الحشاشون

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 29

‫[عدل]‬ ‫الحشاشون‬

‫˅‬

‫جزء من سلسلة الشيعة‬


‫اإلسماعيلية‬

‫فرق اإلسماعيلية‬

‫اآلغاخانية · دروز‬
‫السبعية · مؤمنية‬
‫مستعلية · داودية‬
‫سليمانية · علوية‬

‫األعمدة‬

‫الوالية · الصيام‬
‫الحج · الزكاة‬
‫الطهارة · الجهاد‬
‫الشهادة‬

‫نظريات‬

‫الجنان · البعث‬
‫الداعي المطلق‬
‫الظاهر والباطن‬

‫شخصيات هامة‬

‫أئمة اإلسماعيلية‬
‫حسن الصباح‬
‫آغا خان األول‬
‫آغا خان الثاني‬
‫آغا خان الثالث‬
‫آغا خان الرابع‬
‫محمد برهان الدين‬
‫الفخري عبد هللا‬
‫ضياء الدين صاحب‬
‫موفق طريف‬
‫كريم آغا خان‬

‫تاريخ‬

‫الدولة الفاطمية‬
‫الحشاشون‬
‫القرامطة‬
‫هذا الصندوق ‪:‬‬

‫عرض‬ ‫‪‬‬

‫ناقش‬ ‫‪‬‬

‫عدل‬ ‫‪‬‬

‫طائفة الحشاشين أو الحشاشون أو الحشيشية[‪ ]1‬أو الدعوة الجديدة كما أسموا أنفسهم[‪ ]2‬هي طائفة إسماعيلية نزارية‪ ،‬انفصلت‬
‫عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس هجري‪/‬الحادي عشر ميالدي لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين هللا ومن جاء مِ ن نسله‪،‬‬
‫واشتهرت ما بين القرن ‪ 5‬و‪ 7‬هجري الموافق ‪ 11‬و‪ 13‬ميالدي‪ ،‬وكانت معاقلهم األساسية في بالد فارس وفي الشام بعد أن هاجر‬
‫إليها بعضهم من إيران‪ .‬أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزا ً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان‬
‫دولته[‪.]3‬‬

‫اتخذت دولة الحشاشين من القالع الحصينة في قمم الجبال معقالً لنشر الدعوة اإلسماعيلية النزارية في إيران والشام‪ .‬م َّما أكسبها‬
‫عدا ًء شديدًا مع الخالفة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة‬
‫لهماكالسالجقة والخوارزميين والزنكيين واأليوبيين باإلضافة إلى الصليبيين‪ ،‬إال أن جميع تلك الدول فشلت في استئصالهم طوال‬
‫عشرات السنين من الحروب‪.‬‬

‫كانت االستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على االغتياالت التي يقوم بها "فدائيون" ال يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم‪.‬‬
‫حيث كان هؤالء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الح ّكام واألمراء المعادين لهم‪ ،‬وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة‬
‫جدا ً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد‪.‬‬

‫قضى المغول بقيادة هوالكو على هذه الطائفة في فارس سنة ‪1256‬م بعد مذبحة كبيرة وإحراق للقالع والمكاتب اإلسماعيلية‪،‬‬
‫وسرعان ما تهاوت الحركة في الشام أيضا ً على يد الظاهر بيبرس سنة ‪1273‬م‪.‬‬

‫محتويات‬

‫[أخف]‬

‫‪1‬التسمية‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬التأسيس‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬اإلستراتيجية العسكرية‬ ‫‪‬‬

‫‪4‬االنشقاق عن الدولة الفاطمية‬ ‫‪‬‬

‫‪4.1‬حكم حسن الصباح (‪1094‬م‪1124-‬م)‪ 487(/‬هـ‪ 518-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬

‫‪4.2‬حكم بزرجميد (‪1124‬م‪1138-‬م)‪ 518(/‬هـ‪ 522-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬

‫‪4.3‬حكم محمد بن بزرجميد (‪1138‬م‪1162-‬م)(‪ 522‬هـ‪ 557-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬

‫‪4.4‬حكم الحسن علي (‪1162‬م‪1166-‬م)(‪ 557‬هـ‪ 561-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬


‫‪4.5‬حكم أعلى محمد بن الحسن علي (‪1166‬م‪1210-‬م)(‪ 561‬هـ‪ 606-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬

‫‪4.6‬حكم جالل الدين حسن بن أعلى محمد (‪1210‬م‪1221-‬م)(‪ 606‬هـ‪ 618-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬

‫‪4.7‬حكم عالء الدين محمود (‪1221‬م‪1255-‬م)(‪ 618‬هـ‪ 653-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬

‫‪4.8‬حكم ركن الدين خورشاه والنهاية (‪1255‬م‪1256-‬م)(‪ 653‬هـ‪ 654-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬

‫‪5‬في بالد الشام‬ ‫‪‬‬

‫‪5.1‬المرحلة االولى ‪ 506-496‬هـ ‪ 1113-1103 /‬م‬ ‫‪o‬‬

‫‪5.2‬المرحلة الثانية (‪1113‬م‪1130-‬م)‪ 506(/‬هـ‪ 524-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬

‫‪5.3‬المرحلة الثالثة (‪1130‬م‪1150-‬م)‪ 524(/‬هـ‪ 545-‬هـ)‬ ‫‪o‬‬

‫‪5.4‬سنان شيخ الجبل‬ ‫‪o‬‬

‫‪5.5‬العداء مع صالح الدين االيوبي‬ ‫‪o‬‬

‫‪5.6‬أغتيال ملك بيت المقدس‬ ‫‪o‬‬

‫‪5.7‬ما بعد سنان‬ ‫‪o‬‬

‫‪6‬نهاية الحركة‬ ‫‪‬‬

‫‪7‬قائمة الزعماء‬ ‫‪‬‬

‫‪8‬مراجع ثقافية‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬المصادر‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬مراجع‬ ‫‪‬‬

‫التسمية[عدل]‬

‫إن أقدم تطبيق كتابي لمصطلح "حشيشية" على النزاريين نجده في الرسالة التي كتبها الخليفة الفاطمي اآلمر بأحكام‬
‫هللا سنة ‪1123‬م والمرسلة إلى اإلسماعيليين في الشام "(إيقاع الصواعق االرغام)" وكان الهدف من هذه الرسالة نقض مزاعم نزار‬
‫المصطفى لدين هللا باإلمامة والتأكيد على شرعية الخط المستعلي وقد استُخدم فيها مصطلح الحشيشية مرتين من دون تقديم سبب‬
‫واضح[‪.]4‬‬

‫وت ّمت اإلشارة إلى النزاريين مرة أخرى بالحشيشية في أقدم كتاب سلجوقي معروف لألخبار كتبه سنة ‪1183‬م عماد الدين‬
‫األصفهاني في كتابه "(نصرة النصرة)" من دون تقديم معنى اشتقاقي للكلمة وقد استخدم مصطلحات أخرى للقذف مثل الباطنية‬
‫والمالحدة[‪.]5‬‬

‫أما المؤرخون الفرس من الفترة اإليلخانية ومنهم الجويني ورشيد الدين اللذان هما المصدران الرئيسان لتاريخ الجماعة النزارية في‬
‫فارس ‪ -‬فلم يستخدموا مصطلح الحشيشية أبداً‪ ،‬وقد استخدموا مصطلح "المالحدة" عندما لم تكن اإلشارة إليهم كإسماعيليين‪.‬‬

‫وتبقى الحقيقة أنه ال النصوص اإلسماعيلية التي تمت استعادتها حتى اآلن؛ وال أيّا ً من النصوص اإلسالمية غير اإلسماعيلية‬
‫المعاصرة التي كانت معادية للنزاريين تشهد باالستعمال الفعلي للحشيش من قبل النزاريين‪ .‬وحتى المؤرخون الرئيسيون للنزاريين‬
‫مثل الجويني الذي نسبوا كل أنواع الدوافع والمعتقدات الخبيثة لإلسماعيليين فإنهم ال يشيرون إليهم "بالحشاشين" والمصادر العربية‬
‫التي تشير إليهم بذلك ال تشرح البتة هذه التسمية من جهة استعمال الحشيش[‪.]6‬‬

‫وتبقى هناك آراء أُخرى حول األصل االشتقاقي للكلمة منها‪:‬‬

‫‪‬‬
‫أساسان (‪ :)Assasins‬أي القتلة أو االغتياليون‪ .‬وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون‬ ‫‪‬‬
‫الصليبيون على الفدائية اإلسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم؛‬
‫فخافوهم ولقبوهم «األساسان»‪.‬‬
‫[‪]7‬‬
‫حساسان‪ :‬نسبة إلى شيخ الجبل «الحسن بن الصباح» الذي أوجد منظمات الفدائية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عساسون‪ :‬مشتقة من «العسس» الذين يقضون الليالي في قالعهم وحصونهم‬ ‫‪‬‬


‫لحراستها والدفاع عنها‪.‬‬
‫أساسين‪ :‬مأخوذة من الكلمة األصلية (المؤسسين) حيث أنهم أسّسوا قوتهم في قلعة‬ ‫‪‬‬
‫ألموت‪.‬‬

‫ومع بداية النصف الثاني من القرن الثاني عشر بدأت التحويرات العربية لمصطلح الحشاشين تلتقط محليا ً في سورية وتصل إلى‬
‫لتكون عددا ً من المصطلحات"‪ "Assassin,,,Assissini,,,Heyssessini‬والتي صار ينعت فيها‬
‫مسامع الصليبيين ّ‬
‫اإلسماعيلييون النزاريون في سورية األمر الذي أدّى لظهور اسم جديد دخل إلى اللغات الغربية وهو "‪ "Assassin‬وأصبح يعني‬
‫"القاتل" ‪،‬وقد كانت المخيلة األوربية خصبة في وصف هؤالء الحشاشين‪ ،‬وزخرت كتبهم بالكثير من األساطير حولهم فنجد قصة‬
‫الرحالة اإليطالي ماركو بولو التي باتت تعرف بـ"أسطورة الفردوس" والذي نقرأ في كتابه في وصف قلعة ألموت ما يلي‪:‬‬

‫«بأنه كانت فيها حديقة كبيرة مألى بأشجار الفاكهة‪ ،‬وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء‪ ،‬وبنات‬
‫جميالت يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى‪ ،‬حتى يوهم شيخ الجبل ألتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة‪ ،‬وقد كان ممنوعا ً على‬
‫ُدخلهم‬
‫تقرر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين‪ .‬كان شيخ الجبل ي ِ‬ ‫ي فرد أن يدخلها‪ ،‬وكان دخولها مقصورا ً فقط على من ّ‬
‫أ ّ‬
‫ُشربهم مخدّر الحشيش‪ ،‬ثم يتركهم نياماً‪ ،‬ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة‪،‬‬
‫القلعة في مجموعات‪ ،‬ثم ي ِ‬
‫وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة‪ ،‬وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة‬
‫أخرى‪ ،‬ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل‪ ،‬فيركعون أمامه‪ ،‬ثم يسألهم من أين أتوا؟‪ ،‬فيردون‪" :‬من‬
‫الجنة"‪ ،‬بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا األشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم مالئكة تأخذهم إلى الجنة! [‪»]8‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن قلعة ألموت قد أ ُ ِ‬


‫حرقت سنة ‪1256‬م بينما ولد ماركو بولو سنة ‪1254‬م فإذا لم يكن قد زارها وعمره سنتين‬
‫فهو لم يزرها أبداً‪ .‬كما أن الطبيعة المناخية لقلعة ألموت التي تغطيها الثلوج طيلة ‪ 7‬أشهر بالسنة يجعلها غير صالحة لزراعة‬
‫الحدائق الموصوفة في الكتاب‪ .‬وعلى كل حال فإن مثل هذه القصص المليئة بالمبالغة والخيال نجدها كثيرا ً عند ماركو بولو[‪.]9‬‬

‫التأسيس[عدل]‬

‫طالع أيضًا‪ :‬قلعة ألموت‬


‫حسن الصباح زعيم فرقة الدعوة الجديدة (الحشاشون)‬

‫بعد دراسة عقائد المذهب اإلسماعيلي في مصر‪.‬غادر حسن الصباح القاهرة نتيجة خالفات سياسية‪.‬فوصل أصفهان سنة ‪ 1081‬م‪.‬‬
‫ليبدأ رحلته في نشر تعاليم العقيدة اإلسماعيلية‪ ،‬ور ّكز جهوده على أقصى الشمال الفارسي‪ ،‬وبالتحديد على الهضبة المعروفة‬
‫بإقليم الديلم واستطاع أن يكسب الكثير من األنصار في تلك المنطقة‪.‬‬
‫ولم يكن حسن الصباح مشغوالً فقط بكسب األنصار لقضيته؛ وإنما كان مشغوالً أيضا ً بإيجاد قاعدة لنشر العقيدة اإلسماعيلية في كل‬
‫البالد لإلبتعاد عن خطر السالجقة حيث فضل معقالً نائيا ً ومنيعا ً ومالذا ً آمنا ً لإلسماعيليين‪ ،‬فوقع اختياره على قلعة ألموت‪ .‬قلعة‬
‫ألموت هي حصن مقام فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية في قلب جبال البورج‪ ،‬ويسيطر على وا ٍد مغلق صالح للزراعة يبلغ‬
‫طوله ثالثين ميالً وأقصى عرضه ثالثة أميال والقلعة ترتفع أكثر من ‪ 6000‬قدم فوق سطح األرض‪ ،‬وال يمكن الوصول إليها إال‬
‫عبر طريق ضيق شديد االنحدار‪.‬‬
‫أستطاع حسن الصباح من دخول القلعة سرا يوم األربعاء الموافق ‪ 4‬سبتمبر ‪1090‬م بفضل أنصاره المتخفين داخل القلعة وظل‬
‫متخفيا ً داخلها لفترة وجيزة قبل أن يسيطر على كامل القلعة وأخرج مالكها القديم بعد أن أعطاه ‪ 3000‬دينار ذهبي ثمنا ً لها[‪.]10‬وبذلك‬
‫أصبح سيّدا ً لقلعة الموت‪ ،‬ولم يغادرها طيلة ‪ 35‬عاما ً حتى وفاته‪.‬‬
‫وكانوا بهذه الفترة يمثّلون امتدادا ً للدولة الفاطمية في القاهرة قبل حدوث االنشقاق[‪.]11‬‬

