25 الفرقان

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫سورة الفرقان‬

‫*تناسب خواتيم النور مع فواتح الفرقان*‬


‫ي ٍء عَلِي ٌم (‬‫عمِلُوا وَاللّ ُه ِبكُلّ شَ ْ‬ ‫جعُونَ إَِليْ ِه َف ُينَ ّبُئهُمْ ِبمَا َ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَ ْرضِ َق ْد َيعْلَ ُم مَا َأ ْنتُ ْم عََليْهِ َويَوْ َم يُرْ َ‬ ‫في آخر سورة النور قال (أَلَا إِنّ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬
‫خذْ وََلدًا وَلَ ْم َيكُ ْ‬
‫ن‬ ‫ت وَالَْأرْضِ وََل ْم يَتّ ِ‬
‫سمَاوَا ِ‬ ‫عبْدِهِ ِل َيكُونَ لِ ْلعَاَلمِينَ َنذِيرًا (‪ )1‬اّلذِي لَ ُه مُ ْلكُ ال ّ‬ ‫ن عَلَى َ‬ ‫‪ ))64‬وفي أوائل الفرقان (تَبَا َركَ اّلذِي نَزّلَ ا ْلفُ ْرقَا َ‬
‫ي ٍء فَ َقدّرَ ُه تَ ْقدِيرًا (‪ ))2‬أل إن ل ما في السموات والرض الذي له ملك السموات والرض يعني له ملكهما وما‬ ‫ق كُلّ شَ ْ‬ ‫لَ ُه شَرِيكٌ فِي ا ْلمُ ْلكِ وَخََل َ‬
‫فيهما‪.‬‬
‫ل ثم إن هذا أمر عقيدة يركزها ويركز ظواهرها‪ ،‬في أواخر النور قال‬ ‫سؤال‪ :‬قد يقول قائل أنه ربما يكون في هذا تكرارا؟ هذا ليس تكرارا أو ً‬
‫(ل ما في السموات والرض) له ما فيهما وفي الفرقان (له ملك السموات والرض) له ملكهما فقد تملك شيئا لكن ل تملك ما فيه فقد تملك دارا‬
‫ويستأجرها منك أحد فأنت تملك الدار لكنك ل تملك ما فيها وليس بالضرورة أن تملك دارا وتملك ما فيها كونه يملك السموات والرض ليس‬
‫بالضرورة أنه يملك ما فيهما ولذلك أكد القرآن أنه له ملك السموات والرض وله ما فيهما ول يكتفي بإطلق الملك فقط بأنه يملك السموات‬
‫والرض حتى في حياتنا نملك الظرف ول نملك المظروف ونملك المظروف ول نملك الظرف‪ ،‬إذن هو ذكر أمرين‪ :‬ذكر له ملك السموات‬
‫والرض وذكر ل ما في السموات والرض المران مختلفان فله ملكهما وله ما فيهما‪.‬‬
‫عذَابٌ أَلِي ٌم (‪ ))63‬هذا إنذار وفي أول الفرقان (تَبَا َركَ اّلذِي نَزّلَ‬ ‫ن تُصِي َبهُ ْم ِف ْتنَةٌ َأوْ ُيصِي َبهُ ْم َ‬ ‫حذَرِ اّلذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ َأمْ ِرهِ أَ ْ‬ ‫في آخر النور قال (فَ ْليَ ْ‬
‫ي ٍء فَ َقدّرَ ُه تَ ْقدِيرًا (‬
‫ق كُلّ شَ ْ‬ ‫شيْ ٍء عَلِي ٌم (‪ ))64‬وفي أول الفرقان (وَخََل َ‬ ‫ن نَذِيرًا (‪ .))1‬وفي آخر النور قال (وَاللّ ُه بِكُلّ َ‬ ‫ع ْبدِهِ ِل َيكُونَ لِ ْلعَاَلمِي َ‬
‫ن عَلَى َ‬
‫الْفُ ْرقَا َ‬
‫‪ ))2‬الذي يخلق كل شيء ويقدره هو بكل شيء عليم‪ ،‬وال بكل شيء عليم وخلق كل شيء فقدره تقديرا‪.‬‬
‫**هدف السورة‪ :‬سوء عاقبة التكذيب**‬
‫سورة الفرقان سورة مكيّة وقد سميّت بهذا السم لن ال تعالى ذكر فيه الكتاب المجيد الذي أنزله على عبده ورسوله محمد وكانت النعمة‬
‫الكبرى على النسانية وهو الذي فرق ال تعالى به بين الحق والباطل والكفر واليمان فاستحق هذا الكتاب العظيم أن يسمّى الفرقان وتسمى‬
‫السورة بهذا السم تخليدا لهذا الكتاب الكريم‪ .‬والسورة تدور آياتها حول إثبات صدق القرآن وبيان سوء عاقبة المكذّبين به‪.‬‬
‫واليات في هذه السورة تسير بسياق متميّز فتبدأ بآيات فيها ما قاله المكذبون (وقالوا) ثم تأتي آيات تهدئة الرسول وتعقيب على ما قالوا‪ ،‬ثم تأتي‬
‫آيات تتحدث عن عاقبة التكذيب ويستمر هذا السياق إلى في معظم آيات السورة الكريمة‪ .‬وهذا التسلسل والسياق في اليات مفيد جدا للمسلمين في‬
‫كل زمان ومكان لنها تعرض عليهم عاقبة التكذيب فيرتدعوا عن التكذيب بالفرقان وبدين ال الواحد‪.‬‬
‫ن فَ َقدْ جَاؤُوا ظُ ْلمًا وَزُورًا) إلى ‪( 9‬انظُ ْر َكيْفَ ضَ َربُوا َلكَ الَْأ ْمثَالَ‬ ‫خرُو َ‬ ‫اليات من ‪َ ( 4‬وقَالَ اّلذِينَ كَ َفرُوا إِ ْ‬
‫ن َهذَا إِلّا ِإ ْفكٌ ا ْفتَرَا ُه وَأَعَانَ ُه عََليْهِ قَ ْومٌ آ َ‬
‫جنّاتٍ‬ ‫خيْرًا مّن ذَِلكَ َ‬ ‫جعَلَ َلكَ َ‬ ‫سبِيلًا) تعرض ما قاله المكذبون‪ ،‬ثم تأتي آيات التهدئة للرسول الكريم (تَبَا َركَ اّلذِي إِن شَاء َ‬ ‫ستَطِيعُونَ َ‬ ‫َفضَلّوا فَلَا يَ ْ‬
‫سعِيرًا * ِإذَا‬ ‫ب بِالسّاعَةِ َ‬ ‫ع َت ْدنَا ِلمَن َكذّ َ‬‫ل َكذّبُوا بِالسّاعَةِ وَأَ ْ‬ ‫ك قُصُورًا) آية ‪ 10‬ثم آيات اظهار عاقبة التكذيب (بَ ْ‬ ‫جعَل ّل َ‬ ‫ح ِتهَا الَْأ ْنهَارُ َويَ ْ‬
‫جرِي مِن تَ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫حدًا وَادْعُوا‬ ‫ك ُثبُورًا * لَا تَدْعُوا ا ْليَ ْومَ ُثبُورًا وَا ِ‬ ‫ضيّقًا مُقَ ّرنِينَ دَعَوْا ُهنَاِل َ‬ ‫س ِمعُوا َلهَا َتغَيّظًا وَ َزفِيرًا * وَِإذَا أُ ْلقُوا ِم ْنهَا َمكَانًا َ‬ ‫ن َبعِيدٍ َ‬ ‫رََأ ْتهُم مّن ّمكَا ٍ‬
‫س َت ْكبَرُوا فِي‬ ‫ل عََليْنَا ا ْلمَلَا ِئكَةُ أَ ْو نَرَى َربّنَا لَ َقدِ ا ْ‬
‫ل اّلذِينَ لَا يَ ْرجُونَ لِقَاءنَا َلوْلَا أُن ِز َ‬ ‫ُثبُورًا َكثِيرًا ) من الية ‪ 11‬إلى ‪ . 14‬ثم يتكرر السياق نفسه ( َوقَا َ‬
‫سبِيلًا * يَا َويَْلتَى َل ْيتَنِي َلمْ‬ ‫ت مَعَ الرّسُولِ َ‬ ‫خذْ ُ‬
‫ل يَا َل ْيتَنِي اتّ َ‬‫عتُوّا َكبِيرًا)آية ‪ 21‬ثم عاقبة التكذيب ( َويَوْ َم َيعَضّ الظّالِ ُم عَلَى َي َديْهِ يَقُو ُ‬ ‫عتَ ْو ُ‬ ‫سهِمْ وَ َ‬‫أَنفُ ِ‬
‫ل يَا َربّ إِنّ‬ ‫خذُولًا) اليات ‪ 27‬إلى ‪ ،29‬وآيات التعقيب( َوقَالَ الرّسُو ُ‬ ‫شيْطَانُ لِلْإِنسَانِ َ‬ ‫ن ال ّذكْ ِر َبعْدَ ِإذْ جَاءنِي َوكَانَ ال ّ‬ ‫خ ْذ فُلَانًا خَلِيلًا * َل َقدْ َأضَّلنِي عَ ِ‬ ‫َأتّ ِ‬
‫ن مَقِيلًا) آية ‪ .24‬وكذلك في الية ‪32‬‬ ‫ستَقَرّا وََأحْسَ ُ‬ ‫خيْ ٌر مّ ْ‬‫جنّ ِة يَ ْومَ ِئذٍ َ‬ ‫ن َمهْجُورًا) آية ‪ 30‬والطمأنة للرسول (أَصْحَا ُ‬
‫ب الْ َ‬ ‫خذُوا َهذَا ا ْلقُرْآ َ‬ ‫قَ ْومِي اتّ َ‬
‫ك بِا ْلحَقّ‬ ‫جئْنَا َ‬
‫ت بِ ِه فُؤَا َدكَ َو َرتّ ْلنَا ُه تَ ْرتِيلًا) ثم التهدئة للرسول (وَلَا يَ ْأتُو َنكَ ِب َمثَلٍ إِلّا ِ‬ ‫حدَةً َكذَِلكَ ِلُنثَبّ َ‬‫جمْلَةً وَا ِ‬ ‫ل عََليْهِ الْ ُقرْآنُ ُ‬ ‫( َوقَالَ اّلذِينَ كَ َفرُوا لَوْلَا نُزّ َ‬
‫سبِيلًا) آية ‪ .34‬وهكذا حتى نصل إلى‬ ‫ج َهنّمَ أُ ْوَل ِئكَ شَ ّر ّمكَانًا وََأضَلّ َ‬ ‫ن عَلَى وُجُو ِههِمْ ِإلَى َ‬ ‫حشَرُو َ‬ ‫ن تَ ْفسِيرًا) آية ‪ 33‬ثم عاقبة التكذيب (اّلذِينَ يُ ْ‬ ‫َوأَحْسَ َ‬
‫ت َتكُونُ عََليْهِ َوكِيلًا) آية ‪ 43‬وهي تعرض لماذا يكذب المكذبين؟ لسبب واضح جليّ‬ ‫خذَ إَِلهَ ُه هَوَاهُ َأ َفأَن َ‬‫ت مَنِ اتّ َ‬ ‫آية محورية في هذه السورة (أَ َرَأيْ َ‬
‫هو أنهم يتّبعون أهواءهم فالمشكلة إذن تكمن في اتّباع الهوى وهذا هو أساس تكذيب الناس للحق‪.‬‬
‫بعد كل اليات التي عرضت للتكذيب بالقرآن‪ ،‬تأتي آيات إثبات قدرة ال تعالى في الكون وقد نتساءل لماذا تأتي هذه اليات الكونية هنا في‬
‫معرض الحديث عن التكذيب؟ نقول إنه أسلوب القرآن الكريم عندما يشتّد الذى على الرسول وعلى المسلمين تأتي اليات الكونية تطمئنهم أن‬
‫ل للمؤمنين‬ ‫ال الذي أبدع في خلقه ما أبدع وخلق الخلق والكوان كلها قادر على نصرتهم فكما مدّ ال تعالى الظل للرض سيمدّ تعالى الظ ّ‬
‫جعَلَهُ سَا ِكنًا ثُمّ‬ ‫ف َمدّ الظّلّ وََلوْ شَاء لَ َ‬ ‫ويذهب عنهم ضيقهم والذى الذي يلحقهم من تكذيب المكذبين فسبحان ال الحكيم القدير (أَلَ ْم تَرَ إِلَى َرّبكَ َكيْ َ‬
‫جعَلَ َل ُكمُ الّليْلَ ِلبَاسًا وَالنّ ْومَ‬‫ل (وَهُوَ اّلذِي َ‬ ‫س عََليْ ِه دَلِيلًا) آية ‪ .45‬وفي استعراض هذه الشارات الكونية تبدأ اليات بجوّ السكينة أو ً‬ ‫شمْ َ‬ ‫جعَ ْلنَا ال ّ‬
‫َ‬
‫طهُورًا) آية ‪ 47‬و ‪ .48‬فاختيار اليات مناسب‬ ‫سمَاء مَاء َ‬ ‫ح َمتِهِ وَأَنزَ ْلنَا مِنَ ال ّ‬‫ح بُشْرًا َبيْنَ َيدَيْ َر ْ‬ ‫سلَ ال ّريَا َ‬ ‫ل ال ّنهَا َر نُشُورًا * وَ ُهوَ اّلذِي أَرْ َ‬ ‫جعَ َ‬‫سبَاتًا وَ َ‬‫ُ‬
