Professional Documents
Culture Documents
رؤية حول تجديد الخطاب الديني: أميرة ابو شهبة
رؤية حول تجديد الخطاب الديني: أميرة ابو شهبة
رؤية حول تجديد الخطاب الديني: أميرة ابو شهبة
المقدماة-:
طغت علي السطح الفكري ماشكلة عدم ماواكبة الخطاب الديني في المجتمعات العربية لحالة
التغيير الحتمي التي تمر بها تلك المنطقة مان العالم ,وعلي الرغم مان أن ذلك المصطلح لم
يكن ماتداول في تاريخنا السإلماي القديم أو حتي الحديث ,إل أنه أصبح يشكل نقطة إرتكاز
لبحث العلقاة بين تأثير الدين علي المجتمع إيجابا ا وسإلباا في فكرنا المعاصر ...لذلك أردت
تناول تلك النقطة البحثية في ماوضوع "تجديد الخطاب الديني" مان عد أوجه -:
أولها :حقيقة ذلك الخطاب وأنواعه المؤثرة علي المجتمع ومادي إحتياجنا لتطويره
بنيويا ا ومانهجيا ا وليس خطابيا ا ووعظياا كما ينادي البعض ...
2
ثاني اا :التعامال ماع إشكالية المسئول عن ذلك التجديد إن وجد وماا هي الفكار التي مان
الممكن طرحها في ذلك الصدد..
وبين ماؤمانين بحيوية الخطاب الديني وماواكبته للعصر وبين ماعلقين للفشل علي بنيان
الدعوة وتطرف الخطاب الديني تقع ماؤسإسات وماجتمعات في شكوك حقيقية حول جدوي
تقديم حلول لتجديد الخطاب الديني وكيفية فعل ذلك بصورة صحيحة تغوص في أعماق
المشكلة وتبحث عن جذور فلسفة الدين نفسه وماشاكل تاريخية الخطاب وإشكالية الجمود
الفكري الذي حل بالدعوة وبالفكر السإلماي بشكل أعم.
-الجزء الول – مادخل في تعريف الخطاب الديني ونقد التجديد الدني بين ماؤيد وماعارض
أو ماحافظ علي تفسير علوم الدين والجمود عند تقديس النص وسإأتناول ذلك تحت
عنوان :
-الجزء الثاني -الخطاب الديني بين الصولية والتأثير الجتماعي وعلقاة التوجهات
الدينية في الفكر السياسإي بجمود الخطاب الديني وسإلبياته ,وذلك الجانب سإيكون ماوضح
تحت عنوان :
"التجديد السإلماي وماشكلت المجتمع"
-الجزء الثالث -سإينطلق البحث في آليات الفصل بين قاداسإة الدين كأمار إيماني فردي
ماتعالي ,وبين تأثير الخطاب الديني علي فلسفة المشروع الحضاري ,باعتبار المنادي
بتجديد الخطاب الديني لبد أن ينطلق مان نقطة إحتاج ماجتمعنا المعاصر لنوعية خطاب
ماختلفة تختص بعلوم الدين مان ناحية ,وببعث الفكر السإلماي والثقافة السإلماية كمؤثر
حضاري للمجتمع مان ناحية أخري ...
3
-الجزء الرابع -سإيتناول ماشكلة الوعظ الديني وعلقاتها بتدهور المجتمع ماع سإرد لهم
نقاط البحث التي تقدم رؤية صحيحة لتطوير وتجديد تأثير الخطاب الديني ماع عرض
المستفاد لتلك الدراسإة الموجزة ...
وسإيكون الجزء الرابع تحت عنوان -:
"ماشكلة الوعظ الديني في المجتمع ورؤية لتطوير الخطاب"
-ولقد تعامالت في ذلك البحث مان مانطلق فكري ماحايد لتقديم رؤية ماعاصرة حول قاضية
إجتماعية تخص الفكر السإلماي دون الخوض في القداسإة الدينية لتناول المار ,إعتماداا
علي إشتباك قاضايا الدين بقضايا الفكر والمجتمع والسياسإة المؤثرة علي إحتاجات الناس
وتغييرهم للفضل وقاد إعتمدت في البحث علي عدة ماراجع وقاراءة نقدية للفكر السإلماي
المعاصر ,علي أمال أن أقادم فكرة جديدة تكون نواة لطروحة أشمل حول تجديد الخطاب
الديني ونظرتنا لدوره سإلبا ا وإيجاباا...
- 1عبد الهادي بن ظافر الشهري -استراتيجيات الخطاب مقارنة لغوية دار الكتاب الجديد-الطبعة الوألي –لبنان 2004ص 37
4
-ونظراا إلي التساع الدللي الذي يتصف به ماصطلح الخطاب ,فإن أنواعا ا شتي مان
التشكلت اللفظية المضمونية يمكن أن تدخل في دائرته .
ويخصص النعت "الديني" للخطاب فيضحي أقال عموماية لكونه يصبح ذا صلة وثيقة
بمجال ماحدد هو ماجال )الدين(.
-والدين يتسع مافهوماه ولكن سإنمثل للمقصود به ,بكونه إعتقاد بوجود قاوة غيبية ماقدسإة
تسير هذا الكون ...ففي أحد المعاجم ماا يلي :
"يعود تعريف مااهية الدين ,في بادئ المار إلي إعتبار الحركة الجتماعية التي تقوم علي
وجود ماتواكب وماتفاعل ل "ماعتقدات" بالقوي فوق الطبيعية أو القوي الخارقاة أو
اللوهية الواحدة أو ماجموعة مان اللهة و"الفعال" ذات الطبيعة الشعائرية التي تهدف
إلي عقد العلقاات الخاصة بين الناس والكائنات والقوي الخارقاة وترتكز هذه الفعال علي
)(2
المعتقدات ,وتشكل ماعها نظامااا يقوم علي ماعرفة عادة ماشتركة بشكل واسإع"
-وهنا في ذلك التعريف للدين تطرق المرجع للحديث العام عن أديان عدة ,وخطابات دينية
عدة .
وعندماا نربط ماوضوعنا بالمجال الحضاري الذي يهمنا ,ونقصد الخطاب الديني في
المجال العربي السإلماي ,فإن هذا الكلم النظري نجد تفسيره علي أرض الواقاع ,حيث
تكثر الخطابات الدينية وتتنوع ,فاللدعاة الدينيين العلمايين خطاباتهم ,وللحركات
المتطرفة الرهابية خطاباتها..
ولبعض الككتاب ذوي الثقافة العاماة خطاباتهم أيضا ا .
والشأن نفسه حاصل بالنسبة إلي أصحاب التدين الشعبي ,أو أصحاب التدين المؤسإساتي
الرسإمي..
ومان هنا نقترب مان حل تعريف الخطاب الديني ,بأنه الخطاب الراهن المؤمان بوجود قاوة
سإماوية مافارقاة وماقدسإة تسير الكون ,وتتدخل في شؤون الرض ,وكيطلب اللتزام
بالتعاليم الصادرة عنها .
