهُ ا ْل َعزِيزُ الْ َ‬
‫فقط لنه يعود على الشأن والشأن يعبر عنه بـ هو أو هي‪ .‬يأتي بإن وأخواتها أي النواسخ (ظننته‪ ،‬إنه‪ ،‬إنها) يسموه ضمير القصة والشأن لكن لما‬
‫يكون مؤنثا يسمونه ضمير القصة لنه يعود على القصة مؤنث كلمة الشأن مذكر والقصة مؤنث (هي الدنيا تُغرّر تابعيها) هي ضمير الشأن لن‬
‫حكِيمُ)‬
‫الشأن هو القصة يقال ضمير القصة عندما يفسر في جملة فيها مؤنث ولما يفسر في جملة فيها مذكر يقال ضمير الشأن‪ِ( .‬إنّهُ َأنَا اللّ ُه ا ْلعَزِيزُ الْ َ‬
‫سبْحَانَ اللّ هِ رَبّ ا ْلعَاَلمِي نَ (‪ )8‬يَا مُو سَى ِإنّ هُ َأنَا اللّ هُ ا ْلعَزِيزُ‬
‫ك مَن فِي النّارِ َومَ نْ حَوَْلهَا َو ُ‬
‫هذا في مقام التفخيم والتعظيم‪( .‬فََلمّا جَاءهَا نُودِ يَ أَن بُورِ َ‬
‫حكِي ُم (‪ )9‬النمل) هذا تعظيم وتنزيه‪ ،‬هذا يسمونه ضمير التعظيم‪.‬‬ ‫الْ َ‬
‫آية (‪:)18‬‬
‫*ما نوع السؤال في القرآن في قوله تعالى (وما تلك بيمينك يا موسى)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ال تعالى يسأل عباده وهو أعلم بهم وفي الحديث القدسي يسأل ال تعالى ملئكته كيف تركتم عبادي؟ وهو أعلم بهم ويسأل قبضتم ولد عبدي؟ وهو‬
‫أعلم ولكن هذا السؤال هو تقرير أو يقرره ال تعالى لهؤلء عموما وعندما سأل موسى (وما تلك بيمينك يا موسى) أراد أن يتثبت موسى أن ما‬
‫في يده عصا حتى اذا انقلبت الى حية تسعى يشعر بقوة المعجزة وعظمها ولذا ولّى موسى مدبرا ولم يعقّب بعد ان انقلبت عصاه حية تسعى‪.‬‬
‫فالسؤال هو لتثبيت ما بيده لكن موسى أراد أن يتقرب الى ال تعالى بكثرة الكلم المفيد وهذه فرصة ليتكلم مع ربه فلم يكن جوابه (عصا) وإنما قال‬
‫ي فِيهَا مََآرِبُ ُأخْرَى (‪ )18‬وأراد أن يطيل الكلم خوفا من أن يكون ما حصل معه امتحانا له‬ ‫غ َنمِي وَلِ َ‬
‫ش ِبهَا عَلَى َ‬
‫ي عَصَايَ َأتَ َوكُّأ عََل ْيهَا وَأَ ُه ّ‬ ‫ل هِ َ‬
‫(قَا َ‬
‫ن مَ ْريَمَ أََأ ْنتَ ُقلْتَ لِلنّاسِ‬
‫وهذا هو الغرض من السؤال وال تعالى يسأل عباده عما هو أعلم به كما سأل عيسى عليه السلم (وَِإذْ قَالَ اللّ ُه يَا عِيسَى ابْ َ‬
‫ن دُونِ اللّهِ) والهدف هو تقرير المر وتثبيته‪.‬‬ ‫خذُونِي وَُأمّيَ إَِل َهيْنِ مِ ْ‬
‫اتّ ِ‬
‫*ماالفرق بيططن دللة كلمططة (منسططأته )فططي آيططة سططورة سططبأ و(عصططاى )فططى سططورة طططه؟ (د‪.‬فاضططل‬
‫السامرائى)‬
‫ل مِنسََأتَهُ فََلمّا خَ ّر َت َبيّنَتِ ا ْلجِنّ أَن لّ ْو كَانُوا َيعَْلمُونَ ا ْل َغيْبَ مَا‬
‫ض تَ ْأكُ ُ‬
‫ت مَا دَّلهُ ْم عَلَى مَ ْوتِهِ إِلّا دَابّةُ ا ْلأَرْ ِ‬
‫ض ْينَا عََليْهِ ا ْلمَوْ َ‬
‫قال تعالى في سورة سبأ (فََلمّا قَ َ‬
‫ن {‪ ،)}14‬والمنسأة هي العصى‪ .‬نسأ في اللغة لها دللتين نسأ البعير إذا جرّه وساقه والمنسأة هي عصى عظيمة تُزجر بها‬ ‫ب ا ْل ُمهِي ِ‬
‫َل ِبثُوا فِي ا ْلعَذَا ِ‬
‫البل لتسوقها ونسأ بمعنى أخّر الشيء (النسيء)أى التأخير‪ .‬فلماذا اذن استعمل كلمة منسأة ولم يستعمل كلمة عصى؟في قصة سليملن هذه العصى‬
‫كانت تسوق الجنّ إلى العمل مع أن سليمان كان ميتا إلى أن سقطت العصى وسقط سليمان فكما أن الراعي يسوق البل لتسير فهذه المنسأة كانت‬
‫تسوق الجنّ‪ .‬والمنسأة كأنها مدّت حكم سليمان فهي أخّرت حكمه إلى أن سقط‪ .‬فاستعمالها في قصة سليمان أفاد المعنيين واستعمالها من الجهتين‬
‫اللغويتين في غاية البيان من جهة السوق ومن جهة التأخير‪.‬‬
‫ش بها على غنمه‬ ‫خرَى {‪ )}18‬ليه ّ‬ ‫ي فِيهَا مَآ ِربُ أُ ْ‬ ‫غنَمِي َولِ َ‬ ‫ي عَ صَايَ َأتَ َوكُّأ عََل ْيهَا وَأَهُشّ ِبهَا عَلَى َ‬ ‫ل هِ َ‬‫أما في قصة موسى فاستعمل كلمة العصى (قَا َ‬
‫وبها رحمة بالحيوان وعكس الولى ول يناسب استخدام كلمة منسأة‪.‬‬
‫آية (‪:)20‬‬
‫* ورد في القرآن الكريم ذكر عصى موسى بأوصاف مختلفة مرة جان ومرة ثعبان ومرة حية فما‬
‫الفرق بينها؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫المعنى اللغوي للكلمات‪ :‬الجان هي الحية السريعة الحركة تتلوى بسرعة‪ ،‬الثعبان هو الحية الطويلة الضخمة ال ّذكَر‪ ،‬الحية عامة تشمل الصغيرة‬
‫والكبيرة فالثعبان حية والجان حية‪ .‬الحية عامة تطلق على الجميع أما الثعبان فهو الذكر الضخم الطويل والجان هو الحية سريعة الحركة‪ .‬ننظر‬
‫كيف استعملها؟‬
‫ن مّبِينٌ (‪)32‬‬ ‫ن ّمبِينٌ (‪ )107‬العراف) (فَأَ ْلقَى عَصَا ُه فَِإذَا هِ َ‬
‫ي ُث ْعبَا ٌ‬ ‫ي ُثعْبَا ٌ‬
‫كلمة ثعبان لم يستعملها إل أمام فرعون في مكانين ( َفأَلْقَى عَصَاهُ َفِإذَا ِه َ‬
‫الشعراء) وذلك لخافة فرعون ثعبان ضخم يُدخل الرهبة في قلبه فذكر الثعبان فقط أمام فرعون‪.‬‬
‫ب يَا مُوسَى َأ ْقبِلْ وَلَا‬ ‫ق عَصَاكَ فََلمّا رَآهَا َت ْهتَ ّز كََأّنهَا جَانّ وَلّى ُم ْدبِرًا وَلَ ْم ُيعَقّ ْ‬ ‫كلمة الجان ذكرها في موطن خوف موسى في القصص (وَأَنْ َألْ ِ‬
‫ف َلدَيّ‬ ‫ب يَا مُوسَى لَا َتخَفْ ِإنّي لَا يَخَا ُ‬ ‫ك فََلمّا رَآهَا َت ْهتَزّ َكَأّنهَا جَانّ َولّى ُمدْبِرًا َولَ ْم ُيعَقّ ْ‬
‫عصَا َ‬
‫ق َ‬‫خفْ ِإّنكَ مِنَ الْآمِنِينَ (‪ ))31‬وفي النمل (وَأَلْ ِ‬‫تَ َ‬
‫ن (‪ ))10‬تتلوى وهي عصا واختيار كلمة جان في مقام الخوف (يَا مُوسَى لَا تَخَفْ) في القصص (فََلمّا رَآهَا َتهْتَ ّز كََأّنهَا جَانّ) عصا يلقيها‬ ‫ا ْلمُرْسَلُو َ‬
‫تكون جان واختيار كلمة جان والنسان يخاف من الجان والخوف والفزع‪ .‬الجان دللة الحركة السريعة‪ ،‬عصاه تهتز بسرعة‪ .‬الجان يخيف أكثر من‬
‫الثعبان فمع الخوف استعمل كلمة جان وسمي جان لنه يستتر بمقابل النس (النس للظهور والجن للستر) هذا من حيث اللغة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬كيف رآها وفيها معنى الستتار؟‬
‫قد يظهر الجان بشكل أو يتشكل بشكل كما حدث مع أبو هريرة‪ ،‬قد يظهر الجان بشكل من الشكال‪ .‬كلمة (فََلمّا رَآهَا َتهْتَ ّز كََأّنهَا جَانّ) إضافة إلى‬
‫أنها حية صغيرة تتلوى بسرعة إضافة إلى إيحائها اللغوي يُدخل الفزع لذلك استعملها في مكان (يَا مُوسَى َأ ْقبِلْ وَلَا تَخَفْ)‪ .‬كلمة ثعبان أو حية ل‬
‫تعطي هذه الدللة‪ .‬أناس كثيرون يمسكون الحية أو الثعبان ويقتلونها وفي الهند يمسكون بالثعبان‪ .‬كل كلمة جعلها تعالى في مكانها‪.‬‬
‫سُنعِيدُهَا سِي َر َتهَا ا ْلأُولَى (‪ )21‬طه) لم يقل أن‬
‫ف َ‬ ‫سعَى (‪ )20‬قَالَ ُ‬
‫خذْهَا َولَا تَخَ ْ‬ ‫حيّ ٌة تَ ْ‬
‫الحية جاءت في مكان واحد لبيان قدرة ال تعالى (فَأَ ْلقَاهَا َفِإذَا ِهيَ َ‬
‫موسى هرب أو فزع‪ .‬ذكر ثعبان مع فرعون لنه مخيف وذكر جان مع موسى لنها تدخل الرعب على قلب موسى‪ .‬ذكر ثعبان مرتين أمام فرعون‬
‫وجان مرتين أمام موسى‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لماذا لم يذكر جان مع فرعون؟‬
‫لنه مع المل الموجودين إذا كانوا مئات وتأتي بجان واحد ماذا يؤثر؟ لذا اختار ثعبان لنه يحتاج إلى ضخامة وقوة‪.‬‬
‫*ما دللة استخدام الواو ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هنالك رأي أن الواو عطف على عِلّة محذوفة مقدرة ‪ ،‬هنالك أمر مقدر نعطف عليه هذا يجوز في اللغة والسياق في الية يحتمل‪ .‬عندنا العطف‬
‫على مقدر موجود في القرآن كثيرا‪.‬‬
‫جعَلَهُ َآيَةً‬
‫ن وَِلنَ ْ‬
‫ل َرّبكِ هُ َو عََليّ َهيّ ٌ‬ ‫ك َب ِغيّا (‪ )20‬قَالَ َكذَِل ِ‬
‫ك قَا َ‬ ‫سنِي بَشَ ٌر وَلَمْ َأ ُ‬
‫غلَا ٌم وَلَ ْم َيمْسَ ْ‬
‫ت َأنّى يَكُونُ لِي ُ‬
‫لما قال ربنا تعالى في سيدنا عيسى (قَالَ ْ‬
‫ضيّا (‪( ))21‬ولنجعله) على ماذا معطوفه؟ هل خلق عيسى فقط ليجعله آية للناس؟ هذه واو عاطفة‪ ،‬على ماذا‬ ‫حمَ ًة ِمنّا َوكَانَ َأمْرًا مَ ْق ِ‬
‫لِلنّاسِ َورَ ْ‬
‫عطفها؟ هل خلق عيسى فقط ليجعله آية للناس أو هناك أمورا أخرى؟ هنالك أمور أخرى لكنه لم يذكرها والن ذكر (ولنجعله آية للناس)‪ .‬يقدرون‬
‫المحذوف بمعنى ليكون نبيا ورسولً ولنجعله آية للناس‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪33‬‬
‫ك كَثِيًرا (‬
‫ح َ‬
‫سب ِّ َ‬ ‫* ما الفرق بين الذكر والتسبيح ولماذا قدم الذكر على التسبيح في قوله تعالى (ك َ ْ‬
‫ي نُ َ‬
‫ك كَثِيًرا (‪ )34‬طه)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪ )33‬وَنَذ ْكَُر َ‬
‫أولً الذكر أعم من التسبيح والتسبيح هو ذِكر‪ .‬الذِكر أعم يشمل التسبيح والتحميد والتهليل فهو علم والتسبيح قسم منه فإذن التسبيح أخص من الذكر‬
‫س َتغْ ِفرْ‬
‫عدَ اللّ ِه حَقّ وَا ْ‬ ‫صبِرْ إِنّ وَ ْ‬‫فكل تسبيح ذكر وليس كل ذكر تسبيح‪ .‬فهو نوع من أنواع الذكر إذن الذكر أعمّ‪ .‬نرى كيف يستعمل القرآن الذكر (فَا ْ‬
‫لبْكَا ِر (‪ )41‬آل عمران) الذكر لم يجعل له وقتا (وَاذْكُر‬ ‫ح بِا ْلعَشِيّ وَا ِ‬ ‫شيّ وَا ْلِإ ْبكَا ِر (‪ )55‬غافر) (وَا ْذكُر ّرّبكَ َكثِيرًا وَ َ‬
‫سبّ ْ‬ ‫ح ْمدِ َرّبكَ بِا ْلعَ ِ‬
‫ح بِ َ‬
‫سبّ ْ‬
‫ِلذَن ِبكَ وَ َ‬
‫ن آ َمنُوا ا ْذكُرُوا اللّ َه ِذكْرًا‬
‫ل ْبكَارِ) فلما كان التسبيح أخص خصص الوقت‪ .‬مثلها (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬ ‫شيّ وَا ِ‬
‫ح بِا ْلعَ ِ‬
‫سبّ ْ‬
‫ّرّبكَ َكثِيرًا) وخصص في التسبيح (وَ َ‬
‫حكَ َكثِيرًا (‪)33‬‬ ‫سبّ َ‬ ‫سبّحُو ُه ُبكْرَةً وَأَصِيلًا (‪ )42‬الحزاب) الخص خصص والعم أطلق‪ .‬أما لماذا قدّم التسبيح في آية سورة طه (كَ ْ‬
‫ي نُ َ‬ ‫َكثِيرًا (‪ )41‬وَ َ‬
‫طغَى (‪ )45‬طه) في حالة‬ ‫عَليْنَا َأوْ أَن يَ ْ‬‫َو َن ْذكُ َركَ َكثِيرًا (‪ ))34‬كان موسى في حالة خوف أو في حالة ترقب خوف (قَالَا َرّبنَا ِإّننَا نَخَافُ أَن يَفْ ُرطَ َ‬
‫ضبًا فَظَنّ‬ ‫خوف أن يفعل بهم فرعون ما يفعل من سوء والتسبيح ينجي من الغم وينجي من الكرب وربنا أخبر عن ذي النون ( َوذَا النّونِ إِذ ذّهَبَ ُمغَا ِ‬
‫ج ْينَا ُه مِنَ ا ْلغَمّ َو َكذَِلكَ نُنجِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ (‪)88‬‬ ‫ج ْبنَا لَهُ َونَ ّ‬ ‫ت مِنَ الظّاِلمِينَ (‪ )87‬فَا ْ‬
‫ستَ َ‬ ‫سبْحَا َنكَ ِإنّي كُن ُ‬‫أَن لّن نّ ْقدِ َر عََليْ ِه َفنَادَى فِي الظُّلمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلّا أَنتَ ُ‬
‫ن (‪ )98‬الحجر) لن التسبيح ينجي‬ ‫جدِي َ‬ ‫حمْدِ َرّبكَ َوكُن مّنَ السّا ِ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫ن (‪ )97‬فَ َ‬
‫سبّ ْ‬ ‫صدْ ُركَ ِبمَا يَقُولُو َ‬
‫النبياء) وربنا قال للرسول (وََل َقدْ َنعْلَمُ َأّنكَ َيضِيقُ َ‬
‫حكَ َكثِيرًا) فبدأ بما يذهب الهم ويذهب الغم وينجي من‬ ‫سبّ َ‬
‫ي نُ َ‬
‫من الضيق والغم ويذهب الهم والكرب والخوف‪ .‬لما كان موسى في حالة خوف قال (كَ ْ‬
‫الخوف‪ .‬إذن التسبيح أخص من الذكر والذكر أعم‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪22‬‬
‫* ما الفرق بين السوء والسيئات؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫السيئة هي فعل القبيح وقد تُطلق على الصغائر‪ .‬السوء كلمة عامة سواء في العمال أو في غير العمال‪ ،‬ما ُيغَمّ النسان يقول أصابه سوء‪ ،‬الفة‪،‬‬
‫غيْرِ سُو ٍء آيَةً ُأخْرَى (‪ )22‬طه) أي من غير مرض‪ ،‬من غير عِلّة‪،‬‬ ‫ن َ‬‫ج َبيْضَاء مِ ْ‬‫ك تَخْرُ ْ‬ ‫حَ‬ ‫جنَا ِ‬
‫ضمُ ْم َي َدكَ ِإلَى َ‬ ‫المرض‪ ،‬لما يقول تعالى لموسى (وَا ْ‬
‫ب (‪ )5‬النمل) كلمة سوء عامة أما السيئة فهي فعل قبيح‪ .‬المعصية عموما قد تكون صغيرة أو كبيرة‪،‬‬ ‫من غير آفة‪( .‬أُ ْوَل ِئكَ اّلذِينَ َلهُمْ سُوءُ ا ْل َعذَا ِ‬
‫ب مَن َي ْعمَلْ سُوءًا يُجْ َز بِ ِه (‪ )123‬النساء) صغيرة أو كبيرة‪ .‬فإذن كلمة سوء‬ ‫س بَِأمَا ِنّيكُمْ وَل َأمَانِيّ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫السوء يكون في المعاصي وغيرها (ّليْ َ‬
‫ل فِ ْرعَوْنَ‬
‫ق بِآ ِ‬
‫ت مَا َمكَرُوا َوحَا َ‬
‫سيّئَا ِ‬
‫عامة في الفعال وغيرها‪ ،‬أصابه سوء‪ ،‬من غير سوء‪ ،‬ما يغم النسان سوء‪ ،‬أولئك لهم سوء العذاب (فَ َوقَاهُ اللّ ُه َ‬
‫ب (‪ )45‬غافر) كلمة سوء عامة وكلمة سيئة خاصة وتُجمع على سيئات أما كلمة سوء فهي إسم المصدر‪ ،‬المصدر ل يُجمع إل إذا تعددت‬ ‫سُوءُ ا ْل َعذَا ِ‬
‫أنواعه‪ ،‬هذا حكم عام‪ .‬ولكنهم قالوا في غير الثلثي يمكن أن يُجمع على مؤنث سالم مثل المشي والنوم هذا عام يطلق على القليل والكثير إذا تعددت‬
‫أنواعه ضرب تصير ضروب محتمل لكن المصدر وحده ل يُجمع هذه قاعدة‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪36‬‬
‫سؤْل َ َ‬ ‫ُ‬
‫سى (‪ )36‬؟ (د‪.‬فاضططل‬
‫مو َطط‬
‫ك ي َططا ُ‬ ‫ل قَد ْ أوتِي َطط‬
‫ت ُطط‬ ‫*مططا دللة كلمططة (سططؤلك) فططى قوله تعالى‪( :‬قَا َ‬
‫السامرائى)‬
‫كلمة سؤل بتسكين الهمزة أي ما سألته وهي من أوزان اسم المفعول لن أوزان اسم المفعول ثمانية من جُملتها فُعل بضمّ الفاء وتسكين العين مثل‬
‫نكر في قوله تعالى (لقد جئت شيئا نكرا) وكلمة خُبث اي المخبوث‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪39‬‬
‫* مطا اللمسطة البيانيطة فطي ورود لفظطة اليطم ‪ 8‬مرات فطي قصطة موسطى ووردت لفظطة البحطر ‪ 8‬مرات‬
‫في القصة نفسها ووردت لفظة البحرين مرة واحدة؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حيْنَا إِلَى‬
‫القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في موقفين متشابهين كما في قصة موسى مرة يستعمل اليم ومرة يستعمل البحر في القصة نفسها (فَأَ ْو َ‬
‫جنُودَ ُه َف َنبَ ْذنَاهُ ْم فِي ا ْليَ ّم (‪ )40‬القصص) الي ّم كما يقول أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية‬ ‫ضرِب ّبعَصَاكَ ا ْل َبحْ َر (‪ )63‬الشعراء) ( َفأَ َ‬
‫خ ْذنَاهُ وَ ُ‬ ‫مُوسَى أَنِ ا ْ‬
‫وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (يمّا) وفي الكادية (يمو) اليمّ وردت كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن التناسب اللطيف أن‬
‫ن (‪ )50‬البقرة) (وَهُوَ اّلذِي‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫ج ْينَاكُمْ وَأَغْ َر ْقنَا آ َ‬
‫ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة عبرانية‪ .‬كلمة البحر وردت عامة (وَِإ ْذ فَ َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْلبَحْ َر َفأَن َ‬
‫سَخّ َر ا ْلبَحْ َر (‪ )14‬النحل) عامة لكن من الملحظ أن القرآن لم يستعمل اليم إل في مقام الخوف والعقوبة أما البحر فعامة ولم يستعمل اليم في مقام‬
‫ت عََليْ ِه فَأَ ْلقِيهِ فِي ا ْليَ ّم (‪ )7‬القصص) (أَنِ ا ْقذِفِي ِه فِي التّابُوتِ فَا ْق ِذفِي ِه فِي ا ْليَمّ‬ ‫خفْ ِ‬
‫النجاة‪ ،‬البحر قد يستعمله في مقام النجاة أو العقوبة‪ .‬قال تعالى (فَِإذَا ِ‬
‫ش َيهُم مّنَ ا ْليَمّ‬ ‫جنُودِهِ َفغَ ِ‬ ‫ل (‪ )39‬طه) هذا خوف‪( ،‬فَانتَ َق ْمنَا ِمنْهُ ْم َفأَغْ َر ْقنَاهُ ْم فِي ا ْليَ ّم (‪ )136‬العراف) هذه عقوبة‪( ،‬فََأ ْت َب َعهُ ْم فِرْعَوْ ُ‬
‫ن بِ ُ‬ ‫حِ‬‫فَ ْليُ ْلقِهِ ا ْليَ ّم بِالسّا ِ‬
‫جنُودَ ُه َف َنبَ ْذنَاهُ ْم فِي ا ْليَ ّم (‪ )40‬القصص) عقوبة‪ ،‬أما البحر فعامة استعملها في النِعم لبني إسرائيل وغيرهم (َأمّن‬ ‫خ ْذنَاهُ َو ُ‬ ‫ش َيهُمْ (‪ )78‬طه) (فَأَ َ‬ ‫غِ‬ ‫مَا َ‬
