29 العنكبوت

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫سورة العنكبوت‬

‫*تناسب خاتمة القصص مع فواتح العنكبوت*‬


‫ل ُمبِينٍ (‪))85‬‬ ‫علَ ُم مَنْ جَا َء بِا ْل ُهدَى َومَنْ ُه َو فِي ضَلَا ٍ‬
‫ض عََل ْيكَ ا ْلقُرْآَنَ لَرَادّكَ إِلَى َمعَا ٍد قُلْ َربّي أَ ْ‬‫في أواخر القصص قال تعالى‪(:‬إِنّ اّلذِي فَرَ َ‬
‫ص ّدّنكَ عَ ْ‬
‫ن‬ ‫هذه نزلت في الهجرة والرسول مهاجر‪ ،‬هو هاجر لنه ُفتِن هو وأصحابه‪ ،‬خرج مهاجرا من أثر الفتنة‪ ،‬وقال في آخرها (وَلَا يَ ُ‬
‫ن يَقُولُوا َآ َمنّا‬ ‫ن يُتْ َركُوا أَ ْ‬
‫ب النّاسُ أَ ْ‬‫س َ‬‫ن مِنَ ا ْلمُشْ ِركِينَ (‪ ))87‬وقال في أول العنكبوت (أَحَ ِ‬ ‫ت إَِل ْيكَ وَا ْدعُ إِلَى َرّبكَ وَلَا َتكُونَ ّ‬ ‫َآيَاتِ اللّ ِه َب ْعدَ ِإذْ ُأنْزِلَ ْ‬
‫ك عَنْ َآيَاتِ اللّ ِه بَ ْعدَ ِإذْ ُأنْزَِلتْ‬ ‫ن (‪ ))2‬الن هو خرج مهاجرا من أثر الفتنة ول يصدنك عن آيات ال من أثر الفتنة‪( ،‬وَلَا يَ ُ‬
‫صدّ ّن َ‬ ‫وَ ُه ْم ل ُي ْفتَنُو َ‬
‫ن (‪ ))2‬كأن الخطاب كان موجها للنبي ثم عُمم على الجميع‪ .‬في أول العنكبوت‬ ‫ن يَقُولُوا َآ َمنّا وَ ُهمْ ل يُ ْف َتنُو َ‬ ‫ن يُتْ َركُوا أَ ْ‬‫سبَ النّاسُ أَ ْ‬ ‫ِإَل ْيكَ) (أَحَ ِ‬
‫صدَقُوا َوَليَعَْلمَنّ ا ْلكَا ِذبِينَ (‪ ))3‬وذكر في أواخر القصص فتنة قارون إلى أن قال (فَخَ َ‬
‫س ْفنَا بِهِ‬ ‫ن مِنْ َقبِْلهِ ْم فََل َيعَْلمَنّ اللّهُ اّلذِينَ َ‬ ‫قال (وَلَ َق ْد َفتَنّا اّلذِي َ‬
‫ن (‪ ))81‬ذكر في القصص فتنة قارون وعاقبته وفي بداية‬ ‫ن مِنَ ا ْل ُم ْنتَصِرِي َ‬
‫َو ِبدَارِهِ ا ْلأَ ْرضَ َفمَا كَانَ لَ ُه مِنْ ِفئَ ٍة َينْصُرُونَ ُه مِنْ دُونِ اللّهِ َومَا كَا َ‬
‫ص َدقُوا وََل َيعَْلمَنّ ا ْلكَاذِبِينَ (‪ ))3‬كأنها إشارة إلى ما حدث قبل قليل في آخر سورة‬ ‫ن َقبِْلهِ ْم فََل َيعَْلمَنّ اللّ ُه اّلذِينَ َ‬
‫العنكبوت قال (وََل َقدْ َف َتنّا اّلذِينَ مِ ْ‬
‫القصص‪.‬‬
‫**هدف السورة ‪ :‬جاهد الفتن**‬
‫سورة العنكبوت مكيّة وتدور آيات ال سورة حول الف تن و سنّة البتلء في هذه الحياة و قد نزلت في و قت كان الم سلمون يتعرضون في م كة‬
‫لقسى أنواع المحنة والشدّة‪ .‬فالنسان معرّض لن يفتن في كثير من المور كفتنة المال والبنين والدنيا والسلطة والشهوات والصحة والهل‬
‫وهذا من تدبير ال تعالى ليبلوا الناس أيهم أحسن عمل وليعلم صدق العباد وليختبرهم في إيمانهم وصدقهم‪.‬‬
‫تبدأ ال سورة الكري مة تتحدث ب صراحة عن فر يق من الناس يح سبون اليمان كل مة تقال بالل سان فإذا نزلت ب هم مح نة انتك سوا إلى جح يم‬
‫ب النّا سُ أَن ُيتْ َركُوا أَن يَقُولُوا آ َمنّا وَهُ مْ لَا يُ ْف َتنُو نَ) آية‬ ‫الضلل وارتدوا عن السلم تخاصا من عذاب الدنيا وكأن عذاب الخرة أهون‪َ( .‬أحَ سِ َ‬
‫سنِينَ ) آية ‪ ،69‬تتحدث عن الفتن وكأن في‬ ‫ح ِ‬ ‫‪ 2‬وكذلك تأتي الية الخيرة في السورة (وَاّلذِي نَ جَا َهدُوا فِينَا َل َن ْه ِديَ ّنهُ ْم ُ‬
‫سبَُلنَا وَإِنّ اللّ هَ َلمَ عَ ا ْلمُ ْ‬
‫ذلك إشارة إلى أن الفتن مستمرة في حياة الناس‬
‫عرض الفتن التي قد يمتحن ال تعالى بها الخلق وذكر كيفية مجاهدتها‬
‫ا ستعراض قصص النبياء وك يف واجهوا الفتن وجاهدو ها ابتداء من قتنة سيدنا نوح في قومه وقد ذكرت اليات مدة لبث نوح في أهله‬
‫لتأكيد استمرار الفتن على م ًر العصور‪ ،‬ثم تتحدث اليات عن فتنة سيدنا ابراهيم ثم لوط وشعيب وتحدثت اليات عن بعض المم الطغاة‬
‫ل بهم من الهلك والدمار‪ .‬وفي هذ القصص كلها دروس من المحن والبتلء‬ ‫المتجبرين كعاد وثمود وقارون وهامان وغيرهم مع ذكر ما ح ّ‬
‫تتمثل في ضخامة الجهد الذي يبذله النبياء وضآلة الحصيلة فما آمن مع نوح إل قليل‪.‬‬
‫سنِينَ ) آ ية ‪ 69‬ببيان جزاء الذ ين صبروا أمام الم حن وجاهدوا بأنواع‬ ‫سبَُلنَا وَإِنّ اللّ هَ َلمَ عَ ا ْلمُحْ ِ‬ ‫تخ تم ال سورة (وَاّلذِي نَ جَا َهدُوا فِينَا َل َن ْه ِديَ ّنهُ ْم ُ‬
‫الجهاد النفسي والمالي ووقفوا في وجه المحنة والبتلء‪.‬‬
‫ت ا ْلعَن َكبُو تِ‬
‫ن ا ْلبُيُو تِ َلبَيْ ُ‬‫ت بَ ْيتًا وَإِنّ أَوْهَ َ‬
‫خذَ ْ‬
‫خذُوا مِن دُو نِ اللّ ِه أَوِْليَاء َك َمثَلِ ا ْلعَنكَبُو تِ اتّ َ‬ ‫ن اتّ َ‬
‫لماذا سميّت السورة بـ (العنكبوت)؟‪َ ( :‬مثَلُ اّلذِي َ‬
‫َلوْ كَانُوا َيعْلَمُو نَ) الية ‪ 41‬ضرب ال تعالى لنا هذا المثل ليدلنا على أن مثلما تتشابك وتتعدد خيوط العنكبوت التي ينسجها كذلك هي الفتن‬
‫في هذه الحياة متعددة ومتشاب كة ل كن إذا ا ستعان الع بد بال فإن هذه الف تن كل ها ت صبح واه ية كبيت العنكبوت تماما‪ ،‬ك يف؟ لن الدرا سات‬
‫العلمية أثبتت مؤخرا حقيقة علمية أن ذكر العنكبوت ما إن يلقّح النثى حتى تقضي عليه وتقطعه ثم إذا كبر صغار العنكبوت يقتلون أمهم فهو‬
‫بح قّ من أو هن البيوت اجتماعيا‪ .‬ف سبحان الذي يضرب المثال و هو العل يم الحك يم‪ .‬ووم ثل العنكبوت ه نا على ع كس المثلة ال تي ضرب ها‬
‫تعالى في الن مل والنحل‪ .‬فالنمل عبارة عن أمّة منظمة دقي قة رمز التفوق الحضاري‪ ،‬أما النحل فضر به ال تعالى لنا مثلً أنها لما أطا عت‬
‫خالقها أخرج من بطونها العسل‪ ،‬سبحانه ما أعظم خلقه وما أحكم تدبيره‪.‬‬

‫***من اللمسات البيانية فى سورة العنكبوت***‬


‫آية (‪:)1‬‬
‫*السممور التممي فيهمما أحرف مقطعممة ولم يرد بعدهمما ذكممر كلمممة الكتاب ول القرآن‪( :‬د‪.‬حسممام‬
‫النعيمى)‬
‫هذه الظاهرة موجودة في خمس سور تبدأ بالحرف المقطعة وليس وراءها مباشرة ل ذكر قرآن ول ذكر كتاب‪ .‬لكن لما تتلو السورة كاملة‬
‫ستجد في داخلها ذكرا للكتاب والقرآن أو الكتاب وحده أو القرآن وحده أو الذكر‪ ،‬هذه مسألة‪ .‬والمسألة الثانية هي جميعا في نهايتها كلم على‬
‫القرآن فكأنها تأخذ الول والخر‪ ،‬في البداية (ألم) وفي الخر كلم على القرآن أو الذكر أو حديث عن هذا الذي أُنزل على الرسول فيكون‬
‫جمعا بين الثنتين‪ ،‬والنقطة الثالثة لكا يكون عندنا ‪ 29‬موضعا‪ 24 ،‬منها بهيئة معينة‪ ،‬الخمسة الباقية تكون محولة على الكثير تُفهم من خلل‬
‫الكثير‪ .‬لما عندي مجموعة من الطلبة يقرأون القرآن تقول للول إبدأ فيقرأ فتلتفت إلى شخص تقول له يا زيد أكمل فيُكمِل ثم تلتفت لخر‬
‫وتقول يا عمرو أكمل فيُكمِل فلو استعملت يا فلن أكمِل ‪ 24‬مرة أل يسعك بعد ذلك أن تقول يا فلن ويفهم أنه أكمِل؟! ل تقول له يا فلن‬
‫أكمِل لنك قلتها ‪ 24‬مرة فتكتفي أن تقول يا فلن فيعلم من ذلك‪ .‬لما يكون ‪ 24‬موضعا فيها بعد الحرف المقطعة القرآن أو الكتاب‪ ،‬هذه‬
‫الخمسة تابعة لها ول سيما إذا أضفنا إلى ذلك أن القرآن أو الكتاب ُذكِر في داخل السورة وأنه جاء في الخر‪.‬‬
‫النماذج‪:‬‬
‫ع ْبدَهُ َزكَ ِريّا (‪ ))2‬قد يقول قائل أن الية ليس فيها ذكر الكتاب وإنما ذكر الرحمة لكن لما نمضي‬ ‫حمَةِ َرّبكَ َ‬ ‫سورة مريم (كهيعص (‪ِ )1‬ذكْرُ َر ْ‬
‫ت مِنْ أَهِْلهَا َمكَانًا شَ ْر ِقيّا (‪ ))16‬ذكر الكتاب وفي نهاية السورة ( َفِإنّمَا يَسّ ْرنَا ُه بِلِسَا ِنكَ ِلُتبَشّرَ‬ ‫ب مَ ْريَمَ ِإذِ ا ْن َتبَذَ ْ‬ ‫في السورة نجد (وَا ْذكُ ْر فِي ا ْل ِكتَا ِ‬
‫بِهِ ا ْل ُمتّقِينَ َوُتنْذِ َر بِهِ قَ ْومًا ُلدّا (‪ ))97‬ما الذي يسّره بلسانه؟ واضح أنه القرآن فإذن ختمت السورة بكلم على القرآن‪.‬‬
‫ن (‪ ))2‬لم تذكر الكتاب والقرآن مباشرة لكن لما نمضي نجد أنه‬ ‫ن يَقُولُوا َآ َمنّا وَهُ ْم ل يُ ْف َتنُو َ‬ ‫سبَ النّاسُ أَنْ ُيتْ َركُوا أَ ْ‬ ‫سورة العنكبوت (الم (‪ )1‬أَحَ ِ‬
‫ن (‪َ )47‬ومَا ُكنْتَ َتتْلُو‬ ‫حدُ ِبَآيَا ِتنَا إِلّا ا ْلكَافِرُو َ‬
‫ن بِهِ َومَا َيجْ َ‬‫ن بِهِ َومِنْ هَ ُؤلَا ِء مَنْ يُ ْؤمِ ُ‬ ‫ب يُ ْؤمِنُو َ‬
‫ب فَاّلذِينَ َآ َت ْينَاهُمُ ا ْل ِكتَا َ‬ ‫يقول ( َوكَذَِلكَ َأنْزَ ْلنَا ِإَل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ن (‪ ))48‬وفي نهاية السورة ( َومَنْ أَظَْل ُم ِممّنِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه َك ِذبًا أَ ْو َكذّبَ بِالْحَقّ َلمّا‬ ‫ن ِكتَابٍ َولَا تَخُطّ ُه ِب َيمِي ِنكَ ِإذًا لَا ْرتَابَ ا ْل ُمبْطِلُو َ‬ ‫ن َقبْلِهِ مِ ْ‬ ‫مِ ْ‬
‫ن (‪ ))68‬ما الحق الذي جاء به الناس؟ القرآن إذن إشارة إلى القرآن‪.‬‬ ‫ج َهنّمَ َمثْوًى لِ ْلكَافِرِي َ‬ ‫س فِي َ‬ ‫جَاءَهُ أََليْ َ‬
‫ن (‪ ))3‬ل يوجد قرآن ول كتاب ولما نمضي نجد فيها‬ ‫س َيغْلِبُو َ‬ ‫سورة الروم (الم (‪ )1‬غُِلبَتِ الرّو ُم (‪ )2‬فِي َأدْنَى الْأَ ْرضِ وَهُ ْم مِ ْ‬
‫ن َبعْ ِد غََل ِبهِمْ َ‬
‫ج ْئ َتهُمْ ِبَآيَةٍ َليَقُولَنّ اّلذِينَ كَ َفرُوا إِنْ‬
‫ل َمثَلٍ وََلئِنْ ِ‬ ‫ن مِنْ كُ ّ‬ ‫س فِي َهذَا الْ ُقرْآَ ِ‬ ‫( َكذَِلكَ نُ َفصّلُ ا ْلَآيَاتِ ِلقَوْ ٍم َيعْقِلُونَ (‪ ))28‬وفي الختام (وََل َقدْ ضَ َر ْبنَا لِلنّا ِ‬
‫ن (‪.))58‬‬ ‫َأ ْنتُمْ إِلّا ُمبْطِلُو َ‬
‫حكِيمُ (‪ )))3‬ماذا يوحي؟ يوحي‬ ‫ن َقبِْلكَ اللّهُ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬‫ك يُوحِي إَِل ْيكَ وَإِلَى اّلذِينَ مِ ْ‬ ‫سورة الشورى (حم (‪ )1‬عسق (‪ ))2‬بعدها مباشرة (كَذَِل َ‬
‫ت تَدْرِي مَا ا ْل ِكتَابُ َولَا‬ ‫ح ْينَا إَِل ْيكَ رُوحًا مِنْ َأمْ ِرنَا مَا ُكنْ َ‬ ‫القرآن‪ .‬مع ذلك يقولون لم يذكر قرآن ول كتاب وإذا جئنا إلى نهاية السورة ( َو َكذَِلكَ َأوْ َ‬
‫ستَقِي ٍم (‪ ))52‬ذكر الكتاب‪.‬‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫صرَا ٍ‬‫عبَادِنَا وَِإّنكَ َل َتهْدِي ِإلَى ِ‬ ‫ن نَشَا ُء مِنْ ِ‬ ‫جعَ ْلنَا ُه نُورًا نَ ْهدِي بِهِ مَ ْ‬ ‫الْإِيمَانُ وََلكِنْ َ‬
‫ن (‪ ))15‬وفي‬ ‫ن (‪ ))1‬ذكر القلم مباشرة (وما يسطرون) وفي الداخل (ِإذَا تُتْلَى عََليْهِ َآيَا ُتنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ا ْلأَوّلِي َ‬ ‫سورة نون (ن وَا ْلقَلَمِ َومَا يَسْطُرُو َ‬
‫ن (‪ ))51‬والذكر هو القرآن‪ .‬ماذا سمعموا؟ الذكر‬ ‫جنُو ٌ‬ ‫س ِمعُوا ال ّذكْرَ َو َيقُولُونَ ِإنّهُ َلمَ ْ‬ ‫ك بَِأبْصَارِهِمْ َلمّا َ‬ ‫ن َيكَادُ اّلذِينَ َكفَرُوا َليُ ْزلِقُو َن َ‬ ‫الخر (وَإِ ْ‬
‫والذكر هو القرآن‪.‬‬
‫فإذن السور الخمس جاء في داخلها القرآن وختمت بكلم على القرآن أو الكتاب إما صريح وإما بإعادة الضمير أو استعمال الذِكر فإذن ربط‬
‫الول والخر‪.‬‬
‫القرآن مؤلف من هذه الحرف ول سيما في ‪ 29‬موضعا وهذا مذهبنا في ذلك إختيارنا لما قاله علماؤنا القدماء لن القدماء عندهم أكثر من‬
‫رأي وهذا رأي من آرائهم‪ .‬الذي تكلمنا فيه هو مسألة ما كان آية وما لم يكن آية وهذا من جهدي‪ ،‬وِلمَ جاءت الكتاب هنا والقرآن هنا‬
‫والعلقة بين المقاطع هذا من الجهد الشخصي ول يبعد أن نجد من من قاله من القدماء كما قال عنترة‪:‬‬
‫أم هل عرفت الدار بعد توهّم‬ ‫هل غادر الشعراء من متردّم‬
‫قد تقول وصلنا إلى هذا المر بجهد جهيد ثم تجد في حاشية من الحواشي أن أحد العلماء نبّه إلى هذه المسألة ولكن بقدر ما اطلعت عليه ما‬
‫وجدته‪.‬‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫*مممما دللة اسمممتخدام صممميغة اسمممم الفاعمممل فمممي كلممممة الكاذبيمممن والمنافقيمممن فمممي سمممورة‬
‫العنكبوت؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ص َدقُوا وََل َيعَْلمَنّ ا ْلكَاذِبِينَ {‪ )}3‬و (وََل َيعَْلمَنّ اللّ ُه اّلذِينَ آ َمنُوا وََل َيعَْل َم ّ‬
‫ن‬ ‫قال تعالى في سورة العنكبوت (وََل َقدْ َف َتنّا اّلذِينَ مِن َقبِْلهِ ْم فََل َيعَْلمَنّ اللّ ُه اّلذِينَ َ‬
‫ا ْلمُنَا ِفقِينَ {‪ )}11‬فجاءت (الذين صدقوا) و(الذين آمنوا) بصيغة الفعل وجاءت كلمة (الكاذبين) و(المنافقين) بصيغة اسم الفاعل‪ .‬هناك قاعدة في‬
‫اللغةإن السم أقوى وأثبت وأدوم من الفعل‪ .‬والية نزلت في قوم قريبي عهد بالدين والتكاليف‪( ،‬الذين صدقوا والكاذبين) الكاذبين هم الصل‬
‫أي الكفرة فهل صدقوا إيمانهم أم بقوا على حالهم؟ الكلم في عموم المنافقين الذي أحدث إيمانا‪.‬‬
‫آية (‪:)5‬‬
‫*مما دللة كلممة (لت) فمي قوله تعالى فمي سمورة العنكبوت (ممن كان يرجمو لقاء الله فإن أجمل‬