-بيد أن هذا التعريف الكلي يجيب عن مااهية الخطاب الديني فإنه لم يتطرق لسؤالنا
المطروح ,وهو أي خطاب ديني يجب أن نجري عليه عملية التجريد ؟
-نقدم فرضية بأن الخطاب الديني الذي يلزم إعتماده لتجديده هو الخطاب التراثي
الحضاري العالم الذي يستمر إلي الن ,إسإتقراراا فكريا في الكتب ,واسإتقراراا سإلوكيا ا في
الممارسإات الجتماعية العاماة والعادية داخل المجتمعات العربية السإلماية ,ويبتعد عن
كل التخوم القصية ,سإواء كانت إيغاال في الشعبوية غير العالمة ,أو إماعانا ا في التشدد
المبدئي الدوغمائي ..
)(3
أو النخراط في الرهاب ,أو كذلك إسإتغللا سإيئاا مان قابل السلطة الرسإمية.
-وفي ضوء ماا سإبق يمكن أن نعرف الخطاب :بأنه إيصال الفكار إلي الخرين بواسإطة
الكلم المفهوم واللغة في ذلك هي أداة الخطاب ,يعني وعاء الفكار .
-لكن يظل التعريف الصطلحي غير ماعبر عن تنوع الخطاب الديني وماستوي تناوله مان
عدة أوجه ,حيث تكمن إشكالية الخطاب الديني المعاصر في ماجتمعنا ,في أماور جوهرية
اشتبكت سإياسإيا ا واجتماعياا ماع المسلمين وأدت بتدهورها أوغموضها أو جمودها عند
إجتهاد القرون السإلماية الولي البعيدة عن حياتنا المعاصرة ,وأدت إلي إنهيار الوعي
الجمعي للمسلمين وتصدع أثر التدين اليجابي ليحل ماحله التطرف والتعصب وصولا
للعنف المبني علي أسإس دينية ...
وفي المقابل ظهرت نزعات النحلل الخلقاي المتسبب في تدماير مانظوماة القيم المستمدة
مان الحرام والحلل في السإلم ماما أدي بمجتمعنا لحالة مان التفسخ الجتماعي التي جعلت
البعض يتطرف في التجاه المقابل ليعلق كل ماشكلت المجتمع علي الدين وأصوله ,ليظهر
لنا تيار ماضاد في التجاه للعنف والتطرف العقدي ومانتمي لللحاد وكراهية الدين ككل.
-مان كل ماا سإبق نؤكد أهمية ماوضوع تجديد الخطاب الديني كنقد للسلبيات وتأكيد علي
إيجابيات تطوير الطرح الديني في ماحله ,وفي أصوله الفكرية .
-وسإأتناول النقاط الولي والثانية في الفصل الثاني مان ذلك البحث ,علي أمال أن نقدم في
ذلك إتساع للرؤية حول تجديد الخطاب الديني وإسإهاماه في تقدم وتنوير الفكر السإلماي
وقاضاياه المعاصرة ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أول :جمود الفقه السإلماي وترديد التراث بإخراجه مان سإياقاه التاريخي ...
-ل يسع الباحث في الفكر المصري المعاصر أن يتناول ماادة ماوضوعه ,دون العودة إلي
أطوار الحياة الثقافية والفكرية في هذه المؤسإسة العريقة في القرن الماضي..
وقاد كان الزهر –ول يزال -هو الموطن السإاسإي الذي يتلقي فيه المصريون الثقافة
السإلماية العالية بجوانبها المتعددة ,وكانت روحه تعم الحياة المصرية بكافة جوانبها ..
ماما أدي إلي طبع التجاهات الفكرية السائدة في ماصر بطابعه الخاص الذي إتسم بنزعة
فكرية "ماحافظة" إلي حد كبير ,ولم يكن الزهر في يوم مان اليام ماجرد ماؤسإسة تعليمية
أو هيئة مانفصلة عن واقاع المجتمع المصري ,وقاضاياه فقد إحتل العلماء فيه ماكانة
إجتماعية عالية بسبب الوظيفة الجتماعية والسياسإية التي نهض بها العلماء والشيوخ
في رفع الظلم عن الرعية "قاديما" وماواجهة إسإتبداد الحكام في عهد المماليك والعثمانيين
...
وعلي الجملة فقد كان الزهر في ماصر بالضافة إلي الكتاتيب والمساجد الكبري في المدن
,المصدر السإاسإي للتعليم والثقافة في ماصر ,وكان لطابعه المحافظ في درس علوم
السإلم وحضارته أثر كبير في حفظ هوية الماة المصرية والسإلماية لفترة طويلة مان
الزماان ...لكن الزهر في العصر العثماني أصابه ماا أصاب نواحي النشاط في ماصر مان
الركود والجمود إذ أن الدولة العثمانية لم تنظر إلي قاضية نشر التعليم بين أفراد الماة علي
4
أنه أمار مان واجبات الدولة وإنما تركت ذلك لجهود الفراد أو المؤسإسات الخيرية..
-ولعل هذا بعينه ماا يحدث للزهر الن وبالتالي أدي لجموده ,وماشكلته في تجديد
الخطاب الديني تقع أوال علي عاتق عدم إسإتقلله الفكري والمادي عن سإلطة الدولة
وتوجهات الحكام الضيقة التي تؤثر بالسلب علي تأثيره في عموم الناس ..
-وماما سإبق كان أول ماا يمكن العتماد عليه في تجديد الخطاب الديني هو "الزهر
الشريف" كمؤسإسة علمية راسإخة ,لكن أصابها الوهن والجمود نظراا لعدة عوامال ,مانها
تحكم الدولة في توجهاته ,وبعض الفساد والمحسوبيات بداخل جاماعاته ,ومان ثم ضعف
- 4من كتاب فلسفة المشروأع الحضاري-بين الحياء السلمي وأالتحديث الغربي .أ.د أحمد محمد جاد عبدالرازق-الطبعة الوألي 1416هــ 1995/م ص 96
9
المناهج في إسإتيعاب قاضايا العصر وعدم السطرة العلمية علي النتماء السياسإي المؤدلج
"لبعض طلبه" ,فإذا ماا عالجنا تلك السإباب المؤدية للمشكلت والفشال ,كان حري
بالزهر أن عود لمكانته ليصبح حائط الصد الول أماام انهيار الفكر الديني وجمود الفقه
وتجمدي قاضايانا عند حيز السإتنباط العقيم مان التراث والهم زيادة التأثير العلمي المعتدل
الوسإطي السمح في جموع المسلمين ,وعودة الزهر كقيادة فكرية ,وماساهم في بث
الروح السإلماية في جسد الشعب المصري الذي يمر بهزات عنيفة تحوله للتغيير المتواتر
مان النقيض للنقيض ...
*ونعود لنقطة تجديد الجتهاد الفقهي كعامال حاسإم في تجديد الخطاب الديني
وتطوير الفكر السإلماي..
ـ لعل مان أهم رماوز التجديد الفكري في أماتنا الماام "ماحمد عبده"
وهو أولي بمعرفة نهجه للبدء مان حيث انتهي ,بغية إصلح حقيقي لحالة الجمود الفقهي
والفكري التي نعاني مانها حتي الن .
-يقول الماام إن جمود الفكر ينتج عن إتباع التقليد ,إذ ليس للمتأخر أن يقول لغير ماا قاال
المتقدم ,وأصبح ذلك عقيدة ثابتة لدي بعض الفقهاء الذين أخذوا ينشروا الراء والخبار
التي تجعل أماور الدولة يكون النظر فيها مان شأن الحكام دون غيرهم ...
