Professional Documents
Culture Documents
26 الشعراء
26 الشعراء
آية ( :)10
*(إذ) في الية ما دللتها؟(د.حسام النعيمى)
للتوكيد بمعنى :أُذكر هذا المر( .إذ) تأتي دائما بمعنى أُذكر كذا لنه أحيانا تكون في البداية كما قلت بالنسبة لموسى (طسم ( )1تِ ْلكَ َآيَا ُ
ت
ضعِينَ ( )4الشعراء) لما عنَا ُقهُمْ َلهَا خَا ِ
سمَا ِء َآيَةً فَظَلّتْ أَ ْ
ل عََل ْيهِمْ مِنَ ال ّ سكَ أَلّا َيكُونُوا مُ ْؤ ِمنِينَ ( )3إِنْ نَ َ
ش ْأ ُننَزّ ْ ا ْلكِتَابِ ا ْل ُمبِينِ (َ )2لعَّلكَ بَاخِ ٌع نَفْ َ
ت الْقَ ْومَ الظّاِلمِينَ ( ))10واذكر هذا المر. ن ائْ ِ انتهى من هذا المشهد السماوي بدأ (وَِإ ْذ نَادَى َرّبكَ مُوسَى أَ ِ
آية (:)16
ْ ْ
ب ن فَقُوَل إِن َّا َر ُ
سو ُ
ل َر ِّ سوَل َرب ِّ َ
ك ( )47طه) (فَأتِي َا فِْرعَو ْ َ *ما الفرق بين اليتين (فَأتِيَا هُ فَقُوَل إِن َّا َر ُ
ن ( )16الشعراء)؟(د.فاضل السامرائى) الْعَال َ ِ
مي َ
ل كلمة رسول في اللغة ن ( )46الزخرف) .السؤال أثير عدة مرات وأجبنا عنه ونحيب عنه الن .أو ً ومرة قال (فَقَالَ ِإنّي َرسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ
ص ِم ( )21ص) ،ضيف تأتي مفرد ك نَبَُأ الْخَ ْتأتي للمفرد والمثنى والجمع والمصدر ،عندنا كلمات مثل خصم تأتي مفرد وتأتي جمع (وَ َهلْ َأتَا َ
ظهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النّسَاء ( ن ( )68الحجر) ،طفل تأتي مفرد وتأتي جمع (أَوِ الطّفْلِ اّلذِينَ لَ ْم يَ ْ ل تَ ْفضَحُو ِ ضيْفِي فَ َ ن هَؤُلء َ وتأتي جمع (قَالَ إِ ّ
)31النور) .إذن كلمة رسول في اللغة تأتي للمفرد والجمع والمثنى .هنالك كلمات تأتي للمفرد والجمع مثل كلمة بشر تأتي للمفرد والجمع
ق ( )18المائدة) .كلمة رسول شرٌ ّممّنْ خََل َ ش َريْنِ ِمثِْلنَا ( )47المؤمنون) (بَلْ أَنتُم بَ َ حدًا ّنّتبِعُ ُه ( )24القمر) ( َفقَالُوا َأنُ ْؤمِنُ ِلبَ َ شرًا ّمنّا وَا ِ (فَقَالُوا َأبَ َ
تأتي مفرد ومثنى وجمع ومصدر يمكن أن نقول هذا رسول وهذان رسول وهؤلء رسول فهي من الكلمات التي في اللغة قد تكون للمفرد
والمثنى والجمع والمصدر بمعنى رسالة إذن من حيث اللغة ل اشكال في السؤال .لكن يبقى السؤال لماذا الختلف؟ في الشعراء قال (إنا
رسول) ،في طه (إنا رسول) ،في الزخرف (إني رسول) .في الشعراء ورد ذكر لهارون مع موسى لكن أكثر الشيء مبني على الوحدة ل على
سلْ إِلَى هَارُونَ صدْرِي وَلَا َينْطَلِقُ ِلسَانِي َفأَرْ ِ ن ُيكَ ّذبُونِ (َ )12ويَضِيقُ َ التثنية .قال تعالى على لسان موسى في الشعراء (قَالَ رَبّ ِإنّي أَخَافُ أَ ْ
ن ()16 ن فَقُولَا ِإنّا َرسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ ن (َ )15ف ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ ن ( )14قَالَ كَلّا فَاذْ َهبَا بَِآيَا ِتنَا ِإنّا َم َعكُ ْم مُ ْ
س َتمِعُو َ ن يَ ْقتُلُو ِ
ب فََأخَافُ أَ ْ ي َذنْ ٌ ( )13وََلهُ ْم عَلَ ّ
ل ( ))17ثم ينطلق الكلم للمفرد موسى فقط والنقاش مع فرعون من موسى فقط (قَالَ أََل ْم نُ َرّبكَ فِينَا وَلِيدًا وََل ِبثْتَ ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِي َ أَنْ َأرْسِ ْ
ت ِم ْنكُمْ َلمّا خِ ْفُتكُمْ ل َفعَ ْلُتهَا ِإذًا وََأنَا مِنَ الضّالّينَ ( )20فَ َفرَرْ ُ ت مِنَ ا ْلكَا ِفرِينَ ( )19قَا َ ت َفعَْل َتكَ اّلتِي َفعَلْتَ وََأنْ َ ن (َ )18و َفعَلْ َ سنِي َ ك ِعمُ ِر َ فِينَا مِنْ ُ
ل فِرْعَوْنُ َومَا رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ ( )23قَالَ ل ( )22قَا َ ت َبنِي إِسْرَائِي َ عّبدْ َ ي أَنْ َ ك ِنعْمَ ٌة َتمُّنهَا عَلَ ّ جعََلنِي مِنَ ا ْلمُ ْرسَلِينَ (َ )21وتِ ْل َ ح ْكمًا وَ َفَوَ َهبَ لِي َربّي ُ
ن ( )26قَالَ إِنّ رَسُوَل ُكمُ ن ( )25قَالَ َرّبكُمْ َورَبّ َآبَا ِئكُمُ ا ْلأَوّلِي َ س َتمِعُو َن ( )24قَالَ ِلمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَ ْ ن ُك ْنتُ ْم مُو ِقنِي َ
سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ َومَا َب ْي َنهُمَا إِ ْ رَبّ ال ّ
سجُونِينَ جعََلّنكَ مِنَ ا ْلمَ ْ غيْرِي َلأَ ْ خذْتَ ِإَلهًا َ ن ُك ْنتُمْ َتعْقِلُونَ ( )28قَالَ َلئِنِ اتّ َ جنُونٌ ( )27قَالَ رَبّ ا ْل َمشْرِقِ وَا ْل َمغْرِبِ َومَا َب ْينَ ُهمَا إِ ْ ل إَِل ْيكُمْ َلمَ ْ
اّلذِي أُرْسِ َ
ع يَدَ ُه فَِإذَا هِيَ ي ُث ْعبَانٌ ُمبِينٌ (َ )32ونَ َز َ ن (َ )31فأَلْقَى عَصَا ُه فَِإذَا هِ َ ت مِنَ الصّا ِدقِي َ ن ُكنْ َ ت بِهِ إِ ْل فَ ْأ ِ ن ( )30قَا َ ي ٍء ُمبِي ٍ ( )29قَالَ أَوََلوْ ِ
ج ْئ ُتكَ بِشَ ْ
ن ( )35قَالُوا َأرْجِهْ وََأخَاهُ حرِ ِه َفمَاذَا تَ ْأمُرُو َ ضكُ ْم بِسِ ْجكُ ْم مِنْ أَ ْر ِ ن َهذَا لَسَاحِ ٌر عَلِي ٌم ( )34يُرِيدُ أَنْ ُيخْرِ َ َبيْضَاءُ لِلنّاظِرِينَ ( )33قَالَ لِ ْلمَلَِإ حَوْلَهُ إِ ّ
ن ( ))36إذن ذكر هارون في البداية في آية أو آيتين ثم انتقل إلى موسى في حين بنى الكلم في طه على التثنية ث فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ وَابْعَ ْ
طغَى (َ )43فقُولَا لَ ُه قَوْلًا َلّينًا َلعَلّ ُه َي َتذَكّرُ أَوْ أصلً ويستمر على التثنية (اذْهَبْ َأنْتَ وَأَخُوكَ ِبَآيَاتِي وَلَا َت ِنيَا فِي ِذكْرِي ( )42اذْ َهبَا إِلَى فِرْعَوْنَ ِإنّهُ َ
سمَعُ وََأرَى (َ )46ف ْأ ِتيَا ُه فَقُولَا ِإنّا َرسُولَا َرّبكَ طغَى ( )45قَالَ لَا تَخَافَا ِإنّنِي َم َع ُكمَا أَ ْ ن يَ ْ ط عََل ْينَا أَوْ أَ ْن يَ ْفرُ َ خشَى ( )44قَالَا َرّبنَا ِإنّنَا نَخَافُ أَ ْ يَ ْ
ب عَلَى مَنْ َكذّبَ ن ا ّتبَعَ ا ْلهُدَى (ِ )47إنّا َقدْ أُوحِيَ إَِل ْينَا أَنّ ا ْل َعذَا َ ك بَِآيَ ٍة مِنْ َرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ ج ْئنَا َ
سرَائِيلَ َولَا ُتعَ ّذ ْبهُ ْم َقدْ ِ سلْ َم َعنَا َبنِي إِ ْ َفأَرْ ِ
ب فَأَخَافُ َأنْ ي َذنْ ٌ يءٍ خَ ْلقَهُ ُثمّ َهدَى ( ،))50في الشعراء قال (وََلهُ ْم عَلَ ّ ل شَ ْ َوتَوَلّى ( )48قَالَ َفمَنْ َرّب ُكمَا يَا مُوسَى ( )49قَالَ َرّبنَا اّلذِي أَعْطَى كُ ّ
ن يُرِيدَانِ أَن حرَا ِ شيْ ٍء ُمبِينٍ) ،في طه (قَالُوا إِنْ َهذَانِ لَسَا ِ ج ْئ ُتكَ بِ َ
ج ْئنَاكَ ِبَآيَةٍ مِنْ َرّبكَ) في الشعراء (قَالَ أَ َولَوْ ِ ن ( ،))14في طه ( َقدْ ِ يَ ْقتُلُو ِ
حرِهِ) فلما بنى الكلم في طه على ضكُ ْم بِسِ ْ ج ُكمْ مِنْ َأرْ ِ ن يُخْرِ َ سحْرِ ِهمَا َو َيذْ َهبَا بِطَرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى ( ))63في الشعراء (يُرِيدُ أَ ْ ضكُم بِ ِخرِجَاكُم مّنْ َأرْ ِ يُ ْ
التثنية قال (إنا رسول) ولما في الشعراء ورد ذكر لهارون لكن بعدها استمر الكلم على موسى فقال قال (إنا رسول) وكلمة رسول تحتمل
التثنية ،أما في الزخرف فلم يرد ذكر لهارون مع موسى فقال (إني رسول) .إذن كل تعبير مناسب للسياق الذي وردت فيه الكلمة.
سؤال :لماذا نجد هذا في القرآن الكريم؟ لماذا ل يعبر عن القصة بلغة واحدة؟ السامرائى
هو يعبر بلغة بيانية تناسب المقام والسياق الذي يقتضيه وهذه هي البلغة .موسى وهارون ذهبا إلى فرعون هذا الموقف عبر القرآن عنه في
ثلث مواطن مختلفة (إنا رسول ،إنا رسول ،إني رسول) ذكرهما باعتبار ما حدث ،مرة كان هارون يسكت ويتكلم موسى فيوجه الكلم
لموسى ،علينا أن ندرس القصة كلها فهي ليست جلسة واحدة وإنما عدة لقاءات والكلم مرة يكون لهما معا ومرة لموسى وحده بحسب ما حدث
فاختار أدق كلمة في التعبير.