‫لمعنى الطمأنة التي أرادها تعالى لرسوله وهي تخدم هدف السورة تماما‪.‬‬
‫حمَنُ‬ ‫حمَنِ قَالُوا َومَا الرّ ْ‬ ‫جدُوا لِلرّ ْ‬ ‫سُ‬‫ثم تنتقل اليات من تكذيب المكذبين بالقرآن إلى ما هو أعظم وهو التكذيب بالرحمن سبحانه (وَِإذَا قِيلَ َلهُمُ ا ْ‬
‫جدُ ِلمَا تَ ْأمُ ُرنَا وَزَادَهُمْ ُنفُورًا) آية ‪ ،60‬والرد على هؤلء المكذبين بالرحمن يأتي بصيغة هي غاية في العظمة فال تعالى ردّ عليهم بعرض‬ ‫سُ‬ ‫َأنَ ْ‬
‫ستَ َقرّا‬‫ت مُ ْ‬ ‫ن قَالُوا سَلَامًا) آية ‪ 63‬إلى (خَاِلدِينَ فِيهَا حَ ُ‬
‫سنَ ْ‬ ‫ط َبهُ ُم الْجَا ِهلُو َ‬
‫ض هَ ْونًا وَِإذَا خَا َ‬ ‫ن َيمْشُونَ عَلَى ا ْلأَرْ ِ‬ ‫حمَنِ اّلذِي َ‬‫عبَادُ الرّ ْ‬ ‫صفات عباد الرحمن (وَ ِ‬
‫َو ُمقَامًا) آية ‪ ،76‬ولم يعرض صفاته جلّ وعل‪ ،‬فهم ل يستحقون الرد على سؤالهم من الرحمن؟ فكأنما يقول لهم أن هناك أناس أمثالكم لكنهم‬
‫صدقوا القرآن وآمنوا بال الرحمن وعبدوه حق عبادته فاستحقوا وصفهم نسبة إليه سبحانه نسبة تشريف وتكريم بعباد الرحمن‪ .‬وفي صفات‬
‫الرحمن صفة هامة هي دعاؤهم بأن يكونوا للمتقين إماما وهكذا يجب أن يكون المسلم إماما وقدوة لغيره من الخلق لنه على الحق القويم وعلى‬
‫ف َيكُونُ ِلزَامًا )‬
‫سوْ َ‬
‫ل مَا َيعْبَُأ ِبكُمْ َربّي َلوْلَا دُعَا ُؤكُ ْم َف َقدْ َك ّذبْتُ ْم فَ َ‬
‫الصراط المستقيم‪ .‬وتختم السورة بآية تلّخص فيها رد ال على هؤلء المكذبين (قُ ْ‬
‫آية ‪.77‬‬
‫وقد قال القرطبي‪ :‬وصف ال تعالى عباد الرحمن بإحدى عشرة خصلة هي أوصافهم الحميدة من التحلي‪ ،‬والتخلي وهي التواضع‪ ،‬والحلم‪،‬‬
‫والتهجد‪ ،‬والخوف‪ ،‬وترك السراف والقتار‪ ،‬والبعد عن الشرك‪ ،‬والنزاهة عن الزنى والقتل‪ ،‬والتوبة‪ ،‬وتجنب الكذب‪ ،‬وقبول المواعظ‪ ،‬والبتهال‬
‫إلى ال‪ .‬ثم بيّن جزاءهم الكريم وهو نيل الغرفة أي الدرجة الرفيعة وهي أعلى منازل الجنّة وأفضلها أعلى مساكن الدنيا‪.‬‬

‫***من اللمسات البيانية فى سورة الفرقان***‬


‫آية (‪:)1‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫م تَعْقِلُو َ‬
‫ن ( ‪)2‬‬ ‫* ما خصوصية استعمال القرآن َلكلمة القرآن والفرقان (إِن َّا أنَزلْنَا هُ قُْرآن ًا عََربِي ًّا ل ّعَل ّك ُ ْ‬
‫ن نَذِيًرا (‪ )1‬الفرقان)؟‬ ‫مي ََ‬‫ن لِلْعَال َ ِ‬
‫ن عَلَى عَبْدَِهِ لِيَكُو ََ‬
‫ل الْفُْرقَا ََ‬
‫ك ال ّذِي نََّز َ‬
‫يوسَف) وفَي الفرقان (تَبَاَر ََ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الفرقان هو الفارق بين الحق والباطل والتوراة يسمى فرقانا والقرآن يسمى فرقانا والكتب السماوية فرقان‪ .‬وال تعالى يقول (وَِإ ْذ آ َتيْنَا مُوسَى‬
‫ا ْلكِتَابَ وَا ْلفُ ْرقَانَ َلعَّلكُ ْم تَ ْه َتدُونَ (‪ )53‬البقرة) البعض يقول الفرقان هي المعجزات‪ ،‬الكتاب التوراة والفرقان المعجزات وإما قالوا الكتاب والفرقان‬
‫ضمًا (‪ )112‬طه) الظلم هو الهضم‪ .‬هذا الصل وليس القاعدة المطلقة‪.‬‬ ‫ف ظُ ْلمًا وَلَا هَ ْ‬ ‫يقصد التوراة نفسها‪ .‬نقول هذا أبو حفص وعمر‪( ،‬فَلَا يَخَا ُ‬
‫يقولون الكتاب والفرقان الكتاب التوراة والفرقان المعجزات ويقولون الكتاب والفرقان هو نفس الكتاب التوراة وأضاف ذكر كلمة الفرقان كون هذا‬
‫ن نَذِيرًا (‪ )1‬الفرقان) القرآن‪( ،‬يِا َأيّهَا اّلذِي َ‬
‫ن آ َمنُواْ‬ ‫ع ْبدِهِ ِل َيكُونَ لِ ْلعَاَلمِي َ‬
‫ن عَلَى َ‬
‫ل الْفُ ْرقَا َ‬
‫الكتاب فرقان‪ ،‬أضاف شيئا آخر لكلمة الكتاب‪َ ( .‬تبَا َركَ اّلذِي نَزّ َ‬
‫جعَل ّلكُ ْم فُ ْرقَانا (‪ )29‬النفال) هم مؤمنون يجعل لكم فرقانا وعندها ستميز بين الحق والباطل وتعرف ما يصح وما ل يصح "دع ما‬ ‫إَن َتتّقُو ْا اللّ َه يَ ْ‬
‫يريبك إلى ما ل يريبك" البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب‪ .‬القرآن هو السم العلم على الكتاب الذي أنزل على مجمد واسم الكتاب‬
‫الذي أنزل على محمد القرآن وهذا القرآن فرق بين الحق والباطل إذن القرآن فرقان والنجيل فرقان والتوراة فرقان والمعجزات فرقان تفرق بين‬
‫الحق والباطل‪( .‬وقرآنا فرقناه) هذا يعني منجّما‪.‬‬
‫م يَت َّ ِ‬
‫خذ ْ) ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫خذ َ) و(ل َ ْ‬
‫ما ات َّ َ‬
‫*ما الفرق بين( َ‬
‫(ما) في الغالب تقال للرد على قول في الصل يقولون في الرد على دعوى‪ ،‬أنت قلت كذا؟ أقول ما قلت‪ .‬أما (لم أقل) قد تكون من باب الخبار‬
‫فليست بالضرورة أن تكون ردا على قائل لذلك هم قالوا لم يفعل هي نفي لـ(فعل) بينما ما فعل هي نفي لـ (لقد فعل)‪ .‬حضر لم يحضر‪ ،‬ما‬
‫ن بِاللّ ِه مَا قَالُواْ وَلَ َق ْد قَالُو ْا كَِلمَةَ ا ْلكُفْ ِر (‪ )74‬التوبة) (ما اتخذ) ضد قول اتخذ صاحبة ول ولدا‪ ،‬لم يتخذ قد تكون‬ ‫حضر نفي لـ قد حضر (يَحْلِفُو َ‬
‫خذْ َوَلدًا وََل ْم َيكُن‬‫ض وَلَ ْم َيتّ ِ‬ ‫ن نَذِيرًا (‪ )1‬اّلذِي لَ ُه مُ ْلكُ ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ‬ ‫ع ْبدِهِ ِل َيكُونَ لِ ْلعَاَلمِي َ‬
‫ن عَلَى َ‬
‫ل الْفُ ْرقَا َ‬
‫من باب الخبار والتعليم ( َتبَا َركَ اّلذِي نَزّ َ‬
‫ي ٍء فَ َقدّرَ ُه تَ ْقدِيرًا (‪ )2‬الفرقان) هذا من باب التعليم وليس ردا على قائل وليس في السياق أن هناك من قال وردّ‬ ‫ق كُلّ شَ ْ‬ ‫لّ ُه شَرِيكٌ فِي ا ْلمُ ْلكِ وَخََل َ‬
‫عبْدِهِ) يخبرنا إخبارا ‪ .‬بينما نلحظ لما قال في محاجته للمشركين (ما اتخذ ال من ولد) هم‬ ‫ن عَلَى َ‬ ‫عليه وإنما تعليم (تَبَا َركَ اّلذِي نَزّلَ ا ْلفُ ْرقَا َ‬
‫ن (‪)91‬‬ ‫عمّا يَصِفُو َ‬ ‫سبْحَانَ اللّ ِه َ‬‫ضهُ ْم عَلَى َبعْضٍ ُ‬ ‫خلَقَ وََلعَلَا َبعْ ُ‬
‫ب كُلّ إِلَ ٍه ِبمَا َ‬ ‫ن َمعَهُ مِنْ إِلَهٍ ِإذًا ّلذَهَ َ‬‫خذَ اللّ ُه مِن وََلدٍ َومَا كَا َ‬ ‫يقولون اتخذ ال ولد (مَا اتّ َ‬
‫المؤمنون)‪ .‬لما رد على المشركين وقولهم قال (ما اتخذ)‪.‬‬
‫آية (‪:)6‬‬
‫َْ‬ ‫م الْقَوْ َ‬
‫ض (‪))4‬النََبياء‪ ،‬وقوله‬
‫ماءِ وَالْر ََِ‬ ‫ل فََِي ال َََّ‬
‫س َ‬ ‫ل َرب ََِّي يَعْل َََ ُ‬
‫** مََا الفرق بيََن قوله تعالى (قَا َ‬
‫ُ ْ َ َ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض (‪))6‬الفرقان؟؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ت وَالْر ِ‬ ‫ماوَا ِ‬ ‫َ‬
‫س َ‬ ‫سَّر فِي ال ّ‬ ‫ه ال ّذِي يَعْل َ ُ‬
‫م ال ِّ‬ ‫تعالى(قل أنَْزل ُ‬
‫السماء كلمة واسعة جدا قد تكون بمعنى السحاب أو المطر أو الفضاء أو السقف‬
‫غفُورا رَحِيما) (الفرقان‪ )6:‬وقال‪" :‬ربي يعلم القول في السماء والرض"‬
‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضِ ِإنّهُ كَانَ َ‬
‫قال تعالى‪ " :‬قُلْ َأنْزَلَ ُه اّلذِي َيعْلَ ُم السّ ّر فِي ال ّ‬
‫لن القول أوسع من السر‪ ،‬فهو قد يكون سرا ‪ " .‬وقد يكون جهرا فهو أوسع من السر والسر جزء منه‬
‫فلما وسع قال (القول) وسع وقال (في السماء)‪ .‬ولما ضيق وقال (السر) قال (السموات)‬
‫فبهذا المعنى الشامل تكون (السماء) أوسع بكثير من (السموات)‪ ،‬ولذلك لما قال (السموات) قال (عرضها السموات)‪ ،‬ولكن عندما اتسعت اتساعا‬
‫هائل جاء بأداة التشبيه (عرضها كعرض السماء) لن المشبه به عادة أبلغ من المشبه‪ ،‬فهي ل تبلغ هذا المبلغ الواسع الذي يشمل كل شيء‬
‫*ما الفرق بين أنزلناه وأُنزل إليك بالبناء للمجهول؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫المعروف في النحو واللغة أن المُسنَد إليه هو المتحدّث عنه والمُسنَد هو المتحدث به عنه‪ .‬من المسنَد إليه الفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ والخبر‬
