Professional Documents
Culture Documents
98-دور الشرطة العلمية في اثبات الجريمة
98-دور الشرطة العلمية في اثبات الجريمة
االالال
"ﺳﺑﺣﺎﻧك ﻻ ﻋﻠم ﻟﻧﺎ اﻧك أﻧت اﻟﻌﻠﻳم اﻟﺣﻛﻳم" ) اﻵﻳﺔ (31ﻣن ﺳورة
اﻟﺑﻘرة.
ﺗﻌﺎﻟﻰ" :رﺑﻲ اﺷرح ﻟﻲ ﺻدري وﻳﺳر ﻟﻲ أﻣري واﺣﻠﻝ ﻋﻘدة ﻣن وﻗوﻟﻪ
ﻟﺳﺎﻧﻲ ﻳﻔﻘﻬوا " اﻵﻳﺎت ﻣن_ 26_25_24ﻣن ﺳورة طﻪ.
ﻗﺎﻟوا ﻳﺄﺑﻧﺎ إﻧﺎ ذﻫﺑﻧﺎ ﻧﺳﺗﺑق وﺗرﻛﻧﺎ ﻳوﺳف ﻋﻧد ﻣﺗﺎﻋﻧﺎ وﻗﺎﻝ أﻳﺿﺎ "
ﻓﺄﻛﻠﻪ اﻟذﺋب وﻣﺎ أﻧت ﺑﻣؤﻣن ﻟﻧﺎ وﻟو ﻛﻧﺎ ﺻﺎدﻗﻳن ,وﺟﺎءوا ﻋﻠﻰ ﻗﻣﻳﺻﻪ
ﺑدم ﻛذب ﻗﺎﻝ ﺑﻝ ﺳوﻟت ﻟﻛم أﻧﻔﺳﻛم أﻣرا ,ﻓﺻﺑر ﺟﻣﻳﻝ واﷲ اﻟﻣﺳﺗﻌﺎن
" أﻳﺣﺳب اﻹﻧﺳﺎن أﻟن ﻧﺟﻣﻊ ﻋظﺎﻣﻪ ﺑﻠﻰ ﻗﺎدرﻳن ﻋﻠﻰ وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
أن ﻧﺳوي ﺑﻧﺎﻧﻪ " ) اﻵﻳﺔ (31ﺳورة اﻟﻘﻳﺎﻣﺔ .
شكر وعرفان
بسم اهلل الرحمن الرحيم
أ
الحديثة ،وتحقيق الشخصية يمكن الوصول إلى اكتشاف الجريمة و التعرف عمى ىوية
المجرم وتقديمو لمعدالة لمحاكمتو ،ىذه األدلة التي أصبح القضاء يعتمد عمييا كأدلة فنية
قاطعة في بناء حكمو و الوصول إلى الحكم القضائي الصحيح .
أهمية الموضوع:
إن ظاىرة اإلجرام قد ازدادت بشكل فاق كل التوقعات وتجاوز كل النسب ،كما
أصبح المجرم يعمل كل ما في وسعو لمتفوق عمى جياز الشرطة والعدالة باستعمال
أحدث الوسائل والتقنيات في ارتكاب جريمتو ،و حتى يبقي نفسو مجيوال من خالل اتخاذه
ومن أجل مواجية ذلك فإن جياز الشرطة العممية يقع دوما عمى عاتقو مسؤولية
التكفل بالبحث والتحري عن الجناة باالعتماد عمى أحدث التقنيات العالمية في مجال
التحقيق الجنائي ،انطالقا من مسرح الجريمة إلى غاية عممية فحص اآلثار المادية
يمكن االستغناء عنيا في مجال تدعيم العدالة ،فكم من شخص بريء اتيم زو ار و رجع
إشكالية الدراسة:
تكمن اإلشكالية التي سنعالج عمى ضوئيا الموضوع في " :ما مدى فعالية جهاز
-كيف تتعامل الشرطة العممية مع األدلة المادية التي ترفعيا من مسرح الجريمة ؟
-1األسباب الذاتية:
-حب االكتشاف واإلطالع عمى خبايا وأسرار العمل الفني والتقني الذي يقوم بو
_2األسباب الموضوعية:
-جيل الرأي العام بوجود ىذا الجياز وأىمية الدور المنوط بو في المجال الجنائي.
أهداف الدراسة:
-إبراز أىمية الدور الذي تقوم بو الشرطة العممية في مساعدة جيات التحقيق.
-بيان دور الشرطة العممية في فحص اآلثار الجنائية المتحصمة من موقع الجريمة.
-لفت انتباه المجتمع المدني إلى وجود مثل ىذا الجياز الفني ,الذي لو دور كبير
ج
من بين الدراسات السابقة المتحصل عمييا والتي تم الرجوع إلييا في موضوع البحث
نجد:
المدرسة العميا _1مذكرة التخرج" الشرطة العممية والتقنية " :أفاق وتحديات عن
وىي كذلك دراسة وصفية لمدرك الوطني بيسر( ,مع التحفظ عمى إسم صاحبيا)
_2مذكرة تخرج " دور الشرطة العممية والشرطة التقنية في توجيه التحقيق و
بيسر ( ,مع التحفظ عمى اسم محاربة اإلجرام " عن المدرسة العميا لمدرك الوطني
صاحبيا)
إن ىاتين الدراستين قامتا بالتطرق إلى موضوع الشرطة العممية بصفة عامة
ولم نتناولو بشيء من التفصيل ,عمى خالف دراستنا الحالية التي تعببر دراسة معمقة
الصعوبات:
من بين الصعوبات التي واجيتنا ونحن بصدد إعداد ىذا البحث ىي قمة
الذي لم يكن كافيا لمعالجة كل تسييل االطالع لمباحثين ,مع عامل ضيق الوقت
د
المنهج المتبع :
وصف مختمف األعمال واألساليب والطرق التي ينتيجيا عناصر الشرطة العممية في
كشف الغموض عن الحوادث عممية التحقيق الجنائي والتي توصل بدورىا إلى
ه
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
ﻓﺻﻝ ﺗﻣﻬﻳدي
ﻣﺎﻫﻳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ
اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
1
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي ،اﻻﺳﺗدﻻﻝ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2005 ،ص .8 )(1
ﻋﺑﺎس أﺑو ﺷﺎﻣﺔ ،اﻷﺻوﻝ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻹدارة ﻋﻣﻠﻳﺎت اﻟﺷرطﺔ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﻳﺔ ،اﻟرﻳﺎض، 1988 ،ص )(2
.32
2
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
)(1
Nathalie de hais ,Sharlok holmes , Un précurseur des police scientifique et technique ,
imprimerie des presses universitaires. France .2001 . page 02.
3
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
وﺗﻌرف اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻬﺎ " :ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ واﻷﺳﺎﻟﻳب اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـث
اﻟﺟﻧ ـ ــﺎﺋﻲ ﻹﺛﺑ ـ ــﺎت وﻗ ـ ــوع اﻟﺟرﻳﻣ ـ ــﺔ وﻣﺳ ـ ــﺎﻋدة اﻟﻌداﻟ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺣدﻳ ـ ــد ﻫوﻳ ـ ــﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻬ ـ ــﺎ وأﺳ ـ ــﻠوﺑﻪ
)(1
اﻹﺟراﻣﻲ.
ﻧرى ﺑﺄن ﻛﻼ اﻟﺗﻌرﻳﻔﻳن ﻏﻳر ﻛﺎﻓﻳﻳن ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻟم ﻳﺗطرﻗﺎ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر ﻫﺎم وﻫـو ﻣﺳـرح اﻟﺟرﻳﻣـﺔ أي
اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗظﻬر ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻷدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " :ﻓﺣص ﺷﺎﻣﻝ وﻣﻧﻬﺟﻲ ،ودﻗﻳق ﻟﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣـﺔ ،ﺗـم ﻣﻌﺎﻳﻧﺗـﻪ
وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد ﻣﻧطﻘﻳﺔ وﺑﺳرﻋﺔ ﻷن اﻵﺛﺎر و اﻟﺷﻬﺎدات وﻣﺧﺗﻠف اﻷدﻟﺔ ﺳﻬﻠﺔ اﻻﺋﺗﻼف واﻟﺗﻐﻳـر ،
وﻫذا ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻝ ﻗواﻋد ﻓﻧﻳﺔ ﻛﺎﻟﺗﺳﻠﺳـﻝ و اﻟﻣﻧطـق ﻓـﻲ اﻟﺗﺻـوﻳر ورﻓـﻊ اﻵﺛـﺎر ووﺻـف اﻟﻣﻛـﺎن و
اﻟرﺑط ﺑﻳن اﻟﺷﻬﺎدات ووﺿـﻊ ﻓرﺿـﻳﺎت ﻣﻧطﻘﻳـﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳـق و اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﺣﺻـﻝ ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻣـن ﻣﻌﺎﻳﻧـﺔ
اﻷﺷــﺧﺎص ﻟﻸﺷــﻳﺎء و اﻟﻣﻛــﺎن ،ﻓﻬــﻲ ﺗﺷــﻣﻝ اﻷﻓﻌــﺎﻝ اﻟداﻣﻳــﺔ ﻟﻠﺑﺣــث و اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻵﺛــﺎر
اﻟﻣﺎدﻳـ ــﺔ اﻟظـ ــﺎﻫرة و اﻟﻐﻳـ ــر اﻟظـ ــﺎﻫرة ﻓـ ــﻲ ﻣﺳـ ــرح اﻟﺟرﻳﻣـ ــﺔ وﺗﺳـ ــﺗﻌﻣﻝ ﻋـ ــدة ﺗﻘﻧﻳـ ــﺎت ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳـ ــﺔ
ﻋﺎﻟﻳﺔ".
)(2
ﻓﻬـذا اﻟﺗﻌرﻳـف ﻗـد رﻛـز ﻋﻠـﻰ اﻟــدور اﻟﻣﻧـوط ﺑﺎﻟﺷـرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳـﺔ ﺑﺷـﻛﻝ ﻛﺑﻳــر ﻓـﻲ ﺣـﻳن أﻧـﻪ ﻟـم ﻳﺑــﻳن
ﻓﻳﻪ دور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻣﻔﺻﻼ.
و اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ :ﻫﻲ "ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺳﺎﻟﻳب و اﻟﺗﻘﻧﻳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف اﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﻧـﺔ اﻟﺟرﻳﻣـﺔ
و اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣرﺗﻛﺑﻳﻬﺎ ٕواﻗﺎﻣﺔ دﻟﻳﻝ إداﻧﺗﻪ أو ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺑﻌﻠم ﻣﻌﺎﻳﻧﺔ اﻟﺟرﻳﻣﺔ".
)(3
أﻣـﺎ اﻟﺗﻌرﻳـف اﻟـراﺟﺢ ﻫـو " :إن اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻫـﻲ اﻟﺗﻧظـﻳم اﻟوﺣﻳـد اﻟـذي ﻳﺗـوﻓر ﻋﻠــﻰ
اﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻹدارﻳﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗرﺟﻣﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﻣرﻓوﻋـﺔ ﻣـن ﻣﺳـرح اﻟﺟرﻳﻣـﺔ
وﺗﺣﻠﻳﻠﻬــﺎ ﻣﺧﺑرﻳــﺎ ﻣــن ﻣﺑــدأ ﺣﺗﻣﻳــﺔ ﺗــرك اﻟﻣﺟــرم أو اﻟﺟــﺎﻧﻲ آﺛــﺎر أو ﺑﻘﺎﻳــﺎ ﻓــﻲ ﻣﺳــرح اﻟﺟرﻳﻣــﺔ
أﺛﻧــﺎء اﻗﺗ ارﻓــﻪ اﻟﺟرﻳﻣــﺔ أو ﻳﺣﻣ ـﻝ ﻣﻌــﻪ أﺛــﺎر ﻣــن ذﻟــك اﻟﻣﻛــﺎن ،ﻣــن أﺟــﻝ اﻟوﺻــوﻝ إﻟــﻰ ﻫوﻳــﺔ
أﺣﻣد ﺑﺳﻳوﻧﻲ أﺑو اﻟروس ،اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ و اﻟﺗﺻرف ﻓﻳﻪ واﻷدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﻳث ،اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ )(1
اﻟﻔﺎﻋﻝ أو اﻟﻔﺎﻋﻠﻳن وﻣﻌرﻓﺔ ﻛﻳﻔﻳﺔ وﻗوﻋﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺗﺳﺗﻌﻳن ﺑﺎﻟطب ،اﻟﻔﻳزﻳـﺎء ،
)(1
اﻟﺑﻳوﻟوﺟﻳﺎ وﻏﻳرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻠوم ﻟﺗﺣدﻳد إداﻧﺔ أو ﺑراءة اﻟﻣﺷﻛوك ﻓﻳﻪ"
ﻷﻧﻪ ﺷﺎﻣﻝ وﻳﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻫﻣﻳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳﺔ
إن ﺟﻬﺎز اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳـﺔ ﻟـﻪ أﻫﻣﻳـﺔ ﻛﺑﻳـرة وﻟﻣـﺎ ﻳﻘدﻣـﻪ ﻣـن ﺧدﻣـﺔ ﺟﻠﻳﻠـﺔ ﻟﻠﻌداﻟـﺔ
واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺗﻣﺛﻝ أﻫﻣﻳﺗﻪ ﻓﻲ :
أوﻻ :اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ
-1اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫوﻳﺔ اﻟﺟﺛث اﻟﻣﺟﻬوﻟﺔ ﻋﻠﻰ طرﻳق ﻣﺧﺗﻠف اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗواﺟـدة ﻓـﻲ ﻣﺳـرح
اﻟﺟرﻳﻣﺔ وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﻳﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض .
-2ﺗﺳﺎﻫم ﻓـﻲ ﺗﻘـدﻳم وﺗزوﻳـد اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟداﻟـﺔ ﻟﻠﻣﺣﻘﻘـﻳن ،وﺗزوﻳـد اﻟﻌداﻟـﺔ ﺑﺎﻷدﻟـﺔ اﻟﻘﺎطﻌـﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻲ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺣﻛﻣﻬﺎ ،إﻣﺎ ﺑﺎﻹداﻧﺔ أو ﺑﺎﻟﺑراءة
-3ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺳﻳﻧﺎرﻳو اﻟﺟرﻳﻣﺔ ،أي إﻋﺎدة ﺗﻣﺛﻳﻠﻬﺎ وﺗﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛد ﻣـن اﻟﺷـﻬﺎدات و
اﻟﺗﺻرﻳﺣﺎت.
ﺛﺎﻧﻳﺎ :اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ
-1ﺗﺻﻧﻳف داﺋرة اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺟﻧﺎة طﺑﻘﺎ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﻌﺎﻳﻧﺎت
-2ﻣﺳﺎﻋدة أو ﺗوﺟﻳﻪ اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﺗﺣدﻳد ﻫوﻳﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺑﻘﻳت ﻋﺎﻟﻘﺔ
-3اﻟﺗﺄﻛــد ﻣــن ﺗﺻ ـرﻳﺣﺎت اﻟﺿــﺣﻳﺔ ،اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓــﻳﻬم ،ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬــﺎ ﺑﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﻣﻌﺎﻳﻧــﺎت ﻟﻣﺳــرح
اﻟﺟرﻳﻣﺔ
-4إﻳﺟـﺎد اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑـﻳن اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓﻳـﻪ واﻟﺿــﺣﻳﺔ وﻣﻛـﺎن اﻟﺟرﻳﻣــﺔ وطﺑﻳﻌـﺔ اﻻﺛــﺎر اﻟﻣﺎدﻳـﺔ اﻟﺗــﻲ
ﺗرﻛﻬﺎ أو اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻳﻪ ﻣن ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ
-5ﺗﻘوﻳــﺔ اﻟﻘ ـراﺋن اﻟﻣوﺟــودة ﺣــوﻝ ﻫوﻳــﺔ اﻟﻣﺷــﻛوك ﻓــﻳﻬم وﺗــدﻋﻳﻣﻬﺎ ﺑﺄدﻟــﺔ ﺟدﻳــدة ﻧﺎﺗﺟــﺔ ﻋــن
ﻓﺣص اﻵﺛﺎر .
دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ،اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ :آﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﻳﻝ اﻹﺟﺎزة ﻣن اﻟﻣدرﺳﺔ )(1
5
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
-6ﺿ ــﺑط اﻷﺷ ــﻳﺎء و اﻵﺛ ــﺎر اﻟﻣﻛﺗﺷ ــﻔﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺳ ــرح اﻟﺟرﻳﻣ ــﺔ وﺟردﻫ ــﺎ وﺗﺣدﻳ ــد ﻣواﺻ ــﻔﺎﺗﻬﺎ
)(1
وأﻣﺎﻛن اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ﻗﺑﻝ ﺗﺧزﻳﻧﻬﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻣﻳﻳز اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻋن اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ و اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ
إن اﻟﺷـرطﺔ ﻋﺑــﺎرة ﻋــن ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻔــروع و اﻟﺗــﻲ ﺗﺷــﻛﻝ ﺗﻧظﻳﻣﻬــﺎ اﻟﻔﻧــﻲ ،ﻓﻛــﻝ ﻓــرع
ﻳــؤدي ﻣﻬﺎﻣــﻪ ﺣﺳـب اﺧﺗﺻﺎﺻــﻪ ،واﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺑﻳﻧﻬــﺎ اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ و اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻣــن
أﻫم اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣدﻳرﻳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ و اﻟﺗﻲ ﻻ ﻳﻣﻛن ﻟﻬﺎ إن ﺗﺳـﺗﻐﻧﻲ ﻋﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﻬـﺎ
وذﻟ ــك ﻟﺗوﻓرﻫ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻘﻧﻳ ــﺎت وﻓﻧﻳ ــﺎت ﻋﺎﻟﻳ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎﻝ اﻟﺑﺣ ــث اﻟﺟﻧ ــﺎﺋﻲ وﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻷﺳ ــﺎس
ﺳﻧﺗطرق أوﻻ :أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ وﺛﺎﻧﻳﺎ :أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف .
اﻟﻔرع اﻷوﻝ :أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ
إن اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ و اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻳﺷﺗرﻛﺎن ﻓﻲ ﻋدة أﻣور ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ :
أوﻻ :إن اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻫﻲ ﻓرع ﻣن ﻓـروع اﻟﺷـرطﺔ ,وﻫـﻲ ﺗﻌﻣـﻝ ﻣﻌﻬـﺎ وﺗﺣـت ﻟواﺋﻬـﺎ
و ﻳﺷــﻛﻼن ﻣﻌــﺎ ﻓرﻳﻘــﺎ ﻣﺗﻛــﺎﻣﻼ ،ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠﻳــﻪ ﻟﻠوﺻــوﻝ إﻟــﻰ أﻓﺿــﻝ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ،ﻓرﺟــﻝ اﻟﺷــرطﺔ
اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻋﻧــد ﺳــﻣﺎﻋﻪ ﺑوﻗــوع اﻟﺟرﻳﻣــﺔ ﻳﻧﺗﻘــﻝ ﺑﺳــرﻋﺔ إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن اﻟﺣــﺎدث ﺑﻌــد اﻟﺗﺄﻛــد ﻣــن ﺻــﺣﺔ
اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺔ ،وذﻟــك ﺑﻌــد إﺧطــﺎر وﻛﻳــﻝ اﻟﺟﻣﻬورﻳــﺔ ﻣــن اﺟــﻝ اﺗﺧــﺎذ اﻟﺗــداﺑﻳر اﻟﻼزﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻛﻔــﻝ
اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻳﻪ ﻣن أن ﺗﻣﺗد إﻟﻳﻪ ﻳـد أي ﺷـﺧص وذﻟـك طﺑﻘـﺎ ﻟـﻧص اﻟﻣـﺎدة 43ﻣـن ق ا ج رﻗـم
02 /11ﻟﻳ ـﺄﺗﻲ ﺑﻌــد ذﻟــك دور اﻟﺷــرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ و اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻳﻧــﺔ وﻓﺣــص اﻟﻣﻛــﺎن ﻟرﻓــﻊ
اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ اﻟﻣﺟرم وﻓق ﺧطـﺔ وﻣﻧﻬـﺎج ﻣﻌـﻳن ,ﺗﻬﻳﺋـﻪ ﻟﻧﻘﻠﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻣﺧﺑـر اﻟﺟﻧـﺎﺋﻲ ﻹﺟـراء
)(2
ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔﺣوﺻﺎت ﻣن أﺟﻝ اﻟوﺻوﻝ و اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺟرﻳﻣﺔ.
ﺛﺎﻧﻳـــﺎ :إذا ﻛﺎﻧ ــت اﻷﺑﺣ ــﺎث اﻷوﻟﻳ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺳ ــرح اﻟﺟرﻳﻣ ــﺔ ﺗﻌﺗﺑ ــر ﻣ ــن أﻋﻣ ــﺎﻝ اﻟﺷ ــرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳ ــﺔ
واﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻓﺎن اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋﻝ ﺑﺣث وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺟـد ﻣﺗطـورة ﺗـدﺧﻝ ﻓـﻲ إطـﺎر اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ،
ﻓــﺎﻷوﻟﻰ ﺗﺟﻣــﻊ ﻛــﻝ ﻧﺷــﺎطﺎت اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ ﺑﻣﺳــرح اﻟﺟرﻳﻣــﺔ و ﻣﻬــﺎم اﻟﻣﻌﺎﻳﻧــﺎت
) (1دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ،اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ :أﻓﺎق وﺗﻌدﻳﺎت,اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 2
) (2الم رجع نفس ه ,ص.2
6
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
اﻟﻣﺎدﻳــﺔ ﺑﺎﻷﻣــﺎﻛن ورﻓــﻊ اﻵﺛــﺎر ,وأﻣــﺎ اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻣﺧﺗﺻــﻳن وﺧﺑ ـراء ﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ
)(1
ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف
ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻋن اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻧﻘﺎط ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ :
أوﻻ :إن اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﺗﺧــﺗص إﻗﻠﻳﻣﻳــﺎ طﺑﻘــﺎ ﻟــﻧص اﻟﻣــﺎدة 16ق ا ج أي ﻳﺗﺣــدد
اﺧﺗﺻﺎﺻــﻬﺎ ﺑﺎﻟــداﺋرة اﻹﻗﻠﻳﻣﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻳﺑﺎﺷــر ﻓــﻲ إطﺎرﻫــﺎ ﺿــﺑﺎط اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻋﻣﻠﻬ ــم
اﻟﻣﻌﺗــﺎد ،إﻻ اﻧــﻪ ﻗــد ﻳﻣﺗــد ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻻﺳــﺗﻌﺟﺎﻝ ﻓــﻲ ﺟ ـراﺋم اﻟﻣﺧــدرات و اﻟﺟرﻳﻣــﺔ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ
ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟوطﻧﻳﺔ و اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﻳﺔ ﻟﻠﻣﻌطﻳﺎت وﺟـراﺋم اﻹرﻫـﺎب
،ﻟﻳﺷــﻣﻝ ﻛﺎﻓــﺔ اﻹﻗﻠــﻳم اﻟــوطﻧﻲ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻧــوﻋﻲ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﻳــﻪ ﻓــﻲ
اﻟﻣﺎدة 12ق ا ج رﻗـم 02/11ﻳﻧـﺎط ﺑﺎﻟﺿـﺑط اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ ﻣﻬﻣـﺔ اﻟﺑﺣـث واﻟﺗﺣـري ﻋـن اﻟﺟـراﺋم
ﻓﻲ وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ و اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣرﺗﻛﺑﻳﻬﺎ .
ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺗﻠﻘﻲ اﻟﺷﻛﺎوي و اﻟﺑﻼﻏﺎت وﺟﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻﻻت ٕواﺟراء اﻟﺗﺣﻘﻳﻘﺎت اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ
)(2
وﻛذﻟك ﺗﻧﻔﻳذ اﻹﻧﺎﺑﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 07ﻣن ق ا ج.
ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎﻝ إﻟﻰ ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻳﻧﺔ وﺗﻔﺗﻳش اﻟﻣﺳـﺎﻛن وﺗﺣرﻳـر اﻟﻣﺣﺎﺿـر ،
)(3
واﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻳﻬم و اﻟﻘﺑض و اﻹﻳﻘﺎف وﺳﻣﺎع أﻗواﻟﻬم وﺗوﻗﻳﻔﻬم.
ﺛﺎﻧﻳﺎ :ﻓـﻲ ﺣـﻳن أن اﻟﺷـرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳـﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﺗﻘـوم ﺑﺎﻟﺗﻘرﻳﺑـﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ وذﻟـك ﺑﺈﻧﺷـﺎء راﺑطـﺔ
ﺑﻳن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﻣن ﺷﺧص واﺣد ﺗﺑﻌﺎ ﻷﺳﻠوﺑﻪ اﻹﺟراﻣﻲ ,و اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﺻرﻳﺣﺎت
اﻟﺿــﺣﻳﺔ و اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓــﻳﻬم و اﻟﺷــﻬود وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬــﺎ و اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻋــن اﻟﺗﺳــﺎؤﻻت أو اﻟﻧﻘــﺎط اﻟﺗــﻲ
)(4
ﺑﻘﻳت ﻋﺎﻟﻘﺔ و ﻏﺎﻣﺿﺔ ﺣوﻝ ظروف ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ.
ﺛﺎﻟﺛــﺎ :أﻣــﺎ اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻓﻬــﻲ ﺗﻘــوم ﺑﻔــص اﻵﺛــﺎر وذﻟــك ﺑﺎﺳــﺗﺧدام أﺣــدث اﻟﺗﻘﻧﻳــﺎت ﻓــﻲ
ﻋﻣﻠﻳـﺎت اﻛﺗﺷــﺎف اﻟﺟرﻳﻣـﺔ و اﻟﺣﻣﺎﻳــﺔ و اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻵﺛــﺎر اﻟﻣﺗﺣﺻـﻝ ﻋﻠﻳﻬــﺎ ،ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ
دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ،دور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﻳﻪ اﻟﺗﺣﻘﻳق وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻹﺟرام ،ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻣن )(1
دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ،اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ :أﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ,ص . 3 )(4
7
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
إﻟﻰ ﻓﺣﺻﻬﺎ وﺗﺣﻠﻳﻠﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣـﻝ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ ﻟﻠوﺻـوﻝ إﻟـﻰ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ ،ﻛﻣـﺎ ﻳﺳـﺗﺧدم
)(1
ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠم اﻟﻛﻳﻣﻳﺎء واﻟﻔﻳزﻳﺎء وﻋﻠم اﻟﺗﺷرﻳﺢ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻧﺷﺄة وﺗطور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ
ﻟﻘد ازدادت اﻟﺟراﺋم وﺗطورت وأﺻﺑﺢ اﻟﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ ﻋﺳﻳ ار وﻻ ﻳﺗﺎح ﻣن ﻣﺟرد اﻟﺗﺣري
و اﺳﺗﻘﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑـﻝ ﻣـن ﻓﺣـص اﻟـدﻟﻳﻝ اﻟﻣـﺎدي ،ﺣﻳـث أﺻـﺑﺢ أﻛﺛـر أﻫﻣﻳـﺔ ﻣـن اﻟـدﻟﻳﻝ
اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣد ﻣن أﻗواﻝ ﻣن ﻳﺣﺗﻣﻝ ﺗواﺟدﻫم ﻛﺷﻬود ،وﻫذا ﻣﺎ ﻓرض إﻳﺟﺎد ﺟﻬﺎز ﻳﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ٕواﻣـدادﻩ ﺑﻣﺧﺗﻠـف اﻟوﺳـﺎﺋﻝ و اﻟﺗﻘﻧﻳـﺎت اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ اﻟﺣدﻳﺛـﺔ ﻟﻠوﺻـوﻝ
إﻟــﻰ ﺣﻘﻳﻘــﺔ اﻟﻔﻌــﻝ وﺗﺣدﻳــد ﻫوﻳــﺔ اﻟﻣﺟــرم ٕواﻳﻘﺎﻓــﻪ وﺗﻘدﻳﻣــﻪ ﻟﻠﻌداﻟــﺔ ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺗــﻪ ﺑﻬــدف ﺣﻣﺎﻳــﺔ
)(2
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن وﻗوع ﺟراﺋم أﺧرى .
اﻟﻔرع اﻷوﻝ :ﻧﺷﺄة ﺟﻬﺎز اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ
إن اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻣرت ﻋﺑر ﻣراﺣﻝ وﻫﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
أوﻻ :ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻘدﻳﻣﺔ :
ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق طرق ﺑداﺋﻳﺔ ﻓـﻲ ﺳـﺑﻳﻝ ﺑﻳـﺎن اﻟﺻـدق ﻣـن اﻟﻛـذب ﻛﻠﻣـﺎ ﺛـﺎرت ﻣﻧﺎزﻋـﺔ
ﺑﻳن ﺷﺧﺻﻳن ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻘﺑﻳﻠﺔ ﺗرﺑط أﻳدي اﻟﻣﺗﻧـﺎزﻋﻳن ﻓـﻲ ﺷـﺟرة ﻋﻠـﻰ ﺷـﺎطﺊ اﻟﻧﻬـر ﻣﻌرﺿـﻳن
ﻟﻼﻟﺗﻬﺎم ﻣن اﻟﺗﻣﺎﺳﻳﺢ ﻓﺈذا اﻟﺗﻬم اﻟﺗﻣﺳﺎح أﺣـدﻫﻣﺎ ﻗﺑـﻝ اﻵﺧـر اﻋﺗﺑـر اﻟﺿـﺣﻳﺔ ﻋﻠـﻰ ﺑﺎطـﻝ .
ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أﻧـﻪ ﻛــﺎن ﻳﻌﻣـﻝ ﺑﺈﺧﺿــﺎع اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓﻳـﻪ ﻻﺧﺗﺑــﺎر ﻳﺗﻣﺛـﻝ ﻓــﻲ ﺣﻣﻠـﻪ ﻋﻠــﻰ إﺧـراج
ﻟﺳﺎﻧﻪ وﻟﻣس طرﻓﻪ ﺑﻘﺿﻳب ﻣن ﺣدﻳد ﻣﺣﻣﻰ ،ﻓﺈذا أﺻﻳب طرﻓـﻪ ﺑﺣـرق ﻟﻛوﻧـﻪ ﺟﺎﻓـﺎ اﻋﺗﺑـر
)(3
ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣذﻧﺑﺎ.
ﺛﺎﻧﻳﺎ :ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ :
ﺑــﻳن اﻟﻘ ـرﻧﻳن 16و 17ﺟــرت ﻣﺣــﺎﻛم اﻟﺗﻔﺗــﻳش ﻓــﻲ أورﺑــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗﻌــذﻳب اﻟﻣــﺗﻬم ﻟﻣﻠــﻪ ﻋﻠــﻰ
اﻻﻋﺗراف اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻧظﺎم اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ،ﺣﻳث ﻛﺎن اﻻﻋﺗراف ﺳﻳد اﻷدﻟﺔ .
) (2رﻣﺳﻳس ﺑﻬﻧﺎم ،اﻟﺑوﻟﻳس اﻟﻌﻠﻣﻲ أو ﻓن اﻟﺗﺣﻘﻳق ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ ، 1996 ،ص . 17-16
رﻣﺳﻳس ﺑﻬﻧﺎم ,اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 3 )(3
8
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻧور ظﻬرت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻳﻧددون ﺑﺎﻟﺗﻌـذﻳب وﻳﺣﻣﻠـون ﻋﻠﻳـﻪ
وﻳﺿــﻌوﻧﻪ ﻣوﺿــﻊ ﺷــك ,إذ ﻟــﻳس ﻻزﻣــﺎ أن ﻳﻛــون ﻫــذا اﻻﻋﺗ ـراف ﺻــﺎدﻗﺎ ﻓﻘــد ﻳﻛــون ﻧﺗﻳﺟــﺔ
ﺗﻔﺎدﻳﻪ ﻻﺳﺗﻣ اررﻳﺔ إﻳﻼﻣﻪ اﻟﻣﺑرح ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻫـذا اﻟوﻗـت ﻛﺎﻧـت ﺗوﻗـﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺗﻬﻣـﻳن اﻟﻣﻌﺗـرﻓﻳن
ﻋﻘوﺑﺎت ﻓﺿﺔ وﺷرﺳﺔ ﺗﻣﺛﻝ إﻫدا ار ﻟﻶدﻣﻳﺔ وﻣـن ﻫـؤﻻء اﻟﻔﻼﺳـﻔﺔ اﻟﻣـﺎرﻛﻳز اﻻﻳطـﺎﻟﻲ ﺳـﻳزار
. ﺑﻳﻛﺎر ﻳﺎ
)(1
دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ،اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ :أﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت,اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 7 )(2
) (3دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ،اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ :أﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت,اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .7
9
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
اﻟﺑﺣث اﻟﺟﻧـﺎﺋﻲ و اﻟـذي ﻳﻔﺳـر اﻟﺗﺣﻘﻳـق اﻟﺟﻧـﺎﺋﻲ اﻟـذي ﻋرﻓـﻪ ﺳـﻧﺔ 1893ﻓـﻲ ﻛﺗﺎﺑـﻪ " دﻟﻳـﻝ
)(1
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق ".
أﻣ ــﺎ أوﻝ ﻣ ــن ﻓﻛ ــر ﻓ ــﻲ ﻋﻠﻣ ــﺎء اﻟﻌﺻ ــر اﻟﺣ ــدﻳث ﺑوﺿ ــﻊ ﻓﻛـ ـرة ﻛﺷ ــف اﻷدﻟ ــﺔ ﻋ ــن طرﻳ ــق
اﻟﺑﺻــﻣﺎت ﻫــو اﻟــدﻛﺗور " " pur kinjeﺗﺷــﻳﻛﻲ اﻷﺻــﻝ ،وﻫــو أﺳــﺗﺎذ ﻋﻠــم وظــﺎﺋف اﻷﻋﺿــﺎء
ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑرﺳﻠو ﺳﻧﺔ . 1823
وﻓــﻲ ﻋــﺎم 1880ﻛــﺎن اﻟــدﻛﺗور "ﻫﻧــري ﻓوﻟــدز " ﻳﻘـوﻝ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻳــﺔ اﻛﺗﺷــﺎف اﻟﻣﺟــرﻣﻳن ﻋــن طرﻳــق
ﺑﺻــﻣﺎت اﻷﺻــﺎﺑﻊ اﻟﺗــﻲ ﻳﺗرﻛﻬــﺎ اﻟﺟﻧــﺎة ،ﻷﻧﻬــﺎ ﺗﻠﻌــب دو ار ﻛﺑﻳ ـ ار ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﺗﻘﺑﻝ إذا ﻣــﺎ ﺳــﺟﻠت
ﺑﺻﻣﺎت اﻟﻣﺟرﻣﻳن ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ .
Francisﺑﺎﻟﻘﻳـ ــﺎم ﺑد ارﺳـ ــﺎت ﻻﻛﺗﺷـ ــﺎف وﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم 1886ﺑـ ــدأ " ﻓرﻧﺳـ ــﻳس ﻗ ـ ـﺎﻟﺗون " Galton
اﻟﻣﺟرﻣﻳن ﻋن طرﻳق اﻟﺑﺻﻣﺎت ووﺿﻊ ﻣﻧﻬﺎج ﻻﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ .
أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺳــﻧﺔ 1892وﺿــﻊ "ﺟ ـوان ﻓﻳوﺳ ـﺗش " jhanvucetchﻓــﻲ اﻟﺑــوﻟﻳس اﻷرﺟﻧﺗﻳﻧــﻲ ﻧظﺎﻣــﺎ
« sir Edward ﻟﺗﺑوﻳــب اﻟﺑﺻــﻣﺎت ،ﻛﻣــﺎ وﺿــﻊ أو طــور " اﻟﺳــﻳر ادوارد رﺗﺷــﺎرد ﻫﻧــري "
» richard henryﻧظﺎﻣــﺎ ﻣﺑﺳــطﺎ ﻳﻣﻛــن ﺑﺳـﻬوﻟﺔ ﻣــن اﻟرﺟــوع إﻟــﻰ ﺑطﺎﻗــﺎت ﺑﺻــﻣﺎت اﻷﺻــﺎﺑﻊ
واﺳــﺗﺧﻼص اﻟﻣ ـراد ﻣﻧﻬــﺎ ،وﻓــﻲ ﻛــﻝ ﻣﺣــﺎوﻻت اﻟﺗﺑوﻳــب اﻷﻣــر ﻳﺗﻌﻠــق ﺑوﺿــﻊ أرﻗــﺎم وﺣــروف
)(2
ورﻣوز ﺗوزع ﺑﻳﻧﻬﺎ ﺑطﺎﻗﺎت اﻟﺑﺻﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﺟﻼت .
ﺛــم ﺳــﻧﺔ 1900وﺿــﻊ اﻟﻌــﺎﻟم " أﻟﻔــوﻧس ﺑرﺗﻳــون " ﻧظــﺎم ﺳــﻣﻲ اﻻﻧﺗروﻣﺗرﻳــﻝ Antnropométrie
)ﻧظﺎم اﻟﺗﺻوﻳر اﻟﻔوﺗـوﻏراﻓﻲ ( ﺣﻳـث ﻳـﺗم اﺧـذ اﻟﺻـورة اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ ﻟﻠﻣﺟـرﻣﻳن وﻣـن اﻟﺟﺎﻧـب اﻷﻳﻣـن
اﻟوﺟــﻪ وﺗﺳــﺟﻳﻝ ﺗﻘﺎﺳــﻳم أﻋﺿــﺎء ﺟﺳــﻣﻪ ﻋﻠــﻰ ﻧﻣــوذج ﺧــﺎص وﻳرﺟــﻊ إﻟﻳــﻪ ﻋﻧــد اﻟﺣﺎﺟــﺔ ،واﻗﺗﻧــﻊ
ﺑﺄﻫﻣﻳﺔ اﻟﺑﺻﻣﺔ ووﺿﻌﻬﺎ أو إﺿﺎﻓﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﺗﻌرف اﻟذي وﺿﻌﻪ وﻋﻣم اﻟﻌﻣﻠﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑداﻳـﺔ
)(3
ﻋﻠﻰ ﺳﺟﻧﺎء ﻓرﻧﺳﺎ.
ﺛـم ﻓــﻲ ﺳــﻧﺔ 1910ﻧﺷــﺄ أوﻝ ﻣﺧﺗﺑــر ﻟﻠﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻣــن طــرف اﻟطﺑﻳــب ادﻣوﻧــد ﻟوﻛــﺎر " ﻓــﻲ
ﻟﻳـ ــون ﺑﻔرﻧﺳـ ــﺎ وﻓـ ــﻲ ﻣرﺳـ ــﻳﻠﻳﺎ ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ ﻓـ ــروع ﺗﺎﺑﻌـ ــﺔ ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺟﺎﻣﻌـ ــﺔ اﻟﺟ ازﺋـ ــر ،ﻟﻳ ـ ـﻝ ،
)(1
Léon lerch, la police scientifique , imprimerie des presse universitaires , Vendôme
(France) . 1949 . Page 7.
رﻣﺳﻳس ﺑﻬﻧﺎم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 15 )(2
10
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
و اﻟذي ﻋﻳن ﻣﻔﺗﺷﺎ ﻟﻪ وﻧﺎدى ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣﻌطﻳﺎت اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﻳﻌﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺷـف )(1
ﺗﺳراﺳﺑورغ ،
ﻋــن ﻣرﺗﻛﺑــﻲ اﻟﺟ ـراﺋم دون اﻻﻧﺣﺻــﺎر ﻓــﻲ ﻋﻠــم اﻟطــب اﻟﺷــرﻋﻲ وﺣــدﻩ ،وﻗــد ﻋــﺎﻟﺞ ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗــﻪ
اﻷوﻟﻰ ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﺗراب وﻛﻳف اﻧﻪ ﻳﻔﻳد ﻓـﻲ اﻟوﻗـوف ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن اﻟﻣـﺗﻬم ﻗـد وﻟـﺞ ﻣﻛﺎﻧـﺎ ﻣﻌﻳﻧـﺎ
وﻋﻠﻘت ﺑﺣذاﺋﻪ أﺗرﺑﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﻛﺎن ،ﻛﻣﺎﺟﻌﻝ ﻟوﻛﺎر ﻣن ﻣﻌﻣﻝ ﺑـوﻟﻳس ﻟﻳـون ﻣرﻛـ از
)(2
ﻋﻠﻣﻳﺎ ﻳﻣد اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﻳﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗطور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗطـور اﻟﺳـرﻳﻊ اﻟـذي ﻋرﻓﺗـﻪ اﻟﺷـرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳـﺔ إﻻ أن اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﻟـم ﺗظﻬـر
إﻻ ﻓﻲ ﺑداﻳﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﻳن ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟـذي ﺧطـﻰ ﺧطـوات ﻋﻣﻼﻗـﺔ ﻣﻣـﺎ أدى إﻟـﻰ
ظﻬور ٕواﻧﺷﺎء ﻋدة ﻣﺧﺎﺑر ﻋﻠﻣﻳﺔ :
-1ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1914-1913أﻧﺷﺊ أوﻝ ﻣﺧﺑر ﻟﻠطب اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ ﻣدﻳﻧﺔ ﺗورﻧﻳﺎ ﺑﻛﻧدا
-2وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1916أﻧﺷﺊ ﻣﺧﺑر ﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﻣدﻳﻧﺔ ﺑرﻟﻳن اﻷﻟﻣﺎﻧﻳﺔ
-3وﻓﻲ ﻧﻔـس اﻟﺳـﻧﺔ أﻧﺷـﺊ أوﻝ ﻣﺧﺑـر ﺟﻧـﺎﺋﻲ ﺑﻠـوس أﻧﺟﻠـس ﺑﺎﻟوﻻﻳـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻷﻣرﻳﻛﻳـﺔ ،ﺛـم
أﻧﺷﺊ ﺑﻌد ذﻟك ﻣﺧﺑر ﻟﻣﻛﺗب اﻟﺗﺣﻘﻳﻘـﺎت اﻟﻔدراﻟﻳـﺔ ،اﻟـذي ﻳﻌﺗﺑـر ﻣـن أﺿـﺧم اﻟﻣﺧﺗﺑـرات اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ
اﻟﻣوﺟودة ﺣﺎﻟﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .
-4أﻣــﺎ أوﻝ ﻣﺧﺗﺑــر أﻧﺷــﺊ ﻓــﻲ اﻟــدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳــﺔ ﻓﻛــﺎن ﻓــﻲ ﻣﺻــر ﺳــﻧﺔ 1957ﺛــم ﺗﺑﻌــﻪ اﻟﻌ ـراق ،
اﻷردن ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ ،اﻟﻛوﻳت ،اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻘد
أﻧﺷﻰء ﺑﻬﺎ أوﻝ ﻣﺧﺑر ﻟﻠﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ 1962/07/22وﻫو ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣـن اﻟـوطﻧﻲ ،إذ ﻳﻘـوم
ﺑﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻵﺛــﺎر اﻟﻣﺎدﻳــﺔ ﻟﻠﺟ ـراﺋم اﻟﻣﻌﺎﻳﻧــﺔ ﻣــن طــرف ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻸﻣــن
)(3
اﻟوطﻧﻲ أو اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ.
وﻧظ ـ ـ ار ﻟﺗطـ ــور أﺳـ ــﻠوب ارﺗﻛـ ــﺎب اﻟﺟرﻳﻣـ ــﺔ واﻟوﺳـ ــﻳﻠﺔ اﻟﻣﺳـ ــﺗﻌﻣﻠﺔ ﻻرﺗﻛﺎﺑﻬـ ــﺎ وﻧظ ـ ـ ار ﻟﺗـ ــوﻓر
إطﺎرات ﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ﻣؤﻫﻠﺔ ،وﺿﻊ ﻣﺧﺗﺑر اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﻣـﻊ ﺑداﻳـﺔ اﻟﺳـﺑﻌﻳﻧﺎت ﻣﻛﺎﻧﻳزﻣـﺎت ﺟدﻳـدة
ﻣواﻛﺑــﺔ ﻟﺗطــور اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ وﺗ ازﻳــد اﻹﺟ ـرام ،وأﺻــﺑﺢ ﻫــذا اﻟﻣﺧﺗﺑــر ﻳﺷــﻛﻝ ﺣﺎﻟﻳــﺎ اﻟﻣﺧﺑــر اﻟﻣرﻛــزي
ﻟﻠﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﻛﺎﺋن ﻣﻘرﻩ ﺑﺷﺎطوﻧﺎف ﺑﺎﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ،ﺣﻳث ﺗم ﺗدﺷﻳﻧﻪ ﻓـﻲ 22:ﺟوﻳﻠﻳـﺔ
دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ,اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ :آﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت,اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق,ص.8 )(1
1999ﻣن ﻗﺑﻝ ﻓﺧﺎﻣﺔ رﺋﻳس اﻟﺟﻣﻬورﻳﺔ اﻟﺳﻳد ﻋﺑد اﻟﻌزﻳز ﺑوﺗﻔﻠﻳﻘﺔ ،وﻛـﺎن ﻳﺿـم ﺣـواﻟﻲ 170
ﻣﺧــﺗص اﻟــﻰ ﺟﺎﻧ ـب 500ﺗﻘﻧــﻲ ﻣﺳــرح ﺟرﻳﻣــﺔ ﻣــوزﻋﻳن ﻋﺑــر دواﺋــر اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ اﻟــﻰ
اﻟﻣﺧﺑرﻳن اﻟﺟﻬوﻳﻳن ﺑوﻫران وﻗﺳﻧطﻳﻧﺔ ،وﻛـﻝ ﻫـذﻩ اﻟﻣﺧـﺎﺑر ﻣﺟﻬـزة ﺑﺄﺣـدث اﻟﺗﻘﻧﻳـﺎت و اﻷﺟﻬـزة
اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ اﻟﻣﺗطورة ﻛﻣﺎ ان ﻫﻧﺎك ﻣﺷﺎرﻳﻊ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻳﺔ ﻹﻧﺷﺎء ﻣﺧﺎﺑر أﺧرى ﻓﻲ ﺗﻣﻧراﺳت ،ورﻗﻠـﺔ ،
)(1
ﺑﺷﺎر .
وﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎﻳﻳس اﻟدوﻟﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗـوﻓر ﻋﻠﻳﻬـﺎ أﻏﻠـب اﻟﻣﺧـﺎﺑر اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻳـﺔ
ﻟﺗﺣﻠﻳﻝ ADNوذﻟك ﺑﺎﻻﺷﺗراك ﻣﻊ ﺧﺑراء دوﻟﻳﻳن ،ﺣﺳب آﺧر ﻣـﺎ ﺗوﺻـﻝ إﻟﻳـﻪ اﻟﺑـوﻟﻳس اﻟﻌﻠﻣـﻲ
)(2
اﻟدوﻟﻲ . Interpol
وﻗد ﺗم ﺗﺣدﻳد ﻣﺟﺎﻝ اﺳﺗﺧدام اﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﻳﺔ ADNﻓﻲ ﺑﻌـض اﻟﺟـراﺋم أﻫﻣﻬـﺎ
اﻟﻘﺗــﻝ و اﻻﻋﺗــداءات اﻟﺟﻧﺳــﻳﺔ و اﻟﺳ ـرﻗﺎت .ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻗﺿــﺎﻳﺎ ﺗﺣدﻳــد اﻟﻧﺳــب ،ﻣــن ﺧــﻼﻝ
إﺟراء اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻳﻧﺎت ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﻘﻊ دم ﻣﺗﻧﺎﺛرة ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﻐﺳوﻟﺔ أو
ﺷﻌر وﻟـو ﻛـﺎن ﺑﺣﺟـم 10ﻣﻠـم ،ﻧﻘطـﺔ ﻣـن ﺳـﺎﺋﻝ ﻣﻧـوي ،ﺑﻘﺎﻳـﺎ اﻟﺳـﺟﺎﺋر وﻏﻳرﻫـﺎ ،اﻟﺗـﻲ ﺗﺻـﺑﺢ
ﻛﻠﻬــﺎ دﻻﺋــﻝ داﻣﻐــﺔ وﻻ ﻣﺟــﺎﻝ ﻟﻠﺷــك ﻓﻳﻬــﺎ ﺑﻌــد ﻣطﺎﺑﻘﺗﻬــﺎ ﺑﻳوﻟوﺟﻳــﺎ ﻣــﻊ اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓــﻳﻬم ،و اﻟﻠﺟــوء
إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻻﺧﺗﺑــﺎرات ﻳﻛــون ﺑﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ ﺗﻌﻠﻳﻣــﺔ ﻧﻳﺎﺑﻳــﺔ وﺑــﺄﻣر ﻣــن وﻛﻳــﻝ اﻟﺟﻣﻬورﻳــﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر
)(3
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،و ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﻳق ﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف أﺟﻬزة اﻷﻣن.
ﻛﻣﺎ ﺗم اﻗﺗﻧﺎء ﻧظﺎم ﺟدﻳد ﻟﺗﻣﺣﻳص اﻟﺑﺻﻣﺎت ﻣـﺎ ﻓـوق اﻟﺑﻧﻔﺳـﺟﻳﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻ ﺗـرى ﺑـﺎﻟﻌﻳن اﻟﻣﺟـردة
ﻳﺳﻣﻰ " ﻧظﺎم " ﺳﻳرﻓﻳم " ،و اﻟذي اﻋﺗﻣد ﻣن ﻗﺑـﻝ ﻓـﻲ اﺳـﺑﺎﻧﻳﺎ ﻓـﻲ ﺗﻔﺟﻳـرات ﻣدرﻳـد ،ﺣﻳـث ﺗـم
إرﺳﺎﻝ ﻣﻔﺗﺷﻳن ﻟﻠﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺧﺑـر ﺗﻣﺣـﻳص اﻟﺑﺻـﻣﺎت اﻟـذي ﺗـم اﺳـﺗﺧداﻣﻪ ﻓـﻲ اﻟﺧـﺎرج
ﻣــن أﺟــﻝ اﻟﺗﻛــوﻳن واﻟﺗــدرﻳب .و إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب اﻟﻣﺧﺑــر اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻣرﻛــزي وﻫــو ﻣﺧﺑــر اﻟﺷــرطﺔ
اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ ﺑﺷــﺎطوﻧﺎف ،ﺗﻣﻠــك اﻟﺟ ازﺋــر ﻋــدة ﻣ ارﻛــز ﺟﻧﺎﺋﻳــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣــث اﻟﺟﻧــﺎﺋﻲ ﻣﺛــﻝ
ﻓﺎطﻣﺔ ﺑوزرزور ،دور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﺟرﻳﻣﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﻳﻝ إﺟﺎزة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟﺟزاﺋر ، )(1
، 2008ص . 7
) ، (2ﻓﺎطﻣﺔ ﺑوزرزور ,ص . 8
ﻣﻠﻳﻛﺔ ﺑوﺧﻣﺧم"،ﻫﻛذا ﺗﻔﻛك اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺧﻳوط اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ اﻹﺟراﻣﻳﺔ"،ﺟرﻳدة اﻟﻣﺷوار اﻟﺳﻳﺎﺳﻲ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﺑﺗﻣﺑر 2012 )(3
12
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
ﻣرﻛز اﻷدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﺑﺎﻟﺳﺣﺎوﻟﺔ ،وﻣﺧﺑـر ﻋﻠـم اﻹﺟـرام واﻷدﻟـﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ ﺑﺑوﺷـﺎوي اﻟﺗـﺎﺑﻊ ﻟﻠـدرك
)(1
اﻟوطﻧﻲ.
و ﻳﺣﺗــﻝ ﺟﻬــﺎز اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ اﻟﺟزاﺋرﻳــﺔ اﻟﻳــوم ﻣرﻛ ـ از ﻫﺎﻣــﺎ ﻋﺎﻟﻣﻳــﺎ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎﻝ اﻟﺑﺣــث
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻔﻧﻲ ،ﻣن ﺧﻼﻝ اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ أﺣدث ﺗﻘﻧﻳﺎت اﻟﺑﺣث اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ ﻧظﺎم
" ibisإﻳﺑ ــﻳس" أو اﻟﺑﺎﻟﻳﺳ ــﺗﻳك Balistiqueاﻟ ــذي ﺗﺗ ــوﻓر ﻋﻠﻳ ــﻪ ﻧﻳﺎﺑ ــﺔ ﻣدﻳرﻳ ــﺔ اﻟﺷ ــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳ ــﺔ
واﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻣدﻳرﻳــﺔ اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻣﻧــذ أﻗــﻝ ﻣــن أرﺑﻌــﺔ ﺳــﻧوات ،إذ ﺗﻌﺗﺑــر اﻟﺟ ازﺋــر ﻣــن
أﺻ ـﻝ 32دوﻟــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻧظــﺎم واﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺑﻳﻧﻬــﺎ :أﻟﻣﺎﻧﻳــﺎ ،اﻟﻣﻣﻠﻛــﺔ اﻟﻌرﺑﻳــﺔ
اﻟﺳﻌودﻳﺔ ،إﺳراﺋﻳﻝ .وﻳﻌـد ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم ﺑﻧـك ﻣﻌﻠوﻣـﺎت إﺟ ارﻣـﻲ ﺧـﺎص ﺑﺗﺧـزﻳن ﺟﻣﻳـﻊ اﻟﺑﻳﺎﻧـﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑظــرف أو ﻣﻘــذوف ﺳــﻼح ﻧــﺎري ﺳ ـواء ﺗــم اﻟﻌﺛــور ﻋﻠﻳــﻪ ﻓــﻲ ﻣﺳــرح اﻟﺟرﻳﻣــﺔ ،أو ﻓــﻲ
ﻣﻛﺎن آﺧـر وﺗـدون اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻓـﻲ ﺑﻧـك ﺧـﺎص ﻳﺳـﻣﻰ اﻟﻘﺎﻋـدة اﻹﺟراﻣﻳـﺔ ﻓـﻲ ﺑﻧـك اﻟﻣﻌطﻳـﺎت ،
ﺣﻳــث ﻳﺿــم ﻫــذا اﻟﺑﻧــك ﺣﺎﻟﻳــﺎ أﻛﺛــر ﻣــن 15أﻟ ـف ﻗطﻌــﺔ ﺳــﻼح ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﻳــﺔ اﻧطﻠﻘــت ﻣﻧــذ ﺳــﻧﺔ
2003وﻻ ﺗـزاﻝ ﻣﺗواﺻــﻠﺔ ،وﻗــد اﺣﺗﻠــت اﻟﺟ ازﺋــر اﻟﻣرﺗﺑــﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳــﺔ ﻋﺎﻟﻣﻳــﺎ ﺑﻌــد اﻟوﻻﻳــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة
)(2)1
اﻷﻣرﻳﻛﻳﺔ ﻣن ﺣﻳث ﻧﺟﺎﻋﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم .
و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎم ibisﻳﺣﺗوي اﻟﻣﺧﺑر اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺣـدث ﻧظـﺎم
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﺑﺻﻣﺎت وﻫـو اﻟﻧظـﺎم اﻵﻟـﻲ ﻟﻠﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﺻـﻣﺎت ) AFISأﻧظـر اﻟﺷـﻛﻝ
رﻗـ ــم (.1و اﻟـ ــذي ﻳﺣﺗـ ــوي ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺑطﺎﻗـ ــﺎت ﺑﺻـ ــﻣﻳﺔ وﻧﻘطﻳـ ــﺔ ﻷﺷـ ــﺧﺎص ﻣﺷـ ــﺑوﻫﻳن ﺧﺿـ ــﻌوا
ﻟﻠﺗﻌرﻳــف أو اﻟﺗوﻗﻳــف ﻣــن طــرف ﻣﺻ ـﺎﻟﺢ اﻟﺷــرطﺔ أو اﻟــدرك اﻟــوطﻧﻲ ﻓــﻲ ﺣﻣــﻼت اﻟﺗﻔﺗــﻳش أو
اﻟﻣ ــداﻫﻣﺎت ،ﻛﻣ ــﺎ ﺗ ــم اﻋﺗﻣﺎدﻫ ــﺎ ﺧ ــﻼﻝ اﻟﻛـ ـوارث اﻟﻛﺑ ــرى اﻟﺗ ــﻲ ﺷ ــﻬدﺗﻬﺎ اﻟﺟ ازﺋ ــر ﻣﺛ ــﻝ زﻟـ ـزاﻝ
ﺑوﻣرداس وﻓﻳﺿﺎﻧﺎت ﺑﺎب اﻟواد ﻟﺗﺣدﻳد ﻫوﻳﺔ ﺑﻌض اﻟﺟﺛث اﻟﺗﻲ ﺗم اﻧﺗﺷﺎﻟﻬﺎ .
ﻳ ــﺗم ﺗ ــدوﻳن اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺑﻬ ــذا اﻟﻧظ ــﺎم ﻋﻧ ــد ﺗﺣوﻳ ــﻝ أي ﺷ ــﺧص أو ﻣﺷ ــﺗﺑﻪ ﻓﻳ ــﻪ ﻟﻣ ارﻛ ــز
اﻟﺷــرطﺔ ،ﺣﻳــث ﺗــدون ﻣﻌﻠوﻣــﺎﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﻣــﻊ اﺧــذ ﺑﺻــﻣﺎت أﺻــﺎﺑﻊ اﻟﻳــدﻳن اﻟﻌﺷـرة ،إﺿــﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﺧذ ﺻورة ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وﺻورة ﺟﺎﻧﺑﻳﺔ وﺗﺣﻔظ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋـن طرﻳـق اﻹﻋـﻼم اﻵﻟـﻲ ،وﻣـن
ﺛم ﻓﻬو ﻳﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أرﺷﻳف ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻳرﺟﻊ إﻟﻳﻪ ﻋﻧد طﻠب أي ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻠﺑﺻﻣﺔ اﻟﻣﺷـﺗﺑﻬﺔ ﻓﻳﻬـﺎ ﻣـﻊ
ﻧﺎﺋﻠﺔ ﺑن رﺟﺎﻝ ،اﻟﺷروق ﺗزور ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ،ﺟرﻳدة اﻟﺷروق اﻟﻳوﻣﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻌدد، 120 )(1
اﻟﺑﺻــﻣﺎت اﻟﻣﺣﻔوظــﺔ ﺑﺎﻟﻧظــﺎم ،إذ ﻳﺳــﺗﻐرق اﻟﺑﺣــث ﺣـواﻟﻲ رﺑــﻊ ﺳــﺎﻋﺔ ﻓﻘــط ﻟﻳﺻــﻝ ﻓــﻲ اﻷﺧﻳــر
إﻟــﻰ ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻣﺣﻘﻘــﺔ ودﻗﻳﻘــﺔ ﺗﻣــرر ﻋﻠــﻰ أﺛرﻫــﺎ ﺗﻘرﻳــر ﺧﺑـرة ﻳﺳــﻠم إﻟــﻰ وﻛﻳــﻝ اﻟﺟﻣﻬورﻳــﺔ أو ﺿــﺎﺑط
)(1
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ.
وﺗﺣدﻳدا ﺑﺗﺎرﻳﺦ 20ﺟوﻳﻠﻳﺔ 2004ﺗم ﺗدﺷﻳن أﻛﺑر ﺻرح ﻋﻠﻣﻲ وﻫو ﻣﺧﺑر اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﻳﺔ اﻟ ـ
ADNوﻗﺎم ﺑﺗدﺷﻳﻧﻪ وزﻳر اﻟداﺧﻠﻳـﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ اﻟﺳـﻳد ﻧـور اﻟـدﻳن زرﻫـوﻧﻲ رﻓﻘـﺔ وزﻳـر
اﻟداﺧﻠﻳــﺔ اﻟﻣﻐرﺑــﻲ ،و ﻳﻌــد ﻫــذا اﻟﻣﺧﺑــر اﻷوﻝ ﻣــن ﻧوﻋــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗوى اﻟﻌرﺑــﻲ واﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻋﻠــﻰ
اﻟﻣﺳــﺗوى اﻹﻓرﻳﻘــﻲ ﺑﻌــد ﺟﻧــوب إﻓرﻳﻘﻳــﺎ ﻳﻌﻣــﻝ ﺑــﻪ 24ﺗﻘﻧــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺑﻳوﻟوﺟﻳــﺎ واﻟــذي ﺗﻠﻘ ـوا ﺗﻛوﻳﻧــﺎ
ﻣﺗﺧﺻﺻﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺗﺣﻠﻳﻝ ADNﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺧﺎﺑر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻷوروﺑﻳﺔ ﻛﺈﺳﺑﺎﻧﻳﺎ ،ﻓرﻧﺳـﺎ
،ﺑﻠﺟﻳﻛــﺎ .ﻛﻣــﺎ ﺗﻣــت إﻋــﺎدة ﻫﻳﻛﻠــﺔ ﻫــذا اﻟﻣﻌﻬــد ﻟﻳطﻠــق ﻋﻠﻳــﻪ اﺳــم ﻣﻌﻬــد ﻋﻠــوم اﻷدﻟــﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳــﺔ ،
وﻋﻠــﻰ ﻧﻔــس اﻟــﻧﻬﺞ ﺳــﺎرت اﻟــدوﻝ ﻛﺎﻹﻣ ـﺎرات اﻟﻌرﺑﻳــﺔ اﻟﻣﺗﺣــدة ،ﺣﻳــث أﻧﺷــﺄت اﻟﻣﺧﺑــر اﻟﺟﻧــﺎﺋﻲ
)(2
ﺑﺄﺑو ظﺑﻲ ﺳﻧﺔ .1983
) (1فاروق جوزي "،الشرطة العلمية و التقنية" ،مجلة الشرطة ،العدد ، 50المديرية العامة لألمن الوطني،
الجزائر،جويلية ،2003,ص .29
15
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
ﻛﻣــﺎ ﻳــﺗم اﺳ ـﺗﺧدام ﺗﻘﻧﻳــﺔ اﻟﺑﺻــﻣﺔ اﻟوراﺛﻳــﺔ ADNﻟﻠﺗﻌــرف ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻬــوﻟﻲ اﻟﻬوﻳــﺔ و ﻓــﻲ ﺗﺣدﻳــد
)(1
اﻟﻧﺳب أو اﻷﺑوة و ﻛذﻟك ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﻘﺗﻝ .
-2ﻓرع ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧوﻋﻳﺔ اﻟﻐذاﺋﻳﺔ :ﻳﺧﺗص ﻫذا اﻟﻔرع ﺑﺈﺟراء ﺗﺣﺎﻟﻳﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻣـواد اﻟﻐذاﺋﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ
ﺗﺗﺳــﺑب ﻓــﻲ إﺣــداث ﺣــﺎﻻت اﻟﺗﺳــﻣم ،و اﻟﻛﺷــف ﻋــن ﻧوﻋﻳــﺔ و ﺟــودة ﻫــذﻩ اﻟﻣـواد ﺗﺣــت إﺷـراف
اﻟﺧﺑراء اﻟﻣﺧﺗﺻﻳن ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻐذاﺋﻳﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻳﺎم ﺑﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻣﻳﺎﻩ اﻟﻣﻌدﻧﻳـﺔ
ﻟﻠﻛﺷف ﻋن وﺟود ﺟراﺛﻳم ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ .
)(2
-3ﻓ ـرع اﻟﻛﻳﻣﻳــﺎء اﻟﺷــرﻋﻳﺔ و اﻟﻣﺧــدرات :ﻳﺧــﺗص ﻫــذا اﻟﻔــرع ﺑــﺈﺟراء ﺗﺣﺎﻟﻳــﻝ ﻋﻠــﻰ ﻣﺧﺗﻠــف
اﻟﻣواد اﻟﻣﺟﻬوﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻳﻌﺛـر ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﺑﻣﻛـﺎن اﻟﺟرﻳﻣـﺔ ،و اﻟﻣـواد اﻟﺗـﻲ ﻳﺷـﺗﺑﻪ ﻓﻳﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ ﻣـواد
)(3
ﻣﺧدرة ﻟﻣﻌرﻓﺔ طﺑﻳﻌﺗﻬﺎ و ﺗﻘدﻳر اﻟﻛﻣﻳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ اﻟﺷﺧص.
-4ﻓرع اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ :إن اﻟطﺑﻳب اﻟﺷـرﻋﻲ ﻟـﻪ دور ﻛﺑﻳـر ﺟـدا ﻓـﻲ ﺗﺷـﺧﻳص ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺟرﻳﻣـﺔ
و ﻓـﻲ ﺗﺣدﻳـد اﻟﻔﻌـﻝ اﻹﺟ ارﻣـﻲ وﻧﺗﺎﺋﺟـﻪ ﻓـﻲ ﻣﺟــﺎﻝ اﻟﺗﺣﻘﻳﻘـﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ ،ﺣﻳـث ﺗﺗﻣﺛـﻝ ﻣﻬﻣﺗـﻪ ﻓــﻲ
)(4
ﻓﺣص و ﺗﺷرﻳﻊ ﻟﻠﺟﺛﺔ و أﺧذ اﻟﻌﻳﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻝ اﻟطﺑﻳﺔ اﻟﺷرﻋﻳﺔ ﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ.
-5ﻓرع ﻋﻠم اﻟﺳﻣوم :ﻳﻌﻣﻝ ﻣﺧﺗﺻوا ﻫذا اﻟﻔرع ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ و اﻟذي
ﻳﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺳـﻣوم ﻣـن ﺣﻳـث ﺧـواص اﻟﺷـم ،ﺗـﺄﺛﻳر اﻟﺳـم ﻓـﻲ اﻟﺟﺳـم ،طرﻳﻘـﺔ اﻟﻌـﻼج ،اﻟﻛﺷـف
ﻋن اﻟﺳم ﺑﺎﻟطرق اﻟﻣﻌﻣﻠﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺳﻣم ) ﻋرﺿﻲ ،اﻧﺗﺣﺎري ،ﺟﻧﺎﺋﻲ (
وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼﻝ ﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻟﻣﻌــدة وﻣﺣﺗوﻳﺎﺗﻬــﺎ ،اﻷﻣﻌــﺎء ،اﻟﻛﺑــد ،اﻟــدم وﻣــن أﻣﺛﻠــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻣـواد :
)(5
اﻟزﺋﺑق،اﻟزرﻧﻳﺦ ،أوﻝ أﻛﺳﻳد اﻟﻛرﺑون ،اﻟﻛﺣوﻝ .
ﺛﺎﻧﻳﺎ :اﻟداﺋرة اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ
و ﻳﺄﺗﻲ ﺗﺣت ﻫذﻩ اﻟداﺋرة ﻋدة ﻓروع :
ﻋﻣر اﻟﺷﻳﺦ اﻷﺻم ،ﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻧوﻋﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑرات اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ،أﻛﺎدﻳﻣﻳﺔ ﻧﺎﻳف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﻳﺔ ، )(3
. 23
رﺟﺎء ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﻌﺑود ،ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ و اﻟﺳﻣوم ﻟرﺟﺎﻝ اﻷﻣن و اﻟﻘﺎﻧون ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻠك ﻓﻬد اﻟوطﻧﻳﺔ )(5
-1ﻓرع اﻟﺧطوط و اﻟوﺛﺎﺋق :ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻣﻬﺎم ﻫذا اﻟﻔـرع ﻓـﻲ اﻟﻘﻳـﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟﻳـﻝ اﻟﻼزﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻷوراق
اﻟﻧﻘدﻳﺔ و اﻟوﺛﺎﺋق اﻟرﺳﻣﻳﺔ و اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ و اﻷﺧﺗـﺎم وﻛـذا د ارﺳـﺔ و ﻣﺿـﺎﻫﺎة اﻟﺧطـوط
و ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻷﺧﺑﺎر و ﻣﺧﺗﻠف أﻧواع اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ و آﻻﺗﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﻳد أﻧواع اﻟـوزن و اﻷﻟـوان
اﻟﻣﺳـ ــﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓـ ــﻲ ﺗزوﻳـ ــر اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﻳـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼﻝ اﻻﺳـ ــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠـ ــف اﻟوﺳـ ــﺎﺋﻝ و اﻟﺗﻘﻧﻳـ ــﺎت
)(1
اﻟﻣﺗطورة.
-2ﻓـــرع اﻷﺳـــﻠﺣﺔ و اﻟﻘـــذاﺋف :ﻳﻌﺗﺑــر ﻣــن أﻫــم اﻟﻔــروع و ﺗﺗﻣﺛــﻝ ﻣﻬﻣﺗــﻪ ﻓــﻲ د ارﺳــﺔ اﻷﺳــﻠﺣﺔ
اﻟﻧﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﻳد ﻣﺎﻫﻳﺔ اﻟﻘـذاﺋف و اﻷظرﻓـﺔ اﻟﻔﺎرﻏـﺔ ،les ballesﺣﻳـث ﻳﻘـوم اﻟﻣﺧﺗﺻـون ﻓـﻲ
ﻫذا اﻟﻔرع ﺑﺗﺣدﻳد ﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺎر اﻟذي ﺗﺳﻠﻛﻪ اﻟﻘذﻳﻔﺔ و دراﺳﺔ ﻓﺗﺣـﺔ دﺧـوﻝ اﻟﻘـذاﺋف و ﺧروﺟﻬـﺎ
و إﻧﺷ ــﺎء اﻷرﻗ ــﺎم اﻟﺗﺳﻠﺳ ــﻠﻳﺔ ﺑواﺳ ــطﺔ ﺻ ــﻘﻝ اﻷﺳ ــﻠﺣﺔ ،ﻛﻣ ــﺎ ﻳﺗﻛﻔ ــﻝ ﻫـ ـذا اﻟﻘﺳ ــم أﻳﺿ ــﺎ ﺑ ــﺈﺟراء
)(2
ﻋﻣﻠﻳﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎﻳﺎ اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ.