* ما الفرق من الناحية البيانية في استخدام لفظة ( إن ّا رسول،إن ّا رسول ،إني رسول) في قصة
موسى وهارون؟(د.فاضل السامرائى)
ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا
ورد مثل هذا التعبير في ثلث مواقع في القرآن الكريم :قال تعالى في سورة طه (فَ ْأ ِتيَا ُه فَقُولَا ِإنّا َرسُولَا َرّبكَ َفأَرْسِ ْ
ن { )}16وفي ن َفقُولَا ِإنّا رَسُولُ رَبّ ا ْلعَاَلمِي َ ك بِآيَ ٍة مّن ّرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَنِ ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى { )}47وفي سورة الشعراء (فَ ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ جئْنَا َ ُت َعذّ ْبهُ ْم َقدْ ِ
ن {)}46 ل ِإنّي رَسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ عوْنَ َومََلئِهِ فَقَا َ سورة الزخرف قال تعالى (وَلَ َقدْ أَ ْرسَ ْلنَا مُوسَى بِآيَا ِتنَا إِلَى فِرْ َ
ك بِآيَاتِي وَلَا َتنِيَا فِي ذِكْرِي { )}42إلى قوله المسألة تتعلق بالسياق ففي سورة طه السياق كله مبني على التثنية من قوله تعالى (اذْهَبْ أَنتَ وََأخُو َ
ن ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى ( ))47وقوله (قَالُوا ِإنْ ك بَِآيَةٍ مِنْ َرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ ج ْئنَا َ
ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا ُتعَ ّذبْهُ ْم َقدْ ِ ك فََأرْسِ ْ (فَ ْأ ِتيَا ُه َفقُولَا ِإنّا رَسُولَا َرّب َ
ضكُم بِسِحْرِ ِهمَا َويَذْ َهبَا بِطَرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى { )}63أما في سورة الشعراء فالسياق كله مبني على الفراد َهذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مّنْ أَ ْر ِ
سنِينَ { )}18مع العلم أن أوائل السورة فيها تثنية من قوله تعالى (قَالَ عمُ ِركَ ِ ت فِينَا مِنْ ُ ك فِينَا َولِيدا وََل ِبثْ َ
والوحدة من قوله تعالى (قَالَ أَلَ ْم نُ َرّب َ
ن { )}16ثم يُغيّب هارون وتعود إلى الوحدة ن فَقُولَا ِإنّا َرسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ ن { )}15إلى قوله (فَ ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ س َتمِعُو َ كَلّا فَاذْ َهبَا بِآيَا ِتنَا ِإنّا َم َعكُم مّ ْ
جنُونٌ ( ))27ثم يوجّه فرعون الكلم إلى موسى مهددا إياه وحده (قَالَ َلئِنِ ويستمر النقاش مع موسى وحده (قَالَ إِنّ َرسُوَلكُمُ اّلذِي ُأرْسِلَ ِإَل ْيكُمْ َلمَ ْ
ن َهذَا لَسَاحِرٌ عَلِي ٌم {.)}34 ك بِشَيْ ٍء ُمبِينٍ (( ))30قَالَ لِ ْلمََلإِ حَوْلَهُ إِ ّ سجُونِينَ (( ))29قَالَ أَوَلَوْ ِ
ج ْئ ُت َ جعََلّنكَ مِنَ ا ْلمَ ْ غيْرِي َلأَ ْ خذْتَ ِإَلهًا َ اتّ َ
وكلمة رسول في اللغة تُطلق على الواحد المفرد وعلى الجمع ،توجد كلمات في اللغة تكون الكلمة مفردة تختلف في التثنية والجمع يعود إلى
ن ِلبَشَ َريْنِ ِمثْلِنَا َو َق ْو ُمهُمَا َلنَا عَا ِبدُونَ ( )47المؤمنون) مثنى وقوله الفراد مثل كلمة بشر (أبشرا منا واحدا نتّبعه) مفرد وقوله تعالى (فَقَالُوا َأنُ ْؤمِ ُ
تعالى (بل أنتم بشر مما خلق) جمع .وكلمة طفل (ثم يخرجكم طفلً) وكلمة ضيف.
وكذلك كلمة رسول يقال في اللغة نحن رسول وإنا رسول فقوله تعالى (إنا رسول ربك) تأتي مع البيان ومع سنن العربية وليس فيها مخالفة
للغة .فاختار تعالى الكلمة المناسبة في السياق المناسب فالسياق في سورة طه قائم على التثنية والسياق في الشعراء قائم على الجانبين فيها إفراد
ل فقال تعالى (إني رسول ثم تثنية ثم إفراد وموسى هو الذي بلّغ الراسلة أما في سورة الزخرف فلم يأت ذكر هارون في سياق السورة كلها أص ً
رب العالمين) .وهذه اليات الثلثة ل تعارض فيها وإنما هي لقصة واحدة ذهب موسى وأخاه هارون إلى فرعون وفي كل سورة جاء بجزء
من القصة بما يقتضيه السياق في السورة وهذه اللقطات إنما هي مشاهد متعددة يُعبّر عن كل مشهد حسب السياق وليس في اليات الثلثة ما
يخالف العربية لن كلمة رسول تأتي كما قلنا سابقا مفرد وجمع .كذلك يستعمل القرآن الكريم كلمة طفل مرة وأطفال مرة حسب ما يقتضيه
السياق ول يخرج عن اللسان العربي وسنن العربية.
آية (:)20
َ
ن ل فَعَلْتُهََا إِذ ًا وَأن ََا ِ
م ََ *مَا الفرق بيَن معنَى الضلل فَي الفاتحَة (ول الضاليَن) و قوله تعالى (قَا َ
ً
ضا ّل فَهَدَى ( )7الضحى)؟(د.حسام النعيمى) ك َجد َ َ ضال ِّي َ
ن ( )20الشعراء) و(وَ َو َ ال َّ
معنى الضلل في اليات الثلث واحد وهو عدم معرفة شرع ال سبحانه وتعالى .فموسى عليه السلم فعل هذا قبل النبوة فهو ل يعرف شرع
ل فهدى) يعني لم تكن عارفا شرع ال تعالى فهداك إلى معرفة شرعال ،والرسول صلى ال عليه وسلم لما يقول له ال عز وجل (ووجدك ضا ً
ال بالنبوة .فاضللل هنا عدم معرفة شرع ال وليس الضلل معناه الفسق والفجور وعمل المنكرات وإنما هو الجهل بشرع ال سبحانه وتعالى:
غير الضالين ،وموسى قبل النبوة فعل هذا فكان جاهلً بشرع ال ومحمد لم يكن يعرف شرع ال تعالى قبل النبوة فالمعنى واحد.
آية (:)23
* ما دللة استخدام (ما) وليس (من) ؟(د.فاضل السامرائى)
(من) لذات من يعقل ،للذات ،من هذا؟ هذا فلن ،من أبوك؟ أبي فلن ،من أنت؟ أنا فلن .إذن (من) لذات العاقل سواء كانت إسم استفهام أم
شرط أم نكرة موصوفة أم إسم موصول( .ما) تستعمل للسؤال عن ذات غير العاقل مثل ما هذا؟ هذا حصان ،ما تأكل؟ آكل كذا .وتستعمل
لصفات العقلء ،الذات أي الشخص الكيان( .ما) تستخدم لذات غير العاقل ولصفات العقلء .لذات غير العاقل مثل الطعام (أشرب ما تشرب)
ن النّسَاء ( )3النساء) عاقل، هذه ذات وصفات العقلء مثل تقول من هذا؟ تقول خالد ،ما هو؟ تقول تاجر ،شاعر( .فَانكِحُواْ مَا طَابَ َلكُم مّ َ
سوّاهَا ( )7الشمس) س َومَا َ صفة ،أي انكحوا الطيّب من النساء( .ما) تستخدم لذات غير العاقل وصفاتهم (ما لونه؟ أسود) ولصفات العقلء ( َونَ ْف ٍ
ق ال ّذكَرَ وَا ْلأُنثَى ( )3الليل) من الخالِق؟ ال هو الخالق. الذي سواها هو ال .مهما كان معنى (ما) سواء كانت الذي أو غيره هذه دللتها ( َومَا خَلَ َ
ن ( )60الفرقان) يسألون عن حقيقته ،فرعون قال حمَ ُإذن (ما) قد تكون لصفات العقلء ثم قد تكون للسؤال عن حقيقة الشيء (قَالُوا َومَا الرّ ْ
ك مَا ا ْلقَارِعَ ُة ()3
ن ( )23الشعراء) يتساءل عن الحقيقة .وقد يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (الْقَارِعَ ُة ( )1مَا ا ْلقَارِعَ ُة (َ )2ومَا َأدْرَا َ ( َومَا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ
ب ا ْليَمِينِ مَا َأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ ( )27الواقعة) تفخيم وتعظيم سواء كان فيما هو مخوف أو فيما هو خير ،عائشة قالت أبي وما القارعة) ( َوأَصْحَا ُ
ن ( )27الواقعة) (وَأَ ْ
صحَابُ ب ا ْل َيمِي ِأبي؟ ذلك وال فرع مديد وطود منيب .فلن ما فلن؟ يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (وََأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ مَا أَصْحَا ُ
ل ( )41الواقعة) ماذا تعرف عن حقيقتهم؟ التعظيم يكون في الخير أو في السوء أو ما يصيبه من السوء ،قال ربنا شمَا ِ
ب ال ّ
ل مَا أَصْحَا ُ شمَا ِ
ال ّ
عذاب عظيم وقال فوز عظيم قال عظيم للعذاب والفوز .النُحاة ذكروا هذه المعاني لـ (ما) في كتب النحو والبلغة.
آية (:)32
*ورد فَي القرآن الكريَم ذكَر عصَى موسَى عليَه السَلم بأوصَاف مختلفَة مرة جان ومرة ثعبان
ومرة حية فما الفرق بينها؟(د.فاضل السامرائى)
المعنى اللغوي للكلمات :الجان هي الحية السريعة الحركة تتلوى بسرعة ،الثعبان هو الحية الطويلة الضخمة ال ّذكَر ،الحية عامة تشمل الصغيرة
والكبيرة فالثعبان حية والجان حية .الحية عامة تطلق على الجميع أما الثعبان فهو الذكر الضخم الطويل والجان هو الحية سريعة الحركة .ننظر
كيف استعملها؟
ن مّبِينٌ ( ن ّمبِينٌ ( )107العراف) (فَأَ ْلقَى عَصَا ُه فَِإذَا هِ َ
ي ُث ْعبَا ٌ ي ُثعْبَا ٌكلمة ثعبان لم يستعملها إل أمام فرعون في مكانين ( َفأَلْقَى عَصَاهُ َفِإذَا ِه َ
)32الشعراء) وذلك لخافة فرعون ثعبان ضخم يُدخل الرهبة في قلبه فذكر الثعبان فقط أمام فرعون.
ك فََلمّا رَآهَا َت ْهتَ ّز كََأّنهَا جَانّ وَلّى ُم ْدبِرًا وَلَ ْم ُيعَقّبْ يَا مُوسَى َأ ْقبِلْ وَلَا ق عَصَا َ كلمة الجان ذكرها في موطن خوف موسى في القصص (وَأَنْ أَ ْل ِ
ن ())10 خفْ ِإنّي لَا يَخَافُ َلدَيّ ا ْل ُمرْسَلُو َ خفْ ِإّنكَ مِنَ الْآمِنِينَ ( ))31وفي النمل (فََلمّا رَآهَا َتهْتَ ّز كََأّنهَا جَانّ وَلّى مُ ْدبِرًا وََل ْم ُيعَقّ ْ
ب يَا مُوسَى لَا تَ َ تَ َ
تتلوى وهي عصا واختيار كلمة جان في مقام الخوف ،عصا يلقيها تكون جان واختيار كلمة جان والنسان يخاف من الجان والخوف والفزع.
الجان دللة الحركة السريعة ،عصاه تهتز بسرعة .الجان يخيف أكثر من الثعبان فمع الخوف استعمل كلمة جان وسمي جان لنه يستتر بمقابل
النس (النس للظهور والجن للستر) هذا من حيث اللغة.
سؤال :كيف رآها وفيها معنى الستتار؟
قد يظهر الجان بشكل أو يتشكل بشكل كما حدث مع أبو هريرة ،قد يظهر الجان بشكل من الشكال .كلمة (فََلمّا رَآهَا َتهْتَ ّز كََأّنهَا جَانّ) إضافة
إلى أنها حية صغيرة تتلوى بسرعة إضافة إلى إيحائها اللغوي يُدخل الفزع لذلك استعملها في مكان (يَا مُوسَى َأ ْقبِلْ وَلَا تَخَفْ) .كلمة ثعبان أو
حية ل تعطي هذه الدللة .أناس كثيرون يمسكون الحية أو الثعبان ويقتلونها وفي الهند يمسكون بالثعبان .كل كلمة جعلها تعالى في مكانها.
سُنعِيدُهَا سِي َر َتهَا ا ْلأُولَى ( )21طه) لم ف َ سعَى ( )20قَالَ ُ
خذْهَا َولَا تَخَ ْ حيّ ٌة تَ ْ
الحية جاءت في مكان واحد لبيان قدرة ال تعالى (فَأَ ْلقَاهَا فَِإذَا هِيَ َ
يقل أن موسى هرب أو فزع .ذكر ثعبان مع فرعون لنه مخيف وذكر جان مع موسى لنها تدخل الرعب على قلب موسى .ذكر ثعبان مرتين
أمام فرعون وجان مرتين أمام موسى.
سؤال :لماذا لم يذكر جان مع فرعون؟
لنه مع المل الموجودين إذا كانوا مئات وتأتي بجان واحد ماذا يؤثر؟ لذا اختار ثعبان لنه يحتاج إلى ضخامة وقوة.
