Professional Documents
Culture Documents
الباب
الباب
مسرحية
الباب
الفصل الول
) خلءا صحراوي – في المدى خيمة أو خيمتان ،وفي المقدمة بدويان جالسان كأنهما في النتظار
،الوقت عند الصباح الباكر …(
) الرجلن هما قيل – رئيس وفد عاد لستسقاءا ماءا الحجاز ،والخر صديقه رعد…(
قيل :لو لمأ تذكرنا الجرادتان مهمتنا لنسيناها..
رعد :كان غناؤهما مثل أناشأيد اللهة…ولو كان يعرف معاوية ابن بكر أنهما ستشأغلننا عن
الستسقاءا أذن لما أكرمنا بهما..
قيل :أو تعتقد انه دفعهما لغناءا تلك البيات التي أعادت إلينا صوابنا؟
رعد :إن لمأ يكن ذلك من ذكائه فانه من ذكائهما ..ومهما يكن ،فقد آن لنا أن نصحو ..لقد تركنا
الحقاف تحترق من الجفاف ..ل المطار هطال ول البار أعطات منذ أقمار وأقمار ..
قيل ) :ينظر إلى السماءا ( يبدو أن دعاءانا لمأ يستجب ،ل صدا ول صمودا ول هبا يسمعون
تضرعنا ..وغدا إذا ما عدنا دون ماءا فان غضب عاد سيحيق بنا ،وقد يقتلنا ..
رعد :تراه لو علمأ بأننا استسقينا صدا وصمودا وهبا بدل آلهة مكة التي التجأ إليها ،أكان يغفر لنا
ذلك؟
قيل :ومن أين سيعلمأ؟
رعد :لست أدرى ! ولكنه أرسلنا نستسقي آلهة مكة الماءا ،ولمأ يرسلنا نتوسل للهتنا …أنت أعلمأ
مني عن مدى كرهه لها..أنت أعلمأ مني بكل أفكار عاد..لماذا،تراه،هجر المعبد ودعا الناس إلى
هجر هبا؟
قيل :انه يعتقد بأن الله يجب أن يسقي شأبعه ،لقد قال لي بأن الخطايئة ،أية خطايئة ،يجب أن ل
تدفع الله – عفوا هبا!-إلى النتقامأ بأن يقتل البنات والضروع ويزرع الجوع..
رعد :ولماذا لمأ يطالب غفران هبا ليعطايه الماءا؟
قيل :أنت تعرف لماذا..انه يعتقد أن طالب الغفران ذل..
رعد :والماءا ؟
قيل :يستسقيه من مكة دون غفران.
رعد :إن هذا لعجيب ! أسمعت عمرك عن رجل يتحدى هبا؟ ما الذي يريده من النزال ؟لقد كان
انتقامأ هبا رهيباا،ورغمأ ذلك فعاد يصر على خوض النزال حتى آخره ..أتراه جن؟
قيل :ل ،ل ..إنما هي فكرة نبتت في رأسه قبل أعوامأ وظلت تنمو حتى وصلت إلى ما هي عليه
الن …
رعد :أية فكره فكرة؟
قيل :أن جده نوح هو الوحيد الذي ارتضى أن يعيش بعد أن يفنى الناس جميعا ..لقد توصل إلى
اليمان بأن نوحا قد باع الرض مقابل نجاته ،إذ لول ذلك لما كان لهبا أن يدمر الرض … لما
استطااع أن يفعل ذلك … لقد كان يفتش عن إنسان واحد يبدأ معه من جديد ،وقد وجد ذلك النسان
في نوح!
رعد :وماذا في هذه الفكرة؟ أية علقة بينها وبين أن يمتنع عن طالب الماءا من هبا؟
قيل :انه يعتقد بأنه لو استطااع ،مره واحدة ،أن يحمل إلى الحقاف الماءا رغمأ انف هبا-أذن
لقتله… لجعل الناس يفقدون إيمانهمأ به وارتباطاهمأ بتمثاله البيض القائمأ بين بيوتهمأ .
رعد :ولذلك أرسلنا نستسقي ماءا من آلهة مكة؟
قيل :أجل هذا هو السبب…
) يصمتان ،يفكران ثمأ يتابع (
قيل :إنني اعتقد أن هبا هو الذي جعلنا ننسى رسالتنا في غناءا قينتي معاوية بن بكر ،الجرادتين..
أو تدري يا رعد ؟ إنني خائف ،أحس كأن هبا معلق بين كتفي يحسب علي حركاتي وسكناني ..
ذلك هو الذي دفعني لستسقائه،بدل اللجوءا إلى آلهة مكة..
رعد :هذا هو السبب أذن ؟كنت أتساءال طاوال يومي وليلتي عن نكثك بعهدك لعاد..
قيل :إنني أحس هبا بين كتفي يلهب رأسي بالخوف…
رعد :أسمعت أخبارا جديدة عن لقمان؟
قيل :منذ عاد إلى الحقاف لمأ اسمع إي خبر عنه…
) يتذكر شأيئا فجاءاة ،فيقف ،ويبدو خائفا (
رعد :ماذا بك؟
قيل :لقمان ! لقد ذهب إلى عاد ليشأي بنا ..ليقول له إننا نسيناه ونسينا الجفاف وارتضينا غناءا
الجرادتين ثمن ا لهذا النسيان!
رعد :أتعتقد أن لقمان سيرضى أن يكون واشأياا؟
قيل :انه يكره عاد ..ولكن الجفاف كاد يقتل مراعيه ومزارعه ومواشأيه …انه يريد ماءا ،هذا كل
شأيءا …ماءا من هبا ،أو من عاد ،أو من آلهة مكة … ولذلك سيلجأ ،مرة أخرى ،إلى عاد!
رعد :أتخاف من عاد وأنت محل ثقته؟
قيل :أخاف منه لنني لمأ أكن ،هنا ،محلا لثقته..
رعد :وماذا تعتقد بأنه سيفعل ؟
قيل :لست أدري ! لست أدري!
) يعود للجلوس مضطاربا – رعد يقف ويمد بصره إلى الفق ،ثمأ ينتفض (.
رعد :انه موكب يبدو في الفق … أخشأى أن يكون موكب عاد وقد أتى يتعجلك ..
) قيل يقف ،وفي نفس اللحظة يدخل لقمان ،وهو رجل عجوز (.
قيل ) :دون أن يرى لقمان ( أتعتقد أن لقمان جاءا به؟
لقمان ) :من الذي جئت به ! نعمأ ،أنا الذي جئت به ! لقد أقمتما شأهو ار مرة دون أن تستسقيا
الماءا ،أهلكما يموتون عطاشأا ورعبا وأنتما تلتهيان بغناءا الجرادتين..
قيل ) :خائفاا( ولكننا استسقيناه…
لقمان :بعد ماذا ؟ بعد أن احترقت المزارع بالشأمس وتهاوت الشأجار وتشأققت البيوت ؟ بعد أن
تساقطات المواشأي وذاب الطافال وجفت أثداءا المهات؟
قيل :ولكننا استسقيناه ،ولمأ تجب اللهة الدعاءا…
لقمان ) :راجفاا( أية آلهة ؟ آلهة مكة؟ أمأ هبا الغاضب علينا ،والضامر لنا الذى من فرطا ما
نسيناه؟
قيل :آلهة مكة!
لقمان :أيها المجنون … سيأتيك عاد الن … ولتقتل بعضكما كالحيوانات! ولسوف أرى إن كانت
آلهة مكة قادرة على إنقاذك منه أو إنقاذه منك!ألمأ يكن بوسعك أن تستسقي هبا ؟ ألمأ يكن بوسعك
أن تطاالبه بالغفران بعد كل الثامأ التي ارتكبها ملكك حياله ؟ لقد كنت بعيدا عن سطاوته وكان لك
الخيار في أن ترتد إلى اليمان ،ولكنك أردت أن تنقلب إلي الثمأ مثلما انقلب!لنر الن!لتحمك آلهة
مكة!
) يرفع يديه ويتجه بالدعاءا (
لبيك يا هبا لبيك ..أيها القادر على فت أعدائك انتقمأ لي!
لقد جرني عاد بعيدا عن معبدك ..أغلق أبوابه في وجهي بعد أن كنت خادمك وكاهنك … حرمأ علي
التضرع لك والدعاءا إليك وتلمس قدميك…وها أنت ذا ترد غضبك عليه وعلي .لقد احترقت مزارعي
وجفت ضروع مواشأي ومات أطافالي ،ولكنني لمأ افقد إيماني بك ..يا هبا ،انهمأ يستسقون آلهة مكة
بدل أن يستسقوك !فانتقمأ منهمأ واعد مجدك في الحقاف لعود إلى خدمتك..ياهبا..ياهبا..لقد
أرسلت لهما جرادتين لينسيا ،أيها القادر الساحق الماحق ..والن سوف يقتلهما … سوف يقتلهما
..سوف يقتلهما ..ياهبا ،أرسل له من يقتله…يا هبا ..يا هبا..اقتل كل أعدائك!
)أثناءا اتجاهه بالدعاءا تتقدمأ،في أعلى المسرح ثلث غيومأ ،واحدة صفراءا وواحدة حمراءا وواحدة
سوداءا حتى تتوسطا المسرح،فوق ،وفي اللحظة نفسها يدخل عاد بلباسه المميز ،وقبل أن يشأاهد
عشأيرته يشأاهد الغيومأ الثلث فيقف مشأدوها ..لقمان يرى الغيومأ فيسقطا يديه ويقف مشأدوها هو
الخر –قيل ورعد ينظران إليه مدهوشأين ..وبعد هنيهة يخرج صوت عريض من الغيومأ فيجفل
الجميع(
الصوت ) :ببطايءا شأديد وبحدة ( " يا قيل ! يا قيل !اختر لنفسك وقومك من هذا السحاب".
قيل ) :صائحاا( لقد استجيب الدعاءا ..لقد استجيب الدعاءا ..
رعد ) :بصوت عال ( ل تختر السوداءا ...إنها الموت.
عاد ) :من مكانه( من هو الله الذي استسقيته يا قيل؟
الصوت )يكرر( "يا قيل ..يا قيل ..اختر لنفسك ولقومك من هذا السحاب "
قيل ) :ينظر فيرى عاد فيرتجف ( عاد! عاد هنا؟
عاد :إي اله استسقيت ؟ ل تكذبني!
قيل :استسقيت هبا..
عاد ) :صائح ا في وجهه الغيمأ ( وها أنت ذا تعود إلى يا هبا من جديد ..ولكنني سأنازلك ولست
أريد ماءاك ول خيرك..حملت إلي غيومك ..الموت بالسواد ،والدمأ بالحمراءا ..والطااعة بالصفراءا
…ولكنني ل أريد الطااعة ول أريد الماءا..
قيل ) :صائحا بعاد( الماءا … الماءا الذي سيسقي مراعيك ويخصب أرضك..
عاد :مقابل ماذا ؟ مقابل ماذا ؟ ) يصيح ( الذل!الطااعة!الخوف ل ،ل أريد الماءا بهذا الثمن..
لقمان :إن شأعبك يموت ..
عاد :الموت أفضل من ذله ..يا قيل ..اختر السحابة السوداءا ..دعنا ننازل هبا بسلحه
الشأد..هذه فرصتنا الوحيدة للخلص منه..
قيل ) :خائفا ( الماءا ..هل تدرك ذلك يا عاد؟
عاد ) :مقاطاعاا( اختر السحابة السوداءا ) .يستل سيفه(
قيل :السوداءا ..السوداءا ..
الصوت :لقد " اخترت رماد ا رماد ا ل تبقي من عاد أحد ا."..
) دخان أسود يجتاح المسرح،شأبح عاد وهو يقاتل يبقى بارزا أكثر من سواه ..جلبة
وضوضاءا،يسقطا عاد ،الهدوءا يخيمأ (.
