Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫سورة الزّمر‬

‫*تناسب خواتيم ص مع فواتح الزمر*‬


‫حكِيمِ (‪.))1‬‬ ‫ن هُوَ ِإلّا ِذكْرٌ لِ ْلعَاَلمِينَ (‪ )87‬وََل َتعَْلمُنّ َنبَأَ ُه َب ْعدَ حِينٍ (‪ ))88‬وقال في الزمر (تَنْزِيلُ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ب مِنَ اللّهِ ا ْلعَزِيزِ ا ْل َ‬ ‫قال في أواخر ص (إِ ْ‬
‫سؤال‪ :‬هل نهايات السور أيضا توقيفية؟ أي أن السورة انتهت عند هذا الحد أمر توقيفي؟‬
‫ل شك‪ ،‬يعرفون ما بين السورتين بالبسملة تبدأ السورة بالبسملة إل سورة براءة وجبريل أطلع الرسول على السور وأسماء السور توقيفية أيضا‬
‫كما ورد في الحديث " افتتح بآل عمران" وقد تكون السورة لها أكثر من إسم "من قرأ سورة الخلص" كل ما وصل إلينا من المصحف هو توقيفي‬
‫لم يتدخل المصطفى ول الصحابة في شيء وإنما هكذا لقنه إياه جبريل وحتى القراءات لما أراد الرسول أن يخفف على عباده أُنزل القرآن‬
‫على سبعة أحرف كما في الحديث "سألت التخفيف" طلب الستزادة فقال "نظرت إلى ميكائيل فقال انتهت العدة" ليس للرسول دخل فيها وليس لنا‬
‫أن نشكك في القراءات‪ .‬في بعض القراءات يخفف فيقرأها بلغاتهم أحيانا وكلها بإذن ال تعالى وما وردنا من صحيح القراءات المتواترة من صحيح‬
‫الروايات هذه أقرها الرسول بإذن من ربه وقرأها جبريل عليه‪ ،‬هذه القراءات المتواترة عن الرسول ‪.‬‬

‫**هدف السورة‪ :‬الخلص لله تعالى**‬


‫هذه السورة مكّية وتدور حول محور الخلص ل تعالى في كل المور وتبدأ بدعوة الرسول الكريم باخلص الدين له وتنزيهه عن مشابهة‬
‫المخلوقين‪ .‬كما ذكرت اليات البراهين على وحدانية ال في ابداعه في الخلق‪ .‬وشددت على أهمية الخلص ل حتى يوصلنا هذا الخلص للجنة‬
‫مع زمرة المؤمنين‪ .‬وهي سورة رقيقة تذكرنا بأهمية الخلص ل تعالى وترك الرياء‪ .‬والخلص يكون في عدة أمور‪ :‬إخلص العبادة ل‬
‫وإخلص النيّة والخلص في كل أمور الدنيا والحرص على أن يكون كل ما نعمله في هذا الدنيا خالصا ل رب العالمين حتى ننال خير الجزاء‬
‫ونسعد بالجنة ونعيمها‪ .‬وقد وردت كلمة الخلص ومشتقاتها في هذه السورة ‪ 4‬مرّات للدللة على أهميته‪.‬‬
‫خذُوا مِن دُونِهِ أَوِْليَاء مَا َنعْ ُبدُهُمْ إِلّا ِلُيقَ ّربُونَا‬ ‫ن اتّ َ‬
‫عُبدِ اللّ َه مُخْلِصًا لّ ُه الدّينَ * أَلَا لِلّ ِه الدّينُ الْخَالِصُ وَاّلذِي َ‬ ‫ق فَا ْ‬ ‫ب بِا ْلحَ ّ‬ ‫تبدأ السورة (ِإنّا أَن َز ْلنَا إَِل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ب كَفّارٌ) آية ‪ 2‬و ‪ 3‬بالدعوة لخلص العبادة ل وأن الدين ل‬ ‫ن هُ َو كَاذِ ٌ‬ ‫ختَلِفُونَ إِنّ اللّ َه لَا َيهْدِي مَ ْ‬ ‫حكُ ُم َب ْينَهُ ْم فِي مَا هُ ْم فِي ِه يَ ْ‬ ‫ِإلَى اللّ ِه زُلْفَى إِنّ اللّ َه يَ ْ‬
‫وحده‪ .‬وكما جاء سابقا في القرآن (وإن لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين) سورة النحل‪ ،‬آية‬
‫‪ ،66‬من بين الفرث والدم يخرج لنا اللبن الخالص من الشوائب النقي‪ ،‬كذلك العبادة ل يجب أن تكون خالصة ل مهما أحاطها من زيف الدنيا‪ .‬و(قُلْ‬
‫عُبدُ‬
‫ت َربّي عَذَابَ يَ ْو ٍم عَظِي ٍم * قُلِ اللّهَ َأ ْ‬ ‫صيْ ُ‬‫ن عَ َ‬ ‫ل ِإنّي أَخَافُ إِ ْ‬ ‫عُبدَ اللّ َه مُخْلِصًا لّ ُه الدّينَ * وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ * قُ ْ‬ ‫ِإنّي ُأمِرْتُ أَنْ أَ ْ‬
‫خلِصًا لّهُ دِينِي ) اليات من ‪ 11‬إلى ‪ 14‬كلها تدعو لخلص الدين ل ‪.‬‬ ‫مُ ْ‬
‫ن َمثَلًا‬ ‫ستَ ِويَا ِ‬
‫ل يَ ْ‬‫ل هَ ْ‬ ‫ضرَبَ اللّهُ َمثَلًا رّجُلًا فِيهِ شُ َركَاء ُمتَشَاكِسُونَ وَ َرجُلًا سََلمًا لّرَجُ ٍ‬ ‫ثم تنتقل اليات لبيان من أولى بالخلص له‪ :‬ال تعالى ام غيره؟ ( َ‬
‫ح ْمدُ لِلّ ِه بَلْ َأ ْكثَرُ ُهمْ لَا َيعَْلمُونَ) آية ‪ 29‬فالحمد ل أنه إله واحد ل شريك له إياه نعبد مخلصين له الدين‪.‬‬ ‫الْ َ‬
‫ن َيعَْلمُونَ وَاّلذِينَ لَا َيعَْلمُونَ ِإّنمَا يَ َت َذكّرُ‬ ‫ستَوِي اّلذِي َ‬ ‫ل يَ ْ‬‫ل هَ ْ‬ ‫حمَةَ َربّ ِه قُ ْ‬‫حذَرُ الْآخِرَةَ َويَ ْرجُو رَ ْ‬ ‫جدًا َوقَا ِئمًا يَ ْ‬ ‫ل سَا ِ‬ ‫ت آنَاء الّليْ ِ‬ ‫ن هُ َو قَانِ ٌ‬ ‫إخلص العبادة‪َ( :‬أمّ ْ‬
‫ُأوْلُوا ا ْلأَ ْلبَابِ) آية ‪.9‬‬
‫جمِيعًا ِإنّهُ هُ َو ا ْلغَفُو ُر الرّحِي ُم * َوَأنِيبُوا إِلَى‬ ‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه َيغْ ِفرُ الذّنُوبَ َ‬ ‫س ِهمْ لَا تَ ْقنَطُوا مِن رّ ْ‬ ‫عبَادِيَ اّلذِينَ أَسْ َرفُوا عَلَى أَنفُ ِ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫إخلص التوبة‪( :‬قُ ْ‬
‫ب ثُمّ لَا تُنصَرُونَ) آية ‪ 53‬و ‪ ،54‬استخدام كلمة (أنيبوا) للدللة على سرعة العودة ل‪ .‬وذكر الصحابة‬ ‫َربّكُمْ َوأَسِْلمُوا لَ ُه مِن َقبْلِ أَن يَ ْأ ِتيَكُمُ ا ْل َعذَا ُ‬
‫ن به‬ ‫رضوان ال عليهم أن هذه الية هي من أرجى آيات القرآن الكريم لما فيها من سعة رحمة ال ومغفرته لذنوب عباده ودعوتهم لحسن الظ ّ‬
‫وبعفوه عنهم مهما تعاظمت ذنوبهم فهي ل شيء أمام سعة رحمة ال تعالى فله الحمد وله الشكر‪.‬‬
‫عمَُلكَ وََل َتكُونَنّ‬ ‫حبَطَنّ َ‬ ‫ن مِنْ َقبِْلكَ َلئِنْ أَشْ َر ْكتَ َليَ ْ‬ ‫عُبدُ َأّيهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَ َقدْ أُوحِيَ إَِل ْيكَ وَإِلَى اّلذِي َ‬ ‫تحذير من الشراك بال‪( :‬قُلْ َأ َف َغيْرَ اللّ ِه تَ ْأمُرُونّي أَ ْ‬
‫عبُدْ َوكُن مّنْ الشّاكِرِينَ) ‪ 64‬إلى ‪.66‬‬ ‫سرِينَ * بَلِ اللّ َه فَا ْ‬ ‫مِنَ ا ْلخَا ِ‬
‫سبْحَانَهُ َو َتعَالَى‬ ‫ت ِب َيمِينِهِ ُ‬ ‫ت مَطْ ِويّا ٌ‬‫ضتُ ُه يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ وَالسّماوَا ُ‬‫جمِيعًا َقبْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ق َقدْرِهِ وَا ْلأَرْ ُ‬ ‫عظمة ال في الخلق تدفعنا للخلص له ( َومَا َقدَرُوا اللّ َه حَ ّ‬
‫ش ِركُونَ) آية ‪ .67‬وهذه أساس عدم الخلص لنه لو علم العبد قدر ال تعالى لما أشرك معه أحدا من مخلوقاته‪.‬‬ ‫عمّا يُ ْ‬ ‫َ‬
‫حتّى ِإذَا‬ ‫ج َهنّمَ ُزمَرًا َ‬ ‫وصف المخلصين في يوم القيامة ومقارنتهم بالكفار‪ .‬الكلّ يساق زمرا الكفار يساقون الى النّار‪( :‬وَسِيقَ اّلذِينَ كَ َفرُوا إِلَى َ‬
‫ت كَِلمَةُ ا ْلعَذَابِ‬ ‫ت َرّبكُمْ َويُنذِرُو َنكُمْ لِقَاء يَ ْو ِمكُ ْم َهذَا قَالُوا بَلَى وََلكِنْ حَقّ ْ‬ ‫ن عََل ْيكُ ْم آيَا ِ‬
‫ل مّنكُ ْم َيتْلُو َ‬‫جَاؤُوهَا ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُ ْم خَ َز َنتُهَا أَلَ ْم يَ ْأ ِتكُمْ ُرسُ ٌ‬
‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا َو ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُمْ‬ ‫جنّةِ ُزمَرًا َ‬ ‫ن اتّقَوْا َربّهُمْ ِإلَى ا ْل َ‬‫ق اّلذِي َ‬ ‫عَلَى ا ْلكَافِرِينَ) آية ‪ ،71‬والمخلصون يساقون إلى الجنة زمرا (وَسِي َ‬
‫ط ْبتُ ْم فَادْخُلُوهَا خَاِلدِينَ) آية ‪ 73‬لن ال تعالى يأبى أن يدخل المؤمن وحيدا إلى الجنة وإنما يدخل قي صحبته الصالحة في الدنيا‬ ‫خَ َز َنُتهَا سَلَا ٌم عََل ْيكُمْ ِ‬
‫وكأن هذا الجمع والدخول الجماعي هو ثمرة الخلص في الدنيا فالصحبة الصالحة أساسية في الدنيا لنها تعين على إخلص العبادة ل وفي الخرة‬
‫تدخل أفرادها زمرا لجنة الخلد‪ .‬فكلّ زمرة تحابوا في ال في الدنيا يدخلون الجنّة سويا إن شاء ال‪.‬‬
‫وسميّت السورة بـ (الزمر) لن ال تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من أهل الجنة وزمرة الشقياء من أهل النار وفي هذا دللة على أهمية الصحبة‬
‫في الدنيا فلنحسن صحبتنا في الدنيا عسى ال أن يحشرنا معهم زمرا إلى الجنة اللهم آمين‪.‬‬

‫***من اللمسات البيانية في سورة الزمر***‬


‫آية (‪:)2‬‬
‫ن ( ‪ )2‬الزمَر) و (إِن ََّا أَنَزلْن ََا عَلَي َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫*(إِن ََّا أَنَزلْن ََا إِلَي َْ َ‬
‫ك الْكِتَا ََ‬
‫ب‬ ‫ه الدِّي ََ‬ ‫صا ل َّ ُ‬
‫خل َِ ً‬ ‫م ْ‬
‫ه ُ‬ ‫قَّ فَاعْبُدِ الل َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ح‬‫ب بِال ْ َ‬
‫ك الْكِتَا ََ‬
‫َ‬ ‫ض ُّ‬ ‫ض َّ‬
‫ل (‪ )41‬الزمر) ما‬ ‫ت عَلَيْه ِم بِوَكِي ٍ‬ ‫ل عَلَيْه َا و َ َ‬
‫ما أن َ‬ ‫ما ي َ ِ‬‫ل فَإِن َّ َ‬ ‫من َ‬ ‫ن اهْتَدَى فَلِنَف ْ ِ‬
‫سهِ و َ َ‬ ‫ق ّ فَ َ‬
‫م ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫س بِال ْ َ‬‫لِلن ّا ِ‬
‫َ‬
‫الفرق بين إليك وعليك؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أولً ينبغي أن نعلم ما الفرق بين إلى وعلى في اللغة؟‪( .‬إلى) تفيد النتهاء و(على) للستعلء لذلك يقول أهل اللغة (على) تأتي للمور المستثقلة‬
‫صيَا ُم (‪ )183‬البقرة) لنه شاق‪( ،‬إِنّ الصّلَةَ‬ ‫ب عََل ْيكُمُ ال ّ‬ ‫ن آ َمنُو ْا كُتِ َ‬ ‫ب عََل ْيكُمُ ا ْل ِقتَالُ وَهُ َو كُرْ ٌه ّلكُ ْم (‪ )216‬البقرة) (يَا َأيّهَا اّلذِي َ‬ ‫الشاقة والمستكرهة ( ُكتِ َ‬
‫علَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ِكتَابًا مّ ْوقُوتًا (‪ )103‬النساء) والنحاة يقولون سرنا عشرة وبقيت علينا ليلتان‪ ،‬وقد حفظت القرآن وبقيت عليّ منه سورتان‪ ،‬هذا‬ ‫كَا َنتْ َ‬
‫ض المُ َقدّسَةَ اّلتِي َكتَبَ اللّهُ َلكُ ْم (‪ )21‬المائدة)‪ .‬عرفنا‬ ‫لرْ َ‬ ‫لك وهذا عليك‪ ،‬بخلف كتب لكم (وَا ْب َتغُو ْا مَا َكتَبَ اللّهُ َلكُ ْم (‪ )187‬البقرة) (يَا قَ ْو ِم ادْخُلُوا ا َ‬
‫عُبدِ اللّ َه مُخْلِصًا لّ ُه الدّينَ (‪ ))2‬والثانية (ِإنّا‬ ‫ق فَا ْ‬ ‫ب بِا ْلحَ ّ‬ ‫أنه (على) لما هو أشق في اللغة‪ .‬نقرأ اليتين ونرى في الية الولى (ِإنّا أَن َز ْلنَا إَِل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ل (‪ ))41‬نسأل‪ :‬أيها الشق وأثقل أن تعبد ال‬ ‫ت عََل ْيهِم بِ َوكِي ٍ‬
‫ل عََل ْيهَا َومَا أَن َ‬ ‫ضلّ َفِإّنمَا يَضِ ّ‬
‫حقّ َفمَنِ ا ْه َتدَى فَِلنَفْسِهِ َومَن َ‬ ‫س بِالْ َ‬
‫أَن َز ْلنَا عََل ْيكَ ا ْل ِكتَابَ لِلنّا ِ‬
‫حقّ َفمَنِ ا ْه َتدَى‬‫س بِالْ َ‬
‫وحدك أو تبلّغ الناس؟ أن تبلغ الناس أشدّ‪ .‬الية الولى ليس فيها تبليغ وإنما خطاب للنبي والثانية (ِإنّا أَن َز ْلنَا عََل ْيكَ ا ْل ِكتَابَ لِلنّا ِ‬
‫ت عََل ْيهِم بِ َوكِيلٍ (‪ ))41‬قال للناس وهذا تبليغ‪ ،‬الولى ليس فيها تبليغ والثانية فيها تبليغ وهي الشق والشد‬ ‫ل عََل ْيهَا َومَا أَن َ‬ ‫ضّ‬ ‫ل فَِإّنمَا يَ ِ‬
‫فَِلنَ ْفسِهِ َومَن ضَ ّ‬
‫فيضع (على) مع التبليغ‪ ،‬الولى فيها نبوة والثانية فيها رسالة (ِإنّا أَنزَ ْلنَا عََل ْيكَ ا ْل ِكتَابَ لِلنّاسِ) هذه رسالة‪ .‬الولى ليس فيها تبليغ للناس ولذلك قال‬
‫ل عََل ْيهَا) هذه رسالة‪ ،‬إذن المشقة فيما أمر به في الدعوة إلى سبيل‬ ‫ضلّ َفِإّنمَا يَضِ ّ‬ ‫عُبدِ اللّ َه مُخِْلصًا لّ ُه الدّينَ) الثانية فيها ( َفمَنِ ا ْه َتدَى فَِلنَفْسِهِ َومَن َ‬ ‫(فَا ْ‬
‫ال تعالى‪.‬‬
‫*ما الفرق بين أُنزل بالبناء للمجهول و أَنزل بالبناء للمعلوم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إذا أراد الحديث عن نائب الفاعل بنى الفعل للمجهول وإذا أراد الحديث عن الفاعل ذكره‪ .‬عموم الكلم ماذا يريد المتكلم؟ هل الكلم عن الفاعل أو‬
‫عبُدِ اللّهَ‬
‫ق فَا ْ‬
‫عن نائب الفاعل؟‪ .‬فإذا كان الكلم على الفاعل ذكر الفاعل وإذا كان الكلم عن نائب الفاعل ذكره‪ .‬مثال (ِإنّا أَنزَ ْلنَا إَِل ْيكَ ا ْل ِكتَابَ بِالْحَ ّ‬
‫ن (‪ )2‬الزمر) (ِإنّا أَنزَ ْلنَا) الكلم عن ال وليس عن الكتاب‪ .‬فإذن هناك إذا كان الكلم عن نائب الفاعل يبنيه للمجهول‪.‬‬ ‫خلِصًا لّهُ الدّي َ‬
‫مُ ْ‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫* ما الفرق بين الحكم والفصل في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الفرق بين الحكم والفصل‪ ،‬الحكم القضاء والفصل أشد لنه يكون بَوْن أحدهما‪ ،‬أن يكون بينهما فاصل حاجز إذن الفصل أشد فإذن لما يقول في‬
‫القرآن يفصل بينهم تكون المسافة أبعد كأن يذهب أحدهم إلى الجنة والخر إلى النار أما الحكم فل وقد يكون في ملة واحدة‪ ،‬نضرب أمثلة‪َ ( :‬وقَاَلتِ‬
‫حكُ ُم َبيْ َنهُمْ‬ ‫ل قَوِْلهِ ْم فَاللّ ُه يَ ْ‬‫ن ِمثْ َ‬
‫ل َيعْلَمُو َ‬‫ب َكذَِلكَ قَالَ اّلذِينَ َ‬ ‫شيْءٍ وَ ُه ْم َيتْلُونَ ا ْل ِكتَا َ‬ ‫ت ا ْل َيهُو ُد عَلَى َ‬‫ت النّصَارَى َليْسَ ِ‬ ‫شيْءٍ َوقَالَ ِ‬ ‫ا ْليَهُودُ َليْسَتِ النّصَارَى عَلَىَ َ‬
‫ن (‪ )113‬البقرة) هؤلء يذهبون معا إلى جهة واحدة اليهود والنصارى كلهما ليس أحدهما إلى الجنة والخر إلى‬ ‫ختَلِفُو َ‬
‫يَوْ َم الْ ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُو ْا فِيهِ َي ْ‬
‫ن (‪ )124‬النحل) اختلف في‬ ‫ختَلِفُو َ‬
‫حكُ ُم َب ْينَهُ ْم يَ ْومَ الْ ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُو ْا فِي ِه يَ ْ‬
‫ختَلَفُواْ فِيهِ وَإِنّ َرّبكَ َليَ ْ‬
‫ت عَلَى اّلذِينَ ا ْ‬ ‫سبْ ُ‬ ‫جعِلَ ال ّ‬ ‫النار فليس فيه فصل‪ِ( .‬إّنمَا ُ‬
‫خذُوا مِن دُونِهِ أَوِْليَاء مَا َن ْعبُدُهُمْ إِلّا ِليُقَ ّربُونَا ِإلَى اللّ ِه زُلْفَى إِنّ اللّهَ‬ ‫ملة واحدة وهم اليهود‪ ،‬وكلهم يذهبون معا إلى جهة واحدة مع بعض‪( .‬وَاّلذِينَ اتّ َ‬
‫ن هَادُوا وَالصّا ِبئِينَ وَالنّصَارَى وَا ْل َمجُوسَ وَاّلذِينَ‬ ‫ن (‪ )3‬الزمر) كلهم يذهبون إلى جهة واحدة‪( .‬إِنّ اّلذِينَ آ َمنُوا وَاّلذِي َ‬ ‫ختَلِفُو َ‬
‫حكُ ُم َب ْي َنهُمْ فِي مَا هُ ْم فِي ِه يَ ْ‬‫يَ ْ‬
‫شهِيدٌ (‪ )17‬الحج) هؤلء ل يذهبون إلى جهة واحدة فهم فئات مختلفة إذن يفصل‪.‬‬ ‫شيْءٍ َ‬ ‫ل َب ْينَهُ ْم يَ ْومَ الْ ِقيَامَةِ إِنّ اللّ َه عَلَى كُلّ َ‬ ‫َأشْ َركُوا إِنّ اللّهَ َيفْصِ ُ‬
‫صبَرُوا َوكَانُوا بِآيَاتِنَا‬ ‫ن بَِأمْ ِرنَا َلمّا َ‬ ‫جعَ ْلنَا ِمنْهُمْ َأ ِئمّ ًة َيهْدُو َ‬
‫الفصل يتضمن الحكم حكم وفصل فيكون أشد‪ .‬ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى ( َو َ‬
‫ن (‪ )25‬السجدة) قالوا الفصل بين النبياء وأممهم وبين المؤمنين‬ ‫ختَلِفُو َ‬
‫صلُ َب ْي َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِي ِه يَ ْ‬
‫ك هُ َو يَفْ ِ‬ ‫ن (‪ )24‬إِنّ َرّب َ‬ ‫يُو ِقنُو َ‬
‫حقّ وَلَا‬ ‫حكُم بَ ْي َننَا بِالْ َ‬‫ض فَا ْ‬ ‫ضنَا عَلَى َبعْ ٍ‬ ‫ن َبغَى َبعْ ُ‬ ‫صمَا ِ‬ ‫والمشركين‪ .‬فإذن الفصل حكم لكن فيه بَوْن كل جهة تذهب إلى مكان لذا قال في سورة ص (خَ ْ‬
‫ط (‪ ))22‬هذا حكم قضاء‪.‬‬ ‫ط ْ‬ ‫تُشْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ه‬
‫م فِي ِ‬
‫ما ه ُ ْ‬
‫م ف ِي َ‬ ‫حك ُ ُ‬
‫م بَيْنَه ُ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫*ما الفرق بين قوله تعالى فى آيات كثيرة فى القرآن الكريم (إ ِ ّ‬
‫ن (‪ )113‬البقرة)؟(د‪.‬فاضََل‬ ‫ما كَانُوا ْ فِيه َِ ي َ ْ‬
‫ختَلِفُو َ َ‬ ‫م الْقِيَا َ‬
‫مةِ فِي َ َ‬ ‫م يَوْ َ َ‬ ‫حك ُ َ ُ‬
‫م بَيْنَهُ َ ْ‬ ‫ن (‪ )3‬الزمََر) ي َ ْ‬
‫ختَلِفُو َ َ‬
‫يَ ْ‬
‫السامرائى)‬
‫ختَلِفُونَ (‪)113‬‬
‫حكُ ُم بَ ْي َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُواْ فِي ِه يَ ْ‬
