Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 11

‫سورة الشعراء‬

‫*تناسب خواتيم الفرقان مع فواتح الشعراء*‬


‫ف َيكُونُ لِزَامًا (‪ ))77‬يعني العذاب يلزمهم وقال في بداية الشعراء‬ ‫ل مَا َي ْعبَُأ ِبكُمْ َربّي لَوْلَا دُعَا ُؤكُ ْم فَ َق ْد َكذّ ْبتُ ْم فَسَوْ َ‬ ‫آخر الفرقان قال تعالى‪(:‬قُ ْ‬
‫ل عََل ْيهِمْ‬‫ن نَشَ ْأ ُننَزّ ْ‬ ‫ن (‪ )3‬إِ ْ‬ ‫سكَ أَلّا َيكُونُوا مُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫ك بَاخِ ٌع نَ ْف َ‬ ‫ن (‪ ))6‬التكذيب للمخاطبين والقدامى (َلعَّل َ‬ ‫س َتهْ ِزئُو َ‬
‫سيَ ْأتِيهِمْ َأ ْنبَا ُء مَا كَانُوا بِهِ يَ ْ‬‫(فَ َق ْد َكذّبُوا فَ َ‬
‫عنْ ُه ُمعْرِضِينَ (‪ )5‬فَ َق ْد كَ ّذبُوا فَ َ‬
‫سيَ ْأتِيهِمْ َأ ْنبَا ُء مَا‬ ‫حدَثٍ إِلّا كَانُوا َ‬ ‫حمَنِ مُ ْ‬‫ن (‪َ )4‬ومَا يَ ْأتِيهِ ْم مِنْ ِذكْ ٍر مِنَ الرّ ْ‬ ‫ضعِي َ‬ ‫عنَا ُقهُمْ َلهَا خَا ِ‬ ‫سمَاءِ َآيَ ًة فَظَلّتْ أَ ْ‬ ‫مِنَ ال ّ‬
‫ف َيكُونُ ِلزَامًا (‪ ))77‬يعني سيكون العذاب حقا عليكم ولزاما عليكم‪،‬‬ ‫سوْ َ‬ ‫ل مَا َيعْبَُأ ِبكُمْ َربّي َلوْلَا دُعَا ُؤكُ ْم َف َقدْ َك ّذبْتُ ْم فَ َ‬ ‫س َتهْ ِزئُونَ (‪( ))6‬قُ ْ‬ ‫كَانُوا بِ ِه يَ ْ‬
‫س َتهْ ِزئُونَ (‪ ))6‬تهديد‪ .‬الخطاب للفئتين‬ ‫سيَ ْأتِيهِمْ َأ ْنبَا ُء مَا كَانُوا بِ ِه يَ ْ‬‫عنْ ُه ُمعْرِضِينَ (‪ )5‬فَ َق ْد كَ ّذبُوا فَ َ‬ ‫حدَثٍ ِإلّا كَانُوا َ‬ ‫حمَنِ مُ ْ‬ ‫( َومَا يَ ْأتِيهِ ْم مِنْ ِذكْ ٍر مِنَ الرّ ْ‬
‫ف َيكُونُ ِلزَامًا (‪ ))77‬وفي الشعراء‬ ‫لكن يجمعها صفة واحدة وهو التكذيب والتهديد في الفرقان (قُلْ مَا يَ ْعبَُأ ِبكُمْ َربّي لَ ْولَا دُعَا ُؤكُ ْم َف َقدْ َكذّ ْبتُ ْم فَسَ ْو َ‬
‫ن (‪ ))6‬وفي السورتين إقرار بأنهم كذبوا‪ .‬في آخر الفرقان ذكر عباد الرحمن (وَ ِ‬
‫عبَادُ‬ ‫س َتهْ ِزئُو َ‬‫سيَ ْأتِيهِمْ َأ ْنبَا ُء مَا كَانُوا بِهِ يَ ْ‬
‫نفس الشيء (فَ َق ْد َكذّبُوا فَ َ‬
‫سلَامًا (‪ ))63‬وفي الشعراء ذكر المكذبين فاستوفى الخلق (َلعَّلكَ بَاخِعٌ‬ ‫ن قَالُوا َ‬ ‫ط َبهُمُ ا ْلجَاهِلُو َ‬ ‫ض هَ ْونًا وَِإذَا خَا َ‬ ‫ن عَلَى الَْأرْ ِ‬ ‫حمَنِ اّلذِينَ َيمْشُو َ‬ ‫الرّ ْ‬
‫ن (‪ ))3‬استوفى الخلق الصالح والطالح عباد الرحمن والكافرين‪ .‬في سورة واحدة قد يذكر الصنفين ويقولون كأنما‬ ‫سكَ أَلّا َيكُونُوا مُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫نَ ْف َ‬
‫الشعراء استكمال لما ذكر في الفرقان‪.‬‬
‫**هدف السورة‪ :‬أسلوب تبليغ رسالة الله تعالى**‬
‫السورة مكيّة وقد عالجت أمرا هاما نحن بأمسّ الحاجة إلى فهمه في عصرنا هذا‪ ،‬فاليات في السورة تتحدث عن أساليب توصيل الرسالة‬
‫بأحسن الوسائل الممكنة والجتهاد في إيجاد الوسيلة المناسبة في كل زمان ومكان‪ .‬بمعنى آخر السورة هي بمثابة رسالة إلى العلميين خاصة‬
‫ل نبي كان يتميّز بأسلوب خاص به في حواره‬ ‫في كل زمن وعصر وللمسلمين بشكل عام‪ .‬والسورة ركّزت على حوار النبياء مع أقوامهم فك ّ‬
‫مع قومه مختلف عن غيره من النبياء وهذا دليل أن لكل عصر أسلوب دعوي خاص فيه يعتمد على الناس أنفسهم وعلى وسائط الدعوة‬
‫المتوفرة في أي عصر من العصور وعلى مؤهلت الداعية وإمكانياته‪.‬‬
‫والسورة تتحدث عن العلم والشعراء الذين هم رمز العلم خاصة في عصر النبي كان شعراء السلم وسيلة تأثير هامّة في المجتمع‬
‫آنذاك خاصة أن العرب كانوا أهل شعر وفصاحة فكانت هذه الوسيلة تخاطب عقولهم بطريقة خاصة‪ .‬أما في عصر موسى فكان السحر هو‬
‫المنتشر فجاءت حجة موسى بالسحر الذي يعرفه أهل ذلك العصر جيدا وهكذا على م ّر العصور والزمان‪ .‬وفي كل العصور فإن وسيلة‬
‫العلم سلح ذو حدين قد تستخدم للهداية (كسحر موسى وشعراء السلم) وقد تستخدم للغواية والضلل والضلل (كسحرة فرعون وشعراء‬
‫قريش الكفّار)‪.‬‬
‫سميّت السورة بالشعراء كما أسلفنا لن الشعراء في عصر النبّوة كانوا من أحد وسائل العلم ولم يكونوا جميعا كما وصفتهم الية ‪226‬‬
‫عمِلُوا الصّاِلحَاتِ َو َذكَرُوا اللّ َه َكثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن َبعْ ِد مَا‬
‫ن مَا لَا يَ ْفعَلُونَ) يقولون ما ل يفعلون إنما كان منهم (إِلّا اّلذِينَ آ َمنُوا وَ َ‬ ‫(وََأّنهُ ْم يَقُولُو َ‬
‫ب يَنقَِلبُونَ ) آية ‪ 227‬وسيلة للدعوة والهداية‪.‬‬ ‫ي مُنقََل ٍ‬
‫س َيعْلَمُ اّلذِينَ ظََلمُوا أَ ّ‬
‫ظِلمُوا وَ َ‬‫ُ‬
‫وقد ختمت السورة كما ابتدأت بالرد على افتراء المشركين على القرآن الذي أنزله ال تعالى هداية للخلق وشفاء لمراض النسانية‪.‬‬

‫***من اللمسات البيانية فى سورة الشعراء***‬


‫آية (‪:)4‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )4‬الشعراء) ولم يقََل‬
‫ضعِي ََ‬ ‫م لَهََا َ‬
‫خا ِ‬ ‫*مََا دللة اسََتخدام خاضعيََن فََي اليََة (فَظَل َّ ْ‬
‫ت أعْنَاقُهَُ ْ‬
‫خاضعة ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عندنا حكم نحوي أنه قد يكتسب المضاف من المضاف إليه التذكير أو التأنيث بشروط منها أن يكون المضاف صالحا للحذف وإقامة المضاف‬
‫ضعِينَ (‪ )4‬الشعراء) لم يقل‬
‫عنَا ُقهُ ْم َلهَا خَا ِ‬
‫إليه مقامه أو يكون المضاف كل المضاف إليه أو بعضه‪ .‬في اللغة أمثلة كثيرة قال تعالى (فَظَلّتْ أَ ْ‬
‫خاضعة جعل الخضوع للمضاف إليه (خاضعين) هذا يجوز لن هذا جزء‪ ،‬العناق جزء من النسان‪ .‬ومن الشواهد النحوية‪( :‬كما شرقت‬
‫صدر القناة من الدم) الصدر مذكر وشرقت مؤنثة لن القناة مؤنثة والصدر جزء‪.‬‬

‫آية ( ‪:)10‬‬
‫*(إذ) في الية ما دللتها؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫للتوكيد بمعنى‪ :‬أُذكر هذا المر‪( .‬إذ) تأتي دائما بمعنى أُذكر كذا لنه أحيانا تكون في البداية كما قلت بالنسبة لموسى (طسم (‪ )1‬تِ ْلكَ َآيَا ُ‬
‫ت‬
‫ضعِينَ (‪ )4‬الشعراء) لما‬ ‫عنَا ُقهُمْ َلهَا خَا ِ‬
‫سمَا ِء َآيَةً فَظَلّتْ أَ ْ‬
‫ل عََل ْيهِمْ مِنَ ال ّ‬ ‫سكَ أَلّا َيكُونُوا مُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )3‬إِنْ نَ َ‬
‫ش ْأ ُننَزّ ْ‬ ‫ا ْلكِتَابِ ا ْل ُمبِينِ (‪َ )2‬لعَّلكَ بَاخِ ٌع نَفْ َ‬
‫ت الْقَ ْومَ الظّاِلمِينَ (‪ ))10‬واذكر هذا المر‪.‬‬ ‫ن ائْ ِ‬ ‫انتهى من هذا المشهد السماوي بدأ (وَِإ ْذ نَادَى َرّبكَ مُوسَى أَ ِ‬
‫آية (‪:)16‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫ن فَقُوَل إِن َّا َر ُ‬
‫سو ُ‬
‫ل َر ِّ‬ ‫سوَل َرب ِّ َ‬
‫ك (‪ )47‬طه) (فَأتِي َا فِْرعَو ْ َ‬ ‫*ما الفرق بين اليتين (فَأتِيَا هُ فَقُوَل إِن َّا َر ُ‬
‫ن (‪ )16‬الشعراء)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫الْعَال َ ِ‬
‫مي َ‬
‫ل كلمة رسول في اللغة‬ ‫ن (‪ )46‬الزخرف)‪ .‬السؤال أثير عدة مرات وأجبنا عنه ونحيب عنه الن‪ .‬أو ً‬ ‫ومرة قال (فَقَالَ ِإنّي َرسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫ص ِم (‪ )21‬ص)‪ ،‬ضيف تأتي مفرد‬ ‫ك نَبَُأ الْخَ ْ‬‫تأتي للمفرد والمثنى والجمع والمصدر‪ ،‬عندنا كلمات مثل خصم تأتي مفرد وتأتي جمع (وَ َهلْ َأتَا َ‬
‫ظهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النّسَاء (‬ ‫ن (‪ )68‬الحجر)‪ ،‬طفل تأتي مفرد وتأتي جمع (أَوِ الطّفْلِ اّلذِينَ لَ ْم يَ ْ‬ ‫ل تَ ْفضَحُو ِ‬ ‫ضيْفِي فَ َ‬ ‫ن هَؤُلء َ‬ ‫وتأتي جمع (قَالَ إِ ّ‬
‫‪ )31‬النور)‪ .‬إذن كلمة رسول في اللغة تأتي للمفرد والجمع والمثنى‪ .‬هنالك كلمات تأتي للمفرد والجمع مثل كلمة بشر تأتي للمفرد والجمع‬
‫ق (‪ )18‬المائدة)‪ .‬كلمة رسول‬ ‫شرٌ ّممّنْ خََل َ‬ ‫ش َريْنِ ِمثِْلنَا (‪ )47‬المؤمنون) (بَلْ أَنتُم بَ َ‬ ‫حدًا ّنّتبِعُ ُه (‪ )24‬القمر) ( َفقَالُوا َأنُ ْؤمِنُ ِلبَ َ‬ ‫شرًا ّمنّا وَا ِ‬ ‫(فَقَالُوا َأبَ َ‬
‫تأتي مفرد ومثنى وجمع ومصدر يمكن أن نقول هذا رسول وهذان رسول وهؤلء رسول فهي من الكلمات التي في اللغة قد تكون للمفرد‬
‫والمثنى والجمع والمصدر بمعنى رسالة إذن من حيث اللغة ل اشكال في السؤال‪ .‬لكن يبقى السؤال لماذا الختلف؟ في الشعراء قال (إنا‬
‫رسول)‪ ،‬في طه (إنا رسول)‪ ،‬في الزخرف (إني رسول)‪ .‬في الشعراء ورد ذكر لهارون مع موسى لكن أكثر الشيء مبني على الوحدة ل على‬
‫سلْ إِلَى هَارُونَ‬ ‫صدْرِي وَلَا َينْطَلِقُ ِلسَانِي َفأَرْ ِ‬ ‫ن ُيكَ ّذبُونِ (‪َ )12‬ويَضِيقُ َ‬ ‫التثنية‪ .‬قال تعالى على لسان موسى في الشعراء (قَالَ رَبّ ِإنّي أَخَافُ أَ ْ‬
‫ن (‪)16‬‬ ‫ن فَقُولَا ِإنّا َرسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫ن (‪َ )15‬ف ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ‬ ‫ن (‪ )14‬قَالَ كَلّا فَاذْ َهبَا بَِآيَا ِتنَا ِإنّا َم َعكُ ْم مُ ْ‬
‫س َتمِعُو َ‬ ‫ن يَ ْقتُلُو ِ‬
‫ب فََأخَافُ أَ ْ‬ ‫ي َذنْ ٌ‬ ‫(‪ )13‬وََلهُ ْم عَلَ ّ‬
‫ل (‪ ))17‬ثم ينطلق الكلم للمفرد موسى فقط والنقاش مع فرعون من موسى فقط (قَالَ أََل ْم نُ َرّبكَ فِينَا وَلِيدًا وََل ِبثْتَ‬ ‫ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِي َ‬ ‫أَنْ َأرْسِ ْ‬
‫ت ِم ْنكُمْ َلمّا خِ ْفُتكُمْ‬ ‫ل َفعَ ْلُتهَا ِإذًا وََأنَا مِنَ الضّالّينَ (‪ )20‬فَ َفرَرْ ُ‬ ‫ت مِنَ ا ْلكَا ِفرِينَ (‪ )19‬قَا َ‬ ‫ت َفعَْل َتكَ اّلتِي َفعَلْتَ وََأنْ َ‬ ‫ن (‪َ )18‬و َفعَلْ َ‬ ‫سنِي َ‬ ‫ك ِ‬‫عمُ ِر َ‬ ‫فِينَا مِنْ ُ‬
‫ل فِرْعَوْنُ َومَا رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ (‪ )23‬قَالَ‬ ‫ل (‪ )22‬قَا َ‬ ‫ت َبنِي إِسْرَائِي َ‬ ‫عّبدْ َ‬ ‫ي أَنْ َ‬ ‫ك ِنعْمَ ٌة َتمُّنهَا عَلَ ّ‬ ‫جعََلنِي مِنَ ا ْلمُ ْرسَلِينَ (‪َ )21‬وتِ ْل َ‬ ‫ح ْكمًا وَ َ‬‫فَوَ َهبَ لِي َربّي ُ‬
‫ن (‪ )26‬قَالَ إِنّ رَسُوَل ُكمُ‬ ‫ن (‪ )25‬قَالَ َرّبكُمْ َورَبّ َآبَا ِئكُمُ ا ْلأَوّلِي َ‬ ‫س َتمِعُو َ‬‫ن (‪ )24‬قَالَ ِلمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَ ْ‬ ‫ن ُك ْنتُ ْم مُو ِقنِي َ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ َومَا َب ْي َنهُمَا إِ ْ‬ ‫رَبّ ال ّ‬
‫سجُونِينَ‬ ‫جعََلّنكَ مِنَ ا ْلمَ ْ‬ ‫غيْرِي َلأَ ْ‬ ‫خذْتَ ِإَلهًا َ‬ ‫ن ُك ْنتُمْ َتعْقِلُونَ (‪ )28‬قَالَ َلئِنِ اتّ َ‬ ‫جنُونٌ (‪ )27‬قَالَ رَبّ ا ْل َمشْرِقِ وَا ْل َمغْرِبِ َومَا َب ْينَ ُهمَا إِ ْ‬ ‫ل إَِل ْيكُمْ َلمَ ْ‬
‫اّلذِي أُرْسِ َ‬
‫ع يَدَ ُه فَِإذَا هِيَ‬ ‫ي ُث ْعبَانٌ ُمبِينٌ (‪َ )32‬ونَ َز َ‬ ‫ن (‪َ )31‬فأَلْقَى عَصَا ُه فَِإذَا هِ َ‬ ‫ت مِنَ الصّا ِدقِي َ‬ ‫ن ُكنْ َ‬ ‫ت بِهِ إِ ْ‬‫ل فَ ْأ ِ‬ ‫ن (‪ )30‬قَا َ‬ ‫ي ٍء ُمبِي ٍ‬ ‫(‪ )29‬قَالَ أَوََلوْ ِ‬
‫ج ْئ ُتكَ بِشَ ْ‬
