Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫الـيـمـن‪:‬على �َشـــفــا الــهــاويـة‬

‫التذ ّرع بالتظ ّلمات‪:‬‬ ‫كــارنيغي‬ ‫سلسلة أوراق‬

‫القاعدة يف �شبه‬
‫جزيرة العرب‬

‫�ألي�ستري هاري�س‬

‫مـؤسـسـة كـارنيغي‬
‫برنامج الشرق األوسط‬ ‫للـسـالم الـدولي‬
‫‪2010‬‬ ‫أيار‪/‬مايو‬ ‫‪111‬‬ ‫العدد‬ ‫واشنطن • موسكو • بيجينغ • بيروت • بروكسيل‬
‫‪1‬‬

‫التذ ّرع بالتظ ّلمات‪:‬‬


‫القاعدة‬ ‫أوراق‬
‫يف �شبه جزيرة العرب‬
‫كارنيغي‬
‫�ألي�ستري هاري�س‬

‫الإ�سرتاتيجية الفعالة ملكافحة‬


‫تنظيم القاعدة يف جزيرة‬
‫العرب يجب �أن ت�سعى �إىل فهم‬
‫مدى ت�أثري ر�سالة التنظيم‬
‫على اجلماعات اليمنية‪ ،‬وكيف‬
‫ميكن �أن تعالج م�ؤ�س�سات‬
‫الدولة التظ ّلمات احلقيقية‬
‫عب عنها‬ ‫�أو املُت� َّصورة التي رّ‬
‫التنظيم‪.‬‬

‫برنامج الشرق األوسط‬


‫مؤسسة كـارنيغي‬
‫للسالم الدولي‬
‫‪2010‬‬ ‫أيار‪/‬مايو‬ ‫‪111‬‬ ‫العدد‬ ‫واشنطن • موسكو • بيجينغ • بيروت • بروكسيل‬
‫© ‪ 2010‬م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل‪ .‬جميع احلقوق حمفوظة‪.‬‬

‫مينع ن�سخ �أو نقل � ّأي جزء من هذا املن�شور ب� ّأي �شكل �أو ب� ّأي و�سيلة من دون احل�صول على �إذن خطي من م�ؤ�س�سة‬
‫كارنيغي‪ .‬يرجى توجيه الطلبات �إىل‪:‬‬

‫مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي‬


‫قسم املنشورات‬
‫‪ 1779‬شارع ماساشوستس‪NW ،‬‬
‫واشنطن‪ ،‬العاصمة ‪20036‬‬
‫هاتف‪7600-483-202 :‬‬
‫فاكس‪1840-483-202 :‬‬
‫‪www.CarnegieEndowment.org‬‬

‫أوإلى العنوان التالي‪:‬‬

‫مركز كارنيغي للشرق األوسط‬


‫برج العازارية‪ ،‬الطابق اخلامس‬
‫رقم املبنى ‪ ،2026 1210‬شارع األمير بشير‬
‫وسط بيروت التجاري‬
‫بيروت‪ .‬لبنان‬
‫تلفون‪9611991491 :‬‬
‫فاكس‪9611991591 :‬‬
‫ص‪ .‬ب‪ 1061 - 11 :‬رياض الصلح‬
‫‪www.carnegie-mec.org‬‬
‫‪info@Carnegie-mec.org‬‬

‫ميكن حتميل هذا املن�شور جمان ًا من املوقع‪:‬‬


‫‪http://www.CarnegieEndowment.org‬‬
‫تتوفر أيضا ً نسخ مطبوعة محدودة‪ .‬لطلب نسخة أرسل رسالة عبر البريد اإللكتروني إلى العنوان التالي‪:‬‬
‫‪pubs@CarnegieEndowment.org‬‬

‫�أوراق كارنيغي‬
‫�أوراق كارنيغي عبارة عن درا�سات من �إعداد الباحثني يف امل�ؤ�س�سة ونظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى‪ .‬ت�شمل ال�سل�سلة‬
‫�أبحاث ًا جديدة �آنية ومقتطفات �أ�سا�سية من �أبحاث �أو�سع يجري العمل عليها‪ .‬نرحب بتعليقات ّ‬
‫القراء‪.‬ميكنكم �إر�سال‬
‫تعليقاتكم �إىل «م�رشوع الدميقراطية و�سيادة القانون» على العنوان الربيدي للم�ؤ�س�سة �أوعرب املوقع الإلكرتوين‪:‬‬
‫‪www.carnegie-mec.org‬‬

‫امل�ؤلف‬
‫ال م�شارك ًا يف املعهد امللكي للخدمات املتحدة‬ ‫ّ‬
‫وموظف يف الأمم املتحدة‪ .‬يعمل زمي ً‬ ‫�ألي�ستري هاري�س دبلوما�سي �سابق‬
‫ال عن عمله مدير ًا يف م�ؤ�س�سة ا�ست�شارات‬ ‫مواظب ًا عن املعهد حول ق�ضايا ال�رشق الأو�سط‪ ،‬ف�ض ً‬‫ِ‬ ‫ومعلِّق ًا‬
‫(‪ُ )RUSI‬‬
‫التطرف‪ ،‬وم�ساعدة القطاع الأمني‪ ،‬وعمليات‬ ‫ّ‬ ‫متخ�ص� ًصا يف مكافحة‬
‫ّ‬ ‫البحوث (‪ .)Pursue Ltd.‬وبو�صفه‬
‫اال�ستقرار بعد انتهاء ال�رصاعات‪ ،‬فقد عمل يف ال�سنوات الأخرية يف منطقة البلقان‪ ،‬وباك�ستان‪ ،‬و�أفغان�ستان‪،‬‬
‫واليمن‪ ،‬والأرا�ضي الفل�سطينية‪ ،‬ولبنان‪ ،‬و�أفريقيا‪.‬‬
‫ح�صل هاري�س على �شهادة من الدرجة الأوىل من كلية �إميانويل‪ ،‬كامربيدج ‪،Emmanuel College, Cambridge‬‬
‫متخرج يف مركز درا�سة الإرهاب والعنف ال�سيا�سي ‪Centre for the Study of Terrorism and‬‬ ‫ّ‬ ‫وهو طالب‬
‫‪ Political Violence‬يف جامعة �سانت �أندروز ‪.St Andrews University‬‬
‫‬
‫املحتويات‬

‫‪7 ...........................،...........................................................................................................‬‬ ‫ملخ�ص‬


‫مقدمة ‪7 .........................................................................................................................................‬‬

‫تط ّور تنظيم القاعدة يف �شبه اجلزيرة العربية‪8 .................................‬‬

‫‪11 .............................................................‬‬ ‫�صدى املالحم و�أطر العمل اجلماعي‬


‫حتديد التظ ّلمات‬
‫‪12 .....................‬‬ ‫‪ -‬الإطار الت�شخي�صي للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬
‫معاجلة التظ ّلمات‬
‫‪13 ................................‬‬ ‫‪ -‬الإطار التن ّب�ؤي للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬
‫تقييم التهديد ‪ -‬القدرة والن ّية ‪14 .........................................................................‬‬

‫ق�صد للمقاتلني الأجانب ‪15 .........................................‬‬


‫اليمن كمالذ �آمن و َم َ‬
‫‬
‫خال�صة‬
‫‪16 ................‬‬ ‫حدود القوة ال�صلبة والنهج الإمنائي ملكافحة الإرهاب‬
‫التو�صيات ‪17 ................................................................................................................................‬‬

‫مالحظات ‪19 ................................................................................................................................‬‬

‫‬


‫ملخ�ص‬
‫يا �أهل الإ�سالم‪ ،‬ميادين اجلهاد تنادي كل م�سلم غيور على �أعرا�ض امل�سلمني ومقد�ساتهم ب�أن يلتحق يف �صفوفها‬
‫على �أر�ض �أفغان�ستان وال�شي�شان ودولة العراق الإ�سالمية‪ ،‬وبالد املغرب الإ�سالمي‪ ،‬و�أر�ض ال�صومال‪ ،‬وجزيرة‬
‫ترحب با�ستقبال الباحثني‪ ،‬والدعاة‪ ،‬والأطباء‪ ،‬واملهند�سني‪،‬‬
‫العرب‪ ،‬وغريها‪ .‬يا �أهل الإميان‪ ،‬ميادين اجلهاد ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫وال�شباب‪ ،‬و�أهل اخلربات كافة من امل�سلمني‪.‬‬
‫مُي ِّثل تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬وهو فرع من �شبكة �أ�سامة بن الدن الإرهابية يعمل‬
‫يف اليمن واململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬حت ّدي ًا �أمني ًا �إقليمي ًا ودولي ًا ُمتنامي ًا‪ .‬وي�ؤ ّكد حتليل اجلماعة �أنها‬
‫كانت بارع ًة يف تكييف تظ ّلمات املجتمعات املحلية اليمنية مع �أطرها التف�سريية ملا هو خط�أ‪َ ،‬ومن هو‬
‫امل�س�ؤول عنه‪ ،‬ومايجب القيام به الآن‪ .‬بيد �أن العدد املحدود لأع�ضاء القاعدة يف جزيرة العرب ي�شي‬
‫ب�أن هذا مل يرتجم نف�سه �إىل عملية جتنيد وا�سعة‪ ،‬ب�سبب التنافر بني برنامج العمل الذي ين�صح به‬
‫التنظيم ‪ -‬اجلهاد العنيف – وبني الأ�ساليب اليمنية التقليدية يف التعوي�ض عن التظ ّلمات‪ )2(.‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬ف�إن الف�شل يف معاجلة هذه التظ ّلمات‪ ،‬الب ّد و�أن يزيد من تق ّبل الأطر التنب�ؤية التي ت�شمل‬
‫ا�ستخدام العنف‪.‬‬
‫ومبا �أنها ُم َك ِّملة للأن�شطة اال�ستخباراتية حم َّددة الأهداف‪ ،‬و�أن�شطة تطبيق القانون التي يقودها‬
‫اليمنيون‪ ،‬ف�إن من �ش�أن ا�سرتاتيجية ف ّعالة ملكافحة القاعدة يف �شبه جزيرة العرب �أن ت�سعى �إىل فهم‬
‫مدى ت�أثري ر�سالة التنظيم على املجتمعات املحلية اليمنية‪ ،‬وكيف ميكن مل�ؤ�س�سات الدولة معاجلة‬
‫التظ ّلمات احلقيقية �أو املُت�ص َّورة التي عبرّ عنها التنظيم‪ .‬ويف الوقت نف�سه‪ ،‬على وا�ضعي ال�سيا�سات‬
‫ا�ستغالل التنافر يف رواية التط ّرف‪ ،‬وال�سيما يف مايتع ّلق بعجز اجلهاد العنيف وعدم �شرعيته‪ .‬لذلك‬
‫ن�صح بزيادة الو�ضوح احلكومي وتقدمي اخلدمات على امل�ستوى املحلي‪ ،‬بو�صفها عنا�صر �أ�سا�سية من‬ ‫ُي َ‬
‫نهج امل�ساعدة التنموية ملكافحة الإرهاب‪ .‬ويقوم هذا النهج على التزام من‪ ،‬و�شراكة مع‪ ،‬احلكومة‬
‫احل َركية يف التعامل مع هذا التهديد ب�شكل �شامل‪.‬‬ ‫اليمنية‪ ،‬و�إقرار بعجز العمليات الع�سكرية َ‬

