Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫‪13‬‬

‫التنمية المستدامة‪ :‬أصلها ونشأتها‬

‫‪Fatima Mubarak‬‬
‫‪Senior Environmental Officer‬‬
‫‪Environmental Center for Arab Towns- Dubai Municipality‬‬
‫‪Email: fmkismail@dm.gov.ae‬‬

‫مقدمة ونظرة عامة‬

‫وصناع القرار الرئيسيين في مؤتمر األمم المتحدة المعني بالبيئة‬ ‫وضعت العديد من التعريفات للتنمية المستدامة وبطرق مختلفة ولكن‬
‫والتنمية (‪ )WCED‬في مدينة ريو دي جانيرو‪ ،‬البرازيل‪ .‬تعد‬ ‫يستند التعريف الشائع المستخدم على نطاق واسع إلى تقرير "مستقبلنا‬
‫التنمية المستدامة نموذ ًجا مبنيًا على تصورات وعلى مدار السنوات‬ ‫المشترك" الذي نشر أثناء عقد لجنة برونتالند في عام ‪ .1987‬والذي‬
‫العشرين الماضية‪ ،‬استطاعت المجتمعات المدنية‪ ،‬والشركات األهلية‬ ‫نص بشكل أساسي على ما يلي‪" :‬التنمية المستدامة هي التنمية التي‬
‫والمنظمات غير الحكومية إحراز تقدم في عملية التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة األجيال المقبلة على تلبية‬
‫ضا وثبت أن عملية‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يبقى مفهوم التنمية المستدامة غام ً‬ ‫احتياجاتها الخاصة"‪ .‬قد تتنوع تعريفات التنمية المستدامة ولكنها قد‬
‫التنفيذ ما تزال صعبة‪ .‬وما تزال العديد من االتجاهات غير المستدامة‬ ‫تؤدي في نهاية المطاف إلى نفس النهج كما هو مبين في الشكل (‪.)1‬‬
‫تعمل بدون أي قيود سياسية توجد في عملية التنمية المستدامة‪ .‬ووفقًا‬
‫لذلك‪ ،‬يعد تغير المناخ السبب الفعلي وراء وضع جدول أعمال التنمية‬ ‫وقد أعطى قبول هذا المصطلح من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫المستدامة‪.‬‬ ‫ضا إلى‬ ‫المصطلح أهميةً سياسيةً إلى ح ٍد ما وقد أدى بدوره أي ً‬
‫تطوير مبادئ التنمية المستدامة خالل عام ‪ 1992‬من قبل القادة‬

‫مجلة بيئة املدن االلكرتونية‬


‫العدد الثالث عرش – يناير ‪2016‬‬ ‫‪14‬‬

‫تتكون التنمية المستدامة من ‪ 7‬مفاهيم أساسية وهي كاآلتي‪- :‬‬

‫المفهوم األساسي األول‪ :‬االعتماد المتبادل‪ :‬وهذا يعني أنه ينبغي علينا فهم كيفية وجود عالقات مترابطة بين البيئة واالقتصاد على جميع‬
‫المستويات من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي‪.‬‬

‫المفهوم األساسي الثاني‪ :‬المواطنة واإلشراف‪ :‬المسؤوليات التي يتعين على كل فرد تحملها داخل المجتمع لضمان أن يصبح العالم مكانًا أفضل‪.‬‬

‫المفهوم األساسي الثالث‪ :‬احتياجات وحقوق األجيال القادمة‪ :‬فهم االحتياجات األساسية للمجتمع واآلثار المترتبة على اإلجراءات المتخذة اليوم‬
‫لتلبية احتياجات األجيال القادمة‪.‬‬

‫المفهوم األساسي الرابع‪ :‬التنوع‪ :‬احترام وتقدير االختالفات الثقافية واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫المفهوم األساسي الخامس‪ :‬جودة الحياة‪ :‬االعتراف بأن تحقيق المساواة والعدالة على مستوى العالم عناصر أساسية لالستدامة وهي أي ً‬
‫ضا‬
‫احتياجات أساسية يجب تلبيتها في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫المفهوم األساسي السادس‪ :‬عدم اليقين واالحتياطات‪ :‬يجب االعتراف بالمناهج المختلفة لتحقيق االستدامة والتغيير المستمر لألوضاع‬
‫واعترافك بأساليب التعلم المستدامة والمرنة‪.‬‬

