Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫َقصص القرآن‪ :‬تطبيقات عملية في حياتنا‬

‫قصة ذو القرنين و نوح عليه السلم‪ :‬تحسين الخدمات الطبية‬


‫للبشر‬
‫د‪ .‬زيد قاسم محمد غزاوي‬
‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يبّين هذا البحث كيفية تحسين الخدمات الطبية المقدمة للبشر )و سأخص هنا‬
‫مجال التصوير الطبي و الطراف الصففناعية( و ذلففك عففن طريففق التفكففر فففي‬
‫َقصففص القففرآن الكريففم حيففث يقففول الحففق جففل و علففى بخصففوص القصففص‬
‫ن فِففي‬ ‫قد ْ َ‬
‫كا َ‬ ‫المذكورة في القرآن الكريم في سورة يوسف – الية )‪) :(111‬ل َ َ‬
‫ديقَ ال ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ن َيفد َي ْ ِ‬‫ذي ب َي ْ َ‬ ‫ص ِ‬
‫كن ت َ ْ‬ ‫ديًثا ي ُ ْ‬
‫فت ََر ٰى وَ ٰل ِ‬ ‫ح ِ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬‫ب َ‬ ‫عب َْرةٌ ّلوِلي اْلل َْبا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫صه ِ ْ‬‫ص ِ‬ ‫قَ َ‬
‫ن( أنه في هذه القصففص تفصففيل‬ ‫مُنو َ‬ ‫ة لّ َ‬
‫قوْم ٍ ي ُؤْ ِ‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬
‫دى وََر ْ‬ ‫يٍء وَهُ ً‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل كُ ّ‬‫صي َ‬‫ف ِ‬ ‫وَت َ ْ‬
‫يٍء( أي أن اللففه لففم يففترك شففيئا مففن معرفففة إل و‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل كُ ّ‬ ‫صي َ‬‫ف ِ‬‫لكل شيء )وَت َ ْ‬
‫صله و ووضعه في قصص النبياء‪ ،‬فإذا يجب على النسان المؤمن أن يتفكففر‬
‫ف ّ‬
‫في هذه القصص ليسففتنبط المعففارف و هففذه المقالففة هففي مثففال علففى كيفيففة‬
‫استنباط معارف طبّية من التفكر في قصص النبياء‪.‬‬
‫التفكر في قصة ذو القرنين‪:‬‬
‫نتعلم من قصة ذو القرنين في القرآن الكريم بأن قوم مففا طلبففوا العففون مففن‬
‫ذي القرنين و ذلك بأن يمنع عنهم شر قوم يأجوج و مففأجوج الففذين يفسففدوا و‬
‫يهلكوا أي قرية يدخلوها فكان جواب ذو القرنين كما ذكره المولى في سففورة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫جعَ ْ‬
‫قوّةٍ أ ْ‬
‫عيُنوِني ب ِ ُ‬ ‫مك ّّني ِفيهِ َرّبي َ‬
‫خي ٌْر فَأ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫الكهف – الية )‪َ) :(95‬قا َ‬
‫ل َ‬
‫ما(‪ ،‬حيث أن الله عز و جل عّلم ذي القرنيففن أن يجعففل حففاجزا بيففن‬ ‫م َرد ْ ً‬
‫وَب َي ْن َهُ ْ‬
‫َ‬
‫مففا( و‬
‫م َرد ْ ً‬ ‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫م وَب َي ْن َهُ ف ْ‬ ‫جع َ ْ‬
‫القوم الذين طلبوا العون منه و يأجوج و مأجوج )أ ْ‬
‫من ثم يصف الله عز و جل كيف أنه عّلم ذي القرنين صنع مففادة تركيبيففة مففن‬
‫الحديد و النحاس ليتم استخدامها فففي عمففل ردم )أي حففاجز( لففه قففوة كففبيرة‬

