Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 134

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة محمد خيضر بسكر‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫االالال‬

‫دور الشرطة العلمية في إثبات الجريمة‬

‫مذكرة مكملة من مقتضيات نيل شهادة املاسرت يف احلقوق‬

‫ختصص‪ :‬القانون اجلنائي‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالب (ة) ‪:‬‬


‫مستاوي حفيظة‬ ‫سلماين عالء الدين‬

‫السنة الجامعية‪3102/3102 :‬‬


 
‫ﺑﺳم اﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﻳم‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻝ اﷲ‬

‫"ﺳﺑﺣﺎﻧك ﻻ ﻋﻠم ﻟﻧﺎ اﻧك أﻧت اﻟﻌﻠﻳم اﻟﺣﻛﻳم" ) اﻵﻳﺔ ‪ (31‬ﻣن ﺳورة‬
‫اﻟﺑﻘرة‪.‬‬

‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬رﺑﻲ اﺷرح ﻟﻲ ﺻدري وﻳﺳر ﻟﻲ أﻣري واﺣﻠﻝ ﻋﻘدة ﻣن‬ ‫وﻗوﻟﻪ‬
‫ﻟﺳﺎﻧﻲ ﻳﻔﻘﻬوا " اﻵﻳﺎت ﻣن_‪ 26_25_24‬ﻣن ﺳورة طﻪ‪.‬‬

‫ﻗﺎﻟوا ﻳﺄﺑﻧﺎ إﻧﺎ ذﻫﺑﻧﺎ ﻧﺳﺗﺑق وﺗرﻛﻧﺎ ﻳوﺳف ﻋﻧد ﻣﺗﺎﻋﻧﺎ‬ ‫وﻗﺎﻝ أﻳﺿﺎ "‬
‫ﻓﺄﻛﻠﻪ اﻟذﺋب وﻣﺎ أﻧت ﺑﻣؤﻣن ﻟﻧﺎ وﻟو ﻛﻧﺎ ﺻﺎدﻗﻳن ‪ ,‬وﺟﺎءوا ﻋﻠﻰ ﻗﻣﻳﺻﻪ‬
‫ﺑدم ﻛذب ﻗﺎﻝ ﺑﻝ ﺳوﻟت ﻟﻛم أﻧﻔﺳﻛم أﻣرا‪ ,‬ﻓﺻﺑر ﺟﻣﻳﻝ واﷲ اﻟﻣﺳﺗﻌﺎن‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺻﻔون" ) اﻵﻳﺔ ‪ (18‬ﻣن ﺳورة ﻳوﺳف‪.‬‬

‫" أﻳﺣﺳب اﻹﻧﺳﺎن أﻟن ﻧﺟﻣﻊ ﻋظﺎﻣﻪ ﺑﻠﻰ ﻗﺎدرﻳن ﻋﻠﻰ‬ ‫وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫أن ﻧﺳوي ﺑﻧﺎﻧﻪ " ) اﻵﻳﺔ ‪(31‬ﺳورة اﻟﻘﻳﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫شكر وعرفان‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫السالم عميكم و رحمة اهلل تعالى و بركاته‬


‫الحمد هلل رب العالمين و الصالة والسالم عمى خاتم األنبياء و المرسمين وعمى آله و‬
‫صحبه الطيبين الطاهرين ‪.‬‬
‫الحمد هلل الذي أنار لنا درب العمم و المعرفة و أعاننا عمى أداء هذا الواجب ووفقنا‬
‫إلى إنجاز هذا العمل‪.‬‬
‫أتوجه بجزيل الشكر و اإلمتنان إلى كل من ساعدني من قريب أو من بعيد عمى‬
‫إنجاز هذا العمل وفي تذليل ما واجهته من صعوبات ‪ ،‬و أخص بالذكر األستاذة‬
‫الفاضمة والمشرفة مستاوي حفيظة والتي لم تبخل عمينا بتوجيهاتها و نصائحها‬
‫القيمة التي كانت عونا لي في إتمام هذا البحث فمها مني ألف شكر وحفظها اهلل‬
‫وأطال اهلل عمرها‪.‬‬
‫كما أوجه بجزيل الشكر إلى رئيس الجامعة الدكتور سالطنية بمقاسم و الى عميد‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية الدكتور العزري الزين والى رئيس قسم الحقوق الدكتور‬
‫زواوي عباس الذين ساهموا إثراء البحث العممي والرقي به‪.‬‬
‫وأتوجه بخالص شكري إلى كل أساتذتي الكرام الذين درسوني في الميسانس والماستر‪.‬‬
‫كذلك أشكر كل من ساعدني من قريب أو بعيد عمى إنجاز هذا البحث و مد لي يد‬
‫المساعدة و زودني بالمعمومات الالزمة إلتمام هذا البحث ‪.‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــة‬
‫مقــــــــــدمــــــــــــة‬
‫إن الجريمة ظاىرة قديمة قدم البشرية ‪ ،‬فمقد اقترفت بوجود اإلنسان األول وىو سيدنا‬
‫ت لَوُ‬
‫وع ْ‬
‫قابيل ألخيو ىابيل مصداقا لقولو تعالى ‪ " :‬فَـ ـطَ َ‬
‫آدم عميو السالم ‪ ،‬في قصة قتل‬
‫ِ‬
‫َصَب َح ِم َن‬ ‫ِ ِ‬
‫اَْل َخاس ِر ْ‬
‫ين " اآلية ‪ 40‬من سورة المائدة‬ ‫َن ْف ُسوُ قَ ْت َل أَخيو فَقَتَمَوُ فَأ ْ‬
‫ولقد ارتبط تطور الجريمة بتطور الحضارة اإلنسانية ‪ ،‬ففي المجتمعات البدائية‬
‫كان اإلنسان يقترف الجريمة بأسموب بدائي يتناسب مع وسائل عصره وكان يكفي‬
‫الكتشافيا اعتماد المحققين عمى السحر والشعوذة و االعتراف و االستجواب ‪ ،‬وفي حالة‬
‫إذا ما استصعب عميو الحصول عمى الدليل بيذه الوسائل فإنو يمجأ إلى أساليب الضرب‬
‫والتعذيب ‪ .‬ومع مرور الوقت بدأت طرق التعذيب تتالشى تدريجيا منذ قيام الثورة الفرنسية‬
‫في أواخر القرن ‪ ، 18‬تقدمت أساليب ارتكاب الجرائم حين أصبح المجرمون يرتكبونيا‬
‫باحترافية‪ ,‬وذلك باستخدام أحدث التقنيات التي تسيل عمييم ميمتيم وتمكنيم من طمس‬
‫آثارىم‪.‬‬
‫وىذا ما دفع المجتمع الدولي عمى تطوير العموم واستحداث أساليب عممية جديدة‬
‫يستعين بيا المحقق في الكشف عن الجريمة باإلضافة إلى استحداث جياز فني‬
‫متخصص تسند لو ىذه الميمة‪ ,‬وتزويده بمختمف ىذه الوسائل و اإلمكانيات الحديثة التي‬
‫تمكنو لموصول إلى الجريمة واثباتيا‪.‬‬
‫وىذا الجياز الذي أطمق عميو اسم "الشرطة العممية والتقنية بكل مخابرىا وأقساميا‬
‫واختصاصاتيا وتستخدم ألحدث التقنيات التي تجعميا قادرة عمى توجيو مسار التحقيق‬
‫من خالل استخدام مناىج عموم الطبيعة إذ بفضميا أصبح التحقيق الجنائي فنا وتطبيقا‬
‫يشكل العمم أحد أدواتو األساسية باإلضافة إلى عنصري الفطنة و اإللمام في انتقاء‬
‫الوسائل المالئمة في التحقيق‪ ,‬فيو يمعب دو ار ىاما في الوصول إلى الجريمة واثباتيا رغم‬
‫الوقت الطويل الذي تستغرقو الدراسة العممية لمقضية ‪ ،‬كون التحقيق الجنائي ال يتعمد فقط‬
‫عمى معرفة األساليب التي ترتكب بيا الجريمة‪ ,‬وانما تعداه ليشمل دراسة اآلثار المادية‬
‫التي يمكن أن يخمفيا الجاني في مسرح الجريمة و التي أصبحت ليا أىمية كبيرة في‬
‫التحقيق الجنائي ‪ ،‬فبدراستيا وتحميميا عن طريق استخدام الوسائل العممية والتقنية‬

‫‌أ‬
‫الحديثة ‪ ،‬وتحقيق الشخصية يمكن الوصول إلى اكتشاف الجريمة و التعرف عمى ىوية‬
‫المجرم وتقديمو لمعدالة لمحاكمتو ‪ ،‬ىذه األدلة التي أصبح القضاء يعتمد عمييا كأدلة فنية‬
‫قاطعة في بناء حكمو و الوصول إلى الحكم القضائي الصحيح ‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية الموضوع‪:‬‬

‫إن ظاىرة اإلجرام قد ازدادت بشكل فاق كل التوقعات وتجاوز كل النسب‪ ،‬كما‬

‫أصبح المجرم يعمل كل ما في وسعو لمتفوق عمى جياز الشرطة والعدالة باستعمال‬

‫أحدث الوسائل والتقنيات في ارتكاب جريمتو‪ ،‬و حتى يبقي نفسو مجيوال من خالل اتخاذه‬

‫ال يترك أي أثر يدل عميو‪.‬‬


‫كافة االحتياطات الالزمة في مسرح الجريمة ف‬

‫ومن أجل مواجية ذلك فإن جياز الشرطة العممية يقع دوما عمى عاتقو مسؤولية‬

‫التكفل بالبحث والتحري عن الجناة باالعتماد عمى أحدث التقنيات العالمية في مجال‬

‫التحقيق الجنائي‪ ،‬انطالقا من مسرح الجريمة إلى غاية عممية فحص اآلثار المادية‬

‫ىذا الجياز الذي أصبح ضرورة حتمية ال‬


‫المتحصل عمييا داخل المخابر الخاصة بيا‪ ،‬ف‬

‫يمكن االستغناء عنيا في مجال تدعيم العدالة ‪ ،‬فكم من شخص بريء اتيم زو ار و رجع‬

‫الفضل ليذا الجياز في إظيار حقيقة براءتو‪.‬‬

‫‪ ‬إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫تكمن اإلشكالية التي سنعالج عمى ضوئيا الموضوع في‪ " :‬ما مدى فعالية جهاز‬

‫الشرطة العممية في التحقيقات الجنائية ؟‬

‫ويندرج تحت ىذه اإلشكالية الرئيسية تساؤالت فرعية تكمن في‪:‬‬

‫‪-‬ما المقصود بالشرطة العممية وعمى ماذا تعتمد في تحقيقاتيا ؟‬


‫‌ب‬
‫‪-‬ما ىو الدور الذي تمعبو الشرطة العممية في مسرح الجريمة؟‬

‫‪-‬كيف تتعامل الشرطة العممية مع األدلة المادية التي ترفعيا من مسرح الجريمة ؟‬

‫‪ ‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ -1‬األسباب الذاتية‪:‬‬

‫‪-‬حب االكتشاف واإلطالع عمى خبايا وأسرار العمل الفني والتقني الذي يقوم بو‬

‫خبراء الشرطة العممية في مجال إثبات الجريمة‪.‬‬

‫‪_2‬األسباب الموضوعية‪:‬‬

‫إن ما دفعنا الختيار البحث في مجال الشرطة العممية ىو‪:‬‬

‫‪-‬قمة الدراسات المتعمقة بيذا الموضوع ‪.‬‬

‫‪-‬جيل الرأي العام بوجود ىذا الجياز وأىمية الدور المنوط بو في المجال الجنائي‪.‬‬

‫‪ ‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫إن ىذه الدراسة تيدف إلى مايمي‪:‬‬

‫‪-‬إبراز أىمية الدور الذي تقوم بو الشرطة العممية في مساعدة جيات التحقيق‪.‬‬

‫‪-‬بيان دور الشرطة العممية في فحص اآلثار الجنائية المتحصمة من موقع الجريمة‪.‬‬

‫‪-‬لفت انتباه المجتمع المدني إلى وجود مثل ىذا الجياز الفني ‪ ,‬الذي لو دور كبير‬

‫وفعال في كشف غموض الجرائم‪.‬‬

‫‪ ‬الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫‌ج‬
‫من بين الدراسات السابقة المتحصل عمييا والتي تم الرجوع إلييا في موضوع البحث‬

‫نجد‪:‬‬

‫المدرسة العميا‬ ‫‪_1‬مذكرة التخرج" الشرطة العممية والتقنية " ‪:‬أفاق وتحديات عن‬

‫وىي كذلك دراسة وصفية‬ ‫لمدرك الوطني بيسر‪( ,‬مع التحفظ عمى إسم صاحبيا)‬

‫لدور الشرطة العممية في محاربة اإلجرام‪.‬‬

‫‪_2‬مذكرة تخرج " دور الشرطة العممية والشرطة التقنية في توجيه التحقيق و‬

‫بيسر‪ ( ,‬مع التحفظ عمى اسم‬ ‫محاربة اإلجرام " عن المدرسة العميا لمدرك الوطني‬

‫صاحبيا)‬

‫إن ىاتين الدراستين قامتا بالتطرق إلى موضوع الشرطة العممية بصفة عامة‬

‫ولم نتناولو بشيء من التفصيل‪ ,‬عمى خالف دراستنا الحالية التي تعببر دراسة معمقة‬

‫وأكثر شمولية لكل مايتعمق بالشرطة العممية‪.‬‬

‫الصعوبات‪:‬‬

‫من بين الصعوبات التي واجيتنا ونحن بصدد إعداد ىذا البحث ىي قمة‬

‫المراجع الجزائرية‪ .‬باإلضافة أن ىناك تحفظات من الييئات األمنية المختصة في‬

‫الذي لم يكن كافيا لمعالجة كل‬ ‫تسييل االطالع لمباحثين ‪,‬مع عامل ضيق الوقت‬

‫جوانب الموضوع في ظل اتساع مجال عمل الشرطة العممية‪.‬‬

‫‌د‬
‫‪ ‬المنهج المتبع ‪:‬‬

‫‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫إن المنيج المتبع في ىذه الدراسة ىو المنيج الوصفي‬

‫وصف مختمف األعمال واألساليب والطرق التي ينتيجيا عناصر الشرطة العممية في‬

‫كشف الغموض عن الحوادث‬ ‫عممية التحقيق الجنائي والتي توصل بدورىا إلى‬

‫اإلجرامية‪,‬أما منيج تحميل المضمون استخدمناه في اإلجراءات المتخذة من قبل‬

‫الشرطة العممية في في تحصين وتوثيق مسرح الجريمة ‪.‬‬

‫‪ ‬عرض خطة البحث‪:‬‬

‫تناولنا في الفصل األول ‪ ،‬ماىية لشرطة العممية‪،‬و لقد تضمن مبحثين‬


‫المبحث األول ‪،‬مفيوم جياز الشرطة العممية‪،‬والمبحث الثاني ىياكل وأدوات‬
‫الشرطة العممية في التحقيق الجنائي‪،‬أما الفصل الثاني ‪،‬دور الشرطة العممية في‬
‫‪،‬المدلول الفني لمسرح‬ ‫مسرح الجريمة‪ ،‬و لقد تضمن مبحثين المبحث األول‬
‫الجريمة والمبحث الثاني ‪,‬الطرق الفنية لمعاينة مسرح الجريمة‪ ،‬وأما الفصل الثالث ‪,‬‬
‫دور الشرطة العممية في فحص اآلثار الجنائية ـ تناولنا فيو المبحث االول ‪ ،‬اآلثار‬
‫المادية الحيوية ‪ ،‬و المبحث الثاني اآلثار المادية الغير الحيوية ‪.‬‬

‫‌ه‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫ﻓﺻﻝ ﺗﻣﻬﻳدي‬
‫ﻣﺎﻫﻳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷوﻝ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﺟﻬﺎز اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻫﻳﺎﻛﻝ وأدوات اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬

‫‪1‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫اﻟﻔﺻﻝ اﻷوﻝ ‪ :‬ﻣﺎﻫﻳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬


‫إن ﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﺗﺳــﻌﻰ ﺟﺎﻫــدة ﻟﻠﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ أﻣــن وﺳــﻼﻣﺔ اﻷﺷــﺧﺎص و‬
‫اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت‪ ,‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظﻝ اﻟﺗطور اﻟذي ﻋرﻓﻪ اﻟﻔﻛر اﻹﺟراﻣﻲ ﻋن طرﻳق اﺳـﺗﺧدام أﺳـﺎﻟﻳب‬
‫ووﺳــﺎﺋﻝ ﻣﺗطــورة ﻓــﻲ ارﺗﻛــﺎب اﻟﺟرﻳﻣــﺔ ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻛــﺎن ﻟ ازﻣــﺎ ﻋﻠــﻰ رﺟــﺎﻝ اﻟﺷــرطﺔ ﻣﺳــﺎﻳرة ﻫــذا‬
‫اﻟﺗطــور ﻓــﻲ اﻟﻛﺷــف ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟﺟ ـراﺋم ووﺳــﺎﺋﻝ ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬــﺎ ﻣــن ﺧــﻼﻝ ﻣواﻛﺑــﺔ اﻟﺗﻘــدم اﻟﻌﻠﻣــﻲ و‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻷﻣﻧﻳﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟظﺎﻫرة اﻹﺟراﻣﻳﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻘ ــد ﻛ ــﺎن ﻟﻧﺗ ــﺎﺋﺞ اﻷﺑﺣ ــﺎث اﻟﻌﻠﻣﻳ ــﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳ ــﺔ دور ﻛﺑﻳ ــر ﻓ ــﻲ إﺛﺑ ــﺎت اﻟﺟرﻳﻣ ــﺔ ورﺑطﻬ ــﺎ‬
‫ﺑﺻــﺎﺣﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﻬــذا ﻛــﺎن ﻣــن اﻟﺿــروري ﻋﻠــﻰ اﻷﺟﻬـزة اﻷﻣﻧﻳــﺔ إﻳﺟــﺎد وﺗﻧظــﻳم ﺟﻬــﺎز ﻓﻧــﻲ ﺗرﺗــب‬
‫أﻗﺳــﺎﻣﻪ وﺗﺣــدد اﺧﺗﺻﺎﺻــﺎﺗﻪ وﻣﻬــﺎم اﻟﻌــﺎﻣﻠﻳن ﻓﻳــﻪ ‪ ،‬ﻳﻌﻣــﻝ ﺟﻧﺑــﺎ إﻟــﻰ ﺟﻧــب ﻣــﻊ ﺟﻬــﺎز اﻟﺷــرطﺔ‬
‫اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ‪ ،‬وذﻟــك ﻟﻣﺳــﺎﻋدﺗﻪ ﻓــﻲ اﻟﻛﺷــف ﻋــن اﻟﺟ ـراﺋم ‪ ،‬وﻳﺗﻣﺛــﻝ ﻫــذا اﻟﺟﻬــﺎز ﻓــﻲ اﻟﺷــرطﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺳﻧﺗوﻟﻰ دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻﻝ ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛـﻳن ‪ ،‬ﻧﺗﻧـﺎوﻝ ﻓـﻲ اﻷوﻝ ‪ :‬ﻣﻔﻬـوم‬
‫اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻣــن ﺣﻳــث ﺗﻌرﻳﻔﻬــﺎ وأﻫﻣﻳﺗﻬـﺎ وﺗطورﻫـﺎ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﺗﻣﻳــز اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ‬
‫ﻋن اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ و اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻳن ﻧدرس ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓـﻲ د ارﺳـﺔ أدوات‬
‫وأﺟﻬزة اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي ‪ ،‬اﻻﺳﺗدﻻﻝ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،2005 ،‬ص ‪.8‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻋﺑﺎس أﺑو ﺷﺎﻣﺔ ‪،‬اﻷﺻوﻝ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻹدارة ﻋﻣﻠﻳﺎت اﻟﺷرطﺔ‪،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﻳﺔ ‪ ،‬اﻟرﻳﺎض‪، 1988 ،‬ص‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪.32‬‬
‫‪2‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷوﻝ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬


‫ﻳﻌﺗﺑــر ﺟﻬــﺎز اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻣــن أﻫــم اﻷﺟﻬـزة اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﺣﻳــث ﻳﺳــﺎﻋد‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳﻘﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠوﺻوﻝ إﻟﻰ أﻓﺿﻝ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ و ﻟﻛﺷـف ﻏﻣـوض اﻟﺣـوادث اﻹﺟراﻣﻳـﺔ ﻣـن‬
‫ﺧﻼﻝ اﺳﺗﺧدام ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﻘﻧﻳﺎت واﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻳﺗوﻓر ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻫذا اﻟﺟﻬـﺎز ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺧﺑراء اﻟذﻳن ﻳﺷﻛﻠون أﻫم ﻋﻧﺻر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻛﻝ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ‪ ،‬ﻓﻣـﻧﻬم ﻣـن‬
‫ﻳﻛون ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﺟرﻳﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺛﻝ ﺧﺑـراء اﻟﺑﺻـﻣﺎت ‪ ،‬وﻣـﻧﻬم ﻣـن ﻳﻛـون ﻋﻣﻠـﻪ داﺧـﻝ اﻟﻣﺧﺑـر‬
‫ﻣﺛﻝ ﺧﺑراء ﺗﺣﻠﻳـﻝ اﻟـدم و ‪ ، ADN‬وذﻟـك ﻣـن ﺧـﻼﻝ إﺟـراء ﻣﺧﺗﻠـف اﻟﺗﺣﺎﻟﻳـﻝ و اﻟﻔﺣـوص ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻌﻳﻧﺎت اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻣن ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻳ ــﻪ ﻳﻣﻛ ــن د ارﺳ ــﺔ ﻫ ــذا اﻟﻣﺑﺣ ــث ﻓ ــﻲ ﺛﻼﺛ ــﺔ ﻣطﺎﻟ ــب ‪ :‬اﻷوﻝ ﻧﺗﻧ ــﺎوﻝ ﺗﻌرﻳ ــف وأﻫﻣﻳ ــﺔ‬
‫اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ‪ ،‬وﻧــدرس ﻓــﻲ اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﺗﻣﻳــز اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻋــن اﻟﺷــرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ و اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻳﺧﺗص ﺑﻧﺷﺄة وﺗطور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷوﻝ ‪ :‬ﺗﻌرﻳف وأﻫﻣﻳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‪:‬‬
‫إن اﻟﺗطور اﻟﻣﺳـﺗﻣر ﻟﻠﺟرﻳﻣـﺔ ﺟﻌـﻝ ﻣـن اﻟﻣﺟـرم ﻳﻔﻛـر ﺑـﺎء ﺗﺣـﺎذ اﺣﺗﻳﺎطﺎﺗـﻪ ﻗﺑـﻝ إﻗداﻣـﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷـﺎط اﻹﺟ ارﻣـﻲ ﺣﺗـﻰ ﻻ ﻳﺗـرك أﻳـﺔ آﺛـﺎر ﻣﺎدﻳـﺔ‪ ,‬وﻟﻬـذا ﻛـﺎن ﻟ ازﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣدﻳرﻳـﺔ اﻟﺷـرطﺔ‬
‫أن ﺗواﻛـب ﻫــذا اﻟﺗطـور ﺑﺈﻳﺟــﺎد ﺟﻬــﺎز ﻓﻧـﻲ وﻣﺗﺧﺻــص ﻳﻌﻣـﻝ ﻣﻌﻬــﺎ ﺟﻧﺑــﺎ إﻟـﻰ ﺟﻧــب وﻳﺳــﺎﻋدﻫﺎ‬
‫ﻓــﻲ ﺣــﻝ اﻟﻘﺿــﺎﻳﺎ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳــﺔ اﻟﻣﻌﻘــدة ‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼﻝ ﺗزوﻳــدﻩ ﺑﻣﺧﺗﻠــف اﻟوﺳــﺎﺋﻝ و اﻷدوات اﻟﺣدﻳﺛــﺔ‬
‫أطﻠق ﻋﻠﻳﻪ ﺟﻬﺎز اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻳﻪ ﺳﻧدرس ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻓﻲ ﻓـرﻋﻳن‪ :‬اﻟﻔـرع اﻷوﻝ ﺗﻌرﻳـف اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳـﺔ ‪،‬‬
‫و ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻫﻣﻳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ ‪ :‬ﺗﻌرﻳف اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ‬
‫ﻫﻧﺎك ﻋدة ﺗﻌﺎرﻳف ﻟﻠﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻣن ذﻟك‪:‬‬
‫أﻧﻬﺎ ‪ " :‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻠـوم و اﻷﺳـﺎﻟﻳب اﻟﺗـﻲ ﺗﻬـدف إﻟـﻰ إﻗﺎﻣـﺔ اﻟـدﻟﻳﻝ ﻟﻺداﻧـﺔ ﻣـن ﺧـﻼﻝ اﻟﻛﺷـف‬
‫)‪(1‬‬
‫واﺳﺗﻐﻼﻝ اﻵﺛﺎر"‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Nathalie de hais ,Sharlok holmes , Un précurseur des police scientifique et technique ,‬‬
‫‪imprimerie des presses universitaires. France .2001 . page 02.‬‬
‫‪3‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫وﺗﻌرف اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻬﺎ ‪ " :‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ واﻷﺳﺎﻟﻳب اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـث‬
‫اﻟﺟﻧ ـ ــﺎﺋﻲ ﻹﺛﺑ ـ ــﺎت وﻗ ـ ــوع اﻟﺟرﻳﻣ ـ ــﺔ وﻣﺳ ـ ــﺎﻋدة اﻟﻌداﻟ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺣدﻳ ـ ــد ﻫوﻳ ـ ــﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻬ ـ ــﺎ وأﺳ ـ ــﻠوﺑﻪ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻹﺟراﻣﻲ‪.‬‬
‫ﻧرى ﺑﺄن ﻛﻼ اﻟﺗﻌرﻳﻔﻳن ﻏﻳر ﻛﺎﻓﻳﻳن ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻟم ﻳﺗطرﻗﺎ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر ﻫﺎم وﻫـو ﻣﺳـرح اﻟﺟرﻳﻣـﺔ أي‬
‫اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗظﻬر ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻷدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ‪ " :‬ﻓﺣص ﺷﺎﻣﻝ وﻣﻧﻬﺟﻲ ‪ ،‬ودﻗﻳق ﻟﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣـﺔ ‪ ،‬ﺗـم ﻣﻌﺎﻳﻧﺗـﻪ‬
‫وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد ﻣﻧطﻘﻳﺔ وﺑﺳرﻋﺔ ﻷن اﻵﺛﺎر و اﻟﺷﻬﺎدات وﻣﺧﺗﻠف اﻷدﻟﺔ ﺳﻬﻠﺔ اﻻﺋﺗﻼف واﻟﺗﻐﻳـر ‪،‬‬
‫وﻫذا ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻝ ﻗواﻋد ﻓﻧﻳﺔ ﻛﺎﻟﺗﺳﻠﺳـﻝ و اﻟﻣﻧطـق ﻓـﻲ اﻟﺗﺻـوﻳر ورﻓـﻊ اﻵﺛـﺎر ووﺻـف اﻟﻣﻛـﺎن و‬
‫اﻟرﺑط ﺑﻳن اﻟﺷﻬﺎدات ووﺿـﻊ ﻓرﺿـﻳﺎت ﻣﻧطﻘﻳـﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳـق و اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﺣﺻـﻝ ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻣـن ﻣﻌﺎﻳﻧـﺔ‬
‫اﻷﺷــﺧﺎص ﻟﻸﺷــﻳﺎء و اﻟﻣﻛــﺎن ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺗﺷــﻣﻝ اﻷﻓﻌــﺎﻝ اﻟداﻣﻳــﺔ ﻟﻠﺑﺣــث و اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻵﺛــﺎر‬
‫اﻟﻣﺎدﻳـ ــﺔ اﻟظـ ــﺎﻫرة و اﻟﻐﻳـ ــر اﻟظـ ــﺎﻫرة ﻓـ ــﻲ ﻣﺳـ ــرح اﻟﺟرﻳﻣـ ــﺔ وﺗﺳـ ــﺗﻌﻣﻝ ﻋـ ــدة ﺗﻘﻧﻳـ ــﺎت ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳـ ــﺔ‬
‫ﻋﺎﻟﻳﺔ"‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ﻓﻬـذا اﻟﺗﻌرﻳـف ﻗـد رﻛـز ﻋﻠـﻰ اﻟــدور اﻟﻣﻧـوط ﺑﺎﻟﺷـرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳـﺔ ﺑﺷـﻛﻝ ﻛﺑﻳــر ﻓـﻲ ﺣـﻳن أﻧـﻪ ﻟـم ﻳﺑــﻳن‬
‫ﻓﻳﻪ دور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻣﻔﺻﻼ‪.‬‬
‫و اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ‪:‬ﻫﻲ "ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺳﺎﻟﻳب و اﻟﺗﻘﻧﻳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف اﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﻧـﺔ اﻟﺟرﻳﻣـﺔ‬
‫و اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣرﺗﻛﺑﻳﻬﺎ ٕواﻗﺎﻣﺔ دﻟﻳﻝ إداﻧﺗﻪ أو ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺑﻌﻠم ﻣﻌﺎﻳﻧﺔ اﻟﺟرﻳﻣﺔ"‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫أﻣـﺎ اﻟﺗﻌرﻳـف اﻟـراﺟﺢ ﻫـو ‪ " :‬إن اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻫـﻲ اﻟﺗﻧظـﻳم اﻟوﺣﻳـد اﻟـذي ﻳﺗـوﻓر ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻹدارﻳﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗرﺟﻣﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﻣرﻓوﻋـﺔ ﻣـن ﻣﺳـرح اﻟﺟرﻳﻣـﺔ‬
‫وﺗﺣﻠﻳﻠﻬــﺎ ﻣﺧﺑرﻳــﺎ ﻣــن ﻣﺑــدأ ﺣﺗﻣﻳــﺔ ﺗــرك اﻟﻣﺟــرم أو اﻟﺟــﺎﻧﻲ آﺛــﺎر أو ﺑﻘﺎﻳــﺎ ﻓــﻲ ﻣﺳــرح اﻟﺟرﻳﻣــﺔ‬
‫أﺛﻧــﺎء اﻗﺗ ارﻓــﻪ اﻟﺟرﻳﻣــﺔ أو ﻳﺣﻣ ـﻝ ﻣﻌــﻪ أﺛــﺎر ﻣــن ذﻟــك اﻟﻣﻛــﺎن ‪ ،‬ﻣــن أﺟــﻝ اﻟوﺻــوﻝ إﻟــﻰ ﻫوﻳــﺔ‬

‫أﺣﻣد ﺑﺳﻳوﻧﻲ أﺑو اﻟروس ‪ ،‬اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ و اﻟﺗﺻرف ﻓﻳﻪ واﻷدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﻳث ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 1998 ،‬ص‪. 305‬‬


‫ﻋﺑد اﻟﺣﻣﻳد ﻣﺳﻌودي‪"،‬دور اﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﺣدﻳﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ" ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣدرﺳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ‪،‬اﻟﻌدد اﻷوﻝ‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ ،‬اﻟﻣدﻳرﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣن اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2011،‬ص ص‪.20-19‬‬


‫)‪(3‬‬
‫‪Nathalie dehais , op,cit, page 1.‬‬
‫‪4‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫اﻟﻔﺎﻋﻝ أو اﻟﻔﺎﻋﻠﻳن وﻣﻌرﻓﺔ ﻛﻳﻔﻳﺔ وﻗوﻋﻬﺎ ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺗﺳﺗﻌﻳن ﺑﺎﻟطب ‪ ،‬اﻟﻔﻳزﻳـﺎء ‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺑﻳوﻟوﺟﻳﺎ وﻏﻳرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻠوم ﻟﺗﺣدﻳد إداﻧﺔ أو ﺑراءة اﻟﻣﺷﻛوك ﻓﻳﻪ"‬
‫ﻷﻧﻪ ﺷﺎﻣﻝ وﻳﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﻫﻣﻳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳﺔ‬
‫إن ﺟﻬﺎز اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳـﺔ ﻟـﻪ أﻫﻣﻳـﺔ ﻛﺑﻳـرة وﻟﻣـﺎ ﻳﻘدﻣـﻪ ﻣـن ﺧدﻣـﺔ ﺟﻠﻳﻠـﺔ ﻟﻠﻌداﻟـﺔ‬
‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺗﻣﺛﻝ أﻫﻣﻳﺗﻪ ﻓﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫‪ -1‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫوﻳﺔ اﻟﺟﺛث اﻟﻣﺟﻬوﻟﺔ ﻋﻠﻰ طرﻳق ﻣﺧﺗﻠف اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗواﺟـدة ﻓـﻲ ﻣﺳـرح‬
‫اﻟﺟرﻳﻣﺔ وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﻳﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺗﺳﺎﻫم ﻓـﻲ ﺗﻘـدﻳم وﺗزوﻳـد اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟداﻟـﺔ ﻟﻠﻣﺣﻘﻘـﻳن ‪ ،‬وﺗزوﻳـد اﻟﻌداﻟـﺔ ﺑﺎﻷدﻟـﺔ اﻟﻘﺎطﻌـﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻲ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺣﻛﻣﻬﺎ ‪ ،‬إﻣﺎ ﺑﺎﻹداﻧﺔ أو ﺑﺎﻟﺑراءة‬
‫‪ -3‬ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺳﻳﻧﺎرﻳو اﻟﺟرﻳﻣﺔ ‪ ،‬أي إﻋﺎدة ﺗﻣﺛﻳﻠﻬﺎ وﺗﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛد ﻣـن اﻟﺷـﻬﺎدات و‬
‫اﻟﺗﺻرﻳﺣﺎت‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ ‪:‬اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ‬
‫‪ -1‬ﺗﺻﻧﻳف داﺋرة اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺟﻧﺎة طﺑﻘﺎ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﻌﺎﻳﻧﺎت‬
‫‪ -2‬ﻣﺳﺎﻋدة أو ﺗوﺟﻳﻪ اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﺗﺣدﻳد ﻫوﻳﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺑﻘﻳت ﻋﺎﻟﻘﺔ‬
‫‪ -3‬اﻟﺗﺄﻛــد ﻣــن ﺗﺻ ـرﻳﺣﺎت اﻟﺿــﺣﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓــﻳﻬم ‪ ،‬ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬــﺎ ﺑﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﻣﻌﺎﻳﻧــﺎت ﻟﻣﺳــرح‬
‫اﻟﺟرﻳﻣﺔ‬
‫‪ -4‬إﻳﺟـﺎد اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑـﻳن اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓﻳـﻪ واﻟﺿــﺣﻳﺔ وﻣﻛـﺎن اﻟﺟرﻳﻣــﺔ وطﺑﻳﻌـﺔ اﻻﺛــﺎر اﻟﻣﺎدﻳـﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗرﻛﻬﺎ أو اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻳﻪ ﻣن ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ‬
‫‪ -5‬ﺗﻘوﻳــﺔ اﻟﻘ ـراﺋن اﻟﻣوﺟــودة ﺣــوﻝ ﻫوﻳــﺔ اﻟﻣﺷــﻛوك ﻓــﻳﻬم وﺗــدﻋﻳﻣﻬﺎ ﺑﺄدﻟــﺔ ﺟدﻳــدة ﻧﺎﺗﺟــﺔ ﻋــن‬
‫ﻓﺣص اﻵﺛﺎر ‪.‬‬

‫دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ‪،‬اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ‪ :‬آﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت ‪،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﻳﻝ اﻹﺟﺎزة ﻣن اﻟﻣدرﺳﺔ‬ ‫)‪(1‬‬

‫اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻟﻠدرك اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬ﻳﺳر‪,‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2004،‬ص ‪. 2‬‬

‫‪5‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪ -6‬ﺿ ــﺑط اﻷﺷ ــﻳﺎء و اﻵﺛ ــﺎر اﻟﻣﻛﺗﺷ ــﻔﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺳ ــرح اﻟﺟرﻳﻣ ــﺔ وﺟردﻫ ــﺎ وﺗﺣدﻳ ــد ﻣواﺻ ــﻔﺎﺗﻬﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫وأﻣﺎﻛن اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ﻗﺑﻝ ﺗﺧزﻳﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﻣﻳﻳز اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻋن اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ و اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬
‫إن اﻟﺷـرطﺔ ﻋﺑــﺎرة ﻋــن ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻔــروع و اﻟﺗــﻲ ﺗﺷــﻛﻝ ﺗﻧظﻳﻣﻬــﺎ اﻟﻔﻧــﻲ ‪ ،‬ﻓﻛــﻝ ﻓــرع‬
‫ﻳــؤدي ﻣﻬﺎﻣــﻪ ﺣﺳـب اﺧﺗﺻﺎﺻــﻪ ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺑﻳﻧﻬــﺎ اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ و اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻣــن‬
‫أﻫم اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣدﻳرﻳﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ و اﻟﺗﻲ ﻻ ﻳﻣﻛن ﻟﻬﺎ إن ﺗﺳـﺗﻐﻧﻲ ﻋﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﻬـﺎ‬
‫وذﻟ ــك ﻟﺗوﻓرﻫ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻘﻧﻳ ــﺎت وﻓﻧﻳ ــﺎت ﻋﺎﻟﻳ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎﻝ اﻟﺑﺣ ــث اﻟﺟﻧ ــﺎﺋﻲ وﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻷﺳ ــﺎس‬
‫ﺳﻧﺗطرق أوﻻ ‪ :‬أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ وﺛﺎﻧﻳﺎ ‪ :‬أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ ‪ :‬أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ‬
‫إن اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ و اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻳﺷﺗرﻛﺎن ﻓﻲ ﻋدة أﻣور ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬إن اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻫﻲ ﻓرع ﻣن ﻓـروع اﻟﺷـرطﺔ‪ ,‬وﻫـﻲ ﺗﻌﻣـﻝ ﻣﻌﻬـﺎ وﺗﺣـت ﻟواﺋﻬـﺎ‬
‫و ﻳﺷــﻛﻼن ﻣﻌــﺎ ﻓرﻳﻘــﺎ ﻣﺗﻛــﺎﻣﻼ ‪ ،‬ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠﻳــﻪ ﻟﻠوﺻــوﻝ إﻟــﻰ أﻓﺿــﻝ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ‪ ،‬ﻓرﺟــﻝ اﻟﺷــرطﺔ‬
‫اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻋﻧــد ﺳــﻣﺎﻋﻪ ﺑوﻗــوع اﻟﺟرﻳﻣــﺔ ﻳﻧﺗﻘــﻝ ﺑﺳــرﻋﺔ إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن اﻟﺣــﺎدث ﺑﻌــد اﻟﺗﺄﻛــد ﻣــن ﺻــﺣﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺔ ‪ ،‬وذﻟــك ﺑﻌــد إﺧطــﺎر وﻛﻳــﻝ اﻟﺟﻣﻬورﻳــﺔ ﻣــن اﺟــﻝ اﺗﺧــﺎذ اﻟﺗــداﺑﻳر اﻟﻼزﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻛﻔــﻝ‬
‫اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻳﻪ ﻣن أن ﺗﻣﺗد إﻟﻳﻪ ﻳـد أي ﺷـﺧص وذﻟـك طﺑﻘـﺎ ﻟـﻧص اﻟﻣـﺎدة ‪ 43‬ﻣـن ق ا ج رﻗـم‬
‫‪ 02 /11‬ﻟﻳ ـﺄﺗﻲ ﺑﻌــد ذﻟــك دور اﻟﺷــرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ و اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻳﻧــﺔ وﻓﺣــص اﻟﻣﻛــﺎن ﻟرﻓــﻊ‬
‫اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ اﻟﻣﺟرم وﻓق ﺧطـﺔ وﻣﻧﻬـﺎج ﻣﻌـﻳن‪ ,‬ﺗﻬﻳﺋـﻪ ﻟﻧﻘﻠﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻣﺧﺑـر اﻟﺟﻧـﺎﺋﻲ ﻹﺟـراء‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔﺣوﺻﺎت ﻣن أﺟﻝ اﻟوﺻوﻝ و اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺟرﻳﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳـــﺎ‪ :‬إذا ﻛﺎﻧ ــت اﻷﺑﺣ ــﺎث اﻷوﻟﻳ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺳ ــرح اﻟﺟرﻳﻣ ــﺔ ﺗﻌﺗﺑ ــر ﻣ ــن أﻋﻣ ــﺎﻝ اﻟﺷ ــرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳ ــﺔ‬
‫واﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻓﺎن اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋﻝ ﺑﺣث وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺟـد ﻣﺗطـورة ﺗـدﺧﻝ ﻓـﻲ إطـﺎر اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ‪،‬‬
‫ﻓــﺎﻷوﻟﻰ ﺗﺟﻣــﻊ ﻛــﻝ ﻧﺷــﺎطﺎت اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ ﺑﻣﺳــرح اﻟﺟرﻳﻣــﺔ و ﻣﻬــﺎم اﻟﻣﻌﺎﻳﻧــﺎت‬

‫)‪ (1‬دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ‪،‬اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ‪ :‬أﻓﺎق وﺗﻌدﻳﺎت‪,‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫)‪ (2‬الم رجع نفس ه ‪,‬ص‪.2‬‬
‫‪6‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫اﻟﻣﺎدﻳــﺔ ﺑﺎﻷﻣــﺎﻛن ورﻓــﻊ اﻵﺛــﺎر ‪,‬وأﻣــﺎ اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻣﺧﺗﺻــﻳن وﺧﺑ ـراء ﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف‬
‫ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻋن اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻧﻘﺎط ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬إن اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﺗﺧــﺗص إﻗﻠﻳﻣﻳــﺎ طﺑﻘــﺎ ﻟــﻧص اﻟﻣــﺎدة ‪ 16‬ق ا ج أي ﻳﺗﺣــدد‬
‫اﺧﺗﺻﺎﺻــﻬﺎ ﺑﺎﻟــداﺋرة اﻹﻗﻠﻳﻣﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻳﺑﺎﺷــر ﻓــﻲ إطﺎرﻫــﺎ ﺿــﺑﺎط اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻋﻣﻠﻬ ــم‬
‫اﻟﻣﻌﺗــﺎد ‪ ،‬إﻻ اﻧــﻪ ﻗــد ﻳﻣﺗــد ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻻﺳــﺗﻌﺟﺎﻝ ﻓــﻲ ﺟ ـراﺋم اﻟﻣﺧــدرات و اﻟﺟرﻳﻣــﺔ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ‬
‫ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟوطﻧﻳﺔ و اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﻳﺔ ﻟﻠﻣﻌطﻳﺎت وﺟـراﺋم اﻹرﻫـﺎب‬
‫‪ ،‬ﻟﻳﺷــﻣﻝ ﻛﺎﻓــﺔ اﻹﻗﻠــﻳم اﻟــوطﻧﻲ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻧــوﻋﻲ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﻳــﻪ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 12‬ق ا ج رﻗـم ‪ 02/11‬ﻳﻧـﺎط ﺑﺎﻟﺿـﺑط اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ ﻣﻬﻣـﺔ اﻟﺑﺣـث واﻟﺗﺣـري ﻋـن اﻟﺟـراﺋم‬
‫ﻓﻲ وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ و اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣرﺗﻛﺑﻳﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺗﻠﻘﻲ اﻟﺷﻛﺎوي و اﻟﺑﻼﻏﺎت وﺟﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻﻻت ٕواﺟراء اﻟﺗﺣﻘﻳﻘﺎت اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻛذﻟك ﺗﻧﻔﻳذ اﻹﻧﺎﺑﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 07‬ﻣن ق ا ج‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎﻝ إﻟﻰ ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻳﻧﺔ وﺗﻔﺗﻳش اﻟﻣﺳـﺎﻛن وﺗﺣرﻳـر اﻟﻣﺣﺎﺿـر ‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫واﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻳﻬم و اﻟﻘﺑض و اﻹﻳﻘﺎف وﺳﻣﺎع أﻗواﻟﻬم وﺗوﻗﻳﻔﻬم‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﻓـﻲ ﺣـﻳن أن اﻟﺷـرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳـﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﺗﻘـوم ﺑﺎﻟﺗﻘرﻳﺑـﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ وذﻟـك ﺑﺈﻧﺷـﺎء راﺑطـﺔ‬
‫ﺑﻳن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﻣن ﺷﺧص واﺣد ﺗﺑﻌﺎ ﻷﺳﻠوﺑﻪ اﻹﺟراﻣﻲ‪ ,‬و اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﺻرﻳﺣﺎت‬
‫اﻟﺿــﺣﻳﺔ و اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓــﻳﻬم و اﻟﺷــﻬود وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬــﺎ و اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻋــن اﻟﺗﺳــﺎؤﻻت أو اﻟﻧﻘــﺎط اﻟﺗــﻲ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﺑﻘﻳت ﻋﺎﻟﻘﺔ و ﻏﺎﻣﺿﺔ ﺣوﻝ ظروف ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛــﺎ‪ :‬أﻣــﺎ اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻓﻬــﻲ ﺗﻘــوم ﺑﻔــص اﻵﺛــﺎر وذﻟــك ﺑﺎﺳــﺗﺧدام أﺣــدث اﻟﺗﻘﻧﻳــﺎت ﻓــﻲ‬
‫ﻋﻣﻠﻳـﺎت اﻛﺗﺷــﺎف اﻟﺟرﻳﻣـﺔ و اﻟﺣﻣﺎﻳــﺔ و اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻵﺛــﺎر اﻟﻣﺗﺣﺻـﻝ ﻋﻠﻳﻬــﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ‬

‫دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ‪ ،‬دور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﻳﻪ اﻟﺗﺣﻘﻳق وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻹﺟرام ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻣن‬ ‫)‪(1‬‬

‫اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻟﻠدرك اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬ﻳﺳر ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 3‬‬


‫)‪ (2‬أﺣﻣد ﻏﺎي ‪ ،‬اﻟوﺟﻳز ﻓﻲ ﺗﻧظﻳم وﻣﻬﺎم اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻳﻊ ‪ ،‬ط‪ ، 2‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2006 ،‬ص‬
‫‪. 24-22‬‬
‫أﺣﻣد ﻏﺎي‪ ,‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ‪ ،‬اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ‪ :‬أﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ,‬ص ‪. 3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪7‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫إﻟﻰ ﻓﺣﺻﻬﺎ وﺗﺣﻠﻳﻠﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣـﻝ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ ﻟﻠوﺻـوﻝ إﻟـﻰ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻳﺳـﺗﺧدم‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠم اﻟﻛﻳﻣﻳﺎء واﻟﻔﻳزﻳﺎء وﻋﻠم اﻟﺗﺷرﻳﺢ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﻧﺷﺄة وﺗطور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫ﻟﻘد ازدادت اﻟﺟراﺋم وﺗطورت وأﺻﺑﺢ اﻟﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ ﻋﺳﻳ ار وﻻ ﻳﺗﺎح ﻣن ﻣﺟرد اﻟﺗﺣري‬
‫و اﺳﺗﻘﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑـﻝ ﻣـن ﻓﺣـص اﻟـدﻟﻳﻝ اﻟﻣـﺎدي ‪ ،‬ﺣﻳـث أﺻـﺑﺢ أﻛﺛـر أﻫﻣﻳـﺔ ﻣـن اﻟـدﻟﻳﻝ‬
‫اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣد ﻣن أﻗواﻝ ﻣن ﻳﺣﺗﻣﻝ ﺗواﺟدﻫم ﻛﺷﻬود ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻓرض إﻳﺟﺎد ﺟﻬﺎز ﻳﻌﺗﻣد‬
‫ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ٕواﻣـدادﻩ ﺑﻣﺧﺗﻠـف اﻟوﺳـﺎﺋﻝ و اﻟﺗﻘﻧﻳـﺎت اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ اﻟﺣدﻳﺛـﺔ ﻟﻠوﺻـوﻝ‬
‫إﻟــﻰ ﺣﻘﻳﻘــﺔ اﻟﻔﻌــﻝ وﺗﺣدﻳــد ﻫوﻳــﺔ اﻟﻣﺟــرم ٕواﻳﻘﺎﻓــﻪ وﺗﻘدﻳﻣــﻪ ﻟﻠﻌداﻟــﺔ ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺗــﻪ ﺑﻬــدف ﺣﻣﺎﻳــﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن وﻗوع ﺟراﺋم أﺧرى ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ ‪ :‬ﻧﺷﺄة ﺟﻬﺎز اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫إن اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻣرت ﻋﺑر ﻣراﺣﻝ وﻫﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻘدﻳﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق طرق ﺑداﺋﻳﺔ ﻓـﻲ ﺳـﺑﻳﻝ ﺑﻳـﺎن اﻟﺻـدق ﻣـن اﻟﻛـذب ﻛﻠﻣـﺎ ﺛـﺎرت ﻣﻧﺎزﻋـﺔ‬
‫ﺑﻳن ﺷﺧﺻﻳن ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻘﺑﻳﻠﺔ ﺗرﺑط أﻳدي اﻟﻣﺗﻧـﺎزﻋﻳن ﻓـﻲ ﺷـﺟرة ﻋﻠـﻰ ﺷـﺎطﺊ اﻟﻧﻬـر ﻣﻌرﺿـﻳن‬
‫ﻟﻼﻟﺗﻬﺎم ﻣن اﻟﺗﻣﺎﺳﻳﺢ ﻓﺈذا اﻟﺗﻬم اﻟﺗﻣﺳﺎح أﺣـدﻫﻣﺎ ﻗﺑـﻝ اﻵﺧـر اﻋﺗﺑـر اﻟﺿـﺣﻳﺔ ﻋﻠـﻰ ﺑﺎطـﻝ ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أﻧـﻪ ﻛــﺎن ﻳﻌﻣـﻝ ﺑﺈﺧﺿــﺎع اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓﻳـﻪ ﻻﺧﺗﺑــﺎر ﻳﺗﻣﺛـﻝ ﻓــﻲ ﺣﻣﻠـﻪ ﻋﻠــﻰ إﺧـراج‬
‫ﻟﺳﺎﻧﻪ وﻟﻣس طرﻓﻪ ﺑﻘﺿﻳب ﻣن ﺣدﻳد ﻣﺣﻣﻰ ‪ ،‬ﻓﺈذا أﺻﻳب طرﻓـﻪ ﺑﺣـرق ﻟﻛوﻧـﻪ ﺟﺎﻓـﺎ اﻋﺗﺑـر‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣذﻧﺑﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ ‪:‬‬
‫ﺑــﻳن اﻟﻘ ـرﻧﻳن ‪ 16‬و ‪ 17‬ﺟــرت ﻣﺣــﺎﻛم اﻟﺗﻔﺗــﻳش ﻓــﻲ أورﺑــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗﻌــذﻳب اﻟﻣــﺗﻬم ﻟﻣﻠــﻪ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻻﻋﺗراف اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻧظﺎم اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ‪ ،‬ﺣﻳث ﻛﺎن اﻻﻋﺗراف ﺳﻳد اﻷدﻟﺔ ‪.‬‬

‫ﻋﺑﺎس أﺑو ﺷﺎﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪.62-61‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬رﻣﺳﻳس ﺑﻬﻧﺎم ‪ ،‬اﻟﺑوﻟﻳس اﻟﻌﻠﻣﻲ أو ﻓن اﻟﺗﺣﻘﻳق ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ ‪ ، 1996 ،‬ص ‪. 17-16‬‬
‫رﻣﺳﻳس ﺑﻬﻧﺎم‪ ,‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 3‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪8‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻧور ظﻬرت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻳﻧددون ﺑﺎﻟﺗﻌـذﻳب وﻳﺣﻣﻠـون ﻋﻠﻳـﻪ‬
‫وﻳﺿــﻌوﻧﻪ ﻣوﺿــﻊ ﺷــك ‪,‬إذ ﻟــﻳس ﻻزﻣــﺎ أن ﻳﻛــون ﻫــذا اﻻﻋﺗ ـراف ﺻــﺎدﻗﺎ ﻓﻘــد ﻳﻛــون ﻧﺗﻳﺟــﺔ‬
‫ﺗﻔﺎدﻳﻪ ﻻﺳﺗﻣ اررﻳﺔ إﻳﻼﻣﻪ اﻟﻣﺑرح ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻫـذا اﻟوﻗـت ﻛﺎﻧـت ﺗوﻗـﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺗﻬﻣـﻳن اﻟﻣﻌﺗـرﻓﻳن‬
‫ﻋﻘوﺑﺎت ﻓﺿﺔ وﺷرﺳﺔ ﺗﻣﺛﻝ إﻫدا ار ﻟﻶدﻣﻳﺔ وﻣـن ﻫـؤﻻء اﻟﻔﻼﺳـﻔﺔ اﻟﻣـﺎرﻛﻳز اﻻﻳطـﺎﻟﻲ ﺳـﻳزار‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﻳﻛﺎر ﻳﺎ‬
‫)‪(1‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻳﺔ‪:‬‬


