Professional Documents
Culture Documents
الحشاشون
الحشاشون
الحشاشون
˅
فرق اإلسماعيلية
اآلغاخانية · دروز
السبعية · مؤمنية
مستعلية · داودية
سليمانية · علوية
األعمدة
الوالية · الصيام
الحج · الزكاة
الطهارة · الجهاد
الشهادة
نظريات
الجنان · البعث
الداعي المطلق
الظاهر والباطن
شخصيات هامة
أئمة اإلسماعيلية
حسن الصباح
آغا خان األول
آغا خان الثاني
آغا خان الثالث
آغا خان الرابع
محمد برهان الدين
الفخري عبد هللا
ضياء الدين صاحب
موفق طريف
كريم آغا خان
تاريخ
الدولة الفاطمية
الحشاشون
القرامطة
هذا الصندوق :
عرض
ناقش
عدل
طائفة الحشاشين أو الحشاشون أو الحشيشية[ ]1أو الدعوة الجديدة كما أسموا أنفسهم[ ]2هي طائفة إسماعيلية نزارية ،انفصلت
عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس هجري/الحادي عشر ميالدي لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين هللا ومن جاء مِ ن نسله،
واشتهرت ما بين القرن 5و 7هجري الموافق 11و 13ميالدي ،وكانت معاقلهم األساسية في بالد فارس وفي الشام بعد أن هاجر
إليها بعضهم من إيران .أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزا ً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان
دولته[.]3
اتخذت دولة الحشاشين من القالع الحصينة في قمم الجبال معقالً لنشر الدعوة اإلسماعيلية النزارية في إيران والشام .م َّما أكسبها
عدا ًء شديدًا مع الخالفة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة
لهماكالسالجقة والخوارزميين والزنكيين واأليوبيين باإلضافة إلى الصليبيين ،إال أن جميع تلك الدول فشلت في استئصالهم طوال
عشرات السنين من الحروب.
كانت االستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على االغتياالت التي يقوم بها "فدائيون" ال يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم.
حيث كان هؤالء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الح ّكام واألمراء المعادين لهم ،وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة
جدا ً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.
قضى المغول بقيادة هوالكو على هذه الطائفة في فارس سنة 1256م بعد مذبحة كبيرة وإحراق للقالع والمكاتب اإلسماعيلية،
وسرعان ما تهاوت الحركة في الشام أيضا ً على يد الظاهر بيبرس سنة 1273م.
محتويات
[أخف]
1التسمية
2التأسيس
4.6حكم جالل الدين حسن بن أعلى محمد (1210م1221-م)( 606هـ 618-هـ) o
9المصادر
10مراجع
التسمية[عدل]
إن أقدم تطبيق كتابي لمصطلح "حشيشية" على النزاريين نجده في الرسالة التي كتبها الخليفة الفاطمي اآلمر بأحكام
هللا سنة 1123م والمرسلة إلى اإلسماعيليين في الشام "(إيقاع الصواعق االرغام)" وكان الهدف من هذه الرسالة نقض مزاعم نزار
المصطفى لدين هللا باإلمامة والتأكيد على شرعية الخط المستعلي وقد استُخدم فيها مصطلح الحشيشية مرتين من دون تقديم سبب
واضح[.]4
وت ّمت اإلشارة إلى النزاريين مرة أخرى بالحشيشية في أقدم كتاب سلجوقي معروف لألخبار كتبه سنة 1183م عماد الدين
األصفهاني في كتابه "(نصرة النصرة)" من دون تقديم معنى اشتقاقي للكلمة وقد استخدم مصطلحات أخرى للقذف مثل الباطنية
والمالحدة[.]5
أما المؤرخون الفرس من الفترة اإليلخانية ومنهم الجويني ورشيد الدين اللذان هما المصدران الرئيسان لتاريخ الجماعة النزارية في
فارس -فلم يستخدموا مصطلح الحشيشية أبداً ،وقد استخدموا مصطلح "المالحدة" عندما لم تكن اإلشارة إليهم كإسماعيليين.
وتبقى الحقيقة أنه ال النصوص اإلسماعيلية التي تمت استعادتها حتى اآلن؛ وال أيّا ً من النصوص اإلسالمية غير اإلسماعيلية
المعاصرة التي كانت معادية للنزاريين تشهد باالستعمال الفعلي للحشيش من قبل النزاريين .وحتى المؤرخون الرئيسيون للنزاريين
مثل الجويني الذي نسبوا كل أنواع الدوافع والمعتقدات الخبيثة لإلسماعيليين فإنهم ال يشيرون إليهم "بالحشاشين" والمصادر العربية
التي تشير إليهم بذلك ال تشرح البتة هذه التسمية من جهة استعمال الحشيش[.]6
أساسان ( :)Assasinsأي القتلة أو االغتياليون .وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون
الصليبيون على الفدائية اإلسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم؛
فخافوهم ولقبوهم «األساسان».
[]7
حساسان :نسبة إلى شيخ الجبل «الحسن بن الصباح» الذي أوجد منظمات الفدائية.
ومع بداية النصف الثاني من القرن الثاني عشر بدأت التحويرات العربية لمصطلح الحشاشين تلتقط محليا ً في سورية وتصل إلى
لتكون عددا ً من المصطلحات" "Assassin,,,Assissini,,,Heyssessiniوالتي صار ينعت فيها
مسامع الصليبيين ّ
اإلسماعيلييون النزاريون في سورية األمر الذي أدّى لظهور اسم جديد دخل إلى اللغات الغربية وهو " "Assassinوأصبح يعني
"القاتل" ،وقد كانت المخيلة األوربية خصبة في وصف هؤالء الحشاشين ،وزخرت كتبهم بالكثير من األساطير حولهم فنجد قصة
الرحالة اإليطالي ماركو بولو التي باتت تعرف بـ"أسطورة الفردوس" والذي نقرأ في كتابه في وصف قلعة ألموت ما يلي:
«بأنه كانت فيها حديقة كبيرة مألى بأشجار الفاكهة ،وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء ،وبنات
جميالت يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى ،حتى يوهم شيخ الجبل ألتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة ،وقد كان ممنوعا ً على
ُدخلهم
تقرر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين .كان شيخ الجبل ي ِ ي فرد أن يدخلها ،وكان دخولها مقصورا ً فقط على من ّ
أ ّ
ُشربهم مخدّر الحشيش ،ثم يتركهم نياماً ،ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة،
القلعة في مجموعات ،ثم ي ِ
وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة ،وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة
أخرى ،ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل ،فيركعون أمامه ،ثم يسألهم من أين أتوا؟ ،فيردون" :من
الجنة" ،بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا األشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة
مرة أخرى ،وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم مالئكة تأخذهم إلى الجنة! [»]8
التأسيس[عدل]
بعد دراسة عقائد المذهب اإلسماعيلي في مصر.غادر حسن الصباح القاهرة نتيجة خالفات سياسية.فوصل أصفهان سنة 1081م.
ليبدأ رحلته في نشر تعاليم العقيدة اإلسماعيلية ،ور ّكز جهوده على أقصى الشمال الفارسي ،وبالتحديد على الهضبة المعروفة
بإقليم الديلم واستطاع أن يكسب الكثير من األنصار في تلك المنطقة.
ولم يكن حسن الصباح مشغوالً فقط بكسب األنصار لقضيته؛ وإنما كان مشغوالً أيضا ً بإيجاد قاعدة لنشر العقيدة اإلسماعيلية في كل
البالد لإلبتعاد عن خطر السالجقة حيث فضل معقالً نائيا ً ومنيعا ً ومالذا ً آمنا ً لإلسماعيليين ،فوقع اختياره على قلعة ألموت .قلعة
ألموت هي حصن مقام فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية في قلب جبال البورج ،ويسيطر على وا ٍد مغلق صالح للزراعة يبلغ
طوله ثالثين ميالً وأقصى عرضه ثالثة أميال والقلعة ترتفع أكثر من 6000قدم فوق سطح األرض ،وال يمكن الوصول إليها إال
عبر طريق ضيق شديد االنحدار.
أستطاع حسن الصباح من دخول القلعة سرا يوم األربعاء الموافق 4سبتمبر 1090م بفضل أنصاره المتخفين داخل القلعة وظل
متخفيا ً داخلها لفترة وجيزة قبل أن يسيطر على كامل القلعة وأخرج مالكها القديم بعد أن أعطاه 3000دينار ذهبي ثمنا ً لها[.]10وبذلك
أصبح سيّدا ً لقلعة الموت ،ولم يغادرها طيلة 35عاما ً حتى وفاته.
وكانوا بهذه الفترة يمثّلون امتدادا ً للدولة الفاطمية في القاهرة قبل حدوث االنشقاق[.]11
«ألموت.إنه حصن فوق صخرة على ارتفاع ستة آالف قدم ،تحيط به جبال جرداء وبحيرات منسيّة ،ولهوب وممرات جبلية غير
فضية .وليس في مقدور أكثر الجيوش عديدا ً الوصول إليه إال ِرجالً إثر ِرجل ،وال أقوى المجانيق مالمسة أسواره .ويبدو حصن
ُم ِ
ألموت للقاطنين فيه وكأنه جزيرة وسط محيط من الغيوم ،وإذا نُظر إليه من تحت فإنه مأوى ِ
الجن»
[ ]1 2
— أمين معلوف
.
