Professional Documents
Culture Documents
Political Psychology
Political Psychology
ً
ّ
ٍ
ّ
ِ
اﻟﺪوﺣﺔ
وحدة مراجعات الكتب
املؤلف :دايف د ددد ب د دداتري د ددك هوتون ) (David P. HOUGHTONبريط د ددايي وأميجني اة،نس د د د دي د دة أن د ددادي ي
بروفيس د د د ددور عمددط ني جددامعددات بريطدداسيددة وأميجكيدة عدددة واس د د د ددت ر بد اة ددا ني جددامعددة وس د د د د فلوريدددا ني
الواليات املتحدة .مهتم بعلم النفس الس ددياس د ي وا ددنا ال رارات والس ددياس ددات الدولية ل س ددتة كتب وك يج
من امل االت املنشورات ني دوريات علمية محكمة .
عزام أمين :ناتب وباحث س د ددورر دكتورام ني علم النفس االجتما ي وعاج ال اني ل عدد من املؤلفات
والدراسد د د ددات املنشد د د ددورات ني اس،ات احجنرية والعربية .أسد د د ددتاف محا د د د ددر ني جامعة ليون ال اسية ي يم ني
فريسا.
1
املحتويات
مقدمة 3 ...................................................................................................................................
علم النفس السياس ي4 ...............................................................................................................
ّ
مخطط الكتاب 5 .......................................................................................................................
ً
محددا للسلوك اإلنساني 5 .................................................................. الشروط املوقفية بوصفها
النزعات الفردية بوصفها ّ
محد ًدا للسلوك البشري 8 ......................................................................
الجمع بين املوقفية والنزوعية 10 ................................................................................................
الخاتمة 14 ................................................................................................................................
2
مقدمة
ُيم ط هذا الكتاب محاولة جريئة لإلجابة عن سؤا جدلي ُيعد من أكثج احسئلة الفلسفية تع ً
يدا حو
بأسباب ً
مدفوعا سلوك الرشر وهو ني ما إفا نان سلوك الفرد ً
سابعا من خصائص النفسية الفردية -أر
ٍ
ساتجا عن أسباب خارجية بم ط الظرف اس ي واملوقف الذر ُوجد في الفرد (قوى موقفية).داخلية -أم ً
وسحن إف س و إس سؤا فلسفي فهو حس كلي شامط يتعلق ب ضية إيساسية عامة واإلجابة علي
ستساعدسا ني فهم ك يج من الظواهر االجتماعية والسياسية العامة وهذم اإلجابة تخضا بطري ة أو بأخرى
ً
للتوجهات احيديولوجية اسختلفة وهو ما سنجام الح ً ا .ويعطي املؤلف م اال على حادثة س،ن (أبو غريب)
ً ً
مبينا أن تفسيجها خضا ملصاةح سياسية معينة فال ادة العسكريون وافوا اة،نود الذين فعلوا أفعاال
مشينات بأنهم «جنود قذرون» أو «بضا تفاحات فاسدة» وهم بذلك يحملون مسؤولية الفظائا واة،رائم
لهؤالء اة،نود السبعة ويعصمون اإلدارة احميجكية من املسؤولية بينما عالم النفس االجتما ي احميجني
الشهيج فيليب زمباردو ) (Philp Zimbardoل وجهة سظر أخرى فهو يتساء ني كتاب (تأثيج الشيطان)
ً
املنشور ني عام 2007ما إفا ناست فعا هذم التفاحات فاسدات أم إن الصندوق (أر اإلدارة احميجكية
واملوقف الذر و عت في جنودها) أدى إلى إفسادها؟.
ومن خا هذا امل ا يوضح الكاتب أن ثمة اتجاهين ني شرح وتفسيج السلوك اإليسايي احو سزو ي
) (dispositionismأر إن احفكار التي يحملها احفراد ني فهنهم ومعت داتهم وشخصياتهم أو «العوامط
الداخلية» بحسب تعبيج هوتون هي التي ت ف وراء سلوكهم وهم بذلك أحرار ومسؤولون عن تصرفاتهم؛
وال ايي موقفي ) (situationismأر إ ن طبيعة املوقف اس ي بالفرد والو ا السياس ي واالقتصادر
َ
واالجتما ي وما إلى فلك أر «العوامط اةخارجية» تمكن من تفسيج السلوك ومن ثم شرح ك يج من الظواهر
االجتماعية .وبهذا الصدد ي و هوتون «ل د ناست فكرة التمييز بين العوامط النزوعية والعوامط املوقفية
بوافها قوى فاعلة ني السلوك اإليسايي فكرة محورية ني علم النفس االجتما ي وما تزا ويأخذ بها كبار
الباح ين ني هذا اس،ا ني الوقت اة ا ر»(.)1
ما الذر ُيحدد سلوكنا؟ أو ملافا يفعط الناس ما يفعلوس ؟ هو السؤا اس ورر الذر يطرح هوتون ني
كتاب وال ضية التي تدور حولها مو وعات .وعلى الرغم من أن معظم الناس يميلون إلى النزوعية ني
َ
تفسيج سلوك احفراد ومن ثم تحملهم املسؤولية الرئيسة عما ي ومون ب من أفعا فإن وجهة النظر
الغالبة ني علم النفس االجتما ي تؤكد أهمية العوامط املوقفية ودورها اة اسم ني إستاج سلوك احفراد.
