‫مظاهر التيسير في الحج‬

‫سر ال مشقة فيه‪،‬‬‫ي عن باقي الديانات األخرى بأنّه دين يُ ٍ‬ ‫اإلسالم والتيسير يتميّز الدين اإلسالم ّ‬
‫عز وج ّل‪ ،‬كما بُعث النبي عليه الصالة والسالم بالحنيفيّة‬ ‫فالتيسير على العباد مراد من هللا ّ‬
‫س َر) [البقرة‪ ،]1855:‬ومظاهر تيسير‬ ‫س َر َو َال يُ ِري ُد بِ ُك ُم ا ْلعُ ْ‬
‫السمحة‪ ،‬قال تعالى‪( :‬يُ ِري ُد هللاُ بِ ُك ُم ا ْليُ ْ‬
‫اإلسالم على المسلم كثيرة ومتنوعة‪ ،‬كالتيسير في الصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬وهنا في هذا المقال سوف‬
‫نتناول الحديث عن مظاهر التيسير في الحج‪.‬‬

‫مظاهر التيسير في الحج‬

‫ضعفة أن يدفعوا من مزدلفة إلى منًى قبل الناس؛ حتى ال يضايقهم األقوياء‬ ‫السماح لل َّ‬ ‫‪‬‬

‫خالل دفعهم إلى منى‪ ،‬فقد كان عبد هللا بن عمر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬يق ِدّم ضعفةَ أهله على‬
‫أقويائهم‪ ،‬فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة ليالً‪ ،‬فيَذكرون هللا ويؤدون الطاعات‪ ،‬ثم‬
‫يرجعون قبل أن يقف اإلمام‪ ،‬وقبل أن يدفع‪ ،‬وكان ابن عمر ‪ -‬رضي هللا عنه – يقول‪:‬‬
‫"أرخص في أولئك رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪."-‬‬
‫جواز تأخير رمي يوم الحادي عشر إلى يوم الثاني عشر‪ ،‬وذلك للضعفاء وألهل األعذار‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فقد أذن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬لرعاة اإلبل في جمع رمي يومين‪ ،‬ويقاس‬
‫ق عليه الرمي‬ ‫عليهم من لهم مثل عذرهم أو أكثر منهم وأشد‪ ،‬فإذا كان الحاج يش ّ‬
‫لضعفه‪ ،‬أو لمرضه‪ ،‬أو لكبر سنه‪ ،‬فيجوز له أن يؤخر رمي يوم الحادي عشر إلى اليوم‬
‫الثاني عشر‪ ،‬فيرمي المؤخر جمار الحادي عشر أوالً‪ ،‬فعندما ينتهي من رمي الجمار‬
‫الثالث‪ ،‬يرمى جمار الثاني عشر‪.‬‬
‫سع‪ ،‬فقد حدّد النبي –صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬ ‫التيسير في رمي الجمار حيث إن وقتها مو ّ‬ ‫‪‬‬

‫بداية وقت رمي جمرة العقبة‪ ،‬ولم يحدّد وقت انتهائها‪.‬‬

‫جواز تقديم بعض أعمال العيد على بعضها اآلخر‪ ،‬ففي السنة يكون أوال ً رمي جمرة‬ ‫‪‬‬

‫العقبة يوم العيد‪ ،‬ثم ذبح الهدي‪ ،‬ثم التقصير أو الحلق‪ ،‬ثم طواف اإلفاضة اقتدا ًء بفعل‬
‫النبي‪ ،‬لكن من قدّم بعض هذه األعمال على بعضها جاز له ذلك‪.‬‬
‫يجوز لمن أ ّخر طواف اإلفاضة‪ ،‬وطافه قبل رجوعه إلى بلده أال يطوف الوداع‪ ،‬وذلك ّ‬
‫ألن‬ ‫‪‬‬

‫ذلك يجزئه عن طواف الوداع كما تجزئ الفريضة عن صالة تحيّة المسجد لمن دخل‬
‫واإلمام يصلّي‪.‬‬
‫سقوط طواف الوداع عن النفساء والحائض‪ ،‬حيث يجب على الحاج عند االنتهاء من‬ ‫‪‬‬

‫حجه أن يطوف طواف الوداع‪ ،‬ثم يرجع إلى موطنه‪ ،‬لكن خفف ذلك الفرض عن النفساء‬
‫والحائض‪ ،‬فليس من الواجب عليهما البقاء في مكة حتّى تتطهرا ثم تطوفا‪.‬‬