العسكرية[عدل] اإلستراتيجية
في سعى حسن الصباح ورفاقه لنشر المذهب اإلسماعيلي في إيران.اعتمد على استراتيجية عسكرية مختلفة عن تلك السائدة
في العصور الوسطى .وتمثلت هذه اإلستراتيجية في االغتيال االنتقائي للشخصيات البارزة في دول األعداء .بدال من الخوض في
المعارك التقليدية التي تؤدي إلى ايقاع االف القتلى من الجانبين .والجل ذلك اسس حسن الصباح فرقة متكونة من أكثر المخلصين
للعقيدة اإلسماعيلية وسماها ب"الفدائيين".
وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات واإلسيتراتجيات والقتل .وكان أكثر مايميزهم هو
استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم .وكان على الفدائيون االندماج في جيش الخصم أو البالط الحاكم بحيث يتمكنوا من
الوصول ألماكن استراتيجية تمكنهم من تنفيذ المهمات المنوطة بهم .وهناك قصة مثيرة يرويها المؤرخ كمال الدين فيقول ان زعيم
الحشاشين في سورية أرسل مبعوثا إلى صالح الدين االيوبي وأمره ان يسلم رسالته اليه دون حضور أحد فأمر صالح الدين بتفتيشه
وعندما لم يجدوا معه شيئا خطيرا أمر صالح الدين بالمجلس فانفض ولم يعد ثمة سوى عدد قليل من الناس ،وأمر المبعوث ان ياتي
برسالته ،ولكن المبعوث قال" :امرني سيدي اال أقدم الرسالة اال في عدم حضور أحد" فامر صالح الدين باخالء القاعة تماما إال من
اثنين من المماليك يقفان عند رأسه وقا ل" :ائت برسالتك" ،ولكن المبعوث اجاب" :لقد أمرت باال أقدم الرسالة في حضور أحد على
اإلطالق" فقال صالح الدين":هذان المملوكان اليفترقان عني ،فاذا أردت فقدم رسالتك واال فارحل" فقال المبعوث":لماذا التصرف
هذين االثنين كما صرفت االخرين؟" فأجاب صالح الدين ":انني اعتبرهما في منزلة أبنائي وهم وأنا واحد" عندئذ التفت المبعوث
إلى المملوكين وسألهما ":اذا امرتكما باسم سيدي ان تقتال هذا السلطان فهل تفعالن؟" فردا قائلين 'نعم' ،وجردا سيفهما وقاال":امرنا
بما شئت" فدهش السلطان صالح الدين وغادر المبعوث المكان وأخذ معه المملوكين.]13[.
طيلة ثالث قرون نفذ الفدائيون اغتياالت ضد األعداء الدينيين والسياسيين لإلسماعيلة ،وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في األماكن
العامة على مراى ومسمع الجميع الثارة الرعب .ونادرا مانجا الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم ،بل انهم لجئوا في بعض الحاالت
إلى االنتحار لتجنب الوقوع في ايدي األعداء.
النهج العسكري لدولة الحشاشين كان إلى حدا كبير دفاعيا .فرغم أنتشار اإلسماعيليين في المدن إال أن المعاقل الرئيسية لهم كانت
متمثلة في القالع الحصينة والتي تبنى غالبا فوق قمم الجبال مما يجعلها مالذا امنا في مواجهة اي غزو محتمل.حيث كان الحشاشون
يحرصون على بناء مخازن كبيرة لخزن الماء والطعام داخل القالع مما يجعلهم قادرين على مواجهة الحصار الطويل .وقد نجحت
هذه القالع في صد أغلب الهجمات الموجهة إليها والصمود لعشرات السنين.
أخذت الدولة الفاطمية على عاتقها نشر العقيدة اإلسماعيلية في معظم المناطق اإلسالمية وقد حققت بذلك نجاحات كبيرة
في مصر واليمن والحجاز وبالد الشام إال أن نشر الدعوة في بالد فارس قد شكل تحديا مهما للفاطميين .وذلك ألن إيران كانت بعيدة
عن سلطة الدولة الفاطمية ووقوعها تحت الحكم السلجوقي السني الذي كان ال يتواني عن قمع أي حركة إسماعيلية .إال أن هناك
كثير من دعاة كانوا مستعدين لتحمل تلك المخاطر في سبيل نشر عقيدتهم .وكان من هؤالء الدعاة حسن الصباح.
ولد حسن الصباح السرة شيعية اثنا عشرية واعتنق اإلسماعيلية فيما بعد .وانتقل إلى القاهرة سنة 471هـ\1078م لتعلم عقائد
مذهبه الجديد بشكل أكبر[.]14
كانت الدولة الفاطمية في تلك الفترة تعاني الكثير من المتاعب والفوضى الداخلية والخارجية .األمر الذي أجبر الخليفة واإلمام
الفاطمي المستنصر باهلل على االستعانة بواليه على عكا بدر الدين الجمالي .وإعطائه الصالحيات المطلقة .نجح بدر الدين من
تخليص الدولة إال انه استبد بالحكم حتى أصبح هو الحاكم الفعلي للدولة من دون الخليفة.
كان حسن شديد العداء لبدر الدين الجمالي حتى أنه أُبعد عن القاهرة وعاد إلى أصفهان عام 473هـ\1081م في ظل ظروف
غامضة وبأمر من بدر الجمالي[.]15
بلغت سطوة بدر الجمالي أن عهد بالوزارة البنه األفضل شاهنشاه الذي كان يشاركه في أعمال الوزارة فلما توفي بدر في جمادى
األولى ( 487هـ = 1094م) خلفه ابنه في الوزارة ،وأقره الخليفة على منصبه ،ثم لم يلبث أن توفي المستنصر بعد ذلك بشهور في
( 18من ذي الحجة سنة 487هـ = 29ديسمبر 1094م) عن عمر يناهز سبعة وستين عا ًما ،وبعد حكم دام نحو ستين عا ًما.
وكان الخليفة المستنصر قد سمى أكبر أوالده نزار المصطفى لدين هللا خلفا له في اإلمامة والخالفة .إال أن للوزير األفضل الذي كان
يهدف لتقوية مركزه الدكتاتوري خططا أخرى .فسارع للتحرك عقب وفاة الخليفة المستنصر مباشرة في خطوة وصلت إلى حد
االنقالب في القصر .فقام بتنصيب االخ الغير شقيق لنزار "أحمد" على راس العرش الفاطمي ولقبه بالمستعلي باهلل.
وكان على المستعلي باهلل اصغر أبناء المستنصر وابن اخت الوزير االعتماد الكلي على وزيره القوي .سارع نزار المخلوع إلى
الفرار إلى اإلسكندرية وأعلن من هناك الثورة .وحققت ثورته نجاحات كبيرة.وتقدمت قواته إلى مشارف القاهرة اال انها ما لبثت ان
تعرضت لهزيمة كبيرة وقع على اثرها نزار في ايدي جنود األفضل ليسجن ويقتل.
وكان الخليفة المستنصر قد أبلغ حسن الصباح أن اإلمام من بعده سيكون نزار[ .]16لذلك فهو لم يتردد في تأييد قضية نزار وقطع
روابطه بنظام الحكم الفاطمي وأعتبر المستعلي باهلل غاصبا للخالفة واإلمامة واتبعه بذلك جل اإلسماعيليين في فارس.وبايع نزار
وابنه الهادي من بعده على اإلمامة ليُعرفوا فيما بعد باإلسماعيلية النزارية[ .]17وبمرور الوقت استطاع "النزاريون" الثأر لنزار وذلك
باغتيال الوزير األفضل سنة 1121م وفي عام 524هـ\1130م تم اغتيال الخليفة الفاطمي اآلمر بأحكام هللا في القاهرة من قبل
عشرة حشاشين[.]21[]20[]19[]18
حكم حسن الصباح (1094م1124-م) 487(/هـ 518-هـ)[عدل]
طالع أيضًا :حسن الصباح
بمجرد أن سيطر حسن الصباح على قلعة ألموت بدأ بنشر دعاته في جميع أرجاء إيران السنية التي كان سكانها يتذمرون من الحكم
تحول
السلجوقي للبالد .فأرسل دعاته إلى كوهستان ،وهي منطقة جبلية قاحلة -تقع على الحدود بين إيران وأفغانستان الحاليتين -وقد َّ
األمر في كوهستان إلى ما يشبه الثورة الشعبية أو حركة استقالل من الحكم السلجوقي ،فقد هبَّ اإلسماعيليون في ثورات صريحة
في كثير من أنحاء اإلقليم وفرضوا سيطرتهم على عدة مدن رئيسية وهي شوشان وقعين وطبس وتون وأخريات[ .]22وسرعان ما
انتشرت الدعوة في منطقة رودبار المجاورة لقلعة ألموت وحققت نجاحا ً ال يق ّل عن مثيله في كوهستان .وكانت المناطق الجبلية ذات
ميزة واضحة للتوسع اإلسماعيلي .وهناك مناطق مماثلة تقع في الجنوب الغربي إليران في المنطقة بين خوزستان وفارس حيث
البالد المنيعة والسكان الساخطون على الحكم السلجوقي والتراث المحلي الموالي للشيعة واإلسماعيلية[.]23
وقد أثار هذا االنتشار السريع واالنتفاضات على السلطة السلجوقية عظيم القلق عند السلطان السلجوقي ملكشاه ووزيره األكبر نظام
الملك الذي كان شديد العداء لإلسماعيليين ولحسن الصباح.
ولم يتأخر السالجقة في مواجهة هذا التمرد عسكريا ً ففي سنة 1092م قام السالجقة بتحشيد جيوشهم ،وفرضوا الحصار على قلعة
ألموت معقل الدعوة اإلسماعيلية وهاجموا منطقة كوهستان.