‫«ألموت‪.‬إنه حصن فوق صخرة على ارتفاع ستة آالف قدم‪ ،‬تحيط به جبال جرداء وبحيرات منسيّة‪ ،‬ولهوب وممرات جبلية غير‬
‫فضية‪ .‬وليس في مقدور أكثر الجيوش عديدا ً الوصول إليه إال ِرجالً إثر ِرجل‪ ،‬وال أقوى المجانيق مالمسة أسواره‪ .‬ويبدو حصن‬
‫ُم ِ‬
‫ألموت للقاطنين فيه وكأنه جزيرة وسط محيط من الغيوم‪ ،‬وإذا نُظر إليه من تحت فإنه مأوى ِ‬
‫الجن»‬
‫[ ‪]1 2‬‬
‫— أمين معلوف‬

‫‪.‬‬

‫العسكرية[عدل]‬ ‫اإلستراتيجية‬
‫في سعى حسن الصباح ورفاقه لنشر المذهب اإلسماعيلي في إيران‪.‬اعتمد على استراتيجية عسكرية مختلفة عن تلك السائدة‬
‫في العصور الوسطى‪ .‬وتمثلت هذه اإلستراتيجية في االغتيال االنتقائي للشخصيات البارزة في دول األعداء‪ .‬بدال من الخوض في‬
‫المعارك التقليدية التي تؤدي إلى ايقاع االف القتلى من الجانبين‪ .‬والجل ذلك اسس حسن الصباح فرقة متكونة من أكثر المخلصين‬
‫للعقيدة اإلسماعيلية وسماها ب"الفدائيين"‪.‬‬

‫وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات واإلسيتراتجيات والقتل‪ .‬وكان أكثر مايميزهم هو‬
‫استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم‪ .‬وكان على الفدائيون االندماج في جيش الخصم أو البالط الحاكم بحيث يتمكنوا من‬
‫الوصول ألماكن استراتيجية تمكنهم من تنفيذ المهمات المنوطة بهم‪ .‬وهناك قصة مثيرة يرويها المؤرخ كمال الدين فيقول ان زعيم‬
‫الحشاشين في سورية أرسل مبعوثا إلى صالح الدين االيوبي وأمره ان يسلم رسالته اليه دون حضور أحد فأمر صالح الدين بتفتيشه‬
‫وعندما لم يجدوا معه شيئا خطيرا أمر صالح الدين بالمجلس فانفض ولم يعد ثمة سوى عدد قليل من الناس‪ ،‬وأمر المبعوث ان ياتي‬
‫برسالته‪ ،‬ولكن المبعوث قال‪" :‬امرني سيدي اال أقدم الرسالة اال في عدم حضور أحد" فامر صالح الدين باخالء القاعة تماما إال من‬
‫اثنين من المماليك يقفان عند رأسه وقا ل‪" :‬ائت برسالتك"‪ ،‬ولكن المبعوث اجاب‪" :‬لقد أمرت باال أقدم الرسالة في حضور أحد على‬
‫اإلطالق" فقال صالح الدين‪":‬هذان المملوكان اليفترقان عني‪ ،‬فاذا أردت فقدم رسالتك واال فارحل" فقال المبعوث‪":‬لماذا التصرف‬
‫هذين االثنين كما صرفت االخرين؟" فأجاب صالح الدين‪ ":‬انني اعتبرهما في منزلة أبنائي وهم وأنا واحد" عندئذ التفت المبعوث‬
‫إلى المملوكين وسألهما‪ ":‬اذا امرتكما باسم سيدي ان تقتال هذا السلطان فهل تفعالن؟" فردا قائلين 'نعم'‪ ،‬وجردا سيفهما وقاال‪":‬امرنا‬
‫بما شئت" فدهش السلطان صالح الدين وغادر المبعوث المكان وأخذ معه المملوكين‪.]13[.‬‬

‫طيلة ثالث قرون نفذ الفدائيون اغتياالت ضد األعداء الدينيين والسياسيين لإلسماعيلة‪ ،‬وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في األماكن‬
‫العامة على مراى ومسمع الجميع الثارة الرعب‪ .‬ونادرا مانجا الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم‪ ،‬بل انهم لجئوا في بعض الحاالت‬
‫إلى االنتحار لتجنب الوقوع في ايدي األعداء‪.‬‬

‫النهج العسكري لدولة الحشاشين كان إلى حدا كبير دفاعيا‪ .‬فرغم أنتشار اإلسماعيليين في المدن إال أن المعاقل الرئيسية لهم كانت‬
‫متمثلة في القالع الحصينة والتي تبنى غالبا فوق قمم الجبال مما يجعلها مالذا امنا في مواجهة اي غزو محتمل‪.‬حيث كان الحشاشون‬
‫يحرصون على بناء مخازن كبيرة لخزن الماء والطعام داخل القالع مما يجعلهم قادرين على مواجهة الحصار الطويل‪ .‬وقد نجحت‬
‫هذه القالع في صد أغلب الهجمات الموجهة إليها والصمود لعشرات السنين‪.‬‬

‫الفاطمية[عدل]‬ ‫االنشقاق عن الدولة‬


‫طالع أيضًا‪ :‬نزارية‬

‫أخذت الدولة الفاطمية على عاتقها نشر العقيدة اإلسماعيلية في معظم المناطق اإلسالمية وقد حققت بذلك نجاحات كبيرة‬
‫في مصر واليمن والحجاز وبالد الشام إال أن نشر الدعوة في بالد فارس قد شكل تحديا مهما للفاطميين‪ .‬وذلك ألن إيران كانت بعيدة‬
‫عن سلطة الدولة الفاطمية ووقوعها تحت الحكم السلجوقي السني الذي كان ال يتواني عن قمع أي حركة إسماعيلية‪ .‬إال أن هناك‬
‫كثير من دعاة كانوا مستعدين لتحمل تلك المخاطر في سبيل نشر عقيدتهم‪ .‬وكان من هؤالء الدعاة حسن الصباح‪.‬‬

‫ولد حسن الصباح السرة شيعية اثنا عشرية واعتنق اإلسماعيلية فيما بعد‪ .‬وانتقل إلى القاهرة سنة‪ 471‬هـ\‪1078‬م لتعلم عقائد‬
‫مذهبه الجديد بشكل أكبر[‪.]14‬‬
‫كانت الدولة الفاطمية في تلك الفترة تعاني الكثير من المتاعب والفوضى الداخلية والخارجية‪ .‬األمر الذي أجبر الخليفة واإلمام‬
‫الفاطمي المستنصر باهلل على االستعانة بواليه على عكا بدر الدين الجمالي‪ .‬وإعطائه الصالحيات المطلقة‪ .‬نجح بدر الدين من‬
‫تخليص الدولة إال انه استبد بالحكم حتى أصبح هو الحاكم الفعلي للدولة من دون الخليفة‪.‬‬

‫كان حسن شديد العداء لبدر الدين الجمالي حتى أنه أُبعد عن القاهرة وعاد إلى أصفهان عام ‪ 473‬هـ\‪1081‬م في ظل ظروف‬
‫غامضة وبأمر من بدر الجمالي[‪.]15‬‬

‫بلغت سطوة بدر الجمالي أن عهد بالوزارة البنه األفضل شاهنشاه الذي كان يشاركه في أعمال الوزارة فلما توفي بدر في جمادى‬
‫األولى (‪ 487‬هـ =‪ 1094‬م) خلفه ابنه في الوزارة‪ ،‬وأقره الخليفة على منصبه‪ ،‬ثم لم يلبث أن توفي المستنصر بعد ذلك بشهور في‬
‫(‪ 18‬من ذي الحجة سنة ‪ 487‬هـ =‪ 29‬ديسمبر ‪1094‬م) عن عمر يناهز سبعة وستين عا ًما‪ ،‬وبعد حكم دام نحو ستين عا ًما‪.‬‬

‫وكان الخليفة المستنصر قد سمى أكبر أوالده نزار المصطفى لدين هللا خلفا له في اإلمامة والخالفة‪ .‬إال أن للوزير األفضل الذي كان‬
‫يهدف لتقوية مركزه الدكتاتوري خططا أخرى‪ .‬فسارع للتحرك عقب وفاة الخليفة المستنصر مباشرة في خطوة وصلت إلى حد‬
‫االنقالب في القصر‪ .‬فقام بتنصيب االخ الغير شقيق لنزار "أحمد" على راس العرش الفاطمي ولقبه بالمستعلي باهلل‪.‬‬

‫وكان على المستعلي باهلل اصغر أبناء المستنصر وابن اخت الوزير االعتماد الكلي على وزيره القوي‪ .‬سارع نزار المخلوع إلى‬
‫الفرار إلى اإلسكندرية وأعلن من هناك الثورة‪ .‬وحققت ثورته نجاحات كبيرة‪.‬وتقدمت قواته إلى مشارف القاهرة اال انها ما لبثت ان‬
‫تعرضت لهزيمة كبيرة وقع على اثرها نزار في ايدي جنود األفضل ليسجن ويقتل‪.‬‬

‫وكان الخليفة المستنصر قد أبلغ حسن الصباح أن اإلمام من بعده سيكون نزار[‪ .]16‬لذلك فهو لم يتردد في تأييد قضية نزار وقطع‬
‫روابطه بنظام الحكم الفاطمي وأعتبر المستعلي باهلل غاصبا للخالفة واإلمامة واتبعه بذلك جل اإلسماعيليين في فارس‪.‬وبايع نزار‬
‫وابنه الهادي من بعده على اإلمامة ليُعرفوا فيما بعد باإلسماعيلية النزارية[‪ .]17‬وبمرور الوقت استطاع "النزاريون" الثأر لنزار وذلك‬
‫باغتيال الوزير األفضل سنة ‪1121‬م وفي عام ‪ 524‬هـ\‪1130‬م تم اغتيال الخليفة الفاطمي اآلمر بأحكام هللا في القاهرة من قبل‬
‫عشرة حشاشين[‪.]21[]20[]19[]18‬‬
‫حكم حسن الصباح (‪1094‬م‪1124-‬م)‪ 487(/‬هـ‪ 518-‬هـ)[عدل]‬
‫طالع أيضًا‪ :‬حسن الصباح‬

‫بمجرد أن سيطر حسن الصباح على قلعة ألموت بدأ بنشر دعاته في جميع أرجاء إيران السنية التي كان سكانها يتذمرون من الحكم‬
‫تحول‬
‫السلجوقي للبالد‪ .‬فأرسل دعاته إلى كوهستان‪ ،‬وهي منطقة جبلية قاحلة ‪-‬تقع على الحدود بين إيران وأفغانستان الحاليتين‪ -‬وقد َّ‬
‫األمر في كوهستان إلى ما يشبه الثورة الشعبية أو حركة استقالل من الحكم السلجوقي‪ ،‬فقد هبَّ اإلسماعيليون في ثورات صريحة‬
‫في كثير من أنحاء اإلقليم وفرضوا سيطرتهم على عدة مدن رئيسية وهي شوشان وقعين وطبس وتون وأخريات[‪ .]22‬وسرعان ما‬
‫انتشرت الدعوة في منطقة رودبار المجاورة لقلعة ألموت وحققت نجاحا ً ال يق ّل عن مثيله في كوهستان‪ .‬وكانت المناطق الجبلية ذات‬
‫ميزة واضحة للتوسع اإلسماعيلي‪ .‬وهناك مناطق مماثلة تقع في الجنوب الغربي إليران في المنطقة بين خوزستان وفارس حيث‬
‫البالد المنيعة والسكان الساخطون على الحكم السلجوقي والتراث المحلي الموالي للشيعة واإلسماعيلية[‪.]23‬‬

‫وقد أثار هذا االنتشار السريع واالنتفاضات على السلطة السلجوقية عظيم القلق عند السلطان السلجوقي ملكشاه ووزيره األكبر نظام‬
‫الملك الذي كان شديد العداء لإلسماعيليين ولحسن الصباح‪.‬‬
‫ولم يتأخر السالجقة في مواجهة هذا التمرد عسكريا ً ففي سنة ‪ 1092‬م قام السالجقة بتحشيد جيوشهم‪ ،‬وفرضوا الحصار على قلعة‬
‫ألموت معقل الدعوة اإلسماعيلية وهاجموا منطقة كوهستان‪.‬‬

‫ويذكر المؤرخ الجويني بأن حسن الصباح لم يكن معه في قلعة الموت أكثر من ستين أو سبعين شخصا ً في ذلك الوقت‪ ،‬ولكنهم‬
‫نجحوا في ص ّد ُمحاصريهم‪ ،‬وفي إحدى ليالي سبتمبر من نفس السنة هاجم سكان رود بار بشكل مفاجئ الجيش السلجوقي؛ مما أدّى‬
‫إلى انسحاب الجيش وانتهاء الحصار عن ألموت‪ ،‬ثم ارتفع الحصار في كوهستان عندما وصلت أخبار وفاة السلطان السلجوقي في‬
‫نوفمبر ‪1092‬م\‪ 485‬هـ ولم يحقق السالجقة أيّا ً من أهدافهم[‪.]24‬‬

‫نصر كبير لهم‪ .‬وكانت ضحيتهم األولى الوزير السلجوقي نظام الملك الذي كان ذا سلطة عالية في‬
‫ٍ‬ ‫وفي تلك األثناء أ ُ ِ‬
‫حرز أول‬
‫المحرضين على الهجوم على اإلسماعيليين ففي ‪ 12‬رمضان ‪ 485‬هـ (‪ 16‬ديسمبر ‪1092‬م) تقدّم أحد‬
‫ّ‬ ‫البالط السلجوقي؛ ومن أشد‬
‫الفدائيين اإلسماعيليين وهو ُمتخفٍ بثياب الصوفيين نحو محفة الوزير الذي كان محموالً ومتجها ً إلى خيام حريمه‪ ،‬فهاجم الوزير‬
‫وطعنه فمات الوزير وقُتِل المهاجم‪.‬‬