‫المفهوم األساسي السابع‪ :‬التغير المستدام‪ :‬فهم أن الموارد محدودة وهو ما قد يؤدي إلى تأثير سلبي على أساليب حياة البشر‪.‬‬

‫التعليم والتوعية البيئية‬


‫‪15‬‬

‫المتحدة للبيئة (‪ ،)UNEP‬وكذلك ظهور العديد من الوكاالت الوطنية‬


‫لحماية البيئة‪.‬‬ ‫الركائز الثالث لالستدامة‬

‫في عام ‪ ،1983‬اجتمعت األمم المتحدة مع اللجنة العالمية المعنية‬


‫بالبيئة والتنمية برئاسة رئيس الوزراء النرويجي السابق غرو هارلم‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى المفاهيم األساسية‪ ،‬هناك أيضا ً ثالث ركائز لالستدامة‪.‬‬
‫وقد تم تأسيس لجنة لمعالجة تزايد المخاوف من انهيار البيئة البشرية‬ ‫هذه هي الركائز االقتصادية والبيئية واالجتماعية التي تندرج تحت‬
‫والموارد الطبيعية واآلثار الناجمة عن هذا االنهيار على التنمية‬ ‫النهج الكامل للتنمية المستدامة‪ .‬وقد تبنى تخطيط السياسات في‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وبعد أربع سنوات‪ ،‬نشرت المجموعة‬ ‫المملكة المتحدة الفكرة الكاملة للركائز الثالث‪.‬‬
‫تقريرا لمعالجة هذه القضايا بعنوان "مستقبلنا المشترك" (المعروف‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫تحليل دقيقًا لحالة البيئة‬ ‫ضا باسم تقرير برونتالند)‪ .‬قدم التقرير‬ ‫أي ً‬
‫فضل عن نشر تعريف التنمية المستدامة األكثر استخدا ًما‪" :‬التنمية‬ ‫ً‬ ‫أصول التنمية المستدامة‬
‫المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس‬
‫بقدرة األجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة" (اللجنة العالمية‬
‫تطورت بنية التنمية المستدامة في الفترة ما بين عام ‪ 1972‬و‪1992‬‬
‫المعنية بالبيئة والتنمية‪ ،1987 ،‬ص ‪.)45‬‬
‫من خالل سلسلة من مؤتمرات القمة والمؤتمرات األخرى‪ .‬وقدم‬
‫المفهوم ألول مرة خالل مؤتمر األمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية‬
‫وكان تقرير برونتالند عالمةً بارزة ً لمؤتمر قمة ريو الذي عقد في‬
‫الذي عقد في ستوكهولم عام ‪ ،1972‬وكان يعد أول اجتماع دولي‬
‫عام ‪ 1992‬والذي وضعت فيه األسس الالزمة لالندماج العالمي‬
‫للتشاور حول مفهوم االستدامة على نطاق شامل‪ .‬وقد أثمر المؤتمر‬
‫للتنمية المستدامة‪ .‬وقد اعتمد العالم بأسره إعالن ريو بشأن البيئة‬
‫عن وضع سلسلة من التوصيات التي أدت إلى إنشاء برنامج األمم‬
‫والتنمية وجدول أعمال القرن الحادي والعشرين‪.‬‬