)ستار(
الفصل الثاني
) ينفتح الستار عن غرفة ذات طاراز عتيق في البناءا ولكنها مجهزة بأثاث متقن الصنع فني الداءا
إلى حدود معجبة،يقع الباب في واجهة المسرح والى جانب الباب نافذة شأرقية تطال على خلءا مترامأ
في نهايته القاصية ترتفع أبراج لمعة لمدينة بعيدة طانافس مطارزة وسجادة غنية اللوان وسيوف
ورماح وتروس معلقة على الجدران.
في زاوية الغرفة يقف شأداد ،وهو رجل في أواسطا عمره قوى البنية ذكى العينين ،حاد الملمح
يلبس عباءاة مذهبة الطاراف فوق رداءاه من حلقات معدنية موشأاة بالفضة ،ويضع على رأسه
كوفية بيضاءا معقودة بشأكل أنيق وفخور.
يبدو شأداد وهو يعقد حزامه العريض ويتقلد سيفه ،وفي المشأهد يواصل إعداد عدته للخروج إلى ما
يستطايع المتفرج أن يستنتج بأنه ساحة حرب أو مهمة عسكرية ،وبعد هنيهة تدخل المأ ،أمأ شأداد
وهي امرأة عجوز تضع على نفسها ملبس بيضاءا وتلف رأسها بشأال شأفاف تتدلى تحته ،جديلتاها
الشأائبتان ،تنظر إلى شأداد نظرات شأاكة،تدور حوله وتهز رأسها ألم ا ،ثمأ تمضي إلى ركن من أركان
الغرفة وتتشأاغل بشأيءا ما .(..
المأ :ما الذي حدث ؟ما الذي يجعلك تصحو باك ار اليومأ ؟ منذ ولك أبوك عاد ملكه بعد أن قضى لمأ
أرك تصحو بمثل هذا التبكير؟
) شأداد يواصل ارتداءاه لملبسه وتهيئة نفسه دون أن يجيب ،المأ تدور حول نفسها وترفع صوتها
كأنها تستحثه على الجابة(.
المأ :هذه أول مره أراك فيها مبكر الصحو منذ سنوات وسنوات ،ولقد راقبتك منذ ساعة وأنت تضع
على نفسك عدة الحرب والقتال ..أرسلت الخدمأ ليروا إلى المدى ،ولكن ل غبار ول أرى … والن ،
ما الذي تريده ؟ أنت ل تريد شأ ار يقود علينا ما قاده لنا أبوك..
شأداد ) :ماض في عمله( هذا هو أسوأ ما في المر!..أنت تتدخلين حتى في المور التي ل تعنيك
قطا..يا أمي العزيزة،اطامئني…لن أخرج إلى القنص الذي تخافين منه علي ..اطامئني..
المأ ) :تبتسمأ بحب وهي تفرش ذراعيها ( بودي لو تخرج إلى القنص ،عل القنص يجعلك تكف
عن وحدتك وانغماسك في أفكارك التي ل أعرف شأيئا عنها … عل القنص يدفعك لتناول طاعامك…
) تنتبه فجأة كأنها تذكرت شأيئا (.
ثمأ ،كيف تقول لمك إن هذا المر ل يعنيها؟تلك جرأه لمأ أعتدها منك!
شأداد ) :بهدوءا ( لنه ل يعنيها..لنه ل يهمها.
المأ ) :تقترب منه ( ما الذي يشأغل رأسك يا شأداد ؟
شأداد ) :يكف عن العمل ويقترب منها ( أتريدين حقا أن تعرفي؟ سوف أقول لك لو سكت دقيقة
واحدة..
المأ :أنا ساكتة…
شأداد :إنني أريد أن أخرج …
المأ ) :فزعة ( إلى أين؟
شأداد :إلى ارمأ ..
) ترتد المأ خطاوة إلى الوراءا فيلحق بها ويضع كفيه على كتفيها(.
شأداد :اسمعي إلى جيد ا يا أمي ..استمعي إلي ..إنني لمأ ابن تلك المدينة ل تركها مأوى للطايور
والضباع والخنافس ..هل فكرت يوم ا بذلك ..هل تساءالت عن السبب الذي أحرقت به شأبابي لبني
أرمأ؟
المأ ) :حزينة( نعمأ ،أعرف ذلك ..كنت تريد أن تبني جنة على الرض…
شأداد ) :يهز رأسه ( جنة على الرض .هذا هو المر ،أتعتقدين انه هراءا؟
المأ ) :خائفة( أنت تريد أن تثبت انك أقوي من هبا..
شأداد :تمام ا ،أقوى من إلهك.
المأ ) :تدير له ظهرها ( ل تتكلمأ عن هبا بهذه الصورة ،ل تتكلمأ عنه أبدا مادمت أنا أمامك ،هل
تسمع ما أقول ؟
شأداد ) :من مكانه ( اسمع جيدا ،ولكن الوان قد آن لنضع كل شأئ في نصابه ..لماذا ل تنظرين
إلي وتستمعين إلي ما سأقوله؟
المأ ) :تلتفت لحظة ،ثمأ تقترب منه( لماذا ل تكف عن هذا السخف ؟لماذا ل تقذف بهذه الفكار
إلى السعير وتفكر بزواجك؟ لقد مضت الن ست سنوات على وفاه زوجتك ،ورغمأ ذلك فأنت لمأ تفكر
بالزواج مرة أخرى ..حتى متى سوف تبقى ضائعاا ..حتى متى ؟) تضع يدها على كتفيه( لقد مات
أبوك لنه ركب رأسه ،وحرمت أنا سعادة كل الصبا،أحرقته راضية من أجلك ومن اجل أخيك شأديد ،
وها قد مات أخوك في القنص ) ..تبدر منه حركة فتسكته بإشأارة طافيفة من يدها( أنا ل أريد
تعذيبك ،ولكنك تذكر اليامأ القاسية التي مضت ..تذكر الدماءا التي اهرقت لمجرد أن أباك ل يريد
قبول هبا ،الله العاطاي )..تشأير من النافذة ( الواقف هناك بين بيوت الناس ،القابل الضحايا ،
العاطاي الخير ،الواهب النصر ،الناثر البركة .
شأداد ) :يقاطاعها بحدة ( أنت إنسانه طايبة يا أمي ! طايبة جداا،ولكنك ل تفهمين ،أنا آسف جدا ،
ولكنك ل تفهمين!أنت ما زلت تحسبين إنني طافل ..تحسبين أن كل الذي أريده هو النصر والبركة
..يا أمي العزيزة ،ذلك زمن مضى وراح الن ! .أنت ل تصدقين ؟ إذن صدقي :سوف اركب إلى
ارمأ..
) يعتدل في وقفته ،أمه تتراجع خطاوة وتحدق إليه ،تبدو وكأنها مطامئنة إلى أنه غير جاد ولكنها
ما تزال غير قادرة على إخفاءا خوفها ،وتسأل بصوت خفيض(.
المأ :لماذا؟
شأداد :نعمأ ! هذا هو السؤال الجيد ،وفيما عدا ذلك ليس إل مضيعة للوقت ..لماذا؟ هذا هو السؤال
الذي أردتك أن تسأليه حينما بحت لك بنيتي ..وأنا سعيد جد ا لنك سألت لماذا ..ولسوف أقول
لك..
المأ ) :تكرار دون وعي ( لماذا؟
شأداد ) :يتجه إلى ركن الغرفة ويجلس فوق إحدى الطانافس ويبدو وكأنه يحلمأ ( لقد علمتموني
طااعة هبا منذ نعومة أظفاري ..وكمنتمأ تقولون لي إنني لو أطاعته لدخلني الجنة ،الجنة كانت كل
شأئ في هبا ..ولذلك وضعت في ذهني أن أبني جنتي فأتخلص من هبا ،وأجعل من نفسي هبا ل
يريد أن يطااع ول يريد أن يطايع…
) ينهض ويتجول في الغرفة متابعا بصوت حالمأ(.
" لقد وجهت لعملئي في الرض أن يجمعوا ما في البلد من أموال وأحجار كريمة ،واخترت فضاءا
في فلة من ارض اليمن وجعلت طاول المدينة اثني عشأر فرسخا وعرضها كذلك،أحطاتها بسور عال
مشأرف ،وابتنيت فيها ثلثمائة ألف قصر،جعلت لها غرفا فوقها غرف معمدة بأساطاين الزبرجد
والجزع والياقوت ،أجريت تحت المدينة واديا سيق إليها تحت الرض أربعين فرسخا،وفي شأوارعها
المتضوعة بالمسك والزعفران سواق مطالية بالذهب ،حصاها أنواع الجواهر ..وهى تجري بالماءا
الصافي"..
المأ ) :هازئة ( ثمأ ماذا؟
شأداد ) :مواصلات كلمه كأنه لمأ يسمع ( " وفي وسطا المدينة قصري! قصر مشأرف على كل
القصور الضاربة في السماءا ثلثمائة ذراع ..وخارج المدينة وسورها الشأاهق بنيت أكما محدقة
ينزل فيها الجنود ،جعلت فيها من كل فاكهة في الرض بستان ا ومن كل جميل في الكون مكان ا
..رفعت فوقها ."..
المأ ) :تصبح من مكانها ( ثمأ ماذا ؟ هل صارت جنة؟.
شأديد ) :يلتفت إليها ( لو عرفت الجنة لقلت لك ..ولكن المر ليس هنا.
المأ :أبن هو المر إذن؟
شأداد :المر إنها ،حتى هي ،لمأ تستطاع ري عطاشأي و إعطاائي الكتفاءا ! وحين نظرت إليها من
أكمة في ظاهرها عرفت بأن الجنة ل تستحق الطااعة ،عرفت بأن هبا ل يستحق منك ومن شأعبي
كل تلك القرابين وكل ذلك المجد ..ورغمأ ذلك..
المأ ) :تنهض إليه وتهزه ( ل تكذب! ل تكذب على نفسك وعلي ..لماذا لمأ تحمل نفسك و عسكرك
إلى ارمأ حين انتهيت من بنائها؟لماذا؟
شأداد ) :ببرود ( أنت تحسبين أنني خائف ! تحسبين أن فتوى هبا التي استخرجها الكاهن من بين
أسنانه الحجرية تخيفني..
شأداد ) :مفكرا( ربما ..ربما ..إنني ل أستطايع أن اعرف شأيئاا ..ل الجنة عادت تبعث في الحماسة
ول الكاهن عاد يبعث في التصديق ..ولذلك أريد أن اعرف المور بنفسي..
المأ ) :محذرة( الكاهن لمأ يكذب قطا ! ألف مرة تنبأ و ألف مرة صدق ،ولقد قال لك انك إذا خرجت
لرمأ فستلقي حتفك على الطاريق،ستنبثق من السماءا أصوات تفت عظامأ الجيوش الجرارة وتذروها
في الرياح..إن هبا لن يغفر لك قطا كفرك إوانكارك.
شأداد :هل تعتقدين إنني أخاف من هبا؟
المأ :اعتقد انك تخشأاه..
شأداد :مهما يكن ،هذا المحك الخير! ليس في المر ما يخيف ،لقد فكرت به شأهو ار طاويلة
مريرة ،ولقد نمت الفكرة داخلي كما تنمو شأجرة الزيتون ،أتعرفين كيف تنمو شأجرة الزيتون؟ غصنا
ضخما في الهواءا مقابل شأرش ضخمأ في الرض،عميقا في الرض ،إن هبا نفسه ل يستطايع اقتلع
شأجرة زيتون..
المأ :أية فكرة؟
شأداد ) :بشأراسة( فكرة أن أموت! أن أقاتل هبا وأصواته في الصحراءا،وحيد ا إل من سيفي
وذراعي،أن أخطاو إلى موتي خطاوة باسلة وراءا خطاوه باسلة ،أن ل ارتد حتى ازرع في الرض جنتي
أو اقتلع من السماءا جنته أو أموت أو نموت معا ..
