Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 66

0

‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪1431‬هـ‪2010 /‬م‬
‫الطبعة الول‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫تقدي المي الشيخ أب بصي ناصر الوحيشي – حفظه ال‪-‬‬


‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫المد ل وحده والصلة والسلم على من ل نب بعده ‪...‬وبعد‬
‫طلب ‪-‬رحه ال‪ -‬أن يقدم له شيخنا أبو عبد الرحن‪ ،‬وشيخنا وّكلن بأن أقدم له؛ وفاًء للشهيد‪ ،‬وعرفانا لقه‪ ،‬وشكرا مّنا‬
‫لهده‪.‬‬
‫ـا‬
‫فأقول‪:‬إن أصدق الكلمات وأثن البادئ هي الت تسفك من أجلها الدماء‪ ،‬وتذهب ف سبيلها الرواح‪ ،‬وتفن ف ـ طلبهـ‬
‫العمار‪.‬‬
‫ـه‬
‫ـتقر عليـ‬
‫لقد برهن الشيخ ممد عمي على ما كتب بدمه‪ ،‬وكانت هذه الكلمات الت كتبها ونقرأها نن بعده هي ما اسـ‬
‫بثه‪ ،‬واعتقده جنانه‪ ،‬بعد ليال من البحث والدارسة‪ ،‬والناظرة والناقشة‪ ،‬طوال أيام رحلته ف طلب العلم الشريف‪ ،‬الــت‬
‫كانت حافلة بصدق التباع‪ ،‬وترك البتداع‪ ،‬ونبذ تقليد الرجال‪ ،‬واللتزام بالدليل‪ ،‬والتجرد ل‪ ،‬والعمل با اعتقد‪.‬‬
‫ـرع‬
‫ـه‪ -‬مصـ‬
‫ـدمائه مثلـ‬
‫وذكرتن صورة مصرع الشيخ ممد عمي وقد ضرج جسده الطاهر بالدماء ‪-‬فما رأيت مضبا بـ‬
‫الستشهادي الشيخ لطفي بر ‪-‬الذي اقتحم السفارة المريكية ف صنعاء بسيارته الفخخة وبزامه الناسف‪ -‬فكل البطلي‬
‫ـا‪،‬‬
‫الشهيدين كان هدفهما المريكان‪ ،‬وُاستهدفا من قبل الصليبيي‪ ،‬فالمد ل أن دعاتنا ومشاينا ف مقدمة صفوف جهادنـ‬
‫مرضي ومعلمي وماهدين‪ ،‬بل واستشهاديي‪.‬‬
‫وهذا هو حال علماء المة سلفا وخلفا‪ ،‬وهذا هو طريق رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي ورثه للعلماء‪ ،‬فليس ف ديننا‬
‫علماء قاعدون عن نصرته‪ ،‬ول يتصور أن يكون هناك علماء ل ياهدون‪ ،‬ول يدثون أنفسهم بالغزو‪ ،‬ول تغب أقدامهم ف‬
‫سبيل ال لظة‪ ،‬ول يستقر ف الذهان أن ير زمان ول جهاد فيه‪ ،‬وقد أخبنا صلى ال عليه وسلم أن الهاد ماض إل قيام‬
‫الساعة )ل تزال طائفة من أمت قائمة بأمر ال‪ ،‬ل يضرهم من خذلم أو خالفهم‪ ،‬حت يأت أمر ال وهم ظــاهرون علــى‬
‫الناس( رواه مسلم‪.‬‬
‫إذا فمن ل ياهد فهو إما قاعد‪ ،‬أو منافق‪ ،‬أو خاذل‪ ،‬أو معذور‪ ،‬فما ث غي‪.‬‬
‫لقد اختار الشيخ ممد عمي طريق رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأعاد إل ترجة الدعاة والعلماء أنه حضر معركة كذا‪،‬‬
‫ـام‬
‫ـح الشـ‬
‫ـر فتـ‬
‫وقاتل وأعد واستشهد‪ ،‬الت كانت تذكر ف تراجم الصحابة الكرام )حضر الشاهد كلها‪ ،‬وقاتل‪ ،‬وحضـ‬
‫والعراق‪ ،‬واستشهد( ففقدت من تراجم العاصرين‪ ،‬فل تكاد تدها‪ ،‬وكثر موتى الفرش حتف النوف كما توت العي‪ ،‬فل‬
‫نامت أعي البناء‪.‬‬
‫اختار الشيخ ممد عمي القاعدة للسباب الت ذكرها ف هذا الكتاب‪ ،‬وعرض مسية الاهدين على الكتــاب والســنة‪،‬‬
‫وحال سلف المة؛ فوجد النتيجة الت سيصل إليها أي باحث عن الق‪ ،‬منصف صادق مع نفسه؛ لن منهج الاهدين هـو‬
‫الذي كان عليه الصحابة –رضي ال عنهم‪.-‬‬
‫عرض الشيخ الفكرة بأسلوب سهل‪ ،‬بعيدا عن التكلف والتعقيد‪ ،‬ودلل من الكتاب والسنة على كل نقطة‪ ،‬وقــارن بيــ‬
‫ماضي المة وحاضرها‪ ،‬وكيف كان السلف‪ ،‬وكيف تغي اللف‪ ،‬وبّين أنه لن يصلح أمر هذا اللف إل با رسه الســلف‬
‫الصال من الصحابة والتابعي ‪-‬رضي ال عنهم أجعي‪) ،-‬بدأ السلم غريبا‪ ،‬وسيعود كما بدأ غريبا؛ فطوب للغرباء(‪.‬‬
‫اختار الشيخ القاعدة لنه فهم أن العلم ل بد أن يصدقه العمل‪ ،‬وأن كثرة القوال ل تدي إن ل تقرن بالفعال‪.‬‬
‫ل ***** خلوا النابر للسيوف قلي ً‬
‫ل‬ ‫قلنا وأصغى السامعون طوي ً‬
‫السيف أصدق إنباًء من الكتب***** ف حده الد بي الد واللعب‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫اختار القاعدة‪ ،‬ل لشخاص القاعدة‪ ،‬أو عرقيات القاعدة‪ ،‬ولكنه اختار النهج السليم الذي اختارته القاعدة‪ ،‬وسارت عليه‪،‬‬
‫وانتهجته متبعة ل مبتدعة‪.‬‬
‫اختار الشيخ ممد عمي سلمة النهج‪ ،‬وإن ذهبت من أجله الهج‪.‬‬
‫وكان ناية اختيار الداعية الشهادة‪ ،‬ولنا شهادة‪:‬أن انتشار دعوته وقبولا‪ ،‬وخدمته للسلم بدأت حيث انتهت حياته وقتل‪.‬‬
‫وما مات من ف ال ماتوا فمبتدأ***** حياتم من حيث ينتهي العمر‬

‫وصدق دعوتنا باستشهاد قادتنا وعلمائنا‬


‫وال أعلم وأحكم‪ ،‬وسبحانك اللهم وبمدك‪ ،‬ل إله إل أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك‪.‬‬

‫كتبه مب العلماء و الشهداء وجليسهم‪:‬‬


‫أبو بصي ناصر الوحيشي‬
‫‪ 24‬ربيع الول ‪ 1431‬من هجرة الصطفى صلى ال عليه وسلم‬
‫جزيرة العرب‬

‫تقدي الشيخ أب الباء العولقي ‪ -‬حفظه ال‪-‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وبعد‪:‬‬
‫فإن من نعم ال على العبد أن يوفقه بصديق صاحب حق وهة عالية‪ ،‬يقول الق ويعمل به ولو كلفه الكثي‪ ،‬ل ياف ف ال‬
‫لومة لئم‪ ،‬يرضي ال بسخط الناس ول يرضي الناس بسخط ال‪ ،‬وكذلك كان الشيخ أبو مصعب رحه ال‪ ،‬منذ عرفته‬
‫ولكثر من عشرة أعوام ما عهدت عنه إل خيا‪ ،‬صدق وأمانة‪ ،‬هة ف طلب العلم وتعليمه‪ ،‬حب شديد للدعوة‪ ،‬يضحي‬
‫بصاله من أجل دينه ل بدينه من أجل مصاله‪ ،‬وأكب دليل على ذلك أنه ضحى بنفسه واختار مواطن القتل نصرة لدينه‪،‬‬
‫وأي شيء أغلى من النفوس ُيضحى با‪ ،‬سطر بداده دعواه وأظهر دعوته‪ ،‬وبرهن صدق دلك بدمائه الزكية وحياته الرضية‬
‫‪.‬‬
‫ل دره وعلى ال أجره‪ ،‬كم عان من أجل البحث عن الق والتمسك به‪ ،‬رماه القريب والبعيد يوم أن سار ف طريق الق‬
‫وأعلنها بدون خفاء ول مداهنة أن الاهدين عامة والقاعدة خاصة هم الطائفة النصورة الت ل تزال تقاتل على هذا الدين‬
‫حت يقاتل آخرهم السيح الدجال‪ ،‬فلم يرض عنه علماء السلطان ودعاة الضللة وحثالة من الناس‪ ،‬ل لشيء ولكن لوفهم‬
‫ي{]آل عمران‪:‬‬
‫خاُفوُهْم َوَخاُفوِن ِإْن ُكْنُتْم ُمْؤِمِن َ‬
‫ف َأْوِلَياَءُه َفَلا َت َ‬
‫خّو ُ‬
‫شْيَطاُن ُي َ‬
‫من طواغيت العرب والعجم }ِإّنَما َذِلُكُم ال ّ‬
‫‪.[175‬‬
‫ع بالق يوم كتمه الكثي‪ ،‬وشهادة ف سبيل ال نسبك‬
‫فهنيئا لك أبا مصعب ذلك الفضل الكبي‪ ،‬والشرف العظيم‪ ،‬صد ٌ‬
‫وال حسيبك‪ ،‬هنيئا لك أبا مصعب فقد كانت حياتك طاعة ل عز وجل‪ ،‬وقدوة ف الي‪ ،‬وموتك شهادة ف سبيل ال‪،‬‬
‫سُكمُ‬
‫ولن نقول كما يقول النافقون ف كل زمان }اّلِذيَن َقاُلوا ِلِإْخَواِنِهْم َوَقَعُدوا َلْو َأَطاُعوَنا َما ُقِتُلوا ُقْل َفاْدَرُءوا َعْن َأْنُف ِ‬
‫صَدُقوا َما َعاَهُدوا الّلَه َعَلْيِه َفِمْنُهْم َمْن‬
‫ي ِرَجاٌل َ‬
‫ي{]آل عمران‪ ،[168:‬ولكن نقول }ِمَن اْلُمْؤِمِن َ‬
‫صاِدِق َ‬
‫ت ِإْن ُكْنُتْم َ‬
‫اْلَمْو َ‬
‫حَبُه َوِمْنُهْم َمْن َيْنَتِظُر َوَما َبّدُلوا َتْبِديًلا{]الحزاب‪.[23:‬‬
‫ضى َن ْ‬
‫َق َ‬
‫كأن به وبن كان معه عند قصف الطائرات المريكية على مواقعهم بتواطؤ وتسهيلت حكومة الرتد علي عبد ال صال‪،‬‬
‫كأن بم وهم يقصفون بصواريخ كروز والقنابل العنقودية‪ ،‬وهم يقولون بصوت واحد‪:‬فزنا ورب الكعبة‪ ،‬اللهم خذ من‬
‫دمائنا اليوم حت ترضى‪ ،‬فرحم ال الشيخ أبا مصعب‪ ،‬ورحم ال من كان معه‪ ،‬أبا سعيد‪ ،‬وأبا قسورة‪ ،‬وأبا حفص‪ ،‬وأبا‬
‫الباء‪ ،‬فهنيئا لم الشهادة ف سبيل ال‪ ،‬ونعاهد ال عز وجل‪ ،‬على أن نأخذ بثأرهم‪ ،‬من أمريكا وحلفاءها‪ ،‬وخاصة حكومة‬
‫الرتد السود العنسي‪ ،‬ونقول لنوده‪:‬ليس بيننا وبينكم إل الدماء‪ ،‬وقطع الرؤوس‪ ،‬ما دمتم عسكرا وجنودا لذلك‬
‫الطاغوت‪ ،‬وسترون ذلك عيانا قريبا بإذن ال عز وجل ‪.‬‬
‫كان رحه ال من جاهد بنفسه وماله ولسانه وقلمه‪ ،‬فلم يقتل حت شارك ف بعض الغزوات ضد جنود الطاغوت‪ ،‬وطالا‬
‫دافع عن الاهدين ف مواعظه‪ ،‬ورد على الشبه الت تثار حولم‪ ،‬وحث الناس على نصرتم واللتحاق بم‪ ،‬وكان من ذلك‬
‫رسالته ) لاذا اخترت القاعدة ( الت ما أناها حت اصطفاه ال عز وجل أن يكون جواره بإذنه سبحانه‪ ،‬فكان ختامها‬
‫مسك‪ ،‬عرض علّي أن أشاركه ف رسالته تلك‪ ،‬ل حاجًة منه إل‪ ،‬ولكن لحظى بالجر وشرف الدعوة إل ذلك المر‪،‬‬
‫فاعتذرت له بجة أن عندي بثا آخر منشغٌل به‪ ،‬فكتب رحه ال أسبابه تلك‪ ،‬كتب بعضها ف بيته‪ ،‬وبعضا وهو ف سفره‬
‫وطريقه‪ ،‬وبعضا وهو ف ساحات العداد‪ ،‬وكأن به وهو يقرأ علّي بعض تلك السباب‪ ،‬ويطلب وجهة نظري ف ما ذكر‪،‬‬
‫ل وسنا‪ ،‬بدأ كتابتها وهو يظن أن ل تتجاوز تلك السباب خسة عشر سببا‪،‬‬
‫تواضعا منه‪ ،‬وإل فإن أقل منه علما وفض ً‬
‫فبارك ال عز وجل له ف ذلك وفتح عليه‪ ،‬حت بلغت ستًة وأربعي سببا‪ ،‬فنسأل ال أن يكتب أجره‪ ،‬وأن يعلي قدره‪ ،‬وأن‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫يعل رسالته تلك فاتة خي لذه المة‪ ،‬وأن يعي طلبة العلم والشايخ أن يسيوا ف الطريق الذي سار فيه‪ ،‬فل خي ف علم‬
‫أقعد صاحبه‪.‬‬
‫وأختم بذه البيات الت قلتها رثاًء ف رفيق درب‪ ،‬وأنيس طريقي‪ ،‬وشيخي ومعلمي‪ ،‬ومن إن نسيه الناس‪ ،‬فلن أنساه بإذن‬
‫ال عز وجل‪:‬‬
‫وأحتسب البـلوى فيه وخطبِه‬ ‫إل ال أشكو كربت ومصيبتـي‬
‫ب وكربٌة تون علينا منذ أن نلتقي بــِه‬
‫وكانت إذا جاءت خطو ٌ‬
‫وفارقن من كان أنسـي بقربِه‬ ‫ب وكربٌة‬
‫ولكّن يومي ظل خط ٌ‬
‫ل نستظل بظلـِه‬
‫لقد كنت ظ ً‬ ‫ب لـله درك من ف ً‬
‫ت‬ ‫أبا مصع ٍ‬
‫وقل رفاق الدرب بعد فراقـِه‬ ‫تكاثرت العداء من كل وجهٍة‬
‫وليس لنا إل الله بعونـِه‬ ‫ومال علينا كل خبٍء وحاقٍد‬
‫على الصب ف هذا الطريق وهولِه‬ ‫ولكن نعاهد ربنا ومليكنا‬
‫أتتُه فأكرمها وزانت بطبعِه‬ ‫ب نلت الفضائل كلها‬
‫أبا مصع ٍ‬
‫صبـوٌر تقٌي طائٌع لليكـِه‬ ‫ق ومهذ ٌ‬
‫ب‬ ‫ع كرٌي صاد ٌ‬
‫شجا ٌ‬
‫فحّن لا قلب رجاء لقـاءِه‬ ‫تذكرن تلك الماكن ذكرُه‬
‫ب عن حالِه‬
‫وناديت هل من م ٍ‬ ‫وجئت إليها وانتظرت ميئُه‬
‫وأسع صوت صدى البال بصوتِه‬ ‫تلمست علي أن أجده مناديا‬
‫وعاود جنات الله بفضلـِه‬ ‫ت بيت يائسا من لقاءِه‬
‫فعاود ُ‬
‫ت بأهلِه‬
‫ك غدا فلس ِ‬
‫سيحل عن ِ‬ ‫ك فالفت‬
‫أيا أرض تويِه أعزي ِ‬
‫ي جوار إلـهِه‬
‫يرفرف ف ط ٍ‬ ‫فل تبكِه عند الفراق فإنُه‬
‫ت إل من قضى حتف أنفِه‬
‫فما الو ُ‬ ‫فهذا عزائي فيِه أماُه أبشري‬
‫ق بنة ربـِه‬
‫لٌي ومرزو ٌ‬ ‫وأما الشهيد الر يضي فإنُه‬

‫أبو الباء العولقي‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫مرثية ف الشيخ ممد عمي الكلوي العولقي‬

‫رجل أخذ العلم وأب إل أن يقوم بواجبه فقال‬


‫كلمة الق وقتل ف سبيلها فرحه ال وبلغه أعلى منازل الشهداء وأخلف علينا خيا‬

‫وبثل مقتله حيا أموات‬ ‫قد مات قالوا‪ ،‬قلت تلك حياة‬
‫ونرى أناًسا ف الورى قد ماتوا‬ ‫ت حيٍ بطيب فعاله‬
‫كم مي ٍ‬
‫ومن الدماء تـوقـد الشكاة‬ ‫إن الشهيد دماؤه وضاءٌة‬
‫ل أرض تبسها ول ميقات‬ ‫ودم الشهيد رسالٌة سيارٌة‬
‫مع نور علم تنجلي الظلمات‬ ‫نور على نور بنور شهادٍة‬
‫نيلت به ف النة الدرجات‬ ‫والعلم إن يعمل به طلبه‬
‫أن يبذلوه لكي ُينال فتات‬ ‫والعلم كنز ل يليق بأهله‬
‫تشرى با اللقاب و القوات‬ ‫تبا لن جعلوا البادئ سلعة‬
‫وُتَمد من دمك الشريف دواة‬ ‫أنت الشجاع فقد كتبت رسالة‬
‫ورفعت صوتا ما به إخفات‬ ‫ارحل بعز قد نشرت عقيدة‬
‫وبذي الكاره حفت النات‬ ‫قد قلتها وترى الكاره خلفها‬
‫شربوا الذلة بالوان اقتاتوا‬ ‫ف موقف يشى عواقبه الل‬
‫ومضى بصمت نجه السكات‬ ‫ما ضره لو أنه ما قالا‬
‫ولجل أمته يطي سبات‬ ‫لكنه قد ذاد دون عقيدة‬
‫والعيش ف أرض الوان مات‬ ‫والقتل من أجل العقيدة عزٌة‬
‫وبا تشن على العدى الغارات‬ ‫إن العقيدة ف القلوب عظيمة‬
‫وسيفشل الصاروخ والذرات‬ ‫وبا سيهزم جيشه وجنوده‬
‫هذي الفاخر ما با إخفات‬ ‫قل للعوالق إن أقيم عزاؤهم‬
‫هذي الشهادة فافخروا بشهيدكم وارثوا الذين على الفارش ماتوا‬

‫رثاه الشيخ‪ :‬إبراهيم بن سليمان الربيش‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫لاذا اخترت القاعدة‬


‫ـاه الـ‬
‫ـن آتـ‬
‫المد ل الادي إل الصواب‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال الكري الوهاب‪ ،‬وأشهد أن سيدنا ممد رسول ال مـ‬
‫الكمة وفصل الطاب‪ ،‬اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن أحيا سنته إل يوم الدين‪ ...‬أما بعد‪:‬‬
‫ت أظن يوما من اليام أن أكون فردا من أفراد القاعدة؛ لكثرة التشويه العلمي‬
‫إن ال إذا أراد أمرا هّيأ له أسبابه‪ ،‬وما كن ُ‬
‫من قبل وسائل العلم‪ ،‬بل ومن قبل بعض الشايخ وطلبة العلم الذين هم ف حقيقة المر إما أن يكونوا من مشايخ وعلماء‬
‫السلطي‪ ،‬أو من العلماء الصادقي الذين زلت أقدامهم ف هذا المر فكان حالم كما قال القائل‪:‬‬
‫ومن الب ما يكون عقوقا‬ ‫رام نفعا فضر من غي قصٍد‬
‫ولا نظرت ف السائل الت ُأخذت على القاعدة من الخالفي لم‪ ،‬فكان بفضل ال أن ل أجد لم مالفة ف الصول‪ ،‬وأما ف‬
‫التنزيل فهذه مسائل اجتهادية يسع فيها اللف‪ ،‬ووجدتم من أول الناس بصفات الطائفة النصورة كما ســيأت ذلــك‪،‬‬
‫ـم‬
‫ـ‪ ،‬ورأيتهـ‬
‫ووجدتم من أحسن الماعات السلمية أخلقا وشيما‪ ،‬وأمثل الماعات السلمية ف باب اُلخّوة ف ـ الـ‬
‫ـذين‬
‫ـم الـ‬
‫ك الظروف وهم يواجهون أعتا قوٍة ف العال من أجل السلم‪ ،‬ووجدتم هـ‬
‫وغيهم من الاهدين ُخذلوا ف َأحَل ِ‬
‫ـد‬
‫ـك عنـ‬
‫ـن سـتعلم ذلـ‬
‫غضبوا ل وتبؤوا من الطواغيت‪ ،‬وهم أول الناس بلة أبينا إبراهيم‪ ،‬ول أقول ذلك ُجزافا ولكـ‬
‫حوا بأموالم وأنفسهم ف سبيل ال‪ ،‬ول أخفيك أن وجدتُ سعادًة ف طريقهم ما ل أجد مثلها من قبل‪ ،‬فيــا‬
‫التفصيل‪ ،‬وض ّ‬
‫مشاينا الكرام وإخواننا طلبة العلم اتقوا ال ف إخوانكم فل تذلوهم‪.‬‬
‫ب ف صال الطواغيت واليهود والنصارى من حيث ل‬
‫ورفقا رفقا بالاهدين عامة والقاعدة خاصة‪ ،‬فإن تذيركم منهم يص ّ‬
‫تشعرون‪ ،‬وانظروا بنظرة عدل وتعاملوا مع أخطاء الاهدين بالنهج الشرعي‪ ،‬كما تدونه ف سورة البقرة ف قصة ســرية‬
‫عبد ال بن جحش ‪-‬رضي ال عنه‪ ،-‬وبالتعامل النبوي كما حدث ذلك ف معركة أحد‪ ،‬ومع أسامة وخالــد والصــحابة‬
‫‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬الذين أسلموا بعد الفتح عندما خرجوا إل حني‪ ،‬فإذا كانت القاعدة لا أخطاء فقد ُوجــدت أخطــاء‬
‫شّنع أكثر من الد الشرعي‪ ،‬وإذا كنتم تنقمــون علــى‬
‫ل أو ُت َ‬
‫للصحابة ف الهاد‪ ،‬فالطأ ُينكر ولكن ل تدم العمل كام ً‬
‫القاعدة أخطاء‪ ،‬فلماذا ل تنقمون على أنفسكم قعودكم وتاذلكم عن نصرة الاهدين‪ ،‬ومساندة بعضــكم للطــواغيت‪،‬‬
‫وعدم تربيتكم المة على الهاد‪ ،‬وعلى عدم قيامكم بالعداد مع وجوبه؟ فاتقوا ال ف إخوانكم‪ ،‬واعلموا أن نصرهم نصر‬
‫للسلم‪ ،‬وهزية الاهدين تضر السلم‪.‬‬
‫وإن أعلم أن كثيا من طلبة العلم الخالفي أخذوا كثيا من هذه السائل تقليدا‪ ،‬وقد اخترت منهج القاعدة لربعي سببا‪،‬‬
‫فأسأل ال التوفيق والخلص‪ ،‬وأن يعل هذه الكتابة فاتة خي لريد الدى والصواب‪.‬‬
‫هذه الرسالة ل تتولد خطراتا بي عشيٍة وضحاها‪ ،‬بل هي نتاج تأمل وتٍر للدليل‪ ،‬جاءت بعمق فكرة بعد نظٍر طويٍل وفكرٍ‬
‫مستني‪.‬‬
‫فجّد فالعمر قصي وإل ال الصي‪ ،‬فل يهولّنك صعوبة الطريق فتقع ف اللمة وتقاسي من ويلت الندامة‪ ،‬فــالق أبلــج‬
‫والباطل للج‪ ،‬ول تكن من آثر منهج السلمة على سلمة النهج‪.‬‬
‫ويأب ال إل ما يشـاء‬ ‫ُيريُد اَلرُء أن ُيعطى مناُه‬
‫سيأت بعد شدِتها رخاء‬ ‫وكّل شديدٍة نزلت بقوٍم‬
‫وهذه النقاط ليس أنا ل توجد إل فيهم‪ ،‬ولكنها ل تتمع إل فيهم‪.‬‬
‫فيا أيها القارئ كن منصفا ول تستعجل بالنتقاد‪ ،‬بل اقرأ وتأمل واحذر من يقول ببعض القواعد نظريا ويالفها عمليــا‪،‬‬
‫كمثل "الستدلل ث العتقاد"‪ ،‬والق ل ُيعرف بالرجال‪ ،‬ولكن الرجال يعرفون بالق‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫وأقل ما يكن إذا ل تقتنع بذه الربعي فعلى القل راجع نفسك إذا كنت ذا نظرٍة مشؤومٍة نو القاعدة فخفف الجــوم‪،‬‬
‫واعلم أن القوم على ثغرة عظيمة‪ ،‬وأن عندهم أدلة فيما هم عليه ما ليس عند غيهم‪.‬‬
‫فيا أصحاب السهام الوجهة للقاعدة‪:‬آن الوان أن تقرؤوا ف هذه الورقات‪ ،‬وأن تدركوا أن أعداء السلم هم أول مــن‬
‫س َلا‬
‫ب َعَلى َأْمِرِه َوَلِكنّ َأْكَثَر الّنــا ِ‬
‫يستفيد من الطعن ف إخوانكم الاهدين‪ ،‬واحذروا من خداع اليادي الفية }َوالّلُه َغاِل ٌ‬
‫َيْعَلُموَن{]يوسف‪.[21:‬‬
‫أخوكم طالب العلم النبوي‪:‬أبو مصعب العولقي‬
‫ممد عمي الكلوي العولقي‬
‫ذي الجة ‪1430‬هـ‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪1‬ـ لنم سلكوا منهج الهاد‪:‬‬

‫اخترت منهج القاعدة لنم سلكوا منهج الهاد‪ ،‬والهاد هو الوسيلة النصوص عليها شرعا ف طرد الذل وعودة العــزة‬
‫للمة‪ ،‬وكما تعلم أن المة السلمية تر برحلة ضعف‪ ،‬وقد اختلفت الماعات السلمية ف كيفية الوصول إل استرجاع‬
‫اللفة‪ ،‬فمنهم‪:‬‬
‫‪ /1‬من يرى العمل من خلل )حزب إسلمي(‪ ،‬يارس الدعوة ف حدود القواني السائدة ف التمع رافضا لفكرة القتال‪.‬‬
‫‪ /2‬ومنهم من يرى أن حكام اليوم حكام شرعيي مع كل مالفاتم وكفرهم‪ ،‬ويرون السمع والطاعة لم‪.‬‬
‫‪ /3‬ومنهم من يرى التربية‪.‬‬
‫‪ /4‬ومنهم من يرى العمل الؤسسي نشر الدعوة والمعيات وهكذا‪.‬‬
‫ـه‬
‫ـص عليـ‬
‫ـذي نـ‬
‫وأما جاعة القاعدة فهم يرون أن الخرج من ذلك هو الهاد ف سبيل ال‪ ،‬وهذا هو الطريق الشرعي الـ‬
‫ـلط الـ‬
‫ـاد‪ ،‬سـ‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم فقال‪":‬إذا تبايعتم بالعينة وأخذت أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الهـ‬
‫عليكم ذًل ل ينزعه حت ترجعوا إل دينكم"رواه أبو داود بإسناٍد حسن‪ ،‬فالهاد هو العلج كما قال ال تعال‪َ}:‬قــاِتُلوُهْم‬
‫شاُء‬
‫ب الّلُه َعَلى َمْن َي َ‬
‫ظ ُقُلوِبِهْم َوَيُتو ُ‬
‫ب َغْي َ‬
‫ي*َوُيْذِه ْ‬
‫صُدوَر َقْوٍم ُمْؤِمِن َ‬
‫ف ُ‬
‫ش ِ‬
‫صْرُكْم َعَلْيِهْم َوَي ْ‬
‫خِزِهْم َوَيْن ُ‬
‫ُيَعّذْبُهُم الّلُه ِبَأْيِديُكْم َوُي ْ‬
‫َوالّلُه َعِليٌم َحِكيٌم{]التوبة‪ ،[15 ،14:‬وقال ال سبحانه وتعال‪َ}:‬وَقاِتُلوُهْم َحّتى َلا َتُكوَن ِفْتَنٌة َوَيُكوَن الّديُن ُكّلُه ِلّلِه{‬
‫]النفال‪.[39:‬‬
‫ويشمل الهاد عندهم جهاد الكام الرتدين من بن جلدتنا‪ ،‬لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪":‬ول تنازعوا المر أهله‪،‬‬
‫إل أن تروا كفرا بواحا عندكم من ال فيه برهان" رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫ج هذا المر‪ ،‬وما علينا إّل أن نسلك طريق الهاد حت َيذهب الذل عن‬
‫ت ف عل ِ‬
‫ت ول إل فلسفا ٍ‬
‫إذا فل نتاج إل تأويل ٍ‬
‫المة‪ ،‬وتتخلص من الكفار الصليي والرتدين‪.‬‬
‫وكما تعلم رحك ال أن القواني الوضعية كفر‪ ،‬وال سبحانه وتعال يقول‪َ}:‬وَقاِتُلوُهْم َحّتى َلا َتُكوَن ِفْتَنٌة َوَيُكوَن الّديُن ُكّلُه‬
‫ِلّلِه{]النفال‪ ،[39:‬فاليوم الدين ليس كله ل‪ ،‬ويقول شيخ السلم ابن تيمية‪]:‬فإذا كان بعض الدين ل وبعضه لغي الــ‬
‫وجب القتال حت يكون الدين كله ل[ الفتاوى الكبى )‪(5/534‬‬
‫فيا أخا السلم‪:‬هل تب لن جاء فوق الدبابات المريكية ف أفغانستان أن يكون من السلميي‪ ،‬أو نسمح لــن يــدعو‬
‫العراقيي لترك الهاد والبادرة إل صناديق القتراع؟‪.‬‬
‫ـام‬
‫أنسمح لن ل يفرق بي الكم بغي ما أنزل ال ف التشريع العام‪ ،‬والكم بغي ما أنزل ال ف القضايا العينة؟ فيقيس حكـ‬
‫ـون‬
‫ـانوا يكمـ‬
‫اليوم الذين بدلوا الشريعة ووالوا اليهود والنصارى وحاربوا السلم بكام بن أمية‪ ،‬وبن العباس الذين كـ‬
‫بالشريعة الطهرة‪ ،‬وييشون اليوش للجهاد ف سبيل ال مع بعض مالفاتم الت هي قضايا أعيان؟‪.‬‬
‫إذا فالقاعدة سلكت منهج الهاد‪ ،‬ومن سلك منهج الهاد فل يضره من خذله ول من خالفه‪ ،‬وإذا كنت ف حية من أمرك‬
‫ل متبعا معظما‪ ،‬ودعك من آراء الرجال وإن زخرفوا لك القول‪ ،‬قال‬
‫فدع عنك هذه الية وقف عند هذه النصوص متأم ً‬
‫س اّلِذيَن َكَفُروا َوالّلُه‬
‫ف َبْأ َ‬
‫سى الّلُه َأْن َيُك ّ‬
‫ي َع َ‬
‫ض اْلُمْؤِمِن َ‬
‫ك َوَحّر ِ‬
‫س َ‬
‫ف ِإّلا َنْف َ‬
‫ال سبحانه وتعال‪َ}:‬فَقاِتْل ِفي َسِبيِل الّلِه َلا ُتَكّل ُ‬
‫َأَشّد َبْأًسا َوَأَشّد َتْنِكيًلا{]النساء‪.[84:‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫فإن قال قائل‪:‬نقاتل إذا كان القتال له جدوى وفيه كف بأس الكفار‪ ،‬وأما إذا ل يكن فيه كف بـأس الكفـار فل نقاتـل‪.‬‬
‫نقول‪:‬من الذي يدد هل القتال اليوم فيه كف بأس الذين كفروا أم ل؟‬
‫ـدرون‬
‫الواب‪:‬هم الاهدون؛ لنم أخب الناس بالعركة‪ ،‬وهم الذين نزلوا ف اليدان وعرفوا حقيقة العدو‪ ،‬بلف الذين يقـ‬
‫قوة العدو ول يدخلوا العركة‪ ،‬بل ربا اندع بالالة العلمية الكاذبة ف تضخيم العدو‪ ،‬فعلى العلماء استشارة الاهدين ف‬
‫هذا المر؛ لنم أهل الشأن‪ ،‬فكما أن العلماء إذا تكلموا ف مسائل ف الطب أو غيه استشاروا أهل الختصاص‪ ،‬فعليهم‬
‫ـتان‬
‫استشارة الاهدين ف الهاد‪ ،‬والواقع اليوم يثبت صحة ما ذهب إليه الاهدون‪ ،‬فنراهم يققون النتصارات ف أفغانسـ‬
‫والعراق وغيها‪ ،‬ونرى قوة الكفر تندحر فلله الفضل والنة‪.‬‬

‫‪2‬ـ لنه ل يضرهم من خذلم‪:‬‬

‫"ل تزال طائفٌة من أمت ظاهرين على الق ل يضرهم من خذلم حت يأت أمر ال وهم كذلك" رواه مسلم‪.‬‬
‫فانظر رحك ال‪ ،‬هل هذا الديث ينطبق على من واجه الكفر من اليهود والنصارى والرتدين‪ ،‬وأعلن الباءة منهم وجعل‬
‫بينه وبينهم السيف‪ ،‬فينال منهم وينالون منه؟‬
‫ـرى‬
‫هل هذا الديث ينطبق على من قام وأعلن الهاد‪ ،‬عندما رأى الساجد تدم‪ ،‬والصاحف تزق‪ ،‬والعراض تنتهك‪ ،‬ويـ‬
‫العلوج والرافضة يدوسون الكرامة‪ ،‬ويرى الكفر اعتلى على السلم؟‬
‫ـاد‬
‫ـة وعبـ‬
‫ـن الرافضـ‬
‫هل هذا الديث ينطبق عليهم عندما سعوا صيحات نساء السلمي الغتصبات‪ ،‬اللت داس كرامتهـ‬
‫الصليب‪ ،‬وقالوا‪]:‬وال لن يهنأ لنا عيش‪ ،‬ولن يغمض لنا جفن‪ ،‬ولن يغمد لنا سيف‪ ،‬حت نثأر لعرضكن[ وأتبعــوا قــولم‬
‫فعلهم أم ل؟‬
‫فيا ترى‪:‬هل صفات الطائفة النصورة الت ل يضرها من خذلا ول من خالفها حت يأت أمر ال تنطبق عليهم؟ أم تنطبق على‬
‫الذين يرون عدم مشروعية القتال ف العراق‪ ،‬ويرونه قتال فتنة؟ وهل تنطبق أوصاف الطائفة النصورة على الذين خــذلوا‬
‫ـائهم‬
‫ـيدون لخطـ‬
‫ـتراهم يتصـ‬
‫الاهدين وقعدوا ف بيوتم على رغد الدنيا؟ وعلى الذين سلقوا الاهدين بألسنٍة حداٍد؟ فـ‬
‫فينشرونا‪ ،‬ويغضون الطرف عن عظيم ماسنهم؟‪.‬‬
‫فحت تعرف على من ينطبق الديث‪ ،‬فالمر ل يكلفك مزيد بث‪ ،‬فالرسول صلى ال عليه وسلم يقول‪":‬ل يضرهم مــن‬
‫خذلم"‪ ،‬فمن الذي خذل‪:‬هل هو الواجه الاهد للكفر‪ ،‬أم القاعد ف بيته؟ الكم للقارئ‪.‬‬
‫وإذا اعتقدت أن الاهدين أول الناس بصفات الطائفة النصورة فل حرج‪ ،‬فقد قال شيخ السلم بأنم ف زمانه أهل الهاد‬
‫ف الشام‪.‬‬
‫وأقول لبعض الماعات السلمية الذين ُيخّطئون القاعدة وغيهم من الاهدين‪:‬أين الاهدون الذين يسيون على طريقكم‬
‫ويسلكون نجكم؟ فلن يستطيعوا تديد ماهدين يسيون على منهجهم ف أي مكان من أماكن الهاد‪ ،‬فكيف ل يكــون‬
‫ـاباتكم‪،‬‬
‫ـوا حسـ‬
‫لكم جهاد والرسول صلى ال عليه وسلم أخب أن الهاد مستمر؟ أم ماذا تقولون؟ أما آن لكم أن تراجعـ‬
‫وتغيوا نظرتكم نو الاهدين الذين هم عز المة‪ ،‬الذين أكرمهم ال بذروة سنام السلم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪3‬ـ لنه ينطبق عليهم وعلى غيهم من الاهدين أيضا وصف الطائفة النصورة بأنا تقاتل على الق‪:‬‬

‫عن عقبة بن عامر ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال‪:‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪":‬ل تزال عصابة من ُأمت يقاتلون على‬
‫أمر ال‪ ،‬قاهرين لعدوهم ل يضرهم من خالفهم حت تأتيهم الساعة وهم على ذلك" رواه مسلم‪ ،‬هذا الديث النبوي الذي‬
‫بّين صفة جلية من صفاتم وهي القتال على الق‪ ،‬وإذا نظرنا اليوم ندهم من أقوى جاعات الهاد القاتلة علــى الــق؛‬
‫ودليل ذلك قتالم ف أفغانستان‪ ،‬وباكستان‪ ،‬والعراق‪ ،‬والصومال الشباب الاهدين‪ ،‬وكذلك قتالم للحكام الرتدين فــ‬
‫الزيرة‪ ،‬وبلد الغرب السلمي فهذه الرواية صرية‪ ،‬والاهدون هم أسعد الناس بذا الوصف‪ ،‬فهذا الديث ل ينطبــق‬
‫على الذين تركوا الهاد وتناسوه‪ ،‬بل بعضهم يزهد فيه وينشر اليأس بعدم جدواه ف هذه الفترة‪.‬‬
‫ـم‬
‫ـايخ‪ ،‬فكـ‬
‫ومن لطيف الفائدة أن هذه الرواية ل تتم بنشرها بعض الماعات السلمية‪ ،‬ويغض الطرف عنها بعض الشـ‬
‫سعنا من بعض الشايخ رواية‪ ":‬ل تزال طائفة ‪ "...‬ولكنهم ل يذكرون رواية "يقاتلون" وكأنا ليست ف صحيح مسلم‪.‬‬
‫وكنت ذات مرة أدرس ف مركز من مراكز العلم ف شال اليمن‪ ،‬فقال ل أحد إخوان طلبة العلم بعد أن فتــح صــحيح‬
‫مسلم وأران هذه الرواية فقال‪:‬لاذا مشاينا ل يذكرون هذه الرواية؟‪.‬‬
‫إذا أخي الب‪:‬هذا وصف دقيق ل يستطيع أن يّدعيه إل أهله‪ ،‬ومن رحة ال أن ال جعل رسوله صلى ال عليــه وســلم‬
‫يقول‪":‬يقاتلون" الت ل تتاج إل تأويل‪ ،‬ولو جاءت رواية ]ياهدون[ لذهب البعض إل تأويلها‪ ،‬ومع ذلك فقد أراد بعض‬
‫ـخص‬
‫ـع شـ‬
‫التباع تأويلها بعن آخر ول حول ول قوة إل بال‪ ،‬وذلك أن أحد الخوة لنا ف القاعدة أخبن أنه تناقش مـ‬
‫آخر من جاعه أخرى فقال الخ‪:‬نن الذين على الق؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم يقول‪":‬يقــاتلون"‪ .‬فقــال الخ‬
‫الخر‪:‬بعن يقاتلون "يدعون"‪ .‬فقال له الخ من القاعدة‪:‬لو أتيت ل بأن معن يقاتلون ف اللغة بعن "يدعون" فسوف أترك‬
‫منهج القاعدة‪.‬‬
‫فانظر رعاك ال إليهم كيف يرفون النصوص؛ لنم ل تسعفهم معانيها وظواهرها‪ ،‬إذا فهذا الطريق طريق الق‪ ،‬فل يضرك‬
‫صعوبته؛ فالقتال قدر الطائفة النصورة‪.‬‬

