Professional Documents
Culture Documents
جماعة الإخوان المسلمين المصرية: مشاركة الإسلاميين في بيئة سياسية مغلَقة
جماعة الإخوان المسلمين المصرية: مشاركة الإسلاميين في بيئة سياسية مغلَقة
مينع ن�سخ �أو نقل � ّأي جزء من هذا املن�شور ب� ّأي �شكل �أو ب� ّأي و�سيلة من دون احل�صول على �إذن خطي من م�ؤ�س�سة
كارنيغي .يرجى توجيه الطلبات �إىل:
�أوراق كارنيغي
�أوراق كارنيغي عبارة عن درا�سات من �إعداد الباحثني يف امل�ؤ�س�سة ونظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى .ت�شمل ال�سل�سلة
�أبحاث ًا جديدة �آنية ومقتطفات �أ�سا�سية من �أبحاث �أو�سع يجري العمل عليها .نرحب بتعليقات ّ
القراء.ميكنكم �إر�سال
تعليقاتكم �إىل «م�رشوع الدميقراطية و�سيادة القانون» على العنوان الربيدي للم�ؤ�س�سة �أوعرب املوقع الإلكرتوين:
www.carnegie-mec.org
امل�ؤلفان
احلـرة
ّ در�س يف جامعـة القـاهـرة واجلامعـة عمرو حمزاوي� :أ�ستـاذ علـوم �سيا�سيـة م�رصي بـارز� ،سبـق له �أن ّ
يف بـرلني ،وهو حالي ًا مديـر الأبحـاث وباحث � ّأول يف مـركز كارنيغي لل�شـرق الأو�سـط يف بيــروتّ .
يتميز
حمـزاوي مبعـرفتـه العـميقـة يف احلـياة ال�سيـا�سيـة يف منطقـة ال�شـرق الأو�سـط وخـربة حمـ ّددة بعمـليـة الإ�صـالح
يف املنـطقـة� .أحدث مـ�ؤلفاتـه كتـاب بـعنـوان ،فــر�ص التعـدديـة وحـدودهـا :واقـع الـقـوى ال�سـيا�سيـة فـي العالـم
العـربـي � ،Getting to Pluralism: Political Actors in the Arab Worldشارك يف حتريره مع مارينا �أوتاوي ،ون�رش
يف �أيلول�/سبتمرب .2009
ناثان ج .براون� ،أ�ستاذ العلوم ال�سيا�سية وال�ش�ؤون الدولية يف جامعة جورج وا�شنطن ،وهو باحث مرموق
وم�ؤلف �أربعة كتب عن ال�سيا�سة العربية حظيت بقبول جيد .يوفّر براون خربته اخلا�صة يف الإ�صالح الفل�سطيني
و�أنظمة احلكم الد�ستورية العربية مل�ؤ�س�سة كارنيغي ،وت�شمل اهتماماته البحثية �أي�ض ًا ال�سيا�سة امل�رصية والفل�سطينية،
التحول الدميقراطي� .أحدث م�ؤلّفاته كتاب بعنوان، ّ ال عن
والإ�صالح القانوين يف ال�رشق الأو�سط احلديث ،ف�ض ً
ا�سرتداد فل�سطني العربية ،Resuming Arab Palestineالذي يبحث يف املجتمع الفل�سطيني واحلوكمة بعد ت�أ�سي�س
ال�سلطة الفل�سطينية.
املحتويات
3 موجز
............................................................................................................................................
11 ....... تعريف املواقع :االنتقال �إىل و�ضع برنامج احلزب ثم الرتاجع عنه.
ال�شريعة
13 .................................،..........................................................................................
الأقباط واملر�أة
14 .........................................................،...........،...........................................
االقت�صاد
15 ..........................................................................................................................
الت�شريعات االجتماعية واالقت�صادية25 .....................................................................
ً
إ�صالحية مل�صر؟32 ... هل بلورت جماعة الإخوان يف الربملان ر� ً
ؤية �
�آفاق امل�ستقبل :الدميومة والركود34 ............................................،....................
م�صادر �أخرى ّ
مت اال�ستناد �إليها48 ........................................................................
موجز
تواجه جماعة الإخوان امل�سلمني ،احلركة الديناميكية الإ�سالمية التي �أبحرت يف النظام �شبه ِ
ال�سلطوي يف م�صر لأكرث من �ستة عقود ،واقع تق ّل�ص الف�ضاء ال�سيا�سي .وعلى امتداد معظم العقد
و�سعت جماعة الإخوان امل�سلمني دورها ال�سيا�سي ،مازاد عدد �أع�ضائها يف جمل�س ال�شعب املا�ضيّ ،
امل�صري ( 620ع�ضو ًا) من � 17إىل 88ع�ضو ًا .وعلى مدى ال�سنوات القليلة املا�ضية� ،أ ّدى جناحها
�إىل تزايد القمع من جانب النظام .وقد ح ّدت �سل�سلة من التدابري التي اتخذتها احلكومة من فاعلية
�شجعت احلركة اجلماعة يف جمل�س ال�شعب ،مامنعها من ت�شكيل حزب �سيا�سي .كما �أنّ البيئة القمعية ّ
على �إعطاء الأولوية للت�ضامن الداخلي على ح�ساب الأن�شطة الربملانية ،وعلى �إعادة تركيز جهودها
رجح �أن تتخ ّلى جماعة الإخوان على براجمها التعليمية والدينية واالجتماعية التقليدية .ويف حني ال ُي َّ
عن العمل ال�سيا�سي كلي ًا� ،إال �أنّ مركز ثقل احلركة مييل نحو �أولئك الذين يعتربون ال�سيا�سة ُمر ِبك ًة
ومثري ًة لالنق�سامات وحتى ُم ِ�ض ّر ًة بالتنظيم.
تتناول هذه الدرا�سة جتربة جماعة الإخوان كق ّو ٍة �سيا�سي ٍة يف م�صر :عالقتها مع النظام،
وحماوالتها ملراوغة «اخلطوط احلمراء» املُتغيرِّ ة للنظام ال�سيا�سي املُغ َلق يف البالد؛ والعالقة املتبدِّ لة
بني الإخوان وبني القوى الأخرى يف املعار�ضة؛ واملواقف ال�سيا�سية الآخذة يف التط ّور للجماعة؛
و�أن�شطة �أع�ضاء اجلماعة ،و�أدا�ؤهم الت�شريعي يف برملان ُي ِ�شلُّه احلزب الوطني الدميقراطي القوي
الذي تديره احلكومة .هذه التح ّديات �أثارت جد ًال داخل احلركة حول درجة تركيزها طاقاتها على
امل�شاركة ال�سيا�سية يف ظ ّل الظروف الراهنة .وهذا اجلدل ،ولي�س ذلك الذي كثري ًا ما ُي�شار �إليه
بني املت�ش ّددين واملعتدلني ،هو الذي يهيمن على املداوالت الداخلية جلماعة الإخوان .ويف نظر عدد
متزايد من �أع�ضائها وقياداتها ،ف�إن جماعة الإخوان المتتلك �سوى القليل لتظهره ب�ش�أن جهودها
للمطالبة بالإ�صالح ال�سيا�سي يف م�صر .البل هي ،بد ًال من ذلك ،ا�ستثارت غ�ضب النظام وتراجعت
كحركة ف ّعالة ذات قواعد �شعبية .وبالتايل ،حتى لو مل تن�سحب جماعة الإخوان متام ًا من ال�سيا�سة،
ف�إن لت�ضع�ضعها املتفاقم م�ضاعفات قامت ًة على م�ستقبل الإ�صالح ال�سيا�سي امل�صري.
يف كانون الثاين/يناير ،2010اختارت جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية حممد بديع كثامن
مر�شد عام لها .ويف حني خا�ضت احلركة الإ�سالمية الكربى يف م�صر نقا�ش ًا �ساخن ًا �أحيان ًا حول
اختيار قادتها يف املا�ضي� ،إال �أن اختيارهم هذه املرة جرى حتت �أ�ضواء حملية ودولية مل ي�سبق لها
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة
مثيل .عملي ًا ،مل يكن حممد بديع معروف ًا خارج اجلماعة ،وهذا يف ح ّد ذاته قد يكون �إ�شار ًة �إىل امل�سار
املرجح �أن يكون هناك تركيز �أكرب على عملية التنظيم الداخلي، امل�ستقبلي جلماعة الإخوان� ،إذ من ّ
ت�صب احلركة تركيزها على امل�شاريع االجتماعية والرتبوية و�أق ّل على العمل ال�سيا�سي .ومن املنتظر �أن ّ
التوجه اجلديد لي�س جم ّرد نتاج الهادئة �أكرث مما ت�ص ّبه على ال�صراعات ال�سيا�سية ال�صاخبة .هذا ّ
خليارات داخلية� ،إذ �أنّ البيئة ال�سيا�سية يف م�صر �أ�صبحت عموم ًا �أقل جاذبي ًة بكثري .وباتت جماعة
الإخوان هدف ًا خا�ص ًا لتزايد القيود املفرو�ضة على الن�شاط ال�سيا�سي .ويف ظ ّل مثل هذه التطورات،
ف�إن احتمال وجود نظام �سيا�سي �أكرث قابلي ًة للمناف�سة والتعددية ال�سيا�سية يف م�صر يتال�شى بوتائر
�سريعة.
حاول بديع نف�سه الت�شديد على اال�ستمرارية مع الر�ؤية ال�سيا�سية جلماعة الإخوان وم�شاركتها
يف احلياة ال�سيا�سية امل�صرية .كما �أنه �أر�سل �إ�شارات ُمهدِّ ئ ًة يف �شتّى االجتاهات تقريب ًا ،فت�ض ّمنت
ت�صريحاته الأولية عند انتخابه �إ�شارات �إىل التزام جماعة الإخوان بالتغيري ال�سلمي وتفانيها يف
الن�شاط ال�سيا�سي ،متا�شي ًا مع �شعار احلركة الذي �سعت �إىل حتقيقه« :امل�شاركة ال املغالبة» .لكن� ،إذا
ماكانت كلمات بديع الأ ّولية �أوحت بقليل من التغيري� ،إال �أن ت�ص ّرفاته ّمنت عن �أ�سلوب ومروحة من
الأولويات خمتل َفني جد ًا� ،إذ هو امتنع عن تل ّقي الأ�سئلة ،وبدا �أكرث حت ّفظ ًا من مهدي عاكف� ،سلفه
املُ َند ِفع ،وعمل ب�سرعة ل�ضمان �أن ت�سرت ّد احلركة التي تزداد تنافر ًا قدرتها على التح ّدث ب�صوت
وحد� .إنّ جماعة الإخوان لي�ست يف طريقها �إىل التب ّدد ،لكن يجب �أن يتو ّقع امل�صريون �أن ت�صبح ُم َّ
احلركة �أكرث حت ّفظ ًا ،فت�سعى �إىل جت ّنب العناوين الرئي�سة لو�سائل الإعالم ،وتعمل ب�صورة تدريجية،
وحت�شد �صفوفها ،وت�سعى �إىل �أن يكون عملها التنظيمي واالجتماعي �أقل بهرجة.
من املُ َر َّجح �أن حتافظ جماعة الإخوان امل�سلمني على وجودها التنظيمي يف هذه البيئة ال�سيا�سية
ن�صفني ،نقول �إنها على الأرجح لن تتخ ّلى متام ًا عن املجال ال�سيا�سي .ومع ال�صعبة .ولكي نكون ُم ِ
ذلك ،ينبغي لنا تو ّقع �أن يدخل ال�صراع بني الإخوان والنظام مرحل ًة �أكرث حت ّفظ ًا.
�سيكون التغيري تدريجي ًا لكن هام ًا� ،إذ لطاملا اتّهم ال ُن ّقاد اجلماعة ب�أن لديها برناجم ًا غام�ض ًا ،و�أن
�شعاراتها �أقوى من امل�ضمون ،و�أن ر�ؤيتها ال�سيا�سية الميكنها اال�ستجابة للعديد من االحتياجات املُ ِل ّحة
يف م�صر .لكن تبينّ �أن هذه التهمة كانت م� َّؤخر ًا �أقل �إقناع ًا� ،إذ ا�ستخدمت جماعة الإخوان جمموع ًة
ويتوخى امل�صلحة العامة؛ بح ْكم �أف�ضلّ ، متن ّوع ًة من املداخل لتو�ضيح ر�ؤيتها ملجتمع م�صري يتمتّع ُ
جمتمع مزدهر و�أكرث عد ًال؛ جمتمع يتم ّيز مبزيد ومزيد من الأخالق والقيم الإ�سالمية .ظهرت هذه
التفا�صيل عندما �أ�صبحت اجلماعة �أكرث ت�س ّي�س ًا .وعلى مدى العقد املا�ضي ،انخرطت اجلماعة يف
ال�سيا�سة ب�شكل �أكرب ،فك ّثفت م�شاركتها االنتخابية ،وو�ضعت ،يف هذا ال�سياق� ،أجند ًة �أكرث �شمو ًال
وتف�صي ًال .لكن هذا اجلهد بد�أ َيهِ ن الآن .فالو�سائل التي ط ّورت مبوجبها اجلماعة عدد ًا حم ّدد ًا من
املقرتحات ،مثل �صياغة برناجمها ال�سيا�سي واملناورة يف الربملان بكتلة كبرية فازت بها يف العام
عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
ب�شر الآن بالكثري .ويف حني �أننا الن�ؤ ّيد �أجندة الإخوان� ،إال �أننا جنادل ب�أن االن�سحاب ،2005ال ُت ِّ
اجلزئي للحركة كقوة �سيا�سية قد ُيعيد م�صر �إىل حالة الركود ال�سيا�سي التي عانتها طوي ًال.
�سنتفح�ص م�شاركة جماعة الإخوان يف ال�سيا�سة ،وكيف حدثت ،وال�شكل الذي ّ يف هذه الدرا�سة،
اتخذته ،والأجندة التي حاولت احلركة تطويرها .وعلى وجه اخل�صو�ص ،ف�إننا �سنبحث يف:
· تط ّور مقاربات جماعة الإخوان �إزاء ال�سيا�سة؛
· بيئة اخلطوط احلمراء املُتغيرِّ ة و�شبه ال�سلطوية التي عملت احلركة يف �إطارها؛
· تط ّور املواقف ال�سيا�سية جلماعة الإخوان ،وخا�صة النتائج املتباينة لتجاربها ال�ستك�شاف احتماالت
ت�شكيل حزب �سيا�سي وو�ضع برنامج �سيا�سي؛
· جتربة احلركة يف ت�شكيل حتالفات عابرة للإيديولوجية لل�ضغط من �أجل مزيد من الإ�صالح؛
· حماولة جماعة الإخوان ر�سم اخلطوط العري�ضة لأجندة �سيا�سية واجتماعية واقت�صادية �شاملة
من خالل الن�شاط الربملاين؛
· تط ّور هذا اجلهد الربملاين وكلفته؛
· امل�ضاعفات املرت ِّتبة على االن�سحاب اجلزئي من ال�سيا�سة.
ينبغي �أن تكون امل�شاركة فيه وا�سعة النطاق ،والأ�شكال التي ينبغي �أن تتّخذها تلك امل�شاركة ،وكيفية
ربط الن�شاط ال�سيا�سي بالأهداف الإ�صالحية طويلة الأجل جلماعة الإخوان .والواقع �أنّ الأهداف
طويلة الأجل هي� ،إىل ح ّد كبري ،حمور النقا�ش .وي�ص ّر زعماء اجلماعة ،ويت�ص ّرفون كما لو كان الأمر
كذلك ،على �أنهم ال ُير ِّكزون على ال�صراع اليومي ق�صري املدى لل�سيا�سة ،بقدر ماير ّكزون على ر�ؤية
احلركة الأو�سع ملجتمع يعمل وفق ًا ملبادئ ال�شريعة الإ�سالمية.
�إن اهتمامنا يف هذه الدرا�سة يرت ّكز يف املقام الأول على ال�سيا�سات امل�صرية .كيف �أ ّثر النظام
ال�سيا�سي امل�صري على حركة ذات قاعدة عري�ضة وم�ستوحاة ديني ًا؟ وكيف �أ ّثر الن�شاط ال�سيا�سي
جلماعة الإخوان على ال�سيا�سات امل�صرية ،وكيف من املحتمل �أن ت�ؤ ّثر على ال�سيا�سة يف امل�ستقبل؟
وب�شكل �أكرث حتديد ًا ،ما ت�أثري الوجود املتنامي جلماعة الإخوان يف الربملان امل�صري ،وماذا �سيكون
ت�أثري ا�ستبعادها املحتمل (مع �أنه قد يكون جزئي ًا) من تلك الهيئة بعد االنتخابات املق َّررة يف �أواخر
العام 2010؟
يف �أعقاب االنتخابات الربملانية العام ،2005حني فاز مر�شحو الإخوان بـ 88من �أ�صل 444مقعد ًا
باالنتخاب ،و�ضعنا مروح ًة من ال�سيناريوهات لل�سيا�سة امل�صرية ترتاوح من التوافق �إىلاملواجهة بني
احلركة والنظام .ومنذ ذلك الوقت ،بات من الوا�ضح �أن النظام تب ّنى �إ�سرتاتيجي ًة و�صفناها ب�أنها
�سيناريو «جزائري ُمع َّدل» )2(.فعلى غرار مافعل النظام اجلزائري يف العام ،1991ق ّررت القيادة
احلالية يف م�صر و�ضع قيود �أكرث �صرام ًة على العمليات الدميقراطية ،ومكافحة النفوذ املتنامي
جلماعة الإخوان من خالل مزيج من االعتقاالت والإجراءات الأمنية ،والقيود القانونية والد�ستورية،
واحلمالت الإيديولوجية وامل�ضايقات� .صحيح �أنّ النظام امل�صري �أكرث تد ّرج ًا وهدوء ًا من النظام
اجلزائري يف الت�سعينيات ،لكنه اليزال يرف�ض � ّأي حماولة لدمج جماعة الإخوان كق ّوة �سيا�سية
عادية.
ومع ذلك ،ف�إن ر ّد فعل قادة جماعة الإخوان مل يكن كما لو �أن حركتهم يف �أزمة .بد ًال من ذلك،
ا�ستجابوا ببطء وحذر ،وب�شكل متثاقل تقريب ًا ،و�شكوا من حملة الإجراءات ال�صارمة �ض ّدهم ،لكن من
دون �أن يقاوموها ب�شكل ن�شط .ولع ّل تركيز احلركة على ر�ؤيتها طويلة الأمد و�صربها وحت ّملهاّ ،
يف�سر
ماتمُ ار ُِ�سه من �ضبط النف�س .ومع ذلك ،ف�إن �أثر ان�سحابها �سي�ؤدي �إىل احل ّد من اهتمام احلركة
باملجال ال�سيا�سي واحتمال دمج احلركة الإ�سالمية الأقدم والأكرث نفوذ ًا يف العامل العربي يف امل�شهد
ال�سيا�سي امل�صري كحزب ر�سمي.
البيئة ال�سيا�سية:
التغي
خطوط حمراء دائمة رُّ
يمُ كن و�صف البيئة ال�سيا�سية احلالية يف م�صر ب�أنها «�شبه �سلطوية» من حيث �أنها ّ
حتظر � ّأي
عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
احتجاج ذات معنى على ال�سلطة ال�سيا�سية ،لكنها التزال ترتك جما ًال للمعار�ضة كي ُتعبرِّ عن نف�سها،
نظم نف�سها. و�إىل ح ّد �أقل ،كي ُت ِّ
مرت�سخة متام ًا .وعلى الرغم الطبيعة �شبه ال�سلطوية الأ�سا�سية للنظام ال�سيا�سي امل�صري احلايل ّ
من �أن م�صر مل تكن �أبد ًا دميقراطية د�ستورية ،ف�إن التعددية احلقيقية والنا�شئة يف وقت �سابق من
القرن الع�شرين �سقطت ل�صالح �سلطة مر َّكزة مع �إن�شاء النظام احلايل يف العام .1952ومنذ ذلك
الوقت� ،أظهر النظام عموم ًا ثالث �سمات :فهو كان نظام ًا مركزي ًا للغاية (حيث ترت ّكز ال�سلطة يف
من�صب الرئا�سة)؛ واملناف�سة ال�سيا�سية كانت حمدود ًة ب�شكل كبري؛ واعترب قادة النظام � ّأي حماولة
من جانب املعار�ضة لإعادة �صياغة الرتتيبات ال�سيا�سية ال�سائدة عموم ًا ،خطر ًا على الأمن بد ًال من
كونها حت ّدي ًا �سيا�سي ًا .ويف الواقع ،مل يكن النظام ،يف �ستينيات و�سبعينيات القرن املا�ضي�« ،شبه»
�سلطوي (� ّأي �أنه كان �سلطوي ًا متام ًا -املرتجم).
بيد �أنّ الوجه ال�سلطوي للنظام �أخذ يلني يف �أوائل ال�سبعينيات ،و�إن ب�شكل غري مت�سا ٍو وغري متجان�س
يف الواقع ،يف بع�ض النواحي الهامة .فقد بقيت ال�سمات الثالث – املركزية ،والقيود املفرو�ضة على
االحتجاج ،والعقلية الأمنية -را�سخ ًة يف مكانها ،لكنها كانت ُت َن َّفذ يف بع�ض الأحيان بطرق �أقل
وح�شية .كان احلدث الأبرز هو فتح املجال �أمام التعبري ال�سيا�سي .فابتدا ًء من �أواخر ال�سبعينيات،
ظهرت �صحف املعار�ضة .ويف العقد احلايل� ،أثبتت بع�ض ال�صحف امل�ستق ّلة �أنها حتى �أكرث �أهمية
يف تو�سيع املجال ال�سيا�سي .وكثري ًا ما انتزعت م�ؤ�س�سات الدولة ،بدء ًا من الق�ضاء وانتها ًء باملجمع
الر�سمي الديني والرتبوي املعروف با�سم الأزهر ،قدر ًا �أكرب من اال�ستقالل الذاتي من الرئا�سة.