المأ ) :تبكي ( إن عذابي يستهويك ..ماذا فعلت لكمأ؟ ) شأداد يضمأ أمه هنيهة ثمأ يبتعد عنها
ويعطايها ظهره(
شأداد :و الن ،كفي عن البكاءا ،أنت تعرفين إنني ل احب تعذيبك ) يستدير إليها( هذا سخف !
المر كله ل يستحق بكاءاك!
المأ ) :وهي تشأرق دموعها ( هل تكره الحياة إلى هذا الحد لتحكي عن الموت طاوال الوقت؟ .لقد
كنت أخشأى ذلك كله وأنت غارق في أفكارك وأحزانك وحيد ا ل تأكل ول تخرج! لقد كنت أخشأى أن
تصل بك وحدتك إلى هذا القرار المجنون..
ل( اسمعي الن ! بحق هباك الذي يبذر المشأاكل
شأداد ) :كمن يحب أن يحكى عن الموت فع ا
والمشأاغل كما يبذر القمح ،اسمعي ..لحظة واحدة فقطا ،وسأحاول أن أشأرح لك ..إن هذه اللعبة
ل تعجبني ..
المأ :أية لعبة؟
ل( سوف أقول لك ما هو الفرق بيني وبينك،أنت حينما بدأت تحسين
شأداد :الحياة )..يصمت قلي ا
الحياة ،ولنقل أن ذلك حدث حين كان عمرك خمس عشأرة سنة ،كنت تفكرين كل يومأ بأنك
ستتزوجين يوم ا ما ،وهذا وحده كان سبب ا يدفعك إلى الحياة ،كنت تعتقدين أن الزواج شأئ رائع ،
وانه هو الغاية من كل الحياة،كنت تقولين – بينك وبين نفسك -انه من الممتع جدا أن تنامي كل
ليلة في أحضان رجل ! ..لقد كنت – حاولي أن تتذكري – تفكرين بالمر ليل نهار ..
) المأ تستدير بنفاد صبر وغضب (
حسن ا ..ثمأ تزوجت! اعتدت النومأ مع رجلك كل ليلة حتى بدا المر ،بعد فترة ،سخيف ا ومملا وربما
قذرا … سألت السؤال من جديد ،وكالعادة كان لبد من جواب فقلت :كي انجب أطافالا ،وذلك ،بل
شأك ،أمر ممتع وهو رسالة كبيرة أيضاا ..حسنا ،ثمأ أنجبت أطافالا ،وبعد فتره عاد السؤال :لماذا
أعيش الن؟ ووجدت الجواب :لراهمأ يكبرون ويتزوجون وينجبون أطافالا..
) يقترب منها يدورها ويهزها كمن يريد أن تستمع له(
هذا صحيح يا أمي هذا صحيح ..لقد تعبت من السؤال ،فيما بعد ،وقررت أن تعيشأي بل سؤال،
تاركة كل شأئ لحكمة هبا ،أنت تعيشأين بدافع العادة فقطا،هل تتصورين ذلك؟ ) يتركها ويتكلمأ
كالحالمأ( أنت ربما تفعلين ذلك من اجل أن تقولي ،بين الفينة والخرى ،انك أحرقت كل صباك من
أجل شأداد وشأديد! .من يدري ! ربما تطامعين بالجنة من وراءا ذلك كله! فيربت هبا على ظهرك
وتهتز لحيته الكبيرة البيضاءا ويقول لك :ادخلي إلى الجنة! نامي على فراش وثير ! اقطافي ما شأئت
من التفاح والكرز.
) يقترب منها ويهزها بجنون (
… .واختاري من شأئت من الرجال ! الست تعيشأين من أجل ذلك؟
المأ ) :تبدأ بالبكاءا ( أنت ابن عاق!ابن عاق! عار ،عار ..
شأداد ) :يقاطاعها كما لو انه لمأ يسمعها ( أما أنا ،فالمر معي يختلف تماما ..منذ كان عمري
ست عشأرة سنة بدأت أضاجع النساءا ..لحظة متعة وراءا لحظة متعة أخري كومت أحمالا من
الكتفاءا الحيواني ..ضاجعت مختلف النساءا ،كل النساءا ،وبكافة الساليب التي تخطار على بال
الشأيطاان ،لمأ اعد أطامح بالمزيد ..أتسمعين؟ لقد عرفت من النساءا قدر ما عرفت من
المأكولت،وذقت من النساءا قدر ما ذقت أنت من الخبز ،وضاجعت النساءا بطارق مختلفة ،وقدر ما
تعرفين ،بل أكثر مما تعرفين من طارق لف الشأال ،لمأ اعد أجد في ذلك إي متعة ..ولو وجدت في
المر كله متعة لحظة واحدة حقيرة فإنها ل تساوي قطا مبررا لحياتي..
المأ ) :مقاطاعة بحدة ( كف ..وأخرج من هنا!
شأداد ) :متابعاا( ثمأ إنني ل أؤمن بهبا،ولذلك فأنا ل اطامع بجنته ول أخاف من جهنمه،بل إنني
ابتنيت جنتي التي أخاف أن ادخلها،والتي سئمتها ،والتي لمأ تعن شأيئ ا كثيرا )..بصوت عال ( وأنا
ل أريد أن أعيش بحكمأ العادة،ل أريد أن انجب أطافالا فذلك ليس أم ار ضخما وهائل :أن الفأرة تفعل
ذلك بتواضع ..إذن لماذا يعيش الواحد منا ؟
المأ :كي ينعمأ بالطااعة ،طااعة هبا وخيره وبركته ورضاه ،كي يرد الشأكر لذلك الذي أوجده،الواقف
بين بيوت الناس من حجر مقدس ابيض يشأع الضوءا ..ذلك الذي …
شأداد ) :مستغرباا( تريدينني أن أعيش في جهنمأ قلقي وخوفي وتساؤلي؟ أليس كذلك؟تريدينني-
وهبا يريد أيضا – أن ل اصل إلى الجنة التي بنيتها بإرادتي ليعدني بجنة ل اعرفها..أليس كذلك؟لقد
فهمت الن!انه ل يريدني أن اصل إلى جنتي ..يهددني بأن يبعث علي من الغيمأ أصواتا تفت
عظامي كي ل أصل إلى جنتي ..رغمأ ذلك ..فإنني أريد أن أذهب ..أنا اعرف أن جنتي ل تعطايني
الكتفاءا الذي أريده ،ولكنها تبقى أفضل من جنة لمأ أبنها أنا..
) يدور حول نفسه ،ثمأ ينحني فيشأد حذاءاه الطاويل بعنف(
إن هذا حري بأن يضاعف إصراري ..لسوف اذهب..
) تفتح ستارة الباب ويدخل فتى بلباس متواضع كأنه لباس النومأ وهو يفرك عينيه ،يقف ،ينقل
بصره بين شأداد وأمه ثمأ يقترب من المأ (.
مرثد :ماذا يحدث هنا في أبكر الصبح؟لماذا كل هذا الصياح يا جدتي؟
المأ ) :بصوت هادئ( أبوك يا مرثد يريد الذهاب إلى ارمأ..
مرثد :يريد الذهاب إلى أين؟
شأداد ) :يصيح من مكانه ( إلى ارمأ! إلى ارمأ! ولسوف تكون أنت الملك إذا ما فتت عظامي صوت
هناك..
مرثد ) :يقترب من والده ،انه شأاب وسيمأ ذكي قوي البنية(
تريد أن تذهب إلى ارمأ رغمأ الموت الذي يربطا لك الطاريق؟ حسن ا إننا ل نطاالبك بأن تؤمن بهبا،ولكننا
نطاالبك بأن تؤمن بحياتك..أهي شأيءا بخس إلى هذا الحد؟
شأداد ) :بعطاف ( يا بني العزيز!يا مرثد!لقد سئمت!هذا كل ما في المر ،غداا ،حين تكبر ،ستعرف
ماذا تعني كلمة السأمأ هذه..
مرثد ) :بشأجاعة وثقة ( أنت متشأائمأ يا والدي ..متشأائمأ ،وهذا يعود إلى اليامأ المضنية التي
حبست فيها نفسك.
شأداد :هذا الكلمأ قديمأ وقدمأ الكذب نفسه،ألست ترى أن التشأاؤمأ هو الشأجاعة؟ألست ترى أن
التفاؤل هو كذب وهروب وجبن؟أنت تعرف أن الحياة قميئة وسيئة،فلماذا تواصل المل بها؟أنت
تعرف أن الجنة التي يعدك بها هبا ليست جديرة بكل هذا العذاب ) يشأير إلى النافذة( أنا أعطايك جنه
تراها بعينك،فلماذا ل تعبدني؟ لنك تعرفها وتعرفني ولذلك ل تريد ،تريد أن تعوض شأقاءاك بالبحث
عن المجهول والكاذب ..أما أنا فالمجهول لمأ يعد يستثيرني..
مرثد :أنت كئيب اليومأ يا والدي ..
شأداد :ربما ..ولكن الفكرة لمأ تكن وليدة الكآبة ،لقد كانت الكآبة وليدة الفكرة..انه شأيءا في غاية
القسوة أن يكتشأف المرءا فجأة كل هذه الفجيعة!
مرثد :ما الذي يدفعك إلى هذه الفكرة إذن؟
شأداد ) :يفكر ( الشأجاعة ،الشأجاعة كما اعتقد!أنت ترى هذا :إن الفرق بيني وبينك وبين أمك هو
أنكما تسمحان لكذبة حمقاءا ،مثل الفراش والحرب والحب ،أن تغطاي الفجيعة ،وأنا ل اسمح ،لمأ يعد
بوسعي أن اسمح بعد أن رأيت جنتي بأمأ عيني ورأيت مبلغ تفاهتها ،ثمأ ماذا؟حتى هذه الجنة التافهة
يحول بيني وبينها صوت هباك..
) يتقدمأ فيمسك يد والدته ثمأ يد مرثد ويقودهما إلى الركن (.
شأداد :كلنا أتينا إلى هذه الحياة رغمأ أنوفنا،ثمأ بدأنا نبحث عن المبرر..لقد اخترعنا هبا،ونصبنا
حجرا ابيض مشأع ا بين بيوت الناس،ثمأ اخترعنا هبا،ونصبنا حجرا ابيض مشأع ا بين بيوت الناس ،ثمأ
اخترعنا النسان ،ثمأ قلنا إن مبرر حياتنا هو أن لدينا فرصة الختيار؟عشأاءاك! المرأة التي تريد
مضاجعتها !ولكن هل تستطايع أن تختار ما هو أهمأ؟اعني هل تستطايع اختيار الوقت؟نعمأ ،الوقت!
فكر في ذلك جيدا :الوقت!هل تستطايع أن تختاره؟هل أنت اخترت الوقت الذي تريد به أن تكون
سعيدا أو تعيسا؟ ماذا بقي لنا لنختار؟
مرثد ) :بهدوءا ( الحياة ،إذا كان لبد لنا أن نضعها مقابل الموت..
شأداد :كل ! الموت! الموت! انه الختيار الحقيقي الباقي لنا جميعاا،أنت ل تستطايع أن تختار
ل..والمعطاى ل اختيار فيه ..اختيار الموت هو الختيار الحقيقي ،أن
الحياة لنها معطااة لك أص ا
تختاره في الوقت المناسب قبل أن يفرض عليك في الوقت غير المناسب ..قبل أن تدفع إليه بسبب
من السباب التي ل تستطايع أن تختارها كالمرض أو الهزيمة أو الخوف أو الفقر ،انه المكان
الوحيد الباقي للحرية الوحيدة والخيرة والحقيقية!
المأ ) :حزينة( وهبا؟ أين وضعته في كل هذا الكلمأ؟
شأداد ) :يجيب بسرعة(في المؤخرة..
المأ :أيها الملحد!