‫‪4‬ـ لنم غرباء‪:‬‬

‫ـوب‬
‫عن أب هريرة ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال‪:‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪":-‬إن السلم بدأ غريبا وسيعود غريبا فطـ‬
‫للغرباء" رواه ابن ماجه‪ ،‬وقال اللبان صحيح‪.‬‬
‫فهذا الوصف النبوي لهل الق بأنم ف غربة‪ ،‬ول شك بأن الذي يعيش خائفا على نفسه من الوت لجل عقيدته وجهاده‬
‫هو الذي يعيش ف غربة‪ ،‬يعيش ف غربة؛ لتامه بأن عقيدته مدخولة وليس ذلك إل لثباته على الق ف زمن قل فيه النصي‪،‬‬
‫إنه هو الغريب‪.‬‬
‫ـاكم‬
‫يعيش وهو خائف فهاتفه مراقب‪ ،‬ويشى أن تكون سيارته ملغومة‪ ،‬ول يستطيع أن يتنقل بي أرجاء البلد برية‪ ،‬فالـ‬
‫ي منهم أعداٌء له‪ ،‬بل ربا وجد العداوة من أسرته‪ ،‬فُيتهم بأن عقيدته منحرفة أو بأنه سيخرب المن‪،‬‬
‫يترصد له‪ ،‬وقبيلته كث ٌ‬
‫وسيكون فاتا لباب الشر‪ ،‬أو أنه متسرع إل غي ذلك من سيل الوصاف الظالة‪ ،‬ول شك أن ذلك الرجل يصدق عليــه‬
‫وصف الغربة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫أما من سكت عن جرم اليهود والنصارى والطواغيت‪ ،‬بل قال بأن الطواغيت هم حكامه الذين يرم الروج عليهم‪ ،‬ولــ‬
‫يف ربا يوما ف سبيل ال‪ ،‬وهو آمن من الطواغيت يتجول ف كل مدينة‪ ،‬ول يتضرر اقتصاده‪ ،‬فهذا ل ينطبق عليه الوصف‬
‫النبوي بأنه غريب‪.‬‬
‫فكيف نقول بأن هذا الشخص غريب وهو ل يعرف للغربة بابا‪ ،‬بل ربا أنه مبجل من قبل الطواغيت‪ ،‬مهيأ له أمور ربا ل‬
‫ى ول سجنا ول متابعة‪ ،‬بينما غيه مطارد فارق أبناءه‪،‬‬
‫تأت لغيه‪ ،‬فبعض الدعاة تصرف له الكفالة والسيارة ول يعرف أذ ً‬
‫وآباءه‪ ،‬وزوجته‪ ،‬وبلده‪ ،‬ورغد العيش من أجل السلم!! فشتان بي هذا وهذا‪.‬‬
‫وليس هذا غلوا أو تشددا‪ ،‬بل نن نقول‪:‬إننا ف زمٍن هجم اليهود والنصارى على بلد السلم‪ ،‬وســاندهم الطــواغيت‬
‫ودعموهم بالبترول‪ ،‬والواد الغذائية‪ ،‬والستخبارات‪ ،‬وأمنوا لم الطرق البحرية‪ ،‬والبية‪ ،‬والوية‪ ،‬ومنعوا الاهدين مــن‬
‫ـع‬
‫قتالم‪ ،‬ونن ف زمن بدلوا شريعة ال بالقواني الوضعية الكافرة‪ ،‬فمن أنكر كل ما ُذكر فسوف يعيش ف غربة‪ ،‬ومن دافـ‬
‫عنهم أو سكت فليس من أهل الغربة وإن كانت له أعمال أخرى ممودة لدمة السلم؛ لنم وغيهم من الاهدين أول‬
‫الناس بديث "القابضون على المر"‪.‬‬
‫فانظر رحك ال بنظرة عدل وإنصاف للجماعات السلمية الوجودة على الساحة‪ ،‬فسترى من هم أقرب إل هذا الوصف‬
‫النبوي‪ ،‬فهذا الديث معاضد لديث الغربة‪.‬‬
‫ـلطان‪ ،‬ول ـ‬
‫فهؤلء الاهدون قوي عدوهم وقل ناصرهم‪ ،‬فعدوهم اليهود‪ ،‬والنصارى‪ ،‬والطواغيت وأذنابم‪ ،‬وعلماء السـ‬
‫يسلموا من بعض العلماء الصادقي ف بعض الجتهادات الاطئة‪ ،‬ووقف معهم بعض العلماء الصادقي وأهل الفطرة مــن‬
‫الؤمني مع أن كثيا من الؤمني أهل الفطرة ينظرون بنظرة خاطئة نو الاهدين؛ وذلك للتشويه العلمي التابع لليهــود‬
‫والنصارى والنافقي وعلماء السلطي‪ ،‬فطالا حلوهم أشياء هم منها أبرياء‪ ،‬وكتموا انتصارات الاهدين وأخفوا إخفاقات‬
‫عدوهم‪ ،‬وهذا التشويه العلمي قد انطلى على بعض الصادقي وذلك يتاج إل بث آخر‪ ،‬فانظر رعاك ال إلــ ذلــك‬
‫الاهد الذي بذل ماله وحياته ف سبيل ال‪ ،‬فقام ل عندما رأى حرمات ال تنتهك وحدوده يعتدى عليها‪ ،‬فنذر نفسه لــ‬
‫وفارق ملذات الدنيا‪ ،‬فبعد المن خوف‪ ،‬والغناء فقر‪ ،‬والتجول ف أرض ال حصار‪ ،‬ومع ذلك زاد التام نوه بأن عقيدته‬
‫ـبب‬
‫مدخولة‪ ،‬وبأنه ل يقّدر الصال والفاسد‪ ،‬وأنه جلب شرا للمة‪ ،‬أليس ذلك أقرب من غيه بأنه قابض على المر‪ ،‬بسـ‬
‫س َأْن ُيْتَرُكوا َأْن َيُقوُلوا آَمّنا َوُهْم َلا ُيْفَتُنوَن{]العنكبوت‪.[2:‬‬
‫ب الّنا ُ‬
‫س َ‬
‫قبضه على دينه؟ قال ال سبحانه وتعال‪َ}:‬أَح ِ‬
‫إن الاهدين اليوم أهل ابتلء‪ ،‬ويقينا أن صاحب الق اليوم لبد أن يتعرض للبتلء؛ لننا ف زمن الغلبة لعداء اللة مــن‬
‫اليهود والنصارى وعملئهم من النافقي الذين يكمون البلد السلمية‪ ،‬فبال عليك كيف يسلم صاحب الق الذي ينكر‬
‫الباطل بيده ولسانه منهم؛ لن من كان على هدي الصطفى صلى ال عليه وسلم ف زمن غلبة الكفار‪ ،‬فلبد أن يتعــرض‬
‫لعظيم الذى منهم‪ ،‬فيا من ل يعرف البتلء‪ ،‬وهو يزعم أنه من أهل الطائفة النصورة نقول‪:‬إما أن تكون على هدي ممــد‬
‫عليه الصلة والسلم فلبد أن تتعرض للذى؛ كما تعرض له نبيك ف زمن غلبة الكفار‪ ،‬وإما أن ل تتعرض للبتلء فراجع‬
‫منهجك وانظر ف طريقك‪ ،‬واعلم أن أي جاعة ل تتعرض للبتلء فلتراجع حساباتا‪ ،‬كما قال سيد قطب رحه ال‪.‬‬

‫‪ -5‬لنم أسعد الناس بلة إبراهيم‪:‬‬

‫سُه{]البقرة‪:‬‬
‫ب َعْن ِمّلِة ِإْبَراِهيَم ِإّلا َمْن َسِفَه َنْف َ‬
‫اعلم رعاك ال أن ال سبحانه وتعال أمرنا بإتباع ملة إبراهيم فقال‪َ}:‬وَمْن َيْرَغ ُ‬
‫ـه؛‬
‫ـم عقلـ‬
‫‪ ،[130‬فالسفيه من خالف ملة إبراهيم‪ ،‬فالؤمن يكون متبعا للنصوص الشرعية‪ ،‬وإذا تعارضت مع عقله فليتهـ‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫فلسنا باجة إل سياسات خرقاء‪ ،‬ول إل عقول جوفاء‪ ،‬وقلت بأن القاعدة أسعد الناس بلة إبراهيم‪ ،‬فتعال معي أخي ف ال‬
‫نستعرض كلم ال حول ملة إبراهيم‪ ،‬وطّبقه على الواقع وعند ذلك ستعلم حقيقة ما قلت‪.‬‬
‫سَنٌة ِفي ِإبَْراِهيمَ َواّلــِذينَ‬
‫ت َلُكْم ُأْسَوٌة َح َ‬
‫فإياك من التسرع ف رفض هذا العنوان‪ ،‬فلنأخذ قول ال سبحانه وتعال‪َ}:‬قْد َكاَن ْ‬
‫ـى‬
‫ضاُء َأَب ـًدا َحّتـ‬
‫َمَعُه ِإْذ َقاُلوا ِلَقْوِمِهْم ِإّنا ُبَرآُء ِمْنُكْم َوِمّما َتْعُبُدوَن ِمْن ُدوِن الّلِه َكَفْرَنا ِبُكْم َوَبَدا َبْيَنَنا َوَبْيَنُكُم اْلَعَداَوُة َواْلَبْغ َ‬
‫ُتْؤِمُنوا ِبالّلِه َوْحَدُه{]المتحنة‪ ،[4 :‬فلنا السوة السنة ف إبراهيم عليه الصلة والسلم والؤمني معه‪ ،‬عندما كــانوا فــ‬
‫ـاء؛‬
‫مرحلة الضعف فأعلنوا الباءة منهم ومن عبادتم‪ ،‬وهذا إعلن الباءة من العابدين قبل العبودات كما قال بعض العلمـ‬
‫وذلك لن النسان قد يتبأ من العبادة ول يتبأ من العابدين لصال‪ ،‬فل يكون مققا ملة إبراهيم حت يتبأ من العابــدين‪،‬‬
‫ول يكتف بإعلن الباءة بل زاد قوله ]َكَفْرَنا ِبُكْم[ حت تتضح الفاصلة بي أولياء ال وأعداء ال } َوَبَدا بَْيَنَنــا َوَبْيَنُكــُم‬
‫ـده‪،‬‬
‫ـال وحـ‬
‫ضاُء {‪ ،‬وتقدي العداوة على البغضاء؛ لن العداوة ظاهرة‪ ،‬وهذه العداوة مستمرة حت يؤمنوا بـ‬
‫اْلَعَداَوُة َواْلَبْغ َ‬
‫فانظر رعاك ال كيف تنطبق هذه اللة على جاعة القاعدة‪.‬‬

‫‪6‬ـ ملة إبراهيم إعلن الباءة من الكافرين‪:‬‬

‫والقاعدة من أقوى الماعات السلمية من حيث إعلنا الباءة من الكافرين‪ ،‬سواء الكافر الصلي أو الكافر الرتد‪ ،‬ومن‬
‫العجب من يصرح بكفر القواني الوضعية وينقل إجاع أهل السنة على أنا كفر‪ ،‬ولكنه ل يتبأ من أهلها مــع أن هــذه‬
‫القواني الوضعية موجودة بصورة واضحة ف دساتي هذه النظمة بالرقم والصفحة‪ ،‬فكيف تكفرون بالكفر ول تكفــرون‬
‫بأهله؟ فلعلكم تقولون ل تقم عليهم الجة‪ ،‬فهل تقام الجة ف السائل الظاهرة أوف السائل الفية؟ يقول الشيخ ممد بن‬
‫عبد الوهاب رحه ال‪):‬وإنا قال ذلك ف القالت الفية كما قدمنا من قوله‪ ،‬وهذا إن كان ف القالت الفية( وما معنــ‬
‫ـله‬
‫إقامة الجة؟ فاسع لكلم شيخ السلم ف إقامة الجة قال رحه ال ف الرد على النطقيي ص )‪]:(99‬حجة ال ـ برسـ‬
‫قامت بالتمكن من العلم‪ ،‬فليس من شرط حجة ال تعال علم الدعوين با‪ ،‬ولذا ل يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن‬
‫وتدبره مانعا من قيام حجة ال تعال عليهم‪ ،‬وكذلك إعراضهم عن استماع النقول عن النبياء وقراءة الثار الأثورة عنهم‬
‫ل ينع الجة إذ الكنة حاصلة[‪.‬‬
‫بعد هذا انظر للقانون الكويت الادة الول من القانون الدن الكويت‪]:‬إذا ل يوجد نص تشريعي ‪-‬أي ف قانونم‪ -‬حكــم‬
‫القاضي بقتضى العرف‪ ،‬فإن ل يوجد عرف اجتهد القاضي رأيه مستهديا بأحكام الفقه السلمي‪ ،‬اتفاقا مع واقــع البلد‬
‫ـذه‬
‫ـاكم بـ‬
‫ـرع والـ‬
‫ومصالها[‪ ،‬انظر كتاب )كشف النقاب عن شريعة الغاب(‪ ،‬فبعد هذا كله هل تتردد ف تكفي الشـ‬
‫القواني؟‪.‬‬
‫ملة إبراهيم إعلن العداوة والبغضاء للكافرين‪ ،‬والقاعدة هي أشد عداًء لليهود والنصارى وزمرة النافقي‪ ،‬بلف من يراهم‬
‫كفارا ولكنه يكتم عقيدته بجة ضعفه‪ ،‬فيقال لاذا تكتم الباءة من الطواغيت بذه الجة‪ ،‬وأنت ف مرحلة هي أقوى مــن‬
‫الرحلة الكية الت جهر فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم بصلب الدعوة ف مكة؟ فإما أنك ل تســتطع تّمــل البتلء‬
‫وذلك ضعف‪ ،‬أو أنك تزعم الصال والفاسد فل عبة بصال ومفاسد مالفة للة إبراهيم الت سار عليها عليــه الصــلة‬
‫والسلم‪ ،‬فل بد من التفرقة بي المرين‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫أ‪ -‬الشيء الذي لبد من الهر به وإن كنا ف مرحلة ضعف‪:1‬وهو الهر بصلب الدعوة قول ل إله إل ال والكفر‬
‫با يعبد من دون ال‪ ،‬ومن ذلك القواني الوضعية‪ ،‬والديقراطية‪ ،‬ومظاهرة الكفار‪ ،‬وحراسة الشرك‪ ،‬والباءة من أهلها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشيء الذي لبد من السرية به‪:‬وهو بعض اللقاءات والجتماعات وما تقتضيه الاجة من الســرار والعــداد‬
‫ـرية‬
‫ـا السـ‬
‫والفراد وغيها ما هو على نوها‪ ،‬القاعدة اتبعت ملة إبراهيم ف إعلن الباءة من الطواغيت‪ ،‬وكتمت أعمالـ‬
‫الذي يقتضيها القام‪ ،‬وأيهما أسعد بلة إبراهيم‪:‬القاعدة‪ ،‬أو من عرف كفر الطواغيت وداهنهم؟ وف ظاهر المر عند الناس‬
‫يقول‪:‬بأنم ل يكفروا ل زالوا على السلم‪ ،‬وعند أخص الواص له يقول‪:‬هؤلء الكام ل يظهروا إسلما ول يبطنوا كفرا‬
‫أي أنم كفار جهارا وليسوا منافقي!؟‪.‬‬
‫وهل ملة إبراهيم الطعن ف أسامة بن لدن ظاهرا وباطنا يرى أن له مشروعا عظيما؟ ملة إبراهيم إعلن العداوة والبغضاء‬
‫للكافرين‪.‬‬
‫والقاعدة قالت للكافرين سواء الصليي أو للمرتدين‪:‬كفرنا بكم‪ ،‬بينما كثي من الماعات السلمية جاملت الرتــدين أو‬
‫ـا‬
‫ـذين تلزمنـ‬
‫تركت ذلك باسم الصال والفاسد‪ ،‬وبعضهم يرى هؤلء الرتدين ليسوا مرتدين ويراهم حكامنا الشرعيي الـ‬
‫ـات‬
‫ـض الماعـ‬
‫ـرى بعـ‬
‫طاعتهم مع العلم أنم ظاهروا الشركي بأشد أنواع الظاهرة عب التاريخ السلمي‪ ،‬ومع ذلك تـ‬
‫السلمية ترى أن بعض الكام ف بعض القطار يكمون بالشريعة‪ ،‬فهل تكيم الشريعة موالة اليهود والنصارى‪ ،‬وإقامــة‬
‫الد على الضعيف دون القوي‪ ،‬والتستر على القواني الوضعية‪ ،‬وحرب الاهدين وماولة القضاء على أي تيار تشم منــه‬
‫رائحة جهادية؟ أم السألة طمس على البصائر؟ فل حول ول قوة إل بال‪.‬‬
‫القاعدة أعلنت الرب ضد اليهود والنصارى وعملئهم من الرتدين‪ ،‬وبينت مشروعها الطويل لستعادة اللفة السلمية‬
‫من الصي شرقا حت الندلس غربا‪ ،‬بل إن المر سوف يستمر على قدر الستطاعة حت تفتح بلد الكفار‪ ،‬فمن أعلن ذلك‬
‫هو أول بلة إبراهيم من مثل الخوان السلمي ف مصر عندما أعلن لوباما عندما زار مصر بأن الخــوان الســلمي إذا‬
‫حكموا سوف يرعون الصال المريكية‪ ،‬وليس هناك عداوة ظاهرة مثل عداوة القاعدة للكافرين‪ ،‬فقد يقول قائل‪:‬هناك من‬
‫السلمي من أظهر العداوة للكافرين غي القاعدة؟ فنقول‪:‬نعم‪ ،‬لكن هل وصل إظهار العداوة والباءة منهم مثــل عــداوة‬
‫وبراءة القاعدة؟ الواب‪:‬ل‪ ،‬والعدو من المريكان يشهُد بأن أشد ما يعادون من السلمي هم القاعدة‪ ،‬وقد صرح بــذلك‬
‫أوباما ف خطابه الخي للمسلمي من مصر‪ ،‬وكذلك الكام الرتدين أشد ما يعادون ويافون من طوائف السلمي القاعدة‪،‬‬
‫والق ما شهدت به العداء‪.‬‬
‫وملة أبينا إبراهيم عليه السلم إظهار العداوة والبغضاء للكافرين أبدا حت يؤمنوا بال وحده‪ ،‬فلو نظرنا إل منهج الخوان‬
‫السلمي عندما قاموا لستعادة اللفة‪ ،‬كان برنامهم تبن الهاد فيه واضح ث تنازلوا عنه تدرييا‪ ،‬ث لو نظرنا لنهج الذين‬
‫يقال لم )السرورية( وهم من أهل السنة الررين لتأصيل هذه السائل‪ ،‬فقبل فترة من الزمن كان ظاهرة الهـاد واضـحة‬
‫وتنزيل الحكام على الطواغيت‪ ،‬ث بعد أحداث الادي عشر من سبتمب كيف تغيت نظرة بعضهم وليس كلهــم‪ ،‬أمــا‬
‫القاعدة فمنذ بدأت إل اليوم وهي تقول للكفار‪:‬كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حت تؤمنوا بال وحده‪،‬‬
‫س ـَتْبِدْل‬
‫فنسأل لنا الثبات على ذلك‪ ،‬وإل فإن من انرف عن طريق الهاد فإن ال يقول‪ِ}:‬إّلا َتْنِفُروا ُيَعّذْبُكْم َعَذاًبا َأِليًما َوَي ْ‬
‫ضّروُه َشْيًئا َوالّلُه َعَلى ُكّل َشْيٍء َقِديٌر{]التوبة‪.[39 :‬‬
‫َقْوًما َغْيَرُكْم َوَلا َت ُ‬

‫‪ -1‬أي ضعف أقوى من مرحلة الثلث السنوات السرية ف مكة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫فاعلم أيها السلم‪:‬أن تقيق ملة إبراهيم ل يتأّتى ف هذا الزمن إل بدفع الثمن غاليا‪ ،‬وتوطي النفس على تمل الذى‪ ،‬ومن‬
‫ل يتعرض للذى لن يقق ملة إبراهيم‪.‬‬
‫واعلم َأن بعضهم يتخلى عن هذا المر‪ ،‬فيكتم العلن بلة إبراهيم عليه السلم بجة عدم القدرة على التغيي‪ ،‬فنقول لــه‬
‫عندنا أمران‪- :‬‬
‫ب‪ /‬القدرة على التغيي‪.‬‬ ‫أ‪ /‬القدرة على البيان‪.‬‬
‫فإذا استطعنا البيان فيجب البيان ول نربطه بالقدرة على التغيي‪ ،‬فهذه عبادة مستقلة عن تلك كما هو واضح مــن ملــة‬
‫إبراهيم ومن هدي ممد عليه الصلة والسلم‪ ،‬الذي أعلن الباءة والكفر من الكافرين وعبادتم مع عدم قــدرته علــى‬
‫التغيي‪ ،‬وأعلن أن القدرة على التغيي لن تأت إل بعد البيان‪ ،‬وأن البيان له ثن لبد أن يدفعه أهل ملة إبراهيم‪ ،‬وما خب سية‬
‫‪-‬رضي ال عنها‪ -‬وزوجها ياسر وغيهم من الصحابة عنك ببعيد‪.‬‬

‫‪ -7‬لنم يأخذون بالسنن الشرعية والكونية ف تقيق النصر‪:‬‬

‫إن تقيق النصر بطرد الستعمر والرتد باستعادة حكم ال ف الرض‪ ،‬وتقيق الغاية الت من أجلها أنزل ال القرآن‪ ،‬قــال‬
‫س{]النساء‪ ،[105 :‬إن تقيق كل ذلك لبد له من مراعاة الســنن‬
‫حُكَم َبْيَن الّنا ِ‬
‫حّق ِلَت ْ‬
‫ب ِباْل َ‬
‫ك اْلِكَتا َ‬
‫تعال‪ِ}:‬إّنا َأْنَزْلَنا ِإَلْي َ‬
‫الشرعية والسنن الكونية‪ ،‬فل بد من حجة وبيان‪ ،‬وسيف وسنان‪.‬‬
‫فأما اتباعهم للسنن الشرعية‪:‬فجهادهم قام على العلم الشرعي من حيث مشروعيته وفضله وإحيائه ف قلوب النــاس‪،‬‬
‫فامتثلوا لوامر ال بالنفي للجهاد ف زمن كثر فيه الخّذلون والخالفون‪ ،‬قال ال تعال‪َ }:‬يا َأّيَها اّلِذيَن آَمُنوا َما َلُكْم ِإَذا ِقيَل‬
‫حَياِة الّدْنَيا ِفي اْلآِخَرِة ِإّلا َقِليــٌل{‬
‫ع اْل َ‬
‫حَياِة الّدْنَيا ِمَن اْلآِخَرِة َفَما َمَتا ُ‬
‫ضيُتْم ِباْل َ‬
‫ض َأَر ِ‬
‫َلُكُم اْنِفُروا ِفي َسِبيِل الّلِه اّثاَقْلُتْم ِإَلى اْلَأْر ِ‬
‫]التوبة‪.[38 :‬‬
‫ل يكون عنده مــن العلــم‬
‫فنرى أن القضاة والسؤولي الشرعيي يذهبون للجهاد‪ ،‬واعلم أن من يسلك منهج الهاد عم ً‬
‫بأحكامه ما ليس عند كثي من هو من أهل العلم من ل يتشرفوا بطريق الهاد‪ ،‬وقد سعت الشيخ ابن عثيمي رحه ال يذكر‬
‫استفادته من الشيخ أسامة ف بعض السائل العلمية ف الهاد مع الفارق بي علمهما ف الملة‪ ،‬وقد أخبن بعض أهل العلم‬
‫أنه بعد سلوكه منهج الاهدين أن ال فتح له من العلم والعرفة ف أحكام الهاد ما ل يكن يعرفه من قبل‪ ،‬حت ولو قد مرت‬
‫عليه هذه السائل‪.‬‬
‫إذا فهم بفضل ال منضبطون بأحكام الهاد‪ ،‬سواء الرب‪ ،‬أو السلم‪ ،‬أو الغنائم‪ ،‬أو المن وقد يصل الطأ‪ ،‬وقد حصــل‬
‫كما أسلفنا من بعض الصحابة‪.‬‬
‫وأما أخذهم للسنن الكونية‪:‬فهي أن قيام الدول والتمكي ل يكون إل من خلل القوة وسنة التـدافع‪ ،‬حـت الـدول‬
‫الديقراطية قامت بعد حروب أكلت الخضر واليابس‪.‬‬
‫واعلم أن هذه السنة الكونية وهي اتاذ القوة ل تنخرم‪ ،‬حت أن رسول ال صل ال عليه وسلم أخذ بــا فأقــام دولتــه‬
‫السلمية ف الدينة بالنصار والهاجرين السلحي‪.‬‬
‫وأما ]منهج جاعات كف اليدي يتجنب جع النصار السلحي؛ بجة أن ذلك سيؤلب عليهم النظمة الطاغوتيــة‪ ،‬مــا‬
‫ـى‬
‫ـدريب علـ‬
‫يعرض مكتسبات دعوتم للخطر "زعموا"!! ويتجنب الجرة إل بلد أو أرض أو جبال با أنصار وتؤمن التـ‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـدعاة‬
‫ـن الـ‬
‫الهاد؛ حت ل ُيتهموا أنم يسعون لتقويض دولة الطواغيت!! وتت حجة أنم ل يريدون أن يفرغوا الديار مـ‬
‫"زعموا" وهم بذلك خالفوا السنة الشرعية بالرحلة الكية الت هي سنة كونية أيضا[ انظر كتاب إدارة التوحش ص)‪.(98‬‬
‫فاعلم رعاك ال أن الذي يريد النصر وهو مقتصر على جانب العلم والتربية فقط فلن يققه؛ لنه خالف سنة القوة والدفع‬
‫وهي سنة شرعية وكونية أيضا‪.‬‬
‫ـك خلف‬
‫ـك؛ لن ذلـ‬
‫كذلك لن يقق النصر من أراد إقامة دولة السلم بصناديق القتراع‪ ،‬والواقع خي شاهد على ذلـ‬
‫السنة الكونية فتنبه‪.‬‬
‫فلماذا نترك الطريق النبوي النصوص عليه وهو الهاد؟ فقد يقول قائل‪:‬نتركه لننا ضعفاء‪ .‬فنقول‪:‬فالضعف ليس مســوغا‬
‫لترك العلج النبوي بل لبد من البحث عن السباب لتقويته؛ لننا ل ننتصر بغيه‪ ،‬فمن أراد أن يكم الكتاب والسنة فل‬
‫بد له من هذين المرين‪:‬الجة والتبيان والسيف والسنان‪ ،‬قرآن يهدي وسيف ينصر‪ ،‬قال ال سبحانه وتعال‪َ }:‬وَكَفى ِبَرّبكَ‬
‫ـا‬
‫يا{]الفرقان‪ ،[31 :‬فإذا أردنا القتصار على جانب العلم والتربية فحسب فلن نستطيع تكيم الشريعة؛ لننـ‬
‫صً‬
‫َهاِدًيا َوَن ِ‬
‫ـان‬
‫ـة والبيـ‬
‫ـدون الجـ‬
‫خالفنا السنة الكونية الت هي أيضا هي سنة شرعية وهي اتاذ القوة‪ ،‬وإذا سلكنا مسلك الهاد بـ‬
‫ضل ف استخدامنا للقوة ف غي ملها‪ ،‬فل بد من المرين‪.‬‬
‫فسوف َن ِ‬

‫‪ -8‬لنم أشد جاعة من جاعات السلم كرها وبغضا عند اليهود والنصارى والنافقي‪:‬‬

‫سألت نفسي‪:‬ما هي أشد جاعة من جاعات السلمي كرها عند اليهود والنصارى والنافقي؟ فوجدت الواب النصف‪:‬إنم‬
‫القاعدة‪ .‬وهذا جواب يعترف به كل ذي عقل سليم‪ ،‬ث سألت نفسي لاذا؟ فوجدت الواب‪:‬لنم على الق‪.‬‬
‫لنم امتثلوا الوامر الشرعية ف الغلظة على الكفار العتدين‪ ،‬مثل قول ال سبحانه وتعال‪َ}:‬يا َأّيَها الّنِبّي َجاِهــدِ اْلُكّفــاَر‬
‫ظ َعَلْيِهْم{]التوبة‪ ،[73 :‬فالذي ل يتنازل ول يساوم ول يداهن بعقيدة وكان شوكة ف حلوق الطغاة سوف‬
‫ي َواْغُل ْ‬
‫َواْلمَُناِفِق َ‬
‫يكرهونه أشد الكره‪ ،‬بلف الذي سلك العملية الديقراطية من الاهدين وتنازل عن شيء من عقيدته كبعض المور فــ‬
‫ـديه‬
‫ـك لتقـ‬
‫الولء والباء‪ ،‬كمن يزعم أن النافقي الذين بان نفاقهم يقول‪:‬بأنم إخوانه وهم يعلمون نفاقهم‪ ،‬وإنا قال ذلـ‬
‫الصلحة السياسية على الدلة الشرعية‪ ،‬فمن داهن الكفار فسوف يداهنونه‪ ،‬كما قال ال‪َ}:‬وّدوا َلْو ُتْدِهُن َفُيْدِهُنوَن{]القلم‪:‬‬
‫ـائل إعلم‬
‫ـ وسـ‬
‫‪ ،[9‬فمن صرح بعقيدة الولء والباء وترك الداهنة فسوف يكرهونه أشد الكره‪ ،‬وما تشويه القاعدة فـ‬
‫اليهود والنصارى والنافقي عنك ببعيد‪.‬‬
‫وإن أعتقد أن اليهود يفضلون حركة جهادية غي القاعدة ف فلسطي‪ ،‬إن أعلم أنه سوف تقض مضاجعهم مــن بــدايات‬
‫وجود القاعدة ف غزة‪ ،‬ول يعن أنن أتنقص من جهاد حاس ف غزة‪ ،‬ولكن العداء يفرقون بي الركات الهادية لا سبق‪.‬‬
‫وهنا وقفة إيمانية‪:‬‬
‫ـن‬
‫وهي خطاب لبعض السلمي الذين يكرهون القاعدة كرها أكثر من الماعات السلمية‪ ،‬سواء كان هؤلء السلمون مـ‬
‫عوام أو أشباه العوام أو بعض طلبة العلم بل ربا بعض العلماء فنقول لم‪:‬لقد اتفقتم مع المريكان وأعوانم علــى هــذه‬
‫ـن‬
‫ـد مـ‬
‫ـدة أشـ‬
‫السألة‪ ،‬فأمريكا تبغض القاعدة أشد بغضا من بي الماعات السلمية؟ وأنتم تبغضون إخوانكم ف القاعـ‬
‫بغضكم الماعات السلمية؟ أفل تعقلون‪.‬‬
‫هل سألتم أنفسكم‪:‬لاذا اتفقتم مع العداء على هذه السألة‪ ،‬مع أن المريكان عدوكم؟‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـول‬
‫ـدة أصـ‬
‫ـد القاعـ‬
‫هل من عودة صادقة حت تنظروا أوًل‪:‬لاذا تنقمون على القاعدة؟ هل من عودة حت تنظروا؛ هل عنـ‬
‫خالفت فيها صحيح منهج أهل السنة والماعة؟ وبفضل ال لن تدوا ذلك؛ فهم سائرون على منهج أهل السنة ف هــذه‬
‫ـلمي‬
‫ـى السـ‬
‫السائل‪ ،‬مثل اعتقاد أهل السنة بكفر من حكم بغي ما أنزل ال ف التشريع العام‪ ،‬وكفر من ظاهر الكفار علـ‬
‫وغيها من السائل‪ ،‬لاذا يسمع بعضكم لعلم العدو ول يسمع لعلم الاهدين؟ بل وياربون نشر سيديهات وأشــرطة‬
‫ـأل‬
‫ـدين‪ ،‬واسـ‬
‫الاهدين‪ ،‬فبال عليك أخي الؤمن؛ لو استشعرت المريكان ينظرون إليك وأنت تارب نشر أشرطة الاهـ‬
‫ـادين‬
‫ـ ينـ‬
‫نفسك هل سيفرحهم ذلك العمل أم ل؟ وتّيل السلمي الذي فقدوا أبناءهم وآباءهم والنساء الغتصبات اللتـ‬
‫السلمي "وامعتصماه"!! تيلهم ينظرون إليك وأنت تارب أشرطة الاهدين هل سيفرحهم ذلك العمل؟ الــواب عنــد‬
‫النصفي التقي‪ ،‬أين النصاف؟ إنه عزيز‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ورأيت أمتنا يقطع بعضهـا ***** بعضا ول صوت الصلح ينادي‬
‫فمضيت ل ألوي ول ُأبدي أسا ***** وتعاف نفسي مرقدي ووسادي‬
‫روحي على كفي وأحل مدفعي ***** ويطيب ل حي الوغى إنشادي‬
‫أنـا ل ألي ول ُتهـّد عزيت *****بالقتـل بالتعذيـب بالبعـاد‬
‫سُبوَن{]الزمر‪.[47 :‬‬
‫حَت ِ‬
‫اليعاد عند ال الذي يقول‪َ}:‬وَبَدا َلُهْم ِمَن الّلِه َما َلْم َيُكوُنوا َي ْ‬

‫‪ -9‬لهتمامهم بانب الخّوة ف ال‪:‬‬

‫نظرت ف سية ممد عليه الصلة والسلم وعلمت أنه ل يشرع له الهاد إل بعد تقيق الخّوة ف ال بي أصحابه‪ ،‬وحت‬
‫ضربوا أروع المثلة ف الخّوة ف ال‪ ،‬فعندما وصل النب صلى ال عليه وسلم الدينة كان من أوائل العمال الت قام بــا‬
‫ـجد‬
‫هي الؤاخاة بي الهاجرين والنصار‪ ،‬قال الشيخ الباركفوري رحه ال‪]:‬وكما قام النب صلى ال عليه وسلم ببناء السـ‬
‫مركز التجمع والتآلف‪ ،‬قام بعمل آخر من أروع ما يأثره التاريخ وهو عمل الؤاخاة بي الهاجرين والنصار ف دار أنس بن‬
‫مالك‪ ،‬وكانوا تسعي رجل نصفهم من الهاجرين ونصفهم من النصار‪ ،‬آخى بينهم على الواساة ويتوارثون بعد الوت دون‬
‫ـد‬
‫ـوارث دون عقـ‬
‫ض{ رد التـ‬
‫ـى ِبَبْعـ ٍ‬
‫ضـُهْم َأْوَلـ‬
‫ـاِم َبْع ُ‬
‫ذوي الرحام إل حي وقعت بدر‪ ،‬فلما أنزل ال‪َ}:‬وُأوُلو اْلَأْرَحـ‬
‫ـال‪:‬ل‬
‫ـل‪ .‬قـ‬
‫ـا النخـ‬
‫ـا وبي ـ إخواننـ‬
‫الخّوة] )الرحيق الختوم ‪ ،(144‬وروى أبو هريرة قال‪":‬قالت النصار‪:‬اقسم بيننـ‬
‫فقالوا‪:‬فتكفونا الؤونة ونشرككم ف الثمرة‪ .‬قالوا‪:‬سعنا وأطعنا" رواه البخاري‪.‬‬
‫ولا نظرت إل الماعات السلمية ف باب الخّوة ف ال وجدت جاعتي هي أفضل الماعات السلمية ف هذا البــاب‬
‫ـا‬
‫وهي جاعة التبليغ وجاعة القاعدة‪ ،‬وعندما عملت مقارنة بي الماعتي وجدت القاعدة أفضل؛ لن القاعدة وصلت كمـ‬
‫جاء عنهم ف باب العارك أنم يتفادون بالرواح‪ ،‬فربا يأمر المي أصحابه بالنسحاب وهو يقوم بالتغطية والدفاع عنهم؛‬
‫حت ُيقتل وينجو أصحابه‪ ،‬وربا ف بعض العارك يأمر المي بالنسحاب وهو يمي ظهورهم فيعصيه بعض الند ل حبا ف‬
‫الخالفة ولكن لنم يتفادون بالرواح‪ ،‬فسبحان ال هذه قصص ل تكاد تسمع با إل ف خواص المة الاهدة عب تاريها‪،‬‬
‫وقد عاشرت بعض الماعات السلمية فلم أجد اهتماما بباب الخّوة ف ال مثل ما وجدت عند القاعدة‪ ،‬لقد كنت فــ‬
‫الراكز العلمية مع ما فيها من خي وعلم لكن النصف يلحظ ضعفا ف باب الخّوة ف ال عند كثي من الخوة طلبة العلم‪،‬‬
‫فعندما نقرأ السية وننظر إل حال كثي من طلبة العلم ند فارقا بيننا‪ ،‬وكنت أعان من هذا الفراغ لدة سنوات‪ ،‬وعنــدما‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـم‬
‫ـون غيهـ‬
‫بدأت التواصل مع القاعدة وجدتم يتلفون كثيا عن غيهم‪ ،‬فتجدهم أكرم وأشد مبة فيما بينهم‪ ،‬بل ويبـ‬
‫بشرط أن ييي روح الهاد‪ ،‬وأل ينصب العداء‪.‬‬
‫اعلم يا من تنشد النصر‪:‬أن أي جاعة ل تقق جانب الخّوة ف ال لن تستطيع النصر؛ لن هذا خلف هدي ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم وأصحابه؛ لن هديهم كما عرفت قبل بدء العارك كانوا على جانب عظيم من الخّوة ف ال‪:‬‬
‫أخو ثقة يسي بسن حاله *****وقـد ل تدنيه من القرابـة‬
‫ل من ألفي قريب *****تبيت صدوره ل مسترابة‬
‫أحب إ ّ‬
‫فكيف تريد جاعة تقيق نصر وهم يبخلون فيما بينهم؟ وترى ضعف ظاهرة اليثار فيما بينهم؟ ويأخذون أشهر ل يتزاورون‬
‫ول يتواصلون‪ ،‬وبعضهم قريب من بعض إل القليل منهم‪.‬‬
‫وقفة إيمانية‪:‬‬
‫كنت ذات مرة ذاهبا إل طلب العلم عند شيخ من مشايخ اليمن‪ ،‬وصادفت طلبا للعلم أتوا من عدن يريدون الذهاب إل‬
‫ذلك الشيخ‪ ،‬وكان صاحب السيارة الذي يشتغل بنقل الطلب من أكب طلبة العلم ف ذلك الركز حت أنه أحيانا ينــوب‬
‫الشيخ ف حال غيابه‪ ،‬فقام الطلبة فحملوا متاعهم وكتبهم فوق سيارة ذلك الطالب‪ ،‬ث كلمهم على الجرة فكان معهم ف‬
‫الجرة نقص قليل منها فرفض ركوبم‪ ،‬وأنزلوا متاعهم وكتبهم وذهبوا يبحثون عن سيارة أخرى‪ ،‬فانظر رحك ال لــذه‬
‫النوعية! ولو كانت هذه القضية حادثة عي على خلف العهود لا ذكرتا‪ ،‬ولكن جانب الخّوة عندهم فيه ضعف ملحوظ‪.‬‬
‫ول يعن ذلك أنه ل يوجد فيهم من يقوم بق الخّوة فحاشاهم‪ ،‬ولكن جاعة الهاد أفضل بكثي من الماعات الخرى ف‬
‫ـا ل‬
‫ـق غالبـ‬
‫تقيق الخوة‪ ،‬والسبب ف ذلك؛ أنم بفضل ال وفقهم ال للعمل بباب الخّوة ف ال‪ ،‬وذلك لن هذا الطريـ‬
‫يسلكه إل الشجعان‪ ،‬وغالبا يكون الشجاع كريا متصفا بالشيم‪.‬‬
‫وأيضا كلما خاف الخوة الاهدون من أعدائهم زادت البة واليثار بينهم‪.‬‬
‫وهنا وقفة لطيفة‪:‬‬
‫وهي بأنن كنت أنا وبعض الشباب منضمي إل جاعة ما‪ ،‬ث وفقنا ال بالنضمام للمجاهدين‪ ،‬فتغي المر‪ ،‬وال لقد كانت‬
‫أخّوتنا شبه ضعيفة فزادت‪ ،‬واليثار يكاد ل يوجد ث وجد‪ ،‬والتواصل نادرا فأصبح التواصل مستمرا بيننا‪ ،‬وهــم نفــس‬
‫الشخاص؛ فتحسنت علقتنا عندما انضممنا إل القاعدة‪.‬‬
‫ـونن‬
‫ـا يبـ‬
‫واعلم رحك ال أن القاعدة حققت جانبا عظيما من الخّوة ف ال‪ ،‬وإن ل أحب أحدا مثلهم‪ ،‬ول أعرف أناسـ‬
‫ـديث‬
‫مثلهم‪ ،‬يقول النب صلى ال عليه وسلم‪":‬إذا أحب الرجل أخاه فليخبه أنه يبه" رواه أبو داوود والترمذي‪ ،‬وقال حـ‬
‫صحيح وصححه اللبان‪.‬‬
‫واهتمام القاعدة بأحوال إخوانم السلمي ف أقطار العال دال على اهتمامهم بالخّوة السلمية‪.‬‬

