Professional Documents
Culture Documents
23 المؤمنون
23 المؤمنون
23 المؤمنون
(والذين يصدقون بيوم الدين) فذكر ركنا من أركان اليمان ،وهو (قد أفلح المؤمنون) فذكر صفة اليمان على وجه العموم .المؤمنين
التصديق بيوم الدين وثمة فرق بين الحالين. بيوم الدين وغيره فما ذكره في سورة (المؤمنون) أكمل.
(والذين هم على صلتهم دائمون) (الذين هم في صلتهم خاشعون) .والخشوع أعم من الدوام ذلك أنه
يشمل الدوام على الصلة ،وزيادة فهو روح الصلة ،وهو من أفعال
القلوب والجوارح من تدبر وخضوع وتذلل وسكون وإلباد بصر وعدم
التفات .والخاشع دائم على صلته منهمك فيها حتى ينتهي.
لم يذكر مثل ذلك (والذين هم عن اللغو معرضون) وهو كل باطل من كلم وفعل وما
توجب المروءة إطراحه كما ذكرنا .فهذه صفة فضل لم ترد في
المعارج
(والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) (والذين هم للزكاة فاعلون) أعم وأشمل فالزكاة تشمل العبادة المالية كما
تشكل طهارة النفس فهي أعلى مما في المعارج وأكمل فإنه ذكر في
المعارج أنهم يجعلون في أموالهم حقُا للسائل والمحروم .أما الزكاة
فإنها تشمل أصنافا ثمانية وليس للسائل والمحروم فقط ،هذا علوة على
ما فيها من طهارة النفس وتزكيتها كما سبق تقريره.
(والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم (والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم
فغنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هو العادون واذلين هم فغنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هو العادون واذلين هم
لماناتهم وعهدهم راعون) لماناتهم وعهدهم راعون)
(والذين هم بشهادتهم قائمون) ذلك أنه في سياق المعاناة من الهلع وقد لم يذكر ذلك
ذكرنا مناسبة ذلك وعلقته بالنجاة منه .فاقتضى ذلك ذكره وتخصيصه
من بين المانات.
(والذين هم على صلتهم يحافظون) بإفراد الصلة. (والذين هم على صلواتهم يحافظون) بالجمع .والصلوات أعم من
الصلة واشمل والمحافظة على الصلوات أعلى من المحافظة على
الصلة لما فيها من التعدد والفرائض والسنن.
(أولئك في جنات مكرمون) ولم يذكر أنهم في الفردوس ،ولم يذكر فلما كانت الصفات في آيات سورة (المؤمنون) أكمل وأعلى كان
جنّاتٍ
ك فِي َ
الخلود ،فانظر كيف ناسب كل تعبير موطنه } .أُوَْل ِئ َ جزاؤهم كذلك ،فجعل لهم الفردوس ثم ذكر أنهم خالدون فيها( ،أُوَْل ِئكَ
ّمكْ َرمُونَ} س ُه ْم فِيهَا خَاِلدُونَ) .والفردوس
ُهمُ الْوَا ِرثُونَ * اّلذِينَ يَ ِرثُونَ ا ْلفِ ْردَوْ َ
أعلى الجنة وربوتها ،وأفضلها ،ومنه تتفجر أنهار الجنة .وثم ذكر أنهم
فيها خالدون
آية (:)6
*هل (أو) للتخيير أو الجمع؟(د.فاضل السامرائى)
ن ( )5إِلّا عَلَى أَزْوَا ِ
جهِمْ أ ْو مَا جهِمْ حَافِظُو َ إذا أخذنا اليات التي تتكلم على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم نلحظ أنه لما يقول تعالى (وَاّلذِينَ هُمْ ِلفُرُو ِ
جهِمْ َومَا غيْ ُر مَلُومِينَ ( )6المؤمنون) هل هذه (أو) للتخيير أو الجمع لنه تعالى قال في ( َقدْ عَِل ْمنَا مَا فَ َر ْ
ضنَا عََل ْيهِ ْم فِي أَ ْزوَا ِ مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنهُ ْم فَِإّنهُ ْم َ
مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنهُ ْم ( )50الحزاب) وهنا يتعرض تعالى إلى علم ال في هذين الصنفين ملك اليمين والزواج لكن عندما يتكلم عن حفظ الفروج دائما
يضع (أو) هل يعني هذا أنه يجب ما ملكت أيمانهم أو أزواجهم؟ هل (أو) للتخيير أو الجمع؟ هي للباحة.
آية (:)12
* ما فائدة تكرار كلمة خلقنا في آية سورة المؤمنون أما كلمة جعل فجاءت مرة واحدة
فقط؟(د.فاضل السامرائى)
جعَ ْلنَا ُه نُطْفَ ًة فِي َقرَا ٍر ّمكِينٍ { }13ثُ ّم خََل ْقنَا النّطْفَ َة عََلقَ ًة فَخََل ْقنَا ا ْلعَلَقَ َة
ن مِن سُلَالَ ٍة مّن طِينٍ { }12ثُ ّم َ قال تعالى في سورة المؤمنون (وََل َقدْ خَلَ ْقنَا ا ْلإِنسَا َ
ن { )}14هناك فرق بين الجعل والخلق فالجعل هو حسَنُ الْخَالِقِي َ
خ َر َفتَبَا َركَ اللّهُ أَ ْ
ش ْأنَا ُه خَلْقا آ َ
ضغَةَ عِظَاما َفكَسَ ْونَا ا ْلعِظَامَ لَحْما ثُمّ أَن َضغَ ًة َفخَلَ ْقنَا ا ْل ُم ْ
مُ ْ
أن تُغيّر الصيرورة فنقول جعلت الماء ثلجا أي أنه لم يكن فصار كما جاء في قوله تعالى (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) لم يكن
هارون وزيرا من قبل فصار وزيرا .أما الخلق فهو مرحلة مستقلة عن غيرها والخلق هو من مادة بخلف البداع الذي هو من عدم بدليل قوله
تعالى (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) النار مخلوقة قبل الجان .وقوله تعالى (إني خالق بشرا من طين) استخدام حرف من يفيد أن الطين
موجود وخلق آدم من مادة موجودة هي الطين أما قوله تعالى (جاعل في الرض خليفة) لم يكن فيها خليفة فصار فيها.
آية (:)15
*لماذا في سورة المؤمنون آية 15و 16جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد في البعث مع ان
الناس يشككون في البعث أكثر ؟(د.فاضل السامرائى)
ن { )}16جاء التوكيد في الية 15مع ذكر الموت بـ (إنّ) واللم ،أما في الية 16مع (ثُمّ ِإّنكُ ْم َبعْ َد ذَِلكَ َل َمّيتُونَ { }15ثُمّ ِإّنكُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة ُتبْ َعثُو َ
ذكر ابعث جاء التوكيد بـ (إنّ) فقط ولم يأتي باللم لن هناك قاعدة نحوية أن اللم إذا دخلت على الفعل المضارع أخلصته للحال فل يصح أن
يقال لتبعثون لنها لن تفيد الستقبال ولكنها تخلص الفعل المضارع للحال وليس هذا هو المقصود في الية .يوم القيامة استقبال ول تصح اللم
هنا لن الكلم على يوم القيامة واللم تخلّصه للحال ولو أن عندي رأي آخر كما جاء في قوله تعالى (إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة) قال النحاة
هذا تنزيل المستقبل تنزيل الماضي.
وفي سورة يوسف الية (ليسجنن وليكونا من الصاغرين) النون نون التوكيد التي تخلص الفعل للمستقبل واللم هي لم القسم وليست لم التوكيد
هنا.
ن{ك َميّتٌ وَِإّنهُم ّميّتُو َ ل تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون ومرة واحدة في آية سورة الزمر (ِإّن َ مسألة التوكيد أو ً
)}30ولم يذكر اللم هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون 10مرات بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت
ن مِنل عن خلق النسان وتطويره وأحكامه (وََل َقدْ خَلَ ْقنَا الْإِنسَا َ في سورة المؤمنون أكثر منها في سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلم أص ً
ضغَةَ عِظَاما َفكَسَ ْونَا ا ْلعِظَامَ لَحْما ثُمّضغَ ًة فَخََل ْقنَا ا ْل ُم ْ طفَةً فِي قَرَا ٍر ّمكِينٍ { }13ثُمّ َ
خلَ ْقنَا النّطْفَ َة عَلَقَ ًة َفخَلَ ْقنَا ا ْلعَلَقَ َة مُ ْ ن { }12ثُمّ َ
جعَ ْلنَا ُه نُ ْ سُلَالَ ٍة مّن طِي ٍ
ن { )}14وهذا أكبر دليل على أن إعادته ممكنة ول شك أنها أسهل من الخلق والبتداء فلهذا جعل حسَنُ الْخَالِقِي َ خرَ َف َتبَا َركَ اللّهُ أَ ْ
ش ْأنَا ُه خَلْقا آ َ
أَن َ
سبحانه وتعالى توكيدين في الخلق وتوكيدا واحدا في البعث لن البعث أهون عليه من الخلق من عدم وكلهما هين على ال تعالى.
المر الخر لو لحظنا ما ذكره تعالى في خلق النسان لتُوهّم أن النسان قد يكون مخلّدا في الدنيا لكن الحقيقة أن النسان سيموت وكثيرا ما
يغفل النسان عن الموت وينساق وراء شهواته (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) فيعمل النسان عمل الخلود (ألهكم التكاثر) فأراد تعالى أن
يُذكّرهم بما غفلوا عنه كما ورد في الحديث الشريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات) ثم الية لم ترد في سياق المنكرين للبعث فليس من الضرورة
تأكيد البعث كما أكدّ الموت .وقد أكدّ لطماع الناس في الخلود في الدنيا وكل المحاولت للخلود في الدنيا ستبوء بالفشل مهما حاول الناس للخلود
ل يمكنهم هذا.
آية (:)19
سكَنَّاهُ فِي اْلَْرض وَإِنَّا عَل َ َ َ
بى ذَهَا ٍ ِ ماءً بِقَد َ ٍر فَأ ْ ماءِ َ س َن ال َّ م َ *قال تعالى في سورة المؤمنون (وَأنَْزلْنَا ِ
ْ َ شأْن ََا لَك َُ
نَ ( )18فَأَن ْ َ
منْهََا تَأكُلُو َ
نَ ( ه كَثِيَرةٌ وَ ِم فِيهََا فَوَاك َِ ُ ب لَك َُ ْ ل وَأعْنَا ٍَ خي ٍم نَْ ن َ ِت ِ جنَّا ٍَ م ب َِهِ َ
ْ ب َِهِ لَقَادُِرو َ
ُ َ
م فِيه َا فَاكِهَ ٌ
ة ن ( )72لَك ُ ْ ملُو َ ما كُنْت ُ ْ
م تَعْ َ ة ال ّت ِي أورِثْت ُ ُ
موه َا ب ِ َ جن َّ ُ
ك ال ْ َ
))19وقال في سورة الزخرف (وَتِل ْ َ
ْ
ن ( ))73ذكََر الواو فََي الولى (ومنهََا) وحذف الواو فََي الثانيََة (منهََا) لماذا؟ منْهَ َا تَأكُلُو َ َ
كَثِيَرةٌ ِ
(د.فاضل السامرائى)
في سورة المؤمنون ال سياق في الكلم عن الدن يا وأهل الدنيا وتعداد الن عم قال (ومن ها تأكلون) فالفاكهة في الدن يا لي ست للكل فقط فمن ها ما هو
للدخار والب يع والمربّيات والع صائر فكأنـه تعالى يقصـد باليـة :ومن ها تدّخرون ،ومن ها تع صرون ومن ها تأكلون وهذا ما يُسـمّى ع طف على
محذوف .أما في سورة الزخرف فالسياق في الكلم عن الجنة والفاكهة في الجنة كلها للكل ول يُصنع منها أشياء أخرى.