شأداد ) :مبتسما باسماا( ليس تماماا،ليس تماماا،ذلك أن عدمأ وجود هبا،نهائياا،مأساة فاجعة أخرى!
ولذلك فإنني أريد ملقاته!انه يتحداني بصوته دون إن يترك لي فرصة إسماعه صوتي..إنني أريد
ملقاته..
المأ ) :بلوعي( أين؟
شأداد :سأذهب إليه بنفسي ،كما قلت لك..سأتحداه خطاوة خطاوة،وليفت صوته عظامي كما قال
كاهنه…ليفت صوته عظامي عظامي،فثمة عظامي ،فثمة نهاية لكل هذه الملحمة..
مرثد ) :هازئا بلباقة ( ولماذا ل تنتظر قدومه هو ؟
شأداد ) :بجدية ( لنني أريد الذهاب إليه بملءا إرادتي واختياري ،لحظة أريد أن اصل إليه أو إلى
جنتي ،ول مناص…لسوف يكون بوسعي أن أواصل رحلتي إليه خطاوة خطاوة،ل الخوف يردني عنه
،ول اليأس يسد أمامي طاريقي..
) يشأد حزامه ويعيد ربطا الكوفية ،يتقدمأ إلى مرثد ويمد له يده،مرثد يقبلها،المأ تبكي وتتعلق به،
يزيحها عنه بهدوءا ويسلمها إلى مرثد الذي يضمها إلى صدره،يلوح شأداد بيده ويخرج بخطاوات
ثابتة(
المأ ) :مذهولة( لقد راح!
مرثد :أنت تعرفينه يا جدتي،انه عنيد،دعينا نذهب إلى هبا فنذبح له ضحية ونرجوه أن ل يفت
عظامه..
) المأ تنظر إليه بذهول ،يبتسمأ بوجهها مشأجعاا،تتجه إلى الباب وتمضي،مرثد يتجه إلى
النافذة،يطال منها ،ثمأ يهز رأسه أسفا ويعود فيلحق بجدته(.
)ستار(
الفصل الثالث
) نفس المنظر في الفصل الثاني – المأ جالسة في الركن وقد استبدلت ثوبها البيض بثوب
أسود،تبدو محطامة تماماا،النافذة مازالت مفتوحة كما كانت في السابق ولكن الفق،الذي كان مزدان ا
بأبراج ارمأ اللمعة،يبدو الن متجهم ا بحطاامأ أسود لحجارة مهدمة محروقة..وفوق المدينة البعيدة
تبدو سحابة سوداءا ضخمة كأنها نتاج حريق (..
) وتقومأ المأ وتسير في أنحاءا الغرفة محتارة ،وبعد هنيهة يدخل مرثد وهو في كامل لباس السلطاة
ويقترب منها بعدما تستدعيه بنظراتها(.
المأ ) بلهفة ( هل من أخبار جديدة؟
مرثد :ل جديد إل أقاويل الرعاة التي ل تصدق )..يتمهل قليلا ثمأ يقترب منها( حتى متى ستفكرين
في المر؟لقد مضت ثلث أيامأ على ذهابه يا جدتي ،ولقد رأيت بأمأ عينيك ) يشأير إلى النافذة(كيف
تهدمت ارمأ كما لو أحرقتها الصاعقة ..لو كأن ثمة خبر واحد عنه لوصل ،لقد أرسلت مئات من
الناس يستطالعون،وما من أحد عاد،ولمأ يعد بوسعي إرسال المزيد..
المأ ) :تنظر إلى ملبسه،وتقيسها مدهوشأة من فوق لتحت(ولذلك لبست ملبسه ..أليس كذلك؟
كل الذي يهمك هو أن ترث المملكة..
مرثد ) :بثبات( الناس يريدون ملك ا حي ا وليس ملك ا ميتاا..منذ يومين وهمأ يطاوفون حول هبا
مذعورين خائفين متوسلين،وليس من الحكمة أن اتركهمأ ضائعين..أن اتركهمأ يعيدون قصة شأداد
الملحد الذي ذهب يقاتل هبا فقتله ،لربما تمتد النقمة ،بعد ذلك،إلى عشأيرته كلها..
المأ ) :محتدة ( ورغمأ ذلك ،انه أبوك..
..:وانها مملكة زوجك،جدي،ثمأ عمي،ثمأ أنا..أتذكرين يومأ مات عمي شأديد كيف سارع أبي إلى
إ مرثد
تتويج نفسه قبل أن يدفن الجثة؟إنها الحياة يا جدتي!
المأ :كلكمأ تقولون ذلك ،ولكنكمأ أبدا ل تذكرون موتاكمأ بالخير..أنت لمأ تفتش عن جسد والدك حتى
تدفنه..
مرثد :من الفضل لوالدي أن يبقى في الصحراءا حتى يذوب بدل أن يحمل إلى مذبح هبا فيحرق
تكفيرا عن خطااياه..ل أحب لوالدي أن يخسر المعركة ميت ا بعد أن ربحها حي ا..
المأ ) :باكية ( أو تعتقد انه ربحها؟
مرثد :لقد نفذ إرادته ،قاتل هبا ودمر جنته.
المأ :ولكنه مات..أل يعني هذا شأيئا ؟
مرثد :كانت هذه إرادته..
المأ :لو آمن بهبا.
مرثد ) :مقاطاعاا( هذا ليس الموضوع الن،انه حر في أن يؤمن أو ل يؤمن،لقد كان حكيم ا
وشأجاعاا،فلنكن حكماءا وشأجعان مثله.
المأ :ل أفهمك..
مرثد :ل أريد للرعاع أن يحملوه كالجيفة ،يطاوحوا به فوق المذبح ويحرقوه شأامتين،خائفين من
هبا،ناسين كل ما فعله من أجلهمأ،نضاله من اجل سعادتهمأ وخيرهمأ.انهمأ ينسون كل شأيءا في سبيل
هبا،في سبيل خوفهمأ منه.أريد للجسد البطال أن ل يدنس بأيدي الرعاع.
المأ ) :وقد فوجئت (ولكن الموضوع ل علقة له بالرعاع ،انه من أجل الغفران..
مرثد :ليس بوسع أحد منا أن يعطاى الغفران لوالدي،لقد فات الوان الن ،مل الذي بقى هو أن
يستمر شأداد كما أراد.
المأ :يخيل ألي انك أنت الخر ل تؤمن بهبا..
مرثد :لو تركه يصل ارمأ لمنت به ،ولكن حين قتله فقدت إيماني السابق ،لماذا قتله يا ترى؟
المأ :لنه تحداه!
مرثد :وما الفرق إذن بين هبا وبين أي رجل؟
المأ ) :عائدة إلى البكاءا ( القصة تعاد مرة أخرى..أرجوك يا مرثد ،أرجوك،اصمت..اصمت..
مرثد :لسوف اصمت طابعاا..القضية الن هي المملكة..هذا كل شأيءا..أريد أن أعوضهمأ خوفهمأ
وكراهيتهمأ فاقدمأ نفسي ،بالسرعة القصوى،ملكا جديدا ينسيهمأ شأداد..فيتخلص من حقدهمأ.
المأ :وهبا؟
مرثد ) :بثبات (سوف يبقى بين الناس،يرضيهمأ ويخيفهمأ،ويهبهمأ الخبز حين يأكل الجفاف الحقول
،يعطايهمأ النصر حين تنزرع الهزيمة..ولكنه يجب أن يبقى بعيدا عن شأداد ،ولقد دخل معركة
متكافئة،وانتهت القصة..
) يدخل رجل في لباس أقل أناقة ويقف بالباب باحترامأ(
مرثد ) :يلتفت إليه ويسأله بجفاف( أي جديد؟
الرجل :أخبار جديدة حملها رسول عاد من وراءا أسوار ارمأ..
مرثد :ماذا يقول؟
المأ ) :بلهفة ( نعمأ،ماذا يقول؟
الرجل :كان شأداد في منتصف الطاريق حين هب صوت كالريح أجفل حصانه فرماه،قال الرسول إن
شأداد ا وقف وواصل مسيره في غيومأ الصوت السوداءا،كان صوت ا رهيب ا شأقق الرض فغاصت ارمأ
فيها ثمأ انطالقت من الشأقوق ألسنة نيران أحرقت الخضر واليابس ..يقول الرسول إن شأداد ا ضاع
في عاصفة الصوت،ذابت عظامه ولمأ يبق إل سيفه ملقى على الرمل وقد صار في لون وشأكل
الحجر …أما الحصان فقد مضى في الصحراءا على غير هدى!
) تنكفئ المأ فتبكي(
مرثد :والرسل الذين لحقوا به؟
الرجل :ذوبتهمأ ذيول العاصفة وهمأ أجساد محروقة في الرمال…
) يزداد بكاءا المأ(
مرثد ) :مخاطاب ا جدته ( ولماذا البكاءا يا جدتي؟أنت تعرفين مصير أولئك الذين يتعالون على
هبا..لقد كنا نعرف ذلك منذ أن ركب رأسه ومضى يتحداه! كل الذي ضيعناه هو جسده الذي كان
حريا به أن يحرق على قدمي هبا طالبا للغفران ) ..يلتفت إلى الرجل ( اذهب وبلغ الناس المر ،
وليعلن الكاهن ملككمأ الجديد..
) الرجل يمضي ،مرثد يتجه إلى جدته(
مرثد ) :يحتضنها بحنان (اشأكري القدر يا جدتي ،اشأكري القدر..لقد وفر على نفسه ذل الموت
الذي أمضى حياته يهرب منه،قريب ا سوف ينساه الناس،ل قبر ولنصب ول رماد،فماذا بقى منه غير
السطاورة؟
المأ ) :باكية(كل الذي تريد هو أن ترثه..
مرثد :من الذي يريد إذن أن يرثه غيري ؟من هو الجدير بهذا الرث سواي؟
المأ :أنني ل أفكر بالمملكة.أفكر براحة نفسه..
مرثد :أما أنا فأفكر بالمملكة..أريد أن أجعل منها جنة..
المأ ) :مرعوبة ( جنة؟جنة؟وأنت تعرف القصة،تعرف أن الخطايئة لمأ تجف بعد؟
مرثد :نعمأ ،اعرف ،اعرف …ورغمأ ذلك فإنني أريد أن اصنع جنتي..
المأ ) :تقف وتتجه إليه بتوسل(ولكن لماذا يا بني؟ لماذا هذا السعي إلى الدمار؟لماذا هذا السعي
إلى الموت؟
،واذا
مرثد :حين كان أبي هنا يحكى لنا عن جنته كنت أقول لنفسي إن جنة هبا لبد أن تكون أروع إ
كانت أروع ،فمن الطابيعي أن يتركه يكتشأف ذلك بنفسه ،يتركه يرى كمأ هي سخيفة الجنة التي يبنيها
النسان أمامأ الجنة التي بناها هبا..ولكنه لمأ يتركه يكتشأف ذلك..لمأ يتركه..لماذا؟
المأ ) :دون وعي ( لماذا؟
جنه..واذا كانت هناك واحدة فهي لن تعطاي التعويض الجدير بعذاب
إ مرثد :لنه ل توجد ثمة
الحياة..لقد خاف هبا أن يكتشأف شأداد ذلك!
المأ :انك تتجه في نفس الطاريق ..تبدأ من بدايته التي شأادها أبوك ،كل ..البداية التي شأادها
جدك نفسه.
) يهز مرثد رأسه بأسى وكأن قراره أقوى منه.ويتحول في الغرفة كالمحبوس،المأ تنظر إليه مشأفقة
،يقف وينظر إليها(.
مرثد :يا جدتي! إنني أود أن أكون مثلك..أود أن أكون باطامئنانك وقناعتك ..ولكن البذرة التي
زرعها والدي قبل مصرعه آخذة في النمو مثل شأجرة الزيتون..
المأ :إنها الخطايئة..