-3ﻓرع اﻟﻣﺗﻔﺟرات و اﻟﺣراﺋق :ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻣﻬﻣﺔ ﻫذا اﻟﻔـرع ﻓـﻲ ﻓﺣـص ﺑﻘﺎﻳـﺎ اﻟﻣـواد اﻟﻣﺗﻔﺟـرة ،ﺛـم
اﻟﻘﻳﺎم ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﺟرﻳﻣﺔ ﻣن أﺟﻝ ﺗﺣدﻳد ﻣﺻدرﻫﺎ أو اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﻳﺔ إﻟﻰ ذﻟك ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻫذا اﻟﻔرع ﺑﻔﺣص ﻣﺧﻠﻔـﺎت اﻟﺣ ارﺋـق ﻣـن
أﺟــﻝ اﻟﺑﺣــث ﻋــن اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﻔﻌﻠﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ أدت إﻟﻳﻬــﺎ ﻫــﻝ ﻛﺎﻧــت ﻧﺗﻳﺟــﺔ ﺷ ـ اررة ﻛﻬرﺑﺎﺋﻳــﺔ أو أﻧﻬــﺎ
)(3
ﻛﺎﻧت ﺑﻔﻌﻝ ﻓﺎﻋﻝ .
-4ﻓرع ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺻوات :ﻳﻬدف ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ ﺗﺣدﻳد ﻫوﻳﺔ اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻋن طرﻳـق ﺟﻬـﺎز ﻗﻳـﺎس
اﻟﺻوت أو ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﺻوت ﻗﺻد ﻣﻌرﻓﺔ ﺻﺎﺣﺑﻪ ،ﺣﻳـث ﺗﺟـري ﻣﻘﺎرﻧـﺔ وﻣﺿـﺎﻫﺎة اﻟﺻـوت ﻣـﻊ
أﺻ ـوات ﻣرﺟﻌﻳــﺔ ﻋدﻳــدة ﻣﺧزﻧــﺔ أﺻــﻼ ﻟــدى اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻷﺷــﺧﺎص ﻣﺷــﺑوﻫﻳن أو ﻣﺗﻬﻣــﻳن
وﺗﻌﺗﺑر ﺑذﻟك ﺗﻘﻧﻳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺻوات آﺧر إﺑداع ﻓﻲ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﺗﺣﻘﻳق اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﻳﺔ ﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ
وﺗﺗﻣﺛﻝ ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻳﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﻫوﻳﺔ اﻷﺷﺧﺎص ﻣرﺗﻛﺑـﻲ اﻟﺟـراﺋم
وﺧﺎﺻــﺔ أوﻟﺋــك اﻟــذﻳن ﻳﺧﻔــون ﺷﺧﺻــﻳﺎﺗﻬم اﻟﺣﻘﻳﻘﻳــﺔ ﻣــن ﺧــﻼﻝ اﺳــﺗﻌﻣﺎﻝ أﺳــﻣﺎء ﻣﺳــﺗﻌﺎرة ﺳ ـواء
17
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
أﻛﺎﻧــت ﻷﺷــﺧﺎص ﺣﻘﻳﻘﻳــﻳن ﻣوﺟــودﻳن ﻋﻠــﻰ أرض اﻟواﻗــﻊ أو ﻛﺎﻧــت ﺷﺧﺻــﻳﺎت وﻫﻣﻳــﺔ وﺗﺗﻛــون
ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻛﺎﺗب وﻫﻲ :
أوﻻ :ﻣﻛﺗب اﻟدراﺳﺎت واﻟﺗﻛوﻳن
وﻳﺿم ﻫذا اﻟﻣﻛﺗب أرﺑﻌﺔ أﻗﺳﺎم وﻫﻲ :ﻗﺳم اﻟدراﺳﺎت و اﻟﺗﺟﻬﻳز ،ﻗﺳم اﻵﺛﺎر ،ﻗﺳـم
اﻟﺗﻛوﻳن ،وأﺧﻳ ار ﻗﺳم اﻟرﺳم اﻟوﺻﻔﻲ وﻳﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺧﻳر ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺗﻬدف إﻟـﻰ رﻓـﻊ ﺻـورة ﺗﻘرﻳﺑﻳـﺔ
ﻟوﺟــﻪ اﻟﻣــﺗﻬم ﻋــن طرﻳــف اﻷوﺻــﺎف اﻟﺗــﻲ ﻳﻘــدﻣﻬﺎ اﻟﺿــﺣﻳﺔ أو اﻟﺷــﻬود اﻟــذﻳن ﺗﻣﻛﻧـوا ﻣــن رؤﻳــﺔ
ﻣﻼﻣﺢ وﺟﻪ ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﻳﻣﺔ
وﻟﻘد أﺿﻳف إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺷﺑوﻫﻳن ﻗﺎﻋـدة ﺑﻳﺎﻧـﺎت ﻧﺷـﻣﻝ ﺻـورﻫم ,ﻫـذﻩ
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣﻝ ﺟﻣـﻊ اﻟﺻـور اﻟﻔوﺗوﻏراﻓﻳـﺔ وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬـﺎ آﻟﻳـﺎ ﻣـن ﺧـﻼﻝ ﺑرﻧـﺎﻣﺞ اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ
اﻷوﺻﺎف و اﻟذي ﻳﻘوم ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑﺗﻠك اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﻘﺎﻋدة اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت ﻟﻬﻛﻣـﺎ ﻳﻣﻛـن ﺟﻣـﻊ ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم
ﻣﻊ ﻧظﺎم اﻟﺗﻌرف اﻵﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺻﻣﺎت . AFIS
ﺛﺎﻧﻳﺎ :ﻣﻛﺗب اﻟﻣراﻗﺑﺔ وﺗﺳﻳﻳر اﻟﻣراﻛز
ﻳﻧﻘﺳ ــم ﻫ ــذا اﻟﻣﻛﺗ ــب إﻟ ــﻰ ﻗﺳ ــﻣﻳن :ﻗﺳ ــم اﻟﻣراﻗﺑ ــﺔ و اﻟ ــذي ﻳﻘ ــوم ﺑﻣراﻗﺑ ــﺔ أﻋﻣ ــﺎﻝ اﻟﺷ ــرطﺔ
اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ داﺧــﻝ اﻟﻣﺧــﺎﺑر ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻗﺳــم ﺗﺳــﻳﻳر اﻟﻣ ارﻛــز اﻟــذي ﻳﻌﻣــﻝ ﻋﻠــﻰ اﻟــرﺑط و اﻟﺗﻧﺳــﻳق
)(1
ﺑﻳن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺧﺎﺑر وﺗﺳﻳرﻫﺎ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﻔوظﺎت
و ﻫذا اﻟﻣﻛﺗب ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺟرة ﻛﺑﻳرة ﺟدا ﺑﻬﺎ ﻋدد ﻛﺑﻳر ﻣن اﻟرﻓوف ﻳـﺗم ﻓﻳﻬـﺎ ﺗﺧـزﻳن وﺗـدوﻳن
ﺟﻣﻳﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﻳﺎﻧـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑـﺎﻟﻣﺟرﻣﻳن واﻟﻣﺷـﺑوﻫﻳن ﻣـن ﺧـﻼﻝ ﻧظـﺎم اﻟﺑﺻـﻣﺔ اﻵﻟـﻲ ،
و اﻟذي ﻳﺣﺗوي ﻋﻠﻰ 230أﻟف ﺑطﺎﻗﺔ ﺑﺻﻣﻳﺔ و ﻧﻘطﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻧك اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻣـن ﺧـﻼﻝ ﻧظـﺎم "
اﻻﻓــﻳس" .وﻳـﺗم اﺳــﺗﻐﻼﻝ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣدوﻧــﺔ ﻋﻧــد اﻟﻌﺛــور ﻋﻠــﻰ اﻟﺟﺛــث اﻟﻣرﻣﻳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺷـوارع أو
وﻗــوع ﺟ ـراﺋم وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬــﺎ ﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣﺧزﻧــﺔ ،اﻟﺑﺻــﻣﺎت اﻟﻣرﻓوﻋــﺔ ،ﻣــن ﻣﺳــرح اﻟﺟرﻳﻣــﺔ
)(2
وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻘﻘﻳن وذﻟك ﻟﺗﺣدﻳد اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻳﻬم ﻣن ﺧﻼﻝ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣث.
وﻳﺗﻔرع ﻫذا اﻟﻘﺳم إﻟـﻰ ﻗﺳـم ﺗﺳـﻳﻳر اﻟﻣﺣﻔوظـﺎت ،ﻗﺳـم اﻻﺳـﺗﻐﻼﻝ وﻛـذا ﻗﺳـم ﻧظـﺎم "
اﻷﻓــﻳس " اﻟــذي ﻳﻘــوم ﻋﻠﻳــﻪ اﻟرﻗﻳــب اﻟﻣﻛﻠــف ﺑﺎﻟﻧظــﺎم ,وﻳﻌﻣــﻝ ﺗﺣــت ﺳــﻠطﺗﻪ ﻓــرﻗﺗﻳن ﻟﻠﺑﺣــث :
اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ ﻓرﻗﺔ اﻟﺗﻌرﻳف و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق ﻣن ﺷﺧﺻﻳﺔ اﻹﻓراد اﻟﻣﻘدﻣﻳن ﻣـن
طــرف ﻣﺧﺗﻠــف إدارات اﻟﺷــرطﺔ ،ﻛﻣــﺎ ﺗﺑﺣــث ﻋــن اﻟﺳ ـواﺑق اﻟﻌدﻟﻳــﺔ ﻟﻬــؤﻻء اﻷﺷــﺧﺎص وﺗﻘــدﻳم
اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟﻠﻧﻳﺎﺑــﺔ ﻋــن اﻟــذﻳن ﺗــم اﻟﻘــﺑض ﻋﻠــﻳﻬم ،إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ذﻟــك ﺗﻘــوم ﻫــذﻩ اﻟﻐرﻓــﺔ
ﺑﺗﺣدﻳد اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ ﻣﺳـك ﺑطﺎﻗـﺎت اﻟﺗﻌرﻳـف ﻟﻠﻣﺣـرﻣﻳن اﻟﻣطﻠـوب اﻟﺑﺣـث ،ﻛﻣـﺎ ﺗﻌﻣـﻝ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺛث اﻟﻣﺟﻬوﻟﺔ ،ﻓﻲ ﺣـﻳن أن ﻓرﻗـﺔ ﺑطﺎﻗـﺎت اﻻﺳـﺗﻌﻼم ﺗﻘـوم ﺑﺣﻔـظ ﺟﻣﻳـﻊ
)(1
اﻟﺑﺻﻣﺎت اﻟواردة إﻟﻳﻬﺎ ﻣن ﻓرﻗﺔ اﻟﺗﻌرﻳف.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أدوات اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
إن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺎت اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋـﺎﺗق ﺧﺑـراء اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﻫـﻲ اﻟﺑﺣـث و اﻟﺗﺣـري
ﺑﻬــدف ﻛﺷــف اﻟﺟرﻳﻣــﺔ و إ ازﻟــﺔ اﻟﻐﻣــوض ﻋﻧﻬــﺎ ,ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ظــﻝ ﺗﻘــدم طــرق اﻹﺟ ـرام وﺗﻔــﻧن
اﻟﻣﺟرﻣﻳن ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻣن ﺧﻼﻝ اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻠوم واﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﺣدﻳﺛﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺳـﻬﻝ ﻋﻠـﻳﻬم ارﺗﻛﺎﺑﻬـﺎ
وﺗﺳﺎﻋدﻫم واﻹﻓﻼت ﻣن أﻳدي رﺟﺎﻝ اﻟﺷـرطﺔ ،وﻟـذﻟك ﻛـﺎن ﻟ ازﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ رﺟـﺎﻝ اﻟﺷـرطﺔ وﺧﺎﺻـﺔ
رﺟﻝ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ أن ﻳﺳﺗﻌﻳن ﺑـﻧﻔس ﺳـﻼح اﻟﻣﺟـرم وﻳطـور أﺳـﻠوﺑﻪ ﻓـﻲ ﻣﺟﺎﺑﻬﺗـﻪ ﻣـن ﺧـﻼﻝ
اﺳـ ــﺗﺧدام أﺣـ ــدث اﻷدوات واﻷﺳـ ــﺎﻟﻳب واﻷﺟﻬ ـ ـزة اﻟﻌﻠﻣﻳـ ــﺔ اﻟﻣﺗطـ ــورة ﺣﺗـ ــﻰ ﻳﻛﺗﺷـ ــف و ﻳ ـ ـدﺣض
ﺧﺎﺻـﺔ ﻓﻳﻣـﺎ )(2
اﻷﺳﺎﻟﻳب اﻹﺟراﻣﻳﺔ اﻟﻣﺑﺗﻛرة اﻟﺗـﻲ ﻳﻧﺗﻬﺟﻬـﺎ اﻟﻣﺟرﻣـون ﻣﻬﻣـﺎ ﺑﻠﻐـت ﻣـن ﺗطـور،
ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣﺻـﻝ ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻣـن ﻣوﻗـﻊ اﻟﺟرﻳﻣـﺔ ،ﻓـﻲ ﺣـﻳن أن ﻫﻧـﺎك أﺟﻬـزة أﺧـرى
ﺗﺳﺗﻌﻣﻝ ﻓﻲ ﻓﺣﺻﻬﺎ وﺗﺣدﻳدﻫﺎ ﻣن ﻗﺑﻝ اﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ﻣﺧﺑر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ
وﻋﻠﻳﻪ ﺳﻧﻘﺳم دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣطﻠـب ﻓـﻲ ﺛﻼﺛـﺔ ﻓـروع ,ﺣﻳـث ﻳﺗﻧـﺎوﻝ ﻓـﻲ اﻷوﻝ اﺳـﺗﺧدام
اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق و اﻟﺛﺎﻧﻲ أﺟﻬزة اﻟﻔﺣص اﻟﻣﺟﻬري ,وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟث اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ .
اﻟﻔرع اﻷوﻝ :اﺳﺗﺧدام اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
ﻳﺳ ــﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣ ــث اﻟﺟﻧ ــﺎﺋﻲ اﻷﺷ ــﻌﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳ ــق اﻟﺟﻧ ــﺎﺋﻲ اﻟﻔﻧ ــﻲ ﻟﻠﺑﺣ ــث ﻋ ــن اﻵﺛ ــﺎر اﻟﻣﺎدﻳ ــﺔ
وﻣﺻدر اﻷﺷﻌﺔ ﻫو اﻟﺿوء اﻷﺑﻳض ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻪ ﺳواء ﻛﺎن طﺑﻳﻌﻳﺎ أم ﺻﻧﺎﻋﻳﺎ .
أوﻻ :اﻷﺷﻌﺔ ﻓوق اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻳﺔ violet ultra
وﻫذﻩ اﻷﺷﻌﺔ ﻫﻲ إﺣدى اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻟﻐﻳر ﻣرﺋﻳـﺔ ﻓـﻲ أﺷـﻌﺔ اﻟطﻳـف ذات ﻣوﺟـﺎت ﻗﺻـﻳرة وﻫـﻲ
ﺗﺳــﺑب اﻟﻌﻣــﻰ اﻟﻣؤﻗــت ،وﻟﻬــذا ﻳﺟــب اﺳــﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﻣﻧظــﺎر اﻟﺧــﺎص ﺑﻬــﺎ ﻋﻧــد اﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ,إﻻ أن
ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﻣـن ﺧﺻﺎﺋﺻـﻬﺎ أﻧﻬـﺎ ﺗﻌﻛـس ﻫـذﻩ اﻷﺷـﻌﺔ ﻏﻳـر ﻣرﺋﻳـﺔ أي ﺗﻐﻳﻳرﻫـﺎ إﻟـﻰ
ﻣوﺟــﺎت ذات طــوﻝ وﺗدرﻛــﻪ اﻟﻌــﻳن وﺗﺳــﻣﻰ ﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة ﺑــﺎﻟﺗوﻫﺞ وﻣــن أﻫــم اﺳــﺗﻌﻣﺎﻻت ﻫــذﻩ
اﻷﺷﻌﺔ :
-1ﻓﺣص اﻷﺣﺟﺎر اﻟﻛرﻳﻣﺔ ﻓﺗوﻫﺞ اﻷﻟﻣﺎس ﻳﺧﺗﻠف ﻋن ﺗوﻫﺞ اﻟﻳﺎﻗوت
-2اﻟﺗﻣﻳﻳز ﺑﻳن اﻟﻠؤﻟؤ اﻟطﺑﻳﻌﻲ واﻟﻠؤﻟؤ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ .
-3ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣواد اﻟزﻳﻧﺔ إذ ﺗﺧﺗﻠف درﺟﺔ اﻟﺗوﻫﺞ ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺧﺗﻼف ﻣﺻدر اﻟﺻﻧﻊ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺑﻌـﺎ
ﻻﺧــﺗﻼف ﺗرﻛﻳﺑﻬــﺎ ) ﻷﻧــﻪ ﻗــد ﻳﻌﺛــر ﻋﻠــﻰ ﻣﻧــدﻳﻝ أو ﻛــوب ﺑــﻪ أﺣﻣــر ﺷــﻔﺎﻩ وﻳﻘــﺎرن ذﻟــك ﺑــﺄﺣﻣر
)(1
اﻟذي ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﻣﺗﻬﻣﺔ (.
-4إظﻬﺎر اﻟﺑﺻﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ اﻟﻣﺗﻌدد اﻷﻟوان ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ﺑﻣﺳـﺣوق اﻻﻧﺗراﻧﻳـت اﻟـذي ﻳﺗـوﻫﺞ
ﺗﺣت اﻷﺷﻌﺔ ﻓوق اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻳﺔ
-5إظﻬﺎر ﺑﻌض اﻟﺑﻘﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﺧﺻﻳﺻﺎ أو ﺧﺎﺻﻳﺔ اﻟﺗوﻫﺞ ﻛﺎﻟﺑﻘﻊ اﻟﻣﻧوﻳﺔ ،ﻓﺑدﻻ ﻣن
اﻟﺑﺣــث ﻋﻧﻬــﺎ ،وﺧﺎﺻــﺔ إذا ﻛﺎﻧــت ﺑﻘﻌــﺎ دﻗﻳﻘــﺔ ﺑــﺎﻟﻌﻳن اﻟﻣﺟــردة ،ﻳﻣﻛــن ﺗﻌ ـرﻳض اﻟﻣﻼﺑــس أو
اﻟﺑﻳﺎﺿــﺎت ﻟﻸﺷــﻌﺔ ﻓــوق اﻟﺑﻧﻔﺳــﺟﻳﺔ ،ﻓــﺎﻟﺟزء اﻟــذي ﻳﺗــوﻫﺞ ﻣﻧﻬــﺎ ﻳﺷــﻳر إﻟــﻰ وﺟــود ﺑﻘﻌــﺔ ﻣﻧوﻳــﺔ
)(2
ﻳﻣﻛن ﻓﺣﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟطرق اﻟﻌﺎدﻳﺔ .
-6إظﻬــﺎر ﺑﻌــض اﻟﻛﺗﺎﺑــﺎت اﻟﺳـرﻳﺔ إذا ﻛﺎﻧــت اﻟﻛﺗﺎﺑــﺔ ﺑﻣــﺎدة ﺗﺗــوﻫﺞ أو ﺗــدﺧﻝ ﻓــﻲ ﺗرﻛﻳﺑﻬــﺎ ﻣــﺎدة
)(3
ﺗﺗوﻫﺞ .
ﺛﺎﻧﻳﺎ :اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣراء infra red
وﻫــﻲ أﺷــﻌﺔ ﻏﻳــر ﻣﻧظــورة ﻻ ﻳﻣﻛــن رؤﻳﺗﻬــﺎ ﺑــﺎﻟﻌﻳن اﻟﻣﺟــردة ،وﻣﺻــدرﻫﺎ اﻟطﺑﻳﻌــﻲ ﺿــوء
اﻟﺷــﻣس وﻳﻣﻛــن اﻟﺣﺻــوﻝ ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﺑطــرق أﺧــرى ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﺣ ـ اررة اﻟﻣﺷــﻌﺔ ﻣــن اﻷﺟﺳــﺎم اﻟﺳــﺎﺧﻧﺔ أو
ﻟﻣﺑــﺎت اﻟﺗروﻓوﺗــو أو ﺟﻬــﺎز اﻹﻧــﺎرة اﻟﻧﺎطﻘــﺔ أو ﻟﻣﺑــﺎت اﻹﺿــﺎءة اﻟﻌﺎدﻳــﺔ ,وﻫــذﻩ اﻷﺷــﻌﺔ ﺧﺎﺻــﻳﺔ
اﻻﺣﺗراق اﻟﻣواد وﻟﻛن ﺑدرﺟﺔ أﻗﻝ ﻣن اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻳﺔ .
)(4
وﻣن أﻫم اﺳﺗﻌﻣﺎﻻت ﻫذﻩ اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
) (1أحمد أبو روس ،التحقيق الجنائي و التصرف فيه و األدلة الجنائية ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ، 2003 ،
ص . 412 -411
) (2أحمد أبو روس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 412
) (3رمسيس بھنام ،المرجع السابق ،ص . 200
) (4طه احمد متولي ،التحقيق الجنائي وفن استنطاق مسرح الجريمة ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،2000 ،ص ص
.133-132,
20
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
-1ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻣراﺣﻝ اﻟﺑﺣث ﻋن آﺛـﺎر اﻟﺑـﺎرود ﻓـﻲ ﺣـوادث اﺳـﺗﺧدام ﻟﻸﺳـﻠﺣﺔ اﻟﻧﺎرﻳـﺔ وﻛـذﻟك
ﺗﺣدﻳــد اﻟﻣﺳــﺎﻓﺔ ﺑــﻳن اﻟﻘﺎﺗــﻝ و اﻟﻘﺗﻳــﻝ ،وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓﻬــﻲ ﺗﻔﻳــد ﻓــﻲ ﺗﺣدﻳــد ﻓﻳﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﺣــﺎدث
اﻧﺗﺣﺎر ﻣن ﻋدﻣﻪ ﺑﺎﻟﻛﺷف ﻋﻠﻰ ﻳد اﻟﻘﺗﻳﻝ ﺑواﺳطﺔ اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣـراء ﺑﺣﺛـﺎ ﻋـن آﺛـﺎر ﺑـﺎرود
ﻣﺣﺗرق .
-2ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺑﻘﻊ اﻟﻣﺧﺗﻔﻳﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﻛﺷـﻔﻬﺎ ﻟﻸﺷـﻌﺔ ﻓـوق اﻟﺑﻧﻔﺳـﺟﻳﺔ
ﻛﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺣــﺎﻻت ﺑﻘــﻊ اﻟــدم اﻟﻣوﺟــودة ﻋﻠــﻰ اﻷﺳــطﺢ اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗظﻬــر اﻟﺗﺑــﺎﻳن ﺑــﻳن ﻣــﺎدة اﻟــدم
وﻣﺎدة اﻟﺳطﺢ اﻟﻣوﺟود ﻋﻠﻳﻬﺎ اﻟدم ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺗﺄﺛر ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺗﺄﺛر ﻛﻝ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣراء .
-3ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺗﻣﻳﻳز ﺑﻳن أﻧواع اﻷﻧﺳﺟﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ذات اﻷﻟوان اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻟﻠﻌـﻳن
اﻟﻣﺟردة ﺑﻠون واﺣد وﻟو ﻛﺎن ﻟون أﺑﻳض .
-4إﻧﻬ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــزود ﺑﺎﻟﻣﻳﻛروﺳ ـ ــﻛوﺑﺎت ﻻﺳ ـ ــﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓ ـ ــﻲ أﻋﻣ ـ ــﺎﻝ ﻓﺣ ـ ــص اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻧدات اﻟﻣ ـ ــزورة و
اﻟﻣطﻣوﺳﺔ و اﻟﻣﺣررة ﺑﺄﺣﺑﺎر ﻣﺗﻌددة ،ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺻور اﻟﻣﻘﻠدة و اﻟﻣزورة .
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺳﻳﻧﻳﺔ X-Ray:
وﻫــﻲ ﻛــذﻟك أﺷــﻌﺔ ﻏﻳــر ﻣﻧظـورة ذات ﻣوﺟــﺎت ﻗﺻــﻳرة وﻫــﻲ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻣــن ﻗﺑــﻝ ﻋﻧﺎﺻــر
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻘﻧﺑﻠﺔ ،إﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﻣﺎﻛن أو اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗـﻲ ﺗواﺟـﻪ ﺗﻬدﻳـدا
)(1
داﺋﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﻧﺎﺑﻝ ﻛﺎﻟﻣطﺎرات وﻣﻛﺎﺗب اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﻳﺔ و اﻟﻣراﻛز اﻟﻌﺳﻛرﻳﺔ وﻣراﻛز اﻟﺷرطﺔ.
ﻛﻣــﺎ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ اﻟﻛﺷــف ﻋــن ﻣﺣﺗوﻳــﺎت اﻟﺣﻘﺎﺋــب و اﻟطــرود ﺑﺣﺛــﺎ ﻋــن أي دﻟﻳــﻝ ﻓــﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳــق
اﻟﺟﻧـﺎﺋﻲ ،ﻛﻣــﺎ ﺗﺧــﺗص ﻫــذﻩ اﻷﺷــﻌﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛﺷــف ﻋــن اﻷﺷــﻳﺎء اﻟﺗــﻲ ﻻ ﻳﺳــﺗطﻳﻊ اﻟﻣﻳﻛروﺳــﻛوب
ﻛﺷــﻔﻬﺎ ،وﻟﻬــﺎ ﻗــدرة اﻻﺣﺗـ ارق ﻟﻸﺷــﻳﺎء اﻟﻘﺎﺑﻠــﺔ ﻟﻠﺑﺣــث ﻋــن اﻟرﺻــﺎص ﻛﺎﻟﺟــدران وﻣــن ﺑــﺎب أوﻝ
ﻛﺎﻷﺧﺷــﺎب ،و اﻟﺑﺣــث ﻋــن ذرات اﻟﺑــﺎرود اﻟﻣﺗﻧــﺎﺛرة ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــرح ،وأﺟﺳــﺎم اﻟﻛﺎﺋﻧــﺎت اﻟﺣﻳــﺔ
)(2
ﻟﺗﺣدﻳد ﺳن اﻟﺟﺛث ﻣن ﺧﻼﻝ ﻧﻣو أﻋﺿﺎء ﺟدﻳدة وﺗﺣدﻳد ﻛﻝ ﻣﺎ ﻳﺑﺗﻠﻌﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن أﺷﻳﺎء.
)(1
ﺟوﻧﺗر ﺑوﻟﻳش ،اﻟﻛﺷف اﻟﻔﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻧﺎﺑﻝ و اﻟطرود و اﻟرﺳﺎﺋﻝ اﻟﻣﻠﻐوﻣﺔ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﻳﺔ واﻟﺗدرﻳب،
اﻟرﻳﺎض ، 1986 ،ص .17
)(2
ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب اﻟﺑطراوي ،اﻟﺟروح اﻟﻧﺎرﻳﺔ و ﻣﻬﺎم اﻟﻣﺣق ،ﻣرﻛز اﻹﻋﻼم اﻷﻣﻧﻲ ﻟﻠﺗدرﻳب ،اﻟرﻳﺎض ، 1999 ،ص .50
21
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ ،ﻛﻣـﺎ ﻳﺳـﺗﺧدم ﻫـذا اﻟﻣﻳﻛروﺳـﻛوب ﻟﻔﺣـص أﺛـﺎر اﻟطﻠﻘـﺎت اﻟﻧﺎرﻳـﺔ أو
اﻟﻛﺗﺎﺑ ــﺔ أو اﻷﻗﻣﺷ ــﺔ أو اﻷﻧﺳ ــﺟﺔ وﻋﻣ ــوم اﻷﺟﺳ ــﺎم اﻟﺗ ــﻲ ﺑﻬ ــﺎ ﺗﺟﺎﻋﻳ ــد وﺗﺳ ــﺟﻝ اﻟﺻ ــورة ﺑﻌ ــد
)(1
اﻟﻔﺣص ﻋن طرﻳﻘﺔ آﻟﺔ ﺗﺻوﻳر ﺑﺎﻟﻣﻳﻛروﺳﻛوب .
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻣﻳﻛروﺳﻛوب اﻟﻣﻘﺎرن
وﻳﺳــﺗﺧدم ﻟﻔﺣــص وﻣﻘﺎرﻧــﺔ اﻟﺷــﻌر واﻟﻧﺳــﻳﺞ و اﻷﺗرﺑــﺔ ،وأﺛــﺎر اﻵﻻت واﻟطﻠﻘــﺎت وﻣﻘﺎرﻧــﺔ
اﻟﺧطوط وﻣﻘﺎرﻧﺔ طﺑﻘﺎت ﻗﺷور )اﻟطﻼء( اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧﻠف ﻓﻲ ﺣوادث اﻟﻣﺻﺎدﻣﺎت وﻛﺳـر ﻟﻠﺧـزاﺋن
)(2
وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ذﻟك.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ
ﺗﻠﻌـ ــب اﺧﺗﺑـ ــﺎرات اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳـ ــﺔ دو ار ﻫﺎﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ إظﻬـ ــﺎر اﻵﺛـ ــﺎر اﻟﻣﺎدﻳـ ــﺔ واﻟﻌﻼﻣـ ــﺎت اﻟﻣﺧﻔﻳـ ــﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟرﻳﻣﺔ ﺑﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻔﻧﻲ ،إذ ﺗرﺗﻛز ﻫذﻩ
اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻋﻠـﻰ ﻋﻠـوم اﻟطﺑﻳﻌـﺔ ،ﻋﻠـوم اﻟﻛﻳﻣﻳـﺎء ,و أﻣﺛﻠﺗﻬـﺎ :ﻣﻘﺎرﻧـﺔ اﻟزﺟـﺎج اﻟﻌـﺎﻟق ﺑﻣﻼﺑـس
اﻟﻣــﺗﻬم اﻟﻣوﺟــود ﻓــﻲ ﻣﺣــﻝ اﻟﺣــﺎدث ،وﺗﻘــدﻳر ﺳــرﻋﺔ اﻟﻣــداد اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣﻝ ﻓﻳﻬــﺎ وﻋﻣــر اﻟﻛﺗﺎﺑــﺔ ،
ﻓﺣ ــص اﻟ ــدم واﻟﺳ ــﺎﺋﻝ اﻟﻣﻧ ــوي وﻛ ــذﻟك اﻟﺣ ــﺎﻝ ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻟﻠﻣـ ـواد اﻟﻣﺧ ــدرة ،وﻣ ــن ﺑ ــﻳن أﻫ ــم ﻫ ــذﻩ
اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
أوﻻ :اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟطﻳﻔﻲ )( Spectrographe
ﻳﺳـﺗﻌﻣﻝ ﻫـذا اﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ ﻟﺗﺣدﻳـد اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟداﺧﻠــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣرﻛﺑـﺎت ،ﻛﻣــﺎ ﻳﺳـﺗﺧدم ﻓـﻲ ﺗﺣﻠﻳــﻝ
اﻟﻣــﺎدة ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑــﺎء إﻟــﻰ ﻋﻧﺎﺻــرﻫﺎ اﻷوﻟﻳــﺔ اﻋﺗﺑــﺎر أن ﻟﻛــﻝ ﻋﻧﺻــر طﻳــف ﺧــﺎص ﺑــﻪ ﻛــذﻟك ،ﻛﻣــﺎ
ﻳﺳــﺗﺧدم ﻫــذا اﻟﺟﻬــﺎز ﻓــﻲ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺻــورة ﺗﺣﻠﻳــﻝ ﻗﺷـرة اﻟطــﻼء اﻟﻣوﺟــودة ﻓـﻲ ﻣﺣــﻝ ﺗﺻــﺎدم ﻣــﻊ
ﺻورة ﺗﺣﻠﻳﻝ ﻗﺷرة ﻣن اﻟﺳـﻳﺎرة اﻟﻣﺷـﺗﺑﻪ ﻓﻳﻬـﺎ ) طـﻼء ،ﻣـزورة ﻟﺑﻳـﺎن أوﺟـﻪ اﻟﺧـﻼف ﺑﻳﻧﻬـﺎ وﺑـﻳن
اﻟﻌﻣﻠــﺔ اﻟﺻــﺣﻳﺣﺔ ( ،أﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻌﻣﻠﻳــﺔ اﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻟﻛﻬرﺑــﺎﺋﻲ ﻋﻧــد اﻟﺗﺻــوﻳر ﻳــﻧﺟم ﻋﻧﻬــﺎ ﺷــرر
ﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ﻛﻣﺎ ﻳﺣدث ﻋﻧد اﻟﻠﺣﺎم ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء ،و ﺑﻌد ﺗﻔرﻳﻎ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷطﻳـﺎف ﺑواﺳـطﺔ
ﻣﻧﺷــور ﻣــن اﻟﻛـوارﺗز ﻧﺣﺻــﻝ ﻋﻠــﻰ ﺻــورة ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﺧطــوط ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻛــﻝ ﺧــط ﻳﻣﺛــﻝ طرﻓــﺎ ﻣﻌﻳﻧــﺎ ،
)(2
أﺣﻣد أﺑو ﻗﺎﺳم ،اﻟدﻟﻳﻝ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺎدي و دورﻩ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت ﺟراﺋم اﻟﺣدود و اﻟﻘﺻﺎص،اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﻳﺔ
و اﻟﺗدرﻳب ،اﻟرﻳﺎض 1993 ،ص ص .289-288
23
ماھية الشرطة العلمية فصل التمھيدي :
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻳﻣﺛﻝ ﻋﻧﺻرﻩ وﻫـذا اﻟﻣوﻗـﻊ ﻻ ﻳﺧﺗﻠـف ﻣﻬﻣـﺎ اﺧﺗﻠـف ﻣﺻـدر اﻟﻌﺻـر ٕواﻧﻣـﺎ ﻳﺧﺗﻠـف ﻣـن
)(1
ﺣﻳث اﻟوﺿوح ودرﺟﺔ اﻟﻠون ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻛﻣﻳﺔ اﻟﻌﻧﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة.
ﺛﺎﻧﻳﺎ :ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻷﺣﺑﺎر
ﻻ ﺷـك أن ﻣﺷـﻛﻠﺔ ﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻷﺣﺑـﺎر ﺗﻣﺛـﻝ إﺣــدى اﻟﺗﺣـدﻳﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗواﺟــﻪ اﻟﻣﺧﺑـر اﻟﻣﻌﺎﺻــر
ﻷﺑﺣﺎث.
اﻟﻣﺳﺗﻧدات ﻣوﺿوع اﻟﺗﺣﻘﻳق ،ذﻟك أن اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ وﺳﻳﻠﺔ ﻋﻠﻣﻳﺔ وﺗﻘﻧﻳﺔ ﻋﺎﻟﻳـﺔ ﻟﻠﻛﺷـف ﻋـن ﺟـراﺋم
اﻟﺗزﻳﻳف واﻟﺗزوﻳر وﺗﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﺣﺎﻻت ﻧذﻛر ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ :اﻟﺗﻘدﻳر اﻟﻧﺳـﺑﻲ ﻟﻌﻣـر
اﻟﻣﺳــﺗﻧدات ﻣوﺿــوع اﻟﺗﺣﻘﻳــق وﻛــذﻟك اﻟﺗﻔرﻗــﺔ ﺑــﻳن اﻷﺣﺑــﺎر ﻟﺑﻳــﺎن ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﻣﺳــﺗﻧد ﻣوﺿــوع
ﻟﻠطﻌــن ﻗــد ﻛﺗــب وﻓــق ﺻــﻳﻐﺔ ﻣﻳﻼدﻳــﺔ واﺣــدة أم ﻻ وﺑﻳــﺎن ﻣــﺎ إذا اﻟﻣــداد اﻟﻣﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ إﺟ ـراء
ﺗﻌــدﻳﻝ أو ﺗﻐﻳﻳــر أو إﺿــﺎﻓﺔ ﻓــﻲ ﻣﺣــرر ﻣــﺎ ﻳﺗﻔــق ﻣــﻊ ﺻــﻳﻐﺗﻪ اﻟﻣدادﻳــﺔ اﻟﻣﺿــﺑوطﺔ ﻓــﻲ ﺣــوزة
)(2
اﻟﻣﺗﻬم ،وﻏﻳرﻫﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻷﺧرى .
وﺗﻌﺗﻣد ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻷﺣﺑﺎر ﻋﻠﻰ طرﻳﻘﺗﻳن :طرﻳﻘﺔ طﺑﻳﻌﻳﺔ واﻟطرﻳﻘﺔ اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ
-1اﻟطرﻳﻘﺔ اﻟطﺑﻳﻌﻳﺔ :
وﻫــﻲ اﻟطرﻳﻘــﺔ إذا ﻣــﺎ طﺑﻘــت ﺗﺑﻘــﻰ اﻟﻣﺳــﺗﻧد ﻛﻣــﺎ ﻫــو ﻓــﻲ ﺣﺎﻟﺗــﻪ اﻷﺻــﻠﻳﺔ دون ﺗﻐﻳﻳــر
وﻫــﻲ اﻟطرﻳﻘــﺔ اﻟﺻــﺣﻳﺣﺔ ﻟــدى اﻟﻘﺿــﺎة و اﻟﺧﺑ ـراء ﻟﻣﺣﺎﻓظﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺳــﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻧد وﺗﻌﺗﻣــد
إﻣ ــﺎ ﻋﻠـ ـﻰ اﻟﻔﺣ ــص ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌ ــﻳن اﻟﻣﺟ ــردة وﺑﺎﻟﻣﻳﻛروﺳ ــﻛوب ﻟﻠ ــون اﻷﺣﺑ ــﺎر واﻟﻣظﻬ ــر اﻟﻌ ــﺎم
ﻟﺧﺑرات أو دراﺳﺔ اﻟﻣداد ﻟﺗﻌرﻳﺿﻪ ﻟﻸﺷﻌﺔ ﻓوق اﻟﺑﻧﻔﺳـﺟﻳﺔ واﻷﺷـﻌﺔ ﺗﺣـت اﻟﺣﻣـراء ﺑﺄﻧواﻋﻬـﺎ
اﻟﻣﻧﻌﻛﺳـﺔ و اﻟﻧﺎﻓــذة واﻟﻔﻠورﻳـﺔ ، Fluorescenceﻟد ارﺳــﺔ درﺟـﺎت اﻟﺗـﺂﻟف اﻟﻣﺻـﺎﺣب ﻟﻸﺷــﻌﺔ
ﺗﺣــت اﻟﺣﻣ ـراء IRﻓــﻲ ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﻟﻠوﻗ ـوف ﻋﻠــﻰ اﻟﺗــﺄﻓف اﻟﻣﺗﺑــﺎﻳن ﻟﻸﺣﺑــﺎر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ٕواﻋطــﺎء
درﺟــﺎت ﻧﺳــﺑﻳﺔ ﻟﻬــﺎ أو اﺳــﺗﺧدام أﺷــﻌﺔ اﻟﻠﻳــزر ﻛﺎﻣــﻝ ﻣﺛﻳــر ﻟﻣﻛوﻧــﺎت اﻟﺣﺑــر إﺛﻧــﺎء ﺗﻌرﺿــﻬﺎ
)(3
ﻟﻸﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣراء.
) (1حسنين محمدي البوادي ،الوسائل العلمية الحديثة ,منشأة المعارف ،اإلسكندرية ، 2005 ،ص. 105- 98
25
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
الفصؿ األكؿ
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة
الجريمة
25
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
يعد مسرح الجريمة ذا أىمية كبيرة في مجاؿ الكشؼ عف الكقائع اإلجرامية ألنو مكاف
ىذا المسرح تكجد غيو آثار مادية كثيرة ك المجرـ ميما كاف حريصا فالبد أف
حفظ أسرارىا ،ؼ
يترؾ أث ار يدؿ عميو ،كالمشكمة تكمف في المحافظة عمى ىذه اآلثار كامكانية نقميا كفحصيا
لمعرفة ظركؼ كمالبسات الحادث.
كمف أجؿ ذلؾ كاف لزاما عمى خبراء الشرطة العممية كخاصة خبراء مسرح الجريمة
التحكـ الجيد في مككناتو ك أس ارره ،ألنو األساس الذم يمكننا مف معرفة ىكية مرتكبيا كحؿ
الجريمة كبالتالي تقديمو لمعدالة ،فخبراء الشرطة العممية يجب عمييـ فيـ صيغة العمؿ بكيفية
الكشؼ عف مسرح الجريمة كنسبتيا إلى مرتكبيا كالمحافظة عمى اآلثار كرفعيا كتحريزىا ككيفية
التعامؿ لمحفاظ عمييا حتى يمكف استنباط الدليؿ الجنائي الذم يثبت كقكع الجريمة.
كما أف مسرح الجريمة ىك األداة لحؿ الجريمة ،فيك المبنة األكلى كاليامة لبداية التعامؿ
ك مع القضية فإذا كانت اإلجراءات المتخذة فيو صحيحة صمح التحقيؽ في القضية بأكمميا،
خطأ أك غمط يرتكبو أم خبير بمفرده مف خالؿ عدـ إتباعو لإلجراءات الصحيحة كعدـ جديتو
في التعامؿ في مسرح الجريمة سيؤدم إلى إفشاؿ مجيكد اآلخريف كاتالؼ اآلثار المادية.
ك تفصيال لدكر الشرطة العممية في مسرح الجريمة ،قسمنا ىذا الفصؿ إلى مبحثيف أساسييف:
حيث سنتطرؽ في المبحث األكؿ إلى المدلكؿ الفني لمسرح الجريمة فيما نتطرؽ في المبحث
الثاني إلى الطرؽ الفنية لمعاينة مسرح الجريمة كرفع اآلثار الجنائية.
26
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
إف مسرح الجريمة ىك المكاف الذم تستنبط منو أسرار الجريمة ك ىك المسرح الذم ينشده
المحقؽ الجنائي ليصؿ إلى الكشؼ عف غمكض الجريمة كمعرفة كيفية كقكعيا كالكصكؿ إلى
األدلة المادية التي تديف فاعميا .كالمالحظ أف الكثير مف الباحثيف قد تغرىـ مظاىر االندفاع أك
الالمباالة أك التعالي أك إدعاء المعرفة المسبقة قبؿ فحص كمعاينة مسرح الجريمة ،كال شؾ أف
ىذا يؤدم إلى إىدار ما تبتغيو معاينة ىذا المسرح.
كمف أجؿ ذلؾ أصبح مف الضركرم تدريب خبراء الشرطة العممية كخاصة خبراء مسرح
الجريمة عمى كيفية التعامؿ معو كذلؾ عف طريؽ تكفير أحداث الكسائؿ كاألدكات التي تسيؿ
عمميـ.
كعميو سنقسـ دراسة ىذا المبحث في مطمبيف ،األكؿ :ؿمفيكـ مسرح الجريمة ،كالثاني :
ؿإلجراءات المتخذة عف العمـ بكقكع الجريمة.
إف مسرح الجريمة ىك ذلؾ الشاىد الصامت عف أسرار الجريمة كمككناتيا باعتبار أف
ىذه األخيرة قد كؽ عت عمى أرضو كفكؽ سطحو ،كاذا كاف التطكر التقني قد رافؽ أساليب
ارتكاب الجرائـ كأدائيا ،فإف ذلؾ البد أف يكاكبو إتباع كسائؿ تحكؿ مف الشاىد الصامت شاىدا
يعتبر الحمقة األىـ ينطؽ عف كؿ حقيقة ،فمسرح الجريمة بالنسبة لمشرطة العممية أك المحقؽ
مف بيف الحمقات األخرل التي يستطيع التعامؿ معيا في ىذه المرحمة ,ألنو المستكدع األساسي
لمضمكف جميع األدلة ،األمر الذم يقتضي كجكب التفكير في األساليب القادرة عمى أف تحكؿ
مسرح الجريمة مف مجرد معطيات جامدة إلى شكاىد حية ,تستطيع أف تكجو المحقؽ أك خبير
الشرطة العممية كتقدـ لو أدلة ناطقة تعينو في النياية عمى حسف استرجاع الجريمة حاؿ
ارتكبيا ،كفؾ ألغازىا كيبقى ىذا األخير ىك الحؿ الكحيد لو مف أجؿ الكصكؿ إلى معرفة ىكية
)(1
الجاني.
)(1
ـ حمد حماد الييتي ،االتحقيق الجنائي واألدلة الجرمية ،دار المناىج لمنشر كالتكزيع ،ط ،1عـ اف ،2010 ،ص.65
27
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
كعميو نقسـ ىذا المطمب إلى فرعيف :األكؿ نتطرؽ فيو إلى تعريؼ مسرح الجريمة ،أما
الفرع الثاني ،ففخصصو لدراسة أىمية مسرح الجريمة.
لكؿ جريمة مكاف ك لكف ليس مف الالزـ أف يككف لكؿ جريمة مسرح كما أف الجريمة
الشكمية سكاء تمثمت في جريمة سمكؾ مجرد أـ في جريمة حدث مجرد ليا ىي األخرل مكاف ك
ليس ليا مسرح .ذلؾ ألف مسرح الجريمة "ىك المكاف أك مجمكعة األماكف التي تشيد مرحمة
ممحقا لمسرح الجريمة ،كؿ تنفيذ الجريمة كيحتكم عمى اآلثار المتخمفة عف ارتكابيا كيعتبر
)(1
مكاف شيد مرحمة مف مراحميا المتعددة ،أك أنو المساحة المشتممة عمى أماكف كقكع الجريمة".
كيعرفو البعض اآلخر عمى أنو" :ىك الرقعة المكانية التي حدثت فكقيا الكاقعة اإلجرامية بكافة
جزيئاتيا كمراحميا الخاصة كخاصة الحدث اإلجرامي ،بمعنى أفق يعد كؿ تغير يط أر عمى الثبات
)(2
المادم الذم يعمك سطح المكاف الذم شيد حدكث الجريمة فكقو".
كما يقصد بمسرح الجريمة أنو "ىك المكاف أك مجمكعة األماكف التي تشيد مرحمة تنفيذ الجريمة
ك احتكل عمى اآلثار المتخمفة عف ارتكابيا ،ك يعتبر ممحقا لمسرح الجريمة كؿ مكاف شيد مرحمة
)(3
. مف مراحميا المتعددة،أم أنو المساحة المشتممة عمى كقكع الجريمة"
ك يعرؼ أيضا بأنو " :ىك المكاف الذم تنبثؽ منو كافة األدلة كيعطي ضابط الشرطة
إشارة البدء في البحث عف الجاني كيكشؼ النقاب عف األدلة المؤيدة لالتياـ ،كيصمح إلعادة
)(4
بناء الجريمة".
إف ىذه التعاريؼ كثيرة جميا مفاىيـ ضيقة ألنو اليكـ نشأت بما يسمى بالجريمة
اإللكتركنية كالتي أصبح ليا أبعاد متعددة قد ال ترتبط بمكاف معيف عمى كجو الخصكص ,أم
) (1طارؽ إبراىيـ الدسكقي عطية ،مسرح الجريمة في ضوء القواعد اإلجرامية واألساليب الفنية ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية ،2012،ص.45
طو أحمد طو متكلي ،المرجع السابؽ ص.18 )(2
فادم اؿحبشي ،المعاينة الفنية لمسرح الجريمة ،دار النشر بالمركز العربي لمدراسات كالتدريب ،الرياض 1995 ،ص.32 )(3
معجب معدم الحكمقؿ ،دكر األثر المادم في االء ثبات الجنائي,أكاديمية نايؼ لمعمكـ األمنية,الرياض ، 1999,ص.15 )(4
28
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
أف مسرح الجريمة في ىذه الحالة يككف في عالـ مثالي بيف شبكات التكاصؿ االجتماعي ,كمف
الصعكبة إثبات الجريمة فيو.
كعميو يمكف أف نعرؼ مسرح الجدريمة" :ىك المكاف الذم تنبثؽ منو كافة األدلة فيك
الذم يزكد رجؿ الشرطة العممية بنقطة البدء في بحثو عف الفاعؿ ،كيكشؼ عف معمكمات ىامة
لمف يفيد بعد ذلؾ مف األخصائييف .لذلؾ فإف مسرح الجريمة إما أف يككف مكانا كاحد أك عدة
أماكف متصمة أك متباعدة تككف في مجمميا مسرح الجريمة ،فكؿ مكاف يستدؿ منو عمى أثر
)(1
مرتبط بالجريمة محؿ البحث يككف جزءا مف مسرحيا ".
أوال :إنو المكاف الذم ينطمؽ منو المحقؽ الجنائي لكي متأكد مف خاللو حقيقة كقكع الفعؿ ،كما
إذا كاف يشكؿ جريمة جنائية أـ ال.
ثانيا :يمكف مف خاللو التعرؼ عمى ظركؼ الجريمة كالبكاعث التي دفعت الجاني الى ارتكابيا.
ثالثا :يمكف مف خاللو التعرؼ عمى كافة مالمح األعماؿ المككنة لمسمكؾ اإلجرامي أك المنظمة
لمجريمة ،إلى جانب استظيار المالمح التفصيمية ألسمكب الجريمة.
رابعا :إف حسف التعامؿ مع مسرح الجريمة مف شأنو أف يتيح الفرصة لممحقؽ الجنائي لمتعرؼ
عمى مالمح شخصية المجرـ كرصد أسمكبو اإلجرامي ,كتقدير الكيفية التي اقترب بيا مف مسرح
الجريمة كتعامؿ ق فيو كالكيفية التي انسحب بيا منو ،ألنو مف شأنو تسييؿ ميمة المحقؽ
الجنائي في اقتفاء أثر الجاني كتسييؿ القبض عميو .
خامسا :يعطي الباحث انطباعا عف طبيعة كشخصية الجاني كاألمراض النفسية كالعضكية
التي يعاني منيا ،كيظير ذلؾ مف خالؿ فحص اآلثار المتخمفة عنو كتقطيع جثة المجني عميو
29
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
أك تشكيييـ أك رسـ أك ترؾ عالمات بيا ,أك ما يتخمؼ عنو مف بقع دمكية أك منكية أك غائط
)(1
أك عقاب السجائر.
سادسا :يمد الباحث باآلثار التي تخمفت عف الجاني ليقكـ بفحصيا معمميا كمضاىاتيا
كمطابقتيا كصكال لتحديد شخصية المجرـ.
سابعا :يكضح ؿلباحث ما إذا كاف الجاني قد ارتكب جريمتو منفردا أـ كاف لو شركاء فييا ،بؿ
)(2
كاألكثر مف ذلؾ أنو قد يحدد دكر كؿ متيـ.
)(3
ثامنا :تحديد مرحمة ارتكاب الجريمة كىؿ كانت شركعا أك مكتممة.
تاسعا :إف مسرح الجريمة كالعناية بدراستو مف شأنو أف يؤدم إلى حسف االستيداء إلى التفكير
اإلجرامي لمجاني كامكانية التعرؼ عمى طريقتو في التعامؿ مع مككنات مسرح الجريمة ,كأيضا
التعرؼ عمى ما إذا كاف بشكؿ غير مقصكد أك بشكؿ مقصكد غايتو تضميؿ أجيزة العدالة
كابعادىا مف ىدفيا في إمكاف التعرؼ عميو كاالىتداء الى شخصيتو الحقيقية.
عاش ار :إف مسرح الجريمة يمكف لمسمطات األمنية مف رصد بعض المثالب في الخطط األمنية
المختمفة ،األمر الذم يجعؿ ىذه السمطات في كضع يمكفىا مف كضع اإلجراءات الكفيمة بحسف
)(4
إقامة منظكمة أمنية متكاممة في مجاؿ الدراسة ك التأميف.
إف مسارح الجريمة تتنكع حسب الرقعة المكانية التي ارتكبت فييا الجريمة كالتي سنتناكليا
فيمايمي:
)(1
محمد حماد الييتي ،المرجع نفسو ،ص . 71
)(2
محمكد عبد العزيز محمد ،التحريات ومسرح الجريمة ،دار كتب القانكنية ,مصر ،2011 ،ص ص .273-272
)(3
منصكر عمر معايطة ،األدلة الجنائية والتحقيق الجنائي ،دار الثقافة لمنشر ك التكزيع ،عماف 2009 ،ص.76
محمد حماد مرىج الييتي ،األدلة الجنائية المادية ،مصادرها ،أنواعها ،أصول التعامل معها ،دار الكتب القانكنية ,مصر، )(4
2008ص ص .65-64
30
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
ىك المكاف المحدد الذم ارتكبت فيو الجريمة يمكف غمقو ,كىك الذم يكجد داخؿ المباني السكنية
أك التجارية ككؿ األماكف التي يمكف غمقيا كالسيطرة عمييا ،كيشمؿ المسرح أيضا أماكف الدخكؿ
,كمف أىـ كالخركج باإلضافة إلى ممحقات المسرح مف أبنية ككذلؾ منطقة السمـ كالدىاليز
)(1
: خصائصو
- 1لو مدخؿ كمنافذ يمكف فحصيا كمعاينتيا ،يتمثؿ في باب المكاف كالذم فحصو كتحديد
طريقة الدخكؿ ،كاألداة المستخدمة لمكصكؿ الى داخؿ مسرح الجريمة.
- 2تحديد كقت ارتكاب الجريمة ,كمثاؿ ذلؾ العثكر عمى أداة إضاءة يدكية ثـ استخداميا
في الحادث تفيد بأف الجريمة ارتكبت ليال.
- 3تحديد عدد الجناة المنفذيف لمجريمة ك كجكد دكر كؿ منيـ ,كمثاؿ ذلؾ نقؿ خزنة كبيرة
كثقيمة أك تحريكيا مف مكانيا دليؿ عمى تعدد الجناة.
يعني مسرح الجريمة اؿمفتكح حالة عدـ كجكد حدكد لو كانطالؽ مساحتو لمقاييس
مترامية ،مثؿ :األراضي الزراعية أك القركية أك الطرؽ السريعة ،كاألماكف المكشكفة الميجكرة
كتعد ىذه األماكف مسرحا جيدا الرتكاب الجريمة ،حيث يجنح الجاني الرتكاب جريمتو أمال في
طمس معالـ األدلة التي يتركيا كالتي قد تساىـ في كشؼ غمكض الجريمة كتحديد فاعميا ،كمف
)(2
خصائصو:
- 1يساعد عمى تحديد مكاف ارتكاب الجريمة الحقيقي ،كفيما إذا كانت قد ارتكبت في ذات
المكاف الذم تـ اكتشافيا فيو ,أـ أنيا دارت فصكلو ا في مكاف آخر .ثـ استقرت في
مكاف اكتشافيا ،كىذا يدؿ عمى أنو تـ نقميا.
عبد الفتاح عبد المطيؼ جبارة ،إجراءات المعاينة الفنية لمسرح الجريمة ،دار مكتبة لمنشر كالتكزيع ,ط ،1عماف،2010 ، )(1
ص ص .25-24
طارؽ إبراىيـ الدسكقي عطية ،المرجع السابؽ ،ص ص .54-53 )(2
31
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
إليو أك اليركب فيو كالكسيمة المستخدمة ،عف - 2تحديد خط سير الجناة في الكصكؿ
طريؽ اآلثار المترككة كما يعثر عميو مف آثار األقداـ مثؿ :العثكر عمى آثار األقداـ في
أرضية طينية أك العثكر عمى إطارات السيارات عمى األرض.
إليو كبمحض - 3تحديد الصمة بيف الجاني كالمجني عميو في حاؿ إذا ما تـ استدراجو
إرادتو كذلؾ مف آثار العنؼ التي يتركيا الجاني عمى مالبس المجني عميو.
- 4باستعراض مسرح الجريمة كتنفيذ المعاينة الدقيقة لو يمكف الكقكؼ عمى األماكف التي
يجب عمى ضابط الشرطة القضائية تفتيشيا ،كضبط األشياء المتخمفة عف الجريمة
كأدلة مادية.
- 5يحدد مسرح الجريمة الخبراء الكاجب االستعانة بيـ مف األدلة الجنائية .نظ ار لتعدد
التخصصات ,كما يحدد مسرح الجريمة الشيكد الكاجب سماع شيادتيـ كالتي ترسـ
مالمح األحداث كتطكرىا في الجريمة .غير أنو ما يجب التأكيد عميو ىك ضركرة
اإلسراع لمكصكؿ إليو كالمحافظة عميو كاآلثار المكجكدة فيو ،بسبب أف مسرح الجريمة
المفتكح مسمكح بو لمجميع فبإمكاف أم شخص معاينتو ك العبث بو.
قد يرتكب المجرمكف جرائميـ تحت الماء أك يرتكبكنيا في اليابسة ك يمقكف باألداة
المستخدمة في الجريمة في الماء ،كمف يمقي جثة المجني عميو بعد قتمو في الماء كعدة أياـ
تطفك الجثة بعد أف تصاب بالتيبس الرمي كقد ال تطفك في حالة ربط الجثة بجسـ ثقيؿ الكزف
كالحجر أك قطعة كبيرة مف الحديد ،فتظؿ مطمكرة في العمؽ مما يستمزـ إنزاؿ الغكاصيف لمبحث
عنيا.
كلممحافظة عمى مسرح الجريمة تحت الماء يتطمب إتباع ترتيبات خاصة ،كالتي تتمثؿ
في حساب سرعة التيارات المائية كاتجاىيا ككثافة الشيء المطمكب البحث عنو كأخذ المسافة
)(1
المناسبة التي يمكف أف يتحرؾ فييا األثر المادم بسبب حركة الماء.
32
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
تتنكع مسارح الجريمة كذلؾ حسب شكؿ المكاف الذم ارتكبت فيو الجريمة سكءا أكاف
عقا ار أك منقكال فمسرح الجريمة العقارم ىك الذم يقع عمى ارض ثابتة ,أما مسرح الجريمة
)(1
المنقكؿ فيقع في أماكف متحركة بطبيعتيا كالجرائـ التي تقع في السفف,الطائرات
قد يصؿ إلى عمـ الشرطة كقكع أم جريمة إما عف طريؽ الياتؼ أك بكاسطة اإلخبار
مف أم شخص ،عدا الشخص المتضرر سكء شاىدىا بنفسو أك عمـ بيا.
)(2
كعميو أف يحصؿ عمى أكبر قدر ممكف مف المعمكمات التي تتمثؿ في:
كعمى رجؿ الشرطة أف يككف متفطنا ألنو مف المحتمؿ أف يككف المتيـ ىك نفسو المبمغ
عف الجريمة ,كعمى متمقي البالغ عف الجريمة إعالـ ضابط الشرطة القضائية ،كأف يقكـ بسمسمة
مف اإلجراءات كاالتصاالت بجيات متعددة بيدؼ تشكيؿ فريؽ المختصيف ذكم المياـ ،كىذا
كمو بيدؼ االستفادة قدر المستطاع مف مسرح الحادث لمحصكؿ في األخير عمى ما ييسر ليـ
)(3
خبايا الجريمة.
)(1
عبد الفتاح عبد المطيؼ عبد الجبارة ،المرجع السابؽ ،ص.27
)(2
الردامة ،الجامع الشرطي في إجراءات التحقيق الجنائي وأعمال الضابطة العدلية ،دار المطبكعات لمنشر،
د عبد الكريـ
األردف ، 2006،ص ص.78-77
منصكر عمر معايطة ،المرجع السابؽ ،ص .54 )(3
33
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
كلذلؾ سنتطرؽ إلى دراسة ىذا المطمب في فرعيف أساسييف :خصصنا األكؿ لدراسة
,في حيف تناكلنا في الفرع الثاني دراسة تكثيؽ مسرح سرعة االنتقاؿ إلى مسرح الجريمة
الجريمة.
لالنتقاؿ إلى مسرح الجريمة إجراءات يجب عمى رجاؿ الشرطة إتباعيا لغرض المحافظة
عميو كضبط اآلثار كنقميا كاالستفادة منيا كمنع المتيـ كالفضكلييف مف العبث فيو ،كال يتـ
االنتقاؿ لمحؿ الحادث إال بعد تمقي البالغ في صكرة شككل أك أخبار كذلؾ لمتثبيت مف صدؽ
)(1
البالغ .
كىنا نشير إلى أف قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم قد نص عمى بعض اإلجراءات
التي يجب اتخاذىا عند االنتقاؿ إلى مسرح الجريمة.
بعد العمـ بكقكع الجريمة يجب عمى ضابط الشرطة القضائية طبقا لنفس المادة 42ؽ .إ
.ج 02/11بعد التأكد مف صحة اإلخبارية أك البالغ الذم يفيد بكقكع الجريمة أف يخطر ككيؿ
الجميكرية عمى الفكر ثـ ينتقؿ عمى جناح السرعة إلى مكاف كقكع الجريمة كيتخذ في سبيؿ ذلؾ
ككيؿ الجميكرية جميع اإلجراءات الالزمة كيجب عميو المحافظة عمى اآلثار التي يخشى أف
تختفي ،كمقكـ بضبطيا كبعرضيا عمى األشخاص المشتبو في مساىمتيـ في الجريمة لمتعرؼ
)(2
كفي حالة ,إذا قرر ككيؿ الجميكرية االنتقاؿ إلى مسرح الجريمة يتعيف عمى ضابط عمييا،
الشرطة القضائية رفع يده عف البحث كالتحرم ،إذ يرجع االختصاص ىنا لككيؿ الجميكرية،
)(3
حيث يباشر جميع اإلجراءات بنفسو أك يكمؼ بيا ضابط الشرطة القضائية.
عبد الفتاح عبد المطيؼ الجبارة ،المرجع السابؽ ،ص .48 )(1
) (2األمر رقـ 155/66المؤرخ في 8يكنيك 1966المتضمف قانون اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ باألمر رقـ 02/11
المؤرخ في 20ربيع الثاني عاـ 1432المكافؽ ل ػ 23فبراير ، 2011الجريدة الرسمية لمجميكرية الجزائرية الديمقراطية ,العدد
,12ص.20
عبد اهلل أكىايبية ،شرح قانون اإلجراءات الجزائية ،دار ىكمو لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2005 ,ص ص -62 )(3
.63
34
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
إف أىـ إجراء يتخذ بعد التأكد مف صحة المعمكمة الكاردة حكؿ كقع الجريمة ك بعد
إخطار ككيؿ الجميكرية ،ىك التنقؿ فك ار ك دكف تميؿ لمسرح الجريمة بعد جمع كؿ المعدات ك
المكازـ الضركرية إلجراء معاينات ( كثائؽ ،آلة تصكير الفكتكغرافي ،المتر ) ك عند المزكـ
)(1
ك يجب الئي كما يمكف أف يستعاف بالكمب البكليسي
طمب فرع الشرطة العممية بالمجمكعة الك ة
أف ال يصدر عف كؿ ضابط شرطة أك خبير الشرطة العممية أية أخطاء ،سكاء كانت ىذه
األخطاء مف فعمو أك نتيجة إىمالو ،ذلؾ أف األخطاء التي ترتكب في مسرح الجريمة ك خاصة
في الحفاظ عميو ك عمى ما بو مف آثار مادية ال يمكف تداركيا ،ك مف ىذا المنطمؽ فإف فشؿ
أك نجاح التحقيؽ يعتمد أساسا عمى اإلجراءات األكلية التي يتخذىا أكؿ ضابط شرطة يصؿ
)(2
إلى مسرح الجريمة.
ك مف المعركؼ أف قيمة مسرح الجريمة قد تتدىكر بفعؿ الزمف فقد تفضي العكامؿ
الطبيعية كاألمطار ك الرياح عمى اآلثار فتمكثيا أك تدمرىا ،أك قد تمتد إلييا يد العبث مف
الناس الذيف عادة ما ييرعكف مف كؿ حدب ك صكب مستطمعيف متسائميف عف القاتؿ ك المقتكؿ
)(3
ك المجرـ في المكاف . ،فيعبثكف بمحتكياتو ك بالتالي تختمط آثارىـ مع اآلثار التي خمفيا
ليذا فإف التأخر في االنتقاؿ إلى مسرح الجريمة قد يككف ىك الفيصؿ في بقاء األدلة أك اندثارىا
ك المقصكد بالحفاظ عمى مسرح الجريمة ىك اإلبقاء عميو كما تركو الجاني ك عدـ العبث
باآلثار ,ك عميو فال بد مف القياـ ببعض اإلجراءات كعدـ السماح لغيره مف أفراد الشرطة عمؿ
أم تغيير ،ك إذا ما حدث تغيير عمى اآلثار المترككة فيتحتـ عمى المحقؽ أف ينظـ محضر
)(4
إلثباتو .
سامي حارب المنذرم ك آخركف ،موسوعة العموم الجنائية :تقنية الحصول على اآلثار و األدلة المادية ،ج ، 1مركز )(2
35
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
ك يجب عمى ضابط الشرطة القضائية أال يسمح بدخكؿ رجاؿ الصحافة كالتمفزيكف إلى
مسرح الجريمة ،كىذا لتفادم تسرب أية معمكمة ككف ذلؾ يساعد الجاني في اخذ احتياطاتو حتى
ال يكشؼ أمره ،كما يجب عمى ضابط الشرطة القضائية أف يقكـ بتأمينو عف طريؽ تطكيقو ك
إحاطتو بالشريط األصفر العازؿ كىذا ليعزؿ مسرح الجريمة عف باقي األماكف ،كىك مف أىـ
اإلجراءات المتخذة في الحفاظ عمى مسرح الجريمة ككذا الحفاظ عمى كافة اآلثار المتكاجدة
)(1
بو.
كعمى ضابط الشرطة القضائية المتكاجد في مسرح الجريمة أف يقكـ بتسجيؿ األشخاص
المكجكديف فيو (مسعفيف ،أقارب ،كأصدقاء المجني عميو كالشيكد) ،إسعاؼ المصابيف ،تدكيف
أقكاؿ المجني عميو ،ضبط األدكات المستعممة في مسرح الجريمة ،معاينة اآلثار المادية ،تثبيت
)(2
حالة األشخاص كاألماكف ،تدكيف ساعة الكصكؿ كالحاؿ التي ىك عمييا في مسرح الجريمة.
إف اإلجراءات األكلية المتخذة مف قبؿ أكؿ ضابط شرطة قضائية يصؿ إلى مسرح
الجريمة تككف في انتظار كصكؿ مجمكعة مف الخبراء الفنييف الذيف يتكاجدكف لمعمؿ في
الجريمة الماثمة بمسرح الجريمة ،كمف ىذه المجمكعة الطبيب الشرعي ،خبير التصكير الجنائي
( تصكير فكتكغرافي أك فيديك ،خبير رفع السكائؿ البتركلية ،خبير البصمات ،خبير األسمحة
)(3
,كالذيف يتـ استدعاؤىـ بمكجب تسخيرة مف ككيؿ الجميكرية لمقياـ الجنائية كالمتفجرات)
بالمعاينات الالزمة لمسرح الجريمة ،فيـ يعممكف بمثابة فريؽ كاحد متكامؿ _ فكؿ كاحد فييـ _
لمكصكؿ إلى أف النتائج كأقربيا لمحقيقة.
36
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
ك عمى المحقؽ كفريؽ الشرطة القضائية أف يسيؿ عمؿ خبراء الشرطة العممية بفرض
حماية المكاف ك كقاية األدلة عف طريؽ إبعاد كمنع تجمع األشخاص خاصة الفضكلييف حكلو
كتطكيؽ مكاف كقكع الجريمة ،كمنع أم شخص كاف مف الدخكؿ إلى مكاف الجريمة أك الخركج
)(1
كينبغي االحتراس مف التقاط أك تحريؾ أم شيء مف مكانو إال إذا كاف ضركريا ،مع منو،
)(2
ضماف كجكده عمى الحالة التي ترؾ عمييا عقب ارتكاب الجريمة مع تثبيت حالة األماكف،
كتثبيت حالة األثر كطريقة العثكر عميو ،مع االحتفاظ بو ككضعو في أكعية أك أنابيب نظيفة
تماما أك قاركرة أك داخؿ إطار مف البالستيؾ كؿ حسب حالتو كأف يضع بطاقة مع كؿ حرز
)(3
يبيف بيا كصفو لألثر كحالتو كمكاف رفعو كاسـ مف رفعو.
كبعد ذلؾ يأتي دكر الطبيب الشرعي عمى رأس قائمة الخبراء لتكلي الفحص الخارجي
لمجثة كالتحقؽ مف الكفاة كتحديد كقت حدكثيا كبعد فحصيا البد مف نقميا بصفة سريعة إلى
المراكز الصحية لحفظ الجثث ،كحتى تحقؽ ىذه اإلجراءات النتائج المرغكب فييا البد مف
العممية ،ككذا تفيـ كؿ فرد لمياـ باقي
ّ التنسيؽ بيف عمؿ المحقؽ كفريقو كبيف خبراء الشرطة
)(4
أفراد طاقـ البحث.
يجب عمى المحقؽ أك خبير الشرطة العممية عند دخكلو لمسرح الجريمة أف يقكـ بتسجيؿ
كتكثيؽ كؿ المالحظات كالمشاىدات المكجكدة فيو ،كذلؾ مف خالؿ تسجيؿ كقائع الجريمة
بالكتابة ،التسجيؿ عف طريؽ الطكر الفكتكغرافية أك كامي ار الفيديك أك عف طريؽ الرسـ
اليندسي.
37
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
يفسر تسجيؿ مسرح الجريمة بالكتابة في محضر تحقيؽ مف أقدـ الطرؽ المتبعة في نقؿ صكرة
صادقة لمحادث ,كذلؾ بغرض تمكيف المطمع عمييا مف فيـ الحادث مف خالؿ تصكير حالة
)(1
الجريمة كقت حدكثا كالمكاف الذم ارتكبت فيو كأقكاؿ كؿ مف لو عالقة بيا.
كلمقياـ بعممية تسجيؿ كقائع مسرح الجريمة بالكتابة ،يجب إتباع الشركط التالية:
- 1مراعاة البساطة في استخداـ األلفاظ كعدـ استعماؿ األلفاظ الغامضة لشرح محتكيات
المكاف.
- 2الكتابة بخط كاضح كمقركء ,كيستحسف أف تككف الكتابة مع التكقيع عمى كؿ صفحة
بعد ترقيميا.