‫مقدمة‬
‫ثمة �إجماع على �أن الأمن اليمني والإقليمي والدويل يتع ّر�ض �إىل التهديد من جانب تنظيم القاعدة‬
‫يف �شبه جزيرة العرب‪ .‬يف ن�سخة �صدرت �أخري ًا (�شباط‪/‬فرباير ‪ )2010‬من جملة «�صدى املالحم»‬
‫االلكرتونية التابعة للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬والتي ت�صدر كل �شهرين‪� ،‬أ ّكد �أحد الكتّاب‪،‬‬
‫‬
‫التذ ّرع بالتظ ّلمات‪ :‬القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬ ‫‬

‫�ستخدم ًا اال�سم احلركي «حامل امل�سك»‪� ،‬أن التنظيم قد انتقل الآن من مرحلة الدفاع �إىل مرحلة‬ ‫ُم ِ‬
‫الهجوم‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫«نب�شر �أ ّمتنا ب�أن املجاهدين تع ّدوا مرحلة الدفاع و�ص ّد العدوان‪� ،‬إىل مرحلة املبادرة والهجوم»‪.‬‬‫ّ‬
‫ويف �أعقاب حماولة اغتيال م�ساعد وزير الداخلية ال�سعودي لل�ش�ؤون الأمنية الأمري حممد بن نايف‬
‫بن عبدالعزيز يف �آب‪�/‬أغ�سط�س ‪ )4(،2009‬واملحاولة الفا�شلة التي قام بها النيجريي عمر فاروق عبد‬
‫املطلب (‪ 23‬عام ًا) لتفجري عبوة نا�سفة على منت طائرة كانت يف رحلة �إىل ديرتويت يوم عيد امليالد‬
‫العام املا�ضي‪ )5(،‬كان ر ّد الواليات املتحدة �سريع ًا و ُمتو َّقع ًا‪ .‬فقد زار قائد القيادة املركزية الأمريكية‪،‬‬
‫اجلرنال ديفيد برتايو�س‪ ،‬اليمن على الفور‪ ،‬و�أعلن عزم الواليات املتحدة م�ضاعفة امل�ساعدات الأمنية‬
‫للبالد‪ )6(.‬ويف �إطار اال ّدعاءات املُق ِلقة يف �ش�أن طبيعة التهديد الذي ي�ش ّكله تنظيم القاعدة يف �شبه‬
‫جزيرة العرب‪ ،‬حاولت ال�ضربات ال�صاروخية واجلوية مب�ساعدة الواليات املتحدة قطع ر�أ�س القاعدة‬
‫يف �شبه جزيرة العرب يف �سل�سلة من ال�ضربات حم ّددة الأهداف‪ )7(.‬وقد �أثبتت هذه اال�سرتاتيجية‬
‫فعاليتها يف العام ‪ ،2002‬عندما قامت طائرة ا�ستطالع �أمريكية بقتل زعيم تنظيم القاعدة يف اليمن‬
‫�آنذاك‪� ،‬أبو علي احلارثي‪.‬‬
‫بيـد �أن التعـامل مع الأعرا�ض لـي�س بديـ ًال عـن التـعـاطـي مع الأ�سبـاب‪ .‬ففـي �سيـاق االنـدفـاع �إلـى‬
‫تـقديـم م�شـورة توجيهية‪ ،‬تبـقى امل�سـائـل الرئي�ســة بال �إجـابـة‪ :‬ما الـذي نعرفـه فعـ ًال عـن القـاعـدة فـي‬
‫�شبـه جزيـرة العـرب؟ كـيـف تـطـ ّور التنـظيـم مـن حيــث الع�ضـويـة والهيـكــل والتـكتيـكـات والأهـداف؟‬
‫ما الـذي يحـاول التنظيـم حتقيقـه‪ ،‬والأهـم‪ ،‬ملـاذا؟ مـا الـدرو�س التـي يـمكـن �أن نـ�سـتـقـيـهـا مـن‬
‫�أجــل مكـافحـة عمـليات التـط ّرف؟ ثمـة حـاجة �إىل الوقايـة وتــرقـيـة قـدرة املجتمـعـات املحــليـة عـلـى‬
‫التـك ّيــف‪ ،‬بالإ�ضافـة �إىل ا ّتخـاذ تـدابيـر وقـائيـة وهجـوميـة‪ ،‬كجـزء مـن جمـمـوعــة �أدوات مكافحـة‬
‫الإرهـاب‪.‬‬

‫تط ّور تنظيم القاعدة يف �شبه اجلزيرة العربية‬


‫يف بيان �صدر يوم ‪� 8‬شباط‪/‬فرباير ‪� ،2010‬أعطى نائب زعيم القاعدة يف جزيرة العرب‪� ،‬سعيد‬
‫ال�شهري‪� ،‬إ�شار ًة وا�ضح ًة �إىل طبيعة عالقة التنظيم مبا ُي�س ّمى «تنظيم القاعدة الأ�سا�سي»‪ ،‬وهو نواة‬
‫وجه ال�شهري تعليقاته‬
‫تنظيم القاعدة الذي يعمل يف منطقة احلدود بني �أفغان�ستان وباك�ستان‪ .‬فقد ّ‬
‫�إىل «�شيوخنا و�أمرائنا يف القيادة العامة يف خرا�سان (�أفغان�ستان)» وبذلك و�صف �أولئك الذين‬
‫(‪)8‬‬
‫يع ّرفون �أنف�سهم بـ«القاعدة يف �شبه جزيرة العرب» ب�أنهم «�أبنا�ؤكم املجاهدون يف جزيرة حممد»‪.‬‬
‫التج�سد احلايل للتنظيم‪ ،‬يجب �أال ُتق ِّلل من احلذر �إزاء الوجود‬
‫بيد �أن ال�صورة اجلانبية املطروحة عن ّ‬
‫املُ�ستَدام للقاعدة يف اليمن‪.‬‬
‫‬ ‫�ألي�ستري هاري�س‬

‫اجلدول الزمني‬
‫تنظيم القاعدة ي�ستهدف فندق «غولد موهر» يف ميناء عدن‪ ،‬حيث يقيم الع�سكريون الأمريكيون يف‬ ‫‪ 29‬كانون الأول‪/‬دي�سمرب ‪1992‬‬
‫طريقهم �إىل ال�صومال‪ .‬مقتل �سائح �أ�سرتايل‪.‬‬
‫تنظيم القاعدة يحاول �شن هجوم انتحاري على ال�سفينة احلربية الأمريكية «يو ا�س ا�س �سوليفان‪ ،‬يف‬ ‫‪ 3‬كانون الثاين‪/‬يناير ‪2000‬‬
‫ميناء عدن‪ ،‬لكن املركب املُ َ‬
‫هاجم يغرق ب�سبب احلمولة الزائدة‪.‬‬
‫املد ّمرة الأمريكية كول تتع ّر�ض �إىل هجوم انتحاري بحري من تنظيم القاعدة يف عدن‪ .‬مقتل �سبعة ع�شر‬ ‫‪ 12‬ت�شرين الأول‪�/‬أكتوبر ‪2000‬‬
‫من �أفراد البحرية الأمريكية وجرح ‪.39‬‬
‫ناقلة النفط الفرن�سية ليمبورغ تتع ّر�ض �إىل هجوم انتحاري بحري يف خليج عدن‪ .‬مقتل بلجيكي من �أفراد‬ ‫‪ 6‬ت�شرين الأول‪�/‬أكتوبر ‪2002‬‬
‫الطاقم وجرح ‪� 12‬آخرين‪.‬‬
‫مقتل زعيم تنظيم القاعدة يف اليمن‪� ،‬أبو علي احلارثي‪ ،‬بغارة طائرة �أمريكية من دون طيار‪.‬‬ ‫‪ 3‬ت�شرين الثاين‪/‬نوفمرب ‪2002‬‬

‫احلكومة اليمنية تعتقل حممد حمدي الأهدل الذي حل حمل احلارثي‪.‬‬ ‫‪ 25‬ت�شرين الثاين‪/‬نوفمرب ‪2003‬‬

‫القاعدة تر ّكز على املواجهة مع اململكة العربية ال�سعودية وتن�شط بكثافة يف داخل اململكة‪ .‬يتم توجيه‬ ‫‪2006-2003‬‬

‫اليمنيني للم�شاركة يف املواجهات مع قوات التحالف يف العراق‪.‬‬


‫حلظة مف�صلية مع ظهور تنظيم القاعدة اجلديد يف اليمن‪ ،‬حيث يتم ّكن ‪� 23‬سجين ًا من الفرار من �سجن‬ ‫‪� 3‬شباط‪/‬فرباير ‪2006‬‬
‫يف �صنعاء‪ُ .‬ت�ش ِّكل هذه املجموعة نواة التنظيم املعروف اليوم با�سم تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة‬
‫وحد املجموعة نف�سها حتت قيادة �سكرتري �أ�سامة بن الدن ال�سابق‪ ،‬نا�صر عبدالكرمي‬ ‫العرب‪ )9(.‬وحاملا ُت ِّ‬
‫الوحي�شي (املعروف �أي�ض ًا با�سم �أبو ب�صري)‪ ،‬ونائبه �سعيد علي ال�شهري‪ ،‬والقائد الع�سكري قا�سم الرميي‪،‬‬
‫تزداد هجماتها تعقيد ًا وخطورة‪ .‬بالإ�ضافة �إىل ذلك‪� ،‬ضمن جناح برنامج مكافحة الإرهاب ال�سعودي‬
‫حتى العام ‪ 2006‬ترحيل تهديد تنظيم القاعدة �إىل اليمن‪ )10(.‬يف البداية مت ا�ستهداف قطاع ال�صناعات‬
‫اال�ستخراجية‪ ،‬لكن القاعدة يف اليمن‪ ،‬كما كانت ُتع َرف �آنذاك‪� ،‬شرعت يف ا�ستخدام التفجريات االنتحارية‬
‫ال�ستهداف ال�سياح وامل�صالح الغربية‪.‬‬
‫ف�شل تفجريات انتحارية متزامنة على من�ش�آت النفط والغاز يف م�أرب وح�ضرموت‪.‬‬ ‫‪� 15‬أيلول‪�/‬سبتمرب ‪2006‬‬