‫الية توضح الكثر لما يقول (كانوا) الكلم عن يوم القيامة والختلف كان في الدنيا (فَاللّهُ َي ْ‬
‫ختَلِفُونَ) هذه الن وليس في يوم‬ ‫ن (‪ )17‬الجاثية)‪( .‬فِيمَا فِي ِه يَ ْ‬ ‫ختَِلفُو َ‬
‫البقرة) الختلف في الدنيا مثل(إِنّ َرّبكَ يَ ْقضِي َبيْ َنهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَ ْ‬
‫القيامة لنها تقصد الدنيا‪.‬‬
‫آية (‪:)6‬‬
‫جه َا وَب َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جال ً كَثِيًرا‬ ‫ما رِ َ‬‫منْه ُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫زو َ‬ ‫خل َقَ ِ‬
‫منْه َا َ ْ‬ ‫حدَةٍ وَ َ‬‫س وَا ِ‬ ‫خلَقَك ُم ِّ َ‬
‫من َ ن ّف ْ ٍ‬ ‫م ال ّذِي َ‬‫س اتَّقُوا ْ َربَّك ُ ُ‬
‫*(ي َا أيُّه َا النَّا ُ‬
‫ن‬‫سك ُ َ‬‫جه َا لِي َ ْ‬
‫زو َ‬
‫منْه َا َ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬‫حدَةٍ َو َ‬‫س وَا ِ‬ ‫خلَقَك ُم ِّ َ‬ ‫ساء (‪ )1‬النساء) وفي العراف قال (هُوَ ال ّذِي َ‬
‫من ن ّف ْ ٍ‬ ‫وَن ِ َ‬
‫جه َا ( ‪ ))6‬فما اللمسة البيانية في‬ ‫زو َ‬
‫منْه َا َ ْ‬‫ل ِ‬‫جعَ َ‬‫م َ‬ ‫حدَةٍ ث ُ َّ‬
‫س َوا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خلقَك ُم ِّ‬ ‫إِلَيْه َا (‪ ))189‬وفي الزمر ( َ‬
‫من ن ّف ْ ٍ‬
‫الختلف بين اليات؟ وما الفرق بين الخلق والجعل؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الجعل في الغالب حالة بعد الخلق فالخلق أقدم وأسبق‪ .‬جعل الزرع حطاما ليست مثل خلق الزرع حطاما‪ .‬جعل بمعنى صيّر‪ ،‬هو خلقه ثم جعله‬
‫خنَازِي َر (‪ )60‬المائدة) ل يعني خلقهم وإنما يعني صيّرهم‪ .‬إذن في الغالب الجعل بعد الخلق (قَالَ ِإنّي جَاعُِلكَ لِلنّاسِ ِإمَامًا (‬ ‫جعَلَ ِم ْنهُمُ ا ْلقِ َردَةَ وَا ْل َ‬‫( َو َ‬
‫‪ )124‬البقرة) صيّره إماما وليس خلقه إماما‪ .‬إذن هذا المر العام ولذلك كل (جعل زوجها) بعد الخلق‪ ،‬نلحظ في سورة النساء قال (يَا َأّيهَا النّاسُ‬
‫ل َكثِيرًا َونِسَاء (‪ ))1‬هذا في آدم وحواء‪ ،‬هذا خلق‪( .‬هُوَ اّلذِي خَلَ َقكُم مّن‬ ‫ث ِم ْن ُهمَا رِجَا ً‬‫جهَا َوبَ ّ‬
‫ق مِ ْنهَا َزوْ َ‬
‫حدَةٍ وَخََل َ‬ ‫خلَ َقكُم مّن نّفْسٍ وَا ِ‬ ‫اتّقُواْ َرّبكُمُ اّلذِي َ‬
‫ن آ َت ْيتَنَا صَالِحا ّل َنكُونَنّ مِنَ‬
‫ت بِهِ فََلمّا َأثْقَلَت دّعَوَا اللّ َه َرّبهُمَا َلئِ ْ‬
‫خفِيفًا َفمَرّ ْ‬
‫حمْلً َ‬ ‫حمََلتْ َ‬‫سكُنَ إَِل ْيهَا فََلمّا َتغَشّاهَا َ‬‫جهَا ِليَ ْ‬
‫ل مِ ْنهَا َزوْ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫حدَةٍ َو َ‬ ‫نّ ْفسٍ وَا ِ‬
‫ن (‪ )190‬العراف) هذه ليس آدم وحواء وإنما بعد‪ ،‬ذاك‬ ‫عمّا يُشْ ِركُو َ‬ ‫ش َركَاء فِيمَا آتَا ُهمَا َف َتعَالَى اللّهُ َ‬ ‫ن (‪ )189‬فََلمّا آتَا ُهمَا صَالِحا َ‬
‫جعَلَ لَهُ ُ‬ ‫الشّاكِرِي َ‬
‫خلُ ُقكُمْ‬
‫ج يَ ْ‬
‫جهَا وَأَنزَلَ َلكُم مّنْ ا ْلَأ ْنعَا ِم َثمَا ِنيَةَ َأزْوَا ٍ‬
‫ل ِم ْنهَا زَوْ َ‬
‫جعَ َ‬‫حدَ ٍة ثُمّ َ‬ ‫خلَ َقكُم مّن نّفْسٍ وَا ِ‬ ‫خلق وهذا جعل‪ ،‬جعل هذه زوج هذه‪ .‬في سورة الزمر قال ( َ‬
‫ن (‪ ))6‬خلقكم من نفس واحدة آدم وهذا‬ ‫ص َرفُو َ‬
‫ث ذَِلكُمُ اللّهُ َرّبكُمْ لَ ُه ا ْلمُ ْلكُ لَا إِلَهَ إِلّا هُ َو فََأنّى تُ ْ‬ ‫ت ثَلَا ٍ‬
‫ظُلمَا ٍ‬
‫ق فِي ُ‬
‫فِي بُطُونِ ُأ ّمهَاتِكُ ْم خَلْقًا مِن َب ْعدِ خَلْ ٍ‬
‫جهَا) يقصد حواء و (جعل منها زوجها) الكلم عن الذرية فلما ذكر حواء قال (خََلقَ‬ ‫ق ِم ْنهَا زَ ْو َ‬‫الصل لكن جعل زوجة جعل فلن زوج فلن‪( ،‬خَلَ َ‬
‫جهَا) ولما ذكر الذرية قال (جعل منها زوجها)‪.‬‬ ‫ِم ْنهَا زَ ْو َ‬
‫جهََا‬‫منْهََا َزوْ َ‬ ‫جعَ َ‬
‫ل ِ‬ ‫م َ‬‫حدَةٍ ث َُ َّ‬
‫س وَا ِ‬ ‫خلَقَك َُم ّ َِ َ‬
‫من ن ّفَْ ٍ‬ ‫ُ‬
‫*مَا دللة إدخال النعام فَي خلق النسَان فَي اليَة ( َ‬
‫َ‬
‫ت ث َل ٍ‬
‫ث‬ ‫ما ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ق ف ِي ظل َ‬ ‫خل ٍ‬
‫ْ‬ ‫من بَعْدِ َ‬ ‫ْ‬
‫خلق ًا ِ‬ ‫ُ‬
‫مهَاتِك ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ف ِي بُطُو ِ‬ ‫ة أَْزوَا ٍج ي َ ْ‬
‫خلُقُك ُ ْ‬ ‫مانِي َ َ‬
‫َ‬ ‫ن اْلَنْعَام ِ ث َ‬‫ْ‬ ‫ل لَك ُم ِّ‬
‫م‬ ‫وَأَنَز َ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َ ْ ْ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )6‬الزمر)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ه إ ِ ّل هُوَ فَأنَّى ت ُ ْ‬
‫صَرفُو َ‬ ‫ملك ل إِل َ‬ ‫ه ال ُ‬‫مل ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َرب ّك ْ‬ ‫ذَلِك ُ ُ‬
‫جهَا)؟ حواء‪ .‬هذان آدم وحواء أنزلهما إلى الرض وأنزل معهما طعامهما‬ ‫ل ِم ْنهَا زَ ْو َ‬‫جعَ َ‬
‫من المقصود بالنفس الواحدة؟ آدم ‪ ،‬ومن المقصود بـ (ثُمّ َ‬
‫مستلزمات الحياة فذكر (وَأَن َزلَ َلكُم مّنْ الَْأ ْنعَا ِم َثمَا ِنيَةَ أَزْوَاجٍ)‪ .‬هذه الزواج هي مستلزمات وجود النسان على الرض‪ .‬أما نحن فقد خُلِقنا بعدها‬
‫خلْقٍ) هذا ليس آدم وحواء وإنما نحن وذكر خلق آدم وحواء في بداية السورة‪ .‬خلقهما وأنزلهما وكان‬ ‫خلْقًا مِن َب ْعدِ َ‬
‫ج يَخُْل ُقكُ ْم فِي بُطُونِ ُأ ّمهَا ِتكُمْ َ‬ ‫(أَ ْزوَا ٍ‬
‫خلْقٍ) فهذا نحن لذا ذكرها بعد الولى (خلق آدم وحواء)‪.‬‬ ‫خلْقًا مِن َب ْعدِ َ‬
‫ج يَخُْل ُقكُ ْم فِي بُطُونِ ُأ ّمهَا ِتكُمْ َ‬
‫الغذاء معدا لهما فل ينزلهم بدون غذاء‪ .‬أما (أَ ْزوَا ٍ‬
‫إذن خلق آدم وحواء سابقة علينا وذكر ما يتعلق بهما ثم ذكر خلقنا نحن وليس الكلم على آدم هنا‪ .‬لذلك لحظ في سورة النحل لما ذكر تعالى خلقنا‬
‫ن (‪ )4‬وَا َ‬
‫لنْعَامَ خََل َقهَا َلكُ ْم فِيهَا‬ ‫ش ِركُونَ (‪ )3‬الِنسَا َ‬
‫ن مِن نّطْفَ ٍة فَِإذَا هُ َو خَصِي ٌم ّمبِي ٌ‬ ‫عمّا يُ ْ‬
‫ق َتعَالَى َ‬ ‫ض بِا ْلحَ ّ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَرْ َ‬ ‫خلَقَ ال ّ‬ ‫ذكر بعدها النعام ( َ‬
‫ن (‪ ))5‬هذا خلقنا نحن وليس آدم ثم ذكر بعدها (والنعام خلقها) خلقها لنا هنا وليس لدم‪ .‬أما في سورة الزمر ذكر آدم ثم‬ ‫فءٌ َو َمنَافِعُ َومِ ْنهَا تَ ْأكُلُو َ‬‫دِ ْ‬
‫ذريته من بعد‪.‬‬
‫*ما دللة كلمة أنزل فى الية(‪)6‬الزمر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أنزل في هذه الية بمعنى خلق‪.‬‬

‫آية (‪:)8‬‬
‫ة من عندنا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ة منا ونعم ً‬
‫*ما الفرق بين آتاني نعم ً‬
‫في القرآن يستعمل رحمة من عندنا أخص من رحمة منا‪ ،‬ل يستعمل رحمة من عندنا إل مع المؤمنين فقط أما رحمة منا فعامة يستعملها مع المؤمن‬
‫والكافر‪( .‬من عندنا) يستعملها خاصة و (منا) عامة‪ .‬حتى (نعمة منا) و (نعمة من عندنا)‪ ،‬يستعمل (منا) عامة و (نعمة من عندنا) خاصة مثل (فَِإذَا‬
‫ن ضُ ّر دَعَا َربّ ُه ُمنِيبًا إَِليْ ِه ثُمّ ِإذَا خَوّلَ ُه ِن ْعمَةً‬ ‫ل ِإنّمَا أُوتِيتُ ُه عَلَى عِ ْلمٍ (‪ )49‬الزمر) (وَِإذَا مَسّ ا ْلإِنسَا َ‬ ‫س الْإِنسَانَ ضُ ّر دَعَانَا ثُمّ ِإذَا خَوّ ْلنَا ُه ِن ْعمَةً ّمنّا قَا َ‬
‫مَ ّ‬
‫شكَ َر (‬ ‫جزِي مَن َ‬ ‫ن عِندِنَا َكذَِلكَ نَ ْ‬ ‫سحَ ٍر (‪ِ )34‬ن ْعمَةً مّ ْ‬ ‫ج ْينَاهُم بِ َ‬
‫ط نّ ّ‬ ‫ل (‪ )8‬الزمر) (ِإنّا َأرْسَ ْلنَا عََل ْيهِ ْم حَا ِ‬
‫صبًا إِلّا آلَ لُو ٍ‬ ‫ن َيدْعُو ِإَليْهِ مِن َقبْ ُ‬ ‫ي مَا كَا َ‬
‫ّمنْ ُه نَسِ َ‬
‫‪ )35‬القمر) ‪.‬‬
‫آية (‪:)10‬‬
‫*ما الفرق بين (عباد) و(عبادى)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في القرآن الكلمتان موجودتان عبادي مرسومة بالياء وعبادِ بالكسرة وكلتاهما مضافة إلى ياء المتكلم‪ .‬في القرآن عندما يقول (عبادي) بالياء‬
‫مجموعة العباد أكثر فكأنه يحذف معناه أن العباد أقل‪ .‬عبادي أحرفها أكثر من عباد فهم أكثر هذا في القرآن كله إذا قال عبادي بالياء فالمجموعة‬
‫جمِيعًا (‪ )53‬الزمر) هؤلء كثرة لنه ( َومَا َأ ْكثَرُ‬ ‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه َيغْ ِف ُر ال ّذنُوبَ َ‬
‫سهِمْ لَا تَ ْقنَطُوا مِن رّ ْ‬‫علَى أَن ُف ِ‬
‫عبَادِيَ اّلذِينَ أَسْ َرفُوا َ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫أكثر مثال (قُ ْ‬
‫ب (‪ )186‬البقرة) كلهم بدون استثناء لم يستثني فجاء عبادي بالياء‪،‬‬ ‫عنّي فَِإنّي َقرِي ٌ‬ ‫عبَادِي َ‬
‫ك ِ‬ ‫ت ِبمُ ْؤمِنِينَ (‪ )103‬يوسف)‪( ،‬وَِإذَا سَأََل َ‬ ‫النّاسِ وََلوْ حَ َرصْ َ‬
‫ل يَا‬‫سنَهُ (‪ )18‬الزمر) قلة‪( ،‬قُ ْ‬ ‫حَ‬ ‫ل َف َيتّ ِبعُونَ أَ ْ‬
‫س َتمِعُونَ ا ْلقَوْ َ‬ ‫عبَادِ (‪ )17‬اّلذِي َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ن (‪ )53‬السراء)‪َ ( .‬فبَشّ ْر ِ‬ ‫يجبهم كلهم‪َ ( ،‬وقُل ّل ِعبَادِي يَقُولُواْ اّلتِي هِيَ َأحْسَ ُ‬
‫عبَادِيَ‬ ‫حسَابٍ (‪ )10‬الزمر)‪( ،‬يَا ِ‬ ‫سعَةٌ ِإّنمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ َأجْرَهُم بِ َغيْرِ ِ‬ ‫ض اللّهِ وَا ِ‬‫سنَةٌ وَأَرْ ُ‬
‫حَ‬‫سنُوا فِي َهذِهِ الدّ ْنيَا َ‬ ‫حَ‬ ‫عبَادِ اّلذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا َرّبكُمْ لِّلذِينَ أَ ْ‬ ‫ِ‬
‫عُبدُونِ (‪ )56‬العنكبوت) هناك قال اتقوا ربكم صارت التقوى إضافة إلى اليمان وهنا لم يقل اتقوا ربكم‪ ،‬ثم‬ ‫ي فَا ْ‬
‫سعَ ٌة فَِإيّا َ‬
‫ن آ َمنُوا إِنّ أَرْضِي وَا ِ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫ل نَفْسٍ‬ ‫ن (‪ )56‬كُ ّ‬ ‫عبُدُو ِ‬
‫ي فَا ْ‬
‫سعَةٌ َفِإيّا َ‬‫ن آ َمنُوا إِنّ أَ ْرضِي وَا ِ‬ ‫ب (‪ )10‬الزمر) هؤلء قلة‪( ،‬يَا ِ‬
‫عبَادِيَ اّلذِي َ‬ ‫جرَهُم ِب َغيْرِ حِسَا ٍ‬ ‫هو قال (ِإّنمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ أَ ْ‬
‫ن (‪ )57‬العنكبوت) كثرة فجاء بـ(عبادي) مع الكثرة و(عبادِ) مع القلة‪ .‬من حيث العراب (عبادي وعبادِ) واحد‪،‬‬ ‫جعُو َ‬ ‫ت ثُمّ إَِل ْينَا تُرْ َ‬
‫ذَائِقَةُ ا ْلمَ ْو ِ‬
‫(عبادي) عباد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه وفي (عبادِ) هذه تقديرا‪ ،‬مضاف ومضاف إليه مركب‪ .‬هذه من خصوصيات الستعمال القرآني‪.‬‬
‫*مََا الفرق بيََن كلمََة (عبادي) فََي سََورة العنكبوت وكلمََة (عباد) فََي سََورة الزمََر؟(د‪.‬فاضََل‬
‫السامرائى)‬
‫عبَادِيَ اّلذِينَ آ َمنُوا ِإنّ أَ ْرضِي‬ ‫ن {‪ }55‬يَا ِ‬ ‫ل ذُوقُوا مَا كُنتُ ْم َتعْمَلُو َ‬
‫جِلهِمْ َويَقُو ُ‬ ‫حتِ أَرْ ُ‬ ‫ب مِن فَ ْو ِقهِمْ َومِن تَ ْ‬ ‫قال تعالى في سورة العنكبوت (يَوْ َم َيغْشَا ُهمُ ا ْل َعذَا ُ‬
‫حذَرُ الْآخِرَةَ‬
‫ت آنَاء الّليْلِ سَاجِدا َوقَائِما يَ ْ‬ ‫ن هُ َو قَانِ ٌ‬ ‫ن {‪ )}57‬وقال في سورة الزمر (َأمّ ْ‬ ‫جعُو َ‬
‫ت ثُمّ ِإَليْنَا تُ ْر َ‬
‫س ذَائِقَةُ ا ْلمَوْ ِ‬ ‫ن {‪ }56‬كُلّ َنفْ ٍ‬ ‫عبُدُو ِ‬‫سعَ ٌة فَِإيّايَ فَا ْ‬
‫وَا ِ‬
‫سنُوا فِي‬ ‫عبَادِ اّلذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا َرّبكُمْ لِّلذِينَ َأحْ َ‬
‫ل يَا ِ‬ ‫ب {‪ }9‬قُ ْ‬ ‫ستَوِي اّلذِينَ َيعَْلمُونَ وَاّلذِينَ لَا َيعَْلمُونَ ِإّنمَا َيتَ َذكّرُ أُوْلُوا الْأَ ْلبَا ِ‬ ‫ل َهلْ يَ ْ‬
‫حمَةَ َربّهِ قُ ْ‬
‫َويَ ْرجُو َر ْ‬
‫ب {‪ )}10‬وإذا لحظنا اليات في كلتا السورتين نجد أن بينهما فروقات‬ ‫جرَهُم ِبغَيْ ِر حِسَا ٍ‬ ‫سعَةٌ ِإّنمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ أَ ْ‬ ‫سنَةٌ وَأَ ْرضُ اللّهِ وَا ِ‬‫َهذِ ِه ال ّدنْيَا حَ َ‬
‫كثيرة ليس فقط في ذكر وحذف الياء من كلمة عبادي‪ .‬والتعبير القرآني مقصود وكل حذف وإضافة مقصود أن يوضع في مكانه‪.‬‬
‫‪ .1‬في سورة العنكبوت ذكر ياء المتكلم في قوله تعالى (يا عبادي الذين آمنوا) أما في آية سورة الزمر أُشير إلى ياء المتكلم بالكسرة فجاءت‬
‫عباد (قل ياعباد الذين آمنوا) وفي الحالتين إضيفت ياء المتكلم ففي الولي هي موجودة وفي الثانية محذوفة ومشار إليها بالكسرة‪ .‬وكلمة‬
‫عبادي تدل على أن مجموعة العباد الذين يناديهم ال تعالى ويخاطبهم أوسع والقتطاع من الكلمة (عباد) يقتطع جزء من العباد المخاطبين‪.‬‬
‫وأحيانا يُقتطع من الفعل أو يكون مكتلً ولهما حالة إعرابية واحدة والقتطاع جائز في اللغو ولكن له سبب يتعلق بطول الحدث أو اتساعه‪.‬‬
‫وكلمة عباد هي تدل على عدد أقل من عبادي ‪ .‬ومن أشهر أحوال إقتطاع ياء المتكلم هي حذف للياء واستبدالها بالكسرة مثل قوله تعالى‬
‫جمِيعا ِإنّ ُه هُوَ ا ْلغَفُورُ‬
‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه َيغْفِ ُر ال ّذنُوبَ َ‬
‫سهِمْ لَا تَ ْقنَطُوا مِن رّ ْ‬‫س َرفُوا عَلَى أَنفُ ِ‬ ‫عبَادِيَ اّلذِينَ أَ ْ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫(قل يا عباد) وقوله تعالى (قُ ْ‬
‫الرّحِي ُم {‪ }53‬الزمر) بذكر الياء لن المسرفون هم كثر لذا جاءت عبادي بياء المتكلم‪ .‬وقوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب‬
‫أجيب دعوة الداع إذا دعان) جاءت عبادي بذكر ياء المتكلم لنها تشمل كل العباد‪ .‬أما قوله تعالى (فبشّر عباد) حذفت الياء لنهم طائفة‬
‫أقل فالذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه هم قليل حتى أنه لم يقل فيتبعون الحسن وإنما قال الحسن فكان المخاطبين قلة‪ .‬وفي قوله تعالى‬
‫ن {‪ }56‬العنكبوت) تدل على أن العبادة أوسع من التقوى‬ ‫عبُدُو ِ‬
‫ي فَا ْ‬
‫سعَةٌ َفِإيّا َ‬‫عبَادِيَ اّلذِينَ آ َمنُوا إِنّ أَ ْرضِي وَا ِ‬ ‫في آية سورة العنكبوت (يَا ِ‬
‫فالكثير من الناس يقوم بالعبادة لكن القليل منهم هم المتقون‪.‬‬
‫عُبدُونِ) العباد عباده والرض أرضه ولضافة الياء إلة كلمة عبادي والرض‬ ‫ي فَا ْ‬‫سعَ ٌة فَِإيّا َ‬‫قال تعالى في سورة العنكبوت (إِنّ َأرْضِي وَا ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫سعَةٌ) لم يقتضي التأكيد للرض بأنها واسعة وإنما‬ ‫ض اللّهِ وَا ِ‬
‫ناسب سعة العباد سعة الرض فأكدها بـ (إن) أما في آية سورة الزمر (وَأَرْ ُ‬
‫جاءت فقط (وأرض ال واسعة)‪.‬‬
‫ن {‪ )}57‬وهي تشمل جميع العباد ثم قوله تعالى (ثم إلينا ترجعون) جعلها‬ ‫جعُو َ‬ ‫ت ثُمّ إَِل ْينَا تُرْ َ‬
‫س ذَائِقَةُ ا ْلمَ ْو ِ‬
‫ل نَفْ ٍ‬
‫وجاء في سورة العنكبوت (كُ ّ‬ ‫‪.3‬‬
‫ب {‪ )}10‬الصابرون هم قلة فناسب سياق الية‬ ‫جرَهُم ِب َغيْرِ حِسَا ٍ‬‫مع الطبقة الواسعة عبادي)‪ .‬أما في سورة الزمر (ِإّنمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ أَ ْ‬
‫كلها الطبقة القليلة مع عباد‪.‬‬
‫وإذا استعرضنا اليات في السورتين لوجدنا أن ضمير المتكلم تكرر ‪ 5‬مرات في سورة العنكبوت (عبادي‪ ،‬إياي‪ ،‬اعبدون‪ ،‬إلينا‪ ،‬أرضي)‬ ‫‪.4‬‬
‫بينما جاء في سورة الزمر ضمير محذوف (قل يا عباد)‪.‬‬
‫آية سورة العنكبوت مبنية على التكلّم بينما آية سورة الزمر مبنية على الغيبة أي خطاب غير مباشر وتبليغ في استخدام (قل)‪ .‬وسياق‬ ‫‪.5‬‬
‫ن عنهم) فال تعالى يُظهر ذاته العليّة (وإن‬ ‫اليات في سورة العنكبوت مبني على ضمير ذكر النفس (ولقد فتنا الذين من قبلكم) (لنكفّر ّ‬
‫جاهداك لتشرك بي) (إلي مرجعكم فأنبئكم) (ووهبنا له اسحق) (يا عبادي الذين آمنوا) (لنبؤنهم في الجنة غرفا) (لنهدينهم سبلنا)‪ .‬أما سورة‬