‫‪1‬‬
‫بحيث يكون قادر على إيقاف تدفق قففوم بالكامففل‪ .‬فسففنرى فيمففا يلففي بعففض‬
‫التطبيقات العملية لهذه المادة التركيبية في حياتنا‪.‬‬
‫كيفية صنع المادة التركيبية من الحديد و النحاس بهدي القرآن‪:‬‬
‫يعلمنا الله عز و جل كيفية صنع هذه المادة مففن التفكففر فففي اليففة )‪ (96‬مففن‬
‫خففوا‬
‫ف ُ‬ ‫ن قَففا َ‬
‫ل ان ُ‬ ‫صفد َفَي ْ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫سففاوَ ٰى ب َي ْف َ‬
‫َ‬ ‫حت ّ ٰى إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫ديدِ َ‬ ‫ني ُزب ََر ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫تو ِ)‬
‫الكهف‪:‬‬
‫آُ‬ ‫سورة‬
‫قِط ًْرا(‪ ،‬حيث أنه إذا تفكرنا فففي هففذه‬ ‫ُ‬
‫ل آُتوِني أفْرِغْ عَل َي ْهِ‬ ‫ه َناًرا َقا َ‬‫جعَل َ ُ‬ ‫حت ّ ٰى إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫َ‬
‫الية الكريمة نجد طريقة هندسية – صناعية لصنع مادة لها خصففائص عجيبففة و‬
‫طريقة الصنع هذه مبّينة في صورة )‪.(1‬‬

‫‪2‬‬
‫صورة )‪ :(1‬طريقة تصنيع مادة لها قوة ميكانيكية كبيرة جدا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تمثل المراحل المبّينة في صورة )‪ (1‬طريقة تصنيع مادة تركيبية من الحديد و‬
‫النحاس و السؤال الكبير هو‪ :‬إذا لم تكن طريقة تصنيع هذه المففادة مهمففة لنففا‬
‫في زماننا هذا فلماذا ذكر الله عز و جل هذه الطريقة بالتفصففيل فففي القففرآن‬
‫الكريم؟‬
‫الجواب الوحيد هنا هو أن الله عز و جففل يريففد أن يعلمنففا طريقففة تصففنيع هففذه‬
‫المادة كما عّلمها في الماضي لذي قرنين لكففي نسففتفيد منهففا كمسففلمين فففي‬
‫زماننا هذا و نستفيد من ناتففج طريقففة التصففنيع هففذه و هففذا الناتففج هففو سففبيكة‬
‫الحديد و النحاس‪.‬‬
‫تطبيقات عملية لسبيكة الحديد و النحففاس كمففا ذكففرت فففي القففرآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫في المباني و المنشآت‪:‬‬
‫إذا صنعنا المادة التركيبية من الحديد و النحاس كما يعلمنا إياهففا المففولى فففي‬
‫القرآن في قصة ذو القرنين فتنتج لدينا مادة لها قوة ميكانيكيففة كففبيرة جففدا و‬
‫نرى قوة هذه المادة في التطبيقات الهندسية لها حيففث أسففتخدم المهندسففون‬
‫مففل‬
‫السبائك المصنوعة من النحاس و الحديد في عمل خّزانات قادرة على تح ّ‬
‫خزنة فيها كما هو مبّين في صورة )‪.(2‬‬
‫ضغط كبير جدا من أثر الموائع الم ّ‬

‫صورة )‪ :(2‬صنع منشآت لها قوة ميكانيكية من سبائك الحديد و النحاس‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫من المعروف بأنه عندما يكون المنشأ منحنيا )‪ (Bending‬فإنه يكون ضعيفا و‬
‫لتعويض هذا الضعف هناك حاجففة إلففى مففادة قويففة جففدا و هففذا مففا نجففده مففن‬
‫استخدام سبائك النحاس و الحديد في الخّزانات المنحنية المبّينة في صففورة )‬
‫‪ (2‬مما يثبت بأن هذه السبائك لها قوة ميكانيكية كبيرة جدا‪.‬‬
‫في الخدمات الطبّية‪:‬‬
‫هناك حاجة كبيرة لتحسين الصور الناتجة مففن التصفوير الطففبي و علفى سفبيل‬
‫المثال من جهففاز التصففوير بففالرنين المغناطيسففي )‪Magnetic Resonance‬‬
‫‪ (Imaging‬حيث أنففه لتحسففين الصففور الناتجففة مففن هففذا الجهففاز هنففاك حاجففة‬
‫ليقاف مرور المواج الكهرومغناطيسية إلى داخففل الغرفففة الففذي يوضففع فيهففا‬
‫الجهففاز مثففل أمففواج الراديففو و هنففاك حاجففة أيضففا ليقففاف نفففاذ المجففال‬
‫المغناطيسي الذي يولففده الجففاهز إلفى خفارج غرفتففه )تففبّين صففورة )‪ (3‬جهفاز‬
‫التصوير بالرنين المغناطيسي(‪.‬‬