‫ن (‪ )35‬قَالُوا َأرْجِهْ وََأخَاهُ‬ ‫حرِ ِه َفمَاذَا تَ ْأمُرُو َ‬ ‫ضكُ ْم بِسِ ْ‬‫جكُ ْم مِنْ أَ ْر ِ‬ ‫ن َهذَا لَسَاحِ ٌر عَلِي ٌم (‪ )34‬يُرِيدُ أَنْ ُيخْرِ َ‬ ‫َبيْضَاءُ لِلنّاظِرِينَ (‪ )33‬قَالَ لِ ْلمَلَِإ حَوْلَهُ إِ ّ‬
‫ن (‪ ))36‬إذن ذكر هارون في البداية في آية أو آيتين ثم انتقل إلى موسى في حين بنى الكلم في طه على التثنية‬ ‫ث فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ‬ ‫وَابْعَ ْ‬
‫طغَى (‪َ )43‬فقُولَا لَ ُه قَوْلًا َلّينًا َلعَلّ ُه َي َتذَكّرُ أَوْ‬ ‫أصلً ويستمر على التثنية (اذْهَبْ َأنْتَ وَأَخُوكَ ِبَآيَاتِي وَلَا َت ِنيَا فِي ِذكْرِي (‪ )42‬اذْ َهبَا إِلَى فِرْعَوْنَ ِإنّهُ َ‬
‫سمَعُ وََأرَى (‪َ )46‬ف ْأ ِتيَا ُه فَقُولَا ِإنّا َرسُولَا َرّبكَ‬ ‫طغَى (‪ )45‬قَالَ لَا تَخَافَا ِإنّنِي َم َع ُكمَا أَ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ط عََل ْينَا أَوْ أَ ْ‬‫ن يَ ْفرُ َ‬ ‫خشَى (‪ )44‬قَالَا َرّبنَا ِإنّنَا نَخَافُ أَ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ب عَلَى مَنْ َكذّبَ‬ ‫ن ا ّتبَعَ ا ْلهُدَى (‪ِ )47‬إنّا َقدْ أُوحِيَ إَِل ْينَا أَنّ ا ْل َعذَا َ‬ ‫ك بَِآيَ ٍة مِنْ َرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ‬ ‫ج ْئنَا َ‬
‫سرَائِيلَ َولَا ُتعَ ّذ ْبهُ ْم َقدْ ِ‬ ‫سلْ َم َعنَا َبنِي إِ ْ‬ ‫َفأَرْ ِ‬
‫ب فَأَخَافُ َأنْ‬ ‫ي َذنْ ٌ‬ ‫يءٍ خَ ْلقَهُ ُثمّ َهدَى (‪ ،))50‬في الشعراء قال (وََلهُ ْم عَلَ ّ‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫َوتَوَلّى (‪ )48‬قَالَ َفمَنْ َرّب ُكمَا يَا مُوسَى (‪ )49‬قَالَ َرّبنَا اّلذِي أَعْطَى كُ ّ‬
‫ن يُرِيدَانِ أَن‬ ‫حرَا ِ‬ ‫شيْ ٍء ُمبِينٍ)‪ ،‬في طه (قَالُوا إِنْ َهذَانِ لَسَا ِ‬ ‫ج ْئ ُتكَ بِ َ‬
‫ج ْئنَاكَ ِبَآيَةٍ مِنْ َرّبكَ) في الشعراء (قَالَ أَ َولَوْ ِ‬ ‫ن (‪ ،))14‬في طه ( َقدْ ِ‬ ‫يَ ْقتُلُو ِ‬
‫حرِهِ) فلما بنى الكلم في طه على‬ ‫ضكُ ْم بِسِ ْ‬ ‫ج ُكمْ مِنْ َأرْ ِ‬ ‫ن يُخْرِ َ‬ ‫سحْرِ ِهمَا َو َيذْ َهبَا بِطَرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى (‪ ))63‬في الشعراء (يُرِيدُ أَ ْ‬ ‫ضكُم بِ ِ‬‫خرِجَاكُم مّنْ َأرْ ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫التثنية قال (إنا رسول) ولما في الشعراء ورد ذكر لهارون لكن بعدها استمر الكلم على موسى فقال قال (إنا رسول) وكلمة رسول تحتمل‬
‫التثنية‪ ،‬أما في الزخرف فلم يرد ذكر لهارون مع موسى فقال (إني رسول)‪ .‬إذن كل تعبير مناسب للسياق الذي وردت فيه الكلمة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لماذا نجد هذا في القرآن الكريم؟ لماذا ل يعبر عن القصة بلغة واحدة؟ السامرائى‬
‫هو يعبر بلغة بيانية تناسب المقام والسياق الذي يقتضيه وهذه هي البلغة‪ .‬موسى وهارون ذهبا إلى فرعون هذا الموقف عبر القرآن عنه في‬
‫ثلث مواطن مختلفة (إنا رسول‪ ،‬إنا رسول‪ ،‬إني رسول) ذكرهما باعتبار ما حدث‪ ،‬مرة كان هارون يسكت ويتكلم موسى فيوجه الكلم‬
‫لموسى‪ ،‬علينا أن ندرس القصة كلها فهي ليست جلسة واحدة وإنما عدة لقاءات والكلم مرة يكون لهما معا ومرة لموسى وحده بحسب ما حدث‬
‫فاختار أدق كلمة في التعبير‪.‬‬
‫* ما الفرق من الناحية البيانية في استخدام لفظة ( إن ّا رسول‪،‬إن ّا رسول‪ ،‬إني رسول) في قصة‬
‫موسى وهارون؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا‬
‫ورد مثل هذا التعبير في ثلث مواقع في القرآن الكريم‪ :‬قال تعالى في سورة طه (فَ ْأ ِتيَا ُه فَقُولَا ِإنّا َرسُولَا َرّبكَ َفأَرْسِ ْ‬
‫ن {‪ )}16‬وفي‬ ‫ن َفقُولَا ِإنّا رَسُولُ رَبّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫ك بِآيَ ٍة مّن ّرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَنِ ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى {‪ )}47‬وفي سورة الشعراء (فَ ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ‬ ‫جئْنَا َ‬ ‫ُت َعذّ ْبهُ ْم َقدْ ِ‬
‫ن {‪)}46‬‬ ‫ل ِإنّي رَسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫عوْنَ َومََلئِهِ فَقَا َ‬ ‫سورة الزخرف قال تعالى (وَلَ َقدْ أَ ْرسَ ْلنَا مُوسَى بِآيَا ِتنَا إِلَى فِرْ َ‬
‫ك بِآيَاتِي وَلَا َتنِيَا فِي ذِكْرِي {‪ )}42‬إلى قوله‬ ‫المسألة تتعلق بالسياق ففي سورة طه السياق كله مبني على التثنية من قوله تعالى (اذْهَبْ أَنتَ وََأخُو َ‬
‫ن ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى (‪ ))47‬وقوله (قَالُوا ِإنْ‬ ‫ك بَِآيَةٍ مِنْ َرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ‬ ‫ج ْئنَا َ‬
‫ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا ُتعَ ّذبْهُ ْم َقدْ ِ‬ ‫ك فََأرْسِ ْ‬ ‫(فَ ْأ ِتيَا ُه َفقُولَا ِإنّا رَسُولَا َرّب َ‬
‫ضكُم بِسِحْرِ ِهمَا َويَذْ َهبَا بِطَرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى {‪ )}63‬أما في سورة الشعراء فالسياق كله مبني على الفراد‬ ‫َهذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مّنْ أَ ْر ِ‬
‫سنِينَ {‪ )}18‬مع العلم أن أوائل السورة فيها تثنية من قوله تعالى (قَالَ‬ ‫عمُ ِركَ ِ‬ ‫ت فِينَا مِنْ ُ‬ ‫ك فِينَا َولِيدا وََل ِبثْ َ‬
‫والوحدة من قوله تعالى (قَالَ أَلَ ْم نُ َرّب َ‬
‫ن {‪ )}16‬ثم يُغيّب هارون وتعود إلى الوحدة‬ ‫ن فَقُولَا ِإنّا َرسُولُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫ن {‪ )}15‬إلى قوله (فَ ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ‬ ‫س َتمِعُو َ‬ ‫كَلّا فَاذْ َهبَا بِآيَا ِتنَا ِإنّا َم َعكُم مّ ْ‬
‫جنُونٌ (‪ ))27‬ثم يوجّه فرعون الكلم إلى موسى مهددا إياه وحده (قَالَ َلئِنِ‬ ‫ويستمر النقاش مع موسى وحده (قَالَ إِنّ َرسُوَلكُمُ اّلذِي ُأرْسِلَ ِإَل ْيكُمْ َلمَ ْ‬
‫ن َهذَا لَسَاحِرٌ عَلِي ٌم {‪.)}34‬‬ ‫ك بِشَيْ ٍء ُمبِينٍ (‪( ))30‬قَالَ لِ ْلمََلإِ حَوْلَهُ إِ ّ‬ ‫سجُونِينَ (‪( ))29‬قَالَ أَوَلَوْ ِ‬
‫ج ْئ ُت َ‬ ‫جعََلّنكَ مِنَ ا ْلمَ ْ‬ ‫غيْرِي َلأَ ْ‬ ‫خذْتَ ِإَلهًا َ‬ ‫اتّ َ‬
‫وكلمة رسول في اللغة تُطلق على الواحد المفرد وعلى الجمع‪ ،‬توجد كلمات في اللغة تكون الكلمة مفردة تختلف في التثنية والجمع يعود إلى‬
‫ن ِلبَشَ َريْنِ ِمثْلِنَا َو َق ْو ُمهُمَا َلنَا عَا ِبدُونَ (‪ )47‬المؤمنون) مثنى وقوله‬ ‫الفراد مثل كلمة بشر (أبشرا منا واحدا نتّبعه) مفرد وقوله تعالى (فَقَالُوا َأنُ ْؤمِ ُ‬
‫تعالى (بل أنتم بشر مما خلق) جمع‪ .‬وكلمة طفل (ثم يخرجكم طفلً) وكلمة ضيف‪.‬‬
‫وكذلك كلمة رسول يقال في اللغة نحن رسول وإنا رسول فقوله تعالى (إنا رسول ربك) تأتي مع البيان ومع سنن العربية وليس فيها مخالفة‬
‫للغة‪ .‬فاختار تعالى الكلمة المناسبة في السياق المناسب فالسياق في سورة طه قائم على التثنية والسياق في الشعراء قائم على الجانبين فيها إفراد‬
‫ل فقال تعالى (إني رسول‬ ‫ثم تثنية ثم إفراد وموسى هو الذي بلّغ الراسلة أما في سورة الزخرف فلم يأت ذكر هارون في سياق السورة كلها أص ً‬
‫رب العالمين)‪ .‬وهذه اليات الثلثة ل تعارض فيها وإنما هي لقصة واحدة ذهب موسى وأخاه هارون إلى فرعون وفي كل سورة جاء بجزء‬
‫من القصة بما يقتضيه السياق في السورة وهذه اللقطات إنما هي مشاهد متعددة يُعبّر عن كل مشهد حسب السياق وليس في اليات الثلثة ما‬
‫يخالف العربية لن كلمة رسول تأتي كما قلنا سابقا مفرد وجمع‪ .‬كذلك يستعمل القرآن الكريم كلمة طفل مرة وأطفال مرة حسب ما يقتضيه‬
‫السياق ول يخرج عن اللسان العربي وسنن العربية‪.‬‬
‫آية (‪:)20‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ل فَعَلْتُهََا إِذ ًا وَأن ََا ِ‬
‫م ََ‬ ‫*مَا الفرق بيَن معنَى الضلل فَي الفاتحَة (ول الضاليَن) و قوله تعالى (قَا َ‬
‫ً‬
‫ضا ّل فَهَدَى (‪ )7‬الضحى)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ك َ‬‫جد َ َ‬ ‫ضال ِّي َ‬
‫ن (‪ )20‬الشعراء) و(وَ َو َ‬ ‫ال َّ‬
‫معنى الضلل في اليات الثلث واحد وهو عدم معرفة شرع ال سبحانه وتعالى‪ .‬فموسى عليه السلم فعل هذا قبل النبوة فهو ل يعرف شرع‬
‫ل فهدى) يعني لم تكن عارفا شرع ال تعالى فهداك إلى معرفة شرع‬‫ال‪ ،‬والرسول صلى ال عليه وسلم لما يقول له ال عز وجل (ووجدك ضا ً‬
‫ال بالنبوة‪ .‬فاضللل هنا عدم معرفة شرع ال وليس الضلل معناه الفسق والفجور وعمل المنكرات وإنما هو الجهل بشرع ال سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫غير الضالين‪ ،‬وموسى قبل النبوة فعل هذا فكان جاهلً بشرع ال ومحمد لم يكن يعرف شرع ال تعالى قبل النبوة فالمعنى واحد‪.‬‬
‫آية (‪:)23‬‬
‫* ما دللة استخدام (ما) وليس (من) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(من) لذات من يعقل‪ ،‬للذات‪ ،‬من هذا؟ هذا فلن‪ ،‬من أبوك؟ أبي فلن‪ ،‬من أنت؟ أنا فلن‪ .‬إذن (من) لذات العاقل سواء كانت إسم استفهام أم‬
‫شرط أم نكرة موصوفة أم إسم موصول‪( .‬ما) تستعمل للسؤال عن ذات غير العاقل مثل ما هذا؟ هذا حصان‪ ،‬ما تأكل؟ آكل كذا‪ .‬وتستعمل‬
‫لصفات العقلء‪ ،‬الذات أي الشخص الكيان‪( .‬ما) تستخدم لذات غير العاقل ولصفات العقلء‪ .‬لذات غير العاقل مثل الطعام (أشرب ما تشرب)‬
‫ن النّسَاء (‪ )3‬النساء) عاقل‪،‬‬ ‫هذه ذات وصفات العقلء مثل تقول من هذا؟ تقول خالد‪ ،‬ما هو؟ تقول تاجر‪ ،‬شاعر‪( .‬فَانكِحُواْ مَا طَابَ َلكُم مّ َ‬
‫سوّاهَا (‪ )7‬الشمس)‬ ‫س َومَا َ‬ ‫صفة‪ ،‬أي انكحوا الطيّب من النساء‪( .‬ما) تستخدم لذات غير العاقل وصفاتهم (ما لونه؟ أسود) ولصفات العقلء ( َونَ ْف ٍ‬
‫ق ال ّذكَرَ وَا ْلأُنثَى (‪ )3‬الليل) من الخالِق؟ ال هو الخالق‪.‬‬ ‫الذي سواها هو ال‪ .‬مهما كان معنى (ما) سواء كانت الذي أو غيره هذه دللتها ( َومَا خَلَ َ‬
‫ن (‪ )60‬الفرقان) يسألون عن حقيقته‪ ،‬فرعون قال‬ ‫حمَ ُ‬‫إذن (ما) قد تكون لصفات العقلء ثم قد تكون للسؤال عن حقيقة الشيء (قَالُوا َومَا الرّ ْ‬
‫ك مَا ا ْلقَارِعَ ُة (‪)3‬‬
‫ن (‪ )23‬الشعراء) يتساءل عن الحقيقة‪ .‬وقد يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (الْقَارِعَ ُة (‪ )1‬مَا ا ْلقَارِعَ ُة (‪َ )2‬ومَا َأدْرَا َ‬ ‫( َومَا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫ب ا ْليَمِينِ مَا َأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ (‪ )27‬الواقعة) تفخيم وتعظيم سواء كان فيما هو مخوف أو فيما هو خير‪ ،‬عائشة قالت أبي وما‬ ‫القارعة) ( َوأَصْحَا ُ‬
‫ن (‪ )27‬الواقعة) (وَأَ ْ‬
‫صحَابُ‬ ‫ب ا ْل َيمِي ِ‬‫أبي؟ ذلك وال فرع مديد وطود منيب‪ .‬فلن ما فلن؟ يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (وََأصْحَابُ ا ْل َيمِينِ مَا أَصْحَا ُ‬