‫ﻓﻔــﻲ اﻟوﻗــت اﻟــذي ﻛﺎﻧ ـت ﺗﺳــود ﻓــﻲ اﻟﻐــرب طــرق اﻟﺗﻌــذﻳب ﻟﻠﺣﺻــوﻝ ﻋﻠــﻰ اﻻﻋﺗ ـراف‬
‫وﻫﻲ وﺳﺎﺋﻝ ﻏﻳر ﻋﺎدﻟﺔ وﻏﻳر ﻣﻌﻘوﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﺎن اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻳﻌﺗﻣدون ﻓـﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳـق ﻋﻠـﻰ ﻣﺑـﺎدئ‬
‫ﺷرﻋﻳﺔ ﻋﺎدﻟﺔ وﻓق ﻗواﻋد ﺣﻛﻳﻣﺔ وﻫﻲ اﻹﻗرار ‪ ،‬اﻟﻳﻣﻳن واﻟﺷﻬﺎدة ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣر ﻓﻲ ﺗﻘـدﻳر‬
‫اﻷدﻟــﺔ و اﻟﺗﺄﻛــد ﻣــن ﺻــﺣﺗﻬﺎ وذﻟــك ﺗطﺑﻳﻘــﺎ ﻟﺣــدﻳث اﻟرﺳــوﻝ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻳــﻪ وﺳــﻠم " إدرؤوا‬
‫اﻟﺣــدود ﺑﺎﻟﺷــﺑﻬﺎت ﻓــﺈن ﻛــﺎن ﻟــﻪ ﻣﺧــرج ﻓﺧﻠـوا ﺳــﺑﻳﻠﻪ ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻹﻣــﺎم إن أﺧطــﺄ ﻓــﻲ اﻟﻌﻔــو ﺧﻳــر‬
‫ﻣــن ﻳﺧطــﺊ ﻓــﻲ اﻟﻌﻘوﺑــﺔ " ‪ ،‬وﻳﻘﺎﺑﻠــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺣﺎﺿــر ﻗﺎﻋــدة أن اﻟﺷــك ﻳﻔﺳــر ﻟﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣــﺗﻬم‬
‫وأن اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺟﻧﺎﺋﻳــﺔ ﻳﺟــب أن ﺗﺑﻧــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻳﻘــﻳن وﺟــزم ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ اﻋﺗﻣــد اﻟﻌــرب ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــض‬
‫)‪(2‬‬
‫طرق اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔراﺳﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺿﺎﻫﺎة ‪ ،‬اﻟﻔﺣص ‪ ،‬اﻟﺣﻳﻝ اﻟﻌﻘﻠﻳﺔ ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﺣدﻳﺛﺔ‬
‫ﺑدأت ﺗﺗﻼﺷﻰ طرق اﻟﺗﻌذﻳب ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘـرن ‪ 18‬وﺣﺗـﻰ ﺑداﻳـﺔ اﻟﻘـرن ‪ 19‬ﻓـﻲ ﻛﺎﻓـﺔ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ــﺎت ‪ ،‬ﺣﻳ ــث أﺟﻣﻌ ــت اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﻳﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺗط ــوﻳر اﻟﻌﻠ ــوم واﺳ ــﺗﺣداث أﺳ ــﺎﻟﻳب ﻋﻠﻣﻳ ــﺔ‬
‫ﻳﺳ ــﺗﻌﻳن ﺑﻬ ــﺎ اﻟﻣﺣﻘ ــق اﻛﺗﺷ ــﺎف اﻟﺣﻘﻳﻘ ــﺔ وﻟﻣﻘﺎوﻣ ــﺔ اﻟﺟرﻳﻣ ــﺔ ‪ ،‬ﺣﻳ ــث اﺳ ــﺗﺧدم ﻋﻠ ــم اﻟط ــب‬
‫اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﺗﺷرﻳﺢ وﺗﺣدﻳـد ﻣـدة وأﺳـﺑﺎب اﻟوﻓـﺎة ‪ ،‬ﻋﻠـم اﻟﺑﻳوﻟوﺟﻳـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟدم و اﻟﺣﻣض اﻟﻧووي‪.‬‬
‫وﻟﻘــد ﺳــﺎﻫم ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﻓــﻲ وﺿــﻊ اﻟﻠﺑﻧــﺎت اﻷوﻟــﻰ ﻟﻠﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ و اﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ‬
‫وﻛﺎن ﻟﻛﻝ واﺣد ﻣﻧﻬم دورﻩ اﻟﻔﻌﺎﻝ اﻟذي أدى إﻟﻰ وﺿﻊ اﻷﺳﺎس ‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﻫؤﻻء "‬
‫ﻫــﺎﻧس ﻗــروس " أﺳــﺗﺎذ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺟﻧــﺎﺋﻲ ﻓــﻲ ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﺑرﻳﺗــوﻝ و ﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ ﺗﺣــدﻳث أﺳــﺎﻟﻳب‬

‫رﻣﺳﻳس ﺑﻬﻧﺎم‪ ,‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 3‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ‪ ،‬اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ‪ :‬أﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت‪,‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ‪ ،‬اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ‪ :‬أﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت‪,‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪9‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫اﻟﺑﺣث اﻟﺟﻧـﺎﺋﻲ و اﻟـذي ﻳﻔﺳـر اﻟﺗﺣﻘﻳـق اﻟﺟﻧـﺎﺋﻲ اﻟـذي ﻋرﻓـﻪ ﺳـﻧﺔ ‪ 1893‬ﻓـﻲ ﻛﺗﺎﺑـﻪ " دﻟﻳـﻝ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق "‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ أوﻝ ﻣ ــن ﻓﻛ ــر ﻓ ــﻲ ﻋﻠﻣ ــﺎء اﻟﻌﺻ ــر اﻟﺣ ــدﻳث ﺑوﺿ ــﻊ ﻓﻛـ ـرة ﻛﺷ ــف اﻷدﻟ ــﺔ ﻋ ــن طرﻳ ــق‬
‫اﻟﺑﺻــﻣﺎت ﻫــو اﻟــدﻛﺗور " ‪ " pur kinje‬ﺗﺷــﻳﻛﻲ اﻷﺻــﻝ‪ ،‬وﻫــو أﺳــﺗﺎذ ﻋﻠــم وظــﺎﺋف اﻷﻋﺿــﺎء‬
‫ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑرﺳﻠو ﺳﻧﺔ ‪. 1823‬‬
‫وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪ 1880‬ﻛــﺎن اﻟــدﻛﺗور "ﻫﻧــري ﻓوﻟــدز " ﻳﻘـوﻝ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻳــﺔ اﻛﺗﺷــﺎف اﻟﻣﺟــرﻣﻳن ﻋــن طرﻳــق‬
‫ﺑﺻــﻣﺎت اﻷﺻــﺎﺑﻊ اﻟﺗــﻲ ﻳﺗرﻛﻬــﺎ اﻟﺟﻧــﺎة‪ ،‬ﻷﻧﻬــﺎ ﺗﻠﻌــب دو ار ﻛﺑﻳ ـ ار ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﺗﻘﺑﻝ إذا ﻣــﺎ ﺳــﺟﻠت‬
‫ﺑﺻﻣﺎت اﻟﻣﺟرﻣﻳن ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ‪.‬‬
‫‪ Francis‬ﺑﺎﻟﻘﻳـ ــﺎم ﺑد ارﺳـ ــﺎت ﻻﻛﺗﺷـ ــﺎف‬ ‫وﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪ 1886‬ﺑـ ــدأ " ﻓرﻧﺳـ ــﻳس ﻗ ـ ـﺎﻟﺗون " ‪Galton‬‬
‫اﻟﻣﺟرﻣﻳن ﻋن طرﻳق اﻟﺑﺻﻣﺎت ووﺿﻊ ﻣﻧﻬﺎج ﻻﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺳــﻧﺔ ‪ 1892‬وﺿــﻊ "ﺟ ـوان ﻓﻳوﺳ ـﺗش ‪ " jhanvucetch‬ﻓــﻲ اﻟﺑــوﻟﻳس اﻷرﺟﻧﺗﻳﻧــﻲ ﻧظﺎﻣــﺎ‬
‫‪« sir Edward‬‬ ‫ﻟﺗﺑوﻳــب اﻟﺑﺻــﻣﺎت ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ وﺿــﻊ أو طــور " اﻟﺳــﻳر ادوارد رﺗﺷــﺎرد ﻫﻧــري "‬
‫» ‪ richard henry‬ﻧظﺎﻣــﺎ ﻣﺑﺳــطﺎ ﻳﻣﻛــن ﺑﺳـﻬوﻟﺔ ﻣــن اﻟرﺟــوع إﻟــﻰ ﺑطﺎﻗــﺎت ﺑﺻــﻣﺎت اﻷﺻــﺎﺑﻊ‬
‫واﺳــﺗﺧﻼص اﻟﻣ ـراد ﻣﻧﻬــﺎ ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻛــﻝ ﻣﺣــﺎوﻻت اﻟﺗﺑوﻳــب اﻷﻣــر ﻳﺗﻌﻠــق ﺑوﺿــﻊ أرﻗــﺎم وﺣــروف‬
‫)‪(2‬‬
‫ورﻣوز ﺗوزع ﺑﻳﻧﻬﺎ ﺑطﺎﻗﺎت اﻟﺑﺻﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﺟﻼت ‪.‬‬
‫ﺛــم ﺳــﻧﺔ ‪ 1900‬وﺿــﻊ اﻟﻌــﺎﻟم " أﻟﻔــوﻧس ﺑرﺗﻳــون " ﻧظــﺎم ﺳــﻣﻲ اﻻﻧﺗروﻣﺗرﻳــﻝ ‪Antnropométrie‬‬
‫)ﻧظﺎم اﻟﺗﺻوﻳر اﻟﻔوﺗـوﻏراﻓﻲ ( ﺣﻳـث ﻳـﺗم اﺧـذ اﻟﺻـورة اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ ﻟﻠﻣﺟـرﻣﻳن وﻣـن اﻟﺟﺎﻧـب اﻷﻳﻣـن‬
‫اﻟوﺟــﻪ وﺗﺳــﺟﻳﻝ ﺗﻘﺎﺳــﻳم أﻋﺿــﺎء ﺟﺳــﻣﻪ ﻋﻠــﻰ ﻧﻣــوذج ﺧــﺎص وﻳرﺟــﻊ إﻟﻳــﻪ ﻋﻧــد اﻟﺣﺎﺟــﺔ ‪ ،‬واﻗﺗﻧــﻊ‬
‫ﺑﺄﻫﻣﻳﺔ اﻟﺑﺻﻣﺔ ووﺿﻌﻬﺎ أو إﺿﺎﻓﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﺗﻌرف اﻟذي وﺿﻌﻪ وﻋﻣم اﻟﻌﻣﻠﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑداﻳـﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺟﻧﺎء ﻓرﻧﺳﺎ‪.‬‬
‫ﺛـم ﻓــﻲ ﺳــﻧﺔ ‪ 1910‬ﻧﺷــﺄ أوﻝ ﻣﺧﺗﺑــر ﻟﻠﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻣــن طــرف اﻟطﺑﻳــب ادﻣوﻧــد ﻟوﻛــﺎر " ﻓــﻲ‬
‫ﻟﻳـ ــون ﺑﻔرﻧﺳـ ــﺎ وﻓـ ــﻲ ﻣرﺳـ ــﻳﻠﻳﺎ ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ ﻓـ ــروع ﺗﺎﺑﻌـ ــﺔ ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺟﺎﻣﻌـ ــﺔ اﻟﺟ ازﺋـ ــر ‪ ،‬ﻟﻳ ـ ـﻝ ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Léon lerch, la police scientifique , imprimerie des presse universitaires , Vendôme‬‬
‫‪(France) . 1949 . Page 7.‬‬
‫رﻣﺳﻳس ﺑﻬﻧﺎم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫رﻣﺳﻳس ﺑﻬﻧﺎم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪10‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫و اﻟذي ﻋﻳن ﻣﻔﺗﺷﺎ ﻟﻪ وﻧﺎدى ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣﻌطﻳﺎت اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﻳﻌﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺷـف‬ ‫)‪(1‬‬
‫ﺗﺳراﺳﺑورغ ‪،‬‬
‫ﻋــن ﻣرﺗﻛﺑــﻲ اﻟﺟ ـراﺋم دون اﻻﻧﺣﺻــﺎر ﻓــﻲ ﻋﻠــم اﻟطــب اﻟﺷــرﻋﻲ وﺣــدﻩ ‪ ،‬وﻗــد ﻋــﺎﻟﺞ ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗــﻪ‬
‫اﻷوﻟﻰ ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﺗراب وﻛﻳف اﻧﻪ ﻳﻔﻳد ﻓـﻲ اﻟوﻗـوف ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن اﻟﻣـﺗﻬم ﻗـد وﻟـﺞ ﻣﻛﺎﻧـﺎ ﻣﻌﻳﻧـﺎ‬
‫وﻋﻠﻘت ﺑﺣذاﺋﻪ أﺗرﺑﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﻛﺎن ‪ ،‬ﻛﻣﺎﺟﻌﻝ ﻟوﻛﺎر ﻣن ﻣﻌﻣﻝ ﺑـوﻟﻳس ﻟﻳـون ﻣرﻛـ از‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻋﻠﻣﻳﺎ ﻳﻣد اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗطور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗطـور اﻟﺳـرﻳﻊ اﻟـذي ﻋرﻓﺗـﻪ اﻟﺷـرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳـﺔ إﻻ أن اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﻟـم ﺗظﻬـر‬
‫إﻻ ﻓﻲ ﺑداﻳﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﻳن ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟـذي ﺧطـﻰ ﺧطـوات ﻋﻣﻼﻗـﺔ ﻣﻣـﺎ أدى إﻟـﻰ‬
‫ظﻬور ٕواﻧﺷﺎء ﻋدة ﻣﺧﺎﺑر ﻋﻠﻣﻳﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1914-1913‬أﻧﺷﺊ أوﻝ ﻣﺧﺑر ﻟﻠطب اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ ﻣدﻳﻧﺔ ﺗورﻧﻳﺎ ﺑﻛﻧدا‬
‫‪ -2‬وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1916‬أﻧﺷﺊ ﻣﺧﺑر ﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﻣدﻳﻧﺔ ﺑرﻟﻳن اﻷﻟﻣﺎﻧﻳﺔ‬
‫‪ -3‬وﻓﻲ ﻧﻔـس اﻟﺳـﻧﺔ أﻧﺷـﺊ أوﻝ ﻣﺧﺑـر ﺟﻧـﺎﺋﻲ ﺑﻠـوس أﻧﺟﻠـس ﺑﺎﻟوﻻﻳـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻷﻣرﻳﻛﻳـﺔ ‪ ،‬ﺛـم‬
‫أﻧﺷﺊ ﺑﻌد ذﻟك ﻣﺧﺑر ﻟﻣﻛﺗب اﻟﺗﺣﻘﻳﻘـﺎت اﻟﻔدراﻟﻳـﺔ‪ ،‬اﻟـذي ﻳﻌﺗﺑـر ﻣـن أﺿـﺧم اﻟﻣﺧﺗﺑـرات اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ‬
‫اﻟﻣوﺟودة ﺣﺎﻟﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ‪.‬‬
‫‪ -4‬أﻣــﺎ أوﻝ ﻣﺧﺗﺑــر أﻧﺷــﺊ ﻓــﻲ اﻟــدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳــﺔ ﻓﻛــﺎن ﻓــﻲ ﻣﺻــر ﺳــﻧﺔ ‪ 1957‬ﺛــم ﺗﺑﻌــﻪ اﻟﻌ ـراق ‪،‬‬
‫اﻷردن ‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﻛوﻳت ‪ ،‬اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻘد‬
‫أﻧﺷﻰء ﺑﻬﺎ أوﻝ ﻣﺧﺑر ﻟﻠﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ ‪ 1962/07/22‬وﻫو ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣـن اﻟـوطﻧﻲ ‪ ،‬إذ ﻳﻘـوم‬
‫ﺑﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻵﺛــﺎر اﻟﻣﺎدﻳــﺔ ﻟﻠﺟ ـراﺋم اﻟﻣﻌﺎﻳﻧــﺔ ﻣــن طــرف ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻸﻣــن‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟوطﻧﻲ أو اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻧظ ـ ـ ار ﻟﺗطـ ــور أﺳـ ــﻠوب ارﺗﻛـ ــﺎب اﻟﺟرﻳﻣـ ــﺔ واﻟوﺳـ ــﻳﻠﺔ اﻟﻣﺳـ ــﺗﻌﻣﻠﺔ ﻻرﺗﻛﺎﺑﻬـ ــﺎ وﻧظ ـ ـ ار ﻟﺗـ ــوﻓر‬
‫إطﺎرات ﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ﻣؤﻫﻠﺔ ‪،‬وﺿﻊ ﻣﺧﺗﺑر اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﻣـﻊ ﺑداﻳـﺔ اﻟﺳـﺑﻌﻳﻧﺎت ﻣﻛﺎﻧﻳزﻣـﺎت ﺟدﻳـدة‬
‫ﻣواﻛﺑــﺔ ﻟﺗطــور اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ وﺗ ازﻳــد اﻹﺟ ـرام ‪ ،‬وأﺻــﺑﺢ ﻫــذا اﻟﻣﺧﺗﺑــر ﻳﺷــﻛﻝ ﺣﺎﻟﻳــﺎ اﻟﻣﺧﺑــر اﻟﻣرﻛــزي‬
‫ﻟﻠﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﻛﺎﺋن ﻣﻘرﻩ ﺑﺷﺎطوﻧﺎف ﺑﺎﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ‪ ،‬ﺣﻳث ﺗم ﺗدﺷﻳﻧﻪ ﻓـﻲ ‪ 22:‬ﺟوﻳﻠﻳـﺔ‬

‫دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ‪ ,‬اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ‪ :‬آﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت‪,‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪,‬ص‪.8‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬رﻣﺳﻳس ﺑﻬﻧﺎم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 17-16‬‬


‫)‪ (3‬دون ذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ‪,‬اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ ‪ :‬آﻓﺎق وﺗﺣدﻳﺎت‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪11‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪ 1999‬ﻣن ﻗﺑﻝ ﻓﺧﺎﻣﺔ رﺋﻳس اﻟﺟﻣﻬورﻳﺔ اﻟﺳﻳد ﻋﺑد اﻟﻌزﻳز ﺑوﺗﻔﻠﻳﻘﺔ ‪ ،‬وﻛـﺎن ﻳﺿـم ﺣـواﻟﻲ ‪170‬‬
‫ﻣﺧــﺗص اﻟــﻰ ﺟﺎﻧ ـب ‪ 500‬ﺗﻘﻧــﻲ ﻣﺳــرح ﺟرﻳﻣــﺔ ﻣــوزﻋﻳن ﻋﺑــر دواﺋــر اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ اﻟــﻰ‬
‫اﻟﻣﺧﺑرﻳن اﻟﺟﻬوﻳﻳن ﺑوﻫران وﻗﺳﻧطﻳﻧﺔ ‪ ،‬وﻛـﻝ ﻫـذﻩ اﻟﻣﺧـﺎﺑر ﻣﺟﻬـزة ﺑﺄﺣـدث اﻟﺗﻘﻧﻳـﺎت و اﻷﺟﻬـزة‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ اﻟﻣﺗطورة ﻛﻣﺎ ان ﻫﻧﺎك ﻣﺷﺎرﻳﻊ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻳﺔ ﻹﻧﺷﺎء ﻣﺧﺎﺑر أﺧرى ﻓﻲ ﺗﻣﻧراﺳت ‪ ،‬ورﻗﻠـﺔ ‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺑﺷﺎر ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎﻳﻳس اﻟدوﻟﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗـوﻓر ﻋﻠﻳﻬـﺎ أﻏﻠـب اﻟﻣﺧـﺎﺑر اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻳـﺔ‬
‫ﻟﺗﺣﻠﻳﻝ ‪ ADN‬وذﻟك ﺑﺎﻻﺷﺗراك ﻣﻊ ﺧﺑراء دوﻟﻳﻳن‪ ،‬ﺣﺳب آﺧر ﻣـﺎ ﺗوﺻـﻝ إﻟﻳـﻪ اﻟﺑـوﻟﻳس اﻟﻌﻠﻣـﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟدوﻟﻲ ‪. Interpol‬‬
‫وﻗد ﺗم ﺗﺣدﻳد ﻣﺟﺎﻝ اﺳﺗﺧدام اﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﻳﺔ ‪ ADN‬ﻓﻲ ﺑﻌـض اﻟﺟـراﺋم أﻫﻣﻬـﺎ‬
‫اﻟﻘﺗــﻝ و اﻻﻋﺗــداءات اﻟﺟﻧﺳــﻳﺔ و اﻟﺳ ـرﻗﺎت ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻗﺿــﺎﻳﺎ ﺗﺣدﻳــد اﻟﻧﺳــب‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼﻝ‬
‫إﺟراء اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻳﻧﺎت ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﻘﻊ دم ﻣﺗﻧﺎﺛرة ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﻐﺳوﻟﺔ أو‬
‫ﺷﻌر وﻟـو ﻛـﺎن ﺑﺣﺟـم ‪ 10‬ﻣﻠـم ‪ ،‬ﻧﻘطـﺔ ﻣـن ﺳـﺎﺋﻝ ﻣﻧـوي ‪ ،‬ﺑﻘﺎﻳـﺎ اﻟﺳـﺟﺎﺋر وﻏﻳرﻫـﺎ‪ ،‬اﻟﺗـﻲ ﺗﺻـﺑﺢ‬
‫ﻛﻠﻬــﺎ دﻻﺋــﻝ داﻣﻐــﺔ وﻻ ﻣﺟــﺎﻝ ﻟﻠﺷــك ﻓﻳﻬــﺎ ﺑﻌــد ﻣطﺎﺑﻘﺗﻬــﺎ ﺑﻳوﻟوﺟﻳــﺎ ﻣــﻊ اﻟﻣﺷــﺗﺑﻪ ﻓــﻳﻬم ‪ ،‬و اﻟﻠﺟــوء‬
‫إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻻﺧﺗﺑــﺎرات ﻳﻛــون ﺑﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ ﺗﻌﻠﻳﻣــﺔ ﻧﻳﺎﺑﻳــﺔ وﺑــﺄﻣر ﻣــن وﻛﻳــﻝ اﻟﺟﻣﻬورﻳــﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﻲ ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﻳق ﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف أﺟﻬزة اﻷﻣن‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗم اﻗﺗﻧﺎء ﻧظﺎم ﺟدﻳد ﻟﺗﻣﺣﻳص اﻟﺑﺻﻣﺎت ﻣـﺎ ﻓـوق اﻟﺑﻧﻔﺳـﺟﻳﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻ ﺗـرى ﺑـﺎﻟﻌﻳن اﻟﻣﺟـردة‬
‫ﻳﺳﻣﻰ " ﻧظﺎم " ﺳﻳرﻓﻳم " ‪ ،‬و اﻟذي اﻋﺗﻣد ﻣن ﻗﺑـﻝ ﻓـﻲ اﺳـﺑﺎﻧﻳﺎ ﻓـﻲ ﺗﻔﺟﻳـرات ﻣدرﻳـد ‪ ،‬ﺣﻳـث ﺗـم‬
‫إرﺳﺎﻝ ﻣﻔﺗﺷﻳن ﻟﻠﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺧﺑـر ﺗﻣﺣـﻳص اﻟﺑﺻـﻣﺎت اﻟـذي ﺗـم اﺳـﺗﺧداﻣﻪ ﻓـﻲ اﻟﺧـﺎرج‬
‫ﻣــن أﺟــﻝ اﻟﺗﻛــوﻳن واﻟﺗــدرﻳب ‪ .‬و إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب اﻟﻣﺧﺑــر اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻣرﻛــزي وﻫــو ﻣﺧﺑــر اﻟﺷــرطﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ ﺑﺷــﺎطوﻧﺎف ‪ ،‬ﺗﻣﻠــك اﻟﺟ ازﺋــر ﻋــدة ﻣ ارﻛــز ﺟﻧﺎﺋﻳــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣــث اﻟﺟﻧــﺎﺋﻲ ﻣﺛــﻝ‬

‫ﻓﺎطﻣﺔ ﺑوزرزور ‪ ،‬دور اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﺟرﻳﻣﺔ ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﻳﻝ إﺟﺎزة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 2008‬ص ‪. 7‬‬
‫)‪ ، (2‬ﻓﺎطﻣﺔ ﺑوزرزور ‪,‬ص ‪. 8‬‬
‫ﻣﻠﻳﻛﺔ ﺑوﺧﻣﺧم‪"،‬ﻫﻛذا ﺗﻔﻛك اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺧﻳوط اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ اﻹﺟراﻣﻳﺔ"‪،‬ﺟرﻳدة اﻟﻣﺷوار اﻟﺳﻳﺎﺳﻲ‪،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪2012‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪12‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫ﻣرﻛز اﻷدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﺑﺎﻟﺳﺣﺎوﻟﺔ ‪ ،‬وﻣﺧﺑـر ﻋﻠـم اﻹﺟـرام واﻷدﻟـﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ ﺑﺑوﺷـﺎوي اﻟﺗـﺎﺑﻊ ﻟﻠـدرك‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫و ﻳﺣﺗــﻝ ﺟﻬــﺎز اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ اﻟﺟزاﺋرﻳــﺔ اﻟﻳــوم ﻣرﻛ ـ از ﻫﺎﻣــﺎ ﻋﺎﻟﻣﻳــﺎ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎﻝ اﻟﺑﺣــث‬
‫اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻔﻧﻲ ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼﻝ اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ أﺣدث ﺗﻘﻧﻳﺎت اﻟﺑﺣث اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ ﻧظﺎم‬
‫‪ " ibis‬إﻳﺑ ــﻳس" أو اﻟﺑﺎﻟﻳﺳ ــﺗﻳك ‪ Balistique‬اﻟ ــذي ﺗﺗ ــوﻓر ﻋﻠﻳ ــﻪ ﻧﻳﺎﺑ ــﺔ ﻣدﻳرﻳ ــﺔ اﻟﺷ ــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳ ــﺔ‬
‫واﻟﺗﻘﻧﻳــﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻣدﻳرﻳــﺔ اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻣﻧــذ أﻗــﻝ ﻣــن أرﺑﻌــﺔ ﺳــﻧوات ‪ ،‬إذ ﺗﻌﺗﺑــر اﻟﺟ ازﺋــر ﻣــن‬
‫أﺻ ـﻝ ‪ 32‬دوﻟــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻧظــﺎم واﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺑﻳﻧﻬــﺎ ‪ :‬أﻟﻣﺎﻧﻳــﺎ ‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛــﺔ اﻟﻌرﺑﻳــﺔ‬
‫اﻟﺳﻌودﻳﺔ ‪ ،‬إﺳراﺋﻳﻝ ‪ .‬وﻳﻌـد ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم ﺑﻧـك ﻣﻌﻠوﻣـﺎت إﺟ ارﻣـﻲ ﺧـﺎص ﺑﺗﺧـزﻳن ﺟﻣﻳـﻊ اﻟﺑﻳﺎﻧـﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑظــرف أو ﻣﻘــذوف ﺳــﻼح ﻧــﺎري ﺳ ـواء ﺗــم اﻟﻌﺛــور ﻋﻠﻳــﻪ ﻓــﻲ ﻣﺳــرح اﻟﺟرﻳﻣــﺔ ‪ ،‬أو ﻓــﻲ‬
‫ﻣﻛﺎن آﺧـر وﺗـدون اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻓـﻲ ﺑﻧـك ﺧـﺎص ﻳﺳـﻣﻰ اﻟﻘﺎﻋـدة اﻹﺟراﻣﻳـﺔ ﻓـﻲ ﺑﻧـك اﻟﻣﻌطﻳـﺎت ‪،‬‬
‫ﺣﻳــث ﻳﺿــم ﻫــذا اﻟﺑﻧــك ﺣﺎﻟﻳــﺎ أﻛﺛــر ﻣــن ‪ 15‬أﻟ ـف ﻗطﻌــﺔ ﺳــﻼح ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﻳــﺔ اﻧطﻠﻘــت ﻣﻧــذ ﺳــﻧﺔ‬
‫‪ 2003‬وﻻ ﺗـزاﻝ ﻣﺗواﺻــﻠﺔ ‪ ،‬وﻗــد اﺣﺗﻠــت اﻟﺟ ازﺋــر اﻟﻣرﺗﺑــﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳــﺔ ﻋﺎﻟﻣﻳــﺎ ﺑﻌــد اﻟوﻻﻳــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة‬
‫)‪(2)1‬‬
‫اﻷﻣرﻳﻛﻳﺔ ﻣن ﺣﻳث ﻧﺟﺎﻋﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ‪.‬‬
‫و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎم ‪ ibis‬ﻳﺣﺗوي اﻟﻣﺧﺑر اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺣـدث ﻧظـﺎم‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﺑﺻﻣﺎت وﻫـو اﻟﻧظـﺎم اﻵﻟـﻲ ﻟﻠﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﺻـﻣﺎت ‪ ) AFIS‬أﻧظـر اﻟﺷـﻛﻝ‬
‫رﻗـ ــم ‪ (.1‬و اﻟـ ــذي ﻳﺣﺗـ ــوي ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺑطﺎﻗـ ــﺎت ﺑﺻـ ــﻣﻳﺔ وﻧﻘطﻳـ ــﺔ ﻷﺷـ ــﺧﺎص ﻣﺷـ ــﺑوﻫﻳن ﺧﺿـ ــﻌوا‬
‫ﻟﻠﺗﻌرﻳــف أو اﻟﺗوﻗﻳــف ﻣــن طــرف ﻣﺻ ـﺎﻟﺢ اﻟﺷــرطﺔ أو اﻟــدرك اﻟــوطﻧﻲ ﻓــﻲ ﺣﻣــﻼت اﻟﺗﻔﺗــﻳش أو‬
‫اﻟﻣ ــداﻫﻣﺎت ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﺗ ــم اﻋﺗﻣﺎدﻫ ــﺎ ﺧ ــﻼﻝ اﻟﻛـ ـوارث اﻟﻛﺑ ــرى اﻟﺗ ــﻲ ﺷ ــﻬدﺗﻬﺎ اﻟﺟ ازﺋ ــر ﻣﺛ ــﻝ زﻟـ ـزاﻝ‬
‫ﺑوﻣرداس وﻓﻳﺿﺎﻧﺎت ﺑﺎب اﻟواد ﻟﺗﺣدﻳد ﻫوﻳﺔ ﺑﻌض اﻟﺟﺛث اﻟﺗﻲ ﺗم اﻧﺗﺷﺎﻟﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻳ ــﺗم ﺗ ــدوﻳن اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺑﻬ ــذا اﻟﻧظ ــﺎم ﻋﻧ ــد ﺗﺣوﻳ ــﻝ أي ﺷ ــﺧص أو ﻣﺷ ــﺗﺑﻪ ﻓﻳ ــﻪ ﻟﻣ ارﻛ ــز‬
‫اﻟﺷــرطﺔ ‪ ،‬ﺣﻳــث ﺗــدون ﻣﻌﻠوﻣــﺎﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﻣــﻊ اﺧــذ ﺑﺻــﻣﺎت أﺻــﺎﺑﻊ اﻟﻳــدﻳن اﻟﻌﺷـرة ‪ ،‬إﺿــﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ اﺧذ ﺻورة ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وﺻورة ﺟﺎﻧﺑﻳﺔ وﺗﺣﻔظ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋـن طرﻳـق اﻹﻋـﻼم اﻵﻟـﻲ ‪ ،‬وﻣـن‬
‫ﺛم ﻓﻬو ﻳﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أرﺷﻳف ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻳرﺟﻊ إﻟﻳﻪ ﻋﻧد طﻠب أي ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻠﺑﺻﻣﺔ اﻟﻣﺷـﺗﺑﻬﺔ ﻓﻳﻬـﺎ ﻣـﻊ‬

‫ﻧﺎﺋﻠﺔ ﺑن رﺟﺎﻝ ‪ ،‬اﻟﺷروق ﺗزور ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ‪ ،‬ﺟرﻳدة اﻟﺷروق اﻟﻳوﻣﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪،‬اﻟﻌدد‪، 120‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫اﻟﺟزاﺋر ‪17‬اﻓرﻳﻝ ‪ ، 2007‬ص ‪. 7‬‬


‫)‪ (2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪13‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫اﻟﺑﺻــﻣﺎت اﻟﻣﺣﻔوظــﺔ ﺑﺎﻟﻧظــﺎم ‪ ،‬إذ ﻳﺳــﺗﻐرق اﻟﺑﺣــث ﺣـواﻟﻲ رﺑــﻊ ﺳــﺎﻋﺔ ﻓﻘــط ﻟﻳﺻــﻝ ﻓــﻲ اﻷﺧﻳــر‬
‫إﻟــﻰ ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻣﺣﻘﻘــﺔ ودﻗﻳﻘــﺔ ﺗﻣــرر ﻋﻠــﻰ أﺛرﻫــﺎ ﺗﻘرﻳــر ﺧﺑـرة ﻳﺳــﻠم إﻟــﻰ وﻛﻳــﻝ اﻟﺟﻣﻬورﻳــﺔ أو ﺿــﺎﺑط‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪.‬‬
‫وﺗﺣدﻳدا ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪ 20‬ﺟوﻳﻠﻳﺔ ‪ 2004‬ﺗم ﺗدﺷﻳن أﻛﺑر ﺻرح ﻋﻠﻣﻲ وﻫو ﻣﺧﺑر اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﻳﺔ اﻟ ـ‬
‫‪ ADN‬وﻗﺎم ﺑﺗدﺷﻳﻧﻪ وزﻳر اﻟداﺧﻠﻳـﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ اﻟﺳـﻳد ﻧـور اﻟـدﻳن زرﻫـوﻧﻲ رﻓﻘـﺔ وزﻳـر‬
‫اﻟداﺧﻠﻳــﺔ اﻟﻣﻐرﺑــﻲ ‪،‬و ﻳﻌــد ﻫــذا اﻟﻣﺧﺑــر اﻷوﻝ ﻣــن ﻧوﻋــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗوى اﻟﻌرﺑــﻲ واﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣﺳــﺗوى اﻹﻓرﻳﻘــﻲ ﺑﻌــد ﺟﻧــوب إﻓرﻳﻘﻳــﺎ ﻳﻌﻣــﻝ ﺑــﻪ ‪ 24‬ﺗﻘﻧــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺑﻳوﻟوﺟﻳــﺎ واﻟــذي ﺗﻠﻘ ـوا ﺗﻛوﻳﻧــﺎ‬
‫ﻣﺗﺧﺻﺻﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺗﺣﻠﻳﻝ ‪ ADN‬ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺧﺎﺑر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻷوروﺑﻳﺔ ﻛﺈﺳﺑﺎﻧﻳﺎ ‪ ،‬ﻓرﻧﺳـﺎ‬
‫‪ ،‬ﺑﻠﺟﻳﻛــﺎ‪ .‬ﻛﻣــﺎ ﺗﻣــت إﻋــﺎدة ﻫﻳﻛﻠــﺔ ﻫــذا اﻟﻣﻌﻬــد ﻟﻳطﻠــق ﻋﻠﻳــﻪ اﺳــم ﻣﻌﻬــد ﻋﻠــوم اﻷدﻟــﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳــﺔ ‪،‬‬
‫وﻋﻠــﻰ ﻧﻔــس اﻟــﻧﻬﺞ ﺳــﺎرت اﻟــدوﻝ ﻛﺎﻹﻣ ـﺎرات اﻟﻌرﺑﻳــﺔ اﻟﻣﺗﺣــدة ‪ ،‬ﺣﻳــث أﻧﺷــﺄت اﻟﻣﺧﺑــر اﻟﺟﻧــﺎﺋﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺑﺄﺑو ظﺑﻲ ﺳﻧﺔ ‪.1983‬‬

‫)‪ ، (1‬ﻧﺎﺋﻠﺔ ﺑن رﺣﺎﻝ‪,‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ,‬ص ‪. 07‬‬


‫)‪ (2‬ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻣراد ‪ ،‬اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺗطﺑﻳﻘﻲ ‪ ،‬دا ر اﻟﻛﺗب واﻟوﺛﺎﺋق اﻟرﺳﻣﻳﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ، 1995 ،‬ص ‪. 201‬‬
‫‪14‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ھياكل وأدوات الشرطة العلمية في التحقيق الجنائي‬


‫إن اﻟﻣﺧﺑر اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﻔـروع‬
‫‪ ،‬ﻏﻳر أن ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺗﻔﺿﻝ ﺗﺧﺻﻳص ﻣﺧﺑر ﺟﻧـﺎﺋﻲ ﻣـزود ﺑﻣﺧﺗﻠـف اﻷﺟﻬـزة و اﻟﺗﻘﻧﻳـﺎت ﻟﻔﺣـص‬
‫ﻛﺎﻓﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺣﻳوﻳﺔ )ﺑﻳوﻟوﺟﻳﺔ ( ‪ ،‬أو ﻏﻳر ﺑﻳوﻟوﺟﻳﺔ ) ﻏﻳـر ﺣﻳوﻳـﺔ ( أوﻓـﻲ‬
‫ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟراﺋم ‪ ،‬ﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﻳﺎن ﻗد ﺗﺣﺗﺎج اﻟﺟرﻳﻣﺔ اﻟواﺣدة إﻟﻰ ﻓرع ﻣﻧﻬـﺎ أو إﻟـﻰ ﻛـﻝ‬
‫اﻟﻔــروع ﻣــن أﺟــﻝ إﻣﺎطــﺔ اﻟﻐﻣــوض ﻋﻧﻬــﺎ و ﻛﺷــف اﻟﺣﻘﻳﻘــﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أن ﻫــذا اﻟﻣﺧﺑــر‬
‫ﻣﺟﻬز ﺑﺄﺣدث اﻷدوات و اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻳﻪ ﻳﻣﻛـن د ارﺳـﺔ ﻫـذا اﻟﻣﺑﺣـث ﻓـﻲ ﻣطﻠﺑـﻳن‪ ،‬ﺣﻳـث ﺗﺗﻧـﺎوﻝ ﻓـﻲ اﻟﻣطﻠـب اﻷوﻝ ﻫﻳﺎﻛـﻝ‬
‫ﻣﺧﺑ ــر اﻟﺷ ــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ــﻲ ﺣ ــﻳن ﺗﺗﻧ ــﺎوﻝ ﻓ ــﻲ اﻟﻣطﻠ ــب اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ أدوات اﻟﺷ ــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳ ــﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷوﻝ ‪ :‬ﻫﻳﺎﻛﻝ ﻣﺧﺑر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫إن ﻣﺧﺑر اﻟﺷرطﺔ ﻳﺗﻛون ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺗﻳن ‪ :‬اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﻳﺔ ﻟﻣﺧﺎﺑر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ‬
‫و اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﻳﺔ ﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ و ﻛﻝ واﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﻳﺗدرج ﺗﺣﺗﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔروع‪.‬‬
‫ﺳﻳﺗم دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻓﻲ ﻓرﻋﻳن ‪:‬‬
‫اﻟﻔــرع اﻷوﻝ‪ :‬اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﻳــﺔ ﻟﻣﺧــﺎﺑر اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ‪،‬اﻟﻔــرع اﻟﺛــﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﻳــﺔ‬
‫ﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ ‪:‬اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﻳﺔ ﻟﻣﺧﺎﺑر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫ﺗﺗﻛون اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻣن ﻋدة دواﺋر وأﻗﺳﺎم أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟداﺋرة اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫و ﻳﺄﺗﻲ ﺗﺣت ﻫذﻩ اﻟداﺋرة ﻋدة ﻓروع ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻓـــرع اﻟﺑﻳوﻟوﺟﻳـــﺎ و اﻟﺑﺻـــﻣﺔ اﻟوراﺛﻳـــﺔ ‪ :‬إن اﻟﻣﻬﻣــﺔ اﻟرﺋﻳﺳــﻳﺔ ﻟﻬــذا اﻟﻔــرع ﻫــﻲ اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ‬
‫اﻟدﻻﺋﻝ و اﻟﻘراﺋن ﻋن طرﻳق اﻟﺗﺣﺎﻟﻳﻝ اﻟﻣﺧﺑرﻳﺔ و اﻟﺗﻲ ﻳﺗرﻛﻬـﺎ اﻟﺟـﺎﻧﻲ ﻓـﻲ ﻣﺳـرح اﻟﺟرﻳﻣـﺔ ‪ ،‬و‬
‫ﺑﺗﻌﺑﻳــر آﺧــر ﻳﻘــوم ﻫــذا اﻟﻔــرع ﺑﺗﺣﻠﻳــﻝ ﻋﻳﻧــﺎت اﻟــدم ‪ ،‬اﻟﻣﻧﻲ‪،‬اﻟﺑــوﻝ ‪ ،‬اﻟﺷــﻌر أو اﻟﻠﻌــﺎب ﺑواﺳــطﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺗﺣﻠﻳﻝ و ﻋﻣﻠﻳﺎت ﻣﺧﺑرﻳﺔ ﻣﺗطورة ﻣن اﺟﻝ ﺗﺣدﻳد ﻣﺻدر ﻫﺎ و طﺑﻳﻌﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫)‪ (1‬فاروق جوزي ‪ "،‬الشرطة العلمية و التقنية" ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬العدد ‪، 50‬المديرية العامة لألمن الوطني‪،‬‬
‫الجزائر‪،‬جويلية‪ ،2003,‬ص ‪.29‬‬

‫‪15‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫ﻛﻣــﺎ ﻳــﺗم اﺳ ـﺗﺧدام ﺗﻘﻧﻳــﺔ اﻟﺑﺻــﻣﺔ اﻟوراﺛﻳــﺔ ‪ ADN‬ﻟﻠﺗﻌــرف ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻬــوﻟﻲ اﻟﻬوﻳــﺔ و ﻓــﻲ ﺗﺣدﻳــد‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻧﺳب أو اﻷﺑوة و ﻛذﻟك ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﻘﺗﻝ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻓرع ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧوﻋﻳﺔ اﻟﻐذاﺋﻳﺔ ‪ :‬ﻳﺧﺗص ﻫذا اﻟﻔرع ﺑﺈﺟراء ﺗﺣﺎﻟﻳﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻣـواد اﻟﻐذاﺋﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺗﺳــﺑب ﻓــﻲ إﺣــداث ﺣــﺎﻻت اﻟﺗﺳــﻣم ‪ ،‬و اﻟﻛﺷــف ﻋــن ﻧوﻋﻳــﺔ و ﺟــودة ﻫــذﻩ اﻟﻣـواد ﺗﺣــت إﺷـراف‬
‫اﻟﺧﺑراء اﻟﻣﺧﺗﺻﻳن ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻐذاﺋﻳﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻳﺎم ﺑﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻣﻳﺎﻩ اﻟﻣﻌدﻧﻳـﺔ‬
‫ﻟﻠﻛﺷف ﻋن وﺟود ﺟراﺛﻳم ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ -3‬ﻓ ـرع اﻟﻛﻳﻣﻳــﺎء اﻟﺷــرﻋﻳﺔ و اﻟﻣﺧــدرات ‪ :‬ﻳﺧــﺗص ﻫــذا اﻟﻔــرع ﺑــﺈﺟراء ﺗﺣﺎﻟﻳــﻝ ﻋﻠــﻰ ﻣﺧﺗﻠــف‬
‫اﻟﻣواد اﻟﻣﺟﻬوﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻳﻌﺛـر ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﺑﻣﻛـﺎن اﻟﺟرﻳﻣـﺔ ‪ ،‬و اﻟﻣـواد اﻟﺗـﻲ ﻳﺷـﺗﺑﻪ ﻓﻳﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ ﻣـواد‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻣﺧدرة ﻟﻣﻌرﻓﺔ طﺑﻳﻌﺗﻬﺎ و ﺗﻘدﻳر اﻟﻛﻣﻳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ اﻟﺷﺧص‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻓرع اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ ‪ :‬إن اﻟطﺑﻳب اﻟﺷـرﻋﻲ ﻟـﻪ دور ﻛﺑﻳـر ﺟـدا ﻓـﻲ ﺗﺷـﺧﻳص ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺟرﻳﻣـﺔ‬
‫و ﻓـﻲ ﺗﺣدﻳـد اﻟﻔﻌـﻝ اﻹﺟ ارﻣـﻲ وﻧﺗﺎﺋﺟـﻪ ﻓـﻲ ﻣﺟــﺎﻝ اﻟﺗﺣﻘﻳﻘـﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ‪ ،‬ﺣﻳـث ﺗﺗﻣﺛـﻝ ﻣﻬﻣﺗـﻪ ﻓــﻲ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻓﺣص و ﺗﺷرﻳﻊ ﻟﻠﺟﺛﺔ و أﺧذ اﻟﻌﻳﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻝ اﻟطﺑﻳﺔ اﻟﺷرﻋﻳﺔ ﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﻓرع ﻋﻠم اﻟﺳﻣوم ‪ :‬ﻳﻌﻣﻝ ﻣﺧﺗﺻوا ﻫذا اﻟﻔرع ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ و اﻟذي‬
‫ﻳﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺳـﻣوم ﻣـن ﺣﻳـث ﺧـواص اﻟﺷـم‪ ،‬ﺗـﺄﺛﻳر اﻟﺳـم ﻓـﻲ اﻟﺟﺳـم ‪ ،‬طرﻳﻘـﺔ اﻟﻌـﻼج ‪ ،‬اﻟﻛﺷـف‬
‫ﻋن اﻟﺳم ﺑﺎﻟطرق اﻟﻣﻌﻣﻠﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺳﻣم ) ﻋرﺿﻲ ‪ ،‬اﻧﺗﺣﺎري ‪ ،‬ﺟﻧﺎﺋﻲ (‬
‫وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼﻝ ﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻟﻣﻌــدة وﻣﺣﺗوﻳﺎﺗﻬــﺎ ‪ ،‬اﻷﻣﻌــﺎء ‪ ،‬اﻟﻛﺑــد ‪ ،‬اﻟــدم وﻣــن أﻣﺛﻠــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻣـواد ‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫اﻟزﺋﺑق‪،‬اﻟزرﻧﻳﺦ‪ ،‬أوﻝ أﻛﺳﻳد اﻟﻛرﺑون ‪ ،‬اﻟﻛﺣوﻝ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ ‪ :‬اﻟداﺋرة اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ‬
‫و ﻳﺄﺗﻲ ﺗﺣت ﻫذﻩ اﻟداﺋرة ﻋدة ﻓروع ‪:‬‬

‫ﻧﺎﺋﻠﺔ ﺑن رﺣﺎﻝ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ص‪.07‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻣراد‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 85‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻋﻣر اﻟﺷﻳﺦ اﻷﺻم ‪ ،‬ﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻧوﻋﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑرات اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ‪ ،‬أﻛﺎدﻳﻣﻳﺔ ﻧﺎﻳف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﻳﺔ ‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫اﻟرﻳﺎض‪ ، 1991 ،‬ص ‪. 19‬‬


‫إﺑراﻫﻳم اﻟﺟﻧدي‪ ،‬اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳﻘﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻠك ﻓﻬد اﻟوطﻧﻳﺔ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻟرﻳﺎض ‪ ،2000‬ص‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪. 23‬‬
‫رﺟﺎء ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﻌﺑود‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ و اﻟﺳﻣوم ﻟرﺟﺎﻝ اﻷﻣن و اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻠك ﻓﻬد اﻟوطﻧﻳﺔ‬ ‫)‪(5‬‬

‫ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻟرﻳﺎض ‪ 2012‬ص ‪.319‬‬


‫‪16‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪ -1‬ﻓرع اﻟﺧطوط و اﻟوﺛﺎﺋق ‪:‬ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻣﻬﺎم ﻫذا اﻟﻔـرع ﻓـﻲ اﻟﻘﻳـﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟﻳـﻝ اﻟﻼزﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻷوراق‬
‫اﻟﻧﻘدﻳﺔ و اﻟوﺛﺎﺋق اﻟرﺳﻣﻳﺔ و اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ و اﻷﺧﺗـﺎم وﻛـذا د ارﺳـﺔ و ﻣﺿـﺎﻫﺎة اﻟﺧطـوط‬
‫و ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻷﺧﺑﺎر و ﻣﺧﺗﻠف أﻧواع اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ و آﻻﺗﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﻳد أﻧواع اﻟـوزن و اﻷﻟـوان‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓـ ــﻲ ﺗزوﻳـ ــر اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﻳـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼﻝ اﻻﺳـ ــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠـ ــف اﻟوﺳـ ــﺎﺋﻝ و اﻟﺗﻘﻧﻳـ ــﺎت‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻣﺗطورة‪.‬‬
‫‪-2‬ﻓـــرع اﻷﺳـــﻠﺣﺔ و اﻟﻘـــذاﺋف ‪ :‬ﻳﻌﺗﺑــر ﻣــن أﻫــم اﻟﻔــروع و ﺗﺗﻣﺛــﻝ ﻣﻬﻣﺗــﻪ ﻓــﻲ د ارﺳــﺔ اﻷﺳــﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻧﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﻳد ﻣﺎﻫﻳﺔ اﻟﻘـذاﺋف و اﻷظرﻓـﺔ اﻟﻔﺎرﻏـﺔ ‪ ،les balles‬ﺣﻳـث ﻳﻘـوم اﻟﻣﺧﺗﺻـون ﻓـﻲ‬
‫ﻫذا اﻟﻔرع ﺑﺗﺣدﻳد ﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺎر اﻟذي ﺗﺳﻠﻛﻪ اﻟﻘذﻳﻔﺔ و دراﺳﺔ ﻓﺗﺣـﺔ دﺧـوﻝ اﻟﻘـذاﺋف و ﺧروﺟﻬـﺎ‬
‫و إﻧﺷ ــﺎء اﻷرﻗ ــﺎم اﻟﺗﺳﻠﺳ ــﻠﻳﺔ ﺑواﺳ ــطﺔ ﺻ ــﻘﻝ اﻷﺳ ــﻠﺣﺔ ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﻳﺗﻛﻔ ــﻝ ﻫـ ـذا اﻟﻘﺳ ــم أﻳﺿ ــﺎ ﺑ ــﺈﺟراء‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻋﻣﻠﻳﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎﻳﺎ اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻓرع اﻟﻣﺗﻔﺟرات و اﻟﺣراﺋق ‪ :‬ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻣﻬﻣﺔ ﻫذا اﻟﻔـرع ﻓـﻲ ﻓﺣـص ﺑﻘﺎﻳـﺎ اﻟﻣـواد اﻟﻣﺗﻔﺟـرة ‪ ،‬ﺛـم‬
‫اﻟﻘﻳﺎم ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﺟرﻳﻣﺔ ﻣن أﺟﻝ ﺗﺣدﻳد ﻣﺻدرﻫﺎ أو اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﻳﺔ إﻟﻰ ذﻟك ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻫذا اﻟﻔرع ﺑﻔﺣص ﻣﺧﻠﻔـﺎت اﻟﺣ ارﺋـق ﻣـن‬
‫أﺟــﻝ اﻟﺑﺣــث ﻋــن اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﻔﻌﻠﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ أدت إﻟﻳﻬــﺎ ﻫــﻝ ﻛﺎﻧــت ﻧﺗﻳﺟــﺔ ﺷ ـ اررة ﻛﻬرﺑﺎﺋﻳــﺔ أو أﻧﻬــﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻛﺎﻧت ﺑﻔﻌﻝ ﻓﺎﻋﻝ ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻓرع ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺻوات ‪ :‬ﻳﻬدف ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ ﺗﺣدﻳد ﻫوﻳﺔ اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻋن طرﻳـق ﺟﻬـﺎز ﻗﻳـﺎس‬
‫اﻟﺻوت أو ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﺻوت ﻗﺻد ﻣﻌرﻓﺔ ﺻﺎﺣﺑﻪ ‪ ،‬ﺣﻳـث ﺗﺟـري ﻣﻘﺎرﻧـﺔ وﻣﺿـﺎﻫﺎة اﻟﺻـوت ﻣـﻊ‬
‫أﺻ ـوات ﻣرﺟﻌﻳــﺔ ﻋدﻳــدة ﻣﺧزﻧــﺔ أﺻــﻼ ﻟــدى اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻷﺷــﺧﺎص ﻣﺷــﺑوﻫﻳن أو ﻣﺗﻬﻣــﻳن‬
‫وﺗﻌﺗﺑر ﺑذﻟك ﺗﻘﻧﻳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺻوات آﺧر إﺑداع ﻓﻲ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﺗﺣﻘﻳق اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﻳﺔ ﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‬
‫وﺗﺗﻣﺛﻝ ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻳﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﻫوﻳﺔ اﻷﺷﺧﺎص ﻣرﺗﻛﺑـﻲ اﻟﺟـراﺋم‬
‫وﺧﺎﺻــﺔ أوﻟﺋــك اﻟــذﻳن ﻳﺧﻔــون ﺷﺧﺻــﻳﺎﺗﻬم اﻟﺣﻘﻳﻘﻳــﺔ ﻣــن ﺧــﻼﻝ اﺳــﺗﻌﻣﺎﻝ أﺳــﻣﺎء ﻣﺳــﺗﻌﺎرة ﺳ ـواء‬

‫)‪ (1‬قدري عبد الفتاح الشھاوي ‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.31‬‬


‫)‪ (2‬عمر الشيخ األصم ‪،‬نظام الرقابة النوعية في المختبرات الجنائية في الدول العربية ‪ ،‬أكاديمية نايف للعلوم األمنية ‪،‬‬
‫الرياض ‪ ، 1991،‬ص ‪.19-18‬‬
‫)‪ (3‬فاطمة بوزرزور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬

‫‪17‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫أﻛﺎﻧــت ﻷﺷــﺧﺎص ﺣﻘﻳﻘﻳــﻳن ﻣوﺟــودﻳن ﻋﻠــﻰ أرض اﻟواﻗــﻊ أو ﻛﺎﻧــت ﺷﺧﺻــﻳﺎت وﻫﻣﻳــﺔ وﺗﺗﻛــون‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻛﺎﺗب وﻫﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻛﺗب اﻟدراﺳﺎت واﻟﺗﻛوﻳن‬
‫وﻳﺿم ﻫذا اﻟﻣﻛﺗب أرﺑﻌﺔ أﻗﺳﺎم وﻫﻲ ‪ :‬ﻗﺳم اﻟدراﺳﺎت و اﻟﺗﺟﻬﻳز ‪ ،‬ﻗﺳم اﻵﺛﺎر ‪ ،‬ﻗﺳـم‬
‫اﻟﺗﻛوﻳن ‪ ،‬وأﺧﻳ ار ﻗﺳم اﻟرﺳم اﻟوﺻﻔﻲ وﻳﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺧﻳر ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺗﻬدف إﻟـﻰ رﻓـﻊ ﺻـورة ﺗﻘرﻳﺑﻳـﺔ‬
‫ﻟوﺟــﻪ اﻟﻣــﺗﻬم ﻋــن طرﻳــف اﻷوﺻــﺎف اﻟﺗــﻲ ﻳﻘــدﻣﻬﺎ اﻟﺿــﺣﻳﺔ أو اﻟﺷــﻬود اﻟــذﻳن ﺗﻣﻛﻧـوا ﻣــن رؤﻳــﺔ‬
‫ﻣﻼﻣﺢ وﺟﻪ ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﻳﻣﺔ‬
‫وﻟﻘد أﺿﻳف إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺷﺑوﻫﻳن ﻗﺎﻋـدة ﺑﻳﺎﻧـﺎت ﻧﺷـﻣﻝ ﺻـورﻫم ‪,‬ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣﻝ ﺟﻣـﻊ اﻟﺻـور اﻟﻔوﺗوﻏراﻓﻳـﺔ وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬـﺎ آﻟﻳـﺎ ﻣـن ﺧـﻼﻝ ﺑرﻧـﺎﻣﺞ اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻷوﺻﺎف و اﻟذي ﻳﻘوم ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑﺗﻠك اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﻘﺎﻋدة اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت ﻟﻬﻛﻣـﺎ ﻳﻣﻛـن ﺟﻣـﻊ ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم‬
‫ﻣﻊ ﻧظﺎم اﻟﺗﻌرف اﻵﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺻﻣﺎت ‪. AFIS‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﻣﻛﺗب اﻟﻣراﻗﺑﺔ وﺗﺳﻳﻳر اﻟﻣراﻛز‬
‫ﻳﻧﻘﺳ ــم ﻫ ــذا اﻟﻣﻛﺗ ــب إﻟ ــﻰ ﻗﺳ ــﻣﻳن ‪ :‬ﻗﺳ ــم اﻟﻣراﻗﺑ ــﺔ و اﻟ ــذي ﻳﻘ ــوم ﺑﻣراﻗﺑ ــﺔ أﻋﻣ ــﺎﻝ اﻟﺷ ــرطﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ داﺧــﻝ اﻟﻣﺧــﺎﺑر ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻗﺳــم ﺗﺳــﻳﻳر اﻟﻣ ارﻛــز اﻟــذي ﻳﻌﻣــﻝ ﻋﻠــﻰ اﻟــرﺑط و اﻟﺗﻧﺳــﻳق‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺑﻳن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺧﺎﺑر وﺗﺳﻳرﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﻔوظﺎت‬
‫و ﻫذا اﻟﻣﻛﺗب ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺟرة ﻛﺑﻳرة ﺟدا ﺑﻬﺎ ﻋدد ﻛﺑﻳر ﻣن اﻟرﻓوف ﻳـﺗم ﻓﻳﻬـﺎ ﺗﺧـزﻳن وﺗـدوﻳن‬
‫ﺟﻣﻳﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﻳﺎﻧـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑـﺎﻟﻣﺟرﻣﻳن واﻟﻣﺷـﺑوﻫﻳن ﻣـن ﺧـﻼﻝ ﻧظـﺎم اﻟﺑﺻـﻣﺔ اﻵﻟـﻲ ‪،‬‬
‫و اﻟذي ﻳﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ‪ 230‬أﻟف ﺑطﺎﻗﺔ ﺑﺻﻣﻳﺔ و ﻧﻘطﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻧك اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻣـن ﺧـﻼﻝ ﻧظـﺎم "‬
‫اﻻﻓــﻳس"‪ .‬وﻳـﺗم اﺳــﺗﻐﻼﻝ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣدوﻧــﺔ ﻋﻧــد اﻟﻌﺛــور ﻋﻠــﻰ اﻟﺟﺛــث اﻟﻣرﻣﻳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺷـوارع أو‬
‫وﻗــوع ﺟ ـراﺋم وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬــﺎ ﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣﺧزﻧــﺔ ‪ ،‬اﻟﺑﺻــﻣﺎت اﻟﻣرﻓوﻋــﺔ ‪ ،‬ﻣــن ﻣﺳــرح اﻟﺟرﻳﻣــﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻘﻘﻳن وذﻟك ﻟﺗﺣدﻳد اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻳﻬم ﻣن ﺧﻼﻝ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣث‪.‬‬
‫وﻳﺗﻔرع ﻫذا اﻟﻘﺳم إﻟـﻰ ﻗﺳـم ﺗﺳـﻳﻳر اﻟﻣﺣﻔوظـﺎت ‪ ،‬ﻗﺳـم اﻻﺳـﺗﻐﻼﻝ وﻛـذا ﻗﺳـم ﻧظـﺎم "‬
‫اﻷﻓــﻳس " اﻟــذي ﻳﻘــوم ﻋﻠﻳــﻪ اﻟرﻗﻳــب اﻟﻣﻛﻠــف ﺑﺎﻟﻧظــﺎم‪ ,‬وﻳﻌﻣــﻝ ﺗﺣــت ﺳــﻠطﺗﻪ ﻓــرﻗﺗﻳن ﻟﻠﺑﺣــث ‪:‬‬

‫)‪ (1‬فاطمة بوزرزور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬


‫)‪ (2‬نائلة بن رحال ‪ ،‬المرجع السابق ‪. 07 ،‬‬
‫‪18‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ ﻓرﻗﺔ اﻟﺗﻌرﻳف و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق ﻣن ﺷﺧﺻﻳﺔ اﻹﻓراد اﻟﻣﻘدﻣﻳن ﻣـن‬
‫طــرف ﻣﺧﺗﻠــف إدارات اﻟﺷــرطﺔ ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﺑﺣــث ﻋــن اﻟﺳ ـواﺑق اﻟﻌدﻟﻳــﺔ ﻟﻬــؤﻻء اﻷﺷــﺧﺎص وﺗﻘــدﻳم‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟﻠﻧﻳﺎﺑــﺔ ﻋــن اﻟــذﻳن ﺗــم اﻟﻘــﺑض ﻋﻠــﻳﻬم ‪ ،‬إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ذﻟــك ﺗﻘــوم ﻫــذﻩ اﻟﻐرﻓــﺔ‬
‫ﺑﺗﺣدﻳد اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ ﻣﺳـك ﺑطﺎﻗـﺎت اﻟﺗﻌرﻳـف ﻟﻠﻣﺣـرﻣﻳن اﻟﻣطﻠـوب اﻟﺑﺣـث ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﺗﻌﻣـﻝ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺛث اﻟﻣﺟﻬوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣـﻳن أن ﻓرﻗـﺔ ﺑطﺎﻗـﺎت اﻻﺳـﺗﻌﻼم ﺗﻘـوم ﺑﺣﻔـظ ﺟﻣﻳـﻊ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺑﺻﻣﺎت اﻟواردة إﻟﻳﻬﺎ ﻣن ﻓرﻗﺔ اﻟﺗﻌرﻳف‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أدوات اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫إن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺎت اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋـﺎﺗق ﺧﺑـراء اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﻫـﻲ اﻟﺑﺣـث و اﻟﺗﺣـري‬
‫ﺑﻬــدف ﻛﺷــف اﻟﺟرﻳﻣــﺔ و إ ازﻟــﺔ اﻟﻐﻣــوض ﻋﻧﻬــﺎ‪ ,‬ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ظــﻝ ﺗﻘــدم طــرق اﻹﺟ ـرام وﺗﻔــﻧن‬
‫اﻟﻣﺟرﻣﻳن ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻣن ﺧﻼﻝ اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻠوم واﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﺣدﻳﺛﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺳـﻬﻝ ﻋﻠـﻳﻬم ارﺗﻛﺎﺑﻬـﺎ‬
‫وﺗﺳﺎﻋدﻫم واﻹﻓﻼت ﻣن أﻳدي رﺟﺎﻝ اﻟﺷـرطﺔ ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻛـﺎن ﻟ ازﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ رﺟـﺎﻝ اﻟﺷـرطﺔ وﺧﺎﺻـﺔ‬
‫رﺟﻝ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ أن ﻳﺳﺗﻌﻳن ﺑـﻧﻔس ﺳـﻼح اﻟﻣﺟـرم وﻳطـور أﺳـﻠوﺑﻪ ﻓـﻲ ﻣﺟﺎﺑﻬﺗـﻪ ﻣـن ﺧـﻼﻝ‬
‫اﺳـ ــﺗﺧدام أﺣـ ــدث اﻷدوات واﻷﺳـ ــﺎﻟﻳب واﻷﺟﻬ ـ ـزة اﻟﻌﻠﻣﻳـ ــﺔ اﻟﻣﺗطـ ــورة ﺣﺗـ ــﻰ ﻳﻛﺗﺷـ ــف و ﻳ ـ ـدﺣض‬
‫ﺧﺎﺻـﺔ ﻓﻳﻣـﺎ‬ ‫)‪(2‬‬
‫اﻷﺳﺎﻟﻳب اﻹﺟراﻣﻳﺔ اﻟﻣﺑﺗﻛرة اﻟﺗـﻲ ﻳﻧﺗﻬﺟﻬـﺎ اﻟﻣﺟرﻣـون ﻣﻬﻣـﺎ ﺑﻠﻐـت ﻣـن ﺗطـور‪،‬‬
‫ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣﺻـﻝ ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻣـن ﻣوﻗـﻊ اﻟﺟرﻳﻣـﺔ ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺣـﻳن أن ﻫﻧـﺎك أﺟﻬـزة أﺧـرى‬
‫ﺗﺳﺗﻌﻣﻝ ﻓﻲ ﻓﺣﺻﻬﺎ وﺗﺣدﻳدﻫﺎ ﻣن ﻗﺑﻝ اﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ﻣﺧﺑر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫وﻋﻠﻳﻪ ﺳﻧﻘﺳم دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣطﻠـب ﻓـﻲ ﺛﻼﺛـﺔ ﻓـروع‪ ,‬ﺣﻳـث ﻳﺗﻧـﺎوﻝ ﻓـﻲ اﻷوﻝ اﺳـﺗﺧدام‬
‫اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق و اﻟﺛﺎﻧﻲ أﺟﻬزة اﻟﻔﺣص اﻟﻣﺟﻬري‪ ,‬وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟث اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ ‪ :‬اﺳﺗﺧدام اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫ﻳﺳ ــﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣ ــث اﻟﺟﻧ ــﺎﺋﻲ اﻷﺷ ــﻌﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳ ــق اﻟﺟﻧ ــﺎﺋﻲ اﻟﻔﻧ ــﻲ ﻟﻠﺑﺣ ــث ﻋ ــن اﻵﺛ ــﺎر اﻟﻣﺎدﻳ ــﺔ‬
‫وﻣﺻدر اﻷﺷﻌﺔ ﻫو اﻟﺿوء اﻷﺑﻳض ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻪ ﺳواء ﻛﺎن طﺑﻳﻌﻳﺎ أم ﺻﻧﺎﻋﻳﺎ ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻷﺷﻌﺔ ﻓوق اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻳﺔ ‪violet ultra‬‬
‫وﻫذﻩ اﻷﺷﻌﺔ ﻫﻲ إﺣدى اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻟﻐﻳر ﻣرﺋﻳـﺔ ﻓـﻲ أﺷـﻌﺔ اﻟطﻳـف ذات ﻣوﺟـﺎت ﻗﺻـﻳرة وﻫـﻲ‬
‫ﺗﺳــﺑب اﻟﻌﻣــﻰ اﻟﻣؤﻗــت ‪ ،‬وﻟﻬــذا ﻳﺟــب اﺳــﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﻣﻧظــﺎر اﻟﺧــﺎص ﺑﻬــﺎ ﻋﻧــد اﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ‪ ,‬إﻻ أن‬

‫)‪ (1‬عبد الفتاح مراد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.78‬‬


‫)‪ (2‬فاطمة بوزرزور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪19‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﻣـن ﺧﺻﺎﺋﺻـﻬﺎ أﻧﻬـﺎ ﺗﻌﻛـس ﻫـذﻩ اﻷﺷـﻌﺔ ﻏﻳـر ﻣرﺋﻳـﺔ أي ﺗﻐﻳﻳرﻫـﺎ إﻟـﻰ‬
‫ﻣوﺟــﺎت ذات طــوﻝ وﺗدرﻛــﻪ اﻟﻌــﻳن وﺗﺳــﻣﻰ ﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة ﺑــﺎﻟﺗوﻫﺞ وﻣــن أﻫــم اﺳــﺗﻌﻣﺎﻻت ﻫــذﻩ‬
‫اﻷﺷﻌﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻓﺣص اﻷﺣﺟﺎر اﻟﻛرﻳﻣﺔ ﻓﺗوﻫﺞ اﻷﻟﻣﺎس ﻳﺧﺗﻠف ﻋن ﺗوﻫﺞ اﻟﻳﺎﻗوت‬
‫‪ -2‬اﻟﺗﻣﻳﻳز ﺑﻳن اﻟﻠؤﻟؤ اﻟطﺑﻳﻌﻲ واﻟﻠؤﻟؤ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣواد اﻟزﻳﻧﺔ إذ ﺗﺧﺗﻠف درﺟﺔ اﻟﺗوﻫﺞ ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺧﺗﻼف ﻣﺻدر اﻟﺻﻧﻊ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺑﻌـﺎ‬
‫ﻻﺧــﺗﻼف ﺗرﻛﻳﺑﻬــﺎ ) ﻷﻧــﻪ ﻗــد ﻳﻌﺛــر ﻋﻠــﻰ ﻣﻧــدﻳﻝ أو ﻛــوب ﺑــﻪ أﺣﻣــر ﺷــﻔﺎﻩ وﻳﻘــﺎرن ذﻟــك ﺑــﺄﺣﻣر‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟذي ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﻣﺗﻬﻣﺔ (‪.‬‬
‫‪ -4‬إظﻬﺎر اﻟﺑﺻﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ اﻟﻣﺗﻌدد اﻷﻟوان ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ﺑﻣﺳـﺣوق اﻻﻧﺗراﻧﻳـت اﻟـذي ﻳﺗـوﻫﺞ‬
‫ﺗﺣت اﻷﺷﻌﺔ ﻓوق اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻳﺔ‬
‫‪ -5‬إظﻬﺎر ﺑﻌض اﻟﺑﻘﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﺧﺻﻳﺻﺎ أو ﺧﺎﺻﻳﺔ اﻟﺗوﻫﺞ ﻛﺎﻟﺑﻘﻊ اﻟﻣﻧوﻳﺔ ‪ ،‬ﻓﺑدﻻ ﻣن‬
‫اﻟﺑﺣــث ﻋﻧﻬــﺎ ‪ ،‬وﺧﺎﺻــﺔ إذا ﻛﺎﻧــت ﺑﻘﻌــﺎ دﻗﻳﻘــﺔ ﺑــﺎﻟﻌﻳن اﻟﻣﺟــردة ‪ ،‬ﻳﻣﻛــن ﺗﻌ ـرﻳض اﻟﻣﻼﺑــس أو‬
‫اﻟﺑﻳﺎﺿــﺎت ﻟﻸﺷــﻌﺔ ﻓــوق اﻟﺑﻧﻔﺳــﺟﻳﺔ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﺟزء اﻟــذي ﻳﺗــوﻫﺞ ﻣﻧﻬــﺎ ﻳﺷــﻳر إﻟــﻰ وﺟــود ﺑﻘﻌــﺔ ﻣﻧوﻳــﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻳﻣﻛن ﻓﺣﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟطرق اﻟﻌﺎدﻳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -6‬إظﻬــﺎر ﺑﻌــض اﻟﻛﺗﺎﺑــﺎت اﻟﺳـرﻳﺔ إذا ﻛﺎﻧــت اﻟﻛﺗﺎﺑــﺔ ﺑﻣــﺎدة ﺗﺗــوﻫﺞ أو ﺗــدﺧﻝ ﻓــﻲ ﺗرﻛﻳﺑﻬــﺎ ﻣــﺎدة‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺗﺗوﻫﺞ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ ‪ :‬اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣراء ‪infra red‬‬
‫وﻫــﻲ أﺷــﻌﺔ ﻏﻳــر ﻣﻧظــورة ﻻ ﻳﻣﻛــن رؤﻳﺗﻬــﺎ ﺑــﺎﻟﻌﻳن اﻟﻣﺟــردة ‪ ،‬وﻣﺻــدرﻫﺎ اﻟطﺑﻳﻌــﻲ ﺿــوء‬
‫اﻟﺷــﻣس وﻳﻣﻛــن اﻟﺣﺻــوﻝ ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﺑطــرق أﺧــرى ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﺣ ـ اررة اﻟﻣﺷــﻌﺔ ﻣــن اﻷﺟﺳــﺎم اﻟﺳــﺎﺧﻧﺔ أو‬
‫ﻟﻣﺑــﺎت اﻟﺗروﻓوﺗــو أو ﺟﻬــﺎز اﻹﻧــﺎرة اﻟﻧﺎطﻘــﺔ أو ﻟﻣﺑــﺎت اﻹﺿــﺎءة اﻟﻌﺎدﻳــﺔ‪ ,‬وﻫــذﻩ اﻷﺷــﻌﺔ ﺧﺎﺻــﻳﺔ‬
‫اﻻﺣﺗراق اﻟﻣواد وﻟﻛن ﺑدرﺟﺔ أﻗﻝ ﻣن اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻳﺔ ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وﻣن أﻫم اﺳﺗﻌﻣﺎﻻت ﻫذﻩ اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬

‫)‪ (1‬أحمد أبو روس ‪ ،‬التحقيق الجنائي و التصرف فيه و األدلة الجنائية ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪ ،‬اإلسكندرية ‪، 2003 ،‬‬
‫ص ‪. 412 -411‬‬
‫)‪ (2‬أحمد أبو روس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 412‬‬
‫)‪ (3‬رمسيس بھنام ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 200‬‬
‫)‪ (4‬طه احمد متولي ‪ ،‬التحقيق الجنائي وفن استنطاق مسرح الجريمة ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،2000 ،‬ص ص‬
‫‪.133-132,‬‬
‫‪20‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪ -1‬ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻣراﺣﻝ اﻟﺑﺣث ﻋن آﺛـﺎر اﻟﺑـﺎرود ﻓـﻲ ﺣـوادث اﺳـﺗﺧدام ﻟﻸﺳـﻠﺣﺔ اﻟﻧﺎرﻳـﺔ وﻛـذﻟك‬
‫ﺗﺣدﻳــد اﻟﻣﺳــﺎﻓﺔ ﺑــﻳن اﻟﻘﺎﺗــﻝ و اﻟﻘﺗﻳــﻝ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓﻬــﻲ ﺗﻔﻳــد ﻓــﻲ ﺗﺣدﻳــد ﻓﻳﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﺣــﺎدث‬
‫اﻧﺗﺣﺎر ﻣن ﻋدﻣﻪ ﺑﺎﻟﻛﺷف ﻋﻠﻰ ﻳد اﻟﻘﺗﻳﻝ ﺑواﺳطﺔ اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣـراء ﺑﺣﺛـﺎ ﻋـن آﺛـﺎر ﺑـﺎرود‬
‫ﻣﺣﺗرق ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺑﻘﻊ اﻟﻣﺧﺗﻔﻳﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﻛﺷـﻔﻬﺎ ﻟﻸﺷـﻌﺔ ﻓـوق اﻟﺑﻧﻔﺳـﺟﻳﺔ‬
‫ﻛﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺣــﺎﻻت ﺑﻘــﻊ اﻟــدم اﻟﻣوﺟــودة ﻋﻠــﻰ اﻷﺳــطﺢ اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗظﻬــر اﻟﺗﺑــﺎﻳن ﺑــﻳن ﻣــﺎدة اﻟــدم‬
‫وﻣﺎدة اﻟﺳطﺢ اﻟﻣوﺟود ﻋﻠﻳﻬﺎ اﻟدم ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺗﺄﺛر ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺗﺄﺛر ﻛﻝ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣراء ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺗﻣﻳﻳز ﺑﻳن أﻧواع اﻷﻧﺳﺟﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ذات اﻷﻟوان اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻟﻠﻌـﻳن‬
‫اﻟﻣﺟردة ﺑﻠون واﺣد وﻟو ﻛﺎن ﻟون أﺑﻳض ‪.‬‬
‫‪ -4‬إﻧﻬ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــزود ﺑﺎﻟﻣﻳﻛروﺳ ـ ــﻛوﺑﺎت ﻻﺳ ـ ــﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓ ـ ــﻲ أﻋﻣ ـ ــﺎﻝ ﻓﺣ ـ ــص اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻧدات اﻟﻣ ـ ــزورة و‬
‫اﻟﻣطﻣوﺳﺔ و اﻟﻣﺣررة ﺑﺄﺣﺑﺎر ﻣﺗﻌددة ‪ ،‬ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺻور اﻟﻣﻘﻠدة و اﻟﻣزورة ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺳﻳﻧﻳﺔ ‪X-Ray:‬‬
‫وﻫــﻲ ﻛــذﻟك أﺷــﻌﺔ ﻏﻳــر ﻣﻧظـورة ذات ﻣوﺟــﺎت ﻗﺻــﻳرة وﻫــﻲ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻣــن ﻗﺑــﻝ ﻋﻧﺎﺻــر‬
‫اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻘﻧﺑﻠﺔ ‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﻣﺎﻛن أو اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗـﻲ ﺗواﺟـﻪ ﺗﻬدﻳـدا‬
‫)‪(1‬‬
‫داﺋﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﻧﺎﺑﻝ ﻛﺎﻟﻣطﺎرات وﻣﻛﺎﺗب اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﻳﺔ و اﻟﻣراﻛز اﻟﻌﺳﻛرﻳﺔ وﻣراﻛز اﻟﺷرطﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ اﻟﻛﺷــف ﻋــن ﻣﺣﺗوﻳــﺎت اﻟﺣﻘﺎﺋــب و اﻟطــرود ﺑﺣﺛــﺎ ﻋــن أي دﻟﻳــﻝ ﻓــﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳــق‬
‫اﻟﺟﻧـﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﺧــﺗص ﻫــذﻩ اﻷﺷــﻌﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛﺷــف ﻋــن اﻷﺷــﻳﺎء اﻟﺗــﻲ ﻻ ﻳﺳــﺗطﻳﻊ اﻟﻣﻳﻛروﺳــﻛوب‬
‫ﻛﺷــﻔﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﻬــﺎ ﻗــدرة اﻻﺣﺗـ ارق ﻟﻸﺷــﻳﺎء اﻟﻘﺎﺑﻠــﺔ ﻟﻠﺑﺣــث ﻋــن اﻟرﺻــﺎص ﻛﺎﻟﺟــدران وﻣــن ﺑــﺎب أوﻝ‬
‫ﻛﺎﻷﺧﺷــﺎب ‪ ،‬و اﻟﺑﺣــث ﻋــن ذرات اﻟﺑــﺎرود اﻟﻣﺗﻧــﺎﺛرة ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــرح ‪ ،‬وأﺟﺳــﺎم اﻟﻛﺎﺋﻧــﺎت اﻟﺣﻳــﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻟﺗﺣدﻳد ﺳن اﻟﺟﺛث ﻣن ﺧﻼﻝ ﻧﻣو أﻋﺿﺎء ﺟدﻳدة وﺗﺣدﻳد ﻛﻝ ﻣﺎ ﻳﺑﺗﻠﻌﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن أﺷﻳﺎء‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ﺟوﻧﺗر ﺑوﻟﻳش ‪ ،‬اﻟﻛﺷف اﻟﻔﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻧﺎﺑﻝ و اﻟطرود و اﻟرﺳﺎﺋﻝ اﻟﻣﻠﻐوﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﻳﺔ واﻟﺗدرﻳب‪،‬‬
‫اﻟرﻳﺎض ‪ ، 1986 ،‬ص ‪.17‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب اﻟﺑطراوي ‪ ،‬اﻟﺟروح اﻟﻧﺎرﻳﺔ و ﻣﻬﺎم اﻟﻣﺣق‪ ،‬ﻣرﻛز اﻹﻋﻼم اﻷﻣﻧﻲ ﻟﻠﺗدرﻳب ‪ ،‬اﻟرﻳﺎض ‪ ، 1999 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪21‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬اﻷﺷﻌﺔ اﻟظﺎﻫرة‬


‫ﻣﺻـ ــدرﻫﺎ ﻫـ ــو اﻟﺿـ ــوء اﻟطﺑﻳﻌـ ــﻲ ﻛﺿـ ــوء اﻟﺷـ ــﻣس ‪ ،‬أو اﻟﻘﻣـ ــر ‪ ،‬أو اﻟﺿـ ــوء اﻟﺻـ ــﻧﺎﻋﻲ‬
‫ﻛﻣﺻﺎﺑﻳﺢ اﻟﻛﻬرﺑﺎء أو ﻣن ﺿوء ﻧﺎﺗﺞ ﻣـن اﻟﻧـﺎر أو ﻣـن اﻧﻌﻛـﺎس ﻫـذﻩ اﻟﻣﺻـﺎدر ﻋﻠـﻰ اﻷﺟﺳـﺎم‬
‫اﻟﻼﻣﻌﺔ و ﻛﺎﻟﻣﻌﺎدن واﻟﻣراﻳﺎ ‪ ،‬وﻣﺟﺎﻝ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻳﻧﺔ ﻣﺣﻝ اﻟﺣـﺎدث‬
‫ﺑﺣﺛــﺎ ﻋــن اﻵﺛــﺎر اﻟﻣﺎدﻳــﺔ اﻟظــﺎﻫرة وﻛــذﻟك ﻓــﻲ اﻟرﺳــم اﻟﻬﻧدﺳــﻲ ﻟﻣﺣــﻝ اﻟﺣــﺎدث ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺗﺻــوﻳرﻩ‬
‫ﻓوﺗوﻏراﻓﻳﺎ ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺳـﻬﻳﻝ ﻋﻣـﻝ رﺟـﻝ اﻟﺷـرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ﻟﻼﺳـﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻔﺣ ـ ـ ـ ـ ــص اﻟﻣﻳﻛروﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻛوﺑﻲ ‪ ،‬وﺑﻘﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـزة اﻟطﺑﻳﻌﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ــرى ﻛﺎﻻﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻛﺗروﺟراف و‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻻﺳﻛﺗروﻓوﺗوﻣﺗر‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﺟﻬزة اﻟﻔﺣص اﻟﻣﺟﻬري‬
‫إن أﺟﻬـ ـزة اﻟﻔﺣ ــص اﻟﻣﺟﻬ ــري ﺗﻌﺗﺑ ــر ﻣ ــن ﺑ ــﻳن اﻷﺟﻬـ ـزة اﻟﺗ ــﻲ ﻳﻌﺗﻣ ــد ﻋﻠﻳﻬ ــﺎ ﺧﺑـ ـراء‬
‫اﻟﺷــرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳﻘــﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻳــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻓﻳﻣــﺎ ﻳﺗﻌﻠــق ﺑﻣﻌﺎﻳﻧــﺔ وﻓﺣــص اﻵﺛــﺎر اﻟﺟﻧﺎﺋﻳــﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﺑﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن طﺑﻳﻌﺗﻬـﺎ ﺳـواء ﻛﺎﻧـت ﺻـﻠﺑﺔ أو ﺳـﺎﺋﻠﺔ ‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺣﻳﺔ أو ﻣﻳﺗﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺑﻘﻊ اﻟدﻣوﻳﺔ واﻟﻣﻧوﻳﺔ ‪ ،‬آﺛﺎر اﻟطﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌر و اﻟﻧﺳﻳﺞ ‪ ،‬وﻏﻳرﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺣﻳث ﻳﺑدأ اﻟﺧﺑراء ﺑﻔﺣص اﻵﺛﺎر ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﻌدﺳﺎت اﻟﻣﻛﺑرة ﻟرؤﻳﺗﻪ ﺑﺣﺟم اﻛﺑر‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ذﻟك ﻓـﺈﻧﻬم ﻳﻘوﻣـون ﺑـﺎﻟﻠﺟوء إﻟـﻰ اﺳـﺗﻌﻣﺎﻝ إﺣـدى أﺟﻬـزة اﻟﻔﺣـص اﻟﻣﺟﻬـري‬
‫اﻟﺗﺎﻟﻳﺔ ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻧظﺎر اﻟرؤﻳﺔ اﻟداﺧﻠﻲ‬
‫وﻫو ﺟﻬﺎز ﻣﺛﻝ اﻟﻣﺎﺳورة رﻓﻳﻌـﺔ ﺑﻬـﺎ وﺳـﻳﻠﺔ إﺿـﺎءة وﻣﻧﺷـور وﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻋدﺳـﺎت ﺗﺳـﺎﻋد‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟرؤﻳــﺔ اﻟداﺧﻠﻳــﺔ ﻟﻸﺟﺳــﺎم‪ ,‬وﻫــو ﻳﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ ﻓﺣــص اﻹﻗﻔــﺎﻝ ﻣــن اﻟــداﺧﻝ ﻹظﻬــﺎر آﺛــﺎر‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﻣﻔﺎﺗﻳﺢ اﻟﻣﺻطﻧﻌﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻳﺳﺗﻌﻣﻝ ﻟرؤﻳﺔ اﻟﺧطوط ﻓﻲ ﻣﺎﺳورة اﻟﺳﻼح ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ ‪ :‬اﻟﻣﻳﻛروﺳﻛوب اﻟﻌﺎدي اﻟﻣﺣﻣوﻝ‬
‫ﻳﺗﻛــون ﻫــذا اﻟﺟﻬــﺎز ﻣــن وﺣــدﺗﻳن ﻣــن اﻟﻌدﺳــﺎت ﻋﻳﻧﻳــﺔ و ﺷــﻳﺋﻳﺔ ‪ ،‬وﻫــو أﻋﻠــﻰ درﺟــﺔ ﻣــن‬
‫اﻟﻧﻘــﺎوة وﻣﺟﻬــز ﺑوﺳــﻳﻠﺔ إﺿــﺎءة وﺣﺎﻣــﻝ ﻟﻠﺷ ـراﺋﺢ وﻣ ارﻳــﺎ ﻋﺎﻛﺳــﺔ ‪ ،‬ﺣﻳــث ﻳوﺿــﻊ اﻷﺛــر اﻟﻣــراد‬
‫ﻓﺣﺻﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﺳﺔ اﻟﺷﻳﺋﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻓﺔ أﺑﻌـد ﻣـن اﻟﺑﻌـد اﻟﺑـؤري ﻟﻬـﺎ ﺑﻘﻠﻳـﻝ ‪ ،‬ﻓﺗﺗﻛـون ﻟـﻪ ﺻـورة‬

‫)‪ (1‬اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﺟﻊ ﻧﻔﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪,‬ص ‪. 50‬‬


‫)‪ (2‬اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﺟﻊ ﻧﻔﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪ ،‬ص ‪. 50‬‬
‫‪22‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻳﺳـﺗﺧدم ﻫـذا اﻟﻣﻳﻛروﺳـﻛوب ﻟﻔﺣـص أﺛـﺎر اﻟطﻠﻘـﺎت اﻟﻧﺎرﻳـﺔ أو‬
‫اﻟﻛﺗﺎﺑ ــﺔ أو اﻷﻗﻣﺷ ــﺔ أو اﻷﻧﺳ ــﺟﺔ وﻋﻣ ــوم اﻷﺟﺳ ــﺎم اﻟﺗ ــﻲ ﺑﻬ ــﺎ ﺗﺟﺎﻋﻳ ــد وﺗﺳ ــﺟﻝ اﻟﺻ ــورة ﺑﻌ ــد‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻔﺣص ﻋن طرﻳﻘﺔ آﻟﺔ ﺗﺻوﻳر ﺑﺎﻟﻣﻳﻛروﺳﻛوب ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﻣﻳﻛروﺳﻛوب اﻟﻣﻘﺎرن‬
‫وﻳﺳــﺗﺧدم ﻟﻔﺣــص وﻣﻘﺎرﻧــﺔ اﻟﺷــﻌر واﻟﻧﺳــﻳﺞ و اﻷﺗرﺑــﺔ ‪ ،‬وأﺛــﺎر اﻵﻻت واﻟطﻠﻘــﺎت وﻣﻘﺎرﻧــﺔ‬
‫اﻟﺧطوط وﻣﻘﺎرﻧﺔ طﺑﻘﺎت ﻗﺷور )اﻟطﻼء( اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧﻠف ﻓﻲ ﺣوادث اﻟﻣﺻﺎدﻣﺎت وﻛﺳـر ﻟﻠﺧـزاﺋن‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ذﻟك‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ‬
‫ﺗﻠﻌـ ــب اﺧﺗﺑـ ــﺎرات اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳـ ــﺔ دو ار ﻫﺎﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ إظﻬـ ــﺎر اﻵﺛـ ــﺎر اﻟﻣﺎدﻳـ ــﺔ واﻟﻌﻼﻣـ ــﺎت اﻟﻣﺧﻔﻳـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟرﻳﻣﺔ ﺑﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻔﻧﻲ ‪ ،‬إذ ﺗرﺗﻛز ﻫذﻩ‬
‫اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻋﻠـﻰ ﻋﻠـوم اﻟطﺑﻳﻌـﺔ ‪ ،‬ﻋﻠـوم اﻟﻛﻳﻣﻳـﺎء ‪ ,‬و أﻣﺛﻠﺗﻬـﺎ ‪ :‬ﻣﻘﺎرﻧـﺔ اﻟزﺟـﺎج اﻟﻌـﺎﻟق ﺑﻣﻼﺑـس‬
‫اﻟﻣــﺗﻬم اﻟﻣوﺟــود ﻓــﻲ ﻣﺣــﻝ اﻟﺣــﺎدث ‪ ،‬وﺗﻘــدﻳر ﺳــرﻋﺔ اﻟﻣــداد اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣﻝ ﻓﻳﻬــﺎ وﻋﻣــر اﻟﻛﺗﺎﺑــﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺣ ــص اﻟ ــدم واﻟﺳ ــﺎﺋﻝ اﻟﻣﻧ ــوي وﻛ ــذﻟك اﻟﺣ ــﺎﻝ ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻟﻠﻣـ ـواد اﻟﻣﺧ ــدرة ‪ ،‬وﻣ ــن ﺑ ــﻳن أﻫ ــم ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟطﻳﻔﻲ )‪( Spectrographe‬‬
‫ﻳﺳـﺗﻌﻣﻝ ﻫـذا اﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ ﻟﺗﺣدﻳـد اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟداﺧﻠــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣرﻛﺑـﺎت ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻳﺳـﺗﺧدم ﻓـﻲ ﺗﺣﻠﻳــﻝ‬
‫اﻟﻣــﺎدة ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑــﺎء إﻟــﻰ ﻋﻧﺎﺻــرﻫﺎ اﻷوﻟﻳــﺔ اﻋﺗﺑــﺎر أن ﻟﻛــﻝ ﻋﻧﺻــر طﻳــف ﺧــﺎص ﺑــﻪ ﻛــذﻟك ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ‬
‫ﻳﺳــﺗﺧدم ﻫــذا اﻟﺟﻬــﺎز ﻓــﻲ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺻــورة ﺗﺣﻠﻳــﻝ ﻗﺷـرة اﻟطــﻼء اﻟﻣوﺟــودة ﻓـﻲ ﻣﺣــﻝ ﺗﺻــﺎدم ﻣــﻊ‬
‫ﺻورة ﺗﺣﻠﻳﻝ ﻗﺷرة ﻣن اﻟﺳـﻳﺎرة اﻟﻣﺷـﺗﺑﻪ ﻓﻳﻬـﺎ ) طـﻼء ‪ ،‬ﻣـزورة ﻟﺑﻳـﺎن أوﺟـﻪ اﻟﺧـﻼف ﺑﻳﻧﻬـﺎ وﺑـﻳن‬
‫اﻟﻌﻣﻠــﺔ اﻟﺻــﺣﻳﺣﺔ ( ‪ ،‬أﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻌﻣﻠﻳــﺔ اﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻟﻛﻬرﺑــﺎﺋﻲ ﻋﻧــد اﻟﺗﺻــوﻳر ﻳــﻧﺟم ﻋﻧﻬــﺎ ﺷــرر‬
‫ﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ﻛﻣﺎ ﻳﺣدث ﻋﻧد اﻟﻠﺣﺎم ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء ‪ ،‬و ﺑﻌد ﺗﻔرﻳﻎ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷطﻳـﺎف ﺑواﺳـطﺔ‬
‫ﻣﻧﺷــور ﻣــن اﻟﻛـوارﺗز ﻧﺣﺻــﻝ ﻋﻠــﻰ ﺻــورة ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﺧطــوط ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻛــﻝ ﺧــط ﻳﻣﺛــﻝ طرﻓــﺎ ﻣﻌﻳﻧــﺎ ‪،‬‬

‫ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻣراد‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص ‪.272-200‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫أﺣﻣد أﺑو ﻗﺎﺳم ‪ ،‬اﻟدﻟﻳﻝ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺎدي و دورﻩ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت ﺟراﺋم اﻟﺣدود و اﻟﻘﺻﺎص‪،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﻳﺔ‬
‫و اﻟﺗدرﻳب‪ ،‬اﻟرﻳﺎض‪ 1993 ،‬ص ص ‪.289-288‬‬
‫‪23‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻳﻣﺛﻝ ﻋﻧﺻرﻩ وﻫـذا اﻟﻣوﻗـﻊ ﻻ ﻳﺧﺗﻠـف ﻣﻬﻣـﺎ اﺧﺗﻠـف ﻣﺻـدر اﻟﻌﺻـر ٕواﻧﻣـﺎ ﻳﺧﺗﻠـف ﻣـن‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺣﻳث اﻟوﺿوح ودرﺟﺔ اﻟﻠون ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻛﻣﻳﺔ اﻟﻌﻧﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ ‪:‬ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻷﺣﺑﺎر‬
‫ﻻ ﺷـك أن ﻣﺷـﻛﻠﺔ ﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻷﺣﺑـﺎر ﺗﻣﺛـﻝ إﺣــدى اﻟﺗﺣـدﻳﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗواﺟــﻪ اﻟﻣﺧﺑـر اﻟﻣﻌﺎﺻــر‬
‫ﻷﺑﺣﺎث‪.‬‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻧدات ﻣوﺿوع اﻟﺗﺣﻘﻳق ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ وﺳﻳﻠﺔ ﻋﻠﻣﻳﺔ وﺗﻘﻧﻳﺔ ﻋﺎﻟﻳـﺔ ﻟﻠﻛﺷـف ﻋـن ﺟـراﺋم‬
‫اﻟﺗزﻳﻳف واﻟﺗزوﻳر وﺗﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﺣﺎﻻت ﻧذﻛر ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ ‪ :‬اﻟﺗﻘدﻳر اﻟﻧﺳـﺑﻲ ﻟﻌﻣـر‬
‫اﻟﻣﺳــﺗﻧدات ﻣوﺿــوع اﻟﺗﺣﻘﻳــق وﻛــذﻟك اﻟﺗﻔرﻗــﺔ ﺑــﻳن اﻷﺣﺑــﺎر ﻟﺑﻳــﺎن ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﻣﺳــﺗﻧد ﻣوﺿــوع‬
‫ﻟﻠطﻌــن ﻗــد ﻛﺗــب وﻓــق ﺻــﻳﻐﺔ ﻣﻳﻼدﻳــﺔ واﺣــدة أم ﻻ وﺑﻳــﺎن ﻣــﺎ إذا اﻟﻣــداد اﻟﻣﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ إﺟ ـراء‬
‫ﺗﻌــدﻳﻝ أو ﺗﻐﻳﻳــر أو إﺿــﺎﻓﺔ ﻓــﻲ ﻣﺣــرر ﻣــﺎ ﻳﺗﻔــق ﻣــﻊ ﺻــﻳﻐﺗﻪ اﻟﻣدادﻳــﺔ اﻟﻣﺿــﺑوطﺔ ﻓــﻲ ﺣــوزة‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻣﺗﻬم ‪ ،‬وﻏﻳرﻫﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻷﺧرى ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺗﻣد ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻷﺣﺑﺎر ﻋﻠﻰ طرﻳﻘﺗﻳن ‪ :‬طرﻳﻘﺔ طﺑﻳﻌﻳﺔ واﻟطرﻳﻘﺔ اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ‬
‫‪ -1‬اﻟطرﻳﻘﺔ اﻟطﺑﻳﻌﻳﺔ ‪:‬‬
‫وﻫــﻲ اﻟطرﻳﻘــﺔ إذا ﻣــﺎ طﺑﻘــت ﺗﺑﻘــﻰ اﻟﻣﺳــﺗﻧد ﻛﻣــﺎ ﻫــو ﻓــﻲ ﺣﺎﻟﺗــﻪ اﻷﺻــﻠﻳﺔ دون ﺗﻐﻳﻳــر‬
‫وﻫــﻲ اﻟطرﻳﻘــﺔ اﻟﺻــﺣﻳﺣﺔ ﻟــدى اﻟﻘﺿــﺎة و اﻟﺧﺑ ـراء ﻟﻣﺣﺎﻓظﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺳــﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻧد وﺗﻌﺗﻣــد‬
‫إﻣ ــﺎ ﻋﻠـ ـﻰ اﻟﻔﺣ ــص ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌ ــﻳن اﻟﻣﺟ ــردة وﺑﺎﻟﻣﻳﻛروﺳ ــﻛوب ﻟﻠ ــون اﻷﺣﺑ ــﺎر واﻟﻣظﻬ ــر اﻟﻌ ــﺎم‬
‫ﻟﺧﺑرات أو دراﺳﺔ اﻟﻣداد ﻟﺗﻌرﻳﺿﻪ ﻟﻸﺷﻌﺔ ﻓوق اﻟﺑﻧﻔﺳـﺟﻳﺔ واﻷﺷـﻌﺔ ﺗﺣـت اﻟﺣﻣـراء ﺑﺄﻧواﻋﻬـﺎ‬
‫اﻟﻣﻧﻌﻛﺳـﺔ و اﻟﻧﺎﻓــذة واﻟﻔﻠورﻳـﺔ ‪ ، Fluorescence‬ﻟد ارﺳــﺔ درﺟـﺎت اﻟﺗـﺂﻟف اﻟﻣﺻـﺎﺣب ﻟﻸﺷــﻌﺔ‬
‫ﺗﺣــت اﻟﺣﻣ ـراء ‪ IR‬ﻓــﻲ ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﻟﻠوﻗ ـوف ﻋﻠــﻰ اﻟﺗــﺄﻓف اﻟﻣﺗﺑــﺎﻳن ﻟﻸﺣﺑــﺎر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ٕواﻋطــﺎء‬
‫درﺟــﺎت ﻧﺳــﺑﻳﺔ ﻟﻬــﺎ أو اﺳــﺗﺧدام أﺷــﻌﺔ اﻟﻠﻳــزر ﻛﺎﻣــﻝ ﻣﺛﻳــر ﻟﻣﻛوﻧــﺎت اﻟﺣﺑــر إﺛﻧــﺎء ﺗﻌرﺿــﻬﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻟﻸﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣراء‪.‬‬

‫ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﺟﻊ ﻧﻔﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪,‬ص ‪.42‬‬


‫)‪ (3‬الم رجع ﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪ ,‬ص ‪.42‬‬
‫‪24‬‬
‫ماھية الشرطة العلمية‬ ‫فصل التمھيدي ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪-2‬اﻟطرﻳﻘﺔ اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ ‪:‬‬


‫وﻫﻲ اﻟطرﻳﻘﺔ اﻟﺗﻲ إذا ﻣﺎ طﺑﻘت ﺗﻐﻳر اﻟﻣﺳﺗﻧد ﻋﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻷﺻﻠﻳﺔ‬
‫ﺣﻳث ﻳﺗطﻠب اﻷﻣر أﺧذ ﻋﻳﻧﺎت ﻣدادﻳﺔ ﻣن اﻷﺳطر اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﻳﺳﺗﻠزم أن‬
‫ﻳﻧﻔﺻﻝ ﻣﻌﻬﺎ أﺟزاء ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻧد وﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟطرﻳﻘﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺎﻟﻳب اﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻳﺔ‬
‫واﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬وﻟﻘد ﻛﺎﻧت اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻣوﺿﻌﻳﺔ ﺗﺣت اﻟﻣﻳﻛروﺳﻛوب أو اﻟطرق‬
‫‪ Test Microscopie‬اﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﻲ طﺑﻘت ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺧﺑراء ﻟﻠﺗﻔرﻗﺔ ﺑﻳن اﻷﺣﺑﺎر اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ‬
‫ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺎﻟﻳب ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪ ,‬اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻠوﻧﻲ اﻟورﻗﻲ ‪ ،‬اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻠوﻧﻲ‬
‫‪ ،‬اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻛروﻣﺎﺗوﻏراﻓﻳﺎ اﻟﻐﺎز اﻟﺳﺎﺋﻝ ‪ ،‬ﻛروﻣﺎﺗوﻏراﻓﻳﺎ اﻟﺿﻐط اﻟﺳﺎﺋﻝ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻠوﻧﻲ اﻟرﻗﺎﺋﻘﻲ ‪ Papier Climatogra‬اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺳم اﻷوﺳﻊ اﻧﺗﺷﺎ ار ﻓﻲ ﻣﺧﺎﺑر اﻟﻌﺎﻟم‬
‫ﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻷﺣﺑﺎر ‪ ،‬وﻟﻌﻝ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻫذا ﻳرﺟﻊ إﻟﻰ ﺳﻬوﻟﺔ ﺗطﺑﻳﻘﻬﺎ وﺳرﻋﺔ ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ ودﻗﺔ‬
‫اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ ﻣن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻠوﻧﻲ ﻟﻠرﻗﺎﺋق ﻗد اﺳﺗﺧدم ﺑﻧﺟﺎح‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻟﻠﺗﻔرﻗﺔ ﺑﻳن ﻛﺎﻓﺔ أﻧواع اﻷﺣﺑﺎر اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ و اﻟﺟﺎﻓﺔ وأﺣﺑﺎر اﻵﻻت اﻟﻛﺎﺗﺑﺔ ‪.‬‬

‫)‪ (1‬حسنين محمدي البوادي ‪ ،‬الوسائل العلمية الحديثة ‪,‬منشأة المعارف ‪،‬اإلسكندرية ‪، 2005 ،‬ص‪. 105- 98‬‬
‫‪25‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫الفصؿ األكؿ‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية مسرح الجريمة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الطرق الفنية لمعاينة مسرح‬

‫الجريمة‬

‫‪25‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬

‫يعد مسرح الجريمة ذا أىمية كبيرة في مجاؿ الكشؼ عف الكقائع اإلجرامية ألنو مكاف‬
‫ىذا المسرح تكجد غيو آثار مادية كثيرة ك المجرـ ميما كاف حريصا فالبد أف‬
‫حفظ أسرارىا‪ ،‬ؼ‬
‫يترؾ أث ار يدؿ عميو‪ ،‬كالمشكمة تكمف في المحافظة عمى ىذه اآلثار كامكانية نقميا كفحصيا‬
‫لمعرفة ظركؼ كمالبسات الحادث‪.‬‬

‫كمف أجؿ ذلؾ كاف لزاما عمى خبراء الشرطة العممية كخاصة خبراء مسرح الجريمة‬
‫التحكـ الجيد في مككناتو ك أس ارره‪ ،‬ألنو األساس الذم يمكننا مف معرفة ىكية مرتكبيا كحؿ‬
‫الجريمة كبالتالي تقديمو لمعدالة‪ ،‬فخبراء الشرطة العممية يجب عمييـ فيـ صيغة العمؿ بكيفية‬
‫الكشؼ عف مسرح الجريمة كنسبتيا إلى مرتكبيا كالمحافظة عمى اآلثار كرفعيا كتحريزىا ككيفية‬
‫التعامؿ لمحفاظ عمييا حتى يمكف استنباط الدليؿ الجنائي الذم يثبت كقكع الجريمة‪.‬‬

‫كما أف مسرح الجريمة ىك األداة لحؿ الجريمة‪ ،‬فيك المبنة األكلى كاليامة لبداية التعامؿ‬
‫ك‬ ‫مع القضية فإذا كانت اإلجراءات المتخذة فيو صحيحة صمح التحقيؽ في القضية بأكمميا‪،‬‬
‫خطأ أك غمط يرتكبو أم خبير بمفرده مف خالؿ عدـ إتباعو لإلجراءات الصحيحة كعدـ جديتو‬
‫في التعامؿ في مسرح الجريمة سيؤدم إلى إفشاؿ مجيكد اآلخريف كاتالؼ اآلثار المادية‪.‬‬

‫ك تفصيال لدكر الشرطة العممية في مسرح الجريمة‪ ،‬قسمنا ىذا الفصؿ إلى مبحثيف أساسييف‪:‬‬
‫حيث سنتطرؽ في المبحث األكؿ إلى المدلكؿ الفني لمسرح الجريمة فيما نتطرؽ في المبحث‬
‫الثاني إلى الطرؽ الفنية لمعاينة مسرح الجريمة كرفع اآلثار الجنائية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المبحث األول‪:‬المدلول الفني لمسرح الجريمة‪:‬‬

‫إف مسرح الجريمة ىك المكاف الذم تستنبط منو أسرار الجريمة ك ىك المسرح الذم ينشده‬
‫المحقؽ الجنائي ليصؿ إلى الكشؼ عف غمكض الجريمة كمعرفة كيفية كقكعيا كالكصكؿ إلى‬
‫األدلة المادية التي تديف فاعميا‪ .‬كالمالحظ أف الكثير مف الباحثيف قد تغرىـ مظاىر االندفاع أك‬
‫الالمباالة أك التعالي أك إدعاء المعرفة المسبقة قبؿ فحص كمعاينة مسرح الجريمة‪ ،‬كال شؾ أف‬
‫ىذا يؤدم إلى إىدار ما تبتغيو معاينة ىذا المسرح‪.‬‬

‫كمف أجؿ ذلؾ أصبح مف الضركرم تدريب خبراء الشرطة العممية كخاصة خبراء مسرح‬
‫الجريمة عمى كيفية التعامؿ معو كذلؾ عف طريؽ تكفير أحداث الكسائؿ كاألدكات التي تسيؿ‬
‫عمميـ‪.‬‬

‫كعميو سنقسـ دراسة ىذا المبحث في مطمبيف‪ ،‬األكؿ ‪ :‬ؿمفيكـ مسرح الجريمة‪ ،‬كالثاني ‪:‬‬
‫ؿإلجراءات المتخذة عف العمـ بكقكع الجريمة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم مسرح الجريمة‬

‫إف مسرح الجريمة ىك ذلؾ الشاىد الصامت عف أسرار الجريمة كمككناتيا باعتبار أف‬
‫ىذه األخيرة قد كؽ عت عمى أرضو كفكؽ سطحو‪ ،‬كاذا كاف التطكر التقني قد رافؽ أساليب‬
‫ارتكاب الجرائـ كأدائيا‪ ،‬فإف ذلؾ البد أف يكاكبو إتباع كسائؿ تحكؿ مف الشاىد الصامت شاىدا‬
‫يعتبر الحمقة األىـ‬ ‫ينطؽ عف كؿ حقيقة‪ ،‬فمسرح الجريمة بالنسبة لمشرطة العممية أك المحقؽ‬
‫مف بيف الحمقات األخرل التي يستطيع التعامؿ معيا في ىذه المرحمة ‪ ,‬ألنو المستكدع األساسي‬
‫لمضمكف جميع األدلة‪ ،‬األمر الذم يقتضي كجكب التفكير في األساليب القادرة عمى أف تحكؿ‬
‫مسرح الجريمة مف مجرد معطيات جامدة إلى شكاىد حية‪ ,‬تستطيع أف تكجو المحقؽ أك خبير‬
‫الشرطة العممية كتقدـ لو أدلة ناطقة تعينو في النياية عمى حسف استرجاع الجريمة حاؿ‬
‫ارتكبيا‪ ،‬كفؾ ألغازىا كيبقى ىذا األخير ىك الحؿ الكحيد لو مف أجؿ الكصكؿ إلى معرفة ىكية‬
‫)‪(1‬‬
‫الجاني‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ـ حمد حماد الييتي‪ ،‬االتحقيق الجنائي واألدلة الجرمية‪ ،‬دار المناىج لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عـ اف‪ ،2010 ،‬ص‪.65‬‬
‫‪27‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كعميو نقسـ ىذا المطمب إلى فرعيف‪ :‬األكؿ نتطرؽ فيو إلى تعريؼ مسرح الجريمة‪ ،‬أما‬
‫الفرع الثاني‪ ،‬ففخصصو لدراسة أىمية مسرح الجريمة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف مسرح الجريمة‬