‫وما أصله مبتدأ وخبر‪ ،‬من المسنَد إليه بالذات الفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ‪ .‬إذا أراد الحديث عن نائب الفاعل بنى الفعل للمجهول وإذا أراد‬
‫الحديث عن الفاعل ذكره‪ .‬عموم الكلم ماذا يريد المتكلم؟ هل الكلم عن الفاعل أو عن نائب الفاعل؟‪ .‬ما ورد في العراف (ا ّتبِعُوا مَا ُأنْ ِزلَ إَِل ْيكُمْ‬
‫ن (‪( ))3‬مَا ُأنْزِلَ إَِل ْيكُمْ) إذن الكلم عن الكتاب والكلم عن الكتاب يبدأ بالسورة (المص (‪)1‬‬ ‫مِنْ َرّبكُمْ وَلَا تَ ّت ِبعُوا مِنْ دُونِهِ أَوِْليَا َء قَلِيلًا مَا َتذَكّرُو َ‬
‫ج ِمنْهُ ِلُتنْذِ َر بِهِ َو ِذكْرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ ))2‬فإذا كان الكلم على الفاعل ذكر الفاعل وإذا كان الكلم عن نائب‬ ‫صدْ ِركَ حَ َر ٌ‬ ‫ك فَلَا َيكُنْ فِي َ‬ ‫ِكتَابٌ ُأنْزِلَ إَِل ْي َ‬
‫غفُورًا رّحِيمًا (‪ )6‬الفرقان) يتكلم عن ال‪ ،‬ذكر الكتاب في (أَنزَلَهُ)‬ ‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضِ ِإنّهُ كَانَ َ‬ ‫الفاعل ذكره‪ .‬مثال (قُلْ أَنزَلَ ُه اّلذِي َيعْلَ ُم السّ ّر فِي ال ّ‬
‫غفُورًا رّحِيمًا (‪ )6‬الفرقان)‪( .‬آمَنَ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضِ ِإنّهُ كَانَ َ‬ ‫لكن الكلم عن الفاعل عن المنزِل ل عن المنزَل (قُلْ أَنزَلَ ُه اّلذِي َيعْلَ ُم السّ ّر فِي ال ّ‬
‫ن (‪ )2‬الزمر) (ِإنّا‬ ‫عبُدِ اللّ َه مُخِْلصًا لّ ُه الدّي َ‬
‫ق فَا ْ‬ ‫ل بِمَا أُنزِلَ إَِليْ ِه مِن ّربّهِ (‪ )285‬البقرة) بماذا يؤمن؟ بالكتاب‪ِ( .‬إنّا أَنزَ ْلنَا إَِل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ب بِالْحَ ّ‬ ‫الرّسُو ُ‬
‫أَن َز ْلنَا) الكلم عن ال وليس عن الكتاب‪ .‬فإذن هناك إذا كان الكلم عن نائب الفاعل يبنيه للمجهول‪ .‬أليس هناك فرق بين ( ِكتَابٌ ُأنْزِلَ ِإَل ْيكَ) (قُ ْ‬
‫ل‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ)؟ ( ِكتَابٌ ُأنْزِلَ ِإَل ْيكَ) الكلم عن الكتاب لكن يذكر من المنزِل فيما بعد لتعظيم الكتاب ليس للكلم عن‬ ‫أَن َزلَهُ اّلذِي َيعْلَمُ السّرّ فِي ال ّ‬
‫الفاعل وإنما لتعظيم الكتاب‪ِ ( ،‬كتَابٌ ُأنْزِلَ ِإَل ْيكَ) من أنزله؟ ال‪ ،‬إذن (أنزل إليك من ربك) هذا استكمال لتعظيم الكتاب‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذن البناء للمجهول له أغراض؟‪.‬‬
‫طبعا له أغراض‪ ،‬عن ماذا تريد أن تتحدث؟ هذا من البلغة والبيان يركز على ما يريد التحدث عنه‪ .‬حتى إذا ورد الفاعل فهو لغرض ما يتعلق‬
‫بالكتاب يعني بنائب الفاعل أيضا وليس بالفاعل لكن بما يأتي بالغرض في هذا السياق حسب الحاجة وحسب ما يريد المتحدث أن يتحدث عنه‪.‬‬
‫آية (‪:)17‬‬
‫* فَي سَورة الفرقان لماذا وردت كلمَة السَبيل مرة واحدة وسَت مرات سَبيل ً مَع أن الفاصَلة‬
‫القرآنية في السورة مطلقة ؟(د‪.‬حسم النعيمى)‬
‫سبِيلَ (‪)17‬‬ ‫عبَادِي هَ ُؤلَاءِ أَ ْم هُ ْم ضَلّوا ال ّ‬ ‫ن مِنْ دُونِ اللّ ِه َفيَقُولُ أََأ ْنتُمْ أَضْلَ ْلتُ ْم ِ‬ ‫َويَ ْو َم يَحْشُرُ ُهمْ َومَا َي ْعبُدُو َ‬
‫سبِيلًا (‪)9‬‬ ‫ستَطِيعُونَ َ‬ ‫ل فَضَلّوا َفلَا يَ ْ‬ ‫ف ضَ َربُوا َلكَ ا ْلَأ ْمثَا َ‬ ‫ظ ْر كَيْ َ‬‫انْ ُ‬
‫سبِيلًا (‪)27‬‬ ‫ت مَعَ الرّسُولِ َ‬ ‫خذْ ُ‬ ‫ل يَا َليْ َتنِي اتّ َ‬‫َويَ ْو َم يَعَضّ الظّاِل ُم عَلَى َيدَيْ ِه يَقُو ُ‬
‫سبِيلًا (‪)34‬‬ ‫ج َهنّمَ أُوَل ِئكَ شَ ّر َمكَانًا وََأضَلّ َ‬ ‫ن عَلَى وُجُو ِه ِهمْ إِلَى َ‬ ‫ن يُحْشَرُو َ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫سبِيلًا (‪)42‬‬ ‫ب مَنْ َأضَلّ َ‬ ‫ف َيعَْلمُونَ حِينَ يَ َروْنَ ا ْل َعذَا َ‬ ‫صبَ ْرنَا عََل ْيهَا َوسَوْ َ‬ ‫ن كَادَ َليُضِّلنَا عَنْ آَِل َه ِتنَا لَوْلَا أَنْ َ‬ ‫إِ ْ‬
‫سبِيلًا (‪)44‬‬ ‫ل َ‬ ‫ل هُمْ َأضَ ّ‬ ‫ن هُمْ إِلّا كَا ْلَأنْعَا ِم بَ ْ‬ ‫س َمعُونَ َأوْ َيعْ ِقلُونَ إِ ْ‬ ‫سبُ أَنّ َأ ْكثَرَهُ ْم يَ ْ‬ ‫َأ ْم تَحْ َ‬
‫سبِيلًا (‪)57‬‬ ‫خذَ إِلَى َربّهِ َ‬ ‫ل مَا أَسَْأُلكُ ْم عََليْهِ مِنْ َأجْرٍ إِلّا مَنْ شَا َء أَنْ َيتّ ِ‬ ‫قُ ْ‬
‫هذا كلم يتعلق بما قلناه في سورة الحزاب وقلنا أن الفاصلة ليست مرادة لذاتها ولكنها تأتي التقاطا واللفظ هو المطلوب فهي تأتي في المرتبة‬
‫الثانية بعد المعنى المُراد (كما سبق وذكرنا في سورة الضحى في استخدام وما قلى في الية (ما ودعك ربك وما قلى) ولم يقل قلك وذكرنا أنه‬
‫ليس من المناسب أن يذكر ضمير المخاطب الكاف مع فعل قلى في حق الرسول ) واستدللنا على ذلك فيما ذكرنا في الية الرابعة من سورة‬
‫الحزاب وقلنا أنه ضحي بالفاصلة من أجل المعنى (وال يقول الحق وهو يهدي السبيل) مع ان جميع اليات مطلقة في السورة وقلنا لن كلمة‬
‫السبيل عندما تقف عليها تقف على السكون والسكون فيه معنى الستقرار والسكون و السبيل المعروف هو السلم‪ .‬عندما تأتي كلمة السبيل‬
‫ن مِنْ دُونِ اللّهِ‬ ‫شرُهُمْ َومَا َي ْعبُدُو َ‬ ‫باللف واللم وهي لم ترد في القرآن إل في ثلثة مواضع منها الية في سورة الفرقان محل السؤال ( َويَوْ َم يَحْ ُ‬
‫سبِيلَ (‪ ))17‬والسبيل هنا يعني سبيل السلم (أل) مع سبيل تعني السلم واليات الست الخرى‬ ‫عبَادِي َهؤُلَاءِ أَ ْم ُهمْ ضَلّوا ال ّ‬ ‫َفيَقُولُ أََأ ْنتُمْ أَضَْل ْلتُ ْم ِ‬
‫في سورة الفرقان ليس فيها أل‪ :‬ثلث منها ليس فيها مجال إل أن تُنصب والمنصوب في الخر يُمدّ لنه جاءت تمييزا آخر الية منصوب ف ُمدّت‬
‫ج َهنّمَ أُوَل ِئكَ‬‫ن عَلَى وُجُو ِه ِهمْ إِلَى َ‬ ‫ن يُحْشَرُو َ‬ ‫سبِيلًا (‪ ))44‬تمييز(اّلذِي َ‬ ‫ضلّ َ‬ ‫ن ُهمْ إِلّا كَالَْأ ْنعَا ِم بَلْ ُهمْ أَ َ‬ ‫س َمعُونَ أَ ْو َيعْقِلُونَ إِ ْ‬ ‫الفتحة (َأمْ َتحْسَبُ أَنّ َأ ْكثَرَ ُهمْ يَ ْ‬
‫سبِيلًا (‪))42‬‬ ‫ب مَنْ أَضَلّ َ‬ ‫ن يَرَوْنَ ا ْل َعذَا َ‬ ‫صبَ ْرنَا عََل ْيهَا وَسَ ْوفَ َيعَْلمُونَ حِي َ‬‫ن َ‬ ‫ضّلنَا عَنْ آَِل َهتِنَا َلوْلَا أَ ْ‬ ‫سبِيلًا (‪ ))34‬تمييز (إِنْ كَادَ َليُ ِ‬ ‫شَ ّر َمكَانًا وََأضَلّ َ‬
‫سبِيلًا (‪ ))27‬لم يأت بـ(أل) وجاء بكلمة سبيل منكرة وهنا حتى‬ ‫ت مَعَ الرّسُولِ َ‬ ‫خذْ ُ‬ ‫ل يَا َل ْي َتنِي اتّ َ‬ ‫علَى َيدَيْ ِه يَقُو ُ‬ ‫تمييز وفي الية ( َويَوْ َم َيعَضّ الظّاِلمُ َ‬
‫يشير الى أي سبيل يعني يتمنى لو اتخذ مع الرسول سبيلً أي سبيل‪ :‬سبيل المجاهدين‪ ،‬سبيل المنفقين‪ ،‬سبيل الملتزمين بالفرائض‪ ،‬سبيل‬
‫المحافظين على النوافل‪ ،‬أو غيرهم وكلها تصب في سبيل ال‪ .‬وعندما قال سبيلً جعله نكرة بما يضاف اليه‪ .‬وعندما يقول السبيل فهو يعني‬
‫السلم خالصا فالظالم يعض على يديه يتمنى لو اتخذ مع الرسول أي سبيل منجي له مع الرسول وليس سبيلً محددا‪ .‬والية الخرى (انْظُ ْر َكيْفَ‬
‫سبِيلًا (‪ ))9‬ايضا ل يستطيعون أي سبيل خير أو أي سبيل هداية‪.‬‬ ‫ستَطِيعُونَ َ‬ ‫ل فَضَلّوا َفلَا يَ ْ‬ ‫ضَ َربُوا َلكَ ا ْلَأ ْمثَا َ‬
‫نلحظ ان اليات الخرى ‪:‬‬
‫ل (‪ )44‬النساء‬ ‫سبِي َ‬
‫ن تَضِلّوا ال ّ‬‫شتَرُونَ الضّلَالَةَ َويُرِيدُونَ أَ ْ‬ ‫ب يَ ْ‬‫‪َ.1‬ألَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫سبِيلَ (‪ )17‬الفرقان‬ ‫عبَادِي هَ ُؤلَاءِ أَ ْم هُ ْم ضَلّوا ال ّ‬‫ن مِنْ دُونِ اللّ ِه َفيَقُولُ أََأ ْنتُمْ أَضْلَ ْلتُ ْم ِ‬ ‫‪َ .2‬ويَ ْو َم يَحْشُرُ ُهمْ َومَا َي ْعبُدُو َ‬
‫عيَا َءكُ ْم َأبْنَا َءكُ ْم ذَِلكُمْ‬
‫جعَلَ َأدْ ِ‬
‫جكُمُ اللّائِي تُظَاهِرُونَ ِم ْنهُنّ ُأ ّمهَا ِتكُمْ َومَا َ‬ ‫ل أَزْوَا َ‬ ‫جعَ َ‬‫ن قَ ْل َبيْنِ فِي جَ ْوفِهِ َومَا َ‬ ‫ل مِ ْ‬ ‫جعَلَ اللّهُ ِلرَجُ ٍ‬ ‫‪.3‬مَا َ‬