‫ل (‪ )41‬الواقعة) ماذا تعرف عن حقيقتهم؟ التعظيم يكون في الخير أو في السوء أو ما يصيبه من السوء‪ ،‬قال ربنا‬ ‫شمَا ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫ل مَا أَصْحَا ُ‬ ‫شمَا ِ‬
‫ال ّ‬
‫عذاب عظيم وقال فوز عظيم قال عظيم للعذاب والفوز‪ .‬النُحاة ذكروا هذه المعاني لـ (ما) في كتب النحو والبلغة‪.‬‬
‫آية (‪:)32‬‬
‫*ورد فَي القرآن الكريَم ذكَر عصَى موسَى عليَه السَلم بأوصَاف مختلفَة مرة جان ومرة ثعبان‬
‫ومرة حية فما الفرق بينها؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫المعنى اللغوي للكلمات‪ :‬الجان هي الحية السريعة الحركة تتلوى بسرعة‪ ،‬الثعبان هو الحية الطويلة الضخمة ال ّذكَر‪ ،‬الحية عامة تشمل الصغيرة‬
‫والكبيرة فالثعبان حية والجان حية‪ .‬الحية عامة تطلق على الجميع أما الثعبان فهو الذكر الضخم الطويل والجان هو الحية سريعة الحركة‪ .‬ننظر‬
‫كيف استعملها؟‬
‫ن مّبِينٌ (‬ ‫ن ّمبِينٌ (‪ )107‬العراف) (فَأَ ْلقَى عَصَا ُه فَِإذَا هِ َ‬
‫ي ُث ْعبَا ٌ‬ ‫ي ُثعْبَا ٌ‬‫كلمة ثعبان لم يستعملها إل أمام فرعون في مكانين ( َفأَلْقَى عَصَاهُ َفِإذَا ِه َ‬
‫‪ )32‬الشعراء) وذلك لخافة فرعون ثعبان ضخم يُدخل الرهبة في قلبه فذكر الثعبان فقط أمام فرعون‪.‬‬
‫ك فََلمّا رَآهَا َت ْهتَ ّز كََأّنهَا جَانّ وَلّى ُم ْدبِرًا وَلَ ْم ُيعَقّبْ يَا مُوسَى َأ ْقبِلْ وَلَا‬ ‫ق عَصَا َ‬ ‫كلمة الجان ذكرها في موطن خوف موسى في القصص (وَأَنْ أَ ْل ِ‬
‫ن (‪))10‬‬ ‫خفْ ِإنّي لَا يَخَافُ َلدَيّ ا ْل ُمرْسَلُو َ‬ ‫خفْ ِإّنكَ مِنَ الْآمِنِينَ (‪ ))31‬وفي النمل (فََلمّا رَآهَا َتهْتَ ّز كََأّنهَا جَانّ وَلّى مُ ْدبِرًا وََل ْم ُيعَقّ ْ‬
‫ب يَا مُوسَى لَا تَ َ‬ ‫تَ َ‬
‫تتلوى وهي عصا واختيار كلمة جان في مقام الخوف ‪،‬عصا يلقيها تكون جان واختيار كلمة جان والنسان يخاف من الجان والخوف والفزع‪.‬‬
‫الجان دللة الحركة السريعة‪ ،‬عصاه تهتز بسرعة‪ .‬الجان يخيف أكثر من الثعبان فمع الخوف استعمل كلمة جان وسمي جان لنه يستتر بمقابل‬
‫النس (النس للظهور والجن للستر) هذا من حيث اللغة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬كيف رآها وفيها معنى الستتار؟‬
‫قد يظهر الجان بشكل أو يتشكل بشكل كما حدث مع أبو هريرة‪ ،‬قد يظهر الجان بشكل من الشكال‪ .‬كلمة (فََلمّا رَآهَا َتهْتَ ّز كََأّنهَا جَانّ) إضافة‬
‫إلى أنها حية صغيرة تتلوى بسرعة إضافة إلى إيحائها اللغوي يُدخل الفزع لذلك استعملها في مكان (يَا مُوسَى َأ ْقبِلْ وَلَا تَخَفْ)‪ .‬كلمة ثعبان أو‬
‫حية ل تعطي هذه الدللة‪ .‬أناس كثيرون يمسكون الحية أو الثعبان ويقتلونها وفي الهند يمسكون بالثعبان‪ .‬كل كلمة جعلها تعالى في مكانها‪.‬‬
‫سُنعِيدُهَا سِي َر َتهَا ا ْلأُولَى (‪ )21‬طه) لم‬ ‫ف َ‬ ‫سعَى (‪ )20‬قَالَ ُ‬
‫خذْهَا َولَا تَخَ ْ‬ ‫حيّ ٌة تَ ْ‬
‫الحية جاءت في مكان واحد لبيان قدرة ال تعالى (فَأَ ْلقَاهَا فَِإذَا هِيَ َ‬
‫يقل أن موسى هرب أو فزع‪ .‬ذكر ثعبان مع فرعون لنه مخيف وذكر جان مع موسى لنها تدخل الرعب على قلب موسى‪ .‬ذكر ثعبان مرتين‬
‫أمام فرعون وجان مرتين أمام موسى‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لماذا لم يذكر جان مع فرعون؟‬
‫لنه مع المل الموجودين إذا كانوا مئات وتأتي بجان واحد ماذا يؤثر؟ لذا اختار ثعبان لنه يحتاج إلى ضخامة وقوة‪.‬‬
‫آية (‪:)36‬‬
‫ج ْهَ‬
‫َ‬ ‫س َّ‬
‫حارٍ عَلِيمٍَ) (أْر ِ‬ ‫ل ََ‬ ‫ن ﴿‪ ﴾36‬يَأْتُو ََ‬
‫ك بِك ُ ِّ‬ ‫شرِي ََ‬‫حا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ث فَِي ال ْ َ‬
‫مدَائ َِ ِ‬ ‫ج ْهَ وَأ َ َ‬
‫خاه َُ وَابْعََ ْ‬ ‫َ‬
‫*مَا الفرق بيَن(أْر ِ‬
‫حرٍ عَلِيمٍ)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫سا ِ‬
‫ل َ‬ ‫ك بِك ُ ِّ‬ ‫ن ﴿‪ ﴾111‬يَأْتُو َ‬‫شرِي َ‬‫حا ِ‬ ‫ن َ‬‫مدَائ ِ ِ‬‫ل فِي ال ْ َ‬
‫س ْ‬ ‫َ‬ ‫وَأ َ َ‬
‫خاهُ وَأْر ِ‬
‫الخ أحمد محمد من ليبيا يعالج لنا اليتين في العراف وفي الشعراء عن سيدنا موسى لما ذهب لفرعون ودعاه وفرعون غضب قالوا (قَالُوا‬
‫ث فِي‬‫ك ِبكُلّ سَاحِ ٍر عَلِي ٍم ﴿‪ ﴾112‬العراف) في سورة الشعراء (قَالُوا أَ ْرجِهْ وَأَخَاهُ وَا ْبعَ ْ‬ ‫شرِينَ ﴿‪ ﴾111‬يَ ْأتُو َ‬ ‫ل فِي ا ْل َمدَائِنِ حَا ِ‬
‫سْ‬‫َأرْجِهْ وََأخَا ُه وَأَرْ ِ‬
‫علِيمٍ ﴿‪ ﴾37‬الشعراء) في آية أرسل وساحر في الية الخرى ابعث وسحار في نفس القضية‪ .‬الفرق‬ ‫سحّارٍ َ‬ ‫ا ْلمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿‪ ﴾36‬يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ َ‬
‫بينهما كلمة أرسل لعامة الناس عندما يرسل الملك يريد أن يبلغ الناس أمرا يرسل لهم أي رسول يخاطب الجميع ل فرق بين مستمعٍ ومستمع‪،‬‬
‫عندما يكون هناك رجل مهم جدا في الدولة يبعث له وحده مبعوثا خاصا فالمبعوث هو لعلية القوم‪ .‬ال قال (قَالَ ا ْلمََلُأ مِنْ قَ ْو ِم فِرْعَوْنَ ﴿‪﴾109‬‬
‫العراف) هؤلء المل يعني الشخصيات الوزراء كبار التجار كبار الوجهاء كبار العيان هؤلء مل هؤلء يخاطبهم خطابا خاصا كل واحد‬
‫يذهب إليه مبعوث يقول له الملك يقول لك كذا أما عامة الشعب يقف واحد يقرأ عليهم منشور‪ ،‬سابقا لم يكن هناك إذاعة يقف هذا المرسل في‬
‫عدة أحياء يتجمع الناس عليه فيقرأ عليهم المنشور هذا مرسل‪ .‬ولهذا رب العالمين مرة يقول عن النبي صلى ال عليه وسلم (أَ ْرسَ ْلنَا فِيكُمْ رَسُولًا‬
‫ِم ْنكُمْ ﴿‪ ﴾151‬البقرة) هذا لعامة الناس ومرة يقول بعثنا‪ .‬عندما يقول بعثنا الخطاب لعلية القوم من قريش الذين أمعنوا في تكذيب الرسول وفعلً‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم كان يبعث في كل واحد من هؤلء كبار القوم من قريش يبعث له واحدا أو هو يكلمه يقابله شخصيا ويحاول أن‬
‫يدعوه إلى ال عز وجل أما عامة الناس يرسل لهم رسول يخاطبهم جمعا‪ ،‬هذا الفرق بين أرسل وابعث‪ :‬أرسل لعموم الناس وابعث لخاصة‬
‫سحّا ٍر عَلِيمٍ) يعني أئمة السحرة وقادة‬ ‫ك ِبكُلّ سَاحِ ٍر عَلِيمٍ) هم باللف ولما قال ابعث قال (يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ َ‬ ‫القوم‪ .‬ولذلك لما قال أرسل قال (يَ ْأتُو َ‬
‫ل فِي‬ ‫شرِينَ ﴿‪ ﴾36‬يَ ْأتُو َ‬
‫ك ِبكُلّ سَحّا ٍر عَلِيمٍ) وبين (أَ ْرجِهْ وَأَخَاهُ وََأرْسِ ْ‬ ‫ث فِي ا ْل َمدَائِنِ حَا ِ‬
‫السحرة والمهمين بهم‪ ،‬هذا الفرق بين (أَرْجِهْ َوأَخَاهُ وَا ْبعَ ْ‬
‫علِيمٍ)‪ .‬هاتان الكلمتان المختلفتان ترسم صورتين مختلفتين من حيث أن فرعون طلب منه أن‬ ‫حرٍ َ‬ ‫ا ْلمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿‪ ﴾111‬يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ سَا ِ‬
‫يخاطب عامة الناس وأن يخاطب المل العلى والشخصيات المهمة والطبقة الراقية كما يسمونها الذين هم أنصار الملك‪.‬‬
‫آية (‪:)38‬‬
‫نَ‬
‫موعُو َ‬
‫ج ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن اْلَوَّلِي نََ َواْل ِ‬
‫خرِي نََ (‪ )49‬ل َ َ‬ ‫معْلُومَ ٍ (‪ )38‬الشعراء) (قُ ْ‬
‫ل إ َِ َّ‬ ‫ت يَوَْم ٍ َّ‬
‫ميقَا َِ‬
‫حَرةُ ل ِ ِ‬ ‫مع ََ ال َ‬
‫سَّ َ‬ ‫ج ِ‬‫*(فَ ُ‬
‫معْلوم ٍ (‪ )50‬الواقعة) ما الفرق بين استخدام اللم وإلى؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ُ‬ ‫ت يَوْم ٍ َّ‬‫ميقَا ِ‬‫إِلَى ِ‬
‫اللم قد تكون للتعليل‪ ،‬من معانيها التعليل مثل قولنا جئت للستفادة هذه لم التعليل وقد تأتي للنتهاء‪ .‬أما (إلى) معناها الساسي النتهاء أما‬
‫اللم فقد تأتي للنتهاء وضربنا مثلً في حلقة سابقة (كل يجري لجل مسمى) و(كل يجري إلى أجل مسمى)‪ .‬تقول أنا أعددتك لهذا اليوم‪ ،‬كنت‬
‫جمِعَ السّحَرَ ُة ِلمِيقَاتِ يَوْ ٍم ّمعْلُو ٍم (‪ )38‬الشعراء) جمعناهم لهذا اليوم لغرض هذا اليوم وما فيه حتى نبين حقيقة موسى ‪،‬‬
‫هيأتك لهذا اليوم‪( ،‬فَ ُ‬
‫جمُوعُونَ ِإلَى‬
‫أعددناهم لهذا ليوم أما تلك الجمع بمعنى النتهاء إلى يوم القيامة وقسم يقول بمعنى السَوْق ‪-‬السَوْق إلى ميقات يوم معلوم‪َ( -‬لمَ ْ‬
‫مِيقَاتِ يَوْ ٍم ّمعْلُومٍ (‪ )50‬الواقعة) أي مسوقون إلى ميقات يوم معلوم‪ ،‬يخرجون من الجداث سراعا يتبعون الداعي ل عوج له ثم يأتون إلى‬
‫مكان محدد يجتمعون فيه‪ ،‬منتهى الغاية‪ .‬اللم ل تدل على هذا النتهاء ولها دللت أخرى‪:‬‬
‫واللم للمِلك وشِبهه وفي تعدية أيضا وفي تعليل‬
‫جمِع السحرة لهذا الغرض وليس المقصود مجرد الجمع وإنما لغرض محدد واضح وكأنها لم العلة مثل قولنا أعددتك لهذا اليوم‪ .‬هنالك معاني‬ ‫ُ‬
‫تذكر في كتب النحو لمعاني أحرف الجر تتميز في الستعمال غالبا وأحيانا يكون فيها اجتهادات لنها تحتمل أكثر من دللة وحتى النحاة قد‬
‫يختلفون في الدللة لن الجملة قد تحتمل أحيانا أكثر من دللة ظاهرة أو قطعية‪.‬‬
‫آية (‪:)41‬‬
‫ن ( ‪)113‬‬‫ن الْغَالِبِي َ َ‬‫ح َُ‬ ‫ن لَن َ َا ل َ ْ‬
‫جًرا إِن كُن ّ ََا ن َ ْ‬ ‫ن قَالْوا ْ إ ِ َ َّ‬
‫حَرةُ فِْرعَوْ َ َ‬ ‫جاء ال ّ ََ‬
‫س َ‬ ‫*مََا الفرق بيََن اليََة (وَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أئ َََِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العراف) و (فَل ََََ َّ‬
‫ن (‪)41‬‬‫ن الغَالِبِي ََََ‬ ‫ح َََُ‬‫جًرا إِن كن َََّا ن َ ْ‬ ‫ن لن ََََا ل ْ‬ ‫حَرةُ قَالوا لِفِْرعَوَََْ َ‬ ‫س َ‬ ‫جاء ال َََّ‬‫ما َ‬
‫الشعراء)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أتمنى أن نأخذ القصتين في الشعراء والعراف في حلقة خاصة لن فيها أكثر من سؤال واختلف‪ .‬لكن الن نجيب أنه إذا رجعنا إلى القصة‬
‫في السورتين‪ :‬الشعراء والعراف‪ .‬في الشعراء تتسم القصة بسمتين بارزتين أولها التفصيل في سرد الحداث والخر قوة المواجهة والتحدي‬
‫ن (‪ )23‬الشعراء)‪ .‬الن نأتي في العراف ذكر أن مل فرعون هم الذين قالوا أن موسى‬ ‫ل فِرْعَوْنُ َومَا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫لن موسى أمام فرعون (قَا َ‬
‫حرٌ‬‫ن هَـذَا َلسَاحِ ٌر عَلِي ٌم (‪ ))109‬في الشعراء فرعون هو الذي قال وليس المل (قَالَ لِ ْلمََلإِ حَوْلَ ُه إِنّ َهذَا لَسَا ِ‬ ‫ل مِن قَوْ ِم فِرْعَوْنَ إِ ّ‬ ‫ساحر (قَالَ ا ْلمَ ُ‬
‫عَلِي ٌم (‪ ))34‬لن الكلم كان شديدا بينه وبين موسى‪ .‬في الشعراء ناسب أن يواجهوا فرعون بالقول لن هو الذي قال‪ .‬في العراف قال (وَجَاء‬
‫حنُ‬‫ن ا ْلغَاِلبِينَ (‪ ))113‬وفي الشعراء قالوا (فََلمّا جَاء السّحَرَ ُة قَالُوا ِلفِرْعَوْنَ َأئِنّ َلنَا لََأجْرًا إِن ُكنّا نَ ْ‬ ‫ن قَالْواْ إِنّ َلنَا لَجْرًا إِن كُنّا نَحْ ُ‬
‫حرَ ُة فِرْعَوْ َ‬ ‫السّ َ‬
‫جرًا إِن‬ ‫ا ْلغَاِلبِينَ (‪ .))41‬هناك لم يقولوا قالوا لفرعون لن المتكلم كان المل لن القائل الول ليس فرعون‪ .‬في الشعراء قالوا لفرعون (َأئِنّ َلنَا لَأَ ْ‬