مرثد :إنها القدر..
المأ :و الن
مرثد :أود لو أستطايع أن أراه ،الن ،لرى أي اطامئنان وصل إليه أمأ أي خوف؟انه في مكان
ما،ولكن لشأك انه وصل إليه باختياره ..ولذلك فقد نال الكتفاءا.
المأ ) :بأسى(انه جسد محروق بل غفران..
مرثد :الغفران هو آخر ما يريده والدي..لقد كان يبحث عن الكتفاءا.
) يدخل نفس الرجل الذي دخل قبل قليل ،نفس الوقفة ونفس اللهجة الجامدة(
الرجل :الكاهن على استعداد،والناس يلتفون بالنتظار..
مرثد :والخطااب؟
الرجل :يقول الكاهن أنك ستلقيه أنت،ويجب أن يكون حول تمجيد هبا،وجبروتها وصرعها والدك
بسبب من خطااياه وتعاليه.
) المأ تنظر إلى مرثد ،مرثد يهز رأسه مطامئنا ثمأ يلتفت إلى الرجل(
مرثد :طابع ا يجب أن يكون الخطااب كذلك!يجب أن يعرف الناس منقلب الخطااة ومصائدهمأ ،قومي يا
جدتي ..يجب أن تكوني هناك ،تشأهدي تتويج حفيدك..
) المأ تنهض بهدوءا وتستبدل شأالها السود بشأال أبيض،والرجل يتقدمأ ويلبس مرثد معطاف ا أحمر
موشأى بالذهب.
يتقدمأ مرثد ويسلمأ ذراعيه للرجل الذي يقومأ بإلباسه فيما تواصل المأ النظر ،الرجل يخرج ،أصوات
موسيقى في الخارج – مرثد يقف قليلا وينظر إلى الجدة بأسى ،الجدة تتقدمأ نحو الباب ،تصل إليه
فتقف وتلتفت(.
المأ :إنني اشأهد البداية دائماا،وأعيش لشأهد النهاية..ودائم ا ينتصر هبا،ودائم ا تنهزمون ..ولكنني
بدأت أفكر الن بشأكل جديد ،انه من العار أن يبدأ المرءا بالتفكير بعد السبعين من عمره..
مرثد :بماذا تفكرين يا جدتي..؟
المأ ) :تهز رأسها قليلا ،وتنظر إليه صامتة(إنكمأ تخسرون دائما لنكمأ تبدأون ،دائماا،من البداية..
إنكمأ تعطاون هبا بملءا إرادتكمأ – حياته وقوته وسلطاانه،وتحسبون أن ذلك جدير بإعطاائكمأ فرصة
بناءا جناتكمأ على الرض ..دون أن تعرفوا بأنكمأ إنما تحكمون على هذه الجنات بالدمار ،منذ البدءا
..وها أنت تبدأ من حيث بدأ شأداد تمام ا …بل انك تبدأ بنفس الكذبة التي بدأ بها ..ولقد بدأ هو
الخر من حيث بدأ عاد..وبنفس الكذبة أيضا :من المعبد الذي يتربع هبا فوقه!
) تخرج ،ينظر إليها مفك ار لحظة ،ثمأ يسوي معطافه الحمر ويلحق بها بخطاى واثقة بينما تعلو
أصوات الموسيقى(..
( ستار(
الفصل الرابع
) غرفة مختلفة تمام ا عن الغرفة التي سبق بناؤها في الفصلين الولين ،ويجب أن تعطاي المتفرج
انطاباعا أوليا بأنه قد ترك عالما قائما بذاته لينتقل إلى عالمأ آخر – إنها مؤثثة بشأكل فني غريب،
فني إلى حد الطارافة-الغرفة مضاءاة بشأكل متوهج إل أن مراكز الضاءاة غير ظاهرة ،في أحد
المقاعد يجلس رجل يلبس ما يشأبه العباءاة ،ذات لون أبيض ناصع له لحية كثة وكتفاه عاريتان،
العباءاة تبدأ من تحت أبطايه ،وهو ماض في خياطاة ثوب من لون أحمر فاقع ،مقابله يجلس رجل
آخر يراقبه بإمعان كأنه يعد الغرز التي يخيطاها زميله-في الكرسي الثالث –المتصدر-يجلس شأداد
بنفس الملبس التي شأوهد بها في الفصل الول ،إل إنها تبدو عتيقة ومتعبة ،كما انه ل يحمل
سيفه ،يجلس بتراخ دليلا على التعب والرهاق ،الرجلن غير مهتمين به.
في صدر الغرفة يوجد باب مغلق ،شأكله يدل على مدى ثقله ومتانته-وفيما عدا هذا الباب ل يوجد
ما ينبئ عن تعمد وثقل في الغرفة.(..
الرجل الول ) :دون أن يلتفت إلى شأداد ( هل كان المر متعباا؟
شأداد :إي أمر ؟
الرجل الول :الموت ،موتك ..هل كان متعباا؟
شأداد :الرحلة إلى هنا كانت متعبة..أما الموت!)هز رأسه مشأوشأاا( لقد كان موتي خاصا وغريبا
وأخشأى أن ل تفهماه..
) يتبادل الرجلن نظرة سريعة ،الول يكف عن الخياطاة ،الثاني يكف فورا عن مراقبته ،الرجلن مع ا
ينظران إلى شأداد(.
الرجل الول :ماذا تعنى بقولك خاص وغريب ؟أيها الفتى!الموت هو الموت ،وليس ثمة موت خاص
وموت غير خاص ،ليس ثمة موت غريب وموت غير غريب..إذا أتى الموت ،فهو يأتي -دائما –
بشأكل واحد..
شأداد ) :بتراخ( هذا هو الفرق!الموت لمأ يأتيني ،أنا الذي جئت به..
الرجل الول :انتحرت!
شأداد:ربما ،لست ادري لقد صارعته.
الرجل :كل شأيءا في هذا المضمار واحد ،ولقد فقدت الحياة هذا هو كل شأيءا ،أما كيف فهذا سؤال
يطارح قبل الموت ثمأ بعده..
) الرجل الثاني – الصامت – يهز رأسه موافقا (
شأداد:هل مت منذ زمن بعيد؟
الرجل بسخرية ( زمن؟أوه!أنت تحمل معك مشأاكل الرض إلى هنا..الزمن شأيءا تتذكره هنا بشأيءا
كثير من الحسرة)..ينظر إلى الرجل الخر(أتذكر؟شأمس تشأرق وشأمس تغرب..الصباح ،الظهيرة،
العصر ،المساءا..أتذكر؟الليل والنهار!يا للماضي السحيق..ثمة شأمس وقمر يقولن :هاهو ذا يومأ
يبدأ ،وهاهو ذا ليل ينتهي!)يلتفت إلى شأداد(ليس ثمة وقت هنا ،افهمأ هذا منذ البدءا وأقبله ،سوف
تبقى الدنيا،لك،كما تركتها..أما هنا ،فليس ثمة وقت..
شأداد) :يقف ويتجه إلى الرجلين(تقول هنا؟أين هنا؟هل تعرف؟ أهذه هي الجنة أمأ النار؟
الرجل :بين بين..
شأداد :وماذا تفعلن هنا في هذه البين بين؟
الرجل :إنها قصة طاويلة سوف تستوعبها بعد طاول إقامة..لقد حكيناها لبعضنا مئات المرات ،ول
يضيرنا أن نحكيها مرة أخرى!
)يضع قطاعة القماش الحمراءا على الرض ،ويتجه إلى الرجل الخر(..
انه دورك الن..لماذا ل تحكيها ؟
الرجل الثاني ) :يبدأ بسرعة كأنه كان ينتظر اليعاز( أنا وهذا ) يشأير إلى صديقة ( أحببنا فتاه
واحده..ثمأ فاز هو بها ،أما أنا فبقيت العاشأق الذي ل تطافئ نار جواه..ثمأ بدأت أزورها كل
مساءا،وكان زوجها غائبا في الحرب يكتب لها رسائل رائعة تقرئها لي ونضحك..ثمأ عاد الزوج ،ذات
ليله ليجدني عندها ،كان يحمل سيفه فذبحني به وأنا في حضنها ..ثمأ أتيت إلى هنا ،لقد استغرقت
رحلتي أيامأ ثلث ،كمأ استغرقت رحلتك أنت ؟
شأداد:ثلثة أيامأ ،كما اعتقد..
ل-حين وصل هو )يشأير إلى صديقه(وبعد
الرجل الثاني :لمأ انتظر طاويلا – أمأ تراني انتظرت طاوي ا
فترة زارنا هبا..
شأداد :إذن سوف يأتي فيزورنا؟
الرجل الول :طابعاا ،انه يأتي دائم ا..
الرجل الثاني) :متابع ا بحماس( قال لنا انه ليس من منا يحب الفتاه أكثر ،وقال انه ل يهتمأ بما
نسميه في الرض خيانة زوجية ،الحب ،الحب فقطا هو الذي يهمه..
) يتمشأى الرجل في الغرفة ثمأ يعطاي ظهره إلى واجه المسرح ويكمل(
الرجل الثاني :لقد قال لنا أن هنالك طاريقة واحدة ليس غير.أعطااه هذا القماش وقال له أن يقومأ
بخياطاة ثوب الفتاة التي يحبها ،فإذا كان يحبها فعلا فهذا يعني انه يجب أن يكون على تصور كاف
لكافة مقاييس جسدها ،فإذا أراد أن يفوز بالفتاة فيجب أن يكون الرداءا مناسب ا لها تماماا ،ولديه فقطا
فرصة واحدة لثبات ذلك..
شأداد ) :ساخراا( وأنت؟
الرجل الثاني :انه يبذل جهدا متواصلا ليفوز بالفتاة ،ليس لنه يحبها فعل ،ولكن لن بالموضوع
كله موضوع انتصار أو هزيمة..أما أنا فإنني على المحك ،معه ،هل كنت أحبها فعل؟هذا السؤال
الذي يهمأ هبا ،إذا كنت أحبها فيجب أن أبذل جهد ا لفوز بها.
شأداد :كيف؟
الرجل الثاني :يجب أن اعرف عدد الغرز التي استعملت لخياطاه الثوب.
) يقترب من شأداد ويشأرح له مستعينا بيديه (
إنها نوع من المبارزة الشأريفة ،إذا أراد أن يربح الفتاه فعلية أن يبذل كل جهده لخسرها أنا ،مثل كل
المور في الدنيا..
شأداد :وهل يحبها حقاا؟
الرجل الثاني:اسأله..
الرجل الول :إنني ل أحبها الن ،طابعا لقد سئمت كل هذه اللعيب..كل ما في المر إنها موجودة
في الغرفة الخرى ) يشأير برأسه إلى الجدار (جالسه بين عشأره رجال ،وعليها أن تقاومأ كل حيويتهمأ
وجاذبيتهمأ لتثبت هي الخرى بأنها تحب واحد ا منا فقطا ،إوانها ليست مصابه بحب رجل يعطايها
اكتفاءاها.
شأداد :إذا كنت ل تحبها ،فلماذا تهتمأ بها؟
الرجل الول:إن ذلك يعطايني شأعو ار بالهمية ،ليس أكثر..
شأداد:ولماذا استغرقت خياطاة الثوب كل هذا الوقت؟
الرجل الول :لنني أعود ،كل ليه ،فاسحب الحيطاان من جديد.
شأداد :ولماذا ؟
الرجل الول :لنني ل أريد أن انتهي ،ل أريد أن أموت مره أخرى..هل تتصور أنت معنى أن ينتهي
عمل ما؟
شأداد :إنها لعبة حقيرة!أسوأ مما في الرض ،تحت.
الرجل الول :كل..انك هنا تعرف كيف تجرى المور ،ولماذا..وبالتالي تعرف هاهي الغاية ،ويكون
بوسعك إن تختارها..