‫الله لت) وهل هي جواب الشرط؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سمِيعُ ا ْلعَلِي ُم {‪ )}5‬وقال في سورة الكهف (قُلْ ِإّنمَا َأنَا بَشَ ٌر‬ ‫ن يَرْجُو ِلقَاء اللّ ِه َفإِنّ أَجَلَ اللّ ِه لَآتٍ وَهُوَ ال ّ‬ ‫قال تعالى في سورة العنكبوت (مَن كَا َ‬
‫ك ِبعِبَادَةِ َربّهِ َأحَدا {‪ .)}110‬كلمة (ليعمل) في آية‬ ‫عمَلً صَالِحا وَلَا يُشْ ِر ْ‬ ‫ن يَ ْرجُو لِقَاء َربّهِ فَ ْل َي ْعمَلْ َ‬
‫ح ٌد َفمَن كَا َ‬
‫ّمثُْلكُ ْم يُوحَى إِلَيّ َأّنمَا إَِل ُهكُمْ ِإلَهٌ وَا ِ‬
‫سورة الكهف هي جواب الشرط أما في آية سورة العنكبوت فكلمة (لت) هي إجابة عامة وليست للشرط فقط والمقصود بها إرادة العموم‬
‫عدُ ّو لّ ْلكَا ِفرِينَ {‬
‫جبْرِيلَ َومِيكَالَ َفإِنّ اللّ َه َ‬
‫عدُوّا لّلّهِ َومَل ِئ َكتِهِ َورُسُلِهِ َو ِ‬
‫وهناك في القرآن أمثلة كثيرة على هذا النمط مثل قوله تعالى (مَن كَانَ َ‬
‫‪ }98‬البقرة) ل يكون الجواب منحصرا بالشخص المذكور ولكن تأتي للعموم وهي أشمل كما جاء في قوله تعالى في سورة العراف (وَاّلذِينَ‬
‫ل نُضِيعُ أَجْ َر ا ْلمُصْلِحِينَ {‪ )}170‬جاءت للعموم ولم يقل تعالى (ل نضيع أجرهم) للفراد وكلمة أجرهم‬ ‫ن بِا ْل ِكتَابِ َوَأقَامُواْ الصّلَةَ ِإنّا َ‬ ‫سكُو َ‬ ‫ُيمَ ّ‬
‫تفيد أن المذكورين دخلوا في المصلحين‪ .‬إذن كلمة (لت) في آية سورة العنكبوت تجمع بين من كان يرجو لقاء ال ومن لم يكن يرجو لقاء‬
‫ال جميعهم على وجه العموم‪.‬‬
‫آية (‪:)8‬‬
‫*ما الفرق بين (حسناً) و (إحساناً)؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫ج ُعكُ ْم َفُأنَ ّبُئكُم ِبمَا كُنتُمْ‬
‫ي مَرْ ِ‬
‫طعْ ُهمَا إَِل ّ‬
‫ك بِ ِه عِلْ ٌم فَلَا تُ ِ‬
‫ك بِي مَا َليْسَ َل َ‬
‫سنًا وَإِن جَا َهدَاكَ ِلتُشْ ِر َ‬
‫ن بِوَاِل َديْهِ حُ ْ‬
‫ص ْينَا ا ْلإِنسَا َ‬
‫في آية قال تعالى (حسنا) (وَوَ ّ‬
‫ن (‪ )8‬العنكبوت) وفي آية (إحسانا) وفي آية لم يذكرها‪ .‬في العنكبوت (حسنا)‪ ،‬في لقمان لم ترد (إحسانا)‪ ،‬في الحقاف وردت‬ ‫َت ْعمَلُو َ‬
‫(إحسانا)‪ .‬أولً المراتب‪ :‬الحسان أكرم من الحُسن‪ ،‬تعامل النسان حسنا أمر عادي لكن أن تحسن إليه هذه مرتبة أعلى من الحسن‪ .‬قال‬
‫شكُرْ لِي َولِوَاِل َد ْيكَ إَِليّ ا ْلمَصِي ُر (‪ )14‬لقمان) قال ( َوإِن جَا َهدَاكَ‬ ‫ناْ‬ ‫حمََلتْهُ ُأمّهُ وَ ْهنًا عَلَى وَهْنٍ َو ِفصَالُ ُه فِي عَا َميْنِ أَ ِ‬ ‫ن بِوَاِلدَيْهِ َ‬‫ص ْينَا الْإِنسَا َ‬
‫(وَ َو ّ‬
‫حبْ ُهمَا فِي الدّ ْنيَا َمعْرُوفًا (‪ )15‬لقمان) بينما في العنكبوت قال (وَإِن جَا َهدَاكَ ِلتُشْ ِركَ‬ ‫ط ْع ُهمَا َوصَا ِ‬ ‫ك بِ ِه عِلْ ٌم فَلَا تُ ِ‬
‫ك بِي مَا َليْسَ َل َ‬ ‫عَلى أَن تُشْ ِر َ‬
‫بِي)‪( ،‬على أن) فيها تعهد‪ .‬نقول مثلً زوجتك ابنتي لتعينني‪ ،‬زوجتك ابنتي على أن تعينني‪( ،‬على أن تعينني) شرط كما قال تعالى (قَالَ ِإنّي‬
‫ج (‪ )27‬القصص)‪( ،‬على أن) إشتراط‪ .‬الوالدان في آية لقمان أشد كفرا‬ ‫ي حِجَ ٍ‬ ‫حدَى ا ْب َنتَيّ هَا َتيْنِ عَلَى أَن تَأْجُ َرنِي َثمَانِ َ‬ ‫حكَ إِ ْ‬ ‫ُأرِيدُ أَنْ أُنكِ َ‬
‫ك بِي)‪ ،‬في العنكبوت (لتشرك بي) اللم هنا للتعليل‪( .‬على أن) أقوى للتشرط وفيها‬ ‫يشترطون عليه الكفر (وَإِن جَا َهدَاكَ عَلى أَن تُشْ ِر َ‬
‫ح ْب ُهمَا فِي الدّ ْنيَا َمعْرُوفًا) وكل وصية‬ ‫الستعلء‪ .‬فلما كان في العنكبوت أقل المجاهدة قال (حسنا) ليست كالتي في لقمان‪ .‬في لقمان قال ( َوصَا ِ‬
‫لقمان في المصاحبة مصاحبة الب لبنه ينصحه ويعلمه ومصاحبة البن لبيه ومصاحبته مع الناس ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر‬
‫صبِ ْر عَلَى‬ ‫وأكثر وصية لقمان في المصاحبة كيف يتعامل مع الخرين‪ ،‬في المصاحبة (يَا ُبنَيّ َأقِ ِم الصّلَاةَ وَ ْأمُ ْر بِا ْل َمعْرُوفِ وَانْ َه عَنِ ا ْلمُنكَرِ وَا ْ‬
‫صدْ‬ ‫ل فَخُو ٍر (‪ )18‬وَاقْ ِ‬ ‫ختَا ٍ‬‫ل مُ ْ‬
‫ب كُ ّ‬‫ح ّ‬‫ن اللّهَ لَا يُ ِ‬
‫ض مَ َرحًا إِ ّ‬ ‫ش فِي ا ْلأَرْ ِ‬ ‫خ ّدكَ لِلنّاسِ َولَا َتمْ ِ‬ ‫صعّرْ َ‬ ‫ن عَ ْزمِ الُْأمُورِ (‪ )17‬وَلَا تُ َ‬ ‫ن ذَِلكَ مِ ْ‬ ‫مَا أَصَا َبكَ إِ ّ‬
‫حمِي ِر (‪ .))19‬في العنكبوت ما دام المسألة أقل من ذلك صاحبهما‪ .‬في الحقاف‬ ‫ت الْ َ‬‫صوَاتِ َلصَوْ ُ‬ ‫ض مِن صَ ْو ِتكَ إِنّ أَنكَ َر الْأَ ْ‬ ‫غضُ ْ‬ ‫ش ِيكَ وَا ْ‬ ‫فِي َم ْ‬
‫ل ذكر حالتهم‪ .‬في‬ ‫ض َعتْهُ كُرْهًا (‪ ))15‬هذان أبوان مؤمنان‪ .‬أو ً‬ ‫حمََلتْهُ ُأمّ ُه كُرْهًا وَ َو َ‬ ‫ن بِوَاِل َديْهِ ِإحْسَانًا َ‬
‫ص ْينَا ا ْلإِنسَا َ‬
‫لم يجاهداه على شيء (وَوَ ّ‬
‫ض َعتْهُ‬
‫حمََلتْهُ ُأمّ ُه كُرْهًا وَوَ َ‬ ‫حمََلتْهُ ُأمّهُ وَ ْهنًا عَلَى وَهْنٍ) لم يذكر الوضع وإنما ذكر الحمل فقط‪ ،‬في الحقاف ذكر الحمل والوضع ( َ‬ ‫لقمان قال ( َ‬
‫كُرْهًا) لن أحيانا النسان شيئا صعبا لكن يضعه بيسر لكن هنا الحالتين كره أل يستحق البوين الحسان؟ وهما مؤمنان ومستمران (وَاّلذِي‬
‫ل مَا َهذَا إِلّا َأسَاطِيرُ‬ ‫ق َفيَقُو ُ‬‫عدَ اللّهِ حَ ّ‬
‫ك آمِنْ إِنّ وَ ْ‬ ‫س َتغِيثَانِ اللّهَ َويَْل َ‬
‫ن مِن َقبْلِي وَ ُهمَا يَ ْ‬ ‫قَالَ لِوَاِل َديْهِ أُفّ ّل ُكمَا َأ َت ِعدَا ِننِي أَنْ ُأخْرَجَ َو َقدْ خََلتْ الْ ُقرُو ُ‬
‫ن (‪ )17‬الحقاف) إذن هذان البوان مؤمنان لذا استحقا الحسان أعلى درجة من الحسن‪ .‬في العنكبوت استحقا الحسن في المعاملة‪ ،‬في‬ ‫الْأَوّلِي َ‬
‫لقمان لما جاهداه مجاهدة قوية قال صاحبهما‪.‬‬
‫ثم هناك مسألة‪ :‬ال تعالى في جميع القرآن إذا أمر بالبر والدعاء يستعمل الوالدين وليس البوين في القرآن كله‪ .‬مع العلم أن الوالدين مثنى‬
‫والد ووالدة وغلّب المذكر الوالد والبوين مثنى وغلّب المذكر الب والبوان أب وأم‪( .‬وبالوالدين إحسانا) هذه عامة لم يحدد ذكر صفة من‬
‫غفِرْ لِي‬ ‫ل َب ْيتِيَ مُ ْؤ ِمنًا َولِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ وَا ْلمُ ْؤ ِمنَاتِ َولَا تَ ِزدِ الظّاِلمِينَ إِلّا تَبَارًا (‪ )28‬نوح) ( َرّبنَا ا ْ‬ ‫غفِرْ لِي وَلِوَاِلدَيّ وَِلمَن دَخَ َ‬ ‫كفر أو غيره‪( .‬رَبّ ا ْ‬
‫حسَانًا (‪ )23‬السراء) لم يذكر في القرآن‬ ‫ب (‪ )41‬إبراهيم) ( َو َقضَى َرّبكَ َأ ّ‬
‫ل َتعْ ُبدُواْ ِإلّ ِإيّاهُ َوبِالْوَاِلدَيْنِ إِ ْ‬ ‫َولِوَاِلدَيّ وَلِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ يَوْ َم َيقُومُ ا ْلحِسَا ُ‬
‫س ِممّا تَ َركَ (‪ )11‬النساء)‪( .‬وََأمّا ا ْلغُلَامُ َفكَانَ َأبَوَاهُ‬ ‫سدُ ُ‬ ‫ح ٍد ّمنْ ُهمَا ال ّ‬‫لبَ َويْهِ ِلكُلّ وَا ِ‬
‫موقف بر أو دعاء إل بلفظ الوالدين‪ .‬في آية المواريث ( َو َ‬
‫غفِرْ لِي وَلِوَاِلدَيّ) ل يستعمل البوين‪ .‬البوين‬ ‫مُ ْؤ ِم َنيْنِ (‪ )80‬الكهف) ليس فيها مقام ذكر البر لذا قال أبواه أما في الدعاء فقال (رَبّ ا ْ‬
‫يستعملها في مكان آخر‪.‬‬
‫ما الفرق بين الوالد والب؟ التي تلد هي الم والوالد من الولدة والولدة تقوم بها الم وهذه إشارة أن الم أولى بالصحبة وأولى بالبر قبل‬
‫س ِممّا تَ َركَ)‪ .‬في الموال‬ ‫سدُ ُ‬‫حدٍ ّم ْنهُمَا ال ّ‬
‫لبَوَيْهِ ِلكُلّ وَا ِ‬ ‫الوالد‪ .‬لكن في المواريث لن نصيب الب أكبر من نصيب الم استعمل الب ( َو َ‬
‫يستعمل البوين وفي الدعاء الوالدين‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ك بِ ِه عِلْ ٌم فَلَا‬
‫ك بِي مَا َليْسَ َل َ‬
‫ن جَا َهدَاكَ ِلتُشْ ِر َ‬
‫ط ْع ُهمَا) والية الخرى (وَإِ ْ‬ ‫ك بِهِ عِ ْل ٌم فَلَا تُ ِ‬
‫ش ِركَ بِي مَا َليْسَ َل َ‬ ‫ن تُ ْ‬
‫ك عَلى أَ ْ‬ ‫الفرق (وَإِنْ جَا َهدَا َ‬
‫ط ْع ُهمَا) لتشرك وليس على أن تشرك وهو في سؤال في غاية الوجاهة من حيث أن هذا السلوب القرآني تكرر عدة مرات بل قد يكون‬ ‫تُ ِ‬
‫ن يُطْ ِفئُوا نُورَ اللّ ِه ﴿‪ ﴾32‬التوبة) (يُرِيدُونَ ِليُطْ ِفئُوا نُورَ اللّهِ ﴿‪﴾8‬‬ ‫عشر مرات في الكتاب العزيز‪ .‬ول بد أن نعرف ما الفرق (يُرِيدُونَ أَ ْ‬
‫الصف)؟ وهكذا آيات كثيرة‪ .‬الفرق بين هذا وذاك‪ :‬عندما يأتي الفعل يريد وبعده أن وفعل آخر هذا إعلن الرادة أريد أن أعلمك فقط أعلن‬
‫نيتي أنا ما علمتك بعد‪ ،‬عندما أريد أن أعلمك أريد أن أعاقبك أريد أن أجزيك كل هذا إعلن للفعل أنا سأفعل هذا هذا وعدٌ سواء كان وعدا‬
‫أو تهديدا أو تكريما أو ما شاكل ذلك أريد أن أفعل كذا‪ .‬إذا أقول أريد لفعل كذا باللم المضمرة معناها إني قد اتخذت السباب وباشرت‬
‫الفعل لما أقول أريد أن أعلمك هذا بعد ما بدأنا وعد أريد لعلمك يعني أنا أحضرت الدفاتر والوراق والكتب وفرشتها تعال اجلس‪ ،‬قلت ماذا‬
‫ش ِركَ بِي) يعني يحاولون يا ابن الحلل أنت لزم ترجع‬ ‫تريد مني؟ أريد أن أعلمك أريد لعلمك هذا في كل اليات (وَإِنْ جَا َهدَاكَ عَلى أَنْ تُ ْ‬
‫من اليمان وتعبد الصنام كما هو أسباب النزول فقط إعلن أننا ل بد سنفعل ما نستطيع لكي ترجع من دينك إلى الشرك هذا (وَإِنْ جَا َهدَاكَ‬
‫ك بِي) خلص جاؤوا واستعملوا كل أساليب الترهيب والترغيب إذا ترد عن السلم نعطيك هكذا إذا ما ترد‬ ‫ن جَا َهدَاكَ ِلتُشْ ِر َ‬ ‫عَلى)‪( .‬وَإِ ْ‬
‫ل فِي َآيَاتِ اللّهِ ِإلّا اّلذِينَ َكفَرُوا ﴿‪ ﴾4‬غافر) حشدنا الحشود أحضرنا أقاربك اتخذنا أسباب كثيرة وهكذا (يُرِيدُونَ أَنْ‬ ‫نعذبك جدال (مَا يُجَادِ ُ‬
‫ط ِفئُوا نُورَ اللّهِ) هذا تهديد وعد إعلن‪( .‬يُرِيدُونَ ِليُطْ ِفئُوا نُورَ اللّهِ) هذا اتخذوا السباب الكاملة‪ .‬فكل الفعال على هذا النسق‪ ،‬مثلً ال تعالى‬ ‫يُ ْ‬
‫ب عََل ْيكُمْ ﴿‪ ﴾27‬النساء) إعلن إرادة‪ ،‬أعلن إرادته لعبادة المؤمنين بأن إرادته سبقت أن يتوب على كل المؤمنين إذا‬ ‫ن َيتُو َ‬ ‫يقول (وَاللّ ُه يُرِيدُ أَ ْ‬
‫ن َيتُوبَ) أن يتوب‪( ،‬يريد ال ليتوب) اتخذ السباب وتاب هذا الوعد تطبق يعني كيف رب العالمين لما أعلن هذه التوبة ثم‬ ‫تابوا (وَاللّ ُه يُرِيدُ أَ ْ‬
‫طبقها قال من استغفر غفرت له وبين الصلتين كفارة ورمضان لرمضان كفارة‪ ،‬نفائس‪ ،‬كظم الغيظ غفار‪ ،‬العفو عن الظالم كفارة‪ ،‬بر‬
‫الوالدين كفارة كل هذه العبادات التي ل حصر لها مما جاء بها النص أنها تغفر الذنوب يعني مثلً (ثلثة ل يضر معها ذنب بر الوالدين)‬
‫رمضان لرمضان كفارة ول يعرف مضاعفات رمضان إل ال هناك أعمال بمثلهما‪ ،‬أعمال بعشرة‪ ،‬أعمال بخمسة عشرة‪ ،‬أعمال بخمس‬
‫وعشرين‪ ،‬أعمال بسبعمائة والصوم ل يعلم مقدار مضاعفاته إل ال وبالتالي رب العالمين لما شرع لك عبادة بهذا الشكل تاب عليك (رغم‬
‫ب عََل ْيكُمْ) أعلن إرادته قنن القانون شرع التشريع‪( .‬يريد ال ليتوب)‬ ‫ن َيتُو َ‬ ‫أنف عبدٍ أدرك رمضان ولم يغفر له) إذا الفرق بين (وَاللّ ُه يُرِيدُ أَ ْ‬
‫اتخذ السباب وهذه السباب وما أكثرها في هذا الدين‪ .‬كذلك كما قلنا يعني كثيرة حقيقة ما تحصى يعني حوالي ستة عشر أو سبعة عشر آية‬
‫ن مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾72‬يونس) (وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾12‬الزمر) هذا فرق وهذا فرق‬ ‫في القرآن وتقول الية (وَُأمِرْتُ أَنْ َأكُو َ‬
‫يعني على هذا الساس هناك فقط إعلن المر (وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ) اتخذ السباب كاملة وطبعا نحن تعلمنا أنه الن كل فعل أراد ويريد إذا‬
‫جاء بالن والفعل معناها إعلن إذا جاء باللم لم التعليل المضمرة بعدها قل ليتوب‪ ،‬ليعفو‪ ،‬ليضلوا‪ ،‬معناها اتخذوا السباب وطبقوا ما‬
‫وعدوا به وما هددوا به‪.‬‬
‫سنًا)‪َ ( -‬ووَصّيْنَا ا ْلإِنْسَانَ ِبوَا ِلدَ ْيهِ ِإحْسَانًا) ‪:‬‬ ‫الفرق بين ( َووَصّ ْينَا ا ْلإِنْسَانَ ِبوَا ِلدَيْهِ حُ ْ‬
‫ن بِوَاِل َديْهِ إِحْسَانًا﴿‪ ﴾15‬الحقاف) هذه اثنتان ثم‬ ‫سنًا ﴿‪ ﴾8‬العنكبوت) هذه كلمة (وَوَ ّ‬
‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬ ‫ن بِوَاِل َديْهِ حُ ْ‬ ‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫نبدأ بقوله تعالى (وَوَ ّ‬
‫حمََلتْهُ ُأمّهُ ﴿‪ ﴾14‬لقمان) بدون ل حسن ول إحسان‪.‬‬ ‫ن بِوَاِلدَيْهِ َ‬‫ص ْينَا الِْإنْسَا َ‬
‫(وَ َو ّ‬
‫لحظ قبل كل شيء ال ما قال وصينا المؤمنين بل وصينا النسان عموما‪ .‬يريد ال عز وجل أن يقول أن هذا علقة البناء بالباء وعلقة‬
‫الباء بالبناء هي من خصائص هذا النسان ل تجد هذه العلقة بين كل الحياء الخرى‪ ،‬الحيوانات نعم هناك أ ٌم تعرف أطفالها ولكن الب‬