- 3إذا كاف كقع الحدث في:
أ .مكاف مسكر أك داخؿ مسكف ،يقكـ المحقؽ بتحديد الجيات األربع األصمية ثـ يذكر اسـ
الشارع ،رقـ المبنى ،مكاف مكقعو إذا كاف في الدكر األكؿ أك الثاني ثـ ينتقؿ إلى الحجرة
التي حدثت فييا الجريمة كيصفيا كصفا دقيقا ,بحيث يشمؿ كصفو بياف مساحة الحجرة أك
عدد األبكاب ،كنكع أرضيتيا كحكائطيا كنكع اإلضاءة بيا ثـ األثاث مبتدئا بأحد الجكانب
إلى أف ينتيي إلى النقطة التي بدأ منيا ،كىذه الطريقة معركفة بطريقة عقرب الساعة ،ألف
المحقؽ يسير في كصفو مثؿ عقارب الساعة ،مف الجية اليمنى مف المكاف أك العكس أف
يبدأ بالجية اليسرل منو ،كما يمكنو أف يبدأ بالكصؼ مف منتصؼ محؿ الحادث ثـ يكسع
كصفو دائريا إلى أف يشمؿ المكاف كمو كتسمى ىذه الطريقة بالحمزكنية ) ،(2كيذكر أيضا
كضع الجثة كالبنية كاإلصابات المكجكدة فييا كاآلثار المترككة حكليا ،كما يذكر التغيير
الذم بيا مف حيث نقميا مف محميا األصمي أك تغير كضعيتيا كبعدىا كقربيا كأقكاؿ
الشيكد كالجناة المشتبو بيـ .
كمدل ب .مكاف غير مسكر أك مسككف :يبدأ المحقؽ بتحديد المكاف الذم كقعت فيو الجريمة
بعده عف شيء ثابت معمكـ ،ثـ يصؼ طبيعة المكاف كحالتو بياف الجيات األربع األصمية
38
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
في حاالت االستعانة بيا في تحديد المكاف تحديدا تاما ثـ يصؼ الحادث كطريقة الكصكؿ
إليو كاالنصراؼ فيو كاألداة المستخدمة إف كجدت كمكاف كجكدىا مع كصفيا كصفا
دقيقا).(1
يعتبر تسجيؿ الحادث فكتكغرافيا أك بكاسطة الفيديك مكمال لتسجيمو بالكتابة كىك مف أىـ أركاف
إجراءات المعاينة التقنية الحديثة كمف الكسائؿ اليامة التي تستفيد بيا الشرطة العممية ،فيناؾ
بعض الجرائـ ال يمكف الكصؼ بالكتابة أف يكضحيا كحكادث المركبات كالحرائؽ كالمظاىرات .
كتبدك أىمية التصكير في أف صكرة تسجؿ محؿ الحادث بالحالة التي تركيا عميو الجاني ،أك
إذا كاف الفعؿ مستم ار كأمكف تصكيره ،ؼ إنو يعطي المحقؽ أك القاضي صكرة حقيقة الجريمة
كقت اكتشافيا أك أثناء كقكعيا كالخطكات التي مرت عمى مراحؿ ارتكابيا ك األفراد المشتركيف
)(2
في ذلؾ.
كتبرز أىمية تصكير مسرح الجريمة في إعادة تككيف كتمثيؿ مسرح الجريمة كتنشيط ذاكرة
المحقؽ كاستعادة التفاصيؿ اليامة التي قد ينساىا ،كتكضيح تفاصيؿ مسرح الجريمة كعالقة
األشياء المكجكدة بالجثة ,باإلضافة إلى تكضيح اإلصابة المكجكدة بالجثة ك تنشيط ذاكرة
)(3
الشيكد.
كتبدأ مراحؿ تصكير مسرح الجريمة كجميع اآلثار المادية المتكاجدة بو ،ثـ يتـ كضع
أعمدة مرقمة حتى تظير بأف لكؿ أثر رقـ معيف ،كنصؿ إلى مرحمة أخرل مف التصكير عندما
تقكـ فرقة رفع البصمات برفع اآلثار الجنائية مف مكانيا كتصكير ىذه المحظة لتبياف الدقة في
العمؿ كتحديد أف األثر قبؿ تمؾ المحظة لـ يتـ تحريكو مف مكانو حتى ال تسقط قيمتو لدل
العدالة.
39
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
ؼف كجدت جثة بمسرح الجريمة يتـ التقاط صكرة لمكجو كامال كأخرل لمجانب األيمف
إ
مف الكجو كعند الضركرة يمكف التقاط صكرة أخرل لكامؿ الجسـ ككذلؾ لمجانب األيسر مف
الكجو ،كما يجب أخذ صكرة تفصيمية لإلصابات كاألسناف كالكشـ كأثار العمميات ك المالبس مع
ضركرة كضع شريط قياس أك مسطرة مدرجة عمى الشيء أك بجكاره كال يسمح بدفف أم جثة
لشخص مجيكؿ إال بعد تصكيرىا كأخذ بصماتيا ،كيمزـ أف يتـ التصكير ىنا في أسرع كقت قبؿ
أف يمحؽ الجثة تعفف كتغير في المالمح ،كال يجكز أبدا استعماؿ مصابيح كاشفة عند تصكير
)(1
الجثة المبممة أك المغطاة بالدـ ألف االنعكاسات قد تخفي تفاصيؿ الصكرة.
البد مف مراعاة الظركؼ التي تؤثر في التصكير ،فالبد أف تككف أشعة الشمس مكجية
مف أحد جانبي الكامي ار أك مف خمفيا ،كعند تصكير األشخاص في الفضاء نالحظ أنو إذا كاف
الضكء في كجو الشخص مباشرة ،فاف ذلؾ يجعمو يبدكا مسطحا في الصكرة ،أما أشعة الشمس
ق في التصكير داخؿ منزؿ يستحسف استعماؿ الضكء فتعطيو تفاصيؿ بارزة ،كما أف
)(2
الصناعي.
يعتبر الرسـ اليندسي أحد الدعائـ الثالث التي يستعيف بيا خبير الشرطة العممية في
تصكيره لمحادث تصكي ار صادقا ،كيتـ الرسـ عادة باستخداـ طريقة مقياس الرسـ كتخطيط مكقع
الجريمة بتقسيماتو كما عثر عميو مف آثار كما يحكيو مف أشخاص كأشياء كذلؾ بصكرة مقربة
,مثؿ رسـ ىندسي لشكؿ الشيء ،ك ذلؾ لبياف العالقة بينيا عف طريؽ تحديد المسافة بينيا
لمكاف في حادث قتؿ مثال يبيف لنا بدقة مساحة المكاف كطرؽ كصكؿ الفاعؿ إليو كالخركج منو
كما يكضح لنا المناطؽ المحيطة بو أك طبيعتيا ثـ يكضح لنا مكاف الجثة ،أك قربيا مف
األماكف الثابتة كقطع األثاث المكجكدة ,مما ال يمكف لؿلكصؼ بالكتابة أك الصكر الفكتكغرافية
أف تبينو).(3
قدرم عبد الفتاح الشياكم ،أدلة مسرح االجريمة ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية ،1997 ،ص.86-85 )(1
محمد فاركؽ عبد الحميد كامؿ ،القواعد الفنية الشرطية لمتحقيق والبحث الجنائي ،أكاديمية نايؼ لمعمكـ األمنية ،ط،1 )(3
كتظير أىمية الرسـ اليندسي في جرائـ معينة مثؿ حكادث المركر عمى اختالؼ
أنكاعيا ,كحكادث الحريؽ المشتبو بيا كقضايا القتؿ كىتؾ العرض ,ك كثي ار ما يتكقؼ القاضي
في حكمو في القضية خاصة في حكادث الصدـ عمى الرسـ اليندسي ألنو يبيف بطريقة دقيقة
أساسيا قياس حالة الطريؽ ك اتساعو كطكؿ الفرامؿ كاتجاىيا كبعد السيارة التي نجـ عنيا
)(1
الحادث عف غيرىا كأماكف تناثر الزجاج كلكي يحقؽ الرسـ الغرض منو البد مف:
- 1سرعة انتقاؿ الخبير إلى محؿ الحادث بمجرد اإلبالغ عنو قبؿ البدء في تغيير األماكف
كاألشياء المطمكب رسميا.
- 2عميو أف يمـ بتفصيالت الحادث قبؿ قيامو بالرسـ كأف يعمؿ تحت إرشاد المحقؽ كما
يرد منو أف يظيره في رسمو.
ا
ما إذا كاف الحادث - 3عميو أف يقكـ بعمؿ رسـ تخطيطي ابتدائي لمحادث يتبيف فيو
مصادمة فيتبيف مف ذلؾ مكضع السيارتيف المتصادمتيف.
- 4عميو أف يحدد مكقع المكاف بالنسبة لمجيات األصمية كذلؾ برسـ األماكف الثابتة أكال ،ثـ
,كعند االنتياء مف الرسـ ينسب األجساـ األخرل إلييا كيختار األىـ فالميـ منيا
التخطيطي االبتدائي لمحؿ الحادث ،يقكـ بقياس المسافات بيف األجساـ بقياس مترم
عمى أف يثبت عمى الرسـ االبتدائي ،كذلؾ خشية أف ينسى الرساـ بعض المقاييس عند
عكدتو إلى المركز.
- 5بعد إكماؿ المحقؽ يتـ رسـ العكارض األرضية كاآلثار كالبقع المترككة كجسـ الجريمة
كمكقعا باإلشارات كالرمكز كطرؽ الدخكؿ كالخركج ،كما يجب عميو أف يحدد لو مقياس
رسـ ثابت.
- 6كما عميو عند مغادرة مسرح الجريمة التأكد مف مطابقة الرسـ عمى الكاقعة كذلؾ لتدارؾ
الخطأ أك النسياف.
- 7كعند االنتياء مف الرسـ عميو أف يثبت في نيايتو كافة البيانات الخاصة بو كرقـ
,كيبيف الجيات األربع األصمية القضية كتاريخيا كنكعيا كالمكاف الذم ارتكبت فيو
41
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
كمقياس الرسـ كاسـ مف قاـ بو ،كما يرفؽ الرسـ التخطيطي لمسرح الجريمة ضمف أكراؽ
)(1
القضية ليطمع عميو القاضي كأطراؼ الدعكة الجنائية.
إف كؿ كاقعة جنائية ليا ظركؼ خاصة بيا تبعا لنكع الجريمة كطبيعة المكاف ،فعند
القياـ بالمحافظة عمى مسرح الجريمة يجب تعميـ ك ترقيـ اآلثار ك األشياء المتكاجدة في مسرح
الجريمة ،كالتي يمكف أف تككف ليا عالقة بالجريمة أك المجرـ باإلضافة إلى تعميـ األشياء ك
اآلثار المتخمفة عف أعماؿ الشرطة بالذات ،مثؿ الطالء ،الرسكـ ،ثـ يأتي بعد التقاط الصكر
الفكتكغرافية لتثبيت مكاقع مسرح الجريمة ،كصكر أخرل تثبت طبيعة اآلثار كمف ثـ تأمينيا،
لتأتي بعد ذلؾ عممية رفعيا كتحريزىا مف قبؿ عناصر الشرطة العممية ،كتييئتيا كإرساليا إلى
المخبر الجنائي.
لذلؾ سنتطرؽ في ىذا المبحث الى مطمبيف ،المطمب األكؿ طرؽ إجراء المعاينة الفنية
لمسرح الجريمة ،في حيف نتناكؿ في المطمب الثاني الطرؽ الفنية لرفع اآلثار الجنائية.
يتطمب إجراء المعاينة الفنية لمسرح الجريمة بعض اإلجراءات التي يجب مراعاتيا حفاظا
عمى األثر المادم سكءا كاف ذك قيمة أك غير ذلؾ حيث تختمؼ باختالؼ طبيعة المكاف محؿ
المعاينة ،قد يقكـ بيذه العممية فرد .كيفضؿ أكثر مف فرد حتى يككف إثبات محتكل مسرح
الجريمة دقيقا كمحددا ،بحيث إذا أغفؿ أحد القائميف بالمعاينة كجكد شيء في مسرح الجريمة
يمكف أف يراه اآلخر.
كليذا يجب قبؿ الدخكؿ لمسرح الجريمة تحديد المسارات التي يفضؿ البدء في إجراء
المعاينة ،كمكاف الخركج مف مسرح الجريمة بعد إجراء المعاينة ،كتختمؼ تمؾ المسارات حسب
طبيعة محؿ المعاينة مف مسرح الجريمة ،فعممية تحديد األدلة في قضية ما لـ تتحقؽ عف طريؽ
البحث العشكائي الذم ال يخمك مف ترؾ كنسياف كعدـ مالحظة بعض األدلة ،كانما يتحقؽ عف
)(1
عبد الفتاح عبد المطيؼ الجبارة ،ص .106
42
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
طريؽ إتباع إحدل الطرؽ المتعارؼ عمييا ،كالتي تتضمف تغطية جميع محتكيات مسرح
)(1
الجريمة بكؿ دقة كاتقاف.
كمف ثـ نقسـ ىذا المطمب الى أربعة فركع نتطرؽ في الفرع األكؿ إلى طريقة الشريط
الكاحد ،الثاني نتناكؿ فيو طريقة الشريط المزدكج ،في حيف نتطرؽ في الفرع الثالث إلى الطريقة
المكلبية (طريقة عقرب الساعة) ،بينما الفرع الرابع لدراسة التقسيـ عمى المناطؽ.
إف ىذه الطريقة تتبع حيف يأخذ مسرح الجريمة في العراء شكؿ المستطيؿ أك المربع ،كذلؾ بأف
يسير المعاينكف الثالثة أ ،ب ،جػ ،في بداية الضمع الغربي المستطيؿ أك المربع في اتجاه مكاز
لضمعو الجنكبي صكب الضمع الغربي المستطيؿ أك المربع كىكذا حتى
يستكشفكا محتكل المربع أك المستطيؿ عند ضمعو الغربي في مسار
مكاز لمضمع الشمالي حتى يعكد الى نقطة االنطالؽ في ممتقى
)(2
حيث يقكـ رجاؿ الشرطة العممية بمعاينة مكاف الحادث الضمعيف،
مف باب الدخكؿ الى باب الخركج بحيث ال ينتقؿ مف غرفة الى أخرل
)(3
أك مف مكاف الى آخر إال بعد أف يغطي محؿ المعاينة بالكامؿ.
(الشكؿ )1 (انظر الشكؿ ) 1
إف ىذه الطريقة تستخدـ كذلؾ في مسرح الجريمة المييكؿ ىندسيا إلى
مربع أك مستطيؿ ،إنما تختمؼ عف سابقتيا في كجكب إتباع القائميف
بالمعاينة عند دخكليـ (المربع أك المستطيؿ) الذم تجرم معايفتق
مساريف أك اتجاىيف أحدىما يككف مكاز لمضمعيف الشرقي ك الغربي
( الشؾؿ )2 كاألخر مكاز لمضمعيف الشمالي كالجنكبي(.أنظر الشكؿ رقـ ) 2
محمد خميفة عبد اهلل الػحسف ،أسرار مسرح الجريمة ،جامعة نايؼ لمعمكـ األمنية ،الرياض ،2007 ،ص .13 )(3
43
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
إف ىذه الطريقة مف الطرؽ اليامة كالتي تحتاج مف القائـ عمييا اليقظة التامة كقكة المالحظة،
كتستخدـ في مكاف الجريمة الذم يككف عمى شكؿ دائرم ،كذلؾ كصكال الى الدخكؿ في كؿ
)(1
حيث يسير فيو الخبراء ابتداء مف نقطة مركزية مكاف ميما كاف حيزه داخؿ مسرح الجريمة،
كفي اتجاه عقرب الساعة كبطريقة دائرية ،حتى يأتكا عمى آخر مسرح
الجريمة الذم يككف في ىذه الحالة دائريا كما يتضح مف الشكؿ
)(2
ثـ يأخذ بخطكة جانبية ك يبدأ بالدكراف مرة أخرل كيكرر ذلؾ التالي.
)(3
(أنظر الشؾؿ )3 في المكاف حتى اإلنتياء مف فحصو بالكامؿ.
(الشكؿ )3
إف ىذه الطريقة غالبا ما تستخدـ في مسرح الجريمة إذا كاف ذك رقعة كبيرة فمثال اذا كاف مسرح
الجريمة قطعة ارض زراعية كبيرة أك أرض صحراكية مسطحة ،فيمكف ىيكمة ىذه القطعة
)(4
يبدأ فريؽ المعاينة بمعاينة المربع المركزم، ىندسيا الى مربعات أك مستطيالت صغيرة.
)(5
كيسيركف بعدئذ بفحص كؿ مربع مف المربعات األخرل بالترتيب الذم يظير مف الترقيـ.
(الشكؿ )4
44
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
إف اإلجراءات التي يتخذىا عناصر الشرطة العممية في ىذه المرحمة الحيكية ،تعد عنص ار ىاما
في نجاح القضية فيما بعد أماـ الجيات القضائية ،فبعد التحفظ عمى مسرح الجريمة كحمايتو
المجرـ أك كتكثيقو تأتي مرحمة معاينتو بحثا عف اآلثار الجنائية التي إما تككف متخمفة مف
الضحية عميو ،كالبقع المنكية ك بصمات األصابع .كاما أف تككف مف األدكات التي استخدمت
في ارتكاب الجريمة كالمسدس ،أك السكيف أك اإلبرة ،لتتـ بعد ذلؾ عممية رفعيا كتحريرىا ثـ
)(1
إرساليا الى الخبر الجنائي لمقياـ بعممية فحصيا.
اآلثار الجنائية ،ثـ لذلؾ سنتناكؿ في ىذا المطمب ثالثة فركع حيث سنتطرؽ أكال البحث عف
كيفية رفعيا كأخي ار تحريزىا كارساليا إلى مخابر الشرطة العممية لفحصيا.
ال يمكف معرفة نكع اآلثار المادية التي يجب عمى خبير الشرطة العممية أف يرفعيا مف محؿ
الحادث فمكؿ حادثة ظركؼ خاصة بيا كأف تتشابو مع حادثة أخرل حتى كلك كانت مف نفس
نكعيا ،فإذا فرضنا أف ىناؾ حادتيف مف نكع كاحد كىما القتؿ بقصد السرقة إال أف البحث عف
اآلثار المترككة في كؿ حادثة منيا يختمؼ عف األخرل ،ففي الحادث المستخدـ فيو سالح نارم
يككف األثر المطمكب البحث عنو ىك المسدس كطمقة الرصاص كتحديد المسافة التي انطمقت
فييا كمكاف اتجاىيا كمكاف كجكد الظرؼ كآثار دخاف ،الباركد ...الخ ،بينما فجد في الحادث
الثاني أف البحث عف األثر المادم يتناكؿ البحث عف السكيف كآثار الدـ المكجكدة
عمييا....الخ .كمف ذلؾ يتضح أف طريقة البحث عف اآلثار في الجريمتيف تختمؼ اختالفا تاما
في كؿ منيما عف اآلخر ,ككاجب خبير الشرطة العممية في ىذه الحالة أف يعرؼ مف أيف يبدأ
في البحث عف اآلثار المادية المتخمفة حسب نكع الجريمة التي تكاجيو ك طريقة ارتكابيا
كطبيعة المكاف الذم حدثت فيو ،كعميو أف ال ييمؿ البحث في أم مكاف في محؿ الحادث عمى
أف يعثر عمى آثار تفيد التحقيؽ ،كعميو أف يحترس في طريقة حفظ كؿ أثر عمى حدل حتى ال
يختمط بأية آثار أخرل أك مكاد غريبة عنو كفي حالة عدـ كجكد خبير الشرطة العممية فيمكف
45
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
لمباحث الجنائي أف يقكـ بيذه الميمة بشرط أف تككف لو دراسات سابقة في طريقة ككيفية
)(1
التعامؿ مع ىذه اآلثار.
فمثال :البقع الدمكية التي يغسميا الجاني لكي يزيميا مف مكاف الجريمة كلك دققنا في البحث عف
آثارىا في محؿ الحادث لكجدناىا بيف ألكاح الخشب أك بيف فتات أك عمى المالبس ،ككذلؾ أثار
البرادة الدقيقة التي ال تميزىا العيف المجردة كالتي تنتج عف كسر خزانة أك قطع قفؿ نجدىا بيف
فتحات بنطمكف الجاني أك داخؿ جيب جمبابو أك في األدكات التي استعمميا في النشر ،كؿ ىذه
اآلثار الدقيقة ككثير غيرىا تعيف خبير الشرطة العممية عمى كشؼ غمكض الحادث ككذلؾ تقدـ
لو الكثير مف الخدمات عمى أنو مف الميـ طريقة البحث عنيا ك جمعيا كفحصيا حتى يمكف
)(2
االستفادة منيا.
إف الطريقة المثالية لجمع كتحرير األثر تمييدا لنقمو الى المختبر الجنائي تختمؼ باختالؼ نكع
أفضؿ مف األثر ،كميما كاف نكعو فإف الحصكؿ عمى كمية كبيرة منو تزيد عف حاجة التحميؿ
عدـ إمكانية إجراء التحميؿ بسبب قمة العينة المرسمة لممختبر الجنائي ،كما يفضؿ دائما إرساؿ
عينة ضابطة مف نفس المادة المتكاجدة عمييا األثر كذلؾ لتحديد ما اذا ىذه المادة تتداخؿ مع
خطكات التحميؿ مف عدمو .كعميو تنقسـ اآلثار اؿمادية مف حيث ظيكرىا بمسرح الجريمة إلى
)(3
آثار ظاىرة كأخرل خفية.
ىي تمؾ اآلثار التي يمكف لمباحث الجنائي أف يراىا بالعيف المجردة دكف االستعانة بأم كسيمة
مف كسائؿ اإلظيار كالعدسات كالميكركبات أك األشعة المختمفة أك المكلد الكيماكم.
السيد الميدم ،مسرح الجريمة وداللته في تحديد شخصية الجاني ،دار النشر بالمركز العربي لمدراسات األمنية كالتدريب، )(2
كال عبرة بحجـ اآلثار كبرت أك صغرت ،فإذا أمكف رؤيتيا بالعيف المجردة فيي أثر مادم ظاىر
كىذه اآلثار تكجد في صكر مختمفة ،قد تككف صمبة كطمقة نارية أك مسدس أك قطعة زجاج كقد
)(1
تككف سائمة كالتبكؿ أك المشركبات ,كقد تككف لينة أك لزجة كالبقع الدمكية أك المنكية.
ذؿ غاية الحرص كيتـ رفع اآلثار الظاىرة لمعيف ثـ يمي ذلؾ جمع اآلثار غير الظاىرة مع ب
كالحذر أثناء رفعيا ،كيجرم حفظيا عمى النحك يبؽينيا بحالتيا بحيث ال تتعرض لمتمؼ فإذا كاف
األثر مسدسا مثال ،يجرم تصكيره في مكاف كجكده ،ثـ يرفع بحذر بحيث ال تضاؼ عميو أية
بصمات ،كذلؾ بمسكو في نياية مسكرتو كأسفؿ مقبضو كيستحسف أف يستعمؿ قفاز مف المطاط
في ىذه الحالة ,كيتـ كضعو في عمبة مف الكرتكف أك الخشب أك في طرؼ مف الكرؽ أك
( كالكماشة، البالستيؾ كتتخذ نفس اإلجراء مع األشياء األخرل المتشابية كاآلالت المختمفة
المنشار ،السكيف كغيرىا ) .أما إذا كاف األثر صغير الحجـ نكعا ما فيستحسف رفعو بكاسطة
ممقط كاذا كاف األثر سائال كالطعاـ أك الشراب أك نحكه فتستخدـ أنابيب كحاكيات جمع األدلة
لنقميا إلييا كنراعي عندئذ نظافتيا التامة ،باإلضافة الى استعماؿ الماسحات المعقمة كممحقات
المطباؽ العالية االمتصاص لجمع الدـ السائؿ أك المني أك السكائؿ الفيزيكلكجية األخرل).(2
ككؿ ما يشترط تكافره في مكاف حفظ األثر عند رفعو ،أف يككف مناسبا لحجمو فال يتعرض
لمكسر ,كما يراعى في األثر أال يتعرض لمح اررة أك الرطكبة إذا كاف ما يتمؼ بأحدىما.أما
اآلثار التي يصعب نقميا خشية تمفيا كآثار األقداـ أك إطارات السيارات فيجرم تصكيرىا أكال ثـ
)(3
تصنع ليا قكالب مف الجبس.
كنقصد بيا اآلثار التي ال تراىا العيف المجردة بؿ تقتضي االستعانة بالكسائؿ الفنية الطبيعية أك
الكيميائية إلظيارىا مثؿ البصمات غير الظاىرة التي يتركيا الجاني عمى زجاج النافذة أك عمى
47
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
الدكالب أك أثار الدـ المغسكلة مف أرضية الحجرة أك عمى مالبس الجاني أك الكتابة السرية عمى
)(1
الكرؽ.
كما لك قاـ الجاني بغسؿ كيتـ الكشؼ عف اآلثار الغير الظاىرة عف طريؽ طبيعة الحادث
األرضية مف دـ القتيؿ ،أك إذا كاف ىتؾ عرض كتمت الكاقعة عمى فراش المجني عميو كلـ
يعثر عمى بقع منكية ظاىرة ،أك إذا كاف الحادث سرقة بالتيديد كأخفى السالح الذم استخدمو
داخؿ فرشة السرير أك داخؿ الحائط ،أك إذا كانت حادثة سطك كترؾ الجاني بصمات أصابعو
)(2
فيستعاف باألجيزة الطبية كالميكركسككب ،أك العدسات المقربة أك باألشعة عمى باب الخزانة،
المختمفة أك المكلد الكيميائي لمكشؼ عف تمؾ اآلثار في األماكف التي يحتمؿ كجكدىا فييا،
فمثال لك دققنا البحث لكجدناىا بيف ألكاح الخشب أك البالط كيمكف استخداـ محمكؿ البنزيف أك
األشعة فكؽ البنفسجية لمعرفة كجكدىا ،كما تستخدـ األشعة البنفسجية لمبحث عف السالح
المخبأ في المرافؽ أك داخؿ حائط ،كيكشؼ عف البصمة باستخداـ المساحيؽ الظاىرية ليا أك
)(3
باستخداـ البنزيف...الخ.
بعد رفع اآلثار الجنائية مف مسرح الجريمة تأتي مرحمة تحريرىا ،أم كضعيا في حرز ،كيتـ
تحريز اآلثار المختمفة بصكرة منفصمة عف بعضيا البعض كذلؾ لضماف سالمتيا ،أم عف
طريؽ كضعيا في أنبكبة أك عمبة أك غيرىا أجيزة الصيانة المالئمة ،كعمى خبير الشرطة
العممية لمسرح الجريمة مراعاة اإلجراءات الخاصة كالمستقاة مف التجارب العممية كاألسس
)(4
العممية لصيانة كتحرير اآلثار الجرمية كىي كاآلتي:
كاطار الطالء كغيرىا في - 1ترفع العينات الدقيقة كالشعر كالنسيج كاألظافر كالزجاج
لفافة نظيفة مف الكرؽ كتطكل بنفس الطريقة التي يمؼ بيا الصيدلي المساحيؽ،ثـ
عبد الستار الجميمي كمحمد عزيز ،مسرح الجريمة في التحقيق ،مطبعة دار السالـ ،ط ،1بغداد ،1976ص 22 )(4
48
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
يكضع عمى فكىتيا شريط الصؽ يحكـ غمقيا ،كتكضع بعد ذلؾ بداخؿ ظرؼ يحتكم
عمى البيانات الالزمة.
- 2إذا كانت المكاد سائمة ،يجب كضعيا في إناء زجاجي نظيؼ كجاؼ كتككف صمامتيا
محكمة الغمؽ حتى ال تتسرب منيا السكائؿ.
- 3البقع الدمكية المكجكدة عمى مكاد قابمة لمنقؿ تجفؼ في اليكاء ،ثـ تحرز كترسؿ الى
المختبر الجنائي عمى أف يراعى في ذلؾ المحافظة عمى المنطقة التي بيا البقع حتى
تصاف مف التمؼ.
- 4إذا كانت البقع الدمكية عمى سطح يصعب نقمو كالبالط كاألبكاب كاألرض الخشبية
فيجب أف تصكر البقع في الحالة التي عمييا،ثـ يجرم رفعيا كقد تنزع المنطقة
الخشبية التي تعمك البقع كاذا كانت البقع عمى أشياء أخرل صمبة كاألحكاض كالرخاـ
كالمرايا كغيرىا فتمسح بقطعة نظيفة مف القطف المبمؿ بالماء كالمعقـ كتحفظ بعد
إذا كانت الدماء قد سقطت عمى األرض كشربتيا فتأخذ جفافيا في أنبكبة ،أما
عينات مف التربة التي شربت الدماء بعمؽ 5سـ.
- 5أما البقع المنكية المكجكدة عمى المالبس ك النسيج أك الفراش تجفؼ بعرضيا لميكاء،
كاذا كانت عالقة بالجسـ ترسؿ الى يعنى بطييا كلفيا بالكرؽ األبيض النظيؼ
)(1
الطبيب العدلي ألخذ عينات مف الخارج ،خارج أعضائيا التناسمية.
- 6كضع آثار السكائؿ المتطايرة مف مسرح الجريمة (الحريؽ) في حقيبة أك عبكات
جديدة كنظيفة مخصصة لألصباغ مع إغالقيا بإحكاـ كذلؾ لمنع تبخر السكائؿ
المتطايرة,
- 7تكضع المسدسات كاألسمحة القصيرة األخرل بداخؿ عمبة مقكل محكـ غمقيا ،أما
البنادؽ كاألسمحة األكتكماتيكية فتغطى الفكىة كحبرة السبطانة كتربط بإحكاـ،
أحراز الطمقات النارية يفضؿ إخراجيا مف حبرة السبطانة كالمخزف كتحفظ في
مستقمة ،عمى أف يذكر عمى كؿ حرز المكاف الذم الذم كجدت فيو كؿ منيما كمحؿ
الحادث ،يمؼ الرصاص كالظرؼ الفارغ المصكر عميو بقطعة مف القطف تفاديا مف
حدكث خدكش فيو عند االحتكاؾ برصاص أك ظرؼ آخر أك بجدراف العمبة.
49
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
- 8تضاؼ آثار األقداـ بتغطيتيا بكعاء مجكؼ أكسع حجما مف األثر كال يسمح ألم
شخص العبث بيا ،كاذا كاف سطحي فيصكر ،أما إذا كاف األثر غائ ار فيصنع لو
قالبا مف الجبس كترسؿ في صندكؽ مناسب الى المختبر الجنائي.
- 9ترفع آثار األداة المترككة عمى الجسـ بأخذ صكرة فكتكغرافية ،ثـ تصنع ليا قكالب
)(1
مف المعاجيف.
- 10كضع الكؤكس كالزجاجات داخؿ صندكؽ مف الكرؽ المقكل مع تفادم لمس عنؽ
الزجاجات كالكؤكس.
- 11بقايا السجائر ,كضع قفاز مع استعماؿ ممقط مخبرم لرفعيا ،تفرز ىذه البقايا كؿ
كاحدة عمى حدل مع حفظيا داخؿ غالؼ مف كرؽ.
إبداء - 12آثار العضات ,تصكر باأللكاف مع استعماؿ كحدة السنتيمتر لمقياس مع
التكصيات الالزمة ،كتسمح منطقة العضة بضمادة مبممة لعرضيا عمى التحميؿ
المخبرم.
- 13نزع الدـ ,قنينتاف تحتكم كؿ كاحدة عمى 4أك 5ممـ لكؿ شخص مع إضافة مادة
مقاكمة لمتجمط ،كعند انعداـ الدـ تنزع عينات مف العضالت العميقة ،عظاـ طكيمة،
ثـ تحفظ داخؿ أكياس بالستيكية معقمة دكف إضافة مادة مثبتة (الفرمكؿ) كذلؾ مع
مراعاة شركط الحفظ (سمسمة التبريد).
- 14العينات السائمة كالقابمة لإلنتػاف (الدـ ،سائؿ جسماني) أجساـ ممطخة (سكيف،
إبرة) تحفظ داخؿ كعاء سميؾ مقاكـ لعبكر الماء ،مقاكـ لالنكسار كالثقكب مع كضع
)(2
ممصقة بيا عبارة تحذيرية "خطر إنتاني".
كتحرز اآلثار السابقة ،منفصمة عف بعضيا البعض ،كفي مكاف مناسب يضمف حفظيا
كسالمتيا مف أم طمس ،كعند كضع األثر داخؿ الحرز المالئـ تكتب بطاقة تعريؼ جيد لألثر
الخاصة بو حكؿ نكع األثر كطبيعة محتكيات الحرز ،مصدر األثر كقت كتاريخ جمع األثر،
عبد الستار الجميمي كمحمد عزيز ،المرجع نفسو ،ص ص.103-102 )(1
عثماف عبد الكريـ ،طارؽ ابف لطرش ،لمحاف فيصؿ "منهجية أخذ عينات من مسرح الجريمة لمبحث عن البصمة )(2
الوراثية" ،أشغاؿ الممتقى الكطني حكؿ (االطب الشرعي القضائي :كاقع ك أفاؽ)’الديكاف الكطني لألشغاؿ التربكية,الجزائر ،
،2005ص ص .3-2
50
دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة الفصل األول :
كرقـ القضية كتحديد جية اإلرساؿ ،كأخي ار كضع الرقـ التسمسمي لمحرز ,كبعدىا يتـ ؽفؿ الحرز
بالسمؾ كالرصاص المختكـ أك الخيط كالشمع األحمر المختكـ كتثبيت بطاقة الحرز في الخيط
إثبات كقت كتاريخ التحريز ،كما يتـ أك السمؾ ،اسـ كتكقيع الشخص الذم قاـ بالتحريز ،مع
كتابة استمارة التحميؿ لمحرز مكجية لممختبر الجنائي (مخبر الشرطة العممية) متضمنة نبذة عف
األحراز إلى مخابر الشرطة القضية كنقاط االستفسار المطمكب اإلجابة عمييا ،كأخي ار يتـ نقؿ
)(1
أك لتقمب درجات الح اررة. العممية في أقرب اآلجاؿ مع مراعاة عدـ تعرضيا لمح اررة العالية
كعند كصكليا يتـ حفظيا حسب شركط سمسمة التبريد كخاصية كؿ أثر ،كالبد مف التذكير
بضركرة التقيد باؿسرعة أثناء التحريات األكلية ،حيث البد مف رفع اآلثار الجنائية ،كالثانية
اؿخاصة بنقؿ كحفظ القنينات ،كاألخيرة خاصة بميمة إجراء التحاليؿ المخبرية بمخابر الشرطة
)(2
العممية.
بعد إرساؿ اآلثار الى المخابر الجنائية تتـ عممية الفحص كالمضاىاة عمييا بيدؼ الحصكؿ
عمى العالمات كالمميزات التي تجعؿ منيا دليال صالحا في اإلثبات يمكف االعتماد عميو في
اإلدانة أك البراءة ،بعد عرضو عمى بساط المناقشة أماـ القضاء ،كقبؿ خضكعو لتقسيـ المحقؽ،
)(3
كمف ثـ تكلد القناعة بإحالة أك عدـ إحالة القضية أك الدعكل إلى الجيات المختصة.
عثماني عبد الكريـ ،بف لطرش طارؽ ،لمحاف فيصؿ ،المرجع السابؽ،ص ص.5-4 )(2
51
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
الفصل الثاني
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية
)(1
حسنين المحمدي بوادي ،الوسائ :العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،5002 ،ص.3
)(2
مسعودة زبدة ،القرائن القضائية ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر ،5002 ،ص .74
)(3
محمد حماد الهيتي ،المرجع السابق ،ص .52
)(4
المرجع نفسه ،ص .33
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
المادية الحيوية ( البيولوجية ) و طرق فحصها من قبل الشرطة العلمية و الثاني ندرس فيه
اآلثار المادية الغير الحيوية ( الغير بيولوجية) و طرق فحصها .
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
و مما سبق يمكننا دراسة هذا المطلب في ثالثة فروع ،حيث ندرس الفرع األول بصمات
األصابع ,و في الثاني بصمات الرأس و في الثالث بصمة الصوت .