ومان دخل في شئ في ذلك مان غيرهم فهو ماتعرض لمال يعنيه ,وأن ماا يظهر مان فساد
الحوال واختللها ليس مان صنع الحكام ,وإنما هو تحقيق لما ورد في الخبار مان أحوال
آخر الزماان !
وليس هناك مان حيلة في إصلح حال أو ماال ,والسإلم تفويض ذلك ل !
-هنا يشير الماام لمستوي التواكل ولي ذراع الفقه التراثي للمساهمة في بقاء السإتبداد
السياسإي والفساد الديني في إخضاع الناس ,وبالتالي توقاف الفكر الديني عن التجديد
كلياا.
-ثم يكمل الماام "ماحمد عبده" فكرته عن تجميد النص الديني والفقه التراثي فيقول ..
)وقاد وجدوا "أي الفقهاء المقلدين" في ظواهر النصوص واللفاظ لبعض الحاديث ماا
يعينهم علي ذلك في الموضوعات والضعاف ,ماا شد أزرهم في بث هذه الوهام .
10
-وقاد أدي ذلك إلي إدخال بعض البدع في الدين وهي ليست مانه في شئ ,فكجل ماا يسميه
العاماة إسإلما اا ليس بإسإلم ,وقاد أدت هذه البدع بالتدريج إلي الجمود الذي عده البعض
)(5
دينا ا (
-ثم يواصل الماام نقده لحالة الجمود التي عمت العالم السإلماي إلي حد كبير :
فيؤكد أنها كانت "وماازالت" بسبب سإياسإة الحكام الظلمة ,وإنه بسبب جمود الفقراء أو
بتعبيره هو "سإياسإة الظلمة وأهل الثره" .
-وذلك الجمود الذي أدي إلي تلك الهوة الواسإعة بين الدين وماشكلت الحياة السإلماية
المعاصرة ,كما أدي إلي خمول عمل العقل والعلم ,بعد أن أصبح المقصد السإاسإي
للفقهاء المتأخرين ,هو إعادة إنتاج ماا قادماه شيوخهم مان قابل في واقاعهم التاريخي ,
وظروفهم الثقافية والجتماعية ونقله إلي عصر آخر ,دون ماحاولة لمراجعة ونظر فيما
)(6
يتواكب ماع المجتمع المعاصر.
-ويستطرد في شرح فكرته ليؤكد بأن ) أدي الجمود ,وتعطيل العقل والعلم في النصوص
الدينية وشيوع التقليد للسابقين دون ماراعاة للظروف التي أنتجت ذلك التراث الفقهي ,
إلي عدة آثار سإلبية ,مانها ماا يتعلق باللغة العربية ) أول جناية علي هذا الجمود كانت
علي اللغة وتراكيبها وآسإاليبها وآدابها ,فإن القوم كانوا يعنون بها لحاجة دينهم إليها ,
في فهم كتابهم وماا تشير إليه هيئة تراكيبها فلما لم يبق للمتأخرين إل الخذ بما قاال
المتقدم ,قاصر المحصلون تحصيلهم علي فهم كلم مان قابلهم ,واكتفوا بأخذ حكم ا مانهم
!
..بدون أن يرجعوا إلي دليله ,ولو نظروا في الدليل ,فرأوه غير دال له بل دالا لخصمه ,
قاالوا نعوذ بال أن تذهب عقولنا لغير ماا ذهب إليه ماتقدمانا ,وأرغموا عقلهم علي
)(7
الوقافة ...فيصيبه الشلل مان تلك الناحية ,فأي حاجة بعد ذلك للغة العربية نفسها ؟!
أو بعد ذلك نتسائل عن أسإباب جمودنا الفقهي وعدم ماواكبة الخطاب الديني
لفكرنا المعاصر ,وتوقاف الجتهاد عند ترديد التراث يحاوطنا مان كل اتجاه
كسلطة ماكبلة لكل عقل ماسلم يفكر وكل ماجتمع إنساني يبدع..
- 5المرجع /ص , 321ص – 322العمال الكاملة لمحمد عبده
-فلسفة المشروأع الحضاري بين الحياء السلمي وأالتحديث الغربي.
أحمد محمد جاد عبد الرازق –الطبعة الوألي 1416 -هــ 1995 /م .
- 6المرجع السابق –ص 323
- 7المرجع| العمال الكاملة الرد علي فرح أنطوان –محمد عبده -تحقيق محمد عمارة-مجلة البيان1416-
=ص - 323المرجع|فلسفة المشروأع الحضاري بين الحياء السلمي وأالتحديث الغربي-د.أحمد محمد جاد عبد الرازق –الطبعة الوألي 1416-هـ1995/م .
11
-يقول الماام المجدد "ماحمد عبده" الذي تركنا مان أكثر مان قارن لكننا لزلنا في ماكاننا
الجاماد المتحجر وأكثر تخلفا ا فكريا ا وحضارياا عما سإبق ..يقول عن الفكر العقلني
وضرورته في السإلم للوصول للتجديد الحقيقي في الفكر الديني ..
{أن التفكير واجب علي الموجود العاقال ل ماخلص له مانه ,ففي هذا الموجود العاقال أن
ينهض بجهوده الخاصة للبحث عن الحقيقة في العالم ,والفحص عن الموجودات
والشياء علي قادر ماا تتيحه له رسإائله الخاصة ,وسإواء أكان ماؤيدا أو ماعارضا ا ,فواجبه
أن يدعم ماوقافه ببراهين يقينية ,ولكن إذا كان عليه أل يهمل واجب التفكير فعليه أيضا ا أن
8
يحطاط مان الشطط في السإتدلل}
وقاد وصل الماام ماحمد عبده لذروة تحكيم الفكر العقلني كسلطة حاكمة علي الخطاب
الديني حين قارر بأن {العقل حكم في صحة النبوات ,وكذلك للعقل ماطلق السلطان في فهم
9
الكتاب المنزل ,بالضافة إلي تقديم العقل علي النقل عند التعارض }
-النقطة الثانية في ذلك الفصل حول رؤية تجديد الخطاب الديني تصطدم بإشكالية توقاف
الجتهاد في التشريع السإلماي بما يتناسإب ماع الدولة الحديثة والفكر النساني والقانوني
المعاصر..
ثانيا :توقاف الجتهاد في التشريع السإلماي –ماشكلة أخري تعوق تجديد الخطاب
الديني ..
-وسإأسإتدل في ذلك علي فكرة تصدير ترهيب الناس بالحدود عند الحديث عن الشريعة ,
وكأن السإلم كأختصرت شريعته في جملة قاوانين تاريخية ,مانزوعة السياق وماحرماة
التأويل!
ومان هنا سإأطرق الباب للسإتدلل ببحث حول التجديد القانوني تحت عنوان {تجديد
الخطاب السإلماي {الثابت والمتغير :نظام العقوبات نموذجاا}
-أهمية هذا البحث أنه يتناول الخطاب السإلماي المعاصر بشأن الثوابت السإلماية التي ل
يمكن للحضارة السإلماية بطبيعة تكوينها العقدي ,أن تنهض وتنمو ,ماالم تتمثلها ..
-يقول الباحث= يوظف هذا البحث مانهج إسإلماية المعرفة برؤية السإلم الكونية
السإتخلقاية الحضارية بتكامال مانهجي شمولي الداء المنضبط لذلك )(Systematic
لعادة النظر في أحد أهم ثوابت الشريعة ,وقاانون "نظام العقوبات" السإلماي ...وذلك
ليكون نموذجاا لمحاولة إعادة بناء الخطاب السإلماي المعاصر علي ضوء نصوص
الشريعة...