كما عادت تع ّددية �سيا�سية من نوع حمدود �إىل م�صر ،عندما تخ ّلى النظام عن ممار�سة تعي ِني
مت ال�سماح لبع�ض القوى من حقبة ماقبل العام 1952 واحد �شامل .ففي ال�سبعينياتّ ، �سيا�سي ٍ
ٍّ حزب
ٍ
(مبا يف ذلك جماعة الإخوان امل�سلمني) بالعودة من جديد� .إال �أنّ البيئة احلزبية بالكاد حرة �إذ �أنّ
احلزب الوطني الدميقراطي احلاكم يهيمن على ال�ساحة ال�سيا�سية ،ويندمج �أحيان ًا مع بريوقراطية
الدولة و�أجزاء من جمتمع الأعمال ،وي�ستخدم �أدوات الدولة للحفاظ على احتكاره لل�سلطة .عالو ًة
على ذلك ،الميكن �إن�شاء �أحزاب املعار�ضة �إال يف ظ ّل �شروط معينة ،علم ًا �أنّ هذه الأحزاب مل تتم ّكن
من �إقامة روابط قوية مع قواعد �شعبية حمتملة .وجماعة الإخوان نف�سها مل تمُ َنح �أبد ًا � ّأي و�ضع
قانوين ،وهي �أُث ِب َطت عن ت�شكيل حزب �سيا�سي (وحتى ُح ِّظر عليها ذلك د�ستوري ًا يف العام .)2007
غالب ًا مايتح ّدث امل�صريون عن نظامهم ال�سيا�سي على �أ ّنه ذلك الذي ي�سمح باملعار�ضة �ضمن
«خطوط حمراء» .وهذا الو�صف ،و�إن كان دقيق ًا ،ميكن �أن يكون ُم�ض ِّل ًال يف جانب هام� :إذ �إن «اخلطوط
احلمراء» مو�ضع النقا�ش الهي مقبولة والمتّ�سقة� .إنها لي�ست بب�ساطة مبهم ًة ،لكنها ُمتغيرِّ ة با�ستمرار،
تدفعها وت�سربها جمموعة متنوعة من قوى املعار�ضة .التزال «اخلطوط» �أكرث ق�سو ًة بالن�سبة �إىل
القوى ال�سيا�سية الإ�سالمية منها بالن�سبة �إىل الآخرين ،لكن حتى بالن�سبة �إىل هذه القوى ،ف�إنها
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة
تن�صلت من الربملان� ،إالح�سن البنا خو�ض االنتخابات الربملانية .ولكن� ،إن مل تكن جماعة الإخوان ّ
�أنها مل ُت ِبد �أي�ض ًا اهتمام ًا كبري ًا بال�سيا�سات االنتخابية .ويف الواقع� ،أبدت احلركة ازدرا ًء وا�ضح ًا
لل�سيا�سة احلزبية ،معترب ًة �أن م�صالح املجتمع ب�أكمله لها الأ�سبقية على التحزّب املُثري لل�شقاق.
وابتدا ًء من اخلم�سينيات ،تط ّورت الفروع الإيديولوجية جلماعة الإخوان يف اتجّ اهات �أكرث راديكالية،
راف�ض ًة � ّأي نظام الي�ستند �إىل ال�شرعية بو�صفه نظام ًا غري �شرعي �أ�سا�س ًا )4(.وعلى � ّأي حال فقد كانت
منحى �سلطوي ًا حا ّد ًا يف
م�س�ألة امل�شاركة يف االنتخابات غري ذي �أهمية ،لأنّ ال�سيا�سة امل�صرية اتّخذت ً
اخلم�سينيات ،و�أ�صبحت جماعة الإخوان واحد ًا من الأهداف الرئي�سة لقمع النظام.
ومع ذلك ،بد�أ النظام ال�سيا�سي امل�صري يف ال�سبعينيات بالتح ّول تدريجي ًا من نظام �سلطوي متام ًا
�إىل نظام �شبه �سلطوي ّمت و�صفه �أعاله ،مامنح جماعة الإخوان مزيد ًا من حرية املناورة .وكان القادة
من كبار ال�سن الذين كانوا قد ُ�س ِجنوا �أو ف ّروا من البالد ُين ِع�شون احلركة ،فيما كان طالب م�صريون
ُي�ش ِّكلون حرك ًة ذات تن�سيق ف�ضفا�ض تقوم على قدر �أكرب من االهتمام والن�شاط الدين َّيني )5(.وعلى الرغم
من �أن احلركة الطالبية اتّخذت �أ�شكا ًال ع ّد ًة ،فقد بد�أ بع�ض الطالب ينجذبون �إىل جماعة الإخوان،
رحبت بهم ترحيب ًا حار ًا .وت�أثري ذلك مل يقت�صر على جتديد �شباب احلركة وح�سب ،بل �ضخّ فيها التي ّ
وتوجه ًا �أكرب نحو مزيد من الن�شاط ال�سيا�سي،
�أي�ض ًا جمموع ًة متن ّوع ًة من الأفكار التنظيمية اجلديدة ّ
�أو ًال من خالل االحتادات الطالبيةِ ،ومن ثم ،عندما تخ ّرج القادة اجلدد ،من خالل النقابات املهنية.
وظفت جماعة الإخوان هذه الطاقة املُكتَ�شفة حديث ًا عرب االنخراط يف العملية االنتخابية الربملانية. وقد ّ
يف معظم االنتخابات� ،شارك الإخوان بطريقة الت�ستثري التهديد ،من خالل املناف�سة على عدد حمدود
من املقاعد .ويف الذروة ال�سابقة لنجاحها االنتخابي� ،شاركت جماعة الإخوان لفرتة ق�صرية يف
حتالف مع حزب الوفد الليربايل الذي فاز بـ 58مقعد ًا يف العام .1984ويف دورتني انتخابيتني الحق ًا،
�شاركت جماعة الإخوان امل�سلمني يف العام ،1990يف مقاطعة املعار�ضة االقرتاع الربملاين ،مطا ِلب ًة
بعملية �أكرث حيادي ًة لإدارة االنتخابات ،وباحرتام �أكرث �إخال�ص ًا لل�ضمانات الد�ستورية لنزاهة العملية
االنتخابية .لكن يف معظم االنتخابات ،ق ّدمت جماعة الإخوان عدد ًا متوا�ضع ًا من املر�شحني ،وفازت
()6
بعدد متوا�ضع من املقاعد.
يف العام ،2005ق ّررت قيادة جماعة الإخوان تكثيف م�شاركتها يف االنتخابات بتقدمي 161
مر�شح ًا .بيد �أ ّنها قامت يف الوقت نف�سه بخطوات لطم�أنة ح ّكام البالد ب�أنها المتتلك مايكفي من
مر�شحيها قلي ًال �إىل درجة �أنه حتى لو اجلر�أة لت�سعى �إىل احل�صول على الأغلبية ،فقد كان عدد ّ
فازوا كلهم ،ف�إن اجلماعة لن ت�سيطر �إال على ثلث الربملان .عالوة على ذلك ،جت ّنبت اجلماعة �أن
مر�شحوها االنتخابات �ض ّد �أبرز �شخ�صيات احلزب احلاكم .وهكذا ،مل يتج ّنب قادة الإخوان يخو�ض ّ
احل�صول على �أغلبي ٍة يف االنتخابات وح�سب ،بل هم اعرتفوا �أي�ض ًا ب�ضرورة العمل على تقييد عمل
الأقلية التي ميلكونها يف الربملان �إىل احل ّد الذي اليهدِّ د احلزب احلاكم .ولو �أنهم فازوا ب�أكرث من
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 10
ثلث املقاعد ،لكانوا ح�صلوا على كتلة كافية لعرقلة بع�ض �أعمال احلزب الوطني .وماكان ذلك ليعني
جم ّرد م�شاركة حمدودة يف الربملان ،بل �أي�ض ًا �صوت ًا مبا�شر ًا يف �ش�ؤون احلكم ،وهو الأمر الذي مل تكن
جماعة الإخوان م�ستع ّد ًة له بعد.
على الرغم من هذه القيود املفرو�ضة ذاتي ًا ،ح ّققت امل�شاركة الوا�سعة للجماعة �إجنازات ملحوظ ًة.
فقد فازت بثمانية وثمانني مقعد ًا ،ورمبا ح�صلت على ع�شرين مقعد ًا �آخر لو مل يكن هناك تالعب
املر�شحني الذين ترعاهم جماعة الإخوان، وترهيب ر�سمي .ويف املناف�سات ال�شخ�صية املبا�شرة بني ّ
مر�شحي احلزب الوطني الدميقراطي ،فازت اجلماعة بثلثي ال�سباقات .هذا الأداء املذهل و�ضع وبني ّ
احلركة وجه ًا لوجه �أمام م�س�ألة ت�شكيل حزب �سيا�سي انتخابي املنحى ،وهي خطوة كبرية حتمل مغزى
فكري ًا وتنظيمي ًا.
كما ذكرنا �أعاله ،جت ّنبت جماعة الإخوان لفرتة طويلة القيام ب� ّأي خطوة يف اجتاه ت�شكيل حزب.
تن�صلت احلركة من ال�سيا�سة احلزبية ،وحتى عندما كانت ت�شارك، ويف �أيام ُم� ِّؤ�س�سها ح�سن البناّ ،
ف�إنها جت ّنبت ت�شكيل حزبها اخلا�ص �أو اال�صطفاف ر�سمي ًا مع �أحزاب �أخرى .وبعد وفاة البنا يف العام
1949وحتى ال�سبعينيات ،قمع النظام احلركة .وعندما �سمحت لها احلكومة مبعاودة الظهور� ،أبدى
واحلر�س
َ بع�ض النا�شطني الأ�صغر �سن ًا اهتمام ًا بت�شكيل حزب �سيا�سي ،غري �أنّ البيئ َة القانونية املُق ِّيدة
القدمي يف احلركة� ،أعاقا هذا التح ّرك .ويف العام ،1995ان�سحب عدد من النا�شطني الأ�صغر �سن ًا
من احلركة ،يف نهاية املطاف ،وحاولوا ت�شكيل حزب جديد هو «حزب الو�سط» .وقد �أثبطت حقيقة
�أن ه�ؤالء الن�شطاء مل يعودوا �شباب ًا ،ومل ينجحوا حتى يومنا هذا يف �إزالة تلك العقبات القانونية ،ه ّمة
�أع�ضاء �آخرين يف ال�سري على خطاهم.
رغم جماعة توجهات انتخابية �أن ُي ِ على امل�ستوى الإيديولوجي ،كان من �ش�أن ت�شكيل حزب ذي ّ
الإخوان على التخ ّلي عن انعدام الثقة القدمي ،و�إن املت�ضائل ،يف ال�سيا�سات احلزبية .والواقع �أ ّنه �إذا
ماكان ممكن ًا اتّهام جماعة الإخوان ب�أنها �أ�ضمرت ميو ًال معادي ًة للدميقراطية ،ف�إن هذه امليول التكمن
كثري ًا يف عدم الثقة يف الدميقراطية نظري ًا ،بل يف النفور من ال�صراعات يف ال�سيا�سات اليومية،
التي يجهد فيها الالعبون املختلفون وجماعات امل�صالح لرتجمة �أولوياتهم �إىل �سيا�سة .وعلى هذا
امل�ستوى ،بدا �أن جماعة الإخوان قد غيرّ ت اعرتا�ضها على ت�شكيل حزب ،فنقلته من عامل املبادئ
�إىل عامل الواقع .وهكذا ،وحني كان قادة اجلماعة ُي�س�ألون عن نواياهم يف �ش�أن م�س�ألة ت�شكيل حزب،
الي�شريون �إال �إىل العقبات ال�سيا�سية والقانونية ،ال �إىل تر ّددهم الإيديولوجي .لكن العقبات القانونية
الميكن جتاوزها يف الوقت احلا�ضر ،وقد منعت القادة من الت�صدي للآثار املرتتّبة على قبول بيئة
�سيا�سية تع ّددية.
ري من ثالثة �أوجه .فمن �ش�أن �أما على امل�ستوى التنظيمي ،ف�سيكون لت�شكيل حزب �سيا�سي �أث ٌر كب ٌ
ذلك� ،أ ّو ًال� ،أن يخلق ذراع ًا يف احلركة له �إح�سا�س خمتلف بالزمن .فقادة جماعة الإخوان ي�ؤ ّكدون
11 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
ب�شكل روتيني -ويت�ص ّرفون كما لو �أنهم -يقي�سون الوقت بالعقود بد ًال من �أن يقي�سوه بالأيام .هذا
يف حني �أنّ احلزب االنتخابي يت�ش ّبث بال�ضرورة� ،إذا ما ُم ِنح ا�ستقاللي ًة كامل ًة ،بدورة انتخابية،
حت�سب ًا لأدائه املقبل يف �صناديق االقرتاع .ويف مثل هذه البيئة، ويعمل با�ستمرار على حتديد موقعه ّ
االعتبارات التكتيكية كثري ًا ماتتف ّوق على زميلتها الإ�سرتاتيجية.
هذا الأفق الزمني املُع ّدل ُمر َت ِبط باملعنى التنظيمي الثاين املت�ض ّمن لت�شكيل حزب انتخابي:
الظهور احلتمي ملجموعة قيادية جديدة داخل احلركة ،مب�صاحلها و�أولوياتها املُت َم ِّيزة� .إذ �أن �إن�شاء
�أذرع انتخابية منف�صلة من قبل حركات مماثلة �أجربها على التعامل مع الأ�سئلة ال�صعبة :مامدى
اال�ستقاللية التي ينبغي منحها للحزب؟ و�إىل � ّأي مدى ينبغي �أن يكون قادر ًا على االعتماد على �صدقية
احلركة الأو�سع ومواردها؟ وهل �أن ت�شكيل حزب ُيو ّرط ،وحتى ُي ِّلطخ� ،أن�شطة احلركة الأو�سع يف
ال�صراعات ال�سيا�سية؟
ثالث ًا� ،إن من �ش�أن حزب انتخابي �أن يكون �أكرث اهتمام ًا مما كانت عليه جماعة الإخوان يف العادة
ب�ضرورة التعامل مع القوى ال�سيا�سية الأخرى ،بحيث يق ّرر كيف ومتى ُي�ش ّكل التحالفات وي�ساوم
الأحزاب الأخرى ،وي�ؤكد على متايز اخلطط والربامج ،وي�ستميل امل�ؤ ّيدين من الأحزاب الأخرى.
يف نهاية املطاف� ،أنقذ النظام امل�صري جماعة الإخوان امل�سلمني من احلاجة �إىل الر ّد على � ّأي
من هذه الأ�سئلة .ويف الواقع ،كانت ردود النظام القا�سية ،التر ّدد احلركة ،هي التي عرقلت �أكرث
توجه اجلماعة نحو ت�شكيل حزب �سيا�سي .ويو�ضح زعماء احلركة �أن النظام �شبه ال�سلطوي يف م�صر ّ
حاول �أن يخيرّ هم ،ب�شكل �ضمني �أو �صريح ،بني موا�صلة �أن�شطتهم غري ال�سيا�سية بحرية �أكرث ،وبني
الت�ش ّبث بدورهم ال�سيا�سي ومواجهة القمع .وقد رف�ض زعماء جماعة الإخوان امل�سلمني االختيار ،فلم
يتخ ّلوا العن ال�سيا�سة والعن العمل االجتماعي .لكنهم برف�ضهم التخ ّلي عن العمل ال�سيا�سي ،واجهوا
جهود النظام املت�ضافرة لإجبارهم على االن�سحاب من اللعبة .ويف امل�ستقبل ،لن ُي�س َمح لهم بت�شكيل
حزب� ،أو حتى التناف�س على �أ�سا�س غري حزبي ،كما فعلوا يف العام ،2005من دون �أن يواجهوا قمع ًا
قا�سي ًا.
للتو�صل �إىل ر�ؤية �شاملة للإ�صالح ال�سيا�سي .وقد كان م�ضمون ذلك الربنامج الفت ًا لي�س تفكريها ّ
ب�سبب تفا�صيله وح�سب ،بل �أي�ض ًا ب�سبب الطريقة التي عك�س بها مطالب جماعات املعار�ضة من
خمتلف �ألوان الطيف ال�سيا�سي .وقد جاء يف وقت و ّفرت فيه طفر ٌة يف التفكري والن�شاط الإ�صالح َّيني
يتم ك�سره .ولربهة من الزمن ،بدا �أن النظام �إ�شار ًة واعد ًة �إىل �أن الركود ال�سيا�سي يف م�صر قد ّ
اليعرف كيفية الر ّد على انطالقة درجة غري م�سبوقة من ال�ضغوط الداخلية واخلارجية من �أجل
الإ�صالح.
بيد �أنّ النظام امل�صري ا�ستعاد توازنه يف نهاية املطاف ،ومت ّكن من تفادي التح ّديات ب�سهولة
ن�سبية .وعندما حدث ذلك ،تع ّر�ضت جماعة الإخوان �إىل انتقادات من حركات املعار�ضة الزميلة
ل�سببني� .أو ًال ،ا ّدعى قادة بع�ض جماعات املعار�ضة الأخرى (مثل البع�ض يف التحالف الوا�سع املعروف
با�سم حركة كفاية) �أن م�ساهمة جماعة الإخوان يف حركة املعار�ضة كان لفظي ًا العملي ًا� .صحيح
�أنّ �أع�ضاء جماعة الإخوان �شاركوا �أحيان ًا يف املظاهرات واجلهود امل�شرتكة ،لكنهم بدوا حذرين
جد ًا جتاه ن�شطاء املعار�ضة الذين كانوا م�صممني على ك�سر «اخلطوط احلمراء» التي ق ّيدتهم لفرتة
نظمت �شخ�صيات معار�ضة �أخرى مظاهرات يف ال�شوارع �أو ا�ستخدمت خطاب ًا تعتربه طويلة .وعندما ّ
جماعة الإخوان قوي ًا جد ًا (وحتى «وقح ًا») ،كان زعماء جماعة الإخوان يرتاجعون .وبالفعل ،ف�إن
واحل َذر الأ�سطوري للحركة ي�شريان �إىل �أن االنتقادات التي تطلقها �شخ�صيات الأفق الزمني الطويل َ
معار�ضة �أخرى كانت �صحيح ًة� ،إذ �إنّ زعماء الإخوان كانوا مقتنعني ب�أن الوقت لي�س منا�سب ًا للمخاطرة
بكل �شيء يف مواجهة مع النظام.
كما اتّهم الن ّقاد جماعة الإخوان امل�سلمني ب�أنها ،وعلى الرغم من كل ا�ستعداداتها لقبول جوانب
الإ�صالح ال�سيا�سي ،التزال ترى فيه (الإ�صالح) و�سيل ًة لإقامة دولة �إ�سالمية .كان �شعار «دولة مدنية
إ�سالمي» غام�ض ًا للغاية واليو ّفر الطم�أنينة املطلوبة .وبنا ًء على ذلك ،بد�أت جماعةٍّ مرجعي �
ٍّ ب�إطا ٍر
الإخوان العمل على تو�ضيح مواقفها يف وثيقة طويلة للغاية ،و�صلت يف نهاية املطاف �إىل � 128صفح ًة،
وكانت على الرغم من �أنها م�ؤقتة ،مكتوب ًة ب�شكل �صريح وا�ضع ًة يف اعتبارها ت�شكيل حزب �سيا�سي.
وكان هدف جماعة الإخوان من �صياغة الوثيقة �إجبار قادتها �أنف�سهم على املوافقة على تفا�صيل
ر�ؤيتهم ال�سيا�سية مل�صر ،و�إي�صالها �إىل َمنْ هم خارج احلركة .وقد ّمت تعميم الوثيقة ُ
وط ِلب التعليق
عليها (يف �أو�ساط جمموعة �صغرية �أ�ص ًال ،ولكن �سرعان ُ
ما�س ِّر َبت الوثيقة و ُن ِ�ش َرت) يف العام ،2007
لكنها مل ُت�س َت ْك َمل .مع جت ّدد موجة القمع التي ت َلت الأداء االنتخابي القوي للحركة ،ا�ستم ّر زعماء
الرف يفالإخوان يف ت�أجيل امل�شروع النهائي ،ويف نهاية املطاف� ،أو�ضحوا �أن امل�شروع ُو ِ�ضع على ّ
الوقت احلا�ضر .ومع ذلك ،يقدِّ م م�شروع الربنامج ر�ؤي ًة مم ّيز ًة ملا يبدو عليه امل�شروع ال�سيا�سي حلركة
()7
الإخوان يف بع�ض امل�سائل املثرية للجدل.
13 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
ال�شريعة
يطرح جزء كبري من الربنامج ال�سيا�سي جلماعة الإخوان �إ�سرتاتيجية التطمني املُتط ِّورة اخلا�صة
بها يف �ش�أن التوافق بني �أجندتها الدينية وبني البيئة القانونية القائمة .فهو يُظهِ ر احرتام ًا للم� ّؤ�س�سات
الد�ستورية يف البالد ،وي�سعى �إىل التقليل من �ش�أن من�صب الرئا�سة ،لكنه يُظهِ ر ارتياح ًا حقيقي ًا جتاه
احل َك ُم النهائي حول � ّأي من
املنتخبني يف الربملان هم ب�صورة عامة َ الفكرة القائلة ب�أن ممثلي ال�شعب َ
تعاليم الدين الإ�سالمي يجب �أن ُتع َتبرَ واجبة التطبيق.
لكن يف فقرة موجزة ،يبدو �أن الربنامج ال�سيا�سي للحركة يتّخذ خطو ًة رمبا تكون بعيدة املدى يف
يتم انتخابه من قبل جميع علماء اتجّ اه خمتلف للغاية :فهو يدعو �إىل �إن�شاء جمل�س من فقهاء الدينّ ،
الدين يف البالد لتقدمي امل�شورة �إىل ال�سلطتني الت�شريعية والتنفيذية يف م�سائل ال�شريعة .وت�شري
الفقرة اخلا�صة باملجل�س �أي�ض ًا �إىل �أن الهيئة اجلديدة قد تكون لها �سلطة التعليق على طائفة وا�سعة
من الأعمال الت�شريعية والتنفيذية ،و�أن ر�أيها �سيكون ُم ِلزم ًا -ولي�س جم ّرد ر�أي ا�ست�شاري – يف �ش�أن
امل�سائل التي ترى فيها �أن حكم ال�شريعة مو�ضع النقا�ش نهائي وغري قابل لتف�سريات متباينة.
بدا �أن ال�شرط اخلا�ص باملجل�س قد �أخذ بع�ض قادة حركة الإخوان امل�سلمني على حني غ ّرة .فمن
ناحية ،ا�ستجاب املجل�س املقرتح �إىل �ضغط وا�ضح من �أتباع احلركة الأكرث التزام ًا عقائدي ًا حني مل
يرتك ال�شريعة الإ�سالمية خلف �صيغ ُم�س ِّكنة ،كما ا�ستجاب �إىل �إ�صرار بع�ض كبار القادة على جعل
املبادئ املُ�ست ِندة �إىل ال�شريعة قيد ًا قاب ًال للتطبيق على احلكام .هذا �إ�ضاف ًة �إىل �أن ا�شرتاط �أن يكون
نتخب ًا بدل �أن يكون ُمع َّين ًا هدف �إىل التقليل من دور الالعبني الر�سميني (مثل املفتي املجل�س الديني ُم َ
�ستلحقان من قبل الدولة ،ل�صالح ج�سم علماء الدين نظر �إليهما على �أنهما ُم َ و�شيخ الأزهر) اللذين ُي َ
كله ،حيث الكثري منهم يتعاطفون مع جماعة الإخوان وبرناجمها.