‫الزمر فمبنية عل ضمير الغيبة كلها (قل يا عباد) (فاعبد ال مخلصا له الدين) (والذين اتخذوا من دونه أولياء) (ثم إلى ربكم مرجعكم)‬
‫(دعا ربه منيبا إليه) (ل تقنطوا من رحمة ال) إلى آخر السورة (وسيق الذين كفروا) (وسيق الذين اتقوا ربهم)‪.‬‬
‫وهنا يأتي سؤال آخر وهو لماذا جاءت (قل) في آية سورة الزمر ولم ترد في آية سورة العنكبوت؟ نقول أن سياق اليات مبني على‬ ‫‪.6‬‬
‫التبليغ في سورة الزمر بينما في العنكبوت السياق مبني على ذكر النفس وليس التبيغ‪ .‬وفي سورة الزمر أمر بالتليغ تكرر ‪ 14‬مرة (قل هل‬
‫يستوي) (قل إني أمرت) (قل ال أعبد) (قل إن الخاسرين) (قل أفرأيتم) (قل ل الشفاعة) (قل اللهم فاطر السموات) (قل أفغير ال)‪ .‬أما في‬
‫سورة العنكبوت فقد وردت ثلث مرات فقط‪ .‬لذا اقتضى السياق ذكرها في آية الزمر وعدم ذكرها في آية العنكبوت‪.‬‬
‫صابرو َ‬
‫‪ ))10‬سََورة‬ ‫ب(‬
‫سا ٍ‬
‫ح ََ‬
‫م بِغَيْرِ ِ‬
‫جَرهَُ ْ‬
‫نأ ْ‬‫ما يُوَفََّى ال ََّ ِ ُ َ‬
‫* مَا اللمسَة البيانيََة فَي قوله تعالى (ِن ََّ َ‬
‫الزمر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سعَةٌ ِإّنمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ َأجْرَ ُهمْ‬
‫ض اللّهِ وَا ِ‬
‫سنَةٌ وَأَرْ ُ‬
‫حَ‬‫سنُوا فِي َهذِهِ الدّ ْنيَا َ‬
‫حَ‬‫عبَادِ اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا َرّبكُمْ لِّلذِينَ أَ ْ‬
‫ل يَا ِ‬
‫قال تعالى في سورة الزمر (قُ ْ‬
‫ب عليهم صبا بغير حساب للدللة على المبالغة في الجر‪ ،‬أو أن‬ ‫ب (‪ ))10‬والمفسرون يفسرونها أحد تفسيرين‪ :‬إما أن الجر يُص ّ‬ ‫ِب َغيْرِ حِسَا ٍ‬
‫الصابرين يُصب عليهم الجر ول يحاسبون لن الصابر يؤجر بدون أن يُحاسب ويُسقط عنه الجر بقدر ما صبر ويُتجاوز عنه ويُدخله ال تعالى‬
‫الجنة بغير حساب‪ .‬فكلمة (بغير حساب) قد تكون للجر وقد تكون للصابرين وهي تحتمل المعنيين‪ .‬وفي الحديث الشريف عن سول ال ‪":‬سبعون‬
‫ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب"‪.‬‬
‫آية (‪:)12‬‬
‫*ما معنى قوله تعالى (وأُمرت أن أكون أول المسلمين) عن سيدنا محمد مع العلم أن النبياء قبله‬
‫كانوا مسلمين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫السلم هو دين ال وهو الدين من أول النبياء إلى يوم الدين وقد سبق في القرآن الكريم ذكر نوح وابراهيم ولوط ومن اتبعهم بأنهم من المسلمين‬
‫لكن دين السلم كإسلم أُطلق على ديننا وسيدنا محمد هو أول من أسلم‪.‬‬
‫ن أَوَّ َ‬
‫ل‬ ‫*مَا الفرق بيَن قوله تعالى (وأ ُمر ت أ ََن أَكُو ن م ن ال ْم سل ِمين ﴿‪ ﴾72‬يونَس) (وأ ُمر ت ِل ََ َ‬
‫ن أكُو ََ‬
‫ْ‬ ‫َ ِ ْ َُ‬ ‫ََ ِ ََ ُ َْ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ْ َُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ﴿‪ ﴾104‬يونس)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منِي َ‬ ‫ن ال ُ‬
‫م َ‬
‫ن ِ‬ ‫ُ‬
‫ن أكو َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬
‫ن ﴿‪ ﴾12‬الزمر) (وَأ ِ‬
‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ن مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾104‬يونس)‬ ‫ن مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾72‬يونس) (وَُأمِرْتُ ِلأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْل ُمسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾12‬الزمر) (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ‬ ‫(وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ‬
‫ل ا ْلمُسِْلمِينَ) حروف‬ ‫سِلمِينَ) و (أَنْ َأكُونَ مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) و (لِأَنْ َأكُونَ أَوّ َ‬ ‫وهكذا وما بينها من فروق بحروف‪ .‬أبيّن الفرق بين (أَنْ َأكُونَ مِنَ ا ْلمُ ْ‬
‫مختلفة ولكنها تختلف في المعنى تماما‪.‬‬
‫ن مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ) وراءها يقول له‬ ‫إذا نتكلم عن هذه المتشابهات في هذه الية التي يخاطب ال بها رسوله‪ :‬مرة يقول لرسوله الكريم (وَُأ ِمرْتُ أَنْ َأكُو َ‬
‫عُبدَ اللّ َه ُمخْلِصًا لَ ُه الدّينَ ﴿‪ ﴾11‬وَُأ ِمرْتُ ِلأَنْ َأكُونَ َأوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ )﴾12‬أدخل (لن) هذه جديدة غير اليات الخرى‬ ‫في الزمر (قُلْ ِإنّي ُأمِ ْرتُ أَنْ أَ ْ‬
‫حيَايَ َو َممَاتِي‬
‫سكِي َومَ ْ‬‫ن صَلَاتِي َونُ ُ‬ ‫(وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ) وهذه هي أقوى الدللت التي تترأس جميع اليات الخرى‪ .‬في النعام (قُلْ إِ ّ‬
‫شكّ‬
‫ن ُك ْنتُمْ فِي َ‬ ‫ِللّهِ رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ ﴿‪ ﴾162‬لَا شَرِيكَ لَهُ َو ِبذَِلكَ ُأمِ ْرتُ وََأنَا أَوّلُ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ )﴾163‬هنا أول المسلمين‪ ،‬وفي يونس (قُ ْ‬
‫ل يَا َأّيهَا النّاسُ إِ ْ‬
‫عُبدُ اللّهَ اّلذِي َيتَ َوفّاكُمْ وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُونَ مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ﴿‪ )﴾104‬هذه المرة (من المؤمنين) ‪.‬‬ ‫ن مِنْ دُونِ اللّهِ وََلكِنْ أَ ْ‬
‫عبُدُ اّلذِينَ َت ْعبُدُو َ‬
‫ن دِينِي فَلَا أَ ْ‬
‫مِ ْ‬
‫ل ا ْلمُسِْلمِينَ) (مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) ل بد أن‬ ‫سِلمِينَ) (لِأَنْ َأكُونَ أَوّ َ‬
‫ن مِنَ ا ْل ُمسِْلمِينَ) (أَوّلَ ا ْلمُ ْ‬
‫لكي نعرف ما الفرق بين هذه اليات لماذا (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ‬
‫نعرف العلقة‪ ،‬الطريق إلى ال ما هي مراحل الوصول إلى ال؟ كلنا في الطريق إلى ال ولكن الطريق إلى ال يختلف المسافرون فيه من حيث‬
‫قوتهم وشجاعتهم ووسائل سفرهم في ناس تركب حمار في ناس تركب جمل في ناس تركب سيارة ناس تركب طيارة تصل في يومين وفي ناس‬
‫يذهبون مشيا الكل سيصل لكن متفاوتون في الوصول ما هي المراحل التي ينبغي على المسلم أن يسير فيها لكي يصل في النهاية إلى ال عز وجل؟‬
‫هذه المراحل هي السلم القولي أولً‪ ،‬اليمان العام ثانيا‪ ،‬اليمان الخاص ثالثا‪ ،‬التقوى رابعا‪ ،‬السلم المطلق خامسا والسلم المطلق وأنت لحظ‬
‫أن الطريق إلى ال يبدأ بالسلم وينتهي بالسلم بدايته إسلم ونهايته إسلم‪ .‬البداية إسلم بالقول قل ل إله إل ال (قَالَتِ ا ْلأَعْرَابُ َآ َمنّا قُلْ لَ ْم تُ ْؤ ِمنُوا‬
‫َوَلكِنْ قُولُوا أَسَْل ْمنَا ﴿‪ ﴾14‬الحجرات) يعني قلت ل إله إل ال (من قال ل إله إل ال دخل الجنة) (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ال)‬
‫ل صحيح هو السلم سواء كنت مسيحيا أو يهوديا أو نصرانيا أو‬ ‫حينئذٍ السلم الطريق الول البتدائي الذي يبدأ المسلم طريقه فيه إلى ال بشك ٍ‬
‫ل يعني أن تقول ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬هذا عنوان الدخول إلى الطريق إلى ال‪ ،‬إلى الطريق الصحيح إلى ال إذا قلت‬ ‫صابئيا‪ .‬السلم أو ً‬
‫هناك إله آخر‪ ،‬هناك بديل يقرب إلى ال زلفى أنت لست مسلما وأنت خاطئ ولن تصل وليس هذا طريقك‪ .‬من أجل هذا الطريق الول أن تسلم‬
‫بلفظك بقولك أنا أؤمن بأن ال واحد ل شريك له وهذا ل يحاسب على ما في قلبه وعلى فعله بل يحاسب على لسانه (إذا قالوها عصموا مني) قال‬
‫له (أشققت عن قلبه؟) إذا قال النسان ل إله إل ال حينئ ٍذ هذا الرجل أعلن أنه موحدٌ ل عز وجل ول يعبد إلها غير ال وهذه هي القضية المركزية‬
‫لهذا الكون كله‪ .‬ما من نبيٍ إل أنزل ال قل لقومك أن يعبدوا ال وحده ل شريك له هكذا هذه البداية ول يوجد بداية غيرها‪ .‬ل إله إل ال مصدقا بها‬
‫قلبك نحن ل يعنينا أن يكون قلبك مصدقا فيها هذه (مصدقا بها قلبك) يوم القيامة نحن فقط إذا قلتها بلسانك أيّ واحد يقول ل إله إل ال قد عصم دمه‬
‫ونفسه وماله وأخذ كل الحقوق وأصبح واحدا من المة ول يمكن لحد أن يقول له ثلث الثلثة كم؟ بأن يقول قول (إذا قالوها) من أجل هذا هذه‬
‫الخطوة الولى رجلك على أول الطريق أن تقول أنا ل أعبد أصنام ول أعبد كذا ول أشرك بال أحدا إلهي وربي واحدٌ ل شريك له (قل ل إله إل‬
‫ال) هذا هو المفتاح للطريق كله هذا هو السلم الول السلم اللفظي السلم القولي‪ .‬وفي النهاية سوف ترى أن كل ما وراء ذلك يترتب على هذه‬
‫المقولة ويأتي عليها تباعا بمراحل كما البتدائية والمتوسطة وثانوي وكلية وجامعة ودكتوراه والخ‪ .‬البداية البتدائي من دون البتدائي ل يمكن أن‬
‫تصل ل يمكن أن تقفز رأسا للثانوي أو الكلية ل بد من البتدائي‪ .‬البتدائية في السلم (ل إله إل ال) إذا قلتها بلسانك تكتسب جميع الحقوق وما‬
‫من حق أحد أن يقول أنت كاذب أبدا والنبي صلى ال عليه وسلم رأى واحدا قتل واحدا بالقتال وكان ذلك المشرك يقاتل قتال المستبسلين فلما‬
‫صرعه المسلم وأوشك أن يهوي عليه بالسيف قال ل إله إل ال لكن هذا السيف سبق وقتله فغضب عليه النبي غضبا شديدا قال له( أقتلته وقد‬
‫قالها؟!) وكررها حتى خاف المسلم فقال (يا رسول ال إنما قالها فرقا من السيف) خوفا من السيف قال (أشققت عن قلبه؟) يا ال! دستور ما يقبل‬
‫ت مُ ْؤ ِمنًا ﴿‪ ﴾94‬النساء)‬ ‫ف عنه ( َولَا تَقُولُوا ِلمَنْ أَلْقَى إَِل ْيكُمُ السّلَا َم لَسْ َ‬ ‫خطأ هذا ما فيه احتمال ول شبهة ول اشتباه ول اجتهاد إذا قال ل إله إل ال كُ ّ‬
‫ن ﴿‪ ﴾14‬الجن) إسلم‬ ‫سِلمُونَ َو ِمنّا الْقَاسِطُو َ‬ ‫هذا الخطوة الولى السلم القولي‪ .‬بعدها تأتي الخطوة الثانية وهي اليمان وهو إيمان عام (وََأنّا ِمنّا ا ْلمُ ْ‬
‫ن قُولُوا أَسَْل ْمنَا) ماذا قال فرعون وهو يغرق؟ (قَالَ َآ َمنْتُ َأنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اّلذِي َآ َمنَتْ بِ ِه َبنُو إِسْرَائِيلَ وََأنَا مِنَ‬ ‫عرَابُ َآ َمنّا قُلْ َل ْم تُ ْؤمِنُوا وََلكِ ْ‬‫قولي (قَاَلتِ الْأَ ْ‬
‫ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾90‬يونس) ( ُر َبمَا يَوَدّ اّلذِينَ كَ َفرُوا لَ ْو كَانُوا ُمسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾2‬الحجر) هذا السلم القولي مقابل الكفر‪ ،‬كفر وإسلم كفر وإسلم‪ ،‬كفر يعني‬
‫يقول لك أنا ل أعبد ال وإسلم يقول ‪ -‬وليس يعتقد ‪ -‬يقول فنحن ل يعنينا ماذا في قلبه يقول أنا أعبد ال وحده ل شريك له إذا صار هذا القول‬
‫تصديقا صار إيمانا‪ .‬الفرق بين السلم واليمان هو هذا‪ ،‬السلم يتطور حتى يصبح مصدّق مصدق أن يكون دخل بلسانه ثم قرأ وقال وال أبدا ل‬
‫إله إل ال فعلً وال هو الخالق الرازق وما في غيره ول أشرك به شيئا وكل ما عداه باطل‪ ،‬اقتنع صار مؤمنا عاما هذا الذي صار مؤمنا عاما ال‬
‫ت ﴿‪ ﴾25‬البقرة) كلما تقرأ (آمنوا وعملوا الصالحات) هذا الذي كان مسلما بلسانه صدق قلبه واعتقد ثم‬ ‫عمِلُوا الصّالِحَا ِ‬ ‫قال ( َوبَشّرِ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ‬
‫صدق بقلبه وصار عملي يؤدي الصلوات ويؤدي الزكاوات صار مؤمنا عاما دخل في دائرة اليمان لكن بدون رتبة‪ ،‬يعني أنت في الجيش لكن‬
‫س َتعِينُوا‬‫جنّةِ ُهمْ فِيهَا خَاِلدُونَ ﴿‪ ﴾82‬البقرة) (وَا ْ‬ ‫عمِلُوا الصّالِحَاتِ أُوَل ِئكَ َأصْحَابُ ا ْل َ‬
‫بدون رتبة لكنك في الجيش أصبحت مقبولً (وَاّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ‬
‫شعِينَ ﴿‪ ﴾45‬البقرة) يعني هذا خطاب لشخص مصدق روح صلي روح صوم (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ُكتِبَ‬ ‫صبْرِ وَالصّلَاةِ وَِإّنهَا َل َكبِيرَ ٌة إِلّا عَلَى الْخَا ِ‬‫بِال ّ‬
‫ن ِكتَابًا مَ ْوقُوتًا ﴿‪ ﴾103‬النساء) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا َأنْفِقُوا ِممّا رَ َز ْقنَا ُكمْ ﴿‪ ﴾254‬البقرة)‬ ‫صيَا ُم ﴿‪ ﴾183‬البقرة) (إِنّ الصّلَا َة كَانَ ْ‬
‫ت عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫عََل ْيكُمُ ال ّ‬
‫كل العبادات التي تترتب على السلم بدأ هذا الذي أسلم بلسانه يعتقد بأن ما يفعله صحيحا وأن عليه واجبات فهذا فدخل في حظيرة اليمان العام‬
‫ن بِالْ ِقسْطِ ﴿‪ ﴾135‬النساء) يعني الحلل‬ ‫صبِرُوا وَصَابِرُوا ﴿‪ ﴾200‬آل عمران) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا كُونُوا قَوّامِي َ‬ ‫صار من ضمن (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ا ْ‬
‫والحرام يعني هذا الرجل آمن بقلبه وبدأ يعمل الحلل والحرام هذا مؤمن عام‪ .‬إذا المرحلة الولى السلم القولي والمرحلة الثانية انتقال إلى اليمان‬
‫ح ِب ْبكُمُ اللّهُ﴿‪﴾31‬‬ ‫حبّونَ اللّهَ فَا ّتبِعُونِي يُ ْ‬ ‫ن ُكنْتُ ْم تُ ِ‬‫بالتصديق والعمل هذا المؤمن العام يترقى حتى يصير مؤمنا خاصا إتباعه للنبي إتباعا واضحا (قُلْ إِ ْ‬
‫آل عمران) كيف نعرف هذا؟ إذا امتدحه ال في الكتاب العزيز‪ .‬رب العالمين امتدح شرائح من المؤمنين مدحا عظيما وأعطاك مواصفاتهم‪ ،‬أعطى‬
‫ح ِببْكُمُ اللّهُ) إتباع مع‬ ‫حبّونَ اللّ َه فَا ّت ِبعُونِي يُ ْ‬ ‫ل يتبع (إِنْ ُك ْنتُ ْم تُ ِ‬ ‫مواصفاتهم حينئذٍ هذا المؤمن الخاص الذي يبدأ تعامله مع النبي تطبيقا من الن رج ً‬
‫ورع وحينئذٍ هذا صار من الوجهاء من المقدّمين في الطريق إلى ال في النهاية إذا استمر سيصل إلى أعلى الدرجات‪.‬‬
‫آية (‪:)16‬‬
‫*ما دللة (من) في الية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ش (‪ )75‬الزمر) ليس هنالك فراغ بين العرش والملئكة‪َ( .‬لهُم مّن فَ ْو ِقهِمْ ظَُللٌ مّنَ النّارِ‬ ‫ل ا ْلعَرْ ِ‬
‫ن مِنْ حَوْ ِ‬
‫إذن (من) لبتداء الغاية ( َوتَرَى ا ْلمَلَا ِئكَةَ حَافّي َ‬
‫ل (‪ )16‬الزمر) مباشرة عليهم لو قال فوقهم تحتمل بُعد المسافة‪.‬‬ ‫ح ِتهِمْ ظُلَ ٌ‬
‫َومِن تَ ْ‬
‫آية (‪:)17‬‬
‫*ما معنى كلمة الطاغوت؟ وهل هي موجودة في لغة العرب؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الطاغوت‪ :‬الطاغوت يذكرون له معاني‪ ،‬هو من الطغيان‪ ،‬اشتقاقه العربي من الطغيان‪ ،‬فِعلها طغى (وعندنا فعلوت‪ ،‬أصلها طغووت ثم صار بها‬
‫شيْءٍ َوإَِليْهِ‬
‫ت كُلّ َ‬
‫س ْبحَانَ اّلذِي ِبيَدِ ِه مََلكُو ُ‬
‫إبدال‪ ،‬هذه مسائل صرفية ل نريد أن ندخل فيها)‪ ،‬عندنا مصادر على فعلوت مثل الملكوت والجبروت (فَ ُ‬
‫جعُونَ (‪ )83‬يس) ورهبوت وهي عندنا في العربية وهي مصادر تدل على المبالغة كما في الحديث " جللت الرض والسماء بالعزّة والملكوت"‪.‬‬ ‫تُ ْر َ‬
‫طاغوت من هذه الوزان لكن صار فيها تداخل صرفي وإبدال كلمة (أصلها طغووت على وزن فعلوت)‪ .‬هي من الطغيان‪ ،‬من الفعل طغى‪ .‬كل‬
‫عبِد من دون ال) حتى الساحر يسمى طاغوت والكاهن والصنم وفي العربية المارد من الجن يسمى طاغوت‬ ‫رأس في الضلل يسمى طاعوت (ما ُ‬
‫وهي عامة وكلمة طاغوت تستعمل للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع‪ .‬للمفرد طاغوت وللجمع طاغوت وللمذكر طاغوت وللمؤنث طاغوت‪ .‬عندنا‬
‫جمع (طواغيت) وعندنا طاغوت مثل الطفل يُجمع على طفل وأطفال وضيف يجمع على ضيف وضيوف وخصم قد يكون مفرد وقد يكون جمعا‬
‫عندنا كلمات قد تكون جمع وقد تكون مفرد حتى كلمة عدو وأعداء‪ ،‬عدو مفرد وجمع عندنا كلمات تكون الكلمة تعبر عن المفرد والجمع بحسب‬