‫اغتيال علي حممود ق�صايله‪ ،‬مدير �إدارة التحقيق اجلنائي يف م�أرب‪.‬‬ ‫‪� 29‬آذار‪/‬مار�س ‪2007‬‬

‫تعيني نا�صر الوحي�شي (�أبو ب�صري) زعيم ًا للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب من قبل نائبه قا�سم الرميي (�أبو‬ ‫‪ 21‬حزيران‪/‬يونيو ‪2007‬‬
‫هريرة ال�صنعاين)‪.‬‬
‫التذ ّرع بالتظ ّلمات‪ :‬القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬ ‫‪10‬‬

‫اجلدول الزمني‪/‬تتمة‬
‫مقتل �سبعة �سياح �إ�سبان واثنني من املر�شدين اليمنيني يف تفجري انتحاري ب�سيارة ملغومة يف م�أرب‪.‬‬ ‫‪ 3‬متوز‪/‬يوليو ‪2007‬‬

‫مقتل �سائحني بلجيكيني واثنني من اليمنيني يف هجوم يف ح�ضرموت‪.‬‬ ‫‪ 18‬كانون الثاين‪/‬يناير ‪2008‬‬

‫هجوم بالقنابل اليدوية على مبنى ال�سفارة الأمريكية‪.‬‬ ‫‪� 18‬آذار‪/‬مار�س ‪2008‬‬

‫هجمات على نقطتي تفتي�ش ع�سكريتني يف ح�ضرموت وجم ّمع �سكني يقطنه �أجانب يف �صنعاء‪.‬‬ ‫‪ 6‬ني�سان‪�/‬أبريل ‪2008‬‬

‫ال�سفارة االيطالية تتع ّر�ض �إىل هجوم مبدافع الهاون‪.‬‬ ‫‪ 30‬ني�سان‪�/‬أبريل ‪2008‬‬

‫تنظيم القاعدة يهاجم ال�سفارة الأمريكية‪ .‬مقتل ما اليق ّل عن ‪� 17‬شخ�ص ًا‪.‬‬ ‫‪� 17‬أيلول‪�/‬سبتمرب ‪2008‬‬

‫يتم دمج الفرعني ال�سعودي واليمني من القاعدة يف فرع �إقليمي ‪ -‬القاعدة يف �شبه جزيرة العرب – الذي‬ ‫كانون الثاين‪/‬يناير ‪2009‬‬
‫�أعلن والءه لتنظيم القاعدة‪ .‬ازدادت عمليات ا�ستهداف كبار �أفراد الأمن‪ .‬ويبدو تزايد اال�ستخدام املتط ّورة‬
‫لو�سائل الإعالم وتكنولوجيا االت�صاالت وا�ضح ًا يف جملة اجلماعة‪�« ،‬صدى املالحم»‪ ،‬التي ُو ِّز َعت للمرة‬
‫الأوىل يف العام ‪ ،2008‬و�صدر منها حتى الآن اثنا ع�شر عدد ًا‪ .‬تتم مواءمة الرتكيز على االنت�شار من خالل‬
‫االلتزام باالبتكار‪ ،‬وخري دليل على ذلك ا�ستخدام طالب �أجنبي م�سافر من مدينة �أوروبية يف حماولة‬
‫�إ�سقاط طائرة ُمت ِّجهة �إىل ديرتويت مبتفجرات خمب�أة يف يوم عيد امليالد يف العام ‪.2009‬‬
‫انتحاري يقتل �أربعة �سياح كوريني جنوبيني ومر�شدهم اليمني‪ .‬بعد ثالثة �أيام‪ ،‬يتم ا�ستهداف قافلة من‬ ‫‪� 15‬آذار‪/‬مار�س ‪2009‬‬
‫�أقارب ال�ضحايا واملحققني الكوريني اجلنوبيني يف هجوم انتحاري �آخر‪ ،‬لكن االنتحاري هو الذي يقتل‬
‫فقط‪.‬‬
‫حماولة ل�شن هجوم انتحاري على قافلة من املركبات على الطريق امل�ؤدي اىل مطار �صنعاء الدويل‪.‬‬ ‫‪� 18‬آذار‪/‬مار�س ‪2009‬‬

‫حماولة اغتيال م�ساعد وزير الداخلية ال�سعودي لل�ش�ؤون الأمنية الأمري حممد بن نايف بن عبد العزيز‪.‬‬ ‫‪� 28‬آب‪�/‬أغ�سط�س ‪2009‬‬

‫الطالب النيجريي عمر فاروق عبد املطلب يحاول �إ�شعال متفجرات يف طائرة فوق مدينة ديرتويت‪ .‬تعلن‬ ‫‪ 25‬كانون الثاين‪/‬دي�سمرب ‪2009‬‬
‫القاعدة يف �شبه جزيرة العرب م�س�ؤوليتها عن الهجوم‪.‬‬

‫منذ جناة طائرة ديرتويت ب�أعجوبة يف ‪ 25‬كانون الأول‪/‬دي�سمرب ‪ 2010‬على وجه اخل�صو�ص‪� ،‬أ�صبح‬
‫حتليل تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬باعتباره تهديد ًا جديد ًا غري معروف‪� ،‬أمر ًا ُمغري ًا‪.‬‬
‫لكن يف الواقع‪ ،‬ثمة الكثري من املعلومات املُتاحة عن التنظيم‪ .‬ولأن القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬
‫هي نتاج اندماج فرعي تنظيم القاعدة ال�سعودي واليمني‪ ،‬ميكن تع ّلم الكثري من جناحات تنظيم‬
‫‪11‬‬ ‫�ألي�ستري هاري�س‬

‫القاعدة و�إخفاقاته يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ومن اال�ستجابة ملكافحة الإرهاب على ح ّد �سواء‪.‬‬
‫وتلقي ال�ضوء على الأمر بالقدر نف�سه درا�سة الإنتاج الإعالمي لفرع تنظيم القاعدة يف اململكة العربية‬
‫ال�سعودية‪ ،‬ابتدا ًء من الن�شرة التكتيكية والع�سكرية «مع�سكر البتار» �إىل الن�شرة ال�سيا�سية ال�شقيقة‬
‫«�صوت اجلهاد»‪ ،‬والر�سائل املُ َح ّددة‪ ،‬مثل الأطروحة التي كان لها �أثر كبري يف جمريات الأحداث‬
‫«مق ّرر عملي يف حرب الع�صابات»‪ ،‬وهي من ت�أليف زعيم تنظيم القاعدة ال�سابق يف اململكة العربية‬
‫ال�سعودية‪ ،‬عبد العزيز عي�سى عبد املح�سن املقرن‪ .‬ومبا �أننا ن�سعى �إىل ا�ستخال�ص ا�ستنتاجات عن‬
‫الطبيعة التنظيمية والتهديد الذي ُت�ش ِّكله القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬ف�إن اال�ستغراق طوي ًال يف‬
‫حتليل البوادر التكتيكية‪ ،‬والعملياتية‪ ،‬واال�سرتاتيجية‪ ،‬والت�ص ّورية بالن�سبة �إىل اجلماعة ُيجدي َنفْع ًا‪.‬‬
‫وكما يقول نورمان �سيغار‪« ،‬ميكن للو�صول �إىل جمموع الكتابات الفقهية اخلا�صة بالقاعدة �أن يق ّدم‬
‫ر�ؤى قيمة يف التخطيط والتدريب والتفكري العملياتي للتنظيم‪ ،‬وهي ر�ؤى ميكن �أن ت�ساعد وا�ضعي‬
‫ال�سيا�سات يف ت�شكيل �صورة �أكرث واقعية عن قادته و�إ�سرتاتيجيته‪ ،‬و�أن تكون عن�صر ًا رئي�س ًا يف و�ضع‬
‫(‪)11‬‬
‫�سيا�سات ف ّعالة يف جمال مكافحة الإرهاب والتم ّرد»‪.‬‬

‫�صدى املالحم و�أطر العمل اجلماعي‬


‫�إذا مامتت الإطاللة على االنتاج الإعالمي للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب جنب ًا �إىل جنب مع �سج ّل‬
‫هجماتها‪ ،‬ف�إن حتلي ًال ُم َف َّ�ص ًال لهذا االنتاج يو ّفر ر�ؤى معبرّ ًة عن اجلماعة‪ .‬فهذه املن�شورات ُتظهِ ر كيف‬
‫�أن القاعدة حتاول �أن جتعل الأفكار‪ ،‬واملعتقدات‪ ،‬واخلرافات املختلفة �أدا ًة لتعبئة ال�سكان وجعلهم‬
‫مييلون �إىل التط ّرف‪ .‬وتو ّفر من�شورات تنظيم القاعدة ت�شخي�ص ًا للم�شاكل التي تواجه اليمنيني‪ ،‬حيث‬
‫تف�صل التظ ّلمات وتو ِّزع اللوم‪ .‬كما �أنها تق ّدم تن ّب�ؤ ًا بامل�ستقبل‪ ،‬وتقرتح �سبل العالج والتعوي�ض عن‬ ‫ّ‬
‫التظ ّلمات‪ .‬بعبارة �أخرى‪ ،‬تو ّفر القاعدة يف �شبه جزيرة العرب �أطر ًا ت�شخي�صية وتنب�ؤية على ح ّد‬
‫�سواء‪ ،‬لتعبئة الأتباع واملُ َج َّندين املُح َت َملني للم�شاركة يف العمل اجلماعي‪ )12(.‬ويعتمد جناح القاعدة‬
‫يف �شبه جزيرة العرب كتنظيم اعتماد ًا كلي ًا على املدى الذي تلقى فيه �أطرها �صدى لدى ال�سكان‬
‫واجه القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬ ‫اليمنيني‪ .‬ويف مواجهة الن�شاط ال�ضعيف لتطبيق القانون‪ُ ،‬ت ِ‬
‫م�شكلة جتديد نف�سها با�ستمرار من خالل جتنيد �أع�ضاء جدد‪ ،‬و�إذا ماف�شلت يف ذلك‪ ،‬ف�سيطويها‬
‫الن�سيان‪ .‬وبالتايل ال�س�ؤال عما �إذا كانت القاعدة يف �شبه جزيرة العرب �ست�صمد وت�ش ّكل تهديد ًا �أمني ًا‬
‫متزايد ًا‪� ،‬سيعتمد على مدى ت�أثري ر�سالتها على املجتمعات املحلية‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬ف�إن درا�س ًة �سريع ًة ملجلة «�صدى املالحم» ت�شري �إىل �أن الإطار الت�شخي�صي للقاعدة يف‬
‫�شبه جزيرة العرب ُم�ص َّمم كي تكون له جاذبية وا�سعة‪ ،‬ومن املرجح �أن يكون ذا ت�أثري ناجح يف‬
‫اليمن‪ .‬وقد �أ ّدى هذا باملح ِّلل املخ�ضرم‪ ،‬غريغوري جون�سن‪� ،‬إىل الت�صريح‪ ،‬يف جل�سة ا�ستماع يف‬
‫التذ ّرع بالتظ ّلمات‪ :‬القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬ ‫‪12‬‬