‫لكؿ جريمة مكاف ك لكف ليس مف الالزـ أف يككف لكؿ جريمة مسرح كما أف الجريمة‬
‫الشكمية سكاء تمثمت في جريمة سمكؾ مجرد أـ في جريمة حدث مجرد ليا ىي األخرل مكاف ك‬
‫ليس ليا مسرح ‪ .‬ذلؾ ألف مسرح الجريمة "ىك المكاف أك مجمكعة األماكف التي تشيد مرحمة‬
‫ممحقا لمسرح الجريمة‪ ،‬كؿ‬ ‫تنفيذ الجريمة كيحتكم عمى اآلثار المتخمفة عف ارتكابيا كيعتبر‬
‫)‪(1‬‬
‫مكاف شيد مرحمة مف مراحميا المتعددة‪ ،‬أك أنو المساحة المشتممة عمى أماكف كقكع الجريمة"‪.‬‬

‫كيعرفو البعض اآلخر عمى أنو‪" :‬ىك الرقعة المكانية التي حدثت فكقيا الكاقعة اإلجرامية بكافة‬
‫جزيئاتيا كمراحميا الخاصة كخاصة الحدث اإلجرامي‪ ،‬بمعنى أفق يعد كؿ تغير يط أر عمى الثبات‬
‫)‪(2‬‬
‫المادم الذم يعمك سطح المكاف الذم شيد حدكث الجريمة فكقو"‪.‬‬

‫كما يقصد بمسرح الجريمة أنو "ىك المكاف أك مجمكعة األماكف التي تشيد مرحمة تنفيذ الجريمة‬
‫ك احتكل عمى اآلثار المتخمفة عف ارتكابيا‪ ،‬ك يعتبر ممحقا لمسرح الجريمة كؿ مكاف شيد مرحمة‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫مف مراحميا المتعددة‪،‬أم أنو المساحة المشتممة عمى كقكع الجريمة"‬

‫ك يعرؼ أيضا بأنو ‪" :‬ىك المكاف الذم تنبثؽ منو كافة األدلة كيعطي ضابط الشرطة‬
‫إشارة البدء في البحث عف الجاني كيكشؼ النقاب عف األدلة المؤيدة لالتياـ‪ ،‬كيصمح إلعادة‬
‫)‪(4‬‬
‫بناء الجريمة"‪.‬‬

‫إف ىذه التعاريؼ كثيرة جميا مفاىيـ ضيقة ألنو اليكـ نشأت بما يسمى بالجريمة‬
‫اإللكتركنية كالتي أصبح ليا أبعاد متعددة قد ال ترتبط بمكاف معيف عمى كجو الخصكص ‪ ,‬أم‬

‫)‪ (1‬طارؽ إبراىيـ الدسكقي عطية‪ ،‬مسرح الجريمة في ضوء القواعد اإلجرامية واألساليب الفنية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2012،‬ص‪.45‬‬
‫طو أحمد طو متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ ص‪.18‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫فادم اؿحبشي‪ ،‬المعاينة الفنية لمسرح الجريمة‪ ،‬دار النشر بالمركز العربي لمدراسات كالتدريب‪ ،‬الرياض‪ 1995 ،‬ص‪.32‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫معجب معدم الحكمقؿ‪ ،‬دكر األثر المادم في االء ثبات الجنائي‪,‬أكاديمية نايؼ لمعمكـ األمنية‪,‬الرياض‪ ، 1999,‬ص‪.15‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪28‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أف مسرح الجريمة في ىذه الحالة يككف في عالـ مثالي بيف شبكات التكاصؿ االجتماعي ‪ ,‬كمف‬
‫الصعكبة إثبات الجريمة فيو‪.‬‬

‫كعميو يمكف أف نعرؼ مسرح الجدريمة‪" :‬ىك المكاف الذم تنبثؽ منو كافة األدلة فيك‬
‫الذم يزكد رجؿ الشرطة العممية بنقطة البدء في بحثو عف الفاعؿ‪ ،‬كيكشؼ عف معمكمات ىامة‬
‫لمف يفيد بعد ذلؾ مف األخصائييف‪ .‬لذلؾ فإف مسرح الجريمة إما أف يككف مكانا كاحد أك عدة‬
‫أماكف متصمة أك متباعدة تككف في مجمميا مسرح الجريمة‪ ،‬فكؿ مكاف يستدؿ منو عمى أثر‬
‫)‪(1‬‬
‫مرتبط بالجريمة محؿ البحث يككف جزءا مف مسرحيا "‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية مسرح الجريمة في كشف غموض الحوادث اإلجرامية‬


‫)‪(2‬‬
‫تكمف أىمية مسرح الجريمة بالنسبة لمتحقيؽ الجنائي فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إنو المكاف الذم ينطمؽ منو المحقؽ الجنائي لكي متأكد مف خاللو حقيقة كقكع الفعؿ‪ ،‬كما‬
‫إذا كاف يشكؿ جريمة جنائية أـ ال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬يمكف مف خاللو التعرؼ عمى ظركؼ الجريمة كالبكاعث التي دفعت الجاني الى ارتكابيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬يمكف مف خاللو التعرؼ عمى كافة مالمح األعماؿ المككنة لمسمكؾ اإلجرامي أك المنظمة‬
‫لمجريمة‪ ،‬إلى جانب استظيار المالمح التفصيمية ألسمكب الجريمة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬إف حسف التعامؿ مع مسرح الجريمة مف شأنو أف يتيح الفرصة لممحقؽ الجنائي لمتعرؼ‬
‫عمى مالمح شخصية المجرـ كرصد أسمكبو اإلجرامي‪ ,‬كتقدير الكيفية التي اقترب بيا مف مسرح‬
‫الجريمة كتعامؿ ق فيو كالكيفية التي انسحب بيا منو‪ ،‬ألنو مف شأنو تسييؿ ميمة المحقؽ‬
‫الجنائي في اقتفاء أثر الجاني كتسييؿ القبض عميو ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬يعطي الباحث انطباعا عف طبيعة كشخصية الجاني كاألمراض النفسية كالعضكية‬
‫التي يعاني منيا‪ ،‬كيظير ذلؾ مف خالؿ فحص اآلثار المتخمفة عنو كتقطيع جثة المجني عميو‬

‫إبراىيـ الدسكقي عطية‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫محمد حماد الييتي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪29‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أك تشكيييـ أك رسـ أك ترؾ عالمات بيا ‪ ,‬أك ما يتخمؼ عنو مف بقع دمكية أك منكية أك غائط‬
‫)‪(1‬‬
‫أك عقاب السجائر‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬يمد الباحث باآلثار التي تخمفت عف الجاني ليقكـ بفحصيا معمميا كمضاىاتيا‬
‫كمطابقتيا كصكال لتحديد شخصية المجرـ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬يكضح ؿلباحث ما إذا كاف الجاني قد ارتكب جريمتو منفردا أـ كاف لو شركاء فييا‪ ،‬بؿ‬
‫)‪(2‬‬
‫كاألكثر مف ذلؾ أنو قد يحدد دكر كؿ متيـ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ثامنا ‪ :‬تحديد مرحمة ارتكاب الجريمة كىؿ كانت شركعا أك مكتممة‪.‬‬

‫تاسعا ‪ :‬إف مسرح الجريمة كالعناية بدراستو مف شأنو أف يؤدم إلى حسف االستيداء إلى التفكير‬
‫اإلجرامي لمجاني كامكانية التعرؼ عمى طريقتو في التعامؿ مع مككنات مسرح الجريمة ‪ ,‬كأيضا‬
‫التعرؼ عمى ما إذا كاف بشكؿ غير مقصكد أك بشكؿ مقصكد غايتو تضميؿ أجيزة العدالة‬
‫كابعادىا مف ىدفيا في إمكاف التعرؼ عميو كاالىتداء الى شخصيتو الحقيقية‪.‬‬

‫عاش ار ‪ :‬إف مسرح الجريمة يمكف لمسمطات األمنية مف رصد بعض المثالب في الخطط األمنية‬
‫المختمفة‪ ،‬األمر الذم يجعؿ ىذه السمطات في كضع يمكفىا مف كضع اإلجراءات الكفيمة بحسف‬
‫)‪(4‬‬
‫إقامة منظكمة أمنية متكاممة في مجاؿ الدراسة ك التأميف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع مسرح الجريمة‪:‬‬

‫إف مسارح الجريمة تتنكع حسب الرقعة المكانية التي ارتكبت فييا الجريمة كالتي سنتناكليا‬
‫فيمايمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مسرح الجريمة المغمق (الداخمي)‬

‫)‪(1‬‬
‫محمد حماد الييتي ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬
‫)‪(2‬‬
‫محمكد عبد العزيز محمد‪ ،‬التحريات ومسرح الجريمة‪ ،‬دار كتب القانكنية ‪ ,‬مصر‪ ،2011 ،‬ص ص ‪.273-272‬‬
‫)‪(3‬‬
‫منصكر عمر معايطة‪ ،‬األدلة الجنائية والتحقيق الجنائي‪ ،‬دار الثقافة لمنشر ك التكزيع‪ ،‬عماف‪ 2009 ،‬ص‪.76‬‬
‫محمد حماد مرىج الييتي ‪ ،‬األدلة الجنائية المادية‪ ،‬مصادرها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬أصول التعامل معها‪ ،‬دار الكتب القانكنية‪ ,‬مصر‪،‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ 2008‬ص ص ‪.65-64‬‬
‫‪30‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ىك المكاف المحدد الذم ارتكبت فيو الجريمة يمكف غمقو‪ ,‬كىك الذم يكجد داخؿ المباني السكنية‬
‫أك التجارية ككؿ األماكف التي يمكف غمقيا كالسيطرة عمييا‪ ،‬كيشمؿ المسرح أيضا أماكف الدخكؿ‬
‫‪ ,‬كمف أىـ‬ ‫كالخركج باإلضافة إلى ممحقات المسرح مف أبنية ككذلؾ منطقة السمـ كالدىاليز‬
‫)‪(1‬‬
‫‪:‬‬ ‫خصائصو‬

‫‪- 1‬لو مدخؿ كمنافذ يمكف فحصيا كمعاينتيا‪ ،‬يتمثؿ في باب المكاف كالذم فحصو كتحديد‬
‫طريقة الدخكؿ‪ ،‬كاألداة المستخدمة لمكصكؿ الى داخؿ مسرح الجريمة‪.‬‬
‫‪- 2‬تحديد كقت ارتكاب الجريمة ‪ ,‬كمثاؿ ذلؾ العثكر عمى أداة إضاءة يدكية ثـ استخداميا‬
‫في الحادث تفيد بأف الجريمة ارتكبت ليال‪.‬‬
‫‪- 3‬تحديد عدد الجناة المنفذيف لمجريمة ك كجكد دكر كؿ منيـ ‪ ,‬كمثاؿ ذلؾ نقؿ خزنة كبيرة‬
‫كثقيمة أك تحريكيا مف مكانيا دليؿ عمى تعدد الجناة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسرح الجريمة المفتوح (الخارجي)‬

‫يعني مسرح الجريمة اؿمفتكح حالة عدـ كجكد حدكد لو كانطالؽ مساحتو لمقاييس‬
‫مترامية‪ ،‬مثؿ‪ :‬األراضي الزراعية أك القركية أك الطرؽ السريعة‪ ،‬كاألماكف المكشكفة الميجكرة‬
‫كتعد ىذه األماكف مسرحا جيدا الرتكاب الجريمة‪ ،‬حيث يجنح الجاني الرتكاب جريمتو أمال في‬
‫طمس معالـ األدلة التي يتركيا كالتي قد تساىـ في كشؼ غمكض الجريمة كتحديد فاعميا‪ ،‬كمف‬
‫)‪(2‬‬
‫خصائصو‪:‬‬

‫‪- 1‬يساعد عمى تحديد مكاف ارتكاب الجريمة الحقيقي‪ ،‬كفيما إذا كانت قد ارتكبت في ذات‬
‫المكاف الذم تـ اكتشافيا فيو ‪ ,‬أـ أنيا دارت فصكلو ا في مكاف آخر ‪ .‬ثـ استقرت في‬
‫مكاف اكتشافيا‪ ،‬كىذا يدؿ عمى أنو تـ نقميا‪.‬‬

‫عبد الفتاح عبد المطيؼ جبارة‪ ،‬إجراءات المعاينة الفنية لمسرح الجريمة‪ ،‬دار مكتبة لمنشر كالتكزيع ‪ ,‬ط‪ ،1‬عماف‪،2010 ،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ص ص ‪.25-24‬‬
‫طارؽ إبراىيـ الدسكقي عطية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.54-53‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪31‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫إليو أك اليركب فيو كالكسيمة المستخدمة‪ ،‬عف‬ ‫‪- 2‬تحديد خط سير الجناة في الكصكؿ‬
‫طريؽ اآلثار المترككة كما يعثر عميو مف آثار األقداـ مثؿ‪ :‬العثكر عمى آثار األقداـ في‬
‫أرضية طينية أك العثكر عمى إطارات السيارات عمى األرض‪.‬‬
‫إليو كبمحض‬ ‫‪- 3‬تحديد الصمة بيف الجاني كالمجني عميو في حاؿ إذا ما تـ استدراجو‬
‫إرادتو كذلؾ مف آثار العنؼ التي يتركيا الجاني عمى مالبس المجني عميو‪.‬‬
‫‪- 4‬باستعراض مسرح الجريمة كتنفيذ المعاينة الدقيقة لو يمكف الكقكؼ عمى األماكف التي‬
‫يجب عمى ضابط الشرطة القضائية تفتيشيا‪ ،‬كضبط األشياء المتخمفة عف الجريمة‬
‫كأدلة مادية‪.‬‬
‫‪- 5‬يحدد مسرح الجريمة الخبراء الكاجب االستعانة بيـ مف األدلة الجنائية‪ .‬نظ ار لتعدد‬
‫التخصصات ‪ ,‬كما يحدد مسرح الجريمة الشيكد الكاجب سماع شيادتيـ كالتي ترسـ‬
‫مالمح األحداث كتطكرىا في الجريمة ‪ .‬غير أنو ما يجب التأكيد عميو ىك ضركرة‬
‫اإلسراع لمكصكؿ إليو كالمحافظة عميو كاآلثار المكجكدة فيو‪ ،‬بسبب أف مسرح الجريمة‬
‫المفتكح مسمكح بو لمجميع فبإمكاف أم شخص معاينتو ك العبث بو‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مسرح الجريمة تحت الماء‬

‫قد يرتكب المجرمكف جرائميـ تحت الماء أك يرتكبكنيا في اليابسة ك يمقكف باألداة‬
‫المستخدمة في الجريمة في الماء‪ ،‬كمف يمقي جثة المجني عميو بعد قتمو في الماء كعدة أياـ‬
‫تطفك الجثة بعد أف تصاب بالتيبس الرمي كقد ال تطفك في حالة ربط الجثة بجسـ ثقيؿ الكزف‬
‫كالحجر أك قطعة كبيرة مف الحديد‪ ،‬فتظؿ مطمكرة في العمؽ مما يستمزـ إنزاؿ الغكاصيف لمبحث‬
‫عنيا‪.‬‬

‫كلممحافظة عمى مسرح الجريمة تحت الماء يتطمب إتباع ترتيبات خاصة‪ ،‬كالتي تتمثؿ‬
‫في حساب سرعة التيارات المائية كاتجاىيا ككثافة الشيء المطمكب البحث عنو كأخذ المسافة‬
‫)‪(1‬‬
‫المناسبة التي يمكف أف يتحرؾ فييا األثر المادم بسبب حركة الماء‪.‬‬

‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص ص ‪.54-53‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪32‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬مسرح الجريمة المتحرك‬

‫تتنكع مسارح الجريمة كذلؾ حسب شكؿ المكاف الذم ارتكبت فيو الجريمة سكءا أكاف‬
‫عقا ار أك منقكال فمسرح الجريمة العقارم ىك الذم يقع عمى ارض ثابتة ‪,‬أما مسرح الجريمة‬
‫)‪(1‬‬
‫المنقكؿ فيقع في أماكف متحركة بطبيعتيا كالجرائـ التي تقع في السفف‪,‬الطائرات‬

‫المطمب الثاني‪ :‬اإلجراءات المتخذة عند العمم بوقوع الجريمة‬

‫قد يصؿ إلى عمـ الشرطة كقكع أم جريمة إما عف طريؽ الياتؼ أك بكاسطة اإلخبار‬
‫مف أم شخص‪ ،‬عدا الشخص المتضرر سكء شاىدىا بنفسو أك عمـ بيا‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫كعميو أف يحصؿ عمى أكبر قدر ممكف مف المعمكمات التي تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬العنكاف الكامؿ لمكقع الحادث‬


‫‪ ‬نكع الجريمة‬
‫‪ ‬تحديد كقت حدكثيا ككقت إلبالغ عنيا‬
‫‪ ‬السؤاؿ عف المتيـ إف تمكف المبمغ مف رؤيتو‬
‫‪ ‬السؤاؿ عما إذا كاف المجرـ ما يزاؿ في مسرح الجريمة أك انو قاـ بالفرار‬
‫‪ ‬السؤاؿ عما إذا كاف المتيـ رجال أك أف لديو مركبة كاالستفسار عف لكنيا كنكعيا‬

‫كعمى رجؿ الشرطة أف يككف متفطنا ألنو مف المحتمؿ أف يككف المتيـ ىك نفسو المبمغ‬
‫عف الجريمة‪ ,‬كعمى متمقي البالغ عف الجريمة إعالـ ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬كأف يقكـ بسمسمة‬
‫مف اإلجراءات كاالتصاالت بجيات متعددة بيدؼ تشكيؿ فريؽ المختصيف ذكم المياـ‪ ،‬كىذا‬
‫كمو بيدؼ االستفادة قدر المستطاع مف مسرح الحادث لمحصكؿ في األخير عمى ما ييسر ليـ‬
‫)‪(3‬‬
‫خبايا الجريمة‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫عبد الفتاح عبد المطيؼ عبد الجبارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الردامة‪ ،‬الجامع الشرطي في إجراءات التحقيق الجنائي وأعمال الضابطة العدلية‪ ،‬دار المطبكعات لمنشر‪،‬‬
‫د‬ ‫عبد الكريـ‬
‫األردف‪ ، 2006،‬ص ص‪.78-77‬‬
‫منصكر عمر معايطة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪33‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كلذلؾ سنتطرؽ إلى دراسة ىذا المطمب في فرعيف أساسييف‪ :‬خصصنا األكؿ لدراسة‬
‫‪ ,‬في حيف تناكلنا في الفرع الثاني دراسة تكثيؽ مسرح‬ ‫سرعة االنتقاؿ إلى مسرح الجريمة‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سرعة االنتقال الى مسرح الجريمة‬

‫لالنتقاؿ إلى مسرح الجريمة إجراءات يجب عمى رجاؿ الشرطة إتباعيا لغرض المحافظة‬
‫عميو كضبط اآلثار كنقميا كاالستفادة منيا كمنع المتيـ كالفضكلييف مف العبث فيو‪ ،‬كال يتـ‬
‫االنتقاؿ لمحؿ الحادث إال بعد تمقي البالغ في صكرة شككل أك أخبار كذلؾ لمتثبيت مف صدؽ‬
‫)‪(1‬‬
‫البالغ ‪.‬‬

‫كىنا نشير إلى أف قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم قد نص عمى بعض اإلجراءات‬
‫التي يجب اتخاذىا عند االنتقاؿ إلى مسرح الجريمة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إخطار وكيل الجمهورية‬

‫بعد العمـ بكقكع الجريمة يجب عمى ضابط الشرطة القضائية طبقا لنفس المادة ‪ 42‬ؽ‪ .‬إ‬
‫‪.‬ج ‪ 02/11‬بعد التأكد مف صحة اإلخبارية أك البالغ الذم يفيد بكقكع الجريمة أف يخطر ككيؿ‬
‫الجميكرية عمى الفكر ثـ ينتقؿ عمى جناح السرعة إلى مكاف كقكع الجريمة كيتخذ في سبيؿ ذلؾ‬
‫ككيؿ الجميكرية جميع اإلجراءات الالزمة كيجب عميو المحافظة عمى اآلثار التي يخشى أف‬
‫تختفي‪ ،‬كمقكـ بضبطيا كبعرضيا عمى األشخاص المشتبو في مساىمتيـ في الجريمة لمتعرؼ‬
‫)‪(2‬‬
‫كفي حالة ‪ ,‬إذا قرر ككيؿ الجميكرية االنتقاؿ إلى مسرح الجريمة يتعيف عمى ضابط‬ ‫عمييا‪،‬‬
‫الشرطة القضائية رفع يده عف البحث كالتحرم‪ ،‬إذ يرجع االختصاص ىنا لككيؿ الجميكرية‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫حيث يباشر جميع اإلجراءات بنفسو أك يكمؼ بيا ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫عبد الفتاح عبد المطيؼ الجبارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬األمر رقـ ‪ 155/66‬المؤرخ في ‪ 8‬يكنيك‪ 1966‬المتضمف قانون اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ باألمر رقـ ‪02/11‬‬
‫المؤرخ في ‪ 20‬ربيع الثاني عاـ ‪ 1432‬المكافؽ ل ػ ‪ 23‬فبراير ‪ ، 2011‬الجريدة الرسمية لمجميكرية الجزائرية الديمقراطية ‪,‬العدد‬
‫‪ ,12‬ص‪.20‬‬
‫عبد اهلل أكىايبية‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار ىكمو لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ,‬ص ص ‪-62‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪.63‬‬
‫‪34‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬االنتقال إلى مسرح الجريمة‬

‫إف أىـ إجراء يتخذ بعد التأكد مف صحة المعمكمة الكاردة حكؿ كقع الجريمة ك بعد‬
‫إخطار ككيؿ الجميكرية ‪ ،‬ىك التنقؿ فك ار ك دكف تميؿ لمسرح الجريمة بعد جمع كؿ المعدات ك‬
‫المكازـ الضركرية إلجراء معاينات ( كثائؽ ‪ ،‬آلة تصكير الفكتكغرافي ‪ ،‬المتر ) ك عند المزكـ‬
‫)‪(1‬‬
‫ك يجب‬ ‫الئي كما يمكف أف يستعاف بالكمب البكليسي‬
‫طمب فرع الشرطة العممية بالمجمكعة الك ة‬
‫أف ال يصدر عف كؿ ضابط شرطة أك خبير الشرطة العممية أية أخطاء ‪ ،‬سكاء كانت ىذه‬
‫األخطاء مف فعمو أك نتيجة إىمالو ‪ ،‬ذلؾ أف األخطاء التي ترتكب في مسرح الجريمة ك خاصة‬
‫في الحفاظ عميو ك عمى ما بو مف آثار مادية ال يمكف تداركيا ‪ ،‬ك مف ىذا المنطمؽ فإف فشؿ‬
‫أك نجاح التحقيؽ يعتمد أساسا عمى اإلجراءات األكلية التي يتخذىا أكؿ ضابط شرطة يصؿ‬
‫)‪(2‬‬
‫إلى مسرح الجريمة‪.‬‬

‫ك مف المعركؼ أف قيمة مسرح الجريمة قد تتدىكر بفعؿ الزمف فقد تفضي العكامؿ‬
‫الطبيعية كاألمطار ك الرياح عمى اآلثار فتمكثيا أك تدمرىا ‪ ،‬أك قد تمتد إلييا يد العبث مف‬
‫الناس الذيف عادة ما ييرعكف مف كؿ حدب ك صكب مستطمعيف متسائميف عف القاتؿ ك المقتكؿ‬
‫)‪(3‬‬
‫ك‬ ‫المجرـ في المكاف ‪.‬‬ ‫‪ ،‬فيعبثكف بمحتكياتو ك بالتالي تختمط آثارىـ مع اآلثار التي خمفيا‬
‫ليذا فإف التأخر في االنتقاؿ إلى مسرح الجريمة قد يككف ىك الفيصؿ في بقاء األدلة أك اندثارىا‬

‫ثالثا ‪ :‬الحفاظ عمى مسرح الجريمة‬

‫ك المقصكد بالحفاظ عمى مسرح الجريمة ىك اإلبقاء عميو كما تركو الجاني ك عدـ العبث‬
‫باآلثار‪ ,‬ك عميو فال بد مف القياـ ببعض اإلجراءات كعدـ السماح لغيره مف أفراد الشرطة عمؿ‬
‫أم تغيير ‪ ،‬ك إذا ما حدث تغيير عمى اآلثار المترككة فيتحتـ عمى المحقؽ أف ينظـ محضر‬
‫)‪(4‬‬
‫إلثباتو ‪.‬‬

‫أحمد غام ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫سامي حارب المنذرم ك آخركف ‪ ،‬موسوعة العموم الجنائية ‪ :‬تقنية الحصول على اآلثار و األدلة المادية ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مركز‬ ‫)‪(2‬‬

‫بحكث الشرطة ‪ ،‬الشارقة ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 96‬‬


‫عبد الفتاح مراد ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 263‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫عبد الكريـ الردايدة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 85‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪35‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ك يجب عمى ضابط الشرطة القضائية أال يسمح بدخكؿ رجاؿ الصحافة كالتمفزيكف إلى‬
‫مسرح الجريمة‪ ،‬كىذا لتفادم تسرب أية معمكمة ككف ذلؾ يساعد الجاني في اخذ احتياطاتو حتى‬
‫ال يكشؼ أمره‪ ،‬كما يجب عمى ضابط الشرطة القضائية أف يقكـ بتأمينو عف طريؽ تطكيقو ك‬
‫إحاطتو بالشريط األصفر العازؿ كىذا ليعزؿ مسرح الجريمة عف باقي األماكف‪ ،‬كىك مف أىـ‬
‫اإلجراءات المتخذة في الحفاظ عمى مسرح الجريمة ككذا الحفاظ عمى كافة اآلثار المتكاجدة‬
‫)‪(1‬‬
‫بو‪.‬‬

‫كعمى ضابط الشرطة القضائية المتكاجد في مسرح الجريمة أف يقكـ بتسجيؿ األشخاص‬
‫المكجكديف فيو (مسعفيف‪ ،‬أقارب‪ ،‬كأصدقاء المجني عميو كالشيكد)‪ ،‬إسعاؼ المصابيف‪ ،‬تدكيف‬
‫أقكاؿ المجني عميو‪ ،‬ضبط األدكات المستعممة في مسرح الجريمة‪ ،‬معاينة اآلثار المادية‪ ،‬تثبيت‬
‫)‪(2‬‬
‫حالة األشخاص كاألماكف‪ ،‬تدكيف ساعة الكصكؿ كالحاؿ التي ىك عمييا في مسرح الجريمة‪.‬‬

‫ك كؿ ىذه اإلجراءات مف أجؿ الحفاظ عمى مسرح الجريمة مف العبث بو ك منعا‬


‫لطمس اآلثار المتخمفة مف الجاني ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬انتقال خبراء الشرطة العممية لمسرح الجريمة‬

‫إف اإلجراءات األكلية المتخذة مف قبؿ أكؿ ضابط شرطة قضائية يصؿ إلى مسرح‬
‫الجريمة تككف في انتظار كصكؿ مجمكعة مف الخبراء الفنييف الذيف يتكاجدكف لمعمؿ في‬
‫الجريمة الماثمة بمسرح الجريمة‪ ،‬كمف ىذه المجمكعة الطبيب الشرعي‪ ،‬خبير التصكير الجنائي‬
‫( تصكير فكتكغرافي أك فيديك‪ ،‬خبير رفع السكائؿ البتركلية‪ ،‬خبير البصمات‪ ،‬خبير األسمحة‬
‫)‪(3‬‬
‫‪,‬كالذيف يتـ استدعاؤىـ بمكجب تسخيرة مف ككيؿ الجميكرية لمقياـ‬ ‫الجنائية كالمتفجرات)‬
‫بالمعاينات الالزمة لمسرح الجريمة‪ ،‬فيـ يعممكف بمثابة فريؽ كاحد متكامؿ _ فكؿ كاحد فييـ _‬
‫لمكصكؿ إلى أف النتائج كأقربيا لمحقيقة‪.‬‬

‫ىشاـ عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪.50-41‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫سامي حارب المفذرم كأخركف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.108‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫طارؽ إبراىيـ الدسكقي عطية ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 190‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪36‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ك عمى المحقؽ كفريؽ الشرطة القضائية أف يسيؿ عمؿ خبراء الشرطة العممية بفرض‬
‫حماية المكاف ك كقاية األدلة عف طريؽ إبعاد كمنع تجمع األشخاص خاصة الفضكلييف حكلو‬
‫كتطكيؽ مكاف كقكع الجريمة‪ ،‬كمنع أم شخص كاف مف الدخكؿ إلى مكاف الجريمة أك الخركج‬
‫)‪(1‬‬
‫كينبغي االحتراس مف التقاط أك تحريؾ أم شيء مف مكانو إال إذا كاف ضركريا‪ ،‬مع‬ ‫منو‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ضماف كجكده عمى الحالة التي ترؾ عمييا عقب ارتكاب الجريمة مع تثبيت حالة األماكف‪،‬‬
‫كتثبيت حالة األثر كطريقة العثكر عميو‪ ،‬مع االحتفاظ بو ككضعو في أكعية أك أنابيب نظيفة‬
‫تماما أك قاركرة أك داخؿ إطار مف البالستيؾ كؿ حسب حالتو كأف يضع بطاقة مع كؿ حرز‬
‫)‪(3‬‬
‫يبيف بيا كصفو لألثر كحالتو كمكاف رفعو كاسـ مف رفعو‪.‬‬

‫كبعد ذلؾ يأتي دكر الطبيب الشرعي عمى رأس قائمة الخبراء لتكلي الفحص الخارجي‬
‫لمجثة كالتحقؽ مف الكفاة كتحديد كقت حدكثيا كبعد فحصيا البد مف نقميا بصفة سريعة إلى‬
‫المراكز الصحية لحفظ الجثث‪ ،‬كحتى تحقؽ ىذه اإلجراءات النتائج المرغكب فييا البد مف‬
‫العممية‪ ،‬ككذا تفيـ كؿ فرد لمياـ باقي‬
‫ّ‬ ‫التنسيؽ بيف عمؿ المحقؽ كفريقو كبيف خبراء الشرطة‬
‫)‪(4‬‬
‫أفراد طاقـ البحث‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬توثيق مسرح الجريمة‬

‫يجب عمى المحقؽ أك خبير الشرطة العممية عند دخكلو لمسرح الجريمة أف يقكـ بتسجيؿ‬
‫كتكثيؽ كؿ المالحظات كالمشاىدات المكجكدة فيو‪ ،‬كذلؾ مف خالؿ تسجيؿ كقائع الجريمة‬
‫بالكتابة‪ ،‬التسجيؿ عف طريؽ الطكر الفكتكغرافية أك كامي ار الفيديك أك عف طريؽ الرسـ‬
‫اليندسي‪.‬‬

‫عبد الكريـ الردايدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫محمد حماد الييتي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.307‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.307‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ىشاـ عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.26،28‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪37‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تسجيل وقائع مسرح الجريمة كتابة‬

‫يفسر تسجيؿ مسرح الجريمة بالكتابة في محضر تحقيؽ مف أقدـ الطرؽ المتبعة في نقؿ صكرة‬
‫صادقة لمحادث ‪ ,‬كذلؾ بغرض تمكيف المطمع عمييا مف فيـ الحادث مف خالؿ تصكير حالة‬
‫)‪(1‬‬
‫الجريمة كقت حدكثا كالمكاف الذم ارتكبت فيو كأقكاؿ كؿ مف لو عالقة بيا‪.‬‬

‫كلمقياـ بعممية تسجيؿ كقائع مسرح الجريمة بالكتابة‪ ،‬يجب إتباع الشركط التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬مراعاة البساطة في استخداـ األلفاظ كعدـ استعماؿ األلفاظ الغامضة لشرح محتكيات‬
‫المكاف‪.‬‬
‫‪- 2‬الكتابة بخط كاضح كمقركء ‪ ,‬كيستحسف أف تككف الكتابة مع التكقيع عمى كؿ صفحة‬
‫بعد ترقيميا‪.‬‬
‫‪- 3‬إذا كاف كقع الحدث في‪:‬‬
‫أ‪ .‬مكاف مسكر أك داخؿ مسكف‪ ،‬يقكـ المحقؽ بتحديد الجيات األربع األصمية ثـ يذكر اسـ‬
‫الشارع‪ ،‬رقـ المبنى‪ ،‬مكاف مكقعو إذا كاف في الدكر األكؿ أك الثاني ثـ ينتقؿ إلى الحجرة‬
‫التي حدثت فييا الجريمة كيصفيا كصفا دقيقا‪ ,‬بحيث يشمؿ كصفو بياف مساحة الحجرة أك‬
‫عدد األبكاب‪ ،‬كنكع أرضيتيا كحكائطيا كنكع اإلضاءة بيا ثـ األثاث مبتدئا بأحد الجكانب‬
‫إلى أف ينتيي إلى النقطة التي بدأ منيا‪ ،‬كىذه الطريقة معركفة بطريقة عقرب الساعة‪ ،‬ألف‬
‫المحقؽ يسير في كصفو مثؿ عقارب الساعة‪ ،‬مف الجية اليمنى مف المكاف أك العكس أف‬
‫يبدأ بالجية اليسرل منو‪ ،‬كما يمكنو أف يبدأ بالكصؼ مف منتصؼ محؿ الحادث ثـ يكسع‬
‫كصفو دائريا إلى أف يشمؿ المكاف كمو كتسمى ىذه الطريقة بالحمزكنية )‪ ،(2‬كيذكر أيضا‬
‫كضع الجثة كالبنية كاإلصابات المكجكدة فييا كاآلثار المترككة حكليا‪ ،‬كما يذكر التغيير‬
‫الذم بيا مف حيث نقميا مف محميا األصمي أك تغير كضعيتيا كبعدىا كقربيا كأقكاؿ‬
‫الشيكد كالجناة المشتبو بيـ ‪.‬‬
‫كمدل‬ ‫ب‪ .‬مكاف غير مسكر أك مسككف‪ :‬يبدأ المحقؽ بتحديد المكاف الذم كقعت فيو الجريمة‬
‫بعده عف شيء ثابت معمكـ‪ ،‬ثـ يصؼ طبيعة المكاف كحالتو بياف الجيات األربع األصمية‬

‫عبد الكريـ الردايدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.102‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫عبد الفتاح عبد المطيؼ الجبارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪38‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫في حاالت االستعانة بيا في تحديد المكاف تحديدا تاما ثـ يصؼ الحادث كطريقة الكصكؿ‬
‫إليو كاالنصراؼ فيو كاألداة المستخدمة إف كجدت كمكاف كجكدىا مع كصفيا كصفا‬
‫دقيقا)‪.(1‬‬

‫ثانيا‪ :‬تسجيل وقائع مسرح الجريمة بالصور الفوتوغرافية أو كامي ار الفيديو‬

‫يعتبر تسجيؿ الحادث فكتكغرافيا أك بكاسطة الفيديك مكمال لتسجيمو بالكتابة كىك مف أىـ أركاف‬
‫إجراءات المعاينة التقنية الحديثة كمف الكسائؿ اليامة التي تستفيد بيا الشرطة العممية‪ ،‬فيناؾ‬
‫بعض الجرائـ ال يمكف الكصؼ بالكتابة أف يكضحيا كحكادث المركبات كالحرائؽ كالمظاىرات ‪.‬‬
‫كتبدك أىمية التصكير في أف صكرة تسجؿ محؿ الحادث بالحالة التي تركيا عميو الجاني‪ ،‬أك‬
‫إذا كاف الفعؿ مستم ار كأمكف تصكيره‪ ،‬ؼ إنو يعطي المحقؽ أك القاضي صكرة حقيقة الجريمة‬
‫كقت اكتشافيا أك أثناء كقكعيا كالخطكات التي مرت عمى مراحؿ ارتكابيا ك األفراد المشتركيف‬
‫)‪(2‬‬
‫في ذلؾ‪.‬‬

‫كتبرز أىمية تصكير مسرح الجريمة في إعادة تككيف كتمثيؿ مسرح الجريمة كتنشيط ذاكرة‬
‫المحقؽ كاستعادة التفاصيؿ اليامة التي قد ينساىا‪ ،‬كتكضيح تفاصيؿ مسرح الجريمة كعالقة‬
‫األشياء المكجكدة بالجثة ‪ ,‬باإلضافة إلى تكضيح اإلصابة المكجكدة بالجثة ك تنشيط ذاكرة‬
‫)‪(3‬‬
‫الشيكد‪.‬‬

‫كتبدأ مراحؿ تصكير مسرح الجريمة كجميع اآلثار المادية المتكاجدة بو‪ ،‬ثـ يتـ كضع‬
‫أعمدة مرقمة حتى تظير بأف لكؿ أثر رقـ معيف‪ ،‬كنصؿ إلى مرحمة أخرل مف التصكير عندما‬
‫تقكـ فرقة رفع البصمات برفع اآلثار الجنائية مف مكانيا كتصكير ىذه المحظة لتبياف الدقة في‬
‫العمؿ كتحديد أف األثر قبؿ تمؾ المحظة لـ يتـ تحريكو مف مكانو حتى ال تسقط قيمتو لدل‬
‫العدالة‪.‬‬

‫)‪ (1‬عبد الكريـ الردايدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.102‬‬


‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.104‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫عبد الفتاح عبد المطيؼ الجبارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪39‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫ؼف كجدت جثة بمسرح الجريمة يتـ التقاط صكرة لمكجو كامال كأخرل لمجانب األيمف‬
‫إ‬
‫مف الكجو كعند الضركرة يمكف التقاط صكرة أخرل لكامؿ الجسـ ككذلؾ لمجانب األيسر مف‬
‫الكجو‪ ،‬كما يجب أخذ صكرة تفصيمية لإلصابات كاألسناف كالكشـ كأثار العمميات ك المالبس مع‬
‫ضركرة كضع شريط قياس أك مسطرة مدرجة عمى الشيء أك بجكاره كال يسمح بدفف أم جثة‬
‫لشخص مجيكؿ إال بعد تصكيرىا كأخذ بصماتيا‪ ،‬كيمزـ أف يتـ التصكير ىنا في أسرع كقت قبؿ‬
‫أف يمحؽ الجثة تعفف كتغير في المالمح‪ ،‬كال يجكز أبدا استعماؿ مصابيح كاشفة عند تصكير‬
‫)‪(1‬‬
‫الجثة المبممة أك المغطاة بالدـ ألف االنعكاسات قد تخفي تفاصيؿ الصكرة‪.‬‬

‫البد مف مراعاة الظركؼ التي تؤثر في التصكير‪ ،‬فالبد أف تككف أشعة الشمس مكجية‬
‫مف أحد جانبي الكامي ار أك مف خمفيا‪ ،‬كعند تصكير األشخاص في الفضاء نالحظ أنو إذا كاف‬
‫الضكء في كجو الشخص مباشرة‪ ،‬فاف ذلؾ يجعمو يبدكا مسطحا في الصكرة‪ ،‬أما أشعة الشمس‬
‫ق في التصكير داخؿ منزؿ يستحسف استعماؿ الضكء‬ ‫فتعطيو تفاصيؿ بارزة‪ ،‬كما أف‬
‫)‪(2‬‬
‫الصناعي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تسجيل وقائع مسرح الجريمة هندسيا‬

‫يعتبر الرسـ اليندسي أحد الدعائـ الثالث التي يستعيف بيا خبير الشرطة العممية في‬
‫تصكيره لمحادث تصكي ار صادقا‪ ،‬كيتـ الرسـ عادة باستخداـ طريقة مقياس الرسـ كتخطيط مكقع‬
‫الجريمة بتقسيماتو كما عثر عميو مف آثار كما يحكيو مف أشخاص كأشياء كذلؾ بصكرة مقربة‬
‫‪ ,‬مثؿ رسـ ىندسي‬ ‫لشكؿ الشيء‪ ،‬ك ذلؾ لبياف العالقة بينيا عف طريؽ تحديد المسافة بينيا‬
‫لمكاف في حادث قتؿ مثال يبيف لنا بدقة مساحة المكاف كطرؽ كصكؿ الفاعؿ إليو كالخركج منو‬
‫كما يكضح لنا المناطؽ المحيطة بو أك طبيعتيا ثـ يكضح لنا مكاف الجثة‪ ،‬أك قربيا مف‬
‫األماكف الثابتة كقطع األثاث المكجكدة ‪ ,‬مما ال يمكف لؿلكصؼ بالكتابة أك الصكر الفكتكغرافية‬
‫أف تبينو)‪.(3‬‬

‫قدرم عبد الفتاح الشياكم‪ ،‬أدلة مسرح االجريمة‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1997 ،‬ص‪.86-85‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.115‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫محمد فاركؽ عبد الحميد كامؿ‪ ،‬القواعد الفنية الشرطية لمتحقيق والبحث الجنائي ‪ ،‬أكاديمية نايؼ لمعمكـ األمنية‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫الرياض‪ ،1999 ،‬ص ‪.225‬‬


‫‪40‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كتظير أىمية الرسـ اليندسي في جرائـ معينة مثؿ حكادث المركر عمى اختالؼ‬
‫أنكاعيا ‪ ,‬كحكادث الحريؽ المشتبو بيا كقضايا القتؿ كىتؾ العرض ‪ ,‬ك كثي ار ما يتكقؼ القاضي‬
‫في حكمو في القضية خاصة في حكادث الصدـ عمى الرسـ اليندسي ألنو يبيف بطريقة دقيقة‬
‫أساسيا قياس حالة الطريؽ ك اتساعو كطكؿ الفرامؿ كاتجاىيا كبعد السيارة التي نجـ عنيا‬
‫)‪(1‬‬
‫الحادث عف غيرىا كأماكف تناثر الزجاج كلكي يحقؽ الرسـ الغرض منو البد مف‪:‬‬

‫‪- 1‬سرعة انتقاؿ الخبير إلى محؿ الحادث بمجرد اإلبالغ عنو قبؿ البدء في تغيير األماكف‬
‫كاألشياء المطمكب رسميا‪.‬‬
‫‪- 2‬عميو أف يمـ بتفصيالت الحادث قبؿ قيامو بالرسـ كأف يعمؿ تحت إرشاد المحقؽ كما‬
‫يرد منو أف يظيره في رسمو‪.‬‬
‫ا‬
‫ما إذا كاف الحادث‬ ‫‪- 3‬عميو أف يقكـ بعمؿ رسـ تخطيطي ابتدائي لمحادث يتبيف فيو‬
‫مصادمة فيتبيف مف ذلؾ مكضع السيارتيف المتصادمتيف‪.‬‬
‫‪- 4‬عميو أف يحدد مكقع المكاف بالنسبة لمجيات األصمية كذلؾ برسـ األماكف الثابتة أكال‪ ،‬ثـ‬
‫‪ ,‬كعند االنتياء مف الرسـ‬ ‫ينسب األجساـ األخرل إلييا كيختار األىـ فالميـ منيا‬
‫التخطيطي االبتدائي لمحؿ الحادث‪ ،‬يقكـ بقياس المسافات بيف األجساـ بقياس مترم‬
‫عمى أف يثبت عمى الرسـ االبتدائي‪ ،‬كذلؾ خشية أف ينسى الرساـ بعض المقاييس عند‬
‫عكدتو إلى المركز‪.‬‬
‫‪- 5‬بعد إكماؿ المحقؽ يتـ رسـ العكارض األرضية كاآلثار كالبقع المترككة كجسـ الجريمة‬
‫كمكقعا باإلشارات كالرمكز كطرؽ الدخكؿ كالخركج‪ ،‬كما يجب عميو أف يحدد لو مقياس‬
‫رسـ ثابت‪.‬‬
‫‪- 6‬كما عميو عند مغادرة مسرح الجريمة التأكد مف مطابقة الرسـ عمى الكاقعة كذلؾ لتدارؾ‬
‫الخطأ أك النسياف‪.‬‬
‫‪- 7‬كعند االنتياء مف الرسـ عميو أف يثبت في نيايتو كافة البيانات الخاصة بو كرقـ‬
‫‪ ,‬كيبيف الجيات األربع األصمية‬ ‫القضية كتاريخيا كنكعيا كالمكاف الذم ارتكبت فيو‬

‫ىشاـ عبد الكريـ الردايدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.106-105‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪41‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كمقياس الرسـ كاسـ مف قاـ بو‪ ،‬كما يرفؽ الرسـ التخطيطي لمسرح الجريمة ضمف أكراؽ‬
‫)‪(1‬‬
‫القضية ليطمع عميو القاضي كأطراؼ الدعكة الجنائية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬الطرق الفنية لمعاينة مسرح الجريمة ورفع اآلثار الجنائية‬

‫إف كؿ كاقعة جنائية ليا ظركؼ خاصة بيا تبعا لنكع الجريمة كطبيعة المكاف‪ ،‬فعند‬
‫القياـ بالمحافظة عمى مسرح الجريمة يجب تعميـ ك ترقيـ اآلثار ك األشياء المتكاجدة في مسرح‬
‫الجريمة‪ ،‬كالتي يمكف أف تككف ليا عالقة بالجريمة أك المجرـ باإلضافة إلى تعميـ األشياء ك‬
‫اآلثار المتخمفة عف أعماؿ الشرطة بالذات‪ ،‬مثؿ الطالء‪ ،‬الرسكـ‪ ،‬ثـ يأتي بعد التقاط الصكر‬
‫الفكتكغرافية لتثبيت مكاقع مسرح الجريمة‪ ،‬كصكر أخرل تثبت طبيعة اآلثار كمف ثـ تأمينيا‪،‬‬
‫لتأتي بعد ذلؾ عممية رفعيا كتحريزىا مف قبؿ عناصر الشرطة العممية‪ ،‬كتييئتيا كإرساليا إلى‬
‫المخبر الجنائي‪.‬‬

‫لذلؾ سنتطرؽ في ىذا المبحث الى مطمبيف‪ ،‬المطمب األكؿ طرؽ إجراء المعاينة الفنية‬
‫لمسرح الجريمة‪ ،‬في حيف نتناكؿ في المطمب الثاني الطرؽ الفنية لرفع اآلثار الجنائية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬طرق إجراء المعاينة الفنية لمسرح الجريمة‬

‫يتطمب إجراء المعاينة الفنية لمسرح الجريمة بعض اإلجراءات التي يجب مراعاتيا حفاظا‬
‫عمى األثر المادم سكءا كاف ذك قيمة أك غير ذلؾ حيث تختمؼ باختالؼ طبيعة المكاف محؿ‬
‫المعاينة‪ ،‬قد يقكـ بيذه العممية فرد ‪ .‬كيفضؿ أكثر مف فرد حتى يككف إثبات محتكل مسرح‬
‫الجريمة دقيقا كمحددا‪ ،‬بحيث إذا أغفؿ أحد القائميف بالمعاينة كجكد شيء في مسرح الجريمة‬
‫يمكف أف يراه اآلخر‪.‬‬

‫كليذا يجب قبؿ الدخكؿ لمسرح الجريمة تحديد المسارات التي يفضؿ البدء في إجراء‬
‫المعاينة‪ ،‬كمكاف الخركج مف مسرح الجريمة بعد إجراء المعاينة‪ ،‬كتختمؼ تمؾ المسارات حسب‬
‫طبيعة محؿ المعاينة مف مسرح الجريمة‪ ،‬فعممية تحديد األدلة في قضية ما لـ تتحقؽ عف طريؽ‬
‫البحث العشكائي الذم ال يخمك مف ترؾ كنسياف كعدـ مالحظة بعض األدلة‪ ،‬كانما يتحقؽ عف‬

‫)‪(1‬‬
‫عبد الفتاح عبد المطيؼ الجبارة‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪42‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫طريؽ إتباع إحدل الطرؽ المتعارؼ عمييا‪ ،‬كالتي تتضمف تغطية جميع محتكيات مسرح‬
‫)‪(1‬‬
‫الجريمة بكؿ دقة كاتقاف‪.‬‬

‫كمف ثـ نقسـ ىذا المطمب الى أربعة فركع نتطرؽ في الفرع األكؿ إلى طريقة الشريط‬
‫الكاحد‪ ،‬الثاني نتناكؿ فيو طريقة الشريط المزدكج‪ ،‬في حيف نتطرؽ في الفرع الثالث إلى الطريقة‬
‫المكلبية (طريقة عقرب الساعة)‪ ،‬بينما الفرع الرابع لدراسة التقسيـ عمى المناطؽ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طريقة الشريط الواحد‪)strip méthode) :‬‬

‫إف ىذه الطريقة تتبع حيف يأخذ مسرح الجريمة في العراء شكؿ المستطيؿ أك المربع‪ ،‬كذلؾ بأف‬
‫يسير المعاينكف الثالثة أ‪ ،‬ب‪ ،‬جػ‪ ،‬في بداية الضمع الغربي المستطيؿ أك المربع في اتجاه مكاز‬
‫لضمعو الجنكبي صكب الضمع الغربي المستطيؿ أك المربع كىكذا حتى‬
‫يستكشفكا محتكل المربع أك المستطيؿ عند ضمعو الغربي في مسار‬
‫مكاز لمضمع الشمالي حتى يعكد الى نقطة االنطالؽ في ممتقى‬
‫)‪(2‬‬
‫حيث يقكـ رجاؿ الشرطة العممية بمعاينة مكاف الحادث‬ ‫الضمعيف‪،‬‬
‫مف باب الدخكؿ الى باب الخركج بحيث ال ينتقؿ مف غرفة الى أخرل‬
‫)‪(3‬‬
‫أك مف مكاف الى آخر إال بعد أف يغطي محؿ المعاينة بالكامؿ‪.‬‬
‫(الشكؿ ‪)1‬‬ ‫(انظر الشكؿ ‪) 1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طريقة الشريط المزدوج (‪)Grid méthode‬‬

‫إف ىذه الطريقة تستخدـ كذلؾ في مسرح الجريمة المييكؿ ىندسيا إلى‬
‫مربع أك مستطيؿ‪ ،‬إنما تختمؼ عف سابقتيا في كجكب إتباع القائميف‬
‫بالمعاينة عند دخكليـ (المربع أك المستطيؿ) الذم تجرم معايفتق‬
‫مساريف أك اتجاىيف أحدىما يككف مكاز لمضمعيف الشرقي ك الغربي‬
‫( الشؾؿ ‪)2‬‬ ‫كاألخر مكاز لمضمعيف الشمالي كالجنكبي‪(.‬أنظر الشكؿ رقـ ‪) 2‬‬

‫طو أحمد متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫رمسيس بيناـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫محمد خميفة عبد اهلل الػحسف ‪ ،‬أسرار مسرح الجريمة‪ ،‬جامعة نايؼ لمعمكـ األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2007 ،‬ص ‪.13‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪43‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الطريقة المولبية )‪)spirar méthode‬‬

‫إف ىذه الطريقة مف الطرؽ اليامة كالتي تحتاج مف القائـ عمييا اليقظة التامة كقكة المالحظة‪،‬‬
‫كتستخدـ في مكاف الجريمة الذم يككف عمى شكؿ دائرم‪ ،‬كذلؾ كصكال الى الدخكؿ في كؿ‬
‫)‪(1‬‬
‫حيث يسير فيو الخبراء ابتداء مف نقطة مركزية‬ ‫مكاف ميما كاف حيزه داخؿ مسرح الجريمة‪،‬‬
‫كفي اتجاه عقرب الساعة كبطريقة دائرية‪ ،‬حتى يأتكا عمى آخر مسرح‬
‫الجريمة الذم يككف في ىذه الحالة دائريا كما يتضح مف الشكؿ‬
‫)‪(2‬‬
‫ثـ يأخذ بخطكة جانبية ك يبدأ بالدكراف مرة أخرل كيكرر ذلؾ‬ ‫التالي‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫(أنظر الشؾؿ ‪)3‬‬ ‫في المكاف حتى اإلنتياء مف فحصو بالكامؿ‪.‬‬

‫(الشكؿ ‪)3‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬طريقة التقسيم عمى المناطق( ‪)Zone méthode‬‬

‫إف ىذه الطريقة غالبا ما تستخدـ في مسرح الجريمة إذا كاف ذك رقعة كبيرة فمثال اذا كاف مسرح‬
‫الجريمة قطعة ارض زراعية كبيرة أك أرض صحراكية مسطحة‪ ،‬فيمكف ىيكمة ىذه القطعة‬
‫)‪(4‬‬
‫يبدأ فريؽ المعاينة بمعاينة المربع المركزم‪،‬‬ ‫ىندسيا الى مربعات أك مستطيالت صغيرة‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫كيسيركف بعدئذ بفحص كؿ مربع مف المربعات األخرل بالترتيب الذم يظير مف الترقيـ‪.‬‬

‫كال يكجد مانع يمنع مف إتباع رأم مف الطرؽ السالفة في إطار‬


‫المربع الكاحد طالما أنيا تنسجـ مع تمؾ الطرؽ بسبب صغر الحجـ‪،‬‬
‫بمعنى انو مف الممكف أف تتبع أكثر مف طريقة‪( .‬أنظ ار لشؾؿ‪)4‬‬

‫(الشكؿ ‪)4‬‬

‫طو احمد طو متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫طارؽ إبراىيـ اؿدسكقي عطية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.285‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ىشاـ عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابؽ ص ‪.34‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫طو احمد طو متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ ص ‪. 34‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫محمد أحمد غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.27-26‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪44‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الطرق الفنية لرفع اآلثار الجنائية‬

