Professional Documents
Culture Documents
تطور الفكر الاداري
تطور الفكر الاداري
وإن مادإة علم الدإارة ،يعرفنا بهذا العلم من حيث الطبيعة والهدإف ،والنظريات الحدإيثة في علم
الدإارة ،وعناصر العملية الدإارية )التخطيط -التنظيم -القيادإة -صناعة القرار -إدإارة الخدإمة
المدإنية -الموازنة العامة -الرقابة -التنسيق -التصالت الدإارية ( .كما توفر لنا الدإراسة
للمادإة التعرف إلى منظمات الدإارة )المصالح -المؤسسات العامة -المنظمات المحلية( وأهدإافها
والعمليات الساسية المميزة لها .
مقدإمة :2
لقدإ تطور الفكر الدإاري خلل سنوات طويلة من الممارسات الدإارية في المؤسسات الدإارية
المختلفة ،وكذلك أسهمت دإراسات وبحوث عدإدإ كبير من المفكرين والعلماء في إثراء المعرفة
الدإارية ،ووضع نماذج ونظريات وبمبادإئ تفسير الدإارة كظاهرة اجتماعية.
ـ وفي أثناء ها التطور اقسم الفكر الدإاري بسمات ميزت كل مرحة من حيث المدإاخل والتجاهات
التي وجه إليها هؤلء العلماء اهتماماتهم ،وهو ما نتج عنه أكثر من رافدإ فكري ،تمثل في أكثر
من مدإرسة من مدإارس الدإارة.ـ ولكل مدإرسة نظرياتها التي أثرت الفكر الدإاري ،ول زالت
تحظى حتى وقتنا هذا باهتمام الباحثين والدإارسين والممارسين للدإارة لما تقدإمه هذه النظريات
من مفاهيم ومبادإئ وقواعدإ وأساليب منظمة للنشطة والعمال الهادإفة.مدإارس أو مدإاخل
الدإارة:ويمكن تصنيف تلك المدإارس وفاقا لسهامات الكتاب والباحثين إلى:
ـ المدإخل الكلسيكي :ويشمل عدإة اتجاهات أهمها •:مدإرسة الدإارة العلمية• مدإرسة عمومية
الدإارة أو عمليات الدإارة المدإخل السلوكي:ويندإرج تحته مدإرسة العلقات النسانية المدإخل
المعاصر:ويشمل:ـ مدإرسة النظم.ـ المدإرسة الكمية 'بحوث وإدإارة العمليات'.ـ المدإرسة الموقفية.
أول :المدإخل الكلسيكي:كان التوجيه الساسي لهذا المدإخل هو زيارة إنتاجية المنظمات من
خلل التركيز على بعض العناصر أو الوسائل من أهمها1:ـ دإراسة أفضل الطرق الفنية لدإاء
العمل2.ـ الهتمام بكفاءة العملة الدإارية3.ـ وضع مبادإئ معيارية توجه وتضبط العمل في
المنظمة.ـ ويعتمدإ المدإخل الكلسيكي على مجموعة من الروادإ كان لهم الفضل في إرساء دإعائم
هذا المدإخل وهم :فردإ ريك تايلور ـ هنري فايول ـ فاكسي ويبر.
1ـ فردإريك تايلور:أرسى قواعدإ حركة الدإارة العلمية ،فهو الذي حدإدإ المبادإئ التي يقوم عليها،
وهو الذي أعلن الهدإاف الحقيقية التي تسعى إليها وهي زيادإة النتاج وإحلل السلم والتفاهم
محل الخصام والتطاحن بين الدإارة والعمال ،وإقناع الطرفين بأن الذي يحكم العلقة بينهما
مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة ل يمكن التوفيق بينها.ـ وكانت المساهمة الساسية
لتايلور في إرساء المبادإئ الساسية للدإارة العلمية هي:
2ـ إحلل الطرق العلمية محل الطرق البدإائية في العمل
3ـ الختبار العلمي للعمال وتدإريبهم على أساس علمي.