آية (:)36
ج ْهَ
َ س َّ
حارٍ عَلِيمٍَ) (أْر ِ ل ََ ن ﴿ ﴾36يَأْتُو ََ
ك بِك ُ ِّ شرِي ََحا ِ ن َ ث فَِي ال ْ َ
مدَائ َِ ِ ج ْهَ وَأ َ َ
خاه َُ وَابْعََ ْ َ
*مَا الفرق بيَن(أْر ِ
حرٍ عَلِيمٍ)؟(د.أحمد الكبيسى) سا ِ
ل َ ك بِك ُ ِّ ن ﴿ ﴾111يَأْتُو َشرِي َحا ِ ن َمدَائ ِ ِل فِي ال ْ َ
س ْ َ وَأ َ َ
خاهُ وَأْر ِ
الخ أحمد محمد من ليبيا يعالج لنا اليتين في العراف وفي الشعراء عن سيدنا موسى لما ذهب لفرعون ودعاه وفرعون غضب قالوا (قَالُوا
ث فِيك ِبكُلّ سَاحِ ٍر عَلِي ٍم ﴿ ﴾112العراف) في سورة الشعراء (قَالُوا أَ ْرجِهْ وَأَخَاهُ وَا ْبعَ ْ شرِينَ ﴿ ﴾111يَ ْأتُو َ ل فِي ا ْل َمدَائِنِ حَا ِ
سَْأرْجِهْ وََأخَا ُه وَأَرْ ِ
علِيمٍ ﴿ ﴾37الشعراء) في آية أرسل وساحر في الية الخرى ابعث وسحار في نفس القضية .الفرق سحّارٍ َ ا ْلمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿ ﴾36يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ َ
بينهما كلمة أرسل لعامة الناس عندما يرسل الملك يريد أن يبلغ الناس أمرا يرسل لهم أي رسول يخاطب الجميع ل فرق بين مستمعٍ ومستمع،
عندما يكون هناك رجل مهم جدا في الدولة يبعث له وحده مبعوثا خاصا فالمبعوث هو لعلية القوم .ال قال (قَالَ ا ْلمََلُأ مِنْ قَ ْو ِم فِرْعَوْنَ ﴿﴾109
العراف) هؤلء المل يعني الشخصيات الوزراء كبار التجار كبار الوجهاء كبار العيان هؤلء مل هؤلء يخاطبهم خطابا خاصا كل واحد
يذهب إليه مبعوث يقول له الملك يقول لك كذا أما عامة الشعب يقف واحد يقرأ عليهم منشور ،سابقا لم يكن هناك إذاعة يقف هذا المرسل في
عدة أحياء يتجمع الناس عليه فيقرأ عليهم المنشور هذا مرسل .ولهذا رب العالمين مرة يقول عن النبي صلى ال عليه وسلم (أَ ْرسَ ْلنَا فِيكُمْ رَسُولًا
ِم ْنكُمْ ﴿ ﴾151البقرة) هذا لعامة الناس ومرة يقول بعثنا .عندما يقول بعثنا الخطاب لعلية القوم من قريش الذين أمعنوا في تكذيب الرسول وفعلً
النبي صلى ال عليه وسلم كان يبعث في كل واحد من هؤلء كبار القوم من قريش يبعث له واحدا أو هو يكلمه يقابله شخصيا ويحاول أن
يدعوه إلى ال عز وجل أما عامة الناس يرسل لهم رسول يخاطبهم جمعا ،هذا الفرق بين أرسل وابعث :أرسل لعموم الناس وابعث لخاصة
سحّا ٍر عَلِيمٍ) يعني أئمة السحرة وقادة ك ِبكُلّ سَاحِ ٍر عَلِيمٍ) هم باللف ولما قال ابعث قال (يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ َ القوم .ولذلك لما قال أرسل قال (يَ ْأتُو َ
ل فِي شرِينَ ﴿ ﴾36يَ ْأتُو َ
ك ِبكُلّ سَحّا ٍر عَلِيمٍ) وبين (أَ ْرجِهْ وَأَخَاهُ وََأرْسِ ْ ث فِي ا ْل َمدَائِنِ حَا ِ
السحرة والمهمين بهم ،هذا الفرق بين (أَرْجِهْ َوأَخَاهُ وَا ْبعَ ْ
علِيمٍ) .هاتان الكلمتان المختلفتان ترسم صورتين مختلفتين من حيث أن فرعون طلب منه أن حرٍ َ ا ْلمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿ ﴾111يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ سَا ِ
يخاطب عامة الناس وأن يخاطب المل العلى والشخصيات المهمة والطبقة الراقية كما يسمونها الذين هم أنصار الملك.
آية (:)38
نَ
موعُو َ
ج ُ
م ْ ن اْلَوَّلِي نََ َواْل ِ
خرِي نََ ( )49ل َ َ معْلُومَ ٍ ( )38الشعراء) (قُ ْ
ل إ َِ َّ ت يَوَْم ٍ َّ
ميقَا َِ
حَرةُ ل ِ ِ مع ََ ال َ
سَّ َ ج ِ*(فَ ُ
معْلوم ٍ ( )50الواقعة) ما الفرق بين استخدام اللم وإلى؟(د.فاضل السامرائى) ُ ت يَوْم ٍ َّميقَا ِإِلَى ِ
اللم قد تكون للتعليل ،من معانيها التعليل مثل قولنا جئت للستفادة هذه لم التعليل وقد تأتي للنتهاء .أما (إلى) معناها الساسي النتهاء أما
اللم فقد تأتي للنتهاء وضربنا مثلً في حلقة سابقة (كل يجري لجل مسمى) و(كل يجري إلى أجل مسمى) .تقول أنا أعددتك لهذا اليوم ،كنت
جمِعَ السّحَرَ ُة ِلمِيقَاتِ يَوْ ٍم ّمعْلُو ٍم ( )38الشعراء) جمعناهم لهذا اليوم لغرض هذا اليوم وما فيه حتى نبين حقيقة موسى ،
هيأتك لهذا اليوم( ،فَ ُ
جمُوعُونَ ِإلَى
أعددناهم لهذا ليوم أما تلك الجمع بمعنى النتهاء إلى يوم القيامة وقسم يقول بمعنى السَوْق -السَوْق إلى ميقات يوم معلومَ( -لمَ ْ
مِيقَاتِ يَوْ ٍم ّمعْلُومٍ ( )50الواقعة) أي مسوقون إلى ميقات يوم معلوم ،يخرجون من الجداث سراعا يتبعون الداعي ل عوج له ثم يأتون إلى
مكان محدد يجتمعون فيه ،منتهى الغاية .اللم ل تدل على هذا النتهاء ولها دللت أخرى:
واللم للمِلك وشِبهه وفي تعدية أيضا وفي تعليل
جمِع السحرة لهذا الغرض وليس المقصود مجرد الجمع وإنما لغرض محدد واضح وكأنها لم العلة مثل قولنا أعددتك لهذا اليوم .هنالك معاني ُ
تذكر في كتب النحو لمعاني أحرف الجر تتميز في الستعمال غالبا وأحيانا يكون فيها اجتهادات لنها تحتمل أكثر من دللة وحتى النحاة قد
يختلفون في الدللة لن الجملة قد تحتمل أحيانا أكثر من دللة ظاهرة أو قطعية.
آية (:)41
ن ( )113ن الْغَالِبِي َ َح َُ ن لَن َ َا ل َ ْ
جًرا إِن كُن ّ ََا ن َ ْ ن قَالْوا ْ إ ِ َ َّ
حَرةُ فِْرعَوْ َ َ جاء ال ّ ََ
س َ *مََا الفرق بيََن اليََة (وَ َ
ْ َ ُ َ َ َ َ
ن أئ َََِ َّ ُ َ العراف) و (فَل ََََ َّ
ن ()41ن الغَالِبِي ََََ ح َََُجًرا إِن كن َََّا ن َ ْ ن لن ََََا ل ْ حَرةُ قَالوا لِفِْرعَوَََْ َ س َ جاء ال َََّما َ
الشعراء)؟(د.فاضل السامرائى)
أتمنى أن نأخذ القصتين في الشعراء والعراف في حلقة خاصة لن فيها أكثر من سؤال واختلف .لكن الن نجيب أنه إذا رجعنا إلى القصة
في السورتين :الشعراء والعراف .في الشعراء تتسم القصة بسمتين بارزتين أولها التفصيل في سرد الحداث والخر قوة المواجهة والتحدي
ن ( )23الشعراء) .الن نأتي في العراف ذكر أن مل فرعون هم الذين قالوا أن موسى ل فِرْعَوْنُ َومَا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ لن موسى أمام فرعون (قَا َ
حرٌن هَـذَا َلسَاحِ ٌر عَلِي ٌم ( ))109في الشعراء فرعون هو الذي قال وليس المل (قَالَ لِ ْلمََلإِ حَوْلَ ُه إِنّ َهذَا لَسَا ِ ل مِن قَوْ ِم فِرْعَوْنَ إِ ّ ساحر (قَالَ ا ْلمَ ُ
عَلِي ٌم ( ))34لن الكلم كان شديدا بينه وبين موسى .في الشعراء ناسب أن يواجهوا فرعون بالقول لن هو الذي قال .في العراف قال (وَجَاء
حنُن ا ْلغَاِلبِينَ ( ))113وفي الشعراء قالوا (فََلمّا جَاء السّحَرَ ُة قَالُوا ِلفِرْعَوْنَ َأئِنّ َلنَا لََأجْرًا إِن ُكنّا نَ ْ ن قَالْواْ إِنّ َلنَا لَجْرًا إِن كُنّا نَحْ ُ
حرَ ُة فِرْعَوْ َ السّ َ
جرًا إِن ا ْلغَاِلبِينَ ( .))41هناك لم يقولوا قالوا لفرعون لن المتكلم كان المل لن القائل الول ليس فرعون .في الشعراء قالوا لفرعون (َأئِنّ َلنَا لَأَ ْ
ن ( ))41لم يقولوا إن زيادة في التوكيد وزيادة في سرد الحداث لما كان التفصيل أكثر قال (أئن) .الفرق بين (إن) وأئن ،أئن ُكنّا نَحْنُ ا ْلغَاِلبِي َ
استفهام مضمر (هل تذهب؟) أحيانا حرف الستفهام يضمر ول يذكر لكن يفهم من السياق تذهب معي؟ أصلها أتذهب معي؟ إن لنا لجرا
استفهام لكن لم يذكروا همزة الستفهام .أما في الثانية فالوضع فيه شدة وحدة وتفصيل أكثر والستفهام أدل على هذا المر وصرحوا بالهمزة
ل َنعَمْ وَِإّنكُمْ ل نَعَمْ َوَإّنكُمْ َلمِنَ ا ْل ُمقَ ّربِينَ ( ))114وفي الشعراء قال (قَا َ (َأئِنّ َلنَا َلأَجْرًا إِن ُكنّا نَحْنُ ا ْلغَاِلبِينَ).حتى في الجواب قال في العراف (قَا َ
ن ( ))42أضاف إذن لن الموقف مختلف يريد أن ينتصر وكان الكلم شديدا مع موسى ول يمكن أن يواجهه الحجة .ليس هذا ِإذًا ّلمِنَ ا ْلمُ َق ّربِي َ
ن ( ))44أما في العراف ما قالوا هذا ن ا ْلغَاِلبُو َ
صّيهُمْ َوقَالُوا ِبعِزّ ِة فِرْعَوْنَ ِإنّا َلنَحْ ُ
حبَاَلهُمْ وَعِ ِ
فقط وإنما في الشعراء أقسموا بعزة فرعون (فَأَ ْلقَوْا ِ
الشيء لن فرعون في مأزق في المناقشة وصار عصبيا فأقسموا بعزة فرعون ولم يقسموا في العراف .ونحتاج للنظر في السورتين بتفصيل.
سؤال :أل يجعل هذا قائلً يقول أن هذا يدل على تناقض في القصة الواحدة؟
التناقض هو أن تذكر أمرا مخالفا للخر لكن أن توجز في ذكر الحداث أو تفصّل هذا ليس تناقضا .إذا سافرت وعدت تذكر بالتفصيل ماذا
حصل معك وتذكر الشخاص وأحيانا تذكر أنك سافرت يوما وعدت .هذا ليس تناقضا والقرآن مرة يستعمل الجمال ومرة التفصيل .في قصة
لمٌ ( )69هود) (ِإ ْذ دَخَلُوا عََليْ ِه فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَا ٌم قَوْمٌ لمًا قَالَ سَ َ شرَى قَالُواْ سَ َ ت رُسُُلنَا ِإبْرَاهِي َم بِا ْلبُـ ْ
إبراهيم قال في موضع (وَلَ َقدْ جَاء ْ
ن ( )25الذاريات) وفي موضع آخر لم يذكر سلم (ِإ ْذ دَخَلُو ْا عََليْ ِه فَقَالُواْ سَلمًا قَالَ ِإنّا مِنكُمْ وَجِلُونَ ( )52الحجر) لكنه لم يقل أنه لم مّنكَرُو َ
يرحب بهم.