‫جمل�س ال�شيوخ م� ّؤخر ًا‪ ،‬ب�أن «القاعدة هي التنظيم الأكرث منوذجية يف اليمن‪ .‬فهو يتجاوز الطبقة‬
‫والقبيلة والهوية الإقليمية بطريقة اليقدر عليها �أي تنظيم �أو حزب �سيا�سي �آخر»‪ )13(.‬وكدليل على‬
‫هذه اجلاذبية الكبرية‪ ،‬ي ّدعي مراد بطل ال�شي�شاين‪ ،‬بنا ًء على حتليل �أويل للأع�ضاء املعروفني يف‬
‫التنظيم‪� ،‬أن اليمنيني ي�ش ّكلون ‪ 56‬يف املئة من �إجمايل �أع�ضاء القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬فيما‬
‫ي�ش ّكل ال�سعوديون ‪ 37‬يف املئة‪ ،‬والأجانب ‪ 7‬يف املائة‪ .‬ووفق ًا لل�شي�شاين‪ ،‬ف�إن الأع�ضاء اليمنيني ُم َو َّزعون‬
‫بالت�ساوي بني القبائل ال�شمالية واجلنوبية‪ )14(.‬وقد �أ ّدى ال�سرد امل�شرتك لرواية التظ ّلم �إىل �أن ي ّدعي‬
‫املح ِّللون اليمنيون �أنه يف حني قد ي�صل عدد �أع�ضاء تنظيم القاعدة �إىل املئات‪ ،‬فثمة ع�شرات الآالف‬
‫(‪)15‬‬
‫من اليمنيني الذين ي�شاركونهم تظ ّلماتهم‪.‬‬
‫بيد �أن التظ ّلم امل�شرتك ال ُيعبرِّ عن اتفاق حول �سبل العالج‪ .‬وهذا التنافر هو الذي يحمل مفتاح‬
‫�صنع �سيا�سات مكافحة الإرهاب يف اليمن‪ .‬ولذا‪ ،‬وقبل النظر يف ت�شجيع تنافر رواية التظ ّلم ك�أداة‬
‫ملكافحة الإرهاب‪ ،‬الحظوا �أن حتلي ًال ل�صدى املالحم يبينّ كيف ح ّققت القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬
‫جناح ًا متزايد ًا يف تكييف ت�شخي�صها املجتمعي مع التظ ّلمات اليمنية‪.‬‬

‫حتديد التظ ّلمات‬


‫‪ -‬الإطار الت�شخي�صي للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬
‫تق ّدم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب رواية متما�سكة للتظ ّلمات يتوافق مع املبادئ الأ�سا�سية‬
‫لإديولوجية تنظيم القاعدة‪ ،‬لكنه ُم�ش َبع مبوا�ضيع جتد لها �صدى على ال�صعيد املحلي‪ ،‬مايزيد من‬
‫�أهميته و�صدقيته وقبول اجلمهور له‪ .‬وقد غ�شت عملية التهجني هذه ماهو حم ّلي وماهو عاملي‪ ،‬ما‬
‫�أ�سفر عن ظهور ما�سُ ّمي بـ«العوملة املحلية» ‪ )16(.Glocalization‬واختلط الفارق بني «العدو القريب»‪،‬‬
‫زعم �أنها مرت ّدة‪ ،‬وبني «العدو البعيد»‪� ،‬أي الواليات املتحدة وحلفائها‪.‬‬
‫�أي الأنظمة الإ�سالمية التي ُي َ‬
‫وكما يع ّلق توما�س هيغهامر‪:‬‬
‫مهجن ًا متام ًا‪ .‬فمنذ العام ‪� ،2006‬شنّ العديد من العمليات �ض ّد �أهداف‬
‫يكاد تنظيم القاعدة يف اليمن يكون َّ‬
‫النظام والأهداف الغربية على ح ّد �سواء‪ ...‬ولدى تنظيم القاعدة يف اليمن الآن واحدة من الت�سل�سالت الهرمية‬
‫(‪)17‬‬
‫اخلا�صة بالعدو هي الأكرث غمو�ض ًا يف العقيدة اجلهادية املعا�صرة‪.‬‬
‫وفق ًا ملا تقوله القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬ف�إن امل�سلمني يعانون على �أيدي حتالف �صليبي‪-‬‬
‫�صهيوين يدعم الأنظمة املحلية غري ال�شرعية والفا�سدة التي ف�شلت يف تلبية متط ّلبات مواطنيها‪.‬‬
‫وين�سج الإطار الت�شخي�صي للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب مبهارة التظ ّلمات املحلية مع الرواية الأو�سع‬
‫لال�ضطهاد والتهمي�ش والتهديد‪ .‬ومن خالل منا�شدتها ال�شرف القبلي وامل�شاعر الدينية العميقة‪،‬‬
‫تدعو القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪:‬‬
‫‪13‬‬ ‫�ستيفن داي‬

‫‪ ...‬قبائل اليمن الأبية‪� ،‬أهل املدد والن�صرة‪ ،‬و�شعوب اجلزيرة العربية‪� ،‬إىل مواجهة احلملة ال�صليبية وعمالئهم‬
‫على جزيرة حممد �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬وذلك ب�ضرب قواعدهم الع�سكرية‪ ،‬و�سفاراتهم اال�ستخبارية‪،‬‬
‫(‪)18‬‬
‫و�أ�ساطيلهم املتواجدة يف مياه و�أرا�ضي اجلزيرة العربية؛ حتى نوقف املجازر املتك ّررة على بالد امل�سلمني‪.‬‬
‫هذه الرواية املُ َ�ض َّخمة للمعاناة‪ ،‬والتي ُتر ِّكز كثري ًا على ق�ضايا ذات �صلة مبا�شرة بجميع اليمنيني‪،‬‬
‫يتم دجمها مع التظ ّلمات على ال�صعيد املحلي‬‫مثل الأحداث يف قطاع غزة والأرا�ضي الفل�سطينية‪ّ ،‬‬
‫املرتبطة بعدم توفري اخلدمات الكافية‪ ،‬وعدم امل�ساواة يف توزيع املوارد الطبيعية‪.‬‬
‫يعاين �أبناء ال�شعب اليمني من تردّي الو�ضع املعي�شي‪ ،‬وتتابع جرع الغالء عليهم‪ ،‬والتعامل العن�صري من قبل‬
‫احلكومة معهم �سواء يف التوظيف وتوزيع الرثوة و�سرقتها‪ ،‬وابتزاز الأرا�ضي ونهبها وغياب من يدافع عن‬
‫(‪)19‬‬
‫حقوقهم‪.‬‬
‫وبالتايل‪ ،‬فقد حاولت القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬وبنجاح كبري‪ ،‬حتديد التظ ّلمات املوجودة‬
‫�سلف ًا والتذ ّرع بها‪ .‬ويجب �أن ُي َ‬
‫نظر �إىل دعم التنظيم االنتهازي للحركة االنف�صالية بني القبائل يف‬
‫جنوب اليمن يف �ضوء ذلك‪.‬‬
‫�إن هذه احلملة الع�سكرية التي ّ‬
‫تتح�شد يف م�أرب‪ ،‬واجلوف‪ ،‬و�شبوة‪ ،‬و�أبني‪ ،‬و�صنعاء‪ ،‬وح�ضرموت‪ ،‬والتي تكتّموا‬
‫عليها �إعالمي ًا‪ ،‬ماهي �إال خطوة ل�ضرب القبائل و�أبنائهم بحجج واهية لك�سر هيبة القبائل‪ ،‬ونزع �سالحها‬
‫(‪)20‬‬
‫وال�سيطرة على �أر�ضها‪ ،‬وقتل �أبنائها‪ ،‬لي�سهل على العمالء الأنذال وال�صليبيني �إذاللهم‪...‬‬
‫لقد طرحت القاعدة يف �شبه جزيرة العرب التم ّرد احلوثي يف �شمال اليمن بطريقة ت�ستغ ّل اخلوف‬
‫ال�شائع من ظهور الإ�سالم ال�شيعي والنفوذ الإيراين‪ .‬وعلى غرار احلكومة‪ ،‬التي تزعم �أن احلوثيني‬
‫ي�سعون �إىل فر�ض القوانني الدينية ال�شيعية وتتّهم �إيران بتوجيه التم ّرد ومتويله‪ ،‬ت�ص ّور القاعدة يف‬
‫�شبه جزيرة العرب التم ّرد بعبارات طائفية على نحو متزايد‪ ،‬وتعمل على تقوي�ض �أي ادعاءات بوجود‬
‫تواط�ؤ بينها وبني احلوثيني‪.‬‬
‫ولئن ُقدِّ ر للحوثيني �أن يهزموا احلكومة‪ ،‬ف�ستكون لهم مع �أهل ال�س ّنة �صوالت وجوالت يذكرها التاريخ‪ .‬ن�س�أل اهلل‬
‫ّ (‪)21‬‬
‫�أن يهلك الراف�ضة على يد اجلي�ش‪ ،‬واجلي�ش على يد الراف�ضة‪ ،‬وي�سلم �أهل ال�سنة‪.‬‬

