‫ط الدَّررِ ﴾‬

‫م ُ‬
‫س ْ‬
‫﴿ ِ‬

‫بسم الله الررحّمن الررحّيم‬

‫الحمدلله القوي سلطانه * الواضح برهانه * المبسوط فممي الوجممود كرمممه‬

‫خل َقَ الخلقَ ل ِ‬

‫حكِمه * وطوى عليهمما‬ ‫واحّسانه * تعالى مجده وعظم شانه * َ‬

‫علمه * وبسط لهم من فائض المنةما جرت به اقممدار القسمممة * فأرسممل‬

‫إليهم اشرف خلقه واجل عبيده رحّمة * تعلقت ارادتممه الزأليممة بخلممق هممذا‬

‫العبد المحبوب * فا نتشرت اثار شرفه في عوالم الشهادة والغيوب * فما‬

‫اجل هذا المن الذي تكِرم به المنان * وما اعظم هذا الفضل الذي برزأ من‬

‫ل محمممود * فتعطممرت‬
‫ة ظهممرت فممي هيكِمم ل‬
‫حّضرة الحّسان * صممورةة كاملمم ة‬

‫بوجودها اكناف الوجود * وطرزأت برد العوالم بطرازأ التكِريم *‬

‫تجلى الحق في عالم قدسه الواسع * تجليمما بإنتشممار فضممله فممي القريممب‬

‫والشاسع * فله الحمد الممذي ل تنحصممر افممراده بتعممداد * و ليمممل تكِممراره‬

‫بكِممثرة تممرداد * حّيممث ابممرزأ مممن عممالم المكِممان * صممورة هممذا النسممان *‬

‫ليتشرف بوجوده الثقلن * وتنتشر اسممراره فممي الكمموان * فممما مممن سممر‬

‫اتصل به قلب منيب * ال من سوابغ فضل الله على هذا الحبيب *‬

‫‪1‬‬
‫فسبحان الذي ابرزأ من حّضرة المتنان * مما يعجمز عمن وصمفه اللسمان *‬

‫ويحار في تعقل معانيه الجنان * انتشر منه في عالم البطممون والظهممور *‬

‫ما ملءا الوجود الخلقي نور * فتبارك الله من اله كريم * بشرتنا اياته فممي‬

‫الذكر الحكِيم * ببشارة } لقد جاءاكم رسو ز‬

‫ل من انفسكِم * عزيزز عليه ممما‬

‫ف رحّيم * { فمن فاجأته هذه البشارة و‬

‫ص عليكِم بالمؤمنين رؤ ز‬
‫عنتم حّري ز‬

‫ط مستقيم *‬
‫هديَ الى صرا ل‬
‫ب سليم فقد ُ‬
‫تلقاها بقل ل‬

‫و اشهد ان ل اله ال الله وحّده ل شريك لممه شممهادة تعممرب بهمما اللسممان *‬

‫عما تضمنه الجنان * من التصديق بها والذاعان * تثبت بها في الصدور من‬

‫اليمان قواعده * و تلوح على اهل اليقين من سر ذالك الذاعان والتصممديق‬

‫شواهده * واشهد ان سمميدنا محمممدا ة العبممد الصممادق فممي قمموله وفعلممه * و‬

‫ه اللممه‬
‫المبلغ عن الله ما امره بتبليغه لخلقه من فرضه ونفله * عبد ز ارسممل ُ‬

‫ن بشيرا ة ونذيرا ة * فبلغ الرسالة * و ادى المانة * وهدى الله به من‬

‫للعالمي ة‬
‫المة بشرا ة كثيرا ة * فكِان في ظلمممة الجهممل للمستبصممرين سممراجا ة وقمممرا ة‬

‫منيرا ة * فما اعظمها من منةل تكِررم الله بها على البشر * و ما اوسعها مممن‬

‫ة انتشر سرها في البحر و الممبر * اللهممم صممل وسمملم باجممل الصمملوات‬

‫نعم ل‬

‫واجمعها و ازأكى التحيممات و اوسممعها * علممى هممذا العبممد الممذي وفممى بحممق‬

‫العبودية * و برزأ فيها في خلعة الكِمال * و قام بحق الربوبية في مممواطن‬

‫الخدمة لله و اقبل عليهِ غاية القبال * صلةة يتصل بها روح المصمملي عليممه‬

‫به * فينبسط في قلبه نور سر تعلقه به وحّبه * و يكِتب بها بعناية الله في‬

‫‪2‬‬
‫حّزبه * وعلى اله وصحبه من ارتقوا صهوة المجد بقربممه * و تفيممأوا ظلل‬

‫الشرف الصلي بوده وحّبه * و ما عطر الكوان بنشر ذاكراهم نسيم *‬

‫اممما بعممد فلممما تعلقممت ارادة اللممه فممي العلممم القممديم * بظهممور اسممرار‬