ويذكر المؤرخ الجويني بأن حسن الصباح لم يكن معه في قلعة الموت أكثر من ستين أو سبعين شخصا ً في ذلك الوقت ،ولكنهم
نجحوا في ص ّد ُمحاصريهم ،وفي إحدى ليالي سبتمبر من نفس السنة هاجم سكان رود بار بشكل مفاجئ الجيش السلجوقي؛ مما أدّى
إلى انسحاب الجيش وانتهاء الحصار عن ألموت ،ثم ارتفع الحصار في كوهستان عندما وصلت أخبار وفاة السلطان السلجوقي في
نوفمبر 1092م\ 485هـ ولم يحقق السالجقة أيّا ً من أهدافهم[.]24
نصر كبير لهم .وكانت ضحيتهم األولى الوزير السلجوقي نظام الملك الذي كان ذا سلطة عالية في
ٍ وفي تلك األثناء أ ُ ِ
حرز أول
المحرضين على الهجوم على اإلسماعيليين ففي 12رمضان 485هـ ( 16ديسمبر 1092م) تقدّم أحد
ّ البالط السلجوقي؛ ومن أشد
الفدائيين اإلسماعيليين وهو ُمتخفٍ بثياب الصوفيين نحو محفة الوزير الذي كان محموالً ومتجها ً إلى خيام حريمه ،فهاجم الوزير
وطعنه فمات الوزير وقُتِل المهاجم.
بعد موت السلطان ملكشاه حدث صراع بين أبناءه على السلطة فقد تولى السلطة بعده السلطان بركيارق والذي كان مشغوالً تماما ً
بالصراع ضد أخيه غير الشقيق محمد تابار الذي كان يحظى بتأييد أخيه الشقيق سانجار ،وكان على استعداد ألن يطلب المساعدة
السريّة من اإلسماعيليين لمواجهة أعداءه ،فقد كان ممثلو بركيارق في خراسان يحصلون على تأييد اإلسماعيليين في كوهستان ضد
الجناح المنافس ،حتى أنهم قاموا بالعديد من االغتياالت ضد خصوم بركيارق.
وتم ّكن اإلسماعيليون من السيطرة على قلعة بشرق البورج في عام 1096م حيث حصلوا على مساعدات قيّمة من حاكم دمغان،
عيّن قائدا ً
وهو ضابط يُدعى مظفر كان قد تحول سرا ً إلى العقيدة اإلسماعيلية ،إال أنه كان يتظاهر بالوالء للدولة السلجوقية حتى ُ
على قلعة ،فقام بترميمها وعندما اكتملت ترتيباته صدع بحقيقة انتمائه باعتباره إسماعيليا ً من أتباع حسن الصباح ،وظل يحكم القلعة
40سنة ،وكانت قلعة غيردكوه تط ّل على الطريق الرئيسي بين خراسان وغرب إيران مما جعلها ذات قيمة استراتيجية كبيرة للقوة
اإلسماعيلية المتصاعدة.
واستطاع اإلسماعيليون تدعيم قوتهم في رود بار أكثر فأكثر بالسيطرة على قلعة المسار بهجوم شنّوه عليها في الفترة
من 1096إلى 1102وكان يقود الهجوم "كيا بزرجميد" الذي ظل قائدا ً للقلعة طيلة عشرين عاماً .وكانت القلعة تحتل مكانا
ستراتيجيا ً فوق صخرة مستديرة تط ّل على نهر شاه رود[.]25
استمر االنتشار السريع للدعوة ليصل إلى أصفهان والتي كانت مقر السلطان السلجوقي نفسه ،ورغم الصعوبات تم ّكنوا من السيطرة
على قلعة شاه ديز؛ والتي تقع بالقرب من المدينة .وكان أحمد بن عبد الملك بن عطاش يتولى الدعوة السرية فيها حتى تم ّكنوا من
السيطرة على قلعة أخرى قريبة من أصفهان تس ّمى (حصن خالنكان)[.]26
وفي صيف 1100م أوقع بركيارق الهزيمة بمنافسه محمد تابار الذي انسحب إلى خراسان وفي أعقاب النصر أصبح اإلسماعيليون
أكثر جسارة في نشر دعوتهم ،وكسب مزي ٍد من التأييد الشعبي.
قرر وضع ح ٍد للقوة اإلسماعيلية المتصاعدة في المنطقة .ففي عام 1101م توصل إلى اتفاق مع أخيه سانجار -الذي
لكن بركيارق ّ
كان ال يزال يحكم خراسان -على اتخاذ موقف مشترك ضد اإلسماعيليين .فأرسل سانجار حملة عسكرية كبيرة إلى معاقل
اإلسماعيليين في كوهستان وفرضوا الحصار على قلعتهم هناك ،وكانوا على وشك االستيالء على القلعة لكن اإلسماعيليين رشوا
األمير ليرفع الحصار ويذهب لحال سبيله[ .]27إال إن الحملة العسكرية قد عادت -وبشكل أقوى -بعد ثالث سنوات ،وقد نجحت هذه
الحملة في تدمير قالع اإلسماعيليين في المنطقة ،وسلب ونهب المستوطنات اإلسماعيلية وأخذ بعض سكانها كأرقّاء .إال أن كل هذا
لم يكن كافيا ً في قمع الدعوة الجديدة؛ فقد استطاع اإلسماعيليون بعد مدة غير طويلة تقوية أنفسهم في كوهستان مجددا ً[.]28
ولم يبذل بركيارق جهدا ً حقيقيا ً لمهاجمة مراكز اإلسماعيليين؛ إال أنه سمح بإعداد مذبحة للمتعاطفين مع اإلسماعيلية في أصفهان.
وهكذا أشترك الجند والمواطنون في تصيّد المشبوهين الذين كان يُحاط بهم ويؤخذون إلى الميدان الكبير حيث يقتلون وكان عدد
ضحايا هذه المذبحة 800إسماعيليا ً[ ،]29ومن أصفهان امتدت اإلجراءات ضد اإلسماعيليين إلى العراق حيث قُتلوا في معسكر ببغداد
وأُحرقت كتبهم .وكان أحد اإلسماعيليين البارزين -يدعى إبراهيم أسدآبادي -قد أرسله السلطان نفسه في مهمة رسمية إلى بغداد،
فأرسل السلطان أوامر بقتله ،وعندما جاء سجَّانوه ليقتلوه قال لهم أسد آبادي":حسناً ،إنكم ستقتلونني؛ ولكن هل يمكنكم قتل هؤالء
الذين في القالع؟!"[.]31[]30
كانت سخرية أسدآبادي في محلها ،لقد أُصيب اإلسماعيليون بنكسة كبيرة بسبب غدر بركيارق بهم ،ولكن ظلت قالعهم منيعة ،كما
أنهم لم يستسلموا؛ ففي عامي 1101م و1103م تمكنوا من اغتيال مفتي أصفهان ووالي بيهق ورئيس الكرمية؛ وهي جماعة دينية
متشددة ضد اإلسماعيلية.
بعد وفاة بركيارق في 498هـ\1105م بذل خليفته محمد تابار جهدا ً حازما ً للقضاء على القوة اإلسماعيلية نهائياً؛ فقرر أن يبدأ
يمض وقت طويل على الحصار حتى ت ّم
ِ بقلعة أصفهان؛ لذا قاد جيشه بنفسه ضدهم؛ وألقى عليهم الحصار في 2أبريل 1107م .لم
االتفاق على إخالء القلعة وتسليمها للسلطان مقابل السماح لإلسماعيليين بالمغادرة بسالم .وبالفعل أخلى جزء من اإلسماعيليين القلعة
وانصرفوا إلى مراكز اإلسماعيليين القريبة ،إال أن أحمد بن عطاش -زعيم القلعة -وثمانين آخرين رفضوا االنسحاب وقرروا القتال
حتى الموت فهوجمت القلعة ،وقُتل جميع َمن فيها وأُسر ابن عطاش الذي عرض في موكب طاف شوارع أصفهان ثم سلخ حيا ً
وأُرسل رأسه إلى بغداد[.]32
ولكن السلطان السلجوقي الجديد لم يكتف بذلك ،فقرر قيادة حملة عسكرية لتدمير المراكز الرئيسية لإلسماعيليين المتمثّلة في قالع
رودبار وغيردكوه؛ وبخاصة قلعة ألموت العظيمة مقر حسن الصباح .ففي عام1107م1108-م أرسل السلطان حملة عسكرية إلى
رودبار تحت قيادة وزيره أحمد بن نظام الملك والذي كان والده أول ضحايا اإلسماعيليين أحرزت هذه الحملة متاعب كثيرة
لإلسماعيليين ،إال أنها فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي في االستيالء على قلعة ألموت.
وبعد أن اتضح للسلطان السلجوقي أن االستيالء على قلعة ألموت بالهجوم المباشر مستحيل؛ لذا قرر اللجوء إلى حرب استنزاف.