‫السياق الذي وردت فيه ومنها طاغوت‪..‬‬
‫الطاغوت تستعمل للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت‪ .‬حتى في القرآن الكريم استعملها عدة استعمالت‪ ،‬إستعملها‬
‫مفرد واستعملها جمع‪:‬‬
‫ى (‪ )256‬البقرة) هذا جنس عام‪( ،‬اللّهُ َولِيّ اّلذِينَ آ َمنُو ْا يُخْ ِر ُ‬
‫جهُم مّنَ‬ ‫ك بِا ْلعُ ْروَةِ الْ ُوثْ َق َ‬
‫سَ‬‫س َتمْ َ‬
‫‪َ (o‬فمَنْ َيكْ ُف ْر بِالطّاغُوتِ َويُ ْؤمِن بِاللّ ِه َف َقدِ ا ْ‬
‫ت (‪ )257‬البقرة) هنا الطاغوت جمع لن‬ ‫الظُّلمَاتِ إِلَى النّوُرِ وَاّلذِينَ كَ َفرُواْ أَوِْليَآؤُهُ ُم الطّاغُوتُ يُخْرِجُو َنهُم مّنَ النّو ِر إِلَى الظُّلمَا ِ‬
‫ن آ َمنُواْ) أما الكافرون أولياؤهم متعددون الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى‬ ‫للمؤمنين وليّ واحد وهو ال سبحانه وتعالى (اللّهُ وَِليّ اّلذِي َ‬
‫(وَاّلذِينَ َكفَرُواْ َأوِْليَآؤُ ُهمُ الطّاغُوتُ) للمؤمنين ولي واحد وهو ال تعالى صحيح المؤمنين بعضهم أولياء بعض لكن الولي الواحد هو ال‬
‫تعالى والكفرة أولياؤهم متعددون لذا لم يقل وليهم الطاغوت‪.‬‬
‫‪o‬مثال آخر (يُرِيدُونَ أَن َيتَحَا َكمُواْ إِلَى الطّاغُوتِ َو َقدْ ُأمِرُواْ أَن َيكْفُرُو ْا بِهِ (‪ )60‬النساء) مفرد‪ ،‬لماذا مفرد؟ لو نرجع إلى سر النزول‬
‫سنفهم‪ ،‬أصل النزول‪ :‬إختصم أحد المنافقين مع يهودي فاليهودي قال نحتكم إلى رسول ال وقال المنافق نحتكم إلى كعب بن‬
‫الشرف (يهودي) فالمنافق الذي يزعم أنه آمن بال والرسول يريد أن يحتكم إلى يهودي واليهودي يريد أن يحتكم إلى رسول ال‬
‫كأنه متأكد أن الحكم له‪ ،‬ففي الية هنا طاغوت واحد (كعب بن الشرف) فلذلك قال تعالى ( َوقَدْ ُأمِرُو ْا أَن َيكْ ُفرُو ْا بِهِ)‪.‬‬
‫جتَ َنبُوا الطّاغُوتَ أَن َي ْعبُدُوهَا (‪ )17‬الزمر) هنا الطاغوت ليس مفرد وإنما مؤنث جمع أي‬ ‫‪o‬مثال آخر للجمع والمؤنث‪( :‬وَاّلذِينَ ا ْ‬
‫ش ْئتُم مّن دُونِهِ (‪ )15‬الزمر) صار تعددية‪ .‬فإذن الطاغوت‬ ‫عبُدُوا مَا ِ‬‫الصنام‪ ،‬كيف عرفنا أنها جمع؟ بدليل قوله تعالى في الية (فَا ْ‬
‫مفرد‪ ،‬جمع‪ ،‬مذكر‪ ،‬مؤنث واستعملت كلها في القرآن الكريم‪.‬‬
‫*انظر آية (‪.)10‬‬
‫آية (‪:)14‬‬
‫َ‬
‫ل الل َّ َ‬
‫ه‬ ‫ن (‪ )6‬الكافرون) و (قُ ِ‬
‫ي دِي َِ‬
‫م وَل َِ َ‬ ‫اختلف الفاصَلة القرآنيَة بيَن قوله تعالى (لَك َُ ْ‬
‫م دِينُك َُ ْ‬ ‫َّ‬
‫*مادللة‬
‫ه دِينِي (‪ )14‬الزمر)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َ‬
‫صا ل ُ‬
‫خل ِ ً‬
‫م ْ‬
‫أعْبُد ُ ُ‬
‫ن (‪ ))6‬حذف ياء المتكلم‪ ،‬خارج القرآن يمكن أن نقول (ولي ديني)‪ ،‬وفي سورة الزمر (قُلِ اللّ َه‬ ‫ي دِي ِ‬ ‫في سورة الكافرون قال تعالى (َلكُ ْم دِينُكُمْ وَِل َ‬
‫عُبدُ ُمخْلِصًا لّ ُه دِينِي (‪ ))14‬ذكر الياء ولم يحذفها مع أن فواصل سورة الزمر شبيهة بآيات الكافرون‪ ،‬هذه الية تختلف عما قبلها وما بعدها (قُلْ‬ ‫أَ ْ‬
‫ب يَوْ ٍم عَظِي ٍم (‪ )13‬قُلِ اللّهَ‬ ‫عذَا َ‬ ‫صيْتُ َربّي َ‬ ‫ع َ‬ ‫عُبدَ اللّ َه مُخْلِصًا لّ ُه الدّينَ (‪ )11‬وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ (‪ )12‬قُلْ ِإنّي َأخَافُ إِنْ َ‬ ‫ِإنّي ُأمِرْتُ أَنْ أَ ْ‬
‫ك هُوَ ا ْلخُسْرَانُ‬ ‫سهُمْ وَأَهْلِيهِ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ أَلَا ذَِل َ‬‫سرُوا أَن ُف َ‬‫سرِينَ اّلذِينَ خَ ِ‬ ‫ش ْئتُم مّن دُونِ ِه قُلْ إِنّ ا ْلخَا ِ‬ ‫عُبدُوا مَا ِ‬ ‫عُبدُ ُمخْلِصًا لّ ُه دِينِي (‪ ))14‬وبعدها قال (فَا ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫ا ْلمُبِينُ (‪ ))15‬الذي قبلها وبعدها يختلف ول فرق بينها وبين سورة الكافرون إنما على نسق واحد ومع أن الكلمة نفسها ديني ودين وكلتاهما فيه ياء‬
‫المتكلم أحدهما محذوف والخرى غير محذوفة وفواصل اليات متشابهة ما قبلها وما بعدها مثل آية الكافرون‪ .‬أولً ننظر في سياقها وهنالك عدة‬
‫أمور سببت في ذكر وحذف ياء المتكلم هنا وهناك‪ :‬نلحظ أن الكلم على الدين في آية الزمر أطول أما في الكافرون فهي آية واحدة (َلكُ ْم دِينُكُمْ‬
‫ي دِينِ) هذه الية الوحيدة في ختام السورة‪ ،‬الكلم في الزمر أطول وأكثر فيما يتعلق بالدين قال تعالى (مُخْلِصًا لّ ُه الدّينَ) ‪( ،‬مُخِْلصًا لّ ُه دِينِي)‬ ‫َولِ َ‬
‫ص (‪ ))3‬إذن الكلم‬ ‫ن (‪ )2‬أَلَا لِلّ ِه الدّينُ الْخَالِ ُ‬ ‫خلِصًا لّهُ الدّي َ‬‫عبُدِ اللّ َه مُ ْ‬
‫ق فَا ْ‬
‫حتى سورة الزمر من البداية تتكلم عن الدين (ِإنّا أَنزَ ْلنَا إَِل ْيكَ ا ْل ِكتَابَ بِالْحَ ّ‬
‫على الدين وجو السورة وسياق اليات أكثر في الكلم على الدين‪ ،‬هذه آية واحدة وهذه آيات متعددة قبلها وبعدها حتى في أول السورة ذكر هذا‬
‫المر‪ ،‬هذا أولً فإذن الكلم أطول على الدين في سورة الزمر و(ديني) أطول من (دين) لذا ناسب أن يذكر (ديني) في سورة الزمر من حيث الطول‬
‫هذا أولً‪ .‬ثم نأتي للسمة التعبيرية وقلنا في أكثر من مناسبة أن هنالك سمة تعبيرية للسياق أو للسورة ولو نظرنا إلى ضمير المتكلم في سياق آية‬
‫الزمر وضمير المتكلم في سياق سورة الكافرون سورة الكافرون كلها فيها سبعة ضمائر للمتكلم (ل أعبد مرتين‪ ،‬ول أنا‪ ،‬عابد (فيها ضمير‬
‫ن (‪)12‬‬ ‫عُبدَ اللّ َه مُخِْلصًا لّ ُه الدّينَ (‪ )11‬وَُأمِرْتُ ِلأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُ ْ‬
‫سِلمِي َ‬ ‫مستتر)‪ )،‬فيها سبع ضمائر‪ ،‬الثلث آيات في سورة الزمر (قُلْ ِإنّي ُأمِرْتُ أَنْ أَ ْ‬
‫عبُ ُد مُخْلِصًا لّ ُه دِينِي (‪ ))14‬فيها ثلثة عشر ضميرا أما الكافرون ففي السورة كلها‬ ‫ب يَ ْو ٍم عَظِي ٍم (‪ )13‬قُلِ اللّ َه أَ ْ‬ ‫عذَا َ‬ ‫صيْتُ َربّي َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫قُلْ ِإنّي أَخَافُ إِ ْ‬
‫سبع ضمائر‪ ،‬هذه اليات الثلث فيها ثلثة عشر ضميرا (إني‪ ،‬أُمرت‪ ،‬أعبد‪ ،‬مخلصا‪ ،‬وأُمرت‪ ،‬أكون‪ ،‬إني‪ ،‬أخاف‪ ،‬عصيت‪ ،‬ربي‪ ،‬أعبد‪ ،‬مخلصا‪،‬‬
‫ديني) هذه سمة تعبيرية‪ ،‬تقريبا ضعف الضمائر في سورة الكافرون فذكر الياء مع السمة التعبيرية للسياق‪ ،‬هذا أمر آخر‪ .‬من ناحية أخرى سورة‬
‫عبُ ُد (‪ ))5‬إذن هي‬ ‫ن مَا أَ ْ‬ ‫ع َبدْتُ ْم (‪ )4‬وَلَا َأ ْنتُ ْم عَا ِبدُو َ‬ ‫عبُ ُد (‪ )3‬وَلَا َأنَا عَابِ ٌد مَا َ‬ ‫ن مَا أَ ْ‬‫عُبدُ مَا َتعْ ُبدُونَ (‪ )2‬وَلَا َأ ْنتُ ْم عَا ِبدُو َ‬ ‫الكافرون هي ترك للعبادة (لَا أَ ْ‬
‫عُبدَ اللّ َه مُخِْلصًا لّ ُه الدّينَ (‪ )11‬وَُأمِرْتُ ِلأَنْ‬ ‫متاركة وترك العبادة أما الزمر فهي في العبادة والمر بالعبادة وليس لترك العبادة (قُلْ ِإنّي ُأمِرْتُ أَنْ أَ ْ‬
‫َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ (‪ .))12‬في الكافرون ترك العبادة وهنا إثبات العبادة والمر بها‪ ،‬أيها اليسر الترك أو العمل؟ ترك الصلة أو الصلة؟ اليسر‬
‫طبِرْ ِل ِعبَا َدتِهِ (‪ )65‬مريم)‪ ،‬ترك الصيام أيسر من الصيام والحذف أخف من الذكر فمع المتاركة الخفيف‬ ‫عُبدْهُ وَاصْ َ‬ ‫ترك الصلة لن العبادة أشق (فَا ْ‬
‫حذف ومع الثقيل والمشقة ذكر‪ .‬هذه الظاهرة إسمها مناسبة الشيء للحدث‪ .‬هذا مقتضى الحال والبلغة مطابقة الكلم لمقتضى الحال‪ .‬النفي هو عدم‬
‫حصول الشيء (ل أعبد) إذن سورة الكافرون هي نفي أما الزمر فهي إثبات أو أمرٌ بالثبات (فاعبد ال) إذن الكافرون هو نفي للحدث أما الزمر‬
‫فهي إثبات أو أمر في الثبات فأثبت الياء لما صار إثبات وحذفها لما صار عدم ذكر ونفي‪.‬‬
‫يجوز في اللغة أن يقول في سورة الكافرون (ولي ديني) لكن نحن نتحدث عن البلغة وعن المناسبة‪ ،‬لماذا حذف ولماذا اثبت هذه مراعاة لمقتضى‬
‫الحال هي ليست فقط مسألة تناسب صوتي مع أنه موجود لكن أحيانا يغاير التناسب الصوتي ما قبلها وما بعدها‪ .‬المشركون كانوا يفهمون أكثر مما‬
‫نفهم قطعا ويعلمون أكثر مما نعلم ولذلك هم نأوا عن التيان بمثل سورة الكافرون أو الكوثر أو غيرها مع أن ال تعالى تحداهم بسورة وهم نأوا عن‬
‫ذلك‪.‬‬
‫آية (‪:)17‬‬
‫*ما معنى حق القول؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ج َمعِينَ (‪ )13‬السجدة)‪ .‬كلمة‬ ‫جنّةِ وَالنّاسِ أَ ْ‬ ‫ج َهنّ َم مِنَ الْ ِ‬
‫ل ِمنّي لََأمَْلأَنّ َ‬ ‫حق القول في القرآن معناه ثبت لهم العذاب‪ .‬القول هو قوله تعالى (وََلكِنْ حَقّ ا ْلقَوْ ُ‬
‫ل ِمنّي‬
‫حق القول إشارة إلى حق القول مني‪ .‬الذي ورد في القرآن الكريم طبعا عموم النحاة كلهم يذكرون أن حق القول المقصود به (وََلكِنْ حَقّ ا ْلقَوْ ُ‬
‫ج َمعِينَ (‪ )85‬ص) حق‬ ‫ج َهنّمَ مِنكَ َو ِممّن َت ِب َعكَ ِم ْنهُمْ أَ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ل (‪ )84‬لََأمْلَأَ ّ‬ ‫حقّ َأقُو ُ‬ ‫حقّ وَالْ َ‬ ‫ن (‪ )13‬السجدة) أو (قَا َ‬
‫ل فَالْ َ‬ ‫ج َمعِي َ‬
‫جنّةِ وَالنّاسِ َأ ْ‬‫جهَنّ َم مِنَ ا ْل ِ‬
‫ن َ‬
‫َلَأمْلَأَ ّ‬
‫القول في القرآن الكريم وكذلك حقت الكلمة لم ترد إل في ثبوت العذاب هذا يمتد في جميع القرآن استقصاء بإل بمعنى وجب لهم العذاب أو ثبت لهم‬
‫ن (‪ )31‬الصافات) (َأ َفمَنْ حَ ّ‬
‫ق عََليْهِ كَِلمَةُ ا ْل َعذَابِ‬ ‫ق عََل ْينَا قَوْلُ َرّبنَا ِإنّا َلذَائِقُو َ‬‫ل عَلَى َأكْثَرِ ِه ْم َفهُمْ لَا يُ ْؤ ِمنُونَ (‪ )7‬يس) (فَحَ ّ‬ ‫العذاب مثال (َل َقدْ حَقّ ا ْلقَوْ ُ‬
‫ن (‪ )71‬الزمر) كلها لم ترد في القرآن لم ترد إل بهذا المعنى وهذه‬ ‫ب عَلَى ا ْلكَافِرِي َ‬ ‫ت كَِلمَةُ ا ْل َعذَا ِ‬ ‫ت تُن ِقذُ مَن فِي النّا ِر (‪ )19‬الزمر) (وََلكِنْ َ‬
‫حقّ ْ‬ ‫َأ َفأَن َ‬
‫الدللة‪ ،‬حق القول أو حقت الكلمة لم ترد إل بهذه الدللة‪.‬‬
‫آية (‪:)20‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َل‬
‫سهِ ْ‬ ‫سَرفُوا عَلَى أنف ُ ِ‬ ‫نأ ْ‬‫َ‬ ‫عبَاد ِيَ ال ّذِي‬‫ل ي َا ِ‬‫*ما الفرق بين ذكر الياء وعدم ذكرها في سورة الزمر (قُ ْ‬
‫َّ‬ ‫ن الل ََّ‬‫مةِ الل ََّهِ إ َِ َّ‬
‫ن‬
‫عبَادِ الذِي ََ‬ ‫م (‪( ))53‬قُ ْ‬
‫ل ي ََا ِ‬ ‫حي َُ‬ ‫ْ‬
‫و الغَفُوُر الَّر ِ‬ ‫َ‬ ‫ه هُ‬
‫ُ‬ ‫ميعًَا إِن ََّ‬
‫ج ِ‬ ‫ه يَغْفُِر الذُّنُو ََ‬
‫ب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫من َّر ْ‬
‫ح‬ ‫تَقْنَطُوا َِ‬
‫صابرو َ‬ ‫َ‬ ‫آمنوا اتَقُوا ربَك ُم لِلَّذي ن أ َح سنوا ف ي هَذ ه الدُني ا ح سن ٌ َ‬
‫جَره ُم‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما يُوَف َّى ال َّ ِ ُ َ‬ ‫ة إِن َّ َ‬ ‫ض الل ّهِ وَا ِ‬
‫سعَ ٌ‬ ‫ة وَأْر ُ‬ ‫ِ ِ َّْ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ْ َ ُ‬ ‫َ ّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬
‫ب (‪))20‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫بِغَي ْ ِ ِ َ ٍ‬
‫سا‬ ‫ح‬ ‫ر‬
‫هذه ظاهرة في القرآن‪ .‬عبادي وعبا ِد أيها الكثر حروفا؟ عبادي‪ .‬كلما يقول عبادي يكون أكثر من عبادِ مناسبة لسعة الكلمة وطولها وسعة‬
‫جمِيعًا ِإنّهُ هُ َو ا ْلغَفُو ُر الرّحِيمُ) الذين اسرفوا كثير‬ ‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه َيغْ ِف ُر ال ّذنُوبَ َ‬ ‫سهِمْ لَا تَ ْقنَطُوا مِن رّ ْ‬ ‫علَى أَن ُف ِ‬‫عبَادِيَ اّلذِينَ أَسْ َرفُوا َ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫المجموعة‪( .‬قُ ْ‬
‫سبِيلِ اللّهِ‬ ‫ك عَن َ‬ ‫ضلّو َ‬‫ض يُ ِ‬ ‫شكُو ُر (‪ )13‬سبأ) (وَإِن تُطِعْ َأ ْكثَ َر مَن فِي الَرْ ِ‬ ‫عبَادِيَ ال ّ‬ ‫ل مّنْ ِ‬ ‫ت ِبمُ ْؤمِنِينَ (‪ )103‬يوسف) ( َوقَلِي ٌ‬ ‫( َومَا َأ ْكثَرُ النّاسِ وَلَ ْو حَ َرصْ َ‬
‫(‪ )116‬النعام) فقال يا عبادي‪.‬‬
‫(فبشر عبا ِد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) أي الكثر في العدد؟ الذين أسرفوا أكثر من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فجاء بما هو‬
‫أكثر (عبادي)‪ .‬ما قال يستمعون الحسن وإنما أحسنه وهؤلء أقل‪.‬‬
‫ب (‪ )186‬البقرة) كل العباد تسأل‪ ،‬هذا ل يخص عبدا دون عبد إذن هي كثيرة‪َ ( .‬وقُل ّل ِعبَادِي يَقُولُواْ اّلتِي ِهيَ‬ ‫عنّي َفِإنّي قَرِي ٌ‬ ‫عبَادِي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫سأََل َ‬
‫(وَِإذَا َ‬
‫عبَادِ اّلذِينَ‬ ‫ل يَا ِ‬‫عُبدُونِ) كثير‪( ،‬قُ ْ‬ ‫ي فَا ْ‬‫سعَ ٌة فَِإيّا َ‬
‫ن آ َمنُوا إِنّ أَرْضِي وَا ِ‬ ‫ي اّلذِي َ‬ ‫ن (‪ )53‬السراء) كل العباد مكلفين أن يقولوا التي هي أحسن‪( .‬يَا ِ‬
‫عبَادِ َ‬ ‫َأحْسَ ُ‬
‫ب (‪ )10‬الزمر) المؤمنون أكثر من‬ ‫سعَةٌ ِإّنمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُم ِبغَيْ ِر حِسَا ٍ‬ ‫سنَةٌ وَأَ ْرضُ اللّهِ وَا ِ‬ ‫سنُوا فِي َهذِ ِه ال ّدنْيَا حَ َ‬ ‫آ َمنُوا اتّقُوا َرّبكُمْ لِّلذِينَ َأحْ َ‬
‫المتقين لن المتقين جزء من المؤمنين‪ .‬مع المؤمنين جاء بـ (عبادي) بالياء ومع المتقين جاء بـ (عبادِ) بدون ياء‪ .‬حتى نلحظ نهاية الية غريبة‬
‫ن (‪ )57‬العنكبوت) وفي الثانية (قُ ْ‬
‫ل يَا‬ ‫جعُو َ‬ ‫ت ثُمّ إَِل ْينَا تُرْ َ‬
‫س ذَائِقَةُ ا ْلمَ ْو ِ‬
‫ل نَفْ ٍ‬ ‫ن (‪ )56‬كُ ّ‬ ‫عبُدُو ِ‬ ‫ي فَا ْ‬
‫سعَةٌ َفِإيّا َ‬ ‫ن آ َمنُوا إِنّ أَ ْرضِي وَا ِ‬ ‫عبَادِيَ اّلذِي َ‬‫عجيبة (يَا ِ‬
‫حسَابٍ) في الولى قال كل نفس‬ ‫سعَةٌ ِإّنمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُم ِبغَيْرِ ِ‬ ‫ض اللّهِ وَا ِ‬‫سنَةٌ وَأَرْ ُ‬ ‫سنُوا فِي َهذِ ِه ال ّدنْيَا حَ َ‬ ‫حَ‬ ‫عبَادِ اّلذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا َرّبكُمْ لِّلذِينَ أَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ذائقة الموت‪ ،‬أما في الثانية فهنا الصابرون وهؤلء أقل فجعلهم مع عبا ِد الذين هم قِلّة‪ ،‬وكل نفس جعلها مع عبادي الذين هم كثرة‪ .‬إذن في القرآن‬
‫الكريم حيث قال عبادي بالياء هم أكثر من عبا ِد بدون ياء‪ .‬ولم تحذف هنا الياء للضرورة مع أن العرب تحذف الياء من السم والفعل كما في قوله‬
‫عُتنَا (‪ )65‬يوسف) مرة تذكر ومرة تحذف عموما تجري على لسانهم وليس لها‬ ‫ل ذَِلكَ مَا ُكنّا َنبْغِ (‪ )64‬الكهف) (قَالُو ْا يَا َأبَانَا مَا َن ْبغِي هَـذِ ِه بِضَا َ‬ ‫(قَا َ‬
‫جهِيَ ِللّهِ‬ ‫ضابط ( َومَن َي ْهدِ اللّ ُه َفهُوَ ا ْل ُمهْ َتدِ (‪ )97‬السراء) (مَن َي ْهدِ اللّ ُه َفهُوَ ا ْل ُم ْه َتدِي (‪ )178‬العراف) في الفعل والسم (فَإنْ حَآجّو َ‬
‫ك َفقُلْ أَسَْل ْمتُ وَ ْ‬
‫ن ا ّت َبعَنِي (‪ )108‬يوسف) لكن كيف يستعمل القرآن هذا المر‬ ‫سبِيلِي َأدْعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى بَصِيرَةٍ َأنَاْ َومَ ِ‬ ‫ل هَـذِهِ َ‬ ‫ن ا ّت َبعَنِ (‪ )20‬آل عمران) (قُ ْ‬ ‫َومَ ِ‬
‫الجاري على لسان العرب وكيف يستخدمها هذه هي البلغة‪.‬‬
‫آية (‪:)21‬‬
‫*ما الفرق بين السلوك و الدخول؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ض (‪ )21‬الزمر)‬
‫سمَاء مَاء فَسََلكَ ُه َينَابِيعَ فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ل (‪ )69‬النحل)أيسر‪( ،‬أََل ْم تَرَ أَنّ اللّهَ أَنزَ َ‬
‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫سبُلَ َرّبكِ ذُلُ ً‬
‫السلوك أيسر من الدخول (فَاسُْلكِي ُ‬
‫أيسر‪.‬‬
‫آية (‪:)23‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫شعُِّر ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ت قُلُوبُهُ ْ‬
‫م ( ‪ )35‬الحج) (تَقْ َ‬ ‫جل َ ْ‬
‫ه وَ ِ‬‫ن إِذ َا ذُكَِر الل ّ ُ‬
‫الفرق بين الخشية والخوف والوجل؟ (ال ّذِي َ‬ ‫َ‬
‫*ما‬
‫م (‪ )50‬النحل)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫من فَوْقِهِ ْ‬ ‫ن َربَّهُم ِّ‬‫خافُو َ‬ ‫ن َربَّهُ ْ‬
‫م (‪ )23‬الزمر) (ي َ َ‬ ‫خ َ‬
‫شوْ َ‬ ‫جلُود ُ ال ّذِي َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ُ‬
‫الخوف توقع أمر مكروه يخاف من شيء أي يتوقع أمر مكروه لمارة معلومة فيخاف شيئا‪ .‬الخشية خوف يشوبه تعظيم ولذلك أكثر ما يكون ذلك‬
‫عبَادِهِ ا ْلعَُلمَاء (‪ )28‬فاطر) أكثر من يكون الخشية عن علم مما يخشى منه‪،‬‬ ‫ن ِ‬ ‫إذا كان الخاشي يعلم ماذا يخشى ولذلك قال تعالى (إ ّنمَا يَخْشَى اللّ َه مِ ْ‬
‫عبَادِهِ ا ْلعَُلمَاء) لن العلماء أعلم بربهم من غيرهم فهم أكثر‬ ‫خشَى اللّ َه مِنْ ِ‬ ‫لماذا يخشى؟ هنالك مسألة يعلمها تجعله يخشى فلذلك قال تعالى (إنّمَا يَ ْ‬
‫الناس تعظيما ل عز وجل‪ .‬وقسم قال الخشية أشدّ الخوف‪ .‬نلحظ أمرين‪ :‬هم يقولون الخوف توقع أمر مكروه وعندنا آيتان توضحان المسألة‪:‬‬
‫سهُمْ‬‫سْ‬ ‫ل (‪ )173‬فَان َقَلبُو ْا بِ ِن ْعمَةٍ مّنَ اللّهِ َو َفضْلٍ لّمْ َيمْ َ‬ ‫س ُبنَا اللّهُ َو ِنعْمَ الْ َوكِي ُ‬
‫خشَوْهُ ْم فَزَادَهُمْ إِيمَانا َوقَالُواْ حَ ْ‬‫ج َمعُواْ َل ُك ْم فَا ْ‬
‫س َقدْ َ‬
‫(اّلذِينَ قَالَ َلهُمُ النّاسُ إِنّ النّا َ‬
‫ن (‪ )175‬آل عمران)‬ ‫ن يُخَوّفُ أَوِْليَاء ُه فَلَ َتخَافُو ُهمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مّ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫ل عَظِي ٍم (‪ِ )174‬إنّمَا ذَِلكُمُ ال ّ‬ ‫سُوءٌ وَا ّت َبعُواْ ِرضْوَانَ اللّهِ وَاللّ ُه ذُو َفضْ ٍ‬
‫شوْنِ (‪ )3‬المائدة) ننظر كيف استعملت اليتان في القرآن الكريم‪ :‬آية آل عمران في سياق توقع‬ ‫ن كَفَرُو ْا مِن دِي ِنكُ ْم فَلَ َتخْشَوْهُ ْم وَاخْ َ‬ ‫س اّلذِي َ‬‫و (ا ْليَ ْو َم يَئِ َ‬
‫س ُبنَا اللّهُ َو ِنعْمَ‬
‫ج َمعُواْ َلكُ ْم فَاخْشَوْ ُه ْم فَزَادَهُمْ إِيمَانا َوقَالُو ْا حَ ْ‬
‫س َقدْ َ‬ ‫ل َلهُمُ النّاسُ إِنّ النّا َ‬ ‫ن قَا َ‬
‫مكروه‪ ،‬في سياق القتال‪ ،‬توقع مكروه في سياق القتال (اّلذِي َ‬
‫ن يُخَوّفُ أَ ْوِليَاءهُ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫ل عَظِي ٍم (‪ِ )174‬إّنمَا ذَِلكُمُ ال ّ‬ ‫سهُمْ سُوءٌ وَا ّتبَعُو ْا رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّ ُه ذُو فَضْ ٍ‬ ‫الْ َوكِيلُ (‪ )173‬فَان َقَلبُو ْا بِ ِن ْعمَةٍ مّنَ اللّهِ َو َفضْلٍ لّمْ َيمْ َ‬
‫سْ‬
‫ل تَخَافُوهُمْ َوخَافُونِ إِن كُنتُم مّ ْؤمِنِينَ (‪ )175‬آل عمران)‪ .‬الخشية أشد الخوف‪ ،‬في مقام أشد الخوف‪ ،‬ثم هي في مقام توقع سياق مكروه فقال (فل‬ ‫فَ َ‬
‫شوْنِ) ليس هناك توقع مكروه فقال (فاخشوهم)‪ .‬في توقع‬ ‫ن كَفَرُواْ مِن دِي ِنكُ ْم فَلَ َتخْشَوْهُ ْم وَاخْ َ‬
‫س اّلذِي َ‬
‫تخافوهم وخافون)‪ .‬والية الخرى (ا ْليَ ْو َم يَئِ َ‬
‫مكروه قال فل تخافوهم ولما لم يكن توقع مكروه قال فاخشوهم‪( .‬قد جمعوا لكم فاخشوهم) أشد الخوف‪ .‬هذه اللغة‪ ،‬الخشية أشد الخوف وفي بعض‬
‫السياقات تحتمل الخوف الذي يشوبه تعظيم والسياق هو الذي يحدد‪.‬‬
‫الوجل يقولون هو الفزع ويربطونه باضطراب القلب تحديدا كضربة السعفة (سعفة النخل) كما قالت عائشة رضي ال عنها "الوجل في قلب المؤمن‬
‫خشَوْنَ َرّبهُ ْم (‪ )23‬الزمر)‪ .‬وقالوا الوجل هو اضطراب النفس‬ ‫ش ِعرّ ِمنْهُ جُلُودُ اّلذِينَ يَ ْ‬‫كضربة السعفة" ويقولون علمته حصول قشعريرة في الجلد(تَقْ َ‬
‫ن (‪ )52‬الحجر) أو للقلب خاصة (اّلذِينَ ِإذَا ُذكِرَ اللّهُ َوجِلَتْ‬
‫ولذلك في القرآن لم نجد اسناد الوجل إل للقلب‪ .‬إما للشخص عامة (قَالَ ِإنّا مِنكُمْ َوجِلُو َ‬
‫قُلُو ُبهُ ْم (‪ )35‬الحج) فقط أسند للقلب في حين أن الخوف والخشية لم يسندا للقلب في القرآن كله‪ .‬الوجل في اضطراب القلب تحديدا (وَاّلذِي َ‬
‫ن يُ ْؤتُونَ مَا‬
‫آتَوا ّو ُقلُو ُبهُمْ وَجِلَ ٌة (‪ )60‬المؤمنون)‪ .‬وترتيب هذه الكلمات هو‪ :‬الخوف‪ ،‬الخشية‪ ،‬الوجل‪.‬‬
‫آية (‪:)30‬‬
‫*لماذا في سورة المؤمنون آية ‪ 15‬و ‪ 16‬جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد فى سورة الزمر(إِن َّ َ‬
‫ك‬
‫ن {‪ )}30‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ت وَإِنَّهُم َّ‬
‫ميِّتُو َ‬ ‫مي ِّ ٌ‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫ك َل َميّتُونَ {‪ }15‬ثُمّ ِإّنكُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة ُتبْ َعثُو َ‬
‫ل تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون (ثُ ّم ِإّنكُمْ َبعْدَ ذَِل َ‬ ‫مسألة التوكيد أو ً‬
‫ت َوِإنّهُم ّمّيتُونَ {‪ )}30‬ولم يذكر اللم هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون ‪ 10‬مرات‬ ‫‪ )}16‬ومرة واحدة في آية سورة الزمر (ِإّنكَ َميّ ٌ‬
‫ل عن‬ ‫بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلم أص ً‬
‫ن {‪ }13‬ثُمّ خََل ْقنَا النّطْفَ َة عََلقَ ًة فَخََل ْقنَا ا ْلعََلقَةَ‬ ‫جعَ ْلنَا ُه نُطْفَ ًة فِي قَرَا ٍر ّمكِي ٍ‬ ‫ن {‪ }12‬ثُمّ َ‬ ‫سلَالَ ٍة مّن طِي ٍ‬ ‫ن مِن ُ‬ ‫خلق النسان وتطويره وأحكامه (وََل َقدْ خَلَ ْقنَا الْإِنسَا َ‬
‫ن {‪.)}14‬‬ ‫حسَنُ الْخَالِقِي َ‬ ‫خ َر َفتَبَا َركَ اللّهُ أَ ْ‬
‫ش ْأنَا ُه خَلْقا آ َ‬
‫ضغَةَ عِظَاما َفكَسَ ْونَا ا ْلعِظَامَ لَحْما ثُمّ أَن َ‬
‫خلَ ْقنَا ا ْل ُم ْ‬
‫ضغَ ًة فَ َ‬
‫مُ ْ‬
‫*ما الفرق بين كلمة (ميت) و(ميّت) في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن َبعْضَ الظّنّ ِإثْمٌ وَلَا‬
‫ج َت ِنبُوا َكثِيرا مّنَ الظّنّ إِ ّ‬
‫ن آ َمنُوا ا ْ‬
‫كلمة (ميْت) بتسمين الياء تقال لمن مات فعلً مثال ما جاء في سورة الحجرات (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫ب رّحِي ٌم {‪ )}12‬ولذا جاء في القرآن الكريم‬ ‫ل لَحْمَ َأخِيهِ َميْتا َفكَرِ ْهُتمُوهُ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّ َه تَوّا ٌ‬
‫حدُكُمْ أَن يَ ْأكُ َ‬
‫ضكُم َبعْضا َأيُحِبّ َأ َ‬
‫جسّسُوا َولَا َي ْغتَب ّبعْ ُ‬
‫تَ َ‬
‫تحريم أكل لحم الميتة بتسكين الياء وقد تكون حقيقة أو مجازا‪ .‬أما الميّت فقد يكون لمن مات أو من سيموت بمعنى من مآله إلى الموت حتما كما في‬
‫قوله تعالى في سورة الزمر (ِإّنكَ َميّتٌ وَِإّنهُم ّمّيتُونَ {‪.)}30‬‬
‫آية (‪:)39‬‬
‫*ما وجه الختلف من الناحية البيانية بين قوله (فسوف تعلمون) في سورة النعام والزمرو(سوف‬
‫تعلمون) في سورة هود؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪ )}135‬وسورة‬ ‫ل يُفْلِحُ الظّاِلمُو َ‬ ‫ف َتعَْلمُونَ مَن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَةُ الدّا ِر ِإنّهُ َ‬
‫سوْ َ‬
‫عمَلُو ْا عَلَى َمكَانَ ِتكُمْ ِإنّي عَامِلٌ فَ َ‬‫قال تعالى في سورة النعام (قُلْ يَا َقوْمِ ا ْ‬
‫ل سَ ْوفَ تَعَْلمُونَ‬
‫عمَلُو ْا عَلَى َمكَا َنتِكُمْ ِإنّي عَامِ ٌ‬ ‫ف َتعَْلمُونَ {‪ )}39‬وقال في سورة هود ( َويَا قَوْمِ ا ْ‬ ‫عمَلُوا عَلَى َمكَا َنتِكُمْ ِإنّي عَامِلٌ فَسَوْ َ‬ ‫ل يَا قَوْمِ ا ْ‬
‫الزمر (قُ ْ‬
‫ب {‪ )}93‬وعلينا أن نلحظ القائل في كل اليتين ففي آية سورة النعام ال تعالى هو‬ ‫ن هُ َو كَاذِبٌ وَا ْرتَ ِقبُواْ ِإنّي َم َعكُمْ َرقِي ٌ‬ ‫خزِيهِ َومَ ْ‬
‫ب يُ ْ‬
‫عذَا ٌ‬‫مَن يَ ْأتِيهِ َ‬
‫الذي أمر رسوله بالتبليغ أمره أن يبلغ الناس كلم ربه وهذا تهديد لهم فأصل التأديب من ال تعالى أما في آية سورة هود فهي جاءت في شعيب‬
‫وليس فيها أمر تبليغ من ال تعالى فالتهديد إذن أقل في آية سورة هود ولهذا فقد جاء بالفاء في (فسوف تعلمون) في الية التي فيها التهديد من ال‬
‫للتوكيد ولما كان التهديد من شعيب حذف الفاء (سوف تعلمون) لن التهديد أقل‪.‬‬
‫آية (‪:)41‬‬
‫*انظر آية (‪.)2‬‬
‫آية(‪:)42‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ف ِي‬ ‫م ْ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫موْتِه َا َوال ّت ِي ل َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫حي َ‬ ‫س ِ‬‫ه يَتَوَف ّى اْلنْف ُ َ‬‫الموت والوفاة في سورة الزمر (الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫*ما الفرق بين‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ن ف ِي ذَل َِك ليَا ٍَ‬
‫ت لِقَوَْ ٍ‬ ‫مى إ َِ ّ‬ ‫سَ ّ‬‫م َ‬‫ل ُ‬
‫ج ٍ‬
‫خَرى إِلى أ َ‬ ‫ل ال ْ‬ ‫سَ ُ‬
‫ت وَيُْر ِ‬
‫موَْ َ‬ ‫سَك الت َِي قََ َ‬
‫ضى عَليْهََا ال َ‬ ‫م ِ‬‫مهََا فَي ُ ْ‬ ‫منَا ِ‬
‫َ‬
‫ن (‪))42‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫يَتَفَكُرو َ‬
‫الوفاة‪ :‬يقولون وفّى ماله من الرجل أي استوفاه كاملً غير منقوص أي قبضه وأخذه فلما يقال توفي فلن كأنه ُقبِضت روحه كاملة غير منقوصة‪.‬‬
‫والموت هو مفارقة الحياة وليس فيها معنى القبض ولذلك يستعمل لفظ الموت أحيانا استعمالت مجازيا يقال ماتت الريح أي سكنت وهمدت والذي‬
‫ينام مستغرقا يقال له مات فلن اذا نام نوما عميقا مستغرقا‪ .‬هذا السكون للموت فكأن هذا الشيء الذي يفارق جسد النسان بالمفارقة موت والذي‬
‫توفّي تقبضه ملئكة الموت‪.‬‬
‫عندما نقول مفارقة الحياة او مفارقة الروح يمكن ان ننظر الى نوع من التفريق بين الحياة والروح‪( .‬يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)‬
‫ي عند الذكر) حيّ وفيه حياة وبويضة النثى فيها حياة وعندما‬
‫ل نعلم ماهية الروح لكن هي يقينا غير الحياة لن الحيمن (الذي يتولد منه الكائن الح ّ‬
‫يتم الخصاب فهذا الشيء المخصّب فيه حياة وأول ما يحصل لهذا الشيء المخصب هو نبض قلبه ونبض القلب حياة لكن بعد شهرين أو أكثر تُنفخ‬
‫فيه الروح لكن قبل ذلك كان فيه حياة فالحياة غير الروح‪.‬‬
‫النفس فيها معنى الشيء المحسوس لن لها علقة بالنَفَس والحركة‪ .‬هل النفس هي الروح؟ ل ندري‪ .‬قوله تعالى (ال يتوفى النفس حين موتها )‬
‫يمكن ان تكون الروح والتي لم تمت في منامها‪ .‬يتوفّى‪ :‬أي يقبضها كاملة غير منقوصة عندما تفارق جسدها أما الموت فهو مجرد مفارقة الروح‬
‫للجسد والوفاة اشارة الى قبضها وأخذها‪ .‬وكلم العرب لما يقولون توفى فلن دينه من فلن أي قبضه كاملً أما مجرد الموت فليس فيه اشارة‬
‫للقبض‪ .‬يبقى سؤالن ‪:‬‬
‫الول لماذا استعمل النفس ولم يقل النفوس؟‬
‫قال النفس وهي جمع قِلّة على وزن (أفعُل) لكن جمع القلة إذا اضيف أو دخلت عليه أل الستغراق ينتقل الى الكثرة بمعنى لكل النفس‪ .‬والفرق‬
‫ل هذا كتاب جيّد ثم تقول قرأت الكتاب أي هذا الكتاب المعهود‬ ‫بين أل الستغراق وأل التعريف أن أل التعريف تكون عادة للشيء المعهود فتقول مث ً‬
‫الذي تعرفه‪ .‬أما أل الستغراق فليس المقصود منه تعريف شيء معين وإنما للدللة على شيء عام ( والعصر إن النسان لفي خسر إل الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) النسان تدل على أنه ليس انسانا معينا بذاته وانما استغراق النسان كجنس فيحسب كل انسان‬
‫أنه خاسر فيتطلع الى النقاذ فيأتيه النقاذ في قوله تعالى(إل الذين آمنوا)‪ .‬إذا أريد ذاتا معينة تكون أل للتعريف كأن تكون لعهد ذهني أو عهد ذكري‬
‫عرِف من العهد المذكور سابقا هذا العهد الذكري أما العهد الذهني فهو‬‫(يقال سأل عنك رجل ثم تقول رأيت الرجل تقصد به الرجل الذي سأل عنك) ُ‬
‫في الذهن حاضر كقوله تعالى (ذلك الكتاب ل ريب فيه) الكتاب اي الكتاب المعهود في الذهن أنه الكتاب المقروء أي القرآن فهو حاضر في الذهن‬
‫فيسمون العهد الذهني مُخصص‪( .‬واستعمال اسم الشارة ذلك بدلً من هذا تدل على التمييز ورفع شأنه وهي للشارة للبعيد أما قوله تعالى (إن هذا‬
‫القرآن يهدي للتي هي أقوم) استعمال اسم الشارة هذا للقريب يدل على موطن الحدث الني)‪.‬‬
‫لما دخلت أل الستغراق على أنفس نقلتها من جمع القلة الى الكثرة أما كلمة نفوس فهي ابتداء للكثرة فلماذا لم تستعمل إذن؟ لما رجعنا الى المواضع‬
‫التي وردت فيها كلمة أنفس وكلمة نفوس في القرآن الكريم وفق ما جاء في المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم وجدنا أن كلمة أنفس وردت في‬
‫‪ 153‬موضعا على النحو التالي‪ :‬معرّفة بأل الستغراق في ستة مواضع ومضافة في المواضع الخرى ‪ 147‬موضعا وجميعها للكثرة (‪ 49‬أضيفت‬
‫الى (كم) و ‪ 91‬أضيفت الى (هم) و ‪ 4‬مواضع اضيفت الى (هنّ) و ‪ 3‬مواضع اضيفت الى (نا))‪ .‬صيغة الكثرة في نفوس وردت مرتين فقط ونسأل‬
‫لماذا؟‬
‫نحن نقول دائما أن كتاب ال عز وجل ليس من عند بشر والذي يقول أنه من عند محمد فهو لم يقرأ القرآن ال تعالى عالم أن هذه اللفظة واردة‬
‫في كتابه ‪ 150‬مرة وسيقرأها العرب فاختار لهم اللفظ الخفيف (أنفس) للمواطن الكثيرة لنه أخف من لفظ (نفوس)‪ .‬قد يقول قائل كيف؟ نقول أن‬
‫الفتحة هي أخف الحركات والضمة أثقلها‪ .‬وإذا نظرنا في كلمة أنفس ونفوس نجد أن كلمة أنفس فيها مقطعين الول خفيف وحركته خفيفة (أَن)‬
‫والثاني ثقيل وحركته ثقيلة ضمة (فُس) أما كلمة نفوس ففيها مقطعين كلها فيه ضمة ثقيلة الول (نُ) والثاني مبالغ في ثقلة (فُُوس) فإذن أنفس أخف‬
‫من نفوس فاستعمل الخفيف للكثرة ونفوس للمرتين ‪.‬‬
‫لماذا جاء لفظ النفس في موضعين فقط؟ هل هناك فارق دللي؟‬
‫قلنا هذان الموضعان هما موطن الثقل أما المواطن الخرى فليس فيها ثقل‪ .‬كلمة أنفس جمع قلة (عادة من ‪ 3‬الى ‪ )10‬وجمع الكثرة فيه قولن (من‬
‫‪ 3‬فما فوق يتجاوز العشرة) وهذا ما نختاره ومنهم من يقول من أحد عشر فما فوق لكن من خلل استقراء كلم العرب وجد العلماء أن جمع القلة‬
‫إذا أضيف أو دخله أل انتقل من القلة الى الكثرة‪ .‬لم تستعمل كلمة أنفس مجردة من الضافة أو بدون أل في القرآن (قد جاءكم رسول من أنفسكم)‬
‫كثرة ‪ .‬وهنا يرد سؤال أجبنا عنه سابقا لماذا حوّل جمع القلة بادخال أل أو الضافة ولم يستعمل جمع الكثرة ابتداءً؟ لن وزن أنفس أخف من نفوس‬
‫ولكمة أنفس استعملت بكثرة في القرآن فاختير اللفظ الخفيف في جميع القرآن ولم يختر اللفظ الثقيل والخفة والثقل معتبران عند العرب فيرتاح اليه‪.‬‬
‫آية (‪:)49‬‬
‫*انظر آية (‪.)8‬‬
‫آية (‪:)53‬‬
‫*انظر آية (‪.)10‬‬
‫*انظر آية (‪.)20‬‬
‫آية (‪:)66‬‬
‫*تقديم اللفظ على عامله‪( :‬د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ومن هذا الباب تقديم المفعول به على فعله وتقديم الحال على فعله وتقديم الظرف والجار والمجرور على فعلهما وتقديم الخبر على المبتدأ ونحو‬
‫ذلك‪ .‬وهذا التقديم في الغالب يفيد الختصاص فقولك (أنجدت خالدا) يفيد أنك أنجدت خالدا ول يفيد أنك خصصت خالدا بالنجاة بل يجوز أنك أنجدت‬