‫التخصيص للبشر الكِريم * بالتقممديم والتكِريممم * نفممذت القممدرة البمماهرة *‬

‫بالنعمة الواسعة و المنة الغامرة * فانفلقت بيضممة التصمموير * فممي العممالم‬

‫ق‬
‫ل المطلمم ِ‬
‫ل مشهود ل بالعين * حّاول لوصف الكِما ِ‬
‫المطلق الكِبير * عن جما ل‬

‫ن التام ِ و الزيممن * فتنقممل ذالممك الجمممال الميمممون * فممي الصمملب‬

‫و الحس ِ‬

‫مه * ال و تمت عليه من الله النعمممة‬

‫بض ر‬
‫الكِريمة والبطون * فما من صل ل‬

‫م الذي يتنقق ُ‬
‫ل في بروجه * ليتشرف به ممموطن اسممتقراره‬ ‫* فهو القمر التا ّ‬

‫و موضع خروجه * وقد قضت القدار الزألية بما قضت و اظهرت من سممرر‬

‫هذا النور ما اظهرت * و خصصت به من خصصممت * فكِممان مسممتقره فممي‬

‫الصلب الفمماخرة * والرحّممام الشممريفة الطمماهرة * حّممتى بممرزأ فممي عممالم‬

‫الشهادة بشرا ة ل كالبشر * و نممورا ة حّيممر الفكِممار ظهمموره و بهممر * فتعلقممت‬

‫همُة الراقم لهذه الحروف* بإن يرقم في هذا القرطمماس ممماهو لممديه مممن‬

‫عجائب ذالك النممور معممروف * و إن كممانت اللسممن ل تفممي بعشممر معشممارِ‬

‫ف ذالك الموصوف * تشويقا ة للسامعين * مممن خممواص المممؤمنين * و‬

‫اوصا ِ‬

‫ترويحا ة للمتعلقين بهذا النور المبين * و ال فانى تعرب القلم * عن شممؤن‬

‫خير النام * ولكِن هزني الى تدوين ما حّفظته من سير اشرف المخلوقين‬

‫م العممالمين * و بقيممت‬
‫* و ما اكرمه الله به في مولده من الفضل الذي عمم ق‬

‫‪3‬‬
‫رايته في الكِون منشورة على مر اليام والشهور والسنين * داعي التعلق‬

‫ج التشوق الى سماع اوصممافها العظيمممة * و‬

‫ع ُ‬
‫بهذه الحضرة الكِريمة * ول ِ‬

‫لع ق‬
‫ل الله ينفممع بهمما المتكِلمم والسمامع * فيممدخلن فمي شمفاعة همذا النمبي‬

‫ن بروِح ذالك النعيم *‬

‫الشافع * و يتروحّا ِ‬

‫وقد آن للقلم ان يخط ما حّركته فيممه النامممل * مممم اسممتفاده الفهممم مممن‬

‫صفات هذا العبد المحبوب الكِامل * و شمائله التي هي احّسن الشمائل *‬

‫ن ان ُنثِبت ما بلغ الينا في شأن هذا الحممبيب مممن اخبممارل و أثممار *‬

‫س َ‬
‫حّ ُ‬
‫وهنا َ‬

‫ليتشرف بكِتابته القلم والقرطاس و تتنزه في حّدائقه السممماع و البصممار‬

‫* وقد بلغنا في الحّاديث المشممهورة إن اول شمميلءا خلقممه اللممه هممو النممور‬

‫ق برَزأ في العممالم *‬
‫المودع في هذه الصورة * فنور هذا الحبيب اول مخلو ل‬

‫ق فيممما حّممدث و ممما تقممادم * وقممد اخممرج‬ ‫ة‬

‫و منه تفرع الوجود خلقا بعد خلمم ل‬

‫عبدالرزأاق بسنده عن جابر بن عبدالله النصاري رضي الله عنهما قال ‪} :‬‬

‫قلت يا رسول الله بابي و امممي اخممبرني عممن اول شمميلءا خلقممه اللممه قبممل‬

‫الشياءا * قال ‪ :‬يا جابر إن الله خلق قبل الشممياءا نممور نبيممك محمممدل صمملى‬

‫الله عليه وسلم من نوره *‬

‫وقد ورد من حّديث ابو هريرة رضي الله عنه انه قممال ‪ } * :‬قممال ‪:‬رسممول‬

‫ق وآخرهممم فممي‬
‫الله صلى الله عليه وسمملم ‪ :‬كنممت اول النممبيين فممي الخلمم ِ‬