‫إف اإلجراءات التي يتخذىا عناصر الشرطة العممية في ىذه المرحمة الحيكية‪ ،‬تعد عنص ار ىاما‬
‫في نجاح القضية فيما بعد أماـ الجيات القضائية‪ ،‬فبعد التحفظ عمى مسرح الجريمة كحمايتو‬
‫المجرـ أك‬ ‫كتكثيقو تأتي مرحمة معاينتو بحثا عف اآلثار الجنائية التي إما تككف متخمفة مف‬
‫الضحية عميو‪ ،‬كالبقع المنكية ك بصمات األصابع‪ .‬كاما أف تككف مف األدكات التي استخدمت‬
‫في ارتكاب الجريمة كالمسدس‪ ،‬أك السكيف أك اإلبرة‪ ،‬لتتـ بعد ذلؾ عممية رفعيا كتحريرىا ثـ‬
‫)‪(1‬‬
‫إرساليا الى الخبر الجنائي لمقياـ بعممية فحصيا‪.‬‬

‫اآلثار الجنائية‪ ،‬ثـ‬ ‫لذلؾ سنتناكؿ في ىذا المطمب ثالثة فركع حيث سنتطرؽ أكال البحث عف‬
‫كيفية رفعيا كأخي ار تحريزىا كارساليا إلى مخابر الشرطة العممية لفحصيا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البحث عن اآلثار الجنائية‬

‫ال يمكف معرفة نكع اآلثار المادية التي يجب عمى خبير الشرطة العممية أف يرفعيا مف محؿ‬
‫الحادث فمكؿ حادثة ظركؼ خاصة بيا كأف تتشابو مع حادثة أخرل حتى كلك كانت مف نفس‬
‫نكعيا‪ ،‬فإذا فرضنا أف ىناؾ حادتيف مف نكع كاحد كىما القتؿ بقصد السرقة إال أف البحث عف‬
‫اآلثار المترككة في كؿ حادثة منيا يختمؼ عف األخرل‪ ،‬ففي الحادث المستخدـ فيو سالح نارم‬
‫يككف األثر المطمكب البحث عنو ىك المسدس كطمقة الرصاص كتحديد المسافة التي انطمقت‬
‫فييا كمكاف اتجاىيا كمكاف كجكد الظرؼ كآثار دخاف‪ ،‬الباركد‪ ...‬الخ‪ ،‬بينما فجد في الحادث‬
‫الثاني أف البحث عف األثر المادم يتناكؿ البحث عف السكيف كآثار الدـ المكجكدة‬
‫عمييا‪....‬الخ‪ .‬كمف ذلؾ يتضح أف طريقة البحث عف اآلثار في الجريمتيف تختمؼ اختالفا تاما‬
‫في كؿ منيما عف اآلخر ‪ ,‬ككاجب خبير الشرطة العممية في ىذه الحالة أف يعرؼ مف أيف يبدأ‬
‫في البحث عف اآلثار المادية المتخمفة حسب نكع الجريمة التي تكاجيو ك طريقة ارتكابيا‬
‫كطبيعة المكاف الذم حدثت فيو‪ ،‬كعميو أف ال ييمؿ البحث في أم مكاف في محؿ الحادث عمى‬
‫أف يعثر عمى آثار تفيد التحقيؽ‪ ،‬كعميو أف يحترس في طريقة حفظ كؿ أثر عمى حدل حتى ال‬
‫يختمط بأية آثار أخرل أك مكاد غريبة عنو كفي حالة عدـ كجكد خبير الشرطة العممية فيمكف‬

‫محمد أحمد غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.27-26‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪45‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫لمباحث الجنائي أف يقكـ بيذه الميمة بشرط أف تككف لو دراسات سابقة في طريقة ككيفية‬
‫)‪(1‬‬
‫التعامؿ مع ىذه اآلثار‪.‬‬

‫فمثال‪ :‬البقع الدمكية التي يغسميا الجاني لكي يزيميا مف مكاف الجريمة كلك دققنا في البحث عف‬
‫آثارىا في محؿ الحادث لكجدناىا بيف ألكاح الخشب أك بيف فتات أك عمى المالبس‪ ،‬ككذلؾ أثار‬
‫البرادة الدقيقة التي ال تميزىا العيف المجردة كالتي تنتج عف كسر خزانة أك قطع قفؿ نجدىا بيف‬
‫فتحات بنطمكف الجاني أك داخؿ جيب جمبابو أك في األدكات التي استعمميا في النشر ‪ ،‬كؿ ىذه‬
‫اآلثار الدقيقة ككثير غيرىا تعيف خبير الشرطة العممية عمى كشؼ غمكض الحادث ككذلؾ تقدـ‬
‫لو الكثير مف الخدمات عمى أنو مف الميـ طريقة البحث عنيا ك جمعيا كفحصيا حتى يمكف‬
‫)‪(2‬‬
‫االستفادة منيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رفع اآلثار الجنائية‬

‫إف الطريقة المثالية لجمع كتحرير األثر تمييدا لنقمو الى المختبر الجنائي تختمؼ باختالؼ نكع‬
‫أفضؿ مف‬ ‫األثر‪ ،‬كميما كاف نكعو فإف الحصكؿ عمى كمية كبيرة منو تزيد عف حاجة التحميؿ‬
‫عدـ إمكانية إجراء التحميؿ بسبب قمة العينة المرسمة لممختبر الجنائي‪ ،‬كما يفضؿ دائما إرساؿ‬
‫عينة ضابطة مف نفس المادة المتكاجدة عمييا األثر كذلؾ لتحديد ما اذا ىذه المادة تتداخؿ مع‬
‫خطكات التحميؿ مف عدمو ‪ .‬كعميو تنقسـ اآلثار اؿمادية مف حيث ظيكرىا بمسرح الجريمة إلى‬
‫)‪(3‬‬
‫آثار ظاىرة كأخرل خفية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اآلثار الظاهرة‬

‫ىي تمؾ اآلثار التي يمكف لمباحث الجنائي أف يراىا بالعيف المجردة دكف االستعانة بأم كسيمة‬
‫مف كسائؿ اإلظيار كالعدسات كالميكركبات أك األشعة المختمفة أك المكلد الكيماكم‪.‬‬

‫عبد الكريـ الردايدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.114‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫السيد الميدم‪ ،‬مسرح الجريمة وداللته في تحديد شخصية الجاني‪ ،‬دار النشر بالمركز العربي لمدراسات األمنية كالتدريب‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫الرياض‪ ،1993 ،‬ص ‪. 141‬‬


‫)‪ (3‬هشام عبد الحميد فرج ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ص ‪. 146-145‬‬
‫‪46‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كال عبرة بحجـ اآلثار كبرت أك صغرت‪ ،‬فإذا أمكف رؤيتيا بالعيف المجردة فيي أثر مادم ظاىر‬
‫كىذه اآلثار تكجد في صكر مختمفة‪ ،‬قد تككف صمبة كطمقة نارية أك مسدس أك قطعة زجاج كقد‬
‫)‪(1‬‬
‫تككف سائمة كالتبكؿ أك المشركبات‪ ,‬كقد تككف لينة أك لزجة كالبقع الدمكية أك المنكية‪.‬‬

‫ذؿ غاية الحرص‬ ‫كيتـ رفع اآلثار الظاىرة لمعيف ثـ يمي ذلؾ جمع اآلثار غير الظاىرة مع ب‬
‫كالحذر أثناء رفعيا‪ ،‬كيجرم حفظيا عمى النحك يبؽينيا بحالتيا بحيث ال تتعرض لمتمؼ فإذا كاف‬
‫األثر مسدسا مثال‪ ،‬يجرم تصكيره في مكاف كجكده‪ ،‬ثـ يرفع بحذر بحيث ال تضاؼ عميو أية‬
‫بصمات‪ ،‬كذلؾ بمسكو في نياية مسكرتو كأسفؿ مقبضو كيستحسف أف يستعمؿ قفاز مف المطاط‬
‫في ىذه الحالة ‪ ,‬كيتـ كضعو في عمبة مف الكرتكف أك الخشب أك في طرؼ مف الكرؽ أك‬
‫( كالكماشة‪،‬‬ ‫البالستيؾ كتتخذ نفس اإلجراء مع األشياء األخرل المتشابية كاآلالت المختمفة‬
‫المنشار‪ ،‬السكيف كغيرىا )‪ .‬أما إذا كاف األثر صغير الحجـ نكعا ما فيستحسف رفعو بكاسطة‬
‫ممقط كاذا كاف األثر سائال كالطعاـ أك الشراب أك نحكه فتستخدـ أنابيب كحاكيات جمع األدلة‬
‫لنقميا إلييا كنراعي عندئذ نظافتيا التامة‪ ،‬باإلضافة الى استعماؿ الماسحات المعقمة كممحقات‬
‫المطباؽ العالية االمتصاص لجمع الدـ السائؿ أك المني أك السكائؿ الفيزيكلكجية األخرل)‪.(2‬‬

‫ككؿ ما يشترط تكافره في مكاف حفظ األثر عند رفعو‪ ،‬أف يككف مناسبا لحجمو فال يتعرض‬
‫لمكسر ‪ ,‬كما يراعى في األثر أال يتعرض لمح اررة أك الرطكبة إذا كاف ما يتمؼ بأحدىما‪.‬أما‬
‫اآلثار التي يصعب نقميا خشية تمفيا كآثار األقداـ أك إطارات السيارات فيجرم تصكيرىا أكال ثـ‬
‫)‪(3‬‬
‫تصنع ليا قكالب مف الجبس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رفع اآلثار الخفية‪:‬‬

‫كنقصد بيا اآلثار التي ال تراىا العيف المجردة بؿ تقتضي االستعانة بالكسائؿ الفنية الطبيعية أك‬
‫الكيميائية إلظيارىا مثؿ البصمات غير الظاىرة التي يتركيا الجاني عمى زجاج النافذة أك عمى‬

‫السيد الميدم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.139‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.139‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫عبد الكريـ الردايدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.141‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪47‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫الدكالب أك أثار الدـ المغسكلة مف أرضية الحجرة أك عمى مالبس الجاني أك الكتابة السرية عمى‬
‫)‪(1‬‬
‫الكرؽ‪.‬‬

‫كما لك قاـ الجاني بغسؿ‬ ‫كيتـ الكشؼ عف اآلثار الغير الظاىرة عف طريؽ طبيعة الحادث‬
‫األرضية مف دـ القتيؿ‪ ،‬أك إذا كاف ىتؾ عرض كتمت الكاقعة عمى فراش المجني عميو كلـ‬
‫يعثر عمى بقع منكية ظاىرة‪ ،‬أك إذا كاف الحادث سرقة بالتيديد كأخفى السالح الذم استخدمو‬
‫داخؿ فرشة السرير أك داخؿ الحائط‪ ،‬أك إذا كانت حادثة سطك كترؾ الجاني بصمات أصابعو‬
‫)‪(2‬‬
‫فيستعاف باألجيزة الطبية كالميكركسككب‪ ،‬أك العدسات المقربة أك باألشعة‬ ‫عمى باب الخزانة‪،‬‬
‫المختمفة أك المكلد الكيميائي لمكشؼ عف تمؾ اآلثار في األماكف التي يحتمؿ كجكدىا فييا‪،‬‬
‫فمثال لك دققنا البحث لكجدناىا بيف ألكاح الخشب أك البالط كيمكف استخداـ محمكؿ البنزيف أك‬
‫األشعة فكؽ البنفسجية لمعرفة كجكدىا‪ ،‬كما تستخدـ األشعة البنفسجية لمبحث عف السالح‬
‫المخبأ في المرافؽ أك داخؿ حائط‪ ،‬كيكشؼ عف البصمة باستخداـ المساحيؽ الظاىرية ليا أك‬
‫)‪(3‬‬
‫باستخداـ البنزيف‪...‬الخ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تحرير اآلثار الجنائية‬

‫بعد رفع اآلثار الجنائية مف مسرح الجريمة تأتي مرحمة تحريرىا‪ ،‬أم كضعيا في حرز‪ ،‬كيتـ‬
‫تحريز اآلثار المختمفة بصكرة منفصمة عف بعضيا البعض كذلؾ لضماف سالمتيا‪ ،‬أم عف‬
‫طريؽ كضعيا في أنبكبة أك عمبة أك غيرىا أجيزة الصيانة المالئمة‪ ،‬كعمى خبير الشرطة‬
‫العممية لمسرح الجريمة مراعاة اإلجراءات الخاصة كالمستقاة مف التجارب العممية كاألسس‬
‫)‪(4‬‬
‫العممية لصيانة كتحرير اآلثار الجرمية كىي كاآلتي‪:‬‬

‫كاطار الطالء كغيرىا في‬ ‫‪- 1‬ترفع العينات الدقيقة كالشعر كالنسيج كاألظافر كالزجاج‬
‫لفافة نظيفة مف الكرؽ كتطكل بنفس الطريقة التي يمؼ بيا الصيدلي المساحيؽ‪،‬ثـ‬

‫)‪ (1‬السيد الميدم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.141‬‬


‫)‪ (2‬عبد الكريـ الردايدة‪,‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.116-115‬‬
‫السيد الميدم‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.141‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫عبد الستار الجميمي كمحمد عزيز‪ ،‬مسرح الجريمة في التحقيق‪ ،‬مطبعة دار السالـ‪ ،‬ط‪ ،1‬بغداد ‪ ،1976‬ص ‪22‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪48‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫يكضع عمى فكىتيا شريط الصؽ يحكـ غمقيا‪ ،‬كتكضع بعد ذلؾ بداخؿ ظرؼ يحتكم‬
‫عمى البيانات الالزمة‪.‬‬
‫‪- 2‬إذا كانت المكاد سائمة‪ ،‬يجب كضعيا في إناء زجاجي نظيؼ كجاؼ كتككف صمامتيا‬
‫محكمة الغمؽ حتى ال تتسرب منيا السكائؿ‪.‬‬
‫‪- 3‬البقع الدمكية المكجكدة عمى مكاد قابمة لمنقؿ تجفؼ في اليكاء‪ ،‬ثـ تحرز كترسؿ الى‬
‫المختبر الجنائي عمى أف يراعى في ذلؾ المحافظة عمى المنطقة التي بيا البقع حتى‬
‫تصاف مف التمؼ‪.‬‬
‫‪- 4‬إذا كانت البقع الدمكية عمى سطح يصعب نقمو كالبالط كاألبكاب كاألرض الخشبية‬
‫فيجب أف تصكر البقع في الحالة التي عمييا‪،‬ثـ يجرم رفعيا كقد تنزع المنطقة‬
‫الخشبية التي تعمك البقع كاذا كانت البقع عمى أشياء أخرل صمبة كاألحكاض كالرخاـ‬
‫كالمرايا كغيرىا فتمسح بقطعة نظيفة مف القطف المبمؿ بالماء كالمعقـ كتحفظ بعد‬
‫إذا كانت الدماء قد سقطت عمى األرض كشربتيا فتأخذ‬ ‫جفافيا في أنبكبة‪ ،‬أما‬
‫عينات مف التربة التي شربت الدماء بعمؽ ‪ 5‬سـ‪.‬‬
‫‪- 5‬أما البقع المنكية المكجكدة عمى المالبس ك النسيج أك الفراش تجفؼ بعرضيا لميكاء‪،‬‬
‫كاذا كانت عالقة بالجسـ ترسؿ الى‬ ‫يعنى بطييا كلفيا بالكرؽ األبيض النظيؼ‬
‫)‪(1‬‬
‫الطبيب العدلي ألخذ عينات مف الخارج‪ ،‬خارج أعضائيا التناسمية‪.‬‬
‫‪- 6‬كضع آثار السكائؿ المتطايرة مف مسرح الجريمة (الحريؽ) في حقيبة أك عبكات‬
‫جديدة كنظيفة مخصصة لألصباغ مع إغالقيا بإحكاـ كذلؾ لمنع تبخر السكائؿ‬
‫المتطايرة‪,‬‬
‫‪- 7‬تكضع المسدسات كاألسمحة القصيرة األخرل بداخؿ عمبة مقكل محكـ غمقيا‪ ،‬أما‬
‫البنادؽ كاألسمحة األكتكماتيكية فتغطى الفكىة كحبرة السبطانة كتربط بإحكاـ‪،‬‬
‫أحراز‬ ‫الطمقات النارية يفضؿ إخراجيا مف حبرة السبطانة كالمخزف كتحفظ في‬
‫مستقمة‪ ،‬عمى أف يذكر عمى كؿ حرز المكاف الذم الذم كجدت فيو كؿ منيما كمحؿ‬
‫الحادث‪ ،‬يمؼ الرصاص كالظرؼ الفارغ المصكر عميو بقطعة مف القطف تفاديا مف‬
‫حدكث خدكش فيو عند االحتكاؾ برصاص أك ظرؼ آخر أك بجدراف العمبة‪.‬‬

‫عبد الستار الجميمي كمحمد عزيز‪,‬المرجع السابؽ‪,‬ص‪. 22‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪49‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪- 8‬تضاؼ آثار األقداـ بتغطيتيا بكعاء مجكؼ أكسع حجما مف األثر كال يسمح ألم‬
‫شخص العبث بيا‪ ،‬كاذا كاف سطحي فيصكر‪ ،‬أما إذا كاف األثر غائ ار فيصنع لو‬
‫قالبا مف الجبس كترسؿ في صندكؽ مناسب الى المختبر الجنائي‪.‬‬
‫‪- 9‬ترفع آثار األداة المترككة عمى الجسـ بأخذ صكرة فكتكغرافية‪ ،‬ثـ تصنع ليا قكالب‬
‫)‪(1‬‬
‫مف المعاجيف‪.‬‬
‫‪ - 10‬كضع الكؤكس كالزجاجات داخؿ صندكؽ مف الكرؽ المقكل مع تفادم لمس عنؽ‬
‫الزجاجات كالكؤكس‪.‬‬
‫‪ - 11‬بقايا السجائر‪ ,‬كضع قفاز مع استعماؿ ممقط مخبرم لرفعيا‪ ،‬تفرز ىذه البقايا كؿ‬
‫كاحدة عمى حدل مع حفظيا داخؿ غالؼ مف كرؽ‪.‬‬
‫إبداء‬ ‫‪ - 12‬آثار العضات ‪ ,‬تصكر باأللكاف مع استعماؿ كحدة السنتيمتر لمقياس مع‬
‫التكصيات الالزمة‪ ،‬كتسمح منطقة العضة بضمادة مبممة لعرضيا عمى التحميؿ‬
‫المخبرم‪.‬‬
‫‪ - 13‬نزع الدـ‪ ,‬قنينتاف تحتكم كؿ كاحدة عمى ‪ 4‬أك ‪5‬ممـ لكؿ شخص مع إضافة مادة‬
‫مقاكمة لمتجمط‪ ،‬كعند انعداـ الدـ تنزع عينات مف العضالت العميقة‪ ،‬عظاـ طكيمة‪،‬‬
‫ثـ تحفظ داخؿ أكياس بالستيكية معقمة دكف إضافة مادة مثبتة (الفرمكؿ) كذلؾ مع‬
‫مراعاة شركط الحفظ (سمسمة التبريد)‪.‬‬
‫‪ - 14‬العينات السائمة كالقابمة لإلنتػاف (الدـ‪ ،‬سائؿ جسماني) أجساـ ممطخة (سكيف‪،‬‬
‫إبرة) تحفظ داخؿ كعاء سميؾ مقاكـ لعبكر الماء‪ ،‬مقاكـ لالنكسار كالثقكب مع كضع‬
‫)‪(2‬‬
‫ممصقة بيا عبارة تحذيرية "خطر إنتاني"‪.‬‬

‫كتحرز اآلثار السابقة‪ ،‬منفصمة عف بعضيا البعض‪ ،‬كفي مكاف مناسب يضمف حفظيا‬
‫كسالمتيا مف أم طمس‪ ،‬كعند كضع األثر داخؿ الحرز المالئـ تكتب بطاقة تعريؼ جيد لألثر‬
‫الخاصة بو حكؿ نكع األثر كطبيعة محتكيات الحرز‪ ،‬مصدر األثر كقت كتاريخ جمع األثر‪،‬‬

‫عبد الستار الجميمي كمحمد عزيز‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص‪.103-102‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫عثماف عبد الكريـ‪ ،‬طارؽ ابف لطرش‪ ،‬لمحاف فيصؿ "منهجية أخذ عينات من مسرح الجريمة لمبحث عن البصمة‬ ‫)‪(2‬‬

‫الوراثية"‪ ،‬أشغاؿ الممتقى الكطني حكؿ (االطب الشرعي القضائي ‪ :‬كاقع ك أفاؽ)’الديكاف الكطني لألشغاؿ التربكية‪,‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ص ‪.3-2‬‬
‫‪50‬‬
‫دور الشرطة العممية في مسرح الجريمة‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كرقـ القضية كتحديد جية اإلرساؿ‪ ،‬كأخي ار كضع الرقـ التسمسمي لمحرز ‪ ,‬كبعدىا يتـ ؽفؿ الحرز‬
‫بالسمؾ كالرصاص المختكـ أك الخيط كالشمع األحمر المختكـ كتثبيت بطاقة الحرز في الخيط‬
‫إثبات كقت كتاريخ التحريز‪ ،‬كما يتـ‬ ‫أك السمؾ‪ ،‬اسـ كتكقيع الشخص الذم قاـ بالتحريز‪ ،‬مع‬
‫كتابة استمارة التحميؿ لمحرز مكجية لممختبر الجنائي (مخبر الشرطة العممية) متضمنة نبذة عف‬
‫األحراز إلى مخابر الشرطة‬ ‫القضية كنقاط االستفسار المطمكب اإلجابة عمييا‪ ،‬كأخي ار يتـ نقؿ‬
‫)‪(1‬‬
‫أك لتقمب درجات الح اررة‪.‬‬ ‫العممية في أقرب اآلجاؿ مع مراعاة عدـ تعرضيا لمح اررة العالية‬
‫كعند كصكليا يتـ حفظيا حسب شركط سمسمة التبريد كخاصية كؿ أثر‪ ،‬كالبد مف التذكير‬
‫بضركرة التقيد باؿسرعة أثناء التحريات األكلية‪ ،‬حيث البد مف رفع اآلثار الجنائية‪ ،‬كالثانية‬
‫اؿخاصة بنقؿ كحفظ القنينات‪ ،‬كاألخيرة خاصة بميمة إجراء التحاليؿ المخبرية بمخابر الشرطة‬
‫)‪(2‬‬
‫العممية‪.‬‬

‫بعد إرساؿ اآلثار الى المخابر الجنائية تتـ عممية الفحص كالمضاىاة عمييا بيدؼ الحصكؿ‬
‫عمى العالمات كالمميزات التي تجعؿ منيا دليال صالحا في اإلثبات يمكف االعتماد عميو في‬
‫اإلدانة أك البراءة‪ ،‬بعد عرضو عمى بساط المناقشة أماـ القضاء‪ ،‬كقبؿ خضكعو لتقسيـ المحقؽ‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫كمف ثـ تكلد القناعة بإحالة أك عدـ إحالة القضية أك الدعكل إلى الجيات المختصة‪.‬‬

‫ىشاـ عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪.208-207‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫عثماني عبد الكريـ‪ ،‬بف لطرش طارؽ‪ ،‬لمحاف فيصؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ص‪.5-4‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫محمد مرىج الييتي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪51‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬

‫المبحث ال و‪ :‬اآلثار المادية يير الحيوية (ييرالبيولوجية)‬

‫المبحث الثاني اآلثار المادية الحيوية ( البيولوجية )‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفص‪ :‬الثالث دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬


‫الشك أن اإلثبات الجنائي كفرع من فروع قانون اإلثبات قد ط أر عليه تطورات شاسعة‪,‬‬
‫بفضل الطفرة العلمية الهائلة في وسائل اإلثبات والتي لم تكن معروفة من قبل‪ ،‬فهي طفرة قامت‬
‫على نظريات وأصول علمية دقيقة واستطاعت أن تزود القاضي الجنائي بأدلة قاطعة وحاسمة‬
‫تربط أو تنفي العالقة بين المتهم والجريمة وعلى الرغم من أن األدلة الجنائية منها ما هو دليل‬
‫قولي كاعتراف المتهم أو شهادة الشهود ومنها ما هو دليل عقلي كالقرائن والدالئل فإن األدلة‬
‫المادية تبقى لها خصوصياتها وهي أنها أدلة "صامتة" ومن هنا جاءت أهمية العناية باألدلة‬
‫)‪(1‬‬
‫والتعامل معها بالوسائل العلمية الحديثة‪.‬‬
‫وقد أثبتت البحوث العلمية الجنائية الحديثة إلى البحث عن وسائل إلثبات الجريمة‬
‫والكشف عن مرتكبيها‪ ،‬فاهتمت هذه البحوث بدراسة اآلثار الجنائية التي يتركها الجناة بمسرح‬
‫الجريمة والبحث عن طببعتها‪ ،‬وفحصها بالوسائل واألجهزة العلمية المتوفرة في المخابر للوصول‬
‫إلى الدليل الذي يؤدي للوصول إلى إثبات الجريمة أو نفيها‪ ،‬وتحديد ماهية األثر المادي‪ ،‬والتي‬
‫تساعد القاضي الجزائي في بناء حكمه إما بإدانة المتهم وذلك من خالل األدلة التي تقدمها‬
‫)‪(2‬‬
‫له‪.‬‬
‫واآلثار الجنائية هي نتاج احتكاك الجاني بالمجني عليه أو بمسرح الجريمة‪ ،‬لذلك يكون‬
‫)‪(3‬‬
‫من المنطقي بأن اآلثار تختلف من حيث مصدرها‪.‬‬
‫فمنها ما هو حيوي بيولوجي مصدره جسم اإلنسان بمعنى يتركه مرتكب الجريمة مثل‬
‫البصمات‪ ،‬الشعر‪ ،‬الدماء‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬
‫و منها ما هو غير حيوي ( غير بيولوجي) يتعلق باألدوات التي يستخدمها في ارتكابها‬
‫هذا باإلضافة‪ ,‬إلى آثار أخرى قد تساعد في الكشف عن غموض الحدث اإلجرامي و بالتالي‬
‫)‪(4‬‬
‫الوصول إلى الحقيقة مثل اثر األشعة‪.‬‬
‫و من خالل ما سبق ذكره يمكن تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬األول نتناول فيه اآلثار‬

‫)‪(1‬‬
‫حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬الوسائ‪ :‬العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،5002 ،‬ص‪.3‬‬
‫)‪(2‬‬
‫مسعودة زبدة‪ ،‬القرائن القضائية‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،5002 ،‬ص ‪.74‬‬
‫)‪(3‬‬
‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫)‪(4‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المادية الحيوية ( البيولوجية ) و طرق فحصها من قبل الشرطة العلمية و الثاني ندرس فيه‬
‫اآلثار المادية الغير الحيوية ( الغير بيولوجية) و طرق فحصها ‪.‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الو‪ :‬اآلثار المادية الحيوية ( البيولوجية )‬


‫اآلثار المادية الحيوية‪ :‬هي اآلثار التي تحتوي على مكونات حية يكون مصدرها‬
‫جسم اإلنسان و إف ارزاته كالبصمات بمختلف أنواعها و التي يكون قد خلفها الجاني‬
‫إثر لمسه لبعض األشياء المتواجدة بمسرح الجريمة‪ ،‬أو بقع دموية أو لعابية أو غيره‬
‫من اآلثار و التي تستوجب تحليلها و فحصها مخبريها من أجل التعرف على هوية‬
‫صاحبها ‪.‬‬
‫و نتناول هذه اآلثار ثالثة مطالب‪ ،‬حيث سندرس في األول البصمات بمختلف‬
‫أنواعها و طريقة فحصها‪ ,‬ثم ندرس في الثاني إف ارزات جسم اإلنسان و طرق فحصها‬
‫و أخي ار ندرس البصمة الوراثية ( ‪ )ADN‬كأحدث تقنية في الحقل الجنائي ‪.‬‬
‫المطلب الو‪ :‬البصمات‬
‫تعتبر البصمة من األدلة الجنائية الهامة و هو ما أكدته الدراسات و البحوث العلمية‪،‬‬
‫فهي من األدلة التي يمكن للقاضي الجنائي أن يستند إليها بمفردها بالربط بين المتهم و‬
‫الجريمة التي وقعت دون حاجة إلى تعزيزها بأدلة أخرى ولدى اإلنسان ال تقل أهميته عنها مثل‬
‫بصمة الشعر‪ ،‬بصمة المخ بصمة العين‪ ،‬وبصمة الصوت و بصمة األسنان‬
‫)‪(1‬‬

‫و مما سبق يمكننا دراسة هذا المطلب في ثالثة فروع‪ ،‬حيث ندرس الفرع األول بصمات‬
‫األصابع‪ ,‬و في الثاني بصمات الرأس و في الثالث بصمة الصوت ‪.‬‬
‫الفرع الو‪ :‬بصمات الصابع‬
‫لقد قام العلماء بعدة أبحاث طبية لطبقات جلد األصابع ثم تجارب علمية وتطبيقية واحصاءات‬
‫إلى إن استقر لعلم البصمات مقوماته وأسسه والتي ال شك أنها أساس علمي ورباني لدقة‬
‫البصمات وتفردها في مميزاتها من شخص ألخر‪.‬‬
‫أوال مفهوم البصمات‬
‫والبصمة هي عبارة عن خطوط علمية بارزة تحاذيها خطوط أخرى منخفضة والتي تتخذ أشكاال‬

‫)‪ (1‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪. 39‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫مختلفة على جلد أصابع اليدين والكفين من الداخل‪ ،‬وعلى أصابع باطن القدمين‪.‬‬
‫ويوجد على الخطوط العلمية البارزة فتحات المسام الورقية وتتغطى أطراف األصابع وراحة‬
‫اليد وباطن القدم وأصابعه بشبكة من الثنايا الدقيقة البارزة تعرف باسم الخطوط الحامية‬
‫(‪ )Ridges‬وبينها تجاويف غائرة تعرف باسم (‪ )Ferrows‬هذه الخطوط الحلمية البارزة هي‬
‫التي يعلق بها الحبر‪ ،‬بينما تظل التجاويف الغائرة خالية من الحبر فعندئذ تأخذ بصمة اإلصبع‬
‫أو الكف على الورق فيلتصق الحبر العالق بالخطوط الحامية بالورق ويبقى موضع تجاويف‬
‫)‪(2‬‬
‫الغائرة فارقا ال أثر للحبر فيه‪.‬‬
‫غير أن المقصود ببصمات األصابع‪:‬هو كل أنواع البصمات ذات الخطوط الحامية‬
‫(خطوط التقاطع العليا بين سطرين منحدرين‪ ,‬فقد أصبحت تتضمن ليس طبقات األصابع‬
‫فحسب بل حتى طبقات راحة اليد وكعب القدمين ذلك أن بصمات راحة اليد وكعب القدمين‬
‫)‪(3‬‬
‫تحدث بنفس الظروف بصمات األصابع وتحفظ عن أصبع أو راحة اليد أو كعب القدم‪.‬‬
‫ثانيا أنواع البصمات‬
‫هناك عدة أصناف من البصمات سنتطرق إليها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ _1‬بصمات أصابع اليد‬
‫ولقد ثبت علميا أن البصمات تتميز بميزتين يبقى عليهما استخدامها في تحقيق شخصية‬
‫األفراد هاتين الميزتين هما‪ :‬الثبات وعدم التغير وعدم التطابق بصمتين مختلفتين أو إلصبعين‬
‫)‪(4‬‬
‫ولو لشخص واحد‪.‬‬
‫أ‪ .‬المنحدرات‬
‫يعد هذا النوع من أكثر أنواع البصمات انتشا ار في العالم وهي عبارة عن مجموعة من‬
‫الخطوط الحلمية التي تبدأ من أحد أطراف البصمة‪ ،‬وتتشكل انحناء‬

‫)‪ (1‬أحمددد بسدديوني أبددو الددروس‪ ،‬مديحددة ف دؤاد خضددري‪ ،‬الطبببب الشبببرري ومسبببر الجريمبببة والبحبببث الجنبببائي‪ ،‬المكتددب الجددامعي‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،2002 ،2‬ص ‪.933‬‬
‫طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.323‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ضياء الدين حسن فرحدات‪ ،‬البصمات ماهيتها ‪,‬مميزاتها ‪ ,‬أنوارها‪ ,‬أشكالها ‪ ,‬إظهارها و رفعها ‪ ،‬المضاهاة الفنية وأيرب‬ ‫)‪(4‬‬

‫القضايا ‪ ,‬منشأة المعارف ‪ ,‬االءسكندرية‪, 2002 ,‬ص ‪.99‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في منطقة وسط البصمة ولها زاوية ومركز‪ ،‬بإضافة إلى وجود خط‬
‫واحد ما بين الزاوية والمركز يقطع الوهم الفاصل ما بين نقطة الذكرية‬
‫)‪(1‬‬
‫ونقطة المركز‪ ،‬وهي إما منحدرة إلى اليمين أو منحدرة إلى الشمال‪.‬‬
‫(أنظر الشكل‪)1‬‬
‫(الشكل ‪)1‬‬
‫ب‪ .‬المستديرات (الحلزونية)‬
‫وفيها تكون نواة البصمة على شكل دائري أو بيضوي أو حلزوني‬
‫بين زاويتين متقابلتين‪ ،‬أحدهما إلى اليمين واآلخر إلى اليسار‪ ،‬وقد‬
‫يكون به أكثر من زاويتين و هذا النوع يرمز له في بعض البلدان‬
‫(الشكل‪)2‬‬ ‫(أنظر الشكل‪)2‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫بحرف (‪.)o‬‬
‫ج‪ .‬المركبات‬
‫وهي ويتصف هذا النوع باحتوائه على أكثر من صنف من‬
‫أصناف البصمة في آن واحد مثل‪ :‬احتوائه على مستدير مركب له‬
‫‪3‬زوايا و احتوائها على منحدرين أو منحدر ومقوس خيمي‪( (3).‬أنظر‬
‫(الشكل ‪)9‬‬ ‫الشكل‪)9‬‬
‫ثالثا كيفية الكشف رنها‬
‫إن تخلددف البصددمات فددي مسددرح الجريمددة أمددر وارد ولددذلك فإندده يجددب علددى خب دراء الشددرطة‬
‫العلمية البحث جيدا عن مختلف البصمات التي قد يتركها الجاني بالمكان وخاصة علدى األشدياء‬
‫التي يمكن قد لمسها وقت ارتكابه للجريمة‪ (4) ,‬فإذا كانت البصمات أو البصمة ظاهرة للغير فدإن‬
‫اإلج د دراء الد ددذي يجد ددب اتخد دداذه فد ددي حد ددال كد ددون البصد ددمة ظد دداهرة‪ ،‬هد ددو تظهيرهد ددا مباش د درة لضد ددمان‬
‫أمددا إذا كانددت البصددمة غيددر ظدداهرة فيجددب العمددل علددى إظهارهددا بددالطرق العلميددة‬ ‫)‪(5‬‬
‫سددالمتها‪،‬‬

‫)‪(1‬عبد الرحمن محمد المحمودي‪ ،‬البصمات الخفية وطرق معالجتها‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2002 ،‬ص ‪.11‬‬
‫منير رياض حنا‪ ،‬الطب الشرري والوسبائ‪ :‬العلميبة والبوليسبية المسبتخدمة فبي الكشبف ربن الجبرائم وتعقبب الجنباة‪ ،‬دار‬ ‫)‪(2‬‬

‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫عبد الرحمن محمد المحمودي السابق ‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫أمال مشالي‪ ،‬الوجيز في الطب الشرري‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪.2‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬ ‫)‪(5‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المسددتحدثة ويددتم ذلددك باسددتعمال المسدداحيق مثددل‪ :‬مسددحوق األلمنيددوم أو الب دودرة البيضدداء إلظهددار‬
‫‪ ,‬أوالمحاليد ددل‬ ‫)‪(1‬‬
‫البص ددمات الخفيد ددة مد ددن األدوات ذات األل د دوان الداكن ددة أو الخض د دراء أو الزرقد دداء‬
‫أو باسد ددتخدام األشد ددعة فد ددوق‬ ‫)‪(2‬‬
‫الكيميائيد ددة مثد ددل محلد ددول نت د درات الفضد ددة ومحلد ددول التهايد دددرين‪،‬‬
‫البنفسجية‪ .‬وبعد إظهار البصمة تأتي عملية رفعها بواسطة شريط شدفاف يثبدت هدذا األخيدر علدى‬
‫جانب البصمة المظهدرة‪ ,‬ثدم يمدد الشدريط فدوق البصدمة وبمسداعدة األصدبع تمهدد فوقهدا برقدة حتدى‬
‫تختفي فقاعات الهواء‪ ,‬ثم ينزع الشريط وتكون ذ ار المسدحوق قدد التصدقت بالسدطل اللدزج للشدريط‪،‬‬
‫وهكذا تنقل الخطوط الحلمية‪ ،‬وبعد ذلك يثبدت الشدريط علدى بطاقدات ذات لدون مالئدم‪ ،‬يتبداين مدع‬
‫)‪(3‬‬
‫لون المسحوق المستعمل‪.‬‬
‫ل ددذلك كان ددت طريق ددة أخ ددذ البص ددمات‪ ،‬ه ددي تص ددويرها‪ ،‬حي ددث ي ددتم تص ددوير البص ددمات بواس ددطة‬
‫األشددعة البنفسددجية وذلددك بعددد طددالء الجلددد بطبقددة مددن م دواد كيميائيددة مثلكربونددات الرصدداص‪ ،‬أو‬
‫كبريت ددات الب ددار ي ددوم‪ ،‬تتحل ددل المنح دددرات الت ددي توج ددد عل ددى األص ددابع أي الفجد دوات الموج ددودة ب ددين‬
‫خطددوط البصددمة‪ ،‬ومددن ثددم توجيدده األشددعة بعددد ذلددك نحوهددا‪ ،‬فتظهددر هددذه الم دواد التددي ترسددبت فددي‬
‫)‪(4‬‬
‫الفجوات الموجودة بين خطوط البصمة‪ ،‬وحينئذ يمكن تصويرها‪.‬‬
‫وفددي األخيددر بعددد سلسددلة العمليددات التددي تقددوم بهددا عناصددر الشددرطة العلميددة والمتمثلددة فددي‬
‫البح ددث ع ددن البص ددمات واظهاره ددا ورفعه ددا باس ددتعمال مختل ددف التقني ددات‪ ,‬ت ددأتي عملي ددة حف ددظ ه ددذه‬
‫البصد ددمات فد ددي ذاك د درة جهد دداز الكمبيد ددوتر الد ددذي يتد ددولى تقسد دديمها ووضد ددع التقسد دديمات التقنيد ددة لهد ددا‬
‫ومضاهاتها ومقارنتها مع البصدمات المخزندة فدي ذاكدرة الحاسدب اآللدي أو جهداز الكمبيدوتر‪ ,‬وفدق‬
‫)‪(5‬‬
‫نظام خاص وهو نظام ‪ AFIS‬النظام اآللي لحفظ بصمات األصابع‪.‬‬
‫وقد تمكن المضاهاة مع بصمات المشتبه فيهم من البحث في مميزات الشخصية لكل‬
‫بصمة فهي تمكن من معرفة سن المتهم على وجه التقريب‪ ،‬فبصمة الطفل الصغير أقل حجما‬
‫من بصمة رجل كبير‪ ,‬واتفق العلماء بأن توافر اثني عشر عالمة مميزة كافية للقول بتطابق‬

‫)‪ (1‬منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬


‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫)‪ (4‬محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫فاروق جوزي ‪" ،‬أخبار من النتربو‪ ، ":‬مجلة المديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬العدد ‪،39‬الجزائر‪ ،2003/12/12 ,‬ص ‪.19‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بصمتين شريطة أن تكون العالمات واضحة وأال يدخل في هذه العالمات فتحات المسام العرقية‬
‫)‪(1‬‬
‫أو عرض الخطوط الحلمية‪ ،‬وأال توجد في البصمة نقطة اختالف واحدة‪.‬‬
‫‪ _2‬بصمة الكف‬
‫من الحقائق الثانية علميا أن بصمات راحة األيدي (الكف) لها جميع الخصائص المميزة‬
‫الثابتة الموجودة في بصمات األصابع‪ ،‬فالخطوط الحلمية في بصمات راحة األيدي تختلف عن‬
‫الخطوط الحلمية في بصمات األصابع‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة للنقط المميزة فإنها توجد في‬
‫والخطوط الحلمية في بصمات راحات‬ ‫بصمات راحة األيدي مثلما توجد في بصمات األصابع‬
‫)‪(2‬‬

‫األيدي تختلف عن الخطوط الحلمية في بصمات األصابع‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة للنقط‬
‫)‪(3‬‬
‫المميزة‪.‬‬
‫أما عملية مضاهاة بصمات راحة األيدي‪ ،‬فإنها تكون في أغلب األحيان أصعب من‬
‫مضاهاة بصمات األصابع‪ ،‬ذلك ألنه عند معاينة الخبير ألماكن الحوادث الجنائية‪ ،‬فإنه يقوم‬
‫برفع أجزاء صغيرة من بصمات راحات األيدي‪ ،‬وناد ار ما يقوم برفع أثار غير محددة على‬
‫بصمات راحات أيدي كاملة ألنه أصعب من مضاهاة بصمات إصبع على بصمات أصابع‪.‬‬
‫واذا كانت عملية مضاهاة بصمات راحات األيدي تعد أصعب من مضاهاة بصمات األصابع‬
‫إال أنه ال يمكن القول بأن الخبير لكثرة ممارسته لعملية المضاهاة وتجاربه في هذا المجال لن‬
‫يجد صعوبة كبيرة في مضاهاة بصمات راحات األيدي‪,‬وتتم مضاهاة بصمات هذه األخيرة على‬
‫أساس تحديد موض ع الجزء من بصمة راحة اليد المراد مضاهاتها الحتمال وجوده في مكان‬
‫معين من راحة اليد‪ ،‬ثم تقارن على أساس الشكل العام اتجاه الخطوط في كلتا الحالتين‪ ،‬وكذا‬
‫البحث عن المميزات واألشكال الخاصة براحة اليد‪ ,‬ألن الخطوط الحلمية ببصمات راحات‬
‫األيدي ال تسير على خط مستقيم تماما بل تنحني وتتقوس مما قد ينتج عنه ظهور أشكال‬
‫المقوسات أو األشكال الدائرية أو المنحدرات‪ ،‬فإذا وجدت بعض هذه األشكال في جزء من راحة‬
‫اليد التي تجري المقارنة عليها‪ ،‬فإن عملية المضاهاة تتم على أساس نوع وعدد وموضع النقط‬
‫)‪(4‬‬
‫المميزة‪.‬‬

‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.229‬‬


‫حسين محمد البوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪ (4‬ضياء الدين حسن فرحات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.199-113‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما أن هذه البصمة من حيث المقارنة والمضاهاة تخضع‬


‫لنفس الوسيلة والقواعد الخاصة ببصمات األصابع وتتوافر على‬
‫اثني عشر عالمة مميزة على األقل في العينة المجهولة و تتالئم‬
‫وتتطابق مع مثيالتها في العينة المعلومة (بصمة المتهم)‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫(الشكل‪)1‬‬ ‫( أنظر الشكل‪)1‬‬


‫ويمكن تقسيم بصمة راحة اليد سواء اليمنى أو اليسرى إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أ‪ .‬الجزء الواقع أسفل بصمة إصبع الخنصر األيمن أو األيسدر‪ :‬والدذي يتميدز بدأن الخطدوط‬
‫تكون مقوسة من األسفل أو تكاد تنتهي من الناحية اليمندى دون أن تتجمدع خطوطهدا بدل‬
‫تكددون مفتوحددة‪ ،‬أمددا مددن الناحيددة اليسددرى فتنتهددي تلددك الخطددوط بددالتجمع مددع بعضددها وتبدددأ‬
‫مددع التحامددات خطددوط الجددزء الثدداني وهددذا فددي بصددمة ارحددة اليددد اليمنددى‪ ،‬أمددا ارحددة اليددد‬
‫اليسرى فتكون بالعكس وغالبا ما ينتهي هذا الجزء بزاوية تربط بين القسمين‪ ,‬وهدذا الجدزء‬
‫توجد أو قد ال توجد به أشكال فنية داخلية ‪.‬‬
‫ب‪ .‬الجزء الواقع أسفل بصمة اإلبهام األيسر واأليمن‪ :‬ويتميز هذا الجزء من بصمة راحة‬
‫اليد بأن خطوطه تبدأ من األسفل وتتجه ناحية اليسار أسفل اإلبهام األيمن في شكل‬
‫خطوط مقوسة أو تكاد‪ ،‬هذا في حالة اليد اليمنى والعكس تماما نجده في اليد اليسرى‪.‬‬
‫ج‪ .‬الجزء الواقع أسفل األصابع األربعة‪ :‬هذا الجزء عبارة عن زوايا‪ ،‬كل زاوية أسفل إصبع‬
‫من األصابع‪ ،‬ويجاوز هذه الزوايا أشكال فنية تتقارب في معظم مساحة راحة اليد (على‬
‫)‪(2‬‬
‫هيئة مربعات ومركزها دائري)‪.‬‬
‫د‪ .‬الجزء الخاص بسالميات األصابع‪ :‬عادة ال تأخذ هذه السالميات شكل البصمات بل‬
‫تظهر مجرد خطوط لكن هذا ال يمنع وجود شكل محدد‪.‬‬
‫ولتحديد هذه المناطق أهمية خاصة عند المقارنة من قبل الخبير المختص بالبصمات‪ ،‬فإذا ما‬
‫طلب مقارنة أثر لجزء من البصمة لراحة اليد رفع من مسرح الجريمة على طبقات راحات‬
‫األيدي المشتبه فيهم أو المتهمين‪ ،‬فإن تحديد موضع هذا الجزء وما إذا كان في منطقة من‬

‫حسين المحمودي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ضياء الدين حسن فرحات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬ ‫)‪(2‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المناطق المشار إليها‪ ،‬أو تحديده هل هو في يد يمنى أو يسرى يسهل عملية المقارنة فتتم على‬
‫المناظر من طبقات راحات األيدي ويسهل عملية المقارنة لو ظهر في هذا األثر‬ ‫)‪(1‬‬
‫الجزء‪.‬‬
‫المطلوب مقارنته أحد األشكال العامة للبصمات مثل منحدر أو مستدير وبذلك تسهل المقارنة‬
‫باستبعاد الطبقات والمناطق التي ليس بها هذه المميزات‪.‬‬
‫‪ _3‬بصمة القدم‪:‬‬
‫لقد ظهر علم البصمات وأثبت أن لألقدام خطوط حلمية بارزة وأنها تفرز عرقا ويمكن إدراك‬
‫أثارها عند مالمستها السطل أو مالمستها ألي مواد غريبة كاألصباغ والشحوم والمواد الدهنية‬
‫التي تساعد في ظهورها بوضوح‪.‬‬
‫أ_تعريف أثر القدم‬
‫هو العالمة التي يتركها اإلنسان في مكان ما نتيجة انطباع أثر قدمه على أرضية هذا‬
‫)‪(2‬‬
‫المكان سواء أكانت األرضية من البالط أو الزجاج أو أرضية رملية‪ ،‬طينيةاو حجرية‪.‬‬
‫ب_مح‪ :‬وجود آثار القدام‬
‫ينبغي البحث عن هذه اآلثار في المناطق التي يحتمل أن يتم العثور عليها بها أو يكون‬
‫الجاني قد تركها ولم ينتبه إليها وهذه األماكن هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الطرق المؤدية لمحل الحادث كالشوارع واألراضي‪.‬‬
‫‪ -2‬جميع األماكن التي يحتمل أن يكون الجاني قد سار فيها أثناء ارتكابه لجريمته أو‬
‫بعدها‪ ،‬كالسلم والمكان الذي وقعت فيه الجريمة‪.‬‬
‫ج_إجراءات رفع آثار القدام‬
‫وتتم رفع هذه اآلثار(األقدام) بتقنيات مختلفة‪ ،‬حيث يتم التصوير أوال لألثر مع وضع‬
‫مسطرة طوليا بجوار األثر وأخذ صورة عامة وصورة مقربة لألثر‪ ،‬ألن الصورة قد تظهر‬
‫تفاصيل ال تراها العين وال يظهرها القالب والتي قد يتلفها فيه مادة القالب عليها‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫ونظ ار ألهمية آثار األقدام في التحقيق الجنائي فإنه يجب على خبراء الشرطة العلمية‬
‫استخدام المواد التي تصلل في عملية الرفع‪ ،‬ويجب أن تكون المادة التي يتم عمل قوالب لها‬

‫)‪ (1‬ضياء الدين حسن فرحات‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.223‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫هشام عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬ ‫)‪(3‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خاصية التجمد‪ ،‬ومن بينها الجبس الباريسي الذي يعطي نتائج باهرة لمتانته ومالئمته و‬
‫)‪(1‬‬
‫نقائه‪.‬‬
‫وتتلخص الطريقة التي تتبعها الشرطة العلمية عند استخدامه فيما يلي‪:‬‬
‫إعداد محلول الجبس الباريسي‪ :‬نضع الجبس في وعاء صغير به ماء ليتم تكوين معجون خالي‬
‫من الكتل الغير المذابة‪ ،‬يتم وضع المحلول في القلب بحذر ومن المستحسن وضعه باستعمال‬
‫فإذا ما غطى األثر يقوى القالب قبل مضي نصف ساعة على سكب الجبس لضمان‬ ‫)‪(2‬‬
‫الملعقة‪.‬‬
‫ليقوم خبير الشرطة العلمية بكتابة‬ ‫)‪(3‬‬
‫سالمته ويجب أال ينظف ويحك قبل مضي ‪23‬ساعة‪.‬‬
‫جميع البيانات على ملف القضية ‪ ,‬وأهمها اسم رافع األثر والمكان الذي رفع منه األثر‬
‫)‪(4‬‬
‫باإلضافة إلى اسم المتهم إن وجد‪.‬‬
‫د_مضاهاة آثار القدام‬
‫تتم عملية مضاهاة أو مقارنة آثار أقدام المشتبه فيه مع طبعة‬
‫القدم الموجودة في مسرح الجريمة مع مراعاة اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬نوع القدم (مقوسة‪ ،‬عادية‪ ،‬منبسطة)‬
‫‪ -‬مقاسات القدم‪.‬‬
‫‪ -‬األجزاء التفصيلية للقدم والعالمات الخاصة والمميزة للقدم‪.‬‬
‫وهذه اآلثار تتضاهي على الحذاء نفسه‪ ،‬من خالل مشاهدة شكل‬
‫كل الحذاء ورسومات الكعب والمضاهاة تتم على أساس العالمات‬
‫)‪(5‬‬
‫(الشكل‪)1‬‬ ‫المميزة كالخياطة‪ ،‬المسامير‪ ،‬قطع الحديد ‪ ،‬الترقيع ‪،‬التآكل الكتابة ‪.‬‬
‫( أنظر الشكل‪)1‬‬

‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.21-22‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.112-112‬‬


‫)‪ (4‬كاظم المقدادي‪ ،‬الطب العدلي والتحري الجنائي‪ ،‬األكاديمية العربية المفتوحة‪ ،‬الدنمارك‪ ،2002 ،‬ص ‪.92‬‬
‫طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.331‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولددذلك يمكددن القددول بددأن أثددار األقدددام لهددا أهميددة كبي درة فددي التحقيددق الجنددائي ألنه دا تسدداعد رجددل‬
‫الشددرطة العلميددة فهددي كغيرهددا مددن األدلددة يمكددن االعتمدداد عليهددا أمددام الجهددات القضددائية‪ ،‬إال أندده‬
‫تجدددر اإلشددارة أندده مهمددا كانددت السددمات التددي عثددر عليهددا فددي مكددان الحددادث فوجودهددا فددي جريمددة‬
‫مددا‪ ،‬ال يجعلهددا دلدديال كافيددا يعتمددد عليدده مددن الجهددات القضددائية وانمددا تعددد قرينددة تحتدداج إلددى دلي دل‬
‫)‪(1‬‬
‫يدعمها حتى يمكن االعتماد عليها لوحدها‪.‬‬
‫الفرع الثاني بصمات الرأس‬
‫نتيجة للتقدم العلمي والتجارب واألبحاث العلمية المتقدمة تم اكتشاف بصمات أخرى‬
‫يمكن اعتمادها كأدلة تصلل لتحقيق شخصية الفرد ومن بين هذه البصمات‪ :‬بصمة الشعر‪،‬‬
‫بصمة المخ‪ ،‬بصمة العين‪ ،‬واألسنان‪ ,‬والتي سنتناولها بالدراسة كما يلي‪:‬‬
‫أوال بصمة الشعر‬
‫يعتبر الشعر أحد األدلة الجنائية إذ يتمتع بخصائص ومكونات تختلف عند اإلنسان منه‬
‫عند الحيوان‪ ،‬والشعر كدليل أو كأثر مادي يتخلف في جرائم العنف مثل‪ :‬االغتصاب فنجد‬
‫الشعر تحت أظافر الجاني‪ ،‬أو عالقا بمالبسه أو على جسمه في مواقع تتفق مع طبيعة‬
‫الجريمة‪ ،‬أو يكون الشعر عالقا باآللة المستخدمة في ارتكاب الجريمة مثل‪ :‬الفأس‪ ،‬أدوات‬
‫اإلجهاض فيتعلق بها شعر العانة‪ .‬وقد نجد خصلة من الشعر في قبضة يد القتيل أو عالقا‬
‫ويتكون الشعر بصفة عامة سواء أكان أدميا أو حيوانيا‬ ‫)‪(2‬‬
‫بأسفل السيارة في حوادث التصادم ‪،‬‬
‫من ثالث طبقات يمكن مشاهدتها مجهريا وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الطبقة الخارجية (البشرة)‪:‬‬
‫وهي الطبقة الخارجية من الشعر وتتألف من طبقة أو أكثر من الخاليا الشفافة وتحتوي‬
‫على مادة الكيراتين وهي مادة صلبة تقاوم العوامل الجوية والتعفن والتحلل‪.‬‬
‫‪ -2‬الطبقة المتوسطة (القشرة)‪:‬‬
‫وهي طبقة ليفية‪ ،‬تتكون من ألياف طويلة الشكل وهي اسمك الطبقات الثالثة وتحتوي‬
‫على مادة لون الشعر‪.‬‬
‫‪ -9‬الطبقة الداخلية (النخاع)‪:‬‬