شأداد ) :كأنه تذكر شأيئ ا (ولكنكما صديقان!
الرجل الول :طابعاا ،ولقد اخترنا أن نكون كذلك ،فهذا أفضل ،إننا نرد على هبا..
شأداد :تتحدثان عن هبا كما لو انه ل يسمع ول يرى ول يعرف..أنت تحكي عنه كما لو انك تريد
خداعه..ماذا؟أل يسمعك..
الرجل الول :كل!انه ل يسمعنا ،وهو الذي قال لنا ذلك بنفسه..أتعرف الفرق بينك وبينه؟انه يدخل
إلى الغرفة،إلى أية غرفة،دون أن يقرع الباب ،تجده في غرفتك دون أن تحس ،هذا هو كل
شأيءا..فإذا رأيته باستطااعتك أن تكف عن الكلمأ ،ولكنه ،على إي حال ،سيسمع آخر كلمتين أو
ثلث من الحديث ،ومن هذه الكلمات يستطايع أن يعرف كل الذي في رأسك ،انه ذكي جدا .
شأداد :ذكي؟
الرجل الول:طابعاا..ذلك انه عاش طاويلا..
شأداد:هل يناقشأكمأ؟
الرجل الول :طابعاا ،انه إنما يأتي كي يناقش ،انه يحب ذلك..ماذا ،أتريد أن تناقشأه؟
شأداد ) :مبتسم ا ( أنما أتيت من اجل هذا فقطا..لدي،في رأسي،ألف سؤال أود لو أستطايع تذكرها
كلها..
الرجل الول ) :يفرك يديه( إذن سوف نرى شأيئا طاريفا جداا..بودي لو يحضر..
الرجل الثاني ) :سعيداا( سوف يحضر ..سوف يحضر
) شأداد يدور في الغرفة ثمأ يعود فيجلس مكانه وينظر اليهما وهما يتابعان عملهما بهدوءا وبعد
هنيهة يقول كأنه يكمل حديث ا(..
شأداد :لو أفترضنا انك فزت بالمرأة ،فإلى أين ستذهب؟إلى الجنة أمأ الجحيمأ؟
الرجل الول :سأذهب معها!سأذهب معها ول يهمني أين ،بل لنني اعتقد انه ل يوجد إي أين هنا..
شأداد :كما على الرض..
الرجل الول:ليس تماماا ..الغاية هي التي تشأغلك على الرض ،أما هنا فمجرد الرفيق.
شأداد) :بسخرية( تحكى عن الغاية وأنت هنا ل تعرف إلى أين ستذهب...
الرجل الول :لذلك قلت لك إن هذا ل يهمني ..أنت ما زلت تفكر بالتفاصيل ،أما هنا فنحكي عن
الكليات دفعة واحده..
شأداد :مثل ماذا؟
الرجل :مثل ..مثل إن وجودك هو شأيءا مستمر ول نهاية له ،وبالتالي فأنت المسئول الوحد عنه..
شأداد :كيف؟لقد فقدت عقلك أيها الرجل ،فقدت عقلك!أريد أن أعرف:هل هو الذي أثر عليك إلى هذا
الحد؟أعني هبا ،هل هو الذي أقنعك بكل هذا الغباءا؟أنت تعيش هنا كالبقرة ،تعيش كحيوان ل
أكثر..تعيش كما لو انك..
الرجل الثاني ) :يقاطاعه وينقر على كتف زميله ،الخر يهز رأسه ويبتسمأ(هل سمعنه؟انه يقول أنت
تعيش!مازال يفكر برأس من تراب..
) ينظر إليه بشأفقة مفتعلة (هل نسيت أيها الفتى إننا أموات؟
شأداد ) :برعب( صحيح ،نحن أموات!
الرجل الثاني :يلزمك وقت طاويل لتكف عن ترديد كلمأ الحياءا..
شأداد :الحياءا! الحياءا يدفعون ثمن موتهمأ سلفا ليأتوا إلى هنا ويعملوا كالنساءا في خياطاة
الثواب ..قل لي..ألمأ تكن تطامع بالجنة وأنت هناك..تحت؟
الرجل الثاني:لقد ضحكوا علينا.
شأداد :والن ؟ بماذا تطامع؟
الرجل الثاني :لشأيءا على التحديد..الموات ل يطامعون بشأيءا ..ربما الرفيق فقطا ،نعمأ ،هذا
صحيح ،الرفيق فقطا..وأنت ترى)يشأير إلى صاحبه(إننا ،معاا ،ل نطامع بأيما شأيءا،إننا نشأعر بأهميتنا
البالغة بسببها)يشأير إلى الجدار (وفيما عدا ذلك ليس ثمة ما هو مهمأ..
)ينظر إلى زميلة مشأفق ا ثمأ يقول بصوت خفيض(
الرجل الثاني:انه وجهي الخر الذي ل أستطايع أن أرمية ،إننا نجلس مع ا إلى حد يضطار فيه واحدنا
أن يحمل قدر الخر وان يفكر بمصيره إلى حد تتضاءال فكرة النصر وفكرة الهزيمة..
) يجلس شأداد في كرسيه ،ويغرق في أفكاره ،ثمأ ينهض وقد استبدت به الحماسة(
شأداد :لقد بنيت جنه على الرض ودمرها أمامأ عيني وأنا مصلوب على عمدان من قار مغلي ،وكنت
أرى جواهرها تذوب كما يذوب الرصاص وتسيل في القنوات كالماءا اللمع لتغوص في قاع
الرض..لماذا فعل ذلك كله بي؟.
) الرجلن ينظران إليه مشأفقين ،فيما يمضى بصوت أعلى(
لقد عذبت أمي في سبيل أن اعتقها من صنمه البيض المنصوب بين بيوت الناس! بعت مملكتي
بومضه من ومضات الحقيقة التي ل يراها المرءا ال كما يرى البرق..أردت أن أفك النير عن رقاب
الناس الذاهبين إليه اليبين من عنده التاركين تحت قدميه كل كبريائهمأ وشأجاعتهمأ..
) يلتفت إليهمأ ويبدأ بالصياح(
ثمأ ماذا حدث ؟ لقد نازلته في معركة صب فيها علي لهب الجحيمأ ،جردني من سيفي ورماه أمامأ
عيني ،فإذا به صوان ل يقطاع الهواءا..وماذا وراءا لك كله؟ رجلن يخيطاان ثوبا لمرأة موجودة في
غرفة أخرى ،ل يريدانها ول تريدهما..عقاب سخيف أسوأ ما فيه انه مهين ومذل..لقد وعدنا هناك
بالجنة ،وها هو الن يتركنا فريسة السخف والغباءا.
) احد الرجلين يشأير إلى الخر ثمأ يتجه برأسه إلى الباب ،الرجل الثاني يحاول لفت نظر شأداد
الماضي في صراخه ،الباب السميك ينفتح ببطاءا ويدخل شأاب جذاب قوى الملمح طاويل القامة غزير
الشأعر،الباب ينغلق من تلقاءا نفسه،الشأاب يتكئ على صفحته ويراقب شأداد الماضي في صراخه(..
شأداد :أخافنا وعذبنا وسحق كرامتنا ،وضيع شأجاعتنا ،ومسخ طاموحنا ،وسلب وقتنا وحين حاولنا
التمرد عليه حاربنا ،ولما اطاعناه أذلنا..وها نحن نموت فإذا بالكذبة الحمقاءا لئيمة حتى العظمأ..
الشأاب بهدوءا مقاطاعاا( أنت غاضب علي..
شأداد ) :يلتفت إليه فجأة ،يفاجأ ،ويعود إلى الوراءا( من أنت؟
الشأاب :هبا..
شأداد :صورتك في حينا ليست كذلك..
الشأاب:انتمأ نحتمأ الصورة..
شأداد :ولكنك شأاب..
هبا :هل تعتقد انه من الضروري أن تنبت للحمه لحية بيضاءا طاويلة؟ لو كانت لك القدرة لتختار وقت ا
تعيش فيه كل عمرك ،أي وقت تختار؟
شأداد شأارداا( الشأباب..
هبا :حسناا ،لقد اخترته أنا..
شأداد :أنت ل تخيفني..
ل ،أما هنا فل مبرر للخوف..
هبا :لقد أخفتك طاوي ا
شأداد ) :يقترب منه غير مصدق( أنت إذن هبا..
هبا :أنا هو ،محطا غضبك وحقدك..
شأداد :سيصاب الناس بالجنون لو علموا.
هبا :القصة عندكمأ في الرض تكبر في ثلثة أيامأ ..فكيف تريدها أن تصير إذا عمرت أجيال؟.
شأداد :ولكن..لماذا أنت هبا..لماذا ليس أنا؟
هبا :لنني أتيت أوال ،هذا كل شأيءا ،لو أتيت أنت قبلي إذن لكنت أنت..
شأداد :أتيت؟من أين أتيت؟
هبا :لن تستطايع أن تفهمأ المر ،أنت ترى ،لقد حدثت القصة منذ وقت ل تستطايع أن تلحقه
بعقلك..
شأداد ) :بلؤمأ ( لنحاول.
هبا :ثمة شأيءا يبقى بعد أن يموت الجسد ،هذا الشأيءا ،الذي تسمونه ضميراا ،ل يموت مع موت
الجسد ،بل يطاير ويلتصق بقبة السماءا..إن لهذا الشأيءا خاصة جاذبة بحيث يجذب كل ما يشأبهه
،لن ذلك بدأ منذ أول إنسان ولد،فقد تكاثر وتضاخمأ )..يشأير إلى نفسه ( ها هوذا..
شأداد :المأ يختلف عليك المر؟
هبا:بلى ،اختلف كثيراا..حين أكون في الجسد الحي أكون إرادته واختياره ،لو تستطايع أن تعرف!
أكون في الداخل ،هل تفهمأ؟لمأ أكن شأيئا يأتي من الخارج،كنت انبت في داخله،ولذلك لمأ أكن
مرعباا..لنه كان-قل ذلك إن شأئت -يعرفني تماماا)..يهز رأسه( مهما كنت طايب ا ،فان قدومك من
الخارج ل يرحب به كثيرا..
شأداد :إذن أنت هبا؟
هبا :كف عن التساؤل الذي ل مبرر له..هل انتحرت؟
شأداد ) :بدهشأة ( كيف عرفت؟
هبا :هذه لهجة ل يتكلمأ بها إل إنسان انتحر ،وهو يأتي لمقابلتي دون خوف ،قل ،لو شأئت ،بل
خوف كثير ..ذلك انه يكون قد تعرض لخوف اكبر ،الخوف من إرادة الموت..
شأداد :من الموت؟
هبا :كل ،من إرادة الموت..إن الموت نفسه ل يخيفكمأ ،لنكمأ ل تصدقونه ول تعتقدون قطا انه سيأتي
لكمأ ،الن ،أو بعد.أما إرادة الموت فإنها شأجاعة مواجهته وتصديقه..
شأداد :ولكنني لمأ أرد الموت تماماا..صحيح إنني كنت أجد في طالبه ،ولكن على أمل أن أنازله.
هبا :تنازل من ؟
شأداد :أنازلك..
هبا :ومن الذي انتصر؟
شأداد :كأنك ل تعرف!لقد سلطات علي كل قواك ،انفردت بي بكل السلحة التي لمأ نسمع عنها
فجعلتني رمادا دون أن تعطايني فرصه مواجهة عدو أشأاهده بأمأ عيني..
هبا :ولكنك واصلت التقدمأ ،أنت الذي اقتحمت عاصفة الصوت..
شأداد :كنت أبحث عنك..
هبا :ألمأ تكن تريد النصر؟
شأداد :في صلب المعركة لمأ أفكر بالنصر أو الهزيمة..لقد فكرت بك ..بك أنت فقطا ،تراك حقيقة أمأ
أكذوبة؟هذا الذي شأغلني وحسب..وأنت؟ ما الذي كان يشأغلك؟
هبا :أن تعود أو ل تعود..