الفرع الو :بصمات الصابع
لقد قام العلماء بعدة أبحاث طبية لطبقات جلد األصابع ثم تجارب علمية وتطبيقية واحصاءات
إلى إن استقر لعلم البصمات مقوماته وأسسه والتي ال شك أنها أساس علمي ورباني لدقة
البصمات وتفردها في مميزاتها من شخص ألخر.
أوال مفهوم البصمات
والبصمة هي عبارة عن خطوط علمية بارزة تحاذيها خطوط أخرى منخفضة والتي تتخذ أشكاال
)(1
مختلفة على جلد أصابع اليدين والكفين من الداخل ،وعلى أصابع باطن القدمين.
ويوجد على الخطوط العلمية البارزة فتحات المسام الورقية وتتغطى أطراف األصابع وراحة
اليد وباطن القدم وأصابعه بشبكة من الثنايا الدقيقة البارزة تعرف باسم الخطوط الحامية
( )Ridgesوبينها تجاويف غائرة تعرف باسم ( )Ferrowsهذه الخطوط الحلمية البارزة هي
التي يعلق بها الحبر ،بينما تظل التجاويف الغائرة خالية من الحبر فعندئذ تأخذ بصمة اإلصبع
أو الكف على الورق فيلتصق الحبر العالق بالخطوط الحامية بالورق ويبقى موضع تجاويف
)(2
الغائرة فارقا ال أثر للحبر فيه.
غير أن المقصود ببصمات األصابع:هو كل أنواع البصمات ذات الخطوط الحامية
(خطوط التقاطع العليا بين سطرين منحدرين ,فقد أصبحت تتضمن ليس طبقات األصابع
فحسب بل حتى طبقات راحة اليد وكعب القدمين ذلك أن بصمات راحة اليد وكعب القدمين
)(3
تحدث بنفس الظروف بصمات األصابع وتحفظ عن أصبع أو راحة اليد أو كعب القدم.
ثانيا أنواع البصمات
هناك عدة أصناف من البصمات سنتطرق إليها على النحو التالي:
_1بصمات أصابع اليد
ولقد ثبت علميا أن البصمات تتميز بميزتين يبقى عليهما استخدامها في تحقيق شخصية
األفراد هاتين الميزتين هما :الثبات وعدم التغير وعدم التطابق بصمتين مختلفتين أو إلصبعين
)(4
ولو لشخص واحد.
أ .المنحدرات
يعد هذا النوع من أكثر أنواع البصمات انتشا ار في العالم وهي عبارة عن مجموعة من
الخطوط الحلمية التي تبدأ من أحد أطراف البصمة ،وتتشكل انحناء
) (1أحمددد بسدديوني أبددو الددروس ،مديحددة ف دؤاد خضددري ،الطبببب الشبببرري ومسبببر الجريمبببة والبحبببث الجنبببائي ،المكتددب الجددامعي
الحديث ،اإلسكندرية ،ط ،2002 ،2ص .933
طارق إبراهيم الدسوقي عطية ،المرجع السابق ،ص .323 )(2
ضياء الدين حسن فرحدات ،البصمات ماهيتها ,مميزاتها ,أنوارها ,أشكالها ,إظهارها و رفعها ،المضاهاة الفنية وأيرب )(4
في منطقة وسط البصمة ولها زاوية ومركز ،بإضافة إلى وجود خط
واحد ما بين الزاوية والمركز يقطع الوهم الفاصل ما بين نقطة الذكرية
)(1
ونقطة المركز ،وهي إما منحدرة إلى اليمين أو منحدرة إلى الشمال.
(أنظر الشكل)1
(الشكل )1
ب .المستديرات (الحلزونية)
وفيها تكون نواة البصمة على شكل دائري أو بيضوي أو حلزوني
بين زاويتين متقابلتين ،أحدهما إلى اليمين واآلخر إلى اليسار ،وقد
يكون به أكثر من زاويتين و هذا النوع يرمز له في بعض البلدان
(الشكل)2 (أنظر الشكل)2 )(2
بحرف (.)o
ج .المركبات
وهي ويتصف هذا النوع باحتوائه على أكثر من صنف من
أصناف البصمة في آن واحد مثل :احتوائه على مستدير مركب له
3زوايا و احتوائها على منحدرين أو منحدر ومقوس خيمي( (3).أنظر
(الشكل )9 الشكل)9
ثالثا كيفية الكشف رنها
إن تخلددف البصددمات فددي مسددرح الجريمددة أمددر وارد ولددذلك فإندده يجددب علددى خب دراء الشددرطة
العلمية البحث جيدا عن مختلف البصمات التي قد يتركها الجاني بالمكان وخاصة علدى األشدياء
التي يمكن قد لمسها وقت ارتكابه للجريمة (4) ,فإذا كانت البصمات أو البصمة ظاهرة للغير فدإن
اإلج د دراء الد ددذي يجد ددب اتخد دداذه فد ددي حد ددال كد ددون البصد ددمة ظد دداهرة ،هد ددو تظهيرهد ددا مباش د درة لضد ددمان
أمددا إذا كانددت البصددمة غيددر ظدداهرة فيجددب العمددل علددى إظهارهددا بددالطرق العلميددة )(5
سددالمتها،
)(1عبد الرحمن محمد المحمودي ،البصمات الخفية وطرق معالجتها ،جامعة نايف للعلوم األمنية ،الرياض ،2002 ،ص .11
منير رياض حنا ،الطب الشرري والوسبائ :العلميبة والبوليسبية المسبتخدمة فبي الكشبف ربن الجبرائم وتعقبب الجنباة ،دار )(2
أمال مشالي ،الوجيز في الطب الشرري ،مكتبة الوفاء القانونية للنشر ،اإلسكندرية ،2002 ،ص.2 )(4
المسددتحدثة ويددتم ذلددك باسددتعمال المسدداحيق مثددل :مسددحوق األلمنيددوم أو الب دودرة البيضدداء إلظهددار
,أوالمحاليد ددل )(1
البص ددمات الخفيد ددة مد ددن األدوات ذات األل د دوان الداكن ددة أو الخض د دراء أو الزرقد دداء
أو باسد ددتخدام األشد ددعة فد ددوق )(2
الكيميائيد ددة مثد ددل محلد ددول نت د درات الفضد ددة ومحلد ددول التهايد دددرين،
البنفسجية .وبعد إظهار البصمة تأتي عملية رفعها بواسطة شريط شدفاف يثبدت هدذا األخيدر علدى
جانب البصمة المظهدرة ,ثدم يمدد الشدريط فدوق البصدمة وبمسداعدة األصدبع تمهدد فوقهدا برقدة حتدى
تختفي فقاعات الهواء ,ثم ينزع الشريط وتكون ذ ار المسدحوق قدد التصدقت بالسدطل اللدزج للشدريط،
وهكذا تنقل الخطوط الحلمية ،وبعد ذلك يثبدت الشدريط علدى بطاقدات ذات لدون مالئدم ،يتبداين مدع
)(3
لون المسحوق المستعمل.
ل ددذلك كان ددت طريق ددة أخ ددذ البص ددمات ،ه ددي تص ددويرها ،حي ددث ي ددتم تص ددوير البص ددمات بواس ددطة
األشددعة البنفسددجية وذلددك بعددد طددالء الجلددد بطبقددة مددن م دواد كيميائيددة مثلكربونددات الرصدداص ،أو
كبريت ددات الب ددار ي ددوم ،تتحل ددل المنح دددرات الت ددي توج ددد عل ددى األص ددابع أي الفجد دوات الموج ددودة ب ددين
خطددوط البصددمة ،ومددن ثددم توجيدده األشددعة بعددد ذلددك نحوهددا ،فتظهددر هددذه الم دواد التددي ترسددبت فددي
)(4
الفجوات الموجودة بين خطوط البصمة ،وحينئذ يمكن تصويرها.
وفددي األخيددر بعددد سلسددلة العمليددات التددي تقددوم بهددا عناصددر الشددرطة العلميددة والمتمثلددة فددي
البح ددث ع ددن البص ددمات واظهاره ددا ورفعه ددا باس ددتعمال مختل ددف التقني ددات ,ت ددأتي عملي ددة حف ددظ ه ددذه
البصد ددمات فد ددي ذاك د درة جهد دداز الكمبيد ددوتر الد ددذي يتد ددولى تقسد دديمها ووضد ددع التقسد دديمات التقنيد ددة لهد ددا
ومضاهاتها ومقارنتها مع البصدمات المخزندة فدي ذاكدرة الحاسدب اآللدي أو جهداز الكمبيدوتر ,وفدق
)(5
نظام خاص وهو نظام AFISالنظام اآللي لحفظ بصمات األصابع.
وقد تمكن المضاهاة مع بصمات المشتبه فيهم من البحث في مميزات الشخصية لكل
بصمة فهي تمكن من معرفة سن المتهم على وجه التقريب ،فبصمة الطفل الصغير أقل حجما
من بصمة رجل كبير ,واتفق العلماء بأن توافر اثني عشر عالمة مميزة كافية للقول بتطابق
بصمتين شريطة أن تكون العالمات واضحة وأال يدخل في هذه العالمات فتحات المسام العرقية
)(1
أو عرض الخطوط الحلمية ،وأال توجد في البصمة نقطة اختالف واحدة.
_2بصمة الكف
من الحقائق الثانية علميا أن بصمات راحة األيدي (الكف) لها جميع الخصائص المميزة
الثابتة الموجودة في بصمات األصابع ،فالخطوط الحلمية في بصمات راحة األيدي تختلف عن
الخطوط الحلمية في بصمات األصابع ،وكذلك األمر بالنسبة للنقط المميزة فإنها توجد في
والخطوط الحلمية في بصمات راحات بصمات راحة األيدي مثلما توجد في بصمات األصابع
)(2
األيدي تختلف عن الخطوط الحلمية في بصمات األصابع ،وكذلك األمر بالنسبة للنقط
)(3
المميزة.
أما عملية مضاهاة بصمات راحة األيدي ،فإنها تكون في أغلب األحيان أصعب من
مضاهاة بصمات األصابع ،ذلك ألنه عند معاينة الخبير ألماكن الحوادث الجنائية ،فإنه يقوم
برفع أجزاء صغيرة من بصمات راحات األيدي ،وناد ار ما يقوم برفع أثار غير محددة على
بصمات راحات أيدي كاملة ألنه أصعب من مضاهاة بصمات إصبع على بصمات أصابع.
واذا كانت عملية مضاهاة بصمات راحات األيدي تعد أصعب من مضاهاة بصمات األصابع
إال أنه ال يمكن القول بأن الخبير لكثرة ممارسته لعملية المضاهاة وتجاربه في هذا المجال لن
يجد صعوبة كبيرة في مضاهاة بصمات راحات األيدي,وتتم مضاهاة بصمات هذه األخيرة على
أساس تحديد موض ع الجزء من بصمة راحة اليد المراد مضاهاتها الحتمال وجوده في مكان
معين من راحة اليد ،ثم تقارن على أساس الشكل العام اتجاه الخطوط في كلتا الحالتين ،وكذا
البحث عن المميزات واألشكال الخاصة براحة اليد ,ألن الخطوط الحلمية ببصمات راحات
األيدي ال تسير على خط مستقيم تماما بل تنحني وتتقوس مما قد ينتج عنه ظهور أشكال
المقوسات أو األشكال الدائرية أو المنحدرات ،فإذا وجدت بعض هذه األشكال في جزء من راحة
اليد التي تجري المقارنة عليها ،فإن عملية المضاهاة تتم على أساس نوع وعدد وموضع النقط
)(4
المميزة.
المناطق المشار إليها ،أو تحديده هل هو في يد يمنى أو يسرى يسهل عملية المقارنة فتتم على
المناظر من طبقات راحات األيدي ويسهل عملية المقارنة لو ظهر في هذا األثر )(1
الجزء.
المطلوب مقارنته أحد األشكال العامة للبصمات مثل منحدر أو مستدير وبذلك تسهل المقارنة
باستبعاد الطبقات والمناطق التي ليس بها هذه المميزات.
_3بصمة القدم:
لقد ظهر علم البصمات وأثبت أن لألقدام خطوط حلمية بارزة وأنها تفرز عرقا ويمكن إدراك
أثارها عند مالمستها السطل أو مالمستها ألي مواد غريبة كاألصباغ والشحوم والمواد الدهنية
التي تساعد في ظهورها بوضوح.
أ_تعريف أثر القدم
هو العالمة التي يتركها اإلنسان في مكان ما نتيجة انطباع أثر قدمه على أرضية هذا
)(2
المكان سواء أكانت األرضية من البالط أو الزجاج أو أرضية رملية ،طينيةاو حجرية.
ب_مح :وجود آثار القدام
ينبغي البحث عن هذه اآلثار في المناطق التي يحتمل أن يتم العثور عليها بها أو يكون
الجاني قد تركها ولم ينتبه إليها وهذه األماكن هي:
-1الطرق المؤدية لمحل الحادث كالشوارع واألراضي.
-2جميع األماكن التي يحتمل أن يكون الجاني قد سار فيها أثناء ارتكابه لجريمته أو
بعدها ،كالسلم والمكان الذي وقعت فيه الجريمة.
ج_إجراءات رفع آثار القدام
وتتم رفع هذه اآلثار(األقدام) بتقنيات مختلفة ،حيث يتم التصوير أوال لألثر مع وضع
مسطرة طوليا بجوار األثر وأخذ صورة عامة وصورة مقربة لألثر ،ألن الصورة قد تظهر
تفاصيل ال تراها العين وال يظهرها القالب والتي قد يتلفها فيه مادة القالب عليها.
)(3
ونظ ار ألهمية آثار األقدام في التحقيق الجنائي فإنه يجب على خبراء الشرطة العلمية
استخدام المواد التي تصلل في عملية الرفع ،ويجب أن تكون المادة التي يتم عمل قوالب لها
خاصية التجمد ،ومن بينها الجبس الباريسي الذي يعطي نتائج باهرة لمتانته ومالئمته و
)(1
نقائه.
وتتلخص الطريقة التي تتبعها الشرطة العلمية عند استخدامه فيما يلي:
إعداد محلول الجبس الباريسي :نضع الجبس في وعاء صغير به ماء ليتم تكوين معجون خالي
من الكتل الغير المذابة ،يتم وضع المحلول في القلب بحذر ومن المستحسن وضعه باستعمال
فإذا ما غطى األثر يقوى القالب قبل مضي نصف ساعة على سكب الجبس لضمان )(2
الملعقة.
ليقوم خبير الشرطة العلمية بكتابة )(3
سالمته ويجب أال ينظف ويحك قبل مضي 23ساعة.
جميع البيانات على ملف القضية ,وأهمها اسم رافع األثر والمكان الذي رفع منه األثر
)(4
باإلضافة إلى اسم المتهم إن وجد.
د_مضاهاة آثار القدام
تتم عملية مضاهاة أو مقارنة آثار أقدام المشتبه فيه مع طبعة
القدم الموجودة في مسرح الجريمة مع مراعاة اآلتي:
-نوع القدم (مقوسة ،عادية ،منبسطة)
-مقاسات القدم.
-األجزاء التفصيلية للقدم والعالمات الخاصة والمميزة للقدم.
وهذه اآلثار تتضاهي على الحذاء نفسه ،من خالل مشاهدة شكل
كل الحذاء ورسومات الكعب والمضاهاة تتم على أساس العالمات
)(5
(الشكل)1 المميزة كالخياطة ،المسامير ،قطع الحديد ،الترقيع ،التآكل الكتابة .
( أنظر الشكل)1
ولددذلك يمكددن القددول بددأن أثددار األقدددام لهددا أهميددة كبي درة فددي التحقيددق الجنددائي ألنه دا تسدداعد رجددل
الشددرطة العلميددة فهددي كغيرهددا مددن األدلددة يمكددن االعتمدداد عليهددا أمددام الجهددات القضددائية ،إال أندده
تجدددر اإلشددارة أندده مهمددا كانددت السددمات التددي عثددر عليهددا فددي مكددان الحددادث فوجودهددا فددي جريمددة
مددا ،ال يجعلهددا دلدديال كافيددا يعتمددد عليدده مددن الجهددات القضددائية وانمددا تعددد قرينددة تحتدداج إلددى دلي دل
)(1
يدعمها حتى يمكن االعتماد عليها لوحدها.
الفرع الثاني بصمات الرأس
نتيجة للتقدم العلمي والتجارب واألبحاث العلمية المتقدمة تم اكتشاف بصمات أخرى
يمكن اعتمادها كأدلة تصلل لتحقيق شخصية الفرد ومن بين هذه البصمات :بصمة الشعر،
بصمة المخ ،بصمة العين ،واألسنان ,والتي سنتناولها بالدراسة كما يلي:
أوال بصمة الشعر
يعتبر الشعر أحد األدلة الجنائية إذ يتمتع بخصائص ومكونات تختلف عند اإلنسان منه
عند الحيوان ،والشعر كدليل أو كأثر مادي يتخلف في جرائم العنف مثل :االغتصاب فنجد
الشعر تحت أظافر الجاني ،أو عالقا بمالبسه أو على جسمه في مواقع تتفق مع طبيعة
الجريمة ،أو يكون الشعر عالقا باآللة المستخدمة في ارتكاب الجريمة مثل :الفأس ،أدوات
اإلجهاض فيتعلق بها شعر العانة .وقد نجد خصلة من الشعر في قبضة يد القتيل أو عالقا
ويتكون الشعر بصفة عامة سواء أكان أدميا أو حيوانيا )(2
بأسفل السيارة في حوادث التصادم ،
من ثالث طبقات يمكن مشاهدتها مجهريا وهي:
-1الطبقة الخارجية (البشرة):
وهي الطبقة الخارجية من الشعر وتتألف من طبقة أو أكثر من الخاليا الشفافة وتحتوي
على مادة الكيراتين وهي مادة صلبة تقاوم العوامل الجوية والتعفن والتحلل.
-2الطبقة المتوسطة (القشرة):
وهي طبقة ليفية ،تتكون من ألياف طويلة الشكل وهي اسمك الطبقات الثالثة وتحتوي
على مادة لون الشعر.
-9الطبقة الداخلية (النخاع):
وهي طبقة ضيقة جدا تكون على شكل خط متصل أو متقطع.و بعد تلقي خبراء مخبر
الشرطة العلمية وبالتحديد خبراء فرع البيولوجي لعينات الشعر ،يتم رفع الشعر والتحفظ عليه في
مكان الحادث بملقط غير مسنن أو شريط الصق وهو بالحالة التي وجد عليها سواء أكان ملوثا
بالدم أم أي نوع من الزيوت أو األصباغ ،ثم توضع العينة في أنبوب اختبار زجاجي نظيف ,مع
أخذ عينات مختلفة من أجسام األشخاص المشتبه فيهم ويوضع على كل قنينة البيانات الخاصة
)(1
بها.
ثم تأتي بعد ذلك عملية فحصه إما بواسطة العين المجردة لتحديد صفاته العامة من حيث نوعه
أجعد أو مستقيم ،وتحديد طوله ولونه وغيرها من الصفات العامة ،لتأتي بعد ذلك عملية الفحص
المجهري بواسطة الميكروسكوب لفحص األجسام الغريبة الموجودة على الشعر كبقع الدم أو
المني أو الزيوت المستخدمة في تجميل الشعر أو اإلف ارزات المهبلية أو الب ارزية إذا كان من
ويلي ذلك فحص شكل الشعرة وطولها ،فإذا كانت الشعرة أسطوانية مستقيمة )(2
شعر العانة.
مدبدبة الطرف فغالبا تكون من شعر الحاجب أو رمش العين ،أما إذا كانت مقصوصة الطرف
فتكون من الشارب ،واذا كانت قصيرة مدبدبة وملتوية فهي من شعر الصدر أو اليدين أو
الرجلين وغالبا ما يفرق جنس صاحب الشعرة عن طريق طولها ،فإذا كان طول الشعرة أكثر من
30سم فهي ألنثى واذا كانت مفرطحة غير أسطوانية فغالبا ما تكون من شعر اإلبطين أو
العانة.
وتتم مضاهاة هذه الشعرة بعينات الشعر المأخوذة من أجساد األشخاص المشتبه فيهم،
(ويستلزم ذلك وضع الشعر المشتبه فيه) ،فإذا إتفقت األوصاف والمميزات كانت لشخص واحد,
وعندئذ يجري فحص آخر يتناول التركيب الداخلي للشعر المعثور عليه وشعر األشخاص
المشتبه فيهم ،ويستلزم وضع الشعر المشتبه فيه والشعر المطلوب مضاهاته كل على حدة داخل
أنبوبة زجاجية بها كحول ويترك لمدة 23ساعة ،ويستخرج الشعر وتوضع شعر منه على
شريحة زجاجية وتغطى هذه األخيرة وتجرى مضاهاة الشعرتين بواسطة الميكروسكوب المقارن،
غير أنه مع اكتشاف تقنية البصمة الوراثية ،ADNأصبل وجود شعرة واحدة بمسرح الجريمة
يقود إلى الكشف عن هوية صاحبها مباشرة عن طريق هذه التقنية.
)(3
وتعمل هذه التقنية الجديدة على قياس وتحليل طبيعة النشاط الكهربائي للمخ في زمن
)(1
أقل من ثانية ،لدى مواجهة صاحبه بشيء على علم به.
ويقول الدكتور لورانس فارويل في هذا الصدد" :إن استخدام بصمة المخ سوف توفر
الماليين من الدوالرات كما ستوفر الوقت وسوف تحمي الكثير من األحياء وسيتم اإلفراج عن
)(2
األبرياء من السجن ووضع القانون موضع التنفيذ لمتابعة المجرمين الحقيقيين".
ثالثا بصمة العين
هي البصمة التي اكتشفها األطباء منذ سنوات قليلة وتستخدمها الواليات المتحدة وأوروبا
حاليا في المجاالت العسكرية هي أكثر دقة من بصمة أصابع اليد ألن لكل عين خصائصها
فال تتشابه مع غيرها ولو كانت لنفس الشخص ،وفي المستقبل القريب ,كما تستخدم بصمة
العين في مجاالت متعددة من أهمها تأمين خزائن البنوك مثلما تؤمنها حاليا بالبصمة الصوتية
حيث يضع عميل البنك عينيه في جهاز متصل بالكمبيوتر فإذا تطابقتا مع البصمة المحفوظة
بالجهاز الطبي فتحت الخزينة المطلوبة على الفور.
وبصمة العين التي يمكن رؤيتها مكبرة 200مرة بالجهاز الطبي "المصباح الشقي" يحددها أكثر
من 20عامال تجعل للعين الواحدة بصمة أمامية وأخرى خلفية وباللجوء إليها معا يستحيل
)(4
ذلك أن قزحية عين اإلنسان ثابتة وبدون تغيير منذ بلوغه عامه األول. )(3
التزوير ,
-1بصمة قزحية العين
هي الطبقات المكونة للعين سواء طبقات القرنية أو القزحية أو الحدقة ،وبصمة القزحية هي
مجموعة الثقوب والشقوق التي يتركز بعضها حول حدقة العين ،وهي تختلف من شخص آلخر
من حيث العدد والشكل بل وحتى المسافة فيما بينها ،إضافة إلى أن الشبكات الملونة للقزحية
تختلف من شخص آلخر حتى وان اشتركا في درجة اللون ،وذلك ألن هناك فروقا كبيرة داخل
اللون نفسه ممال يشكل البصمة المميزة والمتفردة للعين.
ويعتبر نظام قزحية العين من األنظمة اآلمنة جدا ألنه ال يتأثر بالعمليات الجراحية ،وهو آمن
صحيا لالستخدام من دون إشعاعات ضارة ،كما يتميز هذا النظام بدقته المتناهية في التعرف
)(1
على األشخاص.
ويقوم خبير الشرطة العلمية بفحص قزحية العين عن طريق
جهاز الكشف الذي يقوم بالتقاط الصور لكي تحدد بدقة التفاصيل
الدقيقة للقزحية (بواسطة كامي ار خاصة ) تعمل باألشعة تحت الحمراء
,ويتم تحويل الصورة الملتقطة عن طريق الكامي ار لكلتا القزحيتين
بالعينين باللون الرمادي على شكل صورة بنموذج لذاكرة ( 2بايت) ,
ويتم استرجاع الصورة المختزلة للقزحية وتركيبها باللونين األبيض
واألسود .
ثم تتم مقارنة الصورة المختزنة للقزحية عن طريق البرنامج
الحاسوبي مع الصورة الملتقطة للشخص المراد الكشف عن هويته
(الشكل)1 (أنظر الشكل)1 )(2
خالل فترة زمنية بسيطة ( 1ثانية).
-2بصمة شبكية العين
هددي ذلددك الجددزء الددذي يقددع فددي الخلفددي مددن العددين ونظد ار ألن شددبكية العددين صددغيرة تعتمددد هددذه
التقنية على إجراء عمليات بالتصوير للشبكية ,والتي تتكدون مدن الخاليدا المسدتطيلة والمخروطيدة
وتحت ددوي عل ددى ش ددعيرات دموي ددة دقيق ددة ,وتد درتبط الش ددبكية باألوعي ددة الدموي ددة الت ددي تد درتبط ب دداألوردة
والشرايين .
حي ددث يق ددوم خبي ددر لش ددرطة العلمي ددة باس ددتخدام جه دداز الكش ددف ع ددن ش ددبكية الع ددين ال ددذي يق ددوم
ب ددإطالق ش ددعاع م ددن األش ددعة تح ددت الحمد دراء لتص ددوير الش ددبكية بم ددا تحتوي دده م ددن خالي ددا وش ددعيرات
وأوعية دموية ,ثم يتم تحليل هدذه المعلومدات واستخالصدها تفصديليا وتحويلهدا إلدى رمدوز حسدابية
فوزي خيراني ،الدلة العلمية ودورها في اإلثبات الجنائي ،مذكرة الماجستير في العلوم القانونية ،تخصص )(1
قانون جنائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،2012-2011 ،ص ص .13-12
عبد اهلل بن محمد اليوسف,أنظمة تحقيق الشخصية نشأة وتطور,جامعة نايف للعلوم األمنية ,ط,1الرياض, 2002, )(2
ص,232
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
,فبمج ددرد أخ ددذ ص ددورة للش ددبكية ف ددإن البرن ددامج الحاس ددوبي يق ددوم بتفص دديل المالم ددل المميد دزة لش ددبكة
)(1
األوعية الدموية وتدوينها في نموذج مرجعي ذي ذاكرة مقدارها ( 31بايت) .
رابعا بصمة السنان
فددي يونيددو 1321عقددد منظمددة الشددرطة الجنائيددة بمقرهددا فددي بدداريس الندددوة الد ارسددية الثانيددة
الخاصة بطرق تحقيدق الشخصدية وكشدف اآلثدار وقدد أقدر المجتمعدون أهميدة أثدار األسدنان وندادوا
بضرورة االستفادة منها في التعرف على األشخاص ،وبناءا على قرار تلدك النددوة نشدطت البحدث
الجن ددائي ف ددي مج ددال أث ددار األس ددنان وتط ددوير فحص ددها ومقارنته ددا وتش ددمل أث ددار األس ددنان ,األس ددنان
الطبيعية وأطقم األسنان الصناعية ،أجزاء األسنان واألطقم بصمة العضدة السدنية .وأثدار األسدنان
إم ددا أن تك ددون ف ددي ح ددد ذاته ددا وس دديلة للتع ددرف عل ددى ص دداحبها ،وام ددا أن يك ددون األث ددر ال ددذي تترك دده
األسددنان فددي جسددم آخددر وسدديلة غيددر مباشدرة للتعددرف علددى صدداحبها وقددد يكددون هددذا الجسددم الددذي
يتأثر باألسنان هو جسم المجني عليه أو جسم الجاني أو أي مادة أخرىكالتفاح حداول الجداني أن
يتناول جزءا منها أثناء ارتكابه الجريمة.
وترفع آثار األسنان إذا كانت سطحية غيدر غدائرة بأخدذ الصدور الفوتوغرافيدة لهدا ،ومدن ثدم
أمدا إذا تقارن مع الصور الفوتوغرافية المأخوذة لقالب أسنان كل مدن المدتهم أو المجندي عليده،
)(2
كانددت أثددار األس دنان غددائرة فترفددع بعمددل قالددب مددن ال ارنتكددول وهددي المددادة التددي يسددتخدمها أطبدداء
األسنان لعمل قالب على األشياء األخرى كالفواكه مثال ومقارنتده بأسدنان المشدتبه فديهم مدن حيدث
دور الف ددك ،حجد ددم األسد ددنان ،الفج د دوات التد ددي بهد ددا أو عالمد ددات ممي د دزة مد ددن
)(3
اعوجاج وغير.
وترجع أهمية بصدمات األسدنان إلدى مدا تتصدف بده مدن االسدتم اررية
وعدددم القابليددة للددتعفن لفت درات طويلددة بعددد الوفدداة ،ممددا يجعددل لهددا دو ار فددي
إيج دداد ،ح ددل الكثي ددر م ددن القض ددايا ف ددي تحقي ددق الشخص ددية والتع ددرف عل ددى
(الشكل )1 )(4
هوية الجاني.
جالل الجابري ،الطب الشرري ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2003 ,ص ص .12-12 )(3
(أنظر الشكل)1 وبوجه خاص بالنسبة للجثث المجهولة ،حيث أن األسنان ال تتحلل بسرعة.
)(1
كما أن لها أهمية كبيرة في التعرف على ضحايا الحرائق وحوادث الطائرات والغرق إذا
عثر على الجثث بعد فترة طويلة ،كما يمكن إدانة المغتصبين ألنهم عادة ما يعضون النساء
)(2
من ضحاياهم .
الفرع الثالث بصمة االصوت
الصوت ظاهرة فيزيائية تصدر عن اإلنسان في مناسبات شتى عن طريق جهاز النطق،
فهو ناتج عن اهتزاز إذ يكسب الكالم لدى اإلنسان خواص ذاتية تنطوي على مميزات فردية،
)(3
األوتار الصوتية في الحنجرة بفعل هواء الزفير بمساعدة العضالت المجاورة التي تحيط بها
تسعة غضاريف صغيرة ،تشترك جميعها مع الشفاه واللسان والحنجرة ،لتخرج نبرة صوتية تميز
)(4
اإلنسان عن غيره.
ولقد ذهبت بعض النظريات في علم الصوتيات إلى القول بأن للصوت البشري بصمات
تميز كل إنسان عن اآلخر تماما كما هو الحال بالنسبة لبصمات األصابع ،إذ عكف بعض
على وضع مواصفات معينة لوصف أي صوت منها ،ومن هذه المواصفات ما يتعلق بوصف
تدفق الهواء في الرئتين أثناء النطق ،فلو أخذنا الحرفين :س ،ز تجربة فإننا نجد أن الهواء
يخرج من الرئتين حيث ال تهتز األوتار الصوتية في النبرة عند النطق بحرف "س" لكنها تهتز
عند ا لنطق بحرف "ز" لذلك درس العلماء جميع خصائص الصوت من حيث نبراته ،تحليله
إلكترونيا ،ومن ثم تحويله إلى خطوط لتتم مقارنته مع أصوات المشتبه فيهم وأصبحت بذلك
)(5
البصمة الصوتية من األدلة العلمية الحديثة المثبتة للجريمة.
وقد ظهر على إثر ذلك وسائل يمكن عن طريقها التعرف على األشخاص من واقع
من بينها جهاز تسجيل األصوات ،والذي يقوم بنقل الموجات الصوتية من دراسة أصواتهم،
)(6
مصادرها بنبراتها ومميزاتها الفردية وخواصها الذاتية بما تحمله من عيوب أو لزمات في النطق
إلى شريط تسجيل داخل صندوق كاسيت بحيث يمكن إعادة سماع الصوت للشخص المنسوب
)(1
إليه ،مما ينتج تقرير إسناده إليه أو نفي ذلك.
وتتم إرسال األشرطة المسجلة إلى مخابر الشرطة العلمية
وبالتحديد إلى فرع مقارنة األصوات ،حيث تتم عملية المضاهاة
بين صوت الجاني المسجل على الشريط المرسل وصوت المشتبه
فيه على شريط آخر ،ثم يتم فحص كل تسجيل باستخدام جهاز
التخطيط التحليلي للصوت ) Spectrographe (2وهو جهاز يعتمد على
تحويل االنطباع المغناطيسي على شريط التسجيل إلى مخطط مرئي
على هيئة خطوط متوازية متباينة تأخذ شكال خاصا في دكانتها وسمكها
والمسافات الفاصلة بينها وفق خصائص الصوت ،بحيث يسهل مقارنة
هذه الخطوط على نظيرها مما يصدر من اإلنسان عندما ينطق نفس
(الشكل)1 (أنظر الشكل) 1 )(3
الكلمات كعينات مضاهاة .
ولقد بلغت أجهزة تحليل األصوات وتشخيصها تقدما كبي ار حتى أن بعض المصاريف في
الواليات المتحدة األمريكية أدخل فكرة الطلبات الخاصة لفتل الحساب وسحب الرصيد وباقي
المعامالت المصرفية األخرى ،حيث يوضع جهاز من األجهزة الخاصة بتحليل وتشخيص
األصوات في كل مصرف يقوم بتحليل ومقارنة صوت العميل المنادي بالهاتف مع الصوت
النموذجي للعميل لدى المصرف (تماما مثل النماذج التي يحتفظ بها المصرف للعمالء) وهي
)(4
الطريقة المسماة .Bank By phone System
واستخدام بصمة الصوت أو التسجيل الصوتي ال بد أن يكون في الشرعية اإلجرائية التي
ألن القيام بتسجيل أصوات األشخاص خارج إطار الشرعية يشكل )(5
تحددها الدساتير والقوانين،
مساسا بحق من حقوق اإلنسان التي أقرها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هذا من جهة ،ومن
جهة أخرى فهو يشكل انتهاكا لحرمة الحياة الخاصة التي يتمتع بها كل إنسان وهو ما أقره
المشرع الجزائري الذي يمنع اإلطالع على المراسالت والمكالمات الخاصة كمبدأ عام ,حيث
نصت عليه المادة 93من التعديل الدستوري لعام 1331على عدم انتهاك حرمة الحياة
الخاصة .غير أنه إذا كانت هناك قرائن ودالئل تجعل شخصا ما محل شبهة فإن ضابط
الشرطة القضائية يبلغ السلطة القضائية التي تقدر الموقف ويمكنها أن تأمر بذلك ،وصاحب
االختصاص في اتخاذ مثل هذا القرار هو وكيل الجمهورية باعتباره مدير الشرطة القضائية
وتقنية وضع المكالمات تحت المراقبة أو تسجيل األصوات ،أعترف المشرع بمشروعيتها في
إطار تعديل قانون اإلجراءات الجزائية رقم 11/02المؤرخ في 2011/02/29في المادة 12
)(1
مكرر ،إذا اقتضتها ضرورات التحري في الجريمة المتلبس بها أو التحقيق االبتدائي.