إن الغاية مان هذا البحث هي إدراك أهمية الصلح الفكري للماة ,ودعوة المفكرين
والعلماء لعادة النظر في خطابات الماة بشأن ثوابتها بالمنهج والسإلوب العلمي
10
السإلماي..
-يقرر الباحث أن الهمية الخاصة لقانون العقوبات السإلماي هو أن الدارس المسلم إذا
واجه في هذا العصر قاضية الفهم السلبي لمار ماهم وخطير كقضية قاانون العقوبات
السإلماية وماوقاف جمهور الماة مانه ,فإن الحل والرؤية السإلماية لبد أن تنبثق مان
مانهج فكر شمولي ماتكامال مانضبط للمعرفة السإلماية ,لن هذا الفكر وحده الذي يمكن أن
)( 11
ينظر بواسإطته في قاضايا الفكر السإلماي المعاصر.
-يأخذ الباحث للسإتدلل علي قاابلية التشريعات القانونية للتجديد نموذج {قاضية الزنا}
فيقول -كحد واضح في العقوبات السإلماية بنص القرآن يدل علي اسإتحالة تطبيق هذا الحد
,إل في حالت إسإتثنائية تتعلق بإشاعة الفاحشة في ماجتمع كامال ,وليس في دوافع
غريزي أوقاعت شخص في خطيئة ذاتية ,كتعد مان الكبائر الدينية " ...بينه وبين ربه
سإبحانه" ,بل القصد مان العقوبة ,كان خلق ماجتمع ل يعلي قايمة الفاحشة بين جموعه
في المقام الول ..
- 10المرجع|تجديد الخطاب السلمي المعاصر {الثابت وأالمتغير-نظام العقوبات نموذجاا}ً -د/عبدالحميد أحمد محمد أبو سليمان – ص ,4ص 8
, - 11ص -9المرجع السابق.
13
لذلك كان المعيار لقااماة الحد هو شهادة أربعة شهود علي وقاوع الزنا بشكل واضح
وصريح ل لبس فيه ,وهو أمار غير وارد أصلا في علقاات البشر في ماثل تلك الحالة
الخاصة جد اا ,ماما يجعل العقوبة إجتماعية أكثر مانها فردية ..وعن النتشار والعلن لذلك
الفعل أكثر مان كونه تتبع لكل فرد وخطاياه الشخصية ..
لذلك يوضح الكاتب الدللة الجتماعية لشهادة الربعة في "عقوبة الزنا" –فقد وضحت
هذه الدراسإة أمااماي أن العدد "أربعة" له دللة نفسية واجتماعية خاصة وماهمة وهي أن
الربعة يمثلون الحد الدني للتفاعل الجتماعي النساني المتكامال ,ماع كل ماا ينشأ عنه
مان توازن إجتماعي ,وإشباع للحاجات النسانية ,أي أن الربعة يمثلون الحد الدني
للمجتمع المتكامال وتفاعلته اليجابية ...
ولذلك كان الحد الدني لثبات جريمة "الزنا" أربعة يشهدون شهادة صريحة قااطعة ,لن
12
شهادة الربعة تعني الشهار في أربعة ,ومان أشهر في أربعة فقد أشهر في ماجتمع..
-هذا دليل واضح علي ماحدودية العقوبات في الشريعة والقدرة المرنة علي تجاوز الحدود
بتأويل قاانوني يليق بقانون حديث ماتواكب ماع حقوق النسان وبه حيز للجتهاد الفكري
المعاصر..
-لكن لم يشير الباحث في كتابه الذي ذهب فيه لتحليل إقااماة الحدود كما هي دون تأويل إذا
ماا تم المستحيل في إثباتها ..
-عمومااا يبقي التشريع السإلماي باب واسإع للجتهاد المعاصر خصوصا ا مان ناحية الفكر
القانوني والفقه الشرعي ول يمكن أن يظل ماغلقاا.
- 12تجديد الخطاب السلمي المعاصر )الثابت وأالمتغير-نظام العقوبات نموذجاا -د/عبدالحميد أحمد محمد أبوسليمان ص , 13ص 14
14
-سإيتناول ذلك الفصل مان البحث حول رؤية تجديدية للخطاب الديني المعاصر ..ثلث نقاط
قادماتهم في بداية البحث وهم -:النقطة الثالثة والخاماسة والسادسإة ,وسإأترك الرابعة
والسابعة للفصل التالي ..
{ثانياا} -:تيار الحياء والتجديد مان مانظور المفكر "ماحمد عبده" .
إن مان أكبر إشكاليات الفكر السإلماي المعاصر وضع سإلطات تكبل العقل وتستعبد الفكر
المطور ليجاد حلول ,وذلك عن طريق وضع وسإائط بين إشتباك المسلمين ماع نصهم
المقدس دون البرهنة علي كل اجتهاد ويذهبوا إليه مان أقاوال السلف الصالح أو انتاج
فقهاء العصور الوسإطي ,الذين تم اعتمادهم كمراجع ل تقبل النقد في مامارسإتنا الفقهية
ماما أدي إلي تخلف حضاري للخطاب الديني المعاصر ,الذي ينزع ماشكلت فقهية لعصور
سإابقة ويضعها في عصرنا الحالي !
-مان هنا يجب أن نلقي نظرة سإريعة علي تجربة التجديد المعاصرة التي تستحق اللتفات
لبدايتها لعلنا نستلهم ذلك في وضعنا الحالي..
15
-إن الفكر السإلماي في ماصر بالعصر الحديث ,كيعد بوجه ماا رد فعل للسيطرة الغربية علي
العالم السإلماي سإواء أكان ذلك بالدعوة إلي التجاه نحو الغرب أن بالدعوة إلي المبادئ
الجوهرية في السإلم ,وإعادة فهمها بما يتناسإب ماع ماشكلت الواقاع المعيشي ,والدعوة
إلي فتح باب الجتهاد ونبذ التقليد ,ولقد ارتكزت الدعوة إلي التجديد الديني لدي " جمال
الدين الفغاني -وماحمد عبده -ورشيد رضا"
علي أمارين أسإاسإيين ,هما -:
- 1ضرورة العودة إلي الصول السإلماية الولي المبرأة مان أدران التقليد والبدع ,تلك
البدع التي قاعدت بالسإلم وأهله عن مالحقة ركب التقدم ..
- 2الدعوة إلي الخذ بأسإباب تقدم الحضارة الغربية ,وفي ماقدماة تلك السإباب الخذ
بالعلوم التجريبية الغربية ,التي أسإهمت إسإهاماا ا فعالا في تطور الحضارة "الغربية"
)(13
وسإيادتها ..
-إن سإبيل الدين لمريد الصلح في المسلمين سإبيل ل ماندوحة عنها ,فإن إتيانهم )أي
ماخاطبة الناس( مان طرق الدب والحكمة العارية عن صبغة الدين ,يحتاج إلي إنشاء بناء
جديد ليس عندنا مان ماوارده شئ ,ول يسهل عليه أن يجد مان عماله أحداا !