* ما الفرق بين فواكه وفاكهة؟ (د.فاضل السامرائى)
فاكهة إسم جنس يعني عام يشمل المفرد والمثنى والجمع أما فواكه فهي جمع وإسم الجنس يكون أعمّ من الجمع .للحبة الواحدة يقال عنها فاكهة
والحبتين يقال فاكهة لكن ل يقال فواكه ،لكن فواكه يقال عنها فواكه وفاكهة ،فاكهة تشمل فواكه لكن فواكه ل تشمل فاكهة من حيث اللفظ لن هذا
يدل على جمع والفاكهة تدل على الجمع أيضا وتدل على المفرد والمثنى .ليس هذا فقط لو كان عندنا أنواع من الفواكه كالرمان والبرتقال وغيرها
نسميها فواكه ونسميها فاكهة أيضا .لو كان عندنا فقط نوع واحد من الفاكهة مثل الرمان أو التفاح نسميه فاكهة ول نسميه فواكه إذن فاكهة أعمّ
لنها للمفرد والمثنى والجمع والمتعدد وغير المتعدد المتنوع وغير المتنوع .الفواكه للجمع والمتنوع فقط إذن أيها العم؟ فاكهة أعمّ .لذلك تستعمل
ت الَْأ ْكمَا ِم ( )11الرحمن) آية أخرى ل ذَا ُض َعهَا لِ ْلَأنَامِ ( )10فِيهَا فَا ِكهَةٌ وَالنّخْ ُ
الفاكهة في القرآن لما هو أوسع من الفواكه ،مثال( :وَالْأَ ْرضَ وَ َ
ب ّلكُ ْم فِيهَا فَوَاكِهُ َكثِيرَةٌعنَا ٍ
ت مّن نّخِيلٍ وَأَ ْ ن (َ )18فأَنشَ ْأنَا َلكُم بِهِ َ
جنّا ٍ ب بِهِ َلقَادِرُو َ
ض وَِإنّا عَلَى ذَهَا ٍ س َكنّا ُه فِي ا ْلأَرْ ِ
سمَاء مَاء بِ َقدَ ٍر فََأ ْ (وَأَنزَ ْلنَا مِنَ ال ّ
ت الَْأ ْكمَا ِم ( )11الرحمن) وعندنا (ّلكُمْ ل ذَا ُض َعهَا لِ ْلَأنَا ِم ( )10فِيهَا فَا ِكهَةٌ وَالنّخْ ُ
ن ( )19المؤمنون) عندنا أمران :الرض (وَالْأَ ْرضَ وَ َ َو ِم ْنهَا تَ ْأكُلُو َ
فِيهَا فَوَاكِ ُه َكثِيرَةٌ) أيها الكثر الفواكه في الرض كلها في عموم الرض أو فقط في البساتين ؟ في عموم الرض لن البساتين هي في الرض
عنَابٍ) قال (ّلكُ ْم فِيهَا فَوَاكِ ُه َكثِيرَةٌ)، ت مّن نّخِيلٍ وَأَ ْ جنّا ٍ
ش ْأنَا َلكُم بِهِ َ
ض َعهَا لِ ْلَأنَامِ) قال (فيها فاكهة) ولما قال (فَأَن َ ومحدودة لذلك لما قال (وَالْأَ ْرضَ وَ َ
أيها الكثر؟ الفاكهة أكثر .إذن الفاكهة إسم جنس والفواكه جمع وإسم الجنس هنا أع ّم من الجمع .حتى في الجمع لما يذكر فاكهة معناها أكثر
ت ال ّنعِي ِم ( ))43وفي الواقعة (وَالسّا ِبقُونَ السّابِقُونَ جنّا ِن ( )42فِي َ وأشكل وأعم من فاكهة حتى في الجنة مثل في الصافات قال (فَوَاكِهُ وَهُم ّمكْ َرمُو َ
ن ( )14عَلَى سُرُ ٍر مَ ْوضُونَةٍ (ُ )15مّتكِئِينَ عََل ْيهَا ل مِنَ الَْآخِرِي َجنّاتِ ال ّنعِي ِم ( )12ثُلّ ٌة مِنَ ا ْلأَوّلِينَ (َ )13وقَلِي ٌ ن ( )11فِي َ ( )10أُوَل ِئكَ ا ْلمُقَ ّربُو َ
ن (َ )19وفَا ِكهَ ٍة ّممّا ع ْنهَا َولَا ُينْ ِزفُو َ
صدّعُونَ َ ن َمعِينٍ ( )18لَا يُ َ س مِ ْ ف عََل ْيهِمْ وِ ْلدَانٌ ُمخَّلدُونَ (ِ )17بَأكْوَابٍ وََأبَارِيقَ َوكَأْ ٍ ُمتَقَابِلِينَ ( )16يَطُو ُ
خيّرُونَ) كثير ومن دونهم قال (فواكه) هذا متعلق بالدرجة أيضا. ن ( ))20مع السابقون قال ( َوفَا ِكهَةٍ ّممّا َيتَ َ خيّرُو َ َيتَ َ
آية (:)20
ن ( )2التين) مشتقة من سنة؟ * ما الفرق بين عام وسنين؟ وهل كلمة سنين في (وَطُورِ ِ
سينِي َ
(د.فاضل السامرائى)
صبْغٍ لّلْآكِلِينَ
ت بِالدّهْنِ وَ ِ
س ْينَاء تَنبُ ُ
ج مِن طُورِ َ
جرَ ًة تَخْ ُر ُ
سنين ليست كلمة عربية وهي طور سيناء في مصر .وردت في القرآن باسمين سيناء (وَشَ َ
( )20المؤمنون) ووردت طور سنين وهي فيها إسمان يذكر أهل اللغة المحدثون أن هذه فيها لغتين سيناء وسنين كما أن السماء أيضا الرسول
يسمونه محمد وأحمد .هذا من العجاز لن القرآن استعملها كما استعملها القدامى سنين وسيناء إنما هي ليست عربية .كلمة طور تعني الجبل
وهي في الصل ليست عربية أيضا وكلمة طور لم ترد إل في بني إسرائيل في القرآن الكريم واختلفوا في قوله تعالى (وَالطّو ِر (َ )1و ِكتَابٍ
سطُو ٍر ( )2الطور) وقالوا هو طور سيناء فهي كلها لبني إسرائيل .الطور وسنين ليست عربية وتسمى إسم علم مثل أسماء كثيرة وأعلم كثيرة مّ ْ
مثل ابراهيم وإسماعيل.
خ ْمسِينَ عَامًا ( )14العنكبوت) أشهر ما سنَةٍ ِإلّا َ
ف َ
ث فِيهِمْ أَلْ َ
هل سنين جمع سنة؟ كل .القرآن استخدم سنة وعام (وَلَ َقدْ أَ ْرسَ ْلنَا نُوحًا إِلَى قَ ْومِ ِه فََلبِ َ
خمْسِينَ عَامًا) سنَةٍ إِلّا َ
ث فِيهِمْ َألْفَ َ قيل أن السنة تستعمل للقحط والعام للرخاء وهذا أشهر ما قيل في التفريق بين السنة والعام .لذلك في الية (فََلبِ َ
يقولون الخمسين عاما هي التي ارتاح فيها ،والباقي كان في تعب مع قومه.
سنِينَ دََأبًا ( )47يوسف) (ثُ ّم يَ ْأتِي مِن َبعْ ِد ذَِلكَ عَا ٌم فِي ِه يُغَاثُ النّاسُ َوفِيهِ َيعْصِرُونَ ( )49يوسف) الصل أن السنة للزمة سبْعَ ِل تَزْرَعُونَ َ (قَا َ
والقحط والعرب اشتقت منها فقال أسنت الناس أي أصابهم القحط والسنة بمعنى الزمة .نأتي للجمع الجمع ليس بالضرورة لن كلمة عام لم تجمع
في القرآن ليس في القرآن أعوام ،موجود منها المفرد والمثنى ( َو ِفصَالُ ُه فِي عَا َميْنِ ( )14لقمان) ،السنة موجود المفرد والجمع جمع المذكر السالم
وليس المؤنث السالم ،موجود سنين يعني سنوات غير موجودة ،عامين موجودة وسنتان غير موجودة ،سنين موجودة وأعوام غير موجودة .في
ص مّن سنِينَ َونَقْ ٍ ن بِال ّ
ل فِرْعَو َ خذْنَا آ َ
الجمع ما لم يكن موجودا يكون بمعنى العام لذلك في القرآن الكريم يستعمل السنين في الخير والشدة (وََل َقدْ َأ َ
ن دََأبًا) تصير عامة لنه ليس هناك جمع أعوام ،عندنا فرق بين عام وسنة لكن سنِي َ
سبْعَ ِ ن َ ل تَزْرَعُو َن ( )130العراف) (قَا َ
الثّمَرَاتِ َلعَّلهُ ْم َيذّكّرُو َ
في الجمع تصير عامة .لم يرد في القرآن أعوام ونحن نبحث في الكلمات التي اتسعملها القرآن فالقرآن ليس قاموسا يجمع الكلمات .هذا الفرق
مشهور في اللغة لكن ليست قاعدة هكذا موجود في اللغة لكن في الجمع تختلف .في الغالب السنة للشدة والقحظ وللعام للرخاء وإذا جمعها سنة
تصير عامة .الفترة الزمنية واحدة في السنة والعام فالسنة والعام 12شهر وبعضهم يفرقون بينها في البدء والنتهار منهم يقول من الصيف
سنِينَ
ث مِائَةٍ ِ للصيف وقسم يقول من بداية السنة وهذا تفريقات يقول اللغويون أنها تفريقات غير دقيقة .في قوله تعالى (وََل ِبثُوا فِي َكهْ ِفهِ ْم ثَلَا َ
سعًا ( )25الكهف) هنا مطلق الزمن. وَا ْزدَادُوا تِ ْ
آية (:)21
*ما الفرق بين كلمة (بطونه) في آية سورة النحل و (بطونها) في آية سورة المؤمنون؟ (د.فاضل
السامرائى)
قال تعالى :وَإِنّ َلكُ ْم فِي الَْأ ْنعَامِ َل ِعبْرَ ًة نُسْقِيكُ ْم ِممّا فِي بُطُونِهِ مِنْ َبيْنِ َفرْثٍ َودَمٍ َلبَنا خَالِصا سَائِغا لِلشّا ِربِينَ (النحل)66:
سقِيكُ ْم ِممّا فِي بُطُو ِنهَا وََلكُ ْم فِيهَا َمنَافِ ُع كَثِيرَةٌ َو ِم ْنهَا تَ ْأكُلُون (المؤمنون)21:
وقال تعالى (:وَإِنّ َلكُ ْم فِي الَْأ ْنعَا ِم َلعِبْرَ ًة نُ ْ
آية النحل تتحدث عن إسقاء اللبن من بطون النعام واللبن ل يخرج من جميع النعام بل يخرج من قسم من الناث.
