Professional Documents
Culture Documents
كيف تبدع في مشروعك
كيف تبدع في مشروعك
كيف تبدع في مشروعك
عائشة الجيار
صحفية من الكويت
إذا قررت اقتحام مجال المشروعات الصغيرة فإن أول سؤال يرد إلى ذهنك :كيف تختار المشروع المناسب
لقدراتك وللبيئة المحيطة حولك؟ وإذا ما اخترت فكرة المشروع؛ فإن هناك سؤال أهم هو :كيف تسوق منتجات
هذا المشروع؟
الجابة على هذين السؤالين مع التطور السريع للعالم ووجود مليين المنتجات في السواق لمشروعات أخرى لم
تعد سهلة ،بل أصبحت تحتاج إلى إبداع يجعل لمشروعك الصغير ميزة نسبية ينافس بها في السوق.
السطور التالية تحاول الجابة باختصار على هذين السؤالين من خلل خبرة تقدمها لك الشركة الكويتية لتطوير
المشروعات الصغيرة.
أول خطوة في عملية اختيار فكرة المشروع هي التأكد من توافر الخامات والموارد المحلية التي يعتمد عليها
مشروعك الصغير في البيئة المحيطة حولك ،وعلى سبيل المثال جريدة النخيل المنتشر بكثافة في الخليج خامة
موجودة لو أمكن استخدامها بعد تصنيعها وتحويلها إلى ألواح من خشب الكونتر؛ فسيقام على أساسها مشروع
ناجح.
مثال آخر مخلفات المنازل من العبوات الفارغة المعدنية والبلستيكية والزجاجية في مجتمعات ذات نمط
استهلكي عالل مثل الخليج ،لو أمكن التفكير في إعادة تصنيعها في شكل منتجات جديدة منخفضة القيمة وذات
استخدامات جديدة ،فإنها يمكن أن تشكل مجالت صغيرة واعدة؛ ولذلك يجب أن تكون القاعدة عند اختيار منتج
المشروع أن نبحث في الموارد المتاحة حولنا التي تتسم بالوفرة وانخفاض التكلفة.
المر الخر هو اختيار منتج عليه طلب كامن يتحول إلى طلب فععال في حالة ظهوره؛ فهناك أنماط استهلكية لم
تكن معروفة لدينا في المنطقة العربية منذ 30عاما؛ فهي جديدة علينا نسبيا ،ولكن بعد أن دخلت إلى حياتنا
أصبحت شائعة ومنتشرة وعليها طلب فععال ومتزايد ،ومن أمثلة ذلك مصنعات اللحوم والدواجن والسمك والنواع
المختلفة من المشهيات المعبأة ...التي يمكننا إنتاجها محليا كبديل للمستورد وبنفس الجودة وبأسعار أقل ومن خلل
مشاريع صغيرة.
كذلك يفضل أن تختار منتجا يعتمد على موروث ثقافي ومهارة يدوية عالية ،وتلك المنتجات تعتمد في أغلبها على
خامات محلية ،وهو أمر يسهل تسويق منتجات المشروع سواء من المواطنين الذين يسعون لقتناء هذه النوعية
من المنتجات أو الجانب الذين يرغبون في شرائها ،لكن هذا الختيار يحتاج من صاحب المشروع الصغير إلى
ضا يحتاج إلى الربط بين القيمة الوظيفية للمنتج والقيمة التراثية،
أن يكون أكثر دقة عند اختيار هذه المنتجات ،وأي ض
وعلى سبيل المثال فإن إدخال تصميمات من التراث الخليجي أو السلمي في بعض النوعيات من الملبس أو
الثاث يمكن أن تكون سبضبا في نجاح العديد من المشروعات الصغيرة.
إن التقليد والتكرار لنفس تجارب الخرين في اختيار المشروع دون إدخال أي عنصر من التطوير أو التطويع أو
دون أن تتميز بمهارة عالية هو الذي يعررض المشروع إلى الخفاق .فنجاح الخرين في مشروعاتهم يجب أل
يدفعك على الفور لتقليدهم دون أن تفكر فيما ستضيف إلى تجربتهم.