‫‪ -10‬لنم ُيعّدون العّدة‪:‬‬

‫حت تعرف أهية هذا العنوان لبد لك من معرفة حكمه شرعا‪ ،‬قال شيخ السلم‪]:‬يب الستعداد للجهاد بإعداد القــوة‬
‫ورباط اليل ف وقت سقوطه للعجز‪ ،‬فإن ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب[ )مموع الفتاوى( )‪.(28/259‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫وذكر شيخ السلم ابن تيميه رحه ال ف )السياسة الشرعية( حكم هذه السألة‪ ،‬عندما تكلم حول قاعدة ‪ -‬مــا ل يتــم‬
‫ـب إعـداد‬
‫الواجب إل به فهو واجب‪ -‬ومثل لذه القاعدة بأن الهاد واجب‪ ،‬وإذا ل تكن الستطاعة للجهاد متوفرة وجـ‬
‫العدة؛ لن الهاد واجب وما ل يتم الواجب إل به فهو واجب‪.‬‬
‫فأريد منك أخي القارئ استشعار هذا المر‪ ،‬وأن تدرك ما معن واجب‪ ،‬أي أنك آث على تركه‪:‬‬
‫‪ -1‬العداد يكون بإعداد الانب العقدي‪.‬‬
‫‪ -2‬الانب البدن‪.‬‬
‫‪ -3‬السلح‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن خلل التجربة؛ النطواء تت جاعة تعّد حت يتيسر لك العداد‪ ،‬وما زاد إعجاب بالقاعدة أنا فهمــت معنــ‬
‫العداد شرعا ونفذته عملً‪ ،‬فرأيتها أفضل من غيها من الماعات ف العداد‪ ،‬بل ف حقيقة المر بعض الماعات ل تعّد‪،‬‬
‫وبعض الماعات عندها تفريط كبي ف العداد‪.‬‬
‫وهناك من الماعات كما ذكرنا ل تعّد وعندها خلل ف فهم العداد وذلك‪:‬‬
‫ـديا ل‬
‫ـدونه عقـ‬
‫ـذي يعـ‬
‫أوًل‪:‬يتوسعون ف العداد العقدي؛ بيث يّر عليهم العمر وهم يزعمون العداد‪ ،‬بل إن اليل الـ‬
‫يعتقدون أنه سيجاهد‪ ،‬بل بزعمهم سيب أجياًل من بعده تاهد‪ ،‬فإذا كان اللل ف الرب فكيف بالطالب؟ فأقول‪:‬إن هؤلء‬
‫عندهم خلل ف معرفة العداد شرعاً‪ ،‬ومن ذلك اللل أنه حت العداد العقدي الذي يزعمونه هم مقصرون فيه‪ ،‬وذلك أن‬
‫ـؤلء‬
‫ـأن هـ‬
‫الهاد فرض عي ول يعلمون طلبم ذلك‪ ،‬وعندهم ضعف ف الولء والباء‪ ،‬ودليل ذلك أنه حت لو سلمنا بـ‬
‫الكام ليسوا طواغيتا كفارا؛ فيكونون فساقا فجارا‪ ،‬ومع ذلك تد بعضهم ؛بل أكثرهم ل يبغضهم البغض الذي ينبغي‪ ،‬بل‬
‫ل أن تعد معايبه‪،‬‬
‫ويدحونم أحيانا ويدعون الناس إل إعادة انتخابم‪ ،‬ويصفونم بأنم جنبوا البلد الكوارث‪ ،‬وكفى الرء نب ً‬
‫وما إل ذلك من العبارات‪ ،‬وهذه العبارات تصدر من نسن الظن فيه وأنه ليس من علماء السلطي‪ ،‬فإذا كان إعــدادهم‬
‫ل يأب الذل وينشد العز ويعيد للمة مدها؟ وهم يعدون ذلك العــداد‬
‫العقدي كذلك‪ ،‬فقل ل بربك مت سيخرجون جي ً‬
‫وأيضا يزرعون اليأس والحباط ف قلوب الشباب‪ ،‬ويضعفون المل ف قلوبم بأن تكيم الشريعة لن يكون فــ زماننــا‪،‬‬
‫ـد إل‬
‫وقولم ذلك بلسان الال أو القال‪ ،‬وتراهم كلما ُذكر العداد والهاد قالوا لبد من العداد اليان‪ ،‬وكأنه ل ياهـ‬
‫العلماء وطلبة العلم‪ ،‬وهم ل يفهمون الدي النبوي ف ذلك كما سيأت‪.‬‬
‫ـرى؟‬
‫ـوانب الخـ‬
‫فإذا كان هذا خلل بعضهم ف الانب الذي يدعون إليه وهو العداد العقدي‪ ،‬فكيف إعدادهم فـ الـ‬
‫الوانب الخرى قد صلوا عليها صلة الغائب‪ ،‬حت ارتسم عند بعض الناس بأن الستقيم ل يمل السلح‪ ،‬وبعض الهلة‬
‫ـبب‬
‫ـ سـ‬
‫كانت عنده فكرة بأن الستقيمي كما يسمونم "الطاوعة" ضعفاء‪ ،‬وهذه التامات باطلة‪ ،‬ولكن عندما تتأمل فـ‬
‫ذلك تد أن لذه الدعايات أسباب منها‪:‬مالفة أوامر الشريعة بالعداد والهاد‪ ،‬وهي فكرة الرجئة‪ ،‬وحت أن هذه الفكرة‬
‫ل تتغي عند البعض حت لو أن الهاد ضد أمريكا وأعوانا‪ ،‬وصحح الاهدون هذه الفكرة الاطئة عند التديني بعد أحداث‬
‫‪ 11‬سبتمب‪.‬‬
‫إن أمر العداد عظيم‪ ،‬ومن ذلك ما قاله رسول ال صلى ال عليه وسلم‪":‬إن ال يدخل بالسهم الواحد ثلثة نفــر النــة‬
‫صانعه يتسب ف صنعته الي والرامي به ومنبله‪ ،‬وارموا واركبوا‪ ،‬وأن ترموا أحب إل من أن تركبوا‪ ،‬ومن ترك الرمي بعد‬
‫علمه رغبة عنه فإنا نعمة تركها‪ ،‬أو قال كفرها" )رواه أبو داوود(‪ ،‬وما يدل على أهية الرمي أن بعض العلماء جعل مــن‬
‫تعلم الرمي ث نسيه رغبًة عنه أنه ارتكب كبية من كبائر الذنوب‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫فيا أخي الب أفهمت المر؟ بأن بعض الماعات مفرطة ف أمر واضح‪ ،‬فقد تقول‪:‬فما هو؟ أقول لك‪:‬العداد وبالــذات‬
‫العداد بالسلح‪ ،‬فلماذا يتجاهلون العداد بالسلح؟ مع أن النب صلى ال عليه وسلم قال وهو على النب‪َ}:‬وَأِعّدوا َلُهمْ‬
‫َما اْسَتَطْعُتْم ِمْن ُقّوٍة{ أل إن القوة الرمي‪ ،‬أل إن القوة الرمي( رواه مسلم‪.‬‬
‫فيا من لك قرابة خس عشرة سنة أو أقل أو أكثر وأنت تعّد نفسك عقديا‪ ،‬أما آن لك الوان أن تعّد عدة السلح؟ أم أن‬
‫البلد بي؟ فهل البلد تكم بشرع ال؟ فهل الناس يأخذون حقوقهم؟ فهل بلد السلمي متحررة من اليهود والنصــارى‬
‫ق حت نفتح بلد الكفر‪ ،‬هكذا أحكام السلم‪ ،‬إننا نعان من خلل ف‬
‫وغيهم من العداء؟ ولو حصل كل ذلك فالعداد با ٍ‬
‫ل‪ ،‬فهم بفضل‬
‫الفهم وخلل ف العمل‪ ،‬أما القاعدة بفضل ال فقد فهمت الراد من العداد شرعا‪ ،‬وقامت با تستطيع به عم ً‬
‫ـتكى‬
‫ال أفضل من غيهم ف العداد ومعرفته‪ ،‬وهذا أمر يالف الوسطية بالفهوم المريكي ومفهوم النافقي‪ ،‬وإل ال الشـ‬
‫وعليه التكلن وال الستعان‪.‬‬

‫‪ -11‬لنم ل يقدموا صنم الصال والفاسد على الدلة‪:‬‬

‫إن قاعدة الصال والفاسد قاعدة معتبة ممع عليها‪ ،‬ولكنها ضخمت ف هذه الزمان؛ وبسبب استعمالا ف غيــ ملهــا‬
‫عطلت كثي من أحكام الشريعة‪ ،‬فقبل الوض ف الصال والفاسد لبد من التفاق على الصول‪ ،‬فإن كان الخالف يعترف‬
‫بأن القواني الوضعية كفر‪ ،‬وبأن مظاهرة الكفار على السلمي كفر فهذا موافق ف الصول نتناقش معه ف التنزيل والصال‬
‫والفاسد‪ ،‬وإن كان الخالف ل يعتقد أن القواني الوضعية كفر‪ ،‬وكذلك ل يعتقد أن موالة ومظاهرة الكفار على السلمي‬
‫كفر فنقول‪:‬خلفنا معك ف الصول فل نقاش ف التنزيلت ول ف الصال ول ف الفاسد‪ ،‬وأما الوافق لنا فــ الصــول‬
‫ـون بل‬
‫ـر ويعيشـ‬
‫فنقول‪:‬إن استتباب المن ورغد العيش لن يكمون بالقواني الوضعية هو الفسدة بعينه؛ لنم على الكفـ‬
‫جهاد‪ ،‬والقتال ضد العدو ينال منك وتنال منه خي من استتاب المن له على الكفر فتأمل!!!‪.‬‬
‫وقد رأيت القاعدة تاهد الكام الرتدين وتعلن الباءة منهم‪ ،‬بينما البعض يراهم مرتدين ومع ذلك ل يعلن النابذة والباءة‬
‫منهم؛ بجة مصلحة الدعوة‪.‬‬
‫وبعض قاصري النظر يشنع على الاهدين لجل الدماء‪ ،‬وينسى أن الشرك موجود‪ ،‬قال تعال‪َ}:‬وَقاِتُلوُهْم َحّتى َلا َتُكوَن ِفْتَنٌة‬
‫ـدماء‪،‬‬
‫َوَيُكوَن الّديُن ُكّلُه ِلّلِه{‪ ،‬فحقيقًة أن هؤلء ل يستشعروا الشكلة‪ ،‬فمشكلة عدم تكيم الشريعة أعظم من أن تراق الـ‬
‫وكما قال سليمان بن سحمان رحه ال‪]:‬لئن يقتتل أهل الاضرة والبادية حت يتفانوا أهون‪ ،‬ول أن ينصبوا طاغوتا يكــم‬
‫بغي ما انزل ال[‪.‬‬
‫ـدعوة‬
‫ـج الـ‬
‫ويقول سيد قطب رحه ال‪]:‬ولقد تتحول مصلحة الدعوة إل صنم يتعبده أصحاب الدعوة‪ ،‬وينسون معه منهـ‬
‫الصيل‪ ,‬إن على أصحاب الدعوة أن يستقيموا على نجها‪ ،‬ويتحروا هذا النهج دون التفات إل ما يعقبه هذا التحري من‬
‫نتائج قد يلوح لم أن فيها خطرا على الدعوة وأصحابا‪ ،‬فالطر الوحيد الذي يب أن يتقوه هو خطر النراف عن النهج‬
‫ل‪ ،‬وال أعرف منهم بالصلحة وهم ليسوا با مكلفي‪ ،‬إنا هــم‬
‫لسبب من السباب‪ ،‬سواء كان هذا النراف كثيا أو قلي ً‬
‫مكلفون بأمر واحد أل ينحرفوا عن النهج وأل ييدوا عن الطريق[ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫فباسم الصال والفاسد ارتكب الرمات‪ ،‬ونادى بترك الهاد ودخل ف سلك العملية الديقراطية‪ ،‬وباسم الصال والفاسد‬
‫طعن ف الاهدين‪ ،‬وباسم الصال والفاسد َفَقدت الدلة الشرعية هيبتها‪ ،‬وباسم الصال والفاسد ت تقدي العقل على النقل‪،‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫وحصلت البدع وُخذل السلمون‪ ،‬وينبغي التفريق بي الصال والفاسد الشرعية العتبة‪ ،‬وبي الفاسد والصال الشخصــية‬
‫الأمور بالتضحية با من أجل ضرورية الدين‪.‬‬
‫ـفارة‬
‫ـى السـ‬
‫ـلمية علـ‬
‫ـات السـ‬
‫فالذر الذر من خدعة إبليس‪ ،‬فباسم الصال والفاسد ت التردد من قبل بعض الماعـ‬
‫المريكية‪ ،‬وباسها ُعقدت الؤترات مع الديان الخرى لتمييع قضية الولء والباء‪ ،‬وُعقدت الؤترات مع الرافضة الذين‬
‫يقال لم اليوم بأنم إخواٌن لنا ف العقيدة بعدما قيل لم بالمس كفارا‪ ،‬فل حول ول قوة إل بال‪ ،‬أما القاعــدة ‪-‬وليــس‬
‫ح جلي وال الستعان‪.‬‬
‫وحدها‪ -‬فمذهبها من ذلك واض ٌ‬

‫‪ -12‬لنم أحيوا مصطلح علماء السلطان‪:‬‬

‫هذا الصطلح موجود منذ عهد السلف القرون الفضلة‪ ،‬وقد حذر السلف من علماء السلطان؛ وذلك لعظيم خطورتم لا‬
‫ل والباطل حقا‪ ،‬ويعطون الكام الصبغة الشرعية لا يارسونه من انرافات‪،‬‬
‫لم من تأثي ف قلب القائق‪ ،‬فيجعلون الق باط ً‬
‫ويسكتون عن إجرامهم بل وعن كفرهم‪ ،‬ولذلك يقول الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ":‬ومن أتى السلطان افتت " رواه أبو‬
‫داود‪ .‬وقال الشيخ اللبان‪:‬صحيح ‪.‬‬
‫وهنا وقفة صادقة‪:‬‬
‫لاذا ل نسمع بذا الصطلح عند بعض الماعات من الناحية العملية؟ جاعة بكاملها ل تكاد تسمع من مشايها التحذير من‬
‫علماء السلطان‪ ،‬وإذا حذر بعضهم من ذلك نظر إليه الخرون من الماعة بأن ذلك خلف منهج السلف مع الكام‪.‬‬
‫ـل‬
‫وما يدمي القلب أن بعضهم إذا سع القول بكفر القواني الوضعية وهو على عقيدة الرجئة وهو ل يشعر ربا ل ينكر‪ ،‬بـ‬
‫بعضهم يعترف بقول أهل السنة لكنه يعل ذلك خلفا بينهم‪ ،‬ومع ذلك لو سع تنزيل الكم على حاكم معي اســتجاش‬
‫غضبا وكأن السلم يهدم بذلك القول‪ ،‬فلماذا تغضب للسلطان أكثر من غضبك للتأصيل الشرعي الذي تــراه خلفــا‬
‫للصواب؟ أعرفت وهديت للصواب أم ل؟؟‬
‫هل يكن لذا الزمان أن يكون خاليا من علماء السلطان؟‬
‫وهل من منهج السلف السكوت وعدم التحذير من علماء السلطان؟‬
‫ـى‬
‫ل علـ‬
‫ـذ مث ً‬
‫الواب يعرفه كل طالب علم منصف‪:‬فالزمان فيه علماء سلطان‪،‬ومنهج التحذير من علماء السلطان‪ ،‬ولنأخـ‬
‫ذلك بعض أقوال سفيان الثوري رحه ال‪:‬‬
‫قال الذهب‪:‬قال سفيان‪]:‬إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص‪ ،‬وإذا رأيته يلوذ بالغنياء فاعلم أنه مراء‪ ،‬وإياك أن‬
‫ُتخدع ويقال لك‪:‬ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم‪ ،‬فإن هذه خديعة إبليس اتذها القراء سلما[‪ .‬انظر )القول النفيــس فــ‬
‫ل عن سي أعلم النبلء )‪.(13/586‬‬
‫التحذير من خديعة إبليس "مصلحة الدعوة"( ص )‪ (30‬نق ً‬
‫وكتب سفيان بن عباد وكان ف كتابه‪]:‬إياك والمراء أن تدنوا منهم أو تالطهم ف شيء من الشياء‪ ،‬وإيــاك أن ُتخــدع‬
‫ـع‬
‫ويقال لك‪:‬تشفع أو تدرأ عن مظلوم أو ترد مظلمة‪ ،‬فإن ذلك خدعة إبليس وإنا اتذها فجار القراء سلما[‪ .‬نفس الرجـ‬
‫ل عن اللية لب نعيم )‪.(377-6/376‬‬
‫نق ً‬
‫فبال عليك لو كان سفيان حّيا اليوم‪ ،‬ماذا سيقول للعلماء الذين أفتوا للمريكي السلم بواز العمل ف اليش المريكــي‬
‫الذي دخل أفغانستان؟ وللعلماء الذين قالوا بأن ضحايا سبتمب أبرياء‪ ،‬ودعا بعضهم للتبع لم؟ وماذا سيقول هو وغيــه‬
‫من علماء السلف عن الذين سكتوا ول يفتوا بأن الهاد اليوم فرض عي؟ وماذا سيقول عن القواعد المريكية الت تنطلق‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫من بلد السلمي لتقتل ف السلمي ث تعود إل قواعدها براسة السلمي؟ وماذا سيقول عندما يرى الدمرات المريكية تر‬
‫بالوانئ والبحار العربية ذاهبة للمسلمي؟ وماذا سيقول إذا رأى اليش المريكي يقتل مليي السلمي وحكــام العــرب‬
‫والسلمي يدونه بالمداد من نفط‪ ،‬ومواد غذائية‪ ،‬واستخبارات‪ ،‬ومنع الاهدين فإذا ل يكفرهم ‪...‬؟‬
‫هل سيفت بقتل الاهدين وبالقنوت عليهم‪ ،‬وسيكون مكاتفا للحكام أبدا‪ ،‬فقد أنكر سفيان على حكام زمانه وهم يكمون‬
‫ـة‬
‫بالشريعة وإنا لم مالفات عينية‪ ،‬وكانوا ييشون اليوش لفتح بلد الكفر‪ ،‬حت من شدة إنكاره عليهم اختفى منهم بكـ‬
‫وقيل باليمن‪ ،‬ث اختفى بالبصرة وكان يدث الدثي سرا حت مات وأخرجوا جنازته للناس فجأة فصلى عليه الناس‪.‬‬
‫ـد ف ـ‬
‫هذا سفيان الثوري رحه ال الذي قال فيه المام أحد‪]:‬أتدري من المام؟ المام سفيان الثوري الذي ل يتقدمه أحـ‬
‫قلب[‪ ،‬سفيان الذي يقول‪]:‬إن لرى الشيء يب علي أن أتكلم فيه فل أفعل فأبول دما[‪ ،‬ماذا لو كان سفيان وأمثاله من‬
‫أئمة السلم اليوم أحياء‪ ،‬ماذا سيقولون للحكام وهم يرون بلد السلمي متلة من اليهود والنصارى بتعاون من طواغيت‬
‫العرب؟‪.‬‬
‫ـذا‬
‫ـن إطلق هـ‬
‫أخي الب‪:‬هنا فتاوى مزية من علماء وهم مبجلون اليوم‪ ،‬ولو كانوا ف عهد سفيان لا ترج السلمون مـ‬
‫الصطلح عليهم بأنم علماء سلطي‪.‬‬
‫ـانيي‬
‫ـاء الربـ‬
‫ـأن العلمـ‬
‫فالقاعدة لا السبق ف إحياء هذا الصطلح‪ ،‬وقد يقول الخالف‪:‬إنم يطعنون ف العلماء؟ فيجاب‪:‬بـ‬
‫ـان‪،‬‬
‫ـال المريكـ‬
‫مبجلون عند القاعدة‪ .‬أما علماء السلطان فل مكانة لم‪ ،‬فلسنا مطالبي بتقدير من كانت أقواله ف ـ صـ‬
‫ـض‬
‫ـن بعـ‬
‫وشجب وطعن ف عقيدة الاهدين‪ ،‬واتمهم بالفئة الضالة والوارج‪ ،‬مع أنه قد يصدر بعض العبارات الاطئة مـ‬
‫العلماء الربانيي ترح ف الاهدين وف صال أعدائهم‪ ،‬فنقول‪:‬بأن هذا خطأ‪ ،‬لكن ليسوا علماء سلطي‪.‬‬
‫ـذا‬
‫ـاء هـ‬
‫ـة لحيـ‬
‫ـن باجـ‬
‫فالقاعدة لا السبق ف هذه الفترة مع غيها من سلك منهج الهاد ف إحياء هذا الصطلح‪ ،‬ونـ‬
‫الصطلح؛ لن إماتته مالفة لنهج السلف وخداع للمة‪ ،‬ويستفيد من ذلك أعداء المة من اليهود والنصارى والنــافقي‪،‬‬
‫وإحياء هذا الصطلح نصيحة للمة لن هذا المر دين‪ ،‬فل بد أن ننظر عمن نأخذ ديننا‪.‬‬
‫وبسبب علماء السلطان تغلق أبواب الي ومن أهها الهاد‪ ،‬وذلك حي يكون على غي مراد الاكم‪ ،‬وباب الهاد عظيم‬
‫قال شيخ السلم‪[:‬ومن كان كثي الذنوب فأعظم دوائه الهاد] الفتاوى ‪28/421‬‬
‫بل إن علماء السلطان ربا يفتون بشرعية الشيء وهو ف حقيقة المر من سخط ال سبحانه وتعال‪ ،‬واعلم رعاك ال أن ال‬
‫حِمُلوَها َكَمَثِل‬
‫ضرب أسوء مثلي ف القرآن الكري للعال الذي ل يعمل بعلمه قال تعال‪َ }:‬مَثُل اّلِذيَن ُحّمُلوا الّتْوَراَة ُثّم َلمْ َي ْ‬
‫ي {و}َواْتُل َعَلْيِهْم َنَبَأ اّلِذي آَتْيَناُه‬
‫ت الّلِه َوالّلُه َلا يَْهِدي اْلَقْوَم الّظاِلِم َ‬
‫س َمَثُل اْلَقْوِم اّلِذيَن َكّذُبوا ِبآَيا ِ‬
‫حِمُل َأْسَفاًرا ِبْئ َ‬
‫حَماِر َي ْ‬
‫اْل ِ‬
‫ض َواّتَبَع َهَواُه َفَمَثُلُه َكَمَثِل‬
‫شْيَطاُن َفَكاَن ِمَن اْلَغاِويَن * َوَلْو ِشْئَنا َلَرَفْعَناُه ِبَها َوَلِكّنُه َأْخَلَد ِإَلى اْلَأْر ِ‬
‫خ ِمْنَها َفَأْتَبَعُه ال ّ‬
‫سَل َ‬
‫آَياِتَنا َفاْن َ‬
‫ص َلَعّلُهْم َيَتَفّكُروَن {‪.‬‬
‫ص َ‬
‫ص اْلَق َ‬
‫ص ِ‬
‫ك َمَثُل اْلَقْوِم اّلِذيَن َكّذُبوا ِبآَياِتَنا َفاْق ُ‬
‫ث َذِل َ‬
‫ث َأْو َتْتُرْكُه َيْلَه ْ‬
‫حِمْل َعَلْيِه َيْلَه ْ‬
‫ب ِإْن َت ْ‬
‫اْلكَْل ِ‬
‫ـاهُ‬
‫ـا َبّيّنـ‬
‫ت َواْلُهَدى ِمْن َبْعِد َمـ‬
‫وإن كتم العلم فيه وعيد شديد قال ال سبحانه وتعال‪ِ}:‬إّن اّلِذيَن َيْكُتُموَن َما َأْنَزْلَنا ِمَن اْلَبّيَنا ِ‬
‫ب َعَلْيِهْم َوَأَنا الّتّوا ُ‬
‫ب‬ ‫ك َأُتو ُ‬
‫حوا َوَبّيُنوا َفُأوَلِئ َ‬
‫صَل ُ‬
‫ك َيْلَعُنُهُم الّلُه َوَيْلَعُنُهُم الّلاِعُنوَن * ِإّلا اّلِذيَن َتاُبوا َوَأ ْ‬
‫ب ُأوَلِئ َ‬
‫س ِفي اْلِكَتا ِ‬
‫ِللّنا ِ‬
‫الّرِحيُم{‪.‬‬
‫فهل تظن السلف يذرون من علماء السلطان وهم غي موجودين؟‬
‫وهل تظن أن ال سبحانه وتعال لعن أناسا ليس لم وجود؟‬
‫وهل تظن أسوء مثلي تضرب للعاِلم الذي ل يعمل بعلمه مع عدم وجودهم؟‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫إن هؤلء لم وجود ف الواقع‪ ،‬وإذا ل يكن لم وجود ف الواقع وإذا ل يكن لم وجود ف ذهنك‪ ،‬فاتم عقلك واترك تشويه‬
‫الاهدين بأنم يطعنون ف أهل العلم‪ ،‬نعم قد يوجد بعض النتسبي للجهاد يسيئون التعامل مع بعض أهل العلــم‪ ،‬ولكــل‬
‫جاعة غوغاء‪.‬‬

‫‪13‬ـ لنم يفرقون بي تقديس العلماء وتقدير العلماء‪:‬‬

‫قد يقول قائل‪:‬إنك أطريتهم‪ .‬فأقول إن ل أكتب إل ما أعتقده حقا‪ ،‬ومن القيقة أن عرفت من خللم عمليا الفرق بيــ‬
‫تقدير العلماء وبي تقديس العلماء‪ ،‬وأن هناك فرقا بي العملي والنظري‪ ،‬فكم من القواعد الت يقول با كثي مــن طلبــة‬
‫ل ؟ وهاك على سبيل الثال‪:‬‬
‫ل وعم ً‬
‫العلم نظريا قوًل ويالفها فع ً‬
‫‪ -1‬الق ل ُيعرف بالرجال ولكن الرجال ُيعرفون بالق‪ ،‬فاعرف الق تعرف أهله‪.‬‬
‫فهذه قاعدة مشهورة متداولة بي طلبة العلم‪ ،‬ولكن ف القيقة كم من طالب علم خالف تلك القاعدة عمليا‪ ،‬فتراه يتكلم‬
‫ـى‬
‫ـدد علـ‬
‫ـه يشـ‬
‫ف مسائل مهمة ف باب العتقاد والهاد زاعما أنه عرفها بدليلها وف القيقة إنا أخذها تقليدا‪ ،‬وربا أنـ‬
‫الاهدين وهو ل يفهم هذه السائل‪ ،‬وعلى سبيل الثال‪:‬كنت ف مناقشة علمية مع بعض الخالفي وهو يشنع على النهــج‬
‫الهادي ويذر الشباب‪ ،‬ويسعى بكل ما أوت من قوة لربم‪ ،‬فكان من ضمن الناقشة العلمية أن سألته عن حكم مظاهرة‬
‫الكفار؟ فقال‪:‬قد يكون الظاهر مكرها أو متأوًل‪ ،‬فقلت له‪:‬تنزًل ف الكم على الظاهر للكافرين على السلمي إذا ل يكن‬
‫ـنع‬
‫مكرها ول متأوًل ‪-‬ل تنس أن قلت ذلك تنزًل‪ -‬فلم يستطع جوابا‪ ،‬فقلت‪:‬أنت ل تفهم حكم هذه السألة‪ ،‬فلماذا تشـ‬
‫على الاهدين وأنت ل تفهم الصول الت انطلق منها الاهدون‪ .‬فقال‪:‬هل قامت عليهم الجة؟ قلت له‪:‬وما معن إقامــة‬
‫الجة؟ قال‪:‬إقامة الجة أن يوصلها عال معتب ونو هذا الكلم‪ .‬فقلت له‪:‬أنت ل تفهم معن إقامة الجة‪ ،‬ث بينت له معن‬
‫إقامة الجة من كلم شيخ السلم‪ ،‬والفرق بي إقامة الجة وفهم الجة‪ ،‬ث قلت له‪:‬راجع هذه السائل قبل الطعن والكلم‬
‫على الخالفي‪ ،‬ولكن بدون جدوى أصر تقليدا لبعض العلماء‪ ،‬فهذا التعامل ونوه مع فتاوى بعض العلماء يعتب تقديســا‬
‫وإنزاًل لم فوق منزلتهم‪ ،‬مع أنم يطعنون ف علماء الاهدين وينسبون للقاعدة بأنا تطعن ف العلماء‪ ،‬ونن مأمورون بتقدير‬
‫العلماء وعدم التشنيع على زلتهم‪ ،‬ولكن من هم هؤلء العلماء؟ هم العلماء الربانيون الذين نصروا السلم أما من كانت‬
‫فتاواهم لصال الطواغيت واليهود والنصارى‪ ،‬وحربا على الاهدين وتليل لدمائهم فل حرج على الاهدين إن تكلمــوا‬
‫على أولئك‪ ،‬وينبغي أن نكون معتدلي مع أهل العلم فل نن الذين نقدم أقوالم على الكتاب والسنة‪ ،‬ول نن بالذين نفو‬
‫ـاوز‬
‫ـة وتـ‬
‫ـا بالكليـ‬
‫معهم‪ ،‬قال ابن القيم رحه ال‪[:‬وكذلك قصر بقوم حت منعهم قبول أقوال أهل العلم واللتفات إليهـ‬
‫بآخرين حت جعلوا اللل ما حللوه والرام ما حرموه وقدموا أقوالم على سنة رسول ال الصحيحة الصــرية] إغاثــة‬
‫اللهفان ‪.1/117‬‬
‫فتنبه رعاك ال فربا تكون مقدسا لبعض الشايخ وأنت تظن أنك مقدر لم‪ ،‬وإذا أردت أن تعرف ذلك فخذ بعض الفتاوى‬
‫بغض النظر عن القائل‪ ،‬واعرضها على فطرتك السليمة وحدد موقفك منها‪ ،‬وانظر إل هذه الفتاوى منقولة مــن كتــاب‬
‫)حقيقة الروب الصليبية( للشيخ يوسف العييي‪:‬‬
‫ـرة‬
‫ـن نصـ‬
‫ـر مـ‬
‫‪ (1‬فتوى شيخ الزهر سيد طنطاوي‪ ،‬لا سئل عن أحداث الادي عشر من سبتمب‪ ،‬سئل عن دور الزهـ‬
‫الظلوم إل جانب الفقراء والعتدى عليهم؟ قال‪]:‬إن العتداء على المني كما حدث ف مركز التجارة العالي ف نيويورك‬
‫هو الرهاب بعينه[‪ ،‬وسئل عن الجوم التمل على أفغانستان؟ قال‪]:‬من حق كل دولة أن تدافع ف وجه كل من يعتــدي‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـلمي‬
‫عليها وإن السلم مع الظلوم ويقف ضد العدوان والظلم والرهاب‪ ،‬فإذا وقع العدوان على أي دولة نقف نن السـ‬
‫ـة‬
‫ـال الرهابيـ‬
‫إل جانب من وقع عليه العدوان بصرف النظر عن كونه أمريكيا أو غيها[‪ ،‬وشدد على أن مرتكب العمـ‬
‫والقتل يب أن ياسب بعد ثبوت جرمه بالدليل القاطع‪.‬‬
‫‪ (2‬فتوى رئيس ملس القضاء العلى ف السعودية الشيخ صال اللحيدان ف تاريخ ‪1/7/1422‬هـ‪:‬‬
‫]الحسان إل الخرين ونصرة الظلوم وقهر الظال بالق ل بالظلم من أعظم أسباب تقلص الظلم[‪.‬‬
‫وقال‪]:‬إن مد يد العون للمنكوبي ف تلك التفجيات ابتغاء وجه ال هي من الحسان إل بن النسان‪ ،‬وهي أيضــا مــن‬
‫وسائل الدعوة إل ال وبيان سو اللق السلمي[‪.‬‬
‫وعندما سئل عن شرعية إغاثة النكوبي ف مثل هذه الوادث‪ ،‬بالتبع بالدم وبذل الساعدات الالية؟ قال بعد ذكر حديث‬
‫ـال‪:‬‬
‫ـافرا قـ‬
‫سِكيًنا َوَيِتيًما َوَأِسيا{‪.‬وأن السي كان كـ‬
‫ف كل كبد رطبة أجر وذكر قول ال‪َ}:‬وُيْطِعُموَن الّطَعاَم َعَلى ُحّبِه ِم ْ‬
‫]فالغاثة على سد رمق الكافر ابتغاء وجه ال جل وعل هي من الحسان إل بن النسان‪ ،‬وهي أيضا من وسائل الــدعوة‬
‫إل ال وبيان سو اللق السلمي وسو خلق السلم الذي يدين ل دين الق‪ ،‬ول حرج ول إث بل الجر يؤجر لن ينصــر‬
‫مظلوما ولو كان كافرا[‪.‬‬
‫خ آخر وهو القرضاوي الذي أفت بتحري العمليات على أمريكا وأنا مرمة فــ‬
‫‪ (3‬وإليك أخي القارئ فتوى أخرى لشي ٍ‬
‫الشريعة‪ ،‬ث بعد ذلك قال‪]:‬نث السلمي جيعا أن يتبعوا بالدم للبرياء ف أمريكا الذين سقطوا ضحية هذه الجمات[‪.‬‬
‫ـات‬
‫ـد أن أدان العمليـ‬
‫ـ بعـ‬
‫‪ (4‬وفتوى أخرى لرابطة العال السلمي للدكتور عبد السن التركي ف ‪29/6/1422‬هــ‬
‫ـا‬
‫ـن إدانتهـ‬
‫وشجبها وأصدر حكمه بباءة السلم منها ومن أصحابا وأطال التزلف قال‪]:‬إن الشعوب السلمة انطلقت مـ‬
‫للجرام الرهاب الذي حدث ف الوليات التحدة‪ ،‬وما حدث كذلك ف بلدان أخرى من منطلق إسلمي يقوم على قواعد‬
‫ل أو وسيلة من وسائل القتل‪ ،‬أو إرهاب الناس أو ترويعهم أو إيذاءهم؛ لن كــل‬
‫شرعية حرمت على السلم أن يكون قات ً‬
‫ذلك يدخل من باب البغي الرم[‪ ،‬وأضاف‪]:‬إن صلح العال وضمان أمنه وسلمته يقتضي السراع ف تنفيــذ القــانون‬
‫الدول بنع جيع أشكال العدوان[‪.‬‬
‫‪ (5‬ونتم بفتوى مفت السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والفتاء الشيخ عبد العزيز آل الشــيخ‬
‫قال‪]:‬إن التفجيات الت وقعت ف الوليات التحدة وما كان من جنسها من اختطاف الطائرات أو ترويع المني أو قتــل‬
‫أنفس بغي حق‪ ،‬ما هي إل ضرب من الظلم والور والبغي وإن مثل هذه التصرفات مرمة ومن كبائر الذنوب[‪ ،‬وأكد أن‬
‫ما جرى ف نيويورك وواشنطن من أحداث خطية راحت بسببها آلف النفس من العمال الت ل تقرها شريعة السلم‪،‬‬
‫وليست من هذا الدين ول تتوافق مع أصوله الشرعية‪.‬‬
‫انظر كتاب )حقيقة الروب الصليبية(‪.‬‬