المطلب الثاني إف ارزات جسم اإلنسان
يمكن أن تكون اآلثار المادية التي يمكن العثور عليها في مصلحة الجريمة ناتجة عن
جسم اإلنسان أو بصورة أدق ما يتخلف عن جسم اإلنسان سواء على شكل فضالت يطرحها
الجسم بشكل طبيعي للتخلص منها أو على شكل إف ارزات و مخرجات نتيجة تعرض جسم
اإلنسان لمؤثرات خارجية ،و ألهمية هذه اآلثار في التحقيق الجنائي سنقسم هذا المطلب إلى
فرعين حيث سنتناول الفرع األول بقع الجسم الحيوية و في الثاني ،بقع الجسم غير الحيوية
الفرع الو :بقع الجسم الحيوية
تشكل دراسة البقع وسيلة أساسية في الكشف عن الجريمة ,نظ ار لما توفره من معلومات
وعناصر مميزة التي تساعد في التعرف وتحديد الهوية مثل النوع والجنس والسن ,باإلضافة إلى
)(2
الخصائص والصفات الوراثية وغيرها.
أوال البقع الدموية
استفاد علم اإلثبات من االكتشافات العلمية لتصنيف فئات الدم وفصائله حيث تعتبر البقع
الدموية المعثور عليها من أهم األدلة خاصة إذا أثبت التحليل البيولوجي ارتباط هذه الدماء
بموضوع الجريمة ,إذ يترتب على حدوث أي جرح أو خدش نزيف دموي ،ما يجعل منه أث ار
ماديا يستفاد منه .والدم عبارة عن سائل هزيل يتكون من كريات دم حمراء ( 2ماليين خلية في
عبد القادر بوخلدة " ،أساليب مكافحة اإلجرام" ،مجلة مدرسة الشرطة القضائية ،العدد األول ،المديرية العامة لألمن الوطني )(1
1ملم )9وكريات دم بيضاء والصفائل وأنزيمات وبروتينات ومواد عضوية تحيط بها طوال
وجودها في الجهاز الدموي ،ويشكل الماء النسبة الغالبة فيه ،وتمكن العلماء من تقسيم
األشخاص من حيث تحديد فصيلة دمهم ،حيث ينقسم دم اإلنسان إلى الفصائل التالية, B,A :
O,ABواتفاق الفصيلة بين شخصيتين أو أكثر ال يعني شيئا على اإلطالق لكون أن الماليين
)(1
من البشر يتفقون في كل منها.
ووجود الدم في مسرح الجريمة له أهمية كبيرة في
التحقيق الجنائي،فله عدة مدلوالت فعندما تكون البقع ذات
الشكل الكمثري فإنها تدل على تحركات المجني عليه أو
المتهم بعد اإلصابة أو على نقل الجثة من مكانها بعد القتل،
كما يمكن لخبراء الشرطة العلمية أيضا االستدالل على اتجاه
(الشكل)1 الحركة أو التنقل من خالل اتجاه رأس البقعة الدموية ( .أنظر الشكل)1
كما تدل البقع ذات الشكل الدائري على السكون في حالة سقوطها وحوافها تدل على
االرتفاع أو المسافة التي سقطت منها ،فإذا كانت الحواف دائرية غير مسننة فهنا يعني االرتفاع
قليل ،أما إذا كانت الحواف مسننة فذلك يدل على سقوطها من علو بارتفاع 2-1متر واذا
كانت الحافة مشرشرة ومحاطة بنقاط دموية كثيرة فهذا يدل على أن االرتفاع أكثر من 2متر،
فالبقع الحديثة يكون لونها أحمر وتذوب في الماء لوجود الهيموغلوبين المؤكسد فيها ،أما البقع
القديمة فيكون لونها بنيا بسبب تحول الهيموغلوبين إلى مركب منتهوغلوبين وبعد مضي بضعة
أيام يصبل لون البقعة بني قاتم .
)(2
وعندما تكون البقع الدموية رطبة فإنها تدل على حدوث الوفاة بوقت قليل ،أما
مشاهدتها جافة فتشير إلى مضي وقت أطول على حدوث الوفاة ،حيث أن الجفاف يحدث بعد
مرور ساعة قبل رفع البقع الدموية من كان وجودها في مسرح الحادث يجب تصويرها إلثبات
)(3
حالتها على النحو الذي وجدت عليه.
أما بالنسبة لطرق رفعها ف تعتمد على حالتها من حيث السيولة أو الجفاف وعلى طبيعة
السطل الموجودة عليه واعتمادا على هذه األمور فإن الطرق العلمية لرفع البقعة تشمل:
وبالنسبة للبقع الجافة فيستحسن إرسال األشياء الملوثة بها إلى مختبر الشرطة العلمية،
فاألشياء الصغيرة كقطع الخشب أو الفلين أو الحشائش ترسل إلى المختبر في صناديق وأنابيب
زجاجية ،أما األشياء الكبيرة فتلف بالورق أو القماش وترسل محرزة إلى المختبر ،أما إذا وجدت
البقع الدموية على سطل ال يمكن نقله كالحوائط واألرضيات فيكسر الجزء الملوث وتنقل إلى
المختبر في صندوق أو أكثر مع إرسال قطع أخرى من تلك الحوائط واألرضيات تكون غير
أو ترفع بواسطة الكشط عن طريق مشرط حاد )(2
ملوثة بالدم وذلك لتحليلها كركن للمقارنة،
ونظيف ويتم وضع الكشط على ورقة ملساء نظيفة ثم توضع في أنبوب عينات وتحرز وتوصل
)(3
إلى المختبر.
كما يجب إرسال عينات دم من المجني عليه أو المتهم إلجراء المقارنة الالزمة على أن
)(4
يقوم بأخذ هذه العينات طبيب أو ممرضة.
يبدأ خبراء الشرطة العلمية بعد رفع البقع الدموية أو بعد وصولها إليهم إلى المختبر
بعملية فحصها واجراء مختلف االختبارات عليها لمعرفة مصدرها هل هي دماء بشرية أو
لحيوانات ،واذا كانت آدمية فهل هذه الدماء لشخص دون اآلخر؟ واذا ثبت أن الدم للشخص
بالذات فما هو مصدره من أجزاء جسمه ،ويمكن تحديد ما إذا كان الدم إلنسان أم أنه مادة
مشابهة بواسطة االختبار الكيميائي البنزدين ", "Benzidineالذي يعمل على تواجد إنزيم
)(1
البروكسيدين بالدم والمساعد على عملية التأكسد الذي يتفاعل مع االختبار الكيميائي.
ويكون االختبار بمزج قطرتين من الماء (األكسجين) ذي 20حجما ثم إضافة قطرة من محلول
البقعة ،فإذا تحول لونها إلى األزرق دل ذلك على أنها دم ،أو بواسطة االختبارات الطينية
باستعمال منظار الطين المجهري للكشف عن الشريط االمتصاصي (الطول الموجي) المميز
ألحد مشتقات الهيموغلوبين ،وكمرحلة ثانية للفحص حول معرفة هل الدم آدمي أم أنه من
مصدر حيواني أو أي نوع من الحيوانات ،ويكفي للتأكد من ذلك عمل اختبار الترسيب وذلك
بإضافة مواد كيميائية خاصة إلى البقع الدموية فإذا تحول إلى مادة جيرية بيضاء فهو دم
حيواني وليس إنساني .وفي األخير تأتي مرحلة تحديد صاحب البقع الدموية ،وذلك من خالل
تحديد الزمر والفصائل الدموية بالكشف عن المكونات المميزة لكل فصيلة دموية فإذا كانت
فصيلة بقعة الدم مغايرة لفصيلة المشتبه فيه كان ذلك دليال على أنه ليس صاحبها ،أما إذا
)(2
تطابقتا فهذا معناه أنه من المحتمل أن يكون هو صاحبها.
ومما تقدم تظهر لنا أهمية البقع الدموية في مسرح الجريمة مهما كانت صغيرة أو قديمة
فالمحافظة عليها والتعامل معها بشكل سليم يقود إلى نتائج مخبرية تكشف غموض الجريمة
وتحدد عالقة المتهمين أو عدمها من منطلقات علمية أكيدة ال يرتقي إليها أدنى شك وتعول
)(3
عليها المحاكم تطلب في إصدارها ألحكامها بالبراءة أو اإلدانة.
ثانيا البقع المنوية
المني سائل هالمي لزج القوام ،لونه أبيض مصدفر ،ذو رائحدة قلويدة مميدزة ،يصدبل قوامده سدائال
بعددد نصددف سدداعة مددن تعرضدده لله دواء بسددبب فعددل الخمددائر الموجددودة فيدده ،ويتكددون المنددي مددن
جزئين هما جدزء سدائل ويفدرز مدن غددد فدي الجسدم ،أهمهدا غددة البروسدتاتة وافد ارزات القنداة الناقلدة
والحويصد ددالت المنويد ددة والثد دداني جد ددزء خلد ددوي ويتكد ددون مد ددن الحيواند ددات المنويد ددة التد ددي تتكد ددون فد ددي
الخصيتين وكل حيوان منوي يتكون من رأس بيضوي الشكل وعنق وذيل،
يسحب الناتج بواسطة حقنة إلى أنبوبة نظيفة وترسل إلى مختبر الشرطة العلمية وفي حالة
اإلدعاء باالغتصاب تؤخذ مسحات مهبلية من األنثى المجني عليها من قبل ذوي االختصاص
خالل فترة 32ساعة األولى من الواقعة وترسل إلى المختبر ،ونفس الحال بالنسبة للمسحات
الشرجية في حالة اإلدعاء بوقوع اللواط ،حيث تؤخذ مسحات من شرج المجني عليه أو عليها
من قبل ذوي االختصاص خالل 23ساعة األولى وترسل بعدها إلى مختبر الشرطة العلمية،
)(1
لتأتي بعد ذلك عملية فحصها في المختبر من قبل خبراء الشرطة العلمية عن طريق مختلف
االختبارات المخبرية ,وذلك باستخدام األشعة فوق البنفسجية Ultra Violetلتحديد مكان البقع
على المالبس واألسطل المختلفة أو ينقل البقع وفردها على شرائل ،واستعمال األصباغ الخاصة
)(2
بها وفحصها على المجهر لتحديد الحيوانات المنوية إن وجدت.
كما تم فحص البقع المنوية عن طريق البحث الكيميائي من خالل تجربتين:
أ .تجربة فلورنس(:( Florenc’s Lodine Test
وفيه تؤخذ بالمقص قطعة من القماش الملوث بالمني المشتبه فيه وتنقع في محلول حمضي
خفيف لمدة ثلث ساعة في زجاجة.
ب .تجربة بيربيريو (:(Berberio’s test
وفيها تجرى النقع وتحسين النقطة بالضبط على نفس األساس الذي وصفناه بخصوص
تجربة فلورنس ،ولكن المحلول المضاف الكاشف في هذه الحالة هو حامض البكريك المائي
وبموجب هذا الفحص يتم تحليل مكونات البقعة المنوية والتي تحتوي على عدد من )(3
المشبع،
المركبات التي ال توجد في غيره من السوائل األخرى فالمني يتميز بتركيب خاص في مادته
وتسمل نتائج فحص البقع المنوية )(4
عبارة كولين ،ديسرمين ،فركتوز ،حامض نوستاتوز،
بالتعرف على الجاني من خالل تحديد بصمة الحمض النووي للسائل المنوي ،وهي جازمة
بنسبة %100وال تقبل الشك ومنه تتوصل إلى حل الحادثة اإلجرامية.
)(5
) (4أحمد بسيوني أبو الروس ،مديحة فؤاد خضري ،المرجع السابق ،ص .220
هشام عبد الحميد فرج ،المرجع السابق ،ص .111 )(5
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
اللعاب سائل يفرز من الغدد اللعابية الموجودة في الفم ،ويحتوي هذا السائل على أنزيمات
وتفرزه ست غدد لعابية ملحقة تساعد في عملية الهضم (وله أهمية في الحقل الجنائي) ،
)(1
بتجويف الفم هي الغدتان النكفيتان ،والغدتان تحت الفك ،والغدتان تحت اللسان ،وتفرز هذه
الغدد يوميا أكثر من 100سنتيمتر مكعب من اللعاب.
)(2
وترفع آثار اللعاب من أماكن تواجدها سواء أكانت بقايا مأكوالت كالتفاح أو أعقاب
السجائر أو األكواب الزجاجية أو طوابع البريد على مسبر من القطن (مسحة) مبللة خفيفا
بالماء المقطر ،حيث يمسل بها مكان البقعة (العضة أو أعقاب السجائر) وبعد ذلك توضع في
الهواء الطلق لتجف ثم توضع في أنبوب زجاجي وترسل إلى مختبر الشرطة العلمية ،لتقوم هذه
األخيرة بعملية فحصها بناء على اختبارات كيميائية ومجهرية تجريها عليها.
)(3
و هذه االختبارات هي:
-1اختبار النشا واليود:
وفيه يعتمد التفريق بين اللعاب والبقع األخرى على احتواء بقع اللعاب على تركيز عال
من إنزيم األميل ،وهو اإلنزيم الذي يحلل النشا حيث توضع أربع أنابيب زجاجية صغيرة على
حامل خشبي ،وبعدها توضع في األنبوب األول هذه القطعة الصغيرة (حوالي 0.2سم) ثم
توضع في األنبوب الثاني قطعة من القماش مماثلة مأخوذة من قطعة غير ملوثة بالبقعة
اللعابية المشتبه فيها ،وتوضع في األنبوب الثالث قطرة واحدة من اللعاب وفي األنبوب الرابع
قطرة من الماء ليضاف بعدها ثالث قطرات من محلول النشا إلى كل من األنابيب األربعة،
وتضاف قطرة صغيرة من اليود إلى كل أنبوب فيشاهد اللون األزرق في كل األنابيب ثم تغطى
بعدها األنابيب وتوضع في حاضنة لمدة ساعة على درجة الح اررة وتكون ثابتة ،فتنتج البقع
اللعابية بلون أحمر ثم تبدأ تتحول إلى األصفر في األنبوب الذي يحتوي البقع المشتبه بها،
وكذلك هو الحال بالنسبة لألنبوب الثالث الذي يحتوي لعابا وذلك لتحلل النشا بفعل إنزيمات
األميلر الموجود في اللعاب أما األنبوب الثاني والرابع فيبقى اللون أزرق لبقاء النشا دون
)(4
تحلل.
كما أنه لكل إنسان رائحة تميزه عن غيره ونظ ار إلنفراد نوع )(2
التي تترك في مكان الجريمة,
البكتيريا المرتبطة بكل فرد فإن نواتج التحليل المتطايرة تكون لها خاصية منفردة هي األخرى
تميز كل فرد عن اآلخر ,ولهذا السبب تستخدم الكالب البوليسية في شمها والتعرف على
)(1
المجرم من رائحته بالرغم ما يواجهه هذا األسلوب من طعن أمام القضاء.
ولقد وجد اتجاه علمي حديث في الكشف عن الرائحة
المميزة لإلنسان بواسطة أجهزة علمية للتغلب على نقاط الضعف
التي تصاحب استخدام الكالب البوليسية ،و جهاز الكروموتوغرافيا
والذي بواسطته يمكن تحليل أي رائحة ،وتعد هذه األخيرة من
) أنظر )(2
وسائل االستدالالت وتوجيه البحث وليست أدلة.
(الشك)1: لشكل)1
ثانيا البو:
هو أحد فضالت الجسم السدائلة وتستخلصده الكليتدان مدن الددم وهمدا تفر ازنده عبدر اإلحليدل
إلد د د ددى خد د د ددارج البد د د دددن ،ويتخد د د ددذ بد د د ددول الشد د د ددخص اللد د د ددون الكهرومد د د ددائي ويكد د د ددون حمضد د د دديا قلد د د دديال
والبول أثقل فكثافته النوعية 1.22كلغ متر مكعب.
وترفع عينة البول من المتهم من قبل خبير الشرطة العلمية بواسطة قطارة أو مسحة
شاش ،ثم تجفف في الهواء العادي وتوضع في أنبوبة اختبار معقمة أو وعاء معقم ،أما إذا كان
البول موجود على قطعة مالبس فيمكن قص الجزء الملوث بالبول ،وترسل بعدها إلى مخبر
من خالل تحديد ما إذا كان البول يخص إنسانا أو )(3
الشرطة العلمية إلجراء الفحوص عليه .
حيوانا وهو أمر بالغ الدقة وان تيسر في بعض الحاالت يشترط أن تكون كمية البول كبيرة ،وان
كان في اإلمكان تحديد ما إذا كانت البقعة تحتوي إف ار از بوليا من عدمه ميكروكيميائيا ،وكذلك
)(4
معرفة مدى تركيز الكحول في عينة البول.
وتتم عملية رفع البراز بأخذ عينات منه بحروف صغيرة ومعقم وتترك لتجف في الهواء
العادي ثم توضع في وعاء معقم وهذا إذا كانت كمية البراز كبيرة ،أما إذا كانت كمية البراز
قليلة فتؤخذ مسحة على قطعة قطنية أو علة قطعة قماش مبللة بماء مقطر وتترك لتجف في
ويفحص بالمجهر والتحليل الكيميائي للمضاهاة (بينه )(2
الهواء العادي وتوضع في وعاء معقم,
وبين براز المشتبه فيه) بحثا عن أثار مرض مثل الدستاريا والدودة الشريطية وتجرى المضاهاة
)(3
بينه وبين براز المشتبه فيه.
وما يمكن مالحظته أن البراز ال يمكن أن يكون دليال مباش ار باستثناء حالة التعرف على
فصيلة الدم عن طريقه ،وانما هو قرينة من ضمن القرائن.
)(4
محسن العبودي ،القضاء وتقنية الحامض النووي "البصمة الوراثية" ،جامعة نايف للعلوم األمنية ،الرياض,2002 ،ص .3 )(1
) (2مضاء منجد مصطفى ،دور البصمة الجينية في اإلثبات الجنائي في الفقه اإلسالمي ،جامعة نايف للعلوم األمنية،الرياض،
،2002ص .23
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
تحديد هوية الشخص الذي تعود إليه هذه البقع اللعابية ،وذلك باستخالص الحمض النووي
DNAومقارنته مع الفصائل الدموية.
)(4
أما البول فيحتوي على خاليا إيثيلية ( )Epithelialتعتبر من المصادر الهامة للحمض
النووي ( )A.D.Nوالتي من خاللها يمكن التعرف على هوية الجاني ،وبعد رفع البقع البولية
المعثور عليها في مسرح الجريمة من قبل خبير الشرطة العلمية ترسل إلى المختبر الستخالص
)(5
الحمض النووي منها.
حسددن محمددود عبددد الدددائم عبددد الصددمد ،البصببمة الوراثيببة ومببدا حجتهببا فببي اإلثبببات دراسببة مقارنببة بببين الفقببه اإلسببالمي )(5
أنه كلما زاد عدد العينات المختلفة التي تم فحصهاومقارنتها مع العيندات المدذكورة كلمدا زادت قدوة
)(1
التمييز بين شخص وآخر.
كما يتم فحص DNAعن طريق استخدام جهاز التحليدل الدوراثي الدذي
يعمل بطريقة فصل الحمض النووي خالل المواد البولميرية داخل عمدود
فصل شدعري ,ويدتم التعدرف علدى ندواتج الفصدل أوتوماتكيدا ,مدن خدالل
عيندة
مواد فلوريسية قياسية (خمسة أصباغ مختلفة ) ,ويقوم بتحليدل ّ 31
فد ددي الم د درة الواحد دددة ,ويد ددزود الجهد دداز بمجموعد ددة مد ددن البرمجيد ددات الالزمد ددة
& DNA Proféling للتش ددغيل ف ددي مج ددال التعريف ددة الذاتي ددة
Humman Identificationويددتحكم فددي التشددغيل واخ دراج البيانددات
جهداز الكمبيدوتر حدديث يعمدل بنظدام ( ) IBMبدأعلى المواصدفات الفنيدة
(الشكل )1 (أنظر الشكل)1 )(2
المتاحة.
الفرع الثالث أهمية البصمة الوراثية في المجا :الجنائي
تكمن أهمية البصمة الوراثية في كونها دليل مادي ال تقبل إثبات العكس –كأصل عام-
أمام غيرها من وسائل اإلثبات ,فهي تتفاوت في حجتها في اإلثبات فضال عن تلك األدلة
الجنائية التي ليست ذات طبيعة مادية ملموسة ،كما هو الحال في الحامض النووي.
ويتجلى ذلك فيما يلي:
أوال يعتبددر تحليددل البصددمة الوراثيددة وسدديلة فعالددة فددي مجددال البحددث عددن الحقيقددة مددن حيددث
إثبات الجريمة أو نفيها ،حيث توجد في كل جسم إنسان بطاقة ال يمكن تزويرها فديكن مقارندة
منطق ددة الح ددامض الن ددووي بمنطق ددة الح ددامض الن ددووي للم ددادة أو الخلي ددة الم ددأخوذة م ددن الم ددتهم،
ووجود منطقتين متطابقتين يعتبر دليال شبه مطلق على أن الخلية هي لنفس الشخص.
ثانيببا يعتبددر تحليددل البصددمة الوراثيددة أداة فنيددة للتعددرف بواسددطتها علددى المجددرم والكشددف عندده
)(3
من خالل رفع بصمة DNAمما خلفه من أثار في مسرح الجريمة.
ثالثا كما تستخدم البصمة الوراثية في إثبات ونفي البنوة أو األبوة حيث تعتبر كقرينة
) (1إبراهيم صادق الجندي ،تطبيقات تقنية البصمة الوراثية في التحقيق والطب الشرري ،ط ،1الرياض ،2002 ،ص .32
) (2طارق إبراهيم الدسوقي عطية ,المرجع السابق ,ص.22
) (3أحمد المدني بوساق ،المرجع السابق ،ص. 02
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
إثبدات أو نفدي بنسدبة , %100علدى عكدس فصدائل الددم كمدا تسدتخدم فدي إثبدات درجدة الق اربدة
في األسر في حالة إدعاء القرابة بغرض اإلرث بعد وفاة شخص معين.
رابعببا وتعتبدر تقنيددة البصدمة الوراثيددة إحدددى الطدرق العلميددة التدي تمكننددا بدقددة مدن التحقددق مددن
هوية أصحاب الجثث المشبوهة أو األشالء.
خامسا تستخدم البصمة الوراثية في تحديدد شخصدية صداحب األثدر والتعدرف علدى المجرمدي
في العديد من القضايا الجنائية ،مثل :تحديد شخصية صداحب الددم فدي جدرائم القتدل ،وتحديدد
شخص ددية ص دداحب المن ددي أو الش ددعر أو الجل ددد ف ددي جد درائم االعت ددداء الجنس ددي وك ددذلك معرف ددة
شخصددية صدداحب اللعدداب الموجددود علددى بقايددا المددأكوالت وأعقدداب السددجائر فددي جدرائم السددرقة
)(1
والقتل.
ومن أشهر الجرائم التي ارتدبط اسدمها بالبصدمة الوراثيدة قضدية "سدام شديبرد" الدذي أديدن بقتدل
زوجت د دده ضد د دربا حت د ددى الم د ددوت ع د ددام 1322بمحكمد د دة أوه د ددايو بالوالي د ددات المتح د دددة األمريكي د ددة،
بد10سنوات سجن ،ثم أعيددت محاكمتده 1312وحصدل علدى براءتده وذلدك بنداء علدى طلدب
ابنه الوحيد وتطبيق اختبار البصمة الوراثية حيدث أخدذت عيندة مدن جثدة شديبرد وأثبتدت العلدوم
الشددرعية أن الدددماء التددي وجدددت علددى س درير المجنددي عليهددا ليسددت دمدداءه بددل دمدداء صددديق
)(2
العائلة وأدانته البصمة الوراثية.
سادسا تساعد تقنية الحامض الندووي فدي تزويدد القضداء بالددليل الوحيدد فدي الجدرائم الخطيدرة
والمعقدة ,والتي التستطيع وسائل اإلثبات التقليدية الكشف عنها خاصة وأن الجناة تتفنن فدي
ارتك دداب جد درائمهم باس ددتخدام الوس ددائل الت ددي تتمي ددز بالدق ددة م ددن أج ددل تنفي ددذ عملي ددتهم اإلجرامي ددة
وطمس أثارها والتهرب من المسؤولية.
القددانون رقددم 03/11المددؤرخ فددي 01ربيددع الثدداني 1392هددالموافق ل د 01مددارس 2011المعدددل والمددتمم لألمددر رقددم 122/11 )(1
المددؤرخ فددي 12صددفر 1921الموافددق ل د 2يونيددو ،1311المتضببمن قببانون العقوبببات الجزائببري،المؤرخددة فددي 11مددارس ,2011
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية ،رقم .13
) (2منصور عمر المعايطة ،المرجع السابق ،ص .232
يحيى ابن لعلي ،المرجع السابق ،ص .123 )(3
تعريض الورقة للضوء النافدذ مثدل :شدعار االسدتقالل ،صدورة جنددي ،مقدام الشدهيد ،باإلضدافة إلدى
سلك الضمان وهو عبارة عن خط مسدتقيم أرسدي الوضدع (مصدنوع مدن معددن الفضدة) يصدل بدين
و التأكددد مددن نددوع الددورق الددذي طبقددت عليدده العمليددة ،حيددث أن )(1
حددافتي الورقددة العليددا والسددفلى،
ال ددورق المس ددتعمل ف ددي التزوي ددر ه ددو ورق ع ددادي بينم ددا ال ددورق المس ددتعمل لطباع ددة األوراق المالي ددة
مصدنوع مدن القطدن أو مدزيج مدن القطدن والكتددان ويحشدى بمدادة سدديليكات األلمنيدوم ويصدقل عددادة
بد ددالجيالتين أو البالسد ددتيك ،وكد ددذلك بالنسد ددبة للصد ددكوك البنكي د دة فهد ددي محميد ددة مد ددن التزييد ددف ولهد ددا
عالماتها الخاصة ،كاأللوان المميزة والطباعة المتكررة لرموز البنك والثقدوب الخاصدة ،كمدا يكدون
الددورق المصددنوع مندده الصددك مددن نددوع خدداص ومشددتقا بم دواد كيميائيددة س درية يتغيددر لونهددا بمجددرد
تعريضدها أليدة محاليدل (2)،أو تعريضدها لألشدعة فدوق البنفسدجية
تفرق بين األوراق التدي طبعدت عليهدا العمدالت الصدحيحة وتلدك
التي استعملت فدي التزييدف ،والفدرق فدي اإلشدعاع الضدوئي عندد
تعد دريض األوراق له ددذه األش ددعة يظه ددر ف ددي المد دواد الداخلي ددة ف ددي
تركيد ددب صد ددناعة األوراق (األليد دداف ،م د دواد الحشد ددو ،الصد ددقل.
)((3أنظر الشكل) 1
(الشك)1: الفرع الثاني مضاهاة الخطوط
يعتقد خبدراء علدم الخطدوط أن لكدل شدخص خطده المميدز والدذي يختلدف بداختالف ظدروف
زمان ومكان تحريدره ،وبالتدالي فدإن تحليدل خصدائص الخطدوط فدي المضدبوطات والوثدائق قدد يفيدد
فددي إلقدداء الضددوء علددى الحقيقددة وخاصددة فددي قضددايا التهديددد والتقليددد والرسددائل المجهولددة الهويددة
)(4
Anonymesوغيرها.
وتقد ددوم مضد دداهاة الخطد ددوط علد ددى د ارسد ددة بعد ددض الخصد ددائص الجوهريد ددة التد ددي تتميد ددز وهد ددي أربعد ددة
)(5
خصائص رئيسية التي تقوم عليها هذه العملية وتتمثل فيما يلي:
_1الخب درة الخطيددة :وهددي الوحدددة التددي يتكددون منهددا الحددرف والمقطددع ،أي معرفددة مقدددار ضددغط
اليد الواقع عليها( ،الشدة والضعف).
_2المستوى الخطي :ويتكون من ثالثة جوانب:
-الجانب الجمالي من الكتابة (قرب أو بعد الكتابة عن القاعدة النموذجية).
-الجانب اإلمالئي من الكتابة (كل حرف يتمتع باستقالل صوتي ذاتي).
-الجانب اللغوي (خطأ لغوي يقع فيه الكاتب فيتكرر في كتاباته).
ولهددذا الغددرض ال بددد مددن فحددص الخددط األصددلي ) (L’écriture Originaleومقارنددة خواصدده
بالوثددائق المضددبوطة ،فيطلددب مددن المددتهم أن يكتددب نصددا معينددا مددن ثددالث نسددخ تكددرر فيدده بوجدده
خداص الحددروف المشدتبه فيهددا ،فقددد يملدي عليدده الدنص فددي حالددة وجدود أخطدداء إمالئيدة فددي الددنص
المضبوط وبعدها يجدري الفحدص بعدد تصدوير الوثدائق المشدبوهة وتكبيرهدا باسدتعمال لدوح زجداجي
مدرج لقياس حجم الحرف.
و يدددرس شددكل الخددط مددن حيددث أشددكال الحددروف وحجمهددا وأسددلوب كتابتهددا مثددل :درجددة الميددل
و مدددى انتظددام عدددد األلفدداظ فددي األسددطر )(1
واالنح دراف علددى السددطر ،ارتفاعهددا وانخفاضددها،
المتتاليددة ،د ارسددة المسدداحة التددي يشددغلها كددل لفددظ مددن األلفدداظ المكددررة ،د ارسددة مدددى تقيددد الكتابددة
بددالخطوط واألسددطر المطبوعددة فددي الورقددة سدواء كانددت هددذه الخطددوط أفقيددة أو أرسددية أو متقطعددة،
وتتنداول هدذه الد ارسدة بدقدة تكدوين النقداط وشدكلها مدا إذا كاندت عبدارة عدن خدط مسدتقيم أو ,مقددوس
)(2
والعالقة بين النقطة وحرفها وهل هي في مكانها السليم بالنسبة لهذا الحرف فوقه أو تحته.
أما طريقة الكتابة فتعني دراسة الصفات المميزة للحروف المختلفة مثل كيفية كتابدة حدرف
(ك) والرقم ( ،)2وأيضا نمط الكتابة ،طريقة إنشاء اليد إلى المنضدة ومسك القلم وقوة الشد علدى
القلددم واالنفعددال العصددبي ,وبددالطبع فددإن إمددالء الكلمددات وفواصددل الكتابددة ،قددد يسدداعد علددى الفصددل
فددي الوثددائق وتحديددد انتمائهددا فمددثال :لددو احتددوت وثيقددة المشددتبه فيهددا علددى خطددأ إمالئددي فددي نسددخ
كلمددة " لألل د " ووقددع المددتهم فددي نفددس الخطددأ عنددد إمددالء نددص مشددابه دل ذلددك علددى احتمددال أن
)(3
يكون النص المفحوص من خطه.
هشددام الجميلددي ،ال بوافي فببي إثبببات الجنببائي فببي ضببوء مختلببف اآلراء وأحكببام محكمببة الببنقض ،دار الفكددر والقددانون للنشددر )(2
ومن المهم هنا نشدير إلدى الد ارسدة الموسدعة التدي قدام بهدا العدالم "أودري أي هيلتدون" حدول
تددأثير أدوات الكتابددة المعاص درة منهددا والحديثددة وتلددك التددي ما ازلددت متداولددة علددى الخب درات الكتابيددة
الصددادرة عنهددا خلددص فيهددا أن خ دواص بعددض أن دواع األدوات الكتابيددة قددد تطمددس ()Supprsess
تفصيالت الجرات ،األمر الذي ينبغي عليه ضرورة مراعاة هذا من جانب خبدراء الشدرطة العلميدة
حتى ال يصلوا إلى نتائج خاطئدة عندد المضداهاة ،وباإلضدافة إلدى ذلدك فدإن حركدة األصدابع واليدد
) (Movementالتددي يتحددرك بهددا القلددم لهددا تددأثير كبيددر أيضددا باإلضددافة إلددى العوامددل والددذراع
السابقة والتي يجب على خبير الشرطة العلمية أن يحسب حسدابها لتفسدير الظدواهر الخطيدة وهدو
بصدد إجراء المضاهاة بين الخطوط.
وم ددن ناحي ددة أخ ددرى ف ددإن أهمي ددة مض دداهاة الخط ددوط ال تقتص ددر عل ددى كش ددف المس ددتند الم ددزور أو
المزيف فقط ،بل تفيد أيضا في تحديد نوعية األقالم المستخدمة فدي تحريدر المسدتند ،األمدر الدذي
يجب معه على ضابط الشرطة العلمية عدم إهمال تحريدر األقدالم إذا وجددت فدي مسدرح الجريمدة
)(1
فقد تعتبر دليال لكشف الغموض عن الحقيقة.
الفرع الثالث فحص المستندات والخطوط والوثائق
أثندداء المعددامالت بددين أف دراد المجتمددع يددتم إسددتعمال الوثددائق ،حيددث يددتم قبددول هددذه الوثددائق بدددون
مراقبتهددا فددي الحددين ،رغددم القيمددة التددي تمثلهددا ،ممددا سددهل تزويرهددا أو تقليدددها وبالمقابددل تحديدددها
واكتش ددافها يط ددرح مش دداكل معق دددة ناتج ددة ع ددن طبيع ددة المد دواد المس ددتعملة (ال ددورق ،الحب ددر) ,وك ددذلك
الط ددرق المس ددتعملة ف ددي التزوي ددر ،فق ددد تش ددكل الوث ددائق والمح ددررات بمختل ددف أنواعه ددا مي دددانا مغري ددا
للتزويددر المددادي (المددادة 212مددن قددانون العقوبددات تبددين أسدداليب التزويددر المختلفددة فددي المحددررات
العموميددة أو الرسددمية) سدواء بالحددذف أو الزيددادة فددي المحددررات أو بوضددع توقيعددات وأختددام مددزورة
وكددذلك إضددافة أسددماء مددزورة وتقليددد الوثددائق واالصددطناع وبالمقابددل فقددد عرفددت وسددائل الكشددف
وفضددل التزويددر تطددو ار كبيد ار وبدداألخص فيمددا يتعلددق منهددا بطددرق التحليددل الكيميددائي للحبددر
،والفحددص المجهددري وبالعدسددة المكب درة (للبحددث عددن آثددار التغييددر والكشددط والمحددو) )(+
والددورق
والتص ددوير الفوت ددوغرافي بتقنيات دده المختلف ددة كالض ددوء الم ددنعكس ،والض ددوء المنق ددول وباألش ددعة ف ددوق
البنفسجية.
) (+يسددمل التحليددل الكيميددائي لددورق الوثددائق المددزورة بمعرفددة نددوع الددورق المسددتعمل (بددردي مددن أصددل نبدداتي ،ورق الجلددود ،الخددرق
النسيجية ،الخشب) وعصر تداوله وخاصة في الوثائق التاريخية.
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
) (+يتغير لون الوثائق القديمة بفعل عملية التأكسد والتي تعني خاصة األجزاء المعرضة منها للهواء والضوء ويكون أوضل علدى
مستوى الحواف.
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
-3التعددرف علددى نددوع الجسددم المسددتعمل بواسددطة اختبددارات كيميائيددة بسدديطة وباالسددتناد إلددى
دراسة الخصائص المميزة لكل جسم ،فحبر الكربون ال يتغير لونه أبددا وهدو يدزول بالمداء
فددي حددين يأخددذ الحبددر المعددروف بدداألزرق-األسددود الددداكن كنتيجددة لتأكسددده (خددالل 9-2
سدنوات) ليصدفر بعدد سدنوات أخدرى ،أمدا حبدر األتلدين فهدو بنفسدجي اللدون (حبدر المددواة)
ال يعتريه أي تغيير في الظروف الطبيعية االعتيادية.