ً
فم ا يؤكد عاملا النفس االجتما ي ستاسلي ملغرام وفيليب زمباردو أن املواقف التي يجد الناس العاديون
ً
(متججما) (الدوحة :املركز العربي لألبحاث ودرسة السياسات ( )1دايفد هوتون علم النفس السياس ي ياسمين حداد
)2015ص .19
3
الطيبون أسفسهم فيها قد تجعلهم يتصرفون بطرائق غيج أخاقية وربما وحشية .وبطري ة أخرى يمكننا
ال و إن معظمنا يحمط سزعات إ افة إلى قيم واعت ادات سفتجض بأنها تحو دون قيامنا بأفعا مشينة
إال أن قوة املوقف اس ي و غط قد يطغيان ني أحيان ك يجة على هذم ال يم واملعت دات ويجعاسنا
ستصرف بما يخالفها.
ُ
ولكن إفا نان املوقف أو اس ي هو نط ش يء بحسب بعض علماء النفس االجتما ي وأس اس دد
الرئيس لسلوك الرشر فهط ستعامط ما احفراد نأنهم يولدون «افحات بيضاء فارغة» وغيج مسؤولين عن
سلوكهم؟ ألم سولد وسحن سحمط ني داخلنا سزعات معينة تحدد سلوكنا؟ أليست لدينا ال درة على االختيار؟
أليس ة االتنا الذهنية والنفسية أهمية كبيجة ني تحديد سلوكنا؟ أال يحق لنا أن ستساء عن أسباب
استجابة احفراد للموقف اةخارجي الواحد بطرائق مختلفة؟ فما هو ًإفا هذا الش يء ني داخلنا الذر ُيكون
هذا االختاف ني السلوك؟.
ملؤيد لاتجام املوقفي أن يجيب عن هذم احسئلة بأن هؤالء احفراد الذين يستجيبون ني امل ابط يمكن ٍ
للموقف سفس بطرائق مختلفات تعر وا ني املاض ي ةخاجات مختلفات وأن هذم اةخاجات هي التي نوست
سزعاتهم اسختلفات وبذلك استجاباتهم اسختلفات وهكذا يستطيا الرجوع إلى الوراء بهذم الطري ة لنتتبا
قصة السبرية إلى ما ال نهاية (.)2
متنام. ( )2وهو ما ُيس ى ني العلوم االجتماعية بالرجوع غيج املتناهي أر تتبا أسباب احسباب ً
تتبعا غيج ٍ
ُ
( )3ي و هوتون "نط سظرة سياسية إلى العالم تبنى على سظرة ني فهم الطبيعة اإليساسية" (ص .)50
( )4دايفد هوتون علم النفس السياس ي ص.22
4
وعلم النفس السياس ي يهدف إلى ت ديم إجابات علمية عن هذم احسئلة ويدرس بحسب املؤلف ً
دائما
فرعيا ني العلوم السياسية ولكن تخصص ً
تخصصا ً التفاعط بين السياسة وعلم النفس ويمكن عدم
أنادي ي حديث ً
يسريا ( )5وفو توج دولي ني جوهرم على الرغم من أن أغلبية احناديميين في هم من
الواليات املتحدة احميجكية.
ويميز مكغوير ) (McGuireثاث مراحط عريضة مر بها هذا العلم ني تطورم وهي :ح بة دراسات
الشخصية التي راجت ني أربعينيات وخمسينيات ال رن املاض ي مرحلة دراسة االتجاهات السياسية
ً
وأخيجا ح بة البحوث ني االعت ادات السياسية وطرائق والسلوك االستخابي ني الستينيات والسبعينيات
معاة،ة املعلومات واناعة ال رارات التي بدأت ني ثماسينيات ال رن العشرين.
ّ
مخطط الكتاب
ي ا الكتاب ني م دمة وثاثة أبواب إف تضمنت امل دمة فصلين أولهما؛ عن اسخط املفهومي للكتاب
وال ايي ي دم س ة عن تاريخ علم النفس السياس ي ويتبعهما الباب احو وهو مؤلف من أربعة فصو (3
و 4و 5و )6إف يفحص املؤلف مناح متنوعات من امل اربات ال ائمة على علم النفس االجتما ي التي تؤكد
قياسا بدور احفراد وخصائصهم ني توجي السلوك .أما الباب ال ايي فيتضمن خمسة فصو أهمية املوقف ً
( 7و 8و 9و 10و )11مخصصات لوجهة النظر النزوعية التي تعتمد سظريات سفسية قائمة على أساس فردر.
وني الباب ال الث واحخيج يحاو الكاتب ني ستة فصو ( 12و 13و 14و 15و 16و )17اة،ما بين وجتهي
النظر (املوقفية) و(النزوعية).