‫بعد موت السلطان ملكشاه حدث صراع بين أبناءه على السلطة فقد تولى السلطة بعده السلطان بركيارق والذي كان مشغوالً تماما ً‬
‫بالصراع ضد أخيه غير الشقيق محمد تابار الذي كان يحظى بتأييد أخيه الشقيق سانجار‪ ،‬وكان على استعداد ألن يطلب المساعدة‬
‫السريّة من اإلسماعيليين لمواجهة أعداءه‪ ،‬فقد كان ممثلو بركيارق في خراسان يحصلون على تأييد اإلسماعيليين في كوهستان ضد‬
‫الجناح المنافس‪ ،‬حتى أنهم قاموا بالعديد من االغتياالت ضد خصوم بركيارق‪.‬‬

‫وتم ّكن اإلسماعيليون من السيطرة على قلعة بشرق البورج في عام ‪1096‬م حيث حصلوا على مساعدات قيّمة من حاكم دمغان‪،‬‬
‫عيّن قائدا ً‬
‫وهو ضابط يُدعى مظفر كان قد تحول سرا ً إلى العقيدة اإلسماعيلية‪ ،‬إال أنه كان يتظاهر بالوالء للدولة السلجوقية حتى ُ‬
‫على قلعة‪ ،‬فقام بترميمها وعندما اكتملت ترتيباته صدع بحقيقة انتمائه باعتباره إسماعيليا ً من أتباع حسن الصباح‪ ،‬وظل يحكم القلعة‬
‫‪ 40‬سنة‪ ،‬وكانت قلعة غيردكوه تط ّل على الطريق الرئيسي بين خراسان وغرب إيران مما جعلها ذات قيمة استراتيجية كبيرة للقوة‬
‫اإلسماعيلية المتصاعدة‪.‬‬

‫واستطاع اإلسماعيليون تدعيم قوتهم في رود بار أكثر فأكثر بالسيطرة على قلعة المسار بهجوم شنّوه عليها في الفترة‬
‫من ‪ 1096‬إلى ‪ 1102‬وكان يقود الهجوم "كيا بزرجميد" الذي ظل قائدا ً للقلعة طيلة عشرين عاماً‪ .‬وكانت القلعة تحتل مكانا‬
‫ستراتيجيا ً فوق صخرة مستديرة تط ّل على نهر شاه رود[‪.]25‬‬

‫استمر االنتشار السريع للدعوة ليصل إلى أصفهان والتي كانت مقر السلطان السلجوقي نفسه‪ ،‬ورغم الصعوبات تم ّكنوا من السيطرة‬
‫على قلعة شاه ديز؛ والتي تقع بالقرب من المدينة‪ .‬وكان أحمد بن عبد الملك بن عطاش يتولى الدعوة السرية فيها حتى تم ّكنوا من‬
‫السيطرة على قلعة أخرى قريبة من أصفهان تس ّمى (حصن خالنكان)[‪.]26‬‬

‫وفي صيف ‪1100‬م أوقع بركيارق الهزيمة بمنافسه محمد تابار الذي انسحب إلى خراسان وفي أعقاب النصر أصبح اإلسماعيليون‬
‫أكثر جسارة في نشر دعوتهم‪ ،‬وكسب مزي ٍد من التأييد الشعبي‪.‬‬

‫قرر وضع ح ٍد للقوة اإلسماعيلية المتصاعدة في المنطقة‪ .‬ففي عام ‪1101‬م توصل إلى اتفاق مع أخيه سانجار ‪ -‬الذي‬
‫لكن بركيارق ّ‬
‫كان ال يزال يحكم خراسان ‪ -‬على اتخاذ موقف مشترك ضد اإلسماعيليين‪ .‬فأرسل سانجار حملة عسكرية كبيرة إلى معاقل‬
‫اإلسماعيليين في كوهستان وفرضوا الحصار على قلعتهم هناك‪ ،‬وكانوا على وشك االستيالء على القلعة لكن اإلسماعيليين رشوا‬
‫األمير ليرفع الحصار ويذهب لحال سبيله[‪ .]27‬إال إن الحملة العسكرية قد عادت ‪ -‬وبشكل أقوى ‪ -‬بعد ثالث سنوات‪ ،‬وقد نجحت هذه‬
‫الحملة في تدمير قالع اإلسماعيليين في المنطقة‪ ،‬وسلب ونهب المستوطنات اإلسماعيلية وأخذ بعض سكانها كأرقّاء‪ .‬إال أن كل هذا‬
‫لم يكن كافيا ً في قمع الدعوة الجديدة؛ فقد استطاع اإلسماعيليون بعد مدة غير طويلة تقوية أنفسهم في كوهستان مجددا ً[‪.]28‬‬

‫صورة لـقلعة ألموت من مجلة فارسية‬

‫ولم يبذل بركيارق جهدا ً حقيقيا ً لمهاجمة مراكز اإلسماعيليين؛ إال أنه سمح بإعداد مذبحة للمتعاطفين مع اإلسماعيلية في أصفهان‪.‬‬
‫وهكذا أشترك الجند والمواطنون في تصيّد المشبوهين الذين كان يُحاط بهم ويؤخذون إلى الميدان الكبير حيث يقتلون وكان عدد‬
‫ضحايا هذه المذبحة ‪ 800‬إسماعيليا ً[‪ ،]29‬ومن أصفهان امتدت اإلجراءات ضد اإلسماعيليين إلى العراق حيث قُتلوا في معسكر ببغداد‬
‫وأُحرقت كتبهم‪ .‬وكان أحد اإلسماعيليين البارزين ‪-‬يدعى إبراهيم أسدآبادي‪ -‬قد أرسله السلطان نفسه في مهمة رسمية إلى بغداد‪،‬‬
‫فأرسل السلطان أوامر بقتله‪ ،‬وعندما جاء سجَّانوه ليقتلوه قال لهم أسد آبادي‪":‬حسناً‪ ،‬إنكم ستقتلونني؛ ولكن هل يمكنكم قتل هؤالء‬
‫الذين في القالع؟!"[‪.]31[]30‬‬

‫كانت سخرية أسدآبادي في محلها‪ ،‬لقد أُصيب اإلسماعيليون بنكسة كبيرة بسبب غدر بركيارق بهم‪ ،‬ولكن ظلت قالعهم منيعة‪ ،‬كما‬
‫أنهم لم يستسلموا؛ ففي عامي ‪1101‬م و‪1103‬م تمكنوا من اغتيال مفتي أصفهان ووالي بيهق ورئيس الكرمية؛ وهي جماعة دينية‬
‫متشددة ضد اإلسماعيلية‪.‬‬

‫بعد وفاة بركيارق في ‪ 498‬هـ\‪1105‬م بذل خليفته محمد تابار جهدا ً حازما ً للقضاء على القوة اإلسماعيلية نهائياً؛ فقرر أن يبدأ‬
‫يمض وقت طويل على الحصار حتى ت ّم‬
‫ِ‬ ‫بقلعة أصفهان؛ لذا قاد جيشه بنفسه ضدهم؛ وألقى عليهم الحصار في ‪ 2‬أبريل ‪1107‬م‪ .‬لم‬
‫االتفاق على إخالء القلعة وتسليمها للسلطان مقابل السماح لإلسماعيليين بالمغادرة بسالم‪ .‬وبالفعل أخلى جزء من اإلسماعيليين القلعة‬
‫وانصرفوا إلى مراكز اإلسماعيليين القريبة‪ ،‬إال أن أحمد بن عطاش ‪-‬زعيم القلعة‪ -‬وثمانين آخرين رفضوا االنسحاب وقرروا القتال‬
‫حتى الموت فهوجمت القلعة‪ ،‬وقُتل جميع َمن فيها وأُسر ابن عطاش الذي عرض في موكب طاف شوارع أصفهان ثم سلخ حيا ً‬
‫وأُرسل رأسه إلى بغداد[‪.]32‬‬

‫ولكن السلطان السلجوقي الجديد لم يكتف بذلك‪ ،‬فقرر قيادة حملة عسكرية لتدمير المراكز الرئيسية لإلسماعيليين المتمثّلة في قالع‬
‫رودبار وغيردكوه؛ وبخاصة قلعة ألموت العظيمة مقر حسن الصباح‪ .‬ففي عام‪1107‬م‪1108-‬م أرسل السلطان حملة عسكرية إلى‬
‫رودبار تحت قيادة وزيره أحمد بن نظام الملك والذي كان والده أول ضحايا اإلسماعيليين أحرزت هذه الحملة متاعب كثيرة‬
‫لإلسماعيليين‪ ،‬إال أنها فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي في االستيالء على قلعة ألموت‪.‬‬

‫وبعد أن اتضح للسلطان السلجوقي أن االستيالء على قلعة ألموت بالهجوم المباشر مستحيل؛ لذا قرر اللجوء إلى حرب استنزاف‪.‬‬
‫فيقول المؤرخ الجويني‪ ":‬لثماني سنوات متوالية كانت القوات تأتي إلى رودبار وتدمر المحاصيل ويشترك الجانبان بالقتال" حتى‬
‫أُصيب اإلسماعيليون بقحط شديد‪ ،‬فقرر السلطان محمد تابار إرسال قواته بقيادة شيرجير لمحاصرة القالع حتى تدميرها‪ ،‬وبالفعل‬
‫تمت محاصرة المسار في ‪ 4‬يونيو‪1117‬م\‪ 511‬هـ وقلعة ألموت في ‪ 13‬يوليو وأقاموا المنجنيق‪ .‬وما إن ح َّل شهر‬
‫أبريل ‪1118‬م حتى كانوا قد أوشكوا على االستيالء على القالع إال أن األنباء قد وصلت بوفاة السلطان محمد فتفرق الجند ونجا‬
‫اإلسماعيليون من الفناء[‪ .]35[]34[]33‬كان انسحاب جيش شريجير وهو على وشك االنتصار سببا ً لخيبة أم ٍل شديدة عند أعداء‬
‫اإلسماعيليين‪ ،‬كما يبدو أن أنباء وفاة السلطان لم تكن وحدها السبب في هذا االنسحاب المتعجّل‪ .‬إذ قد يكون هناك دور لعبه الوزير‬
‫السلجوقي قوام الدين نصير الدرجازيني‪ ،‬ويُقال أنه كان إسماعيليا ً في السر‪ .‬وكان لهذا الوزير التأثير الكبير على‬
‫السلطان محمود ابن السلطان المتوفي وخليفته ويقول برنارد لويس‪" :‬إنهُ هو الذي دبر انسحاب جيش شيرجير من ألموت وبذلك‬
‫حرض السلطان الجديد محمود ضد شيرجير فألقى به في السجن وقتله‪ ،‬وقد أُتهم‬
‫أنقذ اإلسماعيليين في آخر لحظة‪ ،‬كما أنه ّ‬
‫الدرجازيني بعد ذلك بالتآمر في عدة اغتياالت أخرى؛ مما جعل أصابع الشك تتجه إلى أنه لعب دورا ً في وفاة السلطان محمد‬
‫المفاجئة"‪.‬‬

‫تميَّز حكم محمود بالفوضى والتمرد‪ ،‬وبدأت مرحلة جديدة من النزاعات الداخلية بين السالجقة‪ .‬وخالل هذه الفترة تغيرت طبيعة‬
‫سنيَّة‪ ،‬وأصبحت تميل إلى الهدوء والتسامح‪ ،‬وحصلوا على قدر كبير من االعتراف السياسي‪.‬‬
‫العالقات بين اإلسماعيلية والدول ال ُ‬
‫وظهرت الواليات واإلمارات اإلسماعيلية على شكل دول مستقلة‪ ،‬وشاركت في التحالفات والمنافسات المحلية[‪.]36‬‬

‫مرض حسن الصباح فأع َّد العُدة لمن سيخلفه‪ ،‬فوقع اختياره على رفيقه بزرجميد‪ ،‬فتوفي حسن الصباح‬
‫في مايو ‪1124‬م\‪ 518‬هـ ِ‬
‫في الـ‪ 23‬من نفس الشهر‪.‬‬
‫حكم بزرجميد (‪1124‬م‪1138-‬م)‪ 518(/‬هـ‪ 522-‬هـ)[عدل]‬
‫طالع أيضًا‪ :‬بزرك آميد‬

‫كان وفاة زعيم اإلسماعيليين خبرا ً مفرحا ً لجميع أعدائهم‪ ،‬الذين اعتقدوا أن وفاة حسن الصباح ستش ّكل فرصة للهجوم على دولته‬
‫شن السلطان سانجار هجوما ً على اإلسماعيليين[‪ .]37‬وتجدر‬
‫وتدميرها‪ .‬ففي عام ‪1126‬م ‪-‬أي بعد مرور سنتين على خالفة بزرجميد‪ّ -‬‬
‫اإلشارة إلى أن سانجار لم يهاجم اإلسماعيليين منذ عام ‪1103‬م وربما ذلك ألنه دخل بنوع من االتفاق معهم‪ .‬ولكن يبدو أن شعور‬
‫ّ‬
‫يشكالن تفسيرا ً كافيا ً لقرار الهجوم‪ ،‬وكان الوزير‬ ‫السلطان بالثقة المتزايدة وظنه بضعف اإلسماعيليين تحت حكم حاكمهم الجديد‬
‫معين الدين كاشي من أكثر المتحمسين التخاذ أجراء عنيف ضد الخطر اإلسماعيلي[‪.]38‬‬
‫تم ّكن السالجقة من تحقيق انتصارات غير حاسمة في ك ٍل من تارز وتوراى وقتلوا عشرات اآلالف من اإلسماعيليين[‪ ]39‬إال أنها‬
‫فشلت بشكل كبير في رودبار‪ .‬لم يتأخر اإلسماعيليون في االنتقام‪ ،‬حيث تمكن اثنان من الفدائيين من ّ‬
‫شق طريقهم إلى قصر الوزير‬
‫معين الدين ليقتاله في ‪ 16‬مارس ‪1127‬م‪ .‬كما استطاع اإلسماعيليون من توسيع قوتهم في رودبار واالستيالء على طلقان وتمكنوا‬
‫من اإلغارة على سيستان‪.‬‬