ومن ناحية �أخرى ،ن ّفرت جماعة الإخوان ،ب�إدراجها هذه اجلمل� ،آخرين كرث ًا داخل احلركة
تف�ضل حكم رجال الدين .وقد انتقد بع�ض �أع�ضاء وخارجها ،وجعلت نف�سها ُعر�ض ًة �إىل االتّهام ب�أنها ّ
جماعة الإخوان اللغة لأ�سباب مو�ضوعية و�إجرائيةُ ،م َّدعني �أن هيئة علماء الدين املُقترَ َحة ت�ستند �إىل
تف�ضيل غري �شرعي لبع�ض التف�سريات لل�شريعة الإ�سالمية على غريها ،ولي�س �إىل � ّأي موقف را�سخ
حلركة الإخوان .ثم �إ ّنهم ا ّدعوا �أن اللغة مل ُتنا َق�ش ب�شكل كامل داخل احلركة ،ولكنها �أُدر َِجت يف عدد
دخ َلت يف اللحظات الأخرية .ومع ذلك ،ف�إن عا�صفة االنتقادات من التعديالت غري املدرو�سة التي �أُ ِ
اخلارجية فاقت حرارة النقا�ش داخل احلركة .حتى املثقفون الذين دعوا �إىل قبول جماعة الإخوان
كق ّوة �سيا�سية عادية ،انتقدوا مار�أوا �أنه ميل احلركة يف اتجّ اه دولة دينية (ثيوقراطية).
رغم الربنامج ال�سيا�سي جماعة الإخوان على دفع التكاليف الداخلية واخلارجية لدخولها �إىل مل ُي ِ
جمال التحديد وح�سب ،بل جعل �أي�ض ًا من االن�سحاب والعودة �إىل العموميات �أكرث �صعوبة .وقد �أملح
�سيتم حذف هذا البند .لكن ،ويف حني قادة الإخوان �إىل �أنه �إذا ماق ّرروا و�ضع م�شروع نهائي ،ف�إنه ّ
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 14
قد يكون من املمكن �إ�سقاط الفقرة من الربنامج �أو �إفراغها من الكثري من م�ضمونها� ،إال �أنه الميكن
حجب احلقيقة ب�أن البع�ض داخل القيادة لديه ت�ص ّور لل�شريعة ي�صدم الكثري من امل�صريني بو�صفه
د�شنتها لغة الربنامج يف الدميقراطي ًا .لكن ،ومهما حاولت اجلماعة التخفيف من اخلالفات التي ّ
هذا املجال ،ف�إنها �ستواجه تداعيات اجلدل لبع�ض الوقت.
الأقباط واملر�أة
�أرغم م�شروع الربنامج ال�سيا�سي جلماعة الإخوان امل�سلمني احلركة على دفع ثمن التحديد يف
م�س�ألة بارزة �أخرى :موقفها الوا�ضح من �أنه ينبغي ا�ستبعاد املر�أة وغري امل�سلمني من املنا�صب العليا
حجة هذا احلظر �إىل ت ّيار تقليدي يف � ّأي دولة تحُ َكم وفق ًا ملبادئ ال�شريعة الإ�سالمية .وقد ا�ستندت ّ
يف الفكر الإ�سالمي القانوين وال�سيا�سي ير ّكز على حتديد ال�شروط الأ�سا�سية الواجب تو ّفرها يف
احلاكم�( ،أو ،وفق ًا خلطاب الإخوان املرتكز على الدين ،املنا�صب الرئي�سية للحكم) .ولأن احلاكم يف
جمتمع �إ�سالمي يتق ّلد بع�ض الوظائف الدينية ،ف�إن معظم ال�سلطات الإ�سالمية القانونية وال�سيا�سية
ماقبل احلديثة كانت تظن �أن احلاكم نف�سه يجب �أن يكون م�سلم ًا .ونظر ًا �إىل الطبيعة العامة للدور،
كان من ال�شائع �أي�ض ًا الإ�صرار على ا�شرتاط �أن يكون احلاكم من الذكور.
بالن�سبة �إىل البع�ض داخل جماعة الإخوان ،كانت هذه بال�ضبط القاعدة الثابتة والقائمة على
ال�شريعة الإ�سالمية التي الينبغي جتاوزها .بيد �أن �آخرين مل ي�شعروا ب�أنهم ملزَ مون بذلك ،فهم
رف�ضوا ما اعتربوه تعلي ًال قانوني ًا غري �ضروري عفا عليه الزمن ،ور�أوا يف امل�س�ألة بر ّمتها خالف ًا ُي�س ِّبب
�أ�ضرار ًا �سيا�سية .وقد جادل معار�ضو ا�ستبعاد الأقباط واملر�أة ب�أن الكتابات القانونية الإ�سالمية
املعيارية ت�ص ّورت دول ًة قائم ًة على حاكم وراثي ،ولي�س على ال�سل�سلة املع ّقدة من امل�ؤ�س�سات املوجودة
حالي ًا (�أو التي ينبغي �أن تكون موجودة) .كما جادلوا ب�أن النوع املختلف جد ًا ل�سلطة الدولة املوجود
حالي ًا مينع التطبيق امليكانيكي للمفاهيم القدمية .فدين � ّأي حاكم وجن�سه �أقل �أهمية بكثري �إذا ماكان
يتولىّ ،م�ؤقت ًا ،من�صب ًا رفيع ًا يف الدولة وفق ًا لإجراءات وا�ضحة وقيود قانونية .ثم �إ ّنهم جادلوا ب�أنه
مامن فائدة ُترجى من منع غري امل�سلمني د�ستوري ًا من توليّ املن�صب .ففي جمتمع �شديد التد ّين ّ
ي�ضم ِ
�أغلبي ًة �ساحق ًة من امل�سلمني ،من غري املرجح لغري امل�سلم �أن ُينت ََخب يف املقام الأول( .وذهب البع�ض
�إىل ح ّد القول �إنهم كانوا مرتاحني متام ًا للآثار املرت ِّتبة على موقفهم الأكرث ليربالي ًة ،بالت�صريح
يف�ضلون امل�سيحي امل� َّؤهل وال�صالح �أو املر�أة على كثري من �أفراد النخبة احلاكمة الفا�سدة ب�أنهم ّ
واال�ستبدادية املوجودة حالي ًا يف م�صر).
يتم ح ّل النقا�ش الداخلي �إال ب�صورة غام�ضة .فمن ناحية� ،أ�ص ّر قادة احلركة على �أن موقفهم مل ّ
من منع الن�ساء والأقباط كان نهائي ًا لأغرا�ض داخلية ،و�أنهم لن ي�سحبوا موقفهم املُ ِلزم .ومع ذلك،
�أملحوا �أي�ض ًا �إىل �أن هذا املوقف هو فقط موقف جماعة الإخوان امل�سلمني ،وبالتايل يقت�ضي �ضمن ًا �أنه
تتم ترجمة اال�ستبعاد �إىل قانون .البل �إنهم �أملحوا �إىل �أنه يف حني �أنهم لن لي�س من ال�ضروري �أن ّ
15 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
يغيرّ وا موقف جماعة الإخوان� ،إال �أنهم يمُ ِكن �أن يقبلوا الهزمية يف هذه امل�س�ألة طاملا �أنها ت�أتي عرب
�إجراءات دميقراطية م�شروعة.
االقت�صاد
الفقرتان املقت�ضبتان اخلا�صتان مبجل�س علماء الدين وجن�س رئي�س الدولة جذبتا �أكرب قدر من
االهتمام يف النقا�ش العام .لكن الربنامج ال�سيا�سي ر ّكز بالكامل تقريب ًا على ق�ضايا �أخرى .كانت
حتظ بالكثري من االهتمام يف ذلك الوقت :االهتمام الكبري بال�ش�ؤون الق�ضية الأبرز هنا �سمة مل َ
االقت�صادية .فنظر ًا �إىل تدنيّ م�ستوى املعي�شة يف م�صر ،وعزم جماعة الإخوان على َ
مو�ض َعة نف�سها
بو�صفها حركة جادة لها ر�ؤية �سيا�سية� ،أدرك قادتها �أن عليهم �أن يحاولوا معاجلة امل�شاكل االقت�صادية
يف البالد ملكافحة االنتقاد القائل ب�أن احلركة ُتر ِّكز على الق�ضايا الهام�شية.
ف�صلة،وبقدر ماكان قادة جماعة الإخوان حري�صني على �إظهار القدرة على و�ضع مقرتحات �شاملة و ُم َّ
وجدوا �أن احلديث عن الق�ضايا االقت�صادية �أ�سهل بكثري من معاجلتها فع ًال .وقد ع ّر�ضت املحاولة
جماعة الإخوان �إىل �أربعة �ضغوط (مت�ضاربة يف الغالب) .ف�أو ًال ،ينبغي �أن ينظر �إىل مقرتحاتها على
�أنها جادة وعملية .وثاني ًا ،كانت احلركة مرتابة للغاية من التجربة ال�سيا�سية النا�صرية التي ّمت حتويلها
عام من اال�شرتاكية والدولة القوية .وثالث ًا ،كانت جماعة الإخوان ملتزم ًة ب�ش ّدة بر�ؤي ٍة ملجتمع �إىل نفو ٍر ٍ
عادل ُيح َكم وفق ًا ملبادئ ال�شريعة الإ�سالمية ،ويو ّفر احلماية للفقراء وال�ضعفاء .فالرفاهية اخلا�صة،
من وجهة نظر جماعة الإخوان ،كانت �ش�أن ًا عام ًا �إىل ح ّد كبري .و�أخري ًا ،ف�إن التزامات جماعة الإخوان
بقوانني ال�شريعة الإ�سالمية والقيم االجتماعية املحافظة �أ ّثرت على �آرائها يف جملة من امل�سائل ،بدء ًا
من الأعمال امل�صرفية والتمويل ،و�صو ًال �إىل ال�سياحة.
تدخلية بقوة ،من �ش�أنها التخفيف من يف الربنامج ،ك�شفت اجلماعة عن تف�ضيلها لوجود دولة ّ
�آثار التجارة احلرة .وعلى النقي�ض من ذلك ،ف�إن �شروط الربنامج املُتع ِّلقة بالإ�صالح ال�سيا�سي
والدميقراطي ُتر ِّكز على دور �أكرث حمدودية للدولة ،و ُتعطي دور ًا �أكرب للمجتمع املدين واملنظمات
تتدخل ب�شكل منهجي يف املجالني االجتماعي واالقت�صادي، غري احلكومية .فالدعوة �إىل �إقامة دولة ّ
واملناداة ،يف الوقت نف�سه ،بو�ضع حدود لدورها ال�سيا�سي ،هو موقف متناق�ض .ومع ذلك �أفلتت جماعة
الإخوان من االنتقادات والدعوات �إىل تعيني احلدود بني الدولة الليربالية وبني الدولة التدخلية ،وهو
مايرجع عموم ًا �إىل االلتهاء باخلالفات الأخرى.
وتوجهاتها يف جماالت ُي َع ّد م�شروع الربنامج ال�سيا�سي وثيق ًة هام ًة ت�شهد على حت ّرك تفكري اجلماعة ّ
حا�سمة عدة من احلياة االجتماعية وال�سيا�سية امل�صرية .لكن الميكن االعتماد متام ًا على الربنامج
لتبيان مواقف احلركة ،وذلك ل�سببني� .أو ًال ،كانت الوثيقة بو�ضوح جم ّرد م�سو ّدة �أوم�شروع ،ومل َ
تو�ضع
عليها اللم�سات النهائية �أبد ًا (كما �أنه ال ُيح َت َمل �أن تَ�ص ُدر قريب ًا) .وثاني ًا� ،سمح الربنامج ال�سيا�سي
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 16
للجماعة بتناول الق�ضايا التي ته ّمها فقط ،وجت ُّنب تلك التي كانت ُت ِّ
ف�ضل عدم اخلو�ض فيها.
و�شعبية برناجمها ،وق ّوة تنظيمها ،وحجم جمهورها ،بل ت�ص ّرفت كما لو كانت يف الواقع ُمكتفي ًة
()11
ذاتي ًا ،والحتتاج �إىل التعاون مع �أطراف املعار�ضة الأ�ضعف.
كان جلماعة الإخوان �أي�ض ًا �سبب م�شروع لعدم الثقة يف مواقف �أطراف املعار�ضة الأخرى .فبع�ض
الأحزاب املُ َر َّخ�ص لها قانوني ًا ،مثل حزب التج ّمع الي�ساري« ،التج ّمع» ،التزال تعار�ض م�شاركة
الإ�سالميني يف ال�سيا�سة ،وبالتايل ففي حتالفت مع النظام للح ّد من املجال ال�سيا�سي للإخوان
امل�سلمني .ويف عدد من امل ّرات� ،أ ّيد قادة التج ّمع حتى �إجراءات احلكومة القمعية �ض ّد جماعة الإخوان
وب ّرروها على �أ�سا�س �أنها كانت ت�ستهدف تنظيم ًا الدميقراطي ًا� .إ�ضاف ًة �إىل ذلك ،ف�إنّ الأحزاب الأخرى
التي تخ�شى �شعبية الإخوان ،مثل حزب الوفد الليربايل ،مل تفعل �سوى القليل جد ًا لالحتجاج على
مر�شحي احلركة� ،أو حتى ا�ستبعادهم الفعلي من التالعب يف انتخابات العام 2005الربملانية �ض ّد ّ
االنتخابات املحلية يف العام )12(.2008وعلى الرغم من �أن حركات االحتجاج ،مثل احلركة امل�صرية
من �أجل التغيري (كفاية) ،برهنت يف ال�سنوات الأخرية على التزام وا�ضح بالدفاع عن حق الإخوان
يف امل�شاركة يف ال�سيا�سة� ،إال �أنها ن�أت بنف�سها ب�صورة منتظمة عن اجلماعة كلما وا�صل النظام القمع
�ض ّد قيادتها.
حتى لو �أمكن التغ ّلب على مثل هذه ال�شكوك بني جماعة الإخوان وبني الأطراف املعار�ضة الأخرى،
ف�إن ثمة فارق ًا بنيوي ًا عميق ًا :فبينما تر ّكز معظم �أحزاب املعار�ضة الأخرى بالدرجة الأوىل على احلياة
ال�سيا�سية ،ف�إن زعماء الإخوان ي�شغلون �أنف�سهم بحركة اجتماعية وا�سعة ومتن ّوعة لها العديد من
الأجنحة والأن�شطة املختلفة .وهذا مايجعل الإ�سالميني حذرين وحري�صني على جت ّنب ا�ستفزاز القمع
الر�سمي .وعندما ُي�س�ألون عن ال�سبب يف م�شاركتهم بفتور (�إن هم �شاركوا �أ�ص ًال) يف مظاهرات
املعار�ضة مث ًال ،ير ّد قادة الإخوان بغ�ضب �أنه حني يتع ّر�ض متظاهرو حركة كفاية �إىل ال�ضربّ ،
يتم
اعتقال م�ؤ ّيديهم لفرتات غري حم ّددة.
مت ّثلت نتيجة هاتني احلقيقتني ال�سيا�سيتني ،يف ال�سنوات الأخرية – �أي ت�صميم جماعة الإخوان
على امل�شاركة من دون �إثارة غ�ضب النظام ،ف�ض ًال عن انعدام الثقة املتبا َدل بني الإ�سالميني وبني
الأطراف غري الإ�سالمية – يف جتربة احلركة املتباينة حيال التعاون اجلزئي وا�ستمرار التوتّر
يف �صفوف املعار�ضة� .صحيح �أ ّنه ّمت ت�شكيل حتالفات يف بع�ض املنا�سبات – كان �أبرزها التحالف
االنتخابي مع حزب الوفد يف العام - 1984لكن ّمت ح ّلها عموم ًا بعد فرتات ق�صرية� ،أو اقت�صرت على
التن�سيق التكتيكي على املدى الق�صري.
لكن ،حتى لو كانت �إجنازات التحالف حمدود ًة� ،إال �أنها تركت ت�أثريات حقيقي ًة على مواقف
جماعة الإخوان امل�سلمني .فمنذ العام � ،2002أ ّدى بحثُ جماعة الإخوان امل�سلمني اجلزئي عن �أر�ضية
م�شرتكة مع الأطراف املعار�ضة الأخرى �إىل تعزيز برناجمها للإ�صالح االجتماعي واالقت�صادي
وال�سيا�سي .ويف ت�صريحات ر�سمية وبيانات خمتلفة تتع ّلق بالربامج ،مثل مبادرة الإ�صالح يف العام
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 18
2004والربنامج االنتخابي للعام ،2005حاكى برنامج جماعة الإخوان برامج الأحزاب الليربالية
والي�سارية التي تدعو �إىل تعديالت د�ستورية ،و�إ�صالحات دميقراطية ،وم�ساءلة احلكومة ،و�ضمانات
للحرية.
لقد كانت جهود جماعة الإخوان الرامية �إىل تن�سيق الأن�شطة ال�سيا�سية ،وخا�صة �أثناء احلمالت
االنتخابية ،وا�ضح ًة .فقبل االنتخابات الربملانية يف العام ،2005ان�ض ّمت اجلماعة �إىل غالبية �أحزاب
املعار�ضة املُ َر َّخ�ص لها قانوني ًا ،مبا يف ذلك حزب التج ّمع املعادي تقليدي ًا جلماعة الإخوان ،وحركات
االحتجاج ،يف ت�شكيل اجلبهة الوطنية املتّحدة للتغيري .وعلى الرغم من وعود التحالف الفخيمة،
التو�صل �إىل برنامج وطني�أخفق التحالف يف تن�سيق �أن�شطة املعار�ضة وتوحيد املواقف من �أجل ّ
للإ�صالح الدميقراطي .ومن باب الإن�صاف جلماعة الإخوان امل�سلمني ،ميكن القول �إنّ تن�سيق العمل
الوحيد ذات الداللة جاء من جانبها .فقد �أعلنت اجلماعة يف ذلك الوقت �أنها �ستمتنع عن التناف�س
�ض ّد مر�شحي املعار�ضة الآخرين ،و�أحيت �شعار «م�شاركة من دون مغالبة» ،واحرتمت هذا االلتزام
()13
خالل االنتخابات.
يف �آذار/مار�س ،2007ان�ض ّمت جماعة الإخوان مر ًة جديد ًة �إىل �أطراف املعار�ضة الأخرى لت�شكيل
ائتالف �ض ّد التعديالت الد�ستورية الالدميقراطية املُقرتَحة التي فر�ضها احلزب احلاكم .وقد ه ّدد
التحالف مبقاطعة املناق�شات الربملانية حول التعديالت ،ف�ض ًال عن اال�ستفتاء ال�شعبي الذي من �ش�أنه
�أن ُي�صا ِدق عليها .ومع ذلك ،ف�إن �أع�ضاء التحالف مل يروا �أن تهديداته ُم ِلزمة ،وان�شقّ عد ٌد من
()14
الأحزاب مثل حزب التجمع الي�ساري وحزب الوفد الليربايل.
مثل هذه اجلبهات والتحالفات العابرة للإديولوجية بني �أطراف املعار�ضة يف م�صر ،مل تدُم طوي ًال
لأ�سباب عدة .ففي معظم احلاالت ،مل تكن التحالفات معزَّز ًة بتعاون ا�سرتاتيجي وتكتيكي على �أر�ض
الواقع ،بل اعتمدت على اتفاقات غري ر�سمية بني قادة الإخوان وبني �أطراف املعار�ضة الأخرى ذات
تقارب حمدود على امل�ستوى ال�شعبي وعلى م�ستوى الدوائر االنتخابية .وقد �ضعفت �صدقية الإخوان
�إىل ح ّد كبري ب�سبب عدم قدرتها على التوفيق مابني املواقف ال�سيا�سية �أو ال�ضغط على النظام من
�أجل �سيا�سات �إ�صالحية م�شرتكة .ويف نهاية املطاف� ،أ ّكدت جتربة التعاون العابر للإديولوجيا ،يف
ال�سنوات الأخرية ،الت�أثري املُق ِّيد النعدام الثقة املتبا َدلة والأهداف ال�سيا�سية املتباينة على الأطراف
()15
املعار�ضة.
العابرة للإيديولوجيا ذات ت�أثري حمدود للغاية ،فكيف ميكن لنا �أن نعرف ماهية الأجندة ال�سيا�سية
للجماعة؟
ثمة م�ؤ�شرات علنية دقيقة �أكرث على مواقف جماعة الإخوان امل�سلمني ،وهي الأن�شطة التي يقوم بها
نوابها يف الربملان .هذه ال�سجالت ت�س ّد العديد من الثغرات التي خ ّلفها الربنامج ال�سيا�سي وخمتلف
ت�س َع �أبد ًا لأن تكون لها -
الت�صريحات العلنية .ففي حني مل تكن جلماعة الإخوان -وهي بالفعل مل ْ
�أغلبية برملانية قط ،ف�إن وجودها يف الربملان �أتاح لها الفر�صة لر�سم �سل�سلة من الأولويات واملواقف
ال�سيا�سية يف �ش�أن طائفة وا�سعة من امل�سائل .هكذا كانت احلال عموم ًا قبل العام ،2005عندما
كان للجماعة عدد قليل من النواب الذين ا�ستغ ّلوا و�ضعهم واالمتيازات الربملانية التي يتمتّعون بها،
للدفاع بق ّوة عن �أجندتها .وهكذا كانت احلال خ�صو�ص ًا يف �أعقاب االنتخابات الربملانية العام ،2005
عندما ح�شدت حركة الإخوان كتل ًة برملاني ًة مثري ًة للإعجاب ،وك ّر�ست املوارد لو�ضع �أجندة ،و�صاغت
مقرتحاتها اخلا�صة ،و�أع ّدت �إ�سرتاتيجي ًة يف �ش�أن الأولويات ،ولعبت (ب�صورة غري ر�سمية عموم ًا)
دور املعار�ضة الربملانية الرائدة.
�إن ا�ستمرار جماعة الإخوان يف االلتزام بامل�شاركة يف االنتخابات الت�شريعية�َ ،ض َمن لها وجود ًا
متوا�ص ًال يف جمل�س ال�شعب ،منذ �أواخر ال�سبعينيات )17(.وقد تباين وجود اجلماعة يف الربملان كثري ًا
من حيث العدد ،حيث تراوح بني مقعد واحد يف جمل�س ،2000-1995وثمانية وثمانني مقعد ًا يف
الربملان احلايل .2010-2005وطوال العقود الثالثة املا�ضية ،تغيرّ �أي�ض ًا الربنامج الربملاين للحركة،
�إذ �أن دعوات تطبيق ال�شريعة الإ�سالمية ،وتعزيز القيم الدينية والأخالقية التي جعلت منها الكتلة
�أولوي ًة لها حتى الت�سعينيات� ،أف�سحا املجال �أمام ق�ضايا الإ�صالح ال�سيا�سي والقانوين ،وال�سيا�سات
االجتماعية واالقت�صادية ،وانتهاكات حقوق الإن�سان يف جمل�س ،2005-2000واملجل�س احلايل.
وعلى الرغم من �أن الأولويات الدينية ،وتلك القائمة على ال�شريعة الإ�سالمية ،تبقى العنا�صر الرئي�سة
يف الأن�شطة الربملانية جلماعة الإخوان امل�سلمني� ،إال �أن �أهميتها يف �صياغة برنامج احلركة ال�سيا�سي
ت�ضاءلت تدريجي ًا .ثمة عنا�صر �أخرى مل تتغيرّ ،مثل االن�شغال مب�ساءلة احلكومة ،وتدابري مكافحة
الف�ساد ،وموقف اجلماعة الغام�ض يف �ش�أن حقوق املر�أة وامل�ساواة بني امل�سلمني والأقباط.