‫طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.331‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫حسنين المحمدي بوادي‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬ ‫)‪(2‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وهي طبقة ضيقة جدا تكون على شكل خط متصل أو متقطع‪.‬و بعد تلقي خبراء مخبر‬
‫الشرطة العلمية وبالتحديد خبراء فرع البيولوجي لعينات الشعر‪ ،‬يتم رفع الشعر والتحفظ عليه في‬
‫مكان الحادث بملقط غير مسنن أو شريط الصق وهو بالحالة التي وجد عليها سواء أكان ملوثا‬
‫بالدم أم أي نوع من الزيوت أو األصباغ‪ ،‬ثم توضع العينة في أنبوب اختبار زجاجي نظيف ‪,‬مع‬
‫أخذ عينات مختلفة من أجسام األشخاص المشتبه فيهم ويوضع على كل قنينة البيانات الخاصة‬
‫)‪(1‬‬
‫بها‪.‬‬
‫ثم تأتي بعد ذلك عملية فحصه إما بواسطة العين المجردة لتحديد صفاته العامة من حيث نوعه‬
‫أجعد أو مستقيم‪ ،‬وتحديد طوله ولونه وغيرها من الصفات العامة‪ ،‬لتأتي بعد ذلك عملية الفحص‬
‫المجهري بواسطة الميكروسكوب لفحص األجسام الغريبة الموجودة على الشعر كبقع الدم أو‬
‫المني أو الزيوت المستخدمة في تجميل الشعر أو اإلف ارزات المهبلية أو الب ارزية إذا كان من‬
‫ويلي ذلك فحص شكل الشعرة وطولها‪ ،‬فإذا كانت الشعرة أسطوانية مستقيمة‬ ‫)‪(2‬‬
‫شعر العانة‪.‬‬
‫مدبدبة الطرف فغالبا تكون من شعر الحاجب أو رمش العين‪ ،‬أما إذا كانت مقصوصة الطرف‬
‫فتكون من الشارب‪ ،‬واذا كانت قصيرة مدبدبة وملتوية فهي من شعر الصدر أو اليدين أو‬
‫الرجلين وغالبا ما يفرق جنس صاحب الشعرة عن طريق طولها‪ ،‬فإذا كان طول الشعرة أكثر من‬
‫‪ 30‬سم فهي ألنثى واذا كانت مفرطحة غير أسطوانية فغالبا ما تكون من شعر اإلبطين أو‬
‫العانة‪.‬‬
‫وتتم مضاهاة هذه الشعرة بعينات الشعر المأخوذة من أجساد األشخاص المشتبه فيهم‪،‬‬
‫(ويستلزم ذلك وضع الشعر المشتبه فيه)‪ ،‬فإذا إتفقت األوصاف والمميزات كانت لشخص واحد‪,‬‬
‫وعندئذ يجري فحص آخر يتناول التركيب الداخلي للشعر المعثور عليه وشعر األشخاص‬
‫المشتبه فيهم‪ ،‬ويستلزم وضع الشعر المشتبه فيه والشعر المطلوب مضاهاته كل على حدة داخل‬
‫أنبوبة زجاجية بها كحول ويترك لمدة ‪ 23‬ساعة‪ ،‬ويستخرج الشعر وتوضع شعر منه على‬
‫شريحة زجاجية وتغطى هذه األخيرة وتجرى مضاهاة الشعرتين بواسطة الميكروسكوب المقارن‪،‬‬
‫غير أنه مع اكتشاف تقنية البصمة الوراثية ‪ ،ADN‬أصبل وجود شعرة واحدة بمسرح الجريمة‬
‫يقود إلى الكشف عن هوية صاحبها مباشرة عن طريق هذه التقنية‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫منصور عمر المعايطة ‪,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.270‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.130‬‬


‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.221-220‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا بصمة المخ‬


‫يتألف المخ من كتلة متشابكة معقدة من الخاليا العصبية‪ ،‬وهو يجلس في داخل‬
‫الجمجمة‪ ،‬مغمور في سائل ذو وسادات تقنية من أي صدمات فجائية في الرأس (وهذه الخاليا‬
‫العصبية هي الوحدة األساسية التي تتألف منها المخ والنظام العصبي‪ ،‬وهي خاليا متخصصة‬
‫تعمل مثل أسالك التلغراف التي تحمل الرسائل في شكل اندفاعات كيميائية كهربائية بالجسم‪،‬‬
‫وهذه االندفاعات ترحل بسرعة كبيرة)‪.‬‬
‫ويرجع الفضل في اكتشاف بصمة المخ إلى الدكتور لورانس فارويل ‪Laurence Farewell‬‬
‫وهو رئيس وكبير علماء مختبرات طبع بصمة المخ ‪,‬حيث تمكن من تحويل الكلمات والصور‬
‫ذات العالقة بالجريمة إلى شاشة الكمبيوتر على‪ , flaches‬ويتفق العلماء على أن هناك موجة‬
‫)‪(1‬‬
‫في المخ مرتبطة بالذاكرة تسمى ‪.P300‬‬
‫وعندما يتعلم الشخص شيئا هاما جدا ويريد أن يتذكره ويستعيده للحاجة إليه فيما بعد فإن موجة‬
‫‪ P300‬ستقوم بذلك وهذا هو واجبها دون أن يشعر اإلنسان ومثال ذلك لو أن أجهزة البحث‬
‫اشتبهت في شخص بارتكابه جريمة قتل باستخدام سكين ذو يد خضراء مما يستخدمه الجزار‬
‫فإن التحقيق مع هذا الشخص باستخدام بصمة المخ يبدأ بجلوس المشتبه فيه أمام شاشة‬
‫الكمبيوتر بينما يجلس المحقق أمام جهاز آخر يسجل نتائج التحقيق في صورة خطوط متعرجة‪،‬‬
‫بعدها يعرض على المشتبه فيه صور على شاشة الكمبيوتر بعدد من السكاكين ليست من بينها‬
‫السكين المستعمل في الجريمة‪،‬فعندئذ تأثير موجة ‪ P300‬يظهر على الشاشة أمام المحقق أو‬
‫خبير الشرطة العلمية عبارة عن خط بياني قد يرتفع وقد ال يرتفع ولكن يستقر عند حد معين‪،‬‬
‫إال أنه بمجرد أن يعرض المحقق على المشتبه فيه صورة السكين التي ضبطت في الحادث‬
‫ذات المقبض فإن الخط البياني يرتفع من هذه اللحظة إلى أقصى القيمة‪ ،‬على هيئة قوس وذلك‬
‫بفعل تأثير الموجة ‪ p300‬مما يدل على أن ذاكرته تنطبق على الصورة التي شاهدها وأن له‬
‫عالقة بها فعال‪ ،‬ويفسر العلماء ذلك بأن مخ اإلنسان يصدر شحنة كهربائية إيجابية عند لحظة‬
‫التعرف على شيء مألوف لديه والشيء هنا هو السكين التي تعرف عليها مخ الشخص‬
‫الجالس أمام الكمبيوتر‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.13-19‬‬ ‫)‪(2‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتعمل هذه التقنية الجديدة على قياس وتحليل طبيعة النشاط الكهربائي للمخ في زمن‬
‫)‪(1‬‬
‫أقل من ثانية‪ ،‬لدى مواجهة صاحبه بشيء على علم به‪.‬‬
‫ويقول الدكتور لورانس فارويل في هذا الصدد‪" :‬إن استخدام بصمة المخ سوف توفر‬
‫الماليين من الدوالرات كما ستوفر الوقت وسوف تحمي الكثير من األحياء وسيتم اإلفراج عن‬
‫)‪(2‬‬
‫األبرياء من السجن ووضع القانون موضع التنفيذ لمتابعة المجرمين الحقيقيين"‪.‬‬
‫ثالثا بصمة العين‬
‫هي البصمة التي اكتشفها األطباء منذ سنوات قليلة وتستخدمها الواليات المتحدة وأوروبا‬
‫حاليا في المجاالت العسكرية هي أكثر دقة من بصمة أصابع اليد ألن لكل عين خصائصها‬
‫فال تتشابه مع غيرها ولو كانت لنفس الشخص‪ ،‬وفي المستقبل القريب‪ ,‬كما تستخدم بصمة‬
‫العين في مجاالت متعددة من أهمها تأمين خزائن البنوك مثلما تؤمنها حاليا بالبصمة الصوتية‬
‫حيث يضع عميل البنك عينيه في جهاز متصل بالكمبيوتر فإذا تطابقتا مع البصمة المحفوظة‬
‫بالجهاز الطبي فتحت الخزينة المطلوبة على الفور‪.‬‬
‫وبصمة العين التي يمكن رؤيتها مكبرة ‪ 200‬مرة بالجهاز الطبي "المصباح الشقي" يحددها أكثر‬
‫من ‪ 20‬عامال تجعل للعين الواحدة بصمة أمامية وأخرى خلفية وباللجوء إليها معا يستحيل‬
‫)‪(4‬‬
‫ذلك أن قزحية عين اإلنسان ثابتة وبدون تغيير منذ بلوغه عامه األول‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫التزوير ‪,‬‬
‫‪-1‬بصمة قزحية العين‬
‫هي الطبقات المكونة للعين سواء طبقات القرنية أو القزحية أو الحدقة‪ ،‬وبصمة القزحية هي‬
‫مجموعة الثقوب والشقوق التي يتركز بعضها حول حدقة العين‪ ،‬وهي تختلف من شخص آلخر‬
‫من حيث العدد والشكل بل وحتى المسافة فيما بينها‪ ،‬إضافة إلى أن الشبكات الملونة للقزحية‬
‫تختلف من شخص آلخر حتى وان اشتركا في درجة اللون‪ ،‬وذلك ألن هناك فروقا كبيرة داخل‬
‫اللون نفسه ممال يشكل البصمة المميزة والمتفردة للعين‪.‬‬

‫منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬حسنين المحمدي البوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-12‬‬


‫سعد عبد العزيز الحربي‪ ،‬بطاقة البصمة كإثبات للهوية ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪،‬الرياض‪،2002،‬ص‪19‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪(4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويعتبر نظام قزحية العين من األنظمة اآلمنة جدا ألنه ال يتأثر بالعمليات الجراحية‪ ،‬وهو آمن‬
‫صحيا لالستخدام من دون إشعاعات ضارة‪ ،‬كما يتميز هذا النظام بدقته المتناهية في التعرف‬
‫)‪(1‬‬
‫على األشخاص‪.‬‬
‫ويقوم خبير الشرطة العلمية بفحص قزحية العين عن طريق‬
‫جهاز الكشف الذي يقوم بالتقاط الصور لكي تحدد بدقة التفاصيل‬
‫الدقيقة للقزحية (بواسطة كامي ار خاصة ) تعمل باألشعة تحت الحمراء‬
‫‪ ,‬ويتم تحويل الصورة الملتقطة عن طريق الكامي ار لكلتا القزحيتين‬
‫بالعينين باللون الرمادي على شكل صورة بنموذج لذاكرة ( ‪ 2‬بايت) ‪,‬‬
‫ويتم استرجاع الصورة المختزلة للقزحية وتركيبها باللونين األبيض‬
‫واألسود ‪.‬‬
‫ثم تتم مقارنة الصورة المختزنة للقزحية عن طريق البرنامج‬
‫الحاسوبي مع الصورة الملتقطة للشخص المراد الكشف عن هويته‬
‫(الشكل‪)1‬‬ ‫(أنظر الشكل‪)1‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫خالل فترة زمنية بسيطة (‪ 1‬ثانية)‪.‬‬
‫‪-2‬بصمة شبكية العين‬
‫هددي ذلددك الجددزء الددذي يقددع فددي الخلفددي مددن العددين ونظد ار ألن شددبكية العددين صددغيرة تعتمددد هددذه‬
‫التقنية على إجراء عمليات بالتصوير للشبكية ‪ ,‬والتي تتكدون مدن الخاليدا المسدتطيلة والمخروطيدة‬
‫وتحت ددوي عل ددى ش ددعيرات دموي ددة دقيق ددة ‪ ,‬وتد درتبط الش ددبكية باألوعي ددة الدموي ددة الت ددي تد درتبط ب دداألوردة‬
‫والشرايين ‪.‬‬
‫حي ددث يق ددوم خبي ددر لش ددرطة العلمي ددة باس ددتخدام جه دداز الكش ددف ع ددن ش ددبكية الع ددين ال ددذي يق ددوم‬
‫ب ددإطالق ش ددعاع م ددن األش ددعة تح ددت الحمد دراء لتص ددوير الش ددبكية بم ددا تحتوي دده م ددن خالي ددا وش ددعيرات‬
‫وأوعية دموية ‪ ,‬ثم يتم تحليل هدذه المعلومدات واستخالصدها تفصديليا وتحويلهدا إلدى رمدوز حسدابية‬

‫فوزي خيراني ‪ ،‬الدلة العلمية ودورها في اإلثبات الجنائي‪ ،‬مذكرة الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص‬ ‫)‪(1‬‬

‫قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،2012-2011 ،‬ص ص ‪.13-12‬‬
‫عبد اهلل بن محمد اليوسف‪,‬أنظمة تحقيق الشخصية نشأة وتطور‪,‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ,‬ط‪,1‬الرياض‪, 2002,‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ص‪,232‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ,‬فبمج ددرد أخ ددذ ص ددورة للش ددبكية ف ددإن البرن ددامج الحاس ددوبي يق ددوم بتفص دديل المالم ددل المميد دزة لش ددبكة‬
‫)‪(1‬‬
‫األوعية الدموية وتدوينها في نموذج مرجعي ذي ذاكرة مقدارها ( ‪ 31‬بايت) ‪.‬‬
‫رابعا بصمة السنان‬
‫فددي يونيددو ‪ 1321‬عقددد منظمددة الشددرطة الجنائيددة بمقرهددا فددي بدداريس الندددوة الد ارسددية الثانيددة‬
‫الخاصة بطرق تحقيدق الشخصدية وكشدف اآلثدار وقدد أقدر المجتمعدون أهميدة أثدار األسدنان وندادوا‬
‫بضرورة االستفادة منها في التعرف على األشخاص‪ ،‬وبناءا على قرار تلدك النددوة نشدطت البحدث‬
‫الجن ددائي ف ددي مج ددال أث ددار األس ددنان وتط ددوير فحص ددها ومقارنته ددا وتش ددمل أث ددار األس ددنان‪ ,‬األس ددنان‬
‫الطبيعية وأطقم األسنان الصناعية‪ ،‬أجزاء األسنان واألطقم بصمة العضدة السدنية‪ .‬وأثدار األسدنان‬
‫إم ددا أن تك ددون ف ددي ح ددد ذاته ددا وس دديلة للتع ددرف عل ددى ص دداحبها‪ ،‬وام ددا أن يك ددون األث ددر ال ددذي تترك دده‬
‫األسددنان فددي جسددم آخددر وسدديلة غيددر مباشدرة للتعددرف علددى صدداحبها وقددد يكددون هددذا الجسددم الددذي‬
‫يتأثر باألسنان هو جسم المجني عليه أو جسم الجاني أو أي مادة أخرىكالتفاح حداول الجداني أن‬
‫يتناول جزءا منها أثناء ارتكابه الجريمة‪.‬‬
‫وترفع آثار األسنان إذا كانت سطحية غيدر غدائرة بأخدذ الصدور الفوتوغرافيدة لهدا‪ ،‬ومدن ثدم‬
‫أمدا إذا‬ ‫تقارن مع الصور الفوتوغرافية المأخوذة لقالب أسنان كل مدن المدتهم أو المجندي عليده‪،‬‬
‫)‪(2‬‬

‫كانددت أثددار األس دنان غددائرة فترفددع بعمددل قالددب مددن ال ارنتكددول وهددي المددادة التددي يسددتخدمها أطبدداء‬
‫األسنان لعمل قالب على األشياء األخرى كالفواكه مثال ومقارنتده بأسدنان المشدتبه فديهم مدن حيدث‬
‫دور الف ددك‪ ،‬حجد ددم األسد ددنان‪ ،‬الفج د دوات التد ددي بهد ددا أو عالمد ددات ممي د دزة مد ددن‬
‫)‪(3‬‬
‫اعوجاج وغير‪.‬‬
‫وترجع أهمية بصدمات األسدنان إلدى مدا تتصدف بده مدن االسدتم اررية‬
‫وعدددم القابليددة للددتعفن لفت درات طويلددة بعددد الوفدداة‪ ،‬ممددا يجعددل لهددا دو ار فددي‬
‫إيج دداد ‪ ،‬ح ددل الكثي ددر م ددن القض ددايا ف ددي تحقي ددق الشخص ددية والتع ددرف عل ددى‬
‫(الشكل ‪)1‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫هوية الجاني‪.‬‬

‫)‪ (1‬عبد هللا بن محمد اليوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ص ‪.220-232‬‬


‫منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.193-199‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫جالل الجابري‪ ،‬الطب الشرري‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2003 ,‬ص ص ‪.12-12‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪ (4‬عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫(أنظر الشكل‪)1‬‬ ‫وبوجه خاص بالنسبة للجثث المجهولة‪ ،‬حيث أن األسنان ال تتحلل بسرعة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫كما أن لها أهمية كبيرة في التعرف على ضحايا الحرائق وحوادث الطائرات والغرق إذا‬
‫عثر على الجثث بعد فترة طويلة‪ ،‬كما يمكن إدانة المغتصبين ألنهم عادة ما يعضون النساء‬
‫)‪(2‬‬
‫من ضحاياهم ‪.‬‬
‫الفرع الثالث بصمة االصوت‬
‫الصوت ظاهرة فيزيائية تصدر عن اإلنسان في مناسبات شتى عن طريق جهاز النطق‪،‬‬
‫فهو ناتج عن اهتزاز‬ ‫إذ يكسب الكالم لدى اإلنسان خواص ذاتية تنطوي على مميزات فردية‪،‬‬
‫)‪(3‬‬

‫األوتار الصوتية في الحنجرة بفعل هواء الزفير بمساعدة العضالت المجاورة التي تحيط بها‬
‫تسعة غضاريف صغيرة‪ ،‬تشترك جميعها مع الشفاه واللسان والحنجرة‪ ،‬لتخرج نبرة صوتية تميز‬
‫)‪(4‬‬
‫اإلنسان عن غيره‪.‬‬
‫ولقد ذهبت بعض النظريات في علم الصوتيات إلى القول بأن للصوت البشري بصمات‬
‫تميز كل إنسان عن اآلخر تماما كما هو الحال بالنسبة لبصمات األصابع‪ ،‬إذ عكف بعض‬
‫على وضع مواصفات معينة لوصف أي صوت منها‪ ،‬ومن هذه المواصفات ما يتعلق بوصف‬
‫تدفق الهواء في الرئتين أثناء النطق‪ ،‬فلو أخذنا الحرفين‪ :‬س‪ ،‬ز تجربة فإننا نجد أن الهواء‬
‫يخرج من الرئتين حيث ال تهتز األوتار الصوتية في النبرة عند النطق بحرف "س" لكنها تهتز‬
‫عند ا لنطق بحرف "ز" لذلك درس العلماء جميع خصائص الصوت من حيث نبراته‪ ،‬تحليله‬
‫إلكترونيا‪ ،‬ومن ثم تحويله إلى خطوط لتتم مقارنته مع أصوات المشتبه فيهم وأصبحت بذلك‬
‫)‪(5‬‬
‫البصمة الصوتية من األدلة العلمية الحديثة المثبتة للجريمة‪.‬‬
‫وقد ظهر على إثر ذلك وسائل يمكن عن طريقها التعرف على األشخاص من واقع‬
‫من بينها جهاز تسجيل األصوات‪ ،‬والذي يقوم بنقل الموجات الصوتية من‬ ‫دراسة أصواتهم‪،‬‬
‫)‪(6‬‬

‫مصادرها بنبراتها ومميزاتها الفردية وخواصها الذاتية بما تحمله من عيوب أو لزمات في النطق‬

‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬


‫)‪ (3‬حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫)‪ (4‬منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫)‪ (5‬قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬ضباط التحريات واالستدالالت واالستخبارات‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1332 ،‬ص ‪.13‬‬
‫)‪ (6‬رمسيس بهنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.139-132‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إلى شريط تسجيل داخل صندوق كاسيت بحيث يمكن إعادة سماع الصوت للشخص المنسوب‬
‫)‪(1‬‬
‫إليه‪ ،‬مما ينتج تقرير إسناده إليه أو نفي ذلك‪.‬‬
‫وتتم إرسال األشرطة المسجلة إلى مخابر الشرطة العلمية‬
‫وبالتحديد إلى فرع مقارنة األصوات‪ ،‬حيث تتم عملية المضاهاة‬
‫بين صوت الجاني المسجل على الشريط المرسل وصوت المشتبه‬
‫فيه على شريط آخر‪ ،‬ثم يتم فحص كل تسجيل باستخدام جهاز‬
‫التخطيط التحليلي للصوت )‪ Spectrographe (2‬وهو جهاز يعتمد على‬
‫تحويل االنطباع المغناطيسي على شريط التسجيل إلى مخطط مرئي‬
‫على هيئة خطوط متوازية متباينة تأخذ شكال خاصا في دكانتها وسمكها‬
‫والمسافات الفاصلة بينها وفق خصائص الصوت‪ ،‬بحيث يسهل مقارنة‬
‫هذه الخطوط على نظيرها مما يصدر من اإلنسان عندما ينطق نفس‬
‫(الشكل‪)1‬‬ ‫(أنظر الشكل‪) 1‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫الكلمات كعينات مضاهاة ‪.‬‬
‫ولقد بلغت أجهزة تحليل األصوات وتشخيصها تقدما كبي ار حتى أن بعض المصاريف في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية أدخل فكرة الطلبات الخاصة لفتل الحساب وسحب الرصيد وباقي‬
‫المعامالت المصرفية األخرى‪ ،‬حيث يوضع جهاز من األجهزة الخاصة بتحليل وتشخيص‬
‫األصوات في كل مصرف يقوم بتحليل ومقارنة صوت العميل المنادي بالهاتف مع الصوت‬
‫النموذجي للعميل لدى المصرف (تماما مثل النماذج التي يحتفظ بها المصرف للعمالء) وهي‬
‫)‪(4‬‬
‫الطريقة المسماة ‪.Bank By phone System‬‬
‫واستخدام بصمة الصوت أو التسجيل الصوتي ال بد أن يكون في الشرعية اإلجرائية التي‬
‫ألن القيام بتسجيل أصوات األشخاص خارج إطار الشرعية يشكل‬ ‫)‪(5‬‬
‫تحددها الدساتير والقوانين‪،‬‬
‫مساسا بحق من حقوق اإلنسان التي أقرها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هذا من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى فهو يشكل انتهاكا لحرمة الحياة الخاصة التي يتمتع بها كل إنسان وهو ما أقره‬

‫حسنين المحمدي البوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫)‪ (4‬رمسيس بهنام‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.133-139‬‬
‫)‪ (5‬حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المشرع الجزائري الذي يمنع اإلطالع على المراسالت والمكالمات الخاصة كمبدأ عام‪ ,‬حيث‬
‫نصت عليه المادة ‪ 93‬من التعديل الدستوري لعام ‪ 1331‬على عدم انتهاك حرمة الحياة‬
‫الخاصة‪ .‬غير أنه إذا كانت هناك قرائن ودالئل تجعل شخصا ما محل شبهة فإن ضابط‬
‫الشرطة القضائية يبلغ السلطة القضائية التي تقدر الموقف ويمكنها أن تأمر بذلك‪ ،‬وصاحب‬
‫االختصاص في اتخاذ مثل هذا القرار هو وكيل الجمهورية باعتباره مدير الشرطة القضائية‬
‫وتقنية وضع المكالمات تحت المراقبة أو تسجيل األصوات‪ ،‬أعترف المشرع بمشروعيتها في‬
‫إطار تعديل قانون اإلجراءات الجزائية رقم‪ 11/02‬المؤرخ في ‪ 2011/02/29‬في المادة ‪12‬‬
‫)‪(1‬‬
‫مكرر‪ ،‬إذا اقتضتها ضرورات التحري في الجريمة المتلبس بها أو التحقيق االبتدائي‪.‬‬
‫المطلب الثاني إف ارزات جسم اإلنسان‬
‫يمكن أن تكون اآلثار المادية التي يمكن العثور عليها في مصلحة الجريمة ناتجة عن‬
‫جسم اإلنسان أو بصورة أدق ما يتخلف عن جسم اإلنسان سواء على شكل فضالت يطرحها‬
‫الجسم بشكل طبيعي للتخلص منها أو على شكل إف ارزات و مخرجات نتيجة تعرض جسم‬
‫اإلنسان لمؤثرات خارجية‪ ،‬و ألهمية هذه اآلثار في التحقيق الجنائي سنقسم هذا المطلب إلى‬
‫فرعين حيث سنتناول الفرع األول بقع الجسم الحيوية و في الثاني‪ ،‬بقع الجسم غير الحيوية‬
‫الفرع الو‪ :‬بقع الجسم الحيوية‬
‫تشكل دراسة البقع وسيلة أساسية في الكشف عن الجريمة‪ ,‬نظ ار لما توفره من معلومات‬
‫وعناصر مميزة التي تساعد في التعرف وتحديد الهوية مثل النوع والجنس والسن‪ ,‬باإلضافة إلى‬
‫)‪(2‬‬
‫الخصائص والصفات الوراثية وغيرها‪.‬‬
‫أوال البقع الدموية‬
‫استفاد علم اإلثبات من االكتشافات العلمية لتصنيف فئات الدم وفصائله حيث تعتبر البقع‬
‫الدموية المعثور عليها من أهم األدلة خاصة إذا أثبت التحليل البيولوجي ارتباط هذه الدماء‬
‫بموضوع الجريمة‪ ,‬إذ يترتب على حدوث أي جرح أو خدش نزيف دموي‪ ،‬ما يجعل منه أث ار‬
‫ماديا يستفاد منه‪ .‬والدم عبارة عن سائل هزيل يتكون من كريات دم حمراء (‪ 2‬ماليين خلية في‬

‫عبد القادر بوخلدة‪ " ،‬أساليب مكافحة اإلجرام" ‪ ،‬مجلة مدرسة الشرطة القضائية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المديرية العامة لألمن الوطني‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪،‬الجزائر ‪ ,‬جانفي ‪ ،2011‬ص ص ‪.22-23‬‬


‫يحيى ابن لعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬ملم‪ )9‬وكريات دم بيضاء والصفائل وأنزيمات وبروتينات ومواد عضوية تحيط بها طوال‬
‫وجودها في الجهاز الدموي‪ ،‬ويشكل الماء النسبة الغالبة فيه‪ ،‬وتمكن العلماء من تقسيم‬
‫األشخاص من حيث تحديد فصيلة دمهم‪ ،‬حيث ينقسم دم اإلنسان إلى الفصائل التالية‪, B,A :‬‬
‫‪ O,AB‬واتفاق الفصيلة بين شخصيتين أو أكثر ال يعني شيئا على اإلطالق لكون أن الماليين‬
‫)‪(1‬‬
‫من البشر يتفقون في كل منها‪.‬‬
‫ووجود الدم في مسرح الجريمة له أهمية كبيرة في‬
‫التحقيق الجنائي‪،‬فله عدة مدلوالت فعندما تكون البقع ذات‬
‫الشكل الكمثري فإنها تدل على تحركات المجني عليه أو‬
‫المتهم بعد اإلصابة أو على نقل الجثة من مكانها بعد القتل‪،‬‬
‫كما يمكن لخبراء الشرطة العلمية أيضا االستدالل على اتجاه‬
‫(الشكل‪)1‬‬ ‫الحركة أو التنقل من خالل اتجاه رأس البقعة الدموية‪ ( .‬أنظر الشكل‪)1‬‬
‫كما تدل البقع ذات الشكل الدائري على السكون في حالة سقوطها وحوافها تدل على‬
‫االرتفاع أو المسافة التي سقطت منها‪ ،‬فإذا كانت الحواف دائرية غير مسننة فهنا يعني االرتفاع‬
‫قليل‪ ،‬أما إذا كانت الحواف مسننة فذلك يدل على سقوطها من علو بارتفاع ‪ 2-1‬متر واذا‬
‫كانت الحافة مشرشرة ومحاطة بنقاط دموية كثيرة فهذا يدل على أن االرتفاع أكثر من ‪ 2‬متر‪،‬‬
‫فالبقع الحديثة يكون لونها أحمر وتذوب في الماء لوجود الهيموغلوبين المؤكسد فيها‪ ،‬أما البقع‬
‫القديمة فيكون لونها بنيا بسبب تحول الهيموغلوبين إلى مركب منتهوغلوبين وبعد مضي بضعة‬
‫أيام يصبل لون البقعة بني قاتم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫وعندما تكون البقع الدموية رطبة فإنها تدل على حدوث الوفاة بوقت قليل‪ ،‬أما‬
‫مشاهدتها جافة فتشير إلى مضي وقت أطول على حدوث الوفاة‪ ،‬حيث أن الجفاف يحدث بعد‬
‫مرور ساعة قبل رفع البقع الدموية من كان وجودها في مسرح الحادث يجب تصويرها إلثبات‬
‫)‪(3‬‬
‫حالتها على النحو الذي وجدت عليه‪.‬‬
‫أما بالنسبة لطرق رفعها ف تعتمد على حالتها من حيث السيولة أو الجفاف وعلى طبيعة‬
‫السطل الموجودة عليه واعتمادا على هذه األمور فإن الطرق العلمية لرفع البقعة تشمل‪:‬‬

‫خيراني فوزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫هشام عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.122-121‬‬ ‫)‪(3‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫البقع السائلة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫يتم رفعها بواسطة قطارة أو ماصة أو السحب بحقن ثم توضع في أنبوب وتغلق بإحكام‬
‫(وتحفظ في الثالجة) ثم تنقل فو ار إلى مخبر الشرطة العلمية ليتم حفظها في ثالجة‪.‬‬
‫البقع الرطبة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ترفع بواسطة قطعة من القطن أو الشاش المبلل بالماء المقطر أو محلول الملل الفيزيولوجي‬
‫وتوضع على البقعة بواسطة ملقط حتى يتم ذوبان البقعة وامتصاصها ثم تترك لتجف في الهواء‬
‫وترسل إلى المختبر‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وبالنسبة للبقع الجافة فيستحسن إرسال األشياء الملوثة بها إلى مختبر الشرطة العلمية‪،‬‬
‫فاألشياء الصغيرة كقطع الخشب أو الفلين أو الحشائش ترسل إلى المختبر في صناديق وأنابيب‬
‫زجاجية‪ ،‬أما األشياء الكبيرة فتلف بالورق أو القماش وترسل محرزة إلى المختبر‪ ،‬أما إذا وجدت‬
‫البقع الدموية على سطل ال يمكن نقله كالحوائط واألرضيات فيكسر الجزء الملوث وتنقل إلى‬
‫المختبر في صندوق أو أكثر مع إرسال قطع أخرى من تلك الحوائط واألرضيات تكون غير‬
‫أو ترفع بواسطة الكشط عن طريق مشرط حاد‬ ‫)‪(2‬‬
‫ملوثة بالدم وذلك لتحليلها كركن للمقارنة‪،‬‬
‫ونظيف ويتم وضع الكشط على ورقة ملساء نظيفة ثم توضع في أنبوب عينات وتحرز وتوصل‬
‫)‪(3‬‬
‫إلى المختبر‪.‬‬
‫كما يجب إرسال عينات دم من المجني عليه أو المتهم إلجراء المقارنة الالزمة على أن‬
‫)‪(4‬‬
‫يقوم بأخذ هذه العينات طبيب أو ممرضة‪.‬‬
‫يبدأ خبراء الشرطة العلمية بعد رفع البقع الدموية أو بعد وصولها إليهم إلى المختبر‬
‫بعملية فحصها واجراء مختلف االختبارات عليها لمعرفة مصدرها هل هي دماء بشرية أو‬
‫لحيوانات ‪ ،‬واذا كانت آدمية فهل هذه الدماء لشخص دون اآلخر؟ واذا ثبت أن الدم للشخص‬
‫بالذات فما هو مصدره من أجزاء جسمه‪ ،‬ويمكن تحديد ما إذا كان الدم إلنسان أم أنه مادة‬

‫)‪ (1‬منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬رمسيس بهنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫)‪ (4‬قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مشابهة بواسطة االختبار الكيميائي البنزدين "‪, "Benzidine‬الذي يعمل على تواجد إنزيم‬
‫)‪(1‬‬
‫البروكسيدين بالدم والمساعد على عملية التأكسد الذي يتفاعل مع االختبار الكيميائي‪.‬‬
‫ويكون االختبار بمزج قطرتين من الماء (األكسجين) ذي ‪ 20‬حجما ثم إضافة قطرة من محلول‬
‫البقعة‪ ،‬فإذا تحول لونها إلى األزرق دل ذلك على أنها دم‪ ،‬أو بواسطة االختبارات الطينية‬
‫باستعمال منظار الطين المجهري للكشف عن الشريط االمتصاصي (الطول الموجي) المميز‬
‫ألحد مشتقات الهيموغلوبين‪ ،‬وكمرحلة ثانية للفحص حول معرفة هل الدم آدمي أم أنه من‬
‫مصدر حيواني أو أي نوع من الحيوانات‪ ،‬ويكفي للتأكد من ذلك عمل اختبار الترسيب وذلك‬
‫بإضافة مواد كيميائية خاصة إلى البقع الدموية فإذا تحول إلى مادة جيرية بيضاء فهو دم‬
‫حيواني وليس إنساني‪ .‬وفي األخير تأتي مرحلة تحديد صاحب البقع الدموية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫تحديد الزمر والفصائل الدموية بالكشف عن المكونات المميزة لكل فصيلة دموية فإذا كانت‬
‫فصيلة بقعة الدم مغايرة لفصيلة المشتبه فيه كان ذلك دليال على أنه ليس صاحبها‪ ،‬أما إذا‬
‫)‪(2‬‬
‫تطابقتا فهذا معناه أنه من المحتمل أن يكون هو صاحبها‪.‬‬
‫ومما تقدم تظهر لنا أهمية البقع الدموية في مسرح الجريمة مهما كانت صغيرة أو قديمة‬
‫فالمحافظة عليها والتعامل معها بشكل سليم يقود إلى نتائج مخبرية تكشف غموض الجريمة‬
‫وتحدد عالقة المتهمين أو عدمها من منطلقات علمية أكيدة ال يرتقي إليها أدنى شك وتعول‬
‫)‪(3‬‬
‫عليها المحاكم تطلب في إصدارها ألحكامها بالبراءة أو اإلدانة‪.‬‬
‫ثانيا البقع المنوية‬
‫المني سائل هالمي لزج القوام‪ ،‬لونه أبيض مصدفر‪ ،‬ذو رائحدة قلويدة مميدزة‪ ،‬يصدبل قوامده سدائال‬
‫بعددد نصددف سدداعة مددن تعرضدده لله دواء بسددبب فعددل الخمددائر الموجددودة فيدده ‪ ،‬ويتكددون المنددي مددن‬
‫جزئين هما جدزء سدائل ويفدرز مدن غددد فدي الجسدم‪ ،‬أهمهدا غددة البروسدتاتة وافد ارزات القنداة الناقلدة‬
‫والحويصد ددالت المنويد ددة والثد دداني جد ددزء خلد ددوي ويتكد ددون مد ددن الحيواند ددات المنويد ددة التد ددي تتكد ددون فد ددي‬
‫الخصيتين وكل حيوان منوي يتكون من رأس بيضوي الشكل وعنق وذيل‪،‬‬

‫معجب معدي الحويقل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬يحيى ابن لعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.132-132‬‬


‫معجب معدي الحويقل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويتراوح طوله من ‪ 2-3‬مبكرون والحيوانات المنوية دائمة‬


‫الحركة في السائل المنوي‪ (.‬أنظر الشكل)‬
‫وتشكل التلوثات والبقع المنوية إحدى أهم األدلة الجنائية‪،‬‬
‫وخاصة في الجرائم الجنسية كاالغتصاب والزنا‪ ،‬لذلك ال بد‬
‫(الشكل‪)1‬‬ ‫على المحقق وأعوانه االهتمام بأماكن وجود هذه اآلثار والبحث عنها‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ومن أهم هذه األماكن‪:‬‬
‫‪ -1‬مكان الواقعة أو الحادثة‪ :‬وتشمل األرضية واألغطية على السرير والمراتب والسجاد أو‬
‫فرش السيارة‪.‬‬
‫‪ -2‬جسم المجني عليهم ومالبسهم‪ :‬وخاصة حول األعضاء التناسلية واألماكن الحساسة‬
‫وداخل هذه األجزاء إذا كانت المواقعة قد تمت فعال وكذلك المالبس وخاصة المالبس‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫‪ -9‬جسم الجاني أو المتهم وخاصة المالبس الداخلية والعضو الذكري‪ ,‬الطبيب الشرعي هو‬
‫من يقوم بالبحث عن هذه اآلثار على جسم الضحية‪.‬‬
‫وتختلف طرق رفع البقع المنوية اعتمادا على حالتها فيما إذا كانت سائلة أو جافة‬
‫وأماكن تواجدها فإذا كانت البقع المنوية على أسطل ثابتة خشبية أو على األرض أو على‬
‫أشياء مماثلة كبيرة ال يمكن نقلها‪ ،‬ففي تلك الحاالت يمكن رفع العينة المشتبه بها إذا كانت‬
‫أما إذا عثرت على سطل مسامي تشرب السوائل كقطعة‬ ‫)‪(2‬‬
‫جافة وتحفظ في أنبوب زجاجي‪،‬‬
‫من القماش مثال يقص مكان وجودها وتوضع في أنبوبة اختبار‪ ،‬وتغطى بالماء المقطر وترج‬
‫األنبوبة لمدة عشرة دقائق حتى تذوب البقعة تماما في الماء‪ ،‬ثم يوضع السائل في جهاز طرد‬
‫مركزي لمدة خمس دقائق‪ ،‬وعلى سرعة من ‪ 1200‬إلى ‪1200‬لفة‪.‬‬
‫ثم تؤخذ نقطة من الناتج وتوضع على شريحة ميكروسكوبية فإذا ظهر فيها الحيوان‬
‫أما إذا كانت البقع المنوية سائلة فيمكن مسحها بقطعة قماش‬ ‫)‪(3‬‬
‫المنوي كانت البقعة منوية‪،‬‬
‫نظيفة ثم تجفف وترسل إلى المختبر أو يمكن أن تحفظ البقع بمحلول الملل الفيزيولوجي ثم‬

‫منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.120.121‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.129‬‬


‫أحمددد بسدديوني أبددو الددروس‪ ،‬مديحددة ف دؤاد خضددري‪،‬الطببب الشببرري و الوسببائ‪ :‬العلميببة البوليسببية المسببتخدمة فببي ارتكبباب‬ ‫)‪(3‬‬

‫الجريمة‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،2002 ،1‬ص ص ‪.220-213‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يسحب الناتج بواسطة حقنة إلى أنبوبة نظيفة وترسل إلى مختبر الشرطة العلمية وفي حالة‬
‫اإلدعاء باالغتصاب تؤخذ مسحات مهبلية من األنثى المجني عليها من قبل ذوي االختصاص‬
‫خالل فترة ‪ 32‬ساعة األولى من الواقعة وترسل إلى المختبر‪ ،‬ونفس الحال بالنسبة للمسحات‬
‫الشرجية في حالة اإلدعاء بوقوع اللواط‪ ،‬حيث تؤخذ مسحات من شرج المجني عليه أو عليها‬
‫من قبل ذوي االختصاص خالل ‪23‬ساعة األولى وترسل بعدها إلى مختبر الشرطة العلمية‪،‬‬
‫)‪(1‬‬

‫لتأتي بعد ذلك عملية فحصها في المختبر من قبل خبراء الشرطة العلمية عن طريق مختلف‬
‫االختبارات المخبرية‪ ,‬وذلك باستخدام األشعة فوق البنفسجية ‪ Ultra Violet‬لتحديد مكان البقع‬
‫على المالبس واألسطل المختلفة أو ينقل البقع وفردها على شرائل‪ ،‬واستعمال األصباغ الخاصة‬
‫)‪(2‬‬
‫بها وفحصها على المجهر لتحديد الحيوانات المنوية إن وجدت‪.‬‬
‫كما تم فحص البقع المنوية عن طريق البحث الكيميائي من خالل تجربتين‪:‬‬
‫أ‪ .‬تجربة فلورنس(‪:( Florenc’s Lodine Test‬‬
‫وفيه تؤخذ بالمقص قطعة من القماش الملوث بالمني المشتبه فيه وتنقع في محلول حمضي‬
‫خفيف لمدة ثلث ساعة في زجاجة‪.‬‬
‫ب‪ .‬تجربة بيربيريو (‪:(Berberio’s test‬‬
‫وفيها تجرى النقع وتحسين النقطة بالضبط على نفس األساس الذي وصفناه بخصوص‬
‫تجربة فلورنس‪ ،‬ولكن المحلول المضاف الكاشف في هذه الحالة هو حامض البكريك المائي‬
‫وبموجب هذا الفحص يتم تحليل مكونات البقعة المنوية والتي تحتوي على عدد من‬ ‫)‪(3‬‬
‫المشبع‪،‬‬
‫المركبات التي ال توجد في غيره من السوائل األخرى فالمني يتميز بتركيب خاص في مادته‬
‫وتسمل نتائج فحص البقع المنوية‬ ‫)‪(4‬‬
‫عبارة كولين‪ ،‬ديسرمين‪ ،‬فركتوز‪ ،‬حامض نوستاتوز‪،‬‬
‫بالتعرف على الجاني من خالل تحديد بصمة الحمض النووي للسائل المنوي‪ ،‬وهي جازمة‬
‫بنسبة ‪ %100‬وال تقبل الشك ومنه تتوصل إلى حل الحادثة اإلجرامية‪.‬‬
‫)‪(5‬‬

‫ثالثا البقع اللعابية‬

‫منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.129‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫كاظم المقدادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.129-122‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪ (4‬أحمد بسيوني أبو الروس‪ ،‬مديحة فؤاد خضري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫هشام عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اللعاب سائل يفرز من الغدد اللعابية الموجودة في الفم‪ ،‬ويحتوي هذا السائل على أنزيمات‬
‫وتفرزه ست غدد لعابية ملحقة‬ ‫تساعد في عملية الهضم (وله أهمية في الحقل الجنائي) ‪،‬‬
‫)‪(1‬‬

‫بتجويف الفم هي الغدتان النكفيتان‪ ،‬والغدتان تحت الفك‪ ،‬والغدتان تحت اللسان‪ ،‬وتفرز هذه‬
‫الغدد يوميا أكثر من ‪ 100‬سنتيمتر مكعب من اللعاب‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫وترفع آثار اللعاب من أماكن تواجدها سواء أكانت بقايا مأكوالت كالتفاح أو أعقاب‬
‫السجائر أو األكواب الزجاجية أو طوابع البريد على مسبر من القطن (مسحة) مبللة خفيفا‬
‫بالماء المقطر‪ ،‬حيث يمسل بها مكان البقعة (العضة أو أعقاب السجائر) وبعد ذلك توضع في‬
‫الهواء الطلق لتجف ثم توضع في أنبوب زجاجي وترسل إلى مختبر الشرطة العلمية‪ ،‬لتقوم هذه‬
‫األخيرة بعملية فحصها بناء على اختبارات كيميائية ومجهرية تجريها عليها‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫و هذه االختبارات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬اختبار النشا واليود‪:‬‬
‫وفيه يعتمد التفريق بين اللعاب والبقع األخرى على احتواء بقع اللعاب على تركيز عال‬
‫من إنزيم األميل‪ ،‬وهو اإلنزيم الذي يحلل النشا حيث توضع أربع أنابيب زجاجية صغيرة على‬
‫حامل خشبي‪ ،‬وبعدها توضع في األنبوب األول هذه القطعة الصغيرة (حوالي ‪0.2‬سم) ثم‬
‫توضع في األنبوب الثاني قطعة من القماش مماثلة مأخوذة من قطعة غير ملوثة بالبقعة‬
‫اللعابية المشتبه فيها‪ ،‬وتوضع في األنبوب الثالث قطرة واحدة من اللعاب وفي األنبوب الرابع‬
‫قطرة من الماء ليضاف بعدها ثالث قطرات من محلول النشا إلى كل من األنابيب األربعة‪،‬‬
‫وتضاف قطرة صغيرة من اليود إلى كل أنبوب فيشاهد اللون األزرق في كل األنابيب ثم تغطى‬
‫بعدها األنابيب وتوضع في حاضنة لمدة ساعة على درجة الح اررة وتكون ثابتة‪ ،‬فتنتج البقع‬
‫اللعابية بلون أحمر ثم تبدأ تتحول إلى األصفر في األنبوب الذي يحتوي البقع المشتبه بها‪،‬‬
‫وكذلك هو الحال بالنسبة لألنبوب الثالث الذي يحتوي لعابا وذلك لتحلل النشا بفعل إنزيمات‬
‫األميلر الموجود في اللعاب أما األنبوب الثاني والرابع فيبقى اللون أزرق لبقاء النشا دون‬
‫)‪(4‬‬
‫تحلل‪.‬‬

‫منصور المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫منصور المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪ (4‬المرجع نفسه ‪.191 ,‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬االختبار النسيجي المجهري‪:‬‬


‫ويجري هذا االختبار للكشف عن خاليا بشرية من خاليا بطانة الفم في البقع المشتبه بها‪.‬‬
‫ويهدف فحص العينات اللعابية المرسلة إلى مختبر الشرطة العلمية إلى إثبات ما إذا كانت‬
‫العينة ملوثة بلعاب أم ال من خالل الكشف عن األنزيمات الخاصة الموجودة في اللعاب وكذلك‬
‫معرفة الشخص الذي تعود له هذه البقع اللعابية وذلك عن طريق تحديد الفصائل الدموية‪ ،‬حيث‬
‫وجد أن ‪ %22‬من البشر مفرزين المادة المسؤولة عن تحديد فصيلة الدم بسوائلهم اللعابية‬
‫وك ذلك تحديد جنس صاحب البقعة هل هو ذكر أو أنثى‪ ،‬ويمكن ذلك عن طريق فحص أنوية‬
‫الخاليا البشرية الموجودة باللعاب للكشف عن الكروموزومات الجنسية التي تكون في الذكر‬
‫)‪(1‬‬
‫) ‪ ) XY‬وفي األنثى ) ‪.) XX‬‬
‫وفي األخير معرفة هل تعود هذه البقعة اللعابية إلى المشتبه‪ ،‬ويتم ذلك بأخذ عينة من‬
‫لعاب هذا األخير واجراء مقارنة الفصائل الدموية وبصمة الحمض النووي مع تلك التلوثات‬
‫اللعابية وتعتبر النتائج المتحصل عليها دقيقة جدا تؤكده شخصية المتهم بنسبة ‪ ، % 100‬مثل‪:‬‬
‫الكشف عن تعاطي المخدرات فهناك دراسة قام بها طلبة جامعة بادون بإيطاليا حيث وجدوا أن‬
‫نسبة الكشف عن الكوكايين باللعاب في المختبرات يساوي ‪ %3‬وتأتي هذه النسبة بالترتيب‬
‫)‪(1‬‬
‫الرابع بعد نسبة الكشف عن الكحول ثم مركبات التروديازين والحشيش‪.‬‬
‫الفرع الثاني بقع الجسم يير الحيوية‬
‫يقصد باآلثار الغير الحيوية تلك اإلف ارزات الجسمية التي ال تحتوي على مكونات حية‬
‫مثل‪ :‬العرق‪ ،‬البول‪ ،‬البراز‪ ،‬والتي عند العثور عليها بمسرح الجريمة قد تمكننا من معرفة هوية‬
‫أو شخصية المتهم وذلك من خالل تقنية الحمض النووي‪.‬‬
‫وعليه سنتولي دراستها على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال العرق‬
‫يعد العرق أحد الوسائل اإلخراجية التي يتخلص الجسم فيها بعض المواد غير مرغوب‬
‫فيها‪ ،‬كالماء وبعض األمالح‪ ,‬ويمكن تواجده في مسرح الجريمة على شكل بصمات على‬
‫أو تواجده على المناديل ورباط العنق وعظام الرأس وغير ذلك من الثياب‬ ‫)‪(3‬‬
‫األسطل الالمعة‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.192‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫هشام عبد الحميد فرج‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.119‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫هشام عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬ ‫)‪(3‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما أنه لكل إنسان رائحة تميزه عن غيره ونظ ار إلنفراد نوع‬ ‫)‪(2‬‬
‫التي تترك في مكان الجريمة‪,‬‬
‫البكتيريا المرتبطة بكل فرد فإن نواتج التحليل المتطايرة تكون لها خاصية منفردة هي األخرى‬
‫تميز كل فرد عن اآلخر‪ ,‬ولهذا السبب تستخدم الكالب البوليسية في شمها والتعرف على‬
‫)‪(1‬‬
‫المجرم من رائحته بالرغم ما يواجهه هذا األسلوب من طعن أمام القضاء‪.‬‬
‫ولقد وجد اتجاه علمي حديث في الكشف عن الرائحة‬
‫المميزة لإلنسان بواسطة أجهزة علمية للتغلب على نقاط الضعف‬
‫التي تصاحب استخدام الكالب البوليسية‪ ،‬و جهاز الكروموتوغرافيا‬
‫والذي بواسطته يمكن تحليل أي رائحة‪ ،‬وتعد هذه األخيرة من‬
‫) أنظر‬ ‫)‪(2‬‬
‫وسائل االستدالالت وتوجيه البحث وليست أدلة‪.‬‬
‫(الشك‪)1:‬‬ ‫لشكل‪)1‬‬
‫ثانيا البو‪:‬‬
‫هو أحد فضالت الجسم السدائلة وتستخلصده الكليتدان مدن الددم وهمدا تفر ازنده عبدر اإلحليدل‬
‫إلد د د ددى خد د د ددارج البد د د دددن‪ ،‬ويتخد د د ددذ بد د د ددول الشد د د ددخص اللد د د ددون الكهرومد د د ددائي ويكد د د ددون حمضد د د دديا قلد د د دديال‬
‫والبول أثقل فكثافته النوعية‪ 1.22‬كلغ متر مكعب‪.‬‬
‫وترفع عينة البول من المتهم من قبل خبير الشرطة العلمية بواسطة قطارة أو مسحة‬
‫شاش‪ ،‬ثم تجفف في الهواء العادي وتوضع في أنبوبة اختبار معقمة أو وعاء معقم‪ ،‬أما إذا كان‬
‫البول موجود على قطعة مالبس فيمكن قص الجزء الملوث بالبول‪ ،‬وترسل بعدها إلى مخبر‬
‫من خالل تحديد ما إذا كان البول يخص إنسانا أو‬ ‫)‪(3‬‬
‫الشرطة العلمية إلجراء الفحوص عليه ‪.‬‬
‫حيوانا وهو أمر بالغ الدقة وان تيسر في بعض الحاالت يشترط أن تكون كمية البول كبيرة‪ ،‬وان‬
‫كان في اإلمكان تحديد ما إذا كانت البقعة تحتوي إف ار از بوليا من عدمه ميكروكيميائيا‪ ،‬وكذلك‬
‫)‪(4‬‬
‫معرفة مدى تركيز الكحول في عينة البول‪.‬‬

‫قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫أحمد سعيد مشبب الشهراني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.293‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.293‬‬ ‫)‪(5‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا البراز (الغائط)‬


‫نتيجة ما يعتري المجرم من حاالت خوف ولما يصاب من توتر نفسي وعصبي‪ ،‬قد يتغوط‬
‫في مسرح الجريمة‪ ،‬وقد يترك الجاني مخلفاته نتيجة الستهزائه وسخريته ولمن فيه‪ ،‬ال سيما إذا‬
‫خاض عمله ولم يحصل على مراده‪ ,‬وقد يتبرز بعض المتهمين بمكان الحادث بحكم العادة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وتتم عملية رفع البراز بأخذ عينات منه بحروف صغيرة ومعقم وتترك لتجف في الهواء‬
‫العادي ثم توضع في وعاء معقم وهذا إذا كانت كمية البراز كبيرة‪ ،‬أما إذا كانت كمية البراز‬
‫قليلة فتؤخذ مسحة على قطعة قطنية أو علة قطعة قماش مبللة بماء مقطر وتترك لتجف في‬
‫ويفحص بالمجهر والتحليل الكيميائي للمضاهاة (بينه‬ ‫)‪(2‬‬
‫الهواء العادي وتوضع في وعاء معقم‪,‬‬
‫وبين براز المشتبه فيه) بحثا عن أثار مرض مثل الدستاريا والدودة الشريطية وتجرى المضاهاة‬
‫)‪(3‬‬
‫بينه وبين براز المشتبه فيه‪.‬‬
‫وما يمكن مالحظته أن البراز ال يمكن أن يكون دليال مباش ار باستثناء حالة التعرف على‬
‫فصيلة الدم عن طريقه‪ ،‬وانما هو قرينة من ضمن القرائن‪.‬‬
‫)‪(4‬‬