أما آية المؤمنون فالكلم فيها على منافع النعام من لبن وغيره وهي منافع عامة تعم جميع النعام ذكورها وإناثها صغارها وكبارها فجاء بضمير
القلة وهو ضمير الذكور للنعام التي يستخلص منها اللبن وهي أقل من عموم النعام وجاء بضمير الكثرة وهو ضمير الناث لعموم النعام وهذا
جار وفق قاعدة التعبير في العربية التي تفيد أن المؤنث يؤتى به للدللة على الكثرة بخلف المذكر وذلك في مواطن عدة كالضمير واسم الشارة
وغيرها.
آية (:)24
َ َ
ن إِل َ ٍ
ه غَيُْر ُ
ه ما لَك ُم ِّ
م ْ ل ي َاَ قَو ْم ِ اعْبُدُوا الل ّ َ
ه َ م هِ فَقَا َحا إِلَى قَوْ ِسلْنَا نُو ً* في سورة المؤمنون (وَلَقَد ْ أْر َ
َ َ ْ ُ َ َ
م ( ))24وكأن الذين كفروا مثْلُك ُ ْ
شٌر ِّما هَذ َا إ ِ ّل ب َ َ
م هِ َ من قَوْ ِ ن كَفَُروا ِ مَل ال ّذِي َ
ن ( )23فقَال ال َ أفََل تَتَّقُو َ
لهم القليل لن المل هم أقل من القوم ولكن الذين آمنوا به هم القليل .وفي آية أخرى قال (وَقَا َ
َ َ
حيَاةِ الدُّنْي ََا ( )33المؤمنون) مَا م فَِي ال ْ َ خَرةِ وَأتَْرفْنَاهَُ ْ ن كَفَُروا َوكَذَّبُوا بِلِقَاء اْل ِ مه َِ ال ّذِي ََ
من قَوْ ِمَل ُ َِ ال ْ َ
الفرق بين قومه الذين كفروا والمل الذين كفروا من قومه؟ (د.فاضل السامرائى)
ل عََل ْيكُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ ن كَفَرُوا مِن قَ ْومِهِ مَا َهذَا إِلّا بَشَ ٌر ّمثُْلكُ ْم يُرِيدُ أَن َيتَفَضّ َ نقرأ اليتين من سورة المؤمنون :الولى في قوم نوح (فَقَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِي َ
خرَةِ ن كَفَرُوا َو َكذّبُوا بِلِقَاء الْآ ِ ن ( ))24وذكر قوما آخرين لم يذكر من هم ( َوقَالَ ا ْلمَلَُأ مِن قَ ْومِهِ اّلذِي َ س ِم ْعنَا ِبهَذَا فِي آبَا ِئنَا الْأَوّلِي َ
ل مَلَا ِئكَ ًة مّا َ َلأَنزَ َ
ش َربُونَ (( ))33فَقَالَ ا ْلمَلَأُ اّلذِينَ َكفَرُوا مِن قَ ْومِهِ) من القائل؟ ن ِمنْهُ َويَشْ َربُ ِممّا تَ ْ ل ِممّا تَ ْأكُلُو َ
ش ٌر مّثُْلكُ ْم يَ ْأكُ ُ
حيَا ِة الدّ ْنيَا مَا َهذَا إِلّا بَ َ
َوَأتْ َر ْفنَاهُ ْم فِي الْ َ
من الذين كفروا؟ المل ،إذن هنالك من قومه ليسوا من الذين كفروا (المل هم أشراف القوم) .هؤلء الذين قالوا ،هو كفر به مجموعة منهم المل
والذين قالوا هم المل الذين كفروا وقد يكون هناك مل لم يكفروا .فـ (الذين كفروا) وصف للمل وليس وصفا للقوم (الذين كفروا)تعرب صفة
للمل) .إذن الكفر صفة للمل.
الية الثانية ( َوقَالَ ا ْلمَلَُأ مِن قَ ْومِهِ اّلذِينَ كَ َفرُوا) يحتمل أن الذين كفروا صفة للقوم ،إذن الولى كفروا قطعا صفة للمل والثانية تحتمل أن تكون
ن كَفَرُوا َو َكذّبُوا بِلِقَاء صفة للقوم إذن الثانية أوسع وأشمل كفرا من الولى وليس هذا فقط وإنما ذكر صفات أخرى لم يذكرها في قوم نوح (اّلذِي َ
حيَا ِة ال ّد ْنيَا مَا َهذَا ِإلّا بَشَ ٌر ّمثُْلكُمْ) ذكر أمورا كثيرة من الكفر .إذن في الية الثانية ذكر الكفر أعم والصفات أشد .بناء على خرَةِ وََأتْ َر ْفنَا ُه ْم فِي ا ْل َالْآ ِ
صنَعِ ا ْلفُ ْلكَ
ح ْينَا إَِليْهِ أَنِ ا ْ
هذا الذي حصل أنه لما ذكر العقوبة ذكر ناجين في قوم نوح ولم يذكر ناجين في القوم الخرين ،قال في قوم نوح (فََأوْ َ
ط ْبنِي فِي اّلذِينَ ظََلمُوا ِإّنهُم ل ِمنْهُمْ َولَا تُخَا ِ ق عََليْهِ الْ َقوْ ُسبَ َ
جيْنِ ا ْث َنيْنِ وَأَ ْهَلكَ إِلّا مَن َح ِينَا َفِإذَا جَاء َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر فَاسُْلكْ فِيهَا مِن كُلّ زَ ْو َ ع ُي ِننَا وَوَ ْ
بِأَ ْ
جعَ ْلنَاهُمْق فَ َصيْحَ ُة بِالْحَ ّ ن نَا ِدمِينَ (َ )40فأَ َ
خ َذ ْتهُمُ ال ّ صبِحُ ّ
عمّا قَلِيلٍ َليُ ْ
ل َ ن ( )27إذن هناك ناجين .أما في الية الخرى فليس هناك ناجين (قَا َ ّمغْ َرقُو َ
غثَاء َف ُبعْدًا لّلْ َقوْمِ الظّاِلمِينَ ( .)41حتى في السورة نفسها لما ذكر قوم نوح ذكر ناجين أما في الية الثانية لم يذكر ناجين وهذه مناسبة مع العموم ُ
الذي وصف به القوم من الكفر لما وصف الكفر على العموم للقوم فصار الهلك على العموم للقوم ولم يذكر ناجين ولما ذكر قسما منه ذكر
ناجين فكان كل تذييل مناسب لما ورد في الية.
آية (:)27
ن ( )27المؤمنين) (قُلْنَا
ن اثْنَي ْ ِ
جي ْ ِ من ك ُ ٍّ
ل َزوْ َ سل ُ ْ
ك فِيهَا ِ *ما الفرق بين اسلك واحمل في اليات (فَا ْ
ن ( )40هود)؟ (د.فاضل السامرائى) ن اثْنَي ْ ِ
جي ْ ِ من ك ُ ٍّ
ل َزوْ َ م ْ
ل فِيهَا ِ ح ِ
ا ْ
غيْرِ سُو ٍء ( )32القصص) (مَا سََل َككُ ْم فِي سَ َق َر ( )42المدثر) أما احمل فمن الحِمل ن َ ج بَيْضَاء مِ ْ ك تَخْ ُر ْ ج ْيبِ َ
ك َي َدكَ فِي َ اسلك معناها أدخِل (اسُْل ْ
ل يدخل ثم يحمل .الن ننظر في معروف .الدللة مختلفة ونرى هل طبيعة اسلك في نفس وقت احمل؟ أيها السبق أُسلُك أو احمل؟ أُسلك أسبق أو ً
ن قَ ْومِهِ سَخِرُوا ِمنْهُ قَالَ إِنْصنَعُ ا ْلفُ ْلكَ َوكُّلمَا مَ ّر عََليْ ِه مَلٌَأ مِ ْ
قصة نوح نفسها متى قال أُسلك؟ ومتى قال احمل؟ .آية هود قال فيها احمل ( َويَ ْ
ب مُقِي ٌم (َ )39
حتّى ِإذَا جَاءَ َأمْ ُرنَا َوفَارَ عذَا ٌ ل عََليْ ِه َ ب يُخْزِيهِ َويَحِ ّ عذَا ٌ ن مَنْ َي ْأتِي ِه َ
ف تَعَْلمُو َسخَرُوا ِمنّا فَِإنّا نَسْخَ ُر ِم ْنكُ ْم َكمَا تَسْخَرُونَ ( )38فَسَ ْو َ تَ ْ
ل ( ))40المر جاء وصنع الفلك .في آية ن َمعَهُ ِإلّا قَلِي ٌسبَقَ عََليْهِ ا ْلقَوْلُ َومَنْ َآمَنَ َومَا َآمَ َ ن ا ْثنَيْنِ وَأَهَْلكَ إِلّا مَنْ َ جيْ ِ ل زَوْ َ
ل فِيهَا مِنْ كُ ّ حمِ ْالتّنّو ُر قُ ْلنَا ا ْ
ق عََليْهِ الْقَ ْولُ
سبَ َ
ن ا ْث َنيْنِ وَأَهَْلكَ ِإلّا مَنْ َ
جيْ ِ
ن كُلّ زَوْ َ سُلكْ فِيهَا مِ ْ ح ِينَا فَِإذَا جَا َء َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر فَا ْ
ع ُي ِننَا وَوَ ْ
ك بِأَ ْ
صنَعِ الْفُ ْل َ
نا ْ ح ْينَا ِإَليْهِ أَ ِ
المؤمنون (فَأَوْ َ
ن ( ))27هناك صنع الفلك وجاء المر .أُسلك قبل الحمل ،عندنا حالتان حالة قالها قبل الفعل وحالة ط ْبنِي فِي اّلذِينَ ظََلمُوا ِإّنهُ ْم ُمغْ َرقُو َ ِم ْنهُمْ وَلَا ُتخَا ِ
قالها بعد الفعل ،مع المر احمل وقبل المر أُسلك .القدامى قالوا السياق من أهم القرائن الدالّة على المعنى .لما نسمع أُسلُك يجب أن نفهم أن
المر لم يصدر بعد ولما نسمع إحمل يكون المر قد صدر.