ً
محددا للسلوك اإلنساني الشروط املوقفية بوصفها
يبدأ هوتون بعر امل اربات املوقفية ني تفسيج السلوك ني الفصط ال الث الذر حمط عنوان
«السلوكية وحرية االيسان» إف يبدأ باة ديث عن املدرسة السلوكية » «behaviourismوبخااة أعما
عموما وعلم النفس السياس ي ً سكنج ) (B. F. Skinnerوفلك حنها أثرت بصورة كبيجة ني علم النفس
ً
خصواا ني اةخمسينيات والستينيات من ال رن املاض ي .وتعد السلوكية من أهم التيارات املوقفية ال بط
ً
اديكاليا لوجهة النظر املوقفية إف عدت آلية "اإلشراط والتعزيز" السرب الرئيس للسلوك. ً
سموفجا ر تم ط
ً
اجتماعيا ويزعم سكنج أن الرشر يمكن أن ُيدربوا من خا اإلشراط على ال يام بالسلوك امل بو
( )5أو كتاب ني هذا اس،ا ظهر ني عام 1973وني عام 1977أسست اة،معية الدولية لعلم النفس السياس ي بينما
أسست أو مجلة علمية ني هذا العلم عام .1979
5
واإلح،ام عن السلوك غيج امل بو ويذهب ً
بعيدا ني وجهة سظرم هذم فيفتجض أس يجب على الدولة أن
تعمط على إشراط مواطنيها (أر تعلمهم بال واب والع اب) على احخذ بالسلوك املرغوب في وتجعلهم
أفضط.
ً
حج،ا قوية تعار ها فاإلشراط حج،ا قوية تدعم السلوكية فهناك ً
أيضا ً وعلى الرغم من أن هناك
َ ُ
فم ْن اسخو بشأن ما محدود وليس فع ًاال ً
دائما .ثم إ َّن وجهة النظر هذم قد ت ود إلى الفاشية والشمولية
ً ُ
وأخيجا إن قدرتنا على االختيار وحريتنا بهذا الشأن هما جزءان يجب أن يشرط علي أو أال سكون علي ؟
من إيساسيتنا.
أما املنحى املوقفي ال ايي الذر يعر هوتون ني الفصط الرابا فهو مو وع الطاعة وتجربة الصدمات
الكهربائية الشهيجة التي قام بها عالم النفس االجتما ي ستاسلي ملغرام ) )6( (Stanley Milgramني هذا
الصدد .ول د فاع ايت هذم التجربة حن ستائجها بع ت على ال لق حنها توحي بأن الرشر معظمهم ()65%
قادرون على ارتكاب أفعا تخالف معت داتهم احخاقية حين ُيطلب منهم هذا من سلطة يرونها شرعية (.)7
ً
موقفا تح نا في على ً
جميعا قد سخالف أعز مبادئنا وقيمنا اإليساسية حين سواج ويخلص ملغرام إلى أسنا
الطاعة ُسلطة سرى أنها شرعية وس ا ني خطأ كبيج حين سفتجض أن (احفعا الشريرة) ال يرتكبها إال (أساس
أشرار) (.)8
وني وء تجارب ملغرام عن الطاعة جرى تفسيج ك يج من اس،ازر واملذابح التي قام بها أشخاص عاديون
َ
ني ظروف معينة ولكن االتجام املوقفي ني تفسيج الطاعة ومن ثم تفسيج ظاهرة ال تط اة،ما ي واج
ك ًيجا من الن د فإ افة إلى الفروق ال افية ني االستعداد للطاعة ولك يج من العوامط املرتبطة بال تط
اة،ما ي التي ب يت غائبة ني الظروف اسخاجية هناك اعوبة كبيجة ني تفسيج سرب رفض قسم من مبحوثي
ملغرام ( )35%طاعة السلطة عندما جاءت احوامر مخالفات ملا تملي عليهم مائرهم أو قيمهم؟ أليست
قيم وسزعات هؤالء احشخاص هي من دفعتهم لرفض الطاعة؟ (. )9
( )6من أجط تفاايط أكثج عن تجارب ستاسلي ملغرام راجا :روبرت مكلفين ورتشارد غروس ((مدخط إلى علم النفس
االجتما ي)) ياسمين حداد وموفق اة مدايي وفارس حل ي (متججمون)( .احردن :عمان دار وائط للنشر .)2002
( )7أراد ملغرام أن يعرف مدى استعداد الناس إلطاعة احوامر حين تصدر عن سلطة يظنون بأنها شرعية وت ض ي بإيذاء
شخص آخر واة د الذر يمكن أن يذهبوا إلي بعد أن تزداد هذم احوامر قسوة والإيساسية 65 .ني املئة من املبحوثين
استجابوا بالطاعة حوامر تعرض حياة اآلخر إلى اةخطر الشديد ما آثار ك ًيجا من االسته،ان.
ً
مشهورا وهو "اعتياد الشر" تعبيجا لواف آيخمان وأم ال أابح ( )8ابتدعت حنة أرندت ني كتابها آيخمان في القدس ً
فل د رأت أرسدت أن فعط الشر ك ًيجا ما يكون ستيجة نهائية لسلسلة من احفعا ال يتحمط مسؤوليتها شخص واحد ف .
( )9قسم من السوريين رفضوا اإلفعان حوامر ال تط والتعذيب وقد عر وا حياتهم للخطر بسرب موقفهم هذا.