‫وفي عام ‪1131‬م\‪ 525‬هـ توفي الخليفة السلجوقي لينشب النزاع المعتاد بين إخوانه وأبناءه على الحكم‪ .‬وقد استطاع بعض األمراء‬
‫توريط الخليفة العباسي المسترشد في تحالف ضد السلطان مسعود أحد المتنازعين على الحكم في إيران‪ .‬وفي عام ‪1139‬م\‪529‬‬
‫هـ وقع الخليفة ووزيره في أسر مسعود‪ .‬وساق مسعود أسيره الكبير إلى مراغة‪ ،‬ولم يكن اإلسماعيليون ليضيعوا مثل هذه الفرصة‬
‫فتمكنوا بنجاح من اقتحام المعسكر واغتيال الخليفة العباسي المسترشد ووزيره [‪.]42[]41[]40‬‬

‫لينتهي حكم بزرجميد بوفاته في ‪ 9‬فبراير ‪1138‬م‪.‬‬


‫حكم محمد بن بزرجميد (‪1138‬م‪1162-‬م)(‪ 522‬هـ‪ 557-‬هـ)[عدل]‬
‫طالع أيضًا‪ :‬محمد بن بزرك آميد‬

‫تولى الزعامة بعد وفاة أبيه دون متاعب‪ ،‬وقد عيّنه وريثا ً له قبل ‪ 3‬أيام من وفاته‪ .‬وكان أول ضحايا الحكم الجديد الخليفة العباسي‬
‫السابق الراشد ابن الخليفة المسترشد الذي اغتاله اإلسماعيليون أيضاً‪ .‬حيث ت ّم اغتياله في أصفهان[‪ ]44[]43‬في يونيو ‪1138‬م‪.‬كما‬
‫اغتال اإلسماعيلييون السلطان السلجوقي داود الذي اُغتيل في تبريز عام ‪1143‬م‪.‬‬

‫وكان أكبر عدوين لإلسماعيليين في ذلك الوقت هما ‪:‬حاكم مازندران وحاكم الري من قبل السالجقة والذي يُدعى "عباس"‪.‬ويُقال أن‬
‫االثنين بنيا بروجا ً من جماجم اإلسماعيليين‪ ،‬وقد اغتيل عباس سنة ‪1146‬م أثناء زيارته لبغداد[‪.]47[]46[]45‬‬

‫وعلى الرغم من اغتيال اإلسماعيليين لح ّكام أكبر الدول المعادية لهم (العباسيون والسالجقة) إال أن جذوة الثورة بدا وكأنها انطفأت؛‬
‫فقد وصل الموقف بين األمارات اإلسماعيلية والسلطنات السنيّة إلى تجمد فعلي وقبول ضمني متبادل بين الفريقين‪ .‬أما الكفاح العظيم‬
‫وتحول إلى مجرد مناوشات على الحدود‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للقضاء على النظام القديم وإنشاء عصر جديد باسم اإلمام اإلسماعيلي المستور فقد خبا‪،‬‬

‫وخالل فترة حكم محمد ظهر زعيم جديد داخل القالع اإلسماعيلية استطاع بذكائه وبالغة كلماته أن يكسب الكثير من األتباع‪ ،‬وكان‬
‫هذا هو حسن المعروف بأنه ابن محمد بن بزرجميد زعيم اإلسماعيليين‪.‬‬

‫كان محمد بن بزرجميد قلقا ً من حماس ابنه فقد كان محمد محافظا ً في عقيدته اإلسماعيلية‪ ،‬ومتشددا ً في اتّباع المبادئ التي أرساها‬
‫أبوه وحسن الصباح‪ ،‬واعتبر أن سلوك ابنه ال يتطابق مع هذه المبادئ؛ لذا فإنه استنكره بشدة ودعا الناس قائالً‪":‬هذا الحسن ابني‪،‬‬
‫وأنا لست اإلمام ولكني واحد من دعاته‪ ،‬وكل من يستمع إلى هذه األقوال ويعتقد بها فهو كافر وملحد"‪ .‬وعلى هذا األساس عاقب‬
‫بعض الذين اعتقدوا في إمامة ابنه بكل وسائل اإليذاء والتعذيب‪ .‬وفي إحدى الحاالت أعدم ‪ 250‬شخصا ً في ألموت‪ ،‬ثم ربط جثثهم‬
‫فوق ظهور ‪ 250‬آخرين وطردهم من القلعة‪ .‬وبالتالي أُخمدت هذه الحركة‪ ،‬وتحمل حسن هذه المضايقات واستطاع أن يُبدّد شكوك‬
‫أبيه‪ ،‬وعند وفاة محمد عام ‪1162‬م\‪ 557‬هـ خلفه دون معارضة[‪.]48‬‬
‫حكم الحسن علي (‪1162‬م‪1166-‬م)(‪ 557‬هـ‪ 561-‬هـ)[عدل]‬
‫طالع أيضًا‪ :‬الحسن علي بن حسن القاهر‬
‫كان حكم حسن علي ‪ -‬ابن الخمسة وثالثين ربيعا ً ‪ -‬في بداية األمر خاليا ً من األحداث المهمة‪ ،‬لم يُميّزه سوى بعض التخفيف من‬
‫اإلتّباع الحازم للشريعة الذي كان سائدا ً من قبل في ألموت‪ ،‬ولكنه فجأة بعد عامين ونصف من واليته وفي منتصف شهر رمضان‬
‫أمر غريب‪.‬‬
‫حدث ٌ‬

‫تتفق المصادر على سرد قصة غريبة‪ :‬ففي اليوم السابع عشر من شهر رمضان عام ‪ 559‬هـ (‪ 8‬أغسطس ‪1164‬م) أمر حسن‬
‫بإقامة منبر في فناء ألموت يواجه الغرب ترفرف على أركانه األربعة رايات‪ ،‬وجاء الناس من مختلف الجهات وبأعداد كبيرة‬
‫ليتجمعوا حول المنبر وتقول نبذة في وصف ما حدث‪:‬‬

‫«وبعد قرابة الظهر نزل السيد حسن على ذكره السالم من القلعة مرتديا ً ثوباأ أبيضا ً وعمامة بيضاء‪ ،‬وتقدم نحو المنبر من‬
‫وتوجه بالتحية ثالث مرات‪ :‬األولى إلى أهل الديلم ثم إلى الذين على اليمين ثم إلى‬
‫الجانب األيمن‪ ،‬وارتقاه في خطى وئيدة‪ّ ،‬‬
‫الذين على اليسار‪ ،‬وظل جالسا ً برهة‪ ،‬ثم وقف مرة أخرى وهو ممسك بسيفه‪ ،‬وتحدث بصوت جهوري مخاطبا ً سكان العوالم‬
‫الثالث‪ :‬عالم الجن‪ ،‬وعالم اإلنس‪ ،‬وعالم المالئكة‪ ،‬فأعلن أنه قد وصلته رسالة من اإلمام المختفي تحمل تعليمات جديدة وتقول‪:‬‬
‫إن إمام عصرنا يبعث إليكم تحياته وسالمه‪ ،‬ويُبلَّغكم أنه س ّماكم (خدمه الخصوصيين المختاريين)‪ ،‬وانه ّ‬
‫حرركم من أعباء‬
‫قواعد الشريعةـ وأحضركم إلى القيامة‪»]49[.‬‬

‫ويقول المؤرخ اإلسماعيلي رشيد الدين أنه بعد أن أعلن حسن قيامته؛ َّ‬
‫وزع مكاتيب يقول فيها إنه وإن كان من الناحية الظاهرية‬
‫يعرف كحفيد لبزرجميد؛ إال أنه في الحقيقة الخفيّة إمام العصر وابن اإلمام السابق من نسل اإلمام نزار المقتول في اإلسكندرية‪.‬‬
‫ونجد في التراث اإلسماعيلي الالحق إجماع على تأكيد أن حسن ونسله جاءوا من الخط الحقيقي لنزار بالرغم من وجود تفسيرات‬
‫مختلفة لكيفية حدوث ذلك‪.‬‬

‫تحولت من الطابع العملي الجسدي إلى الروحي‪ .‬مثالً إن الشريعة تقول‬


‫ووفق عقيدة القيامة؛ فان الواجبات التي يفرضها اإلسالم قد ّ‬
‫إن على الناس أن يقيموا خمس صلوات في اليوم كي يكونوا مع هللا‪ ،‬لكن في القيامة الروحية ينبغي على الناس أن يكونوا دائما مع‬
‫هللا في قلوبهم ويتجهوا بأرواحههم دوما ً له‪ ،‬أي أن تكون الصالة روحية وليست جسدية[‪.]50‬‬

‫وقد رفض العديد من اإلسماعيليين هذا النظام الجديد‪ ،‬واستخدم حسن ضدهم أش َّد العقوبات "لتحريرهم"‪ .‬وكان من ضمن الذين‬
‫رفضوا االنصياع لألوامر الجديدة "صهو حسن" وهو سليل أسرة ديلمية نبيلة‪.‬‬

‫إال أن المؤرخ اإلسماعيلي مصطفى غالب يروي القصة بطريقة مختلفة‪ :‬حيث يروي أن حسن علي أعلن عن حقيقته بأنه إمام بعد‬
‫ي تغيير في‬ ‫أن كان مخبوئاً‪ ،‬فتخلّل هذا اإلعالن احتفاالت كبيرة دامت عشرة أيام ُ‬
‫س ّميت فيما بعد بـ "عيد القيامة" وال يروي أ َّ‬
‫األمور الشرعية[‪.]51‬‬

‫وفي يوم األحد ‪ 9‬يناير ‪1166‬م\‪ 561‬هـ ُ‬


‫طعن حسن بخنجر أثناء تواجده في قلعة المسار؛ ليفارق الحياة ويدفن في قلعة ألموت[‪.]52‬‬
‫حكم أعلى محمد بن الحسن علي (‪1166‬م‪1210-‬م)(‪ 561‬هـ‪ 606-‬هـ)[عدل]‬
‫طالع أيضًا‪ :‬أعلى محمد بن الحسن علي‬

‫ومرت فترة حكمه من‬ ‫وخلف حسنا ً ابنه محمد‪ ،‬وكان شابا ً في التاسعة عشر من العمر‪ ،‬واستطاع أن ّ‬
‫يطور نظرية القيامة ويرسخها‪َّ ،‬‬
‫والتوسع أكثر‪ .‬وقد صاحب فترة حكمه مزي ٌد من االنهيار للدولة السلجوقية‬
‫ّ‬ ‫دون أحداث بارزة؛ ماعدا بعض االغتياالت للمنافسين‪،‬‬
‫المنافسة[‪.]53‬‬
‫وتوفي في األول من سبتمبر ‪1210‬م‪ .‬ليخلفه ابنه جالل الدين‪.‬‬
‫حكم جالل الدين حسن بن أعلى محمد (‪1210‬م‪1221-‬م)(‪ 606‬هـ‪ 618-‬هـ)[عدل]‬
‫طالع أيضًا‪ :‬جالل الدين حسن بن أعلى محمد‬

‫أظهر جالل الدين في حياة أبيه عدم رضاه على نظريات وممارسات "القيامة"‪ ،‬كما أبدى رغبةً في قبول األ ُ ّ‬
‫خوة اإلسالمية بمعناها‬
‫الواسع‪ ،‬فأعلن ‪ -‬فور وصوله للحكم ‪ -‬عن نبذ نظرية القيامة؛ والعودة إلى المعتقدات اإلسالمية السابقة‪ .‬وأعلن فرض الشريعة‬
‫مجدداً‪ ،‬وأرسل المبعوثين إلى الخليفة في بغداد ومحمد خوارزمشاه والملوك واألمراء؛ يبلغهم هذه التغييرات؛ األمر الذي نال‬
‫استحسان جميع األمراء؛ وخاصة في بغداد‪.‬‬

‫ونالت هذه التغيرات الطاعة السريعة عند جميع أتباعه في كوهستان وسوريا ورودبار‪ ،‬وغادر ألموت كما لم يفعل أحد من سابقيه؛‬
‫حيث أقام عام ونصف بالخارج دون أن يتعرض لألذى‪.‬‬

‫وفي نوفمبر ‪1221‬م ‪ -‬وبعد حكم دام عشر سنوات ‪ -‬مات جالل الدين حسن ليخلفه ابنه الوحيد عالء الدين محمود[‪.]55[]54‬‬
‫حكم عالء الدين محمود (‪1221‬م‪1255-‬م)(‪ 618‬هـ‪ 653-‬هـ)[عدل]‬
‫طالع أيضًا‪ :‬عالء الدين محمد بن الحسن‬

‫تولى الحكم وكان صبيا ً في التاسعة‪ ،‬وظل وزير أبيه جالل الدين هو الحاكم الفعلي أللموت مدة من الزمن‪ .‬ويبدو أنه حافظ على‬
‫سياسة جالل الدين إلى ح ٍد ّما‪.‬‬

‫خالل السنوات األولى من حكم عالء الدين كان الوضع في إيران مناسبا ً لمزيد من ّ‬
‫التوسع اإلسماعيلي‪ ،‬فاإلمبراطورية الخوارزمية‬
‫لتوها تحت ضغط الغزو المغولي‪ ،‬فتمكنوا من السيطرة على مدينة دمغان‪ .‬وقد أرسل في عهده المبعوثين لنشر‬
‫كانت قد تحطمت ّ‬
‫الدعوة اإلسماعيلية النزارية في الهند‪ ،‬والتي ستصبح ‪ -‬فيما بعد ‪ -‬المركز الرئيسي لفرقتهم‪.‬‬