‫سكُمُ ا ْلضّ ّر فِي ا ْل َبحْ ِر (‪ )67‬السراء) في نجاة بني إسرائيل استعمل البحر ولم يستعمل اليم‪.‬‬ ‫ظُلمَاتِ ا ْلبَ ّر وَا ْلبَحْ ِر (‪ )63‬النمل) (وَِإذَا مَ ّ‬
‫َي ْهدِيكُ ْم فِي ُ‬
‫ن (‪ )50‬البقرة) استعملها في الغراق‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫غ َر ْقنَا آ َ‬
‫ج ْينَاكُمْ وَأَ ْ‬
‫ح َر فَأَن َ‬
‫استعمل اليم في العقوبة واستعمل البحر في النجاة والغراق (وَِإذْ فَ َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْلبَ ْ‬
‫شيَهُم مّنَ ا ْليَ ّم (‬ ‫ف دَ َركًا وَلَا تَخْشَى (‪ )77‬طه) ( َفغَ ِ‬ ‫طرِيقًا فِي ا ْلبَحْ ِر َيبَسًا لّا تَخَا ُ‬ ‫ضرِبْ َلهُمْ َ‬ ‫والنجاء (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) أي أنجيناهم‪( ،‬فَا ْ‬
‫ح َر (‪ )63‬الشعراء)‪ .‬إذن يستعمل اليم في مقام الخوف والعقوبة فقط ويستعمل‬ ‫ضرِب ّبعَصَاكَ ا ْلبَ ْ‬ ‫‪ )78‬طه) لم يقل البحر‪( ،‬فَأَ ْو َ‬
‫حيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ ا ْ‬
‫البحر عامة في بني إسرائيل وغيرهم‪ .‬اليم يستعمل للماء الكثير وإن كان نهرا كبيرا واسعا‪ .‬يستعمل اليم للنهر الكبير المتسع ويستعمل للبحر أيضا‪.‬‬
‫اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم‪ :‬النهر أصغر من البحر والقرآن أطلق اليم على الماء الكثير ويشتق من اليم ما لم يشتقه من البحر (ميموم) أي‬
‫غريق لذلك تناسب الغرق‪ .‬العرب ل تجمع كلمة يم فهي مفردة وقالوا لم يسمع لها جمع ول يقاس لها جمع وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار)‬
‫وهذا من خصوصية القرآن في الستعمال‪ .‬كونها خاصة بالخوف والعقوبة هذا من خصوصية الستعمال في القرآن‪.‬‬
‫صنَعَ عَلَى عَيْن ِي (‪ )39‬طه) ولما تكلم عن‬
‫*حينما تكلم ربنا تبارك وتعالى على سيدنا َ موسى قال (وَلِت ُ ْ‬
‫م (‪ )48‬الطور) فما الفروق‬
‫ن تَقُو ُ‬
‫حي َ‬ ‫َ‬
‫مدِ َرب ِّك ِ‬ ‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬ ‫ك فَإِن َّ َ‬
‫ك بِأعْيُنِنَا وَ َ‬
‫سب ِّ ْ‬ ‫حكْم ِ َرب ِّ َ‬
‫صبِْر ل ِ ُ‬
‫الرسول قال (وَا ْ‬
‫الدللية بين اليتين؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ت فَا ْق ِذفِيهِ فِي‬‫ك مَا يُوحَى (‪ )38‬أَنِ ا ْق ِذفِيهِ فِي التّابُو ِ‬ ‫ح ْينَا إِلَى ُأ ّم َ‬‫الصنع يكون في بداية المر‪ ،‬هو الكلم على موسى تكلم على ولدته ونشأته (ِإذْ أَ ْو َ‬
‫خ ُتكَ‬‫ع ْينِي (‪ )39‬طه) هذا في مرحلة طفولته (ِإ ْذ تَمْشِي أُ ْ‬ ‫صنَ َع عَلَى َ‬ ‫حبّةً ِمنّي وَِلتُ ْ‬ ‫ت عََل ْيكَ َم َ‬ ‫عدُوّ لَهُ وَأَ ْل َقيْ ُ‬
‫عدُوّ لِي وَ َ‬
‫خذْهُ َ‬ ‫ل يَ ْأ ُ‬
‫ا ْليَ ّم فَ ْليُلْقِهِ ا ْليَ ّم بِالسّاحِ ِ‬
‫ل َم ْديَنَ ثُمّ‬ ‫ن فِي أَهْ ِ‬‫سنِي َ‬‫ت ِ‬ ‫ك ُفتُونًا فََلبِثْ َ‬
‫ك مِنَ ا ْلغَمّ َو َف َتنّا َ‬ ‫ج ْينَا َ‬
‫ت نَفْسًا َفنَ ّ‬ ‫ع ْينُهَا َولَا تَحْزَنَ َو َقتَ ْل َ‬
‫ج ْعنَاكَ إِلَى ُأ ّمكَ َكيْ َتقَ ّر َ‬ ‫ن َيكْفُلُ ُه فَرَ َ‬‫ل هَلْ َأدُّلكُ ْم عَلَى مَ ْ‬ ‫َفتَقُو ُ‬
‫ط َنعْ ُتكَ ِلنَفْسِي (‪ )41‬طه) والرسول بعد الربعين يحمل همّ الرسالة كيف يقال له تصنع على عيني؟ وإنما هو‬ ‫ت عَلَى َقدَ ٍر يَا مُوسَى (‪ )40‬وَاصْ َ‬ ‫جئْ َ‬ ‫ِ‬
‫ع ْينِي) أي ينشئك بالصورة التي يريدها ابتداء ويهيأ المكان الذي يريده ولما قال‬ ‫علَى َ‬ ‫صنَعَ َ‬ ‫يحتاج إلى رعاية الن للتبليغ‪ .‬الدللة العامة لقوله (وَِلتُ ْ‬
‫ع ُي ِننَا (‪ )14‬القمر) السفينة قال تجري بأعيننا يعني‬ ‫جرِي بِأَ ْ‬ ‫حمَ ْلنَا ُه عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ َودُسُ ٍر (‪ )13‬تَ ْ‬ ‫ع ُي ِننَا) يعني يحفظك‪ ،‬كما قال (وَ َ‬ ‫عن النبي (فَِإّنكَ بِأَ ْ‬
‫سمَعُ وََأرَى (‪ )46‬طه)‬ ‫س (‪ )67‬المائدة) يعني يحفظك أنت تحت رعايتنا وحفظنا نراقب المر (ِإنّنِي َم َع ُكمَا أَ ْ‬ ‫ك مِنَ النّا ِ‬‫ص ُم َ‬
‫برعايتنا وحفظنا‪( .‬وَاللّ ُه يَعْ ِ‬
‫نحن نراك ونحفظك ونحميك ونرعاك يعني أنت تحت رعايتنا‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪40‬‬
‫*مطا هطي دللة التعليطل بطط ( كطي) فطي قوله تعالى (كطي تقّر عينهطا ول تحزن) وباللم فطي قوله تعالى‬
‫(ولتعلم)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ك ُفتُونا‬
‫ك مِنَ ا ْلغَمّ َو َف َتنّا َ‬
‫ج ْينَا َ‬
‫ت نَفْسا َفنَ ّ‬
‫ع ْينُهَا وَل تَحْزَنَ َو َقتَ ْل َ‬
‫ي َتقَ ّر َ‬
‫ج ْعنَاكَ إِلَى ُأ ّمكَ كَ ْ‬
‫ن َيكْفُلُ ُه فَرَ َ‬
‫ل هَلْ َأدُّلكُ ْم عَلَى مَ ْ‬
‫خ ُتكَ َفتَقُو ُ‬
‫قال تعالى‪ِ( :‬إذْ َتمْشِي ُأ ْ‬
‫ت عَلَى َقدَرٍ يَا مُوسَى(‪.))40‬‬ ‫جئْ َ‬
‫ن ثُمّ ِ‬ ‫ل َمدْيَ َ‬
‫سنِينَ فِي أَهْ ِ‬
‫فََل ِبثْتَ ِ‬
‫التعليل بكي واللم‬
‫الحقيقة أنه ل يبدو هناك فرق واضح بينهما في التعليل‪ ،‬فهما متقاربان جدا‪ ،‬غير أن الذي يبدو أن الصل في (كي) أن تستعمل لبيان الغرض‬
‫الحقيقي‪ ،‬واللم تستعمل له ولغيره‪ ،‬فاللم أوسع استعمال من (كي)‪ ،‬وهذا ما نراه في الستعمال القرآني‪.‬‬
‫والظاهر من الستعمال القرآني أن (كي) تستعمل للغرض المؤكد والمطلوب الول‪ ،‬يدل على ذلك قوله تعالى‪" :‬فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ول‬
‫تحزن ولتعلم أن وعد ال حق" القصص ‪ ،13‬فقد جعل التعليل الول بـ (كي) "كي تقر عينها" والثاني باللم " ولتعلم أن وعد ال حق" والول هو‬
‫المطلوب الول‪ ،‬والمقصود الذي تلح عليه الم هو رد ابنها إليها في الحال بدليل اقتصاره عليه في آية طه‪ ،‬أما جعله نبيا مرسل‪ ،‬وهو ما يشير إليه‬
‫قوله تعالى‪" :‬ولتعلم أن وعد ال حق" فهو غرض بعيد‪ ،‬و الجمع بينهما يفيد التوكيد وال أعلم‪.‬‬
‫* ما الفرق بين فتنة وفتون (وَفَتَنَّا َ‬
‫ك فُتُونًا (‪ )40‬طه)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الفتون ذكروا فيها إحتمالين‪ :‬قالوا هي إما مصدر (والفتنة أيضا مصدر كالقعود والجلوس) مصدر فعل (فتن) و َفتَن أي اختبر ولها معاني كثيرة منها‬
‫وضع الذهب في النار حتى تبين جودته وليختبره والفتنة التعذيب‪ .‬وقسم ذهب إلى أنها جمع (فتون) (وفتناك فتونا) قالوا جمع َفتْن كالظنّ والظنون‪،‬‬
‫ظنُونَا (‪ )10‬الحزاب)‪ .‬فقالوا (وفتناك فتونا) أي‬
‫ن بِاللّهِ ال ّ‬
‫ظنّو َ‬
‫( َفتْن) فتنا مصدر وفتنة مصدر‪ .‬المصدر يُجمع إذا اختلفت أنواعه كالظنون ( َوتَ ُ‬
‫امتحناك واختبرناك عدة مرات‪ .‬رجّح بعضهم على أنها جمع وليست مفردا‪ .‬فإذن الفتون تختلف عن الفتنة‪ ،‬الفتنة هي المصدر والفتون جمع‪ .‬والفتنة‬
‫مصدر وقد تكون للواحدة وقد تكون لغير الواحدة لن أحيانا ما دامت على وزن فَعلة وفِعلة تحتمل‪ ،‬لن المصدر إذا أردنا المرة جئنا به على وزن‬
‫فَعلة (إسم المرة) إذا كان واحدا ركض ركضة‪ ،‬مشى مشية‪ ،‬الرحمة مشتركة لنها على وزن فَعلة نأتي بها مرة واحدة نقول (رحمة واحدة) وإذا‬
‫أردنا نأتي بها جمع نقول (رحمة)‪ .‬فتنة على وزن الهيئة لكنها مصدر (مشية‪ ،‬فعلة) ليست إسم هيئة إل إذا أردنا الهيئة تحدد بشيء‪ :‬فتنة المؤمن‬
‫حتى يتضح أنه يراد بها الهيئة "وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة"‪ .‬فالفتون رجحوا أنها جمع َفتٍن وقسم قال جمع فتنة مثل بدر بدور وهناك أمثلة في اللغة‪.‬‬
‫ن عليه بأنه اختبره عدة اختبارات ونجّاه منها وليست مسألة واحدة وإنما عدة اختبارات ونجاه منها‬ ‫ِفتَن جمع أيضا ويبدو لي أن فتون جمع لنه م ّ‬
‫ن عليه‪ ،‬يبو لي هذا وال أعلم‪.‬‬
‫وأعدّه للرسالة فهي من باب الم ّ‬
‫‪):‬آية (‪47‬‬
‫*مطا الفرق مطن الناحيطة البيانيطة فطي اسطتخدام لفظطة ( إن ّطا رسطول‪،‬إن ّطا رسطول‪ ،‬إنطي رسطول) فطي قصطة‬
‫موسى وهارون؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سرَائِيلَ وَلَا ُت َعذّ ْبهُ ْم َقدْ‬
‫ل َمعَنَا َبنِي إِ ْ‬
‫سْ‬‫ورد مثل هذا التعبير في ثلث مواقع في القرآن الكريم‪ :‬قال تعالى في سورة طه (فَ ْأ ِتيَا ُه فَقُولَا ِإنّا رَسُولَا َرّبكَ َفأَرْ ِ‬
‫عوْنَ َفقُولَا ِإنّا رَسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِينَ {‪ )}16‬وفي سورة الزخرف‬ ‫ك بِآيَ ٍة مّن ّرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَنِ ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى {‪ )}47‬وفي سورة الشعراء (فَ ْأ ِتيَا فِرْ َ‬ ‫جئْنَا َ‬ ‫ِ‬
‫ب ا ْلعَاَلمِينَ {‪)}46‬‬ ‫قال تعالى (وََل َقدْ َأرْسَ ْلنَا مُوسَى بِآيَا ِتنَا إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِهِ َفقَالَ ِإنّي رَسُولُ رَ ّ‬
‫المسألة تتعلق بالسياق ففي سورة طه السياق كله مبني على التثنية من قوله تعالى (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا َت ِنيَا فِي ِذكْرِي {‪ )}42‬إلى قوله‬
‫ن َهذَانِ‬ ‫ن ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى (‪ ))47‬وقوله (قَالُوا إِ ْ‬ ‫ك بَِآيَةٍ مِنْ َرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ‬ ‫ج ْئنَا َ‬
‫ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا ُتعَ ّذبْهُ ْم َقدْ ِ‬ ‫ك فََأرْسِ ْ‬
‫(فَ ْأ ِتيَا ُه َفقُولَا ِإنّا رَسُولَا َرّب َ‬
‫طرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى {‪ )}63‬أما في سورة الشعراء فالسياق كله مبني على الفراد والوحدة‬ ‫سحْرِ ِهمَا َو َيذْ َهبَا بِ َ‬‫ضكُم بِ ِ‬ ‫خرِجَاكُم مّنْ َأرْ ِ‬ ‫ن يُرِيدَانِ أَن يُ ْ‬
‫َلسَاحِرَا ِ‬
‫ن {‪ )}18‬مع العلم أن أوائل السورة فيها تثنية َ {‪ }16{}15‬ثم يُغيّب هارون وتعود‬ ‫سنِي َ‬‫عمُ ِركَ ِ‬ ‫ت فِينَا مِنْ ُ‬ ‫ك فِينَا وَلِيدا وََل ِبثْ َ‬
‫من قوله تعالى (قَالَ أَلَ ْم نُ َرّب َ‬
‫إلى الوحدة ويستمر النقاش مع موسى وحده (‪.)34( )30( )29( )27‬‬
‫وكلمة رسول في اللغة تُطلق على الواحد المفرد وعلى الجمع‪ ،‬توجد كلمات في اللغة تكون الكلمة مفردة تختلف في التثنية والجمع يعود إلى الفراد‬
‫ن ِلبَشَ َريْنِ ِمثْلِنَا َو َق ْو ُمهُمَا َلنَا عَا ِبدُونَ (‪ )47‬المؤمنون) مثنى وقوله تعالى (بل‬ ‫مثل كلمة بشر (أبشرا منا واحدا نتّبعه) مفرد وقوله تعالى (فَقَالُوا َأنُ ْؤمِ ُ‬
‫أنتم بشر مما خلق) جمع‪ .‬وكلمة طفل (ثم يخرجكم طفلً) وكلمة ضيف‪.‬‬
‫وكذلك كلمة رسول يقال في اللغة نحن رسول وإنا رسول فقوله تعالى (إنا رسول ربك) تأتي مع البيان ومع سنن العربية وليس فيها مخالفة للّغة‪.‬‬
‫فاختار تعالى الكلمة المناسبة في السياق المناسب فالسياق في سورة طه قائم على التثنية والسياق في الشعراء قائم على الجانبين فيها إفراد ثم تثنية‬
‫ل فقال تعالى (إني رسول رب‬ ‫ثم إفراد وموسى هو الذي بلّغ الرسالة أما في سورة الزخرف فلم يأت ذكر هارون في سياق السورة كلها أص ً‬
‫العالمين)‪ .‬وهذه اليات الثلثة ل تعارض فيها وإنما هي لقصة واحدة ذهب موسى وأخاه هارون إلى فرعون وفي كل سورة جاء بجزء من القصة‬
‫‪.‬بما يقتضيه السياق في السورة وهذه اللقطات إنما هي مشاهد متعددة يُعبّر عن كل مشهد حسب السياق وليس في اليات الثلثة ما يخالف العربية‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬لماذا نجد هذا في القرآن الكريم؟ لماذا ل يعبر عن القصة بلغة واحدة؟‬
‫هو يعبر بلغة بيانية تناسب المقام والسياق الذي يقتضيه وهذه هي البلغة‪ .‬موسى وهارون ذهبا إلى فرعون هذا الموقف عبر القرآن عنه في ثلث‬
‫مواطن مختلفة (إنا رسول‪ ،‬إنا رسول‪ ،‬إني رسول) ذكرهما باعتبار ما حدث‪ ،‬مرة كان هارون يسكت ويتكلم موسى فيوجه الكلم لموسى‪ ،‬علينا أن‬
‫ندرس القصة كلها فهي ليست جلسة واحدة وإنما عدة لقاءات والكلم مرة يكون لهما معا ومرة لموسى وحده بحسب ما حدث فاختار أدق كلمة في‬
‫التعبير‪.‬‬
‫آية (‪:)50‬‬
‫ل ربُّنَا الَّذِي أَعْطَى ك ُ َّ‬
‫م هَدَى (‪ )50‬طه) يجادل بعض المسلمين ويقولون هل( *‬ ‫خلْقَ ُ‬
‫ه ث ُ َّ‬ ‫يءٍ َ‬ ‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫قَا َ َ‬
‫ن (‪)8‬‬ ‫ما ل َ تَعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫خلُقُ َ‬
‫انتهت عملية الخلق أم أنها مستمرة باستمرار علما ً أن هناك آية أخرى (وَي َ ْ‬
‫)النحل)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى‬
‫ل َفمَن ّرّب ُكمَا يَا مُوسَى (‪ ،))49‬يسأل أحدنا من ربك؟ يقول ربي الذي خلق السموات والرض ووضع الجبال‬ ‫في الصل سؤال فرعون لموسى (قَا َ‬
‫وسخر النهار‪ ،‬ل يقول سيخلق وإنما خلق‪ .‬السؤال من ربكما يا موسى؟ فذكر له موسى أمورا واقعا لم يقل سيفعل كذا‪ .‬أعطى كل شيء خلقه ثم‬
‫هدى فهذه الية ل تدل على انتهاء الخلق وإنما إجابة على السؤال‪ .‬حتى هذه الية فيها معنى آخر يذكره اللغوييون وهو ربنا الذي أعطى خَلْقه كل‬
‫شيء أي صورته لنه خلقه سبحانه وصوّره فأعطاه كل شيء يحتاج إليه‪ .‬فعل أعطى ينصب مفعولين الول (كلّ) مفعول أول و(خ ْلقَه) مفعول ثاني‬
‫والول يصلح أن يكون فاعلً درهما مثل‪ :‬أعطيت محمدا درهما (محمدا مفعول به يصلح أن يكون فاعلً) تقدم المفعول الثاني أو تأخر‪ .‬في مثل‬
‫هذه الية (أعطى كل شيء خ ْلقَه) أعطى خلقه كل شيء‪ ،‬الخلق أخذوا إذن هم الذين استفادوا فاصروا هم المفعول الول و(كل شيء) صار المفعول‬
‫الثاني تقدم أو تأخر‪ .‬والجابة على هذا السؤال أن ربنا الذي فعل هذا وليس الذي سيفعل هذا‪ .‬هذا ل يدل على انتهاء الخلق وإذا كان بالمعنى الخر‬
‫ل َتعَْلمُونَ (‪ )8‬النحل)‪.‬‬ ‫سبْحَانَ ُه (‪ )4‬الزمر) ( َويَخْلُ ُ‬
‫ق مَا َ‬ ‫ق مَا يَشَاء ُ‬
‫يحتمل احتمالً قويا أنه أعطى خلقه كل شيء يحتاجون إليه‪( .‬يَخْلُ ُ‬
‫آية (‪:)53‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مهْدًا‬ ‫م اْلْر َ ط‬
‫ض َ‬ ‫ل لَك ُ ط ُ‬ ‫*لماذا التحول فططي الخطاب مططن المفرد إلى الجمططع فططي قوله تعالى (ال ّذِي َ‬
‫جعَ َ‬
‫شتَّى ( ‪ )53‬طه) ؟ (د‪.‬فاضل‬ ‫ت َ‬ ‫ن نَبَا ٍ‬
‫م ْ‬
‫جا ِ‬
‫َ‬
‫جنَا بِهِ أْزوَا ً‬ ‫ما ًء فَأ َ ْ‬
‫خَر ْ‬ ‫ما ِء َ‬ ‫ن ال َّ‬
‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫سبًُل وَأَنَْز َ‬
‫ل ِ‬ ‫ك لَك ُ ْ‬
‫م فِيهَا ُ‬ ‫سل َ َ‬
‫وَ َ‬
‫السامرائى)‬
‫هذا يسمى التفاف ويستعمل لتطرية نشاط السامع وقد ورد في القرآن كثيرا‪ .‬يلتفت من الغائب إلى الحاضر ومن الجمع إلى الفراد ومن الغائب إلى‬
‫المتكلم‪.‬‬
‫آية (‪:)63‬‬
‫ن؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ن هذان لساحران) لماذا جاءت هذان مرفوعة بعد إ ّ‬
‫*(إ ّ‬
‫هاهنا مقدمة قبل أن نخوض في الجابة عن السؤال‪ :‬نحن عندما يرد إلينا كلم لعربي فصيح نحاول أن نجد له توجيها لن أحدث النظريات اللغوية‬
‫تقول‪" :‬إبن اللغة له القدرة على أن يكوّن من الجُمل ما ل حصر له وله القدرة على أن يحكم بأصولية أي جملة في لغته وعدم أصوليتها" معناه هو‬
‫يتكلم هكذا فكلمه كله محترم ومقبول هذا كلمه‪ .‬لما نسمع كلم العربي نحاول أن نجد له توجيها إما أن يكون موافقا لكلم عموم العرب وإما أن‬
‫يكون له حكمة خاصة أو حالة خاصة‪.‬‬