شأداد :أنت لمأ ترد أن اصل إلى ارمأ؟
هبا :كل! كانت ارمأ هبا جديد ا منافساا..لقد كان النزال ،إذن بيني وبين ارمأ..
شأداد :وماذا كان دوري أنا؟
هبا :لقد كنت أنت وارمأ شأيئا واحدا ل ينفصل ،ولذلك حين قتلتك عاصفة الصوت اندلعت النار بنفس
اللحظة ،في ارمأ..أنت ترى الن..أنا والعالمأ شأيءا واحد أيضا..إذا ما دمر العالمأ قضيت أنا.
شأداد :لقد دمرت ارمأ إذن؟كيف استطااعت نارك أن تلتهمأ كل ذلك الجمال والعطااءا والنبل؟ كيف
استطااعت قواك أن تأكل ذلك الجهد الذي لمأ يحدث أن شأاهدت الرض نظيره؟
هبا :ارمأ لمأ تكن موجودة إل في راسك؟وحين ذاب رأسك ذابت..
شأداد :لقد أقمتها من الجوهر والضوءا ،وسقت إليها الماءا من تحتها ليبعث الحياة في زجاجها
وشأجرها وريحها وأناسها..لقد كانت من مادة صافية صفاءا الجليد..
هبا :كل ،لمأ تكن إل فكرة ،وهمك جعلها تبدو لك من حجر وجوهر وضوءا..
شأداد) :يفكر قليلا وهو يتجول في الغرفة ،ثمأ ينفجر به(أية سلطاة تجعلك تريد الكلمة النهائية؟من
أنت لتحكمأ علي بالكذب..؟
هبا :أنتمأ أعطايتموني السلطاة لحكمأ عليكمأ بالكذب ،ولتكون لي ،كل الكلمات النهائية..ورغمأ ذلك
فإنني سأقول لك شأيئا هاماا ..ليس ثمة سلطاة في المر ،وليس ثمة كلمه نهائية ،إذا كنت أنت ل
تريد أن تعطايني تلك السلطاة وتلك الكلمة النهائية!
شأداد غاضباا( هراءا!)يشأير إلى الرجلين المنهمكين في عملهما( انظر ماذا فعلت بهذين المسكينين،
وانظر بماذا حكمت عليهما ..ألمأ تكن تلك هي كلمتك النهائية؟ألمأ يكن حكمك؟
هبا :ورغمأ ذلك ،فأنا ل احكمأ قطا ،أنا اقترح فقطا ،وذلك ليس إل بحكمأ الخبرة الطاول!
شأداد :من الذي يحكمأ إذن؟
هبا ) :يدور إصبعه بهدوءا مشأي ار إلى الجدران (أولئك الموجودين في الغرف الخرى ،إنهمأ يحكمون
عليك أو لك..
شأداد :كيف يحكمون علي دون أن يعرفوني؟
هبا :إنهمأ يحكمون عليك لنهمأ ل يعرفونك..
شأداد :وهل من الضروري أن يحدث هذا لي؟
هبا :يحدث لك؟كل!انه يحدث لهمأ..الحكمأ على الخرين قضية لتهمأ المحكومأ عليهمأ ،تهمأ الحاكمأ..
شأداد :وأنت الذي تتيح كل ذلك؟
هبا :أنا ل أتيح شأيئاا..ولكن حتى لو اتحت ،فأي ضير في المر؟الست ترى إلى نفسك :إيه متعه
تجدها في الحديث عنهمأ وأنت ل تعرفهمأ؟انه من الصعب جد ا بل من المستحيل أن تحكمأ على المرءا،
أو له ،إذا عرفته..
شأداد :أنت تتسلى؟وهذا شأيءا مضحك!ربما صار عالمك-من فرطا ما عشأت-سلسلة من التسليات
الغريبة والمؤلمة معاا..أنت هنا ،كما أنت في الرض ،تتسلى..
هبا :أوه!سوف تكرر الن على مسمعي كل الكلمأ الذي سمعته طاوال أجيال وأجيال! سوف تعدد لي
المآسي التي شأهدتها.
سوف تحكيها وأنت موشأك على البكاءا كما فعل الجميع ،سوف تحكى لي-أنا أعرف-عن أطافال
قضوا دون ذنب ارتكبوه ،وآخرين عاشأوا وتعذبوا دون مبرر..هذه قصص قديمة..قديمة قدمي.
شأداد :ورغمأ ذلك فإنها ما تزال تجري كل يومأ..خذ أمي مثلا..
هبا :تحدثني عن أمك!تلخص الكون كله في أمك!كيف يخطار على بالك ،ولو للحظة واحدة ،إنني
احسب حساب الفراد بهذا الشأكل المضحك؟هل تعتقد انك لو حكمت ارمأ لسعدت كل الناس ولفكرت
بكل الفراد؟لقد شأهدت أنا من موت الناس ما اعجز عن عده أو عن تذكره أو حتى تذكر متى
بدأ..ورغمأ ذلك ،ماذا تحسب أنت؟ أنا هنا أفكر في العالمأ كله ،جيلا بعد جيل دفعة واحدة..حين
ابتنيت ارمأ هل فكرت بكل العمال الذين قضوا تحت سياطا الشأمس أو تحت انهيار جبال الرخامأ؟ .لقد
كنت تريد أن تبني جنتك ،وكان ذلك كل شأيءا بالنسبة لك ،أما أنا ،فأنتمأ أنفسكمأ الذين تقولون أنني
أبني الحياة ،فلماذا ل تعطايني نفس الفرصة؟
شأداد :ولكنك تطاالبنا بالركوع على أقدامأ تمثالك الحجري ،بإعطاائك أبنائنا وأكبادنا ودماءا مواشأينا،
تذلنا لنشأكرك إواذا شأكرناك استعبدتنا..
هبا :أنا لمأ أطاالبكمأ بذلك ،بل إن تمثالي الحجري الذي تحكي عنه ل اعرفه ،وأنت بنفسك قلت انه ل
يشأبهني..لقد قلت لك..حينما عرفني الناس كشأيءا خارج عنهمأ فكروا في أن يحسنوا ضيافتي إذا ما
أتيت ،أو أن أحسن ضيافتهمأ إذا ما أتوا..
) يتقدمأ إليه بخطاى ثابتة ويضع يده على كتفه بعنف(
قل لي..لماذا بنيت ارمأ؟
لن العالمأ الذي وهبتنا إياه مقابل وعد مجهول كان عالما قميئا وسخيفاا..عالما ل جدوى منه ول
غاية ،لن المرءا يعيش فيه ،يتعذب ،يذوب..لماذا؟لنه على موعد مع كلمة اسمها الجنة..وما هو
الثمن؟أن تموت أخي ار مخلف ا كل شأيءا ،على حين فجأة..
هبا :مخلف ا كل شأيءا لمن؟
شأداد) :مرتبك ا( للخرين!
هبا:أنت تعتقد إن ذلك خسارة أليس كذلك؟إذن دعني أقول لك انه يخلف كل شأيءا للعدمأ..حين يموت
المرءا ،فبالنسبة له تموت حتى الشأياءا..أتحسب إنك أنت الذي مت فقطا؟ كل! لقد ماتت ارمأ
معك..مات كل شأيءا له علقة بك..ابنك مرثد ،بالنسبة لك مات ،أيضا ،رغمأ انه سيتوج نفسه اليومأ
ليكررك غد ا..
شأداد :وما الفائدة إذن من كل هذا الهزءا؟
هبا :أي هزءا؟
شأداد :الوعد الذي يذل الناس..
هبا :أنت تريد أن تحكى عن المقابل الن!من هو الذي رتب لكمأ عالمكمأ على أساس أن السعادة
تقف مقابل الشأقاءا وأن الجزاءا يقف مقابل العمل؟من هو هذا؟إن كل شأيءا في العالمأ يقف في صف
واحد ،لشأيءا مطالق ا يقف مقابل الشأيءا الخر..هل تفهمأ؟إن يومك ،بكل ما فيه ،هو التعويض
الوحيد لذاته..
) يحاول شأداد أن يتكلمأ فيشأير له أن يصمت ،ويمضي متابعا بحدة(
ثمأ إنني تعبت من هذه القصة..قصه الموت!أنت تعرف أن الموت يحدث ،بل إن الحياة ل تعني ما
هي ،ل تعني ما تعرفه عنها وما تحسه معها ،إل إذا وضعتها جنب ا إلى جنب مع الموت..فكيف تريد
أن تفسر الموت دون أن تكلف نفسك عناءا تفسير الحياة دونه؟إنهمأ يموتون منذ تكورت الرض،
وحتى الن تنظرون إلى الموت على انه شأيءا غامض وعجيب..
شأداد ) :بحده( أنت تحكى عن الموت والحياة بهذه الصور ه لن الحياة والموت لمأ يكونا يعنيان
بالنسبة لك شأيئاا..أنت ل تموت ولهذا فمن الصعب أن تقول انك تعيش..
هبا :هذا صحيح ،أنا ل أموت ولذلك فمن الصعب أن يقال بأنني أعيش ،ولكن وبنفس البساطاة
دعني أقول:أنت تعيش ،ومن السهولة أن يقال انك تموت ،أيضا.
شأداد :أنت العكس إذن؟
هبا :أنتمأ تبدأ حياتكمأ بالولدة وتنتهي بالموت..أما أنا فتبدأ حياتي بالموت ،وتنتهي بالولدة.
شأداد :لقد خلقك الموت.
هبا :لقد خلقت نفسي قدرا حين كان الناس عاجزين عن صنع أقدارهمأ..
شأداد :ولكنني حاولت أن اصنع قدري بنفسي..فلماذا لمأ تتركني؟
هبا :كيف صنعت قدرك؟ بأن حققت للناس السطاورة التي تلهب حياتهمأ بالمل والجدوى؟ إنهمأ
يفضلون التكاءا علي فذلك ادعى إلى راحتهمأ..
) ينظر شأداد إليه بهدوءا لحظات..ثمأ ينهض ويقترب منه(
شأداد :الن ،وقد جرتني من قدري وحياتي..هل ستعاقبني ) يشأير إلى الرجلين ( بإعطاائي قطاعه
قماش حمراءا أصنع منها قدرا تافهاا؟
هبا :فكرة المقابل هي فكرتك الرهيبة! كل شأيءا تقومأ به تريد أن تحصل على تعويضه ،إنني سأقترح
أن تعطاى كرة كبيرة من المطااطا تواظب على قذفها إلى الحائطا كي ترتد إليك..ولسوف تبقى تقومأ بهذا
العمل حتى تقتنع نهائيا بأن أسخف شأيءا في الوجود هو أن ترتد إليك أعمالك بالمقابل..
) تسقطا كرة المطااطا من السقف ،وتنطا على الرض عدة نطاات( لقد أعطايت الكرة بل مقابل ،هل
لحظت ذلك.؟
ل..وسوف لن أقومأ بهذا العمل السخيف..
شأداد ) :ببرود ( أنا ل أريد هذه الكرة أص ا
هبا :أنت حر..أنا اقترحت اقتراحاا..لكنك ستجد انه إذا ما وقعت كرة مطااطا بين يديك فليس بوسعك
أن تمنع نفسك من ضربها إلى الحائطا والمساك بها من جديد..
شأداد ) :غاضباا( ولكن لماذا؟ لماذا يتعين علي القيامأ بهذا العمل السخيف؟
هبا :لنك أنت نفسك الذي أردت من العالمأ أن يكون كذلك..ألمأ تقل قبل هنيهة إن الحياة بل مقابل
سخيفة وقميئة؟
شأداد :ولكن الحياة ليست كرة مطااطا..
هبا :هذا هو رأيي منذ البداية..