‫ل (‪ )4‬الحزاب‬ ‫سبِي َ‬ ‫قَوُْل ُك ْم بَِأفْوَا ِهكُمْ وَاللّ ُه يَقُولُ ا ْلحَقّ وَهُ َو َي ْهدِي ال ّ‬
‫آية سورة النساء كلمة السبيل في نهاية الية تعني السلم وكل ما قبلها وبعدها جاءت مطلقة إل هذه‪ .‬وعندما نقول السبيل فهي تعني المستقر‬
‫الثابت وكذلك السبيل في آية ‪ 17‬في سورة الفرقان وآية ‪ 4‬في سورة الحزاب ‪ .‬وذكرنا أنه وردت كلمة السبيل مرة بالطلق في سورة الحزاب‬
‫سبِيلَا (‪( ))67‬سبيل) باللف واللم والطلق بخلف اليات الثلث وقلنا في وقتها أنهم في وضع‬ ‫ط ْعنَا سَا َد َتنَا َو ُكبَرَا َءنَا َفأَضَلّونَا ال ّ‬ ‫( َوقَالُوا َرّبنَا ِإنّا َأ َ‬
‫اصطراخ فهم يصطرخون في النار فحتى كلمهم عن السبيل جاء فيه صريخ وامتداد صوت‪ .‬هذه هي الماكن فقط أما الماكن الخرى فجاءت‬
‫كلمة السبيل بدون اطلق ولن نجدها إل عند الوقف مستقرة لنه يراد بها السلم‪.‬‬
‫*عباد القهر سماهم عبيد وعباد الختيار والمحبة لله سماهم عباد؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سبِيلَ (‪ )17‬الفرقان) استعمل عبادي في الضالين‪ ،‬هذا على معنى‬
‫عبَادِي هَ ُؤلَاء أَ ْم هُ ْم ضَلّوا ال ّ‬
‫هذا غير دقيق‪ ،‬اسمع إلى هذه الية (أَأَنتُمْ أَضْلَ ْلتُ ْم ِ‬
‫العبدودية للعموم‪ .‬كلهم عباد ل فليست هذا وإن كان الكثير يقولون العبيد عامة‪.‬‬
‫آية (‪:)31‬‬
‫*الهداية والضللة‪( :‬د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ك هَا ِديًا َونَصِيرًا (‪ )31‬الفرقان) ( َيهْدِي بِهِ اللّ ُه مَنِ‬
‫ل اللّ ُه مَا يَشَا ُء (‪ )27‬ابراهيم) ( َوكَفَى بِ َرّب َ‬ ‫ل اللّهُ الظّاِلمِينَ َويَ ْفعَ ُ‬‫فعل الهداية والضللة‪َ ( :‬ويُضِ ّ‬
‫ستَقِي ٍم (‪ )16‬المائدة)‬ ‫ط مُ ْ‬
‫صرَا ٍ‬‫جهُ ْم مِنَ الظُّلمَاتِ إِلَى النّو ِر بِِإ ْذنِهِ َو َيهْدِيهِمْ ِإلَى ِ‬ ‫خرِ ُ‬‫سبُلَ السّلَامِ َويُ ْ‬
‫ضوَانَهُ ُ‬
‫ا ّتبَعَ رِ ْ‬
‫الهداية جاءت بالسم والفعل أما الضللة فجاءت بالفعل (ويضل ال من هو مسرف مرتاب) أما في الحديث عن الشيطان (إنه عدو مضل) (إنه‬
‫يضل) (لضلنّهم)‬
‫صفة ال تعالى الثابتة والمتجددة هي الهداية (وكفى بربك هاديا ونصيرا) وهو يهدي حالته الثابتة والمتجددة هي الهداية ول يضل إل مجازاة‬
‫للظالم‪ .‬أما صفة الشيطان الثابتة والمتجددة هي الضلل فجاءت مضلّ بالسم الثابت وبفعل التجدد‪ .‬ولم يقل تعالى عن نفسه مُضلّ وإنما قال‬
‫(يُضل ال الظالمين) مجازاة لهم‪.‬‬
‫آية (‪:)32‬‬
‫َ َ َ‬
‫ك وََرتَّلْنَا هُ تَْرتِيًل (‪)32‬‬
‫ت ب ِهِ فُؤَاد ََ َ‬ ‫حدَةً كَذ َل ِ َ‬
‫ك لِنُثَب ّ َِ َ‬ ‫مل َ ً‬
‫ة وَا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل عَلَي ْهِ الْقُْرآ ُ‬
‫ن ُ‬ ‫ن كَفَُروا لَوَْل نُّزِ َ‬
‫ل ال ّذِي َ‬ ‫* (وَقا‬
‫الفرقان) نُّزل تعني التفريق أوالتنجيم فكيف تتناسب مع (جملة واحدة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ت بِ ِه فُؤَا َدكَ َو َرتّ ْلنَا ُه تَ ْرتِيلًا) أي جعلناه َرتَلً يتبع بعضه بعضا كما يقال سار الجُند رتَلً وهذا َرتَل من‬
‫يردّ القرآن (كذلك) أي هكذا أنزل (ِلُنثَبّ َ‬
‫السيارات وليس رتْْل بالسكون وإنما َرتَل بالفتح‪ .‬لو قيل في غير القرآن ‪ :‬لول أنزل عليه القرآن جملة واحدة ل تستقيم كلمة (كذلك)‪ .‬الفرق بين‬
‫أُنزِل ونزّل أن أنزل كأنه مرة واحدة ولذلك أنزل التوراة والنجيل ونزّل من معانيها التدرّج‪ .‬قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي جملة‬
‫واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم بعد ذلك نزل مفرّقا؟ نزّل (فعّّل) تأتي للتدرج كما تقول علّمه‪ ،‬التعليم ل يكون جملة واحدة وإنما‬
‫يكون بتدرّج‪ ،‬أعلّمه مرة واحدة تعلّمه شيئا معينا‪ .‬لكن نزّل (فعّل) ل تأتي دائما للتدرج وقد تأتي لمعنى التكثير والمبالغة وقد تأتي بنفس معنى‬
‫أنزل‪ :‬عندما تقول‪ :‬كرّمت الجامعة المتفوق الول ل يعني التدرج وإنما مرة واحدة‪ ،‬نوع من التكريم والتعظيم والمبالغة‪ ،‬قدّمت زيدا وأخّرت‬
‫عمروا ليس فيه تدرجا قد يكون المعنى للتكثير أنه للمبالغة‪.‬‬
‫هم قالوا‪ :‬لول نُزّل هذا القرآن جملة واحدة‪ :‬كأنما يريدون أن يؤكدوا أن النزال جملة واحدة‪ ،‬أنه للتكثير‪ ،‬والمر الثاني هم يعلمون أنه نزل مفرّقا‬
‫فكأنهم استعملوا هذا اللفظ مع العرض والتحضيض لنه (لول) للعرض والتحضيض يعني لول كان هذا التفريق جملة واحدة – كانوا يريدونه‬
‫جملة واحدة – (لول نُزّل) هذا الذي نُزّل مفرقا لول جاء جملة واحدة‪ .‬فإذن لمعرفتهم بإنزاله مفرّقا استعملوا اللفظة وسبقوها بالعرض‬
‫حدَ ًة ) أي لول كان هذا التدرج جملة واحدة فإذن التدرج مراد‪ .‬فإما أن يكون مرادا وإما أن يكون‬ ‫جمْلَةً وَا ِ‬‫ن ُ‬ ‫ل عََليْهِ ا ْلقُرْآ ُ‬
‫أوالتحضيض‪َ( :‬لوْلَا نُزّ َ‬
‫مبالغا وفي الحالين ينبغي أن يكون (نزّل) لينسجم مع قوله (كذلك) يعني نزلناه مدرّجا‪ .‬ولو قيل في غير القرآن لول أنزل ما كان تستقيم (كذلك)‬
‫لنه ما أنزله جملة واحدة‪ .‬لن (كذلك) أي كذلك نزل بهذه الصورة‪.‬‬
‫ل ُمبَشّرًا َو َنذِيرًا (‪ )105‬السراء) أنزلته فنزل‪ ،‬نزل هنا صار للمطاوعة كما تقول أعلمته‬ ‫يقول تعالى ( َوبِا ْلحَقّ أَن َز ْلنَا هُ َوبِا ْلحَقّ نَزَلَ َومَا أَ ْرسَ ْلنَاكَ ِإ ّ‬
‫فعلِم أي طاوع فِعلي‪ .‬أنزلناه فنزل للمطاوعـة كمـا نقول أخرجـه فخرج‪ .‬الفرق الدللي أن أنزلتـه أي أنـا أفعـل ونزل أي هـو فعـل القائم بالفعـل‬
‫إختلف‪.‬‬
‫* ما الفرق بين نّزل وأنزل؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫صدّقا ّلمَا َبيْنَ َي َديْهِ َوأَنزَلَ‬ ‫ق مُ َ‬ ‫ب بِا ْلحَ ّ‬
‫ل عََل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫قسم غير قليل يفرق بينهما أنه نزّل تفيد التدرج والتكرار وأنزل عامة ويستدلون بقوله تعالى (نَزّ َ‬
‫ل (‪ )3‬آل عمران) وقالوا لن القرآن نزل منجما مفرقا والتوراة والنجيل أنزلتا جملة واحدة فقال أنزل‪ .‬ردوا التدرج بقوله تعالى‬ ‫التّوْرَاةَ وَالِنجِي َ‬
‫حدَةً (‪ )32‬الفرقان)لن أنزل عامة سواء كان متدرجا أو غير متدرجا‪ ،‬كلمة أنزل ل تختص‬ ‫جمْلَةً وَا ِ‬ ‫ل عََليْهِ الْ ُقرْآنُ ُ‬ ‫( َوقَالَ اّلذِينَ كَ َفرُوا لَوْلَا نُزّ َ‬
‫بالتدرج ول بدون تدرج‪ .‬السؤال يقولون النزال عام ل يخص التدرج أو غير التدرج لكن التنزيل هو الذي يخص التدرج‪ ،‬نزّل الذي فيه التدرج‬
‫(ِإنّا أَن َز ْلنَا ُه فِي َليْلَةِ ا ْل َقدْ ِر (‪ )1‬القدر) أنزلناه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة‪ ،‬هناك مراحل لنزول القرآن الكريم من اللوح‬
‫حدَةً (‪)32‬‬ ‫جمْلَةً وَا ِ‬‫ل عََليْهِ الْ ُقرْآنُ ُ‬‫المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم نزل منجما‪ .‬ردوا التدرج في نزّل التدرج في نزّل وقالوا ( َوقَالَ اّلذِينَ كَ َفرُوا لَوْلَا نُزّ َ‬
‫الفرقان) هذا ليس فيه تدريج (لول هنا من حروف التحضيض)‪ .‬لكن الذي يبدو أن الفرق بين نزّل وأنزل أنه نزّل تفيد الهتمام نظير وصى‬
‫وأوصى وكرّم وأكرم ففي المواطن التي فيها توكيد واهتمام بالسياق يأتي بـ (نزّل) والتي دونها يأتي بـ (أنزل)‪ .‬نضرب أمثلة‪ :‬قال تعالى في‬
‫س ّميْ ُتمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مّا نَزّلَ اللّهُ ِبهَا مِن سُ ْلطَانٍ فَانتَظِرُواْ ِإنّي َم َعكُم‬ ‫سمَاء َ‬ ‫غضَبٌ َأتُجَادِلُونَنِي فِي أَ ْ‬ ‫عَليْكُم مّن ّرّبكُمْ ِرجْسٌ وَ َ‬ ‫ل َقدْ َوقَعَ َ‬ ‫العراف (قَا َ‬
‫حكْمُ ِإلّ لِلّهِ َأمَرَ َألّ‬ ‫سلْطَانٍ إِنِ ا ْل ُ‬