‫إلى متى كلم العرب يؤخذ به للستشهاد ؟ أوقف العلماء الستشهاد إلى الوقت الذي اختلط الناس وصار العربي يتعلم العربية في ال ُكتّاب يعني في‬
‫حدود ‪ 150‬للهجرة‪ ،‬يقولون آخر من كان يحتج به إبن هرمة الشاعر المتوفى سنة ‪ 150‬للهجرة كان آخر من يحتج به‪ ،‬بعض العلماء بقوا يسافرون‬
‫إلى القبائل (هذا في المدن) ويسمعون منهم وفي هذه المرحلة في مرحلة السفر إلى القبائل توقف الخذ من قريش لن قالوا قريش اختلطت فما عاد‬
‫أحد من العلماء يذهب إلى قريش وصاروا يذهبون إلى البوادي‪ ،‬لما بدأوا يجمعون اللغة وجدوا أن قريشا قد اختلطوا وفسدت ألسنتهم فصاروا‬
‫يأخذون من تميم ومن هذيل ومن أسد ومن كنانة الذين في البادية‪ .‬بعض العلماء بقي إلى فترة نحن عندنا في القرن الرابع لكن كانوا يمتحنون أفرادا‬
‫يرى هل فسد لسانه؟ يقولون لن جلدك يا فلن أي صار حضريا جلدك صار لينا لم يعد بتلك الخشونة فل يأخذون منه‪ .‬إبن اللغة يؤخذ من لغته‪.‬‬
‫أي شخص يشكك في لغة العرب الن فقد جانب الصواب لن اللغة وضعت بناء على دراسات وأولً القرآن جاء محفوظا من عشرات اللوف من‬
‫جمِع‪ ،‬لما يأتي قول الشاعر العجير السلولي توفي عام ‪ 90‬للهجرة وقوله هذا من شواهد سيبويه‬ ‫الناس بقراءاته المختلفة فأخذوا منه‪ ،‬الشعر العربي ُ‬
‫إذا مِتّ كان الناس صنفان شامتٌ وآخر مُثنٍ بالذي كنت أصنعُ‬ ‫وسيبيويه إذا استشهد بشيء يؤخذ‪ ،‬القصيدة طويلة يقول فيها‪:‬‬
‫يعني سيكون الناس بالنسبة لي صنفين‪ ،‬سيبويه قال هنا قوله صنفان يعني إذا مت كان الحال "الناس صنفان" مبتدأ وخبر‪ ،‬كان فعل ناقص إسمها‬
‫إذا اسودّ جُنح الليل فلتأت‬ ‫محذوف يعود إلى الشأن (الناس صنفان) في محل نصب خبر كان‪ .‬لما يأتي شاعر آخر صاحب الخزانة‪:‬‬
‫خطاك خفافا إن حرّاسنا أُسدا‬ ‫ولتكن‬
‫لم يقل أسدُ فقال هذا عربي يستدل بلغته إذن لما قال أُسدا معنى ذلك يوجّه أن حراسنا تجدهم أو تلقاهم أُسدا‪ ،‬هكذا التوجيه‪ .‬يقدر له هكذا لن العربي‬
‫ل يخطئ في لغته فيوجّه‪ .‬كان يستطيع الشاعر في البيت الول أن يقول صنفين لكنه أراد أن يقول صنفان لنه يريد أن يقول كان المر أو الشأن‬
‫أو القضية الناس صنفان كأنه أرادها أن تكون كتلة لوحدها الناس بشأني صنفان ثم أدخل كان ليجعل هذا في ما مضى أن حقيقة المر سيكون هكذا‪.‬‬
‫(إن هذان لساحران) لو نظرت في المصحف في هذه الية ستجد كلمة (هذن) مكتوبة بدون ألف وبين الذال والنون لم يكتب شيء‪ ،‬هذه إضافة‬
‫لللف الخنجرية‪.‬‬
‫هناك قراءة جمهورمن العرب كانوا يقرأون بها(إنّ هذين لساحرين)‪ ،‬هذه ل مشكلة فيها ول يُسأل عنها‪.‬‬
‫ن زيدا مجتهدٌ فإذا خففتها‬ ‫القراءة الخرى‪( :‬إن هذان لساحران) وهذه ل سؤال فيها أيضا لن (إنّ) إذا خففت زال عملها ولزم خبرها اللم‪ ،‬تقول‪ :‬إ ّ‬
‫ن زيدٌ لمجتهدٌ تأتي باللم فارقة بينها وبين النافية وعليها قراءتنا الن‪( .‬إن) تُعرب مخففة من الثقيلة مهملة و هذان مبتدأ واللم فارقة‬
‫وقلت‪ :‬إ ْ‬
‫ن هذين) ‪.‬‬
‫وساحران خبر‪.‬الشكال في قراءة نافع (إ ّ‬
‫ن هذين) فيه تأكيد‪ ،‬هنا‬ ‫إختلف القراءات ل يؤدي إلى إختلف المعنى حتى إذا كانت اللفظة فيها خلف معنوي المحصلة النهائية تكون واحدة‪( .‬إ ّ‬
‫ل قليلً أو (إنّ هذان لساحران) بالمعاني التي سنذكرها وهي كلها فيها نسبة السحر‬ ‫نسبة السحر لموسى وهارون‪ ،‬أو (إن هذان لساحران) التوكيد ق ّ‬
‫إلى هذين‪ ،‬يبقى شيء من التأكيد‪ ،‬قلة تأكيد‪ ،‬إلخ‪ .‬هذه لما نقول القراءات في محصلتها النهائية ل تختلف‪.‬‬
‫آية (‪:)66‬‬
‫ل إلَيه من سحره َ‬
‫م أن َّ َها ت َ ْ‬
‫سعَى (‬ ‫ِ ْ ِ ِ ْ‬ ‫خي َّ ُ ِ ْ ِ ِ‬
‫*إذا بُنيت الجملة للمجهول ل يُذكر الفاعل فهل ذكره فى الية (ي ُ َ‬
‫‪ )66‬طه؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫سعَى (‪ )66‬يُخيّل إليه سعيهاأنهاتسعى لن (أن مع إسمها وخبرها) تمثل مصدرا مؤولًوالمصدرالمؤول من‬ ‫خيّلُ إَِليْ ِه مِن سِحْرِ ِهمْ َأّنهَا تَ ْ‬
‫قال تعالى‪(:‬يُ َ‬
‫أن وإسمهاوخبرهاالصريح فيه يستخرج من الخبرويضاف إلى السم وتحذ ف (أن)مثل‪:‬علمت أن زيدا ناجح‪،‬من ناجح نأخذ مصورالنجاح ونضيفه‬
‫للسم ونحذف(أن) فنقول‪:‬علمت نجاح زيد‪.‬‬
‫خيّل إليه سعيها‪ .‬وإليه ومن سحرهم متعلقان بالفعل (يُخيّل)‪ .‬ما عندنا فاعل وإنما نائب فاعل‬
‫ل يعني ُ‬
‫أنها تسعى أي سعيها هو نائب الفاعل وليس فاع ً‬
‫(يخيل إليه سعيها) فهو نائب فاعل وليس كما يظن السائل أنه فاعل‪ .‬ل يستقيم لما العرب يبنون الفعل للمجهول يعني ل يريدون أن يذكروا الفاعل‬
‫ص ورد في لغة العرب؟!‪.‬‬ ‫فكيف يُذكر في كتاب ال وهو أعلى ن ٍ‬
‫‪):‬آية (‪67‬‬
‫ة ُّ‬ ‫َ‬
‫سى (‪ )67‬طه) لماذا كرر إسم موسى في الية مع استخدام الضمير( *‬
‫مو َ‬ ‫خيفَ ً‬
‫سهِ ِ‬
‫س فِي نَفْ ِ‬ ‫فَأوْ َ‬
‫ج َ‬
‫)في (نفسه)؟(د‪.‬فاضل السامرائى‬
‫فيها تقديم وتأخير وليس فيها تكرار‪ ،‬أصل الكلم فأوجس موسى خيفة في نفسه ليس فيها تكرار‪ ،‬هي فيها تقديم وتأخير فصل بين الهاء والفاعل ولم‬
‫يحصل تكرار‪ .‬أخّر موسى لنه مدلول عليه من السياق‪ .‬ثم هناك أمر آخر تقديم (في نفسه) أهم من تقديم موسى لنه في مقام بينه وبين السحرة‬
‫اختبار‪ ،‬هنا فأوجس في نفسه لنه لو ظهر عليه الخوف – والخوف قد يظهر على النسان‪ -‬فالخوف كان في نفسه لم يظهر على وجهه لذلك قال‬
‫س ِم ْنهُمْ خِيفَ ًة قَالُوا لَا تَخَفْ َوبَشّرُو ُه ِبغُلَامٍ‬
‫س فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مّوسَى) لو قال فأوجس خيفة يعني ظهر على وجهه كما في قصة إبراهيم (فَأَ ْوجَ َ‬ ‫(فََأوْجَ َ‬
‫عَلِي ٍم (‪ )28‬الذاريات) معناه ظهر الخوف عليه‪ .‬موسى أوجس خيفة في نفسه لم تظهر عليه لنها لو ظهرت لكانت علمة ضعف وعدم ثقة إذن‬
‫تقديم (في نفسه) أهم من تقديم الفاعل‪ .‬ربنا ذكر مع أنه قال لموسى ل تحف ذكر هذا المر وهذا يعتري البشر فحدد مكان الخيفة والتوجس في نفسه‬
‫س فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مّوسَى) لم تظهر على وجهه‪ .‬هذا التقديم إذن له دللة‪ .‬الكلم في السياق كله مع موسى (قَالُوا يَا مُوسَى ِإمّا أَن تُلْ ِقيَ وَِإمّا أَن‬ ‫(فََأوْجَ َ‬
‫ل مَنْ أَلْقَى) وتقديم (في نفسه)‬ ‫ل مَنْ أَ ْلقَى (‪ )65‬طه) وقبله مناظرته مع فرعون وفي الية قال (قَالُوا يَا مُوسَى ِإمّا أَن تُلْ ِقيَ وَِإمّا أَن ّنكُونَ أَوّ َ‬ ‫ّنكُونَ أَوّ َ‬
‫ف فِي نَ ْفسِهِ وَلَ ْم ُيبْدِهَا َلهُ ْم (‪ )77‬يوسف) أخّر (في نفسه) لن كلمة أس ّر يعني في نفسه‬ ‫أهم من تقديم موسى‪ .‬بينما في يوسف قال تعالى (فََأسَرّهَا يُوسُ ُ‬
‫حدِيثًا (‪)3‬‬‫لم تظهر (في نفسه) جاءت متأخرة وتضيف دللة لن حتى السرار قد يكون كلما مع شخص (وَِإذْ أَسَ ّر النّبِيّ ِإلَى َبعْضِ أَزْوَاجِهِ َ‬
‫التحريم) فيقدم عندما يكون السياق محتاجا إلى التقديم ويؤخر عندما يكون السياق محتاجا للتأخير‪ .‬قدّم (في نفسه) حتى ل تظهر عليى علمات‬
‫الضعف والية أصلً ليس فيها تكرار ثم إن موسى الذي خاف وليس هارون وموسى من أولي العزم فكم كانت قوة السحر؟! (قَالَ َألْقُوْ ْا فََلمّا أَلْ َقوْاْ‬
‫ستَرْ َهبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْ ٍر عَظِيمٍ (‪ )116‬العراف)‪.‬وتعرب كلمة (خيفة) تُعرّب مفعولً به "أحس خيفة"‪ .‬والفاعل (موسى)‪.‬‬ ‫عيُنَ النّاسِ وَا ْ‬
‫سَحَرُواْ أَ ْ‬
‫ة ُّ‬ ‫َ‬
‫سى (‪ )67‬ططه)؟ (د‪.‬فاضطل‬
‫مو َط‬ ‫خيفَ ً‬
‫سهِ ِ‬
‫س فِطي نَفْط ِ‬ ‫* مطا دللة تقديطم فطي نفسطه على موسطى (فَأ ْو َ‬
‫ج َط‬
‫السامرائى)‬
‫أولً أخّر موسى وجعله في آخر الية وهذا ليس لفواصل اليات في سورة طه وهي ليست لذلك فقط وهذا أمر حتى لو لم يكن فاصل آية تقتضيها‬
‫س فِي نَ ْفسِهِ خِيفَ ًة مّوسَى) لنه‬
‫ج َ‬
‫الدللة‪ .‬أولً أخّر موسى لن السياق معلوم أنه في موسى حتى لو لم يذكر موسى في السياق المعلوم موسى (فَأَوْ َ‬
‫حذِف فهو معلوم‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬ ‫ل مَنْ أَ ْلقَى (‪ ))65‬إذن هو الكلم في موسى‪ .‬إذن لو تأخر أو ُ‬‫قبلها قيل (قَالُوا يَا مُوسَى ِإمّا أَن تُ ْلقِيَ وَِإمّا أَن ّنكُونَ أَوّ َ‬
‫تقديم (في نفسه) هذا مهم جدا‪ .‬خارج القرآن نقول فأوجس موسى خيفة في نفسه‪ ،‬هو قدّم (في نفسه) هذا التقديم مهم جدا في مثل هذا الموقف لن‬
‫س لن الخوف قد‬ ‫ظهور الخوف عليه يدل على عدم الثقة لو قال فأوجس خيفة ولم يقل في نفسه إيجاس الخوف قد يظهر على المرء‪ .‬أوجس أي أح ّ‬
‫س ِم ْنهُمْ خِيفَ ًة (‪ )28‬الذاريات) لم يقل في نفسه قالوا (قَالُوا لَا تَخَفْ) ظهرت عليه علمة الخوف‪.‬‬ ‫يظهر على النسان بدليل إبراهيم لما قال (فََأوْجَ َ‬
‫الحساس قد يظهر على المرء أنه خائف‪ .‬لو لم يقل في نفسه نفهم أنه قد يكون ظهر عليه وفي ظهور الخوف عليه دللة ضعف وعدم ثقة‪ .‬إذن‬
‫(في نفسه) مهمة جدا لنه لم يبدو على موسى علمات الخوف مطلقا وإن كان في نفسه خائفا لذلك أهم شيء أن يذكر (في نفسه) حتى ل يظهر‬
‫ف فِي نَفْسِهِ َولَ ْم ُيبْدِهَا َل ُهمْ (‪ )77‬يوسف) هو أسرّها بمعنى أخفاها لن السرار في حد ذاته إخفاء‪.‬‬ ‫س ُ‬‫سرّهَا يُو ُ‬‫عليه‪ .‬نلحظ في سورة يوسف قال (فَأَ َ‬
‫هذا أمر وهنالك أمر آخر لو قال فأوجس موسى خيفة في نفسه هذا يحتمل أنه ذمّ لموسى أنه ثمة خوف كامن في أعماق نفسه في الصل ظهر‬
‫الن‪ .‬هنالك خيفة كامنة في نفسه أحسّها كما تقول أظهر موسى خوفا في نفسه إذن نفسه منطوية في الصل على خوف أحس به‪ .‬أظهرت ودّا‬
‫لمحمد الودّ موجود أظهره‪ .‬فلو قال فأوجس موسى خيفة في نفسه لكان ذمّا لموسى لن معناه أنه في أعماق نفسه نفسه منطوية على خوف‪ .‬يحتمل‬
‫أمرين إما يكون في نفسه متعلق بأوجس وإما هي وصف للنفس (جار ومجرور صفة للخيفة) خيفة كامنة في نفسه هذه قاعدة (بعد النكرة صفات)‪.‬‬
‫(في نفسه) صفة متعلقة بخيفة وسيكون ذما لموسى‪ .‬وحتى لو لم تكن هناك فاصلة قرآنية المعنى ل يحتمل هذا التقديم والتأخير فالفاصلة جاءت‬
‫س فِي نَ ْفسِهِ خِيفَ ًة مّوسَى)‪.‬‬ ‫ج َ‬‫مكمّلة للحسن ومكمّلة للبيان (فَأَوْ َ‬
‫آية (‪:)69‬‬
‫حرٍ‬ ‫صنَعُوا كَيْد ُ َ‬
‫سا ِ‬ ‫صنَعُوا إِن َّ َ‬
‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك تَلْق َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫مين ِ َ‬
‫ما ف ِي ي َ ِ‬
‫ق َ‬ ‫َْ‬
‫*ما دللة فصل (إنما) َفي آية سورة طه(وَأل ِ‬
‫ث أتَى (‪ )69‬بينما جاءت موصولة في مواطن أخرى ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫حي ْ ُ‬
‫حُر َ‬
‫سا ِ‬ ‫وََل يُفْل ِ ُ‬
‫ح ال َّ‬
‫هذا السـؤال عائد إلى خـط المصـحف (الخـط العثمانـي) وليـس عائدا لمـر نحوي‪ ،‬وحسـب القاعدة ‪ :‬خطّان ل يُقاس عليهمـا خـط المصـحف وخـط‬
‫العَروض‪ .‬وفي كتابتنا الحالية نفصل (إن) عن (ما) وحقّها أن تُفصل‪.‬‬
‫ابتدا ًء يعود المر إلى خط المصحف سواء وصل أم فصل لكن المُلحظ الغريب في هذه اليات كأنما نحس أن للفصل والوصل غرض بياني‪ .‬لو‬
‫ص َنعُوا َكيْدُ سَاحِ ٍر وَلَا يُفِْلحُ‬‫جزِينَ (‪ ))134‬وقال في سورة طه(ِإّنمَا َ‬ ‫عدُونَ لََآتٍ َومَا َأ ْنتُ ْم ِبمُعْ ِ‬‫ن مَا تُو َ‬ ‫لحظنا في آية سورة النعام فصل قال تعالى (إِ ّ‬
‫ح ْيثُ َأتَى (‪. )69‬‬ ‫السّاحِرُ َ‬
‫ل يَا‬ ‫ل بها وإنما تكلم بعد الية موضع السؤال عن الدنيا (قُ ْ‬ ‫فلو لحظنا اليات نجد أنه تعالى لم يذكر في سورة النعام شيء يتعلّق بالخرة أو متص ً‬
‫ن (‪ )135‬وَ َ‬
‫جعَلُوا لِلّ ِه ِممّا ذَرََأ مِنَ ا ْلحَرْثِ وَالَْأ ْنعَامِ‬ ‫ن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَةُ الدّارِ ِإنّهُ لَا يُفْلِحُ الظّاِلمُو َ‬ ‫ف َتعَْلمُونَ مَ ْ‬‫سوْ َ‬ ‫ل فَ َ‬
‫عمَلُوا عَلَى َمكَا َن ِتكُمْ ِإنّي عَامِ ٌ‬ ‫قَ ْومِ ا ْ‬
‫ح ُكمُونَ (‪))136‬‬ ‫ش َركَا ِئهِ ْم فَلَا يَصِلُ ِإلَى اللّ ِه َومَا كَانَ لِلّ ِه َفهُ َو يَصِلُ إِلَى شُ َركَا ِئهِمْ سَا َء مَا يَ ْ‬
‫ش َركَا ِئنَا َفمَا كَانَ لِ ُ‬
‫ع ِمهِمْ وَ َهذَا لِ ُ‬
‫نَصِيبًا فَقَالُوا َهذَا لِلّ ِه بِزَ ْ‬
‫ن الدّينَ لَوَاقِ ٌع (‪ ))6‬والكلم في السورة جاء عن أحداث‬ ‫ففصل ما يوعدون عن واقع الخرة‪ .‬وفي سورة الذاريات وصل المر بأحداث الخرة (وَإِ ّ‬
‫الخرة فوصل (ما توعدون) بأحداث الخرة وكذلك في سورة المرسلت دخل في أحداث الخرة‪ .‬فلمّا فصل الحداث الخرة عن ما يوعدون فصل‬
‫ق مَا فِي َيمِي ِنكَ‬ ‫(إن ما) ولمّا وصل الحداث مع ما يوعدون وصل (إنما) وكذلك ما جاء في قوله تعالى في قصة موسى وفرعون فى سورة طه (وَأَ ْل ِ‬
‫حيْثُ َأتَى (‪ ))69‬السحرة صنعوا وانتهى المرفوصل وتكلم عن شيء فعلوه‪ .‬فكأنها ظاهرة‬ ‫حرٍ وَلَا يُ ْفلِحُ السّاحِ ُر َ‬ ‫ص َنعُوا َك ْيدُ سَا ِ‬‫ص َنعُوا ِإّنمَا َ‬ ‫ف مَا َ‬ ‫تَ ْلقَ ْ‬
‫‪.‬غريبة وكأن الكاتب الذي كتب المصحف لحظ هذا وما في الفصل والوصل‪.‬هذا وال أعلم‬
‫آية (‪:)70‬‬
‫ن (‪ )48‬الشعراء)‬
‫سى وَهَاُرو َ‬
‫مو َ‬
‫ب ُ‬
‫سى (‪ ))70‬ووردت (َر ِّ‬‫مو َ‬
‫ن وَ ُ‬ ‫من َّا بَِر ِّ‬
‫ب هَاُرو َ‬ ‫*في سورة طه (قَالُوا آ َ‬
‫فما دللة التقديم والتأخير؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ذكرنا في أكثر من مناسبة أن التقديم والتأخير أولً للعلم ليس بالضرورة أن يتقدم من هو الفضل أو ما هو أفضل وقد يتقدم المفضول بحسب‬
‫السياق ويتأخر ما هو أفضل ليس بالضرورة أن يتقدم الفضل إنما السياق يحدد‪ .‬بالنسبة لهارون وموسى وموسى وهارون ذكرناها في أكثر من‬
‫ب مُوسَى وَهَارُونَ)‪ .‬وقسم ذهبوا إلى أنه قدم موسى على هارون‬ ‫مناسبة في سورة طه قدم هارون على موسى (هَارُونَ َومُوسَى) وفي الشعراء (رَ ّ‬
‫في طه لتواصل الفاصلة القرآنية باعتبار أن سورة طه أغلب آياتها في اللف (الفاصلة القرآنية) وفي الشعراء هي هكذا‪ .‬الحقيقة في هاتين السورتين‬
‫نلحظ في سورة طه تكرر ذكر هارون كثيرا وجعله ال تعالى شريكا لموسى في التبليغ ولم يذكر هذا في الشعراء‪ .‬على سبيل المثال في طه قال‬
‫ك َكثِيرًا (‪)34‬‬ ‫ك َكثِيرًا (‪َ )33‬و َنذْكُ َر َ‬ ‫حَ‬‫سبّ َ‬
‫ي نُ َ‬‫شدُ ْد بِهِ أَزْرِي (‪ )31‬وََأشْ ِركْ ُه فِي َأمْرِي (‪ )32‬كَ ْ‬ ‫جعَلْ لِي َوزِيرًا مِنْ أَ ْهلِي (‪ )29‬هَارُونَ َأخِي (‪ )30‬ا ْ‬ ‫(وَا ْ‬
‫طغَى (‪َ )43‬فقُولَا لَ ُه قَوْلًا َلّينًا َلعَلّ ُه َي َتذَكّرُ أَوْ‬ ‫ت بِنَا بَصِيرًا (‪ ،)35‬اذْهَبْ َأنْتَ وََأخُوكَ ِبَآيَاتِي وَلَا تَ ِنيَا فِي ِذكْرِي (‪ )42‬اذْ َهبَا إِلَى فِرْعَوْنَ ِإنّهُ َ‬ ‫ك ُكنْ َ‬ ‫ِإّن َ‬
‫سمَعُ وَأَرَى (‪ )46‬فَ ْأ ِتيَا ُه َفقُولَا ِإنّا رَسُولَا‬ ‫طغَى (‪ ))45‬كلها بالتثنية (قَالَ لَا تَخَافَا ِإّننِي َم َعكُمَا َأ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ط عََل ْينَا أَوْ أَ ْ‬
‫ن يَ ْفرُ َ‬‫خشَى (‪ )44‬قَالَا َرّبنَا ِإنّنَا نَخَافُ أَ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ب عَلَى مَنْ َكذّبَ‬ ‫ن ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى (‪ِ )47‬إنّا َقدْ أُوحِيَ إَِل ْينَا أَنّ ا ْل َعذَا َ‬ ‫ك بَِآيَةٍ مِنْ َرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ‬