6
ً ولكن االتجام املوقفي ني تفسيج الطاعة تل ى ً
دعما ً
كبيجا بعد ال يام بتجربة أخرى ال ت ط شهرة عن تجربة
ملغرام قام بها فيليب زمباردو ) (Philip Zimbardoني 1971أو تجربة (س،ن ستاسفورد) الشهيجة التي درس
ُ
ً
اجتماعيا فيها سلوك (الس،ناء) والسلوك السادر (للس،اسين) إف بين زمباردو كيف أن احدوار اس َ َّددة
ُيمكن أن تكون سلوكنا وهو ما تطرق إلي هوتون ني الفصط اةخامس من هذا الكتاب املوسوم بد «اناعة
شبابا أص اء ني موقف بغيض ( )10أر ني مكان سيئ اندوق فاسد» .وني هذا الصدد ي و زمباردو « ا ً
ستجد أن املوقف يهيمن عليهم»( .)11وبرأر زمباردو سحن لسنا (سيئين) أو (أشرا ًرا» ولكننا يمكن أن
ستصرف بطرائق غيج أخاقية إفا ما أرغمتنا الظروف على فلك» (.)12
ولكن حتى ني تجربة زمباردو نان ثمة ُحراس طيبون وحراس سيئون ولم يتصرف بالطري ة السادية التي
َ
أشارت إليها التجربة إال ثلث املبحوثين من ثم يمكننا أن ستساء بالطري ة سفسها التي تساءلنا بها ني ما
اسا طيبين؟ يخص تجرية ملغرام :أليست قيم بعض املبحوثين وسزعاتهم هي من دفعت بهم ليكوسوا حر ً
ويتابا هوتون عر لألبحاث املوقفية فيتناو ني الفصط السادس أعما إيرفنغ جاسيس )(Irving Janis
عن كيفية تغيج سلوك الفرد من اة،ماعة ويتساء جاسيس عن السرب الذر يدفا بأساس أفكياء إلى
اتخاف قرارات عيفة ني ك يج من اححيان عندما يوجدون من جماعات؟ وما الذر يمنا الناس من قو
ما يفكرون ب وهم داخط جماعة؟ وني كتاب الشهيج التفكيج اة،معي groupthinkي و جاسيس إن التفكيج
اة،معي ل مخاطر عدة فالضغوط االجتماعية التي يتعرض لها الفرد من اة،ماعة وبخااة إفا نان
معينا بخصوص مو ٍوع ما قد تكبط أفنى احفكياء .بطري ةمن املفروض أن تتخذ هذم اة،ماعة قرا ً ا ً
ر
ً أخرى يخلص جاسيس إلى أن الفرد ممكن أن يكون أكثج ً
فناء وفاعلية حين يعمط وحدم بدال من أن يعمط
من مجموعة وم ولت الشهيجة «هناك أفكياء يصنعون قرارات غبية حين يتخذونها ما بعض» تلخص
فلك.
( )10وهذا ما يعدم زمباردو الصندوق الفاسد الذر يحو التفاح اة،يد بداخل إلى تفاح عفن.
( )11دايفد هوتون علم النفس السياس ي ص103
( )12يعد هوتون أن منظور زمباردو املوقفي هو أكثج راديكالية ني استنتاجات من منظور ملغرام.
7
ني هذا الباب ساقش املؤلف م اربات موقفية متم لة بنظرية سكنج السلوكية وسموفج ملغرام ني
ً
جميعا على أن الطاعة وسظرية الصندوق الردرء لزمباردو وم اربة جاسيس ني التفكيج اة،معي وتتفق
سزعات الفرد ال تحدد سلوك ب در ما يحددم املوقف الذر يجد سفس في .وسوم هوتون إلى أن هذم امل اربات
وخصواا من علماء سفس ترنوا وجهة النظر النزوعية ني تفسيج السلوكً تعر ت ك ًيجا للن د وب وة
السياس ي وهو ما يتناول املؤلف ني الباب ال ايي من هذا الكتاب.
ومن جهت يزعم جستن فراسك ) (Justin Frankني كتاب املعنون «بوش على احريكة :ساج ع ط الرئيس»
الصادر عام 2004أن شخصية وسلوك جورج بوش السياس ي تأثرا ك ًيجا باملعاملة التي سالها من والدي إف
دائما عن احسرة بسرب مشاغل السياسية بينما أم ناست امرأة متسلطة تفت ر إلى نان بوش احب ً
غائبا ً
الدفء العاطفي فكان رد الفعط على هذم التنشئة ال اسية تطور منظور ماسور لدى بوش
) (Manichaeanقائم على ثنائية اةخيج والشر وتنامي أوهام العظمة وال وة لدي ويؤكد فراسك ني كتاب
ً
اسفعاليا لم يلق الرعاية الكافية»(.)13 هذا أن سلوك بوش السياس ي يعكس «دافا طفط معوق
8
وما تجدر اإلشارة إلي هو أن مدرسة السيجة الذاتية ال تتمتا ني الوقت اة ا ر بالشيوع الذر نان لها
عددا من االعتجا ات فلك بسب افت ارها إلى املو وعية واختزالها تفسيج بعض ً ني املاض ي وتواج
الظواهر السياسية ني عوامط شخصية محدودة غيج أن علماء النفس السياس ي لم يتخلوا عنها ً
تماما
واهتموا بعوامط أخريات لها تأثيج كبيج ني الشخصية بم ط االعت ادات واآلراء واحفكار (cognitions or
) beliefsوهو ما يتناول املؤلف ني الفصط ال امن من الكتاب.