‫ل اللّ ُه ِبهَا مِن ُ‬ ‫س ّميْ ُتمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآ ُؤكُم مّا أَنزَ َ‬ ‫سمَاء َ‬ ‫ن مِن دُونِهِ ِإلّ َأ ْ‬ ‫مّنَ ا ْلمُنتَظِرِينَ (‪ ))71‬وقال في يوسف (مَا َت ْعبُدُو َ‬
‫س ّم ْيُتمُوهَا أَنتُمْ وَآبَا ُؤكُم مّا أَنزَلَ اللّ ُه ِبهَا مِن‬ ‫سمَاء َ‬ ‫ن هِيَ إِلّا أَ ْ‬ ‫ن (‪ ))40‬وقال في النجم (إِ ْ‬ ‫ل يَعَْلمُو َ‬‫س َ‬ ‫ك الدّينُ ا ْل َقيّمُ وَلَـكِنّ َأ ْكثَرَ النّا ِ‬ ‫َت ْعبُدُواْ ِإلّ ِإيّا ُه ذَِل َ‬
‫سُلْطَانٍ إِن َيّتبِعُونَ إِلّا الظّنّ َومَا َتهْوَى الْأَن ُفسُ وَلَ َقدْ جَاءهُم مّن ّربّهِ ُم ا ْلهُدَى (‪ .))23‬ننظر السياق في العراف فيها محاورة شديدة حيث قال (قَالُوا‬
‫ضبٌ َأتُجَادِلُو َننِي‬ ‫ل َقدْ َوقَ َع عََل ْيكُ ْم مِنْ َرّبكُمْ ِرجْسٌ وَغَ َ‬ ‫ن (‪ )70‬قَا َ‬ ‫ت مِنَ الصّا ِدقِي َ‬ ‫ن َي ْعبُدُ َآبَا ُؤنَا َف ْأ ِتنَا بِمَا َت ِعدُنَا إِنْ ُكنْ َ‬
‫حدَهُ َونَذَ َر مَا كَا َ‬‫ج ْئتَنَا ِل َن ْعبُدَ اللّهَ َو ْ‬
‫َأ ِ‬
‫ن (‪ ))71‬فيها تهديد‪ ،‬كلم شديد من أولئك كيف‬ ‫س ّم ْيتُمُوهَا َأنْتُمْ َوَآبَا ُؤكُ ْم مَا نَزّلَ اللّهُ ِبهَا مِنْ سُ ْلطَانٍ فَانْتَظِرُوا ِإنّي َم َعكُمْ مِنَ ا ْل ُم ْنتَظِرِي َ‬ ‫سمَاءٍ َ‬ ‫فِي أَ ْ‬
‫ل اللّ ُه ِبهَا مِن‬‫سمّ ْيُتمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآ ُؤكُم مّا أَنزَ َ‬ ‫سمَاء َ‬ ‫تتركنا نترك آلهتنا ونعبد ال فقال (نزّل)‪ .‬في سورة يوسف قال تعالى (مَا َتعْ ُبدُونَ مِن دُونِهِ ِإلّ َأ ْ‬
‫ن (‪ ))40‬لم ير ّد عليه السجينان وليس فيها تهديد إذن‬ ‫س لَ َيعَْلمُو َ‬ ‫ك الدّينُ ا ْل َقيّمُ وَلَـكِنّ َأ ْكثَرَ النّا ِ‬ ‫ل َت ْعبُدُواْ ِإلّ ِإيّا ُه ذَِل َ‬ ‫حكْمُ ِإلّ لِلّهِ َأمَرَ َأ ّ‬
‫سُلْطَانٍ إِنِ ا ْل ُ‬
‫الموقف يختلف عن آية سورة العراف فقال أنزل‪ .‬في النجم (َأفَرََأ ْيتُمُ اللّاتَ وَا ْلعُزّى (‪َ )19‬ومَنَا َة الثّاِلثَةَ ا ْلأُخْرَى (‪ )20‬أََلكُ ُم الذّكَرُ وَلَ ُه الُْأ ْنثَى (‪)21‬‬
‫ن َيّتبِعُونَ إِلّا الظّنّ َومَا َتهْوَى الَْأنْ ُفسُ وَلَ َقدْ جَاءَ ُهمْ‬ ‫سلْطَانٍ إِ ْ‬ ‫ل اللّ ُه ِبهَا مِنْ ُ‬ ‫س ّم ْيتُمُوهَا َأنْتُمْ َوَآبَا ُؤكُ ْم مَا َأنْزَ َ‬
‫سمَاءٌ َ‬ ‫سمَةٌ ضِيزَى (‪ )22‬إِنْ ِهيَ إِلّا أَ ْ‬ ‫تِ ْلكَ ِإذًا قِ ْ‬
‫مِنْ َرّبهِمُ ا ْل ُهدَى (‪ ))23‬لم يردّوا عليه ولم يكن هنالك محاورة ول تهديد‪ ،‬إذن الشد (نزّل)‪ ،‬هذا أمر‪ .‬إذن نزّل آكد وأقوى في موطن الهتمام أشد‬
‫من أنزل‪.‬‬
‫آية (‪:)37‬‬
‫ما كَذَّبوا الُر س َ َ‬
‫م نُو ٍح ل َ َّ‬
‫ل أغَْرقْنَاه ُ ْ‬
‫م) مع‬ ‫ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫* لماذا جاءت كلمة الرسل بالجمع في سورة الفرقان (وَقَو ْ َ‬
‫أن نوح وباقي الرسل جاءوا منفردين في سورة الشعراء ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫غ َر ْقنَاهُمْ) ‪ .‬هنا شيء أحب أن أنبّه عليه أن هذا القرآن نزل بين عرب فصحاء ولو كان‬
‫هذه تتكرر في عموم القرآن ( َوقَ ْو َم نُوحٍ َلمّا َكذّبُوا الرّسُلَ أَ ْ‬
‫فيه ما يخالف لغة العرب لكان فرصة للتشنيع عليه‪ .‬أما أن يأتي الن في آخر الزمان من يحاول أن يتلمس شيئا مما يظنه من المخالفات فهذا‬
‫قصور في فهمه لكن نحن نسأل لن هناك من يريد أن يرمي القرآن بحجر وبيته من الزجاج ولو أردنا أن نناقش ما في مُقدّسه لفضحناه على‬
‫الهواء ولكن ليس هذا من شأننا‪.‬‬
‫ل فقد كذّب جميع الرسل‬ ‫هو رسول واحد لكن في مواطن كثيرة ترد (كذبوا المرسلين) وهو رسول واحد‪ .‬ولذلك علماؤنا يقولون من كذّب رسو ً‬
‫الذين من قبله‪ .‬هم كذّبوا نوحا ومن قبله لنهم أنكروا مبدأ الرسالة‪ .‬الرسل من حيث المعنى لنه هو رسول مبلّغ عن ربه منبّه على وجود رسل‬
‫من قبله فإذا كذّبوه فقد كذّبوه بذاته وكذّبوا من نسب إليهم الرسالة لنه ينسب االرسالة إليهم فإذا قيل هو كاذب فهو كاذب بكل قوله ومن ضمن‬
‫قوله أنه هناك رسل من قبلي فكذبوا بهم جميعا‪ ،‬وإشارة إلى إرتباط الرسل كأنهم جميعا قافلة واحدة من كذّب واحدا منهم فقد كذّب الجميع‪.‬‬
‫آية (‪:)41‬‬
‫* ما الفرق بين اسم الشارة ذلك و إسم الشارة هذا؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إسم الشارة نفس السم أحيانا يستعمل في التعظيم وأحيانا يستعمل في الذم والذي يبين الفرق بينهما هو السياق‪ .‬كلمة (هذا) تستعمل في المدح‬
‫والثناء "هذا الذي للمتقين إمام" ويستعمل في الذم (أَ َهذَا اّلذِي َبعَثَ اللّهُ رَسُولًا (‪ )41‬الفرقان) (كذلك) تستعمل في المدح "أولئك آبائي فجئني بمثلهم"‬
‫ت َفذَِلكُنّ اّلذِي ُل ْمتُ ّننِي فِيهِ (‪ )32‬يوسف) تعظيم‪،‬‬
‫أولئك جمع ذلك وهؤلء جمع هذا‪ ،‬والذم‪( .‬ذلك) من أسماء الشارة و(تلك) من أسماء الشارة (قَالَ ْ‬
‫وأحيانا يكون في الذم تقول هذا البعيد ل تريد أن تذكره فهنا الذي يميز بين ذلك الستعمال والسياق‪.‬‬
‫آية (‪:)45‬‬
‫ف مد َّ الظ ِّ َّ‬ ‫َ‬
‫ساكِنًا‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫شاءَ ل َ َ‬
‫ل وَلَوْ َ‬ ‫م تََر إِلَى َرب ِّ َ‬
‫ك كَي ْ َ َ‬ ‫* ما تفسير قوله تعالى في سورة الفرقان (أل َ ْ‬
‫س عَلَيْهِ دَلِيًل (‪ )45‬وكيف يمد الظل؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫جعَلْنَا ال َّ‬ ‫ث ُ َّ‬
‫م َ‬‫ش ْ‬ ‫م َ‬
‫الظل موجود ويحرك وكأنه يشير إلى قدرة ال تعالى عبى تحريك الكون لكن يمكن أن نقف عند قوله تعالى (ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) تحرّك‬
‫الظل ليس تحركا سريعا‪ .‬تحرّك الظل معناه تحرك الرض حول نفسها‪ ،‬هذا الدوران حول نفسها بحيث يكون الظل يتحول بشكل يسير يعمي هي‬
‫ي على وجه الرض‪ .‬هذه حقيقة علمية يمكن أن نقول أشار إليها القرآن بهذه الية بكلمة القبض‬‫تدور بإنضباط ولو قبضه قبضا سريعا لما بقي ح ّ‬
‫اليسير‪ .‬يقول لهم أنظروا كيف يقبض الظل قبضا يسيرا كيف يسير بشكل هادئ من صورة إلى صورة يطول ويقصر وهم يشاهدونه إشارة إلى‬
‫عظمة الخلق‪ .‬نحن الن عرفنا ما هو شأن الرض وكيف تدور حول نفسها وحول الشمس الن نقول هذه حقيقة علمية ولو كان القبض ليس‬
‫يسيرا ما كانت تكون حياة على الرض‪.‬‬
‫وفي مداخلة لحد المشاهدين في الحلقة ‪ 27‬أضاف أن العجاز في هذه الية أيضا في قوله تعالى (ولو شاء لجعلناه ساكنا) أي أنه يوقف حركة‬
‫الرض والشمس والكون والمجموعة الشمسية كلها فلو سرّع الرض يختل النظام ولو بطّأ الرض أو أوقفها يتعطّل النظام‪.‬‬
‫آية (‪:)49‬‬
‫خلَقْن َا‬ ‫م َّ‬
‫ما َ‬ ‫ه ِ‬
‫سقِي َ ُ‬ ‫ه بَلْدَةً َ‬
‫ميْت ًا وَن ُ ْ‬ ‫ي بِ ِ‬
‫حي ِ َ‬
‫ي) في آية سورة الفرقان (لِن ُ ْ‬‫* ما دللة استخدام كلمة (أناس ّ‬
‫ي كَثِيًرا (‪))49‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫س َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما وَأنَا ِ‬
‫أنْعَا ً‬
‫سيّ َكثِيرًا) لماذا لم يقل ناس؟ لو نظرنا في الية تتحدث عن إجبار بلدة ميتا يعني بلدة‬
‫ي بِ ِه بَ ْلدَةً َم ْيتًا َونُسْ ِقيَ ُه ِممّا خََل ْقنَا َأ ْنعَامًا َوَأنَا ِ‬
‫حيِ َ‬
‫هي الية (ِلنُ ْ‬
‫ميتا نباتها ليس فيها نبات هي ميت ل نبات فيها‪ .‬لما كانت هذه قرية كلمة أناسيّ هي جمع إنس مثل إزميل أزاميل‪ ،‬إنجيل‪ :‬أناجيل‪ ،‬يقولون إنسي‬
‫أناسين وهي في الصل أناسيي البعض قال أصلها أناسين وحذفت وقلبت النون إلى ياء وأنا ل أميل لهذا وإنما أميل إلى منهج العلماء الخرين‬
‫ي على وزن أفاعيل‪ :‬ياء الخيرة لم وليس هناك نون محذوفة‪ .‬فالنسي ضد الوحشي وعندنا في الحديث الذي رواه المام علي كرّم ال‬ ‫أنها أناس ّ‬
‫وجهه‪ :‬نهى رسول ال يوم خيبر عن متعة النساء وأكل لحوم الحمر النسية وفي رواية الهلية‪ .‬الحمار النسي يعني الذي يعيش مع الناس‬