آية (:)42
م وَإِنَّك َُ ْ
م إِذاً ن { )}114العراف و (قَا َ
ل نَعََ ْ ن ال ْ ُ
مقََّربِي ََ م ََ م َوإَنَّك َُ ْ
م لَ ِ *مَا الفرق بيَن اليتيَن (قَا َ
ل نَعََ ْ َ
ن { )}42الشعراء ؟(د.فاضل السامرائى) ن ال ْ ُ
مقََّربِي َ لّ ِ
م َ
اليتين في سياق قصة موسى وهناك جملة اختلفات في التعبير في القصة .في سورة العراف تبدأ القصة بأحداث طويلة ممتدة من مجيء
موسى إلى فرعون وحتى نهاية فرعون وفيها كلم طويل عن بني إسرائيل .أما في سورة الشعراء فالقصة تأخذ جانب من مقابلة موسى
وفرعون وينتهي بنهاية فرعون .وفي كل قصة اختار التعبيرات المناسبة لكا منها .ونلحظ أن التفصيل في سرد الحداث في سورة الشعراء
أكثر والمواجهة والتحدي بين موسى وفرعون .وعليه فقد انطبعت كل التعبيرات بناء على هذين المرين.
سدِينَ { ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُفْ ِ
ف كَا َ ظ ْر كَيْ َ في سورة العراف إذا استعرضنا اليات (ثُ ّم َبعَ ْثنَا مِن َب ْعدِهِم مّوسَى بِآيَاتِنَا ِإلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِ ِه فَظََلمُو ْا ِبهَا فَان ُ
ج ْئُتكُم بِ َبّينَةٍ مّن ّرّبكُ ْم فََأرْسِلْ ق َقدْ ِ ل عَلَى اللّهِ ِإلّ الْحَ ّ ق عَلَى أَن لّ َأقُو َ ل مّن رّبّ ا ْلعَاَلمِينَ { }104حَقِي ٌ ل مُوسَى يَا ِفرْعَوْنُ ِإنّي رَسُو ٌ َ }103وقَا َ
ع َيدَهُ َفِإذَا ن {َ }107ونَ َز َ ن ّمبِي ٌ ي ُث ْعبَا ٌ ن { }106فَأَ ْلقَى عَصَا ُه فَِإذَا هِ َ ت مِنَ الصّا ِدقِي َ ت ِبهَا إِن كُن َ ت بِآيَ ٍة فَأْ ِ جئْ َ سرَائِيلَ { }105قَالَ إِن كُنتَ ِ ي َبنِي إِ ْ َمعِ َ
ن { }110قَالُواْ ضكُ ْم َفمَاذَا تَ ْأمُرُو َ جكُم مّنْ َأرْ ِ ن هَـذَا َلسَاحِ ٌر عَلِي ٌم { }109يُرِيدُ أَن يُخْرِ َ ل مِن قَوْ ِم فِرْعَوْنَ إِ ّ ن { }108قَالَ ا ْلمَ ُ ي بَيْضَاء لِلنّاظِرِي َ ِه َ
ن{ ن قَالْواْ إِنّ َلنَا لَجْرا إِن ُكنّا نَحْنُ ا ْلغَاِلبِي َ ك ِبكُلّ سَاحِ ٍر عَلِي ٍم {َ }112وجَاء السّحَرَ ُة فِرْعَوْ َ شرِينَ { }111يَ ْأتُو َ ل فِي ا ْل َمدَآئِنِ حَا ِ سْ َأرْجِهْ وََأخَا ُه وَأَرْ ِ
عيُنَ النّاسِ سحَرُو ْا أَ ْ ن { }115قَالَ أَلْ ُقوْ ْا فََلمّا أَ ْلقَوْاْ َ ن { }114قَالُو ْا يَا مُوسَى ِإمّا أَن تُلْ ِقيَ وَِإمّا أَن ّنكُونَ َنحْنُ ا ْلمُلْقِي َ ل َنعَمْ وََإّنكُمْ َلمِنَ ا ْلمُ َق ّربِي َ }113قَا َ
ل مَا كَانُواْ ن { }117فَ َوقَعَ ا ْلحَقّ َوبَطَ َ ف مَا يَ ْأ ِفكُو َي تَ ْلقَ ُ ك فَِإذَا هِ َ عصَا َ ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَ ْلقِ َ ح ٍر عَظِي ٍم { }116وََأوْ َ ستَرْ َهبُوهُمْ َوجَاءوا بِسِ ْ وَا ْ
ن{ ب مُوسَى وَهَارُو َ ب ا ْلعَاَلمِينَ {َ }121ر ّ جدِينَ { }120قَالُو ْا آ َمنّا بِرِ ّ حرَةُ سَا ِ ي السّ َ ن { }119وَُألْقِ َ ن {َ }118فغُِلبُواْ ُهنَاِلكَ وَانقََلبُواْ صَاغِرِي َ َي ْعمَلُو َ
طعَنّ َأيْ ِد َيكُمْلقَ ّ ف َتعَْلمُونَ {ُ }123 خرِجُو ْا ِم ْنهَا أَهَْلهَا َفسَوْ َ ن آمَنتُم بِ ِه َقبْلَ أَن آذَنَ َل ُكمْ إِنّ هَـذَا َل َمكْرٌ ّمكَ ْرُتمُو ُه فِي ا ْل َمدِينَةِ ِلتُ ْ ل فِرْعَوْ ُ }122قَا َ
ن آ َمنّا بِآيَاتِ َرّبنَا َلمّا جَاء ْتنَا َرّبنَا َأفْ ِرغْ ن {َ }125ومَا تَن ِق ُم مِنّا ِإلّ أَ ْ ج َمعِينَ { }124قَالُو ْا ِإنّا إِلَى َربّنَا مُنقَِلبُو َ ف ثُ ّم لُصَّل َبّنكُمْ أَ ْ َوأَرْجَُلكُم مّنْ خِلَ ٍ
صبْرا َوتَ َو ّفنَا مُسِْلمِينَ {)}126 عََل ْينَا َ
ن { }11قَالَ َربّ ِإنّي َأخَافُ ن { }10قَ ْومَ ِفرْعَوْنَ أَلَا َيتّقُو َ ن ائْتِ ا ْلقَوْمَ الظّاِلمِي َ وإذا استعرضنا اليات في سورة الشعراء (وَِإذْ نَادَى َرّبكَ مُوسَى أَ ِ
ل كَلّا فَاذْ َهبَا بِآيَا ِتنَا ِإنّا ب فََأخَافُ أَن َي ْقتُلُونِ { }14قَا َ ي ذَن ٌ ن { }13وََلهُ ْم عَلَ ّ صدْرِي َولَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فََأرْسِلْ إِلَى هَارُو َ ن {َ }12ويَضِيقُ َ أَن ُي َكذّبُو ِ
ت فِينَا ِمنْ ك فِينَا وَلِيدا وََل ِبثْ َ سرَائِيلَ { }17قَالَ أَلَ ْم نُ َرّب َ ل َمعَنَا َبنِي إِ ْ سْ ل رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ { }16أَنْ أَرْ ِ ن فَقُولَا ِإنّا رَسُو ُ س َت ِمعُونَ { }15فَ ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ َم َعكُم مّ ْ
خ ْفُتكُمْ َفوَهَبَ لِي ت مِنكُمْ َلمّا ِ ن { }20فَفَ َررْ ُ ل َفعَ ْلتُهَا إِذا وََأنَا مِنَ الضّالّي َ ت َفعَْل َتكَ اّلتِي َفعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ا ْلكَافِرِينَ { }19قَا َ سنِينَ {َ }18و َفعَلْ َ عمُ ِركَ ِ ُ
ن { }23قَالَ َربّ ل فِرْعَوْنُ َومَا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ ل { }22قَا َ ت َبنِي إِسْرَائِي َ عبّد ّ ن َ ك ِنعْمَ ٌة َتمُّنهَا عََليّ أَ ْ جعََلنِي مِنَ ا ْلمُ ْرسَلِينَ {َ }21وتِ ْل َ حكْما وَ َ َربّي ُ
ب آبَا ِئكُمُ الَْأوّلِينَ { }26قَالَ إِنّ رَسُوَلكُمُ اّلذِي س َت ِمعُونَ { }25قَالَ َرّبكُمْ وَ َر ّ سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ َومَا بَ ْي َن ُهمَا إن كُنتُم مّو ِقنِينَ { }24قَالَ ِلمَنْ حَ ْولَهُ أَلَا تَ ْ ال ّ
ك مِنَ ا ْل َمسْجُونِينَ { جعََلّن َغيْرِي َلأَ ْ خذْتَ إِلَها َ ن { }28قَالَ َلئِنِ اتّ َ ب َومَا َبيْ َن ُهمَا إِن كُنتُ ْم َتعْقِلُو َ شرِقِ وَا ْل َمغْرِ ِ جنُونٌ { }27قَالَ َربّ ا ْلمَ ْ ُأرْسِلَ ِإَليْكُمْ َل َم ْ
ن ّمبِينٌ {َ }32ونَ َزعَ َيدَ ُه فَِإذَا هِيَ ي ُثعْبَا ٌعصَا ُه َفِإذَا ِه َ ت مِنَ الصّادِقِينَ { }31فََألْقَى َ ت بِهِ إِن كُن َ ل فَأْ ِي ٍء مّبِينٍ { }30قَا َ ك بِشَ ْ }29قَالَ أَوَلَ ْو ِ
جئْ ُت َ
ضكُم بِسِحْ ِرهِ َفمَاذَا تَ ْأمُرُونَ { }35قَالُوا أَ ْرجِهِ وَأَخَاهُ جكُم مّنْ أَ ْر ِ خرِ َ ن َهذَا لَسَاحِ ٌر عَلِي ٌم { }34يُرِيدُ أَن يُ ْ َبيْضَاء لِلنّاظِرِينَ { }33قَالَ لِ ْلمَلَِإ حَوْلَهُ إِ ّ
ن {َ }39لعَّلنَا ج َت ِمعُو َ
س َهلْ أَنتُم مّ ْ جمِعَ السّحَ َرةُ ِلمِيقَاتِ يَ ْو ٍم ّمعْلُو ٍم {َ }38وقِيلَ لِلنّا ِ سحّا ٍر عَلِيمٍ { }37فَ ُ ن { }36يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ َ ث فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ وَابْعَ ْ
ل َنعَمْ وَِإّنكُمْ إِذا ّلمِنَ ا ْل ُمقَ ّربِينَ عوْنَ َأئِنّ َلنَا َلأَجْرا إِن ُكنّا نَحْنُ ا ْلغَاِلبِينَ { }41قَا َ حرَ ُة قَالُوا لِفِرْ َ حرَةَ إِن كَانُوا هُمُ ا ْلغَاِلبِينَ { }40فََلمّا جَاء السّ َ َنّتبِعُ السّ َ
ن { }44فَأَ ْلقَى مُوسَى عَصَاهُ َفِإذَا ِهيَ ن ا ْلغَاِلبُو َصّيهُمْ َوقَالُوا ِبعِزّ ِة فِرْعَوْنَ ِإنّا َلنَحْ ُ حبَاَلهُمْ وَعِ ِ ن { }43فَأَ ْلقَوْا ِ { }42قَالَ َلهُم مّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مّلْقُو َ
ن آذَنَ َلكُمْ ِإنّهُ ل آمَنتُمْ لَ ُه َقبْلَ أَ ْ ن { }48قَا َ ب مُوسَى وَهَارُو َ ن { }47رَ ّ ن { }46قَالُوا آ َمنّا بِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ جدِي َ ن { }45فَأُ ْلقِيَ السّحَ َرةُ سَا ِ ف مَا يَ ْأ ِفكُو َ تَ ْلقَ ُ
ن{ ضيْرَ ِإنّا إِلَى َربّنَا مُنقَِلبُو َ ن { }49قَالُوا لَا َ ج َمعِي َصّلبَ ّنكُمْ َأ ْ
طعَنّ َأ ْيدِ َيكُمْ وََأرْجَُلكُم مّنْ خِلَافٍ َولَأُ َ ف َتعَْلمُونَ لَُأقَ ّ َل َكبِي ُركُمُ اّلذِي عَّل َمكُمُ السّحْ َر فََلسَوْ َ
طمَعُ أَن َيغْفِرَ َلنَا َربّنَا خَطَايَانَا أَن ُكنّا أَوّلَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ {)}51 ِ }50إنّا نَ ْ
نلحظ أن التفصيل في سورة الشعراء أكثر وحصلت محاورة بين موسى وفرعون أما في العراف فلم يرد ذلك .وفي الشعراء هدد فرعون
موسى بالسجن.ونلخّص الفرق بين اليتين من الناحية التعبيرية:
سورة الشعراء سورة العراف
(قال للمل من قومه) (قول فرعون) قال المل من قوم فرعون (قول المل)
(يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره) يريد أن يخرجكم من أرضكم
(وابعث في المدائن حاشرين) وأرسل في المدائن حاشرين
(يأتوك بكل سحّار عليم) يأتوك بكل ساحر عليم
(قالوا لفرعون) قالوا
(وإنكم إذا لمن المقربين) وإنكم لمن المقربين
(فألقي السحرة ساجدين) وألقي السحرة ساجدين
(فلسوف تعلمون) فسوف تعلمون
(ولصلبنّكم) ثم لصلّبنّكم
(ل ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون) إنا إلى ربنا منقلبون
ونأخذ كل فرق على حدة ونبدأ بقول المل في العراف فالقائلون في العراف هم المل والقائل في الشعراء هو فرعون وعندما كانت المحاجة
عند فرعون وانقطع الحجة بقول (بسحره) .والفرق بين أرسل وابعث في اللغة كبير :أرسل وفعل الرسال تردد في العراف أكثر مما تردد
في الشعراء (ورد 30مرة في العراف و 17مرة في الشعراء) هذا من الناحية اللفظية .وفعل بعث هو بمعنى أرسل أو هيّج ويقال في اللغة
بعث البعير أي هيّجه وفي البعث إنهاض كما في قوله تعالى (ويوم يبعث من كل أمة شهيدا) (إن ال قد بعث لكم طالوت ملكا) أي أقامه لكم
وليست بنفس معنى أرسله .فلما كانت المواجهة والتحدّي في الشعراء أكثر جاء بلفظ بعث ولم يمتفي بالرسال إنما المقصود أن ينهض من
المدن من يواجه موسى ويهيجهم وهذا يناسب موقف المواجهة والتجدي والشدة .وكذلك في اختيار كلمة ساحر في العراف وسحّار في
الشعراء لنه عندما اشتد التحدي تطلّب المبالغة لذا يحتاج لكلّ سحّار وليس لساحر عادي فقط ونلحظ في القرآن كله حيثما جاء فعل أرسل
جاء معه ساحر وحيثما جاء فعل بعث جاء معه سحّار .وفي سورة العراف وردت كلمة السحر 7مرات بينما وردت 10مرات في سورة
الشعراء مع العلم أن سورة العراف أطول من الشعراء.