وبحسب هوتون إن الشخصية ش يء مركب ال تشمط ف الدوافا (بم ط اة اجة إلى ال وة واالستماء
م ًا) وإسما لها سمات ً
أيضا (بم ط االسطوائية واالسرساطية على سريط امل ا ال اة صر) ولدراسة أثر
الشخصية ني السلوك السياس ي يجب احخذ باة سبان :السمات وهي ً
دائما ثابتة والدوافا وهي متغيجة
من وقت إلى آخر ومن حا إلى أخرى.
وعلى الرغم من أن املهتمين بدارسة مفهوم الشخصية حاولوا تجاوز املشكات التي وقعت بها مدرسة
السيجة النفسية إال أنهم واجهوا الصعوبات املنه،ية والعلمية سفسها فمفهوم الشخصية مع د وغامض
سوعا ما وهناك اعوبات تواج علماء النفس ني تتبا العمليات التي تؤدر بصفات شخصية وغيج دقيق ً
معينة إلى إستاج قرارات معينة ما دفا بالباح ين إلى التوج سحو دراسة العمليات املعرفية بم ط العزو
) (attributionواالتساق والتنافر املعرني ) (cognitive dissonanceواملماثلة التي ي وم بها اإليسان
ودورها ني تحديد سلوك واتخاف ال رارات وهو ما يتناول هوتون بالبحث ني الفصط التاسا من كتاب .
سريعا سيكتشف علماء النفس السياس ي أن اتخاف ال رارات السياسية والسلوك ليسا ستاج ً ولكن
عمليات معرفية خالصة ومعاة،ات ع لية باردة أو بتجرد على غرار ما يفعل جهاز الكمبيوتر باملعلومات
الواردة إلي فحسب فنحن بشر وساد ًرا ما سنظر إلى احشياء واة وادث بحيادية وقراراتنا وسلوكنا معظم
-إن لم يكن جميع -يكتنف االسفعا واملشاعر بم ط الغضب واة ب والكرم واإلع،اب واة زن واةخوف
وما إلى فلك .ومو وع االسفعا والعاطفة وتأثيجهما ني عالم السياسة وطرائق قياسهما سيجرر تناولهما
بالتفصيط ني الفصط العاشر واة ادر عشر من الكتاب وفلك على الرغم من املشكات الك يجات التي
تواج دراسة االسفعاالت دراسة دقي ة.
وني نهاية هذا الباب سيكتشف ال ارئ أس م ط ما لوجهة النظر املوقفية س اط قوة و عف للنزوعية
أيضا إيجابياتها وسلبياتها وسيجد سفس من جديد عال ً ا أمام السؤا عما إفا ناست سمات الفرد وسزعات
ً
الشخصية هي من يحدد سلوك أم املواقف وطبيعتها وخصائصها.
9
الجمع بين املوقفية والنزوعية
ني الباب ال الث واحخيج من هذا الكتاب يحاو دايفد هوتون من خا عر لبعض الظواهر
االجتماعية التي خضعت للدراسة العلمية ال ائمة على احدلة اة،ما بين وجتهي النظر "املوقفية"
ً
خالصا من دون التطرق إلى اتجاها ً
واحدا ً و"النزوعية" وتأكيد أن قلة من النظريات ني علم النفس تأخذ
اآلخر واإلشارة إلى أهميت ودورم ً
أيضا.
ففي الفصط ال ايي عشر يتطرق الباحث إلى دراسة سلوك االستخاب وكيف تأثرت تلك الدراسة بعلم
ً النفس االجتما ي فر الطابا املوقفي وبأبحاث علم النفس املعرني فو التوج النزو ي ني آن ً
معا .فم ا ٍ
تؤكد سظرية التماهي اة زبي أن املوقف ليس نط ش يء ني االختيار االستخابي فاحفراد معظمهم يطورون ما
ً
شعورا باالستماء إلى هذا الوقت رابطة عاطفية طويلة احمد أو سزعة سحو حزب سياس ي معين ومن ثم
اة زب وهذا الشعور هو الذر سيحدد السلوك االستخابي لهؤالء احفراد بحسب ما يؤكدم نامبط وزماؤم
ني كتابهم املشهور «الناخب احميجني» الصادر عن جامعة ميشيغن عام .1960ومن اة،دير باملاحظة أن
سيئا عند واول إلى اة كم أوأداءا ً
التماهي اة زبي يميط إلى ال بات وي اوم التغييج .ف د يؤدر اة زب ً
تعتجي بعض الفضائح السياسية ولكن املنتمين إلى اة زب (أو املتماهين مع بحسب النظرية) يب ون على
مواقفهم الداعمات لل زب ويصوتون ل (.)14
ولكن املُ داحظ ني الدو الغربية أن ثلث الكتلة االستخابية تشمط ً
ساسا ال تربطهم أر الة باححزاب ()15
ً
وغالبا ما يكون هؤالء احفراد مت لبين أو متأرج ين ني أثناء عملية التصويت ويتحدد سلوكهم االستخابي ني
وء قضايا راهنة ني اس،تما أو ربما اسطباعاتهم (إيجابية /سلبية) تجام فلك املرشح (درجة جافبيت
مظهرم )...أو غيجم وال تستطيا سظرية التماهي اة زبي وحدها تفسيج سلوكهم االستخابي( .)16ويخلص هوتون