‫‪DNA‬‬ ‫المطلب الثالث البصمة الوراثية‬


‫لقد أدى اكتشاف البصمة الجينية عام ‪ 1323‬على يد البروفيسور ‪ ALICE Jeffrey‬إلى‬
‫طفرة حقيقية في علوم الوراثة والجنائية والطبية الشرعية‪ ,‬وخاصة في مجال تحقيق الشخصية‬
‫اعتمادا على الحامض النووي‪ ،‬حيث وجد هذا العالم أن الناس يختلفون عن بعضهم البعض في‬
‫مواقع على الحامض النووي ‪ DNA‬وهذا االختالف ال يمكن أن يتشابه فيه اثنان إطالقا‬
‫واالستثناء الوحيد هو في حالة التوائم المتماثلة فقط والتي تكون من بويضة واحدة وحيوان منوي‬
‫)‪(5‬‬
‫واحد‪ ،‬وقد سمي هذا االختالف ببصمة الحامض النووي‪.‬‬
‫وعليه سنقوم بدراسة هذا المطلب في ثالثة فروع‪ ،‬ندرس في األول تعريف بصمة‬
‫الحمض النووي ‪ ,ADN‬وفي الثاني مصادر إستخالصها وفي األخير أهمية البصمة الوراثية في‬
‫المجال الجنائي‪.‬‬

‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.293‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬رمسيس بهنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.292‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫)‪(5‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الو‪ :‬تعريف البصمة الوراثية‬


‫الحمد ددض الند ددووي الد ددوراثي ‪ DNA‬هد ددو الحد ددامض الند ددووي الرابيد ددوزي منقد ددوص األكسد ددجين‬
‫(‪ )Décyribose nuclric Acide‬ويرم ددز ل دده اختص ددار ب ددالحروف ‪ DNA‬يتك ددون م ددن وح دددات‬
‫نيوكليوتاي د د د دددات (‪ )nucleatides‬تحت د د د ددوي الواح د د د دددة عل د د د ددى ثالث د د د ددة أجد د د د دزاء رئيس د د د ددية نيتروجيني د د د ددة‬
‫(‪ )nucleobase‬وثانيهددا سددكر الريبيددوز الخماسددي منقددوص األكسددجين (‪ )Deoxyribose‬وثالثهمددا‬
‫)‪(1‬‬
‫مجموعة فوسفات (‪. )Phosphate‬‬
‫أمد ددا القواعد ددد النيتروجينيد ددة فهد ددي أربعد ددة قواعد ددد تنقسد ددم إلد ددى مجمد ددوعتين مجموعد ددة البد ددورين‬
‫(‪ )Purine‬التي تضم قاعدتي األدنيين (‪ )Adenine‬ويرمدز لهدا بدالرمز ‪ A‬والجدوانين )‪) Guanine‬‬
‫ويرم د ددز له د ددا ب د ددالرمز ‪ ،G‬ومجموع د ددة البرمي د دددين (‪ )Pyrimidine‬الت د ددي تض د ددم قاع د دددتي الس د دديتوزين‬
‫(‪ )Cytosine‬ويرمز لها بالرمز ‪ ،C‬والثيامين (‪ )Thymine‬ويرمز لها بالرمز ‪.T‬‬
‫وتد درتبط ه ددذه القواع ددد األربع ددة فيم ددا بينه ددا بطريق ددة معين ددة بواس ددطة ‪9‬‬
‫روابددط هيدروجينيددة بحيددث أن الج دوانين ال ي درتبط إال مددع السدديتوزين‬
‫بواسدطة ثالثدة روابدط هيدروجينيدة)‪ , (GC‬واألدنيدين ال يدرتبط إال مدع‬
‫الثي ددامين بواس ددطة رابط ددين هي دددروجينيين (‪ ,)A.T‬حي ددث تتد درابط ه ددذه‬
‫القواعد األربعدة بنظدام ثابدت فدي كدل إنسدان كالبصدمة التدي ال تتغيدر‬
‫(الشكل ‪)1‬‬ ‫منذ ظهورها‪( .‬أنظر الشكل‪)1‬‬
‫الفرع الثاني مصادر استخالص البصمة الوراثية‬
‫تستخلص البصمة الوراثية من اآلثار المادية الناتجة عن جسم اإلنسان (الجاني أو‬
‫المجني عليه) على شكل فضالت يطرحها الفرد أو على شكل إف ارزات نتيجة تعرض جسمه‬
‫ولعل من أهم هذه اآلثار نجد بقع الدم‪ ،‬المني‪ ،‬اللعاب‪ ،‬البول‪ ،‬الشعر‬ ‫)‪(2‬‬
‫لمؤثرات خارجية‪،‬‬
‫واألظافر‪.‬‬

‫محسن العبودي‪ ،‬القضاء وتقنية الحامض النووي "البصمة الوراثية"‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪,2002 ،‬ص ‪.3‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬مضاء منجد مصطفى‪ ،‬دور البصمة الجينية في اإلثبات الجنائي في الفقه اإلسالمي‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪،‬الرياض‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.23‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال البقع الدموية‬


‫إن البقع الدموية الموجودة في مسرح الجريمة تعتبر من أهم مصادر استخالص الحمض‬
‫النووي‪ ،‬وأن وجود نقطة دم واحدة حتى وان مضى عليها أشهر تعد دليال ضده ويمكن العمل‬
‫عليها بصمة للحمض النووي‪ ،‬وذلك بعد تحديد مكان البقع الدموية ورفعها يقوم خبير الشرطة‬
‫العلمية بإرسالها إلى المختبر الستخالص بصمة الحمض النووي على الموجودة على مستوى‬
‫كريات الدم البيضاء‪ ،‬ومقارنتها مع نتائج تحليل دم المتهم‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ثانيا البقع المنوية‬


‫تعتبر البقع المنوية من أهم اآلثار المتخلفة من مسرح الجريمة والتي تساعد على تحديد‬
‫شخصية الجاني وخاصة في الجرائم الجنسية كالزنا واالغتصاب ويتم ذلك من خالل إجراء‬
‫اختبار للجينات ‪ DNA‬على الحيوانات المنوية‪ ،‬ويقوم هذا االختبار على أساس استخالص‬
‫البصمات الجينية الموجودة في نواة الخلية‪ ،‬ثم مقارنتها بالبصمات الجينية لخاليا صورية يتم‬
‫أخذها من المشتبه به ومع بصمة الحمض النووي للسائل المنوي الذي تم العثور عليه في‬
‫مسرح الجريمة‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ثالثا بقع اللعاب والبو‪:‬‬


‫يعتبر اللعاب من أحد مصادر الهندسة الوراثية في الجسم البشري وذلك الحتوائه على‬
‫فمن خاللها يمكن‬ ‫نوع من الخاليا الموجودة في بطانة الفم والتي يجري عليها االختبار‪،‬‬
‫)‪(3‬‬

‫تحديد هوية الشخص الذي تعود إليه هذه البقع اللعابية‪ ،‬وذلك باستخالص الحمض النووي‬
‫‪ DNA‬ومقارنته مع الفصائل الدموية‪.‬‬
‫)‪(4‬‬

‫أما البول فيحتوي على خاليا إيثيلية (‪ )Epithelial‬تعتبر من المصادر الهامة للحمض‬
‫النووي (‪ )A.D.N‬والتي من خاللها يمكن التعرف على هوية الجاني‪ ،‬وبعد رفع البقع البولية‬
‫المعثور عليها في مسرح الجريمة من قبل خبير الشرطة العلمية ترسل إلى المختبر الستخالص‬
‫)‪(5‬‬
‫الحمض النووي منها‪.‬‬

‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.221‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬ ‫)‪(5‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رابعا آثار الشعر والظافر‬


‫يعتبر الشعر من بين أهم مصادر استخالص الحمض النووي‪ ،‬فالشعر الموجود في‬
‫مكان الحادث يساعد في التعرف على كثير من المجرمين خاصة في جرائم العنف (كالقتل ‪،‬‬
‫ذلك ألن جسم الشعر أو بصيلتها يحتويان على خاليا الجسم‬ ‫)‪(1‬‬
‫الجرح) وفي الجرائم الجنسية‪،‬‬
‫إذ يؤخذ الشعر ويوضع في أنبوب‬ ‫)‪(2‬‬
‫البشري التي يتواجد في نواتها الحمض النووي ‪,DNA‬‬
‫اختبار ثم يرسل إلى المختبر الستخالص المادة الوراثية ومقارنتها مع العينة المأخوذة من‬
‫)‪(3‬‬
‫المتهم للربط بين الشعر المرفوع من مسرح الجريمة والمتهم‪.‬‬
‫وتعد األظافر مصد ار من مصادر الحمض النووي‪ ،‬حيث قد يحدث أو يتخلف في مكان‬
‫الحادث سقوط أحد أجزاء أظافر الجاني أثناء ارتكابه الواقعة أو أن يتعلق جزء من أنسجته في‬
‫فتؤخذ هذه العينات ويجرى تحليلها الءستخالص‬ ‫)‪(4‬‬
‫أظافر المجني عليه نتيجة المقاومة بينهما‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪ DNA‬قصد مقارنتها مع العينة المأخوذة من المتهم إلثبات أو نفي الجريمة في حقه‪.‬‬
‫وبعددد ورود العينددات س دواء كانددت مددن الدددم أو البددول أو الشددعر أو غيرهددا كمددا سددبق ذكرهددا‬
‫ترسددل إلددى مخبددر البيولوجيددا والبصددمة الوراثيددة التددابع للشددرطة العلميددة حيددث يددتم تسددجيل القضددايا‬
‫وتكوين ملف خاص بها‪ ،‬وبعدها يتم تعقديم األدوات وتحضدير المحاليدل التدي سديتم اسدتعمالها فدي‬
‫مختلددف أطدوار الخبدرة‪ ،‬ثددم يددتم اسددتخالص عينددات ‪ ADN‬وهددذا بفضددل البددروتين الددذي يتكددون مندده‬
‫الحمددض النددووي ‪ ,‬بعالقددة تبادليددة قصدديرة تتكددون مددن ‪ 3‬إلددى ‪ 2‬نيكلوتيدددات‪ ،‬ذلددك أن الت درابط بددين‬
‫الخيوط لألحرف األربعة ليس قويا فإذا تم تسدخين ‪ ADN‬إلدى مدا يقدرب درجدة غليدان المداء ‪100‬‬
‫درجة تنفصل تلك الخيوط‪ ,‬وعندما يبرد تعود إلى االرتباط مرة أخرى‪ ،‬وتمكن الخيوط الموالية مدع‬
‫بواسددطة اختب ددار التفاعددل الب ددولمريزي وه ددذا‬ ‫)‪(6‬‬
‫إ ازلددة ال دددهون مددن العين ددة واسددتخراج م ددادة ‪, ADN‬‬
‫لمضداعفة مقطددع خدداص (جددين معدين) مددن الحمددض النددووي بصدورة طبددق األصددل ماليددين المدرات‬
‫(نسخات) ويعتمد ذلك على إنزيم ‪ Tapolymérase‬و بعد ذلك يتم فحص العينات المدذكورة حيدث‬

‫)‪ (1‬منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬


‫منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.212‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬


‫محمد أحمد غانم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.32-31‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫حسددن محمددود عبددد الدددائم عبددد الصددمد‪ ،‬البصببمة الوراثيببة ومببدا حجتهببا فببي اإلثبببات دراسببة مقارنببة بببين الفقببه اإلسببالمي‬ ‫)‪(5‬‬

‫والقانون الوضعي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص ‪.922‬‬


‫)‪ (6‬حسنين محمد البوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أنه كلما زاد عدد العينات المختلفة التي تم فحصهاومقارنتها مع العيندات المدذكورة كلمدا زادت قدوة‬
‫)‪(1‬‬
‫التمييز بين شخص وآخر‪.‬‬
‫كما يتم فحص ‪ DNA‬عن طريق استخدام جهاز التحليدل الدوراثي الدذي‬
‫يعمل بطريقة فصل الحمض النووي خالل المواد البولميرية داخل عمدود‬
‫فصل شدعري ‪ ,‬ويدتم التعدرف علدى ندواتج الفصدل أوتوماتكيدا ‪ ,‬مدن خدالل‬
‫عيندة‬
‫مواد فلوريسية قياسية (خمسة أصباغ مختلفة )‪ ,‬ويقوم بتحليدل ‪ّ 31‬‬

‫فد ددي الم د درة الواحد دددة ‪ ,‬ويد ددزود الجهد دداز بمجموعد ددة مد ددن البرمجيد ددات الالزمد ددة‬
‫&‬ ‫‪DNA Proféling‬‬ ‫للتش ددغيل ف ددي مج ددال التعريف ددة الذاتي ددة‬
‫‪ Humman Identification‬ويددتحكم فددي التشددغيل واخ دراج البيانددات‬
‫جهداز الكمبيدوتر حدديث يعمدل بنظدام ( ‪ ) IBM‬بدأعلى المواصدفات الفنيدة‬
‫(الشكل ‪)1‬‬ ‫(أنظر الشكل‪)1‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫المتاحة‪.‬‬
‫الفرع الثالث أهمية البصمة الوراثية في المجا‪ :‬الجنائي‬
‫تكمن أهمية البصمة الوراثية في كونها دليل مادي ال تقبل إثبات العكس –كأصل عام‪-‬‬
‫أمام غيرها من وسائل اإلثبات‪ ,‬فهي تتفاوت في حجتها في اإلثبات فضال عن تلك األدلة‬
‫الجنائية التي ليست ذات طبيعة مادية ملموسة‪ ،‬كما هو الحال في الحامض النووي‪.‬‬
‫ويتجلى ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫أوال يعتبددر تحليددل البصددمة الوراثيددة وسدديلة فعالددة فددي مجددال البحددث عددن الحقيقددة مددن حيددث‬
‫إثبات الجريمة أو نفيها‪ ،‬حيث توجد في كل جسم إنسان بطاقة ال يمكن تزويرها فديكن مقارندة‬
‫منطق ددة الح ددامض الن ددووي بمنطق ددة الح ددامض الن ددووي للم ددادة أو الخلي ددة الم ددأخوذة م ددن الم ددتهم‪،‬‬
‫ووجود منطقتين متطابقتين يعتبر دليال شبه مطلق على أن الخلية هي لنفس الشخص‪.‬‬
‫ثانيببا يعتبددر تحليددل البصددمة الوراثيددة أداة فنيددة للتعددرف بواسددطتها علددى المجددرم والكشددف عندده‬
‫)‪(3‬‬
‫من خالل رفع بصمة ‪ DNA‬مما خلفه من أثار في مسرح الجريمة‪.‬‬
‫ثالثا كما تستخدم البصمة الوراثية في إثبات ونفي البنوة أو األبوة حيث تعتبر كقرينة‬

‫)‪ (1‬إبراهيم صادق الجندي‪ ،‬تطبيقات تقنية البصمة الوراثية في التحقيق والطب الشرري‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،2002 ،‬ص ‪.32‬‬
‫)‪ (2‬طارق إبراهيم الدسوقي عطية ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪.22‬‬
‫)‪ (3‬أحمد المدني بوساق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 02‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إثبدات أو نفدي بنسدبة ‪, %100‬علدى عكدس فصدائل الددم كمدا تسدتخدم فدي إثبدات درجدة الق اربدة‬
‫في األسر في حالة إدعاء القرابة بغرض اإلرث بعد وفاة شخص معين‪.‬‬
‫رابعببا وتعتبدر تقنيددة البصدمة الوراثيددة إحدددى الطدرق العلميددة التدي تمكننددا بدقددة مدن التحقددق مددن‬
‫هوية أصحاب الجثث المشبوهة أو األشالء‪.‬‬
‫خامسا تستخدم البصمة الوراثية في تحديدد شخصدية صداحب األثدر والتعدرف علدى المجرمدي‬
‫في العديد من القضايا الجنائية‪ ،‬مثل‪ :‬تحديد شخصية صداحب الددم فدي جدرائم القتدل‪ ،‬وتحديدد‬
‫شخص ددية ص دداحب المن ددي أو الش ددعر أو الجل ددد ف ددي جد درائم االعت ددداء الجنس ددي وك ددذلك معرف ددة‬
‫شخصددية صدداحب اللعدداب الموجددود علددى بقايددا المددأكوالت وأعقدداب السددجائر فددي جدرائم السددرقة‬
‫)‪(1‬‬
‫والقتل‪.‬‬
‫ومن أشهر الجرائم التي ارتدبط اسدمها بالبصدمة الوراثيدة قضدية "سدام شديبرد" الدذي أديدن بقتدل‬
‫زوجت د دده ضد د دربا حت د ددى الم د ددوت ع د ددام ‪ 1322‬بمحكمد د دة أوه د ددايو بالوالي د ددات المتح د دددة األمريكي د ددة‪،‬‬
‫بد‪10‬سنوات سجن‪ ،‬ثم أعيددت محاكمتده ‪ 1312‬وحصدل علدى براءتده وذلدك بنداء علدى طلدب‬
‫ابنه الوحيد وتطبيق اختبار البصمة الوراثية حيدث أخدذت عيندة مدن جثدة شديبرد وأثبتدت العلدوم‬
‫الشددرعية أن الدددماء التددي وجدددت علددى س درير المجنددي عليهددا ليسددت دمدداءه بددل دمدداء صددديق‬
‫)‪(2‬‬
‫العائلة وأدانته البصمة الوراثية‪.‬‬
‫سادسا تساعد تقنية الحامض الندووي فدي تزويدد القضداء بالددليل الوحيدد فدي الجدرائم الخطيدرة‬
‫والمعقدة ‪ ,‬والتي التستطيع وسائل اإلثبات التقليدية الكشف عنها خاصة وأن الجناة تتفنن فدي‬
‫ارتك دداب جد درائمهم باس ددتخدام الوس ددائل الت ددي تتمي ددز بالدق ددة م ددن أج ددل تنفي ددذ عملي ددتهم اإلجرامي ددة‬
‫وطمس أثارها والتهرب من المسؤولية‪.‬‬

‫)‪ (1‬إبراهيم صادق الجندي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫أحمد المدني بوساق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني اآلثار المادية (يير الحيوية)‬


‫إن الجاني عند ارتكابه لجريمة من الجرائم فإنه يحاول قدر المستطاع طمس اآلثار التي‬
‫يخلفها جراء فعله اإلجرامي‪ ,‬والتي عند فحصها يمكن أن تدل عليه‪ ،‬غير أنه مهما حاول فال بد‬
‫ن يترك آثا ار ولو كانت بسيطة ألنه من غير الممكن كما قال الفقيه الفرنسي " إدموند لوكارد "‬
‫أن يدخل شخص ما مكانا دون أن يترك فيه أث ار يدل عليه‪ ،‬وهذه اآلثار قد تكون بيولوجية‪ ،‬كما‬
‫درسناها سابقا‪ ،‬وقد تكون غير بيولوجية‪ ،‬كآثار األسلحة النارية والمواد المتفجرة‪ ،‬الزجاج‪،‬‬
‫األنسجة والمالبس وغيرها‪ ،‬وكل هذه اآلثار لها أهمية كبيرة في الحقل الجنائي وخاصة لدى‬
‫خبراء الشرطة العلمية ألنها تمكنهم من كشف بعض الحقائق التي توصل إلى فك غموض‬
‫الحادثة اإلجرامية من جهة‪ ،‬وتمكن القاضي الجزائي من تكوين اقتناعه الشخصي بشأن الجريمة‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫وعلى ضوء ما سبق نقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬ندرس في المطلب األول فحص‬
‫المستندات والخطوط‪ ،‬في حين ندرس في المطلب الثاني اآلثار األخرى المعثور عليها في‬
‫مسرح الجريمة‪.‬‬
‫المطلب الو‪ :‬فحص المستندات والخطوط‬
‫إن عمليدة مضدداهاة الخطددوط والمسدتندات ليسددت عمليددة ميكانيكيددة‪ ،‬كمدا أنهددا ليسددت عمليددة‬
‫شددكلية بددل هددي علددم ومددنهج وفددن‪ ،‬فهددي علددم ألنهددا ليسددت رؤيددة ذاتيددة‪ ،‬وهددي مددنهج ألن الخب دراء‬
‫يلتزمددون بتطبيددق خطدوات متعاقبددة ومجددردة مددن ذواتهددم ليقددرروا فددي النهايددة مددا إذا كانددت كتابددة قددد‬
‫صدددرت مددن يددد فددالن مددن الندداس مددن عدمدده‪ ،‬وهددي فددن ألن مددن شددأن العمددل فددي مجددال فحددص‬
‫الخطددوط والمسددتندات وجددوب اسددتعداد فطددري لدددى المشددتغلين بهددا نحددو عشددق الحقيقددة واإلص درار‬
‫عل ددى استخالص ددها م ددن خ ددالل فح ددص المس ددتندات موض ددوع االهتم ددام وتل ددك المودع ددة ف ددي مل ددف‬
‫)‪(1‬‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫سنتناول في هذا المطلب ثالثدة فدروع‪ ،‬فدي األول تزويدر النقدود واألوراق الماليدة‪ ،‬والثداني مضداهاة‬
‫الخطوط‪ ،‬وندرس في األخير فحص المستندات‪.‬‬

‫حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬ ‫)‪(1‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الو‪ :‬تزوير النقود والوراق المالية‬


‫لقد نص المشرع الجزائري على جرائم التزوير بصفة عامة في الفصل السابع مدن الكتداب‬
‫الثالددث مددن قددانون العقوبددات‪ ،‬حيددث نصددت المددادة ‪ 132‬مندده علددى عقوبددة السددجن المؤبددد‪ ،‬بعدددما‬
‫كان ددت العقوب ددة ه ددي اإلع دددام بع ددد تع ددديلها بموج ددب الم ددادة ‪ 10‬م ددن الق ددانون رق ددم ‪2011 03/11‬‬
‫المعدددل والمددتمم لقددانون العقوبددات الج ازئددري‪ ,‬لكددل مددن قلددد أو زور نقددودا معينددة أو أوراق نقديددة أو‬
‫)‪(1‬‬
‫سندات أو أذونات أو أسهم تصدرها الخزينة العامة وتحمل طابعها‪.‬‬
‫يعتمد خبراء الشرطة العلمية التابعيين لفرع الخطوط والوثائق في فحصهم وتعرفهم على القطع‬
‫النقدية المزيفة ومقارنتها بالعمالت المعدنية الصحيحة وذلك بالكشف عن بعض الخصائص‬
‫)‪(2‬‬
‫الفيزيائية للعمالت المعدنية مثل‪ :‬لون العملة‪ ،‬الوزن‪ ،‬درجة الصالبة‪ ،‬القياس من قطروسمك‪.‬‬
‫كما ي دقق في تفاصيل الرسومات عن طريق أخذ صور فوتوغرافية مكبرة وتعيين خريطة‬
‫لموقع التزييف حتى يسهل البحث عنه في القطع المشبوهة‪ ،‬كما يجرى الفحص بالعدسة المكبرة‬
‫أو بالمجهر المجسم "‪ ,"Microscopiéstésréo Scopique‬وكذا تعداد عد األسنان الجانبية للقطع‬
‫النقدية بواسطة حبر األلنين (بعد تجفيف أحد األسنان)‪ ،‬على أن تقل القطعة النقدية وزنها‬
‫النوعي هما من أهم مراحل االستكشاف مع المالحظة أن الوزن قد ينقص قليال بفعل كثرة‬
‫)‪(3‬‬
‫االستعمال‪.‬‬
‫باإلضافة التحليدل الكيميدائي (التحليدل الطيفدي‪ ،‬التحليدل الكمدي)‪ ،‬لمعرفدة المعدادن التدي تددخل فدي‬
‫)‪(4‬‬
‫تركيب السبيكة‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بتزوير األوراق المالية فهي تعد سمة العصر الحالي يلجأ إليهدا الكثيدر مدن‬
‫المجرمين باستخدام أجهزة مختلفة على غرار آالت النسخ‪ ،‬هذه األخيرة التي تقوم بنسدخ األشدكال‬
‫الظدداهرة فقددط دون أن تمتددد إلددى اآلثددار أو األشددكال الخفيددة‪ ،‬وذلددك ألن هددذه األشددكال والكتابددات‬
‫والعالم ددات المائي ددة ‪( Water Marks‬رس ددوم أو كتاب ددات) ال ل ددون له ددا وال ت ددرى بوض ددوح إال عن ددد‬

‫القددانون رقددم ‪ 03/11‬المددؤرخ فددي ‪ 01‬ربيددع الثدداني ‪1392‬هددالموافق ل د ‪ 01‬مددارس ‪ 2011‬المعدددل والمددتمم لألمددر رقددم ‪122/11‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المددؤرخ فددي ‪ 12‬صددفر ‪ 1921‬الموافددق ل د ‪ 2‬يونيددو ‪ ،1311‬المتضببمن قببانون العقوبببات الجزائببري‪،‬المؤرخددة فددي‪ 11‬مددارس ‪,2011‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‪ ،‬رقم ‪.13‬‬
‫)‪ (2‬منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫يحيى ابن لعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.232‬‬ ‫)‪(4‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعريض الورقة للضوء النافدذ مثدل‪ :‬شدعار االسدتقالل‪ ،‬صدورة جنددي‪ ،‬مقدام الشدهيد‪ ،‬باإلضدافة إلدى‬
‫سلك الضمان وهو عبارة عن خط مسدتقيم أرسدي الوضدع (مصدنوع مدن معددن الفضدة) يصدل بدين‬
‫و التأكددد مددن نددوع الددورق الددذي طبقددت عليدده العمليددة‪ ،‬حيددث أن‬ ‫)‪(1‬‬
‫حددافتي الورقددة العليددا والسددفلى‪،‬‬
‫ال ددورق المس ددتعمل ف ددي التزوي ددر ه ددو ورق ع ددادي بينم ددا ال ددورق المس ددتعمل لطباع ددة األوراق المالي ددة‬
‫مصدنوع مدن القطدن أو مدزيج مدن القطدن والكتددان ويحشدى بمدادة سدديليكات األلمنيدوم ويصدقل عددادة‬
‫بد ددالجيالتين أو البالسد ددتيك‪ ،‬وكد ددذلك بالنسد ددبة للصد ددكوك البنكي د دة فهد ددي محميد ددة مد ددن التزييد ددف ولهد ددا‬
‫عالماتها الخاصة‪ ،‬كاأللوان المميزة والطباعة المتكررة لرموز البنك والثقدوب الخاصدة‪ ،‬كمدا يكدون‬
‫الددورق المصددنوع مندده الصددك مددن نددوع خدداص ومشددتقا بم دواد كيميائيددة س درية يتغيددر لونهددا بمجددرد‬
‫تعريضدها أليدة محاليدل‪ (2)،‬أو تعريضدها لألشدعة فدوق البنفسدجية‬
‫تفرق بين األوراق التدي طبعدت عليهدا العمدالت الصدحيحة وتلدك‬
‫التي استعملت فدي التزييدف‪ ،‬والفدرق فدي اإلشدعاع الضدوئي عندد‬
‫تعد دريض األوراق له ددذه األش ددعة يظه ددر ف ددي المد دواد الداخلي ددة ف ددي‬
‫تركيد ددب صد ددناعة األوراق (األليد دداف‪ ،‬م د دواد الحشد ددو‪ ،‬الصد ددقل‪.‬‬
‫)‪((3‬أنظر الشكل‪) 1‬‬
‫(الشك‪)1:‬‬ ‫الفرع الثاني مضاهاة الخطوط‬
‫يعتقد خبدراء علدم الخطدوط أن لكدل شدخص خطده المميدز والدذي يختلدف بداختالف ظدروف‬
‫زمان ومكان تحريدره‪ ،‬وبالتدالي فدإن تحليدل خصدائص الخطدوط فدي المضدبوطات والوثدائق قدد يفيدد‬
‫فددي إلقدداء الضددوء علددى الحقيقددة وخاصددة فددي قضددايا التهديددد والتقليددد والرسددائل المجهولددة الهويددة‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ Anonymes‬وغيرها‪.‬‬
‫وتقد ددوم مضد دداهاة الخطد ددوط علد ددى د ارسد ددة بعد ددض الخصد ددائص الجوهريد ددة التد ددي تتميد ددز وهد ددي أربعد ددة‬
‫)‪(5‬‬
‫خصائص رئيسية التي تقوم عليها هذه العملية وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.393‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫يحيى ابن لعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.112-123‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.339‬‬


‫يحيى ابن لعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112-123‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫منير رياض حنا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.233-239‬‬ ‫)‪(5‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ _1‬الخب درة الخطيددة‪ :‬وهددي الوحدددة التددي يتكددون منهددا الحددرف والمقطددع‪ ،‬أي معرفددة مقدددار ضددغط‬
‫اليد الواقع عليها‪( ،‬الشدة والضعف)‪.‬‬
‫‪ _2‬المستوى الخطي‪ :‬ويتكون من ثالثة جوانب‪:‬‬
‫‪ -‬الجانب الجمالي من الكتابة (قرب أو بعد الكتابة عن القاعدة النموذجية)‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب اإلمالئي من الكتابة (كل حرف يتمتع باستقالل صوتي ذاتي)‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب اللغوي (خطأ لغوي يقع فيه الكاتب فيتكرر في كتاباته)‪.‬‬
‫ولهددذا الغددرض ال بددد مددن فحددص الخددط األصددلي )‪ (L’écriture Originale‬ومقارنددة خواصدده‬
‫بالوثددائق المضددبوطة‪ ،‬فيطلددب مددن المددتهم أن يكتددب نصددا معينددا مددن ثددالث نسددخ تكددرر فيدده بوجدده‬
‫خداص الحددروف المشدتبه فيهددا‪ ،‬فقددد يملدي عليدده الدنص فددي حالددة وجدود أخطدداء إمالئيدة فددي الددنص‬
‫المضبوط وبعدها يجدري الفحدص بعدد تصدوير الوثدائق المشدبوهة وتكبيرهدا باسدتعمال لدوح زجداجي‬
‫مدرج لقياس حجم الحرف‪.‬‬
‫و يدددرس شددكل الخددط مددن حيددث أشددكال الحددروف وحجمهددا وأسددلوب كتابتهددا مثددل‪ :‬درجددة الميددل‬
‫و مدددى انتظددام عدددد األلفدداظ فددي األسددطر‬ ‫)‪(1‬‬
‫واالنح دراف علددى السددطر‪ ،‬ارتفاعهددا وانخفاضددها‪،‬‬
‫المتتاليددة‪ ،‬د ارسددة المسدداحة التددي يشددغلها كددل لفددظ مددن األلفدداظ المكددررة‪ ،‬د ارسددة مدددى تقيددد الكتابددة‬
‫بددالخطوط واألسددطر المطبوعددة فددي الورقددة سدواء كانددت هددذه الخطددوط أفقيددة أو أرسددية أو متقطعددة‪،‬‬
‫وتتنداول هدذه الد ارسدة بدقدة تكدوين النقداط وشدكلها مدا إذا كاندت عبدارة عدن خدط مسدتقيم أو‪ ,‬مقددوس‬
‫)‪(2‬‬
‫والعالقة بين النقطة وحرفها وهل هي في مكانها السليم بالنسبة لهذا الحرف فوقه أو تحته‪.‬‬
‫أما طريقة الكتابة فتعني دراسة الصفات المميزة للحروف المختلفة مثل كيفية كتابدة حدرف‬
‫(ك) والرقم (‪ ،)2‬وأيضا نمط الكتابة‪ ،‬طريقة إنشاء اليد إلى المنضدة ومسك القلم وقوة الشد علدى‬
‫القلددم واالنفعددال العصددبي‪ ,‬وبددالطبع فددإن إمددالء الكلمددات وفواصددل الكتابددة‪ ،‬قددد يسدداعد علددى الفصددل‬
‫فددي الوثددائق وتحديددد انتمائهددا فمددثال‪ :‬لددو احتددوت وثيقددة المشددتبه فيهددا علددى خطددأ إمالئددي فددي نسددخ‬
‫كلمددة " لألل د " ووقددع المددتهم فددي نفددس الخطددأ عنددد إمددالء نددص مشددابه دل ذلددك علددى احتمددال أن‬
‫)‪(3‬‬
‫يكون النص المفحوص من خطه‪.‬‬

‫يحيى ابن لعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112-123‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫هشددام الجميلددي‪ ،‬ال بوافي فببي إثبببات الجنببائي فببي ضببوء مختلببف اآلراء وأحكببام محكمببة الببنقض‪ ،‬دار الفكددر والقددانون للنشددر‬ ‫)‪(2‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،2001،‬ص ص‪.222-221‬‬


‫)‪ (3‬يحيى ابن لعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.119-112‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن المهم هنا نشدير إلدى الد ارسدة الموسدعة التدي قدام بهدا العدالم "أودري أي هيلتدون" حدول‬
‫تددأثير أدوات الكتابددة المعاص درة منهددا والحديثددة وتلددك التددي ما ازلددت متداولددة علددى الخب درات الكتابيددة‬
‫الصددادرة عنهددا خلددص فيهددا أن خ دواص بعددض أن دواع األدوات الكتابيددة قددد تطمددس (‪)Supprsess‬‬
‫تفصيالت الجرات‪ ،‬األمر الذي ينبغي عليه ضرورة مراعاة هذا من جانب خبدراء الشدرطة العلميدة‬
‫حتى ال يصلوا إلى نتائج خاطئدة عندد المضداهاة‪ ،‬وباإلضدافة إلدى ذلدك فدإن حركدة األصدابع واليدد‬
‫)‪ (Movement‬التددي يتحددرك بهددا القلددم لهددا تددأثير كبيددر أيضددا باإلضددافة إلددى العوامددل‬ ‫والددذراع‬
‫السابقة والتي يجب على خبير الشرطة العلمية أن يحسب حسدابها لتفسدير الظدواهر الخطيدة وهدو‬
‫بصدد إجراء المضاهاة بين الخطوط‪.‬‬
‫وم ددن ناحي ددة أخ ددرى ف ددإن أهمي ددة مض دداهاة الخط ددوط ال تقتص ددر عل ددى كش ددف المس ددتند الم ددزور أو‬
‫المزيف فقط‪ ،‬بل تفيد أيضا في تحديد نوعية األقالم المستخدمة فدي تحريدر المسدتند‪ ،‬األمدر الدذي‬
‫يجب معه على ضابط الشرطة العلمية عدم إهمال تحريدر األقدالم إذا وجددت فدي مسدرح الجريمدة‬
‫)‪(1‬‬
‫فقد تعتبر دليال لكشف الغموض عن الحقيقة‪.‬‬
‫الفرع الثالث فحص المستندات والخطوط والوثائق‬
‫أثندداء المعددامالت بددين أف دراد المجتمددع يددتم إسددتعمال الوثددائق‪ ،‬حيددث يددتم قبددول هددذه الوثددائق بدددون‬
‫مراقبتهددا فددي الحددين‪ ،‬رغددم القيمددة التددي تمثلهددا‪ ،‬ممددا سددهل تزويرهددا أو تقليدددها وبالمقابددل تحديدددها‬
‫واكتش ددافها يط ددرح مش دداكل معق دددة ناتج ددة ع ددن طبيع ددة المد دواد المس ددتعملة (ال ددورق‪ ،‬الحب ددر)‪ ,‬وك ددذلك‬
‫الط ددرق المس ددتعملة ف ددي التزوي ددر‪ ،‬فق ددد تش ددكل الوث ددائق والمح ددررات بمختل ددف أنواعه ددا مي دددانا مغري ددا‬
‫للتزويددر المددادي (المددادة ‪ 212‬مددن قددانون العقوبددات تبددين أسدداليب التزويددر المختلفددة فددي المحددررات‬
‫العموميددة أو الرسددمية) سدواء بالحددذف أو الزيددادة فددي المحددررات أو بوضددع توقيعددات وأختددام مددزورة‬
‫وكددذلك إضددافة أسددماء مددزورة وتقليددد الوثددائق واالصددطناع وبالمقابددل فقددد عرفددت وسددائل الكشددف‬
‫وفضددل التزويددر تطددو ار كبيد ار وبدداألخص فيمددا يتعلددق منهددا بطددرق التحليددل الكيميددائي للحبددر‬
‫‪ ،‬والفحددص المجهددري وبالعدسددة المكب درة (للبحددث عددن آثددار التغييددر والكشددط والمحددو)‬ ‫)‪(+‬‬
‫والددورق‬
‫والتص ددوير الفوت ددوغرافي بتقنيات دده المختلف ددة كالض ددوء الم ددنعكس‪ ،‬والض ددوء المنق ددول وباألش ددعة ف ددوق‬
‫البنفسجية‪.‬‬

‫حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.32-31‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (+‬يسددمل التحليددل الكيميددائي لددورق الوثددائق المددزورة بمعرفددة نددوع الددورق المسددتعمل (بددردي مددن أصددل نبدداتي‪ ،‬ورق الجلددود‪ ،‬الخددرق‬
‫النسيجية‪ ،‬الخشب) وعصر تداوله وخاصة في الوثائق التاريخية‪.‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن أهم هذه التحاليل‪:‬‬


‫أوال اختبار العالمة المائية الذي يسمل بتحديد عمر الورق‪.‬‬
‫ثانيببا تركيددب الددورق الددذي يسددمل بمعرفددة طبيعددة األليدداف‪ ،‬حيددث تغلددى‬
‫القطددع الورقيددة الصددغيرة بمحلددول بروكسدديد الصددوديوم المخفددف وتصددبغ‬
‫)‪(1‬‬
‫بصبغة اليود‪.‬‬
‫ثالثبا الفحدص بددالعين المجددردة وبالميكروسدكوب للددون األحبددار والمطهددر‬
‫العددام لهددا ود ارسددة المددداد عنددد تعرضدده لألشددعة فددوق البنفسددجية واألشددعة‬
‫‪. Fluoreaence‬‬ ‫تحددت الحم دراء بأنواعهددا المنعكسددة والنافددذة والفلوريددة‬
‫(الشكل‪)1‬‬ ‫(أنظر الشكل‪)1‬‬
‫‪ -1‬د ارس ددة درج ددات الت ددآلف المص دداحب لألش ددعة تح ددت الحمد دراء ‪ 1.R Luminscence‬ف ددي‬
‫)‪(2‬‬
‫محاولة للوقوف على التآلف المتباين لألحبار المختلفة واعطاء درجات نسبية لها‪.‬‬
‫‪ -2‬القيد د ددام بالتفد د دداعالت الكيميائيد د ددة مد د ددن خد د ددالل اس د د دتعمال المد د ددذيبات العضد د ددوية (البند د ددزدين‬
‫الكلوروفددورم) وذلددك علددى الحددرف الددذي الددذي تعددرض للمحددو وفقددد المددادة الصدداقلة عددن‬
‫سد ددطحه سد ددوف يكد ددون أسد ددرع وأكثد ددر تش د دربا للسد ددائل العضد ددوي مقارند ددة مد ددع بد دداقي أج د دزاء‬
‫)‪(3‬‬
‫المستند‪.‬‬
‫‪ -9‬أمددا فددي حدداالت حددرق أط دراف الوثددائق أو تمزيقهددا أو ثنيهددا أو طيهددا‪ ،‬بغيددر تغييددر لونهددا‬
‫وذلددك بتع دريض المحددررات للدددخان المتصدداعد مددن حددرق الكدداغط أو‬ ‫)‪(+‬‬
‫إليهددام بقدددمها‪،‬‬
‫الددورق‪ ،‬أو غمسدده فددي محلددول القهددوة أو التبددغ‪ ،‬أو برمنجنددات البوتاسدديوم وأحيانددا محلددول‬
‫مليان (‪ )Solution de MILLIAN‬لفضل هذا التزوير بمالحظة بعض التفاصيل الخفية‬
‫مثل الشكل المميز للرفقة الملونة إراديا ومسار صب الصبغة الملونة على‬
‫الورق ووجود مساحات صغيرة غيدر ملوندة‪ ،‬كمدا قدد تظهدر علدى الدورق خطدوط داكندة هدي‬
‫بمثابة قبل التلوين المفتعل‪.‬‬

‫يحيى ابن لعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.293-292‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪ (+‬يتغير لون الوثائق القديمة بفعل عملية التأكسد والتي تعني خاصة األجزاء المعرضة منها للهواء والضوء ويكون أوضل علدى‬
‫مستوى الحواف‪.‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬التعددرف علددى نددوع الجسددم المسددتعمل بواسددطة اختبددارات كيميائيددة بسدديطة وباالسددتناد إلددى‬
‫دراسة الخصائص المميزة لكل جسم‪ ،‬فحبر الكربون ال يتغير لونه أبددا وهدو يدزول بالمداء‬
‫فددي حددين يأخددذ الحبددر المعددروف بدداألزرق‪-‬األسددود الددداكن كنتيجددة لتأكسددده (خددالل ‪9-2‬‬
‫سدنوات) ليصدفر بعدد سدنوات أخدرى‪ ،‬أمدا حبدر األتلدين فهدو بنفسدجي اللدون (حبدر المددواة)‬
‫ال يعتريه أي تغيير في الظروف الطبيعية االعتيادية‪.‬‬
‫‪ -2‬أمد ددا الوثد ددائق الممحيد ددة بد ددالقلم الطد ددامس (‪ ،)Correcteeur‬فد دديمكن إ ازلد ددة مد ددادة الكوركتد ددور‬
‫كيميائيا أو بالتصوير على ألواح األشعة الحمدراء‪ ،‬وتتبدع نفدس الطدرق فدي كشدف األختدام‬
‫)‪(1‬‬
‫المزورة من خالل تكبير الصور الفوتوغرافية وتحليل فوارقها‪.‬‬
‫‪ -1‬فبالنسددبة لتزوي در اإلمضدداءات فهددو شددائع بوجدده خدداص فددي الصددكوك البنكيددة وهددذا نظ د ار‬
‫للتبدداين الددذي تتصددف ب دده اإلمضدداءات الصددحيحة ذاتهددا ل ددنفس الشددخص ولهددذا الغ ددرض‬
‫تحف د ددظ ص د ددورة مص د ددغرة لتوقي د ددع ص د دداحب الحس د دداب المص د ددرفي بالبن د ددك الس د ددتظهاره عن د ددد‬
‫الضد ددرورة‪ ،‬وهند ددا يد ددتم فضد ددل التزويد ددر بالكشد ددف عد ددن بقايد ددا الفحد ددم فد ددي النقد ددل بالشد ددفافية‬
‫(‪ ،)Copier‬كمددا يظهددر كددذلك بددأن اإلمضدداءات المددزورة هددو صددورة طبددق األصددل مددن‬
‫باإلضددافة إلددى االسددتعانة بالعدسددات‬ ‫)‪(2‬‬
‫حيددث الشددكل والحجددم (التزويددر بالنسددخ ‪. )Acer‬‬
‫المكب درة والمجهددر واإلمضدداءات المختلفددة لتحديددد البدددايات والنهايددات والممي دزات الخطيددة‬
‫الفردية (البداية‪ ،‬النهاية‪ ،‬والمسافات) لصاحب التوقيع وبعد ذلك تقوم بمقارنة األصل مدع‬
‫)‪(3‬‬
‫المقلد‪.‬‬
‫ولددذلك يمكددن القددول بددأن النتيجددة التددي يتوصددل إليهددا خبدراء الشددرطة العلميددة بعددد مجموعددة مددن‬
‫اإلجراءات التي يقومون بها في هذا المجال تكون على درجة من الدقة واألهمية وهي قاطعدة‬
‫الداللة‪ ،‬غير أنها على الرغم من ذلك فإنها تبقى تخضع للسلطة التقديرية للقاضي الجزائي‪.‬‬

‫)‪ (1‬منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.293‬‬


‫يحيى ابن لعلي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.111-110‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ (3‬عبد اهلل بن محمد اليوسف‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.391‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني اآلثار الخرا‬


‫تختلف وتتنوع اآلثار التي يتركها الجاني في مسرح الجريمة من جريمدة إلدى أخدرى حسدب‬
‫ظروفه ددا وظ ددروف ارتكابه ددا‪ ,‬وم ددن ه ددذه اآلث ددار نج ددد أث ددار األس ددلحة الناري ددة والمد دواد المتفجرة‪،‬آث ددار‬
‫)‪(1‬‬
‫األنسجة والسيارات‪ ،‬وغيرها من اآلثار األخرى التي لها دور فعال في كشف معالم الجريمة‪.‬‬

‫الفرع الو‪ :‬أثار السلحة النارية والمواد المتفجرة‬


‫لعددل أكثددر مددا يصددادف رجددال األمددن فددي عملهددم فددي عصدرنا الحددالي‪ ،‬الحدوادث أو الجدرائم‬
‫التي تستخدم فيها األسدلحة الناريدة بمختلدف أنواعهدا ومدن هندا وجدب علدى الخبيدر الجندائي (خبيدر‬
‫الشددرطة العلميددة) أن يكددون ملمددا إلمامددا تام ددا بجميددع أن دواع وأوصدداف األسددلحة الناريددة وبطريق ددة‬
‫عملها وأنواع مقذوفاتها واآلثار المتخلفة التي يمكن أن تنتج عنها وكيفية الربط بينهدا وتشخيصدها‬
‫بالطريقة العلمية السليمة التي تؤدي إلى التعرف علدى الجداني وبالتدالي الوصدول إلدى كيفيدة وقدوع‬
‫)‪(2‬‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫أوال أثار السلحة النارية‬
‫يقصد ددد باألسد ددلحة الناريد ددة المسدسد ددات اليدويد ددة أو األسد ددلحة الطويلد ددة كالبند ددادق واألسد ددلحة‬
‫الرشاشدة ‪ ،‬وقدد صدنفها المشدرع الج ازئدري مددع بداقي األسدلحة فدي المدادة ‪ 2‬و‪ 9‬مدن األمددر ‪01/32‬‬
‫واآلثددار التددي ينشدددها المحقددق الجنددائي مددن األسددلحة الناريددة إمددا تكددون‬ ‫)‪(3‬‬
‫ضددمن عدددة أصددناف‪،‬‬
‫انطباعددات علددى السددالح نفسدده كالبصددمات‪ ،‬أو آثددار تخلفددت عددن السددالح بعددد اس دتعماله‪ ,‬وهددذه‬
‫اآلثدار يهدتم بهدا المحقدق الجندائي ويجددها فدي مخلفدات السدالح النداري‪ .‬ولآلثدار التدي تتخلدف عددن‬
‫)‪(4‬‬
‫األسلحة النارية التي ترتكب بها الجرائم نوعان‪ :‬المقذوف الناري والظرف الفارغ‪.‬‬

‫حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫صالح الدين البر سدلي‪ ،‬التعرف رلى السلحة النارية ومقبووفاتها‪ ،‬دار النشدر بدالمركز العربدي للد ارسدات األمنيدة والتددريب‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ط‪ ،1‬الرياض‪1310 ،‬هد‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫)‪ (3‬األمددر رقددم ‪ ،01/32‬المددؤرخ فددي ‪ 12‬رمضددان عددام ‪ 1312‬الموافددق لد د‪ 21‬يندداير ‪, 1332‬المتعلببق بالعتبباد الحربببي والسببلحة‬
‫والببوخيرة‪ ،‬المعدددل المددتمم لقددانون ‪ 11/31‬المددؤرخ ‪ 12‬ش دوال ‪ 1311‬الموافددق لد د ‪22‬أفريددل ‪،1332‬المؤرخددة فددي ‪ 90‬أفريددل ‪1332‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية ‪ ,‬العدد‪.32‬‬
‫معجب معدي الحويقل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬المقووف الناري‬
‫وهو عبارة عن جسم معدني مخروطي الشكل ذو رأس دبدب ثابت في مقدمة الطلقة‪،‬‬
‫وتعدددد الطلقددات بحسددب نددوع السددالح مددن حيددث كوندده مددن األسددلحة المحزنددة أو مددن األسددلحة عيددر‬
‫المحلزنة الملساء‪ ،‬حيث تتكون هذه األخيرة من جسدم كدارتوني يحتدوي فدي قاعدتده النحاسدية علدى‬
‫كبسولة في الوسدط‪ ,‬مهمتهدا إبقداء البدارود الدذي يحتويده ومدن رصاصدة وظدرف يحتدوي علدى مدادة‬
‫)‪(1‬‬
‫البارود‪ ,‬ويصنع عادة إما من النحاس أو الكرتون المضغوط‪.‬‬
‫وتقسددم المقددذوفات مددن حيددث شددكل المقدمددة إلددى مقددذوفات ذات مقدمددة مسددتديرة‪ ،‬وغالبددا مددا‬
‫تكددون أو تسددتخدم فددي المسدسددات‪ ،‬ومقددذوفات ذات مقدمددة مدبدبددة وتسددتخدم فددي البنددادق‪ ،‬فعندددما‬
‫ينطل ددق المق ددذوف داخ ددل الماس ددورة (س ددالح ن دداري) مت ددأث ار بالض ددغط المرتف ددع للغ ددازات الناتج ددة ع ددن‬
‫اشد ددتعال البد ددارود‪ ,‬فد ددإن المقد ددذوف يتمد دددد ويمد ددأل القطد دداع المسد ددتعرض للماسد ددورة التد ددي تطبد ددع أثد ددار‬
‫الششددفات (البددرزات والتجدداويف) علددى المقددذوف‪ ,‬والتددي تعتبددر بصددمة خاصددة بكددل سددالح شددأنها‬
‫)‪(2‬‬
‫شأن بصمات األصابع‪.‬‬
‫وفددي بعددض األحيددان قددد يسددكن المقددذوف الندداري أو الرصاصددة داخددل جسددم المجنددي عليدده‪,‬‬
‫ويمكن معرفة ذلك عن طريدق عددم وجدود فتحدة الخدروج ‪ ,‬وفدي هدذه الحالدة يتدرك أمدر اسدتخراجها‬
‫للطبيددب الشددرعي للقيددام بفحصدده‪ ،‬والددذي يفيددد فددي معرفددة االتجدداه الددذي أطلددق مندده العيددار الندداري‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫كما يفيد كذلك في معرفة السالح المستخدم‪.‬‬
‫فمددن خددالل د ارسددة الممي دزات تقددوم الشددرطة العلميددة بد ارسددة الممي دزات التددي يتميددز بهددا كددل‬
‫سددالح عددن اآلخددر مددن خددالل الخطددوط الموجددودة علددى سددطل المقددذوف واتجاههددا وعرضددها لتددتم‬
‫ويكدون ذلدك باسدتخدام جهداز ‪ IBIS‬الموصدول بجهداز‬ ‫)‪(4‬‬
‫مقارنتها مع مقذوف سالح المشتبه فيه‪،‬‬
‫الكمبيوتر الذي يحتوي على قدرة تحليليدة هائلدة لمقارندة المقدذوف عليده مدع المقدذوف المشدتبه فيده‬
‫وفي وقت وجيز وقياسي جدا‪.‬‬

‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.932‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫هشام عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.133-132‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫مديحة فؤاد خضري‪ ،‬أحمد بسيوني أبو الروس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫جالل الجابري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-10‬‬ ‫)‪(4‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬الظرف الفارغ‬
‫إذ توجد بقاعدته كبسولة‬ ‫)‪(1‬‬
‫هو الغالف الخارجي للطلقة ويصنع عادة من النحاس‪،‬‬
‫لالشددتعال‪ ،‬مجددوف‪ ،‬حيددث ينفصددل المقددذوف عنددد اشددتعال الم دواد المتفج درة داخددل غرفددة‬
‫أو هددو جسددم معدددني كددارتوني أو بالسددتيكي فددي‬ ‫)‪(2‬‬
‫اإلطددالق ويقددذف فيدده ويحددوي داخلدده البددارود‪،‬‬
‫األسددلحة الخرطددوش قددد يطرحدده السددالح إلددى الخددارج أو يبقددى داخددل‬
‫السالح حسب نوعده وتظهدر أهميدة تواجدد الظدرف الفدارغ فدي مسدرح‬
‫الجريمد ددة فد ددي تحديد ددد البصد ددمة وهد ددي خاصد ددة ومنفد ددردة لكد ددل سد ددالح‬
‫باإلضد ددافة إلد ددى أند دده يفيد ددد فد ددي تحديد ددد مكد ددان وقد ددوف المد ددتهم لحظد ددة‬
‫الجريمددة‪ ،‬حيددث أن كددل سددالح يقددذف الظددرف الفددارغ مسددافة محددددة‬
‫مددع وجددود بعددض االسددتثناءات مثددل تدددحرج المقددذوف ألسددفل فددي مكددان مائددل أو متدددرج كالسددلم أو‬
‫(الشكل ‪)1‬‬ ‫اصطدام المقذوف األسفلي في مكان مائل كالجدار مما يغير‬
‫اتجاهه ومسافة سقوطه‪( (3).‬أنظر الشكل ‪(1‬‬
‫وتبدددو أهميددة آثددار األسددلحة الناريددة بمسددرح الجريمددة فددي الوضددع الددذي وجددد عليدده السددالح‬
‫بالمسددرح فهددو يفيددد فددي التمييددز بددين جريمددة القتددل واالنتحددار وقددد تعلددق بالسددالح الندداري آثددار مددن‬
‫المجني عليه أو الجاني أو المكان الذي عثر عليه فيه‪ ،‬فتساعد في إيجاد العالقة بين الجاني و‬
‫السد ددالح الد ددذي ارتكبد ددت الجريمد ددة بواسد ددطته‪ ،‬وال تقتصد ددر أثد ددار األسد ددلحة الناريد ددة (بمسد ددرح‬
‫الجريمة) على نفس السالح ‪ ,‬ولكن تشدمل ندواتج اإلطدالق مدن الظدرف الفدارغ والمقدذوف والبدارود‬
‫المحتددرق‪ ,‬والغددازات التددي تمكددن مددن وضددع اسددتنتاج حددول اتجدداه الطلقددة (اإلطددالق)‪ .‬وخددط سددير‬
‫الطلقة ومسافة اإلطالق وكذا المدة التي مضت على اإلطالق وعند العثور علدى سدالح نداري أو‬
‫يقوم خبير الشرطة العلميدة بالتقداط صدورة‬ ‫)‪(4‬‬
‫مقذوف أو ظرف فارغ أثناء معاينة مسرح الجريمة‪,‬‬
‫لمحل السالح والطلقات النارية إن وجدت ( صورة واضحة مقاس ‪ 1/1‬لكدل أثدر مدن اآلثدار علدى‬

