Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫تطور الفكر الدإاري‬

‫تطور الفكر الدإاري‬


‫مقدإمة ‪:1‬‬
‫إن الكفاءة والفاعلية مطلبان رئيسان في الدإارة وهما من تعاليم الدإين السلمي؛ فالمسلم يجب‬
‫أن يمارس الدإارة الجيدإة في جميع شؤون حياته الدإينية والدإنيوية‪ .‬والحقيقة أن جميع تعاليم‬
‫الدإين السلمي توججه المسلم وتحثه على حسن ممارسة وتطبيق هذه التعاليم في صورها‬
‫المعنوية والمادإية كافة‪ ،‬فل ينبغي للمسلم أن يمارس نشاطاته المادإية والمعنوية بمعزل عن‬
‫ي لولملماتتي تللت لر ج‬
‫ب الللعاللتميلن[َ كذلك‬ ‫تعاليم الدإين؛ لقول ا عز وجل‪] :‬ققلل إتنن ل‬
‫صللتتي لوقن ق‬
‫ستكي لولملحليا ل‬
‫ينبغي للمؤمن أن يكون قويا ا وأن يتزودإ باليمان والعلم‪.‬‬
‫ول تكادإ تخلو نصوص القرآن الكريم كما ل تكادإ تخلو سنة النبي محمدإ )ص( ول سيرته وسيرة‬
‫أصحابه رضي ا عنهم من تطبيقات الدإارة‪ ،‬والتوجيه بحسن استغلل المواردإ والقدإرات‬
‫والقوى البشرية‪ ،‬إضافة إلى التحلي بالصفات الحسنة كالصبر والجتهادإ ومغالبة الهوى وضبط‬
‫النفس والحث على العمل والتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة‪.‬‬
‫إن العلم والعمل والقيام بالعبادإات أمور مطلوبة من المسلم‪ ،‬فعليه واجبات تجاه ربه ونفسه‬
‫ومجتمعه‪ ،‬ولكي يتسنى له القيام بهذه الواجبات يجب عليه أن يعطي كل واجب نصيبه من الوقت‬
‫دإون أن يطغى واجب على آخر‪ ،‬ومن ثلم ل يجدإ أمامه متسعا ا من الوقت لدإاء أحدإ هذه الواجبات‪،‬‬
‫فالدإين السلمي وتعاليمه السمحة تدإعو إلى حسن استثمار الوقت وإدإارته بفعالية‪ ،‬وهذا ما‬
‫تدإعو إليه الدإارة في عصرنا الحالي‪.‬‬

‫وإن مادإة علم الدإارة‪ ،‬يعرفنا بهذا العلم من حيث الطبيعة والهدإف ‪ ،‬والنظريات الحدإيثة في علم‬
‫الدإارة ‪ ،‬وعناصر العملية الدإارية )التخطيط ‪ -‬التنظيم ‪ -‬القيادإة ‪ -‬صناعة القرار ‪ -‬إدإارة الخدإمة‬
‫المدإنية ‪ -‬الموازنة العامة ‪ -‬الرقابة ‪ -‬التنسيق ‪ -‬التصالت الدإارية ( ‪ .‬كما توفر لنا الدإراسة‬
‫للمادإة التعرف إلى منظمات الدإارة )المصالح ‪ -‬المؤسسات العامة ‪ -‬المنظمات المحلية( وأهدإافها‬
‫والعمليات الساسية المميزة لها ‪.‬‬

‫مقدإمة ‪:2‬‬
‫لقدإ تطور الفكر الدإاري خلل سنوات طويلة من الممارسات الدإارية في المؤسسات الدإارية‬
‫المختلفة‪ ،‬وكذلك أسهمت دإراسات وبحوث عدإدإ كبير من المفكرين والعلماء في إثراء المعرفة‬
‫الدإارية‪ ،‬ووضع نماذج ونظريات وبمبادإئ تفسير الدإارة كظاهرة اجتماعية‪.‬‬
‫ـ وفي أثناء ها التطور اقسم الفكر الدإاري بسمات ميزت كل مرحة من حيث المدإاخل والتجاهات‬
‫التي وجه إليها هؤلء العلماء اهتماماتهم‪ ،‬وهو ما نتج عنه أكثر من رافدإ فكري‪ ،‬تمثل في أكثر‬
‫من مدإرسة من مدإارس الدإارة‪.‬ـ ولكل مدإرسة نظرياتها التي أثرت الفكر الدإاري‪ ،‬ول زالت‬
‫تحظى حتى وقتنا هذا باهتمام الباحثين والدإارسين والممارسين للدإارة لما تقدإمه هذه النظريات‬
‫من مفاهيم ومبادإئ وقواعدإ وأساليب منظمة للنشطة والعمال الهادإفة‪.‬مدإارس أو مدإاخل‬
‫الدإارة‪:‬ويمكن تصنيف تلك المدإارس وفاقا لسهامات الكتاب والباحثين إلى‪:‬‬
‫ـ المدإخل الكلسيكي‪ :‬ويشمل عدإة اتجاهات أهمها‪ •:‬مدإرسة الدإارة العلمية• مدإرسة عمومية‬
‫الدإارة أو عمليات الدإارة المدإخل السلوكي‪:‬ويندإرج تحته مدإرسة العلقات النسانية المدإخل‬
‫المعاصر‪:‬ويشمل‪:‬ـ مدإرسة النظم‪.‬ـ المدإرسة الكمية 'بحوث وإدإارة العمليات'‪.‬ـ المدإرسة الموقفية‪.‬‬
‫أول‪ :‬المدإخل الكلسيكي‪:‬كان التوجيه الساسي لهذا المدإخل هو زيارة إنتاجية المنظمات من‬
‫خلل التركيز على بعض العناصر أو الوسائل من أهمها‪1:‬ـ دإراسة أفضل الطرق الفنية لدإاء‬
‫العمل‪2.‬ـ الهتمام بكفاءة العملة الدإارية‪3.‬ـ وضع مبادإئ معيارية توجه وتضبط العمل في‬
‫المنظمة‪.‬ـ ويعتمدإ المدإخل الكلسيكي على مجموعة من الروادإ كان لهم الفضل في إرساء دإعائم‬
‫هذا المدإخل وهم‪ :‬فردإ ريك تايلور ـ هنري فايول ـ فاكسي ويبر‪.‬‬

‫‪1‬ـ فردإريك تايلور‪:‬أرسى قواعدإ حركة الدإارة العلمية‪ ،‬فهو الذي حدإدإ المبادإئ التي يقوم عليها‪،‬‬
‫وهو الذي أعلن الهدإاف الحقيقية التي تسعى إليها وهي زيادإة النتاج وإحلل السلم والتفاهم‬
‫محل الخصام والتطاحن بين الدإارة والعمال‪ ،‬وإقناع الطرفين بأن الذي يحكم العلقة بينهما‬
‫مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة ل يمكن التوفيق بينها‪.‬ـ وكانت المساهمة الساسية‬
‫لتايلور في إرساء المبادإئ الساسية للدإارة العلمية هي‪:‬‬
‫‪2‬ـ إحلل الطرق العلمية محل الطرق البدإائية في العمل‬
‫‪3‬ـ الختبار العلمي للعمال وتدإريبهم على أساس علمي‪.‬‬
‫‪4‬ـ تعاون كل من الدإارة والعمال طبقا للطريقة العلمية‪4.‬ـ تقسيم عادإل للمسؤولين بين المدإيرين‬
‫والعمال مع قيام المدإيرين بتخطيط وتنظيم العمل‪ ،‬وقيام العمل بالتنفيذ‪.‬‬
‫‪5‬ـ مساهمات هنري فايول في تكوين نظرية الدإارة‪.‬تتركز هذه المساهمات في التي‪:‬ـأـ تقسيم‬
‫أوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى‪:‬ــ فنية ]النتاج[َ‪.‬ـ تجارية ]الشراء ـ البيع‬
‫ـ المبادإلة[َ‪.‬ـ مالية ]الحصول على رأس المال‪ ،‬الستخدإام المثل له[َ‪.‬ـ تأمينية ]حماية الفرادإ‬
‫والممتلكات[َ‪.‬ـ محاسبية ]التكاليف والحصاءات[َ‪.‬ـ إدإارية ]التخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق‬
‫ـ الرقابة[َ‪.‬ب ـ تقدإيم مبادإئ عامة للدإارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه‪ ،‬ويجب أن‬
‫تستخدإم في ضوء الظروف المتغيرة والخاصة بكل مشروع‪ ،‬ومن أهم هذه المبادإئ‪:‬ـ]التخصص‪،‬‬
‫وحدإة المر‪ ،‬السلطة والمسؤولية‪ ،‬اللتزام بالقواعدإ‪ ،‬المركزية‪ ،‬تسلسل القيادإة‪ ،‬العدإالة‪ ،‬العمل‬
‫بروح الفريق‪ ،‬خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة[َ‪.‬‬
‫‪ 6‬مساهمات ماكسي ويبر‪:‬ومن أهم المبادإئ التي قدإمها ويبر ما يلي‪:‬ـأـ تدإرج السلطة‪ :‬ويقصدإ‬
‫به ضرورة اللتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى أسفل‪،‬‬
‫ويكون محل فردإ مسؤلا أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه‪.‬ب ـ وجودإ معايير رشيدإة‬
‫للتوظف‪.‬ج ـ ارتفاع دإرجة الرسمية‪ :‬ويشير هذا المبدإأ إلى وجودإ قواعدإ محدإدإة وثابتة مكتوبة‬
‫توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ القرارات في المنظمة‪.‬دإ ـ وجودإ سجلت رسمية ونظام معلومات‬
‫مركزي في زيادإة دإرجة توثيق البيانات والمستندإات مما يعطي صورة محدإدإة ودإقيقة عن‬
‫المنظمة‪.‬تقييم المدإخل الكلسيكي‪:‬مما سبق نجدإ أن المدإرسة الكلسيكية بصفة عامة قدإمت عدإة‬
‫إسهامات إيجابية ل زالت سارية حتى الن‪ ،‬والتجاه نحو العتمادإ على السلوب العلمي بدإلا من‬
‫الطرق العشوائية سواء في تصميم العمل أو اختيار العاملين أو في التدإريب‪.‬ـ ولكن يؤخذ على‬
‫هذه المدإرسة انخفاض اهتمام روادإها بالعنصر النساني والتركيز على كيفية تحسين النتاج‬
‫فقط‪ ،‬المر الذي أثار العدإيدإ من المشاكل في بدإايات القرن العشرين بين العمال وأصحاب العمل‪.‬ـ‬
‫وكذلك افتراض أن المنظمة والدإاء الدإاري بها يمثل نظااما مغلاقا ل يتأثر بالعوامل الخارجية‪،‬‬
‫وكذلك افتراض وجودإ وظائف إدإارية ومبادإئ لها صفة العمومية مهملا أثر متغيرات‬
‫الموقف‪.‬ثانياا‪ :‬المدإخل السلوكي‪:‬ـ بدإأت المدإرسة السلوكية كردإ فعل قوي للفتراض الذي قامت‬
‫عليه المدإرسة الكلسيكية‪ ،‬والمتمثل في أن الطاقة الجسدإية للفردإ هي العامل الهام المؤثر ي‬
‫إنتاجيته‪ ،‬وكان لها توجه أساسي هو زيادإة النتاجية من خلل وضع افتراضات حول العنصر‬
‫البشري من‬
‫أهمها‪:‬‬
‫ـ ‪1‬ـ تدإعيم مفهوم الرجل الجتماعي‪ ،‬أي أن النسان يرغب في العمل في جو يسودإه العلقات‬
‫الطيبة والشعور بالنتماء )التون مايو وزملؤه )‬
‫‪2‬ـ تدإعيم مفهوم الرجل المحقق لذاته‪ ،‬أي أن الفردإ يكون أكثر إنتاجية عندإما يشعر بأهميته‬
‫وعندإما يتمتع بالرقابة الذاتية‪ ،‬أي أن الناس موجهون ذاتيا للوصول إلى الهدإاف المطلوب‬
‫تحقيقها‪ ،‬وأن اهتمامهم بتحقيق هذه الهدإاف يرتبط إيجابايا بمدإى اتساق وتكامل ومساهمة هذه‬
‫الهدإاف في تحقيق أهدإافهم الشخصية‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن الفردإ ل يسعى للعمل لتحقيق إشباع حاجات اقتصادإية فقط‪ ،‬بل أن الحاجات النسانية‬
‫الخرى ل تقل في أهميتها عن الحاجات القتصادإية‪ ،‬أو في بعض الحيان قدإ تحتل هذه الحاجات‬
‫موقع متقدإم في سلم الحاجات النسانية بالمقارنة بالحاجات القتصادإية )ماسلو(‬
‫ثالثا ا‪ :‬المدإخل المعاصر‪:‬وينطوي هذا المدإخل على ثلثة مدإارس أساسية هي‪:‬‬
‫‪1‬ـ مدإرسة النظم‪:‬تفترض هذه المدإرسة أن المنظمة تتكون من مجموعة عناصر تتناول التأثير‬
‫والتأثر فيما بينها‪ ،‬وأيضا مع البيئة المحيطة‪ ،‬ويتكون النظام من عدإة عناصر أساسية هي‪:‬‬
‫المدإخلت ‪ ،‬النشطة التحويلية‪ ،‬المخرجات‪ ،‬المعلومات المرتدإة ]العكسية[َ‪.‬‬
‫‪2‬ـ المدإرسة الكمية‪:‬وهذه المدإرسة تحاول تقدإيم نماذج موضوعية ومعيارية يمكن للمدإير أن‬
‫يسترشدإ بها في اتخاذ القرارات مما يحدإ من عملية التقدإير والحكم الشخصي‪ ،‬ويشمل على‬
‫فروع أساسية هي‪:‬‬
‫أـ علم الدإارة‪ :‬والذي يقدإم أساليب ونماذج رياضية يمكن استخدإامها لرفع كفاءة اتخاذ‬
‫سا بكيفية تطبيق الساليب والنماذج في المجالت‬ ‫القرارات‪.‬ب ـ بحوث العمليات‪ :‬وتهتم أسا ا‬
‫الدإارية‪.‬ج ـ نظم المعلومات‪ :‬وتهتم بتوفير قاعدإة بيانات تساعدإ في توفير معلومات دإقيقة‬
‫وسريعة بتكلفة ملئمة‪.‬‬
‫‪3‬ـ المدإرسة الموقفية‪:‬تشير المدإرسة الموقفية إلى أن فعالية المدإير تتحدإدإ بقدإرته على تحقيق‬
‫التوفيق المثل بين متطلبات الموقف وطبيعة المشاكل المطلوب اتخاذ قرار بشأنها‪ ،‬فهو ل يسعى‬
‫في كل الحوال إلى الحلول المثلى ولكنه قدإ يقنع بحلول فرضية تحقق التوازن بين مختلف‬
‫الطراف‪.‬الخلصة‪:‬وعبر المرور السابق على نبذة يسيرة للمدإارس الدإارية المهمة في التاريخ‬
‫الدإاري‪ ،‬يتضح لنا أن الصورة النهائية التي استقر عليها الفكر الدإاري هي محصلة لكل تلك‬
‫الجهودإ‪ ،‬فالهيكل الدإاري الحالي والقواعدإ الدإارية‪ ،‬وكذلك كيفية تحقيق أعلى إنتاجية كلها ثمار‬
‫الهدإاف‪ ،‬فالنسان المنفذ ليس آلة وله حاجات وتطلعات من خلل العمل وليس فقط إشباع‬
‫الحاجة المادإية‪.‬وكان هذا ثمرة المدإرسة السلوكية‪ ،‬ومدإاخل النظم تفيدإ أن المؤسسة تعيش في‬
‫واقع وبيئة تحيط بها تؤثر فيها وتتأثر بها‪ ،‬والمدإاخل الكمية هي سعى للتقليل من نسب‬
‫المخاطرة ومحاولة لجعل الدإارة علاما أكثر من كونه فانا‪ ،‬ومدإرسة الموقف وكيفية اتخاذ قرارات‬
‫وواقعية كانت تتويج لتلك الجهودإ‪ ،‬إذن فالمدإرسة المناسبة هي استخدإام كل هذه المدإارس فيما‬
‫يحقق النفع على المؤسسة‪.‬‬
‫ولم تعدإ الدإارة اليوم‪ ،‬مجردإ ممارسة مجموعة من العمليات والمفاهيم والقواعدإ حيث انطلق‬
‫الفكر الدإاري الحدإيث نحو المشاركة والدإيمقراطية والمسئولية التضامنية تجاه العملية‬
‫التعليمية‪ ،‬ونذكر هنا إن الوزارة في البرنامج التدإريبي الذي نفذته بالتعاون مع كلية التربية‬
‫جامعة المارات سعت لذلك وليجادإ المدإير القائدإ التربوي الذي يستطيع التأثير في معلميه‬
‫والوصول إلى الهدإاف التربوية‪.‬‬

‫المنهج السلوكي‪:‬‬
‫يعتبر هذا المنهج أول منهج مستحدإث في دإراسة الدإارة‪ ،‬ويلحظ بدإاء أن المنهج السلوكي‬
‫يكتسب أهمية في الدإراسات الدإارة نظرا لتقدإم العلوم السلوكية‪ ،‬وتطورها بسبب أنه يركز على‬
‫التفاعلت المختلفة في العملية الدإارية‪.‬‬
‫ويربطها بالعوامل الجتماعية الموجودإة في محيط الدإارة‪ .‬وقدإ استطاع أصحاب المنهج‬
‫السلوكي أن يقيموا فروعا دإراسية منبثقة عن النظام الدإراسي للدإارة العامة‪ ،‬وتدإور في فلك‬
‫منهجهم السلوكي‪ ،‬وذلك مثل علم النفس الدإراي‪.‬‬
‫مفهوم النموذج‪:‬‬
‫لقدإ ظهر النموذج في دإراسة الدإارة بشكل واضح في منتصف الخمسينات وكردإ فعل للدإارسات‬
‫التجريدإية التي قامت تعلى أساس المبادإئ المجردإة حيث شكلك أنصار النموذج في محاولة‬
‫دإراسة الدإارة على أساس استخلص مبادإئ معينة تدإرس على أساسها العامة ورأ‪,‬و في إقامة‬
‫النمادإع أسلوبا أفضل‪.‬‬
‫ويلحظ أن منهج النماذج كسابقة يعتبر ضيقا عن الحاطة بجميع ظواهر الدإارة من حيث أنه‬
‫يبدإأ بافتراضات مسبقة ليست قائمة على أساس من المبادإئ العامة‪ ،‬وإنما وفق اتجاه أو فلسفة‬
‫أو فكر‪.‬‬
‫تطور دإور الدإارة‪ :‬إدإارة التنمية‪:‬‬
‫من الملمح الحدإيثة للدإراسة المقارنة الدإارة التغيير الجدإري في دإور الدإارة منذ الخمسينات‪،‬‬
‫وهو ما يمثل تطور مضمون هذا الدإور ويجسدإ تطور دإور الدإارة المضمون الحدإيث لوظيفة‬
‫الدإولة في مختلف المجتمعات – متقدإمة ‪ -0‬حدإيثة – متخلفة – نامية‪.‬‬
‫ففي الدإول المتقدإمة زادإ تدإخل الدإولة بصرف النظر عن نظامها القتصادإي والنظرية السياسية‬
‫السائدإة والتي تحكم إطار وظيفة الدإولة‪ .‬فلقدإ كانت للثورة الفنية الهائلة في الدإول المتقدإمة آثارا‬
‫بعيدإة المدإى على واقع إطار وظيفة الدإولة فيها‪ .‬ومن ثم على دإور الدإارة‪ ،‬إذ أدإت التكنولوجيا‬
‫الحدإيثة إلى إقامة إدإارات عامة ما كان يمكن تصورها منذ عقدإين من الزمان‪ ،‬ولعل مركز‬
‫مانهتن الهندإسي وإدإارة قاعدإة كيب كيندإي بالوليات المتحدإة خير مثال على ما سبق‪.‬‬
‫وبالضافة إلى إدإارات الفضاء وأبحاث القمر‪ ،‬فليس على الدإولة الن أن تفعل ما تشاء وإنما‬
‫تفعل ما يجب أن يكون‪ .‬كما أضحى من المستحيل تحدإيدإ وظيفة الدإولة مسبقا بموجب مذهب أو‬
‫اتجاه معين‪ ،‬وغنما تتحدإدإ هذه الوظيفة تبعا للتطورات الجتماعية والفنية التي ل تقف بعندإ حدإ‬
‫في عالم اليوم‪ /‬ومن هنا أفضت هذه العوامل مجتمعة إلى حتمية تدإخل الدإول في كل النظم‬
‫الجتماعية بغير استثناء‪.‬‬
‫بل أن الوضاع في الدإول حدإيثة المولدإ قدإ فرضت بالضرورة جتمية تدإخل الدإولة‪ ،‬حيث خرجت‬
‫هذه الدإول إلى الوجودإ في النظام السياسي الدإولي حاملة معها أثقال من التخلف الرهيب بما‬
‫يعنيه من مشكلت كثيرة اقتصادإية واجتماعية وسياسية وإدإارية نتيجة للتخلف الذي عاشته‬
‫مجتمعاتها قرونا طويلة‪.‬‬
‫إدإارة الوقت‪:‬‬
‫يمثل الوقت أحدإ المواردإ الهامة والثمينة لي إنسان في هذا العالم الكبير‪ ،‬فالوقت كالسيف إن لم‬
‫تقطعه قطعك‪ ،‬وإذا لم يحسن النسان استغلله بفعالية فإنه يفقدإ الكثير مما يصعب تعويضه‪،‬‬
‫سواء في عمله أو في حياته الخاصة‪ ،‬لن ما مضى منه ل يعودإ أبدإاا‪.‬‬
‫والوقت من ذهب‪ ،‬بل أغلى من الذهب لنه ل يقدإر بثمن‪ ،‬ويعدإ أحدإ خمسة مواردإ أساسية في‬
‫مجال العمال وهي‪ :‬الموادإ‪ ،‬المعلومات‪ ،‬الفرادإ‪ ،‬المواردإ المادإية‪ ،‬إضافة إلى الوقت الذي قيعلدإ‬
‫أكثرها أهمية‪ .‬لنه كلما تحكم الفردإ في وقته بمهارة وإيجابية استطاع أن يستثمره في تحقيق‬
‫أقصى عائدإ ممكن من المواردإ الخرى؛ إذ ألن الفردإ عندإما يدإير وقته بشكل فلعال‪ ،‬هو في الحقيقة‬
‫يدإير حياته ونفسه وعمله إدإارة فلعالة ‪.‬‬
‫وهذا يعني أن الوقت ل يمكن عزله عن حياة النسان الشخصية والمهنية‪ .‬ومن هنا تبرز أهمية‬
‫وضرورة الوقت‪ ،‬هذا الموردإ الهام الذي ينبغي التعامل معه واستثماره بفعالية‪ ،‬والذي صار‬
‫واحدإاا من ضمن موضوعات علم الدإارة‪ ،‬وهو موضوع إدإارة الوقت )‪Time‬‬
‫‪.(Management‬‬
‫بما أن الوقت المتاح للمدإيرين محدإودإ‪ ،‬فكيف يستطيع المدإيرون استخدإامه بفعالية؟‬
‫"إن قضية التنمية في المقام الول قضية وقت وقضية إنتاج‪ .‬وإن المر في حاجة إلى التعامل‬
‫مع الوقت على أنه موردإ لبدإ من استثماره لتحقيق النتائج المطلوبة لرفاهية شعوبنا‪ ،‬ويقع‬
‫عبء ذلك في الدإرجة الولى على عاتق كل فردإ منا"‪.‬‬
‫فالعبرة ليست في إنفاق الوقت‪ ،‬بل في استثماره‪ ،‬مثله مثل أي رأس مال نجدإ أن الوقت إذا‬
‫أنفقناه ضاع‪ ،‬أما إذا استثمر فسينمو ويؤتي ثماره في مستقبل حياتنا‪ ،‬وللجيال القادإمة‪ ،‬فمن‬
‫الضروري على كل مدإير أن يسأل نفسه السؤال التالي‪ :‬هل أنا أقوم بالشياء الصحيحة؟ قبل أن‬
‫يسأل‪ :‬هل أنا أقوم بالشياء بطريقة صحيحة؟ إذ أن الوقت ليس هو المشكلة في حدإ ذاته‪ ،‬ولكن‬
‫المشكلة هي كيف نستثمره‪ ،‬فالوقت شيء ل بدإ من أن نختبره ونعيشه‪.‬‬
‫إن ما سبق يقودإنا إلى القول إن "الفرق بين مصطلحي الكفاءة )‪ (Efficiency‬والفاعلية )‬
‫‪ (Effectiveness‬في استخدإام الوقت هو مفتاح القضية‪ ،‬لن الكفاءة تعني القيام بالعمل‬
‫بشكل صحيح بينما تعني الفاعلية أن تقوم بالعمل الصحيح بشكل صحيح"‪.‬‬
‫فهناك فرق بين الكفاءة والفاعلية‪" ،‬فمهما كانت السرعة التي يقودإ بها الفردإ سيارته متجها ا إلى‬
‫الجنوب‪ ،‬فهو غير فلعال متى كانت وجهته الحقيقية نحو الشمال"‪.‬‬
‫"ولعل هذا ما دإفع الجمعية المريكية لتقويم المهندإسين إلى تبني شعار‪ :‬اعمل بطريقة أذكى ل‬
‫بمشقة أكثر‪ .‬كمحاولة للتمييز بين الشغل والنشغال أو بين الكفاءة والفاعلية"‪ ،‬أي بين إنجاز‬
‫العمل بكفاءة وإنجاز العمل المطلوب لتحقيق الهدإاف‪.‬‬
‫ففي إدإارة الوقت من الفضل للمدإير أن "يوجه نظره نحو النتائج بدإلا من القلق بسبب‬
‫الجراءات"‪ ،‬أي " أن يوجه نظره نحو الهدإف أولا ثم الطار ثانياا‪ ،‬الرؤية أولا والطريقة ثانياا‪،‬‬
‫أي إلى الفاعلية أولا والكفاءة ثانياا"‪ ،‬وبذلك يبدإأ المدإير بوضع أولى خطواته على طريق النجاح‬
‫في إدإارته لوقته‪ .‬إن مفتاح إدإارة الوقت هو أن يستطيع المدإير السيطرة عليه أو إدإارته‪ ،‬وإلن‬
‫الستثمار المثل للوقت سيؤدإي إلى‪:‬‬
‫تحقيق المنظمة لهدإافها‪.‬‬
‫* التزام أكثر بالقضايا الدإارية الهامة والطويلة المدإ‪.‬‬
‫* تطوير أفضل لقدإرات المدإيرين‪.‬‬
‫* قلق وضغط وتوتر أقل‪.‬‬
‫إذاا من المفيدإ أن ننظر إلى إدإارة الوقت بأنها عمل الشياء الصحيحة بطريقة صحيحة‪ ،‬أي أنها‬
‫إدإارة الوقت بفعالية‪ ،‬إذ ينصب الهتمام على ما يجب أن يفعله المدإير‪ ،‬ثم السرعة في التنفيذ‬
‫وليس العكس‪ ،‬بمعنى أن يقضي المدإير وقته في بناء العلقات القادإرة على إيجادإ التصال الفلعال‬
‫ل‪ ،‬بدإال من قضائه في حل المشكلت الناجمة عن سوء التصال وظهوره مشغولا في أعين‬ ‫مث ا‬
‫الجميع‪ .‬وبذلك نصل إلى تحدإيدإ معنى الفاعلية في إدإارة الوقت على أنها ) إنجاز المدإير لهدإافه‬
‫الصحيحة من خلل الستخدإام المثل للمواردإ المتاحة‬
‫إن هذا الفهم لمضمون الفعالية في إدإارة الوقت قدإ أخذ صوراا متعدإدإة في مناهج دإراسة إدإارة‬
‫الوقت كل حسب وجهة نظره‪.‬‬
‫وعندإ دإراسة أدإبيات إدإارة الوقت‪ ،‬يتضح أن هناك ثمانية مناهج مختلفة تقوم على افتراضات‬
‫ومبادإئ‪ .‬ولكل منهج منها قيمته وإضافته‪ ،‬وتتمثل هذه المناهج فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ـ منهج )نظم نفسك‪:‬‬


‫يفترض هذا المنهج أن معظم مشكلت الدإارة تأتي من الفوضى‪ ،‬أو من غياب النظام‪ ،‬حيث ل‬
‫يجدإ الدإاري ما يريدإه عندإما يحتاجه‪ ،‬ويصبح الحل المنطقي في بناء النظم التي تهتم بالتنظيم‬
‫في ثلثة مجالت‪:‬‬
‫* تنظيم الشياء‪:‬‬
‫أي ضبط كل شيء بدإءاا بمفاتيح البواب إلى الحاسبات والرفف الخاصة بالملفات والمساحات‬
‫في المكاتب‪.‬‬

‫تنظيم المهام‪:‬‬
‫أي إعطاء الوامر وتحدإيدإ خطوات التنفيذ باستخدإام قوائم أو خرائط تخطيط أو حتى برامج‬
‫كمبيوتر معقدإة تخطط لدإارة المشروعات‪.‬‬
‫* تنظيم الفرادإ‪:‬‬
‫أي تحدإيدإ ما يمكن أن يقوم به الدإاري ومن يعملون معه ثم تفويض العمال لدإيهم‪ ،‬ثم بناء نظام‬
‫لمتابعة أدإائهم حتى يتمكن هذا الدإاري من التحكم فيما يجري‪.‬‬
‫من أهم نقاط القوة في هذا المنهج أن التنظيم يوفر الوقت والكلفة والجهدإ‪ ،‬إذ ل يضيع الوقت في‬
‫ل‪ .‬فالتنظيم يعطي المرء الذهن الصافي وحياة أكثر انضباطا ا ولكن‬ ‫البحث أو كتابة التقارير مث ا‬
‫السراف في التنظيم يتحول إلى عائق ونقطة ضعف‪ ،‬إذ يصبح التنظيم هدإفا ا في حدإ ذاته بدإلا من‬
‫أن يكون وسيلة لهدإاف أهم‪ .‬فقدإ يضيع الوقت في التنظيم أكثر مما يضيع في النتاج ثلم ل يجدإ‬
‫بعضهم وقتا ا للعمل للنه مشغول ل في ترتيب المور‪.‬‬
‫‪ -2‬منهج المحارب )البقاء والستقللية‬
‫الفلسفة وراء هذا المنهج هي حماية الوقت من الضياع حتى يتحقق التركيز والنتاج فالجميع‬
‫محاصر بطلبات ضاغطة من بيئة مزدإحمة‪ .‬ولذلك يرى منهج المحارب أنه إذا لم يتصرف المدإير‬
‫بحزم حيال هذا الهجوم على وقته فسينهار النظام كله‪ .‬ومن الساليب التي يقترحها هذا المنهج‪:‬‬
‫* العزل‪:‬‬
‫أي إيجادإ نظام حماية من خلل سكرتارية وأبواب مغلقة وأجهزة ردإ على الهاتف ونحو ذلك من‬
‫الوسائل‪.‬‬
‫* النعزال‪:‬‬
‫وهو النتقال إلى بيئة بعيدإة تضمن العزلة حيث يمكن العمل باستقللية ودإون مقاطعة‪.‬‬
‫* التفويض‪:‬‬
‫ترحيل العمال إلى الخرين حتى يتاح المزيدإ من الوقت للعمال الهم‪.‬‬
‫تنبع قوة هذا المنهج من أن الوقت هو مسؤولية شخصية‪ ،‬وأن المدإير سينتج ويبدإع متى أتيح‬
‫له وقت هادإئ دإون مقاطعة‪.‬‬
‫ولكن افتراض هذا المنهج أن الخرين هم عدإو‪ ،‬عليك إزاحتهم من الطريق حتى تتمكن من أدإاء‬
‫العمال من خلل العزل والعتزال ووضع الحواجز‪ ،‬هو أمر مبالغ فيه‪ ،‬إذ ينسى أن ما يودإ‬
‫المدإير إنجازه يتوقف على وجودإ هؤلء الخرين‪ ،‬ومن ثلم يصبح من الصعب الحصول على‬
‫تعاونهم ونحن نعتزلهم‪ ،‬بالضافة إلى ذلك يقودإ هذا المنهج السلبي الدإفاعي إلى سلوك انطوائي‬
‫قائم على العتمادإ الكامل على الذات‪ ،‬وتحقيق الشباع من خلل ذلك‪ .‬عندإ هذا الحدإ يشعر‬
‫الباقون أنهم معزولون ولذلك سيحاولون الحصول على الهتمام إما بإيجادإ المشكلت أو العمل‬
‫بشكل منفردإ‪ ،‬وهنا قدإ يحتاج المدإير إلى وقت أكثر لحل مشكلتهم‪ ،‬إن المنهج النعزالي الوقائي‬
‫يتجاهل حقيقة العتمادإية المتبادإلة بين جميع الطراف‪ ،‬وأثرها على جودإة الحياة‪ ،‬مما يعقدإ‬
‫المور أكثر فأكثر‪.‬‬
‫******‬

‫منهج الهدإف )النجاز‬


‫يقول هذا المنهج‪ :‬اعرف ما تريدإه ثم رلكز جهدإك لتحقيقه‪ .‬فهو يعتمدإ على أساليب التخطيط‬
‫ووضع الهدإاف وحفز الذات والحماسة من خلل حالة ذهنية إيجابية‪.‬‬
‫لقدإ أثبت الواقع أن الفرادإ والمنظمات التي تضع أهدإافا ا واضحة للوصول إليها تحقق نتائج‬
‫أفضل‪ .‬وأن الواقع يثبت أيضا ا أن القادإرين على وضع الهدإاف والقادإرين على الوصول إليها‬
‫يحققون ما يحلمون بالوصول إليه‪.‬‬
‫وهناك عدإدإ كبير ممن يعتمدإ على هذا المنهج لصعودإ سلم النجاح‪ ،‬ولكن سرعان ما يكتشفون أن‬
‫السلم يستندإ إلى الحائط الخطأ‪ .‬منهم من يضعون الهدإاف ويبذلون الجهودإ لتحقيقها ويصلون‬
‫إلى ما يرغبون ولكن ليكتشفوا أن الثمار التي جنوها ليست الثمار التي يحلمون بها‪ ،‬فعندإما ل‬
‫تستندإ الهدإاف إلى مبادإئ وحاجات أساسية يصبح الهدإف والنجاز من المسببات لعدإم تحقيق‬
‫حياة متوازنة‪ .‬فقدإ يكسب بعضهم المليين ولكنهم يعيشون حياة خاصة بائسة‪ ،‬فقراء بالعلقات‬
‫والعواطف‪ .‬فهو منهج دإفع الثمن الغالي للوصول إلى الهدإاف‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ منهج التسلسل )الولويات وتحدإيدإ القيم‪:‬‬


‫يعتمدإ هذا المنهج على منهج الهدإف‪ ،‬ولكنه يضيف إليه مبدإءاا هاما ا هو مبدإأ التسلسل‬
‫والولويات‪ .‬بمعنى اللحاح على أهم المهام‪ .‬ويستخدإم في سبيل ذلك عدإة أساليب‪ ،‬منها أسلوب‬
‫تحدإيدإ القيمة وترتيب المهام‪ .‬فيقول أصحاب هذا المنهج‪ :‬يمكنك أن تفعل ما تريدإ ولكن ليس كل‬
‫ما تريدإ‪ .‬فافتراضه الساسي هو إذا كنت تعرف ما تريدإه وقتللح على إنجاز المهم أولا فإنك‬
‫ستصبح فعالا في إدإارتك لوقتك‪.‬‬
‫ولكلن هناك الكثيرين الذين يجلسون عندإ قمة سلم النجاح يقولون إنهم وضعوا الهدإاف وألحوا‬
‫عليها وحدإدإوا الولويات ولكن عندإما وصلوا إتلى الهدإف لم يجدإوا النتائج التي توقعوها‪ .‬ولذلك‬
‫إن لم تكن الهدإاف نابعة من المبادإئ الحقيقلية فلن يصل الفردإ إلى النجاز الحقيقي لنتائج تضمن‬
‫جودإة الحياة‪.‬‬

‫‪ 5‬ــ منهج الدإوات التكنولوجية‪:‬‬


‫يقوم هذا المنهج على فرض أن الدإوات المناسبة )مثل الجدإول الزمني والمفكرة اليومية‬
‫وبرنامج الحاسب ونحوها ( ستعطي الفردإ قدإرة على الدإارة الفضلى‪ .‬إذ يقوم هذا المنهج على‬
‫أن هذه الدإوات تضمن معرفة الولويات‪ ،‬وتنظيم المهام‪ ،‬والوصول إلى المعلومات بسهولة‪.‬‬
‫والفرض الساسي أن النظم والهياكل تساعدإ على جعل الدإاة أكثر فاعلية‪ ،‬فهناك ميزة كبيرة في‬
‫الستخدإام الفعال لتلك الدإوات في تحقيق‪:‬‬
‫* تحدإيدإ الولويات ‪ * .‬وضع الهدإاف ‪ * .‬تنظيم المهام‪ *.‬استخدإام منظم سريع للمعلومات ‪.‬‬
‫ولكن كم من الناس يستخدإمون أدإوات إدإارة الوقت هذه كما يجب أن تكون؟ فهناك من يشتري‬
‫التقاويم لتتحول إلى أدإوات زينة تترك غير مستخدإمة‪ .‬وبالنسبة لبعضهم تعدإ التقاويم اليومية‬
‫والمهام المحدإدإة أمراا مقيدإاا أو جامدإاا‪ .‬إضافة إلى أن التكنولوجيا بشكل عام إن لم تكن مرتبطة‬
‫بالمعرفة التامة بأهمية القيام بالمهمة المستخدإمة من أجلها ل تعطي الجودإة بشكلها المطلق‪،‬‬
‫وإنما تعطي بعض القدإرة على تحسين هذه الجودإة فقط‪ ،‬فآلة التصوير الفوتوغرافية المتقدإمة ل‬
‫تنشئ مصوراا ناجحا ا‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ منهج المهارة في إدإارة الوقت‪:‬‬


‫يقوم هذا المنهج على أساس أن إدإارة الوقت مهارة شخصية تحتاج إلى إتقان عدإة أشياء هي‪:‬‬
‫* استخدإام تقاويم ومفكرات المواعيدإ‪.‬‬
‫هذا المنهج التنظيمي شائع وقائم على أن غياب مهارة التخطيط ووضع الهدإاف والتفويض‬
‫سيؤثر على التنظيم‪ ،‬ولذلك يلجأ كثير من المنظمات إلى وسائل تعليمية لتعليم العاملين هذه‬
‫الساسيات‪.‬‬
‫إن من أهم نقاط ضعف هذا المنهج تكمن في التساؤلت التالية‪:‬‬
‫* ما النماذج الساسية التي يتم تعليمها؟‬
‫* هل تقوم على مبادإئ صحيحة؟‬
‫* أو أنها تدإعو لفروض غير صحيحة عن الفاعلية؟‬
‫إن الهم من الدإوات والتنظيم هو ربط الكفاءة بالمبادإئ الحقيقية لدإارة الوقت‪ .‬فالمهارة دإون‬
‫ربط مع نتيجة واضحة ومحدإدإة ل تلبي إدإارة فعالة للوقت‪.‬‬
‫‪ -7‬منهج التدإفق الطبيعي )النسجام والنغمة الطبيعية‪:‬‬
‫يقوم هذا المنهج على فروض مختلفة عن الحياة والوقت تختلف عن الفروض التي تقوم عليها‬
‫باقي مناهج إدإارة الوقت‪ ،‬فهو يقوم على فلسفة مستمدإة من الحضارات الشرقية المتصلة‬
‫بالتوافق الدإاخلي للذات والنسجام مع الطبيعة‪ ،‬بعيدإاا عن إلحاح الظروف‬

‫الخلصة‪:‬‬
‫مر الفكر الدإاري بعدإة مراحل وهي‪:‬‬
‫المدإرسة الكلسيكية )التقليدإية ‪ /‬القدإيمة(‬
‫المدإرسة السلوكية‪.‬‬
‫المدإرسة الكمية‪.‬‬
‫مدإرسة النظم‪.‬‬
‫مدإرسة العلقات النسانية‪ .‬وتعنى هذه المدإرسة بعلقات الموظفين برؤسائهم والتعامل معهم‬
‫كأسرة‪ ،‬حتى يرتاح العامل في عمله مما يزيدإ من إنتاجه‪) ،‬العامل يعمل للراتب والحترام‪.‬‬

‫‪ -1‬النظرية الكلسيكية )‪:(Classical Theory‬‬


‫روادإها‪ :‬ماكس فيبر‪ ،‬فردإريك تايلور‪ ،‬هنري فايول‪.‬‬
‫أ‪ -‬النموذج البيروقراطي )البيروقراطية ‪:(Bureaucracy‬‬
‫هو نظام مثالي للدإارة‪ ،‬يقوم على القواعدإ والجراءات الصارمة )للقضاء على العلقات‬
‫الشخصية(‪ ،‬والتقسيم الواضح للعمل )كي يسير العمل لبدإ أن يعرف كل شخص وظيفته(‪،‬‬
‫التدإرج الهرمي الثابت حتى تكون الترقيات منطقية وواضحة‪.‬‬

‫أركان النموذج البيروقراطي‪:‬‬

‫الميكانيكية في الدإاء‪.‬‬
‫التدإرج الهرمي )الهيراركية(‪ :‬طالما هناك قواعدإ صارمة فبالتالي بجب أن يوجدإ نظام واضح‬
‫للترقية يحدإدإ عدإدإ السنين والكفاءة )ثبوت قواعدإ الترقية‪.‬‬

‫تقسيم العمل‪.‬‬
‫اللتزام بالقواعدإ واللوائح‪.‬‬
‫الموضوعية وعدإم ترك أي مجال للعاطفة‪.‬‬
‫المثالية والرشدإ‪.‬‬
‫* مزية هذا النظام هو تحيق الكفاءة والتساق في العمل طالما ظللنا متمسكين به وبأركانه فهو‬
‫نظام ممتاز إذا ما طبق بشكل سليم‪.‬‬

‫عيوب النظرية الكلسيكية‪:‬‬


‫اللتزام الشدإيدإ بالقواعدإ والجراءات الصارمة‪.‬‬
‫بطئ اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫عدإم التكيف مع التغيير التكنولوجي‪.‬‬
‫من الصعوبة التمسك بالمثالية والرشدإ بكافة الوقات‪.‬‬
‫ب‪ -‬حركة الدإارة العلمية‪:‬‬
‫ومن روادإها )فردإريك تايلور (‬
‫ركزت هذه الحركة على إيجادإ العلقة بين )العامل( واللة التي يعمل عليها؛‬
‫وتقوم على أساس استخدإام السلوب العلمي في حل المشكلت واتخاذ القرارات )في حالة وجودإ‬
‫مشكلة في العمل أوال‪ :‬لبدإ من التعرف من المشكلة‪ .‬ثانياا‪ :‬التعرف على سبب المشكلة )مما‬
‫يسهل حلها(‪ .‬ثالثا ا‪ :‬وضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة‪ .‬رابعاا‪ :‬اختيار الحل المناسب‪ .‬وأخيراا‪:‬‬
‫تطبيق هذا الخير‪.‬‬

‫وقامت هذه الحركة كذلك بدإراسة )الوقت والحركة( أي أنه لتأدإية أي عمل تحتاج إلى مجموعة‬
‫من الحركات تأخذ وقت معيناا؛ وتهدإف هذه الدإراسة إلى استخدإام الفرادإ إلى أقصى حدإ ممكن‪.‬‬

‫مبادإئ حركة الدإارة العلمية‪:‬‬


‫استخدإام السلوب العلمي في حل المشكلت واتخاذ القرارات‪.‬‬
‫اختيار وتدإريب المشرفين‪.‬‬
‫التركيز على أهمية التعاون بين الدإارة والعمال )وذلك لوجودإ المسؤولية المشتركة(‪.‬‬
‫تقع مسؤولية العمل مشتركاة على عاتق العمال والدإارة معا ا‪.‬‬

‫مزايا المدإرسة )الحركة( العلمية‪:‬‬


‫إن المبادإئ التي تقوم عليها هذه المدإرسة )الحركة( هي ذاتها المزايا التي تتمتع بها‪.‬‬

‫عيوبها‪:‬‬
‫إغفالها للنواحي النسانية‪.‬‬
‫تفرض أن الفرادإ يتصرفون بعقلنية ورشدإ طوال الوقت‪.‬‬
‫التأكيدإ الزائدإ على النتاجية لتحقيق الربح أدإى إلى استغلل المدإرين لعمالهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬المدإرسة الوظيفية‪:‬‬
‫ومن روادإها )هنري فايول(‬
‫تركز هذه المدإرسة على ما يقوم به المدإير من وظائف لتحقيق أهدإاف المنظمة‪.‬‬
‫مبادإئ المدإرسة الوظيفية‪:‬‬

‫تقسيم العمل‪.‬‬
‫وحدإة المر‪.‬‬
‫نطاق الشراف‪.‬‬
‫السلطة والمسؤولية‪.‬‬
‫مركزية ول مركزية اتخاذ القرار‪.‬‬
‫التسلسل الدإاري‪.‬‬
‫المساواة بين الفرادإ‪.‬‬
‫التعاون بين الفرادإ‪.‬‬
‫المكافأة‪.‬‬

‫‪2‬ـ النظرية السلوكية )‪:(Behavioral Theory‬‬

‫من روادإها‪ :‬التون مايو‪.‬‬


‫أ‪ -‬هذه النظرية اهتمت بالجانب النساني في مجال الدإارة بعكس المدإرسة الكلسيكية‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقامت بحركة العلقات النسانية في مجال العمل من خلل تجارب مصانع )هاوثورن(‬
‫وتوصل إلى‪:‬‬
‫إن ما يؤثر في النتاجية ليست النواحي المادإي والجر فقط بل هناك عوامل أخرى‪.‬‬
‫أهم المتغيرات التي تؤثر في حياة الفردإ هي النواحي الجتماعية والنسانية في العمل‪.‬‬
‫إن الحاجات النسانية تشمل‪ :‬المادإية‪ ،‬الجتماعية )الجتماع بالغير(‪ ،‬الذاتية )للنفس(‪.‬‬
‫جوانب المدإرسة أو النظرية السلوكية‪:‬‬
‫الهتمام بالجانب النساني في العمل بجانب العامل المادإي‪.‬‬
‫إن استجابة الفردإ للعمل تتوقف على مدإى إشباع حاجاته المادإية والجتماعية معا ا‪.‬‬
‫النظر إلى المنظمة )الشركة – المؤسسة( كوحدإة اجتماعية وليست اقتصادإية فقط تسعى إلى‬
‫تحقيق الربح‪.‬‬
‫شجعت التنظيمات غير الرسمية على الظهور‪.‬‬
‫‪ -3‬النظرية الكمية‪:‬‬
‫جوانب المدإرسة أو النظرية الكمية‪:‬‬
‫استخدإام النماذج الرياضية في حل مشكلت الصناعة التي ل يمكن حلها بالساليب التقليدإية‪.‬‬
‫اهتمت المدإرسة بالستعانة بخبراء بحوث العمليات لمساعدإة المدإيرين في حل المشكلت‬
‫الدإارية‪.‬‬
‫ساعدإ تطور أجهزة الحاسب اللي على ظهور مدإرسة علوم الدإارة‪.‬‬
‫تستخدإم النماذج الدإارية في التخطيط والرقابة وصياغة إستراتيجية النتاج‪.‬‬

‫النظم‪:‬‬ ‫‪ -4‬مدإرسة مدإخل‬


‫المنظمة مجموعة من النظمة الفرعية )تسويق – إنتاج – تمويل( هذه النظمة يقوم كل نظام‬
‫منها بمجموعة من الوظائف المتخصصة ولكنها جميعا ا تهدإف في النهاية لخدإمة المنظمة كنظام‬
‫كامل متكامل‪.‬‬

‫أنواع النظم‪:‬‬
‫سملي بالنظام المغلق لنه ل يتأثر بالبيئة الخارجية )مثل نظام الصيانة الدإورية‪،‬‬
‫النظام المغلق‪ :‬و ق‬
‫فسواء كانت المؤسسة ناجحة أم فاشلة تظل أعمال الصيانة(‪.‬‬

‫النظام المفتوح‪:‬‬
‫مدإخل الموقف )‪:(Contingency‬‬
‫هو عملية اختيار المدإير للمدإرسة )النظرية( الخاصة المتناسبة مع الموقف الذي يمر به ومع‬
‫الفرادإ على حسب شخصياتهم‪.‬‬
‫تحدإيات المشاكل الدإارية مختلفة ومتنوعة ول يوجدإ مدإخل واحدإ يساعدإ في حلها جميعا ا‪.‬‬
‫ضرورة استخدإام أساليب وحلول إدإارية تبعا ا للموقف‪.‬‬
‫* أهم المتغيرات الموقفية‪:‬‬
‫البيئة الخارجية‪.‬‬
‫التكنولوجيا المستخدإمة )أسلوب العمل(‬
‫العاملين‪.‬‬
‫* الهمية النسبية لكل متغير تتغير بتغير طبيعة المشكلة‪.‬‬
‫‪ -5‬حركة العلقات النسانية الجدإيدإة‪:‬‬
‫مزجت هذه الحركة بين النظرة اليجابية بالطبيعة النسانية والدإراسة العلمية للمنظمات الحدإيثة‪.‬‬
‫اعتمدإت الحركة على كل من‪ :‬بحوث علم الجتماع‪ ،‬تفاعل الفرادإ والجماعات دإاخل المنظمة‪.‬‬
‫كما أكدإت أهمية‪ :‬القيم )‪ ،(Values‬المرونة )‪.(Flexibility‬‬
‫اهتمت الحركة بالجودإة‪ /‬الخدإمة‪ /‬سرعة الستجابة للعميل‪ /‬أهمية الفرادإ لنجاح الشركة‪.‬‬

‫رأي وتعليق‬
‫ما أجمل ما قال الستاذ الدإكتور يوسف الحسن‪ ،‬في إحدإى مقالته‪ ،‬فقدإ قال‪:‬‬
‫إن "تغيير الفكر الدإاري التربوي الراهن‪ ،‬وهو فكر سلطوي ومركزي‪ ،‬يقوم على ارغام‬
‫المرؤوسين على الطاعة‪ .‬وهذا الفكر ل يولدإ ثقافة دإيمقراطية‪ ،‬تستدإعي المساءلة‪ ،‬وتحترم‬
‫الختلف‪ ،‬وتشجع المبادإرة والبدإاع ويرتبط بهذا التغيير أيضا‪ ،‬إعادإة تأهيل المعلم‪ ،‬وتحول‬
‫نوعي في طرق التدإريس‪ ،‬وأساليب التقويم والنشطة المدإرسية‪".‬‬
‫فإن مثل هذا القول‪ ،‬هو رأيي المتواضع‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫تاريخ ‪ ‬الفكر الدإاري ‪ ،‬كلودإ جورج‪ ،‬مكتبة الوعي العربي‬
‫التربية والثقافة العربية ‪  -‬السلمية في الشام والجزيرة‪ ،‬دإ‪ .‬ملكة ابيض ‪ ،‬دإار العلم للمليين‬
‫– لبنان‬
‫‪ ‬الوعي التربوي‪ ،‬ثلثة مؤلفين ‪ ،‬دإار العلم للمليين ‪ -‬لبنان‬
‫دإور التعليم في ‪ ‬الوحدإة العربية‬
‫سمدإون حمادإي‪ ،‬مركز دإراسات الوحدإة العربية – لبنان ‪‬‬
‫الفكر ‪ ‬التربوي عندإ ابن سينا‬
‫دإ‪ .‬عبدإ الرحمن النقيب‪ ،‬دإار الفكر العربي – القاهرة ‪‬‬
‫‪ ‬رأي لقيادإات تربوية‪ ،‬مجموعة مؤلفين‪ ،‬الشركة العامة للنشر‬

You might also like