Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير

مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫كتبهاد‪:‬سيد مختار ‪ ،‬في ‪ 17‬مايو ‪ 2009‬الساعة‪ 14:09 :‬م‬
‫صديقي مصطفي محمود)‪(1‬‬
‫بقلم‪ :‬رجب البنا‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪1994‬‬
‫عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا‬
‫لتحرير مجلة اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود‬
‫يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه‬
‫التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها وليراجع حسابات‬
‫مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت‬
‫حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة‬
‫اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫ان تكون علي الصورة السائدة التي يروج لها بعض الشيوخ‪ ,‬لنها بهذه الصورة تمثل دعوة للمسلمين للتواكل وتعطي لجميع‬
‫المسلمين حصانة من الحساب والعذاب لمجرد انهم مسلمون‪ ..‬واستطاع أصحاب الحملة ان يصوروا مصطفي محمود علي‬
‫أنه منكر للشفاعة وقد ورد ذكرها في القرآن‪ ,‬والفوا‪ 14‬كتابا في الهجوم عليه وتشويه فكره وأعماله‪ ,‬وكان رده أنه مارس‬
‫حقه في حرية التفكير وهو كإنسان معرض للخطأ‪ ,‬والمجتهد له أجر اذا أخطأ وفي النهاية اعترف بخطئه‪ ,‬وتوقف عن‬
‫الكتابة‪ ,‬فلم تصدر له بعد ذلك كتب جديدة‪ ,‬ولم يظهر في أي مكان‪ ,‬ولم يلتق بأي شخص‪ ,‬ولم يرد علي أي تليفون‪ ..‬وهكذا‬
‫كانت جناية شيوخ التكفير علي رجل لخص رؤيته للحياة بقوله‪ :‬قررت بعد فشل زواجي الثاني أن أعطي نفسي لرسالتي‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫وهدفي كداعية اسلمي‪ ,‬ومؤلف‪ ,‬وكاتب‪ ,‬وأديب‪ ,‬ومفكر‪ ,‬وقد اقتنعت تماما بأن هذا قدري‪ ,‬ورضيت به‪ ..‬إن انتصاراتي علي‬
‫نفسي هي أهم انتصارات في حياتي‪ ,‬واذا سئلت بعد المشوار الطويل من أكون; أقول أريد ان أكون خادما لكلمة التوحيد‪,‬‬
‫وأكون دال بحياتي وعلمي علي الخير‪.‬‬

‫صديقي مصطفي محمود)‪(2‬‬


‫بقلم‪ :‬رجب البنا‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫عاش مصطفي محمود حياته بالطول والعرض‪ ,‬ومر‬
‫بتجارب وتحولت تبدو في ظاهرها متناقضة‪ ,‬ولكنها‬
‫كانت تجليات لمعاناته في رحلته الطويلة للبحث عن‬
‫لغز الحياة والموت‪ ,‬واسرار الكون والنسان‪,‬‬
‫ومعجزات الخلق والخالق‪.‬‬
‫عاش نصف عمره مع الفلسفة‪ ,‬والشك‪ ,‬وفي النصف الثاني تفرغ للعلم واليمان‪ ,‬زاهدا في كل ما يطمع فيه الناس‪ ,‬وعاش‬
‫في سنواته الخيرة وإلي اليوم حياة الصوفي المستغرق في السكون والصمت والتأمل في خلوته‪ ..‬وفي مراحله هذه ظل‬
‫متابعا للحداث والفكار ورافضا لكل الدعوات والغراءات لممارسة العمل السياسي وللمناصب الكبري علي الرغم من أنه‬
