Professional Documents
Culture Documents
1 1مجزوءات التخطيط و التدبير و التقويم
1 1مجزوءات التخطيط و التدبير و التقويم
و التخطيط
و التدبير
التقويم
األستاذ عبد هللا
الزرهوني
التربية علوم
وجدة
02/06/2016
مجزوءات :التخطيط و التدبير و التقويم
تقديم عام :
ال يمكن لمهنة التدريس ،شأنها في ذلك شأن باقي المهن األخرى ،أن تستقيم إذا لم يتم
فيها التزاوج بين البعد النظري و البعد العملي .فلكي يكون عمل المدرس قويما و وجيها من
الواجب أن يضع مكتسباته النظرية على محك التجربة داخل الفصل الدراسي حيث
اإلكراهات من كل نوع .بل إنه ال قيمة للمعارف النظرية إذا لم تتعالق مع معارف الفعل .و
المدرس إنما تقاس قيمة عمله المهنية بدرجة تحقيقه للتفاعل بين الجانب النظري للعملية
التعليمية التعلمية و الجانب العملي ،و بدرجة قدرته على إنزال المعارف المجردة إلى مجال
التجربة و الحس .
فإذا كان الجانب النظري يتشكل من العدة النظرية التربوية و البيداغوجية ( علم النفس
التربوي /سوسيولوجيا التربية /فلسفات التربية /التشريع التربوي /تكنولوجيات التربية
)...و من مختلف المعارف الخاصة بكل مادة ،و من الديداكتيك الخاص بكل مادة و
الديداكتيك العام المشترك بين كل المواد المبرمجة في نفس المستوى الدراسي ،فإن اكتساب
مهارات و كفايات التخطيط و التدبير الديداكتيكي و البيداغوجي و كذا كفايات بناء و تدبير
وضعيات التقويم و الدعم ،ال يمكن أن تتم إال باالستفادة أفقيا من كل مواد التكوين و عموديا
من كل العناصر المؤلفة للعدة التربوية النظرية .
يقتضي التخطيط و التدبير الديداكتيكين و البيداغوجين و معهما بناء و تدبير وضعيات
التقويم و الدعم من المدرس النزول بمعارفه النظرية في التربية و التعليم إلى الممارسة و
العمل و إلى التقطيع الجزئي لفعل التعلم حسب غالف زمني عام ( لسنة دراسية بكاملها ) أو
جزئي ( لمرحلة محددة ) و تبعا الكراهات الواقع في كل تجلياته الصغيرة و الكبيرة .
التخطيط و التدبير و التقويم إذن هي اإلجراءات العملية األساسية و التي يتعايش فيها
البعدان المعرفي النظري و العملي التطبيقي في مهنة التدريس .إنها اإلجراءات التي يتمظهر
فيها مدى تمكن المدرس من الخلفية النظرية لعمله في جميع أبعاده و مدى اكتسابه لكفايات
إدماج مكتسباته المعرفية و صهرها في عملية التدريس .
لكن :
ما المقصود بالتخطيط الديداكتيكي و البيداغوجي للتعلمات ؟
ما المقصود بالتدبير الديداكتيكي و البيداغوجي للوضعيات التعلمية ؟
ما معنى بناء و تدبير وضعيات تقويم و دعم التعلمات ؟
1ـ التخطيط الديداكتيكي والبيداغوجي للتعلمات
1ـ دالالت مفهوم " التخطيط " في العالقة بالمفاهيم المجاورة . Iـ المعنى العام لمفهوم التخطيط .
1ـ معنى التخطيط الديداكتيكي و البيداغوجي . IIـ المعنى الخاص لمفهوم التخطيط
2ـ التخطيط على المدى المتوسط :التخطيط لوحدات و مكونات IVـ أصناف و شروط التخطيط
الديداكتيكي و البيداغوجي .
المادة .