‫ن (‪ ))41‬لم يقولوا إن زيادة في التوكيد وزيادة في سرد الحداث لما كان التفصيل أكثر قال (أئن)‪ .‬الفرق بين (إن) وأئن‪ ،‬أئن‬ ‫ُكنّا نَحْنُ ا ْلغَاِلبِي َ‬
‫استفهام مضمر (هل تذهب؟) أحيانا حرف الستفهام يضمر ول يذكر لكن يفهم من السياق تذهب معي؟ أصلها أتذهب معي؟ إن لنا لجرا‬
‫استفهام لكن لم يذكروا همزة الستفهام‪ .‬أما في الثانية فالوضع فيه شدة وحدة وتفصيل أكثر والستفهام أدل على هذا المر وصرحوا بالهمزة‬
‫ل َنعَمْ وَِإّنكُمْ‬ ‫ل نَعَمْ َوَإّنكُمْ َلمِنَ ا ْل ُمقَ ّربِينَ (‪ ))114‬وفي الشعراء قال (قَا َ‬ ‫(َأئِنّ َلنَا َلأَجْرًا إِن ُكنّا نَحْنُ ا ْلغَاِلبِينَ)‪.‬حتى في الجواب قال في العراف (قَا َ‬
‫ن (‪ ))42‬أضاف إذن لن الموقف مختلف يريد أن ينتصر وكان الكلم شديدا مع موسى ول يمكن أن يواجهه الحجة‪ .‬ليس هذا‬ ‫ِإذًا ّلمِنَ ا ْلمُ َق ّربِي َ‬
‫ن (‪ ))44‬أما في العراف ما قالوا هذا‬ ‫ن ا ْلغَاِلبُو َ‬
‫صّيهُمْ َوقَالُوا ِبعِزّ ِة فِرْعَوْنَ ِإنّا َلنَحْ ُ‬
‫حبَاَلهُمْ وَعِ ِ‬
‫فقط وإنما في الشعراء أقسموا بعزة فرعون (فَأَ ْلقَوْا ِ‬
‫الشيء لن فرعون في مأزق في المناقشة وصار عصبيا فأقسموا بعزة فرعون ولم يقسموا في العراف‪ .‬ونحتاج للنظر في السورتين بتفصيل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬أل يجعل هذا قائلً يقول أن هذا يدل على تناقض في القصة الواحدة؟‬
‫التناقض هو أن تذكر أمرا مخالفا للخر لكن أن توجز في ذكر الحداث أو تفصّل هذا ليس تناقضا‪ .‬إذا سافرت وعدت تذكر بالتفصيل ماذا‬
‫حصل معك وتذكر الشخاص وأحيانا تذكر أنك سافرت يوما وعدت‪ .‬هذا ليس تناقضا والقرآن مرة يستعمل الجمال ومرة التفصيل‪ .‬في قصة‬
‫لمٌ (‪ )69‬هود) (ِإ ْذ دَخَلُوا عََليْ ِه فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَا ٌم قَوْمٌ‬ ‫لمًا قَالَ سَ َ‬ ‫شرَى قَالُواْ سَ َ‬ ‫ت رُسُُلنَا ِإبْرَاهِي َم بِا ْلبُـ ْ‬
‫إبراهيم قال في موضع (وَلَ َقدْ جَاء ْ‬
‫ن (‪ )25‬الذاريات) وفي موضع آخر لم يذكر سلم (ِإ ْذ دَخَلُو ْا عََليْ ِه فَقَالُواْ سَلمًا قَالَ ِإنّا مِنكُمْ وَجِلُونَ (‪ )52‬الحجر) لكنه لم يقل أنه لم‬ ‫مّنكَرُو َ‬
‫يرحب بهم‪.‬‬
‫آية (‪:)42‬‬
‫م وَإِنَّك َُ ْ‬
‫م إِذاً‬ ‫ن {‪ )}114‬العراف و (قَا َ‬
‫ل نَعََ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مقََّربِي ََ‬ ‫م ََ‬ ‫م َوإَنَّك َُ ْ‬
‫م لَ ِ‬ ‫*مَا الفرق بيَن اليتيَن (قَا َ‬
‫ل نَعََ ْ‬ ‫َ‬
‫ن {‪ )}42‬الشعراء ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مقََّربِي َ‬ ‫لّ ِ‬
‫م َ‬
‫اليتين في سياق قصة موسى وهناك جملة اختلفات في التعبير في القصة‪ .‬في سورة العراف تبدأ القصة بأحداث طويلة ممتدة من مجيء‬
‫موسى إلى فرعون وحتى نهاية فرعون وفيها كلم طويل عن بني إسرائيل‪ .‬أما في سورة الشعراء فالقصة تأخذ جانب من مقابلة موسى‬
‫وفرعون وينتهي بنهاية فرعون‪ .‬وفي كل قصة اختار التعبيرات المناسبة لكا منها‪ .‬ونلحظ أن التفصيل في سرد الحداث في سورة الشعراء‬
‫أكثر والمواجهة والتحدي بين موسى وفرعون‪ .‬وعليه فقد انطبعت كل التعبيرات بناء على هذين المرين‪.‬‬
‫سدِينَ {‬ ‫ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُفْ ِ‬
‫ف كَا َ‬ ‫ظ ْر كَيْ َ‬ ‫في سورة العراف إذا استعرضنا اليات (ثُ ّم َبعَ ْثنَا مِن َب ْعدِهِم مّوسَى بِآيَاتِنَا ِإلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِ ِه فَظََلمُو ْا ِبهَا فَان ُ‬
‫ج ْئُتكُم بِ َبّينَةٍ مّن ّرّبكُ ْم فََأرْسِلْ‬ ‫ق َقدْ ِ‬ ‫ل عَلَى اللّهِ ِإلّ الْحَ ّ‬ ‫ق عَلَى أَن لّ َأقُو َ‬ ‫ل مّن رّبّ ا ْلعَاَلمِينَ {‪ }104‬حَقِي ٌ‬ ‫ل مُوسَى يَا ِفرْعَوْنُ ِإنّي رَسُو ٌ‬ ‫‪َ }103‬وقَا َ‬
‫ع َيدَهُ َفِإذَا‬ ‫ن {‪َ }107‬ونَ َز َ‬ ‫ن ّمبِي ٌ‬ ‫ي ُث ْعبَا ٌ‬ ‫ن {‪ }106‬فَأَ ْلقَى عَصَا ُه فَِإذَا هِ َ‬ ‫ت مِنَ الصّا ِدقِي َ‬ ‫ت ِبهَا إِن كُن َ‬ ‫ت بِآيَ ٍة فَأْ ِ‬ ‫جئْ َ‬ ‫سرَائِيلَ {‪ }105‬قَالَ إِن كُنتَ ِ‬ ‫ي َبنِي إِ ْ‬ ‫َمعِ َ‬
‫ن {‪ }110‬قَالُواْ‬ ‫ضكُ ْم َفمَاذَا تَ ْأمُرُو َ‬ ‫جكُم مّنْ َأرْ ِ‬ ‫ن هَـذَا َلسَاحِ ٌر عَلِي ٌم {‪ }109‬يُرِيدُ أَن يُخْرِ َ‬ ‫ل مِن قَوْ ِم فِرْعَوْنَ إِ ّ‬ ‫ن {‪ }108‬قَالَ ا ْلمَ ُ‬ ‫ي بَيْضَاء لِلنّاظِرِي َ‬ ‫ِه َ‬
‫ن{‬ ‫ن قَالْواْ إِنّ َلنَا لَجْرا إِن ُكنّا نَحْنُ ا ْلغَاِلبِي َ‬ ‫ك ِبكُلّ سَاحِ ٍر عَلِي ٍم {‪َ }112‬وجَاء السّحَرَ ُة فِرْعَوْ َ‬ ‫شرِينَ {‪ }111‬يَ ْأتُو َ‬ ‫ل فِي ا ْل َمدَآئِنِ حَا ِ‬ ‫سْ‬ ‫َأرْجِهْ وََأخَا ُه وَأَرْ ِ‬
‫عيُنَ النّاسِ‬ ‫سحَرُو ْا أَ ْ‬ ‫ن {‪ }115‬قَالَ أَلْ ُقوْ ْا فََلمّا أَ ْلقَوْاْ َ‬ ‫ن {‪ }114‬قَالُو ْا يَا مُوسَى ِإمّا أَن تُلْ ِقيَ وَِإمّا أَن ّنكُونَ َنحْنُ ا ْلمُلْقِي َ‬ ‫ل َنعَمْ وََإّنكُمْ َلمِنَ ا ْلمُ َق ّربِي َ‬ ‫‪ }113‬قَا َ‬
‫ل مَا كَانُواْ‬ ‫ن {‪ }117‬فَ َوقَعَ ا ْلحَقّ َوبَطَ َ‬ ‫ف مَا يَ ْأ ِفكُو َ‬‫ي تَ ْلقَ ُ‬ ‫ك فَِإذَا هِ َ‬ ‫عصَا َ‬ ‫ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَ ْلقِ َ‬ ‫ح ٍر عَظِي ٍم {‪ }116‬وََأوْ َ‬ ‫ستَرْ َهبُوهُمْ َوجَاءوا بِسِ ْ‬ ‫وَا ْ‬
‫ن{‬ ‫ب مُوسَى وَهَارُو َ‬ ‫ب ا ْلعَاَلمِينَ {‪َ }121‬ر ّ‬ ‫جدِينَ {‪ }120‬قَالُو ْا آ َمنّا بِرِ ّ‬ ‫حرَةُ سَا ِ‬ ‫ي السّ َ‬ ‫ن {‪ }119‬وَُألْقِ َ‬ ‫ن {‪َ }118‬فغُِلبُواْ ُهنَاِلكَ وَانقََلبُواْ صَاغِرِي َ‬ ‫َي ْعمَلُو َ‬
‫طعَنّ َأيْ ِد َيكُمْ‬‫لقَ ّ‬ ‫ف َتعَْلمُونَ {‪ُ }123‬‬ ‫خرِجُو ْا ِم ْنهَا أَهَْلهَا َفسَوْ َ‬ ‫ن آمَنتُم بِ ِه َقبْلَ أَن آذَنَ َل ُكمْ إِنّ هَـذَا َل َمكْرٌ ّمكَ ْرُتمُو ُه فِي ا ْل َمدِينَةِ ِلتُ ْ‬ ‫ل فِرْعَوْ ُ‬ ‫‪ }122‬قَا َ‬
‫ن آ َمنّا بِآيَاتِ َرّبنَا َلمّا جَاء ْتنَا َرّبنَا َأفْ ِرغْ‬ ‫ن {‪َ }125‬ومَا تَن ِق ُم مِنّا ِإلّ أَ ْ‬ ‫ج َمعِينَ {‪ }124‬قَالُو ْا ِإنّا إِلَى َربّنَا مُنقَِلبُو َ‬ ‫ف ثُ ّم لُصَّل َبّنكُمْ أَ ْ‬ ‫َوأَرْجَُلكُم مّنْ خِلَ ٍ‬
‫صبْرا َوتَ َو ّفنَا مُسِْلمِينَ {‪)}126‬‬ ‫عََل ْينَا َ‬
‫ن {‪ }11‬قَالَ َربّ ِإنّي َأخَافُ‬ ‫ن {‪ }10‬قَ ْومَ ِفرْعَوْنَ أَلَا َيتّقُو َ‬ ‫ن ائْتِ ا ْلقَوْمَ الظّاِلمِي َ‬ ‫وإذا استعرضنا اليات في سورة الشعراء (وَِإذْ نَادَى َرّبكَ مُوسَى أَ ِ‬
‫ل كَلّا فَاذْ َهبَا بِآيَا ِتنَا ِإنّا‬ ‫ب فََأخَافُ أَن َي ْقتُلُونِ {‪ }14‬قَا َ‬ ‫ي ذَن ٌ‬ ‫ن {‪ }13‬وََلهُ ْم عَلَ ّ‬ ‫صدْرِي َولَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فََأرْسِلْ إِلَى هَارُو َ‬ ‫ن {‪َ }12‬ويَضِيقُ َ‬ ‫أَن ُي َكذّبُو ِ‬
‫ت فِينَا ِمنْ‬ ‫ك فِينَا وَلِيدا وََل ِبثْ َ‬ ‫سرَائِيلَ {‪ }17‬قَالَ أَلَ ْم نُ َرّب َ‬ ‫ل َمعَنَا َبنِي إِ ْ‬ ‫سْ‬ ‫ل رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ {‪ }16‬أَنْ أَرْ ِ‬ ‫ن فَقُولَا ِإنّا رَسُو ُ‬ ‫س َت ِمعُونَ {‪ }15‬فَ ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ‬ ‫َم َعكُم مّ ْ‬
‫خ ْفُتكُمْ َفوَهَبَ لِي‬ ‫ت مِنكُمْ َلمّا ِ‬ ‫ن {‪ }20‬فَفَ َررْ ُ‬ ‫ل َفعَ ْلتُهَا إِذا وََأنَا مِنَ الضّالّي َ‬ ‫ت َفعَْل َتكَ اّلتِي َفعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ا ْلكَافِرِينَ {‪ }19‬قَا َ‬ ‫سنِينَ {‪َ }18‬و َفعَلْ َ‬ ‫عمُ ِركَ ِ‬ ‫ُ‬
‫ن {‪ }23‬قَالَ َربّ‬ ‫ل فِرْعَوْنُ َومَا َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫ل {‪ }22‬قَا َ‬ ‫ت َبنِي إِسْرَائِي َ‬ ‫عبّد ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ِنعْمَ ٌة َتمُّنهَا عََليّ أَ ْ‬ ‫جعََلنِي مِنَ ا ْلمُ ْرسَلِينَ {‪َ }21‬وتِ ْل َ‬ ‫حكْما وَ َ‬ ‫َربّي ُ‬
‫ب آبَا ِئكُمُ الَْأوّلِينَ {‪ }26‬قَالَ إِنّ رَسُوَلكُمُ اّلذِي‬ ‫س َت ِمعُونَ {‪ }25‬قَالَ َرّبكُمْ وَ َر ّ‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ َومَا بَ ْي َن ُهمَا إن كُنتُم مّو ِقنِينَ {‪ }24‬قَالَ ِلمَنْ حَ ْولَهُ أَلَا تَ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ك مِنَ ا ْل َمسْجُونِينَ {‬ ‫جعََلّن َ‬‫غيْرِي َلأَ ْ‬ ‫خذْتَ إِلَها َ‬ ‫ن {‪ }28‬قَالَ َلئِنِ اتّ َ‬ ‫ب َومَا َبيْ َن ُهمَا إِن كُنتُ ْم َتعْقِلُو َ‬ ‫شرِقِ وَا ْل َمغْرِ ِ‬ ‫جنُونٌ {‪ }27‬قَالَ َربّ ا ْلمَ ْ‬ ‫ُأرْسِلَ ِإَليْكُمْ َل َم ْ‬
‫ن ّمبِينٌ {‪َ }32‬ونَ َزعَ َيدَ ُه فَِإذَا هِيَ‬ ‫ي ُثعْبَا ٌ‬‫عصَا ُه َفِإذَا ِه َ‬ ‫ت مِنَ الصّادِقِينَ {‪ }31‬فََألْقَى َ‬ ‫ت بِهِ إِن كُن َ‬ ‫ل فَأْ ِ‬‫ي ٍء مّبِينٍ {‪ }30‬قَا َ‬ ‫ك بِشَ ْ‬ ‫‪ }29‬قَالَ أَوَلَ ْو ِ‬
‫جئْ ُت َ‬
‫ضكُم بِسِحْ ِرهِ َفمَاذَا تَ ْأمُرُونَ {‪ }35‬قَالُوا أَ ْرجِهِ وَأَخَاهُ‬ ‫جكُم مّنْ أَ ْر ِ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ن َهذَا لَسَاحِ ٌر عَلِي ٌم {‪ }34‬يُرِيدُ أَن يُ ْ‬ ‫َبيْضَاء لِلنّاظِرِينَ {‪ }33‬قَالَ لِ ْلمَلَِإ حَوْلَهُ إِ ّ‬
‫ن {‪َ }39‬لعَّلنَا‬ ‫ج َت ِمعُو َ‬
‫س َهلْ أَنتُم مّ ْ‬ ‫جمِعَ السّحَ َرةُ ِلمِيقَاتِ يَ ْو ٍم ّمعْلُو ٍم {‪َ }38‬وقِيلَ لِلنّا ِ‬ ‫سحّا ٍر عَلِيمٍ {‪ }37‬فَ ُ‬ ‫ن {‪ }36‬يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ َ‬ ‫ث فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ‬ ‫وَابْعَ ْ‬
‫ل َنعَمْ وَِإّنكُمْ إِذا ّلمِنَ ا ْل ُمقَ ّربِينَ‬ ‫عوْنَ َأئِنّ َلنَا َلأَجْرا إِن ُكنّا نَحْنُ ا ْلغَاِلبِينَ {‪ }41‬قَا َ‬ ‫حرَ ُة قَالُوا لِفِرْ َ‬ ‫حرَةَ إِن كَانُوا هُمُ ا ْلغَاِلبِينَ {‪ }40‬فََلمّا جَاء السّ َ‬ ‫َنّتبِعُ السّ َ‬
‫ن {‪ }44‬فَأَ ْلقَى مُوسَى عَصَاهُ َفِإذَا ِهيَ‬ ‫ن ا ْلغَاِلبُو َ‬‫صّيهُمْ َوقَالُوا ِبعِزّ ِة فِرْعَوْنَ ِإنّا َلنَحْ ُ‬ ‫حبَاَلهُمْ وَعِ ِ‬ ‫ن {‪ }43‬فَأَ ْلقَوْا ِ‬ ‫{‪ }42‬قَالَ َلهُم مّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مّلْقُو َ‬
‫ن آذَنَ َلكُمْ ِإنّهُ‬ ‫ل آمَنتُمْ لَ ُه َقبْلَ أَ ْ‬ ‫ن {‪ }48‬قَا َ‬ ‫ب مُوسَى وَهَارُو َ‬ ‫ن {‪ }47‬رَ ّ‬ ‫ن {‪ }46‬قَالُوا آ َمنّا بِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫جدِي َ‬ ‫ن {‪ }45‬فَأُ ْلقِيَ السّحَ َرةُ سَا ِ‬ ‫ف مَا يَ ْأ ِفكُو َ‬ ‫تَ ْلقَ ُ‬
‫ن{‬ ‫ضيْرَ ِإنّا إِلَى َربّنَا مُنقَِلبُو َ‬ ‫ن {‪ }49‬قَالُوا لَا َ‬ ‫ج َمعِي َ‬‫صّلبَ ّنكُمْ َأ ْ‬
‫طعَنّ َأ ْيدِ َيكُمْ وََأرْجَُلكُم مّنْ خِلَافٍ َولَأُ َ‬ ‫ف َتعَْلمُونَ لَُأقَ ّ‬ ‫َل َكبِي ُركُمُ اّلذِي عَّل َمكُمُ السّحْ َر فََلسَوْ َ‬
‫طمَعُ أَن َيغْفِرَ َلنَا َربّنَا خَطَايَانَا أَن ُكنّا أَوّلَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ {‪)}51‬‬ ‫‪ِ }50‬إنّا نَ ْ‬