‫معاجلة التظ ّلمات‬


‫‪ -‬الإطار التن ّب�ؤي للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬
‫يا �شباب الإميان‪ ،‬انف�ضوا عنكم غبار الوهن‪ ،‬واحملوا �سالحكم يف وجه من �أراد �أن يقف بينكم وبني ال�صليبيني‪،‬‬
‫ويريد �أن يبيعكم بثمن بخ�س لأ�سياده الأمريكان‪ ،‬ويقدّمكم قربان ًا للن�صارى‪ .‬هبوا هبة رجل واحد للدفاع عن‬
‫(‪)22‬‬
‫�أعرا�ض �إخوانكم يف العراق و�أفغان�ستان الذين يقاتلون ال�صليب من قبلنا‪...‬‬
‫بعد �أن طرقت �أبواب التظ ّلمات‪ ،‬خ�صو�ص ًا تلك التي ت�ستهدف ال�شباب الذكور من ال�سكان‪ ،‬تق ّدم‬
‫القاعدة يف جزيرة العرب تنب�ؤ ًا ُم�ش َبع ًا بعقيدة تنظيم القاعدة الأ�سا�سي «الوالء والرباء» �أي دعم‬
‫التذ ّرع بالتظ ّلمات‪ :‬القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬ ‫‪14‬‬

‫امل�سلمني ومعاداة غري امل�سلمني‪ .‬ويف مواجهة الظلم املُتَخ َّيل‪ ،‬وانت�شار التهديدات الوجودية‪ ،‬ف�إن‬
‫العالج هو اجلهاد العنيف �ض ّد الغرب والأنظمة الإ�سالمية املرتدة‪ .‬ويبقى الرتكيز قائم ًا على تخلي�ص‬
‫�شبه اجلزيرة العربية من جميع غري امل�سلمني‪ ،‬و�إقامة �إمارة حملية‪ ،‬وحترير فل�سطني‪ ،‬يف الطريق‬
‫(‪)23‬‬
‫�إىل �إقامة خالفة �إ�سالمية عاملية‪.‬‬

‫تقييم التهديد ‪ -‬القدرة والن ّية‬


‫كما ذكرت احلكومة اليمنية مرار ًا وتكرار ًا‪ ،‬كان ثمة اجتاه ملحوظ للمبالغة يف التهديد الذي ت�ش ّكله‬
‫القاعدة يف جزيرة العرب‪� ،‬إذ �أفاد تقرير �صدر م�ؤخر ًا عن جمل�س ال�شيوخ الأمريكي �أن «ثمة عدد ًا‬
‫كبري ًا من عنا�صر تنظيم القاعدة يف اليمن وال�صومال»‪ )24(.‬لكن تقديرات حجم اجلماعة يف اليمن‬
‫تتفاوت بني ‪� 500-300‬إىل ما َي ِ�صل �إىل ‪� 3‬آالف عن�صر‪ )25(.‬رمبا مي ّثل الرقم الأقل الكوادر الفاعلة‬
‫داخل التنظيم‪ ،‬يف حني يفرت�ض �أن ي�شمل الرقم الأكرب عنا�صر داعمة‪ .‬وهذه مهمة لتطبيق القانون‬
‫ميكن التح ّكم بها وتقودها املخابرات‪ ،‬مع �أدوار وا�ضحة للجهات اخلارجية الفاعلة يف توفري املعلومات‬
‫اال�ستخباراتية والدعم اللوج�ستي‪ ،‬وبناء القدرات‪ .‬فما هو مدى ت�أثري املرجعية الت�شخي�صية والتنب�ؤية‬
‫للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب؟ بالن�سبة �إىل �سارة فيليب�س‪:‬‬
‫يقدّم تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب �أوراق اعتماده بد ًال من النظام‪ ،‬لكنه اليو ّفر �أكرث من التنفي�س عن‬
‫(‪)26‬‬
‫التظ ّلمات املُ�ست ِ‬
‫َحكمة‪ ،‬والتي ثمة الكثري منها‪.‬‬
‫بالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من بع�ض عمليات التزاوج القبلية التي تهدف �إىل �إقامة روابط‬
‫بني القاعدة يف �شبه جزيرة العرب وبني الهياكل القبلية‪ ،‬عالوة على دمج حمافظات عمران و�شبوة‬
‫و�أبني وح�ضرموت وم�أرب‪ ،‬ف�إنه لي�س من الوا�ضح �أن القاعدة يف �شبه جزيرة العرب �سوف تكون قادرة‬
‫على ا�ستغالل اال�ستياء القبلي وح�شد القبائل ل�صالح الق�ضية اجلهادية العنيفة‪.‬‬
‫وترى فيليب�س‪ ،‬بحق‪� ،‬أن تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب جنح يف تكييف ر�سالته مع التظ ّلمات‬
‫القائمة من قبل يف اليمن‪ .‬فمنا�شدات التنظيم لتحقيق تعبئة دفاعية يف مواجهة تهديدات فعلية‬
‫و ُمتخ َّيلة‪ُ ،‬م�ص َّممة خ�صي�ص ًا لل�شباب والقبائل يف اليمن‪ .‬وتتم عملية التعبئة والت�شجيع على التط ّرف‬
‫وجتنيد الأن�صار هذه‪ ،‬يف كثري من الأحيان‪ ،‬يف �أماكن يكون فيها الأفراد بعيدين م�ؤقت ًا عن العائلة‬
‫الداعمة وال�شبكات االجتماعية‪ ،‬مثل م�ؤ�س�سات التعليم الديني‪ .‬وكما هو احلال مع الت�شجيع على‬
‫التطرف يف �أي مكان �آخر‪ ،‬ف�إن هذه العملية اجتماعية بطبيعتها‪ )27(.‬فتقديرات حجم القاعدة يف‬
‫�شبه جزيرة العرب ت�ؤ ِّكد �أن جناحها يف عمليات التجنيد كان حمدود ًا‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬وعلى الرغم من �صغر حجمه‪� ،‬أظهر التنظيم قدر ًة كبري ًة يف جمال املعرفة التنظيمية‪،‬‬
‫حيث ر ّكز‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬على اغتيال �أهداف الحتظى بال�شعبية يف �صفوف قوات الأمن بد ًال من‬
‫‪15‬‬ ‫�ألي�ستري هاري�س‬

‫التفجريات االنتحارية الكبرية‪ُ ،‬مدرِك ًا �أن هذه الأعمال َح ِر ّي ٌة بتنفري املجتمعات املحلية‪ .‬وي�شهد على‬
‫الرتكيز التعليمي �أي�ض ًا ق�سم يف جملة �صدى املالحم ُي�س ّمى «مدر�سة يو�سف»‪ ،‬مخُ َّ�ص�ص ملوا�ضيع مثل‬
‫كيفية مقاومة اال�ستجواب‪ .‬وتت�ض ّمن املجلة مقاالت �صاغتها اللجان الدعوية والدينية والع�سكرية‪،‬‬
‫و ُت�ش ِّكل م�ؤ�شرات على الهيكل التنظيمي للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪.‬‬

‫ق�صد للمقاتلني الأجانب‬


‫اليمن كمالذ �آمن و َم َ‬
‫على الرغم من حمدودية عدد �أع�ضاء تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪� ،‬إىل �أنه من ال�ضروري‬
‫ف�صل خطر التط ّرف يف اليمن عن جاذبية البالد كمالذ �آمن لعنا�صر �أخرى من تنظيم القاعدة‪،‬‬
‫ماي�ؤ ّدي �إىل زيادة التهديد الذي ي�شكله غري اليمنيني الذين ينجذبون �إىل اليمن‪ ،‬ومن ثم يعودون �إىل‬
‫بلدانهم الأ�صلية لتنفيذ هجمات‪ .‬وبالن�سبة �إىل تنظيم القاعدة‪ ،‬يتم ّيز اليمن بعنا�صر جذب بو�صفه‬
‫مالذ ًا �آمن ًا ومكان ًا لالنبعاث الإ�سالمي على ح ّد �سواء‪.‬‬
‫فالطبيعة اجلبلية احل�صينة لليمن جتعل من هذا البلد قلعة طبيعية منيعة لي�س لأهل اجلزيرة العربية وح�سب‪،‬‬
‫بل �أي�ض ًا ل�شعوب ال�شرق الأو�سط كافة‪ .‬فهي املعقل الذي ميكن �أن يو ّفر املالذ لأهل اليمن وجماهديها‪ ،‬وهذا‬
‫(‪)28‬‬
‫ثابت يف تاريخ اليمن الع�سكري كله‪.‬‬
‫وردت تقارير متزايدة تفيد ب�أن عنا�صر القاعدة من منطقة احلدود بني باك�ستان و�أفغان�ستان بد�أوا‬
‫يف االنتقال �إىل اليمن‪ .‬وقد �أبرز املف ّكر اال�سرتاتيجي للقاعدة‪� ،‬أبو م�صعب ال�سوري‪ ،‬العوامل التي‬
‫ت�ضم ‪ 75‬يف املئة من �سكان �شبه اجلزيرة العربية‪،‬‬‫جتعل من اليمن وجه ًة ج ّذاب ًة محُ َت َمل ًة‪ .‬فالبالد ّ‬
‫وحب القتال لدى رجال اليمن‪ ،‬هذا كله واقع‬ ‫كما �أن «البنية القبلية املتما�سكة‪ ،‬والب�أ�س وال�شجاعة‪ّ ،‬‬
‫تاريخي م�شهود منذ القدم»‪ )29(.‬بالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬يزعم ال�سوري �أن هناك ‪ 70‬مليون قطعة من‬
‫الأ�سلحة الفردية يف البالد‪ )30(،‬وين ّبه �إىل حدودها املفتوحة‪ ،‬وقربها من املم ّر املائي اال�سرتاتيجي‪،‬‬
‫باب املندب‪ ،‬و‬
‫‪ ...‬م�شاعر الظلم واال�ستغالل التي تُع َتبرَ حم ّرك ًا �أ�سا�سي ًا دفين ًا يجب �أن يتل ّقى التوجيه الإ�سالمي ال�شرعي‬
‫(‪)31‬‬
‫ال�صحيح‪ ،‬كي ي�صبح عام ًال ا�سرتاتيجي ًا هام ًا يف حتريك النا�س للجهاد‪.‬‬
‫ويف حني يبقى من ال�صعب التحقق من الأرقام‪ ،‬ثمة تقارير موثوقة تفيد ب�أن اليمن �أ�صبح الآن‬
‫الوجهة املُ َّ‬
‫ف�ضلة لل ُم َج َّندين غري اليمنيني �أو املقاتلني الأجانب‪� .‬إذ تتم الإ�شارة �إىل ال�صومال بتواتر‬
‫متزايد يف و�سائل الإعالم اخلا�صة بالقاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬وهو مايق ّوي‪� ،‬إىل جانب عرو�ض‬
‫امل�ساعدة من اجلماعة الإ�سالمية ال�صومالية امل�سلحة «ال�شباب»‪ ،‬من احتمال وجود تعاون عملي بني‬
‫اجلماعتني‪ .‬ويف حني �أن التعاون قد يكون جمرد طموح يف هذه املرحلة‪ ،‬ف�إن وجود مئات الآالف‬
‫من الالجئني ال�صوماليني يف اليمن‪� ،‬أ ّدى �إىل �إقامة طرق لتهريب الأ�شخا�ص والأ�سلحة بني اليمن‬
‫التذ ّرع بالتظ ّلمات‪ :‬القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬ ‫‪16‬‬