‫‪ -14‬لنم يسيون على طريقة الققي من أهل العلم‪:‬‬

‫إن منهج أهل السنة والماعة معروف مدون ف كتب العتقد‪ ،‬والقاعدة ‪-‬بفضل ال‪ -‬تسي على منهج الققي من علمــاء‬
‫أهل السنة‪ ،‬فأهل السنة يرون‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫أ‪ -‬أن التشريع الخالف لتشريع ال أنه كفر بدون تفصيل‪:‬قال ال تعال‪َ}:‬أْم َلُهْم ُشَرَكاُء َشَرُعوا َلُهْم ِمَن الّديِن َما‬
‫ـال‬
‫ـر{ قـ‬
‫خْلُق َواْلَأْمـ‬
‫ي َلُهْم َعَذابٌ َأِليٌم{‪ ،‬وقال تعال‪َ}:‬أَلا َلُه اْل َ‬
‫ضَي َبْيَنُهْم َوِإّن الّظاِلِم َ‬
‫صِل َلُق ِ‬
‫َلْم َيْأَذْن ِبِه الّلُه َوَلْوَلا َكِلَمُة اْلَف ْ‬
‫شِرُك ِفــي‬
‫الشنقيطي ف )أضواء البيان( )‪]:(7/48‬فالشراك بال ف حكمه كالشراك به ف عبادته‪ ،‬قال ف حكمه‪َ}:‬ول ُي ْ‬
‫شِرُك ِفي ُحْكِمِه َأَحدا{ بصيغة النهي‪.‬‬
‫ُحكِْمِه َأَحدا{‪ ،‬وف قراءة ابن عامر من السبعة‪َ}:‬ول ُت ْ‬
‫شِرْك ِبِعَباَدِة َرّبِه َأَحــدا{‪ ،‬فــالمران‬
‫صاِلحا َول ُي ْ‬
‫ل َ‬
‫وقال ف الشراك به ف عبادته‪َ}:‬فَمْن َكاَن َيْرُجوا ِلَقاَء َرّبِه َفْلَيْعَمْل َعَم ً‬
‫سواء[ أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫وقال أيضا ف )أضواء البيان( )‪]:(3/259‬وبذه النصوص السماوية الت ذكرنا يظهر غاية الظهور‪:‬أن الذين يتبعون القواني‬
‫الوضعية الت شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مالفة لا شرعه ال جل وعل على ألسنة رسله صلى ال عليهم وسلم‪ ،‬أنه‬
‫ل يشك ف كفرهم وشركهم إل من طمس ال بصيته‪ ،‬وأعماه عن نور الوحي مثلهم[ أ‪.‬هـ‪ ،‬والقاعدة تقول بذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكم بغي ما أنزل ال عند أهل السنة ينقسم إل قسمي‪:‬‬
‫‪ -1‬الكم بغي ما أنزل ال ف التشريع العام كفٌر أكب‪.‬‬
‫‪ -2‬الكم بغي ما أنزل ال ف قضية عي كفر أصغر‪ ،‬ف القضية الواحدة ونوها والقاعدة تقول بذلك‪.‬‬
‫ج ‪ -‬مظاهرة الشركي ومعاونتهم على السلمي‪:‬‬
‫ـواقض‬
‫ـمن نـ‬
‫فالقاعدة تعتقد وتعمل باعتقاد أهل السنة بأن ذلك كفر‪ ،‬كما قال الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال ضـ‬
‫السلم العشرة )مموعة التوحيد( ص ‪]:24‬الناقض الثامن‪:‬مظاهرة الشركي ومعاونتهم على السلمي‪ ،‬والدليل قوله تعال‪:‬‬
‫ي{[ أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫}َوَمْن َيَتَوّلُهْم ِمْنُكْم َفِإّنُه ِمْنُهْم ِإّن الّلَه َلا َيْهِدي اْلَقْوَم الّظاِلِم َ‬
‫هـ‪ -‬ف إقامة الجة وما تقوم به الجة‪ ،‬والفرق بي إقامة الجة وفهم الجة وإقامة الجة فــ الســائل‬
‫الفية ل السائل الظاهرة‪ ،‬واستيفاء الشروط وانتفاء الوانع‪:‬‬
‫فالقاعدة تسي على ذلك‪ ،‬ومن كان منصفا فليقرأ كلم شيخ السلم ابن تيمية وكلم أئمة الدعوة‪ ،‬وليعمل مقارنة بينــه‬
‫وبي ما تسي عليه القاعدة اليوم‪.‬‬
‫ـام‬
‫ـريع العـ‬
‫فهل القاعدة أسعد بنهج الققي؟ أم الذي يرى التفصيل ف الشرع‪ ،‬ويرى أن الكم بغي ما أنزل ال ف التشـ‬
‫والقضايا العينة سواء؟!! وأنه ليس كفرا إّل بالستحلل؟!! والستحلل عند بعضهم ل يعرف إّل بصريح اللسان؟!!‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـة لـ‬
‫ـل‪ ،‬وأن الجـ‬
‫هل القاعدة أسعد بنهج الققي أم من يقول أن الكام وقعوا ف الكفر ولكن ل يكفرون لعذر الهـ‬
‫تبلغهم!! وما علموا أن الجة ل تشترط ف السائل الظاهرة وإنا ف السائل الفّية كما نقلنا ذلك ف هذا الكتاب عن بعض‬
‫أهل العلم‪ ،‬وما علموا أن قيام الجة معناه بلوغها أو التمكن من بلوغها‪ ،‬فمن كان كذلك فقد قامت عليه الجة‪ ،‬كما قال‬
‫شيخ السلم ف الرد على النطقيي ص ‪]:99‬حجة ال برسله قامت بالتمكن من العلم‪ ،‬فليس من شرط حجة ال تعال علم‬
‫الدعوين با‪ ،‬ولذا ل يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن وتدبره مانعا من قيام حجة ال تعــال عليهــم‪ ،‬وكــذلك‬
‫إعراضهم عن استماع النقول عن النبياء وقراءة الثار الأثورة عنهم ل ينع الجة إذ الكنة حاصلة[ أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫وقال أيضا ف رسالته )المر بالعروف والنهي عن النكر(‪]:‬وإذا أخب بوقوع المر بالعروف والنهي عن النكر منها ل يكن‬
‫من شرط ذلك أن يصل أمر المر وني الناهي منها إل كل مكلف ف العال؛ إذ ليس هذا من شرط تبليغ الرسالة‪:‬فكيــف‬
‫ـوله‬
‫يشترط فيما هو من توابعها؟ بل الشرط أن يتمكن الكلفون من وصول ذلك إليهم‪ ،‬ث إذا فرطوا فلم يسعوا ف ـ وصـ‬
‫إليهم مع قيام فاعله با يب عليه‪:‬كان التفريط منهم ل منه[ )مموع الفتاوى( )‪.(126-28/125‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫وقال الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال‪]:‬ما ذكرت من قول الشيخ كل من جحد كذا وكذا وقامت عليه الجة‪ ،‬أنكم‬
‫ـم‬
‫شاكون ف هؤلء الطواغيت وأتباعهم هل قامت عليهم الجة فهذا من العجب‪ ،‬كيف تشكون ف هذا وقد أوضحته لكـ‬
‫مرارا‪ ،‬فإن الذي ل تقم عليه الجة هو الذي حديث عهد بالسلم‪ ،‬والذي نشأ ببادية بعيدة‪ ،‬أو يكون ذلك ف مسألة خفية‬
‫ـو‬
‫ـة الـ هـ‬
‫مثل الصرف والعطف فل يكفر حت يعرف‪ ،‬وأما أصول الدين الت أوضحها ال وأحكمها ف كتابه فإن حجـ‬
‫القرآن‪ ،‬فمن بلغه القرآن فقد بلغته الجة‪ ،‬ولكن أصل الشكال أنكم ل تفرقوا بي قيام الجة وبي فهم الجة‪ ،‬فإن أكثر‬
‫ســَمُعوَن َأْو‬
‫ب َأّن َأْكَثَرُهــْم َي ْ‬
‫س ُ‬
‫حَ‬‫الكفار والنافقي من السلمي ل يفهموا حجة ال مع قيامها عليهم‪ ،‬كما قال تعال‪َ}:‬أْم َت ْ‬
‫ضّل َسِبيًلا{‪ ،‬وقيام الجة نوع‪ ،‬وبلوغها نوع وقد قامت عليهم‪ ،‬وفهمهم إياهــا نــوع‬
‫َيْعقُِلوَن ِإْن ُهْم ِإّلا َكاْلَأْنَعاِم َبْل ُهْم َأ َ‬
‫آخر[ )مؤلفات الشيخ المام ممد بن عبد الوهاب( ص‪.244‬‬
‫فهل الجة بلغت الكام اليوم أم ل؟ وهل يتمكنون من الوصول إليها أم ل؟ وهل يشترط الجة ف السائل الظاهرة مــن‬
‫‪2‬‬
‫تبديل الشريعة وموالة اليهود والنصارى؟!! وهل يشترط أن يفهموا أن القاعدة على حق؟!!‬
‫ول يشترط أن يفهموا أن القاعدة على حق؛ لن من اشترط ذلك فهو يشترط فهم الجة‪ ،‬وقد علمت ما الفرق بي قيــام‬
‫الجة وفهمها‪.‬‬
‫فيا أخا اليان‪ُ:‬عْد لا قرره أئمة أهل السنة والماعة من تأصيل هذه السائل‪ ،‬وانظر هل تد القاعدة مالفة ف الصــول أم‬
‫ل؟ أما مسائل التنزيل فيسع اللف فيها‪ ،‬وهنا أحب أن أقف عند أمور وأسألك عنها‪:‬‬
‫‪ _1‬هل تعل خطأ بعض الخالفي ف الصول مثل الطأ ف التنزيل إذا وجد عند بعض القاعدة؟‬
‫‪ _2‬قد يقول قائل‪:‬إذا كنتم تقولون يسع اللف ف التنزيل فلماذا القاعدة تشنع على العلماء الذين ل يكفرون الكــام؟‬
‫نقول‪:‬هذا سؤال جيد ولبد من بيانه‪ ،‬فأقول‪:‬إن القاعدة ل تشنع على كل من ل يكفر الكام‪ ،‬فعندهم الذين ل يكفــرون‬
‫الكام من العلماء على قسمي‪-:‬‬
‫ـد‬
‫ـدر عنـ‬
‫‪ -1‬عال بعيد عن سلطانم‪ ،‬ترد واجتهد ول يصل إل تكفيهم‪ ،‬ول ُيستخدم كوسيلة لرب الاهدين‪ ،‬فهذا يقـ‬
‫القاعدة وله اجتهاده‪.‬‬
‫‪ -2‬عال ل يكفر الكام واسُتخدم لرب الاهدين‪ ،‬ووصفهم بالفئة الضالة ومدح الطواغيت وخذل المة السلمية‪ ،‬فهذا‬
‫الذي تذر منه القاعدة؛ لن ضرره على المة خطي‪.‬‬
‫القاعدة تسي على طريقة الققي من أهل العلم‪ ،‬وطريقتهم التبؤ من الكفر والكافر باستيفاء الشروط وانتفاء الوانــع إذا‬
‫كان القام يقتضيها‪ ،‬وليس من طريقة الققي التبؤ من الكفر وعدم الباءة من الكافر‪.‬‬
‫ويا من تشنعون على القاعدة ف التنزيل‪:‬أما قد مر بكم ف التاريخ أن العلماء قد أنزلوا أحكام الكفر على من يرونه يستحق‬
‫ـاع‬
‫ذلك‪ ،‬قال الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال‪]:‬ومن أعظم ما يل الشكال ف مسألة التكفي والقتال عمن قصد إتبـ‬
‫الق‪ ،‬إجاع الصحابة على قتال مانعي الزكاة وإدخالم ف أهل الردة وسب ذراريهم‪ ،‬وفعلهم فيهم ما صح عنهم‪ ،‬وهو أول‬
‫ـدعي‬
‫ـوع أعنـ الـ‬
‫قتال وقع ف السلم على من ادعى أنه من السلمي‪ ،‬فهذه أول وقعة وقعت ف السلم على هذا النـ‬
‫للسلم‪ ،‬وهي أوضح الواقعات الت وقعت من العلماء عليهم من عصر الصحابة رضي ال عنهم إل وقتنا هذا‪ ،‬وقال المام‬

‫‪ -2‬ومع ذلك هل الجة ل تبلغهم وهم يتابعون إصدارات الاهدين وإعلمهم يضج بذكر القاعدة؟ وهل تظن أن الجة ل تبلغهم وقد اشتعلت‬
‫الرب بيننا وبينهم؟ إنم يعلمون ذلك جيدا حت أن الرئيس اليمن قال بعد ضرب السفارة المريكية ف صنعاء‪ :‬أن هؤلء ‪-‬أي الاهدين‪ -‬يريدون‬
‫إقامة خلفة إسلمية ورئيس جهاز المن السياسي اليمن يقول لبعض السجناء‪ :‬نن حكومة علمانية الذي يريد حكومة إسلمية فليذهب إل‬
‫أفغانستان‪ .‬لقد سعوا أحد النشدين ينشد وقالوا له‪ :‬قصيدتك لن تنفعك!!‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـعوها‬
‫ـاع وضـ‬
‫ـم أوضـ‬
‫أبو الوفاء ابن عقيل‪:‬لا صعبت التكاليف على الهال والطغام‪ ،‬عدلوا عن أوضاع الشرع إل تعظيـ‬
‫ـاب‬
‫لنفسهم‪ ،‬فسهلت عليهم إذ ل يدخلوا با تت أمر غيهم‪ ،‬وهم عندي كفار بذه الوضاع‪ ،‬مثل تعظيم القبور‪ ،‬وخطـ‬
‫ـد اللت‬
‫ـن عبـ‬
‫ـداء لـ‬
‫ـجر إقتـ‬
‫الوتى بالوائج وكتب الرقاع فيها يا مولي افعل ب كذا وكذا‪ ،‬وإلقاء الرق على الشـ‬
‫والعزى[‪.‬ا‪.‬هـ مفيد الستفيد ف كفر تارك التوحيد ‪ ،26‬والراد منه قوله‪]:‬وهم عندي كفار بذه الوضاع[‪.‬‬
‫وقال ابن القيم ف )إغاثة اللهفان(‪ 1/197‬ف إنكار تعظيم القبور‪]:‬وقد آل المر بؤلء الشركي أن صنف بعض غلتم ف‬
‫ـذا‬
‫ـ‪ ،‬وهـ‬
‫ذلك كتابا ساه )مناسك الشاهد(‪ ،‬ول يفى أن هذا مفارقة لدين السلم ودخول ف دين عباد الصنام[‪.‬ا‪.‬هــ‬
‫الذي ذكره ابن القيم رجل من الصنفي يقال له ابن الفيد‪ ،‬فقد رأيت ما قال فيه بعينه‪ ،‬فكيف ينكر تكفي العي؟ وأما كلم‬
‫ل من كثي‪.‬‬
‫سائر أتباع الئمة ف التكفي‪ ،‬فنذكر منه قلي ً‬
‫]أما كلم النفية فكلمهم ف هذا من أغلظ الكلم‪ ،‬حت إنم يكفرون العي إذا قال مصيحف أو مسيجد وصلى صلة بل‬
‫وضوء ونو ذلك‪.‬‬
‫وقال ف )النهر الفائق(‪:‬واعلم أن الشيخ قاسا‪ ،‬قال ف شرح درر البحار‪]:‬إن النذر الذي يقع من أكثر العوام بأن يأت إلــ‬
‫ل‪:‬يا سيدي فلن إن رد غائب أو عوف مريضي فلك من الذهب أو الفضة أو الشمع أو الزيت كذا‪،‬‬
‫قب بعض الصلحاء قائ ً‬
‫باطل إجاعا لوجوه‪ ...‬إل أن قال‪:‬ومنها ظن أن اليت يتصرف ف المر واعتقاد هذا كفر‪ ...‬إل أن قال‪:‬وقد ابتلى النــاس‬
‫بذلك‪ ،‬لسيما ف مولد الشيخ أحد البدوي[‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫فانظر إل تصريه إن هذا كفر‪ ،‬مع قوله أنه يقع من أكثر العوام‪ ،‬وأن أهل العلم قد ابتلوا با ل قدرة لم على إزالته‪.‬‬
‫ـارى‬
‫ـاء بـ‬
‫وقال أبو العباس رحه ال حدثن ابن الضيي عن والده الشيخ الضيي إمام النفية ف زمانه قال‪]:‬كان فقهـ‬
‫ـل‬
‫ـو رجـ‬
‫يقولون ف ابن سينا‪:‬كان كافرا ذكيا[‪ ،‬فهذا إمام النفية ف زمنه حكى عن فقهاء بارى جلة كفر ابن سينا‪ ،‬وهـ‬
‫معي منصف يتظاهر بالسلم‪.‬‬
‫وأما كلم الالكية ف هذا أكثر من أن يصر‪ ،‬وقد اشتهر عن فقهائهم سرعة الفتوى والقضاء بقتل الرجل عند الكلمة الت‬
‫ل يفطن لا أكثر الناس‪ ،‬وقد ذكر القاضي عياض ف آخر كتاب )الشفاء( من ذلك طرفا‪ ،‬وما ذكر أن من حلف بغي ال ـ‬
‫على وجه التعظيم كفر‪ ،‬وكل هذا دون ما نن فيه با ل نسبة بينه وبينه‪.‬‬
‫وأما كلم الشافعية‪ ،‬فقال صاحب إعانة الطالبي )‪]:(4/151‬على كفر من شك ف كفر طائفة‪ ،‬كابن عرب الذين ظــاهر‬
‫كلمهم عند غيهم التاد‪ .[،‬وكل هذا دون ما نن فيه‪.‬‬
‫ـو‬
‫وقال ابن حجر ف شرح الربعي على حديث ابن عباس‪"]:‬إذا سألت فاسأل ال"‪ ،‬وما معناه إن من دعا غي ـ ال ـ فهـ‬
‫كافر[‪.‬نقل عن كتاب البلغ البي)‪(1/225‬‬
‫ل ساه )العلم بقواطع السلم( ذكر فيه أنواعا كثية من القوال والفعال كل واحــد‬
‫وصنف ف هذا النوع كتابا مستق ً‬
‫منها ذكر أنه يرج من السلم ويكفر به العي‪ ،‬وغالبه ل يساوي عشي معشار ما نن فيه‪ ،‬إل أن قال‪...]:‬فمن أحسن ما‬
‫يزيل الشكال فيها ويزيد الؤمن يقينا ما جرى من النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه والعلماء بعدهم فيمن انتسب إلــ‬
‫السلم‪ ،‬كما ذكر أنه صلى ال عليه وسلم بعث الباء ومعه الراية إل رجل تزوج امرأة أبيه ليقتله ويأخذ ماله‪ ،‬ومثل هه‬
‫بغزو بن الصطلق لا قيل أنم منعوا الزكاة‪ ،‬ومثل قتال الصديق وأصحابه لانعي الزكاة وسب ذراريهم وغنيمــة أمــوالم‬
‫وتسميتهم مرتدين‪.‬‬
‫س َعَلــى‬
‫ومثل إجاع الصحابة ف زمن عمر على تكفي قدامة بن مظعون وأصحابه إن ل يتوبوا لا فهموا من قوله تعال‪َ}:‬لْي َ‬
‫ـوا ُث ـّم اّتَق ـْوا‬
‫ت ُثّم اّتَق ـْوا َوآَمُنـ‬
‫حا ِ‬
‫صاِل َ‬
‫ح ِفيَما َطِعُموا ِإَذا َما اّتَقْوا َوآَمُنوا َوَعِمُلوا ال ّ‬
‫ت ُجَنا ٌ‬
‫حا ِ‬
‫صاِل َ‬
‫اّلِذيَن آَمُنوا َوَعِمُلوا ال ّ‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫سُنوا{‪ ،‬حل المر لبعض الواص‪ ،‬ومثل إجاع الصحابة ف زمن عثمان ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬على تكفي أهــل الســجد‬
‫َوَأحْ َ‬
‫ـي‬
‫ـق علـ‬
‫الذين ذكروا كلمة ف نبوة مسيلمة الكذاب مع أنم ل يتبعوه‪ ،‬وإنا اختلف الصحابة ف قبول توبتهم‪ ،‬ومثل تريـ‬
‫‪-‬رضي ال عنه‪ -‬أصحابه لا غلوا فيه‪ ،‬ومثل إجاع التابعي مع بقية الصحابة على كفر الختار بن أب عبيد ومن اتبعه مع أنه‬
‫يدعي أنه يطلب بدم السي وأهل البيت‪ ،‬ومثل إجاع التابعي ومن بعدهم على قتل العد بن درهم وهو مشهور بــالعلم‬
‫والدين‪ ،‬وهلّم جرا من وقائع ل تعد ول تصى‪.‬‬
‫ول يقل أحد من الولي والخرين لب بكر الصديق وغيه‪:‬كيف تقاتل بن حنيفة وهم يقولون ل إله إل الــ ويصــلون‬
‫ويزكون؟ وكذلك ل يستشكل أحد تكفي قدامة وأصحابه لو ل يتوبوا‪ ،‬وهلم جرا إل زمن بن عبيد القداح الذين ملكــوا‬
‫الغرب ومصر والشام وغيها مع تظاهرهم بالسلم‪ ،‬وصلة المعة والماعة‪ ،‬ونصب القضاة والفتي لا أظهــروا مــن‬
‫ـوزي‬
‫ـن الـ‬
‫ـن ابـ‬
‫القوال والفعال ما أظهروا‪ ،‬ل يستشكل أحد من أهل العلم والدين قتالم‪ ،‬ول يتوقفوا فيه وهم ف زمـ‬
‫والوفق‪.‬‬
‫وصنف ابن الوزي كتابا لا أخذت مصر منهم ساه )النصر على مصر( ول يسمع أحد من الولي والخرين أن أحدا أنكر‬
‫شيئا من ذلك أو استشكله لجل ادعائهم اللة‪ ،‬أو لجل قول ل إله إل ال أو لجل إظهار شيء من أركان السلم‪ ،‬إل ما‬
‫ـه أو ذم‬
‫سعناه من هؤلء اللعي ف هذه الزمان من إقرارهم أن هذا هو الشرك‪ ،‬ولكن من فعله أو حسنه أو كان مع أهلـ‬
‫التوحيد أو حارب أهله لجله أو أبغضهم لجله أنه ل يكفر؛ لنه يقول ل إله إل ال‪ ،‬أو لنه يــؤدي أركــان الســلم‬
‫المسة‪ ،‬ويستدلون بأن النب صلى ال عليه وسلم ساها السلم‪ ،‬هذا ل ُيسمع قط إل من هــؤلء اللحــدين الــاهلي‬
‫الظالي‪ ،‬فإن ظفروا برف واحد عن أهل العلم أو أحد منهم يستدلون به على قولم الفاحش الحق فليذكروه[ ا‪.‬هـ‪ ،‬من‬
‫مفيد الستفيد ف كفر تارك التوحيد ص ‪ 36‬للشيخ ممد بن عبدالوهاب ‪-‬رحه ال‪ -‬وراجعه فهو مهم جدا‪.‬‬
‫وقد ذكر الشيخ ناصر الفهد ‪-‬فك ال أسره‪ -‬أربع عشرة واقعة كّفر فيها العلماء من ظاهر الشركي على السلمي‪.‬‬
‫ففكر الرجاء قام للرد على فكر الوارج‪ ،‬فقابل البدعة ببدعة‪ ،‬وتوسط أهل السنة بي الوارج والرجئة ف اليان‪.‬‬
‫فاحذر يا عبد ال أن تصل بك الغية على هذا الدين فتحارب التكفي الذي ف موضعه وأنت ل تشعر؛ فتهون للناس الكفر‬
‫فيقعون ف بشاعة الكفر وهم يظنونه معصية‪ ،‬واحذر يا عبد ال أن تكون ناشرا لذهب الرجئة وأنت تظن أنك تنشر مذهب‬
‫أهل السنة‪.‬‬
‫قال النضر بن شيل‪]:‬دخلت على الأمون قال ل‪:‬كيف أصبحت يا نضر؟ قال‪:‬قلت‪:‬بي يا أمي الؤمني‪ .‬قال‪:‬أتــدري مــا‬
‫الرجاء‪:‬قلت‪:‬ودين يوافق اللوك يصيبون به من دنياهم وينقص من دينهم‪ .‬قال ل‪:‬صدقت[ تاريخ مدينــة دمشــق )‪/33‬‬
‫‪.(286‬‬
‫وف الكن والساء للدولب )‪ (3/260‬قال النضر بن شيل‪]:‬قال ل الأمون‪:‬يا أبا السن الرجاء دين اللوك[‪.‬‬
‫والقاعدة على منهج أهل السنة ف أبواب العتقد‪ ،‬فمنها باب اليان وباب الأساء‪ ،‬والصفات‪ ،‬والقضاء والقدر‪ ،‬والقــرآن‬
‫والصحابة وغيها‪.‬‬
‫ل ف الزان والقاتل وغيهم من أصحاب العاصي با‬
‫فهل رأيتم القاعدة تكفر بالذنوب الت دون الكفر؟ أليسوا يعتقدون مث ً‬
‫يعتقد فيهم أهل السنة؟ أليس من صفات الوارج أنم يقتلون أهل السلم ويدعون أهل الوثان؟ والقاعدة اليوم من أكب‬
‫الماعات الهادية الت تقاتل أهل الوثان‪ ،‬أليس من صفات الوارج التحليق؟ والقاعدة عرف كثي منهم بإطالة الشعر‪.‬‬

‫‪ -15‬لحاديث اللحم‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫لن أحاديث اللحم تكلمت عن ثلثة أماكن وهي‪-:‬‬


‫‪ (1‬الشام‪.‬‬
‫‪ (2‬خراسان‪.‬‬
‫‪ (3‬أبي عدن‪.‬‬
‫عن ابن حوالة قال‪:‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪":‬سيصي المر إل أن تكونوا جنودا مندة‪ ،‬جند بالشــام وجنــد‬
‫باليمن وجند بالعراق‪ ،‬قال ابن حوالة‪:‬خر ل يا رسول ال إن أدركت ذلك‪ ،‬فقال‪:‬عليك بالشام فإنا خية ال من أرضــه‬
‫يتب إليها خيته من عباده‪ ،‬فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن ال توكل ل بالشام وأهله" رواه أحد‪.‬‬
‫ـل‬
‫ـام قبـ‬
‫إذا نظرنا إل هذه الماكن قبل عقدين من الزمان والن لرأينا فارقا كبيا‪ ،‬فقد تغيت المور نو الحسن‪ ،‬فالشـ‬
‫عشرين عاما ف انراف وبعد عن الدين أشد من اليوم‪ ،‬وخراسان كانت اشتراكية‪ ،‬وكذلك عدنٍأبي‪ ،‬واليوم بفضل الــ‬
‫ـدن‪،‬‬
‫خراسان با أكب معاقل الهاد ف أفغانستان‪ ،‬والشام با حركات جهادية معروفة‪ ،‬والصحوة السلمية ف ـ أبي ـ عـ‬
‫وعلمت أن هذه الماكن سيكون فيها انتصارات للسلم لن يققها إل الاهدون‪ ،‬والقاعدة متواجدة ف هذه الماكن‪.‬‬
‫أما خراسان فهو منطلقها ‪-‬أي قاعدة الهاد ف أفغانستان‪ -‬وبا أمي القاعدة الشيخ أسامة بن لدن حفظه ال‪.‬‬
‫وأما أبي عدن فأكب تنظيم جهادي معروف ف هذا الكان هو تنظيم القاعدة‪.‬‬
‫وأما الشام فلهم وجود ف بعض الماكن‪ ،‬ولم وجود ف زمن قريب ف غزة‪.‬‬
‫فبشائر النصر تلوح ف هذه الماكن‪ ،‬وعلمت أن النصر سيتحقق بإذن ال برفع رايات الهاد ف هذه الماكن وال أعلم‪.‬‬

‫‪ _16‬لنم أكثر الناس تفاؤًل ببشائر النصر‪:‬‬

‫هناك عدة مبشرات لنصر هذه المة على أعدائها‪ ،‬وعودة العز بعد الذل‪ ،‬والتمكي بعد الستضعاف‪ ،‬والعودة إل مكانــا‬
‫الول ف قيادة المم‪ ،‬وهذه البشرات تعددت أنواعها فمنها‪-:‬‬
‫أ( مبشرات شرعية‪:‬‬
‫ف اّلِذيَن ِمــنْ‬
‫خَل َ‬
‫ض َكَما اْسَت ْ‬
‫خِلَفّنُهْم ِفي اْلَأْر ِ‬
‫سَت ْ‬
‫ت َلَي ْ‬
‫حا ِ‬
‫صاِل َ‬
‫قال ال سبحانه وتعال‪َ}:‬وَعَد الّلُه اّلِذيَن آَمُنوا ِمْنُكْم َوَعِمُلوا ال ّ‬
‫ضى َلُهْم َوَلُيَبّدَلّنُهْم ِمْن َبْعِد َخْوِفِهْم أَْمًنا{‪.‬‬
‫َقْبِلِهْم َوَلُيَمّكَنّن َلُهْم ِديَنُهُم اّلِذي اْرَت َ‬
‫حوَن{‪.‬‬
‫صاِل ُ‬
‫ي ال ّ‬
‫ض َيِرُثَها ِعَباِد َ‬
‫وقال سبحانه وتعال‪َ}:‬وَلَقْد َكَتْبَنا ِفي الّزُبوِر ِمْن َبْعِد الّذْكِر َأّن اْلَأْر َ‬
‫ي{‪ ،‬وغيها من اليات والحاديث ولكن ليس هذا موضع البسط‪.‬‬
‫وقوله سبحانه وتعال‪َ}:‬واْلَعاِقَبُة ِلْلُمّتِق َ‬

‫ب( مبشرات كونية فآيات ال الكونية ثابتة‪:‬‬


‫سّنِة الّلِه َتْبِديًلا{‪ ،‬فكونا كلما اشتد الظلم بدء الفجر وسطع‪ ،‬وآخر ساعات الليل هي‬
‫جَد ِل ُ‬
‫قال ال سبحانه وتعال‪َ}:‬وَلْن َت ِ‬
‫ـدة‬
‫ـن شـ‬
‫ـان مـ‬
‫أشدها ظلما يعقبها الفجر‪ ،‬وكلما اشتد البل انقطع‪ ،‬وكلما ضاق المر اتسع‪ ،‬ونن ف هذه الزمان نعـ‬
‫النراف والبعد عن منهج رب العالي‪ ،‬وضعف المة‪ ،‬وتسلط اليهود والنصارى عليها‪ ،‬فنأمل الفرج بعد الشدة‪ ،‬واليسر‬
‫بعد العسر‪ ،‬والسعة بعد الضيق‪ ،‬وليس ذلك على ال بعزيز‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ج( مبشرات من معطيات الواقع‪:‬‬


‫منها أن التاد السوفييت الذي كان القطب الوازي للقطب المريكي قد تدهور على يد الاهدين الفغان‪ ،‬فليس على ال‬
‫ـة‬
‫ـات القوميـ‬
‫ـفل رايـ‬
‫بعزيز أن يتدهور القطب الخر مثل سابقه‪ ،‬وكذلك من مبشرات الواقع ارتفاع رايات الهاد وتسـ‬
‫والعلمنة‪ ،‬واتضح المر للمسلمي أنه لن يذود عن أعراضهم إل الاهدون‪ ،‬وبدؤوا يفقدون الثقة بيوشهم النظمة وكرهوا‬
‫حكامهم وعرفوا عمالتهم‪ ،‬وبدأ الوازع الدين ينتشر أكثر من الفترات الاضية‪.‬‬
‫ومن مبشرات الواقع الفشل المريكي ف العراق وأفغانستان الذي تتكلم عليه‪ ،‬والضربة القتصادية للقتصاد المريكــي‪،‬‬
‫وهناك الكثي من البشرات ل يسع القام لذكرها‪ ،‬وقاعدة الهاد من أكثر السلمي تفاؤًل بذه البشرات‪ ،‬وإياك أن تصفهم‬
‫بسطحية النظر وعدم العمق‪ ،‬وتقول‪:‬هؤلء قوم مستعجلون؛ لنك ف حقيقة المر ربا أن اليأس قد مل قلبك‪ ،‬وضــعفت‬
‫ثقتك بال فرميت من َعُظمت ثقته بال بالتهور‪.‬‬
‫واعلم أن التبشي بالنصر ف زمن الستضعاف يكون فتنة للمنافقي وثباتا للمؤمني‪ ،‬ول يفى عليك تبشي النب صلى الــ‬
‫عليه وسلم بانتشار السلم عندما كان يفر الندق فكانت تلك البشرى فتنة للمنافقي‪ ،‬قال ال سبحانه وتعال‪َ }:‬وِإْذ َيُقوُل‬
‫ض َما َوَعَدَنا الّلُه َوَرُسوُلُه ِإّلا ُغُروًرا{‪ ،‬وماذا قال الؤمنون‪َ}:‬وَلّما َرَأى اْلُمْؤِمُنوَن اْلَأْح ـَزا َ‬
‫ب‬ ‫اْلمَُناِفُقوَن َواّلِذيَن ِفي ُقُلوِبِهْم َمَر ٌ‬
‫سِليًما{‪.‬‬
‫ق الّلُه َوَرُسوُلُه َوَما َزاَدُهْم ِإّلا ِإَياًنا َوَت ْ‬
‫صَد َ‬
‫َقاُلوا َهَذا َما َوَعَدَنا الّلُه َوَرُسوُلُه َو َ‬
‫فانظر رعاك ال إل حال القاعدة عندما تلس معهم ترى ثقتهم بال عظيمة‪ ،‬بينما بعض الماعات الت تعترف وتــرى أن‬
‫هؤلء الكام ليسوا مرتدين‪ ،‬وتدعو إل بث العلم فقط ترى أن اليأس قد أخذ موقعا عظيما من قلوبم‪ ،‬فل هم يهتمــون‬
‫بهاد‪ ،‬وحت أن بعض إخوانم ل يتابع أخبار إخوانه السلمي‪ ،‬فهنيئا لن ينشر بشائر النصر‪ ،‬ويبعث المل ف قلوب المة‪،‬‬
‫فكيف ل نستبشر والرسول صلى ال عليه وسلم أخب بأنه بعد الكم البي ستعود اللفة الت هي على منهاج النبــوة‪،‬‬
‫والكم البي هو الكم العسكري الذي يكمنا الن‪.‬‬
‫كيف ل نستبشر؟ وبعض الشايخ يرى بأننا ف آخر الكم البي وال أعلم‪.‬‬
‫فالقاعدة متفائلة بالنصر‪ ،‬ول يصنع النصر إل من سلك سبيل الهاد‪ ،‬سواء جهاد النافقي أو اليهود والنصارى‪.‬‬
‫عسى الكرب الذي أمسيت فيه *****يكون وراءه فرج قريب‬
‫فيأمن خائـف وُيفـك عـاٍن *****ويأت أهله النائي الغريب‬

‫‪ –17‬لنم يشاركون مشاركة فعالة ف صناعة النصر‪:‬‬

‫ت لذه المة ل مالة‪ ،‬ولن يأت النصر إل بصناعة وصناع‪ ،‬وصناعة النصر تشترك فيه عدة جهــات بيــ مقــل‬
‫النصر آ ٍ‬
‫ومستكثر‪ ،‬وبعضهم وإن كان يسعى بصناعة يسية بطيئة ف جهة‪ ،‬لكنه يهدم ويعرقل النصر من جهة أخرى من حيــث ل‬
‫يشعر‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫فالقاعدة من السابقي ف صناعة النصر الذي قد يتعجل وقد يتأخر‪ ،‬ودليل صناعتهم وجود معقلها ف أفغانستان يواجه قوى‬
‫الكفر الغاشة التلة‪ ،‬وكذلك تنظيمه ف العراق الذي هو من أكب التنظيمات الهادية ف العراق‪ ،‬ووجود تنظيمهم ف بلد‬
‫الزيرة‪ ،‬وبلد الغرب العرب‪ ،‬والصومال ولم وجود ف أجزاء أخرى من الشام‪ ،‬ول تنس وجــودهم فــ إيــران وبلد‬
‫باكستان‪ ،‬فلم أر تنظيما جهاديا عاليا مثل هذا التنظيم الذي يواجه المريكان وعملء المريكان‪.‬‬
‫ـدماء‬
‫ـك إل بالـ‬
‫ـق ذلـ‬
‫وهذا التنظيم الذي حقق انتصارات باهرة ول يزال ف طريقه لتحقيق نصر أعظم بإذن ال‪ ،‬ول يقـ‬
‫الزكية‪ ،‬والهود العظيمة‪ ،‬ومفارقة الوطان وبالموال الباركة‪ ،‬فهل يقال بعد ذلك‪:‬إن هؤلء ليسوا من السابقي ف تقيق‬
‫النصر؟؟ الواب عند النصفي من الوافقي والخالفي‪.‬‬
‫وتقيق النصر يشارك فيه كل من دعا إل صفاء العقيدة والعودة إل منهج السلف‪.‬‬
‫لكن ل يستوي من شارك بالعلم والبيان والسيف والسنان مع من اقتصر بالعلم وحده‪ ،‬ول يستوي من شارك بالعلم الذي‬
‫هو ماربة الشركيات فقط بن حارب شركيات القبور وشركيات القصور‪.‬‬
‫ـرا إل‬
‫ـت كفـ‬
‫ـعية ليسـ‬
‫وإن من أشد ما يعرقل النصر فكر الرجئة الذي هو تدير الشباب‪ ،‬وهو القول‪:‬بأن القواني الوضـ‬
‫بالستحلل‪ ،‬والستحلل ل يعرف إل بصريح اللسان‪ .‬فهذا قول خطي‪ ،‬وعلى هذا القول مهما بدلت الشريعة بقــواني‬
‫ل على هذا القول النحرف‪ ،‬لو وجد حاكم يكم بغي ما أنزل ال ف‬
‫الكفر فإن أصحاب هذا القول يرونم ولة أمور‪ ،‬فمث ً‬
‫ل قانون‪:‬‬
‫التشريع العام‪ ،‬وبدل كل الشريعة وتزندق وقال مث ً‬
‫‪ -1‬تقطع يد القاتل‪.‬‬
‫‪ -2‬يقتل السارق‪.‬‬
‫‪ -3‬يرجم الزان الغي مصن ويلد الزان الصن‪.‬‬
‫‪ -4‬للنثى مثل حظ الذكرين‪.‬‬
‫‪ -5‬الطلق بيد الرأة‪.‬‬
‫‪ -6‬الزنا برضا الزوجة ل عقاب عليه‪.‬‬
‫وهكذا عندهم الذي بّدل جيع الشريعة ل يكفر حت يصرح بلسانه‪ ،‬ول يكموا عليه من خلل فعله‪ ،‬فهذا القول الــذي‬
‫يدندن به البعض وينسبونه إل منهج أهل السنة قول خطي‪ ،‬فل تعجب لعدم تكفيهم للحكام البدلي للشريعة‪ ،‬فعلى قولم‬
‫هذا مهما جاء من حكام وترؤوا على دين ال بالتشريع فلن يكفروهم حت يصرحوا بألسنتهم‪ ،‬وهذا خلف منهج أهــل‬
‫السنة الذين عندهم الكفر يكون بالقول والفعل والعتقاد‪.‬‬
‫ـباب‬
‫فتأمل هذا الفكر الوجود ف أوساط بعض شباب العلم والتدين من هذه المة‪ ،‬وكيف كان أثره عليهم؟ فقد ثبط الشـ‬
‫عن الهاد‪.‬‬
‫ولا كان ذلك الفكر منتشرا عندنا باليمن ف الراكز العلمية والتأثرين با‪ ،‬قّل الطلب الذين ذهبوا للجهاد‪ ،‬وليس ذلــك‬
‫ـوا‬
‫ـذين ذهبـ‬
‫جبنا فيهم ول زهدا ف الشهادة ولكنه من تأثي فكر الرجئة‪ ،‬وحت قال ل بعض الخوة الاهدين‪:‬إن أكثر الـ‬
‫للجهاد ف العراق من بلد الرمي ذهبوا عن غية‪ ،‬فسألت نفسي لاذا؟ فعرفت أنه بسبب فكر الرجئة! حت قــّل عــدد‬
‫طلب العلم الاهدين‪.‬‬
‫ـرا‪ ،‬ول‬
‫فهل تظن من يارب الاهدين‪ ،‬ويرى شرعية الكام الرتدين عملء المريكان‪ ،‬ويرى القواني الوضعية ليست كفـ‬
‫يث على الهاد فهل تظن أنه من السباقي ف صناعة النصر؟‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫إن صناعة النصر قول وفعل‪ ،‬وولء وبراء‪ ،‬وجهاد بالنفس والال‪ ،‬وصدق وإخلص ويقي‪ ،‬قال ال سبحانه وتعال‪ِ}:‬إّنَمــا‬
‫صاِدُقوَن{‪.‬‬
‫ك ُهُم ال ّ‬
‫سِهْم ِفي َسِبيِل الّلِه ُأوَلِئ َ‬
‫اْلُمْؤِمُنوَن اّلِذيَن آَمُنوا ِبالّلِه َوَرُسوِلِه ُثّم َلْم َيْرَتاُبوا َوَجاَهُدوا ِبَأْمَواِلِهْم َوَأْنفُ ِ‬
‫إن الناس اليوم انقسموا إل ثلثة أقسام‪-:‬‬
‫‪ (1‬طائفة الاهدين وأنصارهم‪.‬‬
‫‪ (2‬طائفة الخّذلي‪.‬‬
‫‪ (3‬طائفة الخالفي‪.‬‬
‫فالنصر يصنعه الاهدون‪ ،‬وقل ل بربك أي نصر يصنعه الخّذلون والخالفون الذين سلم منهم فارس والروم ول يسلم منهم‬
‫إخوانم السلمون‪.‬‬
‫إننا ف زمن الذى‪ ،‬وقد وصى بعض الكماء ابنه فقال‪]:‬إذا سلم الناس منك فل عليك أل تسلم منهم‪ ،‬فإنه قلما اجتمعت‬
‫هاتان النعمتان[‪.‬‬

‫‪ -18‬ل ينع اللف ف بعض التنزيلت من النضمام لم‪:‬‬

‫إنن بفضل ال عندما نظرت ف منهج القاعدة ف مسألة التكفي‪ ،‬وجدتم ينطلقون من أصول أهل الســنة والماعــة وإن‬
‫رغمت أنوف؛ فهم يكفرون الكام؛ لنم بدلوا شريعة ال بالقواني الوضعية سواًء ف الاكم التجارية‪ ،‬أو قـانون العمـل‬
‫ـبب‬
‫ـم بسـ‬
‫والعُّمال‪ ،‬أو البنوك الربوية القننة‪ ،‬أو الاكم العسكرية والاكم العلمية وغيها من القواني‪ ،‬كذلك كفروهـ‬
‫مظاهرتم لليهود والنصارى على السلمي‪ ،‬فل إشكال ف تكفي الاكم‪ ,‬ولذلك البلد الت دخلتها أمريكا وأوجدت لــا‬
‫ـة‬
‫ـن نقطـ‬
‫ـدون‪ ،‬لكـ‬
‫عملء يقاتلون معها الاهدين‪ ،‬ويتبنون عرش التل ف العراق وأفغانستان فل إشكال أنم عملء مرتـ‬
‫العساكر ف النظمة العربية فل أدري‪:‬هل كل القاعدة أم بعضهم يراهم طائفة كفر‪ ،‬لكن قبل التشنيع على القاعدة ف ذلك‬
‫لبد من مراعات أمور‪ ،‬وهي‪:‬نسأل الشنع على القاعدة ف ذلك‪ ،‬هل هذه مسألة تنزيلية أم من مسائل الصول؟‬
‫فالواب الصحيح‪:‬أنا مسألة تنزيلية يسع فيها اللف‪.‬‬
‫ما هي الفعال الت صدرت من هؤلء العسكر حت حكمت القاعدة بذلك؟‬
‫الفعال الت صدرت من هؤلء العسكر منها كفرية شعروا أو ل يشعروا وهي كالت‪:‬‬
‫‪ -1‬تثبيت عرش الكام الرتدين‪.‬‬
‫‪ -2‬تثبيت الكم بالقواني الكفرية‪.‬‬
‫‪ -3‬منعوا من يريد تكيم الشريعة السلمية‪.‬‬
‫‪ -4‬امتنعوا عن الهاد وهم طائفة‪.‬‬
‫‪ -5‬منعوا غيهم من الهاد ف سبيل ال ف العراق‪ ،‬وأفغانستان‪ ،‬وفلسطي وغيها من البلد الخرى‪.‬‬
‫‪ -6‬قتلوا الاهدين طاعة للحكام الرتدين‪.‬‬
‫‪ -7‬نفّذوا للحكام مظاهرة اليهود والنصارى على السلمي‪.‬‬
‫‪ -8‬حوا من أخذ أموال السلمي وحارب با السلم وأعطاها اليهود والنصارى‪.‬‬
‫‪ -9‬قاموا بماية اليهود والنصارى‪ ،‬سواًء ف قواعدهم العسكرية أو سفاراتم أو عملهم التجسسي على السلمي‪.‬‬
‫‪ -10‬كانوا يد الكام الت يبطشون با السلمي‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ول ينكر هذه العمال إل الكابرون‪.‬‬