) يتجه إلى الباب – شأداد ممسك بالكرة شأاردا – الباب ينفتح بهدوءا ،هبا يخرج ،الباب ينغلق من
تلقائه(
) ستار (
الفصل الخامس
) قبل أن يرتفع الستار تسمع أصوات نقاش عالية ،كما لو أن الكلمأ هو تتمة لحوار طاويل.
نفس الغرفة المشأاهدة في الفصل الرابع.شأداد والرجلن(
شأداد ) :يسمع صوته فقطا فيما يرتفع الستار بهدوءا(
كل!لن أكون غبياا!لن أكون مثلكما..كل..ليأخذني إلى جهنمأ ،ليتركني طاعاما هنيا للضجر والتردد،
ولكنني سوف أعصى أمره..
الرجل الول :ل طاائل من وراءا ذلك.
شأداد ) :يلتفت اليهما – الستارة ترتفع نهائي ا الن ( أل تريان انه يخدعنا؟انه يعطاينا فرصه واحدة
لختيار واحد ويغلق أمامأ وجوهنا كل البواب؟إننا ضحية هذه الخدعة القذرة !يضعنا في اغرفه مع
المستحيل ويقول لنا اختاروا!وهو يعلمأ تماما إننا أمامأ الضجر والعبث لن يكون بوسعنا إل اختيار
العبث..ثمأ ماذا؟)يقترب منهما ويمسك بالقماش بعنف( تشأتغلن في الخياطاة بل كرامة ول هدف
سوى الهروب من الضجر ) يقذف بالقماشأة بعيداا،احد الرجلين يقومأ ويلحق بها( أرأيتما أسخف من
هذا؟لماذا ل تفكران بأمر آخر؟.
الرجل الول :نفكر بماذا؟
شأداد :بأي شأيءا غير الطااعة! لقد حاربته على الرض وسأحاربه هنا..
الرجل الول :ولماذا تحاربه؟
شأداد:أريد أن اهزمه..تلك رسالتي،هناك وهنا..
الرجل الول :انه ل يهزمأ إل إذا مات..
شأداد :ليمت إذن!
الرجل الول:تفكير صبيان!هل سمعت عن إنسان يقتل هبا؟
شأداد :كل..ولهذا السبب يستمر في الوجود..
الرجل الثاني :ولكن كيف؟
شأداد ) :يتجول في أنحاءا الغرفة مفكرا ثمأ يبدأ الحديث كأنه يحلمأ( آه لو كانت لي قدراته ،آه لو
استطاعت أن أصب عليه عواصف الصوت واللهب فأذيبه كما أذابني وأحطامأ عالمه كما حطامأ عالمي
ل( لو نازلني حيا لكان القتل أسهل ،ولكنه ينازلني فكرة..رأسا
وانهي القصة القذرة كلها)..يفكر قلي ا
مقابل رأس..
الرجل الول ) :يقف ويتجه إلى شأداد( هذا صحيح..لقد توصلت إلى أول الخيطا..لقد قال ذلك
بنفسه..المأ تسمعه؟
شأداد ) :مترقباا( ماذا قال؟
الرجل الول :قال انه والعالمأ شأيءا واحد ،كما كنت أنت وارمأ..أنت الوحيد القادر على أن يكون بديله
لو استطاعت أن تدمره ،وتحتفظ بفكره عالمه..
شأداد :حسنا ..ماذا يعني كل هذا؟
الرجل الول :انه الشأوطا الكبر في المر كله..لقد دمرك من أجل أن يدمر ارمأ ،هذا يعني انك وارمأ
منافسان له ولعالمه..وبوسعك أن تنازلهما مرة أخرى..
شأداد ) :حانق ا ( ولكن كيف أنازله؟ هذا هو أهمأ ما في المر ،كيف؟
الرجل الول :لقد قال أيضا انه يموت بالولدة..
الرجل الثاني :نعمأ..اعتقد إن السر هنا..
شأداد :لنفكر بالمر إذن ،بدءاا من هنا.انه يولد بالموت )..يفكر(هذا يعني انه يولد هنا..ولو قدر
لنسان ما أن يعود من هنا لحدثت الولدة..
الرجل الول :صحيح!صحيح!لقد توصلنا إلى المر كله..
شأداد :ولكن كيف بوسع المرءا أن يعود؟
) يقف – يتمشأى في الغرفة-ثمأ يأخذ في الصياح كما لو أصيب بمس(.
آه لو يستطايع الواحد منا أن يعود ليقول لهمأ انه ل يستطايع شأيئاا!آه لو أستطايع أن أعود وأقول
لمي :يا أماه! ل تقدمي القرابين لتمثاله القائمأ بين الناس كالوتد..ل تخافي..انه ل يستطايع أن
يفعل شأيئاا..انه يخيفك عبر عالمنا ،هنا ،عالمأ الموت..ولكنه إذا ما سقطا من الفضاءا إليكمأ لمات في
الطاريق مثلما يموت المهزومأ قهرا.
) يتجه إلى الباب ،يحاول أن يلتمس أطارافه وحين يفشأل يأخذ بهزه بعنف دون جدوى(.
الرجل الول :ل تحاول !انه قاس وبارد مثل البلطا..لن تستطايع أن تخرج من هنا..
شأداد :انه يعيش بالموت!يعيش بالموت..لول ذلك ما استطااع أن يستمر ولذلك يغلق هذا الباب بيننا
وبين العودة ويتركنا هنا..ألمأ تفهما بعد؟نحن سره الوحيد!نحن!أنا وأنت وهو!نحن سره! انه يعيش
على ظهورنا ،يسوقنا كالبقر..
الرجل الول :إن الخروج من هنا مستحيل! ألمأ أقل لك منذ البدءا انه ل يهتمأ بكل إلي نقوله وبكل
الذي نفعله؟ ألمأ اقل لك –)يلتفت إلى الرجل الخر( ألمأ اقل لك انه يقتلنا ،ومن جديد ومرة أخرى،
لننا الن أكثر أهميه بالنسبة له عما كنا في الحياة؟
) ينهض ،يهز شأداد بعنف وهو يشأير إلى الباب (.
أترى هذا الباب! انظر إليه جيد ا لقد تآكلت أظافري وأنا اخشأمه كالقطا المجنون ،لقد ذابت عظامي
من فرض ما انهمرت فوقه..لقد حطامت جمجمتي كي أشأق ثغرة تتسع لطايران كلمة حقيقية
واحدة..ثمأ ماذا؟كنت أتهاوى كالقطان ،هنا ،نعمأ! حيث تقف أنت مغرو ار كالطااووس ..أتحسب انك
الوحيد الذي عرفت السر؟كلنا عرفناه..كلنا..بعد يومأ بعد ساعة بعد سنة بعد جيل ،المهمأ
عرفناه..تراه يستحق أن يقتل النسان نفسه من اجله؟).يبتعد عنه ويشأير بإصبعه صاعد ا نازلا كأنه
يقيس قامته( أنظر ماذا فعلت بنفسك أيها المجنون!.ها أنت هنا! اذهب،ذهب ،حطامأ الباب،حطامأ
نفسك!لن تستطايع الفكاك من الشأرك الذي رميت بنفسك إليه!
شأداد ) :بهدوءا وكأنه أولمأ( ورغمأ ذلك ،فأنا لن استسلمأ قطا..لقد حاربته هناك وسأحاربه هنا..إنني
اعرف أن البذرة التي زرعتها ،هناك ،في ارمأ ،لبد أن تنمو يوماا،ل بد أن تشأرق من بين الحطاامأ
الذي احرقه وذ ار رماده في الهواءا)..يتجه إلى الرجل بعنف(أل تفهمأ أنت أيها الرجل الذي خان
صديقه في زوجته؟ أنا لمأ أمت ،مثلك ،كي أنسى..لقد مت في سبيل جنة أردت أن ابنيها تحت جنه
هبا ،أحسن من جنته واصدق لمسا وبصرا..لقد اقتحمت عليه غيومأ أصواته الراعبه من أجل هذا
الشأيءا الذي جعلني أفهمأ ثمن الموت..ولقد ارتضيته لنه قدري الذي صنعته بنفسي..
الرجل الول :ولكنك مت!مت!خسرت كل شأيءا يملكه البشأر..الحياة..
شأداد :لمأ أخسرها..لقد ربحتها..أنت الذي خسرتها!
الرجل الول :إنهمأ يشأتمونك..يقولون انك مغرور كافر..ابنك نفسه ،في حفلة تتويجه ،سوف يصب
عليك نار حقده ،ويكفرك أمامأ الناس والكهنة والتمثال الكبير الذي لمأ يشأبعه الدمأ..
شأداد :ورغمأ ذلك فأنا الذي صنعت ابني ،وأنا الذي جعل ملك ا بملءا إرادتي..ولسوف يذهب ،يوم ا إلى
ارمأ ..وهناك سيجد الفكرة المحروقة وهي تنمو من جديد ،وسيتغير..سيتغير..
الرجل الول :وأنت؟أي مصير تنتظره؟
شأداد ) :يشأير إلى الباب ( لسوف أنهد على الباب حيى أحطامه أو يحطامني..ولسوف ينهدون همأ
عليه من الخارج..همأ ،الحياءا،مرثد وابن مرثد وحفيد مرثد ،ولسوف نجعله يشأف بين أكتافنا حتى
يذوب..هل فهمت؟ حتى يذوب! ولو كلف ذلك أن أبقى واقف ا تحت مصراعه كل ما تبقى من الدهر..
) فيما هو يشأير إلى الباب ينفتح بهدوءا..ويدخل هبا مرة أخرى ،كما دخل في المرة الولى – ويسند
الباب المغلق بظهره(
شأداد ) :بعنف ودون أن يفاجأ( وما الذي تريده الن؟
هبا :جئت أقول لك أنك قد اكتشأفت كل شأيءا..وأنني حق ا فخور بك..أنا ،في الحقيقة ،ل اقدر على
حكمأ الرض ،بل أنا ل أقدر على حكمكمأ هنا..أنت ،خارج هذا الباب تمتلك كل حريتك ،بمعنى من
المعاني ،وهنا تمتلك حرية أقل من تلك التي كنت تمتلكها..
شأداد :عن أية حرية تحكي؟ لقد نازلتني وفتكت بي ثمأ تقول إنني كنت امتلك كل حريتي..
هبا :أنا لمأ أنازلك..الصدفة هي التي قتلتك ..يبدو ذلك فاجعا ومضحكاا ،ولكن أل تعلمأ أن الصدفة
هي جيشأي الذي يفتك بأعدائي ويذلهمأ ويحمل للناس اليمان بي؟
شأداد :تحكي عن الصدفة وأنت تحكي عن الحرية..لشأك إنها حرية مضحكة تلك التي يقترن
الحديث عنها بالصدفة!
هبا :أنا احكي عن الحرية التي ل مقابل لها..الحرية التي هي نفسها المقابل..
شأداد :إوايه حرية هذه التي أعطايتنيها في غرفة مغلقة بالصفيح والبلطا؟
هبا :يجب أن ل تنسى انك ميت الن ..حسناا..يجب أن تقتنع بالحرية التي تعطاى عادة
للموتى..حرية الضجر والعبودية ،ليس غير.
) يفتح الباب ،وقبل أن يخرج يلقي بصره بهدوءا على الرجال الثلثة المشأدودين ويشأير إلى الباب
وهو يقول ببطاءا ،شأاد ا على كلماته(
هبا :هذه مملكتي! هذا الباب فقطا :مملكة صغيرة ولكنها منيعة ،العرش المجهول هو سر منعتها،
والصولجان غير المرئي هو حارسها البدي..
) يخرج ،الباب يغلق بهدوءا ،الرجلن يعودان إلى الخياطاة ،شأداد يتجول في الغرفة ،يتعثر بالكرة،
يرفسها بعنف ،ويرفع رأسه يحدق إلى الباب فيما ينزل:
) ستار النهاية
منتدى حديث المطابع
موقع الساخر
www.alsakher.com