‫مجلة بيئة املدن االلكرتونية‬


‫العدد الثالث عرش – يناير ‪2016‬‬ ‫‪16‬‬

‫وضع مؤتمر القمة الخطوط العامة لخطة العمل العالمية للتنمية‬


‫التقدم المحرز في مجال التنمية المستدامة‬ ‫المستدامة؛ حيث تضمن إعالن ريو ‪ 27‬مبدأ ً للتنمية المستدامة‪،‬‬
‫بما في ذلك المبدأ رقم ‪ 7‬حول "مسؤوليات مشتركة لكن متنوعة"‬
‫"نظرا للعوامل المختلفة التي ساهمت في‬ ‫ً‬ ‫الذي نص على ما يلي‪:‬‬
‫تم إحراز التقدم على مقاييس التنمية المستدامة‪ .‬وذلك بالنظر إلى‬ ‫تدهور البيئة العالمية‪ ،‬تتحمل الدول مسؤوليات مشتركة لكن متنوعة‪.‬‬
‫حقيقة أن المخاوف من التدهور البيئي وزيادة التلوث قد أدت إلى‬
‫زيادة االستثمارات في التقنيات الصديقة للبيئة‪ .‬وال تزال عملية‬ ‫وقد انطوى جدول أعمال القرن الحادي والعشرين على ‪ 40‬ميثاقًا‬
‫تنفيذها تحديًا ماثالً‪ ،‬ولكن ثمة أدلة على إحراز التقدم‪ .‬فقد تم إحراز‬ ‫مختلفًا يضع اإلجراءات فيما يتعلق بالنطاق االجتماعي واالقتصادي‬
‫تقدم في التخفيف من الفقر من خالل جهود خفض نسبة السكان الذين‬ ‫للتنمية المستدامة‪ ،‬وحفظ وإدارة الموارد الطبيعية‪ ،‬ودور المجموعات‬
‫يقل دخلهم عن ‪ 1‬دوالر أمريكي في اليوم الواحد‪ .‬حيث كانت البيئة‬ ‫الرئيسية‪ ،‬ووسائل التنفيذ‪ .‬وقد تم إنشاء ثالث آليات للحوكمة البيئية‬
‫هي الشغل الشاغل للحكومات على مدار العشرين عا ًما الماضية‪،‬‬
‫وهناك عدد من الجهود إلدماج االعتبارات البيئية بشكل أكثر فعالية‬ ‫خالل قمة ريو‪ :‬اتفاقية التنوع البيولوجي (‪ ،)CBD‬واتفاقية األمم‬
‫في عملية صنع القرار االقتصادي‪ .‬من أمثلة ذلك‪ ،‬تكامل الجهود‬ ‫المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ (‪ ،)UNFCCC‬والبيان الرسمي‬
‫الحكومية في البلدان المتقدمة المتنوعة لتحديد سعر الكربون‪،‬‬ ‫غير الملزم قانونا ً بمبادئ من أجل توافق عالمي في اآلراء بشأن‬
‫واالعتراف المتزايد بقيمة خدمات النظام البيئي لقطاع األعمال‬ ‫إدارة جميع أنواع الغابات وحفظها وتنميتها المستدامة‪ .‬وكانت قمة‬
‫والمجتمع‪ ،‬والجهود المبذولة لتقييم التقدم المحرز نحو تحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ .‬وقد أدت المخاوف العالمية من التدهور البيئي وزيادة‬ ‫ريو ناجحةً للغاية من الناحية السياسية؛ حيث شهد المؤتمر مشاركة‬
‫معدالت التلوث إلى زيادة االستثمارات في التقنيات الصديقة للبيئة‪.‬‬ ‫عالمية وحضره كافة الزعماء والقادة الوطنيين‪ .‬وقد تم تنظيم عددًا‬
‫كما نجح بروتوكول مونتلاير على سبيل المثال في حظر جميع المواد‬ ‫من المؤتمرات الدولية حول التنمية المستدامة بما في ذلك مؤتمر قمة‬
‫التي تسبب تآكل طبقة األوزون‪ .‬وعلى الرغم من التقدم المحرز في‬ ‫األرض باإلضافة إلى خمسة مؤتمرات قمة في نيويورك ومؤتمر‬
‫مجال التنمية المستدامة‪ ،‬استمرت االتجاهات السلبية غير المستدامة‬
‫في الحدوث‪ .‬وساعدت قمة ريو في زيادة النمو االقتصادي من خالل‬ ‫القمة العالمي للتنمية المستدامة في جوهانسبرغ في عام ‪.2002‬‬
‫توفير المصادر‪ ،‬واستهالك المواد‪ ،‬والتأثيرات البيئية ذات الصلة‬

‫التعليم والتوعية البيئية‬

You might also like