ل بتهذيب الخلق وصالح العمال وحمل النفوس علي طلب السعادة وإذا كان الدين كاف ا
مان أبوابها ,ولهله الثقة فيه مااليس لهم في غيره ,وهو حاضر لديهم ,والعناء في
)(14
إرجاعهم إليه أخف مان إحداث ماال إلمام لهم به ,فلم العدول عنه إلي غيره ؟!
-ولقد أخذت جراثم الضعف تعمل في العالم السإلماي مان العهد الماوي ,وإن كان المجتمع
ماسلم اا في ماجموعه يتخذ مان السإلم وتعاليمه أداة أسإاسإية لتوجهاته الفكرية والحضارية
فعلي فترات زمانية ماتعددة ,انتشر التقليد ,وأغلق باب الجتهاد ,فتعطلت الداة السإاسإية
لتحقيق التوافق والنسجام بين النص القرآني والواقاع التاريخي للماة السإلماية ,وسإاد
الجمود ,والفهم السيئ للقضاء والقدر.
-ولقد كان مان أهم أسإباب تخلف الحضارة السإلماية البعد عن المبادئ الجوهرية التي
كانت أسإاس النطلقاة الولي للسإلم ,فوجدت الخلفات العصبية بين العناصر العربية
وغير العربية طريقها ,وبعد أن أزال السإلم كل سإلطة إل سإلطة ا ..اسإتبدت القوي
الحاكمة ,فاهتزت قايم الشوري والمار بالمعروف والنهي عن المنكر .
ـ ماما سإبق وجب علينا أن نتخذ خطوات حقيقية في التجديد تنبع مان جذور الجمود الديني
والجتماعي الناجم عن تقليدنا الفقهي للتراث وتوقاف الجتهاد الحقيقي في التشريع
واسإتبعاد التأويل للنص واسإتبداله بسلطة الترديد للموروث في الفهم ,والهم إبعاد حيز
السإتبداد السياسإي عن تجديد الفكر السإلماي بشكل أعم ...
ـ ولعل مان أكبر الشكاليات التي تواجهنا في تجديد للخطاب هو تخلف فكرنا الثقافي بشكل
أشمل ,وغياب التعليم والوعي ..ومان ذلك ماا يقرر "الماام ماحمد عبده" حين يقول { ..
أماا أمار الحكوماة والمحكوم لقد تركته للقدر يقدره ,وليد ا بعد ذلك تدبره ,لنني عرفت
أنه ثمرة تجنيها المام مان غراس تغرسإه ,وتقوم علي تنميته السنين الطوال ,فهذا
)(15
الغراس هو الذي ينبغي أن يعني به "التعليم" الن.
ـ أماا وسإائل الصلح الديني في نظر الماام "ماحمد عبده" فتمثل في الماور
التية -:
-1تطهير السإلم مان العادات والتأثيرات الفاسإدة.
- 2إعادة النظر في طريقة عرض المذاهب والمعارف السإلماية ,في ضوء الفكر الحديث.
-3إصلح التعليم العالي والسإلماي.
- 4الدفاع عن السإلم ضد التأثيرات الوروبية وهجمات المستشرقاين ومان تابعهم دون نقد
)(16
أو تمحيص.
- 15فلسفة المشروأع الحضاري بين الحياء السلمي وأالتحديث الغربي ,د.أحمد محمد جاد الحق –الطبعة الوألي1416 -هـ 1995 -م ص 316
- 16نفس المرجع السابق ص 316
17
-أماا بالنسبة لمحيط الخطــاب الــديني الثقــافي فهــو فــي حالــة يرثــي لهــا ويرجــع إلــي كــثرة
الشرح للقديم جون إبداع تجديد !
-كما يقول د.إبراهيم مادكور :ـ
{ثقافة العالم العربي رتيبة غير ماتنوعــة ,جاماــدة غيــر ماتحركــة ,ماقلــدة غيــر مابتكــرة ,
لفظية غير ماوضوعية ,تكاد تدور حول نفسها ,تلخص الفكار العلمية فــي ماتــون ,ثــم
توضحها فــي شــروح ,وقاـد تفســر الشـروح فـي حواشــي وتقــارير وكــل ذلــك أخــذ ماــن
السابقين ..
ويكمل د.إبراهيم مادكور..وهي أيضاا ثقافة ماحصورة "لنه ماا ترك القديم للجديد شــيئاا"
وقاصرت علي طائفة ماعينة ووقافت نفسها عليها ,وكأنما كانت تعيش في الماضــي دون
أن يكون لها بالحاضر صلة..تجهل التطور والتقدم ول تشعر بحاجتهــا إلــي الجتهــاد أو
الحرية !
-ويرجع ذلك إلي أنه فــي تلــك الفــترة لــم توجــد شــروط التفكيــر الفلســفي نفســه ,وفــي
ماقدماتها الحرية ,بالضافة إلي بيئة ماواتية ترعاه وتتعهده ..لن التفكير الفلسفي بحث
)(17
إنساني قابل أن يكون وطنيا ا أو قاوماياا ,أو "دينياا" خالصا ا .
ــ وتلـك السإـباب وهـذا المنـاخ الثقـافي والفلس في والسياسإـي العقيـم هـو ج زء
رئيسي ماما نعــاني مانــه اليــوم ,وفــي ظلــه ماطــالبين برؤيــة جديــدة للــدين تخــدم
المجتمع وإصلح جذري حول الخطاب الديني ـ فكيف يحدث ذلك ؟
-ويقدم لنا في الجابة علي جزء آخر مان ذلك السؤال المعقد والمتشعب الجذور ..
يقدم لنا المصلح الثائر "جمال الدين الفغاني" رؤيته للتجديد وفق عصره
فيقول :ـ
ـ التجديد الديني مان وجهة نظر "الفغاني" لبد أن يتسم بالتالي :ـ
-التجاه إلي تصحيح المفاهيم السإلماية..
-تنقية إعتقاد المسلمين مان الخرافات والبدع التي علقت في أذهانهم.
-تحرير العقل مان أغلل التقليد .
-ضرورة فتح باب الجتهاد الذي يعد مابدأ الحركة في السإلم إذ مان خلله يستطيع
الدين السإلماي أن كيعمل أثره في الواقاع التاريخي.
)(18
- 17د.إبراهيم مدكور-تاريخ الفلسفة في الفكر الفلسفي في مائة عام -الطبعة الوألي ص 360,361,364
- 18فلسفة المشروأع الحضاري بين الحياء السلمي وأالتحديث الغربي ص 293
18
-وهناك قاضيتان أسإاسإيتان اهتم بهما "الفغاني" وسإار أتباعه مان بعده علي هدي
مانهما -:
-
-إحداهما :أن الدين يشكل البنية الثقافية والحضارية للماة.
-والثانية :أن الصراع بين العلم والدين والفلسفة أمار ماوجود في الطبيعة النسانية ..لكن ليس
)(19
هناك دليل علي اضطهاد السإلم للعلم ,أو ماا يتعارض بين الحقيقة العلمية والسإلم.