‫وال�صومال‪ .‬كما �أن الهدف اال�سرتاتيجي امل�شرتك يف م�ضيق باب املندب‪ ،‬الذي يف�صل بني البلدين‪،‬‬
‫رجح ًا للغاية‪ .‬فالقرب اجلغرايف يق ّوي حقيقة‬
‫يجعل الن�شاط العملياتي امل�شرتك بني اجلماعتني �أمر ًا ُم َّ‬
‫�أن كال الفريقني بد�آ ب�شنّ هجمات خارج منطقة عملياتهما املبا�شرة (تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة‬
‫العرب يف الواليات املتحدة‪ ،‬وحركة ال�شباب يف �أ�سرتاليا والدمنارك) يف العام ‪.2009‬‬

‫خال�صة‬
‫حدود القوة ال�صلبة والنهج الإمنائي ملكافحة الإرهاب‬
‫من الوا�ضح �أن للردود الع�سكرية وتطبيق القانون يف �ش�أن التهديد الذي ُت�ش ِّكله القاعدة يف �شبه‬
‫جزيرة العرب دور ًا ت�ؤ ّديه‪ .‬يجب �أن تكون مثل هذه الردود متناظرة‪ ،‬و�أن يقودها اليمنيون على وجه‬
‫احل�صر‪ ،‬و�أن تق ّلل من خماطر �سقوط �ضحايا من املدنيني‪ ،‬وهو ما َلن ي�ؤ ّدي �إال �إىل تنفري املجتمعات‬
‫التي ُت َع ّد الأر�ضية ال�ضرورية يف اجلهود احلكومية الرامية �إىل �إغالق جمال العمل اخلا�ص بتنظيم‬
‫القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ .‬فالعدد الكبري من الإ�صابات يف �صفوف املدنيني يف �أعقاب الغارات‬
‫اجلوية على املعجلة يف �أبني عزّز بب�ساطة الرواية املتط ّرفة التي تقول �أن الغرب ي�ستخدم وكيله‬
‫احلكومي املرت ّد لقتل امل�سلمني الأبرياء‪ .‬ويف حني توجد �إجراءات �أمنية ملمو�سة ميكن ويجب اتّخاذها‬
‫ملواجهة خطر القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬الميكن اعتبار هذه الإجراءات معزول ًة‪ .‬ونظر ًا �إىل‬
‫ال�صدى الكبري بني الإطار الت�شخي�صي املرجعي للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب وبني التظ ّلمات‬
‫اليمنية‪ ،‬ثمة خطر حقيقي يف �أن ُي�س ِفر هذا ال�صدى عن زيادة التق ّبل �أو اال�ستعداد للنظر يف بدائل‬
‫للطرق التقليدية اليمنية يف البحث عن عالج‪ ،‬مبا يف ذلك العنف‪ .‬ولذلك ف�إن اتّباع نهج �شامل‬
‫ملكافحة الإرهاب يتجاوز تطبيق القوة ال�صارمة‪ .‬ويف �سياق تناوله لظاهرة القاعدة يف اململكة العربية‬
‫ال�سعودية‪ ،‬يق ّدم نورمان �سيغار حتلي ًال ينطبق على اليمن‪:‬‬
‫يتعينّ التعامل مع التحدّي املُت َم ِّثل يف التظ ّلمات االجتماعية واالقت�صادية وانفتاح النظام على مزيد من امل�شاركة‪،‬‬
‫وهو ماقد يروق ملجموعة املتعاطفني املُح َت َملني مع تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬وهذا وحده ميكنه‬
‫�ضمان حتقيق الن�صر على املدى الأطول على القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪.‬‬
‫ير ّكز اليمنيون على حت�سني اال�ستجابة احلكومية‪ ،‬وامل�ساءلة‪ ،‬وتقدمي اخلدمات (وخا�صة يف‬
‫مايتع ّلق بالتوظيف)‪ ،‬والتنمية‪ .‬هذه هي مفاتيح حت�صني املجتمعات �ض ّد و�صفات القاعدة العنيفة‪� ،‬إذ‬
‫ت�شري املجموعة املحدودة من الأدلة التجريبية �إىل �أنه يف �أو�ساط الكثري من ال�شباب‪ ،‬قد يكون دعم‬
‫اجلماعات امل�سلحة ‪� -‬سواء �أكانوا من املتم ّردين احلوثيني يف ال�شمال �أو القاعدة يف �شبه جزيرة‬
‫العرب ‪� -‬أكرث اعتماد ًا على االعتبارات االقت�صادية منه على االلتزامات الإديولوجية الرا�سخة‪ .‬ويجب‬
‫�أن ير ّكز النهج الإمنائي ملواجهة خطر الإرهاب يف اليمن على امل�شاركة املحلية الفعالة واال�ستجابة‬
‫‪17‬‬ ‫�ألي�ستري هاري�س‬

‫وامل�صداقية‪ ،‬والأهم من ذلك تقدمي اخلدمات‪ .‬فتنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب ُي�ش ِّكل‬
‫يف الوقت الراهن تهديد ًا حملي ًا ذا طموحات عاملية متزايدة‪ .‬ومعاجلة مثل هذا التهديد التنطوي‬
‫بب�ساطة على مبادرات حركية ملكافحة الإرهاب فقط‪ ،‬بل �أي�ض ًا على فهم �أكرب للنقاط التي حتظى‬
‫ب�أهمية خا�صة بني التنظيم واملجتمعات املحلية اليمنية وحماولة معاجلتها‪ ،‬ف�ض ًال عن تعزيز التنافر‬
‫يف مايتع ّلق بو�سائل ال�سعي �إىل معاجلة التظ ّلمات الفعلية واملتخيلة‪.‬‬

‫التو�صيات‬
‫ح�سا�س �إزاء التط ّرف‪ .‬ففي حني تبدو‬ ‫�أ‪ .‬جت ّنب االعتماد املُف َرط على القوة ال�صارمة‪ ،‬واعتماد نهج ّ‬
‫العمليات ذات الأهداف املُح َّددة �ضروري ًة‪ ،‬ف�إنها ينبغي �أن تكون بقيادة اليمنيني‪ ،‬وتتج ّنب كثري ًا �سقوط‬
‫�ضحايا من املدنيني‪ ،‬وهو مات�ستغ ّله الروايات املتط ّرفة‪ ،‬وينبغي �أن ُت�ش ِّكل جزء ًا من نهج �شراكة �شاملة‬
‫يعطي الأولوية للقوة الناعمة واملبادرات التنموية‪ ،‬وذلك لتعزيز �صمود املجتمعات املحلية �إزاء التط ّرف‬
‫العنيف‪ .‬وهذا يتط ّلب من احلكومة اليمنية و�شركائها الدوليني العمل مع املجتمعات املحلية لتحديد‬
‫االحتياجات وتلبيتها‪ .‬ويف حني تتو ّفر �آليات للم�ساعدة يف هذه العملية‪ ،‬مثل ال�صندوق االجتماعي‬
‫للتنمية احلكومي‪ ،‬ف�إن نهج امل�ساعدة الإمنائية �سريع اال�ستجابة ملكافحة الإرهاب الميكن �أن ينجح‪،‬‬
‫�إال �إذا كان م�صحوب ًا بالتزام حقيقي من جانب احلكومة ملعاجلة التظ ّلمات التي مت حتديدها‪ .‬وهذا‬
‫�س ُي�ض ِعف جاذبية القاعدة يف �شبه جزيرة العرب للتعبئة الدفاعية يف مواجهة ماتعرفه بو�صفه ظلم ًا‬
‫وف�ساد ًا م�ست�شري ًا‪ ،‬وعدم م�ساواة اجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ .‬و�ضع خريطة لعوامل الدفع التي تدعم عملية التط ّرف‪ .‬لفهم العوامل التي تدفع الأفراد‬
‫�إىل التط ّرف العنيف‪ ،‬ينبغي املبا�شرة بالتدريب املنهجي على ر�سم خرائط التظ ّلمات مع احلكومة‬
‫اليمنية‪ .‬فمن �ش�أن هذا �أن يحوي عن�صر ًا جغرافي ًا‪ ،‬لأن دعم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب يتج ّمع‬
‫يف حمافظات معينة‪ .‬و�سيكون الهدف من هذه العملية احل ّد‪� ،‬أو ًال‪ ،‬من بروز موا�ضيع جتد لها �صدى‬
‫بني القاعدة يف �شبه جزيرة العرب وبني املجتمعات املحلية اليمنية‪ ،‬وثاني ًا‪ ،‬ا�ستغالل جماالت التنافر‪،‬‬
‫مثل رف�ض القاعدة يف �شبه جزيرة العرب للحوار الذي مي ّثل �سم ًة �أ�سا�سي ًة يف الو�سائل التقليدية‬
‫اليمنية لت�سوية املنازعات‪.‬‬
‫ج‪ .‬فهم مايقوله تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬وكيف جتد ر�سالته �صدى يف املجتمعات‬
‫املحلية اليمنية‪ .‬عوامل اجلذب ودور ال�شبكات االجتماعية والديناميات التنظيمية التق ّل �أهمي ًة عن‬
‫عوامل الدفع يف فهم عملية التط ّرف‪ .‬وميكن �أي�ض ًا تو�ضيح عوامل اجلذب هذه من املناق�شات مع‬
‫املح�صنني الذين جتتذبهم‬‫�أع�ضاء �سابقني يف القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪ ،‬ف�ض ًال عن الأفراد غري َّ‬
‫(‪)32‬‬
‫ر�سالة التنظيم‪ ،‬وال�سيما ال�شباب‪.‬‬
‫التذ ّرع بالتظ ّلمات‪ :‬القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬ ‫‪18‬‬