4ـ تعاون كل من الدإارة والعمال طبقا للطريقة العلمية4.ـ تقسيم عادإل للمسؤولين بين المدإيرين
والعمال مع قيام المدإيرين بتخطيط وتنظيم العمل ،وقيام العمل بالتنفيذ.
5ـ مساهمات هنري فايول في تكوين نظرية الدإارة.تتركز هذه المساهمات في التي:ـأـ تقسيم
أوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى:ــ فنية ]النتاج[َ.ـ تجارية ]الشراء ـ البيع
ـ المبادإلة[َ.ـ مالية ]الحصول على رأس المال ،الستخدإام المثل له[َ.ـ تأمينية ]حماية الفرادإ
والممتلكات[َ.ـ محاسبية ]التكاليف والحصاءات[َ.ـ إدإارية ]التخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق
ـ الرقابة[َ.ب ـ تقدإيم مبادإئ عامة للدإارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه ،ويجب أن
تستخدإم في ضوء الظروف المتغيرة والخاصة بكل مشروع ،ومن أهم هذه المبادإئ:ـ]التخصص،
وحدإة المر ،السلطة والمسؤولية ،اللتزام بالقواعدإ ،المركزية ،تسلسل القيادإة ،العدإالة ،العمل
بروح الفريق ،خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة[َ.
6مساهمات ماكسي ويبر:ومن أهم المبادإئ التي قدإمها ويبر ما يلي:ـأـ تدإرج السلطة :ويقصدإ
به ضرورة اللتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى أسفل،
ويكون محل فردإ مسؤلا أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه.ب ـ وجودإ معايير رشيدإة
للتوظف.ج ـ ارتفاع دإرجة الرسمية :ويشير هذا المبدإأ إلى وجودإ قواعدإ محدإدإة وثابتة مكتوبة
توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ القرارات في المنظمة.دإ ـ وجودإ سجلت رسمية ونظام معلومات
مركزي في زيادإة دإرجة توثيق البيانات والمستندإات مما يعطي صورة محدإدإة ودإقيقة عن
المنظمة.تقييم المدإخل الكلسيكي:مما سبق نجدإ أن المدإرسة الكلسيكية بصفة عامة قدإمت عدإة
إسهامات إيجابية ل زالت سارية حتى الن ،والتجاه نحو العتمادإ على السلوب العلمي بدإلا من
الطرق العشوائية سواء في تصميم العمل أو اختيار العاملين أو في التدإريب.ـ ولكن يؤخذ على
هذه المدإرسة انخفاض اهتمام روادإها بالعنصر النساني والتركيز على كيفية تحسين النتاج
فقط ،المر الذي أثار العدإيدإ من المشاكل في بدإايات القرن العشرين بين العمال وأصحاب العمل.ـ
وكذلك افتراض أن المنظمة والدإاء الدإاري بها يمثل نظااما مغلاقا ل يتأثر بالعوامل الخارجية،
وكذلك افتراض وجودإ وظائف إدإارية ومبادإئ لها صفة العمومية مهملا أثر متغيرات
الموقف.ثانياا :المدإخل السلوكي:ـ بدإأت المدإرسة السلوكية كردإ فعل قوي للفتراض الذي قامت
عليه المدإرسة الكلسيكية ،والمتمثل في أن الطاقة الجسدإية للفردإ هي العامل الهام المؤثر ي
إنتاجيته ،وكان لها توجه أساسي هو زيادإة النتاجية من خلل وضع افتراضات حول العنصر
البشري من
أهمها:
ـ 1ـ تدإعيم مفهوم الرجل الجتماعي ،أي أن النسان يرغب في العمل في جو يسودإه العلقات
الطيبة والشعور بالنتماء )التون مايو وزملؤه )
2ـ تدإعيم مفهوم الرجل المحقق لذاته ،أي أن الفردإ يكون أكثر إنتاجية عندإما يشعر بأهميته
وعندإما يتمتع بالرقابة الذاتية ،أي أن الناس موجهون ذاتيا للوصول إلى الهدإاف المطلوب
تحقيقها ،وأن اهتمامهم بتحقيق هذه الهدإاف يرتبط إيجابايا بمدإى اتساق وتكامل ومساهمة هذه
الهدإاف في تحقيق أهدإافهم الشخصية.