إن علقاة السلطة السياسإية بتجديد الخطاب الديني هي باب مان أبواب إغلق التجديد
الحقيقي للفكر الديني والهم أنها تمنع التأثير الوجداني الصادق في جموع
الناس ,بالتالي لن تتمكن ماؤسإسة أو فرد مان تقديم خطاب ديني ماتطور ماعاصر
يتماشي ماع ماتطلبات الفكر النساني وأصالة الفكر السإلماي بإجتهاد خالص إذا ماا
تورط في تمثيل السلطة ,أو توجيهها له ,حتي وإن كانت أعظم سإلطة في العالم
سإيتوجس مان دعمها لرماوز الدعوة وماؤسإسات الدين جموع المسلمين ,ولن
يطرق ماساماعهم أي توجيه أو خطاب أو فكر نابع مان هؤلء الممثلين لخطاب ديني
سإلطوي ..مان هنا كان اسإتبعاد التدخل الحكوماي في توجيه الخطاب الديني أمار
حتمي ..
ولعله يبرهن علي ذلك التوجه ماا قااله الماام "ماحمد عبده"{إن الدين أشبه بالبواعث
الفطرية اللهاماية ,مانه بالدواعي الختيارية الدين قاوة مان أعظم قاوي البشر ,
)(20
وإنما قاد يعرض عليها مان العلل ماا يعرض لغيرها مان القوي } .
-ويؤكد الماام علي أنه كارثة السإتبداد السياسإي تحد مان تأثير الخطاب الديني المستنير
وتقلل مان فرص إنتشار الفكر الصحيح عندماا يتناول ذلك بقوله {..أماا الحكام وقاد كانوا
أقادر الناس علي إنتشال الماة ماما سإقطت فيه ,فأصابهم مان الجهل بما فرض عليهم في
أداء وظائفهم ماا أصاب الجمهور العظم مان العام ,ولم يفهموا مان ماعني الحكم إل
سإتخير البدان لهوائهم ,وإذلل النفوس لخشونة سإلطانهم ,وابتزاز الماوال لنفاقاها و
وإرضاء شهواتهم ,ول يدعون في ذلك عدلا ,ول يستشيرون كتابا ا ,ول يتبعون ك
سإنة ,
”Musjiin Mahdi : Islamic Philosophy “In - 19
Colandmanp P.106 Taraq Ismeali
- 20العمال الكاملة –محمد عبده) -رسالة التوحيد( 3/426
19
حتي أفسدوا الكافة ,بما حملوها علي النفاق والكذب ,والغش ,والقاتداء بهم في
المظالم ,وماا يتبع ذلك مان الخصال التي ماا فشت في أماة إل حل بها العذاب } .
)(21
ـ وماما سإبق يتضح أن ل سإبيل لصلح ديني طالما إسإتمرت ماقاصل السإتبداد
السياسإي والجمود الفكري..
-بينما تعاني السلطة الدينية مان تأثيرات السلطة السياسإية تعاني الدعوة بشكل عام
والخطاب الديني بشكل خاص مان تأثيرات الفكر السياسإي واليديولجيات السإلماية
في العمل السياسإي ,ماما أدي لضعف الهوية الدينية عند المنتمين لتيارات سإياسإية
تخلط بين العمل العام وأصول الدين ..
وبين هؤلء وآخرون نضع تجربة فكرية لتحاول التوفيق بين تيار الفكر المتجدد ,
والفكر الصولي ..لتقدم لنا رؤية علمية دينية تصلح للنطلق مانها لتجديد الفكر الديني
كما يعتقد الدكتور "ماحمد عمارة".
أولا -:تيار الجمود والتقليد لتراثنا الفكري ,وعلي الخص مان تراث عصر التراجع
الحضاري لماتنا وحضارتنا ..ذلك التيار ينظر فقط إلي الخلف ,ويقف علي ظواهر
ل المقاصد التي يقصدها الشارع ,مان وراء هذه النصوص ,بل ويتخير النصوص ماغف ا
مان النصوص الوسإيطة بدال مان النصوص الولي ,المقدسإة والمعصوماة ,غافلين عن
ماعني النص في علم أصول الفقه ,وهو الذي ل ينطبق علي كل "عبارة" ,وإنما يقتصر
علي ماا هو قاطعي الثبوت ,وقاطعي الدللة ,الذي ل ماجال فيه لي تأويل .
-ولذلك فإن هذا التيار –تيار الجمود والتقليد -يخاصم النظر العقلي في حكم ,وعلل
الحكام التي جاءت بها النصوص ماع إهمال فقه الواقاع المتغير ,والذي يتطلب –في
الفروق -أحكاما اا جديدة ,تواكب المتغيرات ,وتستجيب للمصالح الشرعية المعتبرة التي
)(22
تفرزها هذه المتغيرات ..
-ثانيا ا :تيار التغريب والحداثة الغربية ,ذلك الذي انطلق وينطلق مان المرجعية
الفلسفية
- 21فلسفة المشروأع الحضاري بين الحياء السلمي وأالتحديث الغربي ص -319ص 320
22
20
للحضارة الغربية ,ماعتمداا علي ماناهج النظر "الوضعية –العلمانية" وأحيانا ا المادية
التي تعامالت بها تلك الحضارة ماع الدين وحقائقه ,وعوالمه وعلوماه ,وماعارفه ,
فنظرت إلي الدين وماواريثه باعتبارها "فكراا" غير علمي ,عبر عن مارحلة مان ماراحل
تطور العقل النساني هي مارحلة "طفولة" هذا العقل ..التي تلتها ونسختها "مارحلة
الميتافيزيقا" ,والتي تلتها هي الخري ونسختها الوضعية التي جعلت الكون المادي
والواقاع الدنيوي فقط وليس الغيب – هو ماصدر المعرفة الحقة والعلم الحقيقي ,كما
جعلت العقل "والتجربة" .هو ماصدر المعرفة الحقة والعلم الحقيقي ,دون النقل
والوجدان ..
فكانت "القطيعة المعرفية " ماع الموروث الديني ,تلك التي تميزت بها ثقافة الحداثة
الغربية ,عندماا عزلت علمانيتها السماء عن الرض بدعوي أن العالم ماكثف بذاته
وأن تدبير هذه الحياة الدنيا إنما يتم بالسإباب المادية والملكات النسانية المودعة في
ظواهرها وعوالمها دونما الحاجة إلي مادبر مافارق وماتعال مان وراء الطبيعة...
-ذلك هو تيار التغريب ,والحداثة الغربية ,الذي نظر أهله فقط إلي الغرب ,فقلدوه ,
وجمدوا علي ماقولت ثقافته ,وفلسفاته ,كما نظر أهل الجمود التراثي ,فقط إلي
23
الماضي ,فقلد ماقولت سإلف عصر تراجعنا الحضاري وجمدوا عند ظواهر نصوصها.
{وهذا الذي بشر به ونادي له عمارة إعتقاداا مانه أنه ثالثاا :تيار الحياء والتجديد
الصلح للتجديد الديني}...
-ويقول "عمارة" إن تيار الحياء و التجديد ,لحياء أصول السإلم وثوابته بالعودة إلي
المنابع الجوهرية والنقية لهذا الدين الحنيف ,والنظر فيها بعقل ماعاصر ,يفقه أحكاماها
كما يفقه الواقاع الذي يعيش فيه ,عاقاداا القران بين "فقه الواقاع وفقه الحكام" ليصل
التجديد في الفروع-أي الفقه -مابدعاا للحكام الفقهية الجديدة التي تستجيب للمصالح
الشرعية المعتبرة ,التي طرحتها ,وتطرحها ماستجدات الواقاع الجديد والمعيشي ..