‫ج ْئنَا َ‬
‫ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا ُتعَ ّذ ْبهُمْ َقدْ ِ‬‫َرّبكَ فََأرْسِ ْ‬
‫يءٍ خَ ْلقَهُ ُثمّ َهدَى (‪،)50‬‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫ل َفمَنْ َرّب ُكمَا يَا مُوسَى (‪ )49‬قَالَ َرّبنَا اّلذِي أَعْطَى كُ ّ‬ ‫َوتَوَلّى (‪ ))48‬حتى خطاب فرعون كان لهما على سبيل التثنية (قَا َ‬
‫صدْرِي وَلَا يَنْطَِلقُ‬‫ق َ‬ ‫سحْرِ ِهمَا َويَذْ َهبَا بِطَرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى (‪ ))63‬في الشعراء مرة قال ( َويَضِي ُ‬ ‫ض ُكمْ بِ ِ‬
‫ن يُرِيدَانِ أَنْ ُيخْرِجَاكُ ْم مِنْ أَرْ ِ‬ ‫ن َهذَانِ لَسَاحِرَا ِ‬ ‫قَالُوا إِ ْ‬
‫ن (‪َ )15‬ف ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ‬
‫ن فَقُولَا ِإنّا َرسُولُ‬ ‫ن (‪ )14‬قَالَ كَلّا فَاذْ َهبَا بَِآيَا ِتنَا ِإنّا َم َعكُ ْم مُ ْ‬
‫س َتمِعُو َ‬ ‫ن يَ ْقتُلُو ِ‬
‫ب فََأخَافُ أَ ْ‬‫ي َذنْ ٌ‬ ‫ن (‪ )13‬وََلهُ ْم عَلَ ّ‬ ‫سلْ إِلَى هَارُو َ‬ ‫ِلسَانِي َفأَرْ ِ‬
‫غيْرِي‬ ‫خذْتَ إَِلهًا َ‬ ‫ل (‪ ))17‬فقط والباقي كل الكلم مع موسى والخطاب موجه إلى موسى (قَالَ َلئِ ِ‬
‫ن اتّ َ‬ ‫ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِي َ‬ ‫ن (‪ )16‬أَنْ أَرْسِ ْ‬ ‫رَبّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫س فِي‬ ‫ح ٌر عَلِي ٌم (‪ ))34‬لم يقل ساحران‪ .‬هنالك أمر آخر في طه ذكر خوف موسى (فََأوْجَ َ‬ ‫ن َهذَا لَسَا ِ‬‫ك مِنَ ا ْلمَسْجُونِينَ (‪( ))29‬قَالَ لِ ْلمََلإِ حَوْلَهُ إِ ّ‬ ‫جعََلّن َ‬
‫َلأَ ْ‬
‫نَ ْفسِهِ خِيفَ ًة مّوسَى (‪ ))67‬لكن لم يذكر أن هارون خاف موسى هو الذي خاف نحن ل نعلم إذا خاف هارون لكنه لم يذكرها وذكر خوف موسى‪.‬‬
‫عندنا تقديم وتأخير‪ ،‬في حالة الخوف يقدّم هارون على موسى وفي حالة عدم الخوف قدم موسى على هارون إضافة إلى السياق إذن الحالتين ليستا‬
‫س فِي نَ ْفسِهِ خِيفَ ًة مُوسَى (‪ )67‬قُ ْلنَا لَا تَخَفْ ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلأَعْلَى (‪ ))68‬قدم هارون على موسى لن موسى‬ ‫ج َ‬ ‫متماثلتين‪ .‬موسى خاف في سورة طه (فَأَوْ َ‬
‫هو الذي خاف فأخّر الخائف‪.‬‬
‫)هل يجوز أن نقول أن للفاصلة القرآنية دخل في هذا التقديم والتأخير؟ (د‪.‬فاضل السامرائى*‬
‫نحن ل ننكر‪ ،‬لكن ل ينبغي أن نقول نقصره على الفاصلة القرآنية لنه أحيانا القرآن يضرب الفاصلة القرآنية إذا اقتضى المر (وََأشْ ِركْ ُه فِي َأمْرِي‬
‫ع ْينِي (‪ ))39‬ليس فيها مراعاة للفاصلة وكثيرا في القرآن ل ينظر إلى الفاصلة القرآنية‪.‬‬ ‫(‪( ))32‬وَِلتُ ْ‬
‫صنَ َع عَلَى َ‬
‫ن (‪ )48‬الشعراء) ومرة قالوا (قَالُوا آ َمنّا‬ ‫ن (‪َ )47‬ر ّ‬
‫ب مُوسَى وَهَارُو َ‬ ‫هناك في قصة السحرة الذين جاء بهم فرعون مرة قالوا (قَالُوا آ َمنّا بِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫ب مُوسَى وَهَارُونَ) قال‬ ‫ب هَارُونَ َومُوسَى (‪ )70‬طه) فعندنا سبعين ساحرا منهم من قال (قَالُوا آ َمنّا بِ َر ّ‬
‫ب هَارُونَ َومُوسَى) ومنهم من قال (رَ ّ‬ ‫بِ َر ّ‬
‫بعض المفسرين أن ال تعالى حتى ينقل لنا الصورة كاملة نقلها بهذين الشكلين حتى يأتي لنا بالصورة كاملة لنه ليس كل السحرة قالوا نفس القول؟‬
‫جمع ال تعالى اليتين فأعطانا الصورة كاملة عما قاله السحرة‪.‬‬
‫آية (‪:)71‬‬
‫جذ ُوِع الن َّ ْ‬ ‫ُ‬
‫ل (‪ )71‬طه)؟ (د‪.‬فاضل *‬
‫خ ِ‬ ‫صل ِّبَنَّك ُ ْ‬
‫م فِي ُ‬ ‫ما دللة استخدام (في) في قوله تعالى (وََل َ‬
‫)السامرائى‬
‫جذُوعِ النّخْلِ) هذه اعتبروها في باب المجاز والصل كما يرون يقولون على جذوع النخل لكن (في جذوع) أي يثبتهم فيها يجعلها‬ ‫قوله تعالى (فِي ُ‬
‫جذُوعِ النّخْلِ) يعني يثبتهم فيها ويجعل جذوع النخل كأنها قبور لهم ليس فقط يضعهم عليها‪ ،‬ولو‬ ‫كأنها قبور لهم‪ ،‬هم قالوا هكذا ‪( ،‬وََلأُصَّل َبّنكُ ْم فِي ُ‬
‫قال (على) ل يؤدي هذا المعنى لكن (في) كأنه يُدخِلهم فيها‪( .‬على) باعتبار ارتفاع عالي‪.‬‬
‫عذَابًا وََأبْقَى (‪ )71‬طه) والجملة كلها مفعول به‪.‬‬ ‫* إسم الستفهام يعمل فيه ما بعده وليس ما قبله وله صدر الكلم قال تعالى (وََل َتعَْلمُنّ َأّينَا َأ َ‬
‫شدّ َ‬
‫آية (‪:)75‬‬
‫م‬ ‫ت فَأُولَئ ِ َ‬
‫ك لَه ُ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل ال َّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫من ًا قَد ْ عَ ِ‬
‫م َ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫ه ُ‬
‫ْ‬
‫ن يَأت ِ ِ‬ ‫*ما دللة استعمال التذكير والجمع في قوله تعالى((وَ َ‬
‫م ْ‬
‫ت الْعَُل (‪))75‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫الدََّر َ‬
‫جا ُ‬
‫عمِلَ الصّالِحَا ِ‬
‫ت‬ ‫ن يَ ْأتِهِ مُ ْؤ ِمنًا َق ْد َ‬
‫غالبا لو نظرنا في آيات القرآن الكريم نجد أنه مع (من) إبتدا ًء يُراعي لفظها لفظ المفرد المذكر فيقول مثلً ( َومَ ْ‬
‫َفأُوَل ِئكَ َلهُ ُم الدّرَجَاتُ ا ْلعُلَا (‪ )75‬طه) فأحيانا ينظر لمّا يكون الكلم عن المفرد يكون دائما على الفراد لكن لما يكون عن الجمع يبدأ بالفراد مراعاة‬
‫للفظ (من)‪.‬‬
‫آية (‪:)76‬‬
‫* هطططل يحتمطططل معنطططى قوله تعالى (جنات تجري مطططن تحتهطططا النهار) أن الجنات تجري؟ (د‪.‬فاضطططل‬
‫السامرائى)‬
‫عدْ ٍ‬
‫ن‬ ‫ت َ‬
‫جنّا ُ‬
‫ل أعلم إذا كانت الجنات تجري لكن بل شك أن النهار تجري فالجريان يكون للنهار في الدنيا كما في قوله تعالى في سورة طه ( َ‬
‫ن تَ َزكّى (‪ ))76‬وفي مواطن أخرى لكن هل هناك أمر آخر أن الجنات تجري؟ ال أعلم لكن‬ ‫جزَا ُء مَ ْ‬
‫ن فِيهَا َوذَِلكَ َ‬
‫ح ِتهَا الَْأ ْنهَارُ خَاِلدِي َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫جرِي مِ ْ‬
‫تَ ْ‬
‫المر فيها أن قطعا النهار تجري ويمكن من قدرة ال تعالى أن تجري الجنات في الخرة ولكن هذا ليس ظاهرا مما نعرفه‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪77‬‬
‫*ما دللة (ل) في آية سورة طه (لتخاف دركا ً ول تخشى )؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل هنا من باب النفى مثل قوله تعالى (ل تغرنّكم الحياة الدنيا) ‪.‬‬
‫*مطا الفرق مطن الناحيطة البيانيطة بيطن قصطة غرق فرعون فطي آيات سطورتى يونطس وططه؟ (د‪.‬فاضطل‬
‫السامرائى)‬
‫ف دَرَكا وَلَا تَخْشَى {‪ }77‬فََأ ْت َب َعهُ ْم فِرْعَوْنُ‬ ‫حرِ َيبَسا لّا تَخَا ُ‬ ‫ضرِبْ َلهُ ْم طَرِيقا فِي ا ْلبَ ْ‬ ‫ح ْينَا ِإلَى مُوسَى أَنْ أَسْ ِر ِب ِعبَادِي فَا ْ‬ ‫قال تعالى في سورة طه (وَلَ َقدْ أَوْ َ‬
‫حتّى ِإذَا َأدْ َركَهُ‬ ‫عدْوا َ‬
‫جنُودُ ُه َبغْيا وَ َ‬ ‫ش َيهُ ْم {‪ .)}78‬وقال في سورة يونس (وَجَاوَ ْزنَا بِ َبنِي إِ ْ‬
‫سرَائِيلَ ا ْلبَحْ َر فََأ ْت َب َعهُ ْم فِرْعَوْنُ وَ ُ‬ ‫ش َيهُم مّنَ ا ْليَ ّم مَا غَ ِ‬
‫جنُودِ ِه َفغَ ِ‬
‫بِ ُ‬
‫ن {‪ )}90‬إذا لحظنا اليات في السورتين نرى ما يلي‪:‬‬ ‫ت بِ ِه َبنُو ِإسْرَائِيلَ وََأنَ ْا مِنَ ا ْلمُسِْلمِي َ‬
‫ل آمَنتُ َأنّ ُه ل إِلِـ َه ِإلّ اّلذِي آ َمنَ ْ‬ ‫ق قَا َ‬‫ا ْلغَرَ ُ‬
‫‪ .1‬استخدام واو العطف في قوله (فرعون وجنوده) وهذا نص بالعطف فرعون أتبع موسى وهو معه وهذا تعبير قطعي أن فرعون خرج مع‬
‫جنوده وأتبع موسى‪ .‬أما في سورة طه استخدم الباء في قوله (فأتبعهم فرعون بجنوده) والباء في اللغة تفيد المصاحبة والستعانة‪ ،‬وفي‬
‫الية الباء تحتمل المصاحبة وتحتمل الستعانة بمعنى أمدهم بجنوده ول يشترط ذهاب فرعون معهم‪.‬‬
‫‪ .2‬والتعبير في سورة يونس يوحي أن فرعون عازم على البطش والتنكيل هو بنفسه لذا خرج مع جنوده وأراد استئصال موسى بنفسه‬
‫للتنكيل والبطش به لن سياق اليات تفرض هذا التعبير‪ ،‬ذكر استكبار فرعون وملئه (ثُ ّم َب َعثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى وَهَارُونَ إِلَى ِفرْعَوْنَ‬
‫ن {‪ )}75‬فذكر أنهم مستكبرون ومجرمون وذكر أنه ما آمن لموسى إل قليل من ومه على خوف‬ ‫س َتكْبَرُو ْا َوكَانُو ْا قَوْما مّجْ ِرمِي َ‬
‫َومََلئِ ِه بِآيَا ِتنَا فَا ْ‬
‫من فرعون وملئه وذكر أيضا أن فرعون عال في الرض ومسرف كما ذكر أنه يفتن قومه ومآل المر في سورة يونس أن موسى دعا‬
‫على فرعون وقومه (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فل يؤمنوا حتى يروا العذاب الليم) فذكر بغيا وعدوا مناسب لسيلق‬
‫اليات التي ذكرت عذاب فرعون وتنكيله بموسى وقومه‪ .‬ولم يذكر في سورة طه أن فرعون آذى موسى وقومه ولم يتعرض لهذا المر‬
‫مطلقا في سورة طه لذا فالسياق هنا مختلف لذا اختلف التعبير ولم يذكر (بغيا وعدوا) ليناسب سياق اليات في التعبير‪.‬‬
‫‪ .3‬بعد أن ضاق قوم موسى ذرعا بفرعون وبطشه تدخل ال تعالى فتولّى أمر النجاة بنفسه فقال تعالى (وَجَاوَ ْزنَا ِب َبنِي إِسْرَائِيلَ ا ْل َبحْ َر فََأ ْت َب َعهُمْ‬
‫ت بِهِ َبنُو إِسْرَائِيلَ وََأ َن ْا مِنَ ا ْل ُمسِْلمِينَ {‪ )}90‬وكان‬ ‫ل آمَنتُ َأنّهُ ل إِلِـهَ ِإلّ اّلذِي آ َمنَ ْ‬ ‫ق قَا َ‬
‫حتّى ِإذَا َأدْ َركَهُ ا ْلغَرَ ُ‬
‫عدْوا َ‬ ‫جنُودُهُ َبغْيا وَ َ‬ ‫عوْنُ وَ ُ‬ ‫فِرْ َ‬
‫الغرق لفرعون وإيمان فرعون عند الهلك هو استجابة لدعوة موسى (فل يؤمنوا حتى يروا العذاب الليم)‪ ،‬أما في سورة طه فقد جاء‬
‫س ِر ِبعِبَادِي‬ ‫ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَ ْ‬ ‫المر وحيا من ال تعالى لموسى ولن يتولى تعالى أمر النجاة بنفسه وإنما خاطب موسى بقوله (وََل َقدْ َأوْ َ‬
‫شيَهُمْ) ذكر غرق قوم فرعون‪.‬‬ ‫غِ‬‫شيَهُم مّنَ ا ْليَ ّم مَا َ‬
‫خشَى) ثم قال تعالى ( َفغَ ِ‬ ‫ف دَرَكا وَلَا تَ ْ‬ ‫طرِيقا فِي ا ْلبَحْ ِر َيبَسا لّا تَخَا ُ‬ ‫فَاضْ ِربْ َلهُمْ َ‬
‫كل هذه الختلفات بين المشهدين في القصة هو ما يقتضيه سياق اليات في كل سورة‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪78‬‬
‫*مطا اللمسطة البيانيطة فطي اسطتعمال كلمطة (اليطم) فطي قصطة سطيدنا موسطى مطع فرعون؟ (د‪.‬فاضطل‬
‫السامرائى)‬
‫الي ّم كلمة عبرانية وقد وردت في القرآن الكريم ‪ 8‬مرات في قصة موسى وفرعون فقط لن قوم موسى كانوا عبرانيين وكانوا يستعلون هذه الكلمة‬
‫في لغتهم ول يعرفون كلمة البحر ولهذا وردت كلمة اليمّ كما عرفوها في لغتهم آنذاك‪.‬مثل استعمال(سيدها) مع امرأة العزيز وهى كلمة قبطية‪.‬‬
‫حا ث ُط َّ‬
‫م اهْتَدَى (‪ )82‬ططه) هطل الهدايطة ثمرة لليمان والعمطل‬ ‫صال ِ ً‬ ‫م َ‬
‫ل َط‬ ‫ن َوعَ ِ‬
‫م َط‬
‫ب َوآ َ‬ ‫*(وَإِن ّ ِطي لَغَ َّفاٌر ل ِّط َ‬
‫من تَا َط‬
‫الصالح؟ وما هي اللمسة البيانية في الية؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ثم) قد تكون المعنى المشهور أنها للترتيب والتراخي وقد تأتي فقط لترتيب الخبار ويؤتى بها ما هو أعظم مما قبلها‪ .‬مثال أعجبني ما صنعته اليوم‬
‫ن كَفَرُو ْا بِ َرّبهِم َي ْعدِلُونَ (‪ )1‬النعام) وفي سورة البلد ( َومَا َأدْرَاكَ‬ ‫ثم ما صنعت أمس أعجب‪ .‬هذا قبل هذا يعني ما بعدها يكون قبل ما قبلها (ثُ ّم اّلذِي َ‬
‫سكِينًا ذَا َمتْ َربَ ٍة (‪ )16‬ثُ ّم كَا َ‬
‫ن مِنَ اّلذِينَ َآ َمنُوا َوتَوَاصَوْا‬ ‫س َغبَ ٍة (‪َ )14‬يتِيمًا ذَا مَ ْق َربَةٍ (‪ )15‬أَ ْو مِ ْ‬ ‫مَا ا ْلعَ َقبَ ُة (‪َ )12‬فكّ َر َقبَةٍ (‪ )13‬أَوْ ِإ ْ‬
‫طعَا ٌم فِي يَ ْو ٍم ذِي مَ ْ‬
‫حمَةِ (‪ ))17‬اليمان أعلى من أن تطعم واحدا أو تفط رقبة إذا لم يؤمن فليس في عمله فائدة فبدأ بما هو أعلى ليس من باب‬ ‫صوْا بِا ْلمَ ْر َ‬
‫صبْرِ َوتَوَا َ‬
‫بِال ّ‬
‫س َتقَامُوا (‪ )30‬فصلت) إذن ليس بالضرورة (ثم) للتراخي الزمني‬ ‫ن قَالُوا َرّبنَا اللّ ُه ثُمّ ا ْ‬
‫التراخي في الزن وإنما فيما هو أهم في هذا السياق (إِنّ اّلذِي َ‬
‫وإنما لتراخي الخبار‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪85‬‬
‫َ‬
‫فطي سطورة ططه؟ (د‪.‬فاضطل‬ ‫ضل ّهُطم فطي قصطة موسطى‬
‫* مطا اللمسطة البيانيطة فطي اسطتعمال فَتَن َّطا‪ ،‬أ َ‬
‫السامرائى)‬
‫ك مِنْ َب ْعدِكَ وََأضَّلهُمُ السّامِ ِر ّ‬
‫ي‬ ‫ل فَِإنّا َقدْ َف َتنّا قَ ْو َم َ‬
‫هناك خط عام في القرآن الكريم وهو أن ال تعالى ل ينسب الشرّ لنفسه مطلقا‪ .‬وفي قوله تعالى (قَا َ‬
‫(‪ )85‬نسب الفتنة إليه سبحانه وتعالى وهذه الفتنة ليست شرا وإنما هي ابتلء فال تعالى خلق الموت والحياة للبتلء الذي هو مُراد ال تعالى للبشر‬
‫سمِيعًا بَصِيرًا (‪ )2‬النسان)‪.‬‬
‫جعَ ْلنَاهُ َ‬
‫ج َن ْبتَلِيهِ فَ َ‬
‫ن نُطْفَةٍ َأمْشَا ٍ‬
‫ن مِ ْ‬
‫وهو من أغراض الخلق (ِإنّا خََل ْقنَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫‪):‬آية (‪93‬‬
‫*ما دللة استخدام (ل) في قوله تعالى (ألتتبعن)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫صيْتَ َأمْرِي (‪ )93‬هي ليست نافية ولكنها بمعنى من منعك من اتباعي‪.‬‬ ‫ضلّوا (‪َ )92‬ألّا َتتّ ِبعَنِ َأ َفعَ َ‬
‫ل يَا هَارُونُ مَا َمنَ َعكَ ِإذْ َرَأيْ َتهُمْ َ‬
‫قال تعالى (قَا َ‬
‫النحويون يقولون أن (ل) زائدة فهي ل تغيّر المعنى اذا حُذفت وإنما يُراد بها التوكيد ومنهم من قال أنها صلة‪ .‬فلو قلنا مثلً (وال ل أفعل) وقلنا (ل‬
‫وال ل أفعل) فالمعنى لن يتغير برغم إدخال (ل) على الجملة‪ .‬أما في آيات القرآن الكريم فل يمكن أن يكون في القرآن زيادة بل فائدة‪ .‬والزيادة في‬
‫(ل) بالذات ل تكون إل عند من أمِن اللبس‪ ،‬بمعنى أنه لو كان هناك احتمال أن يفهم السامع النفي فلبدمن زيادتها‪.‬‬
‫وعليه مثلً من الخطأ الشائع أننا نقول أعتذر عن الحضور وإنما الصحيح القول‪ :‬أعتذر عن عدم الحضور‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪94‬‬
‫*ماد للة ذكطر وحذف (يطا) فطي قوله تعالى (ابطن أوم) فطي سطورة العراف و(يبنؤم) فطي سطورة ططه؟‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل عََل ْيكُمْ‬‫ل عََل ْيكُمُ ا ْل َع ْهدُ َأمْ أَرَدتّمْ أَن يَحِ ّ‬
‫ل يَا َقوْمِ أََل ْم يَ ِع ْدكُمْ َرّبكُمْ وَعْدا حَسَنا َأفَطَا َ‬ ‫ضبَانَ أَسِفا قَا َ‬ ‫قال تعالى في سورة طه (فَرَجَ َع مُوسَى إِلَى قَ ْومِ ِه غَ ْ‬
‫خرَجَ‬ ‫ي {‪ }87‬فَأَ ْ‬ ‫حمّ ْلنَا أَ ْوزَارا مّن زِينَةِ الْقَ ْو ِم فَ َق َذ ْفنَاهَا َف َكذَِلكَ َألْقَى السّامِرِ ّ‬ ‫عدِي {‪ }86‬قَالُوا مَا أَخَْل ْفنَا مَوْ ِ‬
‫ع َدكَ ِبمَ ْلكِنَا وََل ِكنّا ُ‬ ‫خلَ ْفتُم مّوْ ِ‬‫ب مّن ّرّبكُ ْم فَأَ ْ‬
‫غضَ ٌ‬ ‫َ‬
‫ل َلهُمْ‬ ‫ضرّا وَلَا نَفْعا {‪ }89‬وَلَ َق ْد قَا َ‬ ‫ي {‪َ }88‬أفَلَا يَرَوْنَ أَلّا يَ ْرجِعُ إَِل ْيهِ ْم قَ ْولً وَلَا َيمِْلكُ َلهُمْ َ‬ ‫خوَا ٌر فَقَالُوا َهذَا إَِل ُهكُمْ وَِإلَ ُه مُوسَى َفنَسِ َ‬ ‫عجْلً جَسَدا لَهُ ُ‬ ‫َل ُهمْ ِ‬
‫حتّى يَ ْرجِعَ إَِل ْينَا مُوسَى {‪ }91‬قَالَ‬ ‫ح عََليْ ِه عَاكِفِينَ َ‬ ‫ن فَا ّت ِبعُونِي َوأَطِيعُوا َأمْرِي {‪ }90‬قَالُوا لَن ّنبْرَ َ‬ ‫حمَ ُ‬ ‫ن مِن َقبْلُ يَا َقوْمِ ِإّنمَا ُفتِنتُم بِهِ وَإِنّ َرّبكُمُ الرّ ْ‬ ‫هَارُو ُ‬