‫البعث *‬

‫‪4‬‬
‫وقد تعددت الروايممات بممانه اول الخلممق وجممودا و اشممرفهم مولممودا * ولممما‬

‫ة خفية اختصت من شاءات من البرية *‬

‫كانت السعادة البدية * لها ملحّظ ز‬

‫بكِمال الخصوصية * فاستودعت هذا النور المبين * اصمملب و بطممون مممن‬

‫شرفته من العالمين * فتنقل هذا النور مممن صمملب ادم ونممولح و ابراهيممم *‬

‫حّتى اوصلته يد العلم القديم * الى من خصصممته بممالتكِريم ابيممه الكِريممم *‬

‫عبدالله ابن عبدالمطلب ذاي القدر العظيم * و امه التي هي في المخاوف‬

‫آمنة * السيدة الكِريمة امنة * فتلقاه صلب عبدالله * فالقاه الى بطنهمما *‬

‫درةِ و صممونها *‬
‫فضمته احّشاؤها بمعونة الله محافظممة علممى حّممق هممذه المم ُ‬

‫فحملته برعاية الله كما ورد عنها حّمل ة خفيفمما ة ل تجممد لممه ثقل ة * و لتشممكِوا‬

‫منه الما ة ول علل ة * حّتى مرر الشهر بعد الشهر مممن حّملممه * و قممرب وقممت‬

‫بروزأه الى عالم الشهادة لتنبسط على اهل هذا العممالم فيوضممات فضممله *‬

‫وتنتشر فيه اثار مجده الصميم *‬

‫ومنذُ علقت به هذه الدرة المكِنونة * و الجوهرة المصونة * و الكِممون كلممه‬

‫يصبح و يمسي في سرولر و ابتهاج * بقرب ظهور اشراق هذا السممراج * و‬

‫ة الى التقاط جممواهر كنمموزأه * و كممل‬

‫ة الى بروزأه * متشوق ز‬
‫العيون متشوف ز‬

‫ش نطقت بفصمميح العبممارة * معلنممة بكِمممال البشممارة * وممما مممن‬

‫دابةل لقري ل‬

‫ل حّملممت فممي ذالممك العممام * ال اتممت فممي حّملهمما بغلم * مممن بركممات‬
‫حّام ل‬

‫ة بعطر الفممرح‬
‫وسعادة هذا المام * ولم تزل الرض والسموات * متضمخ ة‬

‫بملقاة اشرف البريات * و بروزأه من عممالم الخفمماءا الممى عممالم الظهممور *‬

‫‪5‬‬
‫فاظهر الله في الوجود بهجة التكِريم * و بسمط فمي العمالم الكِمبير مائمدة‬

‫التشريف و التعظيم * ببروزأ هذا البشر الكِريم *‬

‫فحين قرب اوان وضع همذا الحمبيب * اعلنممت السمموات والرضممون ومممن‬

‫فيهن بالترحّيب * و امطار الجود اللهي علممى اهممل الوجممود تثممج *والسممنة‬

‫الملئكِة بالتبشير للعالمين تعج )‪ *1 (1‬والقدرة كشفت قناع هذا المستور‬

‫* ليبرزأ نوره ُ كامل ة في عالم الظهممور * نممورا ة فمماق كممل نممور*و انفممذ الحممق‬

‫حّكِمه * على من اتم الله عليه النعمة * من خواص المة * ان يحضر عند‬

‫وضعه امة * تانيسا ة لجنابها المسعود * و مشممارك ة‬

‫ة لهمما فممي هممذا السممماط‬

‫الممدود * فحضرت بتوفيق الله السيدة مريم والسمميدة اسممية * و معهممما‬

‫من الحور العين من قسم الله له من الشممرف بالقسمممة الوافيممة * فمماتى‬

‫الوقت الذي رتب الله علممى حّضمموره وجممود هممذا المولممود * فممانفلق صممبح‬

‫الكِمال من النور عن عمود و برزأ الحامد المحمود * مممذعنا ة للممه بممالتعظيم‬

‫والسجود *‬

‫اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله‬

‫مح ر‬
‫ل المممقممميممممام‬

‫وحّين برزأ صلى الله عليممه وسمملم مممن بطممن امممه بممرزأ رافعمما ة طرفممه الممى‬