من الهام عدم املبالغة يف مايمُ ِكن �أن يح ّققه نواب اجلماعة يف الربملان .فعلى الرغم من �أن
التواجد امل�ستمر تقريب ًا للجماعة يف الربملان ،منذ �أواخر ال�سبعينيات ،م ّكن نوابها من احل�صول على
�أدوات رقابية �شاملة ،ف�ض ًال عن القدرة اجلماعية على حت ّدي احلكومة ،فقد كان ت�أثريه على العملية
الت�شريعية �ضئي ًال جد ًا .ميكن لنواب جماعة الإخوان بالت�أكيد �أن يزعجوا احلكومة ،عرب �إمطار وزرائها
بالأ�سئلة ،وطرح الق�ضايا يف املجال العام للمناق�شة ،لكن تعوزهم الأ�صوات الالزمة ل�سن القوانني .يف
جمل�س ال�شعب للفرتة املمت ّدة بني العامني 2000و ،2005ا�ستخدم نواب جماعة الإخوان ال�سبعة ع�شر
�أدوات الرقابة الربملانية ،مثل طلبات الإحاطة ،واال�ستجوابات ،والأ�سئلة ،وطلبات املناق�شة ،وت�شكيل
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 20
جلان التحقيق� ،أكرث من � 6آالف مرة� ،أي �أكرث من � ّأي كتلة برملانية �أخرى )18(.ويف املجل�س احلايل،
وبوجود ثمانية وثمانني نائب ًا جلماعة الإخوان امل�سلمني ،جل�أ نواب احلركة �إىل �أدوات الرقابة �أكرث من
� 20ألف مرة )19(.لكن على الرغم من تزايد ن�شاط جماعة الإخوان يف الربملان ،اليزال برناجمها
�إىل ح ّد كبري حرب ًا على ورق.
ٌ
مرتبط يف نهاية املطاف �إن ف�شل كتلة جماعة الإخوان امل�سلمني يف مترير ت�شريعات �أ�سا�سية،
بقب�ضة احلزب الوطني الدميقراطي احلاكم املُح َكمة على الربملان ،حيث د�أب على �ضمان �أغلبية
ثلثني مريحة يف كل جمل�س منذ العام .1976وحتى يف الربملان احلايل ،وعلى الرغم من الزيادة
الكبرية يف متثيل جماعة الإخوان امل�سلمني �إىل مايقرب من خم�س الهيئة كلها ،يحتفظ احلزب
اليواجه � ّأي معار�ضة يف مترير م�شروعات القوانني اخلا�ص به ِ الوطني بثالثة �أرباع املقاعد ،ويكاد
وت�شكيل احلكومة.
مبـرور الـوقـت ،تع ّلمت جماعة الإخوان امل�سلمني تدريجي ًا توظيف خبـرتـها الوا�سعة يف جمال
تقديـم الـخدمــات والأعمـال اخلرييـة -وكـالهمـا من العنا�صر الرئي�سـة فـي �أن�شطـة بنـاء القاعـدة
االنتـخـابيـة – وذلك لتو�سيع �أن�شطتها الرقابية .وقد �س ّهلت �شبكات اجلمعيات اخلريية ومراكز تقدمي
اخلدمة التبادل امل�ستمر بني نواب جماعة الإخوان يف الربملان وبني قطاعات كبرية من ال�سكان
امل�صريني ،خا�صة يف املناطق الفقرية .وهذا الأمر ،يف املقابل ،م ّكن النواب من الك�شف عن حوادث
الف�ساد املبا�شرة ،ومن الإحاطة بالت�أثريات امللمو�سة لل�سيا�سات االجتماعية واالقت�صادية ،ومن تطوير
رواية تبني الدعم ال�سيا�سي لأن�شطتهم الربملانية.
يف هذا الإطار من الأداء الرقابي القوي ،والت�أثري الت�شريعي ال�ضعيف ،تر ّكزت الأن�شطة الربملانية
جلماعة الإخوان يف ال�سنوات الأخرية على خم�س ركائز هي :التعديالت الد�ستورية والقانونية،
والإ�صالح ال�سيا�سي ،والت�شريعات االجتماعية واالقت�صادية ،والقوانني الدينية والأخالقية ،وحقوق
املر�أة .الق�سم التايل من هذه الدرا�سة يبحث الربنامج الربملاين لنواب الإخوان يف مايتع ّلق بهذه
الركائز اخلم�س ،يف جمل�س ،2005-2000واملجل�س احلايل .2010-2005
التعديالت الد�ستورية
عموم ًا ،ط ّورت كتلة الإخوان الربملانية جمموعتها اخلا�صة من االقرتاحات لإ�صالح النظام
الد�ستوري يف م�صر ،كما تق ّدمت بانتقاد للتعديالت الد�ستورية املقرتحة من ِق َبل النظام .ويف الواقع،
احت ّلت م�س�ألة التعديالت الد�ستورية مكان ًة بارز ًة يف مناق�شات خمتلف الأطراف ال�سيا�سية الفاعلة
يف م�صر وبراجمها منذ العام .2002وقد تبلور موقف اجلماعة اخلا�ص يف العام ،2004عندما
�أ�صدرت «مبادرة الإ�صالح» التي ّمت تطويرها �أكرث يف برناجمها االنتخابي للعام .2005وعلى الرغم
من �أن هذه الوثائق مل تت�ض ّمن �إ�شارات �صريح ًة �إىل تعديل الد�ستور� ،إال �أنها �أملحت �إىل ذلك املعنى
21 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
من خالل اقرتاح �إ�صالحات لتمكني ال�سلطات الت�شريعية والق�ضائية يف مواجهة ال�سلطة التنفيذية،
و�إعادة �صياغة �أدوار عدد من م�ؤ�س�سات الدولة يف املجاالت ال�سيا�سية والثقافية ،و�إلغاء العديد من
()20
القوانني املن�صو�ص عليها يف الد�ستور ،والتي حت ّد من احلقوق واحلريات ال�سيا�سية.
يف الفرتة التي �سبقت االنتخابات الرئا�سية والربملانية يف العام ،2005اقرتح الرئي�س ح�سني مبارك
مر�شحون عدة .وبذلك، تعدي ًال للمادة 76من الد�ستور ي�سمح ب�إجراء انتخابات رئا�سية يتناف�س فيها ّ
ذعن �إىل مطالب املعار�ضة للتخ ّلي عن عقود من النظام القدمي لال�ستفتاءات ال�شعبية الذي بدا �أنه ُي ِ
مر�شح النظام لرئا�سة اجلمهورية .ومع ذلك ،رف�ضت جماعة الإخوان يهدف فقط �إىل توكيد �شرعية ّ
التعديل املُقرتَح باعتباره غري كاف .ويف �أيار/مايو ،2005دعت اجلماعة �إىل مقاطعة اال�ستفتاء
على �إقرار التعديل ،على الرغم من �أنها مل تقاطع االنتخابات الرئا�سية يف �أيلول�/سبتمرب من ذلك
العام )21(.وقد اعرت�ض الإخوان على اقرتاح الرئي�س لأنه يح ّد من قدرة امل�ستق ّلني و�أحزاب املعار�ضة
مر�شحني للرئا�سة� ،إذ �أن االقرتاح طلب ،على وجه التحديد ،من الأحزاب ال�سيا�سية على تقدمي ّ
مر�شح للرئا�سة� ،أن يكون لديها ما اليق ّل عن خم�سة يف املائة من املقاعد يف التي ترغب يف طرح ّ
وط ِلب من امل�ستق ّلني ،على وجه اخل�صو�ص ،احل�صول على دعم 250ع�ضو ًا منتخب ًا جمل�س ال�شعبُ .
يف جمل�س ال�شعب وجمل�س ال�شورى (الغرفة العليا يف الربملان امل�صري) ،واملجال�س املحلية.
وفق ًا جلماعة الإخوان ،ف�إن هذه ال�شروط حتابي بو�ضوح احلزب الوطني احلاكم الذي لطاملا احتفظ
بغالبية املقاعد الـ 620يف جمل�س ال�شعب وجمل�س ال�شورى .ويف الوقت الذي اقرتح فيه مبارك هذا
التعديل ،كانت مقاعد املعار�ضة وامل�ستق ّلني جمتمع ّة ت�ش ّكل ن�سبة 6.4يف املئة فقط ،ومع ذلك فهي
�أق ّل من احل�صة التي حت ّددها املادة 76امل َع َّدلة .وقد ا�ستخدم احلزب احلاكم �أغلب ّيته لتمرير اقرتاح
َ
وجتاهل النظام الرئي�س الأ�صلي ،على الرغم من معار�ضة الإخوان امل�سلمني وامل�ستق ّلني وغريهم.
()22
بب�ساطة الدعوات �إىل تعديل املادة 77من الد�ستور لتحديد عدد دورات الرئا�سة.
عار�ضت جماعة الإخوان امل�سلمني جمموع ًة �أخرى من قوانني االنتخابات الرئا�سية التي اقرتحها
احلزب الوطني ،وكانت م�ص َّمم ًة مل�صلحة النظام يف وقت الحق من العام .2005وهذه املرة اقرتحت
مايخت�ص بهذه امل�س�ألة ،مبا يف ذلك �شرط �إجراء االنتخابات الرئا�سية ّ اجلماعة ت�شريعات بديل ًة يف
كاف من الق�ضاة للإ�شراف على عملية االقرتاع عندما تجُ رى على مراحل عدة� ،إذ اليوجد عدد ٍ
يف يوم واحد ،كما �أن عدم وجود �إ�شراف ق�ضائي يو ّفر فر�ص ًة وافر ًة للتالعب بالت�صويت� .إ�ضاف ًة
�إىل ذلك ،دعت كتلة الإخوان �إىل �إ�شراف ق�ضائي كامل على االنتخابات ،ورف�ضت اقرتاح �إدراج
()23
�شخ�صيات غري ق�ضائية يف جلنة الرقابة.
وا�صلت جماعة الإخوان امل�سلمني معار�ضتها التعديالت الد�ستورية التي اقرتحها الرئي�س واحلزب
الوطني الدميقراطي طيلة عمر جمل�س ال�شعب يف الفرتة املمت ّدة بني العامني 2005و.2010
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 22
ون�شبت �أكرب معركة حول عدد كبري من التعديالت املُقترَ َحة رئا�سي ًا يف العامني 2006و.2007
ففي يوم 26كانون الأول/دي�سمرب ،2006دعا الرئي�س امل�صري ح�سني مبارك �إىل تعديل 34
ماد ًة د�ستوري ًة حلظر ت�أ�سي�س �أحزاب دينية ،و�إدخال املزيد من التغيريات على قوانني االنتخابات
الرئا�سية والت�شريعية ،من دون حتديد عدد الدورات الرئا�سية .وبعد حماولة �أ ّولية للم�شاركة يف
املناق�شات التي تلت ذلك ،ان�سحب نواب جماعة الإخوان من جل�سة � 18آذار/مار�س 2007الربملانية
التي ناق�شت هذه التعديالت ،زاعمني �أن احلزب الوطني مل ي�أخذ بعني االعتبار وجهات نظرهم.
وبعد فرتة وجيزة ،دعت جماعة الإخوان �إىل مقاطعة اال�ستفتاء على التعديالت الد�ستورية.
انتقد ك ّل من الأطراف املعارِ�ضة واملراقبني امل�ستق ّلني التعديالت باعتبارها ُتقدِّ م مظهر ًا �شكلي ًا
للإ�صالح ال�سيا�سي ،بينما هي يف الواقع ت�سري يف االجتاه املعاك�س )26(.ومن بني التعديالت الـ 34
دخ َلت و ّمت �إقرا ُرها يف نهاية املطاف ،ر ّكزت كتلة الإخوان نقدها على العنا�صر التالية التي التي �أُ ِ
ف�سرتها على �أنها تحَ ُ ّد من احلريات ال�سيا�سية وتعيق الن�شاط ال�سيا�سي:
ّ
حتظر الأحزاب ال�سيا�سية والأن�شطة على �أ�سا�س ديني ،والتي من الوا�ضح * التعديالت التي ّ
�أنها تعرقل حت ّول جماعة الإخوان امل�سلمني �إىل حزب قانوين ،وحت ّد من م�شاركتها يف
احلياة ال�سيا�سية .وتنظر جماعة الإخوان �إىل احلظر بو�صفه يتعار�ض متام ًا مع املادة 2
تن�ص على �أن الإ�سالم هو دين الدولة يف م�صر وال�شريعة الإ�سالمية من الد�ستور التي ّ
باعتبارها م�صدر الت�شريع الرئي�س فيها.
* املزيد من التعديالت على املادة 76بخ�صو�ص االنتخابات الرئا�سية التي �أ ّيدت �شرط
املنتخبني يف جمل�س ال�شعب املر�شحني امل�ستق ّلني على ت�أييد 250من الأع�ضاء َ ح�صول ّ
وجمل�س ال�شورى واملجال�س املحلية التي يهيمن عليها احلزب احلاكم( .على الرغم من �أن
التعديالت ق ّل�صت عدد املقاعد املطلوبة يف الربملان من حزب �سيا�سي م َر َّخ�ص له قانوني ًا
()27 لتقدمي ّ
مر�شح للرئا�سة من خم�سة يف املئة �إىل ثالثة يف املئة).
* تعديل ي�ضع الأ�سا�س لنظام التمثيل الن�سبي يف االنتخابات الت�شريعية ،مايوحي ب�أن امل�صريني
لن ي�ص ّوتوا للأفراد بل للقوائم احلزبية .ومن وجهة نظر جماعة الإخوان ،عزّز هذا التعديل
ا�ستبعادها من ال�سيا�سة االنتخابية القانونية ،حيث ال ُي�سمح لها بت�شكيل حزب �سيا�سي.
* تعديل للمادة 88ق ّل�ص الإ�شراف الق�ضائي على االنتخابات من خالل ت�شكيل جلان رقابة
خا�صة تت�أ ّلف من ق�ضاة وم�س�ؤولني حكوميني �سابقني .وقد حاججت اجلماعة ب�أن النظام
()28
اجلديد �سيزيد من فر�ص تزوير االنتخابات والتالعب بها.
* تعديالت على املادة 179من �ش�أنها �أن ت�سمح ب�سنّ قانون للإرهاب .فالتعديالت الد�ستورية
�أ ّكدت على حقّ وزارة الداخلية يف احل ّد من احلقوق ال�سيا�سية واملدنية عن طريق تقييد
ال�سجن ،وال�سماح للهيئات احلكومية مبراقبة ال�صحافة ،وتعري�ض ال�صحافيني �إىل احتمال َ
23 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
�أن�شطة الأحزاب ال�سيا�سية وال�سيطرة عليها )29(.وان�ض ّمت جماعة الإخوان �إىل منتقدي
املعار�ضة الآخرين لتوجيه االتّهام ب�أن التعديالت من �ش�أنها ال�سماح للنظام با�ستبدال حالة
الطوارئ طويلة الأمد مبجموعة جديدة من الأدوات القانونية الدائمة التي تهدف �إىل تقييد
احلياة ال�سيا�سية.
* وانتقد نواب جماعة الإخوان ،مر ًة �أخرى ،حقيقة �أن التعديالت املُقترَ َحة مل تت�ض ّمن املادة
()30
( ،)77وبذلك �أ�صبح عدد الفرتات الرئا�سية غري حمدود.
تو�صلت اخلطي للنتائج التي ّلل�سجون يف �صيف العام ،2004كما �ساهم نواب الإخوان يف التقرير ّ
�إليها اللجنة )33(.يف يونيو/حزيران ،2005تناولت الكتلة النيابية للإخوان م�س�ألة �سوء الأو�ضاع يف
()34
إ�شراف على ال�سجون �إىل وزارة العدل بد ًال من وزارة الداخلية.
ال�سجون و�أ�ص ّرت على �أن يو َكل ال ُ
وخالل الفرتة املمت ّدة بني العامني 2000و ،2005اقرتحت كتلة الإخوان �إدراج بند �إ�ضايف يف قانون
الإجراءات اجلنائية حلظر احلب�س االحتياطي لل�صحافيني والأطباء على �أ�سا�س الأخطاء التي حتدث
�أثناء املمار�سة املهنية )35(.ومثل معظم مبادرات جماعة الإخوانُ ،عر ِق َل هذا الت�شريع ب�شكل حا�سم
من قبل الغالبية الربملانية للحزب احلاكم.
بدء ًا من ّ ،2010-2005مت تو�سيع برنامج جماعة الإخوان و�أن�شطتها يف الربملان لي�شمال ا�ستقالل
ال�سلطة الق�ضائية .ودخلت اجلماعة امليدان بحما�س يف منت�صف العقد ،بعد مناف�سة بني ال�سلطة
التنفيذية وبني الق�ضاة املن�ش ّقني .وعندما حت ّركت احلكومة لإخ�ضاع بع�ض الأ�صوات الق�ضائية
املُ�ست ِق ّلة ،حاولت جماعة الإخوان الدفع يف االجتاه املعاك�س ،وتطوير واعتماد مقرتحات لإلغاء �أدوات
هيمنة ال�سلطة التنفيذية على ال�سلطة الق�ضائية .وهكذا ،بالإ�ضافة �إىل رف�ض التعديالت املُقرتَحة
من احلزب الوطني احلاكم ،والتي تهدف �إىل �إخ�ضاع ال�سلطة الق�ضائية �إىل قدر �أكرب من ال�سلطة
التنفيذية )36(،ق ّدمت جماعة الإخوان م�شروع قانون بدي ًال ،يف � 7آذار/مار�س ،2006وذلك من قبل
النائب �صبحي �صالح� .سعى م�شروع القانون هذا �إىل الف�صل بني ال�سلطتني الق�ضائية والتنفيذية،
و�ضمان حياد وا�ستقاللية الق�ضاة من خالل جعلهم عر�ض ًة للم�ساءلة �أمام نادي الق�ضاة فقط� .أما
()37
فتم متريره يف �شكله الأ�صلي يف العام .2006
قانون احلزب احلاكم ّ
يف العام ،2006و�ضعت كتلة الإخوان �أي�ض ًا م�شروع قانونها البديل لتنظيم الأحزاب ال�سيا�سية
تتم امل�صادقة عليها حالي ًا من جلنة وت�شكيلها ،و�سعت �إىل ت�سهيل ت�شكيل الأحزاب -التي يجب �أن ّ
الأحزاب ال�سيا�سية �شبه احلكومية -واحلفاظ على حرياتها التي ان ُتهِ َكت من خالل م�صادرة وثائقها،
وتقييد �أن�شطتها ،والتن�صت على ات�صاالتها .وكان من �ش�أن االقرتاح �أن ُيح ِّرر كذلك املن�شورات
وال�صحف احلزبية من قيود قانون ال�صحافة واملطبوعات )38(.وكما هو احلال مع معظم مبادرات
جماعة الإخوان ،ف�إن البديل �أو�ضح ر�ؤية اجلماعة ،ولكن مل يكن له � ّأي �أثر قانوين؛ ويظ ّل قانون
الأحزاب ال�سيا�سية احلكومي للعام � 2005ساري املفعول.
تو�سعت حماولة جماعة الإخوان حلماية احلقوق املدنية لت�شمل ت�شريع ًا مقرتح ًا لقانون الإجراءات ّ
اجلنائية .ففي 4ني�سان�/أبريل ،2006وافقت جلنة االقرتاحات وال�شكاوى الربملانية على ت�شريع
يتم �إبالغ ال�شخ�ص املُ َّت َهم
للإخوان يح ّد احلب�س االحتياطي مل ّدة تقل عن ثالثة �أ�شهر ،يف حال مل ّ
مبوعد جل�سة املحكمة .وتهدف الفقرة �إىل حماية املُ َّت َهم من اال�ستجواب والتمييز بني االحتجاز
الوقائي ،الذي تعتربه جماعة الإخوان انتهاك ًا للحقوق املدنية ،وال�سجن الفعلي )39(.كما اقرتحت كتلة
25 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
وال�سجانني
ّ الإخوان تعدي ًال على قانون العقوبات يطالب ب�إنزال عقوبة ال�سجن مدى احلياة باملح ِّققني
()40
عذبون ال�سجناء� .إال �أنّ �أغلبية احلزب الوطني رف�ضت هذا التعديل. الذين ُي ِّ
يف حماولة لتعزيز املجتمع املدين� ،أعلن النائب ي�سري بيومي ،يف كانون الأول/دي�سمرب � ،2008أنه
ُي ِع ّد م�شروع قانون ل�ضمان حرية ت�أ�سي�س املنظمات غري احلكومية ،والنقابات الع ّمالية ،واجلمعيات
املهنية )41(.ودعا بيومي �إىل تب�سيط الإجراءات الالزمة لت�شكيل هذه الهيئات ،وطالب بتقلي�ص ّ
تدخل
وزارة الت�ضامن االجتماعي املتوا�صل يف �إدارتها .ومل يوافق الربملان على م�شروع القانون.
ويف مايتع ّلق بحرية التعبري وتكوين اجلمعيات ،رف�ضت كتلة جماعة الإخوان يف وقت �سابق م�شروع
القانون الذي اقرتحته وزارة ال�ش�ؤون الدينية ،يوم 2ني�سان�/أبريل ،2008والذي مينع التظاهرات
داخل امل�ساجد .ووفق ًا لنواب اجلماعة ،ف�إن الهدف احلقيقي من هذا االقرتاح هو املزيد من تقلي�ص
امل�ساحات املتاحة حلرية التعبري حتت ذريعة حماية �أماكن العبادة )42(.وخالل مناق�شة م�شروع
القانون ،اقرتح النائب ح�سني �إبراهيم �إ�ضافة �شرط ال�سماح بالتظاهرات لأ�سباب وطنية ودينية
هامة ،وبكافة التظاهرات ال�سلمية �أثناء النهار ،طاملا �أنها التنطوي على خطر �إحلاق �أ�ضرار بامل�ساجد
�أو ت�سيي�س �أماكن العبادة .لكن الربملان جتاهل اقرتاح ابراهيم.
�أخري ًا ،ويف مايتع ّلق بحرية ال�صحافة ،اقرتح النائب حم�سن را�ضي ،يف العام ،2009م�شروع
يحظر على ال�صحافيني ن�شر �إجراءات وقرارات قانون لإلغاء املادة 190من القانون 1937/58الذي ّ
املحاكم التي ُتع َتبرَ ُم ِ�ض ّر ًة بالنظام العام و�أخالق املواطنني .ووفق ًا لكتلة جماعة الإخوان ،ف�إن املادة
احلالية ال ُتق ِّيد حرية ال�صحافة وح�سب )43(،بل تخالف �أي�ض ًا الد�ستور الذي ين�ص على �أن جميع
()44
املحاكم علنية.
أهم من ذلك هو �أن النواب ال�سبعة ع�شر املذكورين التي ق ّدمتها احلكومة �إىل جمل�س ال�شعب .وال ّ
تتح�سن نوعية اخلدمات �أ ّكدوا �أنه على الرغم من زيادة النفقات االجتماعية احلكومية )36(،مل ّ
ال�صحية والتعليمية ب�شكل فعلي ،والتزال الأعباء االقت�صادية ت�ؤ ّثر على الأُ َ�سر ذات الدخل املنخف�ض.