ن ( )27المؤمنين) وأحيانا ً ل ترد
ن اثْنَي ْ ِ
جي ْ ِ من ك ُ ٍّ
ل َزوْ َ سل ُ ْ
ك فِيهَا ِ *كلمة اثنين ترد أحيانا ً مع زوجين (فَا ْ
َ َ
ن ( )49الذاريات) فما اللمسة البيانية في ورودها وعدم ن لَعَل ّك ُ ْ
م تَذ َك ُّرو َ خلَقْنَا َزوْ َ
جي ْ ِ يءٍ َ
ش ْ من ك ُ ِّ
ل َ (وَ ِ
ورودها؟ (د.فاضل السامرائى)
ل فِيهَا جيْنِ ا ْث َنيْنِ ( )40هود) ذكر وأنثىَ ( ،ومِن كُلّ ال ّثمَرَاتِ َ
جعَ َ ل فِيهَا مِن كُلّ َزوْ َ حمِ ْ
حتّى ِإذَا جَاء َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر قُ ْلنَا ا ْ
اثنين معناه ذكر وأنثى ( َ
جيْنِ الذّكَرَ وَالْأُنثَى ()39ل ِمنْهُ الزّ ْو َ جيْنِ الذّكَرَ وَالْأُنثَى ( )45النجم) ذكر وأنثى( ،فَ َ
جعَ َ ن ( )3الرعد) تأنيث وتذكير( ،وََأنّهُ خََلقَ الزّ ْو َ ن ا ْثنَيْ ِ
جيْ ِ
زَوْ َ
جيْنِ) قال وهذا ليس مقصودا فيه الذكر والنثى وإنما عموم المتضادات والمتقابلت مثل يءٍ خََل ْقنَا زَ ْو َ
القيامة) في آية الذاريات قال ( َومِن كُلّ شَ ْ
حنَا لَهُ زَ ْوجَ ُه ()90
جنّةَ ( )35البقرة) (وَأَصَْل ْ جكَ ا ْل َ
سكُنْ أَنتَ َوزَوْ ُ
البروتون واللكترون ،هذان زوجان .الزوج هو الواحد في الصل ( َوقُ ْلنَا يَا آدَ ُم ا ْ
النبياء) الزوج هو واحد وتطلق على الذكر والنثى ،الرجل زوج والمرأة زوج وهذه أفصح اللغات أما (زوجة) فهذه لغة ضعيفة ،لكن اللغة
الفصحى هي زوج للذكر والنثى والثنان زوجان.
َ
م ْ
ل مُرن ََا وَفَاَر التَّنُّوُر قُلْن ََا ا ْ
ح ِ جاء أ ْ حت ََّى إِذ َا َ
*مَا دللة كلمَة (أهلك) فَي قوله تعالى فَي سَورة هود ( َ
َ سبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْ ُ ل زوجين اثْنين وأَهْل َ َ َ
ل {)}40؟ ّ
ه إِل قَلِي ٌ معَ ُ
ن َم َ ما آ َن وَ َ
م َ
نآ َ ل َو َ
م ْ ك إِل ّ َ
من َ من ك ُ ٍّ َ ْ َ ْ ِ َ ْ ِ َ
فِيهَا ِ
(د.فاضل السامرائى)
أهلك هنا إسم أو فعل؟ الحكم القاطع هو إسم بمعنى الهل وهناك مرجحات وهناك ما يقطع مبدئيا من الترجيح فالية تشير أن الهلك لم يحصل
بعد لنهم لم يركبوا .فالركوب لم يحصل ولم يحصل الهلك فل يصح أن تعتبر كلمة (أهلك) بمعنى الهلك .والمر الخر أنه لو كان (أهلك)
ف عل بمع نى الهلك عادة يكون ال ستثناء مفرّقا وال ستثناء المفرّق ل يكون إل م سبوقا بن في أو ما يش به الن في( .أهلك إل من سبق عل يه القول)
مفرّق وليس مسبوقا بنفي وهذا ما يُضعّف أن يكون أهلك بمعنى فعل الهلك.
ق عََليْ هِ الْقَ ْولُ
سبَ َ
ن ا ْث َنيْ نِ وَأَهْلَ كَ ِإلّا مَن َ
جيْ ِ
سُلكْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْ َ
ح ِينَا فَِإذَا جَاء َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر فَا ْ
ع ُي ِننَا وَوَ ْ
ك بِأَ ْ
صنَعِ الْفُلْ َ
نا ْ
ح ْينَا ِإَليْ هِ أَ ِ
أما الية (فَأَوْ َ
ل من هذه الية أن المقصود هو ن { )}27في سورة المؤمنون فالضمير يعود على الهل إذن نستد ّ ط ْبنِي فِي اّلذِي نَ ظََلمُوا ِإّنهُم ّمغْ َرقُو َ ِم ْنهُ مْ وَلَا ُتخَا ِ
الهل وليس فعل الهلك وهذه كلها مرجّحات .أما ما يقطع بأن المقصود هم الهل فهو أنه لو كان أهلك فعل ماضي سيكون الناجون قسمين
الول (من سبق عليه القول) والثاني (من آمن) إذن من سبق عليه القول غير من آمن إذن فالناجون اثنين المؤمنون ومن سبق عليه القول وهؤلء
ليسوا مؤمنين لكن في الواقع أن الناجين هم المؤمنون فقط لذا فل يمكن ول يصح أن تكون النجاة لغير المؤمنين.
وهناك سؤال فني آخر :استدللنا بما في سورة المؤمنون (وأهلك إل من سبق عليه القول منهم) وفي آية سورة هود لم ترد منهم .وقد سبق القول
عل يه بالهلك والعذاب .المق صود بقوله تعالى (المج يء على) تع ني العذاب ك ما في قوله تعالى (ول قد سبقت كلمت نا لعباد نا) اللم تف يد الخ ير.
والهل هم من المؤمنين من آمن منهم ومن آمن من غير الهل هم الناجون.
وقال تعالى في آية هود (احمل) وفي سورة المؤمنون (فاسلك) فما المقصود بالسلوك؟ سلك هو النفاذ في الطريق كما قال تعالى (فاسلكي سبل
ربك) سورة النحل وقد يأتي فيها معنى الدخول (ما سلككم في سقر) أما الحمل فيكون بعد السلوك أولً يدخل السفينة ثم يحمل بعد دخوله .في
سورة هود ذ كر ما دلّ على الح مل لن الح مل جاري في ال سفينة (ح مل ال سفينة للشخاص) وقال اركبوا في ها ب سم ال مجرا ها ومر ساها و هي
تجري بهم بمعنى تحملهم (يا نوح اهبط بسلم) إذن سورة هود فيها حمل .بينما في سورة المؤمنون لم يذكر الحمل أو صورة الحمل (وقل رب
أنزلني منزلً مباركا وأنت خير المنزلين).
والقول (من سبق عليه القول) أع ّم من القول (من سبق عليه القول منهم) فسورة هود مبنية على العموم وليس على الخصوص (إل من سبق عليه
القول ومن آمن) فلم يذكر تعالى من آمن أي هي أع مّ ،وكذلك اليات (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين) (ل عاصم اليوم من أمر ال إل من
رحم) (يا أرض ابلعي ماءك) (بُعدا للقوم الظالمين) (قيل يا نوح اهبط بسلممنا وأمم ممن معك وأمم سنمتّعهم) أما في سورة المؤمنون فالسياق
في التخصيص فذكر تعالى السلم والبركات في سورة هود وهذا دليل العموم ،وفي سورة المؤمنون لم يذكر السلم والبركات وإنما خصص كما
في الية (أنزلني منزلً مباركا) ،ولهذا ذكر (منهم) و(اسلك) في سورة المؤمنون ولم يذكرهما في سورة هود.
وهناك سؤال فني آخر :استدللنا بما في سورة المؤمنون (وأهلك إل من سبق عليه القول منهم)
وفي آية سورة هود لم ترد منهم .وقد سبق القول عليه بالهلك والعذاب ؟ المقصود بقوله تعالى (المجيء
على) تعني العذاب كما في قوله تعالى (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا) اللم تفيد الخير .والهل هم من المؤمنين من آمن منهم ومن آمن من غير
الهل هم الناجون.
آية (:)33
*انظر (.)24
آية (:)35
متم؟(د.فاضل السامرائى)
متم و ُ
*ما الفرق بين ِ
ج َمعُونَ ( )157وََلئِن ّمتّمْ أَ ْو ُقتِ ْلتُ ْم لِلَى ال خيْ ٌر ّممّا يَ ْ حمَةٌ َ سبِيلِ اللّهِ أَ ْو ُمتّمْ َل َمغْ ِفرَ ٌة مّنَ اللّهِ وَ َر ْ
ورد في آل عمران قوله تعالى (وََلئِن ُقتِ ْلتُ ْم فِي َ
ن ( ))35بكسر الميم .من الناحية اللغوية ن ( ))158بضم الميم وفي سورة المؤمنون (َأ َيعِ ُدكُمْ َأّنكُمْ ِإذَا ِمتّمْ َوكُنتُ ْم تُرَابًا وَعِظَامًا َأّنكُم مّخْ َرجُو َ حشَرُو َ تُ ْ
ل إشكال في ذلك لنه في (مات) لغتان كما يذكر أهل اللغة عندنا مات يموت مثل قال يقول ومات يمات مثل خاف يخاف ونام ينام ،الشهر مات
يموت .من العرب الذي يقول مات يمات يقول مِتُ مثل خاف يخاف خِفت ونام ينام نِمت والذي يقول مات يموت يقول مُت مثل قال يقول قُلت.
إذن من حيث اللغة ليس فيها إشكال لن فيها لغتان مات يموت مُت ومات يمات مِت .يبقى من الناحية البيانية لماذا اختار مثلً هذه اللغة في آل
عمران مُت وفي المؤمنون مِت؟ .الضمة كما هو مقرر أثقل الحركات .حالة الموت المذكورة في آل عمران أثقل وأشد مما هو مذكور في آية
المؤمنون .ذكر أولً معركة أحد وما أصابهم من قتل ثم ذكر الموت في الغزوات والضرب في الرض يعني الموت في الغربة (يَا َأّيهَا اّلذِينَ
حسْرَ ًة فِيل اللّ ُه ذَِلكَ َ جعَ َ لرْضِ أَ ْو كَانُو ْا غُزّى لّ ْو كَانُو ْا عِندَنَا مَا مَاتُواْ َومَا ُقتِلُواْ ِليَ ْ لخْوَا ِنهِمْ ِإذَا ضَ َربُو ْا فِي ا َ ن كَفَرُواْ َوقَالُواْ ِ
ل َتكُونُو ْا كَاّلذِي َ آ َمنُو ْا َ
ن ()157 ج َمعُو َخيْرٌ ّممّا يَ ْ حمَ ٌة َ سبِيلِ اللّهِ أَ ْو ُمتّمْ َل َمغْفِ َر ٌة مّنَ اللّهِ وَرَ ْن بَصِي ٌر ( )156وََلئِن ُقتِ ْلتُمْ فِي َ حيِـي َو ُيمِيتُ وَاللّهُ ِبمَا َت ْعمَلُو َ قُلُو ِبهِمْ وَاللّ ُه يُ ْ
ن ( ))158بينما في سورة المؤمنون يتحدث عن الموت على الفراش (َأ َي ِعدُكُمْ َأّنكُمْ ِإذَا ِمتّمْ َوكُنتُ ْم تُرَابًا وَعِظَامًا حشَرُو َ َوَلئِن ّمتّمْ أَ ْو ُقتِ ْلتُ ْم لِلَى ال تُ ْ
ن ( ،))35أيها الصعب الموت في الغربة والجهاد أو الموت على الفراش بين الهل؟ الموت في الغربة أصعب إذن يأتي الحركة خرَجُو َ َأّنكُم مّ ْ
الثقل (مُتم) يأتي بالعلمة المناسبة.