‫س‪ /‬أيها الشنع على القاعدة ف التكفي‪ ،‬ما معن قولم طائفة كفر؟‬
‫صــل‬
‫ج‪ /‬قبل الجابة على هذا السؤال‪ ،‬لقد سألت بعض الشنعي على القاعدة ما معن قولم طائفة كفر للعسكر؟ قال‪:‬ف ّ‬
‫أنت‪ ,‬قلت له‪:‬الذي يطعن ف عقائد الناس لبد أن يكون عنده معرفة ف عقائدهم‪ ،‬وإل يسكت‪ ،‬ث قلت له بعد أن عجــز‬
‫عن تفصيل معن قولم طائفة كفر‪:‬أي فيما يظهر لم‪ ،‬أما فيما بينهم وبي ال قد يكون لبعضهم أعذار ويكونون من أهــل‬
‫ـزل‬
‫النة‪ ،‬وأما إذا قضي على أحدهم من النود فل ينزل الكم عليه حت ينظر‪ ،‬هل استوفت الشروط وانتفت الوانع فينـ‬
‫ف الشروط فل ينزل حكم التكفي عليه‪ ،‬إذًَا فهذا تفصيل قابل للصواب وقابــل‬
‫الكم عليه‪ ،‬أما إذا وجد مانع أو ل تستو َ‬
‫للخطاء‪ ،‬فإن كان صواباًفلهم أجرين‪ ،‬وإن كان خطًأ فلهم أجر‪ ،‬وهذه السألة ل ينطبق عليها حديث‪":‬إذا قــال الرجــل‬
‫لخيه يا كافر فقد باء با أحدها فإن كان كما قال وإل رجعت عليه" لن الصواب والطأ هنا ليس عن هوى وعداوة بل‬
‫عن اجتهاد‪.‬‬
‫ـواه‬
‫ـه ل لـ‬
‫ـوله ودينـ‬
‫قال ابن القيم رحه ال‪]:‬وفيها‪:‬أن الرجل إذا نسب السلم إل النفاق والكفر متأوًل وغضبا ل ورسـ‬
‫وحظه‪ ،‬فإنه ل يكفر بذلك بل ل يأث به‪ ،‬بل يثاب على نيته وقصده‪ ،‬وهذا بلف أهل الهواء والبدع‪ ،‬فــإنم يكفــرون‬
‫ويبدعون لخالفة أهوائهم ونلهم وهم أول بذلك من كفروه وبدعوه[ زاد العاد )‪.(3/371‬‬
‫إذا فقولم قلنا بي الجر والجرين لاذا؟‬
‫لن أعمال العسكر ليست بالسهلة وهي أعمال كفرية‪ ،‬إنا منعنا أن نوافق القاعدة ف هذا الطلق موانع التكفي‪ ،‬ومسألة‬
‫ـة‬
‫ـى جهـ‬
‫الوانع قد يراها شخص غي موجودة‪ ،‬بينما يراها شخص آخر بأنا موجودة‪ ،‬إذا فاللف ف تطبيق حكم ال علـ‬
‫معينة‪ ،‬وهذه مسألة اجتهادية‪.‬‬
‫ول يهولّنك إرجاف الرجئة‪ ،‬فالرجئة ل يقبل منها الكلم ف باب اليان والكفر؛ لنا تسي خلف منهج أهل السنة‪ ،‬وكما‬
‫أننا نذر من تكفي السلم بغي حق‪ ،‬كذلك ينبغي أن نذر من أسلمة الكافر بغي حق‪ ،‬فالرجئة تفتح الباب لكفار المــة؛‬
‫أي أنا تون الكفر للناس ول تطلق عليه كفرا‪ ،‬فيقع فيه السلم يظنه معصية وهو كفر‪ ،‬قال الشيخ بكر بن عبد ال أبو زيد‬
‫ـي‬
‫ـذنوب والعاصـ‬
‫‪-‬رحه ال‪]:-‬وهذا الرجاء ‪-‬تأخي العمل عن حقيقة اليان‪ -‬أخطر باب لكفار المة‪ ،‬وتالكها ف الـ‬
‫والثام‪ ،‬وما يترتب على ذلك من انسار ف مفهوم العبادة‪ ،‬وتييع التوحيد العملي ‪-‬توحيد اللوهية‪ -‬وكان من أسوأ آثاره‬
‫ف عصرنا شرك التشريع؛ بالروج على شريعة رب الرض والسماء بالقواني الوضعية‪ ،‬فهذه على مقتضى هذا الرجــاء‬
‫ـوابط‬
‫ـر ضـ‬
‫ليست كفرا‪ ،‬ومعلوم أن الكم بغي ما أنزل ال معاندة للشرع‪ ،‬ومكابرة لحكامه‪ ،‬ومشاقة ل ورسوله[ انظـ‬
‫ل عن كتاب تريف النصوص )ص ‪.(123‬‬
‫التكفي للقرن )ص ‪ ،(237‬نق ً‬

‫‪ -19‬لشرعية أسلوبم ف التربية الهادية‪:‬‬

‫لو نظرنا إل النهج النبوي ف التربية لشخصية السلم حت يصبح ماهدا لوجدنا الت‪-:‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪ (1‬عن الباء بن مالك قال‪:‬أتى النب صلى ال عليه وسلم رجل مقنع بالديد فقال‪:‬يا رسول ال أقاتل أو أسلم‪ .‬قال‪":‬أسلم‬
‫ث قاتل"‪ .‬فأسلم ث قاتل فقتل‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪":‬عمل قليل وأجر كثيا" متفق عليه واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫فانظر إل الدي النبوي‪:‬هل اشترط شروطا تعسفية‪ ،‬وقال لذلك الرجل‪:‬ارجع إل الدينة حت تأخذ فترة من الزمن‪ ،‬ومــن‬
‫ل لوض العركة‪.‬‬
‫خللا يتقوى إيانك ث تدخل العركة‪ ،‬فأما الن فلست مؤه ً‬
‫وانظر إل هدي ممد عليه الصلة والسلم عندما خرج إل حني وخرج معه بعض أصحابه الذين هم حدثاء عهد بكفــر‪،‬‬
‫وماذا قالوا؟ وماذا أجابم الرسول صلى ال علية و سلم؟ عن أب واقد الليثي قال‪:‬خرجنا مع رسول ال ‪-‬صلى ال عليــه‬
‫ـواط‪،‬‬
‫ت أنـ‬
‫وسلم‪ -‬إل ُحني ونن ُحدثاء عهٍد بكفر‪ ،‬وللمشركي ِسدرة يعكفون عندها ويُنوطون با أسلحتهم ُيقال لا‪:‬ذا ُ‬
‫فمررنا بسدرة فقلنا‪:‬يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط كما لم ذات أنواط‪ .‬فقال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪":-‬ال‬
‫سنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لوسى‪}:‬اْجَعْل َلَنا ِإَلًها َكَما َلُهْم آِلَهٌة َقــاَل ِإّنُكــْم َقــْوٌم‬
‫أكب‪ ،‬إنا ال ُ‬
‫ـلم‬
‫جَهُلوَن{‪ ،‬لتركُبن سنن من قبلكم" رواه الترمذي وصححه‪ ،‬والشاهد أنه خرج ف جيش الرسول صلى ال عليـه وسـ‬
‫َت ْ‬
‫ـر‬
‫ـذا المـ‬
‫بعض الصحابة الذين ل يزال عهدهم بالكفر قريب‪ ،‬فيجهلون كثيا من الحكام والعتقدات حت أنم طلبوا هـ‬
‫الفظيع‪ ،‬فكيف تعامل الرسول صلى ال عليه وسلم معهم‪ ،‬هل أوقف اليش وقال حدثاء العهد بالكفر ل يدخلون العركة؟‬
‫أم علمهم ومضى بم؟ بل إن ميادين القتال خي المور لتربية المة‪ ،‬فمن هذين الدليلي تعرف بطلن ما يدندن حوله بعض‬
‫أفراد الماعات الخرى من أن الهاد لبد من له من تربية عظيمة‪ ،‬وكأنه ل ياهد إل من يبلغ مبلغا عظيما فــ العلــم‬
‫واليان‪.‬‬
‫فإذا ذكر لم الهاد دندنوا حول جهاد النفس وهكذا‪ ،‬فيقال لم‪:‬للشخص منكم ف الستقامة خسة عشرة سنة‪ ،‬وبعضكم‬
‫أكثر وبعضكم أقل‪ ،‬أفل تكفيكم التربية وجهاد نفوسكم؟ ث من أين هذا الشرط الخترع؟‬
‫نعم إن التركيز على الانب العقدي عند الاهد أمر مهم بل هو الساس‪ ،‬لكن اتبعوا الدى النبوي ف هذا المر‪ ،‬ث لــاذا‬
‫ل بالنسبة لبقية الصحابة الخرين؟ أما الاهدون مــن‬
‫يشر العلم وكأنه شرط لزم للمجاهد؟ أل يكن علماء الصحابة قلي ً‬
‫ـب‬
‫ـا خـ‬
‫الصحابة فهم العموم‪ ،‬ومن ل ياهد وليس من أهل العذار فيلقى من اللوم و العتاب والعقاب ما ال به عليم‪ ،‬ومـ‬
‫كعب بن مالك و هلل بن أمية و مرارة بن الربيع ‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬عنك ببعيد‪.‬‬
‫إن شرط القاعدة ف الهاد هو هذا الشرط النبوي‪ ،‬وانظر ماذا قال سيد ‪-‬رحه ال‪ -‬حول ذلك‪]:‬ند أن هذا القرآن ل‬
‫يكشف عن أسراره إل للذين يوضون به العركة وياهدون به جهادا كبيا‪ ،‬إن هؤلء وحدهم هم الذين يعيشون ف مثل‬
‫الو الذي تنزل فيه القرآن[)ف ظلل القرآن( لذلك تنّبه علماء السلف وأهل النظر الثاقب من العاصرين إل هذه القضية‪،‬‬
‫فهذا شيخ السلم ابن تيمية ‪-‬رحه ال‪ -‬يقول‪]:‬من كان كثي الذنوب فأعظم دوائه الهاد‪[...‬مموع الفتاوى ‪،28/421‬‬
‫و هذا ابن القيم ‪-‬رحه ال‪ -‬يعل من يواظب على القيام والصيام والقراءة والذكر وكل ما هو غاية أصحاب التربية‬
‫الادئة‪ ،‬ويعطل الهاد والصدع بالق من موتى القلوب ومن يقتهم ال‪ ،‬نسأل ال العفو والعافية ف الدين والدنيا والخرة‪.‬‬
‫)إعلم الوقعي ‪(2/197‬‬
‫ـان‬
‫ـن معـ‬
‫وهذا الشيخ ممد المي الصري يقول‪]:‬أما القائلون كيف يكن الهاد والسلمون مشتتون جاهلون بعيدون مـ‬
‫دينهم فجوابم‪:‬علج هذا كله بالدخول ف ميادين القتال‪ [...‬إل أن قال ‪-‬رحه ال‪]:-‬إن أعظم ميدان للتربيــة ميــدان‬
‫القتال‪ [...‬انظر كتاب إدارة التوحش صفحة ‪.54‬‬
‫خمتم هذا الشرط زيادة على الدى‬
‫فيا من يدندنون حول تربية النفس طيلة هذه السنوات‪ ،‬أما آن لكم أن تعرفوا أنكم ض ّ‬
‫النبوي‪ ،‬أما آن لكم أن تعرفوا تقصيكم ف هذا الباب وتتركوا عيب الخرين‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫قال الشاعر‪:‬‬
‫وما عّبر النسان عن فضل نفسـه *****بثل اعتقاد الفضل ف كل فاضل‬
‫وليس من النصاف أن يدفع الفت *****يد النقص عنه بانتقاص الفاضل‬
‫وهنا شبه قد ترد عند البعض‪ ,‬وهي أن هذين الديثي‪:‬حديث الرجل الذي أسلم ث قاتل ث قتل‪ ،‬وحديث أب واقد الليــثي‬
‫قد يقال لك نعم هذه الحاديث ثابتة ولكن الرسول صلى ال عليه وسلم ل يكن معتمدا ف جهاده عليهم وإنا كان معه أبو‬
‫بكر وعمر و خيار الصحابة ‪-‬رضي ال عنهم‪ ،-‬والخرون إنا هم تبع فلبد من تربية عظيمة للمة‪ .‬والواب‪:‬أن القاعدة‬
‫ل يقم جهادها ف الصل إل على طلبة العلم وأصحاب العقيدة وأما غيهم فإنا هم تبع‪ ،‬فتنّبه‪.‬‬

‫‪ -20‬لنم من أفضل الماعات السلمية أخلقا‪:‬‬

‫ما دفعن للنضمام لقاعدة الهاد بعد دراسة معتقدهم ومنهجهم بأنه على منهج أهل السنة والماعة‪ ،‬و زاد مكانتهم فــ‬
‫قلب أخلقهم الرفيعة‪ ،‬فكم شخص تعرفت عليه منهم وجدته ف غاية التواضع‪ ،‬وتكاد تكون سة واضحة ف كل من تعرفت‬
‫عليه منهم‪ ،‬حت لقد جلست مع بعض مشايهم وأنا بثابة الطالب عند الشيخ ولكن كان يعاملن وكأنن أنا الشيخ‪ ،‬فهذه‬
‫ـاس‬
‫الخلق الرفيعة الت حثنا عليها السلم وتلق با أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال ابن عباس‪]:‬أكرم النـ‬
‫جليسي الذي يتخطى رقاب الناس إل‪ ،‬لو استطعت أن ل يقع الذباب عليه لفعلت[ البيان العدد ‪ ،144‬نقل عن التذكرة‬
‫)ص ‪.(23‬‬
‫وما أذكره أن التقيت بالمي الشيخ ناصر الوحيشي ‪-‬حفظه ال‪ -‬فكان حفظه ال ف غاية التواضع والنبســاط معــي‪،‬‬
‫وكأننا قد تعارفنا منذ زمن‪.‬‬
‫إن السلم قد حث على الخلق‪ ،‬بل بي الرسول صلى ال عليه وسلم طبيعة رسالته فقال‪":‬إنا بعثــت لتــم مكــارم‬
‫الخلق" وقال عليه الصلة والسلم‪":‬ما من شيء أثقل ف ميزان العبد الؤمن يوم القيامة من حسن اللق‪ ،‬وإن ال يبغض‬
‫الفاحش البذي" رواه الترمذي وقال‪:‬حديث حسن صحيح‪ ،‬وصححه العلمة اللبان‪.‬‬
‫ش فوق الرض إل تواضعا *****فكم تتها قوم هُم منك أرفُع‬
‫ول ت ِ‬
‫فإن كنت ف عـٍز وحرٍز ومنعـٍة *****فكم طاح من قوم هُم منك أمنُع‬
‫فصاحب الق إذا ل يتمتع بالخلق السنة صد عن الق الذي يمله بسوء أخلقه‪ ،‬بل إن الخلق السنة تر الناس إل‬
‫أصحابا‪ ،‬ولو كانت معتقداتم مالفة؛ فكيف لو جعت الخلق وحسن العتقد‪ ،‬فكان نورا على نور‪.‬‬
‫وإنن أنصح إخوان ف القاعدة أن يطلبوا من الخلق والصب على الناس‪ ،‬وقول بأن القاعدة تتمتع بسن الخلق‪ ،‬هــذا‬
‫حكم أغلب‪ ،‬وقد يوجد من بعض أفرادهم من جانب حسن الخلق شيء من قصور‪.‬‬

‫‪ -21‬لنم يواجهون حربا إعلمية من اليهود والنصارى والنافقي‪:‬‬

‫ـارى‬
‫ـود والنصـ‬
‫ـل اليهـ‬
‫ـن ِقبـ‬
‫عندما تلس مع نفسك وتسألا‪:‬ما هي الماعة الت تواجه أشد أنواع التشويه العلمي مـ‬
‫والنافقي؟ فسيجيب كل منصف سواًء موافق أو مالف بأنه تنظيم القاعدة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ومعلوم من سية رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬أنه كان يواجه قمة التشويه العلمي‪ ،‬ومن ذلك ما حدث للطفيل بن‬
‫عمرو الدوسي ‪-‬رضي ال عنه‪.-‬‬
‫وكذلك كان النبياء يواجهون التشويه العلمي مع أقوامهم‪ ،‬نب ال نوح اتمه قومه بالضللة‪ ،‬قال ال سبحانه وتعــال‪:‬‬
‫ي{‪ ،‬وهذا نب الــ‬
‫ب اْلَعاَلِم َ‬
‫ضَلاَلٌة َوَلِكّني َرُسوٌل ِمْن َر ّ‬
‫س ِبي َ‬
‫ي * َقاَل َيا َقْوِم َلْي َ‬
‫ضَلاٍل ُمِب ٍ‬
‫}َقاَل اْلَمَلُأ ِمْن َقْوِمِه ِإّنا َلَنَراَك ِفي َ‬
‫ك ِم ـَن‬
‫هود اتمه قومه بالسفاهة‪ ،‬قال ال سبحانه وتعال‪َ}:‬قاَل اْلَمَلُأ اّلِذيَن َكَفُروا ِمْن َقْوِمِه ِإّنا َلَنَراَك ِفي َسَفاَهٍة َوِإّنا َلَنُظّن ـ َ‬
‫ـومه‪،‬‬
‫ي{‪ ،‬وكل نب كان يواجه التشويه العلمي مع قـ‬
‫ب اْلَعاَلِم َ‬
‫س ِبي َسَفاَهٌة َوَلِكّني َرُسوٌل ِمْن َر ّ‬
‫ي * َقاَل َيا َقْوِم َلْي َ‬
‫اْلَكاِذِب َ‬
‫جُنوٌن{‪ ،‬والرب العلميــة مــن‬
‫ك َما َأَتى اّلِذيَن ِمْن َقْبِلِهْم ِمْن َرُسوٍل ِإّلا َقاُلوا َساِحٌر َأْو َم ْ‬
‫قال ال سبحانه و تعال‪َ}:‬كَذِل َ‬
‫المريكان وعملئهم للمجاهدين عامة والقاعدة خاصة تنوعت‪ ،‬فوصفوهم بالرهابيي مع أن هذا الوصف صحيح إذا كان‬
‫خموا من‬
‫لعداء ال‪ ،‬كما قال ال سبحانه وتعال‪ُ}:‬تْرِهُبوَن ِبِه َعُدّو الّلِه َوَعُدّوُكمْ{‪ ،‬ووصفوهم بالتشددين والتكفييي وض ّ‬
‫ـض‬
‫ـوء وبعـ‬
‫ـاء السـ‬
‫انتصاراتم على الاهدين وكتموا انتصارات الاهدين عليهم‪ ،‬وشارك ف هذا التشويه العلمي علمـ‬
‫العلماء الخرين الذين زّلت أقدامهم ف هذا المر‪.‬‬
‫فكيف ل تسعى أمريكا وعملؤها بتشويه الاهدين؟ وما بينها وبينهم إل الرصاص ونر الدماء من الطرفي‪ ،‬فهذا أمر غي ـ‬
‫مستغرب‪ ،‬وكيف ل يسعى النافقون عملء أمريكا بتشويه الاهدين‪ ،‬الذين أنكروا عليهم كفرهم‪ ،‬وتلعبهم بشرع ال‪ ،‬و‬
‫ـدة‬
‫ـدة‪ ،‬والقاعـ‬
‫تكيمهم الياسق العصري القواني الوضعية وموالتم لليهود والنصارى؟ فكيف ل يسعون ف تشويه القاعـ‬
‫أعلنت الرب عليهم حت يكون الدين كله ل‪ ،‬فهذا تقتضيه طبيعة الروب‪.‬‬
‫وعندما تنظر ف تعامل الكام الرتدين مع بعض الشايخ‪ ،‬فهيئوا لم الال والعمل ووسائل العلم‪ ،‬ف الوقت الذي ياربون‬
‫ـروءة‬
‫ـة والقـ‬
‫ـائل العلم الرئيـ‬
‫فيه الاهدين بالقتل والتعذيب‪ ،‬والسجن والبعاد‪ ،‬والطاردة والتشويه العلمي عب وسـ‬
‫والسموعة؛ حت يصّدوا الناس عن الاهدين فأيهما أقرب لدي النب ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬هل هو البتلى أم هو الاصل‬
‫على رضا الطواغيت؟ الواب عند أصحاب الفطرة السليمة‪.‬‬
‫ل وينصر الباطل يظنه حقا‪.‬‬
‫فكم من رجل أصبح ضحية من ضحايا إعلم النافقي‪ ،‬فأصبح يارب الق يظنه باط ً‬
‫فكم صوروا الاهدين بأنم مربون مزعزعون للمن والستقرار‪ ،‬فنقول بكل صراحة‪:‬ل نريد أمنا واستقرارا تــت ظــل‬
‫ـر‬
‫حكم الطواغيت‪ ،‬ل نريد أمنا وشريعة ال مهانة من قبل النافقي‪ ،‬وال لن ترى الدماء من طرف البلد إل طرفها الخـ‬
‫ـطي‪،‬‬
‫ـا ف ـ فلسـ‬
‫أهون‪ ,‬ول استقرار بكم القواني الوضعية الكافرة‪ ،‬ل نريد أمنا ول استقرارا على حساب حياة إخواننـ‬
‫والعراق‪ ،‬وأفغانستان وغيهم‪ ،‬ل نريد أمنا والطائرة تقلع من القواعد المريكية ف البلد العربية وتقتل السلمي ث تعــود‬
‫إل أماكنها وقواعدها براسة الطواغيت حكام العرب‪ ،‬ل نريد أمنا ول استقرارا وإخواننا ف البلد الخرى ُيقتلون بنفطنا‬
‫ـتقرار‬
‫ـالمن والسـ‬
‫ـادون بـ‬
‫السروق من قبل الطواغيت‪ ،‬اُلهدى للمريكان‪ ،‬والدمرات تر علينا لقتل إخواننا‪ ،‬فيا من تنـ‬
‫والقتصاد فحسب‪:‬هل تبينون لنا القصد الشرعي من وجودكم؟ هل تريدون أن تضحوا بدينكم وإخوانكم من أجل أمنكم‬
‫وسلمتكم؟ هل تنظرون إل مطلب آخر غي مطلب البطون والفروج؟‬
‫أما هّز مشاعركم احتلل المريكان لبلدكم‪ ،‬أما أّرق نومكم صرخات أخواتكم من سجون الحتلل‪ ،‬اللتــ ينــادين‬
‫ـر‬
‫ـدون وكفـ‬
‫بالوت؛ لنن قد اغُتصب‪ ،‬وما خب فاطمة العراقية عنكم ببعيد‪ ،‬أما أدركتم الشكلة الت لجلها جاهد الاهـ‬
‫الكافرون‪ ،‬إنا مشكلة تنحية الشريعة واستبدالا بالقواني الكفرية وموالة اليهود والنصارى‪ ،‬فهل ف ديننــا أن نضــحي‬
‫بضرورية الدين من أجل النفس والال؟ أم نضحي بالنفس والال من أجل ضرورية الدين؟‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـن س ـمّ‬
‫فيا أيها السلم‪ ،‬اتق ال واحذر من إعلم النافقي‪ ،‬وإذا سعته فاسعه ساع النتقد ول تصدق كل ما يقال‪ ،‬فكم مـ‬
‫ـرطة‬
‫ـب الشـ‬
‫ـم إعلم عـ‬
‫ـدون لـ‬
‫دسوه ف وسط العسل؟ لاذا تسمع لعلم النافقي ول تسمع لعلم الاهدين؟ فالاهـ‬
‫والسيديهات واللت والنترنت وبعض الاضرات‪ ،‬فاسع لم حت يتبّين الق‪ ،‬فالق أبلج والباطل للج‪.‬‬
‫فهذا الق ليـس به خفـاء *****فدعن من بنيات الطريق‬

‫‪ -22‬لن قادتم يذكروننا بقادة المة‪:‬‬

‫ق ف هذه المة‪ ،‬فإذا كان التاريخ سجل موقفا عظيما للمعتصــم‪،‬‬


‫أخي القارئ ل تستعجل ف انتقاد هذا العنوان‪ ،‬فالي با ٍ‬
‫جل مواقف عظيمة لقادة القاعدة؟ فقد كان العتصم عنده القوة والعتاد فنفذ أمره وأسرع بنصره‪ ،‬واهتز عدوه‬
‫فلماذا ل يس ّ‬
‫بسرعة‪ ،‬وأما قادة القاعدة فقد قاموا قومتهم للنتهاض بذه المة‪ ،‬لكن لضعف المكانيات‪ ،‬وشدة العدو‪ ،‬وكثرة النافقي‪،‬‬
‫وكثرة الخّذلي والرجفي تأخر النصر‪ ،‬وإل فلن ينسى التاريخ وقفتهم وإن نسيها الخالفون‪.‬‬
‫ـراق‪،‬‬
‫ـاد العـ‬
‫إن التاريخ لن يرحم أصحاب الفتاوى الخزية‪ ،‬ولن ياب من دعا لشرعية الطواغيت‪ ،‬وأفت بعدم شرعية جهـ‬
‫وسكت عن موالة اليهود والنصارى‪ ،‬التاريخ ل ينس وقفة العتصم مع امرأة‪ ،‬فهل تظن أنه ينسى وقفة شــيخ الاهــدين‬
‫ـى‬
‫الشيخ الاهد أسامة بن لدن حفظه ال‪ ،‬ف وجه أعتا قوة ف العال لسنوات عدة وهو يسيل دماءهم كل يوم؟ هل سينسـ‬
‫التاريخ دماء أصحابه البرار الشهداء ف ماربة الصليب والطواغيت؟ هل ينسى التاريخ قسم ابن لدن عندما قال‪]:‬أقسم‬
‫بال العظيم الذي رفع السماء بغي عمد‪ ،‬لن تلم أمريكا بالمن حت نعيشه واقعا ف فلسطي[؟ هل سينسى التاريخ موقف‬
‫أمي الستشهاديي أبو مصعب الزرقاوي ‪-‬تقبله ال‪ -‬عندما سع صرخة تلك الرأة العراقية الت اغتصبها المريكان بتعاون‬
‫ـن‬
‫ـش‪ ،‬ولـ‬
‫ـا عيـ‬
‫مع الرافضة قال ‪-‬رحه ال‪]:-‬لبيك يا أماه ولبيك يا أختاه‪ ،‬لبيك أيتها العفيفة الطاهرة‪ ،‬فوال لن يهنأ لنـ‬
‫يغمض لنا جفن‪ ،‬ولن يغمد لنا سيف حت نثأر لعرضكن وكرامتكن‪ ،‬ونعاهد ال يا كلب الروم بوش بأنه لن يقر لك قرار‪،‬‬
‫ولن يهنأ جيشك بلذيذ عيش وطيب مقام وفينا عرق ينبض وقلب يفق‪ ،‬فنحن قادمون بعون ال‪ ،‬فيا أسود التوحيد علــى‬
‫ـدوكم‪،‬‬
‫أرض الرافدين البيبة‪:‬عزمت عليكم إن وصلكم ندائي هذا أن ل يأت عليكم الليل إل وسيوفكم تقطر من دماء عـ‬
‫أعيدوها خضراء جذعة‪ ،‬قوموا قومة رجل واحد؛ فل خي ف عيش تنتهك فيه أعراضنا‪ ،‬وتداس فيه كرامة أخواتنا‪ ،‬ويكمنا‬
‫ل من علماء السلم‪ ،‬هــل‬
‫فيه عباد الصليب[؟ فلو أن هذه القوال الت تلتها الفعال من قادة الاهدين صدرت قوًل وفع ً‬
‫سيكون حال السلمي مثل حالم اليوم؟ الواب‪:‬ل‪.‬‬
‫ـراق‪،‬‬
‫ـام‪ ،‬والعـ‬
‫هل تصورت لو صدرت هذه القوال من علماء السلم قاطبة‪ ،‬من علماء الرمي‪ ،‬ومصر‪ ،‬واليمن‪ ،‬والشـ‬
‫وباكستان‪ ،‬والفغان وبلد الغرب وحرضوا السلمي على الهاد‪ ،‬هل سيكون حال السلمي مثل حالم اليوم؟ الواب‪:‬ل‪.‬‬
‫جَعْل َلُكْم ُفْرَقاًنا َوُيَكّفْر َعْنُكْم َسّيَئاِتُكْم َوَيْغِفْر َلُكــمْ َوالّلــُه ُذو‬
‫قال ال سبحانه وتعال‪َ}:‬يا َأّيَها اّلِذيَن آَمُنوا ِإْن َتّتُقوا الّلَه َي ْ‬
‫اْلَفضِْل اْلَعِظيِم{‪.‬‬

‫‪ -23‬لن تيلت أمرا فعظم تسكي بنهجهم‪:‬‬

‫ت من فراغ‪ ،‬وإنا بعد مناقشات طويلة مع الخــالفي‬


‫فهل لك أن تتخيل ذلك المر‪ ،‬أكرمن بقراءة هذا التخيل الذي ل يأ ِ‬
‫ـرب إلـ‬
‫ـم أقـ‬
‫لنهج القاعدة‪ ،‬فقد ناقشت عدة نقاشات‪ ،‬فمن الخالفي من يناقش بأدب واحترام ف غالب حديثه‪ ،‬ومنهـ‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫الطيش والسفه من اللم والناة وطالا آذان نقاشهم‪ ،‬وأحيانا ربا أفضل السجن ول أسع بعض عباراتم‪ ،‬فتولد عندي هذا‬
‫التخيل الذي عرضته على أصحاب الفطر السليمة فاستحسنوه‪:‬‬
‫ـة النفــرة مــن‬
‫فأقول‪]:‬تّيل أن أناقش بعض الخالفي ومعي إخوان رفاق الدرب؛ لن الخالف ومعه إخوانه على طريقـ‬
‫ـرائيل‪،‬‬
‫القاعدة‪ ،‬فتخيل أننا ف ملس كبي وف نفس اللس مندوبات من النساء العفيفات‪ ،‬اللت اغتصبهن المريكان وإسـ‬
‫وكذلك ف نفس اللس بعض السلمي الذين فقدوا أبناءهم وآباءهم وهدمت بيوتم‪ ،‬وف اللس مندوبون من المريكان‪،‬‬
‫ومندوبون من حكام العرب‪ ،‬وهناك أمة عظيمة تنتظر‪ ،‬إن أقول أنا وأصحاب‪:‬بأن الهاد فرض عيــ وتــدمي القواعــد‬
‫ـا‬
‫ـوالم لـ‬
‫المريكية ف كل مكان هدف مشروع لنا‪ ،‬والكام لبد من إزالتهم من الكم؛ لنم كتف المريكان ولول أمـ‬
‫استطاعت أمريكا مواصلة الرب‪ ،‬والمة لبد أن تفهم بذا الفهم‪ ،‬وخصمي هو وأصحابه يقولون‪:‬بأن الهاد ليس فــرض‬
‫عي‪ ،‬وأن القواعد المريكية ف البلد العربية والسلمية يرم العتداء عليها؛ لنم مستأمنون‪ ،‬وحكام العرب هم الكام‬
‫الشرعيون‪ ،‬والروج عليهم حرام‪ ،‬فبال عليك يا أخا اليان‪:‬من سيميل إل كلمنا‪ ،‬ومن سيميل إل كلمهــم‪ ،‬النســاء‬
‫العفيفات‪ ،‬والذين فقدوا أهلهم ومساكنهم هل سيقفون معنا أو معهم؟ وهل المريكان وحكام العرب سيفرحون بكلمنا أم‬
‫بكلمهم؟ وماذا لو فهمت المة بفهمنا؟ وماذا لو فهمت المة بفهمهم؟ إن المر واضح جلي‪ ،‬وإذا كنت ل تزال ف حية‬
‫ـبب‬
‫ـإنه سـ‬
‫ـاء؛ فـ‬
‫من أمرك وف غبش من معرفة الق‪ ،‬فأقول لك‪:‬دعك من تقديس بعض العلماء‪ ،‬ودعك من فكر الرجـ‬
‫الغشاوة الت على قلبك‪ ،‬وادع ال بالتوفيق وعليك بتقوى ال‪.‬‬
‫قال أبو العتاهية‪:‬‬
‫أما وال إن الظلم لـؤم ******ومازال السيء هو الظلوم‬
‫إل ديان يوم الدين نضي ******وعند ال تتمع الصـوم‬
‫ستعلم ف العاد إذا التقينا ******غدا عند الليك من الظلوم‬

‫ل لال المة فقلت‪:‬لو كان بعض الناس أحياء ماذا سيكون؟‪:‬‬


‫‪ -24‬لن نظرت متأم ً‬

‫ما دعان للوقوف مع القاعدة أن نظرت إل حال المة‪ ،‬فاستعرضت تسلط عباد الصليب علينا‪ ،‬وصولتهم وجولتهم مــع‬
‫ـيل‬
‫خدمهم العملء‪ ،‬واستعرضت مساجدنا الهدمة‪ ،‬ومصاحفنا المزقة‪ ،‬وبيوتنا الت على أنقاضها‪ ،‬ونساءنا الغتصبات‪ ،‬وسـ‬
‫الدماء الستمر من أبناء هذه المة‪ ،‬فقلت‪:‬لو كان الصحابة والتابعون أحياء ماذا سيصنعون؟ هل سيؤثرون حياة الذل على‬
‫الشهادة؟ أل يكتب خالد إل الفرس‪]:‬إن معي جنودا يبون القتل كما تب فارس المر[ انظر تفة العلماء بتهذيب ســي‬
‫أعلم النبلء )ص ‪ ،(640‬أل يمع كثي من علماء المة بي العلم والهاد؟ قال ممد بن أب حات‪]:‬رأيت ممد بن إساعيل‬
‫ـديث‪،‬‬
‫البخاري استلقى على قفاه يوما‪ ،‬ونن بفربر ف تصنيفه كتاب التفسي‪ ،‬وأتعب نفسه ذلك اليوم ف كثرة إخراج الـ‬
‫ت شيئا بغي علم قط منذ عقلت‪ ،‬فما الفائدة ف الستلقاء؟ قال‪:‬أتعبنا أنفسنا اليوم وهذا‬
‫فقلت له‪:‬إن أراك تقول‪:‬إن ما أثب ّ‬
‫ثغر من الثغور خشيت أن يدث حدث من أمر العدو فأحببت أن أستريح‪ ،‬وآخذ أهبًة‪ ،‬فإن غافصنا العدو كان بنا حراك‪.‬‬
‫قال‪:‬وكان يركب إل الرمي كثيا‪ ،‬فما أعلمن رأيته ف طول ما صحبته أخطأ سهمه الدف إل مرتي‪ ،‬فكان يصيب الدف‬
‫ف كل ذلك وكان ل ُيسبق[ انظر تفة العلماء بتهذيب سي أعلم النبلء )ص ‪.(639‬‬
‫ـوم‬
‫ـان اليـ‬
‫ض عن حكام زمانه‪ ،‬وكان يرى المر ل يستطيع أن يتكلم فيه فيبول دما‪ ،‬ماذا لو كـ‬
‫سفيان الثوري الذي ل ير َ‬
‫با ف سبيل ال‪.‬‬
‫حيا؟ والعال يونس بن عبيد عندما حضرته النية بكى‪ ،‬فقيل له‪:‬ما يبكيك؟ فقال‪:‬لن قدماي ل تغ ّ‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـتراك‬
‫هل تتوقع أخي الب لو كان واحدا منهم حّيا‪ ،‬هل سيفت بالعتراف بكومة "علوي" الرتدة؟ أم سيفت بواز الشـ‬
‫مع الشرطة العراقية الشاركة مع اليش المريكي ف متابعة الاهدين وقتالم؟‪.‬‬
‫فندائي للدعاة الذين يرون شرعية حكام اليوم‪ ،‬نقول لم‪:‬أين القتداء بعلماء السلف النكرين على حكــامهم؟ فل ينــع‬
‫اعترافكم بم إنكاركم عليهم مساندة المريكان وإسرائيل‪ ،‬وقول كلمة الق‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫جزى ال الشدائد كل خي *****وإن َجّرْعَنن غصصي بريقي‬
‫ت با عدّوي من صديقي‬
‫وما شكري لا إّل لن *****عرف ُ‬

‫‪ -25‬لن ل أحب أن أرى العال السلمي ف هذه الالة بدون القاعدة‪:‬‬

‫ـان‬
‫ـد حنـ‬
‫إن الناظر ف حال السلمي اليوم يزداد حزنه ويشتد أله ويؤرق نومه‪ ،‬فكم من طفل عاش يتيما‪ ،‬أتعبه اليتم وفقـ‬
‫الب؟ وكم من أرملة فقدت زوجها‪ ،‬وعانت العسر بعد اليسر؟‪.‬‬
‫فيا أخا اليان‪ ،‬كيف حالك وأنت تنظر إل بلٍد بكاملها متلة من اليهود والنصارى‪ ،‬وبلد أخرى تت قبضة الطواغيت؟‬
‫لشك أنك ستحب من كان لم ماهدا‪ ،‬ولطريقهم مالفا‪ ،‬ولدمائهم سافكا‪ ،‬ولباطيلهم كاشفا‪.‬‬
‫لشك أنك ستحب من كان غصًة ف حلوقهم‪ ،‬وكابوسا يؤرق نومهم‪ ،‬وليشهم مدمرا ولمنهم مزعزعا‪.‬‬
‫ـل‬
‫ـل ‪-‬بفضـ‬
‫لشك أنك ستحب من أبكاهم كما أبكوا السلمي‪ ،‬ويتم أطفالم كما يتموا أطفالنا‪ ،‬وأوقف تقدمهم‪ ،‬وأفشـ‬
‫ال‪ -‬مططاتم‪ ،‬أليس هذا من عمل الاهدين؟ وف مقدمتهم القاعدة؟ فهل تب أن يكون العال السلمي برحه العظيم يئن‬
‫صباحا مساًء بدون القاعدة؟‬
‫هل تب أن يكون العال بدون الاهد الشيخ‪ /‬أسامة بن لدن حفظه ال؟ ماذا يغن عنا كثرة الخّذلي والخالفي؟ هل غاروا‬
‫للحرمات والارم؟ ليتهم كما قيل‪:‬‬
‫فليتهـُم إذ لـم يـذودوا حيـة *****عن الدين ظنوا غية للمحارم‬
‫وإن زهدوا ف الجر إذ حي الوغى *****فهـل أتوه رغبة ف الغانـم‬
‫أل تب أيها السلم كثرة الاهدين الذين لول أن سخرهم ال‪ ،‬لرأيت اليهود والنصارى يتلون كل مدن و أرياف السلم؟‬
‫فقد تقول‪:‬نعم أحب كثرتم لكن بدون القاعدة!!! نقول‪:‬دع عنك هذا الوى‪ ،‬فالمر أن ينبن على أدلة‪ ،‬وليس عن أمزجة‬
‫وأفكار باطلة‪ ،‬ولو نظرنا إل حقيقة بعض الدعوات‪ ،‬دعوات الغلو الت أشد ما تارب الاهدين‪ ،‬لرأينا أنم يهونون من أمر‬
‫الهاد‪ ،‬فهم ينون على شعية الهاد‪ ،‬وليس على القاعدة فحسب‪.‬‬
‫ـوب‬
‫ـرون عيـ‬
‫وأكب دليل على انرافهم أنم قلما يطبون حول الهاد‪ ،‬ول يرضون المة عليه‪ ،‬ويقللون من شأنه‪ ،‬وينشـ‬
‫الاهدين‪ ،‬ويكتمون ماسنهم‪.‬‬
‫ـر‬
‫ـه وناصـ‬
‫أرفقوا بأنفسكم وأنقذوها‪ ،‬فإن حربكم على الاهدين إنا هي حسناتكم تدونا لم‪ ،‬واعلموا أن ال حافظ دينـ‬
‫أولياءه وميسر الهاد‪ ،‬وأهل الق ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم حت يأت أمر ال‪.‬‬
‫وأنا أسألكم‪:‬إذا كان الاهدون خوارج وأهل انراف!! فأين رايتكم وجهادكم ف بلد السلمي؟‬
‫لن تستطيعوا أن تبونا بأن لكم راية يا أهل الغلو ف أي بلدة من البلد‪ ،‬لاذا ل تكون لكم جاعة تاهد وأنتم تزعمــون‬
‫أنكم على الق؟ والرسول ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬أخب بأن الهاد مستمر‪ ،‬فيلزمكم أحد أمرين‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫أ‪ -‬إما أن تقولوا ليس هناك جهاد على وجه الرض فخالفتم النص‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإما أن تقولوا نعم هناك جهاد‪ ،‬فنقول‪:‬ف أي مكان؟ وإذا حددوا الكان‪ ،‬نقول‪:‬أين وجودكم فيه؟ فلن يستطيعوا أن‬
‫يددوا لم مكانا‪ ،‬أعرفت بعد ذلك خطأهم وجرأتم على الاهدين؟!!‪.‬‬