‫ل يهتم من هو ابنه والبن ل يهتم من هو أبوه بل أن البن ل يهتم من هي أمه وحينئذٍ الم فقط في المخلوقات الحية هي التي تهتم بأطفالها‬
‫إلى حين‪ .‬من أجل هذا هذا من خصائص النسان إحترام البوين وتقديرهما وتقديسهما وحسن التعامل معهما هذا من خصائص النسان لن‬
‫ال تعالى وصاه بذلك‪ ،‬رب العالمين هو الذي غرس في هذا النسان من جملة عناصر أنسنته عندما خرج من المملكة الحيوانية فوهبه ال‬
‫حنَا ﴿‪ ﴾12‬التحريم) وحينئذٍ تأنسن الحيوان وحينئذٍ من عناصر‬ ‫خنَا فِي ِه مِنْ رُو ِ‬ ‫سمَا َء كُّلهَا﴿‪ ﴾31‬البقرة) ( َفنَفَ ْ‬ ‫سبحانه وتعالى العلم (وَعَلّمَ َآدَ َم الْأَ ْ‬
‫ن بِوَاِل َديْهِ إِحْسَانًا) أي العطاء أن تطعمه‬ ‫أنسنة هذا المخلوق هو أن يكون بارا بوالديه (ثُمّ َأنْشَ ْأنَاهُ خَ ْلقًا َآخَرَ ﴿‪ ﴾14‬المؤمنون)‪( .‬وَوَ ّ‬
‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫سنًا)‬ ‫ن بِوَاِل َديْهِ حُ ْ‬‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫وأن تسقيه وأن تقدم حاجاته أن تقدم له حاجاته ما يحتاجه من مأكلٍ ومطع ٍم وملبس هذا الحسان‪ .‬وفي الية (وَوَ ّ‬
‫هذا ل يكون بالعطاء وإنما بحسن التعامل‪ ،‬كيف تحترمه؟ أنت قد تعطي أباك لكنك تشتمه ول تحترمه أو تتكلم معه بدون احترام هذا أنت‬
‫ل جيد‬ ‫أعطيته أنت بريّت به وهذا الفرق بين الحسن والبر‪ .‬البِرّ أن تعطيها ما تحتاجه وأن تعطي أباك ما يحتاجه‪ ،‬الحسان أن تعطيه بشك ٍ‬
‫هذا الفرق بين البر والحسان‪ .‬البِرّ أن توفر له حاجاته لكن قد تقدمها بشكل غير لئق فيها شيء من الغلظة أو الخشونة وقد تشتم أباك وقد‬
‫تزدريه من ِكبَره أو تزدري أمك لكن الحسان أن تعطي هذين البوين هذا البر بشكل في غاية الدقة والناقة والجمال من حيث أنك تكون‬
‫خادما لهما وتقريبا وبل مبالغة ول مباهاة ‪ %99‬من هذه المة يتعاملون مع آبائهم وأمهاتهم عند العطاء بهذا الخضوع والذل‪ .‬وهذا الذل من‬
‫ح الذّلّ ﴿‪ ﴾24‬السراء) هذا الذل هو من أعظم أنواع العز في الرض‪ .‬ولهذا ملوك الرض والذين‬ ‫جنَا َ‬‫أعظم أنواع العز (وَاخْفِضْ َل ُهمَا َ‬
‫فتحوا البلدان والذين قاموا بأنواع من الحضارات والتحضّر أمام والديه كالعبد هذا الذل العبقري الذي هو أعلى قيمة النسان العظيم العزيز‪.‬‬
‫هذا الحسان‪ ،‬فحينئذٍ كلمة الحسان ما يتعلق بالعطاء توفر له حاجاته لكن ليس فقط مجرد بِرّ وإنما تقدم هذا العطاء لهما بشكل لئق يدل‬
‫على احترامك لهما وعلى عدم ال ِمنّة أن ل تمنّ عليهما كأن تقول أنا أعطيتك وجئت لك الخ ل إطلقا وحينئذٍ وصاك ال بهما حسنا أي كيف‬
‫تتكلم معهما؟ إذا جاء أبوك أو جاءت أمك تقوم بوجههما وإذا تكلمت معهما تكون في غاية الخضوع يعني إنتبه إلى الحديث المتفق على‬
‫صحته عن الثلثة الذين أغلق عليهم الغار مسافرون ثلثة ودخلوا غارا عندما جاءت عاصفة فالعاصفة جاءت بحجر ثقيل فأغلقت باب الغار‬
‫ولم يستطع أح ٌد منهم أن يزحزح هذا الحجر ونفذ ما معهم من ماءٍ وطعام وأوشكوا على الهلك فتح ل على أحدهم وقال يا جماعة تعالوا‬
‫نتوسل إلى ال عز وجل بأحسن عملٍ عملناه في حياتنا وكل واحد جاء بعمل الثالث قال يا ربي أنت تعرف أن لي أم وأب وصارا كبيرين‬
‫وأنا عندما أعود من العمل والعمل كان بين البل وبين الغنم يعني كان صاحب إبلٍ وغنم كنت آتي لهما باللبن لكي يتعشيا لكي يناما وكنت ل‬
‫أعشي أطفالي إل بعد أن أعشي والدي‪-‬وطبعا نحن نتكلم بالمعنى وليس بلغة الحديث‪ -‬ل يعشي أولده إل بعد أن تشرب الم والب هذا‬
‫اللبن ثم يناما ثم يذهب ويوقظ أطفاله حتى يعشيهم‪ ،‬يوم من اليام جاء وقد وجد أبويه نائمين وهو يحمل لهم غبوقهما يعني كأسين من اللبن‬
‫فلما وجد البوين نائمين بقي يحمل هذين القدحين إلى أن استيقظا عند الفجر وهو يحمل هذين القدحين وهو واقف أمام رأسيهما وأولده‬
‫جائعون ولم يعشهم إل بعد أن استيقظ البوان فقدم لهما هذا العشاء البسيط وهذا هو عشاؤهما كل يوم ل يشربان غيره وبكل أدب بكل خدمة‬
‫سنًا)‬ ‫حْ‬ ‫ن بِوَاِلدَيْهِ ُ‬ ‫ص ْينَا الِْإنْسَا َ‬‫سقاهما كما تسقي الم المرضعة طفلها ثم عاد بعد أن صليا وعادا وذهب وأيقظ أطفاله لكي يعشيهم‪ ،‬هذا (وَ َو ّ‬
‫ف هذا من الحسن وليس من الحسان‪ .‬فالحسان هو العطاء عشاء وغداء ولباس الخ‬ ‫كيف تتعامل (فَلَا تَقُلْ َل ُهمَا ُأفّ ﴿‪ ﴾23‬السراء) ول أ ّ‬
‫ح ْب ُهمَا فِي ال ّدنْيَا َمعْرُوفًا ﴿‪ ﴾15‬لقمان) حينئذٍ كل‬ ‫ط ْعهُمَا وَصَا ِ‬ ‫س َلكَ بِ ِه عِلْ ٌم فَلَا تُ ِ‬‫ك بِي مَا َليْ َ‬ ‫ن تُشْ ِر َ‬ ‫ك عَلى أَ ْ‬ ‫ن جَا َهدَا َ‬ ‫هذا من الحسن (وَإِ ْ‬
‫تصرفاتك أبدا أنت عبدٌ عندهما وكلما ازدادت عبوديتك لهما ازدادت عبوديتك ل عز وجل وكنت عبدا صالحا عند ال سبحانه وتعالى‪ .‬لن‬
‫رضى ال عز وجل من رضاهما ل يرضى ال عنك إل إذا رضي عنك أبواك‪ .‬فكلما أمعنت في الخدمة والذل لهما وخفضت لهما جناح الذل‬
‫إذا هذا هو الفرق بين الحسان العطاء سواء كان إذا كان مجرد عطاء يسمى بِرّا إذا كان عطاء مع هذا الحترام والجلل والتقديس‬
‫والتكريم يسمى إحسانا إذا كان بكل يومك يعني عندما تتحدث معه بأدب تجلس بين يديه بأدب عندما يقوم تقوم عندما تستقبله تنهض للقائه إذا‬
‫ن بِوَاِل َديْهِ ِإحْسَانًا) وهو‬ ‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫ناداك تقول له لبيك‪ ،‬بهذه العبودية التي جعلها ال جائزة للبوين أنت قدمت لهما حُسنا هذا الفرق بين ( َووَ ّ‬
‫ن بِوَاِل َديْهِ)‬
‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫سنًا) وهو تعامل رقيق وأنيق في غاية الذل لهما‪ .‬الية التي تقول (وَوَ ّ‬ ‫ن بِوَاِل َديْهِ حُ ْ‬‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫طعام وشراب وبين (وَوَ ّ‬
‫حمََلتْهُ‬‫ن بِوَاِل َديْهِ) لماذا؟ قال ( َ‬ ‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫وسكتت هذا يعني الثنين‪ ،‬رب العالمين أجمل هذه الحالة وهذه الحالة أجملها بآية واحدة وقال (وَوَ ّ‬
‫ُأمّهُ وَ ْهنًا عَلَى وَهْنٍ َوفِصَالُ ُه فِي عَا َميْنِ ﴿‪ ﴾14‬لقمان) لم يذكر فضائل الب لن فضائل الب أنت تدركها وأنت كبير أبوك يبدأ دوره معك‬
‫عندما تميّز قبل هذا أنت عند أمك شقاؤها وسهرها وتعبها وحملها أنت ل تدركه لم تره ولهذا ربما تذهل عن أفضال أمك عليك وأنت ل‬
‫تذهل عن أفضال أبيك ولهذا رب العالمين يقتصر على فضائل الم على أولدها‪ .‬إذا هكذا هو الحسن والفرق بين الحُسن والجمال أن الجمال‬
‫شي ٌء متميز عن غيره من حيث قيمته الجمالية‪ ،‬الحُسن هو الجمال إذا كثر واشتد وتعمق حتى صار مبهجا‪ .‬إذا الحسان جما ٌل مبهج أحيانا‬
‫جمال عادي هذا كأس جميل هذا بيت جميل لكن هناك جمال عندما تراه تقف وتقول سبحان الخلق العظيم! ما هذا الجمال! إذا انبهرت بذلك‬
‫ن مبهج عجائب‪ .‬ولهذا اقصر طريقٍ إلى‬ ‫وابتهجت نفسك به يسمى حسنا‪ .‬من أجل هذا التاريخ ينقل لنا عن بعض الذين عاملوا أبويهم بحس ٍ‬
‫حرَجٍ ﴿‪ ﴾78‬الحج ) رب‬ ‫ل عََل ْيكُ ْم فِي الدّينِ مِنْ َ‬ ‫جعَ َ‬‫الجنة هو التعامل مع الوالدين بحُسن هو البِرّ ومن رحمة ال رب العالمين قال ( َومَا َ‬
‫العالمين تكلم عن بر الوالدين حتى ل ييأس أحد أنت ما دمت تكفي والديك أنت بخير لكن هذا الخير يتفاوت الجنة يا جماعة مائة درجة كل‬
‫درجة بينها وبين الخرى كما بين السموات والرض وكل درجة عن درجة في النعيم كما بين الكوخ والقصر من أجل هذا قال (فَأُوَل ِئكَ َلهُمُ‬
‫خرَةُ َأ ْكبَرُ دَ َرجَاتٍ وََأ ْكبَ ُر تَفْضِيلًا ﴿‪ ﴾21‬السراء) إذا أردت أن تدخل الجنة فبالبِرّ‪ ،‬وإذا أحببت أن تترقى في‬ ‫الدّرَجَاتُ ا ْلعُلَا ﴿‪ ﴾75‬طه) (وَلَ ْلآَ ِ‬
‫الدرجات العلى التي هي منازل النبياء والصديقين والشهداء فعليك بالحسان أولً ثم تنتقل إلى الحُسن‪ ،‬تكون في غاية الذل وأن تقدم لهم ثم‬
‫في غاية الجمال والحسن المبهج لنفس البوين‪ .‬فالبوان عندما يرونك كيف تقبل يده كيف تقوم كيف تحترمهم يشعرون ببهجة‪ .‬من أجل هذا‬
‫أنت أعظم أنواع النسان يوم القيامة إذا جئت وأبواك راضيان عنك من حيث أنك بلغت القمة في التعامل معهما لنك قدمت لهما ما قدمت‬
‫بحسنٍ وليس بمجرد إحسان بل ترقيت من البِ ّر إلى الحسان إلى الحُسن أصبحت أنت مبهجا لهما إلى أن ماتا بين يديك وهما في غاية البهجة‬
‫حينئذٍ ل عليك ما فعلت‪" .‬ثلث ًة ل ينفع معهنّ عمل عقوق الوالدين وثلثة ل يض ّر معهن ذنب ومنها بر الوالدين" فكيف الحسن إلى الوالدين؟!‬
‫هذا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪ .‬هذه القمم يوم القيامة معدودات‪ ،‬عندك أصحاب الذكر‪ ،‬أصحاب العلم‪ ،‬طبعا دعك من‬
‫النبياء والصديقين والشهداء هؤلء قضية أخرى أيضا‪ ،‬السخاء‪ ،‬الحاكم العادل‪ ،‬قمم يوم القيامة من ضمنهم إذا لم تكن أنت بمالٍ تنفق ول‬
‫بحاكم تحكم بالعدل ول ول الخ فلتكن مع أبويك مبهجا لهما بأن تتعامل معهما بحسن‪.‬‬
‫حسَانًا ﴿‪ ﴾36‬النساء) التوحيد والوالدين‪.‬ما دللتها؟‬ ‫ش ْيئًا َوبِالْوَاِلدَيْنِ إِ ْ‬
‫عُبدُوا اللّهَ وَلَا تُشْ ِركُوا بِهِ َ‬ ‫سؤال‪ :‬اقتران العبادة بالتوحيد (وَا ْ‬
‫حسَانًا ﴿‪﴾23‬‬ ‫هذا القتران المخيف يعني جعلهم ال عز وجل كتوحيده الشرك وعقوق الوالدين ( َوقَضَى َرّبكَ أَلّا َتعْ ُبدُوا إِلّا ِإيّاهُ َوبِالْوَاِلدَيْنِ إِ ْ‬
‫حسَانًا) ومن كرمه رب العالمين لم يقل حسنا قال إحسانا وهذا تقوم به بسهولة‪ .‬أما‬ ‫السراء) ما قضى إل هذا رب العالمين ( َوبِالْوَاِلدَيْنِ إِ ْ‬
‫الحُسن هذا درجة عالية لمن يسّره ال له ولهذا في الفقه السلمي ل يجوز أن تعطي أبوك زكاة لما رب العالمين قال الزكاة لمن؟ قال‬
‫سبِيلِ ﴿‪﴾60‬‬ ‫سبِيلِ اللّهِ وَِابْنِ ال ّ‬ ‫ن عََل ْيهَا وَا ْلمُؤَلّفَ ِة قُلُو ُبهُمْ َوفِي ال ّرقَابِ وَا ْلغَا ِرمِينَ َوفِي َ‬‫ص َدقَاتُ لِ ْلفُ َقرَاءِ وَا ْلمَسَاكِينِ وَا ْلعَامِلِي َ‬
‫الصدقات (ِإّنمَا ال ّ‬
‫التوبة) لم يقل والبوين‪ ،‬البوان (أنت ومالك لبيك) ما لم تقتنع بأنك عبدٌ عند أبيك وكل ما تملكه إنما هو ملكٌ لبيك فأنت ل تصل إلى‬
‫مرتبة الحُسن ونحن نتكلم الن عن مرحلة الحسن‪ .‬ولهذا النبي صلى ال عليه وسلم قيل له يا رسول ال أي العمل أفضل؟ قال "الصلة على‬
‫وقتها قالوا‪ :‬ثم أيّ؟ قال‪ :‬بر الوالدين" البر مجرد بر الوالدين يعني العمل الثاني بعد الصلة لن الصلة ليس لها بديل وإذا كان البر هكذا فما‬
‫بالك بالحُسن؟! والحسن ل يعمله إل القليل لن هذا يحتاج إلى ثقافة‪ ،‬إلى معرفة بال عز وجل‪ ،‬إلى أن يُعلّم هذا النسان هذا الب المسلم ما‬
‫ص ْينَا‬
‫معنى أن تكون مع أبيك حسنا؟ وهكذا أما البر ما دمت إنسانا أنت بك غريزة وميل طبيعي إلى أن تبر بأبويك ولهذا ال قال (وَ َو ّ‬
‫الِْإنْسَانَ) لمجرد كونك إنسانا من عناصر أنسنتك بعد أن أخرجك ال من المملكة الحيوانية وأطلق يديك من الرض فسوّاك فخلقك فعدلك‬
‫أطلق يديك حينئذٍ جعل من عناصر هذه النسنة أن تكون بارا بوالديك تميل إليهما‪ ،‬تنتسب إليهما‪ ،‬لهما حظوة واحترا ٌم عليك وإلى كل‬
‫ل شرحها الذي يطول‪.‬‬ ‫ن أو إحسانٌ أو برٌ ولك ٍ‬ ‫المنظومة التي هي حس ٌ‬
‫آية (‪:)14‬‬
‫َ‬
‫حا إِلَى قَوْ ِ‬
‫مه ِم‬ ‫سلْنَا نُو ًم‬
‫*مما الفرق بيمن سمنة وعام فمي قوله تعالى فمي قصمة نوح تعالى (وَلَقَد ْ أْر َم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )14‬العنكبوت)؟‬ ‫مو َ‬ ‫م ظَال ِ ُ‬ ‫م الط ّوفَا ُ‬
‫ن َوهُ ْ‬ ‫ما فَأ َ َ‬
‫خذَهُ ُ‬ ‫ن عَا ً‬
‫سي َ‬
‫م ِ‬ ‫سنَةٍ إ ِ ّل َ‬
‫خ ْ‬ ‫م أَل ْ َ‬
‫ف َ‬ ‫فَلَب ِ َ‬
‫ث فِيهِ ْ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫سنَة بمعنى جدب وقحط‪ .‬أما كلمة عام‬‫كلمة سنة في القرآن تدلّ عادة على الجدب والقحط ويقال أسنت الناس إذا أصابهم قحط ويقال أصابتنا َ‬
‫فهي عادة تستعمل في الخير في الغالب‪ .‬وفي قصة نوح يقول المفسرون أنه لبث في الدعوة ‪ 950‬سنة مع قومه بشدة وصعوبة وتكذيب له‬
‫واستهزاء به أما الخمسن عاما فهي ما كان بعد الطوفان حيث قضاها مع المؤمنين في راحة وطمأنينة وهدوء بعيدا عن الكافرين من قومه‬
‫الذين أغرقهم ال بالطوفان‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫العام هو لما فيه خير والسنة لما فيه شر‪ .‬العلماء يقولون الغالب وليست مسألة مطلقة‪ .‬لكن في الستعمال القرآني أحيانا يستعمل (تزرعون‬