‫د‪ .‬حتليل كيفية ن�شر القاعدة يف �شبه جزيرة العرب لر�سالتها‪ .‬وهذا يكت�سب �أهمي ًة خا�ص ًة‪،‬‬
‫�ستخدم حتليل‬ ‫نظر ًا �إىل االنت�شار املحدود لالنرتنت وارتفاع معدالت الأمية يف اليمن‪ .‬وينبغي �أن ُي َ‬
‫االت�صاالت وال�شبكات ملعاجلة هذه الثغرة‪ .‬كما ينبغي �أن تتم جتزئة موا�ضيع الر�سالة الأ�سا�سية‬
‫لت�سليط ال�ضوء على امل�ستويات املتفاوتة لتقبل اجلمهور عرب الرتكيبة ال�سكانية‪.‬‬
‫هـ‪ .‬دعم مبادرات مكافحة التط ّرف �أو نزع التط ّرف التي تقوم على احلوار‪ .‬فاملواجهة مع تنظيم‬
‫القاعدة‪ ،‬يف اليمن وعلى نطاق �أو�سع هي‪ ،‬يف جزء منها‪ ،‬مواجهة �إديولوجية‪ ،‬حتى لو كانت التن�شئة‬
‫االجتماعية والتعبئة يف الإرهاب ت�سبق يف كثري من الأحيان و�ضع ال�صراع يف �إطار ديني‪ .‬و ُت�ش ِّكل‬
‫تتم بني نزالء ال�سجون التقليديني‪ ،‬وينبغي‬ ‫حوادث االنتكا�س جزء ًا اليتج ّز�أ من هذه الربامج‪ ،‬لأنها ّ‬
‫�أال ت�ستخدم كتربير لإنهاء مثل هذه املبادرات‪ .‬املطلوب هو حتليل �شامل لت ََط ُّور مثل هذه الربامج‬
‫وتنفيذها يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬وذلك لتكوين تفكري جديد وخالق‪.‬‬
‫و‪ .‬ت�ضمني دور املر�أة يف كل من حتليل امل�شكلة وا�ستك�شاف احللول‪ .‬على الرغم من الرتكيز‬
‫التدخالت‬ ‫ح�صنني من ال�شباب الذكور‪ ،‬ف�إنه �سيكون من اخلط�أ �أن تر ّكز ّ‬ ‫املفهوم على ال�سكان غري املُ َّ‬
‫�أو اجلهود التنموية على الرجال فقط‪ .‬املجلة االلكرتونية للقاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪�« ،‬صدى‬
‫املالحم»‪ ،‬تر ّكز كثري ًا على دور املر�أة يف اجلهاد‪ ،‬حيث ت�ؤ ّكد الأدلة الواردة من اململكة العربية‬
‫(‪)33‬‬
‫ال�سعودية �أن املر�أة ت�شارك يف ن�شر ر�سالة تنظيم القاعدة‪.‬‬
‫ال على‬ ‫ز‪ .‬الت�أ ّكد من �أن جهود تعزيز كفاءة قوات الأمن اليمنية وقدرتها‪ ،‬توازي تركيزاً مماث ً‬
‫امل�ساءلة‪ ،‬وااللتزام مبعايري حقوق الإن�سان‪ .‬فثمة خطر كبري يف �أن دعم قوات الأمن اليمنية قد‬
‫ي�ؤ ّدي �إىل تفاقم التظ ّلمات القائمة التي تغ ّذي التط ّرف‪ .‬ويف درا�سة عن ال�شباب اليمني �أجرتها‬
‫ونظام ال�سجون‬ ‫َ‬ ‫الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يف العام ‪ ،2008‬اعترب عدد من الأفراد قوات الأمن‬
‫عام ًال يف دفع الأفراد نحو العنف‪ .‬وذكر �أحد الأ�شخا�ص �أنه «من املفرت�ض �أن تكون ال�سجون ومراكز‬
‫الأحداث موجود ًة لإعادة ت�أهيل ال�شباب‪ .‬مايحدث هو عك�س ذلك‪ .‬يتع ّر�ضون �إىل �إ�ساءة املعاملة‪،‬‬
‫ً (‪)34‬‬
‫ويخرجون من ال�سجن �أكرث عدواني ًة وعنفا»‪.‬‬
‫ح‪ .‬اعتماد نهج �إقليمي‪ .‬كما ُي ِربز ترحي ُل التهديد الذي ي�ش ّكله تنظيم القاعدة من ال�سعودية �إىل‬
‫اليمن يف العام ‪ ،2009‬ف�إن ثمة حاجة �إىل اتباع نهج �إقليمي ملكافحة القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬
‫ب�شكل فعال‪ .‬وعلى الرغم من املخاوف الأمنية الغربية امل�شروعة‪ ،‬ينبغي �أن نتذكر �أن هذه اجلماعة‬
‫ت�ش ّكل �أكرب تهديد لال�ستقرار الإقليمي لبلدان جمل�س التعاون اخلليجي‪ ،‬وينبغي ت�شجيع هذه البلدان‬
‫على �أخذ زمام املبادرة‪ ،‬حتى لو كان الدافع بالن�سبة �إىل البع�ض هو م�صلحة ذاتية متن ّورة �صرفة‪.‬‬
19 ‫�ألي�ستري هاري�س‬

‫مالحظات‬
.3 ‫ �ص‬،‫ العدد الرابع‬،‫ كاتب جمهول) يف جملة �صدى املالحم‬،‫) افتتاحية (بال عنوان‬1(
http://www.jihadica.com/wp-content/uploads/2008/07/7-13-08-ekhlaas-issue-
4-of-sada-al-malahim.pdf
)2(
Dresch, P., Tribes, Government and History in Yemen (Oxford: Oxford Univer-
sity Press, 1990).
.35 ‫ �ص‬،)2010 ‫فرباير‬/‫ (�شباط‬،12 ‫ العدد‬،‫ جملة �صدى املالحم‬،»‫ «�أربع �سنوات على النجاة والثبات‬،‫) حامل امل�سك‬3(
)4(
«Prince Muhammad bin Nayef Slightly Injured in Terrorist Attack», Royal Em-
bassy of Saudi Arabia, Washington, D.C., August 28, 2009,
http://www.saudiembassy.net/latest_news/news08280901.aspx
.‫ مركز الفجر الإعالمي‬،»‫) «عملية الأخ املجاهد عمر الفاروق النيجريي يف ر ّد العدوان الأمريكي على اليمن‬5(
Steven Erlanger, «Nigerian May Have Used Course in Yemen as Cover», New
York Times, January 1, 2009,
http://www.nytimes.com/2010/01/01/world/middleeast/01yemen.html
)6(
«U.S. giving security support to Yemen: Petraeus interview, Al Arabiya, Decem-
ber 13, 2009,
http://www.alarabiya.net/articles/2009/12/13/94083.html
)7(
«U.S. Military Teams, Intelligence Deeply Involved in Aiding Yemen on Strikes»,
Washington Post, January 26, 2010,
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2010/01/26/
AR2010012604239.html
)8(
http://www.nefafoundation.org/miscellaneous/Nefa_AQIY0210Tape.pdf
)9(
23 Escaped Jihadis – Part 2», Terrorism Monitor, vol. 5 January 18, 2007, p. 19.
‫ �شخ�صاً يُ�ش َت َبه يف �أنهم �أع�ضاء يف القاعدة‬113 ‫ عن اعتقال‬،2010 ‫مار�س‬/‫ �آذار‬25 ‫ يف‬،‫ال من الإعالن‬
ً ‫) �إن ك‬10(
‫ ورائد عبداهلل‬،‫ هما يو�سف حممد مبارك ال�شهري‬،‫ وحماولة ت�سلل عن�صرين من القاعدة‬،‫يف اململكة العربية ال�سعودية‬
‫ ي�ؤ ّكدان �أن الهجمات يف داخل اململكة العربية‬،2009 ‫�أوكتوبر‬/‫ يف ت�شرين الأول‬،‫ �إىل منطقة جازان‬،‫�سامل احلربي‬
.‫ال�سعودية تظل �أولوية بالن�سبة �إىل تنظيم القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬
)11(
Cigar, 2009, op cit. p. 4.
)12(
Robert Benford and David Snow, «Framing Processes and Social Movements:
An Overview and Assessment», Annual Review of Sociology, vol. 26, August
2000), pp. 611–639.
‫ القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‬:‫التذ ّرع بالتظ ّلمات‬ 20

،‫) جل�سات ا�ستماع جمل�س ال�شيوخ‬13(


http://foreign.senate.gov/testimony/2010/JohnsenTestimony100120a.pdf
)14(
Murad Batal al-Shishani, Terrorism Monitor, vol. VIII, issue 9, March 5, 2010.
.2009 ‫�أكتوبر‬/‫ ت�شرين الأول‬،‫ �صنعاء‬،‫) ات�صال �شخ�صي مع امل�ؤ ّلف‬15(
)16(
Roland Robertson, Globalization: Social Theory and Global Culture (London:
Sage, 1994).
)17(
Thomas Hegghammer, «The Ideological Hybridization of Jihadi Groups», Cur-
rent Trends in Islamist Ideology, vol. 9, 2009, p. 34.
)18(
«Al-Qaida in Yemen: AQIY Responds to Airstrike with New Threats», December
27, 2009, NEFA Foundation,
http://www.nefafoundation.org/miscellaneous/nefaAQIYresponse1209.pdf
.26 ‫ �ص‬،‫ مرجع �سابق‬،‫) حامل امل�سك‬19(
.5 ‫ �ص‬،2009 ‫مار�س‬/‫ �آذار‬،8 ‫ العدد‬،‫ جملة �صدى املالحم‬،»‫ «وميكرون وميكر اهلل‬،‫) نا�صر الوحي�شي‬20(
‫�أكتوبر‬/‫ ت�شرين الأول‬،11 ‫ العدد‬،‫ جملة �صدى املالحم‬،»‫ «الراف�ضة ومراحل املواجهة‬،‫) ال�شيخ �إبراهيم الربي�ش‬21(
.26-25 ‫ �ص‬،2009
.38 ‫ �ص‬،2008 ،‫يوليو‬/‫ متوز‬،4 ‫ العدد‬، ‫ جملة �صدى املالحم‬،»‫ «ر�سالة �إىل �شباب اليمن‬،‫) �أبو هاجر املقرن‬22(
)23(
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=559187&issueno=11416
)24(
Al Qaeda in Yemen and Somalia: A Ticking Time Bomb (2010), Report of the
U.S. Senate Committee on Foreign Relations,
http://foreign.senate.gov/imo/media/doc/Yemen.pdf, p. 8.
‫ يقدّر ال�صحايف اليمني عبد الإله‬،500‫ و‬300 ‫) يف حني ت�شري معظم التقديرات �إىل �أن عدد الأع�ضاء يرتاوح بني‬25(
.‫ �آالف‬3‫ عددهم بـ‬،‫ الذي قابل �أع�ضاء بارزين يف التنظيم‬،‫حيدر �شايع‬
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=559187&issueno=11416
Sarah Philips, What Comes Next in Yemen: al-Qaeda, the Tribes and Statebuild-
ing, http://www.carnegieendowment.org/files/yemen_tribes.pdf, page 7.
.»‫ «ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‬،‫) �سارة فيليب�س‬26(
Sarah Philips, What Comes Next in Yemen: al-Qaeda, the Tribes and Statebuild-
ing, http://www.carnegieendowment.org/files/yemen_tribes.pdf, page 7.
)27(
M. Sageman, Understanding Terror Networks (Philadelphia: University of
Pennsylvania Press, 2004). On radicalization in the Middle East see R. Hutson,
T. Long, and M. Page, «Pathways to Violent Radicalization in the Middle East-
21 ‫�ألي�ستري هاري�س‬