‫السماءا * مؤميةابذلك الرفع الى انه له شرفا ة عل مجده وسما * وكان وقت‬

‫مولد سيد الكِونين * من الشهور شهر ربيع الول ومن اليام يوم الثنين *‬

‫) ‪ ( 1‬سبحان الله والحمدلله و ل اله ال الله والله و اكبر ) ثلثا (‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫و موضع ولدته و قممبره بممالحرمين * و قممد ورد انممه ولممد مختونمما ة مكِحممول ة‬

‫سرة * تولت ذالك لشرفه عند الله ايدي القممدرة * و مممع بممروزأه‬
‫مقطوع ال ُ‬

‫الى هذا العالم ظهر من العجائب * ما يمدل علمى ان ه اشمرف المخلموقين‬

‫وافضللحبائب * فقد ورد عن عبدالرحّمن بن عوف عن امه الشفاءا رضي‬

‫الله عنهما * قالت ‪ } :‬لما ولدت امنة رضي اللممه عنهمما رسممول اللممه وقممع‬

‫ل فسمعت قائل ة يقول رحّمك الله او رحّمك ربك * قالت‬

‫على يدي فا سته ق‬

‫ة‬
‫سممن ُ‬
‫الشفءا ‪ :‬فاضاءا له ما بين المشممرق والمغممرب * * و كممم ترجمممت ال ّ‬

‫من عظيم المعجزات * و باهر اليات البينات * بما يقضممي بعظيممم شممرفه‬

‫ن ترعمماه * وانممه الهممادي الممى‬

‫عند موله * و إن عيممن عنممايته فممي كممل حّيمم ل‬

‫الصراط المستقيم *‬

‫ثم انه بعد ان حّكِمت القدرة بظهممور ة * و انتشممرت فممي الكمموان لوامممع‬

‫ضعات * و تمموفرت رغبممات اهممل الوجممود‬

‫نوره * تسابقت الى رضاعهِ المر ِ‬

‫م ممن الحضمرة العظيممة * بواسمطة‬

‫حكِم ُ‬
‫في حّضانة هذه الذات * فنفمذ ال ُ‬

‫السوابق القديمة * بإن الولى بتربية هذا الحبيب و حّضانته السيدة حّليمة‬

‫* و حّين لحّظته عيونها * و برزأ في شممأنها مممن السممرار مكِنونهمما * نممازأل‬

‫قلبها من الفرح و السرور * ما د ر‬

‫ل على ان حّظها مممن الكِرامممة عنممد اللممه‬

‫حّ ز‬
‫ظ موفور * فحنت عليه حّنو المهات على البنين * و رغبت فمي رضماعه‬

‫طمعا ة في نيل بركاته التي شملت العالمين * فطلبت مممن امممه الكِريمممة *‬

‫ان تتولى رضمماعه وحّضممانته و تربيتممه بممالعين الرحّيمممة * فأجابتهمما بالتلبيممة‬

‫‪7‬‬
‫لممداعيها * لممما رأت مممن صممدقها فممي حّسممن التربيممة و وفممور دواعيهمما *‬

‫ة و بعيمن‬
‫فترحّلت به المى منازألهما مسمرورة * وهمي برعايمة الل ه محفوفم ز‬

‫عنايته منظورة * فشاهدت في طريقها من غريممب المعجممزات * ممما دلهمما‬

‫على انه اشرف المخلوقات * فقممد اتممت و شممارفها و اتانهمما ضممعيفتان * و‬

‫رجعت وهما لدواب القافلة يسممبقان * و قممد درت الشممارف والشممياة مممن‬

‫اللبان * بما حّير العقول والذاهان * و بقي عنممدها فممي حّضممانتها و زأوجهمما‬

‫سنتين * تتلقى من بركات و عجائب معجزاته ما تقّر به العيممن * و تنتشممر‬

‫اسراره في الكِونين * حّتى واجهته ملئكِة التخصيص و الكرام * بالشرف‬

‫الذي عمت بركتممه النممام * وهممو يرعممى الغنممام * فاضممجعوه علممى الرض‬

‫اضجاع تشريف * و شقوا بطنه شممقا ة لطيممف * ثممم اخرجمموا مممن قلبممه ممما‬

‫اخرجوه و اودعوا فيه من اسرار العلم و الحكِمة ما اودعوه *‬

‫ة و ثبات * يتصممفح مممن سممطور القممدرة اللهيممة بمماهر‬

‫و هو مع ذالك في قو ل‬

‫اليممات * فبلممغ الممى مرضممعته الصممالحة العفيفممة * ممما حّصممل علممى ذااتممه‬