خ�ص�ص كل ميزانية زيادة يف التمويل العام لال�ستثمارات ووفق ًا لكتلة جماعة الإخوان ،كان ينبغي �أن ُت ّ
طويلة الأجل يف حماولة خللق فر�ص عمل وزيادة النمو االقت�صادي .كما انتقدت جماعة الإخوان
احلكومة مرا ًر لف�شلها يف زيادة عائدات البالد من ال�ضرائب وخف�ض العجز يف ميزانيتها ،ف�ض ًال عن
تخ�صي�ص الإعانات لل�صادرات امل�صرية ،وهو القرار الذي زعم الإخوان �أنه �سيفيد الق ّلة .و�أخري ًا،
رهق ًا على الأُ َ�سر ذات الدخل رف�ضت اجلماعة �سيا�سات احلكومة ال�ضريبية التي اعتربتها عبئ ًا ُم ِ
()47
املحدود.
وجه النائب حمدي ح�سن ا�ستجواب ًا �إىل رئي�س الوزراء ووزير املالية، يف مايتع ّلق بالديون الوطنيةّ ،
ت�ضخم حجم الديون التي بلغت مايعادل 90باملئة من الناجت يف كانون الثاين/يناير ،2004يف �ش�أن ّ
املحلي الإجمايل )48(.وقد اتّهم ح�سن احلكومة بالف�شل يف احتواء زيادة الدين ،وا ّدعى �أنها مل تكن
�ش ّفاف ًة يف �ش�أن حجمه ،الأمر الذي �سيكون له عواقب �سلبية على الدين العام والإنفاق االجتماعي.
ويف العام ،2004ق ّدم النائب �صابر عبد ال�صادق �أي�ض ًا ا�ستجواب ًا للحكومة يف �ش�أن الفجوة بني معدل
النفقات ال�سنوي وبني الإيرادات )50(،وانتقدها لإخفاقها يف ت�سهيل التحرير االقت�صادي ،ف�ض ًال عن
توجيه اال�ستثمار الأجنبي املبا�شر �إىل القطاعات ذات الإنتاجية املحدودة مثل النفط.
طيلة هذه الفرتة ،الحقت كتلة الإخوان �أي�ض ًا ق�ضايا الف�ساد الإداري والر�شوة ،واال�ستغالل اخلا�ص
للممتلكات العامة عن طريق طلبات الإحاطة واال�ستجوابات ،وا�ستناد ًا �إىل الأدلة التي ُجمِ َعت يف
التقارير ال�سنوية للجهاز املركزي للمحا�سبة )51(.ويف العام ،2002ك�شف تقرير اجلهاز املركزي
للمحا�سبة عن � 72ألف حالة ف�ساد مايل وحكومي )52(،وزعم نواب جماعة الإخوان ،يف العام ،2004
ً ()53
�أن الف�ساد يك ّلف م�صر مايزيد عن 100بليون جنيه م�صري �سنويا.
كما ر ّكزت جماعة الإخوان �أي�ض ًا على انعدام ال�شفافية االقت�صادية لدى احلكومة وتقدمي معلومات
مل ّفقة .ففي �شباط/فرباير ،2004اتّهم نواب الإخوان احلكومة بتوفري م� ّؤ�شرات اقت�صادية غري
املنظمات الدولية� ،إذ ا ّدعت الإح�صاءات ال�صادرة عن �صحيحة تتناق�ض مع تلك املوجودة يف تقارير ّ
()54
النظام �أن النمو االقت�صادي يف م�صر ( 4باملئة) �أعلى من التقييمات الدولية ( 2باملئة).
يف العام ،2004انتقد نواب اجلماعة ب�ش ّدة �سيا�سات احلكومة يف جمال اخل�صخ�صة وحترير
التجارة ،على �أ�سا�س �أنه لها �آثار �سلبية على م�صادر الرزق والدين العام .وجادلوا ب�أن هذه ال�سيا�سات
قد ت�ؤ ّدي �إىل زيادات حادة يف �أ�سعار ال�سلع الأ�سا�سية مثل املواد الغذائية ،والفوالذ ،ومواد البناء ،يف
حني �أن الأجور والرواتب مل ترتفع مبا يتنا�سب مع ذلك .وعبرّ وا عن اعتقادهم ب�أن �سيا�سة حترير
التجارة و�سعر ال�صرف العائم هما امل�س�ؤوالن عن خف�ض قيمة اجلنيه امل�صري بن�سبة 50يف املئة.
27 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
عالوة على ذلك� ،أ ّدت خ�صخ�صة امل�ؤ�س�سات العامة �إىل البطالة ب�سبب رف�ض �أ�صحاب امل�شاريع
مبوظفي القطاع العام ال�سابق )55(،و�أنفقت احلكومة �أموال ال�ضمان االجتماعي اخلا�صة االحتفاظ ّ
()56
املتو ّفرة يف حماولة يائ�سة لت�سديد الدين العام الداخلي.
يف �آذار/مار�س � ،2004ش ّنت كتلة الإخوان الربملانية حمل ًة عام ًة مك ّثف ًة لل�ضغط على احلكومة
ملناق�شة تطبيق قانون االحتكار التي اعتربت �أن من �ش�أنه �إحياء القطاع ال�صناعي امل�صري ،وحت�سني
نوعية ال�سلع امل�صرية املُ�ص ّنعة ،وحتقيق ا�ستقرار الأ�سعار )57(.وا ّدعت جماعة الإخوان حتقيق جناح
ت�شريعي نادر يف هذا ال�صدد مع �إقرار قانون حماية املناف�سة ومنع االحتكار ،يف �شباط/فرباير
يحظر ال�صفقات واالندماجات مابني ال�شركات التي تعرقل املناف�سة وتطرد املناف�سني ،2005الذي ّ
()58
ال�صغار من ال�سوق.
مع زيادة متثيلها يف الربملان ( ،)2010-2005وا�صلت جماعة الإخوان بذل جهود مماثلة.
ومرة �أخرى �ص ّوت نوابها �ض ّد م�شروع امليزانية ال�سنوية ،وانتقدوا جلنة اخلطة واملوازنة الفتقارها
�إىل ال�شفافية ،مقرتحني �إعادة توزيع الأموال العامة من القطاعات املختلفة -مثل الدعم املُق َّدم
لل�صادرات والطاقة ،وميزانيات و�سائل الإعالم – وتوجيهه نحو التعليم وال�صحة العامة .وج ّدد نواب
اجلماعة اقرتاحاتهم خلف�ض عجز املوازنة ،وحت�سني نوعية اخلدمات ال�صحية والتعليمية ،وزيادة
اال�ستثمارات العامة من �أجل خلق فر�ص العمل ،ومراقبة م�شاريع اخل�صخ�صة)59(.ور ّد ًا على ميزانية
ال�سنة املالية ،2009/2008اقرتحت كتلة الإخوان �إعادة النظر بال�سيا�سات ال�ضريبية و�سيا�سات
حت�صيل ال�ضرائب يف البالد .ويف ميزانية العام ،2010/2009امتنع العديد من نواب اجلماعة
الـ 88عن انتقاد احلكومة ب�سبب حماوالتها الرامية �إىل حتفيز اال�ستثمار وخف�ض الإعانات املالية
احلكومية� ،إال �أنهم دفعوها �إىل �إعادة ترتيب الأولويات يف �أجندتها االجتماعية ،وطالبوا ب�إ�صالح
�ضريبي.
ويف ال�سنوات القليلة املا�ضية ،وا�صلت كتلة الإخوان حملتها ملكافحة الف�سادُ ،م ّدعي ًة �أن من �ش�أن
يح�سن َ
مناخ اال�ستثمار يف البالد ،و ُيخ ِّفف من بع�ض الآثار ال�سلبية فر�ض قيود ناجحة على الف�ساد �أن ّ
للخ�صخ�صة على الطبقات الدنيا واملتو�سطة .ويف العام ،2007اتّهم نواب الإخوان احلكومة بال�سماح
لبع�ض ال�شركات باحتكار املواد الغذائية الأ�سا�سية ب�سبب ف�شلها يف ال�سيطرة على الأ�سعار )60(.ويف
13كانون الثاين/يناير ،2008اقرتح النائب �سعد احل�سيني م�شروع قانون لتعديل قانون املناف�سة
واالحتكار للعام ،2005من �أجل تطبيق عقوبات �أكرث �صرام ًة على االحتكارات .م�شروع القانون اقرتح
عقوب ًة كبري ًة بواقع بليون جنيه م�صري على املحتكرين ،و�إلغاء ت�صاريح الأعمال التجارية اخلا�صة
بهم ،وفر�ض غرامة على مديري �شركاتهم ،ورمبا احلكم عليهم بال�سجن )61(.ورف�ضت �أغلبية احلزب
الوطني هذا الإجراء.
يف العامني 2007و ،2008ا�ستجوبت كتلة الإخوان الربملانية وزير املالية يف �سوء �إدارة احلكومة
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 28
ل�صناديق الت�أمينات االجتماعية ،وا�ستخدامها مبلغ 270بليون جنيه م�صري من �صندوق التعوي�ضات
وجهت الكتلة 104طلبات �إحاطة و 12ا�ستجواب ًا �إىل والرواتب لتغطية الدين العام .ويف العام ّ ،2008
احلكومة على خلفية ا�سترياد مواد غذائية منتهية ال�صالحية ،وخ�صو�ص ًا القمح منها ،وهو ا�سترياد
ُز ِعم �أن رجال �أعمال مقربني من النظام قاموا به )62(.ويف كانون الأول/دي�سمرب ،2008اتّهم النائب
حم�سن را�ضي احلكومة بتبديد مايعادل عدة باليني من اجلنيهات امل�صرية من �أموال امل َنح املق َّدمة
من اجلهات الدولية املانحة لتطوير التعليم واحلكم املحلي ،والزراعة ،والقرو�ض ال�صغرية ،ومتكني
()63
املر�أة.
وهكذا ،يف اجلوانب التي تتداخل فيها م�سائل الإ�صالح ال�سيا�سي وال�سيا�سة االقت�صادية ،جل�أت
توجهات �سيا�ستها العامة يف �سل�سلة متوا�صلة جماعة الإخوان �إىل ا�ستخدام كتلتها الربملانية لتطوير ّ
من املبادرات واملقرتحات التف�صيلية لإثبات قدرتها على تقدمي ر�ؤية �شاملة بديلة لل�سيا�سة امل�صرية.
لكن ماذا عن جوانب االهتمام الأكرث تقليدي ًة بالن�سبة �إىل احلركة؟ لقد عملت جماعة الإخوان ملتابعة
هذه الأجندة ال�شاملة اجلديدة من دون التخ ّلي عن ت�أكيدها ،منذ فرتة طويلة ،على الدين والأخالق
والأ�سرة� .إن نظر ًة فاح�ص ًة �إىل �سجلها يف الربملان التك�شف �سوى عن جناح جزئي يف ال�سعي �إىل
حتقيق الأجندة اجلديدة ال�شاملة ،جنب ًا �إىل جنب مع الأجندة القدمية الأ�ضيق.
ق�ضايا �أخالقي ًة وثقافي ًة وثيقة ال�صلة بتطبيق ال�شريعة الإ�سالمية .على �سبيل املثال ،ق ّدم نواب
الإخوان طلبات الإحاطة التالية:
* �إىل وزارة الثقافة يف العام 2001يف مايتع ّلق بن�شر ثالث روايات بتمويل حكومي تت�ض ّمن
«�إ�شارات جن�سية» مبا�شر ًة اعتربتها جماعة الإخوان م�سيئ ًة �إىل الأخالق الإ�سالمية والعامة.
و�أ ّدى التحقيق �إىل وقف عدد من امل�س�ؤولني يف وزارة الثقافة التي طلبت ،من الآن ف�صاعد ًا،
حكم الأزهر يف �ش�أن حمتوى الكتب واملن�شورات التي تمُ ِّولها احلكومة.
* ويف حزيران/يونيو ،2002ا�ستجوب نواب الإخوان احلكومة حيال ما اعتربوه حماوالت
ر�سمي ًة للح ّد من دور الأزهر يف القطاع التعليمي ،والتقليل من �أهمية الدين واللغة العربية
يف املناهج املدر�سية.
* طلب �إحاطة �إىل احلكومة يف �ش�أن م�سابقة انتخاب ملكة جمال م�صر ،يف ني�سان�/أبريل
،2004التي رف�ضتها جماعة الإخوان باعتبارها �إهان ًة للإ�سالم ونوع ًا من التح ّدي لأحكام
ال�شريعة الإ�سالمية )64(.كما دعت جماعة الإخوان �إىل ا�ستقالة �شيخ الأزهر يف العام
،2003ب�سبب ر ّد فعله البارد على قرار احلكومة الفرن�سية بحظر احلجاب يف املدار�س
واجلامعات ،وانتقدت قرار وزارة الإعالم امل�صرية مبنع مذيعات التلفزيون من ارتداء
()65
احلجاب.
من حيث املقرتحات الت�شريعية ،ق ّدم نواب الإخوان يف العام 2002ت�شريع ًا لتعديل القوانني يف
�إطار ال�شريعة الإ�سالمية )66(،وم ْنع منتقدي الإ�سالم والنبي حممد من دخول م�صر .ويف العام
� ،2003سعت جماعة الإخوان �إىل حتقيق مبادرات ت�شريعية مماثلة ،مبا يف ذلك تدابري ملنع اخلمور
يف م�صر ،وحظر الفنّ الذي يت�ض ّمن �إ�شارات وا�ضح ًة �إىل اجلن�س ،مثل الأفالم التي تنطوي على
ت�ضم مغنيات .كما اقرتحت كتلة الإخوان م�شروع قانون م�شاهد حميمة ،واحلفالت املو�سيقية التي ّ
يهدف �إىل تعزيز مواد القانون اجلنائي التي تعاقب على �أفعال اخليانة الزوجية ،وا�ستهالك الكحول
تتم �إجازتها يف الربملان� ،أن تع ّر�ض بع�ض و�شرائه ،والقمار .كان من �ش�أن املواد املقرتحة ،التي مل ّ
مرتكبي هذه اجلرائم �إىل الغرامات املالية وال�سجن ،وحتى َ
اجللد.
كذلك ،اقرتحت كتلة الإخوان �أي�ض ًا تعديالت وقوانني للحفاظ على م�ؤ�س�سة الأزهر وا�ستقاللها.
واقرتح نواب جماعة الإخوان قوانني لإ�صالح الإطار امل�ؤ�س�سي للأزهر ،وعملية �صنع القرار فيه ،و�إدارة
�أوقافه .وق ّدم النائب علي لنب مرات عدة خالل دورة جمل�س ،2005-2000م�شروع تعديله املقرتح
ين�ص على �أن �شيخ الأزهر وجمل�س علماء الدين املرتبطني به ينبغي للقانون رقم 1961/103الذي ّ
()67
منتخبني من ال�شعب بد ًال من �أن تع ّينهم احلكومة ،كما كان احلال منذ اخلم�سينيات. �أن يكونوا َ
خالل هذه الفرتة �أي�ض ًا ،اقرتح النائب ح�سني �إبراهيم م�شروع قانون ال�ستعادة �أوقاف الأزهر التي
()68
كانت �صودرت من قبل احلكومة.
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 30
خالل دورة جمل�س ال�شعب للفرتة ،2010-2005وا�صلت جماعة الإخوان جهودها ل�ضمان ا�ستقالل
الأزهر ،من خالل رف�ض م�شروع قانون ُقدِّ م يف كانون الأول/دي�سمرب � ،2006أجاز تعيني كبار
امل�س�ؤولني يف الأزهر ،ونال ،مع ذلك ،موافقة �أغلبية احلزب الوطني الدميقراطي )69(.ويف العام
،2008ا�ستجوبت كتلة الإخوان عدد ًا من ال�شخ�صيات -مبن فيهم رئي�س الوزراء ،ووزير ال�ش�ؤون
الدينية والأوقاف ،ووزير التنمية -واتّهمت احلكومة بالعمل على �إ�ضعاف جامعة الأزهر عن طريق
()70
�إلغاء بع�ض فروعها يف املحافظات ،و�إهمال تطوير مناهجها.
وا�صل نواب الإخوان �إثارة ق�ضايا مماثل ًة لتلك التي كانت �أثريت يف جمل�س 2005-2000واملتعلقة
بتطبيق ال�شريعة والأخالق .ويف العام 2007ا�ستج َو َب النائب حم�سن را�ضي وزير ال�ش�ؤون الدينية
والأوقاف ب�سبب �سيا�سته بال�سماح للأجهزة الأمنية بال�سيطرة على امل�ساجد واحل ّد من �أن�شطة
اخلطباء الدعوية )71(.ويف املناق�شة العامة املتع ّلقة با�ستجواب را�ضي� ،أثار عدد من نواب احلركة
اعرتا�ضات �أخرى على الوزارة ،وانتقدوها لن�شرها وثيقة تدين ختان الإناث ،و�إرغامها اخلطباء على
نظمتها الكني�سة الأنغليكانية امل�صرية يف الإ�سكندرية ،ومطالبتها خطباء اجلمعة ح�ضور حما�ضرات ّ
()72 ّ
بالكف عن لعن �إ�سرائيل.
وكما حاولت ربط �أجندتها الدينية بالإ�صالحات ال�سيا�سية ،جهدت جماعة الإخوان لإدخال
املبادئ الإ�سالمية يف برناجمها االقت�صادي ل ُتظهِ ر مدى مالءمتها الحتياجات املواطنني والتح ّديات
التنموية يف م�صر .وبالتايل� ،أ�صبحت اخلدمات امل�صرفية الإ�سالمية واالقت�صاد من عنا�صر
الأن�شطة الربملانية جلماعة الإخوان لتعزيز ال�شريعة والأخالق الإ�سالمية .ويف العام ،2008اقرتح
متو�س ًال �إن�شاء وحدات
النائب �إبراهيم اجلعفري م�شروع قانون لتعديل قانون البنك املركزيّ )73(،
رقابة م�صرفية �إ�سالمية ،و�إدارة البنوك الإ�سالمية بطريقة تختلف عن امل�صارف التجارية .ومع
ذلك ،رف�ض الربملان م�شروع القانون .ويف وقت الحق يف جمل�س ،2010-2005حاول نواب جماعة
الإخوان تقدمي اخلدمات امل�صرفية الإ�سالمية كح ّل للأزمة املالية العاملية .وتعليق ًا على هذا املفهوم،
اقرتح النائب علم الدين ال�سخاوي ،يف العام � ،2008سنّ قانون الزكاة الذي يلزم امل�سلمني امل�صريني
دفع زكاتهم املعتادة لبنوك خا�صة تقوم بعد ذلك بتوزيعها على الأُ َ�سر الفقرية واملواطنني العاطلني
()74
عن العمل.
من حيث اجلهود الت�شريعية الأخرى املتّ�صلة بالربنامج الديني والأخالقي لكتلة الإخوان ،اقرتح
عدد من نواب جماعة الإخوان يف العامني 2008و 2009تعديالت على قانون الطفل ،وهي مبادرة
حكومية ترمي �إىل جعل م�صر حترتم املعايري الدولية حلقوق الإن�سان .وقد خا�ض نواب كتلة الإخوان
()75
اجلدل املتع ّلق بذكر العنا�صر القانونية التي اعتربوها متعار�ض ًة مع �أحكام ال�شريعة الإ�سالمية،
و�سعوا �إىل تغيري ثالث ق�ضايا على وجه اخل�صو�ص� .أو ًال ،اعرت�ضت الكتلة على تطبيق العقوبات
تتم دون �سن الثامنة ع�شرة ،والتي تعتربها جماعة الإخوان انتهاك ًا لل�سنّالقانونية على الزيجات التي ّ
31 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
القانونية على �أ�سا�س ال�شريعة وهي �ستة ع�شر عام ًا .ثاني ًا ،زعمت الكتلة �أن �سلطة احلكومة ّ
للتدخل
يف �ش�ؤون الأ�سرة من �أجل حماية الأطفال تتعار�ض مع املبد�أ الإ�سالمي خل�صو�صية الأُ َ�سر� )76(.أخري ًا،
ن�ص القانون الذي يتيح للأمهات -مبن فيهن الأمهات العازبات احتجت جماعة الإخوان ب�ش ّدة على ّ
ّ
-منح �أ�سماء عائالتهن لأطفالهنُ ،م َّدعني �أن هذا ال�شرط هو عالمة على نزع الإ�سالم والتغريب
يف م�صر .رمبا ح ّققت جماعة الإخوان نقاط ًا بالغية� ،إال �أنّ جهودها مل ترتك � ّأي �أثر قانوين� ،إذ ّمت
()77
مترير م�شروع القانون الذي قدمه احلزب احلاكم من دون تعديل.
ق�ضايا املر�أة
ت�س ّببت حماولة جماعة الإخوان امل�سلمني اجلمع بني �أجندة �إ�صالح وا�سعة وبني ر�ؤية دينية على
وجه التحديد بالتبا�س وغمو�ض يف �ش�أن الق�ضايا املتعلقة بنوع اجلن�س والأ�سرة .فطيلة دورة جمل�سي
2005-2000و ،2010-2005ف�شل نواب الإخوان يف الربملان يف تطوير برنامج وا�ضح �سيا�سي
املنحى يف مايتع ّلق بحقوق املر�أة وامل�شاركة ال�سيا�سية .ونظر نواب اجلماعة� ،إىل ح ّد كبري� ،إىل ق�ضايا
املر�أة من خالل عد�ساتهم الدينية والأخالقية املعتادة ،وبالتايل تعاملوا معها ح�صر ًا على �أ�سا�س
«توافقها مع �أحكام ال�شريعة الإ�سالمية» .ونتيج ًة لذلك ،ان�شغلت كتلة جماعة الإخوان يف املقام الأول
بالدفاع عن احلقوق الدينية للمر�أة امل�سلمة ،مثل احلق يف ارتداء احلجاب ،واالحتجاج على قانون
ق ّدمته احلكومة «يتعار�ض» مع �أحكام ال�شريعة الإ�سالمية .وقد قاوم قادة جماعة الإخوان ب�صورة
عامة الدعوات �إىل منح املر�أة دور ًا �أكرب يف احلياة العامة ،ولكنهم ع ّللوا معار�ضتهم مبفردات حذرة
�إىل ح ّد ما .وعلى الرغم من الف�شل يف تقدمي ر�ؤية بديلة متام ًا ،قامت كتلة الإخوان ببع�ض املحاوالت
الأ ّولية لو�ضع �أجندة �أكرث �إيجابي ًة (ولي�س جم ّرد دفاعية) يف �ش�أن الق�ضايا االجتماعية ،يف حماولة
لتلبية احتياجات املر�أة ،و�إن كان ذلك بطريقة قد ت�صدم بع�ض امل�ستفيدين املُ َ
�ستهدفني بو�صفها
�أبوية.