3ـ أن الفردإ ل يسعى للعمل لتحقيق إشباع حاجات اقتصادإية فقط ،بل أن الحاجات النسانية
الخرى ل تقل في أهميتها عن الحاجات القتصادإية ،أو في بعض الحيان قدإ تحتل هذه الحاجات
موقع متقدإم في سلم الحاجات النسانية بالمقارنة بالحاجات القتصادإية )ماسلو(
ثالثا ا :المدإخل المعاصر:وينطوي هذا المدإخل على ثلثة مدإارس أساسية هي:
1ـ مدإرسة النظم:تفترض هذه المدإرسة أن المنظمة تتكون من مجموعة عناصر تتناول التأثير
والتأثر فيما بينها ،وأيضا مع البيئة المحيطة ،ويتكون النظام من عدإة عناصر أساسية هي:
المدإخلت ،النشطة التحويلية ،المخرجات ،المعلومات المرتدإة ]العكسية[َ.
2ـ المدإرسة الكمية:وهذه المدإرسة تحاول تقدإيم نماذج موضوعية ومعيارية يمكن للمدإير أن
يسترشدإ بها في اتخاذ القرارات مما يحدإ من عملية التقدإير والحكم الشخصي ،ويشمل على
فروع أساسية هي:
أـ علم الدإارة :والذي يقدإم أساليب ونماذج رياضية يمكن استخدإامها لرفع كفاءة اتخاذ
سا بكيفية تطبيق الساليب والنماذج في المجالت القرارات.ب ـ بحوث العمليات :وتهتم أسا ا
الدإارية.ج ـ نظم المعلومات :وتهتم بتوفير قاعدإة بيانات تساعدإ في توفير معلومات دإقيقة
وسريعة بتكلفة ملئمة.
3ـ المدإرسة الموقفية:تشير المدإرسة الموقفية إلى أن فعالية المدإير تتحدإدإ بقدإرته على تحقيق
التوفيق المثل بين متطلبات الموقف وطبيعة المشاكل المطلوب اتخاذ قرار بشأنها ،فهو ل يسعى
في كل الحوال إلى الحلول المثلى ولكنه قدإ يقنع بحلول فرضية تحقق التوازن بين مختلف
الطراف.الخلصة:وعبر المرور السابق على نبذة يسيرة للمدإارس الدإارية المهمة في التاريخ
الدإاري ،يتضح لنا أن الصورة النهائية التي استقر عليها الفكر الدإاري هي محصلة لكل تلك
الجهودإ ،فالهيكل الدإاري الحالي والقواعدإ الدإارية ،وكذلك كيفية تحقيق أعلى إنتاجية كلها ثمار
الهدإاف ،فالنسان المنفذ ليس آلة وله حاجات وتطلعات من خلل العمل وليس فقط إشباع
الحاجة المادإية.وكان هذا ثمرة المدإرسة السلوكية ،ومدإاخل النظم تفيدإ أن المؤسسة تعيش في
واقع وبيئة تحيط بها تؤثر فيها وتتأثر بها ،والمدإاخل الكمية هي سعى للتقليل من نسب
المخاطرة ومحاولة لجعل الدإارة علاما أكثر من كونه فانا ،ومدإرسة الموقف وكيفية اتخاذ قرارات
وواقعية كانت تتويج لتلك الجهودإ ،إذن فالمدإرسة المناسبة هي استخدإام كل هذه المدإارس فيما
يحقق النفع على المؤسسة.