وكذلك قوله تعالى في سورة العراف (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لجرا إن كنا نحن الغالبين) أما في سورة الشعراء فقال تعالى (قالوا
لفرعون أئن لنا لجرا إن كنا نحن الغالبين) ففي العراف لم يقل (قالوا لفرعون) أما في الشعراء فقال (قالوا لفرعون) أي أصبح القول موجها
إلى فرعون لن التحدي أكبر في الشعراء وفيها تأكيد أيضا بقوله (أئن لنا لجرا) ،أما في العراف (إن لنا لجرا) المقام يقتضي الحذف لن
التفصيل أقلّ.
وفي العراف قال تعالى (قال نعم إنكم إذا لمن المقربين) فجاء بـ (إذا) حرف جواب وجزاء وتأتي في مقام التفصيل لن سياق القصة كلها
في الشعراء فيها كثر من التفصيل بخلف العراف.
وفي الشعراء أقسموا بعزّة فرعون ولم يرد ذلك في العراف.
وفي الشعراء قال (فألقوا حبالهم وعصيهم) ولم يرد ذلك في العراف.
وفي الشعراء ولن التحدي كبير ألقي السحرة ساجدين فورا ولم يرد ذلك في العراف.
في العراف ورد (آمنتم به قبل أن آذن لكم ) و(فسوف تعلمون) الضمير يعود إلى ال تعالى هنا .أما في الشعراء (آمنتم به قبل أن آذن لكم)
(فلسوف تعلمون) أي أنقدتم لموسى فالهاء تعود على موسىولهذا قال تعالى هنا (إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) واللم في (فلسوف) هي في
مقام التوكيد.
وفي العراف قال (ثم لصلبنّكم) وفي الشعراء (ولصلبنكم) وهذا يدل على أنه أعطاهم مهلة في العراف ولم يعطهم مهلة في الشعراء.
وفي العراف قال (إنا إلى ربنا منقلبون) أما في الشعراء (ل ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون) دللة عدم الكتراث بتهديد فرعون مع شدة التوعد
والوعيد ثم مناسبة لمقام التفصيل.
آية (:)48
ن ()48
هاُرو َ َ
سى وَ َ
مو َ َ
ب ُ
سى ( ))70ووردت (َر ّ َِ ن وَ ُ
مو َ َ هاُرو َ َ من ّ ََا بَِر ّ َِ
ب َ *فََي سََورة طََه (قَالُوا آ َ
الشعراء) فما دللة التقديم والتأخير؟(د.فاضل السامرائى)
ذكرنا في أكثر من مناسبة أن التقديم والتأخير أولً للعلم ليس بالضرورة أن يتقدم من هو الفضل أو ما هو أفضل وقد يتقدم المفضول بحسب
ن ( )2التغابن) بدأ السياق ويتأخر ما هو أفضل ليس بالضرورة أن يتقدم الفضل إنما السياق يحدد (هُوَ اّلذِي خََل َقكُ ْم َفمِنكُ ْم كَافِرٌ َومِنكُم مّ ْؤمِ ٌ
ضهُم ِببَعْضٍ س َبعْ َ جنّةِ ( )20الحشر) بدأ بأصحاب النار .وذكرنا أمثلة كثيرة (وَلَوْلَا َدفْعُ اللّهِ النّا َ ب النّارِ وََأصْحَابُ ا ْل َ ستَوِي أَصْحَا ُ بالكافر (لَا يَ ْ
ن ( )1وَطُو ِر سِينِينَ ( )2وَ َهذَا ا ْلبََلدِ الَْأمِينِ ()3 ج ُد يُ ْذكَ ُر فِيهَا اسْ ُم اللّ ِه َكثِيرًا ( )40الحج) (وَالتّينِ وَال ّز ْيتُو ِ ّل ُه ّدمَتْ صَوَامِعُ َو ِبيَعٌ وَصَلَوَاتٌ َومَسَا ِ
التين) .إذن المر الذي ينبغي أن يُعرف في التقديم والتأخير أنه ليس بالضرورة أن يتقدم الفضل وإنما ما يتقضيه السياق ،يتقدم الهم والهم
هو ما يتعلق بالسياق .بالنسبة لهارون وموسى وموسى وهارون ذكرناها في أكثر من مناسبة في سورة طه قدم هارون على موسى (هَارُونَ
ب مُوسَى وَهَارُونَ) .وقسم ذهبوا إلى أنه قدم موسى على هارون في طه لتواصل الفاصلة القرآنية باعتبار أن سورة َومُوسَى) وفي الشعراء ( َر ّ
طه أغلب آياتها في اللف (الفاصلة القرآنية) وفي الشعراء هي هكذا .الحقيقة في هاتين السورتين نلحظ في سورة طه تكرر ذكر هارون كثيرا
جعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ( )29هَارُونَ وجعله ال تعالى شريكا لموسى في التبليغ ولم يذكر هذا في الشعراء .على سبيل المثال في طه قال (وَا ْ
ت ِبنَا بَصِيرًا ( ،)35اذْهَبْ َأنْتَ ك َكثِيرًا (ِ )34إّنكَ ُكنْ َ ك َكثِيرًا (َ )33و َنذْكُ َر َ حَسبّ َ شدُ ْد بِهِ أَزْرِي ( )31وََأشْ ِركْ ُه فِي َأمْرِي ( )32كَ ْ
ي نُ َ َأخِي ( )30ا ْ
طغَى ( )43فَقُولَا لَ ُه قَوْلًا َلّينًا َلعَلّ ُه َيتَ َذكّرُ أَ ْو يَخْشَى ( )44قَالَا َرّبنَا ِإّننَا نَخَافُ َأنْ ك بَِآيَاتِي َولَا َتنِيَا فِي ذِكْرِي ( )42اذْ َهبَا إِلَى ِفرْعَوْنَ ِإنّهُ َ َوأَخُو َ
ل َم َعنَا بَنِي ِإسْرَائِيلَ ك فََأرْسِ ْسمَعُ وَأَرَى ( )46فَ ْأ ِتيَا ُه َفقُولَا ِإنّا رَسُولَا َرّب َ طغَى ( ))45كلها بالتثنية (قَالَ لَا تَخَافَا ِإّننِي َم َعكُمَا َأ ْ ن يَ ْط عََل ْينَا أَوْ أَ ْ يَ ْفرُ َ
ب عَلَى مَنْ َكذّبَ َوتَوَلّى ( ))48حتى خطاب ن ا ّتبَعَ ا ْلهُدَى (ِ )47إنّا َقدْ أُوحِيَ إَِل ْينَا أَنّ ا ْل َعذَا َ ك بَِآيَ ٍة مِنْ َرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ ج ْئنَا َ
َولَا ُتعَ ّذ ْبهُ ْم َقدْ ِ
ن َهذَانِخلْقَ ُه ثُ ّم َهدَى ( ،)50قَالُوا إِ ْ شيْءٍ َ عطَى كُلّ َ ل َفمَنْ َرّب ُكمَا يَا مُوسَى ( )49قَالَ َرّبنَا اّلذِي أَ ْ فرعون كان لهما على سبيل التثنية (قَا َ
صدْرِي وَلَا َينْطَلِقُ ِلسَانِي طرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى ( ))63في الشعراء مرة قال ( َويَضِيقُ َ سحْرِ ِهمَا َو َيذْ َهبَا بِ َضكُ ْم بِ ِخرِجَا ُك ْم مِنْ َأرْ ِن يُ ْ
ن يُرِيدَانِ أَ ْ َلسَاحِرَا ِ
ن فَقُولَا ِإنّا َرسُولُ ن (َ )15ف ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ ن ( )14قَالَ كَلّا فَاذْ َهبَا بَِآيَا ِتنَا ِإنّا َم َعكُ ْم مُ ْ
س َتمِعُو َ ن يَ ْقتُلُو ِب فََأخَافُ أَ ْ ن ( )13وََلهُ ْم عَلَ ّ
ي َذنْ ٌ سلْ إِلَى هَارُو َ َفأَرْ ِ
خذْتَ إَِلهًان اتّ َل ( ))17فقط والباقي كل الكلم مع موسى والخطاب موجه إلى موسى (قَالَ َلئِ ِ ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِي َن ( )16أَنْ أَرْسِ ْ رَبّ ا ْلعَاَلمِي َ
ح ٌر عَلِي ٌم ( ))34لم يقل ساحران في الشعراء التركيز على موسى أما في طه ن َهذَا لَسَا ِن (( ))29قَالَ لِ ْلمََلإِ حَوْلَهُ إِ ّ ك مِنَ ا ْلمَسْجُونِي َجعََلنّ َ
غيْرِي لََأ ْ
َ
س فِي نَفْسِ ِه خِيفَ ًة مّوسَى ( ))67لكن لم يذكر أن هارون خاف موسى هو ج َفالتركيز مشترك .هنالك أمر آخر في طه ذكر خوف موسى ( َفأَوْ َ
الذي خاف نحن ل نعلم إذا خاف هارون لكنه لم يذكرها وذكر خوف موسى .عندنا تقديم وتأخير ،في حالة الخوف يقدّم هارون على موسى
س فِي نَفْسِهِ ج َ وفي حالة عدم الخوف قدم موسى على هارون إضافة إلى السياق إذن الحالتين ليستا متماثلتين .موسى خاف في سورة طه (فَأَوْ َ
خِيفَ ًة مُوسَى ( )67قُ ْلنَا لَا تَخَفْ ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلأَعْلَى ( ))68قدم هارون على موسى لن موسى هو الذي خاف فأخّر الخائف .إذن مسألة التقديم
والتأخير تراعي سياق الحال الذي يتكلم عنه القرآن الكريم.
سؤال :هل يجوز أن نقول أن للفاصلة القرآنية دخل في هذا التقديم والتأخير؟
نحن ل ننكر ،لكن ل ينبغي أن نقول نقصره على الفاصلة القرآنية لنه أحيانا القرآن يضرب الفاصلة القرآنية إذا اقتضى المر (وََأشْ ِركْ ُه فِي
ع ْينِي ( ))39ليس فيها مراعاة للفاصلة وكثيرا في القرآن ل ينظر إلى الفاصلة القرآنية. صنَ َع عَلَى َ َأمْرِي (( ))32وَِلتُ ْ
*فى مداخلة مع د.فاضل السامرائى :
ن ( )48الشعراء) ومرة قالوا (قَالُوا ن (َ )47ر ّ
ب مُوسَى وَهَارُو َ هناك في قصة السحرة الذين جاء بهم فرعون مرة قالوا (قَالُوا آ َمنّا بِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ
ب مُوسَى وَهَارُونَ)ب هَارُونَ َومُوسَى) ومنهم من قال (رَ ّ ب هَارُونَ َومُوسَى ( )70طه) فعندنا سبعين ساحرا منهم من قال (قَالُوا آ َمنّا بِ َر ّ آ َمنّا بِ َر ّ
قال بعض المفسرين أن ال تعالى حتى ينقل لنا الصورة كاملة نقلها بهذين الشكلين حتى يأتي لنا بالصورة كاملة لنه ليس كل السحرة قالوا
نفس القول؟ جمع ال تعالى اليتين فأعطانا الصورة كاملة عما قاله السحرة؟
آية (:)52
سرِ بِعِبَادِي لَيًْل َ *(وأَوحينا إلَى موسى أ َ َ
متَّبَعُو َ
ن ( )52الشعراء) وفي الدخان (فَأ ْ سرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم ُّ
نأ ْْ ُ َ َ ْ َ َْ ِ
ً ً ً
ن ( ))23المعروف أن السََرى يكون ليل فلماذا قال ليل ولماذا لم يقََل ليل فََي آيََة متَّبَعُو َ َ
إِنَّك ُ َم ُّ
سورة الشعراء؟(د.فاضل السامرائى)
هذا الظرف المؤكّد.