‫كان مقربا من الرئيس السادات‪ ,‬ويقضي معه الساعات في حوارات كان السادات يحب أن يديرها مع عدد من كبار المثقفين‪.‬‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫وقبل أن يعتزل الناس كانت له صداقات واسعة مع عدد كبير من كبار الشخصيات في مصر والبلد العربية‪ ..‬كتب عن‬
‫الموسيقار محمد عبدالوهاب أنه كان صديقا قريبا منه‪ ,‬ويحكي عنه أنه كان يبكي كالطفال وهو يعترف بالذنوب التي اقترفها‬
‫في حياته‪ ,‬وما تلقاه من قصاص عادل عليها‪ ,‬ويقول‪ :‬ان عبدالوهاب كان بداخله انسان مؤمن متدين‪ .‬وكانت الملكة السابقة‬
‫فريدة من أصدقائه ايضا‪ ,‬وكانت تتابع برنامجه التليفزيوني العلم واليمان وتتصل به بعد كل حلقة لتستفسر منه عن بعض ما‬
‫جاء فيها‪ ,‬وكثيرا ما كانت تسأله عن شرح آيات في القرآن توقفت عندها‪ .‬وفي فترة الشباب ارتبط بصداقات مع نجوم‬
‫الصحافة والدب والسياسة‪ ..‬احسان عبدالقدوس‪ .‬وكامل الشناوي‪ ..‬وأحمد بهاء الدين‪ ..‬ويوسف السباعي‪ ..‬ومحمود أمين‬
‫العالم‪.‬‬
‫بدأ مصطفي محمود مفكرا وجوديا‪ ,‬ثم صار مفكرا يساريا‪ ,‬واخيرا استقر مفكرا اسلميا واسع الفق متسامحا إلي أبعد‬
‫الحدود‪ ,‬ومحاربا للتعصب بكل صوره‪ ,‬ضاربا المثل بالرسول صلي ال عليه وسلم الذي آمن بكل الكتب وبكل الرسل ولم يفرق‬
‫بين أحد من رسل ال كما ذكرت الية الكريمة في أواخر سورة البقرة‪ ,‬ومبديا تقديره للزعيم الهندي غاندي وهو هندوسي‪,‬‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫ومع ذلك كان يقرأ في صلواته آيات من القرآن والنجيل والتوراة تعبيرا عن ايمانه بكل عقيدة تقود النسان إلي الخالق‬
‫الواحد وإلي حياة الفضيلة‪.‬‬
‫وفي مرحلة الزهد والتصوف رأي أن الخلوة مع النفس ضرورية للنسان‪ ,‬وأنها طوق النجاة من الحيرة واللم والقلق‪ ,‬ففي‬
‫لحظة التأمل يمكن أن نري ال بالبصيرة وليس بالبصر‪ ,‬ويكتشف النسان في داخله عظمة ال قبل أن يبحث عنها في‬
‫خارجه‪ ,‬ويتعرف علي القوي الهائلة الكامنة فيه والتي ليدركها إل المخلصون في حياة التأمل‪ ,‬ونري هذه القوي مثل لدي‬
‫بعض الهنود الذين يسيرون فوق الجمر الملتهب‪ ,‬أو ينامون فوق المسامير الحادة‪ ,‬أو يقدرون علي ابطاء نبضات القلب‪ ,‬أو‬
‫يحبسون أنفسهم داخل تابوت لمدة طويلة دون طعام ول شراب‪ ,‬وهذه القوي هي التي يدرسها العلماء تحت عنوان بارا‬
‫سيكولوجي‪ ,‬ولو تأمل النسان ما يجري في داخل كل جزء من أجزاء جسمه‪ ,‬وما يدور في نفسه وعقله‪ ,‬وتأمل ماحوله من‬
‫مع‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬

‫أول شكوى لمجلس حقوق النسان يقدمها صحفي بمجلة "أكتوبر" اتهمه‬
‫رئيس التحرير بالساءة إلى الرئيس مبارك‪:‬‬
‫تقدم مصطفى على محمود الصحفي بمجلة أكتوبر بأول شكوى إلى المجلس‬
‫القومى لحقوق النسان‪..‬يشكو فيها من قيام رجب البنا رئيس مجلس الدارة‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫ورئيس التحرير باستقطاع ثلثي علوته القانونية دون وجه حق مخالفا فى‬