‫)‪ (1‬معجب معدي الحويقل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫كاظم المقدادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.293‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪ (4‬هشام عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.131-132‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حدة)‪ ،‬ثدم صدورة لمدا يجاورهدا مدن أشدياء أخدرى‪ ،‬ثدم يعدد رسدم كروكدي لمكدان الحدادث موضدحا بده‬
‫)‪(1‬‬
‫موضع السالح والطلقات النارية ‪.‬‬
‫ثم يشار إليه في محضدر المعايندة‪ ،‬واذا كدان السدالح بيدد القتيدل فيجدب التأكدد مدن صدحة الوضدع‬
‫حتى ال يكون القاتل قد وضعه في يده بعدد قتلده‪ ،‬كمدا أن يدد المنتحدر قدد يعثدر بهدا أثنداء المعايندة‬
‫علددى آثددار بددارود أو إصددابة خاصددة فددي منطقددة األصددبع (اإلبهددام) نتيجددة اسددتخدام سددالح صددغير‬
‫أوتومداتيكي‪ ،‬فتحدددث اإلصددابة أثنداء ت ارجددع أجدزاء السدالح للخلددف‪ ،‬كمددا أنده يجددب المحافظددة علددى‬
‫هددذه اآلثددار ورفعهددا بحددذر‪ ،‬فبالنسددبة للظددروف الفارغددة يددتم رفعهددا بعددود ثقدداب أو مددا شددابه ذلددك‬
‫ثددم يقددوم خبد ارء‬ ‫الحتمددال وجددود آثددار عالقددة بهددا‪ ،‬أمددا بالنسددبة للمقددذوف فيرفددع بواسددطة ملقددط ‪،‬‬
‫)‪(2‬‬

‫الشددرطة بعددد ذلددك بتجهيزهددا تهيئددة لنقلهددا إلددى مخبددر الشددرطة العلميددة وبالتحديددد إلددى فددرع األسددلحة‬
‫والقد د ددذائف لتد د ددتم عمليد د ددة فحصد د ددها باسد د ددتعمال جهد د دداز ‪ IBIS‬الخد د دداص‬
‫باألسددلحة‪ ,‬وهددو جهدداز آلددي متطدور يقددوم بفحددص الخطددوط الحلزونيددة‬
‫للسدالح المسددتخدم ويقدوم فددي نفددس الوقدت بحفددظ هدذه البيانددات وصددور‬
‫لهددا فددي ذاك درة الكمبيددوتر‪ ،‬والتددي يمكددن الرجددوع إليهددا فيمددا بعددد للقيددام‬
‫بالمقارن د ددة عليه د ددا‪ ،‬لت د ددأتي ف د ددي األخي د ددر عملي د ددة تق د ددديم تقري د ددر للخبد د درة‬
‫الباليسددتية بمددا توصددل إليدده الخب دراء مددن نتددائج ليددتم إرسدداله إلددى السدديد‬
‫وكيل الجمهورية من أجل وضعه في الصورة‪( .‬أنظر الشكل‪)1‬‬
‫(الشك‪)1 :‬‬ ‫ثانيا أثار المواد المتفجرة‬
‫يعتبددر البددارود األسددود أول مددادة متفجدرة ظهددرت فددي القددرون األخيدرة حيددث اسددتخدمها أحددد‬
‫مهندسي مناجم الفضدة فدي ألمانيدا سدنة ‪ ،1192‬ثدم تتدابع اسدتخدامه إلدى أن اكتشدف أحدد العلمداء‬
‫مادة النيتروجليسير لتطوير صناعة المتفجرات‪ ,‬وذلك بعمدل إحدالل جزئدي بإضدافة النيتروجليكدول‬
‫ومن أهم المواد المتفجرة المستخدمة حاليا الديناميت وهدي أساسدا عبدارة عدن مركبدات كيميائيدة أو‬
‫مخلددوط مددن عدددة مركبددات‪ ,‬يكددون مددن خصائصددها االحتدراق السدريع تحددت مددؤثرات معينددة لتعطددي‬
‫كميدات هائلدة مددن الندواتج فدي لحظددة قياسدية قددد تصدل إلدى أجدزاء المليدون مدن الثانيددة‪ ،‬ويكدون لهددا‬

‫أحمد بسيوني أبو الروس‪ ،‬مديحة فؤاد خضري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-222‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.291-290‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫قددوة ضددغط عاليددة مصددحوبة بدرجددة حد اررة عاليددة جدددا تددؤثر علددى مددا حولهددا تددأثي ار تدددميريا‪ ,‬تختلددف‬
‫)‪(1‬‬
‫شدته حسب نوع وكمية المادة المتفجرة المستخدمة‪.‬‬
‫أصددابع الطربيددد وديناميددت جلمددي وهددالم‬ ‫)‪(+‬‬
‫ومددن بددين أشددهر المتفج درات الهددالم المتفجدر‪،‬‬
‫ففدي حالدة حددوث تفجيدر فدي مكدان مدا‬ ‫)‪(2‬‬
‫سبرنج‪ ،‬وهالم النيتروجاسدرين‪ ،‬وغيرهدا مدن المتفجدرات‪،‬‬
‫فإن دده يتع ددين عل ددى خبد دراء الش ددرطة العلمي ددة االنتق ددال بس ددرعة إل ددى مك ددان الح ددادث م ددن أج ددل إج ددراء‬
‫المعاينددات الالزمددة بشددأنه والوقددوف علددى مخلفاتدده‪ ،‬قصددد القيددام بمعاينددة مكددان انفجددار يجددب علددى‬
‫المحقددق إثبددات مددا إذا كددان هندداك رائحددة باقيددة مددن االنفجددار مددن عدمدده وذلددك بددأن يتشددمم ب ددين‬
‫األنقداض الكائندة فددي مركدز االنفجدار لمعرفددة طبيعدة وتحديددد ندوع المتفجدر كيميائيددا‪ ،‬لتدأتي بعدددها‬
‫عمليددة أخددذ عينددات مددن بقايددا االنفجددار الموجددودة فددي مسددرح الجريمددة والقيددام بتحريزهددا فددي إح دراز‬
‫مالئمة لها تهيئة إلرسالها إلى مخبر الشرطة العلمية للقيام بفحصها‪.‬‬
‫وهذا يجب على خبراء الشرطة العلميدة عندد إجدراء الفحدوص علدى العيندات التركيدز علدى‬
‫معرفة نوع المادة المتفجرة وكذا تحديد النظام المتبع في تشغيل القنبلة‪ ،‬وهذا كلده بهددف الوصدول‬
‫)‪(3‬‬
‫إلى معرفة هوية مقترفي الجرم‪.‬‬
‫الفرع الثاني أثار النسجة والسيارات‬

‫أوال آثار النسجة‬


‫تلعب آثار ومخلفدات األنسدجة فدي مسدرح الجريمدة دو ار كبيد ار فدي مجدال التحقيدق الجندائي‪،‬‬
‫إذ تساعد في الكشف عن هوية مرتكبيهدا‪ ،‬فقدد توجدد بيدد القتيدل قطعدة قمداش انتزعهدا مدن مالبدس‬
‫الجاني عند مقاومته له‪ ،‬أو توجد بمحل الحادثة قطعة قماش نظف بها الجاني سالحه بعدد تلوثده‬
‫بالدددم وتركهددا‪ ,‬أو تعلقددت قطعددة مددن مالبددس الجدداني بمسددمار أو مددا يشددابهه عنددد ف د ارره أو أثندداء‬
‫تسددلقه علددى نافددذة‪ ,‬أو وجدددت قطعددة قمدداش فددي جسددم القتيددل أو تددرك منديلدده سددهوا أو سددقط مندده‬

‫منصور عمر المعايطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (+‬لونه غبري وقوامه رغوي هالمي كالجيالتين وبعد مدة يصبل لونه بني كالخشب وال ينبعث منه أي دخان عند تفجيره وانما‬
‫يأتي من موقع التفجير ويتكون من الرمل ومسحوق الحجارة‪.‬‬
‫)‪ (2‬قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.312-311‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بمحل الحادث‪ ,‬وتكون حينئذ من لوازم التحقيدق فعلدى خبيدر الشدرطة العلميدة مضداهاة هدذه القطدع‬
‫)‪(1‬‬
‫من المنسوجات بما يضبط عند المتهم أو عليه من األقمشة والمناديل واألكياس وما يشابهها‪.‬‬
‫وللتعرف على األقمشة المعثور عليها في مجال الحوادث اإلجرامية والدربط بينهدا وبدين القطدع‬
‫المنزوعة منها أو المكملة لها يجب البحث في المسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تطابق الحواف وتطابق الخطوط والرسوم‪.‬‬
‫‪ -2‬اتجاه النسيج ‪.‬‬
‫‪ -9‬عدد خيوط الغزل‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -3‬مالئمة نوعية القماش ودرجة قدمه‪.‬‬
‫‪ -2‬نوع فتل النسيج إذا كانت من الحرير أو القطن أو الصوف أو مشتقات النايلون‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ -1‬األصباغ المستخدمة في التلوين‪.‬‬
‫وبعددد ذلددك تقددوم الشددرطة العلميددة بفحددص األنسددجة المعثددور عليهددا ومضدداهاتها باسددتخدام عدددة‬
‫أجهدزة وتقنيددات مثددل الميكروسدكوب وجهدداز التحليددل الطيفدي لفحددص األقمشددة ومدا يوجددد عليدده مددن‬
‫)‪(4‬‬
‫خيوط الحياكة‪.‬‬
‫ومد ددن أجد ددل ذلد ددك تهد ددتم المعامد ددل الجنائيد ددة –خاصد ددة فد ددي ج د درائم العند ددف‪ -‬بد ددالخيوط واألليد دداف‬
‫للخصائص السابق ذكرها إلى جانب أنها دليدل مقندع علدى عالقدة حاملهدا بالجريمدة‪ ،‬غيدر أنهدا ال‬
‫تعددوا أن تكدون قرينددة بسديطة ال ترقددى إلدى قرينددة الددليل القداطع فددي اإلثبدات الجنددائي‪ ،‬ولكنهدا مددن‬
‫)‪(5‬‬
‫السهولة أن تقنع القضاء إذا انحصر األمر على شعيرات أو بضع خيوط فقط‪.‬‬
‫ثانيا أثار السيارات‬
‫لقددد أصددبل للسدديارات دور هددام فددي الحيدداة باعتبارهددا وسدديلة نقددل فددي معظددم أنحدداء العددالم‬
‫وكددذلك اسددتخدامها فددي ارتكدداب الج درائم حيددث أصددبل أم د ار شددائعا فددي العصددر الحددديث‪ ،‬فقددد يتقددل‬
‫الجدداني إلددى مسددرح الجريمددة فددي سدديارة وقددد يهددرب بعددد ارتكابهددا فددي سدديارة أخددرى‪ ،‬وقددد يسددتخدم‬
‫السيارة في نقل المسروقات أو في نقل جثة الضحية‪.‬‬

‫)‪ (1‬رمسيس بهنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬


‫حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫عبد الفتاح مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.232-231‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫رمسيس بهنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.190‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫حسنين المحمدي ‪ ،‬بوادي‪ ،‬المرجع نفسه ص ص ‪.130-192‬‬ ‫)‪(5‬‬


‫دور الشرطة العلمية في فحص اآلثار الجنائية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومددن هنددا أصددبل االهتمددام بد ارسددة أثددار السدديارة أمددر ضددروري لالسددتفادة منهددا فددي مددا إذا‬
‫كانت السيارة لها عالقة بالجريمة التي وقعت‪.‬‬
‫ومن أهم اآلثار التي تساعد في هذا المجال‪:‬‬
‫‪ -1‬قطع الزجاج الذي يكون عالقا في نقوش اإلطارات لمقارنته بقطع زجاج مسرح الجريمة‪.‬‬
‫‪ -2‬ش ددعر أو بقع ددة دم أو قطع ددة قم دداش م ددن مالب ددس الض ددحية الت ددي ص دددمتها الس دديارة وه ددرب‬
‫صاحبها بعد الحادث ومقارنتها بما يماثلها‪.‬‬
‫‪ -9‬الطين العالق من الداخل (الرفرف) بطين مسرح الجريمة‪.‬‬
‫‪ -3‬أشددياء خاصددة بالسدديارة مثددل‪ :‬قطعددة مددن حديددد السدديارة تكمددل الجددزء الندداقص منهددا‪ ،‬قشددور‬
‫)‪(1‬‬
‫الطالء‪.‬‬
‫فعندددما ينتقددل خبدراء الشددرطة العلميددة إلدى مسددرح الجريمددة فإندده يتعددين علدديهم البحددث عددن أثددار‬
‫وذلك بتحديد اتجاه سدير المركبدة‪ ،‬فدإذا كاندت‬ ‫)‪(2‬‬
‫اإلطارات خارج مكان أو في مكان الصدمة‪،‬‬
‫تسير في خط مستقيم ال تترك إال طبقة العجالت الخلفية ولمالحظة طبقة العجدالت األماميدة‬
‫ال بد البحث على المكان الذي دارت فيه المركبة دورة واحدة أو عكسدت اتجاههدا‪ ،‬كمدا يمكدن‬
‫فمتددى عثددر علددى هددذه يجددرى‬ ‫)‪(3‬‬
‫أن تظهددر ويحدددد سدديرها عددن طريددق بقعددة زيددت‪ ،‬دهددن أو دم‪،‬‬
‫تمريرها ثدم يصدب لهدا قالدب مدن الجدبس ومدن ثدم تجدرى مضداهاتها مدن قبدل الشدرطة العلميدة‪،‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ويكون ذلك عن طريق نظام التعرف على العجالت ‪ SIP‬عن طريق جهاز الكمبيوتر‪.‬‬
‫)أما بالنسبة لفحدص عالمدات األرقدام المطبوعدة أو أرقدام التسدجيل (المحدرك أو الهيكدل) علدى‬
‫)‪(5‬‬
‫السيارة فإنه يتم استخدام الطرق الكيميائية أو بواسطة أجهزة خاصة‪.‬‬
‫(انظر الشكل‪)1‬‬

‫(الشكل‪)1‬‬

‫حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬


‫( دون ذكر اسم صاحبها)‪ ،‬الشرطة العلمية التقنية في الدرك الوطني‪ ،‬أفاق وتحديات‪،‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪.29‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫محمد حماد الهيتي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.329‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫)‪ ( (5‬دون ذكر اسم صاحبها )‪ ,‬الشرطة العلمية التقنية في الدرك الوطني‪ ،‬أفاق وتحديات ‪،‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪.29‬‬
‫خاتمــــــــــــــة‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫وما نخمص إليو في األخير ىو أن دور الشرطة العممية في إثبات الجريمة‪ ,‬يتمثل أساسا في‬

‫إنارة التحقيقات القضائية المطروحة أمام عناصر الضبطية القضائية‪ ,‬وذلك إلزالة المبس‬

‫والغموض الذي يعتري الجريمة و كشف الفاعمين باالعتماد عمى األدلة العممية القاطعة‬

‫والحجج والبراىين الدامغة والتي ال تدحض إال بالتزوير ‪ ،‬حيث أن ميام الشرطة العممية‬

‫تتمثل في مسح مسرح الجريمة مسحا دقيقا أي تحصينه وتوثيقه بيدف البحث عن اآلثار‬

‫المادية التي يكون قد خمفيا الجاني وراءه ومن ثم القيام برفعيا وفحصيا وتحميميا في‬

‫المخبرو صوال إلى واستخالص النتائج منيا ثم القيام بمضاىاتيا للتعرف عمى ىوية الجاني‬

‫أو الجناة‪.‬‬

‫وكل ذلك يرجع الى كيفية تعامل خبير الشرطة العممية أو المحقق مع مسرح الجريمة‪ ,‬فإذا‬

‫أحسن التعامل معو وفق اإلجراءات التي سطرىا لو القانون ‪,‬فإنو سيصل الى النتائج المرجوة‬

‫منو ‪,‬أما اذا تياون المحقق أو ضابط الشرطة العممية في تحصينو أو في رفع أي أثر أو‬

‫معالجتو من طرف تقنيي أو خبراء مسرح الجريمة‪ ,‬فانو ال يتم التعرف عمى ىوية الفاعل‬

‫ومن ثم إفالتو من العقاب‪ ,‬ولذلك يجب عمى ضابط الشرطة العممية أو مدير التحقيق إعطاء‬

‫أىمية كبيرة ليذا الجانب‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫كما أن أسموب محاربة الجريمة لم يقف جامدا بل تطور مع التطور العممي مستفيدا‬

‫من العموم التطبيقية ‪ ,‬مثل عمم الطب الشرعي في مجال التشريح وتحديد عمر اإلصابات‬

‫وأسباب الوفاة‪ ،‬وعمم الحشرات وىي أخر تقنية عممية في معرفة زمن وفاة الضحية ‪,‬باإلضافة‬

‫الى عمم البصمات في تحقيق شخصية الفرد وبالتالي معرفة الفاعل‪ ،‬وعمم البيولوجيا لمتعرف‬

‫عمى فصائل الدم و الشعر و المني وعن طريق الحمض النووي ‪ ,DNA‬باإلضافة إلى عمم‬

‫البالستيك لمتعرف عمى األسمحة النارية والمتفجرات لمعرفة المقذوفات النارية ومصدر وزمن‬

‫إطالقيا ومقارنتيا مع غيرىا عمى ىوية الفاعل ونسبتيا اليو ‪.‬‬

‫المعاصر أساس التحقيقات‬ ‫وعميو فاستخدام األساليب العممية الحديثة يعتبر في الوقت‬

‫الجنائية وذلك لما تقدمو من أدلة إثبات تساعد خبير الشرطة العممية و المحقق عمى كشف‬

‫الحقيقة لموصول إلى الفاعل وتمكين القاضي من إدانة المتيم أو تبرئتو‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫‪- 1‬‬

‫‪ ‬إن دور الشرطة العممية يتمثل في حماية و تحصين مسرح الجريمة و لمقيا‬

‫بيذا البد من اتخاذ اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إخطار وكيل الجميورية‬

‫‪ -‬االنتقال إلى مسرح الجريمة‬

‫‪ -‬الحفاظ عمي مسرح الجريمة و ذلك دون إحداث أي تغيير‬

‫‪ -‬توثيق مسرح الجريمة أي تسجيمو كتابة و بالصور الفوتوغرافية أو كامي ار الفيديو‬

‫‪101‬‬
‫‪ ‬توجد إن ىناك طرق فنية و تقنية تستخدميا الشرطة العممية في حماية و‬

‫تحصين مسرح الجريمة وتتمثل في طريقة الشريط الواحد‪ ،‬طريقة الشريط‬

‫المزدوج الطريقة المولبية‪ ،‬طريقة التقسيم عمى المناطق‬

‫‪ ‬إن الشرطة العممية تمعب دو ار ىاما في فحص اآلثار الجنائية خالل إجراء‬

‫مختمف االختبارات عمييا‪.‬‬

‫‪ ‬تنقسم اآلثار الجنائية إلى آثار مادية ( غير حيوية) و إلى آثار بيولوجية‬

‫حيوية فأما البيولوجية تتمثل في البصمات ( بصمة األصابع‪ :‬بصمة الكف‪،‬‬

‫بصمة القدم بصمة الرأس‪ ،‬بصمة الصوت‪ ،‬اف ارزات جسم اإلنسان و‬

‫البصمة الوراثية)‬

‫‪ ‬تعتبر البصمة الوراثية تقنية متطورة في التعرف عمى ىوية المجرمين ذلك‬

‫انو ال يوجد اثنان في العالم يتشابيان في تركيبة الحمض النووي حيث‬

‫ساىمت بشكل كبير في كشف و إثبات الجرائم‪.‬‬

‫اقتراحات‪:‬‬
‫‪- 2‬‬

‫‪ ‬برمجة أبواب مفتوحة من حين آلخر لتعريف المواطنين بجياز الشرطة العممية والدور‬

‫المنوط بيا‪.‬‬

‫‪ ‬القيام بتحسيس وتوعية المواطنين بين الفترة واألخرى حول عدم العبث بعناصر مسرح‬

‫الجريمة و إعطاء دروس تطبيقية وميدانية حول مسرح الجريمة وكيفية المحافظة عميو‬

‫‪102‬‬
‫ورفع اآلثار وتحريزىا‪.‬‬

‫‪ ‬اإلسراع في وضع قانون خاص ينظم عمل عناصر الشرطة العممية خاصة في ظل‬

‫األىمية التي تتمتع بيا‪.‬‬

‫‪ ‬إنشاء مخبر لمشرطة العممية عمى مستوى كل والية‪.‬‬

‫‪ ‬إنشاء بنك مركزي عمى المستوى الوطني يحتوي عمى كل المعمومات والمعطيات‬

‫لبصمات ‪.DNA‬‬

‫‪103‬‬
‫قائمة‬
‫المصادر و‬
‫المراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫أوال‪ :‬المصادر (النصوص القانونية)‬
‫‪- 1‬األمر رقم ‪ 155/66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1386‬ه الموافق لـ ‪ 8‬يونيو المتضمن‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية‪ ,‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 02/11‬المؤرخ في ‪ 20‬ربيع‬
‫الثاني عام ‪ 1432‬الموافق ل ـ ‪ 23‬فيفري ‪,2011‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية‪,‬العدد‪,40‬المؤرخة في ‪ 28‬فيفري ‪.2011‬‬

‫‪- 2‬األمر رقم ‪ 156/66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1386‬الموافق لـ ‪ 8‬يونيو ‪،1966‬‬


‫المتضمن قانون العقوبات الجزائري المعدل والمتمم باألمر ‪ 04/11‬المؤرخ في ‪01‬‬
‫ربيع الثاني ‪1432‬ه ـالموافق لـ ‪ 06‬مارس ‪ ، 2011‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية ‪ ،‬العدد‪,14‬المؤرخة في ‪12‬مارس‪.2011‬‬

‫‪- 3‬األمر رقم ‪ ،06/97‬المؤرخ في ‪ 12‬رمضان عام ‪ 1418‬الموافق لـ ‪ 21‬يناير ‪1997‬و‬


‫المتعمق بالعتاد الحربي واألسمحة والذخيرة ‪ ،‬المعدل المتمم لقانون ‪ 11/91‬المؤرخ‬
‫‪ 12‬شوال ‪ 1411‬الموافق لـ ‪27‬أفريل ‪ ،1997‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية ‪ ,‬العدد ‪,45‬المؤرخة في ‪ 30‬أفريل ‪1997.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع (الكتب القانونية)‬

‫‪ .I‬المراجع بالمغة العربية‪:‬‬

‫أ‪ .‬الكتب‪:‬‬
‫‪- 1‬إبراهيم صادق الجندي‪ ,‬البصمة الوراثية ‪ DNA‬في التحقيق و الطب الشرعي ‪,‬‬
‫أكاديمية نايف لمعموم األمنية‪,‬ط‪,1‬الرياض‪. 2002,‬‬
‫‪ ,‬المكتب‬ ‫‪- 2‬أحمد أبو الروس ‪ ،‬التحقيق الجنائي والتصرف فيه واألدلة الجنائية‬
‫الجامعي الحديث‪،‬اإلسكندرية‪.1998 :‬‬
‫‪،‬أبو الروس ‪ ،‬التحقيق الجنائي والتصرف واألدلة‬ ‫‪- 3‬‬
‫الجنائية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ,‬اإلسكندرية‪.2008,‬‬
‫‪- 4‬أحمد حسام‪ ،‬البصمة الوراثية‪ ،‬حجيتها في اإلثبات الجنائي والنسب ‪ ،‬منشورات‬
‫الحمبي الحقوقية‪ ,‬لبنان‪.2010 ,‬‬
‫أحمد سعيد مشبب الشهراني‪ ,‬مسرح الجريمة وأهميته في الكشف عن مرتكبها‬
‫‪- 5‬‬
‫عن طريق األدلة المرفوعة منه‪,‬جامعة نايف لمعموم األمنية‪,‬الرياض‪.2008,‬‬
‫‪- 6‬أحمد طه متولي طه ‪ ،‬التحقيق الجنائي و فن استنطاق مسرح الجريمة‪ ،‬شركة‬
‫الجالل لمطباعة ‪،‬اإلسكندرية ‪. 2000,‬‬
‫‪-‬زاء غازي العصيمي العمري‪ ,‬إسهام البحث الجنائي في الكشف عن الجرائم‬
‫‪ 7‬ج‬
‫‪2002‬‬
‫‪.‬‬ ‫المقيد ضد مجهول‪ ,‬أكاديمية نايف لمعموم األمنية ّ‪ ,‬ط‪ ,1‬الرياض‪,‬‬
‫‪- 8‬جونتر بوليش‪,‬الكشف الفني عمى القنابل والطرود والرسائل الممغومة‪ ,‬دار النشر‬
‫بالمركز العربي لمدراسات األمنية والتدريب‪ ,‬الرياض‪.1986,‬‬
‫‪- 9‬رمسيس بهنام ‪ ،‬البوليس العممي أو فن التحقيق‪ ،‬منشأة المعارف لمنشر‪,‬‬
‫ي ‪.1996 :‬‬
‫اإلسكندر ة‬
‫‪,‬دار‬ ‫‪ - 10‬السيد المهدي‪ ,‬مسرح الجريمة وداللته في تحديد شخصية الجاني‬
‫النشربالمركز العربي لمدراسات األمنية‪,‬الرياض‪.1990،‬‬
‫‪ - 11‬سعد عبد العزيز الحربي‪ ،‬بطاقة البصمة كإثبات لمهوية ‪ ،‬مكتبة الممك فهد‬
‫الرياض‪.2007 ,‬‬
‫‪ - 12‬طارق إبراهيم الدسوقي عطية ‪،‬مسرح الجريمة في ضوء القواعد اإلجرائية‬
‫واألساليب الفنية‪,‬دار الجامعة الجديدة‪,‬اإلسكندرية‪.2012 ,‬‬
‫‪ ,‬المركز العربي‬ ‫‪ - 13‬عباس أبوشامة ‪،‬األصول العممية إلدارة عمميات الشرطة‬
‫لمدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪.1988 ,‬‬
‫معاينة مسرح الجريمة ‪,‬مطابع الوالء الحديثة ‪:‬‬ ‫‪ - 14‬عبد الحميد فرج هشام‪،‬‬
‫القاهرة‪.2007,‬‬
‫‪ - 15‬عبد الكريم الردايدة ‪ ،‬الجامع الشرطي ‪ :‬في إجراءات التحقيق الجنائي‬
‫وأعمال الضابطة العدلية‪ ،‬دائرة المطبوعات لمنشر‪ ،‬األردن‪.2006,‬‬
‫ي‪ :‬التحري‬ ‫شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائر‬ ‫‪ - 16‬عبد اهلل أوهايبية ‪،‬‬
‫والتحقيق‪ ,‬دار هومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ :‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ - 17‬عبد هلل ابن محمد يوسف‪ ,‬أنظمة تحقيق الشخصية‪ :‬نشأة وتطور ‪,‬جامعة‬
‫نايف العربية لمعموم ألمنية‪ ,‬ط‪ ,1‬الرياض‪.2007 :‬‬
‫‪ - 18‬عبد الرحمان محمد المحمود‪ ,‬البصمات الخفية وطرق معالجتها ‪ ,‬جامعة‬
‫نايف لمعموم األمنية‪,‬الرياض‪.2007,‬‬
‫‪ - 19‬جالل الجابري ‪ ،‬الطب الشرعي القضائي‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪,‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ - 20‬عبد التواب معوض ‪ ،‬الطب الشرعي والتحقيق الجنائي واألدلة الجنائية‬
‫منشأة لمعارف‪,‬اإلسكندرية‪.1999 ,‬‬
‫‪ ,‬دار‬ ‫‪ - 21‬عمواني هميل فرج ‪ ،‬التحقيق الجنائي والتصرف فيه واألدلة الجنائية‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ,‬اإلسكندرية‪2000 ,‬‬
‫نظام الوقاية النوعية في المختبرات الجنائية في‬ ‫‪ - 22‬عمر الشيخ األصم ‪،‬‬
‫الدول العربية‪ ،‬أكاديمية نايف لمعموم األمنية‪ ,‬الرياض ‪.1999,‬‬
‫‪ - 23‬صالح الدين البرسمي‪ ,‬التعرف عمى األسمحة النارية ومقذوفاتها ‪ ,‬دار النشر‬
‫بالمركز العربي لمدراسات األمنية والتدريب‪ ,‬ط‪,1‬الرياض‪. 1990 ,‬‬
‫أساليب البحث العممي الجنائي والتقنية‬ ‫‪ - 24‬قدري عبد الفتاح الشهاوي ‪،‬‬
‫المتقدمة ‪ ,‬توزيع منشأة المعارف‪ ,‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ - 25‬فادي عبد الرحيم الحبشي‪ ,‬المعاينة الفنية لمسرح الجريمة والتفتيش ‪ ,‬دار‬
‫النشر بالعربي لمدراسات األمنية والتدريب‪ ,‬ط‪,1‬الرياض‪1990,‬‬
‫‪،‬منشأة المعارف ‪،‬‬ ‫أدلة مسرح الجريمة‬ ‫‪ - 26‬قدري عبد الفتاح الشهاوي ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1997 ,‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪ ، _______________ - 27‬مناط التحريات واالستدالالت واالستخبارات‬


‫منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1998 ,‬‬

‫‪ - 28‬كاظم المقداد ‪ ،‬الطب العدلي والتحري الجنائي‪ ,‬األكاديمية العربية المفتوحة‪,‬‬


‫الدانمارك‪.2008 ،‬‬
‫القضاء وتقنية الحامض النووي " البصمة‬ ‫‪ - 29‬محسن العبودي ‪،‬‬
‫الوراثية"‪،‬جامعة نايف لمعموم العربية األمنية ‪:‬الرياض‪.2007 ،‬‬
‫‪ - 30‬محمد أحمد غانم ‪ ،‬الجوانب القانونية والشرعية لإلثبات الجنائي بالشفرة‬
‫الوراثية ‪ ,‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ,‬‬

‫‪ - 31‬محمد الخميفة عبد اهلل الحسن ’ أسرار مسرح الجريمة ‪ ,‬جامعة نايف لمعموم‬
‫األمنية ‪,‬الرياض‪. 2007,‬‬
‫‪ - 32‬محمد المدني بوساق ‪ ،‬الجوانب الشرعية والقانونية الستخدام الوسائل‬
‫العممية الحديثة‪ ,‬جامعة نايف لمعموم األمنية الرياض‪. 2008,‬‬
‫‪ - 33‬محمد حماد الهيتي ‪ ،‬التحقيق الجنائي واألدلة الجرمية ‪ ،‬دار المناهج لمنشر‬
‫والتوزيع‪,‬عمان‪. 2010 ,‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪ ،___________ - 34‬الموسوعة الجنائية في البحث والتحقيق الجنائي‬
‫مطابع الشرطة‪,‬القاهرة ‪. 2009 ,‬‬
‫‪ - 35‬محمد عبد المعبود رجاء‪ ،‬مبادئ عمم الطب الشرعي والسموم لرجال األمن‬
‫والقضاء‪:‬مكتبة الممك فهد ‪ ،‬الرياض ‪. 2012,‬‬

‫‪ - 36‬م ديحة خضري‪ ،‬أحمد أبو الروس‪ ،‬أحمد الروس‪ ،‬الطب الشرعي و‬
‫مسرح الجريم ة و البحث الجنائي المكتب الجامعي الحديث ‪,‬اإلسكندرية‪,‬‬
‫‪. 2008‬‬

‫‪ ,‬منشأة المعارف‪,‬‬ ‫‪ - 37‬مراد عبد الفتاح ‪ ،‬التحقيق الجنائي التطبيقي‬


‫اإلسكندرية‪.2006,‬‬
‫‪,‬دار هومة لمنشر والتوزيع‬ ‫القرائن القضائية‬ ‫‪ - 38‬مسعود زبدة‪,‬‬
‫‪,‬الجزائر‪. 2001,‬‬
‫‪ - 39‬مصطفى مضاء منجد ‪ ،‬دور البصمة الجينية في اإلثبات الجنائي‬
‫في الفقه اإلسالمي‪،‬جامعة نايف العربية لمعموم األمنية‪ :‬الرياض ‪.2007,‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ - 40‬معدي الحويقل معجب ‪ ،‬دور األثر المادي في اإلثبات الجنائي‬
‫أكاديمية نايف لمعموم األمنية ‪،‬الرياض ‪. 1999 ,‬‬
‫‪ - 41‬محمود عبد العزيز محمد‪ ،‬التحريات ومسرح الجريمة‪ ،‬دار الكتب‬
‫القانونية‪ ,‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ - 42‬محمد حماد الهيتي ‪ ،‬األدلة الجنائية المادية‪ ،‬مصادرها‪ ،‬أنواعها‪،‬‬
‫أصول التعامل معها‪ ,‬دار الكتب القانونية‪ ,‬مصر‪. 2008 ،‬‬
‫‪ - 43‬وجدي عبد الفتاح سواحل‪ ،‬الهندسة الوراثية‪ :‬األساليب والتطبيقات‬
‫في مجال الجريمة‪ ،‬جامعة نايف لمعموم األمنية‪,‬الرياض‪2006,‬‬
‫‪ - 44‬رمسيس بهنام ‪ ،‬البوليس العممي أو فن التحقيق ‪ ،‬منشأة المعارف‬
‫ي ‪1996 ,‬‬
‫لمنشر‪ ,‬اإلسكندر ة‬

‫ب‪ .‬المقاالت ‪:‬‬

‫‪- 1‬نائمة بن رحال ‪" ،‬مجمة الشروق اليومي تزور مصالح الشرطة العممية و التقنية"‪ ،‬مجمة‬

‫الشروق اليومي الجزائرية‪,‬العدد‪ ،120‬الجزائر ‪17,‬أفريل ‪. 2007‬‬

‫‪- 2‬عبد القادر بوخمدة ‪ " ،‬أساليب مكافحة اإلجرام "‪،‬مجمة مدرسة الشرطة القضائية‪ ،‬العدد‬

‫األول‪،‬الجزائر‪ ,‬جانفي ‪.2011‬‬

‫‪- 3‬ناصر تمماتين ‪ ،‬عبد الرزاق بن سالم ‪ " ،‬الطب الشرعي واألدلة الجنائية"‪،‬مداخمة أشغال‬
‫الممتقى الوطني حول ‪(:‬الطب الشرعي – الواقع و اآلفاق) ‪.‬‬

‫‪- 4‬جوزي فاروق‪ " ،‬الشرطة العممية و التقنية الخبرة العممية في خدمة األمن"‪ ،‬مجمة‬

‫الشرطة‪ ,‬العدد ‪ , 50‬المديرية العامة ألمن الوطني‪،‬الجزائر‪ ,‬جويمية ‪.2003‬‬

‫‪- 5‬عبد الكريم عثماني ‪ ،‬طارق بن لطرش ‪ ،‬فيصل لمحان ‪ " ،‬منهجية أخذ عينات من‬
‫مسرح الجريمة لمبحث عن البصمة الوراثية "‪،‬مداخمة أشغال الممتقى الوطني حول ‪(:‬الطب‬
‫الشرعي القضائي‪ -‬الواقع واآلفاق) الجزائر‪.2005,‬‬

‫مسعود عبد الحميد‪ " ،‬دور الوسائل العممية الحديثة في التحقيق الجنائي"‪ ،‬مجمة مدرسة‬
‫‪- 6‬‬

‫الشرطة القضائية ‪ ،‬العدد األول‪،‬الجزائر‪ ,‬جانفي‪.2011 ,‬‬

‫مميكة بوخميخم‪"،‬هكذا تفكك الشرطة العممية خيوط القضايا اإلجرامية"‪ ،‬مجمة المشوار‬
‫‪- 7‬‬

‫السياسي‪ ،‬الجزائر ‪ 16,‬سبتمبر‪. 2012‬‬

‫مجمة الشرطة ‪ ,‬العدد ‪ ,93‬المديرية العامة لألمن‬ ‫‪- 8‬فاروق جوزي أخبار من األنتربول ‪,‬‬
‫الوطني‪. 2009-12-18,‬‬

‫‪ .3‬الرسائل الجامعية‬

‫رسائل الماجستير‬ ‫أ‪.‬‬

‫‪-1‬خيراني فوزي‪,‬األدلة العممية ودورها في اإلثبات الجنائي‪ ,‬الماجستير‬


‫في العموم القانونية واإلدارية‪ ,‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ,‬جامعة قاصدي مرباح‪,‬‬
‫ورقمة ‪. 2012,2011,‬‬
‫مذكرات الماستر‬ ‫ب‪.‬‬
‫‪-1‬مقبل حنان‪ ،‬بمقايد نوال‪ ،‬دور البصمة الوراثية في اإلثبات الجنائي‪.‬مذكرة‬
‫الماستر في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‬
‫بجاية‪.2012-2011 ،‬‬
‫ج‪ .‬مذكرات المدرس العميا لمقضاء‬
‫‪-1‬فاطمة بوزر زور‪،‬الشرطة العممية ودورها في إثبات الجريمة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫إجازة المدرسة العميا لمقضاء ‪ ،‬الجزائر ‪.2007/2008،‬‬
‫مذكرات المدرسة العميا لمدرك الوطني‬ ‫د‪.‬‬
‫‪ - 1‬دون ذكر اسم صاحبها‪،‬دور الشرطة العممية والتقنية في توجيه التحقيق ومحاربة‬
. 2005,‫الجزائر‬,‫يسر‬,‫ مذكرة لنيل إجازة المدرسة العميا لمدرك الوطني‬، ‫اإلجرام‬
‫ مذكرة لنيل إجازة‬,‫ أفاق وتحديات‬:‫الشرطة التقنية والعممية‬,‫ دون ذكر اسم صاحبها‬-2
. 2004, ‫الجزائر‬,‫يسر‬,‫المدرسة العميا لمدرك الوطني‬

Les ouvrages : ‫ م راج ع ب ال ل غة ال ف رن س ية‬II.

1- CHARLES DIAZ, La Police Technique Et Scientifique ,presses


universitaires, Vendôme Edition Paris,France.2002
2_Léonl'Erich ,la police scientifique, presses universitaires Vendôme
,Fra nce,1949
3_Nathalie Dehais , Sherlock Holmes, un précurseur des polices
cientifique et Technique France,2001
‫فهرس‬
‫الموضوع‬
‫فهرس الموضوع‬

‫مقدمة ‪.......................................................................‬ص أ‪-‬ب‪-‬ج‬

‫الفصل التمهيدي ‪ :‬ماهية الشرطة العلمية ‪........................................‬ص ‪2‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم الشرطة العلمية‪........................................‬ص ‪3‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف و امهية الشرطة العلمية و التقنية‪........................‬ص ‪3‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الشرطة العلمية و التقنية‪..................................‬ص ‪4-3‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬امهية الشرطة العلمية و التقنية‪.....................................‬ص‪5‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬متييز الشرطة العلمية عن الشرطة التقنية و القضائية‪...............‬ص ‪6‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اوجه التشابه‪....................................................‬ص‪6‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اوجه االختالف‪.................................................‬ص‪7‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نشاة و تطور الشرطة العلمية ‪ ...............................‬ص‪8‬‬

‫الفرع االول‪ :‬نشاة جهاز الشرطة العلمية‪ .................................‬ص ‪11-8‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطور الشرطة العلمية في الجزائر‪ ...........................‬ص ‪14-11‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬هياكل و أدوات الشرطة العلمية يف التحقيق اجلنائي‪.............‬ص ‪15‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬هياكل خمرب الشرطة العلمية‪....................................‬ص ‪15‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ادلصلحة ادلركزية دلخابر الشرطة العلمية ‪............... .............‬ص ‪15‬‬

‫أوال ‪ :‬الدائرة العلمية‪..........................................................‬ص ‪15‬‬

‫‪ ‬فرع البيولوجيا و البصمة الوراثية‪........................................‬ص ‪15‬‬

‫‪ ‬فرع مراقبة النوعية الغذائية‪.............................................‬ص ‪16‬‬


‫‪ ‬فرع الكيمياء الشرعية و ادلخدرات‪.......................................‬ص ‪16‬‬

‫‪ ‬فرع الطب الشرعي‪......................................................‬ص‪16‬‬

‫‪ ‬فرع علم السموم ‪.......................................................‬ص‪16‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الدائرة التقنية‪..............................................................‬ص‪16‬‬

‫‪ ‬فرع اخلطوط و الوثائق‪.........................................................‬ص‪17‬‬

‫‪ ‬فرع األسلحة و القذائف ‪..............................................IBIS‬ص‪17‬‬

‫‪ ‬فرع ادلتفجرات و احلرائق‪.......................................................‬ص ‪17‬‬

‫‪ ‬فرع مقارنة األصوات‪..........................................................‬ص‪17‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬ادلصلحة ادلركزية لتحقيق الشخصية‪........................................‬ص ‪17‬‬

‫أوال ‪ :‬مكتب الدراسات و التكوين‪.....................................................‬ص ‪18‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مكتب ادلراقبة و تسري ادلراكز‪.....................................................‬ص‪18‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مكتب احملفوظات‪..............................................................‬ص ‪18‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أدوات الشرطة العلمية يف التحقيق اجلنائي‪...............................‬ص ‪19‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬استخدام األشعة يف التحقيق اجلنائي‪.......................................‬ص ‪19‬‬

‫أوال ‪:‬األشعة فوق البنفسجية ‪..........................................ultra violer‬ص‪19‬‬

‫ثانيا ‪:‬األشعة حتت احلمراء ‪.................................................infra red‬ص‪20‬‬

‫ثالثا‪ :‬األشعة السينية ‪.....................................................X – RAY‬ص‪21‬‬

‫رابع‪ :‬االشعة الضاهرة‪...................................................................‬ص ‪22‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أجهزة الفحص اجملهري‪....................................................‬ص ‪22‬‬


‫أوال ‪ :‬منظار الرؤية الداخلي‪.............................................................‬ص‪22‬‬

‫ثانيا‪ :‬ادليكروسكوب العادي احملمول‪.....................................................‬ص‪22‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ادليكروسكوب ادلقارن‪............................................................‬ص‪23‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬االختبارات الكيميائية‪.....................................................‬ص‪23‬‬

‫أوال ‪:‬التحليل‬

‫الطيفي‪....................................................................‬ص‪23‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حتليل األحبار‪ ...................................................................‬ص ‪24‬‬

‫‪ ‬الطريقة الطبيعية‪ ................................................................‬ص‪24‬‬

‫‪ ‬الطريقة الكيميائية‪...............................................................‬ص‪25‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬دور الشرطة العلمية في مسرح‬

‫الجريمة ‪.............................‬ص ‪27‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ادلدلول الفين دلسرح‪.............................................‬ص ‪28‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم مسرح اجلرمية‪...........................................‬ص ‪28‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف مسرح اجلرمية‪...............................................‬ص‪29‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أمهية مسرح اجلرمية يف كشف غموض احلوادث اجلنائية‪................‬ص ‪30‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬انواع مسرح اجلرمية‪................................................‬ص‬

‫‪31‬‬

‫أوال ‪ :‬مسرح اجلرمية ادلغلق (الداخلي)‪.............................................‬ص ‪32‬‬


‫ثانيا‪ :‬مسرح اجلرمية ادلفتوح‬

‫(خارجي)‪..............................................‬ص‪32‬‬

‫ثالثا‪ :‬مسرح اجلرمية حتت ادلاء‪....................................................‬ص ‪33‬‬

‫رابعا‪ :‬مسرح اجلرمية ادلتحرك‪.....................................................‬ص ‪34‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلجراءات ادلتخذة عند العلم بوقوع اجلرمية‪.......................‬ص ‪34‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬سرعة االنتقال إىل مسرح اجلرمية‪...................................‬ص ‪35‬‬

‫أوال ‪ :‬إخطار وكيل اجلمهورية‪ ..................................................‬ص ‪35‬‬

‫ثانيا‪ :‬االنتقال إىل مسرح اجلرمية‪ .................................................‬ص ‪36‬‬

‫ثالثا ‪ :‬احلفاظ على مسرح اجلرمية‪.................................................‬ص ‪36‬‬

‫رابعا ‪ :‬انتقال خرباء الشرطة العلمية إىل مسرح اجلرمية‪...............................‬ص ‪37‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬توثيق مسرح اجلرمية‪...............................................‬ص‪38‬‬

‫أوال ‪ :‬تسجيل وقائع مسرح اجلرمية بالكتابة‪ ...................................‬ص ‪-38‬‬

‫‪39‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تسجيل وقائع مسرح اجلرمية بالصور الفوتوغرافية أو كامريا الفيديو‪..............‬ص‬

‫‪40‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تسجيل وقائع مسرح اجلرمية هندسيا‪........................................‬ص ‪41‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الطرق الفنية دلعاينة مسرح اجلرمية و رفع اآلثار اجلنائية‪..............‬‬

‫ص‪43‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬طرق إجراء ادلعاينة الفنية دلسرح اجلرمية‪............................‬ص‬

‫‪43‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬طريقة الشريط الواحد‪..............................................‬ص‪44‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬طريقة الشريط‬

‫ادلزدوج‪..............................................‬ص‪44‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الطريقة اللولبية ( طريقة عقرب الساعة )‪...........................‬ص‪35‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬طريقة التقسيم على مناطق‪........................................‬ص ‪45‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الطرق الفنية لرفع اآلثار اجلنائية‪ .................................‬ص‬

‫‪46‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬البحث عن اآلثار اجلنائية‪........................................‬ص ‪46‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬رفع اآلثار اجلنائية‪.................................................‬ص ‪47‬‬

‫أوال ‪ :‬رفع اآلثار الظاهرة‪........................................................‬ص ‪47‬‬

‫ثانيا ‪ :‬رفع اآلثار اخلفية‪ .......................................................‬ص ‪48‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬حتريز اآلثار اجلنائية و إرساذلا إىل ادلخابر‪......................‬ص ‪52-49‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دور الشرطة العلمية في فحص االثار الجنائية ‪ ...................‬ص ‪54‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اآلثار ادلادية احليوية ( البيولوجية )‪..............................‬ص ‪56‬‬

‫البصمات‪.....................................................‬ص‬ ‫المطلب األول ‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬بصمات األصابع‪................................................‬ص ‪56‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم البصمات‪.........................................................‬ص ‪56‬‬

‫ثانيا ‪ :‬انواع البصمات‪..........................................................‬ص ‪57‬‬

‫ثالثا ‪ :‬كيفية الكشف عنها‪ ...............................................‬ص ‪60-58‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬بصمات الرأس‪ ...................................................‬ص ‪64‬‬

‫أوال ‪ :‬بصمة الشعر‪.......................................................‬ص ‪65-64‬‬

‫ثانيا ‪:‬بصمة ادلخ‪..............................................................‬ص ‪66‬‬

‫ثالثا ‪:‬بصمة العني‪ ........................................................‬ص ‪68-67‬‬

‫رابعا ‪:‬بصمة األسنان‪...........................................................‬ص ‪69‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬بصمة الصوت‪.............................................‬ص ‪71-70‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬إفرازات جسم اإلنسان‪ .........................................‬ص ‪72‬‬

‫الفرع األول ‪:‬بقع اجلسم احليوي‪.................................................‬ص‪72‬‬

‫أوال ‪ :‬البقع الدموية‪........................................................‬ص ‪74-72‬‬

‫ثانيا ‪ :‬البقع ادلنوية‪........................................................‬ص ‪77-75‬‬

‫ثالثا ‪ :‬البقع اللعابية‪...........................................................‬ص ‪78‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬بقع اجلسم غري احليوية‪...........................................‬ص ‪79‬‬

‫أوال ‪ :‬العرق‪..................................................................‬ص ‪79‬‬

‫ثانيا‪:‬البول‪....................................................................‬ص ‪80‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرباز(الغائط)‪............................................................‬ص ‪81‬‬


‫المطلب الثالث ‪ :‬البصمة الوراثية ‪....................................ADN‬ص ‪81‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف البصمة الوراثية ‪..................................ADN‬ص ‪82‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مصادر استخالص البصمة الوراثية ‪................................‬ص ‪82‬‬

‫أوال ‪ :‬البقع الدموية‪............................................................‬ص ‪83‬‬

‫ثانيا ‪ :‬البقع ادلنوية‪.............................................................‬ص ‪83‬‬

‫ثالثا ‪ :‬بقع اللعاب والبول‪......................................................‬ص ‪83‬‬

‫رابعا ‪ :‬آثار الشعر و األظافر‪...................................................‬ص ‪84‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أمهية البصمة الوراثية يف اجملال اجلنائي‪.............................‬ص ‪85‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اآلثار ادلادية غري احليوية ( غير البيولوجية )‪.....................‬ص ‪87‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬فحص ادلستندات و اخلطوط‪...................................‬ص ‪87‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تزوير النقود و األوراق ادلالية‪.......................................‬ص ‪88‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مضاهاة اخلطوط‪............................................‬ص ‪90-89‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬فحص ادلستندات و الوثائق‪.................................‬ص ‪93-91‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار األخرى‪...........................................‬ص ‪94‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬آثار األسلحة النارية و ادلواد ادلتفجرة‪..........................‬ص ‪94‬‬

‫أوال ‪ :‬آثار األسلحة النارية‪...............................................‬ص ‪95-94‬‬

‫ثانيا ‪ :‬آثار ادلواد ادلتفجرة‪....................................................‬ص ‪97‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬آثار األنسجة و السيارات‪.....................................‬ص ‪98‬‬

‫أوال ‪ :‬آثار األنسجة‪.........................................................‬ص ‪98‬‬


‫ثانيا ‪ :‬آثار السيارات‪.........................................................‬ص ‪99‬‬

‫الخاتمة‪..............................................................‬ص ‪104-101‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪... ...........................................‬ص‪11-105‬‬


‫ﻣﻠﺧص اﻟﺑﺣث‬

‫اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻹﺟراءات واﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﻟﻠﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ‪ ،‬ﺑﺈﺛﺑﺎت وﻗوع اﻟﺟرﻳﻣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ‬
‫ﻫوﻳﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘدم ﺧدﻣﺔ ﺟﻠﻳﻠﺔ ﻟﻠﻌداﻟﺔ ﻋن طرﻳق ﺗزوﻳدﻫﺎ ﺑﺎﻟدﻟﻳﻝ اﻟﻣﺎدي )اﻟدﻟﻳﻝ‬
‫اﻟﻌﻠﻣﻲ ( ‪ ،‬واﻟذي ﻳﻧﻳر طرﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم إﻣﺎ ﺑﺎﻹداﻧﺔ أو اﻟﺑراءة ﻳﺗﺣﻘق ذﻟك ﺑﻌد اﻟﻘﻳﺎم ﺑدراﺳﺔ‬
‫طور ﻛﺑﻳ ار ﻣن ﺧﻼﻝ اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺣدث‬
‫وﺗﺣﺎﻟﻳﻝ ﻋﻠﻣﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺧﺎﺑر اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت ﺗ ا‬
‫اﻟﺗﻘﻧﻳﺎت واﻟﺗﺟﻬﻳزات اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﺣدﻳﺛﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻳﻧﺔ ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ اﻟذي ﻳﻌﺗﺑر‬
‫ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣن ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺗﺣﻘﻳق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﻳث أﻧﻪ ﻳﻣﻛن أن ﻳﺻﺑﺢ ﺷﺎﻫدا ﻣﺗﺣدﺛﺎ ﺑﻌد أن‬
‫ﻛﺎن ﺻﺎﻣﺗﺎ ﻳﻧطق ﺑﺣﻘﻳﻘﺔ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ أرﺿﻪ ﻓﺈذا أﺣﺳن ﺧﺑﻳر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻌﻪ‬
‫وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺳطرﻫﺎ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧﺻر اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻳﻪ و ﺗوﺛﻳﻘﻪ واﻟذي ﻳﻌﺗﺑر‬
‫ﻣن أﻫم اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﺗﻲ ﻳﺟب اﻟﻘﻳﺎم ﺑﻬﺎ ‪ ،‬و ﺑﺟدﻳﺔ ﻫو اﻟﻔﺎﺻﻝ ﻓﻲ ﻧﺟﺎح وﻓك ﻏﻣوض‬
‫اﻟﺟرﻳﻣﺔ ﻣن ﻋدﻣﻪ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑدور ﻫﺎم ﻓﻲ ﻓﺣص اﻷدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر إﺣدى اﻹدارات‬
‫اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﻳق اﻟﻌداﻟﺔ ﻋن طرﻳق إﻗﺎﻣﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﻣن ﻣﺳرح اﻟﺟرﻳﻣﺔ‬
‫ﻛﺄﺛر )ﺣﻳوي أوﻏﻳرﺣﻳوي( ﻳﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑرات ﻋن طرﻳق إﺟراء ﻋﻠﻳﻪ اﻟﻔﺣوﺻﺎت‬
‫واﻟﺗﺣﺎﻟﻳﻝ ﻟﺗﺣوﻳﻠﻪ إﻟﻰ دﻟﻳﻝ ﻣﺎدي ‪ ،‬ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻳﻪ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ أو ‪ ‬ﻫﻳﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﻳق ﻓﻲ اﻟﻛﺷف‬
‫ﻋن اﻟﺟراﺋم ‪،‬ﻻﺳﻳﻣﺎ ﺑﻌد ﺗطورﻫﺎ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑد ﻋﻠﻰ ﺧﺑراء اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﻌﻧﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ‬
‫وﻓﺣﺻﻬﺎ و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻬﺎ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ‬
‫‪ ‬‬ ‫وﺳﺎﺋﻝ وأﺟﻬزة ﻋﻠﻣﻳﺔ ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ذﻟك ‪.‬‬

You might also like