‫صورة )‪ :(3‬جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي و الصور الناتجة منه‪.‬‬


‫قمت بحمد الله ببحث يتعلق بقدرة المادة التركيبيففة الففتي صففنعها ذو القرنيففن‬
‫على حجب تدفق المواج الكهرومغناطيسية خللها و النتائج كانت مذهلة حيث‬
‫قمت بعمل نموذج حاسوبي و ذلك عن طريق بناء المادة التركيبية من الحديد‬
‫و النحاس بالكمبيوتر مبّينة في صففورة )‪ (4‬حيففث قمففت بعمففل نمففوذج لغرفففة‬
‫حيث أن جدران هذه الغرفة مصنوعة من سبيكة الحديد و النحاس حيث تمثل‬
‫‪5‬‬
‫د( و تمثل المساحات المحيطففة بهفا النحففاس‬ ‫دي ِ‬ ‫الدوائر قضبان الحديد )ُزب ََر ال ْ َ‬
‫ح ِ‬
‫المذاب حوله )أ ُفْرِغْ عَل َي ْهِ قِط ًْرا( و مففن ثففم قمففت بتعريففض هففذه الغرفففة مففن‬
‫الخارج لمجال مغناطيسي كبير جدا و أيضا من الداخل في حالة فحص أخففرى‬
‫كما هو مبّين في صورة )‪.(5‬‬

‫صورة )‪ :(4‬نموذج حاسوبي يبّين قضبان الحديد و النحاس المحيط بهذه القضبان‪.‬‬

‫صورة )‪ :(5‬نتائج محاكاة الكمبيوتر على سبيكة الحديد و النحاس )بيان القدرة الفائقة‬
‫لهذه السبيكة على وقف مرور المواج الكهرومغناطيسية(‪.‬‬
‫تبّين النتائج الموضحة في صففورة )‪ (5‬أن قففوة المجففال المغناطيسففي تسففاوي‬
‫صفر داخل الغرفة المحاطة بسبيكة الحديد و النحاس و هففذا يعنففي بففأن هففذه‬
‫المادة حجبت مرور المواج الكهرومغناطيسففية بشففكل تففام و هففذا مففن شففأنه‬
‫تحسين الصور المأخوذة من جهففاز التصففوير بففالرنين المغناطيسففي إذا مففا تففم‬
‫‪6‬‬
‫إحاطة الغرفة التي تحتوي الجهاز بالسبيكة التي يعّلمنا صنعها الله في القرآن‬
‫الكريففم فنففرى الن كيفيففة تطففبيق قصففة ذو القرنيففن فففي تحسففين الخففدمات‬
‫الطبية‪.‬‬
‫و ليس من الغريب أن العلماء و المهندسين بعففد سففنوات مففن تجربففة معففادن‬
‫مختلفة ليتم وضعها في جدران الغرفففة المحيطففة بالجهففاز توصففلوا بففأن وضففع‬
‫صففففائح مفففن الحديفففد و النحفففاس تعطفففي أفضفففل حجفففب لمفففرور المفففواج‬
‫الكهرومغناطيسية خللها كما هو مبّين في صورة )‪.(6‬‬