‫سبع سنين دأبا) (ثم يأتي عام فيه يغاث الناس) الزرع فيه جهد في هذه السنين‪ .‬في قصة نوح (فلبث فيهم ألف سنة إل خمسين عاما) كأن‬
‫الخمسين عاما هي الخمسين الولى عام الولى من حياته التي كان مرتاحا فيها وبقية السنين الـ ‪ 950‬كان في مشقة معهم حتى بلغ أن يقول‬
‫(ول يلدوا إل فاجرا كفّارا) هذه تجربة‪ .‬هذا الغالب ومن أراد أن يلتزم الستعمال القرآني يحرص على إستعمال السنة في جدب وقحط‬
‫والعام لما فيه خير لكن إذا وجد شاعر يستعمل نصا عن السنة مختلف ل يستغرب‪ .‬الرسول في حديث ل ندري مداه من الصحة "اللهم‬
‫إجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف" سنوات قحط وشر‪ .‬هذا في كتب النحو والحاديث التي في كتب النحو يستفاد منها في الشواهد النحوية‬
‫واللغة وليس في تأصيل الحديث من حيث الصحة‪.‬‬
‫في سورة الكهف ذكر القرآن (ثلثمئة سنين وإزدادوا تسعا) لم يقل وازدادوا تسعة أعوام‪ .‬بعض الحاسبين يقول هذه ‪ 300‬سنة في الميلدي‬
‫توافق ‪ 309‬في الهجري‪ .‬إذا جاءت موافقة فهي موافقة لكن هي لون من ألوان التعبير أن يقول ثلثمئة وازدادوا تسعا‪ .‬لما كانوا يعانون منه‬
‫وقد يقول القائل لم تكن كلها سنين قحط‪ .‬المر ليس هذا ولكنه الغالب‪.‬‬
‫آية (‪:)24‬‬
‫* ما الفرق بين ( أنجى) و(ن َّ‬
‫جى) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حيُونَ نِسَاء ُكمْ َوفِي ذَِلكُم بَلء مّن ّرّبكُمْ‬ ‫ستَ ْ‬
‫ب يُ َذبّحُونَ َأ ْبنَاء ُكمْ َويَ ْ‬
‫ن يَسُومُو َنكُمْ سُ َوءَ ا ْل َعذَا ِ‬
‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫ج ْينَاكُم مّنْ آ ِ‬
‫في سورة البقرة قال تعالى (وَِإ ْذ نَ ّ‬
‫ن يَسُومُو َنكُمْ سُوءَ ا ْل َعذَابِ‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬
‫ل مُوسَى ِلقَ ْومِهِ ا ْذكُرُواْ ِن ْعمَةَ اللّ ِه عََل ْيكُمْ ِإذْ أَنجَاكُم مّنْ آ ِ‬‫عَظِي ٌم (‪ ))49‬وفي سورة إبراهيم قال تعالى (وَِإ ْذ قَا َ‬
‫ن نِسَاءكُمْ َوفِي ذَِلكُم بَلء مّن ّرّبكُ ْم عَظِي ٌم (‪ .))6‬في البقرة جعل سوء العذاب هو تذبيح البناء (بَدَل)‪( ،‬وإذ نجيناكم‬ ‫حيُو َ‬
‫ستَ ْ‬‫َوُي َذبّحُونَ َأ ْبنَاءكُمْ َويَ ْ‬
‫من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب)‪ ،‬ما هو سوء العذاب؟ (يذبحون أبناءكم)‪ ،‬هذه بدل من يسومونكم‪ ،‬هذه الجملة بدل لما قبلها فسّرتها‬
‫جمَل‪ ،‬إذن (يذبّحون أبناءكم) تبيين لسوء العذاب فنسميها جملة بَدَل‪ .‬في سورة إبراهيم‬ ‫ووضحتها‪ ،‬البدل يكون في السماء والفعال وفي ال ُ‬
‫ب َويُ َذبّحُونَ َأ ْبنَاءكُمْ) إذن هنا ذكر أمران سوء العذاب بالتذبيح وبغير التذبيح‪ ،‬سيدنا موسى يقول لبني إسرائيل‬ ‫قال (يَسُومُو َنكُمْ سُو َء ا ْلعَذَا ِ‬
‫أن ال سبحانه تعالى أنجاهم من آل فرعون من أمرين‪ :‬يسومونهم سوء العذاب هذا أمر والتذبيح هذا أمر آخر‪ .‬كان التعذيب لهم بالتذبيح‬
‫وغير التذبيح باتخاذهم عبيدا وعمالً وخدما فيعذبونهم بأمرين وليس فقط بالتذبيح وإنما بالهانات الخرى فذكر لهم أمرين‪ .‬إذن يسومونكم‬
‫سوء العذاب هذا أمر‪ ،‬ويذبحونكم أبناءكم هذا أمر آخر‪ ،‬إذن بالتذبيح وفي غير التذبيح‪ ،‬سوء العذاب هذا أمر ويعذبونهم عذابا آخر غير‬
‫ج ْينَاكُم مّنْ آلِ‬
‫التذبيح‪ .‬موسى يذكّرهم بنعم ال عليهم ( اذكروا نعمة ال عليكم) فيذكر لهم أمورا‪ .‬ربنا تعالى قال في سورة البقرة (وَِإ ْذ نَ ّ‬
‫ل فِرْعَوْنَ) أنجاكم ولم يقل هنا نجّاكم‪ .‬هناك فرق بين فعّل وأفعل‪ ،‬نجّى‬ ‫عوْنَ) وفي إبراهيم قال على لسان سيدنا موسى (ِإذْ أَنجَاكُم مّنْ آ ِ‬ ‫فِرْ َ‬
‫يفيد التمهل والتلبّث والبقاء مثل علّم وأعلم‪ ،‬علّم تحتاج إلى وقت أما أعلم فهو إخبار‪ ،‬فعّل فيها تمهل وتلبّث‪ .‬موسى يعدد النعم عليهم فقال‬
‫ن (‪ )50‬البقرة) لنهم لم يمكثوا‬‫ل فِرْعَوْنَ َوأَنتُ ْم تَنظُرُو َ‬
‫ج ْينَاكُمْ َوأَغْ َر ْقنَا آ َ‬
‫(أنجاكم) فأنهى الموضوع بسرعة‪ .‬كما قال (وَِإذْ فَ َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْل َبحْ َر فَأَن َ‬
‫في البحر طويلً فقال أنجيناكم‪ .‬حتى في إبراهيم قال (فَأَنجَاهُ اللّ ُه مِنَ النّا ِر (‪ )24‬العنكبوت) لم يقل نجّاه لنه لم يلبث كثيرا في النار‪.‬‬
‫آية (‪:)26‬‬
‫م (‪)26‬‬ ‫ه هُوَ الْعَزِيُز ال ْ َ‬
‫حكِي ُم‬ ‫جٌر إِلَى َرب ّ ِمي إِن َّم ُ‬
‫م َها ِ‬
‫ل إِن ّ ِمي ُ‬ ‫ه لُو ٌم‬
‫ط وَقَا َ‬ ‫ن ل َم ُ‬ ‫*فمى سمورة العنكبوت (فَآ َ‬
‫م َم‬
‫العنكبوت) لم يقل آمن به لماذا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا سؤال نحوي‪ :‬آمن له أي استجاب له وآمن له تستعمل للشخاص‪( .‬آمنوا به) ليس للشخص وإنما ل تعالى‪ .‬آمن له أي استجاب له‬
‫ت ِبمُ ْؤمِنٍ ّلنَا َولَ ْو ُكنّا صَا ِدقِينَ (‪ )17‬يوسف) وفي ال والعقيدة يستعمل الباء (آمن به)‪.‬‬
‫والقرآن يستعملها في الشخاص ( َومَا أَن َ‬
‫آية (‪:)27‬‬
‫* لماذا ل يُذكر سيدنا اسماعيل مع ابراهيم واسحق ويعقوب في القرآن؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أولً هذا السؤال ليس دقيقا لنه توجد في القرآن مواطن ذُكر فيها ابراهيم واسماعيل ولم يُذكر اسحق وهناك ‪ 6‬مواطن ذُكر فيها ابراهيم‬
‫واسماعيل واسحق وهي (‪ )140( )136( )133‬البقرة (‪ )84‬آل عمران (‪ )39‬ابراهيم (‪ )163‬النساء‬
‫وكل موطن ذُكر فيه اسحق ذُكر فيه اسماعيل بعده بقليل أو معه مثل قوله تعالى (‪ )49‬و (‪ ))54‬مريم إل في موطن واحد في سورة‬
‫ب وََآ َتيْنَاهُ َأجْرَ ُه فِي ال ّدنْيَا وَِإنّ ُه فِي الَْآخِرَةِ َلمِنَ الصّاِلحِينَ (‪.))27‬‬
‫جعَ ْلنَا فِي ذُ ّريّتِهِ الّنبُوّةَ وَا ْل ِكتَا َ‬
‫سحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَ َ‬
‫العنكبوت (وَوَ َه ْبنَا لَهُ إِ ْ‬
‫وفي قصة يوسف ل يصح أن يُذكر فيها اسماعيل لن يوسف من ذرية اسحق وليس من ذرية اسماعيل (‪. ))38( )6‬‬
‫وقد ذُكراسماعيل مرتين في القرآن بدون اسحق في البقرة(‪)127()125‬لن اسحق ليس له علقة بهذه القصة وهي رفع القواعد من البيت‪.‬‬
‫آية (‪:)29‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م ال ْ ُ‬
‫منْكََر) لماذا‬ ‫ن ف ِي نَادِيك ُ ُ‬
‫ل وَتَأتُو َ‬ ‫ل وَتَقْطَعُو َ‬
‫ن ال َّ‬
‫سبِي َ‬ ‫جا َ‬ ‫م لَتَأتُو َ‬
‫ن الّرِ َ‬ ‫*في سورة العنكبوت (أئِنَّك ُ ْ‬
‫قال ناديكم ولم يقل شيئا ً آخر؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫النادي مكان اجتماع الناس من الفعل ندا يندو‪ .‬يقال ندا القوم أي دعاهم إلى الجتماع في مكان‪ .‬منه تنادوا كأن كلٌ نادى صاحبه إلى هذا‬
‫المكان ومنه دار الندوة التي ينتدون فيها يعني مكان الجتماع وهي عامة من جهة خاصة من جهة لنها منحصرة فتكون لمن يندو بعضهم‬
‫بعضا‪ .‬هذا الجتماع هم لجمع من الناس‪ ،‬جمهرة من الناس فكأنما ال تعالى يريد أن يرينا كيف أن هؤلء تمادوا في مجاهرتهم بالفاحشة‪،‬هذا‬
‫الجهر في الفاحشة بحيث أنهم في هذا النادي يعملون المنكر الذي ما سبقهم به من أحد من العالمين‪ .‬كأن في جمهورهم لنتخيل أن في هذا‬
‫النادي مئة رجل يتعرّون ويعملون في هذا المكان المنكر هذا منتهى إشاعة الفاحشة والجرأة وسوء الخلق فقال ( َوتَ ْأتُونَ فِي نَادِيكُمُ ا ْل ُم ْنكَرَ)‬
‫يعني بهذه المهاجرة ولذلك ال سبحانه وتعالى أنزل بهم عقابه‪ .‬هم ل يستخفون ول يستترون في هذا المكان لظهار مدى مجاهرتهم بالفاحشة‬
‫التي ما سبقهم بها من أحد من العالمين وهو إتيانهم الرجال أن يأتي بعضهم بعضا‪.‬‬
‫آية (‪:)33‬‬
‫سلُنَا لُوط ًممما (‪ )33‬العنكبوت) مممما دللة حرف أن فمممي اليمممة؟ (د‪.‬فاضمممل‬ ‫*(ول َممم َ َ‬
‫ت ُر ُمم‬
‫جاء ْممم‬
‫ما أن َ‬
‫َ ّ‬
‫السامرائى)‬
‫عند النحاة يسمونها زائدة هذا من حيث العراب مث الباء الزائدة والـ (ما) الزائدة‪ .‬أما اللمسة البيانية بالنسبة ليوسف كان أبوه يستطيل‬
‫جهِ ِه (‪ )96‬يوسف) بعد‬
‫المسألة يعني صارت المسألة طويلة عليه حزن يعقوب طويل فبعد مدة طويلة قال (فََلمّا أَن جَاء ا ْلبَشِيرُ أَ ْلقَا ُه عَلَى وَ ْ‬
‫هذه المدة ففصل بين لمّا والبشير إشارة إلى طول المدة‪ .‬وفي قصة لوط ضاق بقومه ذرعا (ولما أن جاءت) أيضا استطال المسألة ولما قال‬
‫(أليس الصبح بقريب) كأنه اعترض أإلى الصبح؟ وكأنه استطال الوقت وهذه أيضا (ولما أن جاءت رسلنا لوطا) وكأنه استطال الوقت وبعد‬
‫أن جاءت رسلنا الن أيضا فصل بينهما‪.‬‬
‫ما أن جاءت رسملنا سميء بهمم وضاق بهمم ذرعما) فمي‬
‫*مما دللة كلممة ذرع فمي قوله تعالى (ول ّم‬
‫سورتي هود والعنكبوت؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ب {‪ )}77‬وقال في سورة العنكبوت‬ ‫ل هَـذَا يَ ْو ٌم عَصِي ٌ‬ ‫ق ِبهِ ْم ذَرْعا َوقَا َ‬
‫قال تعالى في سورة هود (وََلمّا جَاءتْ ُرسُُلنَا لُوطا سِي َء ِبهِمْ وَضَا َ‬
‫ن {‪.)}33‬‬
‫ت مِنَ ا ْلغَابِرِي َ‬
‫ك كَانَ ْ‬
‫ق ِبهِ ْم ذَرْعا َوقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ِإنّا ُمنَجّوكَ وَأَ ْهَلكَ ِإلّا امْرََأ َت َ‬
‫ت رُسُُلنَا لُوطا سِي َء ِبهِمْ َوضَا َ‬
‫(وََلمّا أَن جَاء ْ‬
‫الذرع في اللغة هو الوسع والطاقة والخلق أي المكانية من حيث المعنى العام‪ .‬وضاق بهم ذرعا بمعنى ل طاقة له بهم‪ .‬وأصل التعبير ضاق‬
‫ذرعا أي مدّ ذراعه ليصل إلى شيء فلم يستطع إذن ضاق ذرعا بمعنى لم يتمكن‪.‬‬
‫م ذَْرع ًا وَقَا َ‬
‫ل هَذ َا‬ ‫ق بِه ِ ْ‬‫ضا َ‬ ‫م َو َ‬ ‫سيءَ بِه ِ ْ‬ ‫سلُنَا لُوط ًا ِ‬ ‫ت ُر ُ‬ ‫جاء َ ْ‬‫ما َ‬ ‫*جاء في سورة هود قوله تعالى (وَل َ َّ‬
‫سلُنَا لُوط ًما‬ ‫َم‬ ‫ب (‪ ))77‬بدون (أن) بينمما وردت فمي سمورة العنكبوت (وَل َم َّ‬
‫ت ُر ُم‬ ‫جاءَم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫صي ٌ‬‫م عَم ِ‬ ‫يَوْم ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َم‬ ‫ت ِ‬‫ك كَان َم ْ‬ ‫ك إ ِ ّل ا ْ‬
‫مَرأت َم َ‬ ‫ك وَأهْل َم َ‬ ‫جو َم‬ ‫ن إِن َّما ُ‬
‫من َ ُّ‬ ‫ف وََل ت َ ْ‬
‫حَز ْم‬ ‫خ ْم‬‫م ذَْرعًما وَقَالُوا َل ت َ َ‬
‫ضاق َم بِهِم ْ‬
‫م وَ َ‬‫سيءَ بِهِم ْ‬ ‫ِم‬
‫ن (‪ ))33‬مع ذكر (أن) لماذا؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ري َ‬‫الْغَاب ِ ِ‬
‫ل لن القصة في العنكبوت جاءت مفصلة وذكر تعالى من صفات قوم لوط السيئة (وَلُوطًا ِإذْ قَالَ لِ َق ْومِهِ ِإّنكُمْ َل َت ْأتُونَ‬ ‫هذا لكثر من سبب أو ً‬
‫سبِيلَ َو َت ْأتُونَ فِي نَادِيكُمُ ا ْل ُم ْنكَرَ) ما لم يذكره في سورة هود‬ ‫حدٍ مِنَ ا ْلعَاَلمِينَ (‪َ )28‬أئِ ّنكُمْ َلتَ ْأتُونَ الرّجَالَ َوتَقْ َ‬
‫طعُونَ ال ّ‬ ‫سبَ َقكُ ْم ِبهَا مِنْ أَ َ‬
‫الْفَاحِشَ َة مَا َ‬
‫سيّئَاتِ) ثم ذكر تعالى أن ضيق لوط بقومه في العنكبوت أكثر وكان ترقّبه للخلص أكثر وكان برِما بقومه (سِي َء‬ ‫ن َقبْلُ كَانُوا َيعْمَلُونَ ال ّ‬
‫( َومِ ْ‬
‫ن قَالُوا ا ْئ ِتنَا ِبعَذَابِ اللّهِ إِنْ ُكنْتَ‬
‫ب قَ ْومِهِ إِلّا أَ ْ‬
‫ق ِبهِ ْم ذَرْعًا)‪ .‬ثم ان قوم لوط تعجلوا العذاب في سورة العنكبوت فقالوا ( َفمَا كَانَ جَوَا َ‬ ‫ِبهِمْ َوضَا َ‬
‫سدِينَ (‪ ))30‬إذن برِم لوط وضيقه بقومه كان أكثر‬ ‫ص ْرنِي عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلمُفْ ِ‬ ‫مِنَ الصّا ِدقِينَ (‪ ))29‬ثم دعا لوط ربه أن ينصره عليهم (قَالَ رَ ّ‬
‫ب انْ ُ‬
‫ل وتمنى لو أن العذاب جاء عليهم قبل هذا‪ .‬فهي من حيث‬ ‫فكأنه استبطأ مجيء العذاب على هؤلء وهو نفسيا كأنما وجد أن مجيئهم كان طوي ً‬
‫التفصيل أنسب ومن حيث عمل السيئات إذا كانت للتوكيد أنسب وإن كانت من ناحية برم لوط فهي أنسب‪.‬‬
‫أن للطالة ويقولون للتوكيد لكن التوكيد له مواطن عندهم والقياس أن تُزاد (أن) بعد (لمّا) إن شئت أن تأتي بها فل حرج ويقولون إنها زائدة‬
‫والزيادة للتوكيد في الغالب مع أنها ليست بالضرورة للتوكيد فالزيادة لها أغراض فقد تكون تزينية أو زيادة لزمة أو تكون لمور أخرى‬
‫منها التنصيص على معنى معين وهي كلها أمور نحوية‪.‬‬
‫آية (‪:)39‬‬
‫َ‬ ‫م ال َّ‬
‫ل‬ ‫ن ال َّم‬
‫سبِي ِ‬ ‫م عَم ِ‬‫صدَّهُ ْ‬‫م فَم َ‬ ‫مالَهُم ْ‬
‫نم أعْ َ‬‫شيْطَا ُ‬ ‫ن لَهُم ُ‬
‫م َوَزي َّم َ‬ ‫ساكِنِهِ ْ‬ ‫من َّ‬
‫م َم‬ ‫ن لَك ُمم ّ ِم‬ ‫مود َ وَقَمد تَّبَي َّم َ‬ ‫*(وعَادًا وَث َ ُ‬‫َ‬
‫ْ‬