‫ت َبيْنَ َبنِي‬
‫ل فَ ّرقْ َ‬
‫ح َيتِي وَلَا بِ َرأْسِي ِإنّي خَشِيتُ أَن تَقُو َ‬ ‫خ ْذ بِلِ ْ‬ ‫صيْتَ َأمْرِي {‪}93‬قَا َ‬
‫ل َيبْنَؤمّ لَا تَأْ ُ‬ ‫ن مَا َم َن َعكَ ِإذْ رََأ ْي َتهُمْ ضَلّوا {‪ }92‬أَلّا َتتّ ِبعَنِ َأ َفعَ َ‬ ‫يَا هَارُو ُ‬
‫جعَ ْلنِي مَعَ‬
‫ل تَ ْ‬
‫عدَاء َو َ‬ ‫ي ال ْ‬‫ت بِ َ‬
‫شمِ ْ‬
‫ل تُ ْ‬
‫ضعَفُونِي َوكَادُو ْا يَ ْقتُلُو َننِي فَ َ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫ب قَوْلِي {‪ )}94‬وفي سورة العراف (قَا َ‬
‫ل ابْنَ أُومّ إِنّ ا ْلقَ ْومَ ا ْ‬ ‫ِإسْرَائِيلَ وَلَ ْم تَ ْر ُق ْ‬
‫الْقَ ْومِ الظّاِلمِينَ {‪ )}150‬ذكر الحرف وعدم ذكره له دوافع والقاعدة العامة فيه أنه عندما يكون السياق في مقام البسط والتفصيل يذكر الحرف سواء‬
‫كان ياء أو غيرها كما في سورة طه حيث ذُكرت فيها كل الجزئيات وإذا كان المقام مقام إيجاز يوجز ويحذف الحرف إذا لم يؤدي ذلك إلى التباس‬
‫في المعنى كما في سورة العراف ‪.‬وكذلك في قوله (أئن لنا لجرا) قد يكون مقام التوكيد بالحرف‪.‬‬
‫يرد في القرآن ذكر سيدنا موسى وهارون ويرد خطاب هارون لموسى بقوله (يا ابن أوم) فهل هذا *‬
‫)أسلوب استعطاف وتليين أو هو أسلوب يشير إلى أنهما ليسا إخوة أشقاء؟ (د‪.‬فاضل السامرائى‬
‫على الرجح أن موسى وهارون كانا أخوان شقيقان لكن يقولون للترقيق ثم هنالك أمر لن ربنا ما ذكر أبو موسى وإنما ذكر أمه هي التي خافت‬
‫وكادت لتبدي به لول أن ربطنا على قلبها وقالت لخته قصيه وأصبح فؤاد أم موسى فارغا وهي التي قاست فهذا تذكير بأمه فقال (يا ابن أؤم)‪.‬‬
‫ليس معنى هذا أنهما ليسا من أب واحد هما شقيقان ولكن هذا تذكير بأمه لما قاست‪.‬‬
‫ب‬ ‫ل َول َ ْ‬
‫م تَْرق ُ ْ‬ ‫سَرائِي َ‬
‫ن بَن ِي إ ِ ْ‬
‫ت بَي ْ َ‬ ‫ت أَن تَقُو َ‬
‫ل فََّرق ْ َ‬ ‫شي ُ‬
‫خ ِ‬
‫سي إِن ِّي َ‬ ‫ْ‬
‫حيَت ِي وََل بَِرأ ِ‬ ‫َل تَأ ْ ُ‬
‫خذ ْ بِل ِ ْ‬ ‫ن أ ُ َّ‬
‫م‬ ‫*(قَا َ‬
‫ل ي َا اب ْ َ‬
‫ب؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ما هو سبب الجزم في ترق ْ‬ ‫قَوْلِي (‪ )94‬طه)‬
‫وجود (لم) الجازمة مثل لم يلد ولم يولد‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪96‬‬
‫َ‬
‫ن (‪ )30‬المائدة) *‬
‫سرِي َ‬‫خا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬‫ح ِ‬ ‫ه فَأ ْ‬
‫صب َ َ‬ ‫ل أَ ِ‬
‫خيهِ فَقَتَل َ ُ‬ ‫ه قَت ْ َ‬
‫س ُ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ه ن َ ْف ُ‬ ‫ما الفرق بين طوعت (فَط َ َّ‬
‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مًرا (‪ )18‬يوسف)؟‬ ‫مأ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬‫م أنفُ ُ‬ ‫ت لَك ُ ْ‬ ‫سوَّل َ ْ‬‫ل َ‬ ‫سي (‪ )96‬طه) (قَا َ‬
‫ل بَ ْ‬ ‫ت لِي نَفْ ِ‬ ‫سوَّل َ ْ‬ ‫وسولت (وَكَذَل ِ َ‬
‫ك َ‬
‫)(د‪.‬فاضل السامرائى‬
‫سولت معناها زينت له‪ ،‬يقال سولت له نفسه أي زينت له المر‪ ،‬طوّعت أشد‪ .‬نضرب مثلً" الحديد يحتاج إلى تطويع أي يحتاج إلى جهد حتى‬
‫تطوعه‪ ،‬تريد أن تطوع وحشا من الوحوش تحتاج لوقت حتى تجعله يطيعك‪ ،‬فيها جهد ومبالغة في التطويع حتى تروضه وتذل‪ ،‬المعادن تطويعها‬
‫يحتاج إلى جهد وكذلك الوحوش والطيور تطويعها يحتاج إلى جهد وبذل‪.‬‬
‫التسويل ل يحتاج إلى مثل ذلك الجهد‪ .‬إذن سولت أي زينت له نفسه‪ ،‬لذا ابني آدم قال (فَطَوّعَتْ لَ ُه نَفْسُ ُه َقتْلَ َأخِيهِ) كان يفكر هل يمكن أن يقدم على‬
‫قتل أخيه فاحتاج وقتا لترويض نفسه ليفعل هذا الفعل وهو ليس كأي تسويل أو تزيين بسهولة تفعل الشيء وأنت مرتاح‪ .‬التطويع يحتاج إلى جهد‬
‫حتى تروض نفسه وتهيء له المر‪ .‬وفي القرآن قال تعالى ( َو َكذَِلكَ سَوّلَتْ لِي نَفْسِي) في قصة السامري هنا بسهولة وهذه أسهل من أن يقتل الواحد‬
‫أخاه‪ .‬ل يجوز في القرآن أن تأتي طوعت مكان سولت أو العكس وفي النتيجة العمل سيكون لكن واحد أيسر من واحد‪ .‬سوّل وطوع بمعنى واحد‬
‫لكن طوّع فيها شدّة‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪97‬‬
‫َ‬ ‫حيَاةِ أَن تَقُو َ‬
‫ه*‬‫خلَفَ ُ‬ ‫عدًا ل ّ ْ‬
‫ن تُ ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن لَ َ‬
‫ك َ‬ ‫س َوإ ِ َّ‬ ‫سا َ‬ ‫ل َل ِ‬
‫م َ‬ ‫ك فِي ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن لَ َ‬
‫ب فَإ ِ َّ‬‫ل فَاذْهَ ْ‬
‫في سورة طه (قَا َ‬
‫َ َ َ‬
‫سفًا (‪ ))97‬الفعل الوحيد الذي‬ ‫مِ نَ ْ‬ ‫ْ‬
‫ه فِي الي َ ّ‬ ‫َ‬
‫سفَن ّ ُ‬ ‫َ‬
‫م لنَن ِ‬‫ه ث ُ َّ‬ ‫َ‬
‫حّرِقَن ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت عَليْهِ عَاكِفًا لن ُ َ‬ ‫ك ال ّذِي ظل َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫وَانظْر إِلى إِلهِ‬
‫ورد بهذه الصيغة وهي حذف أحد حرفي التشديد مع أن المقام مقام مبالغة في العكوف وليس‬
‫مقام تقليل إذا اعتمدنا أن الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى فما العِلة من ذلك؟‬
‫)(د‪.‬فاضل السامرائى‬
‫العرب وقريش وغيرها قد تخفف من الفعل المضعّف إذا صادفه تسكين‪ .‬أصل الفعل ظلِلْت مضعّف‪ .‬فعندهم هذا وقسم من العرب عندهم لغة قالوا‬
‫سكّن آخره قل يقولون أحسست وإنما أحست ول يقولون هممت وإنما‬ ‫هم بنو سُليم يحذفون دائما ليس فقط في الفعل بل ما كان شبيها بالمضاعف إذا ُ‬
‫همت‪ ،‬صددت – صدت‪ .‬هذه لغة من لغتهم فهذه لغة‪ .‬يبقى السؤال لماذا استعمل هذه اللغة هنا مع العلم أنه لم يحذف في المضعف (إن ضللت‪،‬‬
‫صددت) فلماذا استعملها هنا؟ استعملها في القرآن مرتين‪ :‬هنا وفي سورة الواقعة (فظلتم تفكهون)‪ .‬هنالك ظاهرة عامة في القرآن الكريم أن القرآن‬
‫يحذف من الفعل إذا كان زمنه أقل مثل (تتوفاهم وتوفاهم) الذي زمنه أقل يحذف منه مراعاة بين قصر الفعل والزمن‪ .‬هذه ظاهرة عامة في القرآن‬
‫ح فِيهَا بِِإ ْذنِ‬
‫الكريم منتشرة متسعة (استطاعوا‪ ،‬اسطاعوا‪ ،‬تتنزل‪ ،‬تنزل) تتنزل أكثر من تنزل لن تلك في ليلة واحدة ليلة القدر ( َتنَزّلُ ا ْلمَلَا ِئكَةُ وَالرّو ُ‬
‫جنّةِ اّلتِي كُنتُمْ‬
‫ل عََل ْيهِمُ ا ْلمَلَا ِئكَةُ أَلّا تَخَافُوا َولَا تَحْ َزنُوا وََأبْشِرُوا بِالْ َ‬ ‫ستَقَامُوا َت َتنَزّ ُ‬ ‫َربّهِم مّن كُلّ َأمْ ٍر (‪ )4‬القدر) أما الثانية (إِنّ اّلذِي َ‬
‫ن قَالُوا َرّبنَا اللّ ُه ثُ ّم ا ْ‬
‫عدُونَ (‪ )30‬فصلت) في كل لحظة فقال تتنزل‪.‬‬ ‫تُو َ‬
‫ل عاكفا عليه؟ على مدة ذهاب موسى وعودته وليس‬ ‫ت عََليْ ِه عَاكِفًا) يتكلم عن السامري الذي صنع العجل‪ ،‬كم ظ ّ‬ ‫ظلْ َ‬
‫ظرْ إِلَى إَِل ِهكَ اّلذِي َ‬
‫هنا (وَان ُ‬
‫سفًا)‪ .‬إذن هذا البقاء قليل فحذف من الفعل‬ ‫كالذي يعبد الصنام طول عمره لكن بمقدار ما ذهب موسى وعاد وقال له (ّلنُحَ ّر َقنّ ُه ثُمّ َلنَنسِ َفنّهُ فِي ا ْليَ ّم نَ ْ‬
‫لن هذه العبادة ل تشبه عبادة الخرين الذين يقضون أعمارهم في عبادة الصنام لكن هذه مدة قصيرة بمقدار ما ناجى موسى ربه ثم عاد فحذف‬
‫ن (‪ )63‬أَأَنتُمْ‬ ‫جعَ ْلنَاهُ حُطَامًا فَظََل ْلتُ ْم تَ َف ّكهُونَ (‪ ))65‬بداية اليات (َأ َفرََأ ْيتُم مّا تَحْ ُرثُو َ‬ ‫من الفعل إشارة إلى قصر الزمن‪ .‬حتى في سورة الواقعة (لَ ْو نَشَاء َل َ‬
‫جعَ ْلنَاهُ حُطَامًا فَظََل ْلتُ ْم تَ َف ّكهُونَ (‪ ))65‬تفكهون‪ ،‬كم يتكلم؟ قليل فحذف من الفعل‪.‬‬ ‫ن (‪ )64‬لَ ْو نَشَاء َل َ‬‫تَ ْزرَعُونَهُ َأ ْم نَحْنُ الزّارِعُو َ‬
‫وعلى الكثر أن اللم الوسطى المكسورة هي التي تُحذف‪ ،‬أصل الفعل ظلِلْت لكن ليس فيها قاعدة‪.‬‬
‫*ماالفرق بين النسف و التسيير في القرآن الكريم؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حيَاةِ أَن‬
‫ب َفإِنّ لَ كَ فِي الْ َ‬
‫ل فَاذْهَ ْ‬
‫النسف قد يكون له معنيان إما القتلع والزالة وإما التذرية في الهواء كما جاء في قصة السامري فى سورة طه(قَا َ‬
‫ح ّر َقنّهُ ثُمّ َلنَنسِ َفنّ ُه فِي ا ْليَمّ نَسْفا { ‪ .)}97‬والنسف والتسييرللجبال هي‬
‫ت عََليْ ِه عَاكِفا ّلنُ َ‬
‫ن تُخْلَفَ ُه وَانظُرْ إِلَى إَِلهِكَ اّلذِي ظَلْ َ‬
‫تَقُولَ لَا مِسَاسَ َوإِنّ لَكَ مَوْعِدا لّ ْ‬
‫من مشاهد يوم القيامة كالدكّ والنصب وغيرها فهي تتابعات مشاهد يوم القيامة فتكون الجبال كالعهن المنفوش ثم يأتي النسف والتذرية فى النهاية‪.‬‬
‫آية (‪:)101‬‬
‫حمل؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حمل و ال َ‬
‫*ما الفرق بين ال ِ‬
‫ظهُورِهِ ْم (‪)31‬‬ ‫حمْلًا (‪ )101‬طه) يحمل على الظهر‪( ،‬وَ ُه ْم يَ ْ‬
‫حمِلُونَ أَوْزَارَهُ ْم عَلَى ُ‬ ‫ن فِيهِ َوسَاء َلهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ ِ‬
‫حمْل مصدر والحِمل ما يُحمل (خَاِلدِي َ‬
‫ال َ‬
‫خفِيفًا (‪ )189‬العراف)‪.‬‬
‫حمْلً َ‬
‫حمَلَتْ َ‬‫النعام) أما الحَمل هو المصدر أو ما ل يرى بالعين (فََلمّا َتغَشّاهَا َ‬
‫آية (‪:)108‬‬
‫* هل نقول الرجل داعي أم داعية؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ليس بينهما تعارض لكن الداعية فيها مبالغة إذا كان مكثرا من الدعوة يقال له داعية لن (فاعلة) من أوزان المبالغة‪ .‬الصل داعي إسم فاعل (يَ ْومَ ِئذٍ‬
‫ن الدّاعِيَ لَا عِوَجَ لَ ُه (‪ )108‬طه) فإذا أردنا المبالغة نقول داعية كما نقول داهية‪ .‬هذا ليس مؤنثا‪ ،‬التاء يؤتى بها للمبالغة وتاء التأنيث هي‬ ‫َيّتبِعُو َ‬
‫ل ُهمَ َزةٍ ّلمَزَ ٍة (‪ )1‬الهمزة) التاء تدل على التكثير‪ ،‬فاعلة وفعّالة من أوزان المبالغة رجلٌ علّامة وفهّامة من أوزان‬
‫ليست فقط للتأنيث ( َويْلٌ ّلكُ ّ‬
‫المبالغة‪ ،‬علّم وعلّمة من لوزان المبالغة‪ ،‬داهية من أوزان المبالغة‪.‬‬
‫آية (‪:)110‬‬
‫*لماذا ذكطر نفطي الحاططة بالذات فطي سطورة ططه ونفطى الحاططة بالعلم فطي آيطة الكرسطي؟ (د‪.‬فاضطل‬
‫السامرائى)‬
‫في قوله تعالى في سورة طه‪( :‬يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ول يحيطون به علما) أي بذاته في المعنى‪ .‬إذن في سورة طه جاءت الية تعقيبا على‬
‫عبادة بني اسرائيل للعجل وقد صنعوه بأيديهم وأحاطوا به علما وال ل يحاط به‪ ،‬لقد عبدوا إلها وأحاطوا به علما فناسب أن يقول (ول يحيطون به‬
‫علما)‪.‬أما في آية الكرسي فالسياق عن العلم (يعلم ما بين أيدينا) وبعد هذه الجملة يأتي قوله (ول يحيطون بعلمه إل بما شاء) وهذه الجملة هي توطئة‬
‫‪.‬لما سيأتي بعدها‬
‫‪):‬آية (‪117‬‬
‫خاطب تعالى آدم لوحده ومرة خاطب آدم وحواء والخطاب كان مرة واحدة بصيغ متعددة فكيف *‬
‫)نفهم الصيغ المتعددة في الخطاب؟ (د‪.‬فاضل السامرائى‬
‫عدُوّ ّل َ‬
‫ك‬ ‫جنّ َة (‪ )35‬البقرة) (فَقُ ْلنَا يَا آدَمُ إِ ّ‬
‫ن َهذَا َ‬ ‫ك الْ َ‬
‫جَ‬ ‫ت وَزَوْ ُ‬ ‫سكُنْ أَن َ‬‫من الذي قال أن الخطاب مرة واحدة؟‪ .‬ربنا قال في القرآن ( َوقُ ْلنَا يَا آدَ ُم ا ْ‬
‫جمِيعًا (‪ )123‬طه) (قُ ْلنَا ا ْهبِطُو ْا ِم ْنهَا َ‬
‫جمِيعا (‬ ‫جنّ ِة َفتَشْقَى (‪ )117‬طه) هذا الخطاب غير ذاك الخطاب‪( .‬قَالَ ا ْهبِطَا مِ ْنهَا َ‬ ‫جنّ ُكمَا مِنَ الْ َ‬
‫ك فَلَا يُخْ ِر َ‬
‫جَ‬‫َولِزَوْ ِ‬
‫ش ْئُتمَا (‪ )19‬العراف) غير (أََلمْ َأ ْنهَ ُكمَا عَن‬ ‫حيْثُ ِ‬‫ل مِنْ َ‬ ‫جنّةَ َفكُ َ‬
‫جكَ ا ْل َ‬‫سكُنْ أَنتَ َوزَوْ ُ‬ ‫‪ )38‬البقرة) من أدراه أن الخطاب كان واحدا؟ لما قال ( َويَا آدَمُ ا ْ‬
‫تِ ْل ُكمَا الشّجَ َرةِ (‪ )22‬العراف) هذا وقت متغير‪.‬‬
‫آية (‪:)120‬‬
‫)ما الفرق بين النزغ والوسوسة ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى *‬
‫غ (‪ )36‬فصلت) النزغ هو أن يحمل‬ ‫ن نَ ْز ٌ‬‫شيْطَا ِ‬
‫ك مِنَ ال ّ‬
‫غّن َ‬
‫من حيث اللغة النزغ هو الفساد بين الصدقاء تحديدا‪ ،‬بين الخوان‪ ،‬بين الناس (وَِإمّا يَنزَ َ‬
‫بعضهم على بعض بإفساد بينهم‪ ،‬هذا هو النزغ في اللغة‪ ،‬أن يغري بعضهم ببعض ويفسد بينهم‪ .‬الوسوسة شيء آخر وهي عامة‪ ،‬يزين له أمر‪،‬‬
‫شيْطَانُ‬
‫يفعل معصية‪ ،‬يزين له معصية‪ ،‬الوسوسة عامة والنزغ خاص بأن يحمل بعضهم على بعض وأن يفسد بينهما‪ .‬قال تعالى (مِن َبعْدِ أَن نّزغَ ال ّ‬
‫خ َوتِي (‪ )100‬يوسف)‪ ،‬لم يقل وسوس‪ .‬مع آدم وحواء لم يكن هناك خصومة بينهما لكن مع إخوة يوسف كان هناك خصومة فقد حاولوا‬ ‫َب ْينِي َو َبيْنَ إِ ْ‬
‫أن يقتلوا يوسف‪ ،‬أفسد بينهم‪ ،‬أغروا به حتى أفسدوا‪ .‬الوسوسة عامة لنه يدخل فيها النزغ‪ .‬هنا(نزغ الشيطان) الحالة الخاصة للحالة الخاصة وهذه‬
‫الحالة هي هكذا بين يوسف وإخوته‪ ،‬هذا هو المعنى اللغوي‪ .‬يقولون أصل الوسوسة الصوت الخفي ويكون مسموعا أحيانا وأحيانا يكون غير‬
‫مسموع وإنما يبقيه الشيطان في نفس النسان (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس) والصدر هو الممر إلى القلب فإذا وسوس‬
‫في الصدر الشيطان يريد أن يمل الساحة باللغام كما يفعل العداء في الحرب‪ .‬وقد تكون الوسوسة بالكلم المسموع‪ ،‬همس أو كلم خفي بينك وبين‬
‫ل َأدُّلكَ عَلَى شَجَ َرةِ الْخُ ْلدِ َومُ ْلكٍ لّا َيبْلَى (‪ )120‬طه)‬
‫ل يَا آدَ ُم هَ ْ‬‫ن قَا َ‬
‫شيْطَا ُ‬
‫سوَسَ إَِليْهِ ال ّ‬
‫أحد بدليل أنه لما وسوس إبليس لدم كان كلما باللسان (فَوَ ْ‬
‫صحِينَ (‪ )21‬العراف) قاسمهما أي حلف لهما بال ولذلك لما رب العالمين عاتب آدم قال‬ ‫س َمهُمَا ِإنّي َل ُكمَا َلمِنَ النّا ِ‬
‫سماها القرآن وسوسة ثم قال ( َوقَا َ‬
‫آدم‪ :‬يا رب ما كنت أظن أحدا يحلف بك كاذبا‪ .‬الوسوسة إذن تكون في الصوت المسموع أحيانا وبالصوت غير المسموع أحيانا‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬كلمة وسوس فيها هدوء وخفية وفيها تكرار مقطع (وس‪/‬وس) فهل هي مرتبطة بكلم سيئ أو خبيث؟‬
‫هكذا يبدو من استعمالها لماذا ل يظهر هذا الكلم إل إذا كان هناك ما يريد أن يخفيه عن الخرين؟‪.‬‬
‫* يقولون أن الشيطان حاول أن يوسطوس لدم فلم يقدر عليطه ثطم تحول لحواء فقدر عليهطا فهطل هذا‬
‫صحيح؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫خ ْلدِ َومُ ْلكٍ لّا َيبْلَى (‪ )120‬طه) ثم‬
‫جرَةِ الْ ُ‬
‫ل يَا آدَ ُم َهلْ َأدُّلكَ عَلَى شَ َ‬
‫ن قَا َ‬
‫شيْطَا ُ‬
‫سوَسَ إَِليْهِ ال ّ‬
‫ل لم يذكر حواء في الوسوسة إنما قال‪(:‬فَوَ ْ‬ ‫هوعز وجل أص ً‬
‫سوْءَا ِت ِهمَا (‪ )20‬العراف) ما هنالك آية أفرد فيها حواء‪ .‬إما أن يقول آدم أو يجمعهما‬ ‫ع ْن ُهمَا مِن َ‬
‫ي َ‬
‫شيْطَانُ ِليُ ْبدِيَ َل ُهمَا مَا وُورِ َ‬
‫قال (فَوَسْ َوسَ َل ُهمَا ال ّ‬
‫‪.‬معا‪ .‬حتى في قوله (فتشقى) هو الذي يكدح ولم يقل فتشقيا‬
‫آية (‪:)123‬‬
‫ض عَدُوٌّ وَلَك ُ ْ‬
‫م فِي *‬ ‫ما الفرق بين استخدام الجمع والمثنى في اليات (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْ ُ‬
‫ضك ُ ْ‬
‫م لِب َ ْع ٍ‬
‫ل اهْبِطَا ِ‬ ‫متَاعٌ إِلَى ِ‬ ‫َْ‬
‫ض عَدُوٌّ (‪ )123‬طه)؟‬ ‫ضك ُ ْ‬
‫م لِب َ ْع ٍ‬ ‫ميعًا بَعْ ُ‬
‫ج ِ‬
‫منْهَا َ‬ ‫ن (‪)36‬البقرة) و(قَا َ‬
‫حي ٍ‬ ‫ستَقٌَّر وَ َ‬
‫م ْ‬
‫ض ُ‬
‫الْر ِ‬
‫)(د‪.‬فاضل السامرائى‬
‫شئْ ُتمَا وَلَا تَقْ َربَا َهذِ ِه‬
‫ث ِ‬ ‫حيْ ُ‬