يف منا�سبات خمتلفة طوال دورة جمل�س ال�شعب للفرتة املمت ّدة مابني العامني 2000و ،2005دافعت
كتلة الإخوان عن حقّ املر�أة يف ارتداء احلجاب ،وانتقدت الأ�صوات التي ح ّثت احلكومة على فر�ض
حظر على احلجاب الكامل للوجه (النقاب) يف الأماكن العامة )78(.وقد وا�صلت هذه املحاوالت يف
جمل�س .2010-2005
يف املجل�س احلايل� ،شاركت كتلة جماعة الإخوان بن�شاط يف املناق�شات الربملانية حول قانون الطفل
مت�س حقوق املر�أة )79(.وقد واجه م�شروع القانون الذي �سالف الذكر ،والعديد من اجلوانب التي ّ
وو�ضع قيود �أق�سى على املمار�سة ،انتقادات حاد ًة من نواب
�سعى �إىل تعزيز احلظر على ختان الإناثْ ،
احلركة الذين قالوا �إنه يخالف تعاليم الدين الإ�سالمي ،ويحاول فر�ض القيم والأخالق الغربية على
امل�صريني )80(.حممد �سعد الكتاتني ،رئي�س الكتلة الربملانية للإخوان قال يف العام � 2008إن �إلغاء
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 32
حظر القانون ،الذي ختان الإناث «يتعار�ض مع القواعد والأعراف ،وطبيعة ال�شعب امل�صري» )81(.وقد ّ
�أُق ّر يف حزيران/يونيو ،2008ختان الإناث ،كما �أراد احلزب الوطني الدميقراطي ،وهو يت�ض ّمن
()82
تن�ص على �أن هذه املمار�سة غري م�سموح بها �إال يف حاالت «ال�ضرورة الطبية». فقر ًة ّ
وطيلة دورة جمل�س ،2010-2005تط ّرقت كتلة الإخوان �أي�ض ًا �إىل الت�شريعات املتع ّلقة بتمثيل
املر�أة يف ال�سيا�سة .وكان من �أبرزها رف�ض جماعة الإخوان امل�سلمني قانون «الكوتا» الن�سائية الذي
�أق ّره املجل�س يف حزيران/يونيو .2009ومن بني تغيريات �أخرى� ،أ�ضاف القانون اجلديد 64مقعد ًا
خم�ص�ص ًا للن�ساء يف جمل�س ال�شعب ،وزاد بالتايل العدد الإجمايل ملقاعد املجل�س من � 454إىل 518 ّ
مقعد ًا .وقد اعترب نواب الإخوان التعديل ا�ستجابة �إىل �ضغوط خارجية ،وح ّذروا من �أن التغيري قد
يفتح الباب �أمام «جمموعات اجتماعية» �أخرى لتقدمي مطالب م�شابهة ،مل ّمحني �إىل الطائفة امل�سيحية
يف م�صر )83(.كما قالوا �أن «الكوتا» الن�سائية يف القانون تخدم م�صالح احلزب احلاكم ،يف نهاية
تن�ص على �أن جميع املواطنني امل�صريني مت�ساوون. املطاف ،وتتناق�ض مع املادة الد�ستورية( )84التي ّ
�سيو�سع امل�شاركة ال�سيا�سية للمر�أة يف م�صر� ،إال �أن تطبيقهيف حني �أن قانون «الكوتا» الن�سائية ّ
الفعلي �سيكون ل�صالح احلزب الوطني الدميقراطي احلاكم ،ويعزّز �سلطته يف جمل�س ال�شعب� ،أق ّله
على املدى الق�صري .ولأن احلزب احلاكم ُي�سيطر على موارد الدولة وامل�ؤ�س�سات احليوية لك�سب مقاعد
املر�أة ،ف�إن هذه املجازات اجلديدة �ستجعل من ال�صعب على الإخوان امل�سلمني و�أحزاب املعار�ضة
الأخرى الفوز بنواب م�ستقلني .وجماعة الإخوان م�ستفيد غري حمتمل ب�شكل خا�ص من هذه املقاعد،
وذلك ب�سبب موقفها املت�أرجح ب�شكل دائم جتاه املر�أة يف ال�سيا�سة.
م�صر .بيد �أن �إعطاء الأولوية لهذه الق�ضايا غالب ًا ماجاء على ح�ساب برنامج اجلماعة الديني
والأخالقي الذي كان يحظى بدور تكويني يف امل�شاركة الربملانية للحركة قبل العام .2000والواقع �أن
الربنامج الديني والأخالقي جلماعة الإخوان قد اختُزل �إىل مواقف غري ليربالية يف جمال ق�ضايا
املر�أة ودعوات متف ّرقة لتطبيق �أحكام ال�شريعة الإ�سالمية.
تف�سر هذه التحوالت يف الأولويات والأن�شطة الربملانية جلماعة الإخوان. ثمة عوامل عديدة ميكن �أن ِّ
ففي املقام الأول ،ر ّكزت النقا�شات العامة الوا�سعة يف م�صر منذ العامني 2002و 2003ب�شكل متزايد
على م�س�ألة الإ�صالح ال�سيا�سي ،واحلاجة �إىل م�ساءلة احلكومة عن �أدائها يف املجاالت االجتماعية
واالقت�صادية .وقد �أ�صبحت احلرية وعجز احلكم جزء ًا اليتجز�أ من التغطية ال�صحافية الدورية،
و�أعمدة الر�أي ،والربامج احلوارية التلفزيونية .لذلك ،ف�إنه مل يكن مفاجئ ًا �أن جزء ًا كبري ًا من برنامج
جماعة الإخوان يف الربملان عك�س اخلطاب املتزايد عن الإ�صالح واحلرية واحلكم يف م�صر .وقد
م ّثلت مبادرة الإ�صالح يف العام ،2004والربنامج االنتخابي للعام ،2005وم�شروع برنامج احلزب
يف العام 2007معامل بارز ًة يف هذا ال�صدد.
املنتظمة للقوى ال�سيا�سية الأخرى ثاني ًا ،تعزّزت «االندفاعة الإ�صالحية» جلماعة الإخوان باجلهود َ
يف م�صر من �أجل التوا�صل مع اجلماعة والدخول معها يف تطوير برنامج معار�ضة كبري .لكن ،مهما
بدت هذه اجلهود متناق�ض ًة يف بع�ض الأحيان ،ف�إن القوى الليربالية والي�سارية تعاونت يف هذا اجلهد،
ما �أثمر نقا�ش ًا اجتماعي ًا على م�ستوى الأمة عن الإ�صالح االجتماعي واالقت�صادي وال�سيا�سي الذي
�أ�صبح مف َعم ًا باحليوية ب�شكل خا�ص من العام 2003حتى العام .2005
�أخري ًا ،ف�إن الرتكيبة املتن ّوعة لكتلة الإخوان ت�ساعد على تف�سري تغيرّ �أولوياتها و�أن�شطتها يف الربملان.
يف املجل�س احلايل ،على وجه اخل�صو�ص ،ي�أتي نواب كتلة الإخوان الـ 88من خلفيات مهنية وعلمية
عديدة وخمتلفة ،وبالتايل فهم م�ؤهلون لتناول طائفة وا�سعة من الق�ضايا الربملانية ،كما يدل على
ذلك م�ستوى التف�صيل الذي ناق�شوا من خالله امليزانيات ال�سنوية والت�شريعات املت�صلة باحلريات
ال�سيا�سية.
مع ذلك ،ف�إن التهمي�ش الن�سبي لربنامج جماعة الإخوان الديني والأخالقي يف الربملان �ش ّكل حت ّدي ًا
خطري ًا للحركة� ،إذ كيف ميكن لها �أن توا�صل �إ�صالحاتها االجتماعية واالقت�صادية وال�سيا�سية يف
الربملان مع احلفاظ على م� ّؤهالتها الإ�سالمية؟ ويف حني ُمن َعت جماعة الإخوان من ت�شكيل حزب
�سيا�سي� ،إال �أن �إ�سرتاتيجية واحدة للتعامل مع التوتّر بني �أجندتيها ،الدينية املح ّددة وال�سيا�سية
الوا�سعة ،هي التي �ست�ضفي الطابع الر�سمي على العمليات ال�سيا�سية من الناحية التنظيمية .وبالفعل،
يف ال�سنوات الأخرية ،ميكن للمرء �أن يالحظ ف�ص ًال عملي ًا بني الكتلة الربملانية ،التي تتناول ق�ضايا
الإ�صالح ،وبني قيـادة احلركة -املر�شد العام ومكتب الإر�شاد -يعطي الأولوية لالهتمامات الدينية
والأخالقية يف الت�صريحات الر�سمية ،والبيانات الإعالمية ،وغريها من الأن�شطة .وقد كانت املوا�ضيع
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 34
التي تناولها اخلطاب الأ�سبوعي للمر�شد العام جلماعة الإخوان بني العامني 2005و ،2009ب�صفة
عامة ،متما�شي ًة �إىل ح ّد كبري مع هذا االجتاه.
ومع ذلك ،ف�إن حت ّدي ًا خطري ًا ثاني ًا بالقدر نف�سه ،نتج عن النتيجة املحدودة مل�شاركة جماعة الإخوان
يف الربملان ،وال�سيما من حيث الناجت الت�شريعي .ويف نظر العديد من ناخبي ونا�شطي جماعة الإخوان،
ف�إن �سعي احلركة �إىل �إجناز ق�ضايا الإ�صالح يف الربملان ،مل ت�ؤت ثمارها بكل ب�ساطة ،كما ثبت �أنه
الطائل من وراء عدم ت�شديدها على الق�ضايا الدينية والأخالقية .ويقول ه�ؤالء �إن م�شاركة جماعة
الإخوان يف الربملان مل جتعل املجال ال�سيا�سي يف م�صر يتفتّح .وقد بد�أت قيادة جماعة الإخوان ت�شعر،
ب�صورة متزايدة ،باحلاجة �إىل تف�سري هذا التوازن ال�سلبي ،وتقدمي تف�سريات يف �ش�أن �أولوياتها �إىل
جمهورها .وقد �أثار اجلدل الدائر حول هذه امل�س�ألة ّ
ال�شك يف �أولوية امل�شاركة ال�سيا�سية باعتبارها
�إ�سرتاتيجية ،وال�سيما باملقارنة مع النجاح الذي ّمت �إحرازه يف الأن�شطة االجتماعية والدينية الأو�سع
نطاق ًا� .إحدى نتائج هذه امل�شكلة املتنامية متثلت يف تغيرّ موازين القوى داخل قيادة احلركة بني دعاة
امل�شاركة يف احلياة ال�سيا�سية وبني املعنيني بالدور االجتماعي والديني جلماعة الإخوان.
لكن ،ومر ًة �أخرى ،ي�ص ّر قادة احلركة على �أنهم يقي�سون جناحهم على املدى الطويل وح�سب.
و�إذا ماكان هذا هو احلال ،ف�إن لديهم جما ًال للر�ضى .فقد خا�ضوا عباب القواعد املتح ّولة على
الدوام للنظام �شبه ال�سلطوي يف م�صر ،ومل يظهروا القدرة على التك ّيف وح�سب ،بل �أظهروا �أي�ض ًا
دعم ًا متج ّذر ًا ،و�أحيان ًا قدر ًة على �أخذ زمام املبادرة .لقد دخلوا ميدان ال�سيا�سة بحما�سة من دون
ا�ستلحاقهم �أو �إف�سادهم ،و�أ�صبحوا �أكرث حنك ًة ،و�أظهروا القدرة لي�س على تو�ضيح ال�شعارات اجلذابة
املف�صلة .كما اجتازت جماعة الإخوان البيئة الدولية ال�صعبة وح�سب ،بل �أي�ض ًا على تقدمي االقرتاحات ّ
بعد � 11أيلول�/سبتمرب ،2001و�أقنعت بع�ض املراقبني الدوليني �أنها لي�س مرتبطة بتنظيم القاعدة،
و�أنها رمبا تكون من ذلك النوع من احلركات الإ�سالمية التي ميكن للغرب �أن يتعاطى معها ب�أمان.
مع ذلك ،ف�إن حتقيق مزيد من التق ّدم يتط ّلب انفتاح ًا �سيا�سي ًا متجدِّ د ًا يف م�صر .فمن ال�صعب
�أن نرى جماعة الإخوان ت�ستم ّر يف اال�ضطالع مبثل هذا الدور يف احلياة العامة ،يف ظ ّل غياب بع�ض
الإ�صالحات ال�سيا�سية .هنا رمبا تكون اجلماعة قد تع ّلمت در�س ًا قا�سي ًا على مدى العقد املا�ضي .فكلما
مار�س قادتها اللعبة ال�سيا�سية ب�شكل �أف�ضل� ،أ�صبح �إخراجهم من ال�ساحة ال�سيا�سية �أكرث احتما ًال (�أو،
للحفاظ على اال�ستعارة ،كلما �أبلوا بال ًء ح�سن ًا� ،أعيدت كتابة قواعد اللعبة ال�ستبعادهم) .وباخت�صار،
ف�إن جماعة الإخوان واجهت مفارقة :كلما قدمت نف�سها على �أنها قوة ذات �صدقية من �أجل الإ�صالح
ال�سيا�سي ،كلما �أ�صبح الإ�صالح �أقل احتما ًال.
التح�سن الطفيف يف م�ستوى احرتام جماعة الإخوان امل�سلمني على ال�صعيد الدويل يثبت ّ ثم �إنّ
الآن �أنه ذات فائدة حمدودة� .صحيح �أن جماعة الإخوان مل َت ُعد ُتخيف معظم احلكومات الغربية،
و�أن الدبلوما�سيني الأجانب ،والأكادمييني املتخ�ص�صني ،وال�صحافيني لديهم الآن معرفة وحنكة �أكرب
ب�إديولوجيتها وبراجمها� ،إال �أنّ النظام امل�صري �أظهر �أي�ض ًا �أه ّميته بالن�سبة �إىل العمليات الدبلوما�سية
الإقليمية العزيزة على قلب الواليات املتحدة ،على وجه اخل�صو�ص .وجتدر الإ�شارة هنا �إىل �أنّ جماعة
الإخوان منحازة �إىل جمموعة من القوى ال�سيا�سية (مثل حركة حما�س) التي ُتع َتبرَ معادي ًة للم�صالح
الغربية .وبالتايل ،وعلى الرغم من االحرتام املتزايد للجماعة ،فاملجتمع الدويل لن ي�ضع على الأرجح
عراقيل كثري ًة �أمام القمع امل�ستم ّر للحركة.
واحلال �أنّ جماعة الإخوان ،وب�سبب مواجهتها حت ّديات العمل يف املجال ال�سيا�سي �شبه ال�سلطوي
يف م�صر ،و�إحداثها ال�ضجيج �أكرث من التقدم امللمو�س يف الربملان ،وعدم الثقة الذي تبديه نحوها
الأطراف املعار�ضة الأخرى ،ب�سبب ك ّل ذلك ،عمدت �إىل تقنني طموحاتها ال�سيا�سية �إىل جم ّرد احلفاظ
على الذات .وقد ا�ضط ّر التنظيم �إىل �إعطاء الأولوية لإدارة �ش�ؤونه الداخلية على دوره ال�سيا�سي
و�أن�شطته املعارِ�ضة .عالوة على ذلك� ،إن قدرة جماعة الإخوان على تو�ضيح النقاط الغام�ضة يف �ش�أن
الق�ضايا ال�سيا�سية واملجتمعية الهامة تع ّر�ضت �إىل اخلطر ،ب�سبب عمليات اجلذب القوية واملتناق�ضة
�أحيان ًا مع قواعدها ون ّقادها .وقد ّمت ب�شكل فعلي �سحب �أ�شمل حماولة لتناول كل «املناطق الرمادية»
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 36
يف م�شروع برنامج احلزب ،من قبل حركة تعترب احلياء ف�ضيلة.
مت ّثل الأثر الرئي�س الأول لقمع النظام امل�ستمر جلماعة الإخوان امل�سلمني والقيود املفرو�ضة على
م�شاركتها ،يف الإغالق التدريجي للمجال ال�سيا�سي الر�سمي للحركة .وعلى الرغم من التمثيل الكبري
جلماعة الإخوان يف جمل�س ال�شعب احلايل ،والظهور املتوا�صل لكتلتها الربملانية ،فقد �أ�صبحت
حركة معزولة وذات ت�أثري �ضئيل على نتائج العملية الت�شريعية ،وعلى ال�سيا�سة امل�صرية ب�صفة عامة.
والتبدو �آفاق امل�ستقبل خمتلف ًة ،ففي الواقع ،ال �أحد تقريب َا يف قيادة جماعة الإخوان يتوقع احل�صول
�سيتم انتخابه يف خريف على �أكرث من اثني ع�شر مقعد ًا� ،أو قريب ًا من ذلك ،يف جمل�س ال�شعب الذي ّ
العام .2010
�أما الأثر الرئي�س الثاين فتم ّثل يف اعرتاف متزايد من جانب العديد من قادة جماعة الإخوان
حما�صر ًة و�ستبقى كذلك يف امل�ستقبل املنظور .والر�أي ال�سائد داخل احلركة هو َ ب�أن احلركة باتت
�أن جماعة الإخوان ينبغي �أن ُتر ِّكز طاقاتها على احلفاظ على الت�ضامن التنظيمي يف مواجهة قمع
النظام ،بد ًال من �أن ت�ستنزف جهودها يف حماولة عقيمة للم�شاركة ال�سيا�سية .بعبارة �أخرى ،ف�إن
البيئة املغلقة التي مافتئت جماعة الإخوان تعمل يف �إطارها -والتي ازدادت �سوء ًا يف �أعقاب انتخابات
العام 2005الربملانية ،وجت ّلت م�ؤخر ًا يف �شباط/فرباير � ،2010شهدت موج ًة جديد ًة من االعتقاالت
لقادة الإخوان ،مبن فيهم نائب املر�شد العام وثالثة من �أع�ضاء مكتب الإر�شاد -ال ُتقدِّ م � ّأي حافز
لال�ستمرار يف �إعطاء الأولوية للم�شاركة ال�سيا�سية ،مايدفع احلركة �إما �إىل االجتاه االنغالق على
ذاتها �أو نحو اجلوانب االجتماعية والدينية لن�شاطها.
مفاجئ ًا �أن الديناميكيات الداخلية جلماعة الإخوان ت�أ ّثرتيف ظ ّل مثل هذه الظروف ،مل يكن ِ
وت�ش ّكلت من خالل �سل�سلة مناق�شات حول القيمة الإ�سرتاتيجية للم�شاركة ال�سيا�سية .قادة جماعة
الإخوان الذين جادلوا من �أجل مزيد من امل�شاركة �إما غيرّ وا ر�أيهم ،و�إما �أنهم تراجعوا يف هذه
املناق�شات الداخلية .ويف البيئة احلالية ،ف�إنه ي�صبح �أكرث �إقناع ًا املجادلة ل�صالح العزلة الن�سبية،
والرتكيز على الت�ضامن التنظيمي الداخلي ،و�إعطاء الأولوية للن�شاط االجتماعي والديني.
وقد �أو�ضحت االنتخابات الأخرية يف كانون الأول/دي�سمرب 2009لقيادة احلركة( ،الأع�ضاء ال�ستة
ع�شر يف مكتب الإر�شاد ومن�صب املر�شد العام) ،عمق االنق�سامات الداخلية ،والتعزيز املتزايد مليول
االنعزالية يف اجلماعة )85(.فلقد ف َق َد عبد املنعم �أبو الفتوح ،وهو املعتدل ذو النفوذ ،والذي ميكن
القول �إنه املدافع الأكرث �صراح ًة يف جماعة الإخوان عن امل�شاركة ال�سيا�سية ،من�ص َبه يف مكتب الإر�شاد
ل�صالح خ�صومه الذين تتم ّثل �أولو ّيتهم يف الن�شاطات االجتماعية والدعوية للحركة( .بعد فرتة وجيزة
من ذلك� ،أثار موج ًة من التعليقات عندما تخ ّلى -على الأقل لأغرا�ض خطابية -عن التزامه بامل�شاركة
عن طريق الرتويج لفكرة تعليق امل�شاركة ال�سيا�سية ملدة ع�شرين عام ًا) .ويف حني ّمت انتخاب زميل
له من دعاة امل�شاركة ،هو ع�صام العريان ،للمرة الأوىل ،ف�إنه �أظهر يف ت�صريحاته العلنية قدر ًة على
37 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
االلتزام بالقواعد اجلديدة ،وطرح �آراء احلركة .كما ّمت �إق�صاء حممد حبيب ،نائب املر�شد العام،
�إىل جانب �أبو الفتوح .ولأنه بالكاد من املتح ّم�سني لو�ضع �إ�سرتاتيجية �سيا�سية غري ُمق ِّيدة -مل َ
يخ�ش
ال التعبري عن ر�أيه الفردي القائل ب�أن جماعة الإخوان قد ناف�ست على مقاعد كثرية يف العام 2005 مث ً
-فقد عمل حبيب بج ّد لبناء اجل�سور مع َمن هم خارج جماعة الإخوان ،وعمل داخلي ًا لتوفيق الآراء
عيد انتخا ُبهمَ ،مبن بني دعاة امل�شاركة وبني دعاة العزلة .عد ٌد قليل جد ًا من �أع�ضاء املكتب الذين �أُ َ
فيهم رئي�س الكتلة الربملانية جلماعة الإخوان ،حممد �سعد الكتاتني ،ميكن اعتبارهم من امل�ؤ ّيدين
للم�شاركة ،والزعيم املفرو�ض �أنه الأكرث ت�أييد ًا لدعاة امل�شاركة ال�سيا�سية ،خريت ال�شاطر ،اليزال يف
ال�سجن وغري قادر على امل�شاركة ب�شكل كامل يف جماعة مداوالت الإخوان.
و�أخري ًا ،ف�إن املر�شد العام املنتخب حديث ًا ،حممد بديع ،معروف باهتمامه بالت�ضامن الداخلي للحركة
و�أن�شطتها يف املجاالت االجتماعية والدينية .و يف مايتع ّلق بامل�شاركة ال�سيا�سية ،اعرتف بديع يف
خطاب القبول ،يف كانون الثاين/يناير ،2010ب�أن جماعة الإخوان امل�سلمني تعترب نف�سها يف الربملان
ويف العمل املجتمعي ،ق ّو ًة �سلمي ًة و�شرعي ًة لتحقيق الإ�صالح يف م�صر )86(.ومع ذلك� ،أ ّكد بديع �أي�ض ًا
�أن ال�صيغة التقليدية جلماعة الإخوان امل�سلمني هي �أن الإ�صالح احلقيقي يبد�أ على امل�ستوى الفردي،
وتنت�شر من خالل الأُ َ�سر واملجتمع كي ت�ؤ ّثر يف نهاية املطاف على الو�ضع ال�سيا�سي يف البلد ،وهي
()87
�إ�شارة وا�ضحة �إىل عزمه على �إعادة ترتيب �أولويات الن�شاط االجتماعي والديني.