‫وقد ش ِهد عهده الكثير من االغتياالت الجريئة ضد أعداء اإلسماعيليين‪ .‬توفي سنة ‪1255‬م\‪ 653‬هـ ليخلفه ابنه ركن الدين‪.‬‬
‫حكم ركن الدين خورشاه والنهاية (‪1255‬م‪1256-‬م)(‪ 653‬هـ‪ 654-‬هـ)[عدل]‬
‫طالع أيضًا‪ :‬ركن الدين خورشاه بن عالء الدين‬
‫المغول يحاصرون قلعة ألموت ويدخلونها‪ .‬شكل سقوط ألموت بيد المغول نهاية الحشاشين والقضاء على دويالتهم تماما‪.‬‬

‫خالل السنوات األخيرة من حكم عالء الدين اقترب اإلسماعيليون أكثر فأكثر من المواجهة النهائية مع أخطر األعداء وأكثرهم‬
‫إرهابا ً ورعباً؛ وهم المغول‪ .‬ففي عام ‪1218‬م وصلت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان إلى حدود الدولة الخوارزمية وفي عام‬
‫‪ 1220‬م استولى على المدن اإلسالمية القديمة في سمرقند وبخارى‪ ،‬وعندما مات في عام ‪1227‬م حدثت هدنة صغيرة لم تلبث أن‬
‫ليشن خليفته هجوما ً على الدولة الخوارزمية ويسحقها‪ ،‬وذلك في عام ‪1230‬م‪ .‬وما إن ح َّل عام ‪1240‬م حتى تم ّكن المغول‬
‫ّ‬ ‫انتهت‬
‫من إخضاع غرب إيران بأكمله‪.‬‬

‫وجاء الهجوم األخير في منتصف القرن الثالث عشر‪ ،‬فقد أرسل الخان األكبر ‪ -‬الذي كان يحكم حينئ ٍذ من بكين‪ -‬حملة جديدة هي‬
‫األشرس بقيادة هوالكو مزودة بأوامر إلخضاع كل دول المسلمين؛ حتى البعيدة منها مثلمصر‪ ،‬وعندما قاد هوالكو حملته‬
‫عام ‪1256‬م\‪ 654‬هـ كانت القالع اإلسماعيلية أول أهدافه‪.‬‬

‫شنّت الجيوش المغولية هجمات على قواعد اإلسماعيلية في رودبار وكوهستان‪ ،‬ولكن نجح اإلسماعيليون في ص ّد تلك الجيوش‪،‬‬
‫وأفشلوا الهجوم ضد قلعة غيردكوه فشالً ذريعاً‪.‬‬

‫لكن ركن الدين (زعيم اإلسماعيليين) كان يؤمن بعدم جدوى المقاومة أمام الغزو المغولي؛ فحاول إقامة السالم معهم إلنقاذ دولته‪.‬‬
‫فأرسل مبعوثا ً إلى قائد المغول في همدان يعرض عليه االستسالم والخضوع للدولة المغولية‪ ،‬لكن القائد المغولي اقترح أن يقدم ركن‬
‫الدين خضوعه لهوالكو شخصياً‪ ،‬فأرسل أخاه شاهنشاه كح ٍل وسط‪.‬‬

‫وفي نفس الوقت حاول المغول التقدم في رودبار؛ إال أن اإلسماعيليين تم ّكنوا من صدّهم‪ ،‬غير أن هذه المقاومة اإلسماعيلية لم تفلح‬
‫في منع المغول من السيطرة على عدة مراكز إسماعيلية في كوهستان‪ ،‬حيث نجح المغول في اقتحام قلعتي "تون وخوان" وأعدموا‬
‫كل من يزيد عمره على عشر سنوات[‪.]56‬‬
‫رفض هوالكو سفارة شاهنشاه وطلب مقابلة ركن الدين شخصيا ً لتقديم االستسالم مقابل أن يضمن هوالكو سالمة اإلسماعيليين‪.‬‬
‫فقرر ركن الدين تسليم نفسه‪ ،‬وأمر جميع أتباعه بالنزول من القالع‪ .‬وبالفعل أُخليت قلعة ألموت في ديسمبر ‪1256‬م\ذي القعدة‬
‫ّ‬
‫‪ 654‬هـ‪.‬‬

‫وعلى كل حال ففي عام ‪ 1256‬م سارع البرابرة من المغول إلى تسلّق جدران قلعة ألموت التي بقيت صامدة بوجه أقوى الغزوات‪،‬‬
‫سمح لمؤرخ في الثالثين من‬
‫يستثن المكتبة‪ ،‬لكنه َ‬
‫ِ‬ ‫وأبدى هوالكو إعجابه بمعجزة البناء العسكري للقلعة‪ .‬ثم أمر جنوده بهدمها‪ ،‬ولم‬
‫عمره يُعرف بالجويني بدخول المكتبة‪ .‬فتم ّكن من دخول هذا المكان العجيب الذي يحتوي على آالف الكتب والمخطوطات النفيسة‪،‬‬
‫ولم يكن الجويني يملك إال عربة واحدة تُدفع باليد‪ .‬فقرر الجويني أن من أول واجباته إنقاذ كالم هللا؛ فأخذ يجمع ‪ -‬على عج ٍل ‪ -‬نسخ‬
‫القرآن؛ حتى أمضى الوقت في نقلها‪ .‬فأُضرمت المكتبة والتهمتها النيران على مدى سبعة أيام بلياليها؛ ولتضيع مصنفات ال يُحصى‬
‫عددها؛ فلم يبقَ منها حتى نسخة واحدة![‪.]57‬‬

‫وما إن اعتقل المغول ركن الدين أخذوه إلى قراقورم ليقابل اإلمبراطور المغولي مونكو خان‪ .‬وفي أثناء الطريق اضطروه ليأمر‬
‫تحرك ر ّكاب ركن الدين باتجاه‬
‫ضباطه في كوهستان بتسليم قلعتهم إلى المغول‪ ،‬ففعلوا بعد أن أ َّمنهم هوالكو على حياتهم‪ ،‬وبمجرد ّ‬
‫قراقورم قتلوا اآلالف من سكان القلعة‪ ،‬ولم يلبثوا حتى قتلوا ركن الدين وأسرته؛ ولم يستطع الفرار من القتل إال ابنه "شمس الدين‬
‫محمد"[‪.]58‬‬

‫ثم قام المغول بجمع أعداد كبيرة من اإلسماعيليين بحجة إحصاء عددهم‪ ،‬فقُتلوا جميعاً‪ .‬واستمروا بإقامة المذابح الرهيبة في كل‬
‫مكان وجدوا فيه اإلسماعيليين؛ فضالً عن هدم قلعة ألموت؛ لتنتهي بذلك دولة اإلسماعيليين في فارس‪ ،‬ولم ين ُج من اإلسماعيليين إال‬
‫من اعتصم بجبال فارس[‪.]59‬‬

‫ثم قامت الحصون األخرى‪ ،‬ففتحوا أبواب قالعهم‪ ،‬واشتبكوا مع التتر في معارك قويّة طاحنة‪ ،‬قتل فيها إثنا عشر ألف إسماعيلي‪،‬‬
‫وثالثون ألف تتري[‪ ]60‬ولم يتم ّكن المغول من السيطرة على قلعة غيردكوه إال عام ‪ 658‬هـ[‪.]61‬‬

‫الشام[عدل]‬ ‫في بالد‬


‫دولة الحشاشين باللون األبيض بين إمارة أنطاكية وكونتية طرابلس الصليبيتين‬

‫فيما كان حسن الصباح ما زال يحكم قلعة ألموت‪ ،‬قامت مجموعة صغيرة من أتباعه برحلة طويلة خطرة عبر أراضي العدو نحو‬
‫الغرب‪ .‬وكانت سورية هي وجهتهم‪ ،‬وكان هدفهم نشر "الدعوة الجديدة" إلى تلك المنطقة‪ .‬وقد مر كفاحهم لتدعيم أنفسهم هناك بثالث‬
‫مراحل‪.‬‬
‫المرحلة االولى ‪ 506-496‬هـ ‪ 1113-1103 /‬م[عدل]‬

‫تمكن اإلسماعيليون الجدد ان يجعلوا حلب مركزا ً لهم في نشر دعوتهم وذلك برضا الحاكم السلجوقي لحلب رضوان حيث سمح‬
‫ألسعد أبو القنج الباطني المعروف بالحكيم المنجم وتابعه أبوطاهر الصائغ العجمي بممارسة شعائرهم والدعوة لمذهبهم‪ .‬وكان‬
‫رضوان بحاجة إلى حليف قوي في الداخل لمواجهة مؤامرات خصومه‪ ،‬حيث وجد ضالته فيهما فأطلق لهما حرية العمل وسمح لهما‬
‫ببناء دار للدعوة في حلب[‪ .]62‬وكانت لحلب مزايا كثيرة تجذب الحشاشين فالمدينة يسكنها عدد كبير من الشيعة االثنا عشرية وهي‬
‫مجاورة لمناطق الشيعة األخرى في جبل سماق وجبل البهرة‪ .‬وقد كان قاضي حلب فضل هللا الزوزني العجمي الحنفي أول‬
‫ضحاياهم حيث كان يهاجم معتقداتهم[‪ .]64[]63‬ثم قام الحشاشون بأول عمليات اغتيال مثيرة في أول مايو ‪ 1103‬م \ ‪ 496‬هـ عندما‬
‫اغتال اثنان من الحشاشين متنكرين بثياب متصوفين جناح الدولة حسين أمير حمص أثناء صالة الجمعة وكان شديد العداء‬
‫لرضوان[‪.]65‬‬

‫وبعد مقتل جناح الدولة تولى زعامة الحشاشين أبو طاهر الصائغ‪ .‬والذي كان متحمسا لمزيد من االنتشار اإلسماعيلي في سوريا‪.‬‬
‫ففي سنة ‪ 499‬هـ ‪ 1105 /‬م شن اإلسماعيليون أول هجوم لهم على حصن أفاميا حيث تمكنوا من االستيالء عليها وقتل أميرها‬
‫خلف بن مالعب في ‪ 3‬فبراير ‪ 1106‬م‪ .‬وسرعان ماوصل أبو طاهر الصائغ لتولي القيادة بنفسه[‪ .]66‬وضلت أفاميا بأيديهم حتى قام‬
‫األمير تانكرد حاكم إمارة أنطاكية الصليبية بمحاصرة المدينة وارغمها على االستسالم في ‪ 13‬محرم ‪ 500‬هـ ‪ 15 /‬سبتمبر‬
‫‪ 1106‬م‪ .‬فقتلوا أبو القنج السرميني واطلقوا سراح أبو طاهر وبعض زمالئه بعد فترة[‪ .]67‬ليعودا إلى حلب مرة أخرى‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1113‬م أحرز اإلسماعيلييون أكثر ضرباتهم طموحا حتى ذاك الحين باغتيال األمير مودود في دمشق وهو الحاكم‬
‫السلجوقي للموصل ‪ ،‬إال أن سطوتهم لم تدم طويال‪ ،‬فقد توفي أكثر المدافعين عن الحشاشين رضوان بن تتش يوم ‪ 29‬جمادى اآلخر‬
‫‪ 507‬هـ ‪ 10 /‬ديسمبر ‪ 1113‬م ليتولى ابنه ألب ارسالن الحكم‪.‬‬

‫اتبع الب ارس الن سياسه أبوه بالنسبة للتعامل مع الحشاشين في حلب ولكن لم يلبث ان حدث رد فعل فقد وصل إليه خطاب من‬
‫السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه يحذره من الخطر اإلسماعيلي ويدعوه إلى تدميرهم وقام ابن البديع قائد الشرطة للمدينة بالتقاط‬
‫المبادرة وحرض الحاكم على النيل من اإلسماعيليين‪ .‬وبالفعل قام الحاكم بشن هجوم لم يتوقعه اإلسماعيليين في المدينة فاعتقل أبو‬
‫طاهر وزعماء الطائفة وقتلوا جميعا وتمكن اخرون من الفرار‪ .‬لتنتهي بهذه النكسة أول مراحل الكفاح اإلسماعيلي في بالد‬
‫الشام[‪.]69[]68‬‬
‫المرحلة الثانية (‪1113‬م‪1130-‬م)‪ 506(/‬هـ‪ 524-‬هـ)[عدل]‬

‫بالرغم من النكسة في حلب إال أن اإلسماعيليين الجدد لم يتراجعوا عن طموحهم في نشر دعوتهم‪ .‬ففي عام ‪1114‬م قامت قوة‬
‫مكونة من مائة إسماعيلي باالستيالء على معقل شيزار بعد هجوم مفاجئ بينما كان الحاكم وجنوده في مكان بعيد يشاهدون احتفاالت‬
‫المسيحيين بعيد الفصح‪ .‬وقد تعرض الحشاشون فور ذلك لهجوم مضاد اوقع بهم الهزيمة‪.‬‬

‫وحتى في حلب استطاع اإلسماعيلييون بالرغم من كارثة ‪1113‬م ان يحفظوا لنفسهم بموضع قدم‪ .‬ففي عام ‪1119‬م تم طرد عدوهم‬
‫ابن البديع من المدينة وهرب إلى ماردين وكان الحشاشون في انتظاره وهو يعبر الفراتفقتلوه‪.‬‬

‫تمكن خليفة أبو طاهر المعدوم في حلب "بهرام" من نقل النشاط اإلسماعيلي جنوبا وسرعان مابدا يلعب دورا نشطا في‬
‫شؤون دمشق‪ .‬ففي عام ‪1126‬م‪ 520/‬هـ حدث أول تعاون بين الحشاشين والحاكم التركي لدمشقظاهر الدين طغتكين حيث اشتركوا‬
‫سويا في هجوم فاشل شن ضد حصون الصليبيين[‪.]70[]68‬‬