‫‪ -26‬لن وجدت سعادة ف هذا الطريق أكثر من غيه‪:‬‬

‫إن من يسلك طريق الستقامة على دين ال سيجد السعادة‪ ،‬وهذه السعادة تتفاوت بقدر تسك الرء بدينه‪ ،‬وبقدر قربه من‬
‫الق‪،‬‬
‫فوجدت سعادًة عظيمًة ف طريقهم؛ لن وجدت إخوة ف ال يعرفون معن اُلخّوة‪ ،‬ومن سعادة الرء ف الدنيا ثلث كمــا‬
‫قال ابن النكدر‪]:‬ما بقي من لذات الدنيا إل ثلث‪:‬قيام الليل‪ ،‬ولقاء الخوان‪ ،‬والصلة ف الماعة[ إحياء علوم الــدين )‬
‫‪.(1/358‬‬
‫وإن أقول لبعض الماعات‪:‬أنا ل تتمتع بسعادة الخّوة ف ال كما ينبغي‪ ،‬ول يعلم ذلك إل من سلك الطريقي‪ ،‬أما مــن‬
‫سلك طريقا واحدا وجهل الطريق الخر فلن يعلم ذلك‪.‬‬
‫كيف ل أجد سعادة‪ ،‬ومن يسلك هذا الطريق فقد سلك طريق الهاد‪ ،‬سواًء جهاد اليهود والنصارى أو الرتدين‪ ،‬والهاد‬
‫ـواب‬
‫ـن أبـ‬
‫يشرح الصدر‪ ،‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪":-‬عليكم بالهاد ف سبيل ال تبارك وتعال‪ ،‬فإنه باب مـ‬
‫النة يذهب ال به الم والغم" رواه أحد واللفظ له ورواته ثقات‪ ،‬ورواه الطبان ف الكبي‪ ،‬والاكم وصحح إسناده‪ ،‬وقال‬
‫الشيخ اللبان‪):‬صحيح لغيه(‪.‬‬
‫ي من الناس من حيث ل يشعرون؟‪.‬‬
‫وكيف ل أجد سعادًة وأنا ُأحيـي عقيدة الولء والباء‪ ،‬الت أماتا كث ٌ‬
‫ضت مضاجع المريكان وأعوانم؟‪.‬‬
‫وكيف ل أجد سعادة وأنا أنتمي إل جاعة أق ّ‬
‫خّلُفوا َعنْ‬
‫ب َأْن َيَت َ‬
‫وكيف ل أجد سعادة وأنا ف عمل يغيظ الكفار؟ قال تعال‪َ }:‬ما َكاَن ِلَأْهِل اْلَمِديَنِة َوَمْن َحْوَلُهْم ِمَن اْلَأْعَرا ِ‬
‫صٌة ِفي َسِبيِل الّلهِ َوَلا َيَطُئوَن َمْوِطًئا‬
‫خَم َ‬
‫ب َوَلا َم ْ‬
‫ص ٌ‬
‫صيُبُهْم َظَمٌأ َوَلا َن َ‬
‫ك ِبَأّنُهْم َلا ُي ِ‬
‫سِه َذِل َ‬
‫سِهْم َعْن َنْف ِ‬
‫َرُسوِل الّلِه َوَلا َيْرَغُبوا ِبَأْنُف ِ‬
‫ي{‪.‬‬
‫سِن َ‬
‫حِ‬‫ضيُع َأْجَر اْلُم ْ‬
‫ح ِإّن الّلهَ َلا ُي ِ‬
‫صاِل ٌ‬
‫ب َلُهْم ِبِه َعَمٌل َ‬
‫ظ اْلُكّفاَر َوَلا َيَناُلوَن ِمْن َعُدّو َنْيًلا ِإّلا ُكِت َ‬
‫َيِغي ُ‬
‫وكيف ل أجد سعادة ف جاعة رضيت عنها وعن غيها من الاهدين السلمات ف سجون العداء‪ ،‬وساخطات على غيهم‬
‫من الخّذلي والخالفي؟‪.‬‬
‫وكيف ل أجد سعادة وأنا أستشعر أن أخاطر بنفسي وأمن ف أمر الهاد‪ ،‬وقياما با أمر ال به؟ قال ال سبحانه وتعــال‪:‬‬
‫ضــّل‬
‫ص الّلَه َوَرُسوَلُه َفَقْد َ‬
‫خَيَرُة ِمْن َأْمِرِهْم َوَمْن َيْع ِ‬
‫ضى الّلُه َوَرُسوُلُه َأْمًرا َأْن َيُكوَن َلُهُم اْل ِ‬
‫}َوَما َكاَن ِلُمْؤِمٍن َوَلا ُمْؤِمَنٍة ِإَذا َق َ‬
‫ضَلاًلا ُمِبيًنا{‪.‬‬
‫َ‬
‫ـف‪،‬‬
‫ليس معن السعادة الركب الفاِره‪ ،‬والسكن الميل‪ ،‬والعيش الرغيد‪ ،‬وأنت تت الذل وترضى بالضيم‪ ،‬وتسام بالسـ‬
‫ـال‬
‫إن السعادة كلمات عز‪ ،‬وعمل مد‪ ،‬وراية منصوبة‪ ،‬وهامة مرفوعة‪ ،‬إن السعادة موت بالسيف ول حياة مع السوط‪ ،‬قـ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫أنا مبدأي أن الـوان لغينـا *****والعّز ل ولمـت وبـلدي‬
‫ل أستسيغ الذّل أو أرُد الردى *****فالوت ف زمن الوان مرادي‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪ -27‬للترغيب والترهيب لترك هذا الطريق‪:‬‬

‫عندما سلكت طريق قاعدة الهاد وجدت عقبات ف هذا الطريق منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الترغيب‪:‬‬
‫فقد ُرّغبت بتركه‪ ،‬وقيل ل‪:‬أنت لك احترام‪ ،‬ولك دعوة‪ ،‬فلماذا تشوه نفسك بطريق هؤلء؟ ومن ضمن الترغيب‪:‬عــرض‬
‫الموال بصورة غي مباشرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الترهيب‪:‬‬
‫ترهيب بأن الناس الذين يعرفونن سيحذرون من‪ ،‬ويقتونن‪ ،‬وسيغلقون مساجدهم وبلدهم دون‪.‬‬
‫وأيضا التهديد بالسجن وبالقتل وبضياع بعض مصادر الرزق‪ ،‬وكذلك ابُتليت بأن أجلس فترة أشهر ل أتصل‪ ،‬ول ألتقي‪،‬‬
‫ول أعمل مع إخوان ف القاعدة‪.‬‬
‫ـا‬
‫س َأْن ُيْتَرُكوا َأْن َيُقوُلوا آَمّنـ‬
‫ب الّنا ُ‬
‫س َ‬
‫فصاحب الق لبد أن يتعرض للبتلء‪ ،‬لسيما ف زمن غلبة العداء‪ ،‬قال تعال‪َ}:‬أَح ِ‬
‫ي{‪.‬‬
‫صَدُقوا َوَلَيْعَلَمّن اْلَكاِذِب َ‬
‫َوُهْم َلا ُيْفَتُنوَن * َوَلَقْد َفَتّنا اّلِذيَن ِمْن َقْبِلِهْم َفَلَيْعَلَمّن الّلُه اّلِذيَن َ‬

‫‪ -28‬لنم أبعد الناس عن النعرات‪:‬‬

‫القاعدة بفضل ال أبعد الناس عن النعرات‪ ،‬ودليل ذلك أن القاعدة ‪-‬وهم عرب‪ -‬بايعوا الل ممد عمر ‪-‬حفظه ال‪ -‬وهو‬
‫أعجمي‪ ،‬وقد رأيت ذلك على مستوى الشباب ف بلدنا‪ ،‬فعندما تركوا بعض الماعات وانضموا للمجاهدين أصبح حالم‬
‫من حيث تركهم للنعرات أفضل ما كانوا عليه ف السابق‪.‬‬
‫ـدوى بيــ بعــض‬
‫نن ف اليمن من يعايشنا يد رائحة العصبية الاهلية بي أبناء الشمال والنوب‪ ،‬حت سرت تلك العـ‬
‫التديني‪ ،‬لكن الخوة ف القاعدة يشكلون حالة أفضل‪ ،‬فإن ل أزعم أنم خلوا من هذه النعرات‪ ،‬فهي توجد ف بعضــهم‬
‫بضعف وُتنكر بشدة ف أوساطهم‪.‬‬
‫ـا‪-‬‬
‫واللص والتصفية من أمر النعرات أمر مهم‪ ،‬فقد روى البخاري ف صحيحه عن جابر بن عبد ال ‪-‬رضي الـ عنهمـ‬
‫ـار‪.‬‬
‫ـا للنصـ‬
‫ل من النصار‪ ،‬فقال النصاري‪:‬يـ‬
‫ش‪ ،‬فكسع رجل من الهاجرين رج ً‬
‫قال‪:‬كنا ف غزاة‪ ،‬قال سفيان‪:‬مرًة ف جي ٍ‬
‫وقال الهاجري‪:‬يا للمهاجرين‪ .‬فسمع ذلك رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬فقال‪":‬ما بال دعوى الاهلية" قــالوا‪:‬يــا‬
‫ل من النصار‪ .‬فقال‪":‬دعوها فإنا منتنة"‪.‬‬
‫رسول ال كسع رجل من الهاجرين رج ً‬
‫ـل‬
‫ـبة ويقاتـ‬
‫ـب للعصـ‬
‫وروى مسلم ف صحيحه عن أب هريرة ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬وفيه‪...":‬ومن ُقتل تت راية عمية‪ ،‬يغضـ‬
‫للعصبة فليس من أمت"‪.‬‬

‫‪ -29‬لسياستهم الربية‪:‬‬

‫فالاهدون عامة‪ ،‬والقاعدة خاصة ‪-‬بعون ال‪ -‬ل يديرون حربم ضد الصليب وأعوانه عشوائية‪ ،‬بل بسياسة حربية‪ ،‬بــل‬
‫أرادوا من هذه الرب عدة أهداف‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪ -1‬إسقاط جزء هام من هيبة أمريكا‪ ،‬وبث الثقة ف نفوس السلمي من خلل‪:‬‬
‫أ( كشف الالة العلمية الكاذبة بأنا قوة ل تقهر‪.‬‬
‫ب( جعل أمريكا تستبدل حربا على السلم‪ ،‬من نظام الرب بالوكالة إل أن تارب بنفسها‪.‬‬
‫‪ -2‬تعويض السائر البشرية الت منيت با حركة التجديد ف الثلثي عاما الاضية‪ ،‬عن طريق مد بشري متوقع يأت لسببي‪:‬‬
‫أ( النبهار من العمليات الت سيتم القيام با ف مواجهة أمريكا‪.‬‬
‫ب( الغضب من التدخل المريكي السافر والباشر ف العال السلمي‪) ،‬انظر كتاب‪:‬إدارة التوحش‪ /‬ص ‪.(10‬‬
‫ومن سياستهم الربية‪:‬أن الرب الن مع المريكان تسي على حسب إستراتيجيتهم ل على حسب إستراتيجية أمريكــا‪،‬‬
‫ومن ل يكن مصدقا لذلك فلينظر ف إستراتيجية القاعدة‪ ،‬وينظر‪:‬هل هم يسيون عليها أم ل؟‬
‫ومن سياستهم النكة‪:‬أنم يتخذون ثلث طرق مع الكام الرتدين‪:‬‬
‫أ( شوكة النكاية‪:‬وهي توجيه ضربات متفرقة للعدو حت يضعف‪.‬‬
‫ب( إدارة التوحش‪:‬مرحلة ما بي شوكة النكاية ومرحلة التمكي‪.‬‬
‫ج( التمكي‪:‬أي إقامة الدولة السلمية وبسط سيطرتا‪.‬‬
‫فيا من يصف الاهدين بالعشوائية‪ ،‬هل تّعنت ف طريقهم وإستراتيجيتهم؟‬
‫ومن سياستهم الربية‪:‬بقاؤهم إل الن وهم يواجهون ‪-‬بعون ال‪ -‬أقوى قوة ف العال‪ ،‬بل كل يوم يزدادون قوة عب العال‪.‬‬
‫ـم‬
‫القاعدة ‪-‬بإذن ال‪ -‬من طلئع المة‪ ،‬قادمة لعلء كلمة ال ف الرض‪ ،‬وليكون الدين كله ل‪ ،‬ولخراج العباد من ظلـ‬
‫اليهود والنصارى والطواغيت إل عدل السلم‪.‬‬

‫‪ -30‬لنم يرهبون أعداء ال‪:‬‬

‫ما حباهم ال به هم وغيهم من الاهدين‪:‬أنم يرهبون أعداء ال‪ ،‬وهذه المة ليست كلها ترهب أعداء ال‪ ،‬ولكن الــذي‬
‫ـاطِ‬
‫يرهب أعداء ال هو الذي امتثل المر الربان بالعداد والهاد‪ ،‬قال تعال‪َ}:‬وَأِعّدوا َلُهْم َما اْسَتَطْعُتْم ِمْن ُقّوٍة َوِم ـْن ِرَبـ‬
‫اْلخَْيِل ُتْرِهُبوَن ِبِه َعُدّو الّلِه َوَعُدّوُكْم َوآَخِريَن ِمْن ُدوِنِهْم َلا َتْعَلُموَنُهُم الّلُه َيْعَلُمُهْم َوَما ُتْنِفُقوا ِمْن َشْيٍء ِفي َسِبيِل الّلِه ُي ـَو ّ‬
‫ف‬
‫ِإَلْيكُْم َوَأْنُتْم َلا ُتْظَلُموَن{‪ ،‬فمن ترك المتثال للمر الربان بالعداد والهاد‪ ،‬فليس له نصيب ف كونه يرهب أعداء ال‪.‬‬
‫وإرهابك لعداء ال عبادة تتقرب با إل ال‪ ،‬قال ابن كثي ‪-‬رحه ال‪]:-‬وقوله‪ُ}:‬تْرِهُبوَن{ أي‪:‬توفون }ِبـِه َعـدُّو الّلـِه‬
‫َوَعُدّوُكْم{ أي‪:‬من الكفار[ تفسي ابن كثي )‪.(4/82‬‬
‫إن من ترك العداد والهاد‪ ،‬وتأصيل عقيدة الولء والباء‪ ،‬ودعا إل مؤترات مكافحة الرهاب‪ ،‬وإل الوار مع اليهــود‬
‫والنصارى وغيهم فهو عند النافقي من أصحاب الوسطية الزعومة‪.‬‬
‫أما من حقق مراد ال با يستطيع‪ ،‬من إرهاب العدو فهو عندهم إرهاب متشدد من أصحاب الغلو‪.‬‬
‫فنقول‪:‬الرهاب مشروع لعداء ال بنص الية السابقة‪ ،‬فهنيئا لكم أيها الاهدون إرهابكم لعداء ال‪ ،‬فكم مــن خطــة‬
‫أحجموا عنها؛ بسبب إرهابكم لم‪ ،‬ولول أن ال سخركم لزاد إجرام المريكان وأعوانم‪ ،‬وانتهاكهم لعراض الســلمي‬
‫وأموالم‪.‬‬
‫إن إرهابم قربة إل ال‪ ،‬فكيف ل نب من يرهب أعداء ال؟ وكيف ل نسلك طريق من أوصل الذعر لم فأرهبهم كمــا‬
‫أرهبوا السلمي؟ واستمع إل أمي "دولة العراق السلمية" الشيخ أب عمر القرشي البغدادي‪ ،‬وهو ياطب جنوده خطابــا‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـروا‬
‫ـهم‪ ،‬دمـ‬
‫ـدوا جيشـ‬
‫يرهب به أعداء ال قال‪]:‬فجروا بركان الغضب‪ ،‬أحرقوا الرض تت أقدام اليهود وأعوانم‪ ،‬أبيـ‬
‫آلياتم‪ ،‬أسقطوا طائراتم‪ ،‬واقعدوا لم كل مرصد‪ ،‬اكمنوا لم ف البيوت والودية والنعطفات‪ ،‬اتذوا الليل ستارا‪ ،‬وحولوا‬
‫صبحهم نارا‪ ،‬اشووا لومهم بالفخخات‪ ،‬وقطعوا أوصالم بالعبوات‪ ،‬اخلعوا قلوبم هلعا بالقناصات[ أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫كم ونن نب أن نسمع هذه الطابات من مئات ومن آلف من رجاٍل يكونون قادة لذه المة‪.‬‬
‫أعرفتم أنه بسبب تركنا للجهاد حصل الذل والوان‪.‬‬
‫واعلموا أن إرهابم هو لكل من عادى السلم‪ ،‬فل ُيشترط ف عدو السلم أن يكون صاحب العيون الزرقاء‪ ،‬والبشــرة‬
‫الصفراء!! فالقاعدة ترهب أعداء ال من اليهود والنصارى والرتدين وغيهم‪ ،‬ومن يسمع إعلمهم ويرى تركاتم علم أن‬
‫ال قذف رعبا ف قلوبم من القاعدة الت تارب أعداء ال‪ ،‬سواًء كان كافرا غربيا أو مرتدا عربيا‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي ‪-‬رحه ال‪]:-‬لقد ول الزمان الذي تقبل فيه المة أن ترتضع الذل والوان‪ ،‬وأن ُيســرق‬
‫ـاولت‬
‫ـاولت وطـ‬
‫ـس‪ ،‬وصـ‬
‫فجرها الواعد على أيدي النافقي من أبناء جلدتنا‪ ،‬ف القرن الاضي بذلت المة الغال والنفيـ‬
‫وجاهدت الكافر التل‪ ،‬وف غفلة عن عي الرقيب‪ ،‬وبسذاجة ل ُتحسد عليها‪ ،‬أذنت للمنافقي الوصوليي أن يستلموا دفة‬
‫الكم‪ ،‬وأن يتبوءوا مكان القيادة‪ ،‬ففعلوا بأهل السلم ما عجز الجنب الكافر أن يفعل عشر معشاره‪ ،‬هذه التجربة الريرة‬
‫حاضرٌة ف أذهاننا‪ ،‬ماثلٌة أمام أعيننا‪ ،‬ولن نسمح بتكرارها بإذن ال‪.‬‬
‫لقد أحيا أبناؤكم البرة ‪-‬بمد ال‪ -‬فقه سلفنا الصال ف قتال طوائف الردة‪ ،‬وإنفاذ حكم ال ف الرتدين والمتنعي عــن‬
‫شرائع ال‪ ،‬وسيظل جهادنا موصوًل‪ ،‬ل يفرق بي كافر غرب أو مرتد عرب‪ ،‬حت تعود اللفة إل الرض‪ ،‬أو نــوت دون‬
‫ذلك[ أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫ـأن‬
‫ـون بـ‬
‫فهل تب أن تسمع هذا الكلم نو هؤلء العداء من المريكان والرتدين؟ أو تب أن تسمع كلم الذين يقولـ‬
‫هؤلء الكام الطواغيت ليسوا كفارا‪ ،‬بل ولة أمورنا!! أي الكلمي الذي يرهب أعداء ال؟‬
‫وما ينبغي الشارة إليه أن الؤترات الت تسمى "مكافحة الرهاب" ويضرها بعض الشايخ‪ ،‬ل يوز حضورها ولـو كـان‬
‫قصد بعض الشايخ حسنا؛ لنه إذا اتفق السلم والكافر على لفظ‪ ،‬والسلم يقصد به قصدا حسنا والكافر يقصد به قصدا‬
‫ـال‬
‫سيئا ل ينبغي موافقتهم‪ ،‬ويب العدول عن هذا اللفظ إل لفظ آخر ل مدخل لم من خلله‪ ،‬ودل على ذلك أن ال تعـ‬
‫ـبحانه‬
‫نى الؤمني أن يقولوا‪َ}:‬راِعَنا{؛ لجل عدم موافقة اليهود‪ ،‬لنم يستخدمونا ويقصدون با "الرعونة"‪ ،‬قال ال ـ سـ‬
‫ب َأِليٌم{‪.‬‬
‫وتعال‪َ}:‬يا َأّيَها اّلِذيَن آَمُنوا َلا َتُقوُلوا َراِعَنا َوُقوُلوا اْنُظْرَنا َواْسَمُعوا َوِلْلَكاِفِريَن َعَذا ٌ‬
‫ن آخر‪ ،‬لكن اتفقوا ف اللفظ فعلى هذا‬
‫فمصطلح الرهاب يقصد به المريكان والنافقون الهاد‪ ،‬وبعض الشايخ يقصد مع ً‬
‫ل يوز حضور هذه الؤترات الت تسمى مكافحة "الرهاب"‪.‬‬
‫ت من فراغ‪ ،‬بــل لــا‬
‫وما أحيطك به علما‪:‬أن هذا الصطلح الذي أتى به المريكان وعملؤهم يريدون به السلم‪ ،‬ل يأ ِ‬
‫ل من الاهدين‪ ،‬صاحوا خوفا من أبناء السلم عب وسائل إعلمهــم‪ ،‬فهنيئا لكــم أيهــا‬
‫أحسوا بالرهاب ف قلوبم فع ً‬
‫الاهدون هذه العبادة العظيمة‪.‬‬
‫ب إل من قوم ل يرهبون أعداء ال‪.‬‬
‫فكون من قوم يرهبون أعداء ال‪ ،‬أح ّ‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪ -31‬لكون منهج الاهدين موعود بالداية‪:‬‬

‫ـر‪:‬‬
‫سِني{]العنكبوت‪ ،[69:‬قال ابن جريـ‬
‫حِ‬‫يقول ال سبحانه وتعال‪َ}:‬واّلِذيَن َجاَهُدوا ِفيَنا َلَنْهِدَيّنُهْم ُسُبَلَنا َوِإّن الّلَه لََمَع اْلُم ْ‬
‫]يقول تعال ذكره‪:‬والذين قاتلوا هؤلء الفترين على ال كذبا من كفار قريش‪ ،‬الكّذبي بالّق لا جاءهم فينا‪ُ ،‬مبتغي بقتالم‬
‫علّو كلمتنا‪ ،‬وُنصرة ديننا}َلَنْهِدَيّنُهْم ُسُبَلنا{‪ ،‬يقول‪:‬لنوفقّنهم لصابة الطريق الستقيمة‪ ،‬وذلك إصابة دين ال الــذي هــو‬
‫ي{ يقول‪:‬وإن ال لع من أحسن من خلقه‪،‬‬
‫سِن َ‬
‫حِ‬‫ل َلَمَع اُل ْ‬
‫السلم الذي بعث ال به ممدا ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪َ} -‬وإّن ا َ‬
‫صّدقا رسوله فيما جاء به من عند ال بالعون له‪ ،‬والنصرة على من جاهد من أعدائه‪.‬‬
‫فجاهد فيه أهل الشرك‪ُ ،‬م َ‬
‫حدثن يونس‪ ،‬قال‪:‬أخبنا ابن وهب‪ ،‬قال‪:‬قال ابن زيد ف قوله‪َ }:‬واّلِذيَن جاَهُدوا ِفينا{ فقلت له‪:‬قاتلوا فينا‪ ،‬قال‪:‬نعم[ تفسي‬
‫الطبي ‪.20/63‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪-‬رحه ال‪]:-‬ذكر جّل وعل ف هذه الية الكرية أن الذين جاهدوا فيه‪ ،‬أنه يهديهم إلــ ســبل اليــ‬
‫والرشاد‪ ،‬وأقسم على ذلك بدليل )اللم( ف قوله‪َ}:‬لَنْهِدَيّنُهْم{[ أضواء البيان )‪.(6/163‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية‪}:‬ولذا كان الهاد موجبا للهداية الت هي ميطة بأبواب العلم‪ ،‬كما دل عليه قــوله تعــال‪:‬‬
‫}َواّلِذيَن َجاَهُدوا ِفيَنا َلَنْهِدَيّنُهْم ُسُبَلَنا{]العنكبوت‪ ،[69:‬فجعل لن جاهد فيه هداية جيع سبله تعال؛ ولذا قال المامــان‬
‫عبد ال بن البارك وأحد بن حنبل وغيها‪:‬إذا اختلف الناس ف شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر فإن الق معهم[ مموع‬
‫الفتاوى )‪.(442 /28‬‬
‫وكما هو معلوم أن مفهوم الهاد أوسع من مفهوم القتال‪ ،‬والاهدون اليوم ‪-‬بفضل ال‪ -‬ل يقتصروا على القتال فحسب‪،‬‬
‫بل جاهدوا بألسنتهم وأموالم وأنفسهم‪ ،‬فهم يسيون بعلم وجهاد؛ لن الشخص إذا سار بعلم فقط فسيبقى ضعيفا‪ ،‬وإذا‬
‫سار بالقوة والسلح فقط فسوف يضل ف استخدامه للبأس‪.‬‬
‫وبفضل ال ‪-‬عز وجل‪ -‬جع الاهدون بي العلم بأمور الهاد وبي القتال‪ ،‬ونراهم موفقي ف إستراتيجيتهم ومعرفة قدرة‬
‫العدو وقدرتم‪.‬‬
‫فإذا كان الاهدون ف أفغانستان‪ ،‬والعراق‪ ،‬والزيرة‪ ،‬والصومال‪ ،‬وفلسطي وبلد الغرب السلمي ليسوا أهل هداية فمن‬
‫هم أهل الداية؟‬
‫إن ال هدى الاهدين لفهٍم ل يهِد إليه كثيا من غيهم‪ ،‬ودليل ذلك عدة أمور منها‪:‬‬
‫‪ -1‬إصرارهم على ضرورة استمرار الهاد‪ ،‬بينما كثي من الخرين يقول‪:‬إن المة ليست مستعدة لذلك !!‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفتهم وجهادهم للعدو الارجي والعدو الداخلي‪ ،‬بينما كثي من الخرين ل يعرفوا العدو الداخلي‪.‬‬
‫‪ -3‬تييزهم للفرق بي العلماء الربانيي‪ ،‬وعلماء السلطان‪.‬‬
‫‪ -4‬تييزهم للفرق بي تقدير العلماء وتقديسهم‪.‬‬
‫والعقل الصحيح يوافقهم‪ ،‬والتاريخ يشهد لن ساروا على طريقهم‪ ،‬والفطرة تستدعي السي على ما هم عليه‪ ،‬والغية تؤنب‬
‫صاحبها حت يلتحق بم‪ ،‬ولنضرب مثاًل واقعيا من حال الاهدين العاصرين‪ ،‬حت يتبي لك أنم ُهدوا للصواب‪.‬‬
‫ـل‬
‫ـرب أهـ‬
‫قال صاحب كتاب )إدارة التوحش( ص ‪]:9-8‬والهم من ذلك أن من نعم ال على من يوض العركة أنه أقـ‬
‫ل تدث الشهيد ‪ -‬نسبه كذلك ‪ -‬سيد قطب ‪-‬رحه ال‪ -‬عــن ســقوط التــاد‬
‫العلم والفراسة ف تسب ذلك‪ ،‬فمث ً‬
‫السوفيت‪ ،‬وبّين من السنن الت ستؤدي إل ذلك الكثي‪ ،‬لكنه ما كان يستطيع أن يدد زمنا ُمتوقعا أو بيانات مددة‪ ،‬فــ‬
‫ل تنبأ فيه بسقوط هذه الدولــة‬
‫حي أن للشيخ عبد ال عزام الذي استشهد ‪-‬رحه ال‪ -‬قبل سقوط التاد السوفيت‪ ،‬تلي ً‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫العظمى وتشرذم جهورياتا ونشوء حركات إسلمية ماهدة ف بعض جهورياتا‪ ،‬الغرب من هذا أن تليله كان مبنيا على‬
‫أرقام‪ ،‬حيث جاء فيه عدد قوات اليش الروسي صاحب أكب ترسانة سلح ف العال‪ ،‬وجيش أكب من اليش المريكي من‬
‫حيث العدد‪ ،‬وأشرس وأقدر على احتمال جو العارك وخسائرها البشرية‪ ،‬والغرب من ذلك أيضا أنه ل يكن مبنيا علــى‬
‫ـن‬
‫ـد مـ‬
‫انسحاب الروس من أفغانستان‪ ،‬وإن كان يأمل ذلك‪ ،‬وإنا مبن على أن ضغط الاهدين سيدفع الروس لضخ مزيـ‬
‫أعداد الند داخل أفغانستان‪ ،‬ما يقلل الحتياطي ف اليش السوفيت‪ ،‬وأن هذا الضغط والنقص ســُيجرئ المهوريــات‬
‫السوفيتية على ماولة النفصال‪ ،‬خاصة السلمية الت رأى سكانا قدوة عملية على إمكانية القاومة‪ ،‬وتقريبا كل ما قــال‬
‫حدث وكأنه فيلم سينمائي‪ ،‬ومن هذا نعلم أن معرفة قدرات العدو وموعد هزيته‪ ،‬لن تتأتى لنا إل بوض الرب العمليــة‬
‫معه‪ ،‬مهما كان لنا من عقل أو دراسات نظرية[ أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪ -32‬لن الماعات السلمية لو كانت على منهجهم لتعجل النصر‪:‬‬

‫ـز‬
‫ـو العـ‬
‫ـة نـ‬
‫ـي بالمـ‬
‫كل الماعات السلمية بل كل السلمي يتألون من حالم‪ ،‬وكل الماعات تطلب التغيي والسـ‬
‫والتمكي‪ ،‬فنقول لخواننا‪:‬تعالوا نفترض أننا اتفقنا على منهج من مناهجكم‪ ،‬فلنأخذ‪:‬‬
‫ل‪:‬منهج "الخوان السلمي"‪:‬فلو اجتمعت الماعات السلمية على منهجهم‪ ،‬وسلكنا العملية الديقراطية‪ ،‬ونشدنا‬
‫أو ً‬
‫التغيي من خلل صناديق القتراع فنحن بي أمرين‪:‬‬
‫أ‪ -‬إما أن ننجح فيها‪:‬فلن يسلموا لنا الكم‪ ،‬ومثال ذلك الزائر وفلسطي‪ ،‬وإن سلموها فسوف يســلمونا بشــرط‬
‫التنازل عن تكيم الشريعة‪ ،‬كما ف تركيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإما أن نفشل‪:‬وإذا فشلنا كان فشلنا صبغة شرعية لكمهم بغي الشريعة‪ ،‬فإن قال "الخوان السلمون "‪:‬ســوف‬
‫نلجأ إل استعمال القوة والتغيي بالسيف‪ ،‬قلنا‪:‬رجعتم إل طريقنا‪ ،‬فِلَم ل تسلكونه من أول الطريق حت تكونوا أقرب إلــ‬
‫ـعية‬
‫ـن شـ‬
‫النجاح؟ وإن قالوا‪:‬ناول مرة أخرى! قلنا‪:‬هذا جري وراء سراب‪ ،‬وضياع لقدرات المة‪ ،‬وصرف الشباب عـ‬
‫الهاد ومزيد من التأخر ف تقيق النصر‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬منهج إخواننا ف المعيات‪:‬فأعمالم نافعة خيية وتعليمية‪ ،‬ولكن لو نلس مئات السني بل أكثر‪ ،‬هل نستطيع أن‬
‫نصل إل تكيم شريعة ال؟ الواب‪:‬ل‪ ،‬بل ستبقى أعمالم اليية تت ضغط الطواغيت‪ ،‬حت يسلكوا السنة الكونية فــ‬
‫تقيق النصر‪.‬‬
‫ـام‬ ‫ثالثا‪:‬منهج "سلفية الولء"‪:‬فلو اجتمعت المة على منهجهم ل يتحقق النصر‪ ،‬فكيف ننشد التغيي وهم يـ‬
‫ـرون الكـ‬
‫الطواغيت ولة أمور للمسلمي‪ ،‬والقواعد المريكية مستأمنة؟ وكثي منهم يثبط الاهدين عن الهاد‪ ،‬ويصرفون شبابم عن‬
‫معرفة أحوال السلمي‪ ،‬ويعترف بعضهم بالكومات الت وضعها المريكان ف البلد التلة احتلًل مباشرا‪ ،‬فلــو نلــس‬
‫آلف السني على منهجهم ل نصل إل تكيم شريعة ال‪ ،‬ول إل خروج الكافر التل‪.‬‬
‫لكن تيل أن جيع الماعات السلمية اجتمعت على أمر الهاد ضد التل الغرب والرتد العرب‪ ،‬ماذا ســيكون الــال؟‬
‫سوف يتعجل النصر‪.‬‬
‫ب أبنــاء‬
‫فكما أننا نرى الاهدين اليوم وهم قلة يوجعون أمريكا بالضربات ف العراق وأفغانستان وغيها‪ ،‬فكيف إذا هــ ّ‬
‫السلم عموما للجهاد‪ ،‬وانطلقت الطب الهادية من كل النابر‪ ،‬ودعوا إل التبعات للمجاهدين‪ ،‬وذبوا عن أعراضــهم‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫واهتموا بالعداد والهاد‪ ،‬وإغاظة الكفار ووقفوا وقفة رجل واحد‪ ،‬فكيف سيكون حال اليهود والنصــارى والنــافقي؟‬
‫الواب يعرفه كل منصف من أهل السنة‪.‬‬
‫إذا‪:‬فعلى هذا بان لكل ذي لب طريق الصواب‪ ،‬وإذا ل يتبي لك إل الن فاسأل نفسك‪:‬من الذي أوقف وأفشل الخطــط‬
‫ـر‬
‫ـى ظهـ‬
‫ـاؤوا علـ‬
‫المريكي؟ هل هي صناديق القتراع الت يدعون إليها ف العراق؟ أم بعض الخوان السلمي الذين جـ‬
‫الدبابات المريكية ف أفغانستان؟ أم هو العمل اليي؟ أم هو منهج أصحاب الولء للحكام؟ أم هو تكبيات الاهــدين‪،‬‬
‫واقتحاماتم الريئة‪ ،‬وأحزمتهم الناسفة‪ ،‬وعبواتم التفجرة وقناصاتم الفزعة؟ فالواب يكيه الواقع الشاهد‪ ،‬قــال الــ‬
‫صُدوِر{]الج‪.[46:‬‬
‫ب اّلِتي ِفي ال ّ‬
‫صاُر َوَلِكْن َتْعَمى اْلُقُلو ُ‬
‫تعال‪َ}:‬فِإّنَها َلا َتْعَمى اْلَأْب َ‬
‫وليس معن ذلك أنن ل أعترف بالي عند إخواننا وأغمطهم حقهم‪ ،‬ولكن أريد بيان الق ف هذه السألة‪.‬‬

‫‪ -33‬للدلة العقلية‪:‬‬

‫لو وضعنا مقارنة بي منهج الاهدين ومنهج غيهم على اختلف بينهم‪ ،‬لوجدنا أن الاهدين يقابلون القوة بقوة‪ ،‬والبــأس‬
‫ببأس والديد ل يفله إّل الديد‪ ،‬بينما بعض الناس يرى أنه ليس عندنا قوة‪ ،‬مع أنه يرى الدم المريكي يســيل‪ ،‬وآليــاته‬
‫تدمر‪ ،‬وهيبته تكسر‪ ،‬وأنصاره تنهار‪ ،‬ومع ذلك يدعو المة إل الهادنة واللي مع الكفار فأين عقله؟‬
‫وإن العقل السليم يستدعي حرب الكام؛ لنم وقفوا مع التل ماليا‪ ،‬وعسكريا‪ ،‬وسياسيا وإعلميا من أجل كراســيهم‪،‬‬
‫فهذا ظلم للمسلمي‪ ،‬ومقتضى العقل السليم أنه يقف مع الظلوم حت يأخذ حقه من ظلمه؛ لن هذا هو العدل‪ ،‬والعقــل‬
‫السليم يؤيد العدل‪.‬‬
‫فقيام الاهدين اليوم ضد الكافر الغرب والرتد العرب‪ ،‬هو من مقتضى العقل السليم الذي يدّلك على موافقة العدل‪.‬‬

‫‪ -34‬للفطرة‪:‬‬

‫إن أعمال الاهدين مبوبة بالفطرة‪ ،‬ولول كثرة التشويه العلمي الدروس نو الاهدين لرأيت كثيا من الناس يناصرونم‪،‬‬
‫وإذا سألت الطفل أو الشائب الكبي الذي ل تتلوث فطرته‪ ،‬وقلت له‪:‬هل تب من قاتل اليهود والنصارى وأعوانم‪ ،‬وقاتل‬
‫من منع تكيم شريعة ال؟ أم تب من ناصر اليهود والنصارى‪ ،‬وحارب الاهدين‪ ،‬ومنعهم من أرض الهاد وقتلهم؟ فبال‬
‫ماذا سيقول صاحب الفطرة السليمة؟ وماذا سيقول عندما يرى الساجد تدم‪ ،‬والصاحف تزق‪ ،‬والعراض تنتهك‪ ،‬والبلد‬
‫متلة وأهل السلم ف إهانة‪ ،‬أليس أقل شيء أنه سوف يدعو للمجاهدين ويتأثر لالم؟‬
‫ـيقول؟ وال ـ‬
‫ويا ترى لو سع صاحب الفطرة السليمة من يقول‪:‬بأن القواعد المريكية ف جزيرة العرب مستأمنة‪ ،‬ماذا سـ‬
‫الستعان‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ل‪:‬‬
‫‪ -35‬لنم حاربوا الرجئة قوًل وفع ً‬