ولم تعدإ الدإارة اليوم ،مجردإ ممارسة مجموعة من العمليات والمفاهيم والقواعدإ حيث انطلق
الفكر الدإاري الحدإيث نحو المشاركة والدإيمقراطية والمسئولية التضامنية تجاه العملية
التعليمية ،ونذكر هنا إن الوزارة في البرنامج التدإريبي الذي نفذته بالتعاون مع كلية التربية
جامعة المارات سعت لذلك وليجادإ المدإير القائدإ التربوي الذي يستطيع التأثير في معلميه
والوصول إلى الهدإاف التربوية.
المنهج السلوكي:
يعتبر هذا المنهج أول منهج مستحدإث في دإراسة الدإارة ،ويلحظ بدإاء أن المنهج السلوكي
يكتسب أهمية في الدإراسات الدإارة نظرا لتقدإم العلوم السلوكية ،وتطورها بسبب أنه يركز على
التفاعلت المختلفة في العملية الدإارية.
ويربطها بالعوامل الجتماعية الموجودإة في محيط الدإارة .وقدإ استطاع أصحاب المنهج
السلوكي أن يقيموا فروعا دإراسية منبثقة عن النظام الدإراسي للدإارة العامة ،وتدإور في فلك
منهجهم السلوكي ،وذلك مثل علم النفس الدإراي.
مفهوم النموذج:
لقدإ ظهر النموذج في دإراسة الدإارة بشكل واضح في منتصف الخمسينات وكردإ فعل للدإارسات
التجريدإية التي قامت تعلى أساس المبادإئ المجردإة حيث شكلك أنصار النموذج في محاولة
دإراسة الدإارة على أساس استخلص مبادإئ معينة تدإرس على أساسها العامة ورأ,و في إقامة
النمادإع أسلوبا أفضل.
ويلحظ أن منهج النماذج كسابقة يعتبر ضيقا عن الحاطة بجميع ظواهر الدإارة من حيث أنه
يبدإأ بافتراضات مسبقة ليست قائمة على أساس من المبادإئ العامة ،وإنما وفق اتجاه أو فلسفة
أو فكر.
تطور دإور الدإارة :إدإارة التنمية:
من الملمح الحدإيثة للدإراسة المقارنة الدإارة التغيير الجدإري في دإور الدإارة منذ الخمسينات،
وهو ما يمثل تطور مضمون هذا الدإور ويجسدإ تطور دإور الدإارة المضمون الحدإيث لوظيفة
الدإولة في مختلف المجتمعات – متقدإمة -0حدإيثة – متخلفة – نامية.
ففي الدإول المتقدإمة زادإ تدإخل الدإولة بصرف النظر عن نظامها القتصادإي والنظرية السياسية
السائدإة والتي تحكم إطار وظيفة الدإولة .فلقدإ كانت للثورة الفنية الهائلة في الدإول المتقدإمة آثارا
بعيدإة المدإى على واقع إطار وظيفة الدإولة فيها .ومن ثم على دإور الدإارة ،إذ أدإت التكنولوجيا
الحدإيثة إلى إقامة إدإارات عامة ما كان يمكن تصورها منذ عقدإين من الزمان ،ولعل مركز
مانهتن الهندإسي وإدإارة قاعدإة كيب كيندإي بالوليات المتحدإة خير مثال على ما سبق.
وبالضافة إلى إدإارات الفضاء وأبحاث القمر ،فليس على الدإولة الن أن تفعل ما تشاء وإنما
تفعل ما يجب أن يكون .كما أضحى من المستحيل تحدإيدإ وظيفة الدإولة مسبقا بموجب مذهب أو
اتجاه معين ،وغنما تتحدإدإ هذه الوظيفة تبعا للتطورات الجتماعية والفنية التي ل تقف بعندإ حدإ
في عالم اليوم /ومن هنا أفضت هذه العوامل مجتمعة إلى حتمية تدإخل الدإول في كل النظم
الجتماعية بغير استثناء.
بل أن الوضاع في الدإول حدإيثة المولدإ قدإ فرضت بالضرورة جتمية تدإخل الدإولة ،حيث خرجت
هذه الدإول إلى الوجودإ في النظام السياسي الدإولي حاملة معها أثقال من التخلف الرهيب بما
يعنيه من مشكلت كثيرة اقتصادإية واجتماعية وسياسية وإدإارية نتيجة للتخلف الذي عاشته
مجتمعاتها قرونا طويلة.
إدإارة الوقت:
يمثل الوقت أحدإ المواردإ الهامة والثمينة لي إنسان في هذا العالم الكبير ،فالوقت كالسيف إن لم
تقطعه قطعك ،وإذا لم يحسن النسان استغلله بفعالية فإنه يفقدإ الكثير مما يصعب تعويضه،
سواء في عمله أو في حياته الخاصة ،لن ما مضى منه ل يعودإ أبدإاا.
والوقت من ذهب ،بل أغلى من الذهب لنه ل يقدإر بثمن ،ويعدإ أحدإ خمسة مواردإ أساسية في
مجال العمال وهي :الموادإ ،المعلومات ،الفرادإ ،المواردإ المادإية ،إضافة إلى الوقت الذي قيعلدإ
أكثرها أهمية .لنه كلما تحكم الفردإ في وقته بمهارة وإيجابية استطاع أن يستثمره في تحقيق
أقصى عائدإ ممكن من المواردإ الخرى؛ إذ ألن الفردإ عندإما يدإير وقته بشكل فلعال ،هو في الحقيقة
يدإير حياته ونفسه وعمله إدإارة فلعالة .
وهذا يعني أن الوقت ل يمكن عزله عن حياة النسان الشخصية والمهنية .ومن هنا تبرز أهمية
وضرورة الوقت ،هذا الموردإ الهام الذي ينبغي التعامل معه واستثماره بفعالية ،والذي صار
واحدإاا من ضمن موضوعات علم الدإارة ،وهو موضوع إدإارة الوقت )Time
.(Management
بما أن الوقت المتاح للمدإيرين محدإودإ ،فكيف يستطيع المدإيرون استخدإامه بفعالية؟
"إن قضية التنمية في المقام الول قضية وقت وقضية إنتاج .وإن المر في حاجة إلى التعامل
مع الوقت على أنه موردإ لبدإ من استثماره لتحقيق النتائج المطلوبة لرفاهية شعوبنا ،ويقع
عبء ذلك في الدإرجة الولى على عاتق كل فردإ منا".
فالعبرة ليست في إنفاق الوقت ،بل في استثماره ،مثله مثل أي رأس مال نجدإ أن الوقت إذا
أنفقناه ضاع ،أما إذا استثمر فسينمو ويؤتي ثماره في مستقبل حياتنا ،وللجيال القادإمة ،فمن
الضروري على كل مدإير أن يسأل نفسه السؤال التالي :هل أنا أقوم بالشياء الصحيحة؟ قبل أن
يسأل :هل أنا أقوم بالشياء بطريقة صحيحة؟ إذ أن الوقت ليس هو المشكلة في حدإ ذاته ،ولكن
المشكلة هي كيف نستثمره ،فالوقت شيء ل بدإ من أن نختبره ونعيشه.
إن ما سبق يقودإنا إلى القول إن "الفرق بين مصطلحي الكفاءة ) (Efficiencyوالفاعلية )
(Effectivenessفي استخدإام الوقت هو مفتاح القضية ،لن الكفاءة تعني القيام بالعمل
بشكل صحيح بينما تعني الفاعلية أن تقوم بالعمل الصحيح بشكل صحيح".
فهناك فرق بين الكفاءة والفاعلية" ،فمهما كانت السرعة التي يقودإ بها الفردإ سيارته متجها ا إلى
الجنوب ،فهو غير فلعال متى كانت وجهته الحقيقية نحو الشمال".
"ولعل هذا ما دإفع الجمعية المريكية لتقويم المهندإسين إلى تبني شعار :اعمل بطريقة أذكى ل
بمشقة أكثر .كمحاولة للتمييز بين الشغل والنشغال أو بين الكفاءة والفاعلية" ،أي بين إنجاز
العمل بكفاءة وإنجاز العمل المطلوب لتحقيق الهدإاف.
ففي إدإارة الوقت من الفضل للمدإير أن "يوجه نظره نحو النتائج بدإلا من القلق بسبب
الجراءات" ،أي " أن يوجه نظره نحو الهدإف أولا ثم الطار ثانياا ،الرؤية أولا والطريقة ثانياا،
أي إلى الفاعلية أولا والكفاءة ثانياا" ،وبذلك يبدإأ المدإير بوضع أولى خطواته على طريق النجاح
في إدإارته لوقته .إن مفتاح إدإارة الوقت هو أن يستطيع المدإير السيطرة عليه أو إدإارته ،وإلن
الستثمار المثل للوقت سيؤدإي إلى:
تحقيق المنظمة لهدإافها.
* التزام أكثر بالقضايا الدإارية الهامة والطويلة المدإ.
* تطوير أفضل لقدإرات المدإيرين.
* قلق وضغط وتوتر أقل.
إذاا من المفيدإ أن ننظر إلى إدإارة الوقت بأنها عمل الشياء الصحيحة بطريقة صحيحة ،أي أنها
إدإارة الوقت بفعالية ،إذ ينصب الهتمام على ما يجب أن يفعله المدإير ،ثم السرعة في التنفيذ
وليس العكس ،بمعنى أن يقضي المدإير وقته في بناء العلقات القادإرة على إيجادإ التصال الفلعال
ل ،بدإال من قضائه في حل المشكلت الناجمة عن سوء التصال وظهوره مشغولا في أعين مث ا
الجميع .وبذلك نصل إلى تحدإيدإ معنى الفاعلية في إدإارة الوقت على أنها ) إنجاز المدإير لهدإافه
الصحيحة من خلل الستخدإام المثل للمواردإ المتاحة
إن هذا الفهم لمضمون الفعالية في إدإارة الوقت قدإ أخذ صوراا متعدإدإة في مناهج دإراسة إدإارة
الوقت كل حسب وجهة نظره.
وعندإ دإراسة أدإبيات إدإارة الوقت ،يتضح أن هناك ثمانية مناهج مختلفة تقوم على افتراضات
ومبادإئ .ولكل منهج منها قيمته وإضافته ،وتتمثل هذه المناهج فيما يلي:
تنظيم المهام:
أي إعطاء الوامر وتحدإيدإ خطوات التنفيذ باستخدإام قوائم أو خرائط تخطيط أو حتى برامج
كمبيوتر معقدإة تخطط لدإارة المشروعات.
* تنظيم الفرادإ:
أي تحدإيدإ ما يمكن أن يقوم به الدإاري ومن يعملون معه ثم تفويض العمال لدإيهم ،ثم بناء نظام
لمتابعة أدإائهم حتى يتمكن هذا الدإاري من التحكم فيما يجري.
من أهم نقاط القوة في هذا المنهج أن التنظيم يوفر الوقت والكلفة والجهدإ ،إذ ل يضيع الوقت في
ل .فالتنظيم يعطي المرء الذهن الصافي وحياة أكثر انضباطا ا ولكن البحث أو كتابة التقارير مث ا
السراف في التنظيم يتحول إلى عائق ونقطة ضعف ،إذ يصبح التنظيم هدإفا ا في حدإ ذاته بدإلا من
أن يكون وسيلة لهدإاف أهم .فقدإ يضيع الوقت في التنظيم أكثر مما يضيع في النتاج ثلم ل يجدإ
بعضهم وقتا ا للعمل للنه مشغول ل في ترتيب المور.
-2منهج المحارب )البقاء والستقللية
الفلسفة وراء هذا المنهج هي حماية الوقت من الضياع حتى يتحقق التركيز والنتاج فالجميع
محاصر بطلبات ضاغطة من بيئة مزدإحمة .ولذلك يرى منهج المحارب أنه إذا لم يتصرف المدإير
بحزم حيال هذا الهجوم على وقته فسينهار النظام كله .ومن الساليب التي يقترحها هذا المنهج:
* العزل:
أي إيجادإ نظام حماية من خلل سكرتارية وأبواب مغلقة وأجهزة ردإ على الهاتف ونحو ذلك من
الوسائل.
* النعزال:
وهو النتقال إلى بيئة بعيدإة تضمن العزلة حيث يمكن العمل باستقللية ودإون مقاطعة.
* التفويض:
ترحيل العمال إلى الخرين حتى يتاح المزيدإ من الوقت للعمال الهم.
تنبع قوة هذا المنهج من أن الوقت هو مسؤولية شخصية ،وأن المدإير سينتج ويبدإع متى أتيح
له وقت هادإئ دإون مقاطعة.
ولكن افتراض هذا المنهج أن الخرين هم عدإو ،عليك إزاحتهم من الطريق حتى تتمكن من أدإاء
العمال من خلل العزل والعتزال ووضع الحواجز ،هو أمر مبالغ فيه ،إذ ينسى أن ما يودإ
المدإير إنجازه يتوقف على وجودإ هؤلء الخرين ،ومن ثلم يصبح من الصعب الحصول على
تعاونهم ونحن نعتزلهم ،بالضافة إلى ذلك يقودإ هذا المنهج السلبي الدإفاعي إلى سلوك انطوائي
قائم على العتمادإ الكامل على الذات ،وتحقيق الشباع من خلل ذلك .عندإ هذا الحدإ يشعر
الباقون أنهم معزولون ولذلك سيحاولون الحصول على الهتمام إما بإيجادإ المشكلت أو العمل
بشكل منفردإ ،وهنا قدإ يحتاج المدإير إلى وقت أكثر لحل مشكلتهم ،إن المنهج النعزالي الوقائي
يتجاهل حقيقة العتمادإية المتبادإلة بين جميع الطراف ،وأثرها على جودإة الحياة ،مما يعقدإ
المور أكثر فأكثر.
******
الخلصة:
مر الفكر الدإاري بعدإة مراحل وهي:
المدإرسة الكلسيكية )التقليدإية /القدإيمة(
المدإرسة السلوكية.
المدإرسة الكمية.
مدإرسة النظم.
مدإرسة العلقات النسانية .وتعنى هذه المدإرسة بعلقات الموظفين برؤسائهم والتعامل معهم
كأسرة ،حتى يرتاح العامل في عمله مما يزيدإ من إنتاجه) ،العامل يعمل للراتب والحترام.
الميكانيكية في الدإاء.
التدإرج الهرمي )الهيراركية( :طالما هناك قواعدإ صارمة فبالتالي بجب أن يوجدإ نظام واضح
للترقية يحدإدإ عدإدإ السنين والكفاءة )ثبوت قواعدإ الترقية.
تقسيم العمل.
اللتزام بالقواعدإ واللوائح.
الموضوعية وعدإم ترك أي مجال للعاطفة.
المثالية والرشدإ.
* مزية هذا النظام هو تحيق الكفاءة والتساق في العمل طالما ظللنا متمسكين به وبأركانه فهو
نظام ممتاز إذا ما طبق بشكل سليم.
وقامت هذه الحركة كذلك بدإراسة )الوقت والحركة( أي أنه لتأدإية أي عمل تحتاج إلى مجموعة
من الحركات تأخذ وقت معيناا؛ وتهدإف هذه الدإراسة إلى استخدإام الفرادإ إلى أقصى حدإ ممكن.