‫صورة )‪ :(6‬دروع مصنوعة من سبائك الحديد و النحاس لها القدرة على صد المواج‬
‫الكهرومغناطيسية‪.‬‬
‫طا ُ َ‬
‫عوا أن ي َظ ْهَفُروهُ وَ َ‬
‫مففا‬ ‫سف َ‬ ‫يقول الحق في سورة الكهف – الية )‪) :(97‬فَ َ‬
‫ما ا ْ‬
‫عوا‬ ‫ست َ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ما ا ْ‬‫قًبا( بأن يأجوج و مأجوج لم يستطيعوا أن يثقبوا )وَ َ‬ ‫عوا ل َ ُ‬
‫ه نَ ْ‬ ‫ست َ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ا ْ‬
‫قًبا( الردم الذي عمله ذو القرنين و هذا يّعلمنا كفاءة المففادة الففتي صففنعها‬ ‫لَ ُ‬
‫ه نَ ْ‬
‫ذو القرنين بالطريقة المبّينة في صففورة )‪ (1‬علففى منففع مففرور الطاقففة خللهففا‬
‫سواء كانت طاقة ميكانيكية أو كهرومغناطيسية‪.‬‬
‫نرى إخواني و أخواتي كيف أن المولى عز و جل يعل ّففم النسففان المففؤمن كففل‬
‫شيء من القرآن الكريم عفن طريفق التفكفر ففي آيفاته و لكفن لهجفر غالبيفة‬
‫المسلمين لكتاب الله فإنهم يجدوا أنفسهم فففي مففا هففم فيففه الن‪ .‬فنجففد بففأن‬

‫‪7‬‬
‫سبائك الحديد و النحاس التي يعلمنا الله عففز و جففل كيفيففة تصففنيعها تنب ّففه لهففا‬
‫الغريب عن الدين و استطاع عمل تطبيقات تكنولوجيففة متقدمففة منهففا و لكففن‬
‫لهجر المسلمين لكتاب الله فإنهم يجدوا أنفسهم متلقيين أذلء للخرين‪.‬‬
‫قصة نوح عليه السلم‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يبّين هذا البحث تطبيقات عملية من التفكر في قصففة نففوح عليففه السففلم كمففا‬
‫ذكرها الله في القرآن الكريم‪ ،‬حيث سأبّين كيفية الستفادة مففن هففذه القصففة‬
‫في اكتشاف طريقة فحص جديفدة لمعرففة فيمفا إذا سفيتقبل جسفم النسفان‬
‫وضع مادة فيه مثل الحديد‪ ،‬النحاس‪ ،‬التيتفانيوم‪ ،‬و غيرهفا و تكمفن أهميفة هفذا‬
‫المر أنه إذا تمكنففا بهففدي القفرآن مفن اكتشفاف طريقفة الفحفص هفذه فففذلك‬
‫سيوفر المال و التعب علففى المريففض مففن حيففث المعرفففة المسففبقة فيمففا إذا‬
‫سيتقبل جسم النسان الطرف الصناعي قبل إدخاله بعملية جراحية في حسم‬
‫ما الطريقة المتبعة حاليا فتعتمد بشكل كبير على التجربة و الخطففأ‬
‫المريض‪ .‬أ ّ‬
‫و ل يوجد في الطب و الهندسة الطبيففة طريقففة أكيففدة لمعرفففة فيمففا إذا كففان‬
‫سيتقبل جسم النسان معدن معّين أم ل‪.‬‬
‫التفكر في قصة نوح عليه السلم كما وردت في القرآن‪:‬‬
‫يذكر المولى عز و جل قصة نوح عليه السلم بالتفصففيل فففي القففرآن الكريففم‬
‫في سورة نوح و سأركز هنا على قول نوح الذي ذكره المولى في آية ‪ 17‬من‬
‫ض ن ََباًتا(‪ ،‬حيث يستخدم نففوح عليففه السففلم هنففا‬ ‫َْ‬ ‫ه َأنب َت َ ُ‬
‫السورة )َوالل ّ ُ‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬
‫كم ّ‬
‫العجاز المعرفي في دعوة الناس إلى الله حيث يخبرهم بففأن المففولى أنبتهففم‬
‫من الرض كإنبات النبففات تمامفا و هففذه المعرفففة هفي متفوقفة علفى معفارف‬
‫الناس في زمن نوح عليه السلم و في زماننا هذا أيضا‪.‬‬
‫فإذا تفكرنا في قول نوح عليه السلم هذا بففأن اللففه أنبففت النففاس مففن الرض‬
‫كالنبات‪ ،‬نجد بأن تكرار كلمة النبات في اليففة الكريمففة تفيففد التأكيففد علففى أن‬
‫الله أنشأ البشر من الرض كإنشائه للنبات تماما‪ ،‬فماذا نتعلم من هذا القول؟‬