‫ث تخشمماه * و لمتممدرِ انممه ملحّمم ز‬

‫ظ‬ ‫الشممريفة * فتخمموفت عليممه مممن حّمماد ل‬

‫ة من موله * فردته الى امه و هممي غيممر سممخيةل بفراقممه *‬

‫بالملحّظة التام ِ‬

‫ولكِن لما قام معها من حّزن القلب عليه و اشفاقه * و هو بحمممدالله فممي‬

‫ن مانلع و مقام ل كريم *‬

‫حّص ل‬

‫فنشمماءا علممى اكمممل الوصمماف * يحفممه مممن اللممه جميممل الرعايممة و غممامر‬

‫اللطاف * فكِان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر * و يظهر عليه‬

‫‪8‬‬
‫في صباه من شرف الكِمال ما يشهد له بأنه سيد ولد آدم ول فخممر * ولممم‬

‫ة ولمرهِ طائعة * فما‬

‫يزل وانجم سعوده طالعة * و الكِائنات لعهده حّافظ ز‬

‫ث ال وانزلممه ممموله *‬
‫ض ال شفاهُ اللممه * و لتمموجه فممي غيمم ل‬
‫نفث على مري ل‬

‫حّتى بلغ من العمر اشده * و مضت له من سن الشباب والكِهولممة مممدة *‬

‫فاجأته الحضرة اللهية بما شرفته به وحّده *فنممزل عليممه الممروح الميممن *‬

‫بالبشرى من رب العالمين * فتل عليه لسان الذكر الحكِيم شاهد } و انممك‬

‫لتلقى القرآن من لدن حّكِيم ل عليم *‬

‫فكِان اول ما نزل عليه من تلك الحضرة من جوامع الحكِم * قوله تعالى ‪:‬‬

‫} اقرأ باسم ربممك الممذي خلممق * خلممق النسممان مممن علممق * اقممرأ و ربممك‬

‫الكرم * الذي علم بالقلم * علم النسان ما لم يعلم }*‬

‫ة اوصلتها يد الحّسان من حّضرة المتنان * الى هذا‬

‫فما اعظمها من بشار ل‬

‫النسان * و ايدتها بشارة }الرحّمن * علم القرآن * خلممق النسممان علمممه‬

‫البيممان * { و لشممك انممه هممو النسممان المقصممود بهممذا التعليممم * مممن‬

‫حّضرةالرحّمن الرحّيم *‬

‫ثم انه بعد ما نزل عليه الوحّي البليغ * تحمل اعباءا الدعوة والتبليغ * فدعا‬

‫الخلق الى الله على بصيرة * فاجابه بالذاعان من كانت له بصيرةز منيرة *‬

‫ة و القدار * تشرف باسبق اليها المهمماجرون‬

‫ة سبقت بها القضي ُ‬
‫وهي اجاب ز‬

‫والنصار * و قد اكمل الله بهمة ها الحبيب و اصحابه هذا الممدين * و اكبممت‬

‫بشدة بأسهم قلوب الكِافرين و الملحدين * فظهر علممى يممديه مممن عظيممم‬
‫‪9‬‬
‫المعجزات * ما يممدل علمى انمه اشممرف اهممل الرض و السممموات * فمنهما‬

‫تكِممثير القليممل * وبممرءا العليممل * و تسممليم الحجممر * و طاعممة الشممجر * و‬

‫انشقاق القمر * و الخبار بالمغيبات * و حّنين الجذع الذي هو مممن خمموارق‬

‫العادات * و شهادة الضب له والغزالة * بالنبوة والرسالة * الى غيممر ذالممك‬

‫من باهر اليات * و غرائب المعجزات * التي ايده الله بها في رسالته * و‬

‫خصصه بها من بين بريته * و قد تقدمت له قبممل النبمموة ارهاصممات * هممي‬

‫على نبوته و رسالته من اقوى العلمات * و مع ظهورها و انتشممارها سممعد‬

‫بهمما الصممادقون مممن المممؤمنين * و شممقي بهمما المكِممذبون مممن الكِممافرين و‬