سرِ ِب ِعبَادِي ِإّنكُ ْم مُ ّت َبعُونَ ( ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَ ْ قسم يقول أن هذا من باب التوكيد ،السراء بالليل والسؤال عن آيتين في إحداهما لم يقل ليلً (وَأَ ْو َ
ن ( )55الشعراء) وفي الدخان قال ليلً ( َف َدعَا ن ( )54وَِإّنهُمْ َلنَا َلغَائِظُو َ ن ( )53إِنّ َهؤُلَاءِ لَشِ ْر ِذمَ ٌة قَلِيلُو َ ن فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ ل فِرْعَوْ ُ )52فََأرْسَ َ
عيُونٍ جنّاتٍ َو ُ ن (َ )24كمْ تَ َركُوا مِنْ َ ن ( )23وَاتْ ُركِ ا ْلبَحْرَ رَ ْهوًا ِإّنهُمْ ُ
ج ْندٌ ُمغْ َرقُو َ ن (َ )22فأَسْ ِر ِب ِعبَادِي َليْلًا ِإّنكُ ْم ُمّتبَعُو َ ن هَؤُلَا ِء قَ ْو ٌم مُجْ ِرمُو ََربّهُ أَ ّ
سمَا ُء وَالَْأرْضُ َومَا كَانُوا ت عََل ْيهِمُ ال ّن (َ )28فمَا َبكَ ْ ( )25وَزُرُوعٍ َومَقَا ٍم كَرِي ٍم (َ )26و َن ْعمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَا ِكهِينَ (َ )27كذَِلكَ وََأوْ َر ْثنَاهَا قَ ْومًا آَخَرِي َ
ن ( ))29نفهم من الناحية النحوية ما معنى خرجت ليلً أو جئت ليلً؟ هذا ما قرره النحاة سيبويه وغيره عندما تقول ليلً أو صباحا أو ُمنْظَرِي َ
ل عن يوم مثلً الجمعة تقول جئت جئت صباحا هذا يعني إما في يومك أو في يوم بعينه .جئت صباحا تتكلم عن يوم يعني اليوم ،تتكلم مث ً
ل يعني ليلتك هذه .لكن جئت في ليل أو في صباح تعني أيّ ليل أو أيّ صباح ،هذه قاعدة مقررة في النحو. صباحا ،أو إذا قلت جئت لي ً
ل يعني هذا اليوم الذي أكلمك الن ( َوجَاؤُواْ َأبَاهُ ْم عِشَاء َي ْبكُونَ ( )16يوسف) يعني عشاء ذلك اليوم الذي خرجوا فيه .إذن لما أقول أُخرج لي ً
ل وصباحا ومسا ًء هذه مقررة ،إذا أردت مساء ليلتك أو مساء يوم بعينه أو ليل يومك أو ليلة بعينها هذا كله يدخل فيه .إذن عندنا أمرين: فيه ،لي ً
سلَن (َ )52فأَرْ َ ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَنْ َأسْ ِر ِب ِعبَادِي ِإّنكُ ْم ُمّتبَعُو َ ل يعني الليلة هذه( ،أسر بعبادي) ليس فيها وقت محدد .قال في الشعراء (وَأَوْ َ أسر لي ً
ن ( ))55إذن فيها متسع حتى يجمع فرعون جماعته ويرسل ن ( )54وَِإّنهُمْ َلنَا َلغَائِظُو َ ن ( )53إِنّ َهؤُلَاءِ لَشِ ْر ِذمَ ٌة قَلِيلُو َ عوْنُ فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ فِرْ َ
حرَ رَهْوًا) هذا أمر وقع هذا أسرع ،هذا تصوير للحادثة في ليلة حدوثها عندما قال اليوم يعني اليوم في المدائن .وفي الدخان قال (وَاتْ ُركِ ا ْلبَ ْ
تخرد وكأن سورة الشعراء وحيٌ من ال ليجهز نفسه حتى يأتي المر ،بينما الكلم قبلها على السحرة (ِإنّهُ َل َكبِي ُركُ ُم اّلذِي عَّل َمكُمُ السّحْ َر ())49
ن ( ))55تكلم كلما آخر وليس ن ( )54وَِإّنهُمْ َلنَا َلغَائِظُو َ ن (َ )53هؤُلَاءِ لَشِ ْر ِذمَ ٌة قَلِيلُو َ عوْنُ فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ ل فِرْ َ كلم عام ووراءها قال (فََأرْسَ َ
ن (َ )24كمْ تَ َركُوا ج ْندٌ ُمغْ َرقُو َ فيها المر بالخروج هذه الليلة والن فرعون عنده متسع في الكلم وإرسال في المدائن( .وَاتْ ُركِ ا ْلبَحْ َر رَهْوًا ِإّنهُمْ ُ
سمَاءُ ت عََل ْيهِمُ ال ّخرِينَ (َ )28فمَا َبكَ ْ عيُونٍ ( )25وَ ُزرُوعٍ َومَقَا ٍم كَرِي ٍم (َ )26ونَ ْعمَ ٍة كَانُوا فِيهَا فَا ِكهِينَ (َ )27كذَِلكَ وَأَوْ َر ْثنَاهَا قَ ْومًا آَ َ جنّاتٍ وَ ُ مِنْ َ
ل الن تخرج هذه الليلة والسياق واضح. ن ( )29الدخان) فإذن لي ً وَالَْأرْضُ َومَا كَانُوا ُمنْظَرِي َ
آية (:)62
*ما الفرق بين استخدام كلمة (ربى) و(الله) ؟ (د.فاضل السامرائى)
الفرق بين ال والرب معروف :ال لفظ الجللة إسم العلم مشتق من الله كما يقال والرب هو المربي والموجه والمرشد ولذلك كثيرا ما يقترن
ن ()62 س َي ْهدِي ِ
ن َمعِيَ َربّي َ
ل كَلّا إِ ّ
ن قَا َ
س َي ْهدِي ِ
ن َمعِيَ َربّي َ ستَقِي ٍم ( )161النعام) (قَا َ
ل كَلّا إِ ّ ط مّ ْ
صرَا ٍ
الرب بالهداية (قُلْ ِإنّنِي َهدَانِي َربّي ِإلَى ِ
ح َببْتَ وََلكِنّ اللّهَ َي ْهدِي مَن يَشَاء ( )56القصص) لو شاء الشعراء) كثيرا ما يقترن بالهداية ،ال سبحانه وتعالى كل شيء بيده (ِإّنكَ لَا َتهْدِي مَنْ أَ ْ
ربنا دعوة الخلق وهدايتهم فالمناسب مع الهداية الرب لنه الهادي والمرشد والمربي ،العبادة أقرب شيء ل (أَلّا َت ْعبُدُوا إِلّا اللّهَ) والرب تستعمل
ي ( )23يوسف) (ا ْذكُ ْرنِي عِندَ َرّبكَ ()42 ن َمثْوَا َ حسَ َلغير ال وهي غير خاصة بال فنقول مثلً رب البيت ،حتى في سورة يوسف (ِإنّهُ َربّي أَ ْ
يوسف) لن الرب هو القيم والمرشد والموجه فأنسب مع إنزال الملئكة وجعونة الخلق وهدايتهم كلمة الرب.
آية (:)73
*ماذا جاءت كلمََََة ينفعونكََََم مقيّدة ويضرون مطلقََََة فََََي قوله تعالى (أو ينفعونكََََم أو
يضرون)؟(د.فاضل السامرائى)
ن { )}73النفع يريده النسان لنفسه أما الضرّ فل يريده النسان لنفسه إنما يُريده لعدوّه أو
قال تعالى في سورة الشعراء (أَ ْو يَن َفعُونَكُمْ َأوْ َيضُرّو َ
أنه يخشى أن يُلحق به الضرر وعلى هذا فالنفع موقع تقييد والضر موضع إطلق.
آية (:)80
*لم نسب ابراهيم المرض لنفسه ؟ (د.فاضل السامرائى)
علَى ا ْلِإنْسَانِ أَعْ َرضَ َونَأَى بِجَا ِنبِهِ وَِإذَا مَسّهُ الشّ ّر هناك خط عام في القرآن الكريم وهو أن ال تعالى ل ينسب الشرّ لنفسه مطلقا (وَِإذَا َأ ْن َع ْمنَا َ
شدًا ()10 ن فِي ا ْلأَرْضِ َأمْ أَرَا َد ِبهِمْ َرّبهُمْ رَ َ ن َيئُوسًا ( )83السراء) ولم يقل مسسناه بالش ّر وكذلك في قوله تعالى (وََأنّا لَا َندْرِي َأشَرّ أُرِيدَ ِبمَ ْ كَا َ
ن ( )79وَِإذَا مَ ِرضْتُ الجن) و تأدبا مع ال تعالى كما فعل ابراهيم في قوله تعالى (اّلذِي خَلَ َقنِي َفهُ َو َيهْدِينِ ( )78وَاّلذِي هُ َو يُ ْ
ط ِع ُمنِي َويَسْقِي ِ
ن ( )81الشعراء) لم يقل أمرضني. ن ( )80وَاّلذِي ُيمِي ُتنِي ُثمّ ُي ْ
حيِي ِ َفهُ َو يَشْفِي ِ
آية (:)81
َ
ن ( )81الشعراء) مع أنها ذكرت في آيات حيِي ِ
م يُ ْ *ما دللة عدم ذكر (هو) في الية (وَال ّذِي ي ُ ِ
ميتُنِي ث ُ َّ
َ َ
ن( ت فَهُوَ ي َ ْ
شفِي ِ ض ُ
مرِ ْ
ن ( )79وَإِذ َا َ
سقِي ِ
منِي وَي َ ْ ن ( )78وَال ّذِي هُوَ يُطْعِ ُ خلَقَنِي فَهُ َ
و يَهْدِي ِ سابقة (ال ّذِي َ
)80الشعراء)؟ (د.فاضل السامرائى)
الناس والمذاهب والفلسفات لم تختلف في أن ال تعالى هو الذي يميت ثم يحيي لكنهم اختلفوا هل هو ال الذي يُطعِم والذي يسقي أو هو
النسان؟ في الفلسفات القديمة قالوا خلق النسان الموتى لكن من نعّمنا؟ قال تعالى كلها ربنا يفعلها فما كان فيه خلف أكّده (الذي هو يهدين،
والذي هو يطعمني ،فهو يشفين) كل الذي فيه خلف أكّده والذي ليس فيه خلف لم يحتاج لتوكيد (والذي يميتني ثم يحيين).
آية (:)101-100
*لماذا جاءت شافعين بالجمع وصديق بالمفرد ولماذا قُدمت شافعين على صديق في قوله تعالى
ميم ٍ ( )101الشعراء)؟ (د.فاضل السامرائى)
ح ِ
ق َ ن ( )100وََل َ
صدِي ٍ ن َ
شافِعِي َ ما لَنَا ِ
م ْ (فَ َ
الشافعين كُثُر والصديق أقل .الصديق من حيث اللغة يقال للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث هذا من حيث اللغة.
فلو أنت في يوم الرخاء سألتني طلقك لم أبخل وأنت صديقي
الشافعين قد يكونون ُكثُر ويتقدمون للشفاعة ولو لم يكونوا أصدقاء لكن الصديق أقل والصديق الحميم أقل (من صدق في المعاملة والخلص
وإمحاض النُصح والمحبة والمودة واليثار) .فالشافعين أكثر من الصديق والتقديم ل يكون بالضرورة على الفضل .ولم يوصف الصديق فقط
وإنما صديق وحميم وهذا أقل وهي دائرة صغيرة جدا أن تجد صديقا حميما.
يضيف المحاور :العجاز ليس أن تُضحي بصديق حميم لككن أن تجد صديقا يستحق أن تُضحي من أجله.
ويختم المحاور حواره بأحاديث عن الرسول :
•إن ل أهلين من الناس قالوا يا رسول ال من هم؟ قال هم أهل القرآن وخاصته أهل ال.
•اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصحابه.
•يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها.