‫‪8‬‬
‫يفيدنا التفكر في هذا القول بأن الليات الحيوية العاملففة فففي النبففات لنشففائه‬
‫من الرض هي ذات الليات العاملة فففي النسففان لحيففائه و إنشففائه‪ .‬و يمكففن‬
‫إثبفات هفذا ففي أنفه إذا قارنفا بيفن مفادة الخشفب ففي الشفجر و هفي المفادة‬
‫الرئيسية الحاملة للوزن في الشجر مع مادة العظم في جسم النسان و هففي‬
‫المادة الرئيسية الحاملة للفوزن ففي أجسفامنا‪ ،‬فنجفد و سفبحان اللفه العظيفم‬
‫تطابق كامففل بيففن الثنيففن علففى جميففع المسففتويات مففن المسففتوى المففرئي و‬
‫المجهري كما هو مبين في صورة )‪.(7‬‬

‫صورة )‪ :(7‬التطابق بين خلق الله لمادة الخشب في النبات و العظم في النسان‪.‬‬
‫فنلحظ تطابق بين خلق المولى عز و جل للنسففان و النبففات‪ ،‬و السففؤال الن‬
‫هو عن ماهية التطبيقات العملية لهذه المعرفة؟‬
‫ض ن ََباًتا(‪:‬‬ ‫َْ‬ ‫ه َأنب َت َ ُ‬
‫التطبيقات العملية من قول المولى )َوالل ّ ُ‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬
‫كم ّ‬
‫هناك الكثير من التطبيقات الهندسية‪-‬العملية لهففذه المعرفففة المسففتنبطة مففن‬
‫القرآن الكريم و لكني سأركز هنا على مثال واحد في مجال الهندسة الطبيففة‪،‬‬
‫حيففث أن تصففميم الطففراف الصففناعية لتعففويض وظيفففة مفقففودة هففو مففن‬
‫التخصصات الرئيسية للهندسففة الطبيفة‪ ،‬فتففبين صفورة )‪ (8‬إدخفال برغفي مفن‬
‫مادة التيتانيوم في الففك العلفوي للنسفان لتثفبيت أسفنان صفناعية ففي حالففة‬
‫فقدان عدد من السنان لسباب مختلفة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫صورة )‪ :(8‬إدخال برغي من معدن التيتانيوم في الفك العلوي للنسان لتثبيت أسنان‬
‫صناعية‪.‬‬
‫و في هذا الطار هناك حاجة ماسة للمعرفففة مسففبقا إذا كففان جسففم النسففان‬
‫سيتقبل المعدن الذي سيوضع فيه أم ل‪ ،‬و الذي أعنيه بالقبول أو الرفففض هففو‬
‫أنه إذا بنا العظم البشري حول البرغي فهذا يعني قبول مففن الجسففم و أمففا إذا‬
‫لم يبني العظم حول البرغي فهذا يعني رفضا من الجسم للمادة المدخلة فيه‪.‬‬
‫و لمعرفة فيما إذا سيتقبل الجسم المادة المدخلة فيه أم ل هناك حاجة لوجود‬
‫طريقة لفحص التقبل أو الرفض قبل إدخال الطرف الصناعي داخل الجسم‪.‬‬
‫مازال هناك حاجة لمعرفففة طريقفة فحفص بيولوجيفة لمعرففة قبفول أو رففض‬
‫جسم النسان لية مادة غريبة عنه‪ ،‬تكمن الجابة على هذا السؤال فففي قففول‬
‫ض ن ََباًتا( حيث أنه بما أن هناك تطابق بين الليففات‬ ‫َْ‬ ‫ه َأنب َت َ ُ‬
‫الحق )َوالل ّ ُ‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬
‫كم ّ‬
‫الحيوية العاملة في جسم النسان و النبات فهذا يعني بأنه إذا مففا تقبلففت نبتففة‬
‫مادة غريبة عنها فهذا يتضمن بأن جسففم النسففان سففيتقبل تلففك المففادة أيضففا‬
‫ولبيان هذا قمت بعمل التجربة التالية‪:‬‬
‫تم وضع برغي من مادة التيتانيوم في جذع شجرة كما هو موضح في صورة )‬
‫‪ ،(9‬و بعد حوالي ثماني أسابيع تم قطففع الجففذع و فحففص نمففو مففادة الخشففب‬
‫باستخدام مجهر ضوئي رقمي و بّينت النتففائج بففأن مففادة الخشففب نمففت حففول‬