مؤخرا ني االستخابات الرئاسية الفريسية فل د حصط املرشح اة،مهورر فريسوا فيون على يسبة 20 ً ( )14وهذا ما حصط
ريبا من احاوات على الرغم من الفضيحة املالية التي طالت وزوجت ني أثناء مرحلة االستخابات .ويشرح هذم ني املئة ت ً
الظاهرة فيليب نوسفرس ) (Phlip Converseبالعودة إلى أدبيات علم النفس االجتما ي فيجكز بادئ فر بدء على التماهي
ما اة،ماعات املرجعية ) (reference groupsوهي هنا اة زب وعلى سظرية االتساق املعرني .وتفتجض هذم النظرية أن
الناس ال يحبون التصرف بصورة تتناقض ما اعت اداتهم أو يكون لديهم معلومات واعت ادات متناقضة ني ما بينها وهذا
ما يدعوم ليون فستنغر ) (Leon Festingerبالتنافر املعرني واإليسان يسعى للتخلص من هذم اة الة التي تسرب ل قل ً ا
و ي ً ا عن طريق عدة استجاتيجيات الستعادة حالة االتساق املعرني وربما أهم هذم االستجاتيجيات هي التسويغ .فالناخب
الذر وجد سفس ني حالة تنافر معرفي بسرب الفضيحة املالية التي طالت مرشح حزب اة،مهورر فريسوا فيون سوغ
شخصا وأن فريسوا فيون سيتصرف وفق ما يملي علي اة زب. ً سلوك بأس يصوت لل زب وليس للمرشح بواف
( )15ف 29باملئة من الناخبين احميجكيين عام 1992ناسوا ينتمون إلى أحد اة زبين اة،مهورر أو الديم راطي.
( )16دايفد هوتون ص262
10
إلى أن أفضط تصور لسلوك االستخاب ربما يكون بعدم ً
ستاجا لتفاعط عوامط خارجية (موقفية) وعوامط
داخلية (سزوعية).
ويتصدى الفصط ال الث عشر إلى مشكات الصراع اإلثني وال وميات واإلبادة اة،ماعية .ولشرح
مفهوم الهوية ال ومية ومشكلة الصراع بين ال وى اإلثنية التي قد تنشأ داخط اس،تمعات التعددية يعرض
املؤلف خمس م اربات سظرية :اثنتان ( )17منها موقفية وهي «سظرية الصراع الواقعي بين اة،ماعات»
و«سظرية الهوية االجتماعية» واحدة تحاو اة،ما بين املوقفية والنزوعية وهي «سظرية السيطرة
االجتماعية» ني حين إن امل اربتين احخيجتين سزوعيتان ني طبيعتهما وهما (املنظور السيكودينامي)
وامل اربة (السياسية البيولوجية».
ً
متكررا من تاريخ الرشرية لألسف وهو ً
ملمحا ويختم هوتون هذا الفصط بمو وع مهم ً
جدا ُويعد
اإلبادة اة،ماعية .فل د حاو علم النفس السياس ي واالجتما ي تفسيج هذم الظاهرة ولكن يؤكد الكاتب أن
النظريات املشار إليها أعام تب ى قاارة حتى اآلن ني شرح هذم السلوك.
وتعرف موسرو ) (Kristen Monroeمفهوم اإلبادة اة،ماعية بأس « ُيشيج إلى التدميج امل صود واملمنهج
للرشر ليس بسرب أفعا فردية أو فسوب ارتكبوها وإسما بسرب استمائهم إلى جماعة قومية أو إثنية أو
جدا لظاهرة اإلبادة اة،ماعية تؤكد في رورة توافر عوامط مهما ً
تفسيجا ً
ً عرقية أو دينية»( .)18وت تجح ()19
ً
عدة منها ما هو موقفي ومنها ما هو سزو ي ويمكن تصنيفها ني ثاثة مستويات :أوال املستوى الديمغراني
ثاسيا املستوى السياس ي فمن الضرورر توافر بعض فابد من أن يكون هناك ت سيمات إثنية واض ة؛ ً
الشروط بم ط الضائ ة االقتصادية أو غياب االست رار السياس ي ( )20أو اة روب وال ورات؛ ثال ً ا املستوى
النفس ي االجتما ي بم ط التصورات الذهنية والتنمي واةخوف وما إلى فلك.
وتؤكد موسرو أن هناك سلسلة من اةخطوات قبط وقوع املذبحة (أو سلوك ال تط) تندرج من املستوى
ً
حاسما ني حدوثها وأو هذم اةخطوات ال الث (النفس ي) إف تلعب التصورات والنزاعات ال افية دو ًرا
السيكولوجية هي ظهور أيديولوجيا تعمط على إسباغ الشرعية وتسويغ الذبح الذر سي ا .فتسعى هذم
( )17لاستفا ة ني هاتين النظريتين يمكن الرجوع إلى كتاب معتز سيد عبد هللا االتجاهات التعصبية سلسلة عالم
املعرفة ( 137الكويت اس،لس الوطني لل افة وللفنون واآلداب .)1989
( )18دايفد هوتون ص.294
)19( Monroe, Kristen. « Review Essay: The Psychology of Genocide » Ethics and International Affairs, no. 9,
no. 1, 1995.