‫غدًا َ‬ ‫جنّةَ َوكُلَا ِم ْنهَا رَ َ‬ ‫جكَ الْ َ‬‫سكُنْ َأنْتَ وَزَ ْو ُ‬ ‫الذي يوضح قراءة اليات‪ .‬في البقرة كان الخطاب لدم وزوجه ( َوقُ ْلنَا يَا َآدَمُ ا ْ‬
‫ستَقَرّ َو َمتَاعٌ‬ ‫عدُوّ وََلكُ ْم فِي ا ْلأَ ْرضِ ُم ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ضكُمْ ِل َبعْ ٍ‬ ‫ج ُهمَا ِممّا كَانَا فِيهِ َوقُ ْلنَا ا ْهبِطُوا َبعْ ُ‬ ‫خرَ َ‬ ‫عنْهَا َفأَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫شيْطَا ُ‬ ‫جرَ َة َف َتكُونَا مِنَ الظّاِلمِينَ (‪ )35‬فََأزَّل ُهمَا ال ّ‬ ‫الشّ َ‬
‫جنّ ِة َفتَشْقَى (‪ )117‬إِنّ َلكَ َألّا تَجُوعَ‬ ‫جّن ُكمَا مِنَ الْ َ‬ ‫خرِ َ‬‫ك فَلَا يُ ْ‬
‫جَ‬‫عدُوّ َلكَ وَلِ َزوْ ِ‬‫ن َهذَا َ‬ ‫ن (‪ ))36‬ننظر ماذا قال في طه الخطاب لدم (فَ ُق ْلنَا يَا َآدَمُ إِ ّ‬ ‫ِإلَى حِي ٍ‬
‫شجَرَةِ ا ْلخُ ْلدِ َومُ ْلكٍ لَا َيبْلَى (‪ )120‬فََأكَلَا‬ ‫ك عَلَى َ‬ ‫ل يَا َآدَ ُم هَلْ َأدُّل َ‬‫ن قَا َ‬ ‫ظمَُأ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (‪ )119‬فَ َوسْوَسَ ِإَليْهِ ال ّ‬
‫شيْطَا ُ‬ ‫فِيهَا وَلَا َتعْرَى (‪ )118‬وََأّنكَ لَا تَ ْ‬
‫ب عََليْهِ وَ َهدَى (‪ )122‬قَالَ ا ْهبِطَا‬ ‫ج َتبَاهُ َربّ ُه َفتَا َ‬‫جنّةِ وَعَصَى َآدَمُ َربّ ُه َفغَوَى (‪ )121‬ثُ ّم ا ْ‬ ‫ن عََل ْيهِمَا مِنْ وَ َرقِ الْ َ‬ ‫خصِفَا ِ‬ ‫ِم ْنهَا َفبَدَتْ َل ُهمَا سَوَْآُت ُهمَا وَطَ ِفقَا يَ ْ‬
‫جدْ لَهُ‬
‫ل َفنَسِيَ وََل ْم نَ ِ‬ ‫ي فَلَا يَضِلّ وَلَا يَشْقَى (‪( ))123‬وَلَ َق ْد َ‬
‫عهِ ْدنَا إِلَى آدَ َم مِن َقبْ ُ‬ ‫ن ا ّتبَعَ ُهدَا َ‬ ‫عدُ ّو فَِإمّا يَ ْأ ِتيَ ّنكُ ْم ِمنّي ُهدًى َفمَ ِ‬‫ضكُمْ ِل َبعْضٍ َ‬ ‫جمِيعًا َبعْ ُ‬‫ِم ْنهَا َ‬
‫ش ْئتُمَا) أما في طه (فََأكَلَا ِم ْنهَا) في طه الكلم موجه لدم وفي البقرة موجه لدم وحواء إذن اهبطوا‬ ‫ث ِ‬ ‫حيْ ُ‬‫غدًا َ‬ ‫عَ ْزمًا (‪ ))115‬في البقرة ( َوكُلَا مِ ْنهَا رَ َ‬
‫في البقرة أي آدم وحواء وإبليس‪ ،‬في طه آدم وإبليس وحواء تابعة‪ .‬الخطاب في طه موجه إلى آدم (ل تظمأ‪ ،‬فوسوس إليه‪ ،‬فتشقى‪ ،‬فعصى آدم‬
‫جكَ) الكلم متصل بآدم‪( ،‬وعصى آدم ربه فغوى‪ ،‬فوسوس‬ ‫عدُوّ َلكَ َولِزَوْ ِ‬ ‫ن َهذَا َ‬ ‫ربه‪ )،‬فكان الكلم (اهبطا) لدم وإبليس وحواء تابعة (فَقُ ْلنَا يَا َآدَمُ إِ ّ‬
‫ع ْزمًا) الكلم على آدم فقال اهبطا وحواء ليست هي في السياق قال اهبطا أي‬ ‫جدْ لَهُ َ‬ ‫ل َفنَسِيَ َولَ ْم نَ ِ‬‫عهِ ْدنَا إِلَى آدَ َم مِن َقبْ ُ‬ ‫إليه) السياق لدم هنا (وَلَ َق ْد َ‬
‫آدم وإبليس ولما دخلت حواء في السياق في سورة البقرة قال اهبطوا أي آدم وحواء وإبليس لن بعضكم لبعض عدو‪.‬‬
‫َ‬
‫سك ّن ومتى تُحَّرك مثل وجه َ‬
‫ي ووجهي؟(د‪.‬فاضل السامرائى *‬ ‫)ياء المتكلم متى ت ُ َ‬
‫السؤال هو متى تكون الياء مفتوحة ومتى تكون ساكنة؟ ذكرنا في حينها الفتح الواجب‪ ،‬فتح ياء المتكلم وجوبا لها مواطن وجوب الفتح وما عدا ذلك‬
‫جواز‪.‬‬
‫حيَايَ َو َممَاتِي لِلّ ِه رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ (‪ )162‬النعام)‬
‫سكِي َومَ ْ‬
‫لتِي َونُ ُ‬
‫‪o‬بعد اللف المقصورة الياء يجب أن تكون مفتوحة مثل (قُلْ إِنّ صَ َ‬
‫شقَى (‪ )123‬طه) ل بد أن تفتح الياء‪.‬‬ ‫ضلّ وَلَا يَ ْ‬ ‫ي فَلَا يَ ِ‬
‫( َفمَنِ ا ّتبَ َع ُهدَا َ‬
‫ي من‬‫‪o‬بعد المنقوص ل بد من فتح الياء‪ :‬معطي‪ ،‬معطيّ‪ ،‬أنت معطيّ كتابا تحذف النون هذا إسم ل تكون فيه النون‪ ،‬هل أنت منج َ‬
‫عذاب ال؟ الياء ل بد أن تُفتح بعد المنقوص‪.‬‬
‫ي (‪ )28‬نوح)‪.‬‬ ‫غفِرْ لِي وَلِوَاِلدَ ّ‬ ‫‪o‬بعد المثنى (رَبّ ا ْ‬
‫ي هم؟" ما عدا هذا يجوز الفتح والكسر‪ ،‬هذا‬ ‫ي (‪ )22‬إبراهيم) وكما في الحديث "أومخرج َ‬ ‫‪o‬بعد جمع المذكر السالم ( َومَا أَنتُ ْم ِبمُصْ ِرخِ ّ‬
‫الفتح الواجب والباقي يجوز وجهي وجهيَ‪.‬‬
‫ما الفرق بين قوله تعالى فى سورة البقرة (فمن تبع هداي) وقوله تعالى فى سورة طه (فمن اتبع*‬
‫)هداي)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى‬
‫ف عََل ْيهِمْ وَلَا ُه ْم يَحْ َزنُونَ ﴿‪ ﴾38‬البقرة) تاء باء عين‪ ،‬هذا في‬ ‫ي فَلَا خَ ْو ٌ‬‫الفرق بين تبع وأتّبع‪ ،‬رب العالمين يقول ( َفِإمّا يَ ْأ ِتيَ ّنكُ ْم ِمنّي ُهدًى َفمَنْ َتبِعَ ُهدَا َ‬
‫البقرة‪ ،‬وكما قلنا نحن الن نحاول أن نتكلم في البقرة ومع من تشابه معها من السور الخرى لكن الية الرئيسية البقرة إلى أن ننتهي منها بعد حلقة‬
‫أو حلقتين‪ .‬طبعا نحن الن في الحلقة ‪ 11‬والحمد ل أحصينا تقريبا كل المتشابهات على قدر المكان أو نقول أهم المتشابهات بين سورة البقرة‬
‫ف عََل ْيهِمْ وَلَا هُ ْم يَحْ َزنُونَ ﴿‪ ﴾38‬البقرة) مثلها جاءت‬ ‫ي فَلَا خَوْ ٌ‬
‫وسور أخرى مختلفة في القرآن الكريم‪ .‬هذه آية (فَِإمّا يَ ْأ ِت َينّكُ ْم ِمنّي ُهدًى َفمَنْ َتبِ َع ُهدَا َ‬
‫شقَى ﴿‪ ﴾123‬طه) لماذا في البقرة ( َفمَنْ َتبِعَ ُهدَايَ) وهناك ( َفمَنِ ا ّتبَ َع ُهدَايَ)؟ طبعا‬ ‫ل وَلَا يَ ْ‬ ‫ي فَلَا يَضِ ّ‬ ‫في طه (فَِإمّا يَ ْأ ِت َينّكُ ْم ِمنّي ُهدًى َفمَنِ ا ّتبَعَ ُهدَا َ‬
‫ن ا ّتبَعَ هَوَا ُه (‪)50‬‬
‫ن َتبِ َعنِي فَِإنّ ُه ِمنّي ﴿‪ ﴾36‬إبراهيم) وفي مكان آخر ( ِممّ َ‬ ‫الكلم الفلسفي فيها كثير‪ ،‬ورب العالمين يقول عن سيدنا إبراهيم (فَمَ ْ‬
‫القصص) حينئذٍ دائما إما تبعني وإما اتّبعني ناهيك عن اشتقاقاتها تَبِع زيدٌ عمرا مر به فمضى معه‪ ،‬يعني أنت ماشي في شارع فرأيت شخصا واقفا‬
‫أنت مررت به ما أن حاذيته حتى صار خلفك تماما انقياد كامل‪ ،‬ال ُتبُع باللغة العربية الظل التُبع أو ال ُتبّع الظل أنت حيث ما تسير صار ظلك معك‬
‫جعَلَ ُه سَا ِكنًا (‪ )45‬الفرقان) وحينئ ٍذ هذا الظل يتبعك‪-‬بتسكين التاء‪ -‬تماما ول يتّبعك‪ -‬بتشديد التاء‪ -‬يتبعك ما‬ ‫ف مَدّ الظّلّ شَاءَ لَ َ‬‫(أََل ْم تَرَ إِلَى َرّبكَ َكيْ َ‬
‫الفرق؟ يتبعك تلقائيا محاذاة كظلّك بشكل مباشر أما يتّبعك‪-‬بتشديد التاء‪ -‬فيها جهود وفيها مراحل وفيها تلكؤ وفيها مشقات وفيها أشياء كثيرة نقول‬
‫أنا أتتبع المسألة حتى حللتها أو تتبعت المسألة حتى وقفت على سرها‪ ،‬تتبعت مرة مرتين ثلث أربع ليل نهار هذا ا ّتبَع‪ ،‬معنى ذلك أن كلمة َتبِع إما‬
‫الكفر وإما اليمان‪ ،‬إما التوحيد وإما الشرك‪ ،‬سيدنا إبراهيم لما قال ( َفمَنْ َت ِبعَنِي َفِإنّهُ ِمنّي) بالذي صار مسلما‪ ،‬قال عن الصنام ( َربّ ِإّنهُنّ َأضْلَلْنَ‬
‫ن تَ ِب َعنِي (‪ )36‬إبراهيم) من هؤلء تبعا رأسا ما أن جئت أنا وأرسلني ال إليهم ومررت أقول‬ ‫س (‪ )36‬إبراهيم) هذا الشرك والوثنية ( َفمَ ْ‬ ‫َكثِيرًا مِنَ النّا ِ‬
‫يا جماعة اتركوا الوثان وتعالوا نوحد ال رأسا مشوا ورائي هؤلء تبعوني ( َفمَنْ َت ِب َعنِي فَِإنّ ُه مِنّي) أما وراءها وراء ما تبعوك اتّبعوك بالعمال‬
‫يعني صلة وصوم وحج وزكاة ويوم يذنب ويوم يتوب‪ ،‬كل الحركات العبادية التعبد بسرائه وضرائه‪ ،‬بسلبه وإيجابه‪ ،‬ذنب واستغفار وتوبة‬
‫وخطيئة‪ ،‬أداء فرض وعدم أدائه وقضاء كل هذه العمال هذه إتّباع‪ .‬نحن لما نقول التّباع هذا ل يعني أنك أنت مثل النبي أنت لما تقول أنا تبِعت‬
‫محمدا يعني أنت مثله بالضبط ول شعرة زيادة ول نقص هذا ل يمكن إل في ل إله إل ال فقط في ل إله إل ال أنت مثله وينبغي أن تكون مثله‪ .‬أما‬
‫التّباع أنت كيف يمكن أن تصير مثله؟! تهجد صلة الليل والقلب النظيف والخلق الراقية والخ مائة ألف واو لكن أنت تحاول وتبع مطلق اتّبع‬
‫نسبي‪ .‬كلنا نقول ل إله إل ال بنفس القدر وبنفس المعنى وبنفس الفهم وبنفس التوحيد وإل ما يُقبَل‪ .‬ذرة من الشرك فيها يحبط العمل هذا فمن تبعني‬
‫معه على طول كالظل‪ .‬اتّبع ل‪ ،‬واحد وراء النبي بإصبع الصحابة والتابعين والعشرة المبشرين وبيت آل النبي صلى ال عليه وسلم وواحد وراء‬
‫النبي بذراع وواحد وراء النبي بكيلومتر وواحد وراء النبي بمليون كيلومتر مثلنا يعني من بعيد يعني نحاول هذه المحاولت مع الجهد مع المعوقات‬
‫أحيانا اتّبع‪ .‬وحينئذٍ رب العالمين حين يقول (فَِإمّا يَ ْأ ِتيَ ّنكُ ْم ِمنّي ُهدًى) يعني التوحيد أرسلت لكم نبيا يقول اتركوا الصنام ل إله إل ال (َأّنمَا إَِل ُهكُمْ إِلَهٌ‬
‫ن ا ّتبَعَ) هذه الشريعة أرسلت لكم شريعة حاولوا‬ ‫حدٌ ﴿‪ ﴾6‬فصلت) هذا َتبِع على طول ل يتردد مثله بالضبط‪ .‬فلما قال (فَِإمّا يَ ْأ ِتيَ ّنكُ ْم ِمنّي ُهدًى َفمَ ِ‬ ‫وَا ِ‬
‫ط ْعتُمْ﴿‪ ﴾16‬التغابن) وكل واحد على جهده وعلى قدره وعلى علمه وعلى نشاطه وعلى همته هذا‬ ‫ستَ َ‬‫كل واحد يطبق منها ما يستطيع (فَاتّقُوا اللّ َه مَا ا ْ‬
‫إتّباع‪ .‬حينئذٍ من أجل هذا نقول الفرق بين تبِع واتّبع في القرآن الكريم تبِع أنت كظل الشيء وأنت ل تكون ظل النبي إل في التوحيد ل إله إل ال‬
‫لبد أن تكون مثل ظله‪ ،‬لكن إتّباع ل أين أنت وأين هو؟! كل ابن آدم خطاء وهذا معصوم وطبعا النبي صلى ال عليه وسلم تعرفونه ل داعي أن‬
‫نشرح من أجل ذلك عليك أن تفهم لما رب العالمين مرة قال تبع ومرة اتبع هذا ليس عبثا ولهذا المفسرون ل يقولون هذا يقولون اتّبع وتبِع وأتبع‬
‫جنُودِهِ ﴿‪ ﴾78‬طه) أتبعهم كان متخلفا فلحق بهم سبقوه ( أتبع السيئة الحسنة تمحها) يعني السيئة سبقت أسبوع أسبوعين شهر‬ ‫ن بِ ُ‬
‫(فََأ ْت َب َعهُ ْم فِرْعَوْ ُ‬
‫شهرين فأنت أتبعها بحسنة لو كن معها بالضبط أنت ما أن أذنبت حتى تبت وأنت على الذنب يقال تبِع لكن أنت الن ل أتبعتها هذه من زمان سبقتك‬
‫ى دقيقا وترسم جزءا من الصورة ل ترسمه‬ ‫وحينئذٍ (فََأ ْت َب َعهُ ْم فِرْعَوْنُ) وحينئ ٍذ نقول بأن كلمة تبِع واتّبع وأتبع في القرآن الكريم كل واحدة تعطي معن ً‬
‫ن الْقُ ْرآَنَ ﴿‪ ﴾82‬النساء)‪ .‬وحينئ ٍذ هذا الذي‬ ‫الكلمة الخرى فعليك أن تعلم أن هذا المتشابه من أول ما ينبغي النتباه إليه من قوله تعالى (َأفَلَا َي َتدَبّرُو َ‬
‫ختِلَافًا َكثِيرًا ﴿‪ ﴾82‬النساء) كيف يمكن بهذه الدقة في‬ ‫جدُوا فِيهِ ا ْ‬ ‫غيْرِ اللّهِ لَ َو َ‬
‫عنْ ِد َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن مِ ْ‬
‫نتدبره تتبين أن هذا القرآن ل يمكن أن يفعله مخلوق (وَلَ ْو كَا َ‬
‫سبِيلِي‬ ‫كل كلمة في كل تصريف في كل فعل في كل حركة في كل صيغة ترسم صورة ثانية هذا ل يقوله إل رب العالمين على لسان نبي‪( .‬قُلْ َهذِهِ َ‬
‫ن ا ّتبَ َعنِي ﴿‪ ﴾108‬يوسف) يتكلم هذا يتكلم عن المة نحن من أمة محمد صلى ال عليه وسلم لكن أين أعمالنا وأين‬ ‫َأدْعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى بَصِي َرةٍ َأنَا َومَ ِ‬
‫النبي؟ نحن نتّبع‪ .‬إذا تبِع تأتي في العقائد إما الكفر وإما اليمان يعني أن كفر تبعت الشيطان وأن تؤمن تبعت نبيك أو من دعاك هذا الفرق بين تبِع‬
‫واتّبع‪ ،‬اتبع أنت بمحاولت طويلة وهي قضية مخالفات الشريعة أو تطبيق الشريعة‪ .‬أخطر استعمال لكلمة اتّبع هي ما جاءت في التحذير من إبليس‬
‫عدُ ّو مّبِينٌ ‪168‬البقرة) ما قال تتبعوا –بتسكين التاء‪ -‬هنا ما قال تكفروا إذا قالها تكون مع تتبع‪-‬بتسكين التاء‪-‬‬ ‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬‫طوَاتِ ال ّ‬ ‫ل َتتّ ِبعُواْ خُ ُ‬‫( َو َ‬
‫وليس تتبع –بتشديد التاء‪ -‬فحينئذٍ رب العالمين يحذرنا من أن نتّبع الشيطان ل أن نتبعه‪ ،‬أن نتبعه إن شاء ال هذه بعيدة نتبعه نقلده في بعض‬
‫عدُوّ ّمبِينٌ (‪ )168‬البقرة)‬ ‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬ ‫طّيبًا َولَ َتّت ِبعُواْ خُطُوَاتِ ال ّ‬ ‫س كُلُو ْا ِممّا فِي الَ ْرضِ حَللً َ‬ ‫الذنوب الخطيرة‪ .‬فرب العالمين يقول (يَا َأّيهَا النّا ُ‬
‫عدُوّ ّمبِينٌ (‪ )208‬البقرة) وفي النعام ( َو ِمنَ‬ ‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬ ‫طوَاتِ ال ّ‬ ‫ل َتتّ ِبعُواْ خُ ُ‬
‫هذا في سورة البقرة (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا ادْخُلُو ْا فِي السّ ْل ِم كَافّةً َو َ‬
‫ن (‪ )142‬النعام) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ل َتّت ِبعُوا خُطُوَاتِ‬ ‫عدُ ّو ّمبِي ٌ‬‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬‫ت ال ّ‬‫خطُوَا ِ‬ ‫ل َتتّ ِبعُواْ ُ‬ ‫حمُولَةً َوفَ ْرشًا كُلُو ْا ِممّا َر َز َقكُمُ اللّهُ َو َ‬ ‫ل ْنعَا ِم َ‬ ‫اَ‬
‫حدٍ َأبَدًا وََلكِنّ اللّ َه يُ َزكّي مَن يَشَاء‬ ‫ح َمتُ ُه مَا َزكَا مِنكُم مّنْ أَ َ‬ ‫ل اللّ ِه عََل ْيكُمْ وَرَ ْ‬‫حشَاء وَا ْلمُنكَرِ وَلَوْل فَضْ ُ‬ ‫ن فَِإنّ ُه يَ ْأمُ ُر بِالْفَ ْ‬
‫شيْطَا ِ‬‫طوَاتِ ال ّ‬ ‫شيْطَانِ َومَن َيتّبِعْ خُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫شيْطَانِ) ما هي خطوات الشيطان؟ رب العالمين بهذا التحذير الشديد وهذا النهي القوي يعني‬ ‫علِي ٌم (‪ )21‬النور)‪َ ( .‬ولَ َتّت ِبعُواْ خُطُوَاتِ ال ّ‬ ‫سمِيعٌ َ‬ ‫وَاللّهُ َ‬
‫حشَاء‬ ‫ن فَِإنّ ُه يَ ْأمُ ُر بِالْفَ ْ‬
‫شيْطَا ِ‬‫طوَاتِ ال ّ‬ ‫شيْطَانِ َومَن َيتّبِعْ خُ ُ‬ ‫ت ال ّ‬‫خطُوَا ِ‬ ‫عدُ ّو ّمبِينٌ) (ل َتتّ ِبعُوا ُ‬ ‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫خطُوَا ِ‬ ‫ل َتّتبِعُواْ ُ‬‫أقوى أنواع الردع ( َو َ‬
‫وَا ْلمُنكَرِ) ما هذه خطوات الشيطان؟؟ مجمل الية لو تتبعنا ما يجري في هذه المة وقد جرى في هذه المة شيء تشيب لهوله الولدان من كثرة‬
‫الفرق الضالة‪ .‬هذه الفرق الضالة ما جاءت من فراغ فهي دخلت في السلم وآمنت بال ورسوله واليوم الخر على حين غرة صارت عندنا فرق‬
‫كثيرة خوارج وأشكال وألوان إلى هذا اليوم ما الذي حصل؟ قال كل واحد منهم اتّبع خطوة من خطوات الشيطان‪ ،‬ما هي خطوات الشيطان إذا؟‬
‫ل اخْ ُرجْ ِم ْنهَا َمذْؤُومًا ّمدْحُورًا (‬ ‫جدُ ِلمَنْ خَلَ ْقتَ طِينًا (‪ )61‬السراء) قال (قَا َ‬ ‫يقول إن معصية إبليس وإبليس عصى لما ال قال اسجد ما سجد قال (أََأسْ ُ‬
‫‪ )18‬السراء) فرب العالمين لعنه وأخرجه من الجنة لنه عصى المر قال أنا ما أسجد لدم أنا فقط أسجد ل ‪ -‬في ظاهر المر أنه هذا وال زين‬
‫أن هذا موحد جدا جدا جدا ولهذا ل يسجد إل ل ‪ -‬لكن هذا الغبي أو المتغابي ما فرّق بين أن غير ال يأمره وأن ال يأمره‪ .‬رب العالمين هو الذي‬
‫أمرك قال لك اسجد لهذا الرجل فعليك أن تطيع المر‪ ،‬لو شخص آخر ملك نبي حاشاهم طبعا قال لك تعال اسجد تقول له ل أنا ل أسجد إل ل‪،‬‬
‫الذي أمرك بالسجود رب العالمين نفسه‪ ،‬الذي قبِلك من عباده وكنت من عباده جعلك أنت طاووس الملئكة كيف لم تفهم كيف غاب عن فهمك أن‬
‫الذي أمرك بهذا هو ال نفسه؟ وعليك أن ل تناقش ول تجادل لو أن الذي أمرك غيره حينئذٍ لك الحق أن تقول‪ .‬من أجل هذا دعواك بأنك توحد ال‬
‫ق بين المر من المِر وبين المر من غيره‪ .‬المر الذي‬ ‫ول تسجد لغيره هذه دعوة كذابة وغبية ومقصودة‪ ،‬فيها حسد لنك أنت تعلم جيدا هناك فر ٌ‬
‫أمرك بأن تسجد ل نفسه أمرك بأن تسجد لدم فعملت أنت عملة أني أنا وال موحد وأنا ل أحب الشرك أنت لخبطت الدنيا بهذا المكان دليل على‬
‫أنك متعمد هذه الساءة‪ .‬صار نقاش بينه وبين الملئكة‪ ،‬كيف كان يحاججهم؟ يقول لهم أولً لما خلقني وهو يعلم قبل خلقي ما سيصدر مني من‬