‫غيره أو لم تنجد أحدا معه‪ .‬فإذا قلت‪ :‬خالدا أنجدت أفاد ذلك أنك خصصت خالدا بالنجدة وأنك لم تنجد أحدا آخر‪.‬‬
‫ومثل هذا التقديم في القرآن كثير‪ :‬فمن ذلك قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) في سورة الفاتحة‪ ،‬فقد قدّم المفعول به إياك على فعل العبادة وعلى‬
‫فعل الستعانة دون فعل الهداية قلم يقل إيانا اهد كما قال في الوليين‪ ،‬وسبب ذلك أن العبادة والستعانة مختصتان بال تعالى فل يعبد أحد غيره ول‬
‫ن ُك ْنتُمْ ِإيّا ُه َتعْ ُبدُونَ (‪ )172‬البقرة) فقدم‬ ‫ن (‪ )66‬الزمر ) وقوله (وَا ْ‬
‫ش ُكرُوا لِلّهِ إِ ْ‬ ‫عبُدْ َوكُنْ مِنَ الشّاكِرِي َ‬
‫يستعان به‪ .‬وهذ نظير قوله تعالى (بَلِ اللّ َه فَا ْ‬
‫المفعول به على فعل العبادة في الموضعين وذلك لن العبادة مختصة بال تعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)67‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ميعًَا قَب ْ َ‬
‫ضت َُ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫حق ََّ قَدْرَِهِ وَاْلْر ُ‬
‫ضَ َ‬ ‫ما قَدَُروا الل َّ َ‬
‫ه َ‬ ‫*مَا دللة جميعا ً فَي قوله تعالى فَي سَورة الزمَر (وََ َ‬
‫ن (‪))67‬؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫شرِكُو َ‬ ‫ه وَتَعَالَى عَ َّ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫حان َ ُ‬
‫سب ْ َ‬
‫مينِهِ ُ‬ ‫مطْوِيَّا ٌ‬
‫ت بِي َ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ة َوال َّ‬
‫سماوَا ُ‬ ‫م ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قيَا َ‬ ‫يَوْ َ‬
‫هذا الكلم على يوم القيامة والصورة التي ترسم صورة هيمنة ل سبحانه وتعالى ل يشركه فيها أحد ولو على سبيل المجاز والتسامح أو الكفر به‬
‫سبحانه‪ .‬في حياتنا الن يمكن أن يقول لك كما قال النمرود لبراهيم (أنا أحيي وأميت) يدّعي لنفسه شيئا هو ل سبحانه وتعالى (قال ربي الذي‬
‫يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت) يقول أنت محكوم بالعدام فأبرّئه وأنت بريء فأقتله فانتقل إبراهيم إلى مسألة أخرى ل مجال فيها‪ .‬في الدنيا‬
‫ضتُهُ يَوْ َم الْ ِقيَامَة) جميعا هنا حال الواو هنا واو‬
‫جمِيعًا َقبْ َ‬
‫يمكن أن يكون هناك نوع من الدّعاء لكن في الخرة لما يقول الباري عز وجل (وَالَْأرْضُ َ‬
‫الحال (والرض قبضته) مبتدأ وخبر‪ ،‬أي حال كونها مجتمعة بكل جزئياتها بمن فيها ومن عليها ومن فوقها ومن تحتها الرض جميعا هذه الكرة‪.‬‬
‫قال (والرض جميعا قبضته) هذا كما قلنا وكرّرناه سابقا ‪ :‬ما يتعلق بال سبحانه وتعالى‪ ،‬بصفاته وبما يُنسب إليه من مدلولت المسلمون فيه على‬
‫قولين‪ :‬منهم من يقول ُنمِرّها هكذا وهم الجمهور يعني (والرض جميعا قبصته يوم القيامة) معناها‪ :‬والرض جميعا قبضته يوم القيامة وكفى وافهم‬
‫منها ما تفهم‪.‬‬
‫وقلت أن الفريقان من أهل العلم والصلح والتقوى والورع ويسع المسلم أن يأخذ بالقولين ونحن الن بأمس الحاجة للرأي الخر (قول التأويل)‬
‫بسبب ترجمة هذه المعاني‪ :‬العرب عندما تقول في قبضته أو تحت قبضته يعني هو تحت سيطرته‪ .‬الن نحن نستعملها يقال‪ :‬صار في قبضة العدو‬
‫ول تعني القبضة أي جعله في راحته وأغلق يده عليه كل وإنما تحت سيطرته ‪ ،‬تحت قوته‪ ،‬تحت قدرته بهذا المعنى نفهم (والرض جميعا قبضته‬
‫يوم القيامة) من غير منازع ولو على سبيل المجاز ولن نجد من يقول كما قال النمرود وأنا شعبي في قبضتي عندي حرس وشعبي في قبضتي‪ .‬إذا‬
‫كان من يقولها في الدنيا ففي الخرة لن تجد من يقولها‪.‬‬
‫عمّا يُشْ ِركُونَ) اليمين معناها القوة والقدرة عند العرب ولذلك قالوا‪( :‬مِلك اليمين) العرب لما تقول هو‬ ‫سبْحَانَهُ َو َتعَالَى َ‬
‫ت ِب َيمِينِهِ ُ‬
‫ط ِويّا ٌ‬
‫(وَالسّماوَاتُ مَ ْ‬
‫ملك يمينه ل يقصدون هذه اليد اليمنى وإنما في ملكه أي في قدرته وتصرفه ل يعنون يده‪ .‬نهى علماؤنا إذا تكلمنا عن صفات ال سبحانه وتعالى أن‬
‫نشير بأيدينا مثلً عندما تقول قلب الرجل بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ل يجوز أن تشير بأصابعك حتى ل يكون هناك تجسيد‬
‫وإنما تقول بلسانك شفاها فقط‪.‬‬
‫الطيّ معلوم‪ .‬تطوي الورقة أي تقلب جزءا على جزء وتجمعها في يدك‪ .‬أيضا فيها إشارة إلى معنى المِلك والقدرة والهيمنة الكاملة والسلطة الكاملة‪.‬‬
‫لما يكون الشيء مطوي بيمينك أي تحت السيطرة‪ .‬فإذن الرض جميعا والسموات جميعا تحت قبضته وقلنا حتى نتبين عظم الصورة كل هذا الكون‬
‫المنظور تحت السماء والولى (ولقد زينا السماء الدنيا) حيثما كانت النجوم هي في السماء الدنيا كيف هي السماء الدنيا؟ ل ندري‪ .‬الدكتور عبد‬
‫المحسن صالح وهو أستاذ في جامعة السكندرية قال في كتباه "هل لك في الكون نقيض؟"وهو في علم الفلك هذا الكتاب‪ ،‬يقول تخيّل لو جمعت‬
‫الرض والكواكب والشمس وجُعلت كتلة واحدة أمكن أن تدفن في قشرة واحد من النجوم فتخيل عظمة ذلك النجم وتخيل من نحن حتى نفكر بذات‬
‫ال سبحانه وتعالى وعظمته‪ .‬وأذكر الذي كان يدرس على شيخه فأخذ ورقة وبدأ يقلب فيها وشيخه كان فيه كِبر قال الشيخ للتلميذ‪ :‬ما تصنع؟ قال‬
‫أريد أن أرى الرض لملك ال‪ ،‬قال كهذه النقطة‪ .‬فصار يقلّب فقال‪ :‬ماذا تفعل؟ قال أفتش عنك يا سيدي‪ .‬فكانت له بها عبرة‪ .‬الية ل توحي بأي‬
‫عمّا يُشْ ِركُونَ) ينزّه الباري عز وجل عما يشركون‪.‬‬ ‫سبْحَانَهُ َو َتعَالَى َ‬
‫إشارة للتجسيد ولذلك قال تعالى ( ُ‬
‫آية (‪:)68‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ض إ ِ ّل‬
‫ن فِي الْر ِ‬ ‫ت وَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ماوَا ِ‬ ‫ن فِي ال َّ‬
‫س َ‬ ‫م ْ‬
‫صعِقَ َ‬ ‫خ فِي ال ُّ ِ‬
‫صور فَ َ‬ ‫*ما دللة (إل من شاء الله) في الية (وَنُفِ َ‬
‫َ‬
‫ن (‪ )68‬الزمر) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ُ‬
‫م يَنْظُرو َ‬
‫م قِيَا ٌ‬ ‫خ فِيهِ أ ُ ْ‬
‫خَرى فَإِذ َا هُ ْ‬ ‫شا َء الل ّ ُ‬
‫ه ث ُ َّ‬
‫م نُفِ َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫الكلم على مشهد من مشاهد يوم القيامة (ونفخ في الصور)‪ ،‬نلحظ كلمة نُفِخ مبنية للمجهول لن هناك من ينفخ بالصور والصور قالوا هو القرن‬
‫المجوف مثل البوق ينفخ فيه‪ ،‬وعندنا في الحاديث أنه ملك مخصص للنفخة الولى (إسرافيل)‪( .‬ونفخ في الصور) نلحظ هنا أنه استعمل الماضي‬
‫(نُفِخ) إشارة إلى التحقق (دللة الماضي في الستعمال القرآني إذا أراد التحقق يستعمل الماضي) وقع فعلً وصار النفخ‪.‬‬
‫(فصعق من في السموات ومن في الرض) ماضي أيضا‪ ،‬يقول العلماء هنا إستعمل (من) التي هي للعاقل للشمول تشمل العاقل وغير العاقل‪( .‬ما‬
‫لغير العاقل لكن أحيانا تستعمل للشمول أيضا للعقلء وغيرهم) وتأتي (من) للعاقل وغير العاقل‪ ،‬و ُقدّمت (من) لن أصل القيامة لجل محاسبة‬
‫العقلء‪ .‬أما بقية المخلوقات وغير العقلء سيصعق أيضاَ وفي الحديث أن الشاة الجمّاء تأخذ حقها من الشاة القرناء‪ ،‬يفصل بين الخلئق ثم يكونون‬
‫جميعا ترابا عدا هذا الخليفة وذريته يكون لهم حساب‪.‬‬
‫(فصعق) الصعقة بمعنى غُشي عليه أو مات‪ ،‬يقال صعق فلن أي غشي عليه‪ ،‬أغمي عليه وصعق فلن بمعنى مات وهنا بمعنى الموت أو غشي‬
‫عليهم فماتوا حتى نجمع المعنيين‪( .‬فصعق من في السموات ومن في الرض) يكون الهدوء عاما عند ذلك‪.‬‬
‫(إل من شاء ال) هذه المشيئة المطلقة ل سبحانه وتعالى يختار من يشاء لعدم موته بتلك النفخة لن هذا الذي ينفخ في الصور عقلً لم يمت‪ ،‬ل‬
‫يصعق هو‪ ،‬لكن قال العلماء بناء على الثار أنه بعد أن يصعق كل من في السموات والرض يموت‪( .‬إل من شاء ال) هناك من سيجعلهم ال عز‬
‫وجل ((من) تستعمل للواحد أو للجمع) لكن يمكن أن يكون الذي ينفخ في الصور حتى ينفخ النفخة الخرى وقد يكون معه آخرون من الملئكة‬
‫وليست حجة قوله تعالى (كل من عليها فان) لن كل من عليها أي على هذه للرض ول يحتج بهذا كما يقول العلماء ونحن دائما نحتج بقول العلماء‬
‫حتى ل نأتي بشيء من عند أنفسنا‪ .‬قد يأمر ال سبحانه وتعالى أن يموت بعد النفخة حتى ل يبقى سوى ال سبحانه وتعالى حيّا ثم بعد ذلك يحييه‬
‫ويأمره بالنفخة الثانية أو أنه ل يموت‪ ،‬ما عندنا دليل على أن الكل يموت‪ ،‬كل الملئكة الساجد والراكع في أنحاء المساء والرض لكن يقينا أهل‬
‫الرض جميعا يموتون (كل من عليها فان) في السماء تبقى الملئكة ساجدة عابدة مصلّية مسبّحة وهذا الذي قلنا فيه أكثر من مرة أن هذا الذي يدخل‬
‫في مساحة الغيب‪ ،‬ل يمنع أن هذا الملك النافخ سيموت بعد ذلك ول يمنع أنه سيبقى فيتولى النفخة الخرى فلما ينفخ النفخة الثانية فإذا هم قيام‬
‫ينظرون‪ ،‬يقفون وأهم شيء عندهم التلفّت والنظر (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) لما يتلفت وينظر وإذا هذا الخلق كله يخرج من الرض بهذه‬
‫الصورة عند ذلك يتيقن الجميع أنه سيكون هناك حساب‪ :‬المؤمن هو مطمئن والكافر يقول‪ :‬من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق‬
‫المرسلون‪ ،‬عند ذلك يؤمنون لكن ل فائدة من إيمانهم‪.‬‬
‫آية (‪:)70‬‬
‫َ‬ ‫*في سورة الزمر (ووفِّي َت ك ُ ُّ‬
‫ن ( ‪ ))70‬العمل جاء بصيغة الفعل‬‫فعَلُو َ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫ت وَهُوَ أعْل َ ُ‬
‫م بِ َ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫س َّ‬
‫ما عَ ِ‬ ‫ل نَف ْ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫الماضَي وجاء فعَل يفعلون بصَيغة المضارع وهَو يفيَد السَتمرار والمسَتقبل فمَا الفرق بيَن العمَل‬
‫والفعل؟ ولماذا جاء العمل بصيغة الماضي بينما الفعل بصيغة المضارع؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الفعل والعمل سبق أن جاءت مناسبات وتعرضنا وقلنا العمل الصل فيه أن يكون بقصد والفعل عام يصدر بقصد أو بغير قصد يصدر عن العاقل‬
‫وغير العاقل عن الجماد والحيوان والنسان‪ ،‬الفعل عام فعل الرياح‪ ،‬فعل النهار‪ .‬العمل الصل فيه أن يكون عن قصد فأكثر ما يكون للنسان وقلما‬
‫ن (‪ ))70‬هذا حساب‪ ،‬هو ختم الية‬ ‫عمِلَتْ وَهُوَ أَعَْل ُم ِبمَا يَ ْفعَلُو َ‬‫س مّا َ‬
‫ل نَ ْف ٍ‬
‫ت كُ ّ‬
‫ينسب إلى حيوان‪ ،‬عموم العمل‪ .‬إذن الفعل أعم والعمل أخص‪( .‬وَ ُو ّفيَ ْ‬
‫بالفعل ليدل على أنه سبحانه يعلم الفعل والعمل يعني يعلم ما ُفعِل بقصد وما فُعل بغير قصد وعلمه ليس مختصا بالعمل وإنما علمه يشمل العمل‬
‫ويشمل الفعل ما ُفعِل بقصد وما ُفعِل بغير قصد يعلمهما جيمعا‪ .‬الفعل بقصد و بغير قصد والعمل بقصد والتوفية الحساب يكون عليه فلو قال (أعلم‬
‫بما يعملون) سيكون العلم فقط يشمل الذي بقصد لكن لما قال (وَهُوَ أَعْلَ ُم ِبمَا يَ ْفعَلُونَ) يعني ما فُعل بقصد أو بغير قصد يعلمهما معا يعلم دواعي‬
‫النفس هل هذا ُفعِل بقصد أو ُفعِل بغير قصد ولهذا قال (وَهُوَ أَعَْل ُم ِبمَا يَ ْفعَلُونَ) فجمع العلم ما ُوفّي بعمله وما عُمل بغير قصد هذا صار أشمل يشمل‬
‫العمل وغير العمل‪.‬‬
‫ض بِنُو ِر َرّبهَا وَوُضِعَ ا ْل ِكتَابُ‬ ‫ت الْأَ ْر ُ‬ ‫يبقى السؤال الخر (عملت ويفعلون‪ ،‬الماضي والمضارع) جرت الية في ذكر أحوال الخرة قال (وََأشْ َرقَ ِ‬
‫ت (‪ ))70‬في الدنيا ما سبق لها أن‬ ‫عمِلَ ْ‬ ‫س مّا َ‬ ‫ل نَ ْف ٍ‬‫ت كُ ّ‬ ‫ن (‪ ))69‬هذه في الخرة إذن (وَ ُو ّفيَ ْ‬ ‫ي َبيْ َنهُ ْم بِا ْلحَقّ وَ ُهمْ لَا يُظَْلمُو َ‬
‫ش َهدَاءِ َو ُقضِ َ‬
‫َوجِي َء بِال ّنبِيّينَ وَال ّ‬
‫عمِلَتْ) سابقا في الدنيا وإل كيف تعمل بالخرة؟! (وَهُوَ أَعَْل ُم ِبمَا يَ ْفعَلُونَ) هذا الكلم عن‬ ‫عملت في الدنيا‪ .‬لما كان الكلم في أحوال الخرة قال (مّا َ‬
‫ت مَطْ ِويّاتٌ‬ ‫ضتُهُ يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ وَالسّماوَا ُ‬
‫جمِيعًا َقبْ َ‬ ‫ق َقدْرِهِ وَالْأَ ْرضُ َ‬ ‫الخرة سبقه الكلم عن الدنيا في الخبار عن الخرة قبلها قال ( َومَا َقدَرُوا اللّهَ حَ ّ‬
‫ق َقدْرِهِ) في الدنيا (وَا ْلأَ ْرضُ‬ ‫ن (‪ ))67‬الكلم في الدنيا‪ ،‬في الدنيا أخبر عما يجري في الخرة ( َومَا َقدَرُوا اللّهَ حَ ّ‬ ‫عمّا يُشْ ِركُو َ‬ ‫سبْحَانَهُ َو َتعَالَى َ‬ ‫ِب َيمِينِهِ ُ‬
‫عمِلَتْ) الن إلتفت إلى‬ ‫ضتُ ُه يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ) في الدنيا‪ ،‬إذن هو يخبر عما سيجري في الخرة إذن لما كان الكلم عن الخرة (وَ ُو ّفيَتْ) قال (مّا َ‬ ‫جمِيعًا َقبْ َ‬ ‫َ‬
‫الدنيا التي بدأ بها إذن هذه فيها التفات إلى الدنيا (وَهُوَ أَعْلَ ُم ِبمَا يَ ْفعَلُونَ) لنه صار الن كلم في الدنيا إخبار عن الخرة فما جاء في الخرة قال (مّا‬
‫عمِلَتْ) ولما التفت إلى الدنيا قال (وَهُوَ أَعَْل ُم ِبمَا يَ ْفعَلُونَ) حتى الن ينتبهون هذا اسمه إلتفات إلى السياق الول لن السياق في أمرين في الدنيا في‬ ‫َ‬
‫عمِلَتْ) ثم التفت إلى‬ ‫ضتُهُ يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ) ثم في الخرة فلما ذكر سياق الخرة قال (مّا َ‬ ‫جمِيعًا َقبْ َ‬
‫ق َقدْرِهِ وَالْأَ ْرضُ َ‬ ‫الخبار عن الخرة ( َومَا َقدَرُوا اللّهَ حَ ّ‬
‫الدنيا إلى هؤلء حتى ينصحهم حتى يتعظوا‪ .‬إذن الفعل هنا يناسب الزمن الذي يعبر عنه أو يصوّره‪.‬‬
‫آية (‪:)73(-)71‬‬
‫*لماذا استعمل القرآن كلمة سيق للكافرين وللمؤمنين في سورة الزمر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عَليْكُ ْم‬
‫سلٌ مّنكُ ْم َيتْلُونَ َ‬ ‫خ َزنَ ُتهَا أََل ْم يَ ْأ ِتكُمْ رُ ُ‬
‫حتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُمْ َ‬‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا ُفتِ َ‬ ‫ج َهنّمَ ُزمَرا َ‬ ‫قال تعالى في سورة الزمر (وَسِيقَ اّلذِينَ َكفَرُوا ِإلَى َ‬
‫حتّى ِإذَا‬ ‫جنّةِ ُزمَرا َ‬ ‫ن {‪ )}71‬و (وَسِيقَ اّلذِينَ اتّقَوْا َرّبهُمْ إِلَى ا ْل َ‬ ‫ب عَلَى ا ْلكَافِرِي َ‬‫ت كَِلمَةُ ا ْل َعذَا ِ‬‫حقّ ْ‬
‫آيَاتِ َرّبكُمْ َويُنذِرُو َنكُمْ ِلقَاء يَ ْو ِمكُمْ َهذَا قَالُوا بَلَى وََلكِنْ َ‬
‫ن {‪ )}73‬ليس غريبا أن يُؤتى بفعل يشمل الجميع فكل النفوس تُساق بدون‬ ‫ط ْبتُ ْم فَادْخُلُوهَا خَاِلدِي َ‬
‫ت َأبْوَابُهَا َوقَالَ َلهُ ْم خَ َز َنُتهَا سَلَا ٌم عََل ْيكُمْ ِ‬
‫جَاؤُوهَا َو ُفتِحَ ْ‬
‫شهِيدٌ {‪ }21‬سورة ق) لكن المهم أين يُستق كل مجموعة والجهة التي تساق إليها‪ .‬إذن‬ ‫ل نَ ْفسٍ ّم َعهَا سَائِقٌ وَ َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫استثناء كما في قوله تعالى ( َوجَاء ْ‬
‫كلهم يساقون لكن المهم جهة السوق فهؤلء يُساق بهم إلى الجنة وهؤلء يُساق بهم إلى النار تماما كما يستعمل القرآن كلمة ادخلوا فهي تقال للجميع‬
‫لكن المهم أين سيدخلوا الجنة أو النار‪ ،‬وكلمة خلق أيضا عامة للجميع وكذلك كلمة الحشر‪ .‬فليس المهم لفعل وإنما متعلّق الفعل‪.‬‬
‫م وِْردًا (‪ )86‬مريَم) وفَي‬ ‫جهَن ََّ َ‬
‫ن إِلَى َ‬
‫مي ََ‬‫جرِ ِ‬
‫َ‬ ‫سوقُ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن وَفْدًا (‪ )85‬وَن ََ ُ‬
‫م َِ‬
‫ح َ‬‫ن إِلَى الَّر ْ‬ ‫متَّقِي ََ‬
‫شُر ال ْ ُ‬‫ح ُ‬‫م نَ ْ‬‫*(يَوَْ َ‬
‫سيقَ‬‫مًرا (‪ )71‬وَ ِ‬
‫م ُز َ‬ ‫َ‬