‫نلحظ أن التفصيل في سورة الشعراء أكثر وحصلت محاورة بين موسى وفرعون أما في العراف فلم يرد ذلك‪ .‬وفي الشعراء هدد فرعون‬
‫موسى بالسجن‪.‬ونلخّص الفرق بين اليتين من الناحية التعبيرية‪:‬‬
‫سورة الشعراء‬ ‫سورة العراف‬
‫(قال للمل من قومه) (قول فرعون)‬ ‫قال المل من قوم فرعون (قول المل)‬
‫(يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره)‬ ‫يريد أن يخرجكم من أرضكم‬
‫(وابعث في المدائن حاشرين)‬ ‫وأرسل في المدائن حاشرين‬
‫(يأتوك بكل سحّار عليم)‬ ‫يأتوك بكل ساحر عليم‬
‫(قالوا لفرعون)‬ ‫قالوا‬
‫(وإنكم إذا لمن المقربين)‬ ‫وإنكم لمن المقربين‬
‫(فألقي السحرة ساجدين)‬ ‫وألقي السحرة ساجدين‬
‫(فلسوف تعلمون)‬ ‫فسوف تعلمون‬
‫(ولصلبنّكم)‬ ‫ثم لصلّبنّكم‬
‫(ل ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون)‬ ‫إنا إلى ربنا منقلبون‬
‫ونأخذ كل فرق على حدة ونبدأ بقول المل في العراف فالقائلون في العراف هم المل والقائل في الشعراء هو فرعون وعندما كانت المحاجة‬
‫عند فرعون وانقطع الحجة بقول (بسحره)‪ .‬والفرق بين أرسل وابعث في اللغة كبير‪ :‬أرسل وفعل الرسال تردد في العراف أكثر مما تردد‬
‫في الشعراء (ورد ‪ 30‬مرة في العراف و ‪ 17‬مرة في الشعراء) هذا من الناحية اللفظية ‪ .‬وفعل بعث هو بمعنى أرسل أو هيّج ويقال في اللغة‬
‫بعث البعير أي هيّجه وفي البعث إنهاض كما في قوله تعالى (ويوم يبعث من كل أمة شهيدا) (إن ال قد بعث لكم طالوت ملكا) أي أقامه لكم‬
‫وليست بنفس معنى أرسله‪ .‬فلما كانت المواجهة والتحدّي في الشعراء أكثر جاء بلفظ بعث ولم يمتفي بالرسال إنما المقصود أن ينهض من‬
‫المدن من يواجه موسى ويهيجهم وهذا يناسب موقف المواجهة والتجدي والشدة‪ .‬وكذلك في اختيار كلمة ساحر في العراف وسحّار في‬
‫الشعراء لنه عندما اشتد التحدي تطلّب المبالغة لذا يحتاج لكلّ سحّار وليس لساحر عادي فقط ونلحظ في القرآن كله حيثما جاء فعل أرسل‬
‫جاء معه ساحر وحيثما جاء فعل بعث جاء معه سحّار‪ .‬وفي سورة العراف وردت كلمة السحر ‪ 7‬مرات بينما وردت ‪ 10‬مرات في سورة‬
‫الشعراء مع العلم أن سورة العراف أطول من الشعراء‪.‬‬
‫وكذلك قوله تعالى في سورة العراف (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لجرا إن كنا نحن الغالبين) أما في سورة الشعراء فقال تعالى (قالوا‬
‫لفرعون أئن لنا لجرا إن كنا نحن الغالبين) ففي العراف لم يقل (قالوا لفرعون) أما في الشعراء فقال (قالوا لفرعون) أي أصبح القول موجها‬
‫إلى فرعون لن التحدي أكبر في الشعراء وفيها تأكيد أيضا بقوله (أئن لنا لجرا)‪ ،‬أما في العراف (إن لنا لجرا) المقام يقتضي الحذف لن‬
‫التفصيل أقلّ‪.‬‬
‫وفي العراف قال تعالى (قال نعم إنكم إذا لمن المقربين) فجاء بـ (إذا) حرف جواب وجزاء وتأتي في مقام التفصيل لن سياق القصة كلها‬
‫في الشعراء فيها كثر من التفصيل بخلف العراف‪.‬‬
‫وفي الشعراء أقسموا بعزّة فرعون ولم يرد ذلك في العراف‪.‬‬
‫وفي الشعراء قال (فألقوا حبالهم وعصيهم) ولم يرد ذلك في العراف‪.‬‬
‫وفي الشعراء ولن التحدي كبير ألقي السحرة ساجدين فورا ولم يرد ذلك في العراف‪.‬‬
‫في العراف ورد (آمنتم به قبل أن آذن لكم ) و(فسوف تعلمون) الضمير يعود إلى ال تعالى هنا‪ .‬أما في الشعراء (آمنتم به قبل أن آذن لكم)‬
‫(فلسوف تعلمون) أي أنقدتم لموسى فالهاء تعود على موسىولهذا قال تعالى هنا (إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) واللم في (فلسوف) هي في‬
‫مقام التوكيد‪.‬‬
‫وفي العراف قال (ثم لصلبنّكم) وفي الشعراء (ولصلبنكم) وهذا يدل على أنه أعطاهم مهلة في العراف ولم يعطهم مهلة في الشعراء‪.‬‬
‫وفي العراف قال (إنا إلى ربنا منقلبون) أما في الشعراء (ل ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون) دللة عدم الكتراث بتهديد فرعون مع شدة التوعد‬
‫والوعيد ثم مناسبة لمقام التفصيل‪.‬‬
‫آية (‪:)48‬‬
‫ن (‪)48‬‬
‫هاُرو َ َ‬
‫سى وَ َ‬
‫مو َ َ‬
‫ب ُ‬
‫سى (‪ ))70‬ووردت (َر ّ َِ‬ ‫ن وَ ُ‬
‫مو َ َ‬ ‫هاُرو َ َ‬ ‫من ّ ََا بَِر ّ َِ‬
‫ب َ‬ ‫*فََي سََورة طََه (قَالُوا آ َ‬
‫الشعراء) فما دللة التقديم والتأخير؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ذكرنا في أكثر من مناسبة أن التقديم والتأخير أولً للعلم ليس بالضرورة أن يتقدم من هو الفضل أو ما هو أفضل وقد يتقدم المفضول بحسب‬
‫ن (‪ )2‬التغابن) بدأ‬ ‫السياق ويتأخر ما هو أفضل ليس بالضرورة أن يتقدم الفضل إنما السياق يحدد (هُوَ اّلذِي خََل َقكُ ْم َفمِنكُ ْم كَافِرٌ َومِنكُم مّ ْؤمِ ٌ‬
‫ضهُم ِببَعْضٍ‬ ‫س َبعْ َ‬ ‫جنّةِ (‪ )20‬الحشر) بدأ بأصحاب النار‪ .‬وذكرنا أمثلة كثيرة (وَلَوْلَا َدفْعُ اللّهِ النّا َ‬ ‫ب النّارِ وََأصْحَابُ ا ْل َ‬ ‫ستَوِي أَصْحَا ُ‬ ‫بالكافر (لَا يَ ْ‬
‫ن (‪ )1‬وَطُو ِر سِينِينَ (‪ )2‬وَ َهذَا ا ْلبََلدِ الَْأمِينِ (‪)3‬‬ ‫ج ُد يُ ْذكَ ُر فِيهَا اسْ ُم اللّ ِه َكثِيرًا (‪ )40‬الحج) (وَالتّينِ وَال ّز ْيتُو ِ‬ ‫ّل ُه ّدمَتْ صَوَامِعُ َو ِبيَعٌ وَصَلَوَاتٌ َومَسَا ِ‬
‫التين)‪ .‬إذن المر الذي ينبغي أن يُعرف في التقديم والتأخير أنه ليس بالضرورة أن يتقدم الفضل وإنما ما يتقضيه السياق‪ ،‬يتقدم الهم والهم‬
‫هو ما يتعلق بالسياق‪ .‬بالنسبة لهارون وموسى وموسى وهارون ذكرناها في أكثر من مناسبة في سورة طه قدم هارون على موسى (هَارُونَ‬
‫ب مُوسَى وَهَارُونَ)‪ .‬وقسم ذهبوا إلى أنه قدم موسى على هارون في طه لتواصل الفاصلة القرآنية باعتبار أن سورة‬ ‫َومُوسَى) وفي الشعراء ( َر ّ‬
‫طه أغلب آياتها في اللف (الفاصلة القرآنية) وفي الشعراء هي هكذا‪ .‬الحقيقة في هاتين السورتين نلحظ في سورة طه تكرر ذكر هارون كثيرا‬
‫جعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (‪ )29‬هَارُونَ‬ ‫وجعله ال تعالى شريكا لموسى في التبليغ ولم يذكر هذا في الشعراء‪ .‬على سبيل المثال في طه قال (وَا ْ‬
‫ت ِبنَا بَصِيرًا (‪ ،)35‬اذْهَبْ َأنْتَ‬ ‫ك َكثِيرًا (‪ِ )34‬إّنكَ ُكنْ َ‬ ‫ك َكثِيرًا (‪َ )33‬و َنذْكُ َر َ‬ ‫حَ‬‫سبّ َ‬ ‫شدُ ْد بِهِ أَزْرِي (‪ )31‬وََأشْ ِركْ ُه فِي َأمْرِي (‪ )32‬كَ ْ‬
‫ي نُ َ‬ ‫َأخِي (‪ )30‬ا ْ‬
‫طغَى (‪ )43‬فَقُولَا لَ ُه قَوْلًا َلّينًا َلعَلّ ُه َيتَ َذكّرُ أَ ْو يَخْشَى (‪ )44‬قَالَا َرّبنَا ِإّننَا نَخَافُ َأنْ‬ ‫ك بَِآيَاتِي َولَا َتنِيَا فِي ذِكْرِي (‪ )42‬اذْ َهبَا إِلَى ِفرْعَوْنَ ِإنّهُ َ‬ ‫َوأَخُو َ‬
‫ل َم َعنَا بَنِي ِإسْرَائِيلَ‬ ‫ك فََأرْسِ ْ‬‫سمَعُ وَأَرَى (‪ )46‬فَ ْأ ِتيَا ُه َفقُولَا ِإنّا رَسُولَا َرّب َ‬ ‫طغَى (‪ ))45‬كلها بالتثنية (قَالَ لَا تَخَافَا ِإّننِي َم َعكُمَا َأ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ط عََل ْينَا أَوْ أَ ْ‬ ‫يَ ْفرُ َ‬
‫ب عَلَى مَنْ َكذّبَ َوتَوَلّى (‪ ))48‬حتى خطاب‬ ‫ن ا ّتبَعَ ا ْلهُدَى (‪ِ )47‬إنّا َقدْ أُوحِيَ إَِل ْينَا أَنّ ا ْل َعذَا َ‬ ‫ك بَِآيَ ٍة مِنْ َرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ‬ ‫ج ْئنَا َ‬
‫َولَا ُتعَ ّذ ْبهُ ْم َقدْ ِ‬
‫ن َهذَانِ‬‫خلْقَ ُه ثُ ّم َهدَى (‪ ،)50‬قَالُوا إِ ْ‬ ‫شيْءٍ َ‬ ‫عطَى كُلّ َ‬ ‫ل َفمَنْ َرّب ُكمَا يَا مُوسَى (‪ )49‬قَالَ َرّبنَا اّلذِي أَ ْ‬ ‫فرعون كان لهما على سبيل التثنية (قَا َ‬
‫صدْرِي وَلَا َينْطَلِقُ ِلسَانِي‬ ‫طرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى (‪ ))63‬في الشعراء مرة قال ( َويَضِيقُ َ‬ ‫سحْرِ ِهمَا َو َيذْ َهبَا بِ َ‬‫ضكُ ْم بِ ِ‬‫خرِجَا ُك ْم مِنْ َأرْ ِ‬‫ن يُ ْ‬
‫ن يُرِيدَانِ أَ ْ‬ ‫َلسَاحِرَا ِ‬
‫ن فَقُولَا ِإنّا َرسُولُ‬ ‫ن (‪َ )15‬ف ْأ ِتيَا فِرْعَوْ َ‬ ‫ن (‪ )14‬قَالَ كَلّا فَاذْ َهبَا بَِآيَا ِتنَا ِإنّا َم َعكُ ْم مُ ْ‬
‫س َتمِعُو َ‬ ‫ن يَ ْقتُلُو ِ‬‫ب فََأخَافُ أَ ْ‬ ‫ن (‪ )13‬وََلهُ ْم عَلَ ّ‬
‫ي َذنْ ٌ‬ ‫سلْ إِلَى هَارُو َ‬ ‫َفأَرْ ِ‬
‫خذْتَ إَِلهًا‬‫ن اتّ َ‬‫ل (‪ ))17‬فقط والباقي كل الكلم مع موسى والخطاب موجه إلى موسى (قَالَ َلئِ ِ‬ ‫ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِي َ‬‫ن (‪ )16‬أَنْ أَرْسِ ْ‬ ‫رَبّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫ح ٌر عَلِي ٌم (‪ ))34‬لم يقل ساحران في الشعراء التركيز على موسى أما في طه‬ ‫ن َهذَا لَسَا ِ‬‫ن (‪( ))29‬قَالَ لِ ْلمََلإِ حَوْلَهُ إِ ّ‬ ‫ك مِنَ ا ْلمَسْجُونِي َ‬‫جعََلنّ َ‬
‫غيْرِي لََأ ْ‬
‫َ‬
‫س فِي نَفْسِ ِه خِيفَ ًة مّوسَى (‪ ))67‬لكن لم يذكر أن هارون خاف موسى هو‬ ‫ج َ‬‫فالتركيز مشترك‪ .‬هنالك أمر آخر في طه ذكر خوف موسى ( َفأَوْ َ‬
‫الذي خاف نحن ل نعلم إذا خاف هارون لكنه لم يذكرها وذكر خوف موسى‪ .‬عندنا تقديم وتأخير‪ ،‬في حالة الخوف يقدّم هارون على موسى‬
‫س فِي نَفْسِهِ‬ ‫ج َ‬ ‫وفي حالة عدم الخوف قدم موسى على هارون إضافة إلى السياق إذن الحالتين ليستا متماثلتين‪ .‬موسى خاف في سورة طه (فَأَوْ َ‬
‫خِيفَ ًة مُوسَى (‪ )67‬قُ ْلنَا لَا تَخَفْ ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلأَعْلَى (‪ ))68‬قدم هارون على موسى لن موسى هو الذي خاف فأخّر الخائف‪ .‬إذن مسألة التقديم‬
‫والتأخير تراعي سياق الحال الذي يتكلم عنه القرآن الكريم‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل يجوز أن نقول أن للفاصلة القرآنية دخل في هذا التقديم والتأخير؟‬
‫نحن ل ننكر‪ ،‬لكن ل ينبغي أن نقول نقصره على الفاصلة القرآنية لنه أحيانا القرآن يضرب الفاصلة القرآنية إذا اقتضى المر (وََأشْ ِركْ ُه فِي‬
‫ع ْينِي (‪ ))39‬ليس فيها مراعاة للفاصلة وكثيرا في القرآن ل ينظر إلى الفاصلة القرآنية‪.‬‬ ‫صنَ َع عَلَى َ‬ ‫َأمْرِي (‪( ))32‬وَِلتُ ْ‬
‫*فى مداخلة مع د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ن (‪ )48‬الشعراء) ومرة قالوا (قَالُوا‬ ‫ن (‪َ )47‬ر ّ‬
‫ب مُوسَى وَهَارُو َ‬ ‫هناك في قصة السحرة الذين جاء بهم فرعون مرة قالوا (قَالُوا آ َمنّا بِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫ب مُوسَى وَهَارُونَ)‬‫ب هَارُونَ َومُوسَى) ومنهم من قال (رَ ّ‬ ‫ب هَارُونَ َومُوسَى (‪ )70‬طه) فعندنا سبعين ساحرا منهم من قال (قَالُوا آ َمنّا بِ َر ّ‬ ‫آ َمنّا بِ َر ّ‬
‫قال بعض المفسرين أن ال تعالى حتى ينقل لنا الصورة كاملة نقلها بهذين الشكلين حتى يأتي لنا بالصورة كاملة لنه ليس كل السحرة قالوا‬
‫نفس القول؟ جمع ال تعالى اليتين فأعطانا الصورة كاملة عما قاله السحرة؟‬
‫آية (‪:)52‬‬
‫سرِ بِعِبَادِي لَيًْل‬ ‫َ‬ ‫*(وأَوحينا إلَى موسى أ َ َ‬
‫متَّبَعُو َ‬
‫ن (‪ )52‬الشعراء) وفي الدخان (فَأ ْ‬ ‫سرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم ُّ‬