وهنا نقدم بعض الفكار التي قد تبدو جديدة التي قد تقول :إنها تقليدية؛ فقد سمعت عنها أو تعرف بعض الشخاص
الذين طبقوها ،ولكن إذا استطعت أن توجد ميزتك النسبية أو إضافتك فإن المر سيختلف ،وهذه المثلة توضح لك
ذلك:
-اشتراكات لصيانة الجهزة الكهربائية :ستقول إن هذا المشروع قد سمعت عنه ،وإن هناك العديد من المشاريع
الخاصة تعمل في هذا المجال ،ولكن قد تكون فكرة الشتراكات الثابتة التي يتم حسابها على أساس يحقق
المصلحة المشتركة للعميل وصاحب المشروع مع تخطيط عملية المرور الثابتة والتفتيش الدوري ،وتطبيق
مفاهيم الصيانة الوقائية قد يكون هو الميزة النسبية أو الضافة التي سيتميز بها مشروعك.
-وكالت صغيرة للتسويق :مشاريع توزيع المنتجات كثيرة ،وأغلبها يعاني من المشكلت ..هذه هي النظرة
التقليدية ،إن الكثير من أصحاب المشاريع ينتجون وفقا لما يرونه هم ،أو وفقا لتوقعات غير صحيحة عن
احتياجات العملء؛ وبالتالي فإن المر يحتاج إلى من يقوم بإعداد دراسات علمية ودقيقة للسوق ،ويحتاج لمن
يتعرف على احتياجات المستهلكين ،وكذلك إلى من يترجم هذه الحتياجات إلى تصميمات دقيقة ،ويحتاج أن يحدد
أيضا السلعة المناسبة للعميل المناسب ،وأن يقدم الدراسات البديلة المناسبة لتكلفة إنتاج نفس السلعة المستهدفة،
وهذا هو مضمون المشروع الذي نقدمه إليك ،وهو وكالة للتسوق كمشروع لخدمة مشاريع صغيرة.
-مشروعات صناعية مغذية :وهي تعد من أبرز المجالت المتاحة والممكنة أمام المشروعات الصناعية الصغيرة
والورش؛ حيث يمكن لهذه المشروعات أن تتعاقد مع المصانع الكبيرة والمتوسطة على تصنيع أجزاء أو مكونات
لحساب هذه المصانع التي تفتح أمامها مجالت وفرص تشغيل متسعة ،ولكن التساؤل هنا :أين الميزة الفضلى؟
وهنا ل بد من توفر أمرين:
الول :المهارة التي تعني مدى قدرة هذه المصانع الصغيرة على تصنيع الجزاء والمكونات التي تطلبها المصانع
الكبيرة بأكبر قدر من الجودة والدقة وفي أسرع وقت ممكن.
والمر الثاني :تلك الصيغة التي يرتضيها المصنع الصغير والمصنع الكبير لدارة وتنفيذ هذا التعاقد من الباطن،
وبالطبع فإن هذه الصيغة تحتاج إما إلى مواءمة وتطويع عقود التعاقد من الباطن الموجودة في التجارب الجنبية
في الدول المتقدمة إلى ما يناسب ظروف البيئة المحلية أو ابتكار أساليب مستحدثة لهذا التعاقد من الباطن؛ حيث
يتطلب المر تقنين وتنظيم عمليات الشراء أو ملكية أو تأجير اللت التي تستخدم في النتاج ،وأيضا عمليات
تكلفة إنتاج هذه الجزاء والمكونات في المصانع الصغيرة ..هذا إلى جانب ضرورة قيام المصانع الصغيرة بتحديد
وتطوير خطوط وعمليات النتاج فيها؛ لتكون قادرة على تصنيع هذه الجزاء والمكونات بالمواصفات المطلوبة.
تسويق مشروعك
إذا كان اختيار المشروع والبداع في فكرته أحد عوامل نجاح مشروعك من عدمه؛ فإن تسويق منتجاته هو
العامل الحاسم في استمراره ،والسلوب الذي ستختاره للتسويق سيتحدد في ضوء نوعية السلعة التي تنتجها،
وكذلك حجم سوقها؛ وهو ما يستلزم منك بحث السوق جيدا ،وجمع معلومات عن السلع المنافسة ،ثم الخروج
بتصور عن كيف تصنع منتضجا يرضي العملء في حدود الطاقات النتاجية المتاحة والممكنة لمشروعك.
بضاف إلى ذلك التسعير ،وهو كيف تحدد سعر المنتج على أساس التكلفة ،ومدى قبول السوق له؟ ثم يلي ذلك
الترويج والعلن ،وهو :كيف نعرف العملء بالمنتج ،ونخلق الطلب عليه ،وبالتالي تزيد المبيعات؟ وآخر محاور
التسويق هو التوزيع :ويتعلق بكيفية إيصال المنتج إلى العميل بسهولة.