‫وقام الحاكم الدمشقي بعد ذلك بمنح اإلسماعيليون قلعة بانياس على الحدود مع المملكة الصليبية[‪ .]71‬كما حصلوا على في دمشق على‬
‫على بناية اسموها "بيت الدعوة" واتخذوها مقرا لهم‪ .‬وفي بانياس أعاد بهرام بناء القلعة وبدا حملة من التوسع في المناطق‬
‫المجاورة‪ .‬وكان وادي التيم في إقليم الحصيبة يسكنها خليط من الدروز والنصارى وكان يبدو مالئما للتوسع اإلسماعيلي‪ .‬لكن أثناء‬
‫محاولة اإلسماعيليين السيطرة على المنطقة نشب قتال حاد مع سكانها أدى إلى مقتل الزعيم بهرام وانسحاب اإلسماعيليين[‪.]72[]31‬‬

‫ليتولى الزعامة بعده "إسماعيل" وقد سار على سياسة سلفه‪ ،‬واستمر الدعم الدمشقي له وخاصة من الوزير المزرجاني‪ .‬ولكن‬
‫سرعان ماجاءت النهاية ففي عام ‪1128‬م\‪ 522‬هـ توفي طغتكين وبعد وفاته حدثت حملة رد فعل تشبه تلك التي حدثت بعد وفاة‬
‫رضوان في حلب‪ .‬وجاءت المبادرة من قبل مفرج بن الحسن الصوفي الذي كان شديد العداء لإلسماعيليين وقائد شرطة المدينة‬
‫بتحريض الحاكم "بوري" ابن طغتكين وخليفته على توجيه ضربة قاضية لإلسماعيليين والغدر بهم‪ .‬ففي يوم األربعاء ‪4‬‬
‫ستمبر ‪1129‬م\‪ 523‬هـ حدثت هذه الضربة[‪ .]73‬حيث اغتيل الوزير المزرجاني ‪-‬باوامر من بوري‪ -‬وهو جالس في مجلسه يستقبل‬
‫الزوار وفصل راسه عن جسده وماان انتشر الخبر حتى قام عسكر المدينة ومعهم الرعاع على الحشاشين قتال ونهبا حتى إذا حل‬
‫الصباح ابيد اإلسماعيليون بالمدينة[‪ ]75[]74‬ولم يعرف عدد الذين قتلوا بالضبط إال أن أحد المؤرخين قدر العدد ب ‪ 20‬الف قتيل[‪.]76‬‬

‫وتحقق إسماعيل ان موقفه في بانياس أصبح بائسا فسلم القلعة لالفرنج مقابل إعطاءه واتباعه المالذ االمن ففر ومن معه في‬
‫اراضيهم حيث توفي في عام ‪1130‬م[‪.]77[]73‬‬

‫وقد اتخذ المسؤلين عن هذه المجزرة الكثير من االحتياطات لحماية انفسهم من انتقام الحشاشين فارتدوا شباك من االزرد واحاطوا‬
‫انفسهم بالحراس على مدار الساعة‪ .‬ولكن بدون جدوى‪ ،‬إذ لم تلبث ان جاءت الضربة من مركز الفرقة في ألموت‪ .‬ففي ‪7‬‬
‫مايو ‪1131‬م\‪ 525‬هـ تمكن اثنين من الحشاشين متنكرين بزي جنديين تركيين من الدخول لقصر بوري واالنقضاض بشكل‬
‫السريع على "بوري" وطعنه بالخناجر ليموت بوري متاثرا بجراحه[‪.]79[]78[]73‬‬
‫المرحلة الثالثة (‪1130‬م‪1150-‬م)‪ 524(/‬هـ‪ 545-‬هـ)[عدل]‬

‫قلعة مصياف‬

‫خالل السنوات العشرين التالية حدثت المرحلة الثالثة والناجحة التي استطاع فيها الحشاشون الحصول على قواعد قالعية لهم في‬
‫سورية وكانت هذه المرة في جبل البهرة‪ .‬ففي عام ‪1132‬م اشترى الحشاشون قلعة القدموس[‪ .]81[]80‬وفي عام ‪1136‬م تمكن‬
‫الحشاشون من طرد االفرنج من الخريبة وسيطروا عليها‪ .‬وفي عام ‪1140‬م تمكنوا من االستيالء على قلعة مصيف والتي ستصبح‬
‫الحقا أهم معاقلهم وتمكنوا بعدها من السيطرة على قالع أخرى وهي الخوابي والرصافة والعليقة والمنيقة[‪.]83[]82‬‬

‫وتبقى عالقات الحشاشين خالل هذه الفترة غامضة بعض الشيء‪ .‬غير ان من المعروف ان جماعة من اإلسماعيليين النزاريين‬
‫يقودهم شخص اسمه علي بن الوفا قد تعاونوا مع ريموند االنطاكي في حملته على أمير حلبنور الدين زنكي‪ ،‬الذي أثار عداوة‬
‫اإلسماعيليين بسياسته القمعية للشيعة‪ .‬وقد فقد علي وريموند كالهما حياتهما على ارض معركة أنب سنة ‪1149‬م‪.‬‬

‫وعقب ذلك بسنوات قليلة في عام ‪1152‬م\‪ 547‬هـ أقدم الحشاشون على أغتيال الكونت ريموند الثاني من طرابلس والذي كان‬
‫الضحية االفرنجي األول الذي يقضي على يد الحشاشين‪ .‬وقد قام ملك القدس بلدوين الثالث برد هائج بذبح اعداد كبيرة من المسلمين‬
‫وقام فرسان الهيكل بغزو أراضي الحشاشين واجبروهم بعد سلسلة من الهجمات على دفع أتاوة سنوية بلغت زهاء ‪ 2000‬قطعة‬
‫ذهبية[‪.]84‬‬
‫سنان شيخ الجبل[عدل]‬
‫مقالة مفصلة‪ :‬سنان شيخ الجبل‬ ‫‪‬‬
‫ي لِشيخ الجبل راشد الدين سنان‪ ،‬زعيم الحشيشية‪.‬‬
‫رس ٌم تخيُل ّ‬

‫في هذه األثناء وصل اعظم رؤساء الحشاشين في سورية إلى القيادة‪ .‬وهو سنان بن سلمان بن محمد المعروف برشيد الدين‪ .‬وكان‬
‫عراقيا مولدا في قرية بالقرب من البصرة وقد تمكن من الوصول لزعامة الفرقة عام ‪1162‬م‪ .‬وكان أول مااهتم به بعد وصوله‬
‫للحكم هو دعم قوة فرقته فاعاد بناء قلعتي الرصافة والخوابي واستولى على قلعة العليقة‪.‬‬
‫العداء مع صالح الدين االيوبي[عدل]‬

‫وقعت أول محاولة للحشاشين الغتيال صالح الدين في ديسمبر ‪1174‬م\‪ 568‬هـ بينما كان يحاصر حلب‪ .‬حيث تمكن بعض‬
‫الحشاشين من التسلل إلى معسكر صالح الدين وقتل األمير أبو قبيس وتال ذاك عراك قتل فيه عدد كبير من الناس ولكن صالح‬
‫الدين نفسه لم يصب باذى‪.‬‬

‫وحدثت المحاولة األخرى في ‪ 22‬مايو ‪1176‬م\‪ 572‬هـ عندما كان صالح الدين يحاصر عزز حيث تمكن بعض الحشاشين‬
‫المتنكرين بزي جنود جيش صالح الدين من التسلل لمعسكره ومهاجمته‪ .‬ووتمكنوا من قتل العديد من األمراء ولكن صالح الدين‬
‫نفسه لم يصب سوى بجروح بسيطة بفضل الدروع التي كان يرتيدها‪ .‬وقد اتخذ صالح الدين بعد هذه األحداث احتياطات واسعة‬
‫للحفاظ على حياته‪ ،‬فكان ينام في برج خشبي أقيم خصيصا له ولم يكن يسمح الحد اليعرفه شخصيا باالقتراب منه[‪.]85‬‬

‫يرجع بعض المؤرخين أسباب هذا العداء إلى تحريض قمشطجين حاكم مدينة حلب‪ .‬كما ان هناك قصة يرويها بعض المؤرخين‪.‬‬
‫وطبقا لهذه القصة فقد قام عشرة آالف فارس من "النبوية" ‪-‬وهي طائفة دينية معادية للشيعة في العراق‪ -‬باالغارة في عام ‪1174‬م‪-‬‬
‫‪1175‬م على مراكز اإلسماعيلية في "الباب" و"البوزعة" حيث ذبحوا ‪ 13‬الف إسماعيلي‪ ،‬وانتهز صالح الدين فرصة ارتباك‬
‫اإلسماعيليين وارسل جيشه عليهم يغزو سارمين ومعرة مصرين وقتل معظم سكانهما‪ .‬وقد يكون قد قام بذلك أثناء مسيره شماال‬
‫باتجاه حلب[‪.]86‬‬

‫وفي أغسطس ‪1176‬م تقدم صالح الدين في اراضي الحشاشين تحدوه الرغبة في االنتقام وضرب حصار حول مصيف ‪-‬كبرى‬
‫قالع الحشاشين‪ -‬ولكنه لم يلبث ان فك الحصار وانصرف‪.‬‬

‫ويعزي مؤرخ صالح الدين عماد الدين سبب االنسحاب إلى وساطة أمير حماة خال صالح الدين الذي ناشده جيرانه الحشاشون‬
‫التدخل لصالحهم‪ .‬بينما يقدم مؤرخ اخر سببا أكثر اقناعا وهو هجوم الفرنجة على وادي البقاعوماترتب على ذلك من حاجة ملحة‬
‫لحضور صالح الدين هناك‪ .‬اما كمال الدين بن عديم فيذكر في تاريخه عن حلب‪ .‬ان صالح الدين هو الذي طلب وساطة أمير حماه‬
‫وذلك لهلع اصابه من اساليب الحشاشين وخشية على حياته من االغتيال[‪.]87‬‬

‫ويُقال ان صالح الدين قد بَعث ذات مرة برسالة تهديد إلى سنان فكان رد سنان كالتالي‪:‬‬

‫«قرأنا خطابك وفهمنا نصه وفحواه والحظنا مايحتوي عليه من تهديدات لنا بالكلمات واألفعال‪ ،‬ووهللا انه لشيء يدعو إلى‬
‫الدهشة أن نجد ذبابة تطن في أذن فيل وبعوضة تلدغ تمثاال‪ ،‬كثيرون قبلك قالوا مثل هذه األشياء ودمرناهم دون ان يشفع لهم‬
‫ب َي ْنقَ ِلبُونَ )" اذا كنت حقا قد أصدرت أوامرك بقطع‬ ‫ظ َل ُموا أ َ َّ‬
‫ي ُم ْنقَ َل ٍ‬ ‫سيَ ْع َل ُم الَّذِينَ َ‬
‫"(و َ‬
‫شفيع‪ ،‬فهل تبطل الحق وتؤيد الباطل؟ َ‬
‫رأسي وتمزيق قالعي في الجبال الصلدة فان هذه امال كاذبة وخياالت واهمة الن االساسيات التدمرها العارضات كما أن‬
‫األرواح التدمرها األمراض‪ ،‬أما اذا عدنا إلى المحسوسات التي تدركها الحواس وتركنا جانبا المعنويات التي تدركها األذهان‬
‫فان لدينا أسوة حسنة برسول هللا الذي قال‪" :‬لم يقاس نبي مثلما قاسيت" وأنت تعرف ماذا حدث لدعوته واهل بيته وحزبه‪،‬‬
‫ولكن الموقف لم يتغير والرسالة لم تفشل وحمد هلل اليزال اوال واخيرا‪ .‬إننا ُمضطهدون ولسنا طغاة‪ ،‬محرومون ولسنا حارمين‬
‫اط َل َكانَ زَ هُوقًا)"‪ .‬وانت تعرف ظاهر أحوالنا وقدر رجالنا وما يمكن ان يحققوه في‬ ‫اط ُل إِ َّن ْالبَ ِ‬
‫"(وقُ ْل َجاء ْال َح ُّق َوزَ هَقَ ْالبَ ِ‬
‫َ‬
‫اس فَت َ َمنَّ ُواْ ْال َم ْوتَ ِإن ُكنت ُ ْم‬ ‫صةً ِّمن د ِ‬
‫ُون النَّ ِ‬ ‫َّار اآلَ ِخ َرة ُ ِعن َد ّ ِ‬
‫ّللا خَا ِل َ‬ ‫لحظة واحدة وكيف يحبون الموت "(قُ ْل إِن كَان ْ‬
‫َت َل ُك ُم الد ُ‬
‫صا ِدقِينَ )" والمثل الشائع يقول انك التستطيع أن تهدد بطة بالقائها في النهر! فخذ كل مافي اسطاعتك اتخاذه من احتياطات‬
‫َ‬
‫هاز ُمكَ من داخل صفوفك‪ ،‬ومنتقم منك في مكانك‪ ،‬وستكون كمن يدمر نفسه بنفسه "(و َماذلِكَ‬
‫دون الكوارث والفواجع فأنني ِ‬
‫على هللاِ بِ ْ‬
‫عسير)" عندما تقرأ خطابنا هذا فارتقبنا وترحم على نفسك واقرا اول "النحل"[‪ ]88‬واخر "صاد"[‪ – ».]89‬راشد الدين‬
‫[‪]90‬‬
‫سنان‬

‫كونراد اوف مونتفيري ملك بيت المقدس ملك بيت المقدس الثالث عشر بريشة الرسام فرانسسكو ادوارد بيكوت ‪1843‬م‬

‫أغتيال ملك بيت المقدس[عدل]‬


‫طالع أيضًا‪ :‬كونراد من مونفيراتو‬

‫في ‪ 28‬أبريل ‪1192‬م\‪ 588‬هـ تمكن الحشاشون من توجيه ضربتهم الكبرى باغتيال المركيز كونراد من مونفيراتو " ‪Conrad‬‬
‫‪ "of Montferrat‬ملك بيت المقدس بينما كان في صور[‪ .]91‬حيث تخفى مغتالوه في زي رهبان مسيحيين وشقوا طريقهم إلى خلوة‬
‫األسقف والمركيز وعندما سنحت الفرصة طعنوه حتى الموت[‪ .]92‬ويذكر بعض المؤرخين تعاون صالح الدين مع الحشاشين لتنفيذ‬
‫االغتيال‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى ان بعد مرور اربعة أشهر من االغتيال حصلت هدنة بين صالح الدين والحشاشين‪ .‬هذا االغتيال اخر‬
‫منجزات سنان الذي توفي عام ‪1192‬م\‪ 588‬هـ‪.‬‬
‫ما بعد سنان[عدل]‬