A Model for Future Studies of Transnational Jihad», The Royal United Services
Institute Journal, 154/2, 2009, pp. 18–26.
،»‫ «م�س�ؤولية �أهل اليمن جتاه مقد�سات امل�سلمني وثرواتهم‬،‫) �أبو م�صعب ال�سوري‬28(
http://www.tawhed.ws/r?i=wksgfnyz
.‫) امل�صدر ال�سابق‬29(
‫ وهو مرتفع للغاية على الرغم‬،‫ ماليني قطعة �سالح‬9‫ و‬6 ‫) ثمة درا�سات �أحدث تقدّر عدد الأ�سلحة يف اليمن بني‬30(
.‫من تراجعه‬
http://www.smallarmssurvey.org/files/sas/publications/o_papers_pdf/2003-
op09-yemen.pdf
.‫) امل�صدر ال�سابق‬31(
)32(
John Horgan, Walking Away From Terrorism: Accounts of Disengagement
from Radical and Extremist Movements (New York: Routledge, 2008).
)33(
Cigar 2009, op cit., footnote 69.
)34(
USAID, Yemen Cross-Sectoral Youth Assessment (Washington D.C.: USAID,
2008), p.35. Cited in Alistair Harris and Michael Page «Al-Qa’ida in Yemen: Sit-
uation Update and Recommendations for Policy Makers», http//www.rusi.org/
analysis/commentary/ref:C4B475DF548443E.
‫مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط‬

‫مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط هو مركز �أبحاث ُيعنى بال�سيا�سة العامة‪ ،‬ومقره بريوت يف‬
‫لبنان‪ ،‬وقد ت�أ�س�س من قبل م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل يف العام ‪ .2006‬يتناول املركز‬
‫التحديات التي تواجه التنمية والإ�صالح االقت�صادي وال�سيا�سي يف ال�رشق الأو�سط العربي‬
‫ويرمي �إىل حت�سني �إدراك عملية التغيري ال�سيا�سي يف املنطقة وامل�ساهمة يف فهم املوا�ضيع املعقدة‬
‫ال عن التعاون‬
‫التي ت�ؤثر يف هذه العملية‪ .‬وي�سعى املركز �إىل جمع باحثني بارزين من املنطقة ف�ض ً‬
‫مع باحثني �آخرين من مراكز كارنيغي يف وا�شنطن ومو�سكو وبيجينغ وكوكبة متنوعة من‬
‫مراكز الأبحاث يف ال�رشق الأو�سط و�أوروبا للعمل على م�شاريع �أبحاث معمقة مت�صلة بال�سيا�سة‬
‫وم�ستندة �إىل التجارب واملراقبة ومتعلقة بق�ضايا ح�سا�سة تواجهها بلدان املنطقة و�شعوبها‪ .‬وتوفّر‬
‫هذه املقاربة املتميزة يف البلدان كافة لوا�ضعي ال�سيا�سة وال�سيا�سيني والنا�شطني يف جميع الدول‬
‫حتليالت وتو�صيات م�ستندة اىل معلومات و�آراء من املنطقة مايعزز �آفاق مواجهة التحديات‬
‫الرئي�سة بفعالية‪.‬‬

‫ملزيد من املعلومات الرجاء زيارة املوقع الإلكرتوين‪www.carnegie-mec.org :‬‬

‫م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل‬

‫م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل هي م�ؤ�س�سة �أبحاث خا�صة التتوخى الربح وت�ضم باحثني ي�سعون‬
‫�إىل و�ضع درا�سات مع نظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى من خالل البحث والن�رش واالجتماع‬
‫و�أحيان ًا عرب �إن�شاء �شبكات دولية وم�ؤ�س�سات جديدة‪ .‬ومتتد اهتماماتهم �إىل مناطق جغرافية‬
‫وا�سعة وعالقات بني احلكومات والأعمال واملنظمات الدولية واملجتمع املدين‪،‬مع الرتكيز على‬
‫القوى االقت�صادية وال�سيا�سية والتكنولوجية التي تقود زمام التغيري العاملي‪.‬‬
‫وا�ستناد ًا �إىل الت�أ�سي�س الناجح الذي �شهده مركز كارينغي يف مو�سكو �أ�ضافت امل�ؤ�س�سة مراكز يف‬
‫ال يف وا�شنطن ومو�سكو �إنطالق ًا من فكرتها‬
‫بيجينغ وبريوت وبروك�سل �إىل مكاتبها املوجودة �أ�ص ً‬
‫الريادية القائلة ب�أن �أي جلنة ا�ست�شارية مهمتها امل�ساهمة يف الأمن واال�ستقرار واالزدهار يف‬
‫العامل ت�ستدعي يف �صميم عملياتها وجود ًا دولي ًا دائم ًا ونظرة متعددة اجلن�سيات‪.‬‬

‫ملزيد من املعلومات الرجاء زيارة املوقع الإلكرتوين‪www.CarnegieEndowment.org :‬‬


‫�أوراق كارنيغي‬
‫مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط‬

‫‪2010‬‬
‫التذرع بالتظلّمات‪ :‬القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪� ،‬ألي�ستري هاري�س‬
‫ّ‬ ‫•‬
‫ً‬
‫أفريقية يف منطقة ال�ساحل؟‪ ،‬جان بيار فيليو‬ ‫•هل ت�صبح القاعدة �‬
‫•�أين �صناديق الرثوة ال�سيادية من مبادئ �سانتياغو؟‪� ،‬سفني برينت‬
‫•الدولة العربية‪ :‬هل تدعم التنمية �أم تعرقلها؟‪ ،‬بول �سامل‬
‫متردٍ حملّي �إىل حت ٍّد وطني‪ ،‬كري�ستوفر بوت�شيك‬‫•احلرب يف �صعدة من ّ‬
‫•نبذ العنف وتبنّي االعتدال‪ :‬نهج املُ راجعة يف اجلماعة الإ�سالمية وجماعة اجلهاد يف‬
‫م�رص‪،‬عمرو حمزاوي و�سارة غريبو�سكي‬
‫•جماعة الإخوان امل�سلمني امل�رصية‪ :‬م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية ُمغلَقة‪،‬عمرو‬
‫حمزاوي وناثان ج‪ .‬براون‬
‫•التحدي ال�سيا�سي للحراك اجلنوبي يف اليمن‪�,‬ستيفن داي‬
‫• ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‪�،‬سارة فيليب�س‪.‬‬

‫‪2009‬‬
‫•‬
‫�إيران والواليات املتحدة ودول اخلليج‪ :‬ال�سيا�سة الإقليمية املحيرّ ة‪ ،‬مارينا �أوتاوي‪.‬‬
‫التجمع اليمني للإ�صالح‪ ,‬عمرو حمزاوي‪.‬‬‫ّ‬ ‫• بني احلكومة واملعار�ضة‪ :‬منوذج‬
‫• «ترميم النوافذ املتك�سرّ ة»‪� :‬إ�صالح قطاع الأمن يف فل�سطني ولبنان واليمن‪ ,‬يزيد �صايغ‪.‬‬
‫املطرد ؟ كري�ستوفر بوت�شيك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫• اليمن ‪ :‬كيف ميكن جتنّب االنهيار‬
‫• �إدارة الرثوة ال�سيادية العربية يف زمن اال�ضطراب ومابعده‪� ,‬سفني برينت وب�سمة ق�ضماين‪.‬‬
‫•الإدارة الأوروبية لل�رصاع يف ال�رشق الأو�سط‪ :‬نحو مقاربة �أكرث فعالية‪ ،‬موريال �أ�سبورغ‪.‬‬
‫• الطفرة النفطية يف بلدان جمل�س التعاون اخلليجي ‪ : 2008 - 2002‬حتديات قدمية وديناميات‬
‫متغيرّ ة‪� ,‬إبراهيم �سيف‪.‬‬

‫للح�صول على الئحة كاملة لدرا�سات مركز وبرنامج كارنيغي لل�رشق الأو�سط ‪:‬‬
‫‪www.CarnegieEndowment.org/pubs‬‬
‫مركز كارنيغي للشرق األوسط‬
‫برج العازارية‪ ،‬الطابق اخلامس‬
‫رقم املبنى ‪ ،2026 1210‬شارع األمير بشير‬
‫وسط بيروت التجاري‬
‫بيروت‪ .‬لبنان‬
‫تلفون‪9611991491 :‬‬
‫فاكس‪9611991591 :‬‬
‫ص‪ .‬ب‪ 1061-11 :‬رياض الصلح ‪ -‬لبنان‬
‫‪www.carnegie-mec.org‬‬
‫‪info@Carnegie-mec.org‬‬

‫مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي‬


‫‪ 177‬جادة ماساتشوستس‬
‫واشنطن دي‪ .‬سي ‪200362103‬‬
‫تلفون‪2024837600 :‬‬
‫فاكس‪2024831840 :‬‬
‫‪www.CarnegieEndownment.org‬‬
‫‪info@CarnegieEndownment.org‬‬

‫مركز كارنيغي موسكو‬


‫‪ 125009‬موسكو‬
‫تفرسكايا ‪2/16‬‬
‫تلفون‪4959358906 :‬‬
‫فاكس‪4959358906 :‬‬
‫‪www.carnegie.ru‬‬
‫‪info@carnegie.ru‬‬

‫كارنيغي بيجينغ الصني‬


‫أر أم ‪ 61021‬سو يون‬
‫فندق فرند شيب‬
‫‪ 1‬زهونغ غوانكون نانداجي‬
‫بيجينغ ‪100873‬‬
‫تشاينا ريفورم فوروم‬
‫تلفون‪86106849599 :‬‬
‫فاكس‪861068452455 :‬‬

‫كارنيغي أوروبا‬
‫مكتب بروكسيل‬
‫جادة أوديرغم ‪2‬‬
‫‪ 1040‬بروكسيل بلجيكا‬
‫تلفون‪3227355650 :‬‬

‫مـؤسـسـة كـارنيغي‬
‫للـسـالم الـدولي‬
‫واشنطن • موسكو • بيجينغ • بيروت • بروكسيل‬

You might also like