‫ستَكبَُروا فِمي‬ ‫ت فَا ْم‬ ‫ْ‬
‫سى بِالبَي ِّنَا ِم‬ ‫مو َم‬‫جاءهُمم ُّ‬ ‫َ‬
‫نم َولقَد ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ه‬‫و‬
‫َ ْ ْم َ َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫َو‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫م‬‫َ‬ ‫رو‬ ‫ا‬
‫َ ُ‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫‪38‬‬ ‫(‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ِ َ‬ ‫صر‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ست‬
‫م‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫وا‬‫ُ‬ ‫ان‬ ‫وَك َ‬
‫َ‬
‫ن (‪ )39‬العنكبوت) ذكمر قصمة موسمى فمي آيتيمن ممع أنمه ذكرهما فمي عدة‬ ‫سابِقِي َ‬ ‫ما كَانُوا َم‬ ‫اْلْر ضِم وَم َ‬
‫سور أخرى بعدة آيات؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هو لم يتكلم عن قصة موسى في العنكبوت وإنما ذكر عقوبة مجموعة من القوام‪ .‬تكلم عن شعيب ومدين في آيتين ثم ذكر عاد وثمود‬
‫عمَاَلهُمْ‬‫شيْطَانُ أَ ْ‬ ‫وقارون وفرعون وهامان وذكر عقوبتهم في آية واحدة‪ .‬ننظر السياق (وَعَادًا َو َثمُودَ َوقَد ّت َبيّنَ َلكُم مّن مّسَاكِ ِنهِمْ َو َزيّنَ َلهُ ُم ال ّ‬
‫س َت ْكبَرُوا‬ ‫س َتبْصِرِينَ (‪ ))38‬لم يذكر لهم دعوة ول شيء‪َ ( .‬وقَارُونَ َوفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَ َقدْ جَاءهُم مّوسَى بِا ْل َبّينَا ِ‬
‫ت فَا ْ‬ ‫سبِيلِ َوكَانُوا مُ ْ‬‫صدّهُمْ عَنِ ال ّ‬ ‫َف َ‬
‫س ْفنَا بِهِ الْأَ ْرضَ‬ ‫صيْحَةُ َو ِم ْنهُم مّنْ خَ َ‬ ‫خ َذتْهُ ال ّ‬
‫صبًا َومِ ْنهُم مّنْ أَ َ‬ ‫ن (‪َ )39‬فكُلّا أَ َ‬
‫خ ْذنَا بِذَنبِهِ َف ِم ْنهُم مّنْ َأرْسَ ْلنَا عََليْهِ حَا ِ‬ ‫فِي الَْأرْضِ َومَا كَانُوا سَابِقِي َ‬
‫سهُ ْم يَظِْلمُونَ (‪( ))40‬حاصبا) عاد و(الصيحة) ثمود و(ومنهم من خسفنا به الرض)‬ ‫ن اللّهُ ِليَظِْل َمهُمْ وََلكِن كَانُوا أَن ُف َ‬‫َو ِم ْنهُم مّنْ أَغْ َر ْقنَا َومَا كَا َ‬
‫قارون و (منهم من أغرقنا) هذا فرعون‪( .‬وما كان ال ليظلمهم) ذكر عقوبة مجموعة من القوام وليس هناك قصة‪.‬‬
‫م‬ ‫ن وَلَقَد ْ َ‬
‫جاءَه ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫* ما اللمسة البيانية في ترتيب السماء في قوله تعالى (وَقَاُرو َ‬
‫ن وَفِْرعَو ْ َ‬
‫ن وَهَا َ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫سى بِالْبَيِّنَا ِم‬
‫ن (‪ )39‬العنكبوت) وقوله تعالى (إِلى‬ ‫ما كَانُوا َم‬
‫ساب ِ ِقي َ‬ ‫ض وَم َ‬
‫ستَكبَُروا فِمي الْر ِم‬
‫ت فَا ْم ْ‬ ‫مو َم‬ ‫ُ‬
‫ب (‪ )24‬غافر)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫سا‬ ‫وا‬‫ُ‬ ‫َال‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫ِف ْ ْ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫رو‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫َو‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫َ ٌ‬
‫الفكرة العامة أولً في طريقة القرآن في اليتين أن ما أخّره ل يأتي على ذكره في السورة ففي سورة العنكبوت أخّر هامان وهامان لم يُذكر‬
‫في السورة إل في هذه الية‪ ،‬وفي آية غافر أخّر قارون الذي لم يُذكر في السورة إل في هذه الية‪.‬‬
‫ثم إن هناك أمر آخر وهو أن في سورة العنكبوت قدّم قارون على فرعون لماذا؟ لنه إذا لحظنا السياق في السورة في الية التي سبقت‬
‫س َتبْصِرِينَ (‪ ))38‬نجد‬ ‫سبِيلِ َوكَانُوا مُ ْ‬ ‫ن ال ّ‬
‫صدّهُمْ عَ ِ‬
‫عمَاَلهُ ْم َف َ‬
‫شيْطَانُ أَ ْ‬‫الية موضع السؤال (وَعَادًا َو َثمُودَ َو َق ْد َتبَيّنَ َلكُ ْم مِنْ َمسَا ِك ِنهِمْ وَ َزيّنَ َلهُمَ ال ّ‬
‫أنه ورد في آخرها كلمة (مستبصرين) عن قوم عاد وثمود‪ ،‬وقارون كان مستبصرا فقد كان من قوم موسى فبغى عليهم أي أنه كان يعرف‬
‫ل لنه يدخل مع المستبصرين في الية التي سبقت‪.‬‬ ‫الحق مستبصرا به فجاء ذكره أو ً‬
‫س ْفنَا بِهِ الَْأرْضَ) ثم فرعون ( َو ِمنْهُ ْم مَنْ أَغْ َر ْقنَا)‬ ‫ل ( َو ِمنْهُ ْم مَنْ خَ َ‬‫ثم إن الترتيب جاء مناسباُ لترتيب العقوبة في السورة عقاب قارون أو ً‬
‫فالعقوبات ترتبت بموجب الذِكر فالسياق إذن مناسب للعقوبات التي ذكرها ول يصح غير هذا الترتيب من الناحية الفنية‪.‬‬
‫ن ُمبِينٍ (‪ ))23‬لمن أرسل موسى؟ لفرعون فناسب أن يكون فرعون‬ ‫سلْطَا ٍ‬
‫أما في سورة غافر فقد جاء قوله تعالى (وََل َقدْ َأرْسَ ْلنَا مُوسَى بَِآيَا ِتنَا وَ ُ‬
‫ب (‪ ))24‬والسياق في السورة يدور حول فرعون ( َوقَالَ‬ ‫ح ٌر كَذّا ٌ‬‫ن فَقَالُوا سَا ِ‬ ‫أول المذكورين في الية التي بعدها (ِإلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ َوقَارُو َ‬
‫ل فِرْعَوْنَ‬ ‫ل مُ ْؤمِنٌ مِنْ آَ ِ‬ ‫جٌ‬ ‫ظهِ َر فِي الَْأرْضِ ا ْلفَسَادَ (‪َ ( ))26‬وقَالَ رَ ُ‬ ‫ن ُي َبدّلَ دِينَكُمْ أَ ْو أَنْ يُ ْ‬ ‫ل مُوسَى وَ ْل َيدْعُ َربّهُ ِإنّي أَخَافُ أَ ْ‬ ‫عوْنُ ذَرُونِي َأ ْقتُ ْ‬ ‫فِرْ َ‬
‫ب (‪))36‬‬ ‫سبَا َ‬ ‫صرْحًا َلعَلّي َأبْلُغُ ا ْلأَ ْ‬
‫ن ابْنِ لِي َ‬ ‫عوْنُ يَا هَامَا ُ‬ ‫ل فِرْ َ‬
‫ت مِنْ َرّبكُمْ) ( َوقَا َ‬ ‫ل َربّيَ اللّهُ َو َقدْ جَا َءكُ ْم بِا ْل َبّينَا ِ‬
‫ن يَقُو َ‬‫َي ْكتُمُ إِيمَانَهُ َأ َت ْقتُلُونَ رَجُلًا أَ ْ‬
‫أما قارون فهو خارج السياق‪.‬‬
‫آية (‪:)41‬‬
‫ت ات َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫خذ َمم ْ‬
‫ت بَيْت ًمما (‪ )41‬العنكبوت) هممل‬ ‫ل الْعَنكَبُو ِمم‬ ‫ن الل ّممهِ أوْلِيَاء ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫من دُو ِمم‬ ‫ن ات َّ َ‬
‫خذ ُوا ِمم‬ ‫ل ال ّذِي َمم‬ ‫مث‬
‫*( َ‬
‫العنكبوت مذكر؟ ولماذا (اتخذت) بتاء التأنيث؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫العنكبوت في اللغة يستعمل للمذكر وللمؤنث هذا عنكبوت وهذه عنكبوت‪ .‬والعنكبوت اتخذت إستعمل المؤنث لن النثى هي التي تقوم بعمل‬
‫البيت وليس الذكر حتى قالوا هذا من العجاز‪.‬‬
‫آية (‪:)43‬‬
‫*ما الفرق بين علماء وعالمون؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫الفرق بين كل جمع تكسير وجمع مذكر سالم أن جمع المذكر السالم أشرف وأكرم وأعلى من جمع التكسير‪ .‬يعني فرق بين طلب وطالبون‬
‫طلب كلهم خلط زين على شين مثل خضرة آخر الليل لكن الطالبون النبهاء وال قال ( َو ُكنّا بِ ِه عَاِلمِينَ ﴿‪ ﴾51‬النبياء) ( َوتِ ْلكَ ا ْلَأمْثَالُ‬
‫عبَادِهِ ا ْلعَُلمَاءُ ﴿‪ ﴾28‬فاطر) (أَوَلَ ْم َيكُنْ َلهُمْ َآيَةً‬
‫ن ِ‬‫خشَى اللّ َه مِ ْ‬ ‫ن ﴿‪ ﴾43‬العنكبوت) جمع مذكر سالم (ِإّنمَا يَ ْ‬ ‫ض ِر ُبهَا لِلنّاسِ َومَا َيعْقُِلهَا إِلّا ا ْلعَاِلمُو َ‬
‫نَ ْ‬
‫سرَائِيلَ ﴿‪ ﴾197‬الشعراء) عندنا علماء وعالمون‪ ،‬العلماء صغارهم وكبارهم وطلب العلم كل من يشتغل بالعلم ‪ -‬كما‬ ‫عَلمَا ُء َبنِي إِ ْ‬
‫ن َيعَْلمَهُ ُ‬‫أَ ْ‬
‫ق واحد هناك الصغير والمبتدئ والجديد هناك عاقل هناك حفاظ هناك دراخ هناك من‬ ‫تعرفون الن في واقعنا الحالي ‪ -‬ليس العلماء على نس ٍ‬
‫ل يفكر وهناك من يفكر خليط فلما تقول عالمون ل‪ ،‬هؤلء قمم مجتهدون أصحاب نظريات ( َومَا َيعْقُِلهَا إِلّا ا ْلعَاِلمُونَ) وحينئذٍ كل ما جئت به‬
‫في لغتنا وفي القرآن الكريم جمع التكسير شامل يشمل الزين والشين وبعضه يفضل بعضه‪ ،‬لكن لما جمع مذكر سالم ل‪ ،‬القمم يعني عندما‬
‫تجمع أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وجعفر الصادق والباقر وابن حزم الخ وتسميهم علماء! ل‪ ،‬هؤلء عالمون‪ ،‬هناك عموم الشيء‬
‫وهناك خصوصهم‪.‬‬
‫آية (‪:)47‬‬
‫َ‬ ‫ك أَنَزلْنَا إِلَي ْ َ‬
‫حدُ‬
‫ج َ‬‫ما ي َ ْ‬
‫ن بِهِ وَ َ‬
‫م ُ‬ ‫ن هَؤَُلء َ‬
‫من يُؤْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن بِهِ وَ ِ‬
‫منُو َ‬ ‫م الْكِتَا َ‬
‫ب يُؤْ ِ‬ ‫ب فَال ّذِي َ‬
‫ن آتَيْنَاهُ ُ‬ ‫ك الْكِتَا َ‬ ‫*(وَكَذَل ِ َ‬
‫َ‬
‫ن (‪ )47‬العنكبوت) ما الفرق بين يؤمنون به ويؤمن به؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫بِآيَاتِنَا إ ِ ّل الْكَافُِرو َ‬
‫ن هَؤُلَاء مَن يُ ْؤمِنُ بِهِ) (من) للمفرد والمثنى‬ ‫ب يُ ْؤ ِمنُونَ بِهِ) الذين جمع فيقول يؤمنون به ل يصح أن يقول يؤمن به‪َ ( .‬ومِ ْ‬ ‫ن آ َتيْنَا ُهمُ ا ْل ِكتَا َ‬
‫(فَاّلذِي َ‬
‫والجمع والصل في (من) إذا ذكرت أن يُبدأ بدللة لفظها ثم ينصرف إلى المعنى‪ ،‬دللة اللفظ مفرد مذكر ثم يصرف إلى المعنى الذي يحدده‬
‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْمِ الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤمِنِينَ (‪ )8‬البقرة) هم جمع ومن يقول مفرد‪ ،‬يبدأ بالمفرد‪َ ( .‬و ِم ْنهُم مّن يَقُولُ‬ ‫س مَن يَقُو ُ‬ ‫السياق ( َومِنَ النّا ِ‬
‫ن بِفَاحِشَ ٍة ّم َبيّنَ ٍة (‬
‫ت مِنكُ ّ‬
‫ي مَن يَ ْأ ِ‬ ‫سقَطُو ْا (‪ )49‬التوبة) من يقول مفرد‪ ،‬سقطوا جمع‪ ،‬يبدأ بالمفرد‪( .‬يَا نِسَاء ال ّنبِ ّ‬
‫ل تَ ْف ِتنّي َألَ فِي الْ ِف ْتنَةِ َ‬ ‫ا ْئذَن لّي َو َ‬
‫‪ )30‬الحزاب) من يأت مفرد‪( ،‬من وما) يبدأ بلفظها تكونان للمفرد والمثنى والجمع مذكر أو مؤنث‪ .‬أكثر الكلم عند العرب إذا بدأوا بـ‬
‫(من) حتى لو كان جمعا (من) لها لفظ ولها معنى‪ ،‬لفظها المفرد المذكر ومعناها يختلف‪ ،‬يبدأ بالمفرد المذكر ثم يوضح المعنى فيما بعد ( َو ِمنَ‬
‫ت مِنكُنّ لِلّهِ َورَسُولِهِ َو َت ْعمَلْ‬ ‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْ ِم الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )8‬البقرة) مفرد مذكر‪ ،‬وما هم بؤمنين جمع‪َ ( ،‬ومَن يَ ْقنُ ْ‬‫س مَن يَقُو ُ‬ ‫النّا ِ‬
‫صَاِلحًا (‪ )31‬الحزاب)‪ ،‬وعليها يؤمنون به ويؤمن به‪.‬‬
‫آية (‪:)52‬‬
‫*مما دللة تقديمم وتأخيمر كلممة (شهيداً) فمي آيمة سمورة العنكبوت وآيمة سمورة السمراء؟ (د‪.‬فاضمل‬
‫السامرائى)‬
‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضِ وَاّلذِينَ آ َمنُوا بِا ْلبَاطِلِ َوكَ َفرُوا بِاللّهِ ُأوَْل ِئكَ ُهمُ‬ ‫شهِيدا َيعْلَ ُم مَا فِي ال ّ‬ ‫ل كَفَى بِاللّ ِه َب ْينِي َوبَ ْي َنكُ ْم َ‬
‫قال تعالى في سورة العنكبوت (قُ ْ‬
‫خبِيرا بَصِيرا {‪)}96‬‬ ‫ن بِ ِعبَادِهِ َ‬
‫شهِيدا َب ْينِي َوبَ ْي َنكُمْ ِإنّهُ كَا َ‬‫ل كَفَى بِاللّ ِه َ‬ ‫ن {‪ )}52‬وقال في سورة السراء (قُ ْ‬ ‫الْخَاسِرُو َ‬
‫في آية سورة السراء ختم تعالى الية بذكر صفاته (خبيرا بصيرا) لذا اقتضى أن يُقدّم صفته (شهيدا) على (بيني وبينكم)‪ ،‬أما في آية سورة‬
‫العنكبوت فقد ختمت الية بصفات البشر (أولئك هم الخاسرون) لذا اقتضى تقديم ما يتعلّق بالبشر (بيني وبينكم) على (شهيدا)‪.‬‬
‫آية (‪:)56‬‬
‫*مما الفرق بيمن كلممة (عبادي) فمي سمورة العنكبوت وكلممة (عباد) فمي سمورة الزممر؟ (د‪.‬فاضمل‬
‫السامرائى)‬
‫حتِ أَ ْرجُِلهِمْ َويَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُ ْم َت ْعمَلُونَ {‪ }55‬يَا ِ‬
‫عبَادِيَ اّلذِينَ آ َمنُوا إِنّ‬ ‫ب مِن فَ ْو ِق ِهمْ َومِن تَ ْ‬ ‫قال تعالى في سورة العنكبوت (يَوْ َم َيغْشَا ُهمُ ا ْل َعذَا ُ‬
‫ت آنَاء الّليْلِ سَاجِدا‬ ‫ن {‪ )}57‬وقال في سورة الزمر (َأمّنْ هُ َو قَانِ ٌ‬ ‫جعُو َ‬ ‫ت ثُمّ إَِل ْينَا تُرْ َ‬‫ل نَ ْفسٍ ذَائِقَ ُة ا ْلمَوْ ِ‬ ‫عُبدُونِ {‪ }56‬كُ ّ‬ ‫ي فَا ْ‬‫سعَ ٌة فَِإيّا َ‬
‫َأرْضِي وَا ِ‬
‫عبَادِ اّلذِينَ آ َمنُوا‬
‫ل يَا ِ‬ ‫ب {‪ }9‬قُ ْ‬ ‫ن َيعَْلمُونَ وَاّلذِينَ لَا َيعَْلمُونَ ِإّنمَا يَ َت َذكّرُ أُوْلُوا الْأَ ْلبَا ِ‬ ‫ستَوِي اّلذِي َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫حمَةَ َربّهِ قُ ْ‬ ‫حذَرُ الْآخِرَةَ َويَ ْرجُو َر ْ‬ ‫َوقَائِما يَ ْ‬
‫ب {‪ )}10‬وإذا لحظنا اليات في كلتا‬ ‫جرَهُم ِب َغيْرِ حِسَا ٍ‬ ‫سعَةٌ ِإنّمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ أَ ْ‬ ‫سنَةٌ وَأَ ْرضُ اللّهِ وَا ِ‬ ‫سنُوا فِي َهذِ ِه ال ّد ْنيَا حَ َ‬ ‫اتّقُوا َرّبكُمْ لِّلذِينَ َأحْ َ‬
‫السورتين نجد أن بينهما فروقات كثيرة ليس فقط في ذكر وحذف الياء من كلمة عبادي‪ .‬والتعبير القرآني مقصود وكل حذف وإضافة مقصود‬
‫أن يوضع في مكانه‪.‬‬
