فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب - أبي عبد الله محمد بن قاسم الغزي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 96

‫فتح القريب الجيب‬

‫ف‬
‫شرح ألفاظ التقريب‬

‫للعلمة أب عبد ال ممد بن قاسم‬


‫الغزي الشافعي‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫قال الشيخ المام العال العلمة شس الدين أبو عبد اللّه ممد بن قاسم الشافعيّ تغمده ال برحته‬
‫ورضوانه آمي‪:‬‬
‫ال مد ل تبكا بفاتةك الكتاب لناك ابتداء كل أمرٍ ذي بال‪ ،‬وخات ة ككل دعاء ماب‪ ،‬وآ خر‬
‫دعوى الؤمن ي ف ال نة دار الثواب‪ ،‬أحده أن و فق من أراد من عباده للتف قه ف الد ين على و فق‬
‫مراده‪ ،‬وأصلي وأسلم على أفضل خلقه ممد سيد الرسلي‪ ،‬القائل‪" :‬مَ ْن يُرِدِ اللّ هُ ب هِ َخيْرا ُيفَ ّقهْ هُ فِي‬
‫الدّين" وعلى آله وصحبه مدة ذكر الذّاكرين َوسَ ْهوِ الغافلي‪.‬‬
‫(وبعد)‪ :‬هذا كتاب ف غاية الختصار والتهذيب‪ ،‬وضعته على الكتاب السمى بالتقريب لينتفع‬
‫بكه الحتاج مكن البتدئيك لفروع الشريعكة والديكن‪ ،‬وليكون وسكيلة لنجاتك يوم الديكن‪ ،‬ونفعا لعباده‬
‫ك ِعبَادِي َعنّ ي فَإنّ ي‬ ‫ال سلمي إ نه سيع دعاء عباده‪ ،‬وقر يب م يب‪ ،‬و من ق صده ل ي يب {وَإذَا َسأَلَ َ‬
‫قَرِيبٌ} (سورة البقرة‪ :‬الية ‪.)186‬‬
‫واعلم أنه يوجد ف بعض ن سخ هذا الكتاب ف غ ي خطبته تسميته تارة بالتقريب‪ ،‬وتارة بغاية‬
‫الخت صار‪ ،‬فلذلك سيته با سي أحده ا‪( :‬ف تح القر يب الج يب) ف شرح ألفاظ التقر يب‪ ،‬والثا ن‪:‬‬
‫"القول الختار ف شرح غاية الختصار"‪.‬‬
‫قال الشيخ المام أبو الطيب‪ :‬ويشتهر أيضا بأب شجاع شهاب اللة والدين أحد بن السي بن‬
‫أحد الصفهان سقى ال ثراه صبيب الرحة والرضوان‪ ،‬وأسكنه أعلى فراديس النان‪.‬‬
‫(ب سم اللّه الرح ن الرح يم) أبتدىء كتا ب هذا‪ ،‬وال ا سمٌ للذات الوا جب الوجود‪ ،‬والرّح ن أبلغ‬
‫من الرحيم‪( .‬المد ل) هو الثناء على ال تعال بالميل على جهة التعظيم (ربّ) أي مالك (العالي)‬
‫بفتح اللم‪ ،‬وهو كما قال ابن مالك اسم جع خاصّ بن يعقل ل جع‪ ،‬ومفرده عال بفتح اللم‪ ،‬لنه‬
‫اسم عام لا سوى ال تعال والمع خاصّ بن يعقل‪( .‬وصلى ال) وسلم (على سيدنا ممد النبّ) هو‬
‫بال مز وتر كه إن سان أوح يَ إل يه بشرع يع مل به‪ ،‬وإن ل يؤ مر بتبلي غه فإن أ مر بتبلي غه ف نبّ ور سول‬
‫أيضا‪ .‬والعن ينشىء الصلة والسلم عليه‪ ،‬وممد علم منقول من اسم مفعول الضعف العي‪ ،‬والنبّ‬
‫بدل منه أو عطف بيان عليه‪( .‬و) على (آله الطاهرين) هم كما قال الشافعي أقاربه الؤمنون من بن‬
‫ها شم‪ ،‬وب ن الطلب‪ ،‬وق يل واختاره النووي‪ :‬إن م ك ّل م سلم‪ .‬ولعلّ قوله الطاهر ين منتزع من قوله‬
‫ب وقوله (أجعي) تأكيد لصحابته‪.‬‬ ‫تعال‪َ { :‬ويُ َطهّرُكُ ْم تَ ْطهِيا} (و) على (صحابته) جع صاحب الن ّ‬
‫ث ذكر الصنف أنه مسؤول ف تصنيف هذا الختصر بقوله‪:‬‬
‫(سألن بعض الصدقاء) جع صديق‪ .‬وقوله‪( :‬حفظهم ال تعال) جلة دعائية (أن أعمل متصرا)‬
‫هو ما قل لفظه وكثر معناه (ف الفقه) هو لغة الفهم‪ ،‬واصطلحا العلم بالحكام الشرعية العملية‪،‬‬
‫الكتسب من أدلتها التفصيلية‪( .‬على مذهب المام) العظم الجتهد ناصر السنة والدين أب عبد اللّه‬
‫ممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع‪( .‬الشافعي) ولد بغزة سنة خسي ومائة ومات (رحة‬
‫ال عل يه ورضوا نه) يوم الم عة سلخ ر جب سنة أر بع ومائت ي‪ ،‬وو صف ال صنف مت صره بأو صاف‬
‫منها أنه (ف غاية الختصار وناية الياز) والغاية والنهاية متقاربان وكذا الختصار والياز‪ ،‬ومنها‬
‫أنه (يقرب على التعلم) لفروع الفقه (درسه ويسهل على البتدىء حفظه) أي استحضاره على ظهر‬
‫قلب لن يرغب ف حفظ متصر ف الفقه‪( .‬و) سألن أيضا بعض الصدقاء (أن أكثر فيه) أي الختصر‬
‫( من التق سيمات) للحكام الفقه ية (و) من (ح صر) أي ض بط (ال صال) الواج بة والندو بة وغيه ا‬
‫(فأجبته إل) سؤاله ف (ذلك طالبا للثواب) من ال تعال جزاء على تصنيف هذا الختصر (راغبا إل‬
‫ال سبحانه وتعال) ف العا نة من فضله على تام هذا الخت صر و( ف التوف يق لل صواب) و هو ضد‬
‫الطكأ (إنكه) تعال (على مكا يشاء) أي يريكد (قديكر) أي قادر (وبعباده لطيكف خكبي) بأحوال عباده‪،‬‬
‫ف ِبعِبَادِ هِ} ( سورة الشورى‪ :‬ال ية ‪ )19‬والثا ن من قوله‬ ‫والول مقت بس من قوله تعال‪{ :‬اللّ هُ لَطِي ٌ‬
‫تعال‪{ :‬وَ ُه َو الكِي ُم ال بيُ} ( سورة النعام‪ :‬ال ية ‪ )18‬واللط يف وال بي ا سان من أ سائه تعال‪،‬‬
‫ومع ن الول العال بدقائق المور ومشكلت ا‪ ،‬ويطلق أيضا بع ن الرف يق ب م‪ ،‬فال تعال عال بعباده‪،‬‬
‫وبواضع حوائجهم‪ ،‬رفيق بم‪ ،‬ومعن الثان قريب من معن الول‪ ،‬ويقال خبت الشيء أخبه فأنا به‬
‫خبي‪ ،‬أي عليم‪ .‬قال الصنف رحه ال تعال‪.‬‬

‫كتاب أحكام الطهارة‬


‫والكتاب لغة مصدر بعن الضم والمع‪ ،‬واصطلحا اسم لنس من الحكام‪ ،‬أما الباب فاسم‬
‫لنوع ما دخل تت ذلك النس‪ ،‬والطهارة بفتح الظاء لغة النظافة‪ ،‬وأما شرعا ففيها تفاسي كثية‪،‬‬
‫منها قولم فعل ما تستباح به الصلة‪ ،‬أي من وضوء وغسل وتيمم وإزالة ناسة‪ ،‬أما الطهارة بالضم‬
‫فاسم لبقية الاء‪ .‬ولا كان الاء آلة للطهارة‪ ،‬استطرد الصنف لنواع الياه فقال‪:‬‬
‫(الياه ال ت يوز) أي ي صح (التطه ي ب ا سبع مياه ماء ال سماء) أي النازل من ها و هو ال طر (وماء‬
‫البحكر) أي اللح (وماء النهكر) أي اللو (وماء البئر وماء العيك وماء الثلج وماء البد) ويمكع هذه‬
‫ال سبعة قولك‪ :‬ما نزل من ال سماء أو ن بع من الرض على أي صفة كان من أ صل الل قة ( ث الياه)‬
‫تنقسم (على أربعة أقسام) أحدها (طا هر) ف نفسه (مطهر) لغيه (غي مكروه ا ستعماله‪ ،‬وهو الاء‬
‫الطلق) عن قيد لزم فل يضر القيد النفك‪ ،‬كماء البئر ف كونه مطلقا (و) الثان (طاهر مطهر مكروه‬
‫استعماله) ف البدن ل ف الثوب(وهو الاء الشمس) أي السخن بتأثي الشمس فيه‪ ،‬وإنا يكره شرعا‬
‫بقطر حار ف إناء منطبع‪ ،‬إل إناء النقد لصفاء جوهرها‪ ،‬وإذا برد زالت الكراهة‪ ،‬واختار النووي عدم‬
‫الكراهكة مطلقا‪ ،‬ويكره أيضا شديكد السكخونة والبودة (و) القسكم الثالث (طاهكر) فك نفسكه (غيك‬
‫مطهر) لغيه (وهو الاء الستعمل) ف رفع حدث أو إزالة نس إن ل يتغي‪ ،‬ول يزد وزنه بعد انفصاله‬
‫ع ما كان ب عد اعتبار ما يتشرّ به الغ سول من الاء‪( .‬والتغ ي) أي و من هذا الق سم الاء التغ ي أ حد‬
‫أوصافه (با) أي بشيء (خالطه من الطاهرات) تغيا ينع إطلق اسم الاء عليه‪ ،‬فإنه طاهر غي طهور‬
‫حسيّا كان التغي أو تقديريا‪ ،‬كأن اختلط بالاء ما يوافقه ف صفاته كماء الورد النقطع الرائحة‪ ،‬والاء‬
‫الستعمل فإن ل ينع إطلق اسم الاء عليه بأن كان تغيه بالطاهر يسيا‪ ،‬أو با يوافق الاء ف صفاته‬
‫وقدر مالفا‪ ،‬ول يغيه فل يسكلب طهوريتكه‪ ،‬فهكو مطهكر لغيه‪ ،‬واحترز بقوله خالطكه عكن الطاهكر‬
‫الجاور له‪ ،‬فإ نه باق على طهوري ته‪ ،‬ولو كان التغ ي كثيا وكذا التغ ي بخالط‪ ،‬ل ي ستغن الاء ع نه‬
‫كطي وطحلب‪ ،‬وما ف مقره ومره‪ ،‬والتغي بطول الكث فإنه طهور‪( .‬و) القسم الرابع (ماء نس)‬
‫أي متنجس وهو قسمان أحدها قليل (وهو الذي حلت فيه ناسة) تغي أم ل (وهو) أي والال أنه‬
‫ماء (دون القلت ي) وي ستثن من هذا الق سم الي تة ال ت ل دم ل ا سائل ع ند قتل ها‪ ،‬أو شق ع ضو من ها‬
‫كالذباب إن ل تطرح فيه‪ ،‬ول تغيه‪ ،‬وكذا النجاسة ال ت ل يدركها الطرف‪ ،‬فكل منه ما ل ين جس‬
‫الائع وي ستثن أيضا صور مذكورة ف الب سوطات‪ ،‬وأشار للق سم الثا ن من الق سم الرا بع بقوله‪( :‬أو‬
‫كان) كثيا (قلتي) فأكثر (فتغي)يسيا أو كثيا‪.‬‬
‫(والقلتان خ سمائة ر طل بغدادي تقريبا ف ال صح) فيه ما والر طل البغدادي ع ند النووي مائة‬
‫وثان ية وعشرون درها وأرب عة أ سباع در هم‪ ،‬وترك ال صنف ق سما خام سا و هو الاء الط هر الرام‬
‫كالوضوء باء مغصوب أو مسبل للشرب‪.‬‬
‫(فصل)‪ :‬ف ذكر شيء من العيان التنجسة وما يطهر منها بالدباغ وما ل يطهر‪( .‬وجلود اليتة)‬
‫كلها (تطهر بالدباغ) سواء ف ذلك ميتة مأكول اللحم وغيه‪ .‬وكيفية الدبغ أن ينع فضول اللد ما‬
‫يعفنه من دم ونوه بشيء حريف كعفص‪ ،‬ولو كان الريف نسا كذرق حام كفى ف الدبغ (إل‬
‫جلد الكلب والنير وما تولد منهما أو من أحدها) مع حيوان طاهر فل يطهر بالدباغ (وعظم اليتة‬
‫وشعر ها ن س) وكذا الي تة أيضا ن سة وأر يد ب ا الزائلة الياة بغ ي ذكاة شرع ية‪ ،‬فل ي ستثن حينئذ‬
‫جني الذكاة إذا خرج من بطن أمه ميتا‪ ،‬لن ذكاته ف ذكاة أمه‪ ،‬وكذا غيه من الستثنيات الذكورة‬
‫ف البسوطات‪ ،‬ث استثن من شعر اليتة قوله (إل الدميّ) أي فإن شعره طاهر كميتته‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف بيان ما يرم ا ستعماله من الوا ن و ما يوز‪ .‬وبدأ بالول فقال (ول يوز) ف غ ي‬
‫ضرورة لر جل أو امرأة (ا ستعمال) ش يء من (أوا ن الذ هب والف ضة) ل ف أ كل ول ف شرب ول‬
‫غيه ا‪ ،‬وك ما يرم ا ستعمال ما ذ كر يرم اتاذه من غ ي ا ستعمال ف ال صح‪ ،‬ويرم أيضا الناء‬
‫الطل يّ بذهب أو فضة إن حصل من الطلء شيء بعرضه على النار‪( .‬ويوز استعمال) إناء (غيها)‬
‫أي غ ي الذ هب والف ضة ( من الوا ن) النفي سة كإناء ياقوت‪ ،‬ويرم الناء الض بب بض بة ف ضة كبية‬
‫عرفا لزينة‪ ،‬فإن كا نت كبية لا جة جاز مع الكراهة‪ ،‬أو صغية عرفا لزينة كر هت‪ ،‬أو لا جة فل‬
‫تكره‪ ،‬أما ضبة الذهب فتحرم مطلقا كما صححه النووي‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف استعمال آلة السواك‪ .‬وهو من سنن الوضوء ويطلق السواك أيضا على ما يستاك به‬
‫من أراك ونوه‪( .‬والسواك مستحب ف كل حال) ول يكره تنيها (إل بعد الزوال للصائم) فرضا أو‬
‫نفلً‪ ،‬ونزول الكرا هة بغروب الش مس‪ ،‬واختار النووي عدم الكرا هة مطلقا (و هو) أي ال سواك ( ف‬
‫ثلثة مواضع أشد استحبابا) من غيها أحدها (عند تغي الفم من أزم) قيل هو سكوت طويل‪ .‬وقيل‬
‫ترك ال كل‪ ،‬وإن ا قال (وغيه) ليش مل تغ ي ال فم بغ ي أزم كأ كل ذي ر يح كر يه من ثوم وب صل‬
‫وغيها‪( .‬و) الثان (عند القيام) أي الستيقاظ (من النوم و) الثالث (عند القيام إل الصلة) فرضا أو‬
‫ل ويتأككد أيضا فك غيك الثلثكة الذكورة ماك هكو مذكور فك الطولت‪ ،‬كقراءة القرآن واصكفرار‬ ‫نف ً‬
‫السنان‪ ،‬ويسن أن ينوي بالسواك السنة‪ ،‬وأن يستاك بيمينه‪ ،‬ويبدأ بالانب الين من فمه‪ ،‬وأن يره‬
‫على سقف حلقه إمرارا لطيفا‪ ،‬وعلى كراسي أضراسه‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف فروض الوضوء‪ .‬وهو بضم الواو ف الشهر اسم للفعل‪ ،‬وهو الراد هنا وبفتح الواو‬
‫ا سم ل ا يتو ضأ به‪ ،‬ويشت مل الول على فروض و سنن‪ ،‬وذ كر ال صنف الفروض ف قوله‪( :‬وفروض‬
‫الوضوء ستة أشياء) أحد ها (الن ية) وحقيقت ها شرعا ق صد الش يء مقترنا بفعله‪ ،‬فإن ترا خى ع نه سي‬
‫عزما وتكون النية (عند غسل) أول جزء من (الوجه) أي مقترنة بذلك الزء ل بميعه‪ ،‬ول با قبله‬
‫ول با بعده‪ ،‬فينوي التوضىء عند غسل ما ذكر رفع حدث من أحداثه‪ ،‬أو ينوي استباحة مفتقر‪ ،‬إل‬
‫وضوء‪ ،‬أو ينوي فرض الوضوء‪ ،‬أو الوضوء ف قط‪ ،‬أو الطهارة عن الدث‪ ،‬فإن ل ي قل عن الدث ل‬
‫ي صح‪ ،‬وإذا نوى ما يع تب من هذه النيات وشرك م عه ن ية تن ظف أو تبد صح وضوءه (و) الثا ن‬
‫(غ سل) ج يع (الو جه) وحدّه طولً ما ب ي منا بت ش عر الرأس غالبا وآ خر اللحي ي‪ ،‬وه ا العظمان‬
‫اللذان ينبت عليهما السنان‪ ،‬السفلى يتمع مقدمهما ف الذقن‪ ،‬ومؤخرها ف الذني وحدّه عرضا ما‬
‫بي الذني‪ .‬وإذا كان على الوجه شعر خفيف أو كثيف‪ ،‬وجب إيصال الاء إليه مع البشرة الت تته‪،‬‬
‫وأما لية الرجل الكثيفة بأن ل ير الخاطب بشرتا من خللا‪ ،‬فيكفي غسل ظاهرها بلف الفيفة‪،‬‬
‫وهي ما يرى الخاطب بشرتا‪ ،‬فيجب إيصال الاء لبشرتا‪ ،‬وبلف لية امرأة وخنثى‪ ،‬فيجب إيصال‬
‫الاء لبشرتما ولو كثفا‪ ،‬ول بد مع غسل الوجه من غسل جزء من الرأس والرقبة وما تت الذقن (و)‬
‫الثالث (غسل اليدين إل الرفقي) فإن ل يكن له مرفقان اعتب قدرها‪ ،‬ويب غسل ما على اليدين‬
‫من شعر (وسلعة‪ ،‬وأصبع زائدة وأظافي‪ ،‬ويب إزالة ما تتها من وسخ ينع وصول الاء إليه) (و)‬
‫الرابع (مسح بعض الرأس) من ذكر أو أنثى أو خنثى‪ ،‬أو مسح بعض شعر ف حد الرأس‪ .‬ول تتعي‬
‫ال يد للم سح‪ ،‬بل يوز بر قة وغي ها‪ ،‬ولو غ سل رأ سه بدل م سحها جاز ولو و ضع يده البلولة‪ ،‬ول‬
‫يركها جاز (و) الامس (غسل الرجلي إل الكعبي) إن ل يكن التوضىء لبسا للخفي‪ ،‬فإن كان‬
‫لبسهما وجب عليه مسح الفي أو غسل الرجلي‪ ،‬ويب غسل ما عليهما من شعر وسلعة وأصبع‬
‫زائدة كما سبق ف اليدين (و) السادس (الترتيب) ف الوضوء (على ما) أي الوجه الذي (ذكرناه) ف‬
‫عد الفروض‪ ،‬فلو ن سي الترت يب ل ي كف‪ ،‬ولو غ سل أرب عة أعضاءه دف عة واحدة بإذ نه ارت فع حدث‬
‫وجهه فقط‪.‬‬
‫(وسننه) أي الوضوء (عشرة أشياء) وف بعض نسخ الت عشر خصال (التسمية) أوله وأفلها بسم‬
‫ال وأكملها بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬فإن ترك التسمية أوله أتى با ف أثنائه‪ ،‬فإن فرغ من الوضوء ل‬
‫يأت ب ا (وغ سل الكف ي) إل الكوع ي ق بل الضم ضة ويغ سلهما ثلثا إن تردد ف طهره ا‪( .‬ق بل‬
‫إدخالما الناء) الشتمل على ماء دون القلتي‪ ،‬فإن ل يغسلهما كره له غمسهما ف الناء‪ ،‬وإن تيقن‬
‫طهرها ل يكره له غمسهما‪( .‬والضمضة) بعد غسل الكفي‪ ،‬ويصل أصل السنة فيها بإدخال الاء‬
‫ف الفم سواء أداره فيه ومه أم ل‪ ،‬فإن أراد الكمل مه (والستنشاق) بعد الضمضة ويصل أصل‬
‫ال سنة ف يه بإدخال الاء ف ال نف سواء جذ به بنف سه إل خياش ه ونثره أم ل‪ ،‬فإن أراد الك مل نثره‬
‫وال مع ب ي الضم ضة وال ستنشاق بثلث غرف‪ ،‬يتمض مض من كل من ها ث ي ستنشق أف ضل من‬
‫الفصل بينهما‪( .‬ومسح جيع الرأس) وف بعض نسخ الت واستيعاب الرأس بالسح‪،‬أما مسح بعض‬
‫الرأس‪ ،‬فوا جب ك ما سبق‪ ،‬ولو ل يرد نزع ما على رأ سه من عما مة ونو ها ك مل بال سح علي ها‪.‬‬
‫(ومسح) جيع (الذني ظاهرها وباطنهما باء جديد) أي غي بلل الرأس‪ ،‬والسنة ف كيفية مسحهما‬
‫أن يدخل مسبحتيه ف صماخيه‪ ،‬ويديرها‪ ،‬على العاطف‪ ،‬وي ّر إباميه على ظهورها‪ ،‬ث يلصق كفيه‪،‬‬
‫وه ا مبلولتان بالذن ي ا ستظهارا‪( .‬وتل يل اللح ية الك ثة) بثل ثة من الر جل أ ما ل ية الر جل الفي فة‪،‬‬
‫ول ية الرأة والن ثى‪ ،‬في جب تليله ما وكيفي ته أن يد خل الر جل أ صابعه من أ سفل اللح ية (وتل يل‬
‫أ صابع اليد ين والرجل ي) إن و صل الاء إلي ها من غ ي تل يل‪ ،‬فإن ل ي صل إل به‪ ،‬كال صابع اللت فة‬
‫و جب تليل ها‪ ،‬وإن ل يتأت تليل ها للتحام ها حرم فتق ها للتخل يل‪ ،‬وكيف ية تل يل اليد ين بالتشب يك‬
‫والرجل ي بأن يبدأ بن صر يده الي سرى من أ سفل الر جل مبتدئا بن صر الر جل اليم ن خاتا بن صر‬
‫اليسرى (وتقدي اليمن) من يديه ورجليه (على اليسرى) منهما أما العضوان اللذان يسهل غسلهما‬
‫معا كالد ين فل يقدم اليم ي منه ما بل يطهران دف عة واحدة‪ ،‬وذ كر ال صنف سنية تثل يث الع ضو‬
‫الغسكول والمسكوح فك قوله(والطهارة ثلثا ثلثا) وفك بعكض النسكخ التكرار‪ ،‬أي للمغسكول‬
‫والم سوح‪(،‬والوالة) وي عب عن ها بالتتا بع‪ ،‬و هي أن ل ي صل ب ي العضو ين تفر يق كث ي‪ ،‬بل يط هر‬
‫العضو بعد العضو بيث ل يف الغسول قبله مع اعتدال الواء والزاج والزمان‪ ،‬وإذا ثلث فالعتبار‬
‫بآ خر غ سلة‪ ،‬وإن ا تندب الوالة ف غ ي وضوء صاحب الضرورة‪ ،‬أ ما هو فالوالة واج بة ف ح قه‪.‬‬
‫وبقي للوضوء سنن أخرى مذكورة ف الطولت‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف ال ستنجاء وآداب قا ضي الا جة (وال ستنجاء) و هو من نوت الش يء أي قطع ته‪،‬‬
‫فكأن الستنجي يقطع به الذى عن نفسه (واجب من) خروج (البول والغائط) بالاء أو الجر وما ف‬
‫معناه من كل جامد طاهر قالع غي مترم (و) لكن (الفضل أن يستنجي) أولً (بالحجار ث يتبعها)‬
‫ثانيا (بالاء) والواجب ثلث مسحات‪ ،‬ولو بثلثة أطراف حجر واحد (ويوز أن يقتصر) الستنجي‬
‫(على الاء أو على ثل ثة أحجار ين قي ب ن ال حل) إن ح صل النقاء ب ا‪ ،‬وإل زاد علي ها ح ت ين قى‪،‬‬
‫ويسن بعد ذلك التثليث (فإذا أراد القتصار على أحدها فالاء أفضل) لنه يزيل عي النجاسة وأثرها‪،‬‬
‫وشرط أجزاء ال ستنجاء بال جر أن ل ي ف الارج الن جس‪ ،‬ول ينت قل عن م ل خرو جه‪ ،‬ول يطرأ‬
‫عل يه ن س آ خر أج نب ع نه‪ ،‬فإن انت فى شرط من ذلك تع ي الاء (ويت نب) وجوبا قا ضي الا جة‬
‫(ا ستقبال القبلة) الن و هي الكع بة (وا ستدبارها ف ال صحراء) إن ل ي كن بي نه وب ي القبلة ساتر أو‬
‫كان‪ ،‬ول يبلغ ثلثي ذراع أو بلغهما‪ ،‬وبعد عنه أكثر من ثلثة أذرع بذراع الدمي كما قال بعضهم‪،‬‬
‫والبنيان فك هذا كالصكحراء بالشرط الذكور‪ ،‬إل البناء العكد لقضاء الاجكة‪ ،‬فل حرمكة فيكه مطلقا‪،‬‬
‫وخرج بقولنا الن ما كان قبلة أولً‪ ،‬كبيت القدس فاستقباله واستدباره مكروه (ويتنب) أدبا قاضي‬
‫الا جة (البول) والغائط ( ف الاء الرا كد) أ ما الاري فيكره ف القل يل م نه دون الكث ي‪ ،‬ل كن الول‬
‫اجتنابكه‪ ،‬وبثك النووي تريهك فك القليكل جاريا أو راكدا (و) يتنكب أيضا البول والغائط (تتك‬
‫الشجرة الثمرة) و قت الثمرة وغيه (و) يت نب ما ذ كر ( ف الطر يق) ال سلوك للناس (و) ف مو ضع‬
‫(الظل) صيفا وف موضع الشمس شتاء (و) ف (الثقب) ف الرض وهو النازل الستدير ولفظ الثقب‬
‫ساقط ف ب عض ن سخ ال ت (ول يتكلم) أدبا لغ ي ضرورة قا ضي الا جة (على البول والغائط) فإن‬
‫د عت ضرورة إل الكلم ك من رأى ح ية تق صد إن سانا ل يكره الكلم حينئذ (ول ي ستقبل الش مس‬
‫والقمر ول يستدبرها) أي يكره له ذلك حال قضاء حاجته‪ ،‬لكن النووي ف الروضة وشرح الهذب‬
‫قال‪ :‬إن استدبارها ليس بكروه‪ .‬وقال ف شرح الوسيط‪ :‬إن ترك استقبالما واستدبارها سواء‪ ،‬أي‬
‫فيكون مباحا وقال ف التحقيق‪ :‬إن كراهة استقبالما ل أصل لا‪ .‬وقوله‪ :‬ول يستقبل إل‪ ،‬ساقط ف‬
‫بعض نسخ الت‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف نوا قض الوضوء ال سماة أيضا بأ سباب الدث (والذي ين قض) أي يب طل (الوضوء‬
‫خسة أشياء) أحدها (ما خرج من) أحد (السبيلي) أي القبل والدبر من متوضىء ح ّي واضح معتادا‬
‫كان الارج كبول وغائط‪ ،‬أو نادرا كدم وحصكى نسكا كهذه المثلة‪ ،‬أو طاهرا كدود إل النك‬
‫الارج باحتلم مكن متوضىء مككن مقعده مكن الرض‪ ،‬فل ينقكض والشككل إناك ينتقكض وضوءه‬
‫بالارج من فرج يه جيعا (و) الثا ن (النوم على غ ي هيئة التم كن) و ف ب عض ن سخ ال ت زيادة من‬
‫الرض بقعده‪ ،‬والرض لي ست بق يد‪ ،‬وخرج بالتم كن ما لو نام قاعدا غ ي متم كن أو نام قائما أو‬
‫على قفاه ولو متمكنا (و) الثالث (زوال الع قل) أي الغل بة عل يه (ب سكر أو مرض) أو جنون أو إغماء‬
‫أو غي ذلك (و) الرابع (لس الرجل الرأة الجنبية) غي الحرم ولو ميتة‪ ،‬والراد بالرجل والرأة ذكر‬
‫وأن ثى بل غا حد الشهوة عرفا‪ ،‬والراد بالحرم من حرم نكاح ها ل جل ن سب أو رضاع أو م صاهرة‬
‫وقوله‪( :‬من غي حائل) يرج ما لو كان هناك حائل فل نقض حينئذ (و) الامس وهو آخر النواقض‬
‫(مس فرج الدمي بباطن الكف) من نفسه وغيه ذكرا أو أنثى صغيا أو كبيا حيا أو ميتا‪ ،‬ولفظ‬
‫الد مي ساقط ف ب عض ن سخ ال ت وكذا قوله (و مس حل قة دبره) أي الد مي ين قض (على) القول‬
‫(الديد) وعلى القدي ل ينقض مس اللقة‪ ،‬والراد با ملتقى النفذ وبباطن الكف الراحة مع بطون‬
‫ال صابع‪ ،‬وخرج ببا طن ال كف ظاهره وحر فه‪ ،‬ورؤوس ال صابع و ما بين ها فل ن قض بذلك أي ب عد‬
‫التحامل اليسي‪.‬‬
‫(فصل)‪ :‬ف موجب الغسل‪ .‬والغسل لغة سيلن الاء على الشيء مطلقا وشرعا سيلنه على جيع‬
‫البدن بنية مصوصة (والذي يوجب الغسل ستة أشياء ثلثة) منها (تشترك فيها الرجال والنساء وهي‬
‫التقاء التان ي) وي عب عن هذا اللتقاء بإيلج حي وا ضح غ يب حش فة الذ كر م نه‪،‬أو قدر ها من‬
‫مقطوعها ف فرج‪ ،‬ويصي الدمي الول فيه جنبا بإيلج ما ذكر‪ ،‬أما اليت فل يعاد غسله بإيلج فيه‪،‬‬
‫وأما النثى الشكل‪ ،‬فل غسل عليه بإيلج حشفته‪ ،‬ول بإيلج ف قبله (و) من الشترك (إنزال) أي‬
‫خروج (النّ) من ش خص بغ ي إيلج‪ ،‬وإن قل ال ن كقطرة‪ ،‬ولو كا نت على لون الدم‪ ،‬ولو كان‬
‫الارج بماع أو غيه ف يقظة أو نوم بشهوة أو غيها من طريقه العتاد‪ ،‬أو غيه كأن انكسر صلبه‪،‬‬
‫فخرج منيه (و) من الشترك (الوت) إل ف الشهيد (وثلثة تتص با النساء وهي اليض) أي الدم‬
‫الارج من امرأة بلغت تسع سني‪( ،‬والنفاس) وهو الدم الارج عقب الولدة‪ ،‬فإنه موجب للغسل‬
‫قطعا (والولدة) الصحوبة بالبلل موجبة للغسل قطعا‪ ،‬والجردة عن البلل موجبة للغسل ف الصح‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬وفرائض الغسل ثلثة أشياء‪ .‬أحدها (النية) فينوي النب رفع النابة أو الدث الكب‬
‫ونوك ذلك‪ ،‬وتنوي الائض أو النفسكاء رفكع حدث اليكض أو النفاس‪ ،‬وتكون النيكة مقرونكة بأول‬
‫الفرض‪ ،‬وهو أول ما يغسل من أعلى البدن أو أسفله‪ ،‬فلو نوى بعد غسل جزء وجب إعادته (وإزالة‬
‫النجاسة إن كانت على بدنه) أي الغتسل وهذا ما رجحه الرافعي وعليه فل تكفي غسلة واحدة عن‬
‫الدث والنجاسكة‪ ،‬ورجكح النووي الكتفاء بغسكلة واحدة عنهمكا‪ ،‬ومله مكا إذا كانكت النجاسكة‬
‫حكمية‪ ،‬أما إذا كانت النجاسة عينية وجب غسلتان عندها (وإيصال الاء إل جيع الشعر والبشرة)‬
‫وف بعض النسخ بدل جيع أصول‪ ،‬ول فرق بي شعر الرأس وغيه‪ ،‬ول بي الفيف منه والكثيف‪،‬‬
‫والشعكر الضفور إن ل يصكل الاء إل باطنكه إل بالنقكض وجكب نقضكه‪ ،‬والراد بالبشرة ظاهكر اللد‪،‬‬
‫ويب غسل ما ظهر من صماخي أذنيه ومن أنف مدوع‪ ،‬ومن شقوق بدن‪ ،‬ويب إيصال الاء إل‬
‫ما تت القلفة من القلف‪ ،‬وإل ما يبدو من فرج الرأة عند قعودها لقضاء حاجتها‪ ،‬وما يب غسله‬
‫السربة‪ ،‬لنا تظهر ف وقت قضاء الاجة‪ ،‬فتصي من ظاهر البدن (وسننه) أي الغسل (خسة أشياء‬
‫ل (قبله) وينوي به الغتسل سنة الغسل إن تردت جنابته عن الدث الصغر‬ ‫التسمية والوضوء) كام ً‬
‫(وإمرار اليد على) ما وصلت إليه من (السد) ويعب عن هذا المرار بالدلك(والوالة) وسبق معناها‬
‫فك الوضوء (وتقديك اليمنك) مكن شقيكه (على اليسكرى) وبقكي مكن سكنن الغسكل أمور مذكورة فك‬
‫البسوطات منها التثليث وتليل الشعر‪.‬‬
‫(ف صل)‪ :‬والغت سالت ال سنونة سبعة ع شر غ سل (غ سل الم عة) لاضر ها ووق ته من الف جر‬
‫الصادق (و) غسل (العيدين) الفطر والضحى‪ ،‬ويدخل وقت هذا الغسل بنصف الليل (والستسقاء)‬
‫أي طلب السقيا من ال (والسوف) للقمر (والكسوف) للشمس (والغسل من) أجل (غسل اليت)‬
‫م سلما كان أو كافرا (و) غ سل (الكا فر إذا أ سلم) إن ل ي نب ف كفره أو ل ت ض الكافرة‪ ،‬وإل‬
‫وجب الغسل بعد السلم ف الصح‪ ،‬وقيل يسقط إذا أسلم (والجنون والغمى عليه إذا أفاقا) ول‬
‫يتحقكق منهمكا إنزال فإن تقكق منهمكا إنزال وجكب الغسكل على ككل منهمكا (والغسكل عنكد) إرادة‬
‫(الحرام) ول فرق ف هذا الغسل بي بالغ وغيه‪ ،‬ول بي منون وعاقل‪ ،‬ول بي طاهر وحائض‪ ،‬فإن‬
‫ل يد الحرم الاء تيمم‪( .‬و) الغسل (لدخول مكة) لحرم ب ج أو عمرة (وللوقوف بعرفة) ف تاسع‬
‫ذي الجة (وللمبيت بزدلفة ولرمي المار الثلث) ف أيام التشريق الثلث‪ ،‬فيغتسل لرمي كل يوم‬
‫من ها غ سلً‪ ،‬أ ما ر مي جرة العق بة ف يوم الن حر‪ ،‬فل يغت سل له لقرب زم نه من غ سل الوقوف (و)‬
‫الغسكل (للطواف) الصكادق بطواف قدوم وإفاضكة ووداع‪ ،‬وبقيكة الغسكال السكنونة مذكورة فك‬
‫الطولت‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬والسح على الفي جائز ف الوضوء ل ف غسل فرض أو نفل‪ ،‬ول ف إزالة ناسة‪ ،‬فلو‬
‫أجنب أو دميت رجله‪ ،‬فأراد السح بدلً عن غسل الرجل ل يز‪ ،‬بل ل بد من الغسل وأشعر قوله‬
‫جائز أن غسل الرجلي أفضل من السح‪ ،‬وإنا يوز مسح الفي ل أحدها فقط‪ ،‬إل أن يكون فاقد‬
‫الخرى (بثلثكة شرائط أن يبتدىء) أي الشخكص (لبسكهما بعكد كمال الطهارة) فلو غسكل رجلً‬
‫وألب سها خف ها‪ ،‬ث ف عل بالخرى كذلك‪ ،‬ل ي كف ولو ابتدأ لب سهما ب عد كمال الطهارة‪ ،‬ث أحدث‬
‫قبل وصول الرجل قدم الف ل يز السح (وأن يكونا) أي الفان (ساترين لحل غسل الفرض من‬
‫القدمي) بكعبيهما فلو كانا دون الكعبي كالداس‪ ،‬ل يكف السح عليهما‪ ،‬والراد بالساتر هنا الائل‬
‫ل مانع الرؤية‪ ،‬وأن يكون الستر من جوانب الفي ل من أعلها (وأن يكونا ما يكن تتابع الشيء‬
‫عليهما) لتردد مسافر ف حوائجه من حط وترحال‪ ،‬ويؤخذ من كلم الصنف كونما قويي بيث‬
‫ينعان نفود الاء‪ ،‬ويشترط أيضا طهارتمكا‪ ،‬ولو لبكس خفا فوق خكف لشدة البد مثلً‪ ،‬فإن كان‬
‫العلى صالا للم سح دون ال سفل صح ال سح على العلى‪ ،‬وإن كان ال سفل صالا للم سح دون‬
‫العلى‪ ،‬فمسح السفل صح أو العلى فوصل البلل للسفل صح إن قصد السفل أو قصدها معا‪ ،‬ل‬
‫إن قصد العلى فقط‪ ،‬وإن ل يقصد واحدا منهما‪ ،‬بل قصد السح ف الملة أجزأ ف الصح (ويسح‬
‫القيم يوما وليلة و) يسح (ال سافر ثلثة أيام بليالي هن) الت صلة ب ا سواء تقدمت أو تأخرت (وابتداء‬
‫الدة) تسب (من حي يدث) أي من انقضاء الدث الكائن (بعد) تام (لبس الفي) ل من ابتداء‬
‫الدث و ل من و قت ال سح‪ ،‬ول من ابتداء الل بس والعا صي بال سفر والائم ي سحان م سح مق يم‪،‬‬
‫ودائم الدث إذا أحدث بعد لبس الف حدثا آخر مع حدثه الدائم قبل أن يصلي به فرضا يسح‪،‬‬
‫ويستبيح ما كان يستبيحه لو بقي طهره الذي لبس عليه خفه‪ ،‬وهو فرض ونوافل‪ ،‬فلو صلى بطهره‬
‫فرضا قبل أن تدث مسح‪ ،‬واستباح نوافل فقط‪(،‬فإن مسح) الشخص (ف الضر ث سافر أو مسح ف‬
‫ال سفر ث أقام) ق بل م ضي يوم وليلة (أ ت م سح مق يم) والوا جب ف م سح ال ف ما يطلق عل يه ا سم‬
‫السح إذا كان على ظاهر الف‪ ،‬ول يزىء السح على باطنه‪ ،‬ول على عقب الف‪ ،‬ول على حرفه‬
‫ول أ سفله وال سنة ف م سحه أن يكون خطوطا بأن يفرج الا سح ب ي أ صابعه ول يضم ها (ويب طل‬
‫السح) على الفي (بثلثة أشياء بلعهما) أو خلع أحدها أو انلعه أو خروج الف عن صلحية‬
‫ال سح كتخر قه (وانقضاء الدة) و ف ب عض الن سخ مدة ال سح من يوم وليلة لق يم وثل ثة أيام بليالي ها‬
‫لسافر (و) بعروض (ما يوجب الغسل) كجنابة أو حيض أو نفاس للبس الف‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف التيمم‪ .‬وف بعض نسخ الت تقدي هذا الفصل على الذي قبله‪ ،‬والتيمم لغة القصد‬
‫وشرعا إيصكال تراب طهور للوجكه واليديكن بد ًل عكن وضوء أو غسكل‪ ،‬أو غسكل عضكو بشرائط‬
‫م صوصة (وشرائط التي مم خ سة أشياء) و ف ب عض ن سخ ال ت خ س خ صال‪ :‬أحد ها (وجود العذر‬
‫ب سفر أو مرض‪ .‬و) الثا ن (دخول و قت ال صلة) فل ي صح التي مم ل ا ق بل دخول وقت ها‪( ،‬و) الثالث‬
‫(طلب الاء) بعد دخول الوقت بنفسه أو بن أذن له ف طلبه‪ ،‬فيطلب الاء من رحله ورفقته فإن كان‬
‫منفردا ن ظر حوال يه من الهات الر بع إن كان ب ستو من الرض‪ ،‬فإن كان في ها ارتفاع وانفاض‬
‫تردد قدر نظره (و) الرابع (تعذر استعماله) أي الاء بأن ياف من استعمال الاء على ذهاب نفس أو‬
‫منفعة عضو‪ ،‬ويدخل ف العذر ما لو كان بقربه ماء وخاف لو قصده على نفسه من سبع أو عدو‪ ،‬أو‬
‫على ماله من سارق أو غاصب‪ ،‬ويوجد ف بعض نسخ الت ف هذا الشرط زيادة بعد تعذر استعماله‬
‫وهكي (وإعوازه بعكد الطلب و) الامكس (التراب الطاهكر) أي الطهور غيك الندى‪ ،‬ويصكدق الطاهكر‬
‫بالغ صوب وتراب م قبة ل تن بش‪ ،‬ويو جد ف ب عض الن سخ زيادة ف هذا الشرط و هي (له غبار فإن‬
‫خال طه جص أو ر مل ل ي ز) وهذا موا فق ل ا قاله النووي ف شرح الهذب والت صحيح‪ ،‬لك نه ف‬
‫الروضة والفتاوى جوز ذلك‪ .‬وي صح التيمم أيضا بر مل فيه غبار‪ ،‬وخرج بقول ال صنف التراب غيه‬
‫كنورة وسحاقة خزف‪ ،‬وخرج بالطاهر النجس‪ ،‬وأما التراب الستعمل فل يصح التيمم به‪،‬‬
‫(وفرائضه أربعة أشياء) أحدها (النية) وف بعض النسخ أربع خصال نية الفرض‪ ،‬فإن نوى التيمم‬
‫الفرض أو النفل استباحهما‪ ،‬أو الفرض فقط استباح معه النفل‪ ،‬وصلة النازة أيضا أو النفل فقط ل‬
‫يسكتبح معكه الفرض‪ ،‬وكذا لو نوى الصكلة ويبك قرن نيكة التيمكم بنقكل التراب للوجكه واليديكن‪،‬‬
‫واستدامة هذه النية إل مسح شيء من الوجه‪ .‬ولو أحدث بعد نقل التراب‪ ،‬ل يسح بذلك التراب بل‬
‫ين قل غيه (و) الثا ن والثالث (م سح الو جه وم سح اليد ين مع الرفق ي) و ف ب عض ن سخ ال ت إل‬
‫الرفقي‪ ،‬ويكون مسحهما بضربتي‪ ،‬ولو وضع يده على تراب ناعم‪ ،‬فعلق با تراب من غي ضرب‬
‫كفى (و) الرابع (الترتيب) فيجب تقدي مسح الوجه على مسح اليدين سواء تيمم عن حدث أصغر‬
‫أو أ كب‪ ،‬ولو ترك الترت يب ل ي صح‪ ،‬وأ ما أ خذ التراب للو جه واليد ين فل يشترط ف يه ترت يب‪ ،‬فلو‬
‫ضرب بيد يه دف عة على تراب‪ ،‬وم سح بيمي نه وج هه وبي ساره يي نه جاز (و سننه) أي التي مم (ثل ثة‬
‫أشياء) وف بعض نسخ الت ثلث خصال (التسمية وتقدي اليمن) من اليدين (على اليسرى) منهما‬
‫وتقدي أعلى الوجه على أسفله (والوالة) وسبق معناها ف الوضوء وبقي للتيمم سنن أخرى مذكورة‬
‫ف الطولت منها نزع التيمم خاته ف الضربة الول‪ ،‬أما الثانية فيجب نزع الات فيها (والذي يبطل‬
‫التيمم ثلثة أشياء) أحدها كل (ما أبطل الوضوء) (وسبق بيانه ف أسباب) الدث فمت كان متيمما‬
‫ث أحدث بطل تيممه (و) الثان (رؤية الاء) وف بعض نسخ الت وجود الاء (ف غي وقت الصلة)‬
‫فمن تيمم لفقد الاء ث رأى الاء أو توهه قبل دخوله ف الصلة بطل تيممه‪ ،‬فإن رآه بعد دخوله فيها‪،‬‬
‫وكا نت ال صلة م ا ل ي سقط فرض ها بالتي مم ك صلة مق يم‪ ،‬بطلت ف الال‪ ،‬أو م ا ي سقط فرض ها‬
‫بالتيمم كصلة مسافر‪ ،‬فل تبطل فرضا كانت الصلة أو نفلً‪ ،‬وإن كان تيمم الشخص لرض‪ ،‬ونوه‬
‫ث رأى الاء‪ ،‬فل أ ثر لرؤي ته بل تيم مه باق باله‪( .‬و) الثالث (الردة) و هي ق طع ال سلم وإذا امت نع‬
‫شرعا استعمال الاء ف عضو‪ ،‬فإن ل يكن عليه ساتر وجب عليه التيمم وغسل الصحيح‪ ،‬ول ترتيب‬
‫بينهما للجنب‪ ،‬أما الحدث فإنا يتيمم وقت دخول غسل العضو العليل‪ ،‬فإن كان على العضو ساتر‬
‫فحكمه مذكور ف قول الصنف‪.‬‬
‫(و صاحب البائر) ج ع جبية بف تح ال يم و هي أخشاب أو ق صب ت سوى وت شد على مو ضع‬
‫الكسر ليلتحم (يسح عليها) بالاء إن ل يكنه نزعها لوف ضرر ما سبق (ويتيمم) صاحب البائر‬
‫ف وجهه ويديه كما سبق (ويصلي ول إعادة عليه إن كان وضعها) أي البائر (على طهر) وكانت‬
‫ف غ ي أعضاء التي مم وإل أعادوا هذا ما قاله النووي ف الرو ضة‪ .‬لك نه قال ف الجموع‪ :‬إن إطلق‬
‫المهور يقتضكي عدم الفرق‪ ،‬أي بيك أعضاء التيمكم وغيهكا‪ ،‬ويشترط فك البكية أن ل تأخكذ مكن‬
‫ال صحيح إل ما ل بد م نه لل ستمساك والل صوق والع صابة‪ ،‬والر هم ونو ها على الرح كال بية‬
‫(ويتي مم ل كل فريضة) أو منذورة فل ي مع ب ي صلت فرض بتي مم وا حد‪ ،‬ول بي طواف ي ول ب ي‬
‫صلة وطواف‪ ،‬ول بي جعة وخطبتها‪ ،‬وللمرأة إذا تيممت لتميكن الليل أن تفعله مرارا وتمع بينه‬
‫وبي الصلة بذلك التيمم وقوله (ويصلي بتيمم واحد ما شاء من النوافل) ساقط من بعض النسخ‪.‬‬
‫(فصل)‪ :‬ف بيان النجاسات وإزالتها‪ .‬وهذا الفصل مذكور ف بعض النسخ قبيل كتاب الصلة‪،‬‬
‫والنجاسة لغة الشيء الستقذر‪ .‬وشرعا كل عي حرم تناولا على الطلق حالة الختيار مع سهولة‬
‫التمييز ل لرمتها ول لستقذارها‪ ،‬ول لضررها ف بدن أو ع قل‪ ،‬ودخل ف الطلق قليل النجاسة‬
‫وكثيها‪ ،‬وخرج بالختيار الضرورة‪ ،‬فإنا تبيح تناول النجاسة‪ ،‬وبسهولة التمييز أكل الدود اليت ف‬
‫جب أو فاكهة‪ ،‬ونو ذلك وخرج بقوله ل لرمتها ميتة الدمي‪ ،‬وبعدم الستقذار الن ونوه‪ ،‬وبنفي‬
‫الضرر الجز والنبات الضر ببدن أو عقل‪ .‬ث ذكر الصنف ضابطا للنجس الارج من القبل والدبر‬
‫بقوله (وككل مائع خرج مكن السكبيلي نسك) هكو صكادق بالارج العتاد كالبول والغائط‪ ،‬وبالنادر‬
‫كالدم والقيح‪( .‬إل الن) من آدمي أو حيوان غي كلب وخنير‪ ،‬وما تولد منهما أو من أحدها مع‬
‫حيوان طاهر‪ ،‬وخرج بائع الدود‪ ،‬وكل متصلب ل تيله العدة‪ ،‬فليس بنجس بل يطهر بالغسل‪ ،‬وف‬
‫بعض النسخ‪ ،‬وكل ما يرج بلفظ الضارع وإسقاط مائع‬
‫(وغسل جيع البوال والرواث) ولو كانا من مأكول اللحم (واجب) وكيفية غسل النجاسة إن‬
‫كانت مشاهدة بالعي‪ ،‬وهي السماة بالعينية تكون بزوال عينها‪ ،‬وماولة زوال أوصافها من طعم أو‬
‫لون أو ريح‪ ،‬فإن بقي طعم النجاسة ضر أو لون أو ريح‪ ،‬عسر زواله ل يضر‪ ،‬وإن كانت النجاسة‬
‫غي مشاهدة‪ ،‬وهي السماة بالكمية فيكفي جري الاء على التنجس با‪ ،‬ولو مرة واحدة ث استثن‬
‫الصكنف مكن البوال قوله (إل بول الصكب الذي ل يأككل الطعام) أي ل يتناول مأكولً ول مشروبا‬
‫على جهة التغذي (فإنه) أي بول الصب (يطهر برش الاء عليه) ول يشترط ف الرش سيلن الاء‪ ،‬فإن‬
‫أ كل ال صب الطعام على ج هة التغذي غ سل بوله قطعا‪ ،‬وخرج بال صب ال صبية والن ثى فيغ سل من‬
‫بولما‪ ،‬ويشترط ف غسل التنجس ورود الاء عليه إن كان قليلً‪ ،‬فإن عكس ل يطهر أما الكثي فل‬
‫فرق ب ي كون التن جس واردا أو مورودا (ول يع فى عن ش يء من النجا سات إل الي سي من الدم‬
‫والق يح) فيع فى عنه ما ف ثوب أو بدن‪ ،‬وت صح ال صلة معه ما (و) إل ( ما) أي ش يء (ل ن فس له‬
‫سائلة) كذباب ونل (إذا وقع ف الناء ومات فيه فإنه ل ينجسه) وف بعض النسخ إذا مات ف الناء‬
‫وأفهم قوله وقع‪ ،‬أي بنفسه أنه لو طرح ما ل نفس له سائلة ف الائع ضر‪ ،‬وهو ما جزم به الرافعي ف‬
‫الشرح الصغي‪ ،‬ول يتعرض لذه السألة ف الكبي‪ ،‬وإذا كثرت ميتة ما ل نفس له سائلة‪ ،‬وغيت ما‬
‫وقعت فيه نسته‪ ،‬وإذا نشأت هذه اليتة من الائع كدود خل وفاكهة‪ ،‬ل تنجسه قطعا ويستثن مع ما‬
‫ذكر هنا مسائل مذكورة ف البسوطات سبق بعضها ف كتاب الطهارة‪.‬‬
‫(واليوان كله طاهكر إل الكلب والنيكر ومكا تولد منهمكا أو مكن أحدهاك) مكع حيوان طاهكر‬
‫وعبارته تصدق بطهارة الدود التولد من النجاسة وهو كذلك (واليتة كلها نسة إل السمك والراد‬
‫والدمي) وف بعض النسخ وابن آدم أي ميتة كل منها فإنا طاهرة (ويغسل الناء من ولوغ الكلب‬
‫والنير سبع مرات) باء طهور (إحداهن) مصحوبة (بالتراب) الطهور يعم الحل التنجس‪ ،‬فإن كان‬
‫التنجس با ذكر ف ماء جار كدر كفي مرور سبع جريات عليه بل تعفي‪ ،‬وإذا ل تزل عي النجاسة‬
‫الكلبية إل بست مثلً‪ ،‬حسبت كلها غسلة واحدة‪ ،‬والرض الترابية ل يب التراب فيها على الصح‬
‫(ويغسل من سائر) أي باقي (النجاسات مرة واحدة) وف بعض النسخ مرة (تأت عليه والثلث) وف‬
‫ب عض الن سخ والثل ثة بالتاء (أف ضل) واعلم أن غ سالة النجا سة ب عد طهارة ال حل الغ سول طاهرة إن‬
‫انفصلت غي متغية‪ ،‬ول يزد وزنا بعد انفصالا عما كان بعد اعتبار مقدار ما يتشربه الغسول من‬
‫الاء هذا إذا ل يبلغ قلتي‪ ،‬فإن بلغهما فالشرط عدم التغي‪ .‬ولا فرغ الصنف ما يطهر بالغسل شرع‬
‫فيما يطهر بالستحالة‪ ،‬وهي انقلب الشيء من صفة إل صفة أخرى فقال (وإذا تللت المرة) وهي‬
‫التخذة من ماء العنب مترمة كانت المرة أم ل ومع ن تللت صارت خلً وكا نت صيورتا خلً‬
‫(بنفسها طهرت) وكذا لو تللت بنقلها من شس إل ظل وعكسه (وإن) ل تتخلل المرة بنفسها بل‬
‫(خللت بطرح شيء فيها ل تطهر) وإذا طهرت المرة طهر دنا تبعا لا‪.‬‬