‫جهَن ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ك َفُروا إِلى َ‬ ‫ّ‬
‫سيقَ الذِي َ‬ ‫سورة الزمر وردت كلمة سيق للكافرين والمؤمنين (وَ ِ‬
‫َ‬
‫مًرا (‪ ))73‬فمََا دللة تغيََر الفعََل فََي آيََة مريََم واسََتخدام نحشََر‬ ‫جنَّةِ ُز َ‬
‫م إِلَى ال ْ َ‬
‫ن اتَّقَوْا َربَّهُ َ ْ‬
‫ال ّذِي َ َ‬
‫ونسوق؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫طيْ ِر َفهُ ْم يُوزَعُونَ (‪)17‬‬
‫جنُودُهُ مِنَ ا ْلجِنّ وَا ْلإِنسِ وَال ّ‬
‫أولً ما الفرق بين الحشر وسيق؟ نحشر معناه نجمع‪ ،‬الحشر من معانيه الجمع ( َوحُشِرَ ِلسَُل ْيمَانَ ُ‬
‫ن (‪ )111‬العراف) الحشر له معاني‪ .‬إذن معنى حشر جمع ربنا قال يوم الجمع‬ ‫ش َر َفنَادَى (‪ )23‬النازعات) (وََأرْسِ ْ‬
‫ل فِي ا ْلمَدَآئِنِ حَاشِرِي َ‬ ‫النمل) (فَحَ َ‬
‫يوم الحشر ويأتي بمعاني أخرى لكن المعنى المشهور جمع‪ .‬السَوْق ليس بالضرورة جمع فقد تسوق واحد أو اثنين أو أكثر‪ .‬هناك قال (يَوْ َم نَحْشُرُ‬
‫حمَنِ َو ْفدًا (‪ ))85‬الوفد ل بد أن يكتمل أفراده‪ ،‬إذن هو بعد الكتمال يصير الحشر‪ ،‬الوفد يجب أن يكتمل‪ .‬أما في الزمر قال (وَسِيقَ‬ ‫ا ْلمُتّقِينَ إِلَى الرّ ْ‬
‫جنّةِ ُزمَرًا (‪ ))73‬إذن ليسوا مجموعين‪ ،‬الزمر يعني جماعات جماعات‪ ،‬الزمرة الجماعة‪ ،‬زمرا يعني جماعات جماعات ليسوا‬ ‫ن اتّقَوْا َرّبهُمْ ِإلَى ا ْل َ‬
‫اّلذِي َ‬
‫وفدا مجموعين إلى أن يكتملوا فيصيروا وفدا فيحشرهم‪ .‬يعني الذين اتقوا سيصبحوا زمرا لنهم ليسوا بدرجة واحدة فيُساقون زمرا حتى إذا اكتملوا‬
‫حُشِروا وفدا يصيروا وفدا الزمر ليس وفدا ل بد أن يكتمل‪ .‬في مريم قال (إلى الرحمن) وليس إلى الجنة أما في الزمر فقال إلى الجنة (وَسِيقَ اّلذِينَ‬
‫جنّةِ ُزمَرًا (‪ ))73‬الوفد للكرام هذا بعد الحساب بعد أن يساقوا زمرا إلى الجنة يذهبون وفدا إلى الرحمن تكريما لهم‪ .‬مرحلة بعد‬ ‫اتّقَوْا َرّبهُمْ إِلَى الْ َ‬
‫سوْق للزمر اكتمل هؤلء المتقون يجمعهم فيحشرهم‬ ‫مرحلة ل يصح أن نضع واحدة مكان أخرى‪ ،‬ل يجوز‪ ،‬الوفد ل بد أن يُجمَع فقال يحشر وال َ‬
‫فيُذهَب بهم إلى الرحمن وفدا‪ .‬هم بداية زمر جماعات سيقوا إلى الجنة اجتمعوا هناك فكوّنوا وفدا فحشروا إلى الرحمن‪ .‬كل كلمة لها دللتها‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذن كل كلمة فيها ملمح دللي خاص بالمقام السياقي الذي يود ال تبارك وتعالى التعبير عنه؟‪.‬‬
‫طبعا‪ .‬الختيار ل يمكن أن يكون غير ذلك‪ ،‬من له معرفة بالبيان ل يمكن أن يختار غير ذلك‪ .‬ل يجوز أن يقال وسيق الذين اتقوا إلى الرحمن وفدا‬
‫سؤال‪ :‬هل العرب كانت تفهم وتميز بين كلمة وأخرى في تحديد دللة معينة داخل السياق أم خذخ خصيصة من خصائص القرآن الكريم؟‬
‫فرق بين الدراك والفهم وبين القدرة والمُكنة على الفعل بمثله‪ ،‬أنت ترى صنعة تعجبك لكن ليس باستطاعتك أن تعمل مثلها‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هم يفهمون لكن ل يستطيعون أن يقولوا مثل هذا الكلم وهم أصحاب بيان وبلغة لكن كل واحد على قدر ما أُوتي حتى تصل إلى المنتهى‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬من خلل اطلعكم على التراث البياني والبلغي في اللغة العربية ألم يثبت أن أحدا من الكفار وقت الرسول اعترض على كلمة من‬
‫القرآن الكريم؟‬
‫أبدا والذين يعترضون اليوم لنهم بين أمرين الجهل والحرب المقصودة قصدا‪.‬‬
‫َ‬
‫ت‬
‫ح ْ‬‫جاءُوه َا فُت ِ َ‬ ‫حت َّى إِذ َا َ‬
‫مًرا َ‬ ‫م ُز َ‬ ‫جهَن َّ َ‬
‫ن كَفَُروا إِلَى َ‬ ‫ق ال ّذِي َ‬
‫سي َ‬ ‫*لماذ حذف كلمة ربهم في قوله تعالى (و َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أَبْوَابُهََا وَقَا َ‬
‫م هَذ َا‬ ‫َُ‬
‫مك ْ‬ ‫م لِقَا َء يَوْ ِ‬ ‫َُ‬
‫م وَيُنْذُِرونَك ْ‬ ‫َُ‬
‫ت َربِّك ْ‬ ‫م آيَا َِ‬ ‫َُ‬
‫نَ عَليْك ْ‬‫م يَتْلو َ‬ ‫َُ‬
‫منْك ْ‬ ‫ل ِ‬‫سَ ٌ‬
‫م ُر ُ‬ ‫خَزنَتُهََا أل ََ ْ‬
‫م يَأتِك َُ ْ‬ ‫ل لَهَُ ْ‬
‫م َ‬
‫ب عَلَى الْكَافِرِي نََ (‪ ))71‬فَي سَورة الزمَر وذكرهَا مع الذيَن اتقوا؟‬
‫ة الْعَذ َا َِ‬ ‫حق ََّ ْ‬
‫ت كَل ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫قَالُوا بَلَى وَلَك ِ ْ‬
‫ن َ‬
‫(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ذكر ربهم مع الذين اتقوا ولم يذكرها مع الذين كفروا يتعلق بالحذف والذكر ‪ .‬في هذه الية من سورة الزمر ذكر تعالى الذين كفروا عندما يساقون‬
‫ل عن أن يذكر اسم الرب (ربهم) الذي يعني المربي والرحيم العطوف الذي‬ ‫الى النار فهؤلء ل يستحقون أن يرد معهم اسم ال سبحانه وتعالى فض ً‬
‫يرعى عباده فل تنسجم كلمة ربهم هنا مع سوق الكافرين الى جهنم وعدم ذكر كلمة ربهم مع الذين كفروا هو لسببين الول أنهم يساقون الى النار‬
‫وثانيا أنهم ل يستحقون ان تذكر كلمة ربهم معهم فل نقول وسيق الذين كفروا ربهم الى جهنم لن كلمة الرب هنا ‪:‬ان فيها نوع من التكريم والواقع‬
‫أنه كما قال تعالى (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) لكن مع المؤمنين نقول (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة) ذكر كلمة ربهم هنا تنسجم‬
‫مع الذين اتقوا‪ .‬وفعل كفر يتعدّى بنفسه أو بحرف الجر وهنا لم يتعدى الفعل وهذا يدل على اطلق الذين كفروا بدون تحديد ما الذي كفروا به لتدل‬
‫على أن الكفر مطلق فهم كفروا بال وباليمان وبالرسل وبكل ما يستتبع اليمان‪( ..‬وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا) لم تذكر كلمة (ربهم) لن‬
‫الربوبية رعاية ورحمة ول تنسجم مع السوق للعذاب ول يراد لهم أن يكونا قريبين من ربهم لكنها منسجمة مع سوق الذين اتقوا ربهم الى الجنة‬
‫فهي في هذه الحالة مطلوبة ومنسجمة‪ .‬كلمة الرب فيها نوع من التكريم فل تذكر مع الكافرين لكن مع المؤمنين تكون مطمئنة ومحببة اليهم (وسيق‬
‫الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا) ‪.‬‬
‫وقد وردت كفروا ربهم في مواطن أخرى في القرآن لكن في هذا الموقع لم ترد لنه ل تنسجم مع سوق الكافرين الى النار ول بد أن ننظر في‬
‫ل أي آية تلو آية متتابعة لنها مرتبطة‬
‫سياق اليات فقد قال تعالى (ورتل القرآن ترتيل) والترتيل في القرآن ليس هو النغم وإنما النظر في اليات رت ً‬
‫ببعضها فإذا اقتطعت آية من مكانها قد تؤول وتفسّر على غير وجهها المقصود لكن إذا أُخذت في داخل سياقها فستعطي المعنى المطلوب الذي ل‬
‫يحتمل وجها آخر‪ .‬والبعض يتداول آيات خارج سياقها فتعطي معنى وفهما غير دقيق للية ولو أُخذت اليات في سياقها لفهمناها الفهم الصحيح ولذا‬
‫يجب أخذ اليات في سياقها‪.‬‬
‫َ‬
‫حت ََّى إِذ َا َ‬
‫جاؤُوهََا‬ ‫جنَّةِ ُز َ‬
‫مًرا َ‬ ‫م إِلَى ال ْ َ‬ ‫ن اتَّقَوْا َربَّهَُ ْ‬‫سيقَ ال ّذِي ََ‬ ‫*مَا دللة ذكَر الواو مَع الجنَة فَي اليَة (وََ ِ‬
‫خالِدِي نََ (‪ )73‬الزمَر) وعدم ذكرهَا مَع‬ ‫خلوهََا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م فاد ْ ُ‬‫م طِبْت َُ ْ‬ ‫م عَلَيْك َُ ْ‬ ‫سََل ٌ‬
‫خَزنَتُهََا َ‬
‫م َ‬ ‫ت أَبْوَابُهََا وَقَا َ‬
‫ل َلَهَُ ْ‬ ‫وَفُت ِ َ‬
‫ح َْ‬
‫َ‬
‫ت أبْوَابُهَ َا (‪))71‬؟(د‪.‬فاضََل‬ ‫ح َْ‬ ‫جاؤُوهَ َا فُت ِ َ‬ ‫حت ّ ََى إِذ َا َ‬ ‫مًرا َ‬‫م ُز َ‬ ‫جهَن ّ ََ َ‬
‫ن كَفَُروا إِلَى َ‬ ‫سيقَ ال ّذِي َ َ‬ ‫أهََل النار (وَ َ ِ‬
‫السامرائى)‬
‫أولً قال ربنا أن النار عليهم مؤصدة يعني أبوابها مغلقة سجن والسجن ل يُفتح بابه إلى لداخل فيه أو خارج منه‪ ،‬إذن جهنم مغلقة أبوابها (ِإّنهَا عََل ْيهِم‬
‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا (‪ ))71‬لنها كانت مغلقة‪ .‬الجنة مفتحة أبوابها ليست مغلقة‬ ‫صدَةٌ (‪ )8‬الهمزة) ل تفتح إل إذا جاؤوها لذلك قال ( َ‬ ‫مّ ْؤ َ‬
‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا َو ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا) الواو هنا حاليّة جاؤوها في هذه الحالة جاؤوها وقد فتحت أبوابها حال‬ ‫ب (‪ )50‬ص) ( َ‬ ‫عدْنٍ مّ َفتّحَ ًة ّلهُمُ الَْأبْوَا ُ‬
‫ت َ‬ ‫جنّا ِ‬
‫(َ‬
‫حتْ َأبْوَا ُبهَا (‪ ))71‬معناها أن البواب مغلقة وحتى ل تتبدد الحرارة أما في‬ ‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا ُفتِ َ‬ ‫كون أبوابها مفتحة (مّ َفتّحَةً ّل ُهمُ الَْأبْوَابُ)‪ .‬بدون واو ( َ‬
‫الجنة فأبوابها مفتحة‪ .‬حتى في الحديث الذي يخرج من النار ويرى أهل الجنة منعمين إذن هي مفتوحة وإل كيف يراهم؟ وأهل العراف يرونهم‪.‬‬
‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا)‪ ،‬في أهل الجنة لم يذكر جواب الشرط‬ ‫حتْ َأبْوَا ُبهَا)‪ .‬المر الخر ذكر جواب الشرط ( َ‬ ‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا َو ُفتِ َ‬ ‫لذا قال ( َ‬
‫ن (‪ ))73‬هنا جواب‬ ‫ط ْبتُمْ فَادْخُلُوهَا خَاِلدِي َ‬ ‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا َو ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُ ْم خَ َز َنتُهَا سَلَا ٌم عََل ْيكُمْ ِ‬ ‫جنّةِ ُزمَرًا َ‬ ‫ن اتّقَوْا َربّهُمْ ِإلَى ا ْل َ‬ ‫ق اّلذِي َ‬
‫(وَسِي َ‬
‫الشرط محذوف للتفخيم وأحيانا يحذف فعل الشرط للتفخيم والتعظيم سواء كان في العذاب أو في الكرام ( َفكَيْفَ ِإذَا تَ َو ّف ْتهُمْ ا ْلمَلَا ِئكَةُ َيضْ ِربُونَ‬
‫ُوجُو َههُمْ وََأ ْدبَارَ ُه ْم (‪ )27‬محمد) المشهد أكبر من الحديث وحتى في كلمنا العادي نقول‪ :‬وال لئن قمت إليك وتسكت‪ ،‬أنت تريد أل تكمل حتى ل‬
‫حتّى ِإذَا‬ ‫جنّةِ ُزمَرًا َ‬‫يعلم السامع ماذا ستفعل لنه لو ذكرت أمرا معينا لتّقاه وتهيأ له فهذا من الهويل وهنا نفس الشيء (وَسِيقَ اّلذِينَ اتّ َقوْا َرّبهُمْ إِلَى الْ َ‬
‫ن (‪ ))73‬هذه كلها عطف ول تجد جواب الشرط مطلقا فحذف جواب‬ ‫ط ْبتُمْ فَادْخُلُوهَا خَاِلدِي َ‬
‫جَاؤُوهَا َو ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُ ْم خَ َز َنتُهَا سَلَا ٌم عََل ْيكُمْ ِ‬
‫الشرط لتفخيم وتعظيم ما يلقونه لن ما يلقونه يضيق عنه الكلم يعني اللغة الحالية الن ل تستطيع أن تعبر عما يجدون‪ ،‬تضيق عنه (فيها ما ل‬
‫عين رأت ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر) إذن ما يجدونه أكبر من اللغة ول تستطيع اللغة أن تعبر عنه‪ .‬الجواب هناك‪ ،‬الجواب ما تراه‬
‫ل ما تسمعه‪.‬‬
‫*ربما يتبادر إلى الذهن أن الفعل في بداية اليتين واحد والمشهد ربما يكون واحد هنا سوق وهنا سوق والملئكة تسوقهم جميعا فلماذا لم يستخدم‬
‫صيغة مختلفة مع أهل الجنة غير فعل سيق؟‬
‫حتْ َأبْوَا ُبهَا)‪.‬‬ ‫ح ْمدُ لِلّ ِه رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ (‪ ))75‬كلها هكذا ( َو ُفتِ َ‬ ‫ل الْ َ‬
‫ي َب ْي َنهُم بِالْحَقّ َوقِي َ‬
‫نلحظ رب العالمين هنا حاكم وقال ( َوقُضِ َ‬
‫*ما دللة استخدام (ما) او حذفها في قوله تعالى (حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم( ‪)20‬فصلت) وقوله‬
‫(حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها(‪)71‬الزمر)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪ )}20‬وهذا من غرائب المور أن يشهد‬ ‫س ْم ُعهُمْ وََأبْصَارُهُمْ َوجُلُودُهُ ْم ِبمَا كَانُوا َيعْمَلُو َ‬ ‫شهِ َد عََل ْيهِمْ َ‬‫حتّى ِإذَا مَا جَاؤُوهَا َ‬ ‫قال تعالى في سورة فصلت ( َ‬
‫ج َهنّمَ ُزمَرا‬
‫السمع والبصر والجلود على الناس ولذا اقتضى استخدام (ما) للتوكيد)‪ ،‬أما في سورة الزمر فقد جاءت الية (وَسِيقَ اّلذِينَ كَ َفرُوا إِلَى َ‬
‫ن عََل ْيكُمْ آيَاتِ َرّبكُمْ َويُنذِرُو َنكُمْ لِقَاء يَ ْو ِمكُ ْم َهذَا قَالُوا بَلَى َوَلكِنْ حَقّتْ كَِلمَةُ‬
‫ل مّنكُ ْم َيتْلُو َ‬
‫سٌ‬‫خ َز َنتُهَا َألَ ْم يَ ْأ ِتكُمْ رُ ُ‬
‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُمْ َ‬
‫َ‬
‫ب عَلَى ا ْلكَا ِفرِينَ {‪ )}71‬وهنا المر عادي إذا جاءوا فُتحت البواب‪.‬‬ ‫ا ْلعَذَا ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م يَتْلُو َ‬
‫نَ‬ ‫منك َُ ْ‬‫ل ِّ‬‫سَ ٌ‬
‫م ُر ُ‬ ‫م يَأتِك َُ ْ‬‫*مَا الفرق بيَن يتلون عليكَم آيات ربكَم ويقصَون عليكَم فَي اليات (أل ََ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن عَلَيْك ُ ْ‬
‫م آيَات ِي‬ ‫صو َ‬ ‫م يَق ُ ُّ‬‫منك ُ ْ‬ ‫ل ِّ‬‫س ٌ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫س أل َ ْ‬
‫م يَأتِك ُ ْ‬ ‫ن َوالِن ِ‬ ‫شَر ال ْ ِ‬
‫ج ِّ‬ ‫معْ َ‬
‫م (‪ )71‬الزمر) (ي َا َ‬ ‫ت َربِّك ُ ْ‬
‫م آيَا ِ‬ ‫عَلَيْك ُ ْ‬
‫م هََذ َا (‪ )130‬النعام)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫مك ُ ْ‬
‫م لِقَاء يَوْ ِ‬ ‫وَيُنذُِرونَك ُ ْ‬
‫ن كَفَرُوا إِلَى‬ ‫ن عََل ْيكُ ْم آيَاتِي َويُنذِرُو َنكُمْ لِقَاء يَ ْو ِمكُ ْم هَـذَا (‪ ))130‬في الزمر (وَسِي َ‬
‫ق اّلذِي َ‬ ‫ل مّنكُ ْم يَقُصّو َ‬ ‫آية النعام (يَا َمعْشَرَ ا ْلجِنّ وَالِنسِ أَلَ ْم َي ْأتِكُ ْم رُسُ ٌ‬
‫ن عََل ْيكُمْ َآيَاتِ َرّبكُمْ َو ُينْذِرُو َنكُمْ ِلقَاءَ يَ ْو ِمكُ ْم َهذَا (‪ ))71‬تشابه‬
‫ل ِم ْنكُ ْم يَتْلُو َ‬
‫ت َأبْوَابُهَا َوقَالَ َلهُ ْم خَ َز َنُتهَا أَلَ ْم يَ ْأ ِتكُ ْم رُسُ ٌ‬ ‫حتّى ِإذَا جَاءُوهَا ُفتِحَ ْ‬
‫ج َهنّمَ ُزمَرًا َ‬
‫َ‬
‫ص يُخبر‪ ،‬قصّ عليه الخبر أورده‪ .‬تل يعني قرأ‪ ،‬تلوت القرآن‪ ،‬التلوة تكون لنص يُقرأ سواء عن حفظ أو عن كتاب يجب‬ ‫كبير‪ .‬القصة الخبر‪ ،‬يق ّ‬
‫أن يكون هناك نص لتكون هناك تلوة أما القصة فقد تكون مكتوبة نصا أو يكون من غير نص مشافهة سواء من كتب أو من غير‪ .‬أما التلوة فل‬
‫ص عََليْهِ‬ ‫بد أن يكون هنالك نص حتى تكون تلوة في اللغة سواء النص عن حفظ أو من كتاب‪ ،‬أما القصة فقد تورد له الخبر (فََلمّا جَاءهُ َوقَ ّ‬
‫ص فقد يكون من‬ ‫ص (‪ )25‬القصص) القصة قد تكون من صحف أو عامة‪ .‬أيّ الع ّم قصّ أو تل؟ قصّ أع ّم من تل‪ ،‬تل مقيّد من كتاب أما ق ّ‬ ‫ص َ‬ ‫الْقَ َ‬
‫عَليْكُ ْم آيَاتِي) سواء الرسل كان عندهم كتب أو ليس عندهم كتب كلهم أصحاب رسالة لكن ليس‬ ‫كتاب أو من غير كتاب إذن قصّ أعمّ‪( .‬يَقُصّونَ َ‬
‫عندهم كلهم كتب وإنما بلغوا مشافهة إذن كلمة (يقصون) تشمل الرسل الذي أرسل عليهم كتب والذين لم ينزل عليهم كتب‪ ،‬قال تعالى صحف‬
‫إبراهيم وموسى والتوراة والزبور والقرآن والنجيل‪ .‬إذن يقصون شملت من أنزل عليه كتاب ومن لم ينزل عليه كتاب أما تل فشملت من أنزل‬
‫جنّ‬‫شرَ الْ ِ‬‫عليهم الكتاب فقط‪ .‬إذن قصّ أعم تشمل جميع الرسل أما تل فتخص من أنزل عليهم الكتاب فقط‪ ،‬لماذا وضع كل واحدة في مكانها؟ (يَا َمعْ َ‬
‫ن عََل ْيكُ ْم آيَاتِي َويُنذِرُو َنكُمْ ِلقَاء يَ ْو ِمكُمْ هَـذَا (‪ ))130‬الخطاب موجه من ال تعالى لكل الجن والنس قبلها قال‬ ‫ل مّنكُ ْم يَ ُقصّو َ‬
‫وَالِنسِ َألَ ْم يَ ْأ ِتكُمْ ُرسُ ٌ‬
‫ضنَا بِ َبعْضٍ َوبََل ْغنَا أَجََلنَا اّلذِي أَجّ ْلتَ َلنَا قَالَ‬‫س َتمْتَ َع َبعْ ُ‬ ‫س َت ْكثَ ْرتُمْ مِنَ ا ْلِإنْسِ َوقَالَ أَوِْليَاؤُ ُه ْم مِنَ الِْإنْسِ َرّبنَا ا ْ‬
‫ن َقدِ ا ْ‬ ‫شرَ الْجِ ّ‬
‫جمِيعًا يَا َمعْ َ‬
‫حشُرُهُ ْم َ‬ ‫( َويَوْ َم يَ ْ‬