‫الذي يعيش في البلدة‪ .‬النسي هو إذن ضد الوحشي والوحشي الذي يعيش في البرية‪ .‬نجد الترتيب هنا‪ :‬هي بلدة فالبلدة فيها هؤلء الناسي كثير‬
‫يعني مجموعات من البشر لو قال ناس مطلقة تشمل كل من على الرض وهو يريد أن يتحدث عن إحياء بلدة‪ .‬فلما كان يتحدث عن إحياء بلدة‬
‫ذكر إحياء نباتها ثم إحياء أنعامها بهذا الغيث (فإذا أنزلنا عليها الماء إهتزت وربت) بينما نباتها لحظ التدرج‪ :‬يحيا النبات وتحيا النعام ويحيا‬
‫الناسي هؤلء الناس القليلون الذين هم مجموعات فصاروا كثيرا ولو قال الناس كانت صارت عامة وخرجت من إطار البلدة بينما الغيث الذي‬
‫جاء هو غيث على بلدة معينة وال أعلم‪.‬‬
‫آية (‪:)54‬‬
‫* ما معنى قوله تعالى في سورة الفرقان (فجعله نسبا ً وصهرا(‪))54‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ل لكن لو تدبرها وتدبر فيها سيجد‬ ‫نوع من ِمنّة ال سبحانه وتعالى على هذا النسان يجعله إنسانا إجتماعيا‪ ,‬هناك أمور النسان قد ل يلقي لها با ً‬
‫قدرة ال سبحانه وتعالى وسيسجد ل تعالى مؤمنا به‪ .‬ال تعالى خلق النسان ليكون ذا مجتمع وذا قيم وذا ُمثُل‪ .‬الحيوانات جميعا تتناسل وتتكاثر‬
‫ولو سألت أي طبيب بيطري ‪ :‬هل البقرة التي تولد عندها بكارة؟ الغنام وكل الحيوانات؟ وهذا المخلوق الذي يمشي على رجلين لماذا النثى‬
‫لديها بكارة؟ تعرف إن عاشرها رجل أو لم يعاشرها؟ أليس معناه أنه يريد أن يكون هناك قيم إجتماعية؟ ال تعالى خلق هذا النسان (يَا َأّيهَا النّاسُ‬
‫خبِي ٌر (‪ )13‬الحجرات) يتعارف الناس ويعرف‬ ‫علِيمٌ َ‬
‫شعُوبًا َو َقبَائِلَ ِل َتعَا َرفُوا إِنّ َأكْ َر َمكُ ْم عِندَ اللّهِ َأتْقَاكُمْ إِنّ اللّهَ َ‬
‫جعَ ْلنَاكُمْ ُ‬
‫ِإنّا خََل ْقنَاكُم مّن َذكَرٍ وَأُنثَى وَ َ‬
‫أن هذا رجل من الجزائر أو من مصر أو العراق أو المارات‪.‬‬
‫خلق من ماء أصل النسان من طين والماء مرحلة بعد ذلك الخلق كله من الماء‪ .‬في الحديث لما سُئل رسول ال في أول السلم‪ :‬هل إذا‬
‫عاشر الرجل أهله ولم يُنزِل عليه غُسل؟ أول السلم ما كان عليه غُسل وكان يقول إنما الماء من الماء يعني تغتسل إذا نزل الماء ثم بعد ذلك‬
‫صار إذا جلس الرجل بين شعابها الربع ثم جهدها وجب عليه الغسل أنزل أو لم يُنزِل لذلك ل ينبغي أن يكون النسان شيخ نفسه يقرأ في كتاب‬
‫ويصير شيخا ل بد أن يدرس على شيخ مفتي فقيه من كبار العلماء فقد يقول أحدهم الحديث الول في البخراي فنقول الحديث الول نسخه‬
‫الحديث الثاني‪.‬‬
‫(نسبا وصهرا) النسب هو قرابة التناسل قرابة بيني وبين فلن أخي‪ ،‬أبي‪ ،‬عمي‪( ،‬وصهرا) قرابة الزواج‪ .‬وفي الحديث‪" :‬إغتربوا ول تضووا"‬
‫والعلم الحديث يقول أن زواج القارب قد يؤدي بمرور الوقت إلى نوع من المراض والعوّق‪ ،‬من أعلَم محمدا بهذا؟‬
‫الصِهر سواء كان أقارب الزوجة أو أقارب الزوج‪ ،‬العربية وضعت للقارب من جهة الزوج الحمو والحماء (أحماء جمع حمو) هي تنظر‬
‫ختْن) أي أقاربه من جهة‬
‫لقارب زوجها هم أحماؤها‪ ،‬أقارب الزوجة من جهة زوجها أحماء وأقارب الزوج من جهة زوجه الختان (حمع َ‬
‫صهِر الثنان في لفظ واحد‪ .‬فال سبحانه وتعالى يمنّ على هذا النسان بحياته الجتماعية‪ :‬علقات‬ ‫الزوجة ويجمع الثنان بكلمة الصهار كأنه ُ‬
‫النسب وعلقات القرابة التي هي ليست حقيقية وإنما قرابة زواج‪ ،‬تكون هناك علقات إجتماعية وتقارب والسلم يحرص على تآزر المجتمع‬
‫والمة تكون متقاربة‪ ،‬حتى الجيران كما جاء في الحديث‪ " :‬ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثّه" وللسف حياتنا الجتماعية‬
‫الن أنت تسكن في شقة ل تعلم من جارك فيها وهذا ليس من طبيعة المجتمع المسلم‪.‬‬
‫بشر‪ :‬إسم جنس‪ ،‬هذا الجنس يسمونه بشر إشارة إلى البشرة كأنه ذو بَشَرة بالفتح وليس بالسكون (بشْرة)‪.‬‬
‫(فجعله نسبا وصهرا) بعضهم لبعض‪ ،‬بعضهم ينتسب لبعض وبعضهم يتصاهر على بعض وقدّم النسب على المصاهرة لن قرابة النسب أقرب‬
‫من قرابة المصاهرة فأنت أقرب لبيك وأخيك من قرابتك لهل زوجتك وهكذا زوجتك بالنسبة لقربائك‪.‬‬
‫آية (‪:)57‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك الَّذي ن هدى الل َّه فَبهداه م اقْتد ه قَُل ل َّ أ ََ َ‬
‫* (أُوْل َََئ ِ َ‬
‫ن هُوَ إِل ّ ذِكَْرى لِل ْ َعال َ ِ‬
‫مي نََ (‪)90‬‬ ‫م عَلَي َْهِ أ ْ‬
‫جًرا إ َِ ْ‬ ‫سألُك ُ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ َِ ْ‬ ‫ُ ِ ُ َ َُ ُ‬ ‫ِ ََ َ َ‬
‫ل ما أ َسأَلُك ُم عَلَيه م َ‬
‫جر (‪ )57‬الفرقان) فمتى تأتي (من أجر)‬ ‫نأ ْ ٍ‬ ‫ْ ِ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫النعام) تتكرر في القرآن وتأتي (قُ ْ َ‬
‫ومتى تأتي (أجراً)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫من حيث اللغة (تسألهم عليه من أجر) آكد من (ل أسألكم عليه أجرا) لنها دخلت (من) الستغراقية على الجر‪ ،‬دخلت على المفعول به تفيد‬
‫استغراق النفي وهي مؤكدة‪ .‬نظهر المفهوم النحوي أولً ثم نضعها في موضعها‪ ،‬إذن من حيث التركيب اللغوي من دون وضعها في مكانها (من‬
‫أجر) آكد من (ل أسألكم عليه أجرا) لوجود (من) الستغراقية‪ .‬يبقى لماذا وضعت كل واحدة في مكانها؟ إذن عندنا الحكم النحوي ثم لماذا‬
‫وضعت؟ هذا سؤال بياني‪ .‬آية النعام التي ليس فيها (من) آية واحدة ليس قبلها شيء في التبليغ ول في الدعوة أما في سياق الدعوة والنكار‬
‫ن (‪ )90‬النعام) ذكرى من التذكر (يَ ْو َمئِ ٍذ َيتَ َذكّرُ الْإِنسَانُ‬ ‫ل ِذكْرَى لِ ْلعَاَلمِي َ‬ ‫ن هُوَ ِإ ّ‬ ‫يستوجب التوكيد‪ ،‬هذا أمر‪ ،‬المر الخر (قُل لّ َأسْأَُلكُ ْم عََليْهِ َأجْرًا إِ ْ‬
‫ن (‪ )55‬الذاريات) هي نفسها تذكّر أو تدخل‬ ‫ن ال ّذكْرَى تَنفَعُ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫ت ال ّذكْرَى (‪ )9‬العلى) ( َو َذكّرْ َفإِ ّ‬ ‫َوَأنّى لَ ُه ال ّذكْرَى (‪ )23‬الفجر) (فَ َذكّرْ إِن نّ َفعَ ِ‬
‫ك (‪ )44‬الزخرف) إذن الذكر‬ ‫ن هُوَ إِلّا ِذكْرٌ لِ ْلعَاَلمِينَ (‪ ))104‬الذِكر هو الشرف والرفعة (وَِإنّهُ َل ِذكْرٌ ّلكَ وَلِقَ ْو ِم َ‬ ‫في التذكّر‪ .‬فى سورة يوسف (إِ ْ‬
‫شرف ورفعة والذكرى من التذكر‪ .‬لما نقول سأرفعك وأعطيك منزلة ومكان أو تتذكر أيها التي تحتاج توكيد؟ الذي يرفع يحتاج لتوكيد‪.‬‬
‫آية (‪:)59‬‬
‫* ذكرتَم فَي الحلقَة السَابقة أنَه عندمَا يذكَر (السَموات والرض ومَا بينهمَا) ل بَد أن يذكَر ثلث‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ست َّ ِ‬
‫ة‬ ‫ما ف ِي ِ‬ ‫ت وَاْلْر َ‬
‫ض وَ َ‬
‫ما بَيْنَه ُ َ‬ ‫ماوَا ِ‬ ‫خل َقَ ال َّ‬
‫س َ‬ ‫ملل لكن في سورة الفرقان ذكر (وما بينهما) (ال ّذِي َ‬
‫خبِيًرا (‪ ))59‬مََع أنََه لم يذكََر الملل الثلث؟‬ ‫ل ب ِ َهِ َ‬‫سأ َ ْ‬
‫ن فَا ْ َ‬
‫م َُ‬ ‫ش الَّر ْ‬
‫ح َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ستَوَى عَلى العَْر ِ َ‬ ‫أَيَّام َ ٍ ث ُ َ َّ‬
‫م ا َْ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كان كلمنا في قوله تعالى (له ملك السموات والرض وما بينهما) تحديدا وليس في خلق السموات والرض وما بينهما‪ .‬حيث ورد هذا التعبير‬
‫(له ملك السموات والرض وما بينهما) ذكرنا أمرين‪ :‬إما أن يكون تعقيبا على ذكر ما ل يليق في ال تعالى من الصفات أو ذكر ثلث ملل اليهود‬
‫والنصارى والمسلمين وهي ثلثة‪ :‬السموات‪ ،‬الرض‪ ،‬ما بينهما‪ ،‬هذا تناظر أدبي بياني‪ .‬إذن ليس الموضوع خلق السموات والرض وما بينهما‬
‫وإنما فيما تكلمنا فيه (له ملك السموات والرض وما بينهما) تحديدا‪.‬‬
‫آية (‪:)60‬‬