‫(فصكل)‪ :‬فك اليكض والنفاس والسكتحاضة (ويرج مكن الفرج ثلثكة دماء دم اليكض والنفاس‬
‫وال ستحاضة فال يض هو الدم الارج) ف سن ال يض و هو ت سع سني فأك ثر من فرج الرأة على‬
‫سبيل الصحة أي ل لعلة بل للجبلة (من غي سبب الولدة) وقوله (ولونه أسود متدم لذاع) ليس ف‬
‫أك ثر ن سخ ال ت‪ ،‬و ف ال صحاح احتدم الدم اشتدت حر ته ح ت ا سود‪ ،‬ولذع ته النار ح ت أحرق ته‬
‫(والنفاس هو الدم الارج ع قب الولدة) فالارج مع الولد أو قبله ل ي سمى نفا سا وزيادة الياء ف‬
‫ك (هكو الدم الارج فك غيك أيام اليكض‬ ‫ك (والسكتحاضة) أي دمه ا‬
‫عقكب لغكة قليلة‪ ،‬والكثكر حذفه ا‬
‫والنفاس) ل على سبيل الصحة (وأقل اليض) زمنا (يوم وليلة) أي مقدار ذلك وهو أربعة وعشرون‬
‫ساعة على التصال العتاد ف اليض (وأكثره خسة عشر يوما) بلياليها فإن زاد عليها فهو استحاضة‬
‫(وغالبه ست أو سبع) والعتمد ف ذلك الستقراء (وأقل النفاس لظة) وأريد با زمن يسي وابتداء‬
‫النفاس من انفصال الولد (وأكثره ستون يوما وغالبه أربعون يوما) والعتمد ف ذلك الستقراء أيضا‬
‫(وأ قل الط هر) الفا صل (ب ي اليضت ي خ سة ع شر يوما) واحترز ال صنف بقوله ب ي اليضت ي عن‬
‫الفا صل ب ي ح يض ونفاس إذا قل نا بال صح أن الا مل ت يض‪ ،‬فإ نه يوز أن يكون دون خ سة ع شر‬
‫يوما (ول حد لكثره) أي الطهر فقد تكث الرأة دهرها بل حيض‪ ،‬أما غالب الطهر‪ ،‬فيعتب بغالب‬
‫اليكض فإن كان اليكض سكتا‪ ،‬فالطهكر أربكع وعشرون يوما‪ ،‬أو كان اليكض سكبعا فالطهكر ثلثكة‬
‫وعشرون يوما (وأقل زمن تيض فيه الرأة) وف بعض النسخ الارية (تسع سني) قمرية فلو رأته قبل‬
‫تام الت سع بز من يض يق عن ح يض وط هر‪ ،‬ف هو ح يض وإل فل (وأ قل ال مل) زمنا ( ستة أش هر)‬
‫ولظتان (وأكثره) زمنا (أربع سني وغالبه تسعة أشهر) والعتمد ف ذلك الوجود‬
‫(ويرم بال يض) و ف ب عض الن سخ ويرم على الائض (ثان ية أشياء) أحد ها (ال صلة) فرضا أو‬
‫ل (و) الثالث (قراءة القرآن و)‬‫ل وكذا سكجدة التلوة والشككر (و) الثانك (الصكوم) فرضا أو نف ً‬
‫نف ً‬
‫الرابع (مس الصحف) وهو اسم للمكتوب من كلم ال بي الدفتي (وحله) إل إذا خافت عليه (و)‬
‫الامس (دخول السجد) للحائض إن خافت تلويثه (و) السادس (الطواف) فرضا أو نفلً (و) السابع‬
‫(الوطء) ويسن لن وطىء ف إقبال الدم التصدق بدينار‪ ،‬ولن وطىء ف إدباره التصدق بنصف دينار‬
‫(و) الثامن (الستمتاع با بي السرة والركبة) من الرأة فل يرم الستمتاع بما ول با فوقهما على‬
‫الختار ف شرح الهذب‪ .‬ث ا ستطرد ال صنف لذ كر ما ح قه أن يذ كر في ما سبق ف ف صل مو جب‬
‫الغسل فقال (ويرم على النب خسة أشياء) أحدها (الصلة) فرضا أو نفلً (و) الثان (قراءة القرآن)‬
‫غي منسوخ التلوة آية كان أو حرفا سرا أو جهرا‪ ،‬وخرج بالقرآن التوراة والنيل أما أذكار القرآن‬
‫فتحل ل بقصد قرآن (و) الثالث (مس الصحف وحله) من باب أول (و) الرابع (الطواف) فرضا أو‬
‫ل (و) الامس (اللبث ف السجد) لنب مسلم إل لضرورة كمن احتلم ف السجد وتعذر خروجه‬ ‫نف ً‬
‫م نه لوف على نف سه أو ماله‪ ،‬أ ما عبور ال سجد مارا به من غ ي م كث‪ ،‬فل يرم بل ول يكره ف‬
‫الصح‪ ،‬وتردد النب ف السجد بنلة اللبث‪ ،‬وخرج بالسجد الدارس والربط‪ ،‬ث استطرد الصنف‬
‫أيضا مكن أحكام الدث الككب إل أحكام الدث الصكغر فقال (ويرم على الحدث) حدثا أصكغر‬
‫(ثلثة أشياء الصلة والطواف ومس الصحف وحله) وكذا خريطة وصندوق فيهما مصحف ويل‬
‫حله ف أمتعة‪ ،‬وف تفسي أكثر من القرآن‪ ،‬وف دراهم ودناني وخوات نقش على كل منهما قرآن‪،‬‬
‫ول ينع الميز الحدث من مس مصحف ولوح لدراسة وتعلم‪.‬‬

‫كتاب أحكام الصلة‬


‫وهي لغة الدعاء وشرعا كما قال الرافعي أقوال وأفعال‪ ،‬مفتتحة بالتكبي متتمة بالتسليم بشرائط‬
‫مصوصة (والصلة الفروضة) وف بعض النسخ الصلوات الفروضات (خس) يب كل منها بأول‬
‫الوقت وجوبا موسعا إل أن يبقى من الوقت ما يسعها فيضيق حينئذ(الظهر) أي صلته‪ .‬قال النووي‪:‬‬
‫سيت بذلك لن ا ظاهرة و سط النهار (وأول وقت ها زوال) أي م يل (الش مس) عن و سط ال سماء ل‬
‫بالنظر لنفس المر‪ ،‬بل لا يظهر لنا ويعرف ذلك اليل بتحول الظل إل جهة الشرق بعد تناهي قصره‬
‫الذي هو غاية ارتفاع الشمس (وآخره) أي وقت الظهر (إذا صار ظل كل شيء مثله بعد) أي غي‬
‫( ظل الزوال) وال ظل لغة الستر تقول أنا ف ظل فلن أي ستره‪ ،‬وليس ال ظل عدم الشمس ك ما قد‬
‫يتو هم‪ ،‬بل هو أ مر وجودي يل قه ال تعال لن فع البدن وغيه (والع صر) أي صلتا‪ ،‬و سيت بذلك‬
‫لعا صرتا و قت الغروب (وأول وقت ها الزيادة على ظل ال ثل) وللع صر خ سة أوقات أحد ها و قت‬
‫الفضيلة‪ ،‬وهو فعلها أول الوقت والثان وقت الختيار وأشار له الصنف بقوله (وآخره ف الختيار إل‬
‫ظل الثلي) والثالث وقت الواز وأشار له بقوله (وف الواز إل غروب الشمس) والرابع وقت جواز‬
‫بل كراهة‪ ،‬وهو من مصي الظل مثلي إل الصفرار‪ ،‬والامس وقت تري وهو تأخيها إل أن يبقى‬
‫من الوقت ما ل يسعها (والغرب) أي صلتا وسيت بذلك لفعلها وقت الغروب (ووقتها واحد وهو‬
‫غروب الشمكس) أي بميكع قرصكها ول يضكر بقاء شعاع بعده (وبقدار مكا يؤذن) أي الشخكص‬
‫(ويتوضأ) أو يتيمم (ويستر العورة ويقيم الصلة ويصلي خس ركعات) وقوله وبقدار ال ساقط من‬
‫ب عض ن سخ ال ت‪ ،‬فإن انق ضى القدار الذكور خرج وقت ها هذا هو القول الد يد‪ ،‬والقد ي ورج حه‬
‫النووي أن وقتهكا يتكد إل مغيكب الشفكق الحرك (والعشاء) بكسكر العيك مدودا اسكم لول الظلم‬
‫وسيت الصلة بذلك لفعلها فيه (وأول وقتها إذا غاب الشفق الحر) وأما البلد الذي ل يغيب فيه‬
‫الشفق‪ ،‬فوقت العشاء ف حق أهله أن يضي بعد الغروب زمن يغيب فيه شفق أقرب البلد إليهم ولا‬
‫وقتان‪ :‬أحدها اختيار وأشار له الصنف بقوله (وآخره) يتد (ف الختيار إل ثلث الليل) والثان جواز‬
‫وأشار له بقوله (وف الواز إل طلوع الفجر الثان) أي الصادق وهو النتشر ضوءه معترضا بالفق‪،‬‬
‫ل ذاهبا ف السماء ث يزول وتعقبه ظلمة‪،‬‬
‫وأما الفجر الكاذب‪ ،‬فيطلع قبل ذلك ل معترضا بل مستطي ً‬
‫ول يتعلق به حكم وذكر الشيخ أبو حامد أن للعشاء وقت كراهة وهو ما بي الفجرين (والصبح) أي‬
‫صلته وهو لغة أول النهار وسيت الصلة بذلك لفعلها ف أوله ولا كالعصر خسة أوقات‪ :‬أحدها‬
‫و قت الفضيلة و هو أول الو قت‪ .‬والثا ن و قت اختيار وذكره ال صنف ف قوله (وأول وقت ها طلوع‬
‫الف جر الثا ن وآخره ف الختيار إل ال سفار) و هو الضاءة‪ .‬والثالث و قت الواز وأشار له ال صنف‬
‫بقوله (وفك الواز) أي بكراهكة (إل طلوع الشمكس)‪ .‬والرابكع جواز بل كراهكة إل طلوع المرة‪.‬‬
‫والامس وقت تري وهو تأخيها إل أن يبقى من الوقت ما ل يسعها‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬وشرائط وجوب ال صلة ثل ثة أشياء‪ .‬أحد ها (ال سلم) فل ت ب ال صلة على الكا فر‬
‫ال صلي‪ ،‬ول ي ب عل يه قضاؤ ها إذا أ سلم‪ ،‬وأ ما الر تد فت جب عل يه ال صلة وقضاؤ ها إن عاد إل‬
‫ال سلم (و) الثا ن (البلوغ) فل ت ب على صب و صبية ل كن يؤمران ب ا ب عد سبع سني إن ح صل‬
‫التمييز با‪ ،‬وإل فبعد التمييز ويضربان على تركها بعد كمال عشر سني (و) الثالث (العقل) فل تب‬
‫على منون وقوله (و هو حد التكل يف) ساقط ف ب عض ن سخ ال ت (وال صلوات ال سنونة) و ف ب عض‬
‫الن سخ ال سنونات (خ س العيدان) أي صلة ع يد الف طر وع يد الض حى (والك سوفان) أي صلة‬
‫ك سوف الش مس وخ سوف الق مر (وال ستسقاء) أي صلته (وال سنن التاب عة للفرائض) وي عب عن ها‬
‫أيضا بالسنة الراتبة وهي (سبع عشرة ركعة ركعتا الفجر وأربع قبل الظهر وركعتان بعده وأربع قبل‬
‫العصر وركعتان بعد الغرب وثلث بعد العشاء يوتر بواحدة منهن) والواحدة هي أقل الوتر وأكثره‬
‫إحدى عشرة ركعة‪ ،‬ووقته بي صلة العشاء وطلوع الفجر‪ ،‬فلو أوتر قبل العشاء عمدا‪ ،‬أو سهوا‪ ،‬ل‬
‫يع تد به‪ ،‬والرا تب الؤ كد من ذلك‪ ،‬كله ع شر ركعات ق بل ال صبح‪ ،‬وركعتان ق بل الظ هر وركعتان‬
‫بعد ها‪ ،‬وركعتان ب عد الغرب‪ ،‬وركعتان ب عد العشاء‪( ،‬وثلث نوا فل مؤكدات) غ ي تاب عة للفرائض‬
‫أحد ها ( صلة الل يل) والن فل الطلق ف الل يل أف ضل من الن فل الطلق ف النهار‪ ،‬والن فل و سط الل يل‬
‫أفضل ث آخره أفضل‪ ،‬وهذا لن قسم الليل أثلثا (و) الثان (صلة الضحى) وأقلها ركعتان وأكثرها‬
‫اثن تا عشرة رك عة وقت ها من ارتفاع الش مس إل زوال ا ك ما قاله النووي ف التحق يق وشرح الهذب‬
‫(و) الثالث ( صلة التراو يح) و هي عشرون رك عة بع شر ت سليمات ف كل ليلة من رمضان وجلت ها‬
‫خ س ترويات‪ ،‬وينوي الش خص ب كل ركعت ي من ها سنة التراو يح‪ ،‬وقيام رمضان‪ ،‬ولو صلى أر بع‬
‫ركعات منها بتسليمة واحدة ل تصح ووقتها بي صلة العشاء وطلوع الفجر‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬وشرائط الصلة قبل الدخول فيها خسة أشياء‪ .‬والشروط جع شرط‪ ،‬وهو لغة العلمة‬
‫وشرعا ما تتو قف صحة ال صلة عل يه‪ ،‬ول يس جزءا من ها‪ ،‬وخرج بذا الق يد الر كن‪ ،‬فإ نه جزء من‬
‫الصلة‪ .‬الشرط الول (طهارة العضاء من الدث) الصغر والكب عند القدرة‪ ،‬أما فاقد الطهورين‬
‫ف صلته صحيحة مع وجوب العادة عل يه (و) طهارة (الن جس) الذي ل يع فى ع نه ف ثوب وبدن‬
‫ومكان‪ ،‬وسكيذكر الصكنف هذا الخيك قريبا (و) الثانك (سكتر) لون (العورة) عنكد القدرة‪ ،‬ولو كان‬
‫الشخص خاليا ف ظلمة‪ ،‬فإن عجز عن سترها صلى عاريا ول يومىء بالركوع والسجود‪ ،‬بل يتمهما‬
‫ول إعادة عليه ويكون ستر العورة (بلباس طاهر) ويب سترها أيضا ف غي الصلة عن الناس‪ ،‬وف‬
‫اللوة إل لاجة من اغتسال ونوه‪ ،‬وأما سترها عن نفسه فل يب‪ ،‬لكنه يكره نظره إليها‪ ،‬وعورة‬
‫الذكر ما بي سرّته وركبته‪ ،‬وكذا المة وعورة الرة ف الصلة ما سوى وجهها وكفيها ظهرا وبطنا‬
‫إل الكوع ي‪ ،‬أ ما عورة الرة خارج الصلة‪ ،‬فجم يع بدن ا وعورت ا ف اللوة كالذ كر‪ ،‬والعورة ل غة‬
‫النقص وتطلق شرعا على ما يب ستره‪ ،‬وهو الراد هنا وعلى ما يرم نظره‪ ،‬وذكره الصحاب ف‬
‫كتاب النكاح (و) الثالث (الوقوف على مكان طا هر) فل ت صح صلة ش خص يل قي ب عض بد نه أو‬
‫لبا سه نا سة ف قيام أو قعود أو ركوع أو سجود (و) الرا بع (العلم بدخول الو قت) أو ظن دخوله‬
‫بالجتهاد‪ ،‬فلو صلى بغي ذلك ل تصح صلته‪ ،‬وإن صادف الوقت (و) الامس (استقبال القبلة) أي‬
‫الكع بة و سيت قبلة لن ال صلي يقابل ها‪ ،‬وكع بة لرتفاع ها‪ ،‬وا ستقبالا بال صدر شرط ل ن قدر عل يه‪،‬‬
‫واستثن الصنف من ذلك ما ذكره بقوله (ويوز ترك استقبال القبلة) ف الصلة (ف حالتي ف شدة‬
‫الوف) ف قتال مباح فرضا كانت الصلة أو نفلً (وف النافلة ف السفر على الراحلة) فلمسافر سفرا‬
‫مباحا‪ ،‬ولو قصي التنفل صوب مقصده وراكب الدابة ل يب عليه وضع جبهته على سرجها مثلً‪،‬‬
‫بل يومىء بركوعه وسجوده‪ ،‬ويكون سجوده أخفض من ركوعه‪ ،‬وأما الاشي فيتم ركوعه وسجوده‬
‫ويستقبل القبلة فيهما‪ ،‬ول يشي إل ف قيامه وتشهده‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أركان الصلة‪ .‬وتقدم معن الصلة لغةً وشرعا (وأركان الصلة ثانية عشر ركنا)‬
‫أحد ها (الن ية) و هي ق صد الش يء مقترنا بفعله ومل ها القلب‪ ،‬فإن كا نت ال صلة فرضا و جب ن ية‬
‫الفرض ية وق صد فعل ها‪ ،‬وتعيين ها من صبح أو ظ هر مثلً أو كا نت ال صلة نفلً ذات و قت كرات بة أو‬
‫ذات سبب كالستسقاء‪ ،‬وجب قصد فعلها وتعيينه ل نية النفلية (و) الثان (القيام مع القدرة) عليه‬
‫فإن عجز عن القيام قعد كيف شاء‪ .‬وقعوده مفترشا أفضل (و) الثالث (تكبية الحرام) فيتعي على‬
‫القادر بالن طق ب ا بأن يقول ال أكب‪ ،‬فل ي صح الرح ن أكب ونوه‪ ،‬ول يصح فيها تقدي الب على‬
‫البتدإ كقوله أكب ال‪ ،‬ومن عجز عن النطق با بالعربية ترجم عنها بأي لغة شاء‪ ،‬ول يعدل عنها إل‬
‫ذكر آخر‪ ،‬ويب قرن النية بالتكبي‪ ،‬وأما النووي فاختار الكتفاء بالقارنة العرفية بيث يعد عرفا أنه‬
‫م ستحضر لل صلة (و) الرا بع (قراءة الفات ة) أو بدل ا ل ن ل يفظ ها فرضا كا نت ال صلة أو نفلً‬
‫(وب سم ال الرح ن الرح يم آية منها) كاملة و من أ سقط من الفات ة حرفا أو تشديدة‪ ،‬أو أبدل حرفا‬
‫من ها برف ل ت صح قراء ته ول صلته إن تع مد‪ ،‬وإل و جب عل يه إعادة القراءة‪ ،‬وي ب ترتيب ها بأن‬
‫يقرأ آياتا على نظمها العروف‪ ،‬ويب أيضا موالتا بأن يصل بعض كلماتا ببعض من غي فصل إل‬
‫بقدر التنفس‪ ،‬فإن تلل الذكر بي موالتا قطعها‪ ،‬إل أن يتعلق الذكر بصلحة الصلة كتأمي الأموم‬
‫ف أثناء فات ته لقراءة إما مه‪ ،‬فإ نه ل يق طع الوالة‪ ،‬و من ج هل الفات ة وتعذرت عل يه لعدم معلم مثلً‬
‫وأحسن غيها من القرآن‪ ،‬وجب عليه سبع آيات متوالية عوضا عن الفاتة أو متفرقة فإن عجز عن‬
‫القرآن أ تى بذ كر بد ًل عن ها ب يث ل ين قص عن حروف ها‪ ،‬فإن ل ي سن قرآنا ول ذكرا و قف قدر‬
‫الفات ة‪ ،‬و ف ب عض الن سخ وقراءة الفات ة ب عد ب سم ال الرح ن الرح يم‪ ،‬و هي آ ية من ها (و) الا مس‬
‫(الركوع) وأقكل فرضكه لقائم قادر على الركوع معتدل اللقكة سكليم يديكه وركبتيكه أن ينحنك بغيك‬
‫انناس قدر بلوغ راحتيكه ركبتيكه‪ ،‬ولو أراد وضعهمكا عليهمكا‪ ،‬فإن ل يقدر على هذا الركوع اننك‬
‫مقدوره وأومأ بطرفه‪ ،‬وأك مل الركوع تسوية الراكع ظهره وعنقه بيث يصيان كصفيحة واحدة‪،‬‬
‫ونصب ساقيه وفخذيه وأخذ ركبتيه بيديه (و) السادس (الطمأنينة) وهي سكون بعد حركة (فيه) أي‬
‫الركوع وال صنف ي عل الطمأني نة ف الركان ركنا م ستقلً وم شى عل يه النووي ف التحق يق‪ ،‬وغ ي‬
‫الصنف يعلها هيئة تابعة للركان (و) السابع (الرفع) من الركوع (والعتدال) قائما على اليئة الت‬
‫كان عليها قبل ركوعه من قيام قادر وقعود عاجز عن القيام (و) الثامن (الطمأنينة فيه) أي العتدال‬
‫(و) التا سع (ال سجود) مرت ي ف كل رك عة‪ ،‬وأقله مباشرة ب عض جب هة ال صلي مو ضع سجوده من‬
‫الرض أو غيها‪ ،‬وأكمله أن يكب لويه للسجود بل رفع يديه‪ ،‬ويضع ركبتيه ث يديه ث جبهته وأنفه‬
‫(و) العا شر (الطمأني نة ف يه) أي ال سجود ب يث ينال مو ضع سجوده ث قل رأ سه‪ ،‬ول يك في إم ساس‬
‫رأ سه مو ضع سجوده‪ ،‬بل يتحا مل ب يث لو كان ت ته ق طن مثلً لنك بس‪ ،‬وظ هر أثره على يد لو‬
‫فرضت تته (و) الادي عشر (اللوس بي السجدتي) ف كل ركعة سواء صلى قائما أو مضطجعا‪،‬‬
‫وأقله سككون بعكد حرككة أعضائه‪ ،‬وأكمله الزيادة على ذلك بالدعاء الوارد فيكه‪ ،‬فلو ل يلس بيك‬
‫السكجدتي‪ ،‬بكل صكار إل اللوس أقرب ل يصكح (و) الثانك عشكر (الطمأنينكة فيكه) أي اللوس بيك‬
‫السجدتي (و) الثالث عشر (اللوس الخي) أي الذي يعقبه السلم (و) الرابع عشر (التشهد فيه) أي‬
‫اللوس الخي وأقل التشهد التحيات ل سلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته سلم علينا وعلى‬
‫عباد ال ال صالي‪ ،‬أش هد أن ل إله إ ّل ال وأش هد أن ممدا ر سول ال (و) الا مس ع شر (ال صلة‬
‫على ال نب ف يه) أي اللوس الخ ي ب عد الفراغ من التش هد‪ ،‬وأ قل ال صلة على ال نب الل هم صل على‬
‫ممد‪ ،‬وأشعر كلم الصنف أن الصلة على الل ل تب وهو كذلك بل هي سنة (و) السادس عشر‬
‫(الت سليمة الول) وي ب إيقاع ال سلم حال القعود وأقله ال سلم علي كم مرة واحدة‪ ،‬وأكمله ال سلم‬
‫علي كم ورح ة ال مرت ي يينا وشالً (و) ال سابع ع شر (ن ية الروج من ال صلة) وهذا و جه مرجوح‬
‫وقيل ل يب ذلك‪ ،‬أي نية الروج وهذا الوجه هو الصح (و) الثامن عشر (ترتيب الركان) حت‬
‫ب ي التش هد الخ ي وال صلة على ال نب ف يه وقوله (على ما ذكرناه) ي ستثن م نه وجوب مقار نة الن ية‬
‫لتكبية الحرام ومقارنة اللوس الخي للتشهد والصلة على النب (و) الصلة (سننها قبل الدخول‬
‫في ها شيئان الذان) و هو ل غة العلم وشرعا ذ كر م صوص للعلم بدخول و قت صلة مفرو ضة‪،‬‬
‫وألفاظه مثن إل التكبي أوله فأربع‪ ،‬وإل التوحيد آخره فواحد (والقامة) وهي مصدر أقام ث سي به‬
‫الذكر الخصوص‪ ،‬لنه يقيم إل الصلة وإنا يشرع كل من الذان والقامة للمكتوبة‪ ،‬وأما غيها‬
‫فينادى لا الصلة جامعة‬
‫(و) سننها (ب عد الدخول في ها شيئان التش هد الول والقنوت ف ال صبح) أي ف اعتدال الرك عة‬
‫الثان ية م نه‪ ،‬و هو ل غة الدعاء وشرعا ذ كر م صوص‪ ،‬و هو الل هم اهد ن في من هد يت وعاف ن في من‬
‫عاف يت ال (و) القنوت ( ف) آ خر (الو تر ف الن صف الثا ن من ش هر رمضان) و هو كقنوت ال صبح‬
‫التقدم ف مله ولفظه‪ ،‬ول تتعي كلمات القنوت السابقة‪ ،‬فلو قنت بآية تتضمن دعاء وقصد القنوت‬
‫حصلت سنة القنوت (وهيئاتا) أي الصلة وأراد بيئاتا ما ليس ركنا فيها‪ ،‬ول بعضا يب بسجود‬
‫السهو (خسة عشر خصلة‪ :‬رفع اليدين عند تكبية الحرام) إل حذو منكبيه (و) رفع اليدين (عند‬
‫الركوع و) عند (الرفع منه ووضع اليمي على الشمال) ويكونان تت صدره وفوق سرته (والتوجه)‬
‫أي قول ال صلي ع قب التحرم‪ :‬وج هت وج هي للذي ف طر ال سموات والرض ال‪ .‬والراد أن يقول‬
‫الصلي بعد التحرم دعاء الفتتاح هذه الية أو غيها ما ورد ف الستفتاح (والستعاذة) بعد التوجه‬
‫وتصل بكل لفظ يشتمل على التعوذ‪ ،‬والفضل أعوذ بال من الشيطان الرجيم (والهر ف موضعه)‬
‫وهوالصبح وأولتا الغرب والعشاء والمعة والعيدان (وال سرار ف موضعه) وهي ما عدا الذي ذكر‬
‫(والتأمي) أي قول آمي عقب الفاتة لقارئها ف صلة وغيها‪ ،‬لكن ف الصلة آكد ويؤمن الأموم‬
‫مع تأمي إمامه‪ ،‬ويهر به (وقراءة السورة بعد الفاتة) لمام ومنفرد ف ركعت الصبح وأولت غيها‪،‬‬
‫وتكون قراءة السورة بعد الفاتة‪ ،‬فلو قدم السورة عليها ل تسب (والتكبيات عند الفض) للركوع‬
‫(والرفع) أي رفع الصلب من الركوع (وقول سع ال لن حده) حي يرفع رأسه من الركوع‪ .‬ولو‬
‫قال من حد ال سع له كفى‪ ،‬ومعن سع ال لن حده تقبل ال منه حده وجازاه عليه وقول الصلي‬
‫(رب نا لك ال مد) إذا انت صب قائما (والت سبيح ف الركوع) وأد ن الكمال ف الت سبيح سبحان ر ب‬
‫العظ يم ثلثا (و) الت سبيح ف (ال سجود) وأد ن الكمال ف يه سبحان ر ب العلى ثلثا والك مل ف‬
‫ت سبيح الركوع وال سجود مشهور (وو ضع اليد ين على الفخذين ف اللوس) للتش هد الول والخ ي‬
‫(يب سط) ال يد (الي سرى) ب يث ت سامت رؤو سها الرك بة (ويق بض) ال يد (اليم ن) أي أ صابعها (إل‬
‫السبحة) من اليمن فل يقبضها (فإنه يشي با) رافعا لا حال كونه (متشهدا) وذلك عند قوله إل ال‬
‫ول يركها‪ ،‬فإن حركها كره ول تبطل صلته ف الصح (والفتراش ف جيع اللسات) الواقعة ف‬
‫ال صلة كجلوس ال ستراحة‪ ،‬واللوس ب ي ال سجدتي‪ ،‬وجلوس التش هد الول‪ ،‬والفتراش أن يلس‬
‫الش خص على ك عب الي سرى جاعلً ظهر ها للرض‪ ،‬وين صب قد مه اليم ن وي ضع بالرض أطراف‬
‫أصابعها لهة القبلة (والتورك ف اللسة الخية) من جلسات الصلة‪ ،‬وهي جلوس التشهد الخي‬
‫والتورك م ثل الفتراش‪ ،‬إل أن ال صلي يرج ي ساره على هيئت ها ف الفتراش من ج هة يي نه‪ ،‬ويل صق‬
‫وركه بالرض‪ ،‬أما السبوق والساهي فيفترشان ول يتوركان (والتسليمة الثانية) أما الول فسبق أنا‬
‫من أركان الصلة‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أمور تالف فيها الرأة الرجل ف الصلة‪ .‬وذكر الصنف ذلك ف قوله (والرأة تالف‬
‫الرجل ف خسة أشياء فالرجل ياف) أي يرفع (مرفقيه عن جنبيه ويقل) أي يرفع (بطنه عن فخذيه ف‬
‫الركوع وال سجود وي هر ف مو ضع ال هر) وتقدم بيا نه ف موض عه (وإذا نا به) أي أ صابه (ش يء ف‬
‫ال صلة سبح) فيقول‪ :‬سبحان ال بق صد الذ كر ف قط أو مع العلم أو أطلق‪ ،‬ل تب طل صلته أو‬
‫العلم فقط بطلت (وعورة الرجل ما ب ي سرته وركبته) أما ه ا فليسا من العورة‪ ،‬ول ما فوقه ما‬
‫(والرأة) تالف الرجل ف المسة الذكورة فإنا (تضم بعضها إل بعض) فتلصق بطنها بفخذيها ف‬
‫ركوع ها و سجودها (وت فض صوتا) إن صلت (بضرة الرجال الجا نب) فإن صلت منفردة عن هم‬
‫جهرت (وإذا نابا شيء ف الصلة صفقت) بضرب بطن اليمي على ظهر الشمال‪ ،‬فلو ضربت بطنا‬
‫ببطن بقصد اللعب‪ ،‬ولو قليلً مع علم التحري بطلت صلتا والنثى كالرأة (وجيع بدن الرة عورة‬
‫إل وجهها وكفيها) وهذه عورتا ف الصلة أما خارج الصلة فعورتا جيع البدن (والمة كالرجل)‬
‫فتكون عورتا ما بي سرتا وركبتها‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف عدد مبطلت الصلة (والذي يبطل به الصلة أحد عشر شيئا الكلم العمد) الصال‬
‫لطاب الدمي ي سواء تعلق ب صلحة ال صلة أو ل‪( .‬والع مل الكث ي) التوال كثلث خطوات عمدا‬
‫كان ذلك أو سهوا‪ ،‬أ ما الع مل القل يل فل تب طل ال صلة به (والدث) ال صغر وال كب (وحدوث‬
‫النجا سة) ال ت ل يع فى عن ها‪ ،‬ولو و قع على ثو به نا سة ياب سة‪ ،‬فن فض ثو به حالً ل تب طل صلته‬
‫(وانكشاف العورة) عمدا فإن كشف ها الر يح ف سترها ف الال ل تب طل صلته (وتغي ي الن ية) كأن‬
‫ينوي الروج من ال صلة (وا ستدبار القبلة) كأن يعل ها خلف ظهره (وال كل والشرب) كثيا كان‬
‫الأكول والشروب أو قليلً إل أن يكون الشخكص فك هذه الصكورة جاهلً تريك ذلك (والقهقهكة)‬
‫ومنهم من يعب عنها بالضحك‪( .‬والردة) وهي قطع السلم بقول أو فعل‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف عدد ركعات الصلة (وركعات الفرائض) أي ف كل يوم وليلة ف صلة الضر إل‬
‫يوم المعة (سبعة عشر ركعة) أما يوم المعة فعدد ركعات الفرائض ف يومها خسة عشر ركعة‪،‬‬
‫وأ ما عدد ركعات صلة ال سفر ف كل يوم للقا صر فإحدى عشرة رك عة وقوله (في ها أر بع وثلثون‬
‫سجدة وأربع وتسعون تكبية وتسع تشهدات وعشر تسليمات ومائة وثلث وخسون تسبيحة وجلة‬
‫الركان ف الصلة مائة وستة وعشرون ركنا ف الصبح ثلثون ركنا وف الغرب اثنان وأربعون ركنا‬
‫وف الرباعية أربعة وخسون ركنا) إل آخره ظاهر غنّ عن الشرح (ومن عجز عن القيام ف الفريضة)‬
‫لشقة تلحقه ف قيا مه (صلى جال سا) على أي هيئة شاء‪ ،‬ولكن افتراشه ف مو ضع قيامه أفضل من‬
‫تربعه ف الظهر (ومن عجز عن اللوس صلى مضطجعا) فإن عجز عن الضطجاع صلى مستلقيا‬
‫على ظهره ورجله للقبلة‪ ،‬فإن ع جز عن ذلك كله أو مأ بطر فه‪ ،‬ونوى بقل به‪ ،‬وي ب عل يه ا ستقبالا‬
‫بوجهه بوضع شيء تت رأسه‪ ،‬ويومىء برأسه ف ركوعه وسجوده‪ ،‬فإن عجز عن الياء برأسه أومأ‬
‫بأجفانكه‪ ،‬فإن عجكز عكن الياء باك أجرى أركان الصكلة على قلبكه‪ ،‬ول يتركهكا مكا دام عقله ثابتا‪،‬‬
‫والصلي قاعدا ل قضاء عليه ول ينقص أجره لنه معذور وأما قوله‪" :‬من صلى قاعدا فله نصف أجر‬
‫القائم‪ ،‬ومن صلى نائما‪ ،‬فله نصف أجر القاعد" فمحمول على النفل عند القدرة‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬والتروك من الصلة ثلثة أشياء فرض‪ .‬ويسمى بالركن أيضا (وسنة وهيئة) وها ما عدا‬
‫الفرض وبي الصنف الثلثة ف قوله (فالفرض ل ينوب عنه سجود السهو بل إن ذكره) أي الفرض‪،‬‬
‫وهو ف الصلة أتى به وتت صلته أو ذكره بعد السلم (والزمان قريب أتى به وبن عليه) ما بقي‬
‫من الصلة (وسجد للسهو) وهو سنة كما سيأت‪ ،‬لكن عند ترك مأمور به ف الصلة أو فعل منهي‬
‫عنه فيها (والسنة) إن تركها الصلي (ل يعود إليها بعد التلبس بالفرض) فمن ترك التشهد الول مثلً‬
‫فذكره بعد اعتداله مستويا ل يعود إليه فإن عاد إليه عامدا عالا بتحريه بطلت صلته‪ ،‬أو ناسيا أنه‬
‫ف الصلة أو جاهلً فل تبطل صلته‪ ،‬ويلزمه القيام عند تذكره‪ ،‬وإن كان مأموما عاد وجوبا لتابعة‬
‫إما مه (لك نه ي سجد لل سهو عن ها) ف صورة عدم العود أو العود نا سيا وأراد ال صنف بال سنة ه نا‬
‫البعاض الستة‪ ،‬وهي التشهد الول وقعوده والقنوت ف الصبح‪ ،‬وف آخر الوتر ف النصف الثان من‬
‫رمضان والقيام للقنوت‪ ،‬والصلة على النب ف التشهد الول‪ ،‬والصلة على الل ف التشهد الخي‪.‬‬
‫واليئة كالت سبيحات ونو ها م ا ل ي ب بال سجود (ل يعود) ال صلي (إلي ها ب عد ترك ها ول ي سجد‬
‫للسهو عنها) سواء تركها عمدا أو سهوا (وإذا شك) الصلي (ف عدد ما أتى به من الركعات) كمن‬
‫شك هل صلى ثلثا أو أربعا (بن على اليقي وهو القل) كالثلثة ف هذا الثال وأتى بركعة (وسجد‬
‫للسهو) ول ينفعه غلبة الظن أنه صلى أربعا‪ ،‬ول يعمل بقول غيه له أنه صلى أربعا‪ ،‬ولو بلغ ذلك‬
‫القائل عدد التواتر (وسجود السهو سنة) كما سبق (ومله قبل السلم) فإن سلم الصلي عامدا عالا‬
‫بال سهو أو نا سيا وطال الف صل عرفا فات مله‪ ،‬وإن ق صر الف صل عرفا ل ي فت وحينئذ فله ال سجود‬
‫وتركه‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف الوقات الت تكره الصلة فيها تريا كما ف الروضة‪ ،‬وشرح الهذب هنا وتنيها‬
‫ك ما ف التحق يق‪ ،‬وشرح الهذب ف نوا قض الوضوء (وخ سة أوقات ل ي صلي في ها إل صلة ل ا‬
‫سبب) إما متقدم كالفائتة أو مقارن كصلة الكسوف والستسقاء‪ ،‬فالول من المسة الصلة الت ل‬
‫سبب لا إذا فعلت (بعد صلة الصبح) وتستمر الكراهة (حت تطلع الشمس و) الثان الصلة (عند‬
‫طلوعها) فإذا طلعت (حت تتكامل وترتفع قدر رمح) ف رأي العي (و) الثالث الصلة (إذا استوت‬
‫ح ت تزول) عن و سط ال سماء وي ستثن من ذلك يوم الم عة‪ ،‬فل تكره ال صلة ف يه و قت ال ستواء‪.‬‬
‫وكذا حرم مكة السجد وغيه‪ ،‬فل تكره الصلة فيه ف هذه الوقات كلها سواء صلى سنة الطواف‬
‫أو غيها (و) الرابع من (بعد صلة العصر حت تغرب الشمس و) الامس (عند الغروب) للشمس إذا‬
‫دنت للغروب (حت يتكامل غروبا)‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬وصلة الماعة‪ .‬للرجال ف الفرائض غي المعة (سنة مؤكدة) عند الصنف والرافعي‪،‬‬
‫والصح عند النووي أنا فرض كفاية‪ ،‬ويدرك الأموم الماعة مع المام ف غي المعة ما ل يسلم‬
‫التسليمة الول‪ ،‬وإن ل يقعد معه أما الماعة ف المعة ففرض عي‪ ،‬ول تصل بأقل من ركعة (و)‬
‫يب (على الأموم أن ينوي الئتمام) أو القتداء بالمام ول يب تعيينه بل يكفي القتداء بالاضر إن‬
‫ل يعر فه‪ ،‬فإن عي نه وأخ طأ بطلت صلته إل إن انض مت إل يه إشارة كقوله‪ :‬نو يت القتداء بز يد هذا‬
‫فبان عمرا فت صح (دون المام) فل ي ب ف صحة القتداء به ف غ ي الم عة ن ية الما مة‪ ،‬بل هي‬
‫مستحبة ف حقه‪ ،‬فإن ل ينو فصلته فرادى (ويوز أن يأت ال ّر بالعبد والبالغ بالراهق) أما الصب غي‬
‫الميز فل يصح القتداء به (ول تصح قدوة رجل بامرأة) ول بنثى مشكل ول خنثى مشكل بامرأة‬
‫ول بشكل (ول قارىء) وهو من يسن الفاتة‪ ،‬أي ل يصح اقتداؤه (بأمي) وهو من يلّ برف أو‬
‫تشديدة من الفات ة‪ .‬ث أشار ال صنف لشروط القدوة بقوله (وأي مو ضع صلى ف ال سجد ب صلة‬
‫المام فيه) أي ف السجد (وهو) أي الأموم (عال بصلته) أي المام بشاهدة الأموم له أو بشاهدته‬
‫بعض صف (أجزأه) أي كفاه ذلك ف صحة القتداء به (ما ل يتقدم عليه) فإن تقدم عليه بعقبه ف‬
‫جهته ل تنعقد صلته‪ ،‬ول تضر مساواته لمامه‪ ،‬ويندب تلفه عن إمامه قليلً ول يصي بذا التخلف‬
‫منفردا عكن الصكف حتك ل يوز فضيلة الماعكة (وإن صكلى) المام (فك السكجد والأموم خارج‬
‫السكجد) حال كونكه (قريبا منكه) أي المام بأن ل تزد مسكافة مكا بينهمكا على ثلثائة ذراع تقريبا‬
‫(وهكو) أي الأموم (عال بصكلته) أي المام (ول حائل هناك) أي بيك المام والأموم (جاز) القتداء‬
‫به‪ ،‬وتع تب ال سافة الذكورة من آ خر ال سجد‪ ،‬وإن كان المام والأموم ف غ ي ال سجد إ ما فضاء أو‬
‫بناء‪ ،‬فالشرط أن ل يزيد ما بينهما على ثلثائة ذراع‪ ،‬وأن ل يكون بينهما حائل‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف قصر الصلة وجعها (ويوز للمسافر) أي التلبس بالسفر (قصر الصلة الرباعية) ل‬
‫غي ها من ثنائ ية وثلث ية‪ .‬وجواز ق صر ال صلة الرباع ية (ب مس شرائط) الول (أن يكون سفره) أي‬
‫الشخص (ف غي معصية) هو شامل للواجب كقضاء دين‪ ،‬وللمندوب كصلة الرحم‪ ،‬وللمباح كسفر‬
‫تارة‪ ،‬أما سفر العصية كالسفر لقطع الطريق فل يترخص فيه بقصر ول جع (و) الثان (أن تكون‬
‫م سافته) أي ال سفر (ستة ع شر فر سخا) تديدا ف ال صح ول ت سب مدة الرجوع منها‪ ،‬والفر سخ‬
‫ثلثة أميال‪ ،‬وحينئذ فمجموع الفراسخ ثانية وأربعون ميلً‪ ،‬واليل أربعة آلف خطوة‪ ،‬والطوة ثلثة‬
‫أقدام‪ ،‬والراد بالميال الاشيكة (و) الثالث (أن يكون) القاصكر (مؤديا للصكلة الرباعيكة) أمكا الفائتكة‬
‫حضرا فل تقضى فيه مقصورة‪ ،‬والفائتة ف ال سفر تقضى فيه مقصورة ل ف ال ضر (و) الرابع (أن‬
‫ينوي) السافر (القصر) للصلة (مع الحرام) با (و) الامس (أن ل يأت) ف جزء من صلته (بقيم)‬
‫أي ب ن ي صلي صلة تا مة ليش مل ال سافر ال تم (ويوز للم سافر) سفرا طويلً مباحا (أن ي مع ب ي)‬
‫صلت (الظهر والعصر) تقديا وتأخيا وهو معن قوله (ف وقت أيهما شاء و) أن يمع (بي) صلت‬
‫(الغرب والعشاء) تقديا وتأخيا و هو مع ن قوله ( ف و قت أيه ما شاء) وشروط ج ع التقد ي ثل ثة‪:‬‬
‫الول أن يبدأ بالظهر قبل العصر‪ ،‬وبالغرب قبل العشاء‪ ،‬فلو عكس كأن بدأ بالعصر قبل الظهر مثلً‬
‫ل ي صح‪ ،‬ويعيد ها بعد ها إن أراد ال مع‪ .‬والثا ن ن ية ال مع أول ال صلة الول بأن تقترن ن ية ال مع‬
‫بتحرمها‪ ،‬فل يكفي تقديها على التحرم‪ ،‬ول تأخيها عن السلم من الول‪ ،‬وتوز ف أثنائها على‬
‫الظهكر‪ .‬والثالث الوالة بيك الول والثانيكة بأن ل يطول الفصكل بينهمكا‪ ،‬فإن طال عرفا ولو بعذر‬
‫كنوم‪ ،‬وجب تأخي الصلة الثانية إل وقتها‪ ،‬ول يضر ف الوالة بينهما فصل يسي عرفا‪ ،‬وأما جع‬
‫التأخ ي‪ ،‬في جب ف يه أن يكون بن ية ال مع‪ ،‬وتكون الن ية هذه ف و قت الول‪ ،‬ويوز تأخي ها إل أن‬
‫يبقى من وقت الول زمن لو ابتدئت فيه كانت أداء‪ ،‬ول يب ف جع التأخي ترتيب‪ ،‬ول موالة‬
‫ول نية جع على الصحيح ف الثلثة‪( .‬ويوز للحاضر) أي القيم (ف) وقت (الطر أن يمع بينهما)‬
‫أي الظهر والعصر والغرب والعشاء ل ف وقت الثانية بل (ف وقت الول منهما) إن بلّ الطر أعلى‬
‫الثوب‪ ،‬وأسفل النعل‪ ،‬ووجدت الشروط السابقة ف جع التقدي‪ ،‬ويشترط أيضا وجود الطر ف أول‬
‫ال صلتي‪ ،‬ول يك في وجوده ف أثناء الول منه ما‪ ،‬ويشترط أيضا وجوده ع ند ال سلم من الول‪،‬‬
‫سواء استمر الطر بعد ذلك أم ل‪ ،‬وتتص رخصة المع بالطر بالصلي ف جاعة بسجد أو غيه من‬
‫مواضع الماعة بعيد عرفا‪ ،‬ويتأذى الذاهب للمسجد أو غيه من مواضع الماعة بالطر ف طريقه‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬وشرائط وجوب المعة سبعة أشياء ال سلم والبلوغ والع قل‪ .‬وهذه شروط أيضا لغ ي‬
‫الم عة من ال صلوات (والر ية والذكور ية وال صحة وال ستيطان) فل ت ب الم عة على كا فر أ صلي‬
‫وصب ومنون‪ ،‬ورقيق وأنثى ومريض ونوه ومسافر‪( ،‬وشرائط) صحة (فعلها ثلثة) الول دار القامة‬
‫الت يستوطنها العدد الجمعون سواء ف ذلك الدن والقرى الت تتخذ وطنا‪ ،‬وعب الصنف عن ذلك‬
‫بقوله (أن تكون البلد مصكرا) كانكت البلد (أو قريكة و) الثانك (أن يكون العدد) فك جاعكة المعكة‬
‫(أربع ي) رجلً ( من أ هل الم عة) و هم الكلفون الذكور الحرار ال ستوطنون ب يث ل يظعنون ع ما‬
‫استوطنوه شتاءً‪ ،‬ول صيفا إل لاجة‪( .‬و) الثالث (أن يكون الوقت باقيا) وهو وقت الظهر فيشترط‬
‫أن تقع المعة كلها ف الوقت‪ ،‬فلو ضاق وقت الظهر عنها بأن ل يبق منه ما يسع الذي ل بد منه‬
‫في ها من خطبتي ها وركعتي ها صليت ظهرا (فإن خرج الو قت أو عد مت الشروط) أي ج يع و قت‬
‫الظهر يقينا أو ظنا وهم فيها (صليت ظهرا) بناء على ما فعل منها‪ ،‬وفاتت المعة سواء أدركوا منها‬
‫ركعة أم ل‪ ،‬ولو شكوا ف خروج وقتها وهم فيها أتوها جعة على الصحيح (وفرائضها) ومنهم من‬
‫عب عنها بالشروط (ثلثة) أحدها وثانيها (خطبتان يقوم) الطيب (فيهما ويلس بينهما) قال التول‬
‫بقدر الطمأنينة بي السجدتي‪ ،‬ولو عجز عن القيام وخطب قاعدا أو مضطجعا‪ ،‬صح وجاز القتداء‬
‫به‪ ،‬ولو مع ال هل باله وح يث خ طب قاعدا ف صل ب ي الطبت ي ب سكتة ل باضطجاع‪ .‬وأركان‬
‫الطبت ي خ سة‪ :‬ح د ال تعال‪ ،‬ث ال صلة على ر سول ال ولفظه ما متع ي‪ ،‬ث الو صية بالتقوى ول‬
‫يتع ي لفظ ها على ال صحيح‪ ،‬وقراءة آ ية ف إحداه ا‪ ،‬والدعاء للمؤمن ي والؤمنات ف الط بة الثان ية‪،‬‬
‫ويشترط أن ي سمع الط يب أركان الط بة لربع ي تنع قد ب م الم عة‪ ،‬ويشترط الوالة ب ي كلمات‬
‫الط بة وب ي الطبت ي‪ ،‬فلو فرق ب ي كلمات ا‪ ،‬ولو بعذر بطلت‪ ،‬ويشترط في ها ستر العورة وطهارة‬
‫الدث والبث ف ثوب وبدن ومكان (و) الثالث من فرائض المعة (أن تصلى) بضم أوله (ركعتي‬
‫ف جاعة) تنعقد بم المعة‪ ،‬ويشترط وقوع هذه الصلة بعد الطبتي بلف صلة العيد‪ ،‬فإنا قبل‬
‫الطبتي (وهيئاتا) وسبق معن اليئة (أربع خصال) أحدها (الغسل) لن يريد حضورها من ذكر أو‬
‫أنثى حر أو عبد مقيم أو مسافر‪ ،‬ووقت غسلها من الفجر الثان وتقريبه من ذهابه أفضل‪ ،‬فإن عجز‬
‫عن غسلها تيمم بنية الغسل لا (و) الثان (تنظيف السد) بإزالة الريح الكريه منه كصنان فيتعاطى ما‬
‫يزيله من مرتك ونوه (و) الثالث (لبس الثياب البيض) فإنا أفضل الثياب (و) الرابع (أخذ الظفر) إن‬
‫طال والش عر كذلك فين تف إب طه‪ ،‬وي قص شار به‪ ،‬ويلق عان ته (والتط يب) بأح سن ما و جد م نه‬
‫(وي ستحب الن صات) و هو ال سكوت مع ال صغاء ( ف و قت الط بة) وي ستثن من الن صات أمور‬
‫ل (ومكن دخكل)‬ ‫مذكورة فك الطولت منهكا إنذار أعمكى أن يقكع فك بئر‪ ،‬ومكن دب إليكه عقرب مث ً‬
‫السجد (والمام يطب صلى ركعتي خفيفتي ث يلس) وتعبي الصنف بدخل يفهم أن الاضر ل‬
‫ينشىء صلة ركعت ي‪ ،‬سواء صلى سنة الم عة أو ول يظ هر من هذا الفهوم أن فعله ما حرام أو‬
‫مكروه‪ ،‬لكن النووي ف شرح الهذب صرح بالرمة‪ ،‬ونقل الجاع عليها عن الاوردي‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬وصلة العيدين أي الفطر والضحى (سنة مؤكدة) وتشرع جاعة ولنفرد ومسافر وحر‬
‫وع بد وخن ثى‪ ،‬وامرأة ل جيلة ول ذات هيئة‪ ،‬أ ما العجوز فتح ضر الع يد ف ثياب بيت ها بل ط يب‪،‬‬
‫ووقت صلة العيدين ما بي طلوع الشمس وزوالا (وهي) أي صلة العيد (ركعتان) يرم بما بنية‬
‫عيد الفطر أو الضحى ويأت بدعاء الفتتاح و (يكب ف) الركعة (الول سبعا سوى تكبية الحرام)‬
‫ث يتعوذ ويقرأ الفات ة‪ ،‬ث يقرأ بعد ها سورة ق جهرا (و) ي كب ( ف) الرك عة (الثان ية خ سا سوى‬
‫ت كبية القيام) ث يتعوذ ث يقرأ الفات ة و سورة اقتر بت جهرا (وي طب) ندبا (بعده ا) أي الركعت ي‬
‫(خطبت ي ي كب ف) ابتداء (الول ت سعا) ولء (و) ي كب ( ف) ابتداء (الثان ية سبعا) ولء‪ ،‬ولو ف صل‬
‫بينهما بتحميد وتليل وثناء كان حسنا‪ ،‬والتكبي على قسمي‪ :‬مرسل وهو ما ل يكون عقب صلة‪.‬‬
‫ومق يد و هو ما يكون عقب ها‪ .‬وبدأ ال صنف بالول فقال (وي كب) ندبا كل من ذ كر وأن ثى وحا ضر‬
‫ومسافر ف النازل‪ ،‬والطرق والساجد والسواق‪( .‬من غروب الشمس من ليلة العيد) أي عيد الفطر‬
‫وي ستمر هذا الت كبي (إل أن يد خل المام ف ال صلة) للع يد ول ي سن الت كبي ليلة ع يد الف طر ع قب‬
‫الصلوات‪ ،‬ولكن النووي ف الذكار اختار أ نه سنة‪ .‬ث شرع ف الت كبي الق يد فقال (و) ي كب ( ف)‬
‫عيد (الضحى خلف الصلوات الفروضات) من مؤداة وفائتة وكذا خلف راتبة‪ ،‬ونفل مطلق وصلة‬
‫جنازة ( من صبح يوم عر فة إل الع صر من آ خر أيام التشر يق) و صيغة الت كبي‪ :‬ال أ كب ال أ كب ال‬
‫أكب ل إله إل ال وال أكب ال أكب ول المد ال أكب كبيا والمد ل كثيا وسبحان ال بكرة‬
‫وأصيلً‪ ،‬ل إله إل ال وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الحزاب وحده‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬وصلة الكسوف للشمس وصلة السوف للقمر كل منهما (سنة مؤكدة فإن فاتت)‬
‫هذه الصلة (ل تقض) أي ل يشرع قضاؤها (وي صلي لك سوف الش مس وخ سوف الق مر ركعت ي)‬
‫يرم بنية صلة الكسوف‪ ،‬ث بعد الفتتاح والتعوّذ يقرأ الفاتة‪ ،‬ويركع ث يرفع رأسه من الركوع‪ ،‬ث‬
‫يعتدل ث يقرأ الفات ة ثانيا‪ ،‬ث ير كع ثانيا أ خف من الذي قبله‪ ،‬ث يعتدل ثانيا ث ي سجد ال سجدتي‬
‫بطمأنينة ف الكل‪ ،‬ث يصلي ركعة ثانية بقيامي وقراءتي وركوعي‪ ،‬واعتدالي وسجودين وهذا معن‬
‫قوله (ف كل ركعة) منهما (قيامان يطيل القراءة فيهما) كما سيأت (و) ف كل ركعة (ركوعان يطيل‬
‫الت سبيح فيه ما دون ال سجود) فل يطوله‪ ،‬وهذا أ حد وجه ي‪ ،‬ل كن ال صحيح أ نه يطوله ن و الركوع‬
‫الذي قبله (ويطب) المام (بعدها) أي بعد صلة الكسوف والسوف (خطبتي) كخطبت المعة‬
‫ف الركان والشروط‪ ،‬ويث الناس ف الطبتي على التوبة من الذنوب‪ ،‬وعلى فعل الي من صدقة‬
‫وعتق ونو ذلك (ويسرّ) بالقراءة (ف كسوف الشمس ويهر) بالقراءة (ف خسوف القمر) وتفوت‬
‫صلة كسوف الشمس بالنلء للمنكسف وبغروبا كاسفة‪ ،‬وتفوت صلة خسوف القمر بالنلء‬
‫وطلوع الشمس ل بطلوع الفجر ول بغروبه خاسفا فل تفوت الصلة‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام صلة الستسقاء‪ .‬أي طلب السقيا من ال تعال (وصلة الستسقاء مسنونة)‬
‫لقيم ومسافر عند الاجة من انقطاع غيث أو عي ماء ونو ذلك‪ ،‬وتعاد صلة الستسقاء ثانيا وأكثر‬
‫من ذلك‪ ،‬إن ل يسقوا حت يسقيهم ال (فيأمرهم) ندبا (المام) ونوه (بالتوبة) ويلزمهم امتثال أمره‬
‫كما أفت به النووي والتوبة من الذنب واجبة أمر المام با أو ًل (والصدقة والروج من الظال) للعباد‬
‫(ومصالة العداء وصيام ثلثة أيام) قبل ميعاد الروج فيكون به أربعة (ث يرج بم ف اليوم الرابع)‬
‫صياما غي متطيبي ول متزيني بل يرجون (ف ثياب بذلة) بوحدة مكسورة وذال معجمة ساكنة‪،‬‬
‫و هي ما يل بس من ثياب اله نة و قت الع مل (وا ستكانة) أي خشوع (وتضرع) أي خضوع وتذلل‪،‬‬
‫ويرجون مع هم ال صبيان والشيوخ والعجائز والبهائم (وي صلي ب م) المام أو نائ به (ركعت ي ك صلة‬
‫العيدين) ف كيفيتهما من الفتتاح والتعوذ والتكبي سبعا ف الركعة الول‪ ،‬وخسا ف الركعة الثانية‬
‫يرفع يديه (ث يطب) ندبا خطبتي كخطبت العيدين ف الركان‪ ،‬وغيها لكن يستغفر ال تعال ف‬
‫الطبتي بدل التكبي أولما ف خطبت العيدين‪ ،‬فيفتتح الطبة الول بالستغفار تسعا والطبة الثانية‬
‫سكبعا‪ .‬وصكيغة السكتغفار أسكتغفر ال العظيكم الذي ل إله إل هكو اليك القيوم وأتوب إليكه وتكون‬
‫الطبتان (بعده ا) أي الركعت ي (ويول) الط يب (رداءه) فيج عل يي نه ي ساره وأعله أ سفله‪ ،‬ويول‬
‫الناس أرديتهم مثل تويل الطيب (ويكثر من الدعاء) سرا وجهرا‪ ،‬فحيث أسر الطيب أسر القوم‬
‫بالدعاء‪ ،‬وحيكث جهكر أمنوا على دعائه (و) يكثكر الطيكب مكن (السكتغفار) ويقرأ قوله تعال‪:‬‬
‫{ا سَْت ْغفِرُوا َربّكُ ْم إنّ هُ كَا َن َغفّارا يُرْ سِل ال سّمَا َء عََلْيكُ ْم مِدْرَارا} (سورة نوح‪ ،‬اليتان‪)11 - 10 :‬‬
‫جعَلْها‬ ‫وف بعض نسخ الت زيادة‪ ،‬وهي (ويدعو بدعاء رسول ال‪" :‬الّلهُمّ ا ْجعَلْها ُسقْيا رَحْ َم ٍة وَل تَ ْ‬
‫ب وَالكَا مِ َو َمنَابِ تِ الشّجَرِ‬ ‫ب وَل مَح ٍق وَل بَلءٍ‪ ،‬وَل هَدْ ٍم وَل َغرَ قٍ‪ ،‬الّلهُمّ عَلى الظّرَا ِ‬ ‫ُسقْيا عَذَا ٍ‬
‫َوبُطُو نِ الو ِدَيةِ‪ ،‬الّلهُمّ َحوَالَيْ نا وَلَ عََليْنَا‪ ،‬الّلهُمّ ا ْسقِنا َغيْثا مغِيثا َهنِيئا مَرِيئا مُرِيعا سَحّا عامّا غَدَقا‬
‫طَبَقا مُجَّللً دائما إل َيوْمِ الدّي نِ‪ ،‬الّلهُمّ ا ْسقِنا الغَيْثَ وَل تَج َعلْنا مِ نَ القَانِطِيَ‪ ،‬الّلهُ َم إنّ بِالعِبادِ وَالِبلَدِ‬
‫ع َوَأنْزِ ْل عََلْينَا‬‫شكُو إلّ إَليْكَ‪ ،‬الّلهُمّ َأْنبِتْ َلنَا الزّرْعَ َوَأدِرّ َلنَا الضّرْ َ‬
‫ضنْكِ ما ل نَ ْ‬
‫ع وال ّ‬‫مِ َن الهْ ِد وَالْجو ِ‬
‫ت السّمَا ِء وَأنْبِتْ َلنَا مِ ْن َبرَكَاتِ الَرْضِ‪ ،‬وَاكْشِفْ عَنّا مِ َن البَل ِء مَا َل َيكْشِفُ ُه َغيْرُكَ‪ ،‬الّلهُمّ‬ ‫مِ ْن بَرَكا ِ‬
‫سبّحُ لل ّرعْدِ‬ ‫ت َغفّارا َفأَرْسِل السّمَاءَ عََليْنَا مِدْرَارا َويَ ْغتَسِلُ ف الوَادِي إذَا سا َل َويُ َ‬ ‫سَت ْغفِ ُركَ إنّكَ ُكنْ َ‬
‫ِإنّا نَ ْ‬
‫وَالبَ ْرقِ") انتهت الزيادة وهي لطولا ل تناسب حال الت من الختصار وال أعلم‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف كيف ية صلة الوف‪ .‬وإن ا أفرد ها ال صنف عن غي ها من ال صلوات بترج ة‪ ،‬ل نه‬
‫يتمل ف إقامة الفرض ف الوف ما ل يتمل ف غيه (وصلة الوف) أنواع كثية تبلغ ستة أضرب‬
‫كما ف صحيح مسلم اقتصر الصنف منها (على ثلثة أضرب‪ :‬أحدها أن يكون العدو ف غي جهة‬
‫القبلة) وهو قليل وف السلمي كثرة بيث تقاوم كل فرقة منهم العدو (فيفرقهم المام فرقتي فرقة‬
‫تقف ف وجه العدو) ترسه (وفرقة تقف خلفه) أي المام (فيصلي بالفرقة الت خلفه ركعة ث) بعد‬
‫قيا مه للرك عة الثان ية (ت تم لنف سها) بق ية صلتا (وت ضي) ب عد فراغ صلتا (إل و جه العدو) تر سه‬
‫(وتأت الطائفة الخرى) الت كانت حارسة ف الركعة الول‪( .‬فيصلي) المام (با ركعة) فإذا جلس‬
‫المام للتش هد تفار قه (وت تم لنف سها) ث ينتظر ها المام (وي سلم ب ا) وهذه صلة ر سول ال بذات‬
‫الرقاع‪ ،‬سيت بذلك لن م رقعوا في ها رايات م وق يل غ ي ذلك (والثا ن أن يكون ف ج هة القبلة) ف‬
‫مكان ل يسترهم عن أعي السلمي شيء‪ ،‬وف السلمي كثرة تتمل تفرقهم (فيصفهم المام صفي)‬
‫مثلً (ويرم ب م) جيعا (فإذا سجد) المام ف الرك عة الول ( سجد م عه أ حد ال صفي) سجدتي‬
‫(وو قف ال صف ال خر ير سهم فإذا ر فع) المام رأ سه ( سجدوا ولقوه) ويتش هد المام بال صفي‬
‫وي سلم ب م وهذه صلة ر سول ال بع سفان‪ ،‬و هي قر ية ف طر يق الاج ال صري بين ها وب ي م كة‬
‫مرحلتان‪ ،‬سيت بذلك لعسف السيول فيها‪( .‬والثالث أن يكون ف شدة الوف والتحام الرب) هو‬
‫كناية عن شدة الختلط بي القوم بيث يلتصق لم بعضهم ببعض‪ ،‬فل يتمكنون من ترك القتال ول‬
‫يقدرون على النول إن كانوا ركبانا‪ ،‬ول على النراف إن كانوا مشاة (فيصكلي) ككل مكن القوم‬
‫(ك يف أمك نه راجلً) أي ماشيا (أو راكبا م ستقبل القبلة وغ ي م ستقبل ل ا) ويعذرون ف العمال‬
‫الكثية ف الصلة كضربات متوالية‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف اللباس (ويرم على الرجال ل بس الر ير والتخ تم بالذ هب) وال قز ف حالة الختيار‪،‬‬
‫وكذا يرم ا ستعمال ما ذ كر على ج هة الفتراش وغ ي ذلك من وجوه ال ستعمالت‪ ،‬وي ل للرجال‬
‫لب سه للضرورة كح ّر وبرد مهلك ي‪( ،‬وي ل للن ساء) ل بس الر ير وافترا شه وي ل للولّ إلباس ال صب‬
‫الر ير ق بل سبع سني وبعد ها (وقل يل الذ هب وكثيه) أي ا ستعمالما ( ف التحر ي سواء وإذا كان‬
‫ب عض الثوب إبري سما) أي حريرا (وبع ضه) ال خر (قطنا أو كتانا) مثلً (جاز) للر جل (لب سه ما ل‬
‫يكن البريسم غالبا) على غيه فإن كان غي البريسم غالبا حلّ وكذا إن استويا ف الصح‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬في ما يتعلق بال يت من غ سله وتكفي نه وال صلة عل يه ودف نه (ويلزم) على طر يق فرض‬
‫الكفاية (ف اليت) السلم غي الحرم والشهيد (أربعة أشياء غسله وتكفينه والصلة عليه ودفنه) وإن‬
‫ل يعلم باليت إل واحد تعي عليه ما ذكر‪ ،‬وأما اليت الكافر فالصلة عليه حرام حربيا كان أو ذميا‪.‬‬
‫ويوز غ سله ف الال ي‪ ،‬وي ب تكف ي الذ مي ودف نه دون الر ب والر تد‪ ،‬وأ ما الحرم إذا ك فن فل‬
‫ي ستر رأ سه‪ ،‬ول و جه الحر مة وأ ما الشه يد فل ي صلى عل يه ك ما ذكره ال صنف بقوله (واثنان ل‬
‫يغ سلن ول ي صلى عليه ما) أحده ا (الشه يد ف معر كة الشرك ي) و هو من مات ف قتال الكفار‬
‫بسببه سواء قتله كافر مطلقا أو مسلم خطأ‪ ،‬أو عاد سلحه إليه أو سقط عن دابته أو نو ذلك‪ ،‬فإن‬
‫مات ب عد انقضاء القتال برا حة ف يه يق طع بو ته من ها‪ ،‬فغ ي شه يد ف الظ هر وكذا لو مات ف قتال‬
‫البغاة أو مات فك القتال ل بسكبب القتال (و) الثانك (السكقط الذي ل يسكتهل) أي ل يرفكع صكوته‬
‫(صارخا) فإن استهل صارخا أو بكى فحكمه كالكبي‪ ،‬والسقط بتثليث السي الولد النازل قبل تامه‬
‫مأخوذ من ال سقوط (ويغ سل ال يت وترا) ثلثا أو خ سا أو أك ثر من ذلك (ويكون ف أول غ سله‬
‫سدر) أي يسن أن يستعي الغاسل ف الغسلة الول من غسلت اليت بسدر أو خطمي‪( ،‬و) يكون‬
‫(ف آخره) أي آخر غسل اليت غي الحرم (شيء) قليل (من كافور) بيث ل يغي الاء‪ .‬واعلم أن‬
‫أ قل غ سل ال يت تعم يم بد نه بالاء مرة واحدة‪ ،‬وأ ما أكمله فمذكور ف الب سوطات (ويك فن) ال يت‬
‫ذكرا كان أو أنثكى بالغا كان أو ل (فك ثلثكة أثواب بيكض) وتكون كلهكا لفائف متسكاوية طولً‬
‫وعرضا تأخذ كل واحدة منها جيع البدن (ليس فيها قميص ول عمامة) وإن كفن الذكر ف خسة‬
‫ف هي الثل ثة الذكورة وقم يص وعما مة‪ ،‬أو الرأة ف خ سة ف هي إزار وخار وقم يص ولفافتان‪ ،‬وأ قل‬
‫الكفن ثوب واحد يستر عورة اليت على الصح ف الروضة وشرح الهذب‪ ،‬ويتلف بذكورة اليت‬
‫وأنوثته‪ ،‬ويكون الكفن من جنس ما يلبسه الشخص ف حياته (ويكب عليه) أي اليت إذا صلى عليه‬
‫(أربع تكبيات) بتكبية الحرام‪ ،‬ولو كب خسا ل تبطل‪ ،‬لكن لو خس إمامه ل يتابعه بل يسلم أو‬
‫ينتظره ليسلم معه وهو أفضل و(يقرأ) الصلي (الفاتة بعد) التكبية (الول) ويوز قراءتا بعد غي‬
‫الول (ويصلي على النب بعد) التكبية (الثانية) وأقل الصلة عليه اللهم صل على ممد اللهم صل‬
‫على م مد (ويد عو للم يت ب عد الثال ثة) وأ قل الدعاء للم يت‪ ،‬الل هم اغ فر له وأكمله مذكور ف قول‬
‫الصنف ف بعض ن سخ ال ت (وهو اللهم إن هذا عبدك وابن عبد يك خرج من روح الدنيا وسعتها‬
‫ومبو به وأحبائه في ها إل ظل مة ال قب‪ ،‬و ما هو لق يه كان يش هد أن ل إله إل أ نت وحدك ل شر يك‬
‫لك‪ ،‬وأن ممدا عبدك ورسولك‪ ،‬وأنت أعلم به منا‪ ،‬اللهم إنه نزل بك وأنت خي منول به‪ ،‬وأصبح‬
‫فقيا إل رحتك‪ ،‬وأنت غن عن عذابه‪ ،‬وقد جئناك راغبي إليك شفعاء له‪ ،‬اللهم إن كان مسنا فزد‬
‫ف إحسانه‪ ،‬وإن كان مسيئا فتجاوز عنه‪ ،‬ولقه برحتك رضاك‪ ،‬وقه فتنة القب وعذابه‪ ،‬وافسح له ف‬
‫قبه وجاف الرض عن جنبيه ولقه برحتك المن من عذابك حت تبعثه آمنا إل جنتك برحتك يا‬
‫أرحم الراحي ويقول ف الرابعة‪ :‬اللهم ل ترمنا أجره ول تفتنا بعده‪ ،‬واغفر لنا وله ويسلم) الصلي‬
‫(بعد) التكبية (الرابعة) والسلم هنا‪ ،‬كالسلم ف صلة غي النازة ف كيفيته وعدده‪ ،‬لكن يستحب‬
‫ه نا زيادة ورح ة ال وبركا ته (ويد فن) ال يت ( ف ل د م ستقبل القبلة) والل حد بف تح اللم وضم ها‬
‫وسكون الاء ما يفر ف أسفل جانب القب من جهة القبلة قدر ما يسع اليت ويستره‪ ،‬والدفن ف‬
‫الل حد أف ضل من الد فن ف ال شق إن صلبت الرض وال شق أن ي فر ف و سط ال قب كالن هر‪ ،‬ويب ن‬
‫جانباه ويو ضع ال يت بينه ما‪ ،‬وي سقف عل يه بل ب ونوه‪ ،‬ويو ضع ال يت ع ند مؤ خر ال قب و ف ب عض‬
‫النسخ بعد مستقبل القبلة زيادة‪ ،‬وهي ويسل من قبل رأسه سلً برفق ل بعنف‪ ،‬ويقول الذي يلحده‪:‬‬
‫ب سم ال وعلى ملة ور سول ال‪( .‬ويض جع ف ال قب ب عد أن يع مق قا مة وب سطة) ويكون الضجاع‬
‫م ستقبل القبلة على جن به الي ن‪ ،‬فلو د فن م ستدبر القبلة أو م ستلقيا ن بش وو جه للقبلة ما ل يتغ ي‬
‫(ويسطح القب) ول يسنم (ول يبن عليه ول يصص) أي يكره تصيصه بالص‪ ،‬وهو النورة السماة‬
‫بالي (ول بأس بالبكاء على اليت) أي يوز البكاء عليه قبل الوت وبعده وتركه أول ويكون البكاء‬
‫عل يه ( من غ ي نوح) أي ر فع صوت بالندب (ول شق ثوب) و ف ب عض الن سخ ج يب بدل ثوب‬
‫واليب طوق القميص (ويعزي أهله) أي أهل اليت صغيهم وكبيهم ذكرهم وأنثاهم إل الشابة فل‬
‫يعزي ها إل مارم ها‪ ،‬والتعز ية سنة ق بل الد فن وبعده (إل ثل ثة أيام من) ب عد (دف نه) إن كان العزي‪،‬‬
‫والعزي حاضرين فإن كان أحدها غائبا امتدت التعزية إل حضوره‪ .‬والتعزية لغة التسلية لن أصيب‬
‫ب ن ي عز عليه‪ ،‬وشرعا ال مر بال صب وال ث عليه بوعد ال جر‪ ،‬والدعاء للميت بالغفرة‪ ،‬وللمصاب‬
‫بب الصيبة‪( ،‬ول يدفن اثنان ف قب) واحد (إل لاجة) كضيق الرض وكثرة الوتى‪.‬‬