فيقول المؤرخ الجويني ":لثماني سنوات متوالية كانت القوات تأتي إلى رودبار وتدمر المحاصيل ويشترك الجانبان بالقتال" حتى
أُصيب اإلسماعيليون بقحط شديد ،فقرر السلطان محمد تابار إرسال قواته بقيادة شيرجير لمحاصرة القالع حتى تدميرها ،وبالفعل
تمت محاصرة المسار في 4يونيو1117م\ 511هـ وقلعة ألموت في 13يوليو وأقاموا المنجنيق .وما إن ح َّل شهر
أبريل 1118م حتى كانوا قد أوشكوا على االستيالء على القالع إال أن األنباء قد وصلت بوفاة السلطان محمد فتفرق الجند ونجا
اإلسماعيليون من الفناء[ .]35[]34[]33كان انسحاب جيش شريجير وهو على وشك االنتصار سببا ً لخيبة أم ٍل شديدة عند أعداء
اإلسماعيليين ،كما يبدو أن أنباء وفاة السلطان لم تكن وحدها السبب في هذا االنسحاب المتعجّل .إذ قد يكون هناك دور لعبه الوزير
السلجوقي قوام الدين نصير الدرجازيني ،ويُقال أنه كان إسماعيليا ً في السر .وكان لهذا الوزير التأثير الكبير على
السلطان محمود ابن السلطان المتوفي وخليفته ويقول برنارد لويس" :إنهُ هو الذي دبر انسحاب جيش شيرجير من ألموت وبذلك
حرض السلطان الجديد محمود ضد شيرجير فألقى به في السجن وقتله ،وقد أُتهم
أنقذ اإلسماعيليين في آخر لحظة ،كما أنه ّ
الدرجازيني بعد ذلك بالتآمر في عدة اغتياالت أخرى؛ مما جعل أصابع الشك تتجه إلى أنه لعب دورا ً في وفاة السلطان محمد
المفاجئة".
تميَّز حكم محمود بالفوضى والتمرد ،وبدأت مرحلة جديدة من النزاعات الداخلية بين السالجقة .وخالل هذه الفترة تغيرت طبيعة
سنيَّة ،وأصبحت تميل إلى الهدوء والتسامح ،وحصلوا على قدر كبير من االعتراف السياسي.
العالقات بين اإلسماعيلية والدول ال ُ
وظهرت الواليات واإلمارات اإلسماعيلية على شكل دول مستقلة ،وشاركت في التحالفات والمنافسات المحلية[.]36
مرض حسن الصباح فأع َّد العُدة لمن سيخلفه ،فوقع اختياره على رفيقه بزرجميد ،فتوفي حسن الصباح
في مايو 1124م\ 518هـ ِ
في الـ 23من نفس الشهر.
حكم بزرجميد (1124م1138-م) 518(/هـ 522-هـ)[عدل]
طالع أيضًا :بزرك آميد
كان وفاة زعيم اإلسماعيليين خبرا ً مفرحا ً لجميع أعدائهم ،الذين اعتقدوا أن وفاة حسن الصباح ستش ّكل فرصة للهجوم على دولته
شن السلطان سانجار هجوما ً على اإلسماعيليين[ .]37وتجدر
وتدميرها .ففي عام 1126م -أي بعد مرور سنتين على خالفة بزرجميدّ -
اإلشارة إلى أن سانجار لم يهاجم اإلسماعيليين منذ عام 1103م وربما ذلك ألنه دخل بنوع من االتفاق معهم .ولكن يبدو أن شعور
ّ
يشكالن تفسيرا ً كافيا ً لقرار الهجوم ،وكان الوزير السلطان بالثقة المتزايدة وظنه بضعف اإلسماعيليين تحت حكم حاكمهم الجديد
معين الدين كاشي من أكثر المتحمسين التخاذ أجراء عنيف ضد الخطر اإلسماعيلي[.]38
تم ّكن السالجقة من تحقيق انتصارات غير حاسمة في ك ٍل من تارز وتوراى وقتلوا عشرات اآلالف من اإلسماعيليين[ ]39إال أنها
فشلت بشكل كبير في رودبار .لم يتأخر اإلسماعيليون في االنتقام ،حيث تمكن اثنان من الفدائيين من ّ
شق طريقهم إلى قصر الوزير
معين الدين ليقتاله في 16مارس 1127م .كما استطاع اإلسماعيليون من توسيع قوتهم في رودبار واالستيالء على طلقان وتمكنوا
من اإلغارة على سيستان.
وفي عام 1131م\ 525هـ توفي الخليفة السلجوقي لينشب النزاع المعتاد بين إخوانه وأبناءه على الحكم .وقد استطاع بعض األمراء
توريط الخليفة العباسي المسترشد في تحالف ضد السلطان مسعود أحد المتنازعين على الحكم في إيران .وفي عام 1139م\529
هـ وقع الخليفة ووزيره في أسر مسعود .وساق مسعود أسيره الكبير إلى مراغة ،ولم يكن اإلسماعيليون ليضيعوا مثل هذه الفرصة
فتمكنوا بنجاح من اقتحام المعسكر واغتيال الخليفة العباسي المسترشد ووزيره [.]42[]41[]40
تولى الزعامة بعد وفاة أبيه دون متاعب ،وقد عيّنه وريثا ً له قبل 3أيام من وفاته .وكان أول ضحايا الحكم الجديد الخليفة العباسي
السابق الراشد ابن الخليفة المسترشد الذي اغتاله اإلسماعيليون أيضاً .حيث ت ّم اغتياله في أصفهان[ ]44[]43في يونيو 1138م.كما
اغتال اإلسماعيلييون السلطان السلجوقي داود الذي اُغتيل في تبريز عام 1143م.
وكان أكبر عدوين لإلسماعيليين في ذلك الوقت هما :حاكم مازندران وحاكم الري من قبل السالجقة والذي يُدعى "عباس".ويُقال أن
االثنين بنيا بروجا ً من جماجم اإلسماعيليين ،وقد اغتيل عباس سنة 1146م أثناء زيارته لبغداد[.]47[]46[]45
وعلى الرغم من اغتيال اإلسماعيليين لح ّكام أكبر الدول المعادية لهم (العباسيون والسالجقة) إال أن جذوة الثورة بدا وكأنها انطفأت؛
فقد وصل الموقف بين األمارات اإلسماعيلية والسلطنات السنيّة إلى تجمد فعلي وقبول ضمني متبادل بين الفريقين .أما الكفاح العظيم
وتحول إلى مجرد مناوشات على الحدود.
ّ للقضاء على النظام القديم وإنشاء عصر جديد باسم اإلمام اإلسماعيلي المستور فقد خبا،
وخالل فترة حكم محمد ظهر زعيم جديد داخل القالع اإلسماعيلية استطاع بذكائه وبالغة كلماته أن يكسب الكثير من األتباع ،وكان
هذا هو حسن المعروف بأنه ابن محمد بن بزرجميد زعيم اإلسماعيليين.
كان محمد بن بزرجميد قلقا ً من حماس ابنه فقد كان محمد محافظا ً في عقيدته اإلسماعيلية ،ومتشددا ً في اتّباع المبادئ التي أرساها
أبوه وحسن الصباح ،واعتبر أن سلوك ابنه ال يتطابق مع هذه المبادئ؛ لذا فإنه استنكره بشدة ودعا الناس قائالً":هذا الحسن ابني،
وأنا لست اإلمام ولكني واحد من دعاته ،وكل من يستمع إلى هذه األقوال ويعتقد بها فهو كافر وملحد" .وعلى هذا األساس عاقب
بعض الذين اعتقدوا في إمامة ابنه بكل وسائل اإليذاء والتعذيب .وفي إحدى الحاالت أعدم 250شخصا ً في ألموت ،ثم ربط جثثهم
فوق ظهور 250آخرين وطردهم من القلعة .وبالتالي أُخمدت هذه الحركة ،وتحمل حسن هذه المضايقات واستطاع أن يُبدّد شكوك
أبيه ،وعند وفاة محمد عام 1162م\ 557هـ خلفه دون معارضة[.]48
حكم الحسن علي (1162م1166-م)( 557هـ 561-هـ)[عدل]
طالع أيضًا :الحسن علي بن حسن القاهر
كان حكم حسن علي -ابن الخمسة وثالثين ربيعا ً -في بداية األمر خاليا ً من األحداث المهمة ،لم يُميّزه سوى بعض التخفيف من
اإلتّباع الحازم للشريعة الذي كان سائدا ً من قبل في ألموت ،ولكنه فجأة بعد عامين ونصف من واليته وفي منتصف شهر رمضان
أمر غريب.
حدث ٌ
تتفق المصادر على سرد قصة غريبة :ففي اليوم السابع عشر من شهر رمضان عام 559هـ ( 8أغسطس 1164م) أمر حسن
بإقامة منبر في فناء ألموت يواجه الغرب ترفرف على أركانه األربعة رايات ،وجاء الناس من مختلف الجهات وبأعداد كبيرة
ليتجمعوا حول المنبر وتقول نبذة في وصف ما حدث:
«وبعد قرابة الظهر نزل السيد حسن على ذكره السالم من القلعة مرتديا ً ثوباأ أبيضا ً وعمامة بيضاء ،وتقدم نحو المنبر من
وتوجه بالتحية ثالث مرات :األولى إلى أهل الديلم ثم إلى الذين على اليمين ثم إلى
الجانب األيمن ،وارتقاه في خطى وئيدةّ ،
الذين على اليسار ،وظل جالسا ً برهة ،ثم وقف مرة أخرى وهو ممسك بسيفه ،وتحدث بصوت جهوري مخاطبا ً سكان العوالم
الثالث :عالم الجن ،وعالم اإلنس ،وعالم المالئكة ،فأعلن أنه قد وصلته رسالة من اإلمام المختفي تحمل تعليمات جديدة وتقول:
إن إمام عصرنا يبعث إليكم تحياته وسالمه ،ويُبلَّغكم أنه س ّماكم (خدمه الخصوصيين المختاريين) ،وانه ّ
حرركم من أعباء
قواعد الشريعةـ وأحضركم إلى القيامة»]49[.