‫ذلك قانون العمل الذى ينص على منح العامل علوة سنوية دورية ل تقل‬
‫عن ‪ %7‬من الجر الساسى‪.‬‬
‫قال مصطفى على محمود فى شكواه أن هذا الجراء التعسفي الظالم يأتي‬
‫استمرارا لسياسة الضطهاد التى اعتاد رجب البنا على استخدامها ضده‬
‫طوال فترة رئاسته للمؤسسة‪..‬تلك السياسة التى وصلت إلى ذروتها عندما‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫قام بتحويله إلى التحقيق بتأشيرة هى الولى من نوعها فى تاريخ‬
‫المؤسسات الصحفية‪..‬قال فيها ‪) :‬التحقيق مع مصطفى على محمود بتهمة‬
‫الساءة إلى سيادة الرئيس مبارك(‪.‬‬
‫أكدت الشكوى أن رجب البنا استند فى هذا التهام الباطل على تحقيق‬
‫صحفي أجراه الشاكي تحت عنوان ‪) :‬رؤساء فى ساحات المحاكم ( ناقش‬
‫خلله القضايا المرفوعة على رؤساء الدول والحكومات أمام المحاكم‬
‫بدأت علقتي بالدكتور مصطفي محمود في سنة‪ 1994‬عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة‬
‫اكتوبر‪ ,‬كان الدكتور مصطفي محمود يزورني في أوقات متقاربة ليتابع معي اعادة طبع كتبه التي ننفرد بنشر‪ 42‬كتابا منها‬
‫وليراجع حسابات مستحقاته المالية في الدار عن حقوق التأليف وكنت حريصا علي نشر مقال اسبوعي للدكتور مصطفي‬
‫محمود في مجلة اكتوبر وكان اسمه الكبير وكتاباته الشجاعة المتنوعة اثراء للمجلة‪..‬‬
‫ومنذ أربع سنوات جاءني الدكتور مصطفي محمود ومعه ابنه أدهم وابنته أمل وقال لي انهما سيتوليان المور الخاصة‬
‫بمؤلفاته في دار المعارف‪ ,‬وقال أيضا ان دار أخبار اليوم عرضت عليه اعادة طبع عدد من كتبه المنشورة في دار المعارف‪,‬‬
‫وسألني ان كنت أوافق علي ذلك وكان ردي إنني حريص علي ان تستمر دار المعارف وحدها صاحبة الحق في نشر جميع‬
‫كتبه ولكن من حقه وحق قرائه ان تصل كتبه إلي أكبر عدد من القراء وعلي ذلك أوافق علي عدد محدود من كتبه لطبعها في‬
‫أي مكان يريده بعد نفاد الكميات المطبوعة منها‪.‬‬
‫ولكن بعد هذا اللقاء شعرت بانقباض‪ :‬لماذا جاء مع ابنه وابنته‪ ,‬وما معني قوله انهما سيتوليان المور الخاصة بكتبه‬
‫ومستحقاته عنها; ولماذا كان في هذه المرة منقبضا؟ قبل ذلك حدثني كثيرا عن العمليات الجراحية الثلث التي أجريت له في‬
‫المخ‪ ,‬كانت العملية الولي في سنة‪ 2003‬في مصر‪ ,‬والثانية في السعودية‪ ,‬والثالثة في لندن‪ ,‬لكنه بعد العملية الثالثة اعتزل‬
‫الناس‪ ,‬واعتبر نفسه في هجرة نحو البحث عن الحقيقة‪ ,‬وأصبح قليل الكلم‪ ,‬وينسي السماء والحداث‪ ..‬وانتقل إلي شقة في‬
‫بيت امام جامع مصطفي محمود الشهير حيث تقيم في شقة أخري طليقته الولي مع ابنتهما أمل‪ ,‬ولتتردد عليه ال ابنته‬
‫لخدمته لنه ليحب ان يقيم معه أحد‪ ,‬وهو منذ سنوات طويلة قبل مرضه الحالي كان يعيش في غرفة صغيرة في أعلي‬