‫كتاب أحكام الزكاة‬


‫وهي لغة النماء‪ ،‬وشرعا اسم لال مصوص يؤخذ من مال مصوص على وجه مصوص يصرف‬
‫لطائفة مصوصة (تب الزكاة ف خسة أشياء وهي الواشي) ولو عب بالنعم لكان أول لنا أخص‬
‫من الوا شي‪ ،‬والكلم ه نا ف ال خص (والثان) وأر يد ب ا الذ هب والف ضة (والزروع) وأر يد ب ا‬
‫القوات (والثمار وعروض التجارة) وسيأت كل من المسة مفصلً (فأما الواشي فتجب الزكاة ف‬
‫ثلثة أجناس منها وهي البل والبقر والغنم) فل تب ف اليل والرقيق والتولد مثلً بي غنم وظباء‬
‫(وشرائط وجوبا ستة أشياء) وف بعض نسخ الت ست خصال (السلم) فل تب على كافر أصلي‪،‬‬
‫وأما الرتد فالصحيح أن ماله موقوف‪ ،‬فإن عاد إل السلم وجبت عليه وإل فل (والرية) فل زكاة‬
‫على رقيق‪ ،‬وأما البعض فتجب عليه الزكاة فيما ملكه ببعضه الر‪( .‬واللك التام) أي فاللك الضعيف‬
‫ل زكاة فيه كالشتري قبل قبضه ل تب فيه الزكاة‪ ،‬كما يقتضيه كلم الصنف تبعا للقول القدي‪،‬‬
‫ل كن الد يد الوجوب (والن صاب والول) فلو ن قص كل منه ما فل زكاة (وال سوم) و هو الر عي ف‬
‫كل مباح فلو عل فت الاش ية مع ظم الول فل زكاة في ها‪ ،‬وإن عل فت ن صفه فأ قل قدرا تعيش بدونه‬
‫بل ضرر بيك وجبكت زكاتاك وإل فل (وأمكا الثان فشيئان الذهكب والفضكة) مضروبيك كانكا أو ل‬
‫وسيأت نصابما (وشرائط وجوب الزكاة فيها) أي الثان (خسة أشياء السلم والرية واللك التام‬
‫والنصكاب والول) وسكيأت بيان ذلك (وأمكا الزروع) وأراد الصكنف باك القتات مكن حنطكة وشعيك‬
‫وعدس وأرز‪ ،‬وكذا ما يقتات اختيارا كذرة وح ص (فت جب الزكاة فيها بثل ثة شرائط أن يكون م ا‬
‫يزرعكه) أي يسكتنبته (الدميون) فإن نبكت بنفسكه بمكل ماء أو هواء فل زكاة فيكه (وأن يكون قوتا‬
‫مدخرا) و سبق قريبا بيان القتات‪ ،‬وخرج بالقوت ما ل يقتات من البرار ن و الكمون (وأن يكون‬
‫نصابا وهو خسة أوسق ل قشر عليها) وف بعض النسخ أن يكون خسة أوسق بإسقاط نصاب (وأما‬
‫الثمار فت جب الزكاة ف شيئ ي من ها ثرة الن خل وثرة الكرم) والراد بات ي الثمرت ي الت مر والزب يب‪.‬‬
‫(وشرائط وجوب الزكاة فيها) أي الثمار(أر بع خصال ال سلم والرية واللك التام والنصاب) فم ت‬
‫انتفى شرط من ذلك فل وجوب (وأما عروض التجارة فتجب الزكاة فيها بالشرائط الذكورة) سابقا‬
‫(ف الثان) والتجارة هي التقليب ف الال لغرض الربح‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬وأول نصاب البل خس وفيها شاة‪ .‬أي جذعة ضأن لا سنة ودخلت ف الثانية أو ثنية‬
‫معز لا سنتان‪ ،‬ودخلت ف الثالثة وقوله (وف عشر شاتان وف خسمة عشر ثلث شياه وف عشرين‬
‫أربع شياه وف خس وعشرين بنت ماض) من البل (وف ست وثلثي بنت لبون وف ست وأربعي‬
‫ح قة و ف إحدى و ستي جذ عة و ف ست و سبعي بنتا لبون و ف إحدى وت سعي حقتان و ف مائة‬
‫وإحدى وعشرين ثلث بنات لبون) ال‪ .‬ظاهر غن عن الشرح وبنت الخاض لا سنة‪ ،‬ودخلت ف‬
‫الثانية وبنت اللبون لا سنتان‪ ،‬ودخلت ف الثالثة والقة لا ثلث سني‪ ،‬ودخلت ف الرابعة‪ ،‬والذعة‬
‫ل ا أر بع سني ودخلت ف الام سة وقوله ( ث ف كل) أي ث ب عد زيادة الت سع على مائة وإحدى‬
‫وعشرين‪ ،‬وزيادة عشر بعد زيادة التسع‪ ،‬وجلة ذلك مائة وأربعون يستقيم الساب على أن ف كل‬
‫(أربع ي بنت لبون و ف كل خ سي ح قة) ففي مائة وأربع ي حقتان وبنت لبون‪ ،‬و ف مائة وخسي‬
‫ثلثة حقاق‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬وأول نصاب البقر ثلثون فيجب فيها‪ .‬وف بعض النسخ وفيه أي النصاب (تبيع) ابن‬
‫سنة ود خل ف الثان ية سي بذلك لتبعي ته أ مه ف الر عى‪ ،‬ولو أخرج تبي عة أجزأت بطر يق الول (و)‬
‫ي ب ( ف أربع ي مسنة) ل ا سنتان ودخلت ف الثال ثة‪ ،‬سيت بذلك لتكا مل أ سنانا‪ ،‬ولو أخرج عن‬
‫أربعي تبيعي أجزأ على الصحيح‪( .‬وعلى هذا أبدا فقس) وف مائة وعشرين ثلث مسنات أو أربعة‬
‫أتبعة‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬وأول ن صاب الغ نم أربعون وفي ها شاة جذ عة من الضأن أو ثن ية من ال عز و سبق بيان‬
‫الذعة والثنية وقوله (وف مائة وإحدى وعشرين شاتان وف مائتي وواحدة ثلث شياه وف أربعمائة‬
‫أربع شياه ث ف كل مائة شاة) ال ظاهر غن عن الشرح‪.‬‬
‫(فصكل)‪ :‬والليطان يزكيان‪ .‬بكسكر الكاف (زكاة) الشخكص (الواحكد) واللطكة قكد تفيكد‬
‫الشريكي تفيفا بأن يلكا ثاني شاة بالسوية بينهما‪ ،‬فيلزمهما شاة‪ ،‬وقد تفيد تثقيلً بأن يلكا أربعي‬
‫شاة بال سوية بينه ما‪ ،‬فيلزمه ما شاة‪ ،‬و قد تف يد تفيفا على أحده ا‪ ،‬وتثقيلً على ال خر‪ ،‬كأن يل كا‬
‫ستي لحده ا ثلث ها‪ ،‬ولل خر ثلثا ها‪ ،‬و قد ل تف يد تفيفا ول تثقيلً‪ ،‬كأن يل كا مائ ت شاة بال سوية‬
‫بينه ما وإن ا يزكيان زكاة الوا حد (ب سبع شرائط إذا كان) و ف ب عض الن سخ إن كان (الراح واحدا)‬
‫وهو بضم اليم مأوى الاشية ليلً (والسرح واحدا) والراد بالسرح الوضع الذي تسرح إليه الاشية‬
‫(والرعكى) والراعكي (واحدا والفحكل واحدا) أي إن اتدك نوع الاشيكة‪ ،‬فإن اختلف نوعهكا كضأن‬
‫ومعكز‪ ،‬فيجوز أن يكون لككل منهمكا فحكل يطرق ماشيتكه‪( .‬والشرب) أي الذي تشرب منكه الاشيكة‬
‫كعي أو نر أو غيها (واحدا) وقوله (والالب واحدا) هو أحد الوجهي ف هذه السألة‪ ،‬والصح‬
‫عدم اشتراط التاد فك الالب‪ ،‬وكذا الحلب بكسكر اليكم وهكو الناء الذي تلب فيكه (وموضكع‬
‫اللَب) بفتكح اللم (واحدا) وحككى النووي إسككان اللم وهكو اسكم للبك الحلوب‪ ،‬ويطلق على‬
‫الصدر‪ ،‬وقال بعضهم وهو الراد هنا‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ونصاب الذهب عشرون مثقال تديدا بوزن مكة والثقال درهم وثلثة أ سباع درهم‬
‫(وفيه) نصاب الذهب (ربع العشر وهو نصف مثقال وفيما زاد) على عشرين مثقالً (بسابه) وإن قل‬
‫الزائد (ونصاب الورق) بكسر الراء وهو الفضة (مائتا درهم وفيه ربع العشر وهو خسة دراهم وفيما‬
‫زاد) على الائتي (بسابه) وإن قل الزائد ول شيء ف الغشوش من ذهب أو فضة حت يبلغ خالصه‬
‫نصابا (ول يب ف اللي الباح زكاة) أما الحرم كسوار وخلخال لرجل وخنثى فتجب الزكاة فيه‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ونصاب الزروع والثمار خسة أوسق من الوسق مصدر بعن المع‪،‬لن الوسق يمع‬
‫الصيعان (وهي) أي المسة أوسق (ألف وستمائة رطل بالعراق) وف بعض الن سخ بالبغدادي (وما‬
‫زاد فبحسابه) ورطل بغداد عند النووي مائة وثانية وعشرون درها وأربعة أسباع درهم (وفيها) أي‬
‫الزروع والثمار (إن سقيت باء ال سماء) و هو ال طر ونوه كالثلج (أو ال سيح) و هو الاء الاري على‬
‫الرض بسبب سد النهر‪ ،‬فيصعد الاء على وجه الرض فيسقيها (العشر وإن سقيت بدولب) بضم‬
‫الدال وفتح ها ما يديره اليوان (أو) سقيت ب (ن ضح) من ن ر أو بئر بيوان كبع ي أو بقرة (ن صف‬
‫ل سواء ثلثة أرباع العشر‪.‬‬‫العشر) وفيما سقي باء السماء والدولب مث ً‬
‫(فصل)‪ :‬وتقوم عروض التجارة عند آخر الول با اشتريت به سواء كان ثن مال التجارة نصابا‬
‫أم ل‪ ،‬فإن بلغت قيمة العروض آخر الول نصابا زكاها وإل فل (ويرج من ذلك) بعد بلوغ قيمة‬
‫مال التجارة ن صابا (ر بع الع شر) م نه (و ما ا ستخرج من معادن الذ هب والف ضة يرج م نه) إن بلغ‬
‫نصابا (ربع العشر ف الال) إن كان الستخرج من أهل وجوب الزكاة والعادن جع معدن بفتح داله‬
‫وك سرها ا سم لكان خلق ال تعال ف يه ذلك من موات أو ملك (و ما يو جد من الركاز) و هو دف ي‬
‫الاهلية‪ ،‬وهي الالة الت كانت عليها العرب قبل السلم من الهل بال ورسوله وشرائع السلم‬
‫(ففيكه) أي للركاز (المكس) ويصكرف مصكرف الزكاة على الشهور ومقابله أنكه يصكرف إل أهكل‬
‫المس الذكورين ف آية الفيء‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬وت ب زكاة الف طر ويقال ل ا زكاة الفطرة أي الل قة (بثل ثة أشياء ال سلم) فل فطرة‬
‫على كا فر أ صلي إل ف رقي قه وقري به ال سلمي (وبغروب الش مس من آ خر يوم من ش هر رمضان)‬
‫وحينئذ فتخرج زكاة الفطر عمن مات بعد الغروب دون من ولد بعده (ووجود الفضل) وهو يسار‬
‫الشخص با يفضل (عن قوته وقوت عياله ف ذلك اليوم) أي يوم عيد الفطر وكذا ليلته أيضا‪ .‬ويزكي‬
‫الش خص ( عن نف سه وع من تلز مه نفق ته من ال سلمي) فل يلزم ال سلم فطرة ع بد وقر يب وزو جة‬
‫كفار‪ ،‬وإن وجبت نفقتهم وإذا وجبت الفطرة على الشخص فيخرج (صاعا من قوت بلده) إن كان‬
‫بلديا فإن كان ف البلد أقوات غلب بعضها‪ ،‬وجب الخراج منه‪ ،‬ولو كان الشخص ف بادية ل قوت‬
‫فيها أخرج من قوت أقرب البلد إليه‪ ،‬ومن ل يوسر بصاع بل ببعضه لزمه ذلك البعض (وقدره) أي‬
‫الصاع (خسة أرطال وثلث بالعراقي) وسبق بيان الرطل العراقي ف نصاب الزروع‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬وتدفع الزكاة إل الصناف الثمانية الذين ذكرهم ال تعال ف كتابه العزيز ف قوله تعال‬
‫ب وَالغَا ِرمِيَ وَف سَبيلِ‬
‫ي وَالعَامِلِيَ عََليْها وَالؤَلّفةِ ُقلُوبُه ْم وَف الرّقا ِ‬
‫{إِنّما ال صّدَقَاتُ ل ْل ُفقَرَا ِء وِال سَاكِ ِ‬
‫الّل ِه وَابْ ِن ال سّبيلِ} ( سورة التو بة‪ :‬ال ية‪ )60 :‬ال و هو ظا هر غ ن عن الشرح إل معر فة ال صناف‬
‫الذكورة فالفقي ف الزكاة هو الذي ل مال له ول كسب يقع موقعا من حاجته‪ ،‬أما فقي العرايا فهو‬
‫من ل نقد بيده‪ ،‬والسكي من قدر على مال أو كسب يقع كل منهما موقعا من كفايته‪ ،‬ول يكفيه‬
‫ك من يتاج إل عشرة دراهم‪ ،‬وعنده سبعة والعامل من استعمله المام على أخذ الصدقات ودفعها‬
‫لستحقيها‪ ،‬والؤلفة قلوبم وهم أربعة أقسام‪ :‬أحدها مؤلفة السلمي وهو من أسلم‪ ،‬ونيته ضعيفة‬
‫فيتألف بد فع الزكاة له‪ ،‬وبق ية الق سام مذكورة ف الب سوطات‪ .‬و ف الرقاب و هم الكاتبون كتا بة‬
‫صحيحة‪ ،‬أما الكاتب كتابة فاسدة‪ ،‬فل يعطى من سهم الكاتبي والغارم على ثلثة أقسام‪ :‬أحدها‬
‫من استدان دينا لتسكي فتنة بي طائفتي ف قتيل ل يظهر قاتله‪ ،‬فتحمل دينه بسبب ذلك‪ ،‬فيقضى‬
‫دينه من سهم الغارمي غنيا كان أو فقيا‪ ،‬وإنا يعطى الغارم عند بقاء الدّين عليه‪ ،‬فإن أداه من ماله‬
‫أو دفعه ابتداء ل يعط من سهم الغارمي‪ ،‬وبقية أقسام الغارمي ف البسوطات‪ .‬وأما سبيل ال فهم‬
‫الغزاة الذين ل سهم لم ف ديوان الرتزقة بل هم متطوعون بالهاد‪ .‬وأما ابن السبيل فهو من ينشىء‬
‫سفرا من بلد الزكاة‪ ،‬أو يكون متازا ببلد ها‪ ،‬ويشترط ف يه الا جة وعدم الع صية وقوله (وإل من‬
‫يوجد منهم) أي الصناف فيه إشارة إل أنه فقد بعض الصناف‪ ،‬ووجد البعض تصرف لن وجد‪،‬‬
‫فإن فقدوا كلهم حفظت الزكاة حت يوجدوا كلهم أو بعضهم (ول يقتصر) ف إعطاء الزكاة (على‬
‫أ قل من ثل ثة من كل صنف) من ال صناف الثمان ية (إل العا مل) فإ نه يوز أن يكون واحدا إن‬
‫ح صلت به الكفا ية‪ ،‬وإذا صرف لثن ي من كل صنف غرم للثالث أ قل متمول وق يل يغرم له الثلث‬
‫(وخ سة ل يوز دفع ها) أي الزكاة (إلي هم الغ ن) بال أو ك سب (والع بد وب نو ها شم وب نو الطلب)‬
‫سواء منعوا حق هم من خ س ال مس أو ل‪ ،‬وكذا عتقاؤ هم ل يوز د فع الزكاة إلي هم‪ ،‬ويوز ل كل‬
‫من هم أ خذ صدقة التطوع على الشهور (والكا فر) و ف ب عض الن سخ ول ت صح للكا فر (و من تلزم‬
‫الزكي نفقته ل يدفعها) أي الزكاة (إليهم باسم الفقراء والساكي) ويوز دفعها اليهم باسم كونم‬
‫غزاة أو غارمي مثلً‪.‬‬

‫كتاب بيان أحكام الصيام‬


‫وهو والصوم مصدران معناها لغة المساك‪ ،‬وشرعا إمساك عن مفطر بنية مصوصة جيع نار‬
‫قابل للصوم من مسلم عاقل طاهر من حيض ونفاس (وشرائط وجوب الصيام ثلثة أشياء) وف بعض‬
‫النسكخ أربعكة أشياء (السكلم والبلوغ والعقكل والقدرة على الصكوم) وهذا هكو السكاقط على نسكخة‬
‫الثل ثة‪ ،‬فل ي ب ال صوم على أضداد ذلك‪( .‬وفرائض ال صوم أرب عة أشياء) أحد ها (الن ية) بالقلب فإن‬
‫كان الصكوم فرضا كرمضان أو نذرا‪ ،‬فل بكد مكن إيقاع النيكة ليلً‪ ،‬ويبك التعييك فك صكوم الفرض‬
‫كرمضان‪ ،‬وأكمل نية صومه أن يقول الشخص نويت صوم غد عن أداء فرض رمضان هذه السنة ل‬
‫تعال (و) الثا ن (الم ساك عن ال كل والشرب) وإن قل الأكول والشروب ع ند التع مد‪ ،‬فإن أ كل‬
‫ناسيا أو جاهلً ل يفطر إن كان قريب عهد بالسلم‪ ،‬أو نشأ بعيدا عن العلماء وإل أفطر (و) الثالث‬
‫(الماع) عامدا وأما الماع ناسيا فكالكل ناسيا (و) الرابع (تعمد القيء) فلو غلبه القيء ل يبطل‬
‫صومه (والذي يفطر به الصائم عشرة أشياء) أحدها وثانيها (ما وصل عمدا إل الوف) النفتح (أو)‬
‫غي النفتح كالوصول من مأمومة إل (الرأس) والراد إمساك الصائم عن وصول عي إل ما يسمى‬
‫جوفا (و) الثالث (القنة ف أحد السبيلي) وهو دواء يقن به الريض ف قبل أو دبر العب عنهما ف‬
‫الت بالسبيلي (و) الرابع (القيء عمدا) فإن ل يتعمد ل يبطل صومه كما سبق‪( .‬و) الامس (الوطء‬
‫عامدا) ف الفرج فل يفطر الصائم بالماع ناسيا كما سبق (و) السادس (النزال) وهو خروج الن‬
‫(عكن مباشرة) بل جاع مرما كان كإخراجكه بيده أو غيك مرم كإخراجكه بيكد زوجتكه أو جاريتكه‬
‫واحترز بباشرة عن خروج ال ن بالحتلم فل إفطار به جزما (و) ال سابع إل آ خر العشرة (ال يض‬
‫والنفاس والنون والردة) فمت طرأ شيء منها ف أثناء الصوم أبطله‬
‫(ويستحب ف الصوم ثلثة أشياء) أحدها (تعجيل الفطر) إن تقق غروب الشمس فإن شك فل‬
‫يعجل الفطر‪ ،‬ويسن أن يفطر على تر وإل فماء (و) الثان (تأخي السحور) ما ل يقع ف شك فل‬
‫يؤ خر‪ ،‬وي صل ال سحور بقل يل ال كل والشرب (و) الثالث (ترك ال جر) أي الف حش ( من الكلم)‬
‫الفاحش‪ ،‬فيصون الصائم لسانه عن الكذب والغيبة ونو ذلك كالشتم‪ ،‬وإن شتمه أحد فليقل مرتي‬
‫أو ثلثا‪ :‬إ ن صائم إ ما بل سانه ك ما قال النووي ف الذكار‪ ،‬أو بقل به ك ما نقله الراف عي عن الئ مة‬
‫واقتصكر عليكه‪( .‬ويرم صكيام خسكة أيام العيدان) أي صكوم يوم عيكد الفطكر وعيكد الضحكى (وأيام‬
‫التشر يق) و هي (الثل ثة) ال ت ب عد يوم الن حر (ويكره) تريا ( صوم يوم ال شك) بل سبب يقت ضي‬
‫صومه‪ .‬وأشار الصنف لبعض صور هذا السبب بقوله (إل أن يوافق عادة له) ف تطوعه كمن عادته‬
‫صكيام يوم وإفطار يوم فوافكق صومه يوم الشكك‪ ،‬وله صكيام يوم ال شك أيضا عن قضاء ونذر‪ ،‬ويوم‬
‫الشك هو يوم الثلثي من شعبان إذا ل ير اللل ليلتها مع الصحو أو تدث الناس برؤيته‪ ،‬ول يعلم‬
‫عدل رآه أو شهد برؤيته صبيان أو عبيد أو فسقه‬
‫(و من وطىء ف نار رمضان) حال كو نه (عامدا ف الفرج) و هو مكلف بال صوم‪ ،‬ونوى من‬
‫الل يل و هو آ ث بذا الو طء ل جل ال صوم (فعل يه القضاء والكفارة و هي ع تق رق بة مؤم نة) و ف ب عض‬
‫الن سخ سليمة من العيوب الضرة بالع مل والك سب (فإن ل ي د) ها (فصيام شهرين متتابع ي فإن ل‬
‫يستطع) صومهما(فإطعام ستي مسكينا) أو فقيا (لكل مسكي مد) أي ما يزىء ف صدقة الفطر‬
‫فإن عجز عن الميع استقرت الكفارة ف ذمته‪ ،‬فإذا قدر بعد ذلك على خصلة من خصال الكفارة‬
‫فعلها (ومن مات وعليه صيام) فائت (من رمضان) بعذر كمن أفطر فيه لرض‪ ،‬ول يتمكن من قضائه‬
‫كأن ا ستمر مر ضه ح ت مات فل إ ث عل يه ف هذا الفائت‪ ،‬ول تدارك بالفد ية‪ ،‬وإن فات بغ ي عذر‬
‫ومات قبل التمكن من قضائه (أطعم عنه) أي أخرج الول عن اليت من تركته (لكل يوم) فات (مد)‬
‫طعام وهكو رطكل وثلث بالبغدادي وهكو بالكيكل نصكف قدح مصكري‪ ،‬ومكا ذكره الصكنف هوالقول‬
‫الديد والقدي‪ ،‬ل يتعي الطعام‪ ،‬بل يوز للول أيضا أن يصوم عنه‪ ،‬بل يسن له ذلك كما ف شرح‬
‫الهذب وصوب ف الروضة الزم بالقدي (والشيخ) والعجوز والريض الذي ل يرجى برؤه (إن عجز)‬
‫كل منهم (عن الصوم يفطر ويطعم عن كل يوم مدا) ول يوز تعجيل الد قبل رمضان‪ ،‬ويوز بعد‬
‫ف جر كل يوم (والا مل والر ضع إن خاف تا على أنف سهما) ضررا يلحقه ما بال صوم كضرر الر يض‬
‫(أفطرتا و) وجب (عليهما القضاء وإن خافتا على أولدها) أي إسقاط الولد ف الامل وقلة اللب ف‬
‫الرضع (أفطرتا و) وجب (عليهما القضاء) للفطار (والكفارة) أيضا والكفارة أن يرج (عن كل يوم‬
‫مد و هو) ك ما سبق (ر طل وثلث بالعرا قي) وي عب ع نه بالبغدادي (والر يض وال سافر سفرا طويلً)‬
‫مباحا إن تضررا بالصوم (يفطران ويقضيان) وللمريض إن كان مرضه مطبقا ترك النية من الليل‪ ،‬وإن‬
‫ل ي كن مطبقا ك ما لو كان يمّ وقتا دون و قت‪ ،‬وكان و قت الشروع ف ال صوم مموما فله ترك‬
‫النية‪ ،‬وإل فعليه النية ليلً فإن عادت المى واحتاج للفطر أفطر‪ .‬وسكت الصنف عن صوم التطوع‪،‬‬
‫وهو مذكور ف الطولت‪ ،‬ومنه صوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء وأيام البيض وستة من شوال‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام العتكاف وهو لغة القامة على الشيء من خي أو شر‪ ،‬وشرعا إقامة بسجد‬
‫بصفة مصوصة (والعتكاف سنة مستحبة) ف كل وقت وهو ف العشر الواخر من رمضان أفضل‬
‫منه ف غيه لجل طلب ليلة القدر‪ ،‬وهي عند الشافعي رضي ال عنه منحصرة ف العشر الخي من‬
‫رمضان‪ ،‬ف كل ليلة م نه متملة ل ا‪ ،‬ل كن ليال الو تر أرجا ها وأر جى ليال الو تر ليلة الادي أو الثالث‬
‫والعشريكن‪( .‬وله) أي للعتكاف الذكور (شرطان) أحدهاك (النيكة) وينوي فك العتكاف النذور‬
‫الفرضية أو النذر (و) الثا ن (اللبث ف السجد) ول يكفي ف اللبث قدر الطمأنينة‪ ،‬بل الزيادة عليه‬
‫بيث يسمى ذلك اللبث عكوفا وشرعا العتكف إسلم وعقل ونقاء عن حيض أو نفاس وجنابة‪ ،‬فل‬
‫يصح اعتكاف كافر ومنون وحائض ونفساء وجنب‪ ،‬ولو ارتد العتكف أو سكر بطل اعتكافه (ول‬
‫يرج) العت كف ( من العتكاف النذور إل لا جة الن سان) من بول وغائط و ما ف معناه ا كغ سل‬
‫جنابة (أو عذر من حيض) أو نفاس فتخرج الرأة من السجد لجلهما (أو) عذر من (مرض ل يكن‬
‫القام معكه) فك السكجد بأن كان يتاج لفرش وخادم وطكبيب‪ ،‬أو ياف تلويكث السكجد كإسكهال‬
‫وإدرار بول‪ ،‬وخرج بقول الصنف ل يكن ال بالرض الفيف كحمى خفيفة‪ ،‬فل يوز الروج من‬
‫ال سجد ب سببها (ويب طل) العتكاف (بالو طء) متارا ذاكرا للعتكاف عالا بالتحر ي‪ .‬وأ ما مباشرة‬
‫العتكف بشهوة فتبطل اعتكافه إن أنزل وإل فل‪.‬‬