‫‪10‬‬
‫البرغي بصورة كبيرة مما يعني قبول الشجرة لهذا المعدن كما هو مففبين فففي‬
‫صورة )‪ (10‬و كان هناك تماسك كبير بين مادة الخشب و البرغي‪.‬‬

‫صورة )‪ :(9‬إدخال برغي من معدن التيتانيوم في جذع شجرة‪.‬‬

‫صورة )‪ :(10‬نمو مادة الخشب حول برغي التيتانيوم )تقبل الشجرة لهذه المعدن(‪.‬‬
‫فإذا قارنا هذه النتائج مع النتائج المأخوذة من وضع برغي تيتانيوم في العظففم‬
‫البشري كما هو مبين في صورة )‪ (11‬نجففد و سففبحان اللففه العظيففم أن هنففاك‬
‫تطابق تام بين نمو مادة العظم على الففبرغي و تقبففل جسففم النسففان لمعففدن‬

‫‪11‬‬
‫التيتانيوم و نمو مففادة الخشففب حففول الففبرغي و تقب ّففل الشففجرة لهففذا المعففدن‬
‫)صورة )‪.((12‬‬

‫صورة )‪ :(11‬نمو مادة العظم حول برغي التيتانيوم )تقبل جسم النسان لهذه المعدن(‪.‬‬

‫صورة )‪ :(12‬التطابق بين استجابة جسم النسان و النبات لمعدن التيتانيوم‪.‬‬


‫فنجد بأن الله عز و جففل يعلمنففا طريقففة فحففص بيولوجيففة جديففدة فففي النبففات‬
‫بحيث أنه إذا نمت مادة الخشب حول أي معففدن موضففوع فففي جففذع الشففجرة‬
‫فهذا يعني بأن جسم النسان سيتقبل هذا المعدن و إذا رفضت الشجرة قبول‬
‫المادة عن طريق عدم نمو مادة الخشب حولها فهذا يعني بأن جسم النسففان‬

‫‪12‬‬
‫سيرفضها أيضا‪ .‬وطريقة الفحص هذه لها كافة الحسففنات مففن قففدرة النسففان‬
‫على التحكم ببيئة النبتة الخارجية من درجة حرارة و رطوبة و قففدرة النسففان‬
‫على التحكم في تغذية النبتة‪ ،‬و أيضا أن بيئة النبتة الداخلية لها جميع العوامففل‬
‫البيولوجيففة مففن إنزيمففات‪ ،‬هرمونففات‪ ،‬أحمففاض‪ ،‬قواعففد‪ ،‬و غيرهففا مثففل الففبيئة‬
‫البيولوجية لجسم النسان‪ .‬و يعتبر هفذا العلفم متفوقفا علفى علفم البشفر ففي‬
‫زماننا هذا‪.‬‬
‫فنرى إخواني و أخواتي كيف أن الله عز و جل يريد للنسان المؤمن أن يكون‬
‫هو المعلم للخرين و هذا يتحقق عن طريففق كففون اللففه هففو معلمنففا و القففرآن‬
‫كتابنا المقرر و أن نتفكر فيه و ليس فقط القراءة السردية له‪.‬‬

‫زيد قاسم محمد غزاوي‬


‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬

‫‪13‬‬

You might also like