-ففي هذا التيار-الحيائي والتجديدي -تتوازن "الثوابت" – الدائمة الثبات ,والضامانة
لدوام إسإلماية النسق الفكري علي إماتداد الزماان والمكان ماع "التجديد" في الفروع التي
)(24
تطرحها ماتغيرات الواقاع وماستحداثته ..المار الذي ينفي القطيعة ماع الثوابت الدينية!
-ثم يؤكد الدكتور عمارة علي فكرة تيار الحياء والتجديد السإلماي كنموذج
أفضل للفكر المعاصر فيقول:ـ
{فإذا كانت الحداثة الغربية –انطلقااا مان الفلسفة الوضعية التي حررت الدنيا مان الدين-
قاد أقاامات قاطيعة ماعرفية ماع الموروث الديني..
- 23مستقبلنا بين التجديد السلمي وأالحداثة الغربية – د.محمد عمارة ص 5الطبعة الوألي1423-هـ 2003م ص 5
- 24المرجع السابق /ص ,5ص 6
21
وإذا كان الجمود والتقليد في )فكرنا السإلماي( ينكر التجديد بدعوي أن السإلم قاد
اكتمل!
-فإن تجديد المفاهيم وتحرير ماضاماين المصطلحات هو الكفيل بتمييز "التجديد" عن
"الحداثة" وينفي التناقاض الموهوم بين "التجديد" عن "الحداثة" وبين إكتمال الدين }
-ثم يؤكد توجهه في التجديد ماع الحفاظ علي القديم فيؤكد رؤيته بأن {السبيل إلي دوام
سإنة التجديد
بقاء هذا الدين واسإتمرار عطائه وصلحه لكل زماان وماكان ,هو إعمال ك
للدين والفكر الديني ..
سإنة ل تبديل لها ول تحويل ,أي أنها قاانون مان القوانين الفاعلة والعامالة دائما ا في
وهي ك
النسق الفكري السإلماي وليست ماجرد "ماباح" أو ماجرد حق مان حقوق العقل
السإلماي!
-ووفق اا لوجهة نظره ،أنه هكذا جمعت الوسإطية السإلماية وتجمع بين "إكتمال الدين
وبين تجديده" وربطت بين السلفية بمعني العودة في الدين إلي أصوله ومانابعه
)(25
الجوهرية ,وبين التجديد في الفروع وفي المتغيرات.
-وفي رأيي هذه ماحاولة تلفيقية للفكر ل كيبني عليها تجديد حقيقي للخطاب الديني بقدر
ماا كيبني عليها ترقايع للثوب القديم بأقامشة مانطقها العلقلنية كشعارات ل تتجاوز نطق
قاائليها ,فلو أردنا تجديداا حقيقيا ا لما انطلقنا أصلا مان التوفيق والتلفيق بين اجتهاد
القدمااء واجتهاد المحدثين والمعاصرين ,بل علينا أن نبني فكريا ا بنسق علمي نقدي
جديد وقاطعاا لن يتعارض ذلك ماع أصول القرآن ..
- 25مستقبلنا بين التجديد السلمي وأالحداثة الغربية – د.محمد عمارة ص 5الطبعة الوألي1423-هـ 2003م ص 16
22
-وختاماا ا لذلك الفصل ,أردت أن أؤكد علي أنه ل يوجد ديني ماوحد نستطيع توجيه دفته
حيث شئنا بل السلطة داعمة لنوع مان الخطاب الديني في كل عصر وكذلك التيارات
السإلماية المسيسة داعمة لتوجهات فكرية تدعم طرحهم السياسإي للدين وتستخدماه,
وكذلك المفكرين والمؤسإسة الدينية تدعم توجهها الخاص نحو الخطاب الديني ,والجميع
ينتج أفكاره الدينية مان داخل ماجتمع كامال يستمد نفس السلبيات والطروحات الفاشلة
التي وصلت به لحالة الجمود والتخلف الحضاري ,والتعصب الفكري الجاهل..
مان هنا سإنطرح سإؤالنا لنختم به ذلك الفصل حول..
ـ بالرغم مان وقاوع ماؤسإسة الزهر في أزماات خطابية عديدة مانذ الحراك الثوري في
ماطلع عام , 2011فإن دعمه للسلطة السياسإية لم يتوقاف سإواء بشكل ماباشر أو غير
ماباشر ,ذلك أن السلطة السياسإية لم تنازع الزهر يومااا في سإلطة التمثيل الديني ,أماا
حين آلت السلطة إلي جهة تسعي ,وفق قاابلية جماهيرية ماعينة ,إلي أن تكون سإلطة
تمثيل ديني بديلة "مامثلة في جماعة الخوان المسلمين" هنا أصبحت ماؤسإسة الزهر
العريقة أماام ماعركة وجود وهو ماا انعكس علي خطابها الذي خاصت فيه صراعا ا خطابيا ا
عبر آليات التسمية وإطلق النعوت والحذف.
-وقاد وصف الزهر جماعات التأييد الدينية بالفرق المنحرفة وبالقلة الطارئة علي سإاحة
العلوم الشرعية والفتوي ماستخدمااا التقليل مانهم رغم أنهم رجال دين ودعاة ينتمون إلي
جماعات وأحزاب وتيارات ماعروفة " ,ولهم تأثير وماساحة إعلماية علي كثير مان
26
الناس"
-وهنا اتسم "الزهر" بتمثيله الرسإمي للسلطة الدينية في ماقابل تمثيل شعبي لدي
تيارات دينية سإلفية ماتطرفة ودعاة ماشاهير وقايادات سإياسإية إسإلماية سإابقة ماما جعل
مان الصعب أن نقدم رؤية ماوحدة تؤثر بحق في تجديد الخطاب الديني مان جهة واحدة !
الفصل الرابع
"ماشكلة الوعظ الديني في المجتمع"
-1أوال ماشكلة "الوعظ" الديني في تفاقام أزماة جمود الخطاب الديني :ـ
إن ماشكلة الوعظ وكثرة الوعاظ في المجتمع تكمن في نشر النفاق وقالة العلم بين الناس ,
وجعل وصاية دينية للتوجيه فوق عقول المسلمين ,ماما أتاح لجهلء أو ماتربحين أن
يسترزقاوا مان العمل الدعوي ,ويبثوا آرائهم الفكرية المشوهة في عقول الناس باعتبارها
دين اا ,فكثرت الفتاوي وتعددت المنابر وقال العلم الحقيقي ,وتداعي الدين في النفوس
والخلق ليحل ماحله التظاهر بأنماط التدين السطحي والطقوس ,وتؤخر ماقاصد السإلم
الكبري وقايمه الخلقاية العظيمة أماا ماظاهر سإلوكية يروجها "وعاظ العصر"
باعتبارها مامثلة للسإلم ,وبالطبع لكل تيار ديني وعاظه ولكل توجه رسإمي أتباعه وكلا
يأخذ مان أصول الدين ماا يعضد به توجهاته الفكرية في تناول خطاب ديني يخدم ماصالحه ,
سإواء أكانت نظم سإياسإية ,أو جماعات إرهابية أو ماؤسإسة دينية أو حتي دعاة فضائيات
تلفزيونية !