‫نأ ْ‬‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ َ َْ ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ن (‪ ))23‬المعروف أن السََرى يكون ليل فلماذا قال ليل ولماذا لم يقََل ليل فََي آيََة‬ ‫متَّبَعُو َ َ‬
‫إِنَّك ُ َم ُّ‬
‫سورة الشعراء؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا الظرف المؤكّد‪.‬‬
‫سرِ ِب ِعبَادِي ِإّنكُ ْم مُ ّت َبعُونَ (‬ ‫ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَ ْ‬ ‫قسم يقول أن هذا من باب التوكيد‪ ،‬السراء بالليل والسؤال عن آيتين في إحداهما لم يقل ليلً (وَأَ ْو َ‬
‫ن (‪ )55‬الشعراء) وفي الدخان قال ليلً ( َف َدعَا‬ ‫ن (‪ )54‬وَِإّنهُمْ َلنَا َلغَائِظُو َ‬ ‫ن (‪ )53‬إِنّ َهؤُلَاءِ لَشِ ْر ِذمَ ٌة قَلِيلُو َ‬ ‫ن فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ‬ ‫ل فِرْعَوْ ُ‬ ‫‪ )52‬فََأرْسَ َ‬
‫عيُونٍ‬ ‫جنّاتٍ َو ُ‬ ‫ن (‪َ )24‬كمْ تَ َركُوا مِنْ َ‬ ‫ن (‪ )23‬وَاتْ ُركِ ا ْلبَحْرَ رَ ْهوًا ِإّنهُمْ ُ‬
‫ج ْندٌ ُمغْ َرقُو َ‬ ‫ن (‪َ )22‬فأَسْ ِر ِب ِعبَادِي َليْلًا ِإّنكُ ْم ُمّتبَعُو َ‬ ‫ن هَؤُلَا ِء قَ ْو ٌم مُجْ ِرمُو َ‬‫َربّهُ أَ ّ‬
‫سمَا ُء وَالَْأرْضُ َومَا كَانُوا‬ ‫ت عََل ْيهِمُ ال ّ‬‫ن (‪َ )28‬فمَا َبكَ ْ‬ ‫(‪ )25‬وَزُرُوعٍ َومَقَا ٍم كَرِي ٍم (‪َ )26‬و َن ْعمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَا ِكهِينَ (‪َ )27‬كذَِلكَ وََأوْ َر ْثنَاهَا قَ ْومًا آَخَرِي َ‬
‫ن (‪ ))29‬نفهم من الناحية النحوية ما معنى خرجت ليلً أو جئت ليلً؟ هذا ما قرره النحاة سيبويه وغيره عندما تقول ليلً أو صباحا أو‬ ‫ُمنْظَرِي َ‬
‫ل عن يوم مثلً الجمعة تقول جئت‬ ‫جئت صباحا هذا يعني إما في يومك أو في يوم بعينه‪ .‬جئت صباحا تتكلم عن يوم يعني اليوم‪ ،‬تتكلم مث ً‬
‫ل يعني ليلتك هذه‪ .‬لكن جئت في ليل أو في صباح تعني أيّ ليل أو أيّ صباح‪ ،‬هذه قاعدة مقررة في النحو‪.‬‬ ‫صباحا‪ ،‬أو إذا قلت جئت لي ً‬
‫ل يعني هذا اليوم الذي أكلمك الن‬ ‫( َوجَاؤُواْ َأبَاهُ ْم عِشَاء َي ْبكُونَ (‪ )16‬يوسف) يعني عشاء ذلك اليوم الذي خرجوا فيه‪ .‬إذن لما أقول أُخرج لي ً‬
‫ل وصباحا ومسا ًء هذه مقررة‪ ،‬إذا أردت مساء ليلتك أو مساء يوم بعينه أو ليل يومك أو ليلة بعينها هذا كله يدخل فيه‪ .‬إذن عندنا أمرين‪:‬‬ ‫فيه‪ ،‬لي ً‬
‫سلَ‬‫ن (‪َ )52‬فأَرْ َ‬ ‫ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَنْ َأسْ ِر ِب ِعبَادِي ِإّنكُ ْم ُمّتبَعُو َ‬ ‫ل يعني الليلة هذه‪( ،‬أسر بعبادي) ليس فيها وقت محدد‪ .‬قال في الشعراء (وَأَوْ َ‬ ‫أسر لي ً‬
‫ن (‪ ))55‬إذن فيها متسع حتى يجمع فرعون جماعته ويرسل‬ ‫ن (‪ )54‬وَِإّنهُمْ َلنَا َلغَائِظُو َ‬ ‫ن (‪ )53‬إِنّ َهؤُلَاءِ لَشِ ْر ِذمَ ٌة قَلِيلُو َ‬ ‫عوْنُ فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ‬ ‫فِرْ َ‬
‫حرَ رَهْوًا) هذا أمر وقع هذا أسرع‪ ،‬هذا تصوير للحادثة في ليلة حدوثها عندما قال اليوم يعني اليوم‬ ‫في المدائن‪ .‬وفي الدخان قال (وَاتْ ُركِ ا ْلبَ ْ‬
‫تخرد وكأن سورة الشعراء وحيٌ من ال ليجهز نفسه حتى يأتي المر‪ ،‬بينما الكلم قبلها على السحرة (ِإنّهُ َل َكبِي ُركُ ُم اّلذِي عَّل َمكُمُ السّحْ َر (‪))49‬‬
‫ن (‪ ))55‬تكلم كلما آخر وليس‬ ‫ن (‪ )54‬وَِإّنهُمْ َلنَا َلغَائِظُو َ‬ ‫ن (‪َ )53‬هؤُلَاءِ لَشِ ْر ِذمَ ٌة قَلِيلُو َ‬ ‫عوْنُ فِي ا ْل َمدَائِنِ حَاشِرِي َ‬ ‫ل فِرْ َ‬ ‫كلم عام ووراءها قال (فََأرْسَ َ‬
‫ن (‪َ )24‬كمْ تَ َركُوا‬ ‫ج ْندٌ ُمغْ َرقُو َ‬ ‫فيها المر بالخروج هذه الليلة والن فرعون عنده متسع في الكلم وإرسال في المدائن‪( .‬وَاتْ ُركِ ا ْلبَحْ َر رَهْوًا ِإّنهُمْ ُ‬
‫سمَاءُ‬ ‫ت عََل ْيهِمُ ال ّ‬‫خرِينَ (‪َ )28‬فمَا َبكَ ْ‬ ‫عيُونٍ (‪ )25‬وَ ُزرُوعٍ َومَقَا ٍم كَرِي ٍم (‪َ )26‬ونَ ْعمَ ٍة كَانُوا فِيهَا فَا ِكهِينَ (‪َ )27‬كذَِلكَ وَأَوْ َر ْثنَاهَا قَ ْومًا آَ َ‬ ‫جنّاتٍ وَ ُ‬ ‫مِنْ َ‬
‫ل الن تخرج هذه الليلة والسياق واضح‪.‬‬ ‫ن (‪ )29‬الدخان) فإذن لي ً‬ ‫وَالَْأرْضُ َومَا كَانُوا ُمنْظَرِي َ‬
‫آية (‪:)62‬‬
‫*ما الفرق بين استخدام كلمة (ربى) و(الله) ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الفرق بين ال والرب معروف‪ :‬ال لفظ الجللة إسم العلم مشتق من الله كما يقال والرب هو المربي والموجه والمرشد ولذلك كثيرا ما يقترن‬
‫ن (‪)62‬‬ ‫س َي ْهدِي ِ‬
‫ن َمعِيَ َربّي َ‬
‫ل كَلّا إِ ّ‬
‫ن قَا َ‬
‫س َي ْهدِي ِ‬
‫ن َمعِيَ َربّي َ‬ ‫ستَقِي ٍم (‪ )161‬النعام) (قَا َ‬
‫ل كَلّا إِ ّ‬ ‫ط مّ ْ‬
‫صرَا ٍ‬
‫الرب بالهداية (قُلْ ِإنّنِي َهدَانِي َربّي ِإلَى ِ‬
‫ح َببْتَ وََلكِنّ اللّهَ َي ْهدِي مَن يَشَاء (‪ )56‬القصص) لو شاء‬ ‫الشعراء) كثيرا ما يقترن بالهداية‪ ،‬ال سبحانه وتعالى كل شيء بيده (ِإّنكَ لَا َتهْدِي مَنْ أَ ْ‬
‫ربنا دعوة الخلق وهدايتهم فالمناسب مع الهداية الرب لنه الهادي والمرشد والمربي‪ ،‬العبادة أقرب شيء ل (أَلّا َت ْعبُدُوا إِلّا اللّهَ) والرب تستعمل‬
‫ي (‪ )23‬يوسف) (ا ْذكُ ْرنِي عِندَ َرّبكَ (‪)42‬‬ ‫ن َمثْوَا َ‬ ‫حسَ َ‬‫لغير ال وهي غير خاصة بال فنقول مثلً رب البيت‪ ،‬حتى في سورة يوسف (ِإنّهُ َربّي أَ ْ‬
‫يوسف) لن الرب هو القيم والمرشد والموجه فأنسب مع إنزال الملئكة وجعونة الخلق وهدايتهم كلمة الرب‪.‬‬
‫آية (‪:)73‬‬
‫*ماذا جاءت كلمََََة ينفعونكََََم مقيّدة ويضرون مطلقََََة فََََي قوله تعالى (أو ينفعونكََََم أو‬
‫يضرون)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪ )}73‬النفع يريده النسان لنفسه أما الضرّ فل يريده النسان لنفسه إنما يُريده لعدوّه أو‬
‫قال تعالى في سورة الشعراء (أَ ْو يَن َفعُونَكُمْ َأوْ َيضُرّو َ‬
‫أنه يخشى أن يُلحق به الضرر وعلى هذا فالنفع موقع تقييد والضر موضع إطلق‪.‬‬
‫آية (‪:)80‬‬
‫*لم نسب ابراهيم المرض لنفسه ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫علَى ا ْلِإنْسَانِ أَعْ َرضَ َونَأَى بِجَا ِنبِهِ وَِإذَا مَسّهُ الشّ ّر‬ ‫هناك خط عام في القرآن الكريم وهو أن ال تعالى ل ينسب الشرّ لنفسه مطلقا (وَِإذَا َأ ْن َع ْمنَا َ‬
‫شدًا (‪)10‬‬ ‫ن فِي ا ْلأَرْضِ َأمْ أَرَا َد ِبهِمْ َرّبهُمْ رَ َ‬ ‫ن َيئُوسًا (‪ )83‬السراء) ولم يقل مسسناه بالش ّر وكذلك في قوله تعالى (وََأنّا لَا َندْرِي َأشَرّ أُرِيدَ ِبمَ ْ‬ ‫كَا َ‬
‫ن (‪ )79‬وَِإذَا مَ ِرضْتُ‬ ‫الجن) و تأدبا مع ال تعالى كما فعل ابراهيم في قوله تعالى (اّلذِي خَلَ َقنِي َفهُ َو َيهْدِينِ (‪ )78‬وَاّلذِي هُ َو يُ ْ‬
‫ط ِع ُمنِي َويَسْقِي ِ‬
‫ن (‪ )81‬الشعراء) لم يقل أمرضني‪.‬‬ ‫ن (‪ )80‬وَاّلذِي ُيمِي ُتنِي ُثمّ ُي ْ‬
‫حيِي ِ‬ ‫َفهُ َو يَشْفِي ِ‬
‫آية (‪:)81‬‬
‫َ‬
‫ن (‪ )81‬الشعراء) مع أنها ذكرت في آيات‬ ‫حيِي ِ‬
‫م يُ ْ‬ ‫*ما دللة عدم ذكر (هو) في الية (وَال ّذِي ي ُ ِ‬
‫ميتُنِي ث ُ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن(‬ ‫ت فَهُوَ ي َ ْ‬
‫شفِي ِ‬ ‫ض ُ‬
‫مرِ ْ‬
‫ن (‪ )79‬وَإِذ َا َ‬
‫سقِي ِ‬
‫منِي وَي َ ْ‬ ‫ن (‪ )78‬وَال ّذِي هُوَ يُطْعِ ُ‬ ‫خلَقَنِي فَهُ َ‬
‫و يَهْدِي ِ‬ ‫سابقة (ال ّذِي َ‬
‫‪ )80‬الشعراء)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الناس والمذاهب والفلسفات لم تختلف في أن ال تعالى هو الذي يميت ثم يحيي لكنهم اختلفوا هل هو ال الذي يُطعِم والذي يسقي أو هو‬
‫النسان؟ في الفلسفات القديمة قالوا خلق النسان الموتى لكن من نعّمنا؟ قال تعالى كلها ربنا يفعلها فما كان فيه خلف أكّده (الذي هو يهدين‪،‬‬
‫والذي هو يطعمني‪ ،‬فهو يشفين) كل الذي فيه خلف أكّده والذي ليس فيه خلف لم يحتاج لتوكيد (والذي يميتني ثم يحيين)‪.‬‬
‫آية (‪:)101-100‬‬
‫*لماذا جاءت شافعين بالجمع وصديق بالمفرد ولماذا قُدمت شافعين على صديق في قوله تعالى‬
‫ميم ٍ (‪ )101‬الشعراء)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ح ِ‬
‫ق َ‬ ‫ن (‪ )100‬وََل َ‬
‫صدِي ٍ‬ ‫ن َ‬
‫شافِعِي َ‬ ‫ما لَنَا ِ‬
‫م ْ‬ ‫(فَ َ‬
‫الشافعين كُثُر والصديق أقل‪ .‬الصديق من حيث اللغة يقال للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث هذا من حيث اللغة‪.‬‬
‫فلو أنت في يوم الرخاء سألتني طلقك لم أبخل وأنت صديقي‬
‫الشافعين قد يكونون ُكثُر ويتقدمون للشفاعة ولو لم يكونوا أصدقاء لكن الصديق أقل والصديق الحميم أقل (من صدق في المعاملة والخلص‬
‫وإمحاض النُصح والمحبة والمودة واليثار) ‪ .‬فالشافعين أكثر من الصديق والتقديم ل يكون بالضرورة على الفضل‪ .‬ولم يوصف الصديق فقط‬
‫وإنما صديق وحميم وهذا أقل وهي دائرة صغيرة جدا أن تجد صديقا حميما‪.‬‬
‫يضيف المحاور‪ :‬العجاز ليس أن تُضحي بصديق حميم لككن أن تجد صديقا يستحق أن تُضحي من أجله‪.‬‬
‫ويختم المحاور حواره بأحاديث عن الرسول ‪:‬‬
‫•إن ل أهلين من الناس قالوا يا رسول ال من هم؟ قال هم أهل القرآن وخاصته أهل ال‪.‬‬
‫•اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصحابه‪.‬‬
‫•يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها‪.‬‬
‫آية (‪:)105‬‬
‫*لماذا جاءت كلمََة المرسََلين بالجمََع مََع أن نوح وباقََي الرسََل جاءوا منفرديََن ؟(د‪.‬حسََام‬
‫النعيمى)‬
‫سلِين(‪َ ( ))141‬كذّبَ ْ‬
‫ت قَ ْومُ لُوطٍ‬ ‫سلِينَ( (‪(123‬كَ ّذبَ ْ‬
‫ت َثمُودُ ا ْلمُرْ َ‬ ‫ح ا ْلمُرْسَلِينَ((‪( )105‬كَ ّذبَ ْ‬
‫ت عَادٌ ا ْلمُرْ َ‬ ‫ت قَوْ ُم نُو ٍ‬
‫في سورة الشعراء قال تعالى (كَ ّذبَ ْ‬
‫ن (‪(( )160‬كَذّبَ َأصْحَابُ ا ْلَأ ْيكَةِ ا ْلمُ ْرسَلِينَ (‪ ))176‬هذه تتكرر في عموم القرآن‪.‬‬ ‫ا ْلمُرْسَلِي َ‬
‫هو رسول واحد لكن في مواطن كثيرة ترد (كذبوا المرسلين) وهو رسول واحد‪ .‬ولذلك علماؤنا يقولون من كذّب رسولً فقد كذّب جميع الرسل‬
‫الذين من قبله‪ .‬هم كذّبوا نوحا ومن قبله لنهم أنكروا مبدأ الرسالة‪ .‬الرسل من حيث المعنى لنه هو رسول مبلّغ عن ربه منبّه على وجود رسل‬
‫من قبله فإذا كذّبوه فقد كذّبوه بذاته وكذّبوا من نسب إليهم الرسالة لنه ينسب االرسالة إليهم فإذا قيل هو كاذب فهو كاذب بكل قوله ومن ضمن‬
‫قوله أنه هناك رسل من قبلي فكذبوا بهم جميعا‪ ،‬وإشارة إلى إرتباط الرسل كأنهم جميعا قافلة واحدة من كذّب واحدا منهم فقد كذّب الجميع‪.‬‬
‫آية (‪:)123‬‬
‫*انظر آية (‪.)105‬‬
‫آية (‪:)141‬‬
‫*انظر آية (‪.)105‬‬
‫آية (‪:)160‬‬
‫*انظر آية (‪.)105‬‬
‫*كَل النَبياء كانوا يدعون إلى التوحيَد أمَا لوط فدعَا إلى ترك الفاحشَة أول ً فلماذا؟ (د‪.‬فاضَل‬
‫السامرائى)‬