‫ـال‪:‬‬
‫ـة[‪ ،‬وقـ‬
‫خطر الرجئة على المة عظيم‪ ،‬قال إبراهيم النخعي‪]:‬لنا لفتنة الرجئة أخوف على هذه المة من فتنة الزارقـ‬
‫ـاء[‪،‬‬
‫ـن الرجـ‬
‫]تركت الرجئة الدين أرق من ثوب سابري[‪ ،‬وقال الزهري‪]:‬ما ابتدع ف السلم بدعة أضر على أهله مـ‬
‫وقال الوزاعي‪]:‬كان يي بن أب كثي وقتادة يقولن‪:‬ليس شيء من الهواء أخوف عندهم على المة من الرجاء[‪ ،‬وقال‬
‫شريك القاضي‪]:‬الرجئة أخبث قوم‪ ،‬حسبك بالرافضة خبثا‪ ،‬ولكن الرجئة يكذبون على ال[‪ ،‬وقال سفيان الثوري‪]:‬تركت‬
‫ـد‬
‫ـذا فقـ‬
‫الرجئة السلم أرق من ثوب سابري[‪ ،‬وقال وكيع‪]:‬الرجئة الذين يقولون القرار يزي عن العمل‪ ،‬ومن قال هـ‬
‫هلك[ انظر )السنة( لعبد ال بن المام أحد )‪ ،(313 /1‬و )لوامع النوار البهية( )‪.(1/425‬‬
‫ول سيما خطرهم باشتراط الستحلل للحكم بغي ما أنزل ال ف التشريع العام‪ ،‬حت يكون كفرا أكــب‪ ،‬والســتحلل‬
‫عندهم ل يعرف إّل بصريح اللسان فل يعرف بالفعل‪ ،‬وعلى قولم هذا فهم ل يكفرون من حكم بغي ما أنزل الــ فــ‬
‫التشريع العام حت يصرح بلسانه أنه مستحل‪ ،‬فقولم هذا ف غاية الطورة؛ لنه ينع أحكام ال أن تصل إل الطــواغيت‪،‬‬
‫ـل‬
‫ل لو افترضنا أنه يوجد حكام بدلوا كـ‬
‫وقولم هذا ينع من تكفي الطواغيت‪ ،‬ولو كانوا أسوأ من حكام اليوم بكثي‪ ،‬فمث ً‬
‫ل قالوا‪:‬يلد الزان الصن ويرجم الزان البكر‪ ،‬تقطع يــد القاتــل‬
‫الشريعة وتزندقوا بوضعهم قواني مالفة للشريعة‪ ،‬فمث ً‬
‫ويقتل السارق‪ ،‬للنثى مثل حظ الذكرين‪ ،‬الطلق يكون بعشر طلقات‪ ..‬ال من الفتراضات‪ .‬فهم ل يعرفون كفر الكام‬
‫من هذا العمل‪ ،‬بل ل بد من أن يتلفظوا بالستحلل‪.‬‬
‫فنرى التمايز الواضح بي الاهدين والرجئة أو التأثرين بنهج الرجاء‪.‬‬
‫صلوا هذه السألة على منهج أهل الســنة‪،‬‬
‫ل‪ ،‬أما بعض إخواننا من أهل السنة الذين أ ّ‬
‫فالاهدون ياربون الرجئة قوًل وفع ً‬
‫نرى بعضهم ل يارب الرجاء من الناحية العملية‪ ،‬فنرى علقته بالاكم وسكوته عن كفرهم ل يتلف كثيا عن علقــة‬
‫الرجئة بالكام‪ ،‬وصلته بالتأثرين بالرجئة أكثر من صلته بالاهدين‪.‬‬
‫النهج الرجائي أّثر على كثي من التديني‪ ،‬وأفسد عقيدتم‪ ،‬وجعلهم ل يعملون على تطهي بلد السلم مــن الكفــار‪،‬‬
‫وقذف اليأس ف قلوب كثي منهم‪.‬‬
‫أما آن الوان يا أمة السلم أن ننفض غبار الذل‪ ،‬وأن نتطي مطايا العز‪ ،‬فإذا همت فبادر‪ ،‬وإذا عزمت فثابر‪ ،‬واعلم أنه ل‬
‫يدرك الفاخر من رضي بالصف الخر‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ت الذر‬
‫ت إل َغايـة *****ركبت الن‪ ،‬ونسي ُ‬
‫ح ُ‬
‫إذا مـا َطم ْ‬
‫شعاب *****ول كبة الّلـَهب الستعـْر‬
‫ول َأَتخّوف وعوَر ال ّ‬
‫لَفـْر‬
‫ياُ‬
‫ش أبََد الّدْهِر ب َ‬
‫صُعوَد الباِل *****َيِع ْ‬
‫ب ُ‬
‫َوَمْن ل ي ّ‬
‫وقالت ل الرض لا سألت *****يا أم هـل تكرهي البشـر‬
‫أبارُك ف الناس أهَل الطموح *****ومن يستلّذ ركوب الطـر‬

‫‪ -36‬لن التاريخ سجل صفحات مشرقة للمجاهدين‪:‬‬

‫ُعلم من التاريخ أن هناك صفحات مشرقة تعتز با المة للمجاهدين‪ ،‬وسجل صفحات سوداء للمتخاذلي والخالفي لم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫فعندما نذكر جهاد الصحابة الكرام‪ ،‬وكذلك التابعي‪ ،‬وجهاد صلح الدين وقطز‪ ،‬وجهاد الشيخ ممد بن عبد الوهــاب‪،‬‬
‫والشيخ أحد ياسي‪ ،‬والشيخ عبد ال عزام وغيهم‪ ،‬نرى المة تترحم عليهم ويرون طريقهم هو طريق العزة‪.‬‬
‫ونراهم يشتكون من حال المة اليوم‪ ،‬فإذا كان التاريخ سجل صفحات بيضاء ومشرقة للمجاهدين عب العصــور ضــد‬
‫الصليبيي وغيهم من أعداء المة‪ ،‬فهل تظنون أنه سيسجل صفحات سوداء للمجاهدين اليوم؟ كـــل‪.‬‬
‫إذا كان التاريخ حفظ لصلح الدين جهاده العظيم ضد الصليبيي‪ ،‬فهل تظنون أنه سينسى راية الشيخ أســامة بــن لدن‬
‫‪-‬حفظه ال‪ -‬ف جهاده الصليبيي‪ ،‬وكفار الشرق والغرب والرتدين‪.‬‬
‫ـي‬
‫ـش المريكـ‬
‫إن العدو اليوم أشد من العدو أمس‪ ،‬فهذه الملة الصليبية ضّد السلم هي أكب الملت الصليبية‪ ،‬واليـ‬
‫أكب جيش عرفته البشرية من حيث اللة العسكرية‪ ،‬وإن النصر قادم بإذن ال‪ ،‬وقدر النصر على قدر العدو‪ ،‬وإن النصــر‬
‫اليوم يعتب تهيدا للخلفة الت على منهاج النبوة وال أعلم‪.‬‬
‫ـرقة لقـوام‪،‬‬
‫فيا من سلقتم الاهدين بألسنة حداد‪:‬اتقوا ال قبل أن يلفظكم التاريخ‪ ،‬فالتاريخ سوف يسجل صفحات مشـ‬
‫وصفحات سوداء لقوام‪.‬‬
‫فيا ُترى‪ ،‬من هو صاحب الصفحات الشرقة؟ ومن هو صاحب الصفحات الظلمة؟‬
‫صاحب الصفحات الشرقة هو الذي أعلن الهاد ضد الكافر الغرب والرتد العرب‪ ،‬وهو الذي ضحى بنفسه وماله ف سبيل‬
‫ال‪ ،‬وحطم كبياء أمريكا‪ ،‬وأوقف الخطط الصهيوصليب‪ ،‬وأخذ بالثأر للنساء الغتصبات والرامل واليتام‪.‬‬
‫وصاحب الصفحات الظلمة هو الذي خذل الاهدين‪ ،‬أو خالفهم ورماهم بالتهم وال الستعان‪.‬‬

‫‪ -37‬لنم أحيوا تطبيق حكم الردة‪:‬‬

‫إن إحياء حكم الردة لن يستحقه أمر عظيم‪ ،‬ويدل على أن من أحيا تطبيقه سوف يضحي من أجل ذلك تضحيات عظيمة‬
‫ف سبيل ال‪ ،‬بلف من يرى الرتدين ويعتقد ردتم‪ ،‬وهو يكتم ذلك متجا بعدم القدرة على قتالم‪ ،‬فلم يفرق بي القدرة‬
‫على البيان والقدرة على التنفيذ‪ ،‬ومن تأمل هدي ممد عليه الصلة والسلم وملة إبراهيم يظهر له ذلك جليا‪.‬‬
‫إن تسلط الرتدين على مقاليد الكم لفترة طويلة‪ ،‬سببه عدم إنفاذ حكم الردة عليهم‪ ،‬فكم هي من سنوات طويلة وهــم‬
‫يسبغون عليهم شرعية الكم‪ ،‬ويرم الروج عليهم؟ ول يعن ذلك الوافقة على جيع التنزيلت لنا مسألة اجتهادية‪ ،‬فإذا‬
‫ـوا‬
‫ـد وفقـ‬
‫ـد‪ ،‬فقـ‬
‫ـأنه مرتـ‬
‫قال الاهدون‪:‬بأن حكام العرب مرتدون‪ ،‬ومن ناصر وظاهر أمريكا وإسرائيل على السلمي بـ‬
‫للصواب‪ ،‬وإحياء حكم الردة فيه ردع للمتطاولي على السلم‪ ،‬وحفظ لبنيانه من الندام‪ ،‬مع الذر الشديد من تكفيــ‬
‫السلم بغي حق‪ ،‬إما لوى أو نوه‪.‬‬
‫أما مسألة الجتهاد ف التكفي فالتهد بي الجر والجرين‪ ،‬قال ابن القيم‪]:‬وفيها‪:‬أن الرجل إذا نسب السلم إل النفــاق‬
‫والكفر متأوًل وغضبا ل ورسوله ودينه ل لواه وحظه‪ ،‬فإنه ل يكفر بذلك بل ل يأث به‪ ،‬بل يثاب على نيته وقصده‪ ،‬وهذا‬
‫ـدعوه[ زاد‬
‫ـروه وبـ‬
‫بلف أهل الهواء والبدع‪ ،‬فإنم يكفرون ويبدعون لخالفة أهوائهم ونلهم وهم أول بذلك من كفـ‬
‫العاد )‪.(3/371‬‬
‫ـزال التكفيـ‬
‫وبعض الناس يقول‪:‬هؤلء الكام واقعون ف الكفر‪ ،‬ولكن ل نكفرهم لعذر الهل!! فتستغرب من منعهم إنـ‬
‫بجة مانع الهل مع أن الواقع أنم ليسوا جهاًل‪ ،‬والقاعدة ف حرب معهم‪ ،‬وبلغهم هدفنا وقامت عليهم الجة ومع ذلك‬
‫يقولون ل تقم عليهم الجة‪ ،‬مع العلم أنم واقعون ف السائل الظاهرة الت ل يعذر الشخص فيها بهله‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـة‬
‫ـالت الفيـ‬
‫قال الشيخ ممد بن عبد الوهاب معلقا على كلم شيخ السلم‪]:‬فانظر إل تفريقه "يعن ابن تيمية" بي القـ‬
‫والمور الظاهرة‪ ،‬فقال ف القالت الفية الت هي كفر‪:‬قد يقال‪:‬أنه فيها مطئ ضال ل تقم عليه الجة الت يكفر صاحبها‪،‬‬
‫ول يقل ذلك ف المور الظاهرة‪ ،‬فالمر ظاهر ف الفرق بي المور الظاهرة والفية[ انظر )ضوابط تكفي العي( عند شيخي‬
‫السلم ابن تيمية وابن عبد الوهاب )ص ‪.(79‬‬
‫ويقول الشيخ سليمان بن عبد ال بن ممد بن عبد الوهاب ‪-‬رحهم ال‪ -‬معلقا على كلم ابن تيمية ف "الصارم السلول"‬
‫تعليقا على آية الستهزئي‪]:‬وف الية دليل على أن الرجل إذا فعل الكفر ول يعلم أنه كفر ل يعذر بذلك‪ ،‬بل يكفر‪ ،‬وعلى‬
‫أن الساب كافر بطريق الول نبه عليه شيخ السلم[ )تيسي العزيز الميد(‪ .‬ط مكتبة الرياض ص ‪.555‬‬
‫تكفي الطواغيت من ملة إبراهيم كما قد مر‪ ،‬وليس كما قال ل بعض الدعاة‪:‬ما كلفك ال‪ ،‬هل كفر الاكم الفلن أم ل؟‬
‫فانظر إل هذا العجب‪ ،‬وقارن كلمه مع كلم الشيخ ممد بن عبد الوهاب ‪-‬رحه ال‪]:-‬فال ال إخوان‪ ،‬تسكوا بأصــل‬
‫دينكم أوله وآخره‪ ،‬أسه ورأسه‪ ،‬وهو‪:‬شهادة أن ل إله إل ال; واعرفوا معناها; وأحبوا أهلها‪ ،‬واجعلوهم إخوانكم‪ ،‬ولــو‬
‫كانوا بعيدين‪ ،‬واكفروا بالطواغيت‪ ،‬وعادوهم‪ ،‬وأبغضوا من أحبهم‪ ،‬أو جادل عنهم‪ ،‬أو ل يكفرهم‪ ،‬أو قال‪:‬ما علي منهم‪،‬‬
‫أو قال‪:‬ما كلفن ال بم‪ ،‬فقد كذب هذا على ال وافترى; بل كلفه ال بم‪ ،‬وفرض عليه الكفر بم‪ ،‬والباءة منهم‪ ،‬ولــو‬
‫ـلمي‪،‬‬
‫ـا مسـ‬
‫كانوا‪:‬إخوانه‪ ،‬وأولده‪ ،‬فال ال‪ ،‬تسكوا بأصل دينكم‪ ،‬لعلكم تلقون ربكم‪ ،‬ل تشركون به شيئا‪ ،‬اللهم توفنـ‬
‫وألقنا بالصالي[ الدرر السنية ف الجوبة النجدية )‪.(120-2/119‬‬

‫‪ -38‬للرؤى‪:‬‬

‫ـا‬
‫لقد جاء ذكر الرؤيا وتفسيها ف القرآن الكري ومثال ذلك ف سورة يوسف‪ ،‬كما قال تعال على لسان يوسف‪َ}:‬وَقاَل َيـ‬
‫ي ِمْن َقْبُل َقْد َجَعَلَها َرّبي َحّقا{]يوسف‪ ،[100:‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪":‬الرؤيا السنة‬
‫ت َهَذا َتْأِويُل ُرْؤَيا َ‬
‫َأَب ِ‬
‫من الرجل الصال جزء من ستة وأربعي جزءا من النبوة" رواه البخاري‪.‬‬
‫وكان الصديق يرى أن الرؤيا حق وكان ييد تأويلها‪ ،‬وكان يقول إذا أصبح‪]:‬من رأى رؤيا صالة فليحدثنا با[‪ ،‬وكــان‬
‫يقول‪]:‬لن يرى رجل مسلم مسبغ الوضوء أحب إل من كذا وكذا[ انظر )أبو بكر الصديق ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬شخصــيته‬
‫وعصره( للصلب‪.‬‬
‫وكانت الرؤيا معروفة عند الصحابة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬رؤيا الطفيل بن عمرو الدوسي‪]:‬رأى أنه يستشهد قبل أن يستشهد[‪ ،‬وعن‬
‫ـرات؟‬
‫ـا البشـ‬
‫ـالوا‪:‬ومـ‬
‫أب هريرة قال‪:‬سعت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬يقول‪":‬ل يبق من النبوة إل البشرات"‪ .‬قـ‬
‫قال‪":‬الرؤيا الصالة" رواه البخاري‪.‬‬
‫ونن ل نعتمد عليها‪ ،‬لكن نستأنس با‪.‬‬
‫وقد وقع كثي من الرؤى تبشر بي‪ ،‬منها رؤى تبشر بعودة اللفة‪ ،‬ومنها انتصارات للمجاهــدين وإزالــة الكومــات‬
‫العميلة‪ ،‬ورؤى مشينة لهل الرجاء وأنم يقودون من تبعهم إل الذل‪ ،‬ورؤى بـذهاب العقبـات مـن الطريـق‪ ،‬ورؤى‬
‫بالستشهاد والبتلء‪.‬‬
‫وحصلت رؤى لبعض الشباب فزادوا ثباتا على هذا الطريق‪ ،‬ول تتكاثر علينا الرؤى مثلما تكاثرت علينا عندما سلكنا هذا‬
‫الطريق‪ ،‬وقد قال قائل من الماعات الخرى‪:‬أنتم لاذا ترون هذه الرؤى ونن ل نراها؟‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ـالفون‬
‫فأجاب الشيخ "أنور العولقي" وهو معروف بتفسي الرؤى‪:‬بأن الرؤيا فيها تثبيت لهل هذا الطريق على الق‪ ،‬والخـ‬
‫ل يتاجون إل تثبيت ف السائل الخالفة للجهاد‪.‬‬
‫ونن ل نعتمد على الرؤيا ولكن نستأنس با‪ ،‬ولول خشية الطالة لذكرنا بعضها‪ ،‬ولو جع جامع للرؤى من الخوة لمعت‬
‫ملدات تبشر بي‪ ،‬فالمد ل الذي يثبت عباده الؤمني بتأييده‪.‬‬

‫‪ -39‬للتحول الكبي‪:‬‬

‫ـد أن‬
‫قد تستغرب هذا العنوان‪ ،‬ومرادي من ذلك أنك عندما تنظر ف حال كثي من الخوة الداخلي ف تنظيم القاعدة‪ ،‬تـ‬
‫نظرتم السابقة لتنظيم القاعدة كانت ف غاية من التشاؤم‪ ،‬فقد تأثروا بالتشويه العلمي ضدها‪ ،‬فكانوا يرونا غايــة فــ‬
‫الضلل‪ ،‬وأنا جّرت ويلت للمة‪ ،‬وأن عندهم غباء سياسيا‪ ..‬إل آخر تلك الوصاف الظالة‪ ،‬وعندما يتجرد ل ســبحانه‬
‫ـال‬
‫وتعال‪ ،‬وينظر أوًل‪:‬ف الصول‪ ،‬فيى أنم ينطلقون من أصول أهل السنة‪ ،‬وينظر إل الواقع أن لم الظ الكب ف إفشـ‬
‫الخطط المريكي‪ ،‬وينظر إل إستراتيجيتهم وينظر إل واقعهم ويرى ‪-‬بفضل ال‪ -‬أنم يسيون عليها‪ ،‬وأنم يتمتعون بعمق‬
‫سياسي ول المد‪ ،‬ويراهم ف مقدمة المة وهم يضحون بأموالم وأنفسهم ف سبيل ال‪ ،‬وأنم أكثر الماعات الســلمية‬
‫تلحا وبذًل للوقات ل عز وجل‪.‬‬
‫ـه‬
‫ـلى ال ـ عليـ‬
‫فهذا التحول العجيب يذكرك ببعض الصحابة الذين أسلموا‪ ،‬فكانوا قبل إسلمهم يبغضون الرسول ‪-‬صـ‬
‫وسلم‪ -‬ودينه وبلده أشد البغض‪ ،‬قال ثامة بن أثال النفي ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬بعدما أسلم‪]:‬يا ممد وال ما كان على وجه‬
‫ـبح‬
‫ـك فأصـ‬
‫ل من دينـ‬
‫ل‪ ،‬وال ما كان دين أبغض إ ّ‬
‫ل من وجهك‪ ،‬فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إ ّ‬
‫الرض وجه أبغض إ ّ‬
‫ل[ دلئل النبــوة للــبيهقي )‬
‫ل من بلدك فأصبح بلدك أحب البلد إ ّ‬
‫ل‪ ،‬وال ما كان من بلد أبغض إ ّ‬
‫دينك أحب الدين إ ّ‬
‫‪ ،(4/78‬والسية النبوية لبن كثي )‪.(4/93‬‬
‫ل إّل ف الرعيل الول‪ ،‬والتحول من جاعة إل أخرى عند كثي من الشباب ليس فيه‬
‫فهذا التحول العجيب ل تذكر له مثي ً‬
‫هذه النقلة النوعية‪ ،‬الت هي من أقصى الشمال إل أقصى اليمي‪ ،‬إّل عند التحول إل القاعدة‪.‬‬

‫‪ -40‬للكرامات‪:‬‬

‫]والكرامة أمر خارق للعادة‪ ،‬يريه ال على يد ول من أوليائه؛ معونة له على أمر دين أو دنيوي[ )شرح العقيدة الواسطية(‬
‫لبن تيمية‪ ،‬تأليف ممد خليل هراس شرح قوله‪]:‬ومن أصول أهل السنة‪:‬التصديق بكرامات الولياء[‪.‬‬
‫ـا‬
‫ـات فيهـ‬
‫وحصول الكرامات أمر دّل عليه الكتاب والسنة‪ ،‬ودّل عليه النقل عن المم السالفة وعن هذه المة‪ ،‬والكرامـ‬
‫تثبيت للمجاهدين على طريق الهاد ف زمن كثرت فيه الشهوات والشبهات‪ ،‬وكثر فيه الخّذلون والخالفون‪ ،‬فكم أّثرت‬
‫تلك الكرامات ففرحت با القلوب‪ ،‬واطمأنت لا النفوس واشتاقت للجنان‪.‬‬
‫ل‪ ،‬ولكن نذكر بعض المثلــة مــن‬
‫والكرامات الت حدثت للمجاهدين كثية جدا‪ ،‬تتاج إل من يؤلف فيها تأليفا مستق ً‬
‫ذلك‪ ،‬وأترك الال لحد إخوان الاهدين شارك ف الهاد الفغان ضد المريكان يكي لنا بعض القصص‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪) -1‬معاذ عتش( الذي ل يتجاوز العقد الثان من عمره‪ ،‬صاحب اللق الرفيع والدب الّم‪ ،‬الذي ترب على آيات الهاد‬
‫وأحاديثه‪ ،‬الصابر على شدته وأتعابه‪.‬‬
‫ـن‬
‫ـديد مـ‬
‫ـف شـ‬
‫وف ليلة من ليال رمضان ف مموعة الدرب )حبيب التعزي( ‪-‬رحه ال‪ ،-‬تعرضت تلك الموعة لقصـ‬
‫الطيان المريكي‪ُ ،‬قتل أكثر من )‪ (11‬أخا‪ ،‬وكان من ضمن هؤلء البطل الفذ شبل السلم )معاذ عتش( الذي كان على‬
‫مقود السيارة أثناء القصف فقتل مباشرة واحترق داخل السيارة‪ ،‬حت أنه حينما ُأخرج منها كان قد تفحم جسده تاما حت‬
‫ل تعرف ملمه الظاهرة‪ ،‬وأثناء النظر إل جسده التفحم ُوجد بقايا حريق قطعة فإذا هي بقية من مصحفه الذي تفحم‪ ،‬كان‬
‫يمله ف جيبه وذلك الصحف احترق تاما ما عدا آيتي من كتاب ال‪ ،‬احترق هامش الصفحة ول تصب الكتابة بأي شيء‪،‬‬
‫ضــَل‬
‫سِهْم َف ّ‬
‫جاِهُدوَن ِفي َسِبيِل الّلِه ِبَأْمَواِلِهْم َوَأْنُف ِ‬
‫ضَرِر َواْلمُ َ‬
‫ي َغْيُر ُأوِلي ال ّ‬
‫سَتِوي اْلَقاِعُدوَن ِمَن اْلُمْؤِمِن َ‬
‫وها قوله تعال‪َ}:‬لا َي ْ‬
‫جاِهِديَن َعَلى اْلَقاِعِديَن َأْجًرا‬
‫ضَل الّلُه اْلُم َ‬
‫سَنى َوَف ّ‬
‫حْ‬‫سِهْم َعَلى اْلَقاِعِديَن َدَرَجًة َوُكّلا َوَعَد الّلُه اْل ُ‬
‫جاِهِديَن ِبَأْمَواِلِهْم َوَأْنُف ِ‬
‫الّلهُ اْلُم َ‬
‫ت ِمْنُه َوَمْغِفَرًة َوَرْحَمًة َوَكاَن الّلُه َغُفوًرا َرِحيًما{]النساء‪.[96 ،95:‬‬
‫َعِظيًما * َدَرَجا ٍ‬
‫‪ -2‬وف ليلة الثني الثالث من شهر رمضان البارك لعام ‪1421‬هـ تقريبا‪ُ ،‬قصف مقر منظمة "الوفاء" الذي كان بداخله‬
‫ـف‬
‫ـك القصـ‬
‫بعض الخوة‪ ،‬وكان قريبا منه منزل يضم بعض عوائل الاهدين العرب ف أفغانستان‪ ،‬فزعت العوائل من ذلـ‬
‫وقرروا التحرك إل مكان آمن خاص بعوائل العرب‪ ،‬وف أثناء الطريق إل ذلك الوقع ت قصفهم بطيان أمريكي‪ ،‬وكانوا ف‬
‫سيارتي وهم أربعة من الخوة وست من الخوات‪ ،‬فعلى إثر القصف العنيف تناثرت أشلؤهم واختلطت دماؤهم‪ ،‬فهرع‬
‫إل ذلك الوقع فرقة من الخوة وكنت معهم‪ ،3‬فحينما وصلنا إل الوقع كان قد سبقتنا إحدى الموعات‪ ،‬وللمت الشلء‬
‫وأثناء جع تلك الشلء ثارت ف ذلك الوقع رائحة‪ ،‬هي وال أزكى من كل عطور الدنيا‪ ،‬ول أستطيع تشبيهها بأي عطــر‬
‫من عطور الدنيا‪ ،‬وضمن من وجدت أشلءها إحدى الخوات الت طار رأسها بجابه وسقط على الرض وهو مجب ول‬
‫ت معي والد إحدى الخوات اللتــ قتلــن‪،‬‬
‫ينزع حجابا‪ ،‬فحمل كما هو مجبا )سترا ف الدنيا والخرة بإذن ال( وحل ُ‬
‫فكان متأثرا ففاجأن ابن أخيه وهو يبارك لعمه ويقول‪]:‬يا عم أبشر فقد قتلت ابنتك شهيدة[‪ ،‬وأخرج قصاصة من جيبــه‬
‫ويقول‪]:‬شم يا عم هذه بقايا ورقة من حصن السلم الذي تمله[ فأخذتا من يده فشممتها فإذا هي نفس الرائحــة الــت‬
‫شمتها ف ذلك الوقف!! ث استأذنت أباها فأخذت تلك الورقة منه وجلست بوزت وتلك الرائحة فيها أكثر من أسبوع!!‬
‫وف أثناء عودت التقيت بأحد أفراد الموعة‪ ،‬ففاجأن بكيس يمله فيه بقايا أموال مقطعة وجواز سفر مزق لبعض الخــوة‬
‫الذي ُقتلوا ف ذلك الوقع فقال ل‪]:‬يا فلن شم تلك الرائحة‪ .‬فوجدت آثار دم فيها‪ ،‬وإذا هي نفس تلك الرائحــة الــت‬
‫شمتها‪ ،‬وكان من ضمن هؤلء الخوات اللت قتلن‪ ،‬زوجة أخينا )الزبي الضالعي( ‪-‬رحه ال‪ ،-‬الذي رآه أحــد أبنــاء‬
‫الاهدين ف رؤيا بعد مقتله‪ ،‬وكان مقتله قبل مقتل العوائل بثلثة أيام‪ ،‬فقال‪]:‬ما فعل أهلي بعدي؟ قــال‪:‬فرحــوا بأنــك‬
‫شرُهم بأنم سيلحقون بعد ثلث ليال!! وقد تققت تلك الرؤيا!! فكان مقتــل‬
‫استشهدت‪ ،‬ووزعوا علينا اللوى‪ ،‬قال‪:‬فب ّ‬
‫العوائل بعده بثلث ليال!! فسبحان ال العظيم[ انتهى كلم الخ‪.‬‬
‫وهذه الكرامات هي نزر يسي من سيل من الكرامات‪ ،‬وما يدلك على كثرتا أنك ل تكاد تد ماهدا إّل ويكــي لــك‬
‫كرامات‪.‬‬
‫ـان‬
‫ـن مكـ‬
‫وهذه الكرامات الت ذكرناها‪ ،‬عندما كنت أكتب هذه الورقات كان بانب الخ فطلبت منه ذلك‪ ،‬وإّل فما مـ‬
‫للجهاد ف سبيل ال إّل وتسمع بالكرامات للمجاهدين‪ ،‬سواًء ف فلسطي‪ ،‬أو العراق‪ ،‬أو أفغانســتان‪ ،‬أو الشيشــان‪ ،‬أو‬
‫الصومال‪ ،‬أو جزيرة العرب أو بلد الغرب السلمي أو غيها‪.‬‬

‫‪ - 3‬الكلم لراوي القصة ل الذي كان بأرض الهاد ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫وقد قابلت بعض الاهدين ف اليمن‪ ،‬فأخبون بكرامات حصلت خلل هذه اليام فلله المد والّنة‪.‬‬

‫‪-41‬لسمو مصدر رزقهم‪:‬‬

‫عن سلمة بن نفيل الكندي قال‪:‬كنت جالسا عند رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬فقال رجل‪:‬يا رسول ال أذال الناس‬
‫اليل ووضعوا السلح‪ ،‬وقالوا‪:‬ل جهاد قد وضعت الرب أوزارها‪ .‬فأقبل رسول ال صلى ال عليــه و ســلم بــوجهه‬
‫وقال‪:‬كذبوا‪ ،‬الن جاء القتال ول يزال من أمت أمة يقاتلون على الق ويزيغ ال لم قلوب أقوام‪ ،‬ويرزقهم منهم حت تقوم‬
‫الساعة‪ ،‬وحت يأت وعد ال" رواه النسائي‪ ،‬وقال الشيخ اللبان‪:‬صحيح‪.‬‬
‫ـراد‬
‫وف حاشية السندي على النسائي قال‪]:‬و"يزيغ" من أزاغ إذا مال‪ ،‬والغالب استعماله ف اليل عن الق إل الباطل‪ ،‬والـ‬
‫ييل ال تعال لم ‪-‬أي لجل قتالم وسعادتم‪ -‬قلوب أقوام عن اليان إل الكفر؛ ليقاتلوهم ويأخذوا ما لم‪ ،‬ويتمل على‬
‫بعد أن الراد ييل ال تعال قلوب أقوام إليهم؛ ليعينهم على القتال ويرزقهم[‪.‬‬
‫وهذا الديث يدل على مصدر من مصادر رزق الطائفة النصورة‪ ،‬وأنه الغنائم الت تغنم من الروب‪ ،‬وإذا نظرنا إل الواقع‬
‫ند الاهدين يعلون الغنائم من أعظم أسباب رزقهم وعتادهم‪ ،‬ول يقيموا جهادهم إّل وهم جاعلون الغنائم نصب أعينهم‪،‬‬
‫ـي" رواه‬
‫ـل رمـ‬
‫ـت ظـ‬
‫وهذا الكسب من أعظم الكاسب‪ ،‬كما قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪":-‬وُجعل رزقي تـ‬
‫البخاري معلقا‪ ،‬وأحد ف مسنده‪ ،‬وقال الشيخ اللبان‪):‬صحيح(‪.‬‬

‫‪ -42‬للهمة العالية‪:‬‬

‫الناس يتلفون ف هتهم‪ ،‬فمنهم من هته دنية‪ ،‬ومنهم من هته عالية‪.‬‬


‫ـك‬
‫ل‪:‬أعطن من مال ال ل من مال أبيـ‬
‫]كان العراب يأت إل رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬يسأله حفنة من شعي قائ ً‬
‫حش‪ ،‬هذه هة‪ ،‬وهة ربيعة بن كعب السلمي هة فوق الشمس‪ ،‬عن ربيعــة‬
‫ول من مال أمك[‪ .‬ما يطلب إّل ما يذهب لل ُ‬
‫بن كعب رضي ال عنه قال‪:‬كنت أبيت مع النب ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬فأتيته بوضوئه وحاجته‪ ،‬فقال‪":‬يا ربيعة! ســل"‪.‬‬
‫ـلم‪،‬‬
‫قلت‪:‬أسألك مرافقتك ف النة؟ قال‪":‬أو غي ذلك؟" قلت‪:‬هو ذاك‪ ،‬قال‪":‬فأعن على نفسك بكثرة السجود" رواه مسـ‬
‫انظر كتاب )صلح المة ف علو المة( ‪.1/19‬‬
‫وقال ابن القيم ‪-‬رحه ال‪]:-‬وسعت شيخ السلم ابن تيمية ‪-‬رحه ال‪ -‬يقول‪{:‬ف بعض الثار اللية يقول ال تعــال‪:‬‬
‫ـل‬
‫}إن ل أنظر إل كلم الكيم وإنا أنظر إل هته{‪ ،‬قال‪{:‬والعامة تقول‪:‬قيمة كل امرئ ما يسن‪ ،‬والاصة تقول قيمة كـ‬
‫امرئ ما يطلب}‪ ،‬يريد أن قيمة الرء هته ومطلبه[ مدارج السالكي )‪.(3/3‬‬
‫وما زاد إعجاب بالقاعدة هتهم العالية‪ ،‬ودليل ذلك وقوفهم وجهادهم للقوات الصليبية الغازية لدار السلم‪ ،‬ول يكتفــوا‬
‫بذلك بل جهادهم للحكام الرتدين‪ ،‬ول يكتفوا بذلك بل أعلنوا أن جهادهم ليس لخراج التل فحسب بل لقامة حكــم‬
‫ال ف الرض؛ "لقامة اللفة السلمية"‪ ،‬وهم يعلمون الثمن الذي سيدفعونه‪ ،‬فيعلمون أن الثمن بذل الموال والنفــس‬
‫والوقات ف سبيل ال‪ ،‬يعلمون أنه البتلء‪ ،‬يعلمون أن الرحلة شاقة لكن ثقتهم بال ونصره‪ ،‬ث بذلوا ما يستطيعونه مــن‬
‫السباب وتوكلوا على ال‪ ،‬ول يسمعوا لضعفاء العزائم والخّذلي ونوهم‪ ،‬والواقع يثبت صدق عزيتهم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫والسلم يتاج إل هم عالية؛ حت يتم تطهي أرضه من اليهود والنصارى والرتدين‪ ،‬لسيما السجد القصى‪ ،‬ويعلم كــل‬
‫ذي عقل أننا لن نقق ذلك إّل بالمة العالية‪.‬‬
‫والقاعدة بفضل ال تتمتع بمة عالية حت أن بعض الخالفي ينظر إليهم بأنم سطحيوا النظرة‪ ،‬وما علم الخالف أنا المــة‬
‫العالية‪.‬‬
‫ل *****ويأتيك بالخبـار من ل تزود‬
‫ستبدي لك اليام ما كنت جاه ً‬

‫‪ -43‬لنم يتعلمون مع الدث‪:‬‬

‫لو نظرنا إل ما كان عليه أصحاب رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬لرأينا أنم كانوا يتعلمون مع الدث‪ ،‬فكانوا يعانون‬
‫من الضطهاد والتعذيب بكة‪ ،‬فكانت اليات تتنزل بالصب والثبات على هذا الدين‪ ،‬وتكي لم ما تعرض له أنبياء ال من‬
‫القهر والتعذيب‪ ،‬فتثلج صدورهم‪ ،‬ويزداد ثباتم‪ ،‬وهكذا لا هاجروا إل الدينة‪ ،‬عرف الصحابة بأن منهم مهاجرين وأنصار‪،‬‬
‫ـة‬
‫ـاجرون أروع المثلـ‬
‫وكان القرآن الكري يتناول هذه اللفاظ ويثن عليها لا تمل من معاٍن عظيمة‪ ،‬وعندما ضرب الهـ‬
‫بروجهم من ديارهم وأموالم‪ ،‬وحياتم على الفقر ف سبيل ال‪ ،‬أثن ال عليهم فقال‪ِ}:‬لْلُفَقَراِء اْلُمَهاِجِريَن اّلِذيَن ُأْخِرُجــوا‬
‫صاِدُقوَن{‪.‬‬
‫ك ُهُم ال ّ‬
‫صُروَن الّلَه َوَرُسوَلُه ُأوَلِئ َ‬
‫ضَواًنا َوَيْن ُ‬
‫ضًلا ِمَن الّلِه َوِر ْ‬
‫ِمْن ِدَياِرِهْم َوَأْمَواِلِهْم َيْبَتُغوَن َف ْ‬
‫ولا ضرب النصار أروع المثلة ف الكرم واُلخّوة‪ ،‬وفتحوا صدورهم قبل بلدهم وقاسوهم ف الموال‪ ،‬أثن ال عليهــم‬
‫صُدوِرِهْم َحاَجًة ِمّما ُأوُتوا َوُيــْؤِثُروَن‬
‫جُدوَن ِفي ُ‬
‫حّبوَن َمْن َهاَجَر ِإَلْيِهْم َوَلا َي ِ‬
‫بقوله‪َ}:‬واّلِذيَن َتَبّوُءوا الّداَر َواْلِإَياَن ِمْن َقْبِلِهْم ُي ِ‬
‫حوَن{]الشر‪.[9:‬‬
‫ك ُهُم اْلُمْفِل ُ‬
‫سِه َفُأوَلِئ َ‬
‫ح َنْف ِ‬
‫ق ُش ّ‬
‫صٌة َوَمْن ُيو َ‬
‫صا َ‬
‫سِهْم َوَلْو َكاَن ِبِهْم َخ َ‬
‫َعَلى َأْنُف ِ‬
‫وهكذا عندما خاضوا معركة )بدر( تنزلت اليات‪ ،‬وهكذا )ُأحد(‪ ،‬و)الندق(‪ ،‬و)الفتح(‪ ،‬و)حني( وغيها‪ ،‬فكان الصحابة‬
‫يتعلمون مع الدث‪ ،‬فيكون أبلغ ف الفهم‪ ،‬وأبلغ ف الثبات على الدين‪.‬‬
‫والقاعدة اليوم ‪-‬بفضل ال‪ -‬يتعلمون مع الدث‪ ،‬فل يتعلمون علما نظريا بعيدا عن الدث كما يتعلمه البعض! فعنــدما‬
‫يتعلمون أن الصحابة قد ابتلوا ف سبيل ال فمنهم من ُقتل شهيدا ومنهم من أسر ومنهم من يعيش خائفا على دينه‪ ،‬فهــم‬
‫لذلك منهم من قتل ومنهم من أسر ومنهم من يعيش خائفا‪.‬‬
‫ولا تعلموا أن الصحابة ‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬خرجوا من ديارهم مهاجرين‪ ،‬تد ف القاعدة مهاجرين يقاسون من أل الجــرة‬
‫وكذلك النصار‪ ،‬ومن يتعلم مع الدث خي من يتعلم نظريا‪ ،‬وتوضيح ذلك انظر إل هذين الرجلي‪:‬‬
‫ـرة‬
‫ـق والبتلء‪ ،‬والجـ‬
‫ـة الـ‬
‫ـر بكلمـ‬
‫أ‪ -‬الرجل الول‪:‬تعلم من سية الرسول ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬با فيها من الهـ‬
‫ـي وأع ـدّ‬
‫ـق وابُتلـ‬
‫والنصرة‪ ،‬والعداد والهاد‪ ،‬وفراق الحبة بالقتل والسر‪ ،‬ث طبق ذلك عمليا‪ ،‬فكان يهر بكلمة الـ‬
‫وجاهد وفارق الحبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرجل الثان‪:‬درس السية النبوية نظريا‪ ،‬ول يهر بكلمة الق‪ ،‬ول يتعرض يوما من اليام للبتلء الذي هــو البتلء‬
‫القيقي‪ ،‬ول يعد ول ياهد‪ ،‬ول يَر مهاجرين ول أنصار‪ ،‬هل ترى أن الرجلي سواء؟!!‪.‬‬
‫هيهات هيهات‪ ،‬فقل ل بربك‪:‬أيهما أسعد بسية رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪-‬؟ اسأل نفسك لعــل الــ يوفقــك‬
‫للجابة‪.‬‬
‫ما أجل العلم مع الدث‪ ،‬وما أجل ذوق الدلة مع العيش معها عمليا‪ ،‬فعندما تسمع حديث‪":‬احفظ ال يفظك‪ ،‬احفظ ال‬
‫َتجده تاهك‪ ،‬إذا سألت فاسأل ال‪ ،‬وإذا استعنت فاستعن بالّله‪ ،‬واعلم أن المة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشــيء لــ‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ينفعوك إل ِبشيء قد كتبه ال لك‪ ،‬ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ل يضروك إل بشيء قد كتبه ال عليك‪ ،‬رفعــت‬
‫صحف"‪ ،‬فعندما تسمع هذا الديث وأنت ف حالة حرجة ل شك أنه سيكون له وقع ف نفسك ما وأنت‬
‫القلم وجفت ال ّ‬
‫شْوُهْم َفَزاَدُه ـمْ‬
‫س َقْد َجَمُعوا َلُكْم َفاْخ َ‬
‫س ِإّن الّنا َ‬
‫تكون ف غاية المان‪ ،‬وكذلك عندما تسمع هذه الية‪}:‬اّلِذيَن َقاَل َلُهُم الّنا ُ‬
‫ـت‬
‫ـيما وأنـ‬
‫سُبَنا الّلُه َوِنْعَم اْلَوِكيُل{]آل عمران‪ ،[173:‬ما أجل ساع هذه الية ف كل وقت وحي‪ ،‬ولسـ‬
‫ِإَياًنا َوَقاُلوا َح ْ‬
‫عندما تسمعها تسمع العداء يعدون العدة للهجوم على الاهدين وأنت ف حالة استنفار‪ ،‬وكذلك قول ال عز وجل‪ِ }:‬مَن‬
‫حَبُه َوِمْنُهمْ َمْن َيْنَتِظُر َوَما َبّدُلوا َتْبِديًلا{]الحزاب‪ ،[23:‬مــا‬
‫ضى َن ْ‬
‫صَدُقوا َما َعاَهُدوا الّلَه َعَلْيِه َفِمْنُهْم َمْن َق َ‬
‫ي ِرَجاٌل َ‬
‫اْلُمْؤِمِن َ‬
‫أجل أن تسمع هذه الية وأنت ترى الاهدين وهم ُيقتلون شهداء‪.‬‬
‫إن قاعدة الهاد تعيش اليوم هذه الحوال‪ ،‬فالاهدين اليوم يتعلمون مع الدث‪ ،‬وكم من رجل اليوم ُحرم التعليــم مــع‬
‫الدث‪ ،‬فأصبح يدرس السية النبوية دراسة نظرية ف كثي من جوانبها؟ ولول الطالة لستطردنا ف ذكر ناذج من ذلك‪.‬‬