�إن تراجع الإخوان امل�سلمني لن يكون �شام ًال .فال �أحد من قادتها يقول ب�ضرورة االن�سحاب الكامل
والعزلة ،واليزال النظام ال�سيا�سي املُغ ِلق على نحو متزايد يف م�صر يرتك القليل من الأبواب مفتوح ًة
للأ�صوات املعارِ�ضة .ومن املرجح �أن ت�ضمن اجلماعة عدد ًا �ضئي ًال من املقاعد يف الربملان اجلديد،
�إذا ماق ّررت خو�ض االنتخابات .وهي ،كما النظام� ،ستبقى على قيد احلياة .لكن املناف�سة بينهما
تدخل مرحل ًة جديد ًة ،واحلفاظ على كال الطرفني قد يعني الركود ال�سيا�سي للبلد .ومع تراجع جماعة
الإخوان ،يبدو �أن الفر�صة العابرة التي بدت �سانح ًة يف منت�صف العقد لبناء نظام �سيا�سي �أكرث
تع ّددي ًة ،ومناف�سة �سيا�سية مفتوحة بني الر�ؤى املتناف�سة حول م�ستقبل م�صر ،قد تب ّددت.
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 38
ملحق (�أ)
مالحظات
( )1كانت لنا م�شاركة يف هذه النقا�شات� .أنظر ناثان ج .براون ،وعمرو حمزاوي ،ومارينا �أوتاوي« ،احلركات الإ�سالمية
والعملية الدميقراطية يف العامل العربي :ا�ستك�شاف املناطق الرمادية» ،م�ؤ�س�سة كارنغي لل�سالم الدويل ،درا�سة كارنغي
رقم � ،67آذار/مار�س .2006
Nathan J. Brown, Amr Hamzawy, and Marina Ottaway, «Islamist Movements and the Demo-
cratic Process in the Arab World: Exploring Gray Zones,» Carnegie Endowment for Interna-
tional Peace, Carnegie Paper no. 67, March 2006.
؛http://www.carnegieendowment.org/files/cp_67_grayzones_final.pdf
عمرو حمزاوي ،ومارينا �أوتاوي ،ناثان ج .براون« ،الت�سا�ؤالت التي ينبغي على احلركات الإ�سالمية الإجابة عليها :جماعة
الإخوان امل�سلمني امل�صرية كنموذج» ،م�ؤ�س�سة كارنغي لل�سالم الدويل ،دليل ال�سيا�سات� ،شباط/فرباير .2007
Amr Hamzawy, Marina Ottaway, and Nathan J. Brown, «What Islamists Need to Be Clear
About: The Case of the Egyptian Muslim Brotherhood,» Carnegie Endowment for Interna-
tional Peace, Policy Outlook, February 2007.
http://www.carnegieendowment.org/files/ottaway_brown_hamzawy_islamists_final.pdf
ّ
امل�ضطربة �أن تنتج م�ستقب ً
ال �أكرث دميقراطي ًة»، ( )2عمرو حمزاوي وناثان ج .بروان« ،هل ميكن النتخابات م�صر
م�ؤ�س�سة كارنغي لل�سالم الدويل ،دليل ال�سيا�سات ،كانون الأول/دي�سمرب .2005
Amr Hamzawy and Nathan J. Brown, «Can Egypt’s Troubled Elections Produce a More
Democratic Future,» Carnegie Endowment for International Peace, Policy Outlook, Decem-
ber 2005.
http://www.carnegieendowment.org/files/ottaway_brown_hamzawy_islamists_final.pdf
(� )3أحدنا (ناثان ج .براون) ا�ستعر�ض العالقة بني االنتخابات وبني �شبه ال�سلطوية يف «الدكتاتورية والدميقراطية
من خالل مو�شور االنتخابات العربية» ،يف ناثان ج .براون ،تدقيق ،يف «ديناميكيات الدمقرطة :الدكتاتورية ،والتنمية،
ُن�شر قريباً.
ي َ
«Dictatorship and Democracy through the Prism of Arab Elections,» in Nathan J. Brown, ed.,
The Dynamics of Democratization: Dictatorship, Development, and Diffusion, forthcom-
ing.
( )4ن�ش�أت �أبرز احلركات يف م�صر من فكر �سيد قطب ،وهو زعيم جماعة الإخوان امل�سلمني الذي اعترب �أن النظم
رب�أ القيادات احلالية للإخوان من العنا�صر الأكرث تط ّرفاً لفكر ال�سيا�سية واالجتماعية القائمة غري �إ�سالمية .وتت ّ
رب�أ من قطب نف�سه ،ما �أثار بع�ض ال�شكوك لدى بع�ض نقّاد اجلماعة. قطب ،لكنها مل تت ّ
( )5ثمة جمموعة متزايدة من الأعمال عن عودة ظهور جماعة الإخوان امل�سلمني .من بني الكتابات الرائدة باللغة
االنكليزية :كاري ويكهام« ،جتنيد الإ�سالم :الدين ،والن�شاط ال�سيا�سي ،والتغيري ال�سيا�سي يف م�صر( ،كولومبيا:
من�شورات جامعة كولومبيا ،)2002 ،منى الغبا�شي« ،حت ّول الإخوان امل�سلمني امل�صرية» ،املجلة الدولية لدرا�سات ال�شرق
الأو�سط ،املج ّلد ،37العدد � ،)2005( 3ص .391
Carrie Wickham, Mobilizing Islam: Religion, Activism, and Political Change in Egypt, (Co-
lumbia: Columbia University Press, 2002), and Mona El-Ghobashy, »The Metamorphosis of
the Egyptian Muslim Brothers,« International Journal of Middle East Studies, vol. 37, issue
3 (2005), p. 391.
( )6ملعرفة ال�سجل الكامل للمقاعد التي ّ
مت التناف�س عليها ،والتي فازت بها جماعة الإخوان امل�سلمني يف انتخابات
جمل�س ال�شعب منذ العام � ،1976أنظر امللحق (�أ).
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 40
( )7اعتمدنا هنا على مناق�شتنا ال�سابقة مل�سودّة برنامج العمل يف «م�سودّة برنامج جماعة الإخوان امل�سلمني :خو�ض
يف االندماج ال�سيا�سي �أم عودة �إىل املواقع القدمية» ،م�ؤ�س�سة كارنغي لل�سالم الدويل ،درا�سة كارنغي رقم ،89كانون
الثاين/يناير .2008
«The Draft Platform of the Egyptian Muslim Brotherhood: Foray into Political Integration
or Retreat into Old Positions,» Carnegie Endowment for International Peace, Carnegie Paper
no. 89, January 2008.
http://www.carnegieendowment.org/files/cp89_muslim_brothers_final.pdf
(« )8انتخابات ( )2005الإخوان يكت�سحون والوطني حمظور جماهريياً» ،نواب �إخوان 20 ،كانون الثاين/يناير
،2007
http://www.nowabikhwan.com/Index.aspx?ctrl=press&ID=15d18904-d747-4f05-9eb1-
6b3471a5100
( )9نهى عنرت« ،فوز الإخوان امل�سلمني يف االنتخابات الت�شريعية امل�صرية يف العام ،»2005تقرير �صادر عن �أورومي�سكو،
الدرا�سة رقم ،51ت�شرين الأول�/أكتوبر � ،2006ص .14
Noha Antar, «The Muslim Brotherhood’s Success in the Legislative Elections in Egypt
2005,»report produced by EuroMeSCo, Paper 51, October 2006, p.14.
و«الربنامج االنتخابي للإخوان امل�سلمني � ،»2005إخوان �أونالين،
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=15548&SecID=0
(« )10الإخوان امل�سلمون امل�صريون ّ
يد�شنون �صحيفتهم اجلديدة بهجوم �ضا ٍر على حزب التج ّمع الي�ساري ،وي ّتهمون
الوفد ب�أنه خملب قط احلكومة»� ،صحيفة ال�شرق الأو�سط 3 ،كانون الثاين/يناير ،2003
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=144808&issueno=8802
(« )11الإخوان امل�سلمون يف م�صر :مواجهة �أم اندماج؟»� ،إنرتنا�شونال كراي�سز غروب ،تقرير ال�شرق الأو�سط�/شمال
�أفريقيا رقم 18 ،76حزيران/يونيو � ،2008ص .13-12
«Egypt’s Muslim Brothers: Confrontation or Integration?,» International Crisis Group, Mid-
dle East/North Africa Report no. 76, June 18, 2008, pp. 12–13.
(�« )12إ�صالح م�صر :بحثاً عن ا�سرتاتيجية»� ،إنرتنا�شونال كراي�سز غروب ،تقرير ال�شرق الأو�سط�/شمال �أفريقيا رقم
4 ،46ت�شرين الأول�/أكتوبر� ،ص .20-19
«Reforming Egypt: In Search of a Strategy,» International Crisis Group, Middle East/North
Africa Report no. 46, October 4, 2005, pp. 19–20.
( )13ع�صام العريان« ،نحو النه�ضة» ،الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم 7-1 ،771كانون الأول/دي�سمرب .2005
«Isam al-Iryan,» «Towards the Renaissance,» Al-Ahram Weekly, no. 771, December 1–7, 2005.
http://weekly.ahram.org.eg/2005/771/op71.htm
(� )14أحمد اخلطيب« ،الإخوان ي�سعون للتحالف مع املعار�ضة يف مواجهة احلظر الد�ستوري» ،امل�صري اليوم 1 ،ني�سان/
�أبريل ،2007
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=53198
( )15ه�شام �سالم« ،حتالفات املعار�ضة والدمقرطة يف م�صر» ،معهد ال�سالم الأمريكي.
Hisham Salam, «Opposition Alliances and Democratization in Egypt,» United States Insti-
tute of Peace, 2008.
http://www.usip.org/print/resources/opposition-alliances-and-democratization-egypt
( )16للح�صول على ملحة عامة عن الأولويات والأن�شطة الربملانية جلماعة الإخوان امل�سلمني ملجل�س ال�شعب للفرتة
املمتدّة مابني العامني 2000و� ،2005أنظر «ح�صاد الدورة الرابعة لنواب الإخوان»� ،إخوان �أونالين،
41 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
http://www.ikhwanonline.com/article.asp?artid=7777&secid=251
عبد املعز حممد« ،الدورة الرابعة للربملان امل�صري ...نظرة تقوميية»� ،إخوان �أونالين،
http://www.ikhwanonline.com/article.asp?artid=7528&secid=251
ّ
ولالطالع على معلومات عبد املعز حممد« ،نواب الإخوان يقيمون الدورة اخلام�سة للربملان امل�صري»� ،إخوان �أونالين،
عن جمل�س ال�شعب لل�سنوات � ،2010-2005أنظر «كتلة الإخوان� ...أربع �سنوات من العطاء» ،نواب �إخوان� 29 ،آب/
�أغ�سط�س ،2009
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&id=4e661d31-5fad-422e-b98e-
38abee7168e4
حممد ح�سني« ،كتلة الإخوان ...ح�صاد م�ش ِّرف وزخم رقابي» ،نواب �إخوان 27 ،حزيران/يونيو ،2007
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&id=d19436fa-2bf1-47d3-9cf3-
c3b9a0cfba07
( )17ق ّررت اجلماعة مر ًة واحد ًة (يف انتخابات العام )1990االن�ضمام �إىل معظم حركات املعار�ضة ملقاطعة انتخابات
جمل�س ال�شعب بالكامل .وقد جاء ذلك ر ّداً على القيود ال�شديدة التي فر�ضتها احلكومة.
(« )18ح�صاد الدورة الرابعة لنواب �إخوان»� ،إخوان �أونالين،
http://www.ikhwanonline.com/article.asp?artid=7777&secid=251
(« )19كتلة الإخوان� ...أربع �سنوات من العطاء» ،نواب �إخوان� 29 ،آب�/أغ�سط�س ،2009
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&id=4e661d31-5fad-422e-b98e-
38abee7168e4
( )20على �سبيل املثال ،عبرّ ت املبادرة من �أجل الإ�صالح يف العام 2004عن احلاجة �إىل «�إلغاء القوانني �س ّيئة ال�سمعة،
وال�سيما قانون الطوارئ ،وقانون الأحزاب ال�سيا�سية ،وقانون املدّعي العام ملمار�سة احلقوق ال�سيا�سية ،وقانون املطبوعات،
لالطالع على خلفية عامة عن املبادرة� ،أنظر جمال ع�صام الدين « ،جماعة الإخوان وقانون النقابات ،وقوانني �أخرى»ّ .
تدخل املناظرة» ،الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم � 17-11 ،681آذار/مار�س .2004
Gamal Essam El-Din, «Brotherhood Steps Into the Fray,» Al-Ahram Weekly, no. 681, March
11–17, 2004.
؛http://weekly.ahram.org.eg/2004/681/eg3.htm
والدكتور �سيد حممود القمني« ،مبادة الإخوان امل�سلمني كربنامج �إ�صالح :نظرة نقدية» ،درا�سة مقدَّمة يف م�ؤمتر معهد
بروكينغز عن الإ�صالح الإ�سالمي ،وا�شنطن 6-5 ،ت�شرين الأول�/أكتوبر .2004
Dr. Sayed Mahmoud al-Qumni, «The Muslim Brotherhood’s Initiative as a Reform Program:
A Critical Review,» paper presented at the Brookings Institution Conference on Islamic Re-
form, Washington, D.C., October 5–6, 2004.
(�« )21إ�صالح م�صر :بحثاً عن ا�سرتاتيجية»� ،إنرتنا�شونال كراي�سز غروب ،تقرير ال�شرق الأو�سط�/شمال �أفريقيا رقم
4 ،46ت�شرين الأول�/أكتوبر� ،ص .19
«Reforming Egypt: In Search of a Strategy,» International Crisis Group, Middle East/North
Africa Report no. 46, October 4, 2005, p. 19.
( )22عبد املعز حممد« ،ماذا قدّم الإخوان يف الربملان؟!»� ،إخوان �أونالين� 18 ،أيلول�/سبتمرب ،2005
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=14480&SecID=529
قا�ض لأكرث من � 35ألف مركز اقرتاع؛ �أنظر جمال ع�صام الدين« ،اجلدل يحتدم حول املادة
( )23يف م�صر � 12آالف ٍ
،»76الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم 28 ،740ني�سان�/أبريل – � 4أيار/مايو .2005
Gamal Essam El-Din, «Debate heats up over Article 76,» Al-Ahram Weekly, no. 740, April
28–May 4, 2005.
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 42
http://weekly.ahram.org.eg/2005/740/eg7.htm
�شدّدت كتلة الإخوان على وجوب �أن ير�أ�س اللجنة الإ�شرافية رئي�س املحكمة الد�ستورية العليا ،و�أن ت�شمل هذه اللجنة
�أربعة ق�ضاة من حمكمة النق�ض .وعلى دورها الإ�شرايف �أن ي�شمل ت�صحيح قوائم الناخبني ،وميت ّد لي�شمل ك ّل مراحل
االنتخابات� .أنظر عبد املعز حممد« ،ماذا قدّم الإخوان يف الربملان؟!»� ،إخوان �أونالين� 18 ،أيلول�/سبتمرب ،2005
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=14480&SecID=529
( )24عبد املعز حممد« ،الإخوان والدورة الثانية ...معركة التعديالت الد�ستورية»� ،إخوان �أونالين 7 ،متوز/يوليو
،2009
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=51222&SecID=251
(« )25حقوقيون ير�صدون جتاوزات وانتهاكات مبراكز االقرتاع» ،العربية � 26آذار/مار�س ،2007
http://www.alarabiya.net/articles/2007/03/26/32904.html
(ّ )26
لالطالع على حتليلنا للتعديالت الد�ستورية� ،أنظر ناثان ج .براون ،ومي�شيل دن ،وعمرو حمزاوي« ،التعديالت
الد�ستورية املثرية للجدل يف م�صر» ،م�ؤ�س�سة كارنغي لل�سالم الدويل ،تعليق� ،آذار/مار�س .2007
Nathan J. Brown, Michele Dunne, and Amr Hamzawy, «Egypt’s Controversial Constitution-
al Amendments,» Carnegie Endowment for International Peace, Web Commentary, March
2007.
http://www.carnegieendowment.org/files/egypt_constitution_webcommentary01.pdfary
( )27عادل �صربي« ،ن�صو�ص تعديالت د�ستور م�صر و�آثارها املتو َّقعة «� ،إ�سالم �أونالين ،كانون الأول/دي�سمرب ،2009
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1168265499761&pagena
me=Zone-Arabic-News%2FNWALayout.
( )28خالد �أبو بكر�« ،أبو الفتوح :الإخوان �أكرب مت�ض ّرر من تعديل الد�ستور»� ،إخوان �أونالين 26 ،كانون الأول/دي�سمرب
،2006
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1168265498797&pagena
me=Zone-Arabic-News%2FNWALayout
( )29خالد �أبو بكر�« ،أبو الفتوح :الإخوان �أكرب مت�ض ّرر من تعديل الد�ستور»� ،إخوان �أونالين 26 ،كانون الأول/دي�سمرب
،2006
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1168265498797&pagena
me=Zone-Arabic-News%2FNWALayout
( )30عبد ال�ستار �إبراهيم وعبدو زينه« ،م�صر� :أعلى جلنة برملانية توافق على مقرتحات مبارك بتعديل الد�ستور
و�صياغة املواد اجلديدة» ،ال�شرق الأو�سط 9كانون الثاين/يناير ،2007
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=400769&issueno=10269
(« )31بيان حول م ّد العمل بقانون الطوارئ � 3سنوات �أخرى»� ،إخوان �أونالين 1 ،ني�سان�/أبريل ،2003
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=247&SecID=0
(� )32أحمد �صالح وهاين عادل« ،التفا�صيل الكاملة جلل�سة الربملان مب ّد العمل بقانون الطوارئ»� ،إخوان �أونالين26 ،
�أيار/مايو ،2008
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=37555&SecID=0
( )33حممد ح�سني« ،ح�سن ي�ستجوب الداخلية وي ّتهمها بقتل امل�صريني عمداً» ،نواب �إخوان 14 ،ت�شرين الثاين/
نوفمرب ،2008
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=5df3ffe2-9f73-447a-bedf-
04b6484e37a0
( )34عبد املعز حممد« ،ماذا قدّم الإخوان يف الربملان؟!»� ،إخوان �أونالين� 18 ،أيلول�/سبتمرب ،2005
43 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=14480&SecID=529
(« )35قانون �إخواين لإلغاء حب�س ال�صحافيني والأطباء امل�صريني»� ،إخوان �أونالين،
www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=4993&SecID=250
(� )36أمرية هويدي« ،املعركة مل تنت ِه بعد» ،الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم 29 ،801حزيران/يونيو – 5متوز/يوليو
.2006
Amira Howeidy, «The Battle Is Not Over,» Al-Ahram Weekly, no. 801, June 29–July 5 2006.
http://weekly.ahram.org.eg/2006/801/fr2.htm
( )37عبد املعز حممد« ،الربملان امل�صري يق ّر قانون ال�سلطة الق�ضائية و�سط رف�ض الإخوان واملعار�ضة»� ،إخوان �أونالين،
27حزيران/يونيو ،2006
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=21502&SecID=0
«�صبحي يقدّم م�شروعاً جديداً لقانون ال�سلطة الق�ضائية» ،نواب �إخوان 8 ،متوز/يوليو ،2007
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=5713b819-11f0-4901-b1f7-fb-
4d68c297da
( )38عبد املعز حممد�« ،أول قانون م�شرتك بني الإخوان واجلبهة الوطنية عن تنظيم الأحزاب ال�سيا�سية»� ،إخوان
�أونالين 13 ،حزيران/يونيو ،2006
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=21151&SecID=250
(« )39موافقة على م�شروع قانون �إخواين لإلغاء احلب�س االحتياطي» ،نواب �إخوان 29 ،ني�سان�/أبريل ،2007
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=06a183a7-a5ab-4ec7-a67c-
0a5c22a77ec9
(« )40م�شروع قانون ملناه�ضة التعذيب مب�صر»� ،إخوان �أونالين 4 ،كانون الثاين/يناير ،2004
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=3948&SecID=0
( )41عبد اهلل �شحاته« ،بيومي يع ّد م�شروع قانون ي�سمح بحرية �إن�شاء اجلمعيات الأهلية» ،نواب �إخوان 24 ،كانون
الأول/دي�سمرب ،2009
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=87539445-0784-4eb6-b3e6-
42c7cd37d446
(� )42أحمد �صالح 100« ،نائب يرف�ضون قانون منع التظاهر يف دور العبادة»� ،إخوان �أونالين 2 ،ني�سان�/أبريل
،2008
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=36060&SecID=250
�أحمد البحريي« ،جدل �أزهري حول م�شروع قانون «منع املظاهرات يف امل�ساجد» ...وعلماء يعتربون مناق�شته برملانياً
خطوة لـ «كبت احلريات» ،امل�صري اليوم 12 ،كانون الأول/دي�سمرب ،2007
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=86070&IssueID=886
�أحمد رم�ضان« ،قانون منع التظاهر يف دور العبادة ...م�ؤامر ٌة جديد ٌة على م�صر»� ،إخوان �أونالين 25 ،كانون الأول/
دي�سمرب ،2007
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=33080&SecID=250
( )43عبد اهلل �شحاته« ،را�ضي يقرتح م�شروع قانون يلغي حظر الن�شر» ،نواب �إخوان� 27 ،شباط/فرباير ،2009
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=6cccdcc3-3870-4cae-b59f-fd-
2b68fb22f
( )44املادة 169من الد�ستور امل�صري.
لالطالع على معلومات عن اجلرمية� ،أنظر الزهراء عامر« ،جرائم ...2009م�صر باللون الأحمر»� ،إخوان
(ّ )45
�أونالين 1 ،كانون الثاين/يناير ،2010
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 44
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=58573&SecID=271
لالطالع على معلومات عن جرائم التحر�ش اجلن�سي� ،أنظر �أحمد �صالح« ،حماكمات برملانية جديدة لف�شل النظام»، ّ
�إخوان �أونالين� 10 ،آذار/مار�س ،2009
http://ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=46289&SecID=250.
بالن�سبة للهجرة غري ال�شرعية� ،أنظر «الهجرة غري ال�شرعية ...احللم الأليم»� ،إخوان �أونالين،
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=11769&SecID=271
( )46بلغ حجم الإنفاق االجتماعي ن�سبة 42باملئة من ميزانية ،2005/2004ما �أدّى �إىل رفع �أجور العاملني يف
قطاعَي ال�صحة والتعليم.
( )47عبد املعز حممد« ،الف�ساد والر�شوة م�س�ؤوالن عن االنهيار االقت�صادي»� ،إخوان �أونالين 8 ،ت�شرين الأول�/أكتوبر
،2005
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=14889&SecID=0
( )48و�صل حجم الدين الداخلي �إىل 338بليون جنيه م�صري ،فيما و�صل الدين اخلارجي �إىل 28.7بليون جنيه.
�أنظر عبد املعز حممد« ،ح�صاد الدورة الرابعة لنواب الإخوان (� ،»)3إخوان �أونالين 21 ،متوز/يوليو ،2004
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=7776&SecID=251
(« )49برملان م�صر يناق�ش ا�ستجواباً للإخوان عن الدين العام»� ،إخوان �أونالين 18 ،كانون الثاين/يناير ،2004
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=4178&SecID=0
متو�سط العجز ال�سنوي للحكومة امل�صرية 2.65باملئة� .أنظر «املجموعة
ّ ( )50بني العاميني 2000و ،2004بلغ
الإح�صائية ملنطقة اللجنة االقت�صادية واالجتماعية لغربي �آ�سيا للعام « ،»2005جلنة الأمم املتحدة االقت�صادية
واالجتماعية لغربي �آ�سيا».