ويقول المؤرخ اإلسماعيلي رشيد الدين أنه بعد أن أعلن حسن قيامته؛ َّ
وزع مكاتيب يقول فيها إنه وإن كان من الناحية الظاهرية
يعرف كحفيد لبزرجميد؛ إال أنه في الحقيقة الخفيّة إمام العصر وابن اإلمام السابق من نسل اإلمام نزار المقتول في اإلسكندرية.
ونجد في التراث اإلسماعيلي الالحق إجماع على تأكيد أن حسن ونسله جاءوا من الخط الحقيقي لنزار بالرغم من وجود تفسيرات
مختلفة لكيفية حدوث ذلك.
وقد رفض العديد من اإلسماعيليين هذا النظام الجديد ،واستخدم حسن ضدهم أش َّد العقوبات "لتحريرهم" .وكان من ضمن الذين
رفضوا االنصياع لألوامر الجديدة "صهو حسن" وهو سليل أسرة ديلمية نبيلة.
إال أن المؤرخ اإلسماعيلي مصطفى غالب يروي القصة بطريقة مختلفة :حيث يروي أن حسن علي أعلن عن حقيقته بأنه إمام بعد
ي تغيير في أن كان مخبوئاً ،فتخلّل هذا اإلعالن احتفاالت كبيرة دامت عشرة أيام ُ
س ّميت فيما بعد بـ "عيد القيامة" وال يروي أ َّ
األمور الشرعية[.]51
ومرت فترة حكمه من وخلف حسنا ً ابنه محمد ،وكان شابا ً في التاسعة عشر من العمر ،واستطاع أن ّ
يطور نظرية القيامة ويرسخهاَّ ،
والتوسع أكثر .وقد صاحب فترة حكمه مزي ٌد من االنهيار للدولة السلجوقية
ّ دون أحداث بارزة؛ ماعدا بعض االغتياالت للمنافسين،
المنافسة[.]53
وتوفي في األول من سبتمبر 1210م .ليخلفه ابنه جالل الدين.
حكم جالل الدين حسن بن أعلى محمد (1210م1221-م)( 606هـ 618-هـ)[عدل]
طالع أيضًا :جالل الدين حسن بن أعلى محمد
أظهر جالل الدين في حياة أبيه عدم رضاه على نظريات وممارسات "القيامة" ،كما أبدى رغبةً في قبول األ ُ ّ
خوة اإلسالمية بمعناها
الواسع ،فأعلن -فور وصوله للحكم -عن نبذ نظرية القيامة؛ والعودة إلى المعتقدات اإلسالمية السابقة .وأعلن فرض الشريعة
مجدداً ،وأرسل المبعوثين إلى الخليفة في بغداد ومحمد خوارزمشاه والملوك واألمراء؛ يبلغهم هذه التغييرات؛ األمر الذي نال
استحسان جميع األمراء؛ وخاصة في بغداد.
ونالت هذه التغيرات الطاعة السريعة عند جميع أتباعه في كوهستان وسوريا ورودبار ،وغادر ألموت كما لم يفعل أحد من سابقيه؛
حيث أقام عام ونصف بالخارج دون أن يتعرض لألذى.
وفي نوفمبر 1221م -وبعد حكم دام عشر سنوات -مات جالل الدين حسن ليخلفه ابنه الوحيد عالء الدين محمود[.]55[]54
حكم عالء الدين محمود (1221م1255-م)( 618هـ 653-هـ)[عدل]
طالع أيضًا :عالء الدين محمد بن الحسن
تولى الحكم وكان صبيا ً في التاسعة ،وظل وزير أبيه جالل الدين هو الحاكم الفعلي أللموت مدة من الزمن .ويبدو أنه حافظ على
سياسة جالل الدين إلى ح ٍد ّما.
خالل السنوات األولى من حكم عالء الدين كان الوضع في إيران مناسبا ً لمزيد من ّ
التوسع اإلسماعيلي ،فاإلمبراطورية الخوارزمية
لتوها تحت ضغط الغزو المغولي ،فتمكنوا من السيطرة على مدينة دمغان .وقد أرسل في عهده المبعوثين لنشر
كانت قد تحطمت ّ
الدعوة اإلسماعيلية النزارية في الهند ،والتي ستصبح -فيما بعد -المركز الرئيسي لفرقتهم.
وقد ش ِهد عهده الكثير من االغتياالت الجريئة ضد أعداء اإلسماعيليين .توفي سنة 1255م\ 653هـ ليخلفه ابنه ركن الدين.
حكم ركن الدين خورشاه والنهاية (1255م1256-م)( 653هـ 654-هـ)[عدل]
طالع أيضًا :ركن الدين خورشاه بن عالء الدين
المغول يحاصرون قلعة ألموت ويدخلونها .شكل سقوط ألموت بيد المغول نهاية الحشاشين والقضاء على دويالتهم تماما.
خالل السنوات األخيرة من حكم عالء الدين اقترب اإلسماعيليون أكثر فأكثر من المواجهة النهائية مع أخطر األعداء وأكثرهم
إرهابا ً ورعباً؛ وهم المغول .ففي عام 1218م وصلت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان إلى حدود الدولة الخوارزمية وفي عام
1220م استولى على المدن اإلسالمية القديمة في سمرقند وبخارى ،وعندما مات في عام 1227م حدثت هدنة صغيرة لم تلبث أن
ليشن خليفته هجوما ً على الدولة الخوارزمية ويسحقها ،وذلك في عام 1230م .وما إن ح َّل عام 1240م حتى تم ّكن المغول
ّ انتهت
من إخضاع غرب إيران بأكمله.
وجاء الهجوم األخير في منتصف القرن الثالث عشر ،فقد أرسل الخان األكبر -الذي كان يحكم حينئ ٍذ من بكين -حملة جديدة هي
األشرس بقيادة هوالكو مزودة بأوامر إلخضاع كل دول المسلمين؛ حتى البعيدة منها مثلمصر ،وعندما قاد هوالكو حملته
عام 1256م\ 654هـ كانت القالع اإلسماعيلية أول أهدافه.
شنّت الجيوش المغولية هجمات على قواعد اإلسماعيلية في رودبار وكوهستان ،ولكن نجح اإلسماعيليون في ص ّد تلك الجيوش،
وأفشلوا الهجوم ضد قلعة غيردكوه فشالً ذريعاً.
لكن ركن الدين (زعيم اإلسماعيليين) كان يؤمن بعدم جدوى المقاومة أمام الغزو المغولي؛ فحاول إقامة السالم معهم إلنقاذ دولته.
فأرسل مبعوثا ً إلى قائد المغول في همدان يعرض عليه االستسالم والخضوع للدولة المغولية ،لكن القائد المغولي اقترح أن يقدم ركن
الدين خضوعه لهوالكو شخصياً ،فأرسل أخاه شاهنشاه كح ٍل وسط.
وفي نفس الوقت حاول المغول التقدم في رودبار؛ إال أن اإلسماعيليين تم ّكنوا من صدّهم ،غير أن هذه المقاومة اإلسماعيلية لم تفلح
في منع المغول من السيطرة على عدة مراكز إسماعيلية في كوهستان ،حيث نجح المغول في اقتحام قلعتي "تون وخوان" وأعدموا
كل من يزيد عمره على عشر سنوات[.]56
رفض هوالكو سفارة شاهنشاه وطلب مقابلة ركن الدين شخصيا ً لتقديم االستسالم مقابل أن يضمن هوالكو سالمة اإلسماعيليين.
فقرر ركن الدين تسليم نفسه ،وأمر جميع أتباعه بالنزول من القالع .وبالفعل أُخليت قلعة ألموت في ديسمبر 1256م\ذي القعدة
ّ
654هـ.
وعلى كل حال ففي عام 1256م سارع البرابرة من المغول إلى تسلّق جدران قلعة ألموت التي بقيت صامدة بوجه أقوى الغزوات،
سمح لمؤرخ في الثالثين من
يستثن المكتبة ،لكنه َ
ِ وأبدى هوالكو إعجابه بمعجزة البناء العسكري للقلعة .ثم أمر جنوده بهدمها ،ولم
عمره يُعرف بالجويني بدخول المكتبة .فتم ّكن من دخول هذا المكان العجيب الذي يحتوي على آالف الكتب والمخطوطات النفيسة،
ولم يكن الجويني يملك إال عربة واحدة تُدفع باليد .فقرر الجويني أن من أول واجباته إنقاذ كالم هللا؛ فأخذ يجمع -على عج ٍل -نسخ
القرآن؛ حتى أمضى الوقت في نقلها .فأُضرمت المكتبة والتهمتها النيران على مدى سبعة أيام بلياليها؛ ولتضيع مصنفات ال يُحصى
عددها؛ فلم يبقَ منها حتى نسخة واحدة![.]57
وما إن اعتقل المغول ركن الدين أخذوه إلى قراقورم ليقابل اإلمبراطور المغولي مونكو خان .وفي أثناء الطريق اضطروه ليأمر
تحرك ر ّكاب ركن الدين باتجاه
ضباطه في كوهستان بتسليم قلعتهم إلى المغول ،ففعلوا بعد أن أ َّمنهم هوالكو على حياتهم ،وبمجرد ّ
قراقورم قتلوا اآلالف من سكان القلعة ،ولم يلبثوا حتى قتلوا ركن الدين وأسرته؛ ولم يستطع الفرار من القتل إال ابنه "شمس الدين
محمد"[.]58
ثم قام المغول بجمع أعداد كبيرة من اإلسماعيليين بحجة إحصاء عددهم ،فقُتلوا جميعاً .واستمروا بإقامة المذابح الرهيبة في كل
مكان وجدوا فيه اإلسماعيليين؛ فضالً عن هدم قلعة ألموت؛ لتنتهي بذلك دولة اإلسماعيليين في فارس ،ولم ين ُج من اإلسماعيليين إال
من اعتصم بجبال فارس[.]59
ثم قامت الحصون األخرى ،ففتحوا أبواب قالعهم ،واشتبكوا مع التتر في معارك قويّة طاحنة ،قتل فيها إثنا عشر ألف إسماعيلي،
وثالثون ألف تتري[ ]60ولم يتم ّكن المغول من السيطرة على قلعة غيردكوه إال عام 658هـ[.]61
فيما كان حسن الصباح ما زال يحكم قلعة ألموت ،قامت مجموعة صغيرة من أتباعه برحلة طويلة خطرة عبر أراضي العدو نحو
الغرب .وكانت سورية هي وجهتهم ،وكان هدفهم نشر "الدعوة الجديدة" إلى تلك المنطقة .وقد مر كفاحهم لتدعيم أنفسهم هناك بثالث
مراحل.