استطراد من المقدم :هذه تحتاج إلى بحث في القرآن بعض الكلمات التي فيها لغتان ويختار لغة عن لغة هنا هذا شيء مقصود بذاته.
كلما يقول (ِإذَا ِمتّمْ) (َأئِذَا ِمتْنَا ( )82المؤمنون) مِتنا بالكسر وفي آل عمران أثقل (مُتم) بالضم.
آية (:)38
*ما دللة تنكير الكذب أو تعريفه؟ (د.فاضل السامرائى)
ن ( )69يونس) هنالك أمر في ب لَ ُيفْلِحُو َ ن عَلَى اللّهِ ا ْل َكذِ َ ن يَ ْفتَرُو َ
ل على شيء معين .الكذب يقصد شيئا معينا بأمر معين (قُلْ إِنّ اّلذِي َ المعرفة ما د ّ
السياق يقصده فذكر الكذب ،فلما يقول الكذب فهو كذب عن أمر معين بالذات مذكور في السياق إذن هذا الكذب معرّف لنه في مسألة معينة .أما
ت فِيكُمْ
عندما يقول كذب فيشمل كل كذب وليس الكذب في مسألة معينة مثل قوله تعالى (قُل لّوْ شَاء اللّ ُه مَا تَلَ ْوتُ ُه عََل ْيكُمْ َولَ َأدْرَاكُم بِهِ َف َقدْ َل ِبثْ ُ
ن ( )17يونس) لم يذكر مسألة معينة ن (َ )16فمَنْ أَظْلَ ُم ِممّنِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه َكذِبًا َأوْ َكذّ َ
ب بِآيَاتِهِ ِإنّ ُه لَ ُيفْلِحُ ا ْلمُجْ ِرمُو َ عمُرًا مّن َقبْلِهِ َأفَلَ َتعْ ِقلُو َ
ُ
ن هُوَ إِلّا َرجُلٌ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه َكذِبًا َومَا نَحْنُ لَ ُه ِبمُؤْ ِمنِينَ ( )38المؤمنون) إذن التنكير في اللغة يفيد العموم حصل كذب فيها فالكذب عام( .إِ ْ
والشمول.
آية (:)43
*ما دللة تقديم (ما تسبق من أمة أجلها) على (ما يستأخرون) في آية سورة الحجر والمؤمنون؟
(د.فاضل السامرائى)
ن {)}43خرُو َستَأْ ِ
ق مِنْ ُأمّةٍ أَجََلهَا َومَا يَ ْ ن { )}5وقال في سورة المؤمنون (مَا تَ ْ
سبِ ُ ستَ ْأخِرُو َ
ق مِنْ ُأمّةٍ َأجََلهَا َومَا يَ ْ
سبِ ُ
قال تعالى في سورة الحجر (مّا تَ ْ
ستَ ْأخِرُونَ سَاعَةً َولَ ل يَ ْل َفِإذَا جَاء أَجَُل ُهمْ َ
بتقديم (ما تسبق) على (ما يستأخرون) أما في سورة العراف فقد جاءت الية بقوله (وَِلكُلّ ُأمّةٍ أَجَ ٌ
ن { )}34بتقديم (ل يستأخرون) على (ل يستقدمون) .وإذا لحظنا اليات في القرآن نجد أن تقديم (ما تسبق من أمة إجلها) على (وما ستَ ْق ِدمُو َ
يَ ْ
يستأخرون) لم تأت إل في مقام الهلك والعقوبة.
آية (:)44
سلْنَا ث ر سول ً ( )15السَراء) (ث َُ َ َ
م أْر ََّ حت ََّى نَبْعََ َ َ َُ
ن َ ما كُن ََّا ُ
معَذِّبِي ََ * مَا الفرق بيَن البعَث والرسَال (وََ َ
سلَنَا تَتَْرا ( )44المؤمنون)؟ (د.فاضل السامرائى) ُر ُ
بعث فيه معنى الرسال تقول بعثت شخصا فيه معنى الرسال لكن في بعث أيضا معاني غير الرسال .الرسال أن ترسل رسولً تحمّله رسالة
لطرف آخر .البعث قد يكون فيه إرسال وفيه معاني أخرى غير الرسال أي فيه إرسال وزيادة .تبعث بارِك أي الجمل ،تبعث الموتى ليس بمعنى
ت مَِلكًا ( )247البقرة)
إرسال ولكن يقيمهم ،فيه إثارة وإقامتهم (إن للفتنة بعثات) أي إثارات ،فيها تهييجَ ( .وقَالَ َلهُ ْم َن ِبّيهُمْ إِنّ اللّ َه َقدْ َبعَثَ َلكُمْ طَالُو َ
ن ( )36الشعراء) و ث فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ أي أقامه منكم .ولذلك عموما أن البعث يستعمل فيما هو أشد .نضرب مثالً( :قَالُوا َأرْجِهِ وََأخَاهُ وَابْعَ ْ
ن ( )111العراف) والقصة قصة موسى في الحالتين :المل يقولون لفرعون وابعث في المدائن ل فِي ا ْلمَدَآئِنِ حَاشِرِي َ
(قَالُواْ أَ ْرجِهْ وَأَخَاهُ وََأرْسِ ْ
ك ِبكُلّ سَاحِ ٍر عَلِي ٍم ()112 وأرسل في المدائن .ننظر لتكملة كل آي من اليتين (يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ سَحّا ٍر عَلِي ٍم ( )37الشعراء) صيغة مبالغة والثانية (يَ ْأتُو َ
العراف) ليس فيها مبالغة ساحر ليس فيها مبالغة بينما سحار فيها مبالغة لنه في الشعراء المحاجة أشد مما كانت في العراف .لو قرأنا قصة
موسى وفرعون في الشعراء المواجهة أشد من العراف وفرعون كان غاضبا فقالوا وابعث في المدائن أنت أرسل وأقم من المدينة من يهيّج عليه
أيضا هذا معنى (ابعث) هذا البعث ،أن تبعث أي تهيّج ،تقيم لذا قال بعدها (بكل سحار عليم) ولما قال أرسل قال (بكل ساحر عليم) .مثال آخر (ثُمّ
ن بِآيَاتِنَاس َت ْكبَرُواْ َوكَانُو ْا قَ ْومًا مّجْ ِرمِينَ ( )75يونس) (ثُمّ أَرْسَ ْلنَا مُوسَى وََأخَاهُ هَارُو َ َب َعثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى وَهَارُونَ إِلَى ِفرْعَوْنَ َومََلئِهِ بِآيَاتِنَا فَا ْ
س َت ْكبَرُوا َوكَانُوا قَ ْومًا عَالِينَ ( )46المؤمنون) نفس الدللة لكن هذه في يونس والخرى في المؤمنون .لو َوسُلْطَانٍ ّمبِينٍ ( )45إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِهِ فَا ْ
جدْنَاعمّا َو َ ج ْئ َتنَا ِلتَلْ ِف َتنَا َ
قرأنا ماذا في يونس وفي المؤمنون نجد في يونس كانت محاجة شديدة بين موسى وفرعون وإيذاء لبني إسرائيل (قَالُواْ أَ ِ
ل مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقّ َلمّا جَاءكُمْ َأسِحْ ٌر هَـذَا َولَ ن ( ))78ثم قال موسى (قَا َ لرْضِ َومَا نَحْنُ َل ُكمَا ِبمُ ْؤ ِمنِي َ عََليْ ِه آبَاءنَا َو َتكُونَ َل ُكمَا ا ْل ِكبْ ِريَاء فِي ا َ
حيَا ِة الدّ ْنيَا َرّبنَا ِليُضِلّو ْا عَن ل فِي الْ َعوْنَ َومَلهُ زِينَةً وََأمْوَا ً ت فِرْ َ
ل مُوسَى َرّبنَا ِإّنكَ آ َتيْ َ ن ( ))77ثم موسى دعا على فرعون ( َوقَا َ يُ ْفلِحُ السّاحِرُو َ
ب الَلِي َم ( ))88هذا كله في يونس دعا عليهم .أما في المؤمنون حتّى يَرَوُ ْا ا ْلعَذَا َ ل يُ ْؤ ِمنُواْ َ شدُ ْد عَلَى قُلُوبِهِ ْم فَ َ س عَلَى َأمْوَاِلهِمْ وَا ْ طمِ ْ سبِيِلكَ َرّبنَا ا ْ َ
ن (َ )46فقَالُوا س َتكْبَرُوا َوكَانُوا قَ ْومًا عَالِي َ ن ّمبِينٍ ( )45إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِ ِه فَا ْ سلْطَا ٍ ن بِآيَا ِتنَا وَ ُ
فهي عبارة عن آيتين فقط (ثُمّ أَ ْرسَ ْلنَا مُوسَى وَأَخَا ُه هَارُو َ
ن ِمثِْلنَا َوقَ ْو ُمهُمَا َلنَا عَا ِبدُونَ (َ )47ف َك ّذبُو ُهمَا َفكَانُوا مِنَ ا ْل ُمهْلَكِينَ ( ))48انتهت القصة في المؤمنون بينما في يونس كلم طويل وفيه َأنُ ْؤمِنُ ِلبَشَ َريْ ِ
قوة ودعاء عليهم فقال بعثنا وفي المؤمنون قال أرسلنا .حتى لما يتكلم عن الرسول (هُوَ اّلذِي َبعَثَ فِي الُْأ ّميّينَ رَسُولًا ّمنْهُ ْم َيتْلُو عََل ْيهِ ْم آيَاتِهِ
علَى الدّينِ ظهِ َرهُ َ ل رَسُولَ ُه بِا ْلهُدَى َودِينِ الْحَقّ ِليُ ْ ل ّمبِينٍ ( )2الجمعة) (هُوَ اّلذِي َأرْسَ َ ضلَا ٍح ْكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن َقبْلُ َلفِي َ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَالْ ِ
علَى ظهِ َرهُ َ ل رَسُولَ ُه بِا ْلهُدَى َودِينِ الْحَقّ ِليُ ْ ن ( )33التوبة) لم يذكر شيئا آخر ال تعالى يظهر على الدين كله( ،هُوَ اّلذِي َأرْسَ َ كُلّهِ وََلوْ َكرِهَ ا ْلمُشْ ِركُو َ
ن ( )9يَا ن كُلّهِ وَلَ ْو كَرِهَ ا ْل ُمشْ ِركُو َ ظهِرَ ُه عَلَى الدّي ِ شهِيدًا ( )28الفتح) انتهت( ،هُوَ اّلذِي أَ ْرسَلَ رَسُولَ ُه بِا ْل ُهدَى َودِينِ ا ْلحَقّ ِليُ ْ ن كُلّهِ َوكَفَى بِاللّهِ َ الدّي ِ
ث فِي الُْأ ّميّينَ رَسُولًا ّمنْهُ ْم َيتْلُو عََل ْيهِ ْم آيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ عذَابٍ أَلِي ٍم ( )10الصف) أما (هُ َو اّلذِي َبعَ َ ن َ علَى تِجَارَ ٍة تُنجِيكُم مّ ْ َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا َهلْ َأدُّلكُمْ َ
ن ( )2الجمعة) فيها عمل للرسول .فالبعث هو أشد وفيه حركة أما الرسال فل، ل ّمبِي ٍح ْكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن َقبْلُ لَفِي ضَلَا ٍ ب وَالْ َِو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَا َ
عدًا مّ ْفعُولً ل ال ّديَارِ َوكَانَ وَ ْ شدِي ٍد فَجَاسُو ْا خِلَ َ عبَادًا ّلنَا أُوْلِي َبأْسٍ َ عدُ أُول ُهمَا َبعَ ْثنَا عََل ْيكُ ْم ِ فالبعث هو الرسال وزيادة ولهذا قال تعالى (فَِإذَا جَاء وَ ْ
( )5السراء)) فيه قوة وقسوة وعمل.