‫‪ .1‬في سورة العنكبوت ذكر ياء المتكلم في قوله تعالى (يا عبادي الذين آمنوا) أما في آية سورة الزمر أُشير إلى ياء المتكلم بالكسرة‬
‫فجاءت عباد (قل ياعباد الذين آمنوا) وفي الحالتين إضيفت ياء المتكلم ففي الولي هي موجودة وفي الثانية محذوفة ومشار إليها‬
‫بالكسرة‪ .‬وكلمة عبادي تدل على أن مجموعة العباد الذين يناديهم ال تعالى ويخاطبهم أوسع والقتطاع من الكلمة (عباد) يقتطع‬
‫جزء من العباد المخاطبين‪ .‬وأحيانا يُقتطع من الفعل أو يكون مكتلً ولهما حالة إعرابية واحدة والقتطاع جائز في اللغو ولكن له‬
‫سبب يتعلق بطول الحدث أو اتساعه‪ .‬وكلمة عباد هي تدل على عدد أقل من عبادي ‪ .‬ومن أشهر أحوال إقتطاع ياء المتكلم هي‬
‫سهِمْ لَا تَ ْقنَطُوا مِن‬‫س َرفُوا عَلَى أَنفُ ِ‬ ‫عبَادِيَ اّلذِينَ أَ ْ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫حذف للياء واستبدالها بالكسرة مثل قوله تعالى (قل يا عباد) وقوله تعالى (قُ ْ‬
‫جمِيعا ِإنّهُ ُهوَ ا ْلغَفُورُ الرّحِي ُم {‪ }53‬الزمر) بذكر الياء لن المسرفون هم كثر لذا جاءت عبادي بياء‬ ‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ َيغْ ِف ُر ال ّذنُوبَ َ‬ ‫رّ ْ‬
‫المتكلم‪ .‬وقوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) جاءت عبادي بذكر ياء المتكلم لنها تشمل‬
‫كل العباد‪ .‬أما قوله تعالى (فبشّر عباد) حذفت الياء لنهم طائفة أقل فالذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه هم قليل حتى أنه لم يقل‬
‫عبَادِيَ اّلذِينَ آ َمنُوا إِنّ أَ ْرضِي‬ ‫فيتبعون الحسن وإنما قال الحسن فكان المخاطبين قلة‪ .‬وفي قوله تعالى في آية سورة العنكبوت (يَا ِ‬
‫ن {‪ }56‬العنكبوت) تدل على أن العبادة أوسع من التقوى فالكثير من الناس يقوم بالعبادة لكن القليل منهم هم‬ ‫عبُدُو ِ‬
‫سعَ ٌة فَِإيّايَ فَا ْ‬
‫وَا ِ‬
‫المتقون‪.‬‬
‫عُبدُونِ) العباد عباده والرض أرضه ولضافة الياء إلة كلمة عبادي‬ ‫ي فَا ْ‬‫سعَ ٌة فَِإيّا َ‬ ‫‪ .2‬قال تعالى في سورة العنكبوت (إِنّ َأرْضِي وَا ِ‬
‫سعَةٌ) لم يقتضي التأكيد للرض‬ ‫والرض ناسب سعة العباد سعة الرض فأكدها بـ (إن) أما في آية سورة الزمر (وََأرْضُ اللّهِ وَا ِ‬
‫بأنها واسعة وإنما جاءت فقط (وأرض ال واسعة)‪.‬‬
‫ن {‪ )}57‬وهي تشمل جميع العباد ثم قوله تعالى (ثم إلينا ترجعون)‬ ‫جعُو َ‬ ‫ت ثُمّ إَِل ْينَا تُرْ َ‬‫س ذَائِقَةُ ا ْلمَ ْو ِ‬ ‫ل نَفْ ٍ‬ ‫‪ .3‬وجاء في سورة العنكبوت (كُ ّ‬
‫ب {‪ )}10‬الصابرون هم قلة فناسب‬ ‫جرَهُم ِبغَيْ ِر حِسَا ٍ‬ ‫جعلها مع الطبقة الواسعة (عبادي)‪ .‬أما في سورة الزمر (ِإنّمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ أَ ْ‬
‫سياق الية كلها الطبقة القليلة مع عباد‪.‬‬
‫‪ .4‬وإذا استعرضنا اليات في السورتين لوجدنا أن ضمير المتكلم تكرر ‪ 5‬مرات في سورة العنكبوت (عبادي‪ ،‬إياي‪ ،‬اعبدون‪ ،‬إلينا‪،‬‬
‫أرضي) بينما جاء في سورة الزمر ضمير محذوف (قل يا عباد)‪.‬‬
‫‪ .5‬آية سورة العنكبوت مبنية على التكلّم بينما آية سورة الزمر مبنية على الغيبة أي خطاب غير مباشر وتبليغ في استخدام (قل)‪.‬‬
‫ن عنهم) فال تعالى يُظهر ذاته‬‫وسياق اليات في سورة العنكبوت مبني على ضمير ذكر النفس (ولقد فتنا الذين من قبلكم) (لنكفّر ّ‬
‫العليّة (وإن جاهداك لتشرك بي) (إلي مرجعكم فأنبئكم) (ووهبنا له اسحق) (يا عبادي الذين آمنوا) (لنبؤنهم في الجنة غرفا)‬
‫(لنهدينهم سبلنا)‪ .‬أما سورة الزمر فمبنية عل ضمير الغيبة كلها (قل يا عباد) (فاعبد ال مخلصا له الدين) (والذين اتخذوا من دونه‬
‫أولياء) (ثم إلى ربكم مرجعكم) (دعا ربه منيبا إليه) (ل تقنطوا من رحمة ال) إلى آخر السورة (وسيق الذين كفروا) (وسيق الذين‬
‫اتقوا ربهم)‪.‬‬
‫‪ .6‬وهنا يأتي سؤال آخر وهو لماذا جاءت (قل) في آية سورة الزمر ولم ترد في آية سورة العنكبوت؟ نقول أن سياق اليات مبني‬
‫على التبليغ في سورة الزمر بينما في العنكبوت السياق مبني على ذكر النفس وليس التبيغ‪ .‬وفي سورة الزمر أمر بالتليغ تكرر ‪14‬‬
‫مرة (قل هل يستوي) (قل إني أمرت) (قل ال أعبد) (قل إن الخاسرين) (قل أفرأيتم) (قل ل الشفاعة) (قل اللهم فاطر السموات)‬
‫(قل أفغير ال)‪ .‬أما في سورة العنكبوت فقد وردت ثلث مرات فقط‪ .‬لذا اقتضى السياق ذكرها في آية الزمر وعدم ذكرها في آية‬
‫العنكبوت‪.‬‬
‫من حيث العراب (عبادي وعبادِ) واحد‪( ،‬عبادي) عباد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه وفي (عبادِ) هذه تقديرا‪ ،‬مضاف ومضاف إليه‬
‫مركب‪ .‬هذه من خصوصيات الستعمال القرآني‪.‬‬

‫آية (‪:)58‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن)فمى قوله‬ ‫ملِي َم‬ ‫جُر الْعَا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن) – (فَنِعْم َ‬ ‫ملِي َم‬ ‫جُر الْعَا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن) – (وَنِعْم َ‬ ‫ملِي َم‬ ‫جُر الْعَا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫الفرق بيمن (نِعْم َ‬ ‫*مما‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫خالِدِي نَم‬
‫حتِهَما النْهَاُر َ‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫جرِي ِم‬ ‫جن ّةِ غَرفًما ت َ ْ‬ ‫م نَم ال َ‬‫ت لنُبَوِّئَن ّهُمم ِّ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬‫ملوا ال ّم‬ ‫منُوا َوعَ ِ‬ ‫تعالى (وَالذِي نَم آ َ‬
‫َ‬ ‫َم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫جرِي ِم‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ٌم‬ ‫جن ّا‬ ‫م َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ِم‬ ‫من َّربِّه‬ ‫مغْفَِرةٌ ّ ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫جَزآؤُهُمم‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )58‬العنكبوت) – (أ ْول مئ ِك َ‬ ‫َم‬ ‫جُر الْعَا ِ‬
‫ملِي‬ ‫مأ ْ‬ ‫فِيهَما نِعْم َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صدَقَنَا‬ ‫ّ‬
‫مد ُ لِل هِ الذِي َ‬ ‫ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ن (‪ )136‬آل عمران) – (وَقَالوا ال َ‬ ‫ملِي َ‬ ‫ْ‬
‫جُر العَا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن فِيه َا وَنِع ْ َ‬ ‫خالِدِي َ‬‫حتِه َا الَن ْ َهاُر َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )74‬الزمممر)؟ (د‪.‬أحمممد‬ ‫ملِي َم‬‫جُر العَا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫شاء فَنِعْم َ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫حي ْم ُ‬
‫جن ّةِ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َم‬‫ض نَتَبَوَّأ ِ‬ ‫وَعْد َمهُ وَأ ْوَرثَن َما الْر َم‬
‫الكبيسى)‬
‫لماذا مرة (نعم أجر العاملين) ومرة بالواو (ونعم أجر العاملين) ومرة بالفاء (فنعم أجر العاملين)؟ عندما تكرّم الول في الجامعة هناك أول‬
‫مكرر هناك أكثر من أول فأعطيت كل واحد سيارة هذا نعم أجر العاملين‪ ،‬لكن أول الوائل الذي هو أولهم أخذ سيارتين هذا ونعم أجر‬
‫العاملين هذه أقوى من الولى‪ ،‬أما فنعم أجر العاملين هذه عندما يستلمون الجائزة‪.‬‬
‫جرُ ا ْلعَامِلِينَ (‪ )58‬العنكبوت)‬ ‫ح ِتهَا ا ْلَأ ْنهَارُ خَاِلدِينَ فِيهَا ِنعْمَ أَ ْ‬
‫جنّةِ غُ َرفًا تَجْرِي مِن تَ ْ‬ ‫عمِلُوا الصّالِحَاتِ َلُنبَ ّو َئنّهُم مّنَ ا ْل َ‬ ‫قال تعالى (وَاّلذِينَ آ َمنُوا وَ َ‬
‫غُرَف غرفات هذه كأنها درر وياقوت أعجوبة العجائب‪ ،‬نعم أجر العاملين على العمل الصالح يصوم ويصلي كما جميع المسلمين المؤمنين‬
‫بال إذا داوموا عليه لهم أجرهم العظيم التي هي الجنة التي فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول خطر علة قلب بشر هذا نِعم أجر‬
‫العاملين‪ .‬كل مؤمن بدينه ويطبقه بالشكل الذي أمر ال عز وجل عباده والرسل على أي وجه هذا نعم أجر العاملين‪ .‬لكن هناك أناس عندهم‬
‫ن (‪ )134‬وَاّلذِينَ ِإذَا َفعَلُو ْا فَاحِشَةً َأوْ ظََلمُواْ‬ ‫سنِي َ‬ ‫حبّ ا ْلمُحْ ِ‬ ‫ظمِينَ ا ْل َغيْظَ وَا ْلعَافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللّ ُه يُ ِ‬ ‫ن فِي السّرّاء وَالضّرّاء وَا ْلكَا ِ‬ ‫ن يُن ِفقُو َ‬
‫دقة (اّلذِي َ‬
‫ن (‪ )135‬أُوْلَـ ِئكَ جَزَآؤُهُم ّمغْفِرَ ٌة مّن‬ ‫س َتغْفَرُواْ ِلذُنُو ِبهِمْ َومَن َيغْ ِف ُر ال ّذنُوبَ ِإلّ اللّهُ وََل ْم يُصِرّو ْا عَلَى مَا َفعَلُواْ وَهُ ْم َيعَْلمُو َ‬ ‫سهُ ْم َذكَرُواْ اللّ َه فَا ْ‬ ‫َأ ْنفُ َ‬
‫ن فِيهَا َو ِنعْمَ أَجْ ُر ا ْلعَامِلِينَ (‪ )136‬آل عمران) شهوات قوية صبروا عليها ويندمون ويعودون قال‬ ‫لنْهَارُ خَاِلدِي َ‬
‫ح ِتهَا ا َ‬‫جرِي مِن تَ ْ‬ ‫ت تَ ْ‬
‫جنّا ٌ‬‫ّربّهِمْ َو َ‬
‫ن اتّقَوْا َرّبهُمْ إِلَى‬
‫(ونعم أجر العاملين) هذه مرتبة أعلى‪ .‬عندما تأتي يوم القيامة تحاسَب أو ل تحساب‪ ،‬تدخل الجنة وترى النعيم ( َوسِيقَ اّلذِي َ‬
‫عدَهُ‬
‫ص َد َقنَا وَ ْ‬ ‫ن (‪َ )73‬وقَالُوا الْ َ‬
‫ح ْمدُ ِللّهِ اّلذِي َ‬ ‫ط ْبتُ ْم فَادْخُلُوهَا خَاِلدِي َ‬‫ت َأبْوَابُهَا َوقَالَ َلهُ ْم خَ َز َنُتهَا سَلَا ٌم عََل ْيكُمْ ِ‬
‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا َو ُفتِحَ ْ‬ ‫جنّةِ ُزمَرًا َ‬ ‫الْ َ‬
‫ث نَشَاء َفنِعْمَ َأجْرُ ا ْلعَامِلِينَ (‪ )74‬الزمر) بالفاء أي استلمنا‪( .‬فنعم) ل تقولها إل عندما تستلم جائزتك‬ ‫حيْ ُ‬
‫جنّةِ َ‬ ‫ض َن َتبَوّأُ مِنَ ا ْل َ‬
‫َوأَوْ َر َثنَا ا ْلأَرْ َ‬
‫وأجرك‪ .‬فالجر إن وُعِدت به فهم (نعم أجر العاملين) إذا كان شيئا متميزا لنك أنت متميز هذه (ونعم أجر العاملين) وإذا استلمته (فنعم أجر‬
‫العاملين)‪ ،‬هذا هو الفرق‪.‬‬
‫آية (‪:)63‬‬
‫*ممما الفرق بيممن قوله تعالى (مممن بعدهمما) فممي سممورة العنكبوت مممع أنممه ورد فممي القرآن كله‬
‫(بعدها)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ح ْمدُ لِلّ ِه بَلْ َأ ْكثَرُهُمْ لَا‬
‫ض مِن َب ْعدِ مَ ْو ِتهَا َليَقُولُنّ اللّ ُه قُلِ الْ َ‬
‫حيَا بِهِ الَْأرْ َ‬
‫سمَا ِء مَا ًء فََأ ْ‬‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫سأَ ْل َتهُم مّن نّزّ َ‬
‫قال تعالى في سورة العنكبوت (وََلئِن َ‬
‫ف الّليْلِ وَال ّنهَارِ‬‫ختِلَ ِ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَ ْرضِ وَا ْ‬ ‫ن {‪ )}63‬وفي القرآن كله وردت (بعد موتها) بدون (من) كما في سورة البقرة (إِنّ فِي خَ ْلقِ ال ّ‬ ‫َيعْقِلُو َ‬
‫ل دَآبّةٍ َوتَصْرِيفِ‬ ‫ث فِيهَا مِن كُ ّ‬ ‫حيَا بِهِ الرْضَ َبعْدَ مَ ْو ِتهَا َوبَ ّ‬ ‫سمَا ِء مِن مّاء فََأ ْ‬ ‫ل اللّ ُه مِنَ ال ّ‬ ‫وَالْفُ ْلكِ اّلتِي َتجْرِي فِي ا ْلبَحْ ِر ِبمَا يَنفَعُ النّاسَ َومَا أَنزَ َ‬
‫ض َبعْدَ‬
‫حيَا بِهِ الَ ْر َ‬ ‫سمَا ِء مَا ًء فََأ ْ‬‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫ن {‪ )}164‬وسورة النحل (وَاللّهُ أَنزَ َ‬ ‫ض ليَاتٍ لّقَوْ ٍم َيعْقِلُو َ‬ ‫سمَاء وَالَ ْر ِ‬ ‫ح وَالسّحَابِ ا ْلمُسَخّ ِر بَيْنَ ال ّ‬ ‫ال ّريَا ِ‬
‫ح َي ْينَا بِهِ الَْأرْضَ َبعْدَ‬ ‫ت فَأَ ْ‬‫س ْقنَاهُ إِلَى بَلَ ٍد ّميّ ٍ‬ ‫س َمعُونَ {‪ )}65‬وسورة فاطر (وَاللّهُ اّلذِي َأرْسَ َ‬
‫ل ال ّريَاحَ َفُتثِيرُ سَحَابا فَ ُ‬ ‫ن فِي ذَِلكَ ليَةً لّ َقوْ ٍم يَ ْ‬
‫مَ ْو ِتهَا إِ ّ‬
‫مَ ْو ِتهَا كَذَِلكَ النّشُو ُر {‪.)}9‬‬
‫وآية سورة العنكبوت هي الموطن الوحيد الذي وردت فيه (من بعد موتها) ‪ ،‬واستعمال (بعد موتها) فقط يحتمل البعدية القريبة والبعيدة‪ ،‬أما‬
‫ل على أنها بعد الموت مباشرة أي تحتمل البعدية القريبة فقط دون البعيدة‪ .‬وإذا استعرضنا اليات في سورة العنكبوت‬ ‫(من بعد موتها) فهي تد ّ‬
‫قبل الية نجد أن الحياء كلن مباشرة بعد موتها وبدون مهلة ومجرّد العقل كان سيهديهم إلى أن ال تعالى هو القادر على إحياء الرض من‬
‫بعد موتها‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه أَنَْز َ‬ ‫َ‬
‫د‬ ‫حي َ ما ب ِ مهِ اْلْر َ م‬
‫ض بَعْ َ‬ ‫ما ًء فَأ ْ‬
‫ما ِء َ‬
‫س َ‬‫ن ال ّ مَ‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ل ِ‬ ‫*ماالفرق بيممن أنزل ونزل كممما قال تعالى (وَالل ّ م ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫موْتِه َا ﴿‪﴾63‬‬ ‫ن بَعْدِ َ‬