«Statistical Abstract of the ESCWA Region for 2005,»United Nations Economic and Social
Commission for Western Asia.
http://css.escwa.org.lb/Abstract/chap09/index.asp
( )51يف ت�شرين الثاين/نوفمرب � ،2003أ�صبح اجلهاز املركزي للمحا�سبات خا�ضعاً لإ�شراف رئي�س اجلمهورية ،وهو
تط ّور انتقده النائب حمدي ح�سن.
( )52تر ّكزت � 49ألف حالة من هذه احلاالت يف قطاع النفط ،ووزارة الثقافة ،والبلديات وقطاع الإ�سكان« .احلكومة
امل�صرية ت�سبح يف بحر من الف�ساد»� ،إخوان �أونالين 16 ،ت�شرين الثاين/نوفمرب ،2003
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=3443&SecID=0
«نواب الإخوان يطالبون بفتح ملف الف�ساد من جديد»� ،إخوان �أونالين 25 ،كانون الأول/دي�سمرب ،2004
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=9951&SecID=0
( )53و�صل املبلغ املرتاكم للأ�صول التي فقدت يف حاالت الف�ساد املايل والك�سب غري امل�شروع (االجتار باملخدرات،
وغ�سيل الأموال ،والر�شاوى� ،إلخ) �إىل 100بليون جنيه م�صري .وانتقد عدد من النواب ،ا�ستناداً �إىل تقرير اجلهاز
املركزي للمحا�سبات ،احلكومة على الإنفاق غري ال�ضروري ملبلغ 521مليون جنيه ل�شراء �سيارات للوزراء ،ومتويل
موظفي الدولة بن�سبة تزيد على 20 �سفرهم مع جلان الأبحاث .وزعموا �أن املبلغ الذي �أُنفِق كان ميكن �أن يرفع رواتب ّ
باملئة� ،إخوان �أونالين 16 ،ت�شرين الثاين/نوفمرب ،2003
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=3443&SecID=0
�صالح �شلبي« ،نواب الإخوان يفتحون ملف ف�ساد احلكومة امل�صرية»� ،إخوان �أونالين،
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=19025&SecID=271
( )54ال�سيد حزين« ،بدون �إ�صالح �سيا�سي يتدهور �أي اقت�صاد»� ،إخوان �أونالين� 17 ،شباط/فرباير ،2004
http://ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=4989&SecID=250
45 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
( )55م�صطفى عو�ض اهلل�« ،سيا�سة اخل�صخ�صة �أفقدت م�صر �شركاتها و�شردت ع ّمالها»� ،إخوان �أونالين� 17 ،شباط/
فرباير ،2004
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=4828&SecID=0
ح�سنني ال�شورة 100« :مليار جنيه تكلفة الف�ساد �سنوياً مب�صر»� ،إخوان �أونالين� 24 ،شباط/فرباير ،2004
http://www.ikhwanOnline.com/Article.asp?ArtID=4979&SecID=0
(� )56أحمد �سبيع« ،العديل :نح ّذر احلكومة من ا�ستنزاف االحتياطي النقدي»� ،إخون �أونالين،
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=5216&SecID=250
(� )57أحمد �سبيع« ،م�صر :نواب الإخوان ي�س�ألون �أين قانون منع االحتكار؟!»� ،إخوان �أونالين،
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=5445&SecID=250
( )58ال�سيد زايد« ،د .الغزايل :للإخوان ر�ؤية اقت�صادية لكن امل�شكلة يف التطبيق»� ،إ�سالميون� 14 ،آب�/أغ�سط�س
،2008
http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1218614721545&pa
gename=Islamyoun/IYALayout
(ّ )59
«ن�ص ر ّد الكتلة على املوازنة» ،نواب �إخون 11 ،حزيران/يونيو ،2008
http://www.nowabikhwan.com/Index.aspx?ctrl=press&ID=2eb8f08f-0635-4ee4-97f6-
304e2a2a2c75.
( )60هاين عادل�« ،إ�سقاط 11ا�ستجواباً بالت�صفيق للحكومة!!»� ،إخوان �أونالين� 22 ،آذار/مار�س ،2009
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=46762&SecID=250
(« )61احل�سيني يقدم م�شروع قانون لت�شديد عقوبة االحتكار» ،نواب �إخوان 13 ،كانون الثاين/يناير ،2008
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=220cf723-b3a3-4c14-93f6-
1d6b48796b2
(« )62موجز لأداء الكتلة خالل الدور الربملاين ،»2009الإخوان امل�سلمون( ،2009 ،غري من�شور).
(� )63صهيب ال�شريف« ،ا�ستجواب لرا�ضي ي ّتهم احلكومة ب�إهدار �أموال املنح» ،نواب �إخوان 24 ،كانون الأول/دي�سمرب
،2008
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=64e11870-e2f3-4162-a8be-
c076e3898a44
( )64حممد جمال عرفة« ،و�سط االنتقادات :انتخاب ملكة جمال م�صر» ،العربية 24 ،ني�سان�/أبريل ،2004
http://www.alarabiya.net/articles/2004/04/24/2721.html
( )65عبد املعز حممد�« ،أزمة املذيعات ّ
املحجبات مب�صر مبراحلها النهائية»� ،إخوان �أونالين 25 ،كانون الثاين/يناير
،2005
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=10372&SecID=391
( )66يف الواقع ،ر ّكز الإخوان امل�سلمون ب�شكل خا�ص على هذه الق�ضية يف جمل�س العام ،1979عندما اقرتح نواب
جماعة الإخوان �سل�سل ًة قوانني من �ش�أنها �أن جتعل الإطار القانوين مل�صر يتما�شى مع تف�سرياتها لل�شريعة الإ�سالمية.
(« )67جمل�س ال�شعب يوافق على م ِّد فرتة عمداء الأزهر �إىل ثالث �سنوات» ،نواب �إخوان 19 ،كانون الأول/دي�سمرب
،2006
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=30b63109-bc1f-4cd5-8631-
be8afb8df649
( )68عبد املعز حممد« ،م�شروعات قوانني قدّمها الإخوان �أحرجت احلكومة»،
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=14597&SecID=251
(« )69اقرتاح بالربملان امل�صري بانتخاب �شيخ الأزهر»� ،إخوان �أونالين،
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=4876&SecID=251
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 46
(� )70أحمد يو�سف« ،ا�ستجواب لبهاء ي ّتهم احلكومة بتفكيك جامعة الأزهر» ،نواب �إخوان،
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=89b6241b-e518-4a43-aae7-
d720572d9025
( )71زعم را�ضي �أن جهاز املخابرات ّ
يتدخل يف تعيني خطباء امل�ساجد ،ويف �إعداد ُخ َطب اجلمعة� .أنظر خليفة الد�سوقي،
«را�ضي ُي ِع ّد م�شروع قانون مينح العلماء ح�صانة» ،نواب �إخوان 25 ،ت�شرين الأول � /أكتوبر ،2007
http://www.nowabikhwan.com/Index.aspx?ctrl=press&ID=eda54edc-0627-452c-9bb0-
91f2856e2f0b
( )72حممد ح�سني« ،را�ضي ي�ستجوب زقزوق لتفوي�ضه الأمن يف �إدارة امل�ساجد» ،نواب �إخوان،
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=37541dfa-d3cc-40ed-be6d-
f11c1c8538fd
( )73القانون .2003/88
( )74خليفة الد�سوقي« ،ال�سخاوي يطرح م�شروع قانون الزكاة للر�أي العام» ،نواب �إخوان 29 ،ت�شرين الثاين�/أكتوبر
،2008
http://www.nowabikhwan.com/Index.aspx?ctrl=press&ID=c90f6caf-c333-4fce-8f29-ae-
0223f36a3a
عبد اهلل �شحاته« ،ال�سخاوي يقدّم م�شروع قانون حلل م�شكلة م�صر الأقت�صادية» ،نواب �إخوان 24 ،ت�شرين الأول�/أكتوبر
،2008
http://www.nowabikhwan.com/Index.aspx?ctrl=press&ID=20c2ee4b-5dab-4421-ab98-
554a76c77c6b
( )75القانون .1996/12
( )76خليفة الد�سوقي« ،را�ضي يتقدم مب�شروع قانون للطفل» ،نواب �إخوان� 22 ،أيار/مايو ،2008
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&ID=a6a32b23-ded6-4005-909a-
65263f52f676
( )77عبد املعز حممد« ،الإخوان والدورة الثالثة ...هجوم القوانني»� ،إخوان �أونالين 16 ،متوز/يوليو ،2009
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=51615&SecID=251
( )78حاربت كتلة الإخوان ،على وجه اخل�صو�ص ،قرار وزير الثقافة يف العام 200الذي يق�ضي مبنع مذيعات التلفزيون
من و�ضع احلجاب� ،إ�ضاف ًة �إىل قرار وزير التعليم يف العام 2002بال�سماح للجامعات مبنع ارتداء النقاب يف حرمها.
لالطالع على معلومات عن قرار منع مذيعات التلفزيون من و�ضع احلجاب� ،أنظر « 12مذيعة م�صرية لب�سن احلجاب ّ
فحر ِْمنَ العمل»� ،إخوان �أونالين،
ُ
«http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=3688&SecID=250
«احلجاب يف م�صر ...وظائف ممنوعة على املحجبات»� ،إخوان �أونالين،
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=11166&SecID=304
لالطالع على معلومات عن منع النقاب� ،أنظر حممد جمعة�« ،إخوان م�صر يرف�ضون منع احلجاب» ،اجلزيرة 9 ،ت�شرين
ّ
الأول�/أكتوبر ،2009
http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/6797BDD7-59AC-48F3-9C9F-B90809743011.htm
( )79القانون .2008/126
( )80مرمي علي« ،قانون م�صري حلماية الطفل يثري اجلدل»� ،إخوان ويب 24 ،متوز/يوليو .2008
Mariam Ali, «Egypt’s child protection law sparks controversy,» July 24, 2008, Ikhwan Web.
http://www.ikhwanweb.com/article.php?id=17432&ref=search.php
( )81مرمي علي« ،قانون م�صري حلماية الطفل يثري اجلدل»� ،إخوان ويب 24 ،متوز/يوليو .2008
Mariam Ali, «Egypt’s child protection law sparks controversy,» July 24, 2008, Ikhwan Web.
47 عمرو حمزاوي وناثان ج .براون
www.ikhwanweb.com/article.php?id=17432&ref=search.php
( )82رمي ليلى« ،القانون مقابل املمار�سة» ،الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم 23-17 ،906متوز/يوليو .2008
Reem Leila, «Law Versus Practice,» Al-Ahram Weekly, no. 906, July 17–23, 2008.
http://weekly.ahram.org.eg/2008/906//eg7.htm
( )83حمدي ح�سن« ،حمدي ح�سن يكتب :كوتة كوتة ...خل�صت احلدوتة ..حلوة وال؟» ،نواب �إخوان 13 ،حزيران/يونيو
،2009
http://www.nowabikhwan.com/index.aspx?ctrl=press&id=4cdef126-71de-488f-9b27-
7ce0afc48bd5
( )84املادة 40من الد�ستور امل�صري.
(� )85أ�صيب مراقبو االنتخابات الداخلية جلماعة الإخوان امل�سلمني وعواقبها بالذهول ب�سبب العر�ض العلني خلالفات
مت تناول معظمها يف و�سائل الإعالم .فجماعة الإخوان مل َت ُعد ،كما يف ال�سابق ،جماع ًة متك ّتم ًة اجلماعة الداخلية التي ّ
تك�شف عن القليل من �ش�ؤونها الداخلية للغرباء .وبعد �ساعات قليلة على �إعالن نتائج االنتخابات ،ا ّتهمت �شخ�صيات،
مثل حممد حبيب ،زعماء �آخرين بالتالعب بالعملية االنتخابية ل�صالح مكتب الإر�شاد .يف الواقع ،ناق�شت �أ�صوات عدّة
يف اجلماعة املعتدلة ،ب�صراحة� ،إمكاني َة تف ّكك هذه الأخرية .ومع ذلك ،يبدو �أن القيادة اجلديدة جلماعة الإخوان قد
عملت جاهد ًة لكبح الأ�صوات املعارِ�ضة ،وتقدمي �صورة �أكرث مت�ساكاً �إىل الغرباء.
(« )86الرتجمة االنكليزية خلطاب القبول الذي �ألقاه حممد بديع»� ،إخوان ويب 17 ،كانون الثاين/يناير ،2010
http://www.ikhwanweb.net/article.php?id=22674
(« )87الرتجمة االنكليزية خلطاب القبول الذي �ألقاه حممد بديع»� ،إخوان ويب 17 ،كانون الثاين/يناير ،2010
http://www.ikhwanweb.net/article.php?id=22674
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�صرية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية مُغلَقة 48
م�صادر �أخرى ّ
مت اال�ستناد �إليها
«الرت�شح كواجب ديني» ،الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم 11-5 ،502ت�شرين الأول�/أكتوبر .2000
ّ �أمرية هويدي،
Amira Howeidy, «Running as a religious duty,» Al-Ahram Weekly, no. 502, October 5–11,
2000.
http://weekly.ahram.org.eg/2000/502/el2.htm
�أمرية هويدي« ،انتبهوا لهذه امل�ساحة» ،الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم 39-23 ،509ت�شرين الثاين/نوفمرب .2000
Amira Howeidy, «Watch this space,» Al-Ahram Weekly, no. 509, November 23–39, 2000.
http://weekly.ahram.org.eg/2000/509/eg3.htm
بريتو�س هندريك�س« ،تقرير من احلملة االنتخابية :خريطة م�صر ال�سيا�سية اجلديدة» ،تقارير م�شروع �أبحاث
ومعلومات ال�شرق الأو�سط ،التقرير رقم ،147املرحلة الدقيقة يف تاريخ م�صر ،متوز/يوليو – �آب�/أغ�سط�س ،1987
�ص .30-23
Bertus Hendriks, «A Report from the Election Campaign: Egypt’s New Political Map» MER-
IP Reports, no. 147, Egypt’s Critical Moment, July–August, 1987, p. 23–30.
بريتو�س هندريك�س« ،االنتخابات امل�صرية ،م�أزق مبارك» ،تقارير م�شروع �أبحاث ومعلومات ال�شرق الأو�سط ،التقرير رقم
،129م�صر و�إ�سرائيل اليوم� ،1985 ،ص .18-11
Bertus Hendricks, «Egypt’s Elections, Mubarak’s Bind,» MERIP Reports, no. 129, Egypt and
Israel Today, January, 1985, p. 11–18.
�إريكا بو�ست« ،االنتخابات يف م�صر» ،تقارير م�شروع �أبحاث ومعلومات ال�شرق الأو�سط ،التقرير رقم ،147املرحلة
الدقيقة يف تاريخ م�صر ،متوز/يوليو – �آب�/أغ�سط�س � ،1987ص .22-17
Erika Post, «Egypt’s Elections,» MERIP Reports, no. 147, Egypt’s Critical Moment, July –Au-
gust, 1987, p. 17–22.
جمال ع�صام الدين« ،الإجراء واال�ستقطاب» ،الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم 21-15 ،773كانون الأول/دي�سمرب
.2005
Gamal Essam El-Din, «Procedure and polarisation,» Al-Ahram Weekly, no. 773, December
15–21, 2005.
http://weekly.ahram.org.eg/2005/773/eg1.htm
جمال ع�صام الدين« ،خارجون عن ال�صف» ،الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم 39-23 ،509ت�شرين الثاين/نوفمرب
.2000
–Gamal Essam El-Din, «Rank-and-file dissenters,» Al-Ahram Weekly, no. 509, November 23
39, 2000.
http://weekly.ahram.org.eg/2000/509/eg1.htm
جمال ع�صام الدين« ،التخفيف من ال�ضربة ،الأهرام الأ�سبوعي ،العدد رقم 15-9 ،507ت�شرين الثاين/نوفمرب
.2000
Gamal Essam El-Din, «Softening the blow,» Al-Ahram Weekly, no. 507, November 9–15,
2000.
http://weekly.ahram.org.eg/2000/507/eg5.htm
.2005 نوفمرب/ ت�شرين الثاين9 ، جمل�س العالقات اخلارجية،» «االنتخابات النيابية يف م�صر،ماري كريان
Mary Crane, «Egypt’s Parliamentary Elections,» Council on Foreign Relations, November 9,
2005.
http://www.cfr.org/publication/9188/egypts_parliamentary_elections.html
يناير/ كانون الثاين،66 درا�سة كارنغي رقم، م�ؤ�س�سة كارنغي لل�سالم الدويل،» «تقييم الإ�صالح امل�صري،مي�شيل دن
.2006
Michele Dunne, «Evaluating Egyptian Reform,» Carnegie Endowment for International Peace,
Carnegie Paper no. 66, January 2006.
http://www.carnegieendowment.org/files/CP66.Dunne.FINAL.pdf
ت�شرين19 ، �إ�سالم �أونالين،» ا�ستمرار امل�شاركة رغم الت�ضييق احلكومي... «الإخوان امل�سلمون،حممد جمال عرفة
،2000 �أكتوبر/الأول
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-
News/NWALayout&cid=1172571362325
، تقرير �صادر عن �أورومي�سكو،»2005 «فوز الإخوان امل�سلمني يف االنتخابات الت�شريعية امل�صرية يف العام،نهى عنرت
.20 �ص،2006 �أكتوبر/ ت�شرين الأول،51 الدرا�سة
Noha Antar, «The Muslim Brotherhood’s Success in the Legislative Elections in Egypt
2005,»report produced by EuroMeSCo, Paper 51, October 2006, p. 20.
مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط
مقره بريوت يف لبنانّ � .أ�س�سته م�ؤ�س�سة مركز كارنيغي ال�رشق الأو�سط هو مركز �أبحاث ّ
ويعنى املركز بالتح ّديات التي تواجه التنمية ال�سيا�سية
كارنيغي لل�سالم الدويل يف العام ُ .2006
واالقت�صادية والإ�صالح يف ال�رشق الأو�سط العربي ،ويهدف �إىل ت�سليط ال�ضوء على عملية
ي�ضم املركز كوكبة من
ّ التغيري ال�سيا�سي يف املنطقة وتعميق فهم الق�ضايا املعقدة التي ت�ؤثّر عليه.
ال عن �أنه يتعاون مع باحثي كارنيغي يف وا�شنطن ومو�سكو وبكني
كبار الباحثني يف املنطقة ،ف�ض ً
وعدد كبري من مراكز الأبحاث يف ال�رشق الأو�سط و�أوروبا ،لتقدمي بحوث جتريبية معمقة
ويوفِّر هذا
خا�صة بال�سيا�سات املتعلّقة ب�ش�أن الق�ضايا احلا�سمة التي تواجه بلدان و�شعوب املنطقةُ .
املعمقة
النهج املميز ل�صانعي ال�سيا�سات واملمار�سني والنا�شطني يف كل البلدان التحليل والتو�صيات َّ
باملعرفة ووجهات النظر من املنطقة ،وتعزيز �آفاق الت�ص ّدي بفعالية للتح ّديات الرئي�سية.
م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل هي م�ؤ�س�سة �أبحاث خا�صة التتوخى الربح وت�ضم باحثني ي�سعون
�إىل و�ضع درا�سات مع نظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى من خالل البحث والن�رش واالجتماع
و�أحيان ًا عرب �إن�شاء �شبكات دولية وم�ؤ�س�سات جديدة .ومتتد اهتماماتهم �إىل مناطق جغرافية
وا�سعة وعالقات بني احلكومات والأعمال واملنظمات الدولية واملجتمع املدين،مع الرتكيز على
القوى االقت�صادية وال�سيا�سية والتكنولوجية التي تقود زمام التغيري العاملي.
وا�ستناد ًا �إىل الت�أ�سي�س الناجح الذي �شهده مركز كارينغي يف مو�سكو �أ�ضافت امل�ؤ�س�سة مراكز يف
ال يف وا�شنطن ومو�سكو �إنطالق ًا من فكرتها
بيجينغ وبريوت وبروك�سل �إىل مكاتبها املوجودة �أ�ص ً
الريادية القائلة ب�أن �أي جلنة ا�ست�شارية مهمتها امل�ساهمة يف الأمن واال�ستقرار واالزدهار يف
العامل ت�ستدعي يف �صميم عملياتها وجود ًا دولي ًا دائم ًا ونظرة متعددة اجلن�سيات.
2010
جماعة الإخوان امل�سلمني امل�رصية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية ُمغلَقة،عمرو •
حمزاوي وناثان ج .براون
• ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة� ،سارة فيليب�س.
2009
املحية ،مارينا �أوتاوي.
رّ •
�إيران والواليات املتحدة ودول اخلليج :ال�سيا�سة الإقليمية
التجمع اليمني للإ�صالح ,عمرو حمزاوي.ّ • بني احلكومة واملعار�ضة :منوذج
املتك�سة»� :إ�صالح قطاع الأمن يف فل�سطني ولبنان واليمن ,يزيد �صايغ.
رّ • «ترميم النوافذ
املطرد ؟ كري�ستوفر بوت�شيك.
ّ • اليمن :كيف ميكن جتنّب االنهيار
• �إدارة الرثوة ال�سيادية العربية يف زمن اال�ضطراب ومابعده� ,سفني برينت وب�سمة ق�ضماين.
•الإدارة الأوروبية لل�رصاع يف ال�رشق الأو�سط :نحو مقاربة �أكرث فعالية ،موريال �أ�سبورغ.
• الطفرة النفطية يف بلدان جمل�س التعاون اخلليجي : 2008 - 2002حتديات قدمية وديناميات
متغية� ,إبراهيم �سيف.
رّ
2008
ال�شـرق الأو�سـط :مراحل تطور وتفكك النظام الإقليمي ،بول �سامل. •
• يف ظالل الإخوان :الن�ساء يف جماعة الإخوان امل�سلمني امل�رصية�،أميمة عبد اللطيف.
• ال�سلفية و�سيا�سة التطرف يف جزائر مابعد ال�رصاع� ,أمل بوبكري.
• حزب العدالة والتنمية يف املغرب :امل�شاركة ومع�ضالتها ،عمرو حمزاوي.
• الدبلوما�سية العربية اجلديدةُ :
تعار�ض ولي�س ُمعار�ضة لل�سيا�سة الأمريكية ،مارينا �أوتاوي
وحممد حرز الله.
• ماذا يحدث داخل جماعة الإخوان امل�سلمني امل�رصية :النقا�ش حول برنامج احلزب وتداعياته،
ناثان ج .براون وعمرو حمزاوي.
• تقومي اتفاقيات التجارة احلرة بني االحتاد الأوروبي والواليات املتحدة وبني بع�ض دول ال�رشق
الأو�سط و�شمال �إفريقيا ،ريا�ض اخلوري.
للح�صول على الئحة كاملة لدرا�سات مركز وبرنامج كارنيغي لل�رشق الأو�سط :
www.CarnegieEndowment.org/pubs