سلَنَا تَتَْرا ( )44المؤمنون)؟ *هل كلمة تترا إسم بمعنى متتالية أو فعل بمعنى تتوالى (ث ُ َ َ
سلْنَا ُر ُ
م أْر َّ
(د.فاضل السامرائى)
تترا إسم ممنوع من الصرف أصلها من َوتَر أصل التاء الولى واو وتر ،تترا أي متواترين هذا أصلها والواو تقلب تاء كثيرا في اللغة مثل
تجاهك أصلها وجاهك ،تُخَمة أصلها وُخَمةُ ،تهَمة أصلها وُهَمة من التوهّم ،تراث من وَرِث ،مثل إرث وأحد وتقلب الواو تاء .تترا إسم ممنوع من
الصرف أصلها وترا.
آية (:)47
*مَا الفرق مَن الناحيَة البيانيَة فَي اسَتخدام لفظَة ( إن َّا رسَول،إن َّا رسَول ،إنَي رسَول) فَي قصَة
موسى وهارون؟ (د.فاضل السامرائى)
ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا ُتعَ ّذ ْبهُ ْم ورد مثل هذا التعبير في ثلث مواقع في القرآن الكريم :قال تعالى في سورة طه (فَ ْأ ِتيَا ُه فَقُولَا ِإنّا رَسُولَا َربّكَ َفأَرْسِ ْ
ن { )}16وفي سورة ل رَبّ ا ْلعَاَلمِي َ ن ا ّتبَ عَ ا ْل ُهدَى { )}47وفي سورة الشعراء (فَ ْأتِيَا ِفرْعَوْ َ
ن فَقُولَا ِإنّا رَ سُو ُ علَى مَ ِك بِآيَ ٍة مّ ن ّربّ كَ وَال سّلَامُ َ ج ْئنَا َ
َقدْ ِ
ن {)}46 ل ِإنّي رَسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ الزخرف قال تعالى (وَلَ َقدْ أَ ْرسَ ْلنَا مُوسَى بِآيَا ِتنَا إِلَى ِفرْعَوْنَ َومََلئِهِ َفقَا َ
ك بِآيَاتِي وَلَا َتنِيَا فِي ذِكْرِي { )}42إلى قوله المسألة تتعلق بالسياق ففي سورة طه السياق كله مبني على التثنية من قوله تعالى (اذْهَ بْ أَن تَ وََأخُو َ
ن َهذَانِ ن ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى ( ))47وقوله (قَالُوا إِ ْ ك بَِآيَةٍ مِنْ َربّكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ جئْنَا َ
ل َمعَنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا ُتعَ ّذبْهُ ْم َقدْ ِ سْ ك فََأرْ ِ
(فَ ْأ ِتيَا ُه فَقُولَا ِإنّا رَسُولَا َربّ َ
سحْرِ ِهمَا َو َيذْ َهبَا بِطَرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى { )}63أما في سورة الشعراء فالسياق كله مبني على الفراد والوحدة ضكُم بِ ِ خرِجَاكُم مّنْ َأرْ ِ َلسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُ ْ
ل كَلّا فَاذْ َهبَا ن { )}18مع العلم أن أوائل السورة فيها تثنية من قوله تعالى (قَا َ سنِي َك ِ عمُرِ َ ت فِينَا مِ نْ ُ ك فِينَا وَلِيدا وََل ِبثْ َمن قوله تعالى (قَالَ أَلَ ْم نُ َربّ َ
ل رَبّ ا ْلعَاَلمِي نَ { )}16ثم يُغيّب هارون وتعود إلى الوحدة ويستمر النقاش ن َفقُولَا ِإنّا رَ سُو ُ س َت ِمعُونَ { )}15إلى قوله ( َف ْأتِيَا فِرْعَوْ َ بِآيَاتِنَا ِإنّا َمعَكُم مّ ْ
خذْ تَ إِلَهًا ن ( ))27ثم يوجّه فرعون الكلم إلى مو سى مهددا إياه وحده (قَالَ َلئِ نِ اتّ َ جنُو ٌ مع مو سى وحده (قَالَ إِنّ رَ سُوَلكُمُ اّلذِي ُأرْ سِلَ إَِل ْيكُ مْ َل َم ْ
ن َهذَا َلسَاحِرٌ عَلِي ٌم {.)}34 ن (( ))30قَالَ لِ ْلمَلَِإ حَوْلَهُ إِ ّ ي ٍء ُمبِي ٍج ْئ ُتكَ بِشَ ْن (( ))29قَالَ أَوََلوْ ِ ك مِنَ ا ْلمَسْجُونِي َ جعََلنّ َ
غيْرِي لََأ ْ َ
وكل مة ر سول في الل غة تُطلق على الوا حد المفرد وعلى الج مع ،تو جد كلمات في الل غة تكون الكل مة مفردة تختلف في التثن ية والج مع يعود إلى
ن ِلبَشَ َريْ نِ ِمثْلِنَا َو َق ْو ُمهُمَا َلنَا عَا ِبدُو نَ ( )47المؤمنون) مث نى وقوله الفراد مثل كلمة ب شر (أبشرا م نا واحدا نتّبعه) مفرد وقوله تعالى (فَقَالُوا َأنُ ْؤمِ ُ
تعالى (بل أنتم بشر مما خلق) جمع .وكلمة طفل (ثم يخرجكم طفلً) وكلمة ضيف.
وكذلك كلمة رسول يقال في اللغة نحن رسول وإنا رسول فقوله تعالى (إنا رسول ربك) تأتي مع البيان ومع سنن العربية وليس فيها مخالفة للغة.
فاختار تعالى الكلمة المناسبة في السياق المناسب فالسياق في سورة طه قائم على التثنية والسياق في الشعراء قائم على الجانبين فيها إفراد ثم تثنية
ل فقال تعالى (إ ني ر سول رب ثم إفراد ومو سى هو الذي بلّغ الرا سلة أ ما في سورة الزخرف فلم يأت ذ كر هارون في سياق ال سورة كل ها أ ص ً
العالم ين) .وهذه اليات الثل ثة ل تعارض في ها وإن ما هي لق صة واحدة ذ هب مو سى وأخاه هارون إلى فرعون و في كل سورة جاء بجزء من
القصة بما يقتضيه السياق في السورة وهذه اللقطات إنما هي مشاهد متعددة يُعبّر عن كل مشهد حسب السياق وليس في اليات الثلثة ما يخالف
العربية لن كلمة رسول تأتي كما قلنا سابقا مفرد وجمع .كذلك يستعمل القرآن الكريم كلمة طفل مرة وأطفال مرة حسب ما يقتضيه السياق ول
يخرج عن اللسان العربي وسنن العربية.
آية (:)77
*ما اللمسة البيانية في قول "فتح الله لك" وليس "فتح الله عليك"؟ (د.فاضل السامرائى)
ن ()14
سمَاء َفظَلّو ْا فِيهِ َيعْ ُرجُو َحنَا عََل ْيهِم بَابًا مّنَ ال ّ
يقال فتح لك وفتح عليك لكن فتح عليك يكون من فوق قد يكون في الخير والشر (وَلَ ْو َفتَ ْ
ض ( )96العراف) سمَاء وَالَرْ ِ ت مّنَ ال ّ ن ( )77المؤمنون) (لَ َفتَ ْ
حنَا عََل ْيهِم بَ َركَا ٍ شدِيدٍ ِإذَا ُه ْم فِيهِ ُمبْلِسُو َعذَابٍ َحنَا عََل ْيهِم بَابًا ذَا َ حتّى ِإذَا َفتَ ْ
الحجر) ( َ
ن ( )76البقرة) إذن فتح ال عليك تأتي في الخير والشر لكن تأتي من فوق. ل َتعْقِلُو َ
ح ّدثُونَهُم ِبمَا َفتَحَ اللّ ُه عََل ْيكُمْ ِليُحَآجّوكُم بِ ِه عِندَ َرّبكُمْ َأفَ َ
(قَالُواْ َأتُ َ
آية (:)82
متم) بضم الميم؟(د.حسام النعيمى)
متم) بكسر الميم و( ُ
* ما الفرق بين ( ِ
ل مبني في ن ( )158آل عمران) مُتم هذه مسندة إلى المعلوم .مات يموت فيقول مُت أنا وهنا تكون التاء فاع ً حشَرُو َن ُمتّمْ أَ ْو ُقتِ ْلتُمْ لَإِلَى اللّ ِه تُ ْ
(وََلئِ ْ
ت أنا) تُكسر الميم
ت ومِ ُ
محل رفع الفاعل (للمتكلم) أو مُت أنت .لكن إذا أردت أن تبنيها للمجهول يعني وقع عليه الموت بمعنى أُميت تصير (مِ ّ
ن ( )35المؤمنون) .موضوع الضم والكسر لن هذا فعل أجوف والجوف عندما يُبنى (َأ َي ِعدُكُمْ َأّنكُمْ ِإذَا ِمتّمْ َو ُكنْتُ ْم تُرَابًا وَعِظَامًا َأّنكُمْ ُمخْرَجُو َ
للمجهول يكون بهذه الصيغة.