آية (:)105
*لماذا جاءت كلمََة المرسََلين بالجمََع مََع أن نوح وباقََي الرسََل جاءوا منفرديََن ؟(د.حسََام
النعيمى)
سلِين(َ ( ))141كذّبَ ْ
ت قَ ْومُ لُوطٍ سلِينَ( ((123كَ ّذبَ ْ
ت َثمُودُ ا ْلمُرْ َ ح ا ْلمُرْسَلِينَ((( )105كَ ّذبَ ْ
ت عَادٌ ا ْلمُرْ َ ت قَوْ ُم نُو ٍ
في سورة الشعراء قال تعالى (كَ ّذبَ ْ
ن ((( )160كَذّبَ َأصْحَابُ ا ْلَأ ْيكَةِ ا ْلمُ ْرسَلِينَ ( ))176هذه تتكرر في عموم القرآن. ا ْلمُرْسَلِي َ
هو رسول واحد لكن في مواطن كثيرة ترد (كذبوا المرسلين) وهو رسول واحد .ولذلك علماؤنا يقولون من كذّب رسولً فقد كذّب جميع الرسل
الذين من قبله .هم كذّبوا نوحا ومن قبله لنهم أنكروا مبدأ الرسالة .الرسل من حيث المعنى لنه هو رسول مبلّغ عن ربه منبّه على وجود رسل
من قبله فإذا كذّبوه فقد كذّبوه بذاته وكذّبوا من نسب إليهم الرسالة لنه ينسب االرسالة إليهم فإذا قيل هو كاذب فهو كاذب بكل قوله ومن ضمن
قوله أنه هناك رسل من قبلي فكذبوا بهم جميعا ،وإشارة إلى إرتباط الرسل كأنهم جميعا قافلة واحدة من كذّب واحدا منهم فقد كذّب الجميع.
آية (:)123
*انظر آية (.)105
آية (:)141
*انظر آية (.)105
آية (:)160
*انظر آية (.)105
*كَل النَبياء كانوا يدعون إلى التوحيَد أمَا لوط فدعَا إلى ترك الفاحشَة أول ً فلماذا؟ (د.فاضَل
السامرائى)
هذا الكلم فيه نظر لن أيضا سيدنا لوط وإن في مواطن ذكر الفاحشة وإنما في مواطن أخرى يبدأ بالتوحيد كباقي النبياء كما في سورة
ن ( )162فَاتّقُوان (ِ )160إذْ قَالَ َلهُمْ َأخُوهُ ْم لُوطٌ أَلَا تَتّقُونَ (ِ )161إنّي َلكُ ْم رَسُولٌ َأمِي ٌ ت قَ ْومُ لُوطٍ ا ْل ُمرْسَلِي َ
الشعراء يبتدئ بما بدأوا به تماما ( َكذّبَ ْ
ن ( ))164كل النبياء الذين ورد ذكرهم في سورة الشعراء جرٍ إِنْ أَجْ ِريَ إِلّا عَلَى َربّ ا ْلعَاَلمِي َ عَليْهِ مِنْ أَ ْن (َ )163ومَا َأسْأَُل ُكمْ َ
اللّهَ وَأَطِيعُو ِ
يدعون بهذه الدعوة بل استثناء ثمود ونوح وعاد فهو ذكرهم لكن هو في مواطن كثيرة يذكّر بالفاحشة التي فعلوها والتي ما سبقهم بها أحد من
العالمين أبدا وإنما اخترعوها فبدأ بهذه الفاحشة المنكرة العظيمة لنه لم يسبق مثلها وسيكونون سنة سيئة لمن بعدهم يتحملون وزرها ويسألون
عنها "ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"
آية :)176(-
*انظر آية (.)105
آية (:)177
صفوا بالخوة (أخوهَم هود وأخوهَم لوط *ذكَر تعالى فَي آيَة سَورة الشعراء هود ولوط وصَالح وَُ ِ
ْ َ ْ ََ َ
ن{
سَلِي َ ب اليْكَةِ ال ُ
مْر َ حا ُ
ص َ
بأ ْ وأخوهَم صَالح) أمَا أصَحاب اليكَة فقال شعيَب بدون أخيهَم (كَذ َّ َ
َ
ن {)}177؟ ب أَل تَتَّقُو َ
شعَي ْ ٌ ل لَهُ ْ
م ُ }176إِذ ْ قَا َ
د.فاضل السامرائى:
عُبدُواْ اللّهَ
ل يَا قَوْمِ ا ْ
ش َعيْبا قَا َ
شعيب ليس من أصحاب اليكة وإنما هو من مدين لذا قال في آية سورة هود أخوهم شعيب (وَإِلَى َم ْديَنَ َأخَا ُهمْ ُ
ط { )}84وشعيب أُرسِل إلى قومين ب يَوْ ٍم مّحِي ٍ
عذَا َ
ف عََل ْيكُ ْم َ
خيْرٍ وَِإنّيَ أَخَا ُ
ل وَا ْلمِيزَانَ ِإنّيَ أَرَاكُم بِ َ
ل تَنقُصُو ْا ا ْل ِمكْيَا َ
غيْرُهُ َو َ
مَا َلكُم مّنْ ِإلَـ ٍه َ
مدين وأصحاب اليكة .أما الباقون من النبياء فهم من نفس القوم فوصفهم بالخوة . .والشيء بالشيء يُذكر لم يرد في القرآن مرة وإذ قال
عيسى لقومه لكنه يقولها مع موسى أحيانا واحيانا ل يقولها وذلك لن عيسى ليس له أب فيهم والقوم يُنتسب إليهم بالبوة فيخاطبهم با بني
اسرائيل فلم يخاطبهم مرة بيا قوم ولم يوصف بالخوة.
د.حسام النعيمى:
مراجعة اليات توصلنا إلى شيء أنه حيثما ُذكِرت الرسالة وأن شعيبا مرسل إلى قومه يقول أخوهم .يذكر الخوّة عندما يتحدث عن الرسالة
كأنما فيها إشارة إلى أن واجبه معهم ورعايته لهم هو أخوهم يريد لهم الخير .وإذا لم يذكر الرسالة ل يقل أخوهم .لحظ اليات هذه القاعدة
العامة حيثما ذكر الرسال قال (أخاهم) وفي غير ذلك ذكر السم مجرّدا.
الرسال ُذكِر في ثلثة مواضع كما ذكره محمد فؤاد عبد الباقي (المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم):
غيْرُ ُه َقدْ جَا َء ْتكُ ْم بَ ّينَةٌ مِنْ َرّبكُ ْم َفأَ ْوفُوا ا ْل َكيْلَ وَا ْلمِيزَانَ وَلَا عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ إِلَ ٍه َ ل يَا َقوْمِ ا ْ (.1وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ
ش َع ْيبًا قَا َ
ن ( )85العراف) خيْرٌ َل ُكمْ إِنْ ُك ْنتُ ْم مُ ْؤ ِمنِي َ
حهَا ذَِلكُمْ َ سدُوا فِي ا ْلأَ ْرضِ َب ْعدَ ِإصْلَا ِ شيَاءَهُمْ وَلَا تُفْ ِ س أَ َْتبْخَسُوا النّا َ
خيْرٍ وَِإنّي غيْرُهُ وَلَا َتنْقُصُوا ا ْل ِمكْيَالَ وَا ْلمِيزَانَ ِإنّي أَرَاكُ ْم بِ َ عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ إِلَ ٍه َ ل يَا َقوْمِ ا ْ (.2وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ
ش َع ْيبًا قَا َ
ب يَ ْومٍ ُمحِيطٍ ( )84هود) عذَا َ ف عََل ْيكُمْ َ َأخَا ُ
ن ( )36العنكبوت) سدِي َ
ض ُمفْ ِ خرَ وَلَا َت ْعثَوْا فِي ا ْلأَرْ ِ عُبدُوا اللّهَ وَارْجُوا ا ْليَوْمَ ا ْلآَ ِ ل يَا قَوْمِ ا ْ (.3وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ
ش َع ْيبًا فَقَا َ
وفي ثمانية مواضع لم يُذكر الرسال فذكر السم مجرّدا:
ن فِي مِّل ِتنَا قَالَ َأوَلَ ْو ُكنّان قَ ْر َي ِتنَا أَوْ َل َتعُودُ ّش َعيْبُ وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َم َعكَ مِ ْ جّنكَ يَا ُ خرِ َ س َت ْكبَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ َلنُ ْ (.1قَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِينَ ا ْ
كَارِهِينَ ( )88العراف)
ن ( )90العراف) ش َع ْيبًا ِإّنكُمْ ِإذًا َلخَاسِرُو َ ن ا ّتبَ ْعتُ ْم ُن كَفَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ َلئِ ِ َ (.2وقَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِي َ
سرِينَ ( )92العراف) شعَ ْيبًا كَانُوا ُهمُ الْخَا ِ شعَ ْيبًا كَأَنْ َل ْم َيغْنَوْا فِيهَا اّلذِينَ َك ّذبُوا ُ (.3اّلذِينَ َك ّذبُوا ُ
ت الْحَلِي ُم الرّشِيدُ ()87 ل فِي َأمْوَاِلنَا مَا نَشَاءُ ِإّنكَ لََأنْ َ ن نَ ْفعَ َك مَا َيعْ ُبدُ َآبَا ُؤنَا أَوْ أَ ْ ن َنتْ ُر َ ش َعيْبُ أَصَلَا ُتكَ تَ ْأ ُم ُركَ أَ ْ (.4قَالُوا يَا ُ
هود)
ت عََل ْينَا بِعَزِي ٍز ( )91هود) جمْنَاكَ َومَا َأنْ َ طكَ لَ َر َضعِيفًا َولَوْلَا رَهْ ُ ك فِينَا َ ش َعيْبُ مَا نَفْقَ ُه َكثِيرًا ِممّا تَقُولُ َوِإنّا َلنَرَا َ (.5قَالُوا يَا ُ
صبَحُوا فِي دِيَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ ( صيْحَ ُة َفأَ ْ ظَلمُوا ال ّ خذَتِ اّلذِينَ َ حمَةٍ ِمنّا َوأَ َ ش َع ْيبًا وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َمعَهُ بِ َر ْ ج ْينَا ُ(.6وََلمّا جَاءَ َأمْ ُرنَا نَ ّ
)94هود)
ن ( )177الشعراء) شعَيْبٌ أَلَا َتتّقُو َ ِ(.7إ ْذ قَالَ َلهُ ْم ُ
ليس في هذه المواضع كلم عن الرسالة فهنا هذه اليات الثماني ليس فيها ذكر للرسالة فليس فيها ذكر للخوّة وهذا مضطرد في القرآن .لما
نجد شيئا مضطردا وهو يتنزل منجما فهذا من دلئل النبوة نبوة محمد .