عيوبها:
إغفالها للنواحي النسانية.
تفرض أن الفرادإ يتصرفون بعقلنية ورشدإ طوال الوقت.
التأكيدإ الزائدإ على النتاجية لتحقيق الربح أدإى إلى استغلل المدإرين لعمالهم.
ج -المدإرسة الوظيفية:
ومن روادإها )هنري فايول(
تركز هذه المدإرسة على ما يقوم به المدإير من وظائف لتحقيق أهدإاف المنظمة.
مبادإئ المدإرسة الوظيفية:
تقسيم العمل.
وحدإة المر.
نطاق الشراف.
السلطة والمسؤولية.
مركزية ول مركزية اتخاذ القرار.
التسلسل الدإاري.
المساواة بين الفرادإ.
التعاون بين الفرادإ.
المكافأة.
أنواع النظم:
سملي بالنظام المغلق لنه ل يتأثر بالبيئة الخارجية )مثل نظام الصيانة الدإورية،
النظام المغلق :و ق
فسواء كانت المؤسسة ناجحة أم فاشلة تظل أعمال الصيانة(.
النظام المفتوح:
مدإخل الموقف ):(Contingency
هو عملية اختيار المدإير للمدإرسة )النظرية( الخاصة المتناسبة مع الموقف الذي يمر به ومع
الفرادإ على حسب شخصياتهم.
تحدإيات المشاكل الدإارية مختلفة ومتنوعة ول يوجدإ مدإخل واحدإ يساعدإ في حلها جميعا ا.
ضرورة استخدإام أساليب وحلول إدإارية تبعا ا للموقف.
* أهم المتغيرات الموقفية:
البيئة الخارجية.
التكنولوجيا المستخدإمة )أسلوب العمل(
العاملين.
* الهمية النسبية لكل متغير تتغير بتغير طبيعة المشكلة.
-5حركة العلقات النسانية الجدإيدإة:
مزجت هذه الحركة بين النظرة اليجابية بالطبيعة النسانية والدإراسة العلمية للمنظمات الحدإيثة.
اعتمدإت الحركة على كل من :بحوث علم الجتماع ،تفاعل الفرادإ والجماعات دإاخل المنظمة.
كما أكدإت أهمية :القيم ) ،(Valuesالمرونة ).(Flexibility
اهتمت الحركة بالجودإة /الخدإمة /سرعة الستجابة للعميل /أهمية الفرادإ لنجاح الشركة.
رأي وتعليق
ما أجمل ما قال الستاذ الدإكتور يوسف الحسن ،في إحدإى مقالته ،فقدإ قال:
إن "تغيير الفكر الدإاري التربوي الراهن ،وهو فكر سلطوي ومركزي ،يقوم على ارغام
المرؤوسين على الطاعة .وهذا الفكر ل يولدإ ثقافة دإيمقراطية ،تستدإعي المساءلة ،وتحترم
الختلف ،وتشجع المبادإرة والبدإاع ويرتبط بهذا التغيير أيضا ،إعادإة تأهيل المعلم ،وتحول
نوعي في طرق التدإريس ،وأساليب التقويم والنشطة المدإرسية".
فإن مثل هذا القول ،هو رأيي المتواضع.
المراجع:
تاريخ الفكر الدإاري ،كلودإ جورج ،مكتبة الوعي العربي
التربية والثقافة العربية -السلمية في الشام والجزيرة ،دإ .ملكة ابيض ،دإار العلم للمليين
– لبنان
الوعي التربوي ،ثلثة مؤلفين ،دإار العلم للمليين -لبنان
دإور التعليم في الوحدإة العربية
سمدإون حمادإي ،مركز دإراسات الوحدإة العربية – لبنان
الفكر التربوي عندإ ابن سينا
دإ .عبدإ الرحمن النقيب ،دإار الفكر العربي – القاهرة
رأي لقيادإات تربوية ،مجموعة مؤلفين ،الشركة العامة للنشر