‫كتاب أحكام الج‬


‫و هو ل غة الق صد وشرعا ق صد الب يت الرام للن سك (وشرائط وجوب ال ج سبعة أشياء) و ف‬
‫بعض النسخ سبع خصال (السلم والبلوغ والعقل والرية) فل يب الج على التصف بضد ذلك‬
‫(ووجود الزاد) وأوعيته إن احتاج إليها وقد ل يتاج إليها كشخص قريب من مكة‪ ،‬ويشترط أيضا‬
‫وجود الاء ف الوا ضع العتاد ح ل الاء من ها بث من ال ثل (و) وجود (الراحلة) ال ت ت صح له بشراء أو‬
‫استئجار هذا إذا كان الشخص بينه وبي مكة مرحلتان فأكثر سواء قدر على الشي أم ل‪ ،‬فإن كان‬
‫بي نه وب ي م كة دون مرحلت ي‪ ،‬و هو قوي على ال شي لز مه ال ج بل راحلة‪ ،‬ويشترط كون ما ذ كر‬
‫فاضلً عن دينه وعن مؤنة من عليه مؤنت هم مدة ذهابه وإيابه‪ ،‬وفاضلً أيضا عن مسكنه اللئق به‪،‬‬
‫وعن عبد يليق به (وتلية الطريق) والراد بالتخلية هنا أمن الطريق ظنا بسب ما يليق بكل مكان‪ ،‬فلو‬
‫ل يأ من الش خص على نف سه أو ماله أو بض عه‪ ،‬ل ي ب عل يه ال ج وقوله (وإمكان ال سي) ثا بت ف‬
‫ب عض الن سخ‪ ،‬والراد بذا المكان أن يب قى من الزمان ب عد وجود الزاد والراحلة ما ي كن ف يه ال سي‬
‫العهود إل الج‪ ،‬فإن أمكن إل أنه يتاج لقطع مرحلتي ف بعض اليام ل يلزمه الج للضرر‪.‬‬
‫وأركان ال ج أرب عة) أحد ها (الحرام مع الن ية) أي ن ية الدخول ف ال ج (و) الثا ن (الوقوف‬
‫بعر فة) والراد حضور الحرم بال ج ل ظة ب عد زوال الش مس يوم عر فة‪ ،‬و هو اليوم التا سع من ذي‬
‫ال جة بشرط كون الوا قف أهلً للعبادة ل مغ مى عل يه‪ ،‬وي ستمر و قت الوقوف إل ف جر يوم الن حر‪،‬‬
‫و هو العا شر من ذي ال جة (و) الثالث (الطواف بالب يت) سبع طوفات جاعلً ف طوا فه الب يت عن‬
‫ي ساره مبتدئا بال جر ال سود ماذيا له ف مروره بم يع بد نه‪ ،‬فلو بدأ بغ ي ال جر ل ي سب له (و)‬
‫الرا بع (ال سعي ب ي ال صفا والروة) سبع مرات وشر طه أن يبدأ ف أول مرة بال صفا‪ ،‬وي تم بالروة‬
‫ويسب ذهابه من الصفا إل الروة مرة وعوده إليه مرة أخرى‪ ،‬والصفا بالقصر طرف جبل أب قبيس‪،‬‬
‫ل منهما نسكا‪ ،‬وهو الشهور‪،‬‬ ‫والروة بفتح اليم وبقي من أركان الج اللق أو التقصي إن جعلنا ك ّ‬
‫ل منه ما ا ستباحة مظور فلي سا من الركان‪ ،‬وي ب تقد ي الحرام على كل الركان‬ ‫فإن قل نا إن ك ّ‬
‫السابقة‬
‫(وأركان العمرة ثلثة) كما ف بعض النسخ‪ ،‬وف بعضها أربعة أشياء (الحرام والطواف والسعي‬
‫واللق أو التق صي ف أ حد القول ي) و هو الرا جح ك ما سبق قريبا وإل فل يكون من أركان العمرة‬
‫(وواجبات ال ج غ ي الركان ثل ثة أشياء) أحد ها (الحرام من اليقات) ال صادق بالزما ن والكا ن‪،‬‬
‫فالزما ن بالن سبة لل حج شوال وذو القعدة وع شر ليال من ذي ال جة‪ ،‬وأ ما بالن سبة للعمرة‪ ،‬فجم يع‬
‫السنة وقت لحرامه واليقات الكان للحج ف حق القيم بكة نفس مكة مكيا كان أو آفاقيا‪ ،‬وأما‬
‫غ ي الق يم ب كة فميقات التو جه من الدي نة الشري فة ذو اللي فة والتو جه من الشام وم صر والغرب‬
‫الح فة‪ ،‬والتو جه من تا مة الي من يلملم‪ ،‬والتو جه من ن د الجاز ون د‪ ،‬الي من قرن والتو جه من‬
‫الشرق ذات عرق (و) الثا ن من واجبات ال ج (ر مي المار الثلث) يبدأ بال كبى ث الو سطى‪ ،‬ث‬
‫جرة العق بة وير مي كل جرة ب سبع ح صيات واحدة ب عد واحدة‪ ،‬فلو ر مى ح صاتي دف عة ح سبت‬
‫واحدة‪ ،‬ولو ر مى ح صاة واحدة سبع مرات ك فى‪ ،‬ويشترط كون الر مى به حجرا‪ ،‬فل يك في غيه‬
‫كلؤلؤ و جص (و) الثالث (اللق) أو التق صي والف ضل للر جل اللق وللمرأة التق صي‪ ،‬وأ قل اللق‬
‫إزالة ثلث شعرات من الرأس حلقا أو تقصيا أو نتفا أو إحراقا أو قصا‪ ،‬ومن ل شعر برأسه يسن له‬
‫إمرارا لوسى عليه‪ ،‬ول يقوم شعر غي الرأس من اللحية‪ ،‬وغيها مقام شعر الرأس‬
‫(وسنن الج سبع) أحدها (الفراد وهو تقدي الج على العمرة) بأن يرم أو ًل بالج من ميقاته‬
‫يفرغ منه ث يرج من مكة إل أدن الل‪ ،‬فيحرم بالعمرة ويأت بعملها ولو عكس ل يكن مفردا (و)‬
‫الثان (التلبية) ويسن الكثار منها ف دوام الحرام ويرفع الرجل صوته با‪ .‬ولفظها لبيك اللهم لبيك‬
‫لب يك ل شر يك لك لب يك‪ ،‬إن ال مد والنع مة لك واللك ل شر يك لك‪ ،‬وإذا فرغ من التلب ية صلى‬
‫على النب‪ ،‬وسأل ال تعال النة ورضوانه‪ ،‬واستعاذ به من النار‪( .‬و) الثالث (طواف القدوم) ويتص‬
‫باج د خل م كة ق بل الوقوف بعر فة‪ ،‬والعت مر إذا طاف للعمرة أجزأه عن طواف القدوم (و) الرا بع‬
‫(البيت بزدلفة) وعده من السنن هو ما يقتضيه كلم الرافعي‪ ،‬لكن الذي ف زيادة الروضة‪ ،‬وشرح‬
‫الهذب أن البيت بزدلفة واجب (و) الامس (ركعتا الطواف) بعد الفراغ منه ويصليهما خلف مقام‬
‫إبراهيم عليه الصلة والسلم ويسرّ بالقراءة فيهما نارا‪ ،‬ويهر با ليلً وإذا ل يصلهما خلف القام‪،‬‬
‫ففي الجر وإل ففي ال سجد‪ ،‬وإل ففي أي موضع شاء من الرم وغيه (و) السادس (البيت بن)‬
‫هذا ما صححه الرافعي لكن صحح النووي ف زيادة الروضة الوجوب (و) السابع (طواف الوداع)‬
‫عند إرادة الروج من مكة لسفر حاجا كان أو ل طويلً كان السفر أو قصيا‪ .‬وما ذكره الصنف‬
‫من سنيته قول مرجوح‪ ،‬ل كن الظ هر وجو به (ويتجرد الر جل) حتما ك ما ف شرح الهذب (ع ند‬
‫الحرام عن الخيط) من الثياب وعن منسوجها ومعقودها‪ ،‬وعن غي الثياب من خف ونعل (ويلبس‬
‫إزارا ورداء أبيضي) جديدين وإل فنظيفي‪.‬‬

‫(فصكل)‪ :‬فك أحكام مرمات الحرام وهكي مكا يرم بسكبب الحرام (ويرم على الحرم عشرة‬
‫أشياء) أحدها (لبس الخيط) كقميص وقباء وخف‪ ،‬ولبس النسوج كدرع أو العقود كلبد ف جيع‬
‫بدنه (و) الثان (تغطية الرأس) أو بعضها (من الرجل) با يعد ساترا كعمامة وطي‪ ،‬فإن ل يعد ساترا‬
‫ل يضر كوضع يده على بعض رأسه وكانغماسه ف ماء واستظلله بحمل‪ ،‬وإن مس رأسه (و) تغطية‬
‫(الوجه) أو بعضه (من الرأة) با يعد ساترا ويب عليها أن تستر من وجهها ما ل يتأتى ستر جيع‬
‫الرأس إل به‪ ،‬ولا أن تسبل على وجهها ثوبا متجافيا عنه بشبة ونوها‪ ،‬والنثى كما قال القاضي‬
‫أبو الطيب يؤمر بالستر‪ ،‬ولبس الخيط‪ ،‬وأما الفدية فالذي عليه المهور‪ ،‬أنه إن ستر وجهه أو رأسه‪،‬‬
‫ل تب الفدية للشك وإن سترها وجبت (و) الثالث (ترجيل) أي تسريح (الشعر) كذا عده الصنف‬
‫من الحرمات لكن الذي ف شرح الهذب أنه مكروه‪ ،‬وكذا حك الشعر بالظفر (و) الرابع (حلقه)‬
‫أي الشعر أو نتفه أو إحراقه والراد إزالته بأي طريق كان ولو ناسيا (و) الامس (تقليم الظفار) أي‬
‫إزالت ها من يد أو ر جل بتقل يم أو غيه إل إذا انك سر ب عض ظ فر الحرم وتأذى به فله إزالة النك سر‬
‫فقط (و) السادس (الطيب) أي استعماله قصدا با يقصد منه رائحة الطيب نو مسك وكافور ف‬
‫ثوبه بأن يلصقه به على الوجه العتاد ف استعماله أو ف بدنه ظاهره أو باطنه‪ ،‬كأكله الطيب‪ ،‬ول فرق‬
‫ف مستعمل الطيب بي كونه رجلً أو امرأة أخشم كان أو ل وخرج بقصد أما لو ألقت عليه الريح‬
‫طيبا‪ ،‬أو أكره على ا ستعماله أو ج هل تري ه‪ ،‬أو ن سي أ نه مرم‪ ،‬فإ نه ل فد ية عل يه‪ ،‬فإن علم تري ه‬
‫وجهل الفدية وجبت (و) السابع (قتل الصيد) البي الأكول أو ما ف أصله مأكول من وحش وطي‬
‫ويرم أيضا صيده‪ ،‬ووضع اليد عليه والتعرض لزئه وشعره وريشه (و) الثامن (عقد النكاح) فيحرم‬
‫على الحرم أن يعقكد النكاح لنفسكه أو غيه بوكالة أو وليكة (و) التاسكع (الوطكء) مكن عاقكل عال‬
‫بالتحري سواء جامع ف حج أو عمرة ف قبل أو دبر من ذكر أو أنثى زوجة أو ملوكة أو أجنبية (و)‬
‫العا شر (الباشرة) في ما دون الفرج كل مس وقبلة (بشهوة) أ ما بغ ي شهوة فل يرم (و ف ج يع ذلك)‬
‫أي الحرمات ال سابقة (الفد ية) و سيأت بيان ا‪ .‬والماع الذكور تف سد به العمرة الفردة أ ما ال ت ف‬
‫ضمن حج ف قران‪ ،‬فهي تابعة له صحة وفسادا وأما الماع‪ ،‬فيفسد الج قبل التحلل الول بعد‬
‫الوقوف أو قبله‪ ،‬أ ما ب عد التحلل الول فل يف سد (إل ع قد النكاح) فإ نه ل ينع قد (ول يف سده إل‬
‫الوطء ف الفرج) بلف الباشرة ف غي الفرج فإنا ل تفسده (ول يرج) الحرم (منه بالفساد) بل‬
‫يب عليه الضي ف فاسده وسقط ف بعض النسخ قوله ف فاسده‪ ،‬أي النسك من حج أو عمرة بأن‬
‫يأ ت ببق ية أعماله (و من) أي والاج الذي (فا ته الوقوف بعر فة) بعذر أو غيه (تلل) حتما (بع مل‬
‫عمرة) فيأتك بطواف وسكعي إن ل يككن سكعى بعكد طواف القدوم‪ ،‬وعليكه أي الذي فاتكه الوقوف‬
‫(القضاء) فورا فرضا كان نسكه أو نفلً‪ ،‬وإنا يب القضاء ف فوات ل ينشأ عنه حصر‪ ،‬فإن أحصر‬
‫شخص‪ ،‬وكان له طريق غي الت وقع الصر فيها لزمه سلوكها‪ ،‬وإن علم الفوات‪ ،‬فإن مات ل يقض‬
‫عنه ف الصح (و) عليه مع القضاء (الدي) ويوجد ف بعض النسخ زيادة وهي (ومن ترك ركنا) ما‬
‫يتوقف عليه الج (ل يل من إحرامه حت يأت به) ول يب ذلك الركن بدم (ومن ترك واجبا) من‬
‫واجبات الج (لزمه الدم) وسيأت بيان الدم (ومن ترك سنة) من سنن الج (ل يلزمه بتركها شيء)‬
‫وظهر من كلم الت الفرق بي الركن والواجب والسنة‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أنواع الدماء الواجبكة ف الحرام بترك واجكب أو ف عل حرام (والدماء الواج بة ف‬
‫الحرام خسة أشياء أحدها الدم الواجب بترك نسك) أي ترك مأمور به كترك الحرام من اليقات‪.‬‬
‫(و هو) أي هذا الدم (على الترت يب) في جب أولً بترك الأمور به (شاة) تزىء ف الضح ية (فإن ل‬
‫يد) ها أصلً أو وجدها بزيادة على ثن مثلها (فصيام عشرة أيام ثلثة ف الج) تسن قبل يوم عرفة‬
‫فيصوم سادس ذي الجة وسابعه وثامنه (و) صيام (سعة إذا رجع إل أهله) ووطنه ول يوز صومها‬
‫ف أثناء الطر يق‪ ،‬فإن أراد القا مة بكة صامها ك ما ف الحرر‪ ،‬ولو ل يصم الثلثة ف ال ج‪ ،‬ورجع‬
‫لز مه صوم العشرة وفرق ب ي الثل ثة وال سبعة بأرب عة أيام‪ ،‬ومدة إمكان ال سي إل الو طن و ما ذكره‬
‫الصنف من كون الدم الذكور دم ترتيب موافق لا ف الروضة وأصلها‪ ،‬وشرح الهذب لكن الذي ف‬
‫النهاج تبعا للمحرر أ نه دم ترت يب وتعد يل‪ ،‬في جب أولً شاة فإن ع جز عن ها اشترى بقيمت ها طعاما‬
‫وتصدق به‪ ،‬فإن عجز صام عن كل مد يوما (والثان الدم الواجب باللق والترفه) كالطيب والدهن‬
‫واللق إمكا لميكع الرأس أو لثلث شعرات (وهكو) أي هذا الدم (على التخييك) فيجكب إمكا (شاة)‬
‫تزىء ف الضحية (أو صوم ثلثة أيام والتصدق بثلثة آصع على ستة مساكي) أو فقراء لكل منهم‬
‫نصكف صكاع مكن طعام يزىء فك الفطرة (والثالث الدم الواجكب بالحصكار فيتحلل) الحرم بنيكة‬
‫التحلل‪ ،‬بأن يقصد الروج من نسكه بالحصار (ويهدي) أي يذبح (شاة) حيث أحصر ويلق رأسه‬
‫بعد الذبح‬
‫(والرابع الدم الواجب بقتل الصيد وهو) أي هذا الدم (على التخيي) بي ثلثة أمور (إن كان الصيد‬
‫م ا له م ثل) والراد ب ثل ال صيد ما يقار به ف ال صورة‪ ،‬وذ كر ال صنف الول من هذه الثل ثة ف قوله‬
‫(أخرج الثل من النعم) أي يذبح الثل من النعم ويتصدق به على مساكي الرم وفقرائه‪ ،‬فيجب ف‬
‫قتل النعامة بدنة‪ ،‬وف بقرة الوحش أو حاره بقرة‪ ،‬وف الغزال عن وبقية صور الذي له مثل من النعم‬
‫مذكورة فك الطولت وذككر الثانك فك قوله (أو قومكه) أي الثكل بدراهكم بقيمكة مككة يوم الخراج‬
‫(واشترى بقيم ته طعاما) مزئا ف الفطرة (وت صدق به) على م ساكي الرم وفقرائه‪ ،‬وذ كر ال صنف‬
‫الثالث ف قوله (أو صام عن كل مد يوما) فإن بقي أقل من مد صام عنه يوما (وإن كان الصيد ما ل‬
‫مثل له) فيتخي بي أمرين ذكرها الصنف ف قوله (أخرج بقيمته طعاما وتصدق به) (وصام عن كل‬
‫مد يوما) وإن بقي أقل من مد صام عنه يوما (والامس الدم الواجب بالوطء) من عاقل عامد عال‬
‫بالتحري متار سواء جامع ف قبل أو دبر كما سبق (وهو) أي هذا الواجب (على الترتيب) فيجب به‬
‫أولً (بدنة) وتطلق على الذكر والنثى من البل (فإن ل يدها فبقرة فإن ل يدها فسبع من الغنم فإن‬
‫ل يد ها قوم البد نة) بدرا هم ب سعر م كة و قت الوجوب (واشترى بقيمت ها طعاما وت صدق به) على‬
‫م ساكي الرم وفقرائه‪ ،‬ول تقد ير ف الذي يد فع ل كل فق ي‪ ،‬ولو ت صدق بالدرا هم ل يزه (فإن ل‬
‫يد) طعاما (صام عن كل مد يوما) واعلم أن الدي على قسمي أحدها ما كان عن إحصار‪ ،‬وهذا‬
‫ل يب بعثه إل الرم‪ ،‬بل يذبح ف موضع الحصار‪ ،‬والثان الدي الواجب بسبب ترك واجب أو‬
‫فعل حرام‪ ،‬ويتص ذبه بالرم‪ ،‬وذكر الصنف هذا ف قوله (ول يزئه الدي ول الطعام إل بالرم)‬
‫وأقل ما يزىء أن يدفع الدي إل ثلثة مساكي أو فقراء (ويزئه أن يصوم حيث شاء) من حرم أو‬
‫غيه (ول يوز قتل صيد الرم) ولو كان مكرها على القتل ولو أحرم ث جن فقتل صيدا ل يضمنه‬
‫ف الظ هر (ول) يوز (ق طع شجره) أي الرم ويض من الشجرة ال كبية ببقرة‪ ،‬وال صغية بشاة كل‬
‫منه ما ب صفة الضح ية‪ ،‬ول يوز أيضا ق طع‪ ،‬ول قلع نبات الرم الذي ل ي ستثنيه الناس‪ ،‬بل ين بت‬
‫بنفسه أما الشيش اليابس‪ ،‬فيجوز قطعه ل قلعه (والحل) بضم اليم أي اللل (والحرم ف ذلك)‬
‫ال كم ال سابق ( سواء) ول ا فرغ ال صنف من معاملة الالق و هي العبادات أ خذ ف معاملة اللئق‬
‫فقال‪:‬‬

‫كتاب أحكام البيوع‬


‫وغيها من العاملت كقراض وشركة جع بيع‪ ،‬والبيع لغة مقابلة شيء بشيء‪ ،‬فدخل ما ليس‬
‫بال كخمر‪ ،‬وأما شرعا فأحسن ما قيل ف تعريفه إنه تليك عي مالية بعاوضة بإذن شرعي أو تليك‬
‫منف عة مبا حة على التأب يد بث من مال‪ ،‬فخرج بعاو ضة القرض‪ ،‬وبإذن شر عي الر با‪ ،‬ود خل ف منف عة‬
‫تل يك حق البناء‪ ،‬وخرج بث من الجرة ف الجارة‪ ،‬فإن ا ل ت سمى ثنا (البيوع ثل ثة أشياء) أحد ها‬
‫(بيع عي مشاهدة) أي حاضرة (فجائز) إذا وجدت الشروط من كون البيع طاهرا منتفعا به مقدورا‬
‫على تسليمه للعاقد عليه ولية‪ ،‬ول بد ف البيع من إياب وقبول‪ ،‬فالول كقول البائع أو القائم مقامه‬
‫بعتك‪ ،‬وملكتك بكذا‪ ،‬والثان كقول الشتري أو القائم مقامه اشتريت وتلكت ونوها (و) الثان من‬
‫الشياء (بيع شيء موصوف ف الذمة) ويسمى هذا بالسلم (فجائز إذا وجدت) فيه (الصفة على ما‬
‫وصف به) من صفات السلم التية ف فصل السلم (و) الثالث (بيع عي غائبة ل تشاهد) للمتعاقدين‬
‫(فل يوز) بيعها والراد بالواز ف هذه الثلثة الصحة‪ ،‬وقد يشعر قوله ل تشاهد بأنا إن شوهدت ث‬
‫غابت عند العقد أنه يوز‪ ،‬ولكن مل هذا ف عي ل تتغي غالبا ف الدة التخللة بي الرؤية والشراء‬
‫(ويصح بيع كل طاهر منتفع به ملوك) وصرح الصنف بفهوم هذه الشياء ف قوله (ول يصح بيع‬
‫ع ي ن سة) ول متنج سة كخ مر ود هن و خل متن جس ونو ها م ا ل ي كن تطهيه (ول) ب يع ( ما ل‬
‫منفعة فيه) كعقرب ونل وسبع ل ينفع‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف الربا بألف مقصورة لغة الزيادة وشرعا مقابلة عوض بآخر مهول التماثل ف معيار‬
‫الشرع حالة الع قد‪ ،‬أو مع تأخ ي ف العوض ي‪ ،‬أو أحده ا (والر با) حرام وإن ا يكون ( ف الذ هب‬
‫والفضة و) ف (الطعومات) وهي ما يقصد غالبا للطعم اقتياتا أو تفكها أو تداويا ول يري الربا ف‬
‫غيك ذلك (ول يوز بيكع الذهكب بالذهكب ول الفضكة كذلك) أي بالفضكة مضروبيك كانكا أو غيك‬
‫ل وقوله (نقدا) أي حالً يدا‬‫مضروبي (إل متماثلً) أي مثل بثل فل يصح بيع شيء من ذلك متفاض ً‬
‫بيد‪ ،‬فلو بيع شيء من ذلك مؤجلً ل يصح (ول) يصح (بيع ما ابتاعه) الشخص (حت يقبضه) سواء‬
‫باعه للبائع أو لغيه (ول) يوز (بيع اللحم باليوان) سواء كان من جنسه كبيع لم شاة بشاة أو من‬
‫غي جنسه‪ ،‬لكن من مأكول كبيع لم بقرة بشاة (ويوز بيع الذهب بالفضة متفاضلً) لكن (نقدا)‬
‫أي حا ًل مقبوضا قبل التفرق (وكذلك الطعومات ل يوز بيع النس منها بثله إل متماثلً نقدا) أي‬
‫حا ًل مقبوضا قبل التفرق (ويوز بيع النس منها بغيه متفاضلً) لكن (نقدا) أي حا ًل مقبوضا قبل‬
‫التفرق‪ ،‬فلو تفرق التبايعان ق بل ق بض كله ب طل‪ ،‬أو ب عد ق بض بع ضه فف يه قولً تفر يق ال صفقة (ول‬
‫يوز بيع الغرر) كبيع عبد من عبيده أو طي ف الواء‪.‬‬

‫(فصكل)‪ :‬فك أحكام اليار (والتبايعان باليار) بيك إمضاء البيكع وفسكخه أي يثبكت لمكا خيار‬
‫الجلس ف أنواع البيع كالسلم (ما ل يتفرقا) أي مدة عدم تفرقهما عرفا أي ينقطع خيار الجلس‪ ،‬إما‬
‫بتفرق التبايع ي ببدن ما عن ملس الع قد‪ ،‬أو بأن يتار التبايعان لزوم الع قد‪ ،‬فلو اختار أحده ا لزوم‬
‫الع قد‪ ،‬ول ي تر ال خر فورا سقط ح قه من اليار‪ ،‬وب قي ال ق لل خر (ول ما) أي التبايع ي وكذا‬
‫لحدها إذا وافقه الخر (أن يشترطا اليار) ف أنواع البيع (إل ثلثة أيام) وتسب من العقد ل من‬
‫التفرق‪ ،‬فلو زاد اليار على الثلثة بطل العقد‪ ،‬ولو كان البيع ما يفسد ف الدة الشترطة بطل العقد‬
‫(وإذا وجد بالبيع عيب) موجود قبل القبض تنقص به القيمة أو العي نقصا يفوت به غرض صحيح‪،‬‬
‫وكان الغالب ف جنس ذلك البيع عدم ذلك العيب‪ ،‬كزن رقيق وسرقته وإباقه (فللمشتري رده) أي‬
‫البكيع (ول يوز بيكع الثمرة) النفردة عكن الشجرة (مطلقا) أي عكن شرط القطكع (إل بعكد بدو) أي‬
‫ظهور ( صلحها) و هو في ما ل يتلوّن انتهاء حال ا إل ما يق صد من ها غالبا كحلوة ق صب وحو ضة‬
‫رمان ولي تي‪ ،‬وفيما يتلوّن بأن يأخذ ف حرة أو سواد أو صفرة كالعناب والجاص والبلح‪ ،‬أما قبل‬
‫بدو ال صلح‪ ،‬فل ي صح بيع ها مطلقا ل من صاحب الشجرة‪ ،‬ول من غيه إل بشرط الق طع‪ ،‬سواء‬
‫جرت العادة بق طع الثمرة أم ل‪ ،‬ولو قط عت شجرة علي ها ثرة جاز بيع ها بل شرط قطع ها‪ ،‬ول يوز‬
‫بيع الزرع الخضر ف الرض إل بشرط قطعه أو قلعه‪ ،‬فلو بيع الزرع مع الرض أو منفردا عنها بعد‬
‫اشتداد الب جاز بل شرط‪ ،‬ومن باع ثرا أو زرعا ل يبد صلحه لزمه سقيه قدر ما تنمو به الثمرة‪،‬‬
‫وتسلم عن التلف سواء خلى البائع بي الشتري والبيع أو ل يل (ول) يوز (بيع ما فيه الربا بنسه‬
‫رطبا) بسكون الطاء الهملة‪ ،‬وأشار بذلك إل أنه يعتب ف بيع الربويات حالة الكمال‪ ،‬فل يصح مثلً‬
‫بيع عنب بعنب ث استثن الصنف ما سبق قوله (إل اللب) أي فإنه يوز بيع بعضه ببعض قبل تبينه‪،‬‬
‫وأطلق الصنف اللب‪ ،‬فشمل الليب والرائب والخيض والامض‪ ،‬والعيار ف اللب الكيل حت يصح‬
‫ل وإن تفاوتا وزنا‪.‬‬
‫بيع الرائب بالليب كي ً‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام السلم وهو والسلف لغة بعن واحد‪ ،‬وشرعا بيع شيء موصوف ف الذمة‪،‬‬
‫ول ي صح إل بإياب وقبول (وي صح ال سلم حا ًل ومؤجلً) فإن أطلق ال سلم انع قد حالً ف ال صح‪،‬‬
‫وإن ا ي صح ال سلم (في ما) أي ف ش يء (تكا مل ف يه خ س شرائط) أحد ها (أن يكون) ال سلم ف يه‬
‫(مضبوطا بال صفة ال ت يتلف ب ا الغرض) ف ال سلم ف يه ب يث ينت في بال صفة الهالة ف يه‪ ،‬ول يكون‬
‫ذ كر الو صاف على و جه يؤدي لعزة الوجود ف ال سلم ف يه كلؤلؤ كبار‪ ،‬وجار ية وأخت ها أو ولد ها‬
‫(و) الثا ن (أن يكون جن سا ل يتلط به غيه) فل ي صح ال سلم ف الختلط الق صود الجزاء ال ت ل‬
‫تنضبكط كهريسكة ومعجون‪ ،‬فإن انضبطكت أجزاؤه صكح السكلم فيكه كجبك وأقكط‪ ،‬والشرط الثالث‬
‫مذكور فك قوله (ول تدخله النار لحالتكه) أي بأن دخلتكه لطبكخ أو شيكء فإن دخلتكه النار للتمييكز‬
‫كالعسل والسمن صح السلم فيه (و) الرابع (أن ل يكون) السلم فيه (معينا) بل دينا فلو كان معينا‪،‬‬
‫كأسلمت اليك هذا الثوب مثلً ف هذا العيد‪ ،‬فليس بسلم قطعا ول ينعقد أيضا بيعا ف الظهر (و)‬
‫الامس أن (ل) يكون (من معي) كأسلمت إليك هذا الدرهم ف صاع من هذه الصبة (ث لصحة‬
‫ال سلم ف يه ثانيكة شرائط) وفك ب عض النسكخ ويصكح ال سلم بثمانيكة شرائط‪ :‬الول مذكور ف قول‬
‫الصنف (وهو أن يصفه بعد ذكر جنسه ونوعه بالصفات الت يتلف با الثمن) فيذكر ف السلم ف‬
‫ل نو عه كتر كي أو هندي وذكور ته أو أنوث ته و سنه تقريبا‪ ،‬وقده طولً أو ق صرا أو رب عة‪،‬‬‫رق يق مث ً‬
‫ولونه كأبيض ويصف بياضه بسمرة أو شقرة‪ ،‬ويذكر ف البل والبقر والغنم واليل والبغال والمي‪،‬‬
‫الذكورة والنوثة والسن واللون والنوع‪ ،‬ويذكر ف الطي النوع والصغر والكب والذكورة والنوثة‪،‬‬
‫والسن إن عرف‪ ،‬ويذكر ف الثوب النس كقطن أو كتان أو حرير‪ ،‬والنوع كقطن عراقي والطول‬
‫والعرض‪ ،‬والغلظ والدقة والصفافة والرقة والنعومة والشونة‪ ،‬ويقاس بذه الصور غيها ومطلق السلم‬
‫ف ثوب ي مل على الام ل الق صور (و) الثا ن (أن يذ كر قدره ب ا ين في الهالة ع نه) أي أن يكون‬
‫السكلم فيكه معلوم القدر كيلً فك مكيكل‪ ،‬ووزنا فك موزون‪ ،‬وعدا فك معدود‪ ،‬وذرعا فك مذروع‪.‬‬
‫والثالث مذكور فك قول الصكنف (وإن كان) السكلم (مؤجلً ذككر) العاقكد (وقكت مله) أي الجكل‬
‫كشهر كذا فلو أجل السلم بقدوم زيد مثلً ل يصح‪( .‬و) الرابع (أن يكون) السلم فيه (موجودا عند‬
‫الستحقاق ف الغالب)أي استحقاق تسليم السلم فيه‪ ،‬فلو أسلم فيما ل يوجد عند الحل كرطب ف‬
‫الشتاء ل يصح (و) الامس (أن يذكر موضع قبضه) أي مل التسليم إن كان الوضع ل يصلح له أو‬
‫صلح له‪ ،‬ول كن لمله إل مو ضع الت سليم مؤ نة‪( .‬و) ال سادس (أن يكون الث من معلوما) بالقدر أو‬
‫بالرؤية له (و) السابع (أن يتقابضا) أي السلم والسلم إليه ف ملس العقد (قبل التفرق) فلو تفرقا قبل‬
‫قبض رأس الال بطل العقد أو بعد قبض بعضه‪ ،‬ففيه خلف تفريق الصفة والعتب القبض القيقي‪ ،‬فلو‬
‫أحال السلم برأس مال السلم وقبضه الحتال‪ ،‬وهو السلم إليه من الحال عليه ف الجلس ل يكف‬
‫(و) الثامن (أن يكون عقد السلم ناجزا ل تدخله خيار الشرط) بلف خيار الجلس فإنه يدخله‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الرهن وهو لغة الثبوت وشرعا جعل عي مالية وثيقة بدين يستوف منها عند‬
‫تعذر الوفاء‪ ،‬ول يصكح الرهكن إل بإياب وقبول‪ ،‬وشرط ككل مكن الراهكن والرتنك أن يكون مطلق‬
‫التصرف‪ ،‬وذكر الصنف ضابط الرهون ف قوله (وكل ما جاز بيعه جاز رهنه ف الديون إذا استقر‬
‫ثبوتاك فك الذمكة) واحترز الصكنف بالديون عكن العيان‪ ،‬فل يصكح الرهكن عليهكا كعيك مغصكوبة‪،‬‬
‫وم ستعارة ونوه ا من العيان الضمو نة‪ .‬واحترز با ستقر عن الديون ق بل ا ستقرارها كد ين ال سلم‪،‬‬
‫و عن الث من مدة اليار (وللرا هن الرجوع ف يه ما ل يقب ضه) أي الرت ن فإن ق بض الع ي الرهو نة م ن‬
‫ي صح إقبا ضه لزم الر هن‪ ،‬وامت نع على الرا هن الرجوع ف يه والر هن وض عه على الما نة (و) حينئذ (ل‬
‫يضمنه الرتن إل بالتعدي) فيه ول يسقط بتلفه شيء من الدين‪ ،‬ولو ادعى تلفه ول يذكر سببا لتلفه‬
‫صدق بيمي نه‪ ،‬فإن ذ كر سببا ظاهرا ل يق بل إل ببي نة‪ ،‬ولو اد عى الرت ن رد الرهون على الرا هن ل‬
‫يقبل إل ببينة‪( ،‬وإذا قبض) الرتن (بعض الق) الذي على الراهن (ل يرج) أي ل ينفك (شيء من‬
‫الرهن حت يقضى جيعه) أي الق الذي على الراهن‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف ح جر ال سفيه والفلس (والجْر) لغةً ال نع وشرعا م نع الت صرف ف الال بلف‬
‫الت صرف ف غيه كالطلق فين فذ من ال سفيه‪ ،‬وج عل ال صنف ال جر (على ستة) من الشخاص‬
‫(الصب والجنون وال سفيه) وف سره ال صنف بقوله (البذر لاله) أي ي صرفه ف غ ي م صارفه (والفلس)‬
‫و هو ل غة من صار ماله فلو سا‪ ،‬ث ك ن به عن قلة الال أو عد مه وشرعا الش خص (الذي ارتكب ته‬
‫الديون) ول يفي ماله بدينه أو ديونه‪( .‬والريض) الخوف عليه من مرضه والجر عليه (فيما زاد على‬
‫الثلث) و هو ثل ثا التر كة ل جل حق الور ثة هذا إن ل ي كن على الر يض د ين‪ ،‬فإن كان عل يه د ين‬
‫ي ستغرق ترك ته ح جر عل يه ف الثلث و ما زاد عل يه (والع بد الذي ل يؤذن له ف التجارة) فل ي صح‬
‫تصرفه بغي إذن سيده‪ ،‬وسكت الصنف عن أشياء من الجر مذكورة ف الطولت منها الجر على‬
‫الرتد ل ق ال سلمي‪ ،‬ومنها ال جر على الراهن ل ق الرت ن (وتصرف الصب والجنون وال سفيه غ ي‬
‫صحيح)‪ .‬فل يصح منهم بيع ول شراء ول هبة ول غيها من التصرفات‪ ،‬وأما السفيه فيصح نكاحه‬
‫ل منهما بثمن‬‫بإذن وليه (وتصرف الفلس يصح ف ذمته) فلو باع سلما طعاما أو غيه أو اشترى ك ّ‬
‫فك ذمتكه صكح (دون) تصكرفه فك (أعيان ماله) فل يصكح وتصكرفه فك نكاح مثلً أو طلق أو خلع‬
‫صحيح‪ ،‬وأما الرأة الفلسة فإن اختلعت على عي ل يصح أو دين ف ذمتها صح (وتصرف الريض‬
‫في ما زاد على الثلث موقوف على إجازة الور ثة) فإن أجازوا الزائد على الثلث صح وإل فل‪ ،‬وإجازة‬
‫الور ثة ورد هم حال الرض ل يع تبان‪ ،‬وإن ا يع تب ذلك ( من بعده) أي من ب عد موت الر يض‪ ،‬وإذا‬
‫أجاز الوارث ث قال إن ا أجزت لظ ن أن الال قل يل‪ ،‬و قد بان خل فه صدق بيمي نه (وت صرف الع بد)‬
‫الذي ل يؤذن له ف التجارة (يكون ف ذمته) ومعن كونه ف ذمته أنه (يتبع به بعد عتقه) إذا اعتق فإن‬
‫أذن له السيد ف التجارة صح تصرفه بسب ذلك الذن‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف ال صلح و هو لغةً ق طع الناز عة وشرعا ع قد ي صل به قطع ها (وي صح ال صلح مع‬
‫القرار) أي إقرار الد عى عل يه بالد عى به ( ف الموال) و هو ظا هر (و) كذا ( ما أف ضى إلي ها) أي‬
‫الموال كمن ثبت له على شخص قصاص‪ ،‬فصاله عليه على مال بلفظ الصلح فإنه يصح أو بلفظ‬
‫البيع فل (وهو) أي الصلح (نوعان إبراء ومعاوضة فالبراء) أي صلحه (اقتصاره من حقه) أي دينه‬
‫(على بعضه) فإذا صاله من اللف الذي له ف ذمة شخص على خسمائة منها‪ ،‬فكأنه قال له أعطن‬
‫خسمائة وأبرأتك من خسمائة (ول يوز) بعن ل يصح (تعليقه) أي تعليق الصلح بعن البراء (على‬
‫شرط) كقوله إذا جاء رأس الشهر فقد صالتك (والعارضة) أي صلحها (عدوله عن حقه إل غيه)‬
‫كأن اد عى عل يه دارا أو شق صا من ها وأ قر له بذلك‪ ،‬و صاله من ها على مع ي كثوب‪ ،‬فإ نه ي صح‬
‫(ويري عليه) أي على هذا الصلح (حكم البيع) فكأنه ف الثال الذكور باعه الدار بالثوب‪ ،‬وحينئذ‬
‫فيثبت ف الصال عليه أحكام البيع كالرد بالعيب‪ ،‬ومنع التصرف قبل القبض‪ ،‬ولو صاله على بعض‬
‫العي الدعاة‪ ،‬فهبة منه لبعضها التروك منها‪ ،‬فيثبت ف هذه البة أحكامها الت تذكر ف بابا‪ ،‬ويسمى‬
‫هذا صلح الطي طة‪ ،‬ول ي صح بلفظ البيع للب عض التروك‪ ،‬كأن يبيعه الع ي الدعاة ببعضه ما (ويوز‬
‫للنسان) السلم (أن يشرع) بضم أوله وكسر ما قبل آخره أي يرج (روشنا) ويسمى أيضا بالناح‬
‫وهو إخراج خشب على جدار (ف) هواء (طريق نافذ) ويسمى أيضا بالشارع‪( .‬بيث ل يتضرر الار‬
‫به) أي الروشن بل يرفع بيث ير تته الار التام الطويل منتصبا‪ ،‬واعتب الاوردي أن يكون على رأسه‬
‫المولة الغالبة‪ ،‬وإن كان الطريق النافذ مر فرسان وقوافل‪ ،‬فليفع الروشن بيث ير تته الحمل على‬
‫البع ي مع أخشاب الظلة الكائ نة فوق الح مل‪ ،‬أ ما الذ مي فيم نع من إشراع الرو شن وال ساباط‪ ،‬وإن‬
‫جاز له الرور ف الطريق النافذ (ول يوز) إشراع الروشن (ف الدرب الشترك إل بإذن الشركاء) ف‬
‫الدرب والراد ب م من نفذ باب داره من هم إل الدرب‪ ،‬وليس الراد ب م من ل صقه من هم جداره بل‬
‫نفوذ باب إليه‪ ،‬وكل من الشركاء يستحق النتفاع من باب داره إل رأس الدرب دون ما يلي آ خر‬
‫الدرب (ويوز تقديكك الباب فكك الدرب الشترك ول يوز تأخيه) أي الباب (إل بإذن الشركاء)‬
‫فحيث منعوه ل يز تأخيه‪ ،‬وحيث منع من التأخي فصال شركاء الدرب بال صح‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف الوالة بف تح الاء وح كي ك سرها و هي لغ ًة التحول أي النتقال وشرعا ن قل ال ق‬


‫من ذمة الحيل إل ذمة الحال عليه (وشرائط الوالة أربعة) أحدها (رضا الحيل) وهو من عليه الدين‬
‫ل الحال عل يه‪ ،‬فإنه ل يشترط رضاه ف الصح‪ ،‬ول تصح الوالة على من ل دين عليه‪( .‬و) الثا ن‬
‫(قبول الحتال) وهو مستحق الدين على الحيل (و) الثالث (كون الق) الحال به (مستقرا ف الذمة)‬
‫والتقييد بالستقرار موافق لا قاله الرافعي‪ ،‬لكن النووي استدرك عليه ف الروضة‪ ،‬وحينئذ فالعتب ف‬
‫دين الوالة أن يكون لزما‪ ،‬أو يؤول إل اللزوم (و) الرابع (اتفاق ما) أي الدين الذي (ف ذمة الحيل‬
‫والحال عليه ف النس) والقدر (والنوع واللول والتأجيل) والصحة والتكسي (وتبأ با) أي الوالة‬
‫(ذمة الحيل) أي عن دين الحتال ويبأ أيضا الحال عليه من دين الحيل‪ ،‬ويتحول حق الحتال إل‬
‫ذ مة الحال عل يه ح ت لو تعذر أخذه من الحال عل يه بفلس‪ ،‬أو ج حد للد ين ونوه ا ل ير جع على‬
‫الحيل‪ ،‬ولو كان الحال عليه مفلسا عند الوالة‪ ،‬وجهله الحتال فل رجوع له أيضا على الحيل‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف الضمان وهو مصدر ضمنت الشيء ضمانا إذا كفلته وشرعا التزام ما ف ذمة الغي‬
‫من الال وشرط الضامن أن يكون فيه أهلية التصرف (ويصح ضمان الديون الستقرة ف الذمة إذا علم‬
‫قدرها) والتقييد بالستقرة يشكل عليه صحة ضمان الصداق قبل الدخول‪ ،‬فإنه حينئذ غي مستقر ف‬
‫الذمة‪ ،‬ولذا ل يعتب الرافعي والنووي إل كون الد ين ثابتا لزما وخرج بقوله إذا علم قدرها الديون‬
‫الجهولة‪ ،‬فل يصح ضمانا‪ ،‬كما سيأت‪( .‬ولصاحب ال ق) أي الدين (مطالبة من شاء من الضامن‬
‫والضمون عنه) وهو من عليه الدين وقوله (إذا كان الضمان على ما بينا) ساقط ف أكثر نسخ الت‬
‫(وإذا غرم الضامن رجع على الضمون عنه) بالشرط الذكور ف قوله (إذا كان الضمان والقضاء) أي‬
‫كل منهما (بإذنه) أي الضمون عنه ث صرح بفهوم قوله سابقا إذا علم قدرها بقوله هنا (ول يصح‬
‫ضمان الجهول) كقوله بكع فلنا كذا وعلي ضمان الثمكن (ول) ضمان (مكا ل يبك) كضمان مائة‬
‫ت ب على ز يد ف ال ستقبل (إل درك ال بيع) أي ضمان درك ال بيع بأن يض من للمشتري الث من إن‬
‫خرج البيع مستحقا أو يضمن للبائع البيع إن خرج الثمن مستحقا‪.‬‬