‫واصل خلفاء سنان عالقاتهم الطيبة مع خلفاء صالح الدين من االيوبيين في سورية في الوقت الذي كانت عالقتهم متشنجة بشكل‬
‫كبير مع الصليبيين فقاموا باغتيال ريموند ابن بوهيموند الرابع في كنيسة في طرطوس عام‪1213‬م\‪ 610‬هـ االمر الذي أثار‬
‫غضب بوهيموندالذي سارع في القاء الحصار على قلعة الخوابي إال أن حكام دمشق وحلب االيوبيين لم يتاخروا في نجدة الحشاشين‬
‫واجبار الفرنجة على التراجع وفك الحصار[‪.]93‬‬
‫وفي غضون ذلك تمكن الحشاشون بطريقة ما من تحصيل أتاوات "الجزية" من بعض األمراء النصارى‪ .‬ففي‬
‫عام ‪1227‬م بعث فردريك الثاني قائد الحملة الصليبية السادسة (‪ )1228-1229‬وملك القدس بسفارة إلى زعيم النزاريين‬
‫(الحشاشين) وقد أحضر سفراء فردريك هدايا بلغت قيمتها ‪ 80000‬دينار‪.‬‬

‫والقت محاوالت فردريك الثاني مع الحشاشين معارضة فرسان اإلسبتارية‪ ،‬الذين سارعوا إلى الهجوم على القالع النزارية وتكبيد‬
‫الحشاشين خسائر مادية فادحة‪ .‬وفي حلول سنة ‪1228‬م أقام الطرفان "حلف تعاوني" يدفع بموجبه الحشاشين مبالغ مالية لفرسان‬
‫االسبتارية مقابل دفاع االسبتاريين عن قالع النزاريين من اعتداءات القوات الصليبية في انطاكية وطرابلس‪ .‬وقد تطور االمر إلى‬
‫تعاون الطرفين (الحشاشين واالسبتاريين) في حملة شنوها من قلعة الحصن سنة ‪1230‬م ضد أمير انطاكية بوهيموند الرابع[‪.]94‬‬

‫وكان هذا التعاون قد أثار غضب بوهيموند الخامس أمير انطاكية‪ ،‬فقام بكتابة إلى البابا غريغوري التاسع يشكو فيه تحالف‬
‫االسبتاريين مع الحشاشين‪ .‬وفي رد البابا غريغوري على تلك الشكوى كتب إلى رئيس أساقفة صور وإلى اسقفي صيدا وبيروت‪:‬‬

‫« الحشاشين‪ ،‬أعداء هللا وأعداء االسم المسيحي‪ ،‬الذين تجرؤا سابقا على ذبح ريموند ابن بوهيموند الرابع وكثيرا من العظماء‬
‫واألمراء الكاثوليك غدرا‪ ،‬ويجاهدون للتغلب على ديننا بالقوة‪..‬واألخطر من ذلك كله هو أن الحشاشين قد تعدوا‪ ،‬بناء على‬
‫الوعد الذي قطعه سيد االسبتارية بدعمهم وحمايتهم من الهجمات المسيحية‪ ،‬ان يدفعوا لهم مبلغا محددا من المال سنويا ولذلك‬
‫[‪]95‬‬
‫قد بعثنا اليهم باوامر خطية ليكفوا عن حماية ذات اولئلك الحشاشين» – البابا غريغوري التاسع (‪ 26‬اب ‪1236‬م)‬

‫الحركة[عدل]‬ ‫نهاية‬
‫كان الحشاشون في سورية قد شاركوا غيرهم من المسلمين في التصدي للتهديد المغولي‪ ،‬وحاولوا كسب ثقة المماليك ‪ -‬الظاهر‬
‫بيبرس بارسال السفارات والهدايا ولم يبد بيبرس في بداية االمر عداء نحوهم‪ .‬غير ان بيبرس اليمكن ان يتوقع منه التسامح ازاء‬
‫استمرار وجود جيب مستقل في قلب سورية ففي عام ‪1265‬م امر بجمع الضرائب والرسوم على الحشاشين ولم يكن باستطاعة‬
‫الحشاشين الذين اضعفوا في سورية واثبطت عزيمتهم نتيجة مصير اخوانهم الفارسيين ان يبدوا مقاومة تذكر‪.‬‬

‫فأصبحوا هم يدفعون الجزية بدال من اخذها من امراء الدول المجاورة وسرعان ماأصبح بيبرس هو الذي يعين رؤساء الحشاشين‬
‫ويخلعهم بدال من ألموت‪ .‬ففي عام ‪ 1270‬م استاء بيبرس من موقف رئيس الحشاشين المسن نجم الدين فخلعه وعين بدله سريم‬
‫الدين مبارك‪ ،‬وكان الرئيس الجديد يحكم من منصبه كممثل لبيبرس واسثنيت مصيف من سلطته وجعلت تحت السيطرة المباشرة‬
‫لبيبرس‪ .‬ولكن سريم الدين استطاع ان يضم مصيف إلى امالكه فعزله بيبرس وجاء به سجينا إلى القاهرة حيث مات مسموما هناك‪.‬‬

‫واستولى عام ‪1271‬م\‪ 669‬هـ على قلعتي "العليقة" و"الرصافة" وسقطت قلعة "الخوابي" في عام نفسه لتسقط بقيه القالع‬
‫عام ‪1273‬م\‪ 671‬هـ لتنتهي بذلك دولة الحشاشين في بالد الشام‪.‬‬

‫الزعماء[عدل]‬ ‫قائمة‬
‫الحكم‬ ‫الحاكم‬
‫‪1094-1124‬‬ ‫حسن الصباح‬ ‫‪1‬‬
‫‪1124-1138‬‬ ‫بزرك آميد‬ ‫‪2‬‬
‫‪1138-1162‬‬ ‫محمد بن بزرك آميد‬ ‫‪3‬‬
‫‪1162-1166‬‬ ‫الحسن علي بن حسن القاهر‬ ‫‪4‬‬
‫‪1166-1210‬‬ ‫أعلى محمد بن الحسن علي‬ ‫‪5‬‬
‫‪1210-1221‬‬ ‫جالل الدين حسن بن أعلى محمد‬ ‫‪6‬‬
‫‪1221-1255‬‬ ‫عالء الدين محمد بن الحسن‬ ‫‪7‬‬
‫‪1255-1256‬‬ ‫ركن الدين خورشاه بن عالء الدين‬ ‫‪8‬‬

‫ثقافية[عدل]‬ ‫مراجع‬

‫رواية فالديمير بارتول "آلموت" المنشورة سنة ‪ 1938‬م‪ .‬يتكلم بارتول في روايته عن‬ ‫‪‬‬
‫حسن الصباح وفدائيي ألموت وتقويض حكم السالجقة‪ .‬وتدور القصة حول الشخصية‬
‫الخيالية "ابن طاهر" وهو الذي انضم إلى فدائيي ألموت حسب رغبة اهله‪ .‬وتلقى خالل‬
‫ذلك التدريبات الالزمة‪ .‬حتى حان الوقت لتفيذ عملية االغتيال األولى وكانت ضد الوزير‬
‫السلجوقي نظام الملك‪ .‬فنجح ابن طاهر إلى اغتيال نظام الملك لكنه اكتشف فور تنفيذ‬
‫االغتيال انه تم خداعه‪ .‬فيقرر العودة إلى ألموت الغتيال حسن الصباح‪.‬‬

‫ويظهر بارتول الحشاشين بصورة سلبية‪ .‬ويظهر حسن الصباح على انه شخصية متالعبة وعديمة الضمير‪ .‬وقد يكون ذلك بسبب‬
‫تاثر الكاتب باغتيال الكسندر األول ليوغسالفيا‪.‬‬

‫رواية امين معلوف "سمرقند" المنشورة سنة ‪ 1988‬م‪ .‬يتكلم امين معلوف في قصته‬ ‫‪‬‬
‫بشكل أساسي عن الفيلسوف الشاعر الشهر عمر الخيام‪ .‬ويظهر حسن صباح كصديق‬
‫لعمر الخيام ويصل بفضل توصية الخيام إلى البالط السلجوقي ليكون أحد المقربين‬
‫للسلطان السلجوقي في أصفهان‪ .‬االمر الذي يثير التنافس بينه وبين نظام الملك فيستطيع‬
‫األخير اإليقاع بحسن الصباح ويتسبب بطرده‪.‬‬

‫ينجح حسن الصباح اإلسماعيلي الطموح بإنشاء دولته المعارضة للحكم السلجوقي فيما بعد ويتمكن جذب االتباع واألنصار ونشر‬
‫عقيدته على نطاق واسع‪ .‬ويستمر الكاتب في رواية قصص بقية الحكام حتى انهيار الدولة وسقوط قلعة ألموت بيد المغول‪.‬‬

‫رواية لويس المور ‪ The Walking Drum‬المنشورة عام ‪ 1984‬م‪ .‬وتروي القصة‬ ‫‪‬‬
‫رحلة "ماثورين" في أوروبا القديمة وفارس للبحث عن والده المفقود‪ .‬ويكتشف خالل‬
‫بحثه انه والده مختطف في قلعة ألموت‪ .‬وعلى الرغم من الخطر الكبير يعزم ماثورين‬
‫على تخليص والده من األسر‪ .‬وبالفعل يتمكن من الدخول إلى القلعة الحصينة متخفيا‪.‬‬

‫الطائر ينظر إلى القدس من أعلى‬


‫ظهر الحشاشون في لعبة عقيدة االغتيالي (باإلنجليزية‪ ،)Assassin's Creed :‬من‬ ‫‪‬‬
‫إنتاج يوبي سوفت‪ ،‬حيث يتقمص الالعب دور أحد أعضاء الطائفة واسمه الطائر بن ال‬
‫أحد لينفذ عمليات اغتيال حذرة ضد بعض الشخصيات الهامة من الصليبيين والمسلمين في‬
‫بالد الشام‪ ،‬والمدن التي تظهر في اللعبة هي‪ :‬القدس ويظهر فيها مسجد قبة الصخرة‪،‬‬
‫دمشق ويظهر فيها المسجد األموي‪ ،‬وعكا‪ ،‬وتظهر أيضا ً قلعة مصياف في سورية‪.‬‬

‫المصادر[عدل]‬

‫الحشاشون‪ ،‬تأليف برنارد لويس ‪ -‬تعريب محمد موسى‪ ،‬دار المشرق العربي الكبير‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بيروت‪ ،‬طـ‪ 1400 ،1‬هـ‪ 1980/‬م‪.‬‬
‫خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين لفرهاد دفتري ‪-‬ترجمة سيف الدين القصير‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫دار المدى‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2004‬‬
‫رواية سمرقند المين معلوف‬ ‫‪‬‬

‫اإلسماعيلية تاريخ وعقائد‪ ،‬إحسان إلهي ظهير‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫طائفة اإلسماعيلية‪ :‬تاريخها‪ ،‬نظمها‪ ،‬عقائدها‪ ،‬د‪ .‬محمد كامل حسين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أصول اإلسماعيلية والفاطمية والقرمطية‪ ،‬برنارد لويس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫البداية والنهاية البن كثير‪ -‬تحقيق الدكتور عبد هللا بن عبد المحسن التركي‪ -‬هجر للطباعة‬ ‫‪‬‬
‫والنشر‪ -‬الطبعة األولى ‪ 1419‬هـ‪ 1998/‬م‬
‫الكامل في التاريخ البن األثير‪-‬تحقيق عبد هللا القاضي‪-‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ,‬ط‪2‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1415‬هـ‬
‫تاريخ الدعوة اإلسماعيلية ‪ -‬مصطفى غالب‪-‬دار األندلس‪-‬بيروت‪ -‬الطبعة الثانية ‪1965‬‬ ‫‪‬‬
‫م‪.‬‬
‫تاريخ اإلسماعيلية ‪ -‬عارف ثامر‪ -‬الجزء الرابع (الدولة النزارية)‪ -‬دار رياض الريس‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫لندن‪ -‬الطبعة األولى ‪1991‬‬
‫فريا ستارك (‪The Valleys of the Assassins and Other .)2001‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Persian Travels. New York‬‬
‫ماركو بولو كتاب ‪The Book of Ser Marco Polo, volume 1‬‬ ‫‪‬‬