إن كل هذه المحاور ل بد أن تماررس في المشروع الصغير حتى ينجح ،لكن ل بد أن يساندها أفكار إبداعية في
مسألة التسويق تستطيع التميز بها لمنتجك وتخلق لمشروعك السمعة ،وهذه بعض الفكار التي قد تبدو لك للوهلة
الولى غير جديدة في مسألة التسويق ،ولكن الجديد فيها هو محاولة تطويعها لتتناسب مع تسويق المشروعات
الصغيرة ،ومنها:
-قبول رد المنتجات المعيبة وغير المعيبة أو استبدالها :إن القاعدة التي تعودنا أن نتعامل بها هي أن البضاعة
المباعة ل ترد ول تستبدل؛ فهل جربنا أن نخالف هذه القاعدة؟ وهل حاولنا أن نقيس ونتتبع تأثيرها على العميل
وعلقته بالمشروع؟ بالطبع ل؛ لننا نخاف أن يسلك العملء سلوكا غير رشيد ،ويزيدوا من عملية الرد
والستبدال؛ مما يؤثر على عملية البيع ،أو أننا نقول دائما إننا ننتظر عملية البيع بفارغ الصبر ،ولن نقبل بإرادتنا
أن نعيد المر إلى ما كان عليه لتبقى المنتجات دون حركة .ولكن الواقع غير ذلك؛ لننا بقبول الستبدال ورد
البضائع ،وحتى استرجاع العميل للثمن نحن نبني علقة قوية مع العميل ،بل وأيضا نشعره أننا وهو –معا -نبحث
عن صالحه قبل صالحنا ،وهو أمر على المدى المتوسط والبعيد سيربطه بنا في علقة قوية وممتدة ،وإذا كنت
غير مصدق لما نقول لك فلنجرب مرة واثنتين وثلثا ،ولترصد النتائج.
-الضمان وخدمة ما بعد البيع ،وقبول الشكاوى ومتابعتها :دعني هنا أذكر لك تجربة شخصية في هذا المجال؛
حيث تعكس هذه التجربة فكرة إبداعية من وجهة نظري؛ فقد اشتريت بطارية لسيارتي من أحد المحلت،
وأعطاني صاحب المحل بطاقة ،وذكر لي أنه من حقي أن آتي إليه لصيانة البطارية لمدة غير محددة .وعندما
قمت بعملية الصيانة الشهرية وجدتها قد تمت بكل جدية ودقة وبدون مقابل ،والهم من ذلك -وهو ما يمثل البداع
الكثر في التجربة -أنني تأخرت في أحد الشهور عن القيام بالصيانة الشهرية الدورية؛ فإذا بي أتلقى تليفونا من
المحل يذكرني بأنه قد مر على ميعاد الصيانة الدورية للبطارية أكثر من 10أيام ،وأنهم يذكرونني بذلك ،ومن ثم
كانت عملية المتابعة ،وبالتالي كان ذلك سببا في أن أحكي هذه التجربة لكل أصدقائي وبل دفعتهم للتعامل مع هذا
المشروع؛ فقد حولتني هذه التجربة إلى مندوب دعاية وإعلن عن المشروع ،الذي يملك الن العديد من العملء.
-تقديم سلع تكميلية مجانية وعمل مسابقات وجوائز وتقديم الخدمة المتكاملة :إن هذه الفكار قد أصبحت الن
متداولة بشكل واسع في منتجات الشركة الكبيرة والمتوسطة ،ولكن كيف نطوع هذه الفكار في المشروعات
الصغيرة؟ إن هذا يحتاج إلى تفكير جانبي وإبداعي ،ويحتاج أيضا إلى تجريب .ولنسأل أنفسنا هل ستكون النتيجة
ايجابية لو أعطى صاحب محل الحذية جوربا كهدية مجانية لكل مشتري حذاء؟ وماذا ستكون النتيجة لو أعطى
صاحب القمشة كيسا صغيرا يحوي خيطا وأزرارا بنفس لون القماش المبيع للعميل؟
إن علينا أن نجرب ونرصد النتائج التي من المؤكد أنها ستكون ميزة تنافسية أكبر لمشروعنا..