‫م ْ‬‫ض ِ‬ ‫حي َا ب ِهِ اْلْر َ‬ ‫ما ًء فَأ ْ‬ ‫ما ِء َ‬ ‫ن ال َّ‬
‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬‫ن نََّز َ‬
‫م ْ‬ ‫سألْتَهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫موْتِه َا ﴿‪ ﴾65‬النحل) و (وَلَئ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫َ‬
‫العنكبوت))(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ض مِنْ َب ْعدِ مَ ْو ِتهَا) وهذا في الحقيقة وارد في‬ ‫حيَا بِهِ الْأَ ْر َ‬ ‫سمَا ِء مَا ًء فََأ ْ‬
‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫الية الولى أنزل وبدون من والية الثانية في العنكبوت (مَنْ نَزّ َ‬
‫عدة أماكن في كتاب ال بين النزال والتنزيل‪ .‬رب العالمين يقول لبني إسرائيل (وََأنْزَ ْلنَا عََل ْيكُ ُم ا ْلمَنّ وَالسّلْوَى ﴿‪ ﴾57‬البقرة) هذا في البقرة‪،‬‬
‫طهُورًا ﴿‪﴾48‬‬ ‫في طه قال ( َونَزّ ْلنَا عََل ْيكُ ُم ا ْلمَنّ وَالسّلْوَى ﴿‪ ﴾80‬طه) ول يمكن أن يكون هذا عبثا‪ ،‬في الفرقان يقول (وََأنْزَ ْلنَا مِنَ ال ّ‬
‫سمَا ِء مَاءً َ‬
‫سمَا ِء مَا ًء مُبَا َركًا ﴿‪ ﴾9‬ق) وعن الملئكة (وَلَوْ َأّننَا نَزّ ْلنَا إَِل ْيهِ ُم ا ْلمَلَا ِئكَةَ ﴿‪ ﴾111‬النعام) نزلنا آية أخرى ( َوقَالُوا‬ ‫الفرقان) في ق ( َونَزّ ْلنَا مِنَ ال ّ‬
‫عَليْهِ مََلكٌ وَلَوْ َأنْ َز ْلنَا مََلكًا ﴿‪ ﴾8‬النعام) وهكذا إذا سنبحث في هاتين اليتين في تنزيل الماء ومرة أخرى أو ثانية أو ثالثة أكرر أن‬ ‫َلوْلَا ُأنْ ِزلَ َ‬
‫هذا الموضوع المتشابه في كتاب ال يحتمل كل من ينقدح ذهنه في فرق بين اليتين ولن تضيق هذه اليات بتأويل حتى لو بلغ ألف تأويل‪.‬‬
‫من أجل ذلك ل تتقيد بما قاله المفسرون‪ ،‬ربما تجد مفسرا من المفسرين قال فرقا واحدا وقال الخر فرقا آخر ولكن هذا ليس اختلفا كما قلنا‬
‫وإنما هي وجوه أخرى وهذه سنة في هذا الكتاب العزيز استجابة أو استفادة من قوله عليه الصلة والسلم (هذا الكتاب ل تنقضي عجائبه)‬
‫ومن عجائبه أن الكلمة القرآنية تعطي عطاءً جديدا في كل جيل على وفق معارف ذلك الجيل وحضارتهم وعلومهم وحتى يوم القيامة عندما‬
‫نطّلع على التأويل النهائي سنجد أننا كنا بعيدين عن هذا البحر المتلطم وإنما كنا نسبح على شاطئه فقط فل يضيقن أحدٌ بأحدٍ إذا أبدى رأيا‬
‫جديدا وإنما هي آراء تتراكم وفي الغالب كلها صحيحة‪.‬‬
‫ض َبعْ َد مَ ْو ِتهَا)‪ .‬مقدما نقول الفرق بين أنزل ونزّل عدة علماء تكلموا فيها وربما يكون كل‬ ‫حيَا بِهِ الَْأرْ َ‬‫سمَا ِء مَا ًء فََأ ْ‬ ‫إذا آيتان (وَاللّهُ َأنْ َزلَ مِنَ ال ّ‬
‫ما تكلموا فيه صحيحا‪ .‬نضيف إلى هذا رأيا آخر ل يتعارض مع الراء الخرى وهو أنزل مرة واحدة يعني دفعة واحدة أنزلت الشيء‪،‬‬
‫نزّلته باستمرار يعني أنزل ال الماء دفقة مطر مطرت يوم يومين ثلث أيام هذا أنزله‪ ،‬تأمل لو أن المطر بقى عشرين عاما ينزل فرضنا‬
‫هذا يعني الن في بعض الدول الغربية على مدار السنة هذا نزّل وهكذا‪ .‬أنزل القرآن ليلة القدر ويقول النبي صلى ال عليه وسلم (أنزل ال‬
‫القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر) ال تعالى قال (ِإنّا َأنْ َز ْلنَا ُه فِي َليْلَةِ ا ْل َقدْرِ ﴿‪﴾1‬القدر) (ثم نزّل) انظر إلى دقة المصطفى‬
‫صلى ال عليه وسلم (ثم نزّل بعد ذلك في عشرين سنة) لم يقل أنزل لما أنزل مرة واحدة دفعة واحدة قال أنزل ولما باستمرار على مدى ‪23‬‬
‫سنة باستمرار قال نزّل هكذا وهذا رأي آخر يضاف إلى آراء أخرى أحببت أن أختار منها هذا لنه يخدم قضيتنا اليوم في هاتين اليتين‪.‬‬
‫إذا رب العالمين عز وجل يتكلم بالية الولى عن المطار التي تنبت الزرع الموت الموسمي الرض الن تموت بالصيف والشتاء وبالربيع‬
‫تحيا وكل سنة مكان عشب ثم يموت العشب ثم تموت الرض ثم في العام القادم وهكذا هذه كلمة أنزل يأتي مرة واحدة مرة واحدة في السنة‬
‫في فصل الربيع مثلً وهكذا كل كلمة أنزل يعني تأتي إما دفعة واحدة أو مرة واحدة على الوجه المعتاد مثل أغلق وغلّقت‪ ،‬أغلق الغلق‬
‫المعتاد وغلقت اتخذت كل الوسائل والسباب‪ .‬وحينئ ٍذ كلمة أنزل معروف أن الرض يأتي المطر ثم تخضر ثم ينتهي الموسم تعود ميتة مرة‬
‫ن َبعْدِ مَ ْو ِتهَا) هذا يتكلم عن إحياء مطلق لموتٍ كان مطلقا‬ ‫ض مِ ْ‬ ‫حيَا بِهِ ا ْلأَرْ َ‬
‫سمَا ِء مَا ًء َفأَ ْ‬
‫ل مِنَ ال ّ‬‫ثانية وانتهى المر وحينئذٍ الية الخرى (نَزّ َ‬
‫ل مِنَ‬ ‫أيضا‪ .‬في هذه الية على كثرة ما تناولها المفسرون بالتأويل وربما لم يفرقوا والغالبية العظمى لم يفرقوا بين هذه وهذه‪ ،‬يعني عنده (َأنْزَ َ‬
‫سمَا ِء مَاءً) وما انتبه إلى هذا وقلنا هذا ليس عيبا فيهم لكن هذا مسألة عصر‪ .‬والقليل الذي قال هناك فرق قال‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫سمَا ِء مَاءً) مثل (نَزّ َ‬ ‫ال ّ‬
‫عَليْنَا‬
‫نزّل للتشديد والتكثير‪ .‬لو تأملنا في اليات ودائما نحن نعرف بأن التفسير بالمأثور (أوتيت القرآن ومثله معه) وال تعالى قال (إِنّ َ‬
‫َبيَانَهُ ﴿‪ ﴾19‬القيامة) وقال (إن هذا القرآن ل تقضي عجائبه) وفي كل جيل تتبع كل التفاسير ترى أن كل عصر تتطور النظرة إلى اليات‬
‫أبعد قليلً مما سبقهم في الجيل السابق وهذا كما أخبرنا النبي صلى ال عليه وسلم وكما أخبر القرآن بنفسه أن هذا من طبيعة هذا القرآن‬
‫حتّى َي َت َبيّنَ َلهُمْ َأنّهُ ا ْلحَقّ ﴿‪ ﴾53‬فصلت) يعني هذا القرآن في كل جيل فيه معجزات‪ ،‬كل جيل يأتي‬ ‫سهِمْ َ‬ ‫سنُرِيهِمْ َآيَا ِتنَا فِي الَْآفَاقِ َوفِي َأ ْنفُ ِ‬
‫(َ‬
‫مفسرون أو مأوّلون يجدون في هذا القرآن معجزةً جديدة تتلءم وظروف هذا العصر يعني كم الن في القرآن الكريم عرفنا عن قضايا الفلك‬
‫وقضايا القمار الصناعية وما يأتي من اكتشافات وقد أسلم بعض العلماء الكبار لنهم وجدوا أن هذا الكلم ل يمكن أن يقوله بشر وهذا‬
‫سمَا ِء مَاءً) ونزل المطر وماتت الرض مرة ثانية وهكذا بشكل عام‪.‬‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫سوف يجري ويتم إلى يوم القيامة‪ .‬نقول في هاتين اليتين (َأنْزَ َ‬
‫الرض عندما خلقها ال عز وجل خلقها ميتة ما فيها ل عمران ول شيء والية رب العالمين يقرأها علينا كيف أن ال خلقها بسبعة أيام‬
‫ولكن خلق فيها أقواتها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام هذه معروفة أن ال سبحانه وتعالى خلق الرض على هذا الساس ثم تطور المر‬
‫سمَا َء ال ّد ْنيَا ﴿‪ ﴾12‬فصلت) لكن كلمة‬ ‫سمَاءٍ َأمْرَهَا َو َزّينّا ال ّ‬ ‫ك فِيهَا ﴿‪ ﴾10‬فصلت) رب العالمين قال ( َوأَوْحَى فِي كُلّ َ‬ ‫يوما بعد يوم قال ( َوبَا َر َ‬
‫ك فِيهَا َو َقدّرَ فِيهَا َأقْوَا َتهَا فِي أَ ْر َبعَةِ َأيّا ٍم سَوَاءً لِلسّائِلِينَ ﴿‪ ﴾10‬فصلت) أقواتها معروفة ما هي‬ ‫ي مِنْ فَ ْو ِقهَا َوبَا َر َ‬ ‫سَ‬ ‫ل فِيهَا رَوَا ِ‬ ‫جعَ َ‬
‫وبارك فيها ( َو َ‬
‫البركة؟ البركة يحدثنا النبي صلى ال عليه وسلم عن بركتين عظيمتين هما أساس إحياء الكرة الرضية زراعة وصناعة وحضارة وعلما‬
‫سمَا ِء مَاءً‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬
‫ض بَ ْعدَ مَ ْو ِتهَا) هذا موت موسمي‪ ،‬هنا (نَزّ َ‬ ‫حيَا بِهِ الْأَ ْر َ‬
‫سمَا ِء مَا ًء فََأ ْ‬‫ل مِنَ ال ّ‬‫وأديانا وفلسفات هذا الموت الحقيقي هناك (َأنْزَ َ‬
‫ن َبعْدِ مَ ْو ِتهَا) من بعد موتها أي من بداية الرض كانت ميتة بل فلسفة ول حضارة ول أنبياء ول أديان ول ول الخ‪ ،‬فرب‬ ‫ض مِ ْ‬‫حيَا بِهِ ا ْلأَرْ َ‬
‫َفأَ ْ‬
‫العالمين نزل ما ًء مستمرا متدفقا إلى يوم القيامة وليس هذا فقط أخبرنا النبي أن هذا الماء ينبت وينبع من الجنة‪ .‬تأمل أن في هذه الرض‬
‫نهران أساسهما ومنبعهما من الجنة كما قال المصطفى صلى ال عليه وسلم والعجيب الذي وجدته أن نفس هذا الحديث موجود في النجيل‪،‬‬
‫يقول النبي صلى ال عليه وسلم والحديث جاء في الصحيح صحيح مسلم والبخاري وهذا طبعا متفق عليه والمتفق عليه قضية ل يناقش فيها‪،‬‬
‫أخبر النبي صلى ال عليه وسلم أن الفرات والنيل هما من أنهار الجنة وقد جاء في كتاب بدء الخلق في صحيح البخاري ومسلم في باب ذكر‬
‫الملئكة ( ُرفِعت إلى سدرة المنتهى منتهاها في السماء السابعة نبْقُها مثل قلل َهجَر وورقها مثل آذان الفيلة فإذا نهران ظاهران ونهران‬
‫باطنان فأما الظاهران فالنيل والفرات) وأحاديث كلها بهذا كما ذكرها مسلم وغيره‪ .‬والحاديث الواردة في الفرات نفسها في التوراة في‬
‫ن يدخلونها) أضاف النجيل وطبعا العهد الجديد‬ ‫ت عد ٍ‬ ‫المسيحية وبحسب رواية الكتاب المقدس (إن الفرات يُعدّ أحد أنهار الجنة جنة عدن جنا ٍ‬
‫والقديم أضاف أنه ليس فقط في الجنة وإنما من جنة عدن لكنه تكلم عن الفرات وحده‪ .‬إذا لو رب العالمين أراد أن يحدثنا أن هذه الرض‬
‫عندما خلقها خلقها ميتة من العلوم والديان والحضارات وما الذي أحيا هذه العلوم التي تمل الن الرض؟ وهؤلء النبياء الكرام الذين‬
‫جاءوا بالرسالت؟ وهذه الديان التي رشدت البشرية؟ وهذه الفلسفات والقيم والمدنيات التي نعرفها جميعا؟ ينص الحديثان كما تشير هذه الية‬
‫إلى أن الحياء جرى في هذين الواديين وادي الرافدين ووادي النيل‪ .‬خطر ببالي خاطر قلت إذا لماذا اليهود ادّعوا أن أرضهم الموعودة من‬
‫الفرات إلى النيل وهؤلء في كتبهم المقدسة أن الفرات من أنهار الجنة أما كيف ينبع من الجنة هذه قضية لو تأملت فيها تبدو صعبة هذه كل‬
‫الكرة الرضية ل توازي أنملة في عالم الجنة حينئذٍ ليس من الصعب ورب العالمين أنزل الكثير أنزل الحجر السود وأنزل العلوم وأنزل‬
‫رسل وأنزل رسالت وأنزل خيرات وأنزل ملئكة إلى هذه الرض هذه قضية تأمل فيها تراها سهلة عند ال عز وجل حينئذٍ كون اليهود‬
‫يدعون أن بلدهم من الفرات إلى النيل هذا يعني أنهم يريدون أن يقولوا إننا نحن أي اليهود أو اليهودية مصدر كل الحضارات والفكار‬
‫الصحيحة وكل ما عداها باطل والجنة مخصوصة بنا والجنة يوم القيامة لنا وحدنا وأن كل الناس في النار الخ هذا معروف عنهم‪ .‬في حين‬
‫أن ال عز وجل يقول أنه أحيا بهذين الواديين الكرة الرضية كلها‪ ،‬كل الكرة الرضية التي كانت ميتة من أي قيمة من القيم أو دين من‬
‫الديان أو حضارة من الحضارات كلها تغرف من هذين الواديين كل حضاراتها وأديانها وفلسفاتها وقيمها وعدلها وسلمها والتاريخ كله‬
‫شاهدٌ على ذلك‪ .‬كل النبياء حركتهم ما بين وادي الرافدين وما بين وادي النيل‪ ،‬بداية الخلق ابتداءً من العراق وهي بابل فهذه المنطقة‬
‫المأهولة كلها‪ ،‬جميع المنطقة المأهولة أول ما خلق ال الرض هذه المنطقة نينوى إلى الكوفة وإلى أربيل هذا مثلث عراقي معروف هناك‬
‫هبط سيدنا آدم وهناك نوح وطوفان نوح والشللت والتنور وكل ما جاء في كتاب ال عز وجل تلك هي الحركة ثم يتحرك الرسل من هناك‬
‫إلى هذا الطريق إلى مكة إلى الشام إلى فلسطين إلى النيل‪ .‬إذا هذان الرافدين أو النهرين (وادي النيل ووادي الفرات) هما أساس الحياة في‬
‫ل ول أنبياء إل بعد أن فعل ال ذلك‬ ‫هذه الكرة الرضية كلها قرون طويلة وآلف السنين وليس في الرض حضارة ول عل ٌم ول دينٌ ول رس ٌ‬
‫كله في هذين الواديين حصرا‪ .‬من أجل هذا تجد هذين الواديين بعد أن أفرغ ال فيهما علمه وخيراته ورحماته كما في الحديث كان النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم يطوف حول الكعبة وتعرفون الكعبة كانت أركانا الركن اليماني والركن الحجازي والركن الشامي الخ ولكل ركنٍ دعاء‬
‫فكان النبي صلى ال عليه وسلم يطوف في الكعبة ويدعو مع كل ركنٍ بأهله "اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا" الخ فخلفه‬
‫رجل يقول يا رسول ال وعراقنا النبي صلى ال عليه وسلم لم يرد عليه إلى أن سأله أعراقيٍ أنت قال نعم قال‪( :‬إن إبراهيم عندما أحرقه‬
‫العراقيون أراد أن يدعو ال عليهم فأرسل ال له جبريل قال يا إبراهيم ربك يقول ل تدعو على أهل العراق فقد جعلت فيهم خزائن رحمتي‬
‫وخزائن علمي) خزائن رحمتي يعني الخير وفعلً هذين الرافدين على خلف مصر التي فيها من العلوم والفلسفات والديان هل تعلمون أن‬
‫في مصر بعض العوائل الفرعونية أول من وحّد ال عز وجل من المم التي لم يأتها نبي يعني وحدوا ال عز وجل اعتمادا على فكرهم‬
‫وعلى التأمل في الحياة يعني أهل فلسفات وأهل حضارات‪ .‬العراق جعل ال فيه كل خير الدنيا من أجل هذا وبعد أن نشأت الحضارات‬