‫(فصكل)‪ :‬فك ضمان غيك الال مكن البدان ويسكمى كفالة الوجكه أيضا وكفالة البدن كمكا قال‬
‫(والكفالة بالبدن جائزة إذا كان على الكفول بكه) أي ببدنكه (حكق لدمكي) كقصكاص وحكد قذف‪،‬‬
‫وخرج بق الدمي حق ال تعال‪ ،‬فل تصح الكفالة ببدن من عليه حق ال تعال كحد سرقة وحد‬
‫خر و حد ز ن ويبأ الكفيل بت سليم الكفول ببدنه ف مكان الت سليم بل حائل ي نع الكفول له عنه‪،‬‬
‫وأما مع وجود الائل فل يبأ الكفيل‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف الشر كة وهي لغة الختلط وشرعا ثبوت ال ق على جهة الشيوع ف شيء وا حد‬
‫لثني فأكثر (وللشركة خس شرائط) الول (أن تكون) الشركة (على ناض) أي نقد (من الدراهم‬
‫والدناني) وإن كانا مغشوشي واستمر رواجهما ف البلد‪ ،‬ول تصح ف تب وحلي وسبائك‪ ،‬وتكون‬
‫الشر كة أيضا على الثلي كالن طة ل التقوّم كالعروض من الثياب ونو ها (و) الثا ن (أن يتف قا ف‬
‫النس والنوع) فل تصح الشركة ف الذهب والدراهم‪ ،‬ول ف صحاح ومكسرة‪ ،‬ول ف حنطة بيضاء‬
‫وحراء (و) الثالث (أن يل طا الال ي) ب يث ل يتميزان (و) الرا بع (أن يأذن كل وا حد منه ما) أي‬
‫الشريكي (لصاحبه ف التصرف) فإذا أذن له فيه تصرف بل ضرر‪ ،‬فل يبيع كل منهما نسيئته‪ ،‬ول‬
‫بغي نقد البلد‪ ،‬ول بغب فاحش‪ ،‬ول يسافر بالال الشترك‪ ،‬إل بإذن فإن فعل أحد الشريكي ما ني‬
‫ع نه‪ ،‬ل يصكح ف نصكيب شري كه‪ ،‬وفك نصكيبه قولً تفر يق ال صفقة (و) الامكس (أن يكون الربكح‬
‫وال سران على قدر الال ي) سواء ت ساوى الشريكان ف الع مل ف الال الشترك أو تفاو تا ف يه‪ ،‬فإن‬
‫شرط التساوي ف الربح مع تفاوت الالي أو عكسه ل يصح‪ ،‬والشركة عقد جائز من الطرفي (و)‬
‫حينئذ ف ك (ل كل وا حد منه ما) أي الشريك ي (ف سخها م ت شاء) وينعزلن عن الت صرف بف سخهما‬
‫(ومت مات أحدها) أو جن أو أغمي عليه (بطلت) تلك الشركة‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام الوكالة و هي بف تح الواو وك سرها ف الل غة التفو يض‪ ،‬و ف الشرع تفو يض‬
‫ش خص شيئا له فعله م ا يق بل النيا بة إل غيه‪ ،‬ليفعله حال حيا ته‪ ،‬وخرج بذا الق يد الي صاء‪ ،‬وذ كر‬
‫ال صنف ضابط الوكالة ف قوله‪( :‬و كل ما جاز للن سان الت صرف ف يه بنف سه جاز له أن يو كل) ف يه‬
‫ل ول وكيلً‪ ،‬وشرط‬ ‫غيه (أو يتوككل فيكه) عكن غيه فل يصكح مكن صكبّ أو منون أن يكون موك ً‬
‫الوكل فيه أن يكون قابلً للنيابة‪ ،‬فل يصح التوكيل ف عبادة بدنية إل الج وتفرقة الزكاة مثلً‪ .‬وأن‬
‫يلكه الوكل فلو وكل شخصا ف بيع عبد سيملكه أو ف طلق امرأة سينكحها بطل (والوكالة عقد‬
‫جائز) من الطرفي (و) حينئذ (لكل منهما) أي الوكل والوكيل (فسخها مت شاء وتنفسخ) الوكالة‬
‫(بوت أحدها) أو جنونه أو إغمائه (والوكيل أمي) وقوله (فيما يقبضه وفيما يصرفه) ساقط ف أكثر‬
‫النسخ (ول يضمن) الوكيل (إل بالتفريط) فيما وكل فيه‪ ،‬ومن التفريط تسليمه البيع قبل قبض ثنه‪.‬‬
‫(ول يوز) للوكيل وكالة مطلقة (أن يبيع ويشتري إل بثلثة شرائط) أحدها (أن يبيع بثمن الثل) ل‬
‫بدونه ول بغب فاحش وهو ما ل يتمل ف الغالب‪( .‬و) الثان (أن يكون) ثن الثل (نقدا) فل يبيع‬
‫الوك يل ن سيئة وإن كان قدر ث ن ال ثل‪ .‬والثالث أن يكون الن قد (بن قد البلد) فلو كان ف البلد نقدان‬
‫باع بالغلب منهما‪ ،‬فإن استويا باع بالنفع للموكل فإن استويا تي‪ ،‬ول يبيع بالفلوس‪ ،‬وإن راجت‬
‫رواج النقود (ول يوز أن يكبيع) الوكيكل بيعا مطلقا(مكن نفسكه) ول مكن ولده الصكغي‪ ،‬ولو صكرّح‬
‫الوكل للوك يل ف البيع من الصغي ك ما قاله التول خلفا للبغوي‪ ،‬والصح أنه يبيع لبيه وإن عل‬
‫وليته البالغ وإن سفل إن ل يكن سفيها ول منونا‪ ،‬فإن صرح الوكل بالبيع منهما صح جزما (ول‬
‫يقر) الوكيل (على موكله) فلو وكل شخصا ف خصومة ل يلك القرار على الوكل‪ ،‬ول البراء من‬
‫دينه ول الصلح عنه وقوله (إل بإذنه) ساقط ف بعض النسخ‪ ،‬والصح أن التوكيل ف القرار ل يصح‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام القرار و هو لغةً الثبات وشرعا إجبار ب ق على ال قر‪ ،‬فخر جت الشهادة‬
‫لنا إخبار بق للغي على الغي (والقرّ به ضربان) أحدها (حق ال تعال) كالسرقة والزن (و) الثان‬
‫(حق الدمي) كحد القذف لشخص (فحق ال تعال يصح الرجوع فيه عن القرار به) كأن يقول من‬
‫أقر بالزن‪ ،‬رجعت عن هذا القرار أو كذبت فيه ويسن للمقر بالزن الرجوع عنه (وحق الدمي ل‬
‫ي صح الرجوع ف يه عن القرار به) وفرق ب ي هذا والذي قبله بأن حق ال تعال مب ن على ال سامة‪،‬‬
‫و حق الد مي مب ن على الشا حة (وتفت قر صحة القرار إل ثل ثة شروط) أحد ها(البلوغ) فل ي صح‬
‫إقرار ال صب‪ ،‬ولو مراهقا ولو بإذن ول يه‪( .‬و) الثا ن (الع قل) فل ي صح إقرار الجنون والغ مي عل يه‪،‬‬
‫وزائل العقكل باك يعذر فيكه‪ ،‬فإن ل يعذر فحكمكه كالسككران (و) الثالث (الختيار) فل يصكح إقرار‬
‫مكره ب ا أكره عل يه (وإن كان القرار بال اع تب ف يه شرط را بع و هو الر شد) والراد به كون ال قر‬
‫مطلق الت صرف‪ ،‬واحترز الصنف بال عن القرار بغيه كطلق وظهار ونوها‪ ،‬فل يشترط ف ال قر‬
‫بذلك الر شد بل ي صح من الش خص ال سفيه (وإذا أ قر) الش خص (بجهول) كقوله لفلن على ش يء‬
‫(رجع) بضم أوله (إليه) أي القر (ف بيانه) أي الجهول فيقبل تفسيه بكل ما يتمول‪ ،‬وإن قل كفلس‬
‫ولو ف سر الجهول ب ا ل يتمول‪ ،‬ل كن من جن سه كحبة حن طة أو ليس من جن سه‪ ،‬لكن ي ل اقتناؤه‬
‫كجلد ميتة وكلب معلم‪ ،‬وزبل قبل تفسيه ف جيع ذلك على الصح‪ ،‬ومت أقر بجهول وامتنع من‬
‫بيانه بعد أن طولب به حبس حت يبي الجهول‪ ،‬فإن مات قبل البيان طولب به الوارث‪ ،‬ووقف جيع‬
‫التر كة (وي صح ال ستثناء ف القرار إذا و صله به) أي و صل ال قر ال ستثناء بال ستثن م نه‪ ،‬فإن ف صل‬
‫بينه ما ب سكوت أو كلم كث ي أج نب ضرا‪ ،‬أ ما ال سكوت الي سي ك سكتة تن فس‪ ،‬فل ي ضر ويشترط‬
‫أيضا ف الستثناء أن ل يستغرق الستثن منه‪ ،‬فإن استغرقه نو لزيد على عشرة إل عشر ضر (وهو)‬
‫أي القرار (ف حال الصحة والرض سواء) حت لو أقر شخص ف صحته بدين لزيد وف مرضه بدين‬
‫لعمر ول يقدم القرار الول‪ ،‬وحينئذ فيقسم القر به بينهما بالسوية‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام العارية وهي بتشديد الياء ف الفصح مأخوذة من عار إذا ذهب‪ ،‬وحقيقتها‬
‫الشرع ية إبا حة النتفاع من أ هل ال تبع ب ا ي ل النتفاع به مع بقاء عي نه ليده على ال تبع‪ ،‬وشرط‬
‫العي صحة تبعه وكونه مالكا لنفعة ما يعيه‪ ،‬فمن ل يصح تبعه كصب ومنون ل تصح إعارته‪،‬‬
‫و من ل يلك النف عة كم ستعي ل ت صح إعار ته إل بإذن الع ي‪ ،‬وذ كر ال صنف ضا بط العار ف قوله‪:‬‬
‫(وكل ما أمكن النتفاع به) منفعة مباحة (مع بقاء عينه جازت إعارته) فخرج بباحة آلة اللهو فل‬
‫تصكح إعارتاك وببقاء عينكه إعارة الشمعكة للوقود‪ ،‬فل تصكح وقوله (إذا كانكت منافعكه آثارا) مرج‬
‫للمنافع الت هي أعيان كإعارة شاة للبنها وشجرة لثمرتا ونو ذلك‪ ،‬فإنه ل يصح فلو قال لشخص‬
‫خذ هذه الشاة فقد أبتك درها ونسلها‪ ،‬فالباحة صحيحة والشاة عارية (وتوز العارية مطلقا) من‬
‫غي تقييد بوقت (ومقيدا بدة) أي بوقت كأعرتك هذا الثوب شهرا وف بعض النسخ‪ ،‬وتوز العارية‬
‫مطلقة ومقيدة بدة وللمعي الرجوع ف كل منهما مت شاء (وهي) أي العارية إذا تلفت ل باستعمال‬
‫مأذون ف يه (مضمو نة على ال ستعي بقيمت ها يوم تلف ها) ل بقيمت ها يوم قبض ها ول بأق صى الق يم فإن‬
‫تلفت باستعمال مأذون فيه كإعارة ثوب للبسه‪ ،‬فانسحق أو انحق بالستعمال فل ضمان‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الغصب وهو لغةً أخذ الشيء ظلما ماهرة وشرعا الستيلء على حق الغي‬
‫عدوانا‪ ،‬ويرجع ف الستيلء للعرف ودخل ف حق ما يصح غصبه ما ليس بال كجلد ميتة‪ ،‬وخرج‬
‫بعدوانا ال ستيلء بع قد (و من غ صب مالً ل حد لز مه رده) لال كه ولو غرم على رده أضعاف قيم ته‬
‫(و) لز مه أيضا (أرش نق صه) إن ن قص ك من غ صب ثوبا فلب سه أو ن قص بغ ي ل بس (و) لز مه أيضا‬
‫(أجرة مثله) أ ما لو ن قص الغ صوب بر خص سعره‪ ،‬فل يضم نه الغا صب على ال صحيح‪ ،‬و ف ب عض‬
‫النسخ و من غ صب مال امرىء أ جب على رده ال‪( ،‬فإن تلف) الغ صوب (ضمنه) الغاصب (بثله إن‬
‫كان له) أي الغ صوب (م ثل) وال صح أن الثلي ما ح صره ك يل أو وزن‪ ،‬وجاز ال سلم ف يه كنحاس‬
‫وقطن ل غالية ومعجون‪ .‬وذكر الصنف ضمان التقوم ف قوله (أو) ضمنه (بقيمته إن ل يكن له مثل)‬
‫بأن كان متقوما واختلفت قيمته (أكثر ما كانت من يوم الغصب إل يوم التلف) والعبة ف القيمة‬
‫بالنقد الغالب فإن غلب نقدان وتساويا قال الرافعي‪ :‬عي القاضي واحدا منهما‪.‬‬
‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام الشف عة و هي ب سكون الفاء وب عض الفقهاء يضم ها ومعنا ها ل غة ال ضم‪،‬‬
‫وشرعا حق تلك قهري يث بت للشر يك القد ي على الشر يك الادث ب سبب الشر كة بالعوض الذي‬
‫ملك به‪ ،‬وشر عت لد فع الضرر (والشف عة واج بة) أي ثاب تة (للشر يك بالل طة) أي خل طة الشيوع‬
‫(دون) خلطة (الوار) فل شفعة لار الدار ملصقا كان أو غيه وإنا تثبت الشفعة (فيما ينقسم) أي‬
‫يقبل القسمة (دون ما ل ينقسم) كحمام صغي فل شفعة فيه فإن أمكن انقسامه كحمام كبي‪ ،‬يكن‬
‫جعله حامي ثبتت الشفعة فيه (و) الشفعة ثابتة أيضا (ف كل ما ل ينقل من الرض) غي الوقوفة‬
‫والحتكرة (كالعقار وغيه) من البناء والشجر تبعا للرض‪ ،‬وإنا يأخذ الشفع شقص العقار (بالثمن‬
‫الذي و قع عل يه الب يع) فإن كان الث من مثليا ك حب ون قد أخذه بثله‪ ،‬أو متقوما كع بد وثوب أخذه‬
‫بقيمتكه يوم البيكع (وهكي) أي الشفعكة بعنك طلبهكا (على الفور) وحينئذ فليبادر الشفيكع إذا علم بيكع‬
‫الشقص بأخذه‪ ،‬وتكون البادرة ف طلب الشفعة على العادة‪ ،‬فل يكلف السراع على خلف عادته‬
‫بعدو أو غيه بل الضابط ف ذلك أن ماعد توانيا ف طلب الشفعة أسقطها وإل فل (فإن أخرها) أي‬
‫الشف عة ( مع القدرة علي ها بطلت) فلو كان مر يد الشف عة مريضا أو غائبا عن بلد الشتري أو مبو سا‬
‫أو خائفا من عدو‪ ،‬فليو كل إن قدر وإل فليش هد على الطلب‪ ،‬فإن ترك القدور عل يه من التوك يل أو‬
‫الشهاد ب طل حقه ف الظهر‪ ،‬ولو قال الشفيع ل أعلم أن حق الشفعة على الفور‪ ،‬وكان م ن يفى‬
‫عل يه ذلك صدق بيمي نه (وإذا تزوج) ش خص (امرأة على ش قص أخذه) أي أ خذ (الشف يع) الش قص‬
‫(ب هر ال ثل) لتلك الرأة (وإن كان الشفعاء جا عة ا ستحقوها) أي الشف عة (على قدر) ح صصهم من‬
‫(الملك) فلو كان لحدهم نصف عقار وللخر ثلثه‪ ،‬وللخر سدسه فباع صاحب النصف حصته‬
‫أخذها الخران أثلثا‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام القراض و هو ل غة مش تق من القرض و هو الق طع‪ ،‬وشرعا د فع الالك ما ًل‬
‫للعا مل يع مل ف يه ور بح الال بينه ما (وللقراض أرب عة شرائط) أحد ها (أن يكون على ناض) أي ن قد‬
‫( من الدرا هم والدنان ي) الال صة فل يوز القراض على تب ول حلي ول مغشوش ول عروض ومن ها‬
‫الفلوس (و) الثا ن (أن يأذن رب الال للعا مل ف الت صرف) إذنا (مطلقا) فل يوز للمالك أن يض يق‬
‫التصكرف على العامكل‪ ،‬كقوله ل تشتكر شيئا حتك تشاورنك أو ل تشتكر إل النطكة البيضاء مثلً‪ ،‬ثك‬
‫عطف الصنف على قوله سابقا مطلقا قوله هنا (أو فيما) أي ف التصرف ف شيء (ل ينقطع وجوده‬
‫غالبا) فلو شرط عل يه شراء ش يء يندر وجوده كال يل البلق ل ي صح (و) الثالث (أن يشرط له) أي‬
‫يشرط الالك للعامل (جزءا معلوما من الربح) كنصفه أو ثلثه‪ ،‬فلو قال الالك للعامل قارضتك على‬
‫هذا الال على أن لك ف يه شر كة أو ن صيبا م نه ف سد القراض‪ ،‬أو على أن الر بح بين نا ويكون الر بح‬
‫نصكفي (و) الرابكع (أن ل يقدّر) القراض (بدة) معلومكة كقوله قارضتكك سكنة‪ ،‬وأن ل يعلق بشرط‬
‫كقوله‪ :‬إذا جاء رأس الشهكر قارضتكك والقراض أمانكة (و) حينئذ (ل ضمان على العامكل) فك مال‬
‫القراض (إل بعدوان) ف يه و ف ب عض الن سخ بالعدوان (وإذا ح صل) ف مال القراض (ر بح وخ سران‬
‫جب السران بالربح) واعلم أن عقد القراض جائز من الطرفي‪ ،‬فلكل من الالك والعامل فسخه‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الساقاة وهي لغ ًة مشتقة من السقي وشرعا دفع الشخص نلً أو شجر عنب‬
‫لن يتعهده بسقي وتربية‪ ،‬على أن له قدرا معلوما من ثره (والساقاة جائزة على) شيئي فقط (النخل‬
‫والكرم) فل توز ال ساقاة على غيه ا كت ي ومش مش‪ ،‬وت صح ال ساقاة من جائز الت صرف لنف سه‬
‫ولصب ومنون بالولية عليهما عند الصلحة‪ ،‬وصيغتها ساقيتك على هذا النخل بكذا أو سلمته إليك‬
‫لتتعهده ونوك ذلك‪ ،‬ويشترط قبول العامكل (ولاك) أي للمسكاقاة (شرطان أحدهاك أن يقدرهكا الالك‬
‫(بدة معلو مة) ك سنة هلل ية‪ ،‬ول يوز تقدير ها بإدراك الثمرة ف ال صح (والثا ن أن يع ي) الالك‬
‫(للعامل جزءا معلوما من الثمرة) كنصفها أو ثلثها‪ ،‬فلو قال الالك للعامل على أن ما فتح ال به من‬
‫الثمرة يكون بيننا صح‪ ،‬وحل على الناصفة (ث العمل فيها على ضربي) أحدها (عمل يعود نفعه إل‬
‫الثمرة) ك سقي الن خل وتلقي حه يو ضع ش يء من طلع الذكور ف طلع الناث (ف هو على العا مل و)‬
‫الثان (عمل يعود نفعه إل الرض) كنصب الدواليب وحفر النار (فهو على رب الال) ول يوز أن‬
‫يشرط الالك على العامل شيئا ليس من أعمال الساقاة كحفر النهر‪ ،‬ويشترط انفراد العامل بالعمل‪،‬‬
‫فلو شرط رب الال ع مل غل مه مع العا مل ل ي صح‪ ،‬واعلم أن ع قد ال ساقاة لزم من الطرف ي‪ ،‬ولو‬
‫خرج الثمر مستحقا كأن أوصى بثمر النخل الساقى عليها‪ ،‬فللعامل على رب الال أجرة الثل لعمله‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الجارة وهي بكسر المزة ف الشهور وحكى ضمها وهي لغة اسم للجرة‪،‬‬
‫وشرعا عقد على منفعة معلومة مقصودة قابلة للبذل والباحة بعوض معلوم‪ ،‬وشرط كل من الؤجر‬
‫وال ستأجر الر شد‪ ،‬وعدم الكراه وخرج بعلو مة العالة وبق صودة ا ستئجار تفا حة لشم ها‪ ،‬وبقابلة‬
‫للبذل منفعة البضع فالعقد عليها ل يسمى إجارة‪ ،‬وبالباحة إجارة الواري للوطء‪ ،‬وبعوض العارة‪،‬‬
‫وبعلوم عوض الساقاة‪ ،‬ول تصح الجارة إل بإياب كآجرتك‪ ،‬وقبول كاستأجرت‪ ،‬وذكر الصنف‬
‫ضابط ما تصح إجارته بقوله (وكل ما أمكن النتفاع به مع بقاء عينه) كاستئجار دار للسكن ودابة‬
‫للركوب ( صحت إجار ته) وإل فل ول صحة إجارة ما ذ كر شروط ذكر ها بقوله (إذا قدرت منفع ته‬
‫بأ حد أمر ين) إ ما (بدة) كآجر تك هذه الدار سنة (أو ع مل) كا ستأجرتك لتخ يط ل هذا الثوب‪،‬‬
‫وتب الجرة ف الجارة بنفس العقد (وإطلقها يقتضي تعجيل الجرة إل أن يشترط) فيها (التأجيل)‬
‫فتكون الجرة مؤجلة حينئذ (ول تب طل) الجارة (بوت أ حد التعاقد ين) أي الؤ جر وال ستأجر‪ ،‬ول‬
‫بوت التعاقد ين‪ ،‬بل تبقكى الجارة ب عد الوت إل انقضاء مدت ا‪ ،‬ويقوم وارث ال ستأجر مقا مه ف‬
‫ا ستيفاء منف عة الع ي الؤجرة (وتب طل) الجارة (بتلف الع ي ال ستأجرة) كاندام الدار وموت الدا بة‬
‫العي نة‪ ،‬وبطلن الجارة ب ا ذ كر بالن ظر للم ستقبل ل الا ضي‪ ،‬فل تب طل الجارة ف يه ف الظ هر‪ ،‬بل‬
‫يستقر قسطه من السمى باعتبار أجرة الثل‪ ،‬فتقوّم النفعة حال العقد ف الدة الاضية‪ ،‬فإذا قيل كذا‬
‫يؤ خذ بتلك الن سبة من ال سمى‪ ،‬و ما تقدم من عدم النف ساخ ف الا ضي مق يد با ب عد‪ ،‬قبض الع ي‬
‫الؤجرة‪ ،‬وب عد م ضي مدة ل ا أجرة‪ ،‬وإل انف سخ ف ال ستقبل والا ضي‪ ،‬وخرج بالعي نة ما إذا كا نت‬
‫الدابة الؤجرة ف الذمة‪ ،‬فإن الؤ جر إذا أحضرها وماتت ف أثناء الدة‪ ،‬فل تنفسخ الجارة بل يب‬
‫على الؤجر إبدالا‪ .‬واعلم أن يد الجي على العي الؤجرة يد أمانة (و) حينئذ (ل ضمان على الجي‬
‫إل بعدوان) فيها كأن ضرب الدابة فوق العادة أو أركبها شخصا أثقل منه‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام العالة و هي بتثليث ال يم ومعناها لغة ما يعل لش خص على ش يء يفعله‪،‬‬
‫وشرعا التزام مطلق التصرف عوضا معلوما على عمل معي أو مهول لعي أو غيه (والعالة جائزة)‬
‫من الطرف ي طرف الا عل والجعول له (و هو أن يشترط ف رد ضال ته عوضا معلوما) كقول مطلق‬
‫التصرف من رد ضالت فله كذا (فإذا ردها استحق) الراد (ذلك العوض الشروط) له‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الخابرة وهي عمل العامل ف أرض الالك ببعض ما يرج منها والبذر من‬
‫العا مل (وإذا دفع) ش خص (إل ر جل أرضا ليزرعها وشرط له جزءا معلوما من ريعها ل يز) ذلك‬
‫لكن النووي تبعا لبن النذر اختار جواز الخابرة‪ ،‬وكذا الزارعة‪ ،‬وهي عمل العامل ف الرض ببعض‬
‫ما يرج منها‪ ،‬والبذر من الالك (وإن إكراه) أي شخص (إياها) أي أرضا (بذهب أو فضة أو شرط‬
‫له طعاما معلوما ف ذمته جاز) أما لو دفع لشخص أرضا فيها نل كثي أو قليل‪ ،‬فساقاه عليه وزارعه‬
‫على الرض فتجوز هذه الزارعة تبعا للمساقاة‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام إحياء الوات وهو كما قال الرافعي ف الشرح الصغي أرض ل مالك لا‪ ،‬ول‬
‫ينتفكع باك أحكد (وإحياء الوات جائز بشرطيك) أحدهاك (أن يكون الحيكي مسكلما) فيسكن له إحياء‬
‫الرض الي تة سواء أذن له المام أم ل‪ ،‬الل هم إل أن يتعلق بالوات ح ت كأن ح ى المام قط عة م نه‪،‬‬
‫فأحيا ها ش خص فل يلك ها إل بإذن المام ف ال صح‪ ،‬أ ما الذ مي والعا هد وال ستأمن‪ ،‬فل يس ل م‬
‫الحياء‪ ،‬ولو أذن ل م المام (و) الثا ن (أن تكون الرض حرة ل ي ز علي ها ملك ل سلم) و ف ب عض‬
‫الن سخ أن تكون الرض حرة والراد من كلم ال صنف أن ما كان معمورا‪ ،‬و هو الن خراب ف هو‬
‫لالككه إن عرف مسكلما كان أو ذميا ول يلك هذا الراب بالحياء فإن ل يعرف مالككه والعمارة‬
‫إسلمية فهذا العمور مال ضائع المر فيه لرأي المام ف حفظه أو بيعه وحفظ ثنه‪ ،‬وإن كان العمور‬
‫جاهلية ملك بالحياء (وصفة الحياء ما كان ف العادة عمارة للمحيا) ويتلف هذا باختلف الغرض‬
‫الذي يقصده الحيي‪ ،‬فإن أراد الحيي إحياء الوات مسكنا اشترط فيه تويط البقعة ببناء حيطانا با‬
‫جرت به عادة ذلك الكان من آجر أو حجر أو قصب‪ ،‬واشترط أيضا سقف بعضها ونصب باب‪،‬‬
‫وإن أراد الحيي إحياء الوات زريبة دواب فيكفي تويط دون تويط السكن‪ ،‬ول يشترط السقف‪،‬‬
‫وإن أراد الح يي إحياء الوات مزر عة‪ ،‬فيج مع التراب حول ا وي سوي الرض بك سح م ستعل في ها‪،‬‬
‫وطم منخفض وترتيب ماء لا بشق ساقية من بئر أو حفر قناة‪ ،‬فإن كفاها الطر العتاد ل يتج لترتيب‬
‫الاء على الصكحيح‪ ،‬وإن أراد الحيكي إحياء الوات بسكتانا فيجمكع التراب والتحويكط حول أرض‬
‫البستان إن جرت به عادة‪ ،‬ويشترط مع ذلك الغرس على الذهب‪ .‬واعلم أن الاء الختص بشخص ل‬
‫يب بذله لاشية غيه مطلقا (و) إنا (يب بذل الاء بثلثة شرائط) أحدها (أن يفضل عن حاجته)‬
‫أي صاحب الاء‪ ،‬فإن ل يف ضل بدأ بنف سه‪ ،‬ول ي ب بذله لغيه (و) الثا ن (أن يتاج إل يه غيه) إ ما‬
‫(لنفسه أو لبهيمته) هذا إذا كان كل ترعاه الاشية‪ ،‬ول يكن رعيه إل بسقي الاء ول يب عليه بذل‬
‫الاء لزرع غيه‪ ،‬ول لشجره (و) الثالث (أن يكون) الاء ف مقره وهو (ما يستخلف ف بئر أو عي)‬
‫فإذا أ خذ هذا الاء ف إناء ل ي ب بذله على ال صحيح‪ ،‬وح يث و جب البذل للماء‪ ،‬فالراد به تك ي‬
‫الاشية من حضورها البئر إن ل يتضرر صاحب الاء ف زرعه أو ماشيته‪ ،‬فإن تضرر بورودها منعت‬
‫م نه‪ ،‬وا ستقى ل ا الرعاة ك ما قاله الاوردي وح يث و جب البذل للماء امت نع أ خذ العوض عل يه على‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الوقف وهو لغة البس‪ ،‬وشرعا حبس مال معي قابل للنقل يكن النتفاع به‬
‫مع بقاء عينه‪ ،‬وقطع التصرف فيه على أن يصرف ف جهة خي تقربا إل ال تعال‪ ،‬وشرط الواقف‬
‫صحة عبار ته وأهل ية ال تبع (والو قف جائز بثل ثة شرائط) و ف ب عض الن سخ الو قف جائز وله ثل ثة‬
‫شروط أحد ها أن يكون الوقوف (م ا ينت فع به مع بقاء عي نه) ويكون النتفاع مباحا مق صودا‪ ،‬فل‬
‫يصح وقف آلة اللهو‪ ،‬ول وقف دراهم للزينة‪ ،‬ول يشترط النفع ف الال فيصح وقف عبد وجحش‬
‫صغيين‪ ،‬وأما الذي ل تبقى عينه كمطعوم وريان فل يصح وقفه (و) الثان (أن يكون) الوقف (على‬
‫أ صل موجود وفرع ل ينق طع) فخرج الو قف على من سيولد للوا قف‪ ،‬ث على الفقراء وي سمى هذا‬
‫منقطع الول‪ ،‬فإن ل يقل ث الفقراء كان منقطع الول والخر‪ ،‬وقوله‪ ،‬ل ينقطع احتراز عن الوقف‬
‫النق طع ال خر‪ .‬كقوله وق فت هذا على ز يد ث ن سله‪ ،‬ول يزد على ذلك‪ ،‬وف يه طريقان أحده ا أ نه‬
‫باطل كمنقطع الول‪ ،‬وهو الذي مشى عليه الصنف‪ ،‬لكن الراجح الصحة (و) الثالث (أن ل يكون)‬
‫الو قف ( ف مظور) بظاء مشالة أي مرّم فل ي صح الو قف على عمارة كني سة للتع بد‪ ،‬وأف هم كلم‬
‫الصنف أنه ل يشترط ف الوقف ظهور قصد القربة‪ ،‬بل انتفاء العصية سواء وجد ف الوقف ظهور‬
‫ق صد القر بة كالو قف على الفقراء‪ ،‬أو كالو قف على الغنياء‪ ،‬ويشترط ف الو قف أن ل يكون مؤقتا‬
‫كوقفت هذا سنة وأن ل يكون معلقا كقوله إذا جاء رأس الشهر‪ ،‬فقد وقفت كذا (وهو) أي الوقف‬
‫(على ما شرط الوا قف) ف يه ( من تقد ي) لب عض الوقوف علي هم كوق فت على أولدي الورع من هم‬
‫(أو تأخيك) كوقفكت على أولدي فإذا انقرضوا فعلى أولدهكم (أو تسكوية) كوقفكت على أولدي‬
‫بال سوية ب ي ذكور هم وإناث هم (أو تفض يل) لب عض الولد على ب عض كوق فت على أولدي‪ ،‬للذ كر‬
‫منهم مثل حظ النثيي‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام البة وهي لغة مأخوذة من هبوب الريح‪ ،‬ويوز أن تكون من هب من نومه‬
‫إذا استيقظ‪ ،‬فكأن فاعلها استيقظ للحسان وهي ف الشرع تليك منجز مطلق ف عي حال الياة‪،‬‬
‫بل عوض‪ ،‬ولو مكن العلى‪ ،‬فخرج بالن جز الوصكية‪ ،‬وبالطلق التمليكك الؤقكت‪ ،‬وخرج بالعيك هبكة‬
‫النافكع وخرج بال الياة الوصكية‪ ،‬ول تصكح البكة إل بإياب وقبول لفظا‪ .‬وذككر الصكنف ضابكط‬
‫الوهوب ف قوله (و كل ما جاز بي عه جاز هب ته) و ما ل يوز بي عه كمجهول ل توز هب ته إل حب ت‬
‫حن طة ونو ها‪ ،‬فل يوز بيع ها وتوز هبت ها ول تلك (ول تلزم ال بة إل بالق بض) بإذن الوا هب فلو‬
‫مات الوهوب له أو الوا هب ق بل ق بض ال بة ل تنف سخ ال بة‪ ،‬وقام وار ثه مقا مه ف الق بض والقباض‬
‫(وإذا قبض ها الوهوب له ل ي كن للوا هب أن ير جع في ها إل أن يكون والدا) وإن عل (وإذا أع مر)‬
‫ش خص (شيئا) أي دارا مثلً كقوله أعمرتك هذه الدار (أو أرقبه) إياها كقوله أرقبتك هذه الدار أو‬
‫جعلتها لك رقب‪ ،‬أي إن مت قبلي عادت إل‪ ،‬وإن مت قبلك استقرت لك فقبل وقبض (كان) ذلك‬
‫الشيء (للمعمر أو للمرقب) بلفظ اسم الفعول فيهما (ولورثته من بعده) وبلغو الشرط الذكور‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام اللق طة و هي بف تح القاف ا سم للش يء اللت قط ومعنا ها شرعا ما ضاع من‬
‫مالكه بسقوط أو غفلة أو نوها (وإذا وجد) شخص بالغا كان أو ل مسلما كان أو ل فاسقا كان‬
‫أو ل (لقطة ف موات أو طريق فله أخذها وتركها و) لكن (أخذها أول من تركها إن كان) الخذ‬
‫ل ا (على ث قة من القيام ب ا) فلو ترك ها من غ ي أ خذ ل يضمن ها‪ ،‬ول ي ب الشهاد على التقاط ها‬
‫لتملك أو ح فظ‪ ،‬وينع القا ضي اللق طة من الفا سق‪ ،‬ويضع ها ع ند عدل ول يعت مد تعر يف الفا سق‬
‫اللق طة‪ ،‬بل ي ضم القا ضي إل يه رقيبا عدلً ين عه من اليا نة في ها‪ ،‬وينع الول اللق طة من يد ال صب‪،‬‬
‫ويعرّفها ث بعد تعريفها يتملك اللقطة للصب إن رأى الصلحة ف تلكها له (وإذا أخذها) أي اللقطة‬
‫(وجكب عليكه أن يعرف) فك اللقطكة عقكب أخذهكا (سكتة أشياء وعاءهكا) مكن جلد أو خرقكة مثلً‬
‫(وعفاصها) هو بعن الوعاء (ووكاءها) بالد وهو اليط الذي تربط به (وجنسها) من ذهب أو فضة‬
‫(وعددها ووزنا) ويعرف بفتح أوله وسكون ثانيه من العرفة ل من التعريف (و) أن (يفظها) حتما‬
‫(ف حرز مثلها ث) بعد ما ذكر (إذا أراد) اللتقط (تلكها عرفها) بتشديد الراء من التعريف (سنة على‬
‫أبواب الساجد) عند خروج الناس من الماعة (وف الوضع الذي وجدها فيه) وف السواق ونوها‬
‫من مامع الناس‪ ،‬ويكون التعريف على العادة زمانا ومكانا وابتداء السنة يسب من وقت التعريف ل‬
‫من وقت اللتقاط‪ ،‬ول يب استيعاب السنة بالتعريف‪ ،‬بل يعرف أولً كل يوم مرتي طرف النهار ل‬
‫ليلً ول و قت القيلولة‪ ،‬ث يعرف ب عد ذلك كل أ سبوع مرة أو مرت ي‪ ،‬ويذ كر اللت قط ف تعر يف‬
‫اللقطة بعض أوصافها‪ ،‬فإن بالغ فيها ضمن‪ ،‬ول يلزمه مؤنة التعريف إن أخذ اللق طة ليحفظها على‬
‫مالكها‪ ،‬بل يرتبها القاضي من بيت الال أو يقترضها على الالك‪ ،‬وإن أخذ اللقطة ليتملكها وجب‬
‫عليه تعريفها‪ ،‬ولزمه مؤنة تعريفها سواء تلكها بعد ذلك أم ل‪ ،‬ومن التقط شيئا حقيا ل يعرفه سنة‪،‬‬
‫بل يعرفه زمنا يظن أن فاقده يعرض عنه بعد ذلك الزمن (فإن ل يد صاحبها) بعد تعريفها سنة (كان‬
‫له أن يتملكها بشرط الضمان) لا ول يلكها اللتقط بجرد مضي السنة‪ ،‬بل ل بد من لفظ يدل على‬
‫التملك‪ ،‬كتملكت هذه اللقطة‪ ،‬فإن تلكها وظهر مالكها‪ ،‬وهي باقية واتفقا على رد عينها أو بدلا‪،‬‬
‫فالمر فيه واضح‪ ،‬وإن تنازعا فطلبها الالك‪ ،‬وأراد اللتقط العدول إل بدلا أجيب الالك ف الصح‪،‬‬
‫وإن تل فت اللق طة ب عد تلك ها غرم اللت قط مثل ها إن كا نت مثل ية‪ ،‬أو قيمت ها إن كا نت متقو مة‪ ،‬يوم‬
‫التملك لا‪ ،‬وإن نقصت بغيب فله أخذها مع الرش ف الصح‪( .‬واللقطة) وف بعض النسخ وجلة‬
‫اللقطة (على أربعة أضرب أحدها ما يبقى على الدوام) كذهب وفضة (فهذا) أي ما سبق من تعريفها‬
‫سنة وتلكها بعد السنة (حكمه) أي حكم ما يبقى على الدوام (و) الضرب (الثان ما ل يبقى) على‬
‫الدوام (كالطعام الرطب فهو) أي اللتقط له (ميين) خصلتي (أكله وغرمه) أي غرم قيمته (أو بيعه‬
‫وحفظ ثنه) إل ظهور مالكه (والثالث ما يبقى بعلج) فيه (كالرطب) والعنب (فيفعل ما فيه الصلحة‬
‫من بي عه وحفظ ثنه أو تفيفه وحف ظه) إل ظهور مال كه (والرا بع ما يتاج إل نف قة كاليوان و هو‬
‫ضربان) أحدها (حيوان ل يتنع بنفسه) من صغار السباع كغنم وعجل (فهو) أي اللتقط (مي) فيه‬
‫(بي) ثلثة أشياء (أكله وغرم ثنه أو تركه) بل أكل (والتطوع بالنفاق عليه أو بيعه وحفظ ثنه) إل‬
‫ظهور مالكه (و) الثان (حيوان يتنع بنفسه) من صغار السباع كبعي وفرس (فإن وجده) اللتقط (ف‬
‫الصحراء تركه) وحرم التقاطه للتملك فلو أخذه للتملك ضمنه (وإن وجده) اللتقط (ف الضر فهو‬
‫مي بي الشياء الثلثة فيه) والراد الثلثة السابقة فيما ل يتنع‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام اللق يط و هو صب منبوذ ل كا فل له من أب أو جد أو ما يقوم مقامه ما‪،‬‬


‫ويلحكق بالصكب كمكا قال بعضهكم الجنون البالغ (وإذا وجكد لقيكط) بعنك ملقوط (بقارعكة الطريكق‬
‫فأخذه) منها (وتربيته وكفالته واجبة على الكفاية) فإذا التقطه بعض من هو أهل لضانة اللقيط سقط‬
‫الث عن الباقي‪ ،‬فإن ل يلتقطه أحد أث الميع‪ ،‬ولو علم به واحد فقط تعي عليه‪ ،‬ويب ف الصح‬
‫الشهاد على التقاطه‪ ،‬وأشار الصنف لشرط اللتقط بقوله (ول يقر) اللقيط (إل بيد أمي) حر مسلم‬
‫رشيد‪( .‬فإن وجد معه) أي اللقيط (مال أنفق عليه الاكم منه) ول ينفق اللتقط عليه منه إل بإذن‬
‫الا كم (وإن ل يو جد م عه) أي اللق يط (مال فنفق ته) كائ نة ( ف ب يت الال) إن ل ي كن له مال عام‬
‫كالوقف على اللقطي‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام الوديعة هي فعيلة من ودع إذا ترك وتطلق لغة على الش يء الودع عند غ ي‬
‫صكاحبه للحفكظ‪ ،‬وتطلق شرعا على العقكد القتضكي للسكتحفاظ (والوديعكة أمانكة) فك يكد الوديكع‬
‫(ويستحب قبول ا ل ن قام بالمانة فيها) إن كان ث غيه وإل وجب قبول ا كما أطلقه ج ع‪ .‬قال ف‬
‫الروضة كأصلها‪ ،‬وهذا ممول على أصل القبول دون إتلف منفعته وحرزه مانا (ول يضمن) الوديع‬
‫الودي عة (إل بالتعدي) في ها و صور التعدي كثية مذكورة ف الطولت من ها أن يودع الودي عة ع ند‬
‫غيه بل إذن من الالك‪ ،‬ول عذر من الود يع ومن ها أن ينقل ها من ملة أو دار إل أخرى دون ا ف‬
‫الرز‪( .‬وقول الودع) بفتح الدال (مقبول ف ردها على الودع) بكسر الدال (وعليه) أي الوديع (أن‬
‫يفظ ها ف حرز مثل ها) فإن ل يف عل ض من (وإذا طولب ب ا) أي الود يع بالودي عة (فلم يرج ها مع‬
‫القدرة عليها حت تلفت ضمن) فإن أخر إخراجها لعذر ل يضمن‪.‬‬

‫كتاب أحكام الفرائض والوصايا‬


‫والفرائض ج ع فري ضة بع ن مفرو ضة من الفرض‪ ،‬بع ن التقد ير‪ .‬والفري ضة شرعا ا سم ن صيب‬
‫مقدر لستحقه‪ ،‬والوصايا جع وصية من وصيت الشيء بالشيء‪ ،‬إذا وصلته به‪ ،‬والوصية شرعا تبع‬
‫بق مضاف لا بعد الوت (والوارثون من الرجال) الجمع على إرثهم (عشرة) بالختصار وبالبسط‬
‫خ سة ع شر‪ ،‬و عد ال صنف العشرة بقوله (ال بن وا بن ال بن وإن سفل والب وال د وإن عل والخ‬
‫وا بن الخ وإن ترا خى وال عم وا بن ال عم وإن تباعدا والزوج والول الع تق) ولو اجت مع كل الرجال‬
‫ورث من هم ثل ثة الب وال بن والزوج ف قط‪ ،‬ول يكون ال يت ف هذه ال صورة إل امرأة (والوارثات‬
‫من الن ساء) الج مع على إرث هن ( سبع) بالخت صار وبالب سط عشرة و عد ال صنف ال سبع ف قوله‪:‬‬
‫(الب نت وب نت ال بن) وإن سفلت (والم والدة) وإن علت (وال خت والزو جة والولة العت قة) ولو‬
‫اجتمع كل النساء فقط ورث منهن خس البنت‪ ،‬وبنت البن والم والزوجة والخت الشقيقة‪ ،‬ول‬
‫يكون اليت ف هذه الصورة إل رجلً (ومن ل يسقط) من الورثة (بال خسة الزوجان) أي الزوج‬
‫والزوجكة (والبوان) أي الب والم (وولد الصكلب) ذكرا كان أو أنثكى‪( .‬ومكن ل يرث بال سكبعة‬
‫العبد) والمة ولو عب بالرقيق لكان أول (والدبر وأم الولد والكاتب) وأما الذي بعضه حر إذا مات‬
‫عن مال ملكه ببعضه الر‪ ،‬ورثه قريبه الر‪ ،‬وزوجته ومعتق بعضه (والقاتل) ل يرث من قتله سواء‬
‫كان قتله مضمونا أم ل (والرتد) ومثله الزنديق‪ ،‬وهو من يفي الكفر ويظهر السلم (وأهل ملتي)‬
‫فل يرث مسلم من كافر ول عكسه ويرث الكافر الكافر‪ ،‬وإن اختلفت ملتهما كيهودي ونصران‪،‬‬
‫ول يرث حر ب من ذمي وعك سه‪ ،‬والر تد ل يرث من مر تد‪ ،‬ول من م سلم ول من كا فر (وأقرب‬
‫العصبات) وف بعض النسخ والعصبة وأريد با من ليس له حال تعصيبه سهم مقدر من الجمع على‬
‫توريثهم وسبق بيانم‪ .‬وإنا اعتب السهم حال التعصيب ليدخل الب والد‪ ،‬فإن لكل منهما سهما‬
‫مقدرا ف غي التعصيب‪ ،‬ث عد الصنف القربية ف قوله (البن ث ابنه ث الب ث أبوه ث الخ للب‬
‫والم ث الخ للب ث ابن الخ للب والم ث ابن الخ للب) وقوله (ث العم على هذا الترتيب ث‬
‫ابنه) أي فيقدم العم للبوين ث للب ث بنوها كذلك‪ ،‬ث يقدم عم الب من البوين ث من الب ث‬
‫بنوها كذلك ث يقدم عم الد من البوين‪ ،‬ث من الب وهكذا (فإذا عدمت العصبات) من النسب‬
‫وال يت عت يق (فالول الع تق) ير ثه بالع صوبة ذكرا كان الع تق أو أن ثى‪ .‬فإن ل يو جد للم يت ع صبة‬
‫بالنسب‪ ،‬ول عصبة بالولء فماله لبيت الال‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬والفروض القدرة و ف ب عض الن سخ والفروض الذكورة ( ف كتاب ال تعال ستة) ل‬
‫يزاد عليها‪ ،‬ول ينقص منها إل لعارض كالعول‪ .‬والستة هي (النصف والربع والثمن والثلثان والثلث‬
‫والسدس) وقد يعب الفرضيون عن ذلك بعبارة متصرة‪ ،‬وهي الربع والثلث وضعف كل ونصف كل‬
‫(فالنصف فرض خسة البنت وبنت البن) إذا انفرد كل منهما عن ذكر يعصبها (والخت من الب‬
‫والم والخت من الب) إذا انفرد كل منهما عن ذكر يعصبها (والزوج إذا ل يكن معه ولد) ذكرا‬
‫كان الولد أو أن ثى‪ ،‬ول ولد ا بن (والر بع فرض اثن ي الزوج مع الولد أو ولد ال بن) سواء كان ذلك‬
‫الولد منه أو من غيه (وهو) أي الربع (فرض الزوجة) والزوجتي (والزوجات مع عدم الولد أو ولد‬
‫ال بن) والف صح ف الزو جة حذف التاء‪ ،‬ول كن إثبات ا ف الفرائض أح سن للتمي يز (والث من فرض‬
‫الزو جة) والزوجت ي والزوجات ( مع الولد أو ولد ال بن) يشتر كن كل هن ف الث من (والثلثان فرض‬
‫أربعة البنتي) فأكثر (وبنت البن) فأكثر وف بعض النسخ وبنات البن (والختي من الب والم)‬
‫فأكثر (والختي من الب) فأكثر وهذا عند انفراد كل منهما عن إخوتن‪ ،‬فإن كان معهن ذكر فقد‬
‫يزدن على الثلث ي‪ ،‬ك ما لو ك نّ عشرا والذ كر واحدا‪ ،‬فل هن عشرة من اث ن ع شر‪ ،‬و هي أك ثر من‬
‫ثلثيها‪ ،‬وقد ينقصن كبنتي مع ابني (والثلث فرض اثني الم إذا ل تجب) وهذا إذا ل يكن للميت‬
‫ولد‪ ،‬ول ولد ا بن أو اثنان من الخوة والخوات‪ ،‬سواء كن أشقاء أو لب أو لم (و هو) أي الثلث‬
‫(للثني فصاعدا من الخوة والخوات من ولد الم) ذكورا كانوا أو إناثا أو خناثى‪ ،‬أو البعض كذا‬
‫والبعكض كذا (والسكدس فرض سكبعة الم مكع الولد أو ولد البكن أو اثنيك فصكاعدا مكن الخوة‬
‫والخوات) ول فرق بيك الشقاء وغيهكم‪ ،‬ول بيك كون البعكض كذا والبعكض كذا‪( .‬وهكو) أي‬
‫ال سدس (للجدة ع ند عدم الم) وللجدت ي والثلث (ولب نت ال بن مع ب نت ال صلب) لتكل مة الثلث ي‬
‫(وهو) أي السدس (للخت من الب مع الخت من الب والم) لتكملة الثلثي (وهو) أي السدس‬
‫(فرض الب مع الولد أو ولد ال بن) ويد خل ف كلم ال صنف ما لو خلف ال يت بنتا وأبا‪ ،‬فللب نت‬
‫الن صف‪ ،‬وللب ال سدس فرضا والبا قي تع صيبا (وفرض ال د) الوارث (ع ند عدم الب) و قد يفرض‬
‫لل جد ال سدس أيضا مع الخوة ك ما لو كان م عه ذو فرض‪ ،‬وكان سدس الال خيا له من القا سة‪،‬‬
‫ومن ثلث الباقي كبنتي وجد وثلثة إخوة‪( .‬وهو أي السدس) فرض الواحد من ولد الم ذكرا كان‬
‫أو أنثى (وتسقط الدات) سواء قربن أو بعدن (بالم) فقط (و) تسقط (الجداد بالب ويسقط ولد‬
‫الم) أي الخ للم (مكع) وجود (أربعكة الولد) ذكرا كان أو أنثكى أو خنثكى (و) مكع (ولد البكن)‬
‫كذلك (و) مع (الب وال د) وإن عل (وي سقط الخ للب والم مع ثل ثة ال بن وا بن ال بن) وإن‬
‫سفل (و) مع (الب وي سقط ولد الب) بأرب عة (بؤلء الثل ثة) ال بن وا بن ال بن والب (وبالخ‬
‫للب والم وأربعة يعصبون أخواتم) أي الناث للذكر مثل حظ النثيي (البن وابن البن والخ من‬
‫الب والم والخ من الب) أ ما الخ من الم فل يع صب أخ ته بل ل ما الثلث (وأرب عة يرثون دون‬
‫أخوات م و هم العمام وب نو العمام وب نو الخوة وع صبات الول الع تق) وإن ا انفردوا عن أخوان م‬
‫لنم عصبة وارثون وأخواتم من ذوي الرحام ل يرثون‪.‬‬

‫(فصكل)‪ :‬فك أحكام الوصكية وسكبق معناهكا لغكة وشرعا أوائل كتاب الفرائض‪ ،‬ول يشترط فك‬
‫الوصى به أن يكون معلوما وموجودا (و) حينئذ (توز الوصية بالعلوم والجهول) كاللب ف الضرع‬
‫(وبالوجود والعدوم) كالو صية بث مر هذه الشجرة ق بل وجود الثمرة (و هي) أي الو صية ( من الثلث)‬
‫أي ثلث مال الوصى (فإن زاد) على الثلث (وقف) الزائد (على إجازة الورثة) الطلقي التصرف‪ ،‬فإن‬
‫أجازوا فإجازتمك تنفيكذ للوصكية بالزائد‪ ،‬وإن ردوه بطلت فك الزائد (ول توز الوصكية لوارث) وإن‬
‫كانت ببعض الثلث (إل أن ييزها باقي الور ثة) الطلق ي التصرف وذكر ال صنف شرط الو صي ف‬
‫قوله (وتصح) وف بعض النسخ‪ ،‬وتوز (الوصية من كل بالغ عاقل) أي متار حر وإن كان كافرا أو‬
‫مجورا عل يه ب سفه‪ ،‬فل ت صح و صية منون ومغ مى عل يه‪ ،‬و صب ومكره وذ كر شرط الو صى له إذا‬
‫كان معينا ف قوله (ل كل متملك) أي ل كل من يت صور له اللك من صغي و كبي وكا مل ومنون‪،‬‬
‫وحل موجود عند الوصية بأن ينفصل لقل من ستة أشهر من وقت الوصية‪ ،‬وخرج بعي ما إذا كان‬
‫للمو صى له ج هة عا مة‪ ،‬فإن الشرط ف هذا أن ل تكون الو صية ج هة مع صية كعمارة كني سة من‬
‫مسلم أو كافر للتعبد فيها (و) تصح الوصية (ف سبيل ال تعال) وتصرف للغزاة وف بعض النسخ‬
‫بدل سبيل ال‪ ،‬و ف سبيل الب أي كالو صية للفقراء أو لبناء م سجد (وت صح الو صية) أي الي صاء‬
‫بقضاء الديون وتنف يذ الو صايا والن ظر ف أ مر الطفال (إل من) أي ش خص (اجتم عت ف يه خ س‬
‫خصال‪ :‬السلم والبلوغ والعقل والرية والمانة) واكتفى با الصنف عن العدالة‪ ،‬فل يصح اليصاء‬
‫لضداد من ذكر‪ ،‬لكن الصح جواز وصية ذمي إل ذمي عدل ف دينه على أولده الكفار‪ ،‬ويشترط‬
‫ل ل ي صح الي صاء‬‫أيضا ف الو صي أن ل يكون عاجزا عن الت صرف‪ ،‬فالعا جز ع نه ل كب أو هرم مث ً‬
‫إليه‪ ،‬وإذا اجتمعت ف أم الطفل الشرائط الذكورة‪ ،‬فهي أول من غيها‪.‬‬

‫كتاب أحكام النكاح وما يتعلق به‬


‫و ف ب عض الن سخ و ما يت صل به ( من الحكام والقضا يا) وهذه الكل مة ساقطة من ب عض ن سخ‬
‫ال ت‪ ،‬والنكاح يطلق ل غة على ال ضم والو طء والع قد‪ ،‬ويطلق شرعا على ع قد مشت مل على الركان‬
‫والشروط (والنكاح مستحب لن يتاج إليه) بتوقان نفسه للوطء ويد أهبته كمهر ونفقة‪ ،‬فإن فقد‬
‫اله بة ل ي ستحب له النكاح (ويوز لل حر أن ي مع ب ي أر بع حرائر) ف قط إل أن تتع ي الواحدة ف‬
‫حقه كنكاح سفيه ونوه ما يتوقف على الاجة (و) يوز (للعبد) ولو مدبرا أو مبعضا أو مكاتبا أو‬
‫معلقا عتقه بصفة (أن يمع بي اثنتي) أي زوجتي فقط (ول ينكح الر أمة) لغيه (إل بشرطي عدم‬
‫صكداق الرة) أو فقكد الرة أو عدم رضاهكا بكه (وخوف العنكت) أي الزنك مدة فقكد الرة‪ ،‬وترك‬
‫الصنف شرطي آخرين‪ ،‬أحدها أن ل يكون تته حرة مسلمة أو كتابية تصلح للستمتاع‪ .‬والثان‬
‫إسلم المة الت ينكحها الر‪ ،‬فل يل لسلم أمة كتابية‪ ،‬وإذا نكح أمة بالشروط الذكورة‪ ،‬ث أيسر‬
‫ون كح حرة ل ينفسخ نكاح المة (ون ظر الر جل إل الرأة على سبعة أضرب أحد ها نظره) ولو كان‬
‫شيخا هرما عاجزا عن الوطء (إل أجنبية لغي حاجة) إل نظرها (فغي جائز) فإن كان النظر لاجة‬
‫كشهادة عليها جاز (والثان نظره) أي الرجل (إل زوجته وأمته فيجوز أن ينظر) من كل منهما (إل‬
‫ما عدا الفرج منهما) أما الفرج فيحرم نظره‪ ،‬وهذا وجه ضعيف والصح جواز النظر إليه‪ ،‬لكن مع‬
‫الكراهة (والثالث نظره إل ذوات مار مه) بن سب أو رضاع أو م صاهرة (أو أمته الزو جة فيجوز) أن‬
‫ين ظر (في ما عدا ما ب ي ال سرة والرك بة) أ ما الذي بينه ما فيحرم نظره (والرا بع الن ظر) إل الجنب ية‬
‫(لجل) حاجة (النكاح فيجوز) للشخص عند عزمه على نكاح امرأة النظر (إل الوجه والكفي) منها‬
‫ظاهرا و باطنا وإن ل تأذن له الزوجكة فك ذلك‪ ،‬وينظكر مكن المكة على ترجيكح النووي عنكد قصكد‬
‫خطبتها ما ينظره من الرة (والامس النظر للمداواة فيجوز) نظر الطبيب من الجنبية (إل الواضع‬
‫ال ت يتاج إلي ها) ف الداواة ح ت مداواة الفرج‪ ،‬ويكون ذلك بضور مرم أو زوج أو سيد‪ ،‬وأن ل‬
‫تكون هناك امرأة تعالها‪( .‬والسادس النظر للشهادة) عليها فينظر الشاهد فرجها عند شهادته بزناها‬
‫أو ولدت ا‪ ،‬فإن تع مد الن ظر لغ ي الشهادة ف سق وردت شهاد ته (أو) الن ظر (للمعاملة) للمرأة ف ب يع‬
‫وغيه (فيجوز النظر) أي نظره لا وقوله (إل الوجه) منها (خاصة) يرجع للشهادة والعاملة (والسابع‬
‫الن ظر إل ال مة ع ند ابتياع ها) أي شرائ ها (فيجوز) الن ظر (إل الوا ضع ال ت يتاج إل تقليب ها) فين ظر‬
‫أطرافها وشعرها ل عورتا‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬في ما ل ي صح النكاح إل به (ول ي صح ع قد النكاح إل بول عدل) و ف ب عض الن سخ‬
‫بول ذكر‪ ،‬وهو احتراز عن النثى‪ ،‬فإنا ل تزوج نفسها ول غيها (و) ل يصح عقد النكاح أيضا إل‬
‫بضور (شاهدي عدل) وذككر الصكنف شرط ككل مكن الول والشاهديكن فك قوله (ويفتقكر الول‬
‫والشاهدان إل ستة شرائط) الول (السلم) فل يكون ول الرأة كافرا إل فيما يستثنيه الصنف بعد‪.‬‬
‫(و) الثا ن (البلوغ) فل يكون ول الرأة صغيا‪( .‬و) الثالث (الع قل) فل يكون ول الرأة منونا سواء‬
‫أط بق جنو نه أو تق طع‪( .‬و) الرا بع (الر ية) فل يكون للول عبدا ف إياب النكاح‪ ،‬ويوز أن يكون‬
‫قابلً فك النكاح (و) الامكس (الذكورة) فل تكون الرأة والنثكى ولييك (و) السكادس (العدالة) فل‬
‫يكون الول فاسقا‪ ،‬واستثن الصنف من ذلك ما تضمنه قوله (إل أنه ل يفتقر نكاح الذمية إل إسلم‬
‫الول ول) يفتقر (نكاح المة إل عدالة السيد) فيجوز كونه فاسقا وجيع ما سبق ف الول يعتب ف‬
‫شاهدي النكاح‪ ،‬وأمكا العمكى فل يقدح فك الوليكة فك الصكح (وأول الولة) أي (أحكق الولياء‬
‫بالتزو يج الب ث ال د أ بو الب) ث أبوه وهكذا ويقدم القرب من الجداد على الب عد ( ث الخ‬
‫للب والم) ولو عب بالشقيق لكان أخصر (ث الخ للب ث ابن الخ للب والم) وإن سفل (ث ابن‬
‫الخ للب) وإن سفل (ث العم) الشقيق ث العم للب (ث ابنه) أي ابن كل منهما وإن سفل (على‬
‫هذا الترتيب) فيقدم ابن العم الشقيق على ابن العم للب (فإذا عدمت العصبات) من النسب (فالول‬
‫الع تق) الذ كر ( ث ع صباته) على ترت يب الرث أ ما الولة العت قة إذا كا نت ح ية‪ ،‬فيزوج عتيق ها من‬
‫يزوج العت قة بالترت يب ال سابق ف أولياء الن سب‪ ،‬فإذا ما تت العت قة زوج عتيقت ها من له الولء على‬
‫العتقة‪ ،‬ث ابنه ث ابن ابنه (ث الاكم) يزوج عند فقد الولياء من النسب والولء‪ ،‬ث شرع الصنف ف‬
‫بيان الطبة بكسر الاء‪ .‬وهي التماس الاطب من الخطوبة النكاح فقال (ول يوز أن يصرح بطبة‬
‫معتدة) عن وفاة أو طلق بائن أو رجعي‪ ،‬والتصريح ما يقطع بالرغبة ف النكاح كقوله للمعتدة أريد‬
‫نكاحك (ويوز) إن ل تكن العتدة عن طلق رجعي (أن يعرض لا) بالطبة (و ينكحها بعد انقضاء‬
‫عدتا) والتعريض ما ل يقطع بالرغبة ف النكاح‪ ،‬بل يتملها كقول الاطب للمرأة رب راغب فيك‪،‬‬
‫أما الرأة اللية عن موانع النكاح‪ ،‬وعن خطبة سابقة‪ ،‬فيجوز خطبتها تعريضا وتصريا (والنساء على‬
‫ضربي ثيبات وأبكار) والثيب من زالت بكارتا بوطء حلل أو حرام والبكر عكسها (فالبكر يوز‬
‫للب والدك) عنكد عدم الب أصكلً أو عدم أهليتكه (إجبارهكا) أي البككر (على النكاح) إن وجدت‬
‫شروط الجبار بكون الزوجة غي موطوءة بقبل‪ ،‬وأن تزوج بكفء بهر مثلها من نقد البلد (والثيب‬
‫يوز) لوليها (تزويها إل بعد بلوغها وإذنا) نطقا ل سكوتا‪.‬‬

‫(فصل‪ :‬والحرمات) أي الحرم نكاحهن (بالنص أربع عشرة) وف بعض النسخ أربعة عشر (سبع‬
‫بالن سب و هن الم وإن علت والب نت وإن سفلت) أ ما الخلو قة من ماء ز ن ش خص‪ ،‬فت حل له على‬
‫الصح لكن مع الكراهة وسواء كانت الزن با مطاوعة أو ل‪ ،‬وأما الرأة فل يل لا ولدها من الزن‬
‫(وال خت) شقي قة كا نت أو لب أو لم (والالة) حقي قة أو بوا سطة كخالة الب أو الم (والع مة)‬
‫حقي قة أو بوا سطة كع مة الب (وب نت الخ) وبنات أولده من ذ كر وأن ثى (وب نت ال خت) وبنات‬
‫أولد ها من ذ كر وأن ثى‪ ،‬وع طف ال صنف على قوله سابقا سبع قوله ه نا (واثنتان) أي الحرمات‬
‫بالنص اثنتان (بالرضاع) وها (الم الرضعة والخت من الرضاع) وإنا اقتصر الصنف على الثنتي‬
‫للنص عليهما ف الية‪ ،‬وإل فالسبع الحرمة بالنسب ترم بالرضاع أيضا كما سيأت التصريح به ف‬
‫كلم الت (و) الحرمات بالنص (أربع بالصاهرة) وهن (أم الزوجة) وإن علت أمها سواء من نسب‬
‫أو رضاع سواء وقع دخول الزوج بالزوجة أم ل (والربيبة) أي بنت الزوجة (إذا دخل بالم وزوجة‬
‫الب) وإن عل (وزوجة البن) وإن سفل والحرمات السابقة حرمتها على التأبيد (وواحدة) حرمتها‬
‫ل على التأبيد بل (من جهة المع) فقط (وهي أخت الزوجة) فل يمع بينها وبي أختها من أب أو‬
‫أم بينه ما بن سب أو رضاع ولو رض يت أخت ها بال مع (ول ي مع) أيضا (ب ي الرأة وعمت ها ول ب ي‬
‫الرأة وخالتها) فإن جع الشخص بي من حرم المع بينهما بعقد واحد نكحهما فيه بطل نكاحهما‪،‬‬
‫أو ل يمكع بينهمكا‪ ،‬بكل نكحهمكا مرتبا‪ ،‬فالثانك هكو الباطكل إن علمكت السكابقة فإن جهلت بطكل‬
‫نكاحهما‪ ،‬وإن علمت السابقة ث نسيت منع منهما‪ ،‬ومن حرم جعهما بنكاح حرم جعهما أيضا ف‬
‫الوطكء بلك اليميك‪ ،‬وكذا لو كانكت إحداهاك زوجكة والخرى ملوككة‪ ،‬فإن وطىء واحدة مكن‬
‫الملوكتي حرمت الخرى حت يرم الول بطريق من الطرق‪ ،‬كبيعها وتزويها‪ ،‬وأشار لضابط كلي‬
‫بقوله (ويرم من الرضاع ما يرم من النسب) وسبق أن الذي يرم من النسب سبع‪ ،‬فيحرم بالرضاع‬
‫تلك السبع أيضا‪ ،‬ث شرع ف عيوب النكاح الثبتة للخيار فيه فقال (وترد الرأة) أي الزوجة (بمسة‬
‫عيوب) أحد ها (بالنون) سواء أط بق أو تق طع ق بل العلج أو ل فخرج الغماء‪ ،‬فل يث بت به اليار‬
‫ف فسخ النكاح‪ ،‬ولو دام خلفا للمتول (و) ثانيها بوجود (الذام) بذال معجمة وهو علة يمر منها‬
‫العضو ث يسود ث يتقطع ث يتناثر (و) الثالث بوجود (البص) وهو بياض ف اللد يذهب دم اللد‬
‫وما تته من اللحم‪ ،‬فخرج البهق وهو ما يغي اللد من غي إذهاب دمه فل يثبت به اليار (و) الرابع‬
‫بوجود (الرتق) وهو انسداد مل الماع بلحم (و) الامس بوجود (القرن) وهو انسداد مل الماع‬
‫بعظكم‪ ،‬ومكا عدا هذه العيوب كالبخكر والصكنان ل يثبكت بكه اليار (ويرد الرجكل أيضا) أي الزوج‬
‫(بمسة عيوب بالنون والذام والبص) وسبق معناها (و) بوجود (ال بّ) وهو قطع الذكر كله أو‬
‫بعضه‪ ،‬والباقي منه دون الشفة فإن بقي قدرها فأكثر فل خيار (و) بوجود (العنة) وهي بضم العي‬
‫ع جز الزوج عن الوطء ف القبل لسقوط القوة الناشرة لضعف ف قلبه أو آلته‪ ،‬ويشترط ف العيوب‬
‫الذكورة الرفكع فيهكا إل القاضكي‪ ،‬ول ينفرد الزوجان بالتراضكي بالفسكخ فيهكا كمكا يقتضيكه كلم‬
‫الاوردي وغيه لكن ظاهر النصّ خلفه‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الصداق وهو بفتح الصاد أفصح من كسرها مشتق من الصدق بفتح الصاد‪،‬‬
‫وهكو اسكم لشديكد الصكلب وشرعا اسكم لال واجكب على الرجكل بنكاح أو وطكء شبهكة أو موت‬
‫(ويستحب تسمية الهر ف) عقد (النكاح) ولو ف نكاح عبد السيد أمته‪ ،‬ويكفي تسمية أي شيء‬
‫كان ولكن يسن عدم النقص عن عشرة دراهم‪ ،‬وعدم الزيادة على خ سمائة درهم خالصة‪ ،‬وأشعر‬
‫قوله ي ستحب بواز إخلء النكاح عن ال هر‪ ،‬و هو كذلك (فإن ل ي سم) ف ع قد النكاح م هر ( صح‬
‫العقد) وهذا معن التفويض ويصدر تارة من الزوجة البالغة الرشيدة كقولا لوليها‪ :‬زوجن بل مهر أو‬
‫على أن ل م هر ل‪ ،‬فيزوج ها الول وين في ال هر أو ي سكت ع نه‪ ،‬وكذا لو قال سيد ال مة لش خص‬
‫زوجتك أمت ونفى الهر أو سكت (و) إذا صح التفويض (وجب الهر) فيه (بثلثة أشياء) وهي (أن‬
‫يفرضه الزوج على نفسه) وترضى الزوجة با فرضه (أو يفرضه الاكم) على الزوج ويكون الفروض‬
‫عليه مهر الثل‪ ،‬ويشترط علم القاضي بقدره أما رضا الزوجي با يفرضه فل يشترط (أو يدخل) أي‬
‫الزوج (ب ا) أي الزو جة الفو ضة ق بل فرض من الزوج أو الا كم (في جب) ل ا (م هر ال ثل) بن فس‬
‫الدخول ويع تب هذا ال هر بال الع قد ف ال صح‪ ،‬وإن مات أ حد الزوج ي ق بل فرض وو طء‪ ،‬و جب‬
‫مهر مثل ف الظهر‪ ،‬والراد بهر الثل قدر ما يرغب به ف مثلها عادة (وليس لقل الصداق) حد معي‬
‫ف القلة (ول لكثره حد) معي ف الكثرة بل الضابط ف ذلك أن كل شيء صح جعله ثنا من عي‬
‫أو منف عة صح جعله صداقا‪ ،‬و سبق أن ال ستحب عدم الن قص عن عشرة درا هم‪ ،‬وعدم الزيادة على‬
‫خسكمائة درهكم‪ ،‬ويوز أن يتزوجهكا على منفعكة معلومكة كتعليمهكا القرآن (ويسكقط بالطلق قبكل‬
‫الدخول ن صف ال هر) أ ما ب عد الدخول ولو مرة واحدة‪ ،‬في جب كل ال هر‪ ،‬ولو كان الدخول حراما‬
‫كو طء الزوج زوج ته حال إحرام ها أو حيض ها‪ ،‬وي ب كل ال هر ك ما سبق بوت أ حد الزوج ي ل‬
‫بلوة الزوج ب ا ف الد يد‪ ،‬وإذا قتلت الرة نف سها ق بل الدخول ب ا‪ ،‬ل ي سقط مهر ها بلف ما لو‬
‫قتلت المة نفسها‪ ،‬أو قتلها سيدها قبل الدخول فإنه يسقط مهرها‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬والولي مة على العرس م ستحبة والراد ب ا طعام يت خذ للعرس‪ .‬وقال الشاف عي‪ :‬ت صدق‬
‫الوليمة على كل دعوة لادث سرور وأقلها للمكثر شاة وللمقل ما تيسر‪ .‬وأنواعها كثية مذكورة ف‬
‫الطولت (والجابة إليها) أي وليمة العرس (واجبة) أي فرض عي ف الصح‪ ،‬ول يب الكل منها‬
‫ف الصح‪ ،‬أما الجابة لغي وليمة العرس من بقية الولئم‪ ،‬فليست فرض عي‪ ،‬بل هي سنة وإنا تب‬
‫الجابكة لوليمكة العرس أو تسكن لغيهكا بشرط أن ل يصك الداعكي الغنياء بالدعوة‪ ،‬بكل يدعوهكم‬
‫والفقراء وأن يدعوهم ف اليوم الول‪ ،‬فإن أول ثلثة أيام ل تب الجابة ف اليوم الثان‪ ،‬بل تستحب‬
‫وتكره ف اليوم الثالث وبقية الشروط مذكورة ف الطولت وقوله (إل من عذر) أي مانع من الجابة‬
‫للوليمة كأن يكون ف موضع الدعوة من يتأذى به الدعو أو ل تليق به مالسته‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام الق سم والنشوز والول من ج هة الزوج والثا ن من ج هة الزو جة‪ ،‬ومع ن‬
‫نشوزها ارتفاعها عن أداء الق الواجب عليها‪ ،‬وإذا كان ف عصمة شخص زوجتان فأكثر ل يب‬
‫عليه القسم بينهما‪ ،‬أو بينهن حت لو أعرض عنهن أو عن الواحدة‪ ،‬فلم يبت عندهن أو عندها ل يأث‪،‬‬
‫ولككن يسكتحب أن ل يعطلهكن مكن البكيت‪ ،‬ول الواحدة أيضا بأن يكبيت عندهكن أو عندهكا وأدنك‬
‫درجات الواحدة أن ل يليها كل أربع ليال عن ليلة (والتسوية ف القسم بي الزوجات واجبة) وتعتب‬
‫التسوية بالكان تارة وبالزمان أخرى‪ ،‬أما الكان فيحرم المع بي الزوجتي فأكثر ف مسكن واحد‬
‫إل بالر ضا‪ ،‬وأ ما الزمان ف من ل ي كن حار سا مثلً فعماد الق سم ف ح قه الل يل والنهار ت بع له‪ ،‬و من‬
‫كان حارسا فعماد القسم ف حقه النهار والليل تبع له (ول يدخل) الزوج ليلً (على غي القسوم لا‬
‫لغي حاجة) فإن كان لاجة كعبادة ونوها ل ينع من الدخول وحينئذ إن طال مكثه‪ ،‬قضى من نوبة‬
‫الدخول عليها مثل مكثه‪ ،‬فإن جامع قضى زمن الماع ل نفس الماع إل إن قصر زمنه فل يقضيه‬
‫(وإذا أراد) من ف عصمته زوجات (السفر أقرع بينهن وخرج) أي سافر (بالت ترج لا القرعة) ول‬
‫يق ضي الزوج ال سافر للمتخلفات مدة سفره ذهابا‪ ،‬فإن و صل مق صده و صار مقيما بأن نوى إقا مة‬
‫مؤثرة أول سفره‪ ،‬أو عند وصول مقصده‪ ،‬أو قبل وصوله قضى مدة القامة إن ساكن الصحوبة معه‬
‫ف السفن كما قال الاوردي وإل ل يقض‪ ،‬أما مدة الرجوع‪ ،‬فل يب على الزوج قضاؤها بعد إقامته‬
‫(وإذا تزوج) الزوج (جديدة خصها) حتما ولو كانت أمة‪ ،‬وكان عند الزوج غي الديدة وهو يبيت‬
‫عندهكا (بسكبع ليال) متواليات (إن كانكت) تلك الديدة (بكرا) ول يقضكي للباقيات (و) خصكها‬
‫(بثلث) متواليات (إن كانكت) تلك الديدة (ثيبا) فلو فرق الليال بنومكه ليلة عنكد الديدة وليلة فك‬
‫م سجد مثلً ل ي سب ل ا ذلك‪ ،‬بل يو ف الديدة حق ها متواليا‪ ،‬ويق ضي ما فر قه للباقيات‪( .‬وإذا‬
‫خاف) الزوج (نشوز الرأة) وفك بعكض النسكخ وإذا بان نشوز الرأة أي ظهكر (وعظهكا) زوجهكا بل‬
‫ضرب ول هجر لا كقوله لا اتقي ال ف الق الواجب ل عليك‪ ،‬واعلمي أن النشوز مسقط للنفقة‪،‬‬
‫والقسم وليس الشتم للزوج من النشوز‪ ،‬بل تستحق به التأديب من الزوج ف الصح‪ ،‬ول يرفعها إل‬
‫القا ضي (فإن أ بت) ب عد الو عظ (إل النشوز هجر ها) ف مضجع ها و هو فراش ها‪ ،‬فل يضاجع ها ف يه‬
‫وهجرانا بالكلم حرام فيما زاد على ثلثة أيام‪ ،‬وقال ف الروضة إنه ف الجر بغي عذر شرعي وإل‬
‫فل ترم الزيادة على الثلثكة (فإن أقامكت عليكه) أي النشوز بتكرره منهكا (هجرهكا وضرباك) ضرب‬
‫تأديب لا‪ ،‬وإن أفضى ضربا إل التلف وجب الغرم (ويسقط بالنشوز قسمها ونفقتها)‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام اللع وهو بضم الاء العج مة مشتق من اللع بفتحها‪ ،‬وهو النع وشرعا‬
‫فرقككة بعوض مقصككود‪ ،‬فخرج اللع على دم ونوه (واللع جائز على عوض معلوم) مقدور على‬
‫تسكليمه فإن كان على عوض مهول كأن خالعهكا على ثوب غيك معيك بانكت بهكر الثكل (و) اللع‬
‫ال صحيح (تلك به الرأة نف سها ول رج عة له) أي الزوج (علي ها) سواء كان العوض صحيحا أو ل‬
‫وقوله (إل بنكاح جديد) ساقط ف أكثر النسخ (ويوز اللع ف الطهر وف اليض) ول يكون حراما‬
‫(ول يلحق الختلعة الطلق) بلف الرجعية فيلحقها‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الطلق وهو لغة حل القيد‪ ،‬وشرعا اسم لل قيد النكاح‪ ،‬ويشترط لنفوذه‬
‫التكليف والختيار‪ ،‬وأما السكران فينفذ طلقه عقوبة له (والطلق ضربان صريح وكناية) فالصريح‬
‫ما ل يتمل غي الطلق والكناية ما تتمل غيه‪ ،‬ولو تلفظ الزوج بالصريح وقال‪ :‬ل أرد به الطلق‬
‫ل يق بل قوله (فال صريح ثل ثة ألفاظ الطلق) و ما اش تق م نه كطلق تك وأ نت طالق ومطل قة (والفراق‬
‫والسراح) كفارقتك وأنت مفارقة وسرّحتك‪ ،‬وأنت مسرحة ومن الصريح أيضا اللع إن ذكر الال‬
‫وكذا الفاداة (ول يفتقر صريح الطلق إل النية) ويستثن الكره على الطلق‪ ،‬فصريه كناية ف حقه‬
‫إن نوى و قع‪ ،‬وإل فل (والكنا ية كل ل فظ احت مل الطلق وغيه ويفت قر إل الن ية) فإن نوى بالكنا ية‬
‫الطلق وقع وإل فل‪ ،‬وكناية الطلق كأنت برية خلية القي بأهلك وغي ذلك ما هو ف الطولت‬
‫(والنساء فيه) أي الطلق (ضربان ضرب ف طلقهن سنة وبدعة وهن ذوات اليض) وأراد الصنف‬
‫بالسنة الطلق الكائز‪ ،‬وبالبدعة الطلق الرام (فالسنة أن يوقع) الزوج (الطلق ف طهر غي مامع‬
‫فيه‪ .‬والبدعة أن يوقع) الزوج (الطلق ف اليض أو ف طهر جامعها فيه وضرب ليس ف طلقهن سنة‬
‫ول بدعة وهن أربع الصغية واليسة) وهي الت انقطع حيضها (والامل والختلعة الت ل يدخل با)‬
‫الزوج وينق سم الطلق باعتبار آ خر إل وا جب كطلق الول‪ ،‬ومندوب كطلق امرأة غ ي م ستقيمة‬
‫الال‪ ،‬كسكيئة اللق ومكروه‪ ،‬كطلق مسكتقيمة الال‪ ،‬وحرام كطلق البدعكة‪ ،‬وقكد سكبق وأشار‬
‫المام للطلق الباح بطلق من ل يهواها الزوج‪ ،‬ول تسمح نفسه بؤنتها بل استمتاع با‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف حكم طلق الر والعبد وغي ذلك (ويلك) الزوج (الر) على زوجته ولو كانت‬
‫أ مة (ثلث تطليقات و) يلك (الع بد) علي ها (تطليقت ي) ف قط حرة كا نت الزو جة أو أ مة والب عض‬
‫والكا تب والدبر كالع بد ال قن (وي صح ال ستثناء ف الطلق إذا و صله به) أي و صل الزوج ل فظ‬
‫السكتثن بالسكتثن منكه اتصكالً عرفيا بأن يعدا فك العرف كلما واحدا‪ ،‬ويشترط أيضا أن ينوي‬
‫الستثناء قبل فراغ اليمي‪ ،‬ول يكفي التلفظ به من غي نية الستثناء‪ ،‬ويشترط أيضا عدم استغراق‬
‫ال ستثن ال ستثن م نه‪ ،‬فإن ا ستغرقه كأ نت طالق ثلثا إل ثلثا ب طل ال ستثناء (وي صح تعلي قه) أي‬
‫الطلق (بالصكفة والشرط) كإن دخلت الدار فأنكت طالق‪ ،‬فتطلق إذا دخلت(و) الطلق ل يقكع إل‬
‫على زوجة وحينئذ (ل يقع الطلق قبل النكاح) فل يصح طلق الجنبية تنجيزا كقوله لا طلقتك‪،‬‬
‫ول تعليقا كقوله لا‪ :‬إن تزوجتك فأنت طالق أو إن تزوجت فلنة فهي طالق (وأربع ل يقع طلقهم‬
‫ال صب والجنون) و ف معناه الغ مى عل يه (والنائم والكره) أي بغ ي حق فإن كان ب ق و قع و صورته‬
‫كما قال جع إكراه القاضي للمول بعد مدة اليلء على الطلق‪ ،‬وشرط الكراه قدرة الكره بكسر‬
‫الراء على تق يق ما هدد به الكره بفتح ها بول ية‪ ،‬وتغلب وع جز الكره بف تح الراء عن د فع الكره‬
‫بكسرها برب منه‪ ،‬أو استغاثة بن يلصه ونو ذلك‪ ،‬وظنه أنه إن امتنع ما أكره عليه فعل ما خوفه‬
‫به‪ ،‬ويصل الكراه بالتخويف بضرب شديد أو حبس أو إتلف مال ونو ذلك‪ ،‬وإذا ظهر من الكره‬
‫بف تح الراء قري نة اختيار بأن أكر هه ش خص على طلق ثلث‪ ،‬فطلق واحدة و قع الطلق‪ ،‬وإذا صدر‬
‫تعليق الطلق بصفة من مكلف‪ ،‬ووجدت تلك الصفة ف غي تكليف‪ ،‬فإن الطلق العلق با يقع با‪،‬‬
‫والسكران ينفذ طلقه كما سبق‪.‬‬
‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام الرج عة والرج عة بف تح الراء وح كي ك سرها‪ ،‬و هي ل غة الرة من الرجوع‪،‬‬
‫وشرعا رد الرأة إل النكاح ف عدة طلق غي بائن على وجه مصوص‪ ،‬وخرج بطلق وطء الشبهة‬
‫والظهار‪ ،‬فإن ا ستباحة الو طء فيه ما ب عد زوال الا نع ل ت سمى رج عة (وإذا طلق) ش خص (امرأ ته‬
‫واحدة أو اثنتي فله) بغي إذنا (مراجعتها ما ل تنقض عدتا) وتصل الرجعة من الناطق بألفاظ منها‬
‫راجع تك‪ ،‬و ما ت صرف من ها وال صح أن قول الرت ع ردد تك لنكا حي وأم سكتك عل يه صريان ف‬
‫الرجعة وأن قوله تزوجتك أو نكحتك كنايتان‪ ،‬وشرط الرتع إن ل يكن مرما أهلية النكاح بنفسه‪،‬‬
‫ل منهم ليس أهلً‬ ‫وحينئذ فتصح رجعة السكران ل رجعة الرتد‪ ،‬ول رجعة الصب والجنون‪ ،‬لن ك ّ‬
‫للنكاح بنفسه بلف السفيه والعبد فرجعتهما صحيحة من غي إذن الول والسيد‪ ،‬وإن توقف ابتداء‬
‫نكاحه ما على إذن الول وال سيد‪( ،‬فإن انق ضت عدت ا) أي الرجع ية ( حل له) أي زوج ها (نكاح ها‬
‫بعقد جديد وتكون معه) بعد العقد (على ما بقي من الطلق) سواء اتصلت بزوج غيه أم ل (فإن‬
‫طلقها) زوجها (ثلثا) إن كان حرا أو طلقتي إن كان عبدا قبل الدخول أو بعده (ل تل له إل بعد‬
‫وجود خسك شرائط) أحدهكا (انقضاء عدتاك منكه) أي الطلق‪( .‬و) الثانك (تزويهكا بغيه) تزويا‬
‫صحيحا‪( .‬و) الثالث (دخوله) أي الغي (با وإصابتها) بأن يول حشفته أو قدرها من مقطوعها بقبل‬
‫الرأة ل بدبرها بشرط النتشار ف الذكر‪ ،‬وكون الول من يكن جاعه ل طفلً‪( .‬و) الرابع (بينونتها‬
‫منه) أي الغي‪( .‬و) الامس (انقضاء عدتا منه)‪.‬‬

‫(فصكل)‪ :‬فك بيان أحكام اليلء وهكو لغكة مصكدر آل يؤل إيلء إذا حلف وشرعا حلف زوج‬
‫يصح طلقه ليمتنع من وطء زوجته ف قبلها مطلقا‪ ،‬أو فوق أربعة أشهر‪ ،‬وهذا العن مأخوذ من قول‬
‫الصكنف (وإذا حلف أن ل يطكأ زوجتكه) وطأً (مطلقا أو مدة) أي وطأً مقيدا بدة (تزيكد على أربعكة‬
‫أشهر فهو) أي الالف الذكور (مول) من زوجته سواء حلف بال تعال أو بصفة من صفاته أو علق‬
‫وطء زوجته بطلق‪ ،‬أو عتق كقوله‪ :‬إن وطئتك فأنت طالق‪ ،‬أو فعبدي حر فإذا وطىء طلقت وعتق‬
‫عليك صكلة أو صكوم أو حكج أو عتكق‪ ،‬فإنكه يكون موليا أيضا‬ ‫العبكد‪ ،‬وكذا لو قال إن وطئتكك فلله ّ‬
‫(ويؤ جل له) أي ي هل الول حتما حرا كان أو عبدا ف زوجة مطي قة للوطء (إن سألت ذلك أربعة‬
‫أش هر) وابتداؤ ها ف الزو جة من اليلء و ف الرجع ية من الرج عة ( ث) ب عد انقضاء هذه الدة (ي ي)‬
‫الول (بي الفيئة) بأن يول الول حشفته أو قدرها من مقطوعها بقبل الرأة (والتكفي) لليمي إن كان‬
‫حلفه بال تعال على ترك وطئها (أو الطلق) للمحلوف عليها (فإن امتنع) الزوج من الفيئة والطلق‬
‫(طلق عل يه الا كم) طل قة واحدة رجع ية فإن طلق أك ثر من ها ل ي قع‪ ،‬فإن امت نع من الفيئة ف قط أمره‬
‫الاكم بالطلق‪.‬‬
‫(فصل)‪ :‬ف بيان أحكام الظهار وهو لغة مأخوذ من الظهر وشرعا تشبيه الزوج زوجته غي البائن‬
‫بأن ثى ل ت كن حلله (والظهار أن يقول الر جل لزوج ته أ نت علي كظ هر أ مي) و خص الظ هر دون‬
‫الب طن مثلً‪ ،‬لن الظ هر مو ضع الركوب والزو جة مركوب الزوج (فإذا قال ل ا ذلك) أي أ نت عل يّ‬
‫كظهر أمي (ول يتبعه بالطلق صار عائدا) من زوجته (ولزمته) حينئذ (الكفارة) وهي مرتبة وذكر‬
‫الصنف بيان ترتيبها ف قوله (والكفارة عتق رقبة مؤمنة) مسلمة ولو بإسلم أحد أبويها (سليمة من‬
‫العيوب الضرة بالع مل والك سب) إضرارا بينا (فإن ل ي د) الظا هر الرق بة الذكورة بأن ع جز عن ها‬
‫ح سا أو شرعا (ف صيام شهر ين متتابع ي) ويع تب الشهران باللل‪ ،‬ولو ن قص كل منه ما عن ثلث ي‬
‫يوما ويكون صومهما بنية الكفارة من الليل‪ ،‬ول يشترط نية تتابع ف الصح (فإن ل يستطع) الظاهر‬
‫صوم الشهرين أو ل يستطع تتابعهما (فإطعام ستي مسكينا) أو فقيا (كل مسكي) أو فقي (مد) من‬
‫جنس الب الخرج ف زكاة الفطر‪ ،‬وحينئذ فيكون من غالب قوت بلد الكفر كب وشعي ل دقيق‬
‫و سويق‪ ،‬وإذا ع جز الك فر عن ال صال الثلث ا ستقرت الكفارة ف ذم ته‪ ،‬فإذا قدر ب عد ذلك على‬
‫خصلة فعلها‪ ،‬ولو قدر على بعضها كمد طعام أو بعض مد أخرجه (ول يل للمظاهر وطؤها) أي‬
‫زوجته الت ظاهر منها (حت يكفر) بالكفارة الذكورة‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف بيان أحكام القذف اللعان و هو ل غة مأخوذ من الل عن‪ ،‬أي الب عد‪ ،‬وشرعا كلمات‬
‫م صوصة جعلت ح جة للمض طر إل قذف من ل طخ فرا شه‪ ،‬وأل ق العار به (وإذا ر مى) أي قذف‬
‫(الرجل زوجته بالزن فعليه حد القذف) وسيأت أنه ثانون جلدة (إل أن يقيم) الرجل القاذف (البينة)‬
‫بز ن القذو فة (أو يل عن) الزو جة القذو فة و ف ب عض الن سخ أو يلت عن‪ ،‬أي بأ مر الا كم أو من ف‬
‫حكمه كالحكم (فيقول عند الاكم ف الامع على النب ف جاعة من الناس) أقلهم أربعة (أشهد‬
‫بال إنن لن الصادقي فيما رميت به زوجت) الغائبة (فلنة من الزن) وإن كانت حاضرة أشار لا‬
‫بقوله زوجتك هذه‪ ،‬وإن كان هناك ولد ينفيكه ذكره فك الكلمات فيقول (وإن هذا الولد مكن الزنك‬
‫وليكس منك) ويقول الل عكن هذه الكلمات (أربكع مرات ويقول فك) الرة (الامسكة بعكد أن يعظكه‬
‫الاكم) أو الحكم بتخويفه له من عذاب ال تعال ف الخرة‪ ،‬وأنه أشد من عذاب الدنيا (وعليّ لعنة‬
‫ال إن ك نت من الكاذب ي) في ما رم يت به هذه من الز ن وقول ال صنف على ال نب ف جا عة ل يس‬
‫بوا جب ف اللعان‪ ،‬بل هو سنة (ويتعلق بلعا نه) أي الزوج وإن ل تل عن الزو جة (خ سة أحكام)‬
‫أحدها (سقوط الد) أي حد القذف للزوجة اللعنة (عنه) إن كانت مصنة وسقوط التعزير عنه إن‬
‫كانت غي مصنة (و) الثان (وجوب الد عليها) أي حد زناها مسلمة كانت أو كافرة إن ل تلعن‬
‫(و) الثالث (زوال الفراش) و عب ع نه غ ي ال صنف بالفر قة الؤبدة‪ ،‬و هي حا صلة ظاهرا وباطنا وإن‬
‫كذب اللعن نفسه (و) الرابع (نفي الولد) عن اللعن‪ ،‬أما اللعنة فل ينتفي عنها نسب الولد (و)‬
‫الامس (التحري) للزوجة اللعنة (على البد) فل يل للملعن نكاحها ول وطؤها بلك اليمي‪ ،‬لو‬
‫كانت أمة واشتراها‪ ،‬وف الطولت زيادة على هذه المسة منها سقوط حضانتها ف حق الزوج إن‬
‫ل تلعن حت لو قذفها بعد ذلك بزن ل يد (ويسقط الد عنها بأن تلتعن) أي تلعن الزوج بعد‬
‫تام لعانه (فتقول) ف لعانا إن كان اللعن حاضرا (أشهد بال إن فلنا هذا لن الكاذبي فيما رمان‬
‫به من الز ن) وتكرر اللع نة هذا الكلم (أر بع مرات وتقول ف الرة الام سة) من لعان ا (ب عد أن‬
‫يعظها الا كم) أو الحكم بتخويفه ل ا من عذاب ال ف الخرة وأنه أشد من عذاب الدنيا (وعل يّ‬
‫غضب ال إن كان من الصادقي) فيما رمان به من الزن وما ذكر من القول الذكور مله ف الناطق‪،‬‬
‫أما الخرس فيلعن بإشارة مفهمة‪ ،‬ولو أبدل ف كلمات اللعان لفظ الشهادة باللف كقول اللعن‬
‫أحلف بال‪ ،‬ولفظ الغضب باللعن أو عكسه كقولا لعنة ال وقوله غضب ال عل يّ أو ذكر كل من‬
‫الغضب‪ ،‬واللعن قبل تام الشهادات الربع ل يصح ف الميع‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام العدة وأنواع العتدة وهكي ل غة ال سم من اع تد‪ ،‬وشرعا تر بص الرأة مدة‬
‫يعرف في ها براءة رح ها بأقراء أو أش هر أو و ضع ح ل (والعتدة على ضرب ي متو ف عن ها) زوج ها‬
‫ل فعدتا) عن وفاة زوجها (بوضع‬ ‫(وغي متوف عنها فالتوف عنها) زوجها (إن كانت) حرة (حام ً‬
‫ال مل) كله ح ت ثا ن توأم ي مع إمكان ن سبة ال مل للم يت ولو احتمالً كمن في بلعان‪ ،‬فلو مات‬
‫صب ل يولد لثله عن حامل فعدتا بالش هر ل بوضع ال مل (وإن كانت حائلً فعدت ا أربعة أشهر‬
‫وعشرا) من اليام بلياليها وتعتب الشهر بالهلة ما أمكن‪ ،‬ويكمل النكسر ثلثي يوما (وغي التوف‬
‫عن ها) زوج ها (إن كا نت حاملً فعدت ا بو ضع ال مل) الن سوب ل صاحب العدة (وإن كا نت حائلً‬
‫وهي من ذوات) أي صواحب (اليض فعدتا ثلثة قروء وهي الطهار) وإن طلقت طاهرا بأن بقي‬
‫من زمن طهرها بقية بعد طلقها انقضت عدتا بالطعن ف حيضة ثالثة‪ ،‬أو طلقت حائضا أو نفساء‬
‫انق ضت عدت ا بالط عن ف حي ضة راب عة‪ ،‬و ما ب قي من حيض ها ل ي سب قرءا‪( .‬وإن كا نت) تلك‬
‫العتدة (صغية) أو كبية ل تض أصلً ول تبلغ سن اليأس أو كانت متحية (أو آيسة فعدتا ثلثة‬
‫أش هر) هلل ية إن انط بق طلق ها على أول الش هر‪ ،‬فإن طل قت ف أثناء ش هر فبعده هللن‪ ،‬ويك مل‬
‫النكسر ثلثي يوما من الشهر الرابع‪ .‬فإن حاضت العتدة ف الشهر‪ ،‬وجب عليها العدة بالقراء أو‬
‫بعد انقضاء الشهر ل تب القراء (والطلقة قبل الدخول با ل عدة عليها) سواء باشرها الزوج فيما‬
‫دون الفرج أم ل (وعدة ال مة) الا مل إذا طل قت طلقا رجعيا أو بائنا (بال مل) أي بوض عه بشرط‬
‫نسبته إل صاحب العدة وقوله (كعدة الرة) الامل أي ف جيع ما سبق (وبالقراء أن تعتد بقرءين)‬
‫والبعضة والكاتبة وأم الولد كالمة (وبالشهور عن الوفاة أن تعتد بشهرين وخس ليال و) عدتا (عن‬
‫الطلق أن تع تد بش هر ون صف) على الن صف و ف قول شهران وكلم الغزال يقت ضي ترجي حه‪ ،‬وأ ما‬
‫ال صنف فجعله أول ح يث قال (فإن اعتدت بشهر ين كان أول) و ف قول عدت ا ثل ثة أش هر‪ ،‬و هو‬
‫الحوط كما قال الشافعي رضي ال عنه وعليه جع من الصحاب‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أنواع العتدة وأحكامها (ويب للمعتدة الرجعية السكن) ف مسكن فراقها إن لق‬
‫با (والنفقة) والكسوة إل أن تكون ناشزة قبل طلقها‪ ،‬أو ف أثناء عدتا‪ ،‬وكما يب لا النفقة يب‬
‫لا بقية الؤن إل آلة التنظيف (ويب للبائن السكن دون النفقة إل أن تكون حاملً) فتجب النفقة لا‬
‫بسبب المل على الصحيح‪ ،‬وقيل إن النفقة للحمل (ويب على التوف عنها زوجها الحداد وهو)‬
‫ل غة مأخوذ من ال د و هو ال نع وهو شرعا (المتناع من الزي نة) بترك لبس مصبوغ يق صد به الزي نة‬
‫كثوب أصفر أو أحر‪ ،‬ويباح غي الصبوغ من قطن وصوف وكتان وإبريسم ومصبوغ ل يقصد لزينة‬
‫(و) المتناع من (الط يب) أي من ا ستعماله ف بدن أو ثوب أو طعام أو ك حل غ ي مرم أ ما الحرم‬
‫كالكتحال بالث د الذي ل ط يب ف يه‪ ،‬فحرام إل لا جة كر مد‪ ،‬في خص ف يه للمحدة‪ ،‬و مع ذلك‬
‫فتستعمله ليلً وتسحه نارا إل إن دعت ضرورة لستعماله نارا‪ ،‬وللمرأة تد على غي زوجها من‬
‫قريب لا أو أجنب ثلثة أيام فأقل‪ ،‬وترم الزيادة عليها إن قصدت ذلك‪ ،‬فإن زادت عليها بل قصد ل‬
‫يرم (و) يب (على التوف عنها زوجها والبتوتة ملزمة البيت) أي وهو السكن الذي كانت فيه‬
‫ع ند الفر قة إن لق ب ا ول يس لزوج ول غيه إخراج ها من م سكن فراق ها‪ ،‬ول ل ا خروج م نه وإن‬
‫رضي زوجها (إل لاجة) فيجوز لا الروج كأن ترج ف النهار لشراء طعام أو كتان‪ ،‬وبيع غزل أو‬
‫قطكن أو نوك ذلك‪ .‬ويوز لاك الروج ليلً إل دار جارتاك لغزل وحديكث ونوهاك بشرط أن ترجكع‬
‫وتبيت ف بيتها‪ ،‬ويوز لا الروج‪ ،‬أيضا إذا خافت على نفسها أو ولدها وغي ذلك ما هو مذكور‬
‫ف الطولت‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الستباء وهو لغة طلب الباءة وشرعا تربص الرأة مدة بسبب حدوث اللك‬
‫فيها أو زواله عنها تعبدا‪ ،‬أو لباءة رحها من المل‪ ،‬والستباء يب بسببي أحدها زوال الفراش‪،‬‬
‫و سيأت ف قول ال ت وإذا مات سيد أم الولد ال‪ .‬وال سبب الثا ن حدوث اللك وذكره ال صنف ف‬
‫قوله (و من ا ستحدث ملك أ مة) بشراء ل خيار ف يه أو بإرث أو وصية أو ه بة أو غ ي ذلك من طرق‬
‫اللك لا ول تكن زوجته (حرم عليه) عند إرادة وطئها (الستمتاع با حت يستبئها إن كانت من‬
‫ذوات اليض بيضة) ولو كانت بكرا ولو استبأها بائعها قبل بيعها‪ ،‬ولو كانت منتقلة من صب أو‬
‫امرأة (وإن كانت) المة (من ذوات الشهور) فعدتا (بشهر فقط وإن كانت من ذوات المل) فعدتا‬
‫(بالوضع وإذا اشترى زوجته سن له استباؤها) وأما المة الزوجة أو العتدة إذا اشتراها شخص‪ ،‬فل‬
‫ي ب ا ستباؤها حالً فإذا زالت الزوج ية والعدة كأن طل قت ال مة ق بل الدخول أو بعده‪ ،‬وانق ضت‬
‫العدة وجب الستباء حينئذ (وإذا مات سيد أم الولد) وليست ف زوجية ول عدة نكاح (استبأت)‬
‫حتما (نف سها كال مة) أي فيكون ا ستباؤها بش هر إن كا نت من ذوات الش هر‪ ،‬وإل فبحي ضة إن‬
‫كانت من ذوات القراء ولو استبأ السيد أمته الوطوءة‪ ،‬ث أعتقها فل استباء عليها‪ ،‬ولا أن تتزوج‬
‫ف الال‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الرضاع بفتح الراء وكسرها‪ ،‬وهو لغة اسم لص الثدي وشرب لبنه‪ ،‬وشرعا‬
‫وصول لب آدمية مصوصة لوف آدمي مصوص على وجه مصوص‪ ،‬وإنا يثبت الرضاع بلب امرأة‬
‫حية بلغت تسع سني قمرية بكرا كانت أو ثيبا‪ ،‬خلية كانت أو مزوجة (وإذا أرضعت الرأة بلبنها‬
‫ولدا) سواء شرب من ها الل ب ف حيات ا أو ب عد موت ا‪ ،‬وكان ملوبا ف حيات ا ( صار الرض يع ولد ها‬
‫بشرطي أحدها أن يكون له) أي الرضيع (دون الولي) بالهلة وابتداؤها من تام انفصال الرضيع‪،‬‬
‫و من بلغ سنتي ل يؤ ثر ارتضا عه تريا (و) الشرط (الثا ن أن ترض عه) أي الرض عة (خ س رضعات‬
‫متفرقات) واصلة جوف الرضيع وضبط هن بالعرف‪ ،‬فما قضى بكونه رضعة أو رضعات اعتب‪ ،‬وإل‬
‫فل فلو قطكع الرضيكع الرتضاع بيك ككل مكن المكس إعراضا عكن الثدي تعدد الرتضاع (ويصكي‬
‫زوجها) أي الرضعة (أبا له) أي الرضيع (ويرم على الرضع) بفتح الضاد (التزويج إليها) أي الرضعة‬
‫(وإل كل من نا سبها) أي انت سب إلي ها بن سب أو رضاع (ويرم علي ها) أي الرض عة (التزو يج إل‬
‫الرضع وولده) وإن سفل ومن انتسب إليه‪ ،‬وإن عل (دون من كان ف درجته) أي الرضيع كإخوته‬
‫الذين ل يرضعوا معه (أو أعلى) أي ودون من كان أعلى (طبقة منه) أي الرضيع كأعمامه‪ ،‬وتقدم ف‬
‫فصل مرمات النكاح ما يرم بالنسب والرضاع مفصلً فارجع إليه‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام نفقة القارب وف بعض نسخ الت تأخي هذا الفصل عن الذي بعده‪ .‬والنفقة‬
‫مأخوذة من النفاق‪ ،‬و هو الخراج ول ي ستعمل إل ف ال ي‪ .‬وللنف قة أ سباب ثل ثة القرا بة وملك‬
‫اليمي والزوجية‪ .‬وذكر الصنف السبب الول ف قوله (ونفقة العمودين من الهل واجبة للوالدين‬
‫والولوديكن) أي ذكورا كانوا أو إناثا اتفقوا فك الديكن أو اختلفوا فيكه واجبكة على أولدهكم (فأمكا‬
‫الوالدون) وإن علوا (فتجكب نفقتهكم بشرطيك الفقكر) لمك وهكو عدم قدرتمك على مال أو كسكب‬
‫(والزمانة أو الفقر والنون) والزمانة هي مصدر زمن الرجل‪ ،‬زمانة إذا حصل له آفة‪ ،‬فإن قدروا على‬
‫مال أو ك سب ل ت ب نفقت هم (وأ ما الولودون) وإن سفلوا (فت جب نفقت هم) على الوالد ين (بثل ثة‬
‫شرائط) أحدها (الفقر والصغر) فالغن الكبي ل تب نفقته (أو الفقر والزمانة) فالغن القوي ل تب‬
‫نفق ته (أو الف قر والنون) فالغ ن العا قل ل ت ب نفق ته وذ كر ال صنف ال سبب الثا ن ف قوله (ونف قة‬
‫الرقيق والبهائم واجبة) فمن ملك رقيقا عبدا أو أمة أو مدبرا أو أم ولد أو بيمة‪ ،‬وجب عليه نفقته‪،‬‬
‫فيطعكم رقيقكه مكن غالب قوت أهكل البلد ومكن غالب أدمهكم يقدر الكفايكة‪ ،‬ويكسكوه مكن غالب‬
‫كسوتم‪ ،‬ول يكفي ف كسوة رقيقه ستر العورة فقط‪( .‬ول يكلفون من العمل ما ل يطيقون) فإذا‬
‫ل وعكسه ويريه صيفا وقت القيلولة‪ ،‬ول يكلف دابته أيضا ما‬ ‫استعمل الالك رقيقه نارا أراحه لي ً‬
‫ل تطيق حله‪ ،‬وذكر الصنف السبب الثالث ف قوله (ونفقة الزوجة المكنة من نفسها واجبة) على‬
‫الزوج ولا اختلفت نفقة الزوجة بسب حال الزوج بي الصنف ذلك ف قوله (وهي مقدرة فإن) وف‬
‫بعض النسخ إن (كان الزوج موسرا) ويعتب يساره بطلوع فجر كل يوم (فمدان) من طعام واجبان‬
‫عليه كل يوم مع ليلته التأخرة عنه لزوجته مسلمة كانت أو ذمية حرة كانت أو رقيقه والدان (من‬
‫غالب قوتا) والراد غالب قوت البلد من حنطة أو شعي أو غيها حت القط ف أهل بادية يقتاتونه‬
‫(ويب) للزوجة (من الدم والكسوة ما جرت به العادة) ف كل منهما فإن جرت عادة البلد ف الدم‬
‫بز يت وشيج وج ب ونو ها اتب عت العادة ف ذلك‪ ،‬وإن ل ي كن ف البلد أدم غالب في جب اللئق‬
‫بال الزوج‪ ،‬ويتلف الدم باختلف الفصول‪ ،‬فيجب ف كل فصل ما جرت به عادة الناس فيه من‬
‫الدم‪ ،‬ويبك للزو جة أيضا ل م يليكق بال زوجهكا‪ ،‬وإن جرت عادة البلد ف الكسكوة م ثل الزوج‬
‫بكتان أو حرير‪ ،‬وجب (وإن كان) الزوج (معسرا) ويعتب إعساره بطلوع فجر كل يوم (ف مد) أي‬
‫فالواجب عليه لزوجته مد طعام (من غالب قوت البلد) كل يوم مع ليلته التأخرة عنه (وما يأتدم به‬
‫الع سرون م ا جرت به عادت م من الدم (ويك سونه) م ا جرت به عادت م من الك سوة (وإن كان)‬
‫الزوج (متوسطا) ويعتب توسطه بطلوع فجر كل يوم مع ليلته التأخرة عنه (فمد) أي فالواجب عليه‬
‫لزوجتكه مكد (ونصكف) مكن طعام مكن غالب قوت البلد (و) يبك لاك (مكن الدم) الوسكط (و) مكن‬
‫(الكسوة الوسط) وهو ما بي ما يب على الوسر والعسر‪ ،‬ويب على الزوج تليك زوجته الطعام‬
‫حبا وعل يه طح نه وخبزه‪ ،‬وي ب ل ا آلة أ كل وشرب وط بخ‪ ،‬وي ب ل ا م سكن يل يق ب ا عادة (وإن‬
‫كانت من يدم مثلها فعليه) أي الزوج (إخدامها) برة أو أمة له‪ ،‬أو أمة مستأجرة أو بالنفاق على‬
‫من صحب الزو جة من حرة‪ ،‬أو أ مة لد مة إن ر ضي الزوج ب ا (وإن أع سر بنفقت ها) أي ال ستقبلة‬
‫(فلها) الصب على إعساره وتنفق على نفسها من مالا أو تقترض‪ ،‬ويصي ما أنفقته دينا عليه‪ ،‬ولا‬
‫(فسخ النكاح) وإذا فسخت حصلت الفارقة‪ ،‬وهي فرقة فسخ ل فرقة طلق‪ ،‬وأما النفقة الاضية فل‬
‫فسخ للزوجة بسببها (وكذلك) للزوجة فسخ النكاح (إن أعسر) زوجها (بالصداق قبل الدخول) با‬
‫سواء علمت يساره قبل العقد أم ل‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الضانة وهي لغة مأخوذة من الضن بكسر الاء‪ ،‬وهو النب لضم الاضنة‬
‫الط فل إل يه وشرعا ح فظ من ل يستقل بأمر نفسه ع ما يؤذ يه لعدم تييزه كط فل وكبي منون (وإذا‬
‫فارق الرجل زوجته وله منها ولد فهي أحق بضانته) أي تنميته با يصلحه بتعهده بطعامه وشرابه‪،‬‬
‫وغسل بدنه وثوبه وتريضه وغي ذلك من مصاله‪ .‬ومؤنة الضانة على من عليه نفقة الطفل‪ ،‬وإذا‬
‫امتنعت الزوجة من حضانة ولدها انتقلت الضانة لمهاتا‪ ،‬وتستمر حضانة الزوجة (إل) مضي (سبع‬
‫سني) وعب با الصنف‪ ،‬لن التمييز يقع فيها غالبا‪ ،‬لكن الدار إنا هو على التمييز سواء حصل قبل‬
‫سبع سني أو بعد ها ( ث) بعد ها (ي ي) الم يز (ب ي أبو يه فأيه ما اختار سلم إل يه) فإن كان ف أ حد‬
‫البوين نقص كجنون‪ ،‬فالق لل خر ما دام الن قص قائما به‪ ،‬وإذا ل ي كن الب موجودا خي الولد‬
‫ب ي ال د والم‪ ،‬وكذا ي قع التخي ي ب ي الم و من على حاش ية الن سب كأخ و عم (وشرائط الضا نة‬
‫سبع) أحد ها (الع قل) فل حضا نة لجنو نة أط بق جنون ا‪ ،‬أو تق طع‪ ،‬فإن قل جنون ا كيوم ف سنة ل‬
‫يبطل حق الضانة بذلك‪( .‬و) الثان (الرية) فل حضانة لرقيقة وإن أذن لا سيدها ف الضانة (و)‬
‫الثالث (الديكن) فل حضانكة لكافرة على مسكلم (و) الرابكع والامكس (العفكة والمانكة) فل حضانكة‬
‫لفاسقة‪ ،‬ول يشترط ف الضانة تقق العدالة الباطنة بل تكفي العدالة الظاهرة (و) السادس (القامة)‬
‫ف بلد الميز بأن يكون أبواه مقيمي ف بلد واحد‪ ،‬فلو أراد أحدها سفر حاجة كحج وتارة طويلً‬
‫كان السفر أو قصيا كان الولد الميز وغيه مع القيم من البوين حت يعود السافر منهما‪ .‬ولو أراد‬
‫أحد البوين سفر نقله فالب أول من الم بضانته فينعه منها (و) الشرط السابع (اللو) أي خلو‬
‫أم الميز (من زوج) ليس من مارم الطفل فإن نكحت شخصا من مارمه كعم الطفل أو ابن عمه‪ ،‬أو‬
‫ابن أخيه ورضي كل منهم بالميز‪ ،‬فل تسقط حضانتها بذلك (فإن اختل شرط منها) أي السبعة ف‬
‫الم (سقطت) حضانتها كما تقدم شرحه مفصلً‪.‬‬

‫كتاب أحكام النايات‬


‫جع جناية أعم من أن تكون قتلً أو قطعا أو جرحا (القتل على ثلثة أضرب) ل رابع لا (عمد‬
‫م ض) و هو م صدر ع مد بوزن ضرب‪ ،‬ومعناه الق صد (وخ طأ م ض وع مد خ طأ) وذ كر ال صنف‬
‫تفسي العمد ف قوله (فالعمد الحض هو أن يعمد) الان (إل ضربه) أي الشخص (با) أي بشيء‬
‫(يقتل غالبا) وف بعض النسخ ف الغالب (ويقصد) الان (قتله) أي الشخص (بذلك) الشيء وحينئذ‬
‫(في جب القود) أي الق صاص (عل يه) أي الش خص الا ن‪ ،‬و ما ذكره ال صنف من اعتبار ق صد الق تل‬
‫ضعيف‪ ،‬والراجح خلفه ويشترط لوجوب القصاص ف نفس القتيل‪ ،‬أو قطع أطرافه إسلم‪ ،‬أو أمان‬
‫فيهدر الرب والرتد ف حق السلم‪( .‬فإن عفا عنه) أي عفا الجن عليه عن الان ف صورة العمد‬
‫الحض (وجبت) على القاتل (دية مغلظة حالة ف مال القاتل) وسيذكر الصنف بيان تغليظها (والطأ‬
‫ل فيقتله فل قود عليه) أي الرامي (بل يب عليه دية‬
‫الحض أن يرمي إل شيء) كصيد (فيصيب رج ً‬
‫مففة) وسيذكر الصنف بيان تفيفها (على العاقلة مؤجلة) عليهم (ف ثلث سني) يؤخذ آخر كل‬
‫سنة من ها قدر ثلث د ية كاملة‪ ،‬وعلى الغ ن من العاقلة من أ صحاب الذ هب آ خر كل سنة ن صف‬
‫دينار‪ ،‬ومن أصحاب الفضة ستة دراهم كما قاله التول وغيه‪ ،‬والراد بالعاقلة عصبة الان إل أصله‬
‫وفرعه (وعمد الطأ أن يقصد ضربه با ل يقتل غالبا) كأن ضربه بعصا خفيفة (فيموت) الضروب‬
‫(فل قود عليه بل تب دية مغلظة على العاقلة مؤجلة ف ثلث سني) وسيذكر الصنف بيان تغليظها‪.‬‬
‫ث شرع الصنف ف ذكر من يب عليه القصاص الأخوذ من اقتصاص الثر أي تتبعه لن الجن عليه‬
‫يتبع الناية فيأخذ مثلها فقال (وشرائط وجوب القصاص) ف القتل (أربعة) وف بعض النسخ فصل‬
‫وشرائط وجوب الق صاص أر بع‪ :‬الول (أن يكون القا تل بالغا) فل ق صاص على صب‪ ،‬ولو قال أ نا‬
‫الن صب صدق بل ي ي‪ .‬الثا ن أن يكون القا تل (عاقلً) فيمت نع الق صاص من منون إل أن تق طع‬
‫جنو نه‪ ،‬فيق تص م نه ز من إفاق ته‪ ،‬وي ب الق صاص على من زال عقله بشرب م سكر مت عد ف شر به‪،‬‬
‫فخرج من ل يت عد بأن شرب شيئا ظ نه غ ي م سكر فزال عقله‪ ،‬فل ق صاص عل يه‪( .‬و) الثالث (أن ل‬
‫يكون) القاتل (والدا للمقتول) فل قصاص على والد بقتل ولده‪ ،‬وإن سفل الولد‪ ،‬قال ابن كج‪ :‬ولو‬
‫حكم حاكم بقتل والد بولده نقض حكمه (و) الرابع (أن ل يكون القتول أنقص من القاتل بكفر أو‬
‫رق) فل يقتكل مسكلم بكافكر حربيا كان أو ذميا أو معاهدا‪ ،‬ول يقتكل حكر برقيكق‪ ،‬ولو كان القتول‬
‫أنقص من القاتل بكب أو صغر أو طول أو قصر مثلً‪ ،‬فل عبة بذلك (وتقتل الماعة بالواحد) إن‬
‫كافأهكم وكان فعكل ككل واحكد منهكم لو انفرد كان قاتلً‪ ،‬ثك أشار الصكنف لقاعدة بقوله (وككل‬
‫شخصي جرى القصاص بينهما ف النفس يري بينهما ف الطراف) الت لتلك النفس فكما يشترط‬
‫ف القاتل كونه مكلفا يشترط ف القاطع لطرف كونه مكلفا‪ ،‬وحينئذ فمن ل يقتل بشخص ل يقطع‬
‫بطر فه (وشرائط وجوب القصكاص ف الطراف بعكد الشرائط الذكورة) ف قصكاص النفكس (اثنان)‬
‫أحدها (الشتراك ف السم الاص) للطرف القطوع وبينه الصنف بقوله (اليمن باليمن) أي تقطع‬
‫اليمن مثلً من أذن أو يد أو رجل باليمن من ذلك (واليسرى) ما ذكر (باليسرى) ما ذكر وحينئذ‬
‫فل تقطع ين بيسرى ول عكسه (و) الثان (أن ل يكون بأحد الطرفي شلل) فل تقطع يد أو رجل‬
‫صكحيحة بشلء‪ .‬وهكي التك ل عمكل لاك أمكا الشلء فتقطكع بالصكحيحة على الشهور‪ ،‬إل أن يقول‬
‫عدلن مكن أهكل البكة إن الشلء إذا قطعكت ل ينقطكع الدم‪ ،‬بكل تنفتكح أفواه العروق‪ ،‬ول تنسكد‬
‫بال سم‪ ،‬ويشترط مع هذا أن يق نع ب ا م ستوفيها‪ ،‬ول يطلب أرشا للشلل‪ .‬ث أشار ال صنف لقاعدة‬
‫بقوله (وكل عضو أخذ) أي قطع (من مفصل) كمرفق وكوع (ففيه القصاص) وما ل مفصل له ل‬
‫قصاص فيه‪ .‬واعلم أن شجاج الرأس والوجه عشرة حارصة بهملت وهي ما تشق اللد قليلً ودامية‬
‫تدم يه‪ ،‬وباض عة تق طع الل حم ومتلح ة تغوص ف يه‪ .‬و سحاق تبلغ اللدة ال ت ب ي الل حم والع ظم‪،‬‬
‫وموضحة توضح العظم من اللحم وهاشة تكسر العظم سواء أوضحته أم ل‪ ،‬ومنقلة تنقل العظم من‬
‫مكان إل مكان آخر ومأمومة تبلغ خريطة الدماغ السماة أم الرأس‪ ،‬ودامغة بغي معجمة ترق تلك‬
‫الريطكة وتصكل إل أم الرأس‪ ،‬واسكتثن الصكنف مكن هذه العشرة مكا تضمنكه قوله (ول قصكاص فك‬
‫الروح) أي الذكورة (إل ف الوضحة) فقط ل ف غيها من بقية العشرة‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف بيان الد ية و هي الال الوا جب بالنا ية على حر ف ن فس أو طرف (والد ية على‬
‫ضربي مغلظة ومففة) ول ثالث لما (فالغلظة) بسبب قتل الذكر الر السلم عمدا (مائة من البل)‬
‫والائة مثلثة (ثلثون حقة وثلثون جذعة) وسبق معناها ف كتاب الزكاة (وأربعون خلفة) بفتح الاء‬
‫العجمة وكسر اللم وبالفاء وفسرها الصنف بقوله (ف بطونا أولدها) والعن أن الربعي حوامل‬
‫ويثبت حلها بقول أهل البة بالبل (والخففة) بسبب قتل الذكر الر السلم (مائة من البل) والائة‬
‫ممسة (عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت لبون وعشرون ابن لبون وعشرون بنت ماض)‬
‫ومت وجبت للبل على قاتل أو عاقلة أخذت من إبل من وجبت عليه‪ ،‬وإن ل يكن له إبل فتؤخذ من‬
‫غالب إبل بلدة بلدي‪ ،‬أو قبيلة بدوي فإن ل يكن ف البلدة أو القبيلة إبل فتؤخذ من غالب إبل أقرب‬
‫البلد إل مو ضع الؤدي (فإن عد مت ال بل انت قل إل قيمت ها) و ف ن سخة أخرى فإن أعوزت ال بل‬
‫انتقل إل قيمتها هذا ما ف القول الديد وهو الصحيح (وقيل) ف القدي (ينت قل إل ألف دينار) ف‬
‫حق أهل الذهب (أو) ينتقل إل (اثن عشر ألف درهم) ف حق أهل الفضة‪ ،‬وسواء فيما ذكر الدية‬
‫الغل ظة والخف فة (وإن غل ظت) على القد ي (ز يد علي ها الثلث) أي قدره ف في الدنان ي ألف وثلثائة‬
‫وثل ثة وثلثون دينارا وثلث دينار‪ ،‬و ف الف ضة ستة ع شر ألف در هم (وتغلظ د ية ال طأ ف ثل ثة‬
‫مواضع) أحدها (إذا قتل ف الرم) أي حرم مكة أما القتل ف حرم الدينة أو القتل ف حال الحرام‪،‬‬
‫فل تغلظ فيه على الصح‪ ،‬والثان مذكور ف قول الصنف (أو قتل ف الشهر الرم) أي ذي القعدة‬
‫وذي الجكة‪ ،‬والحرم ورجكب والثالث مذكور فك قوله (أو قتكل) قريبا له (ذا رحكم مرم) بسككون‬
‫الهملة فإن ل يكن الرحم مرما له كبنت العم فل تغليظ ف قتلها (ودية الرأة) والنثى الشكل (على‬
‫النصف من دية الرجل) نفسا وجرحا‪ ،‬ففي دية حرة مسلمة ف قتل عمد أو شبه عمد خسون من‬
‫البل خسة عشر حقة‪ ،‬وخسة عشر جذعة وعشرون خلفة إبلً حوامل‪ ،‬وف قتل خطأ عشر بنات‬
‫ماض وع شر بنات لبون وع شر ب ن لبون‪ ،‬وع شر حقاق وع شر جذاع (ود ية اليهودي والن صران)‬
‫وال ستأمن والعا هد (ثلث د ية ال سلم) نف سا وجرحا‪( .‬وأ ما الجو سي فف يه ثل ثا ع شر د ية ال سلم)‬
‫وأخصر منه ثلث خس دية السلم (وتكمل دية النفس) وسبق أنا مائة من البل (ف قطع) كل من‬
‫(اليد ين والرجل ي) في جب ف كل يد أو ر جل خسون من ال بل‪ ،‬و ف قطعه ما مائة من ال بل (و)‬
‫تكمل الدية ف قطع (النف) أي ف قطع ما لن منه وهو الارن‪ ،‬وف قطع كل من طرفيه والاجز‬
‫ثلث د ية (و) تك مل الد ية ف ق طع (الذن ي) أو قلعه ما بغ ي إيضاح‪ ،‬فإن ح صل مع قلعه ما إيضاح‬
‫وجب أرشه‪ ،‬وف كل أذن نصف دية‪ ،‬ول فرق فيما ذكر بي أذن السميع وغيه‪ ،‬ولو أيبس الذني‬
‫بناية عليهما ففيهما دية (والعيني) وف كل منهما نصف دية وسواء ف ذلك عي أحول أو أعور أو‬
‫أعمش (و) ف (الفون الربعة) ف كل جفن منها ربع دية (واللسان) لناطق سليم الذوق ولو كان‬
‫اللسان للثغ وأرتّ (والشفتي) وف قطع إحداها نصف دية (وذهاب الكلم) كله وف ذهاب بعضه‬
‫بق سطه من الد ية والروف ال ت توزع الد ية علي ها ثان ية وعشرون حرفا ف ل غة العرب‪( .‬وذهاب‬
‫البصر) أي إذهابه من العيني أما إذهابه من إحداها ففيه نصف دية‪ ،‬ول فرق ف العي بي صغية‬
‫وكبية‪ ،‬وعي شيخ وطفل (وذهاب السمع) من الذني وإن نقص من أذن واحدة سدت‪ ،‬وضبط‬
‫منتهكى سكاع الخرى‪ ،‬ووجكب قسكط التفاوت وأخكذ بنسكبته مكن تلك الديكة (وذهاب الشكم) مكن‬
‫النخر ين وإن ن قص ال شم وض بط قدره و جب ق سطه من الد ية‪ ،‬وإل فحكو مة (وذهاب الع قل) فإن‬
‫زال برح على الرأس له أرش مقدر أو حكو مة وج بت الد ية مع الرش (والذ كر) ال سليم ولو ذ كر‬
‫صغي وشيخ وعني‪ ،‬وقطع الشفة كالذكر ففي قطعها وحدها دية (والنثيي) أي البيضتي‪ ،‬ولو من‬
‫عني ومبوب وف قطع إحداها نصف دية (وف الوضحة) من الذكر الر السلم (و) ف (السن) منه‬
‫(خس من البل وف) إذهاب (كل عضو ل منفعة فيه حكومة) وهي جزء من الدية نسبته إل دية‬
‫النفس نسبة نقصها أي الناية من قيمة الجن عليه لو كان رقيقا بصفاته الت هو عليها‪ ،‬فلو كانت‬
‫قي مة الج ن عل يه بل جنا ية على يده مثلً عشرة‪ ،‬وبدون ا ت سعة فالن قص ع شر‪ ،‬في جب ع شر د ية‬
‫النفس‪( .‬ودية العبد) العصوم (قيمته) والمة كذلك ولو زادت قيمة كل منهما على دية الر‪ ،‬ولو‬
‫قطع ذكر عبد وأنثياه وجب قيمتان ف الظهر (ودية الني الر) السلم تبعا لحد أبويه إن كانت‬
‫أ مة مع صومة حال النا ية (غرة) أي ن سمة من الرق يق (ع بد أو أ مة) سليم من ع يب مبيع‪ ،‬ويشترط‬
‫بلوغ الغرة نصف عشر الدية‪ ،‬فإن فقدت الغرة وجب بدلا وهو خسة أبعرة‪ ،‬وتب الغرة على عاقلة‬
‫الا ن (ود ية الن ي الرق يق ع شر قي مة أ مه) يوم النا ية علي ها‪ ،‬ويكون ما و جب ل سيدها وي ب ف‬
‫الني اليهودي أو النصران غرة‪ ،‬كثلث غرة مسلم وهو بعي وثلثا بعي‪.‬‬
‫(فصكل)‪ :‬فك أحكام القسكامة وهكي أيان الدماء (وإذا اقترن بدعوى الدم لوث) بثلثكة وهكو لغكة‬
‫الضعف وشرعا قرينة تدل على صدق الدعي بأن توقع تلك القرينة ف القلب صدقه‪ ،‬وإل هذا أشار‬
‫الصنف بقوله (يقع به ف النفس صدق الدعي) بأن وجد قتيل أو بعضه كرأسه ف ملة منفصلة عن‬
‫بلد كبي‪ ،‬كما ف الروضة وأصلها أو وجد ف قرية صغية لعدائه ول يشاركهم ف القرية غيهم‬
‫(حلف الدعي خسي يينا) ول يشترط موالتا على الذهب‪ ،‬ولو تلل اليان جنون من الالف أو‬
‫إغماء م نه ب ن ب عد القا مة على ما م ضى من ها إن ل يعزل القا ضي الذي وق عت الق سامة عنده‪ ،‬فإن‬
‫عزل وول غيه وجب استئنافها (و) إذا حلف الدعي (استحق الدية) ول تقع القسامة ف قطع طرف‬
‫(وإن ل يكن هناك لوث فاليمي على الدعى عليه) فيحلف خسي يينا (وعلى قاتل النفس الحرمة)‬
‫عمدا أو خ طأ أو ش به ع مد (كفارة) ولو كان القا تل صبيا أو منونا فيع تق الول عنه ما من مال ما‬
‫والكفارة (ع تق رق بة مؤم نة سليمة من العيوب الضرة) أي الخلة بالع مل والك سب (فإن ل ي د) ها‬
‫(ف صيام شهر ين) باللل (متتابع ي) بن ية الكفارة ول يشترط ن ية التتا بع ف ال صح‪ ،‬فإن ع جز الك فر‬
‫عكن صكوم الشهريكن لرم أو لقكه بالصكوم مشقكة شديدة أو خاف زيادة الرض كفكر بإطعام سكتي‬
‫مسكينا أو فقيا يدفع لكل واحد منهم مدا من طعام يزىء ف الفطرة‪ ،‬ول يطعم كافرا ول هاشيا‬
‫ول مطلبيا‪.‬‬

‫كتاب بيان الدود‬


‫ج ع حد و هو ل غة ال نع و سيت الدود بذلك لنع ها من ارتكاب الفوا حش‪ ،‬وبدأ ال صنف من‬
‫الدود ب د الز ن الذكور ف أثناء قوله (والزا ن على ضرب ي م صن وغ ي م صن فالح صن) و سيأت‬
‫قريبا أنه البالغ العاقل الر الذي غيب حشفته أو قدرها من مقطوعها بقبل ف نكاح صحيح (حده‬
‫الر جم) بجارة معتدلة ل ب صى صغية ول ب صخر (وغ ي الح صن) من ر جل أو امرأة (حده مائة‬
‫جلدة) سيت بذلك لتصالا باللد (وتغريب عام إل مسافة القصر) فأكثر برأي المام وتسب مدة‬
‫العام مكن أول سكفر الزانك ل مكن وصكوله مكان التغريكب‪ ،‬والول أن يكون بعكد اللد (وشرائط‬
‫الحصان أربع) الول والثان (البلوغ والعقل) فل حد على صب ومنون بل يؤدبان با يزجرها عن‬
‫الوقوع فك الزنك‪( .‬و) الثالث (الريكة) فل يكون الرقيكق والبعكض والكاتكب وأم الولد مصكنا‪ ،‬وإن‬
‫وطىء كل منهم ف نكاح صحيح‪( .‬و) الرابع (وجود الوطء) من مسلم أو ذمي (ف نكاح صحيح)‬
‫و ف ب عض الن سخ ف النكاح ال صحيح‪ ،‬وأراد بالو طء تغي يب الش فة أو قدر ها من مقطوع ها بق بل‪،‬‬
‫وخرج بال صحيح الوطء ف نكاح فا سد‪ ،‬فل يصل به التحصي (والعبد والمة حدها نصف حد‬
‫ال ر) فيجلد كل منه ما خ سي جلدة‪ ،‬ويغرب ن صف عام ولو قال ال صنف‪ :‬و من ف يه ر قّ حدّه ال‬
‫كان أول لي عم الكا تب والب عض وأم الولد (وح كم اللواط وإتيان البهائم كح كم الز ن) ف من لط‬
‫بشخص بأن وطئه ف دبره حد على الذهب‪ ،‬ومن أتى بيمة حد كما قال الصنف‪ ،‬لكن الراجح أنه‬
‫يعزر (ومكن وطىء) أجنبيكة (فيمكا دون الفرج عزر ول يبلغ) المام (بالتعزيكر أدنك الدود) فإن عزر‬
‫عبدا‪ ،‬و جب أن ين قص ف تعزيره عن عشر ين جلدة أو عزر حرا و جب أن ين قص ف تعزيره عن‬
‫أربعي جكلدة‪ ،‬لنه أدن حد كل منهما‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام القذف وهو لغة الرمي وشرعا الرمي بالزن على جهة التعيي لتخرج الشهادة‬
‫بالز ن (وإذا قذف) بذال معج مة (غيه بالز ن) كقوله زن يت (فعل يه حد القذف) ثان ي جلدة ك ما‬
‫سيأت هذا إن ل ي كن القاذف أبا أو أما‪ ،‬وإن علوا ك ما سيأت (بثمان ية شرائط ثل ثة) و ف بعكض‬
‫النسخ ثلث (منها ف القاذف وهو أن يكون بالغا عاقلً) فالصب والجنون ل يدان بقذفهما شخصا‬
‫كه‬‫كد عليك‬‫كفل ل حك‬ ‫(وأن ل يكون والدا للمقذوف) فلو قذف الب أو الم وإن عل ولده‪ ،‬وإن سك‬
‫(وخسكة فك القذوف وهكو أن يكون مسكلما بالغا عاقلً حرا عفيفا) عكن الزنك فل حكد بقذف‬
‫الشخكص كافرا أو صكغيا أو منونا أو رقيقا أو زانيا (ويدك الرك) القاذف (ثانيك) جلدة (و) يدك‬
‫(الع بد أربع ي) جلدة (وي سقط) عن القاذف ( حد القذف بثل ثة أشياء)‪ :‬أحد ها (إقا مة البي نة) سواء‬
‫كان القذوف أجنبيا أو زوجة‪ .‬والثان مذكور ف قوله (أو عفو القذوف) أي عن القاذف‪ .‬والثالث‬
‫مذكور ف قوله (أو اللعان ف حق الزوجة) وسبق بيانه ف قول الصنف فصل وإذا رمى الرجل ال‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الشربة وف الد التعلق بشربا (ومن شرب خرا) وهي التخذة من عصي‬
‫العنب (أو شرابا مسكرا) من غي المر كالنبيذ التخذ من الزبيب (يد) ذلك الشارب إن كان حرا‬
‫(أربع ي) جلدة وإن كان رقيقا عشر ين جلدة (ويوز أن يبلغ) المام ( به) أي حد الشرب (ثان ي)‬
‫جلدة والزيادة على أربع ي ف حر وعشر ين ف رق يق (على و جه التعزير) وقيل الزيادة على ما ذكر‬
‫حد‪ ،‬وعلى هذا يتنع النقص عنها (ويب) الد (عليه) أي شارب السكر (بأحد أمرين بالبينة) أي‬
‫رجلي يشهدان بشرب ما ذكر) (أو القرار) من الشارب بأنه شرب مسكرا‪ ،‬فل يد بشهادة رجل‬
‫وامرأة ول بشهادة امرأتيك‪ ،‬ول بيميك مردودة‪ ،‬ول بعلم القاضكي ول بعلم غيه (ول يدك) أيضا‬
‫الشارب (بالقيء والستنكاه) أي بأن يشم منه رائحة المر‪.‬‬
‫(فصل)‪ :‬ف أحكام قطع السرقة وهي لغة أخذ الال خفية وشرعا أخذه خفية ظلما من حرز مثله‬
‫(وتقطع يد السارق بثلثة شرائط) وف بعض النسخ بستة شرائط (أن يكون) السارق (بالغا عاقلً)‬
‫متارا مسلما كان أو ذميا فل قطع على صب ومنون ومكره‪ ،‬ويقطع مسلم وذمي بال مسلم وذمي‪،‬‬
‫وأما العاهد فل قطع عليه ف الظهر وما تقدم شرط ف السارق‪ ،‬وذكر الصنف شرط القطع بالنظر‬
‫للمسروق ف قوله (وأن يسرق نصابا قيمته ربع دينار) أي خالصا مضروبا أو يسرق قدرا مغشوشا‬
‫يبلغ خال صه ر بع دينار مضروبا أو قيم ته ( من حرز مثله) فإن كان ال سروق ب صحراء أو م سجد أو‬
‫شارع اشترط فك إحرازه دوام اللحاظ‪ ،‬وإن كان بصكن ككبيت كفكى لاظ معتاد فك مثله وثوب‬
‫ومتاع‪ ،‬وضعكه ش خص بقربكه بصكحراء مثلً إن لح ظه بنظره له وقتا فوقتا‪ ،‬ول يككن هناك ازدحام‬
‫طارقي فهو مرز‪ ،‬وإل فل وشرط اللحظ قدرته على منع السارق‪ ،‬ومن شروط السروق ما ذكره‬
‫الصنف ف قوله (ل ملك له فيه ول شبهة له) أي للسارق (ف مال السروق منه) فل قطع بسرقة مال‬
‫أصل وفرع للسارق‪ ،‬ول بسرقة رقيق مال سيده (ويقطع) من السارق (يده اليمن من مفصل الكوع)‬
‫بعد خلعها منه ببل ي ّر بعنف‪ ،‬وإنا تقطع اليمن ف السرقة الول (فإن سرقا ثانيا) بعد قطع اليمن‬
‫(قط عت رجله الي سرى) بديدة ماض ية دف عة واحدة ب عد خلع ها من مف صل القدم‪( .‬فإن سرق ثالثا‬
‫قطعت يده اليسرى) بعد خلعها (فإن سرق رابعا قطعت رجله اليمن) بعد خلعها من مفصل القدم‬
‫كما فعل باليسرى‪ ،‬ويغمس مل الق طع بزيت أو دهن مغلي (فإن سرق بعد ذلك) أي بعد الرابعة‬
‫(عزر وقيل يقتل صبا) وحديث المر بقتله ف الرة الامسة منسوخ‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام قاطع الطريق وسي بذلك لمتناع الناس من سلوك الطريق خوفا منه‪ ،‬وهو‬
‫مسكلم مكلف له شوككة‪ ،‬فل يشترط فيكه ذكورة ول عدد‪ ،‬فخرج بقاطكع الطريكق الختلس الذي‬
‫يتعرض ل خر القافلة‪ ،‬ويعت مد الرب (وقطاع الطر يق على أرب عة أق سام) الول مذكور ف قوله (إن‬
‫قتلوا) أي عمدا عدوانا من يكافئو نه (ول يأخذوا الال قتلوا) حتما وإن قتلوا خ طأ أو ش به ع مد أو‬
‫مكن ل يكافئوه ل يقتلوا والثانك مذكور فك قوله (فإن قتلوا وأخذوا الال) أي نصكاب السكرقة فأكثكر‬
‫(قتلوا وصلبوا) على خشبة ونوها لكن بعد غسلهم‪ ،‬وتكفينهم والصلة عليهم‪ .‬والثالث مذكور ف‬
‫قوله (وإن أخذوا الال ول يقتلوا) أي ن صاب ال سرقة فأك ثر من حرز مثله‪ ،‬ول شب هة ل م ف يه (تق طع‬
‫أيديهم وأرجلهم من خلف) أي تقطع منهم أولً اليد اليمن والرجل اليسرى‪ ،‬فإن عادوا فيسراهم‬
‫وينا هم يقطعان‪ ،‬فإن كانكت ال يد اليم ن أو الر جل الي سرى مفقودة اكت فى بالوجودة ف ال صح‪.‬‬
‫والرا بع مذكور ف قوله (فإن أخافوا) الار ين ف (ال سبيل) أي الطر يق (ول يأخذوا) من هم (مالً ول‬
‫يقتلوا) نفسا (حبسوا) ف غي موضعهم (وعزروا) أي حبسهم المام وعزرهم (ومن تاب منهم) أي‬
‫قطاع الطريق (قبل القدرة) من المام (عليه سقطت عنه الدود) أي العقوبات الختصة بقاطع الطريق‬
‫و هي ت تم قتله و صلبه‪ ،‬وق طع يده ورجله‪ ،‬ول ي سقط با قي الدود ال ت ل تعال كز نا و سرقة ب عد‬
‫التوبة وفهم من قوله (وأوخذ) بضم أوله (بالقوق) أي الت تتعلق بالدميي كقصاص وحد قذف‪،‬‬
‫ورد مال أنه ل يسقط شيء منها عن قاطع الطريق بتوبته وهو كذلك‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام ال صيال وإتلف البهائم (و من ق صد) ب ضم أوله (بأذى ف نف سه أو ماله أو‬
‫حريه) بأن صال عليه شخص يريد قتله أو أخذ ماله وإن قل أو وطء حريه (فقاتل عن ذلك) أي عن‬
‫نفسه أو ماله أو حريه(وقتل) الصائل على ذلك دفعا لصياله (فل ضمان عليه) بقصاص ول دية ول‬
‫كفارة‪( .‬وعلى را كب الدا بة) سواء كان مالك ها أو م ستعيها أو م ستأجرها أو غا صبها (ضمان ما‬
‫أتلفته دابته) سواء كان التلف بيدها أو رجلها أو غي ذلك‪ ،‬ولو بالت أو راثت بطريق فتلف بذلك‬
‫نفس أو مال فل ضمان‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام البغاة وهم فرقة مسلمون مالفون للمام العادل‪ ،‬ومفرد البغاة باغ من البغي‬
‫وهو الظلم (ويقاتل) بف تح ما قبل آخره (أهل البغي) أي يقاتلهم المام (بثلثة شرائط) أحدها (أن‬
‫يكونوا ف من عة) بأن يكون ل م شو كة بقوة وعدد‪ ،‬وبطاع في هم وإن ل ي كن الطاع إماما من صوبا‬
‫ب يث يتاج المام العادل ف رد هم لطاع ته إل كل فة من بذل مال‪ ،‬وت صيل رجال فإن كانوا أفرادا‬
‫ي سهل ضبط هم فلي سوا بغاة (و) الثا ن (أن يرجوا عن قب ضة المام) العادل إ ما بترك النقياد له‪ ،‬أو‬
‫بنع حق توجه عليهم‪ ،‬سواء كان الق ماليا‪ ،‬أو غيه كحد وقصاص (و) الثالث (أن يكون لم) أي‬
‫للبغاة (تأويل سائغ) أي متمل كما عب به بعض الصحاب كمطالبة أهل صفي بدم عثمان حيث‬
‫اعتقدوا أن عليا ر ضي ال ع نه يعرف من ق تل عثمان‪ ،‬فإن كان التأو يل قط عي البطلن‪ ،‬ل يع تب بل‬
‫صاحبه معا ند‪ ،‬ول يقا تل المام البغاة ح ت يب عث إلي هم ر سو ًل أمينا فطنا ي سألم ما يكرهو نه‪ ،‬فإن‬
‫ذكروا له مظلمة هي السبب ف امتناعهم عن طاعته أزالا‪ ،‬وإن ل يذكروا شيئا أو أصروا بعد إزالة‬
‫الظل مة على الب غي ن صحهم ث أعلم هم بالقتال (ول يق تل أ سيهم) أي البغاة فإن قتله ش خص عادل‬
‫فل قصاص عليه ف ال صح ول يطلق أسيهم‪ ،‬وإن كان صبيا أو امرأة حت تنقضي الرب ويتفرق‬
‫جع هم إل أن يط يع أسيهم متارا بتابعته للمام (ول يغنم مال م) ويرد سلحهم وخيل هم إلي هم إذا‬
‫انق ضى الرب وأم نت غائلت هم بتفرق هم‪ ،‬أو رد هم للطا عة‪ ،‬ول يقاتلون بعظ يم كنار ومنجن يق إل‬
‫لضرورة فيقاتلون بذلك كأن قاتلو نا به أو أحاطوا ب نا (ول يذ فف على جري هم) والتذف يف تتم يم‬
‫القتل وتعجيله‪.‬‬
‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام الردة و هي أف حش أنواع الك فر ومعنا ها ل غة الرجوع عن الش يء إل غيه‪،‬‬
‫وشرعا ق طع ال سلم بن ية ك فر أو قول ك فر أو ف عل ك فر ك سجود ل صنم‪ ،‬سواء كان على ج هة‬
‫ال ستهزاء أو العناد أو العتقاد ك من اعت قد حدوث ال صانع (و من ار تد عن ال سلم) من ر جل أو‬
‫امرأة ك من أن كر وجود ال أو كذب ر سولً من ر سل ال أو حلل مرما بالجاع كالز ن‪ ،‬وشرب‬
‫المر أو حرم حللً بالجاع كالنكاح والبيع (استتيب) وجوبا ف الال ف الصح فيهما‪ ،‬ومقابل‬
‫الصح ف الول أنه يسنّ الستتابة وف الثانية أنه يهل‪( ،‬ثلثا) أي إل ثلثة أيام (فإن تاب) بعوده‬
‫إل السلم بأن يقر بالشهادتي على الترتيب بأن يؤمن بال أولً ث برسوله‪ ،‬فإن عكس ل يصح كما‬
‫قاله النووي ف شرح الهذب ف الكلم على نية الوضوء (وإل) أي وإن ل يتب الرتد (قتل) أي قتله‬
‫المام إن كان حرا بضرب عن قه‪ ،‬ل بإحراق ونوه‪ ،‬فإن قتله غ ي المام عزر‪ ،‬وإن كان الر تد رقيقا‬
‫جاز للسيد قتله ف الصح‪ .‬ث ذكر الصنف حكم الغسل وغيه ف قوله (ول يغسل ول يصل عليه‬
‫ول يدفن ف مقابر السلمي) وذكر غي الصنف حكم تارك الصلة ف ربع العبادات وأما الصنف‬
‫فذكره هنا فقال‪:‬‬
‫(فصل‪ :‬وتارك الصلة) العهودة الصادقة بإحدى المس (على ضربي أحدها أن يتركها) وهو‬
‫مكلف (غي معتقد لوجوبا فحكمه) أي التارك لا (حكم الرتد) وسبق قريبا بيان حكمه (والثان أن‬
‫يتركها كسلً) حت يرج وقتها حال كونه (معتقدا لوجوبا فيستتاب فإن تاب وصلى وهو تفسي‬
‫للتو بة) (وإل) أي وإن ل ي تب (ق تل حدا) ل كفرا (وكان حك مه ح كم ال سلمي) ف الد فن ف‬
‫مقابرهم‪ ،‬ول يطمس قبه‪ ،‬وله حكم السلمي أيضا ف الغسل والتكفي والصلة عليه وال أعلم‪.‬‬

‫كتاب أحكام الهاد‬


‫وكان ال مر به ف ع هد ر سول ال بعد الجرة فرض كفاية‪ ،‬وأما بعده فللكفار حالن‪ ،‬أحده ا‪ :‬أن‬
‫يكونوا ببلدهم فالهاد فرض كفاية على السلمي ف كل سنة فإذا فعله من فيه كفاية سقط الرج‬
‫عن الباقي‪ ،‬والثان أن يدخل الكفار بلدة من بلد السلمي أو ينلوا قريبا منها فالهاد حينئذ فرض‬
‫عي عليهم‪ ،‬فيلزم أهل ذلك البلد الدفع للكفار با يكن منهم (وشرائط وجوب الهاد سبع خصال)‬
‫أحد ها (ال سلم) فل جهاد على كا فر (و) الثا ن (البلوغ) فل جهاد على صب (و) الثالث (الع قل)‬
‫فل جهاد على منون (و) الرا بع (الر ية) فل جهاد على رق يق ولو أمره سيده‪ ،‬ول مب عض ول مدبر‬
‫ول مكاتب (و) الامس (الذكورية) فل جهاد على امرأة وخنثى مشكل (و) السادس (الصحة) فل‬
‫جهاد على مريكض برض ينعكه عكن قتال‪ ،‬وركوب إل بشقكة شديدة كحمكى مطبقكة‪( .‬و) السكابع‬
‫(الطاقة على القتال) أي فل جهاد على أقطع يد مثلً ول على من عدم أهبة القتال كسلح ومركوب‬
‫ونفقة (و من أ سر من الكفار فعلى ضرب ي ضرب) ل تي ي ف يه للمام بل (يكون) و ف ب عض الن سخ‬
‫بدل يكون يصي (رقيقا بنفس السب) أي الخذ (وهم الصبيان والنساء) أي صبيان الكفار ونساؤهم‬
‫ويلحق با ذكر الناثى والجاني‪ ،‬وخرج بالكفار نساء السلمي‪ ،‬لن السر ل يتصور ف السلمي‬
‫(وضرب ل يرق بنفكس السكب وهكم) الكفار الصكليون (الرجال البالغون) الحرار العاقلون‬
‫(والمام مي فيهم بي أربعة أشياء) أحدها (القتل) بضرب رقبة ل بتحريق وتغريق مثلً‪( .‬و) الثان‬
‫(السترقاق) وحكمهم بعد السترقاق كبقية أموال الغنيمة‪( .‬و) الثالث (الن) عليهم بتخلية سبيلهم‪.‬‬
‫(و) الرابكع (الفديكة) إمكا (بالال أو بالرجال) أي السكرى مكن السكلمي ومال فدائهكم كبقيكة أموال‬
‫الغنيمة‪ ،‬ويوز أن يفادى مشرك واحد بسلم أو أكثر ومشركون بسلم (يفعل) المام (من ذلك ما‬
‫فيه الصلحة) للمسلمي فإن خفي عليه الحظ حبسهم حت يظهر له الحظ‪ ،‬فيفعله وخرج بقولنا‬
‫سابقا الصليون الكفار غي الصليي‪ ،‬كالرتدين فيطالبهم المام بالسلم‪ ،‬فإن امتنعوا قتلهم (ومن‬
‫أسلم) من الكفار (قبل السر) أي أسر المام له (أحرز ماله ودمه وصغار أولده) عن السب وحكم‬
‫بإسلمهم تبعا له بلف البالغي من أولده فل يعصمهم إسلم أبيهم‪ ،‬وإسلم الد يعصم أيضا الولد‬
‫الصغي‪ ،‬وإسلم الكافر ل يعصم زوجته عن استرقاقها‪ ،‬ولو كانت حاملً فإن استرقت انقطع نكاحه‬
‫ف الال (وي كم لل صب بال سلم ع ند وجود ثل ثة أ سباب) أحد ها (أن ي سلم أ حد أبو يه) فيح كم‬
‫بإسلمه تبعا لما وأما من بلغ منونا أو بلغ عاقلً ث جن فكالصب والسبب الثان مذكور ف قوله (أو‬
‫ب سبيه م سلم) حال كون ال صب (منفردا عن أبو يه) فإن سب ال صب مع أ حد أبو يه فل يت بع ال صب‬
‫الساب له‪ ،‬ومعن كونه مع أحد أبويه أن يكونا ف جيش واحد وغنيمة واحدة‪ ،‬ل أن (مالكهما يكون‬
‫واحدا) ولو سباه ذمي وحله إل دار السلم ل يكم بإسلمه ف الصح‪ ،‬بل هو على دين الساب‬
‫له‪ .‬والسبب الثالث مذكور ف قوله (أو يوجد) أي الصب (لقيطا ف دار السلم) وإن كان فيها أهل‬
‫ذمة فإنه يكون مسلما وكذا لو وجد ف درا كفار وفيها مسلم‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام السلب وقسم الغنيمة (ومن قتل قتيلً أعطى سلبه) بفتح اللم بشرط كون‬
‫القاتل مسلما ذكرا كان أو أنثى حرا أو عبدا شرطه المام له أو ل‪ ،‬والسلب ثياب القتيل الت عليه‪،‬‬
‫وال ف والران و هو خف بل قدم يل بس لل ساق ف قط‪ ،‬وآلت الرب والركوب الذي قا تل عل يه أو‬
‫أمسكه بعنانه والسرج واللجام ومقود الدابة‪ ،‬والسوار والطوق والنطقة‪ ،‬وهي الت يشد با الوسط‪،‬‬
‫والات والنفقة الت معه والنيبة الت تقاد معه وإنا يستحق القاتل سلب الكافر إذا غرر بنفسه حال‬
‫الرب ف قتله‪ ،‬حيث يكفي بركوب هذا الغرر شر ذلك الكافر‪ ،‬فلو قتله وهو أسي أو نائم‪ ،‬أو قتله‬
‫بعد انزام الكفار‪ ،‬فل سلب له وكفاية شر الكافر أن يزيل امتناعه‪ ،‬كأن يفقأ عينيه أو يقطع يديه أو‬
‫رجل يه‪ .‬والغني مة ل غة مأخوذة من الغ نم و هو الر بح‪ ،‬وشرعا الال الا صل للم سلمي من كفار أ هل‬
‫حرب بقتال وإياف خيل أو إبل وخرج بأهل الرب الال الا صل من الرتد ين‪ ،‬فإنه ف ء ل غني مة‬
‫(وتقسم الغنيمة بعد ذلك) أي بعد إخراج السلب منها (على خسة أخاس فيعطى أربعة أخاسها) من‬
‫عقار ومنقول (ل ن شهد) أي حضر (الوقعة) من الغان ي بنية القتال وإن ل يقا تل مع اليش‪ ،‬وكذا‬
‫من حضر ل بنية القتال‪ ،‬وقاتل ف الظهر ول شيء لن حضر بعد انقضاء القتال (ويعطى للفارس)‬
‫الاضر الوقعة وهو من أهل القتال بفرس مهيأ للقتال عليه سواء قاتل أم ل‪( .‬ثلثة أسهم) سهمي‬
‫لفرسه وسهما له ول يعطى إل لفرس واحد‪ ،‬ولو كان معه أفراس كثية (وللراجل) أي القاتل على‬
‫رجليه (سهم) واحد (ول يسهم إل لن) أي شخص (استكملت فيه خس شرائط السلم والبلوغ‬
‫والعقل والرية والذكورية فإن اختل شرط من ذلك رضخ له ول يسهم له) أي لن اختل فيه الشرط‬
‫إ ما لكو نه صغيا أو منونا أو رقيقا أو أن ثى أو ذميا‪ .‬والر ضخ ل غة العطاء القل يل وشرعا ش يء دون‬
‫سهم يعطى للراجل‪ ،‬ويتهد المام ف قدر الرضخ بسب رأيه‪ .‬فيزيد القاتل على غيه والكثر قتالً‬
‫على القل قتالً‪ ،‬ومل الرضخ الخاس الربعة ف الظهر‪ ،‬والثان مله أصل الغنيمة (ويقسم المس)‬
‫الباقي بعد الخاس الربعة (على خسة أسهم سهم) منه (لرسول ال ) وهو الذي كان له ف حياته‬
‫(يصرف بعده للمصال) التعلقة بالسلمي كالقضاة الاكمي ف البلد أما قضاة العسكر فيزقون من‬
‫الخاس الرب عة ك ما قاله الاوردي وغيه‪ ،‬وك سد الثغور و هي الوا ضع الخو فة من أطراف بلد‬
‫السكلمي اللصكقة لبلدنكا‪ ،‬والراد بسكد الثغور بالرجال‪ ،‬وآلت الرب‪ ،‬ويقدم الهكم مكن الصكال‬
‫فال هم (و سهم لذوي القر ب) أي قر ب ر سول ال (و هم ب نو ها شم وب نو الطلب) يشترك ف ذلك‬
‫الذكر والنثى والغنّ والفقي‪ ،‬ويفضل الذكر فيعطي مثل حظ النثيي (وسهم لليتامى) السلمي جع‬
‫يت يم و هو صغي ل أب له سواء كان ال صغي ذكرا أو أن ثى له جد أو ل‪ ،‬ق تل أبوه ف الهاد أو ل‪،‬‬
‫ويشترط فقر اليتيم (وسهم للمساكي وسهم لبناء السبيل) وسبق بيانما قبيل كتاب الصيام‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف قسم الفيء على مستحقيه والفيء لغة مأخوذة من فاء إذا رجع‪،‬ث استعمل ف الال‬
‫الرا جع من الكفار إل ال سلمي وشرعا هو مال ح صل من كفار بل قتال‪ ،‬ول إياف خ يل ول إ بل‬
‫كالزية وعشر التجارة (ويقسم مال الفيء على خس فرق يصرف خسه) يعن الفيء (على من) أي‬
‫المسة الذين (يصرف عليهم خس الغنيمة) وسبق قريبا بيان المسة (ويعطى أربعة أخاسها) وف‬
‫بعض النسخ أخاسه أي الفيء (للمقاتلة) وهم الجناد الذين عينهم المام للجهاد وأثبت أساءهم ف‬
‫ديوان الرتزقة بعد اتصافهم بالسلم والتكليف والرية والصحة فيفرق المام عليهم الخاس الربعة‬
‫على قدر حاجاتم‪ ،‬فيبحث عن كل حال من القاتلة‪ ،‬وعن عياله اللزمة نفقتهم وما يكفيهم يعطيه‬
‫كفاي ته من نف قة وك سوة وغ ي ذلك‪ ،‬ويرا عي ف الا جة الزمان والكان والر خص والغلء‪ ،‬وأشار‬
‫الصنف بقوله (وف مصال السلمي) إل أنه يوز للمام أن يصرف الفاضل عن حاجات الرتزقة ف‬
‫مصال السلمي من إصلح الصون والثغور‪ ،‬ومن شراء سلح وخيل على الصحيح‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الزية وهو لغة اسم‪ ،‬لراج معول على أهل الذمة‪ ،‬سيت بذلك لنا جزت‬
‫عن القتل‪ ،‬أي كفت عن قتلهم وشرعا مال يلتزمه كافر بعقد مصوص‪ .‬ويشترط أن يعقدها المام‬
‫أو نائ به ل على ج هة التأق يت فيقول‪ :‬أقررت كم بدار ال سلم غ ي الجاز‪ ،‬أو أذ نت ف إقامت كم بدار‬
‫السكلم على أن تبذلوا الزيكة‪ ،‬وتنقادوا لككم السكلم‪ ،‬ولو قال الكافكر للمام ابتداء أقررنك بدار‬
‫السلم كفى (وشرائط وجوب الزية خس خصال) أحدها (البلوغ) فل جزية على صب‪( .‬و) الثان‬
‫(العقل) فل جزية على منون أطبق جنونه فإن تقطع جنونه قليلً كساعة من شهر‪ ،‬لزمته الزية أو‬
‫تقطع جنونه كثيا كيوم ي نّ فيه‪ ،‬ويوم يفيق فيه لفقت أيام الفاقة‪ ،‬فإن بلغت سنة وجب جزيتها‪.‬‬
‫(و) الثالث (الزية) فل جزية على رقيق ول على سيده أيضا والكاتب والدبر والبعض كالرقيق (و)‬
‫الرابع (الذكورية) فل جزية على امرأة وخنثى فإن بانت ذكورته أخذت منه الزية للسني الاضية‪،‬‬
‫كما بثه النووي ف زيادة الروضة وجزم به ف شرح الهذب (و) الامس (أن يكون) الذي تعقد له‬
‫الزية (من أهل الكتاب) كاليهودي والنصران‪( .‬أو من له شبهة كتاب) وتعقد أيضا لولد من توّد‬
‫أو تن صر ق بل الن سخ أو شكك نا ف وق ته‪ ،‬وكذا تع قد ل ن أ حد أبو يه وث ن‪ ،‬وال خر كتا ب‪ ،‬ولزا عم‬
‫التمسك بصحف إبراهيم النلة عليه أو بزبور داود النل عليه‬
‫(وأقل) ما يب ف (الزية) على كل كافر (دينار ف كل حول) ول حد لكثر الزية (ويؤخذ)‬
‫أي ي سن للمام أن يا كس من عقدت له الز ية وحينئذ يؤ خذ ( من التو سط) الال (ديناران و من‬
‫الو سر أرب عة دنان ي) ا ستحبابا إن ل ي كن كل منه ما سفيها فإن كان سفيها ل يا كس المام ول‬
‫السفيه‪ ،‬والعبة ف التوسط واليسار بآخر الول (ويوز) أي يسن للمام إذا صال الكفار ف بلدهم‬
‫ل ف دار السلم (أن يشترط عليهم الضيافة) لن ير بم من السلمي الجاهدين وغيهم (فضلً) أي‬
‫زائدا (عن مقدار) أقل (الزية) وهو دينار كل سنة إن رضوا بذه الزيادة (و يتضمن عقد الزية) بعد‬
‫صحته (أرب عة أشياء) أحد ها (أن يؤدوا الز ية) وتؤ خذ من هم بر فق ك ما قال المهور ل على و جه‬
‫الها نة (و) الثا ن (أن تري علي هم أحكام ال سلم) فيضمنون ما يتلفو نه على ال سلمي من ن فس‬
‫ومال‪ ،‬وإن فعلوا ما يعتقدون تريه‪ ،‬كالزنا أقيم عليهم الد (و) الثالث (أن ل يذكروا دين السلم‬
‫إل بيك و) الرابكع (أن ل يفعلوا مكا فيكه ضرر على السكلمي) أي بأن آووا مكن يطلع على عورات‬
‫السلمي‪ ،‬وينقلها إل دار الرب‪ ،‬ويلزم السلمي بعد عقد الذمة الصحيح الكف عنهم نفسا‪ ،‬ومالً‪،‬‬
‫وإن كانوا ف بلد نا أو ف بلد ماور ل نا لزم نا د فع أ هل الرب عن هم (ويعرفون بل بس الغيار) بك سر‬
‫الغي العجمة وهو تغيي اللباس بأن ييط الذمي على ثوبه شيئا يالف لون ثوبه‪ ،‬ويكون ذلك على‬
‫الكتف‪ ،‬والول باليهودي الصفر‪ ،‬وبالنصران الزرق‪ ،‬وبالجوسي السود والحر‪ ،‬وقول الصنف‬
‫ويعرفون عب به النووي أيضا‪ ،‬ف الرو ضة تبعا ل صلها لك نه ف النهاج قال‪ :‬ويؤ مر أي الذ مي ول‬
‫يعرف من كل مه أن ال مر للوجوب أو الندب‪ ،‬ل كن مقت ضى كلم المهور الول وع طف ال صنف‬
‫على الغيار قوله (وشد الزنار) وهو بزاي معجمة خيط غليظ يشد ف الوسط فوق الثياب‪ ،‬ول يكفي‬
‫جعله تتها (وينعون من ركوب ال يل) النفيسة وغيها‪ ،‬ول ينعون من ركوب الم ي‪ ،‬ولو كانت‬
‫نفي سة‪ ،‬وينعون من إ ساعهم ال سلمي قول الشرك كقول م ال ثالث ثل ثة‪ ،‬تعال ال عن ذلك علوا‬
‫كبيا‪.‬‬

‫كتاب أحكام الصيد والذبائح والطعمة‬


‫والصيد مصدر أطلق هنا على اسم الفعول وهو الصيد (وما) أي واليوان البي الأكول الذي‬
‫(قدر) بضم أوله (على ذكاته) أي ذبه (فذكاته) تكون (ف حلقه) وهو أعلى العنق (ولبته) أي بلم‬
‫مفتو حة وموحدة مشددة أ سفل الع نق والذكاة بذال معج مة ل غة الت طبيب ل ا في ها من تط يب أ كل‬
‫اللحم الذبوح‪ ،‬وشرعا إبطال الرارة الغريزية على وجه مصوص أما اليوان الأكول البحري فيحل‬
‫على الصكحيح بل ذبكح (ومكا) أي واليوان الذي (ل يقدر) بضكم أوله (على ذكاتكه) كشاة إنسكية‬
‫توحشت أو بعي ذهب شاردا (فذكاته عقره) بفتح الع ي عقرا مزهقا للروح (حيث قدر عليه) أي‬
‫ف أي مو ضع كان الع قر (وكمال الذكاة) و ف بعكض الن سخ وي ستحب ف الذكاة (أرب عة أشياء)‬
‫أحدها (قطع اللقوم) بضم الاء الهملة وهو مرى النفس دخو ًل وخروجا (و) الثان قطع (الريء)‬
‫بفتح ميمه وهز آخره‪ ،‬ويوز تسهيله وهو مرى الطعام والشراب من اللق إل العدة والريء تت‬
‫اللقوم‪ ،‬ويكون ق طع ما ذكر دف عة واحدة ل ف دفعتي‪ .‬فإ نه يرم الذبوح حينئذ‪ ،‬وم ت بقي شيء‬
‫من اللقوم والر يء ل ي ل الذبوح (و) الثالث والرا بع ق طع (الودج ي) بواو ودال مفتوحت ي تثن ية‬
‫ودج بفتح الدال وكسرها وها عرقان ف صفحت العنق ميطان باللقوم (والجزىء منها) أي الذي‬
‫يكفي ف الذكاة (شيئان قطع اللقوم والريء) فقط ول يسن قطع ما وراء الودجي (ويوز) أي يل‬
‫(ال صطياد) أي أ كل ال صاد (ب كل جار حة معل مة من ال سباع) و ف ب عض الن سخ من سباع البهائم‬
‫كالفهد والنمر والكلب (ومن جوارح الطي) كصقر وباز ف أي موضع كان جرح السباع والطي‪.‬‬
‫والارحة مشتقة من الرح وهو الكسب‬
‫(وشرائط تعليم ها) أي الوارح (أرب عة) أحد ها (أن تكون) الار حة معل مة ب يث (إذا أر سلت)‬
‫أي أرسلها صاحبها (استرسلت و) الثان أنا (إذا زجرت) بضم أوله أي زجرها صاحبها (انزجرت‬
‫و) الثالث أنا (إذا قتلت صيدا ل تأكل منه شيئا و) الرابع (أن يتكرر ذلك منها) أي تتكرر الشرائط‬
‫الربعة من الارحة بيث يظن تأدبا‪ ،‬ول يرجع ف التكرار لعدد‪ ،‬بل الرجع فيه لهل البة بطباع‬
‫الوارح (فإن عد مت) من ها (إحدى الشرائط ل ي ل ما أخذ ته) الار حة (إل أن يدرك) ما أخذ ته‬
‫الارحة (حيا فيذكى) فيحل حينئذ‪ .‬ث ذكر الصنف آلة الذبح ف قوله (وتوز الذكاة بكل ما) أي‬
‫بكل مدد (يرح) كحديد وناس (إل بالسن والظفر) وباقي العظام‪ ،‬فل توز التذكية با‪ ،‬ث ذكر‬
‫الصنف من تصح منه التذكية بقوله (وتل ذكاة كل مسلم) بالغ أو ميز يطيق الذبح (و) ذكاة كل‬
‫(كتاب) يهودي أو نصران ويل ذبح منون وسكران ف الظهر وتكره ذكاة أعمى (ول تل ذبيحة‬
‫موسي ول وثن) ول نوها من ل كتاب له (وذكاة الني) حاصلة (بذكاة أمه) فل يتاج لتذكيته‬
‫هذا إن وجد ميتا وفيه حياة غي مستقرة اللهم (إل أن يوجد حيا) بياة مستقرة بعد خروجه من بطن‬
‫أمكه (فيذككى) حينئذ (ومكا قطكع مكن) حيوان (حكي فهكو ميكت إل الشعكر) أي القطوع مكن حيوان‬
‫مأكول‪ .‬وف بعض النسخ إل الشعور (النتفع با ف الفارش واللبس) وغيها‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام الطع مة اللل من ها وغيه (و كل حيوان ا ستطابته العرب) الذ ين هم أ هل‬
‫ثروة وخصب وطباع سليمة ورفاهية (فهو حلل إل ما) أي حيوان (ورد الشرع بتحريه) فل يرجع‬
‫ف يه ل ستطابتهم له (و كل حيوان ا ستخبثته العرب) أي عدوه خبيثا (ف هو حرام إل ما ورد الشرع‬
‫بإباحته) فل يكون حراما (ويرم من السباع ما له ناب) أي سن (قوي يعدو به) على اليوان كأسد‬
‫ون ر (ويرم من الطيور ما له ملب) بك سر ال يم وف تح اللم أي ظ فر (قوي يرح به) ك صقر وباز‬
‫وشاه ي (وي ل للمض طر) و هو من خاف على نف سه اللك من عدم ال كل ( ف الخم صة) موتا أو‬
‫مرضا موفا أو زيادة مرض أو انقطاع رف قة‪ ،‬ول ي د ما يأكله حللً (أن يأ كل من الي تة الحر مة)‬
‫عليه (ما) أي شيئا (يسد به رمقه) أي بقية روحه (ولنا ميتتان حللن) وها (السمك والراد و) لنا‬
‫(دمان حللن) وها (الكبد والطحال) وقد عرف من كلم الصنف هنا وفيما سبق أن اليوان على‬
‫ثلثة أقسام‪ :‬أحدها ما ل يؤكل فذبيحته وميتته سواء والثان ما يؤكل فل يل إل بالتذكية الشرعية‬
‫والثالث ما تل ميتته كالسمك والراد‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام الضح ية ب ضم المزة ف الش هر‪ ،‬و هي ا سم ل ا يذ بح من الن عم يوم ع يد‬
‫النحر‪ ،‬وأيام التشريق تقربا إل ال تعال‪( .‬والْاضحية سنة مؤكدة) على الكفاية فإذا أتى با واحد من‬
‫أهل بيت كفى عن جيعهم‪ ،‬ول تب الضحية إل بالنذر (ويزىء فيها الذع من الضأن) وهو ما‬
‫له سنة وطعن ف الثانية (والثن من العز) وهو ماله سنتان وطعن ف الثالثة (والثن من البل) ما له‬
‫خس سني وطعن ف السادسة (والثن من البقر) ما له سنتان وطعن ف الثالثة (وتزىء البدنة عن‬
‫سبعة) اشتركوا ف التضحية با (و) تزىء (البقرة عن سبعة) كذلك (و) تزىء (الشاة عن) شخص‬
‫(واحد) وهي أفضل من مشاركته ف بعي‪.‬‬
‫وأف ضل أنواع الضح ية إ بل ث ب قر ث غ نم (وأر بع) و ف ب عض الن سخ وأرب عة (ل تزىء ف‬
‫الضحايا) أحدها (العوراء البي) أي الظاهر (عورها) وإن بقيت الدقة ف الصح (و) الثان (العرجاء‬
‫الب ي عرج ها) ولو كان ح صول العرج ل ا ع ند إضجاع ها للتضح ية ب ا ب سبب اضطراب ا (و) الثالث‬
‫(الريضة الب ي مرضها) ول ي ضر يسي هذه المور (و) الرابع (العجفاء) وهي (ال ت ذهب م ها) أي‬
‫ذهب دماغها (من الزال) الاصل لا (ويزىء الصي) أي القطوع الصيتي (والكسورة القرن) إن‬
‫ل يؤثكر فك اللحكم ويزىء أيضا فاقدة القرون‪ ،‬وهكي السكماة باللحاء (ول تزىء القطوعكة) ككل‬
‫(الذن) ول بعضهكا ول الخلوقكة بل أذن (و) ل القطوعكة (الذنكب) ول بعضكه (و) يدخكل (وقكت‬
‫الذبح) للضحية (من وقت صلة العيد) أي عيد النحر وعبارة الروضة وأصلها يدخل وقت التضحية‬
‫إذا طلعت الشمس يوم الن حر‪ ،‬ومضى قدر ركعتي وخطبتي خفيفتي انتهى‪ ،‬ويستمر وقت الذبح‬
‫(إل غروب الش مس من آ خر أيام التشر يق) و هي الثل ثة الت صلة بعا شر ذي ال جة (وي ستحب ع ند‬
‫الذبح خسة أشياء) أحدها (التسمية) فيقول الذابح بسم ال الرحن الرحيم فلو ل يسم حل الذبوح‪.‬‬
‫(و) الثا ن (ال صلة على ال نب ) ويكره أن ي مع ب ي ا سم ال وا سم ر سوله‪( .‬و) الثالث (ا ستقبال‬
‫القبلة) بالذبيحة أي يوجه الذابح مذبها للقبلة ويتوجه هو أيضا‪( .‬و) الرابع (التكبي) أي قبل التسمية‬
‫وبعدها ثلثا كما قال الاوردي‪( .‬و) الامس (الدعاء بالقبول) فيقول الذابح اللهم هذه منك وإليك‬
‫فتقبل‪ ،‬أي هذه الضحية نعمة منك عل ّي وتقربت با إليك فتقبلها من‪( .‬ول يأكل الضحي شيئا من‬
‫الضحية النذورة) بل يب عليه التصدق بميع‪ ،‬فلو لمها أخره فتلفت لزمه ضمانا (ويأكل من‬
‫الضحية التطوع ب ا) ثلثا على الديد وأما الثلثان فقيل يت صدق ب ما‪ ،‬ورج حه النووي ف ت صحيح‬
‫التنبيه‪ .‬وق يل يهدي ثلثا للمسلمي الغنياء ويتصدق بثلث على الفقراء من لمها ول يرجح النووي‬
‫فك الروضكة وأصكلها شيئا مكن هذيكن الوجهيك (ول يكبيع) أي يرم على الضحكي بيكع شيكء (مكن‬
‫الضحية) أي من لمها أو شعرها أو جلدها‪ ،‬ويرم أيضا جعله أجرة للجزار‪ ،‬ولو كانت الضحية‬
‫تطوعا (ويط عم) حتما من الضح ية التطوع ب ا (الفقراء وال ساكي) والف ضل الت صدق بميع ها إل‬
‫لقمة أو لقما يتبك الضحي بأكلها‪ ،‬فإنه يسن له ذلك‪ ،‬وإذا أكل البعض وتصدق بالباقي حصل له‬
‫ثواب التضحية بالميع والتصدق بالبعض‪.‬‬
‫(فصل)‪ :‬ف أحكام العقيقة وهي لغة اسم للشعر على رأس الولود وشرعا ما سيذكره الصنف‬
‫بقوله (والعقي قة) عن الولود (م ستحبة) وف سر ال صنف العقي قة بقوله (و هي الذبي حة عن الولود يوم‬
‫سابعه) أي يوم سابع ولد ته ب سب يوم الولدة من ال سبع‪ ،‬ولو مات الولود ق بل ال سابع ول تفوت‬
‫بالتأخي بعده‪ ،‬فإن أخرت للبلوغ سقط حكمها ف حق العاق عن الولود أما هو فمخي ف العق عن‬
‫نفسه والترك‪( .‬ويذبح عن الغلم شاتان و) يذبح (عن الارية شاة) قال بعضهم‪ :‬أما النثى فيحتمل‬
‫إلا قه بالغلم أو بالار ية‪ ،‬فلو با نت ذكور ته أ مر بالتدارك‪ ،‬وتتعدد العقي قة بتعدد الولد‪( ،‬ويط عم)‬
‫العاق من العقيقة (الفقراء والساكي) فيطبخها بلو ويهدي منها للفقراء والساكي و يتخذها دعوة‪،‬‬
‫ول يكسر عظمها واعلم أن سن العقيقة وسلمتها من عيب ينقص لملها‪ ،‬والكل منها والتصدق‬
‫ببعض ها وامتناع بيع ها‪ ،‬وتعين ها بالنذر حك مه على ما سبق ف الضح ية‪ ،‬وي سن أن يؤذن ف أذن‬
‫الولود اليمن حي يولد‪ ،‬وأن يقام ف أذنه اليسرى‪ ،‬وأن ينك الولود بتمر فيمضغ‪ ،‬ويدلك به حنكه‬
‫داخل فمه لينل منه شيء إل الوف‪ ،‬فإن ل يوجد تر فرطب وإل فشيء حلو وأن يسمى يوم سابع‬
‫ولدته‪ .‬ويوز تسميته قبل السابع وبعده‪ ،‬ولو مات الولود قبل السابع سن تسميته‪.‬‬

‫كتاب أحكام السبق والرمي‬


‫أي بسهام ونوها (وتصح السابقة على الدواب) أي على ما هو الصل ف السابقة عليها من‬
‫خيل وإبل جزما وفيل وبغل وحار ف الظهر‪ ،‬ول تصح السابقة على بقر‪ ،‬ول على نطاح الكباش‪،‬‬
‫ول على مهارشكة الديككة ل بعوض ول بغيه (و) تصكح (الناضلة) أي الراماة (بالسكهام إذا كانكت‬
‫السافة) أي مسافة ما بي موقف الرامي والغرض الذي يرمى إليه (معلومة و) كانت (صفة الناضلة‬
‫معلومة) أيضا بأن يبي التناضلن كيفية الرمي من قرع‪ ،‬وهو إصابة السهم الغرض‪ ،‬ول يثبت فيه أو‬
‫من خ سق‪ ،‬وهو أن يثقب ال سهم الغرض ويثبت فيه أو من مرق‪ ،‬وهو أن ينفذ السهم من الانب‬
‫ال خر من الغرض‪ .‬واعلم أن عوض ال سابقة هو الال الذي يرج في ها‪ .‬و قد ير جه أ حد الت سابقي‬
‫و قد يرجا نه معا وذ كر ال صنف ف قوله (ويرج العوض أ حد الت سابقي ح ت أ نه إذا سبق) بف تح‬
‫ال سي غيه (ا سترده) أي العوض الذي أخر جه (وإن سبق) ب ضم أوله (أخذه) أي العوض ( صاحبه)‬
‫ال سابق (له) وذ كر ال صنف الثا ن ف قوله (وإن أخرجاه) أي العوض الت سابقان (معا ل ي ز) أي ل‬
‫يصح إخراجهما للعوض (ل أن يدخل بينهما مللً) بكسر اللم الول‪ ،‬ف بعض النسخ إل أن يدخل‬
‫بينهما ملل (فإن سبق) بفتح السي كلّ من التسابقي (أخذ العوض) الذي أخرجاه (وإن سبق) بضم‬
‫أوله (ل يغرم) لما شيئا‪.‬‬
‫كتاب أحكام اليان والنذور‬
‫اليان بفتح المزة جع يي وأصلها لغة اليد اليمن‪ ،‬ث أطلقت على اللف‪ ،‬وشرعا تقيق ما‬
‫يت مل الخال فة أو تأكيده بذ كر ا سم ال تعال أو صفة من صفات ذا ته‪ ،‬والنذور ج ع نذر و سيأت‬
‫معناه فك الفصكل بعده (ل ينعقكد اليميك إل بال تعال) أي بذاتكه كقول الالف وال (أو باسكم مكن‬
‫أسائه) الختصة به الت ل تستعمل ف غيه كخالق اللق (أو صفة من صفات ذاته) القائمة به كعلمه‬
‫وقدرته وضابط الالف كل مكلف متار ناطق قاصد لليمي (ومن حلف بصدقة ماله) كقوله ل عليّ‬
‫أن أت صدق بال وي عب عن هذا اليم ي تارة بيم ي اللجاج والغ ضب‪ ،‬وتارة بنذر اللجاج والغ ضب‬
‫(ف هو) أي الالف أو الناذر (م ي ب ي) الوفاء ب ا حلف عل يه والتز مه بالنذر من (ال صدقة) باله (أو‬
‫كفارة اليمي) ف الظهر وف قول يلزمه كفارة يي وف قول يلزمه الوفاء با التزمه (ول شيء ف لغو‬
‫اليمي) وفسر با سبق لسانه إل لفظ اليمي من غي أن يقصدها كقوله ف حال غضبه أو غلبته أو‬
‫عجل ته ل وال مرة ويلي وال مرة ف و قت آ خر (و من حلف أن ل يف عل شيئا فف عل غيه ل ي نث‬
‫ومن حلف أن ل يفعل شيئا) أي كبيع عبده (فأمر غيه بفعله) ففعله بأن باع عبد الالف (ل ينث)‬
‫ذلك الالف بف عل غيه إل أن ير يد الالف أ نه ل يف عل هو ول غيه فيح نث بف عل مأموره أ ما لو‬
‫حلف أن ل ينكح فوكل غيه ف النكاح فإنه ينث بفعل وكيله له ف النكاح (ومن حلف على فعل‬
‫أمر ين) كقوله وال ل أل بس هذ ين الثوب ي (فف عل) أي ل بس (أحده ا ل ي نث) فإن لب سهما معا أو‬
‫مرتبا حنث‪ ،‬فإن قال ل ألبس هذا ول هذا حنث بأحدها‪ .‬ول تنحل يينه بل إذا فعل الخر حنث‬
‫أيضا (وكفارة اليمي هو) أي الالف إذا حنث (مي فيها بي ثلثة أشياء) أحدها (عتق رقبة مؤمنة)‬
‫سليمة من عيب يل بعمل أو كسب‪ .‬وثانيها مذكور ف قوله (أو إطعام عشرة مساكي كل مسكي‬
‫مدا) أي رطلً وثلثا من حب من غالب قوت بلد الك فر‪ ،‬ول يزىء فيه غي الب من تر وأقط‪.‬‬
‫وثالثها مذكور ف قوله (أو كسوتم) أي يدفع الكفر لكل من الساكي (ثوبا ثوبا) أي شيئا يسمى‬
‫كسوة ما يعتاد لبسه كقميص أو عمامة أو خار أو كساء‪ ،‬ول يكفي خف ول قفازان‪ ،‬ول يشترط‬
‫ف القم يص كو نه صالا للمدفوع إل يه فيجزىء أن يد فع للر جل ثوب صغي‪ ،‬أو ثوب امرأة‪ ،‬ول‬
‫يشترط أيضا كون الدفوع جديدا‪ ،‬فيجوز دفعه ملبوسا ل تذهب قوته (فإن ل يد) الكفر شيئا من‬
‫الثلثة السابقة (فصيام) أي فيلزمه صيام (ثلثة أيام) ول يب تتابعها ف الظهر‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام النذور‪ .‬جع نذر وهو بذال معجمة ساكنة‪ ،‬وحكي فتحها ومعناه لغة الوعد‬
‫بي أو شر‪ ،‬وشرعا التزام قربة غي لزمة بأصل الشرع والنذر ضربان أحدها نذر اللجاج بفتح أوله‬
‫و هو التمادي ف ال صومة‪ ،‬والراد بذا النذر أن يرج مرج اليم ي‪ ،‬بأن يق صد الناذر م نع نف سه من‬
‫شيء‪ ،‬ول يقصد القربة وفيه كفارة يي أو ما التزمه بالنذر‪ .‬والثان نذر الجازاة وهو نوعان‪ ،‬أحدها‬
‫أن ل يعلقه الناذر على شيء كقوله ابتداء ل عليّ صوم أو عتق‪ ،‬والثان أن يعلقه على شيء وأشار له‬
‫الصكنف بقوله (والنذر يلزم فك الجازاة على) نذر (مباح وطاعكة كقوله) أي الناذر (إن شفكى ال‬
‫مريضي) وف بعض النسخ مرضي أو إن كفيت شر عدوي (فللّه علي أن أصلي أو أصوم أو أتصدق‬
‫ويلز مه) أي الناذر ( من ذلك) أي م ا نذره من صلة أو صوم أو صدقة ( ما ي قع عل يه ال سم) من‬
‫الصكلة وأقلهكا ركعتان أو الصكوم وأقله يوم أو الصكدقة‪ ،‬وهكي أقكل شيكء ماك يتمول وكذا لو نذر‬
‫التصدق بال عظيم كما قال القاضي أبو الطيب‪ ،‬ث صرح الصنف بفهوم قوله سابقا على مباح ف‬
‫قوله (ول نذر فك معصكية) أي ل ينعقكد نذرهكا (كقوله إن قتلت فلنا) بغيك حكق (فللّه علي كذا)‬
‫وخرج بالعصية نذر الكروه كنذر شخص صوم الدهر‪ ،‬فينعقد نذره ويلزمه الوفاء به‪ ،‬ول يصح أيضا‬
‫نذر وا جب على الع ي‪ .‬كال صلوات ال مس أ ما الوا جب على الكفا ية فيلز مه ك ما يقتض يه كلم‬
‫الروضة وأ صلها (ول يلزم النذر) أي ل ينع قد (على ترك مباح) أو فعله فالول (كقوله ل آ كل لما‬
‫ول أشرب لبنا و ما أش به ذلك) من الباح كقوله ل أل بس كذا‪ ،‬والثا ن ن و آ كل كذا وأشرب كذا‪،‬‬
‫وألبس كذا‪ ،‬وإذا خالف النذر الباح لزمه كفارة يي على الراجح عند البغوي‪ ،‬وتبعه الحرر والنهاج‬
‫لكن قضية كلم الروضة وأصلها عدم اللزوم‪.‬‬

‫كتاب أحكام القضية والشهادات‬


‫والقضيكة جعك قضاء بالدك‪ ،‬وهكو لغكة إحكام الشيكء‪ .‬وإمضاؤه وشرعا فصكل الكومكة بيك‬
‫خ صمي ب كم ال تعال‪ ،‬والشهادات ج ع شهادة م صدر ش هد مأخوذة من الشهود‪ ،‬بع ن الضور‬
‫والقضاء فرض كفاية فإن تعي على شخص لزمه طلبه‪( .‬ول يوز أن يلي القضاء إل من استكملت‬
‫فيه خسة عشر) وف بعض النسخ خس عشرة (خصلة) أحدها (السلم) فل تصح ولية الكافر‪ ،‬ولو‬
‫كانت على كافر مثله قال الاوردي وما جرت به عادة الولة من نصب رجل من أهل الذمة‪ ،‬فتقليد‬
‫رئا سة وزعا مة ل تقل يد ح كم وقضاء‪ ،‬ول يلزم أ هل الذ مة ال كم بإلزا مه بل التزام هم (و) الثا ن‬
‫والثالث (البلوغ والع قل) فل ول ية ل صب ومنون أط بق جنو نه أو ل (و) الرا بع (الر ية) فل ت صح‬
‫ول ية رق يق كله أو بع ضه (و) الا مس (الذكور ية) فل ت صح ول ية امرأة ول خن ثى‪ ،‬ولو ول الن ثى‬
‫حال الهل فحكم‪ ،‬ث بان ذكرا ل ينفذ حكمه ف الذهب (و) السادس (العدالة) وسيأت بيانا ف‬
‫فصل الشهادات‪ ،‬فل ولية لفاسق بشيء ل شبهة له فيه‪( .‬و) السابع (معرفة أحكام الكتاب والسنة)‬
‫على طر يق الجتهاد‪ ،‬ول يشترط حف ظه ليات الحكام ول أحاديث ها التعلقات ب ا عن ظ هر قلب‪،‬‬
‫وخرج بالحكام القصص والواعظ (و) الثامن (معرفة الجاع) وهو اتفاق أهل الل والعقد من أمة‬
‫ممد على أمر من المور‪ ،‬ول يشترط معرفته لكل فرد من أفراد الجاع‪ ،‬بل يكفيه ف السألة الت‬
‫يف ت ب ا‪ ،‬أو ي كم في ها أن قوله‪ ،‬ل يالف الجاع في ها (و) التا سع (معر فة الختلف) الوا قع ب ي‬
‫العلماء (و) العا شر (معر فة طرق الجتهاد) أي كيف ية ال ستدلل من أدلة الحكام (و) الادي ع شر‬
‫(معرفة طرف من لسان العرب) من لغة وصرف ونو (ومعرفة تفسي كتاب ال تعال و) الثان عشر‬
‫(أن يكون سيعا) ولو ب صياح ف أذ نه فل ي صح تول ية أ صم (و) الثالث ع شر (أن يكون ب صيا) فل‬
‫يصح تولية أعمى‪ ،‬ويوز كونه أعور كما قال الرويان (و) الرابع عشر (أن يكون كاتبا) وما ذكره‬
‫الصنف من اشتراط كون القاضي كاتبا وجه مرجوح والصح خلفه (و) الامس عشر (أن يكون‬
‫مستيقظا) فل تصح تولية مغفل بأن اختل نظره أو فكره إما لكب أو مرض أو غيه‪ .‬ولا فرغ الصنف‬
‫من شروط القاضي شرع ف آدابه فقال (ويستحب أن يلس) وف بعض النسخ أن ينل أي القاضي‪.‬‬
‫( ف و سط البلد) إذا ات سعت خط ته فإن كا نت البلد صغية نزل ح يث شاء إن ل ي كن هناك مو ضع‬
‫معتاد تنله القضاة‪ ،‬ويكون جلوس القا ضي ( ف مو ضع) ف سيح (بارز) أي ظا هر (للناس) ب يث يراه‬
‫الستوطن والغريب والقوي والضعيف‪ ،‬ويكون ملسه مصونا من أذى حر وبرد بأن يكون ف الصيف‬
‫ف م هب الر يح‪ ،‬و ف الشتاء ف كن (ول حجاب له) و ف ب عض الن سخ ول حا جب دو نه فلو ات ذ‬
‫حاجبا أو بوابا كره (ول يق عد) القا ضي (للقضاء ف ال سجد) فإن ق ضى ف يه كره فإن ات فق و قت‬
‫حضوره ف ال سجد لصلة أو غي ها خصومة‪ ،‬ل يكره فعل ها ف يه‪ ،‬وكذا لو احتاج إل ال سجد لعذر‬
‫من مطر ونوه (ويسوي) القاضي وجوبا (بي الصمي ف ثلثة أشياء) أحدها التسوية (ف الجلس)‬
‫فيجلس القاضي الصمي بي يديه إذا استويا شرعا أما السلم فيفع على الذمي ف الجلس (و) الثان‬
‫التسوية ف (اللفظ) أي الكلم فل يسمع كلم أحدها دون الخر (و) الثالث التسوية ف (اللحظ)‬
‫أي الن ظر فل ين ظر لحده ا دون ال خر (ول يوز) للقا ضي (أن يق بل الد ية من أ هل عمله) فإن‬
‫كانت الدية ف غي عمله من غي أهله ل يرم ف الصح‪ ،‬وإن أهدى إليه من هو ف مل وليته‪ ،‬وله‬
‫خصومة ول عادة له بالدية قبلها حرم عليه قبولا (ويتنب) القاضي (القضاء) أي يكره له ذلك (ف‬
‫عشرة موا ضع) و ف بعض الن سخ أحوال (عند الغضب) و ف ب عض الن سخ ف الغ ضب قال بعض هم‪:‬‬
‫وإذا أخرجكه الغضكب عكن حالة السكتقامة حرم عليكه القضاء حينئذ (والوع) والشبكع الفرطيك‬
‫(والعطش وشدة الشهوة والزن والفرح الفرط وعند الرض) أي الؤل (ومدافعة الخبثي) أي البول‬
‫والغائط (وعنكد النعاس و) عنكد (شدة الرك والبد) والضابكط الامكع لذه العشرة وغيهكا أنكه يكره‬
‫للقاضي القضاء ف كل حال يسوء خلقه‪ ،‬وإذا حكم ف حال ما تقدم نفذ حكمه مع الكراهة (ول‬
‫ي سأل) وجوبا أي إذا جلس ال صمان ب ي يدي القا ضي ل ي سأل (الد عى عل يه إل ب عد كمال) أي‬
‫بعد فراغ الدعي ف (الدعوى) الصحيحة وحينئذ يقول القا ضي للمدعى عليه إخرج من دعواه فإن‬
‫أقرّ با ادعى عليه به لزمه ما أقرّ به‪ ،‬ول يفيده بعد ذلك رجوعه‪ ،‬وإن أنكر ما ادعى به عليه فللقاضي‬
‫أن يقول للمدعي ألك بينة أو شاهد مع يينك إن كان الق ما يثبت بشاهد ويي (ول يلفه) وف‬
‫بعض النسخ ول يستحلفه‪ ،‬أي ل يلف القاضي الدعى عليه (إل بعد سؤال الدعي) من القاضي أن‬
‫يلف الدعى عليه (ول يلقن) القاضي (خصما حجة) أي ل يقول لكل من الصمي قل كذا وكذا‪،‬‬
‫ل على شخص فيقول القاضي للمدعي قتله عمدا أو‬ ‫أما استفسار الصم فجائز كأن يدعي شخص قت ً‬
‫خ طأ (ول يفه مه كلما) أي ل يعل مه ك يف يد عي وهذه ال سألة ساقطة ف ب عض ن سخ ال ت (ول‬
‫يتعنت بالشهداء) وف بعض النسخ ول يتنعت شاهدا كأن يقول القاضي له كيف تملت ولعلك ما‬
‫شهدت (ول يقبل الشهادة إل من) أي شخص (ثبتت عدالته) فإن عرف القاضي عدالة الشاهد عمل‬
‫بشهادته أو عرف فسقه رد شهادته‪ ،‬فإن ل يعرف عدالته‪ ،‬ول فسقه طلب منه التزكية‪ ،‬ول يكفي ف‬
‫التزك ية قول الد عى عل يه إن الذي ش هد عل يّ عدل بل ل بد من إحضار من يش هد ع ند القا ضي‬
‫بعدال ته‪ ،‬فيقول‪ :‬أش هد أ نه عدل‪ ،‬ويع تب ف الز كي شروط الشا هد من العدالة‪ ،‬وعدم العداوة وغ ي‬
‫ذلك‪ ،‬ويشترط مع هذا معرفته بأسباب الرح والتعديل‪ ،‬وخبة باطن من يعدله بصحبة أو جوار أو‬
‫معاملة (ول يقبكل) القاضكي (شهادة عدو على عدوه) والراد بعدو الشخكص من يبغضكه (ول) يق بل‬
‫القا ضي (شهادة والد) وإن عل (لولده) و ف بعكض الن سخ لولوده أي وإن سفل (ول) شهادة (ولد‬
‫لوالده) وإن عل أما الشهادة عليهما فتقبل (ول يقبل كتاب قاض إل قاض آخر ف الحكام إل بعد‬
‫شهادة شاهديكن يشهدان) على القاضكي الكاتكب (باك فيكه) أي الكتاب عنكد الكتوب إليكه‪ ،‬وأشار‬
‫الصنف بذلك إل أنه إذا ادعى شخص على شخص غائب بال‪ ،‬وثبت الال عليه‪ ،‬فإن كان له مال‬
‫حاضر قضاه القاضي منه‪ ،‬وإن ل يكن له مال حاضر‪ ،‬وسأل الدعي إناء الال إل قاضي بلد الغائب‬
‫أجا به لذلك‪ ،‬وف سر ال صحاب إناء الال بأن يش هد قا ضي بلد الا ضر عدل ي ب ا ث بت عنده من‬
‫ال كم على الغائب‪ .‬و صفة الكتاب‪ :‬ب سم ال الرح ن الرح يم ح ضر عند نا عافا نا ال وإياك فلن‪،‬‬
‫وادعى على فلن الغائب القيم ف بلدك بالشيء الفلن وأقام عليه شاهدين وها فلن وفلن‪ ،‬وقد‬
‫عدل عندي‪ ،‬وحلفت الدعي وحكمت له بالال‪ ،‬وأشهدت بالكتاب فلنا وفلنا‪ ،‬ويشترط ف شهود‬
‫الكتاب والكم ظهور عدالتهم عند القاضي الكتوب إليه‪ ،‬ول تثبت عدالتهم عنده بتعديل القاضي‬
‫الكاتب إياهم‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف أحكام الق سمة و هي بك سر القاف ال سم من ق سم الش يء ق سما بف تح القاف‪،‬‬
‫وشرعا تييز بعض النصباء من بعض بالطريق الت (ويفتقر القاسم) النصوب من جهة القاضي (إل‬
‫سكبعة) وفك بعكض النسكخ إل سكبع (شرائط السكلم والبلوغ والعقكل والريكة والذكوريكة والعدالة‬
‫والساب) فمن اتصف بضد ذلك ل قاسا إذا ل يكن القاسم منصوبا من جهة القاضي‪ ،‬فقد أشار‬
‫إليه الصنف بقوله (فإن تراضى) وف بعض النسخ تراضيا (الشريكان بن يقسم بينهما) الال الشترك‬
‫(ل يفت قر) ف هذا القا سم (إل ذلك) أي إل الشروط ال سابقة‪ .‬واعلم أن الق سمة على ثل ثة أنواع‪:‬‬
‫أحدهكا القسكمة بالجزاء‪ ،‬وتسكمى قسكمة التشابات كقسكمة الثليات مكن حبوب وغيهكا‪ ،‬فتجزأ‬
‫النصباء كيلً ف مكيل ووزنا ف موزون وذرعا ف مذروع‪ ،‬ث بعد ذلك يقرع بي النصباء ليتعي‬
‫كل نصيب منها لواحد من الشركاء‪ :‬وكيفية القراع أن تؤخذ ثلث رقاع متساوية ويكتب ف كل‬
‫رقعة منها اسم شريك من الشركاء‪ ،‬أو جزء من الجزاء ميز عن غيه منها‪ ،‬وتدرج تلك الرقاع ف‬
‫ل بعد تفيفه‪ ،‬ث توضع ف حجر من ل يضر الكتابة والدراج‪ ،‬ث يرج‬ ‫بنادق متساوية من طي مث ً‬
‫من ل يضره ا رق عة على الزء الول من تلك الجزاء إن كت بت أ ساء الشركاء ف الرقاع كز يد‬
‫وب كر وخالد‪ ،‬فيعطى من خرج اسه ف تلك الرقعة ث يرج رقعة أخرى على الزء الذي يلي الزء‬
‫الول‪ ،‬فيع طى من خرج ا سه ف الرق عة الثان ية ويتع ي الزء البا قي للثالث إن كان الشركاء ثل ثة أو‬
‫يرج من ل يضر الكتابة والدراج رقعة على اسم زيد مثلً‪ ،‬إن كتبت ف الرقاع أجزاء النصباء‪ ،‬ث‬
‫على ا سم خالد‪ ،‬ويتع ي الزء البا قي للثالث‪ .‬النوع الثا ن الق سمة بالتعد يل لل سهام‪ ،‬و هي الن صباء‬
‫بالقيمة‪ .‬كأرض تتلف قيمة أجزائها بقوة إنبات أو قرب ماء‪ ،‬وتكون الرض بينهما نصفي‪ .‬يساوي‬
‫ثلث الرض مثلً لود ته ثلثي ها‪ ،‬فيج عل الثلث سهما‪ ،‬والثلثان سهما‪ ،‬ويك في ف هذا النوع والذي‬
‫قبله قاسم واحد‪ .‬النوع الثالث القسمة بالرد بأن يكون ف أحد جانب الرض الشتركة بئر أو شجر‬
‫مثلً ل يكن قسمته‪ ،‬فيد من يأخذه بالقسمة الت أخرجتها القرعة قسط قيمة كل من البئر أو الشجر‬
‫ف الثال الذكور‪ ،‬فلو كانت قيمة كل من البئر أو الشجر ألفا وله النصف من الرض رد الخذ ما‬
‫فيه ذلك خسمائة‪ ،‬ول بد ف هذا النوع من قاسي كما قال (وإن كان ف القسمة تقوي ل يقتصر‬
‫فيه) أي ف الال القسوم (على أقل من اثني) وهذا إن ل يكن القاسم حاكما ف التقوي بعرفته فإن‬
‫حكم ف التقوي بعرفته فهو كقضائه بعلمه والصح جوازه بعلمه (وإذا دعا أحد الشريكي شريكه‬
‫إل قسمة ما ل ضرر فيه لزم) الشريك (الخر إجابته) إل القسمة أما الذي ف قسمته ضرر كحمام‬
‫ل يككن جعله حاميك إذا طلب أحكد الشركاء قسكمته‪ ،‬وامتنكع الخكر فل ياب طالب قسكمته فك‬
‫الصح‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف ال كم بالبي نة (وإذا كان مع الد عي بي نة سعها الا كم وح كم له ب ا) إن عرف‬
‫عدالت ها وإل طلب من ها التزك ية (وإن ل ت كن له) أي الد عي (بي نة فالقول قول الد عى عل يه بيمي نه)‬
‫والراد بالد عي من يالف قوله الظا هر والد عى عل يه من يوا فق قول الظا هر (فإن ن كل) أي امت نع‬
‫الد عى عل يه ( عن اليم ي) الطلو بة م نه (ردت على الد عي فيحلف) حينئذ (وي ستحق) الد عى به‬
‫والنكول أن يقول الدعى عليه ب عد عرض القا ضي عليه اليم ي أنا ناكل عنها‪ ،‬أو يقول له القاضي‪:‬‬
‫احلف فيقول‪ :‬ل أحلف (وإذا تداعيا) أي اثنان (شيئا ف يد أحدها فالقول قول صاحب اليد بيمينه)‬
‫أن الذي ف يده له (وإن كان ف أيديهما) أو ل يكن ف يد واحد منهما (تالفا وجعل) الدعى به‬
‫(بينهما) نصفي (ومن حلف على فعل نفسه) إثباتا أو نفيا (حلف على البت والقطع) والبت بوحدة‬
‫فمثناة فوقية معناه الق طع‪ ،‬وحينئذ فعطف الصنف القطع على البت من عطف التفسي (ومن حلف‬
‫على ف عل غيه) فف يه تف صيل (فإن كان إثباتا حلف على ال بت والق طع وإن كان نفيا) مطلقا (حلف‬
‫على ن في العلم) و هو أ نه ل يعلم أن غيه ف عل كذا‪ .‬أ ما الن في الح صور فيحلف ف يه الش خص على‬
‫البت‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف شروط الشاهد‬


‫(ول تق بل الشهادة إل م ن) أي ش خص (اجتم عت ف يه خ س خ صال) أحد ها (ال سلم) ولو‬
‫بالتبعيكة فل تقبكل شهادة كافكر على مسكلم أو كافكر (و) الثانك (البلوغ) فل تقبكل شهادة صكب ولو‬
‫مراهقا (و) الثالث (العقكل) فل تقبكل شهادة منون (و) الرابكع (الريكة) ولو بالدار فل تقبكل شهادة‬
‫رق يق قنا كان أو مدبرا أو مكاتبا (و) الا مس (العدالة) و هي ل غة التو سط وشرعا مل كة ف الن فس‬
‫تنع ها من اقتراف الكبائر والرذائل البا حة (وللعدالة خ س شرائط) و ف ب عض الن سخ خ سة شروط‬
‫أحدها (أن يكون) العدل (متنبا للكبائر) أي لكل فرد منها فل تقبل شهاد ة صاحب كبية كالزن‪،‬‬
‫وقتل النفس بغي حق‪ ،‬والثان أن يكون العدل (غي مصر على القليل من الصغائر) فل تقبل شهادة‬
‫الص ّر عليها وعد الكبائر مذكور ف الطولت‪ .‬والثالث أن يكون العدل (سليم السريرة) أي العقيدة‬
‫فل تقبل شهادة مبتدع يكفر أو يفسق ببدعته‪ ،‬فالول من أنكر البعث والثان كساب الصحابة أما‬
‫الذي ل يكفر ول يفسق ببدعته‪ ،‬فتقبل شهادته ويستثن من هذه الطابية فل تقبل شهادتم‪ ،‬وهم‬
‫فرقة يوزون الشهادة لصاحبهم إذا سعوه يقول ل على فلن كذا‪ ،‬فإن قالوا رأيناه يقرضه كذا قبلت‬
‫شهادتم‪ .‬والرابع أن يكون العدل (مأمون الغضب) وف بعض النسخ مأمونا عند الغضب‪ ،‬فل تقبل‬
‫شهادة مكن ل يؤمكن عنكد غضبكه‪ .‬والامكس أن يكون العدل (مافظا على مروءة مثله) والروءة تلق‬
‫النسان بلق أمثاله من أبناء عصره ف زمانه ومكانه‪ ،‬فل تقبل شهادة من ل مروءة له‪ ،‬كمن يشي ف‬
‫السوق مكشوف الرأس‪ ،‬أو البدن غي العورة ول يليق به ذلك‪ ،‬أما كشف العورة فحرام‪.‬‬
‫(فصل) والقوق ضربان أحدها (حق ال تعال) وسيأت الكلم عليه (و) الثان (حق الدمي فأما‬
‫حقوق الدمي ي فثل ثة) و ف ب عض الن سخ ف هي على ثل ثة (أضرب ضرب ل يق بل ف يه إل شاهدان‬
‫ذكران) فل يكفي رجل وامرأتان وفسر الصنف هذا الضرب بقوله (وهو ما ل يقصد منه الال ويطلع‬
‫عل يه الرجال) غالبا كطلق ونكاح‪ ،‬و من هذا الضرب أيضا عقو بة ال تعال ك حد شرب أو عقو بة‬
‫لد مي كتعز ير وق صاص (وضرب) آ خر (يق بل ف يه) أ حد أمور ثل ثة إ ما (شاهدان) أي رجلن (أو‬
‫ر جل وامرأتان أو شا هد) وا حد (وي ي الد عي) وإن ا يكون يي نه ب عد شهادة شاهده‪ ،‬وب عد تعديله‬
‫ويب أن يذكر ف حلفه أن شاهده صادق فيما شهد له به‪ ،‬فإن ل يلف الدعي وطلب يي خصمه‬
‫فله ذلك‪ ،‬فإن ن كل خ صمه‪ ،‬فله أن يلف ي ي الرد ف الظ هر وف سر ال صنف هذا الضرب بأ نه ( ما‬
‫كان القصد منه الال) فقط (وضرب) آخر (يقبل فيه) أحد أمرين إما (رجل وامرأتان أو أربع نسوة)‬
‫وف سر ال صنف هذا الضرب بقوله (و هو ما ل يطلع عل يه الرجال) غالبا بل نادرا‪ .‬كولدة وح يض‬
‫ورضاع‪ .‬واعلم أ نه ل يث بت ش يء من القوق بامرأت ي وي ي (وأ ما حقوق ال تعال فل تق بل في ها‬
‫النساء) بل الرجال فقط (وهي) أي حقوق ال تعال (على ثلثة أضرب ضرب ل يقبل فيه أقل من‬
‫أرب عة) من الرجال (و هو الز ن) ويكون نظر هم له ل جل الشهادة‪ ،‬فلو تعمدوا الن ظر لغي ها ف سقوا‬
‫وردت شهادتم أما إقرار شخص بالزن‪ ،‬فيكفي ف الشهادة عليه رجلن ف الظهر (وضرب) آخر‬
‫من حقوق ال تعال (يق بل ف يه اثنان) أي رجلن وف سر ال صنف هذا الضرب بقوله (و هو ما سوى‬
‫الز ن من الدود) ك حد شرب (وضرب) آ خر من حقوق ال تعال (يق بل ف يه) ر جل (وا حد و هو‬
‫هلل) شهر (رمضان) فقط دون غيه من الشهور وف البسوطات مواضع تقبل فيها شهادة الواحد‬
‫ف قط من ها شهادة الوت‪ ،‬ومن ها أ نه يكت في ف الرص بعدل وا حد (ول تق بل شهادة الع مى إل ف‬
‫خسة) وف بعض النسخ خس (مواضع) والراد بذه المسة يثبت بالستفاضة مثل (الوت والنسب)‬
‫لذكر أو أنثى من أب أو قبيلة‪ ،‬وكذا الم يثبت النسب فيها بالستفاضة على الصح (و) مثل (اللك‬
‫الطلق والترج ة) وقوله (و ما ش هد به ق بل الع مى) ساقط ف ب عض ن سخ ال ت ومعناه أن الع مى لو‬
‫تمل الشهادة‪ ،‬فيما يتاج للبصر قبل عروض العمى له‪ ،‬ث عمي بعد ذلك وشهد با تمله إن كان‬
‫الشهود له وعليه معروف السم والنسب (و) ما شهد به (على الضبوط) وصورته أن يقر شخص ف‬
‫أذن أعمى بعتق أو طلق لشخص يعرف اسه ونسبه‪ ،‬ويد ذلك العمى على رأس ذلك القر فيتعلق‬
‫العمى به‪ ،‬ويضبطه حت يشهد عليه با سعه منه عند قاض‪( .‬ول تقبل شهادة) شخص (جار لنفسه‬
‫نفعا ول دافع عنها ضررا) وحينئذ ترد شهادة السيد لعبده الأذون له ف التجارة ومكاتبه‪.‬‬

‫كتاب أحكام العتق‬


‫وهو لغة مأخوذ من قولم عتق الفرخ إذا طار واستقل‪ ،‬وشرعا إزالة ملك عن آدمي ل إل مالك‬
‫تقربا إل ال تعال‪ ،‬وخرج بآدمي الطي والبهيمة‪ ،‬فل يصح عتقهما (ويصح العتق من كل مالك جائز‬
‫المر) وف بعض النسخ جائز التصرف (ف ملكه) فل يصح عتق غي جائز التصرف كصب ومنون‬
‫وسفيه وقوله (ويقع بصريح العتق) كذا ف بعض النسخ وف بعضها ويقع العتق بصريح العتق‪ .‬واعلم‬
‫أن صريه العتاق والتحر ير و ما ت صرف منه ما كأ نت عت يق أو مرر‪ ،‬ول فرق ف هذا ب ي هازل‬
‫وغيه‪ ،‬ومن صريه ف الصح فك الرقبة‪ .‬ول يتاج الصريح إل نية‪ ،‬ويقع العتق أيضا بغي الصريح‬
‫ك ما قال (والكنا ية مع الن ية) كقول ال سيد لعبده ل ملك ل عل يك ل سلطان ل عل يك ون و ذلك‬
‫(وإذا أعتق) جائز التصرف (بعض عبد) مثلً (عتق عليه جيعه) موسرا كان السيد أو ل‪ ،‬معينا كان‬
‫ذلك الب عض أو ل (وإذا أع تق) و ف بعض الن سخ ع تق (شركا) أي نصيبا (له ف عبد) مثلً أو أع تق‬
‫جيعه (وهو موسر) بباقيه (سرى العتق إل باقيه) أي العبد أو سرى إل ما أيسر به من نصيب شريكه‬
‫على الصحيح وتقع السراية ف الال على الظهر‪ ،‬وف قول بأداء القيمة‪ ،‬وليس الراد بالوسر هنا هو‬
‫الغن بل من له من الال وقت العتاق ما يفي بقيمة نصيب شريكه فاضلً من قوته وقوت من تلزمه‬
‫نفقته ف يومه وليلته‪ ،‬وعن دست ثوب يليق به وعن سكن يومه (وكان عليه) أي العتق (قيمة نصيب‬
‫شريكه) يوم إعتاقه (ومن ملك واحدا من والديه أو) من (مولوديه عتق عليه) بعد ملكه سواء كان‬
‫الالك من أهل التبع أو ل كصب ومنون‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الولء وهو لغة مشتق من الوالة وشرعا عصوبة سببها زوال اللك عن رقيق‬
‫مع تق (والولء) بال د ( من حقوق الع تق وحك مه) أي ح كم الرث بالولء (ح كم التع صيب ع ند‬
‫عدمه) وسبق معن التعصيب ف الفرائض (وينتقل الولء عن العتق إل الذكور من عصبته) التعصبي‬
‫بأنف سهم ل كبنت العتق وأخته (وترتيب العصبات ف الولء كترتيبهم ف الرث) ل كن الظهر ف‬
‫باب الولء أن أ خا الع تق وا بن أخ يه مقدمان على جد الع تق بلف الرث‪ ،‬أي بالن سب فإن الخ‬
‫والد شريكان ول ترث امرأة بالولء إل من شخص باشرت عتقه أو من أولده وعتقائه (ول يوز)‬
‫أي ل يصح (بيع الولء ول هبته) وحينئذ ل ينتقل الولء عن مستحقه‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام التدبي وهو لغة النظر ف عواقب المور‪ ،‬وشرعا عتق عن دبر الياة‪ ،‬وذكره‬
‫الصنف بقوله (ومن) أي والسيد إذا (قال لعبده) مثلً (إذا مت) أنا (فأنت حر فهو) أي العبد (مدبر‬
‫بع تق ب عد وفا ته) أي ال سيد ( من ثل ثه) أي ثلث ماله إن خرج كله من الثلث وإل ع تق م نه بقدر ما‬
‫خرج من الثلث إن ل تز الورثة‪ ،‬وما ذكره الصنف هو من صريح التدبي‪ ،‬ومنه أعتقتك بعد موت‪،‬‬
‫ويصح التدبي بالكناية أيضا مع النية كخليت سبيلك بعد موت (ويوز له) أي السيد (أن يبيعه) أي‬
‫الدبر (ف حال حياته وبطل تدبيه) وله أيضا التصرف فيه بكل ما يزيل اللك كهبة بعد قبضها أو‬
‫جعله صداقا والتدبي تعليق عتق بصفة ف الظهر‪ ،‬وف قول وصية للعبد بعتقه فعلى الظهر لو باعه‬
‫ال سيد ث مل كه ل ي عد التدب ي على الذ هب‪( .‬وح كم الدبر ف حال حياة ال سيد ح كم الع بد ال قن)‬
‫وحينئذ تكون أكسكاب الدبر للسكيد‪ ،‬وإن قتكل الدبر فللسكيد القيمكة أو قطكع الدبر‪ ،‬فللسكيد الرش‬
‫ويبقى التدبي باله‪ ،‬وف بعض النسخ وحكم الدبر ف حياة سيده حكم العبد القن‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الكتابة بكسر الكاف ف الشهر وقيل بفتحها كالعتاقة‪ .‬وهي لغة مأخوذة من‬
‫الكتب وهو بعن الضم والمع‪ ،‬لن فيها ضم نم إل نم وشرعا عتق معلق على مال منجم بوقتي‬
‫معلوم ي فأك ثر (والكتا بة م ستحبة إذا سألا الع بد) أو ال مة (وكان) كل منه ما (مأمونا) أي أمينا‬
‫(مكت سبا) أي قويا على ك سب ما يو ف ب ا التز مه من أداء النجوم (ول ت صح إل بال معلوم) كقول‬
‫السكيد لعبده كاتبتكك على ديناريكن مثلً (ويكون) الال العلوم (مؤجلً إل أجكل معلوم أقله نمان)‬
‫كقول السيد ف الثال الذكور لعبده تدفع إلّ‪ .‬الدينارين ف كل نم دينار فإذا أديت ذلك فأنت حر‬
‫(و هي) أي الكتا بة ال صحيحة ( من ج هة ال سيد لز مة) فل يس له ف سخها ب عد لزوم ها إل أن يع جز‬
‫الكاتب عن أداء النجم أو بعضه عند الحل‪ ،‬كقوله عجزت عن ذلك‪ ،‬فللسيد حينئذ فسخها‪ ،‬وف‬
‫معن العجز امتناع الكاتب من أداء النجوم مع القدرة عليها (و) الكتابة (من جهة) العبد (الكاتب‬
‫جائزة فله) بعد عقد الكتابة تعجيز نفسه بالطريق السابق وله أيضا (فسخها مت شاء) وإن كان معه‬
‫ما يوف به نوم الكتابة‪ ،‬وأفهم قول الصنف مت شاء أن له اختيار الفسخ‪ ،‬أما الكتابة الفاسدة فجائزة‬
‫من جهة الكاتب والسيد (وللمكاتب التصرف فيما ف يده من الال) ببيع وشراء وإيار ونو ذلك ل‬
‫ببة ونوها‪ ،‬وف بعض نسخ الت‪ ،‬ويلك الكاتب التصرف فيما فيه تنمية الال‪ ،‬والراد أن الكاتب‬
‫يلك بعقد الكتابة منافعه وأكسابه‪ ،‬إل أنه مجور عليه لجل السيد ف استهلكها بغي حق (ويب‬
‫على السيد) بعد صحة كتابة عبده (أن يضع) أي يط (عنه من مال الكتابة ما) أي شيئا (يستعي به‬
‫على أداء نوم الكتابة) ويقوم مقام الط أن يدفع له السيد جزءا معلوما من مال الكتابة‪ ،‬ولكن الط‬
‫أول من الدفع‪ ،‬لن القصد من الط العانة على العتق وهي مققة ف الط موهومة ف الدفع (ول‬
‫يعتق) الكاتب (إل بأداء جيع الال) أي مال الكتابة بعد القدر الوضوع عنه من جهة السيد‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام أمهات الولد (وإذا أصاب) أي وطىء (السيد) مسلما كان أو كافرا (أمته)‬
‫ولو كانكت حائضا أو مرما له أو مزوجكة‪ ،‬أو ل يصكبها‪ ،‬ولككن اسكتدخلت ذكره أو ماءه الحترم‬
‫(فوضعت) حيا أو ميتا أو ما يب فيه غرة وهو (ما) أي لم (تبي فيه شيء من خلق آدمي) وف‬
‫بعض النسخ من خلق الدميي لكل أحد‪ ،‬أو لهل البة من النساء‪ ،‬ويثبت بوضعها ما ذكر كونا‬
‫م ستولدة ل سيدها وحينئذ (حرم عل يه بيع ها) مع بطل نه أيضا إل من نف سها فل يرم ول يب طل (و)‬
‫حرم عليه أيضا (رهنها وهبتها) والوصية با (وجاز له التصرف فيها بالستخدام والوطء) وبالجارة‬
‫والعارة وله أيضا أرش جناية عليها وعلى أولدها التابعي لا‪ ،‬وقيمتها إذا قتلت وقيمتهم إذا قتلوا‪،‬‬
‫وتزويها بغي إذنا إل إذا كان السيد كافرا‪ ،‬وهي مسلمة فل يزوجها (وإذا مات السيد) ولو بقتلها‬
‫له (عت قت من رأس ماله) وكذا ع تق أولد ها (ق بل) د فع (الديون) ال ت على ال سيد (والو صايا) ال ت‬
‫أوصى با (وولدها) أي الستولدة (من غيه) أي غي السيد بأن ولدت بعد استيلدها ولدا من زوج‬
‫أو من زن (بنلتها) وحينئذ فالولد الذي ولدته للسيد يعتق بوته (ومن أصاب) أي وطىء (أمة غيه‬
‫بنكاح) أو ز ن وأحبل ها فولدت (فالولد من ها ملوك ل سيدها) أ ما لو غر ش خص بر ية أ مة فأولد ها‪،‬‬
‫فالولد حر وعلى الغرور قيمته لسيدها‪( .‬وإن أصابا) أي أمة غيه (بشبهة) منسوبة للفاعل كظنه أنا‬
‫أمته أو زوجته الرة (فولده منها حر وعليه قيمته للسيد) ول تصي أم ولد ف الال بل خلف (وإن‬
‫ملك) الواطىء بالنكاح (المكة الطلقكة بعكد ذلك ل تصكر أم ولد له بالوطكء فك النكاح) السكابق‬
‫(وصارت أم ولد له بالوطء بالشبهة على أحد القولي) والقول الثان ل تصي أم ولد له‪ ،‬وهو الراجح‬
‫ف الذهب وال أعلم بالصواب‪ .‬وقد ختم الصنف رحه ال تعال كتابه بالعتق رجاء لعتق ال تعال له‬
‫مكن النار‪ ،‬وليكون سكببا فك دخول النكة دار البرار‪ .‬وهذا آخكر شرح الكتاب غايكة الختصكار بل‬
‫إطناب‪ ،‬فالمد لربنا النعم الوهاب‪ ،‬وقد ألفته عاجلً ف مدة يسية‪ ،‬والرجو من اطلع فيه على هفوة‬
‫صغية أو كبية أن يصلحها إن ل يكن الواب عنها على وجه حسن‪ ،‬ليكون من يدفع السيئة الت‬
‫هي أح سن‪ ،‬وأن يقول من اطلع ف يه على الفوائد من جاء باليات إن ال سنات يذه ب ال سيئات‪،‬‬
‫جعل نا ال وإيا كم ب سن الن ية ف تألي فه مع ال نبيي وال صديقي والشهداء وال صالي‪ ،‬وح سن أولئك‬
‫رفيقا فك دار النان‪ ،‬ونسكأل ال الكريك النان الوت على السكلم واليان باه نكبيه سكيد الرسكلي‬
‫وخات النبيي‪ ،‬وحبيب رب العالي ممد بن عبد اللّه بن عبد الطلب بن هاشم السيد‪ ،‬الكامل الفاتح‬
‫الا ت‪ ،‬وال مد ل الادي إل سواء ال سبيل وح سبنا ال ون عم الوك يل‪ .‬وال صلة وال سلم على سيدنا‬
‫ممد أشرف النام‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا دائما أبدا إل يوم الدين ورضي ال تعال‬
‫عن أصحاب رسول ال أجعي والمد ل رب العالي‪.‬‬

You might also like