‫ب سليم *‬
‫المنافقين * و تلقاها بالتصديق والتسليم * كل ذاي قل ل‬

‫و من الشرف الذي اختص الله به اشرف رسممول * معراجممه الممى حّضممرة‬

‫ر الوصول * وظهور ايات الله الباهرة في ذالك المعراج * و تشرف‬

‫الله الب ر ِ‬

‫اهل السموات و من فوقهن باشراق نور ذالك اسراج * فقد عممرج الحممبيب‬

‫ومعه المين جبريل *الى حّضرة الملك الجليل * مع التشريف و التبجيل *‬

‫فما من سمالءا ولجهمما ال وبممادره اهلهمما بممالرحّيبوالتكِريم والتأهيممل * و كممل‬

‫ل مقر عليه * بشره بما عرفه من حّقه عند الله و شريف منزلته لديه‬
‫رسو ل‬

‫* حّتى جاوزأ السبع الطبمماق * و وصممل الممى حّضممرة الطلق * نممازألته مممن‬

‫الحضرة اللهية * غوامر النفحات القربية * و واجهته بالتحيات * و اكرمتممه‬

‫بجزيل العطيات * و اولته جميل الهبممات * و نممادته بشممريف التسممليمات *‬

‫بعد اناثنى على تلممك الحضممرة بالتحيممات المباركممات الصمملوات الطيبممات *‬

‫‪10‬‬
‫ت بمماهرات *‬
‫ت فممي حّضممرا ل‬
‫ت عاليمما ل‬
‫ت غممامرات * و تجليمما ل‬
‫فيالها من نفحمما ل‬

‫تشممهد فيهمما الممذات للممذات * و تتلقممى عواطممف الرحّمممات * و سمموابغ‬

‫الفيوضات بإيدي الخضوع والخبات‬

‫عقل الحبيب في تلك الحضرة من سرها ما عقممل * و اتصممل مممن علمهمما‬

‫بما اتصل * فاوحّى الى عبده ما اوحّى * ما كذب الفؤاد ما رأى * فما هي‬

‫ال منح زة خصصت بها حّضرة المتنان * هذا النسان * و اولته من عواطفها‬

‫الرحّيمة ما يعجز عن حّمله الثقلن * و تلك مواهب ل يجسممر القلممم علممى‬

‫شرح حّقائقها * ولتستطيع اللسن ان تعرب عن خفي دقائقها * خصصت‬

‫بها الحضرة الواسممعة هممذه العيممن النمماظرة و الذان السممامعة * فل يطمممع‬

‫ع في الطلع على مستورها * والحّاطة بشهود نورها * فانها حّضممرة‬

‫طام ز‬

‫ة عقزت على غير سيد المرسلين * فهنيئمما ة‬

‫جلت عن نظر الناظرين * و رتب ز‬

‫ة المحمدية * ما واجهها من عطايا الحضرة الحّدية * وبلوغهمما الممى‬

‫للحضر ِ‬

‫هذا المقام العظيم *‬

‫و حّيث تشرفت السماعُ باخبار هذا الحبيب المحبوب * و ماحّصل لممه مممن‬

‫الكِرامة في عوالم الشهادة والغيوب * تحركممت همممة المتكِلممم الممى نشممر‬

‫ق هذا السيد و اخلِقه * ليعرف السامع ما اكرمه اللممه بممه مممن‬

‫خل ِ‬
‫محاسن َ‬

‫ة خلقممه * فليقابممل‬
‫الوصف الحسن و الخلق الجميل الذي خصصته به عناي ُ‬

‫ن واعية * فانه سوف يجمعممه‬

‫السامع ما امليه عليه من شريف الخلق بأذا ل‬

‫من اوصاف الحبيب على الرتبممة العاليممة * فليممس يشممابه هممذا السمميد فممي‬
‫‪11‬‬
‫خلقه و اخلقه بشر * و ليقف احّد ز من اسرار حّكِمةِ الله في خلقه وخلقه‬

‫ق سممنقية * و‬
‫ن و ل اثممر * فممإن العنايممة الزأليممة * طبعتممه علممى اخل ل‬
‫على عي ل‬

‫ة بدرية * فلقد كان مربوع القامممة * ابيممض اللممون‬

‫اقامته في صورةل حّسن ل‬

‫مممةِ و المموفرة * ولممه‬

‫ج ق‬
‫ه شممعرهُ بيممن ال ُ‬
‫سممن َ ُ‬ ‫مشربا ة بحمره * واسع الجبين َ‬
‫حّ َ‬

‫العتدال الكِامل في مفاصله واطرافه * و الستقامة الكِاملة فممي محاسممنه‬

‫خلِقه * في محاسن نظممره و سمممعه و‬

‫ت بشزر على مثل َ‬
‫و اوصافه * لم يأ ِ‬

‫ل صورة * فيها جميع المحاسن محصمموره *‬

‫نطقه * قد خلقه الله عل اجم ِ‬

‫وعليها مقصورة * إذاا تكِلم نثر من المعارف والعلوم نفائس الدرر * و لقد‬

‫اوتي من جوامممع الكِلممم ممما عجممز عممن التيممان بمثلممه مصمماقعُ البلغمماِءا مممن‬

‫البشر* تتنزه العيون فمي حّمدائق محاسمن جمماله * فل تجمد مخلوقما ة فمي‬

‫الوجود على مثاله *‬

‫و إذاا مشى فكِأنما ينح ّ‬

‫ط من صبب * فيفوت سريع المشي من غي خبممب‬

‫* فهو الكِنز المطلسم الذي ل يأتي على فتح باب اوصافه مفتاح * والبممدر‬

‫التم الذي يأخذ اللباب إذاا تخيلته او سناه ُ لها لح‬

‫ت‬
‫ف يعجز الواصفين * او يدرك الفهم معنى ذاا ل‬
‫فماذاا يعرب القول عن وص ل‬

‫جقلت ان يكِون لها في وصفها مشار ز‬

‫ك او قرين *‬

‫فمممما اجممممممل قممممممدره الممعمممظممميممممممم * و اوسمممممممع فمممضممملممممممه‬

‫الممعممممميمممم‬

‫‪12‬‬
‫ولقد اتصف من محاسن الخلق * بما تضيق عن كتابته بطممون الوراق *‬

‫خل َقمما ة * و اولهممم الممى مكِممارم الخلق سممبقا ة * و‬

‫خُلقا ة و َ‬
‫كان احّسن الناس ُ‬

‫اوسعهم بالمؤمنين حّلما ة ورفقا ة * بممممممرا ة رؤفمممممما ة * ل يقممو ُ‬

‫ل و ل يفعمم ُ‬
‫ل ال‬

‫معروفا* له الخلق السهل * و اللف ُ‬

‫ظ المحتوي علممى المعنممى الجممزل * إذاا‬

‫دعاه المسكِين اجابه اجابةة معجلة * و هو الب الشممفيق الرحّيممم لليممتيم و‬

‫ص‬
‫الرملة * وله مع سهولة اخلقه الهيبة القوية * الممتي ترتعممد منهمما فرائمم ُ‬

‫ه تعطممرت الطممرق و المنممازأل * و‬

‫القوياِءا مممن البريممة * و مممن نشممر طيبمم ِ‬

‫س و المحافل * فهو جامه الصفات الكِمالية *‬

‫بعرف ذاكره تطيبت المجال ُ‬

‫خل ُ ِ‬
‫قهِ بإشرف خصوصية * فما من خلق فممي البريممة‬ ‫قه ِ و ُ‬
‫خل ِ‬
‫و المنفرد في َ‬