آية (:)189
َُ
ب يَوْم ِ الظ ّل ّةِ ( ))189لشعراء ؟ولم *ما دللة استخدام لفظ الظُلّة في قوله تعالى ( فَأ َ َ
خذَهُ ْ
م عَذ َا ُ
اختلفت مصطلحات العذاب :الصيحة ،الرجفة؟(د.حسام النعيمى)
قوم شعيب هل عوقبوا بيوم الظُلّة أو بالصيحة أوعوقبوا بالرجفة؟ ل يمنع أن يكون في وقت واحد اجتمعت عليهم حالة مجزّأة يعني أن يأتي
هذا العارض الذي يظنونه مطرا ثم ينزل عليهم صوتا أو نارا أو ما أشبه ذلك ثم تكون هناك هزة أو رجفة في الرض وفي كل موضع يختار
لفظة معينة .نحن عندنا بيان حتى يكون هناك تعجب أواستفهام للسؤال لما يقول في مكان أنه أغرقهم وفي مكان أنه أخذتهم الرجفة لن
الغراق غير الرجفة لكن هذه ممكن أن تكون صورة كاملة متكاملة أنه جاءت غمامة ظاهرها أنها ممطرة ثم كان فيها نار واهتزت الرض ثم
سمع صوت كأنه صوت انفجار بركان وصوت شديد بحيث الن الدراسات الصوتية تقول يمكن للصوت أن يمزّق جسم النسان وصارت
ن(ت مِنَ الصّا ِدقِي َ ن ُكنْ َ سمَاءِ إِ ْ
سفًا مِنَ ال ّ
ط عََل ْينَا كِ َ
الصوات تستعمل للتعذيب .أُنظر مثلً أصحاب اليكة هم قوم شعيب لما يقولون لشعيب (فََأسْقِ ْ
ج ِر َمنّكُمْ
ب يَوْمِ الظّلّةِ) لن كسف السماء يناسب ذكر الظُلّة .لمّا في مكان آخر يحذّرهم ( َويَا قَ ْومِ لَا يَ ْ عذَا ُ )187الشعراء) الية تقول (فََأ َ
خذَهُ ْم َ
ط ِم ْنكُ ْم بِ َبعِي ٍد ( )89هود) ومن جملة من ذكرهم قوم صالح ل مَا َأصَابَ َقوْ َم نُوحٍ أَ ْو قَ ْو َم هُودٍ َأ ْو قَوْمَ صَالِحٍ َومَا قَ ْومُ لُو ٍ ن يُصِيبَكُ ْم ِمثْ ُ شِقَاقِي أَ ْ
صبَحُوا فِي ِديَارِ ِهمْ جَاثِمِينَ ( )94هود) للمناسبة .الية الكريمة في صيْحَ ُة فََأ ْ خذَتِ اّلذِينَ ظََلمُوا ال ّ الذين عوقبوا بالصيحة قال عن قوم شعيب (وََأ َ
ض َومِ ْنهُ ْم مَنْ أَغْ َر ْقنَا َومَا كَانَ صيْحَةُ َو ِم ْنهُ ْم مَنْ خَسَ ْفنَا بِهِ ا ْلأَرْ َ
خ َذتْهُ ال ّصبًا َو ِم ْنهُ ْم مَنْ أَ َ
خ ْذنَا بِ َذ ْنبِهِ َف ِم ْنهُمْ مَنْ َأرْسَ ْلنَا عََليْهِ حَا ِ
الكلم العام ( َفكُلّا أَ َ
س ُه ْم يَظِْلمُونَ ( )40العنكبوت) يمكن أن يجمع أكثر من صورة فتستعمل الكلمة الملئمة للسياق .الصيحة صوت قوي ن كَانُوا َأنْفُ َ اللّهُ ِليَظِْل َمهُمْ وََلكِ ْ
عقَ
ل الصّوَا ِ بحيث آذاهم أذى شديدا وكان جزءا من العقاب .الرجفة هي اهتزاز الرض والصاعقة هي فعلً الصاعقة التي تنزل عليهم ( َويُرْسِ ُ
ل ( )13الرعد) لكن ل يمنع أن تجتمع الحالت هذه في وضع واحد في أمر واحد. شدِيدُ ا ْل ِمحَا ِ
ن يَشَاءُ وَهُ ْم يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُ َو َ ب ِبهَا مَ ْ َفيُصِي ُ
آية (:)197
*ما الفرق بين علماء وعالمون؟(د.أحمدالكبيسى)
الفرق بين كل جمع تكسير وجمع مذكر سالم أن جمع المذكر السالم أشرف وأكرم وأعلى من جمع التكسير .يعني فرق بين طلب وطالبون
ل نَضْ ِر ُبهَا طلب كلهم خلط زين على شين مثل خضرة آخر الليل لكن الطالبون النبهاء وال قال ( َو ُكنّا بِ ِه عَاِلمِينَ ﴿ ﴾51النبياء) ( َوتِ ْلكَ ا ْلَأمْثَا ُ
عبَادِهِ ا ْلعَُلمَاءُ ﴿ ﴾28فاطر) (أَوََل ْم َيكُنْ َلهُمْ َآيَةً أَ ْ
ن َيعَْلمَهُ لِلنّاسِ َومَا َيعْقُِلهَا إِلّا ا ْلعَاِلمُونَ ﴿ ﴾43العنكبوت) جمع مذكر سالم (ِإّنمَا َيخْشَى اللّ َه مِنْ ِ
ل ﴿ ﴾197الشعراء) عندنا علماء وعالمون ،العلماء صغارهم وكبارهم وطلب العلم كل من يشتغل بالعلم -كما تعرفون الن عَُلمَا ُء َبنِي إِسْرَائِي َ
في واقعنا الحالي -ليس العلماء على نسقٍ واحد هناك الصغير والمبتدئ والجديد هناك عاقل هناك حفاظ هناك دراخ هناك من ل يفكر وهناك
من يفكر خليط فلما تقول عالمون ل ،هؤلء قمم مجتهدون أصحاب نظريات ( َومَا َيعْقُِلهَا ِإلّا ا ْلعَاِلمُونَ) وحينئذٍ كل ما جئت به في لغتنا وفي
القرآن الكريم جمع التكسير شامل يشمل الزين والشين وبعضه يفضل بعضه ،لكن لما جمع مذكر سالم ل ،القمم يعني عندما تجمع أبو حنيفة
والشافعي ومالك وأحمد وجعفر الصادق والباقر وابن حزم الخ وتسميهم علماء! ل ،هؤلء عالمون ،هناك عموم الشيء وهناك خصوصهم .
آية (:)200
* مََا الفرق بيََن قوله تعالى (كذلك سََلكناه) فََي سََورة الشعراء و(كذلك نسََلكه) فََي سََورة
الحجر؟ (د.فاضل السامرائى)
ج ِرمِينَ ( ))12ننظر ج ِرمِينَ ( ))200وقال في سورة الحجر ( َكذَِلكَ نَسُْلكُهُ فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ ك سََل ْكنَاهُ فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ قال تعالى في سورة الشعراء (كَذَِل َ
ن َقبِْلكَفي السياق الذي وردت فيه اليتين في السورتين :في سورة الحجر السياق في استمرار الرسل وتعاقبهم من قوله تعالى (وََل َقدْ َأرْسَ ْلنَا مِ ْ
ن ( ))12فجاء بالفعب الذي يدل على ج ِرمِي َن (َ )11كذَِلكَ نَسُْلكُ ُه فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ شيَعِ الْأَوّلِينَ (َ )10ومَا يَ ْأتِيهِ ْم مِنْ َرسُولٍ إِلّا كَانُوا بِهِ يَ ْ
س َتهْ ِزئُو َ فِي ِ
ن( الستمرار وهو الفعل المضارع .بينما في سورة الشعراء السياق في الكلم عن الرسول وحده من قوله تعالى (وَِإنّهُ َلتَنْزِيلُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ
ن ( )196أَوََل ْم َي ُكنْ ن ( )195وَِإنّهُ لَفِي ُزبُرِ ا ْلأَوّلِي َ ي ُمبِي ٍ ن ( )194بِلِسَانٍ َ
ع َربِ ّ ن مِنَ ا ْل ُمنْذِرِي َ ن ( )193عَلَى قَ ْل ِبكَ ِل َتكُو َ ل بِهِ الرّوحُ ا ْلَأمِي ُ )192نَزَ َ
جمِينَ (َ )198فقَرَأَ ُه عََل ْيهِ ْم مَا كَانُوا بِهِ مُ ْؤ ِمنِينَ (َ )199كذَِلكَ سََل ْكنَا ُه فِي سرَائِيلَ ( )197وَلَ ْو نَزّ ْلنَا ُه عَلَى َبعْضِ ا ْلأَعْ َ عَلمَا ُء َبنِي إِ ْ
ن َيعَْلمَهُ َُل ُهمْ َآيَةً أَ ْ
ن ( ))200والسورة كلها أحداث ماضية والية موضع السؤال تدل على حدث واحد معيّن ماضي فجاء بالفعل الماضي. ج ِرمِي َقُلُوبِ ا ْلمُ ْ
آية (:)210
َ
مطَهَُّرو ََ
ن ( ))79الواقعَة)نافيَة أم ناهيَة؟ (د.فاضَل ه إ ِ ّل ال ْ ُ * مَا دللة (ل)فَي قوله تعالى (َل ي َ َ
م َُّ
س ُ
السامرائى)
من حيث اللغة قوله تعالى (ل يمسّه) بالضمّ :ل :نافية لنها لو كانت ناهية تكون جازمة ويجب أن يكون الفعل بعدها إما يمسّه بالفتح أو يمسسه
ت بِهِ
بفك الدغام كما يف قوله تعالى (لم يمسسني بشر) .الكفار قالوا أن هذا القرآن تتنزل به الشياطين فردّ ال تعالى عليهم في قوله ( َومَا َتنَزّلَ ْ
ن ( ))79ردا على هؤلء أن القرآن ن ( )211الشعراء) ثم جاءت هذه الية (لَا َيمَسّهُ إِلّا ا ْلمُ َ
طهّرُو َ ن (َ )210ومَا َينْ َبغِي َلهُمْ َومَا يَ ْ
ستَطِيعُو َ شيَاطِي ُ
ال ّ
ل يمكن للشياطين أن تصل إليه .وطالما أن الية جاءت بالفعل يمسّه مرفوعا فهذا دليل على أن (ل) نافية .وقد يقال من ناحية الدللة أنه
يجوز في النحو ومن الناحية البلغية أن يخرج النفي إلى النهي لكن (ل) في هذه الية نافية في العراب قطعا ول يمكن أن تكون ناهية بدليل
حركة الفعل بعدها.
آية (:)214
*هل النذار خاص بالكافرين في القرآن؟ (د.فاضل السامرائى)
النذار في القرآن الكريم ل يكون خاصا للكفار والمنافقين وقد يأتي النذار للمؤمنين والكافرين .والنذار للمؤمن ليس فيه توعد فهو للمؤمنين
حمَن بِا ْل َغيْبِ َفبَشّرْ ُه ِبمَغْ ِفرَةٍ وََأجْ ٍر كَرِيمٍ
شيَ الرّ ْ تخويف حتى يقوم المؤمن بما ينبغي أن يقوم به كما في قوله تعالى (ِإّنمَا تُنذِرُ مَنِ ا ّتبَ َع ال ّذكْرَ وَخَ ِ
ن { }214الشعراء) (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ { }11يس) وهذا ليس فيه تخصيص لمؤمن أو كافر .وقد يأتي النذار للمؤمنين (وَأَنذِرْ عَشِي َر َتكَ الَْأقْ َربِي َ
شوْنَ َرّبهُم بِال َغيْبِ وََأقَامُوا الصّلَاةَ َومَن تَ َزكّى فَِإّنمَا ن ذَا قُ ْربَى ِإّنمَا تُنذِرُ اّلذِينَ يَخْ َ يءٌ وَلَ ْو كَا َ
ل ِمنْهُ شَ ْ حمَ ْ
حمِْلهَا لَا يُ ْ ِوزْرَ ُأخْرَى َوإِن َت ْدعُ ُمثْقَلَةٌ ِإلَى ِ
جلٍل اّلذِينَ ظََلمُواْ َرّبنَا َأخّ ْرنَا إِلَى أَ َ
ب َفيَقُو ُ َيتَ َزكّى ِلنَ ْفسِهِ وَإِلَى اللّهِ ا ْلمَصِي ُر {}18فاطر) وقد يكون للناس جميعا ( َوأَنذِرِ النّا َ
س يَوْ َم يَ ْأتِيهِمُ ا ْل َعذَا ُ
ل { }44ابراهيم) ( َوأَنذِرْ بِهِ اّلذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى َربّهِمْ ل مَا َلكُم مّن زَوَا ٍ س ْمتُم مّن َقبْ ُ
ب دَعْ َوتَكَ َو َنّتبِعِ الرّسُلَ أَ َولَ ْم َتكُونُواْ َأقْ َ
قَرِيبٍ نّجِ ْ
شفِيعٌ ّلعَّلهُ ْم يَتّقُونَ {}51النعام). س َلهُم مّن دُونِهِ وَلِيّ َولَ َ َليْ َ
آية (:)221
مَلئِك َ ُ ل ال َّ *(هَ ْ ُ
من
ن َربِّهِم ِّ ة َوالُّرو ُ
ح فِيهَا بِإِذ ْ ِ ل ال ْ َ
ن ( )221الشعراء) (تَنََّز ُ
شيَاطِي ُ م عَلَى َ
من تَنََّز ُ ل أنَبِّئُك ُ ْ
مرٍ ( )4القدر) كيََف تنزل الشياطيََن؟ الشياطيََن تسََتمع وتتنزل على الكهنََة( .د.فاضََل كُ ّ َ
لأ ْ ِ
السامرائى)
صدًا ( )9الجن) شهَابًا رّ َ
جدْ لَهُ ِس َتمِعِ الْآنَ َي ِ
سمْ ِع َفمَن يَ ْ
عدَ لِل ّ
لماذا ل تنزل الشياطين؟ كانوا يذهبون إلى السماء فيستمعون (وََأنّا ُكنّا نَ ْق ُعدُ ِم ْنهَا مَقَا ِ
ل عَلَى كُلّ َأفّاكٍ َأثِي ٍم (ن (َ )221تنَزّ ُ شيَاطِي ُ ل ال ّ
كانوا يستمعون شيئا من الغيب فينزل وينقر في أذن الكاهن هذا المراد (هَلْ ُأ َنّبُئكُمْ عَلَى مَن َتنَزّ ُ
)222الشعراء) واستعمل الفعل نفسه مع الملئكة ومع المطر المهم أنه يأتي من فوق .تنزّل ليس مرة واحد وإنما فيها التدرج والستمرار
لنهم موجودين في كل زمن وليس في زمن واحد .يمكن استخدام نفس الفعل مع الملئكة والشياطين.
* لماذا الختلف فَي التعَبير فَي قصَة ابراهيَم فَي سَورة الصَافات (ماذا تعبدون) وفَي سَورة
الشعراء (ما تعبدون)؟ (د.فاضل السامرائى)
في الولى استعمال (ماذا) أقوى لن ابراهيم لم يكن ينتظر جوابا من قومه فجاءت الية بعدها (فما ظنكم برب العالمين) ،أما في الشعراء
فالسياق سياق حوار فجاء الرد (قالوا نعبد أصناما) .إذن (من ذا) و(ماذا) أقوى من (من) و(ما).
تم بح مد ال وفضله ترت يب هذه اللم سات البيان ية في سورة الشعراء ك ما تف ضل ب ها الدكتور فا ضل صالح ال سامرائي والدكتور ح سام النعي مى
زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وإضافة بعض اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر الرناؤوط
ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان. فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ..فما كان من فض ٍ
أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو
الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة .وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن
الخاتمة ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة.