Professional Documents
Culture Documents
(2) القبعة والنبي
(2) القبعة والنبي
تترك هذه المسرحية للمخرج حرية مطلقة في التصرف ،والملحظات التالية ينبغي أن تحمل على محل
القاتراحات ،بما في ذلك دمج الفصول الثالثاة في فصل واحد.
-1المسرح :طاولتان متشابهتان يفصل بينهما حاجز حديدي يوحي بقفص التهام ،على انه ينبغي أن ل
يكون هذا الحاجز بارزا بطريقة تجذب النظر للتركيز عليه .القفص هذا مكون من ضلعين ،الضلع الذي
يفصل بين الطاولتين ،والضلع بالذات قاابل للحركة ،بحيث يدور على مفصله المربوط إلى الضلع الخر
بسهولة ،وبوسع حركة من هذا النوع ،ببساطة ،أن تحمل طاولة المحكمة وكأنها داخل القفص والطاولة
الخرى ) طاولة المتهم(طليقة.
نصف المسرح الذي تشغله طاولة المحكمة يوحي بالجدية والعراء ،ل ديكور ول أي شيء يوحي بمميزات
خاصة.الطاولة عارية وفي أحد دروجها يوجد حبل .نصف المسرح الخر الذي تشغله طاولة المتهم ،له
شخصية المنزل المتواضع ،في صدره باب ينفتح على شرفة هي في الوقات ذاته المدخل إلى " المنزل "-
حاجز الشرفة يبدو بوضوح للمشاهد حين ينفتح الباب.
-2الشخاص :المتهم شاب في ملبس عادية .يكون في معظم المسرحية دون قاميص ،ويبدو بقميصه
الداخلي طبيعيا للغاية.
رقام 1ورقام 2شخصان متشابهان ،أنيقان دون إفراط ،ودون ما يوحي بالرسمية.صوتاهما-بصفة عامة-
حياديان وميالن للتقريرية.
السيدة :شابة جميلة وأنيقة ووالدتها مبهرجة قاليلا ومتصابية وذات مظهر عدواني إلى حد ما.
ساعي البريد يلبس ملبس عادية ويتميز بقبعة رسمية فقط ،ول يحمل حقيبة ،وشديد الفضول.
-3الشيء :محور أساسي ،ولذلك فتصميمه ينبغي أن يخضع لشروط ل مفر منها أولها أن ل يكون ،بأي
حال من الحوال ،معدنياا ،ول يمت بأية صلة لشكل يشبه النسان أو الحيوان أو النبات الشائع.لونه اسود
وبالوسع إدخال اللون البنفسجي.ذو مظهر اقارب للقماش أو المطاط وتكوينه ويتميز بفروع مثال أوراق
الشجر العريضة فوق قابة-سوف يستعمل فيما بعد كقبعة مبتكرة -أما تحريكه فثامة وسائل عديدة لذلك.
أبسطها كما يبدو أن يحرك عبر ثاقب في الطاولة التي لن يبرحها تدخل منها يد لرجل يجلس تحتها ول
يظهر على الطلق.أما الفروع فيمكن أن يعتمد في تحريكها على اهتزاز لنوابض تكون داخلها.
وفي كل الحالت :ل ينبغي أن يوحي " الشيء" بأي شيء فكاهي أو مضحك.
وبالنسبة لصوته فإن أقارب التصورات هو أن "ينطق" بواسطة مسجل.الصوت ينبغي أن يكون واضحا للغاية
ولكنه غير طبيعي تماماا ،بوسع الرجل الذي سيتولى تحريك الشيء الشراف على المسجل أيضا.
الشرطي :استعملت هذه الكلمة في وصف الرجل الذي سيكون عليه ،دون النطق بكلمه واحده ،تحريك
الحاجز بين الفينة والخرى .ل ملبس رسمية ولكن صرامة الرجل الرسمي المكلف .ول تعاطف ،وغالب ا ل
يلفت نظر أي من أشخاص المسرحية ول يقاطع إحداثاها وحوار إبطالها .من الفضل أن يجلس هذا "
الشرطي " في مقاعد المتفرجين الولى ويتحرك منها إلى المسرح ويعود إليها ،وكذلك فان وجوده على طرف
المسرح القاصى ،القارب إليها ،وكذلك فان وجوده على إطراف المسرح القاصى ،القارب للجمهور ،ممكن
بشرط أل يلفت وجوده نظر احد إل حين يتحرك .ينبغي أن ينسى تماما حين ل يكون ثامة ما يفعله ،ولكنه
أبدا ل يدخل أو يخرج من الكواليس.
الضوء :سيتزايد دور الضوء باطراد كلما اقاتربت المسرحية من نهايتها ،ول ضرورة هنا لملحظات أكثار من
تلك التي سترد في السياق فيما عدا الشارة إلى أن تركيز الضوء على أحد نصفي المسرح ينبغي إل يخفي
تمام ا النصف الخر ،ومن الضروري أن تظل أشكال الشخاص في النصف المعتم ) سيلويت ( واضحة إلى
حد ما.
على أن تصرف مخرج يلتقط المعنى الساسي للمسرحية يظل من شأنه أغناء المسرحية.
غ.ك.
المشهد الول
رقام ) :1وكأنه يكمل حديثااا( أما وقاد انتهينا من المحاكمة فسأصدر الحكم الن .قاف كي تسمعه كما ينبغي.
المتهم ) :دون اهتمام ولكن بقليل من الدهشة ( تصدر حكمك ؟انتهينا من المحاكمة؟)يقف(ولكننا يا سيدي
لم نبدأ بعد!
رقام ) :1مخاطبا رقام ( 2أسمعت ما قاال ؟ يقول أننا لم نبدأ بعد.
رقام :2لننته من الموضوع بسرعة..دعنا نشنقه هنا والن..أليس هذا هو الحكم الذي اتفقنا عليه؟) يخرج
من درج الطاولة حبلا ويضعه على الطاولة(.
المتهم ) :يدور حول الطاولة ويمسك الحاجز بكلتي كفيه( أيها السادة دعوني أذكركم بأننا لم نبدأ! لقد
قابض علي أمس فقط ولم يقابلني أحد طوال الليل ثام جيء بي إلى هنا ،وكنت اعتقد أننا نجتمع للتعارف.
رقام :1أيها القاتل.
رقام :2قااتل ووقاح أيض ا.
رقام :1قااتل رهيب ) مشيرا إلى الشيء السود أمامه ( والجثاة ما تزال أمامه وقاد بدأ ينكر حتى قابل أن
ندفنها.
رقام ..2حتى قابل أن يجف دمها..
المتهم :دمها؟
رقام :1لننسى موضوع الدم) ملتفت ا إلى رقام (2الحقيقة أنه ل يوجد دم.
رقام :2قاتلها خنق ا.
المتهم :خنقاا؟ انه شيء ل يستعمل الهواء.
رقام :1قاتلته..وهذا يكفي.
المتهم :قاتلته أم قاتلتها؟ يا سيدي! أنا أقابل حكمكم لو تقررون إذا كان الشيء هو أو هي.
رقام :1هذه مسألة ل تخص القانون.ل تخرجنا عن الموضوع.لقد ارتكبت جريمة قاتل وهذا يكفي.
المتهم :قاتل من؟
رقام :1قاتل هذا) مشي ار إلى الشيء السود(
المتهم :أنظر كيف تتهرب من الموضوع! إنني أسألك ) يعلو صوته ويأخذ حالة الهجوم( هل تسمع؟ إنني
أسألك :ماهو هذا الذي قاتلته.
) يتقدم " الشرطي " بهدوء ويحرك ضلع الحاجز المواجه للجمهور وينقله على محوره إلى الجهة المقابلة
فيبدو القاضيان الن في قافص والمتهم دونه(.
رقام ) :1مخاطبا رقام ( 2قال له ما هو هذا.
رقام :2قال له أنت.
المتهم :أنه شيء ل يوجد فيه دم.ل يتنفس.ل يأكل .ليس من المعروف إذا كان ذك ار أم أنثاى..لقد تفحصته
بنفسي،ليس فيه شيء يمكن أن نسميه عضوا تناسلي ا ..فكيف يمكن قاتله؟
رقام :1ولكنه كان يحكي يا سيدي.
رقام :2وكان يشرب أيضا .
المتهم :إن السطوانة تحكي ،وشجرة الصبار تشرب-هذا ل يكفي..هل لديكم إثاباتات أخري؟
رقام :1في الواقاع ل..ولكن هذا ل ينهي الموضوع .قاد يكون مخلوقاا عجيبا ..وعلى أي حال أنت قاتلته وقاد
قالت ذلك بنفسك للسيدة.
المتهم :هل ادعى أحد علي؟
رقام :2ليس حتى الن..ولكن معلوماتنا تقول أن له أخا جاء معه ثام اختفى ،وقاد يظهر يا سيدي في أية
لحظة ويطالب بدم أخيه..
المتهم :ل يوجد دم.
رقام :2يطالب بحياته أذن.
المتهم :إن الذي ل يأكل ول يتنفس ول يضاجع امرأة ل يمكن أن يكون شيئ ا حي ا.
رقام :2يطالب به.
المتهم :يطالب به أو بها؟
رقام :1الواقاع يا سيدي إن الموضوع موضوع أخلقاي في الدرجة الولى ،لنفترض أن أخاه جاء ذات يوم
وطالب به..فماذا نقول له؟
رقام :2نعم ،ماذا نقول له؟ أنها لتهم هذا الوطن فقط ولكنها تهم العالم بأسره.
رقام :1تهم الكون كله في الواقاع.
رقام ) :2ينظر بحسرة إلى الشيء السود(لقد جاء المسكين من كوكب آخر فقتلته أنت!
المتهم ) :يبكي ( أنا أكثار حزنا عليه منكم!
) يتقدم الشرطي فينقل الحاجز فيصبح المتهم في القفص من جديد(
رقام ) :1بصوت عال( إذن لماذا قاتلته أيها المجرم؟
رقام :2أيها المجرم.
المتهم :لقد مات وحده.
رقام :1ولكن أنت السبب في ذلك..اعترف.
رقام :2اعترف فورا ) يرفع الحبل ويلوح به (
المتهم :إنني أرفض هذه المحاكمة..صحيح أنني حزين ) يبكي ( ولكن هذا ل يعني أنني القاتل )..ينتعش (
ثام من هذا الذي قاتل؟ ما هو اسمه أو اسمها؟كيف قاتل؟تصوروا لو أنكما قاررتما قاتل كل حزين في هذا
العالم..لن يبقى غيركما.ثام ستحزنان أنتما لنكما ستكونان عندئذ وحدكما ،وسيقتل أحدكما الخر.
رقام :1هذا صحيح..ولكن أمامنا جريمة ويجب أن ننتهي منها..إن القوانين قاادرة على تغطية كل شيء..
المتهم :ولكنكما لم تنظ ار في القضية..لم تسمعا الشهود..لم تتركاني أدافع عن نفسي..
رقام :1إن الجريمة واضحة ليست بحاجة إلى إضاعة الوقات..لم يعرف هذا الشيء أحد غيرك..فمن إذن
يقتله؟ كيف يمكن أن يقتل إنسان ما شخصا ل يعرفه؟
رقام ) :2للمتهم ( لقد أحرجك هذه المرة ووضعك في الزاوية..لماذا ل تجيب؟
المتهم :إننا في الواقاع نقتل الذين ل نعرفهم.
رقام ) :1يقهقه ( لقد أوقاعناك في الفخ أيها القاتل..لقد ضحكنا عليك وسحبنا منك العتراف الكامل ربما
لنك غير خبير في هذا الموضوع ،فهذه أول جريمة ترتكبها في حياتك وأنت لم تكن قااضي ا في حياتك ول
مرة واحدة..وهكذا استطعنا استدراجك بسهولة..كنت تقول قابل قاليل أنك ل تعرف هذا الشيء .ل تعرف اسمه
ول إذا كان شخص ا أو شيئ ا ول من هو ،ول إذا كان ذكرا أو أنثاى ،أي انك لم تكن تعرفه ..ولذلك بالذات
قاتلته.
رقام ) :2مبتسماا( ذلك لننا – كما قالت أنت بنفسك – إنما نقتل الذين ل نعرفهم.
رقام :1إن القانون ضدك..يجب أن تعترف بذلك.
المتهم :أعترف..ولكن يجب أن تستمعا إلي..
رقام :1باسم أي شيء يجب أن نستمع إليك؟باسم القانون؟
المتهم :ل..باسم الفضول أيها السادة).يقوم من مكانه ويتجه إلى الحاجز(
رقام :1الفضول؟
رقام ) :2ينظر بتواطؤ إلى رقام ( 1إن وجهة نظره صحيحة..باسم الفضول.
رقام :1إنني إذن أسمح لك بالكلم باسم الفضول..ولكنني سأنبهك مسبقا إلى أن هذا لن يغير شيئا من
الحكم..إن الفضول شيء رائع ولكنه غير قاانوني.
) يعود المتهم إلى مقعده ببطء ،وفي اللحظة ذاتها تصعد " السيدة " درج الشرفة وتبدو عبر الباب المفتوح
متجهة نحو المتهم الذي يصل إلى كرسيه ويجلس عليه باسترخاء – يخفت الضوء الموجه على القاضيين
حتى يبدوان شخصين غامضين – تدخل السيدة ،بشيء من الغضب (.
السيدة ) :ترمي حقيبة يدها على الطاولة وكذلك قافازيها وتبدأ بالمشي عبر الغرفة بغضب ،ثام تقف وتنظر
نحوه( :يبدو أن علينا أن نستسلم أخيرا .وذلك بسبب جبنك وجبني معاا ،فدعنا نسوى المسألة بهدوء؟
المتهم :أية مسألة؟ مسألة الجنين؟ مسألة الدين؟ مسألة المال؟ مسألة أمك؟
السيدة :كل هذه المسائل.
المتهم:لنبدأ بمسألة الجنين .يجب أن يموت بالطبع.
السيدة :نقتله بالمناصفة :مئة ليرة منك ومئة ليرة مني.
المتهم :ليس لدي مئة قارش أشتري بها رغيف ا..
السيدة :والحل؟
المتهم :أقاذف بك عن الدرج ،أو نتزوج.
السيدة :الزواج مستحيل ..لن..
المتهم :لنني ل أستطيع أن أعمل قاطة ،ولنني ل أريد أن أستبدل ديانتي كما تستبدلين معطفك ،ولن
الحب وحده ل يستطيع مهما بلغت حرارته أن يخبز رغيفاا ..إن أمك رائعة في اكتشاف النواقاص.
السيدة :أنت في كل مرة تقول هذه الشياء ذاتها.
المتهم :أنت في كل مرة تقولين هذه الشياء ذاتها.
السيدة ) :بلطف مفتعل (قال شيئ ا جديد ا هذه المرة فقط يا حبيبي...
المتهم) :يرق(! لنتزوج! سأخطفك ونطير ويرضخ الجميع..إن العالم واسع ومليء بالفرص.
السيدة :مليء بالفرص! هل تستطيع أن تقول لي ما الذي قاضى عليك إل هذا الهراء؟ أنت تنتظر أن يسقط
عليك من السقف عمل مثالما تقدم الكعكة للطفال..إن العالم صغير..إنه أمي وغرفتك ومائتي ليرة..هذا هو
العالم.
المتهم :يحاولون الهبوط على القمر أيتها الجميلة الغبية.
السيدة :ستكون أكثار سعادة لو استطعت أن تهبط السلم ،وتجرؤ على المرور أمام دكان اللحام..لقد سألني
عنك الن.
المتهم:واذن؟
إ
) يضيء النور فجأة نصف الغرفة الخر حيث يجلس القاضيان .ولكن السيدة تواصل التصرف وكأنها غير
شاعرة بهذا الذي ط أر(.
رقام :1قال لي..هل قاتلت الجنين؟
المتهم ) :يلتفت إليه ببرود ( كل الذي يهمك هو أن تصطاد لي تهمة جديدة..لماذا ل تبحث معي عن حل
لهذه القصة التعيسة؟
رقام :2إنه في مأزق حقاا ،دعنا نرى كيف سيتملص.
رقام :1كيف انتهى بك المر إذن؟
المتهم ) :فيما يتكلم تكون السيدة ،التي تبدو في اللحظة ذاتها تتكلم بغضب ولكن دون صوت تلم حقيبتها
وقافازها وتخرج من الغرفة بحيث تختفي وراء حاجز الشرفة في اللحظة التي ينتهي فيها هو من الكلم( لقد
تعلقت المشكلة هنا .مثالها كل يوم .غضبت وصرخت وشتمت وازدادت كراهية لي .حسنا لنقل أن حبها لي
تناقاص عن ذي قابل ،مثال كل يوم .أيها السادة ،لقد أحببتها حقاا..ولكن لم يكن باليد حيلة .أعتقد إنها قاصة
تحدث كل يوم مع كل شخص..ولكن هل يعني ذلك إنها غير مهمة؟ أنظروا كيف صارت حالتي! كنت أشعر
إنني أفقد آخر شيء لي في العالم..يا إلهي كم صرت تعيساا!) ينظر صوب الباب ،حيث اختفت السيدة(.
رقام ) :2مخاطب ا رقام (1لنكن حذرين..إنه يحاول أن يخرجنا عن الموضوع،إنه يستدر دموعنا ليخفي كفيه
الملوثاتين.
رقام :1ليستا ملوثاتين في الحقيقة.تذكر.ل يوجد دم).متجهم ا إلى المتهم( والن..إنس ذلك كله..نريدك أن
تحكي عن الجريمة.
المتهم ) :بانكسار ( هذه هي الجريمة أيها السادة..لقد هجرتني السيدة..هل هناك ماهو أكثار رعبا في حياة
إنسان كان يخبئ الحب في جيبه كسلح أخير للدفاع عن نفسه؟
رقام :1للدفاع عن نفسك ضد من؟ هل كان ثامة من يهددك؟
المتهم :كل الناس.كل شيء.صاحب البيت والخباز واللحام والطبيب.الغربة والوحشة والوحدة .المرض
والشقاء .الشقاء الذي ل ينتهي وفرص السعادة التي ل نستطيع أن نملها .العمل والبطالة.النتظار
والوصول .النكسار .الفشل.طعم النتصار التافه.القلق.نداء الرحيل الذي ل يستجاب .الخيبة.غياب
الشمس وغياب الصديق وغياب الدهشة.الموت..يا إلهي! أن نراه قاريب ا إلى هذا الحد وأن ننتظره ليل نهار..
رقام ) :1صائحا ( كفى! ) يلتفت إلى رقام (2هل سجلت ما قاال؟
رقام :2سجلته اختصاراا..إنه يقصد كل شيء.
رقام :1حسناا ،والن أكمل.
المتهم :أن تصحو فتجد أنك لم تفعل شيئا وأن ليس ما تستطيع أن تفعله .أن تتذكر فجأة أن لحظة ما في
الماضي كانت في وقاتها كل شيء بالنسبة لك إوانها الن مثال معلبات اللحم المفرغة والمقلوبة على
قافاها..أن..
رقام :1كفى! ..انك توشك أن تبكينا.
المتهم :حسن ا ..هذا كان حالي عشية مقدمه ) مشيرا إلى الشيء السود أمامه (.
رقام :1لقد بدأت القصة الن ،انتبه.
المتهم ) :يتمدد في مقعده ،فيما يغيم الضوء عن طاولة القاضيين( كنت نائم ا أيها السادة .مثالما تنامون
جميعاا.ل.مثالما ينام رجل مثالي فقط ،لقد سمعت صوتا ضئيلا على الشرفة فحسبت أنني أحلم..ولكن الصوت
تكرر .كان مثال استغاثاة صغيرة مجهولة..ترددت كثايراا ،ثام قامت..
) يقوم ببطء ،يشعل ضوء ا ويتجه نحو باب الشرفة-المدخل ينظر إلى الخارج بحذر.ثام يهم بالعودة ولكنه
يقف منصتا بانتباه شديد-نصف متشنج .حركة مجهولة صغيرة تسمع في الخارج .يعود يحمل شيئاا .يتجه
إلى الطاولة ويضع " الشيء" الذي يحمله فوق الشيء السود الموجود أصل هناك يبدو وكأنه وضعه الن.
يتفحصه بدقاة ويهز رأسه محتاراا ،ثام يلتفت إلى الناحية التي يجلس فيها القاضيان(.
..كان منشورا على الحاجز ،كما تقع عليه كل يوم قاطعة قاماش معلقة على شرفة الجيران..
) ينتهي من التفحص ويعود بغير اكتراث إلى مقعده ليسترخي ،وفجأة ينبثاق الصوت :رفيع ا معدني ا وبارداا.
باختصار يوحى بما هو غير إنساني ولكن دون عدوانية (.
الشيء :أبعد هذا الشيء عني لعرف كيف أراك.
المتهم ) :ينتفض ويبربر ويتراجع ،ثام يتقدم بحذر (.
الشيء :قالت لك أبعد هذا الشيء ) يتحرك ببطء وكسل (.
المتهم :أنت؟
الشيء :ستقتلني أيها الخائف..أبعد هذا الشيء.
المتهم ) :دون إرادة ( ما هو؟
الشيء :لست أدري..إنني ل أستطيع أن أراك.
المتهم :الضوء؟
الشيء :ليكن له هذا السم إذا كان ذلك ينهي المشكاة.
المتهم ) :يتجه إلى الضوء الضافي ليطفئه ولكنه يتوقاف فجأة في نصف الطريق -ينظر حواليه ثام يخلع
قاميصه بسرعة ويرتد نحو " الشيء " ويغطيه بالقميص وينهال عليه لكم ا فيما ينظر حواليه مفتش ا عن أداة
أكثار فتكاا..مصد ار أصواتا غاضبة وغامضة(.
) تضيء طاولة المحكمة فجأة..ويقف رقام 1منحني ا فوق الطاولة ويصرخ(.
رقام :1تكاد تقتله أيها المجرم!كف عن ضربه!أل تسمع؟ أني آمرك باسم القانون أن تتوقاف.
رقام ) :2بهدوء ( إوال أنزلنا بك أقاصى العقوبات.
رقام :1إني آمرك أن تكف عن لكمه.
) يتوقاف المتهم عن ضرب " الشيء " ولكنه يواصل المساك به بإحكام .ويلتفت صوب المحكمة(.
المتهم :أتعتقد أنني أنا الذي أضربه أيها القاضي؟
رقام ) :1يعود فيجلس ( لقد رأيتك بعيني تفعل ذلك..وها أنتذا تنكر بكل صفاقاة ) ملتفت ا إلى رقام (2ألم نره
بأعيننا يضرب ذلك الشيء المسكين دون سبب؟
المتهم :من هنا يبدأ الخطأ..أجل!أنظروا كيف تتبدل المور ويتهم البريء! أيها السادة لم أكن أنا الذي
ضربته!
رقام ) :1متهكم ا ( من الذي كان يضربه إذن؟
المتهم :أنتم! )صارخاا( جميع ا أيها القتلة!
) يتقدم الشرطي فيدير الحاجز الحديدي المواجه للجمهور ،يقوم بهذه الحركة دون أن ينظر إليه أحد ودون
أن يتوقاف سياق الحوار .يصير القاضيان الن داخل القفص وتتبدل بالتالي لهجات الحوار(.
المتهم :أنتم!أجل!أنتم الذين ضربتموه ذلك الضرب المبرح..ثام تقولون أنني أنا الذي فعلت!
رقام :1إننا لم نفعل يا سيدي! نقسم لك أغلظ اليمان أننا لم نفعل ..وثامة شهود رأوك تضربه بل شفقة..
المتهم :إن النكار لن ينفعكم ..وثامة براهين قااطعة ل يحصيها العد ،والفضل أن تعترفوا..
رقام :2نعترف بماذا؟
المتهم :بأنكم ضربتم المسكين دون رحمة ودون سبب ،وبدأتموه بالعدوان قابل أن تظهر حقيقة نواياه.
رقام :2ولكن أنت الذي ضربته..انظر إلى كفيك ..إنهما حم اروان ما زالتا!
المتهم ) :يرفع كف ا واحده عن الشيء وينظر إليها ثام يلوح بها في وجهي القاضيين ( أيها المحتالون! هذه
اليد لم تكن إل أداه الجريمة ولكنها ليست هي المجرمة .إنها علمة فقط ولكن من الذي ضرب المسكين؟
أنت بالطبع!أل تتذكرون كم وضعتم في رأسي ،يوما اثار يوم ،إن الذي يأتي من الخارج إنما يأتي بحافز
الشر؟ تذكروا..
رقام :1نتذكر ماذا يا سيدي؟
المتهم :تذكروا أنكم حشوتم رأسي كل لحظة بأن أي شيء قاادم من المجهول إنما يحمل نوايا الشر معه،
وان القادمين ل بد أن يكونوا وحوشاا .لم تتحدثاوا أبد ا عن علقاة..تحدثاتم دائم ا عن الغزو والقبر والمجهول
المرعب الفتاك..لم تقولوا أبدا أن المجهول قاد يكون شيئا طيبا مسكينا يمد يده دون سلح..لقد حشوتموني
بالرعب وبرغبة شريرة اسمها الدفاع عن النفس ،ذلك لنكم أنتم أنفسكم أشرار.
رقام :1لقد قالنا ذلك من باب الحتياط فقط يا سيدي.
المتهم..:وانظر أين وصل المر بنا! لقد كاد احتياطكم هذا يقضي على هذا الشيء المسكين...وكاد يؤدي
إلى اتهامي أنا بالجريمة..
رقام :1ولكنك كنت تضربه..رأينا ذلك بأعيننا .إن المور شديدة الوضوح أيها السيد.
رقام :1بل أنت كنت تضربه بدافع من الخيبة .كنت إنسانا مهجوراا .لم تكن تستطيع أن تضرب اللحام ول
صاحب البيت ول السيدة المسكينة التي ل تعرف حتى الن ماذا فعلت بالجنين الحرام الذي وضعته أنت في
رحمها ) ،يعلو صوته .الشرطي يدور الحاجز مرة أخرى فيعود المتهم إلى قافصه ( بل أنت لم تكن لتستطيع
أن تفعل شيئ ا بما يختص بالمور المعنوية أيض ا .الغربة والخيبة وما شابه ذلك ،وقاد أدي بك المر إلى
مرارة مجنونة جعلتك تنهال على ذلك " الشيء" المسكين الطيب ضربا ولكما وركلا دونما سبب.
رقام :2بل كدت تميته قابل الوان المخصص لذلك.
" الشيء" ) يصيح بصوت مكتوم من تحت القميص فيما يغيم الضوء بالتدريج عن قااعه المحكمة( إن ذلك
أفضل..أستطيع الن أن أرى كما ينبغي..ولكن ما الذي تفعله أنت؟
المتهم :إنني أضربك.
الشيء :كف عن هذه الحماقاة ودعنا نتصرف مثالما يجب..
المتهم ) :يضربه مرة أخرى ( أل تتألم؟
الشيء :كل بالطبع.
المتهم :وترى جيد ا في الظلمة؟
الشيء :أرى جيد ا كما أنا الن ..لو رفعت هذا الشيء عني وأبعدت ما اتفقنا على أن اسمه ضوء.
المتهم ) :يرفع قاميصه عن الشيء ببطء وقاليل من الخوف ،يذهب فيطفئ الضوء الضافي ويعود متوجسا (
من أنت؟
الشيء :لنتفق أولا على أل يلحق أحدنا أذى بالخر.
المتهم :إتفقنا.
الشيء :لقد احترقات مركبتي.
المتهم :مركبتك؟
الشيء :كنت قاادم ا للستطلع هذه المرة..
المتهم :وحدك.
الشيء :كان معي رفيق لست أدرى ما حل به.
المتهم :هل أرسلت خصيص ا لي؟
الشيء :كل.قالت لك أن مركبتي احترقات وسقطت عندك هذا كل ما في المر.
المتهم :وأنت تستطيع أن تتكلم؟
الشيء :إنهم يتكلمون من خللي معك.
المتهم :ولن تستطيع أن تعود؟
الشيء :علي أن انتظر ..
ل( غريب حقا ! لقد جئت عند رجل يكاد يموت من
المتهم :يا لحظك التعيس أيها الغريب ) يقف.يفكر قالي ا
الجوع ..والن سنموت مع ا.
الشيء :هل تعني أنه ليس عندك ماء؟
المتهم :بلى ! كثاير من الماء ولكن قاليل من الكل.
الشيء :إنني أحتاج للماء فقط.
المتهم :وأنا وحدي ل أستطيع أن أعنى بك كما يجب..فأنا لم أتزوج بعد ،ويبدو أيها السيد إن المرأة الوحيدة
التي كانت..
الشيء :امرأة؟
المتهم :أجل..امرأة ) مندهش ا ( أل تعرف ما هي المرأة؟
الشيء :ل.
المتهم :الجنس الخر؟
الشيء :ل.
المتهم :كيف تتناسلون إذن؟
الشيء :إننا نزرع.إذا أردت رفيق ا قاطعت جزء ا من جسدك ووضعته في الرمل ،وسينمو ويصير رفيقاا..أو قال
بالعدوى.
المتهم :مثال الشجر؟
الشيء :ليكن مثال الشجر..ولكن ما هي هذه المرأة؟ قالت أنها جنس آخر.
المتهم :المرأة؟ آه!إنها..أوف!..سيبدو صعبا أن أشرح لك.كيف أقاول لك؟..يا الهي..إنها شيء جميل.
الشيء :جميل؟
المتهم :جميل.همم..جميل ،وأمور أخرى.
الشيء :اسمع..يبدو أننا لن نستطيع التفاهم على أي شيء.
المتهم :هذا صحيح.الضوء.العتمة.القميص.الضرب.اللم.الكل.الشرب.ثام تأتي المرأة.إننا نتحدث كرجلين
في قاطارين متعاكسين.
الشيء :قاطار؟
المتهم :والقطار أيضاا!..إنني أختنق..كأن الغرفة أخليت فجأة من الهواء!
الشيء :الهواء!
المتهم :أن تتنفس! .أن تتنفس أيتها الشجرة!
الشيء :اسمع!لنضع حدا لهذه المهزلة..إننا نحتاج إلى تعارف في أول المر.
المتهم :إن اسمي..
الشيء :دعك من السماء..أل ترى أن خلفنا يبدأ منها؟
المتهم :صحيح..إننا على القال نستطيع أن نتفاهم على خلفاتنا.
الشيء :سأحكي لك عن عالمي ثام تحكي لي عن عالمك العجيب هذا.
المتهم :محاولة مسلية .ولكنها مضحكة بعض الشيء .ابدأ أنت ).يسترخي (
الشيء :أن حياتنا..نعم .حياتنا ،كنت-كنت أريد أن أقاول .على أي حال ،أنها على ما يرام .فنحن نملك كل
شيء نعم .كل شيء على الطلق.
المتهم ) :يضحك بصوت عال ( إنك تبدو مضحكا أيها الشيء العجيب..كيف تجرؤ على القول أنكم
تملكون كل شيء وقاد اكتشفت لتوي أنكم ل تملكون المرأة ول الهواء ول الكل ول الضوء .الضوء .يا الهي
! هل فكرت بذلك؟ الضوء بالذات.
الشيء :كيف يتعين علي أن أبدأ إذن؟ إننا في موقاف حرج!
فكي أقاول لك ما هو عندنا يجب أن أكون على معرفة بما هو ليس عندكم.
المتهم :إن مهمتنا هنا تشبه أن نبدأ بخلق العالم.
الشيء :ل .إن خلق عالم واحد أسهل بما ل يقارن من خلق عالمين.
المتهم :أنا ل اعرف ما هو ليس عندي .وأخشى أن ل أفيدك..وأنت في حال يماثال حالي..فكي تقول لي
مثالا أنك ل تعرف الضوء ينبغي ان تكون في الواقاع تعرف الضوء إوال كيف سيخطر على بالك أن تقول هذه
الجملة؟
الشيء :إننا في وضع يائس.
المتهم :اجل.
الشيء :ومع ذلك فإن شكلك يبدو لي مضحكا للغاية.
المتهم :أستطيع أن أفهم ذلك .فأنت تبدو لي مضحك ا إلى حد التشنج أيضاا..ومع ذلك فنحن في الواقاع
ل،أطول قاليلا مما هي عليه لصار بوسع أي منا أن
مكونون على نحو منطقي ،فلو كانت أصابع اكفنا ،مثا ا
يقتلع زلعومه بنفسه متى شاء ،أما الن فهو ل يستطيع.
الشيء :ينبغي أن تكونوا تعساء حق ا حين تعتبرون ذلك انتصارا..لماذا يريد أي منكم أن يقتلع زلعومه
بنفسه؟
المتهم :وأنتم؟ أل يرغب واحدكم في الموت من حين لخر؟
الشيء :الموت .إنها كلمة قاديمة أسقطناها من الستعمال ،مثالها مثال كلمة اللم ،أجدادنا البعدون يذكرون
ذلك.أما نحن فل..
المتهم :أما نحن فنعم.
الشيء :ماذا كنتم تفعلون إذن طوال الوقات الذي مضى؟ نحن لم نضعه عبثااا .إن الواحد منا ل يمكن أن
يموت إل إذا حرم من الماء .الماء متوفر في كل مكان..
المتهم :أنكم تعساء حق ا!
الشيء :تعساء لننا ل نتألم ول نموت؟
المتهم :نعم
الشيء :ل بد أن خطأ ما موجود في عقولكم .أو أنكم تجيدون الحتيال بصورة فريدة!
المتهم :إن الشجار لن يجدينا نفعاا..دعنا نتفاهم.
الشيء :حين تحدثات أنت عن الشيء الذي سميته امرأة..كأن وجهك يشرق بتوهج غريب..إن هذا الشيء
كما يبدو لي أغلى كنوزكم.
المتهم :أنت لن تستطيع أن تفهم ..كيف؟ أنت ل تعرف ما هو الجنس الخر! بل أنت ل تستطيع أن تطفئ
ضوءا إذا أردت أن تختبئ.
الشيء :انتم سعداء إذن؟
المتهم :بالطبع.
الشيء :جداا؟
المتهم :كفاية ،ولكن بصورة ل تستطيع إدراكها.
) يقف ويبدأ في التجول في الغرفة وكأنه يحلم فيما يتحدث بصوت شاعري .وفي الوقات المناسب يبدأ
الضوء بالتوهج في غرفة المحكمة بحيث يكتمل تمام ا مع نهاية حديثاة(
..وكيف تستطيع أن تفهم؟أنك لم تجرب لذة أن تلتصق بدفء المرأة،،عاريين .ل تعرف تلك الغيبوبة الراجفة
كيف تهطل في العروق..بل ل تعرف لذة ماهو أقال قايمة من هذا.أن تفرش نفسك في الشمس،أن تنتظر
الشروق.أن تمطر السماء فوق شعرك.ل تعرف .لتعرف لحظة الذروة في اللذة ،لنها مزيج من اللم
والسعادة،كمن يضرب على قاصبة ساقاه ،ولكنك ل تعرف اللم .الهواء .الضوء.بل أنت ل تعرف معنى أن
تحب وان تحب.المرأة مرة أخرى.أنت محروم من لذة الكل .من لذة الجوع المتحفز.ماذا اعدد لك؟
الصداقاة.الفرح والحزن والوصول.الهزيمة والنصر.الخيبة أيض ا .النتصار مهما كان صغيراا .دعني أوجز لك
المر :أن تخرج ذات يوم مع إمرأه تحبها وتحبك فتغتسلن بحرارة الشمس وتأكلن أن تعودا بعد ذلك
للفراش فتنجبا الولد .الطفال! أنت ل تعرف هذه السعادة أيضا..فكيف تريد أن نتفاهم؟
) تضيء قااعة المحكمة الن تماما (
رقام :1أيها الفاك المخاتل!
رقام :2أيها الكاذب.
رقام :1لقد كنت تخدع ذلك الشيء المسكين!
رقام :2قااتل وكذاب أيضا.
رقام :1كنت ،وأنت تعدد للمسكين الجاهل كل هذه المور البراقاة رجلا مهجوراا ،ل صديق له ،يكاد يموت من
الجوع ،ل يجرؤ على المرور من أمام دكان اللحام ،منبوذا محطما فاشلا حزيناا..ثام كنت تخدع المسكين!
رقام :2أغلب الظن أنه مات قاهرا لن كل تلك السعادة فاتته.
رقام :1ربما كان هذا بالذات أداة الجريمة البشعة.
المتهم :يا سيدي ..تصور أن تكون في عالم مثال عالمه ..أل يذكرك ذلك بشيء في عالمك؟
رقام :1مالذي تعرفة عن عالمه أيها الدجال؟
رقام :2لشيء.
رقام :1محتال.
المتهم :إنهم ل يعرفون الضوء..عالم دون شمس ل يستطيع أحدهم أن يجلس أمام مدفأة ،ليس عند أي
منهم عضو تناسلي..إن لذلك نتائج خطيرة جداا :إذن فهم ل يحفظون أية أغنية لهدهدة طفل ،ول توجد في
أسواقاهم دكاكين لبيع لعب الطفال..تصوروا ،تلك الدببة اللطيفة المحشوة بالقش والقطط والثاعالب والسيارات
الخشبية..
رقام :1انت تتحدث عن ذلك كله في الليل .بينما كنت في الصباح عازم ا على قاذف السيدة عن السلم كي
تجهض أبنك الحرام!
رقام :2وتتحدث عن الضوء فيما هم يستعدون لقطع الكهرباء عن بيتك لنك لم تسدد فواتيرك.
المتهم :لم يكن باستطاعتهم أن يمنعوني من مداعبة طفل في الطريق ،ول من الرؤيا في ضوء الشمس.
رقام :1لقد قاصرت في واجباتك وكان بوسعهم وضعك في السجن.
رقام ) :2وهو يلوح بالحبل ( أو شنقك في الليل.
رقام :1لماذا لم تقل له أن الجنين الحرام في رحم السيدة كان يجثام بمؤخرته فوق قالبك؟
المتهم :لقد عرف ذلك بنفسه فيما بعد ،إن أمو ار من هذا النوع ل يمكن إخفاؤها عن شخص يعيش معك في
الغرفة ذاتها ،فبعد يومين من الحاديث حول مختلف المواضيع جاءت السيدة لزيارتي.
) يغيم الضوء بالتدريج عن غرفة المحكمة فيما تبدو السيدة عبر باب الشرفة تصعد الدرج(
كنا قاد صرفنا وقات ا طيب ا ونحن نتحدث .باختصار أيها السادة صرنا أصدقااء ،وكان كل ما يحتاجه هو الماء
) ينهض ويحضر كوب ماء يضعه أمام الشيء ،وفي اللحظة ذاتها يرى السيدة على وشك الدخول فيتناول
قاميصه الذي ما يزال ملقى على الطاولة ويغطي به الشيء ويتجه لستقبال السيدة(
السيدة :جئت معي بأمي فقد يساعد ذلك على التفاهم.
) تدخل الم (
الم ) :تخاطب السيدة ( قالت لك منذ البدء انه رجل دون مستواك ،انظري كيف يستقبل سيدتين وهو
بملبسه الداخلية .إنه عديم الذوق وفي الحقيقة انه داعر ) .متجهة للمتهم ( أنت بحاجة إلى من يعلمك
الدب والتهذيب ،ومع ذلك فمشكلتنا الن أكثار تعقيدا من مجرد استقبالك لنا بالملبس الداخلية.
السيدة :والن هدئي أعصابك..إن الشجار ينبغي أن يأتي في النهاية .لماذا ل تلبس قاميصك؟
المتهم :لنني أشعر براحة أكثار هكذا..أنت لم تصيري زوجيتي بعد.
الم :ولن تصير.
المتهم :إذن انتهى الموضوع الذي جئت من أجله يا سيدتي.
الم :ل .لم ينته.ولكنه بدأ.ستدفع الثامن غالي ا إذا كنت قاد خلعت عقلك من رأسك كما خلعت قاميصك.
المتهم ) :باستفزاز ( ماذا تستطيعين أن تفعلي يا سيدتي ؟ إن صوتك يحمل تهديدا وأنا ل أحب هذه
اللهجة.
الم :ماذا أستطيع أن افعل؟ سأعدد لك :أستطيع أن أرفع عليك دعوى .أستطيع أن أرسل لك أخاها فيذبحك
ويغسل عار العائلة .أستطيع أن انهال عليك ضربا الن ..أستطيع أن أروى القصة لخال السيدة فيضعك في
السجن حتى الموت..
) ينبثاق صوت " الشيء " من تحت القميص وكأنه صدى(
الشيء :دعوى.ذبح.عار.ضرب.سجن.هاهاها.
) يندفع المتهم ويضع يده مضطرب ا فوق القميص(
الم ) :مندهشة وخائفة ( ما هذا؟ لقد سمعت صوتا .
السيدة :جاء من تحت القميص.
المتهم :ل..ل شيء..إنها اله تسجيل.
الم :أنت إذن تسجل أقاوالنا لستعمالها ضدنا)..إلى السيدة( قالت لك منذ البدء انه حقير.
السيدة :إنني أتساءل من أين احضر ثامن اله التسجيل مع انه قاال لي أمس الول انه ل يملك فلسا واحدا
يشترى به خب از
المتهم ) :محاول تغير الموضوع( أيتها الجميلة..ويا سيدتي العزيزة دعونا نحل المشكلة كما ينبغي،
وبأهون السبل.نتزوج.ويصير الجنين ابننا المشروع..
الم ) :مقاطعة(تتزوج؟أنت تتزوج؟ أنت مفلس تتزوج وتتحدث عن الطفل أيضا! الطفل الحرام الذي جاء
ثامرة احتيالك على هذه المسكينة .رجل بل اصل تريد الزواج من هذه السيدة .اسمع أيها المحتال :يجب أن
نعمل على إسقاط الجنين فورا ،ويجب أن تعيد كل رسائل السيدة إليها .وتدفع حصتك في التكاليف.
الشيء :مفلس.زواج.طفل حرام.بل اصل .إسقاط الجنين.رسائل.تكاليف.
المتهم :اسكت أيها الحمق
الم :من هذا؟ ماذا يجري هنا؟ إننا في غرفة مجنون يا سيدة!
الشيء :ل يشتري خبزاا .حقير.آله تسجيل.
المتهم :قالت لك اسكت.
الم :أريد أن افهم ما الذي يجري هنا.
السيدة :اعترف
المتهم ) :منتفض ا تحت وطأة فكرة جديدة.يتجه نحوهما ويمسكهما بحنان من ذراعيهما ويتكلم همساا( قاد
يكون هو الحل.
الم ) :بصوت عال ( ماهو هذا الحل؟
المتهم :اخفضي صوتك لئل يسمع..انه شيء ثامين.يا إلهي كيف ألهمتني هذه الفكرة المنقذة .اسمعوا :إذا
عرضناه للبيع فقد يدفعون خمسة آلف ليرة ثامنا له.
الم ) :ساخرة( أنت تملك شيئ ا ثامنه خمسة آلف ليرة؟ إنني أراهن انك وضعت جواربك تحت هذا القميص
القذر كي تخدعنا.
المتهم :اقاسم لك بشرفي إنني ل اكذب ول اخدع..
الشيء :شرف.كذب.خداع.
المتهم :هل سمعتما ) هامساا(انه مخلوق عجيب عثارت عليه.
الم :ومن أين جاء؟
المتهم ) :فخورا ومشيرا إلى فوق ( من هنا.
الم :ما رأيك أن تحتفظ باربعه آلف وتسعمائة ليره وتعطينا الن مائه ليره فقط؟
السيدة ) :ببطء وقاد تغيرت لهجتها( اسمعي يا ماما..قاد يكون على حق .لنعالجه في منتهى الحرص..ألم
نق أر في الصحف أمس أن جسما غريبا دخل إلى الفضاء الرضي وانفجر وان شيئين مجهولين سقطا منه؟
الم :ولكن هذا شيء واحد.
السيدة :دعونا خارج التفاصيل .هل أستطيع أن ألقي نظرة عليه؟
المتهم :كل!إن ذلك يفقده نصف ثامنه على القال.
الشيء :تبيعني أيها الصديق؟
المتهم :اسكت أنت الن.
الم :إنني أقاسم بكل شيء أنك مخاتل قاذر .محتال من الدرجة الولى .ومع ذلك فان يومين آخرين من
النتظار لن يجعل بطن السيدة اكبر مما هو الن ،بحيث يظهر للعيان)إلى السيدة(تعالي.
) تخرجان.يراقابهما حتى يغيبهما الباب ثام يعود فيرفع القميص عن الشيء(.