‫‪ -44‬لن العال رماهم عن قوس واحدة‪:‬‬

‫ـدة‪،‬‬
‫لو نظرنا إل رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬وأصحابه عندما بدأ دعوته‪ ،‬لرأينا أن العرب قد رمتهم عن قوس واحـ‬
‫فقّل معهم النصي‪ ،‬وتنكرت لم البلد والعباد‪ ،‬وعاداهم القارب قبل الباعد‪ ،‬فتارة يسخرون منهم ويتقرونم كما قــال‬
‫جُبوا َأْن‬
‫جُنوٌن{]الجر‪ ،[6:‬وتارة يصفونم بالسحر كما قال تعال‪َ}:‬وَع ِ‬
‫ك َلَم ْ‬
‫تعال‪َ}:‬وَقاُلوا َيا َأّيَها اّلِذي ُنّزَل َعَلْيِه الّذْكُر ِإّن َ‬
‫ب{]ص‪.[4:‬‬
‫َجاءَُهْم ُمْنِذٌر ِمْنُهْم َوَقاَل اْلَكاِفُروَن َهَذا َساِحٌر َكّذا ٌ‬
‫ـَي‬
‫ـا َفِهـ‬
‫ي اْكَتَتَبَهـ‬
‫ي اْلَأّوِل َ‬
‫ورموهم بتشويه تعاليمه وآثاره‪ ،‬وإثارة الشبهات وبث الدعايات الكاذبة قال تعال‪َ}:‬وَقاُلوا َأَساِط ُ‬
‫صيًلا{]الفرقان‪.[5:‬‬
‫ُتْمَلى َعَلْيِه ُبْكَرًة َوَأ ِ‬
‫واليوم القاعدة رماها العال عن قوس واحدة‪ ،‬فرجل ينتسب للقاعدة ل يأمن على نفسه من أي حكومة من حكومات العال‪،‬‬
‫ـض‬
‫ـت أن بعـ‬
‫ـلميي‪ ،‬حـ‬
‫ـض السـ‬
‫فرماهم العرب والعجم‪ ،‬وتكالب عليهم اليهود والنصارى والرتدون والنافقون وبعـ‬
‫ـم‬
‫ب القاعدة‪ ،‬وعندما ُتظلـ‬
‫السلميي يتسلق على ظهر القاعدة؛ وذلك عندما يؤّمن نفسه وطريقته بالتقرب للطواغيت بس ّ‬
‫القاعدة ل نسمع شجبا ول استنكارا!!‪.‬‬
‫وعلى سبيل الثال‪:‬عندما ُقتل الشيخ أبو علي الارثي ‪-‬رحه ال‪ -‬من ِقبل المريكان ف بلد اليمن‪ ،‬ل نسمع منهم شــجبا‬
‫ضربت السفارة المريكية ف اليمن‪ ،‬أو عندما اسُتهدف السياح سعنا صرخاتم وال الستعان‪.‬‬
‫ول استنكارا!! وعندما ُ‬
‫ـن فل يقيــل ول‬
‫فيا أخا السلم‪:‬نن ف زمن الغربة‪ ،‬ومن يتمسك بدي رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬ف هذا الزمـ‬
‫يستقيل‪ ،‬فلبد أن يدفع الثمن‪ ،‬والاهدون اليوم يدفعون الثمن‪ ،‬فما يضرهم عداوة البشر إذا كان معهم رب البشر!!‪.‬‬
‫ل دّركم أيها القاعدة‪ ،‬عندما أراكم ل يضركم إرجاف الرجفي وتذيل الخّذلي‪ ،‬ول عداوة النافقي ول حرب اليهــود‬
‫والنصارى‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـم وبيـ‬
‫ل دّركم عندما رماكم العال عن قوس واحدة وأنتم ف ثبات ويقي وعلى درب الهاد سائرون‪ ،‬حت يكم بينكـ‬
‫أعدائكم رب العالي‪.‬‬
‫وحي أراكم وأنتم ثابتون مع إخوانكم الاهدين الخرين تذكرونن بالرعيل الول لذه المة‪ ،‬الت كانت تــدد فــارس‬
‫والروم وهم رعاة أغنام‪ ،‬فلما ثبتوا على درب الهاد مكنهم ال من رقاب فارس والروم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫فالثبات الثبات على أمر الهاد‪ ،‬واعلموا أن هذه المة معطاء‪ ،‬أمة قبول سوف ترمي بفلذات أكبادها بي أيديكم‪ ،‬وتقول‬
‫لكم‪:‬خذوا صواريكم فانروا الكفر العالي‪ ،‬والنصر صب ساعة‪ ،‬واعلموا أن ال حافظ هذا الهاد‪ ،‬فإن خّذل عنه أقــوام‬
‫ضيُتْم‬
‫ض َأَر ِ‬
‫فسوف يأت ال بآخرين‪ ،‬قال تعال‪َ}:‬يا َأّيَها اّلِذيَن آَمُنوا َما َلُكْم ِإَذا ِقيَل َلُكُم اْنِفُروا ِفي َسِبيِل الّلِه اّثاَقْلُتْم ِإَلى اْلَأْر ِ‬
‫سَتْبدِْل َقْوًما َغْيَرُكــمْ‬
‫حَياِة الّدْنَيا ِفي اْلآِخَرِة ِإّلا َقِليٌل * ِإّلا َتْنِفُروا ُيَعّذْبُكْم َعَذاًبا َأِليًما َوَي ْ‬
‫ع اْل َ‬
‫ِباْلحََياِة الّدْنَيا ِمَن اْلآِخَرِة َفَما َمَتا ُ‬
‫ضّروُه َشْيًئا َوالّلُه َعَلى ُكّل َشْيٍء َقِديٌر{]التوبة‪.[38،39:‬‬
‫َوَلا َت ُ‬

‫‪ -45‬لن فيهم مهاجرين وأنصار‪:‬‬

‫إن صحابة رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬فيهم أقوام آمنوا بال ربا وبالسلم دينا وبحمد ‪-‬صلى ال عليه وســلم‪-‬‬
‫نبّياًرسوًل‪ ،‬فأمرهم أقوامهم وقبائلهم بالتنازل عن هذا الدين‪ ،‬فأبوا الرجوع إل الكفر بعد السلم‪ ،‬والعودة للظلمة بعــد‬
‫النور‪ ،‬فعذبم أقوامهم وقهروهم‪ ،‬فأذن لم رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬بالجرة فهاجروا وتركوا ديارهم وأموالم‪،‬‬
‫فسموا بالهاجرين‪ ،‬فما أعظم تضحيتهم وما أحسن بلءهم ف السلم‪ ،‬فمدحهم ال تعال فقال‪ِ}:‬لْلُفَقَراِء اْلُمَهاِجِريَن اّلِذيَن‬
‫صاِدُقوَن{]الشر‪.[8:‬‬
‫ك ُهُم ال ّ‬
‫صُروَن الّلَه َوَرُسوَلُه ُأوَلِئ َ‬
‫ضَواًنا َوَيْن ُ‬
‫ضًلا ِمَن الّلِه َوِر ْ‬
‫ُأْخِرُجوا ِمْن ِدَياِرِهْم َوَأْمَواِلِهْم َيْبَتُغوَن َف ْ‬
‫وقوم آمنوا بال ربا وبالسلم دينا وبحمد ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬نبيا رسوًل‪ ،‬فقدموا تضحيات لذا الــدين‪ ،‬ففتحــوا‬
‫صدورهم لخوانم الهاجرين قبل بلدهم وبيوتم‪ ،‬وآووا إخوانم الهاجرين‪ ،‬وقاسوهم الال والدار فسموا بالنصار‪ ،‬فأثن‬
‫صُدوِرِهمْ َحاَجًة ِمّما‬
‫جُدوَن ِفي ُ‬
‫حّبوَن َمْن َهاَجَر ِإَلْيِهْم َوَلا َي ِ‬
‫عليهم رب العزة فقال‪َ}:‬واّلِذيَن َتَبّوُءوا الّداَر َواْلِإَياَن ِمْن َقْبِلِهْم ُي ِ‬
‫حوَن{]الشر‪.[9:‬‬
‫ك ُهُم اْلُمْفِل ُ‬
‫سِه َفُأوَلِئ َ‬
‫ح َنْف ِ‬
‫ق ُش ّ‬
‫صٌة َوَمْن ُيو َ‬
‫صا َ‬
‫سِهْم َوَلْو َكاَن ِبِهْم َخ َ‬
‫ُأوُتوا َوُيْؤِثُروَن َعَلى َأْنُف ِ‬
‫أخي القارئ‪:‬ل شك أن المة السلمية لن تعدم هذا الي‪ ،‬لسيما ف زمن غلبة الكفار وتسلطهم‪ ،‬فإن أمــر الهــاجرين‬
‫والنصار سوف يبز مرة أخرى حت يعود السلم إل مكانته الاضية‪ ،‬وحت تكون كلمة ال هي العليا‪.‬‬
‫والقاعدة اليوم تراهم بفضل ال ينقسمون إل مهاجرين وأنصار‪ ،‬فإذا قرأت ف السية النبوية أو سعت ذكــر الهــاجرين‬
‫والنصار‪ ،‬واشتاقت نفسك لرؤية واقع عملي يقتدي بآثارهم ويسي على نجهم‪ ،‬فعليك بالاهدين فهم أفضل واقع عملي‬
‫يترجم حياة الهاجرين والنصار‪.‬‬
‫فيا أخا اليان‪:‬ل تظن هذه مازفات‪ ،‬ول حبا على ورق‪ ،‬ول أقلم يطلق لا العنان‪ ،‬لكنها وال القيقة‪ ،‬فإن القاعدة اليوم‬
‫فيها مهاجرون وأنصار‪.‬‬
‫ـق‪،‬‬
‫ـس النيـ‬
‫فيها مهاجرون تركوا النعيم‪ ،‬فمنهم من كان يعيش ف البيت الميل‪ ،‬والركب السن‪ ،‬والعيش الرغيد واللبـ‬
‫ث‪ ،‬ومع ذلك فهو شوكة ف حلــوق‬
‫وتراه اليوم ينام ف اليام‪ ،‬ويركب المار‪ ،‬ويأكل العيش التواضع ويلبس اللباس الر ّ‬
‫ـا‬
‫ـم يـ‬
‫ـه دّركـ‬
‫ت بعضهم فوجدتم يصنعون طعامهم أحيانا على المر‪ ،‬فللـ‬
‫الطغاة‪ ،‬وف سعادة ل يعلم با إّل ال‪ ،‬وقد زر ُ‬
‫مهاجرين‪ ،‬ل دّركم يا من أحييتم آثار أب بكر الصديق‪ ،‬وثبات عمر‪ ،‬وتضحية عثمان وبأس علي ‪-‬رضي ال عنهم جيعا‪.-‬‬
‫وفيهم أنصار سلكوا الهاد‪ ،‬فباعوا دنياهم لدينهم‪ ،‬فجعلوا الدين ف قلوبم والدنيا ف أيديهم‪ ،‬فانقلب أمنهم إل خــوف‪،‬‬
‫وسياحتهم إل حصار‪ ،‬وتشرفت بلدهم وبيوتم بأن تكون مأوى للمهاجرين‪.‬‬
‫وإذا كنا نقرأ ف السية عن تضحية النصار للمهاجرين‪ ،‬فإننا اليوم نرى النصار مثاًل حيا للقتداء بالنصار الولي‪.‬‬
‫يا أنصار السلم‪:‬كم نكّن لكم من الب والحترام والتقدير‪ ،‬عندما نراكم تودون بأفضل ما تلكون لخوانكم الهاجرين؛‬
‫لنصرة هذا الدين‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫كم لكم من الجور وأنتم تعّرضون أهاليكم وأولدكم للخطر‪ ،‬حفاظا على حياة إخوانكم الهاجرين والنصار الخريــن‪،‬‬
‫فلله دركم أيها النصار‪ ،‬فكم ذكرتونا بكرم أب أيوب‪ ،‬وثبات السعدين ‪-‬رضي ال عنهم جيعا‪.-‬‬
‫وما أحب أن أقول لك يا أخا اليان‪ ،‬يا من قد تّعر وجهك يوما ف سبيل ال‪ ،‬يا من ذكر عّز السلم ف الاضي وذّل أهله‬
‫ف الاضر فذرفت عيناه‪ ،‬يا من سع بأن اليهود والنصارى احتلوا بلدنا‪ ،‬يا من يرى الطواغيت أبعدوا شريعة ال وحاربوا‬
‫الاهدين‪ ،‬يا من أّثر ذلك ف قلبه فأّرق نومه‪ ،‬أقول لك‪:‬‬
‫هل تب أن تبصر بداية نور العزة‪ ،‬وأن تضع قدميك على درب الغية‪ ،‬وتعيش حياة عملية للمهاجرين والنصار؟‬
‫فعليك بطريق الاهدين‪ ،‬واعلم وال أنم يعيشون حياة ل يعشها غيهم‪ ،‬أليسوا يعيشون مرفوعي الرأس‪ ،‬يؤرقون أعداء ال‬
‫ويرهبونم‪ ،‬أليس أبناء الغية من هذه المة يفتخرون بأعمالم ضد أعداء السلم؟‬
‫فاسأل ال الداية‪ ،‬فإن بابا عظيم‪.‬‬

‫‪ -46‬لنم بدؤوا بالواجب قبل الستحب‪ ،‬وبالفاضل قبل الفضول‪:‬‬

‫ـدو‬
‫ـراج العـ‬
‫هذه الفقرة حقيقة ثابتة لكل ذي بصية‪ ،‬فلو نظرنا إل أعمال القاعدة واهتماماتا‪ ،‬فإنا اشتغلت بالهاد لخـ‬
‫ـور التمثــل فــ‬
‫الصائل التل لبلد السلم‪ ،‬واشتغلوا بالهاد حت تكون كلمة ال هي العليا‪ ،‬وحت ينهدم شرك القصـ‬
‫التشريع الخالف لشرع ال والكم به‪ ،‬وموالتم لليهود والنصارى‪.‬‬
‫يقول شيخ السلم ابن تيمية ‪-‬رحه ال‪]:-‬وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الرمة والدين فواجب إجاعا‪،‬‬
‫فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا ل شيء أوجب بعد اليان من دفعه‪ ،‬فل يشترط له شرط بل يدفع بسب‬
‫المكان‪ ،‬وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيهم[ أ‪.‬هـ‪ .‬الستدرك على فتاوى ابن تيمية )‪.(1/170‬‬
‫وعلى اعتبار أن الهاد اليوم فرض كفاية ‪-‬تنزًل‪ ،-‬فهو من أفضل العمال‪ ،‬قال شيخ السلم ابن تيمية‪]:‬فالهاد والصب‬
‫فيه أفضل العمال‪ ،‬كما قال النب ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪":-‬رأس المر السلم‪ ،‬وعموده الصلة‪ ،‬وذروة سنامه الهاد ف‬
‫ـب‬
‫سبيل ال" وهو حديث صحيح رواه المام أحد‪ ،‬والترمذي وصححه‪ ،‬وهو من حديث معاذ بن جبل الطويل ‪-‬وهو أحـ‬
‫العمال إل ال‪ [-‬مموع الفتاوى )‪.(17/26‬‬
‫حَراِم َكَمْن آَمــنَ‬
‫جِد اْل َ‬
‫سِ‬‫ج َوِعَماَرَة اْلَم ْ‬
‫حا ّ‬
‫وقال أيضا‪]:‬والهاد أفضل من الج والعمرة‪ ،‬كما قال تعال‪َ}:‬أَجَعْلُتْم ِسَقاَيَة اْل َ‬
‫ـاَجُروا‬
‫ـوا َوَهـ‬
‫ي * اّل ـِذيَن آمَُنـ‬
‫ـاِلِم َ‬
‫سَتُووَن ِعْنَد الّلِه َوالّلُه َلا َيْهِدي اْلَقْوَم الّظـ‬
‫ِبالّلِه َواْلَيْوِم اْلآِخِر َوَجاَهَد ِفي َسِبيِل الّلِه َلا َي ْ‬
‫ضَواٍن‬
‫شُرُهْم َرّبُهْم ِبَرْحَمٍة ِمْنُه َوِر ْ‬
‫ك ُهُم اْلَفاِئُزوَن * ُيَب ّ‬
‫سِهْم َأْعَظُم َدَرَجًة ِعْنَد الّلِه َوُأوَلِئ َ‬
‫َوَجاَهُدوا ِفي َسِبيِل الّلِه ِبَأْمَواِلِهْم َوَأْنُف ِ‬
‫ت َلُهْم ِفيَها َنِعيٌم ُمِقيٌم * َخاِلِديَن ِفيَها َأَبًدا ِإّن الّلَه ِعْنَدُه َأْجٌر َعِظيٌم{]التوبة‪ [22:19:‬مموع الفتاوى )‪.(160/ 35‬‬
‫َوجَّنا ٍ‬
‫ـن‬
‫ـل مـ‬
‫ـرائض أفضـ‬
‫ـد الفـ‬
‫قال ابن قدامة ف الغن )‪]:(10/362‬مسألة‪:‬قال‪:‬قال أبو عبد ال‪:‬ل أعلم شيئا من العمل بعـ‬
‫ـبيل‪.‬‬
‫الهاد‪:‬روى هذه السألة عن أحد جاعة من أصحابه‪ ،‬قال الثرم‪:‬قال أحد‪:‬ل نعلم شيئا من أبواب الب أفضل من السـ‬
‫وقال الفضل بن زياد‪:‬سعت أبا عبد ال‪ ،‬وذكر له أمر العدو فجعل يبكي ويقول‪:‬ما من أعمال الب أفضل منه‪ .‬وقال عنــه‬
‫غيه‪:‬ليس يعدل لقاء العدو شيء‪ ،‬ومباشرة القتال بنفسه أفضل العمال‪ ،‬والذين يقاتلون العدو هم الذين يــدفعون عــن‬
‫السلم وعن حريهم‪ ،‬فأي عمل أفضل منه؟ الناس آمنون وهم خائفون قد بذلوا مهج أنفسهم[ أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫وإن من مداخل إبليس على بعضهم اليوم أن شغلهم بالفضول عن الفاضل‪ ،‬وبالستحب عن الواجب‪ ،‬وهذا مــن طــرق‬
‫ـة‬
‫ـال الرجوحـ‬
‫ـة العمـ‬
‫إبليس ف استدراج العباد‪ ،‬وقد بي ذلك ابن القيم ‪-‬رحه ال‪ -‬فقال‪]:‬العقبة السادسة‪:‬وهي عقبـ‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫الفضولة من الطاعات‪ ،‬فأمره با وحسنها ف عينه وزينها له‪ ،‬وأراه ما فيها من الفضل والربح؛ ليشغله با عما هو أفضــل‬
‫منها وأعظم كسبا وربا؛ لنه لا عجز عن تسيه أصل الثواب‪ ،‬طمع ف تسيه كماله وفضله ودرجاته العالية‪ ،‬فشــغله‬
‫بالفضول عن الفاضل‪ ،‬وبالرجوح عن الراجح‪ ،‬وبالبوب ل عن الحب إليه‪ ،‬وبالرضي عن الرضى له[ مدارج السالكي‬
‫)‪.(1/225‬‬
‫ـرى نفسـه‬
‫فترى بعضهم ينشغل ببعض العمال اليية عّما هو أوجب واجبات الدين بعد اليان بال وهو الهاد‪ ،‬فهو يـ‬
‫ـترك‬
‫على خي ‪-‬ول شك أنه على خي‪ -‬لكن شغل بذا الي عن أفضل وأوجب منه‪ ،‬كالذي يشتغل بالعلم الكفــائي ويـ‬
‫الواجب العين عليه من الهاد‪.‬‬
‫أما القاعدة فهي ‪-‬بفضل ال‪ -‬مهتمة بالهم فالهم‪ ،‬وبالواجبات على قدرها ف الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ولقد ُعّد ف التاريخ الذين انشغلوا بالفضول عن الفاضل وبالستحب عن الواجب وصمة عار وتاريخ غي مشرف!! واليوم‬
‫التاريخ يتجدد‪ ،‬فمن الناس من يسلك أفضل المور رغم صعوبتها‪ ،‬ومنهم من ينشغل بالفضول عن الفاضل‪ ،‬نسأل ال أن‬
‫يوحد صفوف أهل السنة وأن يمع كلمتهم على الب والتقوى‪.‬‬
‫وقد يقول قائل‪:‬نن ل نراكم بهادكم هذا قد انشغلتم بالواجب عن السنون!!‬
‫فنقول‪:‬إن جهادنا لعدوين‪:‬‬
‫العدو الول‪:‬اليهود والنصارى الذين احتلوا بلد السلم‪.‬‬
‫ـدو‬
‫ـدة العـ‬
‫ـع بجاهـ‬
‫العدو الثان‪:‬أذنابم من الكام الرتدين‪ ،‬الذين هم جزء من الملة الصليبية ضد السلم‪ ،‬فإن ل تقتنـ‬
‫الداخلي فما الذي ينعك من ماهدة العدو الارجي "اليهودي والنصران"؟‬
‫ـا‪ ،‬وإمققا أن‬
‫ـرد عليهـ‬ ‫فأنت بي أمرين‪ :‬إمققا أن تقققول‪":‬ل جهاد اليوم" فهذه طامة حكايتها تغن عـ‬
‫ـن الـ‬
‫تقول‪":‬نعم هناك جهاد" فإذا ل تذهب للجهاد فأنت بي أمرين‪:‬‬
‫إما أن تقول‪:‬ل ناهد هناك لسباب منها الطريق وغيه من العذار‪ ،‬فنقول‪:‬اتق ال ما استطعت‪ ،‬وعلق المــة بالهــاد‬
‫وحثها واعمل بصدق على إزالة العقبات من الطريق‪ ،‬وادع ال أن يبلغك إل هناك‪ ،‬وإما أن تقول‪:‬أنا مشغول بأعمــال‬
‫دعوية وغيها‪ ،‬فهذا خي‪ ،...‬ولكن‪:‬أل ترى أنك انشغلت بالستحب عن الواجب؟ وإذا انشغل بعض الشــايخ بــذلك!‬
‫ـن‬
‫ـك مـ‬
‫فلماذا ل يرضون الشباب على الذهاب لتحرير بلد السلم‪ ،‬الذي هو أوجب الواجبات بعد اليان؟ أليس ذلـ‬
‫عقبات إبليس؟‬
‫وف حقيقة المر لو نظرنا إل بعض الماعات‪ ،‬فهي ل تاهد العدو الداخلي ول العدو الارجي‪ ،‬فهذا ف حقيقة المر جناية‬
‫على شعية الهاد‪ ،‬الت لو أقامها أبناء السلم لرأيت اندحار اليهود والنصارى‪ ،‬ومصارع الكام الطواغيت‪.‬‬
‫ع المـوِم ليبتلي‬
‫وليٍل كموج البحِر أرَخى ُسدوَله *****علّي بأنـوا ِ‬
‫ت لـُه ّلا َتمّطى ِبجـوزِه *****وأردفَ أعجازا وناَء بَكْلَكـِل‬
‫فقلـ ُ‬
‫ك بأمثِل‬
‫ح من َ‬
‫ح وما الصبا ُ‬
‫جـِل *****بصب ٍ‬
‫أل أيها الليُل الطويل أل اْن َ‬
‫ت ِبَيذُبِل‬
‫ك ِمْن َلْيٍل كأّن ُنجوَمـُه *****بكّل ُمغـاِر الَفْتِل ُشّد ْ‬
‫فيا لـ َ‬
‫وإذا رأيتنا نكثر الكلم حول مسألة القواني الوضعية‪ ،‬فل تستغرب ول تنتقد‪ ،‬فإنا مسألة جديرة بالعناية‪ ،‬لسيما ف هــذا‬
‫الزمان‪ ،‬ونن نكثر الكلم حولا وتوضيحها للناس لسباب‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪ (1‬لنا مسألة تتعلق باليان والكفر‪:‬فهي مسألة تتعلق بـ"ل إله إّل ال"؛ لنك ل تقق "ل إله إّل ال" إّل إذا كفرت‬
‫ت َوُيْؤِمْن ِبــالّلِه َفَقــدِ‬
‫بالطاغوت وآمنت بال‪ ،‬قال تعال‪َ}:‬لا ِإْكَراَه ِفي الّديِن َقْد َتَبّيَن الّرْشُد ِمَن اْلَغّي َفَمْن َيْكُفْر ِبالّطاُغو ِ‬
‫ـمْ‬
‫ـوَن َأّنُهـ‬
‫صاَم َلَها َوالّلُه َسِميٌع َعِليٌم{]البقرة‪ ،[256:‬وقال تعال‪َ}:‬أَلْم َتَر ِإَلى اّلِذيَن َيزُْعُمـ‬
‫ك ِباْلُعْرَوِة اْلُوْثَقى َلا اْنِف َ‬
‫س َ‬
‫اْستَْم َ‬
‫شــْيَطاُن َأْن‬
‫ت َوَقْد ُأِمُروا َأْن َيْكُفُروا ِبِه َوُيِريدُ ال ّ‬
‫حاَكُموا ِإَلى الّطاُغو ِ‬
‫ك ُيِريُدوَن َأْن َيَت َ‬
‫ك َوَما ُأْنِزَل ِمْن َقْبِل َ‬
‫آَمُنوا ِبَما ُأْنِزَل ِإَلْي َ‬
‫ـال‪}:‬أْم َلُه ـمْ‬
‫شِرُك ِفي ُحْكِمِه َأَحًدا{]الكهف‪ ،[26:‬وقال ال ـ تعـ َ‬
‫ضَلاًلا َبِعيًدا{]النساء‪ ،[60:‬وقال تعال‪َ}:‬وَلا ُي ْ‬
‫ُيضِّلُهْم َ‬
‫ي َلُهْم َعَذابٌ َأِليٌم {]الشورى‪:‬‬
‫ضَي َبْيَنُهْم َوِإّن الّظاِلِم َ‬
‫صِل َلُق ِ‬
‫ُشَرَكاُء َشَرُعوا َلُهْم ِمَن الّديِن َما َلْم َيْأَذْن ِبِه الّلُه َوَلْوَلا َكِلَمُة اْلَف ْ‬
‫خْلُق َواْلَأْمر{]العراف‪.[54:‬‬
‫‪ ،[21‬وقال تعال‪َ}:‬أَلا َلُه اْل َ‬
‫فهذه السألة تتعلق بالربوبية‪ ،‬واللوهية‪ ،‬والساء والصفات‪ ،‬والدين واليان‪ ،‬وليس هذا موضع البسط‪.‬‬
‫‪ (2‬لنا من أكثر السائل انتشارا‪:‬والشيء إذا كان متفشيا بصورة أوسع ف الناس‪ ،‬ولو ل يكن أكثر جرما‪ ،‬فإنه يقدم‬
‫على الذي ل يكن متفشيا وإن كان أكب منه‪ ،‬ودليل ذلك أن ال بدأ بتحري نكاح زوجة الب قبل الم‪ ،‬ول يعن ذلك أن‬
‫ح‬
‫حوا َما َنَكــ َ‬
‫نكاحها أشّد جرما من نكاح الم‪ ،‬ولكن بدأ ال به لا كان أكثر انتشارا ف الاهلية‪ ،‬قال ال تعال‪َ}:‬وَلا َتْنِك ُ‬
‫ـاء‪:‬‬
‫ـات ]النسـ‬
‫ـاُتُكْم‪ {...‬اليـ‬
‫ت َعَلْيُكْم ُأّمَهـ‬
‫شًة َوَمْقًتا َوَساَء َسِبيًلا * ُحّرَم ْ‬
‫ف ِإّنُه َكاَن َفاِح َ‬
‫ساِء ِإّلا َما َقْد َسَل َ‬
‫آَباُؤُكْم ِمَن الّن َ‬
‫‪ ،[22،23‬ذكر هذه الفائدة الدعوية الشيخ‪ /‬مصطفى العدوي ف "التسهيل لتأويل التنزيل"‪.‬‬
‫ومسألة الاكمية قد جعت بي شدة الرم وسعة النتشار‪ ،‬فينبغي الهتمام با ووضعها ف غاية العناية‪.‬‬
‫‪ (3‬لن العلماء كانوا يهتمون بعلج النراف ف عصورهم‪:‬فالنراف البارز ف عهد المام أحد هي قضية خلــق‬
‫القرآن؛ فأول هذه السألة اهتماما بالغا‪ ،‬وصدع بكلمة الق‪ ،‬وأوذي‪ ،‬وسجن‪ ،‬وجلد وصب‪.‬‬
‫ـيخ‬
‫والنراف ف زمن شيخ السلم ابن تيمية كان ف باب الساء والصفات؛ فنرى أنه أوله اهتماما كبيا‪ ،‬وف زمن الشـ‬
‫ممد بن عبد الوهاب كان ف توحيد اللوهية فأول ذلك اهتماما‪ ،‬وكتبهم شاهدة على ذلك‪.‬‬
‫ـدة‬
‫واليوم المة تعان من النراف ف قضية الاكمية‪ ،‬وف منازعتهم لق من حقوق ال وهو حق التشريع والكم‪ ،‬والقاعـ‬
‫تول هذه السائل جل الهتمام‪ ،‬يقول الشيخ أحد شاكر ‪-‬رحه ال‪ -‬ف "عمدة التفسي" ) ‪]:(4/1174‬أفيجوز مع هذا ف‬
‫شرع ال أن ُيحكم السلمون ف بلدهم بتشريع مقتبس عن تشريعات أوروبة الوثنية اللحدة؟ بل تشريع يدخله الهــواء‬
‫والراء الباطلة‪ ،‬يغيونه‪ ،‬ويبدلونه كما يشاءون‪ ،‬ل يبال واضعه أوافق شرعة السلم أم خالفها‪.[..‬‬
‫ـذر‬
‫وقال أيضا‪]:‬إن المر ف هذه القواني الوضعية واضح وضوح الشمس‪ ،‬هي كفر بواح ل خفاء فيه ول مداورة‪ ،‬ول عـ‬
‫ـرئ‬
‫ـل امـ‬
‫لحد من ينتسب للسلم ‪-‬كائنا من كان‪ -‬ف العمل با‪ ،‬أو الضوع لا‪ ،‬أو إقرارها‪ ،‬فليحذر امرؤ لنفسه وكـ‬
‫حسيب نفسه[أ‪.‬هـ‪ .‬وانظر )الكم بغي ما أنزل ال( للمحمود ص ‪.195‬‬
‫وقال الشيخ الشنقيطي ف "أضواء البيان" )‪]:(3/259‬وبذه النصوص السماوية الت ذكرنا يظهر غاية الظهور‪:‬أن الــذين‬
‫يتبعون القواني الوضعية الت شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه‪ ،‬مالفة لا شرعه ال جل وعل على ألسنة رسله ‪-‬صلى ال‬
‫عليهم وسلم‪ ،-‬أنه ل يشك ف كفرهم وشركهم إل من طمس ال بصيته‪ ،‬وأعماه عن نور الوحي مثلهم[ أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫‪ (4‬لن من الناس ف هذه السائل من ألبس الرجئة ثوب السنة‪:‬ول يرر مذهب أهل السنة من مذهب الــرجئة‪،‬‬
‫ـذّل‬
‫ـو الـ‬
‫فأصبح من الهم توضيح ذلك؛ لن هذا العتقد له تأثي كبي على أرض الواقع‪ ،‬فهو يّدر شباب المة ويرها نـ‬
‫والضعف والبعد عن الهاد‪ ،‬وصدق من ساها "فتنة التخدير"‪.‬‬
‫نعم إن الرجاء له دور كبي ف انطاط المة فال الستعان‪ ،‬فإذا كانت القاعدة مهتمة بذه السائل فهل تلم على ذلك؟‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫ختامـا‪:‬‬

‫جعت هذه السباب الت من أجلها اخترت "قاعدة الهاد" لعّل ال تعال ينفع با حائرا‪ ،‬أو يكشف با شبهة‪ ،‬أو يزيل بــا‬
‫لبسا‪ ،‬وما أكثر الشبه ف زماننا‪ ،‬وما أكثر الصاّدين عن الق باسم الق!!‪.‬‬
‫فلعل ال يقوي بذه الكتابة شوكة الاهدين ويضعف با شوكة الطواغيت‪ ،‬وقد أحببت الختصار ف الكلم على بعض هذه‬
‫النقاط‪ ،‬وإّل فبعضها يتاج إل بسط‪.‬‬
‫فيا أهل السنة‪:‬أنتم اليوم بأم ّ‬
‫س الاجة لتكوين اليد الضاربة لكم‪ ،‬تضربون با أعداء ال‪ ،‬فلماذا ل ندفع العجز والضعف؟‬
‫ونن قادرون على ذلك بتكاتفنا على ذلك‪ ،‬أليس بقاؤنا على النقص يعتب نقصا؟‬
‫وما أحسن قول أب الطيب التنب حيث قال‪:‬‬
‫ول أر ف عيوب الناس عيبا *****كنقص القادرين على التمام‬
‫والنصر قادم بإذن ال‪ ،‬ولكن من يصنع النصر؟ أما إذا جاء النصر دخل الناس فيه أفواجا‪.‬‬
‫إن صناعة النصر بعلم وبيان‪ ،‬وسيف وسنان‪ ،‬صناعته بداد أقلم العلماء‪ ،‬وطلبة العلم العاملي‪ ،‬وأموال السني وبــدماء‬
‫ـوَن{‬
‫ـا ُيوِقُنـ‬
‫ـاُنوا ِبآَياِتَنـ‬
‫صَبُروا َوَكـ‬
‫الاهدين‪ ،‬وقبل ذلك بصب ويقي‪ ،‬قال ال تعال‪َ}:‬وَجَعْلَنا ِمْنُهْم َأِئّمًة َيْهُدوَن ِبَأْمِرَنا َلّما َ‬
‫]السجدة‪.[24:‬‬
‫فهذه أسباب جعتها نصرة للحق فيما أعتقد‪ ،‬فما كان من حق فمن ال‪ ،‬وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان‪ ،‬وأســأل‬
‫ال أن يعل ذلك خالصا لوجهه الكري‪ ،‬وأن يعل لا القبول‪ ،‬وأن يغفر ل الزلة ويحو الطيئة‪ ،‬إنه جواد كري بر رحيم‪.‬‬

‫وكتبه‪:‬أبو مصعب العولقي‬


‫ممد عمي الكلوي العولقي‬
‫بلد اليمن جزيرة العرب‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫الصفحة‬ ‫الوضوع‬
‫‪2‬‬ ‫تقدي المي الشيخ أب بصي ناصر الوحيشي – حفظه ال‪-‬‬
‫‪4‬‬ ‫تقدي الشيخ أب الباء العولقي ‪ -‬حفظه ال‪-‬‬
‫‪6‬‬ ‫مرثية ف الشيخ ممد عمي الكلوي العولقي للشيخ إبراهيم الربيش‬
‫‪7‬‬ ‫لاذا اخترت القاعدة‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪1‬ـ لنم سلكوا منهج الهاد‬
‫‪10‬‬ ‫‪2‬ـ لنه ل يضرهم من خذلم‬
‫‪11‬‬ ‫‪3‬ـ لنه ينطبق عليهم وعلى غيهم من الاهدين أيضا وصف الطائفة النصورة بأنا تقاتل على الق‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -4‬لنم غرباء‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -5‬لنم أسعد الناس بلة إبراهيم‬
‫‪13‬‬ ‫‪6‬ـ ملة إبراهيم إعلن الباءة من الكافرين‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -7‬لنم يأخذون بالسنن الشرعية والكونية ف تقيق النصر‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -8‬لنم أشد جاعة من جاعات السلم كرها وبغضا عند اليهود والنصارى والنافقي‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -9‬لهتمامهم بانب الخّوة ف ال‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -10‬لنم ُيعّدون العّدة‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -11‬لنم ل يقدموا صنم الصال والفاسد على الدلة‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -12‬لنم أحيوا مصطلح علماء السلطان‬
‫‪23‬‬ ‫‪13‬ـ لنم يفرقون بي تقديس العلماء وتقدير العلماء‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -14‬لنم يسيون على طريقة الققي من أهل العلم‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -15‬لحاديث اللحم‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -16‬لنم أكثر الناس تفاؤًل ببشائر النصر‬
‫‪31‬‬ ‫‪ –17‬لنم يشاركون مشاركة فعالة ف صناعة النصر‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -18‬ل ينع اللف ف بعض التنزيلت من النضمام لم‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -19‬لشرعية أسلوبم ف التربية الهادية‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -20‬لنم من أفضل الماعات السلمية أخلقا‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -21‬لنم يواجهون حربا إعلمية من اليهود والنصارى والنافقي‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -22‬لن قادتم يذكروننا بقادة المة‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -23‬لن تيلت أمرا فعظم تسكي بنهجهم‬
‫‪38‬‬ ‫ل لال المة فقلت‪:‬لو كان بعض الناس أحياء ماذا سيكون؟‬
‫‪ -24‬لن نظرت متأم ً‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -25‬لن ل أحب أن أرى العال السلمي ف هذه الالة بدون القاعدة‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -26‬لن وجدت سعادة ف هذا الطريق أكثر من غيه‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪41‬‬ ‫‪ -27‬للترغيب والترهيب لترك هذا الطريق‬


‫‪41‬‬ ‫‪ -28‬لنم أبعد الناس عن النعرات‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -29‬لسياستهم الربية‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -30‬لنم يرهبون أعداء ال‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -31‬لكون منهج الاهدين موعود بالداية‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -32‬لن الماعات السلمية لو كانت على منهجهم لتعجل النصر‬
‫‪46‬‬ ‫‪ -33‬للدلة العقلية‬
‫‪46‬‬ ‫‪ -34‬للفطرة‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -35‬لنم حاربوا الرجئة قوًل وفع ً‬
‫ل‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -36‬لن التاريخ سجل صفحات مشرقة للمجاهدين‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -37‬لنم أحيوا تطبيق حكم الردة‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -38‬للرؤى‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -39‬للتحول الكبي‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -40‬للكرامات‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -41‬لسمو مصدر رزقهم‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -42‬للهمة العالية‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -43‬لنم يتعلمون مع الدث‬
‫‪54‬‬ ‫‪ -44‬لن العال رماهم عن قوس واحدة‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -45‬لن فيهم مهاجرين وأنصار‬
‫‪56‬‬ ‫‪ -46‬لنم بدؤوا بالواجب قبل الستحب‪ ،‬وبالفاضل قبل الفضول‬
‫‪59‬‬ ‫ختامـا‬
‫‪60‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪62‬‬
‫لاذا اخترت القاعدة – للشيخ ممد عمي الكلوي تقبله ال‬

‫‪62‬‬

You might also like