‫* ما الفرق بين استعمال ما و من وما دللة استعمال ( ما) للعاقل؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(من) لذات من يعقل‪ ،‬للذات‪ ،‬من هذا؟ هذا فلن‪ ،‬من أبوك؟ أبي فلن‪ ،‬من أنت؟ أنا فلن‪ .‬إذن (من) لذات العاقل سواء كانت إسم استفهام أم شرط‬
‫أم نكرة موصوفة أم إسم موصول‪( .‬ما) تستعمل للسؤال عن ذات غير العاقل مثل ما هذا؟ هذا حصان‪ ،‬ما تأكل؟ آكل كذا‪ .‬وتستعمل لصفات‬
‫العقلء‪ ،‬الذات أي الشخص الكيان‪( .‬ما) تستخدم لذات غير العاقل ولصفات العقلء‪ .‬لذات غير العاقل مثل الطعام (أشرب ما تشرب) هذه ذات‬
‫ن النّسَاء (‪ )3‬النساء) عاقل‪ ،‬صفة‪ ،‬أي انكحوا‬‫وصفات العقلء مثل تقول من هذا؟ تقول خالد‪ ،‬ما هو؟ تقول تاجر‪ ،‬شاعر‪( .‬فَانكِحُو ْا مَا طَابَ َلكُم مّ َ‬
‫س َومَا سَوّاهَا (‪ )7‬الشمس) الذي سواها هو‬‫الطيّب من النساء‪( .‬ما) تستخدم لذات غير العاقل وصفاتهم (ما لونه؟ أسود) ولصفات العقلء ( َونَفْ ٍ‬
‫ق الذّكَرَ وَالْأُنثَى (‪ )3‬الليل) من الخالِق؟ ال هو الخالق‪ .‬إذن (ما) قد تكون‬ ‫ال‪ .‬مهما كان معنى (ما) سواء كانت الذي أو غيره هذه دللتها ( َومَا خَلَ َ‬
‫ن (‪)23‬‬ ‫ن (‪ )60‬الفرقان) يسألون عن حقيقته‪ ،‬فرعون قال ( َومَا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫حمَ ُ‬‫لصفات العقلء ثم قد تكون للسؤال عن حقيقة الشيء (قَالُوا َومَا الرّ ْ‬
‫ب ا ْل َيمِينِ‬
‫صحَا ُ‬ ‫ك مَا الْقَارِعَ ُة (‪ )3‬القارعة) (وَأَ ْ‬ ‫الشعراء) يتساءل عن الحقيقة‪ .‬وقد يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (ا ْلقَارِعَةُ (‪ )1‬مَا الْقَارِعَ ُة (‪َ )2‬ومَا َأدْرَا َ‬
‫مَا َأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ (‪ )27‬الواقعة) تفخيم وتعظيم سواء كان فيما هو مخوف أو فيما هو خير‪ ،‬عائشة قالت أبي وما أبي؟ ذلك وال فرع مديد وطود‬
‫ل (‪)41‬‬ ‫شمَا ِ‬
‫ب ال ّ‬ ‫ل مَا أَصْحَا ُ‬ ‫ن مَا َأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ (‪ )27‬الواقعة) (وََأصْحَابُ ال ّ‬
‫شمَا ِ‬ ‫صحَابُ ا ْل َيمِي ِ‬
‫منيب‪ .‬فلن ما فلن؟ يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (وَأَ ْ‬
‫الواقعة) ماذا تعرف عن حقيقتهم؟ التعظيم يكون في الخير أو في السوء أو ما يصيبه من السوء‪ ،‬قال ربنا عذاب عظيم وقال فوز عظيم قال عظيم‬
‫للعذاب والفوز‪ .‬النُحاة ذكروا هذه المعاني لـ (ما) في كتب النحو والبلغة‪.‬‬
‫آية (‪:)63‬‬
‫*ما الفرق بين كلمتي عباد وعبيد في القرآن؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عبَادُ‬
‫كلمة عباد تضاف إلى لفظ الجللة فالذين يعبدون ال يضافون للفظ الجللة فيزدادون تشريفا فيقال عباد ال كما ورد في سورة الفرقان (وَ ِ‬
‫سلَاما {‪ ،)}63‬أما كلمة عبيد فهي تُطلق على عبيد الناس وال معا وعادة‬ ‫ن قَالُوا َ‬
‫ط َبهُمُ ا ْلجَاهِلُو َ‬
‫ض هَوْنا وَِإذَا خَا َ‬
‫ن عَلَى الَْأرْ ِ‬
‫حمَنِ اّلذِينَ َيمْشُو َ‬
‫الرّ ْ‬
‫ظلّا ٍم لّ ْل َعبِيدِ {‪ .)}29‬العبد يُجمع على‬
‫تضاف إلى الناس والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم كما ورد في سورة ق (مَا ُيبَدّلُ ا ْلقَوْلُ َلدَيّ َومَا َأنَا بِ َ‬
‫عباد وتاعبد يُجمع على عبيد‪.‬‬
‫*ما الفرق بين هونا وهُون في القرآن؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ط َبهُمُ ا ْلجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاما {‪ )}63‬وقال في سورة النحل‬
‫ض هَوْنا وَِإذَا خَا َ‬
‫ن عَلَى الْأَ ْر ِ‬
‫حمَنِ اّلذِينَ َيمْشُو َ‬‫عبَادُ الرّ ْ‬ ‫قال تعالى في سورة الفرقان (وَ ِ‬
‫ح ُكمُونَ {‪ )}59‬الهَون هو الوقار والتؤدة أما الهُون فهو‬‫سكُهُ عَلَى هُونٍ أَ ْم َيدُسّ ُه فِي التّرَابِ َألَ سَاء مَا يَ ْ‬ ‫( َيتَوَارَى مِنَ ا ْلقَوْ ِم مِن سُو ِء مَا بُشّ َر بِهِ َأ ُيمْ ِ‬
‫الذلّ والعار‪.‬‬
‫آية (‪:)64‬‬
‫َ‬
‫ما (‪ ))64‬كيف يبيتون؟ هل يبيتون‬ ‫س َّ‬
‫جدًا وَقِيَا ً‬ ‫ن لَِربِّه ِ ْ‬
‫م ُ‬ ‫* في سورة الفرقان قال تعالى (وَال ّذِي َ‬
‫ن يَبِيتُو َ‬
‫أبدانهم في الفراش وأرواحهم في السماء؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫من أحيا شيئا من الليل بالصلة كله أو بعضه فقد بات لربه سجدا وقياما‪ .‬من قرأ شيئا من القرآن في صلة دخل في هذا وليس بالضرورة أن‬
‫ي جزء من الليل ول يشترط أن تبيت الليل كله ثم هذا أمر فقهي‪.‬‬
‫يحييه كله‪ .‬المبيت في اللغة قد يكون جزءا من الليل وليس معناها النوم وهي أ ّ‬
‫آية (‪:)71(-)70‬‬
‫ُ َ‬ ‫حا فَأُوْلَئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ك يُبَدِّ‬
‫َّ‬
‫صال ِ ً‬ ‫مًل َ‬ ‫ل عَ َ‬‫م َ‬
‫ن وَعَ ِ‬‫م َ‬
‫ب وَآ َ‬‫من تَا َ‬ ‫َ‬ ‫* ما الفرق بين اليتين في سورة الفرقان (إ ِ ّل‬
‫َ‬
‫متَاب ًا‬ ‫َ‬
‫ب إِلى الل هِ َ‬ ‫ه يَتُو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حا فإِن ّ ُ‬
‫صال ِ ً‬
‫مل َ‬‫َ‬ ‫ب وَعَ ِ‬‫من تَا َ‬‫و (و َ َ‬ ‫ما (‪))70‬‬ ‫حي ً‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه غَفُوًرا َّر ِ‬ ‫ت وَكَا َ‬
‫سنَا ٍ‬
‫ح َ‬ ‫سيِّئَاتِهِ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫(‪))71‬؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عمِلَ‬‫في عموم القرآن إذا كان السياق في العمل يقول (عملً صالحا)‪ .‬ننظر إلى السؤال وإلى السياق الذي وردت فيه اليات‪( :‬إِلّا مَن تَابَ وَآمَنَ َو َ‬
‫سنَاتٍ َوكَانَ اللّ ُه غَفُورًا رّحِيمًا) السيئات هي أعمال غير صالحة والحسنة عمل صالح ( َفأُوَْل ِئكَ ُي َبدّلُ اللّهُ‬ ‫حَ‬ ‫سّيئَا ِتهِمْ َ‬‫ك يُ َبدّلُ اللّهُ َ‬
‫عمَلًا صَالِحًا َفأُوَْل ِئ َ‬ ‫َ‬
‫غفُورًا رّحِيمًا) غفور يغفر العمال السيئة‪ .‬نكمل الية الخرى ( َومَن تَابَ‬ ‫سنَاتٍ) هذه أعمال سيئة وحسنة‪ .‬ثم يختم الية ( َوكَانَ اللّ ُه َ‬ ‫سيّئَا ِتهِ ْم حَ َ‬
‫َ‬
‫ل صَاِلحًا َفِإنّهُ َيتُوبُ إِلَى اللّ ِه َمتَابًا) هذا تائب أصلً يتوب إلى ال متابا وليس هناك عمل‪ ،‬في الية الولى ال تعالى يتكلم عن العمل يبدل‬ ‫عمِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫سيئاتهم حسنات يبدلها‪ ،‬يغيرها‪ ،‬هذه أعمال سيئة وأعمال حسنة وكان ال غفورا رحيما يغفر لهم العمال السيئة‪ .‬أما في الية الثانية ليست في‬
‫ذلك وإنما في التائب (فإنه يتوب إلى ال متابا) تلك في العمل‪ :‬سيئات وحسنات وغفران للعمل وهذه في التائب ولذلك لما كان السياق في العمل‬
‫قال عملً صالحا ولما كان السياق في التائب لم يكررها وقال عمل صالحا (تاب وعمل صالحا)‪ .‬إذن لما يكون السياق في العمل يقول عملً‬
‫ل سيئة‬ ‫عمَلًا صَالِحًا (‪ ))110‬لنه تكلم عن الشخاص الذين يعملون أعما ً‬ ‫ل َ‬ ‫ن يَ ْرجُو لِقَاء َربّهِ فَ ْل َي ْعمَ ْ‬
‫صالحا كما في آخر سورة الكهف أيضا (مَن كَا َ‬
‫ص ْنعًا (‪))104‬‬ ‫سنُونَ ُ‬ ‫سبُونَ َأّنهُ ْم يُحْ ِ‬
‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا وَهُ ْم يَحْ َ‬ ‫عمَالًا (‪ )103‬اّلذِينَ ضَلّ َ‬
‫س ْع ُيهُ ْم فِي ا ْل َ‬ ‫خسَرِينَ أَ ْ‬
‫ل ُن َنبّ ُئكُ ْم بِا ْلأَ ْ‬
‫ل هَ ْ‬
‫ويكون السياق في العمال (قُ ْ‬
‫سنًا (‪.))2‬‬ ‫ل بدأت بالعمل ( َويُبَشّرَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ اّلذِينَ َي ْعمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ َلهُمْ َأجْرًا حَ َ‬ ‫والسورة أص ً‬
‫مع العمل يقول عملً أما مع التائب فل يذكرها فإذا قال خارج القرآن (ومن تاب وعمل عملً صالحا) هذا يسموه التوكيد وبيان النوع‪ .‬لم يقل‬