‫هذا الكلم فيه نظر لن أيضا سيدنا لوط وإن في مواطن ذكر الفاحشة وإنما في مواطن أخرى يبدأ بالتوحيد كباقي النبياء كما في سورة‬
‫ن (‪ )162‬فَاتّقُوا‬‫ن (‪ِ )160‬إذْ قَالَ َلهُمْ َأخُوهُ ْم لُوطٌ أَلَا تَتّقُونَ (‪ِ )161‬إنّي َلكُ ْم رَسُولٌ َأمِي ٌ‬ ‫ت قَ ْومُ لُوطٍ ا ْل ُمرْسَلِي َ‬
‫الشعراء يبتدئ بما بدأوا به تماما ( َكذّبَ ْ‬
‫ن (‪ ))164‬كل النبياء الذين ورد ذكرهم في سورة الشعراء‬ ‫جرٍ إِنْ أَجْ ِريَ إِلّا عَلَى َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫عَليْهِ مِنْ أَ ْ‬‫ن (‪َ )163‬ومَا َأسْأَُل ُكمْ َ‬
‫اللّهَ وَأَطِيعُو ِ‬
‫يدعون بهذه الدعوة بل استثناء ثمود ونوح وعاد فهو ذكرهم لكن هو في مواطن كثيرة يذكّر بالفاحشة التي فعلوها والتي ما سبقهم بها أحد من‬
‫العالمين أبدا وإنما اخترعوها فبدأ بهذه الفاحشة المنكرة العظيمة لنه لم يسبق مثلها وسيكونون سنة سيئة لمن بعدهم يتحملون وزرها ويسألون‬
‫عنها "ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"‬
‫آية ‪:)176(-‬‬
‫*انظر آية (‪.)105‬‬
‫آية (‪:)177‬‬
‫صفوا بالخوة (أخوهَم هود وأخوهَم لوط‬ ‫*ذكَر تعالى فَي آيَة سَورة الشعراء هود ولوط وصَالح وَُ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ن{‬
‫سَلِي َ‬ ‫ب اليْكَةِ ال ُ‬
‫مْر َ‬ ‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫بأ ْ‬ ‫وأخوهَم صَالح) أمَا أصَحاب اليكَة فقال شعيَب بدون أخيهَم (كَذ َّ َ‬
‫َ‬
‫ن {‪)}177‬؟‬ ‫ب أَل تَتَّقُو َ‬
‫شعَي ْ ٌ‬ ‫ل لَهُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫‪ }176‬إِذ ْ قَا َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫عُبدُواْ اللّهَ‬
‫ل يَا قَوْمِ ا ْ‬
‫ش َعيْبا قَا َ‬
‫شعيب ليس من أصحاب اليكة وإنما هو من مدين لذا قال في آية سورة هود أخوهم شعيب (وَإِلَى َم ْديَنَ َأخَا ُهمْ ُ‬
‫ط {‪ )}84‬وشعيب أُرسِل إلى قومين‬ ‫ب يَوْ ٍم مّحِي ٍ‬
‫عذَا َ‬
‫ف عََل ْيكُ ْم َ‬
‫خيْرٍ وَِإنّيَ أَخَا ُ‬
‫ل وَا ْلمِيزَانَ ِإنّيَ أَرَاكُم بِ َ‬
‫ل تَنقُصُو ْا ا ْل ِمكْيَا َ‬
‫غيْرُهُ َو َ‬
‫مَا َلكُم مّنْ ِإلَـ ٍه َ‬
‫مدين وأصحاب اليكة‪ .‬أما الباقون من النبياء فهم من نفس القوم فوصفهم بالخوة‪ . .‬والشيء بالشيء يُذكر لم يرد في القرآن مرة وإذ قال‬
‫عيسى لقومه لكنه يقولها مع موسى أحيانا واحيانا ل يقولها وذلك لن عيسى ليس له أب فيهم والقوم يُنتسب إليهم بالبوة فيخاطبهم با بني‬
‫اسرائيل فلم يخاطبهم مرة بيا قوم ولم يوصف بالخوة‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫مراجعة اليات توصلنا إلى شيء أنه حيثما ُذكِرت الرسالة وأن شعيبا مرسل إلى قومه يقول أخوهم‪ .‬يذكر الخوّة عندما يتحدث عن الرسالة‬
‫كأنما فيها إشارة إلى أن واجبه معهم ورعايته لهم هو أخوهم يريد لهم الخير‪ .‬وإذا لم يذكر الرسالة ل يقل أخوهم‪ .‬لحظ اليات هذه القاعدة‬
‫العامة حيثما ذكر الرسال قال (أخاهم) وفي غير ذلك ذكر السم مجرّدا‪.‬‬
‫الرسال ُذكِر في ثلثة مواضع كما ذكره محمد فؤاد عبد الباقي (المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم)‪:‬‬
‫غيْرُ ُه َقدْ جَا َء ْتكُ ْم بَ ّينَةٌ مِنْ َرّبكُ ْم َفأَ ْوفُوا ا ْل َكيْلَ وَا ْلمِيزَانَ وَلَا‬ ‫عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ إِلَ ٍه َ‬ ‫ل يَا َقوْمِ ا ْ‬ ‫‪(.1‬وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ‬
‫ش َع ْيبًا قَا َ‬
‫ن (‪ )85‬العراف)‬ ‫خيْرٌ َل ُكمْ إِنْ ُك ْنتُ ْم مُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫حهَا ذَِلكُمْ َ‬ ‫سدُوا فِي ا ْلأَ ْرضِ َب ْعدَ ِإصْلَا ِ‬ ‫شيَاءَهُمْ وَلَا تُفْ ِ‬ ‫س أَ ْ‬‫َتبْخَسُوا النّا َ‬
‫خيْرٍ وَِإنّي‬ ‫غيْرُهُ وَلَا َتنْقُصُوا ا ْل ِمكْيَالَ وَا ْلمِيزَانَ ِإنّي أَرَاكُ ْم بِ َ‬ ‫عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ إِلَ ٍه َ‬ ‫ل يَا َقوْمِ ا ْ‬ ‫‪(.2‬وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ‬
‫ش َع ْيبًا قَا َ‬
‫ب يَ ْومٍ ُمحِيطٍ (‪ )84‬هود)‬ ‫عذَا َ‬ ‫ف عََل ْيكُمْ َ‬ ‫َأخَا ُ‬
‫ن (‪ )36‬العنكبوت)‬ ‫سدِي َ‬
‫ض ُمفْ ِ‬ ‫خرَ وَلَا َت ْعثَوْا فِي ا ْلأَرْ ِ‬ ‫عُبدُوا اللّهَ وَارْجُوا ا ْليَوْمَ ا ْلآَ ِ‬ ‫ل يَا قَوْمِ ا ْ‬ ‫‪(.3‬وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ‬
‫ش َع ْيبًا فَقَا َ‬
‫وفي ثمانية مواضع لم يُذكر الرسال فذكر السم مجرّدا‪:‬‬
‫ن فِي مِّل ِتنَا قَالَ َأوَلَ ْو ُكنّا‬‫ن قَ ْر َي ِتنَا أَوْ َل َتعُودُ ّ‬‫ش َعيْبُ وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َم َعكَ مِ ْ‬ ‫جّنكَ يَا ُ‬ ‫خرِ َ‬ ‫س َت ْكبَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ َلنُ ْ‬ ‫‪(.1‬قَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِينَ ا ْ‬
‫كَارِهِينَ (‪ )88‬العراف)‬
‫ن (‪ )90‬العراف)‬ ‫ش َع ْيبًا ِإّنكُمْ ِإذًا َلخَاسِرُو َ‬ ‫ن ا ّتبَ ْعتُ ْم ُ‬‫ن كَفَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ َلئِ ِ‬ ‫‪َ (.2‬وقَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِي َ‬
‫سرِينَ (‪ )92‬العراف)‬ ‫شعَ ْيبًا كَانُوا ُهمُ الْخَا ِ‬ ‫شعَ ْيبًا كَأَنْ َل ْم َيغْنَوْا فِيهَا اّلذِينَ َك ّذبُوا ُ‬ ‫‪(.3‬اّلذِينَ َك ّذبُوا ُ‬
‫ت الْحَلِي ُم الرّشِيدُ (‪)87‬‬ ‫ل فِي َأمْوَاِلنَا مَا نَشَاءُ ِإّنكَ لََأنْ َ‬ ‫ن نَ ْفعَ َ‬‫ك مَا َيعْ ُبدُ َآبَا ُؤنَا أَوْ أَ ْ‬ ‫ن َنتْ ُر َ‬ ‫ش َعيْبُ أَصَلَا ُتكَ تَ ْأ ُم ُركَ أَ ْ‬ ‫‪(.4‬قَالُوا يَا ُ‬
‫هود)‬
‫ت عََل ْينَا بِعَزِي ٍز (‪ )91‬هود)‬ ‫جمْنَاكَ َومَا َأنْ َ‬ ‫طكَ لَ َر َ‬‫ضعِيفًا َولَوْلَا رَهْ ُ‬ ‫ك فِينَا َ‬ ‫ش َعيْبُ مَا نَفْقَ ُه َكثِيرًا ِممّا تَقُولُ َوِإنّا َلنَرَا َ‬ ‫‪(.5‬قَالُوا يَا ُ‬
‫صبَحُوا فِي دِيَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ (‬ ‫صيْحَ ُة َفأَ ْ‬ ‫ظَلمُوا ال ّ‬ ‫خذَتِ اّلذِينَ َ‬ ‫حمَةٍ ِمنّا َوأَ َ‬ ‫ش َع ْيبًا وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َمعَهُ بِ َر ْ‬ ‫ج ْينَا ُ‬‫‪(.6‬وََلمّا جَاءَ َأمْ ُرنَا نَ ّ‬
‫‪ )94‬هود)‬
‫ن (‪ )177‬الشعراء)‬ ‫شعَيْبٌ أَلَا َتتّقُو َ‬ ‫‪ِ(.7‬إ ْذ قَالَ َلهُ ْم ُ‬
‫ليس في هذه المواضع كلم عن الرسالة فهنا هذه اليات الثماني ليس فيها ذكر للرسالة فليس فيها ذكر للخوّة وهذا مضطرد في القرآن‪ .‬لما‬
‫نجد شيئا مضطردا وهو يتنزل منجما فهذا من دلئل النبوة نبوة محمد ‪.‬‬
‫آية (‪:)189‬‬
‫َُ‬
‫ب يَوْم ِ الظ ّل ّةِ (‪ ))189‬لشعراء ؟ولم‬ ‫*ما دللة استخدام لفظ الظُلّة في قوله تعالى ( فَأ َ َ‬
‫خذَهُ ْ‬
‫م عَذ َا ُ‬
‫اختلفت مصطلحات العذاب‪ :‬الصيحة‪ ،‬الرجفة؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫قوم شعيب هل عوقبوا بيوم الظُلّة أو بالصيحة أوعوقبوا بالرجفة؟ ل يمنع أن يكون في وقت واحد اجتمعت عليهم حالة مجزّأة يعني أن يأتي‬
‫هذا العارض الذي يظنونه مطرا ثم ينزل عليهم صوتا أو نارا أو ما أشبه ذلك ثم تكون هناك هزة أو رجفة في الرض وفي كل موضع يختار‬
‫لفظة معينة‪ .‬نحن عندنا بيان حتى يكون هناك تعجب أواستفهام للسؤال لما يقول في مكان أنه أغرقهم وفي مكان أنه أخذتهم الرجفة لن‬
‫الغراق غير الرجفة لكن هذه ممكن أن تكون صورة كاملة متكاملة أنه جاءت غمامة ظاهرها أنها ممطرة ثم كان فيها نار واهتزت الرض ثم‬
‫سمع صوت كأنه صوت انفجار بركان وصوت شديد بحيث الن الدراسات الصوتية تقول يمكن للصوت أن يمزّق جسم النسان وصارت‬
‫ن(‬‫ت مِنَ الصّا ِدقِي َ‬ ‫ن ُكنْ َ‬ ‫سمَاءِ إِ ْ‬
‫سفًا مِنَ ال ّ‬
‫ط عََل ْينَا كِ َ‬
‫الصوات تستعمل للتعذيب‪ .‬أُنظر مثلً أصحاب اليكة هم قوم شعيب لما يقولون لشعيب (فََأسْقِ ْ‬
‫ج ِر َمنّكُمْ‬
‫ب يَوْمِ الظّلّةِ) لن كسف السماء يناسب ذكر الظُلّة‪ .‬لمّا في مكان آخر يحذّرهم ( َويَا قَ ْومِ لَا يَ ْ‬ ‫عذَا ُ‬ ‫‪ )187‬الشعراء) الية تقول (فََأ َ‬
‫خذَهُ ْم َ‬
‫ط ِم ْنكُ ْم بِ َبعِي ٍد (‪ )89‬هود) ومن جملة من ذكرهم قوم صالح‬ ‫ل مَا َأصَابَ َقوْ َم نُوحٍ أَ ْو قَ ْو َم هُودٍ َأ ْو قَوْمَ صَالِحٍ َومَا قَ ْومُ لُو ٍ‬ ‫ن يُصِيبَكُ ْم ِمثْ ُ‬ ‫شِقَاقِي أَ ْ‬
‫صبَحُوا فِي ِديَارِ ِهمْ جَاثِمِينَ (‪ )94‬هود) للمناسبة‪ .‬الية الكريمة في‬ ‫صيْحَ ُة فََأ ْ‬ ‫خذَتِ اّلذِينَ ظََلمُوا ال ّ‬ ‫الذين عوقبوا بالصيحة قال عن قوم شعيب (وََأ َ‬
‫ض َومِ ْنهُ ْم مَنْ أَغْ َر ْقنَا َومَا كَانَ‬ ‫صيْحَةُ َو ِم ْنهُ ْم مَنْ خَسَ ْفنَا بِهِ ا ْلأَرْ َ‬
‫خ َذتْهُ ال ّ‬‫صبًا َو ِم ْنهُ ْم مَنْ أَ َ‬
‫خ ْذنَا بِ َذ ْنبِهِ َف ِم ْنهُمْ مَنْ َأرْسَ ْلنَا عََليْهِ حَا ِ‬
‫الكلم العام ( َفكُلّا أَ َ‬
‫س ُه ْم يَظِْلمُونَ (‪ )40‬العنكبوت) يمكن أن يجمع أكثر من صورة فتستعمل الكلمة الملئمة للسياق‪ .‬الصيحة صوت قوي‬ ‫ن كَانُوا َأنْفُ َ‬ ‫اللّهُ ِليَظِْل َمهُمْ وََلكِ ْ‬
‫عقَ‬
‫ل الصّوَا ِ‬ ‫بحيث آذاهم أذى شديدا وكان جزءا من العقاب‪ .‬الرجفة هي اهتزاز الرض والصاعقة هي فعلً الصاعقة التي تنزل عليهم ( َويُرْسِ ُ‬
‫ل (‪ )13‬الرعد) لكن ل يمنع أن تجتمع الحالت هذه في وضع واحد في أمر واحد‪.‬‬ ‫شدِيدُ ا ْل ِمحَا ِ‬
‫ن يَشَاءُ وَهُ ْم يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُ َو َ‬ ‫ب ِبهَا مَ ْ‬ ‫َفيُصِي ُ‬
‫آية (‪:)197‬‬
‫*ما الفرق بين علماء وعالمون؟(د‪.‬أحمدالكبيسى)‬
‫الفرق بين كل جمع تكسير وجمع مذكر سالم أن جمع المذكر السالم أشرف وأكرم وأعلى من جمع التكسير‪ .‬يعني فرق بين طلب وطالبون‬
‫ل نَضْ ِر ُبهَا‬ ‫طلب كلهم خلط زين على شين مثل خضرة آخر الليل لكن الطالبون النبهاء وال قال ( َو ُكنّا بِ ِه عَاِلمِينَ ﴿‪ ﴾51‬النبياء) ( َوتِ ْلكَ ا ْلَأمْثَا ُ‬
‫عبَادِهِ ا ْلعَُلمَاءُ ﴿‪ ﴾28‬فاطر) (أَوََل ْم َيكُنْ َلهُمْ َآيَةً أَ ْ‬
‫ن َيعَْلمَهُ‬ ‫لِلنّاسِ َومَا َيعْقُِلهَا إِلّا ا ْلعَاِلمُونَ ﴿‪ ﴾43‬العنكبوت) جمع مذكر سالم (ِإّنمَا َيخْشَى اللّ َه مِنْ ِ‬
‫ل ﴿‪ ﴾197‬الشعراء) عندنا علماء وعالمون‪ ،‬العلماء صغارهم وكبارهم وطلب العلم كل من يشتغل بالعلم ‪ -‬كما تعرفون الن‬ ‫عَُلمَا ُء َبنِي إِسْرَائِي َ‬
‫في واقعنا الحالي ‪ -‬ليس العلماء على نسقٍ واحد هناك الصغير والمبتدئ والجديد هناك عاقل هناك حفاظ هناك دراخ هناك من ل يفكر وهناك‬
‫من يفكر خليط فلما تقول عالمون ل‪ ،‬هؤلء قمم مجتهدون أصحاب نظريات ( َومَا َيعْقُِلهَا ِإلّا ا ْلعَاِلمُونَ) وحينئذٍ كل ما جئت به في لغتنا وفي‬
‫القرآن الكريم جمع التكسير شامل يشمل الزين والشين وبعضه يفضل بعضه‪ ،‬لكن لما جمع مذكر سالم ل‪ ،‬القمم يعني عندما تجمع أبو حنيفة‬