آية (:)83
َ
ن هَذ َا إ ِ ّلل إ َِ ْ م نَْ قَب ْ ُح نَُ وَآَبَاؤُن ََا هَذ َا ِ *مَا سَبب تقديَم وتأخيَر هذا فَي سَورة المؤمنون (لَقَد ْ ُو ِ
عدْن ََا ن َ ْ
ََ َّ َ َ ََ
ساطِيُر ن هَذ َا إ ِل أ َ ن قَب ْ ُ
ل إ َِ ْ م َْ ن وَآبَاؤُن ََا ِ ح َُ ن ( ))83وسَورة النمَل (لَقَد ْ وُ ِ
عدْن ََا هَذ َا ن َ ْ ساطِيُر اْلوَّلِي ََ أ َ
َ
ن ())68؟(د.حسام النعيمى) اْلوَّلِي َ
عندنا صورتان للجملة العربية :صورة المبتدأ والخبر والفعل ومرفوعه وما بعده .فيما يتعلق بالفعل ومرفوعه يأتي الفعل ثم الفاعل أو الفعل ثم
نائب الفاعل ثم يأتي المفعول أو المفعولت يعني هكذا يأتي النظام .لما يكون مبتدأ وخبر أيضا المبتدأ والخبر ثم لما تدخل إحدى النواسخ (كان
ل لن أصله مبتدأ ثم تأخذ الخبر ثم يأتي بعد ذلك ما يأتي من المعطوفات أو المفعولت هكذا هو وأخواتها) أيضا النظام أنّ (كان) تأخذ إسمها أو ً
النظام .نقول :كان زيدٌ ناجحا وعمرو ،نذكره بعد ذلك هذا الصل .يمكن أحيانا أن نغيّر النظام لن العربية لغة مُعربة فيجوز فيها تغيير النظام
فبدل أن نقول كتب زيد رسالة على النظام يمكن أن نقول كتب رسال ًة زيدٌ وهذا التقديم طبعا له غرض بلغي يعني كأن يُختلف زيد كتب رسالة
كتب قصيدة كتب أقصوصة نقول ل زيد رسالةً كتب .لما يُقدّم ليس من أجل الوزن حتى الشاعر لن الشاعر متمكّن يستطيع أن يتصرف لكنه
يقدّم بغرض بلغي لغرض معنوي.
ن َقبْلُ لما ننظر في اليتين :الية الولى في سورة المؤمنون (قَالُوا َأ ِئذَا ِم ْتنَا َو ُكنّا تُرَابًا وَعِظَامًا َأ ِئنّا َل َم ْبعُوثُونَ ( )82لَ َقدْ وُ ِ
عدْنَا نَحْنُ وََآبَا ُؤنَا َهذَا مِ ْ
ن َهذَا إِلّا أَسَاطِيرُ ا ْلأَوّلِينَ) ( ُكنّا) كان مع اسمها مثل كان زيد( ،ترابا وعظاما) مثل (كان زيد مجتهدا وكريما) معطوف على الخبر مباشرة يعني إِ ْ
نظام الجملة يأتي كما هو .لكى يكون النظام كما هو نجد أن النظام الذي جاء (لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا) المفعول به جاء متأخرا وفق النظام
وعندما يكون وفق النظام ل يُسأل عنه .أنت ل تسأل عن (كتب زيد رسالة) ل تسأل لِمَ أخّر رسالة؟ هو هذا النظام هكذا .لكن السؤال في آية
ع ْدنَا َهذَا نَحْنُ وََآبَا ُؤنَا) .لحظ الية ( َوقَالَ اّلذِينَ َكفَرُوا َأ ِئذَا كُنّا تُرَابًا وََآبَا ُؤنَا َأئِنّا َل ُمخْرَجُونَ ( )67النمل) النظام سورة النمل ِل َم غيّر النظام (َل َقدْ وُ ِ
في غير القرآن أن يقول :إءذا كنا نحن وآباؤنا ترابا ،فلما قدّم ترابا المعطوف على المرفوع ولكا يكون المعطوف عليه ضميرا ينبغي أن يؤكد
بضمير هذا الفصح (كنت أنا وزيد مسافرين) حتى يكون الربط .فها هنا لن المعطوف والمعطوف عليه ينبغي أن يتصل ل أن يكون بينهما
ل بين المعطوف والمعطوف عليه فقدّمه .فمنا قدّم المنصوب قدّم فاصل .هنا غيّر النظام فقال (َأ ِئذَا ُكنّا تُرَابًا َوَآبَا ُؤنَا) قدّم المنصوب وجعله فاص ً
ع ْدنَا َهذَا نَحْنُ َوَآبَا ُؤنَا ) حتى يكون هناك نوع من التناسق .هنا تقدّم كأنه غيّر النظام وهنا أيضا قدّم وال أعلم. (هذا) (َل َقدْ وُ ِ
آية (:)87
ن لِل ََّهِ قُ ْ
ل سيَقُولُو َ
*مَا اللمسَة البيانيَة فَي اسَتخدام كلمَة (لله) بدل (الله) فَي قوله قوله تعالى ( ََ
َ
بسبِْع َوَر ُّ ت ال َّ ماوَا ِس َ من َّر ُّ
ب ال َّ ن { )}87في الجواب على الية في سورة المؤمنون(قُ ْ
ل َ أفََل تَتَّقُو َ
ش الْعَظِيم ِ {) }86؟ (د.فاضل السامرائى)
العَْر ِ
ْ
سهِ ْم نَفْعا َو َ
ل خ ْذتُم مّن دُونِ هِ أَوِْليَاء لَ َيمِْلكُو نَ لِأَنفُ ِ ض قُلِ اللّ ُه قُلْ َأفَاتّ َسمَاوَاتِ وَالَرْ ِ ل مَن رّبّ ال ّ في آية أخرى في سورة الرعد جاءت اليات (قُ ْ
ق كُلّ ل اللّ ُه خَاِل ُق عََل ْيهِ ْم قُ ِ
ش َركَاء خَلَقُو ْا كَخَلْقِ ِه َفتَشَابَ هَ الْخَ ْل ُ جعَلُواْ ِللّ هِ ُستَوِي الظُّلمَا تُ وَالنّورُ أَ مْ َ ل تَ ْستَوِي الَعْمَى وَا ْلبَ صِي ُر أَ ْم َه ْ ل يَ ْ
ل هَ ْ ضَرّا قُ ْ
حدُ ا ْل َقهّارُ {.)}16
شَيْ ٍء وَهُوَ الْوَا ِ
من ح يث الل غة لو سألنا من صاحب هذه الدار؟ يكون الجواب لفلن أو فلن .ف هي من ح يث الل غة جائزة أن نقول ال أو ل .أ ما لماذا اختار ال
تعالى (ال) مرة و(ل) مرة؟ لن السياق في آية المؤمنون في السؤال عن الملكية (قُل ّلمَ نِ ا ْلأَرْ ضُ َومَن فِيهَا إِن كُنتُ ْم َتعَْلمُو نَ {َ }84
سيَقُولُونَ ِللّ هِ
ن لِلّ هِ قُلْ ن {َ }88
س َيقُولُو َ يءٍ وَهُ َو يُجِيرُ وَلَا يُجَا ُر عََليْ هِ إِن كُنتُ ْم َتعَْلمُو َ ت كُلّ شَ ْ ل مَن بِ َيدِ ِه مََلكُو ُ
قُلْ َأ َفلَا َتذَكّرُو نَ) وقوله في ن فس ال سورة أيضا (قُ ْ
َفَأنّى تُسْحَرُونَ { )}89إذن السؤال عن الملكية فيكون الجواب (ل) ولن السياق كله في الملكية جاء بلم الملكية.
أما في آية سورة الرعد فالسياق في مقام التوحيد وليس في مقام الملكية وإنما عن الذات الواحدة لذا جاء الجواب (ال).
سؤال :حينما ننظر إلى السؤال داخل القرآن الكريم أو في عموم اللغة العربية كل استفهام له غرض؟
كل استفهام له غرض ونضعه في سياقه حتى تتبين الجابة.
سؤال :العرب كانت تفهم أن كل استفهام له غرض وله دللة؟ ل يأخذونه على علته أنه سؤال وتنتهي القصة ،أبو لهب كان يفهم هذا؟ ألم يثبت
أن أحدا اعترض؟ ولم يعترض الن بعض الناس مع أن جهابزة اللغة لم يعترضوا؟
هم أهل البلغة ،لو لم يفهم أبو لهب لكان اعترض وما ثبت أن أحدهم اعترض وإنما توجه اعتراضات هذه اليام لحد أمرين إنما لغرض
التشويش أو للجهل .لو كان يعلم ولو كان يعلم لو كان طالبا متخصصا في اللغة العربية يعرف هذا.
سؤال :إذا كان عتاة الكفار الذي عاشوا في زمن الرسول لم يوجهوا أدنى انتقاد أو أي اعتراض للقرآن الكريم وهم أهل البلغة والفصاحة
والبيان فِلمَ نأبه لما يصدر من جاهل حول القرآن؟
كيف تعترض على متكلم بلغته؟ هل تعترض على فرنسي يتكلم بلغته .هو حجة على الخرين يتكلم بها .عدم وجود اعتراض من عتاة الكفار
حجة على الجميع أن القرآن ل يوجه له أي انتقاد ولو وجدوا لعترضوا .هو تحداهم بالقرآن عدة مرات فما استطاعوا.
آية (:)91
َ
خذ ْ َولَدًا) ؟ (د.فاضل السامرائى)
م يَت َّ ِ
من وَلَدٍ)و( وَل َ ْ خذ َ الل ّ ُ
ه ِ ما ات َّ َ
*ما الفرق بين ( َ
(ما) في الغالب تقال للرد على قول في الصل يقولون في الرد على دعوى ،أنت قلت كذا؟ أقول ما قلت .أما (لم أقل) قد تكون من باب الخبار
فليست بالضرورة أن تكون ردا على قائل لذلك هم قالوا لم يفعل هي نفي لـ(فعل) بينما ما فعل هي نفي لـ (لقد فعل) .حضر لم يحضر ،ما
ن بِاللّ ِه مَا قَالُواْ وَلَ َق ْد قَالُو ْا كَِلمَةَ ا ْلكُفْ ِر ( )74التوبة) (ما اتخذ) ضد قول اتخذ صاحبة ول ولدا ،لم يتخذ قد تكون حضر نفي لـ قد حضر (يَحْلِفُو َ
خذْ َوَلدًا وََل ْم َيكُن ض وَلَ ْم َيتّ ِ
سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ ن نَذِيرًا ( )1اّلذِي لَ ُه مُ ْلكُ ال ّ ع ْبدِهِ ِل َيكُونَ لِ ْلعَاَلمِي َ
ن عَلَى َمن باب الخبار والتعليم ( َتبَا َركَ اّلذِي نَزّلَ ا ْلفُ ْرقَا َ
ي ٍء فَ َقدّرَ ُه تَ ْقدِيرًا ( )2الفرقان) هذا من باب التعليم وليس ردا على قائل وليس في السياق أن هناك من قال وردّ ق كُلّ شَ ْ لّ ُه شَرِيكٌ فِي ا ْلمُ ْلكِ وَخََل َ
ح ْمدُ لِلّهِ
خذْ َوَلدًا َولَ ْم َيكُن لّ ُه شَرِيكٌ فِي ا ْلمُ ْلكِ) في السراء ( َوقُلِ الْ َ ع ْبدِهِ) يخبرنا إخبارا (وَلَ ْم َيتّ ِ ن عَلَى َ عليه وإنما تعليم (تَبَا َركَ اّلذِي نَزّلَ الْ ُف ْرقَا َ
ن الذّلّ َو َكبّرْ ُه تَ ْكبِيرًا ( ))111بينما نلحظ لما قال في محاجته للمشركين (ما ي مّ َ شرِيكٌ فِي ا ْلمُ ْلكِ َولَ ْم َيكُن لّهُ َولِ ّ خذْ وََلدًا وَلَم َيكُن لّهُ َ اّلذِي لَ ْم َيتّ ِ
سبْحَانَ ضهُ ْم عَلَى َبعْضٍ ُ ل إِلَ ٍه ِبمَا خَلَقَ َوَلعَلَا َبعْ ُ خذَ اللّ ُه مِن َوَلدٍ َومَا كَانَ َمعَ ُه مِنْ إِلَهٍ ِإذًا ّلذَهَبَ كُ ّ اتخذ ال من ولد) هم يقولون اتخذ ال ولد (مَا اتّ َ
سبُو ُه مِنَ ا ْل ِكتَابِ ب ِلتَحْ َ س َن َتهُم بِا ْل ِكتَا ِ ن ( )91المؤمنون) .لما رد على المشركين وقولهم قال (ما اتخذ) و(وَإِ ّ
ن ِمنْهُمْ َلفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْ ِ عمّا يَصِفُو َ اللّ ِه َ
ن عِندِ اللّهِ َومَا هُ َو مِنْ عِندِ اللّ ِه ( )78آل عمران)َ ( .و ِمنَ ب ( )78آل عمران) يقولون هو من عند ال فيرد عليهم ( َويَقُولُونَ ُهوَ مِ ْ َومَا هُ َو مِنَ ا ْلكِتَا ِ
ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْ ِم الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤ ِمنِينَ ( )8البقرة) معناه لما قال (ما اتخذ) يعني رد على أن هناك من يقول اتخذ فهو نفى قولهم س مَن يَقُو ُ النّا ِ
ورد عليهم أما لم يتخذ فتأتي للخبار والتعليم.