‫ن بِاللّهِ‬ ‫ن آمَ َ‬‫ن آ َمنُواْ وَاّلذِينَ هَادُواْ وَالنّصَارَى وَالصّابِئِينَ مَ ْ‬ ‫عمل عملً صالحا هذا مصدر مؤكّد مع بيان النوع أفاد فائدتين التوكيد والنوع‪( .‬إِنّ اّلذِي َ‬
‫ن (‪ )62‬البقرة) ليست في سياق العمال‪.‬‬ ‫ف عََل ْيهِمْ َولَ ُه ْم يَحْ َزنُو َ‬ ‫عمِلَ صَالِحا فََل ُهمْ أَجْرُ ُه ْم عِندَ َرّبهِمْ َولَ خَ ْو ٌ‬ ‫خرِ وَ َ‬ ‫وَا ْليَوْمِ ال ِ‬
‫آية (‪:)77‬‬
‫ُ‬
‫ما (‪ ))77‬مَا تفسَير قوله تعالى‬ ‫ف يَكُو َُ‬
‫ن لَِزا ًَ‬ ‫سوْ َ‬ ‫م فَقَد ْ كَذَّبْت َُ ْ‬
‫م فََ َ‬ ‫م َرب ّ َِي لَوَْل دُعَاؤُك َُ ْ‬
‫ما يَعْبَأ بِك َُ ْ‬ ‫* (قُ ْ‬
‫ل ََ‬
‫(فقد كذبتم)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ف َيكُونُ لِزَامًا (‪ ))77‬ما يعبأ بكم ربي أي ل يعتدّ بكم لول أنكم‬ ‫ل مَا َي ْعبَُأ ِبكُمْ َربّي لَوْلَا دُعَا ُؤكُ ْم فَ َق ْد كَ ّذ ْبتُ ْم فَسَوْ َ‬
‫الية الكريمة قوله تعالى (قُ ْ‬
‫تتضرعون إليه وتدعونه فهو ل يعبأ بكم ول يعتد بكم (ما) هنا تحتمل أن تكون استفهامية وتحتمل أن تكون نافية بمعنى ل إذا كانت نافية وإذا‬
‫كانت استفهامية ما يعبأ بكم والستفهام هنا ليس غرضه الستفهام وإنما تهويل المر وأنهم لول الدعاء فليسوا بشيء وليسوا بتلك المنزلة‪ .‬حتى‬
‫ن (‪)60‬‬ ‫ج َهنّ َم دَاخِرِي َ‬‫س َيدْخُلُونَ َ‬‫عبَا َدتِي َ‬
‫ن ِ‬‫س َت ْكبِرُونَ عَ ْ‬
‫جبْ َلكُمْ إِنّ اّلذِينَ يَ ْ‬ ‫ستَ ِ‬
‫قسم قال الدعاء معناه العبادة (الدعاء مخ العبادة) ( َوقَالَ َرّبكُ ُم ادْعُونِي أَ ْ‬
‫ستَجِيبُواْ لِي‬
‫ن فَ ْليَ ْ‬
‫ب دَعْوَةَ الدّاعِ ِإذَا دَعَا ِ‬
‫عنّي فَِإنّي قَرِيبٌ ُأجِي ُ‬ ‫عبَادِي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫سأََل َ‬
‫غافر) فالدعاء هو التضرع وهو أشهر شيء فيها وهو مخ العبادة (وَِإذَا َ‬
‫شدُونَ (‪ )186‬البقرة) ل يعتد بنا ربنا لول تضرعنا إليه وال تعالى غضب وعاقب أناس لنهم لم يتضرعوا وأخذهم بالباساء‬ ‫َو ْليُ ْؤمِنُو ْا بِي َلعَّلهُ ْم يَ ْر ُ‬
‫ن (‪ )42‬النعام) التضرع الدعاء بتذلل‪ .‬فربنا سبحانه وتعالى يريد من‬ ‫ضرّعُو َ‬
‫خذْنَا ُه ْم بِا ْلبَ ْأسَاء وَالضّرّاء َلعَّلهُ ْم يَتَ َ‬
‫والضراء لعلهم يتضرعون (فََأ َ‬
‫ف َيكُونُ ِلزَامًا)‬
‫عباده أن يعبدوه ويتضرعوا إليه ويدعوه‪ ،‬ولول دعاؤنا ربنا ل يعتد بنا‪( .‬فقد كذبتم) وإن كان الخطاب عام لكن هنا للكفرة (فَسَ ْو َ‬
‫يكون العقاب لزما عليكم لو لم تفعلوا هذا سوف يكون العذاب ثابتا وحقا عليكم‪.‬‬
‫****تناسب مفتتح الفرقان مع خاتمتها****‬
‫ك فِي‬
‫خذْ وََلدًا وَلَ ْم َيكُنْ لَهُ شَرِي ٌ‬ ‫ت وَالَْأرْضِ وََل ْم يَتّ ِ‬ ‫سمَاوَا ِ‬ ‫عبْدِهِ ِل َيكُونَ ِل ْلعَاَلمِينَ َنذِيرًا (‪ )1‬اّلذِي لَ ُه مُ ْلكُ ال ّ‬‫ن عَلَى َ‬ ‫قال في أولها (تَبَا َركَ اّلذِي نَزّلَ ا ْلفُ ْرقَا َ‬
‫خلَقُونَ وَلَا‬
‫ش ْيئًا وَهُ ْم يُ ْ‬‫خذُوا مِنْ دُونِهِ آَِلهَةً لَا يَخُْلقُونَ َ‬ ‫شيْ ٍء َف َقدّرَ ُه تَ ْقدِيرًا (‪ ))2‬ثم ينتقل إلى الكافرين والمشركين بعد هذا (وَاتّ َ‬ ‫ق كُلّ َ‬ ‫ا ْلمُ ْلكِ َوخَلَ َ‬
‫ن فَ َقدْ‬
‫خرُو َ‬‫ن َهذَا إِلّا ِإ ْفكٌ ا ْفتَرَاهُ َوأَعَانَ ُه عََليْهِ قَ ْومٌ آَ َ‬‫حيَاةً َولَا نُشُورًا (‪َ )3‬وقَالَ اّلذِينَ كَ َفرُوا إِ ْ‬ ‫ن مَ ْوتًا وَلَا َ‬ ‫ضرّا وَلَا َن ْفعًا وَلَا َيمِْلكُو َ‬‫سهِمْ َ‬ ‫َيمِْلكُونَ لَِأنْ ُف ِ‬
‫سمَاءِ بُرُوجًا‬ ‫ل فِي ال ّ‬ ‫ي ُتمْلَى عََليْهِ ُبكْرَةً َوأَصِيلًا (‪ ))5‬وقال في أواخرها (تَبَا َركَ اّلذِي َ‬
‫جعَ َ‬ ‫جَاءُوا ظُ ْلمًا وَزُورًا (‪َ )4‬وقَالُوا أَسَاطِيرُ ا ْلأَوّلِي َ‬
‫ن ا ْكتَ َت َبهَا َفهِ َ‬
‫جعَلَ فِيهَا سِرَاجًا َو َقمَرًا‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ) وذكر في الخر ( َو َ‬ ‫ل فِيهَا سِرَاجًا َو َقمَرًا ُمنِيرًا (‪ ))61‬وذكر في الية الولى (اّلذِي لَ ُه مُ ْلكُ ال ّ‬ ‫جعَ َ‬
‫َو َ‬
‫ُمنِيرًا) له ملك السموات والرض وتبارك الذي جعل في السماء بروجا هو تعالى الذي يملكها هو جعل فيها سراجا وقمرا منيرا وإزاء هؤلء‬
‫الكافرين المشركين ذكر عباد الرحمن‪ .‬انتقل بعد البداية إلى ذكر المشركين والكافرين ثم ذكر عبد الرحمن الذين يمشون على الرض هونا إلى‬
‫آخر السورة‪ .‬ذكر الكافرين ثم ذكر المؤمنين وهذا في القرآن كثير وذكر جزاء كل منهم فذكر المؤمنون أولً وذكر غيرهم في الخر‪ ،‬هذا مقابل‬
‫هذا‪.‬‬
‫*****تناسب خواتيم الفرقان مع فواتح الشعراء*****‬
‫ف يَكُونُ لِزَامًا (‪ ))77‬يعني العذاب يلزمهم وقال في بداية الشعراء (فَ َقدْ‬ ‫آخر الفرقان قال تعالى‪(:‬قُلْ مَا َي ْعبَُأ ِبكُمْ َربّي لَ ْولَا دُعَا ُؤكُ ْم َف َقدْ َكذّ ْبتُ ْم فَسَ ْو َ‬
‫ل عََل ْيهِمْ مِنَ‬ ‫سكَ أَلّا َيكُونُوا مُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )3‬إِنْ نَ َ‬
‫ش ْأ ُننَزّ ْ‬ ‫ن (‪ ))6‬التكذيب للمخاطبين والقدامى (َلعَّلكَ بَاخِ ٌع نَفْ َ‬ ‫ستَهْ ِزئُو َ‬
‫سيَ ْأتِيهِمْ َأ ْنبَا ُء مَا كَانُوا بِ ِه يَ ْ‬‫َك ّذبُوا َف َ‬
‫ن (‪َ )5‬ف َقدْ َك ّذبُوا َف َ‬
‫سيَ ْأتِيهِمْ َأ ْنبَا ُء مَا كَانُوا‬ ‫عنْهُ ُمعْرِضِي َ‬ ‫حدَثٍ إِلّا كَانُوا َ‬ ‫ن مُ ْ‬ ‫حمَ ِ‬‫ن ِذكْرٍ مِنَ الرّ ْ‬ ‫ضعِينَ (‪َ )4‬ومَا يَ ْأتِيهِ ْم مِ ْ‬ ‫عنَا ُقهُمْ َلهَا خَا ِ‬ ‫ظلّتْ أَ ْ‬‫سمَاءِ َآيَةً فَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ف َيكُونُ لِزَامًا (‪ ))77‬يعني سيكون العذاب حقا عليكم ولزاما عليكم‪َ ( ،‬ومَا‬ ‫ل مَا َي ْعبَُأ ِبكُمْ َربّي لَوْلَا دُعَا ُؤكُ ْم فَ َق ْد كَ ّذ ْبتُ ْم فَسَوْ َ‬ ‫س َتهْ ِزئُونَ (‪( ))6‬قُ ْ‬ ‫بِ ِه يَ ْ‬
‫س َتهْ ِزئُونَ (‪ ))6‬تهديد‪ .‬الخطاب للفئتين لكن‬ ‫سيَ ْأتِيهِمْ َأ ْنبَا ُء مَا كَانُوا بِ ِه يَ ْ‬‫عنْ ُه ُمعْرِضِينَ (‪ )5‬فَ َق ْد كَ ّذبُوا فَ َ‬ ‫حدَثٍ إِلّا كَانُوا َ‬ ‫حمَنِ مُ ْ‬ ‫يَ ْأتِيهِ ْم مِنْ ِذكْ ٍر مِنَ الرّ ْ‬
‫ف َيكُونُ ِلزَامًا (‪ ))77‬وفي الشعراء نفس‬ ‫سوْ َ‬
‫ل مَا َيعْبَُأ ِبكُمْ َربّي لَوْلَا دُعَا ُؤ ُكمْ َف َقدْ َك ّذبْتُ ْم فَ َ‬ ‫يجمعها صفة واحدة وهو التكذيب والتهديد في الفرقان (قُ ْ‬
‫ح َمنِ‬‫عبَادُ الرّ ْ‬ ‫س َتهْ ِزئُونَ (‪ ))6‬وفي السورتين إقرار بأنهم كذبوا‪ .‬في آخر الفرقان ذكر عباد الرحمن (وَ ِ‬ ‫سيَ ْأتِيهِمْ َأ ْنبَا ُء مَا كَانُوا بِ ِه يَ ْ‬
‫الشيء (فَ َقدْ َك ّذبُوا َف َ‬
‫سكَ أَلّا َيكُونُوا‬ ‫ك بَاخِ ٌع َنفْ َ‬‫ن قَالُوا سَلَامًا (‪ ))63‬وفي الشعراء ذكر المكذبين فاستوفى الخلق (َلعَّل َ‬ ‫ط َبهُمُ ا ْلجَا ِهلُو َ‬ ‫ض هَ ْونًا َوِإذَا خَا َ‬ ‫ن عَلَى ا ْلأَرْ ِ‬ ‫ن يَمْشُو َ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫مُ ْؤ ِمنِينَ (‪ ))3‬استوفى الخلق الصالح والطالح عباد الرحمن والكافرين‪ .‬في سورة واحدة قد يذكر الصنفين ويقولون كأنما الشعراء استكمال لما ذكر‬
‫في الفرقان‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة الفرقان كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى زادهما‬
‫ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وجزاهما عنا خير الجزاء وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر الرناؤوط فى موقعها إسلميات جزاها ال‬
‫ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬ ‫خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فض ٍ‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى‬
‫يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة‬
‫ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like