Professional Documents
Culture Documents
الثقوب السوداء وحقيقة السفر عبر الزمن
الثقوب السوداء وحقيقة السفر عبر الزمن
والضواء المنبعثة منها ترتد مرة أخري الي سطحها .ولم يحاول انذاك البحث فيما قاله ميتشيل أو
صياغة قانون حتي أعلن اينشتاين نظرية النسبية العامة عام 1915والتي تنبأ فيها بوجود نجوم
متقلصة شديدة الجاذبية وعبر عن ذلك بثلث معادلت محددة الولي ثابت الجاذبية لنيوتن والثانية كتلة
النجم المتقلص والثالثة النسبية بين كتلة النجم المتقلص وكتلة النجم العملق الصلي وقطره قبل أن
ينفجر ويتقلص قلبه .وقد تأكد تماما من وجود تلك النجوم وتصويرها لول مرة عام 92بتليسكوب
الفضاء هوبل فقد لحظ أنه في آخر مرحلة من مراحل النجوم العملقة التي تنهار تحت ثقلها مما يؤدي
الي اشتعال مادتها ويتحول النجم خلل 6ساعات الي نجم سوبر نوفا متفجر .ويطيح النفجار بسطح
النجم وغلفه الخارجي حيث يتحول الي سديم حلقي أما القلب فيتحول الي نجم نيوتروني ليزيد قطره
علي 20 15كيلو مترا .أما اذا كان الثقب السود ل يدور حول محوره فهو مستدير الشكل تماما وليس
له شحنة واذا كان دوارا فهو مفلطح ويحمل شحنة .ولكن المر ليس بهذه البساطة ،فهذه النجوم من
الثقوب السوداء تتمتع بقدر كبير جدا من الغرابة والتناقض.
فالمشكلة أن كل ما يصل الينا هو ما يحدث عند الحدود الخارجية للثقب نفسه أما فيما يخص داخل الثقب
فل أحد يمكن الوصول اليه .فنتائج البحاث تشير الي أن الطاقة الكلية الموجودة داخل الثقب السود
صفر ،فهو يتصرف كأي جسم في درجة حرارة الصفر المطلق حيث يمكنه تحويل الحرارة.
وتصل درجة الحرارة في قلبه أقل من الصفر المطلق مع أن درجة الحرارة علي سطحه مئوية.
ويري بعض علماء الفلك أن مادة الثقب السود هي من المادة المضادة والتي تنتج هذه الحرارة الهائلة
عند التحامها بمادة النجم المجاور وتسحقها كلية .ويبدو أن الطاقة الموجبة للمادة التي يتم ابتلعها
تتحول فور عبورها 'الفق الخارجي' الي طاقة سالبة وتفقد كتلتها الذاتية تماما .وتدل البحاث أن حرارة
قلب الثقب هي حرارة سالبة أي ربما أقل حرارة من الصفر المطلق الذي ل نعرف عنه شيئا أقل منه
حرارة في علوم الفيزياء.
وأهم ما يحدث في ظاهرة الثقوب السوداء هو تحول السهم الزمن من المام الي الوراء في لحظات أي
تعود الي الزمن التخيلي .فلو كان قلب الثقوب السوداء في درجة الصفر المطلق لتوقف الزمن حيث
تتوقف الليكترونيات عن الدوران حول نواة الذرات .وهذا يجعل العلماء متحيرين مرة أخري .فهل يمكن
لتلك الظاهرة تعدي الحاجز الفاصل لتصل الي عالم الطاقة السالبة 'العالم التخيلي' فالمعروف أن هذا
العالم يسير وفقا للقانون أما العالم التخيلي فيسير وفقا لقانون غير معروف البعاد.
ويبرر بعض العلماء ما يحدث داخل الثقوب السوداء بانقلب شامل لوظيفة الزمن والمكان فسهم الزمن
ليس له اتجاه واحد داخلها .وأما الفضاء مع المادة فنجده مجبرا بالجاذبية للتجاه نحو مركز الثقب فقط.
ويرجع العلماء الي السؤال عن أين تذهب كل هذه المواد من النجوم الخري التي يبتلعها الثقب السود؟
وبالطبع ل يوجد اجابة .ال أن العالم هوكينج يري أن الثقب السود في هذه الحالة يتزايد حجمه وينمو
الي أن يبتلع كل أو معظم نجوم المجرة وربما يتحول بعد ذلك الي كويزر كما يشير .ال أن العالم
المريكي جون ويلر يري أن تلك الثقوب دودية أو انفاق داخلية أشبه بالثقوب الطولية التي يحشو بها
قرص الجبنة .وهذه النفاق تبدأ عند مركز الثقب السود وتربط بين قطاعات أو أطراف أو أجزاء الكون
المنظور منه وغير المنظور .وأكد أيضا أن تلك الثقوب الدودية ل يمكن أن تبدأ ال في مركز نجوم
الثقوب السوداء الدوارة المفلطحة ذات الشحنة .أما الثقوب السوداء التي ل تدور حول محورها
والمستديرة الخالية من الشحنة ،فل تحتوي علي اية انفاق دودية عند مركزها .ومن هنا جاءت
افتراضية السفر عبر الزمن الي قطاعات أخري في الكون وأن كان المر ليس مؤكدا.
واكتشف أيضا أن تبخر الثقوب السوداء اذ أن سطح الثقب السود تصل درجة حرارتها الي شدة
النخفاض في حالة الثقوب السوداء العملقة وشديدة الرتفاع علي عكس حالة الثقوب الصغيرة .فحسب
قوانين الطبيعة ،فان أي جسم مادي تزيد درجة حرارته عن قيمة الصفر المطلق يكون جسما مشعا
وعلي هذا الساس فالثقوب السوداء اجرام كونية مشعة..
ويري آخرون أن الثقوب السوداء عندما تنفجر فانها تفقد جزءا من كتلتها في صورة طاقة اشعاعية
وبمرور الزمن تنقص أحجام الثقوب السوداء وكلما نقص حجمها زادت كثافة اشعاعاتها.
وهذا النقصان في حجمها يؤدي الي انفجارها واختفائها .ولكن تري ماذا يحدث بعد اختفاء الثقب
السود؟
يري العلماء أن هناك نقطة شاذة سوف تتخلف عن النفجار عبارة عن نقطة مادية صفرية البعاد ل
نهائية الكثافة.
وان كان الدكتور ستيفن هيوكينج له رأي آخر في مسألة ماذا يحدث بعد النفجار ،فهو يري أنه بالفعل
اذا ما انفجر الثقب السود فانه سيختفي تماما بما في ذلك تلك النقطة الشاذة الي عالم آخر .أما بقايا
النفجار فستشكل في صورة نفق أو قناة تصل عالمنا بالعالم الخر الذي انتقل اليه الثقب السود .وقد
اعتمد علي نظرية جاذبية الكم والتي تصور أن هناك انفاقا تظهر وتختفي بصورة مستمرة في الفضاء
الكوني وتقاس هذه النفاق بمقياس لم يثبت صحته 'مقياس بلنك' وهنا نجد أنفسنا ندور في حلقة
مفرغة حول هل بالفعل نستطيع السفر الي الماضي .فانفجار الثقوب السوداء يذهب بنا الي عالم آخر ل
نعلمه وينتظر منا الكثير لكتشافه.