حبَةً وَلَا َوَلدًا ( ))3جاء بـ (ل) لم يقل ما اتخذ صاحبة وولدا حتى ينفي المر على سبيل الجمع والفراد ما خذَ صَا ِ قال تعالى فى سورة الجن(مَا اتّ َ
قال ما اتخذ صاحة وولدا لنها تحتمل أنه لم يتخذهما بينما اتخذ أحدهما ،تعبير احتمالي يحتمل أنه لم يتخذ ل صاحبة ول ولد إنما اتخذ واحدا
حبَةً وَلَا وََلدًا) ينفي كلً على حدة ينفي على سبيل الجمع وعلى سبيل الفراد ،نفى الصاحبة ونفى الولد .عندما نقول خذَ صَا ِ منهما ،لما قال (مَا اتّ َ
ما جاء محمد وخالد معناها ربما يكون أحدهما قد جاء لكن مفهوم قطعا أن الثنان لم يأتيا مع بعضهما .وقدّم الصاحبة على الولد لن الولد إنما
يأتي من الصاحبة.
آية (:)99
*ما دللة الفعل(جاء)فى الية؟ (د.فاضل السامرائى)
(جاء) فيه معنى القرب الشديد وتحقق الوقوع .استعمل في القرآن بهذه الصيغة.
جعُونِ ( ))99قد يقول قائل هم يتكلم ما أدركه الموت ،كل .الكافر يقول رب ارجعون حدَهُمُ ا ْلمَ ْوتُ قَالَ َربّ ا ْر ِحتّى ِإذَا جَاء أَ َ في سورة المؤمنون ( َ
بعد ق بض رو حه ،الرجوع إلى الدن يا ير يد أن ير جع إلى الدنيا بعد أن يخرج من الدن يا فإذن هنا معناه (جاء أحد هم الموت) أي اقترب م نه وتاله
وفارقته الروح .عند ذلك لما يرى ما يرى من هول الحساب يبدأ يقول رب ارجعون .طلب الرجوع إنما يكون لمن فارق الحياة وليس لمن هو في
ل عََل ْيكُم
عبَادِ هِ َويُ ْر سِ ُ
ق ِ
هذه الدنيا .موضعان في القرآن ورد فيهما (جاء) فيهما معنى المفارقة ،مفارقة الروح .وفي سورة النعام (وَهُوَ الْقَاهِ ُر فَوْ َ
ن ( ))61مجيء الموت هنا معناه وصول عمر الح يّ إلى نهايته فكأن الموت يخبر ت تَ َوفّتْ هُ رُ سُُلنَا وَهُ ْم لَ ُيفَرّطُو َ
ح َدكُ مُ ا ْلمَوْ ُ
حتّىَ ِإذَا جَاء أَ َ
حَفَظَ ًة َ
بهذه النهاية وتقدير الكلم :إذا جاء قضاء الموت على الحيّ توفت روحه الملئكة أي أخذتها وافية غير منقوصة.
*ما الفرق بين هذه الكلمات؟ (د.فاضل السامرائى)
سِخريا وسُخريا :سخريا بكسر السين هي من الستهزاء والسخرية أما سُخريا بضم السين فهي من باب الستغلل والتسخير.
آية (:)109
ن ( )151العراف) م الَّرا ِ َ خلْنا في رحمت ِ َ َ َ ب اغْفِْر لِي وَل َ ِ *قال تعالى( :قَا َ
مي َ
ح ِ ح ُ
ت أْر َ ك َوأن َ َ ْ َ خي وَأد ْ ِ َ ِ ل َر ِّ
ُ َ ْ َ
ن َرب ّنَاَ
عبَادِي يَقُولو َ
ن ِم ْ ن فَرِيقٌ ِّ َ
ه كا َ ن ( )155العراف)و(إِن ّ ُ خيُْر الغَافِرِي َ
ت َ منَا وَأن َح ْو(فَاغْفِْر لَنَا وَاْر َ
َ
ن ( )109المؤمنون) ما الفرق بين الخواتيم؟ (د.فاضل مي َح ِخيُْر الَّرا ِ
ت َمنَا وَأن َ منَّا فَاغْفِْر لَنَا وَاْر َ
ح ْ آ َ
السامرائى)
الرحمة موجودة في الحالتين في الولى قال أرحم الراحمين وفي الثانية خير الغافرين في آية جعل خاتمة الية رحمة والثانية مغفرة فإذا ذكر
حمِينَ ())151 حمُ الرّا ِح َمتِكَ وَأَنتَ َأرْ َ غفِرْ لِي َولَخِي َوَأدْخِ ْلنَا فِي َر ْ ذنبا عقّب بالمغفرة وإذا لم يذكر ذنبا عقّب بالرحمة .في الية الولى (قَالَ رَبّ ا ْ
جفَةُ قَالَ َربّ لَوْ خذَ ْتهُمُ الرّ ْ
س ْبعِينَ َرجُلً ّلمِيقَا ِتنَا فََلمّا َأ َ
ختَا َر مُوسَى قَ ْومَهُ َ
هذا قول موسى لم يذكر لهما ذنبا فقال وأنت أرحم الراحيمن بينما الية (وَا ْ
ح ْمنَا َوأَنتَ
غفِرْ َلنَا وَارْ َ
ل بِهَا مَن تَشَاء َو َتهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَِلّينَا فَا ْ ضّل ِفتْ َن ُتكَ تُ ِ
شئْتَ أَهَْل ْك َتهُم مّن َقبْلُ وَِإيّايَ َأُتهِْلكُنَا ِبمَا َفعَلَ السّ َفهَاء ِمنّا إِنْ ِهيَ ِإ ّ
ِ
خيْرُ
ح ْمنَا وَأَنتَ َ عبَادِي يَقُولُونَ َرّبنَا آ َمنّا فَاغْ ِفرْ َلنَا وَا ْر َ ن ِن َفرِيقٌ مّ ْن ( ))155عندما ذكر ذنبا قال (خير الغافرين) .في آية (ِإنّهُ كَا َ خيْرُ ا ْلغَافِرِي ََ
ن ( )109المؤمنون) لم يذكر ذنبا إذن عموما هذا خط عام في ذكر هاتين الفاصلتين إذا ذكر ذنبا ذكر الغافرين وإذا لم يذكر قال
حمِي َ
الرّا ِ
الراحمين.
آية (:)117
َ
ن ()117 ه َل يُفْل ِ ُ
ح الْكَافُِرو َ عند َ َرب ِّهِ إِن َّ ُ
ه ِ
ساب ُ ُ
ح َ ه بِهِ فَإِن َّ َ
ما ِ ن لَ ُ
خَر َل بُْرهَا َ
معَ الل ّهِ إِلَهًا آ َ
من يَدْعُ َ
*(وَ َ
المؤمنون) ما معنى البرهان هنا؟(د.فاضل السامرائى)
هذه الجملة صفة (لَا بُرْهَانَ لَ ُه بِهِ) وفيها وجه إعرابي آخر قد تكون جملة معترضة أو تكون صفة .والصفة في اللغة لها أغراض من جملتها
خذُواْ إِلـ َهيْنِ حدَ ٌة ( )13الحاقة) هي النفخة واحدةَ ( ،وقَالَ اللّ ُه َ
ل تَتّ ِ س دابر( ،فَِإذَا ُنفِخَ فِي الصّو ِر نَفْخَةٌ وَا ِ
التوكيد مثل (أمس الدابر ل يعود) كل أم ٍ
ح ٌد ( )51النحل) فإذن نحن عندنا الصفة قد تفيد التوكيد مؤكدة ل تؤسس معنى جديدا وصفا آخر وإنما تؤكد مضمون ما قبلها ا ْث َنيْنِ ِإّنمَا هُوَ إِلهٌ وَا ِ
إذن هذه الصفة بموجب هذا العراب ستؤكد أن مضمون ما قبلها صفة لزمة ثابتة تفيد التوكيد (ل برهان له به) هذه دللة .قسم يضيف لها وجه
ع مَعَ اللّهِ إَِلهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَ ُه بِهِ) يعترض ،الداعي ليس له برهان فيؤكد المعنى الخر الساسي .هم آخر يقول هي جملة اعتراضية ( َومَن يَ ْد ُ
ل "من أحسن إلى زيد ل أحق منه بالحسان فال مثيبه" ،يؤكدون المعنى الول .في الحالتين سواء جعلناها مؤكدة أو اعتراضية فهي يضربون مث ً
مؤكدة للمعنى الول وليست مؤسسة ،ل إله آخر مع ال.
تم بح مد ال وفضله ترت يب هذه اللم سات البيان ية في سورة المؤمنون ك ما تف ضل ب ها الدكتور فا ضل صالح ال سامرائي والدكتور ح سام النعي مى
زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وجزاهما عنا خير الجزاء وإضافة بعض اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها الخت
ل فمن ال وما كان من خطٍأ أوسهوٍ فمن نفسى ومن الفاضلة سمر الرناؤوط فى موقعها إ سلميات جزا ها ال خير الجزاء ..فما كان من فض ٍ
الشيطان.
أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى
يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة .وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة
ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة.