Professional Documents
Culture Documents
قصة ذو القرنين: كيفية تحسين الخدمات الطبية للبشر
قصة ذو القرنين: كيفية تحسين الخدمات الطبية للبشر
1
بحيث يكون قادر على إيقاف تدفق قففوم بالكامففل .فسففنرى فيمففا يلففي بعففض
التطبيقات العملية لهذه المادة التركيبية في حياتنا.
كيفية صنع المادة التركيبية من الحديد و النحاس بهدي القرآن:
يعلمنا الله عز و جل كيفية صنع هذه المادة مففن التفكففر فففي اليففة ) (96مففن
خففوا
ف ُ ن قَففا َ
ل ان ُ صفد َفَي ْ ِ
ن ال ّ
سففاوَ ٰى ب َي ْف َ
َ حت ّ ٰى إ ِ َ
ذا ديدِ َ ني ُزب ََر ال ْ َ
ح ِ تو ِ)
الكهف:
آُ سورة
قِط ًْرا( ،حيث أنه إذا تفكرنا فففي هففذه ُ
ل آُتوِني أفْرِغْ عَل َي ْهِ ه َناًرا َقا َجعَل َ ُ حت ّ ٰى إ ِ َ
ذا َ َ
الية الكريمة نجد طريقة هندسية – صناعية لصنع مادة لها خصففائص عجيبففة و
طريقة الصنع هذه مبّينة في صورة ).(1
2
صورة ) :(1طريقة تصنيع مادة لها قوة ميكانيكية كبيرة جدا.
3
تمثل المراحل المبّينة في صورة ) (1طريقة تصنيع مادة تركيبية من الحديد و
النحاس و السؤال الكبير هو :إذا لم تكن طريقة تصنيع هذه المففادة مهمففة لنففا
في زماننا هذا فلماذا ذكر الله عز و جل هذه الطريقة بالتفصففيل فففي القففرآن
الكريم؟
الجواب الوحيد هنا هو أن الله عز و جففل يريففد أن يعلمنففا طريقففة تصففنيع هففذه
المادة كما عّلمها في الماضي لذي قرنين لكففي نسففتفيد منهففا كمسففلمين فففي
زماننا هذا و نستفيد من ناتففج طريقففة التصففنيع هففذه و هففذا الناتففج هففو سففبيكة
الحديد و النحاس.
تطبيقات عملية لسبيكة الحديد و النحففاس كمففا ذكففرت فففي القففرآن
الكريم:
في المباني و المنشآت:
إذا صنعنا المادة التركيبية من الحديد و النحاس كما يعلمنا إياهففا المففولى فففي
القرآن في قصة ذو القرنين فتنتج لدينا مادة لها قوة ميكانيكيففة كففبيرة جففدا و
نرى قوة هذه المادة في التطبيقات الهندسية لها حيففث أسففتخدم المهندسففون
مففل
السبائك المصنوعة من النحاس و الحديد في عمل خّزانات قادرة على تح ّ
خزنة فيها كما هو مبّين في صورة ).(2
ضغط كبير جدا من أثر الموائع الم ّ
4
من المعروف بأنه عندما يكون المنشأ منحنيا ) (Bendingفإنه يكون ضعيفا و
لتعويض هذا الضعف هناك حاجففة إلففى مففادة قويففة جففدا و هففذا مففا نجففده مففن
استخدام سبائك النحاس و الحديد في الخّزانات المنحنية المبّينة في صففورة )
(2مما يثبت بأن هذه السبائك لها قوة ميكانيكية كبيرة جدا.
في الخدمات الطبّية:
هناك حاجة كبيرة لتحسين الصور الناتجة مففن التصفوير الطففبي و علفى سفبيل
المثال من جهففاز التصففوير بففالرنين المغناطيسففي )Magnetic Resonance
(Imagingحيث أنففه لتحسففين الصففور الناتجففة مففن هففذا الجهففاز هنففاك حاجففة
ليقاف مرور المواج الكهرومغناطيسية إلى داخففل الغرفففة الففذي يوضففع فيهففا
الجهففاز مثففل أمففواج الراديففو و هنففاك حاجففة أيضففا ليقففاف نفففاذ المجففال
المغناطيسي الذي يولففده الجففاهز إلفى خفارج غرفتففه )تففبّين صففورة ) (3جهفاز
التصوير بالرنين المغناطيسي(.
صورة ) :(4نموذج حاسوبي يبّين قضبان الحديد و النحاس المحيط بهذه القضبان.
صورة ) :(5نتائج محاكاة الكمبيوتر على سبيكة الحديد و النحاس )بيان القدرة الفائقة
لهذه السبيكة على وقف مرور المواج الكهرومغناطيسية(.
تبّين النتائج الموضحة في صففورة ) (5أن قففوة المجففال المغناطيسففي تسففاوي
صفر داخل الغرفة المحاطة بسبيكة الحديد و النحاس و هففذا يعنففي بففأن هففذه
المادة حجبت مرور المواج الكهرومغناطيسففية بشففكل تففام و هففذا مففن شففأنه
تحسين الصور المأخوذة من جهففاز التصففوير بففالرنين المغناطيسففي إذا مففا تففم
6
إحاطة الغرفة التي تحتوي الجهاز بالسبيكة التي يعّلمنا صنعها الله في القرآن
الكريففم فنففرى الن كيفيففة تطففبيق قصففة ذو القرنيففن فففي تحسففين الخففدمات
الطبية.
و ليس من الغريب أن العلماء و المهندسين بعففد سففنوات مففن تجربففة معففادن
مختلفة ليتم وضعها في جدران الغرفففة المحيطففة بالجهففاز توصففلوا بففأن وضففع
صففففائح مفففن الحديفففد و النحفففاس تعطفففي أفضفففل حجفففب لمفففرور المفففواج
الكهرومغناطيسية خللها كما هو مبّين في صورة ).(6
صورة ) :(6دروع مصنوعة من سبائك الحديد و النحاس لها القدرة على صد المواج
الكهرومغناطيسية.
طا ُ َ
عوا أن ي َظ ْهَفُروهُ وَ َ
مففا سف َ يقول الحق في سورة الكهف – الية )) :(97فَ َ
ما ا ْ
عوا ست َ َ
طا ُ ما ا ْقًبا( بأن يأجوج و مأجوج لم يستطيعوا أن يثقبوا )وَ َ عوا ل َ ُ
ه نَ ْ ست َ َ
طا ُ ا ْ
قًبا( الردم الذي عمله ذو القرنين و هذا يّعلمنا كفاءة المففادة الففتي صففنعها لَ ُ
ه نَ ْ
ذو القرنين بالطريقة المبّينة في صففورة ) (1علففى منففع مففرور الطاقففة خللهففا
سواء كانت طاقة ميكانيكية أو كهرومغناطيسية.
نرى إخواني و أخواتي كيف أن المولى عز و جل يعل ّففم النسففان المففؤمن كففل
شيء من القرآن الكريم عفن طريفق التفكفر ففي آيفاته و لكفن لهجفر غالبيفة
المسلمين لكتاب الله فإنهم يجدوا أنفسهم فففي مففا هففم فيففه الن .فنجففد بففأن
7
سبائك الحديد و النحاس التي يعلمنا الله عففز و جففل كيفيففة تصففنيعها تنب ّففه لهففا
الغريب عن الدين و استطاع عمل تطبيقات تكنولوجيففة متقدمففة منهففا و لكففن
لهجر المسلمين لكتاب الله فإنهم يجدوا أنفسهم متلقيين أذلء للخرين.
قصة نوح عليه السلم:
مقدمة:
يبّين هذا البحث تطبيقات عملية من التفكر في قصففة نففوح عليففه السففلم كمففا
ذكرها الله في القرآن الكريم ،حيث سأبّين كيفية الستفادة مففن هففذه القصففة
في اكتشاف طريقة فحص جديفدة لمعرففة فيمفا إذا سفيتقبل جسفم النسفان
وضع مادة فيه مثل الحديد ،النحاس ،التيتفانيوم ،و غيرهفا و تكمفن أهميفة هفذا
المر أنه إذا تمكنففا بهففدي القفرآن مفن اكتشفاف طريقفة الفحفص هفذه فففذلك
سيوفر المال و التعب علففى المريففض مففن حيففث المعرفففة المسففبقة فيمففا إذا
سيتقبل جسم النسان الطرف الصناعي قبل إدخاله بعملية جراحية في حسم
ما الطريقة المتبعة حاليا فتعتمد بشكل كبير على التجربة و الخطففأ
المريض .أ ّ
و ل يوجد في الطب و الهندسة الطبيففة طريقففة أكيففدة لمعرفففة فيمففا إذا كففان
سيتقبل جسم النسان معدن معّين أم ل.
التفكر في قصة نوح عليه السلم كما وردت في القرآن:
يذكر المولى عز و جل قصة نوح عليه السلم بالتفصففيل فففي القففرآن الكريففم
في سورة نوح و سأركز هنا على قول نوح الذي ذكره المولى في آية 17من
ض ن ََباًتا( ،حيث يستخدم نففوح عليففه السففلم هنففا َْ ه َأنب َت َ ُ
السورة )َوالل ّ ُ
ن الْر ِ
م َ
كم ّ
العجاز المعرفي في دعوة الناس إلى الله حيث يخبرهم بففأن المففولى أنبتهففم
من الرض كإنبات النبففات تمامفا و هففذه المعرفففة هفي متفوقفة علفى معفارف
الناس في زمن نوح عليه السلم و في زماننا هذا أيضا.
فإذا تفكرنا في قول نوح عليه السلم هذا بففأن اللففه أنبففت النففاس مففن الرض
كالنبات ،نجد بأن تكرار كلمة النبات في اليففة الكريمففة تفيففد التأكيففد علففى أن
الله أنشأ البشر من الرض كإنشائه للنبات تماما ،فماذا نتعلم من هذا القول؟
8
يفيدنا التفكر في هذا القول بأن الليات الحيوية العاملففة فففي النبففات لنشففائه
من الرض هي ذات الليات العاملة فففي النسففان لحيففائه و إنشففائه .و يمكففن
إثبفات هفذا ففي أنفه إذا قارنفا بيفن مفادة الخشفب ففي الشفجر و هفي المفادة
الرئيسية الحاملة للوزن في الشجر مع مادة العظم في جسم النسان و هففي
المادة الرئيسية الحاملة للفوزن ففي أجسفامنا ،فنجفد و سفبحان اللفه العظيفم
تطابق كامففل بيففن الثنيففن علففى جميففع المسففتويات مففن المسففتوى المففرئي و
المجهري كما هو مبين في صورة ).(7
صورة ) :(7التطابق بين خلق الله لمادة الخشب في النبات و العظم في النسان.
فنلحظ تطابق بين خلق المولى عز و جل للنسففان و النبففات ،و السففؤال الن
هو عن ماهية التطبيقات العملية لهذه المعرفة؟
ض ن ََباًتا(: َْ ه َأنب َت َ ُ
التطبيقات العملية من قول المولى )َوالل ّ ُ
ن الْر ِ
م َ
كم ّ
هناك الكثير من التطبيقات الهندسية-العملية لهففذه المعرفففة المسففتنبطة مففن
القرآن الكريم و لكني سأركز هنا على مثال واحد في مجال الهندسة الطبيففة،
حيففث أن تصففميم الطففراف الصففناعية لتعففويض وظيفففة مفقففودة هففو مففن
التخصصات الرئيسية للهندسففة الطبيفة ،فتففبين صفورة ) (8إدخفال برغفي مفن
مادة التيتانيوم في الففك العلفوي للنسفان لتثفبيت أسفنان صفناعية ففي حالففة
فقدان عدد من السنان لسباب مختلفة.
9
صورة ) :(8إدخال برغي من معدن التيتانيوم في الفك العلوي للنسان لتثبيت أسنان
صناعية.
و في هذا الطار هناك حاجة ماسة للمعرفففة مسففبقا إذا كففان جسففم النسففان
سيتقبل المعدن الذي سيوضع فيه أم ل ،و الذي أعنيه بالقبول أو الرفففض هففو
أنه إذا بنا العظم البشري حول البرغي فهذا يعني قبول مففن الجسففم و أمففا إذا
لم يبني العظم حول البرغي فهذا يعني رفضا من الجسم للمادة المدخلة فيه.
و لمعرفة فيما إذا سيتقبل الجسم المادة المدخلة فيه أم ل هناك حاجة لوجود
طريقة لفحص التقبل أو الرفض قبل إدخال الطرف الصناعي داخل الجسم.
مازال هناك حاجة لمعرفففة طريقفة فحفص بيولوجيفة لمعرففة قبفول أو رففض
جسم النسان لية مادة غريبة عنه ،تكمن الجابة على هذا السؤال فففي قففول
ض ن ََباًتا( حيث أنه بما أن هناك تطابق بين الليففات َْ ه َأنب َت َ ُ
الحق )َوالل ّ ُ
ن الْر ِ
م َ
كم ّ
الحيوية العاملة في جسم النسان و النبات فهذا يعني بأنه إذا مففا تقبلففت نبتففة
مادة غريبة عنها فهذا يتضمن بأن جسففم النسففان سففيتقبل تلففك المففادة أيضففا
ولبيان هذا قمت بعمل التجربة التالية:
تم وضع برغي من مادة التيتانيوم في جذع شجرة كما هو موضح في صورة )
،(9و بعد حوالي ثماني أسابيع تم قطففع الجففذع و فحففص نمففو مففادة الخشففب
باستخدام مجهر ضوئي رقمي و بّينت النتففائج بففأن مففادة الخشففب نمففت حففول
10
البرغي بصورة كبيرة مما يعني قبول الشجرة لهذا المعدن كما هو مففبين فففي
صورة ) (10و كان هناك تماسك كبير بين مادة الخشب و البرغي.
صورة ) :(10نمو مادة الخشب حول برغي التيتانيوم )تقبل الشجرة لهذه المعدن(.
فإذا قارنا هذه النتائج مع النتائج المأخوذة من وضع برغي تيتانيوم في العظففم
البشري كما هو مبين في صورة ) (11نجففد و سففبحان اللففه العظيففم أن هنففاك
تطابق تام بين نمو مادة العظم على الففبرغي و تقبففل جسففم النسففان لمعففدن
11
التيتانيوم و نمو مففادة الخشففب حففول الففبرغي و تقب ّففل الشففجرة لهففذا المعففدن
)صورة ).((12
صورة ) :(11نمو مادة العظم حول برغي التيتانيوم )تقبل جسم النسان لهذه المعدن(.
12
سيرفضها أيضا .وطريقة الفحص هذه لها كافة الحسففنات مففن قففدرة النسففان
على التحكم ببيئة النبتة الخارجية من درجة حرارة و رطوبة و قففدرة النسففان
على التحكم في تغذية النبتة ،و أيضا أن بيئة النبتة الداخلية لها جميع العوامففل
البيولوجيففة مففن إنزيمففات ،هرمونففات ،أحمففاض ،قواعففد ،و غيرهففا مثففل الففبيئة
البيولوجية لجسم النسان .و يعتبر هفذا العلفم متفوقفا علفى علفم البشفر ففي
زماننا هذا.
فنرى إخواني و أخواتي كيف أن الله عز و جل يريد للنسان المؤمن أن يكون
هو المعلم للخرين و هذا يتحقق عن طريففق كففون اللففه هففو معلمنففا و القففرآن
كتابنا المقرر و أن نتفكر فيه و ليس فقط القراءة السردية له.
13