المرحلة االولى 506-496هـ 1113-1103 /م[عدل]
تمكن اإلسماعيليون الجدد ان يجعلوا حلب مركزا ً لهم في نشر دعوتهم وذلك برضا الحاكم السلجوقي لحلب رضوان حيث سمح
ألسعد أبو القنج الباطني المعروف بالحكيم المنجم وتابعه أبوطاهر الصائغ العجمي بممارسة شعائرهم والدعوة لمذهبهم .وكان
رضوان بحاجة إلى حليف قوي في الداخل لمواجهة مؤامرات خصومه ،حيث وجد ضالته فيهما فأطلق لهما حرية العمل وسمح لهما
ببناء دار للدعوة في حلب[ .]62وكانت لحلب مزايا كثيرة تجذب الحشاشين فالمدينة يسكنها عدد كبير من الشيعة االثنا عشرية وهي
مجاورة لمناطق الشيعة األخرى في جبل سماق وجبل البهرة .وقد كان قاضي حلب فضل هللا الزوزني العجمي الحنفي أول
ضحاياهم حيث كان يهاجم معتقداتهم[ .]64[]63ثم قام الحشاشون بأول عمليات اغتيال مثيرة في أول مايو 1103م \ 496هـ عندما
اغتال اثنان من الحشاشين متنكرين بثياب متصوفين جناح الدولة حسين أمير حمص أثناء صالة الجمعة وكان شديد العداء
لرضوان[.]65
وبعد مقتل جناح الدولة تولى زعامة الحشاشين أبو طاهر الصائغ .والذي كان متحمسا لمزيد من االنتشار اإلسماعيلي في سوريا.
ففي سنة 499هـ 1105 /م شن اإلسماعيليون أول هجوم لهم على حصن أفاميا حيث تمكنوا من االستيالء عليها وقتل أميرها
خلف بن مالعب في 3فبراير 1106م .وسرعان ماوصل أبو طاهر الصائغ لتولي القيادة بنفسه[ .]66وضلت أفاميا بأيديهم حتى قام
األمير تانكرد حاكم إمارة أنطاكية الصليبية بمحاصرة المدينة وارغمها على االستسالم في 13محرم 500هـ 15 /سبتمبر
1106م .فقتلوا أبو القنج السرميني واطلقوا سراح أبو طاهر وبعض زمالئه بعد فترة[ .]67ليعودا إلى حلب مرة أخرى.
وفي عام 1113م أحرز اإلسماعيلييون أكثر ضرباتهم طموحا حتى ذاك الحين باغتيال األمير مودود في دمشق وهو الحاكم
السلجوقي للموصل ،إال أن سطوتهم لم تدم طويال ،فقد توفي أكثر المدافعين عن الحشاشين رضوان بن تتش يوم 29جمادى اآلخر
507هـ 10 /ديسمبر 1113م ليتولى ابنه ألب ارسالن الحكم.
اتبع الب ارس الن سياسه أبوه بالنسبة للتعامل مع الحشاشين في حلب ولكن لم يلبث ان حدث رد فعل فقد وصل إليه خطاب من
السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه يحذره من الخطر اإلسماعيلي ويدعوه إلى تدميرهم وقام ابن البديع قائد الشرطة للمدينة بالتقاط
المبادرة وحرض الحاكم على النيل من اإلسماعيليين .وبالفعل قام الحاكم بشن هجوم لم يتوقعه اإلسماعيليين في المدينة فاعتقل أبو
طاهر وزعماء الطائفة وقتلوا جميعا وتمكن اخرون من الفرار .لتنتهي بهذه النكسة أول مراحل الكفاح اإلسماعيلي في بالد
الشام[.]69[]68
المرحلة الثانية (1113م1130-م) 506(/هـ 524-هـ)[عدل]
بالرغم من النكسة في حلب إال أن اإلسماعيليين الجدد لم يتراجعوا عن طموحهم في نشر دعوتهم .ففي عام 1114م قامت قوة
مكونة من مائة إسماعيلي باالستيالء على معقل شيزار بعد هجوم مفاجئ بينما كان الحاكم وجنوده في مكان بعيد يشاهدون احتفاالت
المسيحيين بعيد الفصح .وقد تعرض الحشاشون فور ذلك لهجوم مضاد اوقع بهم الهزيمة.
وحتى في حلب استطاع اإلسماعيلييون بالرغم من كارثة 1113م ان يحفظوا لنفسهم بموضع قدم .ففي عام 1119م تم طرد عدوهم
ابن البديع من المدينة وهرب إلى ماردين وكان الحشاشون في انتظاره وهو يعبر الفراتفقتلوه.
تمكن خليفة أبو طاهر المعدوم في حلب "بهرام" من نقل النشاط اإلسماعيلي جنوبا وسرعان مابدا يلعب دورا نشطا في
شؤون دمشق .ففي عام 1126م 520/هـ حدث أول تعاون بين الحشاشين والحاكم التركي لدمشقظاهر الدين طغتكين حيث اشتركوا
سويا في هجوم فاشل شن ضد حصون الصليبيين[.]70[]68
وقام الحاكم الدمشقي بعد ذلك بمنح اإلسماعيليون قلعة بانياس على الحدود مع المملكة الصليبية[ .]71كما حصلوا على في دمشق على
على بناية اسموها "بيت الدعوة" واتخذوها مقرا لهم .وفي بانياس أعاد بهرام بناء القلعة وبدا حملة من التوسع في المناطق
المجاورة .وكان وادي التيم في إقليم الحصيبة يسكنها خليط من الدروز والنصارى وكان يبدو مالئما للتوسع اإلسماعيلي .لكن أثناء
محاولة اإلسماعيليين السيطرة على المنطقة نشب قتال حاد مع سكانها أدى إلى مقتل الزعيم بهرام وانسحاب اإلسماعيليين[.]72[]31
ليتولى الزعامة بعده "إسماعيل" وقد سار على سياسة سلفه ،واستمر الدعم الدمشقي له وخاصة من الوزير المزرجاني .ولكن
سرعان ماجاءت النهاية ففي عام 1128م\ 522هـ توفي طغتكين وبعد وفاته حدثت حملة رد فعل تشبه تلك التي حدثت بعد وفاة
رضوان في حلب .وجاءت المبادرة من قبل مفرج بن الحسن الصوفي الذي كان شديد العداء لإلسماعيليين وقائد شرطة المدينة
بتحريض الحاكم "بوري" ابن طغتكين وخليفته على توجيه ضربة قاضية لإلسماعيليين والغدر بهم .ففي يوم األربعاء 4
ستمبر 1129م\ 523هـ حدثت هذه الضربة[ .]73حيث اغتيل الوزير المزرجاني -باوامر من بوري -وهو جالس في مجلسه يستقبل
الزوار وفصل راسه عن جسده وماان انتشر الخبر حتى قام عسكر المدينة ومعهم الرعاع على الحشاشين قتال ونهبا حتى إذا حل
الصباح ابيد اإلسماعيليون بالمدينة[ ]75[]74ولم يعرف عدد الذين قتلوا بالضبط إال أن أحد المؤرخين قدر العدد ب 20الف قتيل[.]76
وتحقق إسماعيل ان موقفه في بانياس أصبح بائسا فسلم القلعة لالفرنج مقابل إعطاءه واتباعه المالذ االمن ففر ومن معه في
اراضيهم حيث توفي في عام 1130م[.]77[]73
وقد اتخذ المسؤلين عن هذه المجزرة الكثير من االحتياطات لحماية انفسهم من انتقام الحشاشين فارتدوا شباك من االزرد واحاطوا
انفسهم بالحراس على مدار الساعة .ولكن بدون جدوى ،إذ لم تلبث ان جاءت الضربة من مركز الفرقة في ألموت .ففي 7
مايو 1131م\ 525هـ تمكن اثنين من الحشاشين متنكرين بزي جنديين تركيين من الدخول لقصر بوري واالنقضاض بشكل
السريع على "بوري" وطعنه بالخناجر ليموت بوري متاثرا بجراحه[.]79[]78[]73
المرحلة الثالثة (1130م1150-م) 524(/هـ 545-هـ)[عدل]
قلعة مصياف
خالل السنوات العشرين التالية حدثت المرحلة الثالثة والناجحة التي استطاع فيها الحشاشون الحصول على قواعد قالعية لهم في
سورية وكانت هذه المرة في جبل البهرة .ففي عام 1132م اشترى الحشاشون قلعة القدموس[ .]81[]80وفي عام 1136م تمكن
الحشاشون من طرد االفرنج من الخريبة وسيطروا عليها .وفي عام 1140م تمكنوا من االستيالء على قلعة مصيف والتي ستصبح
الحقا أهم معاقلهم وتمكنوا بعدها من السيطرة على قالع أخرى وهي الخوابي والرصافة والعليقة والمنيقة[.]83[]82
وتبقى عالقات الحشاشين خالل هذه الفترة غامضة بعض الشيء .غير ان من المعروف ان جماعة من اإلسماعيليين النزاريين
يقودهم شخص اسمه علي بن الوفا قد تعاونوا مع ريموند االنطاكي في حملته على أمير حلبنور الدين زنكي ،الذي أثار عداوة
اإلسماعيليين بسياسته القمعية للشيعة .وقد فقد علي وريموند كالهما حياتهما على ارض معركة أنب سنة 1149م.
وعقب ذلك بسنوات قليلة في عام 1152م\ 547هـ أقدم الحشاشون على أغتيال الكونت ريموند الثاني من طرابلس والذي كان
الضحية االفرنجي األول الذي يقضي على يد الحشاشين .وقد قام ملك القدس بلدوين الثالث برد هائج بذبح اعداد كبيرة من المسلمين
وقام فرسان الهيكل بغزو أراضي الحشاشين واجبروهم بعد سلسلة من الهجمات على دفع أتاوة سنوية بلغت زهاء 2000قطعة
ذهبية[.]84
سنان شيخ الجبل[عدل]
مقالة مفصلة :سنان شيخ الجبل
ي لِشيخ الجبل راشد الدين سنان ،زعيم الحشيشية.
رس ٌم تخيُل ّ
في هذه األثناء وصل اعظم رؤساء الحشاشين في سورية إلى القيادة .وهو سنان بن سلمان بن محمد المعروف برشيد الدين .وكان
عراقيا مولدا في قرية بالقرب من البصرة وقد تمكن من الوصول لزعامة الفرقة عام 1162م .وكان أول مااهتم به بعد وصوله
للحكم هو دعم قوة فرقته فاعاد بناء قلعتي الرصافة والخوابي واستولى على قلعة العليقة.
العداء مع صالح الدين االيوبي[عدل]
وقعت أول محاولة للحشاشين الغتيال صالح الدين في ديسمبر 1174م\ 568هـ بينما كان يحاصر حلب .حيث تمكن بعض
الحشاشين من التسلل إلى معسكر صالح الدين وقتل األمير أبو قبيس وتال ذاك عراك قتل فيه عدد كبير من الناس ولكن صالح
الدين نفسه لم يصب باذى.
وحدثت المحاولة األخرى في 22مايو 1176م\ 572هـ عندما كان صالح الدين يحاصر عزز حيث تمكن بعض الحشاشين
المتنكرين بزي جنود جيش صالح الدين من التسلل لمعسكره ومهاجمته .ووتمكنوا من قتل العديد من األمراء ولكن صالح الدين
نفسه لم يصب سوى بجروح بسيطة بفضل الدروع التي كان يرتيدها .وقد اتخذ صالح الدين بعد هذه األحداث احتياطات واسعة
للحفاظ على حياته ،فكان ينام في برج خشبي أقيم خصيصا له ولم يكن يسمح الحد اليعرفه شخصيا باالقتراب منه[.]85
يرجع بعض المؤرخين أسباب هذا العداء إلى تحريض قمشطجين حاكم مدينة حلب .كما ان هناك قصة يرويها بعض المؤرخين.
وطبقا لهذه القصة فقد قام عشرة آالف فارس من "النبوية" -وهي طائفة دينية معادية للشيعة في العراق -باالغارة في عام 1174م-
1175م على مراكز اإلسماعيلية في "الباب" و"البوزعة" حيث ذبحوا 13الف إسماعيلي ،وانتهز صالح الدين فرصة ارتباك
اإلسماعيليين وارسل جيشه عليهم يغزو سارمين ومعرة مصرين وقتل معظم سكانهما .وقد يكون قد قام بذلك أثناء مسيره شماال
باتجاه حلب[.]86
وفي أغسطس 1176م تقدم صالح الدين في اراضي الحشاشين تحدوه الرغبة في االنتقام وضرب حصار حول مصيف -كبرى
قالع الحشاشين -ولكنه لم يلبث ان فك الحصار وانصرف.
ويعزي مؤرخ صالح الدين عماد الدين سبب االنسحاب إلى وساطة أمير حماة خال صالح الدين الذي ناشده جيرانه الحشاشون
التدخل لصالحهم .بينما يقدم مؤرخ اخر سببا أكثر اقناعا وهو هجوم الفرنجة على وادي البقاعوماترتب على ذلك من حاجة ملحة
لحضور صالح الدين هناك .اما كمال الدين بن عديم فيذكر في تاريخه عن حلب .ان صالح الدين هو الذي طلب وساطة أمير حماه
وذلك لهلع اصابه من اساليب الحشاشين وخشية على حياته من االغتيال[.]87
ويُقال ان صالح الدين قد بَعث ذات مرة برسالة تهديد إلى سنان فكان رد سنان كالتالي:
«قرأنا خطابك وفهمنا نصه وفحواه والحظنا مايحتوي عليه من تهديدات لنا بالكلمات واألفعال ،ووهللا انه لشيء يدعو إلى
الدهشة أن نجد ذبابة تطن في أذن فيل وبعوضة تلدغ تمثاال ،كثيرون قبلك قالوا مثل هذه األشياء ودمرناهم دون ان يشفع لهم
ب َي ْنقَ ِلبُونَ )" اذا كنت حقا قد أصدرت أوامرك بقطع ظ َل ُموا أ َ َّ
ي ُم ْنقَ َل ٍ سيَ ْع َل ُم الَّذِينَ َ
"(و َ
شفيع ،فهل تبطل الحق وتؤيد الباطل؟ َ
رأسي وتمزيق قالعي في الجبال الصلدة فان هذه امال كاذبة وخياالت واهمة الن االساسيات التدمرها العارضات كما أن
األرواح التدمرها األمراض ،أما اذا عدنا إلى المحسوسات التي تدركها الحواس وتركنا جانبا المعنويات التي تدركها األذهان
فان لدينا أسوة حسنة برسول هللا الذي قال" :لم يقاس نبي مثلما قاسيت" وأنت تعرف ماذا حدث لدعوته واهل بيته وحزبه،
ولكن الموقف لم يتغير والرسالة لم تفشل وحمد هلل اليزال اوال واخيرا .إننا ُمضطهدون ولسنا طغاة ،محرومون ولسنا حارمين
اط َل َكانَ زَ هُوقًا)" .وانت تعرف ظاهر أحوالنا وقدر رجالنا وما يمكن ان يحققوه في اط ُل إِ َّن ْالبَ ِ
"(وقُ ْل َجاء ْال َح ُّق َوزَ هَقَ ْالبَ ِ
َ
اس فَت َ َمنَّ ُواْ ْال َم ْوتَ ِإن ُكنت ُ ْم صةً ِّمن د ِ
ُون النَّ ِ َّار اآلَ ِخ َرة ُ ِعن َد ّ ِ
ّللا خَا ِل َ لحظة واحدة وكيف يحبون الموت "(قُ ْل إِن كَان ْ
َت َل ُك ُم الد ُ
صا ِدقِينَ )" والمثل الشائع يقول انك التستطيع أن تهدد بطة بالقائها في النهر! فخذ كل مافي اسطاعتك اتخاذه من احتياطات
َ
هاز ُمكَ من داخل صفوفك ،ومنتقم منك في مكانك ،وستكون كمن يدمر نفسه بنفسه "(و َماذلِكَ
دون الكوارث والفواجع فأنني ِ
على هللاِ بِ ْ
عسير)" عندما تقرأ خطابنا هذا فارتقبنا وترحم على نفسك واقرا اول "النحل"[ ]88واخر "صاد"[ – ».]89راشد الدين
[]90
سنان
كونراد اوف مونتفيري ملك بيت المقدس ملك بيت المقدس الثالث عشر بريشة الرسام فرانسسكو ادوارد بيكوت 1843م
في 28أبريل 1192م\ 588هـ تمكن الحشاشون من توجيه ضربتهم الكبرى باغتيال المركيز كونراد من مونفيراتو " Conrad
"of Montferratملك بيت المقدس بينما كان في صور[ .]91حيث تخفى مغتالوه في زي رهبان مسيحيين وشقوا طريقهم إلى خلوة
األسقف والمركيز وعندما سنحت الفرصة طعنوه حتى الموت[ .]92ويذكر بعض المؤرخين تعاون صالح الدين مع الحشاشين لتنفيذ
االغتيال .وتجدر اإلشارة إلى ان بعد مرور اربعة أشهر من االغتيال حصلت هدنة بين صالح الدين والحشاشين .هذا االغتيال اخر
منجزات سنان الذي توفي عام 1192م\ 588هـ.