‫ن (‪ )39‬الحجر) فلماذا‬ ‫ج َمعِي َ‬
‫ضلل وال يعلم قبل ما خلقني أني سأكون شيطانا ومريدا وأضل الناس وأوعد وقال لضلنهم أجمعين ( َولُغْ ِو َينّهُمْ َأ ْ‬
‫خلقني إذا؟ هذا السؤال الول‪ ،‬الثاني فلما خلقني لما كلفني بمعرفته وطاعته وهو ل ينتفع بطاعة ول يتضرر بمعصية؟ لماذا رب العالمين قال لزم‬
‫نطيعه ول نعصيه ورب العالمين غنيٌ عن كل هذا فما فائدة أني أطيعه أو أعصيه؟ لماذا أطيعه فيكرمني وأعصيه يعذبني؟؟ ما هي فائدته هو ل‬
‫ينتفع بشيء‪ ،‬ولما كلفني بمعرفته لما كلفني بالسجود لدم؟ وذلك ل يزيد في معرفتي ول عصياني‪ ،‬يعني أنا رجل أعطاني معرفة وأعطاني علم‬
‫كوني أسجد أو ما أسجد هذا ما يزيد من معرفتي شيء ول يقلل منها شيء‪ ،‬ثم عملنا كل هذا خلقني وكلفني الخ ولما ما طعت لعنني وطردني‪،‬‬
‫فلماذا طرقني طريق آدم وجعلني أمشي ورائه حتى أوسوس له وأخرجه من الجنة؟ هو الذي بعثني هو قدر علي هذا‪ ،‬فلماذا يسر لي أن أتبع آدم‬
‫خ ْلدِ َومُ ْلكٍ لّا َيبْلَى (‪ )120‬طه) إلى أن قال (فَأَ َزّل ُهمَا‬ ‫جرَةِ الْ ُ‬
‫ل يَا آدَ ُم َهلْ َأدُّلكَ عَلَى شَ َ‬ ‫ن قَا َ‬
‫شيْطَا ُ‬ ‫سوَسَ إَِليْهِ ال ّ‬ ‫وأتسلل إلى الجنة وأوسوس لدم؟ (فَوَ ْ‬
‫ن (‪ )36‬البقرة) لماذا سمح لي بهذا؟ لماذا طرّقني هذا الطريق؟ ثم عملنا في آدم ما عملناه لماذا سلطني على أولده حتى أني أنا وجنودي‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫نراهم من حيث ل يروننا؟ لماذا سلطني هذا التسليط؟ كان ممكن يقتلني حتى بني آدم يخلصون ثم أيضا كونه أمهلني إلى يوم يبعثون لماذا فعل‬
‫هذا؟؟ يعني كل هذه أسئلة في الحقيقة يعني تجعل كأنه في الظاهر تجعل إبليس يقول وال هذا محق‪ ،‬رب العالمين لماذا سلطه؟؟ الخ‪ .‬طبعا قالت‬
‫الملئكة كلمة واحدة قالت له أنت مصيبتك في كلمة لِ َم ليس لعبدٍ أن يقول لربه ال عز وجل لِمَ‪ ،‬إياك أن تقول لِمَ؟ الجندي الصالح ل يقول لقائده لِمَ؟‬
‫والمواطن الصالح ل يقول لرئيسه لِمَ؟ وخاصة أنهم يعرفون أن رئيسهم أو ملكهم أو قائدهم في غاية الخلص في غاية الوطنية في غاية القدرة في‬
‫غاية حب الشعب في غاية النعام فل بد أن يكون له سر وأنت في كل حركة ستسأل لم؟ أين أنت؟ مفروض أنت تنفذ ثم تسأل عن الحكمة هذا من‬
‫حقك أما تقول ل أنا ما أفعل أنت رددت المر على المر‪ .‬هناك فرق بين من يناقش وبين من يتمرد‪ ،‬في كل جيوش العالم المتمرد يقتل يعدم لنه‬
‫سيدمر المعركة سيدمر الخطة إذا نقاش إبليس على هذا الشكل هذا كله نعتبره خطوة لو تأملتم كل الفرق الضالة لرأيتم أن كل فرقة تتبع خطوة من‬
‫هذه الخطوات يعني هناك ناس يعتبرون كل المسلمين مشركين هو فقط الموحد وبالتالي هو يقول أنا فقط موحد أنا ل أعبد غيرك وما هي حكاية‬
‫جدُ ِلمَنْ خَلَ ْقتَ طِينًا) بالضبط نفس الخطوة‪ ،‬الخوارج اتبعوا‬ ‫الخوارج؟ قالوا لسيدنا علي أنت كيف تحكم غير ال؟ الحكم فقط ل كما قال إبليس (أََأسْ ُ‬
‫ح َكمًا‬
‫ح َكمًا مّنْ أَهْلِهِ َو َ‬ ‫خطوة من خطوات إبليس عندما ادعوا في الخارج أنهم ل يحتكمون إل إلى ال بينما ال عز وجل قال بين الزوجين (فَا ْبعَثُواْ َ‬
‫مّنْ أَهِْلهَا (‪ )35‬النساء) وقال بين المسلمين (وَإِن طَائِ َفتَانِ مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ا ْق َتتَلُوا فََأصْلِحُوا َبيْ َن ُهمَا (‪ )9‬الحجرات) ثم هذا المر الذي هو سيدنا علي هذا‬
‫الذي أجمعت المة على صلحه قال لك يا أخي تعال نعمل كذا حينئذٍ أنت اتّبعت خطوة من خطوات الشيطان كان عليك أن تسأل أن تستفسر أما أن‬
‫تتمرد وتقتل عمر وتقتل عثمان وتقتل علي وآلف الصحابة كلهم مشركون تبقى تعيث في المة فسادا في كل الجيال تقتل العلماء والصالحين‬
‫والولياء وأصحاب الرأي وأصحاب العلم وال هؤلء كلهم مشركون وأنت فقط الصواب لماذا؟؟ أنا ل أحتكم إل ل كلكم مشركون‪ .‬هذه خطوة من‬
‫خطوات الشيطان وحينئذٍ كل فرقة ضالة تجدها في النهاية قد ارتكبت خطوة من خطوات الشيطان التي كل وحدة فيها لما فعل؟ لما فعل؟ وأنتم كلكم‬
‫تعرفون هذا النقاش الفلسفي بين مرتكب الكبيرة وبين خلق الفعال التي سالت دماء المسلمين وبين الذات وبين الصفات كلم سخيف وتافه وغبي‬
‫لكن هناك من تبناه وكل جماعة اتخذت لها شعارا وفلن وهؤلء جماعة الفلنيين بدون ذكر أسماء كلكم تعرفونها وكل واحد في النهاية قد اتخذ‬
‫خطوة من خطوات الشيطان اتخذها مرجعية يسير فيها بين الناس وهذا الذي حصل في المة من إفساد وقتل ودماء وهذا الذي نحن فيه الن هذه‬
‫المة هذا التمزق الرهيب الذي لم يحدث في التاريخ مثله أساسه من يعتقد بأنه من علماء المسلمين وكل واحد له مذهبه وطريقته ومرجعيته وكل‬
‫ل وضع سيفه في رقاب الخر وهذه بالضبط هي خطوات الشيطان‪ .‬كما أن الشيطان بث أعوانه لكي يقتل الناس‬ ‫واحد يكفر الخر ويزندقه وك ٌ‬
‫حيْثُ لَا تَرَ ْو َنهُمْ ﴿‪ ﴾27‬العراف) هناك في كل مكان في التاريخ السلمي واحد شيخ لبس عمامة قذرة‬ ‫بالذنوب والخطايا (ِإنّهُ يَرَاكُ ْم هُوَ َو َقبِيلُهُ مِنْ َ‬
‫أقذر من قلبه مختبئ في مكان ل يعرفه أحد وينفث في سمومه منها خلْق القرآن‪ ،‬قتلوا العلماء والقضاء الخ ومرتكب الكبيرة والفعال هل الفعل‬
‫مخلوق العبد أو ل وكلم سقط تافه ولكن هذا الكلم التافه يقوله واحد منزوٍ في مكان في جامع في قوم الخ وينفث في هذه السموم من غبائه أو‬
‫متعمدا في بعض الحيان حتى وصلت المة إلى ما هي عليه الن‪ .‬الصف في الصلة بعضهم يكفر البعض وبعضهم يتمنى أن يقتل البعض‬
‫وتعرفون ما جرى في العراق‪ .‬الذي جرى في العراق كله حرب طائفية دينية وكلها جميعا بل استثناء من خطوات الشيطان‪ .‬إذا خطر بقلبك أن هذا‬
‫شيْطَانِ‬ ‫ت ال ّ‬‫خطُوَا ِ‬ ‫ل َتّتبِعُواْ ُ‬‫الذي يقول ل إله إل ال أن قتله هذا هو الجهاد فأنت واحدٌ من أتباع هذا الشيطان وقد اتبعت خطواته كما قال تعالى ( َو َ‬
‫ج َمعِينَ) وهذه هي المة اليوم في غواية ما بعدها غواية رب العالمين قال الناجون الوحيدون قال (مِلّةَ‬ ‫عدُ ّو ّمبِينٌ) وهو قال ( َولُغْ ِو َيّنهُمْ أَ ْ‬ ‫ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬
‫شهِيدًا عََل ْيكُ ْم ﴿‪ ﴾78‬الحج) إذا وضعت لنفسك عنوانا آخر فئويا أو حزبيا أو‬ ‫ن مِنْ َقبْلُ َوفِي َهذَا ِل َيكُونَ الرّسُولُ َ‬ ‫سمّاكُمُ ا ْلمُسِْلمِي َ‬ ‫َأبِيكُمْ ِإبْرَاهِي َم هُ َو َ‬
‫طائفيا فأنت واح ٌد من الذين ينفذون خطوات الشيطان في هذه المة وما أكثرهم اليوم‪ .‬فمن عوفي من ذلك فليحمد ال من عوفي وقال كل من يقول‬
‫ل إله إل ال هو أخي وكلنا خطاءون (ولو لم تذنبوا لذهب ال بكم ثم جاء بقو ٍم يذنبون فيستغفرون فيغفر ال لهم) ورحمة ال تسع كل شيء ما دمت‬
‫توحد ال وتتبع الرسول ماذا يعني كل هذا؟ إياك أن تفلسف النص على حساب هواك (اتّبَ َع هَوَاه) إياك أن تتّبع هواك لن النصوص حمّالة أوجه‬
‫ن ُيتْ َركُوا أَنْ َيقُولُوا َآ َمنّا وَ ُه ْم ل‬
‫ب النّاسُ أَ ْ‬ ‫حسِ َ‬ ‫ورب العالمين جعل هذه النصوص بهذا الثراء تحتمل الوجوب لكي يميز الخبيث من الطيب (أَ َ‬
‫ن مِنْ َقبِْلهِ ْم ﴿‪ ﴾3‬العنكبوت)‪ .‬وحينئذٍ ما من فتنة أعظم من الفتنة التي تأخذ طابع الدين كما هو الن في العراق وباكستان‬ ‫يُ ْف َتنُونَ ﴿‪ ﴾2‬وَلَ َق ْد َف َتنّا اّلذِي َ‬
‫وأفغانستان وفي لبنان وفي كل العالم السلمي الن الفتنة دينية إما طائفية أو فئوية أو حزبية وأقولها بصراحة كلهم بل استثناء الذين نسمعهم في‬
‫عدُوّ ّمبِينٌ)‪ .‬إذا هذا الفرق بين تبِع وبين اتّبع‬ ‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬
‫ل تَ ّت ِبعُواْ خُطُوَاتِ ال ّ‬
‫العلم كل واحد منهم على خطوة من خطوات الشيطان وال قال ( َو َ‬
‫ومن رحمة ال عز وجل ما قال ل تتْبعوا‪-‬بتسكين التاء‪ -‬خطوات الشيطان هذه ليست لنا لو قال ل تتبعوا معناها أشركنا أقول أنا تركت السلم‬
‫وأنا وثني هذا تبِع خطوات الشيطان من حسن الحظ قال ل تتبعوا‪-‬بتشديد التاء‪ -‬كأن ال عز وجل يقول ل أخاف على هذه المة أن تشرك ولكني‬
‫أخاف عليها أن تتّبع الشيطان ل أن تتبعه‪-‬بتسكين التاء‪ -‬لن تترك دينها لدين آخر وإنما سوف تترك أحكام دينها‪ .‬هذا الفرق بين تبِع واتّبع وعلينا‬
‫أن نفهم جديا حيثما وجدت تبِع يعني إما تبعت إبليس في الكفر أو تبعت محمدا أو أي النبياء الخرين في التوحيد فيما عدا هذا فأنت هالك فإياك أن‬
‫تهلك ول تفرق بين تبِع وبين أتّبع وكل أفعالنا اليومية ممكن أن تقول الشر طبعا فينا ربما نقول نكون من جماعة َتبِع أو من جماعة اتّبع فإن كنت‬
‫من جماعة تبِع فأنت هالك وخالد في النار إذا كنت من جماعة اتّبع ل فأنت مذنب وعليك أن تتوب‪.‬‬
‫آية (‪:)124‬‬
‫ة (‪ )97‬النحل) (وم َ‬
‫حيَاةً طَيِّب َ ً‬ ‫ل صال ِحا من ذ َك َ َ ُ‬
‫ض عَن( *‬‫ن أعَْر َ‬‫َ َ ْ‬ ‫ه َ‬‫حيِيَن َّ ُ‬‫ن فَلَن ُ ْ‬‫م ٌ‬ ‫ر أ ْو أنثَى وَهُوَ ُ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫م َ َ ً ِّ‬ ‫ن عَ ِ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫مى (‪ )124‬طه) لما عبّر عن المؤمن الذي عمل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ا‬‫ً‬ ‫ضنك‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ََ ْ ُ ُ َ ْ َ ِ َ َ ِ ْ َ‬ ‫ً َ‬ ‫ِ ّ ُ َ ِ‬ ‫ذِ ِ‬
‫ر‬ ‫ك‬
‫صالحا ً قال حياة طيبة ولما عبّر عن الذي أعرض عن ذكر الله تعالى قال معيشة ضنكاً‪ ،‬عبّر‬
‫)بالمعيشة ولم يقل حياة فما اللمسة البيانية والفرق بين الحياة والمعيشة؟ (د‪.‬فاضل السامرائى‬
‫ي ونبات ميّت‪ .‬إذا أردنا أن‬ ‫من حيث اللغة المعيشة أو العيش هي الحياة المختصة بالحيوان أما الحياة فتستعمل للعمّ وال تعالى يقول نبات ح ّ‬
‫ي (الحي القيوم)‪ .‬إذن المعيشة الحياة المختصة بالحيوان هو أخص من الحياة‬ ‫نصف النبات بأنه حيّ نقول حيّ ول نقول عائش‪ ،‬ربنا يوصف بأنه ح ّ‬
‫أما الحياة أعمّ للحيوان والنبات وتستعمل في صفات ال سبحانه وتعالى‪ .‬المعيشة خاصة بالحيوان فقط أما الحياة فعامة وتستعمل للحياة المعنوية‬
‫ش َتهُمْ‬
‫س ْمنَا َب ْينَهُم ّمعِي َ‬ ‫س (‪ )122‬النعام)‪ .‬المعيشة هي لما يُعاش به (نَحْ ُ‬
‫ن قَ َ‬ ‫جعَ ْلنَا لَ ُه نُورًا َيمْشِي بِهِ فِي النّا ِ‬
‫ح َييْنَاهُ وَ َ‬
‫ن َميْتًا َفأَ ْ‬
‫المقابل للضلل (أَ َو مَن كَا َ‬
‫شكُرُونَ (‪ )10‬العراف) أي ما‬ ‫ش قَلِيلً مّا تَ ْ‬ ‫حيَاةِ الدّ ْنيَا (‪ )32‬الزخرف) ليس حياتهم وإنما ما يُعاش به من طعام وشراب ( َو َ‬
‫جعَ ْلنَا َلكُ ْم فِيهَا َمعَايِ َ‬ ‫فِي الْ َ‬
‫تأكلون‪ .‬عرفنا الفرق بين معيشة وحياة من حيث اللغة‪ .‬يبقى كيف استعملها؟‬
‫جنّ ِة َفتَشْقَى (‪ )117‬إِنّ َلكَ أَلّا تَجُوعَ‬
‫جنّ ُكمَا مِنَ الْ َ‬
‫ك فَلَا يُخْ ِر َ‬
‫جَ‬‫عدُوّ َلكَ َولِزَوْ ِ‬
‫ن َهذَا َ‬‫في سورة طه لما ذكر الجنة وطبعا الخطاب لدم قال (فَقُ ْلنَا يَا َآدَمُ إِ ّ‬
‫ظمَُأ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (‪ ))119‬يعني أسباب المعيشة أكل وشرب ولباس‪ ،‬إذن هذا سيكون مناسبا لذكر المعيشة ( َو َمنْ‬ ‫فِيهَا وَلَا َتعْرَى (‪ )118‬وََأّنكَ لَا تَ ْ‬
‫ض عَن ذِكْرِي َفإِنّ لَ ُه َمعِيشَ ًة ضَنكًا (‪ ))124‬من أعرض عن ذكر ال سيتعب حتى يحصّل المعيشة على أساس أن ال تعالى ذكر معيشة أبينا‬ ‫عرَ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ل فهذه مقابل تلك‪ .‬وقسم يقول المعيشة الضنك هي حياة القبر وقسم قالوا المعيشة الضنك هي الحرص على الدنيا والخوف من فواتها‪،‬الذي‬ ‫آدم قب ً‬
‫يعرض عن ذكر ال يكون متعلق بالدنيا ويخشى أن تزول مهما كان في نعمة يفكر في زوالها ول يستمتع بها إذن سيكون هناك ضنك بمعنى ضيق‪.‬‬
‫لو كان أنعم الناس ولكنه يعلم أنه سيفارقها وأنها تزول منه يعيش في ضنك‪ ،‬الحرص على الدنيا فهي مناسبة من حيث ما ذكرنا أنها جاءت بعد ذكر‬
‫ل صَاِلحًا‬‫عمِ َ‬‫ضحَى (‪ ))119‬فناسب فيها المعيشة‪ .‬أما الية الخرى قال (مَنْ َ‬ ‫ظمَُأ فِيهَا وَلَا تَ ْ‬ ‫ع فِيهَا وَلَا تَعْرَى (‪ )118‬وََأّنكَ لَا تَ ْ‬ ‫الجنة (إِنّ َلكَ أَلّا تَجُو َ‬
‫ن مَا كَانُو ْا َي ْعمَلُونَ (‪ )97‬النحل) لم يذكر فيها أسباب المعيشة وإنما ذكر‬ ‫حسَ ِ‬‫طّيبَةً وََلنَجْ ِز َيّنهُمْ أَجْرَهُم بِأَ ْ‬
‫حيَاةً َ‬
‫ح ِي َينّهُ َ‬
‫مّن َذكَرٍ َأوْ أُنثَى وَهُ َو مُ ْؤمِنٌ فََلنُ ْ‬
‫اليمان والعمل الصالح قسم قال الحياة هي حياة الجنة‪ ،‬وقسم قالوا هي الرضى بقضاء ال وقدره يعني يستقبل كل ما يقع وما يأتي عليه بنفس‬
‫راضية مطمئنة خاصة إذا علم أن هذا سيكون في ميزان حسناته‪.‬‬
‫َ‬
‫ض عَطن ذِكْرِ َرب ّ ِطهِ (‪ )17‬الجطن)‬ ‫ضنْك ًطا (‪ )124‬ططه) (وَط َ‬
‫من يُعْرِط ْ‬ ‫ة َ‬ ‫معِي َ‬
‫ش ً‬ ‫ن ل َط ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن ذِكْرِي فَإ ِط َّ‬
‫ضط عَط ْ‬
‫م نْط أعَْر َ‬
‫*(وَ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َط‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫من ذُكَِر بِآيَا ِط‬
‫ت َرب ّ ِطهِ‬ ‫م ّط‬‫م ِ‬
‫م نْط أظل ُ‬ ‫مرة يذكطر العراض عطن ذكطر الله ومرة يذكطر العراض عطن اليات (وَ َ‬
‫َ‬
‫ض عَنْهَا (‪ )57‬الكهف) فهل هنالك فرق بين العراضين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫فَأعَْر َ‬
‫ض عَن ذِكْرِ َربّ ِه (‪ )17‬الجن) يعني عن عبادته أو عن وحيه لكن الذِكر هو عام‪( ،‬عَن ِذكْرِ َربّهِ) عن الوحي ولحظنا‬ ‫الذكر في الغالب ( َومَن ُيعْرِ ْ‬
‫ض ْنكًا (‪ )124‬طه) وأحيانا يذكر اليات لكن من الملحظ أنه لما يذكر العراض عن الذكر‬ ‫ن ذِكْرِي َفإِنّ لَ ُه َمعِيشَ ًة َ‬ ‫ض عَ ْ‬‫عرَ َ‬ ‫أنه يذكر أحيانا ( َومَنْ أَ ْ‬
‫ن ذِكْرِي) الذكر بمعنى الوحي‪ ،‬عن ذكري أي عن وحيي‪ .‬اليات ليست هي القرآن كله لو هنالك ثلث آيات‬ ‫ض عَ ْ‬ ‫عرَ َ‬ ‫تكون العقوبة أشد‪َ ( ،‬ومَنْ أَ ْ‬
‫ن ذِي ال ّذكْرِ‬ ‫ع ْنهَا (‪ )57‬الكهف) ل يشمل كل القرآن فالذكر أعمّ من اليات (ص وَالْ ُقرْآ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َربّهِ َفأَعْرَ َ‬ ‫ظلَ ُم ِممّن ُذكّ َر بِآيَا ِ‬ ‫هي جمع لما يقول ( َومَنْ أَ ْ‬
‫ن ذِكْرِي (‪ )124‬طه)‬ ‫ض عَ ْ‬ ‫عرَ َ‬ ‫(‪ )1‬ص) و( َوِإنّهُ َل ِذكْرٌ ّلكَ وَِلقَ ْو ِمكَ (‪ )44‬الزخرف) الذكر أعم واليات جزء من الذكر‪ .‬الذكر له معاني لكن ( َومَنْ أَ ْ‬
‫يعني إما عن العبادة أو عن الوحي الذي جاء به الرسول واليات قد تكون قسم من الذِكر والذي لحظناه أنه لما يتكلم عن العراض عن الذِكر‬
‫علَى قُلُو ِبهِمْ َأ ِكنّةً‬‫جعَ ْلنَا َ‬ ‫ي مَا َق ّدمَتْ َيدَاهُ ِإنّا َ‬ ‫سَ‬ ‫ع ْنهَا َونَ ِ‬ ‫تكون العقوبة أشد يعني قال في العراض عن اليات ( َومَنْ َأظْلَ ُم ِممّن ذُكّ َر بِآيَاتِ َربّ ِه فَأَعْ َرضَ َ‬
‫عهُمْ إِلَى ا ْلهُدَى فَلَن َي ْهتَدُوا ِإذًا َأ َبدًا (‪ )57‬الكهف) ما عقوبة هؤلء؟ لم يذكر العقوبة‪َ ( ،‬ومَنْ أَظْلَ ُم ِممّن ذُكّ َر بِآيَاتِ‬ ‫أَن يَ ْف َقهُوهُ َوفِي آذَا ِنهِمْ َوقْرًا وَإِن تَدْ ُ‬