-2أمد ددا الوثد ددائق الممحيد ددة بد ددالقلم الطد ددامس ( ،)Correcteeurفد دديمكن إ ازلد ددة مد ددادة الكوركتد ددور
كيميائيا أو بالتصوير على ألواح األشعة الحمدراء ،وتتبدع نفدس الطدرق فدي كشدف األختدام
)(1
المزورة من خالل تكبير الصور الفوتوغرافية وتحليل فوارقها.
-1فبالنسددبة لتزوي در اإلمضدداءات فهددو شددائع بوجدده خدداص فددي الصددكوك البنكيددة وهددذا نظ د ار
للتبدداين الددذي تتصددف ب دده اإلمضدداءات الصددحيحة ذاتهددا ل ددنفس الشددخص ولهددذا الغ ددرض
تحف د ددظ ص د ددورة مص د ددغرة لتوقي د ددع ص د دداحب الحس د دداب المص د ددرفي بالبن د ددك الس د ددتظهاره عن د ددد
الضد ددرورة ،وهند ددا يد ددتم فضد ددل التزويد ددر بالكشد ددف عد ددن بقايد ددا الفحد ددم فد ددي النقد ددل بالشد ددفافية
( ،)Copierكمددا يظهددر كددذلك بددأن اإلمضدداءات المددزورة هددو صددورة طبددق األصددل مددن
باإلضددافة إلددى االسددتعانة بالعدسددات )(2
حيددث الشددكل والحجددم (التزويددر بالنسددخ . )Acer
المكب درة والمجهددر واإلمضدداءات المختلفددة لتحديددد البدددايات والنهايددات والممي دزات الخطيددة
الفردية (البداية ،النهاية ،والمسافات) لصاحب التوقيع وبعد ذلك تقوم بمقارنة األصل مدع
)(3
المقلد.
ولددذلك يمكددن القددول بددأن النتيجددة التددي يتوصددل إليهددا خبدراء الشددرطة العلميددة بعددد مجموعددة مددن
اإلجراءات التي يقومون بها في هذا المجال تكون على درجة من الدقة واألهمية وهي قاطعدة
الداللة ،غير أنها على الرغم من ذلك فإنها تبقى تخضع للسلطة التقديرية للقاضي الجزائي.
صالح الدين البر سدلي ،التعرف رلى السلحة النارية ومقبووفاتها ،دار النشدر بدالمركز العربدي للد ارسدات األمنيدة والتددريب، )(2
-1المقووف الناري
وهو عبارة عن جسم معدني مخروطي الشكل ذو رأس دبدب ثابت في مقدمة الطلقة،
وتعدددد الطلقددات بحسددب نددوع السددالح مددن حيددث كوندده مددن األسددلحة المحزنددة أو مددن األسددلحة عيددر
المحلزنة الملساء ،حيث تتكون هذه األخيرة من جسدم كدارتوني يحتدوي فدي قاعدتده النحاسدية علدى
كبسولة في الوسدط ,مهمتهدا إبقداء البدارود الدذي يحتويده ومدن رصاصدة وظدرف يحتدوي علدى مدادة
)(1
البارود ,ويصنع عادة إما من النحاس أو الكرتون المضغوط.
وتقسددم المقددذوفات مددن حيددث شددكل المقدمددة إلددى مقددذوفات ذات مقدمددة مسددتديرة ،وغالبددا مددا
تكددون أو تسددتخدم فددي المسدسددات ،ومقددذوفات ذات مقدمددة مدبدبددة وتسددتخدم فددي البنددادق ،فعندددما
ينطل ددق المق ددذوف داخ ددل الماس ددورة (س ددالح ن دداري) مت ددأث ار بالض ددغط المرتف ددع للغ ددازات الناتج ددة ع ددن
اشد ددتعال البد ددارود ,فد ددإن المقد ددذوف يتمد دددد ويمد ددأل القطد دداع المسد ددتعرض للماسد ددورة التد ددي تطبد ددع أثد ددار
الششددفات (البددرزات والتجدداويف) علددى المقددذوف ,والتددي تعتبددر بصددمة خاصددة بكددل سددالح شددأنها
)(2
شأن بصمات األصابع.
وفددي بعددض األحيددان قددد يسددكن المقددذوف الندداري أو الرصاصددة داخددل جسددم المجنددي عليدده,
ويمكن معرفة ذلك عن طريدق عددم وجدود فتحدة الخدروج ,وفدي هدذه الحالدة يتدرك أمدر اسدتخراجها
للطبيددب الشددرعي للقيددام بفحصدده ،والددذي يفيددد فددي معرفددة االتجدداه الددذي أطلددق مندده العيددار الندداري،
)(3
كما يفيد كذلك في معرفة السالح المستخدم.
فمددن خددالل د ارسددة الممي دزات تقددوم الشددرطة العلميددة بد ارسددة الممي دزات التددي يتميددز بهددا كددل
سددالح عددن اآلخددر مددن خددالل الخطددوط الموجددودة علددى سددطل المقددذوف واتجاههددا وعرضددها لتددتم
ويكدون ذلدك باسدتخدام جهداز IBISالموصدول بجهداز )(4
مقارنتها مع مقذوف سالح المشتبه فيه،
الكمبيوتر الذي يحتوي على قدرة تحليليدة هائلدة لمقارندة المقدذوف عليده مدع المقدذوف المشدتبه فيده
وفي وقت وجيز وقياسي جدا.
مديحة فؤاد خضري ،أحمد بسيوني أبو الروس ،المرجع السابق ،ص .222 )(3
-2الظرف الفارغ
إذ توجد بقاعدته كبسولة )(1
هو الغالف الخارجي للطلقة ويصنع عادة من النحاس،
لالشددتعال ،مجددوف ،حيددث ينفصددل المقددذوف عنددد اشددتعال الم دواد المتفج درة داخددل غرفددة
أو هددو جسددم معدددني كددارتوني أو بالسددتيكي فددي )(2
اإلطددالق ويقددذف فيدده ويحددوي داخلدده البددارود،
األسددلحة الخرطددوش قددد يطرحدده السددالح إلددى الخددارج أو يبقددى داخددل
السالح حسب نوعده وتظهدر أهميدة تواجدد الظدرف الفدارغ فدي مسدرح
الجريمد ددة فد ددي تحديد ددد البصد ددمة وهد ددي خاصد ددة ومنفد ددردة لكد ددل سد ددالح
باإلضد ددافة إلد ددى أند دده يفيد ددد فد ددي تحديد ددد مكد ددان وقد ددوف المد ددتهم لحظد ددة
الجريمددة ،حيددث أن كددل سددالح يقددذف الظددرف الفددارغ مسددافة محددددة
مددع وجددود بعددض االسددتثناءات مثددل تدددحرج المقددذوف ألسددفل فددي مكددان مائددل أو متدددرج كالسددلم أو
(الشكل )1 اصطدام المقذوف األسفلي في مكان مائل كالجدار مما يغير
اتجاهه ومسافة سقوطه( (3).أنظر الشكل (1
وتبدددو أهميددة آثددار األسددلحة الناريددة بمسددرح الجريمددة فددي الوضددع الددذي وجددد عليدده السددالح
بالمسددرح فهددو يفيددد فددي التمييددز بددين جريمددة القتددل واالنتحددار وقددد تعلددق بالسددالح الندداري آثددار مددن
المجني عليه أو الجاني أو المكان الذي عثر عليه فيه ،فتساعد في إيجاد العالقة بين الجاني و
السد ددالح الد ددذي ارتكبد ددت الجريمد ددة بواسد ددطته ،وال تقتصد ددر أثد ددار األسد ددلحة الناريد ددة (بمسد ددرح
الجريمة) على نفس السالح ,ولكن تشدمل ندواتج اإلطدالق مدن الظدرف الفدارغ والمقدذوف والبدارود
المحتددرق ,والغددازات التددي تمكددن مددن وضددع اسددتنتاج حددول اتجدداه الطلقددة (اإلطددالق) .وخددط سددير
الطلقة ومسافة اإلطالق وكذا المدة التي مضت على اإلطالق وعند العثور علدى سدالح نداري أو
يقوم خبير الشرطة العلميدة بالتقداط صدورة )(4
مقذوف أو ظرف فارغ أثناء معاينة مسرح الجريمة,
لمحل السالح والطلقات النارية إن وجدت ( صورة واضحة مقاس 1/1لكدل أثدر مدن اآلثدار علدى
حدة) ،ثدم صدورة لمدا يجاورهدا مدن أشدياء أخدرى ،ثدم يعدد رسدم كروكدي لمكدان الحدادث موضدحا بده
)(1
موضع السالح والطلقات النارية .
ثم يشار إليه في محضدر المعايندة ،واذا كدان السدالح بيدد القتيدل فيجدب التأكدد مدن صدحة الوضدع
حتى ال يكون القاتل قد وضعه في يده بعدد قتلده ،كمدا أن يدد المنتحدر قدد يعثدر بهدا أثنداء المعايندة
علددى آثددار بددارود أو إصددابة خاصددة فددي منطقددة األصددبع (اإلبهددام) نتيجددة اسددتخدام سددالح صددغير
أوتومداتيكي ،فتحدددث اإلصددابة أثنداء ت ارجددع أجدزاء السدالح للخلددف ،كمددا أنده يجددب المحافظددة علددى
هددذه اآلثددار ورفعهددا بحددذر ،فبالنسددبة للظددروف الفارغددة يددتم رفعهددا بعددود ثقدداب أو مددا شددابه ذلددك
ثددم يقددوم خبد ارء الحتمددال وجددود آثددار عالقددة بهددا ،أمددا بالنسددبة للمقددذوف فيرفددع بواسددطة ملقددط ،
)(2
الشددرطة بعددد ذلددك بتجهيزهددا تهيئددة لنقلهددا إلددى مخبددر الشددرطة العلميددة وبالتحديددد إلددى فددرع األسددلحة
والقد د ددذائف لتد د ددتم عمليد د ددة فحصد د ددها باسد د ددتعمال جهد د دداز IBISالخد د دداص
باألسددلحة ,وهددو جهدداز آلددي متطدور يقددوم بفحددص الخطددوط الحلزونيددة
للسدالح المسددتخدم ويقدوم فددي نفددس الوقدت بحفددظ هدذه البيانددات وصددور
لهددا فددي ذاك درة الكمبيددوتر ،والتددي يمكددن الرجددوع إليهددا فيمددا بعددد للقيددام
بالمقارن د ددة عليه د ددا ،لت د ددأتي ف د ددي األخي د ددر عملي د ددة تق د ددديم تقري د ددر للخبد د درة
الباليسددتية بمددا توصددل إليدده الخب دراء مددن نتددائج ليددتم إرسدداله إلددى السدديد
وكيل الجمهورية من أجل وضعه في الصورة( .أنظر الشكل)1
(الشك)1 : ثانيا أثار المواد المتفجرة
يعتبددر البددارود األسددود أول مددادة متفجدرة ظهددرت فددي القددرون األخيدرة حيددث اسددتخدمها أحددد
مهندسي مناجم الفضدة فدي ألمانيدا سدنة ،1192ثدم تتدابع اسدتخدامه إلدى أن اكتشدف أحدد العلمداء
مادة النيتروجليسير لتطوير صناعة المتفجرات ,وذلك بعمدل إحدالل جزئدي بإضدافة النيتروجليكدول
ومن أهم المواد المتفجرة المستخدمة حاليا الديناميت وهدي أساسدا عبدارة عدن مركبدات كيميائيدة أو
مخلددوط مددن عدددة مركبددات ,يكددون مددن خصائصددها االحتدراق السدريع تحددت مددؤثرات معينددة لتعطددي
كميدات هائلدة مددن الندواتج فدي لحظددة قياسدية قددد تصدل إلدى أجدزاء المليدون مدن الثانيددة ،ويكدون لهددا
أحمد بسيوني أبو الروس ،مديحة فؤاد خضري ،المرجع السابق ،ص ص .222-222 )(1
)(2
عبد الفتاح مراد ،المرجع السابق ،ص ص .291-290
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
قددوة ضددغط عاليددة مصددحوبة بدرجددة حد اررة عاليددة جدددا تددؤثر علددى مددا حولهددا تددأثي ار تدددميريا ,تختلددف
)(1
شدته حسب نوع وكمية المادة المتفجرة المستخدمة.
أصددابع الطربيددد وديناميددت جلمددي وهددالم )(+
ومددن بددين أشددهر المتفج درات الهددالم المتفجدر،
ففدي حالدة حددوث تفجيدر فدي مكدان مدا )(2
سبرنج ،وهالم النيتروجاسدرين ،وغيرهدا مدن المتفجدرات،
فإن دده يتع ددين عل ددى خبد دراء الش ددرطة العلمي ددة االنتق ددال بس ددرعة إل ددى مك ددان الح ددادث م ددن أج ددل إج ددراء
المعاينددات الالزمددة بشددأنه والوقددوف علددى مخلفاتدده ،قصددد القيددام بمعاينددة مكددان انفجددار يجددب علددى
المحقددق إثبددات مددا إذا كددان هندداك رائحددة باقيددة مددن االنفجددار مددن عدمدده وذلددك بددأن يتشددمم ب ددين
األنقداض الكائندة فددي مركدز االنفجدار لمعرفددة طبيعدة وتحديددد ندوع المتفجدر كيميائيددا ،لتدأتي بعدددها
عمليددة أخددذ عينددات مددن بقايددا االنفجددار الموجددودة فددي مسددرح الجريمددة والقيددام بتحريزهددا فددي إح دراز
مالئمة لها تهيئة إلرسالها إلى مخبر الشرطة العلمية للقيام بفحصها.
وهذا يجب على خبراء الشرطة العلميدة عندد إجدراء الفحدوص علدى العيندات التركيدز علدى
معرفة نوع المادة المتفجرة وكذا تحديد النظام المتبع في تشغيل القنبلة ،وهذا كلده بهددف الوصدول
)(3
إلى معرفة هوية مقترفي الجرم.
الفرع الثاني أثار النسجة والسيارات
) (+لونه غبري وقوامه رغوي هالمي كالجيالتين وبعد مدة يصبل لونه بني كالخشب وال ينبعث منه أي دخان عند تفجيره وانما
يأتي من موقع التفجير ويتكون من الرمل ومسحوق الحجارة.
) (2قدري عبد الفتاح الشهاوي ،المرجع السابق ،ص .112
عبد الفتاح مراد ،المرجع السابق ،ص ص .312-311 )(3
دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية الفصل الثاني:
بمحل الحادث ,وتكون حينئذ من لوازم التحقيدق فعلدى خبيدر الشدرطة العلميدة مضداهاة هدذه القطدع
)(1
من المنسوجات بما يضبط عند المتهم أو عليه من األقمشة والمناديل واألكياس وما يشابهها.
وللتعرف على األقمشة المعثور عليها في مجال الحوادث اإلجرامية والدربط بينهدا وبدين القطدع
المنزوعة منها أو المكملة لها يجب البحث في المسائل التالية:
-1تطابق الحواف وتطابق الخطوط والرسوم.
-2اتجاه النسيج .
-9عدد خيوط الغزل.
)(2
-3مالئمة نوعية القماش ودرجة قدمه.
-2نوع فتل النسيج إذا كانت من الحرير أو القطن أو الصوف أو مشتقات النايلون.
)(3
-1األصباغ المستخدمة في التلوين.
وبعددد ذلددك تقددوم الشددرطة العلميددة بفحددص األنسددجة المعثددور عليهددا ومضدداهاتها باسددتخدام عدددة
أجهدزة وتقنيددات مثددل الميكروسدكوب وجهدداز التحليددل الطيفدي لفحددص األقمشددة ومدا يوجددد عليدده مددن
)(4
خيوط الحياكة.
ومد ددن أجد ددل ذلد ددك تهد ددتم المعامد ددل الجنائيد ددة –خاصد ددة فد ددي ج د درائم العند ددف -بد ددالخيوط واألليد دداف
للخصائص السابق ذكرها إلى جانب أنها دليدل مقندع علدى عالقدة حاملهدا بالجريمدة ،غيدر أنهدا ال
تعددوا أن تكدون قرينددة بسديطة ال ترقددى إلدى قرينددة الددليل القداطع فددي اإلثبدات الجنددائي ،ولكنهدا مددن
)(5
السهولة أن تقنع القضاء إذا انحصر األمر على شعيرات أو بضع خيوط فقط.
ثانيا أثار السيارات
لقددد أصددبل للسدديارات دور هددام فددي الحيدداة باعتبارهددا وسدديلة نقددل فددي معظددم أنحدداء العددالم
وكددذلك اسددتخدامها فددي ارتكدداب الج درائم حيددث أصددبل أم د ار شددائعا فددي العصددر الحددديث ،فقددد يتقددل
الجدداني إلددى مسددرح الجريمددة فددي سدديارة وقددد يهددرب بعددد ارتكابهددا فددي سدديارة أخددرى ،وقددد يسددتخدم
السيارة في نقل المسروقات أو في نقل جثة الضحية.
ومددن هنددا أصددبل االهتمددام بد ارسددة أثددار السدديارة أمددر ضددروري لالسددتفادة منهددا فددي مددا إذا
كانت السيارة لها عالقة بالجريمة التي وقعت.
ومن أهم اآلثار التي تساعد في هذا المجال:
-1قطع الزجاج الذي يكون عالقا في نقوش اإلطارات لمقارنته بقطع زجاج مسرح الجريمة.
-2ش ددعر أو بقع ددة دم أو قطع ددة قم دداش م ددن مالب ددس الض ددحية الت ددي ص دددمتها الس دديارة وه ددرب
صاحبها بعد الحادث ومقارنتها بما يماثلها.
-9الطين العالق من الداخل (الرفرف) بطين مسرح الجريمة.
-3أشددياء خاصددة بالسدديارة مثددل :قطعددة مددن حديددد السدديارة تكمددل الجددزء الندداقص منهددا ،قشددور
)(1
الطالء.
فعندددما ينتقددل خبدراء الشددرطة العلميددة إلدى مسددرح الجريمددة فإندده يتعددين علدديهم البحددث عددن أثددار
وذلك بتحديد اتجاه سدير المركبدة ،فدإذا كاندت )(2
اإلطارات خارج مكان أو في مكان الصدمة،
تسير في خط مستقيم ال تترك إال طبقة العجالت الخلفية ولمالحظة طبقة العجدالت األماميدة
ال بد البحث على المكان الذي دارت فيه المركبة دورة واحدة أو عكسدت اتجاههدا ،كمدا يمكدن
فمتددى عثددر علددى هددذه يجددرى )(3
أن تظهددر ويحدددد سدديرها عددن طريددق بقعددة زيددت ،دهددن أو دم،
تمريرها ثدم يصدب لهدا قالدب مدن الجدبس ومدن ثدم تجدرى مضداهاتها مدن قبدل الشدرطة العلميدة،
)(4
ويكون ذلك عن طريق نظام التعرف على العجالت SIPعن طريق جهاز الكمبيوتر.
)أما بالنسبة لفحدص عالمدات األرقدام المطبوعدة أو أرقدام التسدجيل (المحدرك أو الهيكدل) علدى
)(5
السيارة فإنه يتم استخدام الطرق الكيميائية أو بواسطة أجهزة خاصة.
(انظر الشكل)1
(الشكل)1
) ( (5دون ذكر اسم صاحبها ) ,الشرطة العلمية التقنية في الدرك الوطني ،أفاق وتحديات ،المرجع السابق ,ص .29
خاتمــــــــــــــة
الخاتمة:
وما نخمص إليو في األخير ىو أن دور الشرطة العممية في إثبات الجريمة ,يتمثل أساسا في
إنارة التحقيقات القضائية المطروحة أمام عناصر الضبطية القضائية ,وذلك إلزالة المبس
والغموض الذي يعتري الجريمة و كشف الفاعمين باالعتماد عمى األدلة العممية القاطعة
والحجج والبراىين الدامغة والتي ال تدحض إال بالتزوير ،حيث أن ميام الشرطة العممية
تتمثل في مسح مسرح الجريمة مسحا دقيقا أي تحصينه وتوثيقه بيدف البحث عن اآلثار
المادية التي يكون قد خمفيا الجاني وراءه ومن ثم القيام برفعيا وفحصيا وتحميميا في
المخبرو صوال إلى واستخالص النتائج منيا ثم القيام بمضاىاتيا للتعرف عمى ىوية الجاني
أو الجناة.
وكل ذلك يرجع الى كيفية تعامل خبير الشرطة العممية أو المحقق مع مسرح الجريمة ,فإذا
أحسن التعامل معو وفق اإلجراءات التي سطرىا لو القانون ,فإنو سيصل الى النتائج المرجوة
منو ,أما اذا تياون المحقق أو ضابط الشرطة العممية في تحصينو أو في رفع أي أثر أو
معالجتو من طرف تقنيي أو خبراء مسرح الجريمة ,فانو ال يتم التعرف عمى ىوية الفاعل
ومن ثم إفالتو من العقاب ,ولذلك يجب عمى ضابط الشرطة العممية أو مدير التحقيق إعطاء
100
كما أن أسموب محاربة الجريمة لم يقف جامدا بل تطور مع التطور العممي مستفيدا
من العموم التطبيقية ,مثل عمم الطب الشرعي في مجال التشريح وتحديد عمر اإلصابات
وأسباب الوفاة ،وعمم الحشرات وىي أخر تقنية عممية في معرفة زمن وفاة الضحية ,باإلضافة
الى عمم البصمات في تحقيق شخصية الفرد وبالتالي معرفة الفاعل ،وعمم البيولوجيا لمتعرف
عمى فصائل الدم و الشعر و المني وعن طريق الحمض النووي ,DNAباإلضافة إلى عمم
البالستيك لمتعرف عمى األسمحة النارية والمتفجرات لمعرفة المقذوفات النارية ومصدر وزمن
المعاصر أساس التحقيقات وعميو فاستخدام األساليب العممية الحديثة يعتبر في الوقت
الجنائية وذلك لما تقدمو من أدلة إثبات تساعد خبير الشرطة العممية و المحقق عمى كشف
النتائج:
- 1
إن دور الشرطة العممية يتمثل في حماية و تحصين مسرح الجريمة و لمقيا
101
توجد إن ىناك طرق فنية و تقنية تستخدميا الشرطة العممية في حماية و
إن الشرطة العممية تمعب دو ار ىاما في فحص اآلثار الجنائية خالل إجراء
تنقسم اآلثار الجنائية إلى آثار مادية ( غير حيوية) و إلى آثار بيولوجية
بصمة القدم بصمة الرأس ،بصمة الصوت ،اف ارزات جسم اإلنسان و
البصمة الوراثية)
تعتبر البصمة الوراثية تقنية متطورة في التعرف عمى ىوية المجرمين ذلك
اقتراحات:
- 2
برمجة أبواب مفتوحة من حين آلخر لتعريف المواطنين بجياز الشرطة العممية والدور
المنوط بيا.
القيام بتحسيس وتوعية المواطنين بين الفترة واألخرى حول عدم العبث بعناصر مسرح
الجريمة و إعطاء دروس تطبيقية وميدانية حول مسرح الجريمة وكيفية المحافظة عميو
102
ورفع اآلثار وتحريزىا.
اإلسراع في وضع قانون خاص ينظم عمل عناصر الشرطة العممية خاصة في ظل
إنشاء بنك مركزي عمى المستوى الوطني يحتوي عمى كل المعمومات والمعطيات
لبصمات .DNA
103
قائمة
المصادر و
المراجع
قائمة المصادر والمراجع
أوال :المصادر (النصوص القانونية)
- 1األمر رقم 155/66المؤرخ في 18صفر 1386ه الموافق لـ 8يونيو المتضمن
قانون اإلجراءات الجزائية ,المعدل والمتمم باألمر رقم 02/11المؤرخ في 20ربيع
الثاني عام 1432الموافق ل ـ 23فيفري ,2011الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية,العدد,40المؤرخة في 28فيفري .2011
أ .الكتب:
- 1إبراهيم صادق الجندي ,البصمة الوراثية DNAفي التحقيق و الطب الشرعي ,
أكاديمية نايف لمعموم األمنية,ط,1الرياض. 2002,
,المكتب - 2أحمد أبو الروس ،التحقيق الجنائي والتصرف فيه واألدلة الجنائية
الجامعي الحديث،اإلسكندرية.1998 :
،أبو الروس ،التحقيق الجنائي والتصرف واألدلة - 3
الجنائية ،المكتب الجامعي الحديث ,اإلسكندرية.2008,
- 4أحمد حسام ،البصمة الوراثية ،حجيتها في اإلثبات الجنائي والنسب ،منشورات
الحمبي الحقوقية ,لبنان.2010 ,
أحمد سعيد مشبب الشهراني ,مسرح الجريمة وأهميته في الكشف عن مرتكبها
- 5
عن طريق األدلة المرفوعة منه,جامعة نايف لمعموم األمنية,الرياض.2008,
- 6أحمد طه متولي طه ،التحقيق الجنائي و فن استنطاق مسرح الجريمة ،شركة
الجالل لمطباعة ،اإلسكندرية . 2000,
-زاء غازي العصيمي العمري ,إسهام البحث الجنائي في الكشف عن الجرائم
7ج
2002
. المقيد ضد مجهول ,أكاديمية نايف لمعموم األمنية ّ ,ط ,1الرياض,
- 8جونتر بوليش,الكشف الفني عمى القنابل والطرود والرسائل الممغومة ,دار النشر
بالمركز العربي لمدراسات األمنية والتدريب ,الرياض.1986,
- 9رمسيس بهنام ،البوليس العممي أو فن التحقيق ،منشأة المعارف لمنشر,
ي .1996 :
اإلسكندر ة
,دار - 10السيد المهدي ,مسرح الجريمة وداللته في تحديد شخصية الجاني
النشربالمركز العربي لمدراسات األمنية,الرياض.1990،
- 11سعد عبد العزيز الحربي ،بطاقة البصمة كإثبات لمهوية ،مكتبة الممك فهد
الرياض.2007 ,
- 12طارق إبراهيم الدسوقي عطية ،مسرح الجريمة في ضوء القواعد اإلجرائية
واألساليب الفنية,دار الجامعة الجديدة,اإلسكندرية.2012 ,
,المركز العربي - 13عباس أبوشامة ،األصول العممية إلدارة عمميات الشرطة
لمدراسات األمنية والتدريب ،الرياض.1988 ,
معاينة مسرح الجريمة ,مطابع الوالء الحديثة : - 14عبد الحميد فرج هشام،
القاهرة.2007,
- 15عبد الكريم الردايدة ،الجامع الشرطي :في إجراءات التحقيق الجنائي
وأعمال الضابطة العدلية ،دائرة المطبوعات لمنشر ،األردن.2006,
ي :التحري شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائر - 16عبد اهلل أوهايبية ،
والتحقيق ,دار هومة لمطباعة والنشر والتوزيع :الجزائر.2005 ،
- 17عبد هلل ابن محمد يوسف ,أنظمة تحقيق الشخصية :نشأة وتطور ,جامعة
نايف العربية لمعموم ألمنية ,ط ,1الرياض.2007 :
- 18عبد الرحمان محمد المحمود ,البصمات الخفية وطرق معالجتها ,جامعة
نايف لمعموم األمنية,الرياض.2007,
- 19جالل الجابري ،الطب الشرعي القضائي ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عمان,
.2009
، - 20عبد التواب معوض ،الطب الشرعي والتحقيق الجنائي واألدلة الجنائية
منشأة لمعارف,اإلسكندرية.1999 ,
,دار - 21عمواني هميل فرج ،التحقيق الجنائي والتصرف فيه واألدلة الجنائية
المطبوعات الجامعية ,اإلسكندرية2000 ,
نظام الوقاية النوعية في المختبرات الجنائية في - 22عمر الشيخ األصم ،
الدول العربية ،أكاديمية نايف لمعموم األمنية ,الرياض .1999,
- 23صالح الدين البرسمي ,التعرف عمى األسمحة النارية ومقذوفاتها ,دار النشر
بالمركز العربي لمدراسات األمنية والتدريب ,ط,1الرياض. 1990 ,
أساليب البحث العممي الجنائي والتقنية - 24قدري عبد الفتاح الشهاوي ،
المتقدمة ,توزيع منشأة المعارف ,اإلسكندرية.1999 ،
- 25فادي عبد الرحيم الحبشي ,المعاينة الفنية لمسرح الجريمة والتفتيش ,دار
النشر بالعربي لمدراسات األمنية والتدريب ,ط,1الرياض1990,
،منشأة المعارف ، أدلة مسرح الجريمة - 26قدري عبد الفتاح الشهاوي ،
اإلسكندرية.1997 ,
- 31محمد الخميفة عبد اهلل الحسن ’ أسرار مسرح الجريمة ,جامعة نايف لمعموم
األمنية ,الرياض. 2007,
- 32محمد المدني بوساق ،الجوانب الشرعية والقانونية الستخدام الوسائل
العممية الحديثة ,جامعة نايف لمعموم األمنية الرياض. 2008,
- 33محمد حماد الهيتي ،التحقيق الجنائي واألدلة الجرمية ،دار المناهج لمنشر
والتوزيع,عمان. 2010 ,
, ،___________ - 34الموسوعة الجنائية في البحث والتحقيق الجنائي
مطابع الشرطة,القاهرة . 2009 ,
- 35محمد عبد المعبود رجاء ،مبادئ عمم الطب الشرعي والسموم لرجال األمن
والقضاء:مكتبة الممك فهد ،الرياض . 2012,
- 36م ديحة خضري ،أحمد أبو الروس ،أحمد الروس ،الطب الشرعي و
مسرح الجريم ة و البحث الجنائي المكتب الجامعي الحديث ,اإلسكندرية,
. 2008
- 1نائمة بن رحال " ،مجمة الشروق اليومي تزور مصالح الشرطة العممية و التقنية" ،مجمة
- 2عبد القادر بوخمدة " ،أساليب مكافحة اإلجرام "،مجمة مدرسة الشرطة القضائية ،العدد
- 3ناصر تمماتين ،عبد الرزاق بن سالم " ،الطب الشرعي واألدلة الجنائية"،مداخمة أشغال
الممتقى الوطني حول (:الطب الشرعي – الواقع و اآلفاق) .
- 4جوزي فاروق " ،الشرطة العممية و التقنية الخبرة العممية في خدمة األمن" ،مجمة
- 5عبد الكريم عثماني ،طارق بن لطرش ،فيصل لمحان " ،منهجية أخذ عينات من
مسرح الجريمة لمبحث عن البصمة الوراثية "،مداخمة أشغال الممتقى الوطني حول (:الطب
الشرعي القضائي -الواقع واآلفاق) الجزائر.2005,
مسعود عبد الحميد " ،دور الوسائل العممية الحديثة في التحقيق الجنائي" ،مجمة مدرسة
- 6
مميكة بوخميخم"،هكذا تفكك الشرطة العممية خيوط القضايا اإلجرامية" ،مجمة المشوار
- 7
مجمة الشرطة ,العدد ,93المديرية العامة لألمن - 8فاروق جوزي أخبار من األنتربول ,
الوطني. 2009-12-18,
.3الرسائل الجامعية
الفرع األول :ادلصلحة ادلركزية دلخابر الشرطة العلمية ............... .............ص 15
أوال :التحليل
الطيفي....................................................................ص23
الطريقة الكيميائية...............................................................ص25
الفرع الثاني :أمهية مسرح اجلرمية يف كشف غموض احلوادث اجلنائية................ص 30
31
(خارجي)..............................................ص32
39
40
المبحث الثاني :الطرق الفنية دلعاينة مسرح اجلرمية و رفع اآلثار اجلنائية..............
ص43
المطلب األول :طرق إجراء ادلعاينة الفنية دلسرح اجلرمية............................ص
43
ادلزدوج..............................................ص44
46
الفصل الثاني :دور الشرطة العلمية في فحص االثار الجنائية ...................ص 54
56
الفرع األول :بصمات األصابع................................................ص 56
ثانيا:البول....................................................................ص 80
المبحث الثاني :اآلثار ادلادية غري احليوية ( غير البيولوجية ).....................ص 87
الخاتمة..............................................................ص 104-101
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻹﺟراءات واﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﻟﻠﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ
اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ،ﺑﺈﺛﺑﺎت وﻗوع اﻟﺟرﻳﻣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
ﻫوﻳﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘدم ﺧدﻣﺔ ﺟﻠﻳﻠﺔ ﻟﻠﻌداﻟﺔ ﻋن طرﻳق ﺗزوﻳدﻫﺎ ﺑﺎﻟدﻟﻳﻝ اﻟﻣﺎدي )اﻟدﻟﻳﻝ
اﻟﻌﻠﻣﻲ ( ،واﻟذي ﻳﻧﻳر طرﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم إﻣﺎ ﺑﺎﻹداﻧﺔ أو اﻟﺑراءة ﻳﺗﺣﻘق ذﻟك ﺑﻌد اﻟﻘﻳﺎم ﺑدراﺳﺔ
طور ﻛﺑﻳ ار ﻣن ﺧﻼﻝ اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺣدث
وﺗﺣﺎﻟﻳﻝ ﻋﻠﻣﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺧﺎﺑر اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت ﺗ ا
اﻟﺗﻘﻧﻳﺎت واﻟﺗﺟﻬﻳزات اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﺣدﻳﺛﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻳﻧﺔ ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ اﻟذي ﻳﻌﺗﺑر
ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣن ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺣﻳث أﻧﻪ ﻳﻣﻛن أن ﻳﺻﺑﺢ ﺷﺎﻫدا ﻣﺗﺣدﺛﺎ ﺑﻌد أن
ﻛﺎن ﺻﺎﻣﺗﺎ ﻳﻧطق ﺑﺣﻘﻳﻘﺔ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ أرﺿﻪ ﻓﺈذا أﺣﺳن ﺧﺑﻳر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻌﻪ
وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺳطرﻫﺎ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧﺻر اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻳﻪ و ﺗوﺛﻳﻘﻪ واﻟذي ﻳﻌﺗﺑر
ﻣن أﻫم اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﺗﻲ ﻳﺟب اﻟﻘﻳﺎم ﺑﻬﺎ ،و ﺑﺟدﻳﺔ ﻫو اﻟﻔﺎﺻﻝ ﻓﻲ ﻧﺟﺎح وﻓك ﻏﻣوض
اﻟﺟرﻳﻣﺔ ﻣن ﻋدﻣﻪ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑدور ﻫﺎم ﻓﻲ ﻓﺣص اﻷدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر إﺣدى اﻹدارات
اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﻳق اﻟﻌداﻟﺔ ﻋن طرﻳق إﻗﺎﻣﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﻣن ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ
ﻛﺄﺛر )ﺣﻳوي أوﻏﻳرﺣﻳوي( ﻳﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑرات ﻋن طرﻳق إﺟراء ﻋﻠﻳﻪ اﻟﻔﺣوﺻﺎت
واﻟﺗﺣﺎﻟﻳﻝ ﻟﺗﺣوﻳﻠﻪ إﻟﻰ دﻟﻳﻝ ﻣﺎدي ،ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻳﻪ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ أو ﻫﻳﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﻳق ﻓﻲ اﻟﻛﺷف
ﻋن اﻟﺟراﺋم ،ﻻﺳﻳﻣﺎ ﺑﻌد ﺗطورﻫﺎ ،وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑد ﻋﻠﻰ ﺧﺑراء اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﻌﻧﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ
وﻓﺣﺻﻬﺎ و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻬﺎ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ
وﺳﺎﺋﻝ وأﺟﻬزة ﻋﻠﻣﻳﺔ ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ذﻟك .