ما بعد سنان[عدل]
واصل خلفاء سنان عالقاتهم الطيبة مع خلفاء صالح الدين من االيوبيين في سورية في الوقت الذي كانت عالقتهم متشنجة بشكل
كبير مع الصليبيين فقاموا باغتيال ريموند ابن بوهيموند الرابع في كنيسة في طرطوس عام1213م\ 610هـ االمر الذي أثار
غضب بوهيموندالذي سارع في القاء الحصار على قلعة الخوابي إال أن حكام دمشق وحلب االيوبيين لم يتاخروا في نجدة الحشاشين
واجبار الفرنجة على التراجع وفك الحصار[.]93
وفي غضون ذلك تمكن الحشاشون بطريقة ما من تحصيل أتاوات "الجزية" من بعض األمراء النصارى .ففي
عام 1227م بعث فردريك الثاني قائد الحملة الصليبية السادسة ( )1228-1229وملك القدس بسفارة إلى زعيم النزاريين
(الحشاشين) وقد أحضر سفراء فردريك هدايا بلغت قيمتها 80000دينار.
والقت محاوالت فردريك الثاني مع الحشاشين معارضة فرسان اإلسبتارية ،الذين سارعوا إلى الهجوم على القالع النزارية وتكبيد
الحشاشين خسائر مادية فادحة .وفي حلول سنة 1228م أقام الطرفان "حلف تعاوني" يدفع بموجبه الحشاشين مبالغ مالية لفرسان
االسبتارية مقابل دفاع االسبتاريين عن قالع النزاريين من اعتداءات القوات الصليبية في انطاكية وطرابلس .وقد تطور االمر إلى
تعاون الطرفين (الحشاشين واالسبتاريين) في حملة شنوها من قلعة الحصن سنة 1230م ضد أمير انطاكية بوهيموند الرابع[.]94
وكان هذا التعاون قد أثار غضب بوهيموند الخامس أمير انطاكية ،فقام بكتابة إلى البابا غريغوري التاسع يشكو فيه تحالف
االسبتاريين مع الحشاشين .وفي رد البابا غريغوري على تلك الشكوى كتب إلى رئيس أساقفة صور وإلى اسقفي صيدا وبيروت:
« الحشاشين ،أعداء هللا وأعداء االسم المسيحي ،الذين تجرؤا سابقا على ذبح ريموند ابن بوهيموند الرابع وكثيرا من العظماء
واألمراء الكاثوليك غدرا ،ويجاهدون للتغلب على ديننا بالقوة..واألخطر من ذلك كله هو أن الحشاشين قد تعدوا ،بناء على
الوعد الذي قطعه سيد االسبتارية بدعمهم وحمايتهم من الهجمات المسيحية ،ان يدفعوا لهم مبلغا محددا من المال سنويا ولذلك
[]95
قد بعثنا اليهم باوامر خطية ليكفوا عن حماية ذات اولئلك الحشاشين» – البابا غريغوري التاسع ( 26اب 1236م)
الحركة[عدل] نهاية
كان الحشاشون في سورية قد شاركوا غيرهم من المسلمين في التصدي للتهديد المغولي ،وحاولوا كسب ثقة المماليك -الظاهر
بيبرس بارسال السفارات والهدايا ولم يبد بيبرس في بداية االمر عداء نحوهم .غير ان بيبرس اليمكن ان يتوقع منه التسامح ازاء
استمرار وجود جيب مستقل في قلب سورية ففي عام 1265م امر بجمع الضرائب والرسوم على الحشاشين ولم يكن باستطاعة
الحشاشين الذين اضعفوا في سورية واثبطت عزيمتهم نتيجة مصير اخوانهم الفارسيين ان يبدوا مقاومة تذكر.
فأصبحوا هم يدفعون الجزية بدال من اخذها من امراء الدول المجاورة وسرعان ماأصبح بيبرس هو الذي يعين رؤساء الحشاشين
ويخلعهم بدال من ألموت .ففي عام 1270م استاء بيبرس من موقف رئيس الحشاشين المسن نجم الدين فخلعه وعين بدله سريم
الدين مبارك ،وكان الرئيس الجديد يحكم من منصبه كممثل لبيبرس واسثنيت مصيف من سلطته وجعلت تحت السيطرة المباشرة
لبيبرس .ولكن سريم الدين استطاع ان يضم مصيف إلى امالكه فعزله بيبرس وجاء به سجينا إلى القاهرة حيث مات مسموما هناك.
واستولى عام 1271م\ 669هـ على قلعتي "العليقة" و"الرصافة" وسقطت قلعة "الخوابي" في عام نفسه لتسقط بقيه القالع
عام 1273م\ 671هـ لتنتهي بذلك دولة الحشاشين في بالد الشام.
الزعماء[عدل] قائمة
الحكم الحاكم
1094-1124 حسن الصباح 1
1124-1138 بزرك آميد 2
1138-1162 محمد بن بزرك آميد 3
1162-1166 الحسن علي بن حسن القاهر 4
1166-1210 أعلى محمد بن الحسن علي 5
1210-1221 جالل الدين حسن بن أعلى محمد 6
1221-1255 عالء الدين محمد بن الحسن 7
1255-1256 ركن الدين خورشاه بن عالء الدين 8
ثقافية[عدل] مراجع
رواية فالديمير بارتول "آلموت" المنشورة سنة 1938م .يتكلم بارتول في روايته عن
حسن الصباح وفدائيي ألموت وتقويض حكم السالجقة .وتدور القصة حول الشخصية
الخيالية "ابن طاهر" وهو الذي انضم إلى فدائيي ألموت حسب رغبة اهله .وتلقى خالل
ذلك التدريبات الالزمة .حتى حان الوقت لتفيذ عملية االغتيال األولى وكانت ضد الوزير
السلجوقي نظام الملك .فنجح ابن طاهر إلى اغتيال نظام الملك لكنه اكتشف فور تنفيذ
االغتيال انه تم خداعه .فيقرر العودة إلى ألموت الغتيال حسن الصباح.
ويظهر بارتول الحشاشين بصورة سلبية .ويظهر حسن الصباح على انه شخصية متالعبة وعديمة الضمير .وقد يكون ذلك بسبب
تاثر الكاتب باغتيال الكسندر األول ليوغسالفيا.
رواية امين معلوف "سمرقند" المنشورة سنة 1988م .يتكلم امين معلوف في قصته
بشكل أساسي عن الفيلسوف الشاعر الشهر عمر الخيام .ويظهر حسن صباح كصديق
لعمر الخيام ويصل بفضل توصية الخيام إلى البالط السلجوقي ليكون أحد المقربين
للسلطان السلجوقي في أصفهان .االمر الذي يثير التنافس بينه وبين نظام الملك فيستطيع
األخير اإليقاع بحسن الصباح ويتسبب بطرده.
ينجح حسن الصباح اإلسماعيلي الطموح بإنشاء دولته المعارضة للحكم السلجوقي فيما بعد ويتمكن جذب االتباع واألنصار ونشر
عقيدته على نطاق واسع .ويستمر الكاتب في رواية قصص بقية الحكام حتى انهيار الدولة وسقوط قلعة ألموت بيد المغول.
رواية لويس المور The Walking Drumالمنشورة عام 1984م .وتروي القصة
رحلة "ماثورين" في أوروبا القديمة وفارس للبحث عن والده المفقود .ويكتشف خالل
بحثه انه والده مختطف في قلعة ألموت .وعلى الرغم من الخطر الكبير يعزم ماثورين
على تخليص والده من األسر .وبالفعل يتمكن من الدخول إلى القلعة الحصينة متخفيا.
المصادر[عدل]
الحشاشون ،تأليف برنارد لويس -تعريب محمد موسى ،دار المشرق العربي الكبير،
بيروت ،طـ 1400 ،1هـ 1980/م.
خرافات الحشاشين واساطير اإلسماعيليين لفرهاد دفتري -ترجمة سيف الدين القصير،
دار المدى ،دمشق ،الطبعة الثانية .2004
رواية سمرقند المين معلوف
طائفة اإلسماعيلية :تاريخها ،نظمها ،عقائدها ،د .محمد كامل حسين.
البداية والنهاية البن كثير -تحقيق الدكتور عبد هللا بن عبد المحسن التركي -هجر للطباعة
والنشر -الطبعة األولى 1419هـ 1998/م
الكامل في التاريخ البن األثير-تحقيق عبد هللا القاضي-دار الكتب العلمية ،بيروت ,ط2
1415هـ
تاريخ الدعوة اإلسماعيلية -مصطفى غالب-دار األندلس-بيروت -الطبعة الثانية 1965
م.
تاريخ اإلسماعيلية -عارف ثامر -الجزء الرابع (الدولة النزارية) -دار رياض الريس-
لندن -الطبعة األولى 1991
فريا ستارك (The Valleys of the Assassins and Other .)2001
Persian Travels. New York
ماركو بولو كتاب The Book of Ser Marco Polo, volume 1
مراجع[عدل]
ع
ن
ت
الدول التاريخية اإلسالمية
(قارن بالنسخة الحالية · انظر صفحة النقاش والتصويت) هذه الصفحة مقالة مختارة اعتبارا من نسخة 3أبريل 2013
تصنيفات:
اغتياالت
اإلسالم في العصور الوسطى
الدولة السلجوقية
إرهاب في إيران
إسماعيلية
تاريخ إيران العسكري
تاريخ سوريا
تنظيمات سرية
عباسيون
قتلة مأجورون
مهن بائدة
مهن قتالية
قائمة التصفح
غير مسجل للدخول
نقاش
مساهمات
دخول
مقالة
نقاش
اقرأ
تعديالت معلقة
عدل
التاريخ
بحث
اذهب
المطورون