كيف يمكن بلورته و مباشرته و تحيينه في وضعية تعلمية محددة :ديداكتيكية /
مشكلة /إدماجية /للتقويم /للدعم و التتبع ؟
=>استنتاج :الظاهر من خالل التعاريف السابقة أن التخطيط مفهوم يتوزع على مجاالت
عديدة من الحياة :السياسة ،االقتصاد ،الهندسة ،التكنولوجيا ،التعليم ...و أن الجمع بينها
يفضي إلى كون التخطيط عملية معقدة و صعبة .ألنه قد يتخذ شكل خطة أو برمجة أو
إستراتيجية أو تصميم لما يجب إنجازه في المستقبل من أجل تحقيق غايات و أهداف محددة
بشكل مسبق .و لكونه يشكل وعيا بمختلف مراحل اإلنجاز و عوائقه و ترتيبا للموارد
الضرورية ...و ما إلى ذلك .و إذا كان اآلن عملية تستند عليها كل المهن و ال يخلو منه أي
عمل أو نشاط يراد له أن يكون جديا فقد كان لمدة طويلة محايثا لمجال االقتصاد بالدرجة
األولى لعدة اعتبارات أهمها :أن التخطيط في االقتصاد هو ما يشكل ماهية و جوهر
االقتصاد ذاته ألن االقتصاد يفيد في داللته المباشرة :توفير الجهد و الوقت و الكلفة إذ ال
المال و ال وسائل اإلنتاج و ال الموارد البشرية و ال البنية التحتية ...تقيم اقتصاد األمم و
الدول ،بل التخطيط الذي هو إستراتيجية و برمجة و خطة العمل ...المعدة سلفا .
وإذا احتكر مجال االقتصاد هذا المفهوم لفترة طويلة وال يزال يشكل عنصرا أساسيا من
جهازه المفاهيمي فألن التخطيط يتجلى فعليا في االقتصاد كتنظيم و برمجة و تصميم للعمل
قد يستمر لسنوات .و في هذا اإلطار تجدر اإلشارة إلى إن أول بلد اعتمد التخطيط بهذا
المعنى هو االتحاد السوفياتي السابق ( 1917م ـ 1989م ) حين طلع على العالم بأول
تخطيط خماسي ( 1928م ـ 1933م ) جاء كترتيب لألولويات في ضوء اإلمكانات المادية و
البشرية المتاحة داخليا و خارجيا من أجل النهوض باقتصاد البلد و كعملية تجريبية لالرتقاء
مستقبال بالواقع المعيشي للمواطنين .
و إذا أصبح التخطيط اآلن معقدا في كل المجتمعات و في كل الدول الصغيرة و الكبيرة ،و
إذا أصبح ضرورة ملحة في الدول المتخلفة و النامية ،فإنه يعني بالخصوص تصور
المستقبل المرغوب فيه و الموارد الكفيلة لبلوغه .أي مجموع العمليات و اإلجراءات التي
تحدد الميزانيات من جهة و تعمل على تنفيذها من جهة ثانية ،أي عمليات التوليف و التنسيق
بين اآللية اإلستراتيجية التي يغلب عليها التنظير و اآللية المالية التي يحكمها توزيع الموارد
وفق ضوابط و معايير محددة .ما يجعله عملية ذات بعدين متداخلين :البعد النظري و البعد
العملي .
يكمن البعد النظري في التخطيط في استشراف المستقبل و تكوين صورة عن المراد
و وضع تصميم أو خطة أو برنامج لذلك على األوراق ،أما البعد العملي فيكمن في االنخراط
في انجاز ما تمت برمجته و تنفيذ ما تم تسطيره .إنه إذن إنشاء عقلي لألفكار و التصورات
و االقتراحات و القرارات و في الوقت نفسه تحيين و تجسيد لها و إكسابها صورة خارجية
مادية ملموسة .