ً
( )20ال تتطرق موسرو اراحة إلى االستبداد ولكننا سظن أس أحد أهم العوامط التي تؤدر إلى هذم الظاهرة وغيجها من ظواهر
َ
الطائفية والكرم والتعصب اإلثني وفلك أن أسظمة االستبداد برأينا تمنا عملية االسدماج الوطني ومن ثم والدة هوية
وطنية جامعة حبناء اس،تما التعددر نلهم.
11
خطرا أو مر ً ا بوافهم بكتجيات وجراثيم أو
احيديولوجيا لشيطنة اآلخرين (اة،ماعة امل صودة) ورؤيتهم ً
حشرات .واةخطوة ال اسية تكون املماثلة باحفراد اآلخرين من من جماعتنا الذين ي تلون (سنفعط ما
يفعل زماؤسا) وهو ما ُيس ى االيسياق لآلخرين ني أدبيات علم النفس االجتما ي ومن ثم تأتي اةخطوة
ً
وأخيجا يأتي (تجريد ال ال ة التي تتم ط بإسباغ افة أخاقية على ما سفعط ف تط اآلخر يريح من العذاب (.)21
سفسيا عن ض يت فهو ال يشبهها ً الض ية من إيساسيتها) ) (dehumanizationوبذلك يبعتد اة،اد
بش يء ولذلك قتلها ال ي يج في أر اسفعا (.)22
آخرا ً
مهما وهو مسألة العنصرية والتسامح والتعصب وني الفصط الرابا عشر يتناو هوتون مو ً
وعا ً
ويؤكد أن جميا اس،تمعات الرشرية تعايي ولو بدرجات متفاوتة من هذم الظواهر .وليس من املستغرب أال
يحاو علماء النفس االجتما ي فهمها وشرح جذورها .فما الذر يجعط أفر ًادا عاديين ع اسيين وأص اء
باطنيا – د جماعة بكاملها وليس حر سرب سوى أن تلك اة،ماعة ادف سفسيا يتحيزون – ظاهر ًايا أو ً
ً
أن لون جلدها أو أن دينها مختلف؟
ويشيج املؤلف إلى أن النظريات التي حاولت تفسيج اة س ال ومي والصراعات اإلثنية سفسها تطرقت إلى
مو وع التعصب العنصرر وني هذا الصدد يفيد ريتشارد بوريس وأسدرر غوسيون ولينا مواس ( )23بأسنا
يستطيا تصنيف هذم النظريات جميعها ني انفين :سظريات تفسر ظاهرة التعصب ني مستوى فردر
) (niveau individuelوسظريات تفسرها ني مستوى السياق أو اإلطار اس ي ) (niveau contextuelوهذا
التصنيف يشب إلى حد بعيد تصنيف امل اربات النظرية التي تسعى إلى تفسيج السلوك على أساس سزو ي
أو موقفي الذر ي تجح هوتون ني كتاب هذا.
ويخلص املؤلف ني نهاية املطاف إلى أن التعصب العنصرر م ط غيجم من الظواهر السياسية قد َينتج
عن اعت ادات يحملها الفرد أو عن طباع شخصية وسفسية معينة أو قد يكون ً
ستاجا لعوامط موقفية عدة
تش،ا على ممارست وتسمح بها.
أما ني الفصلين اةخامس عشر والسادس عشر فيتطرق هوتون إلى مو وعين ال ي ان أهمية عن
املو وعات الساب ة ني هذا الكتاب وهما السلوك اإلرهابي وسيكولوجيا العاقات الدولية .وكدأب
قسما منهم اعتجف بعز( )21أشارت التح ي ات التي أجريت ما ك يج ممن ارتكبوا مجازر ني روسدا أو يوغسافيا إلى أن ً
احطفا عن آبائهم ومن ثم قتلهم ني ال يروا آباءهم ي تلون أمام أعينهم.
( )22يعد دايفد هوتون أن تفسيج موسرو لسلوك اإلبادة اة،ماعية من دون ثغرة لوال أس أغفط دور ال ادة ني التأثيج والدفا
سحو هذا السلوك.
)23( Bourhis, R., Gognon, A. et Moïse, L. (1994), « Discrimination et relation intergroupes », in Bourhis, R et
Leyens, J.P Stéréotypes, Discrimination et Relations intergroupes (pp. 161-200), Belgique : Mardaga.
12
ً ُ
تفسيجا أفضط للسلوك يتساء الكاتب عما إفا ناست امل اربة التي تعتمد على العوامط املوقفية ت دم
اإلرهابي ني مجا العاقات الدولية أو امل اربة النزوعية.
جدا هي أن اناع السياسة ال ي درون ني الغالب الدور الذر تؤدي ويشيج الباحث إلى س طة مهمة ً
العوامط املوقفية ني تكوين السلوك حق قدرم بينما -من امل يج للدهشة -سرى س يض هذم املشكلة لدى
منظرر العاقات الدولية أر إنهم يبالغون ني التشديد على العوامط املوقفية ني م ابط العوامط النفسية
الفردية.
وأخيجا يختم دايفد هوتون كتاب بعرض وجهة سظرم التي يخصص لها الفصط السابا عشر بأكمل . ً
ُ
فيستعيد الن اط التي فكرت ني هذا الباب جميعها ويؤكد أن أيا من وجتهي النظر املوقفية والنزوعية لم
تخرج رابحة من دون منازع ني املو وعات التي تناولها الكتاب نلها .و من النطاق فات يشيج املؤلف إلى أن
ُ
احهمية التي تسبغ على املوقفية أو النزوعية تختلف باختاف مو وع الدراسة.