-ويكمل "علي الوردي" نقده لفكرة الوعظ وعمل "الوعاظ" فيقول -:
)ويخيل لي أن الطغاة وجدوا في الواعظين خير ماعاون لهم علي إلهاء رعاياهم
وتحذيرهم ,فقد انشغل الناس بوعظ بعضهم بعضاا ,فنسوا بذلك ماا حل بهم علي
أيد الطغاة مان ظلم ,فالواعظ حين يعظ الناس باتباع الكمثل الكعليا وبتطهير نفوسإهم
مان أدوات الحسد والنانية ,إنما يطلب المستحيل ,إذ ل يستطيع أن يفعل ذلك إل
النادرون مان الناس ,أماا بقية الناس ,وهم الذين يؤلفون السواد العظم مانهم ,
28
فيبقون في حيرة مان أمارهم وقاد انتابهم الوسإاس(
-وهنا يشير المؤرخ والكاتب الجتماعي "علي الوردي" إلي مالحظة هاماة للغاية
في فكرة الوعظ الديني ,حيث أن الوعظ ل يغير نفوس بشر ولن يجدي أصلا في
تحويل الناس لطائعين صالحين نفوسإهم راقاية ,وإنما هو فقط ماحاولة لتأكيد كماثل
غير ماوجودة سإوي في الخطابات الشفهية مادفوعة الجر والتي هي أصلا ل توجد
إلي عموم المسلمين لتحملهم فساد حالهم وعبئ كوارثهم في قالة تقواهم وورعهم
..
وليست في فشل وفساد حكاماهم وادارتهم وهذا هو عين النفاق الوعظي الذي
يتمثله أغلب الوعاظ وماجمل الخطاب الديني المعاصر ,علما ا بأنه لن يتحول
المسلمين يومااا بخطاب ديني ماثالي لشعوب مان الملئكة !
-ويؤكد "الوردي" فكرته السابقة فيقول :إني أكاد أجزم بأن مانطق "الواعظ"
الفلطوني هو مانطق المترفين ,فهم يشغلون الناس بهذا المنطق قاائلين لهم :لقد
29
ظلمتم أنفسكم ,وبحثتم عن حتفكم ..وبهذا يستريح المظلوم ويطلب الغفران!
إن أهم نقد يمكن أن نحدده في الخطاب الديني المعاصر هو الجمود عند ترديد
التراث ,وقالة العمل علي إبداع حلول فكرية تناسإب العصر الحالي ولعل ذلك عينه
ماا حدده الماام "ماحمد عبده" قابل أكثر مان قارن زماني عندماا قاال -:
"فقد علم القرآن أهله أن يطالبوا الناس بالحجة لنه أقااماهم علي سإواء المحجة ,
وجديد بصاحب اليقين أن يطالب خصمه به ,ويدعوه إليه ,وعلي هذا درج سإلف
الماة الصالح ,قاالوا بالدليل ,وطالبوا بالدليل ..
ثم جاء الخلف ,فحكم بالتقليد ,وأمار بالتقليد ونهي عن السإتدلل علي غير صحة
التقليد ..
حتي كان السإلم خرج ن حده ,أو انقلب إلي ضده وصار الذين يعلمون أن
السإلم اماتاز عن سإائر الديان بإبطال التقليد ,وبالمطالبة بالبرهان والدليل ,
وعلم الناس اسإتقلل الفكر ماع المشاورة في المار ..
يطالبون المسلمين بالرجوع إلي الدليل ,ويعيبون عليهم الخذ "بقيل" و "قاال"
وياليته كان الخذ بقال "ا" و"قايل فيما يروي عن رسإول ا ,ولكنه الخذ بقال
30
"فلن" وقايل عن "علن" !
-أماا ثاني المشكلت في نقدنا للخطاب الديني المعاصر فهو خلق سإلطة
"كهنوتية" علي العقل المسلم المفكر بحيث اختصار الجتهاد الديني في فئة
ل ,أو تناولت العلم الشرعي الموروث تلقينا ا بمناهج دينية
تعلمت في "الزهر" ماث ا
صماء ل تفكر في أوسإع مان ماحيطها العلمي الشرعي ماما شكل حاجز بين تطوير
الفكر الديني وبين مافكرين وعلماء أوسإع ماجالا في الجتماع والسياسإة والفلسفة
والعلم ...
-هنا تجئ فتوي "الماام الغزالي" :ـ بوجوب التوفيق بين الطرفين غير أنه مان
حق سإائل أن يقول كيف يكون هذا التوفيق بين الطرفين إذا كانا ضدين أو نقيضين
؟!
هنا يجيب الشيخ " ماحمد عبده" نفهانك نص ماا كتبه جوابا ا عن سإؤال هكذا -:
" أنه إذا تعارض العقل والنقل ,أي تعارض حكم "العلم" ماع نص "شرعي" كأخذ
بما دلل عليه العقل ..
- 30كتاب فلسفة المشروأع الحضاري –العمال الكاملة –محمد عبده ص 221
26
مان ناحية أخري ,عند تقديم رؤية للتجديد في الخطاب الديني لبد أن ل نخلط بين
ماشكلت الخطاب الديني ,وكارثة الرهاب والتطرف ..لننا كما يقول الدكتور
"زكي نجيب ماحمود"
"أننا نتساهل ..حين نجعل التطرف في أي ماجال ,وجهة نظر لن مان كانت له
وجهة للنظر ثبت عليها ,ورأي كل شئ مان خللها ,لكن التطرف في حقيقته ,
حالة مان حالت التكوين النفسي ,تجعل صاحبها كماعداا لن يتطرف وكفي !
فليس هو المهم هو الموضوع الذي يتطرف فيه بل المهم تكوينه هو أن يتطرف
للتطرف في حد ذاته ...
ومان هنا رأينا أماثلة كثيرة لمتطرفين يقفزون بين يوم وليلة مان تطرف في فكرة
إلي تطرف في الفكرة التي تناقاضها.
-إن المريض بالتطرف ل يعرف ,وهو بالتالي ل يعترف بأنه ماريض ,شأنه في
ذلك شأن المرضي بسائر الماراض النفسية ,وإذا كاشفت المتطرف الديني ماثلا
)(32
تحقيق حالته أجابك بأنه يسير علي الخط الديني!
-وإنه ل يتطرف بالمعني الذي حددناه للتطرف إل مان حمل علي كتفيه رأسإا ا خاويا ا
)(33
وفارغاا.
وماما سإبق ل يتم تجديد خطاب ديني تحت إرهاب المتطرفين أو تحت إشراف
ماقاصل الطغاة المستبدين ..فإن الخطاب الديني شأن فكري إجتماعي يحتاج لمناخ
تقدماي وتطور إقاتصادي ووعي علمي يغذي عقول ماجددة تنتج فكر ديني ماعاصر
يليق بتلك الماة ويحقق لها تقدم حقيقي يكون حائط صد أماا أي تطرف وفي وجه
أي نوع مان الجهل والخرافات والتقليد والجمود والنفاق الوعظي الذي لن يقدم أي
جديد ولن يسمع أحد ,لذلك فسبيل تجديد الخطاب الديني يبدأ مان ثورة فكرية ل
شكلية ,بل ثورة حقيقية .
* *الفهرسإت
ـ المقدماة
ـ الفصل الول ـ مادخل حول تجديد الخطاب الديني.
-1تعريف الخطاب الديني 0
-2ماا هي المشكلة التي تواجه تجديد الخطاب الديني.
-3نقاط البحث.
*المراجع*
**********