لكن إذا كان هذا هو المعنى العام للتخطيط ،و إذا كان هذا هو سياقه :فما هو معناه
في مجال التعليم و التدريس ؟
المقصود به ،سواء تعلق األمر بالتخطيط الستراتيجي للدولة أو بالتخطيط الوظيفي الذي
يمارسه المدرس في مهنته ،هو تلك الخلفية الكبرى التي تؤطر المنظومة التربوية ككل .أي
سياسة الدولة في التعليم و التربية و مراميها و غاياتها و أهدافها العامة البعيدة المدى .أي
تصورها المستقبلي لما يجب أن يكون عليه البلد و المواطن و الحياة و العالقات على جميع
المستويات الوجودية و المعرفية و القيمية األخالقية ...أي التصور الذي يتخلل الوثائق و
المناهج و البرامج و المذكرات و المخططات خاصة الميثاق الوطني للتربية و التكوين ،
والكتاب االبيض اللذان حددا الخطوط العريضة لما يجب أن يكون عليه التعليم و التربية في
جميع المسالك و الشعب و المستويات من حيث المضامين و المحتويات و الطرائق
الديداكتيكية و البيداغوجية .
يعد االقتصاد ـ كما سبقت اإلشارة ـ من أهم المجاالت التي استمد منها التعليم مفاهيمه
األساسية و طرائقه الديداكتكية و البيداغوجية .وال غرابة في ذلك ألن المنتظر دائما في
االقتصاد و في التعليم هو منتوج ما أو مردودية معينة .و هذا هو ما يفسر كون التخطيط
في التعليم يجد أسسه و جذوره في االقتصاد خاصة في نموذج المقاولة االقتصادية .فقد
مارست هذه إغراءا كبيرا على المؤسسة التعليمية رغم الفارق النوعي بينهما .فإذا كانت
الغاية في المقاولة االقتصادية هي تحقيق المردودية و الجودة و الربح فإن المؤسسة التعليمية
بدورها ما انفكت تراهن على هذه الغاية نفسها .و إذا كانت المقاولة االقتصادية من جهة
أخرى ترهن تحقيق تلك الغاية بالتخطيط و التحكم في الموارد و تدبير عالقات االنتاج ،فان
المؤسسة التعليمية تفعل نفس الشيء .و ما يعكس هذا األمر هو اعتماد مقاربة التدريس
بالكفايات في التعليم و التربية بعدتها المفاهيمية المتنوعة :القدرة و المهارة و الكفاءة و
اإلنجاز و األداء و الموارد (...انظر مجزوءة :مقاربة التدريس بالكفايات ) .
األساس السيكولوجي : .3
إذا كان األساس الفلسفي للتخطيط هو إجابة عن السؤال " :لماذا نخطط؟ " ،و إذا كان
األساس السوسيواقتصدي إجابة على السؤال " :ألية بنية تحتية نخطط ؟ " ،فان األساس
السيكولوجي هو إجابة على السؤال " :من المستهدف من التخطيط ؟ " .و واضح أن
المستهدف هو شخصية المتعلم الذي تلح كل الوثائق التربوية الرسمية على ضرورة جعله
محور العملية التعليمية التعلمية كأهم ركن من أركان المقاربة الكفاياتية :باحترام
خصوصيته و مرحلته النمائية على جميع المستويات و بهندسة الفضاء الكفيل بإحداث فعل
التعلم حيث يكون عنصرا فاعال مبدعا و منخرطا بشكل إرادي حر و واع في بناء وتطوير
المجتمع و المشاركة في الحياة االجتماعية طيلة حياته .
2ـ ضوابط و محددات التدبير الديداكتيكي . IIـ ضوابط و محددات التدبير في
مجال التدريس االبتدائي .
3ـ ضوابط و محددات التدبير البيداغوجي .
9ـ بيداغوجيا التحكم و النجاح 3ـ بيداغوجيا اللعب IIIـ أهم المقاربات البيداغوجية
للتدبير المدرسي .
10ـ بيداغوجيا اإلبداع 4ـ بيداغوجيا التعاقد
الحرص على ترتيب العالقة بينهم في أفق تربوي جيد وفق منطق االنضباط
اإليجابي والتعامل األخالقي المرن البعيد عن التسلط أو التسيب من جانب المدرس
أوالمتعلمين .