‫وامتدت في العالم كله وأصبحت هناك أمم عظيمة هذا العراق ما قويت أمة إل وطمعت فيه من الروم والتتار والفرس وطبعا في العصر‬
‫الحديث النجليز والن المريكان وكل العالم يطمع في هذا البلد وكل العالم عينه على هذا البلد لن ال جعل فيه علمه ورحمته‪ .‬إذا هذان‬
‫حيَا بِهِ‬
‫سمَا ِء مَا ًء َفأَ ْ‬
‫ل مِنَ ال ّ‬
‫ن نَزّ َ‬
‫الواديان متآخيان من حيث أنهما هما قلب الكرة الرضية وهما قلب هذه الحضارة الدنيا (وََلئِنْ سَأَ ْل َتهُ ْم مَ ْ‬
‫ن اللّهُ ﴿‪ ﴾63‬العنكبوت) حينئذٍ هذان الواديان في العراق كان العرب أصل الحضارة وفي مصر كان الفراعنة‬ ‫ض مِنْ َب ْعدِ مَ ْو ِتهَا َليَقُولُ ّ‬
‫الْأَ ْر َ‬
‫أصل الحضارة ثم تطورت العراقيون العرب مع الفراعنة إلى أن أصبحت المم على ما هم عليه إلى أن دخل السلم وقبل السلم كانوا‬
‫اليهود‪ .‬طبعا ل ننكر أن اليهود كانوا نصف العالم من حيث الدين الول وحيٍ مجردٍ ينزل بكتاب هو التوراة وقبل التوراة كانت وريقات‬
‫أوراق وصحف الخ‪ .‬أول وحيٍ مجرد يأتي الوحي مع جبريل عليه السلم هو على بني إسرائيل‪ .‬وبنو إسرائيل كما تعرفون هم الثقل الكبير‬
‫في وادي النيل وفلسطين كما هو معروف كما هو في القرآن الكريم‪ .‬والقرآن الكريم يتحدث عنهم من الصفحة السابعة في الول إلى الصفحة‬
‫السابعة في النهاية ول ينكر تأثيرهم ولكن ال سبحانه وتعالى أخبر العالم كله بمن هم هؤلء القوم والقرآن مليء بذلك وستأتي بعض اليات‬
‫التي تشير إلى هذا مما فيها متشابه‪ .‬من أجل ذلك يبقى هذان الواديان مرتبكان ليس فيهما استقرار لكثرة ما فيهما من مطامع والتاريخ‬
‫المعاصر شاهدٌ على ما نقول إضافةً إلى التاريخ الماضي الذي امتدت حدود المصريين إلى عدة مساحات حولهم في إفريقيا وفي سوريا وفي‬
‫فلسطين‪ ،‬والعراق وبابل تعرفون أيضا تاريخ العباسيين الخ‪ .‬حينئذٍ نقول هذا الذي نقول به يطمئننا إلى أن ال سبحانه وتعالى له في هذين‬
‫الواديين شأن وكل النبياء حصرا في هذين الواديين حركة وتشريعا ودعوة وفي هذين الواديين نبتت كل حضارات الرض وما من حضارة‬
‫على وجه الرض إل وأصولها في هذا الوادي أو في هذا الوادي‪ .‬حينئذٍ نقول أن كل هذه الحضارات والعلوم التي بدأت في هاتين‬
‫ش يدّعي أنه‬ ‫الحضارتين يُعتبر هذان الواديان مبدأ تحضّر العالم ومن هنا كم هي الجريمة تتضاعف وتبدو همجية جدا عندما يأتي جي ٌ‬
‫متحضر ثم يمسح هاتين الحضارتين مسحا كما حصل في التاريخ لمصر من الفرنسيين وغيرهم وكما حصل للعراق أيضا من النجليز‬
‫وغيرهم الن هذا الحتلل الهمجي الذي نقض هذه الحضارة حجرا حجرا وشبرا شبرا‪ .‬طبعا علم الحضارة من يقرأ التاريخ ويقرأ عن‬
‫عناصر الحضارة في هذا البلد في هذا الوادي وادي النيل ووادي الفرات يرى عجبا‪ .‬أما إبداعاتهم الدبية والتاريخية والفنية والعمرانية‬
‫والخلقية والفلسفية قضية إلى الن لم يصل العالم إلى أدنى مستوياتها ولكن القوة غلبت‪ ،‬قوة السلح وقوة الجيش ثم الخلل الذي أصاب‬
‫هاتين الحضارتين على امتداد التاريخ في بعض مفاصل هذه الحضارة أثر تأثيرا مؤقتا ولكن الحضارة الصيلة كحضارة هاذين الواديين ل‬
‫يمكن أن تنقطع وإنما ل فيها شأن يمكن أن تستمر إلى يوم القيامة كما تخبرنا النصوص أنه إلى يوم القيامة هناك أثرٌ قادمٌ لهاتين الحضارتين‬
‫في إصلح الدنيا‪ .‬إذا هذا الذي جرى كلمة نزّل الستمرار إنزال النيل والفرات بل النبي صلى ال عليه وسلم يقول لو أن أحدكم وضع‬
‫إصبعيه في أذنيه لسمع هدير هذين النهرين‪.‬‬
‫آية (‪:)64‬‬
‫*ما دللة تقديم وتأخير اللهو على اللعب في آية سورة العنكبوت؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حيَا ُة ال ّد ْنيَا إِلّا لَهْوٌ وََلعِبٌ وَإِنّ الدّارَ الْآخِرَ َة‬
‫كل اليات في القرآن جاء اللعب مقدّما على اللهو إل في هذه الية من سورة العنكبوت ( َومَا َهذِهِ ا ْل َ‬
‫عبَادِ هِ َو َي ْقدِرُ‬
‫ن ِ‬
‫ق ِلمَن يَشَا ُء مِ ْ‬
‫ط الرّزْ َ‬ ‫ن {‪ .)}64‬ولو لحظنا الية التي سبقت هذه الية في نفس السورة (اللّ ُه َيبْ سُ ُ‬ ‫حيَوَا نُ لَ ْو كَانُوا َيعَْلمُو َ‬
‫َل ِه يَ الْ َ‬
‫علِي ٌم {‪ )}62‬فالرزق ليس مدعاة اللعب وإنما مدعاة اللهو كما في قوله تعالى في سورة المنافقون (يَا َأّيهَا اّلذِي نَ آ َمنُوا لَا‬ ‫يءٍ َ‬ ‫لَ هُ إِنّ اللّ َه ِبكُلّ شَ ْ‬
‫ن {‪ )}9‬ففي الية نهي من ال تعالى للمؤمنين عن اللتهاء بجمع‬ ‫سرُو َ‬
‫ك هُ مُ ا ْلخَا ِ‬
‫ل ذَلِ كَ َفأُوَْلئِ َ‬
‫تُ ْل ِهكُ مْ َأمْوَاُلكُ مْ وَلَا أَوْلَا ُدكُ مْ عَن ِذكْرِ اللّ هِ َومَن يَ ْفعَ ْ‬
‫الموال‪ .‬والعباد عموما يلتهون بالمال سواء كانوا م من ب سط ال تعالى ل هم الرزق أو م من قُدر علي هم رزق هم‪ ،‬وعل يه تقدّم ذ كر الل هو على‬
‫اللعب في آية سورة العنكبوت دون باقي السور‪.‬‬
‫*ممما دللة كلمممة (الحيوان) فممي التعممبير عممن الدار الخرة فممي سممورة العنكبوت؟(د‪.‬فاضممل‬
‫السامرائى)‬
‫ن {‪ .)}64‬الحيوان مصدر‬ ‫حيَوَانُ لَ ْو كَانُوا يَعَْلمُو َ‬
‫ي الْ َ‬‫خرَةَ َلهِ َ‬
‫ن الدّارَ الْآ ِ‬
‫حيَا ُة ال ّد ْنيَا إِلّا َلهْوٌ َوَلعِبٌ وَإِ ّ‬
‫قال تعالى في سورة العنكبوت ( َومَا َهذِهِ ا ْل َ‬
‫ل على الحركة المستمرة والحدوث وهي أعلى أنواع‬ ‫على وزن فعلن مثل غثيان وفيضان ودوران وغليان‪ .‬والحيوان صيغة في المصادر تد ّ‬
‫الحياة لن من أهم صفات الحياة الحركة‪ ،‬فالحياة الدنيا عبارة عن نوم وسُبات بالنسبة للخرة وهي ليست حياة إذا ما قورنت بالخرة من‬
‫حيث الحركة المستمرة‪ .‬والخرة كلها حركة وفيها سعي وتفكر وانتقال وليس فيها نوم‪ .‬ولو استعملت كلمة الحياة لدلّت على التقلب فقط ولم‬
‫تدل على الحركة والحدوث فناسب استعمال كلمة الحيوان مع الحركة والحدوث الذي يكون في الخرة‪.‬‬

‫**** تناسب فواتح سورة العنكبوت مع خواتيمها****‬


‫ص َدقُوا وََل َيعَْل َمنّ‬ ‫ن (‪ )2‬وََل َقدْ َف َتنّا اّلذِينَ مِ ْ‬
‫ن َقبِْلهِ ْم فََل َيعْلَمَنّ اللّ ُه اّلذِينَ َ‬ ‫ن يَقُولُوا َآ َمنّا وَهُ ْم ل يُ ْف َتنُو َ‬ ‫قال في أولها (الم (‪ )1‬أَحَ ِ‬
‫سبَ النّاسُ أَنْ ُيتْ َركُوا أَ ْ‬
‫سنِينَ (‪ ))69‬يعني الفتنة من الجهاد‪ .‬الجهاد هنا بمعناه‬ ‫ن اللّهَ َلمَعَ ا ْلمُحْ ِ‬ ‫ا ْلكَاذِبِينَ (‪ ))3‬وفي آخرها قال (وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا َل َن ْه ِديَ ّنهُمْ ُ‬
‫سبَُلنَا وَإِ ّ‬
‫ش ِركَ بِي (‪ )15‬لقمان)‪ .‬هذا بحد ذاته نوع من الفتنة‪ .‬يذكر (وَهُمْ‬ ‫ك عَلى أَن تُ ْ‬ ‫العام وليس القتال وحتى في القرآن الجهاد معناه عام (وَإِن جَا َهدَا َ‬
‫سبَُلنَا) اصبر اصبر (وَإِنّ اللّهَ َلمَعَ‬ ‫ل يُ ْف َتنُونَ) في مفتتح السورة ثم يفسر كيف تكون الفتنة في عملية الجهاد (وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا َل َنهْ ِد َينّهُ ْم ُ‬
‫سنِينَ)‪.‬‬
‫ا ْلمُحْ ِ‬
‫*****تناسب خواتيم العنكبوت مع فواتح الروم*****‬
‫سنِينَ (‪ ))69‬وقال في أول الروم ( َويَ ْو َمئِ ٍذ يَفْ َرحُ ا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ (‪)4‬‬ ‫ن اللّهَ َلمَعَ ا ْلمُحْ ِ‬ ‫سبَُلنَا وَإِ ّ‬
‫قال في آخر العنكبوت (وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا َل َن ْه ِديَ ّنهُمْ ُ‬
‫ص ُر مَنْ يَشَاءُ وَهُ َو ا ْلعَزِيزُ الرّحِي ُم (‪ ))5‬عاقبة المجاهدة النصر‪ ،‬المجاهِد يريد النصر وإن ال مع المحسنين (المعية) ويومئذ‬ ‫ِبنَصْ ِر اللّ ِه يَنْ ُ‬
‫يفرح المؤمنون بنصر ال وعاقبة الجهاد النصر ينصر من يشاء هذه في بدر وإن ذكرنا (غُِلبَتِ الرّو ُم (‪ )2‬فِي َأ ْدنَى ا ْلأَرْضِ وَ ُه ْم مِنْ َب ْعدِ‬
‫ن (‪ِ )4‬بنَصْ ِر اللّ ِه َينْصُ ُر مَنْ يَشَاءُ وَ ُهوَ ا ْلعَزِيزُ الرّحِي ُم (‬ ‫ح ا ْلمُ ْؤمِنُو َ‬ ‫ن َبعْدُ َويَ ْو َمئِذٍ َيفْرَ ُ‬‫سنِينَ لِلّهِ ا ْلَأمْ ُر مِنْ َقبْلُ َومِ ْ‬ ‫ن (‪ )3‬فِي بِضْعِ ِ‬ ‫س َيغِْلبُو َ‬
‫غََل ِبهِمْ َ‬
‫ت الرّو ُم (‪ )2‬فِي َأ ْدنَى‬ ‫‪ ))5‬لن انتصار الروم على الفرس حدث في وقت إنتصار بدر‪ ،‬فذكر أمران‪ ،‬وعد بأمرين الروم هزموا الفرس (غُِلبَ ِ‬
‫ن (‪ِ )4‬بنَصْرِ‬ ‫ن بَ ْعدُ َويَ ْومَ ِئذٍ يَ ْفرَحُ ا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫ن َقبْلُ َومِ ْ‬
‫سنِينَ) هذا المر الول (لِلّهِ الَْأ ْمرُ مِ ْ‬ ‫ن (‪ )3‬فِي بِضْعِ ِ‬ ‫س َيغْلِبُو َ‬
‫غَلبِهِ ْم َ‬ ‫ن َبعْدِ َ‬ ‫الْأَ ْرضِ وَهُ ْم مِ ْ‬
‫سمَا ِء مَاءً‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫ن نَزّ َ‬ ‫اللّهِ)‪ .‬هو ذكر وعدين ودليلين علمتين من علمات النبوة في إشارة واحدة‪ .‬قال في آخر العنكبوت (وََلئِنْ سَأَ ْل َتهُ ْم مَ ْ‬
‫سهِ ْم مَا خَلَقَ اللّهُ‬ ‫ن (‪ ))63‬وقال في الروم (أَ َولَ ْم َيتَ َفكّرُوا فِي َأ ْنفُ ِ‬ ‫ح ْمدُ لِلّ ِه بَلْ َأ ْكثَرُ ُهمْ لَا َيعْقِلُو َ‬
‫ل الْ َ‬ ‫ن َبعْدِ مَ ْو ِتهَا َل َيقُولُنّ اللّ ُه قُ ِ‬
‫ض مِ ْ‬ ‫حيَا بِهِ ا ْلأَرْ َ‬‫َفأَ ْ‬
‫س بِِلقَاءِ َرّبهِمْ َلكَافِرُونَ (‪ ))8‬هو الذي خلق السموات والرض وهو‬ ‫سمّى َوإِنّ َكثِيرًا مِنَ النّا ِ‬ ‫ل مُ َ‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضَ َومَا بَ ْي َن ُهمَا إِلّا بِالْحَقّ َوأَجَ ٍ‬ ‫ال ّ‬
‫الذي ينزل من السماء ماء فيحيي به الرض هو الخالق وهو المتصرف‪ ،‬هو خالقهما والمتصرف فيهما ينزّل ويحيي‪ .‬قال في أواخر‬
‫ن (‪ ))64‬وفي الروم قال (وََلكِنّ َأ ْكثَرَ النّاسِ لَا‬ ‫حيَوَانُ لَ ْو كَانُوا َيعَْلمُو َ‬ ‫ن الدّارَ الَْآخِرَةَ َل ِهيَ الْ َ‬ ‫حيَا ُة الدّ ْنيَا إِلّا َلهْوٌ وََلعِبٌ وَإِ ّ‬ ‫العنكبوت ( َومَا َهذِهِ الْ َ‬
‫ن (‪ ))7‬إحداهما في الروم والخرى في العنكبوت‪ .‬وإن الدار الخرة‬ ‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا وَهُ ْم عَنِ ا ْلآَخِ َرةِ ُه ْم غَافِلُو َ‬ ‫ن (‪َ )6‬يعَْلمُونَ ظَاهِرًا مِنَ ا ْل َ‬ ‫َيعَْلمُو َ‬
‫لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ‪ -‬يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الخرة هم غافلون‪ .‬في العنكبوت الخطاب لكل الناس وما هذه‬
‫الحياة الدنيا إل لهو ولعب وإن الدار الخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ولكن أكثر الناس ل يعلمون كأنها إجابة على النقطة السابقة في‬
‫سورة العنكبوت‪ ،‬وإن الدار الخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ولكن أكثر الناس ل يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن‬
‫الخرة هم غافلون‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل لهذا الغرض وضعت اليات والسور بهذا النسق في القرآن؟ ل نستطيع أن نقول إل أنه توقيفي‪ ،‬توقيفي بمعنى أن جبريل هكذا‬
‫قرأه على الرسول و قرأه الرسول على جبريل الذي كان يعارض الرسول القرآن في كل رمضان مرة ومرتين في العام الذي توفي‬
‫فيه ‪ ،‬قرأه الرسول على جبريل مرتين بهذا النسق استفتح بالفاتحة ثم البقرة وآل عمران والنساء‪ .‬فمن هذه الناحية الترتيب توقيفي يبقى‬
‫الربط هذا اجتهاد يمكن أن يكون هنالك ما هو أفضل من هذا الجتهاد والتعليل وأعمق مما نذكره نحن وأكرر أن هذا اجتهاد تعليل ول شك‬
‫ستَنبِطُونَ ُه ِمنْهُ ْم (‪ )83‬النساء) ومما ل شك فيه أن اليات القرآنية في ترتيبها‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫أن هذا له حكمة قد يطلع عليها بعضهم أو ل يطلع (َلعَِلمَهُ اّلذِي َ‬
‫وفي صياغتها وفي منطوقها فيها إعجاز بياني ظاهر كالقوانين الرياضية هذه حقيقة واضحة لمن له بصر في اللغة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة العنكبوت كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى‬
‫زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وإضافة بعض اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر الرناؤوط‬
‫ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬
‫فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فض ٍ‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو‬
‫الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا‬
‫حسن الخاتمة ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like