‫سبَقَ َو َقدْ‬‫عَل ْيكَ مِنْ َأ ْنبَا ِء مَا َقدْ َ‬ ‫ن (‪ )22‬السجدة) ما نوع هذا النتقام؟ لم يذكر‪ .‬لكن قال ( َكذَِلكَ نَ ُقصّ َ‬ ‫ع ْنهَا ِإنّا مِنَ ا ْلمُجْ ِرمِينَ مُنتَ ِقمُو َ‬ ‫ض َ‬ ‫عرَ َ‬ ‫َربّهِ ثُمّ أَ ْ‬
‫خ فِي الصّورِ‬ ‫حمْلًا (‪ )101‬يَوْ َم ُينْفَ ُ‬ ‫ل يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ وِزْرًا (‪ )100‬خَاِلدِينَ فِيهِ وَسَاءَ َلهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ ِ‬ ‫حمِ ُ‬
‫عنْ ُه فَِإنّ ُه يَ ْ‬ ‫ك مِنْ َل ُدنّا ِذكْرًا (‪ )99‬مَنْ أَعْرَ َ‬
‫ض َ‬ ‫َآ َت ْينَا َ‬
‫عمَى (‪)124‬‬ ‫شرُ ُه يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ أَ ْ‬
‫ض ْنكًا َونَحْ ُ‬
‫ن ذِكْرِي فَإِنّ لَ ُه َمعِيشَةً َ‬ ‫ض عَ ْ‬‫حشُرُ ا ْل ُمجْ ِرمِينَ يَ ْو َمئِذٍ زُ ْرقًا (‪ )102‬طه) هنا فصل في العذاب‪َ ( ،‬ومَنْ أَعْرَ َ‬ ‫َونَ ْ‬
‫ت بَصِيرًا (‪ )125‬قَالَ َكذَِلكَ َأ َتتْكَ َآيَا ُتنَا َفنَسِيتَهَا َوكَذَِلكَ ا ْليَوْ َم ُتنْسَى (‪ )126‬طه) هذا تفصيل العذاب‪َ ( ،‬ومَن يُعْ ِرضْ‬ ‫عمَى َو َقدْ ُكنْ ُ‬ ‫حشَ ْر َتنِي أَ ْ‬‫قَالَ َربّ لِمَ َ‬
‫ص َعدًا (‪ )17‬الجن) ولم يقل في اليات مثل هذا التهديد‪ .‬إذن لما يذكر العراض عن الذكر يذكر العقوبة أشد وهذا منطقي‬ ‫عذَابًا َ‬ ‫سُلكْهُ َ‬ ‫عَن ِذكْرِ َربّهِ يَ ْ‬
‫لن الذكر أعم واليات جزء من الذكر‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذا قرن العذاب بالجزء ينطبق على الكل لكن لما يقرن العذاب بالكل فهل ينسحب على الجزء؟‬
‫ن ذِكْرِي) هذا جزء من الذكر‪ ،‬اليات جزء من الذكر فعندما يذكر العراض عن الذكر هل يجعله من‬ ‫ض عَ ْ‬ ‫عرَ َ‬ ‫هو ذكر ما يتعلق بالشارة ( َومَنْ أَ ْ‬
‫المناسب أن يذكره كالعراض عن آية واحدة؟ هل العراض عن الشريعة كلها كالعراض عن جزئية من الشريعة؟ ل‪ ،‬هل العقوبة واحدة؟ ل‪ ،‬هل‬
‫يصح أن تذكر العقوبة واحدة مع العراض عن الكل والعراض عن الجزء؟ ل‪ .‬لو فعل هذا لسألنا كيف يكون العراض عن الجزء كالعراض‬
‫عن الكل؟‬
‫آية (‪:)128‬‬
‫* ما دللة الختلف بين اليات (أَول َم يهد لَهم ك َ َ‬
‫م‬
‫ساكِنِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن فِي َ‬ ‫شو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ن ال ْ ُقُرو ِ‬
‫م َ‬‫م ِ‬ ‫ن قَبْلِهِ ْ‬ ‫م أهْلَكْنَا ِ‬
‫م ْ‬ ‫َ ْ َْ ِ ُ ْ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م لَ‬ ‫َ‬
‫م إِليْه ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ن أن ّه ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫ن القُُرو ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م أهْلكْن َا قَبْله ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م يََروْا ك َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )26‬السجدة) (أل ْ‬ ‫معُو َ‬ ‫س َ‬ ‫ك َلَيَا ٍ‬
‫ت أفََل ي َ ْ‬ ‫ن ف ِي ذ َل ِ َ‬ ‫إ ِ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫ن ف ِي ذ َل ِ َ‬ ‫م إ ِ َّ‬‫ساكِنِهِ ْ‬‫م َ‬ ‫ن ف ِي َ‬ ‫شو َ‬ ‫م ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫ن الْقُُرو ِ‬ ‫م َ‬‫م أهْلَكْن َا قَبْلَه ُم ِّ‬ ‫م يَهْدِ لَه ُ ْ‬
‫م كَ ْ‬ ‫ن (‪ )31‬يس) (أفَل َ ْ‬ ‫جعُو َ‬‫يَْر ِ‬
‫ت ِّلوْلِي النُّهَى (‪ )128‬طه) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ُ‬ ‫َليَا ٍ‬
‫(أولم يهد لهم)‪(-‬ألم يروا)‪(-‬أفلم يهد لهم)‪:‬‬
‫عبارة (ألم يهد لهم) أو ألم يهد له أو لك ‪،‬وألم تر‪ ،‬ألم يروا ‪،‬تستعمل بمعنى ألم يتبين لك؟ لكن هناك فارق جزئي بسبب إشتقاق اللفظ‪ :‬ألم يهد‪ :‬من‬
‫الهداية‪ ،‬وألم يروا‪ :‬من الرؤية‪ ،‬الهداية قطعا متعلقة بشيء في القلب والرؤية متعلقة بشيء ظاهر مادي‪.‬‬
‫القاعدة العامة بالنسبة لـ (يهدي) و(يرى) ‪:‬عندما يريد القرآن أن يوجه العناية إلى التدبر والتفكر الزائد بحيث يشتغل القلب بهذا ول يكون مجرد‬
‫النظر وتفكير يسير إستعمل (أولم يهد) من الهداية ‪ ،‬وغالبا يكون الكلم في اليات إما عن اللباب‪ ،‬القلوب‪ ،‬الخرة التي تحتاج إلى تأمل وإلى تفكّر‬
‫في الخرة‪ ،‬و (ألم يروا) تشمل هذا وهذا لكن إذا تحدثت عن أمور في الخرة يراد منها النظر السريع والستدلل السريع‪.‬‬
‫اليات الواردة في هذا‪ ،‬السؤال عندنا (أولم يهد) فيها واو‪( ،‬ألم يروا) ليس فيها هذه الواو‪ .‬هذه الواو هي واو العطف وواو العطف ل تتقدم على‬
‫الهمزة لن الهمزة لها الصدارة كأنما في غير القرآن قال‪ :‬كذا وكذا وألم يروا؟‪ ،‬لكن (وألم يروا) (وألم يهد لهم)‪ .‬إذن لما نجد أولم معناه هناك سياق‬
‫عطف‪ ،‬تعطف جملة على جملة‪ ،‬جملة على ما قبلها‪ ،‬العاطف هو الواو والهمزة ل تحيل العطف أي ل تحول بين المعطوف والمعطوف عليه‪.‬‬
‫الهمزة إستفهام إنكاري فيه معنى التوبيخ يُنكر عليهم عدم رؤيتهم وينكر عليهم عدم إهتدائهم‪ .،‬فلما نجد الواو أو نجد الفاء نحس أن هناك ربط هذه‬
‫الجملة بالجملة التي قبلها هناك إرتباط عن طريق هذا العطف أو جاءت في سياق عطف‪.‬‬
‫لما ننظر في آيات السجدة نجد من آية (‪ )19‬الى (‪ )27( )26‬كله عطف لكن لنه جاءت الهمزة وفيها معنى هذا النكار عليهم إنهم لم يستعملوا‬
‫ن فجاء العطف‪.‬‬ ‫عقولهم‪ ،‬لم يهتدوا‪ ،‬لم ينظروا فيم أهدي إليهم من معا ٍ‬
‫ن (‪( ))28‬إِنْ‬ ‫سمَاءِ َومَا ُكنّا ُمنْزِلِي َ‬ ‫ج ْندٍ مِنَ ال ّ‬
‫بينما في سورة يس هناك قطع يعني استئناف‪ .‬يبدأ من قوله تعالى ( َومَا َأنْزَ ْلنَا عَلَى قَ ْومِ ِه مِنْ َب ْعدِهِ مِنْ ُ‬
‫س َتهْ ِزئُونَ (‪ )30‬أََل ْم يَرَوْا كَمْ أَهَْل ْكنَا َقبَْلهُ ْم ِمنَ‬
‫حسْرَ ًة عَلَى ا ْل ِعبَادِ مَا َي ْأتِيهِ ْم مِنْ رَسُولٍ إِلّا كَانُوا بِ ِه يَ ْ‬ ‫حدَ ًة فَِإذَا هُ ْم خَا ِمدُونَ (‪ )29‬يَا َ‬ ‫صيْحَةً وَا ِ‬ ‫كَا َنتْ إِلّا َ‬
‫ن (‪ ))31‬ما قال وإن كانت إل صيحة واحدة‪ ،‬ليس فيها عطف هنا فصل‪ ،‬والغرض من الفصل توجيه العناية والهتمام‬ ‫جعُو َ‬ ‫الْقُرُونِ َأنّهُمْ ِإَل ْيهِمْ لَا يَرْ ِ‬
‫حسْرَ ًة عَلَى ا ْل ِعبَادِ) لم يقل ويا حسرة على العباد‪ ،‬ثم جاءت آية (‪ )30‬و(‪ ))31‬ل يوجد عطف‪ ،‬إستأنف لغرض التأكيد ولفت‬ ‫كأنه جملة جديدة‪( .‬يَا َ‬
‫العناية و الهتمام (ألم يروا) جعلها مستأنفة ولم يجعلها مرتبطة بما قبلهاكأنه بدأ كلما جديدا مع أنه مرتبط وآيات القرآن يرتبط بعضها ببعض ‪.‬‬
‫جزِي‬ ‫في سورة طه قصة عن الخرة نقلها القرآن إلى الواقع الحالي كأنها وقعت لن المستقبل في عين ال سبحانه وتعالى ماضي‪ .‬نجد ( َو َكذَِلكَ نَ ْ‬
‫ن فِي ذَِلكَ لََآيَاتٍ‬ ‫ن فِي مَسَا ِك ِنهِمْ إِ ّ‬ ‫شدّ َوَأبْقَى (‪َ )127‬أفَلَ ْم َيهْدِ َلهُ ْم كَمْ أَهَْل ْكنَا َقبَْلهُ ْم مِنَ ا ْلقُرُو ِ‬
‫ن َيمْشُو َ‬ ‫سرَفَ وََل ْم يُ ْؤمِنْ بَِآيَاتِ َربّهِ وََل َعذَابُ الَْآخِرَةِ َأ َ‬ ‫مَنْ أَ ْ‬
‫ِلأُولِي الّنهَى (‪ ))128‬يعني بناء على كل هذا لن الفاء للترتيب ترتب شيئا على شيء‪ ،‬هي للعطف أيضا لكنها تفيد الترتيب والمباشرة (أفلم يهد لهم)‬
‫الفاء مرتّبة وفيها شيء من التعليل أيضا كأنها تبيّن عِلّة مابعدها أنه هذاالذي ذكرناه أليكون مُذكّرا لكم؟أفلم فيها معنى العطف لكن الدللة فيها‬
‫إضافة‪ ،‬الفاء فيهامعنى العطف وإضافة الترتيب أماالواو فل تقتضي ترتيباوإنمامجرد عطف‪.‬‬
‫(من قبلهم) و (قبلهم)‪:‬‬
‫(من) لبتداء الغاية‪ ،‬تقول جاء فلن من كذا أي بدأ مجيئه من المكان الفلني‪ .‬فلما يقول (كم أهلكنا من قبلهم) يعني القبلية مباشرة من وجودهم هم‪،‬‬
‫يعني يُذكّرهم بمن هلك قبلهم قريبا‪ .‬تبدأ غاية الهلك من وجودهم هم يعني كأن يكون من آبائهم‪ ،‬أصدقائهم‪ ،‬أصحابهم‪ ،‬هذا التذكير أوقع في النفس‬
‫لما يراد التخويف والنذار لن هذه اليات الولى التي فيها ذكر الخرة وفيها هزّ لضمائرهم أن يهتدوا كأنما أُهدي لهم هذا المعنى فينبغي أن‬
‫يشغّلوا قلوبهم في هذا المر إستعمل عند ذلك (من قبلهم) أدعى للتخويف أن فلنا كان معك وهلك‪.‬‬
‫(قبلهم) عامّة ليس فيها هذه اللمسة التي تذكرهم بالبداية والقبلية تشمل الجميع‪.‬‬
‫رأى آخر للدكتور أحمد الكبيسى)الكلمة وأخواتها)‪:‬‬
‫ت لّأُوْلِي النّهَى) سورة طه آية ‪ 128‬تدل على آثار‬ ‫ن فِي مَ سَا ِك ِنهِمْ إِنّ فِي ذَلِ كَ لَآيَا ٍ‬ ‫ن َيمْشُو َ‬
‫فى قوله تعالى‪َ(:‬أفََل ْم َيهْدِ َلهُ ْم كَ مْ أَ ْهَلكْنَا َقبْلَهُم مّ نَ الْقُرُو ِ‬
‫التاريخ القريب والثار القريبة وهو خطاب للرسول لنه أدرك من رأى وعاصر هذه المرحلة فجاء الخطاب في الية باستخدام (كلمة أفلم وكلمة‬
‫س َمعُونَ)‬ ‫ن فِي مَ سَا ِك ِنهِمْ إِنّ فِي ذَلِ كَ لَآيَا تٍ َأفَلَا يَ ْ‬ ‫ن يَمْشُو َ‬ ‫قبلهم)‪ ،‬أما في الية الخرى في القرآن الكريم (َأوَلَ ْم َيهْدِ َلهُ ْم كَ مْ أَ ْهَلكْنَا مِن َقبِْلهِم مّ نَ الْ ُقرُو ِ‬
‫سورة السجدة آية ‪ 26‬تدل على الثار البعيدة والماضي والتاريخ البعيد بدليل استخدام كلمة (أولم وكلمة من قبلهم)‪ .‬ونلحظ في كل اليات القرآنية‬
‫التـي تدل على الثار أو اليات يأتـي الخطاب للناس بقوله تعالى أفل تسـمعون (للخبار والثار المسـموعة) ‪ ،‬أفل تبصـرون (للثار المشاهدة) أفل‬
‫تتفكرون وأفل تعلقون (للثار والدلئل التي فيها عبر وعظات) يجب أن يتفكر فيها النسان حتى يتعلم منها العبر والعظة‬
‫‪):‬آية (‪129‬‬
‫َ‬
‫ل مرفوعة؟(د‪.‬فاضل‬ ‫س ًّ‬
‫مى (‪ )129‬طه) لماذا أج ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل ُ‬ ‫ما وَأ َ‬ ‫ك لَكَا َ‬
‫ن لَِزا ً‬ ‫من َّرب ِّ َ‬
‫ت ِ‬
‫سبَقَ ْ‬
‫ة َ‬
‫م ٌ‬‫*(وَلَوَْل كَل ِ َ‬
‫السامرائى)‬
‫هذه مسألة نحوية‪:‬‬
‫أجل معطوفة على كلمة‪ ،‬كلمة مبتدأ‪ ،‬لول الكلمة والجل لكان العذاب لزاما‪ .‬لزاما خبر كان‪ .‬وأجلٌ‪ :‬الواو عطفت جملة ولم تعطف مفردا يعني‬
‫ل مسمى كأنه خبر لمبتدأ محذوف ويكون من قبيل عطف الجمل وليس من عطف المفردات‪.‬‬ ‫والمر أج ٌ‬
‫‪):‬آية (‪132‬‬
‫ما دللة (اصطبر) فى قوله تعالى (وأمر أهلك بالصلة واصطبر عليها)فى سورة طه؟ (د‪.‬فاضل*‬
‫)السامرائى‬
‫اصطبر جاءت في الصلة لنها مستمرة كل يوم وزيادة المبنى تفيد زيادة المعنى والصلة كل يوم في أوقاتها وتأديتها حق أدائها وإتمامها يحتاج‬
‫إلى صبر كبير لذا جاءت كلمة (اصطبر) للدللة على الزيادة في الصبر‪.‬‬
‫****تناسب بداية السورة مع خاتمتها****‬
‫سمَاوَاتِ ا ْلعُلَا (‪)4‬‬ ‫ق الَْأرْضَ وَال ّ‬ ‫خشَى (‪َ )3‬تنْزِيلًا ِممّنْ خَلَ َ‬ ‫شقَى (‪ )2‬إِلّا َت ْذكِرَةً ِلمَنْ يَ ْ‬ ‫سورة طه‪ :‬قال في أولها (طه (‪ )1‬مَا َأنْزَ ْلنَا َ‬
‫عَل ْيكَ ا ْلقُرْآَنَ ِلتَ ْ‬
‫ل غُرُو ِبهَا‬ ‫شمْسِ َو َقبْ َ‬ ‫ح ْمدِ َرّبكَ َقبْلَ طُلُوعِ ال ّ‬ ‫سبّحْ بِ َ‬
‫صبِ ْر عَلَى مَا يَقُولُونَ َو َ‬ ‫ستَوَى (‪ ))5‬إذن إنزال القرآن‪ ،‬وفي آخرها قال (فَا ْ‬ ‫شاْ‬ ‫ن عَلَى ا ْلعَرْ ِ‬ ‫حمَ ُ‬ ‫الرّ ْ‬
‫طرَافَ ال ّنهَارِ َلعَّلكَ تَ ْرضَى (‪ ))130‬هناك قراءة قرآن وهنا تسبيح‪ ،‬في الول قال (لتشقى) وفي الخر قال (لعلك ترضى)‬ ‫سبّحْ وَأَ ْ‬
‫ل فَ َ‬
‫َومِنْ َآنَاءِ الّليْ ِ‬
‫حنُ‬‫ل لعلك ترضى ل لتشقى‪ .‬ثم قال (لَا نَسْأَُلكَ ِر ْزقًا نَ ْ‬ ‫والرضى نقيض الشقاء‪ ،‬إذا كان راضيا يعني ليس شقيا‪ ،‬إذا رضي عليه فليس شقيا‪ ،‬هذا أو ً‬
‫نَ ْر ُز ُقكَ وَا ْلعَا ِقبَةُ لِلتّقْوَى (‪ ))132‬من رزقه ال هل يكون شقيا؟ ل وال‪ .‬قال في أواخر السورة ( َوقَالُوا لَوْلَا َي ْأتِينَا بَِآيَ ٍة مِنْ َربّهِ َأوَلَ ْم تَ ْأ ِتهِ ْم َبيّنَ ُة مَا فِي‬
‫خشَى) فالتذكرة جاءتهم‪ ،‬هم أرادوا‬ ‫حفِ الْأُولَى (‪ ))133‬يعني هم أرادوا تذكرة وقالوا ( َوقَالُوا لَوْلَا َي ْأتِينَا بَِآيَ ٍة مِنْ َربّهِ) وقال (إِلّا َت ْذكِرَةً ِلمَنْ يَ ْ‬ ‫الصّ ُ‬
‫خزَى (‪))134‬‬ ‫ن نَذِلّ َونَ ْ‬ ‫ن َقبْلِ أَ ْ‬
‫ن َقبْلِهِ لَقَالُوا َرّبنَا لَ ْولَا أَ ْرسَلْتَ ِإَليْنَا رَسُولًا َف َنتّبِعَ َآيَا ِتكَ مِ ْ‬
‫ب مِ ْ‬
‫التذكرة وقد جاءتهم التذكرة‪ .‬ثم قال (وَلَوْ َأنّا أَهَْل ْكنَا ُه ْم ِبعَذَا ٍ‬
‫سمَاوَاتِ ا ْلعُلَا (‪ ))4‬ما سألتموه موجود‪ :‬أردتم التذكرة‪ ،‬تذكرة لمن يخشى أردتم الرسول‪ ،‬أنت يا محمد سبّح‬ ‫وهو قال ( َتنْزِيلًا ِممّنْ خَلَقَ ا ْلأَرْضَ وَال ّ‬
‫ولعلك ترضى وما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ونحن نرزقك والعاقبة للتقوى‪.‬‬
‫*****تناسب خواتيم طه مع فواتح النبياء*****‬
‫سمّى (‪ ))129‬ما هو ال جل؟ ال جل هو القيا مة و في أول ال نبياء قال‬ ‫ل مُ َ‬ ‫سبَ َقتْ مِ نْ َربّ كَ َلكَا نَ لِزَامًا وََأجَ ٌ‬ ‫قال تعالى في خوات يم طه (وَلَوْلَا كَِلمَةٌ َ‬
‫عمَى‬ ‫حشُرُهُ يَ ْومَ ا ْل ِقيَامَةِ أَ ْ‬ ‫ض ْنكًا َونَ ْ‬‫ن ذِكْرِي َفإِنّ لَ ُه َمعِيشَ ًة َ‬ ‫ض عَ ْ‬ ‫عرَ َ‬ ‫ن (‪ .))1‬قال في خواتيم طه ( َومَنْ أَ ْ‬ ‫غفْلَ ٍة ُمعْرِضُو َ‬‫س حِ سَا ُبهُمْ وَهُ ْم فِي َ‬ ‫(ا ْقتَرَبَ لِلنّا ِ‬
‫غفْلَ ٍة ُمعْرِضُو نَ) إذن ذ كر‬ ‫ت بَ صِيرًا (‪ ))125‬ن سيتها يع ني أعرض عن ها و في ال نبياء قال (وَهُ مْ فِي َ‬ ‫(‪ )124‬قَالَ رَبّ ِل َم حَشَ ْرتَنِي أَعْمَى َو َق ْد كُنْ ُ‬
‫طرَا فَ‬ ‫سبّحْ وَأَ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ل غُرُوبِهَا َومِ نْ َآنَاءِ الّليْ ِ‬ ‫شمْ سِ َو َقبْ َ‬ ‫ح ْمدِ َربّ كَ َقبْلَ طُلُو عِ ال ّ‬ ‫سبّحْ بِ َ‬‫صبِ ْر عَلَى مَا يَقُولُو نَ َو َ‬ ‫العراض في ال سورتين‪ .‬قال في طه (فَا ْ‬
‫ن (‪)3‬‬ ‫ش ٌر ِمثْلُكُ مْ َأ َفتَ ْأتُو نَ ال سّحْرَ وََأ ْنتُ ْم تُبْ صِرُو َ‬ ‫ل َهذَا إِلّا بَ َ‬ ‫ك تَرْضَى (‪ ))130‬وقال في النبياء (لَا ِهيَةً ُقلُو ُبهُ مْ وََأ سَرّوا النّجْوَى اّلذِي نَ ظََلمُوا هَ ْ‬ ‫النّهَارِ َلعَلّ َ‬
‫ن (‪))5‬‬ ‫سلَ الَْأوّلُو َ‬ ‫ل هُوَ شَاعِ ٌر فَ ْليَ ْأ ِتنَا بَِآيَ ٍة َكمَا أُرْ ِ‬ ‫ضغَا ثُ َأحْلَا ٍم بَلِ ا ْفتَرَا ُه بَ ْ‬ ‫ل قَالُوا َأ ْ‬ ‫سمِيعُ ا ْلعَلِي ُم (‪ )4‬بَ ْ‬‫سمَاءِ وَا ْلأَرْ ضِ وَ ُهوَ ال ّ‬
‫ل فِي ال ّ‬ ‫قَالَ َربّي َيعْلَ مُ ا ْلقَوْ َ‬
‫ن (‪ ))5‬وفي طه قال ( َوقَالُوا لَوْلَا َي ْأتِينَا ِبَآيَةٍ مِ نْ َربّ هِ أَوََل مْ‬ ‫ل الْأَوّلُو َ‬‫ذكر ماذا قالوا فاصبر على ما يقولون‪ .‬قال في أوائل النبياء (فَ ْليَ ْأ ِتنَا بَِآيَةٍ َكمَا أُ ْر سِ َ‬
‫تَ ْأ ِتهِ ْم َبّينَةُ مَا فِي الصّحُفِ ا ْلأُولَى (‪.))133‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة طه كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى زادهما ال‬
‫علما ونفع بهما السلم والمسلمين وجزاهما عنا خير الجزاء وإضافة بعض اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر‬
‫ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬ ‫الرناؤوط فى موقعها إسلميات جزاها ال خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فض ٍ‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى‬
‫يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة‬
‫ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like