‫مراجع[عدل]‬

‫‪ ^ .1‬المصادر اإلسالمية المعاصرة لهم تسميهم بهذا االسم‬


‫‪ ^ .2‬الملل والنحل للشهرستاني م‪ 2‬ص‪33-32:‬‬
‫‪ ^ .3‬صيد الفوائد‪ :‬الحشاشون وصل لهذا المسار في ‪ 2010-11-16‬نسخة محفوظة ‪ 04‬يوليو ‪ 2017‬على‬
‫موقع واي باك مشين‪.‬‬
‫‪ ^ .4‬إيقاع صواعق اإلرغام\\اآلمر بأحكام هللا\\ص ‪ ,27‬ص ‪32‬‬
‫‪ ^ .5‬البنداري‪،،‬زبدة النصرة‪،،‬ص ‪,,169‬ص ‪195‬‬
‫‪ ^ .6‬خرافات الحشاشين‪\\..‬فرهاد دفتري\\ص ‪144‬‬
‫‪http://www.iis.ac.uk/home.asp?l=en ^ .7‬‬
‫‪Frampton, John (1929). The Most Noble and Famous Travels of Marco ^ .8‬‬
‫‪.Polo‬‬
‫‪ ^ .9‬رحالة زادهم الخيال‪ ..‬والكذب\جريدة الرياض نسخة محفوظة ‪ 14‬ديسمبر ‪ 2012‬على موقع واي باك‬
‫مشين‪.‬‬
‫‪ ^ .10‬الحشاشون فرقة ثورية في تاريخ اإلسالم\برنارد لويس\ص ‪75‬‬
‫‪ ^ .11‬اإلسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص ‪192‬‬
‫‪ ^ .12‬رواية سمرقند‪/‬فردوس الحشاشين‪/‬ص ‪133‬‬
‫‪ ^ .13‬برنارد لويس\‪170‬‬
‫‪ ^ .14‬اإلسماعيليون في العصر الوسيط\\ص ‪190‬‬
‫‪ ^ .15‬اإلسماعيليون في العصر الوسيط\\ص ‪191‬‬
‫‪ ^ .16‬الكامل في التاريخ\\م‪ 8‬ص ‪497‬‬
‫‪ ^ .17‬خرافات الحشاشين واسطاير اإلسماعيليين لفرهاد دفتري\\ص ‪53‬‬
‫‪ ^ .18‬البدايو والنهاية\\ج ‪\\16‬احداث ‪ 524‬ه‬
‫‪ ^ .19‬خرافات الحشاشين وأساطير اإلسماعيليين‪//‬فرهاد دفتري‪/‬ص ‪55‬‬
‫‪ ^ .20‬برنارد لويس\ص ‪157‬‬
‫‪ ^ .21‬الكامل في التاريخ\\ج‪ 9‬ص ‪255‬‬
‫‪ ^ .22‬اإلسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص ‪195‬‬
‫‪ ^ .23‬الحشاشون فرقة ثورية‪\\..‬برنارد لويس\\ص ‪76‬‬
‫‪ ^ .24‬برنارد لويس\ ص ‪79‬‬
‫‪ ^ .25‬اإلسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص ‪196‬‬
‫‪ ^ .26‬رنارد لويس\ ص ‪85‬‬
‫‪ ^ .27‬اإلسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص ‪213‬‬
‫‪ ^ .28‬برنارد لويس\ص ‪86‬‬
‫‪ ^ .29‬اإلسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص ‪215‬‬
‫‪ ^ .30‬برنارد لويس\ ص ‪87‬‬
‫‪ ^ .31‬تعدى إلى األعلى ل‪ :‬أ ب الكامل في التاريخ\\ج ‪ 9‬ص ‪250‬‬
‫‪ ^ .32‬اإلسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص ‪216‬‬
‫‪ ^ .33‬اإلسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص ‪205‬‬
‫‪ ^ .34‬الكامل في التاريخ\\ابن األثير\\ج ‪ 9‬ص ‪168‬‬
‫‪ ^ .35‬برنارد لويس\ص ‪93‬‬
‫‪ ^ .36‬برنارد لويس\ص ‪94‬‬
‫‪ ^ .37‬الكامل في التاريخ\\ابن األثير\\ج ‪ 9‬ص ‪235‬‬
‫‪ ^ .38‬برنارد لويس\ص ‪103‬‬
‫‪ ^ .39‬الكامل في التاريخ\\ابن األثير\\ج ‪ 9‬ص‪245‬‬
‫‪ ^ .40‬الكامل في التاريخ\\ج‪ 9‬ص ‪283‬‬
‫‪ ^ .41‬برنارد لويس\ ص ‪106‬‬
‫‪ ^ .42‬البداية والنهاية\\ابن كثير\\إحداث سنة ‪ 529‬ه‬
‫‪ ^ .43‬الكامل في التاريخ\\ج ‪ 9‬ص ‪292‬‬
‫‪ ^ .44‬البداية والنهاية\\ج ‪\\16‬احداث سنة ‪ 533‬هـ‬
‫‪ ^ .45‬الكامل في التاريخ\\ج‪ 9‬ص ‪ && 315‬ج‪ 9‬ص ‪344‬‬
‫‪ ^ .46‬البداية والنهاية\\ج ‪\\16‬أحداث سنة ‪ 541‬ه‬
‫‪ ^ .47‬الحشاشون فرقة ثورية‪\\..‬برنارد لويس\\ص ‪110‬‬
‫‪ ^ .48‬برنارد لويس\ص ‪111‬‬
‫‪ ^ .49‬برنارد لويس\ص ‪113‬‬
‫‪ ^ .50‬خرافات الحشاشين وأساطير اإلسماعيليين‪//‬ص‪73‬‬
‫‪ ^ .51‬تاريخ الدعوة اإلسماعيلية\\مصطفى غالب\\ص ‪221‬‬
‫‪ ^ .52‬برنارد لويس\ص ‪115‬‬
‫‪ ^ .53‬خرافات الحشاشين وأساطير اإلسماعيليين ‪//‬ص ‪74‬‬
‫‪ ^ .54‬خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين\\ص ‪76‬‬
‫‪ ^ .55‬برنارد لويس\ص ‪124‬‬
‫‪ ^ .56‬تاريخ اإلسماعيلية\\الجزء الرابع\\ثامر عارف\\ص ‪98‬‬
‫‪ ^ .57‬رواية سمرقند\\امين معلوف\\ص ‪194‬‬
‫‪ ^ .58‬تاريخ اإلسماعيلية\\ثامر عارف\\الجزء الرابع\\ص ‪100‬‬
‫‪ ^ .59‬برنارد لويس\ص ‪141‬‬
‫‪ ^ .60‬مصطفى غالب ‪ :‬تاريخ الدعوة اإلسماعيلية \\ص ‪276‬‬
‫‪ ^ .61‬تاريخ اإلسماعيلية\\ثامر عارف\\جزء رابع\\ص ‪99‬‬
‫‪ ^ .62‬ابن تغري بردي‪ .‬النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة‪ .‬ج ‪ 5‬ص ‪205‬‬
‫‪ ^ .63‬ابن العديم‪ .‬بغية الطلب في تاريخ حلب ج ‪ 1‬ص ‪344‬‬
‫‪ ^ .64‬محمد سهيل طقوش‪ .‬تاريخ السالجقة في بالد الشام ‪ 511-471‬هـ ‪ 1117-1078 /‬م‬
‫‪ ^ .65‬برنارد لويس\‪149‬‬
‫‪ ^ .66‬خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين ‪//‬ص ‪105‬‬
‫‪ ^ .67‬ابن القالنسي‪ .‬تاريخ دمشق‪ .‬ص ‪243‬‬
‫‪ ^ .68‬تعدى إلى األعلى ل‪ :‬أ ب خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين ‪//‬ص ‪106‬‬
‫‪ ^ .69‬برنارد لويس\‪152‬‬
‫‪ ^ .70‬البداية والنهاية\\ج ‪\\16‬اخداث ‪ 520‬ه‬
‫‪ ^ .71‬الكامل في التاريخ\\ابن االثير\\ج ‪ 19‬ص ‪235‬‬
‫‪ ^ .72‬برنارد لويس\‪155‬‬
‫ت خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين ‪//‬ص ‪107‬‬ ‫أ ب‬
‫‪ ^ .73‬تعدى إلى األعلى ل‪:‬‬
‫‪ ^ .74‬البداية والنهاية\\ج ‪\\16‬احداث ‪ 523‬ه‬
‫‪ ^ .75‬الكامل في التاريخ\\ج‪ 9‬ص ‪250‬‬
‫‪ ^ .76‬برنارد لويس\‪156‬‬
‫‪ ^ .77‬الكامل في التاريخ\\اج ‪ 9‬ص ‪250‬‬
‫‪ ^ .78‬برنارد لويس\‪157‬‬
‫‪ ^ .79‬الكامل في التاريخ\\ج ‪ 9‬ص ‪ && 259‬ج‪ 9‬ص‪265‬‬
‫‪ ^ .80‬الكامل في التاريخ\\ج ‪ 9‬ص ‪272‬‬
‫‪ ^ .81‬البداية والنهاية\\ج ‪ \\16‬احداث ‪527‬‬
‫‪ ^ .82‬برنارد لويس\‪159‬‬
‫‪ ^ .83‬خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين‪//‬ص ‪60‬‬
‫‪ ^ .84‬خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين\\ص ‪110‬‬
‫‪ ^ .85‬برنارد لويس\‪166‬‬
‫‪ ^ .86‬برنارد لويس\‪167‬‬
‫‪ ^ .87‬برنارد لويس\ ‪168‬‬

‫س ْب َحا َنهُ َوتَعَالَى َ‬


‫ع َّما يُ ْش ِر ُكونَ‬ ‫‪ ^ .88‬أَت َى أ َ ْم ُر َّ ِ‬
‫ّللا فَالَ ت َ ْست َ ْع ِجلُوهُ ُ‬

‫‪َ ^ .89‬ولَت َ ْعلَ ُم َّن نَبَأَهُ بَ ْع َد حِ ٍ‬


‫ين‬
‫‪ ^ .90‬برنارد لويس\‪169‬‬
‫‪ ^ .91‬خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين ‪//‬ص ‪110‬‬
‫‪ ^ .92‬البداية والنهاية\\ج‪\\16‬احداث ‪ 588‬ه‬
‫‪ ^ .93‬خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين\\ص ‪122‬‬
‫‪ ^ .94‬خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين\\ص ‪123‬‬
‫‪ ^ .95‬الترجمة اإلنكليزية للرسالة البابوية في كتاب "فرسان االسبتارية في االرض المقدسة" لندن ‪1931‬‬
‫م\\ص ‪234‬‬
‫في كومنز صور وملفات عن‪ :‬الحشاشون‬
‫˂‬

‫ع‬ ‫‪‬‬

‫ن‬ ‫‪‬‬

‫ت‬ ‫‪‬‬
‫الدول التاريخية اإلسالمية‬

‫بوابة أعالم‬ ‫‪‬‬

‫بوابة اإلسالم‬ ‫‪‬‬

‫بوابة الدولة العباسية‬ ‫‪‬‬

‫بوابة إيران‬ ‫‪‬‬

‫‪GND: 4143220-4‬‬ ‫ضبط استنادي‪‬‬

‫(قارن بالنسخة الحالية · انظر صفحة النقاش والتصويت)‬ ‫هذه الصفحة مقالة مختارة اعتبارا من نسخة ‪ 3‬أبريل ‪2013‬‬

‫تصنيفات‪:‬‬
‫اغتياالت‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالم في العصور الوسطى‬ ‫‪‬‬
‫الدولة السلجوقية‬ ‫‪‬‬
‫إرهاب في إيران‬ ‫‪‬‬
‫إسماعيلية‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ إيران العسكري‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ سوريا‬ ‫‪‬‬
‫تنظيمات سرية‬ ‫‪‬‬
‫عباسيون‬ ‫‪‬‬
‫قتلة مأجورون‬ ‫‪‬‬
‫مهن بائدة‬ ‫‪‬‬
‫مهن قتالية‬ ‫‪‬‬

‫قائمة التصفح‬
‫‪‬‬ ‫غير مسجل للدخول‬

‫‪‬‬ ‫نقاش‬

‫‪‬‬ ‫مساهمات‬

‫‪‬‬ ‫إنشاء حساب‬

‫‪‬‬ ‫دخول‬
‫‪‬‬ ‫مقالة‬
‫‪‬‬ ‫نقاش‬
‫‪‬‬ ‫اقرأ‬
‫‪‬‬ ‫تعديالت معلقة‬
‫‪‬‬ ‫عدل‬
‫‪‬‬ ‫التاريخ‬
‫بحث‬
‫اذهب‬

‫‪‬‬ ‫الصفحة الرئيسية‬


‫األحداث الجارية‬ ‫‪‬‬
‫أحدث التغييرات‬ ‫‪‬‬
‫أحدث التغييرات األساسية‬ ‫‪‬‬
‫تصفح‬
‫المواضيع‬ ‫‪‬‬
‫أبجدي‬ ‫‪‬‬
‫بوابات‬ ‫‪‬‬
‫مقالة عشوائية‬ ‫‪‬‬
‫تصفح بدون إنترنت‬ ‫‪‬‬
‫مشاركة‬
‫اتصل بالموسوعة‬ ‫‪‬‬
‫مساعدة‬ ‫‪‬‬
‫الميدان‬ ‫‪‬‬
‫تبرع‬ ‫‪‬‬
‫طباعة‪/‬تصدير‬
‫إنشاء كتاب‬ ‫‪‬‬
‫تحميل ‪PDF‬‬ ‫‪‬‬
‫نسخة للطباعة‬ ‫‪‬‬
‫في مشاريع أخرى‬
‫ويكيميديا كومنز‬ ‫‪‬‬
‫أدوات‬
‫ماذا يصل هنا‬ ‫‪‬‬
‫تغييرات ذات عالقة‬ ‫‪‬‬
‫ارفع ملفا‬ ‫‪‬‬
‫الصفحات الخاصة‬ ‫‪‬‬
‫وصلة دائمة‬ ‫‪‬‬
‫معلومات الصفحة‬ ‫‪‬‬
‫مادة ويكي بيانات‬ ‫‪‬‬
‫استشهد بهذه الصفحة‬ ‫‪‬‬
‫لغات‬
‫مصرى‬ ‫‪‬‬
‫‪Ελληνικά‬‬ ‫‪‬‬
‫‪English‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Español‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Bahasa Indonesia‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Bahasa Melayu‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Русский‬‬ ‫‪‬‬
‫اردو‬ ‫‪‬‬
‫‪中文‬‬ ‫‪‬‬
‫بقية الوصالت‪40 :‬‬
‫عدل الوصالت‬
‫آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 21‬فبراير ‪ ،2018‬الساعة ‪.20:35‬‬ ‫‪‬‬
‫النصوص منشورة برخصة المشاع اإلبداعي‪ .‬طالع شروط االستخدام للتفاصيل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سياسة الخصوصية‬ ‫‪‬‬

‫عن ويكيبيديا‬ ‫‪‬‬

‫إخالء مسؤولية‬ ‫‪‬‬

‫المطورون‬ ‫‪‬‬

‫بيان تعريف االرتباطات‬ ‫‪‬‬

‫نسخة الجوال‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

You might also like