‫حكِي ٌم عَلِي ٌم (‪ ))128‬لم يستثني أحدا إذن شمل الكل سواء مبلّغ له كتاب أو ليس له كتاب‪ .‬أما في‬ ‫ن َرّبكَ َ‬ ‫ن فِيهَا إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ إِ ّ‬
‫النّا ُر َمثْوَاكُمْ خَاِلدِي َ‬
‫عَليْكُمْ َآيَاتِ َرّبكُمْ َو ُي ْنذِرُونَكُمْ‬
‫سلٌ ِم ْنكُ ْم َيتْلُونَ َ‬
‫خ َزنَ ُتهَا أََل ْم يَ ْأ ِتكُمْ رُ ُ‬
‫حتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُمْ َ‬
‫حتّى ِإذَا جَاءُوهَا ُفتِ َ‬ ‫ج َهنّمَ ُزمَرًا َ‬ ‫الزمر (وَسِيقَ اّلذِينَ كَ َفرُوا إِلَى َ‬
‫ن (‪ ))71‬هذه زمرة‪ ،‬هؤلء قسم قليل من أولئك‪ ،‬أما آية النعام فشملت كل النس‬ ‫ب عَلَى ا ْلكَافِرِي َ‬
‫ت كَِلمَةُ ا ْل َعذَا ِ‬ ‫حقّ ْ‬‫ِلقَا َء يَ ْو ِمكُمْ َهذَا قَالُوا بَلَى وََلكِنْ َ‬
‫عَليْكُمْ َآيَاتِ َرّبكُمْ) هم زمرة أقل‪ ،‬أما آية النعام فللجميع‪ ،‬فلما خصص المجموعة خصص بالتلوة ولما عمم‬ ‫والجن‪ .‬فلما كانت زمرة قال ( َيتْلُونَ َ‬
‫النس والجن عمم الرسالة فقال (يقصون)‪.‬‬
‫ل نفهم أن هذه مجموعة محددة وصل إليها نبي بكتاب؟‬
‫قد يكون‪ ،‬زمر تأتي زمرة مثلً من اليهود أو النصارى أو من أصحاب الكتب هؤلء عندهم كتب (يتلون عليكم)‪ ،‬جماعة من كفرة المسلمين‪ ،‬زمرة‬
‫من هؤلء كانوا يستمعون القرآن كان يقرأ عليهم كتاب‪ .‬هذا التعميم يحتاج إلى تعميم والتخصيص يحتاج إلى تخصيص‪.‬‬
‫*ما الفرق بين سلم والسلم ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫السلم معرفة والمعرفة هو ما دلّ على أمر معين‪ ،‬وسلم لك والصل في النكرة العموم إذن كلمة سلم عامة وكلمة السلم أمر معين‪ .‬لما نقول‬
‫ل معينا أو تعريف الجنس‪ .‬الصل في النكرة العموم والشمول‪ .‬إذن (سلم) أعم لنها نكرة وربنا‬ ‫ي رجل ولما نقول الرجل أقصد رج ً‬ ‫رجل يعني أ ّ‬
‫صطَفَى (‪ )59‬النمل) (سَلَا ٌم عَلَى نُو ٍ‬
‫ح فِي ا ْلعَاَلمِينَ (‬ ‫عبَادِهِ اّلذِينَ ا ْ‬
‫سلَا ٌم عَلَى ِ‬
‫ح ْمدُ لِلّهِ وَ َ‬
‫ي إل بالتنكير في القرآن كله مثل (قُلِ الْ َ‬ ‫سبحانه وتعالى لم يحي ّ‬
‫ن (‪ )120‬الصافات) حتى في الجنة (سَلَا ٌم قَوْلًا مِن رّبّ رّحِي ٍم (‪)58‬‬ ‫‪ )79‬الصافات) (سَلَا ٌم عَلَى ِإبْرَاهِيمَ (‪ )109‬الصافات) (سَلَا ٌم عَلَى مُوسَى وَهَارُو َ‬
‫ي هو إل بالتنكير لنه أعم وأشمل كل السلم ل يترك منه‬ ‫خلُوهَا خَاِلدِينَ (‪ )73‬الزمر) ربنا تعالى لم يحي ّ‬ ‫ط ْبتُ ْم فَادْ ُ‬
‫يس) حتى الملئكة (سَلَا ٌم عََل ْيكُمْ ِ‬
‫شيئا‪( .‬سلم عليه) هذه تحية ربنا على يحيى والية الخرى عيسى سلم على نفسه وليس من عند ال سبحانه وتعالى‪ ،‬سلم نكرة من قبل ال‬
‫تعالى والسلم من عيسى وليس من ال تعالى والتعريف هنا (السلم) أفاد التخصيص‪ .‬ويقوون تعريض بالذين يدعون أن مريم كذا وكذا فقال‬
‫(والسلم علي) رد على متهمي مريم عليها السلم‪.‬‬
‫*انظر آية (‪.)17‬‬
‫آية (‪:)74‬‬
‫*ما المقصود بكلمة الرض في قوله تعالى (وقَالُوا ال ْحمد لِل َّه الَّذي صدقَنا وعْد ه وأَورثَن ا اْل َر ض نتبوَأُ‬
‫ْ َ َََ ّ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ َ َْ َ‬ ‫َ ْ ُ ِ ِ‬ ‫َ‬
‫شا ُء فَنِع َ‬
‫ن (‪ ))74‬في سورة الزمر؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫جُر الْعَا ِ‬
‫ملِي َ‬ ‫مأ ْ‬‫ْ َ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫جنَّةِ َ‬
‫حي ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫ِ‬
‫ث نَشَاءُ) هناك تبديل فالرض الذي يورثها المؤمنون يتبوأون من الجنة هي ليست هذه الرض وإنما هي أرض‬ ‫حيْ ُ‬ ‫جنّةِ َ‬ ‫(وَأَ ْو َرثَنَا الْأَ ْرضَ نَ َتبَوُّأ مِنَ الْ َ‬
‫حدِ الْ َقهّا ِر (‪ )48‬إبراهيم)‪ .‬فإذن نحن لسنا والعياذ بال في يد‬
‫سمَوَاتُ َوبَرَزُوا لِلّهِ الْوَا ِ‬
‫غيْ َر الْأَ ْرضِ وَال ّ‬
‫الخرة التي قال تعالى عنها (يَوْ َم ُتبَدّلُ ا ْلأَ ْرضُ َ‬
‫الرحمن كما تهيأ للسائلة ونحاسب كل‪ .‬نحن في قبضته أي في سيطرته وفي ملكه فنحاسب‪.‬‬
‫آية (‪:)75‬‬
‫*انظر آية (‪.)16‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫خالِدِي نََ ِفيهََا نِعَْ َ‬ ‫حتِهََا اْلن ْ َهاُر َ‬‫من ت َ ْ‬ ‫جرِي َِ‬ ‫جنَّةِ غَُرفًَا ت َ ْ‬ ‫م نََ ال ْ َ‬‫ت لَنُبَوِّئَنَّهَُم ِّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ملُوا ال ََّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫منُوا وَعَ ِ‬ ‫*(وَال ّذِي نََ آ َ‬
‫حتِهََا الَن ْ َهاُر‬ ‫من ت َ ْ‬
‫جرِي َِ‬ ‫جنَّا ٌََ‬
‫ت تَ ْ‬ ‫م َو َ‬
‫ْ‬ ‫َِ‬ ‫من َّربِّه‬ ‫فَرةٌ ّ ِ‬
‫َ‬ ‫مغْ ِ‬‫جَزآؤُهَُم َّ‬ ‫ك َ‬ ‫ن (‪ )58‬العنكبوت) – (أ ُ ْول َََئ ِ َ‬ ‫ََ‬ ‫جُر الْعَا ِ‬
‫ملِي‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫صَدَقَنَا وَعْد ََهُ وَأَوَْرثَن ََا‬
‫مد ُ لِل َّهِ ال ّذِي َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن (‪ )136‬آل عمران) – (وَقَالُوا ال ْ َ‬ ‫ملِي ََ‬‫جُر الْعَا ِ‬
‫َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ن فِيهََا وَنِعَْ َ‬ ‫خالِدِي ََ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )74‬الزمر)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ملِي َ‬ ‫جُر العَا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫شاء فنِعْ َ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫جن ّةِ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬‫ض نَتَبَوّأ ِ‬ ‫الْر َ‬
‫لماذا مرة (نعم أجر العاملين) ومرة بالواو (ونعم أجر العاملين) ومرة بالفاء (فنعم أجر العاملين)؟ عندما تكرّم الول في الجامعة هناك أول مكرر‬
‫هناك أكثر من أول فأعطيت كل واحد سيارة هذا نعم أجر العاملين‪ ،‬لكن أول الوائل الذي هو أولهم أخذ سيارتين هذا ونعم أجر العاملين هذه أقوى‬
‫من الولى‪ ،‬أما فنعم أجر العاملين هذه عندما يستلمون الجائزة‪.‬‬
‫غرَف‬ ‫جرُ ا ْلعَامِلِينَ (‪ )58‬العنكبوت) ُ‬ ‫ح ِتهَا ا ْلَأ ْنهَارُ خَاِلدِينَ فِيهَا ِنعْمَ أَ ْ‬
‫جنّةِ غُ َرفًا تَجْرِي مِن تَ ْ‬ ‫عمِلُوا الصّالِحَاتِ َلُنبَ ّو َئنّهُم مّنَ ا ْل َ‬
‫قال تعالى (وَاّلذِينَ آ َمنُوا وَ َ‬
‫غرفات هذه كأنها درر وياقوت أعجوبة العجائب‪ ،‬نعم أجر العاملين على العمل الصالح يصوم ويصلي كما جميع المسلمين المؤمنين بال إذا داوموا‬
‫عليه لهم أجرهم العظيم التي هي الجنة التي فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول خطر علة قلب بشر هذا نِعم أجر العاملين‪ .‬كل مؤمن بدينه‬
‫ن فِي السّرّاء‬ ‫ن يُنفِقُو َ‬‫ويطبقه بالشكل الذي أمر ال عز وجل عباده والرسل على أي وجه هذا نعم أجر العاملين‪ .‬لكن هناك أناس عندهم دقة (اّلذِي َ‬
‫س َتغْفَرُواْ ِل ُذنُو ِبهِمْ‬ ‫سنِينَ (‪ )134‬وَاّلذِينَ ِإذَا َفعَلُو ْا فَاحِشَةً أَوْ ظََلمُواْ َأنْفُ َ‬
‫سهُ ْم َذكَرُواْ اللّهَ فَا ْ‬ ‫حِ‬ ‫ظمِينَ ا ْل َغيْظَ وَا ْلعَافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللّ ُه يُحِبّ ا ْلمُ ْ‬‫وَالضّرّاء وَا ْلكَا ِ‬
‫لنْهَارُ خَاِلدِينَ‬ ‫ح ِتهَا ا َ‬‫جرِي مِن تَ ْ‬ ‫ت تَ ْ‬‫جنّا ٌ‬ ‫َومَن َيغْفِ ُر ال ّذنُوبَ ِإلّ اللّ ُه وَلَ ْم يُصِرّو ْا عَلَى مَا َفعَلُو ْا وَهُ ْم َيعَْلمُونَ (‪ )135‬أُوْلَـ ِئكَ جَزَآؤُهُم ّمغْفِ َر ٌة مّن ّرّبهِمْ َو َ‬
‫ن (‪ )136‬آل عمران) شهوات قوية صبروا عليها ويندمون ويعودون قال (ونعم أجر العاملين) هذه مرتبة أعلى‪ .‬عندما تأتي‬ ‫جرُ ا ْلعَامِلِي َ‬
‫فِيهَا َو ِنعْمَ أَ ْ‬
‫ل َلهُ ْم‬
‫حتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَا َ‬ ‫حتّى ِإذَا جَاؤُوهَا َو ُفتِ َ‬ ‫جنّةِ ُزمَرًا َ‬‫يوم القيامة تحاسَب أو ل تحساب‪ ،‬تدخل الجنة وترى النعيم (وَسِيقَ اّلذِينَ اتّ َقوْا َرّبهُمْ إِلَى الْ َ‬
‫ن(‬‫جرُ ا ْلعَامِلِي َ‬ ‫ث نَشَاء َف ِنعْمَ أَ ْ‬‫حيْ ُ‬ ‫جنّةِ َ‬
‫ض َنتَبَوُّأ مِنَ الْ َ‬
‫عدَهُ وَأَ ْو َرثَنَا الَْأرْ َ‬
‫ص َدقَنَا وَ ْ‬ ‫ن (‪َ )73‬وقَالُوا ا ْل َ‬
‫حمْدُ لِلّهِ اّلذِي َ‬ ‫ط ْبتُ ْم فَادْخُلُوهَا خَاِلدِي َ‬
‫خَ َز َنُتهَا سَلَا ٌم عََل ْيكُمْ ِ‬
‫‪ )74‬الزمر) بالفاء أي استلمنا‪( .‬فنعم) ل تقولها إل عندما تستلم جائزتك وأجرك‪ .‬فالجر إن وُعِدت به فهم (نعم أجر العاملين) إذا كان شيئا متميزا‬
‫لنك أنت متميز هذه (ونعم أجر العاملين) وإذا استلمته (فنعم أجر العاملين)‪ ،‬هذا هو الفرق‪.‬‬
‫آية (‪:)75‬‬
‫*ما دللة (من) فى الية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سدّا) يعني متصل بهم ليس بينهم وبين السد مسافة وإنما السد ملتصق بهم لو قال (بين‬
‫ن َبيْنِ َأ ْيدِيهِ ْم َ‬
‫جعَ ْلنَا مِ ْ‬
‫(من) تفيد ابتداء الغاية مثلما قال تعالى(وَ َ‬
‫ي مِن فَ ْو ِقهَا (‪ )10‬فصلت) لن الجبال هي ملتصقة بالرض ليس بينها وبين الرض‬ ‫ل فِيهَا رَوَاسِ َ‬ ‫جعَ َ‬
‫أيديهم) تحتمل هذا وتحتمل المسافة البعيدة (وَ َ‬
‫فاصل لذلك لم يقل رواسي فوقها‪( ،‬فوقها) تحتمل الملصقة وعدمها أما (من فوقها) فتهني الملصقة‪ .‬وفي مناسبة ذكرنا العرش في يوم القيامة‬
‫ش (‪ )75‬الزمر) ليس بينهم وبين العرش فراغ ولو قال حول العرش تحتمل‪..‬‬ ‫ل ا ْلعَرْ ِ‬
‫ن مِنْ حَوْ ِ‬
‫( َوتَرَى ا ْلمَلَا ِئكَةَ حَافّي َ‬

‫****تناسب فواتح سورة الزمر مع خواتيمها****‬


‫ح ْمدُ لِلّ ِه‬
‫حقّ َوقِيلَ الْ َ‬
‫ي بَ ْي َنهُ ْم بِالْ َ‬
‫ضَ‬‫ب كَفّا ٌر (‪ ))3‬وفي آخرها ( َوقُ ِ‬ ‫ختَِلفُونَ إِنّ اللّهَ لَا َيهْدِي مَنْ ُه َو كَاذِ ٌ‬
‫حكُ ُم َبيْ َنهُ ْم فِي مَا ُه ْم فِيهِ يَ ْ‬
‫ن اللّ َه يَ ْ‬
‫قال في أولها (إِ ّ‬
‫ب لِي‬ ‫ن (‪ ))75‬قُضي هنا بمعنى حكم وقضاء‪ .‬الفرق بين الحكم والقضاء أن الحكم قد يكون من الحِكمة أو من القضاء فالحُكم أعم (فَوَهَ َ‬ ‫رَبّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫ص ِبيّا (‪ )12‬مريم) أي الحكمة لن الصبي‬ ‫حكْمَ َ‬
‫ب بِقُوّةٍ وَآ َت ْينَاهُ ا ْل ُ‬
‫خذِ ا ْل ِكتَا َ‬ ‫جعََلنِي مِنَ ا ْلمُ ْرسَلِينَ (‪ )21‬الشعراء) بمعنى الحكمة (يَا يَ ْ‬
‫حيَى ُ‬ ‫ح ْكمًا وَ َ‬‫َربّي ُ‬
‫حكُ ُم َب ْينَهُمْ) (وقضي بينهم بالحق)‪.‬‬ ‫ليس حاكما فيأتي بمعنى القضاء (إن ال يحكم بينهم)‪ .‬ذكر الحكم في الحالتين (إِنّ اللّ َه يَ ْ‬

‫*****تناسب خواتيم الزمر مع فواتح غافر*****‬


‫عَليْكُمْ‬
‫ن َ‬ ‫سلٌ ِم ْنكُ ْم َيتْلُو َ‬‫خ َزنَ ُتهَا أََل ْم يَ ْأ ِتكُمْ رُ ُ‬
‫حتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُمْ َ‬ ‫حتّى ِإذَا جَاءُوهَا ُفتِ َ‬ ‫ج َهنّمَ ُزمَرًا َ‬ ‫ذكر في خواتيم سورة الزمر (وَسِيقَ اّلذِينَ كَ َفرُوا إِلَى َ‬
‫س َمثْوَى‬ ‫ن فِيهَا َفبِئْ َ‬
‫ج َهنّمَ خَاِلدِي َ‬ ‫ل ادْخُلُوا َأبْوَابَ َ‬ ‫ن (‪ )71‬قِي َ‬ ‫ب عَلَى ا ْلكَافِرِي َ‬ ‫ت كَِلمَةُ ا ْل َعذَا ِ‬‫حقّ ْ‬‫َآيَاتِ َرّبكُمْ َو ُينْذِرُو َنكُمْ ِلقَا َء يَ ْو ِمكُمْ َهذَا قَالُوا بَلَى وََلكِنْ َ‬
‫طبْتُ ْم فَادْخُلُوهَا خَاِلدِينَ (‪)73‬‬ ‫عَليْكُ ْم ِ‬ ‫سلَامٌ َ‬ ‫خ َزنَ ُتهَا َ‬
‫حتّى ِإذَا جَاءُوهَا َو ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُمْ َ‬ ‫جنّةِ ُزمَرًا َ‬ ‫ا ْلمُ َت َكبّرِينَ (‪ )72‬وَسِيقَ اّلذِينَ اتّ َقوْا َرّبهُمْ إِلَى الْ َ‬
‫ث نَشَا ُء َفنِعْمَ َأجْرُ ا ْلعَامِلِينَ (‪ ))74‬وفي أول سورة غافر (غَافِ ِر ال ّذنْبِ َوقَابِلِ‬ ‫حيْ ُ‬ ‫جنّةِ َ‬ ‫ض َن َتبَوّأُ مِنَ ا ْل َ‬
‫عدَهُ وََأوْ َر َثنَا ا ْلأَرْ َ‬ ‫ص َد َقنَا وَ ْ‬
‫ح ْمدُ لِلّ ِه اّلذِي َ‬‫َوقَالُوا الْ َ‬
‫ب ذِي الطّوْلِ لَا إِلَهَ إِلّا ُهوَ إَِليْهِ ا ْلمَصِي ُر (‪ ))3‬ذكر المصير‪ ،‬مصير الصالح والطالح ثم قال غافر الذنب الن جعل المشهد أمامهم‬ ‫شدِيدِ ا ْلعِقَا ِ‬
‫التّوْبِ َ‬
‫ب ذِي الطّوْلِ) والن أمامكم فرصة إذا كنتم‬ ‫شدِيدِ ا ْلعِقَا ِ‬ ‫ل التّوْبِ َ‬ ‫"سيق الذين كفروا وسيق الذين اتقوا" والن موقفكم إليه المصير‪( ،‬غَافِ ِر ال ّذنْبِ َوقَابِ ِ‬
‫مذنبين فاستغفروه توبوا إلى ال وإل فهو شديد العقاب إليه المصير وإل ذكر المشهد أمامنا‪ .‬ذكر في الزمر عاقبة الذين كفروا في الخرة (وَسِيقَ‬
‫خذُوهُ‬ ‫ت كُلّ ُأمّ ٍة بِرَسُوِلهِمْ ِليَأْ ُ‬ ‫ن َبعْدِهِمْ وَ َهمّ ْ‬ ‫ب مِ ْ‬ ‫حزَا ُ‬ ‫ج َهنّ َم ُزمَرًا) وذكر في غافر عاقبة المكذبين في الدنيا ( َك ّذبَتْ َقبَْلهُ ْم قَ ْو ُم نُوحٍ وَا ْلأَ ْ‬ ‫ن كَفَرُوا إِلَى َ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫خذْ ُتهُمْ‬‫ب (‪ ))5‬إذن ذكر العقوبة في الخرة في الزمر وفي غافر ذكرها في الدنيا (فََأ َ‬ ‫ن عِقَا ِ‬ ‫ف كَا َ‬ ‫خ ْذتُهُ ْم َف َكيْ َ‬
‫ق فََأ َ‬
‫َوجَادَلُوا بِا ْلبَاطِلِ ِلُيدْحِضُوا بِهِ ا ْلحَ ّ‬
‫ج َهنّمَ ُزمَرًا) إذن استكملت المسألة يعاقبهم ربنا في الدنيا ويعاقبهم في‬ ‫ب (‪ ))5‬وقبلها كان الكلم في الخرة (وَسِيقَ اّلذِينَ كَ َفرُوا إِلَى َ‬ ‫ن عِقَا ِ‬ ‫ف كَا َ‬ ‫َف َكيْ َ‬
‫ح ْمدُ لِلّ ِه رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ (‪))75‬‬ ‫ي َب ْينَهُ ْم بِالْحَقّ َوقِيلَ ا ْل َ‬ ‫ح ْمدِ َرّبهِمْ َوقُضِ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سبّحُو َ‬ ‫ش يُ َ‬
‫ل ا ْلعَرْ ِ‬ ‫ن مِنْ حَوْ ِ‬ ‫الخرة‪ .‬قال في آخر الزمر ( َوتَرَى ا ْلمَلَا ِئكَةَ حَافّي َ‬
‫حمَةً وَعِ ْلمًا‬ ‫شيْءٍ َر ْ‬ ‫ت كُلّ َ‬ ‫سعْ َ‬‫س َتغْفِرُونَ ِلّلذِينَ َآ َمنُوا َرّبنَا وَ ِ‬ ‫حمْدِ َرّبهِمْ َويُ ْؤ ِمنُونَ بِهِ َويَ ْ‬ ‫سبّحُونَ ِب َ‬ ‫ن ا ْلعَرْشَ َومَنْ حَوْلَ ُه يُ َ‬ ‫حمِلُو َ‬
‫وقال في أوائل غافر (اّلذِينَ يَ ْ‬
‫عذَابَ ا ْلجَحِي ِم (‪ ))7‬نلحظ مشهد تسبيح الملئكة في الدنيا والخرة ومشهد العذاب في الدنيا وفي الخرة‬ ‫سبِيَلكَ َو ِقهِ ْم َ‬‫ن تَابُوا وَا ّت َبعُوا َ‬ ‫فَاغْفِرْ ِلّلذِي َ‬
‫سبّحُونَ‬ ‫س َتغْ ِفرُونَ لِّلذِينَ َآ َمنُوا) وتسبيح الملئكة في الخرة (يُ َ‬ ‫ن بِهِ َويَ ْ‬ ‫ح ْمدِ َربّهِمْ َويُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫ن بِ َ‬‫سبّحُو َ‬ ‫(وإليه المصير) النهاية‪ .‬تسبيح الملئكة في الدنيا (يُ َ‬
‫ح ْمدِ َرّبهِمْ) وذكر عقوبة الكافرين والمكذبين في الدنيا وعقوبة الجميع وخاتمتهم في الخرة‪ ،‬سورتان مترابطتان‪.‬‬ ‫بِ َ‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله تجميع وترتيب هذه الخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد واللمسات البيانية في سورة الزمر كما تفضل بها الدكتور فاضل‬
‫صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين والدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر‬
‫ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬ ‫الرناؤوط فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فض ٍ‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى‬
‫يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة‬
‫ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like