المتهم :كيف حالك الن؟
الشيء :كالعادة.
المتهم :أنت لست غاضب ا من سلوكي؟
الشيء :لقد خدعتني وها أنتذا تريد أن تفرط بصديقك الوحيد..أتذكر كيف أقاسمت أمس إنني شيء مهم
بالنسبة لك؟
المتهم :ولكنك سمعت بنفسك ما دار في هذه الغرفة قابل قاليل..ولو لم تتكلم في الوقات غير المناسب لكنا،
أنت وأنا ،في مأمن.
الشيء :الحب ،الطفال ،الضوء .أن تنام مع امرأة .أن تأكل..
المتهم ) :مقاطعا( كفى..إنها أمور تحدث )..بعد قاليل ( هل تعتقد حق ا أنني سأفرط بك؟لقد قالت ذلك لبعد
الكابوس فقط..أنت الشيء الوحيد في عالمي)مفكراا( بل أنت عالمي في الحقيقة.
) تبدو السيدة مرة أخرى عائدة على الشرفة-يسارع المتهم فيغطي الشيء بالقميص(
السيدة :لقد تخلصت من أمي وعدت لك يا حبيبي..
المتهم :ما الذي تريدينه الن؟
السيدة :أريد أن اعتذر عن أمي .ولكنك تستطيع أن تفهم.أنها امرأة عاطفية تحبني كثايرا وتخشى علي..أما
أنا فمعك على استعداد لمواجهة العالم طوفان برمته..أن المور مهما قاست ستنتهي إلى حل.
المتهم :بالطبع.
) صمت بارد.تنظر إلى القميص(
السيدة :دعني ألقي نظرة على هذا الشيء.
المتهم :ل
السيدة /:متى ستبدأ التصال من أجل بيعه؟
المتهم :لن أبيعه.انه صديقي.انه في الواقاع عالمي كله.
السيدة :دع المور تسير بيسر أيها العزيز..ل تعاند.كن واقاعياا .تصور كيف يستطيع صديقك مساعدتنا بل
حدود .صديقك الطيب.تتخلص من الجنين وتسدد ديونك وندخل دخول رائع ا إلى حياه زوجية ل تنتهي
سعادتها..بل تصور انه يستطيع تخليصك من السجن.قاال لي اللحام الن إن جميع أصحاب الدكاكين في
الحارة قاد تضافروا لرفع الدعوى ضدك..أنها فضيحة حقا .
المتهم :لن أبيعه.
السيدة :أيها العزيز!
المتهم :كيف سيكون بمقدورك أن تفهمي؟ أقاول لك انه عالمي.
السيدة :انه عالم آخر ،شديد البعد.
المتهم :ل .لم يعد كذلك.انه عالمي الخاص..دونه سأشعر بالعري.
السيدة) :ساخرة( انك عار الن!
المتهم :أنا ل أتحدث عن القميص أيتها الغبية.
السيدة :وأنا ل أتحدث عن القميص..
المتهم :عم تتحدثاين إذن؟
السيدة :عن كل شيء .الصدقااء والحرية وأنا .الحب والطعام والكبرياء.الراحة والقدرة على ملء فرص
السعادة..أنت الن عار منها جميع ا ودفعة واحدة.
المتهم :ليس كما تظنين!
السيدة :بلى.وأنت مكابر وعنيد.إن إصرارك على الحتفاظ بهذا الشيء هو بمثاابة إصرارك على المنفي.
المتهم :غبية.
ل .انه مخرجك إلى العالم الحقيقي.
السيدة :أنت الغبي.فكر قالي ا
المتهم :ل.انه مدخلي للعالم الحقيقي.
السيدة :لو بعته لستطعت أن تكون ديكا قارمزيا
المتهم :في قان والدتك.
السيدة :دع والدتي خارج الموضوع الن..الست ترى المر بالوضوح الجدير برجل عاقال مثالك؟ما الذي
ستفعله بهذا الشيء؟انه عديم النفع بالنسبة لك..ولو بعته لتحت الفرصة لكسب علمي هائل للعالم كله،
ولنقذت نفسك في الوقات ذاته وعدت على سجادة حمراء إلى العالم،إلى الناس.إلى الحب..إلى كل شيء.
المتهم ) :غاضباا( ل تغرري بي.أنت ل تعرفين كيف تشرق الشمس مع هذا الشيء وكيف تتوهج خدود
الطفال وكيف تضحي المرأة سعادة حقيقية.ل تعرفين كيف يصير للهواء طعم اللذة وكيف يصير بوسعي أن
أمسك الضوء بيدي وأتعلق به كما يتعلق الطفل بالغصن..أجربت عمرك أن تسمعي الموسيقى معه؟أن
تتفرجي على اللوان؟أن ترقاصي؟أن تنامي؟أن تأكلي؟ أن تصهلي في الحقول وعلى رمال الشواطئ؟أن
تكوني صديقة أو حبيبة أو طفلة؟ أو تناضلي في سبيل طمس اللم؟أن تبني دنيا من العواطف؟أن تبعدي
جدران هذا العالم المزدحم عن بعضها وتمدي الهواء فيما بينها؟ أن تسافري من أقاصى الرض إلى أقاصاها
في لحظة واحدة ؟وقابل ذلك كله :أن تكوني حقيقة ولو مرة واحدة في عمرك؟
السيدة :هراء!هراء! إن العالم الحقيقي وراء هذا الحاجز ) تشير إلى حاجز الشرفة( وهو طريقك الوحيد إلى
هناك .ضع عقلك في رأسك أيها الطفل المسكين .إن هذا الشيء هو النقاذ.
المتهم :انه النقاذ.
السيدة :أعرف أنك تقصد عكس ما اقاصد ولكن..
المتهم :لماذا ل تكفين عن هذا الهراء فتركضي وراء سروال أمك وتغيبي من هنا إلى البد؟هل تسمعين؟إلى
البد) يمسك بها ويجرها جرا تقريب ا إلى الباب( ل أريد أن أراك.
) يعود فيرفع القميص -تصدر عن الشيء قاهقهة صغيرة(
الشيء :أنا لست أكثار غربة منك)يضحك بعنف(أنا لست أكثار غربه منك!
) يحمل المتهم قاميصه بغضب ويضعه فوق الشيء بعنف فيما يواصل الشيء قاهقهته وتضيء فجأة غرفة
المحكمة ويأخذ رقام 1ورقام 2يضحكان بعنف..فيما يظل المتهم واقاف ا يرتجف بالغضب(
) ستار(