وني جواب عن سؤا الكتاب اس ورر عما إفا ناست الغلبة للنزعات الفردية أم للمواقف ني تحديد
سلوك الرشر ي و هوتون «ال مفر من استنتاج أن لكط منهما دو ًرا ً
مهما وفلك يعود بكط بساطة إلى أن
كبيجا من احدلة (يأتي معظمها من علم النفس االجتما ي) على أن بعض املواقف تستد ي هناك قد ًرا ً
سلونات معيارية ومحددة كما أن هناك قد ًرا ً
كبيجا من احدلة (يأتي معظمها من علم النفس املعرني) على
أن لنزعاتنا أهمية خااة ني ظروف أخرى هذم احدلة تحو دون إعطاء إجابة مرسطة عن السؤا الذر
بعث اة ياة ني هذا الكتاب»(.)24
13
الخاتمة
ال شك ني أن محاولة اإلجابة عن سؤا يتعلق بالطبيعة الرشرية هو ناةخوض ني ح ط ألغام فاة،د
قائم منذ زمن بعيد بين أص اب النظرة النزوعية من جهة وأص اب النظرة املوقفية .وسيستنتج ال ارئ
أن املتأثرين بعلم النفس االجتما ي يرون أن العوامط الفردية أقط أهمية من الضغ االجتما ي وبنية
الشروط املوقفية بينما يتبنى املتأثرون بعلم النفس املعرني واإلرث ال ديم لعلم النفس العيادر اةح،ة
املضادم .وبوج عام فإن علماء النفس السياس ي يميلون إلى امل اربة احولى أما علماء السياسة يترنون
املنحى ال ايي.
ٌ ٌ
ك يجة ومتعددة هي أوج اةخاف بين وجتهي النظر اللتين عر هما دايفد هوتون وساقشهما ني هذا
ً
تاما لهما فالكاتب ُيصر على عرض س اط ال وة والضعف جميعها لكط منهما حا ً الكاتب وهو لم ي دم
على قدم املساواة ومن دون أر تحيز .فهدف الكتاب -بحسب املؤلف ً
دائما -هو التش،يا على التفكيج
بعمق ني أثناء ت ديم وجهات النظر اسختلفات وترك ال ارئ حرا ني اختيارم أحدها أو تبني منحى يدمجها
ً
معا ني تفسيج السلوك السياس ي ويمكننا عد فلك من أهم مزيات هذم الكتاب.
أما املزية ال اسية لهذا الكتاب فهي غنام باملعلومات والتحليات ففي مجلد واحد استطاع هوتون جما
مو وعات عدة وأعما لعلماء سفس وباح ين من مشارب مختلفات ربما نط واحدة منها تحتاج إلى كتاب
ً ً
عريضا ومرسطا لعلم النفس السياس ي. مست ط بحد فات وتضمن الكتاب تعري ًفا
املزية ال ال ة هي أن دايفد هوتون من كتاب م دمة عامة تشتمط على أداة تنظيمية واض ة فات
فائدة كبيجة حغراض التدريس ولكن الكتاب ليس َّ
موجها للمتخصصين ني علم النفس االجتما ي والسياس ي
فحسب وإسما لكط قارئ يحاو فهم السلوك السياس ي مهما نان اختصاا ودرجة ث افت ولذلك أتت
لغت سلسة وبسيطة خالية من التع يد والتكلف وني أماكن عدة خاطب الباحث ال ارئ بضميج اسخاطبة
«تخيط أسك» و «تصور أسك) ...ما يسمح ب در كبيج من اإلس اط يشعر مع ال ارئ أن هناك محادثة بين
وبين املؤلف ما يجعط قراءة الكتابة عملية شائ ة وممتعة واستيعاب سهط.
ربما يشعر ال ارئ أن علم احعصاب قد أقحم ني هذا الكتاب (الفصط اة ادر عشر) وال سيما أن
املؤلف لم يستطا إظهار فائدة هذا العلم املع د ني علم النفس السياس ي بو وح وبالتأكيد لم تساعد
املصطل ات الطبية والفيزيولوجية التخصصية على فلك .وبحسب ما أشار املؤلف سفس ثمة ك يج من
ً
مبكرا اة ديث عن ني مجا املشكات التي تمنا علماء السياسة من االستفادة من هذا العلم وربما ما زا
14
السياسة( .)25نان من احفضط و ا فصط عن اإلعام ووسائط التوااط اة،ماهيجر ((communication )26
) de masseوقد شكط غياب هذا املو وع املهم عن الكتاب ثغرة ال يستهان بها.
ً ً ً ً ً ُ ُ
وجديدا جامعا مرجعا مهما وت دم للمكتبة العربية إن ترجمة هذا العمط إلى اللغة العربية تعد أمرا
سحتاج إلي ني هذم املرحلة املفصلية من التاريخ العربي .وهط سحتاج إلى شرح مطو عن أهميت ني
مجتمعاتنا العربية وهو الذر يتناو مو وعات شائكات من م ط اة س ال ومي والصراع اإلثني والهوية
واالستماء والتعصب والتسامح والطاعة والتعذيب واة رب واإلبادة اة،ماعية والسلوك االرهابي؟.
15