‫ى عن زأين الوجود *‬
‫محمود * ال وهو متلق ة‬

‫وقد انبسط القلم في تدوين ما افاده العلم من وقائع مولد النبي الكِريم *‬

‫و حّكِاية ما اكرم الله به هذا العبد المقرب من التكِريم والتعظيممم والخلممق‬

‫العظيم * فحسن مني ان امسك اعنممة القلم فممي هممذا المقممام * و اقممرأ ُ‬

‫السلم * على سيد النام *‬

‫وبذلك يحسن الختم كما يحسن التقديم * فعليه افضل الصلة والتسليم *‬

‫ولما نظم الفكِر من دراري الوصاف المحمدية عقودا ة * توجهت الممى اللممه‬

‫متوسل ة بسيدي و حّبيبي محمدل ان يجعل سعيي فيه مشكِورا ة و فعلي فيممه‬

‫محمممود ا ة * وان يكِتممب عملممي فممي العمممال المقبولممة * و تمموجهي فممي‬

‫التوجهات الخالصة و الصلت الموصوله * اللهم يا مممن اليممه تتمموجه المممال‬

‫‪13‬‬
‫فتعود ظافرة * و على باب عزته تحط الرحّممال فتغشمماها منممه الفيوضممات‬

‫الغامرة * نتوجه اليك * باشرف الوسائل لديك * سيد المرسلين * عبممدك‬

‫الصادق الميممن * سمميدنا محمممدا ة الممذي عمممت رالتمه العممالمين *ان نصملي‬

‫وتسلم على تلك الذات الكِاملة * مسممتودع امانتممك * و حّفيممظ سممرك * و‬

‫حّامممل رايممة دعوتممك الشمماملة *الب الكممبر * المحبمموب لممك و المخصممص‬

‫ن مممن مممواطن القممرب ومظهممر * قاسممم‬

‫بالشرف الفخر * في كل ممموط ل‬

‫امدادك في عبادك * وساقي كؤوس ارشادك لهل ودادك * سيد الكِممونين‬

‫* و اشرف الثقلين * العبممد المحبمموب الخممالص * المخصمموص منممك باجممل‬

‫الخصائص * اللهم صل وسلم عليممه وعلممى الممه واصممحابه * واهممل حّضممرة‬

‫اقترابه من احّبابه * اللهم ان نقدم اليك جاه هذا النبي الكِريم * و نتوسممل‬

‫اليك بشمرف مقمامه العظيمم * ان تلحّظنما فمي حّركاتنما و سمكِناتنا بعيمن‬

‫عنايتممك * وا نتحفظنمما فممي جميممع اطوارنمما و تقلباتنمما بجميممل رعايتممك * و‬

‫حّصين وقايتك * و ان تبلغنا من شرف القرب اليك والى هذا الحبيب غايممة‬

‫امالنا * و تتقبل منمما ممما تحركنمما فيممه مممن نياتنمما و اعمالنمما * و تجعلنمما فممي‬

‫حّضرة هذا الحبيب من الحاضرين* وفي طرائق اتباعه مممن السممالكِين * و‬

‫لحقك وحّقه من المؤديين * ولعهدك من الحافظين * اللهم ان لنا اطماعا ة‬

‫في رحّمتك الخاصة فل تحرمنا * و ظنونا ة جميل ة‬

‫ة هممي وسمميلتنا فل تخيبنمما *‬

‫امقنا بك و برسولك وما جاءا به من الدين * و توجهنا به اليك مستشفعين *‬

‫ان تقابل المذنب من رمما بممالغفران * و المسمميءا بالحّسممان * و السممائل بممما‬

‫‪14‬‬
‫سأل * والمؤمل بما امل * وان تجعلنا ممن نصر هذا الحمبيب و وازأره * و‬

‫م بمبركته و شمريف وجهتمه اولدنما ووالمدينا * و اهمل‬

‫واله و ظاهره * وعم ق‬

‫قطرنا و وادينا * و جميع المسلمين والمسلمات * و المؤمنين والمؤمنممات‬

‫* في جميع الجهات * و ادم راية الدين القويم في جميع القطار منشممورة‬

‫ى و صورة* و اكشف اللهم‬

‫* و معالم السلم واليمانباهلها معمورة * معن ة‬

‫كربة المكِروبين * و اقض دين المدينين * و اغفر للمذنبين * و تقممب توبممة‬

‫التائبين * و انشر رحّمتك علممى عبممادك المممؤمنين اجمعيممن * و اكممف شممر‬

‫المعتدين و الظالمين * و ابسممط العممدل بممولة الحممق فممي جميممع النممواحّي‬

‫ر على المعاندين من المنافقين و‬

‫والقطار * وايدهم بتأييد من عندك و نص ل‬

‫الكِفار * و اجعلنا يممارب فممي الحصممن الحصممين مممن جميممع البليمما * و فممي‬

‫الحرزأ المكِين من الذنوب والخطايا * و ادمنا في العمل بطاعتك و الصدق‬

‫في خدمتك قائمين * و إذاا توفيتنا فتوفنا مسمملمين مممؤمنين * و اختممم لنمما‬

‫منك بخير اجمعين * وصل وسلم على هممذا الحممبيب المحبمموب * للجسممام‬

‫والرواح و القلوب * و على اله وصحبه و من اليه منسوب * و آخر دعوانا‬

‫ان الحمدلله رب العالمين *‬

‫‪15‬‬