‫المسجد يطلق عليها التابوت مع أنه كان يستطيع ان يعيش في فيل أو حتي في قصر وقد كانت تتدفق عليه الموال من كتبه‬
‫وبرنامجه السبوعي الشهير العلم واليمان الذي كان يعرض في تليفزيونات الدول العربية‪ ,‬ولكنه كان يوجه معظم ايراداته‬
‫وايرادات المستشفي الملحق بالمسجد الي الصدقات واعمال الخير وجمعية مصطفي محمود الخيرية‪ ,‬ولم يكن ينفق علي‬
‫نفسه ال القليل جدا‪ ,‬فقد عاش حياته زاهدا‪ ,‬طعامه قليل‪ ,‬وليبالغ في شراء الملبس‪ ,‬وليدخن‪ ,‬وليست له مصاريف‬
‫شخصية‪.‬‬
‫وبعد سنوات طويلة من صداقته بالدكتورة لوتس عبد الكريم الكاتبة وصاحبة مجلة شموع وزوجها عبد الرحمن العتيقي الذي‬
‫صار وزيرا للمالية والبترول في الكويت‪ ,‬سجلت حصيلة هذه السنوات في كتاب شامل عنه صدر في سلسلة كتاب اليوم‪ ,‬منذ‬
‫ميلده سنة‪ 1921‬وحياته وهو في المرحلة الثانوية في مدينة طنطا يجوب الموالد وراء الدراويش ومجاذيب السيد البدوي‪,‬‬
‫ثم التحاقه بكلية طب القاهرة وتتلمذه علي يد الموسيقيين والمطربات في شارع محمد علي وحلمه في ان يصبح موسيقيا‪,‬‬
‫واجادته العزف علي العود والناي وكتابة وقراءة النوتة الموسيقية‪ ,‬ولكنه بعد التخرج سنة‪ 1952‬تخصص في المراض‬
‫الصدرية ثم سرعان ماترك الطب وانجذب إلي الصحافة والدب وأصبح من كتاب روز اليوسف‪.‬‬
‫ومصطفي محمود كاتب ومفكر يبحر في بحار كثيرة بفكره وقلمه‪ ,‬بدأ بالفلسفة الوجودية‪ ,‬ولم يكن وحده في ذلك وانتهي‬
‫بالستغراق في التأمل والتصوف‪ ,‬وكان حريصا علي أن يقضي الساعات في الليل وهو ينظر إلي السماء من خلل تلسكوب‬
‫ضخم يضعه علي سطح المسجد ويتأمل في عظمة الخالق كما تتجلي في الفضاء اللنهائي ومافيه من نظام للكواكب‬
‫والنجوم‪..‬‬
‫ومع كل مافي فكره وكتاباته وأعماله من شواهد اليمان واليقين تعرض لكثر من حملة تتهمه بالكفر من المتشددين‬
‫والراغبين في الشهرة علي حساب أكل لحم أخيهم‪ ,‬فكان التهام الول بعد صدور كتابه ال والنسان‬
‫ونجحت الحملة في استصدار قرار بمصادرة الكتاب وتقديمه للمحاكمة وانتهت بالكتفاء بمصادرة الكتاب‪ ,‬ومن الغريب ان‬
‫الرئيس السادات بعد أن صار رئيسا بعد سنوات أبدي اعجابه بالكتاب وطلب منه اعادة طبعه‪ ,‬ولكن مصطفي محمود نشر‬
‫كتابا آخر بعنوان حوار مع صديقي الملحد كان سببا في حوارات مع الرئيس السادات‪ ,‬وقرر الرئيس السادات يوما ان يعين‬
‫مصطفي محمود وزيرا‪ ,‬ولكنه اعتذر قائل‪ ..‬انا فشلت في ادارة أصغر مؤسسة وهي زواجي وانا أيضا أرفض السلطة بكل‬
‫اشكالها‪.‬‬
‫وكانت أشد الحملت عليه في سنة‪ 2000‬حين نشر رأيه بأن شفاعة الرسول صلي ال عليه وسلم لمته يوم القيامة ليمكن‬
‫المصرية ‪..‬وأشار فى نهاية التحقيق إلى وجود ‪ 200‬الف قضية مرفوعة‬
‫على الرئيس مبارك‪..‬أطرفها دعوى عاجلة أقامها احد المحامين مطالبا‬
‫الرئيس بحضور الحتفال بعيد ميلده!! )وهذه واقعة مشهورة ذكرها‬
‫الرئيس مبارك بنفسه فى احد أحاديثه (‪.‬‬

You might also like