‫والشافعي ومالك وأحمد وجعفر الصادق والباقر وابن حزم الخ وتسميهم علماء! ل‪ ،‬هؤلء عالمون‪ ،‬هناك عموم الشيء وهناك خصوصهم ‪.‬‬
‫آية (‪:)200‬‬
‫* مََا الفرق بيََن قوله تعالى (كذلك سََلكناه) فََي سََورة الشعراء و(كذلك نسََلكه) فََي سََورة‬
‫الحجر؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ج ِرمِينَ (‪ ))12‬ننظر‬ ‫ج ِرمِينَ (‪ ))200‬وقال في سورة الحجر ( َكذَِلكَ نَسُْلكُهُ فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ‬ ‫ك سََل ْكنَاهُ فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ‬ ‫قال تعالى في سورة الشعراء (كَذَِل َ‬
‫ن َقبِْلكَ‬‫في السياق الذي وردت فيه اليتين في السورتين‪ :‬في سورة الحجر السياق في استمرار الرسل وتعاقبهم من قوله تعالى (وََل َقدْ َأرْسَ ْلنَا مِ ْ‬
‫ن (‪ ))12‬فجاء بالفعب الذي يدل على‬ ‫ج ِرمِي َ‬‫ن (‪َ )11‬كذَِلكَ نَسُْلكُ ُه فِي قُلُوبِ ا ْلمُ ْ‬ ‫شيَعِ الْأَوّلِينَ (‪َ )10‬ومَا يَ ْأتِيهِ ْم مِنْ َرسُولٍ إِلّا كَانُوا بِهِ يَ ْ‬
‫س َتهْ ِزئُو َ‬ ‫فِي ِ‬
‫ن(‬ ‫الستمرار وهو الفعل المضارع‪ .‬بينما في سورة الشعراء السياق في الكلم عن الرسول وحده من قوله تعالى (وَِإنّهُ َلتَنْزِيلُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫ن (‪ )196‬أَوََل ْم َي ُكنْ‬ ‫ن (‪ )195‬وَِإنّهُ لَفِي ُزبُرِ ا ْلأَوّلِي َ‬ ‫ي ُمبِي ٍ‬ ‫ن (‪ )194‬بِلِسَانٍ َ‬
‫ع َربِ ّ‬ ‫ن مِنَ ا ْل ُمنْذِرِي َ‬ ‫ن (‪ )193‬عَلَى قَ ْل ِبكَ ِل َتكُو َ‬ ‫ل بِهِ الرّوحُ ا ْلَأمِي ُ‬‫‪ )192‬نَزَ َ‬
‫جمِينَ (‪َ )198‬فقَرَأَ ُه عََل ْيهِ ْم مَا كَانُوا بِهِ مُ ْؤ ِمنِينَ (‪َ )199‬كذَِلكَ سََل ْكنَا ُه فِي‬ ‫سرَائِيلَ (‪ )197‬وَلَ ْو نَزّ ْلنَا ُه عَلَى َبعْضِ ا ْلأَعْ َ‬ ‫عَلمَا ُء َبنِي إِ ْ‬
‫ن َيعَْلمَهُ ُ‬‫َل ُهمْ َآيَةً أَ ْ‬
‫ن (‪ ))200‬والسورة كلها أحداث ماضية والية موضع السؤال تدل على حدث واحد معيّن ماضي فجاء بالفعل الماضي‪.‬‬ ‫ج ِرمِي َ‬‫قُلُوبِ ا ْلمُ ْ‬
‫آية (‪:)210‬‬
‫َ‬
‫مطَهَُّرو ََ‬
‫ن (‪ ))79‬الواقعَة)نافيَة أم ناهيَة؟ (د‪.‬فاضَل‬ ‫ه إ ِ ّل ال ْ ُ‬ ‫* مَا دللة (ل)فَي قوله تعالى (َل ي َ َ‬
‫م َُّ‬
‫س ُ‬
‫السامرائى)‬
‫من حيث اللغة قوله تعالى (ل يمسّه) بالضمّ‪ :‬ل‪ :‬نافية لنها لو كانت ناهية تكون جازمة ويجب أن يكون الفعل بعدها إما يمسّه بالفتح أو يمسسه‬
‫ت بِهِ‬
‫بفك الدغام كما يف قوله تعالى (لم يمسسني بشر)‪ .‬الكفار قالوا أن هذا القرآن تتنزل به الشياطين فردّ ال تعالى عليهم في قوله ( َومَا َتنَزّلَ ْ‬
‫ن (‪ ))79‬ردا على هؤلء أن القرآن‬ ‫ن (‪ )211‬الشعراء) ثم جاءت هذه الية (لَا َيمَسّهُ إِلّا ا ْلمُ َ‬
‫طهّرُو َ‬ ‫ن (‪َ )210‬ومَا َينْ َبغِي َلهُمْ َومَا يَ ْ‬
‫ستَطِيعُو َ‬ ‫شيَاطِي ُ‬
‫ال ّ‬
‫ل يمكن للشياطين أن تصل إليه‪ .‬وطالما أن الية جاءت بالفعل يمسّه مرفوعا فهذا دليل على أن (ل) نافية ‪ .‬وقد يقال من ناحية الدللة أنه‬
‫يجوز في النحو ومن الناحية البلغية أن يخرج النفي إلى النهي لكن (ل) في هذه الية نافية في العراب قطعا ول يمكن أن تكون ناهية بدليل‬
‫حركة الفعل بعدها‪.‬‬
‫آية (‪:)214‬‬
‫*هل النذار خاص بالكافرين في القرآن؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫النذار في القرآن الكريم ل يكون خاصا للكفار والمنافقين وقد يأتي النذار للمؤمنين والكافرين‪ .‬والنذار للمؤمن ليس فيه توعد فهو للمؤمنين‬
‫حمَن بِا ْل َغيْبِ َفبَشّرْ ُه ِبمَغْ ِفرَةٍ وََأجْ ٍر كَرِيمٍ‬
‫شيَ الرّ ْ‬ ‫تخويف حتى يقوم المؤمن بما ينبغي أن يقوم به كما في قوله تعالى (ِإّنمَا تُنذِرُ مَنِ ا ّتبَ َع ال ّذكْرَ وَخَ ِ‬
‫ن {‪ }214‬الشعراء) (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ‬ ‫{‪ }11‬يس) وهذا ليس فيه تخصيص لمؤمن أو كافر‪ .‬وقد يأتي النذار للمؤمنين (وَأَنذِرْ عَشِي َر َتكَ الَْأقْ َربِي َ‬
‫شوْنَ َرّبهُم بِال َغيْبِ وََأقَامُوا الصّلَاةَ َومَن تَ َزكّى فَِإّنمَا‬ ‫ن ذَا قُ ْربَى ِإّنمَا تُنذِرُ اّلذِينَ يَخْ َ‬ ‫يءٌ وَلَ ْو كَا َ‬
‫ل ِمنْهُ شَ ْ‬ ‫حمَ ْ‬
‫حمِْلهَا لَا يُ ْ‬ ‫ِوزْرَ ُأخْرَى َوإِن َت ْدعُ ُمثْقَلَةٌ ِإلَى ِ‬
‫جلٍ‬‫ل اّلذِينَ ظََلمُواْ َرّبنَا َأخّ ْرنَا إِلَى أَ َ‬
‫ب َفيَقُو ُ‬ ‫َيتَ َزكّى ِلنَ ْفسِهِ وَإِلَى اللّهِ ا ْلمَصِي ُر {‪}18‬فاطر) وقد يكون للناس جميعا ( َوأَنذِرِ النّا َ‬
‫س يَوْ َم يَ ْأتِيهِمُ ا ْل َعذَا ُ‬
‫ل {‪ }44‬ابراهيم) ( َوأَنذِرْ بِهِ اّلذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى َربّهِمْ‬ ‫ل مَا َلكُم مّن زَوَا ٍ‬ ‫س ْمتُم مّن َقبْ ُ‬
‫ب دَعْ َوتَكَ َو َنّتبِعِ الرّسُلَ أَ َولَ ْم َتكُونُواْ َأقْ َ‬
‫قَرِيبٍ نّجِ ْ‬
‫شفِيعٌ ّلعَّلهُ ْم يَتّقُونَ {‪}51‬النعام)‪.‬‬ ‫س َلهُم مّن دُونِهِ وَلِيّ َولَ َ‬ ‫َليْ َ‬
‫آية (‪:)221‬‬
‫مَلئِك َ ُ‬ ‫ل ال َّ‬ ‫*(هَ ْ ُ‬
‫من‬
‫ن َربِّهِم ِّ‬ ‫ة َوالُّرو ُ‬
‫ح فِيهَا بِإِذ ْ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫ن (‪ )221‬الشعراء) (تَنََّز ُ‬
‫شيَاطِي ُ‬ ‫م عَلَى َ‬
‫من تَنََّز ُ‬ ‫ل أنَبِّئُك ُ ْ‬
‫مرٍ (‪ )4‬القدر) كيََف تنزل الشياطيََن؟ الشياطيََن تسََتمع وتتنزل على الكهنََة‪( .‬د‪.‬فاضََل‬ ‫كُ ّ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ِ‬
‫السامرائى)‬
‫صدًا (‪ )9‬الجن)‬ ‫شهَابًا رّ َ‬
‫جدْ لَهُ ِ‬‫س َتمِعِ الْآنَ َي ِ‬
‫سمْ ِع َفمَن يَ ْ‬
‫عدَ لِل ّ‬
‫لماذا ل تنزل الشياطين؟ كانوا يذهبون إلى السماء فيستمعون (وََأنّا ُكنّا نَ ْق ُعدُ ِم ْنهَا مَقَا ِ‬
‫ل عَلَى كُلّ َأفّاكٍ َأثِي ٍم (‬‫ن (‪َ )221‬تنَزّ ُ‬ ‫شيَاطِي ُ‬ ‫ل ال ّ‬
‫كانوا يستمعون شيئا من الغيب فينزل وينقر في أذن الكاهن هذا المراد (هَلْ ُأ َنّبُئكُمْ عَلَى مَن َتنَزّ ُ‬
‫‪ )222‬الشعراء) واستعمل الفعل نفسه مع الملئكة ومع المطر المهم أنه يأتي من فوق‪ .‬تنزّل ليس مرة واحد وإنما فيها التدرج والستمرار‬
‫لنهم موجودين في كل زمن وليس في زمن واحد‪ .‬يمكن استخدام نفس الفعل مع الملئكة والشياطين‪.‬‬
‫* لماذا الختلف فَي التعَبير فَي قصَة ابراهيَم فَي سَورة الصَافات (ماذا تعبدون) وفَي سَورة‬
‫الشعراء (ما تعبدون)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في الولى استعمال (ماذا) أقوى لن ابراهيم لم يكن ينتظر جوابا من قومه فجاءت الية بعدها (فما ظنكم برب العالمين)‪ ،‬أما في الشعراء‬
‫فالسياق سياق حوار فجاء الرد (قالوا نعبد أصناما)‪ .‬إذن (من ذا) و(ماذا) أقوى من (من) و(ما)‪.‬‬

‫****تناسب بدايات السورة مع خواتمها****‬


‫سمَاءِ َآيَ ًة‬
‫ل عََل ْيهِ ْم مِنَ ال ّ‬ ‫ن (‪ )3‬إِ ْ‬
‫ن نَشَ ْأ ُننَزّ ْ‬ ‫سكَ أَلّا َيكُونُوا مُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫ن (‪َ )2‬لعَّل َ‬
‫ك بَاخِ ٌع نَ ْف َ‬ ‫ب ا ْل ُمبِي ِ‬
‫قال تعالى في بداية سورة الشعراء (تِ ْلكَ َآيَاتُ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ن(‬‫ت ا ْلكِتَابِ ا ْل ُمبِينِ (‪ ))2‬وفي أواخر السورة قال (وَِإنّهُ َلتَنْزِيلُ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫ضعِينَ (‪ .))4‬إذن ابتدأت بقوله تعالى (تِ ْلكَ َآيَا ُ‬ ‫عنَا ُقهُمْ َلهَا خَا ِ‬
‫ظلّتْ أَ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ن (‪ ))196‬إلى أن‬ ‫ن (‪ )195‬وَِإنّهُ لَفِي ُزبُرِ ا ْلأَوّلِي َ‬ ‫ي ُمبِي ٍ‬ ‫ن (‪ )194‬بِلِسَانٍ َ‬
‫ع َربِ ّ‬ ‫ن مِنَ ا ْل ُمنْذِرِي َ‬ ‫ن (‪ )193‬عَلَى قَ ْل ِبكَ ِل َتكُو َ‬ ‫ل بِهِ الرّوحُ ا ْلَأمِي ُ‬‫‪ )192‬نَزَ َ‬
‫ن (‪ ))211‬هذه ل شك أنها متناسبة لقوله تعالى (تِ ْلكَ َآيَا ُ‬
‫ت ا ْلكِتَابِ ا ْل ُمبِينِ (‬ ‫ستَطِيعُو َ‬ ‫شيَاطِينُ (‪َ )210‬ومَا َينْ َبغِي َلهُمْ َومَا يَ ْ‬ ‫ت بِهِ ال ّ‬‫يقول ( َومَا َتنَزّلَ ْ‬
‫‪( ،))2‬تلك آيات الكتاب المبين) وفي آخرها (إنه لتنزيل رب العالمين) ثم (وما تنزلت به الشياطين) وكأن خاتمة السورة تصلح لن تكون نهاية‬
‫ي ُمنْقَلَبٍ‬ ‫ضعِينَ (‪ ))4‬وفي آخر آية (وَ َ‬
‫س َيعْلَ ُم اّلذِينَ ظََلمُوا َأ ّ‬ ‫عنَا ُقهُمْ َلهَا خَا ِ‬‫ظلّتْ أَ ْ‬ ‫سمَاءِ َآيَةً فَ َ‬ ‫ل عََل ْيهِ ْم مِنَ ال ّ‬ ‫ش ْأ ُننَزّ ْ‬
‫لبدايتها‪ .‬في أوائل السورة (إِنْ نَ َ‬
‫ن (‪ ))227‬تناغم طيب بين اليات‪.‬‬ ‫َينْقَِلبُو َ‬
‫*****تناسب خواتيم الشعراء مع فواتح النمل*****‬
‫س َيعْلَمُ‬
‫ن َبعْ ِد مَا ظُِلمُوا وَ َ‬
‫عمِلُوا الصّالِحَاتِ َو َذكَرُوا اللّ َه َكثِيرًا وَا ْنتَصَرُوا مِ ْ‬
‫في آخر الشعراء ذكر الذين آمنوا وعملوا الصالحات (إِلّا اّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ‬
‫ظَلمُوا أَيّ‬ ‫ن (‪ ))227‬استثنى الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا ال كثيرا ثم هدد الذين ظلموا (وَ َ‬
‫س َيعْلَمُ اّلذِينَ َ‬ ‫ب َينْقَِلبُو َ‬
‫اّلذِينَ ظََلمُوا َأيّ ُمنْ َقلَ ٍ‬
‫ن يُقِيمُونَ الصّلَاةَ َويُ ْؤتُونَ‬ ‫شرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )2‬اّلذِي َ‬‫ب ُمبِينٍ (‪ُ )1‬هدًى َوبُ ْ‬
‫ب يَنْ َقِلبُونَ)‪ .‬وقال في أول النمل ذكر المؤمنين (تِ ْلكَ َآيَاتُ ا ْلقُرْآَنِ َو ِكتَا ٍ‬ ‫ُمنْقََل ٍ‬
‫ال ّزكَاةَ وَ ُه ْم بِا ْلآَخِرَ ِة ُه ْم يُو ِقنُونَ (‪ ))3‬ذكر هناك الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا ال كثيرا وذكر القرآن الذي هو رأس الذكر إذن وبشرى‬
‫للمؤمنين الذين يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم بالخرة يوقنون هذا العمل الصالح فهناك أجمل العمل الصالح وهنا فصّل يقيمون الصلة‬
‫ب يَنْ َقِلبُونَ) وقال في‬ ‫ي ُمنْقََل ٍ‬
‫ظَلمُوا أَ ّ‬
‫س َيعْلَمُ اّلذِينَ َ‬
‫ويؤتون الزكاة وذكر العتقاد‪ .‬هو هدد غير المؤمنين في النمل والشعراء‪ ،‬قال في الشعراء (وَ َ‬
‫ن (‪ ))5‬كأنما اليتان متتاليتان فهي مرتبطة من أوجه مختلفة‪.‬‬ ‫خسَرُو َ‬ ‫خرَ ِة هُ ُم الْأَ ْ‬
‫النمل (أُوَل ِئكَ اّلذِينَ َل ُهمْ سُو ُء ا ْلعَذَابِ وَهُ ْم فِي الْآَ ِ‬

‫‪‬‬
‫تم بح مد ال وفضله ترت يب هذه اللم سات البيان ية في سورة الشعراء ك ما تف ضل ب ها الدكتور فا ضل صالح ال سامرائي والدكتور ح سام النعي مى‬
‫زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وإضافة بعض اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر الرناؤوط‬
‫ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬ ‫فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فض ٍ‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو‬
‫الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن‬
‫الخاتمة ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like